BO 7175-Bis Ar PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 306

‫‪14‬ابعش ‪14‬ش ‪(( 14‬رام ‪(7‬م ‪((7‬‬ ‫السنة الثانية عشرة بعد املائة ‪ -‬عدد ‪7175 7175‬‬

‫‪ISSN 0851 - 1195‬‬

‫يطلب االشتراك من املطبعة الرسمية‬ ‫ت ـع ــريـ ـف ــة االش ـ ــتراك‬


‫الرباط ‪ -‬شالة‬
‫ف ــي الـم ـغ ــرب‬ ‫بـ ـ ـيـ ـ ـ ــان الـ ـن ـ ـش ـ ــرات‬
‫الهاتف ‪0537.76.50.25 - 0537.76.50.24 :‬‬ ‫ف ـ ــي الخ ـ ــارج‬
‫‪0537.76.54.13‬‬
‫الحساب رقم ‪:‬‬
‫‪310 810 1014029004423101 33‬‬
‫املفتوح بالخزينة اإلقليمية بالرباط‬
‫فيما يخص النشرات املوجهة إلى الخارج‬
‫عن الطريق العادي أو عن طريق الجو‬
‫{‬
‫أو البري ـ ــد الدولي الس ــريع‪ ،‬تضـ ــاف إل ـ ــى‬
‫ستة أشهر سـ ـنـ ــة‬
‫‪ 400‬درهم‬
‫‪ 200‬درهم‬
‫‪ 250‬درهما‬
‫‪ 150‬درهما‬
‫النشرة العامة ‪...................................................‬‬
‫نشرة الترجمة الرسمية ‪.......................................‬‬
‫نشرة االتفاقيات الدولية ‪....................................‬‬
‫‪ 200‬درهم‬ ‫‪ 150‬درهما‬
‫مبالغ التعريفة املنصوص عليها يمنته‬
‫في إسم املحاسب املكلف بمداخيل‬ ‫‪ 300‬درهم‬ ‫‪ 250‬درهما‬ ‫نشرة اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية ‪......‬‬
‫مص ــاري ــف اإلرس ــال كمـ ــا هـي مح ــددة ف ــي‬
‫املطبعة الرسمية‬ ‫‪ 300‬درهم‬ ‫‪ 250‬درهما‬ ‫نشرة اإلعالنات املتعلقة بالتحفيظ العقاري ‪.........‬‬
‫النظام البريدي الجاري به العمل‪.‬‬
‫تدرج في هذه النشرة القوانين والنصوص التنظيمية وكذلك املقررات والوثائق التي تفرض القوانين أو النصوص التنظيمية‬
‫الجاري بها العمل نشرها بالجريدة الرسمية‬

‫فهرست‬
‫صفحة‬

‫املجلس األعلى للحسابات‪ - .‬تقرير برسم سنة ‪.2021‬‬

‫تقرير حول األنشطة برسم سنة ‪ 2021‬مرفوع إلى حضرة صاحب الجاللة نصره هللا من طرف زينب العدوي‪ ،‬الرئيس األول‬
‫للمجلس األعلى للحسابات ‪2554 ................................................................................................................................................‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2554‬‬

‫تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات‬


‫برسم سنة ‪2021‬‬

‫مرفوع إلى حضرة صاحب الجاللة نصره هللا‬

‫من طرف زينب العدوي‬


‫الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات‬

‫موالي صاحب الجاللة‪،‬‬


‫لي عظيم الشرف أن أرفع إلى جاللتكم‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 148‬من الدستور‬
‫وتنفيذا للمادة ‪ 100‬من القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية‪،‬‬
‫التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪.2021‬‬
‫‪2555‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الفهرس‬
‫تقديم ‪2557 .....................................................................................................................................................‬‬
‫توجيهات هامة ‪2564 .........................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬األنشطة القضائية للمحاكم المالية ‪2565 ................................................................................................‬‬
‫أوال‪ .‬تعزيز وظيفتي الردع الخاص والعام في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ‪2565 ................. ................................‬‬
‫ثانيا‪ .‬تكريس مبدأ المساءلة في إطار اختصاص التدقيق والبت في الحسابات ‪2576 ........................................................................‬‬
‫ثالثا‪ .‬إحالة أفعال قد تستوجب عقوبة جنائية ‪2582 ................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تتبع أوراش اإلصالحات الكبرى ‪2582 .............................................................................................‬‬
‫إصالح المالية العمومية‪ :‬ورش بحاجة إلى التسريع لالستجابة لمتطلبات نجاعة األداء ‪2583 ............................................................‬‬
‫منظومة الحماية االجتماعية‪ :‬ورش يعزز دعائم الدولة االجتماعية ويستدعي آليات تمويل كفيلة بضمان استدامته ‪2589 ..........................‬‬
‫منظومة االستثمار‪ :‬الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية وبرنامج عمل لتنزيل ميثاق االستثمار ‪2594 ................................................‬‬
‫اإلصالح الجبائي‪ :‬أهمية استكمال اإلصالح من أجل تحفيز االستثمار ودعم موارد الدولة ‪2598 ..........................................................‬‬
‫قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ :‬الحاجة إلى إعادة النظر في محفظة المؤسسات والمقاوالت العمومية وتجميعها في‬
‫أقطاب كبرى ‪2603 .......................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مراقبة التسيير وتقييم البرامج والمشاريع العمومية ‪2608 .........................................................................‬‬
‫القطاعات المالية ‪2610 .................................................................................................................................................‬‬
‫قطاع الصحة ‪2624 ......................................................................................................................................................‬‬
‫قطاعات التربية والتكوين والتعليم العالي ‪2645 ....................................................................................................................‬‬
‫القطاعات اإلنتاجية ‪2695 ...............................................................................................................................................‬‬
‫قطاع الثقافة ‪2729 .......................................................................................................................................................‬‬
‫القطاعات اإلدارية ‪2743 ................................................................................................................................................‬‬
‫الحكامة الترابية والتنمية المجالية ‪2763 ............................................................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تتبع تنفيذ التوصيات‪2821 ................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ .‬تتبع التوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات ‪2822 ............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ .‬تتبع التوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات ‪2830 ........................................................................................‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬ملخص التقرير حول تنفيذ قانون المالية لسنة ‪2834 ..................................................................... 2020‬‬
‫أوال‪ .‬نتائج تنفيذ قانون المالية لسنة ‪ 2020‬في ظل األزمة الصحية كوفيد‪2834 ....................................................................... 19-‬‬
‫ثانيا‪ .‬إرساء أسس التدبير المعتمد على نجاعة األداء‪2837 ......................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ .‬تقدم إعداد البيانات المالية والمحاسبية الالزم تقديمها قصد التصديق على حسابات الدولة برسم السنة المالية ‪2837 ................ 2020‬‬
‫رابعا‪ .‬التوصيات ‪2838 ..................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬التصريح اإلجباري بالممتلكات ‪2838 .................................................................................................‬‬
‫أوال‪ .‬الحصيلة العامة ألنشطة إيداع وتلقي وتتبع ومراقبة التصريح اإلجباري بالممتلكات لسنة ‪2839 .......................................... 2021‬‬
‫ثانيا‪ .‬نتائج فحص قوائم الملزمين بالتصريح بالممتلكات ‪2842 ..................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ .‬مالحظات بشأن تعبئة نماذج التصاريح المودعة لدى المجلس ‪2845 ....................................................................................‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬تدقيق حسابات األحزاب السياسية وفحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية ‪2846 ......................................‬‬
‫أوال‪ .‬فحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية ‪2847 ..........................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ .‬تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية ‪2847 .........................................................................................................‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية وأنشطة الدعم والتعاون الدولي ‪2849 ................................................‬‬
‫أوال‪ .‬التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية‪ :‬من أجل إحداث األثر وتعزيز الثقة لدى المواطن ‪2849..............................................‬‬
‫ثانيا‪ .‬أنشطة الدعم والتعاون الدولي‪ :‬نحو تعزيز موارد المحاكم المالية وتكريس انفتاحها وإشعاعها ‪2850.......................................‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2556‬‬

‫مداولة غرفة المشورة بالمجلس األعلى للحسابات‬


‫بالمصادقة على التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات‬
‫برسم سنة ‪2021‬‬
‫بناء على القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية‪ ،‬ال سيما أحكام المواد ‪ 22‬و‪ 99‬و‪ 100‬منه؛‬
‫وتبعا إلعداد مشروع التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ 2021‬من طرف لجنة البرامج والتقارير واعتماده‬
‫في اجتماعها المنعقد بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪2022‬؛‬
‫وبعد انعقاد اجتماع غرفة المشورة بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪ 2022‬قصد التداول في مشروع التقرير المذكور؛‬
‫وبعد المناقشة والتداول‪ ،‬صادقت الغرفة المذكورة على التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ .2021‬وكانت‬
‫الهيئة مكونة كما يلي‪:‬‬
‫ذة‪ .‬زينب العدوي‪ ،‬الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬رئيسا؛‬
‫ذ‪ .‬عبد العزيز كلوح‪ ،‬الكاتب العام للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬محمد كمال الداودي‪ ،‬رئيس غرفة تنسيق أعمال المحاكم المالية‪ ،‬المقرر العام للمجلس‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬عبد الوهاب قادري‪ ،‬رئيس الغرفة األولى‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬ياسين الناصري بن الصغير‪ ،‬رئيس الغرفة الثانية‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬سعيد لمرابطي‪ ،‬رئيس الغرفة الثالثة‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬محمد دير‪ ،‬رئيس الغرفة الرابعة‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬رشيد اسماعيلي علوي‪ ،‬رئيس الغرفة الخامسة‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذة‪ .‬فاطمة بوزوغ‪ ،‬رئيسة غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذة‪ .‬سمية السباعي‪ ،‬رئيسة غرفة التصريح اإلجباري بالممتلكات‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬أحمد أمساس‪ ،‬رئيس غرفة استئناف أحكام المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذة‪ .‬فاطمة زراد‪ ،‬أقدم مستشارة بالغرفة األولى‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬إسماعيل لغباري‪ ،‬أقدم مستشار بالغرفة الثانية‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬عبد الهادي كربوش‪ ،‬أقدم مستشار بالغرفة الثالثة‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬محمد بلحاج‪ ،‬أقدم مستشار بالغرفة الرابعة‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬عبد هللا بومية‪ ،‬أقدم مستشار بالغرفة الخامسة‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬علي الطلحاوي‪ ،‬أقدم مستشار بغرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬أحمد نكراج‪ ،‬أقدم مستشار بغرفة التصريح اإلجباري بالممتلكات‪ ،‬عضوا؛‬
‫ذ‪ .‬عبد النور عفريط‪ ،‬أقدم مستشار بغرفة استئناف أحكام المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬عضوا‪.‬‬

‫وحرر بالرباط بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪2022‬‬


‫‪2557‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫موالي صاحب الجاللة‪،‬‬


‫عرفت سنة ‪ 2021‬بروز بعض بوادر التعافي خاصة بعد تخفيف القيود الصحية املرتبطة بجائحة "كوفيد‪"19-‬‬
‫ورفعها تدريجيا بالتزامن مع تقدم عمليات التلقيح‪ ،‬حيث سجل االقتصاد العاملي نموا مهما بنسبة ‪ %6,1‬بعد‬
‫تراجع غير مسبوق سنة ‪ 2020‬بنسبة ‪ .%3,1‬غير أن عدم مسايرة الطاقات النتاجية لوتيرة تزايد الطلب الناجم‬
‫عن تعافي االقتصاد العاملي من جهة‪ ،‬ثم اندالع األزمة الروسية‪-‬األوكرانية من جهة أخرى‪ ،‬أديا إلى صعود أسعار‬
‫املنتجات الطاقية واملواد الغذائية إلى مستويات قياسية‪ ،‬وبالتالي إلى بروز ضغوط تضخمية ازدادت حدتها خالل‬
‫سنة ‪.2022‬‬
‫ولم يكن املغرب بمنأى عن تداعيات هذه األزمات‪ ،‬إال أن الجراءات االستباقية التي اتخذتها بالدنا بفضل الرؤية‬
‫املتبصرة لجاللتكم واملتمثلة‪ ،‬أساسا‪ ،‬في ضمان استمرارية املؤسسات والحفاظ على صحة املواطنين‪ ،‬عبر‬
‫إطالق عملية واسعة ورائدة للتلقيح‪ ،‬وإعطاء االنطالقة لبرنامج القالع االقتصادي مع البقاء على التحفيزات‬
‫املالية والنقدية للقطاعات األكثر تضررا‪ ،‬مكنت من الحد من آثار هذه األزمات‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬ورغم استمرار الجائحة‪ ،‬فقد تميزت سنة ‪ 2021‬بتنظيم بالدنا‪ ،‬داخل اآلجال املحددة دستوريا‪ ،‬لجميع‬
‫االستحقاقات االنتخابية التي كانت مقررة‪ ،‬التشريعية منها والجماعية وكذا تلك املتعلقة بالغرف املهنية‪ ،‬مما‬
‫شكل محطة مهمة في تعزيز املسار الديمقراطي وتكريس املكتسبات السياسية التي راكمها املغرب منذ االستقالل‪.‬‬
‫وعلى املستوى االقتصادي‪ ،‬وبفضل الجراءات املتخذة وكذا املوسم الفالحي الجيد لسنة ‪ ،2021‬حققت بالدنا‬
‫نموا اقتصاديا بنسبة ‪ %7,9‬بعد أن كان الناتج الداخلي الخام قد انخفض بنسبة ‪ %6,3‬سنة ‪ .2020‬وهم‬
‫االنتعاش االقتصادي على الخصوص قطاعي البناء والتجارة وكذا قطاع السياحة‪ ،‬الذي تضرر بشكل ملحوظ‬
‫بسبب الجائحة‪ .‬وساهمت هذه الدينامية االقتصادية في إنعاش سوق الشغل من خالل إحداث ‪ 230‬ألف‬
‫منصب شغل صاف‪ ،‬غير أن ذلك لم يكن كافيا لتعويض جميع مناصب الشغل املفقودة في السنة التي قبلها‬
‫مما جعل معدل البطالة باملغرب ينتقل من ‪ %11,9‬سنة ‪ 2020‬إلى ‪ %12,3‬سنة ‪.2021‬‬
‫وموازاة مع االنتعاش الذي عرفه االقتصاد الوطني خالل سنة ‪ ،2021‬سجلت املالية العمومية بدورها تحسنا‬
‫على مستوى عدة مؤشرات‪ .‬فمقارنة بسنة ‪ 2020‬وعلى أساس الناتج الداخلي الخام‪ ،‬تقلص عجز امليزانية‪ ،‬دون‬
‫احتساب عائدات تفويت مساهمات الدولة‪ ،‬بما قدره ‪ 1,2‬نقطة ليستقر في ‪ ،%5,9‬بينما تراجع مؤشر مديونية‬
‫الخزينة بما قدره ‪ 3,3‬نقطة ليبلغ ‪ .%68,9‬أما على أساس القيمة املطلقة‪ ،‬فقد واصل جاري الدين العمومي‬
‫منحاه التصاعدي بنسبة ‪ %6,3‬حيث وصل إلى مبلغ ‪ 885,3‬مليار درهم‪ ،‬موزع بين املكون الداخلي بحصة ‪%77‬‬
‫واملكون الخارجي بنسبة ‪.%23‬‬
‫َّ‬
‫وعلى إثر التغير السريع للظرفية االقتصادية منذ بداية سنة ‪ُ ،2022‬ي َت َوق ُع أن يسجل النمو االقتصادي ببالدنا‬
‫تباطؤا ملحوظا بالنظر إلى العجز الحاصل في التساقطات املطرية وإلى السياق الدولي املضطرب واملتسم‬
‫بتداعيات األزمة الروسية‪-‬األوكرانية‪ ،‬والسيما االرتفاع القياس ي ألسعار املحروقات واملواد الغذائية وكذا اختالل‬
‫سلسلة المدادات العاملية‪ .‬وفي ظل هذا الوضع قد يتأثر االقتصاد الوطني بالضغوط التضخمية ومن آثارها‬
‫على القدرة الشرائية للمواطنين‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2558‬‬

‫وقد استدعت هذه الوضعية زيادة الدعم املوجه من طرف الدولة ملساندة القطاعات املتضررة والتحكم في‬
‫الزيادة في األسعار ودعم القدرة الشرائية للمواطنين السيما من خالل مضاعفة نفقات صندوق املقاصة والزيادة‬
‫في األجور على مستوى بعض القطاعات‪ .‬وفي ظل حالة الاليقين التي يتسم بها الوضع الدولي ومواجهة بالدنا‬
‫لتحديات تغير املناخ وندرة املوارد املائية‪ ،‬فإن الحاجة أصبحت ملحة‪ ،‬أكثر من أي وقت مض ى‪ ،‬لتنزيل توجهات‬
‫النموذج التنموي الجديد وتوفير الشروط الالزمة الستكمال أوراش الصالح الكبرى التي انخرطت فيها بالدنا‪،‬‬
‫واملرتبطة أساسا باملنظومتين الصحية والتعليمية وبتحفيز االستثمار والنظام الجبائي‪ ،‬فضال عن الصالحات‬
‫التي تشمل القطاع العام وكذا تعزيز آليات الحكامة والتحول الرقمي‪.‬‬
‫فعلى األمد القصير‪ ،‬وباملوازاة مع ورش تعميم الحماية االجتماعية‪ ،‬يتعين تطوير وتسريع الصالحات الجارية‬
‫الهادفة إلى تنمية وتثمين الرأسمال البشري في مجاالت الصحة والتربية والتكوين بما يعمل على توفير الخدمات‬
‫العمومية في جميع العماالت واألقاليم وتكافئ الفرص من أجل ضمان الولوج العادل إلى املنظومة الصحية‬
‫والحرص على جودة الخدمات‪ ،‬مع العمل‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬على تتبع إنجازات الخريجين ومستوى مهاراتهم‬
‫وقابليتهم لالندماج في سوق الشغل‪ .‬كما أن توفير مختلف مكونات عرض الرعاية الصحية يكتس ي أهمية بالغة‬
‫قصد تعميم التغطية الصحية داخل اآلجال املحددة‪.‬‬
‫كما أن بعض الصالحات‪ ،‬التي تكتس ي صبغة االستعجال‪ ،‬لم يتم استكمالها بعد‪ .‬ويتعلق األمر على سبيل املثال‬
‫بإصالح أنظمة التقاعد‪ ،‬والتي يتجلى طابعها االستعجالي خاصة على مستوى الصندوق املغربي للتقاعد الذي ما‬
‫زال يعاني من اختالل توازناته املالية رغم التعديل املعياري الذي عرفه نظام املعاشات املدنية سنة ‪.2016‬‬
‫وقصد مواجهة تكاليف هذه الصالحات‪ ،‬يعد ورش الصالح الجبائي واحدا من السبل املهمة‪ ،‬للرفع من موارد‬
‫ميزانية الدولة‪ ،‬وخاصة عبر توسيع القاعدة الضريبية والتخلي تدريجيا عن العفاءات ذات التكلفة العالية‬
‫باملقارنة مع مردودها االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وكذا االستغالل األمثل لإلمكانات الجبائية للجماعات الترابية‪ ،‬ال‬
‫سيما في املدن والحواضر الكبرى‪.‬‬
‫ويشكل تسريع تفعيل الطار الجديد لالستثمار مدخال أساسيا لتحفيز النمو وخلق الثروة وتحقيق توزيع مجالي‬
‫أكثر توازنا لها‪ ،‬وذلك تماشيا مع توصيات التقرير حول النموذج التنموي الجديد‪ .‬كما يعتبر إصالح املؤسسات‬
‫واملقاوالت العمومية رافعة أساسية لبلوغ هذه الغايات‪ ،‬خاصة عبر تجميعها في أقطاب كبرى متجانسة ومتكاملة‬
‫فيما بينها‪ .‬ومن شأن هذه الجراءات أن تساعد على ترشيد االستثمار العمومي والرفع من أثره وتحقيق التقائية‬
‫وتكامل أفضل بين تدخالت مختلف الفاعلين املؤسساتيين‪ .‬ويعتبر امليثاق الجديد لالستثمار‪ ،‬مع ما يقدمه من‬
‫تحفيزات تتسم باملرونة‪ ،‬عامال مهما من أجل تعزيز استقطاب مختلف جهات اململكة للمشاريع االستثمارية‪،‬‬
‫شريطة مواكبتها بإطار محفز على املستوى الترابي يشمل أساسا جوانب التخطيط والتعمير وتأمين الوعاء‬
‫العقاري املالئم مع دعم ذلك بالتكوين املنهي املناسب الذي يستجيب للخصوصيات والحاجيات املحلية والقادر‬
‫على توفير الكفاءات البشرية الضرورية‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬تشكل تقوية منظومة الشراكة بين القطاعين‬
‫العمومي والخاص وإعادة النظر فيها وتوجيهها نحو مجاالت استثمار ذات مردودية أكبر‪ ،‬فرصة مواتية من أجل‬
‫تطوير قطاعات حيوية كاملاء والطاقة والصناعة الدوائية‪ .‬وسيتيح االنكباب الفعال واملتزامن على الرافعات‬
‫املذكورة إعطاء نقلة نوعية لالستثمار في بالدنا‪ ،‬وخاصة الرفع من نسبة مساهمة القطاع الخاص فيه للوصول‬
‫بها إلى الهدف املحدد في الثلثين من مجموع االستثمارات في أفق سنة ‪.2035‬‬
‫‪2559‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وفي مجال املالية العمومية تستلزم املحافظة على التوازنات املالية‪ ،‬مضاعفة الجهود الرامية إلى التحكم في‬
‫نفقات األجهزة العمومية واالستغالل األمثل ملواردها الجبائية وغير الجبائية‪ ،‬والتدبير املحكم للدعم العمومي‬
‫السيما من خالل تنزيل السجل االجتماعي املوحد على كافة الجهات ومباشرة إصالح شامل للمالية العمومية‪،‬‬
‫من أجل ضمان استدامة مؤشراتها وصمودها أمام األزمات وحاالت الطوارئ والكوارث ‪ .‬ومن شأن تكريس التدبير‬
‫القائم على نجاعة األداء أن يساهم في تحسين مؤشرات املالية العمومية وفق منظور شمولي بما ينسجم‬
‫ومتطلبات النموذج التنموي الجديد‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويعتبر التنزيل التدريجي للجهوية املتقدمة أحد أهم مداخل تحقيق تنمية مندمجة تروم إرساء عدالة‬
‫مجالية واجتماعية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬فقد أظهرت املهام املنجزة من طرف املجالس الجهوية للحسابات على‬
‫مستوى الجماعات الترابية‪ ،‬وال سيما بالنسبة للجهات‪ ،‬استمرار عدم تناسب املوارد املخصصة لهذه األخيرة‬
‫واالختصاصات املنوطة بها‪ ،‬مما يستدعي التفكير في آليات تمويل مبتكرة تساعدها على تنويع مواردها املالية‬
‫وضمان استدامتها‪ .‬وحتى تكون هذه الجهات قائمة الذات‪ ،‬وقابلة لالستمرار‪ ،‬كما جاء في خطاب جاللتكم‬
‫السامي بتاريخ ‪ 03‬يناير ‪ 2010‬بمناسبة تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬وأن تكون قادرة على التكيف وأن‬
‫تشكل فضاءات لترسيخ أسس التنمية‪ ،‬فإن الجهات‪ ،‬وبالنظر إلى مكانة الصدارة التي تتبوأها دستوريا في إعداد‬
‫مخططات وبرامج التنمية‪ ،‬تحتاج إلى تعزيز وظيفتها في مجال التخطيط االستراتيجي بما يسمح باستثمار جميع‬
‫الفرص املتاحة‪ ،‬وبلورة برامج تنموية مالئمة وقابلة للتنزيل وتنفيذها بفعالية وتتبعها عن كثب‪ ،‬واملساهمة‬
‫الفعلية في مختلف االستراتيجيات القطاعية‪.‬‬
‫وينبغي‪ ،‬في هذا الصدد أيضا‪ ،‬مواكبة الجماعات الترابية في تعزيز تدبيرها وتقوية آليات حكامتها‪ ،‬عبر تفعيل‬
‫ميثاق الالتمركز الداري‪ ،‬وتمكينها تدريجيا من املؤهالت واملوارد الالزمة‪ .‬ويبدو مهما إيالء عناية خاصة للعالم‬
‫القروي من أجل تدارك الخصاص املسجل على مستوى بعض الخدمات األساسية‪ .‬كما يشكل تعزيز دور املجتمع‬
‫املدني في الوسط القروي من خالل تفعيل آليات االقتصاد التضامني عامال أساسيا للحد من التفاوتات وإحدى‬
‫ُ‬
‫دعامات االقتصاد امل ْد ِمج‪.‬‬
‫وبغية تجويد الخدمات املقدمة للمواطنين وخاصة ضمان استمراريتها‪ ،‬فقد أظهرت الجائحة الحاجة إلى‬
‫االنخراط في ورش التحول الرقمي على مستوى املجاالت الترابية وتطوير البنية الالزمة لذلك‪ ،‬خاصة في املناطق‬
‫النائية‪ .‬وفي هذا الطار‪ ،‬وإذا كانت األزمة الصحية قد فرضت اعتماد نمط التعليم عن بعد‪ ،‬فقد شكل هذا‬
‫السياق الخاص فرصة الستجالء أهمية هذا النمط من التدريس ودافعا قويا للتفكير في السبل املالئمة من‬
‫أجل استثماره على نحو أفضل‪.‬‬
‫إن الظرفية الراهنة بقدر ما تشكل تحديا‪ ،‬توفر فرصا مواتية لبالدنا السيما فيما يخص إمكانية استفادتها من‬
‫إعادة توزيع سالسل القيم العاملية‪ .‬وهو ما من شأنه أن يساهم في الرفع من درجة إدماج قطاعنا الصناعي‪،‬‬
‫والزيادة في القيمة املضافة لصادراتنا وتعزيز نصيبها في سوق األسمدة وقطاع السيارات وأجزاء الطائرات وكذا‬
‫القطاعات املوجهة للتصدير بصفة عامة‪ .‬وتشكل مبادرات جاللتكم الرامية إلى تعزيز السيادة االقتصادية‬
‫والصحية والطاقية والغذائية لبالدنا مدخال أساسيا ملواجهة التحديات الراهنة وتأمين تنمية مستدامة لألجيال‬
‫املقبلة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2560‬‬

‫وتشكل كل هذه الرهانات باعثا قويا للمحاكم املالية ألن تكون على استعداد للتأقلم مع كل ظرفية طارئة‪ ،‬وأن‬
‫تضع اآلليات املالئمة لالستجابة للمتطلبات التي قد تتمخض عن ذلك‪.‬‬
‫مـوالي‪،‬‬

‫إن املحاكم املالية‪ ،‬بمكونيها املجلس األعلى للحسابات واملجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬وتفعيال ملهامها الدستورية‬
‫املتمثلة في تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية واملحاسبة‪ ،‬تحرص كل الحرص على ممارسة‬
‫كافة اختصاصاتها وفق منهجية شمولية ومتوازنة‪ ،‬تسعى من خاللها إلى تكريس ثقافة التدبير املرتكز على النتائج‬
‫وأثره على حياة املواطن كمعيار لتقييم مدى نجاعة البرامج واملشاريع العمومية املعتمدة‪ ،‬مع تفعيل املبدأ‬
‫الدستوري القائم على ربط املسؤولية باملحاسبة‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬وفي إطار التأسيس ملرحلة جديدة ضمن مسار تطور الرقابة العليا على املالية العمومية ببالدنا‪ ،‬فقد‬
‫اعتمد املجلس‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬توجهات استراتيجية جديدة للمحاكم املالية‪ ،‬تتمحور حول برمجة األعمال‬
‫الرقابية وتوحيد املعايير واملناهج املعتمدة في هذا املجال‪ ،‬وكذا إعداد ونشر النتائج التي تسفر عنها واعتماد‬
‫سياسة عقابية خاصة بهذه املحاكم وتفعيل الجسور ما بين مختلف االختصاصات القضائية وغير القضائية‪،‬‬
‫فضال عن إرساء ثقافة االنفتاح على املحيط الخارجي‪.‬‬
‫جزءا من مهامها الرقابية‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬لتقييم مجموعة من‬ ‫وقد كان طبيعيا أن تخصص املحاكم املالية ً‬
‫التدابير والجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية خالل فترة الجائحة ولتسليط الضوء على تداعياتها على‬
‫بعض املجاالت الحيوية ذات البعد الجهوي واملحلي‪ ،‬مثل الصحة والتعليم والسياحة وكذا تدبير الجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬
‫وفي إطار تنزي ل مضامين التوجهات االستراتيجية الجديدة‪ ،‬فقد تم إعداد برنامج أعمال املحاكم املالية برسم‬
‫سنة ‪ 2022‬وفق رؤية جديدة تستجيب النشغاالت وانتظارات األطراف املعنية والفاعلين االقتصاديين والرأي‬
‫العام واملواطنين‪ ،‬من خالل مقاربة تعتمد على تحليل املخاطر وعلى منهاج يضمن استقاللية وموضوعية وحياد‬
‫املحاكم املالية‪ .‬كما تم أيضا‪ ،‬وألول مرة‪ ،‬اعتماد برنامج متعدد السنوات برسم الفترة ‪ 2026-2022‬يتضمن أهم‬
‫املواضيع الرقابية التي ستنصب حولها أعمال املحاكم املالية خالل الخمس سنوات القادمة‪ ،‬دون الخالل‬
‫بشرط املرونة الالزمة للمالءمة مع الشكاليات والرهانات القائمة أو املستجدة مع الحرص على تتبع البرامج‬
‫واملشاريع العمومية الكبرى ومدى تنزيلها على املستوى الترابي‪.‬‬
‫بالضافة إلى ذلك‪ ،‬شرعت املحاكم املالية‪ ،‬سنة ‪ ،2022‬في تتبع تنفيذ الصالحات الكبرى املهيكلة التي انخرطت‬
‫فيها بالدنا‪ ،‬خاصة تلك املرتب طة بإصالح املالية العمومية وتعميم التغطية الصحية واالستثمار والنظام الجبائي‬
‫واملؤسسات واملقاوالت العمومية‪ ،‬وما فتئت تحث‪ ،‬باستمرار‪ ،‬على التسريع من وتيرة هذه الصالحات القطاعية‪،‬‬
‫بل وتبادر إلى تقديم مقترحاتها الرامية إلى الرفع من وقعها‪.‬‬
‫وفي هذا الطار‪ ،‬وقصد تنوير مجلس ي البرملان حول نتائج تنفيذ ميزانية الدولة بشكل أفضل‪ ،‬عمل املجلس على‬
‫إعادة النظر في مضمون التقرير حول تنفيذ قانون املالية املصاحب ملشروع قانون التصفية لسنة ‪ ،2020‬وذلك‬
‫من أجل تسليط الضوء على مدى االلتزام باآلليات الجديدة التي جاء بها القانون التنظيمي لقانون املالية‬
‫‪2561‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫والهادفة إلى تعزيز النجاعة والفعالية وانسجام الفعل العمومي‪ ،‬وتكريس مبادئ شفافية وصدقية الحسابات‬
‫العمومية‪ ،‬وكذا دعم دور البرملان في مراقبة املالية العمومية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬وبفضل التعاون والتنسيق املشترك بين املجلس األعلى للحسابات وباقي األطراف املعنية‪ ،‬تم‬
‫تمكين البرملان من التقرير حول تنفيذ قانون املالية لسنة ‪ 2020‬داخل اآلجال املقررة دستوريا‪ ،‬وتسنى له‪ ،‬وألول‬
‫مرة‪ ،‬املصادقة على مشروع قانون التصفية ذي الصلة قبل مناقشة مشروع قانون املالية للسنة املوالية‪.‬‬
‫وألجل تكريس مبدأ املحاسبة وقصد توفير املعطيات املوثوقة للمالية العمومية‪ ،‬وقع املجلس األعلى للحسابات‬
‫ووزارة االقتصاد واملالية‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬اتفاق تعاون يرمي‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬إلى وضع إطار عمل من‬
‫أجل تحسين عمليات تقديم الحسابات ومحتواها ومواكبة ورش رقمنتها وتوفير الشروط الالزمة لتمكين املجلس‬
‫من ممارسة اختصاصه املتعلق بالتصديق على حسابات الدولة املنصوص عليه في القانون التنظيمي املتعلق‬
‫بقانون املالية‪.‬‬
‫ويعتبر التصديق على حسابات الدولة اختصاصا جديدا أنيط باملجلس في إطار القانون التنظيمي لقانون املالية‬
‫رقم ‪ ،130.13‬إذ دخل حيز التطبيق بالنسبة لحسابات السنة املالية ‪ .2020‬ونظرا ملا لهذا الورش من خصوصية‬
‫وأهمية بالغة‪ ،‬حيث ال تتم ممارسته إال في عدد محدود من الدول ال يتجاوز عددها ثالثين دولة على الصعيد‬
‫الدولي وثالثة على املستوى الفريقي‪ ،‬فإن املجلس أحدث بنية خاصة به وتكوين املوارد البشرية الضرورية قصد‬
‫مباشرة عملية التصديق في أحسن الظروف‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملخرجاتها‪ ،‬فإن املحاكم املالية ال تقتصر على عرض جوانب القصور املرصودة‪ ،‬بل تقوم بإصدار‬
‫توصيات وتحدد سبل الصالح لألطراف املعنية‪ ،‬تستهدف األسباب والعوامل التي أدت إلى بروز جوانب القصور‬
‫تلك‪ .‬وتحرص املحاكم املالية‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬على جودة توصياتها‪ ،‬حتى تكون دقيقة وبناءة وقابلة للتنفيذ‪،‬‬
‫وذلك من خالل إرساء مقاربة تفاعلية قبلية موسعة مع األجهزة املراقبة واألطراف ذات العالقة‪ ،‬فضال عن‬
‫تسليط الضوء على التحسينات املرصودة وتقاسم املمارسات الفضلى‪.‬‬
‫كما أولت املحاكم املالية‪ ،‬ومنذ سنة ‪ ،2008‬عناية خاصة لتتبع مآالت توصياتها‪ ،‬من أجل الوقوف عل مدى‬
‫انخراط األجهزة املعنية في تفعيل هذه التوصيات ورصد‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬العوامل التي حالت دون ذلك‪.‬‬
‫وسعيا منه لالرتقاء بعملية تتبع التوصيات وتوسيع مجالها‪ ،‬فقد أطلق املجلس‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2022‬منصة‬
‫رقمية ضمن تجربة رائدة على مستوى الهيئات العليا للرقابة‪ .‬وستسهم هذه املنصة في الرفع من القيمة املضافة‬
‫لألعمال الرقابية للمحاكم املالية كما أنها ستحفز على التنزيل الفعلي للتوصيات من قبل األجهزة املعنية‪ ،‬بالنظر‬
‫ملا تتيحه هذه املنصة من إمكانيات وأدوات للتتبع املستمر والفوري للتوصيات‪.‬‬
‫أما بالنسبة لنشر أعمال املحاكم املالية‪ ،‬ومن أجل تكريس مبدأ التواجهية والرفع من مقروئية تقريره السنوي‪،‬‬
‫فإن املجلس األعلى للحسابات اعتمد مقاربة جديدة ملعالجة األجوبة املتوصل بها من طرف مختلف األجهزة‬
‫املعنية‪ ،‬تقض ي بإدماج محتوياتها في صلب املالحظات املسجلة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2562‬‬

