Professional Documents
Culture Documents
ضريبة هوليوود أحمد دعدوش PDF
ضريبة هوليوود أحمد دعدوش PDF
ﺗﺄﻟﯾف:
أﺣﻣـد دﻋـدوش
وﺻوب..
ّ إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻗ أر وﻋﻠّق وأﺿﺎف
إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻓﻬم..
وﻣن ﺣﺎول أن ﯾﻔﻬم.
أﺣﻣد دﻋدوش
٢
اﻟﻔﻬـرس
· اﻟﻣﻘدﻣﺔ
· ﻫوﻟﯾود واﻟﺷرق اﻹﺳﻼﻣﻲ ..ﺑداﯾﺔ ﻏﯾر ﻣوﻓﻘﺔ!
· ﻋرب وﻣﺳﻠﻣون أﻣرﯾﻛﯾون ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ..اﻟﻧﺟﺎح أوﻻً!
· ﻋرب وﻣﺳﻠﻣون ﯾﻬﺎﺟرون إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ..ﻣﺎ اﻟذي ﺗﻐﯾر؟!
· ﺣﻠﻘﺔ اﻹرﻫﺎب اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ.
· اﻹﻧﺻﺎف ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻫوﻟﯾود ..اﻟﻣﺳﻠﻣون واﻟﻌرب اﻷﺧﯾﺎر!
· "وادي اﻟذﺋﺎب" ..اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﻟدراوﯾش!
· "اﻟﺟﻧﺔ اﻵن" ..ﻋﻧدﻣﺎ ﺗدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ!
ﺗﻌﺎطف ﻣﻌﻧﺎ أم ﺗرﺳﯾﺦ ﻟﻌﺟزﻧﺎ؟!
ٌ · "ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ"..
· اﻟﻛوﻣﯾدﯾون اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ..ﺳﺧرﯾﺔ ﻣﻧﺎ أم ﻷﺟﻠﻧﺎ؟!
· "ﺑﺎﺑل" ..أﯾن ﺣظ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن اﻟﻌوﻟﻣﺔ؟
· "ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء" ..ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛرﻣت ﻫوﻟﯾود ﺑﺈﻧﺻﺎﻓﻧﺎ!
· "اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ" ..ﻣن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﻧﺎ ﻓﻬو ﺿدﻧﺎ!
· ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺗﻘل ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ اﻟﺷرق.
· ﺿرﯾﺑﺔ ﻫوﻟﯾود ..ﻣن ﯾدﻓﻊ؟ ..وﻣن ﯾﻘﺑض؟
٣
اﻟﻣﻘدﻣـﺔ
ﯾﺒﻠﻎ إﻧﺘﺎج ﺑﻮﻟﯿﻮد ﺣﻮاﻟﻲ 1000ﻓﯿﻠﻢ ﺳﻨﻮﯾﺎ ً ﻣﻘﺎﺑﻞ 600ﻓﯿﻠﻢ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد. *
٤
اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﯾن اﻟﻘوى اﻟﻣﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻫوﻟﯾود ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻛﺎﻧت
ﺗﺗﺳم دوﻣﺎً ﺑﺎﻟﺻراع واﻟﺗﻧﺎﻓر ،ﻓﺈن اﺣﺗﻣﺎل دﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻗد ﯾرﻗﻰ إﻟﻰ درﺟﺔ
اﻟﺿرورة.
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﺧﺗﺻر ،ﻧﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ﻣن ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﻬوﻟﯾود ،دون اﻹﻏراق ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ وﺟواﻧﺑﻬﺎ اﻷﺧرى
واﻟﺗﻲ ﻗد ﺳﺑق ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺧوض ﻓﯾﻬﺎ .وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﺳرداً ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎً
ﻣوﺟ اًز ﻟﺗطورﻫﺎ ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑوﺻﻔﻬم
اﻟطرف اﻷﺿﻌف ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻬدف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب إﻟﻰ
ﺣﺻر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوﻋﻪ ،ﺑل ﻧﻬﺗم ﺑﺎﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﺑﻌض
اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺟدﻫﺎ ﻧﻣوذﺟﯾﺔ ،ﺑﻬدف اﻻرﺗﻘﺎء ﺑوﻋﻲ اﻟﻘﺎرئ ﻟﻔﻬم أﺑﻌﺎد اﻟﻘﺿﯾﺔ
اﻟﻣطروﺣﺔ ،وﺗدرﯾﺑﻪ ﺑﺻرﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫدة اﻟواﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﯾﺗﺟﻧب اﻟوﻗوع ﻓﻲ
أﺳر اﻟرﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺗرﻛﯾزﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣذﻛورة واﻟﺗﻲ ﺗﻠت أﺣداث اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ﻋﺎم ،2001
ﺣﯾث دﺧﻠت ﻣﻧذ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﻟم ﻧﻘﺻر اﻫﺗﻣﺎﻣﻧﺎ
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﻪ ﻫوﻟﯾود دون ﻏﯾرﻫﺎ ،ﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺟﺢ ﺑﻌض
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ -أﯾﺎً ﻛﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ -ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ دون اﻟﻣرور ﺑﻌﺗﺑﺔ
ﻫوﻟﯾود.
وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺄن دور اﻟﺑﺎﺣث واﻟﻧﺎﻗد ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
وطرح اﻟﺗﺳﺎؤﻻت وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑﻌض اﻷﺟوﺑﺔ ،ﻟذا ﻓﺈن ﻧﻘدﻧﺎ ﻟﺗﺟرﺑﺔ أي
ﺷﺧص أو ﺟﻬﺔ أو دوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻻ ﻧﻘﺻد ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ أو اﻟطﻌن أو
اﻟﺗﺟرﯾﺢ ،ﺧﺻوﺻﺎً وأن ﻣوﺿوع اﻟﻛﺗﺎب ﯾﺳﺗﻠزم ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻐرات واﻟﻧواﻗص
دون أن ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋدم اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻷﺧرى اﻟﻣﺿﯾﺋﺔ أو اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن
ﺷﺄﻧﻬﺎ.
وﷲ ﻣن وراء اﻟﻘﺻد.
أﺣﻣد دﻋدوش
٥
ﻫوﻟﯾود واﻟﺷرق اﻹﺳﻼﻣﻲ ..ﺑداﯾﺔ ﻏﯾر ﻣوﻓﻘﺔ!
٦
اﻟﺗرف ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺑﺟوﻫﺎ اﻟﻣﺷﻣس وﺗﻼﻟﻬﺎ اﻟﺧﺿراء وﻗﺻورﻫﺎ اﻟﺑﺎذﺧﺔ ،وأﺻﺑﺣت ﻗﺑﻠﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗرﻓﯾﻪ واﻟﻬﺎرﺑﯾن ﻣن ﺟﺣﯾم اﻟﺣرب ﻓﻲ أورﺑﺎ أو ﻣن ﺑﻘﯾﺔ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺣﻘق ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺣﻼﻣﻬم.
وﺑﻌد اﻧﻔراج أزﻣﺔ اﻟﻛﺳﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﺷرﯾﻧﺎت ،ﺗﺳﺎرﻋت وﺗﯾرة اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾود وأُﺳﺳت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻻﺳﺗودﯾوﻫﺎت اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ -
واﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص -وأﺻﺑﺣت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻗطﺎﻋﺎً اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎً
ﻣﺳﺗﻘﻼً ﺑذاﺗﻪ ،ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ آﻻف اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻣﺧرﺟﯾن واﻟﻧﺟوم واﻟﻔﻧﯾﯾن،
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣوزﻋﯾن واﻹدارﯾﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﺑﺗﻧظﯾم أﻋﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ،
ﻓﺳﺎرﻋت اﻟﺳﻠطﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ،ووﺿﻌت ﻟﻬﺎ ﻋدداً ﻣن
اﻟﺿواﺑط اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣﺛل ﺣظر ﻣﺷﺎﻫد اﻹﻏراء واﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ،ﺛم ﺗراﺟﻌت ﺣدة
اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
وﺑﻌد ﻣرور أﻛﺛر ﻣن ﻗرن ﻋﻠﻰ اﺧﺗراع آﻟﺔ اﻟﺗﺻوﯾر اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ،ﻣﺎ زاﻟت اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﺗﻛﺎﻓﺢ
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟوﻓﺎء ﻟﺑذورﻫﺎ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗرﺑﺔ اﻟﻔن واﻹﺑداع ،وﻟﺗﺣﻣل ﻓﻲ ﺛﻣﺎرﻫﺎ ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﺣس اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﺗﻔﻠﺳف اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺷري ،ﻛﻣﺎ ﻫو ﺣﺎل اﻟﻔﻧون واﻵداب اﻟراﻗﯾﺔ ،وﻟﻛن
ظروف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن أﻋطت اﻟﺳﯾﺎدة ﻟﻠﺟواﻧب اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺣوﻟت ﻫذا اﻟﻔن إﻟﻰ
ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﺳوق اﻟﺻﺎرﻣﺔٕ ،واﻟﻰ وﺳﯾﻠﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﻌﻛس ﻓﻲ أﺣﺳن
ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﻧﺷﺄ ﻓﯾﻪ ،وﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺣراك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺑﺎﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺻف ﺑﻪ ،وأﯾﺿﺎً ﺑﺎﻟﺗطورات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻻﻛﺗﺷﺎﻓﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻛﺗﺳﺑﻬﺎ .ﻟذا أﺻﺑﺣت ﻫوﻟﯾود اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻷﻛﺛر ﻣﻼءﻣﺔ ﻟﻐرس ﺑذور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ،
وﻣن ﺛم ﻟﺟﻧﻲ ﺛﻣﺎرﻫﺎ وﺗﺻدﯾرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺣط أﻧظﺎر اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن
ﺑﺎﻟﺗﺄﺛﯾر واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟرﺑﺢ ،وﻟﺗﺗﺣول ﻫوﻟﯾود ﻣن ﻣﺟرد ﻣرﻛز ﻟﻠﺗرﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ
ﻟﻠﺻراع ﺑﯾن اﻟﻘوى اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔٕ ،واﻟﻰ واﺣدة ﻣن أﻫم أذرع اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ "اﻟﺑروﺑﺎﻏﺎﻧدا"
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟطرف اﻷﻗوى!
٧
ﺣﯾث ﻻ ﺗﻛﺎد ﺻورة اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺗﺧرج ﻋن إطﺎر اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ
اﻟﻣﻌروﻓﺔ* واﻟﺗﻲ ﺗطورت ﻋﺑر ﻣراﺣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻓﻔﻲ أواﺧر اﻟﻘرن
اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر وﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن اﻗﺗﺻرت ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻐرب ﻣن
ﻗﺻص اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻷورﺑﯾﯾن وأﺳﺎطﯾرﻫم ﻋن اﻟﺷرق اﻟﻐﺎﻣض اﻟﻣﻠﻲء ﺑﻘﺻص اﻟﺳﺣر
واﻟﺟﺎن ،ﺣﯾث اﻟﺻﺣراء اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠؤﻫﺎ ﻋﺻﺎﺑﺎت ﻗطﺎع اﻟطرق وﺗﺗﺧﻠﻠﻬﺎ
ﻗﺻر ﻣﻧﯾﻔًﺎ ﻟﻠﺑﺎﺷﺎ اﻟﻣﺣﺎط
اﻟواﺣﺎت اﻟﺧﺿراء ،واﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﺷف ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻷورﺑﻲ ًا
ﺑﺟو ٍار ﺣﺳﻧﺎوات ﻻ ﯾﻔﻌﻠن ﺷﯾﺋﺎً ﺳوى اﻟرﻗص ،وﻻ ﯾﻛﺗﻣل اﻟﻘﺻر إﻻ ﺑﻘﺑو ﻟﻠﺗﻌذﯾب،
َ
وﺧدم ﯾرﻗّﺻون اﻷﻓﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻟﺣﺎن اﻟﻧﺎي .وﺟﺳدت ﻫوﻟﯾود ﻫذﻩ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ
ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن أرﺑﻊ وﺳت أﻓﻼم ﻛل ﻋﺎم ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ 1910
و.1920
وﻣﻊ ظﻬور اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟرﺑﻊ اﻷول ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺗﻐﯾرت ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻟﯾﺗﺣول
اﻟﻌرب ﻣن ﻗطﺎع طرق إﻟﻰ ﻣﻠوك ﻧﻔط ﻣﺗﺧﻣﯾن ،وﺗﺿﺧﻣت ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺑﻌد ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط إﺛر ﻗرار اﻟﻌرب ﺑﻘطﻊ
إﻣداداﺗﻪ ﻋن اﻟﻐرب إﺑﺎن ﺣرﺑﻬم ﻣﻊ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ،وﻫو اﻟﻘرار اﻟذي أﻋﻘﺑﻪ ﺗﻬدﯾد
اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ "رﯾﺗﺷﺎرد ﻧﯾﻛﺳون" ووزﯾر ﺧﺎرﺟﯾﺗﻪ اﻟﯾﻬودي "ﻫﻧري ﻛﯾﺳﻧﺟر" ﺑﺄﻧﻬﻣﺎ
ﻟن ﯾﺳﻣﺣﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑدو اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﻐﻣﺳون أﻗداﻣﻬم ﻓﻲ ﺑﺣﯾرات ﻣن اﻟﻧﻔط
ﺑﺎﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺻﯾر أﻣرﯾﻛﺎ.
اﻟﻧﻔوذ اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ اﻟﻣﺑﻛر ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻟﻌب دو اًر ﻛﺑﯾ اًر ﻓﻲ ﺗﺷوﯾﻪ ﺻورة اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،إذ ﺑدأ ﻫذا اﻟﻧﻔوذ ﺑﻌد ﻋﺎﻣﯾن ﻓﻘط ﻣن اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ اﻷول
ﻋﺎم 1897ﻣﻊ ﻓﯾﻠم "دراﯾﻔوس" ،واﻟذي ﺗﻼﻩ ﺻدور ﻋﺷرات اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﻛرس ﻓﻛرة
وﺗروج ﻟﻬﺎ .وﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ ﺣرﻛﺔ
اﻟﻬﺟرة إﻟﻰ أرض اﻟﻣﯾﻌﺎد أو ﺗﺟﺳد اﻷﺳﺎطﯾر اﻟﯾﻬودﯾﺔ ّ
اﻟﻬﺟرة اﻟﯾﻬودﯾﺔ إﻟﻰ أرض ﻓﻠﺳطﯾن؛ ﺗﺻﺎﻋد اﻟدﻋم اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻟﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ،وﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﻧﺗﺎج ﻋﺷرات اﻷﻓﻼم ﺧﻼل اﻟﻌﺷرﯾﻧﯾﺎت
ﯾﺮﺑﻂ اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺷري ﻋﺎدة ﺑﯾن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﺻور واﻟﻣﻌﺗﻘدات ﺑطرﯾﻘﺔ ﺷرطﯾﺔ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﺷﺎﻫد ﻓرداً ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋرﻗﯾﺔ أو دﯾﻧﯾﺔ *
ﻣﺎ ﯾﻣﺎرس اﻻﺣﺗﯾﺎل ﻣﺛﻼً ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻓﺳﺗرﺑط أدﻣﻐﺗﻧﺎ ﻻ ﺷﻌورﯾﺎً ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ واﻻﺣﺗﯾﺎل .وﻋﻧدﻣﺎ ﺗُﻌرض ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺻورة أﺧرى
ﻷﺣد أﻓراد ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق ،ﺗﺳﺗدﻋﻲ أدﻣﻐﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺻﻔﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل اﻟﺗﻲ ارﺗﺑطت ﺑﻬﺎ وﯾﻧﺷﺄ اﻗﺗران ﺷرطﻲ ﺑﯾن اﻻﺛﻧﯾن،
وﺗﺻﺑﺢ ﺗﻠك "اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ" “ ”Stereotypeﺟزءاً ﻣن ﻗﻧﺎﻋﺎﺗﻧﺎ اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
٨
واﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت وﻣﻧﻬﺎ "اﻟوﻋد اﻟﻛﺑﯾر"" ،ﻣﻠك اﻟﻣﻠوك" ،و"ﺑﯾت أﺑﻲ واﻟﺷﯾﺦ" ،ﻛﻣﺎ اﺧﺗﺎرت
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ "آرﺟون" اﻟﻛﺎﺗب واﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﻣﺧرج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ "ﺑن ﻫﯾﺷت"
ﻟﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت.
وﻣﻊ إﻋﻼن ﻗﯾﺎم دوﻟﺔ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺳطﯾن ﻋﺎم 1948ﺣﻣﻠت
ﻫوﻟﯾود ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗروﯾﺞ اﻟﻣﺟﺎﻧﻲ ﻟﻧﺷوء ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ٕواظﻬﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﺻورة
اﻟﺣﻣل اﻟودﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎط ﺑﻘطﯾﻊ ﻣن اﻟذﺋﺎب ،وﻗﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻋﺷرات اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ اﻟذﯾن
ﻛﺎﻧوا ﻗد ﺳﯾطروا ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ أﻫم ﺷرﻛﺎت اﻹﻧﺗﺎج وﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻠﻔزة واﻋﺗﻣدوا ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺷﺗرك وﻏﯾر اﻟﻣﻌﻠن ﻣﻊ ﻣرﻛز اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺣﻛوﻣﻲ اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ،وﻧﺟﺣت ﻫذﻩ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣزﯾد ﻣن دﻋم اﻟﻧﺟوم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋن اﻟﺷﻬرة واﻟﻣﺟد واﻟذﯾن وﺟدوا
ﻓﻲ ﺗﻌﺎطﻔﻬم ﻣﻊ "إﺳراﺋﯾل" طرﯾﻘﺎً ﻣﺿﻣوﻧﺎً ﻟﻠﻧﺟﺎح ،وﻛﺎن ﻣن أﻫم ﻧﺗﺎﺟﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
ﻓﯾﻠم "ﺳﯾف ﻓﻲ اﻟﺻﺣراء" اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﺎم 1949واﻟذي ﯾﺗﻧﻛر ﻟﻠدور اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﯾﺎم
دوﻟﺔ اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ وﯾﻘدم اﻟوﻻء ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻘل إﻟﯾﻬﺎ ﻣرﻛز اﻟﺛﻘل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
ﻛﻣﺎ ﻟﻌب "ﻛﯾرك دوﻏﻼس" ﺳﻧﺔ 1953دور اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﺣﺎوي "The Juggler
وﻫو أول ﻓﯾﻠم ُﯾﺻور ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺳطﯾن واﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة اﻟوطن اﻟوﺣﯾد
ﻟﻠﯾﻬود اﻟﻧﺎﺟﯾن ﻣن ﻣﺣﺎرق أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻧﺎزﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﯾﻠم “اﻟﺧروج” ﻟﻠﻣﺧرج اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ “أوﺗو
ﺷﺑﻪ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣر اﻟذﯾن "اﺳﺗﺣﻘوا" اﻹﺑﺎدة ﻋﻠﻰ ﯾد
ﺑرﯾﻣﻧﺟر” ﻓﻘد ّ
اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﺑﯾض اﻟﻘﺎدﻣﯾن ﻣن أورﺑﺎ ،ﻣﻣﻬّداً اﻟطرﯾق ﻷﻓﻛﺎر "إﺑداﻋﯾﺔ" أﺧرى ﻓﻲ
ﺗﺷوﯾﻪ ﺻورة اﻟﻌرب ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ.
ﻣﻊ اﻧدﻻع ﺣرب 1967ﺗﻛﺛﻔت ﺟﻬود ﻫوﻟﯾود ﻟدﻋم "إﺳراﺋﯾل" ﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ،
ﺷوﻩ ﺻورة اﻟﺳورﯾﯾن إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﺑطلﻓﻔﻲ ﻓﯾﻠم "ﺟودﯾث" ﻟﻠﻣﺧرج "داﻧﯾﯾل ﻣﺎن" ﺗُ ّ
ﯾﺗﺣﺳر ﻋﻠﻰ اﻷﯾﺎم اﻟﺧواﻟﻲ اﻟﺗﻲ
ّ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟﻬﺎرب إﻟﻰ ﺳورﯾﺎ ﻣن اﻻﺿطﻬﺎد اﻟﻧﺎزي
ﻗﺿﺎﻫﺎ ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ .وﻟم ﯾﻛﺗف ﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﻫوﻟﯾود ﺑدﻋم ﻛﯾﺎﻧﻬم اﻟﻣزروع ﻋﻠﻰ أرض
ﻓﻠﺳطﯾن ﻣن ﺧﻼل أﻓﻼﻣﻬم ،ﺑل ﻗﺎم ﺑﻌﺿﻬم -ﺑﻘﯾﺎدة "ﺟﯾري ﻟوﯾس" -ﺑﺗﻧظﯾم ﻣظﺎﻫرات
ﺗؤﯾد اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﺧﻼل اﻟﺣرب ،ورﻓَﻌوا ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷﻌﺎ اًر ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺿوح" :ادﻓﻊ
دوﻻ اًر ..ﺗﻘﺗل ﻋرﺑﯾﺎً"! ﻛﻣﺎ ﺗوﺳﻌت ﺟﻬود ﻫوﻟﯾود ﻟدﻋم اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎً ،إذ ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌزو اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺻدﻓﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌﻠم أن رﺋﯾس وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣواﻫب اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ
٩
واﻷدﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود "ﻣﺎرﻓن ﺟوذﻓﺳون" ﻫو رﺋﯾس ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺎت "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ" -اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ "إﯾﺑﺎك" واﻟﺗﻲ دﺷﻧﻬﺎ ﻧﺟم اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ اﻟﯾﻬودي "وودي
آﻻن" ،ﺧﺻوﺻﺎً وأﻧﻪ أطﻠق أول ﻧداء ﻟﺟﻣﻊ اﻟﺗﺑرﻋﺎت ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﻣن أﺟل ﻣﻧﺎﺻرة
ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﯾﻬود.١
ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ،وﻣﻊ اﻛﺗﺷﺎف ﻓظﺎﻋﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻟم ﯾﻌد
ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺻورة اﻟﯾﻬودي اﻟﻬﺎرب إﻟﻰ أرض اﻟﻣﯾﻌﺎد ﻣن اﻟﺑطش اﻟﻧﺎزي،
ﻓﺗﺣول اﻻﻫﺗﻣﺎم إﻟﻰ ﺗﺷوﯾﻪ ﺻورة اﻟﻌدو وﺗروﯾﺟﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻹرﻫﺎب ﺑﺎﻟﺗوازي ﻣﻊ
ﺻورة اﻟﺑطل اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻘﻬر ،وﻣن أﻫم ﻧﻣﺎذج ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻓﯾﻠم "اﻟﺑرﻋم"
اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﺎم .٢1975وﻟم ﯾﻧﺗﻪ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت ﺣﺗﻰ أُﻧﺗﺞ ﻧﺣو ﺛﻼﺛﯾن ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻟﺗرﺳﯾﺦ
ﻫذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻓﻲ أﻋﻣﺎق اﻟﻼوﻋﻲ ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻐرﺑﻲ*.
ﺗزاﻣن ﻫذا اﻟﺗﺷوﯾﻪ ﻣﻊ أﻋﻣﺎل ﻧﺿﺎﻟﯾﺔ ﻧﻔذﻫﺎ ﺑﻌض اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺣﻣﻠت طﺎﺑﻌﺎً
دوﻟﯾﺎً ،ﻣﺛل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻬﺟوم ﻋﻠﻰ اﻟﻔرﯾق "اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" ﻓﻲ دورة اﻷﻟﻌﺎب اﻷوﻟﻣﺑﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﯾوﻧﺦ ﻋﺎم 1972ﻣن ﻗﺑل ﻣﻧظﻣﺔ "أﯾﻠول اﻷﺳود" اﻟﻣﻧﺷﻘﺔ ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ اﺳﺗﻠﻬﻣت ﻣﻧﻬﺎ ﻫوﻟﯾود أﻓﻼﻣﺎً ﻛﺛﯾرة ﺑدءاً ﻣن ﻓﯾﻠم "اﻷﺣد اﻷﺳود"
ﻋﺎم 1976ووﺻوﻻً إﻟﻰ ﻓﯾﻠم "ﻣﯾوﻧﺦ" ﻋﺎم ،2005وﻣﺛل اﺧﺗطﺎف اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ "أﺗﯾل
ﻻورو" ﻋﺎم 1985وﻣﻘﺗل اﻟﻣﻠﯾوﻧﯾر اﻟﯾﻬودي "ﻛﻠﯾﻧﺟوﻓر" ﻋﻠﻰ أﯾدي اﻟﻣﺧﺗطﻔﯾن
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ،وﻫو اﻟذي أﺻﺑﺢ ﺑﻌد ﻣﻘﺗﻠﻪ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣورﯾﺔ ﻟﻌدد ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻔﻧﯾﺔ.
وﻛذﻟك ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗطﺎف طﺎﺋرة اﻟﻌﺎل "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ" ﻓﻲ ﻣطﺎر ﻋﻧﺗﯾﺑﻲ ﻓﻲ أوﻏﻧدا ،٣واﻟﺗﻲ
أﻋﯾدت ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﻓﻼم ﺷﻬﯾرة .ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺣرﻛﺎت اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ واﻟﺻراع ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن وﺣروب اﻟﺧﻠﯾﺞ واﻟﺻوﻣﺎل وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن وﺑﺎﻛﺳﺗﺎن
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﺗوﻗف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ،وﻫﻲ
اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﺳﺗودﯾوﻫﺎت ﻫوﻟﯾود ﻹﻋﺎدة ﻓﺑرﻛﺗﻬﺎ ٕواﺧراﺟﻬﺎ ﻓﻲ
أﻋﻣﺎل ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ وﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ وﻣﺳرﺣﯾﺔ ﯾﺷﺎﻫدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،وﻻ ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ إﻻ اﻟﺟﺎﻧب
١
أﺣﻤﺪ زﯾﻦ ،ھﻮﻟﯿﻮد ..ﺻﮭﺎﯾﻨﺔ ﯾﺮﺳﻤﻮن ﻟﻸﻣﺮﯾﻜﺎن ﺻﻮرة اﻟﻌﺮب ،إﺳﻼم أون ﻻﯾﻦ25/9/2001 ،
٢
ﺻﺒﺤﻲ ﺣﻤﺰة ،ھﻮﻟﯿﻮد ﺗﺸﻮه ﺻﻮرة اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮاﯾﺔ23/12/2009 ،
ﯾﺸﻜﻞ اﻟﻼوﻋﻲ ﻧﻈﺎﻣﺎ ً ﺗﺨﺰﯾﻨﯿﺎ ً ﯾﺤﺘﻔﻆ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة طﻮﯾﻠﺔ اﻷﻣﺪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺮﻓﻀﮭﺎ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻮاﻋﻲ ﻟﺘﻌﺎرﺿﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻄﻖ *
ً ً
أو اﻟﻘﯿﻢ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ أو اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺨﺘﺰﻧﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﯾﺆﺛﺮ اﻟﻼوﻋﻲ ﻛﺜﯿﺮا ﻓﻲ ﺳﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎن وﺗﻘﯿﯿﻤﮫ ﻟﻸﻣﻮر وردود أﻓﻌﺎﻟﮫ وﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻻ
ﺷﻌﻮرﯾﺔ.
٣
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
١٠
اﻟذي ﯾواﻓق ﻫوى اﻟطرف اﻷﻣرﯾﻛﻲ" -اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرﻣﻰ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻟم
ﺗرﺳﺦ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﯾﻬود ﻓﻲ اﻷدب
اﻟﻧﺳﯾﺎن .وﻫﻛذا؛ وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ّ
واﻟﻣﺳرح اﻷورﺑﯾﯾن طوال ﻋدة ﻗرون ﻓﻘد ﻧﺟﺢ اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ وﺑﺳرﻋﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻗﻠب
اﻟطﺎوﻟﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻐرﺑﻲ وﺗﻘدﯾم "إﺳراﺋﯾل" اﻟﻣﻌﺻوﻣﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ ﻛﺄﺣد أﻫم
اﻟﻣﺳﻠّﻣﺎت اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺧرﻗﻬﺎ ﺗﺣت أي ﻣﺑرر ﻛﺎنٕ ،واذا
ﻛﺎن أﻓﻼطون ﻗد أﻋﻠن ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد أن “اﻟذﯾن ﯾﺣﻛون اﻟﻘﺻص ﻫم
ﺻﻧﺎع
اﻟذﯾن ﯾﺗﺣﻛﻣون ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ” ﻓﻣن اﻟﻣﻘﺑول إذن ﺗﻔﻬّم اﻟدور اﻟذي ﯾﻠﻌﺑﻪ اﻟﯾوم ّ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ واﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛم ﺑﺎﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺷﻬد اﻟﻌﺎﻟم أﺣداﺛﺎً ﻛﺑرى ﻏﯾرت ﻣﺟرى
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﺑﻌد ﺳﻘوط اﻟﻘطب اﻟﺷﯾوﻋﻲ ﺗوﺟﻬت أﻧظﺎر اﻟﻐرب إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻟﻌدو
اﻷول ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺻراع اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،وﺗزاﻣن ذﻟك ﻣﻊ اﻧدﻻع ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ٕواﻋﻼن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد .ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﺣﻘق
ﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﻗﻔزات ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ،وأﺣﺳﻧت ﻫوﻟﯾود اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ واﺻﻠت ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻧﻣﯾط ﺻورة "اﻹرﻫﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ" ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺗطورات اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،وﻣن أﺷﻬر ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم ﻓﯾﻠم "أﻛﺎذﯾب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" ﺳﻧﺔ
1994وﻓﯾﻠم "اﻟﺣﺻﺎر" ﺳﻧﺔ .1998
ﻻ ﺟدﯾداً ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻫوﻟﯾود ﺑﺎﻟﻌرب
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك؛ ﺷﻬدت اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺗﺣو ً
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،إذ ﺑدأت ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺳﻼم ﺑﯾن "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن" واﻟﻌرب ﺗؤﺗﻲ ﺛﻣﺎرﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ
أﺣدﺛت ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ -واﻟﺗﻲ ُﻧﻘﻠت أﺣداﺛﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﺑر أﺧﺑﺎر CNNﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ
ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻠﻔزﯾون -وﻋﯾﺎً ﺟدﯾداً ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺻراع اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،إذ
ﺗؤدي اﻟﺣروب ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎك ﻣﻊ اﻵﺧر واﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﺣوار
واﻻﻧﻔﺗﺎح ،وﻫﻛذا أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ظﻬور أدوار ﻋرﺑﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ
ﻓﯾﻠم "ﻗﺑﻠﺔ اﻟﻠﯾل اﻟطوﯾل" )ُ (1996ﯾﺗﻬم أﺣد اﻟﻌرب ظﻠﻣﺎً ﺑﺗﻬﻣﺔ اﻹرﻫﺎب ،وﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"ﺟرﯾﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ" ) (1998ﯾﺣرص اﻟﻣﺣﻘق اﻟﻌرﺑﻲ -اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
واﻟوﻗوف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺳﯾدة أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻬددة ﺑﺎﻟﻘﺗل ﻋﻠﻰ ﯾد زوﺟﻬﺎ ،أﻣﺎ ﻓﯾﻠم "روﺑن ﻫود
ﻓﯾظﻬر اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ واﻟﻧﺑل ،وﺑﻠﻐت ﻫذﻩ
أﻣﯾر اﻟﻠﺻوص" ُ
١١
اﻟﺻورة ﻧﺿﺟﻬﺎ اﻟﺗﺎم ﻋﻧدﻣﺎ ﻣﺛّل "أﻧﺗوﻧﯾو ﺑﺎﻧدﯾراس" رﺣﻠﺔ اﻟﻔﺎرس اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺗﺣﺿر
إﻟﻰ ﺷﻣﺎل أورﺑﺎ اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﻣﺣﺎرب اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر" ) .(1999وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن
أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن رؤﯾﺔ ﺻورﺗﯾن ﻣﺗوازﯾﺗﯾن -وﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺗﯾن ﺑﺎﻟطﺑﻊ -ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻟﻠﺻورة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أن ﺗﺷق طرﯾﻘﻬﺎ
ﺑﺳرﻋﺔ ﻟوﻻ ﺗدﻫور اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻧﻘﻼب اﻟﻣوازﯾن.
ﻓﻔﻲ ﻣطﻠﻊ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﺳﺗﺄﻧﻔت ﻫوﻟﯾود ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧﻬﺟﺔ ﺑﻌد
وﻗوع أﺣداث اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ،واﻟﺗﻲ ﻣﺎ زاﻟت اﻟﺷﻛوك ﺗﺣوم ﺣول ﺻﺣﺔ
ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوك ﻟم ﺗﻘف ﺣﺎﺋﻼً دون إﻋﻼن اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ
"اﻹرﻫﺎب" ،أو ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ﻛﻣﺎ ﯾرى اﻟﻛﺛﯾرون ،وﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻣن
ﻣواﻛﺑﺔ ﻫذا اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻷﺣداث ،ﻓﺑﻌد ﺷﻬرﯾن ﻓﻘط ﻣن وﻗوع ﻫﺟﻣﺎت ﺳﺑﺗﻣﺑر
اﺳﺗدﻋﻰ أﺣد ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ أﺑرز ﻣﻧﺗﺟﻲ وﻣﺧرﺟﻲ ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ اﻟﺑﯾت
اﻷﺑﯾض ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺳﺑل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻹﺷراك ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ "اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب".٤
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﺗﺎﺑﻌت اﻟﺗﯾﺎرات اﻟﻣﻧﺷﻘﺔ ﻋن اﻟﺧط اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻧﻣوﻫﺎ وأﺛﺑت
ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺧرﺟﯾن ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼل واﻟﺗﺣرر ،وﺧﺻوﺻﺎً ﺑﻌد ﺗﻔﺎﻗم
أزﻣﺔ اﻟوﺟود اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌراق واﻧﻛﺷﺎف اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺳرار "اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب"،
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻧﻣﯾط اﻟﺳطﺣﻲ واﻟﺳﺧﯾف ﻟﻛل ﻣﺎ ﻫو ﻋرﺑﻲ ﻣﺳﻠم ﻟم ﯾﻌد ﻣﻘﺑوﻻً ﻛﻣﺎ ﻛﺎن
ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ -ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻓﻼم -ﺣﯾث ﻟﻌﺑت أدوات اﻟﻌوﻟﻣﺔ
وﺛورة اﻻﺗﺻﺎﻻت دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌوب اﻷﺧرى ٕواﻋﺎدة ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺻور
اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻻﻋﺗدال.
٤
ﺷﺨﺼﯿﺔ اﻟﻌﺪو ﻓﻲ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ ،ﻣﻮﻗﻊ روﺳﯿﺎ اﻟﯿﻮم14/1/2010 ،
١٢
ﻋرب وﻣﺳﻠﻣون أﻣرﯾﻛﯾون ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ..اﻟﻧﺟﺎح أوﻻً!
١٣
ﻛﺎﻹﯾرﻟﻧدﯾﯾن واﻹﯾطﺎﻟﯾﯾن واﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻣدون ﻧﻛﺎﺗﻬم ﻣن أﺻوﻟﻬم اﻟﻌرﻗﯾﺔ ،ﻓﺎﺑﺗﻛر
ﺷﺧﺻﯾﺔ "اﻟﻌم طﻧوس" وأﺧذ ﯾﺳﺗﻣد ﻧﻛﺎﺗﻪ ﻣن ﺻﻌوﺑﺎت واﻟدﻩ اﻟﻣﻬﺎﺟر ﻓﻲ اﻟﻌﺛور
ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻔﻘر واﻟﺟﻬل ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ واﻟﺑﯾﺋﺔ ،وﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر اﻻﺧﺗراع اﻟﺟدﯾد
"اﻟﺗﻠﻔزﯾون" ﺗﻣﻛن داﻧﻲ ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ ﺑﯾوت اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن واﻻﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﻰ ﻗﻠوﺑﻬم ﻓﻲ
ﺳﺧر ﻗﺳﻣﺎً ﻛﺑﯾ اًر ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ
اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت واﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،وﺟﻣﻊ ﺛروة ﻛﺑﯾرة ّ
"ﺳﺎﻧت ﺟود" اﻟﺧﯾري ﻟﻌﻼج وأﺑﺣﺎث اﻟﺳرطﺎن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،وﻟﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺟذورﻩ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
أوﺻﻰ داﻧﻲ ﺑﺄن ﺗﺑﻘﻰ ﻧﺳﺑﺔ %70ﻣن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس إدارة اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻣن أﺻول
ﻋرﺑﯾﺔ .وﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت دﻓﻊ ﺑﺎﺑﻧﺗﻪ "ﻣﺎرﻟو" إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺛﯾل أﯾﺿﺎً ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾود ،وﻛﺎن داﻧﻲ ﻗد ﻓﺎز ﺑﺟﺎﺋزة آﯾﻣﻲ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻓﺎزت اﺑﻧﺗﻪ "ﻣﺎرﻟو" ﺑﻬﺎ
ﻣرﺗﯾن.
وطوال اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﺗﺗﺎﺑﻌت اﻷﺳﻣﺎء ذات اﻷﺻول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟظﻬور ،وﻧذﻛر
ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ اﻷﺻل ﺟورج ﻧﺎدر ﺑطل أﻓﻼم اﻟﻣﻐﺎﻣرات ﻓﻲ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت
واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،واﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوري اﻷﺻل ﻣﺎﯾﻛل ﻋﻧﺻرة اﻟذي ﺑدأ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
وﯾﺣﺳب
" "Action in Arabiaﺳﻧﺔ 1944ﺛم اﺷﺗﻬر ﺑﻠﻌب أدوار اﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣرُ ،
ﻟﻪ رﻓض ﺗﻣﺛﯾل اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎطﻘﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء دور "أﺑو ﺳﻔﯾﺎن" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"اﻟرﺳﺎﻟﺔ" ،واﻟﻣﻣﺛل ﻣﺎﯾﻛل ﻧوري اﻟﻣﺗﺣدر ﻣن أﺻول ﻟﺑﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟذي ﻟﻌب ﺑطوﻟﺔ ﻓﯾﻠم
" "Flash Danceﻛﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ "ﯾوﻣﯾﺎت رﺟل ﻋﺻﺎﺑﺎت"،
واﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﺟﯾﻣﻲ ﻓﺎر )ﻓرح( وﻓﯾك ﺗﯾﺑﺎك )طﺑﺎخ( ،أﻣﺎ اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻧﺳﺎﺋﯾﺔ ﻓﺎﺷﺗﻬرت ﻣﻧﻬﺎ
ﻛل ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻼت ﻛﺎﺛﻲ ﻧﺟﻣﻲ وآﻣﻲ ﯾزﺑك ووﯾﻧدي ﻣﺎﻟك وﻛرﯾﺳﺗﯾن اﻟﺣﺎج.
وﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻟﻣﻊ اﺳم اﻟراﻗﺻﺔ ﺑوﻻ ﻋﺑدول ذات اﻷﺻول اﻟﺳورﯾﺔ اﻟﯾﻬودﯾﺔ،
واﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺟﺎﺑرﯾﯾل أﻧور اﺑﻧﺔ اﻟﻣوﻧﺗﯾر ﻫﻧدي اﻷﺻل طﺎرق أﻧور ،واﻟﺗﻲ
ار ﻣﻬﻣﺔ وﻣﻧﻬﺎ دور “إﯾﻣﻠﻲ” اﻟﺗﻲ
ﺻﻧﻔت ﻓﻲ ﻗواﺋم أﺟﻣل ﻧﺳﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،وﻟﻌﺑت أدو ًا
ُ
ﺗﺳﻌﻰ ﺑﺻﺣﺑﺔ اﻟﻣﻐﺎﻣر “ﻓﻠِن” ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻛﻧوز اﻟﻧﺑﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"اﻟﻌودة إﻟﻰ ﻣﻧﺎﺟم اﻟﻣﻠك ﺳﻠﯾﻣﺎن" “ ”The Librarianاﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﺎم .*2006ﻛﻣﺎ
ﻣﻧذ ظﻬور ﻛﺗﺎب اﻟﺑﺎﺣث اﻹﻧﺟﻠﯾزي "ﻫﻧري ﻫﺎﺟﺎرد" ﺳﻧﺔ - 1886واﻟذي أﯾد ﻓﯾﻪ ﻓرﺿﯾﺔ ﻧﻘل ﻛﻧوز اﻟﻧﺑﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم *
ﻣن اﻟﻘدس إﻟﻰ أﻓرﯾﻘﯾﺎ -ﻟم ﯾﻛف ﺣﻠم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋن ﻣداﻋﺑﺔ ﺧﯾﺎل اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻣن اﻷدﯾﺎن اﻟﺛﻼث ،واﺳﺗﻐﻠت ﻫوﻟﯾود ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج
١٤
ﻧذﻛر اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﺳﺎرة ﺷﺎﻫﻲ ذات اﻷﺻل اﻹﯾراﻧﻲ واﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻫد
اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ أﺛﺎر اﺳﺗﯾﺎء ﺑﻌض اﻹﯾراﻧﯾﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾرون أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﺛﻠﻬم ،أﻣﺎ
اﺳﺗﯾﺎء أﻛﺑر ﻋﻧدﻣﺎ أﺷﺎرت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
ً اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﺷﺎﺑﺔ ﺷﺎﻧون إﻟﯾزاﺑﯾث ﻓﺄﺛﺎرت
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻣن أﺻل ﺳوري -ﻟﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﺣﯾث رأى ﺑﻌض أﺗﺑﺎع اﻟﺟﺎﻟﯾﺗﯾن أﻧﻬﺎ
٥
ﺗﺳﻲء إﻟﻰ ﺳﻣﻌﺗﻬم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺳﻠق ﺳﻠم اﻟﺷﻬرة ﺑﺎﻟﺗﻌري!
ﺟواﺋز ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷوﺳﻛﺎر ،ﻧﺟد ﻋدداً ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ذوي اﻷﺻول
اﻟﻌرﺑﯾﺔ أو اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟذﯾن ُرﺷﺣوا ﻟﻬﺎ أو ﻓﺎزوا ﺑﻬﺎ ،وﻧﺑدأ ﻣﻊ إﻣﯾل ﻛوري " Emile
"kuriﻣﺻﻣم اﻟدﯾﻛور اﻟﺷﻬﯾر واﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻷوﺳﻛﺎر ﻣرﺗﯾن ﻋن ﻓﯾﻠﻣﯾن ﻫﻣﺎ:
»اﻟوارﺛﺔ« ﻋﺎم 1949و» 20أﻟف ﻓرﺳﺦ ﺗﺣت اﻟﻣﺎء« ﻋﺎم ،1954ﻛﻣﺎ رﺷﺢ
"ﻛوري" ﻟﻠﺟﺎﺋزة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺳت ﻣرات أﺧرى ﺧﻼل اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،وﻧذﻛر أﯾﺿﺎً
اﻟﻣﻧﺗﺞ روﻧﺎﻟد ﺷوﯾري " "Ronald Schwaryاﻟذي ﺣﺻل ﻓﯾﻠﻣﻪ »أﻧﺎس ﻋﺎدﯾون«
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة أﻓﺿل ﻓﯾﻠم ﻋﺎم ،1980ﻛﻣﺎ رﺷﺢ ﻓﯾﻠﻣﻪ »ﻗﺻﺔ ﺟﻧدي« ﻟﻠﺟﺎﺋزة ﻧﻔﺳﻬﺎ
ﻋﺎم ،1984ورﺷﺣت أﻓﻼﻣﻪ »ﻋطر اﻣرأة«» ،ﺗوﺗﺳﻲ« و»ﻟﻘﺎء ﺟو ﺑﻼك« ﻟﻌدة
ﺟواﺋز أوﺳﻛﺎر ،أﻣﺎ اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ ﻛﺎﻟﻲ ﺧوري " "callie khourieﻓﻔﺎزت ﺑﺎﻷوﺳﻛﺎر
ﻷﻓﺿل ﺳﯾﻧﺎرﯾو أﺻﻠﻲ ﻋن ﻓﯾﻠﻣﻬﺎ »ﺛﯾﻠﻣﺎ وﻟوﯾز« ،ﻛﻣﺎ ﻓﺎز اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ ﺑول ﺟﺑﺎرة
" "Paul Jabaraﺑﺎﻷوﺳﻛﺎر ﻷﻓﺿل أﻏﻧﯾﺔ ﻋن ﻓﯾﻠم »ﺷﻛ ارً ﻟﻠرب إﻧﻪ ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ«،
وﻟﻣﻊ اﺳم اﻟﻣﺧرج واﻟﻛﺎﺗب وﻟﯾﺎم ﺑﯾﺗر ﺑﻼطﻲ " "William Peter Blattyاﻟذي ُرﺷﺢ
ﻓﯾﻠﻣﻪ اﻟﺷﻬﯾر »طﺎرد اﻷرواح اﻟﺷرﯾرة« ﻋﺎم 1973ﻟﻌﺷر ﺟواﺋز أوﺳﻛﺎر وﻓﺎز ﺑﺎﺛﻧﺗﯾن
ﻣﻧﻬﺎ ﺣﯾث ذﻫﺑت إﺣداﻫﻣﺎ إﻟﻰ وﻟﯾﺎم ﻋن ﻓﺋﺔ أﻓﺿل ﺳﯾﻧﺎرﯾو.٦
وﻓﻲ ﻋﺎم 1984ﻟﻌب اﻟﻣﻣﺛل "ف .ﻣوراي أﺑراﻫﺎم" واﺣداً ﻣن أﻧﺟﺢ اﻷدوار ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻣﺟﺳداً ﺷﺧﺻﯾﺔ "أﻧﺗوﻧﯾو ﺳﯾﻠﯾري" اﻟذي ﻋﺎش ﺻراﻋﺎً ﻣرﯾ اًر ﺑﯾن اﻟﺣﻘد ﻋﻠﻰ
ﻓﯾﻠم "ﻣﻧﺎﺟم ﺳﻠﯾﻣﺎن" اﻟذي ﻓﺎز ﺑﺎﻷوﺳﻛﺎر ﺳﻧﺔ ،1950ﺛم أﻋﺎد اﻟﻣﺧرج "ﺟوﻧﺎﺛﺎن ﻓرﯾﻛس" ﺳﻧﺔ 2006إﺧراج اﻟﻘﺻﺔ ﺑﺗﻘﻧﯾﺎت اﻷﻟﻔﯾﺔ
اﻟﺟدﯾدة ،وﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن إظﻬﺎر ﺑﻌض اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻠﺻوص واﻟﻘﺗﻠﺔ ،ﻣﻊ إظﻬﺎر اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺑﻬﻰ ﺻورة ،وﻫﻣﺎ ﻣظﻬران ﺗﻛر ار
ﺻورت ﺑﻌض أﺟزاﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب. ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ أﻓﻼم اﻟﻣوﻣﯾﺎء اﻟﺗﻲ ُ
٥
ﺻﺤﯿﻔﺔ إﯾﻼف اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ 15 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ2005
أﺣﻤﺪ رأﻓﺖ ﺑﮭﺠﺖ ،اﻟﻌﺮب 80 ..ﻋﺎﻣﺎ ً ﻣﻊ »اﻷوﺳﻜﺎر« ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﯾﻮﻟﯿﻮ 2008 ٦
١٥
اﻟﻣوﺳﯾﻘﺎر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻣوﺗزارت وﺑﯾن ﺗﻘﺑل ﻓﻧﻪ اﻟﻣﺑدع ﺑﺣﺳﻪ اﻟﻣرﻫف ،وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم
اﻟﺷﻬﯾر »أﻣﺎدﯾوس« واﻟذي ُﻣﻧﺢ ﻷﺟﻠﻪ ﺟﺎﺋزة اﻷوﺳﻛﺎر ﻋن ﻓﺋﺔ أﻓﺿل ﻣﻣﺛل إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﺟﺎﺋزة اﻟﻛرة اﻟذﻫﺑﯾﺔ "اﻟﻐوﻟدن ﻏﻠوب" ،وﻟﻛﻧﻪ ﺗراﺟﻊ ﺑﻌدﻫﺎ ﻋن اﻟﻧﺟوﻣﯾﺔ وﻟم
ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ أي دور ﻣﻠﻔت ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن واﻟد "أﺑراﻫﺎم"
ﻫﺎﺟر ﻣن ﺳورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن وأطﻠق ﻋﻠﻰ اﺑﻧﻪ اﺳم ﻓرﯾد ،وﻟﻛن ﻓرﯾد اﺧﺗﺎر
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﻣﻪ ﺑﺎﻟﺣرف اﻷول ﺛم ﺗﻐﯾﯾر اﺳم واﻟدﻩ ﻣن ﻣرﻋﻲ إﻟﻰ ﻣوراي.
وﯾﻧﺿم إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺟواﺋز اﻟﻛﺑرى أﯾﺿﺎً اﻟﻧﺟم اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ واﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ "ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب"
ذو اﻷﺻول اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ،واﻟذي اﺷﺗﻬر ﺑدور "أدرﯾﺎن ﻣوﻧك" ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟذي ﺣﻣل
اﺳﻣﻪ "ﻣوﻧك" وﻓﺎز ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺟﺎﺋزة "اﻷﯾﻣﻲ" ﺛﻼث ﻣرات ﻛﺄﻓﺿل ﻣﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل
ﻛوﻣﯾدي ﺧﻼل أﻋوام ،2006 ،2005 ،2003إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﺋزة "اﻟﻐوﻟدن ﻏﻠوب"
ﻋﺎم 2003ﻷﻓﺿل ﻣﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل ﻛوﻣﯾدي ،وﺟﺎﺋزة ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺷﺎﺷﺔ ﻣرﺗﯾن
ﻛﺄﻓﺿل ﻣﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل ﻛوﻣﯾدي ﻋﺎﻣﻲ 2004و.2005
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻣﻌظم ﻫؤﻻء اﻟﻧﺎﺟﺣﯾن ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ طواﺋف ﻏﯾر ﻣﺳﻠﻣﺔ ،رﺑﻣﺎ
ﻟﻛون أﺗﺑﺎﻋﻬﺎ أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻻﻧدﻣﺎج واﻟﻘﺑول ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،أو ﻷن ﺑﻌض اﻟﺗﻘدﯾرات
ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن ﺣواﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﻌرب ﻫم ﻣن اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن واﻟﯾﻬود.
وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻣﻌظﻣﻬم اﻧدﻣﺟوا ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻛﺑﻘﯾﺔ زﻣﻼﺋﻬم اﻟﻣﺗﺣدرﯾن
ﻣن أﺻول وﻋرﻗﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ورﺑﻣﺎ ﻧﺳﻲ أو أﺧﻔﻰ اﻟﻛﺛﯾرون ﻣﻧﻬم ﻫوﯾﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ،
ﯾﺳﺧروا
ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺣﻣﻠوا ﻣن ﺑﻼد أﺳﻼﻓﻬم رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﯾداﻓﻌون ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﻟم ّ
ﻣواﻫﺑﻬم ﻹﺑراز أي ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻟﻬوﯾﺗﻬم ﺗﺗﻌدى ﺑﻌض ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺣﻧﯾن إﻟﻰ اﻟوطن اﻷم
اﻟذي ﻋرﻓوﻩ ﻓﻲ ﺣﻛﺎﯾﺎ اﻷﺟداد ،وﻟم ﯾﻛوﻧوا ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن أﻛﺛر ﻣن طﺎﻣﺣﯾن إﻟﻰ
اﻟﻧﺟوﻣﯾﺔ واﻟﻧﺟﺎح واﻟﺛروة ،وأﺣﯾﺎﻧﺎً إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﯾرﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،دون
أن ﯾﺣﻣﻠوا ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬم أي ﻋبء آﺧر ﻣن ﻗﺑﯾل ذﻟك اﻟﻌبء اﻟذي ﺣﻣﻠﻪ زﻣﻼء
ﺳﺧروا ﻫوﻟﯾود ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
آﺧرون ﻣن أﻗﻠﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم اﻟﯾﻬود اﻟذﯾن ّ
ﻗﺿﯾﺗﻬم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ!
١٦
ﻋرب وﻣﺳﻠﻣون ﯾﻬﺎﺟرون إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ..ﻣﺎ اﻟذي ﺗﻐﯾر؟!
ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﺳﺗﺣوذت ﻫوﻟﯾود ﺑﻧﺻﯾب اﻷﺳد ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﺑﺎﺗت أﻓﻼﻣﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎ اًر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻧﻬوض
ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ أورﺑﺎ واﻟﻬﻧد واﻟﺻﯾن ﺑﻌد ذﻟك إﻻ أن ﻫوﻟﯾود ﻛﺎﻧت ﻗد ﻗطﻌت
ﺷوطﺎً ﻟم ﯾﻌد ﻣن اﻟﺳﻬل اﻟﻠﺣﺎق ﺑﻪ ،ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻧﺟوﻣﻬﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺛﻣرﻫﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟون وﯾﺗﻔوﻗون ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﺣول اﻟﻌﺎﻟم،
ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛﺗب اﻟﻧﺟﺎح ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟراﺋﻌﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟت ﻓﻲ أورﺑﺎ وﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻲ
ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أﻓﻼم ﻫوﻟﯾود ﺣﺗﻰ ٕوان ﺗﺳﺎوت ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹﺑداﻋﯾﺔ.
وﻫﻛذا أﺻﺑﺣت ﻫوﻟﯾود ِﻗﺑﻠﺔ ﻟﻠﻧﺎﺟﺣﯾن ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
واﻟذﯾن ﺗﺳﺗﻘطﺑﻬم ﻣن ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،وﻛﺎن ﻣﻧﻬم ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻋرب وﻣﺳﻠﻣون.
ﻣر ﻣﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑق ،ﻓﺈن ﻣﻌظم اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣن ذوي اﻷﺻول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻛﻣﺎ ّ
واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟم ﯾﻧﺟﺣوا -ورﺑﻣﺎ ﻟم ﯾﺣﺎوﻟوا -ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل طﺑﻘﺔ أو "ﻟوﺑﻲ" ﻟﺗوﺣﯾد ﻣواﻗف
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺗﺳﻠق ﺳﻠم اﻟﺷﻬرة واﻟﻧﺟوﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،ﺷﺄﻧﻬم ﻓﻲ
ذﻟك ﺷﺄن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻫﺎﺟر أﺟدادﻫم ﻣﻧﻬﺎٕ ،واذا ﻛﺎن ذﻟك ﯾﻌود ﻓﻲ اﻷﺳﺎس إﻟﻰ
ﻛوﻧﻬم ﻗد ﻧﺷؤوا ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ وﺗﺷﺑﻌوا ﺑﺛﻘﺎﻓﺗﻪ واﻧدﻣﺟوا ﻓﯾﻪ ،ﻓﯾﺣق ﻟﻧﺎ أن
ﻧﺗوﻗﻊ ﻣن زﻣﻼﺋﻬم اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن اﻟﺟدد ﻣوﻗﻔﺎً آﺧر.
١٧
اﻟﺻﺎﻣﺗﺔ ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻟﯾس إﻻ "ﻣﺣﻣد ﯾﻘطﯾن" ،واﻟذي وﻟد ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن
أﻣﻪ وأﺣد إﺧوﺗﻪ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت
ﺳﻧﺔ 1879وﻫﺎﺟر ﻣﻊ ّ
اﻟﻣﺗﺣدة ﻫرﺑﺎً ﻣن ﺧﻼﻓﺎت ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ ،ﺛم ظﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ﻓﻲ 189ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻛﺎن أوﻟﻬﺎ
ﻗداس
ﻓﯾﻠم »اﻟﺗﻬدﯾد اﻷﺻﻔر« " "The Yellow Menaceﺳﻧﺔ ،1916وآﺧرﻫﺎ » ّ
ﻟﻣﻘﺎﺗل« " "Requiem for A Gunfighterﺳﻧﺔ ،1965وﻫو اﻟﻔﯾﻠم اﻟذي ﺳﺑق
وﻓﺎﺗﻪ ﺑﺛﻼث ﺳﻧﯾن ﻋن ﻋﻣر ﯾﻧﺎﻫز اﻟﺳﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ.
ﻋدة :ﻓﻬو ﻣﻛﺳﯾﻛﻲ
وﯾذﻛر رﺿﺎ أن اﻟراﺣل ﻛﺎن ﻗد اﻋﺗﺎد ﻋﻠﻰ ﻟﻌب ﺷﺧﺻﯾﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ ّ
ﻓﻲ »ﺳﻬم اﻻﻧﺗﻘﺎم« )ٕ ،(1921واﯾطﺎﻟﻲ ﻓﻲ »اﻟراﻣﻲ اﻷﺧﺿر« ) ،(1925وﺻﯾﻧﻲ
اﻟﻣرات ﻓﻲ دور ﻫﻧدي أﺣﻣر أو
ﻓﻲ »اﻟﺗﺣذﯾر« ) ،(1927إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ظﻬورﻩ ﻋﺷرات ّ
ﻫﻧدي ﺷرﻗﻲ ،أو ﺣﺗﻰ ﻋرﺑﻲ ،وﻛﺎﻧت أدوارﻩ ﻻ ﺗﺣﻣل اﺳﻣﺎً ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن،
ﻛﻣﺎ أن ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻛﺎن ﺛﺎﻧوﯾﺎً أو ﻏﯾر ﻧﺎطق ،وﻗد ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز دورﻩ أﺣﯾﺎﻧﺎً اﻟظﻬور ﻓﻲ
ﻟﻘطﺔ واﺣدة ،ﺑل إن اﺳﻣﻪ ﻟم ُﯾذﻛر ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ظﻬر ﻓﯾﻬﺎ!
وﯾﺑدو أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ دﻓﻌﻬﺎ أول ﻣﻣﺛل ﻋرﺑﻲ ﯾﻬﺎﺟر إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ﻟم ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ
ﺗﻬﻣﯾﺷﻪ ﺣﺗﻰ آﺧر أﯾﺎم ﺣﯾﺎﺗﻪ ،ﺑل ﯾﺑدو أﻧﻪ ﻟم ﯾﺟد ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ظﻬورﻩ ﻓﻲ دور اﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﺷرﯾر ﻣﻧذ ﺗﻠك اﻷﯾﺎم اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ،وﻛﺄﻧﻪ ﯾدﺷن ﺑذﻟك -ﻋن ﻏﯾر ﻗﺻد-
طرﯾق ﻣن ﺗﻼﻩ ﻣن اﻟﻬوﻟﯾودﯾﯾن اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﺳﺎﻋدوا ﻋﻠﻰ ﺗﻛرﯾس ﺗﻠك اﻟﺻور
اﻟﻧﻣطﯾﺔ .ﻓﻔﻲ ﻓﯾﻠم »طرزان اﻟﺷﺟﺎع« " "Tarzan The Fearlessاﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﺎم 1933
ﯾﺣض ﺳﯾدﻩ اﻷﻣﯾر ﻋﻠﻰّ ﯾﻠﻌب ﻣﺣﻣد ﯾﻘطﯾن دور اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺷرﯾر »ﻋﺑدل« اﻟذي
ﺧطف اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ "ﺟﺎﻛوﻟﯾن َوﻟز" أﺛﻧﺎء ﺑﺣﺛﻬﺎ ﻋن اﻟﺣﯾواﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺔ ،ﻟﯾﻧﻘذﻫﺎ
اﻟﺑطل طرزان ﻣن ﻗﺑﺿﺗﻪ.
وﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﺗﻣﻛن ﻣﻣﺛل ﻋرﺑﻲ آﺧر ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ،وظل ﻣﺣﺻو اًر
ﺣﺳون اﻟﻣوﻟود ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1901واﻟﻣﺗوﻓﻰأﯾﺿﺎً ﻓﻲ أدوار ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ ،وﻫو ﺟﻣﯾل ّ
ﻋن 90ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1992وﻛﺎن أول ظﻬور ﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم »ﻓﻛرة اﻣرأة« اﻟذي
ﻋرض ﺳﻧﺔ 1929ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﺻﺎﻣﺗﺔ ﺑﺳﻧﺗﯾن ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺣﺻوﻟﻪ
١٨
اﻟﺑﺣﺎر« ﻟم
ﻋﻠﻰ أدوار أﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻲ »ﻛﺎزاﺑﻼﻧﻛﺎ« و»اﻟﺳﻧدﺑﺎد ّ
٨
ﯾظﻬر اﺳﻣﻪ اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻵﺧرﯾن!
ﻣﺴﺎرح ﺑﺎرﯾﺲ اﻟﺘﻲ درس ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺘﻤﺜﯿﻞ اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻋﺎم ،1946وﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﺘﺎﺑﻊ ﻣﺸﻮاره ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎ زﻣﯿﻠﮫ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﺑﻞ ﻋﺎد
إﻟﻰ ﻣﺼﺮ وﻓﺮﻧﺴﺎ واﺣﺘﻞ ﻣﻮﻗﻌﮫ اﻟﻤﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ.
١٩
ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻧﻔﺻﺎل ﻋن اﻷﺗراك ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼل ،وﺣرص اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم
ﺷﺧﺻﯾﺔ "ﻟورﻧس" اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﻠﺟدل ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﺧﻠّص اﻟذي أُرﺳل ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر
ﻗﺑﺎﺋل اﻟﺑدو ﻣن اﻻﺿطﻬﺎد ،واﻟذي ﯾﺑذل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟﻬد ﻟﺗوﺣﯾد ﺻﻔﻬم ٕواﻗﻧﺎﻋﻬم
ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن رؤﯾﺗﻬم اﻟوﺣﺷﯾﺔ ﻟﻠﺣرب ﺑوﺻﻔﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻧﻬب واﺳﺗرﻗﺎق اﻷﺳرى .وﻗد
ﺻور اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﺻﺣﺎري اﻷردن واﻟﻣﻐرب ،وﻓﺎز ﺑﺳﺑﻊ ﺟواﺋز أوﺳﻛﺎر ﻛﺎﻧت ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ
ُ
ﺟﺎﺋزة أﻓﺿل ﻓﯾﻠم وأﻓﺿل ﻣﺧرج ،وﻣﺎ زال ُﯾﺻﻧف ﺣﺗﻰ اﻵن ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ أﻓﺿل
ﻋﺷرة أﻓﻼم ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻫوﻟﯾود ،ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗرﺳﯾﺦ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،واﻟذﯾن ظﻬروا ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ وﺣوش ﯾرﺗﻛﺑون اﻟﻘﺗل ﻷﺗﻔﻪ اﻷﺳﺑﺎب وﻗﻠوﺑﻬم ﺑﻼ
رﺣﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﻣﻊ أطﻔﺎﻟﻬم ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﻗﺑﺢ ﻣظﻬرﻫم وﺑداﺋﯾﺔ ﻣﻌﯾﺷﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎري
اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ* ،وﻟﻛن ذﻟك ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﺑﻌض اﻟﺻﺣف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن اﻻﺣﺗﻔﺎء ﺑﻧﺟﺎح ﻋﻣر
اﻟﺷرﯾف ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ﻋﺑر ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم!
اﺳﺗﻘر ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود إﺛر ﻫذا اﻟﻧﺟﺎح وﺗﺎﺑﻊ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺧرج ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﻠﻌب
دور اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "دﻛﺗور زﯾﻔﺎﻏو" ﻋﺎم 1965واﻟذي ﻧﺎل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن إﻋﺟﺎب اﻟﻧﻘﺎد
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺗرﺷﺣﻪ ﻟﻸوﺳﻛﺎر ،ﺛم ﺗﻧوﻋت اﻷدوار اﻟﺗﻲ أﺳﻧدت إﻟﯾﻪ ﺑﺳﺑب ﻟﻛﻧﺗﻪ
ﻏﯾر اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ واﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻠﻌب دور اﻟﺛﺎﺋر
اﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﻲ "داﻓﯾش" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟروﻟز روﯾس اﻟﺻﻔراء" ) ،(1964واﺑن اﻟزﻋﯾم
اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﻔرﺳﺎن" ،واﻷﻣﯾر اﻟﻧﻣﺳﺎوي اﻟذي ﯾﻣوت ﻣن أﺟل ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"أﻣﺎﯾر ﻟﯾﻧﺞ" ،واﻟﺟﻧرال اﻟﻧﺎزي "ﺟرو" اﻟذي ﯾﺣﻘق ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺟﻧﺳﯾﺔ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﺟﻧرال
أﻟﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﻟﯾﻠﺔ اﻟﺟﻧراﻻت" ) ،(1967ﻛﻣﺎ ﻟﻌب دور اﻟﺛﺎﺋر اﻟﺷﯾوﻋﻲ "ﺗﺷﻲ
ﻏﯾﻔﺎرا" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﺗﺷﻲ" ﻋﺎم 1969ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم وﺟود أي ﺷﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻼﻣﺢ** ،ﺑل
أُﺳﻧد إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن دور ﺷﺧص ﯾﺎﺑﺎﻧﻲ ،وﻛﺄﻧﻪ ﺑﺎت ﻣرﺷﺣﺎً ﻟﻸدوار اﻟﺗﻲ
ﺗﺗطﻠب ﻟﻛﻧﺔ إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺣﻠﯾﺔ وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻷﺧرى!
ﻻ ﻧﻨﻔﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﺗﺨﻠﻒ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﮭﻢ ،وﻟﻜﻦ إظﮭﺎر اﻟﻌﺮب ﺟﻤﯿﻌﺎ ً ﻋﻠﻰ أﻧﮭﻢ ﺑﺪو ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء *
ﻟﯿﺲ ﺻﺤﯿﺤﺎً ،ﻓﺤﺘﻰ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﺗﺎرﯾﺨﮭﻢ اﻧﺤﻄﺎطﺎ ً ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮاﺿﺮھﻢ ﻋﺎﻣﺮة ﺑﺸﺘﻰ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ،واﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﯾﺼﺮ اﻟﻐﺮب ﺣﺘﻰ
اﻟﯿﻮم ﻋﻠﻰ إﻏﻔﺎل اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬھﺒﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ وﺣﺬﻓﮫ ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﮭﻢ وذاﻛﺮﺗﮭﻢ ﻟﺘﺰاﻣﻨﮫ ﻣﻊ ﻋﺼﺮ اﻟﻈﻼم اﻷورﺑﻲ ،وﻛﺄن اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﺑﺪأ
ﻣﻊ اﻹﻏﺮﯾﻖ واﻟﺮوﻣﺎن اﻟﺬﯾﻦ اﻧﻔﺮدوا ﺑﺎﻟﺤﻀﺎرة دون ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺸﻌﻮب ﺛﻢ دﺧﻞ ﻓﻲ ﻏﯿﺒﻮﺑﺔ طﻮﯾﻠﺔ ﻟﯿﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﻊ اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻷورﺑﯿﺔ ،أﻣﺎ
اﻟﻌﺮب ﻓﻼ ﺗﻠﺘﻔﺖ ھﻮﻟﯿﻮد إﻟﻰ وﺟﻮدھﻢ إﻻ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻧﺤﻄﺎطﮭﻢ ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ وﺣﺘﻰ اﻟﯿﻮم!
أﻋﻠﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ أﻧﮫ ﻧﺎدم ﻋﻠﻰ دوره ﻓﻲ ﻓﯿﻠﻢ "ﺗﺸﻲ" ﻷﻧﮫ أﺳﺎء إﻟﯿﮫ ،ﻣﺸﯿﺮا ً إﻟﻰ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ * *
ﯾﻌﺮف وﻗﻮف وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ) (C.I.Aﺧﻠﻒ ھﺬا اﻟﻔﯿﻠﻢ وأﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﺘﺸﻒ اﻟﻜﺬب ﻓﻲ ﻗﺼﺘﮫ اﻟﻤﻠﻔﻘﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﻣﺘﺄﺧﺮة] .ﺻﺤﯿﻔﺔ أﺧﺒﺎر اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﺒﺤﺮﯾﻨﯿﺔ[11/28/2008 ،
٢٠
اﺳﺗﻣر ﻋﻣل اﻟﺷرﯾف ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود وﺑﺎرﯾس ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،وظل طوال ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘود اﻟﻧﺟم اﻟﻌرﺑﻲ اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،واﻟﻘدوة اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺷﺑﺎب
اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﯾطﻣﺣون إﻟﻰ اﻟﻧﺟوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود .وﻟﻛن ﻫل ﺗﺣﻘق ﻟﻪ ﻛل ﻫذا اﻟﻧﺟﺎح
ﻣﺟﺎﻧﺎً وﺑدون ﺿرﯾﺑﺔ؟ وﻫل ﻛﺎن ﯾﻣﺛل اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ؟
اﻋﺗرف ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻧﺷرﺗﻪ ﺟرﯾدة اﻷﺧﺑﺎر ﺑﺄﻧﻪ "اﻟﺗزم اﻟﺻﻣت ﻛﺛﯾ اًر ﻋﻧدﻣﺎ
ﻷن دﻓﺎﻋﻪ ﻋن ﺑﻠدﻩ ﻓﻲ
ﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﯾﻬود ﻓﻲ ﻫوﻟﯾوود »ﺣﺗﻰ ﯾﻛﻣل ﻣﺷوار اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ« و ّ
"أن ﻫذا
ﺗﻠك اﻟظروف ﻛﺎن ﯾﻌﻧﻲ ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫرة ﻣن ﺟدﯾد" ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾرى ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ّ
اﻟﺻﻣت وﻓّر ﻟﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣﺿﺎرة ﺑﻠدﻩ ،ﻋﻧدﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﺻري اﻷﺷﻬر ﻓﻲ
أوروﺑﺎ وأﻣﯾرﻛﺎ» ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ اﻟﻧﺟوم اﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻬرﺟﺎن اﻟﻘﺎﻫرة
ﻓﻘط ﻣن أﺟل ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف«" ،وﻗد ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻟﻣﻛﺳب اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺣﻘﻘﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ
ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺟوم اﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ ﺗﺷرﯾف اﻟﻌرب ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻬرﺟﺎن اﻟﻘﺎﻫرة
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ!
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف ﻛﺎن ﻗد أﺛﺎر ﻏﺿب اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ
ّﻗﺑل ﺷﻔﺗﻲ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﯾﻬودﯾﺔ "ﺑﺎرﺑ ار ﺳﺗراﯾﺳﻧد" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم »ﻓﺗﺎة ﻣرﺣﺔ« ﻋﺎم ،1968
ْ
وﻛﺎن ذﻟك ﺑﻌد ﺳﻧﺔ واﺣدة ﻓﻘط ﻣن ﺣرب 1967اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ذﻛرى ﻣرﯾرة ﻟﻠﻌرب،
ﺧﺻوﺻﺎً وأن "ﺳﺗراﯾﺳﻧد" ﻟم ﺗُ ِ
ﺧف دﻋﻣﻬﺎ ﻟدوﻟﺔ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ ﻣﻛﺗب
ﻣﻘﺎطﻌﺔ إﺳراﺋﯾل إﻟﻰ ﺣظر اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺎﻟت اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻟﻌﻣر اﻟﺷرﯾف ﻣﻧذ اﻧﺗﻘﺎﻟﻪ إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود واﻧﻔﺻﺎﻟﻪ ﻋن زوﺟﺗﻪ ﻓﺎﺗن
ﺣﻣﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺳﺑت ﻗﻠوب اﻟﻛﺛﯾرﯾن ،واﺗﻬﻣﻪ اﻟﺑﻌض ﺑﺎﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻧﺧﺑﺔ ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾود ﻣﺗﺟرداً ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣت إﻟﻰ أﺻوﻟﻪ ﺑﺻﻠﺔ ،ﺣﯾث ﻗدﻣﻪ اﻹﻋﻼم اﻟﻐرﺑﻲ ﻓﻲ
ﺻورة "دوﻧﺟوان" ﻋرﺑﻲ ،ﯾﺣﻣل ﻛﺄس اﻟﻧﺑﯾذ وﯾﺣﺗرف اﻟﻠﻌب ﺑﺎﻟورق "اﻟﺑرﯾدج" وﯾﺗﻧﻘل
ﺑﯾن اﻟﻔﻧﺎدق اﻟﻔﺎﺧرة ﺑﺻﺣﺑﺔ اﻟﺟﻣﯾﻼت ،وﻣن اﻟﻣﻠﻔت أن ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف أﻋرب ﻋن
ﻧدﻣﻪ أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﺑﻌد ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺻر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،إذ ﯾﻘول ﻓﻲ إﺣدى
ﻟﻘﺎءاﺗﻪ» :ﻓﻲ ﻋﺎم 1969ﻛﻧت أﻓﻛر ﻓﻲ اﻟزواج ﻣرة أﺧرى ،وﻟﻛن ﺧﺳرت أﻣواﻻً
ﻛﺛﯾرة ..ﺑل ﺧﺳرت ﻛل ﺷﻲء ﻣن أﺳﻬﻣﻲ وﻣدﺧراﺗﻲ ،ﻋﻧدﻣﺎ اﻧﻬﺎر ﺳوق اﻷوراق
٢١
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺑدأت أواﺟﻪ ﻣﺷﻛﻼت ﻣﺎدﯾﺔ ،واﻋﺗرف ﺑﺄﻧﻧﻲ
ﻛﺳﺑت أﻣواﻻً طﺎﺋﻠﺔ وﻟﻛن ﺻرﻓﺗﻬﺎ ..ﻷﻧﻧﻲ ﻛﻧت أﺗﺻرف ﻛﺄﺣد ﻧﺟوم اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ،اﻟذﯾن
ﯾﺑﻌﺛرون أﻣواﻟﻬم ﺑﺳﻬوﻟﺔ ..ﻓﻛﺎن ﻻ ﺑد أن أﻏﯾر أﺳﻠوب ﺣﯾﺎﺗﻲ ،وأﺗوﻗف ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻋن
اﻟﻣﻘﺎﻣرة« ،وﯾﺿﯾف أﯾﺿ ًﺎ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻏرام ﻧﺟﻣﺎت أﻓﻼﻣﻪ ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ،وﯾﺧص
٩
ﺑﺎﻟذﻛر ﺑﺎرﺑ ار ﺳﺗراﯾﺳﻧد وآﻓﺎ ﻏﺎردﻧر ٕواﻧﻐرﯾد ﺑرﻏﻣﺎن وأﻧوك إﯾﻣﯾﻪ.
وﯾﻘول ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻟﻌرﺑﯾﺔ» :ﯾﺎرﯾت اﻟواﺣد ﻛﺎن ﯾﺑﻘﻰ ﻓﯾﻪ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﯾﻐﯾر
ﻏﯾر ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧت رح
ﺣﯾﺎﺗﻪ ،ﻟﻸﺳف اﻟواﺣد ﻣﺎ ﯾﻘدر ﯾﻐﯾر ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻣﺎ ﯾﻘدرش ﯾﻌرف ﻟو ّ
ﺗﺑﻘﻰ أﺣﺳن أو أﺳوء ،ﯾﻌﻧﻲ أﻧﺎ اﻟﻧﻬﺎر دا أﻓﻛر ﻟو ﻣﺎ ﻛﻧﺗش ﻋﻣﻠت ﻟورﻧس اﻟﻌرب دﻩ
ﻛﻧت ﺳﻌﯾد أﻧﺎ ﻛﻧت ﻗﺎﻋد ﻓﻲ ﻣﺻر ،وأﺳﺗﺎذ وﻣﺗﺟوز وﺳﻌﯾد ﻓﻲ زواﺟﻲ ،ﻟﻣﺎ ﺳﺎﻓرت
وﺗﺷﻬرت ﻣﺎ ﻗدرﺗش ﺑﻘﺎ أرﺟﻊ أﻋﻣل أﻓﻼم ﻋرﺑﻲ ﺗﺎﻧﻲ ،ﻓدﺧﻠت ﻓﻲ ﺟو ﻣﺎ ﻛﻧﺗش
ﻣﻧﺗظرﻩ ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﻫووﻟﯾود وﻛدا وﺑﯾدﻓﻌوا ﻟﻲ ﻓﻠوس ﻛوﯾس ﻗوي ،واﻟواﺣد طﺑﻌﺎً اﻟﻠﻲ
ﯾﻣﺛل ﻛﻠﻣﺔ ﻫوﻟﯾود دي ﺗﻐرﯾﻪ ،ﻛل واﺣد ﯾﺣﻠم إﺣﻧﺎ ﻟﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﺻﻐﯾرﯾن ﻓﻲ ﻣﺻر ﻛﻧت
ﺑروح ﺳﯾﻧﻣﺎ ﻛل ﯾوم أﻧﺎ ﻧﻔﺳﻲ أﺑﻘﻰ زي دا ،ﻧﻔﺳﻲ أﺑﻘﻰ زي دﻩ ،ﻓﻠﻣﺎ ﺣﺻل إﻧﻲ ﺑﻘﯾت
زي دا ﻧﺳﯾت ﻧﻔﺳﻲ«.١٠
ﻛﻣﺎ أطﻠق "اﻟﺷرﯾف" ﻣﻔﺎﺟﺄة أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺣول ﻣواﻗﻔﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ
أﻋﻠن ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري أﻧﻪ
وأﺛﻧﺎء ﺗواﺟدﻩ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﻗﺑل ﺣواﻟﻲ 30ﻋﺎﻣﺎً ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻛﺎﻟﻣﺔ ﻫﺎﺗﻔﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﺎدات طﻠب
ﻣﻧﻪ ﻓﯾﻬﺎ أن ﯾﺣﺎول ﻣﻌرﻓﺔ وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺑﺷﺄن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺳﻔرﻩ إﻟﻰ "إﺳراﺋﯾل"
ﺗﻣﻬﯾداً ﻟﻌﻘد اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ .ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻧﻪ إﻻ أن ﺗوﺟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور إﻟﻰ اﻟﺳﻔﺎرة اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ
ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس وطﻠب ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺳﻔﯾر ﻷﻣر ﻋﺎﺟل ،وﺑﻌد اﺗﺻﺎل ﻓوري ﺑﺎﻟﻘﺎدة ﻓﻲ "إﺳراﺋﯾل"
ﺟﺎء اﻹﻋﻼن ﺑﺎﻟﺗرﺣﯾب اﻟﺷدﯾد ﺑﺎﻟﻔﻛرة.١١
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗف ،ﻫﺎﺟﻣت ﺑﻌض اﻟﺻﺣف اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻛرة ﺗوﻟﻲ ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف
رﺋﺎﺳﺔ ﻣﻬرﺟﺎن اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﺑدﻋوى أﻧﻪ ﺟﺎﻫز ﻟﻠﺗطﺑﯾﻊ ﻣﻊ "إﺳراﺋﯾل" وأﻧﻪ ظﻬر
ﻓﻲ ﻋدة أﻓﻼم ﺗﺳﻲء ﻟﻺﺳﻼم واﻟﻌرب ،وﻟﻛن اﻟﺷرﯾف ﻛﺎن ﯾرى دوﻣﺎً أن ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن
٩
اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 8 ،9719ﯾﻮﻟﯿﻮ 2005
ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻟﻌرﺑﯾﺔ 21 ،ﯾوﻧﯾو 2006 ١٠
١١
اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 18 ،10064ﯾﻮﻧﯿﻮ 2006
٢٢
اﻷدﯾﺎن ﺳﯾرﺳﺦ اﻟﺳﻼم واﻟﺣوار ﺑﯾن اﻟﺟﻣﯾﻊ ،وﻫو ﻣﺎ دﻋﺎ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ "اﻟﺳﯾد
إﺑراﻫﯾم وزﻫور اﻟﻘرآن" اﻟذي أﺧرﺟﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﻓراﻧﺳوا دﯾﺑرون" ﻋﺎم ،2003وﻟﻌب ﻓﯾﻪ
ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف دور ﺷﯾﺦ ﻣﺳﻠم ﯾﺗﺑﻧﻰ طﻔﻼً ﯾﻬودﯾﺎً ﯾﺗﯾﻣﺎً وﯾﻘدم ﻟﻪ ﺣﻠوﻻً ﺟﺎﻫزة ﻣن
اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻟﻛل ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺣﯾﺎة ،وﺣﺎز اﻟﺷرﯾف ﻋن ﻫذا اﻟدور ﺟﺎﺋزة ﺳﯾزر ﻓﻲ ﻓﺋﺔ
أﻓﺿل ﻣﻣﺛل .ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑﺎﻫﻰ اﻟﺷرﯾف ﺑﺄن اﺑﻧﻪ طﺎرق ﻗد ﺗزوج ﺛﻼث ﻣرات ﻣن ﯾﻬودﯾﺔ
وﻣﺳﯾﺣﯾﺔ وﻣﺳﻠﻣﺔ ،وأن ﻟدﯾﻪ ﺣﻔﯾدﯾن أﺣدﻫﻣﺎ ﻣﺳﻠم واﻵﺧر ﻋﻠﻰ دﯾن أﻣﻪ اﻟﺑوﻟﻧدﯾﺔ
اﻟﯾﻬودﯾﺔ.
ﯾﻌول ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣول ﻓﻲ أدوار اﻟﺷرﯾف اﻷﺧﯾرة ﻛﺛﯾ اًر،
ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎق ﻧﻔﺳﻪ ،ﻻ ّ
وﻣﻧﻬﺎ دور اﻟﻣﺗرﺟم اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣراﻓق ﻷﺣﻣد ﺑن ﻓﺿﻼن ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﻣﺣﺎرب "13
ﻣﺷرﻓﺔ،
) (1999وﻫو ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟﻧﺎدرة اﻟﺗﻲ أظﻬرت اﻟﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﺻورة ﺣﺿﺎرﯾﺔ ّ
ودور اﻟﻣﺻري اﻟﻣﺳﻠم اﻟذي ﯾﺿطر إﻟﻰ ﺗﻘﻣص ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻫرﺑﺎً ﻣن اﻧﺗﻘﺎم
اﻟﻣﺗطرﻓﯾن ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﺣﺳن وﻣرﻗص" ) (2008وﻫو اﻟﻔﯾﻠم اﻟذي واﺟﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘد
ﺣول ﺗﺳطﯾﺣﻪ ﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﯾش ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺻر .وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ﺣرص ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف ﻋﻠﻰ اﻟظﻬور ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻔﻧﺎن اﻟﻣﺗﺣرر واﻟﻣؤﻣن ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟﺣوار
ﺑﯾن اﻷدﯾﺎن ،ﯾﺷﯾر ﻧﻘﺎدﻩ إﻟﻰ اﻋﺗراﻓﻪ أﯾﺿﺎً ﺑﺄن دور "اﻟدوﻧﺟوان" ﻟم ﯾﻌد ُﯾﺳﻧد إﻟﯾﻪ إﻻ
ﻟﺗﺟﺎوزﻩ اﻟﺳن اﻟﻣﻧﺎﺳب! وﻟﻌل ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر ﻗﺑوﻟﻪ اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ ﺑﻠﻌب دور أﻣﯾر ﻋرﺑﻲ ﻓﻲ
واﺣد ﻣن أﻛﺛر اﻷﻓﻼم ﺗﺣﻘﯾ اًر ﻟﻠﻌرب واﻹﺳﻼم ،وﻫو ﻓﯾﻠم "ﻫﯾداﻟﻐو" ) (2004واﻟذي
أﻋﺎد إﻟﻰ اﻟذاﻛرة ﺣﻘﺑﺔ اﻟﻐﺑﺎء اﻟﻬوﻟﯾودي اﻟﻣﺑﻛر ﻓﻲ ﺗﺷوﯾﻪ اﻟﺷﻌوب وﺗزوﯾر ﺗﻘﺎﻟﯾدﻫﺎ
وﻣﻌﺗﻘداﺗﻬﺎ ،وﺳﯾﺄﺗﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﻻﺣﻘﺎً.
وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻫذﻩ اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻓﺎﻹﻧﺻﺎف ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻹﺷﺎدة ﺑﻘدرة ﺷﺎب ﻋرﺑﻲ ﻓﻲ
اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻋﻣرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﺑﺎر ﻧﺟوﻣﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ُﯾﺣﺳب ﻟﻪ
اﺣﺗﻔﺎظﻪ ﺑﺎﺳﻣﻪ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﻪ ﻟم ﯾوﻟد ﺑﻪ ،وﻫو ﻣوﻗف ﻟم ﯾﺟرؤ ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺣﻘﻘوا ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود إﻻ اﻟﻘﻠﯾل ﻗﯾﺎﺳﺎً إﻟﻰ ﻧﺟﺎح
ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف.
٢٣
ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟﻣﺳﯾرة
ﻋﻠﻰ ﺧطﻰ ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف ،اﻧطﻠق اﻟﺷﺎب اﻟﻣﺻري ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣن
ﺑورﺳﻌﯾد إﻟﻰ ﺑوﺳطن ﺛم ﻧﯾوﯾورك ﻟﯾﺣط رﺣﺎﻟﻪ أﺧﯾ اًر ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﻣﺣﻘﻘﺎً ﺣﻠﻣﻪ ﻓﻲ أن
ﯾﺻﺑﺢ ﺛﺎﻧﻲ ﻣﻣﺛل ﻣﺻري ﯾﻧﺿم إﻟﻰ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن.
ﻓﻲ إﺣدى ﺣﻠﻘﺎت ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻗﻧﺎة اﻟﺟزﯾرة وﺟﻪ ﻣﻘدم اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺳؤاﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺛل اﻷﻣرﯾﻛﻲ
اﻟﻣﺻري ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ ﺣول ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﻌرب ﻋن أي ﺗﺣﻔظ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗُﺳﻧد إﻟﯾﻪ أدوار
ﺗﺣدث
ﺑﺎﺧدش أي ﺣﺎﺟﺔ ﻛدﻩ ﻻزم أﻧﺎ أﻏﯾر" ،ﺛم ّﺳﻠﺑﯾﺔ ،ﻓﺄﺟﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻔور" :طﺑﻌﺎً ﻣﺎ ُ
ﻋن ﺿرورة ﺗﻐﯾﯾر ﻫوﻟﯾود ﻣن اﻟداﺧل وﻟﯾس ﻣن اﻟﺧﺎرج ،١٢وﻛﺎن ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻘﻧﻌﺎً ﺑﺣق،
إﻻ أن ﺑدرﯾﺔ ﻧﻔﺳﻪ اﻋﺗرف ﻓﻲ وﻗت ﺳﺎﺑق ﺑﺄن ﺑداﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﻣﻐﺎﯾر .ﻓﻔﻲ اﺗﺻﺎل ﻫﺎﺗﻔﻲ أﺟراﻩ اﻟﻛﺎﺗب اﻷﻣرﯾﻛﻲ " "Laurie Goodsteinﻣﻊ ﺑدرﯾﺔ
أﺛﻧﺎء وﻗوف ﻫذا اﻷﺧﯾر أﻣﺎم اﻟﻛﺎﻣﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟﻠﻌب دور ﻗﺎﺋد ﻋﺳﻛري ﻷﺣد أﺟﻧﺣﺔ
"ﺣزب ﷲ"؛ اﻋﺗرف ﺑدرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﺳﻬل ﻋﻠﯾﻪ إﯾﺟﺎد
أي ﻋﻣل ،ﻟذا ﻗرر إطﺎﻟﺔ ﻟﺣﯾﺗﻪ واﻟظﻬور ﺑﻣظﻬر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺳﯾﺊ ،وﻋﻧدﻫﺎ ﻟم ﯾﻌد ﯾﺟد
أي ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن ﻋدة أدوار ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻹرﻫﺎﺑﻲ ،ﺧﺎطف اﻟطﺎﺋرة،
ﺧﺎطف اﻟرﻫﺎﺋن أو اﻟﻣﺳﻠﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻣﺗطرف ،وﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻌﺑﺗﻪ ﻫو ﻟﺣﯾﺗﻪ
اﻟﺳوداء وﻟﻬﺟﺗﻪ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ اﻟﻐرﯾﺑﺔ .ﺛم ﯾﻧﻘل اﻟﻛﺎﺗب ﻋن ﺑدرﯾﺔ ﻗوﻟﻪ" :ﻟﻘد ﻟﻌﺑت ﻓﻲ
اﻟﻌﺎدة دور اﻟﺷﺧص اﻟﺳﯾﺊ ،اﻹرﻫﺎﺑﻲ أو ﺷﯾﺋﺎً ﻣﺷﺎﺑﻬﺎً".١٣
ﻗد ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﻫوﻟﯾود ﻟن ﺗﺗﺳﻊ إﻻ ﻟﻌرﺑﻲ واﺣد ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ أدوار ﻏﯾر ﻋرﺑﯾﺔ وأن
اﻟﺑﺎب أُﻏﻠق ﺧﻠف ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف* ،ﺣﺗﻰ ﻓﻲ وﺟﻪ ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ اﻟذي ﺗﺧرج ﻣن أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ
ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛوﻧﻪ وﺳﯾﻣﺎً -ﻛﻣﺎ ﯾﺻف ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ إﺣدى
اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت -ﻣﻣﺎ اﺿطرﻩ إﻟﻰ اﻟﻘﺑول ﺑﺎﻷدوار اﻟﺗﻲ ﺗﻛرس اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﻣن واﺷﻧطن" ،وﻛﺎن ﻋﻧوان اﻟﺣﻠﻘﺔ" :ﺻورة أﻣﯾرﻛﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم وﺻورة اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﻬوﻟﯾود" ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 8/7/2007 ١٢
١٣
http://www.100megspop2.com/presca/lauriegoodstein.htm
ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ھﻨﺎ ﺣﺼﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ أدوار ﻟﺸﺨﺼﯿﺎت ﻏﯿﺮ ﻋﺮﺑﯿﺔ ،وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ذات اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ اﻷھﻤﯿﺔ *
اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺮﯾﻒ ،وﻧﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻏﺴﺎن ﻣﺴﻌﻮد ﻓﻲ "ﻗﺮاﺻﻨﺔ اﻟﻜﺎرﯾﺒﻲ" وھﺎﻧﻲ ﻧﻌﯿﻤﺔ ﻓﻲ أدوار ﺛﺎﻧﻮﯾﺔ .واﻷﻣﺮ
ﯾﻜﺎد ﯾﻨﻄﺒﻖ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ ذوي اﻷﺻﻮل اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﺬﯾﻦ ﯾﺤﻤﻠﻮن اﻟﺠﻨﺴﯿﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻣﻨﺬ وﻻدﺗﮭﻢ وﯾﻌﻤﻠﻮن ﺑﺄﺳﻤﺎء ﻏﺮﺑﯿﺔ،
ﻓﺤﺘﻰ ﺟﺎﺋﺰة اﻷوﺳﻜﺎر ﻟﻢ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻠﻤﻤﺜﻞ "ف .ﻣﻮراي أﺑﺮاھﺎم" ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أدوار ﻣﮭﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺣﺼﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﺎم .1984
٢٤
ﻟﻠﻌرب واﻹﺳﻼم ،ﻓﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻷﻣر ﻫو ﻟﺣﯾﺔ ﺳوداء وﻣﻼﻣﺢ ﺷرق أوﺳطﯾﺔ وﻟﻛﻧﺔ
ﻣﺧدر" ﻟﻠﺿﻣﯾر ﻗد ﯾﺳﺗﻣر ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ!
إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻏرﯾﺑﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ "ﻛﺑﺳوﻟﺔ ّ
ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ،ﺣظﻲ ﺑدرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺑﺑﻌض اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺧﺎرج داﺋرة
اﻹرﻫﺎب ،ﺛم ﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺔ إﻧﺗﺎج ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﯾﻬدف ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
إﻟﻰ ﻛﺳر ﺗﻠك اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻔرﻏﺔ ،واﺳﺗﻐل ﺧﺑرﺗﻪ اﻟطوﯾﻠﺔ ﻹﻧﺗﺎج ﻓﯾﻠم " American
"Eastواﻟذي ﺷﺎرﻛﻪ ﻓﻲ ﺑطوﻟﺗﻪ اﻟﻣﻣﺛل "ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب" ،وﺗدور ﻗﺻﺗﻪ ﺣول ﻣﻌﺎﻧﺎة
ﻣﻣﺛل ﻣﺳﻠم )ﻋﻣر( ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل ﻓﻲ ﻫوﻟﯾودٕ ،واﺻرار اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻋﻠﻰ
ﺣﺷرﻩ ﻓﻲ داﺋرة ﻻ ﺗﺗﻌدى أدوار اﻟﻘﺎﺗل واﻹرﻫﺎﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾطرح اﻟﻔﯾﻠم إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺛﻼﺛﺔ أﺻدﻗﺎء ﻣن اﻟﺷﺑﺎب اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن :ﻣﺳﻠم ﻣﺻري وﻣﺳﯾﺣﻲ
ﻋراﻗﻲ وﯾﻬودي أﻣرﯾﻛﻲ ،وﯾﻘدم )ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ( رؤﯾﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗواﻓق واﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن
أﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟدﯾﺎﻧﺎت ،واﻟﺗﻲ رأى ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد دﻋوة ﻟﻠﺗطﺑﯾﻊ اﻟﺳﺎذج ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﻗﺻﺔ ﺣب ﺗدور ﺑﯾن ﺷﺎب أﻣرﯾﻛﻲ وﻓﺗﺎة ﻣﺳﻠﻣﺔ ،وﻣوﻗف أﻫل اﻟﻔﺗﺎة اﻟراﻓض ﻟﻬذﻩ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ،وﻟﻌﺑت ﻫذا اﻟدور اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ذات اﻷﺻل اﻹﯾراﻧﻲ "ﺳﺎرة ﺷﺎﻫﻲ" اﻟﺗﻲ ﯾﻌود
أﺻﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺳرة اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻓﻲ إﯾران ،واﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﻰ اﻟرﻓض ﻣن ﻗﺑل ﺑﻌض
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﯾن ﻓﻲ إﯾران ﺑﺳﺑب أدوارﻫﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺗﺷﻣﺔ.
وﻗﺑل أن ﻧﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻔﺎؤﻟﻧﺎ ﺑﺗﺣول ﺑدرﯾﺔ ﻋن ﻟﻌب اﻷدوار اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأ ﺑﻬﺎ ﻣﺳﯾرﺗﻪ
اﻟﻔﻧﯾﺔ ،ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻋﺎد ﻣﺟدداً إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ أﺣد أﻛﺛر اﻷﻓﻼم إﺳﺎءة وﺗﺣﻘﯾ اًر
ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻣوﻣﺎً وﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺧﺻوﺻﺎً وﻫو ﻓﯾﻠم "ﻻ ﺗﻌﺑث ﻣﻊ
زوﻫﺎن" ) (2008اﻟذي ﺳﻧﺗﺣدث ﻋﻧﻪ ﻻﺣﻘﺎً ،وﻧﺧﺷﻰ ﺑذﻟك أن ﯾﻛون ﺑدرﯾﺔ ﻗد ﺗراﺟﻊ
*
ﻋن أﻫداﻓﻪ اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ وﻋﺎد ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﻘطﺔ اﻟﺻﻔر!
ﯾﺒﺮر ﺑﺪرﯾﺔ ﺗﺠﺴﯿﺪه ﻟﮭﺬه اﻷدوار اﻟﻨﻤﻄﯿﺔ ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد ﺑﺄن اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ أﺧﺬت ﺻﻮرة اﻹرھﺎﺑﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ *
ً
اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ أﻓﻼم ﻋﺎدل إﻣﺎم! ..وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ھﺬا ﺻﺤﯿﺤﺎ وﻟﻜﻨﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻘﺒﻮل ،ﻓﺨﻄﺄ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﻻ ﯾﺒﺮر أي ﺧﻄﺄ آﺧﺮ،
وإذا ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻤﯿﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻗﻠﯿﻞ اﻟﺨﻄﻮرة ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد ﺣﯿﺚ
ﺗ ُﺴﮭﻞ ھﺬه اﻷﻓﻼم اﻟﻤﺆدﻟﺠﺔ ﻣﮭﻤﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺪﯾﺮون ﺣﺮوﺑﺎ ً ﺿﺪ "اﻹرھﺎب" ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ! ]ﺗﺼﺮﯾﺢ ﺑﺪرﯾﺔ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
ﻣﺤﻄﺎت ،ﻗﻨﺎة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ[2010-5-28 ،
٢٥
ﯾﺷﻛل اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾون ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف ﺷرﯾﺣﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﻟﻬﺎ
طور أﺑﻧﺎء ﻫذﻩ اﻟﺟﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﯾﻠﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث
ﻣﺷﻛﻼﺗﻬﺎ وﻗﺿﺎﯾﺎﻫﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻗد ّ
أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم اﻷورﺑﻲ ،وﻛﺎﻧت
اﻟﻔﻧون ﻋﻠﻰ ﺗﻧوع أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ إﺣدى اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن آراﺋﻬم وﻟﻔت اﻷﻧظﺎر
إﻟﻰ ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم.
وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟدراﻣﺎ ،ﺣﻘق اﻟﻣﻣﺛﻠون واﻟﻣﺧرﺟون اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻧﺟﺎﺣﺎً ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻓﻲ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﻛﺎن ﻟﻬم ﺣﺿور أﯾﺿﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﺳرح ،وﺑدرﺟﺔ أﻗل ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻔزﯾون .أﻣﺎ
اﻟﻧﺟﺎح اﻷﻛﺑر ﻓﻛﺎن ﻓﻲ ﺗﺟﺎوز ﺑﻌﺿﻬم ﺣدود ﻓرﻧﺳﺎ واﻻﻧطﻼق إﻟﻰ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ "ﻫوﻟﯾود" ،ﺳواء ﺑﺗﺻدﯾر أﻓﻼﻣﻬم إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج أو ﺑﻌﻣﻠﻬم ﻣﻊ ﺷرﻛﺎت إﻧﺗﺎج
ﻫوﻟﯾودﯾﺔ.
ﯾﺄﺗﻲ اﺳم "رﺷدي زم" " "Roschdy Zemﻓﻲ اﻟﺻدارة ،إذ ﻟﻌب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷدوار
ﻓﻲ أﻓﻼم ﻓرﻧﺳﯾﺔ ذات ﺷﻬرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣﺛل ﻓﯾﻠم "ﺷرﻛﺗﻲ اﻟﺻﻐﯾرة" " My Little
"Businessاﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﺎم 1999واﻟذي ﯾﻠﻌب ﻓﯾﻪ دور اﻟﻣدرب اﻟرﯾﺎﺿﻲ "ﺳﺎﻣﻲ"
وﺻدﯾق زوﺟﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدور ﺣوﻟﻬﺎ اﻟﻔﯾﻠم ،ﻛﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ ﻓﯾﻠم " Little
"Senegalاﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﺎم 2001ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻓﻲ دور اﻟﻣﻬﺎﺟر اﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ ﻧﯾوﯾورك
"ﻛرﯾم" اﻟذي ﯾﻘﯾم ﻓﻲ ﺣﻲ "ﻫﺎرﻟم" ذي اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺳوداء وﯾﻌﺎﻧﻲ ﺻﻌوﺑﺔ اﻻﻧدﻣﺎج،
واﻟﻔﯾﻠم ﻣن إﺧراج "رﺷﯾد ﺑو ﺷﺎرب".
ﻟدﯾﻧﺎ أﯾﺿﺎً اﻟﻣﻣﺛل "ﺳﺎﻣﻲ ﺑو ﻋﺟﯾﻠﺔ" اﻟذي ﺑدأ ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺟﺎﺣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،وظﻬر ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﺑﺎي ﺑﺎي" " "Bye-Byeﻣن إﻧﺗﺎج ﻋﺎم 1995واﻟذي
ﯾﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ ﺷﻘﯾﻘﯾن ﺗوﻧﺳﯾﯾن ﯾﻬﺎﺟران إﻟﻰ ﻣرﺳﯾﻠﯾﺎ ﻟﯾﻛﺗﺷﻔﺎ أﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
وﺳط أورﺑﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺷﺎرك أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﺣﺻﺎر" ﺳﻧﺔ 1998واﻟذي ُﯾﻌد ﻣن أﻛﺛر
اﻷﻓﻼم إﺳﺎءة ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﻣﺎ ﺳﯾﻣر ﻣﻌﻧﺎ ﻻﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب .أﻣﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻷوﻟﻰ
ﻟﻠﻣﻣﺛل اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣن أﺻل ﺟزاﺋري طﺎﻫر رﺣﯾم ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﻧﺑﻲ" ﻓﻘد ﺣﻘﻘت ﻣﻔﺎﺟﺄة
ﻛﺑرى ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ﺟﺎﺋزﺗﻲ أﻓﺿل ﻣﻣﺛل وأﻓﺿل ﻣﻣﺛل واﻋد ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ "ﺳﯾزار" اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
ﻋﺎم .2010
٢٦
أﻣﺎ اﻟﻣﻣﺛل "ﺳﺎﻣﻲ ﻧﺎﺻري" ﻓذاع ﺻﯾﺗﻪ ﺑﻌد ﻟﻌب دور اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺟزاء اﻟﺛﻼﺛﺔ
ﻟﻠﻔﯾﻠم اﻟﺷﻬﯾر "ﺗﺎﻛﺳﻲ" واﻟذي ﺗﺧطﻰ ﺣدود ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ .وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟﻣﻣﺛل
"زﯾن اﻟدﯾن ﺳواﻟم" اﻟذي ﺻﺎر اﺳﻣﻪ ﻣﻌروﻓﺎً ﻟدى ﻣﻌظم اﻟﺟﻣﻬور اﻷورﺑﻲ ،واﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻷﺳﻣﺎء اﻷﺧرى ﻣﺛل ﺟﻠﯾل ﻟﺳﺑﯾر ،أﻟﻛﺳﻧدر أرﻛﺎدي ،وﺟﺎد اﻟﻣﺎﻟﺢ.
وﻟﻌل أوﻓر اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﺣظًﺎ ﻫو "ﺳﻌﯾد طﻐﻣﺎوي" " "Saïd Taghmaouiواﻟذي
وﻟد ﺳﻧﺔ 1973ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻷﺑوﯾن ﻣﻬﺎﺟرﯾن ﻣن اﻟﻣﻐرب ،وﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻼﻛﻣﺔ ﻓﻲ
ﺻﻐرﻩ إﻟﻰ أن اﻛﺗﺷﻔﻪ اﻟﻣﺧرج "أوﻟﯾﻔﯾﯾﻪ دان" ﺳﻧﺔ 1994وﻗدﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ
"اﻹﺧوة" ﻓﻲ دور ﺷﺎب ﻣﻼﻛم ،ﻟﺗﻧﻬﺎل ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌدﻫﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷدوار ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﻟﻛن طﻣوﺣﻪ ﻛﺎن أﻛﺑر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺑدأ ﺑﺗﻌﻠم ﻟﻐﺎت أﺧرى وﺗﻠﻘﻰ دورات ﺗدرﯾﺑﯾﺔ
ﻓﻲ اﻷداء اﻟﻣﺳرﺣﻲ ،وﺟﺎءت ﻓرﺻﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻧﺣو اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1998ﻣﻊ اﻟﻔﯾﻠم
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ "اﻟﻐرﯾب اﻟﻘﺑﯾﺢ" " "Hideous Kinkyواﻟذي ﻟﻌب ﻓﯾﻪ دور اﻟﺑطوﻟﺔ إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب اﻟﻧﺟﻣﺔ "ﻛﯾت وﻧﺳﻠت" ،وﯾﺻﻧف اﻟﺑروﻓﺳور "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﺿﻣن
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ أظﻬرت اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺻورة إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌطﻲ اﻟﺷﺎب
اﻟﻣﻐرﺑﻲ "ﺑﻼل" ﻣﺛﺎﻻً راﺋﻌﺎً ﻟﻠرﺟل اﻟﻧﺑﯾل اﻟذي ﯾﻘدم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺳﯾدة أورﺑﯾﺔ ﻛﻲ ﺗﻌود
ﻣﻊ اﺑﻧﺗﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻟوطن دون ﻣﻘﺎﺑل.
وﻓﻲ ﻋﺎم 1999اﻧﺗﻘل طﻐﻣﺎوي إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ،وﻟﻌب دور اﻟﻛﺎﺑﺗن ﺳﻌﯾد ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"اﻟﻣﻠوك اﻟﺛﻼﺛﺔ" " "Three Kingsواﻟذي ﯾﺻﻧﻔﻪ "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" أﯾﺿﺎً ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ
أﻓﺿل اﻷﻓﻼم اﻟﻣﻧﺻﻔﺔ ﻟﻠﻌرب ،ﺣﯾث ﯾﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﺛﻼﺛﺔ ﺟﻧود أﻣرﯾﻛﯾﯾن ﯾﺣﺎوﻟون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﻧز ﻣن اﻟذﻫب ﻧﻬﺑﻪ اﻟﺟﯾش اﻟﻌراﻗﻲ
ﻣن اﻟﻛوﯾت ،وﯾرﻛز اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ ﻣﺄﺳﺎة اﻟﻌراﻗﯾﯾن وﺗﻧوع اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﻌﯾداً ﻋن
اﻟﺗﻧﻣﯾط اﻟذي اﻋﺗﺎدت ﻋﻠﯾﻪ ﻫوﻟﯾود.
وﻟﻛن طﻐﻣﺎوي ﻟم ﯾﺛﺑت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣوﻗف طوﯾﻼً ،ﻓﺳرﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﺿم إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ
اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﻻ ﯾرﻓﺿون اﻷدوار اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ،وأﺻﺑﺢ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب
ﻧﺷﺎطﺎً ،إذ ﻗدم ﻓﻲ ﻋﺎم 2000ﻟوﺣدﻩ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﻓﻼم ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﻓرﻧﺳﺎ واﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻣﺳﺗﻐﻼً ﺑﻧﯾﺗﻪ اﻟﺟﺳدﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ،وﺑﺷرﺗﻪ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟداﻛﻧﺔٕ ،واﺗﻘﺎﻧﻪ ﻷرﺑﻊ ﻟﻐﺎت
أورﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
٢٧
وﻧذﻛر ﻣن أﻋﻣﺎﻟﻪ ﻓﯾﻠم "ﻫﯾداﻟﻐو" ) (2004واﻟذي ﺟﺳد ﻓﯾﻪ دور اﻷﻣﯾر اﻟﺑدوي "اﺑن
اﻟرﯾﺢ" وﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟدور ﻣن ﺗﻧﻣﯾط وﺗﺣﻘﯾر ،ﺛم ﺟﺎء ﻓﯾﻠم "اﻟﺧﺑز اﻟﺣﺎﻓﻲ" -ﻣن
إﻧﺗﺎج ﺳﻧﺔ 2005ﻓﻲ إﯾطﺎﻟﯾﺎ -واﻟﻣﺄﺧوذ ﻋن رواﯾﺔ ﻣﺣﻣد ﺷﻛري اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻧﻔس
اﻻﺳم ،واﻟﺗﻲ أﺛﺎرت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟدل ﻣﻧذ ﺻدورﻫﺎ ﻟﻘﺻر اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب
اﻟﻣظﻠم ﻟﻣدﯾﻧﺔ طﻧﺟﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﻗﺿﻰ اﻟﻛﺎﺗب طﻔوﻟﺗﻪ ﻣﺷرداً ﻓﻲ ﺷوارﻋﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻋﺎم 2006ﻟﻌب طﻐﻣﺎوي ﻋدة أدوار ﻧﻣطﯾﺔ ﻣﺳﯾﺋﺔ ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ دور إرﻫﺎﺑﻲ
أﻣرﯾﻛﻲ ﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل "اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺋﻣﺔ" واﻟذي ﺳﻧﺗﺣدث ﻋﻧﻪ ﻻﺣﻘﺎً ،ﻛﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ
اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﺟﻬﺎد" ﻣﻣﺛﻼً ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺷﺎب ﻣﻐرﺑﻲ ﻓرﻧﺳﻲ ﯾﺳﺎﻓر إﻟﻰ اﻟﻌراق ﻣﻊ
اﺛﻧﯾن ﻣن أﺻدﻗﺎﺋﻪ ﻟﻘﺗﺎل اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ،وﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ "اﻷﺻﺎﺑﻊ اﻟﺧﻣﺳﺔ" ﯾﻠﻌب
دور ﻋﻣﯾل ﻣﻐرﺑﻲ ﻟﻼﺳﺗﺧﺑﺎرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﯾﺗظﺎﻫر ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺳﺎﻋد رﺋﯾس ﺧﻠﯾﺔ إرﻫﺎﺑﯾﺔ
ﻟﻺﯾﻘﺎع ﺑﺷﺎب ﻫوﻟﻧدي ﺣﺎﻗد ﻋﻠﻰ أﻣرﯾﻛﺎ ،وﻗد ﻧﺟﺢ طﻐﻣﺎوي ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾط ﻫذﻩ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻧﯾﻔﺔ ﻧﺟﺎﺣﺎً ﻣﻠﻔﺗﺎً.
