Professional Documents
Culture Documents
علوم الحديث
علوم الحديث
العلوم
الحديث
خ ُلقِ َّيةٍ،
فعل ،أو تقريرٍ ،أو صف ٍة ِخ ْلقِ َّيةٍ ،أو ُ
ٍ قول ،أو
ٍ ❖ وهو في اصطالح ا ْل ُم َ
حدِّثين :ما أضيف إلى النبي ص من
سواء ما كان قبل البعثة أو بعدها.
"هو الفن الذي يَ ْبحث في كل ما يتعلق بعلوم رواية الحديث ودرايته ،من قواعد وأصول".
مثل:
➢ وغريب الحديث ،وناسخ الحديث ومنسوخه ،ومختلف الحديث ومشكله ،وأسباب ورود الحديث،
1
وغير ذلك من العلوم التي لها عالقة بعلم رواية الحديث ،أو بعلم درايته
( مصطلح الحديث) ،و(أصول الحديث) ،و(علم الحديث رواي ًة ودراي ًة).
وهذه التسمية اصطالح متأخر نسبياً ،وأنه استُعمِ ل منذ القرن الرابع الهجري،فأول من استعمله اإلمام أبو
عبد هللا الحاكم.
قسم علوم الحديث قسمين :علم الرواية ،وعلم الدراية ،هو ابن األكفاني ،محمد بن إبراهيم بن
وأول من َّ
ساعد األنصاري (ت 749ه).
قال ابن األكفاني " :هو علم يشتمل على أقوال النبي ص وأفعاله ،وروايتها ،وضبطها ،وتحرير ألفاظها".
قال ابن األكفاني" :هو عل ٌم يُ ْع َر ُف منه حقيقة الرواية ،وشروطها ،وأنواعها ،وأحكامهـا ،وحال الرواة ،وشروطهم،
وأصناف المرويات ،وما يتعلق بها".
والتعريفات مر تكزة:
2
على ما يتعلق بقواعد الرواية وشروطها ،وقواعد تصحيح الحديث وتضعيفه ،وما إلى ذلك من المسائل.
ِث عن المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث ،وعن المراد منهاَ ،م ْبنِيا ً
وأما حاجي خليفة قال" :هو عل ٌم باح ٌ
ومطابِقا ً ألحوال النبي ص".
على قواعد العربية وضوابط الشريعةُ ،
الحديث
تقسيم الحديث باعتبار صدوره عن النبي إلى خمسة أقسام ،وهي كالتالي:
ٌ
حديث قولي كقوله فيما رواه عنه عمر بن الخطاب ":إنما األعمال بالنيات ،ولكل امرئ ما فقول النبيِّ ص
ُ
نوى "...الحديث .أخرجه البخاري ومسلم.
حديث فعلي كما روت السيدة عائشة رضي هللا عنها" :أن النبي ص كان ال َيد َُع أربعا ً قبل الظهر،
ٌ وفعله ص
وركعتين قبل الغداة" أخرجه البخاري.
3
السنة
لغـ ًة :هي الطريقة أو السيرة ،حسن ًة كانت أو قبيح ًة .ولكن كلمة "السنة" إذا أ ُ ْطل َِق ْ
ت ُيراد بها السن ُة الحسن ُة.
والسنة تُ ْط َل ُق أحيانا ً على العمل الجاري منذ عصر الرسول ص إلى آخر عصر الصحابة على خالف ما جاء في
ل في الحديث كذا ،والسن ُة على خالفه" ،أي أن العمل على خالف الحديث ،ويدل على
الحديث ،يقولون" :نُقِ َ
ِل عن رأيه في اإلمام
ي عن اإلمام عبد الرحمن بن مهدي -وقد ُسئ َ
هذا التفريق بين الحديث والسنة ما ُر ِو َ
مالك واألوزاعي وسفيان بن ُع َي ْينة -فقال" :األوزاعي إمام في السنة وليس بإمام في الحديث ،وسفيان إمام
في الحديث وليس بإمام في السنة ،ومالك إمام فيهما".
والخالف بين تعريفاتهم بعضها مع بعض ،ألن كال ً منهم نظر إليها من زاوية اختصاصه واهتماماته ،وكلها
صحيحة.
الخبـر:
-1 الخبر ُمراد ٌ
ِف للحديث أي معناهما واحد.
-2 هو ُمغايِر ٌ للحديث؛ فالحديث ما جاء عن النبي ص ،والخب ُر ما جاء عن غيره .ومن هنا قيل لمن يشتغل
بالتاريخ "أخباري" ،ولمن يشتغل بالحديث "محدِّث".
أي أن الحديث خاص بما جاء عن الرسول ص ،والخب ُر ما جاء عن الرسول ص وعن
أعم من الحديث ْ
-3 هو ُّ
كل خبر ٍ حديثاً.
حديث خبرٌ ،وليس ُّ
ٍ غيره ،فبينهما عموم وخصوص مطلق أي :كل
األثر:
4
لغـ ًة :البقية من الشيء .وجمعه آثار.
-1 هو مرادف للحديث ،وعليه َس َّمى اإلما ُم الطحاوي كتابَ ْيه "شرح معاني اآلثار" و"بيان مشكل اآلثار".
واإلما ُم ابن جرير الطبري كتابَه "تهذيب اآلثار" .وكذلك جاء في مقدمة صحيح اإلمام مسلم تسمية األحاديث
باآلثار.
وصفاتهم،
ُ أقوال غير ِ النبي ص من الصحابة والتابعين وأفعا ُلهم وتقريراتُهم
ُ -2 هو مغاير للحديث؛ فاألثر هو
أقوال النبي ص وأفعا ُله وتقريراتُه وصفاتُه .وخصه فقهاء خراسان بما روي عن الصحابة من
ُ والحديث هو
أقوال وأفعال وتقريرات.
أعم من الحديث؛ فالحديث خاص بالنبي ص ،واألث ُر يشمل ما جاء عن النبي ص وعن غيره من
-3 األثر ُّ
حديث أثر ٌ وليس العكس.
ٍ كل
الصحابة والتابعين .وعلى ذلك ُّ
والمختار الشائع فيه هو أن األثر للموقوف والمقطوع كما قال ابن حجر.
تعريف المتن:
معان:
ٍ ❖ لغـة :هو يُ ْست َْع َمل في اللغة على ثالثة
❖ والمناسبة بين المعنى اللغوي واالصطالحي ،أو وجه تسمية ما ينتهي إليه السند بالمتن هو :أن ما ينتهي
إليه السند َق ِوي بذكر السند ،وبدونه ضعيف .هذا حسب المعنى األول .أو أنه َص ْل ٌ
ب بالسند وإال َّ فهو ُم َفتَّتٌ .
هذا حسب المعنى الثاني .أو أنه ظاهر ٌ وبارز ٌ بالسند وإال َّ فهو غائب ُم ْس َتتِر .وهذا حسب المعنى الثالث.
ُ
الشريف من جزأين ،هما :السند والمتن ،وصورتهما ما يلي من صحيح اإلمام ُ
الحديث النبوي ❖ يتك َّو ُن
البخاري ،قال:
5
كانت هجرتُه إلى هللا ورسوله فهجرتُه إلى هللا ورسوله،
ْ امرئ ما ن َوى ،فمن
ٍ ❖ (إنما األعمال بالنيات ،وإنما لكل
معت رسول هللا ص يقول .":والمتن
ُ ومن كانت هجرتُه إلى دنيا ُيصي ُبها ،أو إفالسن ُد هو"حدثنا الحميدي...س
هو":إنما األعمال بالنيات...ما هاجر إليه".
السند:
معتمدٌ.
َ ن سندٌ أي
حائط أو غيرِه .ويقال :فال ٌ
ٍ ❖ لغـ ًة :هو ما يُ ْس َت َن ُد إليه ،أو ما يعتمد عليه من
❖ واصطالحا :هو اإلخبار عن طريق المتن .وقيل :هو حكاية طريق المتن.
ل إلى المتن .وهو عبارة عن الرواة الذين رووا متن القول أو الفعل
الموص ُ
ِ ❖ قلت :واألولى في تعريفه أنه الطريق
أو التقرير أو الصفة.
❖ والمناسبة بين المعنى اللغوي واالصطالحي هي :أن الرواة حيث إنهم عمدة المحدثين في تصحيح الحديث
مجموعهم سندا ً .أو حيث إن المحدثين يستندون في الحكم على الحديث إلى الرواة
ُ ي
وتضعيفه لذلك ُس ِّم َ
مجموعهم سنداً.
