Professional Documents
Culture Documents
بحث الفنون
بحث الفنون
بحث الفنون
فيوس كورونا
المدن يف مجابهة ر
ي دور المجتمع
رقم الدورة))21
ال شك أن الكثير من منظمات المجتمع المدنى فى مناطق عديدة من العالم واجهت تحديات
وأزمات على المستويات المحلية ربما تكون أكثر وطأة وخطورة مما نشهده اآلن ،مثل
الحروب والكوارث الطبيعية والبيئية وحتى األوبئة محدودة االنتشار .وفي المنطقة
العربية ،كانت الحروب والصراعات من أكبر التحديات التي تواجه منظمات المجتمع
المدني في العديد من البلدان ،بل إن من هذه المنظمات ما تشكل في ظل أوضاع كارثية،
أو أنه تأقلم معها بأن جدد من طريقة عمله أو تغيير نطاقاته .ومع ذلك يمكن القول إن
العالم ،ومنظمات المجتمع المدنى بالضرورة ،لم يواجه تحديا مثل التحدي الراهن
المصاحب الجتياح فيروس كورونا .لذلك نحاول هنا الوقوف عند تمظهرات التحركات
التي قامت بها منظمات المجتمع المدني عموما في مواجهة هذا التحدي ،ذلك أن المنظمات
النسائية و/أو تلك التي تعمل في مجال المرأة وحقوقها وأوضاعها والنهوض بمكانتها هي
جزء ال يتجزأ منها.
ومنذ ظهور فيروس كورونا في مصر ،تعددت المطالب بضرورة تفعيل دور منظمات
المجتمع المدني ،وحشدها لتتالءم مع اللحظة الفارقة التي تمر بها البالد جراء جائحة كورونا.
وانعكس دور المجتمع في عدد من المبادرات من جانب بعض المؤسسات ،والجهود الفردية
من خالل تقديم التبرعات العينية والمادية ،والتي تستهدف التخفيف من األعباء المعيشية جراء
تضرر شرائح واسعة من المجتمع من توقف العمل في بعض المجاالت ،وفي مقدمتهم العمالة
اليومية.
منظمات المجتمع المدني ،ومبادرة األفراد من المهم لماليين األشخاص أن تظل عاملة في
الوقت الحالي والمستقبلي لتدعم أكثر الفئات ضعفًا وبيئتهم ،ألن استمرارها يعني إعادة التركيز
على اآلثار المحتملة والمتوقعة ألزمة كورونا من أزمات إنسانية وصحية ونفسية واقتصادية.
نتوقع الكثير من العواقب المباشرة أو غير المباشرة لكورونا التي ستؤثر بشكل كبير على سبل
العيش ،على سبيل المثال ،قد تكون األمور غير المباشرة في المستقبل أكثر خطورة على
المدى المتوسط إلى الطويل – مثل ندرة الموارد االقتصادية.
فيجب على المجتمع المدني واألفراد استمرار وتفعيل الكثير من المبادرات لمساندة الدولة
والمجتمع في مواجهة أزمة كورونا ،ومن هذه المبادرات التي يجب أن تجد الكثير من االهتمام
والرعاية :الدعوة إلى الترشيد واالستخدام المرن للموارد ،معالجة النتائج االجتماعية للتداعيات
االقتصادية ،حملة من أجل حماية الفقير.
وإن التضامن والتعاطف يجعلنا نتكاتف في التغلب على هذه األزمة ،ألن القيم اإلنسانية تلزمنا
بذلك ،كما أن واجبنا نحو أفراد مجتمعنا وبلدنا الحبيبة مصر يلزمنا إلى أن نتطلع إلى األمام
وأن نكون قدر المسؤولية ،بغض النظر عن الضغوط التي نمر بها جراء أزمة كورونا.
كما يجب التعرف على الفيروس وظهوره واعراضه وكيفية الوقاية منه لكى نتغلب
عليه:
باإلضافة إلى ذلك ،يوصى باستخدام غطاء الوجه ألولئك الذين يشكون في أن لديهم
الفيروس والذين يقدمون الرعاية لهم .تتعارض توصيات تغطية الوجه التي يستخدمها
الناس ،مع توصية بعض السلطات لهم ،بعضهم ضدهم ،والبعض اآلخر ينصحهم
باستخ دامها .هناك أدلة محدودة على أو ضد استخدام األقنعة (الطبية أو غيرها) من
قبل األفراد المعافين في مجتمعنا.
الناتجة التنفسية بالقطيرات آخر إلى شخص من عادة العدوى تنتقل
عن السعال أو العطاس.
تتراوح المدة الزمنية الفاصلة بين التعرض للفيروس وبداية األعراض من يومين إلى 14
يوما ،بمعدل وسطي هو خمسة أيام.
ً
حددت منظمة الصحة العالمية أربع مراحل النتشار فيروس كورونا المستجد؛ حيث
يكون مصدر اإلصابة في المرحلة األولى قادم من خارج البالد ، imported caseكما
كان الوضع في أول حالتي إصابة في مصر .بينما تتمثل المرحلة الثانية في االنتشار
الجديدة المصابة بشخص مصاب بالفيروس أو قادمة من بلد منتشرة فيه العدوى ،وتم
تحديد مصدر العدوى عن طريق إجراءات الرصد والتقصي .أما المرحلة الثالثة ،فهي
المصابة بالفيروس غير متصلة بأي شخص مصاب مسجل في قواعد بيانات الترصد
والتقصي أو بأي شخص سافر إلى أي من البلدان المتأثرة بالفيروس ،وتعجز إجراءات
وتعد المرحلة الرابعة واألخيرة هي األسوأ؛ ألنها تمثل مرحلة االنتشار الوبائي ،حيث
يصبح انتقال الفيروس على نطاق شديد االتساع .ووفًقا للبيانات الرسمية فإن الحاالت
التي تم اكتشافها في مصر حتى اآلن ،فإنها من المخالطين للحاالت اإليجابية التي تم
اكتشافها واإلعالن عنها ،وهو ما يعني أن مصر مازالت في المرحلة الثانية .ومع ذلك
هناك بعض المؤشرات التي قد تشير إلى إننا على أعتاب مرحلة االنتشار المجتمعي،
مثل؛ تكرار اإلصابات بين األطقم الطبية ،وكثرة عدد البؤر في الفترة األخيرة؛ لذلك من
الضروري طرح فكرة المشاركة المجتمعية ،ونحن على أعتاب المرحلة الثالثة.