‫مـوالي‪،‬‬

‫لقد قام املجلس بإطالق ورش مهم لصالح الطار القانوني للمحاكم املالية‪ ،‬ذلك أن القانون الحالي يعود لسنة‬
‫‪ .2002‬ويروم هذا الصالح مالءمة مقتضياته مع التحوالت التي عرفتها مجموعة من الجوانب ذات الصلة باملالية‬
‫العمومية‪ ،‬من جهة‪ ،‬وجعل املساطر املتبعة من طرف املحاكم املالية أكثر استجابة ملعايير الفعالية والنجاعة‪،‬‬
‫وأكثر قدرة لالستجابة النتظارات األطراف ذات العالقة‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫وال يمكن لهذا الصالح أن يبلغ مقاصده إال بالتوازي مع إعادة النظر في نظام مسؤولية املدبرين العموميين‪،‬‬
‫محاسبين وآمرين بالصرف ومراقبين وموظفين‪ ،‬بما يتيح تحقيق التوازن بين مسؤولياتهم ويؤسس لرساء وظيفة‬
‫ردع تركز على أكثر املمارسات إضرارا بوضعية األجهزة العمومية وعلى الخالل بواجب تقديم الحساب وعلى‬
‫غياب املوثوقية عن الوثائق املقدمة وعلى عدم الوفاء بااللتزامات التعاقدية املضمنة في اتفاقيات الشراكة‬
‫املبرمة‪.‬‬
‫ويعتبر إرساء سياسة عقابية مسألة ضرورية لتأمين نجاعة املساطر املعتمدة حاليا أمام املحاكم املالية السيما‬
‫في ميدان التأديب املتعلق بامليزانية والشؤون املالية بما يكفل تفادي تحريك قضايا دون أثر ملموس‪ ،‬أي قضايا‬
‫تتعلق بمخالفات لم تترتب عنها أي خسارة أو ضرر‪ ،‬أو تلك التي يمكن معالجتها من خالل توصيات أو مذكرات‬
‫استعجالية للرئيس األول‪.‬‬
‫وألن املجلس األعلى للحسابات يضطلع أيضا بدور مهم في السهام في محاربة الفساد‪ ،‬الذي يعتبر آفة متعددة‬
‫املظاهر واالنعكاسات‪ ،‬فقد باشر مجموعة من الجراءات واألعمال التحضيرية من أجل تمكينه من ممارسة‬
‫االختصاص املتعلق بمراقبة التصاريح الجبارية باملمتلكات‪ ،‬الذي شرع في أجرأته سنة ‪ ،2022‬وذلك وفق‬
‫منهجية تعتمد على تحليل املخاطر وتستند إلى أسس ومعايير موضوعية‪.‬‬
‫مــوالي‪،‬‬
‫تطبيقا ملقتضيات الفصل ‪ 148‬من دستور اململكة لسنة ‪ ،2011‬واملادة ‪ 100‬من القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق‬
‫بمدونة املحاكم املالية‪ ،‬يتضمن هذا التقرير السنوي بيانا عن أعمال املجلس األعلى للحسابات واملجالس‬
‫الجهوية للحسابات برسم سنة ‪.2021‬‬
‫ويشمل هذا التقرير السنوي ثمانية فصول‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫• الفصل األول‪ ،‬مخصص لألنشطة القضائية للمحاكم املالية‪ ،‬حيث يقدم بيانا عن هذه األنشطة‬
‫والحصائيات ذات الصلة وخالصة ألهم املبادئ والقواعد املكرسة في األحكام والقرارات الصادرة عن‬
‫املحاكم املالية في هذا املجال؛‬
‫• الفصل الثاني‪ ،‬يستعرض‪ ،‬وألول مرة‪ ،‬خالصات حول تقدم أوراش الصالحات الكبرى ذات الصلة‬
‫باملالية العمومية‪ ،‬واالستثمار‪ ،‬والجبايات‪ ،‬والحماية االجتماعية‪ ،‬واملؤسسات واملقاوالت العمومية؛‬
‫• الفصل الثالث‪ ،‬يهم مراقبة التسيير وتقييم البرامج واملشاريع‪ ،‬حيث تم إنجاز ‪ 200‬مهمة رقابية من‬
‫طرف املحاكم املالية‪ ،‬منها ‪ 24‬أنجزت على صعيد غرف املجلس األعلى للحسابات‪ ،‬غالبيتها (‪ 20‬مهمة)‬
‫‪2563‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫تكتس ي طابعا موضوعاتيا‪ ،‬و‪ 176‬مهمة على مستوى املجالس الجهوية للحسابات االثنتي عشرة‪ .‬وعلى‬
‫هذا األساس‪ ،‬وتم تثمين مخرجات هذه املهمات الرقابية من أجل إعداد ‪ 28‬خالصة ألبرز املالحظات‬
‫والتوصيات تأخذ بعين االعتبار أجوبة األجهزة املعنية و تضمينها بهذا الفصل‪ .‬وتتعلق هذه امللخصات‬
‫همت القطاعات املالية‪ ،‬وقطاعات الصحة والتربية والتكوين والتعليم العالي‬‫بمواضيع متنوعة‪ ،‬حيث ّ‬
‫وكذا القطاعات النتاجية والدارية والثقافية‪ ،‬بالضافة إلى مواضيع ذات بعد ترابي‪ .‬وتتضمن هذه‬
‫الخالصات بعض الجوانب املرتبطة باألزمة الصحية وآثارها على بعض املجاالت؛‬
‫• الفصل الرابع ‪ ،‬يتطرق ألهم خالصات عمليات تتبع التوصيات‪ ،‬على مستوى التفاعل واألثر‪ ،‬من‬
‫طرف غرف املجلس األعلى للحسابات واملجالس الجهوية للحسابات مع تخصيص جزء من هذا الفصل‬
‫لتتبع التوصيات املرتبطة بتدبير العانات املمنوحة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية؛‬
‫• الفصل الخامس ‪ ،‬يقدم ملخصا لتقرير املجلس حول تنفيذ قانون املالية لسنة ‪ ،2020‬والذي سبق‬
‫للمجلس أن وجهه إلى البرملان بتاريخ ‪ 21‬يوليوز ‪ ،2022‬طبقا ملقتضيات املادة ‪ 66‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 130.13‬لقانون املالية الصادر بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪2015‬؛‬
‫• الفصل السادس‪ ،‬يهم االختصاص املرتبط بالتصريح الجباري باملمتلكات؛‬
‫• الفصل السابع‪ ،‬يتطرق الختصاصات املحاكم املالية املرتبطة بمراقبة حسابات األحزاب السياسية‬
‫وفحص النفقات املتعلقة بالعمليات االنتخابية؛‬
‫الفصل الثامن‪ ،‬يهم التوجهات االستراتيجية الجديدة للمحاكم املالية وأنشطة الدعم‪ ،‬خاصة على‬ ‫•‬

‫مستوى تدبير املوارد املالية والبشرية وتنمية القدرات ونظم املعلومات والتعاون‪ ،‬فضال عن أنشطة‬
‫كتابة الضبط لدى هذه املحاكم‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2564‬‬

‫توجيهات هامة‬
‫تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 148‬من الدستور‪ ،‬تم إعداد التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ 2021‬وفق‬
‫المقاربة المعتمدة في إطار التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية برسم الفترة ‪ ،2026-2022‬مع مراعاة المقتضيات القانونية‬
‫المتعلقة بإعداد هذا التقرير السنوي والمصادقة عليه‪ ،‬وال سيما المواد ‪ 22‬و‪ 99‬و‪ 100‬من القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة‬
‫المحاكم المالية‪.‬‬

‫وألجل الرفع من مقروئية هذا التقرير السنوي بما يضمن استفادة مثلى من مضامينه من طرف كل مستعمليه‪ ،‬نورد بعده بعض‬
‫التوجيهات األساسية‪.‬‬

‫ينقسم هذا التقرير السنوي إلى ثمانية فصول‪ ،‬بحيث يتضمن كل فصل بيانا عن أنشطة المحاكم المالية (المجلس األعلى‬
‫للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات) بشأن االختصاصات المنوطة بها‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬وبالنسبة للفصل األول المرتبط باالختصاصات القضائية‪ ،‬أي التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬بما في ذلك التسيير بحكم‬
‫الواقع‪ ،‬والتأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬فيشمل إحصائيات حول أنشطة المحاكم المالية بشأن هذين االختصاصين‬
‫من جهة‪ ،‬وأهم القواعد والمبادئ المستنبطة من خالل األحكام والقرارات الصادرة عنها في هذا اإلطار‪ .‬وتشكل هذه القواعد‬
‫مرجعا يمكن للمدبرين العموميين‪ ،‬كل حسب موقعه وصفته‪ ،‬االستفادة منها من أجل تفادي نفس الممارسات التي كانت‬
‫موضوع األحكام والقرارات الصادرة‪ ،‬كما قد تساهم هذه القواعد في تفسير وتوضيح بعض المقتضيات ذات الصلة بالتدبير‬
‫المالي والمحاسباتي لألجهزة العمومية‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث المخصص لمراقبة التسيير‪ ،‬بما في ذلك تقييم البرامج والمشاريع‪ ،‬فيتضمن ‪ 28‬خالصة أعدتها غرف‬
‫المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات انطالقا من مهمات رقابية منجزة‪ ،‬والتي كانت ‪-‬أي الخالصات‪-‬‬
‫موضوع مسطرة تواجهية مع كل األجهزة التي لها عالقة بموضوعها‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى ما يلي‪:‬‬
‫• تشتمل كل خالصة على مالحظات وتوصيات المحاكم المالية‪ ،‬كما حرص المجلس‪ ،‬إعماال‬
‫لمقتضيات المادتين ‪ 99‬و‪ 100‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬على إدماج األجوبة المتوصل بها في‬
‫قلب خالصاته‪ ،‬بحيث تم أخذها بعين االعتبار في إطار صياغة المالحظات والتوصيات‪ ،‬أو إدراج‬
‫مقتطفات من هذه األجوبة مباشرة بعد المالحظات المطابقة لها والتعليق عليها عند االقتضاء؛‬
‫• قد يتم حذف بعض عناصر اإلجابة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫✓ إذا تم أخذها باالعتبار في صياغة مالحظات المجلس‪ ،‬بحيث تصبح هذه العناصر‪ ،‬بعد‬
‫ذلك‪ ،‬غير ذات موضوع‪،‬‬
‫✓ إذا كانت ترتبط بمسؤولية أطراف أخرى غير تلك المعنية مباشرة بمالحظات وتوصيات‬
‫المحاكم المالية‪،‬‬
‫✓ إذا كانت غير مرتبطة بموضوع المالحظات أو التوصيات الواردة في الخالصة؛‬
‫• إن القراءة المتوازنة للخالصات المضمنة في هذا التقرير من طرف مستعمليه تقتضي األخذ بعين‬
‫االعتبار العناصر الواردة في األجوبة المتوصل بها؛‬
‫• إن المالحظات التي تم إدراجها في هذه الخالصات تتعلق بصفة حصرية بتلك المرتبطة بالتدبير‪،‬‬
‫أما المالحظات التي قد تتضمن أفعاال يشكل موضوعها مخالفات لقواعد قانونية‪ ،‬ومن شأنها إثارة‬
‫مسؤولية بعض المدبرين والمسيرين‪ ،‬فيتم تضمينها في تقارير منفصلة من أجل تحريك المتابعات‬
‫التي قد تفضي إلى عقوبات تأديبية إدارية‪ ،‬أو عقوبات في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون‬
‫المالية أمام المحاكم المالية‪ ،‬أو إحاالت جنائية‪ ،‬مع مراعاة المبدأ الدستوري الخاص بقرينة البراءة‪.‬‬
‫• إن عرض المالحظات ذات العالقة بالتدبير في إطار هذه الخالصات ال يعني أن كل مظاهر التدبير‬
‫ذات الصلة بالقطاع أو المجال موضوع الخالصة تنطوي فقط على جوانب سلبية‪ .‬فالهدف الرئيسي‬
‫من إثارة هذه المالحظات إنما هو تحسين التدبير وتجويده‪.‬‬
‫‪2565‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الفصل األول‪ :‬األنشطة القضائية للمحاكم المالية‬


‫اعتمدت بالدنا النموذج القضائي في نظام الرقابة العليا على األموال العمومية من خالل إحداث المجلس األعلى للحسابات‬
‫والمجالس الجهوية للحسابات كمحاكم مالية تتولى‪ ،‬بموجب الفصل ‪ 147‬من دستور المملكة‪ ،‬التحقق من سالمة العمليات‬
‫المتعلقة بمداخيل ومصاريف األجهزة الخاضعة لمراقبتها‪ ،‬وتقييم كيفية تدبيرها لشؤونها‪ ،‬وتصدر‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬عقوبات‬
‫عن كل إخالل بالقواعد السارية على العمليات المذكورة‪ ،‬وذلك من خالل نوعين من االختصاصات ينظمها القانون رقم‬
‫‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية‪ ،‬وهي اختصاصات قضائية تتجلى في التدقيق والبت في حسابات األجهزة العمومية‬
‫المدلى بها من طرف المحاسبين العموميين أو المحاسبين بحكم الواقع‪ ،‬وفي التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪،‬‬
‫واختصاصات غير قضائية تتمثل‪ ،‬من بين اختصاصات أخرى‪ ،‬في مراقبة التسيير واستعمال األموال العمومية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تشكل سلطة توقيع العقاب بشكل مباشر الميزة األساسية للنموذج القضائي مقارنة بالنظام األنكلوساكسوني‬
‫الذي تتخذ في إطاره األجهزة العليا للرقابة شكل مكاتب للتدقيق وتنحصر سلطاتها في تبليغ الجهات المختصة عن المخالفات‬
‫المالية المكتشفة في إطار أعمال المراقبة والتدقيق التي تنجزها‪ .‬بيد أنه‪ ،‬وانسجاما مع األهداف التي أحدثت من أجلها األجهزة‬
‫العليا للرقابة‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬وفقا لإلعالن التأسيسي لإلنتوساي "إعالن ليما"‪ ،‬التي تروم تكريس مبدأي المحاسبة والمساءلة‬
‫والمساهمة في تحسين التدبير العمومي و التأكد من حسن استعمال الموارد العمومية وفقا لمعايير الفعالية والنجاعة واالقتصاد‪،‬‬
‫تكتسي االختصاصات القضائية للمحاكم المالية طابعا خاصا‪ ،‬إذ ال تهدف‪ ،‬في جوهرها‪ ،‬إلى فض نزاعات بين أطراف‪ ،‬بل‬
‫تسعى من خالل البت في القضايا المعروضة عليها‪ ،‬باإلضافة إلى أهداف الردع الخاص والعام للعقوبات التي تصدرها هذه‬
‫المحاكم‪ ،‬إلى ضمان مبدأ الشرعية وتكريس قواعد التسيير الجيد في تدبير الشأن العام وكذا حماية مصالح وحقوق األجهزة‬
‫موضوع المراقبة‪ ،‬وذلك من خالل إثارة المسؤولية الشخصية لمرتكبي المخالفات وجبر الضرر الذي قد يلحق األجهزة‬
‫المعنية‪ ،‬بما يضمن المساهمة الفعالة في تحسين التدبير العمومي وإشاعة ثقافة حسن التدبير وتدعيم وحماية مبادئ وقيم‬
‫الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة‪ ،‬بالنسبة للدولة واألجهزة العمومية األخرى‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬تستهدف المساءلة عن المخالفات المالية التي يرتكبها مسؤولو ومسيرو األجهزة العمومية الخاضعة لالختصاصات‬
‫القضائية للمحاكم المالية تغطية المجال ما بين المسؤولية التدبيرية المرتبطة بكفاءة التسيير‪ ،‬والتي يتعين تطويرها بالنظر إلى‬
‫التوجهات الراهنة نحو إرساء مقاربة التدبير المرتكز على النتائج ‪ ،‬والمسؤولية الجنائية التي يجب حصرها في األفعال‬
‫الخطيرة المتصلة باإلخالل بواجب االستقامة والنزاهة‪ ،‬األمر الذي يفيد بأن تحديد نطاق المخالفات المالية‪ ،‬وبشكل أدق المجال‬
‫بين التوصيات التي تسفر عنها مهمات مراقبة التسيير وبين إحالة األفعال التي قد تستوجب عقوبة جنائية على الجهات القضائية‬
‫المختصة‪ ،‬يظل رهينا بعنصرين أساسيين‪ :‬سلطة المالءمة التي تتوفر عليها النيابة العامة لدى هذه المحاكم باعتبارها سلطة‬
‫متابعة واالجتهاد القضائي المنوط بهيئات الحكم عند تكييف المؤاخذات المنسوبة إلى المتابعين في إطار القضايا التي تبت فيها‬
‫هذه المحاكم‪.‬‬
‫وبغض النظر عن اختالف قواعد إسناد المسؤولية برسم االختصاصات القضائية‪ ،‬سواء في إطار التدقيق والبت في الحسابات‬
‫أو في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬فإن القاسم المشترك بينها يظل ارتكازها على وظيفة المسؤول‬
‫والمدبر العمومي المعني ومدى قيامه بالمهام المنوطة به طبقا للقوانين واألنظمة السارية وللممارسات الجيدة في التدبير‬
‫المطبقة بالجهاز العمومي الذي يتولى داخله مسؤوليات ومهام وظيفية‪ ،‬وهو ما يضفي على إثارة هذه المسؤولية طبيعة إدارية‬
‫ومهنية تهدف من خالل توقيع عقوبات مالية على األشخاص المعنيين‪ ،‬إلى حماية النظام المالي العمومي الذي تحكمه قواعد‬
‫قانونية خاصة‪ ،‬بغض النظر عن نية المعني باألمر في ارتكاب المخالفة‪ ،‬وبصفة عامة‪ ،‬دون اشتراط توفر الركن المعنوي‬
‫كأساس لقيام المسؤولية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬وباإلضافة إلى اإلحصائيات المتعلقة بحصيلة ممارسة المحاكم المالية لالختصاصات القضائية برسم سنة ‪ ،2021‬تم‬
‫تخصيص حيز هام في إطار هذا التقرير للقواعد والمبادئ المستنبطة من األحكام والقرارات الصادرة خالل نفس السنة بهدف‬
‫توضيح المقتضيات القانونية السارية في مجال التدبير العمومي وإرساء وإشاعة قواعد حسن التدبير من خالل إثارة االنتباه‬
‫إلى الثغرات واالختالالت التي تشوب هذا التدبير قصد العمل على تجاوزها في المستقبل‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تعزيز وظيفتي الردع الخاص والعام في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‬
‫في إطار التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬تعاقب المحاكم المالية كل مسؤول أو موظف أو عون بأحد األجهزة‬
‫الخاضعة الختصاصها في هذا المجال‪ ،‬في حالة ارتكابه إلحدى المخالفات المنصوص عليها في المواد ‪ 54‬و‪ 55‬و‪ 56‬من‬
‫مدونة المحاكم المالية‪ ،‬وبعد متابعته من طرف النيابة العامة‪ ،‬سواء من تلقاء نفسها أو بناء على الطلبات الصادرة عن السلطات‬
‫المؤهلة قانونا‪ ،‬والمحددة في المادتين ‪ 57‬و‪ 138‬من هذه المدونة‪ ،‬وذلك من خالل إصدار أحكام وقرارات إما بعدم المؤاخذة‪،‬‬
‫في حالة عدم ثبوت ارتكاب المتابع المعني لمخالفة مستوجبة للمسؤولية‪ ،‬أو بالحكم عليه بالغرامة المناسبة حسب ظروف‬
‫ومالبسات الفعل المرتكب يحدد مبلغها حسب خطورة وتكرار المخالفة على أال يقل هذا المبلغ عن ألف ‪ 1000‬درهم عن كل‬
‫مخالفة ومن غير أن يتجاوز مجموع مبلغ الغرامة عن كل مخالفة أجرته السنوية الصافية التي كان يتقاضاها المعني باألمر‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2566‬‬

‫عند تاريخ ارتكاب المخالفة‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 66‬من مدونة المحاكم المالية‪ .‬وباإلضافة إلى الغرامة‪ ،‬وإذا ما ترتبت عن‬
‫المخالفة المرتكبة خسارة للجهاز العام المعني‪ ،‬تحكم المحكمة المالية بإرجاع األموال المطابقة من رأسمال وفوائد‪.‬‬
‫وتتسم المسطرة القضائية المعمول بها في إطار هذا االختصاص بطابع ادعائي تتولى في إطارها النيابة العامة سلطة المتابعة‬
‫سواء من تلقاء نفسها أو بناء على الطلبات الصادرة عن السلطات المؤهلة قانونا لذلك‪ .‬وتتسم المسطرة القضائية المعمول بها‬
‫في إطار هذا االختصاص بطابع ادعائي تتولى في إطارها النيابة العامة لدى المحاكم المالية سلطة المتابعة سواء من تلقاء‬
‫نفسها أو بناء على الطلبات الصادرة عن السلطات المؤهلة قانونا‪ ،‬والمحددة في المادتين ‪ 57‬و‪ 138‬من مدونة المحاكم المالية‪.‬‬
‫وباعتبارها طرفا رئيسيا في دعوى التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬تتولى النيابة العامة تتبع التحقيق في القضايا‬
‫الرائجة بما يضمن إنجازه داخل آجال معقولة وفي ظروف مناسبة‪ .‬كما تضع مستنتجاتها على التقارير المتضمنة لنتائج‬
‫التحقيق ويعتبر حضورها إلزاميا في جلسات الحكم‪ .‬كما يحق لها الطعن باالستئناف والنقض في األحكام والقرارات التي‬
‫تصدرها المحاكم المالية في إطار هذا االختصاص‪.‬‬
‫تنظر المحاكم المالية في قضايا التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ابتدائيا من طرف غرفة التأديب المتعلق بالميزانية‬
‫والشؤون المالية بالنسبة للمجلس األعلى للحسابات فيما يتعلق بمسؤولي وموظفي وأعوان األجهزة العمومية الوطنية‪ ،‬وهي‬
‫مرافق الدولة والمؤسسات العمومية والشركات أو المقاوالت التي تملك فيها الدولة أو المؤسسات العمومية على انفراد أو‬
‫بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار‪ ،‬وكذا تلك التي‬
‫تملك فيها الدولة أو المؤسسات العمومية بصفة مشتركة مع الجماعات الترابية أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة‬
‫في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫في حين تتولى المجالس الجهوية للحسابات النظر في القضايا المتعلقة بالمخالفات المرتكبة من طرف مسؤولي وموظفي‬
‫وأعوان الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية التابعة لهذه الجماعات والمجموعات‪ ،‬وكذا كل الشركات أو المقاوالت التي‬
‫تملك فيها الجماعات الترابية أو المجموعات أو الهيئات على انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشر أغلبية‬
‫األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار‪ ،‬وذلك في حدود النفوذ الترابي لكل مجلس جهوي للحسابات‪.‬‬
‫أما استئنافيا‪ ،‬فتبت غرفة االستئناف بالمجلس األعلى للحسابات في طلبات استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية‬
‫للحسابات بينما تتولى هيئة الغرف المشتركة النظر في طلبات استئناف القرارات الصادرة عن غرفة التأديب المتعلق بالميزانية‬
‫والشؤون المالية بالمجلس‪.‬‬
‫أ‪ .‬حصيلة نشاط المحاكم المالية‬
‫بالنسبة للقضايا التي كانت رائجة أمام غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية عند بداية سنة ‪ ،2021‬فقد بلغ عددها‬
‫‪ 13‬قضية تتابع النيابة العامة لدى المجلس في إطارها ‪ 49‬شخصا‪ .‬وقد أصدرت الغرفة خالل السنة المذكورة ‪ 11‬قرارا يهم‬
‫‪ 05‬قضايا معروضة أمامها‪ ،‬حيث وصل مجموع مبالغ الغرامات المحكوم بها ‪ 1.430.000,00‬درهم‪ .‬كما أنجزت الغرفة‬
‫خالل السنة ذاتها ‪ 14‬تقريرا في إطار ‪ 03‬قضايا‪.‬‬
‫وفي إطار تعاون المجلس مع المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 158‬من القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم‬
‫المالية‪ ،‬كما تم تعديلها بموجب المادة األولى من القانون رقم ‪ 55.16‬الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.16.153‬في‬
‫‪ 21‬من ذي القعدة ‪ 25( 1437‬أغسطس ‪ ،)2016‬السيما الفقرة الثانية منها‪ ،‬يمكن للرئيس األول‪ ،‬بطلب من أحد رؤساء‬
‫المجالس الجهوية المعنية‪ ،‬أن يكلف قضاة معينين بالمحاكم المالية بالقيام في عين المكان بالمراقبة أو بالتحقيق أو المشاركة‬
‫في هيئات البت في ملفات تدخل ضمن اختصاصات المجالس الجهوية‪.‬‬
‫وتفعيال لهذه المقتضيات‪ ،‬واصل خمسة (‪ )05‬مستشارين مقررين من غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪،‬‬
‫إجراءات التحقيق في ‪ 14‬قضية رائجة أمام المجالس الجهوية للحسابات لجهات‪ :‬الرباط ‪ -‬سال ‪ -‬القنيطرة‪ ،‬وبني‪-‬مالل خنيفرة‪،‬‬
‫وطنجة ‪ -‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬وكلميم‪ -‬واد نون‪ ،‬وفاس‪-‬مكناس‪ ،‬وسوس‪-‬ماسة‪ ،‬يتابع في إطارها ‪ 66‬شخصا‪ .‬وقد أنجز‬
‫المستشارون المكلفون بالتحقيق في هذه القضايا‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه ‪ 14‬تقريرا تتعلق بنتائج التحقيق في القضايا‬
‫المسندة إليهم‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالمجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬فقد أصدرت خالل سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه ‪ 78‬حكما في إطار ‪ 57‬قضية من أصل‬
‫‪ 112‬كانت رائ جة أمامها عند بداية السنة‪ .‬وبلغ مجموع مبالغ الغرامات الصادرة في إطار هذه األحكام ‪3.311.500,00‬‬
‫درهم‪ .‬كما قضت هذه المجالس الجهوية للحسابات في إطار هذه األحكام بإرجاع ما مجموعه ‪ 15.739,006,88‬درهم‪.‬‬
‫أما على مستوى االستئناف‪ ،‬فقد أصدرت هيئة الغرف المشتركة ‪ 04‬قرارات خالل سنة ‪ 2021‬من أصل ‪ 12‬طلب استئناف‬
‫كان رائجا أمامها‪ ،‬منها طلبان اثنان عرضا عليها خالل سنة ‪ .2021‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد استنفد طلبان اثنان جميع مراحل‬
‫المسطرة وكانا جاهزين للبت عند متم السنة‪ .‬أما غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬فقد بلغ‬
‫عدد الملفات الرائجة أمامها عند بداية سنة ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 16‬ملفا‪ .‬كما توصلت خالل السنة ذاتها باثني عشر (‪ )12‬طلب‬
‫استئناف جديد‪ ،‬أصدرت بشأنها الغرفة ‪ 11‬قرارا‪ ،‬علما أن ‪ 09‬ملفات كانت جاهزة للبت عند متم السنة المذكور‪.‬‬
‫‪2567‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ب‪ .‬أغلبية اإلحاالت تمت من طرف هيئات المحاكم المالية‬


‫كما هو الشأن منذ دخول مدونة المحاكم المالية حيز التنفيذ‪ ،‬وبالنظر إلى السلطات المؤهلة لرفع القضايا في إطار التأديب‬
‫المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬فإن جميع القضايا الرائجة أمام المجلس خالل سنة ‪ 2021‬أحيلت من طرف هيئات داخلية‬
‫بالمحاكم المالية‪ ،‬السيما هيئات التداول في نتائج المراقبة القضائية في إطار التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 37‬من‬
‫مدونة المحاكم المالية‪ ،‬وكذا في مشاريع التقارير الخاصة التي تسفر عنها مهمات مراقبة التسيير‪ ،‬وذلك استنادا إلى مقتضيات‬
‫المادة ‪ 84‬من مدونة المحاكم المالية‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فقد ظلت مساهمة السلطات الخارجية عن المجلس جد محدودة في إثارة المنازعة القضائية في مادة التأديب المتعلق‬
‫بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬إذ لم تتجاوز الطلبات الصادرة عن الوزراء نسبة ‪ % 7‬من مجموع الطلبات الواردة على النيابة‬
‫العامة لدى المجلس األعلى للحسابات ونسبة ‪ % 30‬من مجموع الطلبات الواردة على السادة وكالء الملك لدى المجالس‬
‫الجهوية للحسابات‪ .‬في حين لم يصدر عن السلطات األخرى المؤهلة‪ ،‬والمحددة في المادتين ‪ 57‬و‪ 138‬من مدونة المحاكم‬
‫المالية‪ ،‬أي طلب في هذا الشأن‪.‬‬
‫وتعكس هيمنة اإلحاالت الداخلية كمصدر رئيسي للمنازعة القضائية أمام المحاكم المالية أهمية ومزايا تفعيل منهجية المراقبة‬
‫المندمجة التي تعمل على تحقيق التكامل بين مختلف االختصاصات الموكلة إلى المحاكم المالية سواء القضائية منها أو غير‬
‫القضائية‪.‬‬
‫ج‪ .‬تنامي المساءلة عن أخطاء التسيير‬
‫يمكن التمييز‪ ،‬في إطار المخالفات المستوجبة للمسؤولية في مادة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬بين المخالفات‬
‫الشكلية ذات الطابع العام ومخالفات النتيجة التي تتسم بخطورة أكبر‪ ،‬والتي قد تنقسم أيضا حسب إرادة مرتكبيها إلى مخالفات‬
‫عمدية وأخرى غير عمدية‪ .‬كما تستوعب هذه المخالفات‪ ،‬فضال عن حاالت خرق القواعد القانونية‪ ،‬تلك المرتبطة بمنح‬
‫امتيازات غير مبررة‪ ،‬والتي تمنح لألخالق والقيم التي يجب أن تسود في الحياة العامة أهمية كبيرة‪.‬‬
‫وتتعلق أغلب المؤاخذات موضوع القضايا التي بتت فيها المحاكم المالية‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬بالحاالت ذات الصلة بفرض‬
‫وتحصيل المداخيل وتنفيذ عقود التدبير المفوض‪ ،‬وكذا حاالت عدم التقيد بقواعد تنفيذ النفقات العمومية وبالنصوص التنظيمية‬
‫المتعلقة بالصفقات العمومية من خالل إبرام صفقات وإصدار سندات الطلب من أجل تسوية مقابل خدمات سبق إنجازها قبل‬
‫تاريخ التعاقد‪ ،‬دون الحرص على إخ ضاعها للمنافسة المسبقة‪ ،‬وكذا اإلشهاد غير الصحيح على استالم مواد وخدمات دون‬
‫التأكد من مطابقتها للخصائص التقنية المتعاقد بشأنها والتي ينتج عنها اإلدالء بأوراق غير صحيحة وكذا الحصول للغير على‬
‫منافع نقدية غير مبررة‪ .‬كما يتضح من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫نسب ارتكاب هذه المخالفات‬ ‫المخالفات المستوجبة للمسؤولية‬