ُ ي
وأحوالهم لذلك ُس ِّم َ
السند العالي:
الس ْفل.
❖ لغـة :العالي اسم فاعل من "العلو" وهو ضد ِّ
ُ
الحديث نفسه. ❖ واصطالحا :هو السند الذي قل عدد رجاله بالنسبة إلى سن ٍد آخ َر َيرِد به
❖ واصطالحا :هو السند الذي كثر عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر يرد به لحديث نفسه
اإلسناد:
❖ لغـ ًة :من أبواب الثالثي المزيد بحرفين "إفعال" .ومعناه :إضافة الشئ إلى الشئ.
6
-1 رفع الحديث إلى قائله .كذا قال ابن جماعة .وقال المناوي :أسندته إلى فالن أي رفعتُه إليه بذكر ناقليه.
وقال الجرجاني" :أن يقول المحدث :حدثنا فالن عن فالن عن النبي ص" .فاإلسناد حينئذ مصدر ،ال ُي َثنَّى
ج َمع.
واليُ ْ
-2 هو بمعنى السند ،وهو الطريق الموصل إلى المتن .وهو حينئذ ُي َثنَّى و ُي ْ
ج َمع ،فيقال :هذان إسنادان،
وهذه أسانيد.
الطريق:
واصطالحاً :هو بمعنى السند ،ومنه قول المحدثين" :من طريق الثوري".
الوجـه:
❖ لغـ ًة :مجتمع حواس الحيوان .وقال الراغب :الجارحة أي العضو المعروف.
❖ واصطالحا ً :بمعنى السند ،واستعم اله عند الترمذي كثير ،منه قوله" :حديث غريب ال نعرفه إال َّ من هذا
الوجه" أي من هذا السند.
االعتبار:
❖ لغـ ًة :مصدر .معناه :النظر في األمور ل ُي ْع َرف بها شيء آخر من جنسها .ومن معانيه :االمتحان واالختبار.
المتابع:
❖ لغـة :اسم فاعل من"تابَ َع ُيتابِع متابع ًة" بمعنى وافق ،فالمتاب ِ ُع هو ُ
الم َوافِق.
❖ واصطالحا :هو الراوي الذي يشارك راويا ً آخرلحديث صحابي واحد في شيخه أو فيمن فوقه ،بأن يروي معه
ذلك الحديث بلفظه أو بمعناه .والمتابعة على نوعين :التامة ،والقاصرة:
وهي :أن يشترك اثنان في رواية حديث صحابي واحد عن شيخ واحد.
7
مثالها :روى شعبة بن الحجاج ،عن قتادة ،عن سالم بن أبي الجعد ،عن معدان بن أبي طلحة ،عن أبي الدرداء،
ث القرآن؟" قالوا :وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قالُ " :ق ْل
عن النبي ص قال" :أ يعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثُ ُل َ
هللا أ َ َ
حدٌ تعدل ثلث القرآن". ُه َو َُّ
العطار عن قتادة به .فأبان متابع تام لشعبة بن الحجاج ،وشعبة متابع تام ألبان،
َّ والحديث نفسه يرويه أبان
بسبب روايتهما حديث أبي الدراداء ذلك عن قتادة.
مثالها :روى مالك عن صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي ص قالت" :فرضت
الصالة ركعتين ركعتين ،في الحضر والسفر ،فأ ُ ِق َّر ْ
ت صالة السفر ،وز يد في صالة الحضر".
والحديث نفسه يرويه سفيان بن عيينة عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة .فشارك
ابن عيينة مالكا ً في عروة الذي هو فوق شيخه صالح .فكل منهما متابع قاصر أو ناقص لآلخر.
الشاهد:
ْشد ضالَّ ًة في المسجد فليقل :ال ردَّها هللا عليك ،فإن المساجد لم تُ ْب َ
ن لهذا" ❖ مثاله :حديث "من سمع رجال ً َين ُ
رواه أبو هريرة وبريدة رضي هللا عنهما مرفوعاً ،فكل منهما شاهد لآلخر.
الم ْسنَد:
ُ
❖ لغـ ًة :هو اسم مفعول من "اإلسناد" ،وقد تقدم معناه اللغوي.
8
معان:
ٍ ❖ واصطالحا ً :يُ ْست َْع َم ُ
ل في ثالثة
ت فيه األحاديث على أسماء الصحابة ،كل على حدة ،مثل المسند لإلمام أحمد بن
جمِ َع ْ
-1المسند هو الكتاب الذي ُ
ح َميدي ،والمسند لإلمام الطيالسي ،وغيرها كثير.
حنبل ،والمسند لإلمام ال ُ
-2والمسند هو الحديث المتصل المرفوع إلى النبي ص كقول المحدثين" :جاء الحديث مسنداً" .ومنه َس َّمى اإلمام
البخاري ومسلم صحيحيهما "الجامع...المسند" ،فكلمة "المسند" في اسم صحيح البخاري ومسلم بهذا المعنى
أي أن أحاديثهما مسندة أي لها أسانيد ،ال بالم عنى األول ألن ترتيبهما ليس على أسماء الصحابة ،بل على األبواب
الفقهية .وكذلك المسند المنسوب لإلمام أبي حنيفة ،والمسند المنسوب لإلمام الشافعي ،ومسند ابن المبارك،
ومسند الس َّراج ،ومسند أبي عوانة.
ت بدونها .منه كتاب ل أحيانا ً مصدرا ً ميميا ً بمعنى "اإلسناد" أي ذكر األسانيد ألحاديث ُذ ِك َر ْ
-3والمسند يُ ْست َْع َم ُ
للقضاعي" ،وكتاب "مسند الفردوس للديلمي" ألن الكتابين (الشهاب والفردوس) أُلِّفا أوالً، "مسند الشهاب َ
ت فيهما األحاديث بدون أسانيدها ،ثم ُذ ِك َر لها أسانيد في كتاب مستقلُ ،
وس ِّميا بالمسند بالمعنى المصدري. جمِ َع ْ
ف ُ
الم ْسنِد:
ُ
❖ لغـ ًة :هو اسم فاعل من"اإلسناد" وقد تقدم معنى اإلسناد.
لقب يُ ْطلَ ُق على من يروي األحاديث بسنده ،سواء أ كان عنده عل ٌم بمعانيها أم ليس له إال َّ
ٌ ❖ واصطالحاً :هو
مج َّرد الرواية ،وهو أدنى درجة في ألقاب المحدثين.
حدِّث:
الم َ
ُ
والم ْ
خ ِبر. ُ ❖ لغـ ًة :اسم فاعل من"التحديث" وهو التكلم واإلخبار ،فالمحدث لغ ًة هو المتكلِّم
ب يُ ْطلَ ُق على من اشتغل بالحديث النبوي الشريف ،وأحرز فيه ❖ واصطالحا ً :هو أرفع من"المسنِد" .وهو َ
لق ٌ
ل حسب صفات ذكروها ،ف ُي ْطلَق عليه حينئذ لقب"المحدث" ،إال َّ أن ُ
الم َع ِّرفين به اختلفوا في تعريفه ،ك ٌ ٍ
عصره ،وحسب إمكانات ومؤهالت أهله:
❖ فقال الحافظ أبو شامة (ت 665ه)" :علوم الحديث اآلن ثالثة :أشرفها حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها.
والثاني :حفظ أسانيده ،ومعرفة رجالها ،وتمييز صحيحها من سقيمها .والثالث :جمعه وكتابته ،وسماعه،
وتطريقه ،وطلب العلو فيه ،والرحلة إلى البلدان".
❖ قلت:كأن الحافظ أبو شامة يرى أن من توفرت فيه تلك األنواع الثالثة يستحق أن يُلَ َّقب بالمحدث.
9
❖ وقال فتح الدين ابن سيد الناس (ت734ه)" :المحدث في عصرنا هو من اشتغل بالحديث رواي ًة ودراي ًة
وجمع رواةٍ ،وا َّطلَ َع على كثير ٍ من الرواة والروايات في عصره ،وتم َّي َز في ذلك حتى ُعر ِ َف فيه خَ ُّطه ،واشتهر
َ
ضبطه".
ُ فيه
❖ وقال السبكي (ت771ه)" :المحدث من عرف األسانيد والعلل وأسماء الرجال ،والعالي والنازل ،وحفظ مع
ذلك جمل ًة مستكثرةً من المتون ،وسمع الكتب الستة ،ومسند أحمد بن حنبل ،وسنن البيهقي ،ومعجم
وض َّم إلى هذا القدر َ
ألف جزء من األجزاء الحديثية .هذا أقل درجاته .وإذا سمع ما ذكرناه ،وكتب الطبرانيَ ،
باق ،ودار على الشيوخ ،وتكلم في العلل والوفيات والمسانيد ،كان في أول درجات المحدثين ،ثم يزيد هللا
الط َ
ِّ
من يشاء ما يشاء".