ومن ثم تهدف هذه المقالة إلى مناقشة مفهوم الشراكة بين كل من؛ الحكومة والمجتمع
المدني والقطاع الخاص؛ لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد ،باعتبارها المحاور
الثالث للحوكمة ،مع التعرف على أي أسس يجب أن تبنى هذه الشراكة .مع اإلشارة
في تدعيم المجهود الطبي في القرى والمدن ،وتفعيل آليات عملية عن طريق المشاركة
أيضا ستتعرض
يلعبه القطاع الخاص في مجاالت الكشف المبكر ،والفحص المختبري .و ً
المقالة لظاهرة التنمر والوصم المرتبطة بالمرض ،وكيف يمكن أن تكون المشاركة
أهميته باتت تزداد بشكل كبير خاصة في ظل انتشار جائحة فيروس كوفيد،19 -
والحاجة الماسة إلى تكثيف الجهود من أجل التغلب على هذه األزمة التي باتت تهدد
الجميع ،مع األخذ في االعتبار أن تلك الشراكة تقتضي وجود مجتمع مدني قوي ،له
صالحيات حقيقية ،وشريك فعلي ،بحيث تكون العالقة بينهما "ندية"؛ أي أن يكون
للمجتمع المدني آليات تمكنه من الحفاظ على استقالليته ،ونديته في تعامله مع
الحكومة .ويمكن التنويه -على سبيل المثال -إلى أهمية تلك الشراكة ،في موقفين،
يتمثل األول؛ في محاولة خروج الناس في قرية الهياتم بالمحلة ،والتي من المفترض أنها
تحت الحجر الصحي لمنع انتشار الفيروس منها ،والثاني؛ يتمثل في موقف العائدين من
والحقيقة ،أنه منذ أيام وباء الكوليرا ،وهناك عدم استجابة من جانب الناس لإلجراءات
الضرورية للصحة العامة الوقائية وكانوا يهربون من أماكن العزل ،وال يعلنون عن
المرض ،وكأنه وصمة ،وكان يعود ذلك في إحدى جوانبه لتحفظ المواطنين في التعامل
مع السلطات .ومن هنا تأتي أهمية دور المجتمع المدني " -الشريك الحقيقي" – الذي
بإمكانه أن يوفر على الحكومة الكثير من اإلجراءات التي تستهلك طاقتها ،بحيث تتفرغ
يكا
بدال من توابعها؛ ومن ثم يصبح المجتمع المدني شر ً
لدورها الفعلي في مواجهه األزمة ً
هاما يوفر على الحكومة الكثير من اإلجراءات اإلدارية في مثل هذه الحاالت .
ً
اكا لتلك األهمية ،فقد كثر الحديث في الفترة األخيرة من جانب العديد من المسئولين
وإدر ً
عن ضرورة "حشد جهود المجتمع المدني" في مواجهة فيروس كوفيد ،19-إال إن تحقيق
ذلك يقتضي االلتفات إلى توصيات المجتمع المدني ،والتعامل معها بجدية ،خاصة فيما
يتعلق بتوفير الحماية الالزمة للمجموعات األكثر عرضة لخطر اإلصابة بالفيروس؛
رأسها أرجحية ارتفاع معدالت العنف المنزلي .كذلك األشخاص الذين يعانون من حاالت
صحية مزمنة ،مثل؛ مرض السكري ،وأمراض القلب ،وأمراض الرئة ،ومرضى األورام،
باعتبارهم األكثر عرضة للوفاة إذا أصيبوا بالفيروس .ومن الجدير بالذكر إن "حشد
جهود المجتمع المدني" بشكل حقيقي في مواجهة كوفيد 19-سوف يصب لصالح
الجهود المبذولة من جانب الدولة لمواجهة الوباء؛ للتقليل من احتمالية الدخول في
المرحلة الثالثة ،والمعروفة بمرحلة االنتشار المجتمعي للفيروس .وتأتي في مقدمة المهام
التي يمكن أن يتضطلع بها المجتمع المدني لمواجهة جائحة كورونا ،تقديم الخدمات
منذ ظهور حاالت اإلصابة بالفيروس في مصر تعددت الدعوات المطالبة بضرورة
تفعيل دور منظمات المجتمع المدني ،وحشدها لتتالءم مع اللحظة الفارقة التي تمر بها
البالد جراء جائحة كورونا ،وقد انعكست في عدد من المبادرات من جانب بعض
مؤسسات المجتمع المدني ،والجهود الفردية من خالل تقديم التبرعات العينية والمادية،
والتي تستهدف التخفيف من األ عباء المعيشية جراء تضرر شرائح واسعة من المجتمع
من توقف العمل في بعض المجاالت ،وفي مقدمتهم العمالة اليومية ،ويمكن االستدالل
على إحدى النماذج من خالل دور بنك الطعام المصري ،والحملة التي أطلقها تحت
توزيع 500ألف كرتونة طعام كدعم غذائي .ونخص بالذكر الجهود المبذولة من جانب
المجتمع المدني لدعم القطاع الصحي الحكومي ،باعتباره يتحمل على عاتقه الجزء
فضال
ً األكبر من مسئولية مواجهة جائحة كورونا ،والتي تمثلت في عدد من المبادرات
عن تقديم العديد من الشركات ومؤسسات المجتمع المدني تبرعات مالية لو ازرة الصحة
والسكان .ويمكن توضيح نماذج لتلك المبادرات على النحو التالي :
المستشفيات ،من أدوات الوقاية الشخصية من العدوى ،ومن بين النماذج ،دور مؤسسة
"مصر الخير" ،من خالل إسهامها في تقديم المستلزمات الطبية والمالبس الوقائية
حيث تهدف هذه المبادرة إلى رفع سعة ،وكفاءة غرف الرعاية المركزة؛ وذلك بإعادة
المشروعات ،ثُم مخاطبة الهيئة العربية للتصنيع والشركة القابضة للصناعات المعدنية
إلنتاج الجهاز على خطوط إنتاجهم ،وخلق قنوات للتبرع لصالح الحملة من خالل
الكوادر في جميع محافظات مصر على استخدام الجهاز .وتقوم المبادرة على تحقيق
تعاون ثالثي بين قطاع الصناعة ،وجمعيات المجتمع المدني ،والدولة لتحقيق الهدف
المرجو في أقصر مدة ممكنة ،وبجودة عالية .وقد بدأت بالفعل مجموعة عمل في دراسة
يعاني القطاع الصحي الحكومي أزمة كبيرة في عدد األطباء والتمريض؛ ولهذا اضطرت
و ازرة الصحة إلى تغيير شكل المواجهة التقليدية للوباء؛ وذلك بغلق العيادات الخارجية
تعديال
ً بجميع المستشفيات وتحويل طاقة العمل بأكملها إلى الوحدات الصحية ،وهذا ُيعد
لمسار التعامل مع األزمة ،بهدف االستفادة القصوى من الفريق الطبي الحاليً .