‫‪% 35‬‬ ‫مخالفة قواعد االلتزام بالنفقات العمومية وتصفيتها واألمر بصرفها‬
‫‪% 22‬‬ ‫عدم احترام النصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية‬
‫‪% 28‬‬ ‫اإلدالء إلى المحاكم المالية بأوراق مزورة أو غير صحيحة‬
‫‪% 09‬‬ ‫حصول الشخص لنفسه أو لغيره على منفـعة غير مبررة نقدية أو عينية‬
‫‪% 03‬‬ ‫التقييد غير القانوني لنفقة بهدف التمكن من تجاوز لالعتمادات‬
‫‪% 03‬‬ ‫مخالفة قواعد تدبير الممتلكات الخاضعة لرقابة الجهاز‬

‫د‪ .‬تكريس الممارسات الجيدة في التدبير وشروط المحاكمة العادلة في االجتهاد‬


‫القضائي في مادة التأديب المالي‬
‫كرست األحكام والقرارات الصادرة عن المحاكم المالية في إطار ممارستها الختصاص التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون‬
‫المالية‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬مجموعة من القواعد واالجتهادات التي تعرضت‪ ،‬من جهة‪ ،‬لطبيعة وحدود سلطة المستشار المكلف‬
‫بالتحقيق ومبدأ شرعية المخالفة في إطار هذا االختصاص وشروط قيام المخالفات الشكلية‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬لتحليل المخالفات‬
‫المرتكبة وإبراز قواعد إسناد المسؤولية‪ ،‬وكذا لكيفية تقدير هيئة الحكم لظروف ومالبسات ارتكاب المخالفات عند تحديدها‬
‫لمبلغ الغرامات المحكوم بها‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2568‬‬

‫حول حدود سلطة المستشار المقرر المكلف بالتحقيق‬


‫في جوابه على دفع شكلي أثار سقوط األفعال موضوع المتابعة بالتقادم‪ ،‬استنادا إلى المادة ‪ 107‬من القانون رقم ‪62.99‬‬
‫المتعلق بمدونة المحاكم المالية‪ ،‬على أساس أن اكتشافها تم من طرف المستشار المقرر عند قيامه بمعاينة ميدانية خالل‬
‫التحقيق‪ ،‬أوضح المجلس أن مهمة المستشار المقرر‪ ،‬في إطار التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬تنحصر خالل‬
‫مرحلة التحقيق‪ ،‬في جمع المعطيات والعناصر المادية المتعلقة باألفعال موضوع المتابعة واألدلة التي قد تثبت أو تنفي ارتكاب‬
‫هذه األفعال‪ ،‬وذلك‪ ،‬من خالل السلطات المخولة له بموجب المادة ‪ 59‬من مدونة المحاكم المالية التي تؤهله للقيام بجميع‬
‫التحقيقات والتحريات لدى جميع األجهزة العمومية أو الخاصة واالطالع على الوثائق واالستماع إلى جميع األشخاص الذين‬
‫يظهر أن مسؤوليتهم قائمة‪ ،‬وإلى جميع الشهود بعد أداء اليمين طبقا للكيفيات والشروط المنصوص عليها في قانون المسطرة‬
‫الجنائية؛‬
‫واعتبارا لكون المستشار المكلف بالتحقيق يتوفر‪ ،‬كذلك‪ ،‬على صوت تقريري كعضو ضمن هيئة الحكم‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 64‬من‬
‫مدونة المحاكم المالية‪ ،‬فإن مهمته يجب أن ال تمتد إلى اكتشاف وتحديد نطاق المؤاخذات موضوع المتابعة خالل مرحلة‬
‫التحقيق ‪ ،‬وذلك طبقا للمبدأ الذي كرسته مدونة المحاكم المالية في إطار مسطرة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪،‬‬
‫الذي يقتضي فصل سلطة المتابعة عن سلطة التحقيق كشرط أساسي من شروط المحاكمة العادلة (القرار عدد ‪2021/03‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 19‬يناير ‪ 2021‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/101‬المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل)‪.‬‬
‫حول المخالفات وشروط قيامها‬
‫‪ ‬نطاق مبدأ شرعية المخالفة في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‬
‫كرست القرارات الصادرة عن المجلس االتجاه نحو توسيع نطاق مبدأ شرعية المخالفة في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية‬
‫والشؤون المالية ليمتد‪ ،‬باإلضافة إلى القوانين واألنظمة‪ ،‬إلى " ما يعتبر من المسلمات البديهية (في التدبير) التي ال تحتاج إلى‬
‫تنظيم أو تقعيد"‪ ،‬كما جاء في قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 594‬المؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ .2001‬في هذا‬
‫االطار‪ ،‬اعتبر المجلس أن إصدار مدير المكتب الوطني لألعمال الجامعية االجتماعية والثقافية لقرار فسخ صفقة وتضمينه‬
‫مقتضى اإلعالن عن صفقة تفاوضية دون اتخاذ التدابير التي تقتضيها مهامه اإلشرافية قصد التأكد من وضعية بنايات الحي‬
‫الجامعي والتأكد من جدية السبب الذي بررت به الشركة صاحبة الصفقة األصلية طلب الفسخ والذي كان من شأنه تمكين‬
‫المعني باألمر من الوقوف على ضرورة إعادة النظر في الدراسة القبلية للمشروع وإعداد ملف طلب عروض جديد عوض‬
‫اختيار أسلوب تعاقد يُلزم باالحتفاظ بالشروط التقنية الواردة في الصفقة األصلية رغم نقائصها‪ ،‬تقصيرا في التدابير االحتياطية‬
‫التي يجب أن يتخذها كل مدبر عمومي في تدبيره لممتلكات الجهاز الذي يشرف عليه (قرار عدد ‪ 2021/02‬الصادر في‬
‫القضية عدد ‪ 2018/101‬المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل)‪.‬‬
‫‪ ‬شروط قيام المخالفات الشكلية‬
‫جوابا على دفوعات متابعين بأن المخالفات التي ارتكبوها كانت عن حسن نية ولم يترتب عنها أي ضرر للجهاز‪ ،‬أوضح‬
‫المجلس في العديد من قراراته بأن إلحاق ضرر بجهاز عمومي ال يعتبر من أركان قيام المخالفات الشكلية في ميدان التأديب‬
‫المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬التي تتحقق بمجرد ثبوت الركن المادي الذي تجسده مخالفة قاعدة قانونية أو التزام تعاقدي‪.‬‬
‫كما أن حسن نية المتابع وعدم تحقيق كسب مادي أو معنوي من ارتكاب المخالفة الثابتة في حقه ال يشكل سببا إلعفائه من‬
‫المسؤولية‪ ،‬إذ ال يعتبر عنصر القصد الزما لقيام المخالفات الشكلية والمادية في مادة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون‬
‫المالية‪ ،‬كما أكد ذلك قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 627‬بتاريخ ‪ 18‬أكتوبر ‪ 2001‬المتعلق بطلب نقض‬
‫القرار عدد ‪ 2000/43‬الصادر عن المجلس األعلى للحسابات بتاريخ ‪ 3‬أبريل ‪ 2000‬في الملف رقم ‪ 96/121‬في مادة التأديب‬
‫المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪(.‬القرارات عدد ‪ 2021/01‬الصادر في القضية عدد ‪ 2017/102‬المتعلقة بالمركب‬
‫الرياضي محمد الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية‪ ،‬وأرقام ‪ 11‬و‪ 12‬و‪ 2021/13‬الصادرة في القضية عدد ‪2018/107‬‬
‫المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش ‪ -‬تانسيفت – الحوز)‪.‬‬
‫‪ ‬بشأن اللجوء إلى صفقات وسندات التسوية ومخاطرها‬
‫تطرقت القرارات الصادرة عن المجلس في القضية المتعلقة بالمركز االستشفائي لجهة مراكش ‪ -‬تانسيفت ‪ -‬الحوز لهذه‬
‫المخالفة التي همت ممارسات متواترة دأب عليها هذا الجهاز من أجل تلبية الحاجات العامة التي أحدث من أجلها‪ ،‬والتي تتجلى‬
‫في الحصول على توريدات وإنجاز أشغال وأعمال في غياب أي عالقة تعاقدية مع الموردين ودون التقيد بقواعد تنفيذ النفقات‬
‫العمومية‪ ،‬ال سيما عدم إخضاع األعمال المنجزة للمنافسة ولمراقبة االلتزام بالنفقات‪ ،‬إذ يُطلب من بعض الممونين‪ ،‬الذين‬
‫يقبلون بهذا التعامل‪ ،‬إنجاز هذه األعمال إلى حين إبرام صفقات أو إصدار سندات الطلب "لتسوية" مستحقاتهم‪.‬‬
‫وبغض النظر عما تشكله هذه الممارسة من مخالفة لمبادئ وقواعد تنفيذ النفقات العمومية المنصوص عليها في النظام العام‬
‫للمحاسبة العمومية وما يترتب عنها من تراكم لديون الجهاز ووضع واعتماد وثائق محاسبية ال تعكس حقيقة تنفيذ األعمال‬
‫موضوعها‪ ،‬فإن ما زاد من مخاطرها عند إصدار سندات "التسوية" االعتماد خالل مرحلة اإلشهاد على إنجاز الخدمة على‬
‫الوثائق التي أعدتها المقاولة المنجزة لألعمال‪ ،‬بصفة انفرادية‪ ،‬والتي ضمنتها عناصر تصفية مبلغ األعمال موضوع "التسوية"‬
‫‪2569‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫في غياب مسك إدارة المركز االستشفائي ألي وضعية تحدد قيمة الديون التي في ذمتها للشركة المتعاقد معها برسم تلك‬
‫الطلبيات‪ ،‬إضافة إلى إدراج بعض تلك النفقات‪ ،‬عند "التسوية"‪ ،‬في عنوان مالي مغاير للنفقة التي تم تنفيذها على أرض‬
‫الواقع‪.‬‬
‫وقد حرص المجلس من خالل القرارات التي أصدرها في إطار هذه القضية على توضيح االختالالت المترتبة عن هذه‬
‫الممارسة وتداعياتها السلبية على التدبير العمومي‪ ،‬انطالقا من مجموعة من القواعد التي تم استنباطها‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫‪ -‬لما كان االلتزام القانوني بنفقة هو العمل الذي يحدث أو يثبت بموجبه جهاز عمومي سندا يترتب عنه تحمل في‬
‫ميزانيته‪ ،‬كما ينص على ذلك الفصل ‪ 33‬من المرسوم الملكي رقم ‪ 330-66‬بسن نظام عام للمحاسبة العمومية‪،‬‬
‫فإن إحداثه يقتضي االلتزام المحاسبي بهذه النفقة‪ ،‬كإجراء أول في إطار المرحلة اإلدارية في تنفيذ النفقات‬
‫العمومية‪ ،‬وذلك حتى ال يتجاوز هذا التحمل حدود ترخيصات الميزانية والمقررات أو اإلعالنات أو التأشيرات‬
‫المنصوص عليها في القوانين أو األنظمة؛‬
‫‪ -‬ال يتطابق اللجوء إلى صفقات وسندات التسوية مع تسلسل مراحل تنفيذ النفقات العمومية وما يقتضيه ذلك من‬
‫إجراءات مراقبة االلتزام بالنفقات‪ ،‬كما تخالف هذه الممارسة واجب إعمال مبدأ المنافسة عند إسناد الطلبيات‬
‫العمومية‪ ،‬وال تنسجم مع الغاية التي أحدث المشرع من أجلها سندات الطلب كوسيلة من وسائل النشاط اإلداري‬
‫وطريقة للتعاقد تهدف إلى تلبية حاجات عامة للمرفق في المستقبل‪ ،‬وليس كآلية لتسوية ديون الجهاز العمومي؛‬
‫‪ -‬يعتبر الشروع في تنفيذ صفقة‪ ،‬قبل تأشير مراقب االلتزام بالنفقات وقبل المصادقة عليها من طرف السلطة‬
‫المختصة‪ ،‬مخالفة لقواعد االلتزام بالنفقات العمومية وللنصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية‪ .‬كما ال‬
‫تستجيب هذه الممارسة لمبادئ المنافسة واحترام واجبات اإلشهار والشفافية في اختيارات صاحب المشروع‬
‫والمساواة في الوصول إلى الطلبيات العمومية‪ ،‬وبالتالي ال تتيح إمكانية االستفادة من العرض األفضل اقتصاديا‬
‫كرستها النصوص المنظمة‬ ‫ومن األثمان التنافسية التي يتيحها السوق‪ ،‬وتخالف‪ ،‬بذلك‪ ،‬المبادئ العامة التي ّ‬
‫للصفقات العمومية من أجل ضمان فعالية النفقات العمومية؛‬
‫‪ -‬إصدار سندات طلب للتسوية ال يعكس موضوعها حقيقة النفقات المراد تسويتها‪ ،‬إلى جانب مخالفته لقواعد تنفيذ‬
‫النفقات العمومية ‪ ،‬ينطوي على مخاطر عدم تبرئة ذمة الجهاز العمومي من الدين الحقيقي‪ ،‬والذي قد تطالب به‬
‫الشركة التي تولت اإلن جاز الفعلي في حالة توفرها على مستندات مثبتة لألعمال التي قامت بها لفائدة الجهاز‬
‫العمومي المعني؛‬
‫‪ -‬تزداد مخاطر سندات التسوية عند اإلشهاد على إنجاز الخدمة اعتمادا على الوثائق التي أعدتها الشركة المنجزة‬
‫لألعمال‪ ،‬بصفة انفرادية‪ ،‬والتي ضمنتها عناصر تصفية مبلغ تلك األعمال في غياب مسك اإلدارة ألي وضعية‬
‫تحدد قيمة الديون التي في ذمتها للشركة المتعاقد معها برسم تلك الطلبيات؛‬
‫‪ -‬تتحقق المخالفة المتعلقة بالتقييد غير القانوني لنفقة بهدف تجاوز االعتمادات‪ ،‬عند قيام اآلمر بالصرف بإدراج نفقة‬
‫في إطار االعتمادات المالية المخصصة لعنوان مالي مغاير للنفقة التي تم تنفيذها على أرض الواقع‪ ،‬بسبب عدم‬
‫توفر االعتمادات وعدم كفايتها بالخانة المالية الخاصة باألعمال المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬حول مخالفة قواعد تصفية النفقات العمومية واآلثار المترتبة عنها‬
‫تعتبر مرحلة تسلم األعمال المتعاقد بشأنها من أهم مراحل تنفيذ الطلبيات العمومية‪ ،‬ويشكل اإلشهاد على صحة اإلنجاز بعد‬
‫التأكد من مطابقة األعمال المنجزة للمواصفات المحددة‪ ،‬تبعا لذلك‪ ،‬المرحلة الرئيسية في مسلسل تنفيذ النفقات العمومية والتي‬
‫على أساسها يتم إصدار األمر بأداء المبالغ المستحقة‪.‬‬
‫وقد شكلت هذه المرحلة والتزال مصدر أغلب المؤاخذات موضوع المتابعة في إطار التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون‬
‫المالية‪ ،‬وذلك‪ ،‬لما لوحظ من عدم إيالء األهمية الالزمة لهذه المرحلة إما بسبب تساهل صاحب المشروع في التغييرات التي‬
‫يتم إدخالها على مواصفات األعمال المتعاقد بشأنها‪ ،‬خالل مرحلة التنفيذ‪ ،‬دون تطبيق اإلجراءات المنصوص عليها بهذا‬
‫الخصوص‪ ،‬أو من خالل عدم الحرص على اختيار أشخاص مؤهلين وتمكينهم من الوثائق التعاقدية التي تمكنهم من القيام‬
‫بالمراقبات الالزمة السابقة لعملية التسلم‪ ،‬أو من خالل عدم تطبيق إجراءات التتبع والمراقبة المنصوص عليها في بنود الوثائق‬
‫التعاقدية‪ ،‬خالل مرحلة التنفيذ‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد حرص المجلس‪ ،‬في مجموعة من قراراته‪ ،‬بخصوص المؤاخذات ذات الصلة بهذه المرحلة‪ ،‬على توضيح‬
‫مستلزمات اإلشهاد على العمل المنجز‪ ،‬وتداعيات عدم صحة هذا اإلشهاد وتغيير مواصفات األعمال خالل التنفيذ دون التقيد‬
‫باإلجراءات المنصوص عليها وما يترتب عن ذلك من إخالل بمبدأ المنافسة وبالتوازن المالي للعقد‪.‬‬
‫في ما يتعلق بمستلزمات اإلشهاد على العمل المنجز‪ :‬أوضح المجلس في قراراته أن اإلشهاد على صحة إنجاز العمل يستوجب‬
‫معاينة األشغال المنجزة والتأكد من مدى مطابقتها لمجموع التزامات الصفقة‪ ،‬وال سيما للمواصفات التقنية‪ ،‬عمال بمقتضيات‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2570‬‬

‫المادة ‪ 65‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة‪ -‬أشغال‪ ،‬اعتبارا لكون هذه المطابقة تشكل عنصرا من عناصر إثبات العمل‬
‫المنجز‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تعد شرطا أساسيا لصحة عملية التصفية التي تهدف إلى الحصر الصحيح لمبلغ النفقة؛‬
‫وكما بيّن أن مصادقة المتابع على الكشوفات التفصيلية ومحاضر التسلم المؤقت المتعلقة بصفقة عمومية‪ ،‬بالرغم من علمه‬
‫بأن البيانات المضمنة فيها ال تعكس حقيقة التنفيذ‪ ،‬تعتبر مخالفة لقواعد تصفية النفقات العمومية‪ ،‬ويترتب عن هذه المصادقة‬
‫تصفية الدين على أسس غير صحيحة‪ ،‬وحصر مبالغ كشوفات الحساب المتعلقة بهذه الصفقة وإصدار األوامر المتعلقة بأداء‬
‫هذه المبالغ بقدر ال يعكس الثمن الحقيقي للمعدات الموردة واألشغال المنجزة‪ ،‬األمر الذي يشكل منح منفعة غير مبررة للمتعاقد‬
‫معه في إطار هذه الصفقة (القرار عدد ‪ 2021/01‬الصادر في القضية عدد ‪ 2017/102‬المتعلقة بالمركب الرياضي محمد‬
‫الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية)‪.‬‬
‫وجوابا على دفوعات متابع بكون العتاد المورد أكثر جودة مقارنة بالعتاد المتعاقد بشأنه‪ ،‬أوضح المجلس أن هذه المبررات‬
‫تنصرف إلى مرحلة تحديد الحاجيات موضوع الصفقة‪ ،‬والتي كان يتعين عليه مراعاتها عند إعداد دفتر الشروط الخاصة وال‬
‫تمتد إلى مرحلة تنفيذ الصفقة وتسلم األعمال موضوعها‪ ،‬التي تقتضي إنجاز عمليات رقابية‪ ،‬وليس اختيارات‪ ،‬وينصب‬
‫موضوع هذه المرحلة على التأكد من مطابقة الخدمة المنجزة للمواصفات المتعاقد بشأنها سلفا‪ ،‬وعند االقتضاء العمل على‬
‫سلك المساطر الجاري بها العمل من أجل تغيير المواصفات التقنية‪ ،‬إذ أن من شأن أي إخالل بالعناصر التي قامت عليها‬
‫المنافسة المس بها وبمبدأ المساواة في ولوج الطلبيات العمومية (القرار عدد ‪ 2021/01‬الصادر في القضية عدد ‪2017/102‬‬
‫المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية)‪.‬‬
‫كما اعتبر المجلس أن مصادقة اآلمر بالصرف على الكشوفات التفصيلية للصفقة وإصداره لألمر بأداء مبالغها رغم علمه‬
‫بعدم صحة األسس المعتمدة من أجل تصفية هذه المبالغ‪ ،‬مخالفة لقواعد تصفية النفقات العمومية واألمر بصرفها (نفس القرار)‪.‬‬
‫وأن اإلجراءات الالزمة لصحة عملية اإلشهاد على الخدمة المنجزة‪ ،‬في إطار صفقات اقتناء خدمة تصفية الدم موضوع‬
‫المتابعة‪ ،‬ترتبط حصريا بالتدابير التي نصت عليها بنود الصفقة‪ ،‬ال سيما االطالع على سجالت المرضى ومراقبتها والقيام‬
‫بزيارات تفقدية لمراكز تصفية الدم المتعاقد معها‪ ،‬وال تجزئ عنها أو تعفي المندوب من مسؤوليته‪ ،‬قيام هذا األخير‪ ،‬بإجراءات‬
‫محدودة في الزمن والمكان أو الموضوع من أجل تتبع التنفيذ‪ ،‬من قبيل توجيهه تعليمات شفوية لموظفيه لزيارة مركز دون‬
‫آخر‪ ،‬وقيامه بمهمة افتحاص أحد المراكز في إطار صفقة فريدة دون غيرها‪ ،‬واالجتماع بموظفيه للتداول في مسألة طارئة‬
‫خالل تنفيذ تلك الصفقات أو مبادرته بإحداث بطائق تتبع حصص تصفية الدم‪ ،‬ما دامت جل هذه اإلجراءات بقيت غير ذي‬
‫جدوى ولم تسهم في تفادي االختالالت التي شابت تنفيذ الصفقات المعنية (القرار عدد ‪ 2021/06‬الصادر في القضية عدد‬
‫‪ 2018/103‬المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة فاس)‪.‬‬
‫وأكد المجلس على أن إثبات العمل المنجز في إطار صفقات اقتناء خدمة تصفية الدم كان يجب أن يتم بواسطة الوثائق‬
‫والمستندات التعاقدية المثبتة لهذه الخدمة (سجالت المرضى)‪ ،‬والتي كان يتعين على صاحب المشروع العمل والحرص على‬
‫مسكها من طرف صاحب الصفقة (مراكز تصفية الدم) ومراقبتها والتأشير عليها من طرف المساعد االجتماعي والمندوب‪،‬‬
‫بصفتهم ممثلي صاحب المشروع‪ ،‬وليس على أساس التقارير الشهرية التي تعدها تلك المراكز والتي لم يتم إخضاعها ألي‬
‫مراقبة أو مقارنة قبل اعتمادها من طرف المساعدين االجتماعيين عند اإلشهاد على كشوفات الحساب ( القرارات أرقام ‪06‬‬
‫و‪ 07‬و‪ 2021/08‬الصادرة في القضية عدد ‪ 2018/103‬المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة فاس)‪.‬‬
‫وأنه لما كان اإلشهاد على صحة إنجاز العمل يقتضي التأكد من مطابقة الخدمة المنجزة للخصائص التقنية المتعاقد بشأنها ومن‬
‫تنفيذ المتعاقد معه لجميع التزاماته التعاقدية‪ ،‬فإن إعمال مسطرة التحقق من طرف صاحب المشروع‪ ،‬قصد التأكد من صحة‬
‫بيانات التقارير الشهرية التي تعدها مراكز تصفية الدم في إطار الصفقات موضوع المتابعة يعتبر من أعمال التصفية التي‬
‫يتعين التقيد بها (القراران عددا ‪ 07‬و‪ 2021/08‬الصادران في القضية عدد ‪ 2018/103‬المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة‬
‫بعمالة فاس)‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬أكد المجلس على أنه ال يشترط إصدار صاحب المشروع لقرار كتابي بتكليف الموظف الذي أوكل إليه مهمة‬
‫اإلشهاد على إنجاز الخدمة برسم صفقة عمومية لكي يكتسب هذه الصفة‪ ،‬التي تنشأ بمجرد توقيع هذا الموظف على الوثائق‬
‫المثبتة إلنجاز الخدمة ال سيما كشوفات الحساب ومحاضر التسلم‪ ،‬والتي تتطلب عملية اإلشهاد عليها القيام باإلجراءات الالزمة‬
‫التي يقتضيها التحقق من الخدمة السيما االطالع على دفاتر الشروط الخاصة والوثائق (السجالت) التي نصت عليها بنود‬
‫الصفقة (القراران عددا ‪ 07‬و‪ 2021/08‬الصادران في القضية عدد ‪ 2018/103‬المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة‬
‫فاس)‪.‬‬
‫بشأن تغيير المواصفات التقنية خالل التنفيذ‪ :‬أكد المجلس على أن تغيير المواصفات التقنية للصفقة يستلزم تحديد أثمنة جديدة‬
‫لألشغال البديلة وتضمينها في عقد ملحق وفقا لما تقتضيه الفقرة األخيرة من المادة ‪ 39‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة‪-‬‬
‫أشغال‪ ،‬والتي تحيل على المادة ‪ 51‬من نفس دفتر الشروط اإلدارية (القرار عدد ‪ 2021/03‬الصادر في القضية عدد‬
‫‪ 2018/101‬المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل)‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن تعديل المواصفات التقنية دون احترام اإلجراءات‬
‫المنصوص عليها في النصوص المنظمة للصفقات العمومية‪ ،‬وتصفية المبالغ المرتبطة بها في غياب أي أساس تعاقدي يحدد‬
‫‪2571‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المواصفات التقنية واألثمنة‪ ،‬يمس باألسس التي قامت عليها المنافسة بالنظر إلى أن طبيعة ومواصفات األشغال المنصوص‬
‫عليها في دفتر الشروط الخاصة المتعلق بالصفقة شكلت محددات أساسية لتعهدات المتنافسين في مرحلة اإلدالء بالعروض‪،‬‬
‫كما يعتبر إخالال بمبدأ المساواة في ولوج الطلبيات العمومية وبمبدأ حسن استعمال المال العام‪ ،‬وهي المبادئ التي يتعين على‬
‫صاحب المشروع التقيد بها عند إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬طبقا للمادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات‬
‫العمومية (القراران عدد ‪ 2021/01‬الصادر في القضية عدد ‪ 2017/102‬المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة‬
‫البحرية بالمحمدية وعدد ‪ 2021/03‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/101‬المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل)‪.‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإن موافقة صاحب المشروع على تغيير محتوى األشغال وتعديل المواصفات التقنية لها دون احترام اإلجراءات‬
‫المنصوص عليها في النصوص التنظيمية‪ ،‬تعد مخالفة لمقتضيات المادة ‪ 5‬من المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات‬
‫العمومية والمادتين ‪ 39‬و‪ 51‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المذكور أعاله (القرار عدد ‪ 2021/03‬الصادر في القضية‬
‫عدد ‪ 2018/101‬المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل)‪ .‬وفي إطار نفس القرار‪ ،‬نبه المجلس إلى أن إحداث‬
‫تغييرات جوهرية خالل فترة وجيزة من الشروع في تنفيذ الصفقة دون وجود مستجدات أو ظروف غير متوقعة تبرر هذه‬
‫التغييرات‪ ،‬ودون احترام اإلجراءات المنصوص عليها في النصوص المنظمة للصفقات العمومية عند اعتماد تلك التغييرات‪،‬‬
‫يعد تغييرا للهدف األصلي للصفقة وتحويال لموضوعها (نفس القرار)‪.‬‬
‫أثر التغييرات على التوازن المالي للعقد‪ :‬في قضية تتعلق بتنفيذ عقود التكوين المبرمة وفق قواعد القانون العادي‪ ،‬أوضح‬
‫المجلس أنه لما كان توفير مقرات للتكوين وكذا التجهيزات والوسائل البيداغوجية الضرورية إلنجاز التكوينات يندرج ضمن‬
‫االلتزامات األصلية الملقاة على عاتق المتعاقد معه‪ ،‬فإن تحويل مكان إنجاز التكوينات إلى المراكز التابعة للوزارة يعتبر‬
‫تقليصا من التزامات المتعاقد معه كان يتعين أن يقابله تخفيض في المبلغ المتعاقد بشأنه (القرار عدد ‪ 2021/05‬الصادر في‬
‫القضية عدد ‪ 2018/110‬المتعلقة بوزارة السياحة)‪ .‬لذلك‪ ،‬إذا كان الطابع الجزافي ألثمان التكوينات لم يسمح‪ ،‬في الصيغة‬
‫األصلية للعقد‪ ،‬بخصم مقابل قاعات التكوين ومراعاة نسبة الحضور الضئيلة‪ ،‬ومادام أن هذا المبلغ الجزافي تم تحديده على‬
‫أساس االلتزامات الملقاة على عاتق المتعاقد معه‪ ،‬فقد كان يتعين‪ ،‬حفاظا على التوازن المالي للعقد‪ ،‬اللجوء إلى عقد ملحق‬
‫لتحديد ثمن جديد على أساس االلتزامات الجديدة‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬تفعيل مقتضيات الفصلين ‪ 261‬و‪ 263‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬التي تجيز الحصول على تعويض في حالة عدم الوفاء بااللتزامات التعاقدية (نفس القرار)‪.‬‬
‫‪ ‬بشأن ممارسة المهام اإلشرافية من طرف الرئيس التسلسلي‬
‫كرست القرارات الصادرة عن المجلس خالل سنة ‪ ،2021‬بهذا الشأن‪ ،‬مجموعة من القواعد أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تقتضي الوظيفة اإلشرافية للمتابع‪ ،‬بصفته الرئيس التسلسلي للعاملين بالجهاز المعني‪ ،‬مباشرة مهام اإلدارة‬
‫المعهودة إليه بما ينطوي عليه ذلك من عناصر التنظيم والتنسيق والرقابة داخل الجهاز الذي يديره‪ ،‬إذ يصبح‬
‫مسؤوال عن كل خطأ أو تقصير وقع من أحد العاملين تحت رئاسته‪ ،‬إذا ثبت أنه كان بوسعه الحيلولة دون وقوع‬
‫ذلك لكنه قصر في أداء مهامه اإلشرافية‪( ،‬القراران عدد ‪ 2021/01‬وعدد ‪ 2021/02‬الصادران على التوالي في‬
‫القضيتين عدد ‪ 2017/102‬المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية وعدد‬
‫‪ 2018/101‬المتعلقة بالحي الجامعي ببني مالل)‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين على الرئيس التسلسلي‪ ،‬مباشرة مهام اإلدارة المعهودة إليه بما يستلزم ذلك من عناصر اليقظة والحيطة إلى‬
‫جانب التنظيم والقيادة‪ ،‬وذلك من خالل إرساء نظام لمراقبة تسيير المصالح التي يتولى اإلشراف عليها يزوده‬
‫بشكل دوري وآني بالمعلومات الضرورية حول سير األنشطة والمشاريع‪ ،‬ويساعده على اتخاذ القرارات‬
‫واإلجراءات التصحيحية السريعة والمالئمة في الوقت المناسب‪ ،‬إذ أنه يعد مسؤوال عن كل خطأ أو تقصير ثبت‬
‫أنه كان بوسعه الحيلولة دون وقوعه (القرار عدد ‪ 2021/02‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/101‬المتعلقة بالحي‬
‫الجامعي ببني مالل)‪.‬‬
‫‪ -‬يعد تقصيرا‪ ،‬في قيام صاحب المشروع بالواجبات التي تقتضيها هذه الصفقة‪ ،‬فسخ الصفة بناء على طلب المقاول‪،‬‬
‫قبل االطالع واإللمام بوضعية تقدم األشغال ودراسة المبررات الواردة في طلب الفسخ والتأكد من مدى جديتها‬
‫قبل اتخاذ قرار اللجوء إلى صفقة تفاوضية قصد استكمال أشغال الصفقة‪ ،‬والذي ال يمكن من تعديل محتوى‬
‫ومواصفات األشغال المحددة في الصفقة األصلية‪( ،‬نفس القرار)‪.‬‬
‫‪ -‬احتفاظ مدير المؤسسة العمومية المعنية بصالحيات إصدار قرارات فسخ الصفقات‪ ،‬يحمله كامل المسؤوليات‬
‫المرتبطة بهذه القرارات‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فدفعه بكون إصداره لقرار فسخ الصفقة األصلية وإدراج مقتضى إبرام صفقة‬
‫تفاوضية في قرار الفسخ‪ ،‬جاء تلبية لطلب المسؤول عن مصلحة تابعة له‪ ،‬ال يستقيم مع المسؤوليات والواجبات‬
‫اإلشرافية التي يفرضها منصبه كمدير للمؤسسة العمومية المعنية‪ ،‬والتي تقتضي بذل العناية المهنية الكافية واتخاذ‬
‫التدابير االحتياطية الالزمة قبل إصدار أي قرار أو الموافقة على أي طلب ذي صلة (نفس القرار)‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر إهماال وتقصيرا من المتابع‪ ،‬في ممارسة المهام الموكلة إليه‪ ،‬عدم الحرص على اعتماد إدارة الجهاز الذي‬
‫يشرف عليه على مساطر كتابية الستشارة المتعهدين قصد الحصول على عروض أثمان عند اللجوء إلى سندات‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2572‬‬