❖ وأما الحافظ ابن حجر (ت852ه) فقد علَّ َق على كالم أبي شامة السابق ذكره قائالً" :وال شك أن من جمع
أخل بهما فال َّ
حظ له في اسم الحفاظ، َّ أخل بالثالث ،ومن
َّ الم َع َّلى ،مع قصور فيه إن
األول والثاني حاز القدح ُ
وأخل باألول لم يبعد عنه
َّ وأخل بالثاني كان بعيدا ً من اسم المحدث عرفاً ،ومن يحرز الثاني
َّ ومن أحرز األول
اسم المحدث ،ولكن فيه نقص بالنسبة إلى األول…،ومن جمع الثالث كان فقيها ً محدثا ً كامالً ،ومن اقتصر
ص ْر ٌف". على الثاني والثالث فهو محد ٌ
ِّث ِ
قلت :والمحدث في عصرنا -الذي شهد التقنيات الجديدة المتطورة (مثل الكمبيوتر الذي حال ألحد الباحثين
ُ ❖
أن يسميه "حافظ العصر" ،وخاص ًة بعد أن ُ
حفِ َظ فيه معظم كتب الحديث وعلومه ،ورجاله ،وشروحه،
والفقه وأصوله) -هو:
خل ٌِص وافر ٌ بالحديث وعلومه قراءةً ودراس ًة ،وبحثا ً وتمحيصاً ،وعنده عل ٌم بعد ٍد كبير ٍ من
❖ من له اشتغال ُم ْ
وط ُرقِها وشواهدها ،وب ُر َواتِها وأحوالهم جرحا ً وتعديالً ،ولديه اطالع واسع على المصنفات
األحاديث وألفاظها ُ
في الحديث ورجاله ،وشروح الحديث ،وعنده بصيرة ٌ نافذة ٌ بالتعامل مع األحاديث في ضوء أحوالها وظروفِها
وأسبابِها وعِ لَلِها ،خاصة مع األحاديث المتعارضة في الظاهر ،واألحاديث المشكلة ،مثل الشيخ حبيب الرحمن
األعظمي ،والشيخ عبد الفتاح أبو غدة ،والشيخ محمد ناصر الدين األلباني ،وآخرين الدكتور عبد العظيم
الديب في كتابه الصغير "نحو موسوعة شاملة للحديث النبوي الشريف -الكمبيوتر حافظ عصرنا".
الحافظ:
لقب أرفع من المحدث ،ودون الحجة ،واختلفت أقوال العلماء في تعريفه مثل اختالفهم في
ٌ ❖ واصطالحاًً:
تعريف المحدث:
10
❖ فقال ابن األثير الجزري (ت630ه)" :الحافظ هو من روى ما يصل إليه ،ووعى ما يحتاج إليه".
❖ وقال ابن سيد الناس (ت734ه) بعد ذكر تعريف المحدث" :فإن توسع في ذلك حتى َع َر َف شيوخه ،وشيوخ
شيوخه ،طبق ًة بعد طبقةٍ ،بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أ كثر مما يجهله منها".
❖ وقال المزي (ت742ه)" :أقل حد الحفظ الذي إذا انتهى إليه الرجل جاز أن ُي ْطلَ َق عليه الحافظ هو :أن يكون
ا لرجال الذين يعرفهم ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أ كثر من الذين ال يعرفهم ،ليكون الحكم للغالب".
علمه
ُ ❖ وقال ابن المطري ،عبد هللا بن محمد بن أحمد ،عفيف الدين (ت765ه)" :الحافظ هو الذي أحاط
بمائة ألف حديث متنا ً وإسناداً ،وأحوال رواته جرحا ً وتعديال ً وتاريخاً".
حجَّـة:
ال ُ
❖ لغـ ًة :ما دل به على صحة الدعوى .وقيل :الحجة والدليل واحد.
لقب أرفع من الحافظ ،ودون الحاكم .وهو من بلغ في الحفظ واإلتقان والتدقيق فيما يحفظ
ٌ ❖ واصطالحاً :هو
من األسانيد والمتون مبلغا ً أصبح به حج ًة عند الناس ،عامهم وخاصهم ،لذلك ُل ِّقب بالحجة.
الحاكم:
علمه بجميع األحاديث المروية متنا ً وإسناداً ،وجرحا ً وتعديالً ،وتأريخا ً وعلالً ،وغريبا ً
ُ ❖ واصطالحا ً :من أحاط
التعارض ،وشرحا ً ل َِما ظاه ُره اإلشكال بما يوافقه ،إلى
ُ ومختلفاً ،وناسخا ً ومنسوخاً ،وتوفيقا ً بين ما ظاه ُره
11
أمير المؤمنين في الحديث:
❖ واصطالحا ً :هو أرفع المراتب وأعالها ،وهو من فاق حفظا ً وإتقانا ً وتعمقا ً في علم األحاديث وعللها َّ
كل َم ْن
سبقه من المراتب واأللقاب ،بحيث يكون مرجعا ً للحكام والحفاظ وغيرهم
الصحابي:
لغـة :الصحابي مشتق من"الصحبة" وهي المرافقة .كذلك "الصاحب" سواء أ كانت المصاحبة كثيرة أم
قليلة.
األصح -من لقي النبي مؤمنا ً به ،ومات على اإلسالم؛ ولو تَخَلَّلَت ذلك ر ِ َّدة ٌ .
ّ واصطالحا ً :هو -على القول
التابعي:
لغـ ًة :اسم فاعل من "تَ ِب َعهُ" بمعنى مشى خلفه .وجمعه :التابعون.
تابع التابعي:
واصطالحا :من لقي واحدا ً من التابعين فأكثر في حالة إسالمه ،ومات عليه.
نشأ هذا العلم مع نشأة رواية الحديث في عهد الصحابة رضوان هللا عليهم أجمعين،
12
َّل منها هذا
شك َ فقد راعى الصحابة في نقلهم وروايتهم لحديث رسول هللا ص ،أصول وقواعد الرواية التي تَ َ
العلم فيما بعد،
حيث ط َّبقوا أصول المنهج القرآني المبني على تحريم الكذب ،ور ّد خبر الفاسق ،واشتراط العدالة لقبول
خبر الراوي ،والتثبت من كل قضية ،وتحريم نقل الخبر المكذوب ،كما َقلَّلوا من الرواية ،وتثبتوا من صحتها
عند تحملها وأدائها ،ونقدوا الروايات بعرضها على نصوص وقواعد التشريع.
وقال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة " :بدأ تدوين مبادئه وتسجيل بعض مسائله ببدء تدوين التأريخ للرجال،
والتصنيف للحديث ،وكان قبل ذلك محفوظا ً في الصدور ،مترددا ً على األلسنة ،فلما ُد ِّون َ ْ
ت تلك الكتب بدأ
ل منه هنا وهناك، يدخل في التأليف ُ
ج َم ٌ
خاص جام ٌع في الجملة إال في القرن الرابع ،وما جاء قبل ذلك كان نُتَفا ً و ُ
ج َمال ً منثورةً ٌ ٌ
تأليف ولم يُ َؤلَّ ْف فيه
في بعض المسائل منه ،تجيء بها المناسبات"،
كما نراه في الرسالة لإلمام الشافعي (ت204ه) ،وفي أقوال ومؤلفات األئمة :ابن معين (233ه) ،وعلي بن
المديني (234ه) ،ومحمد بن عبد هللا بن نمير (234ه) ،وأحمد بن حنبل (241ه) ،وأبي جعفر المخرَّمي
(242ه) ،والبخاري (256ه) ،ومسلم (261ه) ،والعجلي (261ه) ،ويعقوب بن شيبة (262ه) ،وأبي داود
السجستاني(275ه) ،والترمذي(279ه) ،والنسائي(303ه).
هللا َو َم ْن
اع ََّ ول َف َق ْد أ َ َط َ إن هللا أمر المسلمين بطاعة الرسول ص في غير ما آية ،فقال تعالىَ :م ْن ُيطِ ِع ال َّر ُس َ
ِبهللا ال َ يُح ُّ
ن ََّ ول َفإ ِ ْن تَ َولَّ ْوا َفإ ِ َّ
هللا َوال َّر ُس َ يظا[ النساء .]80:وقالُ :ق ْل أَطِ ُ
يعوا ََّ تَ َولَّى َف َما أ َ ْر َس ْلن َ
َاك َعلَ ْي ِه ْم َ
حفِ ً
ا ْلكَا ِفر ِ َ
ين [آل عمران.]32:
سر به هذه اآلية ما رواه أبو هريرة عن النبي ص أنه قال" :كل أمتي يدخلون الجنة إال َّ من أبى".