فبدال من
أن تكون المستشفيات هي خط المواجهة األول للمرض ،مما يسمح بتحويلها لبؤر عدوى
الستقبالها عدد كبير من المرضى من مناطق مختلفة ،تكون الوحدة الصحية أو مكتب
الصحة الموجود في كل حي أو قرية الخط األول للتعامل مع المرض ،على أن يتم رفع
كفاءة تلك الوحدات ،ومدها بالفريق الطبي المدرب وبأجهزة األشعة والتحاليل التي تمكنها
من تأكيد أو نفي احتمالية إصابة أي شخص بـ "كورونا" ،بحيث تقوم الوحدة بعد ذلك
بتحويل الشخص المرجح إصابته بالفيروس إلى مستشفى الحميات أو الصدر القريب
منه ،ليجري فيه تحليل "pcr" .وفي حال تأكد اإلصابة ،يتم نقله إلى أقرب مستشفى
عزل له .وبالتالي يتحقق هدف تخفيف العبء على الفريق الطبي بحيث لن يصل إلى
مستشفيات الحميات سوى المرضى الذين يعانون من التهاب رئوي فقط .ومن ثم ،يكون
دور األخيرة قاصر على التحقق مما إذا كان االلتهاب الرئوي بكتيرًيا ،ووقتها يحصل
المريض على عالجه داخلها أو أنه ناتج عن اإلصابة بفيروس كورونا ،ويحتاج إلى
ونتيجة للنقص في عدد األطباء والتمريض ،واحتياج القطاع الصحي بأكمله إلى التدريب
النقص ،وقد يساهم في التخفيف من العبء على المنظومة الصحية؛ ألنه يسمح
للتخصصات العلمية القريبة من مجال الطب مثل خريجي كليات العلوم والطب البيطري
واألسنان القيام بأدوار تكميلية بمستشفيات العزل واإلحالة أو بفرق التقصي والمتابعة
الميدانية .وكذلك يسمح القرار بوجود متطوعين للعمل المجتمعي لتوعية الناس بأن خط
فضال عن إمكانية قيامهم بتوصيل الخدمات إلى
ً الدفاع األول لإلنسان هو بيته،
لإلصابة.
وفي ذات السياق ،قامت و ازرة الصحة بتخصيص خطين ساخنين لألمانة العامة للصحة
النفسية؛ لتقديم الدعم النفسي للمواطنين المتواجدين بالمنازل خالل هذه الفترة ،باإلضافة
إلى تدريب 150متخصص في الصحة النفسية عبر وسائل اإلنترنت للتواصل عن بعد
من أجل تقديم الدعم النفسي للمصابين بفيروس كورونا المستجد ،وأهالي المصابين
والفريق العالجي في مستشفيات العزل وباقي فئات .وفي هذا السياق تأتي أهمية تفعيل
خصوصا من أطباء
ً عموما ،وللفرق الصحية
ً آليات عملية للدعم النفسي للناس
الحكومة ،إال إنه مازال ينقصها توافر قنوات الستيعاب المزيد من المبادرات المجتمعية،
التي تأتي من خارج الحكومة واالستفادة منها عن طريق آليات واضحة ومحددة؛ وذلك
نموذجا:
ً ثال ًثا -دور القطاع الخاص ..قطاع التحاليل الطبية
ظهرت مطالب عديدة بضرورة تعاون القطاع الخاص مع الحكومة ،خاصة "القطاع
الطبي الخاص"؛ وذلك بما يمتلكه من إمكانيات وموارد وخبرات وأدوات؛ للقيام بدور
وطني في هذه األزمة .وفيما يخص قطاع التحاليل ،فإنه يحظى بأهمية كبيرة خاصة مع
المستجد ،وتنقسم تلك التحاليل إلى نوعين :األول؛ معروف باسم "بالكاشف السريع"،
والمقصود به فحص األجسام المضادة ،وميزته أنه أسرع وأرخص ،إال إن دقته تعد أقل.
أما النوع الثاني؛ فهو األهم ،واألدق ،وهو تحليل "PCR".وقد أعلنت و ازرة الصحة
وفي هذا السياق أشارت بعثة الدعم التقني التابعة لمنظمة الصحة العالمية المعنية
بمرض كوفيد 19-والتي اختتمت مهمتها في مصر بتاريخ 25مارس 2020إلى أن
مصر تستطيع إجراء ما يصل إلى 200.000اختبار؛ وذلك بفضل الدعم المقدم من
المنظمة وشركاء آخرين والحًقا في 2أبريل 2020أجاب مكتب ممثل منظمة الصحة
العالمية في مصر ،أن مصر لديها 400.000كيتس إلجراء التحليل الخاص بفيروس
مع وعد بزيادة العدد إلى 27معمل ،بعد أن كانت تسحب العينات من أماكن مختلفة،
ويتم تحليلها في المعامل المركزية في القاهرة فقط ،ويعد ذلك خطوة جيدة في اتجاه
ووفًقا لتعريف حالة كورونا المستجد الذي وضعته اللجنة العلمية لو ازرة الصحة ،فإن
التحليل يجري فقط لمن ظهرت عليهم أعراض المرض ممن خالطوا حالة إيجابية أو
سافروا إلحدى الدول عالية اإلصابة .ويرى بعض الخبراء ضرورة التوسع في التحاليل،
بحيث يكون هناك مركز اختبار واحد في كل منطقة؛ ألن من شأن القيام باالختبارات
الخاصة بالكشف عن كورونا المستجد على نطاق واسع ،أن يساهم في المساعدة على
اكتشاف مرحلة (االنتشار المجتمعي) في وقت مبكر ،والعمل على احتواء بؤر التفشي
بشكل أسرع .خاصة وأنه بمجرد الدخول في مرحلة االنتشار المجتمعي ،فإن القدرة على
الحد من هذا االنتشار ستكون محدودة إلى حد ما؛ لذلك فإن هدف هذه االستراتيجية
يتمثل في تسطيح منحنى العدوى ألطول وقت ممكن؛ أي إبطاء العدوى قبل أن ترتفع
ويمكن التنويه إلى أنه في حالة عدم قدرة المعامل المركزية والفرعية بو ازرة الصحة على
تحمل عبء زيادة العينات ،فإنه من الممكن االستفادة بالعدد الضخم من المعامل
الخاصة الموجودة في مصر من أجل التوسع في التحاليل ،والمساهمة في الكشف
المبكر ،عن طريق الشراكة مع المعامل الخاصة؛ وذلك شريطة أن تكون مطابقة
الحكومية .
