Professional Documents
Culture Documents
الرسالة السلامية PDF
الرسالة السلامية PDF
واﻟــﺑارخ اﻷ ﻧــور واﻟﻣﻘــﺎم اﻷﻓﺧــر اﻻﺳــم اﻟﻣﻛﯾــن واﻟﺣﺟــﺎب اﻟﺣﺻــﯾن ،وﻋﻠــﻰ ﺑــﺎب
اﺳﺗدﻻ ﻟﻪ وﻣوﻗﻊ أﻣﺛﺎﻟﻪ اﻟﺿﯾﺎء اﻟﺑﺳﯾط واﻟﻛون اﻟﻣﺣﯾط ،وﻋﻠﻰ اﻟظـل اﻟظﻠﯾـل واﻟﻔﻠـك
اﻷ ﺛﯾل ،وﻣن ﯾﻠﯾﻪ ﻣن ﻋدد اﻷﯾﺗﺎم اﻟﻣدﺑرﯾن ﻧظﺎم اﻟﻧظﺎم ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻛﺑـﯾر اﻟﻘـّوام
واﻟﻌﺎﻟَم اﻟﺻﻐﯾر اﻟﺧﺗﺎم ﺻﻼةً ﻣﻼ زﻣﺔ اﻟدوام ﻋﻠﻰ ﻣر اﻷﯾﺎم واﻟﺷﻬور واﻷﻋوام.
أّﻣﺎ ﺑﻌد:
ورد ﻛﺗﺎﺑك وﻋزﯾز ﺧطﺎﺑك أﯾﻬـﺎ اﻷخ اﻟﺧﺑـﯾر واﻟﻌـﺎِﻟم اﻟﻧﺣرﯾـر ،ﺗﺳـﺄل ﺑـﻪ ﻫـذا اﻟﺻـب
اﻟﻣدِﻧف ﻟﻺﯾﺻﺎل واﻟﻘرب أﻋطﺎك اﷲ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻻ ﻧﺗﺻﺎر وﺑّﻠﻐك ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣﻌّﻣـﻰ اﻷﺳـارر،
ت ﻣﺳﺎﺋل ﻓﻘﻬﯾﺔ ﺗرﯾـد ﺑﯾﺎﻧﻬـﺎ ﺑﺎﻟوﺟـﻪ اﻟﻛﻠـﻲ اﻟﻌـﺎريوﻣﺿﻣون ﻛﺗﺎﺑك وﺳؤاﻟك ﻋن ﺳ ّ
ﻣن اﻻ ﻛﺗارث ﻓﻛﺎﻧت:
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷ وﻟﻰ:
ﻋن إﺛﺑﺎت وﺟود اﻟذات اﻟﻘدﺳﯾﺔ ﻧوارً وﺑﺷارً ،وﻣرﻏوﺑك ﺑرﻫﺎم ذﻟك ﻣن اﻟﻛﺗب اﻷ رﺑﻌـﺔ
اﻟﻣﻧزﻟّﺔ ﺑﺷواﻫد ﺗﺷﻔﻲ ﻗذا اﻟﺻدور ،وﺗﻛﺷف ارن اﻟﺣﺟور.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ:
ﻋـن ﻛﯾﻔﯾ ـﺔ ﻧﯾ ـﺔ اﻟﻣ ـرء وﺗﺻ ـﻔﯾﺔ وﻟّﺑ ـﻪ ﻓ ـﻲ اﻟﻌﺑ ـﺎدة وﻛﯾ ـف ﺗﻛ ـون اﻹﺷ ـﺎرة ﻓ ـﻲ اﻟﻐﯾ ـب
واﻟوﺟود.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ:
ﻋ ـن ﻛﯾﻔﯾ ـﺔ ﺗﺷ ـرﯾف اﻟﻣﻌ ـﻧﻰ ﻻﺳ ـﻣﻪ وﻫ ـل ﻟ ـذﻟك ﻣﺛ ـﺎل وﺣﻘﯾﻘ ـﺔ ﻓ ـﻲ اﻟوﺟ ـود اﻟﻧ ـوري
وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﺛﺎﻟﻪ.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟارﺑﻌﺔ:
ﻋـن ظﻬـور اﻟﻘـﺎﺋم وﻫـل ﻫـو ﺑﺻـﻔﺔ ﻧـور أم ﺑﺷـر ،وﻫـل ﯾﻘـﻊ اﻟﺣﺳـﺎب واﻟﻔﺻـل ﻋﻧـد
ظﻬورﻩ وﺗﺧرب اﻷرض أم ﻻ؟
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ:
ﻋن اﻟﺳﯾد أﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ ﻣن أي درﺟٍﺔ ﻣن ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻛروﺑﯾّﯾن؟
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ:
ﻋن ﺗﻠك اﻟﺻدﻗﺎت واﻟﻧذور اﻟﺗﻲ ﺗُﻧﻔق ﻓﻲ ﺳـﺑﯾل اﷲ ﻓﻬـل اﻏﺗﻧﺎﻣﻬـﺎ ﺣﺳـﺎب وﻋﻘـﺎب
وﻛﯾﻔﯾ ـﺔ إﺧارﺟﻬ ـﺎ وﻣ ـن اﻟﻣﺳ ـﺗﺣق ﻟﻬ ـﺎ ﻣ ـن اﻟﻧ ـﺎس ،وﻣ ـﺎ ﻗ ـدرﻫﺎ وﻗﯾﻣﺗﻬ ـﺎ ﻣ ـن اﻟﻣ ـﺎل
اﻟﻣﺟﻣوع وﻣن اﻟﻐﻧﯾﻣﺔ؟
ﻓـﺄوﻻً ﻧﺑـدأ ﺑـذﻛر اﻟﻣﺳ ـﺄﻟﺔ اﻷ وﻟـﻰ ،ﻓ ـﻲ ﻛﯾﻔﯾـﺔ إﺛﺑ ـﺎت اﻟوﺟ ـود ﻧـوارً وﺑﺷـارً ،وﻣرﻏوﺑ ـك
ﺑرﻫﺎم ذﻟك ﻣن اﻟﻛﺗب اﻷ رﺑﻌﺔ اﻟﻣﻧزﻟﺔ…
ﻓــﺎﻋﻠم أﯾﻬــﺎ اﻷخ ﻋﻠّﻣــك اﷲ اﻟﺧــﯾر إن ﺳــّر اﻟﺗــوارة واﻹ ﻧﺟﯾــل واﻟزﺑــور ﻓــﻲ اﻟﻘــرآن
وﺑرﻫﺎم ذﻟك واﺿﺢ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﻛﺛﺎر اﻟﻘول ﻓﯾﻪ ﻷ ن ﺣﻛم اﻟﻘرآن ﻧﺳﺦ ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ ﻣن
اﻷﺣﻛــﺎم وﺑرﻫﺎﻧــﻪ ﻧﺳــﺦ ﻣــﺎ ﻗﺑﻠــﻪ ﻣــن اﻟــﺑارﻫﯾن وﺳــّرﻩ ﺟﻣــﻊ ﺳــارﺋر اﻟﻛﺗــب اﻟﻣﻧزﻟــﺔ
وﺷرﯾﻌﺗﻪ ﻋطّﻠت ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬـﺎ ﻣـن اﻟﺷـارﺋﻊ ،وﻛـل ﻗـوٍل ﺷـﻬد ﻟـﻪ اﻟﻘـرآن ﻓﻘـد ﺛﺑـت وﺛﺑـت
اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﻪ وﻻ ﯾﺳوغ ﻷﺣد رّدﻩ وﻻ دﺣﺿـﻪ وﻣـﺎ ﻟـم ﯾﺷـﻬد ﻟـﻪ اﻟﻘـرآن وﯾﺣﻛـم ﺑﺈﺛﺑﺎﺗـﻪ
ب ﻋزﯾز ﻻ ﯾﺄﺗﯾﻪ اﻟﺑﺎطل ﻣن ﺑﯾن ﯾدﯾـﻪ وﻻ ﯾﺑطل وﯾﺿﻌف اﻟﻘول ﻓﯾﻪ وﯾﻔﺷل ﻷ ﻧﻪ ﻛﺗﺎ ٌ
ﻣن ﺧﻠﻔﻪ ﺗﻧزﯾـل ﻣـن ﺣﻛﯾـٍم ﺣﻣﯾـٍد ،وﻫـو ﻣﻛﻧـون وﻣﺣﻔـوظ ﻣـن ﺳـﺎﺋر وﺟـوﻩ اﻟـدﻧس،
ﻓﺄول ﺷﺎﻫٍد ﻧُﺣّﺑرﻩ ﺑرﻫﺎٍن ﻧﺳطرﻩ ﻣﺎ روي ﻓﻲ اﻟﺗوارة اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻣن ﻗـول أﺷـﻌﯾﺎ اﻟﻧﺑـﻲ
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم ﺣﯾث ﯾﻘول إﻧﻲ أرﯾت ﻗدﯾم اﻷﯾﺎم ﻋﻠـﻰ ﻛرﺳـّﻲ ﻣـن ﻧـوٍر ﺑﺻـورة اﻟﺷـﺎب
اﻟﻣؤّﻧق ورﺟﻼﻩ ﻓﻲ ﺧﺿرة وﺣوﻟﻪ اﻟﻣﻼ ﺋﻛﺔ اﻟﻛارم ،وﺣﻘﯾﻘﺔ ذﻟك ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﺷـرﯾف
ﺑﻘوﻟـﻪ ﺗﻌ ـﺎﻟﻰ :وِﺳـﻊ ﻛرﺳـّﯾﻪ اﻟﺳـﻣوات واﻷرض ،وﺑرﻫـﺎن ذﻟـك ﻓـﻲ اﻟﺣـدﯾث اﻟﺷـرﯾف
ﻋن رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﺳﺋل ﻋن رؤﯾﺔ رّﺑـﻪ ﻓـﻲ وﻗـت ﻣﻌارﺟـﻪ
إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ،ﻓﻘﯾل ﻟﻪ :وﻛﯾف أرﯾت رﺑك ﯾﺎ رﺳول اﷲ؟ ﻗـﺎل :ﺑﺻـورة اﻟﺷـﺎب اﻟﻣؤّﻧـق
،ﻗﯾـل وﻣـﺎ اﻟﻣؤّﻧـق؟ ﻗـﺎل :اﺑـن اﻷرﺑﻌـﺔ ﻋﺷـر ،وﺧـﺎطﺑﻧﻲ ﺑﻠﺳـﺎن ﻋﻠـﱟﻲ… وﻗـﺎل ﻓـﻲ
ﻣوﺿٍﻊ آﺧر :ﻣن أرى اﻟﻘﻣر ﻟﯾﻠﺔ ﺗﻣﺎﻣﻪ ﻓﻛﺄﻧﻣﺎ أرى رﺑـﻪ ،ﻣـﺎ أﺣﺳـن ﻫـذا ﻣـن ﺷـﺎﻫٍد
…
وﻗ ـﺎل اﷲ ﺗﻌ ـﺎﻟﻰ ﻓ ـﻲ اﻹ ﻧﺟﯾ ـل اﻟط ـﺎﻫر :أﺣﺑ ـوا أﻋ ـداءﻛم وأﺣﺳ ـﻧوا إﻟ ـﻰ ﻣ ـن ﯾﺑﻐﺿ ـﻛم
وِ
ﺻﻠوا ﻣن ﯾطردﻛم وﯾﺣزﻧﻛم ﻟﺗﻛوﻧوا ﺑﻧﻲ أﺑﯾﻛم اﻟذي ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ،وﺣﻘﯾﻘﺗـﻪ ﻓـﻲ ﻗـول
اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻌظﯾم :وﻟﻘد رآﻩ ﺑـﺎﻷﻓق اﻟﻣﺑﯾـن وﻣـﺎ ﻫـو ﻋﻠـﻰ اﻟﻐﯾـب ﺑﺿـﻧﯾٍن
… وﺑرﻫﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء رزﻗﻛم وﻣـﺎ ﺗوﻋـدون وﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻓـﻲ
اﻹ ﻧﺟﯾل اﻟطﺎﻫر :ﻓﻛـم ﯾـﺎ ﻣﺣروﻣـﻲ أﺑﯾﻛـم اﻟـذي ﻓـﻲ اﻟﺳـﻣﺎء ُﯾﻌطـﻲ اﻟﺧـﯾر ﻛﻠـﻪ ﻟﻣـن
ﯾﺳـﺄﻟﻪ .وﺣﻛﻣـﻪ ﻓـﻲ ﻗـول اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :أﻟـم ﺗـروا ﻛﯾـف ﺧﻠـق اﷲ ﺳـﺑﻊ ﺳـﻣواٍت طﺑﺎﻗـﺎً
وﺟﻌـل اﻟﻘﻣـر ﻓﯾﻬـن ﻧـوارً وﺟﻌـل اﻟﺷـﻣس ﺳـارﺟﺎً .واﻟـدﻟﯾل ﻓـﻲ ذﻟـك أن اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻟـم
ﯾطﻠق اﺳـم اﻟﻧـور ﻋﻠـﻰ ﻛوﻛـب ﻣـن اﻟﻛواﻛـب اﻟﺳـﻣﺎوﯾﺔ ﻓـﻲ ﺳـﺎﺋر اﻟﻛﺗـب اﻟﻣﻧزﻟـﺔ إﻻ
ﻋﻠ ـﻰ اﻟﻘ ـﺎف ﻓﻘ ـط ،وذﻟ ـك ﻣﺛ ـل ﻣطﻠ ـوق ﻋﻠ ـﻰ أﻟﺳ ـن اﻟﻌ ـﺎﻟم وﻟ ـم ﯾﻔﻬﻣ ـوا ﻣﻌﻧ ـﺎﻩ وﻫ ـو
ﻗوﻟﻬم :اﻟﺣـق ﻧـور ،وﺣﻘﯾﻘﺗـﻪ ﻓـﻲ ﻗـول اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :اﷲ ﻧـور اﻟﺳـﻣوات واﻷرض ﻣﺛـل
ي ﯾوﻗـدب در ﱞ ٍ
ﻧـورﻩ ﻛﻣﺷـﻛﺎة ﻓﯾﻬـﺎ ﻣﺻـﺑﺎح اﻟﻣﺻـﺑﺎح ﻓـﻲ زﺟﺎﺟـﺔ اﻟزﺟﺎﺟـﺔ ﻛﺄﻧﻬـﺎ ﻛوﻛـ ٌ
ﻣن ﺷﺟرٍة ﻣﺑﺎرﻛﺔ زﯾﺗوﻧﺔ ﻻ ﺷرﻗﯾﺔ ﻻ ﺷرﻗﯾٍﺔ وﻻ ﻏرﺑﯾـٍﺔ ﯾﻛـﺎد زﯾﺗﻬـﺎ ﯾﺿـﻲء وﻟـو ﻟـم
ﺗﻣﺳﺳﻪ ﻧﺎٌر ﻧوٌر ﻋﻠﻰ ﻧوٍر ﯾﻬدي اﷲ ﻟﻧورﻩ ﻣن ﯾﺷﺎء… اﻵﯾﺔ
وﻗــد أﻓﺻ ـﺢ ﻋــن ﻣﺣﻛــم ﻫــذﻩ اﻵﯾــﺔ اﻟﺟﻠﯾﻠــﺔ اﻟ ـﺗﻲ ﻫــﻲ إﻟــﻰ اﻟﺣــق دﻟﯾﻠــﺔ ،اﻟﻣوﻟــﻰ
ﺿــل أن ﻫــذﻩ اﻵﯾــﺔ ﻓــﻲ وﺟــود ﻣــوﻻ ك
اﻟﺻــﺎدق ﻣﻧــﻪ اﻟرﺣﻣــﺔ ﺑﻘوﻟــﻪ :واﻋﻠــم ﯾــﺎ ﻣﻔ ّ
وظﻬورﻩ ﺧﺎﺻﺔ واﻋﻠم أن اﻟﻣﺷﻛﺎة ﻫـﻲ اﻟﺻـورة اﻷ ﻧزﻋﯾـﺔ ،واﻟﻣﺻـﺑﺎح ﻫـو ﻣـﺎ ﺑطـن
ي ﻫـﻲ اﻟﻧـورب در ﱞﻣـن اﻟﺿـﯾﺎء واﻟظـل اﻟـذي ذﻛرﺗـﻪ ﻟـك ،واﻟزﺟﺎﺟـﺔ اﻟـﺗﻲ ﻛﺄﻧﻬـﺎ ﻛوﻛـ ٌ
اﻟﺑ ـﺎدي ﻣ ـن اﻟ ـذات ،واﻟﺷ ـﺟرة اﻟ ـﺗﻲ ﯾوﻗ ـد ﻣﻧﻬـﺎ ﻫ ـﻲ اﻟ ـذات اﻟـﺗﻲ ﻻ ﺗﺣ ـد وﻻ ﺗﻌ ـد وﻻ
ﺗوﺻف وﻻ ﺗﺿرب ﺑﻬﺎ اﻷﻣﺛﺎل وﻻ ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﺋـل ﻣﻘـﺎل .وﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :ﺗﺑـﺎرك اﻟـذي
ﺟﻌل ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ﺑروﺟﺎً وﺟﻌل ﻓﯾﻬﺎ ﺳارﺟﺎً وﻗﻣارً ﻣﻧﯾارً ،ﻓدﻻ ﻟﺔ ﻫذﻩ اﻵﯾﺎت ﺑـﺄن اﺳـم
اﻟﻧور ﻟﻠﻘﻣـر ﺧﺎﺻـًﺔ وﻟﻠﺣـق ﺧﺎﺻـﺔ وﷲ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓﺳـّﻣﻲ اﷲ ﻧـوارً وﺳـﻣﻲ اﻟﺣـق ﻧـوارً
وﺳﻣﻲ اﻟﻘﻣر ﻧوارً ،وﻗد ﺻﺢ ﻋﻧد ﻛﺎﻣل أﻫل اﻟﺗوﺣﯾـد ﺑـﺄن اﷲ ﻻ ﺗُﺿـرب ﺑـﻪ اﻷﻣﺛـﺎل
وﻻ ﯾﺗﻣﺛل ﺑﻐﯾرﻩ ﻛﻣﺎ ﺗﻘرر ﻓـﻲ ﻛﺗـﺎب اﻷﺳـوس ﺑﻘـول اﻟﺳـﺎﺋل ﻟﻠﻌـﺎﻟم :أﺧﺑرﻧـﻲ ﻫـل ﷲ
ﻣﺛـل؟ ﻗـﺎل اﻟﻌـﺎﻟِم إذا ﻛـﺎن ﻟـﻪ ﻣﺛـٌل ﻓﻬـو ﻫـو .وﻗـد ورد ﻓـﻲ اﻟﺣ ـدﯾث اﻟﺷـرﯾف ﺑﻘـول
رﺳـول اﷲ ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﺳـﻼم :ﺿـﻌوا ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﺂذن ﺻـورة اﻟﻬـﻼ ل ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺗﺿـﺎﻫﻲ ﺻـورة
اﻟـرب اﻟﻌﻠـﻲ اﻟﻣﺗﻌـﺎل ﺗﻌـﺎﻟﻰ اﷲ ﻋـن اﻷﺷـﺑﺎﻩ واﻷﻣﺛـﺎل واﻷ ﻧـداد واﻷﺷـﻛﺎل ،وﻗـﺎل اﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻧرﯾﻬم آﯾﺎﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻵﻓﺎق وﻓﻲ أﻧﻔﺳﻬم ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻬم أﻧﻪ اﻟﺣق أو ﻟم ﯾﻛـ ِ
ف َ
ﺑرﺑك أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﻲء ﺷﻬﯾد.