‫الطلب‪ ،‬وكذا عدم التقيد بالمساطر الجاري بها العمل عند إجراء تغييرات على مواصفات األعمال المتعاقد بشأنها‬
‫أثناء التنفيذ‪ ،‬واعتماد وثائق للتأكد من صحة إنجاز العمل كان يعلم أنها غير صحيحة (القرار عدد ‪2021/01‬‬
‫الصادر في القضية عدد ‪ 2017/102‬المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية)‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين على مندوب وزارة الصحة باعتباره الرئيس التسلسلي لكافة العاملين بالمندوبية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 13‬من قرار‬
‫وزيرة الصحة رقم ‪ 1363.11‬الصادر في ‪ 12‬من جمادى اآلخرة ‪ 16( 1432‬ماي ‪ )2011‬بشأن اختصاصات‬
‫وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الصحة‪ ،‬ووفق ما تقتضيه مهامه االشرافية‪ ،‬العمل على وضع نظام للمراقبة‬
‫الداخل ية من شأنه ضمان التتبع الجيد لتنفيذ الصفقات المتعلقة باقتناء خدمة تصفية الدم وتصفية النفقات المترتبة‬
‫عنها على أسس صحيحة‪ ،‬والحرص على قيام الموظفين والمسؤولين بالمصالح التابعة للمندوبية بالمهام المسندة‬
‫إليهم ال سيما أولئك المكلفين مباشرة بمراقبة وتتبع تنفيذ الخدمات موضوع تلك الصفقات بناء على ما جاء في‬
‫دفاتر الشروط الخاصة المتعلقة بها (القرار عدد ‪ 2021/06‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/103‬المتعلقة بمندوبية‬
‫وزارة الصحة بعمالة فاس)‪.‬‬
‫‪ ‬مهام وواجبات صاحب المشروع برسم صفقة عمومية‬
‫أوضح المجلس في قراراته بهذا الخصوص أنه‪:‬‬
‫‪ -‬عندما تكون الخدمات المراد تلبيتها من طرف جهاز عمومي ذات صبغة توقعية ومتكررة ودائمة‪ ،‬يتعين على‬
‫صاحب المشروع اعتماد طريقة اإلبرام المناسبة التي تتيحها النصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية‪،‬‬
‫كما هو الشأن في هذه الحالة‪ ،‬باللجوء إلى الصفقات القابلة للتجديد تفاديا لبعض اإلكراهات التي قد تحول دون‬
‫احترام اإلجراءات المسطرية التي تتطلبها الصفقات العادية؛ (القرار عدد ‪ 2021/10‬بتاريخ ‪ 9‬فبراير ‪2021‬‬
‫الصادر في القضية عدد ‪ 2018/107‬المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش‪-‬تانسيفت‪-‬الحوز)‪.‬‬
‫‪ -‬كما نبه المجلس إلى أنه يتعين على صاحب المشروع‪ ،‬عند علمه بعيب في الدراسة القبلية للمشروع‪ ،‬العمل على‬
‫مراجعة هذه الدراسة من أجل التحديد الدقيق للحاجيات ومراجعة المواصفات التقنية لألشغال وفق المعايير المعمول‬
‫بها واختيار أسلوب ابرام الصفقة الثانية‪ ،‬بعد فسخ الصفقة األولى‪ ،‬بما يتوافق مع هذه التغييرات عوض إبرام‬
‫صفقة تفاوضية وفق مقتضيات المادة ‪ 86‬من المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق‬
‫بالصفقات العمومية والتي تُلزم صاحب المشروع بالتقيد بالشروط الواردة في الصفقة األصلية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال يتيح‬
‫له اختيار هذا األسلوب في التعاقد إمكانية مراجعة وتعديل مواصفات وكميات أشغال الصفقة األصلية (القرار عدد‬
‫‪ 2021/03‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/101‬المتعلقة بالحي الجامعي ببني مالل)‪.‬‬
‫‪ -‬وأنه يقع على صاحب المشروع في إطار صفقة عمومية قبل تكليف موظفين بمهام التتبع واإلشهاد على الخدمة‬
‫موضوع تلك الصفقة‪ ،‬العمل على تحديد مهامهم بناء على رسالة تكليف أو مذكرة مصلحية‪ ،‬تتضمن بشكل واضح‬
‫وتفصيلي مساطر ومستلزمات اإلشهاد على الخدمات المنجزة بما يتيح لهم التحقق من مطابقتها لبنود الصفقة‬
‫وللخصائص التقنية لدفتر الشروط الصفقة وكذا من تقيد صاحب الصفقة بواجباته التعاقدية‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كانت المذكرات المصلحية المتعلقة بتحديد مهام المكلفين بالتتبع في إطار صفقة عمومية ال تعد بديال عن بنود‬
‫دفتر الشروط الخاصة‪ ،‬بل ترتيبا وتصنيفا وتبسيطا لها‪ ،‬فإن األهمية والجدوى من إصدارها تتجليان في المقابل‪،‬‬
‫في كونها إجراء يروم تحسين تدبير التتبع ومراقبة تنفيذ الصفقات وتوضيح المسؤوليات المترتبة عن ذلك‪ ،‬خاصة‪،‬‬
‫إذا كانت مهام تتبع تنفيذ هذه الصفقات تتجاوز المهام اإلدارية االعتيادية الموكلة إلى المكلفين بذلك التتبع وتتطلب‬
‫منهم تأهيال خاصا‪( .‬القرار عدد ‪ 2021/06‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/103‬المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة‬
‫بعمالة فاس)‪.‬‬
‫‪ -‬تكتسي اإلجراءات المنصوص عليها في دفاتر الشروط الخاصة للصفقات ال سيما تلك التي تروم تأكد صاحب‬
‫المشروع من تقديم صاحب الصفقة للخدمات المتعاقد عليها (الزيارات التفقدية) أهمية قصوى في التنفيذ والتتبع‬
‫الجيد لصفقات تصفية الدم وإن أوردتها تلك الدفاتر بصيغة اختيارية أو أخضعت اللجوء إليها للسلطة التقديرية‬
‫لصاحب المشروع‪ ،‬إذ كان من شأن العمل بها مواكبة وتأطير صاحب الصفقة في أداء الخدمات المتعاقد بشأنها‬
‫بما يمكن من تصفية النفقات المترتبة عنها على أسس صحيحة‪ ،‬خاصة عندما يكون الجهاز المعني حديث العهد‬
‫بتدبير تلك الصفقات ولم يراكم قبل ذلك أي تجربة فيما يخص هذا النوع من الصفقات (نفس القرار)‪.‬‬
‫حول تقدير مسؤولية المتابعين‬
‫تتعدد وتتنوع أسباب ومالبسات ارتكاب المخالفات ال ُمنشئة لمسؤولية مختلف المدبرين العموميين أمام القاضي المالي باختالف‬
‫األنظمة القانونية لألجهزة الخاضعة لالختصاصات القضائية للمحاكم المالية‪ ،‬واألنشطة والحاجات التي أحدثت هذه األجهزة‬
‫من أجل تحقيقها وتلبيتها‪ ،‬وكذا اإلكراهات والمخاطر التي تترتب عن ممارستها‪ ،‬وذلك حسب المهام والمسؤوليات الموكلة‬
‫لهؤالء المدبرين وموقعهم في هرم المسؤولية داخل هذه األجهزة‪.‬‬
‫‪2573‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وتتوفر هيئات الحكم‪ ،‬في هذا المجال‪ ،‬على سلطات واسعة في تقدير مسؤولية المدبرين العموميين من خالل أهليتها لمراعاة‬
‫الظروف والعوامل التي تسببت في المخالفات المرتكبة عند تقدير مبلغ الغرامة حسب خطورة وتكرار المخالفات المعنية‪،‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 66‬من مدونة المحاكم المالية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬اعتبرت الهيئة‪ ،‬ظرفا للتشديد عند تقدير الغرامة‪ ،‬لجوء اآلمر بالصرف المساعد بصفة متكررة ومتواترة إلى‬
‫إحداث تحمالت في ذمة الجهاز في غياب أي أساس تعاقدي دون االكتراث بقواعد تنفيذ النفقات العمومية وما قد يترتب عن‬
‫ذلك من تجاوز لترخيصات الميزانية وتراكم للديون في ذمة الجهاز العمومي (القرار عدد ‪ 2021/13‬الصادر في القضية عدد‬
‫‪ 2018/107‬المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش تانسيفت الحوز)‪.‬‬
‫وكذلك الشأن بالنسبة لقيام المتابع باإلشهاد على إنجاز الخدمة‪ ،‬في إطار سند الطلب للتسوية‪ ،‬بالنظر إلى وظيفته كمسؤول عن‬
‫قطب الشؤون اإلدارية الذي أنيطت به مهمة تدبير الميزانية والتدبير المالي والمحاسبي‪ ،‬اعتمادا على الوثائق التي أعدتها‬
‫الشركة المنجزة للخدمة‪ ،‬بصفة انفرادية‪ ،‬والتي ضمنتها عناصر تصفية المبلغ الصادر األمر بأدائه‪ ،‬دون مسكه ألي وضعية‬
‫تحدد قيمة الديون التي تم تسديدها للشركة وقيمة المبالغ التي التزال في ذمة الجهاز العمومي لفائدتها‪ ،‬الشيء الذي من شأنه‬
‫أن يؤدي إلى تمكين الشركة من مبالغ زائدة عن المستحق (القرار عدد ‪ 2021/12‬الصادر في القضية عدد ‪2018/107‬‬
‫المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش‪-‬تانسيفت‪-‬الحوز)‪.‬‬
‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬اعتُبر ظرفا للتشديد عند تقدير مبلغ الغرامة‪ ،‬عدم حرص مهندس مكلف بمصلحة صيانة المعدات على‬
‫مسك بطاقة التدخل المتعلقة بأعمال الصيانة التي استفاد منها أحد األجهزة واعتماده كليا عند اإلشهاد على العمل المنجز على‬
‫عناصر التصفية التي حددتها الشركة المتدخلة (القرار عدد ‪ 2021/11‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/107‬المتعلقة بالمركز‬
‫االستشفائي الجهوي لمراكش‪-‬تانسيفت‪-‬الحوز)‪.‬‬
‫ومن ظروف التشديد‪ ،‬كذلك‪ ،‬علم صاحب المشروع بعيب في الدراسة القبلية المعتمدة إلنجاز أشغال التهيئة موضوع الصفقة‬
‫والنقائص التي تشوبها في تاريخ إبرامها إذ كان يتعين‪ ،‬عليه‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬العمل على مراجعة هذه الدراسة من أجل التحديد‬
‫الدقيق للمساحات موضوع التهيئة ولكميات األشغال الالزمة لها ومراجعة المواصفات التقنية لألشغال وفق المعايير المعمول‬
‫بها‪ ،‬وكذا إعداد ملف طلب عروض جديد قبل الدعوة للمنافسة الستكمال أشغال المشروع (القرار عدد ‪ 2021/02‬الصادر في‬
‫القضية عدد ‪ 2018/101‬المتعلقة بالحي الجامعي ببني مالل)‪.‬‬
‫كما اعتبرت الهيئة الدفع بتفادي إلغاء االعتمادات من أجل تبرير االرتجال واألخطاء التي شابت عملية التكوين من مظاهر‬
‫سوء التدبير وضعف في تحديد وبرمجة الحاجات العامة المراد تلبيتها‪ ،‬إذ كان يجب أن تتم عملية تحديد الحاجيات بما يتناسب‬
‫مع االلتزامات المهنية لألطر والموظفين المستهدفين‪ ،‬ووفق برامج معدة سلفا بالتنسيق مع هؤالء ورؤسائهم التسلسليين‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل اختيار الفترات المالءمة وضبط قوائم المستفيدين تفاديا للنتائج التي أسفر عنها التنفيذ‪ ،‬كما يعكس هذا الدفع سلبيات‬
‫أسلوب التدبير المرتكز على الوسائل‪ ،‬والذي ينطوي على مخاطر التبذير وعدم تحقيق الفعالية في رصد االعتمادات المالية‬
‫المرخص بها لتلبية الحاجات العامة للجهاز العام المعني (القرار عدد ‪ 2021/05‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/110‬المتعلقة‬
‫بوزارة السياحة)‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بظروف التخفيف‪ ،‬فقد راعت هيئة الحكم عند تقدير مبلغ الغرامة كون مهمة التدبير التي مارسها المتابع هي‬
‫أول مهمة إدارية تسند إليه‪ ،‬إضافة إلى عدم استفادته من أي تكوين في مجال التدبير اإلداري والمحاسبي (القرار عدد‬
‫‪ 2021/10‬الصادر في القضية عدد ‪ 2018/107‬المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش‪-‬تانسيفت‪-‬الحوز)‪ ،‬وكون‬
‫ارتكاب‪ ،‬المكلفين بتتبع الصفقات المتعلقة بتقديم خدمة تصفية الدم‪ ،‬لمخالفة اإلشهاد الخاطئ على العمل المنجز‪ ،‬ساهم فيه‬
‫تقصير صاحب المشروع في تفعيل آليات تتبع التنفيذ المنصوص عليها في دفتر الشروط الخاصة المتعلق بالصفقات موضوع‬
‫المتابعة‪ ،‬ال سيما وأن مهام تتبع تنفيذ تلك الصفقات تتجاوز المهام اإلدارية االعتيادية الموكلة إليهم وتتطلب تأهيال خاصا‬
‫وتحديدا واضحا وتفصيليا لمهام التتبع و لمساطر إجرائه وكذا تبيان مستلزمات اإلشهاد على الخدمات المنجزة في إطارها‪،‬‬
‫هذا إضافة إلى حداثة تجربة المندوبية بخصوص هذا النوع من الصفقات وعدم مالءمة بعض مقتضيات دفاتر الشروط‬
‫الخاصة لطبيعة الخدمات المقدمة وأسس تصفية مستحقات المتعاقد معه (القرارات أعداد ‪ 07‬و‪ 08‬و‪ 2021/09‬الصادرة في‬
‫القضية عدد ‪ 2018/103‬المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة فاس)‪.‬‬
‫وفي إطار نفس القضية‪ ،‬اعتبرت هيئة الحكم اتخاذ صاحب المشروع إلجراءات من أجل تسوية االختالالت التي انبثقت عنها‬
‫األفعال موضوع المتابعة من قبيل خصم المبالغ الزائدة من مستحقات المتعاقد معه‪ ،‬من ظروف التخفيف التي راعتها عند‬
‫تقديرها لمبلغ الغرامة المحكوم به في حقه (القرار عدد ‪.)2021/06‬‬
‫القواعد المكرسة في مرحلة االستئناف‬
‫يمكن التمييز‪ ،‬في هذا اإلطار بين القواعد ذات الصلة بالمسطرة المتبعة وبين قواعد إسناد المسؤولية بشأن المخالفات المرتكبة‪،‬‬
‫وكذا شروط قيامها‪:‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2574‬‬

‫‪ ‬سالمة إجراءات المتابعة‬


‫اعتبر المجلس أن النيابة العامة ال تتقيد في اتخاذ قرار المتابعة‪ ،‬بما تتضمنه تقارير التفتيش من أفعال أو بالمدة الزمنية التي‬
‫شملها التفتيش الذي أن جزته الجهة المختصة‪ ،‬بالنظر لما لها من سلطة مطلقة إلجراء المتابعة بشأن جميع األفعال التي تبلغ‬
‫إلى علمها‪ ،‬من خالل التقارير أو الشكايات أو الوشايات التي تتوصل بها‪ ،‬أو بناء على المعلومات والوثائق التي يحق لها أن‬
‫تطلبها من الجهات المختصة (قرار عدد ‪/ 2021/01‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 2‬فبراير ‪ 2021‬ملف االستئناف عدد‬
‫‪/2019/313‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة‪-‬تطوان)‪.‬‬
‫كما أن العيوب التي تكون قد طالت مسطرة إنجاز تقارير التفتيش‪ ،‬ال يمكن أن تحول دون فتح النيابة العامة للمتابعات القضائية‪،‬‬
‫مادام أن البحث التمهيدي الذي استند عليه قرار المتابعة تم في احترام تام للمساطر المؤطرة إلجراءات التحقيق المنصوص‬
‫عليها في مدونة المحاكم المالية (قرار عدد ‪ /2022/02‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪ /2022‬ملف االستئناف رقم ‪/2019/312‬‬
‫ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس‪ -‬بولمان)‪ .‬فاألمر بإجراء البحث التمهيدي وإحالة التقرير المنجز‬
‫على إثر ذلك على النيابة العامة‪ ،‬بعد تقديم طلب إحالة القضية إلى المجلس‪ ،‬ال يعتبر عيبا في مسطرة المتابعة‪ ،‬مادام أن المادة‬
‫‪ 12‬من مدونة المحاكم المالية ال تقيد إجراء البحث التمهيدي إال بمراعاة مقتضيات المادة ‪ 58‬من نفس المدونة‪ ،‬التي تفرض‬
‫أن يكون البحث التمهيدي سابقا لقرار الوكيل العام للملك بإجراء المتابعة (قرار عدد ‪ /2022/03‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 7‬يناير‬
‫‪ 2022‬متعلق بملف االستئناف رقم ‪ ،2018/308‬جامعة موالي إسماعيل بمكناس)‪.‬‬
‫‪ ‬تقادم المخالفات أمام المحاكم المالية‬
‫في إطار توضيح المادة ‪ 107‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬التي تنص على أن المخالفات المنصوص عليها في المواد ‪ 54‬و‪55‬‬
‫و‪ 56‬من مدونة المحاكم المالية تتقادم‪ ،‬إذا لم يتم اكتشافها من طرف المجلس أو كل سلطة مختصة‪ ،‬داخل أجل خمس سنوات‬
‫كاملة يبتدئ من التاريخ الذي تكون قد ارتكبت فيه‪ ،‬اعتبر المجلس أن التقادم ال يسري إال على المخالفات التي لم يتم اكتشافها‬
‫داخل هذا األجل‪ ،‬أما المخالفات التي يتم اكتشافها قبل فوات أجل خمس سنوات على تاريخ ارتكابها فال تسري عليها مدة جديدة‬
‫للتقادم ابتداء من تاريخ هذا االكتشاف‪ ،‬إذا لم يتم بشأنها إجراء المتابعة أو التحقيق أو المحاكمة (قرار عدد‬
‫‪/ 2021/11‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 29‬دجنبر ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪/2020/308‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة بالجماعة‬
‫الترابية جرسيف)‪.‬‬
‫ونظرا لكون المخالفات التي من شأنها أن تثير المسؤولية في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬تنتج عن تنفيذ‬
‫العمليات المرتبطة بالتدبير العمومي‪ ،‬فقد اعتبر المجلس أن التقادم يهم كل عملية على حدة‪ ،‬وبالتالي فإنه في حالة تنفيذ صفقة‬
‫عمومية‪ ،‬ال ينتج عن تقادم الفعل المرتبط بالمصادقة والتأشير على هذه الصفقة واألمر بالشروع في التنفيذ تقادم جميع أجزائها‪،‬‬
‫لكون العمليات المتعلقة بتنفيذ الصفقة مستقلة عن بعضها البعض من حيث الزمن وكذا من حيث اآلثار المالية والقانونية التي‬
‫تترتب عنها‪ ،‬وال يمكن اعتبار العمليات الالحقة للمصادقة على الصفقة‪ ،‬مشمولة بالتقادم‪ ،‬ألن الرئيس األول طلب إحالتها إلى‬
‫المج لس األعلى للحسابات قبل مرور خمس سنوات على تاريخ ارتكاب األفعال المعنية (قرار عدد ‪/2021/01‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‬
‫بتاريخ ‪ 2‬فبراير ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪/2019/313‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬
‫لجهة طنجة‪-‬تطوان)‪.‬‬
‫‪ ‬تراكم المتابعات والعقوبات أمام المحاكم المالية‬
‫ال يحول سلك مسطرة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية دون سلك مسطرة التسيير بحكم الواقع‪ ،‬متى توافرت‬
‫العناصر المكونة لهذه األخيرة‪ ،‬وذلك الستقاللية كل مسطرة عن األخرى‪ ،‬من جهة‪ ،‬وعدم وجود أي تراتبية بين االختصاصات‬
‫التي يمارسها المجلس‪ ،‬من جهة أخرى (قرار عدد ‪ 2021/01‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪2019/01‬‬
‫المتعلق بالتسيير بحكم الواقع‪ /‬بمؤسسة عمومية)‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬فإن استناد القرار المستأنف في تحديد مبلغ الغرامة المحكوم بها‪ ،‬على أساس ارتكاب الطاعن مخالفتين‪،‬‬
‫بالرغم من أن المجلس األ على للحسابات اعتبره مسؤوال عن الفعل الوحيد المنسوب إليه‪ ،‬ال يعتبر تطبيقا للعقوبة مرتين عن‬
‫نفس الفعل‪ ،‬ما دام أن الفعل الواحد يمكن أن يتضمن عدة مخالفات يعاقب عليها في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون‬
‫المالية‪( .‬قرار عدد‪/ 2021/01‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م صادر بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪/ 2022‬ملف االستئناف عدد ‪/2019/314‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية‬
‫المتعلقة باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشاوية‪-‬ورديغة)‪.‬‬
‫‪ ‬واجب الحصول على أفضل العروض االقتصادية‬
‫بخصوص تنفيذ النفقات العمومية بواسطة سندات الطلب‪ ،‬اعتبر المجلس بأنه إذا كان الهدف من اللجوء إليها هو تفادي طول‬
‫المسطرة التي تفرضها الطرق العادية إلبرام الصفقات العمومية‪ ،‬فإن هذه السندات تخضع‪ ،‬في المقابل‪ ،‬للمبادئ العامة التي‬
‫تحكم تنفيذ جميع أصناف الطلبيات العمومية‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بواجب إعمال الشفافية في اختيارات صاحب المشروع‪.‬‬
‫فاإلدالء بثالثة سندات مضادة لتبرير الثمن الملتزم به‪ ،‬ال يقوم دليال كافيا على احترام اآلمر بالصرف لمبادئ الشراء العمومي‪،‬‬
‫ما دام أنه لم يتقيد بواجب الحصول على أفضل العروض االقتصادية‪ ،‬حينما قبل بااللتزام بالنفقات العمومية‪ ،‬دون تقييم‬
‫العروض المقدمة من طرف المتنافسين على أساس األسعار المتداولة في السوق وقت إبرام سند الطلب‪ ،‬والتي يتعين على‬
‫‪2575‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫اآلمر بالصرف أن يكون على علم مسبق بها (قرار عدد ‪/ 2020/01‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م عن هيئة الغرف المشتركة بتاريخ ‪ 14‬يناير‬
‫‪/ 2020‬ملف االستئناف عدد ‪/2018/320‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة بالنيابة اإلقليمية للتربية والتكوين بسال)‪.‬‬
‫‪ ‬إنجاز محضر التسلم النهائي قبل تنفيذ مجموع األشغال‬
‫بالرغم من كون عدم تركيب المقاولة لمعدات محطة ضخ المياه فرضته مستجدات تنفيذ األشغال ولم تكن متوقعة عند ابرام‬
‫الصفقة‪ ،‬فإن توافق صاحب المشروع والمقاولة على تكفل هذه األخيرة بإنجاز األعمال المتبقية الحقا ال يبرر اإلشهاد على‬
‫العمل المنجز بمحضر التسلم النهائي‪ ،‬م ادام أنه كان بإمكان صاحب المشروع استصدار أمر بتمديد أجل الضمان إلى غاية‬
‫استيفاء المقاولة اللتزاماتها الواردة بالصفقة (قرار عدد ‪/2019/06‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 11‬يونيو ‪/ 2019‬ملف االستئناف عدد‬
‫‪ ،2018/304‬متعلق بشركة العمران تامسنا)‬
‫‪ ‬مفهوم التأخر في إنجاز األشغال‬
‫يدخل أداء فاتورة خدمات الصيانة واألتعاب التي ينص عليها الفصل ‪ 24‬من دفتر التحمالت لفائدة المكتب الوطني للكهرباء‪،‬‬
‫ضمن االلتزامات الملقاة على عاتق صاحب الصفقة والتي يتوقف عليها تشغيل المنشآت الكهربائية‪ ،‬وبالتالي فإن تأخر المقاول‬
‫في أداء هذه األتعاب يعتبر تأخرا في إنجاز بنود الصفقة المبرمة مع الجماعة‪ ،‬ويستوجب تطبيق الغرامات المنصوص عليها‬
‫في الصفقة (قرار عدد ‪/ 2021/07‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪/2018/319‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية‬
‫المتعلقة بالجماعة الترابية تمصلوحت)‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق غرامات التأخير ال يخضع للسلطة التقديرية لصاحب المشروع‬
‫يندرج االحتساب الصحيح ألجل تنفيذ األشغال ضمن قواعد تصفية النفقات‪ ،‬على اعتبار أن بنود الصفقة حددت أجل التنفيذ‬
‫المتعاقد بشأنه والجزاءات التي قد يتخذها صاحب المشروع في حالة تأخر المقاول في تنفيذ التزاماته التعاقدية (قرار عدد‪:‬‬
‫‪/2019/05‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م صادر بتاريخ ‪ 11‬يونيو ‪ 2019‬ملف االستئناف عدد ‪( 2018/302‬متعلق بشركة العمران تامسنا)‪.‬‬
‫ويعتبر تطبيق غرامات التأخير في حق المقاوالت التي لم تتقيد باآلجال المتعاقد بشأنها لتنفيذ األشغال‪ ،‬من الجزاءات التي‬
‫يتعين على اآلمر بالصرف تطبيقها في حال توفر شروط ذلك‪ ،‬وال يخضع ذلك للسلطة التقديرية لصاحب المشروع‪ ،‬ما دام‬
‫أن هذه الغرامات منصوص عليها في دفتر الشروط الخاصة وتدخل ضمن أسس تصفية النفقات المستحقة للمقاول (قرار عدد‬
‫‪/ 2020/01‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م عن هيئة الغرف المشتركة بتاريخ ‪ 14‬يناير ‪ 2020‬ملف االستئناف عدد ‪/2018/320‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪،‬‬
‫القضية المتعلقة بالنيابة اإلقليمية للتربية والتكوين بسال)‪.‬‬
‫‪ ‬حول قواعد إسناد المسؤولية‬
‫تحديد المسؤول عن تسلم الصفقة‪ :‬يتحمل اآلمر بالصرف المسؤولية عن العمليات المرتبطة بالمهام المسندة إليه بشكل‬
‫حصري‪ ،‬كالمصادقة على محاضر التسلم المؤقت واألمر بأداء النفقات موضوع الكشف التفصيلي األخير‪ ،‬بعد تأكده من‬
‫إنجاز الخدمة طبقا لما هو مطلوب في دفاتر الشروط الخاصة‪ ،‬وال تتأثر هذه المسؤولية بتلك التي يتحملها األشخاص المكلفون‬
‫بالتسلم المادي للعتاد موضوع الصفقة‪ ،‬في إطار تصفيتهم للنفقات المستحقة على الجهاز العمومي‪ .‬فلئن كان أعضاء اللجن‬
‫ا لتقنية التابعة للمركز الجهوي للتكنولوجيا التربوية باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مسؤولين عن اإلشهاد على إنجاز‬
‫الخدمة‪ ،‬من خالل التوقيع على شواهد تسلم العتاد‪ ،‬في إطار تصفية النفقات المستحقة للموردين برسم الكشوف التفصيلية‪ ،‬فإن‬
‫أعضاء اللجنة المكلفة باإلعالن عن التسلم المؤقت‪ ،‬مسؤولون عن تنفيذ المورد اللتزامات الصفقات في مجموعها‪ ،‬من حيث‬
‫مطابقة كل ما تم إنجازه من خدمة لما تم االتفاق عليه في ذات الصفقات (قرار عدد ‪/ 2021/01‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م صادر بتاريخ ‪2‬‬
‫فبراير ‪ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪/2019/313‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة‪-‬‬
‫تطوان)‪.‬‬
‫كما أن تسلم التجهيزات من طرف اللجن التقنية المعهود إليها بمعاينة وتسلم العتاد وتحرير وتوقيع شواهد التسلم‪ ،‬وفق‬
‫مقتضيات البند ‪ 6‬من دفاتر الشروط الخاصة‪ ،‬وتأكيدها أن ما تم تسلمه يتطابق مع المواصفات والخصائص التقنية المتعاقد‬
‫بشأنها ويستجيب لمتطلبات العملية التربوية‪ ،‬ال يعفي الممثل القانوني للجهاز العمومي صاحب المشروع‪ ،‬من إعمال المراقبات‬
‫الالزمة للتأكد من مدى احترام صاحب الصفقة لمجموع االلتزامات المتعاقد بشأنها‪ ،‬خاصة وأن المعني باألمر هو الموقع‬
‫الوحيد على محاضر التسلم (قرار عدد ‪ /2022/02‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م صادر بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪ ،2022‬ملف االستئناف رقم ‪/2019/312‬‬
‫ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس‪ -‬بولمان)‪.‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬يقتضي تنفيذ الصفقات العمومية االلتزام بما تم االتفاق عليه بين صاحب المشروع وصاحب الصفقة‪ ،‬خاصة ما‬
‫يتعلق بضرورة تقيد هذا األخير بإنجاز األشغال أو التوريدات أو الخدمات طبقا للخصائص التقنية المنصوص عليها في هذه‬
‫الصفقات‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن قبول اآلمر بالصرف تسلم عتاد ال يحمل العالمة التجارية المتعاقد بشأنها واإلشهاد بكون العتاد المورد‬
‫يستجيب للشروط التعاقدية‪ ،‬يعتبر إشهادا خاطئا بإنجاز الخدمة ويتعارض مع قواعد تصفية النفقات العمومية ومع قواعد تسلم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬اعتبارا لكون األمر مرتبط بمقتضيات تعاقدية وجب االلتزام بها‪ ،‬وأن تغيير نوع العالمة التجارية المتفق‬
‫عليها ال يتم إال بإبرام عقد ملحق (قرار عدد ‪ /2022/03‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪ 2022‬لف االستئناف رقم ‪2018/308‬‬
‫(متعلق بجامعة موالي إسماعيل بمكناس)‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2576‬‬