وخير ما نُ َف ِّ
قالوا :ومن يأبى؟ قال" :من أطاعني دخل الجنة ،ومن عصاني فقد أبى".
13
َ
ات
الس َما َو ِ ك َّ يعا الَّذِي َل ُه ُم ْل ُ جمِ ً هللا إِلَ ْيك ُْم َ
َِّ َّاس إ ِنِّي َر ُس ُ
ول وجعل اتباعه شرطا ً لهدايتهمُ :ق ْل يَا أ يُّ َها الن ُ
ُ َواأل َ ْر ِ
ن بِاللَّ ِه َوكَل َِماتِ ِه َواتَّ ِب ُعو ُه لَ َعلَّك ُْم
ي الَّذِي ُي ْؤمِ ُ يت َفآمِ نُوا بِاللَّ ِه َو َر ُسولِ ِه ال َّن ِب ِّ
ي األ ِّم ِّ ي َو ُيمِ ُ ض ال َ إِلَ َه إِال َّ ُه َو ُي ْ
ح ِ
ون األعراف.158 : تَ ْه َت ُد َ
َّ
يتحقق شيء من طاعة الرسول ص واتباعه واالقتداء به إال َّ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ،واقتدائه في وال
ج ْعلِها كلها جزءا ً من الحياة والعمل بها ،وأوام ُره ونواهيه وأخال ُقه وحركاتُه
أخالقه وحركاته وسكناته ،و َ
وسكناتُه ما هي إال َّ سننه وأحاديثه المحفوظة في بطون كتب الحديث ودواوينه.
آيات تُ َصرِّح بأن االنقياد لله ،مع أن التمرد على السنة عالمة االنسالخ من اإليمان ،وأن المسلم
ٍ إن في القرآن
ال خيار له فيما يقضي به القرآن ،أو تقضي به السنة ،قال هللا تعالى في كتابه العزيزَ :فال َ َو َر ب ِّ َ
ك ال َ ُي ْؤمِ ن َ
ُون
ِيما [النساء.]65 : سلِّ ُموا تَ ْسل ً جا مِ َّما َق َض ْي َ
ت َويُ َ ح َر ً
س ِه ْم َ جدُوا ِفي أ َ ُ
نف ِ ج َر بَ ْي َن ُه ْم ثُ َّم ال َ يَ ِ
ِيما َش َ
وك ف َ
حك ُِّم َ
حتَّى يُ َ
َ
ـن،ويك ِّره ويبيح، إن هللا سبحانه وتعالى قد أعطى الرسول ص سلطـة التشريع؛ فيحلِّل ويحرِّم ،ويوجب ويس ُّ
يل يَأْ ُم ُر ُه ْم
ج ِكتُوبًا عِ ْن َد ُه ْم ِفي ال َّت ْو َراةِ َواإلِن ِ ي الَّذِي يَ ِ
جدُون َ ُه َم ْ ُ
ي األ ِّم َّ
ول ال َّن ِب َّ
ون ال َّر ُس َ قال تعالى :الَّذ َ
ِين يَ َّت ِب ُع َ
14
ِث َويَ َض ُع َع ْن ُه ْم إ ِ ْص َر ُه ْم َواأل َ ْغال ََل حرِّ ُم َعلَ ْي ِه ْم ا ْلخَ َبائ َ
ات َويُ َ ل لَ ُه ْم َّ
الط ِّي َب ِ ن ا ْل ُمنكَر ِ َويُ ِ
ح ُّ بِا ْل َم ْع ُر ِ
وف َويَ ْن َها ُه ْم َع ِ
ون) ح َ ِك ُه ُم ا ْل ُم ْفلِ ُ آمنُوا ب ِ ِه َو َعزَّ ُرو ُه َون َ َص ُرو ُه َواتَّ َب ُعوا النُّو َر الَّذِي أُنز ِ َل َم َع ُه أ ُ ْولَئ َ
ِين َ ت َعلَ ْي ِه ْم َفالَّذ َ الَّتِي كَان َ ْ
األعراف.157 :
بيان هللا:
ُ را بعاً :الرسول ُم َب ِّي ٌ
ن للقرآن ،وبيانُه
لما أمر هللا المسلمين بطاعة رسوله واتباعه ،وجعله أسوةً لهم ،وأعطاه حق التشريع والبيان؛ كان من حق
هذا الرسول أن يوحي هللا إليه البيان والتشريع أيضاً ،وأن يضعه تحت مراقبته في اجتهاداته ،حتى ال يصدر
ن َعلَ ْينَا َ
ج ْم َع ُه ل ب ِ ِه ! إ ِ َّ
ج َ ك ب ِ ِه ل َِسان َ َ
ك لِت َْع َ منه خطأ بمقتضى البشرية فيما هو تشريع ،قال تعـالى :ال َ تُ َ
ح ِّر ْ
َو ُق ْرآن َ ُه ! َفإ ِ َذا َق َرأْنَا ُه َفاتَّ ِب ْع ُق ْرآن َ ُه ! ثُ َّم إ ِ َّ
ن َعلَ ْي َنا بَ َيانَهُ) القيامة.19-16 :
ومن المعلوم أن هذا البيان الموعود به في هذه اآلية لم يأت في القرآن ،وهللا ال ُي ْ
خلِف الوعد ،فأين ذلك
البيان؟ جاء تفسيره في آية النحل المذكورة في األمر الرابع ،فهذا يعني أن ذلك البيان الموعود به هو بيان
رسول هللا ،فثبت منه أن بيان الرسول هو بيان هللا ،وال يكون بيان الرسول بيانا ً لله إال َّ إذا كان بوحي منه
تعالى سوا ًء أ كان وحيا ً جليا ً أم وحيا ً تقريرياً.
هناك عدة أحاديث تُ َصرِّ ُح بحجية السنة ،ال ينكرها إال َّ مكابر وعنيد ،منها:
15
السباع ،وال لقطة ُمعاهِ ٍد إال َّ أن يستغني عنها صاحبها ،ومن نزل بقو ٍم فعليهم أن يَ ْقروه ،وله أن يُ ِّ
عقبهم ِّ
بمثل قراه" ،ونحوه عن صحابة آخرين .
ً
-3 وما رواه ابن مسعود قال :قال رسول هللا ص" :ن َ َّض َر هللاُ امرأًً سمع منا شيئاً ،فبلَّغه كما سمع ،ف ُر َّ
ب
ُم َبلَّ ٍغ أوعى من سامع" .ودعاؤه بالنضارة لسامع أحاديثه ومب ِّلغها يدل على أهميتها الثاوية في حجيتها .ثم
وما ذا يعني تبلغيها إلى من هو أوعى وأفقه من السامع؟ ليس إال َّ ألن أحاديثه حجة.
ل َِما تقدَّم من مكانة السنة في التشريع وغيره َق َّي َض هللا لها من الوسائل ما َ
حفِ َظها من الضياع واالندثار،
وذلك بتقوية ذا كرات العرب المسلمين األوائل ،وبتدوينها في الدواوين والكتب ،ومن الوسائل ما حفظها
تأسيس علو ِم الحديث ،وعلم الرجال،
َ من الدخيل والحميل مثل إلهامِ ه في قلوب علماء األمة اإلسالمية
وعلم الجرح والتعديل ،وعلوم المتن ،وغيرها.
فقد جاء في السنة ما جاء في القرآن تأييدا ً وتأكيدا ً له كاألحاديث التي وردت في وجوب الصالة والزكاة والحج
والصوم والصدق ،وحرمة أ كل مال الغير ،والنهي عن الزنا وعقوق الوالدين وشهادة الزور،
خمس".
ٍ ِي اإلسال ُم على
ونحو ذلك ،مثل حديث " :بُن َ
16
س منه".ب ن َ ْف ٍ
امرئ مسلمٍ إال َّ بطِ ْي ِ
ٍ مال
وحديث" :ال يحل ُ
فإن هذه األحاديث موافِقةٌ لآليات التي وردت في تلك األمور ،ومؤكدة ومؤيدة لها.