أﻣﺎ أﻛﺛر ﻣﺷﺎرﻛﺎﺗﻪ إﺳﺎءة ﻓﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻹﯾطﺎﻟﻲ »ﯾﺎ ﻗدس« ""O Jerusalem
واﻟﻣﺄﺧوذ ﻋن رواﯾﺔ ﺻدرت ﻋﺎم 1972ﺑﻧﻔس اﻻﺳم ﻟﻠﻛﺎﺗﺑﯾن :اﻟﻔرﻧﺳﻲ »دوﻣﯾﻧﯾك
ﻻﺑﯾﯾر« واﻷﻣرﯾﻛﻲ »ﻻري ﻛوﻟﻧز« وﺣﻘﻘت ﻣﺑﯾﻌﺎت ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ 30ﻣﻠﯾون ﻧﺳﺧﺔ ،ﻋﻠﻣﺎً
ﺑﺄن ﻫذﯾن اﻟﻛﺎﺗﺑﯾن اﺷﺗرﻛﺎ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺛﻼث رواﯾﺎت أﺧرى ﻻ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺷﻲء
ﺳوى ﺗﺣﻘﯾر اﻟﻌرب ووﺻﻔﻬم ﺑﺎﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن ،وﻗد ﻧﺟﺣت ﻣﺳﺎﻋﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾط ﺻورة
اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺎرﻋت ﻗﻧﺎة CNNإﻟﻰ ﺗذﻛﯾر اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﻋﺷﯾﺔ أﺣداث 11
ﺳﺑﺗﻣﺑر ﺑرواﯾﺗﻬﻣﺎ »رﺟل اﻟﺧﯾل اﻟﺧﺎﻣس« اﻟﺗﻲ ﺻدرت ﻗﺑل ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎً وﺗﺧﯾﻠت
وﻗوع أﺣداث ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﯾﺎ ﻗدس" ﻓﻧﺟد ﺷﺎﺑﺎً ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺎً -ﺳﻌﯾد طﻐﻣﺎوي -ﯾﻌود ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة إﻟﻰ اﻟﻘدس ﺑﺣﺛﺎً ﻋن ﺣﻠم ﺑوطن اﺳﻣﻪ ﻓﻠﺳطﯾن ،وﯾﺗﻌرف إﻟﻰ ﺷﺎب "إﺳراﺋﯾﻠﻲ"
وﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺎﻫد
ﻟﯾﺻﺑﺣﺎ ﺻدﯾﻘﯾن ،ﺛم ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺗﺣول ﻫذﻩ اﻟﺻداﻗﺔ إﻟﻰ ﻋداءُ ،
ﻟﻠﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻟطرف اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﺟذور اﻟراﺳﺧﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷرض ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل
ﻋدم اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻷي ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬﺎ! ..وﯾﻌﺗﻘد ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد أن اﺷﺗراك ﺛﻣﺎن
ﺷرﻛﺎت ﻣن ﻋدة دول ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻓﯾﻠم ﺑﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ -أﻗل ﻣن 20ﻣﻠﯾون ﯾورو-
٢٨
ﻟﯾس إﻻ دﻟﯾﻼً ﻋﻠﻰ ﺳﻌﯾﻬﺎ ﻓﻘط ﻻﺳﺗرﺿﺎء اﻟﻠوﺑﻲ اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود وﻓﺗﺢ ﺑﺎب
اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎً وأﻧﻬﺎ روﺟت ﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺗزﻋم وﺟود ﻧﺟوم ﻛﺑﺎر
ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻔﻠﺢ ﺳوى ﻓﻲ ﺗﻛﻠﯾف ﻣﺧرج ﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻣﻐﻣور »إﯾﻠﻲ ﺷوراﻛﻲ«،
وﻣﻣﺛل أﻣرﯾﻛﻲ ﻣن اﻟﺻف اﻟراﺑﻊ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود »إﯾﺎن ﻫوﻟم« ،وﻣﻣﺛل ﻋرﺑﻲ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ
اﻟﺷﻬرة »ﺳﻌﯾد طﻐﻣﺎوي«!
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﻫذﻩ اﻷدوار ﻏﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،ﯾﺗﺑﺎﻫﻰ طﻐﻣﺎوي ﺑﺄﻧﻪ "ﻟم ﯾﺗﻧﺎول
اﻟﻣﺧدرات ﯾوﻣﺎً ،وﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾدﺧن اﻟﺳﺟﺎﺋر ،وﺑﺄﻧﻪ ﯾﻌﻣل وﯾﻛﺳب رزﻗﻪ ﺟﯾداً وﯾﻣﺎرس
ﻣﻬﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى" ..١٤وﻫو ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل إن ﻛﺎن اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻫﻧﺎ ﻫو
إﺧﻼص اﻟﻣﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ وأداء اﻟدور اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻪ ،وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻫذا
اﻟدور ﻣن أﻛﺎذﯾب وﺻور ﻧﻣطﯾﺔ ﺗﺣﻘر ﺷﻌوﺑﺎً ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺷﻌوب ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ
أﺟدادﻩ!
١٤
رﯾﻢ ﻋﺰﻣﻲ ،اﻷھﺮام اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﻌﺪد 5 ،328ﯾﻮﻟﯿﻮ 2003
٢٩
ﺑﻲ( ﻓﻲ ﺳﯾﻧﺳﯾ َﻧﺗﻲ" ) ،(1982-1978واﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ"ﻣن ﻫو اﻟﻣدﯾر؟" )-1984
،(1990وﺗﺟﺎوزت ﻣﺳﻠﺳﻼﺗﻪ اﻟﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرﯾن ﻣﺳﻠﺳﻼً ﻧﺎﺟﺣﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﻧوات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ،
وﻫﻲ ﻣوﺟﻬﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وﻻ ﺗﻣت ﺑﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﻣﺧرج وأﺻوﻟﻪ اﻟﻌرﻗﯾﺔ ،ﻟذا ظل ﻧﺟﺎﺣﻪ ﻫذا ﻣﺣدوداً ﺑﺗﺟرﺑﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
ﺗﺟرﺑﺔ أﺧرى ﻧﺎﺟﺣﺔ ﺗﻛررت ﻣﻊ اﻟﻣﺧرج اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ اﻟﺷﺎب ﻋﻣر ﻧﻌﯾم -ﻧﺟل اﻟﻔﻧﺎﻧﺔ
ﻧﺿﺎل اﻷﺷﻘر واﻹﻋﻼﻣﻲ ﻓؤاد ﻧﻌﯾم -واﻟذي أُﻋﺟب ﺑﻪ اﻟﻣﻧﺗﺞ "ﻧك وﺑﺳﺗر" وﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ
اﺟﺗﯾﺎز ﺑﻌض ﻋﻘﺑﺎت ﻫوﻟﯾود ،ﺣﯾث ﺗﻣﻛن ﻋﻣر ﻣن إﻗﻧﺎع ﺷرﻛﺔ "ﻟﯾون ﻏﯾت" ﺑﺈﻧﺗﺎج
ﻓﯾﻠﻣﻪ اﻷول " ،"Final Cutوﻛﺎﻧت اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة ﻋﻧدﻣﺎ واﻓق اﻟﻧﺟم اﻷوﺳﻛﺎري "روﺑن
وﯾﻠﯾﺎﻣز" ﻋﻠﻰ ﻟﻌب دور اﻟﺑطوﻟﺔ ﻣﻊ ﻣﺧرج ﻋرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن اﻟﻌﻣر.
ﯾﺣﻛﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻗﺻﺔ ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﺗدور ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺣول رﺟل ﯾﺗﺧﺻص ﻓﻲ إﻧﺗﺎج أﻓﻼم
ﻗﺻﯾرة ﻋن ﺣﯾﺎة اﻷﻣوات ﻣن ﺧﻼل اﻧﺗزاع رﻗﺎﻗﺔ ﺻﻐﯾرة ﺗزرع ﻓﻲ أدﻣﻐﺗﻬم ﻣﻧذ اﻟوﻻدة
وﺗﻘوم ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣﯾﺎﺗﻬم ﻛﻠﻬﺎ ﻟﯾﺗم اﻗﺗﺑﺎس اﻟﺻور اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﻣﻣﺎت
وﻋرﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم ﻗﺻﯾر أﺛﻧﺎء ﺗﺷﯾﯾﻊ اﻟﺟﻧﺎزة ،وﯾﻌﯾش ﻫذا اﻟرﺟل ﺻراﻋﺎً داﺧﻠﯾﺎً
ﻟﺗورطﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺎس ،واﻟﺗﻲ ﺗذﻛرﻩ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺑذﻛرﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ﻣﻧذ اﻟطﻔوﻟﺔ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻘﺻﺔ ﻻ ﺗﻣت إﻟﻰ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺻﻠﺔ ،ﻓﻘد ﺗﻌﻣد اﻟﻣﺧرج اﻟذي
ﻛﺗب اﻟﻘﺻﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ إﻗﺣﺎم ﺑﻌض اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﯾﻣﻧﺢ اﻟﻌرب اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺣق
اﻟظﻬور ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ.١٥
ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎق ﻧﻔﺳﻪ ،ﻧذﻛر أﯾﺿﺎً اﻟﻣﺧرج ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾم اﻟذي أﻧﺟز ﻓﯾﻠﻣﺎً أﻣرﯾﻛﯾﺎً ﺧﺎﻟﺻﺎً
ﯾﺿﻣﻧﻪ أي إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻌرب
ّ ﯾﺣﻣل اﺳم " "Sweet Landﻋﺎم 2006ودون أن
وﻗﺿﺎﯾﺎﻫم ،وﯾﺣﻛﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻗﺻﺔ ﻓﺗﺎة أﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﻬﺎﺟر إﻟﻰ أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ زﻣن اﻟﺣرب
دﺑرت ﻟﻬﺎ ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ زواﺟﺎً ﻣن ﺷﺎب أﻣرﯾﻛﻲ ﺑﺎﻟﻣراﺳﻠﺔ ،وﺗﻌﺎﻧﻲ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد أن ّ
اﻟﻔﺗﺎة ﻣن ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺗوﺟس اﻟﻣﻧﺗﺷرة آﻧذاك ﺣﯾﺎل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻟﻣﺎن ﺧﺷﯾﺔ ﻛوﻧﻬم ﺟواﺳﯾس
ﻟﻠﻧﺎزﯾﯾن ،وﻟﻔت اﻟﻔﯾﻠم أﻧظﺎر اﻟﻧﻘﺎد اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻹﺧراﺟﻪ اﻟﻣﺗﻣﯾز ،واﺳﺗﺣق ﺑذﻟك ﺟواﺋز
ﻋدﯾدة وﻣﻧﻬﺎ ﺟﺎﺋزة "ﺳﺑﯾرﯾت" ﻟﻸﻓﻼم اﻟﻣﺳﺗﻘﻠّﺔ.
١٥
http://main.mashy.com/index.pl/aractors?wid=1359&func=viewSubmission&sid=6618
٣٠
إزاء ﻫذا اﻟﻧﺟﺎح اﻟذي ﺣﻘﻘﻪ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﻣﺧرﺟﯾن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،ﻟم ﯾﺣﺎﻟف
اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺑﻌض اﻵﺧر وﺧﺻوﺻﺎً أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﺣﻣﻠوا ﻣﻌﻬم ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻬم إﻟﻰ
ﻫوﻟﯾود ،وﻗد ﻻ ﺗﻛون اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻬم ﺗﻠك ﻫﻲ اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﻋدم ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎح
اﻟﻣﻧﺷود ،إذ ﻻ ﺑد أن ﺗؤﺧذ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻔﻧﯾﺔ أﯾﺿﺎً ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر.
وﻧذﻛر ﻣن ﻫؤﻻء اﻟﻣﺧرج اﻟﻣﺻري ﻫﺷﺎم ﻋﯾﺳﺎوي اﻟذي اﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
ﻋﺎم 1990ﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺛم درس اﻹﺧراج وﻗدم أﻓﻼﻣﺎً وﺛﺎﺋﻘﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ "أﻧﻘذوا
أﺑو اﻟﻬول” .وﻓﻲ ﻋﺎم 2006أﺧرج ﻓﯾﻠم " "American Eastاﻟذي ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﻪ
ﺳﺎﺑﻘﺎً وﻫو ﻣن ﺑطوﻟﺔ ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب وﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺣﻘق ﻧﺟﺎﺣﺎً ﻛﺑﯾ اًر ﻓﻲ
أﻣرﯾﻛﺎ ،وظل ﺣﺑﯾس اﻟﻣﻬرﺟﺎﻧﺎت -ﻣﺛل ﺳﻧداﻧس واﻟﻘﺎﻫرة ودﺑﻲ -ﻣﻊ ﻋروض أﺧرى
ﻗﻠﯾﻠﺔ ،وﯾﻌزو ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد اﻟﺳﺑب إﻟﻰ ﺗواﺿﻊ ﻣﺳﺗوى اﻹﺧراج اﻟﻔﻧﻲ وﺗدﻧﻲ أداء
ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن.
ﺣﺳﺎن ﺑن ﺷﯾﺧﺔ ﻓﯾﻠﻣﻪ اﻟرواﺋﻲ "ﻣرﺣﺑﺎً إﻟﻰ ﻫوﻟﯾوود"ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ أﺧرج اﻟﻣﻐرﺑﻲ ّ
وﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ ﻗﺻﺔ ﺷﺎب ﻋرﺑﻲ ﯾﻬﺎﺟر إﻟﻰ أﻣﯾرﻛﺎ ﺣﺎﻣﻼً إﻟﯾﻬﺎ أﺣﻼﻣﻪ اﻟﻛﺑﯾرة ،وﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن اﻟﻧﺟﺎح اﻷوﻟﻲ اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻣن ﻋﻣل وﻣﺳﻛن وﺣب ،إﻻ أﻧﻪ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ
ﯾﺻطدم ﺑﻌدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺑط ﺑﻪ إﻟﻰ ﻗﻌر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻋﺎﺟ اًز ﻋن
ﺗﺣﻘﯾق أﺣﻼﻣﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻋن اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟوطن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﯾﺄﺗﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم
أﯾﺿﺎً ﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟﻬﺎ ﻣﺧرﺟون ﻋرب ﻟﺗﻘدﯾم وﺟﻬﺎت ﻧظرﻫم
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾﺎل أزﻣﺔ اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ،وﻟم ﯾﺣظ اﻟﻔﯾﻠم أﯾﺿﺎً
ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﻧﺗﺷﺎر.
ﺗﺿﺎف إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺗﻌﺛرة ﻣﺣﺎوﻟﺔ أﺧرى ﻛﺎن ﺳﯾﻛﺗب ﻟﻬﺎ اﻟﻧﺟﺎح ﻟوﻻ
اﺻطداﻣﻬﺎ ﺑﻌواﺋق ﻣن ﻧوع آﺧر ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻟﺣﺳﺑﺎن ،وﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣن ﻣﺧرج
ﺗوﻧﺳﻲ -ﻓرﻧﺳﻲ ﯾﺣﻣل ﺧﺑرة ﺟﯾدة ﻓﻲ اﻹﺧراج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ،إذ ﻧﺷرت ﺑﻌض اﻟﺻﺣف
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ﻟﻣﻬرﺟﺎن ﻛﺎن اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻋﺎم 2004ﻧﺑﺄ ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘد ﺟدﯾد
ﺑﯾن اﻟﻣﺧرج اﻟﺗوﻧﺳﻲ رﺿﺎ اﻟﺑﺎﻫﻲ واﻟﻧﺟم اﻷوﺳﻛﺎري "ﻣﺎرﻟون ﺑراﻧدو" ﺑطل اﻟﺟزء
اﻷول ﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ "اﻟﻌراب" اﻟﺷﻬﯾرة ،واﺣﺗﻔت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑﻬذا اﻟﺧﺑر اﻟذي زﻓﻪ إﻟﯾﻬﺎ
٣١
اﻟﺑﺎﻫﻲ ﻣﺷﻔوﻋﺎً ﺑﺎﻗﺗﻧﺎع ﺑراﻧدو اﻟﺗﺎم ﺑﻔﻛرة اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺗﻲ ﯾرى أﻧﻬﺎ ﺗداﻓﻊ ﻋن ﺣﻘوق
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻬﺿوﻣﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،إﻟﻰ درﺟﺔ اﻗﺗراﺣﻪ ﺑﺄن ُﯾﺧﺗﺗم اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺈرﺳﺎل ﺑطﻠﻪ
اﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ ﻏواﻧﺗﺎﻧﺎﻣو ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن إداﻧﺔ اﻟﻐطرﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ وﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﺑﺎﻫﻲ
ﺷﯾﺋﺎً ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ.
اﻟﻣؤﺳف ﻓﻲ اﻷﻣر أن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﻧﺷرت ﺑﻌدﻫﺎ ﻧﺑﺄ وﻓﺎة "ﺑراﻧدو"،
وﻛﺎﻧت ﺧﺳﺎرة ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن اﺳﺗﺑﺷروا ﺧﯾ اًر ﺑﻣواﻓﻘﺔ أول ﻧﺟم أﻣرﯾﻛﻲ
ﺑﻬذا اﻟﺣﺟم ﻋﻠﻰ ﻟﻌب دور ﯾﺧدم ﻗﺿﯾﺗﻬم وﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻣﺧرج ﻋرﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺻدﻣﺔ
ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻣﺧرج اﻟذي ﺑذل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟﻬد ﻓﻲ اﻹﻋداد ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑراﻧدو ﻧﻔﺳﻪ.
ﻣواﻗف ﺑراﻧدو اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎدرة ﻛﺎﻧت وﺣدﻫﺎ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗوﻗﻊ دﻋﻣﻪ اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾود ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻓﺎز ﺑﺎﻷوﺳﻛﺎر ﻋن دورﻩ ﻓﻲ "اﻟﻌراب" ﻋﺎم 1972أرﺳل ﻓﺗﺎة ﻣن
اﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣر ﻻﺳﺗﻼﻣﻬﺎ ﻣﺳﺗﻐﻼً اﻟﺣدث ﻟﻠﻔت أﻧظﺎر اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن إﻟﻰ ﺣﻘوق ﻫذﻩ
اﻷﻗﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﺔ .وﻧﻘل اﻟﻛﺎﺗب ﻣﺣﻣد رﺿﺎ -اﻟﻣﺷﺎرك ﻓﻲ إﻋداد ﻓﯾﻠم اﻟﺑﺎﻫﻲ -أن
ﺑراﻧدو ﻛﺎن ﻗد أﺧﺑر اﻟﺑﺎﻫﻲ ﻗﺑل ﻣوﺗﻪ ﺑﺄﺳﻔﻪ اﻟﺷدﯾد ﻋﻠﻰ دﻋﻣﻪ ﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ
ﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﯾﻬود ﻣن ﻣﺟﺎزر ﺳﯾﺎﺳﯾﺎً وﻣﺎدﯾﺎً وﻋﺎطﻔﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻟﻣﺎ ّ
ﺧﻼل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وأﻧﻪ أدرك ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﯾﻬودﯾﺔ واﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ -
اﻟﻣﺧﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن
ّ وﻫو أﻣر ﻧﺎد اًر ﻣﺎ ﯾﺣدث ﺑﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن -ﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ رأى
اﻟﻣﺷردون ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ،واﻣﺗﻧﻊ ﺑﻌدﻫﺎ ﻋن ﺗﺄﯾﯾد دوﻟﺔ ﺗﻔﻌل
ّ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون
ﺑﺎﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﻪ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﺑﻬم.١٦
ﻣرة زرت
ﺛم ﯾذﻛر ﺑراﻧدو ﻟﻠﺑﺎﻫﻲ ﻗﺻﺔ أﺧرى ﺗدﻋو ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎؤل ﻓﯾﻘول" :ذات ّ
اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ أي ﺷﻲء.
ﻫﻣﻲ اﻻﺧﺗﻼط اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎً أو ّ اﻟﻣﻐرب وﻧزﻟت ﻓﻲ دار ،ﻟم ﯾﻛن ّ
ﻛﺎن ﻛل ﺷﻲء ،ﻣﺗواﻓ اًر وﻛﻧت ﺧﻼل وﺟودي أﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﯾﺎة رﻏدة .ذات ﯾوم ﻟم أﺳﺗطﻊ
اﻟﻧوم ﻓﺑﻘﯾت ﺻﺎﺣﯾﺎً ﻟﺳﺎﻋﺔ ﻣﺗﺄﺧرة ﻣن اﻟﻠﯾل .ﻓﺟﺄة ﺳﻣﻌت ﺷﯾﺋﺎً ﻏرﯾﺑﺎً ﯾدﻟف ﻋﻠﻲ ﻣن
ّ
ﻛل ﺟﺎﻧب ...ﻛﺎن اﻷذان ،أذان اﻟﻔﺟر ،ﺻﻌدت ﺳطﺢ اﻟﻣﺑﻧﻰ ووﻗﻔت أﻧظر إﻟﻰ ﺗﻠك
اﻟﻣﺂذن وﻫﻲ ﺗطﻠق ﺗﻠك اﻷﺻوات اﻟﺗﻲ ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻧﺎس أن ﺗﺻﻠّﻲ ..ﺷﻌرت ﯾﺎ رﺿﺎ
ﺑﺧﺷوع ﻏرﯾب .ﻫذا اﻟﻣﺷﻬد وﻟﺣظﺎﺗﻪ ﻻ ﯾزال ﯾﺳري ﻓﻲ أوﺻﺎﻟﻲ ﺧﺷﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ" ،وﯾﻌﻠق
١٦
ﻣﺤﻤﺪ رﺿﺎ ،ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﺨﻠﯿﺞ28/10/2008 ،
٣٢
ﻣﺣﻣد رﺿﺎ ﺑﺎﻷﺳف ﻟﻌدم وﺟود ﻣن ﻛﺎن ﺳﯾﺗﻠﻘّف ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻟﯾرﺷدﻩ وﯾﻬدﯾﻪ
وﯾﻘوﻣﻪ.١٧
ّ
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻔﯾﻠم -اﻟذي ﻟم ﯾﻛﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣﺧطط ﻟﻪ -ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺣﻣل اﺳم
" "Brando, Brandoوﻫو ﯾﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ ﺷﺎب ﺗوﻧﺳﻲ ﯾﻬﺎﺟر إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
ﺳﻌﯾﺎً وراء اﻟﺣﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﻌد أن ﯾﻘﻧﻌﻪ أﺣد اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻋﺎﺑر ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺷﺑﻪ ﻓﻲ
ﻣﻼﻣﺣﻪ اﻟﻧﺟم اﻟﻣﻌروف "ﺑراﻧدو" ،ﻓﺗﻐﯾر ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺣﯾﺎة اﻟﺷﺎب وﯾﺣﻠم ﺑﺄن ﯾﺳﯾر
ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﺧطﺎ "ﺑراﻧدو" ،وﺗﺑدأ رﺣﻠﺔ اﻟﺳﻌﻲ اﻟﺷﺎﻗﺔ ﻟﻠﻘﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﻟﻛن اﻟﺣﻠم
ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﯾﺗﺑدد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻطدم اﻟﺷﺎب اﻟﺣﺎﻟم ﺑواﻗﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﺑﻌد أﺣداث
اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ،وﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻪ اﻟﺣﺎل ﻋﺎﻣﻼً ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣطﺎﻋم ،وﻗد ﯾذ ّﻛر
ﻣطﻠﻊ اﻟﻘﺻﺔ ﺑرواﯾﺔ "ﻋراﻗﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس" ﻟﻠﻛﺎﺗب اﻟﻌراﻗﻲ ﺻﻣوﺋﯾل ﺷﻣﻌون وﺑﻛل ﻣﺎ
ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺳﺧرﯾﺔ ﻣن اﻟواﻗﻊ.
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺑﺎﻫﻲ أﻋﺎد ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺳﯾﻧﺎرﯾو ﻓﯾﻠﻣﻪ ﺑﻌد ﺣذف اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ﺑراﻧدو ،وﺑدأ ﺗﺻوﯾرﻩ ﺑﻌد ﺳﻧﺗﯾن ﻣن ﺗوﻗﻔﻪ ،اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ﻣﻬرﺟﺎن ﻛﺎن اﻟﻔرﻧﺳﻲ
اﻟذي ﻛﺎن ﻗد ﺷﻬد إﻋﻼن ﻧﺑﺄ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن ﻗﺑل.
١٧
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
٣٣
ﺑﻘﯾﺔ أﺟزاء اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ .ﻛﻣﺎ أﻧﺗﺞ ﻗﺻﺎر أﻓﻼﻣﺎً ﺷﻬﯾرة أﺧرى ﻣﺛل ﻓﯾﻠم »ﻏرﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ«
ﻣن ﺑطوﻟﺔ "ﻣﺎﯾﻛل دوﻏﻼس" ،واﻟﻔﯾﻠم اﻟﺷﻬﯾر ﺑواﺑﺔ اﻟﻧﺟوم "ﺳﺗﺎر ﺟﯾت" ﻋﺎم ،1994
وﻗد رﺷﺢ ﻓﯾﻠﻣﻪ »ﺷﺎﺑﻠن« ﻟﺛﻼث ﺟواﺋز أوﺳﻛﺎر وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ أي ﻣﻧﻬﺎ.
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺈن ﻗﺻﺎر ﻻ ﯾﻌدو ﻛوﻧﻪ رﺟل أﻋﻣﺎل ﻧﺎﺟﺢ ﯾﺗﻘن
اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ أﻛﺛر اﻷﻓﻼم رﺑﺣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣن أﻏﻧﻰ ﻣﻧﺗﺟﻲ ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت واﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،وﻣﺎ زال ﻗﺻﺎر ﻣﺳﺗﻣ اًر ﺣﺗﻰ اﻵن ﻓﻲ إﻧﺗﺎج أﻓﻼﻣﻪ اﻟﺿﺧﻣﺔ
واﻟﻣرﺑﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗدور ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﺣول اﻟﻌﻧف واﻟﺟﻧس.
ال ﺣول ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾطﻣﺢ إﻟﻰوﻗد ﺻرح ﻗﺻﺎر ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ﺟواﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺳؤ ٍ
ّ
ﺗﻐﯾﯾر ﺻورة اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺣب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،وأﻧﻪ ﯾﺗﻣﻧﻰ ﻟو ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻓﻌل
ﺷﻲء ﻣن ﺧﻼل ﻓﯾﻠم وﻟﻛن اﻷﻣر ﻣﻌﻘد ﺟداً .١٨وﻟﻛن ﺗﺟرﺑﺔ ﻗﺻﺎر ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﺗؤﻛد
أن ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم ﺗﻔﻌل اﻟﻛﺛﯾر ،ﻓﻘد رﺳﺧت ﺳﻠﺳﻠﺔ "راﻣﺑو" ﺻو اًر ﻧﻣطﯾﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ﻟﻠﺟﻧدي اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻷﺳطوري اﻟذي ﯾﻘﺗل ﻛﺗﯾﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﯾدﯾﻪ اﻟﻌﺎرﯾﺗﯾن ،ﺣﺗﻰ
أﺻﺑﺣت ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم ﻣﺿرب اﻟﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺟﻬﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﺑﻌد أن اﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺧرج "ﺟﯾﻣس ﻛﺎﻣﯾرون" ﻣﻊ اﻟﻧﺟم "ﺷوارزﻧﯾﻐر" ﻓﻲ
أول أﻓﻼم ﺳﻠﺳﻠﺔ "اﻟﻣدﻣر" ﺗﺎﺑﻊ اﻻﺛﻧﺎن ﻋﻣﻠﻬﻣﺎ ﻹﻧﺟﺎز واﺣد ﻣن أﻛﺛر اﻷﻓﻼم إﺳﺎءة
واﻓﺗراء ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻫو ﻓﯾﻠم "أﻛﺎذﯾب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" .وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻧدد ﻓﯾﻪ
اﻟﻌرب ﺑﻬذﻩ اﻟوﻗﺎﺣﺔ ،اﺳﺗﻣر ﻗﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻫذا اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ﻹﻧﺗﺎج اﻷﺟزاء اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
ﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ "اﻟﻣدﻣر" ،ﻣﻧﺣﯾﺎً ﻣرة أﺧرى ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌﻛر ﻋﻠﯾﻪ ﺻﻔﺎء
ﻧﺷﺎطﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ،وﻟن ﯾﻣﻧﻌﻧﺎ ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻣن اﻹﺷﺎدة ﺑﻌﺑﻘرﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﻧﺎﺟﺢ.
ﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﻟدى أﺣد أﺻدﻗﺎء ﻗﺻﺎر وﻫو اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ "إﯾﻠﻲ ﺳﻣﺎﺣﺔ"،
واﻟذي ﺑدأ ﻣﺳﯾرﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻣن أﺳﻔل اﻟﺳﻠم ﻋﻧدﻣﺎ اﻧﺗﻘل ﻣن ﻧﯾوﯾورك إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ﻟﯾﺟرب
ﺣظﻪ ﻓﻲ أرض اﻷﺣﻼم ،وﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺣﺎرﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﻣﻠﻬﻰ ﻟﯾﻠﻲ ،ﺣﯾث
أﺗﯾﺣت ﻟﻪ ﻓرﺻﺔ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻟﻔﻧﻲ ،ﻓﺑدأ ﺑﻣواﻋدة
١٨
اﻟﺸﺮق اﻻوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 2 ،9013اﻏﺴﻄﺲ 2003
٣٤
إﺣدى ﻋﺎرﺿﺎت أزﯾﺎء اﻟﺗﻲ أﺗﺎﺣت ﻟﻪ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻋﺎﻟم اﻟﻔن ،ﺛم ﺗﻘدم ﻟﺧطﺑﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ
"ﺑروك ﺷﯾﻠدز" ،وﺗزوج ﺑﻌدﻫﺎ ﺑﻔﺗﺎة أﺧرى ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ اﻟطﺑﻘﺔ ذاﺗﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻟﻪ -
ﺣﺳب ﻗوﻟﻪ -ﺑﺎﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺛروات اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻧﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺷرﯾﺣﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس،
وﯾﺿﯾف ﻣﺻرﺣﺎً ﻷﺣد اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن" :وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻌﻧﻲ إﻟﻰ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻬﻧﺗﻲ ،اﻟﻣﺎل ﻛﺎن
ﻫدﻓﻲ اﻷول واﻷﺧﯾر وﻫو أﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻲ ،ﻟم أﺻﺑﺢ ﻣﻧﺗﺟﺎً ﻷﻧﻧﻲ أﺣب ﻫذﻩ
اﻟﻣﻬﻧﺔ ﺑﺎﻟذات ،ﺑل ﻷن ﻋﺎﻟم اﻷﻓﻼم وﻋﺎﻟم اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ أﺑدﯾﺎن ،وﻫﻣﺎ ﻣﺻدران ﻟﻠﻣﺎل ﻻ
ﯾﺷﺢ ﻣﻧﻬﻣﺎ"!١٩
ﻣﺛﺎل آﺧر ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻧﺟدﻩ ﺑوﺿوح أﻛﺑر ﻓﻲ ﺗﺟرﺑﺔ رﺟل اﻷﻋﻣﺎل
ﻋﻣﺎر ،واﻟذي أﺳس ﺳﻧﺔ 1975ﺷرﻛﺔ "ﻛﺎرﺗﺎﺟو" ﻟﻺﻧﺗﺎجواﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺗوﻧﺳﻲ طﺎرق ﺑن ّ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻟﻌدد ﻣن اﻷﻓﻼم اﻷوروﺑﯾﺔ
واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺻورت ﻓﻲ ﺗوﻧس ﻣﺛل "ﻏزاة اﻟﺗﺎﺑوت اﻟﻣﻔﻘود" و"ﺣﯾﺎة ﺑرﯾﺎن" ،وﻓﻲ
ﻋﺎم 1985أﺳس ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﻣﻊ ﺳﯾﻠﻔﯾو ﺑرﻟﺳﻛوﻧﻲ -اﻟذي أﺻﺑﺢ رﺋﯾس وزراء إﯾطﺎﻟﯾﺎ
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد -ﺷرﻛﺔ "ﻛﯾﻧﺗﺎ" ﻟﻺﻋﻼم ،وأدار ﺟوﻟﺔ ﻣﺎﯾﻛل ﺟﺎﻛﺳون اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ
1996و ،1998وﻫو ﯾﺳﯾطر اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ "ﻛﯾﻧﺗﺎ" اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺗوزﯾﻊ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ وﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺻوت واﻟﺻورة ،وﯾﻣﻠك %14ﻣن أﺳﻬم ﻗﻧﺎة "ﺑراز" اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ،
وﯾﺷﻐل ﻣﻧﺻب ﻋﺿو ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﻓﻲ ﺷرﻛﺗﻲ "ﻣﯾدﯾﺎﺳﺎت" و"ﻣﯾدﯾوﺑﺎﻧﻛﺎ" ﻓﻲ
إﯾطﺎﻟﯾﺎ ،وﻗد ﺷﺎرك ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﺧﻣﺳﯾن ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻋﺎﻟﻣﯾﺎً ﺧﻼل رﺑﻊ ﻗرن ،ﺗﺻل
ﻛﻠﻔﺗﻬﺎ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﻣﺋﺔ ﻣﻠﯾون دوﻻر.
وﻣن اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺟرﺑﺔ ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺗوﻟﯾﻪ ﻣﻬﻣﺔ ﺗوزﯾﻊ ﻓﯾﻠم "آﻻم
اﻟﻣﺳﯾﺢ" ﻟﻠﻣﺧرج "ﻣل ﻏﯾﺑﺳون" ﻓﻲ أورﺑﺎ ،واﻟذي ﻣﺎ زال ُﯾﺻﻧف ﻟدى اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ أﻗوى ﻓﯾﻠم ﺗﺑﺷﯾري ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ.
١٩
ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﺒﯿﺎن2008 /10 /26 ،
٣٥
ﻫذﻩ اﻟرؤﯾﺔ "اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم اﻟرﺑﺢ ﻋﻠﻰ أي اﻋﺗﺑﺎر آﺧر ﺗﺗﺟﻠﻰ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻧﺷﺎط
اﻟﻣﻠﯾوﻧﯾر اﻟﻣﺻري »ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﯾد« واﺑﻧﻪ اﻟراﺣل »دودي« واﻟﻠذان ﺣﻘﻘﺎ ﻣﻌﺎً ﻣﺎ ﻟم
ﯾﺣﻘﻘﻪ أي ﻋرﺑﻲ ﺣﺗﻰ اﻵن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷوﺳﻛﺎر .ﻓﻘد ﺷﺎرﻛﺎ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻓﯾﻠﻣﻲ »ﻋرﺑﺎت
ﻓرﺷﺢ اﻷول ﻟﺳﺑﻊ ﺟواﺋزاﻟﻧﺎر« ﻋﺎم ،1981و»ﺳﺎﺋق ﻣﺳز دﯾزي« ﻋﺎم ُ ،1999
ﻓرﺷﺢ ﻟﺗﺳﻊ ﺟواﺋز وﻓﺎز
وﻓﺎز ﺑﺄرﺑﻊ ﻣﻧﻬﺎ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ﺟﺎﺋزة أﻓﺿل ﻓﯾﻠم ،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ُ
ﺑﺄرﺑﻊ ﻣﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎً وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺟﺎﺋزة أﻓﺿل ﻓﯾﻠم .وﯾﺣﻛﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻷول »ﻋرﺑﺎت اﻟﻧﺎر«
ﻋداء ﯾﻬودي ﯾﻔوز ﺑﺎﻟﻣﯾداﻟﯾﺔ اﻟذﻫﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻷوﻟﻣﺑﯾﺎد ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻌﺷرﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ
ﻗﺻﺔ ّ
ﺷﻬدت ﺗﺻﺎﻋد اﻟطﻣوح اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻻﺳﺗﻌﺎدة "أرض اﻟﻣﯾﻌﺎد" ،إذ ﻧﺳﻣﻊ ﺑﻛل وﺿوح
ﻣدرﺑﻪ اﻟﯾﻬودي وﻫو ﯾﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔوز ﺑﻘوﻟﻪ» :ﻟﯾﺳت ﻟدﯾك أي ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗراﺟﻊ ..ﺗﻘدم
واﻓﻌﻠﻬﺎ ﻣن أﺟل إﺳراﺋﯾل ..وﻣﺎ دام اﻟﯾﻬود ﯾﺗﻣﯾزون ﺑﻛل ﻫذا اﻟﺛﺑﺎت ﻓﺈﻧﻲ أؤﻣن ﻓﻌﻼً
ﺑﺄﻧﻬم ﺷﻌب ﷲ اﻟﻣﺧﺗﺎر«! ..أﻣﺎ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺛﺎﻧﻲ »ﺳﺎﺋق ﻣﺳز دﯾزي« ﻓﺗدور ﻗﺻﺗﻪ ﺣول
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺣﻣﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن أرﻣﻠﺔ ﯾﻬودﯾﺔ "ﻣﺳز دﯾزي" ﻣﻊ ﺳﺎﺋﻘﻬﺎ اﻷﺳود،
وﺗﺟري ﻫذﻩ اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري ﻓﯾﻬﺎ
ﻣﺎ زال ﺳﺎﺋداً وﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ وﻻﯾﺎت اﻟﺟﻧوب اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺗﻲ ﺗدور ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺻﺔ ،ﺣﯾث
ﺗظﻬر اﻟﻣرأة اﻟﯾﻬودﯾﺔ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﻣﺛل اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﻣﺷﺎﻋر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺷﺑﻊ
ﺑﺎﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ.٢٠
ﻣن اﻟﻣؤﺳف إذن أن ﻧﻠﻣس ﻟدى اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﯾﻬود ﻛل اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺢ
ﺷﻌﺑﻬم وﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل ،وﺗﻌﺎوﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺿﻐط اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻧﺻراف ﺟواﺋز
اﻷوﺳﻛﺎر ﻟﻸﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻏﺎﯾﺗﻬم ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﻓﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن
اﻟﻌرب ﺑﺗﻐﯾﯾر أﺳﻣﺎﺋﻬم واﻻﻧﺳﻼخ ﻋن ﻫوﯾﺗﻬم ،ﺑل وﯾﺿﺧون ﻣﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات ﻟﺗﻣوﯾل
ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﺑﻐﯾﺿﺔ ﻟﻠﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﺳﻌﯾﺎً وراء اﻟرﺑﺢ!
*
اﺳﻤﮫ اﻷﺻﻠﻲ ﻋﻤﺎد اﻟﻔﺎﯾﺪ.
أﺣﻤﺪ رأﻓﺖ ﺑﮭﺠﺖ ،اﻟﻌﺮب 80 ..ﻋﺎﻣﺎ ً ﻣﻊ »اﻷوﺳﻜﺎر« ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﯾﻮﻟﯿﻮ 2008 ٢٠
٣٦
ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻛﺗل اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣﻛم ﻗﺑﺿﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫوﻟﯾود ،وأﻣﺎم اﻟﺗﺧﺎذل اﻟﻌرﺑﻲ
واﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻼﻫث وراء اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻟﻣﻊ اﺳم ﻋرﺑﻲ وﺣﯾد ﻓﻲ ﺳﻣﺎء ﻫوﻟﯾود
ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،وظل ﯾﻛﺎﻓﺢ وﺣﯾداً ﻣن أﺟل رﺳﺎﻟﺗﻪ ﺧﻣﺳﺔ وأرﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎً ﺣﺗﻰ
واﻓﺎﻩ اﻟﻘدر.
ُوﻟد اﻟﻣﺧرج واﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌﻘﺎد ﺳﻧﺔ 1935ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠب
اﻟﺳورﯾﺔ ،واﻧﺗﻘل ﻓﻲ ﺳن اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻋﺷرة إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻟدراﺳﺔ اﻹﺧراج
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﺑﻌد إﻗﻧﺎع واﻟدﻩ ﺑﺟدوى ﻫذﻩ اﻟﺧطوة اﻟﺟرﯾﺋﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻔﻠﺢ أﺣد ﻣﻣن ﺣوﻟﻪ
ﻓﻲ ﺛﻧﯾﻪ ﻋﻧﻬﺎ ،إذ ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺳﺑﻘﻪ أﺣد ﻣن اﻟﻌرب إﻟﻰ اﻗﺗﺣﺎم ﻫوﻟﯾود ﻣن ﺧﺎرج
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة.
ﺗﺧرج ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ UCLAﻋﺎم 1958وﺑدأ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ،ﻓرﻓﺿت ﺳﺑﻊ
اﺳﺗودﯾوﻫﺎت ﻛﺑرى ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺗوظﯾﻔﻪ ﻣﻣﺎ دﻓﻌﻪ ﻟﺗﺄﺟﯾل طﻣوﺣﻪ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ واﻟﻌﻣل ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻹﻋﻼم ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ.
ﻓﻲ ﻋﺎم 1962اﺳﺗطﺎع اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺑﺑداﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ أﺗﺎﺣت ﻟﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻛواﻟﯾس ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻣﻬّد ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1976إﻧﺗﺎج
ٕواﺧراج أول ﻓﯾﻠم ﻋرﺑﻲ ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻋن اﻹﺳﻼم ،وﻗدم ﻧﺳﺧﺗﯾن ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻣن
ﻓﯾﻠﻣﻪ اﻟﺷﻬﯾر "اﻟرﺳﺎﻟﺔ" ﻣﻊ ﺗﺑدﯾل أدوار اﻟﻧﺟوم ﺑﯾن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب وأﻣرﯾﻛﯾﯾن ،ﻣﺳﻧداً
ﺑطوﻟﺔ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ إﻟﻰ ﻛل ﻣن "أﻧﺗوﻧﻲ ﻛوﯾن" و"أﯾرﯾن ﺑﺎﺑﺎس" ،وﻟم ﯾﺧل اﻟﻌﻣل
ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت وأﻫﻣﻬﺎ اﻟرﻓض اﻟذي ﻟﻘﯾﻪ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن ﻗﺑل ﺑﻌض اﻟﺟﻬﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﻷﺳﺑﺎب ﺷرﻋﯾﺔ وﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،وﻟﻛن ذﻟك ﻟم ﯾﻣﻧﻊ اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺗﺻوﯾرﻩ وﻧﺟﺎﺣﻪ .وﻓﻲ ﻋﺎم
1981أﻧﺗﺞ وأﺧرج ﻓﯾﻠﻣﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ "أﺳد اﻟﺻﺣراء" ﺣول ﻗﺻﺔ ﻛﻔﺎح اﻟﺑطل اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻋﻣر
اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺿد اﻻﺣﺗﻼل اﻹﯾطﺎﻟﻲ ،واﻧﺿم ﻓﻲ ﺑطوﻟﺔ اﻟﻔﯾﻠم إﻟﻰ ﻛل ﻣن "ﻛوﯾن"
و"ﺑﺎﺑﺎس" اﻟﻧﺟم "أوﻟﯾﻔر رﯾد".
ﻻ ﻣﻧﻘطﻊ اﻟﻧظﯾر ﻟدى اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻣﺳﻠم ،إذ ﻛﺎﻧت اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ
ﻟﻘﻲ اﻟﻔﯾﻠﻣﺎن ﻗﺑو ً
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻰ ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺻص ﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺈﺧراج ﻋرﺑﻲ وﺑﺗﻘﻧﯾﺎت وﻧﺟوم ﻫوﻟﯾود ،وﻣﺎ زال
اﻟﻔﯾﻠﻣﺎن ﯾﺷﻛﻼن إرﺛﺎً ﺛﻘﺎﻓﯾﺎً ﻣﻬﻣﺎً ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺧﺻوﺻﺎً ﻣﻊ ﻋدم ﺗﻛرار ﻫذﻩ
٣٧
وﯾذﻛر أن أﺣداث ﺳﺑﺗﻣﺑر ﻋﺎم 2001أدت إﻟﻰ ﺗزاﯾد اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻐرﺑﻲاﻟﺗﺟرﺑﺔُ ،
ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻣﻣﺎ أﻋﺎد اﻻﻋﺗﺑﺎر إﻟﻰ ﻓﯾﻠم اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻛﻣﺻدر ﻣﻬم ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول اﻹﺳﻼم.
ظل اﻟﻌﻘﺎد ﯾﺑﺣث طوال ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﻋن ﻣﻣول ﻟﻔﯾﻠم ﻟم ُﯾﻧﺟز ﺣول ﻗﺻﺔ ﺻﻼح
ﻫم اﻹﺳﻼم
ﯾﺣﺿر ﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ أﺧرى ﺗﺣﻣل ّ
ّ اﻟدﯾن اﻷﯾوﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺷروع ﻓﯾﻠم ﯾﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ "ﺻﺑﯾﺣﺔ اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت اﻷﻧدﻟس،
وﻓﯾﻠم آﺧر ﯾدور ﺣول ﻗﺻﺔ اﻟﺑطل اﻟﺷﯾﺷﺎﻧﻲ "ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻣل" واﻟذي ﻧﺎﺿل ﺑﺿراوة ﺿد
اﻟﻘﯾﺎﺻرة اﻟروس دون أن ﯾﺳﻣﻊ ﻋﻧﻪ ﻣﻌظم اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻓﯾﻠم ﺛﺎﻟث ﯾﻌرض ﻗﺻﺔ اﻟﻣﻠك
اﻹﻧﺟﻠﯾزي اﻟذي أرﺳل ﻓﻲ ﻋﺎم 1213وﻓداً إﻟﻰ اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﻓﻲ ﻗرطﺑﺔ ﯾﻌرض
ﻋﻠﯾﻪ اﻋﺗﻧﺎﻗﻪ ﻟﻺﺳﻼم ﻫو وﺷﻌﺑﻪ ﻣﻊ دﻓﻊ اﻟﺟزﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل وﺿﻊ إﻧﺟﻠﺗ ار ﺗﺣت ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ،وﻟﻛن اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ طرد اﻟوﻓد اﻹﻧﺟﻠﯾزي ﻻﻋﺗﻘﺎدﻩ -ﺣﺳب اﻟرواة -ﺑﺄن اﻟﻣﻠك اﻟذي
ﻼ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ،وﻗد ﻧﺷرت ﺻﺣﯾﻔﺔ "اﻟﺻﺎﻧدي ﺗﺎﯾﻣز"
ﯾﺳﻠم ﺷﻌﺑﻪ إﻟﻰ ﻗوى أﺧرى ﻟﯾس أﻫ ً
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻌﺟﯾﺑﺔ.
اﻟﻣؤﺳف ﻓﻲ اﻷﻣر؛ وﺑﻌد أن ﺷرع اﻟﻌﻘﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﻔﯾﻠم ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟذي ﺗﺄﺟل
ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎً ورﺷﺢ ﻟﺑطوﻟﺗﻪ اﻟﻧﺟم "ﺷون ﻛوﻧري" ،ﻋﺎﺟﻠﻪ اﻟﻣوت ﻓﻲ اﻧﻔﺟﺎر ﻫز
اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ﻋﻣﺎن ﺳﻧﺔ 2005أﺛﻧﺎء ﺗواﺟدﻩ ﺑﺻﺣﺑﺔ اﺑﻧﺗﻪ ﻓﻲ أﺣد ﻓﻧﺎدﻗﻬﺎ.
ﻟﻘد ﺣﻘق اﻟﻌﻘﺎد ﺣﻠم اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺗﻣﺛﯾﻠﻬم ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وظل ﯾﺣﺎرب ﻟوﺣدﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان ﻷﻛﺛر ﻣن أرﺑﻌﺔ ﻋﻘود ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻣﻧذ أﯾﺎﻣﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود واﻟﺗﻲ ﻛﺷﻔت ﻋﻧﻬﺎ ﺷﻘﯾﻘﺗﻪ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻟﯾﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎد ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺣدﯾث ﻟوﻛﺎﻟﺔ "ﯾوﻧﺎﯾﺗد ﺑرس أﻧﺗرﻧﺎﺷوﻧﺎل" ﺑﺗﺎرﯾﺦ
2007-7-20ﻗﺎﻟت ﻓﯾﻪ" :ﻟﻘد ﺣﺎرﺑوﻩ ﻛﺛﯾ اًر ﻟدرﺟﺔ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﯾﺟد ﻣﻛﺎﻧﺎً ﻟﻌرض
أﻓﻼﻣﻪ ﺣﺗﻰ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺿط اًر ﻟﺷراء ﺻﺎﻟﺔ ﺳﯾﻧﻣﺎ ﻟﯾﻌرض أﻓﻼﻣﻪ" ،ﻛﻣﺎ ﺻرﺣت ﻓﻲ
اﻟﺣدﯾث ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺿﺎﯾﻘﺔ أﯾﺿﺎً ﻣن ﺟﻬﺎت ﻋرﺑﯾﺔ وأﺑدت ﺗﻌﺟﺑﻬﺎ ﻣن ﻫذﻩ
اﻟﻣواﻗف ﻏﯾر اﻟﻣﻔﻬوﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ دﻓﻌﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎد ﻛﺎﻧت ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ!
٣٨
ﻣن أﺟل ذﻟك ﺻرح اﻟﻌﻘﺎد ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋدم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ
ﻹﻧﺟﺎز أﻓﻼﻣﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق أﻫداﻓﻪ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﺿطر ﻹﻧﺗﺎج ﺳﻠﺳﻠﺔ أﻓﻼم اﻟرﻋب
"ﻫﺎﻟوﯾن" ﺑﺄﺟزاﺋﻬﺎ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،واﻧﺗﻘدﻩ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺑﻌض ﻣﻣن ﻟم ﯾﺟدوا ﻓﯾﻪ ﻣﺑر اًر
ﻣﻘﻧﻌﺎً ،وﺳواء ﻛﺎن اﻟرﺟل ﻣﺻﯾﺑﺎً أم ﻣﺧطﺋﺎً ﻓﺈن أﺣداً ﻟم ﯾﺷﻛك ﻓﻲ ﺻدق رﺳﺎﻟﺗﻪ.
ﯾﻘول اﻟﻌﻘﺎد ﻓﻲ ﻟﻘﺎء أﺟري ﻣﻌﻪ ﺑﻌد إﻧﺗﺎج ﻓﯾﻠم اﻟرﺳﺎﻟﺔ" :ﻟﻘد ﻋﻣﻠت اﻟﻔﯾﻠم ﻷﻧﻪ ﻛﺎن
ﻣوﺿوﻋﺎً ﺷﺧﺻﯾﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ،ﺷﻌرت ﺑواﺟﺑﻲ ﻛﻣﺳﻠم ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻐرب ﺑﺄن أﻗوم ﺑذﻛر
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋن اﻹﺳﻼم .إﻧﻪ دﯾن ﻟدﯾﻪ 700ﻣﻠﯾون ﺗﺎﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻫﻧﺎك ﻓﻘط اﻟﻘﻠﯾل
اﻟﻣﻌروف ﻋﻧﻪ ،ﻣﻣﺎ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ .ﻟﻘد رأﯾت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺑﺄن أﺧﺑر اﻟﻘﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺻل ﻫذا
اﻟﺟﺳر ،ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرة ،إﻟﻰ اﻟﻐرب".٢١
وﯾﻘول ﻓﻲ ﻟﻘﺎء آﺧر" :ﻛون اﺳﻣﻲ )ﻣﺻطﻔﻰ( ﻫذا وﺣدﻩ ﯾﺷﻛل ﺻﻌوﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻛﺎن
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻲ أن أﻏﯾرﻩ ﻷﻣﺎرس ﻋﻣﻠﻲ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻟﻛن ﻛﯾف أﻏﯾر اﺳﻣﻲ اﻟذي أورﺛﻧﻲ إﯾﺎﻩ
أﺑﻲ؟! ﻟﻘد ﻛﻧت وﻻ أزال ﻣﺗﺷﺑﺛﺎً ﺑﻪ ..وﺗﺎﺑﻌت ﻋﻣﻠﻲ ﺑﺈﺻرار وﻓرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾوود وﺧﺎرﺟﻬﺎ اﺣﺗرام اﺳﻣﻲ".٢٢
ﻣن أﺟل ﻫذا اﻟﻣواﻗف اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ وﻏﯾرﻫﺎ اﺳﺗﺣق اﻟﻌﻘﺎد ﻣﺎ ﻟﻘﯾﻪ ﻣن اﺣﺗﻔﺎء ﻋرﺑﻲ ٕواﺳﻼﻣﻲ
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،ﻓﺎﻟﺷﻌوب ﻻ ﺗﻌرف اﻟﻣداﻫﻧﺔ واﻟﻣﺟﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣق ﻋظﻣﺎﺋﻬﺎ ،وﻗد ﻻ ﻧﺑﺎﻟﻎ
ﻓﻲ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻌﻘﺎد -رﺣﻣﻪ ﷲ -ﻫو أﺣد اﻟرﺟﺎل اﻟﻘﻼﺋل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر اﻟذﯾن
ﯾﺷﻌر اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺟﻣﯾﻌﺎً ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺧﺻوﻧﻬم ،وذﻟك ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﻗﯾل ﻋن ﻋدم ﺗدﯾﻧﻪ
ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ .أﻣﺎ أﻫل ﻣدﯾﻧﺗﻪ ﺣﻠب ﻓﻘد ﻋﺑروا ﻋن ﺣزﻧﻬم ﻟﻔﻘدﻩ ﺑﻣواﻛب ﺣﺎﺷدة
ﻟﺗﺷﯾﯾﻊ ﺟﻧﺎزﺗﻪ ،وأطﻠﻘوا اﺳﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﺣد ﺷوارع اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﻋﻠﻰ أﺣد ﻣدرﺟﺎت ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﺎ،
ﻛﻣﺎ وﺿﻌوا ﻟﻪ ﻧﺻﺑﺎً ﺗذﻛﺎرﯾﺎً ﻋﻧد ﻣدﺧﻠﻬﺎ.
٣٩
ﻣﻊ اﻷﺳف ﻓﺈن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌرب ﻟم ﯾﺳﻣﻌوا ﺑﻌد ﺑﺎﺳم ﻫذا اﻟﺷﺎب اﻟﻧﺎﺟﺢ "ﺷﯾراز
ﺣﺳن" ،واﻟذي اﺳﺗﺣق ﺑﺟدارة ﺟﺎﺋزة اﻟﺣﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻹﺛﺑﺎﺗﻪ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود
ﺑدءاً ﻣن ﻧﻘطﺔ اﻟﺻﻔر .أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺛﯾر دﻫﺷﺗﻧﺎ ٕواﻋﺟﺎﺑﻧﺎ ﻣﻌﺎً ﻓﻬو ﺣرﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدم
اﻻﻧﺳﻼخ ﻋن ﻫوﯾﺗﻪ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺳب إﻋﺟﺎب اﻟطرﻓﯾن ﻣﻌﺎً :اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
ﻛﻠﻪ ،وﻋﻣﺎﻟﻘﺔ ﻫوﻟﯾود!
ﻧﺷﺄ اﻟﺷﺎب اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﻲ "ﺷﯾ ارز" ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ اﻟﻣﺗدﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،وﻟم ﯾﻛﻣل دراﺳﺗﻪ إﻟﻰ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ،إذ ﻓﻘد واﻟدﻩ وﻫو ﻓﻲ ﺳن اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷرة ﻣﻣﺎ اﺿطرﻩ إﻟﻰ إﻋﺎﻟﺔ
ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻣطﻌم اﻷﺳرة "ﺗﻧﺳﻠﺗﺎون ﻛﺎﻓﯾﻪ" ﻓﻲ وﺳط ﻟﻧدن ،وﻫو اﻟﻣطﻌم
ﺣوﻟﻪ ﺷﯾراز ﺑﺣﻧﻛﺗﻪ واﺟﺗﻬﺎدﻩ إﻟﻰ ﻣطﻌم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣدار
اﻟذي ﺑدأ ﻣﻘﻬﻰ ﺻﻐﯾ اًر ﺛم ّ
اﻟﺳﺎﻋﺔ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣطﻌم ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻛﺣوﻟﯾﺔ ﻓﻘد اﻛﺗﺳب ﻗﺑوﻻً
ﻟدى زﺑﺎﺋﻧﻪ اﻟﻣﺧﻠﺻﯾن ﻟﺑﺷﺎﺷﺔ ﻣدﯾرﻩ "ﺷﯾراز" وﻛﻔﺎءة ﻣوظﻔﯾﻪ وﺟودة ﺧدﻣﺎﺗﻪ.
ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ ﻋﺎم ،2003وﺑﻌد أن اطﻣﺋن ﺷﯾراز ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﻣطﻌم وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻟﺔ
اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،اﻧطﻠق إﻟﻰ ﻟوس أﻧﺟﻠوس وﻟﯾس ﻓﻲ ﺟﻌﺑﺗﻪ ﺳوى أﻟﻔﻲ ﺟﻧﯾﻪ إﺳﺗرﻟﯾﻧﻲ ﻣﻊ ﺣﻠم
ﻣﺗواﺿﻊ ﺑﻔﺗﺢ دﻛﺎن ﺻﻐﯾر ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺣﻠﯾب اﻟﻣﺧﻔوق »ﻣﯾﻠك ﺷﯾك« ،وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺿﺧم
اﻟﺣﻠم ﻟﯾﺻﺑﺢ ﺷﯾراز ﺑﻌد ﺳﻧﺔ وﻧﺻف ﻧﺟﻣﺎً ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺎً ﻋﺎﻟﻣﯾﺎً.
ﻻﺣظ ﺷﯾراز ﻓﻲ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻧﻘﺻﺎً ﻓﻲ اﻟﺗواﺻل ﺑﯾن اﻟﺷرق واﻟﻐرب ،ﻓﻘرر
إﻧﺗﺎج ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺑوﻟﯾود اﻟﻬﻧدﯾﺔ وﻫوﻟﯾود ،وﻋرض اﻟﻔﻛرة ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺔ
وﻛﻠف ﺑﺗﻔﻧﯾذ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻣﻠك
»ﺑﻲ ﻓور ﯾو« ﻓﺄﻋﺟﺑوا ﺑﻬﺎ ُ
اﻟﻣﺎل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺣﺗﻰ ﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ﻣﻌدات اﻟﺗﺻوﯾر ،ﻓﻌﺎد إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود وﺷﻌر ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ورطﺔ
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﻪ ظل ﯾﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﷲ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﺷﻌﺎر ﻫوﻟﯾود اﻟﺷﻬﯾر ﻣﻣﺎ أﺛﺎر ﻓﺿول
اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ "ﻣﺎﯾﻛل ﻟﯾﻔﻲ" اﻟذي اﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﻗﺻﺗﻪ وﻗدﻣﻪ إﻟﻰ "روﻧﺎﻟد ﺑﯾرﻛﻧز"
ﻣؤﺳس "وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن اﻟﻣﺑدﻋﯾن" ،وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﻓُﺗﺣت ﻟﻪ اﻷﺑواب وﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺻوﯾر
اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻊ ﻛﺑﺎر ﻧﺟوم ﻫوﻟﯾود ﻣﺛل "إدي ﻣﯾرﻓﻲ"" ،روﺑرت دي ﻧﯾرو"" ،آﺷﻠﻲ
ﺟود" و"ﺑن آﻓﻠك" ،وﻛﺎﻧت ﻣﺟرد ﺧطوة أوﻟﻰ ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﻧﺟﺎح اﻟذي ﺣﻘﻘﻪ ﺑرﻧﺎﻣﺟﻪ
اﻟﺷﻬﯾر " ،"Tinseltown TVواﻟذي ﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣرﺑﺣﺔ ﺗﺳﺗﻘطب
٤٠
اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ﻣن ﻋدة ﻗﺎرات ،ﺛم ﺗوﻟﻰ ﺷﯾراز ﻣﻬﻣﺔ إﻧﺗﺎج ﺑرﻧﺎﻣﺟﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ وأﺻﺑﺢ ﻣﻠﯾوﻧﯾ اًر
ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن اﻟﻌﻣر.٢٣
ﺗﻣﯾز ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺷﯾراز ﺑﻣﺳﺣﺗﻪ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود وﺗﺟﻧب اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺎﻓﻬﺔ
ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟوم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ
ﺣﯾﺎﺗﻬم وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻧﺟﺢ ﺑذﻛﺎﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﺎذ إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟروﺣﻲ ﺑﺄﺳﺋﻠﺗﻪ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻣﺛل :ﻣﺎذا
ﺗﻔﻌل ﻟﻛﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺗوازﻧﺎً وﺳط إرﻫﺎق اﻟﻌﻣل وأﺿواء اﻟﻧﺟوﻣﯾﺔ؟ وﺗﺗﻔﺎوت اﻷﺟوﺑﺔ ﺑﯾن
اﻻرﺗﺑﺎك واﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎ وﻓﻌل اﻟﺧﯾر واﻟﻬواﯾﺎت اﻟﻣﻔﯾدة ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻛﺷف ﻟﻠﻣﺷﺎﻫدﯾن ﺧواء
ﻌري ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫوﻟﯾود ذات اﻟﺑرﯾق اﻟﻣﺻطﻧﻊ ،وﺗﺑرﻫن
ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺟوم اﻟﻣﻐرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﺗُ ّ
ﻋﻠﻰ أن ﺑﺳﺎطﺔ ٕواﺧﻼص ﻫذا اﻟﺷﺎب اﻟﻣﺳﻠم ﻗد أﻛﺳﺑﺎﻩ ﻗﻠوب ﺧﻣﺳﻣﺋﺔ ﻣﻠﯾون ﻣﺷﺎﻫد
ﺣول اﻟﻌﺎﻟم ،ﻣﻣن اﻟﺗﻔوا ﻣﻊ أﺳرﻫم وأطﻔﺎﻟﻬم ﺣول اﻟﺷﺎﺷﺎت ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺧطﺎب إﻋﻼﻣﻲ
ﺧﺎرج ﻋن اﻟﻣﺄﻟوف ،ﯾﻼﻣس ﻗﻠوﺑﻬم وﻋﻘوﻟﻬم ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺑﺳطﺔ وﺑﺄﺳﻠوب ﺑﺻري ﻣﺑﻬر
وﻋﺎﻟﻲ اﻻﺣﺗراﻓﯾﺔ.
ﻧﺟﺎح ﺷﯾراز ﻟم ﯾﺗوﻗف ﻋﻧد ﺣدود اﻟﻌﻣل ﻛﻣذﯾﻊ وﻣﻧﺗﺞ ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ،ﻓﻬو ﯾدﯾر
اﻟﯾوم إﻣﺑراطورﯾﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ ذات اﻣﺗداد ﻋﺎﻟﻣﻲ ،ﻓﻔﻲ ﯾوﻟﯾو 2005أطﻠق ﺷﯾراز ﺷﺑﻛﺔ
www.Hollywood.tvﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗرﻧت واﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺧﻼل أﻗل ﻣن ﻋﺎم واﺣد
أﻗوى ﺷرﻛﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﺄﺧﺑﺎر اﻟﻧﺟوم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،وﺗﻌد ﻣرﺟﻌﺎً رﺋﯾﺳﺎً
ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻊ اﺷﺗﻬﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻻﺑﺗﻌﺎد ﻣﺎ أﻣﻛن ﻋن اﻟﻔﺿﺎﺋﺢ،
وﻫﻲ اﻟﯾوم ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻘدر ﺑﻣﻠﯾﺎرات اﻟدوﻻرات .وﻓﻲ ﻋﺎم 2008اﻓﺗﺗﺢ ﺷﯾراز
ﻣﻘﻬﻰ ﺟدﯾداً ﻓﻲ ﻟوس أﻧﺟﻠوس ﯾﺣﻣل اﺳم "ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺣﻠﯾب اﻟﻣﺧﻔوق" ﻛﺎﻣﺗداد ﻟﻣﻘﻬﻰ
"ﺗﻧﻠﺳﺗﺎون" اﻟذي اﻧطﻠق ﻣﻧﻪ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻪ ﺗذوق ﻧﻛﻬﺎت اﻟﺣﻠﯾب ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻟﻧﺟوم،
وﺟﻣﯾﻊ ﻣﺷروﺑﺎﺗﻪ طﺑﻌﺎً ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﺣول ،وﺳﯾﺻﺑﺢ أﯾﺿﺎً اﺳﻣﺎً ﺗﺟﺎرﯾﺎً ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ٍ
ﻣﻘﺎﻩ
ﺗﻣﺗد ﻓروﻋﻬﺎ إﻟﻰ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم .وﻓﻲ ﻋﺎم 2010أﺿﺎف ﺷﯾراز إﻟﻰ إﻣﺑراطورﯾﺗﻪ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣواﻗﻊ ﻛﺑرى ﯾﺗﺧﺻص أﺣدﻫﺎ ﻓﻲ أﺧﺑﺎر اﻟرﯾﺎﺿﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘدم اﻷﺧرﯾﺎن ﻛﻼً ﻣن
إﻣﺎرﺗﻲ دﺑﻲ وأﺑو ظﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم.
٢٣
اﻟﻤﮭﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب ،اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 13 ،9390أﻏﺴﻄﺲ 2004
٤١
وﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﺎدة اﻟﻧﺟوم ،ﯾﺧﺻص ﺷﯾراز ﺟزًء ﻣن ﻧﺷﺎطﻪ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺗطوﻋﻲ ،ﻟذا
اﺧﺗﺎرﺗﻪ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺳﻔﯾ اًر ﻋﺎﻟﻣﯾﺎً ﻟﻠﺷﺑﺎب ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﻣﻣﺛﻼً ﺧﺎﺻﺎً
ﻷﺻدﻗﺎء اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة .ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺣق ﻋﺷرات اﻟﺟواﺋز واﻷﻟﻘﺎب وﺷﻬﺎدات اﻟﺛﻧﺎء ﻣن
ﻣﺳؤوﻟﯾن وﻧﺟوم أﻣرﯾﻛﯾﯾن وﻋﺎﻟﻣﯾﯾن ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻟﻘب "ﺳﻔﯾر اﻟﺷرق اﻷوﺳط إﻟﻰ
ﻫوﻟﯾود" ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ دﺑﻲ اﻟﻌﺎم ﺳﻧﺔ ،2004و"ﺳﻔﯾر ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ
ﺑوﻟﯾود" ﻓﻲ ﺣﻔل اﻷوﺳﻛﺎر اﻟﻬﻧدي ﺳﻧﺔ .2005وﻗد أطﻠق ﺷﯾراز ﺳﯾرﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ
ﻋﺎم 2006ﺑﺻﻔﺗﻪ "اﻟﺣﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﺳﻠم" ،واﻟﺗﻲ ﻛﺳﺑت أﯾﺿﺎً اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺟواﺋز.٢٤
ﺧﻠو ﺗﺟرﺑﺔ ﺷﯾراز ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت وﺣرص اﻟﺟﻬﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ً
واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻧﻣوذﺟﺎً ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ "اﻟﻣﻌﺗدل" وﻓﻘﺎً ﻟﺷروطﻬﺎ،
ﻓﺈﻧﻪ أﺛﺑت ﻣرة أﺧرى ﻗدرة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وأن ﺗﻘدﯾم ﺑﻌض
اﻟﺗﻧﺎزﻻت ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻻﻧﺳﻼخ ﻋن اﻟﻬوﯾﺔ أو اﻟﻌﻣل ﻷﺟل اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺎدي اﻟﺑﺣت،
وﯾﻘول ﺷﯾراز إن ﻛﺛﯾ اًر ﻣﻣن ﻗﺎﺑﻠوﻩ ﻛﺎﻧوا ﯾﻘوﻟون إن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘﻘوا ﻧﺟﺎﺣﺎً
ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،ﻟﻛﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺻر ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻔﻪ وﻻ ﯾﺧﺟل ﻣن اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ دﯾﻧﻪ.٢٥
وﺑﻬذﻩ اﻟﺛﻘﺔ واﻟﻌزﯾﻣﺔ واﻹﯾﻣﺎن؛ اﺳﺗﺣق ﺷﯾراز ﺟﺎﺋزة »اﻟﺣﻠم اﻷﻣﯾرﻛﻲ« اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ
ﺳﻧوﯾﺎً ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت اﻟﻛﺑرى ،وﻗد ﻓﺎﺟﺄ ﺟﻣﻬور اﻟﺣﻔل ﻋﻧدﻣﺎ ﺻﻌد إﻟﻰ اﻟﻣﺳرح
ﻻﺳﺗﻼم ﺟﺎﺋزﺗﻪ ﻣﺻطﺣﺑﺎً واﻟدﺗﻪ اﻟﻣﺣﺟﺑﺔ ،وﻗﺎل وﺳط ﺗﺻﻔﯾﻘﻬم اﻟﺣﺎر» :اﺳﻣﺣوا ﻟﻲ
أن أﻗدم ﻫذﻩ اﻟﺟﺎﺋزة إﻟﻰ واﻟدﺗﻲ ﻓﻘد وﻋدﺗﻬﺎ ﺑذﻟك ﻣن ﻗﺑل ،وﻟﺗﻌﻠﻣوا أﻧﻲ ﻟم أﻧﻠﻬﺎ إﻻ
ﻷﻧﻲ ﻗﻣت ﺑﺳﺑﻊ ﻋﻣرات وﺣﺟﺔ واﺣدة ،دﻋوت ﻓﯾﻬﺎ ﷲ ﻟﯾﺣﻘق ﻣﺎ أﺗﻣﻧﻰ«.٢٦
٢٤
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺸﯿﺮاز ﺣﺴﻦ www.sheeraz.com
٢٥
ﺷﯿﺮاز ﯾﺪﻋﻮ ﻟﺪﻋﻢ ﺳﺘﻮدﯾﻮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد ،اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 13 ،9390أﻏﺴﻄﺲ 2004
٢٦
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ
٤٢
ﺣﻠﻘﺔ اﻹرﻫﺎب اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ
ﻛﻣﺎ ﻣر ﻣﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ،ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻛرﯾﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻌﻘل اﻟﺑﺷري أن ﯾﺗﺧﯾﻠﻬﺎ ﻗد ﻋﻣل أﺑﺎطرة ﻫوﻟﯾود ﻋﻠﻰ إﻟﺻﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن،
ﻓﻌﻠﻰ اﻣﺗداد اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن -اﻟذي ﺷﻬد ﻣوﻟد اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻪ -ﻛﺎﻧت ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن
اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻣﺷﯾﻧﺔ ﺗُﻘدم ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ طﺑﺎع أﺻﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﻫؤﻻء اﻟﺑﺷر ،وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺧﻠف،
اﻟﺑداوة ،اﻟﺟﻬل ،اﻟﻘذارة ،اﻟﻘﺑﺢ ،اﻟﺷﻬواﻧﯾﺔ ،اﻟطﻣﻊ ،واﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ،وﻛﺎن آﺧر ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺎت
ﺑرو اًز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ وأﻛﺛرﻫﺎ ﺗﺣﻘﯾ اًر وﺑﺷﺎﻋﺔ ﻫو ذﻟك اﻟﻣﯾل اﻟﻔطري إﻟﻰ اﻟﻌﻧف واﻟﻘﺗل
واﻟﺗدﻣﯾر ،أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻣﺟﺎ اًز ﺑﺎﻹرﻫﺎب ،وﻗد ﺑدأت ﻫذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻘﺑﯾﺣﺔ ﺑﺎﻟظﻬور
اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ واﻟﻣدروس ﻣﻊ ﺑدأ اﻟﺻراع اﻟﻌرﺑﻲ -اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺣوﻟت ﻫوﻟﯾود ﺑﻛل
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن إﻟﻰ ﺑوق دﻋﺎﺋﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ "إﺳراﺋﯾل" ،وﺗﺟﺳدت ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎﯾﺔ
ﻓﻲ أﻓﻼم ﻣن ﻗﺑﯾل " "Cast a giant shadowاﻟذي أﻧﺗﺞ ﻗﺑل ﻧﻛﺳﺔ 1967ﺑﺳﻧﺔ
واﺣدة ،وﻟﻌب ﻓﯾﻪ اﻟﯾﻬودي "ﻛﯾرك دوﻏﻼس" دور ﺿﺎﺑط أﻣرﯾﻛﻲ ﯾذﻫب ﻟﻣﺳﺎﻋدة
إﺳراﺋﯾل ﻓﻲ اﻟﺣرب ﺿد اﻟﻌرب ،وﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻷﻓﻼم اﻟدﻋﺎﺋﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻛﻼم اﻟذي
ﯾﺗﻔوﻩ ﺑﻪ "دوﻏﻼس" ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺧﺗﻠف ﻋن أي ﺑﯾﺎن ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻘﺎدة "إﺳراﺋﯾل" ،إذ ﯾﻘول ﻓﻲ
أﺣد اﻟﻣﺷﺎﻫد وﺑﺣﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ" :إﻧﻬﺎ دوﻟﺔ ﺗﺣﯾط ﺑﻬﺎ ﺧﻣس دول ﻋرﺑﯾﺔ ﺗرﯾد رﻣﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط ،إﻧﻬم ﻻ ﯾﻣﻠﻛون دﺑﺎﺑﺎت وﻻ طﺎﺋرات وﻻ أﺻدﻗﺎء ،ﻻ ﺷﻲء ،اﻟﻧﺎس
ﯾﻘﺎﺗﻠون ﺑﺄﯾدﯾﻬم ﻓﻘط ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣن اﻟﺻﺣراء"! وﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﯾظﻬر
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم وﻛﺄﻧﻬم وﺣوش ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺎت آدﻣﯾﺔ ،وﻗد أدى ﻫذﻩ اﻷدوار
ﻣﻣﺛﻠون ﻛوﻣﺑﺎرس ﻋرب ﺗم ﺟﻠﺑﻬم ﻟﻬذا اﻟﻬدف اﻟدﻧﻲء ،ﺛم أﻏﻔﻠت أﺳﻣﺎؤﻫم ﻓﻲ ﺷﺎرة
اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻌد أداء اﻟﻣﻬﻣﺔ.
*
ﻟﻘﺪ ﻧﺠﺢ اﻟﯿﮭﻮد ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﯿﻄﺮﺗﮭﻢ ﻋﻠﻰ ھﻮﻟﯿﻮد ﻓﻲ ﻏﺴﻞ أدﻣﻐﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺼﻖ ﺑﮭﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻜﺮﯾﮭﺔ طﻮال
ً
ﻗﺮون ﻓﻲ أورﺑﺎ وأﻣﺮﯾﻜﺎ ،وﺣﻠﺖ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﮭﺎ ﺻﻮرة اﻟﯿﮭﻮدي اﻟﻌﺒﻘﺮي اﻟﻨﺎﺟﺢ واﻟﻤﺨﻠﺺ ﻟﺸﻌﺒﮫ وﻟﻠﺒﺸﺮﯾﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ أﻟﻘﯿﺖ ﺟﻤﯿﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺎت
اﻟﺴﯿﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋُﺮﻓﻮا ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،وﻣﻦ أﺷﮭﺮ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻮﺿﯿﻊ :اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﯿﻠﻢ "واﻟﺪ اﻟﻌﺮوس" واﻟﺬي ﻋُﺮض
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت ﻓﻀﺎﺋﯿﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ! ﺣﯿﺚ ﯾﻠﻌﺐ ﻣﻤﺜﻞ ﯾﮭﻮدي دور اﻟﻌﺮﺑﻲ "ﺣﺒﯿﺐ" اﻟﺬي ﯾﺒﺘﺰ ﺑﻄﻞ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﻌﯿﺪ إﻟﻰ ذھﻦ
اﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺼﯿﻘﺔ ﺑﺎﻟﯿﮭﻮد ﻓﻲ أورﺑﺎ وﺗﺠﺴﺪت ﻓﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺮﺣﯿﺔ ﺷﻜﺴﺒﯿﺮ "ﺗﺎﺟﺮ اﻟﺒﻨﺪﻗﯿﺔ".
٤٣
وﻣﻊ اﺳﺗﻣرار اﻻﺣﺗﻼل اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻷرض ﻓﻠﺳطﯾن ،اﺳﺗﻣرت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾر اﻟﻣوﺳوم ﺑﺎﻹرﻫﺎب ﻟﻛل ﻣﺎ ﻫو ﻋرﺑﻲ أو ﻣﺳﻠم ،ﻓﻔﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﺧروج"
" "Exodusﯾﺗم اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن واﻟﻧﺎزﯾﺔ! أﻣﺎ ﻓﯾﻠم " death before
"dishonorواﻟذي أﻧﺗﺞ ﺳﻧﺔ 1978ﻓﻧرى ﻓﯾﻪ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﻫم ﯾﻘﺗﻠون ﻋﺎﺋﻠﺔ
إﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺑدم ﺑﺎرد ،ﺛم ﯾﻘﺗﻠون ﺿﺑﺎطﺎً آﺧرﯾن ،وﯾﻔﺟرون ﺳﻔﺎرة أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻋرﺑﻲ
ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﺣﺎرﯾﺔ ،وﻗد اﺳﺗﻌﺎن اﻟﻣﺧرج ﺑﻣﻣﺛﻠﯾن ﯾﻬود ﻟﻠﻌب أدوار اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟﻌرب،
ﺑﯾﻧﻣﺎ أوﻛل اﻷدوار اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻛوﻣﺑﺎرس اﻟﻌرب اﻟذﯾن أﺧﻔﯾت أﺳﻣﺎؤﻫم.
اﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺗﻛرر ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻷﺣد اﻷﺳود" " "The Black Sundayاﻟذي أﻧﺗﺞ ﻋﺎم
،1976ﺣﯾث ﺗﺣﺎول ﻋﺻﺎﺑﺔ ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺗﻔﺟﯾر ﻣﻧطﺎد ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟذﺧﯾرة وﺳط ﻣﻠﻌب
ﯾﻐص ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻫﯾر أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺑﺎراة اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﺑطوﻟﺔ ﻛرة اﻟﻘدم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻧرى ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم
اﻣرأة ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﻘﺗل ﻛل ﻣن ﯾﻘف ﻓﻲ وﺟﻬﻬﺎ ﺑدم ﺑﺎرد ،وﻗد أﺳﻧدت أدوار اﻟﻌرب
اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن أﯾﺿﺎً إﻟﻰ ﻣﻣﺛﻠﯾن أﻣرﯾﻛﯾﯾن وﯾﻬود ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟدور اﻟﺛﺎﻧوي ﻟـ "ﻣﺣﻣد"
اﻹرﻫﺎﺑﻲ واﻟذي ﻟﻌﺑﻪ اﻟﻣﻣﺛل “ ”Bekim Fehmiuاﻟﻣوﻟود ﻓﻲ اﻟﺑوﺳﻧﺔ.
وﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،أﺳس اﻟﻣﻧﺗﺟﺎن اﻟﯾﻬودﯾﺎن "ﻣﻧﺎﺣﯾم ﻏوﻻن" و"ﯾورام ﻏﻠوﺑﺎس"
ﺷرﻛﺔ "ﻛﺎﻧون" ﻹﻧﺗﺎج اﻷﻓﻼم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،واﻟﺗﻲ ﺧﺻﺻت ﻣﻌظم ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾر
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ووﺻﻔﻬم ﺑﺎﻹرﻫﺎب ،ﺣﯾث أﻧﺗﺟت ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎً أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﯾن
ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻟﻬذا اﻟﻬدف ،ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟرﺧﯾﺻﺔ واﻟﺑذﯾﺋﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺢ
"إﺳراﺋﯾل" ،واﺳﺗﻣر اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﺎل إﻟﻰ أن أﻓﻠﺳت اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت
ﺑﻌد ﻓﺷﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗروﯾﺞ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻛراﻫﯾﺔ ،وﻛﺎن ﻣن أﺷﻬر أﻓﻼﻣﻬﺎ ﻓﯾﻠم " The Delta
"Forceاﻟذي أﻧﺗﺞ ﻋﺎم 1986وﯾﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ طﺎﺋرة ﺗﺗوﺟﻪ ﻣن أﺛﯾﻧﺎ إﻟﻰ روﻣﺎ
وﺗﺧﺗطﻔﻬﺎ ﻋﺻﺎﺑﺔ ﻣن اﻟرﻛﺎب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺟﺑرون اﻟطﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺑوط ﻓﻲ
ﺑﯾروت ،وﻧرى ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻣﺟدداً ﻋﻧﺻرﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺗﺟﺎﻩ "اﻟﯾﻬود اﻷﺑرﯾﺎء" ﻣﻊ إﺳﻧﺎد
أدوار اﻟﻌرب ﻟﻠﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﯾﻬود ،ﻓﺣﺗﻰ ذﻟك اﻟوﻗت ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺛﻠﯾن
ﻋرب ﯾﻠﻌﺑون أدوا اًر رﺋﯾﺳﯾﺔ أو ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘرﻫم ،ﻓﺎﻟﺗﺣﻘﯾر ﯾﺟب أن ﯾﻣﺗد
إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب أﻧﻔﺳﻬم اﻟذﯾن ﻻ ُﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﻠﻌب أدوار أﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﺟرد
ﻣلء اﻟﺷﺎﺷﺔ ﺑﺎﻟﺟﯾوش اﻟﺑداﺋﯾﺔ "اﻟﻣﻠﯾﺷﯾﺎت" أو أﻓراد اﻟﻌﺻﺎﺑﺎت اﻟذﯾن ﺑﺎﻟﻛﺎد ﯾﻧطﻘون
٤٤
ﺑﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺳﺗﻌدﯾن ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ أي
ﻣﻐﺎﻣرة ﻣﻊ ﻣﻣﺛل ﻋرﺑﻲ ﻗد ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻣﺟرى اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﻓﯾﻪ.
وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻐﯾرت ﺗدرﯾﺟﯾﺎً ﻣﻊ ﻣطﻠﻊ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت ،ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أﻓﻼم ﺗﻛرس ﺻورة اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم وﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب وﻣﺳﻠﻣﯾن أﯾﺿﺎً!..
ﻓﻔﻲ ﻓﯾﻠم " "Navy Sealsواﻟذي أﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1994ﯾﻛﺗﺷف "ﺷﺎرﻟﻲ ﺷﯾن"
و"ﻣﺎﯾﻛل ﺑﯾن" ﻋﺻﺎﺑﺔ ﻣن اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن وﯾﺳﺎرﻋون إﻟﻰ إﺑﺎدﺗﻬم ﻗﺑل أن
ﯾدﻣروا اﻟﻐرب ﺑﺎﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﻟوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻧرى ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم إرﻫﺎﺑﯾﺎً ﯾدﻋﻰ
)ﺑن ﺷﻬﯾد( وﯾﻠﻌب دورﻩ اﻟﻣﻣﺛل "ﻧﻣﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ" اﻟذي ُوﻟد ﻋﺎم 1952ﻓﻲ أﺳطﻧﺑول
ﻗﺑل أن ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود وﯾﻐﯾر اﺳﻣﻪ إﻟﻰ "ﻧﯾﻛوﻻس ﻛﺎدي".
أﻣﺎ اﻟﻘﻔزة اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻓﻲ أدوار اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﺄﻋﺗﻘد أﻧﻬﺎ ﺑدأت ﻣﻊ ﻓﯾﻠم "أﻛﺎذﯾب
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" " "True Liesاﻟذي أﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1994ﺣﯾث ﯾﻠﻌب اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﻲ-
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ "آرت ﻣﺎﻟك" دور اﻹرﻫﺎﺑﻲ "ﺳﺎﻟم أﺑو ﻋزﯾز" ،واﻟذي ﯾﺷﻛل ﻋﺻﺎﺑﺔ إرﻫﺎﺑﯾﺔ
ﻟﺗﻔﺟﯾر ﻗﻧﺎﺑل ﻧووﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب
آﺧرﯾن ﻣﺛل ﻣﺎﺟد إﺑراﻫﯾم وﻟؤي ﻣﺎردﯾﻧﻲ .وﻗد ﻧﺟﺢ "ﻣﺎﻟك" ﻓﻲ إظﻬﺎر أﺷد اﻟوﺟوﻩ
ﻗﺑﺣﺎً ﻟﻺرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم ،إذ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺟرد ﻣﻣﺛل ﺟﺎﻧﺑﻲ "ﻛوﻣﺑﺎرس" ﯾظﻬر ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻏﯾر اﻟﻧﺎطﻘﺔ ﺑل ﻧﺟدﻩ ﯾدﯾر ﺣوارات ﻣطوﻟﺔ ﻣﺷﺣوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻐﺿب واﻟﺗﻬور،
وﯾﻛﺎﻓﺢ ﺑﺿراوة ﻟﻧﺷر "ﻟون اﻟﺟﻬﺎد اﻟﻘرﻣزي" ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺣﺎء أﻣرﯾﻛﺎ.
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن "آرت ﻣﺎﻟك" ُوﻟد ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎن ﻋﺎم 1962واﻧﺗﻘل ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ
إﻟﻰ ﻟﻧدن وﻫو ﻓﻲ ﺳن اﻟراﺑﻌﺔ ،ﺛم ﻋﻣل ﻣﻣﺛﻼً ﻓﻲ ﻣﺳﺎرح ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻗﺑل أن ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻟﯾﻠﻌب أول أدوارﻩ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ دور ﺷﺎب ﻫﻧدي ﻓﻲ ﻓﯾﻠم " City
"of Joyﻋﺎم ،1992ﺛم ﺟﺎء ظﻬورﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ دور ﻗﺎﺋد اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"أﻛﺎذﯾب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" ﻋﺎم 1994وﻫو اﻟﻔﯾﻠم اﻟذي ﺣل ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ذاك اﻟﻌﺎم ﻣن
ﺟﻬﺔ ﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات وﺣظﻲ ﺑﺷﻬرة واﺳﻌﺔ ﺟداً .ﻛﻣﺎ ﻟﻌب ﻫذا اﻟﻣﻣﺛل دو اًر
ﻣﺳﯾﺋﺎً آﺧر ﻋﻧدﻣﺎ ﻣﺛل دور "رﻣزي أﺣﻣد ﯾوﺳف" ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ "اﻟطرﯾق إﻟﻰ
اﻟﺟﻧﺔ" ﻋﺎم ،1997ﺛم ﻟﻌب دور اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ " The
٤٥
"English Haremﻋﺎم 2005واﻟذي طرح ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت ﻋﻧد اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻏرﺑﯾﺔ ،وﯾﻌﯾش "آرت ﻣﺎﻟك" ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣﻊ زوﺟﺗﻪ "ﺟﯾﻧﺎ رو" اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت زﻣﯾﻠﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ واﺑﻧﺗﯾﻪ
"ﺟﯾﺳﻛﺎ" و"ﻛﯾﯾرا".
ﻗد ﯾﺻﺢ اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻷدوار أﺗﺎﺣت ﻟﻠﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺷﻬرة،
ﻓﺑﻌد أن ﻓﺷل اﻟﻌدﯾد ﻣﻧﻬم ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﻣوطﺊ ﻗدم ﻟﻬم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻗﺑﻠوا ﺑﻠﻌب ﻫذﻩ
اﻷدوار ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺻﺔ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﺻري "ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ" اﻟوارد ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑق،
وﻫو أﻣر ﺗﻛرر أﯾﺿﺎً ﻣﻊ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ اﻷﺻل "ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب" واﻟﻣوﻟود ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ،
ﺣﯾث ﻛﺎن أول ظﻬور ﻟﻪ ﻋﺎم 1986ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل " "Equalizerﻋﻧدﻣﺎ ﻟﻌب دور
اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺣﻠﻘﺎت ،وﻗد ﺑرر ﺷﻠﻬوب ﻗﺑوﻟﻪ ﺑﺎﻟدور ﻗﺎﺋﻼً» :أدﯾت ﻫذا
اﻟدور ﻣرة ..وﻫﻲ ﺗﻛﻔﻲ« ..!٢٧واﻟﺳؤال ﻫﻧﺎ :ﻫل ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺑرر ﺣﻘﺎً ﻷي ﻣﻣﺛل أن
ﯾﻠﻌب دو اًر ﯾﻬﯾن ﻓﯾﻪ ﺷﻌﺑﺎً ﻣن ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺑﺷر وﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﻛرﯾس اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻲء إﻟﯾﻬم؟ ٕواذا ﻛﺎن ﺷﻠﻬوب ﻟم ﯾﻠﻌب ﺣﻘﺎً دور اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻣرة أﺧرى ،ﻓﻠﻣﺎذا ﻗﺑل
ﺑﺎﻟظﻬور ﻓﻲ أﻓﻼم ﺗﺳﻲء إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺗﻛرس ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"اﻟﺣﺻﺎر"؟
وأﯾﺎً ﻛﺎن اﻟﺟواب ،ﻓﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻓﯾﻠم "اﻟﺣﺻﺎر" أُﻧﺗﺞ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
أﺳﻣﺎء ﻋرﺑﯾ ًﺔ أﺧرى ﻣﺛل :ﺳﺎﻣﻲ ﺑو
ً اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ،ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب "ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب" ﻧﻘ أر
ﻋﺟﯾﻠﺔ ،أﺣﻣد ﺑن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻﻠﺢ ﻣﺣﻣد ،آﺻف ﻣﻧدﻓﻲ ،ﺳﻌﯾد ﻓرج ،ﺣﻠﻣﻲ ﻗﺎﺳم،
ﻫﺎﻧﻲ ﻛﻣﺎل ،وﻋﻣرو ﺳﻼﻣﺔ!
٢٧
أﺷﺮف ﺧﻠﯿﻞ ،اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 5 10538أﻛﺘﻮﺑﺮ 2007
٤٦
ﺣﯾث رأى اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ وﻋﻠﻰ اﻟﻬواء ﻣﺑﺎﺷرة طﺎﺋرة "ﺑوﯾﻧﻎ" وﻫﻲ ﺗﺿرب ﺑرج اﻟﺗﺟﺎرة
ﺗﺷﺑﻊ اﻟﻣﺷﺎﻫدون
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ﻋﺎم ،2001وﺟﺎء ﻫذا اﻟﻣﺷﻬد اﻟواﻗﻌﻲ ﺑﻌد أن ّ
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ﺑﺻورة اﻹرﻫﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟذي ﯾﺧطط ﻟﺗدﻣﯾر أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ ﻋﻘر دارﻫﺎ،
ﻓﻘد ﻛﺎﻧت أﻓﻼم ﻣﺛل "أﻛﺎذﯾب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" و"اﻟﺣﺻﺎر" و"اﻷﺣد اﻷﺳود" ﺗُﻌرض ﻛل أﺳﺑوع
ﺗﻘرﯾﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻘﻧوات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘدم درﺳﺎً ﻣﻛر اًر ﯾﺟب ﺗﻠﻘﯾﻧﻪ ﻟﻛل
اﻟﻣواطﻧﯾن ﺗﻣﻬﯾداً ﻟﺷﻲء ﻣﺎ ﺳﯾﺣدث ،وﻟﺗﺗم إداﻧﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻧذ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟوﻗوع
ﻫﺟﻣﺎت ﺳﺑﺗﻣﺑر وﻗﺑل ظﻬور أي أدﻟﺔ ﺗذﻛر ﻋﻠﻰ إداﻧﺗﻬم ،وﻫﻲ اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛﺗﻣل
ﺣﺗﻰ اﻵن.
وﻣن اﻟﻐرﯾب ﺣﻘﺎً أن ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﻌض اﻷﺣداث اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻣﻊ أﺣداث ﺗﻠك اﻷﻓﻼم ،٢٨ﻓﻔﻛرة
اﺻطدام اﻟطﺎﺋرة ﺑﺎﻟﺑرج ﻗد ﺳﺑق ﺗﻣﺛﯾل ﻣﺷﻬد ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻷﺣد اﻷﺳود" ﻣﻊ
ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺻطدام اﻟﻣﻧطﺎد ﺑﺄرض اﻟﻣﻠﻌب اﻟﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ،أﻣﺎ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﺷﯾن
اﻟذي ﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑﻌد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ﻓﻘد ﺳﺑق اﻟﺗﻣﻬﯾد ﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
"اﻟﺣﺻﺎر" " "The Siegeاﻟذي أﻧﺗﺟﺗﻪ ﺷرﻛﺔ " "20th Century Foxﻗﺑل ﺛﻼث
ﺳﻧوات ﻓﻘط ،وﯾﻠﻌب أدوار اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﯾﻪ ﻧﺟوم ﻛﺑﺎر ﻣﺛل "دﻧزل واﺷﻧطن" و"ﺑروس
وﯾﻠﯾس" ،ﺣﯾث ﺗﻘوم ﺧﻠﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺟﯾرات ﻓﻲ ﺷوارع ﻣدﯾﻧﺔ ﻧﯾوﯾورك
اﻧﺗﻘﺎﻣﺎً ﻻﺳﺗﻬداف ﻗﺎﺋد ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ
إﻟﻰ إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ،وﯾﺗم اﻋﺗﻘﺎل آﻻف اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﻌﺳﻛرات اﻋﺗﻘﺎل ﺑدون ﺗوﺟﯾﻪ أي اﺗﻬﺎم ،وﯾظﻬر "ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب"
ﻛﻌﻣﯾل ﻓدراﻟﻲ ﻣﺳﻠم ﯾﻌﺎﻧﻲ ﺻراع اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟوﻻء ﻟﻘﯾﺎدﺗﻪ وﺣﻘﯾﻘﺔ اﻋﺗﻘﺎل ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ
وأﺻدﻗﺎﺋﻪ ،وﻗد ﺑررت ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻟﻠﻣواطن اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻛل ﻣﺎ ﺣدث ﺑﻌد ذﻟك ﻋﻠﻰ
أرض اﻟواﻗﻊ اﺑﺗداء ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر 2001وﺣﺗﻰ اﻟﯾوم.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻹﻧﺗﺎج ،ﻓﻘد وﺟد ﻣﻧﺗﺟو ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺻراع
ﻣﻊ اﻹﺳﻼم ﻋﺷرات اﻟﻘﺻص اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻟﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﻓﻼم ﺗدر ﻋﻠﯾﻬم اﻷرﺑﺎح وﺗﺣﻘق
ﻣﺻﺎﻟﺢ واﺷﻧطن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ،واﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻗﺿﯾﺔ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ
اﻟداﺧل اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،إذ أﻓرزت أﺣداث ﺳﺑﺗﻣﺑر أﺣداﺛﺎً ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻛﺑرى ﺑدءاً ﻣن اﻟﺣرب
٢٨
د .إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﻮش ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻘﻠﺪ اﻟﺤﺪث اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺤﺪث اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ ﻧﻮر ﺣﻮاء اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ.
٤٧
ﻋﻠﻰ طﺎﻟﺑﺎن واﻧﺗﻬﺎء ﺑورطﺔ اﺣﺗﻼل اﻟﻌراق ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻌﺎدة ﺟرت ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻋﻠﻰ
ﺗﺄرﯾﺦ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣروب اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،ﺳواء ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟرأي اﻟﻌﺎم أو
ﻹرﺳﺎل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ إﻟﻰ ﺻﻧﺎع اﻟﻘرار أو ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﺑﻌﺎت ﻫذﻩ اﻟﺣروب وآﺛﺎرﻫﺎ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻟذا أﺻﺑﺢ "اﻟﺷرق اﻷوﺳط" ﻓﻲ ﺑؤرة اﻫﺗﻣﺎم ﻫوﻟﯾود ،وارﺗﻔﻌت
أﺳﻬم اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋن اﻟﺷﻬرة واﻟﻣﺎل ،وﻧﺷطت ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ ﻋدد
ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺟﺎوز إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋدد اﻷﻓﻼم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻف ﻋﺎم 2010ﻣﺋﺗﻲ ﻓﯾﻠم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻓﻼم
اﻟﻘﺻﯾرة واﻟطوﯾﻠﺔ واﻟوﺛﺎﺋﻘﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ ﻧﺣو ﺛﻼﺛﯾن ﻓﯾﻠﻣﺎً رواﺋﯾﺎً طوﯾﻼً.٢٩
ﯾﻘول اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺑﺷﺎر اﻟﻘدوﻣﻲ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺻﺣﻔﻲ» :ﺑﻌد أﺣداث 11ﺳﺑﺗﻣﺑر،
واﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﺑﻌد 8ﺷﻬور ﻣن وﺟودي ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﻛﻧت ﻏداﺗﻬﺎ أدرس وﻻ أذﻫب
ﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻷﻓﻼم ،ﺑﻌد اﻷﺣداث زاد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب ،ﻓﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻷﻓﻼم
ﻛﺎن ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ ﯾﺧص اﻟﺷرق اﻷوﺳط إﻣﺎ ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ أو إﯾﺟﺎﺑﻲ ،وظﻬرت أﻓﻼم ﻣﺛل:
"ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ" ،وﻣﺳﻠﺳﻼت ﻣﺛل" :اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺋﻣﺔ" ،و"ﺧﻠﯾﺔ ﻫﺎﻣﺑورج" .ﺑﺎﻟﻣﺟﻣل زاد اﻟطﻠب
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ﻟﻛن ﺑطﺎﺑﻊ ﺳﻠﺑﻲ ﻹرﺿﺎء و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻛل ﻣﺧرج
أﻣرﯾﻛﻲ ﻛﺎن ﯾرﯾد أن ﯾﺛﺑت أﻧﻪ "وطﻧﻲ أﻣرﯾﻛﻲ" ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻹﺳﺎءة ﻟﻠﻌرب
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،واﻷدوار ﺗﻠﺧﺻت إﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻧود ﻋراﻗﯾﯾن ﻣﻧظور ﻟﻬم ﺑﻧظرة دوﻧﯾﺔ ،أو أن
ﯾظﻬر اﻟرﺟل اﻷﺑﯾض ﻗﺎﺋداً وﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻷﻟوان ،ﯾدورون ﻓﻲ
ﻓﻠﻛﻪ وﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻬم«.٣٠
وﺑﻬذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت ﯾرﺳم ﻟﻧﺎ اﻟﻘدوﻣﻲ ﺻورة اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﻋﺎﻟم ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ،واﻟﺗﻲ ﯾؤﻛد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻫﺎﻧﻲ
اﻟﻧﻌﯾﻣﺔ ،واﻟذي وﺻل إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ﻗﺑل ﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎً ،وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺣظ إﻻ
ﺑﺄدوار ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻣﺛل ﻧﺎدل ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ أو ﺳﺎﺋق ﻟﯾﻣوزﯾن إﻟﻰ أن ﺣﺎﻟﻔﻪ اﻟﺣظ ﺑﻌد ﻫﺟﻣﺎت
أﯾﻠول وأﺻﺑﺢ وﺟﻬﺎً ﻣﺄﻟوﻓﺎً ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود .٣١وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﺄﻛﯾد ﻫﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ رﻓﺿﻪ أرﺑﻌﺔ
إﯾﮭﺎب اﻟﺘﺮﻛﻲ 30 ،ﻓﯿﻠﻤﺎ ً أﻣﺮﯾﻜﯿﺎ ً ﻋﻦ "اﻟﻮﺣﻞ" اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ،اﻟﺪﺳﺘﻮر16/4/2010 ، ٢٩
٣٠
ﺳﻌﯿﺪ أﺑﻮ ﻣﻌﻼ ،ﺑﻄﻞ ﻓﯿﻠﻢ "اﻟﻘﯿﺎدة إﻟﻰ زﻏﺰﻏﻼﻧﺪ" ..ﺑﺸﺎر اﻟﻘﺪوﻣﻲ :ھﻮﻟﯿﻮود ﺗﺴﻌﻰ ﻹرﺿﺎء اﻹدارة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ،إﺳﻼم أون
ﻻﯾﻦ2008 /1 /20 ،
٣١
وردت ﺗﺼﺮﯾﺤﺎت ھﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺤﻄﺎت ،ﻗﻨﺎة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ2010-5-28 ،
٤٨
أدوار ﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﻌرب ﻓﻘد ﻗﺑِل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ أﻓﻼم وﻣﺳﻠﺳﻼت ﻣﻸى ﺑﺎﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ،
وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳﻠﺳل "اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺋﻣﺔ" ،وﻓﯾﻠم "ﺧزاﻧﺔ اﻷﻟم".
وﻣن اﻟطرﯾف أن ﺗﻐﯾﯾر اﺳم ﻫﺎﻧﻲ إﻟﻰ "ﻣﺎﯾﻛل دﯾﺳﯾﻧت" ﻟم ُﯾﺧرﺟﻪ ﻣن داﺋرة اﻷدوار
اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺳﺎﻣﺗﻪ ،وﻧﺳﺗرﺟﻊ ﻫﻧﺎ اﻋﺗراف اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﺧﺿرم
ﺳوري اﻷﺻل "ف .ﻣوراي أﺑراﻫﺎم" ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺻﺣﻔﻲ ﺑﺄﻧﻪ أﺳﻘط اﺳﻣﻪ اﻷول "ﻓرﯾد"
ﻣﻛﺗﻔﯾﺎً ﺑﺣرﻓﻪ اﻷول ﻛﻲ ﻻ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻟﺗﻧﻣﯾط »ﻛﻌرﺑﻲ ﺑﻐﯾض ﯾﺧرج ﻟﻘﺗل
اﻟﺟﻣﯾﻊ«ٕ ،٣٢واذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ ﻋﻘود طوﯾﻠﺔ ﻓﻛﯾف ﯾﻌﺎﻧﻲ إذن اﻟﻣﻣﺛﻠون
*
اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟﺟدد ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر؟
ﯾﻘول اﻟﻣﻣﺛل ذو اﻷﺻل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ "ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب" ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﺻﺣﻔﻲ ﻟوﺳﯾﻠﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ
ﻏرﺑﯾﺔ» :ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺑدأ ﺑرﻓض دور اﻹرﻫﺎﺑﻲ ،ﻓﺈن ﻣدﯾري اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﻫوﻟﯾوود ﺳﯾﻛﻔون
ﻋن اﻻﺗﺻﺎل ﺑك« ،٣٣وﯾﺿﯾف اﻟﻣﻣﺛل وﻛﺎﺗب اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﺳﻠم -ﻣن
أﺻل أﻓرﯾﻘﻲ" -ﺟﻲ .دي .ﻫول" " "J.D. Hallﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﺻﺣﯾﻔﺔ "ﻧﯾوﯾورك
ﺗﺎﯾﻣز"» :ﻻ أرﯾد أن أﻋﻣم اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﯾﻬود ،وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺣﻘﺎً ﻋﻧﺻر ﺻﻬﯾوﻧﻲ
ٍ
ﻣﻌﺎد ﻟﻺﺳﻼم ،وﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺗﺟﺎﻧس ﻓﯾﻪ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ،إذا ﻛﺎن
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧك أن ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﺈن اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻋﻧﻬم ﻟن ﺗﺟد اﻟﻘﺑول«.٣٤
وﻗد ﺑﻠﻎ ﻫذا اﻷﻣر درﺟﺔ ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻹﯾراﻧﻲ "آﻻن ﻣﺎرﻧﻲ" -واﺳﻣﻪ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﺗﺢ ﷲ-
وﻛﺎﻟﺔَ اﻟﺗوظﯾف اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﻪ أدوا اًر ﻧﻣطﯾﺔ ﻣﺛل »ﺑﺎﺋﻊ
ﺟﻧﺳﯾﺎ« ،وذﻟك
ً اﻟﻛﺑﺎب«» ،اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺧﺎدع«» ،اﻹرﻫﺎﺑﻲ«» ،اﻟﻣﻐﺗﺻب« و»اﻟﺷﺎذ
ﻓﻘط ﺑﺳﺑب ﻣﻼﻣﺣﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
وﻛﺎن "ﻓﺗﺢ ﷲ" ﻗد اﺗﻬم ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﺻﺣﯾﻔﺔ »إﯾﻔﻧﻧﻎ ﺳﺗﺎﻧدرد« اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟوﻛﺎﻟﺔ
ﺑﺄﻧﻬﺎ أﺿﺎﻋت ﻋﻠﯾﻪ ﻓرﺻﺔ اﻟﻧﺟوﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن ﻫو أول ﻣن ﺗﻘدم ﺑطﻠب ﻟﻠﻌب اﻟدور
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم »ﻋﺎزف اﻟﺑﯾﺎﻧو« ﻋﺎم ،2002وﻟﻛﻧﻪ ﻓوﺟﺊ أﺛﻧﺎء ﺗدرﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدور
اﻧﻈﺮ :أﺣﻤﺪ رأﻓﺖ ﺑﮭﺠﺖ ،اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ،ص ،305وأﯾﻀﺎ ً: ٣٢
http://www.100megspop2.com/presca/lauriegoodstein.htm
ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﯿﺎء اﻟﻤﻔﻜﺮ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ "إدوارد ﺳﻌﯿﺪ" ﻣﻦ اﺧﺘﯿﺎر واﻟﺪﯾﮫ ﻟﮭﺬا اﻻﺳﻢ *
اﻹﻧﺠﻠﯿﺰي ،ﻓﯿﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮاﺗﮫ» :ھﻜﺬا ﻛﺎن ﯾﻠﺰﻣﻨﻲ ﻗﺮاﺑﺔ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﺳﻨﺔ ﻟﻜﻲ أﻋﺘﺎد ﻋﻠﻰ "إدوارد" وأﺧﻔﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﺮج اﻟﺬي ﯾﺴﺒﺒﮫ ﻟﻲ ھﺬا
اﻻﺳﻢ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰي اﻷﺧﺮق اﻟﺬي وﺿﻊ ﻛﺎﻟﻨﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ "ﺳﻌﯿﺪ" اﺳﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺢ«.
٣٣
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ
٣٤
http://www.ethicsdaily.com/article_detail.cfm?AID=%20562
٤٩
ﻻ ﻣﻧﻪ ،واﻟذي ﻓﺎز
ﺑﺄﻧﻪ ﻗد ﺗم ﺗﺟﺎﻫﻠﻪ ﻟﯾﻘﻊ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺛل "أدرﯾﺎن ﺑرودي" ﺑد ً
ﻻﺣﻘًﺎ ﺑﺟﺎﺋزة أوﺳﻛﺎر.
واﻷﺳوأ ﻣن ذﻟك ﻫو اﻟرد اﻟذي ﺗﻠﻘﺎﻩ »ﻓﺗﺢ ﷲ« ﻋﻠﻰ طﻠب آﺧر ﺗﻘدم ﺑﻪ ﻟﺗﻣﺛﯾل دور
»ﻣﺎﻛﺑث« ﻟﻠﻛﺎﺗب اﻟﻣﻌروف "ﺷﻛﺳﺑﯾر" ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺿﺣك ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧﺳق ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﻼً:
٣٥
»أﻧت ﻻ ﺗﺻﻠﺢ إﻻ ﻟدور ﺑﺎﺋﻊ ﻛﺑﺎب أو إرﻫﺎﺑﻲ«!