ﺛم ٕوان ﯾﻛن ﻗد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﻓﻲ رﺳـﺎﻟﺔ ﺗـذﻛرة اﻟﻣرﯾـدﯾن وﻓـﻲ
رﺳ ـﺎﻟﺔ ﻏﻧﯾﻣـﺔ اﻟﺳ ـﻔر ﻓﻘـد اﺧﺗرﻧ ـﺎ إﺛﺑﺎﺗ ـﻪ ﻫﻧ ـﺎ ﻟﻠدﻻ ﻟ ـﺔ ﻋﻠ ـﻰ ﻣ ـﺎ ذﻛرﻧ ـﺎ ﻷ ﻧ ـﻪ ﺑﺈﺟﻣ ـﺎع
اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﻣوﱢﺣدة أن اﻵﯾـﺎت ﻫـﻲ اﻟظﻬـوارت ،وﻗوﻟـﻪ ﺳـﻧرﯾﻬم آﯾﺎﺗﻧـﺎ ﻓـﻲ اﻵﻓـﺎق ﯾﻌﻧـﻲ
ﺳﻧرﯾﻬم ظﻬوارﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﻓـق اﻟﺳـﻣﺎوي دﻻ ﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟوﺟـود اﻟﻧـوري اﻟﻌﻠـوي اﻟﻣﺷـرق
ﻟﻛون اﻟﻌواﻟم اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻣﺟردة ﻋن ﻛوم اﻟﺗارﻛﯾب اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﺛم اﺳـﺗﺛﻧﻰ ﻓﻘـﺎل
وﻓﻲ أﻧﻔﺳﻬم ﯾﻌﻧﻲ وﻓﻲ اﻟوﺟود اﻟظﻠﻲ اﻟﻣﺗﺟﻠﻲ ﻟﻛون اﻟﻌواﻟم اﻷ رﺿﯾﺔ ﻓﻛـﺎن وﺟـودﻩ
إﯾﻧﺎﺳﺎً ﻟﻠﻣؤﻣﻧﯾن وﻋذاﺑﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﺣدﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾـن ﻟﻬـم أﻧـﻪ اﻟﺣـق ﻋﯾﺎﻧـﺎً ﺑﯾﺎﻧـﺎً ﻓـﻲ
اﻟوﺟودﯾن وﻣﺷﻬوداً ﻓﻲ اﻟﺷﻬﺎدﺗﯾن وأﻧﻪ ﺷﻬﯾد ﺑوﺟودﻩ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﻲء وﻣﺷﻬود ﻛـل
ﺷـﻲٍء ﺑـدﻟﯾل ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :ﻗـل أي ﺷـﻲٍء أﻛـﺑر ﺷـﻬﺎدة ﻗـل اﷲ ﺷـﻬﯾٌد ﺑﯾـﻧﻲ وﺑﯾﻧﻛـم،
دﻻ ﻟًﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ أﻛـﺑر وﺟـوداً وﻋﯾﺎﻧـﺎً وﻻ ﺷـﻲء أﻛـﺑر ﻣﻧـﻪ ﻟﯾﺳـﺗرﻩ ﻓـﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ ،وﻗـﺎل
اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :وﻟـﻪ اﻟﻣﺛـل اﻷﻋﻠـﻰ ﻓـﻲ اﻟﺳـﻣوات واﻷ رض ﻓﺄﺑـﺎن ﺑﻬـذا أﻧـﻪ أﻛـﺑر ﺷـﻬﺎدةً
ﻼ ﻓ ـﻲ اﻟﺳ ـﻣوات واﻷ رض ،وﺷ ـﺎﻫدﻩ ﻗ ـول اﷲ ﺗﻌ ـﺎﻟﻰ ﻓ ـﻲ اﻹ ﻧﺟﯾ ـل :طوﺑ ـﻰ
وأﻋﻠـﻰ ﻣﺛ ـ ً
ﻟﻠﺗﻘﯾﺔ ﻗﻠـوﺑﻬم ﻓـﺈﻧﻬم ﯾﻌـﺎﯾﻧون اﷲ وﻻ ﯾوﻗـد ﺳـارج ﻓﯾُـﺗَرك ﺗﺣـت ﻣﻛﯾـﺎل وﻟﻛـن ﯾوﺿـﻊ
ﻋﻠـﻰ ﻣﻧـﺎرة ،وﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :ﻛﻠﻣـٍﺔ طﯾﺑـٍﺔ أﺻـﻠﻬﺎ ﺛﺎﺑـ ٌ
ت وﻓرﻋﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺳـﻣﺎء ﺗؤﺗـﻲ
أﻛﻠﻬـﺎ ﻛـل ﺣﯾـٍن ،ﻓﺎﻟﻛﻠﻣـﺔ اﻟطﯾﺑـﺔ اﻟـﺗﻲ ﻣﺛﻠﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺷـﺟرة اﻟطﯾﺑـﺔ ﻫـﻲ اﻟـذات اﻟﻣﻘّدﺳـﺔ
اﻟﺳـﻧﯾﺔ اﻟـﺗﻲ ﻫـﻲ ﻫـﻲ ﻻ ﺷـرﻗﯾﺔ وﻻ ﻏرﺑﯾـﺔ أﺻـﻠﻬﺎ ﺛﺎﺑـت ﻓـﻲ اﻷرض وﻫـو إﺷـارﻗﻬﺎ
ﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟﻧس ﺑﺎﻟﻣﺛل اﻟﻣﺿروب ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺄ اﻟﻣﺳﻧون وﻓرﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ﺑﺎﺳق ﻟﻌﺎَﻟم
اﻟﻌﻘـل ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـّو ﺗؤﺗـﻲ أﻛﻠﻬـﺎ ﻣﻘﻣـارً ﻓـﻲ ﻛـل ﺣﯾـن ﻧﺿـﺎﺧﺔ اﻟﻧـور اﻟﻣﺑﯾـن أي ﺑزﯾـﺎدة
اﻟﻔﯾض اﻟﻣﻛﯾن ﻓﻲ رﯾﺎض ﻋﻠّﯾﯾن ودﻻ ﻟﺔ ذﻟـك أن اﻟﻣﺗﺟﻠـﻲ ﻓـﻲ اﻟوﺟـودﯾن ﻫـو واﺣـٌد
ﺑذاﺗـﻪ ٕواﻧﻣـﺎ أظﻬـر ذﻟـك ﺑﻣﻘﺗﺿـﻰ اﻟﺣﻛﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺧﻠﻘـﻪ ﻟطﻔـﺎً ﻣﻧـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻟﯾﻔﻬﻣـوا ﻋﻧـﻪ
اﻷ واﻣر واﻟﻧواﻫﻲ ﺑﻌد أن وﻫب ﻟﻬم اﺳﺗطﺎﻋﺔ واﻓﯾـًﺔ ﻟﻘﺑـول اﻟﺗﻛﻠﯾـف وﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟـﻰ
وﺷﺟرٍة ﺗُﺧِرج ﻣن طور ﺳﯾﻧﺎء ﺗُﻧﺑت ﺑﺎﻟـدﻫن وﺻـﺑٍﻎ ﻟﻶﻛﻠﯾـن ،وﻗـد ﻗـدﻣﻧﺎ أﻧـﻪ ﺗﻌﺎﻟـﻰ
ﻼ ﻟﻠـذات ﺟّﻠـت وﻋﻠـت ﻋـن اﻷﻣﺛـﺎل وﻗوﻟـﻪ ﺗﺧـرج ﻣـن طـور ﺳـﯾﻧﺎء ذﻛر اﻟﺷﺟرة ﺗﻣﺛﯾـ ً
إﺷﺎرةً ﻟﺧـروج اﻟوﺟـود اﻟﻧـوري ﻓـﻲ ﻣرﻛـز اﻟوﺟـود ﻋﻠـﻰ طـور اﻟﺗﺟﻠـﻲ اﻟﻌـﺎﻟﻲ اﻟرﺣﯾـب
واﻟﺧروج ﻫو اﻟظﻬور ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟطور ﺗُﻧِﺑت ﺑﺎﻟدﻫن أي ﺑﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻔﯾـض اﻟﻌﻣﯾـم
ﺑﺎزدﯾ ـﺎد اﻟﻌﻠ ـم واﻟﻌﯾ ـﺎن واﻻﺳﺗﺷ ـﻬﺎد واﻟﺑﯾ ـﺎن ﺻ ـﺑﻎ ﻟﻶﻛﻠﯾ ـن وﻫ ـم اﻟﻌ ـﺎرﻓون اﻟﻣﻘ ـّرون
اﻟﻌﺎﻟﻣون ﺑﺧﺻوﺻﺎت اﻟﺷﺟرة اﻟﯾﻘطﯾن ﺑـدﻟﯾل ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :وأﻧﺑﺗﻧـﺎ ﻋﻠﯾـﻪ ﺷـﺟرةً ﻣـن
ﯾﻘطﯾ ـٍن ،اﻟارﺧﯾ ـﺔ ظ ـﻼ ل اﻟﻧ ـدى ﻋﻠ ـﻰ ذي اﻟﻧ ـون اﻟﻣرﺳ ـل إﻟ ـﻰ ﻣﺋ ـﺔ أﻟ ـ ٍ
ف أو ﯾزﯾ ـدون َ
وﻋﺷرﯾن واﺳﺗﺗﺎرﻩ ﺑورﻗﻬﺎ ﻋﻧد رﺟوﻋﻪ إﻟﻰ ﺗﺣـت أﻧـوار اﻟـذات ﺑﺈﺷـارق ﺷـﺟرة طوﺑـﻰ
ﻋﻧد ﺳدرة اﻟﻣﻧﺗﻬﻰ ﺑدﻟﯾل ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﻘد رآﻩ ﻧزﻟًﺔ أﺧرى ﻋﻧد ﺳدرة اﻟﻣﻧﺗﻬﻰ ﻋﻧدﻫﺎ
ﺟﻧﺔ اﻟﻣﺄوى وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺑﻐﺔ اﷲ وَﻣن أﺣﺳُن ﻣن اﷲ ﺻﺑﻐًﺔ وﻧﺣن ﻟﻪ ﻋﺎﺑـدون،
اﻟﻛﺗـ ـﺎب اﻟﻣﺳــطر ﺑﻘوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ :وأوﺣﯾﻧــﺎ إﻟـ ـﻰ ﻣوﺳـ ـﻰ أن اﺿــرب ﺑﻌﺻــﺎك اﻟﺣﺟـ ـر
ﻓﺎﻧﺑﺟﺳت ﻣﻧﻬﺎ اﺛﻧﺗﺎ ﻋﺷرة ﻋﯾﻧﺎً ﻗد ﻋﻠم ﻛل أﻧﺎ ٍ
س ﻣﺷرﺑﻬم ،أﻣارً ﻣﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺧطﺎﺑﻪ
ﻻﺳﻣﻪ وﺣﺟﺎﺑﻪ وﺗﻌﻠﯾﻣﺎً ﻟطﺎﻟب اﻟرﺷد أن ﯾﻠﺗﻣس ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟـذات ﺑﺎﻟـذات ﯾﺟـد ﻟﻬـﺎ ﻓـﻲ
ﻛ ـل ﻗ ـرٍن اﺛﻧ ـﺗﻲ ﻋﺷ ـرة ﻋ ـودةً ﺑﻌ ـدد اﻟﺣﺟ ـب اﻷرﯾﺣﯾ ـﺔ اﻟﻣﺷ ـﺗﻬرة ﺑﺎﺷ ـﺗﻬﺎر اﻷﺷ ـﻬر
اﻟﻬﻼ ﻟﯾﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﻋدد اﻷﺳﺑﺎط اﻹﺳارﺋﯾﻠﯾﺔ ﻗد ﻋِﻠم ﻛـل ﺳـﺑٍط ﻣﺷـرﺑﻪ ﺑﻘـدر اﻻﺳـﺗﺣﻘﺎق
وﻗ ـوة اﻻﺳ ـﺗﻌداد ﻟﻘﺑ ـول إﺷ ـارق ﺿ ـﯾﺎء أﺷ ـﻌﺔ اﻷ ﻧ ـوار ووﻓ ـور اﻟﺣظ ـوظ ﻓ ـﻲ ﻣﺷ ـﺎﻫدة
اﻟﺻـﺑﻐﺎت اﻟﺛـﻼث اﻟـﺗﻲ ظﻬـرت وﺑﺎﻧـت واﺷـﺗﻬرت اﻟﻣﻌّﺑـر ﻋﻧﻬـﺎ ﺑﻘـول اﻟﺟﻠﯾـل ﺣﻛﺎﯾـًﺔ
ﻋـن اﻟﺧﻠﯾ ـل ذي اﻟﻣﺟـد اﻷ ﺛﯾ ـل ﻟﻣـﺎ ﺧ ـرج ﻣـن ﻏـﺎر اﻟﻧ ـور ﺣﯾ ـث ﯾﻘـول :وﻛ ـذﻟك ُﻧـري
إﺑارﻫﯾم ﻣﻠﻛوت اﻟﺳﻣوات واﻷرض وﻟﯾﻛون ﻣـن اﻟﻣـوﻗﻧﯾن ،ﻓﻠﻣـﺎ ﺟـّن ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻠﯾـل أرى
ﻛوﻛﺑﺎً ﻗﺎل ﻫذا رﺑﻲ ،إﺷـﺎرةً ﻟوﺟـود اﻟﻧـور اﻟﻣﺗﻣﺛﱢـل ﻓـﻲ ﻫﯾﺋـﺔ اﻟﻛوﻛـب اﻟـدري اﻟﻣﺳـِﻔر
ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟطور اﻟﺑﺎزغ ﻣن ﻏﺎر اﻟﻧور وﻗت اﻟرواح ﺑزوﻏﺎً ﺻارح ،وﻫو اﻟذي ﻋﺎﯾﻧﻪ
اﻟﻛﻠﯾ ـم ﻓ ـﻲ ﻫﯾﺋ ـﺔ اﻟﻧ ـﺎر ﺻ ـوﻧﺎً ﻟﻸﺳ ـارر ﺑﻘوﻟ ـﻪ :إﻧ ـﻲ آﻧﺳ ـت ﻣ ـن ﺟﺎﻧ ـب اﻟط ـور ﻧ ـﺎارً،
اﻟﻼ ﺋﺣﺔ ﻓﻲ ﺛﻼ ﺛﺔ ﻣواطن ﺑﺎﻟﻘﺑس واﻟﺷﻬﺎب واﻟﺟذوة ﻓﺄذﻋن ﻟﻪ ﻋﻘﯾب اﻟﺗﻛﻠﯾـم ﺑﺎﻟﯾـﺎء
وﻟﻣﺎ رآﻩ اﻟﺧﻠﯾل ﻓـﻲ ﻫﯾﺋـﺔ اﻟﻛوﻛـب أذﻋـن ﻟـﻪ ﺑـﺎﻹﻗارر واﻋـﺗرف ﻟـﻪ ﺑﺎﻟرﺑوﺑﯾـﺔ ﺑﻘوﻟـﻪ:
ﻫذا رﺑﻲ ،وﺑﻘﻲ ﻣﻘﯾﻣﺎً ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻹﻗارر ﻓﻠﻣﺎ أﻓل اﻟﻛوﻛب ﻗـﺎل :ﻻ أﺣـب اﻵﻓﻠﯾـن ،أي
ﻻ أﺣب ﻏﯾﺎﺑك ﻋﻧﻲ إﺷﺎرةٌ إﻟـﻰ ﻋـدم اﻟﻐﯾﺑـﺔ ﻋﻧـﻪ واﺳـﺗﻘﺎﻣﺔ اﻟوﺟـود ﻟـﻪ /وﻧﻬﯾـﺎً ﻋـن
ﻋﺑﺎدة اﻟﻐﯾب ،وﻟﻣﺎ أرى اﻟﻘﻣر ﺑﺎزﻏﺎً أي ﻣﺷرﻗﺎً ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﺗوﺳـط ﻓـﻲ اﻟوﺟـود وذﻟـك
ﺗﺄدﯾﺑﺎً وﺗﻌﻠﯾﻣﺎً ﻟﻠﺳﺎﻟك ﻟﯾزداد ﻗﺑوﻻً ﻓـﻲ ﻣﻌرﻓـﺔ إﺛﺑـﺎت اﻟوﺟـود ﻓﻘـﺎل :ﻫـذا رﺑـﻲ ،ﺗﺛﻧﯾـًﺔ
ﺑﺎﻹﻗارر وﺗﺛﺑﯾﺗﺎً واﺷﺗﻬﺎارً ﻷ ﻧﻪ ﻟم ﯾﻘل ﻣﺎ ﻛـﺎن ذﻟـك اﻟوﻛـب رﺑـﻲ ﺑـل ﺑﻘـﻲ ﻣﻘﯾﻣـﺎً ﻋﻠـﻰ
اﻹﻗارر اﻷ ول وﻟم ﯾﻧِﻔِﻪ ﺛم ﺛّﻧﻰ ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدة ﺑﻘوﻟﻪ ﻟﻠﻘﻣر ،ﻫذا رﺑﻲ ،أي ﻫـذا رﺑـﻲ اﻟـذي
أرﯾﺗﻪ أوﻻً ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻛوﻛب واﻵن أارﻩ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻣر ﺗﻧﺑﯾﻬﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﯾظﻬر ﻛﯾف ﯾﺷﺎء
ﻓﻠﻣ ـﺎ أﻓ ـل أي أورى اﻟﻐﯾﺑ ـﺔ ﻗ ـﺎل :ﻟﺋ ـن ﻟ ـم ﯾﻬ ـدﻧﻲ رﺑ ـﻲ ﻷ ﻛ ـوﻧن ﻣ ـن اﻟﻘ ـوم اﻟﺿ ـﺎﻟﯾن،
ﻼ وﺷـﻬد ﻟـﻪ ﺑﺎﻟرﺑوﺑﯾـﺔ وﻣـﺎ
دﻻ ﻟًﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻬداﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟوﺟود اﻟذي ﻋﺎﯾﻧـﻪ ﻟﯾـ ً
ﺳواﻩ ﻫو اﻟﺿﻼ ل أي ﻟﺋن ﻟم ﯾﻬدﻧﻲ رﺑﻲ إﻟﻰ ﻋرﻓﺎﻧﻪ ﻟﻛﻧت ﻣن اﻟﻘوم اﻟﺿﺎﻟﯾن ﻋﻧـﻪ
وﻣﺎ ﺳّﻣﺎﻫم اﻟﻘوم اﻟﺿﺎﻟﯾن إﻻ ﻟﺿﻼ ﻟﺗﻬم ﻋﻧﻪ وﺟﺣدﻫم ﻟﻪ ،ﻓﻠﻣﺎ أرى اﻟﺷﻣس ﺑﺎزﻏًﺔ
ﻗ ـﺎل :ﻫ ـذا رﺑ ـﻲ ﻫ ـذا أﻛ ـﺑر ،أي ﻓﻠﻣ ـﺎ أﺷ ـرﻗت ﺷ ـﻣس اﻟوﺟ ـود ﻛﺷ ـﻔﺎً ﺛﻠّ ـث ﺑﺎﻟﺷ ـﻬﺎدة
واﻹﻗارر ﺑﻘوﻟﻪ :ﻫذا رﺑﻲ ﻫذا أﻛﺑر وأﻛﺷف وأﺟﻠﻰ وأﺑَﯾن ٕواﻧﻣﺎ ﻣﺛّﻠﻪ ﺑﺎﻟﺷﻣس ﻻ زدﯾﺎد
ﻓﯾض اﻹﺷارق وزﯾﺎدة ﺗﺣﻘﻘﻪ ﺑﺎﻟوﺟود ﻓﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻊ وﺟود اﻟﺷﻣس ظﻠﻣـﺔ وﻻ
ﺳﺗر وﻻ ﺧﻔﺎء ﻓﻛذﻟك ﻟﯾس ﻓﻲ ﻫذا ﺷﺑﻬﺔ وﻻ ظن وﻻ وﻫٌم ،وﻟﻣﺎ أﻓﻠـت ﻗـﺎل ﯾـﺎ ﻗـوم
إﻧﻲ ﺑريٌء ﻣﻣﺎ ﺗﺷرﻛون ،دﻻ ﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن إﻗاررﻩ ﺑﺎﻟﺗﺛﻠﯾث ﻟم ﯾﻛن ﺷرﻛﺎً ﺑـل ﻫـو ﺗوﺣﯾـٌد
ض وﻣ ـﺎ ﺳ ـواﻩ ﻫ ـو اﻟﺷ ـرك واﻟﺿ ـﻼ ل ٕواﻧﻣ ـﺎ ﻧﺳ ـب ﻗوﻣ ـﻪ ﻟﻠﺷ ـرك واﻟﺿ ـﻼ ل ﻟﻌ ـدم
ﻣﺣ ـ ٌ
إﻗاررﻫم ﺑﻪ وﺟﺣودﻫم ﻟـﻪ ،ﺛـم ذﻫـب ﻣﺷـﯾارً إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﺷـﺎﻫد ﻣـن ﺻـﻔﺎت اﻟوﺟـود ﻋﯾﺎﻧـﺎً
ﺑﯾﺎﻧـﺎً ﺑﻘوﻟـﻪ :إﻧـﻲ وّﺟﻬـت وﺟﻬـﻲ ﻟﻠـذي ﻓطـر اﻟﺳـﻣوات واﻷ رض ﺣﻧﯾﻔـﺎً وﻣـﺎ أﻧـﺎ ﻣـن
اﻟﻣﺷرﻛﯾنٕ ،وان اﻟﺗوّﺟﻪ ﻻ ﯾﻛـون إﻻ ﻟﻣﻌـﺎﯾن ﻣوﺟـود ﻻ ﻟﻐﺎﺋـب ﻣﻔﻘـود ،ﻷن اﻟﻐﯾـب ﻻ
ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﯾﻪ ﻟﻌدم اﻟﻌﻠم ﺑﻣﻛﺎﻧﻪ ،وﻋدِم اﻟﻌﻠم ﺑﻣﻛﺎﻧﻪ ﻟﻌدم ﻋﯾﺎﻧـﻪ وﻗـد ﯾﻌﻠـم ذوو