يعد "الوصم نتيجة المرض في الوعي الشعبي الجمعي مسألة تاريخية ليست بسيطة"،
وتعني االرتباط السلبي بين الشخص أو مجموعة من األشخاص الذين يشتركون في
خصائص معينة ،ويعني هذا أنه قد يتم التمييز ضد األشخاص المصابين بكوفيد – 19
أو األشخاص الذين لهم صلة اتصال بالمرض .على سبيل المثال؛ صلة القرابة أو
وكذلك على أسرهم ،وأصدقائهم .وقد أثار تفشي كوفيد 19-الحالي وصمة اجتماعية
وتمييزية سواء كان وصم األفراد أو الدول أو ضد أي شخص ُيعتقد أنه على اتصال
بالفيروس .
-1أسباب الظاهرة :تعود أسباب الوصمة المجتمعية المتزايدة المرتبطة بكوفيد 19-إلى
كونه مرض جديد ،وال يزال هناك الكثير من المجهول عنه .ومن عواقب الوصمة
المجتمعية أنها ممكن أن تدفع الناس إلخفاء المرض لتجنب التمييز ضدهم ،ومن ثم
اللجوء إلى الرعاية الصحية في حالة متأخرة ،وليس فور اإلصابة أو الشعور بأعراض
المرض ،وبالتالي يتسبب في انتشار الفيروس على نطاق واسع .وقد تبين خطورة هذه
الظاهرة ،في تحدي بعض القرى للحجر الصحي ،ومحاولة البعض الهروب من الحجر
الصحي .وقد ظهر التنمر عند دفن الموتى من ضحايا فيروس "كورونا" في مقابر
عائالتهم بالمحافظات ،وإثارة أزمات بين أهالي القرى التي ينتمون لها ،خاصة في ظل
وظاهرة الخوف من الحجر الصحي لها أسبابها المعقدة ،والتاريخية في مصر ،وال يصح
أن يتم التعامل معها بتوجيه اللوم للناس باعتباره (نقص وعي) .فقد كان يتم التعامل مع
مرضى الكولي ار في القرن الماضي بالشدة والصرامة ،لدرجة كانت تدفع األهالي إلخفاء
اإلصابات والوفيات .فعندما كان يصل إلى السلطات الصحية خبر حدوث إصابة كان
يتم إرسال مجموعة من موظفي الصحة والبوليس إلى منزل المريض ،ويقومون بأخذه
إلى عربة الصحة ،ثم إلى المستشفى ،وبعد ذلك يأتي الدور على منزل المصاب؛ حيث
يذهب إليه موظفو الصحة فيأخذون ما فيه من األثاث بهدف التطهير ،ولكن في أغلب
األحيان كان يتم حرقه ،مما أدى إلى خوف وهلع أقارب المريض والجيران .
-2مقترحات لمواجهة الوصمة المجتمعية :يجب احتواء هذه المشكلة ،وإيجاد حلول
سريعة لها قبل أن تتزايد؛ حيث وضعت منظمة الصحة العالمية عدة اقتراحات لمواجهة
الوصمة المجتمعية المرتبطة بالمرض ،ومن المفيد تبنيها في سياق المشاركة المجتمعية؛
أ -نشر الحقائق؛ حيث تزيد الوصمة المجتمعية نتيجة لعدم توافر الحقائق والمعلومات
الكافية حول كوفيد – ،19وطرق العدوى ،والوقاية منه .ومن ثم فإن إعطاء األولوية
لنشر المعلومات الصحيحة المتعلقة بالمرض ،سوف يساهم في الحد من تلك الظاهرة.
ب -االهتمام بنشر أصوات وقصص عن األشخاص الذين عانوا من الفيروس ،وقد
تعافوا؛ أو من دعموا أحد أقاربهم وأصدقاءهم من خالل التعافي ،للتأكيد أن معظم الناس
أيضا قد
ج -إبراز الدور الهام لمقدمي الرعاية الصحية في األزمة الحالية؛ ألنهم ً
يتعرضون للوصم .وهنا يظهر أهمية دور المتطوعون في المجتمع؛ ألنهم يلعبون ًا
دور
وختاما لما سبق ،يمكن التنويه إلى البيان الصحفي الذي أصدرته بعثة الدعم التقني
ً
المعنية بمرض كوفيد 19-في مصر إلى أن "اتباع نهج يشمل الحكومة بأكملها
صم المرتبط بالمرض"؛ حيث سيسمح ذلك االنسياق وراء الشكوك ودون الخوف من َ
الو ْ
بمكافحة انتشار الوباء بفاعلية قبل أن يتطور انتقال المرض من مستوى األفراد إلى
مهما وضرورًيا ،من مستوى المجتمع .لذلك فإن تضافر الجهود المجتمعية" ،يعد ًا
أمر ً
خالل تضافر جميع المبادرات في إطار واحد حتى يساهم في خلق حركة وبيئة إيجابية
التعاون المشترك مع المؤسسات المختلفة للدولة من أجل تكثيف جهود التوعية ،ووضع
خريطة طريق بسيطة وواضحة يتحرك من خاللها كل من يشك في حالته الصحية ،مع
األخذ في االعتبار تزايد معدالت حاالت الوهم المرضي .وفي النهاية هناك ضرورة
ملحة لتعبئة جميع اإلمكانيات والقدرات األهلية ،والخاصة للعمل على نحو مشترك مع
وقد التزمت الحكومة المصرية بمسئولياتها تجاه المواطن وسخرت كل إمكانيتها لمواجهة
انتشار الفيروس ،وتعاملت بشفافية مع الشعب المصرى العظيم ،وقد التزمت شريحة
كبيرة من الشعب المصري وساعدت فى تنفيذ األجراءات الوقائية واألحت ارزية لمواجهة
هذا الفيروس اللعين ووقفوا معا في لحظة مهمة من عمر الوطن في مواجهة هذا الوباء
الذي يتطلب من الجميع استمرار التكاتف والتضامن لعبور هذه المحنة بسالم والمحافظة
على ما حققناه من نجاح في مختلف المجاالت واالستمرار في تنفيذ خطط التنمية
والحفاظ على االستقرار االقتصادى .وبالرغم من هذا وما تقوم به الدولة ،هناك
المتربصين من أعداء الوطن اللذين يحاولون التشكيك فيما تقوم به من جهد وإنجاز وهدم
الثقة فى الحكومة والقيادت .لكن رئيسنا العظيم الذى يحرص ويعمل دائمًا على بناء
األنسان المصرى والحفظ على صحته وقد ظهر ذلك فىما قام به من جهد للنهوض
بالمنظومة الصحية على كافة المجاالت وتنمية وبناء وإستعادة مكانة الدولة المصرية
دائما يراهن ويعزز ثقته على هذا الشعب الذي يبرهن دائما في الظروف الصعبة على
صالبته وأصالة معدنه وقدرته على مجابهة هذه الحمالت والتصدي لها ففي الشدائد
وفى الفترة الماضية شهدت مصر شائعات كثيرة ،وقد شهدت أيضًا خالل أزمة كورونا
االلتزام بتعليمات األمن والسالمة من منطلق ثقافة خاطئة وقيام الجماعات اإلرهابية
بنشر العديد من الشائعات اليومية المغرضة والتى قد يكون لها تأثير مدمر على حياة