ﺑﯾد أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻻ ﯾﺟرؤون ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف "ﻓﺗﺢ ﷲ"
اﻟﺳﺎﺑق ،ﺑل وﯾﻘﺑﻠون ﺑﺎﻷدوار اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ إﻟﻰ دﯾﻧﻬم وﺑﻧﻲ ﺟﻠدﺗﻬم ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛدﻩ ﺗﺻرﯾﺢ
اﻟﻣﻣﺛل ﺑﺷﺎر اﻟﻘدوﻣﻲ» :ﻟﻘد ذﻫﺑت ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ ﻫوﻟﯾوود ،اﻹﺟﺎﺑﺔ
اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﻛﻧت أﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻋﻧد اﻋﺗراﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدور أن "ﻫﻧﺎك أﻟﻔﺎً ﻏﯾرك ﯾﻼﺋﻣﻬم
اﻟدور اﻟذي ﻻ ﯾﻌﺟﺑك" ،وﻋﻧدﻣﺎ أﺧرج أﺧﺑر اﻟﻣوﺟودﯾن ﻋن اﻹﺳﺎءة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠﻬﺎ
اﻟﻔﯾﻠم ،ﻓﻲ أﺣﺳن اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻧدﻣﺎ ﯾذﻫب اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺗﻘدﻣون ﻟﻠدور ﻓﯾﺳﺗﺧدﻣون
ﯾﻬودﯾﺎً ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ«.٣٦
ﻟذا ﯾوﻓر ﺑﻌض اﻟﻌرب اﻟﻌﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧرج وﯾﻘﺑﻠون ﺑﻬذﻩ اﻷدوار ،ﺣﺗﻰ ارﺗﺑطت ﺑﻌض
اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺑﺎﻹرﻫﺎب ﻟﻛﺛرة ﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ﻟﺗﻠك اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻣﻣﺛل
اﻟوﺟوﻩ ﻟدى ُ
ﺟرب ﻧﺣو ﻋﺷرﯾن ﻣﻬﻧﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺗﯾن ﻓﻘط ﻗﺑل أن ﻟﺑﻧﺎﻧﻲ اﻷﺻل ﺳﻌﯾد ﻓرج واﻟذي ّ
ﯾﺣﻘق ﺣﻠﻣﻪ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،ﻣﺑﺗدﺋﺎً ﻣﺳﯾرﺗﻪ ﻓﻲ اﻷدوار اﻟﻧﺎطﻘﺔ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت
وﻟﯾﺻﺑﺢ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرﺑﺎً ﺗﻣﺛﯾﻼً ﻟﻺرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳﻠﻲ " ”24و"،”JAG
وأﻓﻼم ﻣﺛل “ ”The Onion Movie" ،"The Siege”، "The Unitوﻏﯾرﻫﺎ.
ﻻ ﻋﺟب إذن ﻓﻲ اﺑﺗﻬﺎج اﻟﺑﻌض ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ طرأت ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وأن ﯾﺻرح
اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﻐرﺑﻲ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗﻧﺎطر ﺑﺄن »ﻫﻧﺎك ﻣزﯾد ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ﻟﻠﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ،أﻛﺛر
ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟوﺿﻊ ﻗﺑل ﻋﺷر ﺳﻧوات ،ﻓﻬﻧﺎك اﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وﺳﯾﻔﺗﺢ ذﻟك
اﻷﺑواب« ،وﻗد اﺳﺗﻐل "ﻗﻧﺎطر" اﻧﻔﺗﺎح ﻫذﻩ اﻷﺑواب ﺟﯾداً وﻗﺑل ﺑدور ﻣﺳﻲء ﻓﻲ
ﻣﺳﻠﺳل "اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺋﻣﺔ" " "Sleeper Cellواﻟذي ُﯾظﻬر اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ
أﻧﻬم ﻋﻣﻼء ﻣﺣﻠﯾون ﻟﻺرﻫﺎب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﯾﻌﺗرف "ﻗﻧﺎطر" ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ
٣٥
اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 3 ،9167ﯾﻨﺎﯾﺮ 2004
٣٦
إﺳﻼم أون ﻻﯾﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.
٥٠
ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷدوار ،ﻓﺎﻟﺷﻲء اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾزﻋﺟﻪ ﻫو أن ﯾﻛون اﻟدور ﺿﻌﯾﻔﺎً
وﺳطﺣﯾﺎً ،٣٧وﻛﺄن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺳطﺣﯾﺔ اﻟدور وﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻛرﯾﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘول وﻗﻠوب ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﻋن اﻹرﻫﺎب وﻋﻼﻗﺗﻪ
ﺑﺎﻹﺳﻼم واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن!
اﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺗﻛرر ﻣﻊ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﺷﺎﺑﺔ ﻣن أﺻل ﻋ ارﻗﻲ آﺷوري "ﯾﺎﺳﻣﯾن ﺣﻧﺎﻧﻲ" واﻟﺗﻲ
ﺳﺑق ﻟﻬﺎ ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻌراق ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻠﻛﺔ ﺟﻣﺎل آﺳﯾﺎ ،إذ ﺷﺎرﻛت ﻣﻊ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗﻧﺎطر
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺑررة اﻷﻣر ﺑﻘوﻟﻬﺎ» :اﻷﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻣﺛﯾل دور اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻫو
وﺟودﻫم ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ« ،وﻫو اﻟﻣﺑرر ذاﺗﻪ اﻟذي ﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﻣﺛل اﻟﻣﺻري ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ ﺑﻠﻌب
دور اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻟﻌﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ،إذ ﯾﻘول» :ﻟم أﻣﺛل دو اًر ﻟم ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻧﺧطف
اﻟطﺎﺋرات ،وأدﯾت دور ﺧﺎطف ،أﻗوم ﺑﻌﻣﻠﻲ« ،٣٨وﻗد ﯾﻛون ﻫؤﻻء ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻬﻣﻬم ﻟﻠواﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌﺗم دون ﻏﯾرﻩ ،وﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻐﯾب ﻋن
أذﻫﺎﻧﻬم ﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻬم ﯾﻣﺛﻠون ﻫذﻩ اﻷدوار ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﻟﯾس ﻓﻲ دﻣﺷق
واﻟﻘﺎﻫرة وأﻧﻬم ﯾﻘدﻣوﻧﻬﺎ ﻟﻠﻣﺷﺎﻫد اﻟﻐرﺑﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻌرف ﻋن اﻹﺳﻼم إﻻ ﻣﺎ ﯾﺗﻔﺿﻠون
ﺑﻌرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻛرار ظﻬور "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن" ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ طﺑﻘﺎً
ﻟﻠﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾرﯾدﻫﺎ ﻣﻧﺗﺟو ﻫوﻟﯾود ودون إظﻬﺎر أي ﺻورة أﺧرى ﻋن اﻟﻣﺳﻠم اﻟطﺑﯾﻌﻲ
واﻟطﯾب ﻫو ﺗﺣﻛم ﻣﻐرض ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟذي ﯾرﯾدون ﺗﻣﺛﯾﻠﻪ* ،ﻓﺿﻼً ﻋن أن ﺗﻧﻣﯾط
ﺻورة “اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم” ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺗﻣﺎﻫﻰ ﻓﯾﻪ اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻣﻊ أي ﻣﺳﻠم ﻋﺎدي ﯾﻣﺎرس
واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﺳﯾؤدي ﻋﺎدة إﻟﻰ اﻟرﺑط ﺑﯾن ﻛل ﻣظﺎﻫر اﻹﺳﻼم ﻣن ﺻﻼة وﺣﺟﺎب
وﻟﺣﯾﺔ وﻋﻔﺔ وﺑﯾن اﻟﻌﻧف واﻹﺟرام.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق؛ ﺗﺗﻧوع اﻟﻣﺑررات ﻟدى ﻣﻣﺛﻠﯾن آﺧرﯾن ﯾطﻣﺣون إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻫوﻟﯾود ،ﻓﻘد داﻓﻊ اﻟﻣﻣﺛل اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن أﺻل ﻣﺻري "ﻋﻣر ﻣﺗوﻟﻲ" ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ
ﻣﻬرﺟﺎن اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻋﺎم 2007ﻋﻧدﻣﺎ أﻋرب ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻋن ﺳﻌﺎدﺗﻪ "ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﻠك
٣٧
أﺷﺮف ﺧﻠﯿﻞ ،اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 5 ،10538أﻛﺘﻮﺑﺮ 2007
٣٨
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ
ﺑﮭﺬا اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻧﻔﺴﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺒﺮﯾﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد وﻏﯿﺮھﺎ ﻷﻋﻤﺎل ﺗﺪور ﺣﻮل "اﻟﮭﻮﻟﻮﻛﻮﺳﺖ" ،ﺣﯿﺚ ﺗُﺠﺴﺪ *
ﻣﺄﺳﺎة اﻟﯿﮭﻮد اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻼﺿﻄﮭﺎد وﺧﻄﺮ اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﯾﺪ اﻟﻨﺎزﯾﯿﻦ ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻜ ّﻢ اﻟﮭﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﻓﻼم
واﻟﻤﺴﻠﺴﻼت ھﻲ ﺿﻤﺎن اﺳﺘﻤﺮارﯾﺔ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻓﻲ اﻟﻀﻤﯿﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺟﯿﻼً ﺑﻌﺪ ﺟﯿﻞ ﻟﺘﺒﺮﯾﺮ أي ﺟﺮﯾﻤﺔ ﯾﺮﺗﻜﺒﮭﺎ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ .ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺎطﻒ ﻣﻊ آﻻم اﻟﯿﮭﻮد ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺄﺳﺎة ﻻ ﯾﺒﺮر اﻟﺘﺴﺎھﻞ ﻣﻊ ھﺬا اﻹﺻﺮار اﻟﻤﻐﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺬﻛﯿﺮ ﺑﮭﺎ طﺎﻟﻤﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗ ُﺘﺨﺬ وﺳﯿﻠﺔ ﻟﺘﺒﺮﯾﺮ ﺟﺮاﺋﻢ أﺧﺮى ﺳﺘﺆدي إﻟﻰ آﻻم أﻛﺒﺮ ﻟﺪى ﺷﻌﻮب ﻻ ذﻧﺐ ﻟﮭﺎ! ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﻌﺎطﻒ ﻣﻊ آﻻم ﺿﺤﺎﯾﺎ اﻹرھﺎب ﻻ ﯾﺒﺮر
اﻟﺘﺴﺎھﻞ ﻣﻊ ﺗﻜﺮار ﺗﻨﻤﯿﻂ ﺻﻮرة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ إرھﺎﺑﻲ ﻟﺘﺒﺮﯾﺮ اﺣﺘﻼل اﻟﻌﺮاق وﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﻏﯿﺮھﻤﺎ!
٥١
اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ أن ﺻورة اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ أﻓﻼم ﻫوﻟﯾوود ﻗد ﺑدأت ﺗﺗﺣﺳن وﻟطﺎﻟﻣﺎ
وﺻرح ﻗﺎﺋﻼً" :اﻟﻣﻧﺗﺟون ﯾﺣﺎوﻟون ﺣﺻري ﻓﻲ أدوار اﻟﺷﺧصّ ﻛﺎﻧت ﺳﯾﺋﺔ"،٣٩
اﻟﻌرﺑﻲ ..ﻣﻣﺎ دﻓﻌﻧﻲ ﻟﻠﻘﻠق ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد أﺣد ﯾﺣب أداء دور واﺣد ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺛﯾل..
وﻟﻛﻧﻧﻲ ﺳﺄﺳﻌﻰ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن أدوار ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ..ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻟدي ﻓﻲ أداء أدوار أﺧرى"،٤٠
وﻗد ُﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذا اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺄن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟدى "ﻣﺗوﻟﻲ" ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ﺗﻛرﯾس اﻟﺻور
اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤذي ﺷﻌوﺑﺎً ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺑل ﻓﻲ ﺧوﻓﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣن
اﻟوﻗوع أﺳﯾ اًر ﻟﻸدوار اﻟﻧﻣطﯾﺔ!
وﻣن اﻟﺟدﯾر ذﻛرﻩ أن ﻫذا اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣوﻟود ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﻣن أب ﻣﺻري وأم ﻫوﻟﻧدﯾﺔ ﻗد
ﺟرﯾﺣﺎ" ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول
ً ﺑدأ ﻣﺳﯾرﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻟﻛﺎﺗب إﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺗﺣﻣل اﺳم "16
أﺣداث "اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﺗﻬﺎ أرﻣﯾﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن ،ﺛم ﻋﻣل ﻟﻣدة ﺳﺑﻊ
ﺳﻧوات ﻓﻲ ﻣﺳﺎرح "ﺑرودوي" ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ،إﻟﻰ أن أﺗﯾﺣت ﻟﻪ اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود
ﻋﻧدﻣﺎ ُﻋرض ﻋﻠﯾﻪ دور اﻟﻔداﺋﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ "ﻋﻠﻲ" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﻣﯾوﻧﺦ" ،ﺣﯾث ُﯾﺟري
"ﻋﻠﻲ" ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺣوا اًر ﺳرﯾﻌﺎً ﻣﻊ أﺣد ﻋﻣﻼء اﻟﻣوﺳﺎد أﺛﻧﺎء ﺗدﺧﯾﻧﻬﻣﺎ ﻟﻠﺳﺟﺎﺋر
ﻣوﺿﺣﺎً وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻣﻧظﻣﺔ "أﯾﻠول اﻷﺳود" اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗطﻔت اﻟرﯾﺎﺿﯾﯾن
اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﻓﻲ أوﻟﻣﺑﯾﺎد ﻣﯾوﻧﺦ ،وﻟﻛن اﻟﺳﻣﺎح ﺑظﻬور وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر ﻫذﻩ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم
ﻫوﻟﯾودي -وﻫو ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻣﻛﻧﺎً ﻗﺑل ﻧﺣو ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎً -ﻗد ﻻ ﯾﻛون أﻛﺛر ﻣن ذر
ﻟﻠرﻣﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﯾون ،ﻓﺎﻟﻘﺻﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ أراد اﻟﻣﺧرج اﻟﯾﻬودي "ﺳﺗﯾﻔن ﺳﺑﯾﻠﺑرغ"
إظﻬﺎرﻫﺎ ﻗد ُﺷوﻫت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻔﺿوح ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن "ﺳﺑﯾﻠﺑرغ" ﻟم ﯾﻔﻠﺢ ﻓﻲ إرﺿﺎء
اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺑرر ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أﻧﻪ ﻟم ِ
ﯾﻧو ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻫذا إداﻧﺗﻬم ،ﺑل ﻛﺎن
ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻏﺗﯾﺎل ﻣﻊ "اﻟﻌدو" ،وﻗد ﺑذل ﺣﻘﺎً اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﺟﻬد ﻹظﻬﺎر اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻷﺧﻼق ﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﻘﺗل.
ﻣوﻗف ﻣﺷﺎﺑﻪ ﺗﻛرر أﯾﺿﺎً ﻣﻊ "ﻋﻣر ﻣﺗوﻟﻲ" اﻟذي ﻟم ﯾﻔﻠﺢ ﻓﻲ إرﺿﺎء اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن
واﻟﻧﻘﺎد ﻓﻲ ﻣﻬرﺟﺎن اﻟﻘﺎﻫرة ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗرف ﺑﺄﻧﻪ ﻟم ِ
ﯾﺑد أي اﻋﺗراض ﻋﻠﻰ دورﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم
٣٩
ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﯿﻮم ،ﻋﺪد 1 ،١٢٦٦دﯾﺴﻤﺒﺮ ٢٠٠٧
٤٠
اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ 5 ،دﯾﺴﻤﺒﺮ 2007
٥٢
اﻟﻣﻧﺣﺎز ﻟﻠﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﺑﻌد أن وﻗﻊ اﻟﻌﻘد ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﻗد اﻛﺗﻔﻰ ﻗﺑل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﻘراءة دورﻩ ﻓﻘط
دون اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻔﯾﻠم.٤١
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗف ﻏﯾر اﻟﻣﺑررة ،ﻓﺎﻹﻧﺻﺎف ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد دور اﻟﺑطوﻟﺔ
اﻟذي ﻟﻌﺑﻪ ﻫذا اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷﺎب ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﺗﺳﻠﯾم" " "Renditionﻋﺎم ،2007ﺣﯾث
ظﻬر ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ ﻣﺻري اﻟﻣوﻟد أﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻧﺷﺄة )أﻧور
اﻹﺑراﻫﯾﻣﻲ( واﻟذي ﺗﺷﺗﺑﻪ اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻌﻧﺎﺻر إرﻫﺎﺑﯾﺔ ،ﻓﯾﺗم
اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ وﺗرﺣﯾﻠﻪ ﺑطﺎﺋرة ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻧﻘل أﻣﺛﺎﻟﻪ إﻟﻰ ﺑﻠد ﻋرﺑﻲ -ﻟم ﯾذﻛر اﺳﻣﻪ
وﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ -ﺑﻬدف ﺗﻌذﯾﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت ﻫﻧﺎك.
ﺗﻔﺎوﺗت آراء اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﺣول ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ،ﻓﻬو ﯾدﯾن ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات
اﻟﻘذرة ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول اﻟﺗﻣﻠص ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
وﻣﻧظﻣﺎت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻋﺑر ﻧﻘل اﻟﻣﺷﺗﺑﻬﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻬم إﻟﻰ دول دﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ
واﻧﺗزاع اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻧﻬم ﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﺳﻣﻌﻪ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن
ﻣﺳؤوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﺑرات -اﻟﻧﺟﻣﺔ ﻣﯾرﯾل ﺳﺗرﯾب -اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرف ﺑﺄن أﻣرﯾﻛﺎ ﻻ ﺗﻌذب أﺣداً
وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻬﺗم ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ..أﻣﺎ طرﯾﻘﺔ اﺳﺗﺧراج ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺧﺎرج
أراﺿﯾﻬﺎ وﺑﺄﯾد ﻏﯾر أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻬﻲ أﻣر ﻻ ﯾﻌﻧﯾﻬﺎ.
إﻻ أن ﻧﻘﺎداً آﺧرﯾن ﻟم ﯾﺧﻔوا اﺳﺗﯾﺎءﻫم ﻣن اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺧل ﻣﻧﻬﺎ ﻫذا
اﻟﻔﯾﻠم ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﺑدو ﻣﺗﻌﺎطﻔﺎً ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أو ﻣؤﯾداً ﻟﺣق ﻣﻬﺿوم ﻣن ﺣﻘوﻗﻬم أو ﺣﺗﻰ
ﺳﺎﻋﯾﺎً ﻹظﻬﺎرﻫم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫم ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺛﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻧﺳﯾﺔ ﺳرﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﻧﺻر
اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺗوﻟﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق "دوﺟﻼس" -اﻟﻣﻣﺛل ﺟﺎك ﺟﺎﻟﯾﻧﻬﺎل-
ﻼ ﻋن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟذﻛورﯾﺔ
وﺑﯾن اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗب ،ﻓﺿ ً
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻗﺻﺔ اﻟﺿﺎﺑط اﻷﻣﻧﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟراﻓض ﻟﺣرﯾﺔ اﺑﻧﺗﻪ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر
ﻟﺣق اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﺳﻠم وﺑراءﺗﻪ ﻗد ﺟﺎء ﻋﻠﻰ
زوﺟﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻋﺗﻘد أن اﻧﺗﺻﺎر اﻟﻔﯾﻠم ّ
٤٢
ﺣﺳﺎب إداﻧﺔ ﺷﻌﺑﻪ ﻛﻠﻪ ،ﻓﻬذا اﻟﺷﺎب اﻟﻣﺗﺣﺿر اﻟﻣﺗزوج ﻣن أﻣرﯾﻛﯾﺔ -اﻟﻧﺟﻣﺔ رﯾس
وﯾذرﺳﺑون -واﻟﺑريء ﻣن ﺗﻬم اﻹرﻫﺎب ﻻ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻘدر اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ
٤١
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
٤٢
راﻣﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق ،اﻟﻤﺼﺮي اﻟﯿﻮم٢٩/٥/٢٠٠٨ ،
٥٣
إﻟﻰ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺗﻲ أﺧطﺄت ﻓﻲ اﺗﻬﺎﻣﻪ ،وﻛﺄن اﻹداﻧﺔ ﻻ ﺗﺗﻌدى ذﻟك اﻟﻔﻌل اﻟﺧﺎطﺊ ﻟدوﻟﺔ
ﻣﺗﺣﺿرة ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻋﺎﻟم ﻣﺗﺧﻠف آﺧر ﻻ ﯾﺳﺗﺣق ﺣﺗﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺗﺑرﺋﺗﻪ ﻟﺗﺧﺑطﻪ ﻓﻲ
ﺑﺣر ﻫﺎﺋل ﻣن اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ .ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن اﻟﻣﻣﺛل ﻋﻣر ﻣﺗوﻟﻲ ﻟم ﯾﺣظ ﺑدور
اﻟﺑطوﻟﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻟﻌﺑﻪ دور اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟم
ﯾظﻬر اﺳﻣﻪ أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ "ﺑوﺳﺗر" اﻟﻔﯾﻠم وﻛﺄﻧﻪ ﻣﺟرد “ﻛوﻣﺑﺎرس”! ..وﻟم ﺗﻣﻧﻊ ﻫذﻩ
اﻟﻣﻼﺣظﺎت دور اﻟﻌرض اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﻋرض اﻟﻔﯾﻠم واﻻﺣﺗﻔﺎء ﺑﻪ ﻟﺷﻌورﻫﺎ ﺑﺎﻧﺗﺻﺎرﻩ
ﻟﻠﻌرب ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﻋرﺿﻪ ﺧﺎرج اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻬرﺟﺎن اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻋﺎم .2007
أﻣﺎ اﻟﺗﻌﻠﯾق اﻷﻣﺛل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻫؤﻻء اﻟﻣﻣﺛﻠون اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،ﻓﻧﻘﺗﺑﺳﻪ ﻣن
ﻛﻠﻣﺎت ﻟﻠﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺑﺷﺎر اﻟﻘدوﻣﻲ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ" :ﺗﻣﺛﯾل ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷدوار
ﻓﺿﯾﺣﺔ ..ﻛﯾف ﺳﯾواﺟﻪ اﻟﻣﻣﺛل أﻫﻠﻪ وأﺻدﻗﺎءﻩ وﺿﻣﯾرﻩ ﺑﻌد ﻋرض اﻟﻌﻣل؟"..٤٣
وﺳﻧﺗرك ﻟﻬم ﺣق اﻟرد! ﻣﻊ اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺄن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻟم ﺗﻌد ﺗﻘﺗﺻر
ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻧﻘل ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺗﺻوﯾر ﺑﻛﺎﻣﻠﻬﺎ إﻟﻰ دول ﻋرﺑﯾﺔ ٕواﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﺗوظﯾف ﻋﺷرات اﻟﻔﻧﯾﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﻓﻲ
ﻓرق اﻹﻧﺗﺎج دون ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗذﻛر ،وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺑﺎرزة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﯾﻠم "ﺧزاﻧﺔ اﻷﻟم"
اﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ ﺳت ﺟواﺋز أوﺳﻛﺎر ﻋﺎم ،2010وﺳﻧﺧﺻص ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻓﺻﻼً ﻻﺣﻘﺎً
ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب.
٤٣
إﺳﻼم أون ﻻﯾﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.
٥٤
ﻓﻔﻲ ﻋﺎم 2006ﻛﺗب اﻟﻣﺻري "ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ" -اﻟذي ﻟﻌب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷدوار اﻟﻧﻣطﯾﺔ
ﺳﺎﺑﻘﺎً -ﻓﯾﻠﻣﺎً ﯾﺣﻣل اﺳم " "American Eastوﻗﺎم ﺑدرﯾﺔ ﺑﻠﻌب دور اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﯾﻪ إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب "ﺗوﻧﻲ ﺷﻠﻬوب" و"ﺳﺎرة ﺷﺎﻫﻲ" ،وﻋدد ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ﻣﺛل أﻧطوﻧﻲ ﻋزﯾز،
ﻓوزي إﺑراﻫﯾﻣﻲ ،وﻗﯾس ﻧﺎﺷف ،وأﺧرج اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻣﺧرج اﻟﻣﺻري ﻫﺷﺎم ﻋﯾﺳﺎوي ،وﻛﺎن
ﻣن ﺑﯾن ﻣﻧﺗﺟﯾﻪ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺳوري اﻷﺻل أﺣﻣد زﻫرة .وﯾﺣﺎول اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ
اﻟﻌرب اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻋدة ﻣﺣﺎور ﻗد ﺗﺑدو ﻏﯾر ﻣﺗراﺑطﺔ ،وﻟﻛن أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺳﯾﺎق ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺷﺎب -ﻗﯾس ﻧﺎﺷف -اﻟﺑﺣث ﻋن دور ﻟﻪ ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾود دون اﻟﺳﻘوط ﻓﻲ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻔرﻏﺔ ﻟﻠﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻺرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم.
أﻣﺎ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻛردي اﻷﺻل "ﺣﻠﯾم ﻣﺻطﻔﻰ ﺟﺑوري" ﻓﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﺗﺟرﺑﺔ أﺧرى ،ﻓﺑﻌد
اﻧﺗﻘﺎﻟﻪ إﻟﻰ أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻟدراﺳﺔ اﻹﺧراج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ،ﺑدأ ﻣﺷوارﻩ ﻓﻲ
ﺣﻘل اﻟﺗﻣﺛﯾل ﻣﻊ ﺗﻣﺛﯾﻠﻪ ﻟدور ﻣواطن ﻋراﻗﻲ طﯾب ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻠوك"
ﯾﻌ ّدﻩ "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻣﻧﺻﻔﺎً ،ﺛم ﺗواﻟت أدوارﻩ اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺧرج ﻋن
اﻟذي ُ
إطﺎر ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣواطن اﻟﻌرﺑﻲ ،إﻻ أﻧﻪ ﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧدم ﺑﻌد ﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "أﺳوأ ﻣن
ﺑﯾروس" ﻋﻧدﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ أﺳر اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻔرﻏﺔ ﻣؤدﯾﺎً دور اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺷرﯾر ،ﻣﻣﺎ دﻓﻌﻪ
ﻟﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺔ إﻧﺗﺎج ﺻﻐﯾرة أﺳﻣﺎﻫﺎ "ﺳﯾﻣﯾﺗﺎر" ،ﻣﺑﺗدﺋﺎً ﻣﺷوارﻩ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻷﻓﻼم ﻣﻊ
ﻓﯾﻠم "ﻣﺳﻠم" " ،"Moslymواﻟذي أﺧرﺟﻪ اﻟﻣﺧرج اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ اﻷﺻل "إدرﯾس ﺑورﻣول"،
وﺗدور اﻟﻘﺻﺔ ﺣول ﺷﺎب أﻣرﯾﻛﻲ أﺳود ﯾﻘوم ﺑﺗﺣﺿﯾر رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺣول رؤﯾﺔ
ﻫوﻟﯾوود ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﺻرح اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺟﺑوري ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻌﻰ ﻹظﻬﺎر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻟﯾﺳوا
ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬم ﺑﺷر ﻗﺎﺑﻠون ﻟﻠﺧطﺄ وﻟﯾﺳوا أﻧﺑﯾﺎء ،وأﻧﻬم أﺻﺣﺎء ً
ﻣﺗﺧﻠﻔﯾن ووﻗﺣﯾن.٤٤
ﻣﺣﺎوﻟﺔ أﺧرى ﻣﻬﻣﺔ ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺑﺷﺎر اﻟﻘدوﻣﻲ ﻣﻊ زوﺟﺗﻪ "ﻧﯾﻛول
ﺑﺎﻟﯾﻔﯾﺎن" ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻬﻣﺎ "اﻟﻘﯾﺎدة إﻟﻰ زﻏزﻏﻼﻧد" ،وﺟﺎءت ﻓﻛرة اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻌد اﻧﺗﻘﺎل ﺑﺷﺎر إﻟﻰ
ﻫوﻟﯾود ﻗﺑل وﻗوع أﺣداث ﺳﺑﺗﻣﺑر ﺑﺑﺿﻌﺔ أﺷﻬر ﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺳرﺣﻲ ،ﺛم ﻋدم
ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﻌودة إﻟﻰ ﺑﻼدﻩ ﺑﺳﺑب اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ،ﻟﯾﺗزوج ﻣن اﻟﻣﺧرﺟﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ
ﻣن أﺻل ﺑوﻟﯾﻔﻲ "ﻧﯾﻛول" ،وﯾﺑدآ ﻣﻌﺎً اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل.
٤٤
ﻣﺮوة ﻋﺒﺪ اﻟﻔﻀﯿﻞ ،ﻓﯿﻠﻢ أﻣﺮﯾﻜﻲ ﯾﻮاﺟﮫ ھﻮﻟﯿﻮود ..وﯾﺒﺮئ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ اﻹرھﺎب ،ﻣﻮﻗﻊ إم ﺑﻲ ﺳﻲ 26 ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2008
٥٥
ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻫو ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﯾﻠم أﻣرﯾﻛﻲ ﻣن داﺧل ﻫوﻟﯾود ﺣول اﻟﺻراع اﻟﻌرﺑﻲ ﻣﻊ
اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ،وﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺳوري "ﻣؤﻧس ﺧﻠف" ﺗﻣﻛن اﻟزوﺟﺎن ﻣن ﺻﻧﺎﻋﺔ
ﻓﯾﻠﻣﻬﻣﺎ ﺑﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ،ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﯾن ﺑﺳﺗﺔ وأرﺑﻌﯾن ﻣﻣﺛﻼً ﺗﺑرﻋوا ﻟﻠﺗﻣﺛﯾل دون أﺟر،
وﺗم اﻟﺗﺻوﯾر ﺑﯾن ﻟوس أﻧﺟﻠوس واﻟﻘدس ورام ﷲ وﻋدد ﻣن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ،
وﺗدور أﺣداث اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻛوﻣﯾدي ﺣول ﻗﺻص ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺟرت ﻣﻊ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻘدوﻣﻲ أﺛﻧﺎء
ﻋﻣﻠﻪ ﻛﺳﺎﺋق ﺗﺎﻛﺳﻲ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻟﺗوﻓﯾر ﻣﺻﺎرﯾف دراﺳﺗﻪ وﻣﻌﯾﺷﺗﻪ ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت
زوﺟﺗﻪ ﺗﻘوم ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺗﻠك اﻟﻘﺻص ﺗﻣﻬﯾداً ﻟﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﺣداث ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم.
وﺗﺑدأ اﻟﻘﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﺳﺎؤل اﻟزﺑﺎﺋن ﺣول ﺟﻧﺳﯾﺔ ﺑﺷﺎر ووﻗوﻋﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺧﺑرﻫم ﻋن ﻗدوﻣﻪ ﻣن ﻓﻠﺳطﯾن ﺧﺻوﺻﺎً ﺑﻌد أﺣداث ﺳﺑﺗﻣﺑر ،ﻣﻣﺎ اﺿطرﻩ أﺣﯾﺎﻧﺎً
إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ دوﻟﺔ اﺧﺗرع ﻟﻬﺎ اﺳﻣﺎً وﻫو "زﻏزﻏﻼﻧد" ،وﺑﻣﺎ أن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻫم ﻣن
أﻛﺛر اﻟﺷﻌوب ﺟﻬﻼً ﺑﺎﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﺻدﻗوﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺑرﻫم ﺑﺄﻧﻬﺎ دوﻟﺔ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن
اﻟﺻﯾن ٕواﺳﺑﺎﻧﯾﺎ!
أﻣﺎ ﺑﺷﺎر ﻓﻛﺎن ﯾﻧظر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﺑﻌﯾد اﻟﻣﻧﺎل
واﻟذي ﯾﺣﻠم ﺑﻪ أﻫﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻘدس وﯾﻘول" :ﻫﻲ ﻟﯾﺳت ﺷﯾﺋﺎً ﻣﺣدداً ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﻊ ذﻟك
ﻟﯾﺳت ﻻ ﺷﻲء ،ﻫﻲ ﺷﻲء ﻣن أﺣﻼﻣﻧﺎ ورﻏﺑﺎﺗﻧﺎ وأﻣﺎﻧﯾﻧﺎ".٤٥
وﺗﺿﻣن اﻟﻔﯾﻠم ﻣواﻗف ﻫزﻟﯾﺔ ﺣﺎول ﻓﯾﻬﺎ ﻧﻘد اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﻟدى اﻟﯾﻬود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن واﻟﺗﻲ
اﻟﻌرب أﯾﺿﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘﻌون ﻓﻲ ﻓﺦ
َ ﺗﺗﺟﺎوز ﻋﻧﺻرﯾﺔ "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن" أﻧﻔﺳﻬم ،ﻛﻣﺎ اﻧﺗﻘد
وﯾﺣﺳب ﻟﻪ اﻟﻧﺟﺎح
اﻟﻬﺟرة واﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻐرب وﺣﻧﯾن اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟوطنُ ،
ﻓﻲ ﻛﺳر ﺣﻠﻘﺔ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗواﺿﻊ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت.
اﻟﺷﺎﺑﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت ﻟم ﯾﻘﻔن أﯾﺿﺎً ﻣﻛﺗوﻓﺎت اﻷﯾدي ،ﺑل ﻧﺟﺢ ﺑﻌﺿﻬن ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
اﻟرﺟﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدورﻫن ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋبء اﻟﻌواﺋق اﻟﻣﺿﺎﻋف ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬن ،وﻧﺑدأ
ﻣﺛﺎﻟﻧﺎ اﻷول ﻣن ﻫوﻟﯾود ﻣﻊ اﻟﺷﺎﺑﺔ اﻟﻬﻧدﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﯾﻧﺎ ﺧﺎن ،واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﺣﺟﺎﺑﻬﺎ
واﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﻣن ﺷق طرﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺑﻛل ﺛﻘﺔ ،ﻓدرﺳت اﻹﺧراج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ أﻛﺎدﯾﻣﯾﺎً،
وﻛﺗﺑت وأﺧرﺟت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟﻘﺻﯾرة واﻟﻔﯾدﯾوﻛﻠﯾب ،وﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﺑﻌض
٤٥
ﺳﻌﯿﺪ أﺑﻮ ﻣﻌﻼ ،ﺑﻄﻞ ﻓﯿﻠﻢ "اﻟﻘﯿﺎدة إﻟﻰ زﻏﺰﻏﻼﻧﺪ" ..ﺑﺸﺎر اﻟﻘﺪوﻣﻲ :ھﻮﻟﯿﻮود ﺗﺴﻌﻰ ﻹرﺿﺎء اﻹدارة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ،إﺳﻼم أون
ﻻﯾﻦ2008 /1 /20 ،
٥٦
أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﺳر اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ وﺗﻘدﯾﻣﻬم ﻓﻲ ﺻورة ﻣواطﻧﯾن
طﺑﯾﻌﯾﯾن وﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﺎﻻﻧدﻣﺎج.
ﺣﻘق ﻓﯾﻠﻣﺎن ﻗﺻﯾران ﻣن أﻋﻣﺎل "ﺧﺎن" ﺟواﺋز ﻓﻲ ﻋدة ﻣﻬرﺟﺎﻧﺎت ،وﻫﻣﺎ ﻓﯾﻠم "ﺑﺎﺳم
ﯾﺣﺎول" ،و"أرض ﺗدﻋﻰ اﻟﺟﻧﺔ" ،ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻷﺧﯾر ﻋﺷرات ﻣن اﻟرﺟﺎل
واﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن وﻫم ﯾﺣﻣﻠون ﻻﻓﺗﺎت ﺗﺗﺿﻣن رﺳﺎﺋل ﻣﺗﻌددة ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ
ﻛوﻧﻬم أﻋﺿﺎء ﻣﻧدﻣﺟﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺛل "أﺧﺗﻲ ﺗوﻓﯾت أﯾﺿﺎً ﻓﻲ 11ﺳﺑﺗﻣﺑر"،
وﺣظﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻣن ﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻗدم
٤٦
ﻟﻣﺧرﺟﺗﻪ ﻓرﺻﺎً أﻛﺑر ﻟﻠدﻋم واﻟﻧﺟﺎح واﻟذي ﻧﺄﻣل أن ﻧرى ﺛﻣﺎرﻩ ﻗرﯾﺑﺎً.
وﻓﻲ ﻛﻧدا ﺛﻣﺔ ﻗﺻﺔ ﻧﺟﺎح أﺧرى ﺣظﯾت ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم ،وﺑطﻠﺗﻬﺎ ﻫﻲ أﯾﺿﺎً
ﺷﺎﺑﺔ ﻣﺣﺟﺑﺔ وﻣﻠﺗزﻣﺔ ﺗﺣﻣل اﺳم "زرﻗﺎء ﻧواز" وﺗﺻف ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﺗﻐطﻲ رأﺳﻬﺎ وﺗؤدي اﻟﺻﻠوات اﻟﺧﻣس وﺗﺷﺎرك ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﺳﺟد اﻟﻣﺣﻠﻲ".٤٧
ﺑدأت ﻧواز -اﻟﻛﻧدﯾﺔ ﻣن أﺻول ﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﯾﺔ -ﻣﺳﯾرﺗﻬﺎ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻛﺎﺗﺑﺔ وﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ
ﻫﯾﺋﺔ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻛﻧدﯾﺔ CBCﻋﺎم ،1995وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺎرع اﻹﻋﻼم اﻟﻐرﺑﻲ إﻟﻰ اﺗﻬﺎم
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺗﻔﺟﯾرات أوﻛﻼﻫوﻣﺎ -ﻗﺑل أن ﺗﺛﺑت اﻟﺗﻬﻣﺔ ﺑﺣق ﺷﺎب أﻣرﯾﻛﻲ ﻏﯾر ﻣﺳﻠم-
ﺑﺎدرت ﺑﺈﺧراج ﻓﯾﻠم ﻗﺻﯾر ﯾﺣﻣل اﺳم "ﺷواء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن" واﻟذي ُﯾﺗﻬم ﻓﯾﻪ أﺧوان
ﻣﺳﻠﻣﺎن ﺑﺎﻹرﻫﺎب ﻟﻣﺟرد وﻗوع اﻧﻔﺟﺎر ﺧﻼل ﻗﯾﺎﻣﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﺷواء ﻓﻲ ﺣدﯾﻘﺗﻬﻣﺎ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ،ﺛم
أﺧرﺟت ﻧواز ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻗﺻﯾ اًر آﺧر ﻋﺎم 1998ﺑﺎﺳم "اﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺎﻟﻘﺗل" وﻗدﻣت ﻓﯾﻪ ﻗﺻﺔ
ﻛﺎﺗﺑﺔ ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻻ ﺗﺟد وﺳﯾﻠﺔ أﻓﺿل ﻟﻠﺷﻬرة ﻣن ادﻋﺎء اﺳﺗﻼﻣﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻬدﯾد ﺑﺎﻟﻘﺗل ﻣن
ﻣﺗطرﻓﯾن إﺛر ﻛﺗﺎﺑﺔ رواﯾﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ .وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺳﺧرﯾﺔ ﻧواز اﻟﻼذﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠﻣﯾن ﻣن
اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ إزاء ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻘد ﺣظﯾت ﺑﺈﻋﺟﺎب ﻛﺑﯾر ﻟدى
ﻋرﺿﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻬرﺟﺎن ﺗورﻧﺗو اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ.
ﺗﺎﺑﻌت ﻧواز ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺑﻧﺟﺎح وأﺳﺳت ﺷرﻛﺔ إﻧﺗﺎج ﺧﺎﺻﺔ ،وأﻧﺗﺟت أﻓﻼﻣﺎً ﻗﺻﯾرة أﺧرى
وﺷرﯾطﺎً وﺛﺎﺋﻘﯾﺎً ﺑﺎﺳم "أﻧﺎ واﻟﻣﺳﺟد" ) ،(2005وﺗﻧوﻋت ﻣﻬﺎراﺗﻬﺎ ﺑﯾن اﻹﺧراج واﻹﻧﺗﺎج
وﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻧﺻوص .أﻣﺎ ﻋﻣﻠﻬﺎ اﻷﻫم ﻓﻬو اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﻛوﻣﯾدي "ﻣﺳﺟد ﺻﻐﯾر ﺑﯾن
٤٦
اﻧﻈﺮ:
"ﻟﯿﻨﺎ ﺧﺎن" ﺳﯿﻨﻤﺎﺋﯿﺔ أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻤﻄﯿﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،اﻟﻔﻦ أوﻧﻼﯾﻦ2008-8-21 ،
ﻣﺴﻠﻤﻮن ﺷﺒﺎب ﯾﺘﺮﻛﻮن ﺑﺼﻤﺘﮭﻢwww.america.gov، 23-2-2009 ،
٤٧
ﻛﻨﺪﯾﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺑﺎﺳﻜﺘﺎﻧﻲ ﺗﻌﯿﺪ اﻟﻤﺮح ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﻸﺻﻮﻟﯿﺔ ،ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 8 ،9019أﻏﺴﻄﺲ 2003
٥٧
اﻟﻣروج" واﻟذي ﻛﺗﺑت ﻧﺻوص ﻣواﺳﻣﻪ اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﻧذ 2007وﺣظﻲ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻓﻲ
ﻛﻧدا وﺳوﯾﺳ ار وﺑﻌض اﻟدول اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،وﺗﺣﺎول ﻧواز ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺗﻌرض ﻟﺻﻌوﺑﺎت
اﻧدﻣﺎج اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻛﻧدا ﺑﺄﺳﻠوب ﻫزﻟﻲ وﻛﺳر ﺣﻠﻘﺔ اﻹرﻫﺎب اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ ،وﻻ ﺗوﻓر
ﺳﺧرﯾﺗﻬﺎ أﺣداً ﺳواء ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أو ﻏﯾرﻫم .وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻧواز ﺗﻣﺛل ﺑﺣﺟﺎﺑﻬﺎ
واﻧﻔﺗﺎﺣﻬﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ -أو اﻟﺛﺎﻟث -ﻣن ﻣﺳﻠﻣﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟذﯾن
ﯾﺟﻣﻌون ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎﺗﻬم اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ واﻟواﺛﻘﺔ ﻣزﯾﺟﺎً ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺗﻲ اﻟﺷرق واﻟﻐرب وﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻣﻌﻪ ﺗﺻﻧﯾﻔﻬم دون اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻫوﯾﺗﻬم اﻟﻬﺟﯾﻧﺔ.
ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻔﺔ اﻷﺧرى ﻟﻸطﻠﺳﻲ ،ﺗﻌﻣل ﻣﻧﺗﺟﺔ ﺷﺎﺑﺔ أﺧرى ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ
ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،وﻫﻲ "أﺳﻣﺎء ﺣﺳن" اﻟﺗﻲ ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ إﻧﺗﺎج وﺗﺻﻣﯾم أزﯾﺎء ﻋدد ﻣن اﻷﻓﻼم
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑل أن ﯾظﻬر اﺳﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﺻق اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻛوﻣﯾدي “" ”The Infidelاﻟﻛﺎﻓر"
) ،(2010واﻟذي ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﻣﻊ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻷﻓﻼم ﺿﻣن ﺗوﺟﻪ ﺟدﯾد ﻓﻲ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻷورﺑﯾﺔ -اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻧظرة أﻛﺛر ﺗﻔﻬﻣﺎً ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻐرب،
وﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ﺧﯾر وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻣﻬﯾد اﻟطرﯾق اﻟوﻋر أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ،
ﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻏب ﻛﺎﺗب ﻧص ﯾﻬودي -دﯾﻔﯾد ﺑﺎدﯾﯾل -ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳﻌﺔ
وﺗﺳﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻻ ﯾؤﯾدون اﻹرﻫﺎب .٤٨وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ﺗﺣﻔظﺎﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻣن اﻟﻣﻬم اﻹﺷﺎدة ﺑﻬذا اﻟﺟﻬد ،وﺧﺻوﺻﺎً
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺟ أر اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر اﻟﯾﻬود ﻓﻲ اﻟطرف اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ
ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن .وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن “أﺳﻣﺎء” ﺗﻌد أول ﻣﺳﻠﻣﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻓﯾﻠﻣﺎً ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎً ،وﻧﻘﺗﺑس
ﻣن إﺣدى اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻗوﻟﻬﺎ» :واﻟداي طﺑﯾﺑﺎن وﻟﻛﻧﻲ ﻟم أرد أن أﻛون ﻣﺛﻠﻬﻣﺎ ،ﺑل
أردت ﻋﻣل ﺷﻲء ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ...ﻟم أرد أن أﺻﻧﻊ أﻓﻼﻣﺎً
ﻓﺣﺳب ﺑل أردت ﺻﻧﺎﻋﺔ أﻓﻼم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻓﻛرت ﻓﻲ أن وﺟود اﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺻق ﻫذا
اﻟﻔﯾﻠم ﺳﯾﺷﻛل ﻓرﻗﺎً ﻛﺑﯾ اًر« ،٤٩ﻟذا ﻧﺄﻣل ﻟﻬﺎ ﺑدورﻧﺎ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻷﻫداف.
٤٨
ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺷﺒﻜﺔ euronewsﺑﺘﺎرﯾﺦ 2010-4-9
٤٩
ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺻﺤﯿﻔﺔ ﺑﺮاﻗﺶ ﻧﺖ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ ،ﺑﺘﺎرﯾﺦ 2010-4-8
٥٨
اﻹﻧﺻﺎف ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻫوﻟﯾود ..اﻟﻣﺳﻠﻣون واﻟﻌرب اﻷﺧﯾﺎر!
٥٩
اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ "اﻟﻐرﺑﻲ اﻟﻣﺗﺣﺿر" ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻷﺷرار" ،وﻛﺄن دورﻩ ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة ﺳﯾظل ﻣﺣﺻو اًر ﺿﻣن ﺣدود اﻹرﻫﺎب ،ﺣﺗﻰ ﻣﻊ اﻻﻋﺗراف -ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺑوق-
ﺑوﺟود ﺟواﻧب أﺧرى ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﺎﻟﻌﻣل واﻟدراﺳﺔ واﻟﺣب!
ﺗﻘول "إﯾﻔﻠﯾن اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ" -وﻫﻲ أﺳﺗﺎذة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﯾﺗﺷﯾﻐﺎن وﺗﺗﺎﺑﻊ ﺻورة اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﻣﯾرﻛﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻣﻧذ اﻟﻌﺎم -2001ﺗﻘول» :إن ﻣﻌظم
اﻷدوار اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﻠب ﺷﺧﺻﺎً ذا أﺻول ﺷرق أوﺳطﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻧوع
أو ﻧوﻋﯾن ﻓﻘط ﻣن اﻷدوار .اﻟﻧوع اﻷول ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﺑﻘﯾﺎﻣﻪ ﺑﺄﻧﺷطﺔ
ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو اﻟﻌرﺑﻲ أو اﻟﻣﺳﻠم "اﻟﺟﯾد" اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺣﻛوﻣﺔ
اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺣرﺑﻬﺎ ﺿد "اﻷﺷ ارر" اﻟﻌرب« .٥٠وﺗؤﯾدﻫﺎ اﻟﺑروﻓﯾﺳورة "ﻣﯾﻠﯾﺎﻧﻲ
ﻣﺎﻛﻠﯾﺳﺗر" اﻷﺳﺗﺎذة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟورج واﺷﻧطن ﻣﺷﯾرة إﻟﻰ أن ﺗﻠك اﻷدوار ﺗﺄﺗﻲ داﺋﻣﺎً
ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻹرﻫﺎب ،وأﻧﻬﺎ ﺗدﻋم اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻬدﯾد اﻟذي ﺗﺗﻌرض ﻟﻪ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ.
وﯾﺷرح اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺑﺷﺎر اﻟﻘدوﻣﻲ -اﻟذي اﻟﺗﺣق ﺑﻬوﻟﯾود ﺳﻧﺔ -2001ﻫذﻩ
اﻟﺗطورات ﺑﻘوﻟﻪ» :ﺑﺎﻟﻣﺟﻣل زاد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ﻟﻛن ﺑطﺎﺑﻊ ﺳﻠﺑﻲ
ﻹرﺿﺎء و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻛل ﻣﺧرج أﻣرﯾﻛﻲ ﻛﺎن ﯾرﯾد أن ﯾﺛﺑت أﻧﻪ "وطﻧﻲ
أﻣرﯾﻛﻲ" ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻹﺳﺎءة ﻟﻠﻌرب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،واﻷدوار ﺗﻠﺧﺻت إﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻧود
ﻋ ارﻗﯾﯾن ﻣﻧظور إﻟﯾﻬم ﺑﻧظرة دوﻧﯾﺔ ،أو أن ﯾظﻬر اﻟرﺟل اﻷﺑﯾض ﻗﺎﺋداً وﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن
-ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻷﻟوان -ﯾدورون ﻓﻲ ﻓﻠﻛﻪ وﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻬم«.٥١
٦٠
إﻟﻰ أطﻔﺎل اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،إذ ﺗﻔﺗﻘت ﻋﺑﻘرﯾﺔ ﻫوﻟﯾود ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛﺎرﺗوﻧﯾﺔ اﺳﻣﻬﺎ "ﺛرﯾﺎ
ﻗﺎدر" ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﻛﺎرﺗوﻧﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ »اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻐﺎﻣﺿون« " "X- Menﻋﺎم
،2002وﻫﻲ ﻓﺗﺎة أﻓﻐﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ظل ﺣﻛم طﺎﻟﺑﺎن ،ﺛم ﺗﻌرﺿت ﻟﻼﺧﺗطﺎف
واﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻌﺑﯾد )!( إﻟﻰ أن ﺧﻠﺻﻬﺎ أﺑطﺎل اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﺧﺎرﻗون وﻗﺎﻣوا ﺑﺿﻣﻬﺎ
إﻟﻰ اﻟﻔرﯾق ﺗﺣت اﺳم "دﺳت" ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﻣﻧﺗﺟﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻗد ﺗﻛرﻣوا وﺗرﻛوﻫﺎ ﺗﺗﻣﺳك
ﺑﺣﺟﺎﺑﻬﺎ وﻧﻘﺎﺑﻬﺎ اﻷﺳود ﺑﻌد ﺧروﺟﻬﺎ ﻣن أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن.
ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ ،اﺳﺗﺣدﺛت ﻫوﻟﯾود ﺑﻌض اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﺿﻣن ﻓرﯾق »وﺣدة
ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرﻫﺎب« ﻓﻲ اﻟﻣوﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳﻠﺳل اﻟﺑوﻟﯾﺳﻲ » ،«24وﻛﺎﻧت اﻟﻘﺻﺔ ﺗدور
ﺣول ﻣﺣﺎوﻟﺔ إرﻫﺎﺑﯾﺔ ﻟﺗﻔﺟﯾر ﻗﻧﺑﻠﺔ ﻧووﯾﺔ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻊ اﺗﻬﺎم ﺛﻼث دول
"ﺷرق أوﺳطﯾﺔ" ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺟﯾرﻫﺎ ،وﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻌﻣﯾل "ﺟﺎك ﺑﺎور" -اﻟﻣﻣﺛل ﻛﯾﻔر
ﺳﺎذرﻻﻧد -ﻣﻬﻣﺔ إﯾﻘﺎف اﻟﻘﻧﺑﻠﺔ.
وﻧظ اًر ﻟﻧﺟﺎح اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻓﻘد ﺗﺎﺑﻌت ﺷرﻛﺔ "ﻓوﻛس" إﺻدار أﺟزاء أﺧرى ﻣﻧﻪ ﻛل ﺳﻧﺔ،
وﻗد ﺗﻛررت ﻣﺷﺎرﻛﺔ "اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﺧﯾﺎر" ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل ﺑﺿﻣﻬم إﻟﻰ وﺣدة
ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرﻫﺎب ٕواظﻬﺎر ﻣدى وﻻﺋﻬم ﻟوطﻧﻬم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣوﺳم اﻟﺳﺎدس اﻟذي
أﻧﺗﺞ ﺳﻧﺔ 2007ﺗﺑذل "ﻧﺎدﯾﺔ ﯾﺎﺳر" ﻛل ﺟﻬودﻫﺎ ﻟﻠﻘﺑض ﻋﻠﻰ "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن"
اﻟﻣﺗواطﺋﯾن ﻣﻊ أﻣﺛﺎﻟﻬم اﻟروس ﻟﺗﻔﺟﯾر ﻗﻧﺑﻠﺔ ﻧووﯾﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،وأﺛﻧﺎء ﻋﻣل "اﻟوﺣدة"
ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻘﺔ طﺎﺋرة ﺑﻼ طﯾﺎر ﯾﺗم إطﻼﻗﻬﺎ ﻟﺗﻔﺟﯾر ﻗﻧﺑﻠﺔ ﻧووﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ "ﺳﺎن
ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو" ،ﯾﻛﺗﺷف أﺣدﻫم وﺟود ﺗﺳرب ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن داﺧل اﻟوﺣدة ،ﻓﺗﺗﺳﺎرع
أﺻﺎﺑﻊ اﻻﺗﻬﺎم ﻟﺗﺷﯾر إﻟﻰ "ﻧﺎدﯾﺔ" ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺳﻠﻣﺔ وﻣوﻟودة ﻓﻲ "اﻟﺷرق اﻷوﺳط" ،وﻗﺑل
أن ﯾﺣﺳم اﻟﻔرﯾق أﻣرﻩ ﻓﻲ إداﻧﺗﻬﺎ أو ﺗﺑرﺋﺗﻬﺎ ﺗظﻬر ﺑﻌض اﻟدﻻﺋل ﻋﻠﻰ ﺗورطﻬﺎ وﯾﺗم
ﺗوﻗﯾﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ،وﻟﻛن ﺑراءﺗﻬﺎ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗظﻬر ﻗﺑل أن ﯾﺷرع أﺣد زﻣﻼﺋﻬﺎ
اﻟﻌﻧﺻرﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻌذﯾﺑﻬﺎ ودﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎون ﻣﻌﻬﺎ.
ﻫذﻩ اﻷﺣداث وﻏﯾرﻫﺎ ﺗم ﺗﺻوﯾرﻫﺎ ﺑﻣﺑﺎرﻛﺔ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن،
وﻧذﻛر ﻣﻧﻬم ﻧﯾﻛوﻻس ﻗﺎﺿﻲ ،أﻧﺗوﻧﻲ ﻋزﯾزي ،ﺳﻌﯾد ﻓرج ،ﻫﺎز ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻓﺎران
ﺻدﯾق" اﻟذي
طﺎﻫر ،وآل ﻓﺎرس ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوداﻧﻲ اﻷﺻل "أﻟﻛﺳﺎﻧدر ّ
٦١
ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻣوﺳم اﻟﺳﺎدس ﺳﻧﺔ 2007ﻓﻲ دور اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻌرﺑﻲ "أﺳﻌد" ،واﻟذي ﯾﺗوب
ﻋن ﺟراﺋﻣﻪ وﯾﻧﺿم إﻟﻰ وﺣدﻩ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرﻫﺎب ﻟﻺﯾﻘﺎع ﺑزﻣﻼﺋﻪ اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ،وﯾﺗﺳﺎﻫل
ﻣﻌﻪ اﻟﻣﺣﻘﻘون ﻣؤﻗﺗﺎً رﯾﺛﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣوت ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ .وﻣن
اﻟطرﯾف أن أﺣد اﻟﻧﻘﺎد اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻗد ﻛﺗب ﻣﻘﺎﻻً ﯾﻌرب ﻓﯾﻪ ﻋن ارﺗﯾﺎﺣﻪ ﻟﻣوﺗﻪ ،ﻓﻘد
ﻟﻘﻲ ﺟزاءﻩ ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎﻟﻪ اﻟﺷرﯾرة ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗوﺑﺗﻪ ،إذ ﯾﺑدو أن اﻟﺗوﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟدى
اﻟﺑﻌض ﺣﺗﻰ ﻟو اﻗﺗرﻧت ﺑﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﻟﻐﺳل اﻟﺧطﯾﺋﺔ ،أﻣﺎ اﻷﻛﺛر طراﻓﺔ ﻓﻬو ﻋرض
اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻛﺎﻣﻼً ﻋﻠﻰ اﺛﻧﺗﯾن ﻣن ﻗﻧوات ﻣﺟﻣوﻋﺔ MBCاﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﻧﻛﺎر
اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن إﺳﺎءة ،ﺑل واﻋﺗراض ﻣﻧظﻣﺎت ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن وﻣﺟﺎﻟس اﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﻣﺷﺎﻫد ﺗﻌذﯾب
وﻋﻧف ﺿد "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن" ..واﻟذﯾن ﻫم ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﻧﺳﻣﻊ ﺑﺎﻋﺗراض اﻵﺑﺎء
ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋرﺿﻪ ﻣﺗرﺟﻣﺎً إﻟﻰ ﻟﻐﺗﻬمٕ ،واﻗﺑﺎل أوﻻدﻫم اﻟﻣراﻫﻘﯾن ﻋﻠﻰ
ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ!
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل ») «Lostاﻟﺿﺎﺋﻌون( ،ﻓﺗظﻬر ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ "ﺳﻌﯾد ﺟراح" -
واﻟذي ﯾﻠﻌب دورﻩ اﻟﻣﻣﺛل ﻧﺎﻓﯾن أﻧدروز -وﻫو ﻋﺳﻛري ﺳﺎﺑق ﻓﻲ اﻟﺣرس اﻟﺟﻣﻬوري
اﻟﻌراﻗﻲ ،ﯾﺻﺎدف وﺟودﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺗن طﺎﺋرة ﺗﻘﻠﻊ ﻣن أﺳﺗراﻟﯾﺎ وﺗﺗﺣطم ﻋﻠﻰ ﺟزﯾرة ﻏﯾر
ﻣﺄﻫوﻟﺔ ﻓﯾﻧﺟو ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺿﻌﺔ أﻓراد وﻣﻧﻬم ﺻﺎﺣﺑﻧﺎ اﻟﻌراﻗﻲ ،أﻣﺎ ﺳﺑب وﺟودﻩ ﻓﻲ أﺳﺗراﻟﯾﺎ
ﺣﺳب ﻗﺻﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻬو ﺗﺟﻧﯾدﻩ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺗﻌﺎون اﺳﺗﺧﺑﺎراﺗﻲ دوﻟﻲ ﻟﻠﺗﺳﻠل إﻟﻰ ﺧﻠﯾﺔ
إرﻫﺎﺑﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﺎﺋﻣﺔ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﻣﺛل ﻟﯾس ﻋرﺑﯾﺎً إﻻ أﻧﻧﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﻰ ﻫذا
اﻟدور ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺻب ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺧﺎﻧﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻣن اﻷدوار ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻗد
ُﻋرض أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ إﺣدى ﻗﻧوات ﻣﺟﻣوﻋﺔ MBCاﻟﻌرﺑﯾﺔ.
وﻧﺧﺗﺗم ﻋرﺿﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳﻠﺳﻼت ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﺷﻬﯾر "اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺋﻣﺔ"
“ ”Sleeper Cellواﻟذي ﯾﺗﺻدر ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ إﺑراز اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟطﯾب ،إذ ﯾﺧﺗرق اﻟﻌﻣﯾل اﻟﻔﯾدراﻟﻲ اﻟﻣﺳﻠم اﻷﺳود "داروﯾن" -اﻟﻣﻣﺛل
ﻣﺎﯾﻛل إﯾﻠﻲ -ﺧﻠﯾﺔ إرﻫﺎﺑﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﺎﺋﻣﺔ داﺧل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﯾﺗﻣﻛن ﻣن إﻗﻧﺎع
أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻧﻬم إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻹﯾﻘﺎع ﺑﻬم ،وﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل ﺟﻣﯾﻊ
٦٢
اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻹرﻫﺎﺑﻲ ،وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﯾﺑدو أﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣظﻬر إﻟﻰ أﺑﻌد
اﻟﺣدود ،إﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺧطر ﻗﺎﺋم ﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﺳﻠم ﻏرﺑﯾﺎً ﺑﺷﻌر أﺷﻘر وﻋﯾون
زرﻗﺎء! وﯾؤﻛد اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﺳﻠم اﻟطﯾب ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻌﻣﯾل
اﻟﻔﯾدراﻟﻲ اﻟذي ﻻ ﺗﻣﻧﻌﻪ اﻟﻣواظﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺎﺋر دﯾﻧﻪ ﻣن ﺻﻼة وﻗراءة ﻟﻠﻘرآن ﻋن اﻟﻘﯾﺎم
ﺑدورﻩ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن أﻣرﯾﻛﺎ ﺿد "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن”.
وﻣن اﻟطرﯾف أن ﯾﺳﻧد دور زﻋﯾم اﻟﺧﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﯾﻬودي اﻟﻣوﻟود ﻓﻲ "إﺳراﺋﯾل"
"ﻋودﯾد ﻓﻬر" واﻟذي ﺳﺑق أن ظﻬر ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ أﻓﻼم اﻟﻣوﻣﯾﺎء ﻛزﻋﯾم ﻟﺟﯾش اﻟﻌﺑراﻧﯾﯾن
اﻟﻣداﻓﻌﯾن ﻋن ﻣﺻر ،واﻷﻏرب ﻣن ذﻟك أن ﯾﻛون ﻛﺎﺗب اﻟﻣﺳﻠﺳل ﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﯾﺎً ﻣﺳﻠﻣﺎً
واﺳﻣﻪ "ﻗﻣران ﺑﺎﺷﺎ" ،واﻟذي -ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﻗدﻣﻪ -ﻟم ﯾﺣظ ﺑرﺿﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن ﻟم ُﯾرق ﻟﻬم ﻣﻧظر اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﺳﻠم وﻫو ﯾداﻓﻊ ﻋن ﺑﻼدﻫم ﺣﺗﻰ ٕوان
ﻛﺎن ﯾﺣﻣل اﺳﻣﺎً ﻏرﺑﯾﺎً "داروﯾن"! ..إذ ﯾﺑدو أن ﺻورة اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻗد ﺗﻐﻠﻐﻠت ﻓﻲ أﻋﻣﺎق
اﻟﻼوﻋﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ إﻟﻰ درﺟﺔ ﯾﺻﻌب ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺷﺗرﻛﻲ ﺷﺑﻛﺔ
"ﺷوﺗﺎﯾم" اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺈﻟﻐﺎء اﺷﺗراﻛﻬم ﻓﻲ ﺣﺎل إﺻرارﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋرض ﻫذا
*
اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟذي أﻧﺗﺟﺗﻪ وﺑﺛﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﺣدى ﻗﻧواﺗﻬﺎ!
ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ أﯾﻀﺎ ً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،وﻣﻨﮭﻢ :ﻧﯿﻜﻮﻻس ﻗﺎﺿﻲ ،ﯾﺎﺳﻤﯿﻦ ﺣﻨﺎﻧﻲ ،ﺳﺎرة *
ﺷﺎھﻲ ،ﺳﻌﯿﺪ طﻐﻤﺎوي ،ﻣﺎﯾﻜﻞ دﯾﺴﯿﻨﺖ )واﺳﻤﮫ اﻷﺻﻠﻲ ھﺎﻧﻲ اﻟﻨﻌﯿﻤﺔ( ،وﻏﯿﺮھﻢ.
٦٣
ﯾﻌﻠق اﻟﺑروﻓﺳور "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻘوﻟﻪ" :ﻓﻲ ﻓﯾﻠم اﻟﺣﺻﺎر ﻛل اﻟﻌرب
إرﻫﺎﺑﯾون وﯾﻘﺗﻠون أﻟوﻓﺎً ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻧﯾوﯾورك ﻗﺑل اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر،
وأﻋﺗﻘد أن اﻟﻣﺧرج ﺷﻌر ﺑﺿرورة أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺷﺧﺻﺎً ﻣن ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ
وأﻋطﻰ ذﻟك اﻟﺷﺧص دو اًر ﺛﺎﻧوﯾﺎً ﺟداً وﻫو ﻋﻣﯾل ﻓﻲ FBIوﻫذا ﻣﺎ ﺣدث ،وﻫذا ﺷﺑﯾﻪ
ﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﺻورة اﻟﺳود ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﺣﯾث ﺗرى ﻛل اﻟﺳود
ﯾﻘﺗﻠون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺔ ﻟﻛن ﻫﻧﺎك رﺟل أﺳود وﺣﯾد ﺟﯾد ﻫو ﺻدﯾق اﻟﺑطل ،وﻫﻲ ﻣﺟرد
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗزوﯾﻘﯾﺔ وﻻ ﯾﺟب أن ﻧﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ أي اﻫﺗﻣﺎم".٥٢
ﻫذﻩ "اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗزوﯾﻘﯾﺔ" أﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎً ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺑﻌد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن
ﺳﺑﺗﻣﺑر ،إذ ﯾﻧﺗﻬز اﻟﻣﺧرج اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ "ردﻟﻲ ﺳﻛوت" ﻓرﺻﺔ اﻧدﻻع اﻟﺣرب اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﻋﻠﻰ "اﻹرﻫﺎب" ﺳﻧﺔ 2001ﻟطرح ﻓﯾﻠﻣﻪ "ﺳﻘوط اﻟﺻﻘر اﻷﺳود" ،واﻟذي ﯾﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ
إﺳﻘﺎط طﺎﺋرة اﻟﺻﻘر اﻷﺳود اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻘﺎوﻣﯾن اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ،وﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﺧروج ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﻠﺗﻬﺑﺔ ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣن اﻟﺧﺳﺎﺋر ،وﯾﺑدو اﺧﺗﯾﺎر
ﻣوﺿوع ﻛﻬذا ﻹﻧﺗﺎج ﻓﯾﻠم ﻫوﻟﯾودي ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن -وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ
ﻣن ﺣروب -أﻗرب إﻟﻰ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
ﺗﺑدأ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺗﻌﺎون أﺣد اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ﻣﻊ اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻹرﺷﺎدﻫم
إﻟﻰ ﻣﻘر ﻗﯾﺎدة اﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺟﻧرال "ﻋﯾدﯾد" ،ﻓﻧرى اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻟطﯾب واﻟﻣﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺟﯾش اﻟﻌداﻟﺔ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﺑدءاً ﺑﻣﺷﻬد اﻟﻣؤذن وﻫو ﯾﻧﺎدي
ﻟﺻﻼة اﻟﻔﺟر ﻣن ﻓوق اﻟﻣﺋذﻧﺔ ،واﻟذي ﯾﺗﻠوﻩ ﻣﺷﻬد ﻟﻠﻌﻣﯾل اﻟﺻوﻣﺎﻟﻲ وﻫو ﯾﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ
ﺷﺎطﺊ اﻟﺑﺣر ،ﺛم ﯾﻧطﻠق ﻷداء ﻣﻬﻣﺗﻪ اﻟﻌظﯾﻣﺔ وﯾﻘود ﺳﯾﺎرﺗﻪ وﺳط ﺳوق ﺷﻌﺑﻲ ﺗﺑﺎع
ﻓﯾﻪ اﻷﺳﻠﺣﺔ ﻋﻠﻧﺎً وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﺎﻹﺳﻼم اﻟذي ﯾرﺿﻲ ﻫوﻟﯾود ﻫو ذاك
اﻟذي ﻻ ﺗﻣﻧﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﺻﻼة وﻣظﺎﻫر اﻟﺗدﯾن ﻣن اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم ،ﯾﻧﺟﺢ اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﺑﺈﻧﻘﺎذ ﺑﻌض ﻣن ﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﺟﻧودﻫم اﻟذﯾن وﻗﻌوا ﻓﻲ
اﻟﻔﺦ واﺿطروا ﻟﻠﻘﺗﺎل ﺣﺗﻰ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧرﺟون ﻣن اﻟﺣﻲ اﻟذي
ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎت وﺳط ﻣﻘدﯾﺷو ﯾﺳﺗﻘﺑﻠﻬم اﻟﺷﻌب اﻟﺻوﻣﺎﻟﻲ اﻟطﯾب ﺑﺎﻟزﻫور،
ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﯾﺮة ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻜﺘﺎب ﺧﯿﺮ ﺟﻠﯿﺲ ،اﻟﻌﺮب اﻟﺴﯿﺌﻮن ..ﻛﯿﻒ ﺗﺸﻮه ھﻮﻟﯿﻮود ﺷﻌﺒﺎً26/12/2005 ، ٥٢
٦٤
ﻓﻬم أﺑطﺎل اﻟﺣرﯾﺔ اﻟذﯾن ﺟﺎؤوا ﻣن أﻗﺻﻰ اﻷرض ﻟﺗﺣرﯾرﻫم .وﻗد ﻧﺟﺢ اﻟﻣﺧرج ﻓﻲ
ﺗﺟﺳﯾد اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ وﻋد ﺑﻬﺎ اﻟرﺋﯾس ﺑوش اﻻﺑن ﺟﯾﺷﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘﺗﺣم اﻟﻌراق ﻟﯾﺣررﻩ
ﻣن ﻧظﺎﻣﻪ اﻟدﯾﻛﺗﺎﺗوري!
ﻫذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻟم ﺗﻛن داﺋﻣﺎً ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻧﺣو ﻓﻲ أﻓﻼم ﻫوﻟﯾود،
وﻟﻛن "اﻟﻌرب اﻷﺧﯾﺎر" ﻟم ﯾﺧرﺟوا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻋن اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ
ُرﺳﻣت ﻟﻬم ،إذ ﻧﺟد إداﻧﺔ واﺿﺣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻛﺎﺗب وﻣﺧرج اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺷﻬﯾر "ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ" -
اﻟذي أﻧﺗﺞ ﻋﺎم -2005ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻟﻣﺷﺑوﻩ ﺑﯾن ﻛل
ﻣن اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ واﺷﻧطن ورؤﺳﺎء ﺷرﻛﺎت اﻟﻧﻔط وﺣﻛﺎم اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻋﺑر ﻋﻧﻪ ﻓﻲ
اﻟﻧﻔطﯾﺔ ،وﻫو ﻣوﻗف ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻣوﻗف اﻟﻣﺧرج اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﻣﺎﯾﻛل ﻣور" اﻟذي ّ
ﻓﯾﻠﻣﻪ اﻟوﺛﺎﺋﻘﻲ "ﻓﻬرﻧﻬﺎﯾت "9/11واﺗﻬم ﻓﯾﻪ إدارة ﺑوش ﺑﺎﻟﺿﻠوع ﻓﻲ ﻣؤاﻣرة ﻗذرة ﻣﻊ
اﻟﺣﻛﺎم اﻟﻌرب ﺿد ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
ﺟﺎﺟن" ﺗرك ﻟﻠﻌرب ﻓرﺻﺔ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب ﺑﯾد أن اﻟﻣﺧرج اﻷوﺳﻛﺎري "ﺳﺗﯾﻔن َ
اﻟﺧﯾر ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ "ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ" ،ﻓﻔﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟﻣؤاﻣرة اﻟﺗﻲ ﯾﺑدو اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب
ّ
اﻟﺳﯾﺊ ﻣن أﻣرﯾﻛﯾﯾن وﻋرب ،ﯾظﻬر اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوداﻧﻲ اﻷﺻل
ﺻدﯾق -ﻛﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎذة ،ﻓﻬو ﺷﺎب ﻣﺳﺗﻧﯾر ﺗﺧرج ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ "أﻛﺳﻔورد" أﻟﻛﺳﺎﻧدر ّ
وﯾﺳﻌﻰ ﻹﺻﻼح ﺷﻌﺑﻪ ﺑﺈﺣﻼل ﻧظﺎم ﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ٕواﺷراك اﻟﻣرأة ﻓﯾﻪ ،أي أن اﻟﻣﺧرج أﻋﻔﻰ
اﻷﻣﯾر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟطﯾب ﻣن اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟﻘﺎدة اﻟﻐرﺑﯾﯾن ﻟﻛوﻧﻬم ﻫم أﯾﺿﺎً أﺷرار ،وﻟﻛﻧﻪ
ﺣﺻرﻩ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﻧﺎﻗﻪ ﻷﻓﻛﺎر "اﻟﺗﻧوﯾر" اﻷورﺑﯾﺔ!
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻟم ﯾﻘف اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻧد ﺣدود ﻣﺳﻠﺳل "اﻟﺧﻠﯾﺔ
اﻟﻧﺎﺋﻣﺔ" ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ،ﻓﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ ذاﺗﻬﺎ ﺗﻛررت ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﺧﺎﺋن" “ ”Traitorاﻟﻣﻧﺗﺞ
ﺳﻧﺔ ،2008واﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻣﯾل اﻟﻣﺳﻠم اﻷﺳود "ﺳﻣﯾر ﻫورن" -اﻟﻣﻣﺛل دون
ﺗﺷﯾدل -ﻣﻬﻣﺔ اﺧﺗراق إﺣدى اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ وﺗﻔﻛﯾﻛﻬﺎ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ ﺟرﯾﺗﻣﻬﺎ ﺑﺗﻔﺟﯾر
ﺧﻣﺳﯾن ﺣﺎﻓﻠﺔ رﻛﺎب ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ ﻋﯾد اﻟﺷﻛر ،وﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻧﺟد
٦٥
اﻟﻌﻣﯾل اﻟﻣﺳﻠم ﻫﻧﺎ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﻘوى واﻟورع ،وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻫﻠل ﻓﯾﻪ ﺑﻌض
اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن اﻟﻌرب ﻟﻬذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻣﻧﺻﻔﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻟﻣﻌﺗدل واﻟﺗﻲ ﺗﻧزﻩ اﻹﺳﻼم ﻋن
اﻟﺗطرف ﻏﺎﺑت ﻋﻧﻬم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ أن
ﯾﻧدﻣﺞ ﺧﻣﺳون أﻣرﯾﻛﻲ ﻣﺳﻠم ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬم ودراﺳﺗﻬم وﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ودون أن ﯾﺧﺗﻠﻔوا
ﻋن أي أﻣرﯾﻛﻲ آﺧر ﺳوى ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺻﻔر اﻟﺗﻲ ﯾﻧطﻠﻘون ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺗﻔﺟﯾر
اﻷﺑرﯾﺎء ﻣن ﺣوﻟﻬم ،وﻟﯾﺳت ﻫﻧﺎك وﺳﯾﻠﺔ أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﺿد اﻟﻌرب
ﺻورت
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻐرب ﻣﺛل ﻫذﻩ! وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺄن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺷﺎﻫد اﻟﻔﯾﻠم ُ
ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،وﺷﺎرك ﻓﯾﻪ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﺛل ﺳﻌﯾد
طﻐﻣﺎوي ،رﻋد راوي ،ﺣﺳﺎم ﻏﺎﻧﺳﻲ ،ﺣﺑﯾب ﺣﻣدان ،ﻋﻼء ﺻﺎﻓﻲ ،ﻋﻠﻲ ﻣؤﻣن،
داﻧﻲ ﺟزار ،ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﻧﯾﻧﻲ وﻋﻣر ﻣﻣدوح.
أﻣﺎ دور "اﻟﻌرب اﻷﺧﯾﺎر" ﻓﻲ اﺣﺗﻼل اﻟﻌراق ﻓﯾظﻬر ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺿراء"
“ ”Green Zoneاﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ أواﺋل ﻋﺎم 2010واﻟذي ﺗزاﻣن ﻋرﺿﻪ ﻣﻊ اﻟذﻛرى
اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻻﺣﺗﻼل اﻟﻌراق ،إذ ﻧﻌﺛر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟدور ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ "ﻓرﯾد" -وﯾﻘوم ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﺻري ﺧﺎﻟد ﻋﺑد ﷲ -واﻟذي ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺿﺎﺑط اﻷﻣرﯾﻛﻲ "روي ﻣﯾﻠر" ﻋﻠﻰ
اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎدي اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ ﻧظﺎم ﺻدام "ﻣﺣﻣد اﻟراوي" -اﻟﻣﻣﺛل "اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" ذو
اﻷﺻل اﻟﻌراﻗﻲ ﯾﯾﻐﺎل ﻧﺎﻋور -ﻟﺗﺗﺄﻛد ﺷﻛوك "ﻣﯾﻠر" ﻋﺑر "اﻟراوي" ﻓﻲ اﻟﻛذﺑﺔ اﻟﺗﻲ
روﺟت ﻟﻬﺎ إدارة ﺑوش ﺣول ﺣﯾﺎزة اﻟﻌراق ﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟدﻣﺎر اﻟﺷﺎﻣل ﻣﻣﺎ ّﺑرر ﻟﻬﺎ اﺣﺗﻼل
ّ
اﻟﺑﻼد وﻋزل ﻗﯾﺎدﺗﻬﺎ وﺣل ﺟﯾﺷﻬﺎ وﻧﻬب ﺧﯾراﺗﻬﺎ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻧﻘد اﻟﺟريء ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻟدواﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟﺣرب ،ﻟم ﯾﺟد ﻣؤﻟف اﻟﻘﺻﺔ ﻏﯾر
ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋراﻗﯾﺔ ﻋﺎﻧت ﻣن اﻻﺿطﻬﺎد ﻓﻲ ظل ﺣﻛم ﺻدام ﻟﻠﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺿﺎﺑط
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وﻟم ﯾﻛن داﻓﻊ "ﻓرﯾد" ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺑدو اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إذ ﯾﻘرر ﻗﺗل "ﻣﺣﻣد
اﻟراوي" ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،وﯾﺧﺳر "ﻣﯾﻠر" ﺑذﻟك ﺷﺎﻫداً ﻣﻬﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد إدارة ﺑوش
ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل واﻟزج ﺑﺎﻟﺷﺑﺎب اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻓﻲ ﺣرب ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي
ﯾﺗﻧﻌم ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺎدة اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﺑﺣﯾﺎة ﻣﺗرﻓﺔ داﺧل ﺣﺻوﻧﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺿراء وﺳط
ﺑﻐداد ،وﻣن اﻟﻣؤﺳف أن ﯾﺗﻛرر ﺗﻘدﯾم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷدوار ﻣن ﻗﺑل ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب.
٦٦
ﻣن اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻔردي إﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﻲ!
اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻷﻣﻧﻲ اﻟرﺳﻣﻲ ﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ "اﻹرﻫﺎب" ُﯾﻌد اﻟﯾوم ﺷرطﺎً أﺳﺎﺳﯾﺎً
ﻟﻠﻌرب اﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺿﻣن ﻓﺋﺔ اﻷﺧﯾﺎر ،وﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻓﯾﻠم "اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ" " The
- "Kingdomاﻟﻣﻧﺗﺞ ﺳﻧﺔ -2007اﻟوﺻﻔﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﺷرط ،وﻋﻠﻰ ﯾد
ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب ﻣرة أﺧرى.
ﯾﺟﺳد دور اﻟﻌﻘﯾد اﻟﺳﻌودي "ﻓﺎرس اﻟﻐﺎزي" -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ اﻟﺷﺎب "أﺷرف
ﺑرﻫوم" -أﺣد اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﺣدﯾﺛﺎً ﻟﻛﺳب اﻟرﺿﺎ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،إذ ﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ اﻟﻣﺧرج
ﺑﺈظﻬﺎر ﻫذا اﻟﺿﺎﺑط اﻟطﯾب ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ٍ
ﻣﻌﺎد ﻟﻺرﻫﺎب واﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن وﻣﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻪ
اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﻘﺎدﻣﯾن إﻟﻰ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺑل ﯾﺿﺣﻲ
وﯾﻘﺗل ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم ،ﺛم ُﯾﺳﻠم اﻟروح ﻋﻠﻰ ﯾد زﻣﯾﻠﻪ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﺣﻘق
اﻟرﺟل ﺑروﺣﻪ ُ
"روﻧﺎﻟد" -اﻟﻣﻣﺛل ﺟﯾﻣﻲ ﻓوﻛس -أﺛﻧﺎء ﻣداﻫﻣﺗﻬﻣﺎ ﻟﻣﻧزل رﺋﯾس "اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ"،
وﻫﻛذا ﯾﺑﻠﻎ اﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﺧﯾﺎر واﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن -اﻷﺧﯾﺎر داﺋﻣ ًﺎ -ذروﺗﻪ
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺣد اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن ﻋدوﻫم اﻷوﺣد.
أﻣﺎ اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻟﻔﯾﻠم اﺳﺗﺣداﺛﻬﺎ ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﺧﯾﺎر
ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺳﺢ اﻟطرﯾق أﻣﺎم اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟﯾﻣﺎرﺳوا ﺷﻌﺎﺋر دﯾﻧﻬم دون اﻋﺗراض ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑﻘﻰ
اﻟﺗدﯾن ﺳﺎذﺟﺎً وﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ "اﻟد اروﯾش" ودون أن ﯾؤدي اﻹﯾﻣﺎن إﻟﻰ اﻋﺗﻧﺎق أي ﻗﺿﯾﺔ.
ﻣﻊ ﺿرورة اﻻﻧﺧراط ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺣداﺛﺔ وﻋدم رﻓض أﺳﻠوب اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،واﻷﻫم ﻣن ﻛل ﻫذا ﻫو اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻐرب ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ "اﻹرﻫﺎب
اﻹﺳﻼﻣﻲ" .ﻟذا ﯾﺣرص اﻟﻣﺧرج ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر ﻛل ﻣن اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي واﻟﻧﻘﯾب ﻫﯾﺛم ﻓﻲ
ﺻورة اﻟرﺟل اﻟﻣﺳﻠم ﻣﺗﻔﺗﺢ اﻟذﻫن ،واﻟذي ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺻﻌوﺑﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻹﻧﺷﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺗﯾﻧﺔ ﻣﻊ زﻣﯾﻠﻪ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻓﯾﻪ ﻣن
ﻋﻘدة اﻟﻧﻘص أﻣﺎم ﻫذا اﻟﻐرﺑﻲ وﯾﺷﻌر ﺑﻌبء ﺗﻘﺎﻟﯾدﻩ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾدﺧن اﻟﺳﺟﺎﺋر
وﯾﺣب اﻟﺣﯾﺎة وﯾﻌﯾش ﺣﯾﺎة ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘرة .أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدﯾﻧﻲ ،ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﺣرص
٦٧
ﻋﻠﻰ ﻓراﺋﺿﻪ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،إذ ﺗُﻌﻠم زوﺟﺔ اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي اﺑﻧﺗﻬﺎ اﻟﺻﻐﯾرة ﻛﯾﻔﯾﺔ وﺿﻊ
اﻟﺣﺟﺎب ،ﺛم ﺗﺻﻠﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎً ،أﻣﺎ اﻟﻧﻘﯾب ﻫﯾﺛم ﻓﯾﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼة ﺑﻣﻼﺑس
ﻧظﯾﻔﺔ ،وﯾﻬﺗم ﺑرﻋﺎﯾﺔ أﺑﯾﻪ اﻟﻣﻘﻌد وﯾﻌﯾﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
ﻓﻲ ﻣﺛﺎل آﺧر ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟرﺳﻣﻲ ،ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻓﯾﻠم "ﺟﺳد ﻣن اﻷﻛﺎذﯾب" -اﻟﻣﻧﺗَﺞ ﻋﺎم
-2008ﻧﻣوذﺟﺎً أﻛﺛر ﺗطو اًر وﯾﺑﻠﻎ ﻓﯾﻪ ﻧﺿﺞ "اﻟﻌرب اﻷﺧﯾﺎر" ﺣدﻩ اﻷﻗﺻﻰ ،إذ ﻻ
ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺿﺎﺑط اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷردﻧﻲ )ﻫﺎﻧﻲ ﺳﻼم( ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﻋﻣﺎن ،ﺑل ﻧﺟد
واﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻠﻘﺑض ﻋﻠﻰ أﺣد ﻗﺎدة اﻟﻘﺎﻋدة "اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺳﻠﯾم" اﻟﻣﻘﯾم ﻓﻲ ّ
اﻟﺿﺎﺑط اﻷﻧﯾق واﻟﻣﺛﻘف واﻟذي ﯾﻌﯾش ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻬو واﺣﺗﺳﺎء اﻟﺧﻣر
دﻫﺎء وﺧﺑﺛﺎً ﻣن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن أﻧﻔﺳﻬم ،ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺣل اﻟﻠﻐز وﻧﺻب اﻟﻛﻣﯾن
ً أﻛﺛر
ﻟﻠﺷﯾﺦ "اﻟﺳﻠﯾم" ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻌﺟز ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ "ﺳﻲ آي أﯾﻪ" ﻋن
ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﺧﻠﯾﺔ "اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ" ﻋﺑر اﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﺳﻧﺎد ﻫذا اﻟدور إﻟﻰ
أﺳﻣﺎء ﻋرﺑﯾﺔ أﺧرى ،ﻓﺿﻼً ﻋن
ً ﻣﻣﺛل ﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،ﻓﺈن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﺗﺣﻣل
ﺗﺻوﯾر ﻣﻌظم ﻣﺷﺎﻫدﻩ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﺗﻔﺻﯾﻠﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﻓﻲ
اﻟﻛﺗﺎب.
إذا ﻛﺎﻧت اﻷﻓﻼم اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﺎ ﺗﺣﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﻌرب اﻷﺧﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎوﻧﯾن ﻣﻊ
أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ ﺣرﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ "اﻹرﻫﺎب" ﻣن ﻣواﻗﻌﻬم ﻓﻲ ﺑﻼدﻫم اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻘد اﻫﺗﻣت أﻓﻼم
أﺧرى ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻧدﻣﺎج اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم ،وﻗدﻣت ﻟﻬم ﻓرص
إﻧﺻﺎﻓﻬم ،وﻟﻛن وﻓﻘﺎً ﻟﺷروط ﻫوﻟﯾود اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ!
ﻧذﻛر ﻋﻠﻰ رأس ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻫذا اﻟﺻﻧف اﻟﺟدﯾد اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻛوﻣﯾدي "ﻻ ﺗﻌﺑث ﻣﻊ زوﻫﺎن"
“ ”You Don't Mess With The Zohanواﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋﺎم ،2008ﻓﻬو ﻣن أﻛﺛر
٦٨
ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم ﺣﺷداً "ﻟﻠﻌرب اﻷﺧﯾﺎر" وﻣن أﻛﺛرﻫﺎ إذﻻﻻً ﻟﻬم ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ،إذ ﯾﻔﺎﺟﺊ
اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻛوﻣﯾدي "آدم ﺳﺎﻧدﻟر" ﻣﺷﺎﻫدﯾﻪ ﺑدور ﯾﻛﺷف ﻋن اﻟوﺟﻪ اﻵﺧر ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺎد ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻪ ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟودﯾﻌﺔ واﻟﻣﺳﺎﻟﻣﺔ ،٥٣وﯾظﻬر ﻓﻲ ﺻورة ﻋﻣﯾل أﺳطوري
ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرات اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗﻘن ﺷﯾﺋﺎً ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺳوى ﻗﺗل "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن" اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن
ﻣﻧذ طﻔوﻟﺗﻪ )!( وﻟﻛن ﻓطرة ﺣب اﻟﺳﻼم ﺗﻧﻬض ﻓﺟﺄة ﻓﻲ ﻧﻔس ﻫذا اﻟﺷﺎب اﻟذي ﺗرﺑﻰ
ﻓﻲ ﺑﯾت ﻣﺣﺎرب ﻣﺗﻘﺎﻋد ﻟﯾﺧﺑر واﻟدﯾﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻟم ﯾﻌد ﯾرﯾد اﻟﻘﺗل ،ﺛم ﯾﻬﺎﺟر إﻟﻰ ﻧﯾوﯾورك
وﯾﺗﻘﻣص ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ ﻫواﯾﺗﻪ اﻟﻠطﯾﻔﺔ وﻫﻲ ﻗص اﻟﺷﻌر واﻟﺗزﯾﯾن.
ﯾﺣﺎول اﻟﻔﯾﻠم -اﻟذي ﺷﺎرك ﺳﺎﻧدﻟر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻧﺻﻪ ٕواﻧﺗﺎﺟﻪ -أن ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻣﻔﻬوﻣﻪ
اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺳﻼم ﺑﯾن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن واﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺣﻲ اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻪ "زوﻫﺎن" ﻟدى
ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺻﺎﻟون اﻟﺣﻼﻗﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ "داﻟﯾﺔ" ﯾﺗﻘﺎﺳم اﻟﻌرب واﻟﯾﻬود طرﻓﻲ اﻟﺷﺎرع،
وﺗدور ﺑﯾﻧﻬم اﻟﻣﻌﺎرك ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،وﻟﻛن اﻟﻐﻠﺑﺔ داﺋﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﯾﻬود ،وﻓﻲ
ﻛل ﻣﺷﺎدة ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﺧرس ﻷن اﻟﯾﻬودي ﯾﻔﺣﻣﻪ ،وﻣن ذﻟك أن ﺗﺳﻌﺔ
وﺗﺳﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾرﯾدون ﻣن اﻟﻌرب اﻟرﺣﯾل ،واﻟﯾﻬود ﻻ ﯾﻌﺎﻧون ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز
إﻻ ﻷﻧﻬم ﯾﺷﺑﻬون اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺣﻬم اﻟﺷرق أوﺳطﯾﺔ ،واﻟﺻراع أﺻﻼً ﯾدور ﺑﯾن
ﻓرﯾﻘﯾن :اﻷول اﺳﻣﻪ اﻟﯾﻬود -وﻟﯾس اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ وﻻ اﻟﻣﺣﺗﻠﯾن وﻻ اﻟﻐﺎﺻﺑﯾن -واﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺳﻣﻰ اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن -وﻟﯾس اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﻻ اﻟﻌرب وﻻ أي ﺷﻌب آﺧر.-
ﯾظﻬر اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺛﻼث ﺷﺧﺻﯾﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم" :داﻟﯾﺔ" اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ
واﻟﻣﺗﺣررة ﻣن دﯾﻧﻬﺎ -وﻋﻘﻠﻬﺎ" ،-اﻟﺷﺑﺢ" اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﺧطﯾر اﻟذي ﯾﻣﺗﻠك ﻋﺷرﯾن زوﺟﺔ
وﻣﺋﺗﻲ ﻓرع ﻟﻣطﻌﻣﻪ اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠوﺟﺑﺎت اﻟﺳرﯾﻌﺔ ،واﻟذي ﻧﻛﺗﺷف ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ أﻧﻪ اﻷخ
اﻷﺣﻣق ﻟﻠﺟﻣﯾﻠﺔ ﻧﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻﺣﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺗرك طرﯾق اﻹرﻫﺎب واﻟﺳﯾر ﻓﻲ
أﺧﯾر ﺳﺎﺋق اﻟﺗﺎﻛﺳﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ اﻟﻣﻐﻔل واﻟذي ﻣﺎ
طرﯾق زوﻫﺎن اﻟذي ﺳﯾﺗزوج ﺑﻬﺎ ،و ًا
زال ﯾﺣﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧدي اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ زوﻫﺎن ﻟﺳﺑب وﺣﯾد وﻫو أن اﻷﺧﯾر ﻛﺎن ﻗد ﺳﻠﺑﻪ
ﻋﻧزﺗﻪ -وﻟﯾس أرﺿﻪ وﻻ ﺗﺎرﯾﺧﻪ وﻻ ﻫوﯾﺗﻪ -ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﻣﺻﺎدرة ﻫذﻩ اﻟﻌﻧزة ﻟم ﺗﻛن
أﯾﺿﺎً ﺑﻐﯾر ﻣﺑرر ﻓﺎﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﻻ ﯾﺳرﻗون! ..واﻟطرﯾف ﻓﻲ اﻷﻣر أن ﻫذﻩ اﻷدوار اﻟﺛﻼﺛﺔ
٥٣
ھﺬا ﻣﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺣﻠﻘﺎت ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ Hollywood True Storyاﻟﺸﮭﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة .E tv
٦٩
ﺗم إﺳﻧﺎدﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﻣﺛﻠﯾن أﻣرﯾﻛﯾﯾن ،أﻣﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ واﻟﻣﻐرﻗﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﻣﺎﻗﺔ واﻟﺑﺷﺎﻋﺔ ﻓﻘد ﺗﺑرع ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻟﻠﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ،وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم ﻣوﺳﻰ ﻗرﯾش
واﻟﻣﺻرﯾﺎن ﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ وأﺣﻣد أﺣﻣد واﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻣﯾﺳون زاﯾد .وﻟﻌل أﻫم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز
"اﻟﻌرب اﻷﺧﯾﺎر" ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم أﻧﻬم ﻻ ﯾواﻓﻘون ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدرة اﻟﯾﻬود ﻟﻠﺳﻼم إﻻ ﺑﻌد
اﻛﺗﺷﺎﻓﻬم ﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ طرﯾق اﻟﻌﻧف ﻟن ﯾزﯾدﻫم إﻻ ﻓﺷﻼً ،ﻓﻬم اﻟﻣﻌﺗدون ﻋﻠﻰ
أرض اﻟﯾﻬود ،وﻫم اﻟﻣﺎﺿون ﻓﻲ طرﯾق اﻹرﻫﺎب ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ ،وﻫم ﻗﺑل ذﻟك وﺑﻌدﻩ
ﻟﯾﺳوا ﺳوى ﺣﻣﻘﻰ وﺷﻬواﻧﯾﯾن ﻣﺛﯾرﯾن ﻟﻠﺳﺧرﯾﺔ.
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﺷﺎرﻛت أﯾﺿﺎً ﻓﻲ إﻗرار ﺷروط اﻻﻧدﻣﺎج ﻟﻬؤﻻء "اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﺧﯾﺎر" ﻓﻲ
أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﺧﺗراق ﻫوﻟﯾود .ﻓﻔﻲ ﻣطﻠﻊ
ً أﻣرﯾﻛﺎ ،وﻧظ اًر ﻹﺗﻘﺎﻧﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﻘد ﻧﺟﺣت
2010ﻗﺎﻣت ﺷرﻛﺔ "ﻓوﻛس" ﺑﺗوزﯾﻊ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻬﻧدي "اﺳﻣﻲ ﺧﺎن" “ My Name Is
”Khanﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن 150دوﻟﺔ وأﻛﺳﺑﺗﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻫو ﻣن إﺧراج "ﻛﺎران
ﺟوﻫر" وﺑطوﻟﺔ ﻧﺟم ﺑوﻟﯾود اﻟﻣﺳﻠم "ﺷﺎروﺧﺎن" ،وﯾﻠﻌب اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟﻬﻧود اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
أدوارﻩ.
ﯾﺣﻛﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻗﺻﺔ اﻟﻬﻧدي اﻟﻣﺳﻠم "رﺿوان ﺧﺎن" اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻣرض اﻟﺗوﺣد واﻟذي
ﯾﻬﺎﺟر إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﯾﺗزوج ﻣن ﻓﺗﺎة ﻫﻧدﯾﺔ ﻫﻧدوﺳﯾﺔ "ﻣﺎﻧدﯾرا" ،ﺣﯾث ﺗﻧﻘﻠب
ﺣﯾﺎﺗﻪ رأﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘب إﺛر ﻫﺟﻣﺎت اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ،ﻓﺗﻌﺎﻧﻲ ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ ﻣن
اﻻﺿطﻬﺎد ﺑﺳﺑب اﺳم "ﺧﺎن" اﻟذي ﺗﺣﻣﻠﻪ .وﯾﻧﻘل اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺷﺎﻫد ﻣﻌﺎﻧﺎة
٧٠
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،وﻣﻧﻬﺎ ﺗﻌرض اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻘﺗل ﻓﻲ اﻟﺷوارع ﻓﺿﻼً ﻋن
اﻟﺷﺗﺎﺋم واﻟﺗﺣﻘﯾر ،وﺣﺷو ﻋﻘول اﻟطﻼب ﻓﻲ اﻟﻣدارس ﺑﺎﻟﻛراﻫﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻹﺳﻼم اﻟذي
"ﯾدﻋو ﻟﻠﺟﻬﺎد ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن" ،واﺿطرار زوﺟﺔ أخ رﺿوان )ﺣﺳﯾﻧﺔ( ﻟﺧﻠﻊ
ﺣﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﻌد أن ﯾﻧزﻋﻪ ﻋن رأﺳﻬﺎ أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎﺿر ﻓﯾﻬﺎ،
ٕواﻓﻼس ﺻﺎﻟون اﻟﺣﻼﻗﺔ اﻟذي ﺗدﯾرﻩ "ﻣﺎﻧدﯾرا" ،وﯾﺻل اﻟﺗﺻﻌﯾد إﻟﻰ أﻗﺻﺎﻩ ﻣﻊ ﻣﻘﺗل
ﻓﺗﺣﻣل
اﻟطﻔل ﺳﻣﯾر -اﺑن ﻣﺎﻧدﯾ ار ﻣن زوﺟﻬﺎ اﻟﺳﺎﺑق -ﻋﻠﻰ ﯾد زﻣﻼﺋﻪ اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﯾنّ ،
أﻣﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺎن وﺗطﺎﻟﺑﻪ ﺑﺈﻗﻧﺎع اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻛﻠﻪ ﺑﺄن اﺳﻣﻪ ﻻ ﯾﺳﺗﻠزم
ﻛوﻧﻪ إرﻫﺎﺑﯾﺎً ،وﺗﺷﺗرط ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل ﻗﺑل إﯾﺻﺎل ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ
اﻟرﺋﯾس ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﯾﻧطﻠق اﻟﺷﺎب اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﺗوﺣد ﻓﻲ رﺣﻠﺔ طوﯾﻠﺔ ﻋﺑر اﻟﺑﻼد ﺑﺣﺛﺎً ﻋن
اﻟرﺋﯾس ﺑوش ،ﯾﺗﻌرض ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﻼﻋﺗﻘﺎل واﻟﻘﻬر وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺣداث ،إﻟﻰ أن ﯾﺣﻘق
ﻏﺎﯾﺗﻪ وﯾﺧﺑر اﻟرﺋﯾس "ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ" -ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ وﻻﯾﺗﻪ -ﺑﺄن اﺳﻣﻪ ﺧﺎن وأﻧﻪ ﻟﯾس
إرﻫﺎﺑﯾﺎً.
اﻟﻔﯾﻠم ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن ﺑﻌض اﻟﺳطﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎدت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑوﻟﯾود ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻟﺻدﻓﺔ
دور اﻟﺑطوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻷﺣداث وﯾﺗﻌرض اﻟﺑطﻼن ﻷﺷﻛﺎل ﺷﺗﻰ ﻣن اﻟﻌواﺋق
ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﺣب وﺻوﻻً إﻟﻰ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺳﻌﯾدة واﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻣﺳﺑﻘﺎً ،وﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻘﻠل
ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻔﻧﯾﺔ وﻣن ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟواﻗﻊ اﻟﻣؤﻟم ﻟﻠﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ
ﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ إظﻬﺎر اﻟﺟﺎﻧب
اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻷﻣرﯾﻛﯾون ،وﻻ ﺑد ﻣن اﻻﻋﺗراف ﺑﺟﻬود ّ
ﯾﺻر ﺧﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑرع ﺑﺧﻣﺳﻣﺋﺔ دوﻻر ﻟﻣﺟﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺷرق ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻟﻣﻌﺗز ﺑدﯾﻧﻪ ،إذ ّ
أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﺻرار اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن ﻓﻘط ،ﻛﻣﺎ
ﺣﺿرﺗﻪ ﻓﯾﻪ دون اﻛﺗراث ﻟﻧظرات أﺣد ،أﻣﺎ
َ ﯾﺣرص ﺧﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼة ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن
ﺣﺳﯾﻧﺔ ﻓﺗﻌود إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﺑﺣﺟﺎﺑﻬﺎ ﻟﺗﺻﺎرح طﻼﺑﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﻧﻔﺎق ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻧدر ﺳﻣﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود" :ﺣﺟﺎﺑﻲ ﻫو وﺟودي".
ﺧﻠﻌﺗﻪ ﻣﻊ إﻋﻼن ُ
٧١
ﯾﻛﺗرث ﻟدﯾﻧﻬم ،واﻟذي ﻻ ﯾﺑﺎﻟﻲ ﺑﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ ﻋﻧد ﻣﺣﺎوﻟﺗﻬم إﻗﻧﺎﻋﻪ ﺑﺄن اﻟزواج ﻣن
ﻫﻧدوﺳﯾﺔ ﺣرام -ﻣﻊ أﻧﻪ ﺑﺎطل ﺷرﻋﺎً -ﻷن اﻟﺣب أوﻟﻰ ﻟدﯾﻪ ﻣن ﺣﻛم اﻟﺷرع ﻓﯾﻣﺎرس
ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ دﯾﻧﻪ دون ﺗﻌﺎرض ،وﻫو اﻟذي ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾﻊ ﻣﻊ ﺟﯾراﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺷﺎرك أﺣدﻫم ﻓﻲ ﺣرب أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎطف ﻣﻊ ﺿﺣﺎﯾﺎ ﺣرب اﻟﻌراق ،وﯾﻔدي
اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﺣﯾﺎﺗﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻛوارث ،وﯾﻘدم زﻛﺎة ﻣﺎﻟﻪ ﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺗﺑرﻋﺎت
ﻣن أﺟل ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻓرق اﻹطﻔﺎء ﻓﻲ ﻫﺟﻣﺎت ﺳﺑﺗﻣﺑر -ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺷﻣوﻟﻬﺎ
ﺑﻣﺻﺎرف اﻟزﻛﺎة اﻟﺷرﻋﯾﺔ -وﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﻣﺗطرﻓﯾن واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻘﺑض
ﻋﻠﯾﻬم ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﺗﺑرؤ ﺑﺎﻟﻠﺳﺎن ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻓﺎﻷﻓﺿل أن ُﯾرﺟم دﻋﺎة اﻹرﻫﺎب ﺑﺎﻟﺣﺻﻰ
ﻛﻣﺎ رﺟم إﺑراﻫﯾم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم اﻟﺷﯾطﺎن!
واﻷﻫم ﻣن ذﻟك؛ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟطﯾب أﻻ ﯾﺧطر ﺑﺑﺎﻟﻪ أي ﺗﺳﺎؤل ﺣول
دواﻓﻊ اﻹرﻫﺎب ،ﻓﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻛﺎن ﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺑل وﺑﻌد اﻟﻣﯾﻼدٕ ،واذا ﻛﻧﺎ ﻧﻌﯾش اﻵن
ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة اﺳﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ﻓﯾﺟب أن ﯾدرك "اﻟﻣﺳﻠم
اﻟﻣﻌﺗدل" أﻧﻬﺎ ﻧﻘطﺔ ﯾﺑﺗدئ ﻋﻧدﻫﺎ ﺗﺎرﯾﺦ ﺟدﯾد ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻣﺎ ﻗﺑل ،أﻣﺎ اﻟداﻋﯾﺔ
ﯾﺣرض اﻟﺷﺑﺎب ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب ﻋﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد ﻣﺳﺎﺟد ﻟوس أﻧﺟﻠوس اﻟﻣﺗطرف اﻟذي ّ
ﻓﻬو وﺣدﻩ اﻟذي ﯾﺗﺣدث ﻋن دواﻓﻊ اﻹرﻫﺎب ﻣن ﻗﺗل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﻏﯾرﻫم ،وﻫو ﻣﻧطق
ﻣﺗﻬﺎﻓت ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟطﯾب أن ﯾواﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟرﺟم ﺑﺎﻟﺣﺟﺎرة وأن ﯾﻛف ﻋن
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ أن ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﻘﺎً ﻣﻬﺿوﻣﺎً ﯾﺣرض ﺑﻌﺿﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف!
٧٢
"وادي اﻟذﺋﺎب" ..اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﻟدراوﯾش!
ﻓﻲ اﻟراﺑﻊ ﻣن ﯾوﻟﯾو ﻋﺎم 2003ﺗﻧﺎﻗﻠت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻧﺑﺄ ﻣداﻫﻣﺔ اﻟﺟﻧود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن
ﻟﻛﺗﯾﺑﺔ ﺗرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ذات اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﻌراق ،ﺣﯾث ﻗﺎم اﻷﻣرﯾﻛﯾون
ﺑﺎﻋﺗﻘﺎل أﺣد ﻋﺷر ﺿﺎﺑطﺎً ﺗرﻛﯾﺎً ﻟﻼﺷﺗﺑﺎﻩ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺗﻬم اﻏﺗﯾﺎل ﻣﺣﺎﻓظ ﻛرﻛوك،
وأﺧرﺟوﻫم ﻣن ﻣﻛﺎﺗﺑﻬم أﻣﺎم ﻋدﺳﺎت اﻟﻣﺻورﯾن إﻟﻰ ﺳﯾﺎرات اﻟﺟﯾش ﻣﻘﯾدي اﻷﯾدي
ورؤوﺳﻬم ﻣﺣﺷوة ﻓﻲ أﻛﯾﺎس ﻣن اﻟﻘﻣﺎش .وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إطﻼق ﺳراح ﻫؤﻻء اﻟﺿﺑﺎط
ﺑﻌد ﯾوﻣﯾن ﻣن اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻣﻘروﻧﺎً ﺑﺎﻋﺗذار رﺳﻣﻲ ﻣﻔﺎدﻩ أن اﻟﺿﺑﺎط ﻛﺎﻧوا ﯾرﺗدون ﻣﻼﺑس
ﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن اﻟﻌراﻗﯾﯾن -وﻛﺄن ﻛوﻧﻬم ﻋراﻗﯾﯾن ﯾﻛﻔﻲ
ﻟوﺻﻔﻬم ﺑﺎﻹرﻫﺎب! -إﻻ أن اﻷﺗراك ﻟم ﯾﺻدﻗوا ﻫذا اﻻدﻋﺎء ،ﺑل ﺗﺻﺎﻋدت ﻣوﺟﺔ
ﻋﺎرﻣﺔ ﻣن اﻟﻐﺿب اﻟرﺳﻣﻲ واﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ أﺛّرت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺑﻠدﯾن،
ورأى اﻟﺑﻌض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺻرف اﻧﺗﻘﺎﻣﺎً ﻣن اﻷﺗراك اﻟذﯾن رﻓﺿوا اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻘوات
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ أراﺿﯾﻬﺎ أﺛﻧﺎء ﻏزو اﻟﻌراق ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن
اﻟرﻓض اﻟﺗرﻛﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻔﺗﺎء ﺷﻌﺑﻲ وﻟم ﯾﻛن ﻣﺟرد ﻗرار ﺳﯾﺎﺳﻲ.
وﻟﻠرد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﻫﺎﻧﺔ؛ وﺑﻣﺎ أن ﻣﯾزان اﻟﻘوى ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻸﺗراك ﺑﺎﻟﺗﺣرك ﻋﺳﻛرﯾﺎً ﺟﺎء
اﻟرد ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺎً ﻫذﻩ اﻟﻣرة ،وﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﻧﺗﺎج أﺿﺧم ﻓﯾﻠم ﺗرﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق،
ﺑﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﻘدر ﺑﺣواﻟﻲ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دوﻻر وﺑﺈﻧﺗﺎج ﺗرﻛﻲ -ﻛﻧدي ﻣﺷﺗرك.