أغلب السنة من هذا النوع ،ولهذه الغلبة وصفت السنة بأنها ُم َب ِّينةٌ للكتاب ،وهذا التفسير والتبيين على عدة أوجه،
وهي:
ط األ َ ْس َو ِد مِ ْن ا ْل َف ْ
جر[ البقرة .]187:بأنه سواد الليل وبياض النهار .ونحو ذلك. األ َ ْب َي ُض مِ ْن ا ْلخَ ْي ِ
وصي ب ِ َها أ َ ْو ج -تقييد مطلقه مثل تقييده الي َد في آية السرقة بال ُّر ْسغ .ومثل تقييده الوصية في اآلية :مِ ْن بَ ْع ِد َو ِ
ص َّي ٍة يُ ِ
ن [النساء .]11:بالثلث .و نحو ذلك.
َد ْي ٍ
ه -تقعيد ما ورد في القرآن مفرَّقا ً مثل ما جاء في القرآن من تحريم الضرر،
قال تعالى :ال َ تُ َضا َّر َوالِ َدة ٌ ب ِ َولَ ِد َها َوال َ َم ْو ُلود ٌ لَ ُه ب ِ َولَ ِدهِ [البقرة.]233:
فجمعت السن ُة النبوي ُة ذلك كلَّه في قاعدةٍ واحدةٍ" :ال ضرر ،وال ِ
ضرا َر
17
أصل ذكره القرآن مثل ما جاء في القرآن من تحريم األمهات واألخوات الرضاعية ،قال تعالىَ :وأ ُ َّم َهاتُك ُُم ٍ و -التفر يع على
الالَّتِي أ َ ْر َض ْع َنك ُْم َوأَخَ َواتُكُم ِّم َ
ن ال َّر َض َ
اع ِة [السناء]23:
فقد فرَّع عليه النبي ص قوله" :يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب".
ن [النساء.]23: ن األ ُ ْ
خ َت ْي ِ وقولهَ :وأَن تَ ْ
ج َم ُع ْوا بَ ْي َ
وجاءت السنة تفرع على هذا األصل ،فحرمت بيع الثمر قبل بدو صالحه ،خشية إصابته بآفة من برد شديد
أو رياح عاتية ،فال يحصل للمشتري ما أراده من الثمر ،فبأي حق يأخذ البائع من المشتري ،قال النبي ص:
"أرأيت إذا منع هللا الثمرة بم يأخذ أحدكم مال أخيه".
َ
نبوة آدم عليه السالم وغيره من األنبياء الذين لم ُي ْذكَروا في القرآن الكريم.
ومعجزاته ص كلها ما عدا القرآن ،ومنها معجزة انشقاق القمر ،فإنها مع ذكرها في القرآن تأولوها بما ينافي
األحاديث الصحيحة المصرحة بانشقاق القمر معجزةً للرسول ص.
خ ُلقية.
وصفاته ص البدنية وبعض شمائله ال ُ
وخصوصياته ص التي جمعها السيوطي في كتابه "الخصائص" مثل دخول الجنة ورؤية أهلها وما أُعِ َّد
للمتقين فيها ،وإسالم قرينه من الجن وغير ذلك.
18
والحديث عن الجنة والنار ،وأنهما مخلوقتان.
واإليمان بالصراط.
وأن هللا تعالى كتب على كل إنسان سعادته أو شقاوته ،ورزقه وأجله.
19
واإليمان بمجموع أشراط الساعة كخروج المهدي ،ونزول عيسى عليه السالم ،وخروج الدجال ،ودابة األرض
من موضعها ،وغيرها مما صحت به األحاديث.
وأن المسلمين يفترقون على ثالث وسبعين فرق ًة ،كلها في النار إال واحدة ،وهي التي تتمسك بما كان عليه
الصحابة من عقيدة وعبادة وهدي.
واإليمان بجميع أسماء هللا الحسنى ،وصفاته العليا مما جاء في السنة الصحيحة كالعلي والقدير وصفة
الفوقية وال ُّنزُول وغيرها.
وغيرها من العقائد اإلسالمية الصحيحة التي وردت في األحاديث الثابتة المتواترة أو المستفيضة ،وتلقتها
األمة بالقبول ،وهي تبلغ المئات.
السباع.
ناب من ِّ
وتحريم كل ذي ٍ
خلَ ٍ
ب من الطيور. وتحريم كل ذي مِ ْ
صن.
ح ِ ورجم الزاني ُ
الم ْ
20
المتواتر واآلحاد
وهما :المتواتر واآلحاد ،وكل منهما ينقسم إلى أقسام ،خاصة خبر اآلحاد،
أ -تعريفـه:
لغـ ًة :هو اسم فاعل من "التواتر" وهو التتابع ،يقال :تواتر المطر إذا تتابع نزوله .ويقال :تواترت اإلبل إذا جاء •
بعضها في إثر بعض أي َعقِ ب بعض.
واصطالحا ً :هو ما رواه عدد كثير في كل طبق ٍة من طبقات السند ،بحيث يستحيل عادةً اتفا ُقهم على اختالق •
الخمس.
ِ الحواس
ِّ السما َع ،أو المشا َهدةَ ،أو غيرهما من
ذلك الحديث ،ويكون مستن ُد انتهائهم إلى الحديث ِّ
ي هذا الخبر ب "المتواتر" لتتابع عدد كثير من الناس على روايته ونقله.
وإنما ُس ِّم َ •
ب -شروط المتواتر:
وللمتواتر أربع َة شروطٍ ،وهي:
أ -أن يرويه عدد كثير:
21
والقول المختار عند جمهور المحدثين والفقهاء وطوائف من المتكلمين هو أن التواتر ال ينحصر في عدد
معين؛ ألن قوة البشر قاصرة عن ضبط عد ٍد يحصل به التواتر .وإنما مداره على حصول اليقين الذي ال يمكن
إنكاره ،أ يّا ً كان العدد فوق الثالثة؛
22
رفع يديه في الدعاء باعتبار مجموع الطرق .وقد جمع الحافظ السيوطي معظم تلك القضايا في تسعة
سماه " َف ُّض الوعاء في أحاديث رفع
وخمسين ( )59حديثاً ،ما بين صحيح وحسن وضعيف في جزء واحد َّ
اليدين في الدعاء" وهو مطبوع.
ومثل أحاديث اإلسراء والمعراج ،وأحاديث سؤال الميت في القبر ،وأحاديث الدجال ،وأحاديث نزول عيسى
،وأحاديث الرجم في الزنا ،وأحاديث المسح على الخفين ،وأحاديث الحوض ،وأحاديث الشفاعة ،وأحاديث
رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ،وغيرها.
ج -المتواتر العملي:
جيل ،ال يختلف فيه مؤمن ،وال كافر منصف غير
ٍ وهو ما نقله أهل المشرق والمغرب عن أمثالهم جيال ً عن
معاند للمشاهدة:
مثل الصلوات الخمس ،وصيام شهر رمضان ،والحج.
فهذه كلها تواترت تواترا ً عمليا ً عن النبي ،عملها هو ،وعمل معه الصحابة ،ثم نقل ذلك المسلمون جيال ً
جيل ،حتى يومنا هذا ،وال يختلف في عمومه المسلمون شرقا ً وغرباً؛ وإن اختلفوا في بعض الفروع
ٍ عن
والجزئيات.
د-وجود األحاديث المتواترة:
يوجد عدد ٌ ال بأس به من األحاديث المتواترة،
علي متعمدا ً فليتب َّوأ مقعده من النار".
َّ منها :حديث" :من كذب
وحديث الشفاعة ،وحديث رؤية هللا في اآلخرة ،وحديث الحوض ،وحديث المسح على الخفين ،وحديث رفع
اليدين عند افتتاح الصالة،
وغير ذلك من األحاديث ،ولكنها بالنسبة إلى عدد أحاديث اآلحاد قليلة جداً.
و -أشهر المؤلفات في الحديث المتواتر:
الرجوع إليها لمن يريد
ُ كتب مستقلَّةٍ ،ليسهل
ٍ تم العلماء بجمع األحاديث المتواترة ،وتصنيفها في
لقد اه َّ
ذلك ،فمن تلك المؤلفات:
-1الفوائد المتكاثرة في األخبار المتواترة :لإلمام السيوطي (ت911ه) .رتبه على األبواب ،ونقل فيه األحاديث
المتواترة بأسانيدها من المصادر األصلية ،مع ذكر من أخرجها من أئمة الحديث في مصنفاتهم ،مستوعبا ً
حديث رواه عشرة ٌ من الصحابة فصاعداً ،كما ذكره في كتابه اآلتي.