المواطنين ومقدرات الدولة المصرية ،والتي تواجهها أجهزة الدولة على مدى الساعة
بالطرق المعلنة المختلفة ،لكن المواجهة مع هذه العناصر وهذا الفصيل الشرير لن
تنتهي ويجب علينا جميعًا شعبًا وجميع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى مع
أن منظمات المجتمع المدني لها دور هام في التدخل الميداني في األزمات وحشد
الطاقات وضخها وذلك من خالل تدعيم مؤسسات الدولة ودعم والمساعدة على تنفيذ
التعليمات الصادرة من الحكومة ،وااللتزام بالتدابير االحت ارزية ودعمها للحد من انتشار
الفيروس والتوعوي بكيفية مواجهة انتشار الفيروس من خالل تكثيف حمالت توعية
كيفية الحماية واإلجراءات التي يجب اتباعها للوقاية من اإلصابة خاصة في القري
والريف واألماكن البعيدة عن الحضر واألماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة في المدن
لما تملكه هذه المنظمات من قدرة في التعامل على األرض والوصول السريع لألماكن
النائية وهو دور مكمل لدور الحكومة في التوعية والتي تستخدم وسائل اإلعالم بشكل
مكثف لنشر الوعي والتثقيف .هذا باألضافة الى أن دور منظمات المجتمع المدني
وأفراده لهم دور كبير في التصدي للشائعات ودعم الجهود الحكومية في مواجهة أزمة
هذا الوباء العالمى ،بأن يكون متمسكًا بالمواطنة الصالحة ،وأن يحرص أفراد المجتمع
باألضافة أيضًا الى :المساهمة الفاعلة في تعزيز الوعي المجتمعي وتوعية الشعب
لكيفية التصدي للشائعات وعدم تداولها على مواقع التواصل االجتماعي وأخذ األخبار
من مصادرها الرسمية .كذلك خالل استخدام وسائل التواصل االجتماعي ،التي تشجع
منذ إعالن منظمة الصحة العالمية عن هجمة فيروس "كورونا" بأنها "جائحة عالمية" في
، 2020 /3/12فإن هذه األزمة الصحية العالمية سوف تحدد معالم المستقبل للمجتمع
اختبار لعزمنا ،ولثقنا في العلم ،ولحس التضامن اإلنساني ،وهذا النوع من
اإلنساني و ًا
األزمات يسلط الضوء على أفضل ما لدى اإلنسانية وأسوأ ما لديهم في نفس الوقت.
ولنبدأ ببعض المالحظات حول إعالن منظمة الصحة العالمية ،حيث حثت المنظمة
جميع البلدان على اتباع نهج شامل يتواءم وظروفها المحلية ،على أن يكون االحتواء
ركيزته األساسية ،وقد حددت دليل عمل للدول والمنظمات من خالل اعتماد إستراتيجية
من أربعة محاور :األول التأهب واالستعداد (لتهيئة الناس بأهمية اإلجراءات الوقائية
وتوفير كافة وسائل الرعاية الصحية لهذا الغرض) ،والثاني الكشف والحماية والعالج
(بإجراءات ُمحكمة للعثور على كل حالة مصابة بالفيروس وعزلها وفحصها ومعالجتها
وفحص أكبر عدد من المصابين بالفيروس وعزله lوفرض الحجر الصحي على أقرب
مخالطيهم إلبطاء سرعة انتشار المرض) ،الرابع هو االبتكار والتعلم ( بمنح الجميع
و ازرة الصحة وأجهزة الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة يدعمها اإلعالم الوطني ،تميز
بما يمكن وصفه بأنه إدارة رشيدة و"أداء استباقي" رائع ،كان مثار إشادة منظمة الصحة
العالمية .في المقابل نجد أن هناك حالة خوف كبيرة غير مبررة ،ومن ثم تعد أزمة
حقيقيا لقدرات وقوة المجتمعات على مواجهتها ،ونجاحنا يتوقف على قدر
ً اختبار
ًا كورونا
الوعي في التعامل مع األزمات طويلة المدى ،وبالنظر إلى هذه الجائحة فإنه ال يعرف
لها نهاية محددة ،في ظل سرعة تداعياتها ،أمامنا مسئولية جماعية ال فردية لتحقيق
األمن والسالم واالجتماعي ،وهنا يبزغ دور منظمات المجتمع المدني ( ،والمأمول فيه
يطلق مسمى المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية على مجموعة من المنظمات
أو الجمعيات األهلية التي في غالبيتها ال تهدف إلى الربح وتضم في عضويتها
المتطوعين للعمل الجماعي وخدمة المجتمع في الحياة العامة ،وهي تقوم بتقديم الخدمات
ويمكن للمجتمع المدني القيام ببعض األنشطة والمهام في مجال إدارة جائحة كورونا من
خالل :تقديم الخدمات اإلنسانية والطبية واالجتماعية ،وكذا تقديم التجهيزات الخاصة
بالتطهير وإمكانات اإلسعافات األولية ،مع توفير المتطوعين المدربين للمساعدة في
والعينية ،واإلشراف على إقامة الدورات التدريبية للمتطوعين عبر البوابات اإللكترونية،
التي حددتها WHOمنظمة الصحة العالمية ،كما تشارك منظمات المجتمع المدني في
توعية المواطنين بمخاطر الفيروس ،ووسائل مواجهته ،وطرق الوقاية منه ،وحمايتهم من
خطره.
وغير خاف أن هذه الجائحة تتداخل فيها المراحل بشكل غير مألوف ،فهناك محافظات
محافظات آمنة ،ومن هنا يمكن تركيز منظمات المجتمع المدني والجمعيات األهلية
على بعض المهام الرئيسة إلى جانب جهود الدولة ،ويمكن إضافة مهام أخرى وفق
مرحلة ما قبل األزمة( :وهي المرحلة الوقائية للمناطق غير المصابة حتى اآلن)،
ويمكنها القيام باآلتي :بعرض برامج توعية للجماهير حول األزمة وكيفية االستعداد لها،
ونشر الوعي بمخاطر الفيروس ،وبأهمية العمل التطوعي بالمجتمع ،والتنسيق بين
منظمات المجتمع المدني بين المحافظات المصابة ،والتعاون مع الجهات التنفيذية في
نطاق عملها في المحافظات ،وتوفير التمويل الذاتي لتنفيذ مبادرتها في المرحلة الوقائية،
وتوزيع المعونات على مدار الساعة ،ووضع خطة متكاملة إلقامة معسكرات مؤقتة
المرحلة الثانية مواجهة الجائحة" تفشي محدود للفيروس" وأهم إجراءاتها :انتقال أطقم
متطوعي الجمعيات األهلية لمناطق اإلصابة وإرسال الفرق التطوعية وتقديم المعونة
الخدمات األخرى.