‫حالة االستعجال ال تبرر خرق القانون‪ :‬تنفيذ المشاريع المرتبطة بفك العزلة عن العالم القروي ال يشكل ظرفا قاهرا من شأنه‬
‫تبرير الحيد عن القواعد التي تحكم تنفيذ النفقات والطلبيات العمومية‪ ،‬ما دام أن المشرع أخذ الظروف المتسمة باالستعجال‬
‫بعين االعتبار‪ ،‬حينما نص على إمكانية اللجوء إلى الصفقات التفاوضية‪( .‬قرار عدد ‪/ 2021/07‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 19‬ماي‬
‫‪/ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪/2018/319‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة بالجماعة الترابية تمصلوحت)‪.‬‬
‫المسؤولية عن فعل الغير‪ :‬توقيع المدير التجاري لشركة على عقود تفويت البقع األرضية‪ ،‬ال يعفي المدير العام لنفس الشركة‬
‫من المسؤولي ة عن المخالفة المرتكبة‪ ،‬لكون التفويض الممنوح للمدير التجاري يتم تحت مسؤوليته‪ .‬كما أن المسؤولية عن‬
‫المخالفات التي يرتكبها المدبر العمومي ال تفترض وجوبا العلم المسبق بها‪ ،‬فالدفع بعدم العلم الذي من شأنه أن ينفي المسؤولية‬
‫يستدعي تبيان االحتياطات المتخذة بغرض تفادي وقوع هذه المخالفات في إطار المهام اإلشرافية لهذا المدبر (قرار عدد‬
‫‪/2019/03‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م بتاريخ ‪ 3‬يوليو ‪ 2019‬ملف االستئناف عدد ‪ 2018/301‬متعلق بشركة العمران تامسنا)‪.‬‬
‫وفي نفس االتجاه‪ ،‬يعتبر القابض الجماعي مسؤوال عن المخالفات التي يرتكبها وكيل المداخيل‪ ،‬إذا لم يقم بأعمال المراقبة‬
‫المنوطة به‪ ،‬بالنظر لكون هذا األخير يعمل لحساب القابض وتحت مراقبته‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن المسؤولية التي يتحملها وكيل‬
‫المداخيل عن األخطاء التي تعتري تصفية المداخيل المحصلة‪ ،‬ال تحول دون مساءلة القابض عن نفس الفعل‪ ،‬إال إذا أثبت أنه‬
‫قام بالمراقبات الالزمة للتأكد من القبض القانوني للمداخيل المعهود إليه بتحصيلها (قرار عدد ‪/ 2021/03‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م عن‬
‫غرفة االستئناف بتاريخ ‪ 10‬نونبر ‪ 2020‬ملف االستئناف عدد ‪/2018/316‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة بالجماعة الترابية‬
‫أقواس بريش)‪.‬‬
‫مسؤولية المحاسب العمومي في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ :‬ال يقتصر دور القابض على التأكد من‬
‫أن دفعات وكيل المداخيل قد أنجزت في التواريخ المعنية وأنها تطابق المحصوالت اإلجمالية المقبوضة‪ ،‬بل يتعداه إلى واجب‬
‫إجراء المراقبة على قانونية التحصيل‪ ،‬استنادا إلى مقتضيات المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 61.99‬المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين‬
‫بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين (قرار عدد ‪/ 2021/03‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م عن غرفة االستئناف بتاريخ ‪ 10‬نونبر ‪2020‬‬
‫ملف االستئناف عدد ‪/2018/316‬ت‪.‬م‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬القضية المتعلقة بالجماعة الترابية أقواس بريش)‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬تكريس مبدأ المساءلة في إطار اختصاص التدقيق والبت في الحسابات‬
‫تتولى المحاكم المالية‪ ،‬في إطار دعوى تلقائية بحكم القانون‪ ،‬التدقيق والتحقيق والبت في حسابات األجهزة العمومية الخاضعة‬
‫لهذا االختصاص التي يدلي بها المحاسبون العموميون عن عمليات المداخيل والنفقات‪ ،‬وكذا عمليات الصندوق المنجزة من‬
‫طرفهم‪ ،‬وذلك بواسطة أحكام وقرارات نهائية تثبت ما إذا كان المحاسب العمومي بريء الذمة أو في حسابه عجز أو فائض‪.‬‬
‫أ‪ .‬تحسن مستمر في نسب اإلدالء بالحسابات‬
‫طبقا للمادتين ‪ 25‬و‪ 126‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬يُلزم محاسبو مرافق الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية‬
‫الوطنية أو المحلية‪ ،‬التي تتوفر على محاسب عمومي‪ ،‬بتقديم الحسابات أو البيانات المحاسبية والمستندات المثبتة إلى المجلس‬
‫األعلى للحسابات أو المجلس الجهوي للحسابات‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬داخل اآلجال ووفق األشكال المقررة في النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫وإذا لم يقدم المحاسب العمومي الحسابات أو البيانات المحاسبية أو المستندات المثبتة إلى المحاكم المالية في اآلجال المقررة‪،‬‬
‫جاز للرئيس األول أو رئيس المجلس الجهوي للحسابات بالتماس‪ ،‬على التوالي‪ ،‬من الوكيل العام للملك أو وكيل الملك‪ ،‬بموجب‬
‫المادتين ‪ 29‬و‪ 128‬من مدونة المحاكم المالية أن يوجه إلى المحاسب العمومي أوامر بتقديم الوثائق المشار إليها أعاله وأن‬
‫يحكم عليه في حالة عدم تقديم تلك الوثائق بغرامة قد يبلغ حدها األقصى ألف درهم‪ .‬كما يجوز للرئيس األول أو رئيس المجلس‬
‫الجهوي باإلضافة إلى ذلك أن يحكم عليه بغرامة تهديدية أقصاها خمسمائة درهم عن كل شهر من التأخير‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬بلغ عدد الحسابات المدلى بها للمحاكم المالية خالل سنة ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 1.800‬حسابا‪ ،‬منها ‪1.142‬‬
‫حسابا تتعلق بالسنة المالية ‪.2020‬‬
‫وسعيا منه نحو تجويد عمليات اإلدالء بالحسابات‪ ،‬باشر المجلس األعلى للحسابات بتنسيق مع مصالح وزارة االقتصاد‬
‫والمالية‪ ،‬مجموعة من التدابير الرامية إلى نزع الطابع المادي عن الحسابات التي يتعين االدالء بها ورقمنتها‪ ،‬حيث قطعت‬
‫هذه العملية أشواطا مهمة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد شرع المحاسبون العموميون التابعون إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في‬
‫تقديم حساباتهم في شكلها الرقمي‪ ،‬كما تم اتخاذ مجموعة من اإلجراءات المماثلة بالنسبة لحسابات المحاسبين التابعين للمديرية‬
‫العامة للضرائب وكذا بعض أصناف المحاسبين التابعين للخزينة العامة للمملكة في أفق تعميم هذه العملية على جميع المحاسبين‬
‫العموميين‪.‬‬
‫وعلى المستوى الجهوي‪ ،‬ومن أجل ضمان االنتظام في تقديم الحسابات والبيانات المحاسبية من طرف المحاسبين العموميين‬
‫في اآلجال المقررة‪ ،‬اعتمدت المحاكم المالية مقاربة تواصلية من خالل تنظيم اجتماعات مع المسؤولين اإلقليميين والجهويين‬
‫للخزينة العامة للمملكة قصد دراسة اإلكراهات التي تعيق عمليات اإلدالء بالحسابات وإيجاد الحلول الكفيلة بتجاوزها‪ ،‬وكذا‬
‫توجيه مراسالت في الموضوع إلى المحاسبين المعنيين بالتأخير أو إلى رؤسائهم التسلسليين‪.‬‬
‫‪2577‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ب‪ .‬نتائج التدقيق والتحقيق والبت في الحسابات‬


‫طبقا لمقتضيات المادتين ‪ 30‬و‪ 128‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬يقوم المستشارون المقررون بالتدقيق والتحقيق في الحسابات‬
‫والبيانات المحاسبية المسندة إليهم في إطار البرامج السنوية المعتمدة من طرف المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية‬
‫للحسابات‪.‬‬
‫وتكون مسطرة التحقيق كتابية وتواجهية‪ ،‬ويتحتم فيها مشاركة األطراف المعنية بالتحقيق‪ ،‬بما في ذلك اآلمر بالصرف‬
‫والمراقب والمحاسب العمومي أو أي مسؤول آخر‪ ،‬والذين يتوجب عليهم تقديم جميع التوضيحات أو التبريرات التي يراها‬
‫المستشار المقرر ضرورية‪ ،‬وذلك في حدود الصالحيات المخولة إلى كل واحد منهم‪ ،‬والوثائق التي هم ملزمون بحفظها‬
‫تطبيقا للمقتضيات التنظيمية الجاري بها العمل‪ .‬كما يمكن في إطار التحقيق القيام في عين المكان بجميع التحريات التي يراها‬
‫المستشار المقرر ضرورية إلنجاز مهمته‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من التدقيق والتحقيق في الحسابات‪ ،‬يعد المستشار المقرر تقريرين اثنين‪ ،‬يتضمن األول نتائج التحقيق المتعلقة‬
‫بالحساب أو البيان المحاسبي المقدم من طرف المحاسب العمومي‪ ،‬ويبرز‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬المالحظات المتعلقة بالوقائع التي‬
‫من شأنها أن تثبت مسؤولية اآلمر بالصرف والمراقب والمحاسب العمومي في نطاق االختصاصات القضائية للمجلس‪ ،‬فيما‬
‫يعرض المستشار المقرر في تقريره الثاني المالحظات المتعلقة بتسيير المرفق أو المؤسسة أو المقاولة العمومية المعنية‬
‫والخاضعة الختصاص المجلس في مجال مراقبة التسيير‪.‬‬
‫ويخضع البت في حسابات المحاسبين العموميين من طرف المحاكم المالية لمسطرة قضائية تتسم بكونها كتابية وسرية‬
‫وتواجهية على أساس قاعدة القرار المزدوج التي تقتضي‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 37‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬البت في الحساب على‬
‫مرحلتين تمهيدية ونهائية‪ ،‬في حالة إذا ما ثبت للمجلس أو المجلس الجهوي المختص وجود مخالفات ناتجة عن عدم اتخاذ‬
‫اإلجراءات التي يتوجب على المحاسب العمومي القيام بها في مجال تحصيل الموارد أو عدم قيامه بأعمال مراقبة صحة النفقة‬
‫عمال بالقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة‪ ،‬توجه المحكمة المالية المختصة أمرا للمحاسب العمومي بواسطة قرار‪/‬حكم تمهيدي بتقديم تبريراته كتابة‪،‬‬
‫أو عند عدم تقديمها بإرجاع المبالغ التي يصرح بها المجلس كمستحقات للجهاز العمومي المعني‪ ،‬وذلك داخل أجل تحدده‬
‫الهيئة على أال يقل عن ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ تبليغ القرار التمهيدي‪ .‬وعند انصرام هذا األجل‪ ،‬يتخذ المجلس كل إجراء‬
‫يراه مناسبا في انتظار أن يبت في القضية بقرار‪/‬حكم نهائي داخل أجل أقصاه سنة ابتداء من تاريخ صدور القرار‪/‬الحكم‬
‫التمهيدي‪ .‬أما إذا لم يسفر التدقيق والتحقيق في الحساب عن ارتكاب أية مخالفة‪ ،‬يتم البت في الحساب أو الوضعية المحاسبية‬
‫بقرار‪/‬حكم نهائي‪.‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ 40‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬تثبت القرارات واألحكام النهائية الصادرة عن المحاكم المالية في مادة التدقيق‬
‫والبت في الحسابات‪ ،‬ما إذا كان المحاسب العمومي بريء الذمة أو في حسابه عجز أو فائض‪.‬‬
‫أما من حيث األعمال المنجزة في إطار التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬فقد قام المجلس بتدقيق ما مجموعه ‪ 1.400‬حساب‪،‬‬
‫أسفرت عن إعداد ‪ 249‬مذكرة مالحظات‪ ،‬بُ ِّلّ َغ منها عند نهاية سنة ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 150‬مالحظة‪ .‬أما على مستوى البت‬
‫في الحسابات‪ ،‬فقد أصدر المجلس ‪ 31‬قرارا تمهيديا و‪ 77‬قرارا نهائيا‪ ،‬تم بمقتضاها التصريح بعجز بمبلغ إجمالي قدره‬
‫‪ 2.585.000,41‬درهم‪.‬‬
‫أما المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬فقد أصدرت‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه ‪ 260‬حكما تمهيديا و‪ 2.209‬حكما نهائيا‪ ،‬منها‬
‫‪ 2.067‬حكما بإبراء الذمة و‪ 142‬حكما يقضي بوجود عجز في حسابات المحاسبين العموميين‪ ،‬حيث بلغ مجموع مبالغ العجز‬
‫المحكوم بها ‪ 16.039.590,35‬درهم ‪ .‬كما تجدر اإلشارة في هذا اإلطار‪ ،‬إلى أن المحاسبين العموميين قاموا بتحصيل ما‬
‫مجموعه ‪ 7.135.474,54‬درهم على إثر توصلهم بمذكرات مالحظات أو بأحكام تمهيدية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باستئناف القرارات واألحكام الصادرة في ميدان التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬فقد بلغ عدد الملفات التي كانت‬
‫رائجة أمام هيئة الغرف المشتركة عند بداية سنة ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 07‬ملفات كما توصلت خالل نفس السنة بسبعة ملفات‬
‫جديدة‪ ،‬وقد بتت الهيئة في ‪ 07‬ملفات بينما كانت ‪ 05‬ملفات جاهزة للبت عند نهاية السنة‪.‬‬
‫وبخصوص غرفة االستئناف‪ ،‬فقد بلغ عدد الملفات المعروضة عليها خالل سنة ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 154‬ملفا‪ ،‬منها ‪ 72‬ملفا‬
‫كان رائجا عند بداية السنة و‪ 82‬طلب استئناف جديد‪ .‬وقد أصدرت الغرفة خالل السنة المذكورة ‪ 37‬قرارا بشأن هذه الملفات‪،‬‬
‫بينما بلغ عدد الملفات الجاهزة للبت‪ ،‬عند متم السنة‪ ،‬ما مجموعه ‪ 26‬ملفا‪.‬‬
‫وفي مجال التسيير بحكم الواقع‪ ،‬باإلضافة إلى اإللزام التشريعي للمحاسبين العموميين باإلدالء بحساباتهم للمحاكم المالية‪،‬‬
‫يمكن لهذه األخيرة‪ ،‬بواسطة أحكام وقرارات قضائية‪ ،‬إلزام أشخاص آخرين غير خاضعين مبدئيا الختصاصها في إطار‬
‫التدقيق والبت في الحسابات باإلدالء بحسابات استعمالهم لألموال العمومية في حال ثبوت تدخلهم في العمليات المالية لألجهزة‬
‫العمومية الخاضعة لرقابتها دون التوفر على األهلية لذلك‪ ،‬وفقا للتعريف الوارد في المادة ‪ 41‬من مدونة المحاكم المالية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2578‬‬

‫وبالرغم من أن دعوى التسيير بحكم الواقع تندرج في إطار البت في الحسابات‪ ،‬إال أنها ليست دعوى تلقائية‪ ،‬بل تتم إحالتها‬
‫على المحكمة المالية المختصة من طرف النيابة العامة‪ ،‬وذلك بواسطة مقرر إحالة سواء من تلقاء نفسها أو بناء على طلب‬
‫إحدى السلطات الواردة في المادة ‪ 42‬من مدونة المحاكم المالية (بالنسبة للمجلس األعلى للحسابات) وفي المادة ‪ 132‬من نفس‬
‫المدونة (بالنسبة للمجالس الجهوية للحسابات)‪ ،‬بصرف النظر عن حق المحكمة المالية المختصة في التصدي للنظر فيها‬
‫بصفة مباشرة‪ ،‬استنادا إلى اإلثباتات المنجزة بمناسبة التدقيق في الحسابات أو البيانات المحاسبية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يخضع‬
‫األشخاص المصرح بهم محاسبين بحكم الواقع لنفس االلتزامات والمسؤوليات التي يتحملها المحاسبون العموميون النظاميون‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى القضايا الرائجة أمام المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬في إطار هذا االختصاص‪ ،‬والتي بلغت ما مجموعه سبع‬
‫حاالت (‪ ،)07‬أصدرت غرفة االستئناف بالمجلس القرار النهائي عدد ‪/126‬ب‪.‬ح بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ 2021‬بالتصريح بحالة‬
‫التسيير بحكم الواقع بشأن بعض العمليات المتعلقة بالتسيير المالي لمؤسسة عمومية بمبلغ قدره ‪1.795.500,00‬درهم‪.‬‬
‫ج‪ .‬طبيعة المخالفات‬
‫في مجال المداخيل‪ ،‬أبانت الممارسة القضائية للمحاكم المالية على أن المخالفات التي شكلت موضوع أحكام وقرارات بالعجز‪،‬‬
‫خالل الفترة المعنية‪ ،‬تتعلق بحاالت عدم اتخاذ المحاسبين العموميين لإلجراءات الواجبة في مجال تحصيل المداخيل‪،‬‬
‫والمنصوص عليها في القانون رقم ‪ 15.97‬المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وترتب عن هذا اإلغفال تقادم هذه الديون‬
‫أو عدم قابليتها للتحصيل‪.‬‬
‫أما في مجال أداء النفقات‪ ،‬فإن أغلب الحاالت التي تم الحكم في إطارها بالعجز في حسابات المحاسبين العموميين تتعلق بشكل‬
‫أساسي بعدم مراقبة صحة حسابات تصفية مبالغ بعض النفقات المؤداة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة الحتساب أتعاب المهندس‬
‫المعماري في إطار صفقات األشغال أو عدم خصم غرامات التأخير أو أخطاء مرتبطة بعدم احتساب النسبة الصحيحة المطبقة‬
‫برسم الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫د‪ .‬تكريس مبادئ وقواعد حماية حقوق األجهزة العمومية وضمان صحة نفقاتها‬
‫كرست القرارات الصادرة عن غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات وعن هيئة الغرف المشتركة‬
‫مجموعة من المبادئ والقواعد سواء فيما يتعلق بالمسطرة المتبعة في مجال التدقيق والبت في حسابات المحاسبين العموميين‬
‫والمحاسبين بحكم الواقع‪ ،‬أو على صعيد قيام المخالفات المنشئة للمسؤولية المالية والشخصية أمام القاضي المالي في مادة‬
‫التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬وكذا قواعد إسناد المسؤولية بشأن هذه المخالفات‪:‬‬
‫حول المسطرة‬
‫بشأن إعمال المسطرة التواجهية‪ :‬في هذا اإلطار‪ ،‬كرس المجلس القاعدة التي تفيد بأن إصالح األخطاء المادية ال يؤدي إلى‬
‫إلغاء اآلثار التي يرتبها المقرر القضائي‪ ،‬إال في حدود ما تم إصالحه‪ .‬لذلك فإن القرار التمهيدي األول‪ ،‬الذي تم بمقتضاه‬
‫توجيه أمر للمحاسب لإلدالء بتبريراته حول تقادم الدين الضريبي‪ ،‬هو الذي يجب أخذه بعين االعتبار عند احتساب أجل الخمس‬
‫سنوات المنصوص عليه في الفقرة الثانية من المادة ‪ 107‬من مدونة المحاكم المالية‪ .‬وفي سياق آخر‪ ،‬ليس من شأن عدم توصل‬
‫المحاسب شخصيا بمذكرة المالحظات إعابة المسطرة التواجهية‪ ،‬ما دام أن المالحظات تبلغ للمركز المحاسبي المعني‪ ،‬وأن‬
‫المحاسب توصل شخصيا بالقرار التمهيدي الذي تضمن األمر الموجه إليه وقدم أجوبته عن هذا األمر (قرار عدد ‪2021/05‬‬
‫بتاريخ ‪ 04‬يونيو ‪/ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/04‬حساب قباضة سوق األربعاء الغرب‪/‬السنة المالية ‪.)2010‬‬
‫آجال البت في الحسابات‪ :‬في إطار تطبيق مقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 107‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬اعتبر المجلس‬
‫أن صدور الحكم المستأنف بعد مرور أزيد من سنة على تاريخ إصدار الحكم التمهيدي‪ ،‬ال يعتبر مبررا للطعن في صحة‬
‫الحكم المعني‪ ،‬وإن كان يتجاوز األجل المحدد بمقتضى المادة ‪ 37‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬ما دام أن األجل المذكور يهم‬
‫فقط تنظيم العمل داخل المجلس‪ ،‬ولم يرتب المشرع أي جزاء عن عدم احترامه (قرار عدد ‪ 2021/07‬بتاريخ ‪ 30‬مارس‬
‫‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/27‬حساب الجماعة الترابية بوذنيب‪/‬السنة المالية ‪.)2014‬‬
‫بشأن المخالفات المستوجب للحكم بالعجز في حسابات المحاسبين العموميين‬
‫تشمل القواعد المكرسة في هذا اإلطار اإلجراءات المتخذة من طرف المحاسبين العموميين في مجال تحصيل المداخيل ونطاق‬
‫مراقبة صحة النفقة‪ ،‬وتحديد مبلغ العجز المحكوم به‪.‬‬
‫إجراءات التحصيل‪ :‬بشأن تحديد المقصود بإجراءات التحصيل‪ ،‬اعتبرت غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس‬
‫الجهوية للحسابات أن توجيه طلب معلومات من طرف المحاسب إلى السلطات المحلية يندرج ضمن حق االطالع المخول‬
‫للمحاسبين المكلفين بالتحصيل بمقتضى المواد من ‪ 128‬إلى ‪ 130‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وال يدخل ضمن‬
‫إجراءات التحصيل الجبري القاطعة للتقادم ‪ .‬كما ال يمكن االعتداد بإجراءات التفتيش التي قام بها المحاسب‪ ،‬ألنه لم يكن من‬
‫شأنها أن تؤثر في الوضعية القانونية لهذه الديون بعد أن لحقها التقادم‪ ،‬بالنظر إلى كون المحاسب يفقد الحق في اللجوء إلى‬
‫‪2579‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫إجراءات التحصيل الجبري بغرض تحصيل الديون المتقادمة (قرار عدد ‪ 2021/04‬بتاريخ ‪ 04‬يونيو ‪/ 2021‬ملف االستئناف‬
‫عدد ‪ ،2019/07‬حساب قباضة جرسيف‪/‬السنوات المالية ‪ 2011‬و‪ 2012‬و‪.)2013‬‬
‫الديون الناتجة عن الكراء‪ :‬تندرج الديون المترتبة عن كراء المحالت المخصصة لممارسة نشاط مهني ضمن الديون المستحقة‬
‫لفائدة الجماعات ا لمحلية وهيئاتها‪ ،‬وبالتالي فهي تعتبر ديونا عمومية يعهد بقبضها للمحاسبين المكلفين بالتحصيل‪ ،‬مادام أن‬
‫المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 15.97‬المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬ال تستثني من نطاق تطبيق مقتضيات هذه المدونة‬
‫أي دين عمومي مستحق لفائدة األجهزة العمومية‪ ،‬ما عدا ديون المؤسسات العمومية ذات الصبغة التجارية (قرار عدد‬
‫‪ 2021/02‬بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪/2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/17‬حساب الجماعة الترابية تويسيت‪ /‬السنة المالية ‪.)2013‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإن الدفع بإدراج الديون المترتبة عن كراء المحالت التابعة للجماعة الترابية بغرض ممارسة نشاط تجاري أو‬
‫مهني ضمن الديون المستحقة للمؤسسات العمومية‪ ،‬وبالتالي استثناؤها من تطبيق مقتضيات مدونة التحصيل‪ ،‬ال يستند إلى أي‬
‫أساس‪ ،‬لكون الجماعات الترابية‪ ،‬وإن كانت تدخل ضمن األجهزة العمومية‪ ،‬فإنها ال تعتبر مؤسسات عمومية بالمفهوم القانوني‬
‫(قرار عدد ‪ 2021/08‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪/ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/32‬حساب الجماعة الترابية الحاجب‪/‬السنة‬
‫المالية ‪.)2014‬‬
‫القوة التنفيذية لألمر بالمداخيل‪ :‬تخول عقود الكراء المتعلقة باألمالك الخاصة للجماعة الترابية لرئيس هذه األخيرة‪ ،‬طرح‬
‫النزاع أمام المحكمة المختصة‪ ،‬في حالة إخالل المكتري بالتزاماته‪ ،‬غير أن اللجوء إلى القضاء يهم أساسا النزاعات المتعلقة‬
‫بتطبيق البنود األخرى للعقد‪ ،‬غير تلك المرتبطة باستيفاء الوجيبة الكرائية‪ ،‬الصادر بشأنها أمر بالمداخيل‪ ،‬فهذا األخير يكتسب‬
‫القوة التنفيذية بمجرد إصداره من طرف اآلمر بالصرف وال يحتاج تنفيذه إلى إصدار حكم قضائي في الموضوع (قرار عدد‬
‫‪ 2021/09‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/21‬حساب الجماعة الترابية إملشيل ‪ /‬السنة المالية ‪.)2012‬‬
‫ووفقا لذلك‪ ،‬ال يمكن للمحاسب العمومي الدفع بعدم إعمال اآلمر بالصرف للتدابير المنصوص عليها في عقد الكراء لتبرير‬
‫عدم اتخاذ اإلجراءات الضرورية لتحصيل الديون العمومية الناتجة عن هذا العقد (قرار عدد ‪ 2021/04‬بتاريخ ‪ 25‬مارس‬
‫‪/ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/18‬حساب الجماعة الترابية تويسيت‪/‬السنة المالية ‪)2014‬؛‬
‫إلغاء الديون العمومية وأثره على مسؤولية المحاسب‪ :‬إن القرارات التي يمكن أن تصدر عن السلطات المختصة بالبت في‬
‫طلبات إلغاء الديون العمومية‪ ،‬ال يمكن أن تؤثر على المقررات القضائية الصادرة عن المحاكم المالية والتي تكون قد صرحت‬
‫بمسؤولية المحاسب بسبب تقادم هذه الديون‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإنه ال يمكن إبراء المحاسب من مسؤوليته عن تقادم الدين حتى في‬
‫حالة قبول طلب إلغائه (قرار عدد ‪ 2021/02‬بتاريخ ‪ 07‬ماي ‪/ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/05‬حساب قباضة جرسيف‬
‫‪/‬السنة المالية ‪.)2011‬‬
‫كذلك‪ ،‬ال يمكن الدفع بمقتضيات القانون رقم ‪ ،120.12‬بتاريخ ‪ 8‬فبراير ‪ ،2013‬المتعلق بإلغاء الزيادات والغرامات والذعائر‬
‫وصوائر التحصيل الخاصة بالديون المستحقة للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات لتبرير عدم اتخاذ اإلجراءات بغرض‬
‫تحصيل أصل الرسوم والحقوق والمساهمات واألتاوات المستحقة قبل فاتح يناير ‪ ،2013‬أو منعها من التقادم‪ ،‬ألن اإللغاء‬
‫المنصوص عليه بهذا القانون ينصب على الزيادات والغرامات والذعائر وصوائر التحصيل وال يهم أصل الدين (قرار عدد‬
‫‪ 2021/31‬بتاريخ ‪ 21‬شتنبر ‪ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2021/12‬حساب الجماعة الترابية بنسليمان‪/‬السنتان الماليتان‬
‫‪ 2012‬و‪.)2013‬‬
‫نطاق مراقبة صحة النفقة‪ :‬إن التأشير على أداء نفقة‪ ،‬دون إثارة االنتباه إلى األخطاء التي تعتري تصفيتها‪ ،‬يشكل مخالفة‬
‫ناتجة عن عدم إعمال مراقبة صحة النفقة‪ ،‬وعلى الخصوص عدم التأكد من صحة حسابات التصفية‪ ،‬وال يمكن تكييف هذه‬
‫العملية بأنها تدخل في إطار مراقبة مشروعية النفقة‪ ،‬على اعتبار أن المقتضى القانوني الذي استند إليه الحكم المستأنف يحدد‬
‫أحد عناصر التصفية التي يجب أخذها بعين االعتبار في تحديد المبلغ المستحق على الجماعة‪ ،‬وال يمكن لآلمر بالصرف تغيير‬
‫هذا المقتضى بواسطة الئحة للموظفين واألعوان‪ ،‬والتي لها طابع الوثيقة المحددة لعناصر التصفية وال تعتبر قرارا إداريا من‬
‫شأنه إنشاء حقوق أو امتيازات إضافية لفائدة الموظفين واألعوان المرسمين (قرار عدد ‪ 2021/07‬بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪/2021‬‬
‫ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/27‬حساب الجماعة الترابية بوذنيب‪/‬السنة المالية ‪)2014‬؛‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬يستلزم التأكد من صحة حسابات التصفية معرفة األسس المعتمدة في احتساب النفقة والتأكد من مدى مطابقتها‬
‫للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬وبالتالي فإن أداء المبلغ المقابل للزيادة في حجم االشغال‪ ،‬في غياب األمر بالخدمة‬
‫المحدد ألسس تصفية المبلغ الواجب أداؤه‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بكمية األشغال المراد إنجازها والمبلغ األقصى الذي ال يجب أن‬
‫تتجاوزه هذه األشغال‪ ،‬يجعل المحاسب مسؤوال شخصيا وماليا عن عدم مراقبة صحة النفقة (قرار عدد ‪ 2021/21‬بتاريخ ‪30‬‬
‫مارس ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/25‬حساب الجماعة الترابية إعزانن‪/‬السنة المالية ‪.)2015‬‬
‫ووفقا لذلك‪ ،‬ال تقتصر مراقبة صحة النفقة من حيث صحة حسابات التصفية‪ ،‬على مراقبة صحة العمليات الحسابية‪ ،‬عبر‬
‫مقارنة المبلغ الواجب أداؤه مع المبلغ المضمن بالوثائق المثبتة‪ ،‬بل تقتضي التأكد كذلك من تصفية النفقة استنادا إلى األسس‬
‫المحددة بمقتضى القوانين واألنظمة الجاري بها العمل (قرار عدد ‪ 2021/26‬بتاريخ ‪ 14‬شتنبر ‪/2021‬ملف االستئناف عدد‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2580‬‬