ٍ كل
َّ
-2األزهار المتناثرة في األخبار المتواترة :للسيوطي .ج َّرد فيه كتابه السابق ،جمع فيه مائة وثالثة عشـر
(113ه) حديثا ً متواتراً ،وهو مطبوع ،كما طبع الكتاب نفسه باسم "قطف األزهار المتناثرة".
-3نظم الآللي المتناثرة في األحاديث المتواترة :للزَّ بِيدي ،أبي الفيض محمد مرتضى المصري (ت1205ه)
وهو مطبوع.
23
-4نظم المتناثر من الحديث المتواتر :للكتَّاني ،الشريف محمد بن جعفر(ت1345ه)،
معنى ،إال َّ أن البعض منها لم تتوافر فيها
ً جمع فيه ثالثمائة وعشرة ( )310أحاديث ،مما هو متواتر لفظا ً أو
شروط المتواتر ،وهو مطبوع
اآلحاد
أ -تعريفـه:
ي هذا الخبر ب "خبر الواحد" على الرغم من تعدد الرواة في بعض أقسامه ،وذلك لتماثله ألخبار وإنما ُس ِّم َ
اآلحاد في إفادته الظن ،ال اليقين.
-1 إنه يفيد غلبة الظن ،خالفا ً للمتواتر فإنه يفيد اليقين كما تقدم.
-2 قد يكون صحيحاً ،أو حسناً ،أو ضعيفاً ،أو موضوعاً ،خالفا ً للمتواتر فإنه صحيح يقيناً.
-3 يجب العمل به إذا توفرت فيه شروط القبول ،وال يجب االعتقاد بصحته ،ومن ثَ َّم منكره ال يكون كافراً،
خالفا ً للمتواتر فإن منكره كافر.
معظم األحاديث النبوية مروية بطريق اآلحاد ،فأحاديث اآلحاد تُ َم ِّثل نسبة %90من األحاديث ،أو تزيد عنها،
في حين األحاديث المتواترة ال يتجاوز عددها خمسمائة حديث تقريباً.
24
أ -أقسام اآلحاد باعتبار عدد الرواة
الغريب
أ-التعريف
-1الغريب المطلق :ويقال له أيضا ً الفرد المطلق ،وهو :ما كان التفرد في أصل سنده .وأصل السند هو طرفه
الذي فيه الصحابي؛ بأن يرويه صحابي واحد عن النبي .
ي هذا الحديث "الغريب المطلق" ألن الحديث الذي ال يوجد له من الصحابة إال َّ را ٍو واحدٌ ال يوجد
وإنما ُس ِّم َ
له في الدنيا را ٍو آخر غيره في طبقته على اإلطالق ،فهو من ثَ َّم يبقى غريبا ً فردا ً إلى األبد.
مثاله :حديث" :إنما األعمال بالنيات "...تف َّرد عمر بن الخطاب بروايته عن النبي .
أ -ما ُق ِّي َد برواية شخص عن شخص كقولهم :تفرد بهذا الحديث فالن عن فالن .مثل ما أخرجه البخاري
أتيت جابرا ً ،فقال :إنَّا يو َم
ُ قال :حدثنا خال َّد بن يحيى ،قال :حدثنا عبد الواحد بن أيمن ،عن أبيه ،قال:
الخندق نحفر ،فعرضت كُ ْديَةٌ شديدةٌ ،فجاءوا النبي ،فقالوا :هذه كدية َع َر َض ْ
ت في الخندق؟ فقال " :أنا
ل" .الحديث.
ناز ٌ
فهذا الحديث تف َّرد بروايته عبد الواحد عن أبيه من حديث جابر بن عبد هللا ،وقد روي عن غير جابر.
ب -ما ُق ِّي َد ببل ٍد معين كقولهم :تفرد بهذا الحديث أهل مكة ،أو أهل المدينة ،أو أهل الشام.
25
ج -ما ُق ِّي َد برواية أهل بلد عن شخص.
فقد تفرد برواية هذا الحديث الخراسانيون .قال الحاكم :رواته آخرهم مراوزة.
د -ما ُق ِّي َد برواية شخص عن أهل بلد ،قال ابن حجر :وهو عكس الذي قبله ،وهو قليل جداً ،وصورته أن
ينفرد شخص عن جماعة بحديث تفردوا به.
ه -والنوع الخامس وهو :ما ُق ِّي َد برواية أهل بلد عن أهل بلد أخرى .مثل ما رواه الحاكم من حديث الحسين
بن داؤد بن معاذ البلخي ،قال :ثنا الفضل بن عياض ،قال :ثنا منصور ،عن إبراهيم ،عن علقمة ،عن
عبد هللا بن مسعود ،قال :قال رسول هللا " : يقول هللا عز وجل للدنيا :يا دنيا! اخدمي من خدمني،
وأتعبي يا دنيا! من خدمك".
قال الحاكم :هذا حديث من أفراد الخراسانيين عن المكيين؛ فإن الحسين بن داؤد بلخي ،والفضيل بن
عياض عِ دادُه في المكيين.
فالغريب النسبي ليس تفردا ً مطلقا ً بأن ال يُ ْروى ذلك الحديث إال َّ من طريق واحد ،بل هو تفرد مقيد بجهة
أو صفة خاصة كما تقدم.
الحديث الغريب قد يكون صحيحاً ،أو حسناً ،أو ضعيفا ً وهو الغالب،
-1 غرائب مالك :لإلمام الدار قطني (يوجد له بعض األجزاء في المكتبة الظاهرية بدمشق).
26
-5 المعجم األوسط للطبراني (من مظانه).
-2العزيز
أ -تعريفـه:
من"عزَّ يَ َعزُّ
َ "عزَّ يَعِ زُّ عِ زّا ً وعِ َّزةً" بمعنى َق َّ
ل حتى كاد ال يوجد .أوصفة مشبهة لغ ًة :هو صفة مش َّبهة من َ •
ِث أي َّقوينا وشدَّدنا.
ي ،ومنه قوله تعالىَ :ف َعزَّ ْزنَا ب ِ َثال ٍ
عِ زّاً" بمعنى اشت َّد و َق ِو َ
واصطالحا ً :هو ما ال يكون رواته أقل من اثنين في كل طبقة. •
وإنما ُس ِّمي هذا الحديث "عزيزاً" إما لقلة وجوده على المعنى األول ،وإما لكونه قويا ً بمجيئه من طريق •
آخر على حسب المعنى الثاني.
ب -مثالـه:
ما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك ،والبخاري فقط من حديث أبي هريرة أن •
أحب إليه من والده ،وولده ،والناس أجمعين".
َّ رسول هللا قال" :ال يؤمن أحدكم ،حتى أ كون
فهذا الحديث رواه عن رسول هللا اثنان :أنس وأبو هريرة .ورواه عن أنس اثنان :قتادة وعبد العزيز •
بن صهيب .ورواه عن قتادة :شعبة وحسين المعلم .ورواه عن عبد العزيز اثنان :إسماعيل بن ُعلَ َّية
كل واح ٍد منهم جماعة.
وعبد الوارث بن سعيد .ورواه عن ِّ
ج -حكمـه:
قد يكون العزيز صحيحا ،أو حسناً ،أو ضعيفاً ،أو موضوعاً ،وال يلزم من كونه عزيزا ً أن يكون صحيحا ً ال محالة.
ال توجد فيه مؤلفات مستقلة فيما أعلم ،وذلك ربما لقلة وجوده.
-3 المشهور
أ -تعريفـه:
لغـ ًة :هو اسم مفعول من "الشهرة" أي معروف بين الناس ،ودائر على ألسنتهم.
27
ي "مشهوراً" لشهرته بكونه رواه ثالثة على األقل في كل طبقة ،والثالثة جماعة.
وس ِّم َ
ُ
ب -مثالـه:
حديث" :قنت رسول هللا شهرا ً بعد الركوع ،يدعو على رعل وذكوان" .رواه عن النبي ثالثة ،وهم :أنس
بن مالك ،وابن عباس ،وخفاف بن أيماء الغفاري رضوان هللا عليهم أجمعين.
ورواه عن أنس :قتادة وأبو مجلز وإسحاق بن عبد هللا وعاصم وغيرهم.
ورواه عن قتادة :سعيد بن أبي عروبة وشعبة ويزيد بن زريع وغيرهم .وعن شعبة جماعة.
وكذلك رواه عن أبي مجلز :سليمان التيمي وغيره .ورواه عن سليمان جماعة.
وكذلك رواه عن إسحاق بن عبد هللا :مالك وهمام وغيرهما .ورواه عن مالك جماعة.