اﻷ ﻧﺎة أن ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ وﻣﻧزﻟٌﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗدرﯾـﺞ
اﻟﺗﻔﻬﯾﻣﻲ ﻣن اﻟدﻧّو إﻟﻰ اﻟﺗوﺳط وﻣن اﻟﺗوﺳط إﻟﻰ اﻟﺳﻣّو ﺣﻛﻣـًﺔ ﻣـن اﻟﺣﻛﯾـم وﻟطﻔـﺎً
ﻣن اﻟﻌﻠﯾم ﺑﻌﺑـﺎدﻩ ﻷن اﻟـدﺧول إﻟـﻰ ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺣﻘـﺎﺋق ﻻ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛـون إﻻ ﺑﺎﻟﺗدرﯾـﺞ
ﻛﻣﺎ ﻓﻌل اﻟﺧﻠﯾل ﺗﻌﻠﯾﻣﺎً وﺗﺄدﯾﺑﺎً وﺗﻔﻬﯾﻣﺎً وﻗد أﻓﺻﺢ ﻋن ﻣﻌـﻧﻰ ذﻟـك ﺻـﺎﺣب اﻟرﺳـﺎﻟﺔ
ت ﻟـك اﻟﻔـدا وﻻ أﻓﺗَﻧـَك اﷲ ﻓـﻲ ﻣﻌرﻓﺗـﻪاﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻗدس اﷲ روﺣﻪ ﺑﻘوﻟـﻪ :ﻓﺗﺑﱠﯾـْن ُﺟﻌﻠـ ُ
أﻟﺳ ـت ﺗﻌﻠ ـم وﺗﻔﻬ ـم أن ﺻ ـﻔﺔ اﻟﻛوﻛ ـب ﻏ ـﯾر ﺻ ـﻔﺔ اﻟﻘﻣ ـر وﺻ ـﻔﺔ اﻟﻘﻣ ـر ﻏ ـﯾر ﺻ ـﻔﺔ
اﻟﺷﻣس وأن أﻧوارﻫم ﯾزﯾد ﺑﻌﺿﻬم ﻋﻠـﻰ ﺑﻌـض وأن إﺑـارﻫﯾم ﻫـو اﻻﺳـم اﻷﻋظـم وﻫـو
ﻣﻌﻠﱢم اﻟﻌواِﻟم وﻣﺑدﯾﻬم وأﻧﻪ ﻻ ﯾدﺧل ﻋﻠﯾﻪ اﻟـوﻫم واﻟـﺗردد ﻓـﻲ ﻣﻌرﻓـﺔ اﷲ ٕواﻧﻣـﺎ أظﻬـر
ﻫـذا اﻟﺧطـﺎب ﻟﻧـﺎ ﻟﻧﺳـﺗدل ﻋﻠـﻰ ﻣﻌرﻓـﺔ اﷲ ﺑـﺎﻟﺗﺣﻘﯾق وأﻧـﻪ ﯾظﻬـر ﺑﺎﻟﺻـور اﻟﻣﺗﻧﻘﻠـﺔ
وﯾوري اﻟﺻـﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ واﻷﺳـﻣﺎء اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧـﺔ ﯾﻌـﻧﻲ ﻛﻣـﺎ أرﯾﺗـﻧﻲ أﺳـﺗدّل ﻋﻠـﻰ اﻟـرب
ﻼ ﻓطﻧ ـﺎً ﻓﺄﺳ ـﺗدل ﻋﻠﯾ ـﻪ وأطﻠﺑ ـﻪ ﻓﺈﻧ ـﻪ ﻏ ـﯾر ﻣﺣﺟ ـوب ﻋ ـن
وأطﻠﺑ ـﻪ ﻓﻛ ـذا إن ﻛﻧ ـت ﻋ ـﺎﻗ ً
ﻋﯾﻧﯾك ﻷ ﻧﻪ ﻫو اﻟﺣق اﻟﻣﺑﯾن اﻟذي ﺗﻧظـر إﻟﯾـﻪ وﺗﻌﺎﯾﻧـﻪ ،وﻗـد ذﻛـر ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟرﺳـﺎﻟﺔ
ي اﻟﺻﺎدق ﯾﻘول: ت ﻣوﻻ َﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﻣﺎ ُروي ﻋن اﻟﺻﺑﺎح اﻟﻛﻧﺎﻧﻲ أﻧﻪ ﻗﺎل :ﺳﻣﻌ ُ
ﺗﺟّﻠﻰ أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻹﺑارﻫﯾم ﺑﺣﺟﺎﺑﻪ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻘﺎل ﻫـذا رﺑـﻲ ﻓﻠﻣـﺎ أﻓـل ﻗـﺎل ﻻ
أﺣب اﻵﻓﻠﯾن ،ﺛـم ﻟﻣـﺎ أرى اﻟﻌﯾـن ﺑﺣﺟﺎﺑـﻪ اﻟﺧﺳـرواﻧﻲ اﻟﻌﺑارﻧـﻲ ﻗـﺎل :ﻫـذا رﺑـﻲ ﻓﻠﻣـﺎ
أﻓل ﺿﻧّت ﻧﻔﺳﻪ وﻗﺎل ﯾﺎ ﻗدﯾم اﻷﯾﺎم ﻟﺋـن ﻟـم ﺗﻬـدﻧﻲ ﻷ ﻛـوﻧن ﻣـن اﻟﻘـوم اﻟﺿـﺎﻟﯾن ﺛـم
ﺗـارءى ﻟـﻪ ﺑﺣﺟﺎﺑـﻪ اﻟﻔﺎرﺳـﻲ ﻓﻘـﺎل ﻫـذا رﺑـﻲ ﻫـذا أﻛـﺑر ﻓﻠﻣـﺎ أﻓـل ﺧـﱠر ﺳـﺎﺟداً وﻧـﺎدى
ﻋﻔوك ﯾﺎ ﻋظﯾم ٕواﻧﻲ وّﺟﻬت وﺟﻬﻲ ﻟﻠذي ﻓطر اﻟﺳﻣوات واﻷرض ﺣﻧﯾﻔﺎً وﻣﺎ أﻧﺎ ﻣـن
اﻟﻣﺷـرﻛﯾن ،ﻫـذا ﻣـﺎ ﻗﺎﻟـﻪ إﺑـارﻫﯾم ﻓـﺎﻋﺗرف وأذﻋـن وﻗـد ﺗـارءى ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﺻـورة اﻟـروح
اﻟﻧﺎﻓﺦ ﻓﻲ ﺟﯾب أم اﻟﻧور ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻧﻔﺧﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺳﯾﺢ اﻟذي ﻫو آدم اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﻛﻠﻣﺎت
ﻣن اﻟّدّﯾﺎن اﻟﻣﻌّﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻓﺗﻠﻘـﻰ آدم ﻣـن رﺑـﻪ ﻛﻠﻣـﺎٍت ﻓﺗـﺎب ﻋﻠﯾـﻪ ،وﻫـﻲ
أﺷﺧﺎﺻ ـﻪ اﻟﺧﻣﺳ ـﺔ اﻟﻣﺳ ـﺗﻌدة ﻟﻘﺑ ـول ﻣ ـﺎ ﯾﻣﺎﺛﻠﻬ ـﺎ ﻣ ـن اﻟﺻ ـﻔﺎت اﻟﻧورﯾ ـﺔ اﻟ ـﺗﻲ ﻫ ـﻲ
اﻟﻣﺷﯾﺋﺔ اﻹ ﻟﻬﯾﺔ واﻟﻔطرة اﻷﺑدﯾﺔ واﻟﻌﻠم اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﻘدرة اﻟﻘوﯾـﺔ واﻟﻠطـف اﻟﺧﻔـﻲ اﻟذﯾـن
ﺳ ـل ﺑﻬ ـم اﻟﺷ ـﯾﺦ ﺑدﻋﺎﺋ ـﻪ ﺑﻘوﻟ ـﻪ :أﺳ ـﺄﻟك اﻟﻠﻬ ـم ﺑﺧﻣﺳ ـﺔ ﺣﺟ ـب ﻧورﯾ ـًﺔ أﻗﻣ ـت ﻟﻬ ـﺎ
ﺗو ّ
ﺧﻣﺳـﺔ ﺣﺟ ـٍب ظﻠﯾ ـﺔ أن ﺗﻔـك أﺳ ـرﻧﺎ ﻣﺗوﺳ ـ ً
ﻼ ﻟﻠﻣﯾ ـم ﺑﻣـﺎ ﻓوﻗـﻪ ﻣـن اﻟﻣظ ـﺎﻫر اﻷ زﻟﯾ ـﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌ ـﺔ ﻟﻔظ ـﺔ اﻟﻠﻬ ـم اﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ـﺔ ﻟﻛ ـون أﺷﺧﺎﺻ ـﻪ اﻟﺧﻣﺳ ـﺔ اﻟظ ـﺎﻫر ﺑﻬ ـﺎ ﻋﻠ ـﻰ ط ـور
اﻟﺗﺟﻠﻲ واﻟﻧﻔﺧﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺳﯾد اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟـﺗﻲ ﺻـّدﻗت ﺑﻬـﺎ
أم اﻟﻧور ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻣرﯾم اﺑﻧـﺔ ﻋﻣـارن اﻟـﺗﻲ أﺣﺻـﻧت ﻓرﺟﻬـﺎ ﻓﻧﻔﺧﻧـﺎ ﻓﯾـﻪ
ﻣن روﺣﻧﺎ وﺻّدﻗت ﺑﻛﻠﻣـﺎت رﺑﻬـﺎ وﻛﺗﺑـﻪ وﻛﺎﻧـت ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧﺗﯾن ،واﻟﻧـﺎﻓﺦ روح اﻟﻘـدس
أﺣ ـد اﻟﻘ ـواﻧﯾن اﻟﺛﻼ ﺛ ـﺔ اﻟﻣوﺳ ـوﻣﺔ ﻓ ـﻲ اﻹ ﻧﺟﯾ ـل ﺑ ـﺎﻷب واﻻﺑ ـن وروح اﻟﻘ ـدس اﻟﻣﻌﱠﺑ ـر
ﻋﻧﻬم ﺑﺎﻟﻧور واﻟﺿﯾﺎء واﻟظل واﻟﻣﺗارﺋﻲ ﻟﻣرﯾم وﻗﺗﺋـٍذ ﻛـﺎن اﻟﻣظﻬـر اﻟﺿـﯾﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛﱢـل
ﺑﻛون اﻟروح اﻷﻣﯾن وﻫو اﻟﻣﺗوﻟﻲ اﻟﻔﻌل ﺑﯾدﻩ ﺑﻣﻣﺎﺛﻠـﺔ ﺟﺑارﺋﯾـل وﻫـذﻩ اﻟﻘـواﻧﯾن ﺗﺟﻣـﻊ
ﻋدد اﻷﺣﺟﺎر اﻟﺗﻲ رﻣﻰ ﺑﻬﺎ داوود اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺳـﻛر ﺟـﺎﻟوت ﻓوّﻟـوا ﻣـدﺑرﯾن ﻟﺧـوف
وﻗوع اﻟﺣﺟر وﺗﻠك اﻷﺣﺟﺎر ﺣﺎﻓظٌﺔ ﻋدد اﻟﺳﻣﻛﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋدة اﻟﻣﻧزﻟﺔ ﺑـدﻋﺎء
اﻟﻣﺳـــﯾﺢ ،وﻣﺛﻠﻬـــﺎ رﻗﺎﻗـــﺎت ﻣﺳـــﺗدﯾرة ﺗﺟﻣـــﻊ اﻟرﻗﺎﻗـــﺎت واﻟﺳـــﻣﻛﺎت ﻋـــدد اﻟﺗﺟﻠﯾـــﺎت
اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣﺗﺣرﻛــﺎت ﻓــﻲ ﺣــرف اﻟﺳــﻛون ﺑــﺎﻟِﺣﻛم اﻟﺑّﯾﻧــﺎت ﻓﻛﺎﻧــت اﻟﻣﺎﺋــدة ﻋﯾــداً
ﻟﻸ وﻟﯾـن واﻵﺧـرﯾن ﻛﺎﺋﻧـًﺔ ﺑﻛﯾـﺎن اﻟﻣﻠـك واﻷﺑـد وﻣـﺎ ﻻ ﯾﻌـود ﻻ ﯾﺳـﻣﻰ ﻋﯾـداً ﻷ ن ﻫـذا
اﻻﺳ ـم ﻣ ـﺄﺧوذ ﻣـن اﻟﻌ ـود وﺑرﻫ ـﺎن ذﻟ ـك ﻓ ـﻲ ﻗ ـول اﷲ ﺗﻌ ـﺎﻟﻰٕ :واذ ﻗ ـﺎل اﻟﺣوارﯾ ـون ﯾ ـﺎ
ﻋﯾﺳﻰ ﻫل ﯾﺳﺗطﯾﻊ رﺑـك أن ﯾُـﻧزل ﻋﻠﯾﻧـﺎ ﻣﺎﺋـدة ﻣـن اﻟﺳـﻣﺎء ﻗـﺎل اﺗﻘـوا اﷲ إن ﻛﻧﺗـم
ﻣ ـؤﻣﻧﯾن .ﻗ ـﺎﻟوا ﻧرﯾ ـد أن ﻧﺄﻛ ـل ﻣﻧﻬ ـﺎ وﺗطﻣﺋ ـن ﻗﻠوﺑﻧ ـﺎ وﻧﻌﻠ ـم أن ﻗ ـد ﺻ ـدﻗﺗﻧﺎ وﻧﻛ ـون
ﻋﻠﯾﻬ ـﺎ ﻣ ـن اﻟﺷ ـﺎﻫدﯾن ،ﻗ ـﺎل ﻋﯾﺳ ـﻰ اﺑ ـن ﻣ ـرﯾم اﻟﻠﻬ ـم رﺑﻧ ـﺎ أﻧ ـزل ﻋﻠﯾﻧ ـﺎ ﻣﺎﺋ ـدةً ﻣ ـن
اﻟﺳﻣﺎء ﺗﻛون ﻋﯾداً ﻟﻧﺎ ﻷ وﻟﻧﺎ وآﺧرﻧﺎ وآﯾًﺔ ﻣﻧك وارزﻗﻧﺎ وأﻧت ﺧـﯾر اﻟـارزﻗﯾن ،ﻗـﺎل اﷲ
إﻧﻲ ﻣﻧزﻟﻬﺎ ﻋﻠﯾﻛم ﻓﻣن ﯾﻛﻔر ﺑﻌـد ذﻟـك ﻣﻧﻛـم ﻓـﺈﻧﻲ أﻋذﺑـﻪ ﻋـذاﺑﺎً ﻻ أﻋذﺑـﻪ أﺣـداً ﻣـن
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن… ﻓﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﻣﺎﺋدة ﺧﻣﺳﺎً إﻟﻰ ﺛﻼث رﻗﺎﻗﺎت وﻣﺛﻠﻬّن ﺳـﻣﻛﺎت ﺗﺟـري ﻓـﻲ
ﺑﺣﺎر اﻟﻧور ﻛﺟري اﻟﺣﯾﺗﺎن ﻓﻲ ﺑﺣﺎر اﻟﻣﺎء ،واﻟطﯾور ﻓﻲ ﺑﺣﺎر اﻟﻌواء ﺑﻌد أن ﺗﻣﺛﻠـوا
ﻟﻛﻠﯾم اﻟﺟّﺑﺎر ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻧﺎر ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺛﻼ ﺛﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﺎت اﻟﺛـﻼث ﺑـﺎﻟﻘﺑس واﻟﺷـﻬﺎب
واﻟﺟ ـذوة ﻛﻣـﺎ ﺗﻘـدن اﻟﻘـول وﻗـد ﻛﺎﻧـت ﺗﻠـك اﻟﻧـﺎر ﻋﻠـﻰ إﺑـارﻫﯾم ﺑـرداً وﺳـﻼﻣﺎً ﺑﻌـد أن
ﺗـ ـارءت ﻟـ ـﻪ ﻓــﻲ ﻣارﺗــب اﻟﺗﻣﺛﯾـ ـل ﺑﺎﻟﻛوﻛـ ـب واﻟﻘﻣـ ـر واﻟﺷـ ـﻣس وﻟﻣـ ـﺎ اﻋـ ـﺗرف وأذﻋـ ـن
ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدة ﺣﺎّﺟﻪ ﻗوﻣﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻗﺎل :أﺗﺣﺎّﺟوﻧﻲ ﻓﻲ اﷲ وﻗد ﻫداﻧﻲ وِﺳـﻊ رﺑـﻲ ﻛـل
ﺷﻲء ﻋﻠﻣﺎً أﻓﻼ ﺗﺗذﻛرون وﻛﯾف أﺧﺎف ﻣﺎ أﺷرﻛﺗم وﻻ ﺗﺧﺎﻓون أﻧﻛم أﺷرﻛﺗم ﺑـﺎﷲ ﻣـﺎ
ﻟم ُﯾﻧّزل اﷲ ﺑﻪ ﺳﻠطﺎﻧﺎً ،دﻻ ﻟﺔ ذﻟك أن إﻗاررﻩ ﺑﺗﻠك اﻟﻣظﺎﻫر ﻟم ﯾﻛن ﺷرﻛﺎً ﺑل ﻣﺎ ﺣﺎد
ق ﺑـﺎﻷﻣن إن ﻛﻧﺗـم ﺗﻌﻠﻣـون، ﻋﻧﻪ ﻫو اﻟﺷرك ،ﺑدﻻ ﻟﺔ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻓـﺄي اﻟﻔـرﯾﻘﯾن أﺣـ ّ
واﻷﻣن ﻫﻬﻧﺎ ﻫو ﻋدم اﻟﻣﺧﺎﻓﺔ ﻣن اﻟﺷـرك ،ﯾﻌـﻧﻲ ﻓـﺄي اﻟﻔـرﯾﻘﯾن ﻣﻧـﺎ أﺣـق ﺑﺎﻷﻣـﺎن
ﻣن اﻟﺷرك ﻓﻬﺎ ﻫو اﻟﻣﻬﺗدي ﺑﻬذا اﻟوﺟود أم اﻟﻣﻧِﻛر ﻟﻪ إن ﻛﻧﺗم ﺗﻌﻠﻣـون دﻻ ﻟـًﺔ ذﻟـك
ﺑﺄن اﻟﻔرﯾق اﻟﻣﻬﺗدي ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻫذا اﻟوﺟـود ﻫـو أﺣـق ﺑﺎﻷﻣـﺎن ﻣـن اﻟﺷـرك وﻫـو ﻣوﱢﺣـٌد
ﻣﺣض ﺛم أﺑﺎن ﻋن ذﻟك ﺑﻘوﻟﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ اﻟـذﯾن آﻣﻧـوا وﻟـم ﯾﻠﺑﺛـوا إﯾﻣـﺎﻧﻬم ﺑظﻠـٍم ﻓﺄوﻟﺋـك
ﻟﻬم اﻷﻣن وﻫم ﻣﻬﺗدون ،ﻓﺄﺛﺑت ﻟﻠﻣﻘرﯾن ﺑﻪ اﻷﻣن واﻹﯾﻣﺎن واﻟﻬداﯾﺔ واﻟﻌرﻓﺎن وﻋـدم
اﻟظﻠـم واﻟﻌـدوان إﻟـﻰ أن ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﻟﻰ :وﺗﻠـك ﺣﺟﺗﻧـﺎ أﺗﯾﻧﺎﻫـﺎ إﺑـارﻫﯾم ﻧرﻓـﻊ درﺟـﺎت ﻣـن
ﻧﺷﺎء إن رﺑك ﺣﻛﯾٌم ﻋﻠﯾم ،ﻓﺄﺑﺎن ﺑﻬذا إﺛﺑﺎت اﻟﺣﺟﺔ ٕواﯾﺿـﺎح اﻟﻣﺣﺟـﺔ وﻋﻠـّو اﻟدرﺟـﺔ
ﻷﻫـل اﻟﻣﻌرﻓـﺔ واﻹﻗـارر ،ﺛـم ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻣﺧـﺑارً ﻋـن اﻟﺧﻠﯾـل وﺑﻧﯾـﻪ :وﻣـﺎ ﻫـﺎداﻫم إﻟﯾـﻪ
واﻷ ﻧﺑﯾ ـﺎء ﻣ ـن ﻗﺑﻠ ـﻪ وﻣ ـن ﺑﻌ ـدﻩ ﺗﻌﻠﯾﻣ ـﺎً ﻟط ـﺎﻟﺑﯾن اﻟﻬداﯾ ـﺔ إﻟ ـﻰ اﻟوﺟ ـود ﺑﻘوﻟ ـﻪ اﻟﺣ ـق:
ووﻫﺑﻧﺎ ﻟـﻪ اﺳـﺣق وﯾﻌﻘـوب ﻛـﻼ ﻫـدﯾﻧﺎ وﻧوﺣـﺎً ﻫـدﯾﻧﺎ ﻣـن ﻗﺑـل ،أي ﻛـﻼ ﻫـدﯾﻧﺎ ﺑﻬـذﻩ
اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻌﺑــﺎرة وﻧوﺣــﺎً ﻫــدﯾﻧﺎ ﻣــن ﻗﺑــل إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻣــﺎ رآﻩ اﺑــارﻫﯾم ﻣــن
اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺛﻼ ﺛﺔ ﺛم أﻗﻔﻰ ﺑﻬم ذرﯾﺗﻬم ﺑدﻟﯾل ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣن ذرﯾﺗﻪ داوود وﺳـﺑﯾﻣﺎن
وأﯾوب وﯾوﺳـف وﻣوﺳـﻰ وﻫـﺎرون وﻛـذﻟك ﻧﺟـزي اﻟﻣﺣﺳـﻧﯾن وزﻛرﯾـﺎ وﯾﺣـﯾﻰ وﻋﯾﺳـﻰ
ﺿ ـﻠﻧﺎ ﻋﻠ ـﻰ واﻟﯾ ـﺎس ﻛ ـﱞل ﻣ ـن اﻟﺻ ـﺎﻟﺣﯾن واﺳ ـﻣﺎﻋﯾل وأﻟﯾﺳ ـﻊ وﯾ ـوﻧس وﻟوط ـﺎً وﻛ ـ ً
ﻼﻓ ّ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن أي ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن اﻟذي ﺗارءى ﻹﺑارﻫﯾم ﻓﻲ أﺣﺳن اﻟﻘواﻧﯾن.
وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣن آﺑﺎﺋﻬم وذرﯾﺎﺗﻬم ٕواﺧواﻧﻬم واﺟﺗﺑﯾﻧﺎﻫم وﻫدﯾﻧﺎﻫم إﻟﻰ ﺻارٍط ﻣﺳﺗﻘﯾم
وﻫ ـو اﻟطرﯾ ـق اﻟﻘ ـوﯾم اﻟ ـذي ﺳـﻠك ﻋﻠﯾ ـﻪ إﺑ ـارﻫﯾم ﺑﺎﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ اﻟوﺟ ـود اﻟﻌظﯾ ـم وذﻟـك
ﻫدى اﷲ ﯾﻬدي ﺑﻪ ﻣن ﯾﺷﺎء ﻣن ﻋﺑﺎدﻩ وﻟو أﺷرﻛوا ﻟﺣِﺑط ﻋﻧﻬم ﻣـﺎ ﻛـﺎﻧوا ﯾﻌﻣﻠـون،
وﻟو ذﻫب إﻟﻰ ذﻛر ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧت آﯾﺎت اﻟﻘرآن ﻣن اﻟﻬدى واﻟﺑﯾﺎن واﻷدﻟﺔ واﻟﺑرﻫﺎن ﻟﻛـل
اﻟﻠﺳﺎن وﻋﺟزت اﻷذﻫﺎن ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :ﻗـل ﻟـو ﻛـﺎن اﻟﺑﺣـر ﻣـداداً ﻟﻛﻠﻣـﺎت رﺑـﻲ
ﻟﻧﻔد اﻟﺑﺣر ﻗﺑل أن ﺗﻧﻔد ﻛﻠﻣﺎت رﺑﻲ وﻟو ﺟﺋﻧـﺎ ﺑﻣﺛﻠـﻪ ﻣـدداً ،ﻷن اﻟﻘـرآن ﺑﺣـٌر ﻋﻣﯾـق
ﺗﻐرق ﻓﻲ رﻗﺔ ﺳواﺣﻠﻪ اﻷﻓﻬﺎم ﻓﻼ ﯾﺻل إﻟﻰ رﻗﯾق ﺳواﺣﻠﻪ إﻻ ﻣن ﺣﺳـر ﻋـن ﺳـﺎق
اﻻﺷﺗﯾﺎق وﺷّﻣر ﻋن ﺳﺎﻋد اﻟﺟد ﺑـﺎﻹطﻼ ق واﻣﺗطـﻰ ﻣﺗـون ﻣطﺎﯾـﺎ اﻟﺳـﺑﺎق واﺳـﺗﺧﺎر
اﻟدﻟﯾل ﺑطﯾب اﻷﺧﻼ ق ،وﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎﻩ ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﻣن أارد اﷲ ﻟﻪ اﻟﻬداﯾﺔ وﻗد ﻗﯾل
ﻣن ﻟم ﯾﻌدﻩ اﻟﻘرآن ﻟم ﯾﻬدﻩ اﷲ وﻓوق ﻛل ذي ﻋﻠٍم ﻋﻠﯾم…
وﻻ ﺣول وﻻ ﻗوة إﻻ ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻌظﯾم.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾـﺔ اﻟﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﺑـﺎدة وﺗﺻـﻔﯾﺔ اﻟﻘﻠـب وﻛﯾـف ﺗﻛـون اﻹﺷـﺎرة ﻣـن اﻟﻣﺷـﯾر ﻓـﻲ
اﻟﻐﯾب واﻟوﺟود؟
اﻟﺟواب:
ﺳـم واﻟﻣﻛﺎﺷـﻔﺔ أن اﻋﻠم أﯾﻬﺎ اﻷخ اﻟﻔﺎﺿل واﻟﺧدﯾن اﻟﻌﺎﻗـل ﺑّﻠﻐـك اﷲ ٕواﯾﺎﻧـﺎ دَرج اﻟﺗو ﱡ
اﻟﺻ ـﻼة ﻋﺑ ـﺎرة ﻋ ـن اﻻ ﺗﺻ ـﺎل ﺑﻣﻌرﻓ ـﺔ اﷲ ﻓﯾﺟ ـب ﻟﻣواﺟﻬﺗ ـﻪ ظ ـﺎﻫارً وﺑﺎطﻧ ـﺎً ﻓﺎﻟطﻬ ـﺎرة
ﺑﯾﺎﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻗــول اﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﯾــﺎ أﯾﻬــﺎ اﻟــذﯾن آﻣﻧــوا إذا ﻗﻣﺗــم إﻟــﻰ اﻟﺻــﻼة ﻓﺎﻏﺳــﻠوا
وﺟ ـوﻫﻛم وأﯾ ـدﯾﻛم إﻟ ـﻰ اﻟﻣارﻓ ـق واﻣﺳ ـﺣوا ﺑرؤوﺳ ـﻛم وأرﺟﻠﻛ ـم إﻟ ـﻰ اﻟﻛﻌﺑﯾ ـن ٕوان ﻛﻧﺗ ـم
ﺟﻧُﺑﺎً ﻓﺎطّﻬروا… وﺑﺎطﻧﻬﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ دﻟّت ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺄﻣور ﺑﻐﺳﻠﻬﺎ ظﺎﻫارً ﻣن
اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣﻘﯾﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟرﯾـﺎض اﻟﻘدﺳـﻲ ﻣـﻊ ﺗـرك ﻣـﺎ ﺗﺗﻌﻠـق ﺑـﻪ إاردة اﻟﻌﺑـد ظـﺎﻫارً
وﺑﺎطﻧـﺎً ﻣـن اﻟّرﺑﺎﺋـث اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟـدﻧﯾﺎ واﻵﺧـرة ﻣﻣـﺎ ﺳـوى اﷲ ﻷن ﻣـن ﺗﻌﻠﻘـت إاردﺗـﻪ
وﻓﻛرﻩ ﺑﻣﺎ ﺳوى اﷲ ﻟم ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻻ ﺗﺻﺎل ﺑﺣﺿﺎﺋرﻩ ﻷن اﻟﺻﻼة ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻻ ﺗﺣـﺎد
إﻟﻰ اﻟﺣق ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟوﺟﻪ اﻟﻛﻠﻲ اﻟـذي ﻛـﺎن ﻋﻧـد اﷲ وﺟﯾﻬـﺎً ﻣـذﻫﻧﺎً ﺑﺎﻻ ﻧﻘطـﺎع ﻋﻣـﺎ
ﺳوى اﻟﺣـق ﻗﻠﺑـﺎً وﻧﻔﺳـﺎً وروﺣـﺎً وﻋﻘـﻼً ﺑﺎﻟﺗوﺳـم واﻟَﻔارﺳـﺔ واﻟﻣﻛﺎﺷـﻔﺔ ﻣـﻊ اﻟﺗﺻـدﯾق
واﻟﻔﻛــر واﻟﯾﻘﯾــن ﺣــﺗﻰ ﯾﺑﻘــﻰ ﻟّﺑــﻪ ﻟوﺣــﺎً ﺳــﺎذﺟﺎً ﯾﻘﺑــل اﻟﻧﻘــوش اﻹ ﻟﻬﯾــﺔ وﺗؤﺛــر ﻓﯾــﻪ
ﻣﺑﺎدىء اﻟﺧطوط اﻟﻘدﺳﯾﺔ واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗـول اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﯾـﺎ أﯾﻬـﺎ اﻟـذﯾن آﻣﻧـوا ﻻ
ﺗﻘرﺑوا اﻟﺻـﻼة وأﻧﺗـم ﺳـﻛﺎرى ،ﻧﻬﯾـﺎً ﻋـن ﺳـﻛر اﻟﻧﻔـس ﺑﺎﻟﺟﻬـل ﻋـن اﻟﻣﻌرﻓـﺔ واﻟﻐﻔﻠـﺔ
ﻋﻧد ﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﺣـق ﻓـﻲ اﻟﻌﯾـﺎدة وأﻣـارً ﺑﺗﺟرﯾـد اﻟﻧﻔـس ﻋـن اﻟﻌﻼ ﺋـق واﻧﻘطﺎﻋﻬـﺎ ﻋـن
اﻟﺷواﻏل ﻟﺗﻛون ﻣﺗﻬﯾﺋﺔ ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﻘﺑول ﻧﻔﺣـﺎت ﻣواﻫـب ﻧﺳـﯾﻣﺎت اﻟﺣـب ﻓـﻲ اﻻ ﺗﺟـﺎﻩ
ﻟوﺟـﻪ اﻟﺣـق ﻋﻧـد اﻟـذﻛر ﻟـﻪ ﻷن اﻟﻣﺻـﻠّﻲ إﻧﻣـﺎ ﯾﺻـﻠﻲ ﺟﻼ ﻟـﺔ ﻟﺟـﺑروت اﷲ وﻋظﻣﺗـﻪ
وﺳ ـﻠطﺎﻧﻪ ،وﻧظ ـارً ﻟﺷ ـرف اﻟﻣارﺗ ـب اﻟﻌﻘﻠﯾ ـﺔ واﻋﺗارﻓ ـﺎً ﺑﻌظﻣ ـﺔ اﻟﻣظ ـﺎﻫر اﻟﻌﻠﯾ ـﺔ اﻟداﻟ ـﺔ
ﻋﻠﻰ ﺳارﺋر اﻟﻌﺑﺎدات ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻷ وﻗﺎت ﻓﺣﯾﻧﺋٍذ ﯾﻘف اﻟﻣﺻﻠﻲ ﺑﯾن ﯾدي اﻟﺣق وﻗوف
اﻟﻌ ـﺎِﻟم اﻟﺧﺑ ـﯾر اﻟﻣﺗﺻ ـل ﺑ ـﺎﷲ اﻟﻌزﯾ ـز اﻟﻘ ـدﯾر اﻟﻣﺷ ـﺎﻫد ﺟ ـﻼ ل ﻛﻣ ـﺎل اﻟﺟ ـﺑروت اﻟﻛﺑﯾ ـر
ﻓﯾﻛ ـون ﺣﯾﻧﺋ ـٍذ ﻣﺻ ـﻠﯾﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘ ـﺔ ﻣﺗﺻ ـﻼً ﺑ ـﺎﷲ ﺑﻣﻘـدار ﺗﻔـّردﻩ ﻋﻣـﺎ ﺳ ـواﻩ ﻓ ـﯾزداد
اﻛﺗﺳﺎﺑﻪ ﻣن إﯾﻣﺎض ﺑـوارق اﻷ ﻧـوار وﻧﺳـﯾﻣﺎت اﻟﺣـب وﻟـذاذة اﻟﻣواﻫـب واﻟﻘـرب ﺑﻘـدر
ﻗواﻩ واﺳﺗﻌﺎذﺗﻪ ﻣن ﺳوء أﻓﻌﺎل ﻧﻔﺳﻪ ﻓﯾﻛون ﻋﻧد ذﻟك ﻣوﱢﺣداً وﻣﻧﱢزﻫﺎً وﻣﺟﱢرداً وﻣﺎﻟﻛﺎً
ﻧﻔﺳﻪ وﻋﺎرﻓﺎً ﺑرﺑﻪ وﻫذﻩ رﺗﺑﺔ أﺻﺣﺎب اﻻ ﺗﺻﺎل وأرﺑﺎب اﻟﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣـون اﻟﺻـﻼة
ﺣﺑ ـﺎً وﺷ ـوﻗﺎً ﷲ ﻫ ـذا ﻣ ـن ﺑﻌ ـض ﻣ ـﺎ ﻟﻔ ـظ ﺑ ـﻪ ﻣﺣﻣ ـد ﺑ ـن ﺷ ـﻌﺑﺔ اﻟﺣارﻧ ـﻲ ﻓ ـﻲ ﻛﺗ ـﺎب
اﻷﺻﯾﻔر رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻗد ورد أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﻗوﻟﻪ ﻣﺎ ﻫذا ﻟﻔظـﻪ :إن
ﻛﺎن اﻹ ﻧﺳﺎن ﻣﻧﺟذﺑﺎً إﻟﻰ ﻗوى اﻟﺷﻬوة واﻟﻣﯾـل ﻣـﻊ دواﻋـﻲ اﻷﻫوﯾـﺔ ﻓﺗﻠـك ﻣﺷـﻐﻠﺔ ﻟـﻪ
ﻋن ﻋﺑﺎدة اﷲ ﻋﺎﺋﻘٌﺔ ﻟﻪ ﻋن ﻧﯾل اﻟﺳﻌﺎدة ﻣﻛﺳـﺑٌﺔ ﻗﺑـﺢ اﻷﻋﻣـﺎل ﻣوﺟﺑـٌﺔ ﻟـﻪ اﻟﻌـذاب
واﻟﻧﻛﺎل ،وﻣﺗﻰ اﻧﺟـذب إﻟـﻰ اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺻـﺎﻟﺣﺎت ٕواﻗﺎﻣـﺔ اﻟﺻـﻼة ﻓـﻲ أﻛﻣـل اﻟطﺎﻋـﺎت
اﺳﺗﺣق ﻣن رﺑـﻪ اﻟﻛارﻣـﺎت وﺟﺎءﺗـﻪ ﻣـن اﷲ ﻟﺑﺷـﺎارت ﺑـدﻟﯾل ﻗـول اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﯾﺑﺷـّرﻫم
رﺑﻬم ﺑرﺣﻣٍﺔ ﻣﻧﻪ ورﺿواٍن وﺟﻧﺎٍت ﻟﻬم ﻓﯾﻬﺎ ﻧﻌﯾٌم ﻣﻘﯾٌم وﻗد ﺳـﺑق ﻟﻧـﺎ اﻟﻘـول أوردﻧـﺎﻩ
ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﺗذﻛرة اﻟﻣرﯾدﯾن ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻹﺷﺎرة ﻓـﻲ اﻟﺻـﻼة ﻣـن اﻟﻣﺻـّﻠﻲ ﻓـﻲ اﻟﺧﻣﺳـﺔ
اﻷ وﻗــﺎت اﻟﻣﻔروﺿــﺔ وﻗــد اﺧــﺗرت إﺛﺑــﺎت ﺑﻌﺿــﻪ ﻫﻬﻧــﺎ وﻫــو أن أول اﻷ وﻗــﺎت وﻗــت
اﻟظﻬر اﻟداّل ﻋﻠﻰ اﻟﻧور اﻷ ول اﻟذي ﻫو أول اﻷﻋـداد وﻫـو اﻻﺳـم اﻷﻋظـم واﻟﺣﺟـﺎب
اﻷﻗـدم واﻟوﺟـﻪ اﻷ ﻛـرم ﻓﻠﺟﻬﺗـﻪ ﯾﺗﺟـﻪ اﻟﻣﺻـﻠﻲ اﻟﻣﺷـﯾر ﺑﻌﺑﺎدﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻟوﺟـود اﻹ ﻟﻬـﻲ
اﻟﻣﺷِرق ﺑﺎﻟﻣﺷﯾﺋﺔ اﻹ ﻟﻬﯾﺔ ﻟﻛون اﻟﻣﺷﯾﺋﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﺳﺗواء ﻓـﻲ اﻷﻓـق اﻷﻋﻠـﻰ
واﻟﻛﻣﺎل اﻟﻣﺳِﻔر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﻣﯾﻣﻲ اﻟوﺟودي…
اﻟوﻗت اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻌﺻر اﻟـداّل ﻋﻠـﻰ اﻟﻔـﺎء اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻣظـﺎﻫر اﻻﺳـﻣﯾﺔ وﻣـن ﺟﻬﺗﻬـﺎ
ﯾﺗﺟﻪ اﻟﻣﺻـﻠّﻲ ﺑﺈﺷـﺎرﺗﻪ إﻟـﻰ اﻟﻔطـرة اﻷﺑدﯾـﺔ اﻟﻔﺎﺋﺿـﺔ ﺑﺈﺷـارق ﻧـور اﻟـذات اﻟﺳـرﻣدﯾﺔ
ﻓطرة اﷲ اﻟﺗﻲ ﻓطر اﻟﻧﺎس ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻧدﺑﻬم ﺑﻬﺎ إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻧﺗﻬـﺎء اﻟﻣﻌِﺟـز اﻟﺷـﻬﯾر واﺑﺗـداء
اﻟﻌﺟز اﻟﺑﻬﯾر ﻋﻧد اﻧﻔﺟﺎر اﻟﻐدﯾر واﻧﻬﻣﺎر اﻟﻣﺎء اﻟﻣﺟﻣوع واﻧﻔطـﺎر اﻟﺣـوض اﻟﻣرﻓـوع
وﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﻌﺻر ﻻ ﻧﻌﺻﺎر اﻟﻔطرة اﻷﺑدﯾﺔ ﻣن اﻟﻔطرة اﻷ زﻟﯾﺔ.
اﻟوﻗت اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﻐرب اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎَﻟم اﻷ وﺳط ﻣن اﻟﻣظـﺎﻫر اﻟﻛوﻧﯾـﺔ ،وِﻣـن ﺟﺗﻬﺗـﻪ
ﯾﺗﺟﻪ اﻟﻣﺷـﯾر ﺑﻌﺑﺎدﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻌﻠـم اﻟرﺑـﺎﻧﻲ اﻹ ﻟﻬـﻲ اﻟﻣﺳـِﻔر ﺑﻣﺛـﺎل اﻟﻌﻠـم اﻟﻛوﻧـب ﻋﻧـد
اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدار واﻧﻘﺿﺎض اﻟﺟدار ﺑـﺎﻟوﻫن واﻟﻐـروب ﺑﻌـد اﻟﻘـوة واﻹﺷـارق ﻣﺛـﺎﻻً ﻟﻘﻌـود
اﻟﺣـﺎء اﻷ ول ﻋـن اﻟﻘﯾـﺎم ﺑـﺎﻷﻣر ٕواظﻬـﺎرﻩ اﻟﺿـﻌف واﻟﻌﺟـز ﻋـن اﻟﻘﯾـﺎم ﺑـذﻟك اﻟﻣﻘـﺎم،
ﺳـ ﻣ ﻲ
إﺷﺎرةً إﻟﻰ ﺳـﺗر ﻧﻔـس اﻟﻣﺗﺟﻠـﻲ ﻛﻣﺛﻠـﻪ ﻋـن أﻓﻬـﺎم ﺟﺎﺣدﯾـﻪ وأﺑﺻـﺎر ﻧﺎﻛرﯾـﻪ ،و ُ
ﺑــﺎﻟﻣﻐرب ﻟﻐــروب ﺷــﻣس اﻟوﺟــود ﺑﻣﻘﺎﻣــﻪ وﻏروﺑــﻪ ﺗﺣــت ﺗﻼ ﻟــﻲ ﻧــور ﺑﺎرﯾــﻪ ﻋﻧــد
اﻟﻣﻣﺎﺛﻠ ـﺔ وﯾﺳ ـّﻣﻰ اﻟﻌﺷ ـﺎء اﻷ ول ﻟﻌﺷ ـو اﻷﺑﺻ ـﺎر ﻋ ـن رؤﯾ ـﺔ ﻣﻘﺎﻣ ـﻪ اﻟ ـذاﺗﻲ وﻋﺷ ـّو
اﻷﻓﻬﺎم ﻋن ذﻟك.