اﺳﺗﻐل اﻟﻛﺎﺗﺑﺎن "ﺑﻬﺎدﯾر أوزدﯾﻧﯾر" و"راﺟﻲ ﺷﺎﺷﻣﺎز" ﺷﻬرة اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗدور أﺣداﺛﻬﺎ ﺣول ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﻣﺧﺎﺑرات "ﺑوﻻت ٥٤
"وادي اﻟذﺋﺎب"
أﻟﻣﯾدار" ﻟﻌﺻﺎﺑﺎت اﻟﻣﺎﻓﯾﺎ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ،ﻓﻘﺎﻣﺎ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﻧص ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﻛﺎﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﺳل
اﻟﻧﺎﺟﺢ وﺗﺣت اﻻﺳم ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻊ ﺗﺣوﯾل "وادي اﻟذﺋﺎب" ﻣن اﻟﺷوارع اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ﻓﻲ إﺳطﻧﺑول
إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ،ﻛﻣﺎ أﺳﻧد اﻟﻣﺧرج اﻟﺗرﻛﻲ "ﺳﯾردار أﻛﺎر" دور
٥٤
ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎح اﻟﻔﯿﻠﻢ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﯾﺤﻤﻞ ھﺬا اﻻﺳﻢ ،ﻗﺮر ﻣﻨﺘﺠﻮ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ اﻟﺴﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺑﺘﺤﻮﯾﻞ ﻗﻀﯿﺘﮫ ﻓﻲ اﻷﺟﺰاء
اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎھﻀﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎت اﻟﻤﺎﻓﯿﺎ إﻟﻰ ﺻﺮاع ﺟﮭﺎزي اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﺘﺮﻛﻲ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ،وﻗﺪ ﻋ ّﻤﻖ ﻋﺮض ھﺬا اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﻣﻨﺬ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ ﻏﺰة.
٧٣
اﻟﺑطوﻟﺔ إﻟﻰ ﺑطل اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻧﻔﺳﻪ "ﻧﺟﺎﺗﻲ ﺷﺎﺷﻣﺎز" ،ﻣﻊ اﺳﺗﻘدام ﻋدد ﻣن اﻟﻧﺟوم
اﻟﻌرب واﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻟﻣﻧﺢ اﻟﻔﯾﻠم ﺻﺑﻐﺗﻪ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﻧﺟﺢ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺗﺟﺎوز اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻓﺑﻌد أن ﺣظﻲ ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺑوﻗﺔ ﻓﻲ
دور اﻟﻌرض اﻟﺗرﻛﯾﺔُ ،وزع ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻷورﺑﯾﺔ ﻣﺛل ﻫوﻟﻧدا واﻟﻧﻣﺳﺎ وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ
وﻟﻘﻲ إﻗﺑﺎﻻً ﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺎً ﻛﺑﯾ اًر ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﻧﻊ ﻋرﺿﻪ ﻓﻲ ﻋدد ﻣن دور اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺿﻐوط اﻟﻠوﺑﻲ اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ،ﺑل ﻧﺟﺢ اﻟﻣﻧﺗﺟون أﯾﺿﺎً ﺑﺗﺳوﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت
ﺻﻧﻊ ﺑﺄﯾد ﻣﺳﻠﻣﺔ.
اﻟﻣﺗﺣدة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺗﻧﺎوﻟﻪ ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻋﺎﻟﻣﯾﺎً ُ
ﻗﺻﺔ اﻟﻔﯾﻠم
ﺗﺑدأ أﺣداث اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺗرﻛﻲ "وادي اﻟذﺋﺎب ..اﻟﻌراق" ﺑﻣﺷﻬد ﻷﺣد اﻟﺿﺑﺎط اﻟذﯾن ﺗﻌرﺿوا
ﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻻﻋﺗﻘﺎل ﺗﻠك وﻗد ﻗرر اﻻﻧﺗﺣﺎر اﻧﺗﺻﺎ اًر ﻟﻛراﻣﺔ اﻟوطن ،ﻓﯾﻛﺗب رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ
ﺿﺎﺑط اﻟﻣﺧﺎﺑرات "ﺑوﻻت" اﻟذي ﺳﯾﻧﺗﻘم ﻟﻪ وﻟﻸﻣﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد .ﺛم ﯾﻌﯾد اﻟﻔﯾﻠم
ﺗﻣﺛﯾل اﻷﺣداث اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟرت ﻓﻲ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﻣﻊ إﺳﻧﺎدﻫﺎ إﻟﻰ ﺿﺎﺑط أﻣرﯾﻛﻲ
وﻫﻣﻲ ﯾدﻋﻰ "ﺳﺎم وﯾﻠﯾﺎم ﻣﺎرﺷﺎل" وﯾﻠﻌب دورﻩ اﻟﻧﺟم اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﺑﯾﻠﻲ زﯾن" ،واﻟذي
ّ
ﻣﺑﻬور ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ أداﻫﺎ
ًا أدﻟﻰ ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﯾﻘول ﻓﯾﻪ أﻧﻪ ﻛﺎن
ﻷﻧﻬﺎ ﺗطرح وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻣﻐﺎﯾرة ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺎدت ﻫوﻟﯾوود ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻋﻧد ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ
ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﻠﺟدل.
ﯾدﺧل "ﺑوﻻت" أرض اﻟﻌراق ﻣﻊ اﺛﻧﯾن ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻬﻣﺔ ،وﺗﺑدأ اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺑطوﻟﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷوﻟﻰ وﻛﺄﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻧﺳﺧﺔ ﺗرﻛﯾﺔ ﻟﻸﺳطورة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ "راﻣﺑو"،
اﻟﺑطل اﻟﺧﺎرق اﻟذي ﯾﻘﺗل ﺟﯾﺷﺎً ﻛﺎﻣﻼً دون أن ُﯾﺧدش.
وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎم ﯾﺣﺷد اﻟﻔﯾﻠم أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻌﺟرﻓﺔ واﻟظﻠم اﻟذي
ﯾﻣﺎرﺳﻪ اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﺿد اﻟﺷﻌب اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻋراﻗﻪ ،ﻓﯾﺻور ﻟﻧﺎ اﻧﺗﻬﺎزﻫم ﻓرﺻﺔ
ﺳﻣﺎع إطﻼق اﻟﻧﺎر ﻓﻲ أﺣد اﻷﻋراس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ -ﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت -ﻟﺗﺑرﯾر
اﻗﺗﺣﺎم اﻟﻘرﯾﺔ واﻋﺗﻘﺎل ﺷﺑﺎﺑﻬﺎ ،ﻓﯾﺗﺣول اﻻﺣﺗﻔﺎل إﻟﻰ ﻣﺟزرة ُﯾﻘﺗل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌرﯾس ،وﺗﺑدأ
٧٤
اﻟﻌروس اﻷرﻣﻠﺔ ﺧطﺗﻬﺎ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎم ،إﻟﻰ أن ﺗﻠﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﺿﺎﺑط "ﺑوﻻت" وﯾﺗﻌﺎوﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ
ﻫدﻓﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗرك.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرض اﻟﻔﯾﻠم أﺣداﺛﺎً ﻣﺄﺳﺎوﯾﺔ ﻻﻋﺗﻘﺎل ﻋﺷرات اﻟﻌراﻗﯾﯾن وﻧﻘﻠﻬم إﻟﻰ أﺣد
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ﻟﯾﻘوم طﺑﯾب ﯾﻬودي -اﻟﻣﻣﺛل اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺟﺎري ﺑوزي -ﺑﺳرﻗﺔ أﻋﺿﺎﺋﻬم
وﺑﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺛرﯾﺎء ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،وﻓﻲ ﻣﺷﻬد آﺧر ﯾﻔﺗﺢ أﺣد اﻟﺟﻧود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﻧﺎر
ﻋﻠﻰ اﻟﻌراﻗﯾﯾن أﺛﻧﺎء "ﺷﺣﻧﻬم" إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻷﻧﻬم أﻗل ﺷﺄﻧﺎً ﻋﻧدﻩ ﻣن اﻟﺣﯾواﻧﺎت،
ﻓﺿﻼً ﻋن ﻣﺷﺎﻫد أﺧرى ﯾﻌﺎد ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺟﺳﯾد ﻣﺎ ﺟرى ﻓﻲ ﺳﺟن أﺑو ﻏرﯾب ﻣن ﺗﻌذﯾب،
واﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻣﺧرج ﺑﺟرأة ﻏﯾر ﻣﻌﻬودة ﻣﻊ ﺗﻌرﯾﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم ،ﯾﺑﻠﻎ ﺧﯾﺎل اﻟﻛﺎﺗب درﺟﺔ إﻗﺣﺎم اﻟﺟﻧود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ وﺣﺷﯾﺔ
ﻣﻊ اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻋﻧد ﻣداﻫﻣﺗﻬم ﻹﺣدى اﻟﻘرى ،ﻓﺗﺑدأ اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﺑﻘﺻف اﻟﻣﺋذﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻠﯾﻬﺎ
ﻣؤذن ﻋﺟوز ﯾﻧﺎدي ﻟﺻﻼة اﻟﻌﺷﺎء ،ﺛم ﯾﻌﯾث اﻟﺟﻧود ﻓﺳﺎداً وﺗدﻣﯾ اًر ﻓﻲ ﺑﯾوت اﻟﻘرﯾﺔ
اﻟطﯾﻧﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻘﺗل اﻷﺗراك ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ،وﺗُﻘﺗل ﻟﯾﻠﻰ ﻗﺑل
ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ طﻌن "ﺳﺎم" ﻟﯾﻘوم "ﺑوﻻت" ﺑﺎﻟﻣﻬﻣﺔ ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎً ﺧﻧﺟرﻫﺎ ،وﻫو اﻟﺧﻧﺟر اﻟذي
أﻫداﻩ اﻟﻌرﯾس اﻟﻘﺗﯾل إﻟﻰ ﻟﯾﻠﻰ ﻣؤﻛداً ﻋﻠﻰ أن أﺟدادﻩ اﻋﺗﺎدوا ﻋﻠﻰ إﻫداﺋﻪ ﻟزوﺟﺎﺗﻬم
ﺟﯾﻼً ﺑﻌد ﺟﯾل ﻣﻧذ ﻋﺻر اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻛردي ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻷﯾوﺑﻲ ،ﻟﯾﺳﺗﻘر أﺧﯾ اًر ﻓﻲ ﻗﻠب
اﻟﻘﺎﺋد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ رﻣزﯾﺔ ﺗﺣﻣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدﻻﻻت.
ﻏﻣوض وﺗﻧﺎﻗض
ﻛﻣﺎ ﻫو ﺣﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﻣﻊ ﺻﻌود ﺣزب اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌب
ﻟﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم دون ﺗرك ﻫﺎﻣش ﻟﻠﺧطﺄ ﻟﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﻪ ﻣنﺗﺣدﯾد اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ّ
ﯾﻘﺑل اﻟﺿﺎﺑط اﻟﻌﻠم اﻟﺗرﻛﻲ وﯾﻛﺗب
اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻣﻘﺻوداً .ﻓﻔﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠمّ ،
ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗﺣﺎر" :ﻓﻲ ﻛل ﯾوم ﻗﺿﯾﻧﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻌراق ﺳﺄﻟﻧﺎ أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻣﺎ اﻟذي ﻛﻧﺎ ﻧﻔﻌﻠﻪ
ﻫﻧﺎك؟ ﺛم ﻻﺣظﻧﺎ أن ﻛل ﻣن اﻣﺗﻠك ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﻗﻣﻊ ﺷﻌﺑﻬﺎ -أي
اﻷﻛراد -إﻻ أﺟدادﻧﺎ" ،ﺛم ﯾردد" :ﻋﺎش اﻟوطن" وﯾﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎد ﻣﻔﺟ اًر رأﺳﻪ.
وﺗﺗواﻟﻰ ﻣﺷﺎﻫد اﻻﻋﺗزاز اﻟﺷدﯾد ﺑﺎﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ طوال اﻟﻔﯾﻠم ،ﻓﯾظﻬر اﻟﺑطل اﻟﺗرﻛﻲ
٧٥
ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﺧﻠّص اﻷوﺣد ﻟﻸﻛراد ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘﻠب زﻋﯾﻣﻬم إﻟﻰ ﻋﻣﯾل ﻟﻼﺣﺗﻼل ،وﯾﻐدو
اﻟﻣﺷﺎﻫد ،وﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺟﯾﻣس ﺑوﻧد ﻓﻲ ﻓداء
اﻟﻣوت ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟوطن أﻣ اًر ﻣﺄﻟوﻓﺎً ﻟدى ُ
اﻟﺗﺎج واﻟﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﺗظل اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑرأﺳﻬﺎ أﯾﺿﺎً طوال اﻟﻔﯾﻠم ،ﺑل ُﯾﻌﺎد ﺳﺑب
اﻻﺣﺗﻼل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻫد إﻟﻰ اﻟﺑﻌد ﻋن اﻟدﯾن ،إذ ﻧﺳﻣﻊ ﺷﯾﺦ اﻟﻘرﯾﺔ اﻟﺻوﻓﻲ ﻋﺑد
ﻼ" :ﻷﻧﻧﺎ
اﻟرﺣﻣن اﻟﻛرﻛوﻛﻲ -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوري ﻏﺳﺎن ﻣﺳﻌود -وﻫو ﯾدﻋو رﺑﻪ ﻗﺎﺋ ً
ﺗﺻرﻓﻧﺎ ﺑﻘﺳوة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻓﺈن ﻋدوﻧﺎ ﯾﺿطﻬدﻧﺎ اﻵن ...أﺻﺑﺣﻧﺎ ﺟﺎﻫﻠﯾن ،ﺧﺎطﺋﯾن
واﻵن ﻣﻬزوﻣﯾن ،ﻟم ﺗوﻗظﻧﺎ ﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ،ﻓﺄﯾﻘظﺗَﻧﺎ ﯾﺎ رب ﻋن طرﯾق أﻋداﺋﻧﺎ،
اﻣﻧﺣﻧﺎ اﻟﻘدرة واﻟﻘوة ﻟﻧﺻد ﻫذﻩ اﻻﻋﺗداءات ،ﯾﺎ رب ..ﺗﻘدﯾ اًر ﻟﻧﺑﯾك اﻟﻣﺑﺎرك اﻟذي أوﺻل
إﻟﯾﻧﺎ اﻹﺳﻼم دﯾن اﻟﺳﻼم ،ﻻ ﺗﺣرﻣﻧﺎ ﻣن اﻟﺷرﯾﻌﺔ وﻻ ﻣن اﻷﺧﻼق اﻟﺗﻲ ﺗرﻛﻬﺎ ﻟﻧﺎ".
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟريء ﻟواﻗﻊ اﻟﻬزﯾﻣﺔ -واﻟذي ﯾﻌزو اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ إﻟﻰ ﺟﻬل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
ﺑدﯾﻧﻬم وﻗﺳوﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬم -ﻻ ﯾﺗطﻠﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو أﺑﻌد ،ﻓﻣواﻗف اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺻوﻓﻲ ﻻ
ﺗﺗﻌدى ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﻬﻣﺔ رﺳم ﺻورة اﻹﺳﻼم "اﻟﻣﺗﺳﺎﻣﺢ" اﻟﻧﺎﺑذ ﻟﻠﻌﻧف .ﻓﻔﻲ أﺣد اﻟﻣﺷﺎﻫد،
ﯾﻘﺗﺣم اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑﯾﺗﺎً ﻟﺑﻌض اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﻘﺎوﻣﯾن وﻫم ﯾﺳﺗﻌدون ﻟﻘطﻊ رأس
ﺻﺣﻔﻲ ﻏرﺑﻲ ،ﻓﯾوﺑﺦ ﻗﺎﺋدﻫم ﻗﺎﺋﻼً :ﻧﺑﯾﻧﺎ ﻟم ﯾﻔﻌل ﻫذا ،ﺛم ﯾﺳﺄﻟﻪ وﻫو ﯾﻧزع اﻟﺳﯾف ﻣن
ﯾدﻩ :ﻫل أﻧت ﷲ ﻟﺗﻌرف إن ﻛﺎن ﺑرﯾﺋﺎً أم ﻻ؟
وﻓﻲ ﻣﺷﻬد آﺧر ﻧﺟدﻩ ﯾﺣﺎور اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻠت ﻓﻲ ﺣﻔل زﻓﺎﻓﻬﺎ )ﻟﯾﻠﻰ( ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﺄذﻧﻪ
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓداﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻧود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ،ﻓﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﻷن ﻣن ﯾﻘوم ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﺧﺎﻟف
إرادة ﷲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺗﯾن ،ﻓﻬو ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣن ﺑﺎب اﻟﯾﺄس وﻣﺧﺎط اًر ﺑﻘﺗل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺑرﯾﺎء
اﻟﻣﺗواﺟدﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ﺑدون ذﻧب ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘدم ذرﯾﻌﺔ ﻟﻠﻐرب ﻟﻧﻌت اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺎﻹرﻫﺎب،
ﺛم ﯾؤﻛد ﻣرة أﺧرى ﻋﻠﻰ أن ﻋﺟزﻧﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻧﺣراﻓﻧﺎ ﻋن اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ وﻟﻔﺷﻠﻧﺎ ﻓﻲ
اﻻﺗﺣﺎد ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻔداﺋﻲ ﺷﺧص ﻋﺎﺟز ،ﻓﺄﻋداؤﻧﺎ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ زﯾﺎدة ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑل
ورﺑﻣﺎ ﻫم ﻣن ﯾﻧظﻣﻬﺎ ،ﺛم ﯾرى أن اﻟﺣل ﯾﻛﻣن ﻓﻲ اﻟدﻋﺎء إﻟﻰ ﷲ ﻛﻲ ﻧﺻﺑﺢ أﺣ ار اًر.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟﺎﻫﺔ اﻟﻘول ﺑﺧطﺄ اﻟﺗﻔﺟﯾر اﻟﻌﺷواﺋﻲ ﻓﺈن اﻟزﻋم ﺑﺎﺳﺗﻔﺎدة اﻷﻋداء ﻣن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻔداﺋﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ أﺣداث اﻟﻔﯾﻠم ﻧﻔﺳﻪ ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﻧﺗظر اﻟﻣﺣﺗل ﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟذراﺋﻊ ﻟﯾﻧﻔذ ﻣﺧططﺎﺗﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ رأﯾﻧﺎﻩ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾراﺑط اﻟﺟﻧود اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻋﻠﻰ ﻣﻘرﺑﺔ ﻣن
٧٦
اﻟﻘرﯾﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎر إطﻼق اﻟرﺻﺎص اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ اﻷﻋراس ﻟﯾﺑدؤوا اﻻﻋﺗﻘﺎل ،ﻛﻣﺎ ﯾؤﻛد
اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت -وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ -ﻫﻲ اﻟﺳﻼح اﻷﻗوى ﻓﻲ
ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻣﺣﺗل وﻟم ﯾﺛﺑت ﻗﯾﺎم اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن أو "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن" ﺑﺎﻟوﻗوف وراء أي ﻣﻧﻬﺎ ،ﺑل
ﯾﻌرض اﻟﻔﯾﻠم ﺗذﻣر اﻟﺿﺎﺑط اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﻧﺟو ﻣن إﺣدى ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻗﺎﺋﻼً:
ﻛﯾف ﯾﺟرؤون؟ ..أﻣﺎ اﻛﺗﻔﺎء اﻟﺷﯾﺦ ﺑﺎﻟدﻋﺎء إﻟﻰ ﷲ ﻓﯾﺑدو ﻣوﻗﻔﺎً اﻧﻬزاﻣﯾﺎً ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ
اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻺﺳﻼم "اﻟﻣﻌﺗدل" ﻓﻲ ﺛوب اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺻوﻓﻲ اﻟﻣﻬﺎدن واﻟﻣﺳﺗﺳﻠم ﻹرادة
ﷲ ،وﺗﺗﺟﺳد ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﺑوﺿوح أﻛﺑر ﻓﻲ ﺣﺿرة اﻟذﻛر اﻟﺻوﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘودﻫﺎ اﻟﺷﯾﺦ
ﺑﯾن أﺗﺑﺎﻋﻪ اﻟدراوﯾش!
وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻐﻣوض واﻟﺗﻧﺎﻗض ،ﯾﺑدي اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺻوﻓﻲ رأﯾﺎً ﻣﻐﺎﯾ اًر دون أن ﻧدرك ﺳﺑب
اﻟﺗﺣول ،ﻓﻧراﻩ ﻓﻲ ﻣﺷﻬد آﺧر ﯾﺳﺗﺄﻣن أﺣد أﺗﺑﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺟد وﻣﻠﺟﺄ اﻷﯾﺗﺎم ﺛم
ﯾوﺻﯾﻪ ﻗﺎﺋﻼً" :اﻟﺻﺑر ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﺧﺿﻊ ..اﻟﺻﺑر ﻫو أن ﺗﻘﺎوم" ،واﻟﻌﺟﯾب ﻫو أن
اﻟﻔﯾﻠم ﻻ ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘﺑول ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺳوى ﻋﻠﻰ ﯾد ﺿﺑﺎط اﻟﻣﺧﺎﺑرات،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾظل اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺻوﻓﻲ ﺑﻌﯾداً ﻋن ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﻧف ﺣﺗﻰ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ.
٧٧
وﺳﯾﺳﻘﻲ دﻣﻲ ﻫذﻩ اﻷرض ،ﺳﯾﺗدﻓق دﻣﻲ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻣﯾﻌﺎد ﺣﺗﻰ ﺗﻌود ،وﺣﺗﻰ ﺗﺑﻘﻰ
ﺣل اﻟﺳﻼم
أرض اﻟﻣﯾﻌﺎد ﻟﻧﺎ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻌود ﻟﻧﺎ أرض اﻟﻣﯾﻌﺎد ﺳﯾﻌود اﻟﺳﻼم ،واﻟذي ُﯾ ّ
ﻓﻬو اﺑن ﷲ" ،ﻛﻣﺎ ﻟم ُﯾﻐﻔل اﻟﻔﯾﻠم أﯾﺿﺎً اﻟوﺟود "اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" ﻓﻲ اﻟﻌراق ﻓﯾوﺟﻪ اﻟﻣﺧرج
ﻋدﺳﺗﻪ إﻟﻰ أﺣد اﻟﺣﺎﺧﺎﻣﺎت اﻟﯾﻬود ﻓﻲ ﻓﻧدق ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻣرﯾﻛﯾون.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻫذا ﻛﻠﻪ ،ﺗظل اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﻧﻘوﺻﺔ وﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣرﺟﻌﯾﺎت ﺻﻧﺎع اﻷﻓﻼم
واﻷﺟواء اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﯾﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻔﺳر ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟﺗﻲ
ﻣرت ﺑﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ،ﻓﺈﺧراج اﻹﺳﻼم ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ اﻟﺻوﻓﻲ إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ
اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻗد ﯾﺟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺷﻬد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺗرﻛﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﺷﯾﺔ
إﻧﺗﺎج ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ،وﻓﻲ ﺿوء ﻫذا اﻟواﻗﻊ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻓﻬم اﻧﺳﺣﺎب اﻹﺳﻼم ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻷﺑطﺎل اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،وظﻬور ﻟﯾﻠﻰ ﺑﻛﺎﻣل زﯾﻧﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻧف اﻟﺷﯾﺦ اﻟوﺻﻲ ﻋﻠﻰ أﯾﺗﺎم اﻟﻘرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻔﻬم ﻋﺟز أﺣد ﻣﺳﺎﻋدي
اﻟﺿﺎﺑط اﻟﺗرﻛﻲ ﻋن ﻓﻬم ﻧداء اﻷذان وﻛﺄﻧﻪ ﯾﺳﻣﻌﻪ ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ.
ﻫذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻬزﯾﻠﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﻗد ﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗوظﯾﻔﻪ ﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺎً ﻓﻲ ﺳﺑﯾل
اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻟﻠﻘوﻣﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ،ﻓﺎﻟدﻫﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣزب اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ -ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ
أﻧﺗﺞ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﯾﻠم -ﻻ ﺑد وأن ﯾﺗرك ﺑﺻﻣﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻠزم ﻣن اﻟﻣراﻗﺑﯾن اﻟﺗﻣﻬل وﻗراءة ﺑﯾن
اﻟﺳطور ،آﺧذﯾن ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺗﻠك اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﺑﯾن اﻟﻣواﻗف واﻟﺗﻲ ﺗدﻋوﻧﺎ ﻟﻠﺗﻔﺎؤل ﻣﻊ
ﻛل ﻓﯾﻠم ﻋﺎﻟﻣﻲ ُﯾﻧﺗﺞ ﺑﺟﻬود ﻋرﺑﯾﺔ أو ﻣﺳﻠﻣﺔ وﯾﺳﻌﻰ ﻟﻛﺳر ﻗﯾود اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻬوﻟﯾودي
ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻻ ﺑﺄس ﺣﯾﻧﺋذ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﺗﻧﺎزﻻت وﺗﻌﺎﻧق اﻟﺿﺎﺑط اﻷﺗﺎﺗورﻛﻲ
ﻣﻊ اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ﻟﻐﺎﯾﺔ أﻛﺑر.
٧٨
"اﻟﺟﻧﺔ اﻵن" ..ﻋﻧدﻣﺎ ﺗدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ!
ﯾﻌرض اﻟﻛﺎﺗب واﻟﻣﺧرج اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻫﺎﻧﻲ أﺑو أﺳﻌد ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ "اﻟﺟﻧﺔ اﻵن" اﻟﯾوﻣﯾن
اﻷﺧﯾرﯾن ﻣن ﺣﯾﺎة ﺷﺎﺑﯾن ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﻧﺎﺑﻠس ﻗر ار اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﺷﻬﺎدﯾﺔ ،وﺣﺳب
ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣﺧرج ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾوﺟﻪ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻫذا إﻟﻰ اﻟﻐرب ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾذﻛر أﻧﻪ ﻣوﺟﻪ إﻟﻰ
اﻟﻌرب أو اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أﯾﺿﺎً ،ﺑل ﺻﻧﻌﻪ ﻟﻧﻔﺳﻪ أوﻻً ﻛﻲ ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ وﺟود ﺷﻌﺑﻪ ﻓﻲ
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ .٥٥وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﻓﻘد ُﻋرض اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﻋدة
ﻣﻬرﺟﺎﻧﺎت ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻗﺑل أن ُﯾوزع ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻛﺎن اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي
ﯾدﺧل ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻷوﺳﻛﺎر ﻋﺎم 2006ﺑﻌد ﻓﯾﻠم اﻟﺟزاﺋري رﺷﯾد ﺑو ﺷﺎرب "ﻏﺑﺎر اﻟﺣﯾﺎة"
) ،*(1984وﺣﺎز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة "ﺟوﻟدن ﺟﻠوب" )اﻟﻛرة اﻟذﻫﺑﯾﺔ( ﻷﻓﺿل ﻓﯾﻠم أﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟواﺋز اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻋوﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺻﻧﯾف
اﻟﻔﯾﻠم ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ُوﻟد اﻟﻣﺧرج ﻫﺎﻧﻲ أﺑو أﺳﻌد ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻋﺎم ،1961واﻧﺗﻘل ﻋﺎم 1980وﻫو ﻓﻲ
ﺳن اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻋﺷرة إﻟﻰ أﻣﺳﺗردام ﻓﻲ ﻫوﻟﻧدا ﻟدراﺳﺔ ﻫﻧدﺳﺔ اﻟطﯾران وﻟﻛﻧﻪ ﺗﺣول ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﻌد إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم ،وﺻﻧﻊ أﻓﻼﻣﺎً ﻋدﯾدة ﻗﺑل أن ﯾﻧﺎل ﻓﯾﻠﻣﻪ "اﻟﺟﻧﺔ اﻵن" ﺷﻬرة
ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻣﺎ دﻓﻌﻪ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود ،وﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻪ ﻓﻘد ﻋﺎش ﻓﻲ
أﻣﺳﺗردام ﻟﻣدة أطول ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﻗﺿﺎﻩ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن.
٥٥
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻮار ﻣﻔﺘﻮح ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﯾﺮة9/3/2006 ،
ﯾﺬﻛﺮ أن "ﺑﻮ ﺷﺎرب" ﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻷوﺳﻜﺎر ﻣﺮة أﺧﺮى ﻣﻊ ﻓﯿﻠﻢ أﯾﺎم اﻟﻤﺠﺪ ) (2005وﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﺋﺰة. *
٧٩
اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ وﯾﻧﻘل ﻟﻧﺎ ﺣوارﻫﻣﺎ ﺻورة ﻗﺎﺗﻣﺔ ﻋن ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ .وﻓﻲ طرﯾق
ﻣﻠﺗﺢ )ﺟﻣﺎل( ﯾﺗﻌﺎون ﺳ اًر ﻣﻊ إﺣدى ﺧﻼﯾﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ،ﻟﯾزف
اﻟﻌودة ﯾﻠﺗﻘﻲ ﺳﻌﯾد ﺑﻣدرس ٍ
إﻟﯾﻪ ﺧﺑر اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺻدﯾﻘﯾن -ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻬﻣﺎ -ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﺷﻬﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﯾوم
اﻟﺗﺎﻟﻲ.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻘﺔ ،ﯾدﻓﻌﻧﺎ اﻟﻣﺧرج -واﻟذي ﻛﺗب ﻧص اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻧﻔﺳﻪ-
ﻗرر اﻟﻣوت ﺑﻣلء إرادﺗﻬﻣﺎ ،وﯾﺣﺎول
إﻟﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻷﺧﯾرة ﻟﺷﺎﺑﯾن ا
اﻟﻐوص ﻓﻲ أﻋﻣﺎق ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﺑر اًز اﻟﺑﻌد اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ ﻟﻠﻔداﺋﯾﯾن ،وﻣﺗﻌﻣداً ﻛﺳر
اﻟﺣﺎﺟز اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟدى اﻟﻐرب ﺑﻬدف ﺗﻔﻬم ﺣﺎﺟﺎت ودواﻓﻊ ﻫؤﻻء اﻟﺷﺑﺎب ،وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻫذﻩ
اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾل ﺻورة اﻻﺳﺗﺷﻬﺎدي ﺑﺻرﯾﺎً وﺳردﯾﺎً ،ﻓﻬو ﺷﺎب ﺣﻠﯾق اﻟذﻗن ﯾرﺗدي
وﯾﻘﺑل ﺻدﯾﻘﺗﻪ ﻗﺑل اﻟﻣﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣوت )!( وﻫﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻗد ﺗﺷﺟﻊ
ﺑذﻟﺔ أﻧﯾﻘﺔّ ،
اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ طرح اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺣول اﻟﺟواﻧب اﻷﺧرى ﻟﺣﯾﺎة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺑﻌﯾداً
ﻋن اﻟﺗﺧﻠف واﻟﻌﻧف.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺣرص اﻟﻣﺧرج اﻟذﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻧب اﻟﻣرﺟﻌﯾﺎت اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺷﻬﺎدﯾﯾن
واﻟﻣﻘﺎوﻣﯾن إﻻ أن اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻔر ﻋن وﺟﻬﻬﺎ ﺑوﺿوح ،ﻓﻘد درﺟت اﻟﻌﺎدة
ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻔداﺋﯾﯾن إﻟﻰ ﻋﻠﻣﺎﻧﯾﯾن وﻣﺗدﯾﻧﯾن ،ﺣﯾث ﯾرى اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﻲ )اﻟﯾﺳﺎري( ﻓﻲ
"اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد" اﻻﺧﺗﯾﺎري وﺳﯾﻠﺔ أﺧﯾرة ﻹﻋﻼن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺣرﯾﺔ وﺳﻼﺣﺎً ﻓﻌﺎﻻً ﻟﻛﺳر
ﻣﻌﻧوﯾﺎت اﻟﻌدو ٕواﯾﻘﺎع أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻓﻲ ﺻﻔوﻓﻪ ،وﯾزﯾد اﻟﻣﺗدﯾن ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﺑﺎﻋﺗﻘﺎدﻩ أن اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد ﻫو أﻗﺻر طرﯾق إﻟﻰ اﻟﺟﻧﺔ ،وﻟﻛن اﻟﻣﺧرج ﻗرر إﺑراز ﺟواﻧب
أﺧرى ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔداﺋﻲ ﻟم ﺗﻛن واردة ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﻛﺛﯾرﯾن ،ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺑدو
ﻓﯾﻪ ﺧﺎﻟد -اﻟﻣﻣﺛل ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن -أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺗدﯾن اﻟﺳطﺣﻲ وﻧزﻗﺎً وﻏﯾر ﻣﺗزن ،ﻧﺟد
ﺻدﯾﻘﻪ اﻟﻣﺗﻌﻘل ﺳﻌﯾد -اﻟﻣﻣﺛل ﻗﯾس ﻧﺎﺷف -ﺧﺎرج اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻟﻌدم إﯾﻣﺎﻧﻪ أﺻﻼً
ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﺟﻪ اﻻﺛﻧﺎن ﻟﺗﻔﺟﯾر ﻧﻔﺳﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗل أﺑﯾب ﻓﻲ وﻗت واﺣد ،ﯾﺑدي
ﺧﺎﻟد ﺷوﻗﻪ اﻟﻛﺑﯾر إﻟﻰ اﻟﺟﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺑدو ﺳﻌﯾد ﻣﺗردداً وﻏﯾر ﻣﻘﺗﻧﻊ ﺑﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﯾﻘوﻣﺎن
ﺑﻪ .أﻣﺎ ﺻورة ﻗﺎدة اﻟﺧﻠﯾﺔ وﻫﻣﺎ أﺑو أﻛرم -اﻟﻣﻣﺛل أﺷرف ﺑرﻫوم -وﺟﻣﺎل ﻓﻠم ﯾﻧﺟﺢ
اﻟﻣﺧرج ﻓﻲ إﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎد ،ﻓﻠﺣﯾﺔ ﺟﻣﺎل ٕواﻣﺎﻣﺗﻪ ﺑﻘﯾﺔ أﻓراد اﻟﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺻﻼة وﺗذﻛﯾرﻩ اﻟﺷﺎﺑﯾن ﺑﺄﻧﻬﻣﺎ ذاﻫﺑﯾن إﻟﻰ اﻟﺟﻧﺔ ﻫﻲ دﻻﺋل ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺧﻠﻔﯾﺗﻪ اﻟدﯾﻧﯾﺔ،
٨٠
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻟﺷﻛوك ﺑﺳﻠوﻛﻪ اﻟﺑراﻏﻣﺎﺗﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗدﺧﯾﻧﻪ اﻟﺷرﻩ واﻟﻣﺗواﺻل
ﻓﺣﺳب ﺑل ﻧﺟد ﻟدﯾﻪ اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻠﺻورة اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﺑﻌض وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻟﺗﻠك
"ﺻﻧﺎع اﻟﻣوت"!
اﻟﻔﺋﺔ ﻣن ّ
ﺗﺗﺷﺎﺑك ﺧﯾوط اﻟﻘﺻﺔ ﻣﻊ ﻓﺷل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﯾﻔﺗرق اﻟﺷﺎﺑﺎن ﻋن طرﯾق
اﻟﺧطﺄ ،ﺛم ﯾﺑدأ ﺧﺎﻟد اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳﻌﯾد ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻷﺧﯾر طرﯾﻘﻪ وﺣﯾداً ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺣﺟم ﻋن ﺗﻔﺟﯾر إﺣدى اﻟﺣﺎﻓﻼت اﻟﻣﻛﺗظﺔ ﺑﺎﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻠﻣﺢ ﻓﯾﻬﺎ طﻔﻠﺔ
ﺻﻐﯾرة ،وﻣﻊ ﺣﻠول اﻟﻣﺳﺎء ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻋن طرﯾق اﻟﺻدﻓﺔ ﺑﺻدﯾﻘﺗﻪ ﺳﻬﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻔﻲ
إﻋﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﻪ -اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﺑﻧﻰ ﻋزﺑل -ﻓﯾﻛﺷف ﻟﻬﺎ ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟدﻩ اﻟذي ﻛﺎن
ﻼ ﻟﻠﺻﻬﺎﯾﻧﺔ وأﻧﻪ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻗﺳوة اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻌد ﺗﺻﻔﯾﺔ واﻟدﻩ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺗل وﻫو ﻓﻲ
ﻋﻣﯾ ً
ﯾﻘﺑﻠﻬﺎ ﻗﺑﻠﺔ اﻟوداع وﯾﻣﺿﻲ ﻫﺎرﺑﺎً إﻟﻰ ﻗﺑر واﻟدﻩ وﯾﺣﺎول اﻻﻧﺗﺣﺎر ﻓوﻗﻪ
ﺳن اﻟﻌﺎﺷرة ،ﺛم ّ
ﺑﺗﻔﺟﯾر ﻧﻔﺳﻪ ﻗﺑل أن ﯾﻣﻧﻌﻪ ﺧﺎﻟد ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷﺧﯾرة ،ﻣﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤل
ﺣول ﻫذﻩ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوم اﻟذي ﺑﺎت اﻧﺗﺣﺎرﯾﺎً ﺑﻐﯾر ﻗﺿﯾﺔ ،ﻟﯾﻧﺣﺻر اﻟﺑﻌد
اﻟﻧﺿﺎﻟﻲ ﻟﻠﺷﻬﺎدة ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم أﺿﯾق ﻧﺣﺎول ﺗﻠﻣﺳﻪ ﻓﻲ ﺣوار اﻻﺳﺗﺷﻬﺎدي اﻵﺧر
)ﺧﺎﻟد( ﻣﻊ ﺳﻬﻰ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓض اﻟﻔﻛرة ﻣن أﺳﺎﺳﻬﺎ وﺑﺷدة.
ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﯾدور ﺣوار طوﯾل ﺑﯾن ﺳﻌﯾد واﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ )أﺑو أﻛرم(،
وﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣﺧرج ﻟﺳﻌﯾد وﻗﺗﺎً ﻛﺎﻓﯾﺎً ﻟﺷرح وﺟﻬﺔ ﻧظرﻩ ،ﻓﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﺷﻛوى ﻣن اﻟﺳﺟن اﻟﻛﺑﯾر
اﻟذي ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،وﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻻﺣﺗﻼل ﻓﻲ ﺣق اﻟﺷﻌب
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ رأﯾﻪ ﻓﻬﻲ اﺳﺗﻐﻼل ﺿﻌف اﻟﻧﺎس ٕواﺳﻘﺎطﻬم ﻓﻲ
ﺿﻌف ﻓﻲ ﯾوم ﻣﺎ ،وﯾﺟب أن
ﻓﺦ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺛم ﺗﺻﻔﯾﺗﻬم ،إذ ﻛﺎن واﻟدﻩ طﯾﺑﺎً وﻟﻛﻧﻪ ُ
ﯾﺗﺣﻣل اﻻﺣﺗﻼل ﻧﻔﺳﻪ ﺗﺑﻌﺎت ﻫذا اﻟﺿﻌف .وﻗﺑل أن ﯾﺳﻣﺢ اﻟﻣﺧرج ﺑﺗﺣول ﺑوﺻﻠﺔ
اﻻﺳﺗﺷﻬﺎدي ﻣن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺑرﯾر اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ،ﯾﺗذﻣر ﺳﻌﯾد ﻣن ﻋﺟزﻩ أﻣﺎم
ﺻﻣت اﻟﻌﺎﻟم ﻋن ﺟراﺋم اﻻﺣﺗﻼل ،وﻣن اﻟﻣﺣﺗل اﻟذي ﯾﻠﻌب دور اﻟﺿﺣﯾﺔ واﻟﺟﻼد ﻓﻲ
آن واﺣد ،وﯾﻌﻠن ﻋزﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻻﺳﺗرداد ﻛراﻣﺗﻪ ٕواﯾﺻﺎل رﺳﺎﻟﺗﻪ ﺣﺗﻰ ٕوان
وﯾﻘﻔل اﻟﺣوار
ﻟم ﯾﺑق أﻣﺎﻣﻪ ﺳوى ﻟﻌب دور اﻟﻣﻘﺗول واﻟﻘﺎﺗل ﺑرد اﻟﻔﻌل ﻓﻲ آن واﺣدُ ،
اﻷﺧﯾر ﻟﻼﺳﺗﺷﻬﺎدي دون أن ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ذﻛر اﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺧرج ﻋﻧواﻧﺎً
ﻟﻔﯾﻠﻣﻪ.
٨١
ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻷﺧﯾر ﯾﺧرج اﻟﺻدﯾﻘﺎن ﻣرة أﺧرى إﻟﻰ ﺗل أﺑﯾب ،وﻧﻛﺗﺷف أن ﺧﺎﻟد ﻗد
ﺗراﺟﻊ ﻋن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﻟم ﯾﺄت إﻻ ﻹﻗﻧﺎع ﺻدﯾﻘﻪ ﺑﺎﻟﻌودة ،وﻟﻛن ﺳﻌﯾد ﯾﺑﺎﻏﺗﻪ وﯾﻣﺿﻲ
وﯾﺧﺗم اﻟﻔﯾﻠم
ﻗدﻣﺎً ﻓﻲ ﺧطﺗﻪ ،ﺛم ﯾﻔﺟر ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﺟﻧود "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن”ُ ،
ﺑﺷﺎﺷﺔ ﺑﯾﺿﺎء ﺗﻌطﻲ اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻫﺎﻣﺷﺎً واﺳﻌﺎً ﻣن اﻟﺗﺄوﯾﻼت اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ.
ﺗﺟرﯾد اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
ﯾﺛﯾر ﺗطور اﻷﺣداث اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ،إذ ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺣول ﻓﻲ ﻣﺳﺎر ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﺑطﻠﯾن ﻣﻘﻧﻌﺎً ،ﻓﻠﻣﺎذا ﯾﺑدي ﺳﻌﯾد ﺗردداً ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻣﺎ دام ﻣﺻ اًر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﻲ ﻗدﻣﺎً
ﺑﻬذﻩ اﻟﻘوة؟ وﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻬﻰ أن ﺗﻘﻧﻊ ﺧﺎﻟد ﻓﻲ ﺣوار ﻗﺻﯾر وﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﺑﺎﻟﻌدول
ﻋن رﻏﺑﺗﻪ اﻟﻌﺎرﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺟﻧﺔ ﺑﺄﻗﺻر اﻟطرق؟ وﻫل ﯾﻌﻘل أن ﯾﺗﺣول ﻫذا
اﻻﻧدﻓﺎع اﻟﻣدﻋوم ﺑﻘﻧﺎﻋﺔ دﯾﻧﯾﺔ وﻋﺟز ﻋن اﻟﻧﺿﺎل -ﺣﺳب ﻗوﻟﻪ -إﻟﻰ ﻣوﻗف ﻣﻧﺎﻗض
ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷﺧﯾرة ٕواﻟﻰ اﻗﺗﻧﺎع ﻻ ﯾﻧﻘﺻﻪ اﻟﺣﻣﺎس ﺑوﺟود طرق أﺧرى ﻟﻠﻧﺿﺎل؟
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﯾﺗﻌﻣد اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻧﺢ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻼﺳﺗﺷﻬﺎد إﻟﻰ ﺳﻌﯾد ﺑدﻻً ﻣن
ﺧﺎﻟد ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺳﻌﯾد ﺑﺷرح وﺟﻬﺔ ﻧظرﻩ ﺑﻛل ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ وﻫدوء دون أن ﯾﻧﺎﻗﺷﻪ أﺣد،
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﺟد ﻓﯾﻪ ﺧﺎﻟد ﻋﺎﺟ اًز ﻋن ﺗﺑرﯾر دواﻓﻌﻪ ﺑدون ﻏﺿب واﻧﻔﻌﺎل ﺷدﯾدﯾن،
ﺛم ﺗﻧﺟﺢ ُﺳﻬﻰ -اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻣﺛﻘﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷت ﺟزءاً ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج -ﻓﻲ ﻧﻘض
ﻫذا اﻟدواﻓﻊ ﻣﻊ وﺟود ﺣﻠول ﺑدﯾﻠﺔ ﻛﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺎت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﻋدم ﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﺑررات ﻟﻠﻣﺣﺗل ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻘﻣﻊ ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ،أﻣﺎ اﻟرأي
اﻷﻛﺛر وﺿوﺣﺎً ﻓﻬو اﻟذي ُﯾﺧﺗﺗم ﺑﻪ ﺣوارﻫﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻرخ ﻓﻲ وﺟﻪ ﺧﺎﻟد ﻗﺎﺋﻠﺔ :ﻟﯾﺳت
ﻫﻧﺎك ﺟﻧﺔ ،إﻧﻬﺎ ﻣﺟرد ﺧراﻓﺔ ﻓﻲ رأﺳك )!(.
ﻫذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻬزﯾﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺷﻬﺎدي ﻟم ﺗﻛﺗف ﺑﺗﻔرﯾﻐﻪ ﻓﻛرﯾﺎً ﺑل ﺟردﺗﻪ أﯾﺿﺎً ﻣن دورﻩ
اﻟﻔﺎﻋل واﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻛوﻣﺑﺎرس اﻟذي ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﻠﯾﻠﺔ
اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ .أﻣﺎ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ظﻬر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎدة ﻓﻼ ﺗﺑﺗﻌد ﻛﺛﯾ اًر ﻋن اﻟﺻورة
اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻣدﺑري "اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ" اﻟذﯾن ﯾدﻓﻌون اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎﺟز واﻟﻣﺣﺑط
إﻟﻰ اﻟﻣوت ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬم ،ﻓﺷﺧﺻﯾﺔ ﺟﻣﺎل اﻟﻣرﯾﺑﺔ ﻻ ﺗدﻋو ﻟﻼرﺗﯾﺎح ،ﺑﻧظراﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻻ
ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﺧﺑث وﺗدﺧﯾﻧﻪ اﻟﺷرﻩ ،أﻣﺎ ﻣﺷﻬد ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻟﻠﺷطﺎﺋر ﺑﺑرود أﺛﻧﺎء ﻗراءة ﺧﺎﻟد
٨٢
ﺑﯾﺎن اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد أﻣﺎم اﻟﻛﺎﻣﯾ ار ﻓﯾﺟردﻩ ﺣﺗﻰ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر ،وﯾﺑرز ﺳﯾطرﺗﻪ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﻗف واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻌم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﻓﯾﻪ اﻵﺧرﯾن إﻟﻰ اﻟﻣوت!
ﯾﺗﻛرر اﻟﺗﻧﻣﯾط أﯾﺿﺎً ﺧﻼل ﻣﺷﻬد ﺗﺣﺿﯾر اﻟﺷﺎﺑﯾن ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﻐﺳل اﻟﻣﯾت ﺛم ﺗرﻛﯾب اﻷﺣزﻣﺔ
ﯾﻘوم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﺣﻼﻗﺔ رأﺳﯾﻬﻣﺎ وﺗﻐﺳﯾﻠﻬﻣﺎ ﻛﻣﺎ ُﯾ ﱠ
اﻟﻧﺎﺳﻔﺔ ٕواﻟﺑﺎﺳﻬﻣﺎ ﺑذﻻت ﻓﺎﺧرة ،وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﯾﺻطف اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺧﻠف رﺋﯾﺳﻬم ﻓﻲ ﺻﻼة
ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﺗواﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﻘطﺎت اﻟﺻﺎﻣﺗﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ دﻋﺎء ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻧﻣطﻲ" :اﻟﻠﻬم
ﺷﺗت ﺷﻣﻠﻬم وﻓرق ﺟﻣﻌﻬم ،"...ﻓﻲ رﺑط ﺳﻣﻌﻲ وﺑﺻري ﻻﺷﻌوري ﺑﯾن "اﻹرﻫﺎب"
*
واﻟﻌﺑﺎدة!
ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻫد وﻏﯾرﻫﺎ ﺗﻔﺳر ﺣﺻول اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل ﻓرﻧﺳﻲ ،ﻫوﻟﻧدي ،أﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﺑل
وﺣﺗﻰ ﻣن ﺻﻧدوق اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ "إﺳراﺋﯾل" ،ﺛم وﺻوﻟﻪ إﻟﻰ دور اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ أورﺑﺎ
واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﻋرﺿﻪ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﺧﻣس وأرﺑﻌﯾن دوﻟﺔ ،وﺗرﺷﯾﺣﻪ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﻔوز ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺟواﺋز ﻓﻲ ﻛﺑرى ﻣﺳﺎﺑﻘﺎت اﻷﻓﻼم ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم .وﯾﺑﻘﻰ ﻛل ﻣﺎ ﻗﯾل ﻋن اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﻲ ﻣورﺳت ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن اﻻﻧﺗﺷﺎر واﻟﻔوز
ﺑﺎﻷوﺳﻛﺎر ﺧﺎرج داﺋرة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻹدراﻛﻧﺎ اﻟﻣﺳﺑق ﺑﻘدرة ﻫذﻩ اﻟﺿﻐوط ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﻔﯾﻠم
ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻷوﺳﻛﺎر ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺄﻛد إﺻرار اﻟﻠوﺑﻲ اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ
طردﻩ ،وﻫذا ﻻ ﯾﻘﻠل ﻣن ﺷﺄن ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣﺧرج ﺣول ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺗﻘﻧﯾﺎت ﺑﺻرﯾﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ رأﯾﻧﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎً وأن
أداء ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻘﻧﻌﺎً ،ﻣﺛل اﻟﻬدوء اﻟﻣﺗﻛﻠف إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺑرود ﻓﻲ أداء
اﻟﻣﻣﺛل ﻗﯾس ﻧﺎﺷف ،واﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻬﺟﯾﻧﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن ﻟﺑﻧﻰ ﻋزﺑل ،ﻓﺿﻼً
ﻋن ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى اﻷداء ﻟدى ﻣﻌظم اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﺛﺎﻧوﯾﯾن واﻟﻛوﻣﺑﺎرس ،وﻫو أﻣر ﻗد ﯾﺑدو
ﻣﺑر اًر ﻟدى اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟذي ﯾدرك ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗرﻓﯾن ﻓﻲ اﻷرض
اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻧﻘطﺔ ﺿﻌف ﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻟدى اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻐرﺑﻲ وﺣﻛﺎم ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻷوﺳﻛﺎر.
ﺑﺎت ھﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺷﺎﺋﻌﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹرھﺎب ،ﻓﻔﻲ ﻓﯿﻠﻢ “ ”United 93اﻟﻤﻨﺘﺞ ﻋﺎم- 2006 *
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل -واﻟﺬي ﯾﻌﺮض ﻗﺼﺔ ﺧﻄﻒ إﺣﺪى اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻷرﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎح اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻻﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ،ﺗﺄﺗﻲ
اﻓﺘﺘﺎﺣﯿﺔ اﻟﻤﺨﺮج واﻟﺴﯿﻨﺎرﯾﺴﺖ "ﺑﻮل ﻏﺮﯾﻨﻐﺮاس" ﺑﻠﻘﻄﺎت ﻟﺸﺒﺎب ﻋﺮب ﯾﺆدون اﻟﺼﻼة وﯾﻘﺮؤون اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻔﻨﺎدق
اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ﻟﻘﻄﺎت ﻟﻠﻤﺪن اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ وﺷﻮارﻋﮭﺎ اﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة ،ﺛﻢ ﻋﻮدة إﻟﻰ اﻟﺨﺎطﻔﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎب أﺛﻨﺎء اﺳﺘﻌﺪادھﻢ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ
ﺟﺮﯾﻤﺘﮭﻢ اﻟﺒﺸﻌﺔ ،وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯿﺔ ﺻﻮﺗﯿﺔ ﻟﺘﻼوة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ! واﻟﻤﺆﺳﻒ ھﻨﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى أن ﯾﺠﺴﺪ أدوار اﻟﺨﺎطﻔﯿﻦ ﻣﻤﺜﻠﻮن
ﻋﺮب ،وھﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﷲ ،ﻟﻮﯾﺲ اﻟﺴﺎﻣﺮي وﻋﻤﺮ ﺑﺮدوﻧﻲ.
٨٣
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﻗﯾل ﺣول ﻣوﻗف ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ،ﻓﻣن
"ﻏﯾر رأﯾﻪ" ،ﻣﺻرﺣﺎً ﺑﺄﻧﻪ» :ﻻزم
اﻟواﺟب إﻧﺻﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻋﺗراﻓﻪ اﻷﺧﯾر ﺑﺄﻧﻪ ﻗد ّ
ﺗﻛون اﻷوﻟوﯾﺎت اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎً دﻋم اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ أي ﺷﻛل ﻓﻲ اﻟدراﻣﺎ«.٥٦
وﻟﻛن؛ ﻫل ﺳﯾﻧﺟﺢ ﻫﺎﻧﻲ أﺑو أﺳﻌد ﺑﻣوﻗﻔﻪ اﻟﺟدﯾد ﻫذا ﻓﻲ إﻗﻧﺎع ﻣﻣوﻟﯾﻪ ﺑدﻋم أﻓﻼﻣﻪ
اﻟﺟدﯾدة واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻷوﺳﻛﺎر ﻣرة أﺧرى؟ ٕواذا ﻛﺎن ذﻟك ﻣﺳﺗﺣﯾﻼً ﻓﻬل
ﺳﯾدﻋﻣﻪ اﻟﻣﻣوﻟون اﻟﻌرب ﻫذﻩ اﻟﻣرة؟
ﯾﺑﻘﻰ أن ﻧﺷﯾر ﻗﺑل اﺧﺗﺗﺎم ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ أن ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺎ آﺧر ﺗم ﺗرﺷﯾﺣﻪ ﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ
اﻷوﺳﻛﺎر ﻓﻲ ﻓﺋﺔ أﻓﺿل ﻓﯾﻠم أﺟﻧﺑﻲ ﻋﺎم ،2010وﻫو ﻓﯾﻠم "ﻋﺟﻣﻲ" ﻟﻠﻣﺧرج
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ "ﺳﻛﻧدر ﻗوﺑطﻲ" ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﻣﻊ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ "ﯾﺎرون ﺷﯾﻧﻲ" ،واﻟذي ﯾﺳﻠط
اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﯾﺎﻓﺎ .وﻣن اﻟﺟدﯾر ذﻛرﻩ أن ﻗوﺑطﻲ ﻗد ﺗﺟ أر ﺑﻌد
ﺗرﺷﯾﺢ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻟﻸوﺳﻛﺎر ﻣن ﻗﺑل "إﺳراﺋﯾل" ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺄن ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻟﯾس إﺳراﺋﯾﻠﯾﺎً،
ﻓﻬو ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ وﻻ ﯾﻣﺛل "إﺳراﺋﯾل" وﻻ ﻫﻲ ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻛوطن ،وﻟﻌل ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻛﺎﻧت
إﺣدى أﺳﺑﺎب ﻓﺷل اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ.
٥٦
ورد ھﺬا اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﺣﻮار ﻣﻔﺘﻮح" ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﯾﺮة ]ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺰﯾﺮة ﻧﺖ ،ﺑﺘﺎرﯾﺦ [2009 / 9 / 1
٨٤
ﺗﻌﺎطف ﻣﻌﻧﺎ أم ﺗرﺳﯾﺦ ﻟﻌﺟزﻧﺎ؟!
ٌ "ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ"..
أﻋﺗﻘد أن ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔﯾﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ" ﻟﯾس ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺳﻬل ،ﻓﻬو ﻣﺛﺎل ﺟﯾد ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻟﻔﻬﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﺑﺷدة ﻋﻠﻰ
اﻷﻓﻼم اﻟﻣﻌﻘدة وذات اﻟﺣﺑﻛﺔ ُ
ﻣﺣﺎور اﻟﻘﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﺑﺎﻟﺗوازي دون أي ﺗﻘﺎطﻊ ،ﻟﯾﻛﺗﺷف ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺎت اﻷﺧﯾرة
ﺗﺟﻣﻊ اﻟﺧﯾوط ﻟﺗﺷﺗﺑك ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ واﺣدة ،وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر ﺑﺟرأة ﺑﺎﻟﻐﺔ إﻟﻰ أن ﻛل
ﻋﺎﻟﻣﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻷﻋﻣﺎل ﻟﯾس إﻻ ﺧطﺔ ﻣرﺳوﻣﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن ﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﻲ َ
اﻟﻣﺗﻧﻔذﯾن ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وﺑﻬذا ﯾﻣﻛن ﻓﻬم ﺷﻌﺎر اﻟﻔﯾﻠم اﻟذي راﻓق ﻣﻠﺻﻘﺎﺗﻪ:
"ﻛل ﺷﻲء ﻣﺗراﺑط"! ..ﻓﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣدان ﺑطرﯾﻘﺔ أو ﺑﺄﺧرى ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم :اﻷﻣرﯾﻛﯾون،
اﻟﻌرب ،اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﯾون ،اﻹﯾراﻧﯾون ،وﺣزب ﷲ ،إذ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻧﺻر واﺣد ﻻ ﻧرى ﻟﻪ وﺟوداً ﯾذﻛر ﻓﻲ
اﻟﻔﯾﻠم ..وﻫو "إﺳراﺋﯾل"!
ﺟﺎﺟن" اﻟﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻷوﺳﻛﺎر ﻋن ﺳﯾﻧﺎرﯾو
اﻟﻔﯾﻠم ﻣن ﺗﺄﻟﯾف ٕواﺧراج "ﺳﺗﯾﻔن َ
ﻓﯾﻠم "اﻟﻣرور" “ ”Trafficﻋﺎم ،2000وﻗد اﺳﺗوﺣﻰ ﻗﺻﺔ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻣن ﻛﺗﺎب "ﻻ أرى
ﻼ ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﺷرا" » «See No Evilﻟﻣؤﻟﻔﻪ "روﺑرت ﺑﺎﯾر" واﻟذي ﻛﺎن ﻋﻣﯾ ً
ﻋﺎﻣﺎ ،ﺣﯾث ﯾدور ﻫذا
»ﺳﻲ آي اﯾﻪ« وﻣﺳﺋوﻻً ﻋن ﻣﻠف اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﺧﻼل ﺛﻼﺛﯾن ً
اﻟﻛﺗﺎب ﺣول أﺳرار ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﺑرات وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺷرﻛﺎت اﻟﻧﻔط وﺑﻣﻼﺣﻘﺔ ﺧﻼﯾﺎ
"اﻹرﻫﺎب" ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ .وﻗد أﻧﺗﺞ اﻟﻔﯾﻠم ﻋﺎم ،2005وﺣظﻲ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻓﻲ
دور اﻟﻌرض اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻓﺎز اﻟﻧﺟم ﺟورج ﻛﻠوﻧﻲ ﻋن دورﻩ ﻓﯾﻪ ﺑﺟﺎﺋزة
اﻷوﺳﻛﺎر ﻷﻓﺿل ﻣﻣﺛل ﻓﻲ دور ﻣﺳﺎﻋد.
ﻗﺻﺔ اﻟﻔﯾﻠم
ﯾﻠﻌب "ﺟورج ﻛﻠوﻧﻲ" دور اﻟﻌﻣﯾل ﻟﻼﺳﺗﺧﺑﺎرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ "ﺑوب ﺑﺎرﯾﻧز" ،ﺣﯾث ُﯾطﻠب
ﻣﻧﻪ ﺑﯾﻊ ﺻﺎروﺧﯾن ﻹﺣدى اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ طﻬران ﺑﻬدف اﻹﯾﻘﺎع ﺑﻬﺎ وﺗﻔﺟﯾرﻫﺎ ،وﻟﻛﻧﻪ
٨٥
ﯾﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄن أﺣد اﻟﺻﺎروﺧﯾن ﺳﯾﺳﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﻔور إﻟﻰ "إرﻫﺎﺑﻲ" ﻣﺻري -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﺻري
ﯾﻌد "ﺑوب" ﺗﻘرﯾ اًر ﻟﻘﺎدﺗﻪ ﻓﻲ واﺷﻧطن ﺣول ﻣﺎ
ﻋﻣرو واﻛد -وﺗظﻬر اﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ّ
ﺟرى وﻟﻛن ﻗﺎدﺗﻪ ﻻ ﯾﻛﺗرﺛون ﻟﻸﻣر ﻟﺳﺑب ﻏﯾر ﻣﻔﻬوم ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﺻرﯾﺣﻬم ﻟﻪ ﺑﺄن
اﻟﺧطر ﻻ ﯾﺄﺗﻲ ﻣن إﯾران اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ اﻹﺻﻼﺣﯾون -وﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﻋﻬد ﺧﺎﺗﻣﻲ-
وﻻ ﻣن اﻟﻌرب اﻟﻣﺗﺣﺎﻟﻔﯾن ﻣﻊ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﺑل ﻣن "اﻟذﯾن ﯾرﯾدون أن ﯾردوا اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﻣﺎ
ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻗرﻧﺎً" .وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗﻘﺻﯾر؛ ﺗﺗﺣﻘق ﻣﺧﺎوف "ﺑوب"
وﯾﻧﻔﺟر اﻟﺻﺎروخ ﻓﻲ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻧﻔط أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓداﺋﯾﺔ ﯾﻧﻔذﻫﺎ ﺷﺎب ﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﻲ
ﯾﺎﺋس -اﻟﻣﻣﺛل اﻹﯾراﻧﻲ ﻣظﻬر ﻣﻧﯾر -ﺑﻌد طردﻩ ﻣن ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﻧﻔطﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ أﺧرى ﯾﺳﺎﻓر "ﺑوب" إﻟﻰ ﻟﺑﻧﺎن ﻣﺗﺧﻔﯾﺎً ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ رﺟل ﻛﻧدي ﻟﻣﻼﺣﻘﺔ
وﻟﻲ ﻋﻬد إﻣﺎرة ﻋرﺑﯾﺔ ﻧﻔطﯾﺔ )اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ( -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوداﻧﻲ اﻷﺻل
ﺻدﯾق -ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ أﺣد ﻗﺎدة ﺣزب ﷲ "ﺳﯾد ﺣﺳﯾن ﻫﺎﺷﻣﻲ" -اﻟﻣﻣﺛل ﻣﺣﻣد
أﻟﻛﺳﺎﻧدر ّ
ﻣﺟد -ﻟﯾﺄﺧذ إذﻧﻪ وﯾطﻣﺋﻧﻪ ﺑﺄن ﻣﻬﻣﺗﻪ اﻟﻣﺧﺎﺑراﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾروت ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣزب،
وﻛﺄن ﺑﯾروت ﺗﻘﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺑﺿﺔ ﺣزب ﷲ اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾواﻓق ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺟري
ﻓﯾﻬﺎ ،ﺛم ﯾطﻠب "ﺑوب" اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﻋﻣﯾل إﯾراﻧﻲ )اﻟﻣوﺳوي( ،واﻟذي ﯾﺗﺻرف أﯾﺿﺎً
ﻓﻲ ﺑﯾروت ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻧﻔوذ اﻹﯾراﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ،وﻟﻛن اﻟﻣوﺳوي ﯾﻔﺎﺟﺊ
ﺻدﯾﻘﻪ "ﺑوب" ﺑﺎﺧﺗطﺎﻓﻪ وﺗﻌذﯾﺑﻪ ﺑوﺣﺷﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺳﻣﺎء اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ أرﺳﻠﺗﻪ،
وﻟوﻻ ﺗدﺧل ﺣزب ﷲ ﻹﻧﻘﺎذﻩ ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷﺧﯾرة ﻟﻘُطﻊ رأﺳﻪ!
اﻟﻣﺣﻠل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﺑراﯾﺎن" ﻣﺳﺗﺷﺎ اًر
َ ﯾﻌﯾن اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر
ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ّ
ﻟﻪ ،واﻟذي ﯾﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﺣذﯾر اﻷﻣﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺎك ﻣن ﻣؤاﻣرات ﻟﻼﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔط
ﺑﯾن ﻛل ﻣن واﻟدﻩ وﺷﻘﯾﻘﻪ وﺑﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ،ﻓﯾﺣﺗدم اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر وﺷﻘﯾﻘﻪ
اﻷﺻﻐر اﻷﻣﯾر ﻣﺷﻌل -اﻟﻣﻣﺛل أﻛﺑر ﻛرﺗ از -ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﺔ واﻟدﻫﻣﺎ اﻷﻣﯾر ﺣﻣد
اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ -اﻟﻣﻣﺛل ﻧﺎظم ﺻواﻟﺣﺔ -وﺑﻣﺎ أن اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر ﯾﺣﻣل أﻓﻛﺎ اًر "ﺗﻧوﯾرﯾﺔ"
ﻻ ﻣن
ﻹﺻﻼح ﺑﻼدﻩ وﯾﺳﻌﻰ ﻟﻠﺗﻣرد ﻋﻠﻰ اﻟﻐرب ﺑﺗﺻدﯾر ﻧﻔطﻪ إﻟﻰ اﻟﺻﯾن ﺑد ً
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻓﺈن اﻟﻌﻣﯾل "ﺑوب" ﯾﻛﺗﺷف أﺧﯾ اًر أن اﻟﻬدف ﻣن ﺗﻛﻠﯾﻔﻪ ﺑﻣﻼﺣﻘﺔ
ﻓﯾﻘﺗل اﻻﺛﻧﺎن ﻣﻌﺎً
اﻷﻣﯾر ﻫو ﻗﺗﻠﻪ ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺗﻣرد ﻋﻠﻰ أواﻣر ﻗﺎدﺗﻪ وﯾﺣﺎول إﻧﻘﺎذ اﻷﻣﯾر ُ
ﻋﺑر ﺻﺎروخ أﻣرﯾﻛﻲ ﻣوﺟﻪ ﺑﺎﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ!
٨٦
رﻣوز ورﺳﺎﺋل وﺻور ﻧﻣطﯾﺔ
اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟرﻣوز واﻹﺷﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠب ﺗﻔﻛﯾﻛﻬﺎ إﻋﺎدة
اﻟﻣﺷﺎﻫدة أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﻠم ﻣﻧﻬﺎ طرﻓﺎ اﻟﺻراع
اﻷﻣرﯾﻛﻲ واﻟﻌرﺑﻲ ،وﻟﻌل اﻟﺻورة اﻷﻛﺛر ﺗﻧﻣﯾطﺎً ﻟﻠﻣﺳﻠم "اﻹرﻫﺎﺑﻲ" ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ
ﯾﺟﺳدﻫﺎ ﻋﻣرو واﻛد ﻓﻲ دور )ﻣﺣﻣد ﺷﯾﺦ ﻋﺟﯾزة( ،ﻓﻧرى ﺷﺎﺑﺎً ﻣﻠﺗﺣﯾﺎً ﺑﻣﻼﺑس
ﺧﻠﯾﺟﯾﺔ ،ﯾﺧﻔﻲ وراء اﺑﺗﺳﺎﻣﺗﻪ اﻟﻣﺻطﻧﻌﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﻘد واﻟﺷر وﯾﺣﺳن اﺻطﯾﺎد
اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﻟﯾﻌوﺿﻬم ﻋن اﻟﻔﻘر واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻐرﺑﺔ ﺑﺈﻗﺣﺎﻣﻬم ﻓﻲ
ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺟدون اﻟطﻌﺎم واﻟﻣﺄوى واﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ،وﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗُﻐﺳل أدﻣﻐﺗﻬم وﯾﺗﺣوﻟون إﻟﻰ ﻗﻧﺎﺑل ﻣوﻗوﺗﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧﺗﺣﺎرﯾﺔ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺟرأة اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ إﺷراك اﻟﻐرب ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗواطﺋﻪ ﻣﻊ اﻟﺣﻛﺎم
اﻟﻔﺎﺳدﯾن ﻟﻧﻬب ﺧﯾرات اﻟﺷﻌوب اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ،ﻓﻘد وﻗﻊ ﻓﻲ ﻣطب اﺗﻬﺎم اﻟﻔﻘر ﺑﻛوﻧﻪ
اﻟﻣﺣرض اﻷول ﻋﻠﻰ "اﻧﺗﺣﺎر" ﻫؤﻻء اﻟﺷﺑﺎب ،وﻫو ادﻋﺎء ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻌﻣﯾﻣﻪ ﻟﻌﻠﻣﻧﺎ ﺑﺄن
اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬم ﯾﻧﺣدر ﻣن ﻋﺎﺋﻼت ﻣﯾﺳورة.
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﯾﻔﺎﺟﺋﻧﺎ اﻟﻣﺧرج ﺑﺻورة ﻧﻣطﯾﺔ ﺻﺎدﻣﺔ ﻟﺣزب ﷲ وﻣواﻗﻊ ﻧﻔوذﻩ ﻓﻲ
ﺑﯾروت ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑدو اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ،
ﻓﻼ ﻧرى ﺳوى اﻟدﻣﺎر واﻟﻔﻘر واﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺳﻠﺣﯾن ﯾﻣﻠؤون اﻷزﻗﺔ واﻷﺳطﺢ وﻛﺄﻧﻬم ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻧﻔﺎر ﻟﻬﺟوم ﻣﺣﺗﻣل!
أﻣﺎ اﻟﻣرأة اﻟﺧﻠﯾﺟﯾﺔ ﻓظﻬرت ﻓﻲ ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﻠﯾق ﺑﺻوت "ﻣﺎت دﯾﻣون"
)اﻟﻣﺣﻠل ﺑراﯾﺎن( ﯾﺧﺗزل ﻓﯾﻪ رؤﯾﺗﻪ ﻟﻠﺑﻼد ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧﺳﺎء ﯾرﺗدﯾن اﻟﻌﺑﺎﯾﺎت اﻟﺳود
وﯾﻣﺷﯾن ﺧﻠف اﻟرﺟﺎل ﺑﺧﻣﺳﺔ أﻣﺗﺎر ،ورﺟﺎل ﯾرﺗدون ﻣﻼﺑس ﺑﯾﺿﺎء ﻧظﯾﻔﺔ وﻻ
ﯾﺿطرون ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺟو اﻟﺣﺎر ﻓﯾﺳﻧدون ﻣﻬﻣﺔ ﺧدﻣﺗﻬم إﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻵﺳﯾوﯾﺔ!
وﺗﻛﺎد اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻔﯾﻠم ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺳﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ،ﻓﻬم ﻣﺗﺧﻠﻔون،
ﻛﺳﺎﻟﻰ ،ﻋﻧﯾﻔون ٕوارﻫﺎﺑﯾون ،أﻣﺎ ﺣﻛﺎﻣﻬم ﻓﻣﺗواطﺋون ﻣﻊ اﻟطﻐﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻐرب.
٨٧
أﻣﺎ ﻣﺎ ﻗﯾل ﻋن ﺗﻌﺎطف اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻊ اﻟﻌرب ﺑﺈظﻬﺎرﻫم ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻬو -ﻓﻲ رأﯾﻲ -إﺟﺣﺎف ﻣﺿﺎﻋف ،ﻓﺎﻟﻔﯾﻠم ﯾﺗﻧﺎول ﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ
ﺑﻣﻔﺎﻫﯾم ورؤى اﺳﺗﺷراﻗﯾﺔ ،واﻟﺣﺎﻟﺔ "اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ" اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻌرب ﻧراﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻟذي
ﯾﻌﻠن ﻓﯾﻪ اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر ﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﻩ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋن ﺧطﺗﻪ ﻹﺻﻼح ﺑﻼدﻩ ﺑﺗﻌدﯾﻼت
ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﺳﺗﻘﺎﻫﺎ ﻣن دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ أﻛﺳﻔورد ،وﻛﺄن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟوﺣﯾد ﻫو ذاك اﻟذي
ﺗﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﻐرب وﻋﺎد إﻟﻰ ﺑﻼدﻩ اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺑﺄﻓﻛﺎر اﻟﺗﻧوﯾر اﻷورﺑﯾﺔ!
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﺻوﯾر ﻣﻌظم ﻣﺷﺎﻫد اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ دﺑﻲ واﻟﻣﻐرب ،ﻓﻘد ﻓوﺟﺋت أﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻹﻣﺎراﺗﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺑﻣﺷﺎﻫد ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ واﺷﺗرطت ﺣذﻓﻬﺎ ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺷﻬد ﯾظﻬر
ﻓﯾﻪ ﺟﻧود ﻋرب ﯾﺿرﺑون اﻟﻌﻣﺎل اﻵﺳﯾوﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺣدود ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﻣز اﻟذي
ﯾﺗردد ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن "ﻣﺎت دﯾﻣون" ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻗﯾﺎم ﺷرﻛﺔ ﺑن ﻻدن ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﻛﯾﯾف
ﻓﻲ اﻟﺣرم اﻟﻣﻛﻲ وﺟﻧﯾﻬﺎ ﺑذﻟك اﻟﻣﻠﯾﺎرات ،وﻫو أﺳﻠوب ﻣﻌروف ﻓﻲ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
"اﻟﺑروﺑﺎﻏﺎﻧدا" ﺣﯾث ُﯾرَﺑط ﺑﯾن أﻣرﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ظﺎﻫرﻫﺎ اﻟﺑراءة وﺑﺎطﻧﻬﺎ اﻻﺗﻬﺎم!
اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟذﯾن ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺗرﺳﯾﺦ ﻫذﻩ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ،ﺑل
ﻟﺻﻧﺎﻋﻪ ﺧدﻣﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻻﻧطﺑﺎع اﻷﻫم اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷﺎﻫد
ﻗدﻣوا ّ
ﻣن اﻟﻔﯾﻠم ﻫو أن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟﯾﺳوا ﻣﺟرد ﺷﻌب ﻣﺗﺧﻠف وﻏراﺋزي ،أو ﺣﺗﻰ ﻓﺋﺔ
ﻣﻘﻬورة ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﺑل ﻫم أﻗل ﺷﺄﻧﺎً ﻣن أن ﯾﻔﻬﻣوا ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣؤاﻣرة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎك ﻟﻬم،
ﺣﯾث ﯾﺗﺳﺎءل اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر أﻣﺎم ﻣﺳﺗﺷﺎرﻩ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﯾن
أﺧﯾﻪ ﻣﺷﻌل واﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻟﯾﺻرخ اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر ﻓﻲ وﺟﻬﻪ وﯾوﻗظﻪ ﻣن ﻏﻔﻠﺗﻪ ،ﻓﺎﻷﻣرﯾﻛﯾون
ﯾرﯾدون اﻻﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻧﻔط اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟذي ﻣﺎ زال ﻓﻲ
ﺑﻼدﻩ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻧﻔق ﻓﯾﻪ اﻷﻣﯾر ﻣﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات ﻓﻲ واﺣدة ﻣن ﺣﻔﻼﺗﻪ.
واﻷﺳوأ ﻣن ذﻟك أن ﺗﺟﺎﺑﻪ ﺻﺣوة اﻷﻣﯾر وﺳﻌﯾﻪ ﻟﺗﺣرﯾك اﻟﺷﻌب ﻟﻠﺗﻣرد ﻋﻠﻰ أﺧﯾﻪ
ﺑرﻓض أﻣرﯾﻛﻲ ﻋﺎﺟل ،ﻓﺎﻟﻘوة اﻷﺳطورﯾﺔ ﻷﺳﯾﺎد واﺷﻧطن ﻟن ﺗﺗﺿرر ﺑرﻓض اﻟﻌﻣﯾل
"ﺑوب" اﻻﻧﺻﯾﺎع ﻷواﻣرﻫم وﻗﺗل اﻷﻣﯾر اﻟﺷﺎب ،وﻻ ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر ﺳوى ﺗوﺟﯾﻪ ﺻﺎروخ
٨٨
ﻣن اﻟﻔﺿﺎء اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻘﻠﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻼدﻩ ووﺳط ﺣراﺳﻪ ،وﻛﺄن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﯾﺳﯾطرون ﻋﻠﻰ
اﻷرض واﻟﺳﻣﺎء ﻣﻌﺎً وﻟن ﯾﻘف ﺷﻲء ﻓﻲ وﺟﻪ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم.
واﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺗﻛرر ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌﺟز ﻣﺣﺎم أﺳود ﻋن اﻟﺗﺻدي
ﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﺳﺎد اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﺷﻔﻬﺎ ﻓﻲ إﺣدى ﻛﺑرﯾﺎت ﺷرﻛﺎت اﻟﻧﻔط واﻟﻣﺗواطﺋﺔ ﻣﻊ اﻷﻣﯾر
اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑل ﯾﻧﺎل اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﺷرﯾف ﺳﺧرﯾﺔ ﻻذﻋﺔ ﻓﻲ وﺳط اﻟﺷﺎرع ﻟﻣﺟرد ﺑﺣﺛﻪ ﻋن
اﻟﻌداﻟﺔ ،وﻧﺳﻣﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣرة اﻟﺗﻲ ﺗُﻌﻠن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻣﻊ اﻟﻣﺎرة“ :اﻟﻔﺳﺎد ﻫو ﻣﺎ ﯾﺣﻣﯾﻧﺎ”،
وﻫو اﻟﻔﺳﺎد ﻧﻔﺳﻪ اﻟذي ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ إﻫﻣﺎل ﻧﻣو اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ ،وﻫو اﻟذي ﯾذﻫب
ﺿﺣﯾﺗﻪ اﻟﻌﻣﯾل "ﺑوب" ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺻﺣو ﺿﻣﯾرﻩ .وﺑﻬذﻩ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺳوداوﯾﺔ ﺗﺳﻘط
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺷﻌور اﻟﻣﺣﺑط ﺑﻌدم ﺟدوى اﻟﺗﻐﯾﯾر ،ﻓﺈداﻧﺔ اﻟﺷر ﻓﻲ
اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﺎل ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌدل ٕواﻋﺎدة اﻟﺗوازن إﻟﻰ
ذﻫن اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ.
اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ ﻫﻧﺎ ﻫو اﺣﺗﻔﺎء اﻹﻋﻼم اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ "اﻟﻣﺷرﻓﺔ" ﻟﻠﻔﻧﺎن اﻟﺷﺎب ﻋﻣرو
واﻛد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ،وﺗﻧظﯾم ﻧدوة ﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺻر اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫرة ﻟﺟﻣﻌﻪ ﻣﻊ
ﻣﻌﺟﺑﯾﻪ ،وﻛﺄن ظﻬور اﺳم ﻣﻣﺛل ﻋرﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻫو ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﺷرف ﯾرﻓﻊ
رؤوس اﻟﻌرب ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻣطﯾﺔ ﻣﺳﯾﺋﺔ!
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوري ﻏﺳﺎن ﻣﺳﻌود -اﻟذي ﻓُﺗﺢ ﻟﻪ ﺑﺎب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺑﻌد أداء دور ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء" -ﻛﺎن ﻗد رﻓض دور اﻷﻣﯾر ﺣﻣد
اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ ﻟﯾﻘﺑل ﺑﻪ اﻟﻣﻣﺛل ﻧﺎظم ﺻواﻟﺣﺔ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن رﻓض ﻋﻣرو واﻛد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
ﻓﯾﻠم أﺟﻧﺑﻲ آﺧر ﻣﺳﻲء ﻟﻺﺳﻼم -ﺣﺳب ﻗوﻟﻪ -ﻓﻘد ﻗﺑل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﻷﻧﻪ
ﯾﻔﺿﺢ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛﺑﻬﺎ أﻣرﯾﻛﺎ ﻟﻼﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﺛروات دول اﻟﺧﻠﯾﺞ ،وﻷن ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﯾﺟﺳدون ﺷﺧﺻﯾﺎت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬم اﻹرﻫﺎﺑﻲ ،وﻫو ﯾؤﻣن ﺑﺄن اﻟﺟﻣﻬور
واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﺳﯾﻔﻬﻣون رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔﯾﻠم وﻟن ﯾﺳﯾؤوا اﻟﻔﻬم ،٥٧وﻛﺄن اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻷﻫم ﻫﻧﺎ
ﻫﻲ ﻋدم اﺳﺗﯾﺎء اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺻري وﻋدم ﻣﻧﻊ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن اﻟﻌرض ﻣن ﻗﺑل اﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﺳﯾﻛرس اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻺرﻫﺎﺑﻲ
ّ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،دون اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ أن اﻟدور اﻟذي ﻟﻌﺑﻪ
٥٧
ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ 7 ،ﻣﺎﯾﻮ 2006
٨٩
اﻟﻣﺳﻠم ﻟدى ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن اﻟﻐرﺑﯾﯾن ،ورﺑﻣﺎ ﺑﻌﻣق ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﻪ ﻣﺛﯾل ﻣن ﺧﻼل
ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻟﻘﺎﺋد اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠم ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ وﺗﻼﻣﯾذﻩ ،واﻟﺣوارات اﻟﻣﻔﺻﻠﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻹرﻫﺎب ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ وﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﻌﻠم اﻟﻘرآن!
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻟم ﯾﺗﻧﺑﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب إﻟﻰ أن اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ "أﻟﻛﺳﺎﻧدر
ﺳﯾدﯾﺞ" اﻟذي ﻟﻌب دور اﻷﻣﯾر ﻧﺎﺻر ﻗد ُوﻟد ﻓﻲ اﻟﺳودان ﻷب ﺳوداﻧﻲ وأم ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ
ﺻدﯾق اﻟطﺎﻫر اﻟﻔﺎﺿل اﻟﻣﻬدي ،وأن أﺻوﻟﻪ ﺗﻌود إﻟﻰ ﻣؤﺳسواﺳﻣﻪ اﻷﺻﻠﻲ ّ
اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻬدﯾﺔ ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻟﻣﻬدي ،وأﻧﻪ اﺑن أخ رﺋﯾس اﻟوزراء اﻟﺳوداﻧﻲ اﻟﺳﺎﺑق
)اﻟﺻﺎدق اﻟﻣﻬدي(.
"ﺻدﯾق" ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ “ ”Star Trekاﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻣﻧذ ﻣوﺳم 1993وﺣﺗﻰ 1995
ﺷﺎرك ّ
ﺻدﯾق اﻟﻔﺎﺿل ،ﺛم ﻗرر ﺗﺑدﯾﻠﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻻﻧدﻣﺎج،
ﻣﺣﺗﻔظﺎً ﺑﺎﺳﻣﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ّ
وﻋﺎد إﻟﻰ ﻟﻌب اﻷدوار اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ دور اﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﻌرﺑﻲ "أﺳﻌد"
ﻓﻲ اﻟﻣوﺳم اﻟﺳﺎدس ﻣن اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﺑوﻟﯾﺳﻲ اﻟﺷﻬﯾر " "24واﻟذي ُﻋرض ﻋﻠﻰ إﺣدى
ﻗﻧوات ﻣﺟﻣوﻋﺔ mbcﻋﺎم .2008
أﺧﯾ اًر ،ﯾﺑدو أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟم ﺗُدﻓﻊ ﻓﻘط ﻣن ﻗﺑل ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ﺣﺻول طﺎﻗم اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إذن اﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ ﻛل ﻣن دﺑﻲ واﻟﻣﻐرب ﻓﻘد ﻓوﺟﺋت أﺟﻬزة
اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹﻣﺎراﺗﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺑﻣﺷﺎﻫد ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ واﺷﺗرطت ﺣذﻓﻬﺎ ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺷﻬد
ﯾظﻬر ﻓﯾﻪ رﺟﺎل ﺷرطﺔ اﻟﺣدود ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺧﻠﯾﺟﯾﺔ وﻫم ﯾﺿرﺑون اﻟﻌﻣﺎل اﻵﺳﯾوﯾﯾن ﺑﻼ
ذﻧب .وﻻ ﻧﻧس اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾط اﻟذي ﯾﺗردد ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن "ﻣﺎت دﯾﻣون" ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺣﯾﺎة
اﻟﻧﺎس ﻓﻲ دول اﻟﺧﻠﯾﺞ ﺑرﻓﻘﺔ ﻟﻘطﺎت ﺗم ﺗﺻوﯾرﻫﺎ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ دﺑﻲ ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﻐﻣز
اﻟﻣﻘﺻود ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﻪ ﻋن ﻗﯾﺎم ﺷرﻛﺔ "ﺑن ﻻدن" ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﻛﯾﯾف ﻓﻲ اﻟﺣرم اﻟﻣﻛﻲ
وﺟﻧﯾﻬﺎ ﺑذﻟك اﻟﻣﻠﯾﺎرات ،وﻫو أﺳﻠوب ﻣﻌروف ﻓﻲ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ "اﻟﺑروﺑﺎﻏﺎﻧدا"
ﺣﯾث ُﯾرَﺑط ﺑﯾن أﻣرﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ظﺎﻫرﻫﺎ اﻟﺑراءة وﺑﺎطﻧﻬﺎ اﻻﺗﻬﺎم!
٩٠
اﻟﻛوﻣﯾدﯾون اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ..ﺳﺧرﯾﺔ ﻣﻧﺎ أم ﻷﺟﻠﻧﺎ؟!
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾﺣرص اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻋﻠﻰ ﺗروﯾﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺣول ﻗﯾﺎم أﻣﺗﻬم
ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺣرﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﻗوة اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣق اﻷﻗﻠﯾﺎت واﻷﻋراق ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﻓﺈن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬم ﻧﻔﯾﻬﺎ ﻫﻲ ﻋدم ﺳﯾﺎدة ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ
اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻣﺟرد
ﺷﻌﺎرات وﻗواﻋد أﺧﻼﻗﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﺗطﺑﯾق ،ﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز ﺿد اﻟﺳود واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺑل ﯾؤﻣن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ إذا ﻣﺎ أرادوا ﺣﻘﺎً ﺗدرﯾب اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﺑذ
اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ.
أدرك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن ﺻﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة وﻧﺟﺎﻋﺗﻬﺎ ،وطﺑﻘوﻫﺎ ﺑﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﻓﺗ ارت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،وﻛﺎن ﻟﻠﻛوﻣﯾدﯾﯾن اﻟﺳود ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص دور ﻛﺑﯾر
ﻓﻲ ﻟﻔت أﻧظﺎر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎﻫم ﻓﻲ ﻋﻘدي اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت واﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﺣﺗﻰ ﺗﻣﻛﻧوا
ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺄﯾﯾد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﯾض ﻟﺣﻘوﻗﻬم اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻓﻠﻣﻌت ﺣﯾﻧذاك
أﺳﻣﺎء ﻛل ﻣن دﯾك ﻏرﯾﻐوري ،رﯾﺗﺷﺎرد ﺑرﯾور ،ﺻﻣوﺋﯾل رﯾد وﺑﯾل ﻛوﺳﺑﻲ .وﯾدﻋم
اﻟﺑروﻓﺳور "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ إﯾﻠﯾﻧوي اﻟرأي اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺎﻟدور اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻔﻛﺎﻫﺔ ﻓﻲ
ﺳﺗﺑدل ﺗﻔﻛﯾرك ﻓﺟﺄة ﺧﻼل
إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻓﯾﻘول" :ﻻ أﻋﺗﻘد أﻧك ّ
ﻣﺷﺎﻫدﺗك ﻟﻠﻌرض ،وﻟﻛﻧك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻐﺎدر وﺗﺳﻣﻊ اﻟرواﯾﺎت اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﺳﯾظﻬر
ﺗﺑﯾن ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌرض ،وﻋﻧدﻫﺎ ُﯾﻌﯾد اﻟﻧﺎس اﻟﺗﻔﻛﯾر
ﻟك ﻻﺣﻘًﺎ ﺻﺣﺔ ﺑﻌض ﻣﺎ ّ
ﺑﺎﻷﻣور" ،ﻛﻣﺎ ُﯾﻧﻘل ﻋن اﻟﻛوﻣﯾدي اﻟراﺣل اﻟﻣﻌروف "ﺑﯾﺗر أوﺳﺗﯾﻧوف" ﻗوﻟﻪ" :إن اﻟﻧﺎس
ﯾﺄﺗون داﺋﻣﺎً إﻟﻲ ﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌرض ﻟﯾﻘوﻟوا ﻟﻲ :ﺷﻛ اًر ﺟزﯾﻼً ﻟك ﻷﻧك ﺟﻌﻠﺗﻧﺎ ﻧﻔﻛر".
وﺑﻌد ﺗﻌرض اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟواﺣدة ﻣن أﻛﺑر ﺣرﻛﺎت اﻻﺿطﻬﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣرﯾﻛﻲ إﺛر
ﻫﺟﻣﺎت ﺳﺑﺗﻣﺑر ،ﻟﺟﺄ ﺑﻌض اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣوﻫوﺑﯾن ﻣن ذوي اﻷﺻول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ
"اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ" ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﯾﺻﺎل ﺻوﺗﻬم إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ﯾﻘول اﻟﻛوﻣﯾدي ﻣﺻري اﻷﺻل
٩١
ﻧﻌرف ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ ﺑﺎﻟطرق اﻟﺟﺎدة ﻷﻧﻪ ﻟن ﯾﺳﻣﻌﻧﺎ أﺣد،
"أﺣﻣد أﺣﻣد"" :ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ّ
ﻓﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ﻫﻲ أن ﻧﺄﺧذ اﻷﻣر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻫزﻟﯾﺔ"!
وﻓﻲ ﻋﺎم 2007؛ ُﻋرض ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘﻧوات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﯾﻠم وﺛﺎﺋﻘﻲ ﺑﻌﻧوان
"اﻟﻛوﻣﯾدﯾون اﻷﻣرﯾﻛﯾون اﻟﻣﺳﻠﻣون ﯾﻧﻬﺿون" " Muslim American Comics
ﺻورت ﻓﯾﻪ ﺗﺟﺎرب وﺣﯾﺎة ﺧﻣﺳﺔ ﻛوﻣﯾدﯾﯾن ﻣﺳﻠﻣﯾن أﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣنُ "Come of Age
أﺻول ﺷرﻗﯾﺔ وﻫم اﻟﻣﺻري أﺣﻣد أﺣﻣد ،اﻹﯾراﻧﯾﺔ ﺗﯾﺳﺎ ﻫﺎﻣﻲ ،اﻟﻬﻧدي أزﻫر ﻋﺛﻣﺎن،
واﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺎن دﯾن ﻋﺑﯾد ﷲ وﻣﯾﺳون زاﯾد ..وﻫم ﺟﻣﯾﻌﺎً أﻣرﯾﻛﯾو اﻟﻣﻧﺷﺄ واﻟوﻻدة،
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫؤﻻء اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻫم ﻣن أﻛﺛر اﻟﻛوﻣﯾدﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺷﻬرة ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﯾوم ،وﺗﻘوم ﻣﻬﻧﺗﻬم ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﻧﻛﺎت واﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺿﺣﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎرح
واﻟﻧوادي اﻟﻠﯾﻠﯾﺔ ،وﻓﻘﺎً ﻟﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺎﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ اﻹﻟﻘﺎﺋﯾﺔ " Stand up
."comedy
ﻗد ﯾﺑدو اﻟداﻓﻊ اﻟذي أﻋﻠﻧﻪ ﻣﻌظم أو ﺟﻣﯾﻊ ﻫؤﻻء اﻟﻛوﻣﯾدﯾﯾن ﻻﻋﺗﻼء اﻟﻣﺳرح ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ
اﻟﻧﺑل ،ﻓﻬم ﯾﺣﻣﻠون ﺑذﻟك راﯾﺔ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﻼﯾﯾن
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﺑل وﯾﻔﺗﺣون اﻟﺑﺎب أﻣﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻼﻗﺗراب ﻣن
اﻹﺳﻼم وطرح اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺑﺟدﯾﺔ أﻛﺑر ،وﻟﻛن ﺻﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟدواﻓﻊ واﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻛﻬﺎ
ﺑﻌض أوﻟﺋك اﻟﺷﺑﺎب ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ،ﻓﺑﻌض اﻟﻧﻛﺎت ﺗﺑدو ﻣؤﻟﻣﺔ ﺣﻘﺎً ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗﺳﯾﻐون ﻫذﻩ اﻟﺳﺧرﯾﺔ اﻟﻼذﻋﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺑﻌد أن ﯾﺳﺗﻐل ﺑﻌض
اﻟﻛوﻣﯾدﯾﯾن ﺗﻠك اﻟﻣوﺟﺔ ﻻﻋﺗﻼء ﺳﻠم اﻟﺷﻬرة وﺟﻧﻲ اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻏﯾرﻫم!
٩٢
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﺻﺎﺑﺗﻬﺎ ﺑﺷﻠل دﻣﺎﻏﻲ ﺟزﺋﻲ ﻓﻘد ﺣﺻﻠت ﻣﯾﺳون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾوس
ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺛﯾل وﻗدﻣت ﻋروﺿﺎً ﻓﻲ ﻣﺳﺎرح ﻋدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﺛم
اﻧﺗﻘﻠت ﻟﺗﻘدﯾم ﻋروﺿﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ وﺑﻌض اﻟﻣدن اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ﻣﺛل
اﻟﻧﺎﺻرة ،ﺣﯾﻔﺎ ،ﺑﯾت ﻟﺣم ،رام ﷲ ،واﻟﻘدس.
أﻣﺎ اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺔ اﻹﯾراﻧﯾﺔ "ﺗﯾﺳﺎ ﺣﺎﻣﻲ" ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﻣﻊ واﻟدﯾﻬﺎ اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن ﻣن إﯾران،
ﻓﻘد اﺧﺗﺎرت وﺿﻊ اﻟﺣﺟﺎب ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ أﺛﻧﺎء ظﻬورﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳرح ﻹﺿﻔﺎء ﺑﻌض
اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗراﻓﻬﺎ ﺑﺄن واﻟدﯾﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺗدﯾﻧﯾن ،ﺣﯾث ﺗﻧﻘل ﻓﻲ إﺣدى
ﻧﻛﺎﺗﻬﺎ ﻋن أﻣﻬﺎ أن ﺟدﻫﺎ ﻋﺎﻟم اﻟدﯾن "ﺳﯾﺗﻘﻠب ﻓﻲ ﻗﺑرﻩ ﻟو ﻋرف أن ﺣﻔﯾدﺗﻪ ﻛﺎﻧت
ﻋﻠﻰ ﺧﺷﺑﺔ اﻟﻣﺳرح ﺗﺗﺣدث ﻋن اﻟﺳﺣﺎﻗﯾﺎت" ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺷﻌﺎر ﻣﻌﺎﻧﺎة
اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت اﻟﻣﺣﺟﺑﺎت ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﺣﺗﻰ ٕوان ﺳﺧرت ﻣن ﺣﺟﺎﺑﻬن ﻋﻧدﻣﺎ ﺻﻌدت ﻋﻠﻰ
ﺧﺷﺑﺔ ﻣﺳرح ٍ
ﻧﺎد ﻛوﻣﯾدي ﻓﻲ ﺑوﺳطن ﻓﻲ إﺣدى ﻟﯾﺎﻟﻲ أﻏﺳطس 2004وﻫﻲ ﺗرﺗدي
ﺑﻧطﺎﻻً أﺳود وﻣﻌطﻔﺎً أﺳود ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻔﺧذ ﻣﻊ ﻏطﺎء ﻟﻠرأس ،ﺛم ﺣدﻗت ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻬور
وﻗﺎﻟت" :ﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﺎً أن أرﺗدي ﻣﻌطﻔﺎً طوﯾﻼً" ،ﺛم أﺿﺎﻓت" :ﻏﯾر أﻧﻲ
ّ
ﺷﻌرت ﺑﻧوع ﻣن اﻟﻔﺳق اﻟﯾوم"!
ﻣواﻗف ﺳﺎﺧرة أﺧرى ﺗﺗﻛرر ﻣﻊ اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺔ إﯾ ارﻧﯾﺔ اﻷﺻل "ﻧﯾﻔﯾن ﻓﺎرﺳﺎد" ،واﻟﺗﻲ ﻗدﻣت
ﻓﻲ ﻣﻬرﺟﺎن ﻧﯾوﯾورك اﻟدوﻟﻲ اﻟﺛﺎﻧوي ﻟﻠﻔﻧون ﻋﺎم 2004ﻋرﺿﺎً ﺳﺎﺧ اًر ﺗﺣت اﺳم
" ،"Bootleg Islamوﻫو اﻟﻌرض اﻟذي أﺷﺎرت إﻟﯾﻪ ﺻﺣﯾﻔﺔ "وول ﺳﺗرﯾت ﺟورﻧﺎل"
ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻋﺎدﺗﻬﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻫﺗﻣﺎم ﺻﺣﯾﻔﺔ "ﻧﯾوﯾورك ﺻن" ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﺟرﺗﻪ
ﺣول اﻟﻣﺳرح اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﻋرض "ﻧﯾﻔﯾن" ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ ،ﻓﻣﻌظم
اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻠﻬﺎم اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﻠﺳﺧرﯾﺔ ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ ﻛﻧﻣوذج ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ
اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ،ﻛﺎﻟﺳﺧرﯾﺔ ﻣن اﺑﻧﺔ ﻋﻣﺗﻬﺎ اﻟﻌذراء اﻟﺳﺎذﺟﺔ واﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺛﻼﺛﺔ وﻋﺷرﯾن
ﻋﺎﻣﺎً واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻠم ﺑرؤﯾﺔ زوﺟﻬﺎ ﻋﺎرﯾﺎً ﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ زﻓﺎﻓﻬﺎ!
اﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺗﻛرر ﻣﻊ ﻓﺗﺎة أﺧرى وﺟدت ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗدﯾﻧﺔ ﻣﺎدة ﻏﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﻛﺎت
اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﺿﺣك اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺑدأت "ﺷﺎزﯾﺎ ﻣﯾرزا" اﻟظﻬور ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳرح ﻛﺎﻧت
وﯾذﻛر أن
ﺗرﺗدي اﻟﺣﺟﺎب ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺧﻠﻌﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﻓﻬﻲ ﺗزﻋم أﻧﻬﺎ ﻣﺗدﯾﻧﺔ ﺟداًُ ،
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣﻧﺣﺗﻬﺎ ﻓرﺻﺎً ﻟﻠﺷﻬرة أﻛﺛر ﻣن ﻣﻌظم زﻣﯾﻼﺗﻬﺎ ﻣﺛل ﺻﺣﯾﻔﺔ
٩٣
"ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز" وﺑرﻧﺎﻣﺞ Minutes" "60ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ ،CBSوﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻔﻬﻣﻪ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﺑﻌض ﻧﻛﺎﺗﻬﺎ ،إذ ﺗﻘول ﻓﻲ إﺣداﻫﺎ" :اﺳﻣﻲ ﺷﺎزﯾﺎ ﻣﯾرزا ..ﻫذا ﻣﺎ
ﺗﻘوﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل رﺧﺻﺗﻲ ﻟﻘﯾﺎدة اﻟطﺎﺋرات" ..ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن أﻣﺛﺎل ﻫذﻩ اﻟﻧﻛﺎت ﻟم ﺗطﻠﻘﻬﺎ
"ﻣﯾرزا" إﻻ ﺑﻌد أﺣداث اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ﺑﻔﺗرة ﻗﺻﯾرة.
أﻣﺎ ﻋن ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓﺗﻘول "ﺷﺎزﯾﺎ"" :ﯾﺳﺄﻟﻧﻲ اﻟﻧﺎس ﻟﻣﺎذا
ﺗﻣﺷﻲ أﻣﻲ ﺧﻠف واﻟدي ﺑﺧﻣس ﺧطوات ،وأﻧﺎ أﻗول :ﺣﺳﻧﺎً ﻣﻧظرﻩ أﺟﻣل ﻣن اﻟﺧﻠف"،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺧﺻص ﺑﻌض ﺳﺧرﯾﺗﻬﺎ ﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺣﯾن ﺗروي ﻗﺻﺔ ﺗﻌرﺿﻬﺎ
ﻟﻘرﺻﺔ ﺧﻔﯾﺔ أﺛﻧﺎء زﯾﺎرة ﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ" :ﻻ ﺑد وأﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﯾد ﷲ"!
أﻣﺎ اﻟﻣوﻗف اﻷﻛﺛر ﻏراﺑﺔ ﻓﻬو ﻗرار "ﻣﯾرزا" -اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻌﻠﻣﺔ ﻓﯾزﯾﺎء ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ
ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ -ﻧزع ﺣﺟﺎﺑﻬﺎ ﻋﻧدﻣﺎ أﺧﺑرﻫﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﻧوادي اﻟﻠﯾﻠﯾﺔ أن ﻧﻛﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﺗت ﻗدﯾﻣﺔ
وﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺗﺟدﯾد! وﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗف ،ﺳﺎرﻋت "ﻣﯾرزا"
إﻟﻰ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺄن اﻟﺣﺟﺎب ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﺧﻼق ،ﻓﺄﺧﻼﻗﻬﺎ ﻟم ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻌد ﻧزع ﻏطﺎء
رأﺳﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﺑدت اﻧزﻋﺎﺟﻬﺎ ﻣﻣن ﯾﺗﻬﻣﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل ﺣﺟﺎﺑﻬﺎ وﺗدﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ
ﻟﻣﻛﺎﺳب ﺷﺧﺻﯾﺔ.
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن "ﻣﯾرزا" ﺗﺧﻠت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋن اﻟﻧﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻗﺻرت
اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﯾد ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗدﯾﻧﺔ ،وﺧﯾر ﻣﺎ ﯾﻠﺧص ﻫذا اﻟﺗﺣول ﻓﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم
ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻛﺑرى وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬم إﻟﻰ ﻣﺟﺎراة اﻟﻐرب ﻓﻲ ﺗرﺳﯾﺦ اﻟﺻورة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض ﺑﻬؤﻻء اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎت أن ﯾﺣﺎرﺑﻧﻬﺎ ﻓﺳﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻋﺗراف ﻣﯾﺳون زاﯾد
ﻧﺳﺎء"! اﻟﺗﻲ ﺗﻘول" :ﻻ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ِ
ﺑﺎﻟﻌرق ..إﻧﻪ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻛوﻧﻧﺎ
ً
٩٤
ﺑدأ "أزﻫر" طرﯾﻘﻪ ﻧﺣو اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ﻋﺎم ،2004وﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻣﺳﻣﻰ "ﷲ ﺧﻠﻘﻧﻲ
ﻣﺿﺣﻛﺎً" ﺻﻌد ﻋﻠﻰ ﺧﺷﺑﺔ اﻟﻣﺳرح وﻗﺎل ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ" :اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم" ،ﺛم
اﺳﺗطرد" :إذا ﻛﻧﺗم ﻻ ﺗﻌرﻓون ﻣﻌﻧﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﺳﺄﺗرﺟﻣﻬﺎ ﻟﻛم ..إﻧﻬﺎ ﺗﻌﻧﻲ :ﺳوف
أﻗﺗﻠﻛم" ..واﻧﻔﺟر اﻟﺟﻣﻬور ﺿﺎﺣﻛﺎً.
ﺛﻘﺔ "أزﻫر" ﺑدﯾﻧﻪ وﺛﻘﺎﻓﺗﻪ ﺗﻌطﯾﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘول ،وﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻛﺎﺗﻪ
ﻣﺳﺣﺔ ﻣن اﻟﺟدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣؤﻣﻧون ﺑﻘﺿﯾﺗﻬم ،ﻓﻔﻲ إﺣدى ﻧﻛﺎﺗﻪ ﻧﺟدﻩ ﯾﻘول:
"ﻟﻘد ﺣﻘﻘﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة،
ﻓﺎﻟرﺟل اﻷﺳود ﻣﺎ زال ﯾﺷﻛو ﻣن ﻋدم ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ" ..ﺛم
ﯾﺗﺎﺑﻊ" :أﻣﺎ اﻟﻣﺳﻠم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﻛو ﻣن ﻋدم ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣن اﻷﺳﺎس"!
وﻓﻲ ﻧﻛﺗﺔ أﺧرى ﯾﺗﺣدث "أزﻫر" ﻋن ﺷﺎب ﻣﺳﻠم ﯾﺗﺎﺑﻊ أﺳﻣﺎء اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن واﻟﻔﻧﯾﯾن اﻟﺗﻲ
ﺗظﻬر ﻓﻲ اﻟﺷﺎرة اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻷﺣد أﻓﻼم ﻫوﻟﯾود ،ﺛم ﯾﺟد اﺳﻣﺎً ﻋرﺑﯾﺎً ﻣدرﺟﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﻓﯾﻧﺗﻔض وﯾﻬﻠل ﻣن ﺷدة اﻟﻔرح وﻫو ﯾﻘول :أﺧﯾ اًر ﻟﻘد ﺑدأ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑﻐزو ﻫوﻟﯾود! ..ﻛﻣﺎ
ﺳﺧر ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات ﻣن ﻣوﻗف اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﻌد إﻟﻰ اﻟطﺎﺋرة ،ﻓﻣﺎ أن
ﯾﺿﻊ ﻗدﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر ﺣﺗﻰ ﺗﻼﺣﻘﻪ اﻟﻧظرات ﻣن ﻛل اﻟﺟﻬﺎت ،وﺑﻣﺟرد وﺻوﻟﻪ إﻟﻰ
اﻟطﺎﺋرة ﯾدب اﻟرﻋب ﻓﻲ ﻗﻠوب اﻟرﻛﺎب ،ﺣﺗﻰ إذا ﻫﺑطت ﺑﺳﻼم ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟرﺣﻠﺔ ﯾﺑﺎدﻟﻪ
اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻧظرات اﻻﻋﺗذار ﻣﻊ اﺑﺗﺳﺎﻣﺎت ﺣﻣﻘﺎء!
ﯾﺷﺎرك "أزﻫر" -اﻟذي درس اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة -ﻓﻲ ﻓرﻗﺗﻪ اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ
زﻣﯾﻼن آﺧران وﻫﻣﺎ :اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن أﺻل ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﺎﻣر ،واﻟﺷﺎب اﻷﺳود
ﻏﯾر اﺳﻣﻪ إﻟﻰ "ﺑرﯾﺗﺷر ﻣوس" ﺑﻌد اﻋﺗﻧﺎﻗﻪ اﻟﻣﺛﻘف "ﺑرﯾﺎﻧت رﯾﺟﯾﻧﺎﻟد ﻣوس" اﻟذي ّ
وﯾﻌرف اﺧﺗﺻﺎ اًر ﺑﺎﺳم "اﻟداﻋﯾﺔ ﻣوس" ،واﺷﺗﻬر "ﻣوس" ﻣﻧذ
اﻹﺳﻼم ﻗﺑل ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ُ
ﺳﻧوات طوﯾﻠﺔ ﺑﺧﺑرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ ﻓرق ﻛوﻣﯾدﯾﺔ إﻓرﯾﻘﯾﺔ وﻻﺗﯾﻧﯾﺔ وﯾﻬودﯾﺔ ﻛﺎﻓﺣت
ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوق اﻷﻗﻠﯾﺎت ،ﻛﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ أﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺷﻬﯾرة ﻣﺛل "ﺳﺎﺗردي
ﻧﺎﯾت" و"داﯾﻣون واﯾﻧز" و"ﺟورج ﻟوﺑﯾز" ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺻرح ﻣﺣﻣد ﻋﺎﻣر ﺑﺄن اﻟﻔرﻗﺔ اﺳﺗﻣدت
ﻓﻛرة ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﻣن "ﻣﻧ ّﻛت اﻟرﺳول" اﻟﺻﺣﺎﺑﻲ اﻟﺟﻠﯾل ﻧﻌﯾﻣﺎن اﻷﻧﺻﺎري.٥٨
٥٨
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻧﺖ ﺑﺘﺎرﯾﺦ 3ﯾﻨﺎﯾﺮ 2008م
٩٥
وﺗرﻛز ﻫذﻩ اﻟﻔرﻗﺔ ﻧﻘدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻣن اﻻﺿطﻬﺎد ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺧﺻوص ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻌرض ﻟﺑﻌض وﺟوﻩ اﻟﺧﻠل ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﻓﻬم اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن
اﻷﻣور دون ﺗﺟرﯾﺢ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﺗﻌرﺿت ﻟﻧﻘد ﺑﻌض اﻟﺟﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرب
ﺣﺗﻰ ُﻣﻧﻌت ﻣن ﺗﻘدﯾم ﺣﻔﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺣدى ﺟﺎﻣﻌﺎت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗُﻔﺗﺢ ﻓﯾﻪ
اﻷﺑواب ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎرﯾﻌﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻛوﻣﯾدﯾﯾن اﻵﺧرﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗﺧذون ﻣن إﺳﻼﻣﻬم
وأﺻوﻟﻬم اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻣﺎدة ﻟﻠﺳﺧرﯾﺔ.