وقد يُ ْطلَ ُق "المشهور" على المعنى اللغوي ،وهو" :ما اشتهر على ألسنة الناس ،من غير توفر شروط
المشهور االصطالحي فيه"،
ما له إسنادان فأكثر ،مثل حديث الحب والقنوت اللذين ذكرنهما في العزيز والمشهور.
ما ال يوجد له إسناد أصالً ،مثل حديث" :نحركم يوم صومكم" .ال أصل له كما قال الحافظ ابن حجر واألمير
الصنعاني.
سناً ،أو ضعيفاً ،أو موضوعاً ،وال يلزم من شهرتهما أن يكونا صحيحين ال قد يكون كل منهما صحيحاً ،أو َ
ح َ
محالة.
ولكن إن صح المشهور االصطالحي ف ُي َرجَّح على العزيز والغريب عند التعارض.
ال توجد في المشهور االصطالحي مؤلفات ،وإنما توجد في المشهور اللغوي فقط ،أهمها:
28
-1 المقاصد الحسنة في بيان كثير من األحاديث المشتهرة على األلسنةَّ :
للسخاوي محمد بن عبد الرحمن
(ت )902وهو مطبوع .جمع فيه ألفا ً وثالثمائة وستة وخمسين ( )1356حديثاً.
-4 المستفيض:
-1إنه ُمراد ٌ
ِف للمشهور االصطالحي.
-2إنه أخص من "المشهور" بأن يكون عدد الرواة ثالثة في "المستفيض" من أول السند إلى آخره ،بينما لم
يشترط صاحب هذا القول في "المشهور" ذلك العدد في طبقة الصحابي ،وإنما بعدها ،فعلى هذاُّ :
كل
مستفيض مشهورٌ ،وليس العكس.
ٍ
-3إنه أعم من "المشهور" أي عكس القول الثاني ،فعليه :كل مشهور مستفيض ،وليس العكس.
1القدسي،
2والمرفوع،
3والموقوف،
4والمقطوع
-1الحديث القدسي
29
أ -تعريفـه:
واصطالحاً :ما أضاف فيه رسول هللا قوال ً إلى هللا عز وجل بقوله صراح ًة" :قال هللا" ،أو "يقول هللا" ،أو
ث في ُروعي" ،أو قال الصحابي " :عن رسول هللا فيما يرويه عن ربه" أو ما شابه ذلك
"إن روح القدس ن َ َف َ
من األلفاظ.
وقال ُمال َّ علي القاري" :الحديث القدسي ما يرويه صدر الرواة وبدر الثقات -عليه أفضل الصلوات وأ كمل
التحيات -عن هللا تبارك وتعالى ،تارةً بواسطة جبريل عليه السالم ،وتارةً بالوحي واإللهام والمنامُ ،م َف َّوضا ً
إليه التعبي ُر بأي عبارة شاء من أنواع الكالم".
ي مثل هذا الحديث "قدسياً" نسب ًة إلى ذات هللا ا ْل ُم َقدَّسة وا ْل ُم َنزَّهة عن كل نقص ،وعن كل ما ال يليق
ُ س ِّم َ
بشأنه.
العلية عن النقائص،
ي به ألن األحاديث القدسية تدور معانيها حول تقديس هللا ،وتنْزيه ذاته َ
وقيلُ :س ِّم َ
ي باإللهي نسب ًة إلى اإلله .وبالرباني نسب ًة إلى الرب.
وس ِّم َ
وعما ال يليق بشأنه سبحانهُ .
ب -حكمـه:
ج -مثالـه:
هذا النوع من الحديث قليل جدا ً بالنسبة إلى األحاديث النبوية ،وإليكم بعض األمثله له:
وما رواه أبو هريرة أيضا ً قال :قال رسول هللا " : يقول هللا عز وجل :أنا عند ظن عبدي بي ،وأنا
معه حين يذكرني ،إن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي ،وإن ذكرني في مألٍ ذكرته في مألٍ هم خير ٌ منهم ،وإن
تقربت إليه باعاً ،وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولة".
ُ إلي ذراعا ً
ب َّت إليه ذِراعاً ،وإن تقرَّ َ
إلي ِش ْبرا ً تق َّر ْب ُ
ب َّتقرَّ َ
وما رواه عبد هللا بن مسعود أن رسول هللا قال" :إن روح القدس ن َ َف َ
ث في ُر ْوعي أنه لن تموت
جمِ لوا في الطلب". ن َ ْف ٌ
س حتى تستكمل رزقها ،فاتقوا هللا ،وأ ْ
30
الظلم
َ ت وما رواه أبو ذر عن النبي فيما روى عن هللا تبارك وتعالى أنه قال" :يا عبادي! إني َ
حرَّ ْم ُ
على نفسي ،وجعلتُه بينكم حراماً ،فال تَظالموا."...
الرأي الذي استق َّر عليه العلماء هو أن الحديث القدسي معناه من هللا تعالى ،ولفظه من الرسول عليه
الصالة والسالم.
الحكمة في ذلك أن هللا عز وجل إنما أنزله بالمعنى ،ال باللفظ ،لمجرد العلم والعمل ،ال للتحدي ،وال للتعبد
بتالوته ،خالفا ً لما قصده في القرآن الكريم ،حيث إنه أُنْز ِ َل للعلم والعمل والتحدي والتعبد بتالوته معاً.
-1 نزل القرآن الكريم كله بواسطة جبريل ،ونزل الحديث القدسي بواسطة جبريل ،واإللهام ،والمنام.
-2 القرآن الكريم معجزة باقية إلى األبد ،والحديث القدسي ليس كذلك.
ن قراءة القرآن الكريم في الصالة ،وال تصح صالة من قرأ الحديث القدسي فيها.
-4 تع ُّي ُ
حرف منه عشر حسنات كما قال النبي " :من قرأ حرفا ً من كتاب هللا
ٍ -6 التعبد بقراءة القرآن على كل
تعالى فله حسنةٌ ،والحسنة بعشر أمثالها ،ال أقول :الم حرف ،ولكن ألف حرف ،والم حرف ،وميم حرف"،
وليس األمر كذلك في الحديث القدسي.
-1 األحاديث القدسية :لإلمام النووي (ت676ه) ،جمع فيه خمس ًة وتسعين حديثاً ،وهو مطبوع.
31
-2 المقاصد الحسنة في األحاديث اإللهية :لألمير عالء الدين أبي الحسن علي بن بُلبان الفارسي (ت739ه)،
وهو مطبوع.
لمال َّ علي القاري ،أبي الحسن نور الدين علي بن سلطان محمد (توفي بمكة سنة
-3 األربعون القدسيةُ :
ِن بقبرة المعالة بمكة .وهو مطبوع مع "معجم األحاديث القدسية".
1014ه) ،و ُدف َ
الس ِن َّية باألحاديث القدسية :للشيخ عبد الرؤوف المناوي (ت1031ه) ،جمع فيه مائتين
-4 اإلتحافات َّ
واثنين وسبعين ( )272حديثا ً بدون أسانيدها ،وعزاها إلى مصادرها األصلية ،ورتَّبها على حروف المعجم،
وهو مطبوع.
الس ِن َّية باألحاديث القدسية :للشيخ عبد الرؤوف المناوي (ت1031ه) ،جمع فيه مائتين
-4 اإلتحافات َّ
واثنين وسبعين ( )272حديثا ً بدون أسانيدها ،وعزاها إلى مصادرها األصلية ،ورتَّبها على حروف المعجم،
وهو مطبوع.
الس ِن َّية في األحاديث القدسية :للشيخ محمد المدني بن محمود صالح الطربزوني (ت1200ه)،
-5 اإلتحافات َّ
وقسمها
َّ جمع فيه الشيخ ثمانمائة وثالثة وستين ( )863حديثا ً بدون السند ،وعزاها إلى مصادرها األصلية،
في ثالثة أبواب :الباب األول في األحاديث المبدوءة بلفظ "قال هللا" .والباب الثاني في األحاديث المبدوءة بلفظ
"يقول هللا" .والباب الثالث في األحاديث المبدوءة بألفاظ أخرى ،وأحاديث هذا الباب رتبها على حروف
المعجم ،وهو مطبوع.
-7 الصحيح المسند من األحاديث القدسية :لألستاذ أبي عبد هللا مصطفى بن العدوي شلباية ،جمع فيه
مائة وخمسة وثمانين( )185حديثا ً بأسانيدها من كتب الحديث األصلية.مطبوع.