المرحلة الثالثة ما بعد تراجع الجائحة من خالل :المساهمة في إعادة تأهيل المناطق
التي تم تطهيرها (أسر /قرى /أحياء) وفق األولويات أولها تقديم خدمات الرعاية
العاجلة للمتعافين من خالل :زيارة المتعافين وتقديم الرعاية العاجلة لهم وألسرهم ،ودعم
احتياجات المستشفيات وزيارة المصابين وتقديم الرعاية العاجلة لهم وألسرهم ،من خالل
تنفيذ مشروع متكامل لرعاية المتضررين ،ولتكون مشاركة المجتمع المدني في مرحلة ما
إال عن مبادرات محدودة ،تم إعالنها من خالل مجلس الوزراء ،بتوفير مستلزمات طبية،
لدعم خطة الحكومة في مجابهة فيروس كورونا ،وبالتالي فإن الدولة بحاجة لدعم أبنائها
والمصدرين التبرع المادي في توفير احتياجات المستشفيات ومناطق العزل ،كما يمكن
وجدير بالذكر مصر على أبواب استحقاقين النتخابات مجلسي الشعب والشورى ،وربما
المحليات ،وقد أعد المرشحون المحتملون أنفسهم منذ قبل أزمة كورونا ،ومن المبادرات
المقترحة نأمل أن يكونوا أول من يسارع في تقديم العون للدولة (من أموال رصدوها
لحمالتهم االنتخابية) ،وكل األحزاب مدعوة اليوم " لدعم مصر" ،للدخول في سباق
المؤازة بجوار باقي منظمات المجتمع المدني ،وأتصور أنه أول اختبار حقيقي ألول
وقد شاهدنا مبادرات إيجابية من بعض أصحاب الفنادق في العواصم العربية ،للتبرع
بإقامة للمعافين من الحجر الصحي ،وفق تعليمات و ازرة الصحة ،كما تبرع العديد من
رجل األعمال على مستوى العالم لبالدهم وبالد أخرى لمساعدة الدولة في مواجهة
اإلستراتيجية للتأهب واالستجابة بمحاورها الثمانية ،وأن تكون هذه المنظمات ضمن
ويمكن اقتراح بعض التوصيات لتفعيل دور منظمات المجتمع االمدني في مواجهة
مستقبال من خالل:
ً األزمات
-إنشاء اتحاد نوعي للتنسيق بين الجمعيات األهلية العاملة في مجال إدارة الطوارئ.
-ضم ممثلين لمؤسسات المجتمع المدني في عضوية اللجنة القومية إلدارة األزمات.
-وضع دليل عمل لتنسيق جهود مؤسسات المجتمع المدني في إدارة الطوارئ (قبل
وأثناء وبعد.)...
-ضرورة إشراك ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في برامج التدريب والدورات التي
الدروس المستفادة.
-تطوير بروتوكوالت التعاون -حالة وجودها -في مجال التخطيط لمواجهة األزمات
وإدارة الطوارئ بين االتحاد العام لمؤسسات المجتمع المدني ومركز المعلومات ودعم
القرار في الحكومة.
في كل األزمات يكون المواطن مندفع بإرادة تقديم يد المساعدة و التحرك الفوري في
محاولة منه ألن يحقق ذاته و مواطنته .هذا ما ُيعرض المواطنين رغم حسن نواياهم
إلى الخطر وإلى المساهمة في تعكر األوضاع وليس تحسنها .في هذا السياق تستحيل
منظمات المجتمع المدني المؤطرة و الحاضنة لهذه الطاقات و األفكار وذلك بالعمل
يمكن أن تتجلى في عدة أوجه على الصعيد الوطني من فاعلين محليين مؤطرين من
اإلكتظاظ :هذا عبر توزيع المتطوعين أمام هذه المرافق للعمل على تطبيق
المتبعة.
التوصيات ُ
وذلك للتصدي لإلشاعات على الصعيد المحلي وهو ما يساهم في تقليل حالة الهلع
الالمبرر لدى المواطنين :تحسيس المواطن بأن الدولة تتابعه عن كثب وتُحكم
سيطرتها على الوضع وهو ما ُيعزز اإلستقرار اإلجتماعي كركيزة من ركائز إدارة
األزمات.
تقديم الفاعلين المحليين لتقارير يومية إلى ُسلط اإلشراف حول األنشطة اليومية و
الوضع المحلي :تؤخذ هذه التقارير بعين اإلعتبار وذلك ضمن إستراتيجية تنطلق من
المحلي الى المركزي .تُساهم هذه األخيرة في إستجابة أسرع للمشاكل الموجودة
إدارة المعلومات بشكل دقيق و جعل منظومة التواصل أثناء األزمات منظومة تُخاطب
المواطن بشكل ُمباشر عبر المتطوعين المحليين وإنطالقا من السياق المحلي فكل
المجتمع المدني لها دور هام في التدخل الميداني في األزمات وذلك من خالل
منظمات ُ
تدعيم مؤسسات الدولة بالرصيد البشري الكافي والمؤهل للتدخل في ميادين ُمختلفة:
تعزيز سيارات اإلسعاف و الحماية المدنية بمتطوعي الهالل األحمر التونسي والذي
ُيعتب ر الجيش الثاني للحماية المدنية كما أن متطوعي الهالل األحمر لهم من التدريب
تعمل منظمات المجتمع المدني في السياق المحلي والوطني على ُمتابعة اليومي
اإلخالالت والتجاوزات ويعملون على التبليغ عنها عبر وسائل عديدة :منظمة الدفاع
عن المستهلك ،صفحات على الفايسبوك تُنشأ في االغرض كخطوة أولى من الممكن أن
تُجمع كل المعلومات في منصة رقمية في وقت الحق :تُقدم من خالل هذه الوسائل
ُمخرجات المعاينة اليومية بالتنسيق مع ُسلط اإلشراف .إن الوعي الفوري بالتجاوزات
كل منطقة تستحيل منظومة رقابية وآلية تواصل و توعية و مصدر موثوق للمعلومة
وذلك عبر الحضور القوي لمنظمات المجتمع االمدني والتي تستحيل الواصلة بين
المواطن والدولة.