اﻟوﻗت اﻟارﺑﻊ اﻟﻌﺷﺎء اﻷﺧﯾر اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎء اﻟﺛﺎﻧﻲ وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻌﺗﻣﺔ ﻹظﻬـﺎرﻩ اﻟﻐﯾﺑـﺔ
ﺑﺎﻟﻘﺗل وﺳﺑﻲ اﻟذارري واﻹﺷﺎرة ﻓﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺻـﻠّﻲ ﻟﻠﻘـدرة اﻟﻘوﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻣظـﺎﻫر اﻷ زﻟﯾـﺔ
اﻟﻼ ﺋﺣـــﺔ ﺑﻣﺛـــﺎل اﻟﻘـــدرة اﻻﺳـــﻣﯾﺔ اﻟـــﺗﻲ أورى ﺻـــﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﻌﺟـــز ﻓـــﻲ أ‘ﯾـــن اﻟﺑرﯾـــﺔ
ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﻪ وﺗﻠك ظﻠﻣٌﺔ أﻏﺷت أﺑﺻﺎر اﻟﻧـﺎظرﯾن ﻋـن اﻟﻣﻛﺎﺷـﻔﺔ ﻟﻘﺑـول
إﺷارق اﻟﻧور اﻟوﺟودي ﻛﺷﻔﺎً.
اﻟوﻗت اﻟﺧﺎﻣس ،اﻟـدال ﻋﻠـﻰ اﻟﺣـﺎء اﻟﺛﺎﻟـث ﻣـن اﻟﻣظـﺎﻫر اﻟﻣﯾﻣﯾـﺔ واﻹﺷـﺎرة ﻓﯾـﻪ إﻟـﻰ
اﻟﻠطف اﻟﺧﻔﻲ اﻟذي ﻻ ﺗدرﻛﻪ اﻷﺑﺻـﺎر ﺑﺎﻹﺣﺎطـﺔ اﻟﺻـﺑﺢ اﻟﻧـوري اﻟﻣﺷـﻬود ،اﻟﻣﺳـﻔر
ﻋـن اﻟﻐﯾـب اﻟﻣﻧﯾ ـﻊ ﻛﺄﻧـﻪ ﻛوﻛـﻲ دري ﺑﺈﺷـارﻗﻪ ﻟﻛـون اﻟﺷـﺧص اﻟﺧﻔـﻲ ﻣـن اﻟﻣظﺎﻫـر
اﻻﺳ ـﻣﯾﺔ اﻟ ـذي ظﻬ ـر اﺳ ـﻣﻪ وﺧﻔ ـﻲ ﺷﺧﺻ ـﻪ ﻋ ـن اﻟرؤﯾ ـﺔ اﻟﻧظرﯾ ـﺔ ،وﻫ ـذﻩ اﻟﺧﻣﺳ ـﺔ
اﻟﻣﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗُّدرت ﻋﻠﯾﻬﺎ أوﻗـﺎت اﻟﺻـﻼة اﻟﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻟﻠﻌﺑـﺎدة وﺣﻛـم ﻋـدد اﻟﻔـارﺋض ﻓـﻲ
ﻫذﻩ اﻷ وﻗﺎت ﯾﻘﺎﺑـل ﻋـدد اﺣـرف أﺳـﻣﺎء ﻫـذﻩ اﻟﺣﺟـب اﻟظـﺎﻫر ﺑﻬـﺎ اﻟﻣﯾـم ﻋﻠـﻰ طـور
اﻟﺗﺟﻠــﻲ أﻗﺎﻣﻬــﺎ ﺣﺟﺑــﺎً وﺳــﺗارً ﻋﻠــﻰ اﻟﻣظــﺎﻫر اﻟﻧورﯾــﺔ ٕواﻟﯾﻬــﺎ ﯾﺷــﯾر اﻟﻌﺑــد اﻟﻣﻧﯾــب
اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺎﻟﻧور اﻟﻣؤﯾد ﺑﺎﻟظﻬور ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺷﻬﺎدة وﻋـﺎﻟم اﻟﻌﻘـل اﻟﻛﻠـﻲ اﻟﻣﺣﯾـط ﺑﻛـل
ﺷـﻲء ﺑ ـﺎﻟﻘوة واﻟﻘـدرة واﻟﺳـﻠطﺎن واﻟﻌظﻣـﺔ ﻓﻣـن اﺳ ـﺗﻘر ﻋﻧ ـدﻩ ﻋرﻓ ـﺎن اﻟوﺟ ـود أﻋـﻼﻩ
وأدﻧﺎﻩ وﻟم ﯾداﺧﻠﻪ ﺷك ﻓﯾﻣﺎ وﻋﺎﻩ وأﻗﺎم اﻟﺻﻼة ﻛﺎن ﻣﻣـن وﺻـﻔﻬم اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﺑﻘوﻟـﻪ
اﻟﺣق اﻟذﯾن ﯾﻘﯾﻣون اﻟﺻـﻼة وﻣﻣـﺎ رزﻗﻧـﺎﻫم ﯾﻧﻔﻘـون أوﻟﺋـك ﻫـم اﻟﻣؤﻣﻧـون ﺣﻘـﺎً ﻟﻬـم
درﺟ ـﺎت ﻋﻧ ـد رﺑﻬ ـم وﻣﻐﻔ ـرةٌ وأﺟ ـر ﻛ ـرﯾم… وﻗوﻟ ـﻪ ﺗﻌ ـﺎﻟﻰ :إن اﻟ ـذﯾن آﻣﻧ ـوا وﻋﻣﻠ ـوا
ف ﻋﻠﯾﻬم وﻻ ﻫماﻟﺻﺎﻟﺣﺎت وأﻗﺎﻣوا اﻟﺻﻼة وآﺗوا اﻟزﻛﺎة ﻟﻬم أﺟرﻫم ﻋﻧد رﺑﻬم وﻻ ﺧو ٌ
ﯾﺣزﻧون… وﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﻛﻣـﺎ أن اﻟﺻـﻼة اﻟظـﺎﻫرة ﯾﺑطـل ﺣﻛﻣﻬـﺎ ﺗﺣوﯾـل ﻧظـر اﻟﻣﺻـﻠﻲ
ﻋن ﻣﺣل ﻣوﻗﻊ ﺳـﺟودﻩ ﻓﻛـذا اﻟﺻـﻼة اﻟﺑﺎطﻧـﺔ ﯾﻔﺳـد ﺣﻛﻣﻬـﺎ اﻟﺗﻔـﺎت اﻟﻘﻠـب واﻟﻧﻔـس
ﻟﻐـﯾر ﺟﻬـﺔ اﻟﻌﻘـل واﻟﺗرّﺑـث ﻋﻣـﺎ ﺳـوى اﻟﺣـق ﻣـن اﻟرﺑﺎﺋـث أأرﯾـت ﻟـو وﻗـف رﺟـٌل ﻓـﻲ
ﺣﺿرة ﺑﻌض اﻷﻣارء واﻟﺗﻔت إﻟﻰ ﻏﯾرﻩ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺧطﺎﺑﻪ ﻟـﻪ ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺷـﻣﺋز ﻣﻧـﻪ ﻓﻛﯾـف
ﻣن وﻗف ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺟـﺎة أﻣـﯾر اﻷﻣـارء وﻣﻠـك اﻟﻣﻠـوك وﺳـﻠطﺎن اﻟﺳـﻼطﯾن أن ﯾﻣﯾـل ﻓـﻲ
ﻓﻛـرﻩ ﻋﻧـد ﻣﻧﺎﺟﺎﺗـﻪ إﻟـﻰ ﻏـﯾر ﺟﻬـﺔ وﺟـودﻩ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻣـن ﻻ ﺗﺣوﯾـﻪ اﻟﺟﻬـﺎت وﻻ ﺗدرﻛـﻪ
ﺗﺻﺎرﯾف اﻟﻠﻐﺎت وﻗد ﺗﻘرر ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ أن اﻟﺻﻼة اﻟﺑﺎطﻧـﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ ﻫـﻲ ﻋﺑـﺎرةٌ
ﻋ ـن اﺗﺻ ـﺎل رﻗﯾﻘ ـﺔ اﻟ ـروح اﻟروﺣﺎﻧﯾ ـﺔ ﺑﺎﻟﺣﺿ ـرة اﻟرﺑﺎﻧﯾ ـﺔ ﻓﻣ ـن ﺗﻌﻠﻘ ـت إاردﺗ ـﻪ ﺑﺷ ـﻲء
ي ﻣـن ﺣّرﻛﺗـﻪ اﻟﺣرﻛ ـﺎت اﻟﺷـوﻗﯾﺔ وﻧﻔﺣ ـت ﻓـﻲﺳـوى اﷲ ﻣﻧ ـﻪ اﻻ ﺗﺻـﺎل ﺑﺣﺿـﺎﺋرﻩ ﻓـﺄ ﱞ
ﻛﻠﻛﻠــﻪ اﻷرﯾــﺎح اﻟﺣﺑﯾــﺔ وﺗوّﺟــﻪ إﻟــﻰ ﺟﻬــﺔ اﻟﺣﺿــﺎﺋر اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ وﺻــرف اﻟﻧﻔــس ﻋــن
اﻟﺷﻬوات اﻟﺑﻬﯾﻣﯾـﺔ واﻧﺟـزم ﻋـن اﻟﺷـواﻏل اﻟدﻧﯾـﺔ وﺗﻬﯾـﺄ ﻟﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﺣـق ﻓـﻲ ﺧﺎﻟـص
اﻟﻧﯾﺔ وﺻﻔو اﻟطوﯾﺔ واﺳﺗﻌﺎن ﺑﺎﻟﺻﺑر اﻟﺟﻣﯾـل واﻟﺻـﻼة واﻧﻘطـﻊ ﻫـن ﺑـارزخ اﻟظﻠﻣـﺎت
واﻟﻐواﺋل اﻟﻣوﺑﻘﺎت ﻓﯾﺣﺻل ﻓﻲ ﺣّﯾز اﻟﻣـواﺟﻬﯾن ﺑﺎﻻ ﺗﺻـﺎل ﺑـﺎﻷ ﻧوار اﻟﻣﺷـرﻗﺎت ،وأﻣـﺎ
إن ﻛـﺎن وﻗوﻓـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺻـﻼة ﻟﻌﺑـﺎً وﻛﻼﻣـﻪ ﻟﻐـواً وﺣدﯾﺛـﻪ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺎً وﻓﻌﻠـﻪ رﯾـﺎًء ﻓﯾﺳـﻣﻰ
ﻣﺧﺎدﻋـﺎً وﯾﺣـق ﻓﯾـﻪ ﻗـول اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﯾﺧـﺎدﻋون اﷲ واﻟـذﯾن آﻣﻧـوا وﻣـﺎ ﯾﺧـدﻋون إﻻ
أﻧﻔﺳﻬم وﻣﺎ ﯾﺷﻌرون .وﻗد روي ﻋـن ﻣوﻻ ﻧـﺎ أﻣـﯾر اﻟﻣـؤﻣﻧﯾن ﻣﻧـﻪ اﻟرﺣﻣـﺔ أﻧـﻪ ﻗـﺎل:
اﻟﻧﺎس ﻋﺑﯾد اﻟدﻧﯾﺎ ،واﻟﱢدﯾن ﻟﻐٌو ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺗﻬم ﯾﺣﻔظـون ﻣـﺎ دﱠرت ﺑـﻪ أرازﻗﻬـم وداﻣـت
ﺑﻪ ﻣﻌﺎﯾﺷﻬم ﻓﺈذا ﻓُﺣﺻوا ﺑﺎﻻﻣﺗﺣﺎن ﻗّل اﻟدّﯾﺎﻧون وﻗّل ﻣﺎُﻫم .وﻋن ﻣوﻻ ﻧﺎ أﺑﻲ ﺟﻌﻔـر
اﻟﺑﺎﻗر ﻣﻧﻪ اﻟرﺣﻣﺔ أﻧﻪ ﻗﺎل ﻟﺑﻌض أﺻﺣﺎﺑﻪ:
إذا ﻗﻣت إﻟﻰ اﻟﺻﻼة ﻓﻌﻠﯾك ﺑﺎﻻ ﻧﻛﺑﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﺣﺳب ﻟك ﻣﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ أﻗﺑﻠـت ﻋﻠﯾـﻪ
ﻓـﻼ ﺗﻌﺑـث ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﯾـدك وﻻ ﺑأرﺳـك وﻻ ﺑﻠﺣﯾﺗـك ،وﻻ ﺗﺗﺛـﺎءب وﻻ ﺗﺗﻣطـﻰ وﻻ ﺗﺗﻔﻛـر ﻓـﻲ
ﻏـﯾر اﷲ ﻓﺈﻧﻣـﺎ ﯾﻔﻌـل ذﻟـك اﻟﻣﺟـوس وﻻ ﺗﻘـم إﻟـﻰ اﻟﺻـﻼة ﻣﺗﻛﺎﺳـﻼً وﻻ ﻣﺗﻧﺎﻋﺳـﺎً وﻻ
ﻼ ﻓﺈن ذﻟك ﻣن أﺧﻼ ق اﻟﻧﻔﺎق أﻋﺎذﻧﺎ اﷲ ﻣن ذﻟك.
ﻣﺗﺛﺎﻗ ً
وﻗد ﻋﯾﱠر اﷲ أﻗواﻣﺎً ﺑﺎﻟﻌﺑث ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ﺑﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻼ ﺗﻬم ﻋﻧـد اﻟﺑﯾـت
إﻻ ُﻣﻛـﺎًء وﺗﺻـدﯾُﺔ ،ﻓﯾـﺎ ﻓـوز ﻣـن ﺗﺳـّﺟﻰ ﺑﺳـﺟﺎﯾﺎ اﻹﯾﻣـﺎن وﺗﺟﻠﺑـت ﺑطﺎﻋـﺔ اﻟرﺣﻣـن
واﻧﻔرد ﻋن اﻟﺷواﻏل اﻟدﻧّﯾﺔ وﺗﺷّوق ﻧﺣو اﻟﺣﺿﺎﺋر اﻟرﺣﻣﺎﻧﯾﺔ وﺗـرك ﺣـظ اﻟﻧﻔـس ﻣـن
اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﻔﺎﻧﯾﺔ ورﻏب ﻓﻲ اﻵﺧـرة اﻟﺑﺎﻗﯾـﺔ واﻗـﺗرن ﺑﻌﻘـٍل ﻛﺎﻣـل وﻋﻠـٍم ﺷـﺎﻣل وزﻫـٍد واﻓـر
وﻓﻛـٍر ازﻫـر واﺳـﺗوﺣش ﻣـن أوﺛـق إﺧواﻧـﻪ وأﺻـدق أﺧداﻧـﻪ وأﻧـﺎب إﻟـﻰ دّﯾﺎﻧـﻪ واﺑﺗﻐـﻰ
إﻟﯾ ـﻪ اﻟوﺳ ـﯾﻠﺔ وﺻ ـرف ﻧﺣ ـوﻩ ﻛﺎﻣ ـل اﻟﻌزﯾﻣ ـﺔ وﺳ ـّﯾر اﻟﻧﻔ ـس ﻣ ـن ﻣﻠﻛ ـوت اﻟﻔﻧ ـﺎء إﻟ ـﻰ
ﻣﻠﻛـوت اﻟﺑﻘـﺎء وطّﻠـق ﻧﻌﯾـم اﻟـدﻧﯾﺎ ،واﻏﺗﻧـم ﺧـﯾارت اﻵﺧـرة ،وﺗـدّرج ﻣـدارج اﻟـوﻻ وآﺛـر
اﻟﻌﻠـّﻲ اﻷﻋﻠـﻰ ورﻓـل ﻓـﻲ ﻣﯾـﺎدﯾن اﻹﺧ ـﻼص واﻗﺗﺣـم اﻟﻌﻘﺑـﺔ ﻓـﻲ ﻓﻛ ـﺎك اﻟرﻗﺑ ـﺔ ،وﻧﺣـﺎ
أﻧﺣـﺎء اﻟﻬـدى وﺗﺣـّرى ﺣظـﺎﺋر ﻧـدوة اﻟﱢﻧـدا وﺧﻠـﻊ ﺳـارﺑﯾل اﻟﻐـوى واﺗﺻـل ﺑﺣﺿـرة ﻣـن
ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــرش اﺳــﺗوى ﻓﺄوﺟــدﻩ أﻋــﻼم اﻻ ﺗﺻــﺎل وأﻧزﻟــﻪ أﻫــل اﻻ ﺗﻛــﺎل وأﻧﺷــﻘﻪ أرﯾــﺞ
رﯾﺎﺣﯾن اﻟوﺻﺎل وأّﻣﻧﻪ ﺑواﺋـق اﻻ ﻧﻘطـﺎع واﻻ ﻧﻔﺻـﺎل وآﺗـﺎﻩ ﻋﯾـﺎن اﻻﻗـﺗارب وﺳـّﻬل ﻟـﻪ
ﻋواﻗب اﻻ ﻧﺗﻬﺎب وأﺣّﻠﻪ ﻣﺣـل أﻧﺳـﻪ آﻣﻧـﺎً وأﺟﻠﺳـﻪ ﻋﻠـﻰ أﺳـّرة ﻗرﺑـﻪ ﻣطﻣﺋﻧـﺎً وأطﻌﻣـﻪ
ﺑﺂﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺟﺎة طﻌﺎﻣﺎً ﻫﻧّﯾﺎً وﺳﻘﺎﻩ ﺑﻛﺎﺳﺎت اﻟﻣﺣﺑﺔ ﺷارﺑﺎً ﻣرﯾﺎً ﻓﺗﻣطـﻰ ﺑـﺄﻧوار اﻟﯾﻘﯾـن
ورﺑض ﻋﻠﻰ ﺑﺳﺎط اﻟﺗﻣﻛﯾن ﻓـﻲ رﯾـﺎض اﻟﺑﻠـد اﻷﻣﯾـن واﻧﻔـرج ﻋـن ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺧﻼ ﺋـق
واﻗﺗﻧ ـﻊ ﺑوﺟ ـدان اﻟﺣﻘ ـﺎﺋق واﻧ ـدرج ﻣ ـن ﺟﻧ ـون إﻟ ـﻰ ﻓﻧ ـون وﻣ ـن ﺣواﺷ ـﻲ إﻟ ـﻰ ﻣﺗ ـون
واﺣﺗﺳﻰ ﻣﺎء اﻟﻔارت وﻋرف ﻣواﻗﻊ اﻷﺳﻣﺎء واﻟﺻﻔﺎت وﺷّﻣر ﻋن ﺳـﺎق اﻟِﺟـد وﺣﺳـر
ﻋن ﺳواﻋد اﻟوﺟد واﺳﺗﺧﺎر اﻟدﻟﯾل ﻓﻲ ﻗﺻـد اﻟﺳـﺑﯾل ﻋﻘﯾـب اﻻﺳـﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑـﻼ ﺣـوٍل وﻻ
ﻗوة إﻻ ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻠّﻲ اﻟﻌظﯾم.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺷرﯾف اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻻﺳـﻣﻪ وﻫـل ﻟـذﻟك ﻣﺛـﺎٌل وﺣﻘﯾﻘـٌﺔ ﻓـﻲ اﻟوﺟـود اﻟﻧـوري ٕواذا
ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻛﯾف ﻣﺛﺎﻟﻪ؟
اﻟﺟواب:
اﻋﻠم أﯾﻬﺎ اﻷخ اﻟﻣﻔﺿـﺎل أﻋطـﺎك اﷲ ٕواﯾﺎﻧـﺎ ﻣﻔـﺎﺗﯾﺢ اﻟﺳـؤال وﻓﺗـﺢ ﻟـك وﻟﻧـﺎ ﻣوﺛﻘـﺎت
اﻷﻗﻔﺎل أن اﻻﺳم اﻷﻋظم واﻟﺣﺟﺎب اﻷﻗدم ﻛﯾﻔﯾﺗﻪ ﻧوﻋﺎن ﻗـدﯾم وﻣﺣـَدث ،ﻓﺄﻣـﺎ ﻗدﯾﻣـﻪ
ض ،وﻟﯾس ﻫو ﺷﺧﺻـﺎً ﻣرﺋﯾـﺎً ﻓـﻲ ﻓﻣن ﻧور ذات ﺑﺎرﯾﻪ ﺑدا ﻣن ﻏﯾر ﺗﺟزيء وﻻ ﺗﺑﻌﯾ ٍ
اﻟﻌﯾﺎن وﻻ ﯾﻘﺎس ﺑﺎﻟﻘﯾﺎﺳﺎت وﻻ ﺗﺑﻠﻎ وﺻﻔﻪ اﻟﻠﻐـﺎت وﻻ ﯾﻔـﺎرق ﻣﻌدﻧـﻪ ﻓـﻲ وﻗـٍت ﻣـن
اﻷ وﻗﺎت وﻫو أول اﻟﺑداﯾﺎت وﻏﺎﯾﺔ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟﻣﻛّوﻧﺎت ﺣّرﻛﻪ ﻣـوﻻﻩ ﻣـن اﻟﺳـﻛون وﻗﻠّـدﻩ
ﻣﻘﺎﻟﯾ ـد اﻟﻛ ـون ودﻋ ـﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﻘ ـل اﻟﻔّﻌ ـﺎل وﻣﻧﺣ ـﻪ اﻟﻛارﻣ ـﺎت واﻷﻓﺿ ـﺎل وﺳ ـّﻣﺎﻩ اﻟﺣﺟ ـﺎب
واﻻﺳم واﻟﺑﯾت واﻷذن واﻟﻌﯾن واﻟﯾـد وﻣـﺎ أﺷـﺑﻪ ذﻟـك وﺟﻌﻠـﻪ ﻣﻧـﻪ ﺑﻣﻧزﻟـﺔ اﻟﺷـﻌﺎع ﻣـن
اﻟﻘرص أو ﻛﺎﻟظل ﻣن اﻟﺷـﺑﺢ أو ﻛﺎﻟﻠﻬﯾـب ﻣـن اﻟﻧـﺎر ﺛـم أﻣـرﻩ ﻣـن ﻧـور ﻧـورﻩ واﺗﺣـدﻩ
ﺑﻛوﻧﻪ ﻣن وﻗت ﺑدو ﺗﻛوﯾﻧـﻪ ﻓﻛـﺎن ﻣﻧـﻪ ﺑﻣﻧزﻟـﺔ اﻟﺟﺳـد ﻣـن اﻟـروح وﻫـو آﻟـﺔ ﻟوﺟـودﻩ
ﻓ ـﻲ اﻟﻌﯾ ـﺎن وظﻬ ـورﻩ ﻓ ـﻲ ﻛ ـل أوان وﻫ ـو ﺑ ـﻪ أﺑ ـداً ﯾظﻬ ـر وﺑﺻ ـﻔﺎﺗﻪ ﯾﺗﺟﻠ ـﻰ وﯾﺗﺻ ـور
ﺳﻣﻲ اﻟﻣﺣَدث ﻟﺣدوث اﻟﻘدﯾم ﻟﻪ ﺗﻌﺎظم وﺗﺳﺎﻣﻰ ﻋن ﻛون اﻟﺣدوث ﺛـم أﻓـﺎض ﻋـن وُ
ﺟوﻫرﯾﺔ ذﻟك اﻟﻧور أﯾﺿﺎً ﻧوارً ﺑﺳﯾطﺎً ﻟطﯾﻔﺎً وﺳّﻣﺎﻩ اﻟﺑﺎب وﻣﺳّﺑب اﻷﺳﺑﺎب ﺛـم ﻛـّون
ﻣﺎ ﻛّون ﻣن ﻋـﺎﻟم اﻟﻧـور واﻟﺑﺷـر ،وﻗـد ﻗـدﻣﻧﺎ ﻣـن ذﻛـر ﻫـذا اﻟﻘـول ﻓـﻲ رﺳـﺎﻟﺔ ﺟـﺎّدة
اﻟﻧﺟﺎح وﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ داﻧﯾﺔ اﻟﻘطوف ﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﺑﻼغ ﻷﻫل اﻟﺑﻼغ اﺧﺗﺻـرﻧﺎ ﺑﻌﺿـﻪ ﻫﻬﻧـﺎ.