وﻟﻌل ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر ﻋدم ﺣﺻول اﻟﻔرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑول اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟدى اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﻲ،
ﻓﺎﺷﺗراط اﻟﻔرﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﺧﻣر ﺧﻼل اﻟﻌرض وظﻬور أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ
ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ واﺳﺗﻧﺎدﻫم إﻟﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻛﺎﺗﻬم اﻟﻼذﻋﺔ ﻫﻲ أﻣور
ﻻ ﺗﻧﺎل إﻋﺟﺎب اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﺣﺗﻰ ﻟو ﻗﺎﻣوا ﺑﺗﻣرﯾرﻫﺎ ﺗﺣت ذرﯾﻌﺔ اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ.
٩٦
وﻓﻲ ﺗﺟرﺑﺔ أﺧرى؛ اﺣﺗﺿﻧت ﻣﺎﻟﻛﺔ إﺣدى أﺷﻬر ﻧوادي اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ اﻹﻟﻘﺎﺋﯾﺔ "ﻣﯾﺗزي
ﺷور" ﺳﻧﺔ 2000ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺑﺎب ﺷرﻗﯾﯾن ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻓرﻗﺗﻬم اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬم اﺳم
"اﻟﻔرﺳﺎن اﻟﻌرب" " ،"The Arabian knightsوﻗدﻣت ﻟﻬم ﻓرﺻﺔ ﺟﯾدة ﻟﻠوﻟوج إﻟﻰ
ﻋﺎﻟم اﻟﺷﻬرة ﺣﯾث اﻧطﻠق ﻣن ﻫذا اﻟﻧﺎدي اﻟﺷﻬﯾر ﻋدد ﻣن ﻛﺑﺎر ﻣﻣﺛﻠﻲ ﻫوﻟﯾود
اﻟﻛوﻣﯾدﯾﯾن ﻣﺛل "روﺑﯾن وﯾﻠﯾﺎﻣز" و"ﺟﯾم ﻛﺎري".
ﺣول أﻋﺿﺎء اﻟﻔرﻗﺔ اﻟﺛﻼث ﻧﺷﺎطﻬم أﯾﺿﺎً إﻟﻰ اﻟﺳﺧرﯾﺔ
وﺑﻌد أﺣداث ﺳﺑﺗﻣﺑر ّ 2001
ﻣن أوﺿﺎع اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻪ ﻣن اﺿطﻬﺎد ،ﺑﻌد أن ﻟﻌب ﺑﻌﺿﻬم أدوا اًر
ﻓﻲ أﻓﻼم ﻫوﻟﯾودﯾﺔ ﺗﻛرس اﻟﺻورة اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠم اﻹرﻫﺎﺑﻲ! ..وﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2005
ﺣول ﻫؤﻻء اﻟﺷﺑﺎب اﺳم ﻓرﻗﺗﻬم إﻟﻰ ﻓرﻗﺔ "ﻣﺣور اﻟﺷر" اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺔ " The Axis of ّ
،"Evilوﺑدؤوا ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﻔﻼﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣدن داﺧل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﺧﺎرﺟﻬﺎ.
اﺷﺗﻬر ﻋﺿو ﻫذﻩ اﻟﻔرﻗﺔ أﺣﻣد أﺣﻣد -ﻣﺻري اﻟﻣوﻟد وأﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻧﺷﺄة -ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرك واﻟدﯾﻪ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ ﻛﺎﻟﻔورﻧﯾﺎ واﻧﺗﻘل ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود وﻫو ﻓﻲ
ﺳن اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻋﺷرة ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن ﯾرﻓض اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣول اﻹرﻫﺎب واﻟﻌﻧف
واﻟﺗﺧﻠف ،إﻟﻰ أن ﺳﺋم ﻣن ﺗﻘدﯾم دور ﻣﺳﻠﺢ ﻋرﺑﻲ أو ﺳﺎﺋق ﺳﯾﺎرة أﺟرة -ﺣﺳب
ﻗوﻟﻪ -ﻓﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ﻟﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ.
ﯾﻘول ﻓﻲ إﺣدى ﻋروﺿﻪ" :ﻟﻘد ﺗوﻗﻔت ﻋن اﻟﺗﻣﺛﯾل ﻣﻧذ ﻣدة طوﯾﻠﺔ ودﺧﻠت ﻋﺎﻟم
اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺗﻣﺛﯾل ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ،ﻟذا ﻛﻧت داﺋﻣﺎ أﺣﺻل
ﻋﻠﻰ دور اﻹرﻫﺎﺑﻲ .ﺗﺻوروا أﻧﻧﻲ ﻗﻣت ﺑدور اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم ﻗدﯾم ﯾﺗﺣدث ﻋن
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن إرﻫﺎﺑﯾﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺧطف طﺎﺋرة ،ﺗﺻوروا أن ﻣدﯾرة أﻋﻣﺎﻟﻲ اﺗﺻﻠت ﺑﻲ
وﻗﺎﻟت أﻧﻪ ﯾﺟب أن أﺣﺎول اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدور رﻗم أرﺑﻌﺔ ،ﻓﺳﺄﻟﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو اﻟدور أرﺑﻌﺔ؟
ﻓﻘﺎﻟت اﻟدور ﻫو اﻹرﻫﺎﺑﻲ )رﻗم أرﺑﻌﺔ( ﻷن أدوار رﻗم واﺣد ،اﺛﻧﯾن ،وﺛﻼﺛﺔ ﺣﺎز ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣﻣﺛل أﺳود وﺷﺎذ وﯾﻬودي ﺗﺑﺎﻋﺎً ،ﻓذﻫﺑت ﻟﻠﻘﺎء اﻟﻣﺧرج وﻓرﯾق اﻟﻌﻣل وأدﯾت اﻟدور
ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ ﻷﻧﻲ أردت أن أﺳﺧر ﻣﻧﻪ ،ﻓﺄﻋﺟب اﻟﻣﺧرج ﺑﺄداﺋﻲ وطﻠب ﻣﻧﻲ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻪ ﻣرة أﺧرى" ،اﺟﻠس ﺳوف ﺗﻌطﯾﻧﻲ ٕواﻻ ﺳﺄﻗﺗﻠك" ..ﻓﻘﺎل اﻟﻣﺧرج ﻋظﯾم ﻫذا ﺑﺎﻟﺿﺑط
ﻣﺎ ﻛﻧت أﺑﺣث ﻋﻧﻪ ،أرﯾد أن ﺗؤدﯾﻪ ﻣرة أﺧرى ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرة أرﯾد ﻣﻧك أن ﺗﺗﻘﻣص
اﻟروح اﻟﺷرق أوﺳطﯾﺔ ..أرﻧﻲ ﺗﻠك اﻟﻘدرة اﻟﻛﺎﺋﻧﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺑك ،ﻓﺳﺄﻟﺗﻪ :أﺗﻘﺻد اﻟﻐﺿب؟
٩٧
ﻓﻘﺎل ﺑﺎﻟﺿﺑط اﺳﺗﻌﻣل ذﻟك اﻟﻐﺿب اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﺷﻌﺑك ،ﻓﺎﺳﺗﻌﻣﻠت ﻫذا اﻟﻐﺿب
اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﺷﻌﺑﻲ وﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻟدور ،ﺛم اﺗﺻﻠت ﺑﻲ ﻣدﯾرة أﻋﻣﺎﻟﻲ وأﺧﺑرﺗﻧﻲ
ﺑﺎﻷﻣر ﻓﻘﻠت ﻟﻬﺎ إﻧﻧﻲ ﻟم أﻛن أﺣﺎول أن أﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟدور ﺑل ﻛﻧت أﺳﺧر ﻣﻧﻪ،
ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﻪ ﻛﺎن ﻧﺎﺟﺣﺎً وﻗد ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻟدور ،ﻓﻘﻠت ﻟﻬﺎ أﺑﻠﻐﯾﻬم ﺷﻛري وأﻧﻲ
ﺳﺄرﻓض ﻫذا اﻟدور ﻓﻔﻲ ﻛل ﻣرة أﻗوم ﺑﻪ أﺷﻌر ﺑﺄﻧﻲ أﻏذي وﺣش اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ وﻟن
أﻓﻌل ذﻟك ﺑﻌد اﻟﯾوم ،ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻲ ﺳوف ﯾدﻓﻌون ﻟك ﺛﻼﺛﯾن أﻟف دوﻻر أﺳﺑوﻋﯾﺎً ﻣﻘﺎﺑل
ﻫذا اﻟدور" ..وﻫﻧﺎ ﯾﺻﻣت أﺣﻣد وﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺣﯾرة ،وﯾﺿﺣك اﻟﺟﻣﻬور!
أﻣﺎم ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻧﺗﺳﺎءل :ﻣﺎ ﺟدوى ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﺑﺈطﻼق اﻟﻧﻛﺎت اﻟﺳﺎﺧرة
أﻣﺎم ﻣﺎ ﻻ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ أﻟﻔﻲ ﻣﺷﺎﻫد ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﻣﺳرح ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘوم ﻓﯾﻪ
اﻟﻛوﻣﯾدي ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺗﻛرﯾس اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﯾﺷﺎﻫدﻩ اﻟﻣﻼﯾﯾن
ﺣول اﻟﻌﺎﻟم وﻋﻠﻰ ﻣدى ﺳﻧوات ﻋدﯾدة؟ ﺧﺻوﺻﺎً إذا ﻋﻠﻣﻧﺎ أن أﺣﻣد ﻟم ﯾﺿطر إﻟﻰ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﻓﻼم اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻣﺷوارﻩ ﻟﯾﺗوﻗف ﻋﻧدﻫﺎ ﺑﻌد
ﺗﺣﻘﯾق ﻗدر ﻣن اﻟﺷﻬرة ﻛﻣﺎ ﯾﻔﻌل اﻟﺑﻌض ،ﺑل ﻋﺎد إﻟﻰ اﻟظﻬور ﻓﻲ اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﻐذي
"وﺣش اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ" ،وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻛوﻣﯾدي "" "American Carolﺗرﻧﯾﻣﺔ
ﯾﻔوت ﻣﺧرﺟﻪ اﻟﯾﻬودي "دﯾﻔﯾد َزﻛر" أي ﻓرﺻﺔ ﻓﯾﻪ
أﻣرﯾﻛﯾﺔ" ) ،(2008واﻟذي ﻟم ّ
ﻟﺷﯾطﻧﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺗﻣﺟﯾد اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺣﺎﻣﻲ اﻷول ﻟﻠﺣرﯾﺔٕ ،واﻟﻰ درﺟﺔ ﻣن
اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻗد ﻻ ﯾﺻل إﻟﯾﻬﺎ أي ﻓﯾﻠم ﺗﻔﻛر اﻟﺑﻧﺗﺎﻏون ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﻪ .وﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ظﻬر
"أﺣﻣد أﺣﻣد" ﺑﺻﺣﺑﺔ "ﻣﯾﺳون زاﯾد" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﻻ ﺗﻌﺑث ﻣﻊ زوﻫﺎن" ،وﻫو أﯾﺿﺎً ﻣن
أﻛﺛر اﻷﻓﻼم ﺗﺣﻘﯾ اًر ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﺗﺣت ذرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻘرﯾب واﻟﺗطﺑﯾﻊ ﻣﻊ اﻟﯾﻬود ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ.
وﻟﻌل ﻫذﻩ اﻷدوار ﺗﺑرر اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﻗُدﻣت ﻷﺣﻣد ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﻓﻘد ظﻬر
ﻓﻲ ﻗﻧوات ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻋدﯾدة ﻣﺛل MTV ،PBS ،ABCو ،Central Comedyﻛﻣﺎ
ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻟﻛوﻣﯾدي "رﯾﺗﺷﺎرد ﺑرﯾور" ﻟﻸﻗﻠﯾﺎت اﻟﻌرﻗﯾﺔ ﻋﺎم .2004وﻟﻛن ﻫذﻩ
اﻟﺷﻬرة ﻟم ﺗﻘﻧﻊ ﻧﻘﺎدﻩ ﻣن اﻷﻗﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ اﻟذﯾن وﺟدوا ﻓﻲ ﻧﻛﺎﺗﻪ ﻋﺑﺋﺎً إﺿﺎﻓﯾﺎً ﻫم ﻓﻲ
ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻪ ،ﻓﻔﻲ إﺣدى ﻧﻛﺎﺗﻪ ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن أﺻدﻗﺎﺋﻪ اﻟﯾﻬود ﻓﻲ
ﻟوس أﻧﺟﻠوس ،وﺑﻌد أن ﯾﺳرد ﻧﻘﺎط اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
٩٨
واﻟﯾﻬود ﯾﻘول أن ﻫﻧﺎك ﺛﻣﺔ ﻓرق واﺣد ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﯾﻬود ﻻ ﯾﻧﻔﻘون اﻟﻛﺛﯾر اﻟﻣﺎل ﻷﻧﻬم
ﻣﺗﻣﺳﻛون ﺑﻪ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻼ ﯾﻧﻔﻘوﻧﻪ ﻷﻧﻬم ﻻ ﯾﻣﻠﻛوﻧﻪ أﺻﻼً!
٩٩
واﻟﻐرﺑﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،ﻟذا ﺗﺟﻣﻊ ﻧواز ﻓﻲ ﺑﻌض ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﯾن ﻣواﻗف ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ
ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠم اﻟﻌﺎرف ﺑدﯾﻧﻪ اﻟﺗﺳﺎﻫل ﻣﻌﻬﺎ ﺗﺣت أي ﻣﺑرر ،ﻛﺄن ﯾرﻓض ﺷﯾﺦ
ﻣﻠﺗﺢ ﻋرﺿﺎً راﻗﺻﺎً ﻣﺣﺗﺷﻣﺎً ﻟدواﻓﻊ ﺷرﻋﯾﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﺛم ﯾﺿطر ﻟﺣﺿورﻩ ﺑل وﻣﺑﺎرﻛﺗﻪ
ٍ
ﺗﺣت ﺿﻐط اﺑﻧﺗﻪ ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺟﺑﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗواﺟﻬﻪ ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺳري ﯾظﻬر ﻓﯾﻪ وﻫو ﯾراﻗص
ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ أﺣد اﻷﻋراس ،وﺗواﺟﻪ ﻧواز ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرب
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺎرع ﻫذا اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﻲ رﻏﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟراﻗﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳرح،
وﺑﯾن إﻏﻼق ﻋﯾﻧﻪ وﻓﺗﺣﻬﺎ أﻣﺎم ﺳﺧرﯾﺔ اﺑﻧﺗﻪ اﻟﺷﺎﺑﺔ اﻟﻣﺗزﻧﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺣﺟﺑﺔ ﺗﺗرك ﻧواز
اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻐﺗرب ﻓﻲ ﺣﯾرة أﻣﺎم ﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺗزام دﯾﻧﻲ ﻣﻔﻌم ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ
واﻧدﻣﺎج ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻟﺗﺑرز ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺿﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻟدى
ﻧواز وﻏﻠﺑﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻟﻼﻧدﻣﺎج اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾﻊ.
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل؛ وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ذاﺗﻬﺎ ﻣن اﻧدﻣﺎج ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن وﻛﺳر
ﻟﻠﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ،وﺑﻌﻘل أﻛﺛر ﺗﻔﺗﺣﺎً ﻣن ﻋﻧﺻرﯾﺔ "آدم ﺳﺎﻧدﻟر" -ﻛﺎﺗب وﺑطل ﻓﯾﻠم "ﻻ
ﺗﻌﺑث ﻣﻊ زوﻫﺎن" -وﺿﻊ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﯾﻬودي "دﯾﻔﯾد ﺑﺎدﯾﯾل" ﻧﺻﺎً ﻛوﻣﯾدﯾﺎً ﻟﻔﯾﻠم "اﻟﻛﺎﻓر"
ﻻ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ أﯾﺿﺎً اﻟﺗﻘرﯾب ﺑﯾن اﻟﯾﻬود واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﺑر اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ
) (2010ﻣﺣﺎو ً
واﻟﻣواﻗف اﻟﺳﺎﺧرة وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ،وﺷﺎرك ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﻔﯾﻠم ﻋدد ﻻ ﺑﺄس
ﺑﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ اﻟﺷﺎﺑﺔ “أﺳﻣﺎء ﺣﺳن”.
ﯾدور اﻟﻔﯾﻠم ﺣول ﻗﺻﺔ "ﻣﺣﻣود ﻧﺎﺻر" -اﻟﻣﻣﺛل ﻣن أﺻل إﯾراﻧﻲ أوﻣﯾد ﺟﻠﯾﻠﻲ -اﻟذي
ﯾﻛﺗﺷف ﻓﻲ وﻗت ﻣﺗﺄﺧر أﻧﻪ ُوﻟد ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﯾﻬودﯾﺔ ﻗﺑل أن ﺗﺗﺑﻧﺎﻩ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺳﻠﻣﺔ ،ﻓﯾﺑدأ
اﻟﺑﺣث ﻋن إرﺛﻪ اﻟﯾﻬودي ﻋﺑر ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎرﻗﺎت اﻟﺗﻲ أراد اﻟﻔﯾﻠم أن ﯾﺳﺧر ﺑﻬﺎ ﻣن
اﻟﺗﻌﺻب ﻟدى اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﯾﻬود .وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺣﺗﻔﺎء اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرق واﻟﻐرب
ﺑﺎﻟﻔﯾﻠم -وﺳﺑق أن أﺛﻧﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﺣﺳﻧﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﺻل ﺳﺎﺑق -ﻓﻣن ﻧﺎﻓﻠﺔ اﻟﻘول
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻛﻬذا ﻻ ﺑد وأن ﯾﻧﺗﻬﻲ إﻟﻰ ﺗﺟرﯾد اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ،
ﺛم ﺗﺟرﯾد اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺳﻪ -ﺑﻣﺎ ﻫو دﯾن ﻧﺎﺳﺦ ﻟﻛل ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ -ﻣن ﺟوﻫرﻩ ،ﻟﯾﻘدم ﻟﻧﺎ اﻟﺣل
ﻋﻠﻰ طﺑق ﻋﻠﻣﺎﻧﻲ ﺑﺣت ،وﺑﻌﯾداً ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣت إﻟﻰ اﻟدﯾن ﺑﺻﻠﺔ طﺎﻟﻣﺎ ظل اﻟﺗدﯾن
ﻗرﯾﻧﺎً ﻟﻠﺗزﻣت ،واﻟﻣﻔﺿﻲ ﺑدورﻩ إﻟﻰ اﻻﻧﻐﻼق واﻹرﻫﺎب!
١٠
ﻫل ﺳﯾﺣﻘق اﻟﻛوﻣﯾدﯾون اﻟﻣﺳﻠﻣون أﻫداﻓﻬم ﻓﻲ اﻟﻐرب؟
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻛوﻣﯾدﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أﻧﻔﺳﻬم ﻓﺈن أﻫداﻓﻬم ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻸﻗﻠﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻐرب ﻣن ﺟﻬﺔ ٕواﺻﻼح أﺧطﺎء
ﻫذﻩ اﻷﻗﻠﯾﺎت ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻧدﻣﺎج ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .وﻟﻠﺗﺣﻘق
ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺟﺎح ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ؛ ﻧﺳﺗرﺟﻊ ﺑﻌض اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق إﻟﯾﻬﺎ
اﻟﻛوﻣﯾدﯾون ﻣن أﻗﻠﯾﺎت أﺧرى.
ﻟﻘد ﻋﺎﻧﻰ اﻟﯾﻬود طوﯾﻼً ﻣن اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻬم ﻓﻲ أورﺑﺎ ﺛم ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ،
واﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻرﻫم ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟﺿﻌﻔﺎء ،اﻟﻬﺎﻣﺷﯾﯾن ،اﻟﺑﺧﻼء ،وﻋدﯾﻣﻲ اﻟﺿﻣﯾر واﻟذﻣﺔ.
وﺗرﺳﺧت ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﯾﻬود ﻟﻘرون طوﯾﻠﺔ ﺑوﺻﻔﻬم
أﻗﻠﯾﺎت ﻣﻧﺑوذة ﺗﺣﻣل ﻋﻠﻰ ظﻬرﻫﺎ وزر ﺻﻠب اﻟﻣﺳﯾﺢ -ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم -وﺗُﺳﻧد
إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻬن اﻟوﺿﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ اﻷورﺑﻲ اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ ﻣﺛل اﻹﻗراض ﺑﺎﻟرﺑﺎ واﻟﺑﻐﺎء.
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺳرح ﯾرﻛز ﻣﻧذ ﻋﺻر اﻟﯾوﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻠﯾﺎت واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻬﺎﻣﺷﯾﺔ ﻋرﻗﯾﺎً
وﻣﻬﻧﯾﺎً وطﺑﻘﯾﺎً ﻓﻘد ﻋﺎﻧﻰ اﻟﯾﻬود ﻓﻲ أورﺑﺎ ﻣن اﻟﺳﺧرﯾﺔ واﻹداﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻣﺳرﺣﯾﺎت اﻟﺷﻬﯾرة ،وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ "ﺗﺎﺟر اﻟﺑﻧدﻗﯾﺔ" ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر و"ﯾﻬودي ﻣﺎﻟطﺔ"
ﻟﻛرﯾﺳﺗوﻓر ﻣﺎرﻟو.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻟم ﺗﺑق ﻫذﻩ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﺑد ،ﻓﻣﻊ اﻟﺗﺣول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ
اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر وﺗﺻﺎﻋد ﻗوة "اﻟﺑورﺟوازﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻟﻛل ﻣن ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺎل
واﻟﻘدرة ﺣ ﱠ
ق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛ ﺑدء اﻟﯾﻬود ﺑﺎﻟﺧروج ﻣن ﻗوﻗﻌﺗﻬم واﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻣﺗﻬﺎن اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،وراﻓق ﻫذا اﻟﺗﺣول ﺗﺣﺳن ﺻورة اﻟﯾﻬود ﻓﻲ
اﻷدب اﻹﻧﺟﻠﯾزي ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر.
وﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،أﺻﺑﺣت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟوﺟﻬﺔ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻟﻠﻣﻬﺎﺟرﯾن
اﻟﯾﻬود ﻣن ﺷرق أورﺑﺎ وروﺳﯾﺎ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ،ﺣﯾث وﺟد اﻟﯾﻬود ﻓﻲ أرض اﻷﺣﻼم ﻣﻛﺎﻧﺎً
ﻣﻧﺎﺳﺑﺎً ﻟﻠﻌب دورﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺣرﯾﺔ أﻛﺑر ﻣﻊ ﺳﯾﺎدة اﻟروح اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﯾم
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﺗﻣﻛن أﺛرﯾﺎؤﻫم ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت وأﻋﻣﺎل ﺿﺧﻣﺔ ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ
ﺗرﺳﯾﺦ ﻣﻛﺎﻧﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ وﺟد ﻋﺎﻣﺔ اﻟﯾﻬود ﻓرﺻﺎً ﺟﯾدة ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺑﺷر ﺑوﻻدة ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺟدﯾدة ﻣدرة ﻟﻠرﺑﺢ وذات ﻗدرة أﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ
١٠
اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻣن اﻷدب واﻟﻣﺳرح ،وﺑﻣﺎ أن ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾل ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻧظر اﻷورﺑﯾﯾن ﻣﻬﻧﺔ
وﺿﯾﻌﺔ ،ﻟم ﯾﺟد اﻟﯾﻬود أي ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣلء ﻫذا اﻟﻔراغ ﺑﻌد أن اﻋﺗﺎدوا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل
ﻓﻲ ﻣﺛل ﺗﻠك اﻟﻣﻬن.
وﻫﻛذا ﻟﻣﻌت أﺳﻣﺎء اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﯾﻬود ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻣﺛل "اﻹﺧوة ﻣﺎرﻛس" و"ﻣﺎﻛس ﻟﯾﻧدر"
و"آل ﺟوﻟﺳون" ،وﻛﺎﻧت ﻟﻬم اﻟﺳﯾطرة اﻟﺗﺎﻣﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻬم ﻟﻌﺑوا ﻛﺎﻓﺔ اﻷدوار
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺣﺗﻰ أدوار اﻟزﻧوج اﻟﺳود ،ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻐﻠوا اﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑروﺗﺳﺗﺎﻧﺗﯾﺔ ﻟدى
اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ وﻗدﻣوا ﻟﻪ أﻋﻣﺎﻻً دﯾﻧﯾﺔ ﺗﻧﺎﺳب ﻣﯾوﻟﻪ اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن اﻟﺗوراة ﻣﺛل ﻓﯾﻠﻣﻲ
ِ
"ﺣ َﻛم ﺳﻠﯾﻣﺎن" و"اﻟوﺻﺎﯾﺎ اﻟﻌﺷر".
أﻣﺎ اﻟﻣﺟﺎل اﻷﻫم اﻟذي ﺑرﻋوا ﻓﯾﻪ ﻓﻬو اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ،واﻟذي ﻣﻬّد ﻟﻬم طرﯾق اﻻﻧدﻣﺎج ﺑﻘوة
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻧﺟﺣوا ﻓﻲ ﻟﻌب اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣول اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﯾﻬود ﻣﻊ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺳﺧرﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺑﺧﯾل ،رﺟل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻔﺎﺷل ،اﻟروﻣﺎﻧﺳﻲ اﻟﺣﺎﻟم،
واﻟرﺟل اﻟﻣﺗزﻣت اﻟﺣﺎزم ،ﺣﯾث ﻣﻬّدت ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻣﺳرح أو
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺳﺧرﯾﺔ.
وﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ،أﺻﺑﺣت ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ ﻗﺑﺿﺔ اﻟﯾﻬود ،وﺻﺎر ﻟﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ ﻋرض
اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾرﯾدوﻧﻬﺎ ﻋن أﻧﻔﺳﻬم ،ﻛﻣﺎ أن اﻧدﻣﺎﺟﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻗﻠّص
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔروق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻓﻲ أورﺑﺎ ،ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ اﻟﯾﻬودي ﻛﺄي ﻣواطن
أﻣرﯾﻛﻲ ﻋﺎدي ﺳواء ﻣن اﻟطﺑﻘﺗﯾن اﻟوﺳطﻰ أو اﻟﺛرﯾﺔ ،وظﻬرت اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﯾﻬودﯾﺔ
ﻣن ﻛﻼ اﻟطﺑﻘﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ أن اﻟﯾﻬود ﻫم أﻣرﯾﻛﯾون
ﻋﺎدﯾون وﯾﺣﻣﻠون ﺗﺎرﯾﺧﺎً ﻋرﯾﻘﺎً ﯾﻔﺧرون ﺑﻪ .وﺗزاﻣﻧت ﻫذﻩ اﻟﺗﺣوﻻت ﻣﻊ ﺗطﺎﺑق
ﻓزرﻋت دوﻟﺔ ﻟﻠﯾﻬود ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ واﻟﻐرب ﻋﻣوﻣ ًﺎُ ،
اﻟﻌرﺑﻲ -اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﯾﻘوﻣوا ﺑدور اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧوا دوﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﺗﺎرﯾﺦ،
وﻫو دور اﻟﻣﺑرر اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﺗدﺧل اﻟﻐرب ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺳﺎﻋدت اﻟدﻋﺎﯾﺔ
اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل ﻣﺎ ﺟرى ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻧﺎزﯾﺔ ﻣن اﺿطﻬﺎد ﻟﻠﯾﻬود إﻟﻰ وﺳﯾﻠﺔ
ﻻﺑﺗزاز اﻟﻌﺎﻟم ٕواظﻬﺎر ﻫذا اﻟﺷﻌب ﻓﻲ دور اﻟﺿﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﺷﻔﻘﺔ ،وﻫﻲ
اﻟدﻋﺎﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺻدرت ﻣن اﻟﻔﺎﺗﯾﻛﺎن اﻟﻘرار اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺑﺑراءة اﻟﯾﻬود ﻣن دم
اﻟﻣﺳﯾﺢ.
١٠
ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻛﻠﻬﺎ ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧظرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﯾﻬودٕ ،واﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻘﺑل
وﺟودﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻐرﺑﻲ ،وﯾﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ ﻋﺎﻣل اﻟﺣرص اﻟﺑروﺗﺳﺗﺎﻧﺗﻲ -وﻫو
اﻟﻣذﻫب اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎ اًر ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﻣﻌظم دول أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ -ﻋﻠﻰ ﺣﺷد
اﻟﯾﻬود ﻓﻲ أرض اﻟﻣﯾﻌﺎد )ﻓﻠﺳطﯾن( ﻟﺗﻌﺟﯾل ﻣوﻋد ﻋودة اﻟﻣﺳﯾﺢ ،وﻣن ﺛم إﺑﺎدة ﻛل ﻣن
اﻟﯾﻬود واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ٕواﻗﺎﻣﺔ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌدل ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷرض ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﻣﺳﺎﻧدﺗﻬم ﻣﺎدﯾﺎً
وﺳﯾﺎﺳﯾﺎً ﻹﻧﺷﺎء دوﻟﺗﻬم واﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﺿطﻬﺎدﻫم إﻟﻰ أن ﯾﺄﺗﻲ دور اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻓﻲ
اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬم!
ﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟﺗطورات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻟﻠﻛوﻣﯾدﯾﯾن اﻟﯾﻬود
أن ﯾﺳﺧروا ﻣن أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود دون أن ﯾﺧﺷوا ﺗﺑﻌﺎت ﻫذﻩ اﻟﺳﺧرﯾﺔ ،ﻓﻘد أﺻﺑﺣوا
ﺟزءاً ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻧﺳﯾﺞ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻐرﺑﻲ -واﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺗﺣدﯾداً -ﻟذا ﺑرع ﻛل ﻣن "وودي
آﻻن" و"ﻣﯾل ﺑروﻛس" ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻧﻛﺎت وﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺔ ذات اﻟﺳﺧرﯾﺔ
اﻟﻼذﻋﺔ ﻣن اﻟﯾﻬود ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت واﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،أﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﻠم ﻧﻌد ﻧرى أﺛ اًر ﯾذﻛر ﻟﻬذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد ﻣن اﻟﺿروري ﻟﻠﯾﻬود اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن
ﺗﺎرﯾﺧﻬم ﺑﻌد أن أﺻﺑﺣت ﻟﻬم اﻟﯾد اﻟطوﻟﻰ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد واﻹﻋﻼم
ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﺑل أﺻﺑﺣت اﻟﺳﺧرﯾﺔ ﻣﻧﻬم إﺣدى اﻟﻣﺣرﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون.
أﻣﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻛوﻣﯾدﯾﺎ اﻷﻗﻠﯾﺎت ﻓﻬﻲ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻛوﻣﯾدﯾﯾن
اﻟﺳود ،واﻟذﯾن اﺷﺗﻬروا ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت وﻣﺎ ﺑﻌدﻩ ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ ﺗﺻﺎﻋد ﺣرﻛﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺗﺄﯾﯾد اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻬﺎ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻋراق واﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻟم
ﯾﻌد اﺳﺗﻣرار اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري ﻣﻣﻛﻧﺎً ﻣﻊ ﺛﺑوت ﻋدم ﺻﺣﺔ وﺟود أي ﻓروق ﻓﻲ ﺗطور
اﻟﺟﻧس اﻟﺑﺷري ﺑﯾن اﻟﺳود واﻟﺑﯾض ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﺎﺋﻌﺎً ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻌد ﻣﻣﻛﻧﺎً أﯾﺿﺎً ﺗﺟﺎﻫل
ﺣﻘوﻗﻬم اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﺷرطﺎً ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﺣرﯾﺔ
واﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن اﻟﺳود ﻟم ﯾﺷﻛﻠوا ﯾوﻣﺎً ﺣﺿﺎرة
ﺗﻧﺎﻫز ﺣﺿﺎرة اﻟﻐرب ،وﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺧﻬم وﻻ ﺣﺎﺿرﻫم أي دور ﻣﻧﺎﻓس ﻟﺣﺿﺎرة
اﻟﻐرب.
١٠
إزاء ﻫذا اﻟواﻗﻊ ﻟﺗطور ﻗﺿﺎﯾﺎ وأوﺿﺎع ﻛل ﻣن اﻟﯾﻬود واﻟﺳود ،ﻗد ﺗﺑدو اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ
وﺿﻊ أﻗﻠﯾﺎت اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺿرﺑﺎً ﻣن اﻟﺟﻬل ﺑﺣﻘﺎﺋق اﻷﻣور ،ﻓﺎﻟﻣﺳﻠﻣون ﻟم
ﯾﻛوﻧوا ﯾوﻣﺎً ﻣﺟرد أﻗﻠﯾﺔ ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﻛﻧف اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﯾﻬود اﻟذﯾن ﻻ ﯾزﯾد ﻋددﻫم
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ﻋن اﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﻣﻠﯾوﻧﺎً ﺣﺳب ﺑﻌض اﻟﺗﻘدﯾرات ،ﺑل ﻫم أﻣﺔ ﺗرﺑو ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻠﯾﺎر ورﺑﻊ اﻟﻣﻠﯾﺎر إﻧﺳﺎن ،وﻟدﯾﻬم ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺗﺎرﯾﺦ وﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟرﻗﻲ ،وﻫﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻻ إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد
اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗُﻘﻠق اﻟﻐرب ﻣﻧذ ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ،ﺑدءاً ﻣن اﻟﺣروب اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ ووﺻو ً
ﻧظرﯾﺔ ﺻراع اﻟﺣﺿﺎرات ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ.
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻗد ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون واﻟﻌرب اﻟﯾوم ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾف ﺑﻌض اﻻﺣﺗﻘﺎن ،ورﺑﻣﺎ ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ
ﺻورة اﻟﺑﺷر اﻟﻌﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺣق ﻟﻬم أن ﯾﺿﺣﻛوا وﯾﻌﯾﺷوا ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟﻧﺎس )!( ،وﻓﻲ
ﺣﺎل اﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻧظم وﻫﺎدف ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻣﻬد ﻹﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺣﻘوﻗﻬم ،وﻟﻛن ﻗد ﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ
أداة ﻟﺗﻛرﯾس اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﺑدﻻً ﻣن اﻟﻌﻛس ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺳﺎﺧرة واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣول ﻣﻊ
اﻟوﻗت إﻟﻰ ﻣﺟرد أداة ﻟﺗﻧﻔﯾس اﻻﺣﺗﻘﺎن ،ورﺑﻣﺎ إﻟﻰ رﺳﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻔﺎدﻫﺎ:
"اﺳﺧروا ﻣن أﻧﻔﺳﻛم ،ﻓﻠن ﺗﺣﺻﻠوا ﻣﻧﺎ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣك واﻟﺗﺻﻔﯾق”! ..وﻋﻧدﻫﺎ ﻓﺈن
اﻟراﺑﺢ اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻠﻌﺑﺔ ﻫم ﻧﺟوم اﻟﻛوﻣﯾدﯾﺎ ،ﺣﯾث اﻟﻣﺎل واﻟﺷﻬرة واﻟﺳﺟﺎد اﻷﺣﻣر
ودﻓﺎﺗر اﻟﺗوﻗﯾﻊ ..ورﺑﻣﺎ أﯾﺿﺎً اﻟظﻬور ﺑﻣظﻬر اﻟﻣﻧﺎﺿﻠﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،وأي
رﺳﺎﻟﺔ؟!
١٠
"ﺑﺎﺑل" ..أﯾن ﺣظ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن اﻟﻌوﻟﻣﺔ؟
ُرﺷﺢ ﻓﯾﻠم "ﺑﺎﺑل" " "Babelﻟﺳﺑﻊ ﺟواﺋز أوﺳﻛﺎر ﺳﻧﺔ ،2007وﺣﺎز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة أﺣﺳن
ﻓﯾﻠم ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻛرة اﻟذﻫﺑﯾﺔ "ﺟوﻟدن ﺟﻠوب" ،ﻛﻣﺎ أﺣرز ﺑطﻠﻪ "ﺑراد ﺑﯾت" ﺟﺎﺋزة
أﻓﺿل دور ﻣﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ،وظل اﻟﻔﯾﻠم ﻣﺣور اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ
ﻛﻣﺎ ﻫو ﺣﺎل اﻷﻓﻼم اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﺎر ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ.
ﯾﺣﻛﻲ ﻣﺧرج اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﻲ "أﻟﯾﺧﺎﻧدرو ﻏوﻧزاﻟﯾس إﯾﻧﯾﺎرﯾﺗو" ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻗﺻﺔ ﻣﻌﻘدة
ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﺎور ﻓﻲ ﺛﻼث دول ،ﻣﺗﻌﻣداً ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎت واﻟﺣواﺟز
اﻟﺗﻲ ﺗﻔرق اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﺷﻌوب وﺛﻘﺎﻓﺎت ورؤى ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣﺳﺗﻣداً رؤﯾﺗﻪ ﻣن أﺳطورة ﺑﺎﺑل
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗوراة واﻟﺗﻲ ﺗزﻋم أن اﻟﺑﺷر أرادوا ﯾوﻣﺎً ﺑﻧﺎء ﺑرج ﻓﻲ ﺑﺎﺑل ﻟﯾﺻﻠوا ﺑﻪ إﻟﻰ
اﻟﺳﻣﺎء ﻓﻌﺎﻗﺑﻬم اﻟرب وﺑﻠﺑل أﻟﺳﻧﺗﻬم ،ﻓﺄﺻﺑﺣوا ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ وﻟﻛل ﻣﻧﻬم ﻟﻐﺗﻪ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺣﺗﻰ ﻋﺟزوا ﻋن اﻟﺗواﺻل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،وﺑدأت ﺑذﻟك ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﺗﺷﻌب إﻟﻰ أﻗوام
وﻟﻐﺎت وﺛﻘﺎﻓﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﯾﺑدأ اﻟﻔﯾﻠم ﺑزوﺟﯾن أﻣرﯾﻛﯾﯾن "ﻛﯾت ﺑﻼﻧﺷﯾﻪ" و"ﺑراد ﺑﯾت" ﯾﻘرران اﻟﻘﯾﺎم ﺑرﺣﻠﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ
إﻟﻰ اﻟﻣﻐرب ﺑﻬدف اﺳﺗﻌﺎدة اﻟوﺋﺎم اﻟﻣﻔﻘود ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣﻧذ ﻓﻘد أﺣد أوﻻدﻫﻣﺎ اﻟﺛﻼﺛﺔ ،وأﺛﻧﺎء
اﻟرﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﺣﺎرى اﻟﻣﻐرب ﯾﺷﺗري رﺟل ﺑدوي ﻣن آﺧر ﻣﺳن ﺑﻧدﻗﯾﺔ ﺻﯾد ﻛﺎن ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻬدﯾﺔ ﻣن ﺳﺎﺋﺢ ﯾﺎﺑﺎﻧﻲ ،وﯾﻘدﻣﻬﺎ إﻟﻰ وﻟدﯾﻪ اﻟﺻﻐﯾرﯾن ﻟﯾﺣﻣﯾﺎ
ﺑﻬﺎ ﻗطﯾﻊ اﻷﻏﻧﺎم ﻣن ﺧطر اﻟذﺋﺎب ،وﻟﻛﻧﻬﻣﺎ ﯾﻘرران اﺧﺗﺑﺎر ﻣداﻫﺎ ﻣن اﻟﯾوم اﻷول
١٠
ﻓﯾطﻠق أﺣدﻫﻣﺎ اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﻓﻲ طرﯾق ﺻﺣراوي ،وﺗﺻﯾب اﻟرﺻﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ رﻗﺑﺗﻬﺎ ،ﻓﯾﺳرع اﻟﺟﻣﯾﻊ إﻟﻰ أﻗرب ﻗرﯾﺔ ﻹﺳﻌﺎﻓﻬﺎ ،وﯾﺑدأ
اﻟﺧﺑر ﺑﺎﻻﻧﺗﺷﺎر ﻓﺗﺳرع اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻣر ﺧوﻓﺎً ﻣن أن ﯾﻛون
اﻟﻌﻣل إرﻫﺎﺑﯾﺎً ،وﺗﺑدأ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺑﻣداﻫﻣﺔ ﺑﯾت اﻟﺑدوي اﻟﻌﺟوز وﺿرﺑﻪ ﻣﻊ زوﺟﺗﻪ
ﻟﯾﻌﺗرﻓﺎ ﺑﺎﻷﻣر ،ﻓﯾﻘر ﺑﺑﯾﻊ اﻟﺑﻧدﻗﯾﺔ إﻟﻰ ﺑدوي آﺧر ﻟﺗﺑدأ ﻣطﺎردة ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ
وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻷﻣر ﺑﺈطﻼق اﻟﻧﺎر وﻗﺗل أﺣد أﺑﻧﺎﺋﻪ.
ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻷﺧرى ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻘرر اﻟﺧﺎدﻣﺔ اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻘﯾت ﻣﻊ وﻟدي اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟرﻋﺎﯾﺗﻬﻣﺎ أن ﺗﺄﺧذﻫﻣﺎ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺳﯾك ﻟﺣﺿور زﻓﺎف وﻟدﻫﺎ ،وﯾﺳﺗﻌرض
اﻟﻔﯾﻠم ﺑذﻛﺎء اﻟﻔروق اﻟواﺿﺣﺔ ﺑﯾن ﺣﯾﺎة أطﻔﺎل اﻟﺑدو ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب وﺗرف اﻟﻌﯾش ﻓﻲ
ﻛﺎﻟﻔورﻧﯾﺎ .وﻓﻲ طرﯾق اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ُﯾﺻر ﺿﺑﺎط اﻟﺟﻣﺎرك ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻘﯾد
اﻷﻣور ﻓﯾﻘﺗﺣم أخ اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﺣﺎﺟز اﻟﺣدود ﺑﺳﯾﺎرﺗﻪ وﯾﻔر ﻫﺎرﺑﺎً إﻟﻰ داﺧل اﻟﺑﻼد ﺑﻌد أن
ﯾﺗرك أﺧﺗﻪ اﻟﻣﺳﻧﺔ ﻣﻊ اﻟوﻟدﯾن اﻟﻣدﻟﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﺻﺣراء ،وﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﻘﺻﺔ ﺑﻘﺑض اﻟﺷرطﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎدﻣﺔ وﺗرﺣﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻓﺟد ﻗﺻﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﯾﺿﺎً ،إذ ﺗﻔﺗﻘر اﻟﻣراﻫﻘﺔ اﻟﺻﻣﺎء "ﺷﯾﻛو" إﻟﻰ اﻟﺣب
واﻟﺣﻧﺎن ﺑﻌد ﻣوت أﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗرﻓﺔ ﻣﻊ واﻟدﻫﺎ اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﻓﺗطﻠب
اﻟدفء ﻓﻲ أي ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺷﺑﺎب ﺳواء اﻟﻣراﻫﻘﯾن أو ﺣﺗﻰ اﻟﺿﺎﺑط اﻟذي ﺟﺎء ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق
ﻓﻲ اﻟﺑﻧدﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻫداﻫﺎ واﻟدﻫﺎ ﻟﻠﺑدوي اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﺗﺳﺑﺑت ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺗل.
ﺗﻧوﻋت اﻵراء ﻛﺛﯾ اًر ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﻣؤﯾد وﻣﻌﺎرض ،وﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن ﻣﯾل ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد إﻟﻰ ﻗراءة اﻟﻔﯾﻠم ﻣن ﻣﻧظور رؤﯾﺗﻪ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻗﺷت ﺗﻌﻘﯾدات
اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﺗﻧوع اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ﻓﻲ إطﺎر ﻓﻧﻲ ﺷﺎﺋق ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻫو اﻟﺻورة
١٠
اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻋن ﺷﻌوﺑﻬم ،واﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ
دﻓﻌﺗﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺷﻌوب ﻟﺗﻠك اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ.
ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺗﺑدو ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﺧﻠف ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﺑداوة وﻗﺳوة
اﻟﺻﺣراء ﻣﻊ إﻫﻣﺎل روﻋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ وﻏﻧﺎﻫﺎ اﻟﺣﺿﺎري ﻓﻲ ﻣدﻧﻬﺎ اﻟﻛﺑرى.
وﺗﺗﺟﺳد ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﻣﺷﻬد ﺗﺟﻣﻬر اﻟﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل ﻟرؤﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋﺣﺔ اﻟﻣﺻﺎﺑﺔ وﻫﻲ
ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ ﺑﯾت إﺣدى اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻌﺟﺎﺋز وﻛﺄﻧﻬم أﻣﺎم ﻣﺷﻬد ﻟزاﺋر ﻣن اﻟﻔﺿﺎء
اﻟﺧﺎرﺟﻲ .وﻧرى ﻫذﻩ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ اﺗﻬﺎم اﻟطﻔل اﻟﺑدوي ﻷﺧﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣرش
ﺑﺄﺧﺗﻬﻣﺎ اﻟطﻔﻠﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ،ﻓﻲ إﺷﺎرة ﻣﻘﯾﺗﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺑت اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذي وﺻل إﻟﻰ درﺟﺔ
ﻫﯾﺎم طﻔل ﺻﻐﯾر ﺑﺄﺧﺗﻪ اﻟﺻﻐرى ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﻣﻘﻔرة ﻟم ﺗﺑﻠﻐﻬﺎ ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ
اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ﺑﺎﻹﺑﺎﺣﯾﺔ!
ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر؛ رﺳم اﻟﻔﯾﻠم ﺻورة ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻟﻠدﻟﯾل اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ اﻟﻣﺳﻠم “أﻧور” -اﻟﻣﻣﺛل
ﻣﺣﻣد أﺧزم -واﻟذي ﯾﺑذل ﻛل ﺟﻬدﻩ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺳﺎﺋﺣﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن واﺳﺗﺿﺎﻓﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ
ﺑﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﺣﯾن وﺻول ﺣواﻣﺔ اﻹﺳﻌﺎف ،ﺛم ﯾرﻓض أﺧذ اﻟﻣﺎل ﺟزاء ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎﺗﻪ .ﻛﻣﺎ
ﯾﺳﺧر اﻟﻔﯾﻠم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﻫﺎﺟس اﻷﻣن ﻟدى اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺻﺎﺑون
ﺑﺎﻟذﻋر ﻟﻣﺟرد ﺗﻌرض ﺣﺎﻓﻠﺗﻬم ﻟرﺻﺎﺻﺔ طﺎﺋﺷﺔ ،وﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟﺳﺧرﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻐرﺑﻲ
ﺑﺄﺳرﻩ ﻣﻊ ﺗﺳﺎرع وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﻘل اﻟﺧﺑر وﺗداﻋﯾﺎﺗﻪ ﻗﺑل أن ﺗﺑ أر ﺳﺎﺣﺔ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻬﻣﺔ.
اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺑﯾن ﻗﺻﺻﻪ اﻟﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻗﺎرات ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم ،وﺑﻌد أن ﯾﺗﺟول ُ
ﯾﺣق ﻟﻪ أن ﯾﺗﺳﺎءل :أﯾن ﺣظ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن اﻟﻌوﻟﻣﺔ؟ وﻫل ﯾﻣﻛن اﺧﺗزال واﻗﻊ
ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﻣظﺎﻫر اﻟﻛﺑت اﻟﺟﻧﺳﻲ واﻟدﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ واﻟﺗﺧﻠف ٕوارﻫﺎب اﻟﻌﺎﻟم؟وﻟﻣﺎذا ﺗدﻓﻊ
١٠
ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن واﻟﻔﻧﯾﯾن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻓﯾﻠم ﻫوﻟﯾودي
*
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌض اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ؟ وﻫل ﺗﺣﻘﻘت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻧﺑوءات ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﯾن
ﺣول ﻗدرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾﻊ اﻟﻬوﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺷﻌوب "اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث" ٕواﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﺟﻌل
ﻣن اﻟﻣﻘﺑول ﻟدى اﻟﺑﻌض اﻹﺳﺎءة إﻟﻰ ذواﺗﻬم وﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻬم وﺑﻣﺑﺎرﻛﺔ ﻣن ﻗﯾﺎداﺗﻬم
ﺑذرﯾﻌﺔ اﻟﻛﺳب اﻟﻣﺎدي اﻟﺑﺣت؟!
ﺗﻄﻠﻖ ﺻﻔﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﯿﻦ Futuristsﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻌﺎﻧﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻔﻜﺮﯾﻦ اﻟﻤﻌﻨﯿﯿﻦ ﺑﺪراﺳﺔ أﺛﺮ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ *
١٠
"ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء" ..ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛرﻣت ﻫوﻟﯾود ﺑﺈﻧﺻﺎﻓﻧﺎ!
ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻷﯾوﺑﻲ ..أﯾﻘوﻧﺔ ﺳﺣرﯾﺔ ﺗداﻋب أﺣﻼم اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻧذ اﺣﺗﻼل ﻓﻠﺳطﯾن
ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،وﻣﺛﺎل ﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻠﺑطل اﻷﺳطوري اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ ﺻﺎﻧﻌو
اﻷﻓﻼم اﻟﻌرب إﻟﻰ ﺷرف ﺗﺟﺳﯾدﻩ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬم ،ﻓﻘد أﻋﯾد ﺗﻣﺛﯾل ﺣﻛﺎﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
واﻟﻣﺳﻠﺳﻼت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋدة ﻣرات ،وظل ﻓﯾﻠم ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻣﺷروع اﻟﻌﻣر اﻟذي ﺳﻌﻰ
ﻹﻧﺟﺎزﻩ اﻟﻣﺧرج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌﻘﺎد ﻋﻠﻰ ﻣدى أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷر ﺳﻧوات ،ﺣﺗﻰ
ﺗوﻓﻲ -أو ﻗُﺗل ﻋﻣداً ﻛﻣﺎ ﯾرى اﻟﺑﻌض -إﻟﻰ أن ﺑﺎدرت ﻫوﻟﯾود ﻣرة أﺧرى ﻟﺗﻘدﯾم ﻫذا
ﻓﺣﺑس اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣون أﻧﻔﺎﺳﻬم ،وﺗﻧﺎﻗﻠوا اﻷﺧﺑﺎر
اﻟدور وﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔَ ،
واﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﺣﺿﯾرات ﻓﯾﻠم "ردﻟﻲ ﺳﻛوت" )ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء(
وﺣﺗﻰ وﺻوﻟﻪ إﻟﻰ دور اﻟﻌرض ،وﻣﺎ أن ﺷﺎﻫدوﻩ ﺑﺄﻋﯾﻧﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﻧﻔﺳوا اﻟﺻﻌداء
وﺑﺎﻟﻐوا ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ واﻟﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻌﯾﻪ!
ﻗﺻﺔ اﻟﻔﯾﻠم
ﻓﻲ ﻋﺎم ،2005ﺣﻘق اﻟﻣﺧرج اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ِ"ردﻟﻲ ﺳﻛوت" -وﻫو ﻣن ﻣواﻟﯾد 1937
وﯾﺣﻣل ﻟﻘب ﻓﺎرس " -"Sirوﻋدﻩ ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻓﯾﻠم ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻋن اﻟﺣروب اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ ﯾﺣﻣل
ﺑﻧص ﻛﺗﺑﻪ
اﺳم "ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء" أو "ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺟﻧﺔ" "ّ ،"Kingdom of Heaven
اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾﺳت اﻟﯾﻬودي "وﻟﯾﺎم ﻣﺎﻧﺎﻫﺎن" ،وﺑطوﻟﺔ ﻛل ﻣن أورﻟﻧدو ﺑﻠوم ،إدوارد ﻧورﺗون،
دﯾﻔﯾد ﺛﯾوﻟس ،ﻟﯾﺎم ﻧﯾﺳن ،ﻧﺎﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎﻛس ،وﻣﺎﯾﻛل ﺷﯾن ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوري
ﻏﺳﺎن ﻣﺳﻌود اﻟذي ﻗﺎم ﺑدور ﺻﻼح اﻟدﯾن ،واﻟﻣﺻري ﺧﺎﻟد ﻧﺑوي ،واﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ-
اﻟﺳوداﻧﻲ أﻟﻛﺳﺎﻧدر ﺻدﯾق ،وﺑﻠﻐت ﻛﻠﻔﺔ إﻧﺗﺎج اﻟﻔﯾﻠم ﺣواﻟﻲ 130ﻣﻠﯾون دوﻻر.
اﻟﺣداد "ﺑﺎﻟﯾﺎن" اﻟذي ﯾرﻓض ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻘدس ﻣﻊ
ﯾرﻛز اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ ﻗﺻﺔ ّ
واﻟدﻩ ،ﺛم ﯾﺣﺞ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻣﺿط اًر ﻟﯾﻛﻔّر ﻋن ﺗورطﻪ ﻓﻲ ﻗﺗل أﺣد اﻟرﻫﺑﺎن.
وﻣﻧذ وﺻوﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﯾﻧﺎء اﻷرض اﻟﻣﻘدﺳﺔ "ﻣﺳﯾﻧﺎ" اﻟذي ﯾﻌد ﻧﻘطﺔ اﻧطﻼق اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن
١٠
إﻟﻰ اﻟﻘدس ،ﯾﺑدأ اﻟﺑطل اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف اﻟﺗﻌﺻب اﻟدﯾﻧﻲ ﻟدى اﻷورﺑﯾﯾن واﻟذي
ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﻣواﻋظ اﻟﺗﺣرﯾض ﺿد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﯾث ﻻ ُﯾﻌد ﻗﺗﻠﻬم ﺧطﯾﺋﺔ.
ﯾﺻل "ﺑﺎﻟﯾﺎن" إﻟﻰ اﻟﻘدس ،وﯾﻔﺎﺟﺄ ﺑﻧﺑﺄ وﻓﺎة واﻟدﻩ اﻟذي ﯾورﺛﻪ ﺣﻛم ﻣﻘﺎطﻌﺔ "أﯾﺑﻼن"
وﻫﻲ إﺣدى ﺣﺎﻣﯾﺎت اﻟطرﯾق إﻟﻰ اﻟﻘدس ،وﻫﻧﺎ ﺗﺑدأ ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﺻورة اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠرﺟل
اﻷﺑﯾض اﻟذي ﺟﺎء ﻣن أﻗﺻﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﯾﻌﻣر اﻷرض ،ﻓﯾوﺣد اﻟﻘﺎﺋد اﻟﺷﺎب ﺟﻬود ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣزارﻋﯾن واﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ إﻗطﺎﻋﯾﺗﻪ ﻟﯾﺣوﻟوا اﻟﺻﺣراء إﻟﻰ ﺟﻧﺔ ﺧﺿراء ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن اﻟﻔﯾﻠم
ﺻ ّور ﻓﻲ واﺣﺎت اﻟﻣﻐرب اﻟﺻﺣراوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺷﺑﻪ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻷرض
ﻗد ُ
ﻓﻠﺳطﯾن.
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﺛﻧﺎء ،ﯾﻧﺷب ﺻراع ﺑﯾن اﻟﻣﻠك "ﺑﺎﻟدوﯾن اﻟراﺑﻊ" اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﺟذام وﺑﯾن
"ﺣراس اﻟﻬﯾﻛل" اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﯾن وﻣﻌﻬم ﺑﺎرون اﻟﻛرك "رﯾﻧﺎﻟد" -واﻟﻣﺳﻣﻰ ﻋﻧد اﻟﻌرب
أرﻧﺎط -واﻟﻘﺎﺋد "ﺟﻲ رﯾﻧو" ،ﻓﯾﺗﻌﻣد ﻫؤﻻء اﻹﻏﺎرة ﻋﻠﻰ ﻗواﻓل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻧﻘض اﻟﻬدﻧﺔ
ﻣﻊ ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟذي ﯾﺣﺷد ﺟﯾوﺷﻪ ﻻﺳﺗﻌﺎدة ﺣﺻن اﻟﻛرك ،وﯾﻠﺗﻘﻲ اﻟﻘﺎﺋدان أﻣﺎم
أﺳوار اﻟﺣﺻن ﻓﯾﻠﻘﻲ ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟﺗﺣﯾﺔ" :اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم" وﯾﺑدي اﺳﺗﻌدادﻩ ﻟﻼﻧﺳﺣﺎب
ﯾﻌد ﺻﻼح اﻟدﯾنﺑﺷرط ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺑﺎرون اﻟﺧﺎﺋن ﻓﯾواﻓق اﻟﻣﻠك ،وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣوار ِ
اﻟﻣﻠك ﺑﺈرﺳﺎل أطﺑﺎﺋﻪ إﻟﯾﻪ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﻣن اﻟﺟذام.
َ
ﻼ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ
وﯾظﻬرﻩ اﻟﻔﯾﻠم ﺣﺗﻰ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷﺧﯾرة رﺟ ً
ﯾﺷرف اﻟﻣﻠك ﺑﻌدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوتُ ،
اﻟﻧﺑل واﻷﺧﻼق ،ﻓﺗُﻌﯾن اﺑﻧﺗﻪ "ﺳﯾﺑﯾﻼ" زوﺟﻬﺎ "ﺟﻲ رﯾﻧو" ﻣﻠﻛﺎً ﻋﻠﻰ ﻋرش اﻟﻘدس،
ﻟﯾﺑﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺑﺈطﻼق ﺳراح ﺑﺎرون اﻟﻛرك اﻟذي ﯾﺗﺣرش ﻣﺟدداً ﺑﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﯾﻧﻘض
اﻟﻬدﻧﺔ .ﻓﯾﺗواﺟﻪ اﻟﺟﯾﺷﺎن ﻣﺟدداً ﻓﻲ ﺣطﯾن ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻧﺻﯾﺣﺔ "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺑﻌدم اﻟﺧروج،
وﯾﺗﺟﻧب اﻟﻣﺧرج ﺗﺻوﯾر ﻫزﯾﻣﺔ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻣﻛﺗﻔﯾﺎً ﺑﻌرض ﺟﺛﺛﻬم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻬﺷﻬﺎ اﻟﻧﺳور
ﻣﻊ وﺻول "ﺑﺎﻟﯾﺎن" إﻟﻰ أرض اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺗﺷﻣﺋز ﻧﻔﺳﻪ وﯾﺗزاﯾد ﻧﻔورﻩ ﻣن
"اﻟﺗﻌﺻب" ،وﺗﺗوﺟﻪ ﻋدﺳﺔ اﻟﻣﺧرج إﻟﻰ ﻛوم اﻟﺟﺛث واﻟرؤوس اﻟذي ﻧﺻﺑﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣون
ﻟﯾﻘذﻓوا ﻓﻲ ﻗﻠوب اﻵﺧرﯾن اﻟرﻋب ،وﻫو ﺗﻘﻠﯾد ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣون أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ ﺣﻣﻼت
اﻟﺗﺗﺎر وﻟم ُﯾذﻛر ﻓﻲ ﻛﺗب اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺷﻲء ﻣن ذﻟك!
ﻓﻲ ﺧﯾﻣﺔ ﺻﻼح اﻟدﯾن ،ﻧﺟد "رﯾﻧﺎﻟد" و"ﺟﻲ رﯾﻧو" أﺳﯾران ﯾﻧﺗظران ﻣﺻﯾرﻫﻣﺎ ،ﺛم ﻧﻔﺎﺟﺄ
ﺑﺻﻼح اﻟدﯾن وﻫو ﯾﺑﺎﻏت "رﯾﻧﺎﻟد" اﻟﺧﺎﺋن ﺑﺿرﺑﺔ ﺳﯾف ﻗﺑل أن ﯾﺣﻛم ﺑﻘطﻊ رأﺳﻪ
١١
ﺟزاء ﺧﯾﺎﻧﺗﻪ اﻟﻣﺗﻛررة*! ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﻔو ﻋن اﻟﻣﻠك "ﺟﻲ رﯾﻧو" ﻓﻠﯾس ﻣن ﺷﯾم اﻟﻣﻠوك ﻗﺗل
ﺑﻌﺿﻬم إذا وﻗﻊ أﺣدﻫم ﻓﻲ اﻷﺳر .ﺛم ﯾﺗﺎﺑﻊ ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺣﺷد ﺟﯾوﺷﻪ ﻻﺳﺗﻌﺎدة
ﻌد "ﺑﺎﻟﯾﺎن" اﻟﻌدة ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﺑﻌد أﺳر ﻣﻠﻛﻬﺎ وﻣﻘﺗل ﻣﻌظم ﻣﻘﺎﺗﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘدس ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ُﯾ ّ
ﺣطﯾن ﺣﯾث ﻟم ﯾﺑق إﻻ اﻟﻌو ّام ،ﻓﯾﺣﺎول أﺳﻘف اﻟﻘدس إﻗﻧﺎع "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺑﺎﻟﻬرب ﻟﻌدم
ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﺟﯾوش اﻟﺟ اررة وﻟﻛن "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﯾرﻓض ﻫذا اﻟﻌرض ﻣﺻ اًر ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﻘﺎء وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺷﻌﺑﻪ ،ﺛم ﯾﻠﻘﻲ ﺧطﺑﺔ ﻋﺻﻣﺎء ﯾﺗﺣول اﻟدﻫﻣﺎء ﻋﻠﻰ إﺛرﻫﺎ إﻟﻰ أﺑطﺎل.
ﺗدور ﻣﻌرﻛﺔ داﻣﯾﺔ ﻋﻧد أﺳوار اﻟﻘدس ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ،ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﺧرج ﻋﺑر
ﻣﺷﺎﻫد ﻣﯾﻠودراﻣﯾﺔ ﻣطوﻟﺔ ﻻﺳﺗﺑﺳﺎل اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ،وﻓﻲ إطﺎر ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣزور ﻟﻠﺣﺿﺎرة
اﻟﻣﺻطﻧﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻓل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾون ﻣن ﺗﻘﻧﯾﺎت وﺧطط ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﺑﺎﻏﺗون
ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،إﻟﻰ أن ﯾﻘف ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻣﻧدﻫﺷﺎً وﻋﺎﺟ اًز أﻣﺎم ﻣﺷﻬد اﺣﺗراق واﻧﻬﯾﺎر
أﺑراﺟﻪ اﻟﺧﺷﺑﯾﺔ ﻣﺛل أﺣﺟﺎر "اﻟدوﻣﯾﻧو" ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺑطل "ﺑﺎﻟﯾﺎن" رؤﯾﺔ أﺣد
اﻟﺟﻧود اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻫو ﯾرﻓﻊ راﯾﺗﻪ ﻋﻧد أﻋﻠﻰ اﻟﺳور ،ﻓﯾﻧدﻓﻊ ﺑﻛل ﺑطوﻟﺔ وﯾﻘﺗل ﻛل ﻣن
ﯾﻘف ﻓﻲ طرﯾﻘﻪ ﻟﯾرﻣﻲ ﺑراﯾﺔ اﻟﻬﻼل إﻟﻰ اﻷرض ﻓﻲ ﻣﺷﻬد دراﻣﻲ ﻣؤﺛر.
ﺑﻌد إﻗﻧﺎع اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﺑﺑطوﻟﺔ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن وﻧﺑل أﻫداﻓﻬم ،ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ ﻣن
اﻛﺗﺷﺎف ﻧﻘطﺔ ﺿﻌف ﻓﻲ أﺣد اﻷﺳوار ﻓﯾﺗﺳﻠﻠون ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﻋﻧدﻫﺎ ﻓﻘط ﺗﻣﯾل
اﻟﻛﻔﺔ إﻟﻰ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﯾث ﺗﻐﻠب اﻟﻛﺛرة اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ،وﯾﺿطر "ﺑﺎﻟﯾﺎن" إﻟﻰ اﻟﺣوار
ﻣﻊ ﺻﻼح اﻟدﯾن وﻫو ﻣرﻓوع اﻟرأس .وﻫﻧﺎ ﻧﺟد "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﻗد ﻓﻘد ﻛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ ﻣن
إﯾﻣﺎن وﻟم ﯾﻌد ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ أي أﺛر ﻟﻠﻣﻘدﺳﺎت ،ﻣﻬدداً ﺑﻌدم اﻟﺧروج ﻣن اﻟﻘدس ﺣﺗﻰ ﯾدﻣر
ﻛل ﻣﻘدﺳﺎﺗﻬﺎ ،ﻛﻲ ﻻ ُﯾﺑﻘﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎً ﯾطﻣﻊ ﻓﯾﻪ أﺣد ﻣن اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺑﺄي دﯾن* ،ﻓﯾﺟﯾﺑﻪ
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺑﺣﻧﻛﺗﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻋداً ﺑﺎﻟﺻﻔﺢ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﯾن ﺑﺷرط ﻣﻐﺎدرﺗﻬم
اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾذ ّﻛرﻩ "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺑﻣﺟﺎزر اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻧدﻣﺎ اﺣﺗﻠوا
اﻟﻘدس ﯾﺟﯾﺑﻪ ﺑﻧﺑل" :أﻧﺎ ﺻﻼح اﻟدﯾن ..ﺻﻼح اﻟدﯾن" ،وﻣﺎ أن ﯾدﯾر ﺻﻼح اﻟدﯾن
ﯾﺮوي اﻟﻤﺆرﺧﻮن أن أرﻧﺎط ﻏﺪر ﺑﻘﻮم ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻮﺑﻚ ﻓﻨﺎﺷﺪوه اﻟﺼﻠﺢ اﻟﺬي ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻟﻜﻨﮫ اﺳﺘﺨﻒ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ *
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﻗﺘﻠﮭﻢ ،ﻓﻨﺬر ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ أن ﯾﻘﺘﻠﮫ إن ظﻔﺮ ﺑﮫ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ اﻟﻤﻠﻚ وأرﻧﺎط ﻓﻲ اﻷﺳﺮ ﯾﻮم ﺣﻄﯿﻦ أوﻗﻒ ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ
أرﻧﺎط ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ وﻗﺎل ﻟﮫ :ھﺎأﻧﺎ أﻧﺘﺼﺮ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻣﻨﻚ ،ﺛﻢ ﻋﺮض ﻋﻠﯿﮫ اﻹﺳﻼم ﻓﻠﻢ ﯾﻔﻌﻞ ﻓﺴﻞ ﺳﯿﻔﮫ وﺿﺮﺑﮫ.
ﯾﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆرﺧﻮن أن اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﯿﻦ ھﺪدوا ﺑﺘﺪﻣﯿﺮ ﻣﻘﺪﺳﺎت اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ دون ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ وﻗﺒﺔ اﻟﺼﺨﺮة وﺑﻘﺘﻞ ﻣﻦ *
ﻟﺪﯾﮭﻢ ﻣﻦ أﺳﺮى اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻋﺪدھﻢ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﺌﺔ آﻻف ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺎﻓﻮا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﯿﺮ اﻟﺬي ﻟﻘﯿﮫ ﻋﻠﻰ أﯾﺪﯾﮭﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮ اﻟﻘﺪس ﻣﻦ
ﻣﺠﺎزر ،ﻓﻜﺎن ﺗﮭﺪﯾﺪھﻢ ردا ً اﻧﮭﺰاﻣﯿﺎ ً ﺑﺎﺋﺴﺎ ً ﻛﻤﺎ ﻓﻲ "ﺧﯿﺎر ﺷﻤﺸﻮن" وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﺻﻮره اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺗﻔﺎوض ﺷﺮﯾﻒ ﺟﺎء ﺑﻌﺪ اﻛﺘﺸﺎف
ﺣﻘﯿﻘﺔ ﺳﺨﻒ اﻷدﯾﺎن وأﻧﮫ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﻟﻠﻤﻘﺪﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺜﺖ ﺑﻌﻘﻮل اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ اﻷدﯾﺎن ودﻓﻌﺘﮭﻢ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﻌﻨﻒ!
١١
ظﻬرﻩ وﯾﺧطو ﺑﺿﻊ ﺧطوات ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺄﻟﻪ "ﺑﺎﻟﯾﺎن"" :ﻣﺎذا ﺗﻌﻧﻲ ﻟك اﻟﻘدس؟" ﻓﯾﺳﺗدﯾر
ﺻﻼح اﻟدﯾن وﯾﺟﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻔور" :ﻻ ﺷﻲء" ،ﺛم ﯾﺳﺗدرك راﻓﻌﺎً ﻗﺑﺿﺔ اﻟﻧﺻر" :ﻛل
ﺷﻲء"!
ُﯾﺳﺗﻘﺑل "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﻓور ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻘدس اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻷﺑطﺎل ،وﺗﺑدأ ﻗواﻓل اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن
ﺑﺈﺟﻼء اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻣﺷﻲ اﻟﻣﻠﻛﺔ "ﺳﯾﺑﯾﻼ" ﺑﯾن ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس وﻛﺄﻧﻬﺎ واﺣدة ﻣﻧﻬم.
وﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻷﺧﯾر ﻧرى ﻣﻠك إﻧﺟﻠﺗ ار "رﯾﺗﺷﺎرد ﻗﻠب اﻷﺳد" ﯾﺑﺣث ﻋن "ﺑﺎﻟﯾﺎن" أﺛﻧﺎء
ﻣرورﻩ ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﻓﻲ اﻟطرﯾق إﻟﻰ اﻟﺷرق ،ﻓﯾطﻠب ﻣﻧﻪ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﺣﻣﻠﺗﻪ ﻻﺳﺗرداد
اﻟﻘدس ،ﻟﻛن "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﯾرﻓض اﻟﻌرض وﯾﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎء ﺣداداً ﻣﻐﻣو اًر ﻓﻲ اﻟرﯾف
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗﺎﺋﻼً" :ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء ﯾﻔﻌل ﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﺎء" ،وﯾﺗﺎﺑﻊ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﻊ زوﺟﺗﻪ
اﻟﺟدﯾدة "ﺳﯾﺑﯾﻼ" ﻓﻲ ﺑﯾت ﻣﺗواﺿﻊ** ،ﺑﻌد أن ﺗﺧﻠﯾﺎ ﻋن أطﻣﺎع اﻟﺟﺎﻩ واﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻣن
ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻠوك ورﺟﺎل اﻟدﯾن.
رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔﯾﻠم
ﻧﺑدأ ﻗراءﺗﻧﺎ ﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻊ اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﻧﻘطﺗﯾن :اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﺣوار اﻟذي ﺟﻣﻊ اﻟﻔﻧﺎن
ﻏﺳﺎن ﻣﺳﻌود ﻣﻊ ﻣﺧرج اﻟﻔﯾﻠم أﺛﻧﺎء ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻣﺛل اﻟذي ﺳﯾﻠﻌب دور ﺻﻼح
اﻟدﯾن ،ﻓﻔﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣوار ﺳﺄﻟﻪ اﻟﻣﺧرج :ﻫل ﺗﻌﺗﻘد أن ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻛﺎن رﺟل دوﻟﺔ أم
رﺟل ﺣرب؟ وأﺟﺎب ﻣﺳﻌود :ﺑل رﺟل دوﻟﺔ .وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟدور ﺑﺎﻟﻔﻌل!
اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﺻرﯾﺢ أدﻟﻰ ﺑﻪ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺳوري ﺑﺎﺳم ﯾﺎﺧور ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ
ﻛﺎن أﺣد اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻟﻬذا اﻟدور ،وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻷن اﻟﻣﺧرج أراد إظﻬﺎر
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻓﻲ ﻣظﻬر اﻟﻘﺎﺋد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺿﺧﺎﻣﺔ ﺟﺳم ﯾﺎﺧور،
وﻛﺄن اﻟﻣﺧرج ﻗد اﺳﺗﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺻﻔﺔ اﻟﺑطوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺟﺳدﻩ ،ﻣﻊ أن
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﻓروﺳﯾﺗﻪ ﻣﻧذ ﺻﻐرﻩ.
اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻲ أن ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ أطﻠﻖ ﺳﺮاح "ﺟﻲ رﯾﻨﻮ" وأﻋﺎده إﻟﻰ زوﺟﺘﮫ "ﺳﯿﺒﯿﻼ" ،ﻓﻠﺠﺌﺎ إﻟﻰ طﺮاﺑﻠﺲ ﺛﻢ * *
أﻧﻄﺎﻛﯿﺔ ،وﺣﺎوﻻ اﺳﺘﻌﺎدة ﺻﻮر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ ﻣﻌﻘﻞ ﻟﻠﺼﻠﺒﯿﺒﯿﯿﻦ وﻋﻠﻰ ھﺪﻧﺔ ﻣﻊ ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ وﻟﻜﻦ أﻣﯿﺮھﺎ ﻟﻢ ﯾﻌﺘﺮف ﺑﮫ ﻣﻠﻜﺎ ً ﻓﺬھﺐ إﻟﻰ
ﺣﺼﺎر ﻋﻜﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ ﻗﺪ اﺳﺘﺮدھﺎ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺮوﻣﻨﺴﻲ اﻟﺬي اﺧﺘﺮﻋﮫ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻘﺼﺔ!
١١
ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻔﯾﻠم ،ﻧﺟد أﻧﻪ ﯾدﯾن دواﻓﻊ اﻟﻘﺎدة اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻟﺗﻠك اﻟﺣﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻘر
ﺑﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺛروة ،وﯾﻘدم اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﺗدﯾن ﻓﻲ اﻟﻐرب اﻟﺣدﯾث واﻟﺗﻲ
ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻟوﺳطﻰ ﺑﯾن اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ واﻟﻣﻠوك ،ﻓرﺟﺎل
اﻟدﯾن ﯾﺷﻛﻠون طﺑﻘﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻘوم ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻋﻘول وﻗﻠوب
اﻟﻧﺎس ،وﯾﺗﺣﺎﻟف ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻣﻠوك واﻟﻧﺑﻼء اﻟذﯾن ﯾﺳﯾطرون ﻋﻠﻰ أﺟﺳﺎد اﻟﻧﺎس وأرزاﻗﻬم،
وﺑﻬذا اﻟﻣﻧظور ﯾﺻﺑﺢ اﻟدﯾن ﻣﺟرد ﻛذﺑﺔ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن رﺟﺎل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ،ﺛم
اﻟﺣﺟر ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﻟﻬم ،ﺛم ﺗﺟﯾﯾﺷﻬم
ُوظﻔت ﺑﺎﻟﺗواطؤ ﻣﻊ اﻟﻘﺎدة ﻻﻣﺗﻼك وﻻء اﻟﻧﺎس و ْ
ﻟﺗﺣﻘﯾق أطﻣﺎع ﻛل ﻣن رﺟﺎل اﻟدﯾن واﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ "أرض اﻟﻠﺑن واﻟﻌﺳل"
ﻓﻲ اﻟﻣﺷرق اﻹﺳﻼﻣﻲ.
اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﯾﻘدم اﻟﻔﯾﻠم رؤﯾﺗﻪ اﻟﻼدﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠﺧروج ﻣن أﺗون اﻟﺗﻌﺻب ،وﻫو
اﻟﺣل اﻟذي ﯾﻛﺗﺷﻔﻪ "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺗدرﯾﺟﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻣﺗداد اﻟﻔﯾﻠم ،إذ ﯾﺑدأ طرﯾﻘﻪ إﻟﻰ اﻟﻘدس
ﺑﻣﺣض اﻟﺻدﻓﺔ ﺑﻌد ﺗورطﻪ ﻓﻲ ﻗﺗل اﻟراﻫب ،وﻫﻧﺎك ﯾﺻﺣو ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟدواﻓﻊ
اﻟﺧﺳﯾﺳﺔ ﻟﻠﻘﺎدة ورﺟﺎل اﻟدﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺎرﺣﻪ أﺣد اﻟﻘﺎدة أﻣﺎم ﻣﺷﻬد ﺟﺛث اﻟﻘﺗﻠﻰ ﻓﻲ
ﺣطﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﻟم ﯾﻌد ﯾﺻدق أﺣداً ﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﺧﺑث ﻧواﯾﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣن ﺣوﻟﻪ وﯾﻌرض
ﻋﻠﯾﻪ ﻣراﻓﻘﺗﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻓﯾرﻓض "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﻣﺻ اًر ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع
ﺑﺷرف ﻋن اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺳﺗوطن ﻟﻬذﻩ اﻷرض .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺎﺻر ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟﻘدس
ﯾﺗﻛرر ﻣوﻗف اﻟﺗﺧﺎذل ﻣن أﺳﻘﻔﻬﺎ اﻟذي ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ اﻟﻬروب ،وﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻫذا اﻟﻣﺷﻬد إﻻ
ﺑﻌد أن ﺗﺗرﺳﺦ ﻟدى اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺻورة رﺟل اﻟدﯾن اﻻﻧﻬزاﻣﻲ واﻟﻣﺗﺧﺎذل ،واﻟذي ﻻ ﯾﻛﺗرث
ﻟﺣﯾﺎة اﻟرﻋﺎع ﻣن اﻟﻧﺎس وﻻ ﯾﺟد ﺟواﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺳؤال "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺣول ﻣﺻﯾرﻫم ﻓﻲ ﺣﺎل
ﻓ اررﻩ ﺳوى ﺑﺎﻟﻘول“ :إﻧﻬﺎ ﻣﺷﯾﺋﺔ اﻟرب".
وﻫﻛذا ﺗﺿﻌف ﺛﻘﺔ "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﻓﻲ اﻟدﯾن ﻛﻠﻪ ،ﻟﯾﺧطب ﻓﻲ ﺷﻌﺑﻪ ﻛﺄﺣد اﻟﻧواب
ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺣداﺛﯾﺔ ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻣن
ً اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﺎت اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ
ﻗﺑﯾل اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻛوﻧﻪ إﻧﺳﺎﻧﺎً وﻟﯾس ﻋن اﻟﺣﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ ﺑﻬﺎ دور اﻟﻌﺑﺎدة.
ﺗطرق ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻠﻬﻣﺔ أﺳﻣﺎع اﻟرﻋﺎع اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﯾن -اﻟذﯾن أﻏﻔل اﻟﻔﯾﻠم
وﻣﺎ أن ُ
ﻣﺟﺎزرﻫم ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻘدس -ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﻧﯾر ﻋﻘوﻟﻬم ﺑﻧور اﻟﺣداﺛﺔ وﯾﻧﺑذون
١١
أﺳﻘﻔﻬم اﻟﻣﺗﺧﺎذل ،ﺛم ﯾﻧﻘﻠﺑون أﺑطﺎﻻً ﻟﻼﺳﺗﺑﺳﺎل ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن أﻧﻔﺳﻬم وﻋن إﻧﺳﺎﻧﯾﺗﻬم
وﻟﯾس ﻋن اﻟﺣﺟﺎرة واﻷرض اﻟﺗﻲ ﺟﺎؤوا ﻟﺗﻘدﯾﺳﻬﺎ!
وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن إﻗﻧﺎع اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺑﻌدم ﺟدوى اﻟدﯾن وﺧﻠوﻩ ﻣن اﻟﻌﻘل ﯾﻘدم "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺑﻌض
اﻟﺑراﻫﯾن اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺄﻣر ﺑﺈﺣراق ﺟﺛث اﻟﻘﺗﻠﻰ ﺧوﻓﺎً ﻣن اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻣرض ﯾﻌﺗرض
اﻷﺳﻘف ﺑﺣﺟﺔ وﺟوب ﺗرﻛﻬم ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬم ﻛﻲ ُﯾﺑﻌﺛوا ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ،ﻓﯾﺟﯾب "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺑﺄن
اﻟرب اﻟذي ﯾﺄﻣر ﺑﺗرك اﻟﺟﺛث ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻔﺳﺦ وﺗﻘﺗل اﻷﺣﯾﺎء ﺑﺎﻟﻌدوى ﻫو رب ﻻ ﯾﺳﺗﺣق
اﻟﻌﺑﺎدة.
وﻻ ﺗﻘﺗﺻر اﻹداﻧﺔ ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻟدﯾن اﻷورﺑﯾﯾن ﺑل ﺗﻣﺗد إﻟﻰ اﻹﺳﻼم اﻟذي ﯾزﻋم اﻟﻔﯾﻠم أن
ﻣﻠوك اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻗد وظﻔوﻩ أﯾﺿﺎً ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟدﻧﯾوﯾﺔ ،ﻓﺑﻌد ﺗﺻرﯾﺢ ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺑﺄن
اﻟﻘدس ﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﻟﻪ ﺷﯾﺋﺎً ﯾﻌﯾد اﻟﺟواب ﻣﺳﺗدرﻛﺎً ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ "ﻛل ﺷﻲء" ،وﻫذا
اﻟﻣوﻗف ﯾﻠﺧص اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ أرادﻫﺎ اﻟﻔﯾﻠم ﻟﺻﻼح اﻟدﯾن ﻓﻬو ﻟﯾس ﺑطﻼً ﯾداﻓﻊ ﻋن
ﻣﻘدﺳﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺑل ﻗﺎﺋد ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﺣﻧك ﯾﻧﺻب اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ -ﻛﺎﻟﻘﺎدة اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن -ﻋﻠﻰ
اﻷرض اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺑﺳط ﻧﻔوذﻩ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،واﻟﻘدس ﻟﯾﺳت أﻛﺛر ﻣن ورﻗﺔ راﺑﺣﺔ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﺷد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺗﺣت راﯾﺗﻪ ﻟﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﻬم!
ﺑﺎﻟﺗوازي ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻣوﻗف اﻟﻣﻔﺗرى ﻋﻠﻰ ﺻﻼح اﻟدﯾن ،ﯾﺣرص اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ إﺛﺑﺎت ُﻧﺑل
اﻟﺑطل اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﻔرﻩ ﺑﺎﻷدﯾﺎن ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺗﺷف "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻘدس
ﻟﯾﺳت ﺳوى أﻛذوﺑﺔ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﻠوك ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﯾﺳﯾطروا ﺑﻣﻌﺎﺑدﻫﺎ اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘول اﻟﺷﻌوب ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﻘط أﻣﺎم ﻋﯾﻧﯾﻪ ﻣن ﯾد اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﯾن اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن إﻟﻰ ﯾد
اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻘودﻫم ﻗﺎﺋد ﻣﺣﻧك ﻻ ﯾﻘل ﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻋﻧﻪ؛ ﻧﺟدﻩ ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ
إﻟﻰ ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻏﯾر ﻋﺎﺑﺊ ﺑﻬﺎ طﺎﻟﻣﺎ ﺗﻣﺳك ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺑوﻋدﻩ ﺑﻌدم اﻟﺗﻌرض
ﻟﻠﻧﺎس ﺑﺎﻷذى ﺧﻼل ﺟﻼﺋﻬم ﻋﻧﻬﺎ ،ﺛم ﯾﻌود إﻟﻰ ﺷﻌﺑﻪ ﻟﯾﺑﺷرﻫم ﺑﺳﻘوط ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾﻧﺔ
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻣوت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ،وﯾﻘول" :إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ ﻫﻲ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟرب ﻓﻠﯾﻔﻌل ﺑﻬﺎ
اﻟرب ﻣﺎ ﯾﺷﺎء" ..إذن ﻓﻠﻧﺗرك اﻟرب ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﻣﻠﻛﺗﻪ ،أﻣﺎ ﻧﺣن اﻟﺑﺷر ﻓﺳﻧﻧﺻرف
إﻟﻰ ﺷؤوﻧﻧﺎ اﻟدﻧﯾوﯾﺔ!
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺻرﯾﺢ ﻏﺳﺎن ﻣﺳﻌود ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ "ﺑﺎﻟﻌرﺑﻲ" ﻟﺟﯾزﯾل ﺧوري
ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻗ أر ﻣﺋﺎت اﻟﺻﻔﺣﺎت ﻋن ﺻﻼح اﻟدﯾن ،وﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾرﯾد ﺗﺑﻧﻲ
١١
ﻣﺎ ﻗﯾل ﻋﻧﻪ ﻣن اﻧﺗﻘﺎدات ﻓﻘد اﻛﺗﻔﻰ ﺑﻧﻘل آراء ﻣن ﯾﻘول ﺑﺄﻧﻪ أﺳس ﻟﻠدﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ
ﻘر ﺑﻌدم رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ إﺛﺎرة ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﯾﺣبواﻹﻗطﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ُﻣ ّاً
ﺻﻼح اﻟدﯾن ،وأﺑدت ﺟﯾزﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻔور إﻋﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﻬذﻩ اﻟﻔﻛرة!
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔﯾﻠم ،ﺛﻣﺔ ﻣﻘﺎﺻد أﺧرى ﻣﺎ زاﻟت ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺑﺣث ،ﻓﺑﻌد إداﻧﺔ
اﻟﻔﯾﻠم ﻟدواﻓﻊ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻓﻲ اﺣﺗﻼل "أرض اﻟﻠﺑن واﻟﻌﺳل" وﺑﻌد ﺗﺻﻔﯾق اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرأة ،ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺿرورة ﺧروج اﻟﻣﺣﺗل وﻋودﺗﻪ
إﻟﻰ وطﻧﻪ ﺑل ﯾﻘدم ﺑدﯾﻼً آﺧر ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﺣﺗل اﻟﻧظﯾف اﻟﺗﻲ ُروج ﻟﻬﺎ طوﯾﻼً
ﻓﻲ ﺣﻘﺑﺔ "اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر" ،وﺑﻬذا ﺗﺻﺑﺢ اﻟﺳﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ أﻣ اًر ﻣﺷروﻋﺎً،
وﯾﻌﻠق اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ -اﻷﻣرﯾﻛﻲ أﺳﻌد أﺑو ﺧﻠﯾل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟطرح ﺑﻘوﻟﻪ" :ﺷﻌرت
ﺑﺣزن ،ﻋﻧدﻣﺎ رأﯾت ﺑطل اﻟﻔﯾﻠم ،وﺑﻌﺑﻘرﯾﺔ ﻏرﺑﯾﺔ ﯾﻌﻠّم ﻫؤﻻء اﻟﻌرب اﻷﻗل ﻣﻧﻪ ﻛﯾف
ﯾﺣﻔرون ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎء ﻛﺄﻧﻬم ﻟم ﯾﻛوﻧوا ﯾﻘوﻣون ﺑﻬذا اﻷﻣر ﻣﻧذ ﻗرون .إﻧﻪ أﻣر
ﯾﺷﺑﻪ اﻟﺧراﻓﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺑﺄن ﻫﺟرة اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﺟﻌﻠت )اﻟزﻫور ﺗﻛﺳو اﻟﺻﺣراء( ﻓﻲ
ﻓﻠﺳطﯾن"!
وﻫﻧﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ رﺳﺎﻟﺔ أﺧرى ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﺣل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﺻراع اﻟﻘﺎﺋم اﻟﯾوم ﻋﻠﻰ أرض
ﻓﻠﺳطﯾن ﻫو أن ﯾﻠﻘﻲ اﻟطرﻓﺎن اﻟﺳﻼح ،وأن ﯾﺳﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون ﻋﻠﻰ ﺧطﻰ ﺻﻼح
اﻟدﯾن ﻋﻧدﻣﺎ رﺿﻲ ﺑﺎﻟﻬدﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن اﻟذﯾن ﻋﺎﺷوا ﺑوﺋﺎم ﻣﻊ اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺻﻠﯾﯾن
ﺗﺣت راﯾﺔ اﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎدل "ﺑﺎﻟدوﯾن اﻟراﺑﻊ" ،وأن ﯾﻛف ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋن اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ
ﺻوت "اﻟﻣﺗطرﻓﯾن" ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ،وﻋﻧدﻫﺎ ﺳﯾﻧﻌم اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون ﺑﺎﻟﺳﻼم ﻓﻲ ظل
"اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ" ،وﺳﯾﺗﻣﻛﻧون ﻣن ﺑﻧﺎء دوﻟﺔ ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ "ﻣﻌﺗدﻟﺔ" وﻣﻧزوﻋﺔ
اﻟﺳﻼح! ٕواذا ﻟم ﯾﻘﺑﻠوا ﺑﺎﻷﻣر اﻟواﻗﻊ واﺳﺗﻣروا ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣق اﻟﻌودة ،ﻓﺳﯾﺳﺗﻣﯾت
اﻟﻣﺣﺗﻠون ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋﻣﺎ ورﺛوﻩ ﻋن آﺑﺎﺋﻬم ﻛﻣﺎ ﻓﻌل "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﻋﻧدﻣﺎ ﺧطب ﻓﻲ ﺟﯾﺷﻪ
ﻣﻌﺗرﻓﺎً ﺑﺄن اﻟﻘدس ﻻ ﺗﺳﺗﺣق اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬﺎ ﻣن أﺟل ﻣﻌﺎﺑدﻫﺎ ﺑل ﻣن أﺟل اﻟﺑﺷر اﻟذﯾن
ﯾﺣﺗﻠوﻧﻬﺎ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻘداﺳﺔ ﻣرﻓوﻋﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻠﯾس ﻷﺣد ﺣق اﻧﺗزاﻋﻬﺎ ﻣﻣن ﯾﻌﻣرﻫﺎ
وﯾﺣﺳن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ.
١١
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﯾﻘر اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺣق اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن اﻟذﯾن ُوﻟدوا ﻓﻲ
اﻟﻘدس ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻓﯾﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت دواﻓﻊ آﺑﺎﺋﻬم ﻓﻲ اﺣﺗﻼﻟﻬﺎ ﻣﺗﻬﺎﻓﺗﺔ إذ ﻻ ذﻧب
ﻟﻸﺑﻧﺎء ﻓﻲ أﻛﺎذﯾب آﺑﺎﺋﻬم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺄرض ﺗم اﻧﺗزاﻋﻬﺎ ﻣن
آﺑﺎﺋﻬم ﻗﺑل أن ُﯾﺧﻠﻘوا .وﺑﻬذا اﻟﻣﻧطق ﯾﻔﻘد اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون ﺣﻘﻬم ﻓﻲ اﻟﻌودة ﺣﺗﻰ ٕوان ﺛﺑت
ﺧطﺄ اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﯾن ﻓﻲ طرد آﺑﺎﺋﻬم ﻗﺑل ﺳﺗﯾن ﺳﻧﺔ ﻣن أرﺿﻬم ،وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺣل
إذن ﻓﻲ ﺑﻘﺎء اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬم ،وﺑﻘﺎء اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺷﺗﺎت!
ﯾﺸﯿﺮ ﺑﮭﺎء اﻟﺪﯾﻦ ﺑﻦ ﺷﺪاد ﻓﻲ "اﻟﺴﯿﺮة اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ" إﻟﻰ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أزاﻟﻮا ﺻﻠﯿﺒﺎ ً ﻛﺒﯿﺮا ً ﻛﺎن اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﻮن ﻗﺪ ﻧﺼﺒﻮه ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺔ *
اﻟﺼﺨﺮة اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ،وﻟﻢ ﯾﺠﺪ اﻟﻤﺆرﺧﻮن ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻧﻔﺘﺎح اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ واﺣﺘﺮام ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وﺣﺮﯾﺔ اﻟﻌﺒﺎدة ،ﻛﻤﺎ ﻻ
ﻧﺠﺪ اﻟﯿﻮم ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺸﮭﺪ اﻟﻤﺼﻄﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﯿﻠﻢ أي ﺿﺮورة ﻹﺛﺒﺎت ﺗﺴﺎﻣﺢ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أو ﻟﻨﻔﻲ ﺗﮭﻢ اﻹرھﺎب ﻋﻨﮭﻢ!
١١
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك؛ ﻟم ﯾﻠق اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ اﻟﻐرب ﻣﺎ ﻟﻘﯾﻪ ﻣن اﺣﺗﻔﺎء ﻓﻲ اﻟﺷرق ،ﺑل ﻟم ﯾﺣﻘق
اﻹﻗﺑﺎل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﺎﻻت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺣﺟم ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻪ اﻟﺿﺧﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﻧﺷرت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت اﻟﻌﻧﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻛﺎﺗب واﻟﻣﺧرج
ﺻرح اﻟﺑروﻓﺳور "ﺟوﻧﺎﺛﺎن راﯾﻠﻲ ﺳﻣﯾث"
ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﻛﺷﻔﺎﻩ ﻣن زﯾف اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ،ﺑل ّ
ﻟﺻﺣﯾﻔﺔ “دﯾﻠﻲ ﻣﯾل” اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ واﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻣﺑرﯾدج
ﺑﺄن “اﻟﻔﯾﻠم ﺗﺎﻓﻪ ،وأﻧﻪ ﺧطﯾر ﺟداً ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻐرب واﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ” .وﻋﻧدﻣﺎ
أراد اﻟﻣﺧرج ﺗﺻوﯾر ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘدس ﻓﻲ ﻛﻧﯾﺳﺔ "ﻣﯾزﻛﯾﺗﺎ" اﻟﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﺔ
ﻓﻲ ﻗرطﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺟداً ﻛﺑﯾ اًر ﻟﻣﺳﻠﻣﻲ اﻷﻧدﻟس ،واﺟﻬﻪ أﺳﻘف اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﺑﺎﻟرﻓض
اﻟﻣطﻠق ،ﻓﻛﺎن اﻟﺑدﯾل ﻫو اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﻐرب!
وﻟﻺﻧﺻﺎف؛ ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﻗرار ﺑﺑﻌض اﻟﻣواﻗف اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺢ اﻟﻔﯾﻠم ﻟﺻﻼح اﻟدﯾن
ﺑﺎﻟظﻬور ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﻬو ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ ﻋدوﻩ اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺑﺈرﺳﺎل أطﺑﺎﺋﻪ إﻟﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻻ
ﯾﻧﻛث اﻟﻌﻬود وﻻ ﯾﻌﺎﻣل أﻋداءﻩ ﺑﺎﻟﻣﺛل ﺣﺗﻰ ٕوان اﻓﺗﻌﻠوا اﻟﻣﺟﺎزر ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن،
ﻣر اﻟﻌﺻور ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﺻﻼح اﻟدﯾنوﻗد أﻗر اﻟﻣؤرﺧون اﻷورﺑﯾون ﻋﻠﻰ ّ
ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻧﻣوذﺟﺎً ﻟﻠﻌدو اﻟﻧﺑﯾل .وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﻣﻧﻌﻧﺎ ﻋن إداﻧﺔ اﻟﻔﯾﻠم اﻟذي
ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ ﻧﻔﻲ ﻣﺳﺎوئ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻓﺄﻗﺎم ﻗﺻﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﻛﻠﻬﺎ ﺣول ﺻورة أﺳطورﯾﺔ ﻟﻠﺑطل
اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﻛﻲ ﯾﺗﺧﻠص ﻣن ﻋﻘدة اﻟذﻧب ،ﺛم دﻓﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ ﻛﻠﻪ ﻟﻠوﻗوف
ﻣﻌﻪ ﻟﺗﺑﻘﻰ أﺧطﺎء اﻟطﻐﺎة ﻣﺟرد ﺣﺎﻻت ﺷﺎذة.
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻗد ﻛﺳﺑوا ﺗﻠك اﻟﺻورة اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ ﻟﺻﻼح اﻟدﯾن ،ﻓﻘد دﻓﻌوا اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘﺗﺻر دواﻓﻌﻪ ﻟﻣﻬﺎﺟﻣﺗﻪ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﻛﺛﻬم ﻟﻠﻬدﻧﺔ وﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎن
ﯾﻧﺗظر ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ﻟﺿم اﻟﻘدس إﻟﻰ إﻣﺑراطورﯾﺗﻪ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻐﻔل اﻟﻔﯾﻠم ﺣﻘﯾﻘﺔ وﻗوف
اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن اﻟﻌرب إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺿد اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻘدس ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻐﻔل
أﯾﺿﺎً ﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻟم ﯾﻌودوا إﻟﻰ أورﺑﺎ ﺑﻌد ﻓﺗﺢ اﻟﻘدس ﺑل ﻧزح اﻟﻛﺛﯾرون ﻣﻧﻬم
إﻟﻰ ﺻور اﻟﺗﻲ ظﻠت ﻋﻠﻰ اﻟﻬدﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻋﺎودت "ﺳﯾﺑﯾﻼ" ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ "ﺟﻲ رﯾﻧو" اﻟﻛرة
وﺣﺎوﻻ اﺳﺗﻌﺎدة ﻋﻛﺎ!
١١
ﻟﻘد ﺧﺳر اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﺑرى ﻻ ﺗواﻓق أﺑداً ﻫوى ﻫوﻟﯾود،
أرﺿﻬم ﺳواء ﻟﻛون اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻫم اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺻﻠﯾﯾن ﻟﻬﺎ -ﻣﻧذ
وﻫﻲ أن ﻓﻠﺳطﯾن ُ
ﻋﺻر اﻟﻛﻧﻌﺎﻧﯾﯾن -أو ﻷن ﻣﻌظم ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻗد اﻋﺗﻧﻘوا اﻹﺳﻼم وﻋﺎﺷوا ﻓﻲ
ﻛﻧﻔﻪ ﺑﺳﻼم ﻣﻊ اﻟﯾﻬود واﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن ،أو ﻷن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﻓﺗﺣوا اﻟﻘدس ﻓﻲ ﻋﻬد
ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﻪ ﻛﺎﻧوا ﻫم اﻟوﺣﯾدﯾن اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺳﻔﻛوا دﻣﺎء أﻫﻠﻬﺎ وﻟم ﯾﺿطﻬدوا ﻣن
ﺑﻘﻲ ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ دﯾﻧﻪ ﻓﻲ ظل اﻟﺣﻛم اﻹﺳﻼﻣﻲ .وﻟﻛن اﻟﻔﯾﻠم ﯾﻌطﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻸﻗوى ،ﻓﻣن ﻛﺎن ﯾﻣﺗﻠك اﻟﺳﻼح واﻟﻘوة ﻓﺈن اﺳﺗﯾﻼءﻩ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺷروع ﺣﺗﻰ ٕوان
ﻛﺎن ﻻ ﯾؤﻣن ﻓﻲ ﻗ اررة ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻘداﺳﺔ ﺷﻲء ﻣﻧﻬﺎ ،وﻫذا ﻫو ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ
اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ اﻟﯾوم ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن.
٥٩
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﺟﯿﺰﯾﻞ ﺧﻮري ،ﻣﻮﻗﻊ ﻗﻨﺎة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻧﺖ.
٦٠
ﻟﻼﺳﺘﺰادة:
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻌﮭﺪ اﻟﺠﺪﯾﺪ www.newadvent.org ·
اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،دار اﻟﻔﻜﺮ ،دﻣﺸﻖ ·
١١
اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﯾﻬودﯾﺔ اﻟﻛﺎﺗب ﻷن »ﺣواﻟﻲ %80ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻣﻧظّرﯾن و ﻛﺗّﺎب ﯾﻬود ﻣﺛل ﻣﺎرﻛس وﻣﺎرﺧوﻟد" دون أن ﯾﻌﺗرض
ﺑر اﻟﻣﺧرَج ﻣن ﺗﻬﻣﺔ اﻻﻧﺣﯾﺎز* ،ﻣﻊ أﻧﻪ رﻓض ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد -وﺑﻣوﻗف
أﺣد« (!) ٦١ﻛﻣﺎ ّأ
ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺛﻧﺎء -اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﺟﺳد اﻷﻛﺎذﯾب" " "The Body of Liesﻟﻠﻣﺧرج
**
ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﻟﻣس ﻓﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﺳﻲء ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،اﺧﺗﺎر ﺑﻌض اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﻣﻊ ﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم ﻷﻧﻬم ﺻﻧﻌوﻩ
ﻟﻠﻐرب وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻫذا ﻓﻲ رأﯾﻬم ﯾﺑرر ظﻬور اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺗﻠك اﻟﺻورة ،وﻗد ﻧﺗﻔق
ﻣﻌﻬم ﻓﻲ ﺗﻔﻬم ﻫذا اﻟﻣﺑرر ﻻﺧﺗﯾﺎر أدوار اﻟﺑطوﻟﺔ ﻣن اﻟطرف اﻵﺧر أو ﺗﺻوﯾر
اﻟﻣﻌﺎرك اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﺑطوﻻت اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﻣﻊ ﺗﺟﺎﻫل اﻟﻣﻌﺎرك اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺳﻘطوا ﻓﯾﻬﺎ
ﺿﺣﺎﯾﺎ وأﺳرى ﻣﺛل "ﺣطﯾن" ،أﻣﺎ ﺗزوﯾر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻬزﯾﻣﺔ واﻟﺧﯾﺎﻧﺔ وﺳﻔك اﻟدﻣﺎء
إﻟﻰ ﺑطوﻟﺔ وﻧﺑﺎﻟﺔ ٕواﺣﯾﺎء ﻟﻸرض ﻓﻬذا ﻻ ﯾﺑررﻩ إﻻ اﻟﻣﻧطق اﻟذي ﯾﺣﺗرف ﺗزوﯾر
اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت واﺿﺣﺔ وﻣﻌروﻓﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﺟﻠﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑدءًا ﻣن
اﻧﺗﻬﺎء ﺑﺎﺣﺗﻼل ﻓﻠﺳطﯾن واﻟﻌراق
اﻟﺣﻣﻼت اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ وﻣرو اًر ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﻟﻌوﻟﻣﺔ ،و ً
وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن!
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﺑﻌض ﺑﺎﻟﺗﺑرﯾر ﺑل أﺛﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﯾﻠم وﺻﺎﻧﻌﯾﻪ ﻹداﻧﺗﻪ
اﻟﺣروب وﻋرﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﻣظﻬر ﻣﻘﯾت ،ﻣﺛل ﺗﻘزز "ﺑﺎﻟﯾﺎن" ﻣن رؤﯾﺔ اﻟﺟﺛث ﻓﻲ "ﺣطﯾن"،
وﻋدم ﺧوﺿﻪ ﺣرب اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻘدس إﻻ ﻣﺿط اًر ،وﺣرﺻﻪ ﻣﻊ اﻟﻣﻠك "ﺑﺎﻟدوﯾن
اﻟراﺑﻊ" ﻋﻠﻰ اﻟﺣوار واﻟﺳﻠم ،وﺣرص ﺻﻼح اﻟدﯾن أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻼم واﻟﻣﻬﺎدﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ
ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻧﺎ أﻣﺎم ﻣﺷروع ﻟﻠﺣوار ﺑﯾن اﻟﺣﺿﺎرات ﻹﺣﻼل اﻟﺳﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺣرب
ﻻ ﻣن اﻟدﯾن.
واﻟﻌﻧف ،واﻟﺣوار ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺗطرف ،ورﺑﻣﺎ اﻟﻼدﯾﻧﯾﺔ ﺑد ً
ﻗد ﯾﻛون اﻓﺗراض دﻋوة اﻟﻔﯾﻠم إﻟﻰ اﻟﺣوار ﺻﺣﯾﺣﺎً ،وﻟﻛن ﻣﺎ ﺟدوى ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة
ﻣﺣﺷوة ﺑﺎﻷﻛﺎذﯾب؟ وﻟﻣﺎذا ُﯾﻘ ﱠدم اﻟﺑ ارﺑرة ﻓﻲ ﺻورة ﺷﻌب ﻣﺗﺣﺿر ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻗرار
اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻐرﺑﯾﯾن ﺑﺄﻧﻬم ﻟم ﯾﺗﻌﻠﻣوا ﻋﺎدات اﻟﻧظﺎﻓﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻣﺧﺎﻟطﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ
٦١
ﺟﺮﯾﺪة ﺗﺤﻮﻻت ،اﻟﻌﺪد ،1ﺗﻤﻮز 2005
ﯾﺘﻔﻖ اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻤﺼﺮي ﺧﺎﻟﺪ ﻧﺒﻮي ﻣﻊ ﻏﺴﺎن ﻣﺴﻌﻮد ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺮأي ،ﺑﻞ ﯾﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺣﺼﻮل اﻟﻤﺨﺮج ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺤﻘﮫ ﻣﻦ *
ﺗﻜﺮﯾﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ! ]ورد ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء أﺟﺮي ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة ،mbcاﻷرﺑﻌﺎء 7أﺑﺮﯾﻞ .[2010
*
ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻢ اﻟﺘﺬﻛﯿﺮ ﺑﺄن "ردﻟﻲ ﺳﻜﻮت" ﻗﺪ ﺳﺒﻖ وأﺧﺮج ﻓﯿﻠﻢ Black Hawk Downﻋﺎم 2001ﺑﺪﻋﻢ وﻣﺴﺎﻋﺪة *
ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن ،واﻟﺬي ﯾﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﺳﻘﻮط طﺎﺋﺮة ھﻠﯿﻜﻮﺑﺘﺮ أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﯾﺸﻮ ﺑﺎﻟﺼﻮﻣﺎل ،وﯾﻘﺪم اﻟﺼﻮر اﻟﻨﻤﻄﯿﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻟـ "اﻹرھﺎﺑﯿﯿﻦ
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ" ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻷﻓﺮﯾﻘﻲ.
١١
ﺣروﺑﻬم اﻟطوﯾﻠﺔ وﺳرﻗﺔ ﻛﺗﺑﻬم وﻣﻧﺟزاﺗﻬم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻌﻠﻣوا ﺑوﺟودﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل٦٢؟
وﻣﺎ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ظﻬور اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻣﺟﺎﻫد ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺻورة رﺟل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻣﺎﻧﻲ*؟
وﻫل ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﻫﻲ ﻣﺟرد اﺟﺗﻬﺎدات ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﺿرورة اﻟﻔﻧﯾﺔ
ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو؟!
إن اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻟﻔﯾﻠم أن ﯾﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣوا اًر ﺑﯾن اﻟﺷرق واﻟﻐرب ﺗﻘوم أﺳﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻋبء اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺷﯾن ،ﻓﺑﻌد أن ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ ﻛﯾل اﻟﺗﻬم ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن
وادﻋﺎء اﻟﻌﺻﻣﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ ،ﻓﺈن ﻛل ﻣﺎ ُﯾﻘدم ﻟﻧﺎ اﻟﯾوم ﻻ ﯾزﯾد ﻋن اﻹﻗرار ﺑﺄن
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﺎﻧوا أﺻﺣﺎب ﺣﺿﺎرة وأﻣﺎﻧﺔ ﻣﻊ اﻻﺳﺗدراك ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺄﻧﻬم ﻟم ﯾﻛوﻧوا
وﺣدﻫم ﻛذﻟك ،ﻓﺎﻷورﺑﯾون ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﺣﻠون أﯾﺿﺎً ﺑﻛل ﺗﻠك اﻟﺻﻔﺎت ،ﺑل وﯾﺣﺎﻛﻣون ﻛل
ﻣن ﯾﺷذ ﻋﻧﻬﺎ .وﺑﻣﺎ أن اﻟﻐرب ﻗد ﺗﺧﻠص ﻣن ﻋﻘدة اﻟذﻧب وﻋبء اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻠطﺦ
ﺑﺎﻟدم ﻋﺑر اﻟﺗﺑرؤ ﻣن ﻣﺳﯾﺣﯾﺗﻪ ٕواﺣﻼل اﻟﻼدﯾﻧﯾﺔ ﺑدﯾﻼً ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
اﻟﺳﯾر ﻋﻠﻰ ﺧطﺎﻩ وأن ﯾﺗﺧذوا ﻣن ﺻورة ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ
ﻟﻠﻘﺎﺋد اﻟﻣﺳﻠم اﻟﺑراﻏﻣﺎﺗﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻐرب اﻟﺗﺣﺎور ﻣﻌﻪ.