في الشدائد تظهر معادن الرجال ،وتتأكد أصالتهم ،وظهر ذلك جليًا في أزمة «كورونا»؛
حيث تتوالى الجهود المشهودة والمتميزة التي تبذلها أجهزة الدولة على مختلف الصعد
الحتواء انتشار الفيروس الذي تفشى في األغلب األعظم من دول العالم ،وأتى على
أرواح العديد من أفراد شعوبها ،في حين جاءت الخطط واإلجراءات االحت ارزية غير
المسبوقة التي اتخذتها إمارات الوعي والحكمة ضمن محاوالتها المتواصلة إلحكام
السيطرة والتصدي لهذا العدو الخفي غير المرئي ،عالوة على وضعها العديد من الخطط
والسيناريوهات المدروسة جيدًا للملمة الموقف ،والحفاظ على صحة وسالمة واستقرار
وعلى التوازي يأتي دور المجتمع المدني في وجوب مساندة الجهود الحكومية وتعزيزها،
والوقوف الى جانب الجهات المعنية يدًا بيد ،فالمصلحة واحدة ،والتكاتف والتضامن،
والتالحم ضروري في الظرف الحالي ،وفي ذلك هناك أدوار مطلوبة من أبناء المجتمع
الوعي المجتمعي
بداية وبحسب جاسم المازمي عضو المجلس االستشاري إلمارة الشارقة رئيس مجلس
أولياء أمور الطلبة في الشارقة :تقوم دولة اإلمارات العربية المتحدة بو ازراتها ومؤسساتها
بجهود جبارة لتوسيع وزيادة نطاق الفحوص في الدولة بهدف الكشف المبكر ،وحصر
ومن هنا وجب على مكونات المجتمع المدني بالتحرك والتضامن بأفضل الطرق
االجتماعي ،لكن البد أن يكون لها دور فاعل في التدخل السريع عند األزمات
والمصائب لتوعية المواطنين بضرورة االلتزام بقواعد الصحة ،وطرق الوقاية من وباء
«كورونا» ،وكذلك دور ميداني من خالل المشاركة التطوعية متى استدعت الحاجة إلى
التدخل الميداني السريع ،وبموافقة من الجهات المعنية في الدولة لمعالجة األوضاع في
فضالً عن الدور الرقابي في المتابعة اليومية لتطورات الفيروس خالل األزمة ،وكيفية
الحد منه ،عالوة على تقديم المساعدات العينية كمواد التنظيف ،والمواد الصحية،
والكمامات الطبية وغيرها ،للمحتا جين ،أو للجهات الحكومية كالعيادات ،والمستشفيات،
حال حدوث أي نقص ،إضافة إلى المساهمة في تحسين ظروف عيش األسر المتعففة
من المواطنين ،والمقيمين في الدولة بتقديم المعونات لهم ،وتوزيع المواد الغذائية عليهم.
وهنا نصيحة مهمة لكل من يحب تراب دولة اإلمارات العربية المتحدة ،فكلنا يعلم بأن
هناك دو ًار كبي ًار يقع على عاتق المواطن والمقيم؛ حيث ال يمكن أن ينهار النظام
الصحي إال إذا بدر إهمال من أي طرف منهما ،لذا فالرهان الحقيقي اليوم يقع على
عاتق الجميع بوعيهم ،والتزامهم بتداعيات األزمة ،وضرورة احترام اإلجراءات االحت ارزية،
السيما أن أساس الخروج من هذه األزمة يكون بوعي أفراد المجتمع بمشكالت الوضع
الراهن ،ومن ثم التفاعل اإليجابي باإلجراءات التي تتخذها الدولة ،وااللتزام بها ،وتطبيقها
حرفيًا إلى أن يرفع هللا عنا هذه الغمة ،فيما ال شك في أن حب الجميع للدولة يكون
التصدي للشائعات
وذهب محمد راشد رشود رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في دبا الحصن
التابع لمجلس الشارقة للتعليم ،إلى أن المجتمع المدني وأفراده لهم دور كبير في دعم
الجهود الحكومية في مواجهة أزمة «كورونا» ،بأن يكون متمسكًا بالمواطنة الصالحة،
وأن يحرص أفراد المجتمع كافة على أداء مسؤولياتهم الوطنية واالجتماعية بصدق،
وكفاءة كل في موقعه.
كما يجب تنفيذ التعليمات الصادرة من الحكومة ،وااللتزام بالتدابير االحت ارزية ودعمها
من المجتمع ،ودعم القطاعات واألفراد لجهود الحكومة ،والمساهمات وغيرها في صندوق
ال عن الحرص على تنفيذ ما وجهت إليه الحكومة في صدد حملة التعقيم
الوطن ،فض ً
الوطني ،والتزام الجميع بتعليماتها في البقاء في المنازل من خالل شعار( :خلك في
ونحن كأفراد مجتمع نثمن الجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة من إجراءات وقائية
للوقاية لمنع انتشار الفيروس ،كما نثمن الدور التي تقوم به الصفوف األمامية من أطباء
وممرضين ،وأجهزة شرطية وأمنية ،وإعالمية ،وبلديات ،على جهودهم الكبيرة التي
يقومون فيها في هذه األزمة من أجل سالمتنا ،ونسأل هللا أن تكون في ميزان حسناتهم.
مساهمات مختلفة
يرى المستشار القانوني حسن جمعه بشكل عام أنه مهما بلغت بعض الحكومات من
إمكانيات وقدرات على مواجهة األزمات والكوارث ،فإن ذلك ال يغني عن دور المجتمع
والتحديات.