‫‪ ،2020/19‬حساب الجماعة الترابية إيموزار مرموشة‪ /‬السنة المالية ‪ .)2011‬فإصدار األمر باألداء يتم بناء على نتائج‬
‫التصفية التي تتوالها المصالح التابعة لآلمر بالصرف‪ ،‬وبالتالي فإن المحاسب العمومي ملزم بمراقبة مدى صحة األسس التي‬
‫استندت عليها التصفية قبل التأشير على األداء‪ ،‬كما تفرض ذلك مقتضيات المادة ‪ 74‬من المرسوم رقم ‪ 2.09.441‬بتاريخ ‪17‬‬
‫محرم ‪ 03( 1431‬يناير ‪ ،)2010‬بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها‪( .‬قرار عدد ‪ 2021/22‬بتاريخ‬
‫‪ 8‬أبريل ‪/ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/26‬متعلق بحساب الجماعة الترابية أغبال‪/‬السنة المالية ‪)2013‬؛‬
‫الوثائق المحددة ألسس التصفية‪ :‬يتحمل المحاسب المكلف باألداء المسؤولية الشخصية والمالية في حالة التأشير على أداء‬
‫نفقة في غياب أسس تصفية هذه األخيرة‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدالء بشهادة إدارية‪ ،‬يشير فيها اآلمر بالصرف على الخصوص‪ ،‬إلى‬
‫أنه تم اعتماد الفواتير المقدمة من طرف الممونين كأسس لتصفية هذه النفقات‪ ،‬وأن هذه الفواتير تبين عدد الوجبات المقدمة‬
‫واألثمنة المطبقة للحصول على المبالغ االجمالية للحواالت‪ ،‬ال يمكن أن تعفي المحاسب من هذه المسؤولية‪ ،‬في غياب سندات‬
‫الطلب ‪ ،‬باعتبارها الوثائق المحاسبية المحددة ألسس تصفية النفقة والمرجع الذي يتم على أساسه التأكد من صحة الحسابات‬
‫المضمنة باألوامر باألداء (قرار عدد ‪ 2021/03‬بتاريخ ‪ 07‬ماي ‪ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/06‬الخزينة اإلقليمية‬
‫لتزنيت برسم السنتين الماليتين ‪ 2010‬و‪.)2011‬‬
‫إذا كان المحاسب العمومي ملزما بالقيام بأعمال مراقبة صحة النفقة بناء على الوثائق المثبتة المرفقة بحواالت األداء‪ ،‬فإنه‬
‫غير ملزم بالتأكد من مدى إمكانية إنجاز األشغال خالل مدة معينة‪ ،‬مادام أن طبيعة المهام الرقابية المسندة إليه‪ ،‬ال تخول له‬
‫الخوض في األمور المرتبطة بمراقبة اإلنجاز المادي للخدمة (قرار عدد ‪ 2021/24‬بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ /2021‬ملف االستئناف‬
‫عدد ‪ ،2018/11‬حساب الجماعة الترابية البرج ‪ /‬السنة المالية‪.)2012‬‬
‫تحديد تاريخ انتهاء أشغال الصفقة‪ :‬إن تاريخ إنجاز المحضر الذي يتم بواسطته اإلعالن عن التسلم‪ ،‬ال يوافق بالضرورة‬
‫تاريخ االنتهاء الفعلي لألشغال‪ ،‬وبالتالي فإن إقرار صاحب المشروع بكون صاحب الصفقة انتهى من إنجاز األشغال داخل‬
‫األجل المتفق عليه‪ ،‬يبرئ المقاول من التزاماته بخصوص أجل التنفيذ‪ ،‬حتى وإن أنجز محضر التسلم بتاريخ الحق النتهاء‬
‫األشغال‪ ،‬مما يجعل مساءلة المحاسب عن عدم تطبيق غرامات التأخير‪ ،‬غير ذات أساس (قرار عدد ‪ 2021/21‬بتاريخ ‪30‬‬
‫مارس ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/25‬حساب الجماعة الترابية إعزانن‪/‬السنة المالية ‪.)2015‬‬
‫حول قواعد إسناد المسؤولية المالية والشخصية‬
‫في هذا المجال‪ ،‬ك رست غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬عند النظر في طلبات االستئناف‬
‫المرفوعة أمامها‪ ،‬القواعد والمبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 125‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬فإنه ال يمكن إثارة مسؤولية المحاسب عن تقادم‬
‫إجراءات تحصيل الديون العمومية خالل الفترة السابقة لتاريخ تعيينه بالمركز المحاسبي‪ ،‬ألن المسؤولية في هذه‬
‫الحالة يتحملها المحاسب الذي ترك أجل التقادم يمر من غير أن يتخذ اإلجراءات الكفيلة بتحصيل الدين أو قطع‬
‫أجل التقادم (قرار عدد ‪ 2021/05‬بتاريخ ‪ 04‬يونيو ‪/2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/04‬حساب قباضة سوق‬
‫األربعاء الغرب‪/‬السنة المالية ‪ .)2010‬وبالتالي‪ ،‬فإن مساءلة المحاسب عن عدم اتخاذ إجراءات التحصيل التي هو‬
‫ملزم بها في مجال تحصيل المداخيل‪ ،‬طبقا لمقتضيات المادة ‪ 37‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬بالرغم من أن الدين‬
‫المعني لم يطله التقادم الرباعي خالل السنة المالية التي تم البت في الحساب المتعلق بها‪ ،‬يجعل الحكم المستأنف‬
‫مستندا إلى تعليل مخالف للقانون (قرار عدد ‪ 2021/19‬بتاريخ ‪ 25‬فبراير ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد‬
‫‪ ،2019/11‬حساب الجماعة الترابية تكوست‪/‬السنة المالية ‪)2014‬؛‬
‫‪ -‬إن عدم إبداء المحاسب‪ ،‬عقب تسلم مهامه كقابض جديد للجماعة‪ ،‬ألي تحفظات على الديون التي قد تكون غير‬
‫قابلة للتحصيل ‪ ،‬وخالل المدة الممنوحة له للقيام بذلك‪ ،‬يعتبر قبوال بتحمل مسؤولية تحصيل هذه الديون مكان‬
‫المحاسب السلف (قرار عدد ‪ 2021/09‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/21‬حساب‬
‫الجماعة الترابية إملشيل‪/‬السنة المالية ‪)2012‬؛‬
‫‪ -‬تقادم الديون العمومية هو واقعة يعاينها قاضي الحسابات من تلقاء نفسه‪ ،‬ويعتمدها كأساس إلثارة المسؤولية‬
‫الشخصية والمالية للمحاسب العمومي‪ ،‬إذا لم يقم باتخاذ االجراءات التي يتوجب عليه اتخاذها لتحصيل الديون التي‬
‫تكفل بها‪ ،‬أو لتفادي تقادم هذه اإلجراءات‪ ،‬وذلك عمال بمقتضيات المادة ‪ 37‬من مدونة المحاكم المالية‪ .‬لذلك فإن‬
‫تحريك المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب العمومي‪ ،‬بناء على تقادم الديون العمومية‪ ،‬تتم من طرف قاضي‬
‫الحسابات بشكل تلقائي‪ ،‬وال تتوقف على إثارة التقادم من طرف مديني األجهزة العمومية (قرار عدد ‪2021/06‬‬
‫بتاريخ ‪ 04‬يونيو ‪/2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/03‬حساب قباضة سوق األربعاء الغرب‪/‬السنة المالية‬
‫‪)2011‬؛‬
‫‪ -‬إثارة المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب عن تقادم الديون العمومية تقتضي من المحكمة المالية االرتكاز على‬
‫وثائق تتضمن بيانات دقيقة من شأنها إثبات واقعة التقادم‪ .‬وبالتالي فإن القول بمسؤولية المحاسب عن تقادم الدين‬
‫‪2581‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫دون تحديد تاريخ بداية احتساب أجل التقادم وال تاريخ انتهائه‪ ،‬يجعل الحكم مستندا على واقعة لم يتم التثبت منها‬
‫(قرار عدد ‪ 2021/28‬بتاريخ ‪ 14‬شتنبر ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/33‬حساب الجماعة الترابية‬
‫مكناس‪/‬السنة المالية ‪)2012‬؛‬
‫‪ -‬ال تصرح المحاكم المالية بوجود عجز في حساب المحاسب العمومي‪ ،‬إال إذا كان مبلغ النفقة المؤدى زيادة عن‬
‫الدين الحقيقي مستحقا لجهاز عمومي‪ ،‬وبالتالي فإن تسوية مبلغ الضريبة المقتطع من دخل الموظف بشكل زائد‬
‫عما هو مستحق عليه‪ ،‬ال تستدعي التصريح بوجود هذا العجز‪ ،‬مادام أن القانون يخول للموظف المعني الحق في‬
‫مطالبة إدارة الضرائب‪ ،‬وليس الجهاز المشغل‪ ،‬بإرجاع مبلغ الضريبة المقتطع بشكل زائد (قرار عدد ‪2021/29‬‬
‫بتاريخ ‪ 7‬شتنبر ‪ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/02‬حساب إقليم الفحص‪-‬أنجرة ‪ /‬السنة المالية ‪)2007‬؛‬
‫‪ -‬ال تثار المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب العمومي على أداء نفقات الجماعات الترابية‪ ،‬إال في الحالة المحددة‬
‫على سبيل الحصر في المادة ‪ 37‬من مدونة المحاكم المالية والمادة ‪ 74‬من المرسوم رقم ‪ 2.09.441‬بتاريخ ‪17‬‬
‫محرم ‪ 03( 1431‬يناير ‪ ،)2010‬بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها‪ ،‬والمتمثلة في‬
‫عدم مراقبة صحة النفقة من حيث صحة حسابات التصفية ووجود اإلشهاد المسبق على االلتزام المالي والصفة‬
‫اإلبرائية للتسديد‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن التصريح بوجود عجز في حساب الطاعن‪ ،‬بعلة عدم إدالء هذا األخير بملف الحوالة‬
‫رقم ‪ ،1011‬ال يستند إلى أي من المقتضيات التشريعية والتنظيمية المحددة لمسؤولية المحاسب العمومي في ميدان‬
‫البت في الحسابات‪ ،‬على اعتبار أن الجزاء المترتب عن امتناع المحاسب عن اإلدالء بالوثائق العامة والمستندات‬
‫المثبتة المكونة لحساب الجهاز العمومي‪ ،‬يتمثل في الغرامة والغرامة التهديدية المنصوص عليهما في المادة ‪29‬‬
‫من مدونة المحاكم المالية (قرار عدد ‪ 2021/29‬بتاريخ ‪ 7‬شتنبر ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/02‬حساب‬
‫إقليم الفحص‪-‬أنجرة ‪ /‬السنة المالية ‪)2007‬؛‬
‫‪ -‬إن مبلغ العجز الذي يصرح بوجوده في حساب المحاسب العمومي‪ ،‬في حالة ارتكاب مخالفة مرتبطة بعدم التأكد‬
‫من صحة حسابات التصفية‪ ،‬يعادل المبلغ المؤدى زيادة عن الدين المستحق على الجهاز العمومي‪ ،‬وال يشمل‬
‫بالضرورة مجموع النفقة المضمنة بالحوالة‪ ،‬وذلك انسجاما مع مقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 37‬من مدونة‬
‫المحاكم الما لية التي تنص على أن المجلس يأمر المحاسب العمومي بواسطة قرار تمهيدي بإرجاع المبالغ التي‬
‫يصرح بها المجلس كمستحقات للجهاز العمومي المعني‪ ،‬في حالة عدم تقديم التبريرات بشأن المخالفات التي‬
‫يرتكبها هذا المحاسب (قرار عدد ‪ 2021/27‬بتاريخ ‪ 14‬شتنبر ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2020/18‬حساب‬
‫الجماعة الترابية إيموزار مرموشة ‪ /‬السنة المالية ‪)2012‬؛‬
‫‪ -‬إن المبالغ التي يتم تحصيلها من طرف المحاسب العمومي‪ ،‬بعد صدور الحكم القاضي بوجود عجز في حسابه‪،‬‬
‫تؤخذ بعين االعتبار في القرار االستئنافي‪ ،‬لتحديد المبلغ النهائي للعجز‪ ،‬لكونها تقوم مقام اإلرجاع المنصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 37‬من مدونة المحاكم المالية (قرار عدد ‪ 2021/10‬بتاريخ ‪ 25‬فبراير ‪ 2021‬ملف االستئناف‬
‫عدد ‪ ،2019/09‬حساب الجماعة الترابية صاكا ‪ /‬السنة المالية ‪)2011‬؛‬
‫‪ -‬يعتبر تحصيل المبلغ الذي يكون المجلس الجهوي للحسابات قد صرح به كعجز في حساب المحاسب العمومي‪،‬‬
‫مبررا إلبراء ذمة هذا األخير‪ ،‬غير أن االكتفاء بإصدار اآلمر بالصرف لألمر بالمداخيل السترجاع ما تم أداؤه‬
‫زيادة عن المستحق‪ ،‬ليس من شأنه إعفاء المحاسب من المسؤولية عن المخالفة المرتكبة أو إبراء ذمته من العجز‬
‫المحكوم به ابتدائيا‪ ،‬طالما أن المستأنف‪ ،‬لم يدل بما يثبت التحصيل الفعلي للمبالغ التي تضمنها األمر الصادر إزاء‬
‫المستفيد من النفقة (قرار عدد ‪ 2021/03‬بتاريخ ‪ 16‬فبراير ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2019/05‬حساب‬
‫الجماعة الترابية رأس أمليل ‪ /‬السنة المالية ‪.)2014‬‬
‫القواعد المكرسة في مجال التسيير بحكم الواقع‬
‫في هذا المجال‪ ،‬كرست القرارات الصادرة عن هيئة الغرف المشتركة وغرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية‬
‫للحسابات مجموعة من القواعد‪ ،‬أبرزها كالتالي‪:‬‬
‫النيابة العامة غير ملزمة بالكشف عن مصدر المعلومات التي تتوصل بها‪ :‬في هذا اإلطار‪ ،‬اعتبرت هيئة الغرف المشتركة‬
‫أن اكتفاء القرار التمهيدي الصادر عن غرفة التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬باإلشارة إلى مقرر النيابة العامة دون ذكر الجهة‬
‫التي أحالت العمليات التي قد تشكل تسييرا بحكم الواقع‪ ،‬يعتبر سليما من الناحية القانونية‪ ،‬وال يتضمن أي عيب من شأنه التأثير‬
‫على صحة المسطرة المتبعة إلصدار القرار المستأنف‪ ،‬بالنظر لكون النيابة العامة غير ملزمة بالكشف عن مصدر المعلومات‬
‫التي تتوصل بها‪ ،‬عندما تتخذ قرار اإلحالة من تلقاء نفسها (قرار عدد ‪ 2021 /01‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ / 2021‬ملف االستئناف‬
‫عدد ‪ ،2019/01‬تسيير بحكم الواقع‪ /‬مؤسسة عمومية)؛‬
‫رفض طلب المراجعة غير قابل لالستئناف‪ :‬ال يعتبر طلب المراجعة درجة من درجات التقاضي‪ ،‬بل يندرج ضمن طرق‬
‫الطعن غير العادية التي ال يمكن أن تكون موضوع طعن باالستئناف‪ ،‬وبالتالي فإن الحكم القاضي بعدم قبول طلب المراجعة‪،‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2582‬‬

‫يكون قد صدر بشكل نهائي وال يقبل الطعن باالستئناف‪ ،‬ألن عكس ذلك ينطوي على إمكانية تصدي محكمة الدرجة الثانية‬
‫للنظر في جوهر القضية من جديد‪ ،‬وهو ما ال يستقيم مع اكتساب الحكم الصادر ابتدائيا في الجوهر لقوة الشيء المقضي به‪،‬‬
‫بعدما صار نهائيا وقابال للتنفيذ (قرار عدد ‪ 2021/17‬بتاريخ ‪ 03‬دجنبر ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2021/07‬تسيير بحكم‬
‫الواقع‪ /‬الجماعة الترابية الدار البيضاء)؛‬
‫التدخل في مهام اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي‪ :‬إن اقتطاع شركة التدبير المفوض لمبلغ اإلتاوة المستحق لفائدة الجماعة‪،‬‬
‫لتغطية ديون الجماعة إزاء الشركة يتعارض مع مبدأ عدم الجمع بين مهام اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي المكرس‬
‫بمقتضى الفصل ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 2.76.576‬بسن نظام لمحاسبة الجماعات المحلية وهيئاتها‪ ،‬وخارج قواعد المحاسبة‬
‫العمومية التي تخضع لها هذه الجماعة‪ ،‬خاصة ما ينص عليه الفصل ‪ 18‬من ذات المرسوم من كون "استخالص المحصوالت‬
‫يتم دون مقاصة بين المداخيل والمصاريف"‪ ،‬وكذا الفصل ‪ 43‬الذي يقضي "بكون النفقات يجب أن تقرر في ميزانية الجماعة‬
‫وأن تكون مطابقة للقوانين واألنظمة" (قرار عدد ‪ 2021/18‬بتاريخ ‪ 3‬دجنبر ‪ /2021‬ملف االستئناف عدد ‪ ،2021/08‬تسيير‬
‫بحكم الواقع‪ /‬الجماعة الترابية الدار البيضاء)؛‬
‫حساب التسيير بحكم الواقع‪ :‬إن الوثائق المقدمة‪ ،‬خالل مرحلة التحقيق‪ ،‬على أساس أنها بيانا تفصيليا لكيفيات استعمال المبالغ‬
‫المضمنة بالحكم المستأنف‪ ،‬غير كافية لتبرير العمليات المكونة للتسيير بحكم الواقع‪ ،‬لكونها تضمنت احتساب خدمات سبق‬
‫أن تم تحملها في إطار نفقات أخرى‪ ،‬وبالتالي فإن ذلك البيان ال يحل محل الحساب الذي يجب أن يقدم للمجلس‪ ،‬بعد التصريح‬
‫بوجود تسيير بحكم الواقع‪( .‬قرار عدد ‪ 2021 /01‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪/ 2021‬ملف االستئناف عدد ‪( 2019/01‬تسيير بحكم‬
‫الواقع‪ /‬مؤسسة عمومية)‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬إحالة أفعال قد تستوجب عقوبة جنائية‬
‫اعتبارا لكون بعض األفعال التي تكون موضوع متابعات أمام المحاكم المالية قد تندرج أيضا ضمن جرائم االعتداء على المال‬
‫العام‪ ،‬نصت المادة ‪ 111‬من مدونة المحاكم المالية على أن المتابعات أمام المحاكم المالية ال تحول دون ممارسة الدعوى‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫ويجد مبدأ قابلية تراكم العقوبات أساسه في كون عناصر المسؤولية في مادة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية تختلف‬
‫عن تلك المتعلقة بالمسؤولية الجنائية‪ ،‬إذ تتجاوز هذه األخيرة وظيفة تدبير المال العام لكونها تهدف إلى معاقبة اإلخالل بواجب‬
‫االستقامة وحفظ األمانة‪ ،‬في حين تتسم المسؤولية في مادة التأديب المالي بطبيعة إدارية وعقابية‪ ،‬ال يشترط لقيامها توفر الركن‬
‫المعنوي‪ ،‬و ترتكز على وظيفة المسؤول المتابع ومدى قيامه بالمهام المنوطة به طبقا للقوانين واألنظمة السارية على الجهاز‬
‫العمومي الذي يتولى داخله مهام وظيفية‪ ،‬كما تهدف من خالل العقوبات المالية إلى حماية النظام العام المالي الذي تحكمه‬
‫قواعد قانونية خاصة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬وخالل سنة ‪ ،2021‬وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 111‬أعاله‪ ،‬أحال الوكيل العام للملك لدى المجلس األعلى‬
‫للحسابات عشرين (‪ )20‬ملفا على الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض –رئيس النيابة العامة‪ ،‬وذلك قصد اتخاذ المتعين‬
‫بشأنها وفق المساطر الجاري بها العمل‪.‬‬
‫وتتعلق أهم األفعال المكتشفة من طرف المحاكم المالية والتي تمت إحالتها على القاضي الجنائي بالحاالت التالية‪ :‬توجيه‬
‫مسطرة إسناد طلبيات عمومية بشكل يخالف مبادئ المساواة والمنافسة في ولوج الطلبيات العمومية؛ المبالغة في أثمان الطلبيات‬
‫العمومية؛ أداء نفقات في غياب العمل المنجز( الحواالت الصورية)؛ تقديم حسابات غير صحيحة؛ استعمال ممتلكات جهاز‬
‫عمومي ألغراض شخصية؛ اقتناء معدات في غياب حاجة حقيقية‪...‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تتبع أوراش اإلصالحات الكبرى‬


‫يحرص المجلس األعلى للحسابات على تتبع تنزيل أوراش اإلصالحات الكبرى ببالدنا‪ ،‬حيث جعله ضمن أولوياته الرئيسية‬
‫في انسجام مع مهامه الدستورية المتمثلة في تدعيم وحماية قيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة‪ ،‬وتفعيال أيضا لتوجهاته‬
‫االستراتيجية برسم الفترة ‪ 2026-2022‬والتي تروم أساسا الرفع من القيمة المضافة ألعمال المحاكم المالية‪ ،‬بما ينعكس على‬
‫تجويد التدبير العمومي في مختلف تجلياته‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬يتضمن هذا التقرير السنوي نتائج مهمات تتبع تنزيل أوراش اإلصالح المتعلقة بما يلي‪:‬‬
‫المالية العمومية؛‬ ‫‪-‬‬
‫منظومة الحماية االجتماعية؛‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمار؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪2583‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المنظومة الجبائية؛‬ ‫‪-‬‬


‫المؤسسات والمقاوالت العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكدت رئاسة الحكومة في معرض جوابها أن هذه األوراش تعد من أولويات الحكومة وأنها عازمة على اإلسراع في‬
‫تنزيلها تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية واستجابة النتظارات المواطنات والمواطنين والفاعلين االقتصاديين‬
‫واالجتماعيين‪.‬‬
‫وقد تم إدراج تعقيبات رئاسة الحكومة وكذا القطاعات الوزارية المعنية في صلب المالحظات المتعلقة بكل ورش على حدة‪،‬‬
‫كما هو مفصل أسفله‪.‬‬

‫إصالح المالية العمومية‪:‬‬


‫ورش بحاجة إلى التسريع لالستجابة لمتطلبات نجاعة األداء‬

‫أرسى القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‪ ،‬الذي صدر سنة ‪ ،2015‬مقاربة جديدة لتدبير المالية العمومية‪ ،‬وفق‬
‫منهجية تدرجية‪ ،‬قوامها االنتقال من تدبير قائم على الوسائل إلى تدبير جديد منصب حول النتائج ويسعى إلى تكريس مبادئ‬
‫تدبير حديث للمالية العمومية‪.‬‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬تضمن القانون التنظيمي المذكور مجموعة من المقتضيات الرامية إلى إرساء أنماط جديدة لتدبير المالية‬
‫العمومية‪ ،‬ترتكز أساسا على تقوية نجاعة أداء التدبير العمومي وتعزيز الشفافية وكذا تكريس مبدأ المحاسبة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬حرص المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬بصفته الهيئة العليا لمراقبة المالية العمومية بالمملكة‪ ،‬وتفعيال لتوجهاته‬
‫االستراتيجية برسم الفترة ‪ ،2026-2022‬على تتبع تنفيذ اإلصالحات التي أقرها القانون التنظيمي رقم ‪ ،130.13‬سواء في‬
‫إطار ممارسة مختلف االختصاصات المنوطة به‪ ،‬أو من خالل آليات أخرى تمثلت أساسا في‪:‬‬
‫تعزيز آليات التعاون مع وزارة االقتصاد والمالية من خالل توقيع بروتوكول تفاهم في يوليوز ‪2021‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫عقد اجتماعات موسعة مع مسؤولي تسع مديريات تابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬ومعنية بصفة مباشرة بهذه‬ ‫‪-‬‬
‫اإلصالحات‪.‬‬
‫وقد أولى المجلس عناية خاصة ألربعة مرتكزات أساسية تندرج ضمن هذا الورش اإلصالحي‪ ،‬والمرتبطة بالتصديق على‬
‫حسابات الدولة‪ ،‬وإرساء التدبير المبني على نجاعة األداء‪ ،‬ورقمنة حسابات الدولة ونزع الطابع المادي عنها‪ ،‬وتكريس مبدأ‬
‫المحاسبة‪.‬‬
‫وقد تبين في هذا الصدد‪ ،‬أن األطراف المعنية‪ ،‬وخاصة وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬قد اتخذت مجموعة من التدابير الرامية إلى‬
‫تنزيل اإلصالحات المرتبطة بهذه المرتكزات األربعة‪ ،‬غير أن بعض التحديات مازالت قائمة‪ ،‬وهو ما يستدعي مواصلة‬
‫الجهود ومباشرة إجراءات ضرورية أخرى الستكمال عملية التنزيل‪.‬‬
‫بخصوص ورش إصالح المالية العمومية‪ ،‬أشارت رئاسة الحكومة أن القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‬
‫يشكل إطارا تشريعيا يرسخ التدابير المتخذة في المجال المالي والمحاسباتي‪ .‬وأضافت أنه يعد إصالحا جذريا لمنظومة‬
‫تدبير المالية العمومية يروم تكريس التدبير المبني على النتائج وتوسيع صالحيات المدبرين مقرونة بالمساءلة‬
‫والمحاسبة‪ ،‬مما يقتضي توفير الظروف المالئمة لتنزيله بأكبر قدر من الفعالية والنجاعة‪ .‬إال أنه بعد مضي خمس‬
‫سنوات على التنز يل التدريجي لمختلف مقتضيات هذا القانون التنظيمي (الميزانية المهيكلة حول البرامج‪ ،‬والبرمجة‬
‫الميزانياتية لثالث سنوات‪ ،‬وتقرير نجاعة األداء‪ ،‬إلخ‪ ،).‬أبانت الممارسة على ضرورة سن مقتضيات جديدة يتم‬
‫بموجبها تعزيز المكتسبات وتحقيق األهداف المرجوة من اإلصالح‪ ،‬وذلك بتشاور مع مختلف األطراف المعنية‪.‬‬
‫‪ .1‬التصديق على حسابات الدولة‬
‫يكتسي التصديق على حسابات الدولة طابعا استراتيجيا‪ ،‬من حيث كونه مدخال أساسيا من أجل تعزيز الشفافية وتجويد‬
‫المعطيات المالية والمحاسبية‪ ،‬فضال عن إسهامه في تكريس مبدأ المحاسبة‪ ،‬مع ما يترتب عن كل ذلك من آثار ت ُ ْس ِّهم في‬
‫تحديث تدبير القطاع العمومي‪ .‬كما تولي المؤسسات المالية الدولية والشركاء والمستثمرون ووكاالت التصنيف أهمية خاصة‬
‫لعملية التصديق على الحسابات العامة‪.‬‬
‫وتعتبر عملية التصديق على حسابات الدولة عملية مركبة‪ ،‬وهو ما يفسر أن عدد البلدان التي اعتمدت هذه اآللية على المستوى‬
‫الدولي لم يتجاوز ‪ 30‬بلدا‪ ،‬وعلى المستوى القاري ثالث دول‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2584‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 31‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‪ ،‬على تولي المجلس األعلى للحسابات لهذا االختصاص‬
‫اعتبارا من فاتح يناير ‪ ،2020‬كواحدة من أهم المستجدات التي جاء بها إصالح المالية العمومية‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬نصت‬
‫المادة ‪ 66‬من نفس القانون على أن يكون مشروع قانون التصفية مرفقا بالحساب العام للدولة مدعما بالحصيلة المحاسبية‬
‫والبيانات المالية األخرى وبتقييم لاللتزامات الخارجة عن الحصيلة المحاسبية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬باشرت األطراف المعنية مجموعة من التدابير الرامية إلى تفعيل المقتضيات المتعلقة بالتصديق على‬
‫الحسابات‪ ،‬حيث بادر المجلس إلى اتخاذ عدة إجراءات تحضيرية من أجل ممارسة هذا االختصاص طبقا للمعايير المعتمدة‬
‫في هذا اإلطار‪.‬‬
‫وإذا كان القانون التنظيمي قد نص على أن مقتضيات الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 31‬سالفة الذكر تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من فاتح‬
‫يناير ‪ ،2020‬فإن عملية التصديق على حسابات الدولة ما زالت لم تستكمل بعد جميع مراحلها‪ ،‬حيث لم يتوصل المجلس‬
‫بالمكونات األولى لحساب الدولة برسم سنة ‪ 2020‬إال ابتداء من تاريخ ‪ 27‬مايو ‪ 2022‬مع استمرار عملية اإلدالء بالعناصر‬
‫الالزمة لمباشرة عملية التصديق من طرف المجلس‪ ،‬بطلب منه‪ ،‬منذ هذا التاريخ‪ .‬وفي هذا اإلطار شرع المجلس مؤخرا في‬
‫تنظيم لقاءات مباشرة مع مصالح الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬تناولت‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬طرق مسك المحاسبة العامة وكيفية‬
‫إعداد البيانات المالية والمحاسبية‪.‬‬
‫بشأن الجوانب المتعلقة بالتصديق على حسابات الدولة‪ ،‬أبرزت وزارة االقتصاد والمالية ما تم القيام به في إطار سلسلة‬
‫اللقاءات الثنائية بين المجلس األعلى للحسابات ومصالح الخزينة العامة للمملكة منذ يوليوز ‪ .2020‬وفيما يرتبط‬
‫بحسابات سنة ‪ ،2020‬أشارت الوزارة إلى أن الظروف االستثنائية جراء تداعيات جائحة "كوفيد ‪ "19 -‬فاقمت‬
‫الصعوبات المرتبطة بتنزيل ورش اإلصالح المحاسبي‪ .‬كما أكدت‪ ،‬على أن هذه السنة شكلت محكا حقيقيا للعمل‬
‫بمقتضيات القانون التنظيمي للمالية من حيث احترام آجال تقديم مشروع قانون التصفية لتلك السنة مع ضرورة إرفاقه‬
‫بمجموعة من البيانات‪ ،‬والتي تطلب إعدادها تنسيقا موسعا مع عدة أطراف ما زالت لم تستأنس بما فيه الكفاية بقواعد‬
‫المحاسبة العامة والتي كان لزاما عليها وألول مرة أن تقدم معلومات دقيقة ألصول وخصوم الدولة‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن القانون التنظيمي يحتاج إلى مراجعة وتوضيح للمقتضيات ذات الصلة باإلدالء بحسابات الدولة وكذا‬
‫تلك المتعلقة بعملية التصديق‪ ،‬خاصة على مستوى الجوانب المرتبطة باآلجال وبكيفيات تبليغ "تقرير عمليات التصديق"‬
‫والجهات التي يوجه إليها هذا التقرير‪ .‬كما يبدو ضروريا أن تشمل هذه المراجعة وظيفة التقرير المعد في إطار عمليات‬
‫التصديق ضمن مسطرة المصادقة على قوانين التصفية‪.‬‬
‫ومن بين اإلجراءات األخرى المقترح اتخاذها في هذا الصدد‪ ،‬يمكن ذكر على الخصوص ما يلي‪:‬‬
‫اعتماد اآلليات المالئمة من أجل مواكبة عمليات إعداد حسابات الدولة‪ ،‬مع العمل على إرساء آليات للتنسيق بين‬ ‫‪-‬‬
‫األطراف المعنية بإعداد هذه الحسابات؛‬
‫الحرص على ضمان تكامل أنظمة المعلومات وتالؤمها من أجل تيسير تبادل المعلومات فيما بينها؛‬ ‫‪-‬‬
‫أكدت الوزارة أن مصالحها تولي أهمية قصوى للجانب المتعلق بمالئمة األنظمة المعلوماتية وضمان الشروط الالزمة‬
‫لتبادل سلس للمعلومات فيما بينها‪ .‬وقد ترتب عن ذلك قيام األنظمة المعتمدة من طرف المديرية العامة الضرائب‬
‫وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة والخزينة العامة للمملكة بتزويد‪ ،‬وبطريقة تلقائية‪ ،‬النظام المعلوماتي الخاص‬
‫بمحاسبة الدولة ببيانات شا ملة ودقيقة تمكن من مركزة حسابات الدولة في اليوم الموالي إلجراء العمليات‪ .‬وأبرزت‪،‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أن هذه المصالح قامت بتحيين هذه األنظمة بوتيرة منتظمة استعدادا لتنزيل سلس للمخطط المحاسبي‬
‫الجديد‪ ،‬وموضحة أن األعمال جارية لمالئمة األنظمة المعلوماتية المتبقية لتيسير عمليات تبادل المعلومات الضرورية‬
‫لمسك المحاسبة العامة للدولة‪.‬‬
‫تعزيز آليات الرقابية الداخلية‪ ،‬خاصة على مستوى الجوانب المالية والمحاسبية‪ ،‬واإلسراع بتفعيل مشروع‬ ‫‪-‬‬
‫"إرساء أنظمة الرقابة الداخلية" على مستوى اإلدارات العمومية؛‬
‫أشارت الوزارة الى أن ورش إرساء وتفعيل أنظمة الرقابة الداخلية على مستوى اإلدارات العمومية باعتباره مدخال‬
‫لتعزيز آلية التصديق على الحسابات‪ ،‬قد تم إطالقه فعال على صعيد وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬ويتم تدبيره عبر لجنة‬
‫تترأسها المفتشية العامة للمالية‪ .‬وبالنسبة آلليات الرقابة الداخلية التي تهم الجوانب المالية والمحاسبية والتي تضطلع‬
‫بها الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬فقد تم‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬تعزيزها بما يجعلها تتكيف بصفة تدريجية مع متطلبات النظام‬
‫المحاسبي‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬أشارت الوزارة إلى مجموعة من اإلجراءات العملية التي تم اعتمادها في إطار مقاربة‬
‫تركيبية خالل سنة ‪.2022‬‬
‫اعتماد استراتيجية لقيادة التغيير مرتبطة باالنتقال من المحاسبة الميزانياتية المبنية على التدفقات النقدية إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المحاسبة العامة المبنية على أساس االستحقاق؛‬
‫‪2585‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫استكمال المحاسبة الميزانياتية للدولة بالمعطيات والبيانات الالزمة لتحديد أصولها‪ ،‬والذي يعتبر أحد أهم‬ ‫‪-‬‬
‫مستجدات المحاسبة العامة للدولة‪.‬‬
‫أوضحت الوزارة أن أصول الدولة تتميز بتنوعها وكثرتها‪ ،‬مما يستلزم القيام بعدة ترتيبات أولية وتظافر الجهود بين‬
‫المحاسبين العموميين ومصالح القطاعات الوزارية المعنية من أجل جردها وتقييمها وفقا للمعايير المحاسبية المعتمدة‪.‬‬
‫كما أشارت الوزارة أن المصالح المكلفة بالمحاسبة في الدول التي تبنت مثل هذه اإلصالحات المحاسبية وبتشاور مع‬
‫األجهزة المكلفة بالتصديق على حسابات الدولة‪ ،‬دأبت على تبني خطط على المدى المتوسط لتحسين جودة المعطيات‬
‫المحاسبية الخاصة بها كما وكيفا‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أبرزت الوزارة أن عمليات جرد األصول وتقييمها قد قطعت‬
‫أشواطا ال يستهان بها‪ ،‬حيث قامت القطاعات الوزارية بموافاة الخزينة العامة للمملكة بجرد أولي يتم إغناؤه تدريجيا‪،‬‬
‫كما أفادت أن نظاما معلوماتيا خاصا في طور اإلنجاز من أجل معالجة جميع العمليات المرتبطة باألصول الثابتة‪.‬‬
‫‪ .2‬نجاعة أداء التدبير العمومي‬
‫سن القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬مجموعة من القواعد المتعلقة بإعداد وتنفيذ ميزانية الدولة‪ ،‬في إطار إرساء مقاربة شمولية‬
‫ومندمجة لتدبير المالية العمومية مرتكزة على النتائج‪ ،‬وتسعى إلى الرفع من نجاعة أداء التدبير العمومي وفعاليته‪ ،‬وبالتالي‬
‫تجويد خدمات المرافق العمومية‪ ،‬وإلى ضمان انسجام السياسات العمومية والتقائيتها‪ .‬كما تروم هذه المقاربة تكريسا أفضل‬
‫وأكثر توازنا لمبدأ مساءلة المدبرين العموميين‪.‬‬
‫وقد عرف تنزيل المقتضيات القانونية المتعلقة بنجاعة األداء تقدما ملحوظا‪ ،‬غير أن هذه المقاربة الجديدة في تدبير المالية‬
‫العمومية لم تبلغ بعد كل أهدافها وذلك بالنظر إلى مجموعة من العوامل‪.‬‬
‫فمن جهة‪ ،‬فإن مقتضيات نجاعة األداء ال تطبق سوى على الميزانية العامة للدولة بمكوناتها الثالثة (الميزانية العامة ومصالح‬
‫الدولة المسيرة بطريقة مستقلة والحسابات الخصوصية للخزينة)‪ ،‬بينما ال تندرج المؤسسات والمقاوالت والشركات العمومية‬
‫ضمن نطاق هذه المقتضيات‪.‬‬
‫أوضحت الوزارة أن المؤسسات والمقاوالت والشركات العمومية‪ ،‬واعتبارا للدور المحوري الذي تضطلع به في تنفيذ‬
‫عدد من السياسات العمومية‪ ،‬تساهم بشكل كبير‪ ،‬وأحيانا حصري في إنجاز أهداف ومؤشرات نجاعة األداء‪ .‬وأحالت‬
‫في هذا الصدد على مشاريع نجاعة األداء التي ترصد المؤسسات والمقاوالت العمومية المعنية أو المتدخلة في إنجاز‬
‫البرنامج والمؤشر المعنيين‪ .‬ووعيا بهذه األهمية‪ ،‬نص نموذج ميثاق التدبير المرفق بمنشور رئيس الحكومة رقم‬
‫‪ 21/2021‬بتاريخ ‪ 26‬يوليوز‪ 2021‬على أنه يجب تحديد مساهمة المؤسسات العمومية في تنفيذ السياسات العمومية‬
‫المنوطة بالوزارة‪ /‬القطاع‪ /‬المؤسسة‪ ،‬وذلك في انسجام مع رهاناتها االستراتيجية‪ .‬كما أوضحت أنه‪ ،‬وفي إطار التفكير‬
‫حول محاور تعديل القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‪ ،‬يتم االنكباب حاليا على سن مقتضيات جديدة تتيح‬
‫تعزيز مساهمة المؤسسات العمومية في نجاعة أداء القطاع الوزاري أو المؤسسة الوصية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن تملك منهجية نجاعة األداء من طرف بعض الفاعلين الرئيسيين ودورهم في إرساء هذه المقاربة يظالن‬
‫محدودين‪ ،‬حيث ما زال منطق التدبير القائم على الوسائل سائدا‪ ،‬كما أن مناقشة مشاريع تقارير نجاعة األداء أثناء التصويت‬
‫على قوانين المالية ال تحظى باالهتمام الالزم‪.‬‬
‫أكدت الوزارة على أن التدبير القائم على نجاعة األداء يشكل إصالحا جوهريا لنمط وفلسفة التدبير العمومي‪ ،‬ويتطلب‬
‫مقاربة تدريجية في ترسيخ هذه الثقافة التدبيرية الجديدة عمادها قيادة التغيير والمواكبة والتقييم المستمر‪ .‬كما أوضحت‬
‫أن االرتقاء بالنقاش حول قوانين المالية إلى مساءلة مدى نجاعة وفعالية السياسات العمومية يشكل أحد أهم غايات‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ ،130.13‬مشيرة‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬أن دراسة مشروع قانون التصفية للسنة المالية ‪2020‬‬
‫على مستوى لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب‪ ،‬أفردت حيزا هاما لنجاعة األداء‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن التقرير التركيبي الذي تعده وزارة االقتصاد والمالية حول نجاعة األداء انطالقا من التقارير الفردية‬
‫لمختلف اإلدارات والوزارات‪ ،‬ال يقدم إلى البرلمان إال بعد حوالي سنتين من نهاية السنة المعنية وذلك بمناسبة التصويت على‬
‫قانون التصفية‪ ،‬وهو األمر الذي يحد من المساءلة أمام البرلمان بخصوص نجاعة األداء وال يعزز النقاش بشأنها‪.‬‬
‫بخصوص التقرير التركيبي حول نجاعة األداء الذي يقدم إلى البرلمان بمناسبة تقديم مشروع قانون التصفية‪ ،‬ذكرت‬
‫الوزارة أن ذلك يتم وفقا لمقتضيات المادتين‪ 65‬و‪ 66‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ،130.13‬مشيرة إلى أن عددا من‬
‫القطاعات تقوم بإضافة تقارير نجاعة أدائها برسم السنة المالية المنقضية للوثائق المرفقة بمشاريع ميزانياتها القطاعية‬
‫الذي تتم دراسته باللجان المعنية بالبرلمان‪ ،‬وهو اإلجراء الذي تدرس الوزارة حاليا إدراجه ضمن تعديالت القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪130.13‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2586‬‬