اﻟﻔﯾﻠم ﯾﺗﺟﺎوز ﻓﻲ أﻫﻣﯾﺗﻪ اﻟﺳرد اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻷﺣداث وﻗﻌت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺻدام ﺑﯾن أورﺑﺎ
اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ واﻟﺷرق اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﺎﻟﺻدام ﻣﻊ اﻷﺳف ﻣﺎ زال ﻗﺎﺋﻣﺎً ﺣﺗﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﺎﻋﺔ
وﻟﻛن ﻓﻲ ﺻور أﺧرى ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻧﻘﺳﺎم اﻟﻐرب ﻣﻧذ "ﻋﺻر اﻟﺗﻧوﯾر" إﻟﻰ ﻓرﯾﻘﯾن
ﻣﺗﺻﺎﻟﺣﯾن :ﻣﺗدﯾن وﻋﻠﻣﺎﻧﻲ ،إﻻ أن ﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﺗﺧذ اﻟﻣوﻗف ﻧﻔﺳﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن،
ﻓﺎﻟﺑروﺗﺳﺗﺎﻧت ﯾﻧﺗظرون ﻣﻌرﻛﺔ ﻫرﻣﺟدون اﻟﺗوراﺗﯾﺔ ﻹﺑﺎدة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ٕواﻗﺎﻣﺔ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟرب
ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺳطﯾن ،واﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾون ﻋﺎﺟزون ﻋن اﻟﺗﻌﺎﯾش ﻓﻲ ﻛوﻛب واﺣد ﻣﻊ أﺻﺣﺎب
دﯾﺎﻧﺔ ﺗوﺳﻌﯾﺔ ذات ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺳﺗﻠﻘﺔ .ﻟذا ﻓﺈن اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺣوار ﻣن ﻗﺑل ﻣن ﯾرى ﻣﺛل
ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻣﻼً ﻣﻧﺻﻔﺎً ﺳﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ رأﯾﻧﺎ ﻣﺟرد دﻋﺎﯾﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ وﻧﻔﺎق دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲٕ ،واذا
٦٢
ﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل أﺛﺮ اﻟﺤﺮوب اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ اﻟﺤﻀﺎري ﻋﻠﻰ أورﺑﺎ:
إرﻧﺴﺖ ﺑﺎرﻛﺮ ،اﻟﺤﺮوب اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﺒﺎز اﻟﻌﺮﯾﻨﻲ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ ،ﺑﯿﺮوت ·
د.ﻋﻤﺎر اﻟﻨﮭﺎر ،ﺷﻤﺲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،دار أﻓﻨﺎن ،دﻣﺸﻖ ·
أﺳﮭﺐ اﻟﻤﺆرﺧﻮن اﻟﻌﺮب ﻓﻲ وﺻﻒ ﻋﺒﺎدة وﺗﻘﻮى اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ ،واﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻔﺘﺢ اﻟﻘﺪس إﻻ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻋﺎﻣﺎ ً *
ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪؤوب ﻋﻠﻰ اﻹﺻﻼح اﻟﺪﯾﻨﻲ واﻟﺘﺮﺑﻮي ﻓﻲ ﻣﺼﺮ واﻟﺸﺎم ،واﻟﺬي ﻗﻄﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻠﺬات اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻨﺬ اﺗﺼﺎﻟﮫ ﺑﻨﻮر اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺸﮭﯿﺪ
وﻋﺰﻣﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺼﻠﯿﺒﻲ .وﻟﻢ ﯾﺘﺤﻘﻖ ﻟﮫ ھﺬا اﻟﻤﺠﺪ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﺛﻨﯿﻦ وﻋﺸﺮﯾﻦ ﻣﻠﻜﺎ ً أورﺑﯿﺎً ،وﺧﻮض أرﺑﻊ
وﺳﺘﯿﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ ،وﺗﺤﺮﯾﺮ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﻣﺪﯾﻨﺔ وﺑﻠﺪة.
١٢
وﺣدوا ﻣوﻗﻔﻬم
أراد اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺣﻘﺎً أن ﯾﺻﻠوا إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺣوار ﻓﺣﺑذا ﻟو ّ
أوﻻً ﻗﺑل أن ﯾﻧﻔرد ﻓرﯾق دون ﻏﯾرﻩ ﺑﺈﻗرار ﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺟﻣﯾﻌﺎً ،ﺛم
ﯾﻧﺳب إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻗﯾم اﻻﻧﻔﺗﺎح واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣوار ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ُﯾﺗﻬم اﻵﺧرون
*
ﺑﺎﻟوﻗوع ﻓﻲ أﺳر “ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣؤاﻣرة”!
ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮذج ﻟﻠﻤﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺳﺎرﻋﺖ إﻟﻰ ﺗﻘﺮﯾﻆ اﻟﻔﯿﻠﻢ واﻟﺴﺨﺮﯾﺔ ﺑﻤﻨﺘﻘﺪﯾﮫ ،اﻧﻈﺮ :ﺑﺪرﯾﺔ اﻟﺒﺸﺮ ،اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد، *
١٢
"اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ" ..ﻣن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﻧﺎ ﻓﻬو ﺿدﻧﺎ!
ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف ﻋﺎم ،2007ﺗﻧﺎﻗﻠت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﺑﺄ ﺷروع ﻫوﻟﯾود ﺑﺗﺻوﯾر ﻓﯾﻠم
ﺿﺧم ﯾﺗﻌرض ﻟﻘﺿﯾﺔ "اﻹرﻫﺎب" ﺿد اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،وﻟﻔت ﻫذا
اﻟﺧﺑر أﻧظﺎر اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎً وأﻧﻬﺎ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻓﯾﻬﺎ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﻣرﻛزة.
ﺑﻌد أﻗل ﻣن أﺳﺑوﻋﯾن ﻣن ﻋرﺿﻪ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر 2007ﺑدأ ﻋرﺿﻪ
ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ُﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻌرض ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻛوﯾت واﻟﺑﺣرﯾن.
ﺣﻘق اﻟﻔﯾﻠم ﻋﺎﺋدات ﺿﺧﻣﺔ ﻣﻧذ اﻧطﻼﻗﻪ وظل ﻣدرﺟﺎً ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ أﻛﺛر اﻷﻓﻼم دﺧﻼً
ﻓﻲ ﺷﺑﺎك اﻟﺗذاﻛر اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻌدة أﺳﺎﺑﯾﻊ ،وﻗد ﯾﻌود ذﻟك إﻟﻰ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺣظﻲ ﺑﻬﺎ ،أو إﻟﻰ ﻣوﺟﺔ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت أوﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة،
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗواﺿﻊ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻔﯾﻠم ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻓﻼم اﻟﺣرﻛﺔ "اﻷﻛﺷن".
ﻗﺻﺔ اﻟﻔﯾﻠم
ﯾﺑدأ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻌرض وﺛﺎﺋﻘﻲ ﺟريء وﻏﯾر ﻣﺳﺑوق ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت
ﺻﻧﺎﻋﻪ ،ﻣﺑﺗدﺋﺎً ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻋﺎم 1932
اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﺳب رؤﯾﺔ ّ
ﻋﻠﻰ ﯾد "اﺑن ﺳﻌود" اﻟذي ﺳﯾطر ﻋﻠﻰ ﻣﻌظم أﻧﺣﺎء ﺷﺑﻪ اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدة
"اﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن اﻹﺳﻼﻣﯾﯾن اﻟوﻫﺎﺑﯾﯾن" ﺣﺳب اﻟﻔﯾﻠم ،واﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﺿد اﻟﻐرب وﯾرﯾدون
اﻟﻌودة ﺑﺎﻟزﻣن إﻟﻰ اﻟﻌﻬد اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﻪ اﻹﺳﻼم ﻣﻬدداً ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐرب .وأﺛﻧﺎء
اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺎء ﺑﻣﺳﺎﻋدة أﻣرﯾﻛﯾﺔ ُﻋﺛر ﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﻔط ،واﻟﺗﻲ
ﺳﻣﺢ اﻟﻣﻠك ﺑﺗﺻدﯾرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻐرب ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗراض اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻓﻲ ﺑﻼدﻩ.
ﻓﻲ ﻋﺎم ،1938أﻗﯾم أول اﺗﺣﺎد ﺑﯾن اﻟﺑﻠدﯾن ﻣﻊ ﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺔ اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
"أراﻣﻛو" ،وأﻗﯾم ﻣﺟﻣﻊ ﺳﻛﻧﻲ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت "اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
اﻟﺻﺎرﻣﺔ" ﺗطﺑﱠق ﺧﺎرج ﺣدودﻩ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﻌم ﺳﻛﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ.
١٢
ﺑﻘﻲ اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،وﺗدﻫورت ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺑﺳﺑب ﺣﯾﺎﺗﻬم
وﻛرد ﻋﻠﻰ اﻟدﻋم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟـ "إﺳراﺋﯾل"
اﻟﻣﺗرﻓﺔ ﻣﻣﺎ أﻓﻘدﻫم ﺛﻘﺔ "اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن اﻟدﯾﻧﯾﯾن"ّ .
ﻓﻲ ﺣرب ،1973ﻗﺎم "اﻟوﻫﺎﺑﯾون" ﺑﺎﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك ﻟﻣﻧﻊ ﺗﺻدﯾر اﻟﻧﻔط ،وﺗﺑﯾن
ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ أﻧﻬم ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻐرﺑﯾﯾن ،وﻗد أدى ﻫذا اﻟﺣظر إﻟﻰ إﻋﺎدة
اﻟﻣﺻدرﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
ّ اﻟﺗوازن ﺑﯾن
ﻓﻲ ﻋﺎم 1990اﺟﺗﺎح اﻟﻌراﻗﯾون اﻟﻛوﯾت ،وﻋرض "ﺑن ﻻدن" ﻋﻠﻰ ﺣﻛوﻣﺗﻪ اﺳﺗدﻋﺎء
"ﺟﯾﺷﻪ" ﻣن أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﻹﺧراج اﻟﻌراﻗﯾﯾن ﻣن اﻟﻛوﯾت ،وﻟﻛﻧﻬم ﻓﺿﻠوا اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻧﺻف
ﻣﻠﯾون ﺟﻧدي أﻣرﯾﻛﻲ ،ﻓﺑدأ "ﺑن ﻻدن" ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﺷﻐب ﺿد اﻟﺣﻛوﻣﺔ "ﻓﻲ اﻟﺷوارع
واﻟﻣﺳﺎﺟد" ،ﺛم ﺷرع ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻪ ﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﺧﻼل ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت.
اﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟطرﯾﻔﺔ ﻫﻲ أن ﻫذا اﻟﺗوﺗر اﻟﻘدﯾم واﻟﻌﻣﯾق ﯾﻘوم ﺑﯾن دوﻟﺗﯾن ﻫﻣﺎ :اﻟدوﻟﺔ
اﻷﻛﺛر إﻧﺗﺎﺟﺎً ﻟﻠﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺛر اﺳﺗﻬﻼﻛﺎً ﻟﻪ ..وﯾﺻل اﻟﺗوﺗر إﻟﻰ أﻗﺻﺎﻩ
ﻣﻊ ﻫﺟﻣﺎت ﺳﺑﺗﻣﺑر ،2001واﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺗﺳﻌﺔ ﻋﺷر ﺷﺎﺑﺎً ،ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻣﻧﻬم
ﻛﺎﻧوا ﺳﻌودﯾﯾن ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣول "ﺑن ﻻدن" إﻟﻰ "ﻗوة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ" ،ﻣﻊ ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻟﺳﻔراء
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺑذل ﻛل اﻟﺟﻬد ﻟﻣﻼﺣﻘﺗﻪ .
ﺑﻬذﻩ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻔﺟﺔ ﯾﻘدم اﻟﻔﯾﻠم درﺳﺎً اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎً ﻟﻔﻬم ﻗﺿﯾﺔ اﻹرﻫﺎب ﺑرﻣﺗﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ
ﺗوﺣﻲ ﺑﺄن ﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم ﺗﻠﻘوا ﻓﻧون اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ ﺧﻼل
وﺗؤول اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﺳﺑﻘﺔ ،ﻛﺈﻗﻧﺎع اﻟﻌﺎﻟم
ﺣﻛم ﺳﺗﺎﻟﯾن ،ﺣﯾث ُﯾزور اﻟﺗﺎرﯾﺦ ّ
رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﺧﻼل ﺣرب أﻛﺗوﺑر /ﺗﺷرﯾن ﻛﺎن ﺑﺿﻐط ﻣن "اﻟوﻫﺎﺑﯾﯾن"
ﺑﺄن َ
اﻟﺣﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻐرب وﻟﯾس ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻧﺳﯾق ﻋرﺑﻲ ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳر
اﻟﺟوي اﻟذي أﻗﺎﻣوﻩ ﻹﻣداد اﻟﺻﻬﺎﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﺳﻼح ،وأن أﺳﺎﻣﺔ ﺑن ﻻدن ﻛﺎن ﯾﻘود ﺟﯾﺷﺎً
ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﻧﺣو ﻣﻠﯾون ﺟﻧدي ﻋراﻗﻲ ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺧطب ﻓﻲ اﻟﺷوارع واﻟﻣﺳﺎﺟد
ﺿد أﻣن اﻟدوﻟﺔ ،واﻷﻫم ﻣن ذﻟك ﻛﻠﻪ ﻧﺳﺑﺔ ﻛل ﻣﺎ ﻧراﻩ ﻣن "إرﻫﺎب" إﻟﻰ ﻋﻘﯾدة
"اﻟوﻫﺎﺑﯾﯾن" اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا وﻣﺎ زاﻟوا ﯾرﯾدون اﻟﻌودة ﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ إﻟﻰ اﻟوراء ،دون اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ
أي ظﻠم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬم ﻣن اﻟﺧﺎرج!
*
ھﺬا اﻟﺴﺮد اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ھﻮ ﻧﻘﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻂ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﺑﮫ اﻟﻔﯿﻠﻢ.
١٢
اﻟﻣﺷﺎﻫد
ﺑﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺟدل؛ ﯾﺑدأ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ُ
واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻔﯾﻠم .ﻓﻔﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻧﺟد أﻧﻔﺳﻧﺎ أﻣﺎم ﺑطل اﻟﻔﯾﻠم "روﻧﺎﻟد
ﻓﻠوري" -وﻫو ﺿﺎﺑط أﺳود ﻓﻲ ﻣﻛﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻔدراﻟﻲ FBIوﯾﻘوم ﺑدورﻩ اﻟﻣﻣﺛل
ﺟﯾﻣﻲ ﻓوﻛس -واﻟذي ﯾﺷرح ﻟزﻣﻼء اﺑﻧﻪ اﻟﺻﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻛﯾف ﻛﺎن ﯾوم وﻻدة
اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺑﺎﻟﺗﻌﺎطف اﻟﻼزم ﻣﻊ
ﻫذا اﻟطﻔل ﻫو أﺳﻌد أﯾﺎم ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺷﻬد ﯾﺷﺣن ُ
اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻘدﺳون اﻟرواﺑط اﻷﺳرﯾﺔ .وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻧﺷﺎﻫد ﻣﺑﺎراة
ﺑﯾﺳﺑول ﺗﺟري داﺧل أﺳوار ﻣﺟﻣﻊ ﺳﻛﻧﻲ ﻣﺧﺻص ﻟﻸﻣرﯾﻛﯾﯾن وﺳط اﻟرﯾﺎض ،ﻣﻊ
ﻟﻘطﺎت أﺧرى ﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻠرواﺑط اﻷﺳرﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﻣﻊ ،ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ ﻟﻘطﺎت ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣﺳن )أﺑو ﺣﻣزة( وﻫو ﯾﺣﺗﺿن ﺣﻔﯾدﻩ اﻟﺻﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ
ّ ﻗﺎﺋد "اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ"
إﺣدى اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت اﻟﻣطﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﺳﻛﻧﻲ طﺎﻟﺑﺎً ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻋﺑر اﻟﻣﻧظﺎر ِّ
اﻟﻣﻘرب
ﻟﻠﺣدث اﻟذي ﺗﻘوم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ﺑﺗﺻوﯾرﻩ ،ﻟﺗرﺳﯾﺦ ﺻورة اﻟطﻔل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟذي
ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر.
ﻋﻧد ﻣدﺧل اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﺳﻛﻧﻲ اﻟﻣﺣﺻن ﺑﻌدة ﺣواﺟز أﻣﻧﯾﺔ ،ﯾﻧﺟﺢ اﺛﻧﺎن ﻣن أﻋﺿﺎء
اﻟﺧﻠﯾﺔ وﻫﻣﺎ ﯾرﺗدﯾﺎن ﻣﻼﺑس اﻟﺷرطﺔ ﺑﻘﺗل اﺛﻧﯾن ﻣن رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ وﺧطف ﺳﯾﺎرﺗﻬﻣﺎ،
ﺛم ﯾﻧﻘﺿﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﻛﺎن اﻟﻣﺟﻣﻊ وﯾﻔﺗﺢ أﺣدﻫﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻧﺎر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ .وﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻌم اﻟذﻋر واﻟﻔوﺿﻰ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ،ﯾﺻرخ أﺣد رﺟﺎل اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﻛرﯾن ﻓﻲ زي اﻟﺷرطﺔ
طﺎﻟﺑﺎً ﻣﻧﻬم اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﯾﻪ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬم ،ﺛم ﯾﻔﺟر ﻧﻔﺳﻪ ﺑﯾﻧﻬم ﻣﻊ ﺗردﯾد اﻟﺷﻬﺎدﺗﯾن.
ﯾﺗﺻل ﻣﺣﻘق أﻣرﯾﻛﻲ )ﻓراﻧك( ﯾﻌﻣل ﻓﻲ اﻟرﯾﺎض ﻣن ﻣوﻗﻊ اﻟﺣدث ﺑﺑطل اﻟﻔﯾﻠم
ﯾﻬم
"روﻧﺎﻟد" اﻟذي ﻣﺎ زال ﯾﻘص اﻟﻘﺻص ﻟﻠﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺻﻐﺎر ﻟﯾﺧﺑرﻩ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻋﻧدﻣﺎ ّ
اﻟﻣﺣﻘق "روﻧﺎﻟد" ﺑﻣﻐﺎدرة اﻟﻣدرﺳﺔ ﯾﻛﺗﺷف اﺑﻧﻪ اﻟﺻﻐﯾر ﺑﺳﻠﯾﻘﺗﻪ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ أن ﻫﻧﺎك
أﺷ ار اًر ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﯾﻧﺗظرون ﻣن ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﯾﻬم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟد )أﺑو ﺣﻣزة( ﯾﻣﺳك رأس
ﺣﻔﯾدﻩ اﻟﺻﻐﯾر وﯾﺟﺑرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﺟرﯾﻣﺔ .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺗﺷد اﻟﻣﺳﻌﻔون واﻟﻣﺣﻘﻘون ﻓﻲ
ﻓﯾﻧﺳف ﺑﻧﺎء ﻛﺎﻣل ﻣن
اﻟﻣﻛﺎنُ ،ﯾﻛﻣل اﻟﻣﺗطرﻓون ﺟرﯾﻣﺗﻬم ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻷﻛﺑرُ ،
وﯾﻘﺗل أﻛﺛر ﻣن ﻣﺋﺔ ﺿﺣﯾﺔ وﻣﻧﻬم اﻟﻌﻣﯾل ﻓراﻧك.
ﻋدة طواﺑقُ ،
١٢
ﯾﻧﺎﻗش ﻓرﯾق اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻬم ﻓﻲ اﻹف ﺑﻲ آي إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻟﻛن اﻟطﺑﯾﺑﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ "ﺟﺎﻧﯾت ﻣﺎﯾز" -اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﺟﻧﯾﻔر ﻏﺎرﻧر-
ﺗﺧﺑر اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺄن اﻟﺳﻠطﺎت ﻫﻧﺎك ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗدﺧل أي أﺣد ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﻔﺎظﺎً ﻋﻠﻰ
ﻫﯾﺑﺗﻬﺎ ،وﺑﻣﺎ أن ﻫﯾﺑﺗﻬﺎ ﺗﻌﻧﻲ اﺳﺗﻣرار ﺗدﻓق اﻟﻧﻔط ،وﻫذا ﻫو اﻷﻫم ،ﻓﺈﻧﻬم ﻟن ﯾذﻫﺑوا.
وﯾﻧﻬﻲ "روﻧﺎﻟد" اﻟﺧﻼف ﻣﻊ ﺗﻬدﯾدﻩ اﻟﺳﻔﯾر اﻟﺳﻌودي -اﻟﻣﻣﺛل رﻋد راوي -ﺑﻔﺿﺢ
ﺗورطﻪ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﺛﻼﺛﺔ "إرﻫﺎﺑﯾﯾن" ﻓﻲ ﺑوﺳطن* ،وﯾﺻل اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻔرﯾق
ﺑﺎﻟﺳﻔر إﻟﻰ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ طﺎﺋرة ﻋﺳﻛرﯾﺔ.
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻌودي ،ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻠواء ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك -اﻟﻣﻣﺛل ﻣﺣﻣود ﺳﻌﯾد -ﻣﻬﻣﺔ
وﯾﺗﻬم اﻟﻧﻘﯾب ﻫﯾﺛم -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن -ﺑﺎﻟﺗواطؤ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻷﻣرُ ،
ﻣﻊ اﻟﻣﺗطرﻓﯾن ،وﯾﺣﺎول اﻟﻠواء اﻧﺗزاع اﻋﺗراﻓﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌذﯾب ،وﻟﻛن اﻟﻌﻘﯾد ﻓﺎرس اﻟﻐﺎزي -
اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ أﺷرف ﺑرﻫومُ -ﯾظﻬر ﺑ ارءﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور.
وﺑﺗﻛﻠﯾف ﻣن اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﺑن ﺧﺎﻟد -وﻫو ﺷﺎب ﺻﻐﯾر اﻟﺳن وﯾﻠﻌب دورﻩ اﻟﻣﻣﺛل
ﻋﻣر ﺑردوﻧﻲ -ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﻣن اﻟﻔرﯾق اﻟﻘﺎدم ﻣن أﻣرﯾﻛﺎ،
واﻟذي ﯾﺿم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺣﻘق "روﻧﺎﻟد" اﻟطﺑﯾﺑﺔ "ﺟﺎﻧﯾت" وﺧﺑﯾر اﻟﻣﺗﻔﺟرات "ﺟراﻧت
ﺳﯾﻛس" وﺧﺑﯾر اﻟﻛوﻣﺑﯾوﺗر "آدم ﻟﯾﻔت" ،وﻟﻛن اﻟﺳﻌودﯾﯾن ﯾرﻓﺿون اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻔرﯾق،
ﻓﯾطﻠب "روﻧﺎﻟد" ﻣن اﻷﻣﯾر اﻟﻣزﯾد ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺣرك وﯾﺄﺗﻲ اﻟﺟواب ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ.
ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﯾﺻطﺣب اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي اﻟﻣﺣﻘق روﻧﺎﻟد ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﻣﺗطرف ﺗﺎﺋب ﻛﺎن
ﯾﻌﻣل ﻣﻊ "أﺳﺎﻣﺔ ﺑن ﻻدن" ﺷﺧﺻﯾﺎً ،وﻫو رﺟل ﻣﺳن وﯾدﻋﻰ "ﻋز اﻟدﯾن" -اﻟﻣﻣﺛل
"اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" ﯾوري ﻏﺎﺑرﯾﯾل! -وﻗد اﻧﺗﻬﻰ ﺑﻪ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻟﻠﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗطرﻓﯾن .وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣوار ﯾﻛﺷف ﻋز اﻟدﯾن ﻋن إﺻﺑﻌﯾن
ﻣﻔﻘودﯾن ﻣن أﺻﺎﺑﻊ ﯾدﻩ اﻟﯾﻣﻧﻰ ،وﯾﺧﺑرﻫﻣﺎ ﺑﺄن ﻛل ﻣن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺗﻔﺟرات
ﺳﯾﻔﻘد ﺣﺗﻣﺎً ﺑﻌض أﺻﺎﺑﻌﻪ ،ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ "أﺑو ﺣﻣزة".
وﯾﺧطف "ﺳﯾﻛس" ،ﻟﺗﺑدأ ﻣﻊ ﺗطور اﻷﺣداث ﯾﺷﺗﺑك اﻟﻔرﯾق ﻣﻊ ﻋﺻﺎﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺗطرﻓﯾن ُ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣطﺎردة ﻹﻧﻘﺎذﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﻘود اﻟﻔرﯾق إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳوﯾدي ،وﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺻرخ اﻟﻌﻘﯾد
وھﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬي ﻓﺘﺢ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2002ﺣﻮل ﺗﺤﻮﯾﻞ زوﺟﺔ اﻟﺴﻔﯿﺮ اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﻤﺎل إﻟﻰ *
١٢
ﻏﺎزي :ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻧﺎ أن ﻧﻛون ﻫﻧﺎ! وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌرض اﻟﻔرﯾق ﻟواﺑل ﻣن اﻟرﺻﺎص
وﻗذاﺋف اﻵر ﺑﻲ ﺟﯾﻪ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟﻬﺎت إﻻ أﻧﻪ ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻗﺗل اﻟﺟﻣﯾﻊ دون أن
ُﯾﺧدش! ..وﻫو ﻣﺷﻬد ﻣﺄﻟوف ﻓﻲ أﻓﻼم ﻫوﻟﯾود ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺳﺎﻗط "اﻹرﻫﺎﺑﯾون" ﺑﺛﯾﺎﺑﻬم
اﻟﻌرﺑﯾﺔ وأﺳﻠﺣﺗﻬم اﻵﻟﯾﺔ وﻧﺟدﻩ ﻓﻲ أﻓﻼم ﻛﺛﯾرة ﻣﺛل " "Cast a giant shadowﻓﻲ
اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،و" "Death before dishonorﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،و" "True Liesﻓﻲ
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،وﻟﻛن اﻟﻔﺎرق اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻫو أن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب ﺑﺎﺗوا ﯾﺷﺎرﻛون
ﻓﻲ ﺻﯾد "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن" إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن و"اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن".
ﺑﻌد ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻣﻬﺎﺟﻣﯾن ،ﺗﻧﺟﺢ اﻟطﺑﯾﺑﺔ اﻟﻣﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ زﻣﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ
اﻷﺧﯾرة ﻗﺑل أن ُﯾذﺑﺢ أﻣﺎم اﻟﻛﺎﻣﯾرا ،وﯾﺳﺗﻐرق ﻗﺗل اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻌﺻﺎﺑﺔ اﻟﻛﺛﯾر
اﻟﻣﺷﺎﻫد وﻗﺗﺎً ﯾﺳﻣﺢ ﺑرﺑط ﺻورة وﺟﻬﻪ اﻟﻣﻠﺗﺣﻲ ﺑﺎﻟﺑﺷﺎﻋﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ.
ﻣن اﻟﺟﻬد ﻟﯾﺄﺧذ ُ
وﻗﺑل أن ﯾﻬم اﻟﻔرﯾق ﺑﺎﻟﺧروج ﻣن اﻟﻣﻧطﻘﺔ إﺛر ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﺗدﺧل اﻟطﺑﯾﺑﺔ إﺣدى
اﻟﺷﻘق ﻟﺗﻌﺗذر ﻣن طﻔﻠﺔ أﻓزﻋﺗﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺧطﺄ .وﻗﺑل أن ﻧﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﻧﺳﺎء وأطﻔﺎل وﺷﯾﺦ ﻋﺟوز ،ﻧﻛﺗﺷف أﻧﻧﺎ أﺧﯾ اًر أﻣﺎم رﺋﯾس اﻟﻌﺻﺎﺑﺔ "أﺑو
ﺣﻣزة" ﺑﺛوﺑﻪ اﻷﺑﯾض وﻟﺣﯾﺗﻪ اﻟﺑﯾﺿﺎء ووﺟﻬﻪ اﻟوﻗور ،وﻣﺎ أن ﯾﻛﺗﺷف اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟرﺟل ﻣن أﺻﺎﺑﻌﻪ اﻟﻣﺑﺗورة ،ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم ﺣﻔﯾدﻩ اﻟﻣراﻫق ﺑﺈطﻼق اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ رأس
وﯾﺳﻠم اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي اﻟروح ﺳﻌﯾداً ﺑﺎﻻﻧﺗﺻﺎر وﻫو ﻓﻲ
وﺟدﻩُ ،
اﻟﻌﻘﯾد ،ﺛم ُﯾﻘﺗل اﻟﻔﺗﻰ ّ
أﺣﺿﺎن ﺻدﯾﻘﻪ اﻟﻣﺣﻘق روﻧﺎﻟد.
١٢
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟﻌرض ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول .وﺳﻧﻛﺗﻔﻲ ﻫﻧﺎ ﺑﺳرد ﺑﻌض
اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣوﺟﻬﺔ واﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ،ﻣﻊ ﺗﺣﻠﯾل ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج.
ﯾﻘدم اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻌظم اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻫوﻟﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض
ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﺧﺻوﺻﺎً ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص .ﻓﻣﺎ
أن ﺗﺣط طﺎﺋرة اﻟﻔرﯾق ﻓﻲ "ﻗﺎﻋدة اﻷﻣﯾر ﺳﻠطﺎن" وﺗُطﻠب ﺟوازات ﺳﻔرﻫم ،ﺣﺗﻰ
ﯾﻼﺣظ أﺣد اﻟﺿﺑﺎط وﺟود ﺧﺗم "إﺳراﺋﯾﻠﻲ" ﻓﻲ إﺷﺎرة ﺳرﯾﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ -أو
ﻟﻧﻘل "اﻟذﻋر اﻟﻌرﺑﻲ" -اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗرﺿﻲ ﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ .وﻋﻧدﻣﺎ
ُ
ﯾﺻل اﻟﻔرﯾق إﻟﻰ ﻣﺳرح اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺗﺗوﺟﻪ اﻟﻛﺎﻣﯾ ار إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ أﺛﻧﺎء
أداﺋﻬم ﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺿﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻠﻘطﺎت اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷﺎﻫد
ﺑﺑﺷﺎﻋﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ .وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺷﻬد ،ﯾﻠﺗﻔت أﺣد اﻟﺿﺑﺎط اﻟﺳﻌودﯾﯾن إﻟﻰ اﻟﻧﻘﯾب ﻫﯾﺛم
اﻟﻣﻛﻠﱠف ﺑﺣراﺳﺔ اﻟﻔرﯾق اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وﯾﻘول ﻟﻪ ﺳﺎﺧ اًر" :ﻫل أﻧت ﻣﺳﺗﻌد ﻟﻠﻣوت وأﻧت
ﺗداﻓﻊ ﻋن ﻋدوك؟" ،ﺛم ﺗدور اﻟﻌدﺳﺔ ﻣﺟدداً ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷرطﺔ اﻟذﯾن ﯾؤدون اﻟﺻﻼة!
ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻟذي ﯾﻠﯾﻪ ،ﯾﻘوم اﻷﻣﯾر أﺣﻣد ﺑزﯾﺎرة اﻟﻔرﯾق ﻓﻲ ﻣﺳرح اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻠﻣرة
اﻷوﻟﻰ ،وﯾﺳﺎرع أﺣد ﻣراﻓﻘﻲ اﻷﻣﯾر ﻟوﺿﻊ ﻋﺑﺎءة رﺟﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺳد اﻟطﺑﯾﺑﺔ "ﺟﺎﻧﯾت"
ﻹﺧﻔﺎء ﺻدرﻫﺎ اﻟﺑﺎرز ﻓﻲ ﻣﺷﻬد ﯾﺛﯾر اﺳﺗﯾﺎء اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻣﺗﺣررة وﺳﺧرﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻓﻲ
اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ .وﻓﻲ ﻣﺷﻬد آﺧر ﯾﺧﺑر اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي اﻟﻣﺣﻘق روﻧﺎﻟد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺣﯾﺎء ﻋدم
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺻطﺣﺎب اﻟطﺑﯾﺑﺔ ﻣﻌﻬم إﻟﻰ اﻟوﻟﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺻر اﻷﻣﯾر ﻷﻧﻬﺎ دﻋوة ﻟﻠرﺟﺎل
ﻓﻘط ،ﻗﺎﺋﻼً :أﻧت ﺗﻌرف اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ،ﻓﯾﺗرك اﻟﻣﺣﻘق ﻫذا اﻷﻣر ﻟﻠﻌﻘﯾد ﻛﻲ ﯾﺣرﺟﻪ ،ﻓﺗﺗﻣﻛن
ﻣﻧﻪ ﻋﻘدة اﻟﻧﻘص وﯾﺧﺟل ﻣن إﺧﺑﺎر اﻟطﺑﯾﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣر ،ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗﻬﺎﻓت ﺗﻠك اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد
وﺿﻌف ﺛﻘﺔ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم.
أﻣﺎ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌب اﻟﺳﻌودي -وﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﺎﻣﺔ -ﻓﺗﺟد ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم
ﻣﺷﺎﻫد اﻟﻔﯾﻠم ،وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺷﻬد رﺣﻠﺔ اﻟﻔرﯾق اﻟﺑرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أطراف اﻟرﯾﺎض ﺣﯾث
ﻼ ﯾﺻﻠﻲ ﺑﺟﺎﻧب ﺳﯾﺎرﺗﻪ ﻋﻠﻰ طرف اﻟطرﯾق
ﺗﻼﺣق اﻟﻛﺎﻣﯾ ار ﻋدداً ﻣن اﻟﺟﻣﺎل ورﺟ ً
اﻟﺻﺣراوي ﻓﻲ ﻋدة ﻟﻘطﺎت ﺧﺎرج ﺳﯾﺎق اﻟﺣدث .وﻓﻲ ﻣﺷﻬد آﺧر؛ ﺗﺣﺎول اﻟطﺑﯾﺑﺔ
"ﺟﺎﻧﯾت" ﺗﺷرﯾﺢ ﺟﺛﺔ أﺣد ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﺗﻔﺟﯾر ﻓﯾﺻرخ اﻟﺷرطﻲ اﻟﻣﺗﻌﺻب ﺑﺄﺳﻠوب
ﻫﻣﺟﻲ" :ﻻ ..ﺣرام ..ﻫذا ﺷﺎب ﻣﺳﻠم".
١٢
اﻟﻣﺷﺎﻫد
وﯾﺑدو واﺿﺣﺎً ﺣرص ﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾﻊ ﺑﻌض رﺳﺎﺋﻠﻬم اﻟﺧﻔﯾﺔ ﺑﯾن َ
دون ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ،أو طرﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ ﺑﻌض اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت دون اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،إذ
ﯾﺻرخ أﺣد ﺳﻛﺎن اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﺳﻛﻧﻲ -ﺑﻌد ﻣﻘﺗل زوﺟﺗﻪ -ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻌﻘﯾد اﻟﺳﻌودي
ﻗﺎﺋﻼً" :ﻫل ﻫذا ﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ اﻟﻧﺑﻲ ﻣﺣﻣد ..ﻫل ﻫذا ﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ ﷲ؟ ..ﻫل ﯾﺣب ﷲ أوﻻدﻛم
أﻛﺛر ﻣن أوﻻدي؟ ﻫل ﯾﺣب ﷲ زوﺟﺗك أﻛﺛر ﻣن زوﺟﺗﻲ؟" ،ﺛم ﯾﺳﻣﺢ اﻟﻣﺧرج ﻟﻠﻣﺣﻘق
"روﻧﺎﻟد" ﺑﻠﻌب دور اﻟﻣﻬدئ ﻟﻼﺣﺗﻘﺎن واﻟذي ﯾﻌﺟز ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋن ﻣﻧﻊ وﺻول ﻫذﻩ
اﻟرﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ أﺳﻣﺎع اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
رﺳﺎﻟﺔ أﺧرى أﻛﺛر ﺧﺑﺛﺎً ﻧﺳﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن اﻟﻣﺣﻘق "ﺳﯾﻛس" -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﯾﻬودي ﻛرﯾس
ﻛوﺑر -ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺳك ﻓﻲ ﻣﺷﻬد ﺧﺎرج ﻋن اﻟﺳﯾﺎق ﺑﻧﺳﺧﺔ إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻣن اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم،
وﯾﺳﺄل زﻣﻼءﻩ" :ﻛم ﻋدد اﻟﻌذارى -أي اﻟﺣور اﻟﻌﯾن -اﻟذﯾن ﺳﺗﺣظﻰ ﺑﻬن ﺑﻌد ﻫذﻩ
اﻟﺣﯾﺎة اﻟدﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اﺗﺑﺎﻋك ﻟﻣﺎ ﯾؤﻣن ﺑﻪ اﻟﻣﺗﻌﺻﺑون؟" ،وﺗﺟﯾب "ﺟﺎﻧﯾت" ﻋﻠﻰ
اﻟﻔور :ﺳﺑﻌون ،ﻓﯾرد ﻋﻠﯾﻬﺎ "ﺳﯾﻛس" :إﺟﺎﺑﺔ ﺧﺎطﺋﺔ .وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻣﺷﻬد دون ﺗﻌﻠﯾق أو
ﻟﻠﻣﺷﺎﻫد ﻛﻲ ﯾﺗوﻗﻊ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﺳﺑﻪ ،وﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻌطﻲ
ﺗﺻوﯾب ،ﻣﻊ ﺗرك اﻷﻣر ُ
ﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم ﻫﺎﻣﺷﺎً ﻻدﻋﺎء اﻟﺑراءة.
أﻣﺎ ﻣﺷﻬد اﻟﻣطﺎردة اﻟذي ﯾﻘود اﻟﻔرﯾق إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳوﯾدي ﻓﻲ وﺳط اﻟرﯾﺎض ﻓﯾﺿم
ﻟﻠﻣﺷﺎﻫد دﻓﻌﺔ واﺣدة،
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﻟﺗﺻب ﻓﻲ اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺎطن ُ
وﯾﺑدأ اﻟﻣﺷﻬد ﺑﺗﻧﻣﯾط اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺗﻣﻬﯾداً ﻟﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﻠن اﻟطﺑﯾﺑﺔ "ﺟﺎﻧﯾت":
"اﻟﺳوﯾدي ﻫو ﻣﻌﻘل ﻣﺷﻬور ﻟﻠﻣﺳﻠﺣﯾن وﻣرﻛز ﻟﺗﺟﻧﯾد اﻟﻘﺎﻋدة" ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﻫذا "اﻟﻣﻌﻘل
اﻟﻣﺷﻬور" ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن أي ﺣﻲ ﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ وﺳط اﻟرﯾﺎض ،وﻟﻛن رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﺗﺳﺗﻠزم
ﺷﯾطﻧﺗﻪ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ ﺗﺻوﯾر أﺣﯾﺎء "ﻫﺎرﻟم" و"ﺑروﻧﻛس" ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ﻋﻧد
ﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ ﻟﻠﺳود ،ﻟذا ﯾﺗﺣول ﺣﻲ اﻟﺳوﯾدي ﻓﺟﺄة إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ أﺣﯾﺎء ﻋﺻﺎﺑﺎت اﻟﻣﺧدرات
ﻓﻲ ﺳﺎو ﺑﺎوﻟو!* وﺗُﻣﻸ اﻷﺣداث ﺳﻣﻌﯾﺎً وﺑﺻرﯾﺎً ﺑﺎﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻧﺳﺎء اﻟﻣﻧﻘﺑﺎت
واﻟرﺟﺎل اﻟﻣﻠﺗﺣﯾن واﻟﻣﺂذن اﻟﻣرددة ﻷﺻوات اﻟﺗﻛﺑﯾر.
رﺑﻤﺎ ﺟﺎء اﺧﺘﯿﺎر ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻘﺼﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯿﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﯿﮫ ﺑﯿﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻷﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدي وأﻋﻀﺎء ﻓﻲ *
ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ،2004وﻟﻜﻦ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت أﺧﺮى ﺟﺮت ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ أﺣﯿﺎء اﻟﺮﯾﺎض وﻟﯿﺲ ھﻨﺎك ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻨﻤﯿﻂ أي ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ھﺬا اﻟﻨﺤﻮ!
١٢
وﯾﺗﻛرر اﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻫد اﻟﻣداﻫﻣﺔ ،ﺑدءاً ﺑﺎﻵﯾﺎت اﻟﻘرآﻧﯾﺔ وﺳﺟﺎﺟﯾد اﻟﺻﻼة
اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾطﺎن ،ووﺻوﻻً إﻟﻰ ﺑﺷﺎﻋﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﻠﺛﻣﯾن وﺻوﺗﻬم اﻟﻣرﻋب ﻓﻲ
ﻗراءة اﻟﺑﯾﺎن ﻗﺑل ذﺑﺢ اﻟرﻫﯾﻧﺔ" :ﻟﻘد ﺗم اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﺞ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وﺳوف ﯾﻠﻘﻰ
ﺟزاءﻩ ﺑﺎﻟذﺑﺢ ﺑﺎﻟﺳﻛﯾن ،وذﻟك ﻟﺗﻌﺎوﻧﻬم ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل ﺑﻐﯾﺔ اﻹﻓﺳﺎد ﻓﻲ اﻷرض وﻣﺣﺎرﺑﺔ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن".
وﯾﺧﺗم اﻟﻔﯾﻠم
ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻷﺧﯾر ،ﯾﻌود اﻟﻔرﯾق اﻟﻣﻧﺗﺷﻲ ﺑﺎﻟﻧﺻر إﻟﻰ اﻹف ﺑﻲ آيُ ،
ﺑﻣﺣﺎدﺛﺗﯾن ﺗﺟرﯾﺎن ﻓﻲ وﻗت واﺣد ،ﻓﻲ ﻛل ﻣن واﺷﻧطن واﻟرﯾﺎض.
ﻓﻔﻲ اﻷوﻟﻰ ﯾﺳﺄل أﺣدﻫم "روﻧﺎﻟد" ﻋن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻫﻣس ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أذن "ﺟﺎﻧﯾت"
ﻟﻣواﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﻠﻣت ﺑﻣﻘﺗل ﺻدﯾﻘﻬﺎ اﻟﻌزﯾز "ﻓراﻧك" ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺟدﻩ ﻓﻲ
ﺗﺳﺄل اﺑﻧﺔ اﻟﺷﯾﺦ "أﺑو ﺣﻣزة" اﺑن أﺧﯾﻬﺎ اﻟﺻﻐﯾر ﻋن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻫﻣس ﺑﻬﺎ ّ
أذﻧﻪ وﻫو ﻓﻲ اﻟﻧزع اﻷﺧﯾر .وﯾﺄﺗﻲ اﻟﺟواب واﺣداً ﻣن "روﻧﺎﻟد" وﺣﻔﯾد "أﺑو ﺣﻣزة":
"ﺳﻧﻘﺗﻠﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎً" ،ﺛم ﺗﻐوص اﻟﻛﺎﻣﯾ ار ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ اﻟطﻔل اﻟﺑريء ،واﻟﻣﻔﺟوع ﺑﻔﻘد ﺟدﻩ
أﻣﺎم ﻋﯾﻧﯾﻪ .إﻧﻬﺎ ﻧﺷوة اﻟﻧﺻر ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟوﻋد اﻟذي ﻗطﻌﻪ "روﻧﺎﻟد" ،وﻟﻛﻧﻪ ﻧﺻر
**
ﻣﻧﻘوص ،ﻓﻘد ﻣﺎت اﻟﺷﯾطﺎن ﺣﻘﺎً ،وﻟﻛن ﺳﻼﻟﺗﻪ ﻟن ﺗﻣوت ،وﺳﺗﺑﻘﻰ اﻟﺣرب ﻗﺎﺋﻣﺔ!
ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ اﻟﺨﻄﻮرة ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮار وﺟﻮد اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻛﺄﻓﺮاد ﯾﺨﻀﻌﻮن ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﺳﺮي ،ﺑﻞ ﯾُﻌﺰى * *
اﻟﺨﻄﺮ أﯾﻀﺎ ً إﻟﻰ ﺗﻌﺎطﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻌﻮدي وﺑﻌﺾ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﻔﻜﺮ ،وإﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﻮرط اﻟﺴﻔﯿﺮ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ.
١٢
اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﺑر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ ﻟﻠطﺑﯾﺑﺔ اﻟﻣﺟﻧدة "ﺟﺎﻧﯾت" ﺑﺈﺧﻔﺎء ﺳﻼﺣﻬﺎ
ﻋن ﻋﯾن اﻟطﻔﻠﺔ واﻟﻣﺳﺎرﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﻠوى واﻻﻋﺗذار.
وﯾﺳﺗﻣر اﻟﺗﻧﻣﯾط اﻟﺧﻔﻲ ﻣﻊ ﺗﺣول اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻣﺳﺎﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺳﺗﺟدي اﻟرﺣﻣﺔ إﻟﻰ
وﻛر ﻟﻺرﻫﺎب ،ﻓﯾﻧطﻠق اﻟﻣوت اﻟﻣﺑﺎﻏت ﻣن ﻣﺳدس اﻟﻔﺗﻰ اﻟﻣراﻫق دون ﻣﺑرر ،ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﯾﻔوت
ﻻ ُﯾﻘﺗل اﻟﻔﺗﻰ ﺑﺎﻟرﺻﺎص اﻷﻣرﯾﻛﻲ إﻻ ﺑﻌد ﺷروﻋﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻗﺗل أﺧرى ،وﻻ ّ
اﻟﻔﯾﻠم ﻓرﺻﺔ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣﺟدداً ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺑذل "ﺟﺎﻧﯾت" ﺟﻬدﻫﺎ
ﻹﺳﻌﺎﻓﻪ.
وﯾﺳﺗﻣر اﻟﺗﻧﻣﯾط ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻷطﻔﺎل اﻟﻘﺗﻠﺔ واﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺣﺟﺑﺎت إﻟﻰ اﻟﺷﯾﺦ اﻟوﻗور
اﻟﻌﺎﺟز ﻋن اﻟﺣرﻛﺔ واﻟذي ﯾﺧﻔﻲ ﺗﺣت ﻋﺟزﻩ وﻟﺣﯾﺗﻪ اﻟﺑﯾﺿﺎء ﺣﻘﯾﻘﺔ إﺟراﻣﻪ ،ﻟﻧﻛﺗﺷف
ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ أن أﻛﺛر اﻷﺳر اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ إﻗﻧﺎﻋﺎً ﻟﻧﺎ ﻓﻲ ظﺎﻫرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠم واﻟرﻓق ﻫﻲ أﺷدﻫﺎ
ﻋﻧﻔﺎً ٕواﺟراﻣﺎً ،وﺳﺗُﺑرر ﺑذﻟك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣداﻫﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻌرﺿﻬﺎ
ﻧﺷرات اﻷﺧﺑﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﻌراق وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن وﻓﻠﺳطﯾن اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ.
اﻟﺿرﯾﺑﺔ!
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻫم ﻣن أﻛﺛر اﻟﺷﻌوب ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣن اﻻﺿطﻬﺎد واﻟﻔﻘر واﻟﺗﺧﻠف،
ﻓﺈن ﻣﻌظﻣﻬم ﯾدرك أن اﻟﺗطرف واﻟﺗﻔﺟﯾر اﻟﻌﺷواﺋﻲ وﺧطف اﻷﺑرﯾﺎء وﻗﺗﻠﻬم ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ
ﺟراﺋم ﻻ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم وﻻ إﻟﻰ أي دﯾن ﯾﺣﺗرم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وأن ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم ﻻ ﯾﻣﻛن
أن ﺗﺣل ﺑﺗﻠك اﻟطرﯾﻘﺔ ،ﻟذا ﻓﺈن إﺣﺻﺎءات اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ
إرﻫﺎﺑﯾﺔ واﺣدة ﻣن ﺑﯾن ﻛل ﺧﻣﺳﻣﺋﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎً ﺗﻌود إﻟﻰ ﻣﺗطرﻓﯾن إﺳﻼﻣﯾﯾن ،٦٣وﻟﻛن
ﻫوﻟﯾود ﻣﺎ ﺗزال ﻣﺻرة ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻬﺎز ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗُذﻛر ﻟﺗﺿﺧﯾم ﺧطر
اﻹﺳﻼم وﺷﯾطﻧﺗﻪ ،دون اﻻﻛﺗراث إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ ﺑﻣﻧظور
ﺳطﺣﻲ وﺳﺎذج ﻟن ﯾﻔﺿﻲ إﻻ إﻟﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌﻧف ،ﻓﺗﺣﻘﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺗﺑرﺋﺔ اﻟﺑطل
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﻌراق وﻏﯾرﻫﺎ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ أﻣور ﺗزﯾد ﻣن اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط واﻟﻌﺟز ،وﺗﻧﻣﻲ ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺗﺣﻣس اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم.
ﺟراﻫﺎم ﻓوﻟر ،ﻣﺎذا ﻟو ﻟم ﯾظﻬر اﻹﺳﻼم ،ﺗرﺟﻣﺔ أﺣﻣد ﻋز اﻟﻌرب ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة2008 ، ٦٣
١٣
واﻟﺳؤال ﻫﻧﺎ :إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﯾﻧﺎﻗش ﺧط اًر ﺣﻘﯾﻘﯾﺎً وﻏﯾر ﻣﺻطﻧﻌﺎً ﻓﻠﻣﺎذا إذن ﻻ
ﺑدء ﻣن اﺑنﺗُﺻور اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ؟ إذ ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﺻورة ﺑرﯾﺋﺔ ﻟﻸطﻔﺎل اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ً
اﻟﻣﺣﻘق "روﻧﺎﻟد" ﺛم اﺑن اﻟﻣﺣﻘق "ﻓراﻧك" اﻟذي ﻗﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺟﯾر ،وﻣرو اًر ﺑﺎﻷطﻔﺎل
اﻟذﯾن ﺗﻌرﺿوا ﻟﻸذى ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﺳﻛﻧﻲ ،أﻣﺎ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﺈﻣﺎ أن
ﯾﻛوﻧوا أﺑرﯾﺎء ﻛﺄوﻻد اﻟﻌﻘﯾد ﻏﺎزي اﻟﻣﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ،أو أﺑﻧﺎء ﻋواﺋل ﻣﺗطرﻓﺔ
ﻓﯾﻣﺎرﺳون اﻟﻘﺗل أو ﯾﺣﻣﻠون ﻟواء اﻟﻌﻧف ﻛﺣﻔﯾد "أﺑو ﺣﻣزة".
ﻻ ﺷك ﻓﻲ أﻧﻧﺎ ﻧﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن ﺗﺿرروا ﻣن اﻹرﻫﺎب ،وﻟﻛﻧﻧﺎ
وﻛﺎﺑل
ﻟم َﻧر ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻫوﻟﯾود ﻛﻠﻪ ﻟﻘطﺔ واﺣدة ﻷطﻔﺎل دﯾر ﯾﺎﺳﯾن وﺻﺑ ار وﺷﺎﺗﯾﻼ ُ
واﻟﻔﻠوﺟﺔ وﺟﻧﯾن وﺑﯾروت وﻏزة .وﻻ ﺷك أﯾﺿﺎً ﻓﻲ أﻧﻧﺎ ﻧﺗﺄﻟم ﻟﻣﻘﺗل زوﺟﺔ ذاك اﻷﻣرﯾﻛﻲ
اﻟﻐﺎﺿب ،وﻟﻛﻧﺎ ﻻ ﻧﻛﺎد ﻧﻌﺛر ﻓﻲ أرﺷﯾف ﻫوﻟﯾود ﻋﻠﻰ ﻗﺻص ﻟﻧﺳﺎء ﻣﺣﺟﺑﺎت ﺗﻧﺗﻬك
أﻋراﺿﻬن وﯾذﺑﺣن أﻣﺎم ﻋﯾون رﺟﺎﻟﻬن وﻓﻲ وﺳط ﺑﯾوﺗﻬن .
ﻟذا وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺿرورة إداﻧﺔ اﻹرﻫﺎب وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ واﻟﺗﺑرؤ ﻣﻧﻪ ﻓﺈن اﻟﻌدل ﻟن ﯾﺗم ﻣﺎ ﻟم
ﻓﺳﯾﻧظر ﺑﻌﯾن اﻟﺷك إﻟﻰ ﻛل
وﯾدان اﻟﻣﺧطﺋون ﻣن اﻟطرﻓﯾنٕ ،واﻻ ُ
ﺗﻛﺗﻣل اﻟﺻورة ُ
ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻌرب ﻓﻲ أﻓﻼم ﻛﻬذﻩ طﺎﻟﻣﺎ اﻗﺗﺻر اﻟطرح ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ واﺣدةٕ .واذا
ﻛﻧﺎ ﻧﺷﯾد ﺑﺟﻬود اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﺳﻌودي ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم )أﺣﻣد اﻹﺑراﻫﯾم( ﻓﻲ إﺟراء اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﻏض اﻟطرف ﻋﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن إﺳﺎءة وﺻور
ﻧﻣطﯾﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻹﺳﻼم وﺣﯾﺎة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﯾوﻣﯾﺔ* ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﺳﺎﻫل ﻣﻊ ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب و"إﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم ﻛﻬذا وﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻫد
ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻓﺣﺔ واﻟﻣودة ﻛﺎﻟذي ﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ أﺷرف ﺑرﻫوم
و"اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" "ﯾوري ﺟﺎﺑرﯾﯾل"!
*
ﻟﻌﻞ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻮﺣﯿﺪ ھﻮ ﻓﯿﻠﻢ " "Redactedاﻟﺬي أﺧﺮﺟﮫ "ﺑﺮاﯾﺎن دي ﺑﺎﻟﻤﺎ" ﻋﺎم 2007وﺗﻢ رﻓﻀﮫ ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد ،ﺑﻞ وﻣﻨﻊ
ﻣﻦ اﻟﻌﺮض ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺎﻻت اﻟﻌﺮض اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ ﻣﻨﺘﺞ اﻟﻔﯿﻠﻢ!
*
ذﻛﺮ اﻟﺴﯿﺪ أﺣﻤﺪ اﻹﺑﺮاھﯿﻢ أﻧﮫ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﯾﻞ %90ﻣﻦ ﻣﺸﺎھﺪ اﻟﻔﯿﻠﻢ ،ﻣﻤﺎ ﯾﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن ﺣﺠﻢ اﻹﺳﺎءة اﻟﮭﺎﺋﻞ
ً
اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻘﺮرا ﻓﻲ اﻟﺴﯿﻨﺎرﯾﻮ اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ! ]ﻓﻲ ﺣﻮار ﻧﺸﺮﺗﮫ ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﺮﯾﺎض ،اﻟﺨﻤﯿﺲ 24ﺷﻌﺒﺎن 1428ھـ 6 -ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ
2007م -اﻟﻌﺪد ،[14318ﻋﻠﻤﺎ ً ﺑﺄن اﻹﺑﺮاھﯿﻢ "ﻻ ﯾﺮى أن اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﮫ اﻟﺬي ﻋﺮض ﺑﮫ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻷﻣﺮ ﺳﻠﺒﯿﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق" ]ﻓﻲ
ﺣﻮار ﻧﺸﺮﺗﮫ ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﺠﻤﻌـﺔ 14ﺷـﻮال 1428ھـ 26أﻛﺘﻮﺑﺮ 2007اﻟﻌﺪد ،[10559وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﻤﺘﻠﺊ ﺑﮫ اﻟﻔﯿﻠﻢ
ﻣﻦ إﺳﺎءات ﺳﺒﻖ ﻟﻨﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻧﻤﺎذج ﻣﻨﮭﺎ!
١٣
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺗﻘل ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ اﻟﺷرق
ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود -وﻓﻲ ﻣراﻛز اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻷورﺑﯾﺔ أﯾﺿﺎً -ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ
اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣواﻗﻊ اﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ أﻧﺣﺎء ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻣﻧﺎطق ﺟﻐراﻓﯾﺔ
ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﻣﻧﺎﺧﻬﺎ وﻋﻣﺎرﺗﻬﺎ وﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺷروط ﺑﻌض اﻷﻓﻼم.
وﺑﻣﺎ أن ﻋدداً ﻛﺑﯾ اًر ﻣن اﻷﻓﻼم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻷورﺑﯾﺔ ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق
ﺻﺣراوﯾﺔ وأراض ﺷﺎﺳﻌﺔ ،أو ﻓﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﺗﻘﺎء اﻟﺻﺣراء ﺑﺎﻟواﺣﺎت اﻟﺧﺿراء واﻟﺟﺑﺎل
اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺳوﻫﺎ اﻟﺛﻠوج ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﻘﺻص اﻟﺗﻲ ﺗدور ﻓﻲ ﻣدن وﻗرى ﻋرﺑﯾﺔ أو "ﺷرق
أوﺳطﯾﺔ" ،ﻓﻘد وﺟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺧرﺟﯾن ﺿﺎﻟﺗﻬم ﻣﻧذ ﻧﺷﺄة اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ أرض اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت ﻗﺑﻠﺔ ﻟﺻﺎﻧﻌﻲ اﻷﻓﻼم ﻣن ﺷﺗﻰ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم وﻋﻠﻰ ﻣدار
اﻟﺳﻧﺔ .وﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،ﺑدأت ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﺧرى ﺑﺗﻘدﯾم ﻋروﺿﻬﺎ
ﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻷﻓﻼم ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ ،ﻓﻧﺷطت ﺗﻠك اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻛل ﻣن
ﺗوﻧس واﻷردن ،وﻣؤﺧ اًر ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة.
١٣
ﻫذﻩ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ واﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺟذﺑت اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﯾن أﯾﺿﺎً إﻟﻰ واﺣﺎت وﺻﺣﺎري
ور اززات ﻣن أورﺑﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ ،ﻓﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﯾﺑدأ ﻣﻊ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
ﻧﻔﺳﻪ ،ﺣﯾث ﺻﻧﻊ ﻣؤﺳس اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﻟوﯾس ﻟوﻣﯾﯾر" ﻓﯾﻠﻣﻪ »ﻟو ﺷﯾﻔرﯾﻲ
ﻣﺎروﻛﺎن« "اﻟراﻋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ﻋﺎم 1897ﻓﻲ ور اززات ،ﺛم ﻟﺣق ﺑﻪ اﻟﻣﺧرج اﻟﻔرﻧﺳﻲ
"ﻟوﯾﺗز ﻣورا" ﻟﺗﺻوﯾر ﻓﯾﻠم »اﻟدم« ﻋﺎم ،1922وﻗد أﺣﺻﻰ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﺟورج
ﺳﺎدول" ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﯾن ﻓﯾﻠﻣﺎً ُﻧﻔذ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻗﺑل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،أي ﻓﻲ
ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﺻﺎﻣﺗﺔ ،وﻛﺎن اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻣﺟﯾد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔرﻧﺳﻲ
وﯾرﺳﺦ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﺷرق اﻟﻣﺗﺧﻠف ،ﻟذا ﻛﺎﻧت ﻓرق ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم
أورﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ،وﺣﺗﻰ اﻷدوار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻧد أﯾﺿﺎً إﻟﻰ ﻣﻣﺛﻠﯾن أورﺑﯾﯾن .وﻓﻲ
ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻌﺷرﯾﻧﺎت ﺑدأت اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﺑﺎﻩ أﯾﺿﺎً إﻟﻰ
اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﺛم ﺗوﺳﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻐ ازرة أﻛﺑر ﺑﻌد
اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ ور اززات واﺣدة ﻣن أﺷﻬر ﻣﻧﺎطق اﻟﺟذب اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم.
وﺑﻌد وﻗوع ﻫﺟﻣﺎث اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ﻋﺎم 2001وﺑدء ظﺎﻫرة أﻓﻼم "اﻟﺣرب
ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب" دﺧﻠت ور اززات ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ،وأﺻﺑﺣت اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻷوﻓر ﺣظﺎً ﻟﺗﺻوﯾر
ٍ
ﺻﺣﺎر وأراﺿﻲ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻛﺎﻟﻣﻌﺎرك واﻷﺣداث ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب وﺟود
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺣت ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق واﻟﻣدن اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺑﻠﺔ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻟﻛل ﻣن ﯾرﯾد
أن ﯾﺻور ﻓﯾﻠﻣﺎً ﻋن "اﻟﺷرق اﻷوﺳط" ،ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل ﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﺻوﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب
ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﺎ ﺑﯾن ﻋﺷرﯾن إﻟﻰ ﺛﻼﺛﯾن ﻓﯾﻠﻣﺎً طوﯾﻼً ﻛل ﻋﺎم ،ﻋدا اﻷﻓﻼم
اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ واﻟوﺛﺎﺋﻘﯾﺔ واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ارﺗﻔﻊ رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺗﺻوﯾر اﻷﻓﻼم ﻣن
ﻧﺣو 25ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻋﺎم 1997إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن 240ﻣﻠﯾوﻧﺎً ﻋﺎم .٦٤2007وﯾﻘﺎل أن
ﻫذا اﻟرﻗم ﻗد اﻗﺗرب ﻣن اﻟﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﺎم .٦٥2009
ﺗﻘدم اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل "اﻟﻣرﻛز اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻛﺑﯾرة ِﻟﻔرق
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻣﺛل ﺗﺳﻬﯾل اﻻﺳﺗﯾراد اﻟﻣؤﻗت ﻟﻸﺳﻠﺣﺔ واﻟذﺧﺎﺋر
٦٤
ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺒﯿﺎن2008 /10 /13 ،
٦٥
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻧﺖ2010 /1/ 22 ،
١٣
واﻟﻣﺗﻔﺟرات ،وﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل واﻟﻣﺑﯾت واﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ،
واﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ،ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج
ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﻘﺗرب ﻣن اﻟﺛﻠث ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺛﯾﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ أورﺑﺎ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وﻗد
ﺳﺎﻋدت ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻧﺷطﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ
اﻟﻣﻧطﻘﺔ ٕواﻧﺷﺎء ﺷرﻛﺎت اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗودﯾوﻫﺎت اﻟﺿﺧﻣﺔ ﺑﻣواﺻﻔﺎت ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺛل
اﺳﺗودﯾو "أطﻠس ﻛورﺑورﯾﺷن" ،ﻛﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﻟﺳﻛﺎن اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺎﺣﺗراف اﻟﻌﻣل
ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﻬن اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ.
١٣
أﻣﺎ اﻟﻣﻣﺛﻠون ذوو اﻟﺧﺑرة اﻟطوﯾﻠﺔ ﻓﯾطﻣﺣون إﻟﻰ ﻟﻌب أدوار ﺛﺎﻧوﯾﺔ أو اﻟﻧطق ﺑﺑﻌض
اﻟﻌﺑﺎرات ﻛﻲ ﯾﺗﺣوﻟوا إﻟﻰ ﻣﻣﺛﻠﻲ ﻛوﻣﺑﺎرس ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،ورﺑﻣﺎ ﯾﺗدرﺟون ﻓﻲ
اﻟﺗﻘدم ﻣﻊ اﻟوﻗت ﻟﯾﺻﺑﺣوا ﻣﻣﺛﻠﯾن أﻛﺛر اﺣﺗراﻓﺎً وﺷﻬرة.
وﯾﺗﺣدث ﺿﯾوف اﻟﻔﯾﻠم ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﺷﺑﺎب واﻟﻣﺳﻧﯾن ﻋن ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬم اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ
ﺗﻐطﯾﻬﺎ أﺟورﻫم اﻟزﻫﯾدة ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﺷﻌورﻫم ﺑﺎﻟﻐﺑن ،ﺣﯾث ﯾﻘول أﺣدﻫم أﻣﺎم اﻟﻛﺎﻣﯾرا:
" ﻟﻘد ﻋﻣﻠت ﻓﻲ أﺣد ﻋﺷر ﻓﯾﻠﻣﺎ ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺧرج وﻟم ﯾﻘل ﻟﻲ ﺷﻛ اًر وﻟو ﻣرة واﺣدة ،إﻧﻬم
ﯾطﻠﺑون ﻣﻧﺎ ﻓﻘط أن ﻧﺻﻔق ﻟﻠﺑطل"!
وﺣﺳب اﺳﺗطﻼع أﺟرﺗﻪ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ ﻓﺈن أﺟر ﻣﻣﺛل اﻟﻛوﻣﺑﺎرس اﻟواﺣد ﯾﺑﻠﻎ
ﺣواﻟﻲ 20دوﻻ اًر ﻓﻘط ﺑﻌد أن ﯾﻘﺗطﻊ اﻟﺳﻣﺎﺳرة واﻟوﻛﻼء اﻟﻣﺣﻠﯾون ﻗراﺑﺔ اﻟﺛﻠث ﻣن
ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن ﻋﻣﻠﻬم ﻗد ﯾﺗطﻠب اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ ﻣواﻗﻊ اﻟﺗﺻوﯾر ﻣن طﻠوع اﻟﺷﻣس
أﺟورﻫمً ،
إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻐروب.٦٦
أﻣﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻛﺑرى ﻓﺗدﻓﻌﻬﺎ ﺷﻌوب ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻊ ﻛل ﻓﯾﻠم ُﯾﻧﺗﺞ
ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻣﻐرب وﻫو ﯾﺣﻣل اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷﻌوب إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ،
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺧرج ﻓﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن واﻟﻔﻧﯾﯾن ووﻛﻼء اﻟﻛوﻣﺑﺎرس ﺑﺄﺟورﻫم اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ
دون اﻛﺗراث ﺑﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻵﺧرون ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ ،وﻫو ﺳﻠوك ﯾذﻛرﻧﺎ ﺑﺎﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ
ﻟوﻛﻼء اﻟﻧﺟوم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،إذ ﯾﺗداول اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻧﻛﺗﺔ ﺗﺗﺣدث ﻋن طﺑﯾب ﻣﺗﺧﺻص
ﺑﺄﻣراض اﻟﻘﻠب ﯾﺧﺑر أﺣد اﻟﻣرﺿﻰ ﺑﺣﺎﺟﺗﻪ اﻟﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ زرع ﻗﻠب ﻹﻧﻘﺎذ ﺣﯾﺎﺗﻪ،
ﺛم ﯾطﻣﺋﻧﻪ ﺑﺄن ﻟدﯾﻪ ﻗﻠﺑﯾن ﺟﺎﻫزﯾن ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟزرع وﯾﻌودان إﻟﻰ ﺷﺧﺻﯾن ﺗوﻓﯾﺎ ﺣدﯾﺛﺎً
ﻓﻲ ﺣﺎدﺛﯾن ﻣرورﯾﯾن ،أﺣدﻫﻣﺎ ﺑطل رﯾﺎﺿﻲ ﺷﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن اﻟﻌﻣر ،أﻣﺎ اﻵﺧر
ﻓﻬو وﻛﯾل ﻟﻧﺟوم ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾن ﻣن اﻟﻌﻣر ،ﻓﯾﺧﺗﺎر اﻟﻣرﯾض اﻟﻘﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ،
وﯾﺳﺄﻟﻪ اﻟطﺑﯾب ﻣﻧدﻫﺷﺎً :وﻟﻣﺎذا ﺗﻔﺿل ﻗﻠب ﻫذا اﻟﻌﺟوز ﻋﻠﻰ ﻗﻠب اﻟرﯾﺎﺿﻲ اﻟﺷﺎب؟
ﻓﯾﺟﯾب :ﻷﻧﻲ أرﯾد ﻗﻠﺑﺎً ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻌﻣل!
ٕواذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﻼء ﻓﺣﺳب ،ﺑل
ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن دور "اﻟﻣرﻛز اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" وﻏﯾرﻩ ﻣن أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﺎ ﯾﺟري ﺗﺻوﯾرﻩ ﻋﻠﻰ أرض ﻫذا اﻟﺑﻠد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم ،وأﯾﺿﺎً ﻋن دور
٦٦
ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﻌﺪد ،544ﻣﺎرس ،2004ص 66
١٣
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ذات اﻟﻬﺎﻣش اﻟواﺳﻊ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ،ﻓﺿﻼً ﻋن أﺻوات أﻋﺿﺎء
اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﻌروف ﺑﺗﻌدد أطﯾﺎﻓﻪ وﺟرأﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ ،وﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ ﻧﻣﺎذج ﻟﺑﻌض اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺻورت ﻓﻲ "أرض اﻟﻣراﺑطﯾن" ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﺗﺣق طرح
ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت.
أﺣﻤﺪ رأﻓﺖ ﺑﮭﺠﺖ ،اﻟﻌﺮب 80 ..ﻋﺎﻣﺎ ً ﻣﻊ »اﻷوﺳﻜﺎر« ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﯾﻮﻟﯿﻮ 2008 ٦٧
١٣
اﻟذي ﻛﺗب ﻗﺻﺗﻪ وأﺧرﺟﻪ ﻋﺎم ،1999ﻣﺳﻧداً أدوار ﺑطوﻟﺗﻪ إﻟﻰ ﻛل ﻣن "ﺑرﻧدان
ﻓرﯾزر" و"راﺷﯾل واﯾﺳز" ،وﺗدور ﻗﺻﺗﻪ ﺣول أﺳطورة وﻗوع اﻟﻛﺎﻫن اﻟﻣﺻري اﻟﻘدﯾم
"إﯾﻣﺣوﺗب" ﻓﻲ ﺣب اﺑﻧﺔ اﻟﻔرﻋون "ﺳﯾﺗﻲ اﻷول" ،وﻣن ﺛم ﻗﯾﺎم اﻟﻔرﻋون ﺑﻘﺗل اﺑﻧﺗﻪ
واﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻫن ﺑﺎﻟدﻓن ﺣﯾﺎً ،ﻟﺗﻠﺗﻘﻲ ﻋﺎﻟﻣﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ "إﯾﻔﻠﯾن" ﺑﻌد ﻗرون
طوﯾﻠﺔ ﺑﻣواطﻧﻬﺎ "رﯾﺗﺷﺎرد" اﻟﺑﺎﺣث ﻋن ﻛﻧوز ﻣﺻر وﯾﺣﺎول ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺎﻵﺧر ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻪ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻔﻘودة ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘ أر "إﯾﻔﻠﯾن" ﺗﻌوﯾذة
ﺳﺣرﯾﺔ ﻣن ﻛﺗﺎب اﻟﻣوﺗﻰ ﻋن طرﯾق اﻟﺧطﺄ ﺗﻌود اﻟﺣﯾﺎة إﻟﻰ اﻟﻛﺎﻫن إﯾﻣﺣوﺗب ،واﻟذي
ﯾﺑدأ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﻘﺗل اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺗوﯾﺟﻬﺎ ﺑﺧطف "إﯾﻔﻠﯾن" ٕواﺣﻼل روح ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ
اﺑﻧﺔ اﻟﻔرﻋون ﻓﻲ ﺟﺳدﻫﺎ ،وﻫﻧﺎ ﯾﺄﺗﻲ دور "رﯾﺗﺷﺎرد" ﻹﻧﻘﺎذﻫﺎ ﺑﻌد ﺻراع ﻣﻊ ﺟﯾش ﻣن
اﻟﻣوﻣﯾﺎوات ،وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﯾﻧﺗﺻر اﻟﻌرق اﻷﺑﯾض وﺗُﻘﺗل ﻣوﻣﯾﺎء اﻟﻛﺎﻫن أﻣﯾﺣوﺗب اﻟﺗﻲ
ﻟم ﺗﻛﺗﻣل ﻓﺗرة ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﯾﺄﺗﻲ اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺻﻠﯾون إﻟﻰ اﻟﺑطل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻟﺷﻛرﻩ
ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾرﻫم ﻣن ﻫذا اﻟﺧطر اﻟذي ظل ﻛﺎﻣﻧﺎً طوال ﻗرون ،ﻟﻧﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄن ﻫؤﻻء اﻟﺳﻛﺎن
ﻟﯾﺳوا ﻣن اﻟﻌرب اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﺑل ﻫم ﺑﻧو إﺳراﺋﯾل اﻟذﯾن ﯾﺗﺣدﺛون ﺑﺎﻟﻌﺑرﯾﺔ ،وﯾﻠﻌب دور
ﻗﺎﺋدﻫم اﻟﻣﻣﺛل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ "ﻋودﯾد ﻓﻬر" " "oded fehrاﻟﻣوﻟود ﻓﻲ ﺗل أﺑﯾب واﻟﺿﺎﺑط
اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ ﺳﻼح اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ،واﻟذي اﺣﺗﺷد ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻌﺷرات ﻣن ﺳﻛﺎن ورزازات
ﻟﺗﺷﻛﯾل ﺟﯾوش اﻟﯾﻬود اﻟﻣداﻓﻌﯾن ﻋن أرض ﻣﺻر!
أﻣﺎ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻔﯾﻠم واﻟﻣﺳﻣﻰ ﺑﻌودة اﻟﻣوﻣﯾﺎء ""The Mummy Returns
ﻓﻛﺎن ﻣن أﻛﺛر اﻷﻓﻼم اﺳﺗﻌراﺿﺎً ﻟﻠﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ُﻋرض ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2001
ﻣﻣﺎ أﻛﺳﺑﻪ اﻟﻣرﻛز اﻷول ﻓﻲ ﺷﺑﺎك اﻟﺗذاﻛر اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻣﻧذ أﺳﺑوع ﻋرﺿﻪ اﻷول ،إذ
ﺑﻠﻐت ﻋﺎﺋداﺗﻪ 70.1ﻣﻠﯾون دوﻻر واﻟﺗﻲ اﺳﺗﺣﻘت ﺣﯾﻧﺋذ ﻟﻘب ﺛﺎﻧﻲ أﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋدات
ﯾﺳﺟﻠﻬﺎ ﻓﯾﻠم ﻓﻲ أﺳﺑوع ،وﯾﺳﺑﻘﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﻓﯾﻠم " The Lost World: Jurassic
"Parkﻟﻠﻣﺧرج "ﺳﺗﯾﻔن ﺳﺑﯾﻠﺑﯾرغ" ﻋﺎم ،٦٨1997واﻟذي ﺗم ﺗﺻوﯾر ﺑﻌض ﻣﺷﺎﻫدﻩ ﻓﻲ
ﻛل ﻣن اﻟﻣﻐرب واﻷردن وﻣﺻر.
٦٨
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺰﯾﺮة ﻧﺖ. 17/5/2001 ،
١٣
ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء اﻟﻘﺻﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻌود اﻟﺑطﻼن اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺎن إﻟﻰ ﻣﺻر
ﺑﻌد أن أﺻﺑﺣﺎ زوﺟﯾن ﻣﻊ وﻟدﻫﻣﺎ ﻋﺑﻘري ،وﺗﺑدأ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺳوار
اﻟﺳﺣري ﻟﻠﻣﻠك اﻟﻌﻘرب اﻟذي ﯾﻘﺎل أﻧﻪ ﺣﻛم ﻣﺻر ﻗﺑل اﻟﻔرﻋون "ﻣﯾﻧﺎ اﻷول" ،وﺑﻌد
اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺑدأ اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻣﻊ ﻣوﻣﯾﺎء إﯾﻣﺣوﺗب وﺟﯾﺷﻪ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻘرب ﻣن اﻟﻌودة
إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﻣن ﺟدﯾد ،وﺗﺑرز اﻟﻣواﻫب اﻟﺑطوﻟﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻹﻧﺟﻠﯾز واﻟﯾﻬود ﻋﻠﻰ أﻛﺛر
ﻣن ﺻﻌﯾد ،ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺳﺗﺑﺳل ﻓﯾﻪ اﻟﯾﻬود ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ﺟﯾوش اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻌظﻣﯾﺔ ﻣن
ﺣراس اﻟﻔرﻋون ،ﺗﺗﺣول ﻋﺎﻟﻣﺔ اﻵﺛﺎر "إﯾﻔﻠﯾن" إﻟﻰ ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﺑﺎرﻋﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﺑﻧﺔ
اﻟﻔرﻋون ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب زوﺟﻬﺎ اﻟذي ﯾﻘﺎﺗل ﻣوﻣﯾﺎء إﯾﻣﺣوﺗب ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻔرغ اﺑﻧﻬﻣﺎ اﻟﻌﺑﻘري
ﻟﺣل اﻟﻠﻐزُ ،ﻟﯾﻘﺗل اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻘرب أﺧﯾ اًر ﺑرﻣﺢ إﯾزﯾس اﻟذي ﯾﺣﻣل ﻧﺟﻣﺔ ﺳداﺳﯾﺔ.
ُﯾذﻛر أن أﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻗد ﻣﻧﻌت اﻟﺟزء اﻷول ﻣن اﻟﻔﯾﻠم ﻣن اﻟﻌرض
ﻓﻲ اﻟدور اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺻور ﻧﻣطﯾﺔ ﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﻣﺻرﯾﯾن ﻓﻬم إﻣﺎ ﻣﺗﺧﻠﻔون
أو ﻋﻣﻼء ﺧوﻧﺔ ﯾﺳﻬل إﻏراؤﻫم ﺑﺣﻔﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺎل ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ دور اﻟﯾﻬود
ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ وظﻬورﻫم ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﻧﻘذ ﻟﻠﺑﻼد!
إﻻ أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ واﻓﻘت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﻠﻰ ﻋرض اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻔﯾﻠم )ﻋودة
اﻟﻣوﻣﯾﺎء( ﻋﺎم 2001إﺛر ﺣوار ﻣﻔﺗوح ﺑﯾن اﻟﻧﻘﺎد ﻓﻲ ﻋرض ﺧﺎص ،ﺣﯾث رأى
اﻟﻣﻌﺎرﺿون أن اﻟﻔﯾﻠم ﯾﺗﺿﻣن إﺳﺎءة واﺿﺣﺔ ﻟﻠﺣﺿﺎرة اﻟﻣﺻرﯾﺔٕ ،واظﻬﺎر ﻣﺻر ﻋﻠﻰ
أﻧﻬﺎ أرض ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﺷر واﻟﺳﺣر ،واﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺧرج رﻣو اًز ﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﻬرم اﻟذﻫﺑﻲ
واﻟﻧﺟﻣﺔ اﻟﺳداﺳﯾﺔ ،وﺗﻘدﯾم ﻓﻛرة ﺧﺎطﺋﺔ ﻋن ﻣﺻرﯾﻲ ﻋﺎم 1933ﺑﺄﻧﻬم ﺟﻬﻠﺔ ﻣﺗﺧﻠﻔون.
ﺑﯾﻧﻣﺎ رأى اﻟﻣؤﯾدون أن اﻟﻔﯾﻠم ﺳﺧﯾف وﻻ ﯾﺳﺗﺣق اﻻﻫﺗﻣﺎم ،وأﻧﻪ ﻣﺟرد ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣن
اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻓﻛرة إﺑﻬﺎر اﻟﻣﺷﺎﻫد ،٦٩وﻫو اﻟرأي اﻟذي أﻗﻧﻊ اﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،وﺳﻣﺢ ﺑﺗﻛرار ﻋرض اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻛل أﺟزاﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻧوات ﻣﺟﻣوﻋﺔ mbcﻋﻠﻰ
ﻣدى ﺳﻧوات ،واﻟذي أدى ﺑﺎﻟﻔﻌل إﻟﻰ إﺑﻬﺎر اﻟﻣراﻫﻘﯾن ذوي اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺣدودة ﻓوﺿﻌوا
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن إﻋﺟﺎﺑﻬم ﺑﻬذا اﻟﻔﯾﻠم
اﻟذي "ﯾﻣﺟد اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻣﺻرﯾﺔ"!
٦٩
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
١٣
وﻟﻌل آراء ﻛﻬذﻩ ﺗﻘف أﯾﺿﺎً ﺧﻠف ﻋرض اﻟﻣﺳﻠﺳل اﻟﻛﺎرﺗوﻧﻲ "اﻟﻣوﻣﯾﺎء" اﻟذي ﯾﺣﻛﻲ
اﻟﻘﺻﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ وﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺻور ﻣﺳﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة ،mbc3ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﻫذا
اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻟم ﯾﻠق اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ وطﻧﻪ "أﻣرﯾﻛﺎ" ﻋﻧدﻣﺎ ﻋرض اﻟﺟزء اﻷول ﻣﻧﻪ ﺳﻧﺔ
،2001ﺑل أدى ﻓﺷﻠﻪ إﻟﻰ ﺗوﻗف ﻋرض اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ ﺳﻧﺔ 2003وﻋدم طرﺣﻪ
ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻋﻠﻰ أﻗراص )!(DVD
ﺗﺆﻛﺪ اﻹﺣﺼﺎءات أن اﻟﺴﻜﺎن اﻷﻓﺮﯾﻘﯿﯿﻦ اﻟﻤﺘﺤﺪرﯾﻦ ﻣﻦ ﺳﻼﻻت اﻟﺮﻗﯿﻖ ﻓﻲ ﺷﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻻ ﯾﺸﻜﻠﻮن واﺣﺪا ً ﻓﻲ اﻟﻤﺌﺔ *
ً
ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺤﺎﻟﯿﯿﻦ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﮭﺠﯿﺮ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﻼﯾﯿﻦ إﻟﻰ اﻷﻣﺮﯾﻜﺘﯿﻦ ﻟﯿﺸﻜﻞ اﻟﻮﺟﻮد اﻷﻓﺮﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺮازﯾﻞ ﻟﻮﺣﺪھﺎ ﺣﺎﻟﯿﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺌﺔ
ﻣﻠﯿﻮن! ]ﻟﻠﻤﺰﯾﺪ ﺣﻮل ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻧﻈﺮ اﻻﺳﺘﻄﻼع اﻟﺬي أﺟﺮﺗﮫ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ زﻧﺠﺒﺎر ،اﻟﻌﺪد ،576ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ [2006
ﺗﻐﯿﺐ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻞ اﻻﺳﺘﺸﺮاﻗﻲ اﻟﺴﻄﺤﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ أن ﻗﻄﻊ ﯾﺪ اﻟﺴﺎرق ﻻ ﯾﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺎﻛﯿﻦ وﻓﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺗﻌﺎﻧﻲ * *
اﻟﻘﺤﻂ واﻟﻔﻘﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز اﺳﺘﺒﺪال اﻟﺤﺪ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﺄداء أي ﺧﺪﻣﺔ أﺧﺮى ﻛﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﻀﯿﻮف ﻣﺜﻼً!
١٣
ﯾﺧﺑرﻩ اﻟﺷﯾﺦ ﺑﺄن ﻋﻧﺎﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺧﯾول ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻘرآن ﺑﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ إﺟﺑﺎر
ﻧﺳﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧوم وﻗوﻓﺎً ﻓﻲ اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ اﻟﺑﺎردة ﻟﯾﺗﻣﻛن ﺣﺻﺎﻧﻪ "اﻟﺣﺗﺎل" ﻣن اﻟﻧوم ﻓﻲ
اﻟﺧﯾﻣﺔ.
ُﯾﻘدم اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻘﯾدة اﻹﺳﻼم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻻ ﺗُﻘﻧﻊ أﺷد اﻟﻧﺎس ﺣﻣﻘﺎً -وأﺧﺷﻰ أن ﯾﻛون ﻫذا
ﻣﺄﻟوﻓﺎً ﻟﻣﺷﺎﻫدي ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم ﻓﻲ اﻟﻐرب -ﻓﺎﻟﺑدو ﯾؤﻣﻧون ﺑﺄن ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺿﯾﻔﻬم
"اﻟﻛﺎﻓر" ﻓﻲ اﻟﺳﺑﺎق ﺗدﻧﯾس ﻟﻬم وأن اﻟﺷﻣس ﻻ ﺑد وأن ﺗﺣرﻗﻪ ﻗﺑل وﺻوﻟﻪ ﺧط اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ،
ﻛﻣﺎ ﯾؤﻣﻧون ﺑﺄن اﻟﻘدر ﻗد ﺻﻧف اﻟﻧﺎس ﻣﺳﺑﻘﺎً إﻟﻰ راﺑﺣﯾن وﺧﺎﺳرﯾن وﻻ ﺟدوى ﻣن
ﻣﻘﺎوﻣﺗﻪ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻘﻊ اﻟﻔﺎرس "اﻟﺻﻘر" ﻓﻲ ﺑرﻛﺔ ﻣن اﻟطﯾن وﯾﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﻐرق وﯾﻬب
"اﻟﻛﺎوﺑوي" ﻟﻧﺟدﺗﻪ ﯾؤﻛد ﻟﻪ اﻟﺑدوي اﻟﻣؤﻣن أن ﻫذﻩ رﻏﺑﺔ ﷲ وﯾﺗوﺳل إﻟﯾﻪ أن ﯾﻘﺗﻠﻪ،
وﻟﻛن اﻟﺑطل اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر ﯾﺻر ﻋﻠﻰ إﻧﻘﺎذﻩ وﯾﺷرح ﻟﻪ أن اﻟﻣﻛﺗوب ﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﻔذ
إرادﺗﻪ ﻫو وﺣﺻﺎﻧﻪ ﻟﻠﻔوز ﺑﺎﻟﺳﺑﺎق وﻟﯾس ﺑﺎﻻﺳﺗﺳﻼم*** .أﻣﺎ اﻟﻧﻘﺎب ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﺑﻧﺔ
اﻟﺷﯾﺦ "ﺟزﯾرة" ﻓﻼ ﻧﺟد ﻟﻪ ﺗﻔﺳﯾ اًر ﺳوى ﺑﻘوﻟﻬﺎ" :أﻧت ﻻ ﺗﻔﻬم ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ" ،وﻫو ﻋﺎﻟم ﻻ
ﻧﻔﻬﻣﻪ ﻧﺣن أﯾﺿﺎً ﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺷﻛو اﻟﻔﺗﺎة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﻣوﻋﺔ إﻟﻰ ﻣﺧﻠﺻﻬﺎ
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن ﻋزم واﻟدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﻣن "اﺑن اﻟرﯾﺢ" -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺳﻌﯾد
طﻐﻣﺎوي -ﻓﻲ ﺣﺎل ﻓوزﻩ ﺑﺎﻟﺳﺑﺎق ﻟﺗﺻﺑﺢ زوﺟﺗﻪ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ -وﻟﯾس اﻟراﺑﻌﺔ! -وﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻘﺗﺣم اﻟﺷﯾﺦ ورﺟﺎﻟﻪ ﺧﯾﻣﺔ ﺿﯾﻔﻬم اﻷﻣرﯾﻛﻲ وﯾﺟدون "ﺟزﯾرة" ﻋﻧدﻩ ﻧﻛﺗﺷف ﻣرة أﺧرى
أﺣﻛﺎﻣﺎً ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻟم ﻧﺳﻣﻊ ﺑﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ،إذ ُﯾﺣﻛم ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﺑﺣد اﻟزﻧﺎ ﻣﻊ أﻧﻬﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺗﺟﺎذﺑﺎن أطراف اﻟﺣدﯾث ﻻ أﻛﺛر ،وﺑﻣﺎ أن اﻟرﺟم ﻻ ُﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟزاﻧﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد
وﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺟﻠدﻫﺎ ﺳﺑﻊ
أن ﯾﻐرﻗﻬﺎ واﻟدﻫﺎ ﻓﺳﺗُﻌﻔﻰ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﯾﺗﺔ اﻟﺑﺷﻌﺔ ﻟﻌدم وﺟود اﻟﻣﺎء ُ
ﺟﻠدات ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ُﯾﻘطﻊ ﻋﺿو اﻟزاﻧﻲ ،Ωوﻟﻛﻧﻬﻣﺎ ﯾﻧﺟوان ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷﺧﯾرة -ﻛﻣﺎ ﻫﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن اﻟﻛﺎوﺑوي اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻔﻬوم اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﻘدر ﻟدى اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ** *
ﻣﻧذ ﺻدر اﻹﺳﻼم ،وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻧﻔﻬﻣﻬﺎ ﻣن ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﺄﺳوا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻛم وﻻ ﺗﻔرﺣوا ﺑﻣﺎ آﺗﺎﻛم" ،وﻣن اﻟﺣدﯾث اﻟﺷرﯾف" :اﻋﻘﻠﻬﺎ
وﺗوﻛل" ،أﻣﺎ ﻫذا اﻟﺗواﻛل ﻓﻠم ﻧﺳﻣﻊ ﺑﺳﯾطرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻋﺻورﻫم اﻧﺣطﺎطﺎً! وﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ درﺟﺔ
إﻗدام أﺣد اﻟﻣﺗﺳﺎﺑﻘﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﺗل ﻓرﺳﻪ ﻓور إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺟرح ﻓﻲ ﺳﺎﻗﻪ ﺧﻼل اﻟﺳﺑﺎق ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻛﺗﺷف أن أﺻل ﻫذا اﻟﺗﺧﻠف ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﻘرآن
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷرح ﻟﻧﺎ"اﻟﺻﻘر" أن ﷲ ﯾﺿل ﻣن ﯾﺷﺎء وﯾﻬدي ﻣن ﯾﺷﺎء ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺳﻠم ﺣﺗﻰ أن ﯾﺣﺎول اﻟﻔرار ﻣن اﻟﻣوت! ..وأﺗﺳﺎءل
ﻫﻧﺎ ﻛﯾف ُﯾﺻدق اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻐرﺑﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻘﺎء ﺷﻌب ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة طﺎﻟﻣﺎ ظل ﯾؤﻣن ﺑﻌﻘﯾدة ﻛﻬذﻩ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺑد وأن ﺗﺳﺗﻠزم اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺣﺗﻰ
ﻋن اﻟﺗداوي ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻣرض؟!
Ω
ﺣﺪدت اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﺣﺪ اﻟﺒﻜﺮ ﺑﻤﺌﺔ ﺟﻠﺪة ،وﺣﺪ اﻟﻤﺤﺼﻨﺔ )اﻟﻤﺘﺰوﺟﺔ( ﺑﺎﻟﺮﺟﻢ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺤﺪ ﻻ ﯾﻄﺒﻖ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻋﺘﺮاف اﻟﻔﺎﻋﻞ
ﺑﻔﻌﻠﮫ ،أو أن ﯾﺮاه أرﺑﻌﺔ ﺷﮭﻮد ﻋﺪول رأي اﻟﻌﯿﻦ وﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﺮك ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺸﺒﮭﺔ واﻟﺸﻚ ،وھﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠﮫ.
١٤
ﻋﺎدة ﻫوﻟﯾود -ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘﺗﺣم اﻟﺧﺻم اﻟﻠدود "ﻛﺎﺗب" ﻣﻊ رﺟﺎﻟﻪ ﻣﺿﺎرب اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ
وﯾﺧطﻔون "ﺟزﯾرة" ،ﻟﯾﻘﻊ اﻟﺷﯾﺦ ﻓﻲ ﺣﯾرة إزاء ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺧطوﻓﺔ ﺑﺣﺻﺎﻧﻪ
اﻷﺻﯾل ،وﯾﻘرر أﺧﯾ اًر أن اﻟﺣﺻﺎن أﻏﻠﻰ ﻣن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑﺄن اﻟﺧﺎطف ﺳﯾﺳﻠم
اﺑﻧﺗﻪ اﻟﻌذراء إﻟﻰ اﻟﻐﺟر ﻟﯾﻌﺑﺛوا ﺑﻬﺎ.
ﺗﺄﺗﻲ ﺑراءة اﻟﺑطل اﻷﻣرﯾﻛﻲ أﺧﯾ اًر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟﺑن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔرﺳﺎن اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﻧﺷﺄوا ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺗﺎل ﻋن إﻧﻘﺎذ اﻷﻣﯾرة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺎرب "اﻟﻛﺎوﺑوي" ﻣﻊ ﺣﺻﺎﻧﻪ ﻣﺛل "زورو" ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟم
ﯾﺧض ﻣﻌرﻛﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻓﯾﻘﺗل ﻛﺗﯾﺑﺔ ﻣن اﻟرﺟﺎل وﯾﻌﯾد "ﺟزﯾرة" إﻟﻰ ﻗﺑﯾﻠﺗﻬﺎ ،ﺛم ﯾﻧﺗﺻر
ﻓﻲ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﺑﺎق وﯾﻧﺟو ﻣن ﻛل اﻟﻣؤاﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎك ﻟﻘﺗﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻫل
اﻟﺻﺣراء وﯾﻌﺎﻟﺞ ﺣﺻﺎﻧﻪ اﻷﺳطوري "ﻫﯾداﻟﻐو" ﻣن ﺟراﺣﻪ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻬﻠك اﻵﺧرون ،وﻻ
ﯾﻔوت اﻟﻣﺧرج ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﺷوﯾﻪ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣت ﻟﻠﺷرق ﺑﺻﻠﺔ ﻓﺣﺗﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺗﺑدو ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ
اﻟﻘﺑﺢ ،ﻓﺗﺎرة ﺗﻐرﻗﻬﺎ ﻋﺎﺻﻔﺔ رﻣﻠﯾﺔ أﺳطورﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻣﻛن ﺳوى اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن ﻣﻘﺎوﻣﺗﻬﺎ
ﺑذﻛﺎﺋﻪ وﺗﺎرة ﯾﻐزوﻫﺎ ﺳرب ﻣن اﻟﺟراد اﻟذي ﯾﻐطﻲ اﻟﺷﻣس ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﺣ اررﺗﻬﺎ اﻟرﻫﯾﺑﺔ
وﺟﻔﺎﻓﻬﺎ اﻟداﺋم وﻋﻘﺎرﺑﻬﺎ اﻟﻣرﻋﺑﺔ ،ﺑل ﻻ ﯾﻧﺟو ﺣﺗﻰ اﻟﺣﯾوان ﻣن اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﻬزم
اﻟﺧﯾول اﻟﻌرﺑﯾﺔ -اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻧﺎﻓس ﻓرﺳﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻟﺗﻬﺎ اﻷﺻﯾﻠﺔ -أﻣﺎم "ﻫﯾداﻟﻐو"
اﻟذي ﻟم ﺗطﺄ ﺣواﻓرﻩ أرض اﻟﺻﺣراء اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ ﻣن ﻗﺑل!
ﯾﻘدم اﻟﺑطل ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻣﺳدﺳﻪ اﻟﺛﻣﯾن اﻟذي ﻛﺎن ﻣرﻫوﻧﺎً ﻓﻲ ﺣﺎل ﺧﺳﺎرﺗﻪ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻛرﻣﻪ اﻷﺻﯾل ،وﯾﺗﻌﻠم اﻟﺷﯾﺦ ﻣن اﻷﻣرﯾﻛﻲ -اﻟذي طﺎﻟﻣﺎ وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻛﺎﻓر -ﻋﻘﯾدة
اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وﯾﺻﺎﻓﺣﻪ ﻣﻘ اًر ﺑﻌﺟزﻩ ﻋن ﻗراءة اﻟﻐﯾب ﺣﯾث ﻟم
ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺳﺑﺎق .ﺛم ﯾودع اﻟﺑطل اﻟوﺳﯾم اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ وﺟدت اﻟﺧﻼص
ﻋﻠﻰ ﯾدﯾﻪ وﺧﻠﻌت ﺑﻔﺿﻠﻪ اﻟﺣﺟﺎب**** ،وﯾﺗواﺿﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ أﻣﺎم اﻧﺗﺻﺎر ﻋظﻣﺗﻪ
وﯾﻛﺗﺷﻔون ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﺧطﺄﻫم ﻓﻲ ﺗدﻧﯾس ذﻟك اﻟﻛﺎﻓر اﻟذي ﻟم ﯾﻧﺟﺣوا ﻓﻲ إرﺳﺎل
روﺣﻪ وروح ﺣﺻﺎﻧﻪ إﻟﻰ اﻟﺷﯾطﺎن.
ﯾﻌود اﻟﺑطل ﻣﺟﻠﻼً ﺑﻬﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻘداﺳﺔ وﻣﺣﻣﻼً ﺑﺟﺎﺋزﺗﻪ اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ إﻟﻰ ﺑﻼدﻩ ﻟﯾﺷﺗري ﺑﻬﺎ
ﻛل اﻟﺧﯾول اﻟﻣﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣر وﯾﻌﯾد إﻟﯾﻬﺎ ﺣرﯾﺗﻬﺎ ،ﺛم ﯾﺑﻠﻎ اﻟﻧﺑل ﻣداﻩ وﯾطﻠق
ﯾﺼﺮ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻋﻠﻰ إظﮭﺎر اﻟﺒﻄﻞ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ ﻓﻲ ﺻﻮرة اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﻔﯿﻒ ،ﻓﮭﻮ ﻻ ﯾﻜﺘﺮث ﻹﻏﺮاء ﺳﯿﺪة أرﺳﺘﻘﺮاطﯿﺔ *** *
ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ ﺟﺎءت ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎق ،ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ "ﺟﺰﯾﺮة" اﻟﺘﻲ ﯾﻨﻘﺬھﺎ ﻣﻦ ﺧﺎطﻔﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻮﺗﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﺄﺧﻼق ﻻ
ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺳﻮى ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺜﯿﺮ إﻋﺠﺎب اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺮ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺮﻗﻲ ﻓﺘﺘﻮﺳﻞ إﻟﯿﮫ أن ﯾﺮﻓﻊ اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻦ وﺟﮭﮭﺎ ،ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﯿﮭﺎ
أﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻄﺎھﺮة ،وھﻲ ﻧﻈﺮة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﯿﺮا ً ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ "اﻟﻜﺎوﺑﻮي" ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق!
١٤
ﺣﺻﺎﻧﻪ "ﻫﯾداﻟﻐو" أﯾﺿﺎً ،ﻟﺗﺟري أﺳراب ﻣن اﻟﺧﯾول ﻓﻲ اﻟﺳﻬول اﻟﺧﺿراء وﺗﻧﺷر ﻓﻲ
اﻵﻓﺎق رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟرﺟل اﻷﺑﯾض إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ ،وﯾﻌود اﻟﺑطل
اﻟﻘﻧوع ﺧﺎﻟﻲ اﻟوﻓﺎض ﺑﻌد أن ﻟﻘّن اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﺷرق واﻟﻐرب ﻛﯾف ﺗﻛون ﻣﺣﺎﺳن
اﻷﺧﻼق.
اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻠﻲء ﺑﻧﻣﺎذج ﯾﺻﻌب ﺣﺻرﻫﺎ ﻟﻠﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ واﻷﻛﺎذﯾب اﻟﻣﻐرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ
واﻟﺳﺧف واﻟﺗﻣﺟﯾد اﻟﻛﺎرﯾﻛﺎﺗوري ﻟﻠﻌرق اﻷﺑﯾض ،ﺣﯾث ﻻ ﻧﺟد ﺻﻔﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗُذﻛر
ﻟﻠﻌرب أو ﻟدﯾﻧﻬم ﺣﺗﻰ ﻟدى اﻟﺷﯾوخ اﻟطﺎﻋﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺳن اﻟذﯾن ﯾﺗوﺳم ﻓﯾﻬم اﻟﻧﺎس
اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟﺣﻠم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﺎﻓس اﻟﺑطل اﻷﺑﯾض ﻓﻲ ﺳﻣوﻩ أﺧﻼق اﻷﻧﺑﯾﺎء .±وﻣن اﻟﻣﺛﯾر
ﻟﻠدﻫﺷﺔ ﺣﻘﺎً أن ﯾﻌﺎد إﻧﺗﺎج ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟطﻔل ﻓﻲ
اﻟﺳﺎدﺳﺔ أن ﯾﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﻛﺑﺳﺔ زر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺳﺑﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وﻻ ﻧدري
ﻏﯾﺑﻬﺎ ﺻﺎﻧﻌو اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻣداً -ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ -ﻗد ﻏﺎﺑت أﯾﺿﺎً
إن ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ّ
ﻋن ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف وﺳﻌﯾد طﻐﻣﺎوي ،أم أن ﻫﻧﺎك ﻣﺑررات ﻻ ﻧﻌرﻓﻬﺎ ﺗﺟﯾز ﻟﻬﻣﺎ وﻟﻔرﯾق
اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم ﯾﺣﻘر اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو
±±
اﻟﺟﺎرح!
ﻣﻊ ﻋﺮض ﻓﯿﻠﻢ "اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺳﻠﯿﻤﺎن" ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ إﺳﺎءة ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة أﺧﺮى ﻣﻦ ﺑﺎﻗﺔ ھﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ.
١٤
ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻷﺧطﺎء اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،إﻻ أن إﻗﺣﺎم اﻟﻌرب -أو اﻷﻣﺎزﯾﻎ -ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ
أي ﻣﺑرر ﺳوى اﻹﺳﺎءة ﻓﺿﻼً ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ أﻛذوﺑﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،إذ ُﯾﻘﺻر ﺣﺿور اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﻟﻌب دور اﻟﻠﺻوص ذوي اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﻘﺑﯾﺣﺔ واﻟﻘﻠوب اﻟﻘﺎﺳﯾﺔ ،واﻟذﯾن ﯾﺧطﻔون
اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﯾن اﻷﻗوﯾﺎء ﻟﺑﯾﻌﻬم إﻟﻰ ﺗﺟﺎر اﻟﻌﺑﯾد ٕواﺟﺑﺎرﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗﺎل اﻟدﻣوي ﻓﻲ ﻣﺳﺎرح
روﻣﺎ ﻟﻠﺗرﻓﯾﻪ ﻋن اﻟﻧﺎس.
ﺻ ّور ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم أﯾﺿﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻋﺎم 2000وﻫو ﻣن إﺧراج اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ "ردﻟﻲ
وﻗد ُ
ﺳﻛوت” -اﻟذي أﺧرج ﻻﺣﻘﺎً ﻓﯾﻠم ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء -وﻛﺎن ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻛوﻣﺑﺎرس
اﻟﻣﻌﻣﻣﯾن ﻣن اﻟﺳﻛﺎن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن!
وﺗﺟﺎر اﻟﻌﺑﯾد اﻟﻣﻠﺗﺣﯾن و ّ
١٤
واﻟرﺟﺎل واﻟﺷﯾوخ ﻓﻲ إطﻼق اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺑﻣﺳدﺳﻬﺎ اﻟﺻﻐﯾر! وﺗﻧﺗﻬﻲ
اﻟﻣﺟزرة ﺑﺎﺳﺗﻌراض ﺟﺛث اﻟﻘﺗﻠﻰ واﻟﻧﺳﺎء اﻟﺛﻛﺎﻟﻰ ﯾﻠطﻣن اﻟوﺟوﻩ ،ﻓﻲ ﻣﺷﻬد ﻣﺷﺎﺑﻪ
ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻟﻣﺎ ﻧراﻩ ﻓﻲ ﻧﺷرات اﻷﺧﺑﺎر واﻷﻓﻼم اﻟوﺛﺎﺋﻘﯾﺔ ﻣن ﻣﺟﺎزر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗُرﺗﻛب ﻓﻲ ﺣق
اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن واﻟﻌراق وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن وﻏﯾرﻫﺎ ،وﯾﻧﺟﺢ اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﺣﻘن اﻟﺟزء
اﻟﻼواﻋﻲ ﻣن ﻋﻘل اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺑﻣﺻل اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ ﺿد أي ﺗﻌﺎطف ﻣﻊ أﻣﺛﺎل ﻫؤﻻء اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ
ﺑﺗﺣرﯾﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺣﺿﺎر اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌب اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻧﺳﺎﺋﻪ وﺷﯾوﺧﻪ وأطﻔﺎﻟﻪ
وﻫم ﯾطﻠﻘون اﻟﻧﺎر ﻗﺑل أن ﯾرﺗﻛب اﻷﻣرﯾﻛﯾون أو "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾون" ﻓﻲ ﺣﻘﻬم أي ﻣﺟزرة
ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﺷﻌﺔ!
اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻠﻲء أﯾﺿﺎً ﺑﺎﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻣدة ،ﻓﻔﻲ اﻟﻌﻣق ﺗﺗﻛرر ﻣﺷﺎﻫد اﻟﻣﺂذن
وأﺻوات اﻷذان وﺻور اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﻧﻘﺑﺎت ،وﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻹﺳﻼم
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ دور اﻟﻌرض وﺗﺻ ﱠدر ﻻﺋﺣﺔ ﺷﺑﺎك اﻟﺗذاﻛر
واﻹرﻫﺎب ،وﻗد ﻟﻘﻲ اﻟﻔﯾﻠم إﻗﺑﺎﻻً ًا
اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻟﻌدة أﺳﺎﺑﯾﻊ ﺑﻌﺎﺋدات ﺑﻠﻐت ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﺳﺑوع اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻛﺛر ﻣن 10ﻣﻼﯾﯾن
دوﻻر.
أﻣﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻛﺛر إﯾﻼﻣ ًﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﺻوﯾر ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﺷﻘﯾق ﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن
إﺳﺎءة وﺗﺷوﯾﻪ ،وﻗﯾﺎم اﻟﻛوﻣﺑﺎرس اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﺑﺄدوار اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻣرة أﺧرى ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن
ﺑﻌض اﻟﺟﺎﻟﯾﺎت اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻧظﻣت ﻣظﺎﻫرات اﺣﺗﺟﺎﺟﯾﺔ
ﻹداﻧﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﺧﻼل ﻋرﺿﻪ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن وﻻﯾﺔ ،وﺗﺳﺑب اﻟﻔﯾﻠم آﻧذاك ﺑﺄزﻣﺔ دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ
أﺣرﺟت اﻟﺳﻔﯾرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻌﺎء ،وﺗرك أﺛ اًر ﻋﻣﯾﻘﺎً ﻓﻲ ﻧﻔوس ﻛل ﻣن ﺷﺎﻫدﻩ ﻣن
اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.
١٤
اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧل ﺿﻣن ﻗوات دوﻟﯾﺔ أﺧرى ﺑﻬدف إﺣﻼل اﻟﺳﻼم وﻟدواﻓﻊ
إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ )!(.
ﺗﻘوم ﻗﺻﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻣﺔ ﯾﺿﻌﻬﺎ ﻗﺎﺋد اﻟﻘوات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻻﻗﺗﺣﺎم اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟذي
ﯾﺣﺗﻣﻲ ﺑداﺧﻠﻪ ﻋﯾدﯾد وأﺗﺑﺎﻋﻪ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﺷل اﻟذرﯾﻊ ﺛم اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن اﻟﻣﻧطﻘﺔ
ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ﺑﻌد ﻓﺗرة وﺟﯾزة ،ﺣﯾث ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺧطﺔ إﻧزال ﻋدد ﻣن اﻟﺟﻧود -ﻣن ﻓرﻗﺗﻲ دﻟﺗﺎ
واﻟﻔرﺳﺎن ﻋﺎﻟﯾﺗﻲ اﻟﺗدرﯾب -ﺑﺎﻟﻣروﺣﯾﺎت ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺄﺗﺑﺎع ﻋﯾدﯾد ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ
ﻣﻘر ﺳﻠطﺗﻪ .وﻗﺑل أن ﺗﺑدأ اﻟﻣﺟﺎزر ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣدﻧﯾﯾن؛ ﯾﺻرح ﻗﺎﺋد اﻟﻛﺗﯾﺑﺔ اﻟﺷﺎب ﻓﻲ
ﺑداﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣﺗرم اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ﻟﻛوﻧﻬم ﻓﻘراء وﻏﯾر ﻣﺗﻌﻠﻣﯾن ،ﻛﻲ ﯾﺣﺳن اﻟﻣﺷﺎﻫد
اﻟظن ﺑﻧواﯾﺎ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ.