وفي ذلك يقول :هناك صور شتى وعديدة ألعمال المجتمع المدني ،وأقل ذلك أال تكون
وسيلة إعاقة وتخريب لجهود الجهات الفاعلة المسؤولة عن رفع الضرر عن المجتمع،
وأن يكون ملتزمًا بالتعليمات التي تصدرها الجهات المسؤولة ،وأخذ المعلومات واألخبار
من مصادرها الرسمية الموثوقة بها .والمؤسف أن هناك من لديه مفهوم خاطئ عن
المساهمة المدنية كمن ينصب نفسه مراسالً في نقل األحداث عبر وسائل التواصل
االجتماعي بصورة ال تخدم المجتمع في وقت األزمات ،دون تقدير للفزع والهلع الذي
يسببه لآلخرين؛ السيما أن ما ينقله من أحداث لم تكتمل معالمها ،والبعض ال يتردد في
إكمال تلك األ حداث من نسيج خياله مما يشغل المجتمع من تقدير األمور بالصورة
ال في نقل
وهناك من لديه مفهوم خاطئ عن المساهمة المدنية كمن ينصب نفسه مراس ً
األحداث عبر وسائل التواصل االجتماعي بصورة ال تخدم المجتمع في وقت األزمات
إن أدوار المجتمع المدني ال يمكن حصرها وكل من موقعه يسهم فيما يستطيع لتجاوز
المجتمع األزمة أو الكارثة ،فعلى سبيل المثال رجال األعمال يجب أن يبادروا
بمساهمات مختلفة وفق نوع األزمة وكل مرحلة من مراحلها؛ ال سيما أن تعافي المجتمع
وبأقل الخسائر يكون لصالحهم ،وهذا أيضاً ينطبق على المهنيين ،والمختصين كل
وأيضًا وبشكل عام ال يخلو مجتمع ما من العقالء واإليجابيين الذين يبادرون بطرح
األفكار والمبادرات التي تسهم في تخفيف وطأة أي كارثة أو أزمة ،وذلك بتنظيم
الصفوف والتنسيق مع حكوماتهم؛ بحيث يقوم كل بدوره لتجاوز المحن ،وأن يكون عملهم
رافدًا من الروافد التي تعتمد عليها الجهات التي تمد يد العون والمساعدة للمنكوبين ،أو
المحتاجين للمساعدات ،وذلك بأشكال مختلفة يفرضها واقع األزمة ،وعلى كل شخص
كما أنه على الجهات المعنية بإدارة األزمات في بعض الدول أالّ تغفل دور المجتمع
المدني في حالة األزمات والكوارث ،وأن تهيئ له البنية التحتية في أداء واجباتها
المدنية ،وأن تكون مصدر إلهام للمجتمع المدني في أن يكمل دور الفرق المسؤولة عن
تضافر الجهود
أما أمل الهدابي ،فقالت :أكدت أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد )19بصورة ال تدع
ال للشك ،أهمية تضافر الجهود الرسمية والشعبية في مواجهة األزمات الخطرة،
مجا ً
السيما في أزمة مثل هذا الوباء ،التي يعتمد نجاح مواجهتها باألساس على الوعي
المختصة ،السيما فيما يتعلق بمنع االختالط والبقاء بالمنازل واتباع كافة اإلجراءات
وال شك أن دور المجتمع المدني مهم للغاية في هذا السياق ،وهذا الدور يمكن أن يأخذ
أشكاالً أو أساليب عدة ،منها :المساهمة الفاعلة في تعزيز الوعي المجتمعي وزيادته من
خالل الجهود اإلعالمية والدعائية ،ومن خالل استخدام وسائل التواصل االجتماعي
الحديثة ،التي تشجع الناس على البقاء في المنازل وعدم الخروج أو االختالط.
المسؤولية المجتمعية
وشدد محمد الدرمكي عضو سابق في «استشاري» الشارقة على أنه من األهمية بمكان
خالل الظرف الراهن ،التالحم المجتمعي ،وتعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية لكل فرد
من أفراد المجتمع ،على أنهم شركاء في مواجهة فيروس (كوفيد ،)19-كما قالها
صاحب السمو الشي خ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء
كما البد من االلتزام التام باإلجراءات االحت ارزية ،والوقائية ،وخاصة التباعد الجسدي،
وارتداء الكمامات ،والقفازات ،أثناء الخروج من المنزل للعمل ،أو لشراء االحتياجات،
فهذا واجب إنساني ،وهو السبيل الوحيد لمواجهة انتشار الفيروس في ظل عدم الوصول
وأنصح كل فرد أن يطبق قاعدة «أنا أحميك وأنت تحميني» ويعامل اآلخر بأنه حامل
للفيروس ويحتمل أن يعديه ،أو أن الشخص اآلخر هو من يحمل الفيروس ويحتمل أن
ووجه رجل األعمال عبدهللا سالم بالعبد الكتبي ،بأن المساهمة األساسية المطلوبة حاليًا
ّ
من المجتمع المدني تتركز في االستماع إلى اإلرشادات التي تصدر من الجهات
المسؤولة ،وتطبيقها حرفياً خاصة ،واألمر خطر -وفقاً لقوله -ويتطلب تكاتف الجميع
من أفراد ،ومؤسسات حكومية ،وخاصة ،ومواطنين ومقيمين على أرض الدولة ،والتعاون
بكل جد وإخالص وعدم التهاون ،كون الظرف الحالي يعد بمنزلة حالة حرب مع عدو ال
يمكن أن يرى بالعين المجردة ،لذلك ينبغي الحرص على اتباع التعليمات الخاصة
بالوقاية عن طريق التباعد االجتماعي ،وعدم الخروج ،وارتداء األقنعة الواقية ،والحرص
على النظافة ،والحفاظ على األسرة داخل البيت خالل هذه الفترة الحرجة ،ومتابعة
المستجدات الخاصة بهذا الوباء لتثقيف األسر ،وااللتزام بعدم نشر الشائعات ،وعدم
الخوف ،وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية ،ويدًا بيد مع السلطات المسؤولة بالدولة
ال شك أن صياغة أزمة الفيروس على أنها حرب ضد عدو غير مرئي قد فرض على
األذهان ،على األقل في البداية ،تصو ًار بحتمية تفرد الدولة في إدارة األزمة .وقد تكون
هذه األزمة العالمية التي تعتبر األولى لهذا الجيل قد أكدت جدوى الدولة كشكل عام
للتنظيم االجتماعي والسياسي .ولعلها كانت فرصة للدعوة بتوسيع دورها خاصة ليشمل
توفير الخدمات الصحية واالجتماعية وعودة دولة الرفاهة ومن غير المفاجئ أن تكاثرت
اآلراء والتحليالت التي تفكر في دور الدولة في األزمة؛ ما بين األصوات القلقة على
مصير السوق الحر والحريات الفردية من تزايد دور الدولة وصالحياتها وتلك التي
تعلن انتصار الدولة وتلك األصوات التي ترى في األزمة فرصة لتصور حياة اقتصادية
أكثر عدالة وأصلح للبيئة أو فرصة الستيعاب التحول المناخي .أو أيضاً تلك األصوات
التي ترى في األزمة فرصة إلعادة الثقة في مؤسسات الدول كما رأينا على صفحات
التواصل االجتماعي لعدد من المشاهير واإلعالن عن تبرعهم للدولة المصرية ،أو تلك
التي ترى في األزمة فرصة حقيقية لفتح ملفات مثل الشفافية وإتاحة المعلومات وتدهور
بعض القطاعات ذات األولوية لحقوق اإلنسان وعلى رأسها القطاع الصحي والبحث
العلمي في مصر.
في الدول التي تجمع بين السلطوية وضعف اإلمكانيات لتنظيم المجتمع وتوزيع الموارد،
تابع للدولة التي تحتفظ باليد العليا في صنع القرار وتحديد األولويات والتوجهات.
وسيكشف الوقت والمتابعة ما إذا كانت هذه المساحات ستوفر قنوات للتعبير عن
قائمة المراجع
:المراجع العربية
:المراجع األجنبية