وﻟﻣﺎ أارد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﻌّرف اﻟﻌﺎﻟم ﺷرف ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺳﯾد اﻟﻣﯾـم ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﯾل اﻟﺗﺷـرﯾف
واﻟﺗﻌرﯾـــف ﻟﻠﻌـــﺎﻟم اﻟﺿـــﻌﯾف ﻓﺗﺟﻠـــﻰ ﻟـــﻪ ﺑﻛﻣـــﺎل ﻧوارﻧﯾـــﺔ اﻟـــذات اﻟﻛـــﺑرى وﻻﻫوﺗﯾـــﺔ
اﻟﻛﻧﻬورﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻓﻐﺎب اﻟﺟﺳم اﻟذي ﻫو اﻟﻧور اﻟﻣﺧﻠوق ﻣن ﻧور ﻧـور اﻟﻘـدﯾم وﻟـم
ﯾﺛﺑ ـت ﻟﻧ ـور اﻟ ـذات إﻻ اﻟﻘ ـدﯾم اﻟﺑ ـﺎدي ﻣ ـن ﻧورﻫ ـﺎ ﺑ ـﻼ اﻓ ـﺗارق وﻻ اﻧﻔﺻ ـﺎل وﻫ ـو روح
اﻟﺳــﯾد اﻟﻣﯾــم ﻟــذﻛرﻩ اﻟﺟﻼ ﻟــﺔ واﻟﺗﻌظﯾــم ﻷن اﻟﻣﻌــﻧﻰ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻟّﻣــﺎ أارد ﺗﺷــرﯾف اﺳــﻣﻪ
وﺣﺟﺎﺑـﻪ ﻏّﯾـب ﺟﺳـﻣﻪ وﻫﯾﻛﻠـﻪ اﻟﻣرﺋـﻲ وأﺧﻔـﺎﻩ ﺗﺣـت ﺗﻼ ﻟـﻲ ﻧـور ذاﺗـﻪ وﺣﺟﺑـﻪ ﺣﺗـﻰ
ﺑﻘﻲ اﻻﺳم ﻛﺑدو أﻣرﻩ ﻗﺑل ظﻬـورﻩ ﺑـذﻟك اﻟﻬﯾﻛـل اﻟﺟوﻫـري ﻣﺗﺻـل ﺑﻧـور اﻟـذات ﻣﺟـّرد
ﻣن اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻧوري واﻟﺟﺳم اﻟﺟوﻫري واﻟدﻻ ﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ وﻟﻣـﺎ ﺟـﺎء
ﻣوﺳﻰ ﻟﻣﯾﻘﺎﺗﻧﺎ وﻛﻠّﻣﻪ رﺑﻪ ﻗﺎل رﺑﻲ أرﻧﻲ ﻛﯾف أﻧظر إﻟﯾك ﻗﺎل ﻟن ﺗارﻧﻲ وﻟﻛـن اﻧظـر
إﻟﻰ اﻟﺟﺑل ﻓـﺈن اﺳـﺗﻘر ﻣﻛﺎﻧـﻪ ﻓﺳـوف ﺗارﻧـﻲ ﻓﻠﻣـﺎ ﺗﺟّﻠـﻰ رﺑـﻪ ﻟﻠﺟﺑـل ﺟﻌﻠـﻪ دﻛـﺎً وﺧـّر
ﻣوﺳ ـﻰ ﺻ ـِﻌﻘﺎً… وﻗ ـد ﺷ ـرح ﻣﻌ ـﻧﻰ ﻫ ـذﻩ اﻵﯾ ـﺔ اﻟﺟﻠﯾﻠ ـﺔ وأﻋرﺑﻬ ـﺎ اﻟﺷ ـﯾﺦ أﺑ ـو اﻟﺧﯾ ـر
ﺿـر اﷲ ﺳﻼﻣﺔ ﺑن أﺣﻣد اﻟﻣﻌـروف ﺑﺎﻟﺣـﱠدا رِﺣﻣـﻪ اﷲ ﺑﻣـﺎ رواﻩ ﻣـن رﺳـﺎﻟﺔ اﻟﺷـﯾﺦ ﻧ ّ
وﺟﻬﻪ ﺑﻘوﻟﻪ ﻓﺎﻟﺟﺑـل ﻫـو ﺟﺳـم اﻟﺳـﯾد ﻣوﺳـﻰ وﻫـو اﻟﺻـورة اﻟـﺗﻲ ظﻬـر ﺑﻬـﺎ ،وﻗوﻟـﻪ
ﺟﻌﻠﻪ دﻛﺎً ،واﻟّدك ﻫو ﻋـدم ﺛﺑوﺗـﻪ ﻟﻧـور اﻟﻼﻫـوت ،ﻓﻠﻣـﺎ ﺗﺟﻠّـﻰ ﻟـﻪ ﺻـﺎر ذﻟـك اﻟﺟﺳـم
اﻟﻣﺧﻠوق ﻣن ﻧور اﻟﻧور دﻛﺎً أي ﻣﺧﻔﯾﺎً وﻟم ﯾﺛﺑُت ﻓﯾُرى ،وﻗﺎم ﻣوﺳﻰ ﺑﺎﻟﻧوارﻧﯾﺔ دون
اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﯾﺔ وﺑﻘﻲ ﻧوارً ﻣﺟرداً ﻣن ﻫﯾﻛﻠﻪ وذﻟك ﻋﻧد ﺗﺷرﯾف ﻣـوﻻﻩ ﻟـﻪ وظﻬـورﻩ ﻛﻣﺛـل
ﺻـورﺗﻪ ٕواﻋﺎدﺗـﻪ إﻟـﻰ ﺗﺣـت ﺗﻼ ﻟـﻲ ﻧـور ذات ﺑﺎرﯾـﻪ ﻛﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻓـﻲ ﺑـدو أﻣـرﻩ ﻷ ﻧـﻪ ﻻ
ﯾﺛﺑت ﻟﻧور اﻟﻼﻫوت إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻧﻪ ﺑدا ،واﻟـذي ﻟـم ﯾﺛﺑـت ﻓُﯾـرى ﻫـو اﻟﺟﺳـم واﻟﺻـﻔﺔ
اﻟـﺗﻲ ﻻ ﯾوﺟـد إﻻ ﻣﻧﻬـﺎ وﻻ ﯾُـرى إﻻ ﺑﻬـﺎ وﻟﻣ ـﺎ ﻗـﺎم ﻣوﺳ ـﻰ ﻓـﻲ اﻟﻧوارﻧﯾ ـﺔ ﻣﺟـّرداً ﻣـن
اﻟﻬﯾﻛل ﻛﺎن اﺗﺻﺎل ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻣﺣﺗﺟب ﺗﺣت ﺗﻼ ﻟﻲ ﻧور اﻟذات ،ﻓﻘوﻟﻧﺎ أﻧﻪ رﺟـﻊ
ﻼ ﺑﻧـور اﻟـذات ﻻ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ رﺟـﻊ ﻣﺧﺗﻠطـﺎً ﺑﻧـور اﻟـذات وﻟﻛﻧـﻪ رﺟـﻊ
ﻛﺑـدو أﻣـرﻩ ﻣﺗﺻـ ً
ﻣﺟﱠرداً ﻣن اﻟﺟﺳم ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑدو أﻣرﻩ ﻣﻐﻣوارً ﺑـﺄﻧوار اﻟـذات ﻛﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻗﺑـل اﺗﺣـﺎدﻩ
ﺑﺎﻟﺟﺳــم .وﻣﻣــﺎ ﯾزﯾــد ﻫــذا اﻟﻘــول إﯾﺿــﺎﺣﺎً ﻣــﺎ رواﻩ ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﺷــﻌﺑﺔ ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟﺗﻪ
ﺿـر اﷲ وﺟﻬـﻪ أﻧـﻪ ﻗـﺎلﻣوﺿﺣﺔ ﺣﻘﺎﺋق اﻷﺳارر ﺑﻣﺎ رواﻩ ﻋن اﻟﺳﯾد أﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ ﻧ ّ
إن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻋّز ﻋّزﻩ ﻟﻣﺎ أارد ﺗﺷرﯾف اﺳﻣﻪ ﺑﺎﻟظﻬور ﻛﻣﺛـل ﺻـورﺗﻪ ﻣـن ﻏـﯾر اﻧﺗﻘـﺎل
ﻏﱠﯾﻠﻪ ﺗﺣت ﺗﻼ ﻟﻲ ﻧور ذاﺗﻪ وظﻬر ﻛﻣﺛل ﺻورﺗﻪ ،ﻓﻘوﻟﻪ ﺗﺣت ﺗﻼ ﻟﻲ ﻧور ذاﺗـﻪ دﻟﯾـل
ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ ﻻ ﯾﺧﺗﻠـط ﺑـﺎﻷ ﻧوار اﻟـﺗﻲ اﺧـﺗرع ﻣﻧﻬـﺎ ﺑﻌـد اﻧﻔﺻـﺎﻟﻪ وﻻ ﯾﻣﺎزﺟﻬـﺎ ﺑـل ﯾﻛـون
ﺗﺣﺗﻬ ـﺎ ﻣﺳ ـﺗِﺗارً ﺑﻧورﻫ ـﺎ ﻷن اﻟﺑ ـﺎري ﺗﻌ ـﺎﻟﻰ ﻓوﻗ ـﻪ ﺑ ـﺎﻟﻌﻠّو ،واﻻﺳ ـم ﺗﺣ ـت أﻧ ـوارﻩ ﺑﻣﻧزﻟ ـﺔ
اﻟﺗﻛـوﯾن وﻗـد ﯾﺳـﻠب ﺟﺳـدﻩ اﻟﻧـوري وﻫﯾﻛﻠـﻪ اﻟﺟوﻫـري ،ﻓﻘوﻟﻧـﺎ ُﯾﺳـِﻠب ﺟﺳـدﻩ اﻟﻧـوري
ﻟﯾس ﺑﻣﻌﻧﻰ ﯾﻧﻔﺻل ﻋﻧﻪ ﻷن ﺟﺳدﻩ ﻣﺗِّﺣد ﺑـﻪ ﻣـذ ُﻛـﱢون ﻓـﺈذا رﺟـﻊ إﻟـﻰ ﺗﺣـت ﺗﻼ ﻟـﻲ
ﻧ ـور اﻟ ـذات أﻏﺷ ـﺗﻪ ﻣ ـن ﻓﯾوﺿ ـﺎت أﻧوارﻫ ـﺎ ﻣ ـﺎ ﻻ ﯾﺛﺑ ـت ﻟ ـﻪ ﻓُﯾ ـرى ﻛﻣ ـﺎ ورد ﻓ ـﻲ ﺧﺑ ـر
ﻣوﺳﻰ وﺑﻘﻲ اﻻﺳم ﻧوارً ﻣﺟﱠرداً ﻣن ﻫﯾﻛﻠﻪ ﻷ ﻧﻪ ﻻ ﯾﺛﺑت ﻟﻧور اﻟذات ﻓُﯾرى ،ﻓﻘوﻟﻪ ﻟـم
ﯾﺛﺑت دﻟﯾٌل ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣﻌـﻪ .وﻗوﻟـﻪ ﻓُﯾـرى دﻟﯾـٌل ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ أﻏﺷـﺎﻩ ﻣـن اﻷ ﻧـوار ﻣـﺎ ﻟـم
ﯾﺳﺗطﻊ ﻣﻘﺎﻣﺎً ﻋﻧدﻫﺎ ﻓﯾﻛون ﺗﺣت اﻟﻧور ﻣﺧﻔﯾﺎً ﻛﻣﺛل ﻫذا اﻟﻘﻣر إذا ﻛﺎن ﻓـﻲ اﻟﺳـارر
ﺗﺣت أﻧوار اﻟﺷـﻣس إذا ﻏﺷـﺎﻩ أﺷـﻌﺔ إﻓـارط أﻧوارﻫـﺎ ﻓـﻼ ﯾُـرى وﻻ ﯾﻌـﺎﯾن ﺑﺎﻷﺑﺻـﺎر أو
ﻛﻣ ـﺎ اﻟﻛواﻛ ـب اﻟـﺗﻲ ﺗُﻐﺷ ـﯾﻬﺎ أﻧ ـوار اﻟﺷـﻣس ﻓﺗﺣﺟﺑﻬـﺎ ﻋـن اﻟرؤﯾ ـﺔ وﻫـﻲ ﺑﺣﺎﻟﻬـﺎ ﻓ ـﻲ
أﻓﻼ ﻛﻬ ـﺎ وأﻣﺎﻛﻧﻬ ـﺎ ﻣ ـﺎ ﺗﻐّﯾ ـرت وﻣ ـﺗﻰ اﺗﺳ ـﻘت أﻧ ـوار اﻟﺷ ـﻣس ﻋﻧﻬ ـﺎ أﺳ ـﻔرت اﻟﻛواﻛ ـب
وأﺷرﻗت ﻋﻠﻰ رﺳوﻣﻬﺎ وأﻣـﺎ ظﻬـور اﻟﻣـازج ﻓﻘـد ﻗـدﻣﻧﺎ اﻟﻘـول ﺑـﺄن روح اﻟﺑـﺎب ُﺧﻠِﻘـت
ﻣن ﻧور ﺣدث اﻟﺣﺟﺎب ﻓﺈذا أارد ﺗﺷرﯾﻔﻪ ﻣﺎزﺟﻪ ﺑﺑﻌـض اﻟﻧـور اﻟﻣﺣـّدث وأّﻣـدﻩ وأّﯾـدﻩ
ﺑذﻟك اﻟﻧور اﻟﺟوﻫري ورﻓﻌﻪ إﻟﻰ ﻣﻧزﻟـﺔ اﻟﺣﺟﺎﺑﯾـﺔ ﺣـﺗﻰ ﯾﺻـﯾر ﻋﻧـدﻫﺎ ﯾﻧطـق ﺑﻣـﺎ ﻟـم
ﯾﻛـن ﯾﻧطـق ﺑ ـﻪ وﯾﻔﻌـل ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﻛـن ﯾﻔﻌﻠـﻪ وﻟـذﻟك ﻗـﺎل أﺑـو اﻟﺧطـﺎب :أﻧـﺎ اﷲ اﻟﻣـﺄﻟوﻩ
ﺑﺎﻹ ﻟﻬﯾﺔ ﻓَﻣن ﻗﺎل ﻋﻧﻲ ﻣﺎ ﻟم أﻗل ﻓﻘد ﺑرىء ﻣن ﺗوﺣﯾد ﺟﻌﻔر اﻟرﻓﯾﻊ ،واﻟدﻻ ﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ
ذﻟك ﻓﻲ ﻗول اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﯾوٍت أذن اﷲ أن ﺗُرﻓﻊ وﯾـذﻛر ﻓﯾـﻪ اﺳـﻣﻪ ،دﻻ ﻟـٌﺔ ﻋﻠـﻰ
اﻟﻣطﺎﻟﻊ اﻷﺣد ﻋﺷر وارﺗﻔﺎﻋﻬم إﻟﻰ ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺣﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻧد ﺗﺷرﯾف اﻻﺳم ﻟﻬـم ﺑﺑﻌـض
اﻟﻧور اﻟﻣﺣدث ﻟذﻟك ﺑﯾوت وﻣﺳﺎﺟد وﻟﻬذﯾن اﻟظﻬورﯾن اﻹﻓارﺟﻲ واﻟﻣازﺟـﻲ ﻣﺛـﺎل ﻓـﻲ
اﻟوﺟ ـود اﻟﺧطـﯾر ﻓـﻲ اﻟﻣﺣـل اﻷ ﺛـﯾر ﯾﺷ ـﻬدﻩ ذوو اﻟﺑﺻـﺎر اﻟرﻗﯾﻘـﺔ اﻟﺧﺎﺋﺿـون ﻋﺑ ـﺎب
اﻷﺑﺣر اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز رﻗﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺳطور ﺑـل ﻣـن ﺻـدور إﻟـﻰ ﺻـدور ،وﻻ ﯾﺳـوغ
ﺑﻌﺿﻪ اﻟﻛﺷـف ﺑـل اﻹﯾﻣـﺎن واﻟﻬﺗـف ﯾﺳـﺗﻠﻣﺢ ذﻟـك اﻟﻌﺎﻗـل اﻟﺑﺻـﯾر ﻣﻠﺣوظـﺎً ﻓـﻲ ﻓﻠـك
اﻟﺗدوﯾر وﻫو ﺳﱞر ﻣﺳﺗﺳﱞر ﺧطـﯾر ﻻ ﯾﻘﺑـل اﻹﺑﺎﺣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺗﻔﺳـﯾر وﻗـد ﺣظّـروا اﻟﻣواﻟـﻲ
ﻣ ـن إذاﻋﺗ ـﻪ وﻫ ـو ﺳ ـﱞر ﻣﺳﺗﺳ ـﱞر ﺧط ـﯾر ﻻ ﯾﻘﺑ ـل اﻹﺑﺎﺣ ـﺔ ﻓ ـﻲ اﻟﺗﻔﺳ ـﯾر وﻗ ـد ﺣظّ ـروا
ﺿوا ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻧﺗﻪ ﻋن اﻟﺷﺎب اﻟﺳﻠﯾط اﻟﻣواﻟﻲ ﻣن إذاﻋﺗﻪ وﻧﻬوا ﻓﯾﻪ ﻋن اﻟﺗﺑذﯾر وﺣ ّ
واﻟﺟﺎﻫ ـل اﻟﻣﺳﺗﺷ ـﯾط وﻓ ـﻲ ﻣﺛ ـل ذﻟ ـك ﻗ ـول اﻟﻧﺎﺳ ـﺦ اﻟﺑﻐ ـدادي ،ﻗ ـدس اﷲ روﺣ ـﻪ ﻓ ـﻲ
إﺣدى ﻗﺻﺎﺋدﻩ:
ﺑﻛﺷف أﺳارر دﯾن اﷲ ﻓﺎﻧﺣﺻدوا س ﺗﻌﺎﻧوا ﻓﻲ ﻣﺳﺎَﻣﺣٍﺔ
ﻓﻛم أﻧﺎ ٍ
وﻗول اﻟﻣﻧﺗﺟب اﻟدﯾن اﻟﻌﺎﻧﻲ ﻗدس اﷲ روﺣﻪ وﻧﱠور ﺿرﯾﺣﻪ:
ﺣذاارً وﻧﻘطﻌﻪ ﻣن ﻫﻧﺎ وُﻧﻣﺳك ﺑﻌد ﻫذا اﻟﻣﻘﺎِل