ﯾظﻬر دور "اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﺧﯾﺎر" ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻊ ﺗﻌﺎون أﺣد اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن ﻣﻊ اﻟﻘوات
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻹرﺷﺎدﻫم إﻟﻰ ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻘر ،وﻟﻛن اﻟﻣﻠﯾﺷﯾﺎت ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣﻬﻣﺔ
ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ اﻟﺑداﺋﯾﺔ وﺗﻣطر اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺑﺎﻟرﺻﺎص واﻟﻘﻧﺎﺑل ،ﺛم ﺗﻧﺟﺢ ﻣﺟدداً ﻓﻲ
إﺳﻘﺎط إﺣدى طﺎﺋرات اﻟﻬﻠﯾﻛوﺑﺗر "اﻟﺻﻘر اﻷﺳود" ﻟﺗﺗﺣول اﻟﻣﻬﻣﺔ إﻟﻰ إﻧﻘﺎذ اﻟﺟﻧود
اﻟﻌﺎﻟﻘﯾن ﻓﻲ أﻛﺛر اﻷﺣﯾﺎء ﺧطورة ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗوﺟﻪ اﻟﻬﻠﯾﻛوﺑﺗر اﻷﺧرى ﻹﻧﻘﺎذﻫم ﯾﺗم
إﺳﻘﺎطﻬﺎ أﯾﺿﺎً ،ﻓﯾﺗورط اﻟﺟﻧود ﻓﻲ ﻗﺗﺎل اﻟﺷوارع ﺣﺗﻰ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،وﺗﻧﺗﻬﻲ
اﻷﺣداث ﺑﺄﺳر أﺣد اﻟطﯾﺎرﯾن وﻣﻘﺗل ﺗﺳﻌﺔ ﻋﺷر أﻣرﯾﻛﯾﺎً ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل أﻟف ﺻوﻣﺎﻟﻲ!
ﯾﻌد ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﻣن أﻛﺛر إﻧﺗﺎﺟﺎت ﻫوﻟﯾود إﺳﺎءة وﺗﻧﻣﯾطﺎً ﻟﺻورة "اﻹرﻫﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ"
ّ
وأﻛﺛرﻫﺎ ﺗﻣﺟﯾداً ﻟﻠﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ .ﻓﺎﻟﺻوﻣﺎﻟﯾون ﻟﯾﺳوا أﻛﺛر ﻣن ﺣﺷود ﻣﺗﺧﻠﻔﺔ
ﻣﺗﻌطﺷﺔ ﻟﻠدﻣﺎء ،ﺑل إن اﻟﺗﻔﺎوض ﻟدﯾﻬم ﻣرادف ﻟﻠﻘﺗل ﻛﻣﺎ ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن أﺣد ﻗﺎدﺗﻬم،
وﻫم أﻓﺿل ﻣن ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻬم ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎدت ﻫوﻟﯾود
ﻋﻠﻰ إﻟﺻﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷﻌوب ،ﻣن ﺳواد اﻟﺑﺷرة واﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻔﻘر واﻟﺗﺧﻠف ﻓﺿﻼً ﻋن
"اﻹرﻫﺎب" ،إذ ﻧراﻫم ﯾﻧﺻرﻓون ﻟﻠﺻﻼة أﺛﻧﺎء اﻟﻘﺗﺎل ،وﯾﺑﯾﻌون اﻷﺳﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷوارع ﻛﻣﺎ
ﺗﺑﺎع اﻟﺧﺿروات ،وﯾﻧﻘﺿون ﻛﺎﻟذﺋﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن .ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻣد اﻟﻔﯾﻠم ﺗورﯾط
اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻧف ،ﻓﺣﺗﻰ اﻟﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل ﯾﺣﻣﻠون اﻟﺳﻼح ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾرى اﻟﻣﺷﺎﻫد
أﺣدﻫم ﯾﻘﺗل ﺑرﺻﺎص أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﺳﯾﺑرر ﻻﺷﻌورﯾﺎً ﻫذﻩ اﻟﻣﺟزرة ،ﺑل ﻟن ِ
ﯾﺑﺎل ﺑﻣﺄﺳﺎة أﺣد ُ
١٤
ﯾﺳر ﻛﺛﯾ اًر ﻟرؤﯾﺔ ذﻟك اﻟﻘطﯾﻊ
اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﯾن وﻫو ﯾﺟري ﺣﺎﻣﻼً طﻔﻠﻪ اﻟﻘﺗﯾل ﺑﯾدﯾﻪ ،وﻗد ّ
ﻣن اﻟزﻧوج وﻫم ﯾﺗﺳﺎﻗطون ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ﺑرﺻﺎص اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
واﻷﻫم ﻣن ذﻟك ﻛﻠﻪ ﻫو أن ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻟﺗﺑرﯾر ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﺣﺗﻼل
ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻘرن اﻷﻓرﯾﻘﻲ وﺗطوﯾق ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔذ اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﺑﺣر
اﻷﺣﻣر اﻟﻣطل ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس ﻗد ﺗم ﺗﺻوﯾرﻫﺎ ﻣرة أﺧرى ﻋﻠﻰ أرض ﻋرﺑﯾﺔ،
وﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺣﺎﺷدة ﻣن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب ،وأن ﺗوﻗﯾت ﻋرض اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﻋﺎم 2001ﻗد
ﺗزاﻣن ﻣﻊ ﺗﺻﺎﻋد ﺗﻬدﯾدات اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺿرب اﻟﺻوﻣﺎل اﻟذي ﯾؤوي
"اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن" ،وﻣﻊ اﻧدﻻع اﻟﺣرب اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ "اﻹرﻫﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ" ،وأﻧﻪ ﻣﺎ زال
ُﯾﻌرض ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗﻧوات mbcوﻗﻧﺎة Fox Moviesاﻟﻌرﺑﯾﺔ!
ﯾﺗﺣدث اﻟﻔﯾﻠم ﻋن ﻣﻼزم ﺑﺎﻟﺟﯾش اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﯾدﻋﻰ "ﻫﺎري" ﯾﺗم اﺳﺗدﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺟﻬﺔ ﻟﻘﻣﻊ اﻟﺛورة اﻟﻣﻬدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳودان ﻋﺎم 1884ﺿد اﻻﺣﺗﻼل
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،ﻓﯾﻘرر ﺗﻘدﯾم اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﻪ ﻟﻌدم اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ ﺑﺄﺧﻼﻗﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرب ﺿد ﺷﻌب ﯾﻘﺎوم
اﻻﺣﺗﻼل ،وﻟﻛن ﺧطﯾﺑﺗﻪ وﺛﻼﺛﺔ ﻣن زﻣﻼﺋﻪ ﯾﻘدﻣون إﻟﯾﻪ رﯾﺷﺎت أرﺑﻌﺔ ﻛرﻣز ﻟﻠﺟﺑن -
ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ -ﻓﯾﺗراﺟﻊ ﻋن ﻗ اررﻩ وﯾﺳﺎﻓر إﻟﻰ اﻟﺳودان ﻟﯾﻧﻔﻲ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ
ﻫذﻩ اﻟﺗﻬﻣﺔ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻫﻧﺎك ﯾﺗﻧﻛر ﻓﻲ زي ﺳوداﻧﻲ وﯾﻌﯾش ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن
١٤
ﻣﻌﺳﻛر ﻟﻺﻧﺟﻠﯾز ﻛﻲ ﯾراﻗب ﻣﺎ ﯾﺣدث ،ﻓﯾﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﺻﺣراء ﻗﺑل أن
ﯾﺳﺎرع )أﺑو ﻓﺎطﻣﺔ( -اﻟﻣﻣﺛل ﻣﺣﻣد ﺑوﺷﻲ -إﻟﻰ إﻧﻘﺎذﻩ ،وﻣﻊ ﺗطور اﻷﺣداث ﯾﺗﺣول
"ﻫﺎري" إﻟﻰ اﻟﺻف اﻵﺧر وﯾﺷﺎرك اﻟﺳوداﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﻛﻬم ﺿد اﻹﻧﺟﻠﯾز إﯾﻣﺎﻧﺎً
ﺑﻘﺿﯾﺗﻬم ،وﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻷﻓﻼم اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﺎطف ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﺟل اﻷﺑﯾض ﻣﻊ
اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺿطﻬد ﺿد ﺟﯾﺷﻪ اﻟﻐﺎزي وﯾﺛﺑت ﻓﻲ ﻣوﻗﻔﻪ ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠم -ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
"اﻟرﻗص ﻣﻊ اﻟذﺋﺎب" ،اﻟﺳﺎﻣوراي اﻷﺧﯾر ،و"أﻓﺎﺗﺎر" -ﻓﺈن اﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛﺗﻣل ،إذ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﯾﺻﺣو "ﻫﺎري" ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرى ﺟﺛث زﻣﻼﺋﻪ ﻣﻣزﻗﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻟﯾﻌود إﻟﻰ ﺻف اﻹﻧﺟﻠﯾز أﻣﻼً ﺑﺈﻧﻘﺎذ ﻣن ﺑﻘﻲ ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ،ﺑل
ﯾﺗﻌﺎطف اﻟﻣﺳﻠم ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻊ اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ ﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﻧﻔﺎﺟﺄ ﺑﺟﻬود "أﺑو ﻓﺎطﻣﺔ" ﻓﻲ
ﺗﺣرﯾر اﻟﺟﻧدي اﻵﺧر "ﻓﯾﻛﺎر" ﻣن اﻻﻋﺗﻘﺎل واﻟﺗﻌذﯾب ﻓﻲ أم درﻣﺎن ،ﻟﯾﻌود "ﻫﺎري"
أﺧﯾ اًر راﻓﻊ اﻟرأس إﻟﻰ ﺧطﯾﺑﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗظرﻩ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وﯾرد إﻟﯾﻬﺎ رﯾﺷﺗﻬﺎ ﻓﺗﺻﻔﺢ ﻋﻧﻪ
ﻣن ﺟدﯾد.
ﺗﺳﺑب ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺎﺳﺗﯾﺎء ﺷدﯾد ﻟدى اﻟﺷﻌب واﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﯾن ،ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﻗوف
ﺑطل اﻟﻔﯾﻠم اﻹﻧﺟﻠﯾزي إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳوداﻧﯾﯾن ٕواظﻬﺎر وﺟﻪ اﻟﻌداﻟﺔ ﺟزﺋﯾﺎً ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﻬم
إﻻ أن اﻟﻔﯾﻠم ﯾﺣﻔل أﯾﺿﺎً ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺟد اﻟﺟﯾش واﻟﻘﯾم اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب
اﻟﺳوداﻧﯾﯾن وﺛورﺗﻬم اﻟﻣﻬدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻼدﻫم ،وﻻ ﯾﺧﻠو اﻟﻔﯾﻠم
ﻣن اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن "اﻟﻣﺳﻠم اﻟطﯾب" اﻟذي ﯾﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻌدو ﺿد ﺑﻼدﻩ،
و"اﻟﻣﺳﻠم اﻹرﻫﺎﺑﻲ" اﻟذي ﯾﻌذب اﻷﺳرى اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻓﻲ اﻟﺳﺟون ،واﻟﺷﻌب اﻟﻣﺳﻠم
اﻟﻣﺗﺧﻠف واﻟﺑرﺑري اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ ﻗﺿﯾﺗﻪ اﻟﻌﺎدﻟﺔ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣﻣﺎ ﻗﯾل ﻋن إﺳﺎءة اﻟﻔﯾﻠم ﻟﻠﻣﺻرﯾﯾن أﯾﺿﺎً ﺑﺈظﻬﺎرﻫم ﻓﻲ ﻣظﻬر اﻟﻣﺗﻌﺎون ﻣﻊ
اﻟﻌدو اﻟﻣﺣﺗل ﻟﻘﻣﻊ اﻟﺛورة اﻟﻣﻬدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳودان ٕواﺳﺎءة ﺑﻌض اﻟﺿﺑﺎط اﻟﻣﺻرﯾﯾن
ﻟﻠﺛوار ،ﻓﻘد أﺟﺎزت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻋرض اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻌد ﺟدل ﺣﺎد ﺑﯾن اﻟﻧﻘﺎد ﺣﯾث رأى
وﯾﺳﺧر ﻣن اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ
َ اﻟﻣؤﯾدون أن اﻟﻔﯾﻠم ﯾﻧطﻠق ﻣن ﻓﻛرة رﻓض اﻟﺣرب
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ﺑﻬؤﻻء اﻟﺷﺑﺎب ﻟﻠﻘﺗﺎل واﻟﻣوت ﻋﻠﻰ ﺑﻌد آﻻف اﻷﻣﯾﺎل ﻣن
١٤
ﺑﻼدﻫم .٧٠وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺑررات ،ﻓﺈن ﺗزاﻣن إﻧﺗﺎج اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻊ ﺑدء اﺣﺗﻼل
ﻛل ﻣن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ ﻟﻠﻌراق ﯾﺛﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﻛوك ،وﻛﺄن رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻌﻰ
اﻟﻣﻧﺗﺟون إﻟﻰ ﺑﺛﻬﺎ ﻓﻲ روح اﻟﺟﯾش اﻟﻣﻘدم ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻼل واﻟﺷﻌب اﻟذي ﯾﺳﺎﻧدﻩ؛
ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺣرب ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋداﻟﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑل ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻣﺎء
اﻟﻌرﻗﻲ .ورﺑﻣﺎ ﻟﻌﺑت ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎﯾﺔ "اﻟﺑروﺑﺎﻏﺎﻧدا" دورﻫﺎ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎب اﻟرﺋﯾس ﺟورج
ﺑوش اﻻﺑن ﻟوﻻﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ وﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ﻛﺎﺳﺣﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﻠﺣرب
ﻗﺑل اﻧدﻻﻋﻬﺎ ،وﯾﻛﺷف اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣدﯾث ﻋن ظﺎﻫرة ﺗﻌﺎطف اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ
وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻣﻊ ﻗﯾﺎدﺗﻪ ﺑﻣﺟرد اﻧدﻻع اﻟﺣرب إﻟﻰ ﺣﯾن ﻋودة اﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن ﺳﺎﻟﻣﯾن ﺣﺗﻰ ﻓﻲ
ﺣﺎل ﻋدم اﻋﺗراﻓﻪ ﺑﺄﺧﻼﻗﯾﺗﻬﺎ ،وﻋﻧدﻫﺎ ﻟن ﯾﻛﻠف اﻷﻣر أﻛﺛر ﻣن اﻻﻋﺗذار ﻋن ﺑﻌض
وﯾﻛرم ﻣن ﺑﻘﻲ ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﻗﯾد
اﻷﺧطﺎء ،وﺳﯾﺑﻧﻰ ﺻرح ﺗذﻛﺎري ﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﺟﯾش ،ﱠ
اﻟﺣﯾﺎة!
ﻧﺷﯾر أﺧﯾ اًر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺧرج »ﺷﯾﻛﺎر ﻛﺎﺑور« ﻋﺎد ﻣرة أﺧرى إﻟﻰ اﻟﻣﻐرب -ﺣﯾث
ﺻور اﻟﻔﯾﻠم -ﺑدﻋوة ﻣن ﻣﻬرﺟﺎن ﻣراﻛش اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻟﯾﻛون أﺣد أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم
ُ
ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻋﺎم !2007
٧٠
ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 14 ،8903أﺑﺮﯾﻞ 2003
١٤
زر اﻟﻘﻧﺑﻠﺔ ﻟﺗﻧﻔﺟر ﺑﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﻓﻲ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣوت ﻋﻧد ﻫؤﻻء ﻫو ﻣﺟرد اﻧﺗﺣﺎر
ﻟﻠﻬروب ﻣن ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
اﻟﻣﺷﻬد اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻬد ﻟﻸﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤﻣن ﺑﻬﺎ ﺻﺎﻧﻌو ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ،ﺣﯾث ﻧﺳﻣﻊ ﺷرﺣﺎً
ﻣﻔﺻﻼً ﻟﻠﻘﺿﯾﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺿﺎﺑط اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﻲ "إد ﻫوﻓﻣﺎن" -
اﻟﻧﺟم رﺳل ﻛرو -وﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻧﺎس ﺗﻌﺑوا ﻣن ﻣﺑررات ﻛل ﻣن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن واﻟﻣﺗطرﻓﯾن
اﻹﺳﻼﻣﯾﯾن ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن زﯾﺎدة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺿد اﻷﻋداء ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أي ﺗﻘدم،
ﺑل أﺻﺑﺢ اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ "ﺗﻛﺗل ﻋﺎﻟﻣﻲ" ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻋﻣﻼً ﻣﺳﺗﻣ اًر ودؤوﺑﺎً .ﺛم
ﯾﺷرح آﻟﯾﺔ ﻋﻣل اﻟﻌدو اﻟذي ﻗرر أن ﯾﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ وﯾﺗﺻرف ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ
ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾراﻩ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻓﻼ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﺗطرﻓون وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل
اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑل ﯾﻌﺗﻣدون ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﺻل اﻟﺷﻔﻬﻲ وﺟﻬﺎً ﻟوﺟﻪ ﺛم اﻻﺧﺗﻔﺎء وﺳط اﻟزﺣﺎم.
وﺗﺑﻠﻎ اﻟﺳذاﺟﺔ ﻣداﻫﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرى أن اﻷﻋداء ﻻ ﯾرﯾدون اﻟﺗﻔﺎوض ﻓﻐﺎﯾﺗﻬم ﻫﻲ أن ﯾﻌﻠم
اﻟﻧﺎس ﺑﺷﺄﻧﻬم ،ورﺳﺎﻟﺗﻬم ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎرﯾن ﻓﻘط" :إﻣﺎ أن ﺗﻌﺗﻧﻘوا دﯾﻧﻧﺎ أو ﺗﻣوﺗوا"،
وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﻌﻘدةً ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،وأن اﻷﻋداء
ﯾﻧﺗظرون ﻣن ﺣﻣﺎة اﻟﺣﺿﺎرة أن ﯾﻐﻣﺿوا أﻋﯾﻧﻬم دﻗﯾﻘﺔ واﺣدة ﻓﻘط ﻟﯾﻐﯾروا اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﺳرﻩ!
ﺗدور ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺣداث ﺑﯾن "اﻟﺷرق اﻷوﺳط" وواﺷﻧطن ،وﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﯾداﻧﻲ
ﻋﻣﯾل اﻻﺳﺗﺧﺑﺎرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ »" «CIAروﺟر ِ
ﻓﯾرس" – وﯾﻠﻌب دورﻩ اﻟﻧﺟم ﻟﯾوﻧﺎردو
دي ﻛﺎﺑرﯾو -وﺗﻛون اﻟﺑداﯾﺔ ﻣﻊ ﻋﻣﯾل ﻋراﻗﻲ اﺳﻣﻪ "ﺑﺳﺎم" -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﯾﻬودي أوﺳﻛﺎر
إﯾزاك -ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻗﺗل اﻟﻣﻘﺎوﻣﯾن ،وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟرﯾﺋﺔ
وﺗﻬب ﻗوة أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺷﺎب اﻷﻣرﯾﻛﻲ دون اﻛﺗراث ﻟﻠﻌﻣﯾل اﻟﻌراﻗﻲ
ّ ُﯾﻘﺗل "ﺑﺳﺎم"
وﺳط ذﻫول ِ
"ﻓﯾرس".
ﺗﺗواﺻل اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣن ﻗﺎﺋدﻩ "إد ﻫوﻓﻣﺎن" اﻟذي ﻧراﻩ طوال اﻟﻔﯾﻠم وﻫو ﯾراﻗب ِ
"ﻓﯾرس"
ﻣن ﻣﻛﺗﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ "ﻻﻧﺟﻠﻲ -ﻓﯾرﺟﯾﻧﯾﺎ" ﻋﺑر اﻷﻗﻣﺎر
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ دون أن ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺷﻲء! وﯾﻛﻠﻔﻪ ﺑﻣﻬﻣﺔ اﺳﺗﺧﺑﺎرﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻷردن،
ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺗﻌﻘب واﻏﺗﯾﺎل أﺣد ﻗﺎدة ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻋدة واﺳﻣﻪ »اﻟﺳﻠﯾم« ،ﻓﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻﺑﺎً ﺟدﯾداً
ﻋﻣﺎن ﻟﻧﻛﺗﺷف أن اﻟﺳﻔﺎرة ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾ اًر ﻋن أي ﻣﻘر
ﻓﻲ اﻟﺳﻔﺎرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ّ
ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرات وأﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻷردن!
١٤
ﯾﻠﺗﻘﻲ ِ
"ﻓﯾرس" ﺑﺿﺎﺑط اﻻﺳﺗﺧﺑﺎرات اﻷردﻧﻲ ﻫﺎﻧﻲ ﺳﻼم -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻣﺎرك
ﺳﺗروﻧﺞ -وﯾدور ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣوار ﯾﻛﺷف ﻓﯾﻪ ِ
"ﻓﯾرس" ﻋن ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ ﻗﺎﺋﻼً" :وﻣن ﯾﺗوﻟﻬم ﻣﻧﻛم
ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻧﻬم" ،ﻓﯾﻬز ﻫﺎﻧﻲ رأﺳﻪ ﻣؤﯾداً وﯾﻘول" :ﻓﻲ دار اﻟﺣرب" ،وﯾﺗﻔق اﻻﺛﻧﺎن ﻋﻠﻰ
أﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺻف واﺣد .ﺛم ﯾﻛﺷف ﻫﺎﻧﻲ ﻟﺻدﯾﻘﻪ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌذﯾب اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﻣﺗطرﻓﯾن ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ "اﻟﺳﻠﯾم" ،ﻛﻣﺎ ﯾﺻطﺣﺑﻪ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ
إﻟﻰ اﻟﺻﺣراء ﻟﯾﺳﺗﻌرض ﻣﻬﺎرﺗﻪ ﻓﻲ ﺗوظﯾف ﻟص ﺳﺎﺑق -ﻋﻣر ﻛراﻣﻲ وﯾﺟﺳدﻩ
ﺗﺣول ﻣن اﻟﺳرﻗﺔ إﻟﻰ اﻟﺗطرف ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻗﯾس ﻧﺎﺷفّ -
ﻋﻣﯾﻼً ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرات ﻣن داﺧل ﺧﻠﯾﺔ "اﻟﺳﻠﯾم" ،وﻧﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ اﻷﻣر
ﻻ ﻻﺋﻘﺎً ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ
ﻟﺗﺣوﯾل ﺷﺎب ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻧﺷﺄ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﯾﻣﺎت إﻟﻰ ﻋﻣﯾل ﻫو ﻣﻧﺣﻪ ﻣﻧز ً
ﻣﻊ أﻣﻪ.
ﺗﻧﻔﺟر ﻗﻧﺑﻠﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﺳوق ﻟﻠزﻫور ﻓﻲ أﻣﺳﺗردام -ﻫوﻟﻧدا ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﺎﺑﻊ "اﻟﺳﻠﯾم" أﺣداث
ﻋﻣﺎن ،ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻣطﯾﺔاﻻﻧﻔﺟﺎر ﻋﺑر ﻧﺷرات اﻷﺧﺑﺎر ﻣن ﺻﺎﻟون ﻣﻧزﻟﻪ اﻟﻔﺧم ﻓﻲ ّ
ﻟﻘﺎدة ﻫذﻩ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻷﻗرب إﻟﻰ رؤﺳﺎء اﻟﻣﺎﻓﯾﺎ ،ﻓﻬم ﯾﺳﻛﻧون ﻗﺻو اًر ﻓﺧﻣﺔ وﯾرﻛﺑون
ﺳﯾﺎرات ﻓﺎرﻫﺔ وﯾﺣﯾط ﺑﻬم اﻟﺣرس واﻷﺗﺑﺎع وﯾدﺧﻧون اﻟﺳﺟﺎﺋر ،ﺑل ﻧﺳﻣﻊ ﻋن أﺣد
ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﺎً ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ِ
"ﻓﯾرس" ﯾﻘول ﻓﯾﻪ أن اﻟﻣﺗطرﻓﯾن ﻓﻲ
اﻷردن ﻟﯾﺳوا ﻛزﻣﻼﺋﻬم ﻓﻲ اﻟﻌراق ،ﻓﻬم ﯾﺷرﺑون اﻟﺧﻣر وﯾرﺗﻛﺑون اﻟﻔواﺣش! وﺑذﻟك
ﺗﺗﺳﻊ داﺋرة اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻷﻋداء اﻟﻐرب ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺷﺎﻫد ،ﻟﺗﺷﻣل أطﯾﺎﻓﺎً أﺧرى
ﻏﯾر ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن .ﺛم ﻧﺳﺗﻣﻊ ﻻﺣﻘﺎً ﻟﺷرح ﻣوﺟز ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺔ "اﻟﺳﻠﯾم" اﻟﺗﻲ
رﺳﻣﻬﺎ ﻣؤﻟف اﻟﻘﺻﺔ ﺑﻣواﺻﻔﺎت ﺗﺿﻣن أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﺗﻧﻣﯾط اﻟﻣﺟﺣف ،ﻓﻬو رﺟل
ﺳوري ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺣﺎل ﻗﺎﻣت اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﺗﺻﻔﯾﺗﻬﺎ دون أن ﻧﻌرف
اﻟﺳﺑب ،ﻓﻔر إﻟﻰ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ودرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﯾزﯾﺎء واﻟﻬﻧدﺳﺔ ﺛم أﻛﻣل دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﺎن
واﻧﺗﻣﻰ إﻟﻰ ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس!
ﯾﻘرر ِ
"ﻓﯾرس" إﺣداث ﺧﻠﯾﺔ إرﻫﺎﺑﯾﺔ وﻫﻣﯾﺔ ﻟﻺﯾﻘﺎع ﺑﺎﻟﺳﻠﯾم ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗورﯾط
ﺻدﯾﻘﻲ( -اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن -ﻓﻲ اﻧﻔﺟﺎر
ﻣﻬﻧدس أردﻧﻲ ﻣﺗدﯾن )ﻋﻣر ّ
ﺑﺻدﯾﻘﻲ ﻟﻠﺗﻧﺳﯾق ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت
ﻣدﺑر ﺑﺗرﻛﯾﺎ ،ﻓﯾﺑﺗﻠﻊ "اﻟﺳﻠﯾم" اﻟطﻌم وﯾﺗﺻل ّ
ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ،وﻧﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄن ﺧﻠﯾﺔ "اﻟﺳﻠﯾم" أﻛﺛر ﻛﻔﺎءة ﻣن ﻛﺎﻓﺔ أﺟﻬزة اﻟﻣﺧﺎﺑرات ﻋﻧدﻣﺎ
١٥
ﺗﻛﺗﺷف زﯾف اﻟﺧطﺔ ﻓﺗﻘﺗل اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﺑريء ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺎﻓﯾﺎ ﻗﺑل أن ﯾﺗﻣﻛن أﺣد
ﻣن إﻧﻘﺎذﻩ.
وﻓﻲ ﻣﺣور آﺧر ﯾﻘﻊ ِ
"ﻓﯾرس" ﻓﻲ ﺣب ﻋﺎﺋﺷﺔ اﻟﻣﻣرﺿﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ﻣن أﺻل إﯾراﻧﻲ -
اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻹﯾراﻧﯾﺔ ﻏوﻟﺷﻔﺗﻪ ﻓرﺣﺎﻧﻲ* -واﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻧﻣﯾط اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺣﯾث ُﯾراﻗب ﺳﻠوك اﻟﻔﺗﺎة .وﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋدة اﻟﻐداء ،ﻧﻛﺗﺷف ﻏﺿب اﻷﺧت اﻟﻛﺑرى -
اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﺑﻧﻰ ﻋزﺑل -ﻣن اﺣﺗﻼل اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻟﻠﻌراق ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺑدو ﻋﺎﺋﺷﺔ أﻛﺛر
ﺳذاﺟﺔ وﺣﻣﻘﺎً ،وﻫو ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳب أي ﻋﻣﯾل اﺳﺗﺧﺑﺎري ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم!
وﻋﺑر ﻋﺎﺋﺷﺔ ُﯾﺳﺗدرج ِ
"ﻓﯾرس" إﻟﻰ داﺧل ﺳورﯾﺎ ،ﻓﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم "اﻟﺳﻠﯾم" ﻓﻲ أﺣد
أوﻛﺎرﻩ ،وﯾﺑدأ ﺳﯾل اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻣن ﺗﻌذﯾب وﺣﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﺷﺑﺎب
اﻟﻣﻠﺗﺣﯾن واﻵﯾﺎت اﻟﻘرآﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻰ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺛﯾرة ﻟﻠﺳﺧرﯾﺔ ،ﺛم ﯾﻘدم اﻟﻔﯾﻠم رﺳﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﻟﺳﺎن ِ
"ﻓﯾرس"؛ ﻓﺂﯾﺎت اﻟﻘﺗﺎل ﯾﺗم ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺧﺎطﺊ ،وﺷﯾوخ
اﻹرﻫﺎب ﻟﯾﺳوا ﺳوى رأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن ﯾﺻﻧﻌون ﺟﯾوﺷﺎً ﻣن اﻟﻌﺑﯾد ﻋﺑر أﻣوال اﻟﺑﺗرول،
وﺳﯾﺄﺗﻲ اﻟﯾوم اﻟذي ﯾﺧﺗﻔون ﻓﯾﻪ ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻓﻲ رﻣﺎد اﻟﺗﺎرﯾﺦ .وﻗﺑل أن ُﯾذﺑﺢ ِ
"ﻓﯾرس" أﻣﺎم
ﻓﯾﻧﻘذ ِ
"ﻓﯾرس" ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷﺧﯾرة اﻟﻛﺎﻣﯾ ار ﺗﻘﺗﺣم اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷردﻧﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة ﻫﺎﻧﻲ اﻟﻣﻘر ُ
وﯾﻌﺗﻘل اﻟﺳﻠﯾم.ُ
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣﻐﺎﻟطﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم* ،ﻻ ﺑد ﻟﻧﺎ
ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﺛر اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟذي ﻧﻌﯾﺷﻪ اﻟﯾوم ﻓﻲ ﺗﻐﯾر ﻣواﻗف اﻟﻣﺛﻘف
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن ﺣﻛوﻣﺗﻪ واﻟذي ﺗرك ﺑﺻﻣﺗﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻫوﻟﯾود ،إذ ﻟم ﺗﻌد أﻣرﯾﻛﺎ
ﻣﻧزﻫﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﺧرج "ردﻟﻲ ﺳﻛوت" ﻧﻔﺳﻪ اﻟذي أﺧرج ﻓﻲ ﻋﺎم
2001ﻓﯾﻠم “ﺳﻘوط اﻟﺻﻘر اﻷﺳود” ﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﻪ دﻋﺎﯾﺔ ﻓﺟﺔ "ﺑروﺑﺎﻏﺎﻧدا" ،وﻫﻲ ظﺎﻫرة
اﻣﺗدت إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻼم اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟت ﻓﻲ ظل "اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب"
*
ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻣﺸﺎرﻛﺔ "ﻓﺮﺣﺎﻧﻲ" ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺑﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻟﻌﺪم اﻟﺘﺰاﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻤﺎت اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ
ً
اﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ ﻓﻲ أﻓﻼم أﺟﻨﺒﯿﺔ ،ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﻣﻨﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺴﮫ إﻟﻰ ھﻮﻟﯿﻮد ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻓﯿﻠﻢ آﺧﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﻢ
ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ]ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﺻﺤﯿﻔﺔ )اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ( اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ[ ،ﻛﻤﺎ أدى ظﮭﻮرھﺎ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻓﻲ
ﻧﯿﻮﯾﻮرك ﻛﺎﺷﻔﺔ اﻟﺮأس وھﻲ ﺗﺮﺗﺪي ﻣﻼﺑﺲ ﻗﺼﯿﺮة إﻟﻰ إﺛﺎرة اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺪل داﺧﻞ إﯾﺮان.
*
ﺳﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ واﺣﺪة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻠﻮ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﯿﻦ -وھﻮ ﻣﻤﺜﻞ ﻣﺼﺮي -اﻵﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ" :ﻓﻘﺎﺗﻠﻮا أﺋﻤﺔ اﻟﻜﻔﺮ إﻧﮭﻢ ﻻ
أﯾﻤﺎن ﻟﮭﻢ" ]اﻟﺘﻮﺑﺔ [12 :ﻣﻊ اﺳﺘﺒﺪال ﻛﻠﻤﺔ )إﯾﻤﺎن( ﺑﻜﻠﻤﺔ )أﯾﻤﺎن( ،ﻟﺘﺘﺮﺟﻢ اﻵﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ
ﻣﺆﻣﻨﺎ ً! ﻣﻊ أن اﻵﯾﺔ وردت ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻧﻘﻀﻮا اﻷﯾﻤﺎن أي اﻟﻌﮭﻮد ،وﺗﺨﺘﺘﻢ اﻵﯾﺔ ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :ﻟﻌﻠﮭﻢ ﯾﻨﺘﮭﻮن" ،وﻗﺪ ﻋﻠّﻖ
اﻟﻤﻔﺴﺮ اﻟﺒﯿﻀﺎوي ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻌﻞ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻗﺎﺗﻠﻮا ،أي "ﻟﯿﻜﻦ ﻏﺮﺿﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ اﻻﻧﺘﮭﺎء ﻋﻤﺎ ھﻢ ﻋﻠﯿﮫ ]وﯾﻘﺼﺪ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ وﻧﻘﺾ اﻟﻌﮭﻮد[ ،ﻻ
إﯾﺼﺎل اﻷذﯾﺔ ﻟﮭﻢ" ،وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻤﺼﺮي ﯾﻀﯿﻒ ﻣﻦ ﺟﻌﺒﺘﮫ ﺧﺎﺗﻤﺔ أﺧﺮى ﻟﻶﯾﺔ ﺗﻘﻮل :ھﺬا ھﻮ ﺟﺰاء اﻟﻜﻔﺮة واﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ! ..ﻓﺄي ﺿﺮﯾﺒﺔ
أﻗﺒﺢ ﻣﻦ ھﺬه ﻟﻮﺻﻮل ھﺬا اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻤﻐﻤﻮر إﻟﻰ ھﻮﻟﯿﻮد!
١٥
ﺻدر »ردﻟﻰﻣﺛل "ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ"" ،اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺿراء"" ،اﻟﺗﺳﻠﯾم" و"إﻧذار ﺑورن" .وﻗد ّ
ﺳﻛوت« ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻌﺑﺎرة ذات ﻣﻐزى ﻟﻠﻛﺎﺗب )و .ﻫـ .أودن( ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ» :أﻧﺎ وﻋﺎﻣﺔ
اﻟﻧﺎس ﻧﻌﻠم ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻣﻪ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻣدارس ..اﻟذﯾن ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻠﺷر ﯾردون ﺑﺷ ّر
وﺟﺳد "ﺳﻛوت" اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﺑﺑراﻋﺔ ﻣﻊ ﻛل ﻣرة ﯾواﺟﻪ ﻓﯾﻬﺎ
ﻣﺛﻠﻪ«ّ ،
ِ
"ﻓﯾرس" اﻟﻣوت أو ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ دﻋم ﻓﯾﺗﺻل ﺑﻘﺎﺋدﻩ ﻓﻲ واﺷﻧطن ﻋﺑر اﻟﻬﺎﺗف اﻟﻧﻘﺎل ،ﻓﻲ
اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺳﺗﻣﺗﻊ ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻟﻘﺎﺋد ﺑﻣﻼﺣﻘﺗﻪ ﻋﺑر اﻟﻘﻣر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو ﯾﻣﺎرس ﺣﯾﺎﺗﻪ
ﻋﻣﯾل اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ
َ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻣﻊ أطﻔﺎﻟﻪ ﺑﻬدوء ﺷدﯾد .ﻛﻣﺎ ﻗدم ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺧرج
ﺻورة ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﺑﻌﯾداً ﻋن أﺳطورة ﺟﯾﻣس ﺑوﻧد ،ﻓﻬو إﻧﺳﺎن ﻋﺎدي ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺧطﺄ
واﻟﻐﺿب واﻟﯾﺄس ،ﻗد ﯾﺗﻣرد ﻋﻠﻰ ﻗﺎدﺗﻪ وﯾﺄﺳف ﻟﻘﺗل اﻷﺑرﯾﺎء وﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺣب ﻓﺗﺎة
ﻋرﺑﯾﺔ.
وﻟﻛن اﻟﺗﻔﺎؤل ﺑﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺳﯾﻘف ﺑﻧﺎ ﻋﻧد ﺣدود ﻫﺎﻣش اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺗﺎح ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،ﻓﻘد
ُﯾﺳﻣﺢ أﺣﯾﺎﻧﺎً ﺑﻧﻘد ﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻗﺎدة اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﻣﺎ ﯾﻘﻌون ﻓﯾﻪ ﻣن أﺧطﺎء ،وﻟﻛن
ﺛﻣﺔ ﺧطﯾن أﺣﻣرﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد أن ﯾﻘﺗرب ﻣﻧﻬﻣﺎ ،اﻷول ﻫو اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ
واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﺗوﺟﻬﺎت ﺣزﺑﯾﺔ أو أﺧطﺎء ﺗُرﺗﻛب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣرب
أو ﺗﻠك ،واﻟﺛﺎﻧﻲ وﻫو اﻷﻫم :اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻬﺎ ،ﺳواء وﺟود "إﺳراﺋﯾل" أو
ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ أو اﻟدﯾﺎﻧﺔ اﻟﯾﻬودﯾﺔ أو أﺛر ﺿﻐوط اﻟﻠوﺑﻲ اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أي ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم.
وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﯾﻣﻛن ﻗراءة اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﻔﯾﻠم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻓض ِ
"ﻓﯾرس"
اﻟﻌرض اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ رﺋﯾﺳﻪ "ﻫوﻓﻣﺎن" ﺑﺎﻟﺟﻠوس ﻓﻲ ﻣﻛﺗب ﻣرﯾﺢ ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﻣﺷﺎﻛل
ﻣﻌﻠﻧﺎً ﻗ اررﻩ ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ "اﻟﺷرق اﻷوﺳط" اﻟذي ﯾﺣﺑﻪ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﻧﻛﺎر رﺋﯾﺳﻪ ﺣﯾث
ﯾﺻر ِ
"ﻓﯾرس" ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣرب اﻟﻘذرة “ﻻ أﺣد ﯾﺣب اﻟﺷرق اﻷوﺳط” ّ
ﻣﺗﻣرداً ﻋﻠﻰ اﻟطرﻓﯾن ﻣﻌ ًﺎ ،وﯾﻔﺿل اﻟﻌﯾش ﻣﻊ ﺻدﯾﻘﺗﻪ اﻟﺳﺎذﺟﺔ ﺑﻌﯾداً ﻋن ﺻراﻋﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ!
ﺻ ّورت ﺑﯾن اﻟرﺑﺎط وور اززات ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب،
ﺑﻘﻲ أن ﻧذ ّﻛر ﺑﺄن ﻣﻌظم ﻣﺷﺎﻫد اﻟﻔﯾﻠم ُ
وذﻟك ﺑﻌد أن رﻓﺿت اﻷردن طﻠب اﻟﺗﺻوﯾر ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن
إﺳﺎءة ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺳﻠطﺎت واﻟﺷﻌب ،وﺑﻌد أن رﻓﺿت أﯾﺿﺎً ﻛل ﻣن أﺑو ظﺑﻲ ودﺑﻲ
١٥
اﻟطﻠب ﻧﻔﺳﻪ ،٧١أﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻓﺗﺿم اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﺧرى وﻣﻧﻬﺎ:
ﺟﻣﯾل ﺧوري ،ﻋﻠﻲ ﺧﻠﯾل ،ﻫدى زﺑﯾط ،ﻋﻣر ﺑردوﻧﻲ ،ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﻛﺷﻣﯾر ،ﺳﺎﻣﻲ
ﺳﻣﯾر ،راﻣﻲ ﺣﻠﻣﻲ وﺷرﯾدي ﺟﺑرﯾن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ رﻓض اﻟﻔﻧﺎن اﻟﺳوري ﻏﺳﺎن ﻣﺳﻌود
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌﺎوﻧﻪ اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻊ اﻟﻣﺧرج ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﺳﻣﺎء" ،٧٢ﻟذا أُﺳﻧد دور اﻟﺷﯾﺦ "اﻟﺳﻠﯾم" إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺛل "اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" "ﻋﻠون أﺑو طﺑول"*،
وﻫو ﻣن ﻣواﻟﯾد اﻷرض اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ﻋﺎم ،1965وﺳﺑق أن ﻟﻌب دور ﺟﻧدي "إﺳراﺋﯾﻠﻲ"
ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "ﻣﯾوﻧﺦ" ﻋﺎم .2005وﻗد ﻧﺗﺳﺎءل ﻫﻧﺎ ﻋن اﻟﻣﺑررات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬل ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﻣﺛل "إﺳراﺋﯾﻠﻲ" ،وﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﻠب اﻟﻣﺧرج ﻣن
"ﻋﻣر ﺑردوﻧﻲ" ﻟﻌب دور اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺄﻋﻣﺎل "اﻟﺳﻠﯾم" ﻣﻊ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟدور ﻣن اﺣﺗرام
وﺗوﻗﯾر ﻟﺷﯾﺧﻪ اﻟﻣﻔﺗرض!
أﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻀﻄﺮا ً ﻟﻺﺷﺎدة ﺑﺒﺮاﻋﺔ اﻟﻤﻤﺜﻞ "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" ﻓﻲ ﺗﻘﻤﺺ ھﺬه اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻐﺎﯾﺮ ﻟﻠﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﯿﺔ *
ﻛﺮﺳﮭﺎ اﻟﻤﻤﺜﻠﻮن اﻟﻌﺮب ﻣﺜﻞ ﻋﺎدل إﻣﺎم وأﺣﻤﺪ ﺑﺪﯾﺮ ﻗﺒﻞ ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ و"اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ" ،ﺣﯿﺚ اﻟﻤﻌﺘﺎدة ،وھﻲ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ّ
ﯾﺨﺘﻠﻂ اﻷداء اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ وﯾﻔﺮط اﻟﻤﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎﺗﮫ اﻟﻤﻠﯿﻮدراﻣﯿﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻘﻨﻌﺔ ،وﻛﺄﻧﮫ ﯾﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺣﻘﺪ ﺷﺨﺼﻲ ﯾﺪﻓﻌﮫ ﻟﻠﺘﻤﺎدي ﻓﻲ
اﻟﺴﺨﺮﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺟﻮدة اﻟﻌﻤﻞ وواﻗﻌﯿﺘﮫ.
١٥
اﻟﻔﯾﻠم ﺑﺟزﺋﯾﻪ اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﯾس إﻻ اﻣﺗداداً ﻟﻠﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺷﻬﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل
ﻧﻔس اﻻﺳم واﺳﺗﻣر ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً ،وﺗدور اﻟﻘﺻﺔ ﺣول ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻷرﺑﻊ ﺳﯾدات ﻣن ﻧﯾوﯾورك ﻓﻲ إطﺎر ﻛوﻣﯾدي ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺧﺗﺎر
اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻧﺗﻘﺎل ﺑطﻼت اﻟﻔﯾﻠم إﻟﻰ أﺑو ظﺑﻲ ﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌطﻠﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﻔوت اﻟﻔﯾﻠم
ﺗﺑدأ ﻫﻧﺎك اﻟﻣﻔﺎرﻗﺎت ﺑﻣﺣﺎوﻟﺗﻬن اﻟﺗﺄﻗﻠم ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﺗﺷﻣﺔ ﻟﻠﻣدﯾﻧﺔ ،وﻻ ّ
أي ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺳﺧرﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ رأى اﻟﺑﻌض أﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ
ﺳﯾﺎق اﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻣوﻣﺔ ﻹطﻔﺎء ﺟذوة اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗﺳﯾﻎ اﻟﻌﻘل
اﻟﻐرﺑﻲ اﻗﺗران اﻹﺳﻼم واﻟﺣﺿﺎرة ﻓﻲ ﻣﻛﺎن واﺣد ،ﺧﺻوﺻﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧطﻠق اﻷﺣﻛﺎم ﻣن
ﻓﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻠﺳﻠوك ﻫو اﻟﺗواﻓق ﻣﻊ
ﻣﻧظور اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ُ
ﻣﺎ ﯾﻬواﻩ اﻟﺷﺎرع اﻷﻣرﯾﻛﻲ وﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﺳﻧﻪ ﻟﺑﻘﯾﺔ اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻛوﻛب ،وﯾﻐدو
اﻟﺗﺣدي اﻷﻛﺑر ﻟﻠﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﻧﻘل ﻗﺻﺔ ﺗﺣﻣل اﺳم "اﻟﺟﻧس واﻟﻣدﯾﻧﺔ" ﻣن ﻧﯾوﯾورك إﻟﻰ أﺑو
*
ظﺑﻲ!
أﻓﻼم أﺧرى:
ﺻورت ﻛﻠﯾﺎً أو
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻧذﻛر أﯾﺿﺎً ﺑﻌض اﻷﻓﻼم اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ُ
ﺟزﺋﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،وﻫﻲ:
-ﻓﯾﻠم "ﻟورﻧس اﻟﻌرب" اﻟذي ﺳﺑق اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻪ ،وﺗم ﺗﺻوﯾر ﻣﺷﺎﻫدﻩ ﺑﯾن
اﻟﻣﻐرب واﻷردن.
-ﻓﯾﻠم "ﺟوﻫرة اﻟﻧﯾل" " "The Jewel of the Nileﻣن إﻧﺗﺎج ﺳﻧﺔ 1985
وﺑطوﻟﺔ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﯾﻬودي "ﻣﺎﯾﻛل دوﻏﻼس" ،وﯾظﻬر ﻓﯾﻪ اﻟﻌرب ﻛﺷﻌب ﻫﻣﺟﻲ
ﺑداﺋﻲ ﯾﺣﻛﻣﻬم دﯾﻛﺗﺎﺗور ﻣﺗوﺣش ،وﺗﻛرر ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ إﺣدى ﻗﻧوات .mbc
ﻓﻲ ﻟﻘﺎء أﺟﺮي ﻣﻊ ﺑﻄﻠﺔ اﻟﻔﯿﻠﻢ "ﺳﺎرة ﺟﯿﺴﻜﺎ ﺑﺎرﻛﺮ" ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ "ﺳﻜﻮب" ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة mbcﺑﺘﺎرﯾﺦ 2010-6-3ﻛﺸﻔﺖ "ﺑﺎرﻛﺮ" *
ﻋﻦ إﻋﺠﺎﺑﮭﺎ اﻟﺸﺪﯾﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ رأﺗﮫ ﻋﻦ ﻗﺮب ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻹﺳﻼم واﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب ،ﺑﺪءا ً ﻣﻦ رواﺋﺢ اﻟﺘﻮاﺑﻞ
ووﺻﻮﻻً إﻟﻰ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ،ﻣﻊ أن اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﮭﺎ "ﺑﺎرﻛﺮ" ﻣﻊ زﻣﯿﻼﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻟﻠﺸﺮق اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﺒﺪو ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻓﺤﺘﻰ
اﻟﻘﮭﻮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﺰ ﻟﻜﺮم اﻟﻀﯿﺎﻓﺔ ﺑﺪت ﻟﮭﻦ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮارة واﻟﻘﺮف .ﻓﮭﻞ ﻧﺤﻦ إذن أﻣﺎم ﻣﺆاﻣﺮة ﺗﻤﻨﻊ ﻋﺮض أي ﺻﻮرة ﺣﺴﻨﺔ
ﻟﮭﺬه اﻟﺒﻼد ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺣﻘﯿﻘﺔ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﮭﺎ ﻣﻤﺜﻠﻮ ھﻮﻟﯿﻮد أﻧﻔﺴﮭﻢ؟ وإﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﯿﺘﻘﺒﻞ اﻟﮭﻮﻟﯿﻮدﯾﻮن ھﺬه اﻻزدواﺟﯿﺔ ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻠﻤﺴﻮﻧﮫ ﻋﻦ
ﻗﺮب وﻣﺎ ﯾُﻔﺮض ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗﺠﺴﯿﺪه ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ؟ وإذا ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﯾﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ ﻣﺮ ﺑﮭﺎ اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺮاﺣﻞ "ﻣﺎرﻟﻮن ﺑﺮاﻧﺪو" أﺛﻨﺎء
ﺗﻮاﺟﺪه ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب أﯾﻀﺎ ً -وﺳﺒﻖ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب -ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗ ُﺴﺘﻐﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﻮاﺟﺪ ھﺆﻻء اﻟﻨﺠﻮم ﻓﻲ دول ﻋﺮﺑﯿﺔ وﻣﺴﻠﻤﺔ
واﺣﺘﻜﺎﻛﮭﻢ ﺑﺄھﻠﮭﺎ ﻟﺘﻘﺮﯾﺐ وﺟﮭﺎت اﻟﻨﻈﺮ ،وﺑﺎﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺄﺛﺮ ﺑﮭﺎ اﻟﻌﺮب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻨﺘﻘﻠﻮن إﻟﻰ ھﻮﻟﯿﻮد وإﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ
ھﻮﯾﺘﮭﻢ؟!
١٥
-ﻓﯾﻠم "ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎء" اﻟذي ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب.
ﺻور ﻛﺎﻣﻼً ﻋﻠﻰ أرض
-اﻟﻔﯾﻠم اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ واﻷرﺑﻌون ﺣراﻣﻲ" اﻟذي ُ
اﻟﻣﻐرب ﺳﻧﺔ .2007
-ﻓﯾﻠم "اﻟﺧﺎﺋن" “ ”Traitorاﻟذي ﻗدم ﻓﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﺻورة
ﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ،وﻗد ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻧﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب.
اﻧﺷﻐل ﺑن ﻋﻣﺎر ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺗوﺳﯾﻊ إﻣﺑراطورﯾﺗﻪ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ وﻋﻘد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
ﻋﻘود اﻟﺷراﻛﺔ واﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻹﻋﻼم واﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺛل
رﺋﯾس اﻟوزراء اﻹﯾطﺎﻟﻲ "ﺑرﻟوﺳﻛوﻧﻲ" واﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﻌروف ﺑﻣﯾوﻟﻪ اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ "روﺑرت
ﻣردوخ" ،ﻟﯾﻌود ﻓﻲ ﻋﺎم 2001إﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﻓﯾﻠم »اﻣرأة ﻗﺎﺿﯾﺔ« ﻣﻊ
اﻟﻣﺧرج اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﺑراﯾﺎن دي ﺑﺎﻟﻣﺎ" ،ﺣﯾث أﺳس ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ
أول ﻣدﯾﻧﺔ ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﺗوﻧﺳﯾﺔ ﺑﻣواﺻﻔﺎت ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﺗﺗﺿﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺳﺗﺔ اﺳﺗودﯾوﻫﺎت
ﺿﺧﻣﺔ وﻣراﻓق أﺧرى ﺗﺣﺗل ﺑﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻗدرﻫﺎ 12ﻫﻛﺗﺎ اًر ،وﺟﺎء ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ
ﻛﺧطوة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻣﺷروع ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن ﺑن ﻋﻣﺎر و"ﺑرﻟوﺳﻛوﻧﻲ" ﯾﺣﻣل اﺳم »إﻣﺑرﯾوم«.
١٥
ﺻورت ﻓﻲ ﺗوﻧس ﻻ ﺗﺣﻣل أي ﯾﺄﺧذ اﻟﻧﻘﺎد ﻋﻠﻰ ﺑن ﻋﻣﺎر أن ﺟﻣﯾﻊ أﻓﻼﻣﻪ اﻟﺗﻲ ُ
ﺑﺻﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺷﯾر ﻣن ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد إﻟﻰ أي ﻗﺿﯾﺔ ﺗﻬم ﺳﻛﺎن اﻟﻣﻧطﻘﺔ،
ﻓﻔﻲ إﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﺳؤال طرﺣﻪ اﻟﻧﺎﻗد ﻣﺣﻣد رﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺑن ﻋﻣﺎر ﺣول ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻋن
"ﻛل ﻟﻪ
اﻟواﺟﻬﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻋدم اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﯾن اﻟﻌرب ،ﻗﺎل ﺑن ﻋﻣﺎرٌ :
دورﻩ اﻟذي ﯾﺣﺳن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ .ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻧﺗﺞ أﻓﻼﻣﺎً ﻋرﺑﯾﺔ أو ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻷن ﻫذا
ﻟﯾس اﻟدور اﻟذي أﻧﺗﻬﺟﻪ .اﻟذي أﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻫو أن أﻗدم ﻧﻔﺳﻲ ﻛﻌرﺑﻲ ﻣﺛﻘف
وﺟﺎد وﺻﺎدق وﻧﺎﺟﺢ إﻟﻰ اﻟﻐرب ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵوﻧﺔ ﺑﺎﻟذات ،ﻫذا ﻫو اﻷﻣر اﻷﻛﺛر
ﺳﺗﺻور ﻓﻲ ﺗوﻧس ﺧﻼل
ﱠ أﻫﻣﯾﺔ ﻋﻧدي" .٧٣وﻗد ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻷﻓﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﻧظور ﻟن ﺗﺧدم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻬم اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻟن ﺗﺗﻌدى ﻛوﻧﻬﺎ
أﻋﻣﺎﻻً ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣرﺑﺣﺔ ﺗﺑﺣث ﻋن أﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻋﻠﻰ أرض ﺗوﻧس ،ﺧﺻوﺻﺎً وأن
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس ﻗد أﺻﺑﺣت ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺑﺿﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﺑﻌد ﺗوﻗف اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ “اﻟﺳﺎﺗﺑﺎك” ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣﻧذ ﻋﻘود.
اﻟﻧﻘد ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﻫﻧﺎ ﺑﻌدم اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ورﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻣل ﻓﻲ
ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم ﯾﺗﻌدى اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺑﺣث وﯾدﺧل ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ٕواﻋﺎدة ﺗﺷﻛﯾل اﻟرأي اﻟﻌﺎم .ﻟذا ﻓﺈن اﻗﺗﺻﺎر ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻟﻠﻧﺟﺎح ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات ﺳﯾؤدي ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل إﻟﻰ ﻣرور اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟﻬوﻟﯾودﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎد ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻲء إﻟﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎﻧﺎ وﺗﺎرﯾﺧﻧﺎ ودﯾﻧﻧﺎ،
وﯾﺷﻬد اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ ذﻟك.
ﻓﻔﻲ أول إﻧﺗﺎج ﻫوﻟﯾودي ﻓﻲ ﺗوﻧس؛ اﺟﺗﻣﻊ ﻛل ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﻣؤﻟف "ﺟورج ﻟوﻛﺎس"
واﻟﻣﺧرج "ﺳﺗﯾﻔن ﺳﺑﯾﻠﺑرغ" واﻟﻣﻣﺛل "ﻫﺎرﯾﺳون ﻓورد" ﻹﻧﺗﺎج ﻓﯾﻠم »ﻏزاة اﻟﺗﺎﺑوت اﻟﻣﻔﻘود«
وﻫو اﻟﺟزء اﻷول ﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ "إﻧدﯾﺎﻧﺎ ﺟوﻧز" اﻟﺷﻬﯾرة ،وﺗ ﱠﻛﻠف إﻧﺗﺎج اﻟﻔﯾﻠم 18ﻣﻠﯾون
دوﻻر ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣﺻد أرﺑﺎﺣﺎً ﺗﻘدر ﺑﺣواﻟﻲ 230ﻣﻠﯾون دوﻻر وﻓﻘﺎً ﻷرﻗﺎم ﺳﻧﺔ ،1989
وﻧظ اًر ﻟﻬذا اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻘد ﺗﺎﺑﻊ ﻓرﯾق اﻟﻔﯾﻠم إﻧﺗﺎج ﺛﻼﺛﺔ أﺟزاء أﺧرى ُﻋرض آﺧرﻫﺎ ﺳﻧﺔ
.2008
٧٣
اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 12 ،8627ﯾﻮﻟﯿﻮ 2002
١٥
ﺗدور اﻷﺣداث اﻻﻓﺗراﺿﯾﺔ ﻟﻠﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﻋﺎم 1936ﺣول ﺑﺣث اﻟﻧﺎزﯾﯾن اﻷﻟﻣﺎن ﻋن
"ﺗﺎﺑوت اﻟﻌﻬد" اﻟﻣﻔﻘود ،واﻟذي ﯾؤﻣن اﻟﯾﻬود ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣﻣل أﻟواح اﻟﺗوراة .إذ ﺗﻘول اﻷﺳطورة
ﺑﺄن اﻟﺟﯾش اﻟذي ﯾﺗﻘدﻣﻪ ﻫذا اﻟﺗﺎﺑوت اﻟﻣﻘدس ﺳوف ﯾﻛﺗب ﻟﻪ اﻟﻧﺻر.
وﻗﺑل أن ﯾﻌﺛر اﻟﻧﺎزﯾون ﻋﻠﯾﻪ؛ ُﯾﻛﻠﱠف ﻋﺎﻟم اﻵﺛﺎر اﻷﻣرﯾﻛﻲ "دﻛﺗور ﻫﻧري ﺟوﻧز" -
واﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺳم "إﻧدﯾﺎﻧﺎ" -ﺑﺎﻟﻣﺳﺎرﻋﺔ إﻟﻰ إﯾﺟﺎدﻩ ﻋﺑر طرﯾق طوﯾل وﻣﻠﻲء
وﻗوﺗﻪ ﯾﻌﺛر اﻟدﻛﺗور ﺟوﻧز ﻋﻠﻰ
ﺑﺎﻟﻣﻐﺎﻣرات ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫرة .وﺑﻔﺿل ذﻛﺎﺋﻪ ّ
اﻟﺗﺎﺑوت اﻟذي ظل ﻣﻔﻘوداً ﻵﻻف اﻟﺳﻧﯾن ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣﻐﺎرات اﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ ،ﺛم ﯾدﺧل ﻓﻲ
ﻣﻐﺎﻣرة أﺧرى ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺗزﻋﻪ اﻟﻧﺎزﯾون ﻣﻧﻪ ﺑﺎﻟﻘوة ،وﯾﺗﻧﺎوب ﻛل ﻣن اﻟدﻛﺗور ﺟوﻧز
واﻟﺟﯾش اﻟﻧﺎزي اﻟﻣدﺟﺞ ﺑﺎﻟﺳﻼح ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر ﺑﺎﻟﻛﻧز ،إﻟﻰ أن ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺑطل
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﻣﻔردﻩ ﻣن إﻧﻘﺎذ ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ وﻛﻧزﻩ ﻣﻌﺎً ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻓﻲ أﺳر اﻟﻧﺎزﯾﯾن
وﯾﻔﺗﺢ اﻟﺗﺎﺑوت ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻌﺟزة ﻣﻬﻣﺔ إﻧﻘﺎذﻫﻣﺎ ،ﻓﺗﺧرج اﻷﺷﺑﺎح واﻟﻧﯾران ﻟﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ
ُ
اﻟﺟﯾش اﻟﻧﺎزي ﻛﻠﻪ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺗﻣزق ﻓﯾﻪ ﻗﯾود اﻟﺑطﻠﯾن وﯾﺧرﺟﺎن ﻣن اﻟزوﺑﻌﺔ
ﺳﺎﻟﻣﯾن إﻟﻰ أﻣرﯾﻛﺎ.
دون أن أي ﺧدوش ،وﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﻘﺻﺔ ﺑﻌودﺗﻬﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻛﻧز َ
وﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﺎدة أﻓﻼم اﻟﺣرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻓﺎﻟﻔﯾﻠم ﻗﺎﺋم ﺑرﻣﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﺗﻣﺟﯾد
اﻟﺑطل اﻷﻣرﯾﻛﻲ وﺗﺣﻘﯾر اﻟﺷﻌوب اﻷﺧرى ،ﻓﺎﻟدﻛﺗور ﺟوﻧز ﯾﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﻛﻼً
ﻣن اﻟذﻛﺎء ،اﻟﻌﻠم ،اﻟﻘوة ،اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ واﻟوﺳﺎﻣﺔ ﻣﻌﺎً ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻧﺎزي
اﻷﺣﻣق ،اﻟﻣﺗﻌﺻب ،اﻟﺧﺎﺋن واﻟﻘﺑﯾﺢ .وﺗُﻌرض ﻫذﻩ اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ
اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻠﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم ،واﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗﺣق أﻛﺛر ﻣن ﺑﻌض
اﻷدوار اﻟﻬﺎﻣﺷﯾﺔ ﻟﻣلء ﻓراﻏﺎت اﻷﺣداث ،ﻓﻬو إﻣﺎ ﻋﻣﯾل ﻟﻠﻧﺎزﯾﯾن ُﯾﻛﻠﱠف ﺑوﺿﻊ اﻟﺳم
ﻓﻲ طﻌﺎم اﻟﺑطل ،أو ﺷﺣﺎذ ﻋﺟوز ﯾﺗوﺳل إﻟﻰ اﻟﺑطل طﻠﺑﺎً ﻟﺑﻌض اﻟﻧﻘود ،أو ﻋﺎﻣل
ﺑﺳﯾط ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻷواﻣر ﻣن اﻟﺳﯾد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻠﺣﻔر واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻛﻧوز ،أو ﻣﻘﺎﺗل ﻓﺎﺷل
ﯾﻌﺟز ﻋن ﺻد ﻟﻛﻣﺎت اﻟﺑطل اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،أو ﺣﺗﻰ ﻣﻬرج ﯾﺳﺗﻌرض ﻣﻬﺎراﺗﻪ ﺑﺎﻟﺳﯾف
ﻗﺑل أن ﯾﻧﻬﻲ اﻟﺑطل اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﺑﺎرزة ﻣن اﻟﺟوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑطﻠﻘﺔ ﻣن ﻣﺳدﺳﻪ .ﻛﻣﺎ
ﺗﻣﻸ ﺣﺷود اﻟﻛوﻣﺑﺎرس اﻟﻌرب اﻟﺷﺎﺷﺔ ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻫد أﺧرى ﺑﻬدف ﺗﺄﯾﯾد اﻟﺑطل اﻷﻣرﯾﻛﻲ
اﻟﻣﺧﻠّص ﻓﻲ ﻛل ﺑطوﻻﺗﻪ ،وﻟم ﯾﺣظ أي ﻣﻣﺛل ﻋرﺑﻲ ﺣﺗﻰ ﺑدور ﺛﺎﻧوي ﯾﺳﻣﺢ ﺑظﻬور
اﺳﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ!
١٥
أﻣﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻷﻫم ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻧﺎ ﻓﺗﺑدأ ﻣن اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺻر ﻛﻣﺧﺑﺄ ﻟﻠﺗﺎﺑوت
اﻟﻣﻔﻘود ﻟﻠﺗذﻛﯾر ﺑﻧظرﯾﺔ ﻏزو اﻟﻔراﻋﻧﺔ ﻟﻠﻘدس واﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺑوت ﺛم دﻓﻧﻪ ﻓﻲ
ﻣﺧﺑﺄ ﺳري ﯾﺣﻔل ﺑﺎﻟرﻣوز اﻟﻬﯾروﻏﻠﯾﻔﯾﺔ واﻟﺗﻣﺎﺛﯾل اﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺗﺎﻧﯾس ،ﺛم دﻣﺞ
اﻷﻋداء ﻣن أﻟﻣﺎن وﻋرب ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﻣﻛﺎن واﺣد ﻟﻬزﯾﻣﺗﻬم ،ﻓﻣﺎ أن ﺗُﺗﻠﻰ اﻟﺻﻠوات
وﯾﻔﺗﺢ اﻟﺗﺎﺑوت اﻟﻣﻘدس ﺣﺗﻰ ﺗﺗدﺧل اﻟﻘوى اﻹﻟﻬﯾﺔ وﺗﻧﺷق اﻟﺳﻣﺎء ﻟﺗﻌﺻفﺑﺎﻟﻌﺑرﯾﺔ ُ
اﻟرﯾﺎح واﻷﺷﺑﺎح ﺑﺎﻷﺷرار اﻟﻧﺎزﯾﯾن ،وﻻ ﯾﻧﺟو ﺳوى اﻟﺑطﻼن ﻟﯾﻘوﻣﺎ ﺑﻣﻬﻣﺔ ﻧﻘل اﻟﻛﻧز
اﻟﺳﻣﺎوي إﻟﻰ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﺣﯾث ُﯾﺣﻔظ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗودﻋﺎت اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي
*
ﺑﺎت اﻟﺣﺎﻣﻲ اﻟرﺳﻣﻲ ﻟـ "ﺷﻌب ﷲ اﻟﻣﺧﺗﺎر"!
ﻓﻲ ﻣﺛﺎل آﺧر؛ ﺗﻣﻛن اﻟﺑﻌض ﻣن إﻗﻧﺎع ﻣﻧﺗﺟﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﻣرﯾض اﻹﻧﺟﻠﯾزي" اﻟﺷﻬﯾر
ﺑﺗﺻوﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺷﺎﻫدﻩ ﻓﻲ ﺗوﻧس ﺳﻧﺔ ،1997دون اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﺗﻠك
اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻣن إﺳﺎءة ﻣﻘﺻودة ﻟﻠﻌرب واﻹﺳﻼم ،ﻓﺿﻼً ﻋﻣﺎ ﯾﺣﻔل ﺑﻪ اﻟﻔﯾﻠم -اﻟذي
ﺣﺻد ﺗﺳﻊ ﺟواﺋز أوﺳﻛﺎر -ﻣن ﻣﻐﺎﻟطﺎت ﺗﻧم ﻋن اﻟﺳذاﺟﺔ ،إذ ﯾﻔﺗرض أن ﺗدور
ﺑﻌض أﺣداﺛﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ﺧﻼل اﻷرﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ،وﺑﻣﺎ أن ﻫوﻟﯾود ﻻ ﺗﻬﺗم ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﺻﯾل
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻌرب ﻓﺈن ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻔﯾﻠم ﻻ ﺗﺷﯾر ﻣن ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫرة
ﺣﯾث ﯾﺿﻊ اﻟﺳﻛﺎن ﻋﻠﻰ رؤوﺳﻬم اﻟﻘﺑﻌﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘﺎم ﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ
وﻗت ﻣﺎ زال اﻷذان ﯾرﻓﻊ ﻓﯾﻪ!
ﺳﻧد ﻣﻬﻣﺔ ﻗطﻊ إﺻﺑﻊ أﺣد اﻟﻣرﺿﻰ إﻟﻰ ﻣﻣرﺿﺔ ﻣﺣﺟﺑﺔ ،ﺗﻧﻔﯾذاً واﻷﻫم ﻣن ذﻟك ،أن ﺗُ َ
ﻷواﻣر ﺿﺎﺑط ﻧﺎزي ﯾذﻛرﻫﺎ ﺑﺄن اﻷﻣر ﻋﺎدي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻷن ﺷﻌﺑﻬﺎ ﻛﺎن ﺳﯾﻘطﻊ
ﯾدﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻓﺎﺣﺷﺔ اﻟزﻧﺎ )!( ..وﻫﻛذا ﺗﺗﺣول اﻟﻣﻣرﺿﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﺑﺣﺟﺎﺑﻬﺎ
ﻣن ﻣﻼك ﻟﻠرﺣﻣﺔ إﻟﻰ ﻛﺎﺋن ﻣﺗوﺣش ،ﺑﺎﻟﺗوازي ﻣﻊ اﻟﺻورة اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﻣرﺿﺔ
اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺑﻠﻬﺎ وﺣﺳن ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬﺎ ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن!
ﯾﻌﺪ ﺗﺮﺷﯿﺢ ھﺬا اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻟﻌﺸﺮ ﺟﻮاﺋﺰ أوﺳﻜﺎر ﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﻣﮭﺎزل ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ ،ﻓﻤﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻌﺘﺎد أن ﯾﺮﺷﺢ ﻓﯿﻠﻢ *
ﺗﺠﺎري ﺗﺮﻓﯿﮭﻲ ﻟﺠﺎﺋﺰﺗﻲ أﻓﻀﻞ ﻓﯿﻠﻢ وأﻓﻀﻞ ﻣﺨﺮج ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﯾﻔﺰ ﺑﮭﻤﺎ ،وﻟﻜﻦ رﺳﺎﻟﺘﮫ اﻟﻌﻨﺼﺮﯾﺔ اﻟﻔﺠﺔ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺳﺖ
ﺟﻮاﺋﺰ أﺧﺮى وھﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﺆﺛﺮات ﺻﻮﺗﯿﺔ وﻣﺆﺛﺮات ﻣﺮﺋﯿﺔ وﻣﻮﻧﺘﺎج وﺻﻮت وﻣﻮﺳﯿﻘﻰ وإﺧﺮاج ﻓﻨﻲ.
١٥
اﻷردن ..ﺟﻬود ﺣﺛﯾﺛﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﯾﻌود ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻷردن إﻟﻰ ﺑداﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻧدﻣﺎ اﺧﺗﺎر
ﺑﻌض ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻷﻓﻼم اﻟﻐرﺑﯾﯾن اﻷردن ﻟﺗﺻوﯾر أﻓﻼﻣﻬم ،ﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﺗﻧوع اﻟﻣواﻗﻊ
اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻵﺛﺎر واﻟﺻﺣﺎري واﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺑﺣر اﻟﻣﯾت ،وﻛﺎﻧت اﻟﻧﻘﻠﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻊ
ﺻور اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺷﺎﻫدﻩ ﻓﻲ وادي رم واﻟﺑﺗراء ﻋﺎم .1962
ﻓﯾﻠم "ﻟورﻧس اﻟﻌرب" اﻟذي ُ
وﺑﻌد إﻋﻼن إدارة ﺑوش اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ "اﻹرﻫﺎب" واﻧدﻻع ﺣرﺑﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن واﻟﻌراق،
أﺻﺑﺢ "اﻟﺷرق اﻷوﺳط" ﻣوﺿوﻋﺎً ﻟﻌﺷرات اﻷﻓﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳواء اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أو اﻷورﺑﯾﺔ
أو ﺣﺗﻰ اﻟﻬﻧدﯾﺔ ،وﺗﻌززت ﺑذﻟك ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻷردن ﻋﻠﻰ ﺧﺎرطﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم ﻟﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ
ﻣن ﺑﯾﺋﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ -ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص -ﻟﻠﻣدن اﻟﻌراﻗﯾﺔ.
وﻟﻬذا اﻟﻐرض ﺗم ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ﻟﻸﻓﻼم ﺳﻧﺔ 2003ﻟﺗﻘوم ﺑﻣﻬﻣﺔ
اﻹﺷراف واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗدرﯾب ،وﻗدﻣت اﻟﺳﻠطﺎت أﯾﺿﺎً اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت
ﻻﺳﺗﻘطﺎب ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻛﺄﺣد أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾدر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد
وﯾوﻓر ﻓرﺻﺎً ﺟﯾدة ﻟﻠﻌﻣل وﯾﻌزز ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ٧٤
اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻘطﻊ اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻛﺎن ﻣن ﺑوادر ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺧرج اﻟراﺣل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌﻘﺎد ﺑزﯾﺎرة
ﻟﻸردن ﺳﻧﺔ 2004ﺑﺣﺛﺎً ﻋن اﻟﺗﻣوﯾل واﻟدﻋم ﻟﻔﯾﻠﻣﻪ اﻟذي ﻟم ﯾﻛﺗﻣل ﻋن ﺻﻼح اﻟدﯾن.
ﻓﻲ ﻋﺎم ،2005أﺛﺎرت اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻏﺿب اﻟﻧﻘﺎد ﻟﺳﻣﺎﺣﻬﺎ ﺑﺗﺻوﯾر اﻟﻔﯾﻠم
"اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" "ﻣﻧطﻘﺔ ﺣرة" " "Free Zoneﻟﻠﻣﺧرج "أﻣوس ﺟﯾﺗﺎي" ،٧٥واﻟذي ﯾﺣﻛﻲ
ﻗﺻﺔ ﺳﯾدﺗﯾن ﺗﻧطﻠﻘﺎن ﻣن ﺗل أﺑﯾب إﻟﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺣرة ﻓﻲ اﻷردن اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻟﺣدود
دوري اﻟﺑطوﻟﺔ ﻛل ﻣن "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ" "ﺣﻧﺔ اﻟﻌراق واﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرة أﺟرة ،وﺗﻠﻌب َ
ﻻزﻟو" )ﺣﻧﺔ( ،واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن أب "إﺳراﺋﯾﻠﻲ" "ﻧﺎﺗﻠﻲ ﺑورﺗﻣﺎن" )رﺑﯾﻛﺎ(.
وﺧﻼل اﻟطرﯾق ﻣن ﻏرب اﻷردن إﻟﻰ ﺷرﻗﻪ ﻻ ﺗﻛﺎد اﻟﺳﯾﺎرة ﺗﻣر ﺑﻣظﻬر ﺣﺿﺎري
واﺣد ،ﺑل ﯾﻣﻸ اﻟﻣﺧرج أرض اﻷردن ﺑﺎﻟﻼﺟﺋﯾن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻟﺗذﻛﯾرﻫم ﺑﺄﻧﻪ اﻟوطن
٧٤
ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻷردن ﻣﻦ ﺗﺼﻮﯾﺮ أﺣﺪ اﻷﻓﻼم ذات اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ إﻟﻰ 24ﻣﻠﯿﻮن دوﻻر ،وﺗﺘﻮزع ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺪات
ﺗﺴﻮق ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻼم ﻟﻠﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ ﻓﯿﮭﺎ وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻏﯿﺮ
اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺴﯿﺎﺣﻲ واﻟﻄﯿﺮان وأﺟﻮر اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ وﻏﯿﺮھﺎ ،ﻛﻤﺎ ّ
ﻣﺒﺎﺷﺮ.
٧٥
د .إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﻮش ،ﻓﯿﻠﻢ "إﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" رﻛﯿﻚ ﺻﻮر ﻓﻲ اﻷردن ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ھﯿﺌﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﻮت اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺮ
اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ.
١٥
اﻟﺑدﯾل .ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠﺊ اﻟﺻﺣﺎري اﻷردﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟ ِﺟﻣﺎل وﻗطﻌﺎن اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻋﺎﻫﺎ اﻟﺑدو،
ﻣﻊ ﺗذﻛﯾر اﻟﺳﺎﺋﻘﺔ "اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ" ﺣﻧﺔ ﺑﺄن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﯾﻌﻣﻠون داﺧل ﺑﯾوت زراﻋﯾﺔ
زﺟﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدﻫﺎ "إﺳراﺋﯾل" ،وأن ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗزرع اﻟورود ﻓﻲ ﺻﺣراء اﻟﻧﻘب
ﻟﺗﺻدﯾرﻫﺎ إﻟﻰ أورﺑﺎ ،ﻓﻲ ﺗﻛرار ﻷﺳطورة اﻧﻘﻼب ﺻﺣراء ﻓﻠﺳطﯾن إﻟﻰ ﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد
اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن اﻟﯾﻬود!
وﺗﺳﺗﻣر ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾط واﻟدﻋﺎﯾﺔ ﻣﻊ وﺻول اﻟﺳﯾﺎرة إﻟﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺣرة واﻟﺗﻘﺎء "ﺣﻧﺔ"
ﺑﺎﻟﺳﯾدة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ )ﻟﯾﻠﻰ( -اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻫﯾﺎم ﻋﺑﺎس-
ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻣﺳﺗﺣﻘﺎت زوﺟﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم "اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ ﺳﯾﺎرات ﻣﺻﻔﺣﺔ
ﺣﺳب اﻟطﻠب ﻟﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻣﻬﻣﺔ ﺑﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻌراق،
اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻋن ﺳﺑب ﺗوﻟﻲ اﻟزوﺟﺗﯾن ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺳﺎءل ُ
ﺗﻌرض ﻟﻬﺟﻣﺔ "إرﻫﺎﺑﯾﺔ" ﻣن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن أﺛﻧﺎء زﯾﺎرﺗﻪ إﻟﻰ
ﯾﻛﺗﺷف أن "اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ" ّ
اﻟﻧﺟف ،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﻣﻧﺷﻐل ﺑﺗورط اﺑﻧﻪ اﻟﺷﺎب ﺑﺎﻻﻧﺧراط ﻓﻲ ﺻﻔوف "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن"،
وﻫﻛذا ُﯾﻘﺣم "اﻹرﻫﺎب" ﻓﻲ اﻟﻘﺻﺔ ﻣن ﻛل اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ،ﺛم ﯾﺗﺻﺎدف وﺻول اﻟﺳﯾدات
اﻟﺛﻼث إﻟﻰ ﻗرﯾﺔ ﻟﯾﻠﻰ ﻣﻊ ﻗﯾﺎم "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن" اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺑﺈﺣراق ﻗرﯾﺗﻬم ﻟﻼﺣﺗﺟﺎج ﻋﻠﻰ
ﻧﺳﯾﺎن آﺑﺎﺋﻬم ﺣق اﻟﻌودة ،ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻘرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻧﺎﻫﺎ آﺑﺎؤﻫم إﺛر ﻧزوﺣﻬم
إﻟﻰ اﻷردن ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺗوﻓﯾر ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟون إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﯾﺎة ،وﻟﻛن "اﻟﺗﻌﺻب"
ﯾﻣﻧﻌﻬم ﻣن اﻻﻗﺗﻧﺎع ﺑﻬذا اﻟرزق اﻟوﻓﯾر!
ﻻ ﯾﻘﺗﺻر اﻻﺳﺗﻧﻛﺎر ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻔﯾﻠم ﻣن إﺳﺎءة وﺗﻧﻣﯾط ،ﺑل ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن
ﻣﺑررات اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺗﺻوﯾرﻩ ﻋﻠﻰ أرض اﻷردن ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌﺎرض رﺳﺎﻟﺗﻪ اﻟواﺿﺢ ﻣﻊ
ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋدم إﻣﻛﺎن ﺗﺣول أي ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ إﻟﻰ وطن ﺑدﯾل ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك؛ ﻧﺟﺣت اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻘطﺎب أﻓﻼم أﺧرى أﻗل ﺳوءاً ﻣن ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ،ﺑل
ﻛﺎن ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ دور ﺟﯾد ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﺎﺋق ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ واﻟدﻋﺎﯾﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎدت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫوﻟﯾود .وﻣﻧذ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺗم ﺗﺻوﯾر ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﺔ
أﻓﻼم ﻛل ﻋﺎم ،ﺛم ﺣﻘﻘت ﻗﻔزة أﻛﺑر ﻓﻲ ﻋﺎم 2007ﻣﻊ ﺗﺻوﯾر ﻋﺷرة أﻓﻼم رواﺋﯾﺔ
طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ واﺣدة ،وﻛﺎن ﻣن أﺷﻬرﻫﺎ ﻓﯾﻠم "اﻟﻣﻌرﻛﺔ إﻟﻰ ﺣدﯾﺛﺔ" ﻟﻠﻣﺧرج "ﻧﯾك
١٦
ﺑروﻣﻔﯾﻠد" ،وﻓﯾﻠم "ﻣﻧﻘﺢ" " "Redactedﻟﻠﻣﺧرج "ﺑراﯾﺎن دي ﺑﺎﻟﻣﺎ" ،٧٦واﻟذي ﯾﻧﺗﻘد ﺑﺷدة
اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق وﯾﻠﻌب ﻓﯾﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب أدوا اًر رﺋﯾﺳﯾﺔ وﻣﺳﺎﻋدة.
وﻗد أﺛﺎر ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﺣﻣﻠﺔ ﻣﻘﺎطﻌﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،دﻓﻌت دور اﻟﻌرض
اﻟﺗﻲ ﯾﻬﯾﻣن ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺑﺎطرة ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ ﺗﺟﺎﻫﻠﻪ وﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟﻌرض ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻛﺑد
ﻣﻧﺗﺟﻪ "ﻣﺎرك ﻛوﺑﺎن" ﺧﺳﺎﺋر ﻓﺎدﺣﺔ ﺣﯾث ﻟم ُﯾﻌرض اﻟﻔﯾﻠم إﻻ ﻓﻲ دور اﻟﻌرض اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﻋﻘﺎﺑﺎً ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ.٧٧
اﻗﺗﺑس اﻟﻣﺧرج اﺳم ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻣن اﻟﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟذي ﺗﺟرﯾﻪ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ
أﺧﺑﺎرﻫﺎ ،وﯾﺗﺣدث اﻟﻔﯾﻠم ﻋن اﻟﻘﺻﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺑﺷﻌﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﺟﻧود
أﻣرﯾﻛﯾون ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ "اﻟﻣﺣﻣودﯾﺔ" اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺑدؤوا اﻟﺗﺣرش ﺑﻔﺗﺎة ﻣراﻫﻘﺔ ﻋراﻗﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻫﺎ أﺛﻧﺎء ﻣداﻫﻣﺔ ﻣﻧزل ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ ﻋدة ﻣرات ﺑﺣﺟﺔ ﺗﻔﺗﯾﺷﻪ ،ﺛم
ﻗرروا اﻗﺗﺣﺎم اﻟﻣﻧزل ﻓﻲ وﺿﺢ اﻟﻧﻬﺎر واﻏﺗﺻﺎب اﻟﻔﺗﺎة ﺟﻣﺎﻋﯾﺎً ،ﺛم ﻗﺗل اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ
ٕواﺣراق ﺟﺛﺔ اﻟﻔﺗﺎة ،وﻛل ذﻟك أﻣﺎم ﻋدﺳﺔ ﻛﺎﻣﯾ ار اﻟﻔﯾدﯾو اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠﻬﺎ أﺣدﻫم!
أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻔظﯾﻌﺔ -اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﺑﺗﺎرﯾﺦ -12/3/2006ﻏﺿب اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
وﻗدم
اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،وﻧﺟﺢ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎوﻣﯾن ﻓﻲ اﺧﺗطﺎف أﺣد ﻫؤﻻء اﻟﺟﻧود وﻗطﻊ رأﺳﻪّ .
اﻟﻣﺧرج ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻪ ﻣﺗﺟﺎو اًز اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﻬوﻟﯾودي اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ
ﺗﺑرﺋﺔ اﻟﺟﯾش واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن ﻣﺛل ﻫذﻩ "اﻷﺧطﺎء" اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺟرد
ﺣﺎﻻت ﺷﺎذة ﻟﺑﻌض اﻟﺟﻧود اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻔﻠﺗون ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ .وﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﻣﺎء
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم :زﻫرة زﺑﯾدي ﻓﻲ دور اﻟﻔﺗﺎة ﻓرح ،ﺳﻬﯾل ﻋﺑد اﻟﺣﺳﯾن
ﻓﻲ دور واﻟد ﻓرح ،وﺳﺣر ﻋﻠول ﻓﻲ دور ﻣراﺳﻠﺔ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ.
ﻓﻲ أواﺧر ﻋﺎم 2008ﻋﺎدت ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ اﻷردن ﺑﻌﻣل ﺿﺧم ﻋﻧدﻣﺎ اﺧﺗﺎرت ﺷرﻛﺔ
"درﯾم ورﻛس" اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺻوﯾر ﺑﻌض ﻣﺷﺎﻫد اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻓﯾﻠم اﻟﺣرﻛﺔ
"اﻟﻣﺗﺣوﻟون" " "Transformersﻓﻲ ﻋدة ﻣواﻗﻊ أردﻧﯾﺔ ﻣﺛل ﺻﺣراء وادي رم وﻣدﯾﻧﺔ
٧٦
http://www.ameinfo.com/ar-90676.html، 6ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2008
٧٧
د .إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﻮش ،ﻓﯿﻠﻢ " Redactedﻣﻨﻘﺢ" :ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎطﻌﺔ ﻟﺘﺠﺎوزه ﺧﻄﻮط ھﻮﻟﯿﻮد اﻟﺤﻤﺮ ﺣﻮل اﻟﻌﺮاق ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﻮت
اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺮ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ.
١٦
ﻋول اﻷردﻧﯾون ﻛﺛﯾ اًر ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎﺣﻬم ﻓﻲ اﺳﺗﻘدام
اﻟﺑﺗراء اﻷﺛرﯾﺔ وﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠط ،وﻗد ّ
ﻓرﯾق اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺗﺻوﯾر ﻓﻲ اﻷردن ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻘدﻣﻪ ﻟﻬم ﻣن ﺷﻬرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﺻورت ﻣﻌظم ﻣﺷﺎﻫد ﻓﯾﻠم "ﺧزاﻧﺔ اﻷﻟم"وﯾﺑدو أن ﻫذﻩ اﻵﻣﺎل ﻟم ﺗذﻫب ﺳدى ،إذ ُ
“ ”The Hurt Lockerﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎري واﻟﻣدن اﻷردﻧﯾﺔ ،وﺷﺎرك ﻧﺣو ﺳﺑﻌﯾن ﻓﻧﯾﺎً
ﻼ ﻣن اﻟﻛوﻣﺑﺎرس،٧٨
أردﻧﯾﺎً ﻓﻲ اﻟطﺎﻗم اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻔﯾﻠم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣواﻟﻲ ﻣﺋﺔ وﺧﻣﺳﯾن ﻣﻣﺛ ً
وﻫو ﻣن أﻛﺛر اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﺣرب اﻟﻌراق ﺗروﯾﺟﺎً ﻟﻠﺻورة اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﯾش
اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣداﻓﻊ ﻋن اﻟﺳﻼم ﻓﻲ أﻧﺣﺎء اﻷرض ،وﻣن أﻛﺛرﻫﺎ ﺗﺷوﯾﻬﺎً ﻟﻠﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﻟﻬذا اﻻﺣﺗﻼل ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺗﺻر اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻔﯾﻠم ﻋﻠﻰ آﻻم اﻟﺟﻧود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن ﻟم ﯾﻘطﻌوا
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻓﺎت إﻻ ﻟﺗﺧﻠﯾص اﻟﻌرب اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﯾن ﻣن ﺑراﺛن اﻹرﻫﺎب ،دون أن ﯾﺧﺻص
أي ﺛﺎﻧﯾﺔ واﺣدة ﻵﻻم اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺣﺗل -اﻟﻣﻣﺗدة ﻟﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ﺣﺗﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻋرض
اﻟﻔﯾﻠم -طوال ﻣدة اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺗﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺗﯾن ،وﻫو ﻣﺎ ﻓوﺟﺊ ﺑﻪ ﺣﺗﻰ اﻟﺟﻧود
اﻷﻣرﯾﻛﯾون اﻟذﯾن ﻧﻘﻠت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﺳﺗﯾﺎء ﺑﻌﺿﻬم ﻣن ﻋدم واﻗﻌﯾﺗﻪ،
واﻋﺗراﺿﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟﻣﻼﺋﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾزﻋﻣوﻫﺎ ﻷﻧﻔﺳﻬم.
ﯾﻧﻘل اﻟﻔﯾﻠم أﺣداﺛﺎً ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺟﻧود ﻓﻲ إﺣدى وﺣدات إﺑطﺎل اﻟﻘﻧﺎﺑل
ﻓﻲ اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌراق ،وﯾﻘدم ﻗﺎﺋدﻫم ﺻورة طرﯾﻔﺔ ﻟﻠﺟﻧدي اﻟذي ﻻ ﯾﻬﺎب
اﻟﻣوت ﺑﻌد ﻧﺟﺎﺣﻪ ﻓﻲ إﺑطﺎل أﻛﺛر ﻣن ﻣﺋﺔ وﺛﻣﺎﻧﯾن ﻗﻧﺑﻠﺔ ،وﻫو ﺑﺎﻟطﺑﻊ إﻧﺳﺎن ﻣﺛﺎﻟﻲ
ﻓﻲ ﺟوﻫرﻩ ،ﻟدﯾﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻧﺗظرﻩ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،وﯾﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻟطﻔل اﻟﻌراﻗﻲ اﻟذي ﯾﺣﻣل
اﺳم "ﺑﯾﻛﻬﺎم" وﯾﺑﯾﻊ اﻷﻓﻼم اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧود .أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻠﯾﺳت ﺳوى ﺟﻣﺎﻋﺎت
إرﻫﺎﺑﯾﺔ ﺗﺗﻘن زرع اﻟﻘﻧﺎﺑل ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرات واﻟﺷوارع ،وﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺟﺛث اﻷطﻔﺎل ﺑﻌد ﻗﺗﻠﻬم
وﻓﻲ أﺟﺳﺎد اﻵﺑﺎء اﻟﻣﺳﺎﻛﯾن رﻏم أﻧوﻓﻬم!
ﻟم ﯾﺣﻘق اﻟﻔﯾﻠم ﻧﺟﺎﺣﺎً ﺗﺟﺎرﯾﺎً ﻓﻲ ﺷﺑﺎك اﻟﺗذاﻛر ،وﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻓﻲ ذﻟك ﺧﺳﺎرة ﻛﺑﯾرة
ﻧظر ﻟﺗواﺿﻊ ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻪ 11-ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻓﻘط! -ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻘّﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘد ﻟﻠﺗطوﯾل
ًا
اﻟﻣﻣل وﺗﻛرار اﻷﺣداث واﻹﯾﻘﺎع اﻟﺑطﻲء ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻓﺗﻘﺎرﻩ إﻟﻰ اﻟﺣﺑﻛﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ
ﺗ ُﻘﺪر ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻷردن ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻼﯾﯿﻦ دوﻻر أﻣﺮﯾﻜﻲ] .ﻣﺮﯾﻢ ﻧﺼﺮ ،ﺻﺎﻧﻌﻮ اﻷﻓﻼم ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد ﯾﺠﺪون ٧٨
١٦
أي ﻗﺻﺔ ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ إذ ﯾﺑدو أﺷﺑﻪ ﺑﻔﯾﻠم وﺛﺎﺋﻘﻲ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل ﺑﻌض وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣرب
ﺑﻛﺎﻣﯾ ار ﻣﺣﻣوﻟﺔ ﻛﺛﯾرة اﻻﻫﺗزاز.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻫذا ﻛﻠﻪ ،ﺣﻘق اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺑدﺧوﻟﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﺑر ﺑواﺑﺔ
اﻷوﺳﻛﺎر ﻋﻧدﻣﺎ أﺣرز ﺳت ﺟواﺋز دﻓﻌﺔ واﺣدة وأﻫﻣﻬﺎ ﺟواﺋز أﻓﺿل ﻓﯾﻠم وأﻓﺿل
ﻣﺧرج وأﻓﺿل ﻧص! ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄﻧﻪ دﺧل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﻣﻊ ﺗﺳﻌﺔ أﻓﻼم أﺧرى ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة
ﻻ ﻣن ﺧﻣﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻛﺎن ﻣن أﻫم
أﻓﺿل ﻓﯾﻠم ﺑد ً
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﻓﯾﻠم "أﻓﺎﺗﺎر" “ ”Avatarاﻟذي ﺣﻘق أﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ
ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،وﻟﻛن ﻗﺻﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻛﺎﻧت ﺗداﻓﻊ ﻋن ﺣق اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿد اﻻﺣﺗﻼل
وﺗﺳﺧر ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ" :ﺳﻧﻛﺎﻓﺢ اﻹرﻫﺎب ﺑﺎﻹرﻫﺎب" ،وﻟﻌل ﻫذا
ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟذي ذﻫﺑت ﻷﺟﻠﻪ اﻟﺟﺎﺋزة إﻟﻰ "ﺧزاﻧﺔ اﻷﻟم" ،ﺛم أﺿﯾﻔت إﻟﯾﻬﺎ ﺟﺎﺋزة
اﻹﺧراج ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣﺧرﺟﺔ "ﻛﺎﺛرﯾن ﺑﯾﻐﻠو" أول اﻣرأة ﺗﻔوز ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷوﺳﻛﺎر اﻟذي
اﻣﺗد اﺛﻧﯾن وﺛﻣﺎﻧﯾن ﻋﺎﻣ ًﺎ.
ﻟم ﺗﻧس "ﺑﯾﻐﻠو" إﻫداء ﺟﺎﺋزﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وأن ﺗﺷﻛر ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ
أﺻدﻗﺎءﻫﺎ ﻓﻲ اﻷردن ﻣن ﻣﻧﺻﺔ ﺣﻔل اﻷوﺳﻛﺎر ،ﻛﻣﺎ ﺷﻛر "راي ﺑﯾﻛت" ﻓرﯾﻘﻪ
اﻷردﻧﻲ ﻟدى ﺗﺳﻠﻣﻪ ﺟﺎﺋزة أﻓﺿل ﻣﻛﺳﺎج ﺻوت .وﻧﻘﻠت وﻛﺎﻟﺔ روﯾﺗرز ﻣﺷﺎﻋر
ﺻرح ﺑﻬﺎ أﻋﺿﺎء اﻟﻔرﯾق اﻷردﻧﻲ اﻟﻣﺷﺎرك ﻟدى إﻋﻼن ﻓوز
اﻟﺳﻌﺎدة واﻻﻋﺗزاز اﻟﺗﻲ ّ
وﺟﻪ ﺷﻛرﻩ اﻟﺧﺎص -ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟﻔﯾﻠم -إﻟﻰ
اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻬذﻩ اﻟﺟواﺋز ،ﻋﻠﻣ ًﺎ ﺑﺄن ﻓرﯾق اﻟﻔﯾﻠم ّ
اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻸﻓﻼم ٕواﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎدة اﻷردﻧﯾﺔ.
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﺗُﺣﺳب ﻟﻸردن دﻋوﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻷﻓﻼم ،وﻫﻲ ﺑﺎدرة طﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس إﻟﻰ اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﺻور ﻓﻲ دول ﻋرﺑﯾﺔ أﺧرى دون
أدﻧﻰ رﻗﺎﺑﺔ ،وﻗد أطﻠﻘت ﻟﻬذا اﻟﻬدف اﻟﻣﻠﻛﺔ ﻧور ﺻﻧدوﻗﺎً ﺑﻘﯾﻣﺔ 100ﻣﻠﯾون دوﻻر
ﻟدﻋم إﻧﺗﺎج أﻓﻼم ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ،وﯾﻘدم دﻋﻣﻪ
ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﻟﻸﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻷﻫداف وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺣظﻰ ﺑﻔرﺻﺔ
١٦
اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺗﺟﺎري ،٧٩ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺣﻘت اﻟﻣﻠﻛﺔ راﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎم 2008ﺟﺎﺋزة ﻣوﻗﻊ
"ﯾوﺗﯾوب" اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺻﻔﺣﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ.
٧٩
http://www.ameinfo.com/ar-90676.html، 6ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2008
١٦
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ،أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﺣﺗﺎﺟت إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﺷﻬور ﻟﻣراﺟﻌﺔ ﻓﯾﻠم
ﺻو ار
"ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ" ﻗﺑل إﺟﺎزﺗﻪ ،ﺛم اﺷﺗرطت ﺣذف ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻣﻊ أن اﺛﻧﯾن ﻣﻧﻬﺎ ُ
٨٠
ﻓﻲ دﺑﻲ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻷول ﻧرى ﺣراس اﻟﺣدود اﻷﺟﻼف وﻫم ﯾﻌﺎﻣﻠون اﻟﻌﻣﺎل
وﯾﻣﻧﻌون ﻣن اﻟﻧطق ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻔوﻩ اﻵﺳوﯾﯾن ﻛﺎﻟﻌﺑﯾد اﻟذﯾن ﯾﻘﻔون ﻓﻲ طواﺑﯾر طوﯾﻠﺔ ُ
أﺣدﻫم ﺑﻛﻠﻣﺔ ﻣﻣﺎزﺣﺎً أﺑﺎﻩ ﯾﻧﻘض ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟﻧود وﯾوﺳﻌوﻧﻪ ﺿرﺑﺎً ﺑﺎﻟﺑﻧﺎدق! ..وﻗد ﻧﺗﻔق
ﻣﻊ طﻠب اﻷﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﺣذف ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻫد ،وﻟﻛﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن
ﻓﯾﻬﺎ ﺻﺎﻧﻌو اﻟﻔﯾﻠم ﻣن ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻓﻲ دﺑﻲ دون اﻋﺗراض!
ﺻورت ﻣﻌظم ﻣﺷﺎﻫدﻩ ﻓﻲ ﺷوارع وﻧﻌﯾد طرح ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﺣول ﻓﯾﻠم "اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ" اﻟذي ُ
أﺑو ظﺑﻲ ،وﺑﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﺗﻠك اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻣن ﺻور ﻧﻣطﯾﺔ ﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻺﺳﻼم واﻟﻣﻧطﻘﺔ!
٨٠
ﻣﯿﺪل إﯾﺴﺖ أوﻧﻼﯾﻦ2006 /4 /17 ،
١٦
ﺿرﯾﺑﺔ ﻫوﻟﯾود ..ﻣن ﯾدﻓﻊ؟ ..وﻣن ﯾﻘﺑض؟
٨١
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ اﻟﺴﻮﻓﯿﺖ ،ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻤﺎرﻛﺴﻲ اﻟﻠﯿﻨﯿﻨﻲ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ.
١٦
ﺷﻛل أﺧﯾر وﻣﻬم ﻟﻠﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﺎء ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾم اﻹﻋﻼم
اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري ...وﺑﺷﻛل أﻛﺛر ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻧﻘول :إن اﻹﻋﻼم اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري وﻓر ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓرﺻﺔ
ﺗﻌزﯾز ﻗواﻟب ذﻫﻧﯾﺔ ﻋن اﻟﺟﻧس واﻟﻧوع ﻟﯾس اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ" ،٨٢ووﺻف
وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻷﺳﺑق "ﺟورج ﺷوﻟﺗز" ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺑث اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺄﻧﻬﺎ "أﻧﺟﻊ ﻣن
أﺳﻠﺣﺔ ﻧووﯾﺔ ﻋدﯾدة ﻟﻐزو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ،وأن ﺷﻌوب أورﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﺛﺎرت ﻋﻠﻰ
اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن اﻟﺗﻘﺎط ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻟﻐرﺑﻲ واﻷﻣرﯾﻛﻲ" ،٨٣أﻣﺎ رﺋﯾس
ﺷرﻛﺔ "" "Motion Picture Association of Americaﺟﺎك ﻓﺎﻟﻧﺗﻲ" ﻓﯾﻘول ﺑﻛل
وﺿوح" :إن واﺷﻧطن وﻫوﻟﯾوود ﺗﺣﻣﻼن اﻟﺟﯾﻧﺎت ) (DNAﻧﻔﺳﻬﺎ"!
واﻷﻣر ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻧد ﻫذا اﻟﺣد ،ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﺟﻧب اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻸﻓﻼم واﻟﺑراﻣﺞ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت وﻻ زاﻟت
ﺗﻘوم ﺑﺎﻷﻣر ذاﺗﻪ ﻋن طرﯾق دﻋﻣﻬﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺎت واﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻧد
ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ أواﺧر اﻟﻌﺷرﯾﻧﺎت ﻗﺎﻣت و ازرة اﻟدﻓﺎع "اﻟﺑﻧﺗﺎﻏون" ﺑﺗﺄﺳﯾس ﻣﻛﺗب ﺧﺎص
ﻟﻠﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻫوﻟﯾود وواﺷﻧطن ،وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ﺗﻘوم "اﻟﺑﻧﺗﺎﻏون" ﺑدﻋم اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻷﻓﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ،وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾﻠم "اﻷﺟﻧﺣﺔ" ﻟﻠﻣﺧرج "وﻟﯾﺎم وﯾﻠﻣﺎن" اﻟﻣﻧﺗﺞ
ﺳﻧﺔ ،1927و"اﻟﺳﻼح اﻷﻗوى" ﻟﻠﻣﺧرج "طوﻧﻲ ﺳﻛوت" ،و"ﺑﺎﺗون" ﻟﻠﻣﺧرج "ﻓراﻧﻛﻠﯾن
ﺳﻛﺎﻓﻧر" اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺳﻧﺔ ،1970و"ﺳﻘوط اﻟﺻﻘر اﻷﺳود" ﻟﻠﻣﺧرج "ردﻟﻲ ﺳﻛوت" اﻟﻣﻧﺗﺞ
ﺳﻧﺔ.2001
واﻷﻏرب ﻣن ذﻟك ﻫو أن و ازرة اﻟدﻓﺎع "اﻟﺑﻧﺗﺎﻏون" ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ ﺣظر اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ
ﺗﻣس ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﺗﺳﻲء إﻟﻰ ﺻورﺗﻬﺎ ،إذ ﻗررت ﺣظر اﻟﻔﯾﻠم اﻟوﺛﺎﺋﻘﻲ
"دع ذﻟك ﯾﺿﻲء" ﻟﻠﻣﺧرج "ﺟون ﻫﯾوﺳﺗن" واﻟذي ﺑدأ ﺑﺗﺻوﯾرﻩ ﻋﺎم ،1946وﺗدور
أﺣداﺛﻪ ﺣول اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻﻗﺎﻫﺎ اﻟﺟﻧود أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
٨٤
وﺑﻘﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﻣﻣﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟﻌرض ﺣﺗﻰ ﻋﺎم .1980
وﻣن اﻟﺟدﯾر ذﻛرﻩ أن اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻻ ﺗوﺟﱠﻪ ﻋﺎدة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑراﻣﺞ
روج ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗرﻓﯾﻪ
اﻟﺟﺎدة أو اﻷﻓﻼم اﻟوﺛﺎﺋﻘﯾﺔ أو ﻧﺷرات اﻷﺧﺑﺎر ،ﺑل ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗُ ّ
٨٢
ﻋﻼء ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ،اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ ..واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ دور إﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻮﻗﻊ إﺳﻼم أون ﻻﯾﻦ2004 /4 /19 ،
٨٣
إﯾﺎد ﺷﺎﻛﺮ اﻟﺒﻜﺮي ،ﻋﺎم :2000ﺣﺮب اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺔ ،دار اﻟﺸﺮوق ،ﻋﻤﺎن ،ط ،1999 ،1ص241
ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﯾﺔ ،ﻧﻘﻼً ﻋﻦ اﻟﻠﻮﻣﻮﻧﺪ20/10/2007 ، ٨٤
١٦
واﻟﺗﺳﻠﯾﺔ ،وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺧرج اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﻓراﻧﺳﯾس ﻓورد ﻛوﺑوﻻ" ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ" :إن
أﻛﺛر اﻷﻓﻼم ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟدﻫﺎ ﻻ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أي ﻣوﺿوع
ﺳﯾﺎﺳﻲ" ،٨٥أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻔﻛري ﻓﯾﻘول اﻟﺑﺎﺣث "ﻣﯾﻠﻔﯾن
دﯾﻔﻠﯾر"" :ﯾﻣﻛن رؤﯾﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻘوي ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗرﻓﯾﻬﻲ ﺑﺳﻬوﻟﺔ
أﻛﺛر ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻘﯾم واﻟﻘواﻋد اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ" ،٨٦وﯾؤﯾدﻩ اﻟﻣﻔﻛر اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﻫرﺑرت ﺷﯾﻠر" ﻓﻲ
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ )اﻟﻣﺗﻼﻋﺑون ﺑﺎﻟﻌﻘول( ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘول" :إن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
ﯾﻔﻧد "ﺷﯾﻠر" اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ ﯾروج ﻟﻬﺎ
أﺷﻛﺎل ﺗرﺑوﯾﺔ ..وأﺷﻛﺎل ﺗوﻋﯾﺔ أﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ" ،ﻛﻣﺎ ّ
اﻟﻛﺛﯾرون ﺣول ﺧﻠو اﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻣن أي ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻓﻛرﯾﺔ أو ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺛل ﻣﻘوﻟﺔ "اﻟﻔن ﻟﻠﻔن"
ﻓﯾﻘول" :ﯾﺳﺗﻔﯾد ﺟﻬﺎز ﺗﺷﻛﯾل اﻟوﻋﻲ ﺷدﯾد اﻟﺗﻧوع واﻟذي ﯾﺳﺗﺧدم ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ
ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ )اﻟﻛﺗب اﻟﻬزﻟﯾﺔ ،اﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ ،اﻷﻓﻼم اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ،ﺑراﻣﺞ اﻟﻣذﯾﺎع
واﻟﺗﻠﻔﺎز ،اﻷﺣداث اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ،اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت( ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻷﻗﺻﻰ ﺣد ﻣن ﻫذا
اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺧﺎطﺊ" ،أي أن ﺣرص اﻹﻋﻼﻣﯾﯾن وﻣﻧﺗﺟﻲ اﻷﻓﻼم اﻟداﺋم واﻟﻣﺳﺗﻣر ﻋﻠﻰ
ﺗﻛرار ﻣﻘوﻟﺔ "اﻟﻔن ﻟﻠﻔن" وادﻋﺎء ﺧﻠو أﻋﻣﺎﻟﻬم ﻣن أي ﻓﻛرة أﺧرى ﺳوى اﻟﺗرﻓﯾﻪ واﻟﺗﺳﻠﯾﺔ
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺿﻌف ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﻫد واﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣرور اﻷﻓﻛﺎر واﻻﻗﺗﻧﺎع ﺑﻬﺎ
أﻛﺛر ﺳﻬوﻟﺔ!
٨٥
ﻋﻼء ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.
٨٦
أدﯾﺐ ﺧﻀﻮر ،ﺳﻮﺳﯿﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﺘﺮﻓﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮن ،ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻜﺮ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،28اﻟﻌﺪد ،2أﻛﺘﻮﺑﺮ -دﯾﺴﻤﺒﺮ ،1999ص273
١٦
ِ
وﺗﺄﻛﯾدﻩ وﺗوﺛﯾﻘﻪ؛ ﺗﻌﺎرف اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر ﻋﻠﻰ ِ
وﻟﺗﺻﻧﯾف ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻫذا اﻟطﻣو ُح
ﻣﻘﺎﯾﯾس ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻷﻗﺻﻰ ﺣﺎﻻت اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﯾﺎدﯾن ،ﻓﺎﻟطﻼب اﻷذﻛﯾﺎء
ﯾطﻣﺣون إﻟﻰ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓرد ،واﻟﻌﻠﻣﺎء واﻷدﺑﺎء ﯾﺣﻠﻣون ﺑﺟﺎﺋزة ﻧوﺑل،
واﻟﻣﺧﺗرﻋون ﯾﻔﺿﻠون ﺗﺳﺟﯾل ﺑراءات اﺧﺗراﻋﻬم ﻓﻲ ﻣﻛﺎﺗب ﺑراءات اﻻﺧﺗراع ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﯾﺎﺑﺎن ،واﻟﺻﺣﻔﯾون واﻟﻛﺗﺎب ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﻧﺷر ﻣﻘﺎﻻﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﺎﯾﻣز
واﻟﻠوﻣوﻧد ،وﻻﻋﺑو ﻛرة اﻟﻘدم ﯾﺑذﻟون ﻛل ﻣﺎ ﺑوﺳﻌﻬم ﻟﻼﺣﺗراف ﻓﻲ اﻟدوري اﻹﺳﺑﺎﻧﻲ أو
اﻹﻧﺟﻠﯾزي أو اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ،أﻣﺎ ﺑﻘﯾﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﯾن ﻓﯾطﻣﺣون إﻟﻰ اﻟﻣﯾداﻟﯾﺎت اﻟذﻫﺑﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺳﺎﺑﻘﺎت اﻷوﻟﻣﺑﯾﺎد ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓس اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾون ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺣﺎم ﻫوﻟﯾود أو اﻟﻔوز ﺑﺟﺎﺋزة
اﻷوﺳﻛﺎر.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس وﺗرﺑﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻣﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎً وﺑدون اﺳﺗﺛﻧﺎء
ﻣﺣدودة ﻓﻲ إطﺎر ﻣن ﯾﺷرف ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﯾﻣوﻟﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ إذن ﻣﺣﻠﯾﺔ -ﺑل ﻣرﻛزﯾﺔ -ﻓﻲ
اﻟﻘرار واﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗوﺟﻪ ،وﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺷﺎر واﻟﺷﻬرة واﻟﺗﻠﻘﻲ!