-8 األحاديث القدسية :لألستاذ جمال محمد علي الشقيري ،جمع فيه ثالثمائة وخمسة وثمانين ()385
حديثا ً من موطأ مالك والكتب الستة ،وهو كتاب معاصر مطبوع.
-2 المرفوع
تعريفـه:
32
فعل أو تقرير ٍ أو صفةٍ ،متصال ً كان أو منقطعاً،
ٍ قول أو
ٍ واصطالحاً :هو ما ُرف َِع (أي أضيف) إلى النبي من
فيدخل في المرفوع :الموصول والمرسل ،والمتصل والمنقطع.
ب -مثالـه:
قول الصحابي :قال ،أو فعل ،أو كان رسول هللا كذا .ومنه قول المحدثين – مثال ً " :-عن أبي هريرة
مرفوعاً".
ج -حكمـه:
قد يكون صحيحاً ،أو حسناً ،أو ضعيفاً ،أو موضوعاً.
-3 الموقوف
أ -تعريفـه:
لغ ًة :اسم مفعول من "ال َو ْقف" وهو السكون .يقال :وقفت الدابَّة إذا أمسكت عن السير.
ي بالموقوف ألن الراوي وقف عند الصحابي ،ولم يُ َعدِّه إلى النبي .ويقال له "األثر" كما صرَّح به ابن
وس ِّم َ
ُ
حجر.
ب -مثالـه:
هناك عدة صور للموقوف على الصحابة لها حكم المرفوع ،وهي كالتالي:
-1أن يقول الصحابي -الذي لم يُ ْع َرف باألخذ عن اإلسرائيليات -قوال ً مما ال مجال للرأي واالجتهاد فيه ،وال
له عالقة ببيان لغة ،أو شرح غريب،
33
مثل :إخباره عن األمور الماضية كبدء الخلق ،أو قصص األمم الماضية ،أو أحوال األمم الغابرة ،أو إخباره عن
األمور الغيبية وأحوال اآلخرة ،أو عما سيحصل في المستقبل كالمالحم والفتن ،أو إخباره عما يحصل بفعله
كل هذا من قبيل
ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص ،أو المواقيت ،أو المقادير الشرعية ،أو الحدودُّ .
المرفوع مطلقاً.
-2أن يفعل الصحابي فعال ً مما ال مجال لالجتهاد فيه ،مثل :صالة علي بن أبي طالب صالة الكسوف ،في
كل ركع ٍة أ كثر من ركوعين.
-3أن يقول الصحابي" :كنا نقول كذا" ،أو "كنا نفعل كذا" ،أو "كنا ال نرى بأسا ً بكذا" .فإن أضافه إلى زمن
النبي فالصحيح أنه مرفوع ،كقول جابر بن عبد هللا " :كنا ن َ ْعز ِ ُل على عهد رسول هللا" ،خالفا ً ألبي بكر
اإلسماعيلي فإنه قال بأنه موقوف.
ض ْفه إلى زمنه ،كقول جابر " :كنا إذا َصعِ دْنا كَ َّب ْرنا ،وإذا نزلنا َس َّب ْ
حنا" ،وكقول عائشة رضي -4وإن لم يُ ِ
هللا عنها" :كانت الي ُد ال تُ ْق َطع في الشيء التافه".
فهو مرفوع عند الجمهور منهم الحاكم والنووي والعراقي وابن حجر والسيوطي وغيرهم ،وذهب آخرون
كابن الصالح ومن قبله الخطيب البغدادي إلى أنه موقوف ،وال ُي َع ُّد مرفوعاً.
-5أن يقول الصحابي" :أُمِ ْرنا بكذا" ،أو "نُ ِهينا عن كذا" ،أو "من السنة كذا"،
وكقول أم عطية رضي هللا عنها" :نُ ِهينا عن اتباع الجنائز ،ولم يُ ْع َز ْم علينا".
ك َر على ال َّث ِّيب أقام عندها سبعاً" .هذا وما جانسه مرفوع على
وكقول أنس " :من السنة إذا تزوج ال ِب ْ
الصحيح المعتمد؛ ألن اآلمر والناهي في مثل هذه األحوال هو النبي ،
وكذلك المراد من "من السنة" سنة النبي ،وال فرق في كل ذلك بين قول الصحابي ذلك في حياة النبي
أو بعده.
-6أن يروي الصحابي في "أسباب ال ُّنزُول" ،كقول جابر":كانت اليهود تقول :من أتى امرأت َه من ُدبُرها في ُق ُبلها
ح ْرثَك ُْم أَنَّى ِش ْئت ُْم.
ث لَّك ُْم َفأْتُوا َ جاء الولد أحول ،فأنزل هللا تعالى :ن َِسا ُؤك ُْم َ
ح ْر ٌ
حديث عند ذكر الصحابي" :يرفعه" ،أو "ينميه" ،أو "يبلغ به" ،أو "رواي ًة" ،أو كلم ًة
ٍ -7أن يقول الراوي في
نحوها ،كل ذلك وأمثاله كناية عن رفع الصحابي الحديث إلى رسول هللا ،وحكم ذلك عند أهل العلم حكم
المرفوع صريحاً.
34
ج َبير عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال" :الشفاء
كالحديث الذي أخرجه البخاري بسنده عن سعيد بن ُ
الكي" ،رفع الحديث".
ِّ حجمٍ ،وكَ َّية نارٍ ،وأنهى أمتي عن عسلَ ،
وش ْرطة م ْ ٍ في ثالثَ :ش ْر بة
وكالحديث الذي رواه البخاري أيضا ً بسنده "عن أبي الزَّناد ،عن األعرج ،عن أبي هريرة رضي هللا عنه رواي ًة :ال
الم َط َّرقة".
ن ُ جا ُّ صغا َر األعينُ ،ذ ْلف األُنوف ،كأ َّ
ن وجو َههم ا ْل َم َ تقوم الساعة حتى تُقاتِلوا قوما ً ِ
د -حكمه:
هو مثل المرفوع قد يكون صحيحاً ،أو حسناً ،أو ضعيفاً ،أو موضوعاً.
َج به؛ ألنه قول أو فعل الصحابي ،لكنه األصل في "الموقوف الثابت الذي ليس له حكم المرفوع" أن ال ُي ْ
حت َّ
يُ َق ِّوي َ
بعض األحاديث الضعيفة؛ ألن حال الصحابة كان هو العمل بالسنة .وهو حجة عند طائفة.
-3 ما أنا عليه وأصحابي لألستاذ أحمد سالم .كتاب معاصر مطبوع.
-4 موطأ مالك (ت179ه) ،ومصنف عبد الرزاق (ت211ه) ،وتفسيره ،وسنن سعيد بن منصور(ت227ه)،
ومصنف ابن أبي شيبة (ت235ه) ،وسنن الدارمي (ت255ه) ،ومؤلفات ابن أبي الدنيا (ت281ه) مثل
اإلخوان ،واصطناع المعروف ،والتهجد ،والتوكل ،والشكر ،والحلم ،والصمت ،وذم الدنيا ،والصبر ،والعظمة،
والمرض والكفارات ،وغيرها ،وتفسير الطبري (ت310ه) ،وتفسير ابن أبي حاتم (ت327ه) ،والحلية ألبي
نعيم (ت430ه) ،والدر المنثور للسيوطي (ت911ه) ،وغيرها كثير.
-4 المقطوع
أ -تعريفـه:
لغـ ًة :هو اسم مفعول من "القطع" ضد الوصل ،وهو اإلبانة والفصل.
واصطالحا ً :هو ما أ ُ ِ
ض َ
يف إلى التابعي أو َم ْن دونَه من أتباع التابعين فمن بعدهم ،من قول أو فعل أو تقرير
أو صفة .ويقال للمقطوع أيضا ً "أثر"كما يقال للموقوف كما تقدم.
ب -مثالـه:
35
ل وعليه بدعتُه" .وقول إبراهيم بن محمد بن المنتشر " :كان قول الحسن البصري في إمامة المبتدعَ :
"ص ِّ
الس ْت َر بينه وبين أهله ،و ُي ْق ِبل على صالته ،و ُيخَلِّيهم ودنياهم".
مسروق ُي ْرخي ِّ
ج -حكمـه:
حكمه مثل الموقوف قد يكون صحيحاً ،أو حسناً ،أو ضعيفاً ،أو موضوعاً.
بعض الكتب التي ذكرتُها في الموقوف ،ال سيما مؤلفات ابن أبي الدنيا ،وحلية أبي نعيم ،وكتب التفسير
خاصة تفسير ابن جرير الطبري ،وتفسير ابن أبي حاتم ،والدر المنثور للسيوطي.
36
37