ﻓُﯾظِﻬر ﺿٌد ﻋﻠﻰ ﺳﱢرﻧﺎ ﻟﻛﯾﻼ ﯾﻠوح ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻛﻼِم
وﻫذا ﺑﻌض ﻣﺎ ﺳﻧﺢ ﻣن ﻫذا اﻟﺟواب واﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟارﺑﻌﺔ
ﻋ ـن ظﻬ ـور اﻟﻘ ـﺎﺋم اﻟﻣﻧﺗظَ ـر ،ﻓﻬ ـل ﯾظﻬـر ﺑﺻ ـﻔﺔ ﻧ ـوٍر أم ﺑﺷ ـر ،وﻫ ـل ﯾﻘ ـﻊ اﻟﺣﺳ ـﺎب
واﻟﻔﺻل ﺑظﻬورﻩ ،وﺗﺧرب اﻷرض أم ﻻ؟؟
اﻟﺟواب:
اﻋﻠـم أﯾﻬـﺎ اﻷخ اﻟﻣوﻓﱠـق اﻟرﺷ ـﯾد ﺛّﺑﺗ ـك اﷲ ٕواﯾﺎﻧ ـﺎ ﻋﻠ ـﻰ ﻣﻌرﻓ ـﺔ اﻟﺗوﺣﯾ ـد ،أن ﻗ ـﺎﺋم آل
ﺑﯾت ﻣﺣﻣد ﯾﻛون ظﻬورﻩ ﺑﺻﻔﺔ ﺑﺷر ﻛظﻬور اﻷ ﻧﺑﯾﺎء واﻷ وﺻﯾﺎء ﻛﻣﺎ ﻗد ﺳﻠف وأﻣـﺎ
ﺿـر
ﺧﺑر ظﻬورﻩ ﻣﺷﻬور ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻬداﯾﺔ اﻟﻛـﺑرى ﻟﻠﺳـﯾد أﺑـﻲ ﻋﺑـد اﷲ اﻟﺧﺻـﯾﺑﻲ ﻧ ّ
اﷲ وﺟﻬﻪ ،وﻓـﻲ ﺧطﺑـﺔ ﻟﻣوﻻ ﻧـﺎ أﻣـﯾر اﻟﻣـؤﻣﻧﯾن ﻣﻧـﻪ اﻟﺳـﻼم ،وﻗـد أﺧـﺑرت ﻋـن ذﻟـك
اﻟﺟﻔ ـور واﻟﻣﻼِﺣ ـم ﺑﺄﻧ ـﻪ ﯾظﻬ ـر ﻣ ـن ﻧﺎﺣﯾ ـﺔ اﻟﻣﺷ ـرق ،وِﻋ ـدة رﺟﺎﻟ ـﻪ ﺛﻼ ﺛﻣﺎﺋ ـﺔ وﺛﻼ ﺛ ـﺔ
ﻼ ،وأﻧـﻪ ُﯾظِﻬـر ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎﺟز واﻟﻘُـدر ﻣـﺎ ﯾﻌﺟـز ﻋﻧـﻪ اﻟﺑﺷـر ،وﯾﺟﻠـس ﻋﻠـﻰ
ﻋﺷر رﺟ ً
ﺳـرﯾر ﺳـﻠﯾﻣﺎن وﯾﺗﺧﺗّـم ﺑﺧﺎﺗﻣـﻪ ،وﻓـﻲ ﯾﻣﯾﻧـﻪ ﻋﺻـﺎة ﻣوﺳـﻰ وﯾﻛـون ﺟﻠﯾﺳـﻪ اﻟـروح
ﺷﺢ ﺑﺑردة ﻣﺣﻣـد ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﺳـﻼم وﯾﺗﻘﻠـد ﺑـذي اﻟﻔﻘـﺎر وﯾﻛـون وﺟﻬـﻪ اﻷﻣﯾن ﻋﯾﺳﻰ وﯾﺗ ّ
ﻛـدارة اﻟﻘﻣـر ﻓـﻲ ﻟﯾـﺎﻟﻲ اﻟﺗﻣـﺎم وﯾﺧـرج اﻟﻧـور ﻣـن ﺛﻧﺎﯾ ـﺎﻩ وﻋﻠـﻰ أرﺳـﻪ ﺗـﺎٌج ﻣـن ﻧـور
وﺗﻛﺷ ـف ﻟـﻪ ﻛﻧ ـوز اﻷرض وﯾﺣ ـوي ﻋﻠ ـﻰ ﺣﻛﻣ ـﺔ آدم ووﻓ ـﺎء إﺑ ـارﻫﯾم وﺣﺳ ـن ﯾوﺳ ـف
وﻣﻼﺣﺔ ﻣﺣﻣد وﯾﻛون ﺟﺑارﺋﯾل ﻋن ﯾﻣﯾﻧﻪ وﻣﯾﻛﺎﺋﯾل ﻋن ﺷﻣﺎﻟﻪ واﻟﻌﻣﺎﻣﺔ ﻓوق ارﺳـﻪ
واﻟﻧﺻر ﺑﯾن ﯾدﯾﻪ واﻟﻌدل ﺗﺣت ﻗدﻣﯾﻪ وُﯾظﻬـر ﻟﻠﻧـﺎس ﻛﺗﺎﺑـﺎً ﺟدﯾـداً وﻫـو ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـرب
ب ﺳدﯾداً وﯾﺗﻠو ﺳﺎﺋر اﻟﻛﺗب اﻟﻣﻧزﻟﺔ وﯾدﻋو اﻟﻧﺎس ﻷﻣٍر ﻓﻣن أﻗّر ﺑﻪ ﻧﺟـﺎ ،وَﻣـن ﺻﻌ ٌ
ﺿ ـر اﻟﻛﺗ ـب اﻷرﺑﻌ ـﺔ وﯾﺟ ـﺎدل ﻛ ـل أﻣ ـٍﺔ ﺑﻛﺗﺎﺑﻬ ـﺎ وﯾطﻠ ـب ﻣﻧﻬ ـم
أﻧﻛ ـرﻩ ﺿ ـل وﻏ ـوى وﯾﺣ ّ
ﺿﯾن طرﯾﯾن ﻛﺄﻧﻬﻣﺎ ﻗد اﻟﺗﺄوﯾل وﯾﺣﺎﺳﺑﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗﺑدﯾل وﯾﻧﺑش اﻟرﺟﺳﯾن ﻏ ّ
رﻗد ﻟوﻗﺗﻬﻣﺎ وﯾﺻﻠﺑﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟـذع اﻟﻧِﺧـر ﻓﯾﺧﺿـﱡر اﻟﺟـذع ﺑﺟﺳـﻣﯾﻬﻣﺎ ﺛـم ﺑﺣرﻗﻬﻣـﺎ
وﯾﻧﺳف رﻣﺎدﻫﻣﺎ ﻓﻲ اﻟرﯾﺢ ﻓﯾﻔﺗﺗن ﻓﯾﻬﻣﺎ ﺣزﺑﻬﻣﺎ وﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬم اﻟﺳﯾف ﺣـﺗﻰ ﻟـو اﻟﺗﺟـﺄ
ﻛﺎﻓٌر إﻟﻰ ُﺣﺟٍر أو إﻟﻰ ﺟﺑٍل أو إﻟﻰ ﺷﺟرٍة ﻧـﺎدى ﻋﻠﯾـﻪ وأﺷـﻬرﻩ ﺛـم ﯾﻧـﺎدي ﻣـن ﯾﺷـﺎء
رؤﯾـﺔ آدم وﻧـوح واﺑـارﻫﯾم وﻣوﺳـﻰ وﻋﯾﺳـﻰ وﻣﺣﻣـد وﺳـﺎﺋر اﻷ ﻧﺑﯾـﺎء ﻓﻠﯾارﻧـﻲ ﻓﺄﻧﺎﻫـم
وﻣن أارد ﺳؤاﻟﻬم ﻋن ﺷﻲٍء ﻓﻠﯾﺳﺎﻟﻧﻲ وُﯾﻣﻠﻰء اﻷ رض ﻗﺳطﺎً وﻋدﻻً ﻛﻣﺎ ُﻣﻠﺋت ﺟـوارً
ق اﻟﺣـق وﯾﻣﺣـو اﻟﺑﺎطـل وظﻠﻣـﺎً وﯾُﻧﺻـف اﻟﻣظﻠـوم ﻣـن اﻟظـﺎﻟم وﯾﻘﺗـل اﻟظـﺎﻟﻣﯾن وﯾُﺣـ ّ
وﯾﻛﺷ ـف اﻟﻣﺳ ـﺗور وﻻ ﯾﺑﻘ ـﻲ ﻋﻠ ـﻰ ظﻬرﻫ ـﺎ ذا ﺷ ـوﻛٍﺔ إﻻ أذﻟّ ـﻪ ،وﯾﻘ ـّر اﻟﻣ ـؤﻣﻧﯾن ﻓ ـﻲ
اﻷرض ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :واﻷرض ﯾرﺛﻬﺎ ﻋﺑﺎدي اﻟﺻﺎﻟﺣﯾن وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻧرﯾـد أن
ﻧﻣـّن ﻋﻠـﻰ اﻟـذﯾن اﺳﺗﺿـﻌﻔوا ﻓـﻲ اﻷرض وﻧﺟﻌﻠﻬـم أﺋﻣـًﺔ وﻧﺟﻌﻠﻬـم اﻟـوارﺛﯾن… وﻟـو
ذﻛرﻧﺎ اﻟﺑﻌض ﻣﻣـﺎ ﯾﺟرﯾـﻪ ﻣـن اﻷﺣﻛـﺎم وﯾظﻬـرﻩ ﻣـن اﻟﻌـدل واﻟﺧـﯾارت ﻟﻣـﺎ أﺗﯾﻧـﺎ ﻋﻠـﻰ
ُﻋﺷﯾر ﻣﻌﺷﺎرﻩ وﻗد ورد ﻣن وﺟﻪ آﺧـر أن ﻣﺣﻣـد اﻟﺣﺟـﺔ اﺑـن اﻟﺣﺳـن اﻟﻌﺳـﻛري ُوﻟـد
ﻓﻲ أﯾﺎم أﺑﯾﻪ اﻟﺣﺳن وأﻗﺎم ﺳﺑﻌﺔ أﻋواٍم وﺗوّﻟـﻰ ﻏﯾﺑـﺔ أﺑﯾـﻪ اﻟﺣﺳـن اﻟﻌﺳـﻛري وﺻـﻠﻰ
ﻋﻠﯾﻪ ﺛم دﺧل ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة ﻓﻲ ﺻﺎرﯾﺎ اﻟﻣداﺋن وﻏـﺎب ﻓﯾﻬـﺎ ﻟوﻗﺗـﻪ وﻣﻧﻬـﺎ ﯾﻛـون ظﻬـورﻩ
وﯾﺣﻛ ـم ﻓ ـﻲ اﻷ}ض أرﺑﻌﯾ ـن ﻋﺎﻣ ـﺎً وﯾ ـﺄﻣر ﺑ ـﺎﻹﻋﻼ ن ﻋﻠ ـﻰ رؤوس اﻷﺷ ـﻬﺎد ﻟﻠﺧ ـﺎص
واﻟﻌﺎم وﺗُﺑﻠـﻰ اﻟﺳـارﺋر وﯾظﻬـر ﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺿـﻣﺎﺋر ،ﻓـﻼ ﯾُﻌَﺑـد اﷲ ﻓـﻲ أﯾﺎﻣـﻪ ﺑـل ﯾﺻـّرح
اﻟﻣوﱢﺣد ﺑﺎﻟﺗوﺣﯾد ﺟﻬارً وﯾوﺿﻊ ﻟﻠﻧﺎس ﻛﺗﺎﺑﺎً ﺟدﯾداً ﯾﺗﺿﻣن أﺣﻛـﺎم ﺷـرﯾﻌﺔ ﺟدﯾـدة ﺛـم
ﯾﻐﯾب ﻣن وارء ﺟﺑـل ﻗـﺎف ﺑﻌـد أن ﯾﻣّﻬـد اﻷ رض ﻟﻠﻣـؤﻣﻧﯾن ،وﻣﻘـدار ﻏﯾﺑﺗـﻪ ﺳـﺑﻌون
ﻋﺎﻣﺎً ﺛم ﯾظﻬر ﺷﺎﺑﺎً طرﯾﺎً ﻏارً أﻧﯾﻘﺎً ﺛم ﻟم ﯾزل اﻟﺣﻛم ظﺎﻫارً واﻟﻌدل واﻓارً واﻟﱢدﯾن ازﻫارً
إﻟﻰ اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻛون وظﻬور ﻣوﻻ ﻧﺎ اﻷ ﻧـزع اﻟﺑطﯾـن ﻣـن ﻋﯾـن اﻟﺷـﻣس ارﻛﺑـﺎً ﻋﻠـﻰ
أﺳٍد ﻣن ﻧوٍر ﻓﻲ ﯾدﻩ ذو اﻟﻔﻘﺎر ﻣﺷﻬوٌر ﻓﺗﺷﺧص إﻟﯾﻪ أﺑﺻﺎر اﻟﺧﻼ ﺋق ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺗﻰ إذا ﻓزع ﻋن ﻗﻠوﺑﻬم ﻗﺎﻟوا ﻣﺎذا ﻗﺎل رﺑﻛم ﻗـﺎﻟوا اﻟﺣـق وﻫـو اﻟﻌﻠـﻲ اﻟﻛﺑـﯾر.
ﻓﺗﻠك ﺗﻛون اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﻫﻲ أدﻫﻰ وأﻣّر ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس
اﺗﻘــوا رﺑﻛــم إن زﻟزﻟــﺔ اﻟﺳــﺎﻋﺔ ﺷــﻲٌء ﻋظﯾــٌم ﯾــوم ﺗروﻧﻬــﺎ ﺗــذﻫل ﻛــل ﻣرﺿــﻌٍﺔ ﻋﻣــﺎ
أرﺿﻌت وﺗﺿـﻊ ﻛـل ذات ﺣﻣـٍل ﺣﻣﻠﻬـﺎ وﺗـرى اﻟﻧـﺎس ﺳـﻛﺎرى وﻣـﺎ ﻫـم ﺑﺳـﻛﺎرى وﻟﻛـن
ﻋذاب اﷲ ﺷدﯾد… .وﻫﻧﺎك ﯾﻛون اﻟﻔﺻل وﯾﻠﺣق ﻛـل ﻋﻧﺻـر ﺑﻌﻧﺻـرﻩ وﯾﺣﺻـل أﻫـل
اﻟﺟﻧﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟﻧـﺔ وأﻫـل اﻟﻧـﺎر ﻓـﻲ اﻟﻧـﺎر وﯾـرّد اﻟﻔرﻗـﺔ اﻟﻘﺷـﺎش ِﻟَﻌﻣـﺎر دار اﻟﺑﻠـوى ﺛـم
ﯾﻛون ﻣﺎ ﯾرﯾد اﷲ ،واﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﻐﯾب.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ
ﻋن اﻟﺳﯾد أﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ اﻟﺧﺻﯾﺑﻲ ،ﻣن أﯾﺔ درﺟﺔ ﻣن درج اﻟﻛروﺑّﯾﯾن؟؟
اﻟﺟواب
اﻋﻠم أﯾﻬﺎ اﻷخ اﻟﻛرﯾم ،ﺳـﻠك اﷲ ﺑـك وﺑﻧـﺎ اﻟطرﯾـق اﻟﻘـوﯾم أن اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﺻـﻐﯾر اﻟـذي
ﺳ ـﻣون إﻟـﻰ ﺳ ـﺑﻊ ﻣارﺗ ـب وﻛ ـل ﻣرﺗﺑ ـﺔ ﻣﻧﻬـم ٍ
ﻋّدﺗ ـﻪ ﻣﺎﺋ ـﺔ أﻟـف وﺗﺳ ـﻌﺔ ﻋﺷـر أﻟﻔـﺎً ﻣﻘ ّ
ﺗﻘﺗﺑس ﻣن آﺧر درﺟﺗﯾن ﻣن اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوازﯾﻬﺎ ﻣن ﻣارﺗب اﻟﻌـﺎﻟم اﻷ ﻛـﺑر ﻛﻣـﺎ ﻫـو
ﻼ:
ﺻًﻣرﺳوم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟدول ،وﻫذﻩ ﺻورﺗﻪ ﻣﻔ ﱠ
اﻟﺑﯾــــــــ ـﻊ اﻟﺗﯾـــــــــن ﺳـــــ ـﺑل
اﻟ ﱡ اﻟـــ ـدﻋﺎء اﻟﺻواﻋق اﻟـــﺑروق اﻟﻐﻣﺎم
10000 150 9000 8500 8500 – 88 60
اﻟﺟواب:
اﻋﻠ ـم أﯾﻬ ـﺎ اﻷخ ﻣﺗّﻌ ـك اﷲ ٕواﯾﺎﻧ ـﺎ ﺑ ـﺑّرﻩ وﺧّوﻟ ـك اﷲ ٕواﯾﺎﻧ ـﺎ أﻧﻌﺎﻣ ـﻪ وﺧ ـﯾرﻩ أن اﻷﻣﯾ ـر
ﺣﺳن اﺑن ﻣﻛزون أﺳﻛﻧﻪ اﷲ ﻓﻲ رﯾﺎض ﻋﻠﯾﯾن رﺳم ﻓﻲ رﺳـﺎﻟﺗﻪ ﺑﺎﺑـﺎً ﻣﻔـرداً ﯾﻔﺻـﺢ
ﻋ ـن ﻣﻌرﻓ ـﺔ اﻟزﻛ ـﺎة واﻟ ـﺑر واﻟﺻ ـدﻗﺎت ﺑﻘ ـوٍل ﻣ ـﺎف ﻟﻣ ـن ﺗﺄﻣﻠ ـﻪ ﺑﻌﯾ ـن اﻟﺑﺻ ـﯾرة وﺧﻠ ـﻊ
ﺳارﺑﯾل اﻟوﻫم واﻟﺣﯾرة وﻧﺣن ﻧﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ رﺳﻣﻪ وﻧزﯾدﻩ وﺿوﺣﺎً وﻫو ﻗوﻟﻪ:
اﻋﻠم ﯾـﺎ أﺧـﻲ أن ﻟﻔـظ اﻟزﻛـﺎة ﯾـدل ﻋﻠـﻰ ﻣﻌﻧﯾﯾـن أﺣـدﻫﻣﺎ اﻟطﻬـﺎرة اﻟﺑﺎطﻧـﺔ اﻟـﺗﻲ ﻫـﻲ
ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻌﺑد ﻣن ﯾﻘﯾـن وﺟـودﻩ ﺑﺎﻟﻛﻠﯾـﺔ ‘ﺧﻼﺻـﺎً ﺑﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻣظﻬـر اﻟﺿـﯾﺎﺋﻲ
اﻟوﺟودي اﻟﻣﺗﻣﺛﱢل ﻟﻛون اﻟﺑﺎب اﻟدال وﻣوﻗﻊ اﻷﻣﺛﺎل.