ﻟذا ﻓﺈن ﻫوﻟﯾود ﻛﺎﻧت وﻻ ﺗزال ﻋﺎﺻﻣﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻗدرﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت وﺳﺗﺑﻘﻰ أﻣرﯾﻛﯾﺔ -ﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ وﺗوﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ،رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ -ﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ إدارﺗﻬﺎ وﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ،ﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ -ﻏرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
روﺣﻬﺎ ،إﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺗﻬﺎ ،أﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ واﻧﺗﻣﺎﺋﻬﺎ .وﻫذﻩ اﻟﻬوﯾﺔ اﻟواﺿﺣﺔ
ﻟﻬوﻟﯾود ﯾﻔﺗرض أن ﺗﻛون ﻣﻌروﻓﺔ ﻟﻛل ﻣن ﯾﺣﺎول اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ واﻻﻧﺧراط ﻓﻲ
ﻋﺎﻟﻣﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣرد ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﺳﯾر ﻓﻲ ﻋﻛس اﻟﺗﯾﺎر ،وأﻋﺗﻘد أن
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﺟرﺑوا اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻫوﻟﯾود واﻟﻧﺟﺎح ﻓﯾﻬﺎ ﻗد ﻛﺎﻧوا ﻋﻠﻰ
ﻋﻠم ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﺳواء أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﻟم ﯾﻣﺎﻧﻌوا ﻣن اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻬﺎ ،أو اﻟذﯾن
ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﻬم ﺑﺎرﻗﺔ أﻣل ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻊ اﻟوﻗوف ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻧﻬم أو اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻣﻌﺎﻛس.
١٦
اﻟﺑﻌض وﺣﺟﺟﻬم ﻟﻼﻧﺧراط ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻫوﻟﯾود اﻟذي ﻟم ﺗﻌد ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ﺗﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣد.
ﻓﺎﻟﺑﻌض أﺑدى ﺗﺣﻔظﺎً وأﻋﻠن ﯾﻘظﺗﻪ وﺣرﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻣﺟﺎزﻓﺔ ،واﻟﺑﻌض اﻵﺧر
اﻋﺗرف ﺻراﺣﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﺎل ﻫو ﻏﺎﯾﺗﻪ اﻟوﺣﯾدة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ رأى آﺧرون أن اﻟوﺻول إﻟﻰ
وﺗﻬرب اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن ﺗﻬم
ﻫوﻟﯾود ﻫو ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﻫدف ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻌﻧﺎء ودﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔّ ،
اﻹﺳﺎءة ﺑﺄﻧﻬم ﯾﻣﺛﻠون اﻟواﻗﻊ ﻛﻣﺎ ﻫو ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻟم ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
وﺧﺎطﻔﻲ اﻟطﺎﺋرات اﻟﻣﻠﺗﺣﯾن وﻗﺎطﻌﺎت اﻷﺻﺎﺑﻊ اﻟﻣﺣﺟﺑﺎت ،ﺑﯾﻧﻣﺎ رأى آﺧرون أن
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻫﻲ ﻓﻘط ﻓﻲ ﺳطﺣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷدوار ،وأن اﻟﺣل ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻣﻧﺣﻬم اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ
ﻟﻠظﻬور ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ واﻟﻛﻼم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﺟد اﻟﺑﻌض ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ وﻻ ﺗﻠك ،ﺑل
اﺳﺗﺎؤوا ﻓﻘط ﻣن ﺗﻧﻣﯾطﻬم ﻛﻣﻣﺛﻠﯾن ﻓﻲ أدوار ﻣﻛررة ،ووﻋدوا ﺑﺄن ﯾﺑذﻟوا ﺟﻬداً ﻓﻲ
اﻟﺧروج ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺗﺑﻘﻰ ﺻورﺗﻬم أﻛﺛر ﺗﺟدداً!
وﯾﺑﻘﻰ ﻫﻧﺎك ﻓرﯾق آﺧر ﯾﻧﺎﻗش اﻷﻣر ﻣن زاوﯾﺔ أﺧرى ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺻﻧﻊ اﻷﺗراك ﻓﯾﻠم
"وادي اﻟذﺋﺎب" ﻟﻼﻧﺗﻘﺎم ﻟﻛراﻣﺗﻬم اﻟﺗﻲ أﻫﺎﻧﻬﺎ اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻓﻲ اﻟﻌراق وﻗﻌوا ﻫم أﯾﺿﺎً ﻓﻲ
ﺧطﺄ اﻟﺗﻌﻣﯾم ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻧدﻣﺎ أظﻬروا اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻛﻠﻬم ﻋﻠﻰ أﻧﻬم أﺷرار وﺑدون اﺳﺗﺛﻧﺎء،
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﻪ اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻠﻌﻧف ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺑل وﻫذا ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻓﻼﻣﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و"إﺳراﺋﯾل" ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣن
اﻟﺗطﺑﯾﻊ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﺣوار ،وﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﺎذﺟﺔ!
وﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺟﺞ ،ﯾﺗﺳﺎﺑق ﺑﻌض اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إﻟﻰ ﻧﯾل رﺿﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﻧﻔوذ
وﯾﻘﺻرون ﻣﺟﺎل اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻟﻬم ذﻟك ﻣن اﻟﺷﻬرة واﻟﺛروة،
ُ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود،
ﻣﺣﺎوﻟﯾن ﺗﺟﻧب ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻧﺧراطﻬم ﻓﻲ ﻣﺎﻛﯾﻧﺔ ﻫوﻟﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻫﻲ أﯾﺿﺎً ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻏﺎﯾﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻟو اﺿطر اﻷﻣر إﻟﻰ ﺳﺣﻘﻬم ،ﻣﺗﻧﺎﺳﯾن ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ أن ﺗﺟﺎﻫل ﻫذﻩ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣواﻓﻘﺗﻬم ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺧﯾرﻫم ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾﺎﺳﺎت
واﺷﻧطن و"إﺳراﺋﯾل" ﻋﻠﻰ ﻣرأى وﻣﺳﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،إذ ﻟم ﯾﻌد ﺳ اًر ﺗﻠﻘﻲ ﻫوﻟﯾود دﻋﻣﺎً
ﻣﺑﺎﺷ اًر ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻬد ﻟﻠﺣرب
ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻫو ﻣﺎ ﯾؤﻛدﻩ اﻟﺑروﻓﺳور "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﻪ ﻋن اﻟدور
اﻟذي ﻟﻌﺑﺗﻪ و ازرة اﻟدﻓﺎع وﺑﻌض أﺟزاﺋﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺟﯾش واﻟﻣﺎرﯾﻧز واﻟﺣرس اﻟوطﻧﻲ
١٧
ﺑﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻣﺳﺎﻋدات ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻷﻓﻼم ﻣﺛل "أﻛﺎذﯾب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" ""True Lies
ﻋﺎم ،1994و"ﻗرار ﺗﻧﻔﯾذي" " "Executive Decisionﻋﺎم ،1996و"ﺿرﺑﺔ
اﻟﺣرﯾﺔ" " "Freedom Strikeﻋﺎم ،1998أﻣﺎ ﻓﯾﻠم "اﻟﺣﺻﺎر" " "The Siegeاﻟذي
أﻧﺗﺞ ﺳﻧﺔ 1998ﻓﺣظﻲ ﺑدﻋم وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎﺣث اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ FBIﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ،وﻗد
ﻛرﺳت ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم اﻟﺻورة اﻟﺷﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻟﺷﻌوب ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ،وﺳﻬﻠت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫد
اﻟﻐرﺑﻲ ﺗﻘﺑل ﻣﺎ ﯾﺟري ﻣن اﺣﺗﻼل أرﺿﻬم وﺗﻬﺟﯾرﻫم وﻗﺗﻠﻬم ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن
وﺣﺗﻰ اﻟﯾوم.
وﻟﻔﻬم آﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻫوﻟﯾود ،ﻧﻌود إﻟﻰ ﻟﻘﺎء أﺟرﺗﻪ ﻗﻧﺎة اﻟﺟزﯾرة ﻣﻊ ﺷﺎﻫﯾن
ﯾﻘول ﻓﯾﻪ" :إن ﺻورة اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺳﯾﺊ ﻣﻌﻧﺎ ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻧﺔ ،اﻟروﺳﻲ اﻟﺳﯾﺊ ﺑﻘﻲ
ﻣﻌﻧﺎ ﻟﻣدة ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ واﻟﯾﻬودي اﻟﺷرﯾر ﻟم ﯾظﻬر ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ أﺑداً ،ظﻬر ﻓﻘط ﻓﻲ
ﺗﺻور ﺷﻌﺑﺎً ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻧﺎزﯾﺔ ،ورأﯾﻧﺎ ﻣﺎ ﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ّ
ﺷرﯾر ﻟﻣدة ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم أو أﻛﺛر ،رأﯾﻧﺎ ﻛﻠﻧﺎ إﻟﻰ أﯾن ﯾﻘود ذﻟك" .ﺛم ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟﺣدﯾث ﻗﯾﺎﺳﺎً
إﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺻل ﻟﻠﯾﻬود ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻧﺎزﯾﺔ ،ﻓﺑﻌد أن ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺷﻌب اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟدﻋﺎﯾﺔ
اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﺿدﻫم أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻘﺑول ﻟدﯾﻬم إﺑﺎدة اﻟﯾﻬود وﻣﺣوﻫم ﻣن اﻟوﺟود ،وﻋﻧدﻣﺎ
أﻣطرت ﻫوﻟﯾود ﻋﻘول اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﺎﻷﻓﻼم واﻟﻣﺳﻠﺳﻼت وﺣﺗﻰ ﺑراﻣﺞ اﻷطﻔﺎل
اﻟﻣﺣﻘرة ﻟﻠﯾﺎﺑﺎﻧﯾﯾن إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺷﯾطﻧﺔ ،أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻘﺑول أﯾﺿﺎً إﻟﻘﺎء ﻗﻧﺑﻠﺗﯾن ذرﯾﺗﯾن
ﻋﻠﻰ ﻣدن ﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﺗﺿﺞ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة .واﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎن ﻗد ﺣدث ﻣﻊ اﻟﺳود ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ﻗﺑل ﺗوﺣﯾدﻫﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ُﻧزﻋت ﻋن اﻟﻌﺑﯾد اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﺻﻔﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ
ﻣن اﻟﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس ﺗﻘﺑل ﺷﻧﻘﻬم دون أي ﻋبء أﺧﻼﻗﻲ.
وﯾرى ﺷﺎﻫﯾن أن ﻫذا ﻣﺎ ﺣدث ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻣﺋﺔ ﺳﻧﺔ ﺑﺧﺻوص ﺻورة اﻟﻌرب،
ﯾﺣﺗﺞ اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰّ ﻓﻌﻧدﻣﺎ أﻋﻠﻧت أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق ﺳﻧﺔ 2003ﻟم
اﻟﺣرب ﺿد اﻟﺷﻌب اﻟﻌراﻗﻲ ﻷﻧﻬم "ﻟم ﯾﻌرﻓوا اﻟﻌرب ﻛﺷﻌب ﻋﺎدي ..ﺑﺷ اًر ﻛﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺑﺷر ﻓﯾﻬم اﻟﻣﻣرﺿﺔ واﻟطﺑﯾب" ،٨٧ﺑل ﻫم ﺷﻌب ﻣﺗﺧﻠف وﻋﻧﯾف ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻋﺻﺎﺑﺎت ﻣن
ﺷﯾوخ اﻟﻧﻔط.
ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﯾﺮة ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻜﺘﺎب ﺧﯿﺮ ﺟﻠﯿﺲ ،اﻟﻌﺮب اﻟﺴﯿﺌﻮن ..ﻛﯿﻒ ﺗﺸﻮه ھﻮﻟﯿﻮود ﺷﻌﺒﺎً26/12/2005 ، ٨٧
١٧
وأﻋﺗﻘد أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣظﺎﻫرﯾن اﻟذﯾن ﺟﺎﺑوا ﺷوارع أﻣرﯾﻛﺎ وﺑﻘﯾﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﺣﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﻬﺎ
ﻟم ﯾﺧرﺟوا ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟدم اﻟﻌراﻗﻲ ،ﺑل ﺧوﻓﺎً ﻋﻠﻰ أوﻻدﻫم اﻟﻣﺟﻧدﯾن اﻟذﯾن أرﺳﻠوا
ﻟﻠﻘﺗﺎل ﻓﻲ ﺣرب ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ ،إذ ﻛﺎﻧت أﻛﺛر ﺷﻌﺎرات اﻻﺣﺗﺟﺎج اﻟﺗﻲ رﻓﻌوﻫﺎ ﺷﯾوﻋﺎً
ﺗﻘول" :ﻻ ﻟﻠدم ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻔط" ،ﻓﺎﻟﺧوف إذن ﻋﻠﻰ دﻣﺎء أﺑﻧﺎﺋﻬم وﻟﯾس ﻋﻠﻰ دﻣﺎء اﻟﻣﻠﯾون
وﻧﺻف اﻟﻣﻠﯾون ﺿﺣﯾﺔ اﻟذﯾن ﻗﺗﻠوا ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ أرﺿﻬم!
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن ﺳﻬﺎم اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻟﻬوﻟﯾودﯾﺔ ﻻ ﺗﺻﯾب ﻓﻘط اﻟﺷﻌوب "اﻟﺷرق
أوﺳطﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﺑﻌﯾداً ﻓﻲ اﻟﺻﺣراء ،ﺑل ﯾﺗﺄذى ﻣﻧﻬﺎ ﻛل اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾرى اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﺣﺻﺎر"
إرﻫﺎﺑﯾﺎً ﻣﺳﻠﻣﺎً ﯾﺗوﺿﺄ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ ﺟرﯾﻣﺗﻪ ﺿد اﻷﺑرﯾﺎء ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ،ﺳﯾرﺑط ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ
اﻟﺑﺎطن ﺑﯾن اﻟوﺿوء واﻹرﻫﺎب ،وﺳﺗﻘﻔز إﻟﻰ ذﻫﻧﻪ ﺗﻠك اﻟﺻورة اﻟﺑﺷﻌﺔ ﻛﻠﻣﺎ رأى زﻣﯾﻼً
ﻟﻪ ﯾﺗوﺿﺄ ﻓﻲ ﻣﻘر اﻟﻌﻣل أو اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ!
ﻟذا اﺣﺗﺞ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ "ﻛﯾر" ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﯾﻠم ﻗﺑل ﻋرﺿﻪ،
ﺻﻧﺎع اﻟﻔﯾﻠم ﻟم ﯾواﻓﻘوا ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر أي ﺷﻲء ﻣن ﻣﺷﺎﻫدﻩ! ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﻔﻠﺢ
وﻟﻛن ّ
اﻋﺗراﺿﺎت "ﻛﯾر" ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن اﻹﺳﺎءة واﻟﺗﻧﻣﯾط ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن داﺧل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ
ﻣﺳﻠﺳل " ،"24ﻓﻔﻲ اﻟﻣوﺳم اﻟراﺑﻊ اﻟذي ﻋرض ﺳﻧﺔ 2005ﯾﻘوم إرﻫﺎﺑﯾون ﻋرب
ﺑﺗﻔﺟﯾر ﻗطﺎر واﺧﺗطﺎف وزﯾر اﻟدﻓﺎع اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،ﺛم ﯾﺳﯾطرون ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﻔﺎﻋﻼت
ﻧووﯾﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ وﯾﺣﺎوﻟون ﻗﺗل اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻧﻔﺳﻪ ،وﻗد ﺻرﺣت "رﺑﯾﻌﺔ أﺣﻣد"
اﻟﻣﺗﺣدﺛﺔ ﺑﺎﺳم "ﻛﯾر" ﻟﺗﻠﻔزﯾون CNNﺑﺄن طرﯾﻘﺔ ﺗﺻوﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﻠﺳل
ﺗزرع ﻓﻲ اﻟﻧﻔوس اﻟﺧوف واﻟﻛراﻫﯾﺔ ،وأﻧﻬﺎ ﺑدأت ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧوف ﻣن اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ
اﻟﻣﺗﺟر ﺑﻌد ﻣﺷﺎﻫدﺗﻪ ،ﻟﻌدم وﺛوﻗﻬﺎ ﻣن ﻗدرة اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﺧﯾﺎل واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
وﯾذﻛر أن ﺷرﻛﺔ "ﻓوﻛس" ﺣﺎوﻟت ﺑﻌد ﻫذا اﻻﻋﺗراض ﺗﺧﻔﯾف ﺣدة اﻻﺳﺗﯾﺎء اﻟﻌرﺑﻲ
ُ
واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻌرﺿت إﻋﻼﻧﺎً ﯾظﻬر ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻣﺛل "ﻛﯾﻔر ﺳﺎذرﻻﻧد" -اﻟذي ﯾﻠﻌب دور
اﻟﻣﺣﻘق ﺟﺎك -وﯾﺣث اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر أن اﻷﺷ ارر ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ
ﻻ ﯾﻣﺛﻠون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.٨٨
٨٨
، http://arabic.cnn.com/2007/entertainment/1/20/24.muslims/index.htmlﺑﺘﺎرﯾﺦ 2007 /2 /19
١٧
وﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﺗﻧﻔس اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻷﻣرﯾﻛﯾون اﻟﺻﻌداء ﻋﻧدﻣﺎ ظﻬر اﻹرﻫﺎﺑﯾون ﻓﻲ
اﻟﻣوﺳم اﻟﺧﺎﻣس ﻣن اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻋﻠﻰ أﻧﻬم روس ،وﻟﻛن "اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن" ﻋﺎدوا
إﻟﻰ اﻟواﺟﻬﺔ ﻣرة أﺧرى ﻓﻲ اﻟﻣوﺳم اﻟﺳﺎدس ﻋﺎم .2007وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻹﺳﺎءة؛ أﻋطﻰ
ﻣؤﻟف اﻟﻘﺻﺔ ﻟﻺرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﻓرﺻﺔ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﺗﻔﺟﯾر ﻗﻧﺑﻠﺔ ﻧووﯾﺔ داﺧل ﻟوس
أﻧﺟﻠوس ،ﻣﻣﺎ زاد ﻣن درﺟﺔ اﻟرﻋب ﻟدى اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن إﻟﻰ أﻗﺻﻰ اﻟﺣدود ،وﻫو أﻣر ﻟم
ﯾﻛن ﻣﻌﻬوداً ﻓﻲ اﻟﻣواﺳم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺑطل اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺗﻌطﯾل ﺗﻠك
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ.
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﺻﻠت آﺛﺎر ﻫذﻩ اﻹﺳﺎءة إﻟﻰ اﻟﻌﻧف اﻟﻣطﺑق ﺿد اﻟﻣﻌﺗﻠﻘﯾن
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ،ﺣﯾث أﻛدت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻓﻲ "وﯾﺳت
ﺑوﯾﻧت" ﻋﺎم 2007أن اﻟﺟﻧرال "ﺑﺎﺗرﯾك ﻓﯾﻧﻐﺎن" اﻟﺗﻘﻰ ﺑﻣﻧﺗﺟﻲ ﻣﺳﻠﺳل " "24اﻟذي
ﺗﻌرﺿﻪ ﻗﻧﺎة ﻓوﻛس ،ﻣطﺎﻟﺑﺎً إﯾﺎﻫم ﺑﺗﺧﻔﯾف أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻧف واﻟﺗﻌذﯾب اﻟﺗﻲ ﯾظﻬرﻫﺎ
اﻟﻣﺳﻠﺳل "ﻷن اﻟﺟﻧود اﻷﻣﯾرﻛﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻌراق ﯾﻘﻠدوﻧﻬﺎ" .إذ اﻋﺗﺎد ﻣﺧرج اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻓﻲ
ﻣواﺳﻣﻪ اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋرض ﻟﻘطﺎت ﻟﻠﻣﺣﻘق "ﺟﺎك ﺑﺎور" وﻫو ﯾﻘوم ﻣﻊ
زﻣﻼﺋﻪ ﺑﺗﻌذﯾب اﻟﻣﺷﺗﺑﻬﯾن ﻓﻲ اﻹرﻫﺎب ،ووﺻﻠت ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟوﺣﺷﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﻣﺷﺎﻫد إﻟﻰ درﺟﺔ إطﻼق اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﺳﺎق أﺣد اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن أو ﺑﺗر أﺻﺎﺑﻊ ﯾدﯾﻪ ﻹﺟﺑﺎرﻩ
ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗراف ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﻫذا اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻫد أﺧرى ﺑﺎﻧﺗزاع اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن
أﺷﺧﺎص ﯾﺳﻣﯾﻬم اﻟﻣﺳﻠﺳل ﺑﺎﻷﺷرار ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎً أﻛﯾﺎﺳﺎً ﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ ﺗﻣﻧﻌﻬم ﻣن اﻟﺗﻧﻔس،
ﺛم ﺣﻘﻧﻬم ﺑﻌﻘﺎﻗﯾر ﺗﺳﺑب اﻷﻟم ،وﻛل ﻫذا ﯾﺟري ﺣﺳب رؤﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﺳل ﻓﻲ ﻣﻌﺗﻘﻼت
ﻋﻠﻰ أرض اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة!
ﺻرح ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﻘق اﻷﻣرﯾﻛﻲ "ﺗوﻧﻲ ﻻﻏوراﻧﯾس" اﻟذي ﻋﻣل أﻣﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻘد ّ
ﻣﻊ اﻟﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻓﻲ ﺳﺟن أﺑو ﻏرﯾب ﻓﻲ اﻟﻌراق ﻗﺎﺋﻼً» :ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﻧﺎ ﻗواﻋد ﺗﺣﻘﯾق
ﺑﻼ ﻗﯾود ﺗﻘول ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ إن ﻣن ﺣﻘﻧﺎ أن ﻧﻔﻌل ﻣﺎ ﻧﺷﺎء .وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻊ ﻏﯾﺎب
أي ﺗدرﯾب وﻷﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﺗدرب ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌذﯾب ﻓﻘد ﻟﺟﺄﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻧﺎﻩ ﻋﻠﻰ
ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾون«.٨٩
٨٩
اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 18 ،10337ﻣﺎرس 2007
١٧
أﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﺣﻘﺎﺋق ،ﺗﺻﺑﺢ أﻋذار ﻫوﻟﯾود أﻗرب إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺧﻔﺎف ﺑﻌﻘوﻟﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻر
ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ ﻋﻣﺎ ﯾﺟري ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ،ﻓﻔﻲ ﺑﯾﺎن ﻧﺷرﺗﻪ ﺷرﻛﺔ "ﻓوﻛس"
اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﺳﻠﺳل ﺳﻧﺔ 2007ﻗﺎﻟت أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛﺷف ﺣﺗﻰ اﻵن ﻋن أي ﺟﻣﺎﻋﺔ
ﻋرﻗﯾﺔ أو طﺎﺋﻔﯾﺔ ،ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻠوم ﻓﻲ ﺧﻠق ﺷﺧﺻﯾﺎت وأدوار اﻟﻣﺳﻠﺳل .وأﺿﺎف
اﻟﺑﯾﺎن» :ﻣﺳﻠﺳل 24ﻫو دراﻣﺎ ﻋن ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرﻫﺎب ،وﺑﻌد ﺧﻣﺳﺔ ﻣواﺳم ،ﻓﺈن
اع ﻟذﻟك ،وﯾﻌرف أن أي ﻓرد أو ﻋﺎﺋﻠﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﺔ )ﻋرﻗﯾﺔ أو ﻏﯾرﻩ( ﻣﺗورطﺔ
اﻟﺟﻣﻬور و ٍ
ﻓﻲ اﻟﻌﻧف ،ﻟم ﯾﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻧﻣوذﺟﯾﺔ«!!٩٠
ٕواذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ،ﻓﯾﺣق ﻟﻧﺎ إذن أن ﻧﺗﺳﺎءل :ﻟﻣﺎذا ﯾﺻر ﻫؤﻻء ﻋﻠﻰ ﺣﺻر
ﻋﺻﺎﺑﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌرﻗﯾﺔ؟ وﻟﻣﺎذا ﯾﺣظﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣون واﻟﻌرب
ﺑﺎﻟﺣظ اﻷوﻓر ﻣن اﻟظﻬور ﺑﻣظﻬر اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻣن ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻷﻗﻠﯾﺎت
اﻷﺧرى؟
وﻗﺑل أن ﻧرﻫق أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻹﺟﺎﺑﺔ ،ﻧورد إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺑوﻟﯾس اﻟدوﻟﻲ
اﻷوروﺑﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن دول اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻗد ﺷﻬدت ﻓﻲ ﻋﺎم (498) 2006ﻫﺟوﻣﺎً
إرﻫﺎﺑﯾﺎً ،وﻫﻲ ﻣوزﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ 424 :ﻫﺟﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻻﻧﻔﺻﺎﻟﯾﺔ،
55ﻫﺟﻣﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﺗطرﻓون ﯾﺳﺎرﯾون 18 ،ﻫﺟﻣﺔ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن ،أﻣﺎ
٩١
اﻹﺳﻼﻣﯾون ﻓﻠم ﯾﻘوﻣوا إﻻ ﺑﻬﺟﻣﺔ واﺣدة!
اع" ﻟﻌدم ﺗورط أي ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋرﻗﯾﺔ أو دﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ
أﻣﺎ اﻻدﻋﺎء اﻟﺳﺎذج ﺑﺄن "اﻟﺟﻣﻬور و ٍ
اﻹرﻫﺎب ﻓﻬو ﺗﻛذﯾب ﻟﻠواﻗﻊ اﻟذي ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻠﯾﻪ اﺛﻧﺎن ،وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ذﻟك "ﺟﺎك
ﺷﺎﻫﯾن" ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘول» :إن ﻣﺋﺎت ﺟراﺋم اﻟﻛراﻫﯾﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑت ﺿد اﻷﻣﯾرﻛﯾﯾن اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻌد اﻟﻬﺟﻣﺎت -أي ﺳﺑﺗﻣﺑر -2001أﻛدت أﻫﻣﯾﺔ
ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ...وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺷوﻩ ﺷﻌﺑﺎً ﻓﺈن رﺟﺎﻻً وﻧﺳﺎء وأطﻔﺎﻻً أﺑرﯾﺎء
ﯾﻌﺎﻧون ،واﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠﻣﻧﺎ وﻻ ﯾزال ﯾﻌﻠﻣﻧﺎ ﻫذا اﻟدرس« ،٩٢ﻓﺎﻻرﺗﻛﺎز إﻟﻰ ﻣزاﻋم "وﻋﻲ
اﻟﺟﻣﻬور" ﻟﯾس إﻻ ﺗﺑرﯾ اًر ﻏﯾر ﻣﺣﺳوب ،إذ اﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﻣﻔﻛر اﻷﻣرﯾﻛﻲ "وﯾﻠﺳون ﺑراﯾن
٩٠
، http://arabic.cnn.com/2007/entertainment/1/20/24.muslims/index.htmlﺑﺘﺎرﯾﺦ 2007 /2 /19
٩١
ﺟﺮاھﺎم ﻓﻮﻟﺮ ،ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻈﮭﺮ اﻹﺳﻼم ،ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺣﻤﺪ ﻋﺰ اﻟﻌﺮب ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺸﺮوق اﻟﺪوﻟﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة2008 ،
٩٢
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺰﯾﺮة ﻧﺖ ،ﺑﺘﺎرﯾﺦ ،16/11/2001
http://www.aljazeera.net/News/archive/archive?ArchiveId=20315
١٧
ﻛﻲ" ﻣن دراﺳﺗﻪ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أن »اﻟﻧﺎس ﻗﺎﻣوا ﺑﺧﻠق ذﻟك اﻟوﻫم ﺣول
ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺋﺗﻬم ،وﻗد ﺟﻌﻠﺗﻬم ﻫذﻩ اﻷوﻫﺎم أﻛﺛر ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾرات
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻼوﻋﻲ واﻟﻌﻘل اﻟﺑﺎطن« ،وﯾﺳﺧر ﻫذا اﻟﻛﺎﺗب ﻣن اﻟﻣﻘوﻟﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ:
ﻓﺎﻟواﻗﻊ ﯾﺷﯾر ﺑوﺿوح إﻟﻰ»ﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ُﻧﺳﺗﻐل ﺑﺄﺷﯾﺎء ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ إدراﻛﻪ«
٩٣
اﻧﻐﻣﺎس اﻟﺷﻌوب اﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟﻣﺗﺣﺿرة أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻣﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟوﻋﻲ ﻟدﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗُدار وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻟدﻋﺎﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن
أﻛﻔﺎء ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟطرق اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻼواﻋﻲ
ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻘل اﻟواﻋﻲ ﻣﺗﻧﺑﻬﺎً وﺣذ اًرٕ ،واذا ﻛﺎن ﻫذا ﯾﺗم ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء
اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻓﻣن اﻷﺟدر ﺗوظﯾﻔﻪ ﻷﻫداف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣد.
واﻟﻣؤﺳف ﻓﻲ ﻛل ذﻟك أﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﺣﻘﻘوا أﺣﻼﻣﻬم
ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﻋن أداء واﺟﺑﻬم ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣؤاﻣرة ،أو ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﺻﻣت
ﻋدوا
واﻟﺗﻧﺣﻲ ﺟﺎﻧﺑﺎً ،ﺑل ﺑذﻟوا ﻛل ﻣﺎ ﺑوﺳﻌﻬم ﻹﻧﺟﺎﺣﻬﺎ -ورﺑﻣﺎ ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ -ﺛم ّ
ذﻟك ﻧﺟﺎﺣﺎً ﺑﺎﻫ اًر ﻟﻬم وﻟﻠﺷﻌوب اﻟﺗﻲ أﺳﺎؤوا إﻟﯾﻬﺎ ،وﻟم ﯾﻌدﻣوا اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺟدﻫم
ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺷﻌوب وﺗﺳﺗﻘﺑﻠﻬم ﺑﺄﻛﺎﻟﯾل اﻟزﻫور ﻛﺎﻷﺑطﺎل!
ﺳﻌﯾد أﺑو ﻣﻌﻼ ،ﺧﻔﺎﯾﺎ اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻌدد ،564ﻧوﻓﻣﺑر ،2005ص187 ٩٣
١٧
ﻣﺎ ﯾﺑرر رﻓﺿﻪ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ أﻓﻼم ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺛل" :ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ"" ،ﺟﺳد اﻷ ﻛﺎذﯾب"
و"اﻟﺷﯾطﺎن اﻟﻣزدوج" ،وﻫو ﻣوﻗف ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻘدﯾر.
اﻟﻔﻧﺎن اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح أﻛد ﻓﻲ اﻟﺣﻠﻘﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺟرﺑﺗﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﻫم،
وﺻرح ﺑﺄن اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ وﺗﻌﻣل ﺿد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن،
ّ
اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ُﯾذﻛر اﺳﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ "اﻟﺷﻲء
ﻣﺳﺗﺷﻬداً ﺑﺗﺟرﺑﺗﻪ ﻏﯾر ُ
ﺻور ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،وﻫو ﻣﺎ ﺗﻛرر ﻣرة أﺧرى ﻋﻧدﻣﺎ ﻟﻌباﻟﻣﺳﺗﺣﯾل" ) (1976اﻟذي ُ
دو اًر رﺋﯾﺳﺎً ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "اﻟﻣﻘ ّﻧﻊ" وأﺻر اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﯾﻬودي ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎﻫل اﺳﻣﻪ "ﻣﺣﻣد"! ﻟذا
ﻓﺈن اﻟﻣﻛﺳب اﻟوﺣﯾد ﻣن ﻫوﻟﯾود ﻓﻲ رأﯾﻪ ﻫو اﻟﻣﺎل وﻟﯾس اﻟﻣﺟد أو اﻟﺷﻬرة.
اﻟﻔﻧﺎن اﻟﻣﺻري ﺧﺎﻟد ﻧﺑوي ﻟم ﯾﻛن ﺑﻌﯾداً أﯾﺿﺎً ﻋن ﻫذﻩ اﻟرؤﯾﺔ ،إذ أﻛد ﻓﻲ اﻟﺣﻠﻘﺔ
ﯾﺳﻊ ﺧﻠف ﻫوﻟﯾود وأن ﺗﺟرﺑﺗﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺳﺗظل ﻫﻲ اﻷﻫم ،ﻣﺷﯾ اًر إﻟﻰ
ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟم َ
رﻓﺿﻪ ﻟﻌب دور ﺷﺑﯾﻪ ﻋدي ﺻدام ﺣﺳﯾن ﻓﻲ "اﻟﺷﯾطﺎن اﻟﻣزدوج" ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻔﯾﻠم
ﻣن إﺳﺎءة.٩٤
ﻫل ﻧﺣن إذن أﻣﺎم ﻫﺟرة ﻋﻛﺳﯾﺔ ﻣن ﻫوﻟﯾود؟ وﻫل ﺳﯾﺑﻘﻰ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻘط أوﻟﺋك اﻟذﯾن
اﻋﺗﺎدوا اﻟظﻬور ﻓﻲ أدوار ﻧﻣطﯾﺔ ﻣﺳﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻧﺳﺣب ﻓﯾﻪ ﻣن ﯾﺧﺷﻰ دﻓﻊ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ؟ ﻫذا ﻣﺎ ﻧﻧﺗظر ﺟواﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ!
٩٤
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة ،mbcاﻷرﺑﻌﺎء 7أﺑﺮﯾﻞ 2010
٩٥
http://www.100megspop2.com/presca/lauriegoodstein.htm
١٧
اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ :ﻣﺎذا ﻗدﻣﻧﺎ ﻧﺣن ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ؟ وﻟﻣﺎذا ﻧﻧﺗظر اﻹﻧﺻﺎف ﻣن اﻵﺧر اﻟذي
وﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﻌدو؟!
وﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن إﺟﺎﺑﺔ ،ﻧﺑدأ ﺑرأي اﻟﺑروﻓﺳور "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" اﻟذي ﯾرى أن ﺟﺎﻧﺑﺎً ﻣن
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻫو أن اﻻﺳﺗودﯾوﻫﺎت اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿت ﻟﺿﻐوط ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﺳﻧﯾن
ﻟﺗﺗوﻗف ﻋن ﺗﻘدﯾم ﺻور ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة واﻟﺳود واﻷﻗﻠﯾﺎت اﻷﺧرى واﺟﻬت اﻧﺗﻘﺎدات ﻗﻠﯾﻠﺔ
ﻟﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﺻو اًر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋن اﻟﻌرب.
وﻫو ﻣﺎ ﯾؤﻛدﻩ اﻟﻧﺎﻗد اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﺑﻣﺟﻠﺔ ﺗﺎﯾم اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ "رﯾﺗﺷﺎرد ﺷﯾﻛل" ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ:
"ﺗﺣوﻟت ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ اﻟﻌرب ﻟﯾﻠﻌﺑوا دور اﻟﺷرﯾر ﻓﻲ اﻷﻓﻼم ﺑﻌد اﻧﻬﯾﺎر اﻻﺗﺣﺎد
اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ واﻧﺗﻬﺎء اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة ﺑﺷﻛل ﺧﺎص" ،وﯾﺿﯾف" :ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻟﻠﻌرب
ﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻌﺻﺑﺔ ﻣﻧﺎﻫﺿﺔ اﻟﺗﺷﻬﯾر ﻟﻛﻲ ﺗﺛور وﺗﺣﺗﺞ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻟﺻور
اﻟﻧﻣطﯾﺔ.٩٦
وﻧﻘﺗرب أﻛﺛر ﻣﻊ ﺗﻌﻠﯾق "ﺷﺎﻫﯾن" ﻓﻲ ﻟﻘﺎء آﺧر واﻟذي ﯾﻘول" :إﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗﻬدﻓون أي
ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻷن ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﺗﺞ وﺗﺛور ،ﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾوﺟد إﻻ أﻧﺎ
أﻛﺎدﯾﻣﻲ واﺣد ﻓﻲ ﺑﻠد ﺿﺧم ﻣﺛل أﻣﯾرﻛﺎ ﯾﻬﺗم ﺑﻬذا اﻷﻣر؟ أﻧﺎ اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺗﺎﺑﻊ ﻫذﻩ
اﻟﻘﺿﯾﺔ وﯾﻛﺗب ﻋﻧﻬﺎ وﻧﺣن ﻻ ﻧدرﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ وﻻ ﻓﻲ ﻣراﻛز اﻷﺑﺣﺎث ،أﻧت
ﺗﻌرف أﻧﻧﻲ ﻟم أﺳﺗﻠم ﯾوﻣﺎً رﺳﺎﻟﺔ ﻣن أي ﻋرﺑﻲ ﺗﻘول ﺷﻛ اًر أﺳﺗﺎذ ﺷﺎﻫﯾن ﻷﻧك ﺗﻘوم
ﺑﻬذا اﻟﻌﻣل وﻛﺗﺑت ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب -وﯾﻘﺻد ﻛﺗﺎب "اﻟﻌرب اﻷﺷرار" -وﻟﻬذا ﻓﺈن ﻛﺎن
اﻟﻌرب أﻧﻔﺳﻬم ﻻ ﯾﻬﺗﻣون ٕواذا أرادوا ﻓﻘط أن ﯾﺟﻠﺳوا وﯾﺷرﺑوا اﻟﻘﻬوة وﯾﺄﻛﻠوا اﻟﻛﻧﺎﻓﺔ ﻓﺈن
ﺟزًء ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﯾﻘﻊ ﻋﻧدﻫم ،واﻟﻌرب ﻻ ﯾﺄﺧذون ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣل اﻟﺟد".٩٧
إﻧﻪ ﺻﻣت ﻋﺟﯾب ﺣﻘﺎً ،وﻫو أﺷﺑﻪ ﺑﻣؤاﻣرة أﺧرى ﯾﺗﻌﺎون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻣت
واﻟﺗﺟﺎﻫل ،ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎون أﻗطﺎب ﻫوﻟﯾود ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺎءة ﻟﻠﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻧذ أﻛﺛر
ﻣن ﻗرن دون رادع ﻣن أﺣد ،ﻓﻘد اﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻋﺷرات اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻌرﺑﯾﺔ
واﻟﻣﺳﻠﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌض اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎد ﻧﺳﻣﻊ
ﻋن ﺗﺣرك ﯾذﻛر ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺻورة اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻹﻋﻼم واﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻐرب
٩٦
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺰﯾﺮة ﻧﺖ ،ﺑﺘﺎرﯾﺦ ،16/11/2001
http://www.aljazeera.net/News/archive/archive?ArchiveId=20315
ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﯾﺮة ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻜﺘﺎب ﺧﯿﺮ ﺟﻠﯿﺲ ،اﻟﻌﺮب اﻟﺴﯿﺌﻮن ..ﻛﯿﻒ ﺗﺸﻮه ھﻮﻟﯿﻮود ﺷﻌﺒﺎً26/12/2005 ، ٩٧
١٧
واﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﯾﺗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺔ "ﻛﯾر" ،وﺑروﻓﺳور
ﻣﺗﻘﺎﻋد اﺳﻣﻪ "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن"!
ﺑـوادر أﻣـل..
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺻورة اﻟﺳﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﻔﻬﺎ اﻟظﻼم ﻟواﻗﻊ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،ﻓﺈن
ﺑدء
ﺑوادر أﻣل ﺟدﯾد ﺑدأت ﺑﺎﻟظﻬور ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺑد ﻣن ذﻛرﻫﺎ ﻟﻺﻧﺻﺎفً ،
ﻣن ﺗﺄﺳﯾس ﻣﻛﺗب ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ "ﻛﯾر" ﻓﻲ ﻟوس
ِ
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﻪ ﻣن أﻓﻼم ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن، أﻧﺟﻠوس ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﻫوﻟﯾود ،ﺑﻬدف
ودﻋوة ﺻﻧﺎع اﻷﻓﻼم ﻷﺧذ اﺳﺗﺷﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص واﻟﻣﺷﺎﻫد ﻗﺑل ﻋرﺿﻬﺎ.
وﺑﻌد ﺗزاﯾد اﻫﺗﻣﺎم ﻫوﻟﯾود ﺑﺎﻹﺳﻼم إﺛر ﻫﺟﻣﺎت ﺳﺑﺗﻣﺑر ،ﻛﺛﻔت ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ -اﻟﺗﻲ
ﺗﻌد اﻟﻣﻣﺛل اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة -زﯾﺎراﺗﻬﺎ ﻟﻼﺳﺗودﯾوﻫﺎت
واﻟﺷرﻛﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود وﻏﯾرﻫﺎ ،وﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ ﻣدﯾرﻫﺎ "ﺣﺳﺎم آﯾﻠوش" ﻓﺈن
ﻻ إﻟﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﺻورة اﻹﺳﻼم واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟدى اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎرات ﺗﻬدف أو ً
اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ،وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺟﯾل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﺟدﯾد ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎﻻت وﻓﺗﺢ
اﻟﻔرص أﻣﺎﻣﻬم ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑوﺻﻔﻬم ﻣواطﻧﯾن أﻣرﯾﻛﯾﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘوق
اﻟﻣواطﻧﺔ.٩٨
ﻛﻣﺎ ﺑدأت ﺑﻌض ﺷرﻛﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺟﻬﺎت ﻋرﺑﯾﺔ ٕواﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن
ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﻌرض ،إذ ﺗم اﻋﺗﻣﺎد "ﻛﯾر" ﻛرﻗﯾب اﺳﺗﺷﺎري ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻓﻼم ﻣﺛل
»أﻣﯾر ﻣﺻر «Prince of Egyptاﻟذي أﻧﺗﺞ ﻋﺎم ، 1998ﻛﻣﺎ ﻋﻣل "ﺟﺎك
ﺷﺎﻫﯾن" ﻣﺳﺗﺷﺎ اًر ﻟﻔﯾﻠم "اﻟﻣﻠوك اﻟﺛﻼﺛﺔ" اﻟذي أﻧﺗﺞ ﻋﺎم 2005وﯾﺗﺣدث ﻋن ﺣرب
اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﻛﺎن ﻗد ﺳﺑق ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻣﺳﺗﺷﺎ اًر ﻟﺷرﻛﺔ "وارﻧر ﺑروس" ﺑﻌد أن اﺣﺗﺟت
٩٨
ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﯾﺮة ،ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻦ واﺷﻨﻄﻦ ،ﺻﻮرة اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ.
ّ
ﻟﻢ أﺗﻤﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺪور اﻻﺳﺘﺸﺎري اﻟﺬي ﻗﺪﻣﺘﮫ "ﻛﯿﺮ" ﻓﻲ اﻟﻔﯿﻠﻢ وﻛﯿﻒ أﺛﺮ ﻋﻠﻰ أﺣﺪاﺛﮫ ،ﻓﮭﺬا *
اﻟﻔﯿﻠﻢ اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻲ اﻟﻀﺨﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎطﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺠﺪ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ أﺛﻨﺎء وﺟﻮدھﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،وﺗﻌﯿﺪ إﻟﻰ اﻷذھﺎن ﺧﺮاﻓﺔ ﻛﻮﻧﮭﻢ
ﺑﻨﺎة اﻷھﺮام وﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،وﻗﺪ ﺣﻘﻖ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻧﺤﻮ 200ﻣﻠﯿﻮن دوﻻر وﺷﺎرك ﻓﻲ أداﺋﮫ اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻧﺠﻮم ﻛﺒﺎر ﻣﺜﻞ "ﺳﺎﻧﺪرا
ﺑﻮﻟﻮك" و"ﻣﯿﺸﯿﻞ ﺑﻔﺎﯾﻔﺮ" ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻧﺠﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء أﻏﺎﻧﻲ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ ﻣﺜﻞ "وﯾﺘﻨﻲ ھﯿﻮﺳﺘﻦ" و"ﻣﺎرﯾﺎ ﻛﯿﺮي".
١٧
ﻋدة ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻋرﺑﯾﺔ أﻣﯾرﻛﯾﺔ وﻣﻧظﻣﺎت إﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﯾﻠم "ﻗرار ﺗﻧﻔﯾذي" اﻟذي أﻧﺗﺟﺗﻪ
اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﺎم .٩٩1996وﻓﻲ ﻋﺎم 2007أرﺳﻠت اﺳﺗودﯾوﻫﺎت "ﯾوﻧﯾﻔﯾرﺳﺎل" ﻧص
اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻟﺧﺎص ﺑﻔﯾﻠم "اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ" إﻟﻰ اﻟﺳﻌودي "أﺣﻣد اﻹﺑراﻫﯾم" ﻟﻣراﺟﻌﺗﻪ ،ﺛم ﻗرر
اﻟﻣﺧرج ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻣﺳﺗﺷﺎ اًر ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﯾﻠم ﺑﻌد أن ﻗدم اﻹﺑراﻫﯾم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻋﻠﻰ
اﻟﻧص ،وﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر %90ﻣن ﻣﺷﺎﻫد
اﻟﻔﯾﻠم.١٠٠
ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟﺎح ﻣﻧظﻣﺔ "ﻛﯾر" ﻓﻲ ﻟﻔت اﻷﻧظﺎر إﻟﻰ ﺧطورة اﻷﻓﻼم اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ
إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻊ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻣظﺎﻫرة اﺣﺗﺟﺎﺟﯾﺔ ﺳﻠﻣﯾﺔ أﻣﺎم ﻋدد ﻣن دور اﻟﻌرض ﻓﻲ
أﻣرﯾﻛﺎ أﺛﻧﺎء ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻔﯾﻠم "اﻟﺣﺻﺎر" ﻋﺎم ،1998وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ إﺣدى ﻣؤﺷرات ظﻬور
ﻗوة ﺿﻐط ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
وﻣن أﻫم اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺗﻬﺎ ﺿﻐوط "ﻛﯾر" ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﺑﻌد ﻋﺎﻣﯾن ﻣن
اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻣﻊ ﺷرﻛﺔ "ﺑﺎراﻣوﻧت" ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل أﺣداث اﻟﻔﯾﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ »ﻣﺟﻣوع ﻛل
اﻟﻣﺧﺎوف« " "Sum of All Fearsواﻟذي ﺑدأ ﺗﺻوﯾر ﻣﺷﺎﻫدﻩ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ ﻋﺎم
،2001أي ﻗﺑل أﺣداث ﺳﺑﺗﻣﺑر ﺑﻌدة ﺷﻬور ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻌﯾد اﻟﻔﯾﻠم ﻗﺻﺔ اﻟﻬﺟوم
اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑطوﻟﺔ ﻛرة اﻟﻘدم اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ »اﻟﺳوﺑر ﺑول« ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻣن ﻗﺑل ﻓﻲ
ﻓﯾﻠم "اﻷﺣد اﻷﺳود" ،وﻟﻛن اﻟﻘﺻﺔ ﻫﻧﺎ ﯾﺗم ﺗﺿﺧﯾﻣﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣرة
ﺗدﻣﯾر ﺳﻼح ﻧووي "إﺳراﺋﯾﻠﻲ" ﻋﺛروا ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻠﯾﻣﺎً ﻓﻲ ﻣرﺗﻔﻌﺎت اﻟﺟوﻻن! وﻗد ﻧﺟﺣت
ﺟﻬود "ﻛﯾر" ﻓﻲ إﻗﻧﺎع اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ وﻣﺧرج اﻟﻔﯾﻠم "إﻟدن روﺑﻧﺳون" ﺑﺗﻌدﯾل أﺣداث
اﻟﻔﯾﻠم ﻧظ اًر ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن إﺳﺎءة ﻟﺻورة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن داﺧل أﻣرﯾﻛﺎ وﺧﺎرﺟﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻣت
اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑﺗﺣوﯾل ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﺻﺎﺑﺔ اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ إﻟﻰ »اﻟﻧﺎزﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة« ،وأرﺳل اﻟﻣﺧرج
"روﺑﻧﺳون" إﻟﻰ "ﻛﯾر" ﺧطﺎﺑﺎً ﯾﻘول ﻓﯾﻪ» :أﺗﻣﻧﻰ أن ﺗﺗﺄﻛدوا أﻧﻪ ﻟﯾﺳت ﻟدي أﯾﺔ ﻧﯾﺔ
ﻟﺗروﯾﺞ ﺻور ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﻌرب وأﻧﻲ أﺗﻣﻧﻰ ﻟﻛم اﻷﻓﺿل ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻛم
اﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري«.١٠١
٩٩
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺰﯾﺮة ﻧﺖ ،ﺑﺘﺎرﯾﺦ ،16/11/2001
http://www.aljazeera.net/News/archive/archive?ArchiveId=20315
١٠٠
ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻟﺮﯾﺎض ،اﻟﺨﻤﯿﺲ 24ﺷﻌﺒﺎن 1428ھـ 6 -ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2007م -اﻟﻌﺪد .14318
١٠١
اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 28 ،8097ﯾﻨﺎﯾﺮ 2001
١٧
ﺧﺑر ﻣﺗﻔﺎﺋل آﺧر ﻧﻘﻠﺗﻪ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﺎم 2008ﻣﻊ ﺗﺄﺳﯾس "ﻣرﻛز ﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ" ﻓﻲ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ،واﻟذي ﯾﻬدف ﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ أﺣد ﻣؤﺳﺳﯾﻪ -
اﻟﻣﻧﺗﺞ "ﻣﺎﯾﻛل ووﻟف" -إﻟﻰ» :ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺧرﺟﯾن ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋق
ﻻ ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ رﺳﻣت ﺷﻛل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ
ﻋن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑد ً
اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ« ،١٠٢وﯾﺿم اﻟﻣرﻛز ﻋدداً ﻣن اﻟﻣﺧرﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻛﺑﺎر ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾوود ﻣن أﻣﺛﺎل "ﻫوارد ﺟوردون" ﻣﻧﺗﺞ ﻣﺳﻠﺳل " "24و"ﺟﯾم ﺑرك" ،وﻣن اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ
أن ﻓﻛرة ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣرﻛز ﻟم ﺗﺄت ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿﻐط اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺑل ﺗﻌود إﻟﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﻫﻲ ﻣﺑﺎدرة طﯾﺑﺔ
ﺑﺎﻟﻔﻌل ،وﻟﻛن اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺻﺣﺔ ﻧواﯾﺎﻫﺎ وﺟدواﻫﺎ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟوﻗت.
١٠٢
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/programmes/newsid_6071000/6071006.stm
١٨
ﻧﺟد أن اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﺗﻧﺗﻘل ﻣن اﻟﻐرب إﻟﻰ ﺷﻌوب أﺧرى ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ وآﺳﯾﺎ وأﻓرﯾﻘﯾﺎ ،ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺎد ﻛﻠﻣﺔ اﻹرﻫﺎب أن ﺗﺻﺑﺢ ﻣرادﻓﺎً ﻟﻺﺳﻼم ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ
ﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،وﻫو اﻟذي ﻧؤﻣن ﺑﺄﻧﻪ دﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﺑﯾﺎء!
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ،ﯾرى ﻓرﯾق آﺧر أن ﺛﻣﺔ ﻣؤﺷرات أﺧرى ﺗدل ﻋﻠﻰ
ﺗﻐﯾر ﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻧﺻرﯾﺔ ﻫوﻟﯾود ،أو ﻟﻧﻘل ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺑﯾرﻫﺎ ﻋن اﻟﻛراﻫﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،إذ
ﻟم ﯾﻌد ﻣﻘﺑوﻻً اﻟﯾوم إﻧﺗﺎج ﻓﯾﻠم ﻣﺛل "أﻛﺎذﯾب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" واﻟذي ﻛﺎن ﻣن أﻗوى اﻷﻓﻼم ﺳﻧﺔ
،1994وﻟن ﺗﺟرؤ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾر ﻋﻠﻰ ﻛﯾل اﻟﺷﺗﺎﺋم ﻓﻲ ﺣق اﻟﺷﻌوب ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻪ
ودون ﻓﺗﺢ ﻧﺎﻓذة أﺧرى ﻟﺗﻔﻬم اﻟطرف اﻵﺧر ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾزد ذﻟك ﻋﻠﻰ اﺑﺗﻛﺎر ﺷرﯾﺣﺔ
"اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﺧﯾﺎر" ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﻟﻌل اﻟﻔﺿل ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌود إﻟﻰ اﻧﻔﺗﺎح اﻟﺷﻌوب ﻋﻠﻰ
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﺛورة اﻻﺗﺻﺎﻻتٕ ،واﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن واﻟﻔﻧﯾﯾن
ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻘﺿﺎﯾﺎﻫم ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﺻوﯾرﻫﺎ
ﻓﻲ ﺑﻼدﻫم ،إذ ﻻ ﺑد أن ﯾؤدي ﻫذا اﻻﺣﺗﻛﺎك إﻟﻰ ﺗﻘرﯾب وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر* ،ﻛﻣﺎ ﯾرﺗﻘﻲ
اﻻﻧﻔﺗﺎح ﺑﺎﻟذوق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺷﺎﻫد اﻟﻐرﺑﻲ اﻟذي ﻟن ﯾﺳﺗﺳﯾﻎ ﺗﺳطﯾﺢ "اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ
اﻹرﻫﺎب" ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻔﺟﺔ اﻟﺗﻲ درﺟت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎدة ﻣﺎ ﻟم ﺗُﻘدم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻋﺎم
َ ﻛوﻣﯾدي ﺳﺎﺧر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﯾﻠﻣﻲ "ﺗرﻧﯾﻣﺔ أﻣﯾرﻛﯾﺔ" و"ﻻ ﺗﻌﺑث ﻣﻊ زوﻫﺎن"
.**2008
إﻧﺗﺎج اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺎً وﻓﻧﯾﺎً ﺑﻌد ﻫﺟﻣﺎت ﺳﺑﺗﻣﺑر
ُ وﯾؤﻛد ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻧﻘدﻫﺎ اﻟﺻرﯾﺢ ﻟﺑﻌض ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺗﻘﺻﯾر ﻟدى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
"ﺳﯾرﯾﺎﻧﺎ"" ،اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺿراء"" ،اﻟﺗﺳﻠﯾم" و"ﺟﺳد ﻣن اﻷﻛﺎذﯾب" ،ﻛﻣﺎ اﻧﺗﻘدت ﻫوﻟﯾود
ﻓﻲ ﻓﯾﻠم "واﺟب وطﻧﻲ" ) (2006اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ "اﻟﺑروﺑﺎﻏﻧدا" اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﺟﻬﺎ ﺑﻌض
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺿد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾنٕ ،واﻟﻰ درﺟﺔ إﺻﺎﺑﺔ أﺣد
ﻣرﺿﻲ ﺗﺟﺎﻩ ﺟﺎرﻩ اﻟطﺎﻟب اﻟﻣﺳﻠم -اﻟﻣﻣﺛل
اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﺎرﺗﯾﺎب َ
ھﺬا اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﻻ ﺑﺪ وأن ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮف اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻤﺴﻠﻢ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺒﻌﺾ *
ﯾﺴﺘﺒﺸﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﻘﻨﯿﺎت وﻛﻔﺎءات ھﻮﻟﯿﻮد ﻓﻠﯿﺴﺖ ھﻲ وﺣﺪھﺎ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ ﺗﺼﺪﯾﺮھﺎ إﻟﯿﻨﺎ ،إذ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ ﻣﺜﻼ ظﮭﻮر ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ ﻋﺮب ﻋﺮاة ،أو
ﻧﻄﻘﮭﻢ ﺑﺸﺘﺎﺋﻢ ﺟﻨﺴﯿﺔ ،أو ﺗﻠﻘﯿﻦ ﻣﻤﺜﻞ ﻗﺎﺻﺮ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎل اﻷﻓﻼم اﻹﺑﺎﺣﯿﺔ ﻟﯿﺘﻘﻦ أداء دوره ﻛﺒﺎﺋﻊ ﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎرﻋﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد!
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻛﯿﺮ ﺑﺄن ھﺬا اﻟﺘﻔﺎؤل ﻻ ﯾﻨﻔﻲ اﺳﺘﻤﺮار أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺤﻘﯿﺮ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي وﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﻟﻜ ّﻢ، * *
ﻓﻔﻲ ﻓﯿﻠﻢ "ھﯿﺪاﻟﻐﻮ" ) (2004ﻣﺜﻼً ﺗﻌﺎد ﻧﻔﺲ اﻷﺳﺎطﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺘﮭﺎ ھﻮﻟﯿﻮد ﺣﻮل ﺑﻼد أﻟﻒ ﻟﯿﻠﺔ وﻟﯿﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮن ﻛﺎﻣﻞ ،وﻛﺄن ﻋﻘﻠﯿﺔ اﻟﻜﺎوﺑﻮي
اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﻋﺼﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮر واﻻﻧﻔﺘﺎح ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺤﻘﯿﺮ ذاﺗﮫ!
١٨
اﻟﻣﺻري ﺧﺎﻟد أﺑو اﻟﻧﺟﺎ -ﺛم اﺧﺗطﺎﻓﻪ وﺗﻌذﯾﺑﻪ ﻟﻼﻋﺗراف ﺑﺟرم ﻟم ﯾرﺗﻛﺑﻪ ،ﻟﺗظﻬر
ﺑراءﺗﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد .ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم ﻗد أﻧﺗﺟت ﺧﻼل ﺳﻧوات "اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ
اﻹرﻫﺎب" ،ﻣﻊ أن اﻟﻌﺎدة ﺟرت ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أي ﺣرب ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ*.
وﻗد ﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﻓﺋﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﺷرق واﻟﻐرب ﻣﺎ زاﻟت ﺗﺣﻠم
ﺑﻐد أﻓﺿل ،ﻓﻬم ﯾﻧطﻠﻘون ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣن اﺗﺳﺎع أﻓق ﻧظرﺗﻬم إﻟﻰ اﻹﻧﺳﺎن ذاﺗﻪ ﺑوﺻﻔﻪ
ظﺎﻫرة ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻬم ﻟﻺﯾﻣﺎن اﻟﻣطﻠق ﺑﺎﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻛوﻧﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﺟزم اﻟﻛﺛﯾرون ﻣﻧﻬم ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺳﺗﺣل ﯾوﻣﺎً ﻣﺣل اﻟﻧزﻋﺎت اﻟﻌرﻗﯾﺔ واﻟﻣذﻫﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺷﻌوب وﺗؤﺟﺞ ﻧﺎر
اﻟﺣروب .ﯾﻘول اﻟﻧﺎﻗد اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻣن أﺻل إﯾراﻧﻲ "أﻣﯾن ﻓرزاﻧﯾﻔﺎر"" :ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل
اﻟﻧﻔور ﻣن ﺗﺣﯾز ﺳﯾﻧﻣﺎ ﻫوﻟﯾود ﻓﻬﻧﺎك ﻋﻧﺻر ﻣطﻣﺋن وﻫو أن اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ اﻟﻬوﻟﯾودﯾﺔ
ﻟﯾﺳت ﺟﺎدة وﻻ ﺗﺣﻣل ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب .ﻓﺄﻓﻼم اﻟﻛﺎوﺑوي ﻣﺛﻠت ﻛﺛﯾ اًر وأﺳﺎءت ﻟﻠﻬﻧود
اﻟﺣﻣر وﺟﻌﻠت اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﺗﺟﺎر ﻣﺧدرات ،وﻣﺛﻠﻣﺎ ﺟﻌﻠت اﻟﻌرب ﯾظﻬرون ﻛﺈرﻫﺎﺑﯾﯾن ﻓﻘد
ﺟﻌﻠت اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﯾﺎت ﺧﺎدﻣﺎت أو ﻋﺎﻫرات ﻓﻲ اﻷﻓﻼم ،ﻛﻣﺎ ﺣﻛﻣت ﻋﻠﻰ
اﻹﯾطﺎﻟﯾﯾن ﺑﺄﻧﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎً ﯾﻧﺗﻣون ﻟﻌﺻﺎﺑﺎت اﻟﻣﺎﻓﯾﺎ" .١٠٣وﻗد ﯾﻛون ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺻﺣﯾﺣﺎً
ﺣول إﺷراك ﻫوﻟﯾود أﻋراﻗﺎً أﺧرى ﻣﻊ اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺣﻘدﻫﺎ اﻟﺑﻐﯾض ،وﻟﻛن اﻟﻔﺎرق ﻫﻧﺎ ﻻ
ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ طول ﻣدة ﻫذا اﻟﺣﻘد ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن دون ﻏﯾرﻫم واﻟﺗﻲ ﺗﺗطﺎﺑق
ﻣﻊ ﻋﻣر اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻛﻠﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﻛم ﻫﺎﺋل ﻣن
اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﻋب ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔر ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﻻ
ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ رأس ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻫوﻟﯾود اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻛﻣﺎً وﻛﯾﻔﺎً ،ﻓﺎﻷﻣر
ﯾﺗﺻل ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺻراع اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻐرب واﻟﺷرق اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﺑﻌدﯾﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟدﯾﻧﻲ،
وﻫو ﺻراع ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻻ ﯾﺻﺢ أن ﺗﻘﺎس ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻠك اﻟﻧظرة اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣر
واﻟﻣﻛﺳﯾﻛﯾﯾن واﻹﯾطﺎﻟﯾﯾن ،وﻻ ﺣﺗﻰ ﺗﺟﺎﻩ اﻟروس واﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﯾن واﻟﺳود اﻷﻓﺎرﻗﺔ.
ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻢ اﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺔ أن ھﻮﻟﯿﻮد وﺑﻮﺻﻔﮭﺎ ﻣﺮﻛﺰا ً ﻣﮭﻤﺎ ً ﻟﺘﺼﺪﯾﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻓﮭﻲ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﺑﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻟﺘﻘﻠﺒﺎت *
١٨
وﻓﻲ اﻟﻣﻧﺣﻰ ذاﺗﻪ ،ﯾﻧﺗﻘد اﻟﺑروﻓﺳور "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن
وﺻﻧﺎع اﻷﻓﻼم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﻻ ﻧرى ﻓﻲ ﻧﻘدﻩ ﻟﻬذا
ّ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺗﯾن
اﻟﺗﻌﺎون ﻣﺎ ﻫو أﺑﻌد ﻣن اﻻﺳﺗﯾﺎء ﻣن اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻓﻲ رأﯾﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﯾم
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻟذا ﯾﺑدو ﻣﺗﻔﺎﺋﻼً ﺟداً ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻣؤﻣﻧﺎً ﺑﺄن اﻟﺟﯾل اﻟﻘﺎدم ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن
واﻟﻣﺧرﺟﯾن اﻟﺷﺑﺎب ﺳﯾدرك ﯾوﻣﺎً ﻣﺎ أن ﺗﺣﻘﯾر اﻟﺷﻌوب أﻣر ﺧﺎطﺊ وأﻧﻬم ﺳﯾﻘﻠﻌون
ﻋﻧﻪ ﺣﺗﻣﺎً ،ﻓﻬﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ وﻗت ﻻ أﻛﺛر!
إﻻ أن اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ -ﻛﻣﺎ ﯾرد اﻟدﻛﺗور إﺑراﻫﯾم ﻋﻠوش -وﺗﻌود إﻟﻰ
ﺗﻌﺻب أﻣرﯾﻛﻲ ﺷوﻓﯾﻧﻲ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣرﯾﻛﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﺣﺗﻰ
اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻓﻲ "اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب" ،١٠٤ﺑل إن ﺗﻬﻣﺔ اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﻫذﻩ ﻟم ﺗﻌد ﺗﻘﻠق
ﻫوﻟﯾود ﻟﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﯾﻬﺎ ،وذﻟك إﻣﺎ ﺑﺈﻋﻼن ﺻﻐﯾر ﯾظﻬر ﻓﯾﻪ اﻟﺑطل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ
ﻟﯾذ ّﻛر اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﺑﺄن اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻘﺎﺗﻠﻬم ﻻ ﯾﻣﺛﻠون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠت
ﻗﻧﺎة وﺷرﻛﺔ "ﻓوﻛس" ،أو ﺑﺈظﻬﺎر وﺟﻪ آﺧر ﻟﻠﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم وﻫو ﯾﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺑطل
اﻷﻣرﯾﻛﻲ أو اﻟﯾﻬودي ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ "اﻹرﻫﺎب".
وﻣن اﻟﻣﻠﻔت أن اﻟﺑروﻓﺳور ﺷﺎﻫﯾن ﻻ ﯾﺟد ﻣﺎ ﯾداﻓﻊ ﺑﻪ ﻋن اﻟﻌرب ﺳوى اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺄﻧﻬم
ﻟﯾﺳوا ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻣﺳﻠﻣﯾن وأن ﺑﯾﻧﻬم ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن ،وﻣؤﻛداً ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﯾس ﻣﺗدﯾﻧﺎً ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘد اﻟﻐرب ﺑل ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣظﺎﻫر
اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ! ..وأﻋﺗﻘد أﻧﻪ ﺑﻬذا ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾ اًر ﻋن أﺻﺣﺎب ﺗﻠك اﻟﻧظرة اﻟدوﻧﯾﺔ ﻟﻺﺳﻼم
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﻓﺎﻟﻌﻼج -ﻓﻲ رأي ﺷﺎﻫﯾن -ﻟﯾس ﺑﺈظﻬﺎر ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻹﺳﻼم وأﻫﻠﻪ ،ﺑل ﺑﻧﻔﻲ
اﻹﺳﻼم ﻋن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌرب ،ﺛم ﺑﻧﻔﻲ اﻟﺗدﯾن ﻋن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن!
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن إﯾﻣﺎن اﻟﺑﻌض ﺑﺣﺗﻣﯾﺔ اﻧﺗﺻﺎر اﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻛوﻧﯾﺔ ﯾوﻣﺎً ﻣﺎ ﻗد ﯾﺳﻘطﻬم ﻓﻲ ﻓﺦ
اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳطﺣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺗﺳﺎع أﻓق ﻓﻬﻣﻬم ﻟظﺎﻫرة اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻘد ﻻ ﯾﺗﻌدى
ق ِ◌ اﻟﻧظرة اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻫوﻟﯾود واﺳﺗﻌﻼءﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺿﯾق أﻓ ِ
َ ﺗﻔﺳﯾرﻫم ﻟﻠواﻗﻊ
ﺑﻌض اﻟﺷﻌوب ،ﻻﻓﺗﻘﺎر ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﺎذ ﻓﻲ ﻋﻣق اﻟﺻراع ﺑﺗراﻛﻣﻪ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ وﺗﻌﻘﯾداﺗﻪ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ.
١٠٤
د .إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﻮش ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻘﻠﺪ اﻟﺤﺪث اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺤﺪث اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ ﻧﻮر ﺣﻮاء اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ.
١٨
ﻫل ﯾﻛﻣن اﻟﺣل إذن ﻓﻲ اﻟﺣوار وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺿﻐوط؟ وﻫل ﺗﺟدي ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻻت
ﻹﺣداث اﻧﻘﻼب ﺷﺎﻣل ﻓﻲ ﻧظرة ﻫوﻟﯾود إﻟﻰ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزﯾد ﻋن
ﻛوﻧﻬﺎ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎً ﻟﻠﺻراع ﺑﯾن اﻟﺷرق واﻟﻐرب؟
أﻋﺗﻘد أن اﻟﺿﻐوط ﺳﺗُﺟدي ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺟزﺋﻲ ،وأﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻣﻧﻊ ﺗﺻوﯾر أﺣد اﻷﻓﻼم أو
ﻐﯾر ﻣﺟرى أﺣداﺛﻪ ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﻓﯾﻠم »ﻣﺟﻣوع ﻛل اﻟﻣﺧﺎوف« ﺳﻧﺔ ،2001إﻻ أن ﺗُ ّ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺟرﺑوا ﺿﻐوطﺎً أﻛﺑر ﻓﻲ ﻣواﻗف أﺧرى دون أن ﯾﻧﺎﻟوا اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣرﻏوﺑﺔ،
وأﺷﻬر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺣﺎدﺛﺔ اﻟرﺳوم اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﻲ
اﻟﺻﺣف اﻟداﻧﻣرﻛﯾﺔ واﻟﻧروﯾﺟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ أﻋﻘﺑﺗﻬﺎ ﻣظﺎﻫرات واﺣﺗﺟﺎﺟﺎت رﺳﻣﯾﺔ دوﻟﯾﺔ
وﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺑل ﻟﻌل اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟم ﯾﺗوﺣدوا ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻣﻧذ اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ
ﻛرد اﻧﺗﻘﺎﻣﻲ ،وﻣﺎ
اﻷﻗﺻﻰ ﻛﻣﺎ ﺗوﺣدوا ذﻟك اﻟﯾوم ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد أﻋﯾد ﻧﺷر ﺗﻠك اﻟرﺳوم ّ
زاﻟت ردود ﻓﻌل اﻟﯾﻣﯾن اﻷورﺑﻲ ﺗﺗواﻟﻰ ﻛل ﻋﺎم ﻓﻲ ﻛﺗب وأﻓﻼم وﺑراﻣﺞ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻟﺗﺛﺑت
ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن أﻧﻬم ﺳﯾظﻠون ﻣﻛروﻫﯾن إﻟﻰ اﻷﺑد!
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ،أﺛﺑﺗت اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ آﻧذاك أﻧﻬﺎ ذات ﺟدوى ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻔﻌﯾﻠﻬﺎ ﺑﻘوة
ﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﺑل ﻟﻌﻠﻬﺎ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗرك أﺛ اًر ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷﺗت
اﻟﻌرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟذي ﻻ ﻧﺟد ﻟﻪ ﻣﺛﯾﻼً ﻓﻲ أي أﻣﺔ أﺧرى ،وﺳﻧﺳﺗﺑﻌد ﺧﯾﺎر ﻗطﻊ
إﻣدادات اﻟﻧﻔط ﻋن اﻟطرح ﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﺣﺎﻟﯾﺎً!
أﻣﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﯾﺗطﻠب ﺟﻬوداً أﻛﺑر -ﻓﻲ رأﯾﻧﺎ ﻣن ﻣﺟرد اﻟﺿﻐط-
ﺑدءاً ﺑﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺎت اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﻠب ﻫوﻟﯾود ٕوادارﺗﻬﺎ ﺑﺄﻣوال
وﺧﺑرات ﻋرﺑﯾﺔ ،وﻫو أﻣر ﻟﯾس ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻛﻣﺎ أﺛﺑﺗت ﺗﺟﺎرب ﻛل ﻣن ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌﻘﺎد
وﺳﯾد ﺑدرﯾﺔ وﺣﻠﯾم ﺟﺑوري* ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﻛﺳر اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺟﺎرب ﻓردﯾﺔ وﻣﺗواﺿﻌﺔ .ﻛﻣﺎ ﻧؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟدﻋوة اﻟﺗﻲ ظل اﻟﻣرﺣوم اﻟﻌﻘﺎد
ﯾرددﻫﺎ ﻟﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘود ﺣول ﻋدم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺎت ﻋرﺑﯾﺔ ٕواﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج
واﻟﺗوزﯾﻊ واﻹﻋﻼم ،ﺑل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻫﻧﺎك
ﺳواء ﺑﺷراء اﻷﺳﻬم أو اﻟﺑﺣث ﻋن ﻓرص ﻟﻠﻌﻣل أو ﺑﺗﻣوﯾل ﺑﻌض ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﺑﻬدف
١٨
ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺳﺎرﻫﺎ وﺗﻌدﯾل ﻗ ارراﺗﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻌﻘﺎد ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻣﺷوارﻩ ﻋﻧدﻣﺎ اﻧﺿم
إﻟﻰ ﻗﻧوات إﺧﺑﺎرﯾﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ.
ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﯾﻠﻘﻰ اﻟﯾوم ﺗرﺣﯾﺑﺎً أﻛﺑر ،وﻗد أﻛد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗوﻧﺳﻲ طﺎرق ﺑن ﻋﻣﺎر -ﻧظرﯾﺎً
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل -ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﺟﻊ اﻟوﻟﯾد ﺑن طﻼل وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻌرب ﻋﻠﻰ ﺷراء
اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺄن ﻣﺟرد اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ
َ اﻟﻣﺣطﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻛﺑرى أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،وﻧﺿﯾف
ﻓﻲ ﺷراء أﺳﻬم ﺗﻠك اﻟﻘﻧوات أو ﺣﺗﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻣﺟﻠس إدارﺗﻬﺎ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺎ ﻟم
ﯾﻘﺗرن ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﻧﺟد ﻟﻬﺎ آﺛﺎ اًر ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊٕ ،واﻻ ﺗﺣوﻟت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت إﻟﻰ
ﻋﻣل ﺗﺟﺎري ﺑﺣت ﯾﺿﺦ اﻷرﺑﺎح إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن وﯾﻘوي ﻧﻔوذ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻣن
ﯾﻣﻌﻧون ﻓﻲ اﻹﺳﺎءة إﻟﻰ اﻹﺳﻼم واﻟﻌرب! ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت إﻋﻼﻣﯾﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻛﺑرى ،وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ أﻧطوﻧﻲ ﺷدﯾد ﻓﻲ
ﺻﺣﯾﻔﺔ "واﺷﻧطن ﺑوﺳت" وﻣﺎﯾﻛل ﺻﻼح ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ "ﺗوﻟﯾدو ﺑﻠﯾد" واﻟﻠذان ﺣﺎ از ﻋﻠﻰ
ﺟﺎﺋزة ﺑوﻟﯾﺗزر اﻟﺷﻬﯾرة ،ﻛﻣﺎ ﻧذﻛر "ﻟوﺳﯾل ﺳﻠﺣﺑﻲ" اﻟﺗﻲ ﺗﻌد أول اﻣرأة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﺗرأس ﺷﺑﻛﺔ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺑﺗوﻟﯾﻬﺎ رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺟﻠس إدارة ﺷﺑﻛﺔ "ﻓوﻛس" اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ،
وﻻ ﻧﻧﺳﻰ "أوﻛﺗﺎﻓﯾﺎ ﻧﺻر" ،ﻛﺑﯾرة اﻟﻣﺣررﯾن وﻣذﯾﻌﺔ اﻟرﺑط ﻓﻲ ﺗﻠﻔزﯾون ،CNNوﻛذﻟك
أﺣد أﺷﻬر اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻹذاﻋﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﻛﻣﺎل أﻣﯾن
و"ﻋد ﻛﯾﺳﻲ
ّ "ﻛﯾﺳﻲ" ،واﻟذي ﻗدم ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺑرﻧﺎﻣﺟﻲ "أرﺑﻌون ﻛﯾﺳﻲ اﻟﻛﺑﺎر"
اﻟﺗﻧﺎزﻟﻲ" ،أﻣﺎ اﻟﻧﺟم اﻹﻋﻼﻣﻲ "ﺷﯾراز ﺣﺳن" ﻓﻘد ﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﺧﺗراق ﻫوﻟﯾود ﺑﻛل ﺟدارة
ﻣن ﺧﻼل ﺑرﻧﺎﻣﺟﻪ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ "ﺗﻧﺳﻠﺗﺎون ﺗﻲ ﻓﻲ" ٕواﻣﺑراطورﯾﺗﻪ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ﺻﻐر ﺳﻧﻪ*.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗرﺳﺦ اﻟﺻورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻺﺳﻼم واﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾﺔ
وﺣﺗﻰ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ -ﺑل وﻟدى ﺑﻌض اﻟﻌرب أﯾﺿﺎً -إﻻ أن اﺣﺗﻣﺎل اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺳﯾظل ﻗﺎﺋﻣﺎً
ﻣﻬﻣﺎ ﺑدا ﺻﻌب اﻟﻣﻧﺎل ،ﻓﺎﻟﻌﻘل اﻟﺑﺷري ﯾﻧزع داﺋﻣﺎً إﻟﻰ اﻟﺷك واﻟﺗﺳﺎؤل ،وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﺟﻌل اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة ﻗﺎﺑﻠﺔ داﺋﻣﺎً ﻟﻼﻧﺗﺷﺎر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﻌد أن ﺗﺄﺧذ وﻗﺗﻬﺎ
اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣن اﻟرﻓض ﺛم اﻻﻋﺗﯾﺎد ،وﺻوﻻً إﻟﻰ اﻟﻔﺿول واﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﻠذان ﯾدﻓﻌﺎن إﻟﻰ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻮاﺟﺪ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻓﻤﺎ زال اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻌﯿﺪﯾﻦ ﻋﻦ ﻟﻌﺐ أي دور ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎت اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ *
واﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮﻧﻲ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ھﻮﻟﯿﻮد ،وﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ أﻧﻨﺎ ﻣﺎ زﻟﻨﺎ أﺳﺮى ﻋﻘﺪة اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺘﻲ ورﺛﻨﺎھﺎ ﻣﻨﺬ “اﻟﻨﻜﺴﺔ” ،ﺣﯿﺚ ﺗﺴﻮد ﻣﺸﺎﻋﺮ
اﻹﺣﺒﺎط واﻟﻔﺸﻞ واﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﮫ اﻟﻌﻘﺎد طﻮال ﺛﻼﺛﯿﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﮭﻮد ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻹﻗﻨﺎع اﻟﻌﺮب ﺑﺄن اﻗﺘﺤﺎم
ھﻮﻟﯿﻮد ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰة ،وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﻄﻠﺐ ﺳﻮى ﺑﻌﺾ اﻹرادة واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ ﺛﺮواﺗﻨﺎ اﻟﻤﮭﺪرة.
١٨
اﻟﻘﺑول واﻟﺗﺻدﯾق ،وﯾﻛﻔﻲ اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺎﻧﺗﺷﺎر اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻣﻌظم أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟطﯾﺑﺔ واﻟﻣوﻋظﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ دون ﻗﺗﺎل أو ﺣﺻﺎر أو إﻛراﻩ.
اﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ﺳﺎﺑق اﻟﺗﺣول اﻟذي ط أر ﻋﻠﻰ ﻣوﻗف اﻟﻧﺟم اﻟراﺣل "ﻣﺎرﻟون
ﺑراﻧدو" ،إذ ﻛﺎن ﻣﺗﻌﺎطﻔﺎً ﺑﻘوة ﻓﻲ ﺷﺑﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺎ رآﻩ ﻣن اﺿطﻬﺎد
ﻟﻠﯾﻬود ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻧﺎزﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ دﻓﻌﻪ إﻟﻰ أداء دورﻩ ﺑﻛل ﺣﻣﺎس ﻓﻲ ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻛﺗﺑﻬﺎ
اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ "ﺑن ﻫﻛت" وﻣداﻓﻌﺎً ﻋن اﻟواﺟب اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﯾﻬود ﻣن
ﺗﺑرﻋﺎت ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻧﺻرة
أوروﺑﺎ إﻟﻰ ﻓﻠﺳطﯾن ،وﻗد ﻧﺟﺣت اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ّ
اﻟﯾﻬود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﯾطﺎن.
ﺟداً
ﻣﺗﺄﺳف ّ
وﻓﻲ أﯾﺎﻣﻪ اﻷﺧﯾرة ،اﻋﺗرف "ﺑراﻧدو" ﻟﻠﻣﺧرج اﻟﺗوﻧﺳﻲ رﺿﺎ اﻟﺑﺎﻫﻲ ﺑﺄﻧﻪ ّ
اﻟﻣﺧﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن
ّ ﻋﻠﻰ دﻋﻣﻪ اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺷﺎﻫد ﺑﻌﯾﻧﻪ واﻗﻊ
اﻟﻣﺷردون ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن أدرك اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎ ﺗزال ﻏﺎﺋﺑﺔ ﻋن
ّ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون
ﻣﻌظم اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ،وﻫﻲ أن اﻟﯾﻬود ﻗد ﻓﻌﻠوا ﺑﺎﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن أﻛﺛر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ
اﻟﻧﺎزﯾون ﺑﻬمٕ .واذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﺣول ﻗد ﺣدث ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻣﻊ أﺣد ﻧﺟوم ﻫوﻟﯾود اﻟﻛﺑﺎر،
ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺑﻌد إذن أن ﯾﺣدث ﻣﻊ أي ﻣواطن أﻣرﯾﻛﻲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺣر
طﺎﻟﻣﺎ أﺗﯾﺣت ﻟﻪ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر واﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﻬدف؛ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﻛﺎﺗف اﻟﻘوى واﻟﺟﻬود ﻟﻠﺗﺣرك ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
اﻷﺻﻌدة ﻓﻲ آن واﺣدٕ ،واﻻ ﻓﺳﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﺣرﻛﺎت ﻣﺟرد أﻋﻣﺎل ﻓردﯾﺔ ﻻ ﺗﺗرك أﺛ اًر،
وﻫﻲ أﺷﺑﻪ ﺑﻧﻔﺧﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ ﻛﯾف اﻧﺗﻘل اﻟﻌﻘﺎد إﻟﻰ رﺣﻣﺔ ﷲ ﺑﻌد
ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﻣول ﻟﻔﯾﻠﻣﻪ ،وﻛﯾف ﺑﻘﻲ ﻓﯾﻠﻣﺎﻩ اﻟﯾﺗﯾﻣﺎن ﻓﻲ ﺳﺟل
اﻟذاﻛرة وﺣدﻫﻣﺎ ﻟﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎًٕ ،واذا ﻧﺟﺢ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣون ﯾوﻣﺎً ﻣﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻓﯾﻠم
ﺿﺧم آﺧر ﻟﻧﺻرة ﻗﺿﯾﺗﻬم ﻓﺳﯾﻌرض ﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﻓﻲ دور اﻟﻌرض ،وﻗد ﯾﺛﯾر ﺑﻌض
اﻷﺳﺋﻠﺔ وﯾﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻟﻠﻧﻘﺎش ،ﺛم ﺳﯾﺻﺑﺢ ﺟزءاً ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺿﺧﻣﺎً وﻣؤﺛ اًر،
وﺳﺗﺑﻘﻰ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﺗﻬﺎ ﻫوﻟﯾود ﻋﻠﻰ ﻣدى أﻛﺛر ﻣن ﻗرن ﻫﻲ اﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣؤﺛرة ،ﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون اﻟﺗﺣرك ﺟﻣﺎﻋﯾﺎً وﻣﻧظﻣﺎً وﻣﺳﺗﻣ اًر ،وأن ﺗوظف
ﺟﻣﯾﻊ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﻓﻲ ﻛل وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،وﻋﻧدﻫﺎ ﺳﺗﺟد ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ
دﻋوة اﻵﺧرﯾن إﻟﻰ اﻟﺣوار وطرح اﻷﺳﺋﻠﺔ آذاﻧﺎً ﺻﺎﻏﯾﺔ.
١٨
وﯾﺑﻘﻰ ﺳؤال أﺧﯾر :ﻫل ﺳﺗُﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑرﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل وﺻوﻟﻧﺎ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ؟..
ﻫﻧﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻹﺳﺎءة ﺑداﻓﻊ اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻋرق أو طﺎﺋﻔﺔ ﻣﺎ وﺑﯾن اﻟﺗﺣﻘﯾر
اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻛﺄﺣد أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣرب اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ أو اﻟﺑﺎردة ﺗﺟﺎﻩ أﻣﺔ أﺧرى ﻓﻲ إطﺎر ﺻراع
ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺷﺎﻣل .ﻓﺎﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت ﻧظرة اﻷورﺑﯾﯾن ﻟﻠﯾﻬود ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺗﺄﺳﯾس "إﺳراﺋﯾل" ،أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ظﻠت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﺗﻰ
اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳود ،أو اﻟﺗﻲ ﻣﺎ زاﻟت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺣﺗﻰ اﻵن ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﯾن ..ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺻرﻫﺎ ،وﺗم اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺑﻌﺿﻬﺎ أو
اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت .أﻣﺎ دﻋﺎﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾر واﻟﺷﯾطﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب
ﻓﻬﻲ ﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻫذﻩ اﻟﺣرب أو اﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ ،واﻟﺗﺣﻘﯾر اﻟذي طﺑﻘﺗﻪ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﯾن ﻣﺛﻼً ﻟم ﯾﻌد ﻟﻪ وﺟود ﺑﻌد اﺳﺗﺳﻼم إﻣﺑراطورﻫم ﻓﻲ اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﻷﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة ﻣﻊ اﻟﺳوﻓﯾﯾت ﺑﻌد ﺳﻘوط
اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ،أو ﻣﻊ اﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣر ﺑﻌد إﺑﺎدة ﻧﺣو ﺧﻣﺳﯾن ﻣﻠﯾوﻧﺎً ﻣﻧﻬم ﺣﺗﻰ ﻟم ﯾﺑق إﻻ
اﻟﻘﻠﯾل ﻟدﻣﺟﻬم ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟرﺟل اﻷﺑﯾض ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾر اﻟﻣطﺑق ﺣﺎﻟﯾﺎً ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﺎ داﻣت اﻟﺣرب ﻋﻠﯾﻬم ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﺎردة أو ﻣﺳﻠﺣﺔ ،وﻫﻲ ﺣرب ﯾرى
اﻟﻛﺛﯾرون أﻧﻬﺎ ﺳﺗﺑﻘﻰ ﺣﺗﻰ ﺗﻠﻐﻲ إﺣداﻫﻣﺎ اﻷﺧرى أو ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ روﺣﻬﺎ
وﻣﺻدر ﻗوﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن واﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ* ،وﻟﻌل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻫذﻩ
اﻟﻧﻘطﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑﺣث آﺧر.
ﯾﺼﻨﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﯿﻮم وﻓﻘﺎ ً ﻟﻨﻈﺮﯾﺔ )ﺻﺮاع اﻟﺤﻀﺎرات( ﻟﻠﻤﻔﻜﺮ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ "ﺻﻤﻮﺋﯿﻞ ھﻨﺘﻨﺠﺘﻮن" إﻟﻰ ﺳﺒﻊ ﺣﻀﺎرات ،وھﻮ *
ﯾﺮى أن اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ -اﻷﻗﻮى -ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺣﺘﻤﺎ ً ﻓﻲ ﺻﺮاع ﻣﻊ واﺣﺪة ﻣﻨﮭﺎ وھﻲ اﻹﺳﻼم ،وأن اﻟﺼﺮاع ﻗﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻐﻲ إﺣﺪاھﻤﺎ
اﻷﺧﺮى ،أﻣﺎ "ﻓﺮاﻧﺴﯿﺲ ﻓﻮﻛﻮﯾﺎﻣﺎ" ﻓﯿﺆﻛﺪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﯾﺘﮫ )ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺦ( ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻐﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ھﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ،
واﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻮد اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺘﻤﺎ ً ﺑﻘﯿﻢ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻟﺤﺪاﺛﺔ .وﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ -واﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ
اﻟﺨﺼﻮص -ﺗﺆﻣﻦ ﻓﻌﻼً ﺑﮭﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺎت ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺮى أن اﻟﺼﺮاع ﻻ ﯾﺴﺘﻠﺰم ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻧﻔﻲ
اﻵﺧﺮ أو اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﯿﮫ ،وﻻ ﯾﺘﻌﺪى اﻷﻣﺮ ﻧﺸﺮ اﻟﺪﻋﻮة ﺑﯿﻦ اﻷﻣﻢ دون ﺿﺮورة ﺑﺴﻂ اﻟﻨﻔﻮذ وﺳﻠﺐ اﻟﺜﺮوات ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻔﮭﻮم
اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻹﻣﺒﺮﯾﺎﻟﻲ.
١٨
ﯾروي اﻟﻣﺧرج اﻟراﺣل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌﻘﺎد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺣوا اًر ﺟرى ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن رﺟل ﻣﺳﻠم:
»ﻗﺎل ﻟﻲ :إن ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺣرام ﻓﻲ ﺣرام وﺳﯾﺟﺎزﯾك ﷲ ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎﻟك اﻟﻣﺷﯾﻧﺔ ،ﻛﯾف ﺗﻘدر
أن ﺗﺧﻠق ﻓﻲ اﻟﺻور روﺣﺎً ﻟﺗﺣرﻛﻬﺎ؟!
ﺳﺄﻟﺗﻪ :ﻫل اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻼت ﺣرام؟
أﺟﺎب ﻗﺎﺋﻼً :ﻻ ،ﻫذا ﺗﺟﻣﯾد ﻟﻠظل ﻣﺳﻣوح ﺑﻪ.
ﺣﺎوﻟت ﻋﺑﺛﺎً أن أوﺿﺢ ﻟﻪ أﻧﻧﻲ ﻓﻘط أﺣرك اﻟﺻورة ﻓﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ وﻻ أﺧﻠق ﻓﯾﻬﺎ روﺣﺎً،
وﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ﻋﻠق ﻗﺎﺋﻼً :ﻫذا ﻛﻔر!!
وﻻ ﯾدري أﻧﻪ دون أن ﯾﻌﻠم أﻋطﺎﻧﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺧﻠق وﻫذا ﻣن ﺷﺄن رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن وﺣدﻩ ﻋز
وﺟل ..أﻻ ﯾدرك ﻫذا اﻟﺷﺧص أن اﻟذي اﺧﺗرع ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺻوﯾر ﻛﺎن ﻣﺳﻠﻣﺎً وﻋرﺑﯾﺎً
١٠٥
وﻫو "اﻟﺣﺳن ﺑن اﻟﻬﯾﺛم"؟!«.
ﻣﻊ اﻷﺳف اﻟﺷدﯾد ،اﺳﺗﻘﺑل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﻣﺛل ﻫذا اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ واﻟﺗﻠﻔزﯾون،
ﺛم وﻗﻔوا ﺣﺎﺋﻼً أﻣﺎم ﻛل ﻣن ﺣﺎول اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻓﺗراءات اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺣﺿﺎرﯾﺔ
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺟﻧﺑﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ وﻗﻌﻧﺎ ﻓﯾﻪ ﻻﺣﻘﺎً ،وظﻧوا أن ﺛﻣﺔ طرﻗﺎً أﺧرى
"ﺷرﻋﯾﺔ" ﺳﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن إﯾﺻﺎل ﺻوﺗﻬم إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﻣرت ﻋﻘود طوﯾﻠﺔ اﺗﺳﻌت ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻬوة ﺑﯾن اﻟﺷرق واﻟﻐرب ،وﺗرﺳﺧت ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺻور اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ أذﻫﺎن
اﻟﻌﺎﻟم ﺣﺗﻰ ﺑﺎت إﺻﻼﺣﻬﺎ ﯾﺗطﻠب ﺟﻬداً أﻛﺑر ،ووﺟدوا أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﺎﺟزﯾن
ﺣﺗﻰ ﻋن اﻟﺻراخ ،ﻓﺎﺧﺗﺎر ﺑﻌﺿﻬم أﺧﯾ اًر طرﯾق اﻟرد اﻟﻣﺳﻠﺢ!
ﯾﻌوﻟون ﻋﻠﻰطوال ﺗﻠك اﻟﻌﻘود؛ ظل اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟذﯾن ﯾﺷﻛﻠون ﺳدس ﺳﻛﺎن اﻟﺑﺷرﯾﺔ ّ
رﺟل واﺣد ﻓﻘط ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود اﺳﻣﻪ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌﻘﺎد ،وظل ﻫذا اﻟرﺟل ﺻﺎﻣداً ﻟوﺣدﻩ ﻓﻲ
ﻫوﻟﯾود ﻟﯾﻣﺛل أﻣﺔ ﺑﺄﺳرﻫﺎ ،ﻣﺑﺗدﺋﺎً ﻣﺷوارﻩ ﺑﺎﻟﺻراع ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﺑذﻟوا ﻛل
ﺟﻬودﻫم ﻹﻓﺷﺎل ﻣﺷروﻋﻪ ،ﺛم ﺗﺎﺑﻊ ﺑﺎﺣﺛﺎً ﻋن دﻋم ﻟﻣﺷروﻋﻪ ﻋن ﺻﻼح اﻟدﯾن
ﻼ ﺗﺣت اﻷﻧﻘﺎض ،وﻣﺎ زال ﻣﻠﯾﺎر ورﺑﻊ
ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ،ﻣﺧﺗﺗﻣﺎً رﺣﻠﺗﻪ ﺗﻠك ﺑﺎﻟﻣوت ﻗﺗﯾ ً
ﻣﻠﯾﺎر ﻣﺳﻠم ﯾﺑﺣﺛون ﻋن رﺟل آﺧر ﯾﺗﺟ أر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ!
١٠٥
ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺮﺑﯿﺎت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ 21 ،أﻏﺴﻄﺲ 2003
١٨
اﻟﻣﻧﺗﺞ ٕواﻣﺑراطور اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم "روﺑرت ﻣردوخ" ﯾﻘدم دورﯾﺎً ﻣﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات
وﯾﺳﺧر إﻣﺑراطورﯾﺗﻪ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ،أﻣﺎ
ّ ﻛدﻋم ﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ إﺳراﺋﯾل،
اﻟﻣﻧﺗﺟون اﻟﻌرب ﻓﯾﺗﺑﺎﻫﻰ ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺄﻧﻬم ﻻ ﯾﻔﻛرون إﻻ ﺑﺎﻟرﺑﺢ ،وﯾﺟدون ﻓﻲ ذﻟك
ﺗﻣﺳﻛﺎً ﻧﺑﯾﻼً ﺑﻣﺑﺎدئ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﻘﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛﺗﻔﻲ آﺧرون ﺑظﻬور أﺳﻣﺎﺋﻬم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
اﻹﻋﻼم اﻟﻐرﺑﻲ ،ﻣﻘدﻣﯾن ﺑذﻟك ﺻورة ﻧﺎﺻﻌﺔ ﻟرﺟل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻧﺎﺟﺢ ،ورﺑﻣﺎ
اﻟﻧﺎﺟﺢ ﻓﻘط ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎل ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ!
اﻟﻣﺧرج واﻟﻧﺟم اﻷوﺳﻛﺎري "ﻣل ﻏﺑﺳون" ﺻﻧﻊ ﻓﯾﻠم "آﻻم اﻟﻣﺳﯾﺢ" ﺳﻧﺔ 2004ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر
ﻋن ﻣﺷﺎﻋرﻩ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺣﺎرﺑﻪ اﻟﯾﻬود ﻗﺑل وﺑﻌد ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻔﯾﻠم اﺳﺗﻣﺎت اﻟرﺟل
ﻻﺳﺗرﺿﺎﺋﻬم ٕواﻗﻧﺎﻋﻬم ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾرﯾد إداﻧﺗﻬم ﺑﺷﻲء ،وﻛﺎن ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻫو أول ﻣن ﯾﻌرض
ﺻورة اﻟﻣﺳﯾﺢ -ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم -ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ ﺷرﻗﯾﺔ ،ﺑﻌﯾون ﺳوداء وﺷﻌر أﺳود،
ﺑﻌد أن درج اﻟﻐرب ﻋﻠﻰ رﺳﻣﻪ وﺗﺻوﯾرﻩ ﺑﻣﻼﻣﺢ أورﺑﯾﺔ .ﻟﻛن اﻟرﺟل ارﺗﻛب ﺧطﺄً
ﻓﺎدﺣﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﻗُﺑض ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺧﻣو اًر ﻓﻲ وﻗت ﻣﺗﺄﺧر ﻣن اﻟﻠﯾل ،وﺷﺗم -ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻣﻊ
اﻟﺷرطﺔ -اﻟﯾﻬود اﻟذﯾن رأى ﻓﯾﻬم أﺻل اﻟﺑﻼء واﻟﺷر ،ﻓﻛﺎﻧت ﺿرﺑﺔ ﻗﺎﺿﯾﺔ ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ
ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗذارﻩ اﻟﻌﻠﻧﻲ وﺗﺑرﯾرﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺟرد ﻛﻠﻣﺎت ﺧرﺟت ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ
١٠٦
ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ رﺿﺎ ،اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 9 ،8655أﻏﺴﻄﺲ 2002
١٨
وﺳﻛر ،إﻻ أن اﻋﺗذارﻩ ﻟم ُﯾﻘﺑل ،وﻣﺎ زال اﻟﻧﺟم اﻷوﺳﻛﺎري ﻣﻐﺿوﺑﺎً ﻋﻠﯾﻪ
ﻏﺿب ُ
ﻟﺟرأﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻘداﺳﺔ اﻟﯾﻬود.
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟرﻓض اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋرب ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻣﺳﯾﺋﺔ ،ﻟم
ﯾﻛﺗرث ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف ﻟﻠرﻓض اﻟذي ﻗوﺑل ﺑﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ّﻗﺑل ﺷﻔﺗﻲ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﯾﻬودﯾﺔ "ﺑﺎرﺑ ار
ْ
ﺳﺗراﯾﺳﻧد" ﻓﻲ ﻓﯾﻠم »ﻓﺗﺎة ﻣرﺣﺔ« ﺑﻌد ﺳﻧﺔ واﺣدة ﻣن ﻧﻛﺳﺔ ﺣزﯾران ،ودون أن ﯾﻣﻧﻌﻪ
اﻋﺗراف "ﺳﺗراﯾﺳﻧد" ﺑدﻋم دوﻟﺔ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ ﻣن اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﺣﺑﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﻣﻧﻊ
ﻣواﻗﻔﻪ ﻫذﻩ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔَ واﻟﻣﻬرﺟﺎﻧﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺗﻛرﯾﻣﻪ ﺑﻌد ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺻر ﻋﻧدﻣﺎ
أﻓل ﻧﺟﻣﻪ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود.
ﻓﻲ ﺗﺎﯾﻼﻧد ﺧرﺟت ﻣظﺎﻫرات ﺗﻧدد ﺑﺗﺻوﯾر اﻟﻔﯾﻠم اﻷﻣرﯾﻛﻲ "اﻟﺷﺎطﺊ" ﻋﻠﻰ أراﺿﯾﻬﺎ،
ﻟﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻣن ﺻورة ﻣﺷﯾﻧﺔ ﻟﺑﻼدﻫم ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣرﺗﻊ ﻟﻠﻣﺗﻌﺔ واﻹﺑﺎﺣﯾﺔ واﻟﻌﻧف ،وﻋﻧدﻣﺎ
ﻗررت ﻫوﻟﯾود ﺗﺻوﯾر ﻓﯾﻠم ﻋن إﻋدام رﺟل أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﺑﻛﯾن ﻟم ﺗﺟرؤ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم
ﺑطﻠب اﻟﺗﺻوﯾر ﻋﻠﻰ أرض اﻟﺻﯾن ،وﻗﺎﻣت ﺑﺷﺣن ﺳﻔﯾﻧﺔ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟدراﺟﺎت
واﻟﻣﻼﺑس واﻟدﯾﻛور ﻣن اﻟﺻﯾن ﻹﻧﺷﺎء ﺣﻲ ﺻﯾﻧﻲ ﻣﺗﻛﺎﻣل وﺳط ﻫوﻟﯾود .وﻟﻛن ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾرﯾد أي ﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﯾﻠم ﯾﺳﻲء إﻟﻰ ﻋدة أﺟﯾﺎل ﻗﺎدﻣﺔ ﻣن اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺑطﻠب اﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدور ﻓﯾﻬﺎ
اﻷﺣداث ،وﻓﻲ ﺣﺎل ﻣواﺟﻬﺔ طﻠﺑﻪ ﺑﺎﻟرﻓض ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن إﺳﺎءة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺣول
ﺑﺑﺳﺎطﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻐرب .وﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،أوﻗﻔت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺗﺻوﯾر ﻓﯾﻠم اﻟرﺳﺎﻟﺔ
-اﻟذي ﯾﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﻐرب -ﻋﻠﻰ أراﺿﯾﻬﺎ إﺛر ﺿﻐوط ﺑﻌض اﻟﻣﺗﺷددﯾن،
وﻟﻛﻧﻬﺎ اﻟﯾوم ﻻ ﺗﺟد ﻣن ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﻰ ﺗﺻوﯾر أي ﻓﯾﻠم ﯾﺳﻲء إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺳﻪ!
اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻷورﺑﯾﺔ ﺗﺗﺳﺎﺑق إﻟﻰ ﻋرض اﻷﻓﻼم اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﻌرب
واﻹﺳﻼم ،وﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ "ﺟﺎك ﺷﺎﻫﯾن" ﻓﺈن ﻓﯾﻠم "أﻛﺎذﯾب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" ﻛﺎن ُﯾﻌرض ﻛل
أﺳﺑوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ،وﻣﺎ ﺗزال اﻷﻓﻼم اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﺣﺗﻰ اﻟﻘدﯾﻣﺔ
ﻣﻧﻬﺎ ﺗُﻌرض ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻐرﺑﻲ .وﻋﻧدﻣﺎ ﺻﻧﻊ اﻟﻣﻣﺛل واﻟﻣﺧرج
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻣﺣﻣد ﺑﻛري ﻓﯾﻠﻣﺎً وﺛﺎﺋﻘﯾﺎً ﻋن ﻣذﺑﺣﺔ ﺟﻧﯾن أﺛﻧﺎء اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وأﺳﻣﺎﻩ
"ﺟﻧﯾن -ﺟﻧﯾن" ﻟم ﯾﺟد إﻻ ﻗﻧﺎة اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ﻟﺗواﻓق ﻋﻠﻰ ﻋرﺿﻪ ،وﺑﻌد أن ﻧﺟﺢ
١٩
ﻗﺿﺎﺋﯾﺎً ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﺣظر ﻋن اﻟﻔﯾﻠم ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻣرﻋﺑﺔ ،ﻟم
ﺗﻘﺑل أي ﻗﻧﺎة ﻋرﺑﯾﺔ أﺧرى ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﺷﺎﻫدﯾن اﻟﻌرب أﻧﻔﺳﻬم وﻟﯾس
ﻟﻠﻐرب ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺳﺗورد ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻘﻧوات ﺑراﻣﺞ وﻣﺳﻠﺳﻼت وأﻓﻼم أﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﺗﺣﻘر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﻌرب ،وﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾر ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﺎﻋﺔ،
ﺣذف ﻣﺷﺎﻫد
َ ﺛم ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز رد ﻓﻌﻠﻬﺎ إزاء اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻐﯾورﯾن
اﻟﻘﺑﻼت اﻟﺣﺎرة واﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺳوﻗﯾﺔ!
ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻛﺎن اﻟﻌرب ﯾﺳﺗﺷﯾطون ﻏﺿﺑﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﻣﻌون ﺑﻧﺑﺄ ﻓﯾﻠم أﻣرﯾﻛﻲ ﯾﺳﻲء
إﻟﯾﻬم ،وﻛﺎﻧوا ﯾﻧددون وﯾﻘﺎطﻌون ﻛل ﻣن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻫذﻩ اﻷﻓﻼم ،أﻣﺎ اﻟﯾوم
ﻓﯾﺗﺑﺎدل اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ﺻور ﻧﺟﻣﺎت ﻫوﻟﯾود وﯾﻌﻠﻘوﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟدراﻧﻬم ،وﯾدﺑﺟون ﻋﻠﻰ
اﻹﻧﺗرﻧت ﻣﻘﺎﻻت اﻹﻋﺟﺎب واﻟﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺟوم واﻷﻓﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﺷوﻩ ﺗﺎرﯾﺧﻬم وﺗﻧدد
ﺑﺣﺎﺿرﻫم وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬم.
اﻟﻌرب اﻟﯾوم ﯾﺗﺑﺎﻫون ﺑﺎﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻐرب ،وﯾﺗﺳﺎﺑﻘون إﻟﻰ إﺛﺑﺎت اﻧﺳﻼﺧﻬم ﻣن ﻋﻘدة
"ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣؤاﻣرة" ،وﯾﺧﺟﻠون ﻣن ﻣﺟرد إطﻼق ﻟﻔظ "اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ".
اﻟﻌرب اﻟﯾوم ﯾدﻓﻌون ﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺣث أﺟدادﻫم ﻋن ﻣﺑرر ﻟﺗﺧﻠﻔﻬم ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،وﺳﯾظل
أﺑﻧﺎؤﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﯾدﻓﻌون اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺿراﺋب إذا اﺳﺗﻣر اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﺎل،
ﻼ.
ﻓﺳﻧﺔ ﷲ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻻ ﺗﻌرف اﻟﻣﺣﺎﺑﺎة ،وﻟن ﺗﺟد ﻟﺳﻧﺔ ﷲ ﺗﺑدﯾ ً
اﻟﻌرب اﻟﯾوم أﺿﻌف ﻣن ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﻣﻼء واﻟﺧوﻧﺔ اﻟذﯾن ﯾﺗواطؤون ﻋﻣﻠﯾﺎً ﻣﻊ ﻗﺗﻠﺗﻬم،
ﻓﻛﯾف إذن ﺑﻣﺳﺎءﻟﺔ ﺑﻌض ﻣن ﯾﺳﻲء إﻟﯾﻬم ﻣن أﺑﻧﺎء ﺟﻠدﺗﻬم ﻓﻲ ﻫوﻟﯾود؟! اﻷﻣل
ﻣﻌﻘود ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻬوﻟﯾودﯾﯾن اﻟﻌرب أﻧﻔﺳﻬم ،ﻓﺿﻣﺎﺋرﻫم ﻫﻲ وﺣدﻫﺎ اﻟﺣﻛمٕ ،وان ﻛﺎﻧوا
ﻣﺣﻘﯾن ﻓﻲ ﻋدم اﻛﺗراث ﺷﻌوﺑﻬم ﻷﺧطﺎﺋﻬم ﻓﻠﯾذﻛروا أﯾﺿﺎً أﻧﻬم ﻟم ﯾﻛﺳﺑوا ود ﻫوﻟﯾود
ﺑﻌد ﻛل ﺗﻠك اﻟﺗﻧﺎزﻻت ،وأن اﻷدوار اﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟن ﺗﺟرح ﻣﺷﺎﻋر اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن أو اﻟﺑدو
اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﺗﻌﻧﯾﻬم ﻫوﻟﯾود ﺑل ﺳﺗﻣﺛل ﻣن ﯾؤدﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻋﯾون زﻣﻼﺋﻬم وﻣﺷﺎﻫدﯾﻬم ﻓﻲ اﻟﻐرب ،وأن ﺣﻔﻧﺔ اﻟدوﻻرات اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻧﯾﻬﺎ
أﺣدﻫم ﻟﻘﺎء دور ﯾﺳﻲء ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ وﻗوﻣﻪ ودﯾﻧﻪ ﻟﯾﺳت إﻻ ﺛﻣﻧﺎً ﻟﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﻛراﻣﺗﻪ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻗﺑل أي ﺷﻲء آﺧر ،ﺛم أداة ﻻﺿطﻬﺎد وﻗﺗل اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﺑرﯾﺎء!
١٩
وﻋﺟز اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋن
ُ اﻟﺗﺑرﯾر ﻗد ُﯾﺳﻛت إﻟﺣﺎح ﺿﻣﺎﺋرﻫم ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت،
ﻣﺳﺎءﻟﺗﻬم ﻗد ﯾﻣﻧﺣﻬم وﻗﺗﺎً أطول ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر ،ﻓﻬل ﺳﺗدﻓﻌﻬم ﻣﺣﺎوﻟﺗﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺳﺎؤل
ﻣﺟدداً ﻋن ﻣوﻗﻔﻬم أﻣﺎم ﷲ واﻟﺗﺎرﯾﺦ؟
أرﺟو أﻻ ﯾﺧﯾب أﻣﻠﻧﺎ اﻷﺧﯾر!
١٩