Usul Fiqh Kls 12 Hal 60-63

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫الباب الثامن‬

‫في النسج‬
‫‪.١‬تعريف النسخ‬

‫النسخ لغة ‪-١:‬اإلبطال و اإلزالة‪ ،‬و منه‪ :‬نشخت الشمس الظل‪ ،‬و نسخت الريح ٓاثار القدم‪ -٢ ،‬النقل و التحويل‪ ،‬و منه‪ :‬نسخت ما في هذا الكتاب‪ ،‬إذا نقات‬
‫‪.‬فيه إلى ٓاخر‬

‫‪.‬والنسخ اصطالحا هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه‬

‫‪ ٢‬كيفية وقوع النسخ‬ ‫‪.‬‬


‫إذا عرفنا أن النسخ يقع في األحكام الشرعية فإن الحكمة من وقوعه هو تحقيق مصالح الناس التي هي مقاصد التشريع‪ .‬فإذا كانت هذه المصالح مختلفة‬
‫باختالف الناس‪ ،‬متغيرة بتغير أحوالهم‪ ،‬متبدلة بتبدل األزمنة‪ ،‬فقد شرع بعض األحكام لمصالح اقتضتها أسباب معينة ثم تزول تلك المصالح فيكون‬
‫‪.‬من المناسب ان ينتهي الحكم وال يبقى الحكم بعد زوال المصالح‬

‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬إن جماعة من األعراب وفدوا إلى المدينة أيام العيد األضحى في عام المجاعة و كانوا في حاجة إلى المواساة والتوسعة عليهم‪ ،‬وهذا السبب‬
‫مما دعا الرسول صلى هللا عليه و سلم إلى نهي المسلمين عن ادخار لحوم األضحى حتى تجد الوفود توسعة عليهم‪ .‬فلما عادت هذه الوفود ورجعت‬
‫إلى بالدها وارتحلت عن المدينة وزالت حالة المجامعة زال سبب النهي‪ ،‬فأباح رسول هللا صلى هللا عليه و سلم المسلمين ان يدخروا لحوم األضحى‬
‫بعد أن كان ممنوعا‪ .‬و هذا ألن المصلحة قذ زالت‪ ،‬ولذا قال الرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬كنت نهيتكم عن ادخار لحوم األضحى من أجل الدافة‪،‬‬
‫‪.‬أال فكلوا وادخروا‬

‫‪ .٣‬موضع النسخ‬
‫ص ان من النصوص في ظاهرهما‪ ،‬فإنه البد من التوفيق بينهما بأي وجه من وجوه التوفيق‪ ،‬فإذا لم يمكن التوفيق بينهما ولم يعرف زمن كل‬ ‫إذا تعارض ن ّ‬
‫واحد منهما توقف المجتهد حتى يعرف وجها من وجوه الترجيح‪ .‬وإذا عرف تاريخ كل منهما‪ ،‬فإن المتأخر ينسخ المتقدم‪ .‬و هذا موضع وقوع النسخ‪.‬‬
‫‪.‬وهذا النسخ ال يعتبر إلغاء النص‪ ،‬ولكنه يعتبر إنهاء لحكم النص‬

‫‪ .٤‬شروط النسخ‬
‫أ‪ -‬أن يكون الحكم المنسوخ حكما شرعيا عمليا‪ ،‬ال عقليا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الحكم المنسوخ ثابتا بنص‪ ،‬و أن يكون غير مؤقت بوقت معين‪ ،‬و أن يكون متقدما في النزول عن الناسخ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ج‪-‬أن يكون النسخ خطابا من الشارع‪ ،‬معادال للمنسوخ في قوة ثبوته و داللته او أعلى‪ ،‬و أن يكون متأخرا عن المنسوخ في النزول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪-‬أن يكون الحكم الذي شرعا به متضادا مع الحكم المنسوخ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫و على هذه الشروط إنه ال يجوز نسخ األحكام العقلية نحو(العالم حادث)‪ ،‬والحكم الحسي نحو (النار حارة)‪،‬كما ال يجوز نسخ األخبار عما‬
‫كان من األنبياء ‪،‬و أخبار الواقعة المستقبلة كاألخبار عما يكون من قيام الساعة و دخول المؤمنين الجنة ودخول الكافرين النار‪ ،‬وهذا ال‬
‫يجوز نسخه‪ ،‬ألنه يؤدي إلى الكذب‪ .‬و كذلك ال يجوز نسخ األحكام االعتقادية إذ تي ثابتة في جميع الشرائع اإللهية‪ .‬و ال يجوز نسخ‬
‫المؤقتة التي لها غاية تنتهي بانتهائها‪ ،‬ألنه ال حاجة فيها النسخ‪ ،‬كما أنه ال نسخ بعد عصر السالة‪ ،‬ألنه العصر الذي كان ينزل فيه الوحي‬
‫فال سلطة إلنسان في نسخ الحكم‪ .‬و على هذا فال يكون اإلجماع ناسخا‪ ،‬و ال يصلح القياس للنسخ‪.‬‬

‫‪.٥‬في معرفة كون النسخ ناسجا‬

‫أ‪-‬ان يعرف ذلك بالتضاد بين النصين ال يمكن الجمع بينهما وال الترجيح بأحدهما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪-‬أن يعرف ذلك بالتصريح في اللفظ بما يدل على النسخ‪ ،‬كقوله تعالى { آالن خفف هللا عنكم } فإنه يقتضي نسخه لثبوت الواحد للعشرة من قوله‬ ‫‪‬‬
‫تعالى { فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين‪ ،‬و إن يكن منكم الف يغلبوا ألفين بإذن هللا و هللا مع الصابرين }‪-‬األنفال‪٦٦:‬‬
‫ج‪-‬أن يعرف ذلك بقول الرسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪،‬كقوله‪ :‬كنت نهيتكم عن زيارة القبور أال فزوروها (رواه الترمذي)‬ ‫‪‬‬
‫د‪-‬ان يغرف ذلك بفعل الرسول هللا صلى هللا عليه و سلم كرجمه لماعز و لم يجلده‪ ،‬فإنه يفيد نسخ قول السول هللا صلى هللا عليه و سلم بالثبيت‪ :‬مائة‬ ‫‪‬‬
‫جلد و الرجم (رواه مسلم)‬
‫ه‍‪ -‬أن يعرف ذلك بإجماع الصحابة على أن هذا ناسخ و هذا منسوخ ‪ ،‬مثل نسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . ٦‬أنواع النسخ‬

‫قد يكون النسخ صريحا و يد يكون ضمنيا‪ ،‬و قد يكون كليا و قد يكون جزئيا‪.‬‬
‫أ)‪-‬النسخ الصريح هو أن ينص الشارع صراحة في تشريعه الالحق على إبطال تشريعه السابق‪ ،‬مثاله قوله تعالى‪ { ،‬يأيها النبي حرض المؤمنين‬
‫على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين و إن يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بأنهم قوم ال يفقهون}‪-‬األنفال ‪ ،٦٥‬و قوله‬
‫تعالى {آالن خفف هللا عنكم و علم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن هللا و هللا مع‬
‫الصابرين}‪-‬األنفال‪٦٦‬‬

You might also like