واﻟﻣﻌﻧﻰ اﻵﺧر اﻟﻧﻣو اﻟﺷرﻋﻲ وﻫو اﻟﺻدﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﻓرض اﷲ إﺧارﺟﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗﺣﻘﯾﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء دور ﻛل ﻋﺎٍمٕ ،واﺧارﺟﻬﺎ ﯾﺟب ﻓﻲ ﺛﻣـﺎﻧﻲ طواﺋـف،
وﻗ ـد ذﻛ ـرﻫم اﷲ ﺗﻌ ـﺎﻟﻰ ﻓ ـﻲ ﻛﺗﺎﺑ ـﺔ ﺑﻘوﻟ ـﻪ ﺗﻌ ـﺎﻟﻰ :إﻧﻣ ـﺎ اﻟﺻ ـدﻗﺎت ﻟﻠﻔﻘ ـارء واﻟﻣﺳ ـﺎﻛﯾن
واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﯾﻬــﺎ واﻟﻣؤﻟﻔــﺔ ﻗﻠــوﺑﻬم وﻓــﻲ اﻟرﻗــﺎب واﻟﻐــﺎرﻣﯾن وﻓــﻲ ﺳــﺑﯾل اﷲ واﺑــن
اﻟﺳﺑﯾل ﻓرﯾﺿﺔ ﻣن اﷲ واﷲ ﻋﻠﯾٌم ﺣﻛﯾم .واﻟﻘدر اﻟﻣﻔروض إﺧارﺟﻪ ظﺎﻫارً ﻣن اﻟﻣـﺎل
اﻟﻣﺟﻣوع ﻣن ﻛل ﻣﺎﺋﺗﻲ درﻫـٍم ﺧﻣﺳـﺔ دارﻫـم ،واﻟﻧﺎﻓﻠـﺔ ﺑﺣﺳـب اﻻﺳـﺗﺣﺑﺎب واﻻﺧﺗﯾـﺎر
وﻫـو ﻣـﺎ أارد اﻟﻣﺳـﻠم ﻣـن اﻟزﯾـﺎدة ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ﻣـن اﻟﻣواﺳـﺎة واﻟﻣﺳـﺎواة واﻹﯾﺛـﺎر ﻋﻠـﻰ
اﻟﻧﻔس ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﯾؤﺛرون ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم وﻟو ﻛـﺎن ﺑﻬـم ﺧﺻﺎﺻـٌﺔ أي وﻟـو
ي ﻣـن أﺧـذﻫﺎ ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ طواﺋـف ﻣـن ﻛﺎن ﺑﻬم ﻓﻘـٌر ،ﻓﻬـذا ﺣﻛﻣﻬـﺎ ظـﺎﻫارً ،وأ ﱞ
ي ﻣ ـن ﺗﻧﺎوﻟﻬ ـﺎ ﻣ ـن ﻏ ـﯾر ﺣﻠّﻬ ـﺎ
ﺣﻠّﻬ ـﺎ وﺻ ـرﻓﻬﺎ ﻓ ـﻲ ﻣﺣﻠﻬ ـﺎ ﻓ ـﻼ ﺑ ـﺄس ﻋﻠﯾ ـﻪ ﺑﻬ ـﺎ وأ ﱞ
وﺻرﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣّﻠﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ آﺛم ﻷ ﻧﻬﺎ ﻧﻌﻣٌﺔ ﻣن أﻧﻌﺎم اﷲ أﻧﻌﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻌﺑـد،
وﻓﻲ ﻣﺛل ذﻟك ﯾﻘول اﻟﻣوﻟﻰ اﻟﺻﺎدق ﻣﻧـﻪ اﻟرﺣﻣـﺔ :ﻣـﺎ ﻣـن ﻋﺑـٍد أﻧﻌـم اﷲ ﺑﻧﻌﻣـٍﺔ ﺛـم
ﺿّﯾﻊ ﺣق اﷲ اﻟﻣوّﺟب ﻣﻧﻬﺎ إﻻ ﺳﻠط اﷲ ﻋﻠﯾﻪ ظﺎﻟﻣـﺎً ﯾﺄﺧـذﻫﺎ ﻣﻧـﻪ ﻗﻬـارً وﺗﺑﻘـﻰ ﻓـﻲ
ﻗﻠﺑﻪ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺳرةٌ إﻟﻰ ﯾوم ﺣﺳﺎﺑﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺛم ﻹ ﺛﺑﺎت ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻷ ن اﻟﻧﻌﻣـﺔ ﺣـرود وﻗﯾدﻫـﺎ
اﻟﺷﻛر وﺷﻛارن اﻟﱢﻧﻌم ﻫو إﺧارج ﺣق اﷲ اﻟﻣوَﺟب ﻣﻧﻬﺎ وﻣن ﻟم ﯾﻘﯾّدﻫﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛر ﻓﻬـﻲ
ذاﻫﺑٌﺔ ﻋﻧﻪ ،وأﻣﺎ ﺣﻛﻣﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺑـﺎطن وﺣﻘـﺎﺋق اﻟـذﯾن ﺗُﺧـَرج إﻟﯾﻬـم وﻛﯾﻔﯾـﺔ إﺧارﺟﻬـﺎ،
ﻓـﺎﻋﻠم أﯾﻬـﺎ اﻷخ أن اﻟزﻛـﺎة اﻟﺑﺎطﻧـﺔ ﻫـﻲ ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺑـﺎب اﻷ ﻛـرم وﻣﻌرﻓـﺔ إﺧارﺟﻬـﺎ ﻣـن
ﻣ ـﺎﺋﺗﻲ درﻫ ـم ﺧﻣﺳ ـﺔ دارﻫــم إﺷــﺎرة إﻟ ـﻰ ﻣﻌرﻓ ـﺔ ظﻬ ـورﻩ ﻓ ـﻲ اﻟﻘﺑــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ـﺔ ﺑﺧﻣﺳ ـﺔ
أﺷﺧﺎص وﻫم ﺛﻼث ﺻﻔﻘﺎت وﻧـﺎطق وﻣوﻫـل وﻫـم ﺳﻠﺳـل ودﺣﱠﯾـﺔ وأم ﺳـﻠﻣﺔ وﺳـﻔﯾﻧﺔ
ورﺷﯾد واﻟذﯾن ﯾﺟـب ﺧروﺟﻬـﺎ إﻟﯾﻬـم ﻫـم اﻟـذﯾن ﯾﻌرﻓـوﻧﻬم ﺑﺣﻘﯾﻘـﺔ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﺛـم ﺗﻧﺗﻘـل
ﻋﻧﻬم اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺗﻧﻘﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواﻟﯾد ،واﻟﺻدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﻣن اﻟﻣؤﻣن اﻟﻌـﺎرف ﻫـو ﺗـذﻛﯾرﻩ
ﻟﻬم ﻣﺎ أﻧﺳﺎﻫم اﻟﻣـازج ﺑظﻠﻣﺗـﻪ ﻣـﺎ ﻛـﺎﻧوا ﻋﻠﯾـﻪ ﻣـن اﻟﺗوﺣﯾـد اﻟﺧـﺎﻟص ﺑﺗﻧﻘﻠﻬـم وذﻟـك
ﺑﻌـــد ﻣـــّد أﯾـــدي اﻟﺳـــؤال ﻣﻧﻬـــم إﻟـــﻰ اﻟﻣـــؤﻣﻧﯾن ﻓـــﻲ ردود ﺿـــﺎﻟّﺗﻬم ﻓﯾواﺳـــوﻧﻬم أو
ﯾﺳﺎووﻧﻬم ﻋﻠـﻰ ﻗـدر اﺳـﺗﺣﻘﺎﻗﻬم ﻛﻣـﺎ ﻗـﺎل اﻟﺳـﯾد اﻟرﺳـول ﺻـﻠﻌم أن اﻟﺣﻛﻣـﺔ ﺿـﺎﻟﺔ
اﻟﻣؤﻣن ﻓﺄﺛﺑﺗﻬﺎ ﻟﻪ وأوﺟـب ﻋﻠـﻰ ﻋﺎرﻓﯾﻬـﺎ ردﻫـﺎ ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻌـد ﺿـﻼ ﻟﻪ ﻋﻧﻬـﺎ ﻛﻣـﺎ أوﺟـب
ﺑدل اﻟﻣﺎل واﻟﺻدﻗﺎت ﻣن اﻟﻣوِﺳر إﻟﻰ اﻟﻣﻌِﺳر ٕواﺧارﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺳـﺗﺣﻘﯾﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺛﻼ ﺛـﺔ
ﺿروب ﻣن ﻣﺎﻟﻪ وﻋﻠﻣﻪ وﺟﺎﻫﻪ وﻫﻲ ﻋﻠـﻰ ﺛﻼ ﺛـﺔ ﻣﻘﺎﻣـﺎت ﻓـﺄول ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬـﺎ اﻟﻣواﺳـﺎة
وﻫو أن ﺗواﺳﻲ ﺑﺑﻌض اﻟﻌﻠم واﻟﺟـﺎﻩ واﻟﻣـﺎل ﻟﻣـن ﻫـو دوﻧـك إن ﺳـﺄﻟك ﻋـن ذﻟـك ٕوان
ﻟم ﯾﺳﺄﻟك ،وأوﺳط ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﺎ :اﻟﻣﺳـﺎواة وﻫـﻲ ﻛﻣـﺎ ﻗـﺎل اﻟﻌـﺎِﻟم :ﻛـن أﻧـت وأﺧـوك ﻓـﻲ
اﻟﱢدﯾن واﻟدﻧﯾﺎ ﺷرﻋﺎً واﺣداً ،وﯾﺟب ذﻟك ﻟﻣـن ﻫـو دوﻧـك أو ﻓـﻲ درﺟﺗـك ﻣـن إﺧواﻧـك،
وأﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﺎ :اﻹﯾﺛﺎر وﻫو أن ﺗؤِﺛر أﺧﺎك ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳك ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻣﻣـﺎ ﯾﺣـّل
ﻟﻪ ﻣن ﻣﺎٍل وﻋﻠٍم وﻏﯾرﻩ ،ﻫذا إذا ظﻔرت ﺑﻣن ﯾﺳﺗﺣق ذﻟك.
وﻗد ورد ﺧﺑٌر ﻋن ﻣوﻻ ﻧﺎ اﻟﻌﺎِﻟم ﻣﻧﻪ اﻟﺳﻼم أﻧﻪ أﺗﺎﻩ رﺟٌل وﻗﺎل ﻟﻪ ﯾﺎ ﻣوﻻي أرﯾـد أن
ﺳـم؟ ﻗـﺎل ﻟـﻪ :ﻫـو أن ﯾﺄﺗﯾـك
ﺳم ،ﻗﺎل وﻣﺎ اﻟﺗو ﱡ
أﺳﺎوي ﺑﻣﺎﻟﻲ :ﻗﺎل ﻟﻪ ﻣوﻻ ﻧﺎ :ﻟك اﻟﺗو ﱡ
اﻟرﺟـل اﻟﻣـؤﻣن ﻓـﻲ طﺑـﺎﺋﻊ اﻟﻛـﺎﻓرﯾن ﻓﺗﻌﻠـم أﻧـﻪ ﻣـؤﻣن ،ﻗـﺎل :ﻻ ،ﻗـﺎل وﯾﺄﺗﯾـك اﻟرﺟـل
س وﻻ اﻟﻛﺎﻓر ﻓﻲ طﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻓﺗﻌﻠم أﻧﻪ ﻛﺎﻓٌر؟ ﻗﺎل :ﻻ ،ﻗﺎل ﻟﻪ ﻣوﻻ ﻧﺎ اذﻫـب ﻓـوا ِ
ﺗﺳﺎِو ﻟﺋﻼ ﺗُِذﻫب ﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﻏـﯾر ﻣﺳـﺗﺣﻘﯾﻪ ،وأﻣـﺎ اﻟﻘـدر اﻟﻣﻔـروض ﻣـن اﻟﻐﻧﯾﻣـﺔ ﻫـو
اﻟﺧﻣس ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻋﻠٍم ﻣن ﺑﱟر أو ﺻـدﻗﻪ أو ﻛﺳـب[ ،واﻟﺗﻧﱡﻔـل
ﻓﯾـﻪ ﺑﺣﺳـب اﻻﺧﺗﯾـﺎر ﻣـن اﻟزﯾـﺎدة ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ،وأﻣـﺎ اﻟﻣـﺎل اﻟﻧـﺎﺗﺞ ﻣـن ﻋﻘـﺎٍر وأﻣـﻼ ٍك
وأﺷﻐﺎب ﻓﻔرﺿﻪ اﻟﻌﺷـر ﻣﻧـﻪ واﻟﺗﻧﱡﻔـل ﻓﯾـﻪ أﯾﺿـﺎً ﺑﺣﺳـب اﻻﺧﺗﯾـﺎر ﻣـن اﻟﻣواﺳـﺎة إﻟـﻰ
اﻟﻣﺳـﺎواة إﻟـﻰ اﻹﯾﺛ ـﺎر ﻛﻣـﺎ ﺷ ـرﺣﻧﺎ أوﻻً ،وﻣـن أﻫﻣـل اﻟﻧﻔﻘـﺔ واﻟﱢﺑ ـر ﻓﻘـد ﺟﻬـل اﻟّﻧﻌﻣـﺔ
وﺧﺎطر ﺑزواﻟﻬﺎ وﻣن ﻗرﻧﻬﺎ ﺑـﺎﻟﻔﻛر اﻟـذي ﻫـو إﺧـارج ﺣـق اﷲ اﻟﻣوَﺟـب ﻣﻧﻬـﺎ ﻷرﺑﺎﺑـﻪ
ﻓﻼ ﺑﺄس ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ أﺧذ اﻟﺻدﻗﺎت واﻟﻧذور ظﺎﻫارً وﺑﺎطﻧﺎً ﻛﻣـﺎ ﻗﯾـل أﻧـﻪ ﻟـوﻻ ﻣـن ﯾﻘﺑـل
اﻟﺟود ﻟم ﺗﺟد ﻣن ﯾﺟـود ،وﻗـد ﻗﯾـل أن اﻟﻣﺳـﺗﺣق اﻟﺻـدﻗﺎت ُﯾﺛـﺎب ﻋﻠـﻰ ﻗﺑوﻟﻬـﺎ وأﻧـﻪ
ﺷرﯾك اﻟﻣﺗﺻدق ﻓﻲ اﻟﺛواب ﻛوﻧﻪ ﻟوﻻ ﻣن ﯾﻘﺑل اﻟﺻدﻗﺎت ﻟم ﺗﻠـق ﻣـن ﯾﺗﺻـدق وﻓـﻲ
ﺳـر ،وﻟﻬـذا ﯾﻘـﺎل إن اﻟﻣـؤﻣن ﻻ ﺳـر رﺳـول إﻟـﻰ اﻟﻐـﻧﻲ اﻟﻣو َ اﻟﺣدﯾث :إن اﻟﻔﻘـﯾر اﻟﻣﻌ َ
ﻣﻐﺗِﻧــم وﻻ ﻣﺣﺗِﺷــم أي ﻻ ﯾﺣﺗﺷــم ﻋــن ﻗﺑــول ﺑــّر إﺧواﻧــﻪ ﻋﻧــد اﺣﺗﯾﺎﺟــﻪ ﻟﯾﻛﺗﺳــﺑﻬم
اﻟﺛ ـواب ﻋﻠـﻰ ذﻟـك وﻻ ﯾﻐﺗﻧ ـم أﻣـواﻟﻬم ﻣـن ﻏـﯾر ﺣﻠﱢﻬـﺎ ﺑوﺟـﻪ اﻟﺣﯾ ـﺎء واﻻﻏﺗﺻـﺎب ﺑـل
ﯾﻛون ﻣﺗﺑﻌﺎً رﺿﺎﻫم ﻓﻲ ﻛـل ﻣـﺎ ﯾرﻏﺑوﻧـﻪ ،ﻓﻔـﻲ ﻗﺑوﻟـﻪ ﺑـﱠرﻫم ﯾﺗﺳـﺑب ﻟﻬـم ﺑـﺎﻟﺛواب ﺛـم
ﯾﺻرف ﺑﱠرﻫم ﻓﻲ أرﺑﺎﺑﻪ ٕواﺧواﻧﻪ أﯾﺿﺎً ﻓﯾرﺑﻲ اﻟﺛـواب ﺑـذﻟك وﯾؤﺗـﻰ اﻷﺟـر ﻣـرﺗﯾن ﻛﻣـﺎ
ي ﻣـن وﻗـف ﻋﻠـﻰ ﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ :ﯾﻣﺣـق اﷲ اﻟرﺑـﺎ وُﯾرﺑـﻲ اﻟﺻـدﻗﺎت ،وﺑﺎﻟﺟﻣﻠـﺔ ﻓـﺄ ﱞ
ﺣﻘﺎﺋق اﻷﺳارر ﻣن ﺑواطن اﻟﺷارﺋﻊ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﺗﺣرﯾﻣﻬﺎ واﺗﺑـﻊ اﻷ واﻣـر وازدﺟـر
ﻋ ـن اﻟﻧواﻫ ـﻲ ﻓﻘ ـد ﺗﺣ ـرر ﻓ ـﻲ ﺳ ـﺟل اﻷﺣ ـارر وﺗﺧﱠﯾ ـر ﻓ ـﻲ ﻗ ـﺎﻧون اﻷﺧﺑ ـﺎر ،وﻓ ـﻲ ﻫ ـذا
ت ﻛﺛﯾرة وأﺣﺎدﯾـث ﻏزﯾـرة ﯾﺟـّل ﺣﺻـرﻫﺎ وﯾﻌظُـم وﺻـﻔﻬﺎ وﻓـﻲ ﻣـﺎ ذﻛرﻧـﺎﻩ
اﻟﻣﻌﻧﻰ رواﯾﺎ ٌ
ﻛﻔﺎﯾٌﺔ ﻟذوي اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺷواﻏب واﻷﺑﺻﺎر اﻟﺛواﻗب ،وﻓوق ﻛل ذي ﻋﻠٍم ﻋﻠﯾم…
وﺳــﺄﺧﺗم ﻫــذﻩ اﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﺑﻬــذﻩ اﻷﺑﯾــﺎت ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﺗﻘــرﯾظ ﻻ ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﺟــدل
واﻟﺗﻌرﯾض ،وﻫﻲ ﻫذﻩ وﺑﺎﷲ اﻟﺛﻘﺔ:
رداٌح رﺑت ﺑﯾن اﻟﺣﺟوُر اﺣﺗﺟﺎرﻫﺎ ﻓدوﻧﻛﻬﺎ ﯾﺎ ﻧﺟل ﻋﯾﺳﻰ ﻫدﯾًﺔ
وﺧطﱠت ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻧﺎت ﻣﻧﻬﺎ ﻋذارﻫﺎ ت اﻟﺟﻣﯾل ﺳﺟﯾٌﺔ
ب ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻣ ُ
ﻋرو ٌ
ي اﻟرﺟﺎء اﺳﺗدارﻫﺎ
ﺑﻛﻠﻛﻠﻬﺎ ﺛد ُ ب ﺗﺣﻛﻲ اﻟﻌﺎج ﻟﻠﻧﻘس ﺳﺎذٌج ﺗارﺋ ُ
ﺑﺳﻠٍك ﻣن اﻟﯾﺎﻗوت ﺧوف اﻧﺣدارﻫﺎ وﺟﯾٌد ﺗطﱠوق ﺑﺎﻟﻘﻼ ﺋد ِﺳﻣطُﻬﺎ