Professional Documents
Culture Documents
بحث ميرفت
بحث ميرفت
لقد كنت أرى أنه إذا أراد أن يرمي نفسه في الماء فقد كان لديه بالفعل كل
الوقت ليفعل ذلك ،وأنه ببقائه ثابتا في هذا المكان فمن المحتمل ،في أسوأ الحاالت ،أن يصاب بالتهاب رئوي.
لذلك ،وبعد أن هدأت قليال ،عدت إلى المنزل .قالت أنيزي" :بالتأكيد' كان سيكون من األفضل لو أجبرته على
المجيئ إلى المطحنة" ولكن من كان سيعرف؟' كان يجب على أن أتتبع خطوات زوجي من نافذة غرفتنا ،كما
قلت سابقا بفضل الفانوس .وبما أن النافذة تطل على موجة الرياح الشمالية كانت تيارات الهواء التي تدخل
عبر النافذة مؤلمة كطعنات السكين .ومنذ هذه الليلة اصباني الروماتيزم ولم يتركني بعدها ابدا .وعند نقطة ما،
وعن طريق' تتبع الفانوس تمكنت أنا أيضا من رؤية هذا الظل الذي يتكئ على شجرة الحور .بمجرد' عودة
لودوفيكو ،سألته ":من كان ذلك؟" ،رد قائال " :إنه لوكا" .إذا هو الرجل الذي طلب مني مساعدته في الحلم،
فلمت زوجي' قائلة " :لماذا تركنته هناك؟" .رد علي قائال" :لم يكن باستطاعتي عمله على ظهري" '.ثم تمتم
لوديفيكو قائال " :لم يكن ياستطاعة أحد أن يعلم ،في نفس الوقت ،ما الذي كان يحدث على بعد مسافة قصيرة
"من هناك
أكملت أنيزي قائلة " :عاد زوجي' إلى السرير'أما أنا فظللت متصلبة بجانب النافذة وعيناي تحدقان في هذا
الظل المجاور' لشجرة الحور ،لم أكن مطمئنة أبدا فبدأت بتالوة الصلوات ،كان قلبي يخفق بقوة لدرجة أنني
شعرت بالتعب ،كانت مخاوفي' تزداد لدرجة ال أستطيع' وصفها ،كنت أعرف أن شيئا مروعا يحدث ،شيئا لم
أتمكن من فهمه ،وكنت أكرر بداخلي ":يا إلهي ،يا إلهي ،ال أعلم كم مضى من الوقت" .قال لودوفيكو' " :لقد
كانت ليلة طويلة جدا" .أكملت أنيزي قائلة" :لقد استيقظت مفزوعة عدة مرات وفي كل مرة كنا مازلنا في
الليل؛ لم أعش ليلة طويلة بهذا القدر من قبل ،لم يكن النهار يريد أن يبزغ ،وأخيرا وعند لحظة معينة رأيت
الظل يبتعد عن شجرة الحور فأيقظت زوجي على الفور .حينها كان الجو قد أصبح صافيا بعض الشيئ ،من
الواضح أنه كان قد اقترب الفجر عندها رأينا لوكا يتجه نحو البلدة .قلت لزوجي" :جيد ،لقد تراجع عن
االنتحار ،لقد ساعده هللا" .سأل أندريا قائال" :كم كانت الساعة حينها" ،فرد' لودوفيكو قائال " :كانت قبل
الخامسة بقليل" .فصححت أنيزي' قائلة " :لم يكن هذا واضحا' بعد" .فأصر لودوفيكو' على رأيه منزعجا
وقال ":كنا في فصل الشتاء لذا فإن الفجر كان يبزغ في وقت متأخر وكنا قد عدنا للتو الى الفراش عندما نقلت
لنا الرياح الشمالية أصوات أجراس الكنيسة ،لقد دقت األجراس خمس مرات ،تدق أصوات هذه األجراس في
أذني حتى اآلن .بالنسبة للوكا ،لم يطلع النهار بعد أما بالنسبة آلخرين فقد بدأ الليل .هل ترى كيف جعلتنا اللعنة
في حالة يرثى' لها .سأل أندريا" :هل تم القبض على لوكا على الفور؟" .رد لودوفيكو " :على الفور ،في
شارع باساريال ديال ليبرى" .قالت أنيزي ":أبلغت الشرطة قبل ساعة أو ساعتين بتعرض رجل للسرقة ثم
قتله في عربته في شارع' أفيسانو وبمجرد' بدأهم للدورية قابلو تريزا والدة لوكا التي قالت لهم ":لم يعد ابني
إلى المنزل هذه الليلة "هل اعتقلتوه بسبب السكر؟ " .بعدها بدقائق' شوهد لوكا يدخل إلى البلدة .كان متسخا
ومتجمدا من البرد وجاحظ العينين كأي شخص يقضي الليل في العراء في فصل الشتاء .سألته الشرطة في
حضور أمه " :من أين تأتي؟" .رد اآلخر" :إنه أمر ال يعنيكم"' واستمر في تكرار هذا حتى اعتقلوه .سأل
أندريا " :لماذا لم يقل لوكا أي قضى الليلة؟ كان سيكون ردا غريبا ولكن غير مشين .ولماذا لم يستدعيك
كشاهد؟" .أجاب لودوفيكو' منزعجا " :حسنا ،تستطيع أن تسأله هو هذا السؤال" .أصر أندريا قائال " :لكن
"لماذا لم تقولو أنتم على الفورما تعرفونه بشأنه ،شهادتكم فقط كانت كافية إلنقاذه