Professional Documents
Culture Documents
بحث تطور المنظومة التربوية الجزائرية بين 1962 و 1976
بحث تطور المنظومة التربوية الجزائرية بين 1962 و 1976
بحث تطور المنظومة التربوية الجزائرية بين 1962 و 1976
ارسل هذا البحث للزمالء المشرفين في المجموعة الثانية لإلطالع عليه و تحضير
المالحظات و االسئلة لطرحها اثناء المناقشة
تطور المنظومة التربوية الجزائرية بين 1962و 1976
مقدمة
مـا فتـئ الشـعب الجزائـري يعتبـر التربيـة قيمـة إيجابيـة وعامـل تحـرر ورقـي ،ولقـد ارتكـز الجهـد التنموي
دائما على العمل التربـوي والتكـويني ،حيـث تبـوأت التربيـة مكانـة بـارزة فـي سـلم االهتمامـات الكبــرى
للجزائــر المســتقلة
و قد ورثت الجزائر عن االحتالل الفرنسي كل مظاهر التخلف و في مختلف الجوانب االجتماعية و من بينها
الجانب التعليمي ،إذ قام الفرنسيون بمصادرة أراضي الشعب الجزائري و أمالكه ،و منها األوقاف التي كانت
تعد المورد األساسي للمؤسسات التعليمية ،و ذلك من خالل تحويل المساجد و الكتاتيب و الزوايا إلى كنائس
و ثكنات عسكرية ودور للمعمرين و متاجر و غيرها ،و كان الهدف من ذلك هو القضاء على الشخصية
الوطنية الجزائرية و العمل على تجهيل المجتمع الجزائري ،اضافة إلى محاوالتهم لفرنسة المجتمع
الجزائري في مجاالت التعليم و اإلدارة و المحيط االجتماعي تمهيـد اإلدمـاج الشـعب الجزائـري فـي
المجتمـع الفرنسـي كليـة.
و مهمــا يكــن فــال بــدا أن نالحــظ خصوصــية التعلــيم الفرنسي الذي وجد أساسا لتعليم أبناء طبقة معينة
القياد" الباشاغوات" اإلقطـاعيين ،والتجـار األكـابر ،والموظفين في اإلدارة الفرنسـية و المتعـاملين معهـا و
عـدا ذلـك فـالتعليم الفرنسـي فـي الجزائـر لـم يمــس الطبقــات الشــعبية إال نــادرا.
و في عهد الرئيس هواري بومدين ( )1978 -1965اهتمت الحكومة الجزائرية ايضا بالجانب التعليمي
اهتماما كبيرا ،و خصص لقطاع التعليم مبالغ كبيرة ضمن المخططات التنموية الجزائرية ،و تمكنت الجزائر
في عهد بومدين من النجاح في تحسين و تطوير العملية التربوية بشكل كبير ،كما ازدادت اعداد المدارس و
مراكز التعليم و الجامعات ،نتيجة للزيادة الحاصلة في أعداد المتمدرسين ،و بلغ عدد المدارس في الجزائر
في عام 1978حوالي ( )8380مدرسة ،و أصبح عدد الجامعات ثالث و هي (جامعة الجزائر ،جامعة و
هران ،جامعة قسنطينة) بعد أن كانت في الجزائر جامعة واحدة فقط في عام ،1962و هذا يدل على نجاح
البرامج و المخططات التنموية التي اتبعتها حكومة هواري بومدين ،و بالرغم من اهتمام كال الرئيسين بقطاع
التعليم ،لكن النتائج كانت أكثر وضوحا ً في عهد الرئيس هواري بومدين ،نظرا لطول مدة حكمه و كذ نتيجة
الرخاء المالي الذي عرفته الجزائر أثناء سبعينيات القرن الماضي المتأتي من عائدات البترول.
اعتمدت سياسات الرئيس الراحل على المخططات التنموية الثالثية و الخماسية و اولها مخطط 1970/1968
و كان للتربية و التعليم نصيب وافر من مخصصات هذه الخطط
-حيث تم في أول جوان 1967م تنصيب لجنة إلصالح التعليم العالي ،وفي 15مارس 1968م نصبت
)لجنة مماثلة خاصة باألطوار االبتدائية والثانوية
-تجاوز عدد التالميذ 3ماليين متمدرس و هو خمس تعداد الشعب الجزائري في موسم .1975/1974
ووصل التعليم الى االرياف و المناطق العزولة.
-و توسع المخطط التنموي 1974/1970في مجال التربية في التعريب و ادخال العلوم و الفنون و زيادة
عدد التالميذ
-و قد بدأت عملية التعريب الشاملة منذ 1971خصوصا بعد اضراب الطلبة مطالبين بتعريب فعلي وشامل،
فمن جهة عربت بعض الفروع ذات العالقة بالعلوم االجتماعية واإلنسانية ،ومن جهة أخرى لم يفتح مجال
العمل أمام خر يجي هذه الفروع المعربة ،حيث رفضت المؤسسات الجزائرية تشغيل هذه اإلطارات المعربة
مفضلة العناصر ذات التكوين الفرنسي
-اعتبـر الموسـم الدراسـي (1976-1977م ) موسـم توحيـد المنظومـة التربويـة كمـا نـص عليـه المرسـوم
الخاص بإدماج المؤسسات الحرة ضمن التعليم العمومي الحكومي ،ولكل هـذه االعتبـارات يمكـن أن (1
(نقول أن هذا الموسم يعتبر بحق موسم والدة المدرسة الجز ائرية الحقيقية و تم اصدار األمر رقم35-76:
المؤرخ في 16افريل 1976و الذي يتكون من 87مادة و الذي كان مقدمة للمرحلة التالية من تطور
المنظومة التربوية الجزائرية