‫أما على المستوى العملي‪ ،‬فإن بعض الجوانب ما زالت تحتاج إلى تحسين‪ ،‬ذلك أن إرساء مقاربة نجاعة األداء لم يواكبها‪ ،‬في‬
‫العموم‪ ،‬توفير بعض اآلليات الضرورية من أجل الرفع من النجاعة‪ ،‬وال سيما إرساء نظام فعال للمراقبة الداخلية ولمراقبة‬
‫التسيير وأنظمة معلوماتية مناسبة‪.‬‬
‫أكدت الوزارة أن آليات مراقبة التدبير تشكل ضمانا الستدامة وموثوقية منظومة نجاعة األداء‪ ،‬مضيفة أنها أجرت‬
‫خالل سنة ‪ 2019‬دراسة حول واقع منظومة مراقبة التدبير على مستوى عشرة قطاعات وزارية‪ ،‬مكنت من إعداد‬
‫مخطط عمل شامل يروم إرساء منظومة مراقبة التدبير على مستوى القطاعات الوزارية والمؤسسات‪ ،‬مشيرة إلى أنها‬
‫منكبة منذ سنة ‪ 2021‬على تفعيله‪ .‬وبالموازاة مع ذلك تشرف المفتشية العامة للمالية على إرساء منظومة للمراقبة‬
‫الداخلية من خالل مخطط عمل شامل ومماثل‪.‬‬
‫وبخصوص أنظمة المعلومات‪ ،‬وفي سياق توصية تقارير افتحاص نجاعة األداء للسنوات المالية ‪ 2018‬و‪2019‬‬
‫و‪ 2020‬ذات األولوية المتعلقة بالعمل على تطوير األنظمة المعلوماتية‪ ،‬أشارت الوزارة إلى منشور رئيس الحكومة‬
‫رقم ‪ 21/2021‬الذي أكد على أن التدبير القائم على النتائج يستوجب تكفل نظم معلوماتية خاصة بإنتاج مؤشرات‬
‫نجاعة األداء موثوقة وذات جودة وموحدة ومضبوطة وقابلة للحفظ وبتكلفة إنتاج أقل‪ .‬كما أشارت إلى أن مشروع‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.22.381‬سينص على ضرورة إرساء منظومة مراقبة التدبير على مستوى القطاعات الوزارية استنادا‬
‫على نظم معلومات مندمجة تتعلق بالتدبير‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن البرامج المعتمدة ال تشكل دائما تنزيال لالستراتيجيات القطاعية‪ ،‬كما أن مسؤوليات مديري البرامج غير‬
‫محددة بشكل مضبوط‪.‬‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬ذكرت الوزارة باإلطار المرجعي لمنهجية نجاعة األداء الذي أعدته وأصدرته وكذا بمنشور رئيس‬
‫الحكومة رقم ‪ ،21/2021‬مشيرة إلى أنها عملت‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬على مواكبة عدد من القطاعات الوزارية‪ ،‬قصد‬
‫تكريس االنسجام بين برامجها الميزانياتية واستراتيجيتها القطاعية‪ ،‬ال سيما قطاعي التربية الوطنية والتعليم األولي‬
‫والتكوين المهني‪ ،‬وذلك قصد مواءمة برامجهما الميزانياتية مع المحاور االستراتيجية للقانون ‪ -‬اإلطار رقم ‪51.17‬‬
‫المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪.‬‬
‫وبالنسبة ألدوار ومهام مسؤولي البرامج‪ ،‬أحالت الوزارة على منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 09/2021‬بشأن تحديد‬
‫دور ومهام مسؤول البرنامج وكيفية تعيينه من طرف رئيس اإلدارة المعنية بواسطة رسالة تكليف بمهمة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بمؤشرات قياس نجاعة األداء‪ ،‬فيبدو ضروريا تقييمها من حيث عددها وأيضا من حيث جودتها ومالءمتها من‬
‫أجل إعطاء صورة مناسبة حول النجاعة‪.‬‬
‫أوضحت الوزارة أن عدد األهداف قد انخفض بين سنتي ‪ 2018‬و‪ 2022‬من ‪ 423‬إلى ‪ 396‬هدفا‪ ،‬بينما تقلص عدد‬
‫المؤشرات من ‪ 881‬مؤشر إلى ‪ ،812‬موضحة أن متوسط األهداف حسب البرامج بلغ ‪ ،3,3‬علما أن العدد المرجعي‬
‫هو ‪ 3‬أهداف‪ ،‬بينما بلغ متوسط المؤشرات حسب األهداف ‪ 2,05‬علما أن العدد المرجعي هو ‪ 3‬مؤشرات‪ .‬وعزت‬
‫الوزارة تجاوز متوسط األهداف للمعيار المرجعي‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلى هيكلة ‪ 9‬قطاعات وزارية ومؤسسات لميزانياتها حول‬
‫برنامج ميزانياتي واحد‪ ،‬وربط كل األهداف بهذا البرنامج‪ .‬وأكدت الوزارة أنها تواصل مواكبتها لفائدة القطاعات‬
‫الوزارية والمؤسسات قصد تجويد منظومة نجاعة أدائها‪ ،‬السيما من خالل االستعاضة و‪/‬أو حذف مؤشرات األنشطة‬
‫أو الوسائل‪ ،‬وكذا المؤشرات التي ال تتيح قياس اإلنجازات أو ال تتوفر على توقعات سنوية وقيمة مستهدفة‪.‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬ومن أجل بلوغ األهداف التي وضعها القانون التنظيمي‪ ،‬فإن الحاجة تبدو ماسة من أجل توفير الشروط القبلية‬
‫الالزمة لتعزيز نجاعة األداء‪ ،‬خاصة في أفق مراجعة نظام مسؤولية المدبرين العموميين‪ .‬وتتمثل هذه الشروط أساسا في‬
‫إرساء أو تفعيل مراقبة التسيير ونظام فعال للمراقبة الداخلية‪ ،‬واعتماد نظام للرصد واإلبالغ‪ ،‬وتعزيز الموارد البشرية‪.‬‬
‫كما أنه من الضروري إرساء آليات للتعاقد بين وزارة االقتصاد والمالية ومختلف القطاعات الحكومية‪ ،‬وكذا بين هذه األخيرة‬
‫ومصالحها الالممركزة من أجل تحديد أهداف مختلف السياسات القطاعية ووسائل تنزيلها وآجال ذلك‪.‬‬
‫أكدت الوزارة أنه في إطار مقاربة نجاعة األداء يبلور ميثاق التدبير آلية للتعاقد المرتكز على نجاعة األداء‪ ،‬وذلك‬
‫على مستوى كل قطاع أو مؤسسة‪ ،‬من حيث تحديد أدوار المسؤولين‪ ،‬والقواعد المتعلقة بالقيادة وحصر البرامج‬
‫الميزانياتية‪ ،‬وتحديد الجدول الزمني لسير األنشطة الميزانياتية وتلك المتعلقة بنجاعة األداء وإرساء آليات حوار التدبير‬
‫باعتباره إطارا للتنسيق وااللتزام المتبادل بين مختلف الفاعلين‪ .‬واعتبارا لهذه األهمية‪ ،‬دعا المنشور رقم ‪09/2021‬‬
‫القطاعات الوزارية والمؤسسات إلى اعتماد ميثاق التدبير‪ ،‬حيث أنيط إعداده وتحيينه واإلشراف على تفعيله بالكاتب‬
‫العام للقطاع الوزاري أو المؤسسة المعنية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬اعتمدت مجموعة من القطاعات مواثيق تدبيرها فيما‬
‫تنكب قطاعات أخرى على إعداد و‪/‬أو استكمال المواثيق الخاصة بها‪.‬‬
‫‪2587‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬بخصوص الجماعات الترابية‪ ،‬إلى أن القوانين التنظيمية لسنة ‪ 2015‬نصت على مجموعة‬
‫من المقتضيات الرامية إلى دعم آليات الحكامة وإرساء التدبير القائم على النتائج‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن‬
‫تحسين أداء هذه الجماعات الترابية يقتضي‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬تفعيال أكبر لهذه اآلليات القانونية‪.‬‬
‫‪ .3‬رقمنة الحسابات‬
‫في إطار تنفيذ ورش رقمنة العمليات المرتبطة بتدبير المالية العمومية‪ ،‬اتخذت وزارة االقتصاد والمالية مجموعة من التدابير‬
‫وأحرزت تقدما مهما على هذا المستوى‪ ،‬يحتاج مزيدا من الدعم والتعزيز‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد طورت الوزارة عدة أنظمة معلوماتية‬
‫تستغل حاليا في تدبير مداخيل ونفقات الميزانية العامة‪ ،‬ومن بينها على سبيل المثال النظام الضريبي المندمج (‪ )SIT‬وبرنامج‬
‫)‪ )BADR‬الذي تستعمله إدارة الجمارك‪ ،‬والميزانية اإللكترونية (‪ ،)E-budget‬ونظاما التدبير المندمج للنفقات (‪)GID‬‬
‫وللمداخيل (‪ )GIR‬ونظام المعلومات الخاص بمخطط حسابات الدولة (‪.)PCE-SI‬‬
‫وقد مكنت هذه األنظمة المعلوماتية من تحديث عمليات تدبير الميزانية العامة‪ ،‬كما أنها ساهمت‪ ،‬بالنسبة لبعض أصناف‬
‫المحاسبين العموميين‪ ،‬من رقمنة الحسابات التي يدلون بها إلى المجلس‪ ،‬ولو بصفة جزئية‪ .‬غير أن بعض التحديات ما زالت‬
‫قائمة‪ ،‬مما يستدعي تجاوزها من أجل بلوغ األهداف المتوخاة‪.‬‬
‫فمن جهة‪ ،‬يسجل أن األنظمة المعتمدة ال تتيح رقمنة شاملة لجميع الوثائق منذ بدء عملية إعدادها إلى غاية توثيقها‪ ،‬وذلك إما‬
‫بسبب عدم تغطية الرقمنة لجميع جوانب التدبير أو بسبب عدم تالؤم األنظمة المعلوماتية فيما بينها‪ ،‬مما يجعل عمليات تبادل‬
‫المعلومات بينها غير سلسة بما فيه الكفاية وال تتم بصفة آلية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن مستوى تقدم عمليات رقمنة الحسابات يتسم بالتباين بين أصناف المحاسبين العموميين‪ ،‬ففي الوقت الذي‬
‫شرع بعضهم في تقديم حسابات مرقمنة فإن عملية الرقمنة ما زالت في بداياتها أو لم يشرع فيها بالنسبة للبعض اآلخر‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد شرع المحاسبون التابعون إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في تقديم الحسابات المتعلقة بالسنة المالية‬
‫‪ ، 2019‬رغم تسجيل بعض المالحظات بشأنها‪ .‬أما على مستوى الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬فقد تم اعتماد منهجية تدرجية في‬
‫رقمنة الحسابات‪ ،‬استهلت بتلك التي تهم الخزنة الوزاريين وخزنة العماالت واألقاليم‪ ،‬على أساس تقديم الوثائق المبررة في‬
‫شكلها المرقمن اعتبارا من سنة ‪ ،2022‬علما أن المجلس والخزينة العامة للمملكة بصدد االتفاق حول محتوى وشكل الوثائق‬
‫العامة التي ستقدم في إطار الحسابات المرقمنة‪.‬‬
‫وفيما يخص المديرية العامة للضرائب‪ ،‬فإن توفرها على معطيات مرقمنة منذ بداية العمليات المالية والمحاسبية والمضمنة‬
‫في نظامها المعلوماتي سيشكل عنصرا مساعدا وميسرا لرقمنة حسابات القباض التابعين لهذه المديرية العامة‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫وفي إطار التنسيق بين المجلس والمديرية العامة للضرائب‪ ،‬تم تحديد مكونات الحسابات المرقمنة التي يتعين على قباض هذه‬
‫األخيرة تقديمها وكذا قنوات اإلدالء بها‪ ،‬حيث تمت صياغة مشروع تعليمية بهذا الشأن‪ .‬ومن المرتقب أن يتم تقديم الحسابات‬
‫المرقمنة لقباض إدارة الضرائب برسم السنة المالية ‪ 2021‬اعتبارا من سنة ‪.2022‬‬
‫وبالنسبة لمديرية المنشآت العامة والخوصصة‪ ،‬فقد تم االتفاق على طبيعة الملفات التي يتعين على المحاسبين العموميين‬
‫تقديمها للمجلس‪ ،‬حيث أنشأ هذا األخير منصة إلكترونية تسمح لهم بتقديم بيانات محاسبية ابتداء من السنة المالية ‪.2019‬‬
‫كما ستهم عملية الرقمنة أيضا حسابات الوكاالت المحاسبية لدى بعض األجهزة والمؤسسات (البرلمان‪ ،‬والمجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية‪ ،‬والمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬والمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان)‬
‫ثم حسابات القباض‪ ،‬وكذا حسابات الوكاالت المحاسبية للبعثات الدبلوماسية والقنصليات‪.‬‬
‫وقد أظهرت عملية رقمنة حسابات قباض إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة وجود بعض التحديات‪ ،‬التي يتعين رفعها‪،‬‬
‫وهو ما يقتضي تقييم هذه التجربة من أجل تجويد عملية الرقمنة سواء بالنسبة لقباض اإلدارة المذكورة أو بالنسبة لباقي أصناف‬
‫المحاسبين العموميين‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬وألجل تعميم عمليات الرقمنة وتسريعها وبلوغ األهداف المتوخاة‪ ،‬فمن المهم اتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫وضع تصورات لسيرورة عمليات الرقمنة وفق منظور متكامل ومقاربة شمولية ومندمجة وجدولة زمنية متوافق‬ ‫‪-‬‬
‫بشأنها‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار كافة المتدخلين في تدبير المالية العمومية‪ ،‬من جهة‪ ،‬وأجهزة الرقابة‪ ،‬من جهة أخرى؛‬
‫استثمار الجهود التي تم بذلها من أجل تزويد مختلف المديريات بأنظمة معلوماتية وإرساء آليات تتيح التفاعل بين‬ ‫‪-‬‬
‫هذه األنظمة وتبادل المعطيات فيما بينها؛‬
‫مواكبة وتقديم الدعم لإلدارات التي لم تنخرط بعد في عمليات الرقمنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بخصوص المالحظات واالقتراحات المتعلقة برقمنة الحسابات‪ ،‬ذكرت الوزارة تشكيل لجنة مشتركة بين المجلس‬
‫األعلى للحسابات والخزينة العامة للمملكة‪ ،‬تتولى تتبع عملية تنزيل هذا المشروع اعتمادا على منهجية تدريجية في‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2588‬‬

‫رقمنة الحسابات‪ ،‬وذلك لتمكين جميع المتدخلين من استيعاب هذا التغيير‪ .‬واعتبرت الوزارة أن التباين المالحظ من‬
‫طرف المجلس بخصوص عملية رقمنة حسابات التسيير يعزى أساسا إلى اختالف اختصاصات المحاسبين العموميين‪،‬‬
‫حيث إن عمليات الرقمنة تتفاوت في الصعوبة حسب نوعية العمليات المستهدفة (نفقات أو مداخيل) ونوعية وثائق‬
‫اإلثبات التي يجب اإلدالء بها وعدد الفاعلين والمتدخلين في السلسلة المحاسباتية والميزانياتية‪ .‬ولتسهيل عمليات‬
‫الرقمنة‪ ،‬أشارت الوزارة إلى أن الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬قامت بإنشاء منصة إلكترونية خاصة بحسابات مرافق الدولة‬
‫)‪ (PLATE FORME-CSE‬يتم عبرها تقديم حسابات المحاسبين العموميين إلى المجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫‪ .4‬تقديم الحساب‬
‫في إطار تنزيل توجهاته االستراتيجية برسم الفترة ‪ ،2026-2022‬انخرط المجلس في إعداد تصور حول النموذج األمثل‬
‫لإلدالء بحسابات الدولة واألجهزة العمومية وتكريس مبدأ المحاسبة‪ ،‬بما يتيح إعمال رقابة قائمة على مبادئ االقتصاد والفعالية‬
‫والنجاعة‪ .‬فالهدف الرئيسي يكمن في إعادة النظر في عمليات اإلدالء بحسابات مرافق الدولة وفق منظور يكرس التدبير القائم‬
‫على نجاعة األداء‪.‬‬
‫ويرتبط األمر أيضا بمواكبة ودعم األجهزة المعنية بالرقمنة قصد مالءمة حسابات مرافق الدولة مع متطلبات القانون التنظيمي‬
‫للمالية فيما يتعلق بنجاعة األداء‪ ،‬وتيسير عمليات استغالل البيانات من طرف قاضي الحسابات‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن عمليات اإلدالء بالحسابات للمجلس‪ ،‬كما هي ممارسة حاليا‪ ،‬تنطوي على بعض النقائص التي يجب‬
‫تجاوزها‪ ،‬والمتمثلة أساسا فيما يلي‪:‬‬
‫ال تقدم الوثائق المبررة المكونة للحسابات المدلى بها سوى معطيات حول جوانب المشروعية ومدى مطابقة‬ ‫‪-‬‬
‫العمليات المحاسبية للتعليميات الصادرة عن وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬وال تقدم معلومات كافية عن الجوانب‬
‫المتعلقة بنجاعة األداء؛‬
‫يتوزع تنفيذ ميزانية كل وزارة على حدة‪ ،‬بين الخازن الوزاري المعني وخزنة العماالت واألقاليم‪ ،‬وهو ما ال‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن من إعمال المراقبة المندمجة على النحو المنصوص عليه في المادة ‪ 32‬من مدونة المحاكم المالية؛‬
‫يبلغ عدد المحاسبين المعنيين بتقديم الحسابات سنويا‪ ،‬إلى غاية متم سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه ‪ 767‬محاسبا‪ ،‬وهو‬ ‫‪-‬‬
‫عدد مرتفع نسبيا‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬وبدل أن يكون الحساب مدخال أساسيا لمساءلة المحاسبين واآلمرين بالصرف‬
‫والمراقبين وغيرهم من الفاعلين‪ ،‬تحول اختصاص التدقيق والبت في الحسابات إلى عمليات لتدقيق عدد كبير من‬
‫الحسابات تهم عدة سنوات‪ ،‬وقد تقدم في بعض األحيان خارج اآلجال القانونية؛‬
‫يتسم النظام المحاسبي لألجهزة العمومية بتعدد أصناف المحاسبين‪ ،‬وما يجعل هذا النظام مركبا وال يسمح بتكوين‬ ‫‪-‬‬
‫نظرة شمولية حول التدبير العمومي عكس ما يمكن أن يتيحه نظام محاسبي أكثر فاعلية‪ ،‬من حيث توطيد حسابات‬
‫األجهزة العمومية ومركزة المعلومات المالية والمحاسبية وتوفيرها في الوقت المناسب وجعلها أداة حقيقية للتدبير‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن اإلجراءات التي باشرها المجلس‪ ،‬بتشاور مع األطراف المعنية‪ ،‬من أجل إرساء نموذج جديد لعمليات‬
‫اإلدالء بالحسابات‪ ،‬قد مكنت من تحديد بعض الجوانب التي تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر‪ ،‬والمتمثلة أساسا فيما يلي‪:‬‬
‫مراجعة اإلطار القانوني لتقديم الحسابات كي يتماشى مع مقتضيات القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ ،130.13‬خاصة‬ ‫‪-‬‬
‫فيما يتعلق باعتماد المحاسبة العامة والتدبير القائم على نجاعة األداء؛‬
‫إعادة النظر في تنظيم شبكة المحاسبين العموميين واعتماد معايير متوافق بشأنها من أجل تقديم حساباتهم؛‬ ‫‪-‬‬
‫مراجعة نظام مسؤولية المحاسبين العموميين في أفق إرساء توازن بين مسؤوليات مختلف المدبرين العموميين‬ ‫‪-‬‬
‫وذلك في إطار مقاربة شمولية لمسؤولية جميع المتدخلين؛‬
‫إعادة النظر في عملية تحديد القواعد والمعايير المنظمة للمحاسبة العمومية والتنظيم المحاسبي وكذا المساءلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ذكرت الوزارة أن المحاسبين العموميين يقدمون‪ ،‬بشكل دوري‪ ،‬حسابات مرافق الدولة إلى المجلس األعلى للحسابات‬
‫عمال بمقتضيات القوانين الجاري بها العمل‪ .‬وتقدم هذه الحسابات مصنفة حسب نوع الميزانية ونوع العمليات (مداخيل‪،‬‬
‫نفقات أو عمليات الخزينة) وكذا اآلمر بالصرف‪ ،‬وذلك بطريقة مادية وعلى شكل بيانات معلوماتية في نفس الوقت‪،‬‬
‫مما يمكن في آن واحد من تحديد مسؤولية كل طرف من المتدخلين ومعرفة وضعية كل قطاع وزاري بصفة مفصلة‬
‫وشاملة‪.‬‬
‫كما أوضحت الوزارة أن مصالح المركزة بالخزينة العامة للمملكة تقوم بتجميع المعطيات وإعداد الوضعيات‬
‫المحاسباتية وتقديمها بطريقتين مختلفتين‪:‬‬
‫‪2589‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وفق نظام التبويب المالي الذي يمكن من خالله تجميع واستخالص البيانات المتعلقة بكل قطاع وزاري على حدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتى يتسنى للمجلس مقارنة هذه األخيرة بمعطيات الحساب العام للمملكة؛‬
‫ووفق نظام المركز المحاسبي حتى يتمكن المجلس من مقارنة هذه الوضعيات بالحسابات الفردية للمحاسبين‬ ‫‪-‬‬
‫العموميين‪.‬‬

‫منظومة الحماية االجتماعية‪:‬‬


‫ورش يعزز دعائم الدولة االجتماعية ويستدعي آليات تمويل كفيلة بضمان استدامته‬

‫عرف تدعيم الحماية االجتماعية ببالدنا تطورا ملحوظا على مدى العقدين األخيرين‪ ،‬حيث تم إطالق العديد من البرامج التي‬
‫تهدف إلى تنمية وتعزيز الرأسمال البشري ومكافحة الفقر وتحقيق اإلنصاف والعدالة االجتماعية‪ .‬ومن أهم هذه البرامج التأمين‬
‫اإلجباري األساسي عن المرض ونظام المساعدة الطبية‪ ،‬وإصالح بعض أنظمة التقاعد‪ .‬كما تم إحراز تقدم كبير في مجال‬
‫الحماية االجتماعية‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫مضاعفة عدد المستفيدين من برنامج التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ما بين سنتي ‪ 2006‬و‪ ،2021‬حيث‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفع من ‪ 5,1‬مليون إلى حوالي ‪ 11‬مليون مستفيد؛‬
‫تزايد عدد السكان المشمولين بنظام المساعدة الطبية بشكل ملحوظ منذ تعميمه سنة ‪ ،2012‬حيث تجاوز ‪11‬‬ ‫‪-‬‬
‫مليون منخرط سنة ‪2019‬؛‬
‫ارتفاع نسبة المستفيدين من التقاعد‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ %33‬سنة ‪ 2011‬إلى ‪ %42‬سنة ‪( 2019‬بفضل تطور‬ ‫‪-‬‬
‫عدد العاملين بالقطاع الخاص أساسا)‪.‬‬
‫‪ .1‬الحماية االجتماعية‪ :‬ورش طموح‬
‫على الرغم من التطور الهام الذي عرفته الحماية االجتماعية‪ ،‬فإنها ال تزال تمثل تحديا يتعين مواجهته سواء من حيث نطاقها‬
‫أو مضمونها أو تمويلها وحكامتها‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن المعدل اإلجمالي للتغطية الصحية للسكان لم يتجاوز‪ %69‬مع نهاية ‪ ،2019‬منهم ‪ %31‬برسم نظام المساعدة‬
‫الطبية‪ ،‬و‪ %29‬فيما يخص نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض و‪ %9‬فيما يتعلق ببعض األنظمة الخاصة (تعاضدية‬
‫القوات المسلحة الملكية والصناديق الداخلية و‪/‬أو التأمين الخاص وأنظمة األئمة والشيوخ والمقدمين‪ ،‬إلخ‪ .).‬وبالتالي فإن ما‬
‫يناهز ‪ %31‬من الساكنة ال تشملهم أي تغطية صحية‪ .‬كما أن نظام المساعدة الطبية‪ ،‬ال يوفر سوى تغطية محدودة‪ ،‬لكونه‬
‫يقتصر على مؤسسات العرض الصحي التابعة للقطاع العام‪ ،‬وكذا نظرا لضعف بل وغياب بعض الخدمات على مستوى هذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتقاعد‪ ،‬فلم يتجاوز معدل تغطية الساكنة النشيطة نسبة ‪ % 42‬مع نهاية سنة ‪ ،2019‬وبالتالي فإن ما يقارب ‪58‬‬
‫‪ %‬من الساكنة النشيطة ال يستفيدون من أي تغطية في هذا المجال‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬ال يستفيد جزء كبير من السكان من أية تغطية سواء للتقاعد أو في المجال الصحي‪ ،‬ومن ضمنهم أساسا األشخاص‬
‫النشيطون غير األجراء (أصحاب المهن الحرة والتجار وغيرهم)‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن غياب نظام فعال بمعايير ناجعة‬
‫الختيار الساكنة المستهدفة‪ ،‬غالبا ما يحول دون إعمال التدابير والبرامج االجتماعية لفائدة الفئات المعنية وبصفة ناجعة‪.‬‬
‫وقد شكلت التعليمات الملكية السامية الواردة في خطاب عيد العرش‪ ،‬لسنة ‪ ،2020‬وكذا الخطاب الذي ألقاه جاللته في افتتاح‬
‫السنة التشريعية في أكتوبر من نفس السنة‪ ،‬نقطة تحول كبرى‪ ،‬حيث دعا جاللة الملك إلى تعميم الحماية االجتماعية وحدد‬
‫مكونات هذا المشروع اإلصالحي الطموح وخطة إنجازه‪.‬‬
‫كما أوصت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد باعتماد مقاربة إرادية‪ ،‬بهدف تأمين قاعدة متينة للحماية االجتماعية تعزز‬
‫المقومات الكفيلة بمواجهة اآلفات االجتماعية وإدماج الفئات الهشة وتجسد التضامن بين المواطنين وفقا لمبادئ المساهمات‬
‫العادلة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2590‬‬

‫وتبعا لذلك تم اعتماد القانون اإلطار رقم ‪ 09.21‬المتعلق بالحماية االجتماعية الذي نص‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬على مبادئ‬
‫توجيهية وأساليب وآليات الحماية االجتماعية‪ ،‬فضال عن جدول زمني لتنزيلها‪ .‬ووفقا للتعليمات الملكية السامية‪ ،‬تمتد خطة‬
‫اإلنجاز على الفترة ‪ 2025-2021‬على الشكل التالي‪:‬‬
‫توسيع التغطية الصحية اإلجبارية بتمكين ‪ 22‬مليون مستفيد إضافي من االستفادة من التأمين اإلجباري عن‬ ‫‪-‬‬
‫المرض بحلول نهاية سنة ‪2022‬؛‬
‫تعميم التعويضات العائلية خالل ‪2024-2023‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫توسيع قاعدة االنخراط في أنظمة التقاعد وتعميم التعويض عن فقدان الشغل سنة ‪.2025‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد أفادت رئاسة الحكومة في مضمن جوابها أن الحكومة تقوم بتسريع وتيرة تنزيل اإلصالحات التشريعية والهيكلية‪،‬‬
‫ال من حيث توفير الموارد المالية الالزمة لتمويله‪ ،‬وكذا تعزيز مبدأ الحكامة لتجاوز الصعوبات التي تعاني منها أنظمة‬
‫الحماية الحالية‪ .‬وأضافت أن الحكومة جعلت من هذه األجندة االجتماعية‪ ،‬تبعا لبرنامجها‪ ،‬إحدى أولوياتها الملحة‪،‬‬
‫وأدرجتها في إطار ثالث محاور عمل أساسية‪:‬‬
‫‪ -‬تعميم الحماية االجتماعية لفائدة الفئات التي لم تكن تستفيد منها حتى اآلن؛‬
‫‪ -‬إخراج السجل االجتماعي الموحد في أقرب اآلجال لتحسين نظم استهداف مستفيدي المساعدات االجتماعية؛‬
‫‪ -‬إعادة تأهيل المنظومة الصحية الوطنية‪.‬‬
‫وطبقا لتوقعات الحكومة لسنة ‪ ،2021‬سيتطلب تدبير هذه البرامج‪ ،‬في أفق سنة ‪ ،2025‬تخصيص مبلغ سنوي إجمالي قدره‬
‫‪ 51‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 23‬مليار درهم سيتم تمويلها من ميزانية الدولة‪ .‬وتتكون مصادر التمويل العام التي ستتم تعبئتها من‬
‫التمويالت المباشرة من ميزانية الدولة‪ ،‬واإليرادات الضريبية المخصصة‪ ،‬وكذا الموارد المتاحة إثر إصالح منظومة المقاصة‪.‬‬
‫أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن الغالف المالي المخصص للحماية االجتماعية سيتأثر بالمراجعات التي عرفها‬
‫وسيعرفها الحد األدنى لألجور‪ ،‬خالل سنتي ‪ 2022‬و‪.2023‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا السياق إلى أن السلطات العمومية ركزت‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬على تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن‬
‫المرض‪ ،‬في حين لم يتم بعد تحديد تفاصيل المكونات األخرى لإلصالح المنصوص عليها في القانون اإلطار‪.‬‬
‫أفادت وزارة االقتصاد والمالية أن السيد رئيس الحكومة من خالل المراسلة عدد ‪ ،1323‬بتاريخ ‪ 09‬شتنبر ‪،2022‬‬
‫عمل على إرساء قواعد وحكامة برنامج الدعم االجتماعي الموجه لتمكين األسر محدودة الدخل وهو ما سيمكن من‬
‫العمل على وضع تصور شامل لمنظومة التعويضات العائلية التي ينتظر أن يتم الشروع في تنزيلها قبل نهاية سنة‬
‫‪.2023‬‬
‫‪ .2‬تقدم ورش تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‬
‫بموجب القانون اإلطار‪ 09.21‬المتعلق بالحماية االجتماعية‪ ،‬يتوقع تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة كافة‬
‫المواطنين مع نهاية سنة ‪ ،2022‬لتتم بذلك تغطية ما يناهز ‪ 22‬مليونا من المستفيدين اإلضافيين‪ .‬وتتكون هذه الساكنة أساسا‬
‫من االشخاص المستفيدين من نظام المساعدة الطبية باإلضافة إلى فئة المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير األجراء‬
‫الذين يزاولون نشاطا خاصا‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬تم التوقيع‪ ،‬في ‪ 14‬أبريل ‪ 2021‬أمام صاحب الجاللة‪ ،‬على ثالث اتفاقيات إطار من قبل مختلف القطاعات‬
‫الوزارية المعنية‪ ،‬في إطار تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ليشمل الفئات غير المستفيدة‪ ،‬والتي يبلغ عددها‬
‫حوالي ‪ 3‬ماليين منخرطا رئيسيا‪ .‬ويتعلق األمر على الخصوص باالتفاقيات التالية‪:‬‬
‫اتفاقية إطار تتعلق بتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة التجار والحرفيين والمهنيين ومقدمي‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمات المستقلين الخاضعين لنظام المساهمة المهنية الموحدة أو لنظام المقاول الذاتي أو لنظام المحاسبة‪ ،‬والتي‬
‫تهم حوالي ‪ 800‬ألف منخرطا مع أسرهم؛‬
‫اتفاقية إطار خاصة بتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة الحرفيين ومهنيي الصناعة التقليدية‬ ‫‪-‬‬
‫والتي تروم تغطية ما يقارب ‪ 500.000‬منخرطا وأسرهم؛‬
‫اتفاقية إطار لتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة الفالحين تهم ‪ 1.6‬مليون منخرطا وأسرهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد أفادت رئاسة الحكومة أنه تم إحداث لجنتين‪ ،‬وفقا ألحكام القانون اإلطار رقم ‪ 09.21‬المتعلق بالحماية االجتماعية‪،‬‬
‫بموجب المرسوم رقم ‪ 522.21.2‬وهما كالتالي‪:‬‬
‫‪2591‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ -‬اللجنة الوزارية لقيادة إصالح منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬برئاسة رئيس الحكومة‪ ،‬وتتألف من السلطات الحكومية‬
‫المكلفة بالداخلية‪ ،‬والمالية‪ ،‬والصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬واالستثمار وااللتقائية وتقييم السياسات العمومية والميزانية‪،‬‬
‫وكذا األمين العام للحكومة‪ .‬وتسهر هذه اللجنة أساسا على تتبع تنفيذ اإلصالح‪ ،‬وتنسيق تدخالت مختلف األطراف‬
‫المعنية‪ .‬وتجتمع اللجنة شهريا منذ نونبر ‪ ،2021‬وبوتيرة أكبر في األسابيع األخيرة؛‬
‫‪ -‬لجنة تقنية لدى اللجنة الوزارية تسهر على ضمان التنفيذ التقني األمثل لمختلف مكونات اإلصالح‪ .‬ويترأس هذه‬
‫اللجنة الوزير المنتدب المكلف بالميزانية‪ ،‬وتضم أيضا ممثلين عن السلطات الحكومية األعضاء في اللجنة الوزارية‬
‫ومديري الصندوق الوطني للضمان االجتماعي والوكالة الوطنية للتأمين الصحي‪ ،‬وتجتمع هذه اللجنة أسبوعيا‪ ،‬من‬
‫أجل تقييم التقدم المحرز في تسجيل الفئات الجديدة التي تشملها التغطية‪ ،‬ومعالجة المشاكل والعوائق المرتبطة بفئات‬
‫معينة من المستفيدين أو ببعض الجوانب التقنية‪ ،‬من خالل اقتراح الحلول المناسبة والسهر على تنفيذها‪.‬‬
‫وقد مكنت الوتيرة المرتفعة الجتماعات اللجنتين المذكورتين من تسريع العمل المتعلق بتعميم التأمين اإلجباري‬
‫األساسي عن المرض في األشهر األخيرة‪ ،‬والقيام بالتحكيم الضروري في األوقات المناسبة‪ ،‬ثم تعبئة األطراف المعنية‬
‫ألجل تسريع تنزيل جميع مكونات الورش‪.‬‬
‫• التمويل والتأطير القانوني‬
‫يشمل تنزيل ورش تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض العديد من الجوانب الجوهرية‪ ،‬والتي تتعلق أساسا بإحداث‬
‫آليات التمويل‪ ،‬ووضع أو تعديل القوانين والنصوص التنظيمية‪ ،‬وتنزيل اإلطار واآلليات الالزمة لتدبير التأمين اإلجباري‬
‫األساسي عن المرض (الحكامة‪ ،‬ونظام المعلومات‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والجوانب اللوجستية‪ ،‬إلخ)‪.‬‬
‫وفيما يخص التمويل‪ ،‬فإن تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض يتطلب إحداث اآلليات الالزمة لضمان استمراريته‬
‫واستدامته‪ .‬فطبقا لتوقعات الحكومة لسنة ‪ ،2021‬تقدر التكلفة السنوية لتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض بما يناهز‬
‫‪ 13,8‬مليار درهم‪ .‬ويالحظ حاليا أن التوجه المعتمد يسير نحو التمويل وفق آلية المساهمة مع تمويل المتبقي من طرف الدولة‬
‫في إطار التضامن وخاصة فيما يتعلق باألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن تمويل‬
‫ورش الحماية االجتماعية في إطار التضامن سيعتمد على التوجيه التدريجي للموارد المخصصة لتمويل نظام المساعدة الطبية‬
‫والتحويالت المنجزة في إطار بعض البرامج (تيسير‪ ،‬والدعم المباشر لألرامل‪ ،‬ومليون محفظة)‪ ،‬وكذا الهوامش الناتجة عن‬
‫االصالح التدريجي لصندوق المقاصة باإلضافة إلى تعبئة موارد ضريبية جديدة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باإلطار القانوني‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى تعديل القانون رقم ‪ 98.15‬المتعلق بنظام التأمين اإلجباري األساسي عن‬
‫المرض الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير األجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اعتماد المراسيم المتعلقة بفئات العمال غير األجراء‪ .‬كما تم تعديل القانون رقم ‪ 99.15‬الخاص بإحداث نظام للمعاشات لفائدة‬
‫فئات المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير األجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا‪ .‬وقد أتاح هذا التعديل‪ ،‬على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬الفصل بين التأمين اإلجباري األساسي عن المرض وأنظمة المعاشات‪ ،‬حيث أصبحت هذه األخيرة ذات طبيعة‬
‫اختيارية لفترة انتقالية وفقا للقانون اإلطار‪ ،‬علما أن أجل تعميم التقاعد تم تحديده في سنة ‪ .2025‬ويجدر التذكير بأن القانون‬
‫السابق كان قد ألزم كل فئة تنخرط في التأمين اإلجباري األساسي عن المرض بأن تدفع أيضا اشتراكات نظام التقاعد‪.‬‬
‫وقد تم اعتماد القانونين رقم ‪ 98.15‬ورقم ‪ ،99.15‬المذكورين أعاله‪ ،‬في سنة ‪ ،2017‬غير أنهما لم يشهدا أي تقدم ملحوظ‬
‫فيما يتعلق بانخراط الساكنة المعنية‪ ،‬إذ إلى غاية نهاية سنة ‪ ،2020‬لم يتم إدماج سوى أربع فئات مهنية فقط في نظام التأمين‬
‫اإلجباري األساسي عن المرض الخاص بها‪ .‬لكن تم تدارك هذا الوضع بتسريع الوتيرة منذ اعتماد القانون اإلطار سنة ‪.2021‬‬
‫وهكذا تمت المصادقة على عدد من المراسيم التطبيقية التي تتعلق بفئات مختلفة من المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص‬
‫غير األجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا (مثل األطباء‪ ،‬المهندسين المعماريين‪ ،‬الصيادلة‪ ،‬األشخاص الخاضعين لنظام‬
‫المساهمة المهنية الموحدة‪ ،‬والتجار والحرفيين الذين يتوفرون على محاسبة‪ ،‬والمقاولين الذاتين‪ ،‬والفالحين‪ ،‬إلخ)‪.‬‬
‫أوضحت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أنه‪ ،‬إلى حدود ‪ 17‬أكتوبر‪ ،2022‬تم تسجيل ‪ 2.351.505‬شخصا من‬
‫فئة غير األجراء‪ ،‬منهم ‪ 1.036.240‬فالحا و‪ 459.201‬حرفيا‪.‬‬
‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬بادرت الحكومة إلى تعديل نصوص أخرى‪ .‬ويتعلق األمر‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬بمشروع القانون رقم‬
‫‪ 27.22‬يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 65.00‬بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية والذي صادق عليه مجلس الحكومة‬
‫المنعقد في ‪ 8‬شتنبر ‪ .2022‬ويهدف هذا المشروع‪ ،‬إلى إلغاء نظام المساعدة الطبية وتوسيع نظام التأمين اإلجباري األساسي‬
‫عن المرض ليشمل المستفيدين من نظام المساعدة الطبية في إطار نظام خاص يضمن نفس الخدمات المقدمة من طرف‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لفائدة أجراء القطاع الخاص‪ .‬وينص هذا المشروع أيضا على اعتماد السجل االجتماعي‬
‫الموحد الستهداف الفئات المستحقة لنظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين على‬
‫تحمل واجبات االشتراك‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2592‬‬

‫وبخصوص نظام المساعدة الطبية‪ ،‬أكد رئيس الحكومة في ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2022‬عن تسجيل ‪ 4‬ماليين أسرة في وضعية هشاشة‬
‫ضمن منظومة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي (أي حوالي ‪ %36‬من المستفيدين من نظام المساعدة الطبية)‪.‬‬
‫وأكدت رئاسة الحكومة في جوابها أنه سيتم إلحاق ‪ 4‬ماليين أسرة من فئة األشخاص غير القادرين على تحمل واجبات‬
‫االشتراك لالستفادة من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ابتداء من فاتح دجنبر ‪2022‬‬
‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬ينص القانون رقم ‪ 72.18‬المتعلق بمنظومة استهداف المستفيدين من برامج الدعم االجتماعي وبإحداث‬
‫الوكالة الوطنية للسجالت‪ ،‬الصادر في ‪ 8‬غشت ‪ ،2020‬على إنشاء سجل اجتماعي موحد‪ ،‬كآلية رئيسية لالستهداف سواء‬
‫بالنسبة للمستفيدين من اإلعانات المباشرة أو المستفيدين من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض غير القادرين على‬
‫تحمل واجبات االشتراك والتي يستوجب تحملها من طرف الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫وبالرغم من هذا التعزيز المستمر للمنظومة القانونية‪ ،‬فإن بعض النصوص أو التعديالت المهمة سجلت تباطؤا في اعتمادها‪.‬‬
‫ويتعلق األمر بشكل أساسي بتعديل القانون المتعلق بنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬فضال عن مراجعة حكامة الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي بخصوص تدبير مختلف أنظمة التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‪.‬‬
‫وأفادت رئاسة الحكومة في مضمون جوابها عن المصادقة على ‪ 28‬مرسوم تطبيقي للقانون رقم ‪ 98.15‬والقانون رقم‬
‫‪ ،99.15‬وتسجيل ‪ 2,4‬مليون مهني من غير األجراء وفتح باب االستفادة من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن‬
‫المرض أمام ‪ 6‬ماليين مستفيد وذوي الحقوق المرتبطين بهم‪ .‬كما أشارت إلى إعداد مجموعة من مشاريع القوانين‬
‫والمراسيم ومن بينها ‪ :‬مشروع قانون رقم ‪ 27.22‬يقضي بتتميم وتغيير القانون رقم ‪ 65.00‬والمرسوم التطبيقي‬
‫المتعلق بتنفيذه (تمت المصادقة عليه من قبل البرلمان بتاريخ ‪ 7‬نونبر ‪ ،)2022‬ومشروع المرسوم رقم ‪797.22.2‬‬
‫بتطبيق القانون رقم ‪ 65.00‬فيما يخص نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين‬
‫على تحمل واجبات االشتراك (تمت المصادقة من لدن المجلس الحكومي بتاريخ ‪ 17‬نونبر ‪ ،) 2022‬ومشروع‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.22.924‬يتعلق بمجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي فيما يخص نظام التأمين اإلجباري‬
‫األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك (تمت المصادقة عليه من لدن‬
‫المجلس الحكومي بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪ ،)2022‬ومشروع المرسوم رقم ‪ 2.22.923‬بتحديد عتبة نظام التأمين اإلجباري‬
‫األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك (تمت المصادقة عليه من طرف‬
‫المجلس الحكومي بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪.) 2022‬‬
‫وأضافت أن الحكومة أعدت استراتيجية لالرتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية‪ ،‬تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية‪ ،‬ترتكز‬
‫على أربع دعامات أساسية تتمثل األولى في اعتماد حكامة جيدة تتوخى تقوية آليات التقنين وضبط عمل الفاعلين‬
‫وتعزيز الحكامة االستشفائية والتخطيط الترابي للعرض الصحي‪ ،‬والثانية تهم تثمين الموارد البشرية لتحفيز الرأسمال‬
‫البشري بالقطاع العام وتقليص الخصاص الحالي في الموارد البشرية وإصالح نظام التكوين‪ ،‬وكذا االنفتاح على‬
‫الكفاءات الطبية األجنبية‪ ،‬وتحفيز األطر الطبية المغربية المقيمة بالخارج وحثها على العودة إلى أرض الوطن‪ .‬أما‬
‫الدعامة الثالثة فتتعلق بتأهيل العرض الصحي بما يستجيب النتظارات المغاربة في تيسير الولوج للخدمات الطبية‬
‫والرفع من جودتها‪ ،‬والتوزيع العادل للخدمات االستشفائية عبر التراب الوطني‪ ،‬في حين تهم الدعامة الرابعة رقمنة‬
‫المنظومة الصحية عبر إحداث منظومة معلوماتية مندمجة لتجميع ومعالجة واستغالل كافة المعلومات األساسية‬
‫الخاصة بالمنظومة الصحية‪.‬‬
‫كما أشارت رئاسة الحكومة إلى أن الحكومة قامت ببلورة وتفعيل إجراءات عملية تهدف إلى االرتقاء بالموارد البشرية‬
‫في القطاع الصحي‪ ،‬عن طريق الرفع من األجرة الشهرية لألطباء ورد االعتبار للمجهودات التي يبذلونها أثناء مزاولة‬
‫مهامهم من خالل تخويل الرقم االستداللي ‪ 509‬واالعتراف بدبلوم الدكتوراه‪ ،‬وكذا تحصين الممارسة الطبية من خالل‬
‫إحداث قانون الوظيفة العمومية الصحية‪ .‬كما تم الرفع من الميزانية المخصصة لقطاع الصحة إلى ‪ 28‬مليار درهم‬
‫برسم مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬وإطالق ورش تأهيل المستشفيات و‪ 1400‬من المراكز الصحية وإحداث ‪3‬‬
‫مراكز استشفائية جامعية (جهات درعة‪-‬تافياللت وبني مالل‪-‬خنيفرة وكلميم ‪-‬واد نون)‪ ،‬باإلضافة إلى إحداث مخطط‬
‫يمتد إلى سنة ‪ 2030‬للرفع من تكوين عدد األطر الصحية بمختلف مكوناتها لتصل إلى ‪ 94‬ألف مهني صحة مقارنة‬
‫مع ‪ 68‬ألف حاليا وخلق رافعات لتحسين أسالك التكوين بغية سد الخصاص‪.‬‬
‫وأشارت رئاسة الحكومة إلى إحداث لجنة توجيهية تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬والتي عقدت اجتماعا بتاريخ‬
‫‪ 18‬ماي ‪ ،2022‬تقرر فيه إحداث ‪ 4‬مجموعات عمل تضم جميع القطاعات والمؤسسات المعنية التي قامت بإعداد‬
‫مشروع قانون ‪ -‬إطار رقم ‪ 22.06‬يتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية‪ ،‬وأعدت خمس مشاريع قوانين تخص إحداث‬
‫الهيئة العليا للصحة (رقم ‪ ) 07.22‬وإحداث المجموعات الصحية الترابية (رقم ‪ ،)08.22‬والضمانات األساسية‬
‫الممنوحة للموارد البشرية بالوظيفة الصحية (رقم ‪ ،)09.22‬وإحداث الوكالة المغربية لألدوية والمنتجات الصحية‬
‫(رقم ‪ ،)10.22‬وإحداث الوكالة المغربية للدم ومشتقاته (رقم ‪.)11.22‬‬
‫‪2593‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أشار بالغ عقب انعقاد هذا المجلس أن الحكومة ستعمل على تنزيل مضامين هذه القوانين وفق مقاربة تدريجية‬
‫تتوخى االنفتاح والتشاور مع كافة المتدخلين‪ ،‬في احترام تام لمبدأ استمرارية المرفق العام‪.‬‬
‫• التأمين اإلجباري األساسي عن المرض وعرض العالجات بالقطاع العام‬
‫يظل تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض رهينا بتطوير المستشفى العمومي باعتباره رافعة رئيسية لنظام التأمين‬
‫اإلجباري األساسي عن المرض‪ .‬فعلى الرغم من الجهود المبذولة خالل السنوات األخيرة‪ ،‬الزالت المنظومة االستشفائية‬
‫تعرف عدة نقائص‪ ،‬مع العلم أن نجاح تعميم نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض يرتبط ارتباطا وثيقا بتطوير‬
‫المستشفى العمومي وعرض العالجات المقدمة للمؤمنين‪.‬‬
‫وقصد معالجة هذه النقائص‪ ،‬تم وضع مشروع القانون اإلطار رقم ‪ 06.22‬المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية الذي صادق‬
‫عليه مجلس الوزراء بتاريخ ‪ 13‬يوليوز ‪( 2022‬وصادق عليه البرلمان بتاريخ ‪ 7‬نونبر ‪ .)2022‬ويروم هذا المشروع‬
‫اإلصالح الشامل للمنظومة الصحية الوطنية‪ ،‬قصد تمكينها من القيام بالمهام المنوطة بها على الوجه األكمل واالستجابة بشكل‬
‫مالئم النتظارات المواطنين‪ .‬ويهدف هذا المشروع‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫تثمين الموارد البشرية العاملة في قطاع الصحة وإحداث الوظيفة العمومية الصحية؛‬ ‫‪-‬‬
‫إحداث هيئات الحكامة والتقنين‪ :‬ويتعلق األمر بالهيئة العليا للصحة‪ ،‬والمجموعات الصحية الترابية‪ ،‬والوكالة‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية لألدوية والمنتجات الصحية‪ ،‬والوكالة المغربية للدم ومشتقاته؛‬
‫إعادة تنظيم مسار العالجات وال سيما من خالل ترسيخ الزامية احترام مسلك العالجات واعتماد الملف الطبي‬ ‫‪-‬‬
‫المشترك؛‬
‫تأهيل البنيات التحتية للمؤسسات االستشفائية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التوطين الترابي لعرض العالجات وتحسين حكامته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .3‬المخاطر المتعلقة بتنزيل التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‬
‫يعتبر تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض مشروعا مهيكال وطموحا‪ .‬وقد تقرر أن يدخل حيز التنفيذ مع نهاية سنة‬
‫‪ ،2022‬ويعني ذلك وجوب تسجيل كافة الساكنة المعنية في هذا األجل‪ .‬إال أن تحقيق أهداف هذا التعميم قد تواجهه بعض‬
‫المخاطر‪ ،‬التي يمكن اعتبارها في آن واحد عوامل نجاح رئيسية لإلصالح‪ ،‬وتتجلى خاصة فيما يلي‪:‬‬
‫تمديد آجال االستفادة الفعلية من التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لجزء من السكان المعنيين إلى ما بعد‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،2022‬ويتعلق األمر بالعمال غير األجراء والمستفيدين من نظام المساعدة الطبية‪ ،‬بسبب تباطؤ وتيرة التسجيل‬
‫لكافة الفئات المعنية بالمقارنة مع اآلجال المتوقعة؛‬
‫أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه‪ ،‬بمجرد تعميم التأمين االجباري األساسي عن المرض ليشمل األشخاص‬
‫المستفيدين من نظام المساعدة الطبية‪ ،‬سيتعين عليهم التسجيل على مستوى السجل االجتماعي الموحد للتحقق من مدى‬
‫استيفائهم للشروط التي وضعتها الدولة لالستفادة من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض الخاص باألشخاص‬
‫غير القادرين على أداء واجبات االنخراط‪.‬‬
‫جدوى واستدامة الجوانب المتصلة بتمويل التأمين اإلجباري األساسي عن المرض والتي يتعين توفيرها للمنظومة‬ ‫‪-‬‬
‫برمتها وكذا لألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك؛‬
‫وقد أكدت رئاسة الحكومة في جوابها أن من أجل ضمان التوازن المالي للتأمين اإلجباري األساسي على المرض‬
‫واستدامته‪ ،‬تم االشتغال على مجموعة من الدراسات بما في ذلك إنجاز دراسة توجيهية تخص الفئات المستهدفة‪،‬‬
‫ودراسة للتحكم في نفقات األدوية والنفقات الخاصة بالخدمات الطبية واألجهزة‪ .‬كما تم إحداث العديد من آليات العمل‬
‫تهم خاصة تعزيز حكامة العرض الصحي وتنسيق مسار الخدمات الطبية‪ ،‬وتنظيم مسار العالجات على المستوى‬
‫الجهوي وإحداث السجل الطبي المشترك‪ ،‬وتعزيز جاذبية المؤسسات االستشفائية العمومية وإمدادها بالموارد البشرية‬
‫والمعدات الالزمة‪ ،‬وإحداث مؤسسات جديدة للرعاية الصحية‪ ،‬وتعميم نظام المعلومات على مستوى المؤسسات‬
‫الصحية‪.‬‬
‫تطوير وتأهيل عرض العالجات بالقطاع العمومي في شموليته (البنيات االستشفائية العمومية والخاصة والموارد‬ ‫‪-‬‬
‫البشرية والتجهيزات‪ ،)...‬والذي يعد شرطا أساسيا لنجاح التعميم‪ .‬ويتمثل جانب الخطورة في أن موارد التأمين‬
‫اإلجباري عن المرض من المحتمل أن تتوجه في أغلبها نحو القطاع الخاص‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يحتمل أال يقوم المستشفى‬
‫العمومي بدوره كرافعة لنظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‪ ،‬وأال يستفيد من التمويل المرتقب تعبئته‬
‫بواسطة هذا النظام؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2594‬‬

‫أفادت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أن الدعامات الرئيسية لمشروع القانون اإلطار رقم ‪ 06-22‬المتعلق‬
‫بالمنظومة الصحية تعتبر مدخال أساسيا للرفع من منسوب الثقة والمصداقية في المنظومة الصحية مع استحضار‬
‫مبادئ حسن التدبير والحكامة الجيدة مما سيعود بالنفع على جميع المرتفقين الذين سيشملهم نظام التأمين اإلجباري‬
‫األساسي عن المرض في أفق نهاية سنة ‪ ،2022‬عبر توفير وتقريب الخدمات الصحية وأنسنتها والرفع من جودتها‪.‬‬
‫لهذا‪ ،‬تضيف الوزارة‪ ،‬فإن المستشفى العمومي سيسكون المستفيد األول من مخرجات إصالح المنظومة الصحية من‬
‫أجل تقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار الخريطة الصحية الجهوية‪ ،‬إضافة إلى إحداث نظام معلوماتي‬
‫مندمج يهدف إلى جمع ومعالجة كل المعلومات األساسية الخاصة بالمنظومة الصحية وتحسين نظام الفوترة بالمؤسسات‬
‫االستشفائية‪.‬‬
‫ضعف الحصة المسترجعة لتغطية تكاليف العالجات الصحية‪ ،‬حيث ال تزال هذه الحصة منخفضة حاليا‪ ،‬ال سيما‬ ‫‪-‬‬
‫بسبب عدم تجديد االتفاقيات التي تحدد التعريفة الوطنية المرجعية وكذا ضعف التقنين على هذا المستوى إزاء‬
‫عرض العالجات بالقطاع الخاص؛‬
‫أوضحت رئاسة الحكومة في جوابها أنه بالرغم من عدم مراجعة االتفاقيات المحددة للتعريفة المرجعية‪ ،‬يبقى تعويض‬
‫عدد من األمراض المزمنة مناسبا للتكلفة العالجية الحالية‪ ،‬كالقصور الكلوي المزمن والنهائي‪ ،‬واعتالالت صمامات‬
‫القلب الرثوية‪ ،‬وجراحة القلب‪ ...‬كما أشارت إلى تحكم عوامل أخرى في نسبة التعويض كوصف األدوية األصلية‬
‫عوض األدوية الجنيسة‪ ،‬أو وصف األدوية دون أخذ قابليتها للتعويض في إطار التأمين الصحي عن المرض بعين‬
‫االعتبار‪ .‬وأضافت أن اللجنة الوزارية لقيادة إصالح منظومة الحماية االجتماعية تشتغل على تفعيل مجموعة من‬
‫الروافع تهدف للرفع من الحصة المسترجعة لتغطية تكاليف العالجات الصحية واستدامة تمويل التغطية الصحية‪.‬‬
‫التأخير في تنزيل السجل االجتماعي الموحد على مجموع التراب الوطني‪ ،‬وخاصة في مجال التحديد الموثوق‬ ‫‪-‬‬
‫للفئات غير القادرة على تحمل واجبات االشتراك والعمل على تحيين المعطيات ذات الصلة بصفة منتظمة‪.‬‬
‫أفادت رئاسة الحكومة أن الحكومة بادرت‪ ،‬من خالل اللجنة الوزارية لقيادة إصالح منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬إلى‬
‫تسخير جميع اإلمكانيات لتسريع وتيرة التفعيل والتعميم حيث سيتم تعميم السجل الوطني للسكان في مختلف أقاليم‬
‫المملكة ثم السجل االجتماعي الموحد وتفعيلهما في أجل ال يتعدى أواخر شهر دجنبر ‪.2022‬‬
‫‪ .4‬التوصيات‬
‫على ضوء هذه المخاطر الرئيسية‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي‪:‬‬
‫الحرص على اعتماد التعديالت الالزمة للقوانين والنصوص التنظيمية في أقرب اآلجال قصد توفير السند‬ ‫‪-‬‬
‫القانوني الالزم لتنفيذ تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض؛‬
‫أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن الحكومة منكبة على إعداد جميع النصوص المتعلقة بالتأمين اإلجباري األساسي‬
‫عن المرض‪ ،‬وذلك قبل فاتح دجنبر ‪ ،2022‬حيث أن النصوص التطبيقية لمشروع القانون رقم ‪ 27.22‬القاضي بتغيير‬
‫وتتميم القانون ‪ 65.00‬قد بلغت أطوارها النهائية‪.‬‬
‫اعتماد آليات التمويل الكفيلة بضمان استدامة وصالحية واستمرارية التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫باإلضافة إلى تمكين المؤمنين من حصة مالئمة لتغطية تكاليف العالجات؛‬
‫تسريع خطة تطوير وتأهيل المؤسسات االستشفائية والموارد البشرية الالزمة قصد توفير عرض العالجات‬ ‫‪-‬‬
‫وتحسين جودة الخدمات الصحية في القطاع العام‪.‬‬

‫منظومة االستثمار‪:‬‬
‫الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية وبرنامج عمل لتنزيل ميثاق االستثمار‬

‫يكتسي إصالح االستثمار أهمية قصوى من أجل خلق دينامية اقتصادية منتجة للقيمة المضافة ولفرص الشغل‪ .‬ووعيا منها‬
‫بهذه األهمية‪ ،‬تعتبر السلطات العمومية تنمية االستثمار من بين أولوياتها االستراتيجية‪ ،‬وذلك من خالل تحسين جاذبية المملكة‬
‫وتعبئة رافعات التحفيز على االستثمار وتعزيز ثقة المستثمرين المغاربة واألجانب‪.‬‬
‫وتستدعي التطورات الراهنة‪ ،‬جراء تداعيات جائحة كوفيد ‪ 19‬والتحديات الناتجة عن الظرفية العالمية المتسمة بالتضخم وما‬
‫يستلزم ذلك من تحوالت لمواكبة الخيارات االقتصادية وإعادة تموضع سالسل القيمة وتحديد األولويات االستراتيجية‪ ،‬اعتماد‬
‫‪2595‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫إطار استراتيجي مندمج لالستثمار‪ ،‬وتعزيز اإلطار المؤسساتي‪ ،‬وتسريع إصالح اإلطار التشريعي لتحفيز االستثمار‪ ،‬ومتابعة‬
‫تنزيل األوراش الهيكلية المتعلقة بتحسين مناخ األعمال من أجل اغتنام الفرص التي يتيحها هذا السياق الجديد‪.‬‬
‫بخصوص هذا الورش‪ ،‬أوضحت رئاسة الحكومة في جوابها‪ ،‬أن الحكومة‪ ،‬وباإلضافة إلى اإلصالحات االستراتيجية‬
‫والهيكلية التي باشرتها في هذا اإلطار‪ ،‬تقوم حاليا‪ ،‬بالتنسيق مع جميع الفاعلين من القطاعين العام والخاص‪ ،‬بإعداد‬
‫خارطة طريق جديدة لتحسين مناخ األعمال في أفق ‪ .2026‬وستشمل خارطة الطريق هذه جيال جديدا من اإلصالحات‬
‫المتعلقة بالمجاالت التالية‪ :‬تبسيط ورقمنة اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وتحسين الولوج إلى العقار والمناطق الصناعية‪،‬‬
‫وتطوير أدوات جديدة للحصول على التمويل‪ ،‬وتحسين الولوج إلى الطلبيات العمومية من أجل جعلها رافعة للتنمية‬
‫االقتصادية وتعزيز االبتكار وثقافة ريادة األعمال‪.‬‬
‫اإلطار المرجعي‬
‫حددت الخطب السامية لجاللة الملك وكذا تقرير النموذج التنموي الجديد والبرامج الحكومية‪ ،‬التوجهات االستراتيجية إلصالح‬
‫االستثمار‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬أعطى صاحب الجاللة توجيهاته السامية لتحديد اإلصالحات ذات األولوية لتطوير االستثمار‪ .‬كما‬
‫أكد جاللته في خطابه أمام البرلمان بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،2022‬على أن يعطي الميثاق الوطني الجديد لالستثمار دفعة ملموسة‬
‫لجاذبية المغرب لالستثمارات الخاصة‪ ،‬الوطنية واألجنبية‪ ،‬وأن تقوم المراكز الجهوية لالستثمار باإلشراف الشامل على عملية‬
‫االستثمار‪ .‬ودعا جاللته إلى ضرورة ترجمة التزامات كل األطراف‪ ،‬من حكومة وقطاع خاص وقطاع بنكي‪ ،‬في تعاقد وطني‬
‫لالستثمار‪ ،‬وذلك بهدف تعبئة ‪ 550‬مليار درهم من االستثمارات‪ ،‬وخلق ‪ 500‬ألف منصب شغل‪ ،‬في الفترة بين ‪2022‬‬
‫و‪.2026‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن تقرير النموذج التنموي الجديد لسنة ‪ ،2021‬في محوره االستراتيجي األول‪ ،‬حول‬
‫التحول القتصاد منتج ومتنوع قادر على خلق قيمة مضافة ومناصب شغل ذات جودة‪ ،‬اقترح اعتماد خارطـة طريـق مبنيـة‬
‫علـى خمس خيـارات اسـتراتيجية وهـي‪ :‬تأميـن المبـادرة المقاوالتية؛ توجيــه الفاعليــن االقتصاديين إلى األنشطة المنتجة؛‬
‫تخفيـض تكاليـف عوامــل اإلنتاج؛ وضــع إطــار ماكرو‪-‬اقتصــادي فــي خدمــة التنميــة؛ وبــروز االقتصاد االجتماعي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أولى البرنامج الحكومي ‪ 2026-2021‬أهمية كبيرة لتحديات التنمية وتشجيع االستثمار‪ ،‬وعرض في‬
‫محوره الثاني المتعلق بمواكبة تحول االقتصاد الوطني‪" ،‬من أجل خلق فرص شغل للجميع"‪ ،‬العديد من اإلجراءات لتعزيز‬
‫االستثمار والتخفيف من آثار األزمة االقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد ‪."19‬‬
‫أهداف اإلصالح‬
‫يتمثل الهدف االستراتيجي الرئيسي إلصالح منظومة االستثمار‪ ،‬والذي أشار إليه النموذج التنموي الجديد‪ ،‬في تعبئة أكبر‬
‫لالستثمار الخاص مقابل االستثمار العمومي‪ ،‬بغية رفع مساهمته في الجهد االستثماري اإلجمالي من الثلث‪ ،‬المسجل حاليا‪،‬‬
‫إلى الثلثين بحلول سنة ‪ .2035‬ويكرس هذا الهدف اإلصالحات الهيكلية التي شرعت المملكة في إنجازها بهدف تعزيز وتسهيل‬
‫عملية االستثمار‪ ،‬السيما تنزيل ورش الجهوية المتقدمة‪ ،‬وإصالح المراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬وإنشاء اللجان الجهوية الموحدة‬
‫لالستثمار‪ ،‬وتبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وإنشاء صندوق محمد السادس لالستثمار‪ ،‬وتطوير الشراكة بين القطاعين العام‬
‫والخاص‪ ،‬وإصالح الضرائب وإصالح قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬وكذا اعتماد ميثاق الالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫وفي خضم هذه اإلصالحات‪ ،‬شرعت السلطات العمومية في مراجعة اإلطار التشريعي لتحفيز االستثمار‪ ،‬من خالل العمل‬
‫على اعتماد قانون‪-‬إطار جديد بمثابة ميثاق االستثمار‪ ،‬والذي يهدف أساسا إلى تحسين أثر االستثمارات‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق‬
‫بخلق فرص شغل والحد من التفاوتات المجالية من حيث جاذبية االستثمار‪ .‬كما يهدف هذا الميثاق الجديد إلى توجيه‬
‫االستثمارات نحو القطاعات اإلنتاجية ذات القيمة المضافة العالية‪ ،‬وضمان التنمية المستدامة‪ ،‬فضال عن تعزيز جاذبية المملكة‬
‫لجعلها قطبا قاريا ودوليا لجلب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬وتحسين مناخ األعمال‪ ،‬وتسهيل عملية االستثمار‪ ،‬وزيادة حصة‬
‫االستثمار الخاص الوطني واألجنبي بشكل ملموس‪ ،‬وكذا تشجيع الصادرات وتواجد المقاوالت المغربية على الصعيد الدولي‪،‬‬
‫وتشجيع تعويض الواردات باإلنتاج المحلي‪.‬‬
‫حصيلة اإلصالح‬
‫واصلت السلطات العمومية خالل الفترة األخيرة تنزيل األوراش االستراتيجية المتعلقة بمختلف اإلصالحات الهادفة لتنمية‬
‫االستثمار‪ .‬فعلى المستوى المؤسساتي‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2020‬أتمت اللجنة الوزارية للقيادة المكلفة بتتبع إصالح المراكز الجهوية‬
‫لالستثمار‪ ،‬في إطار ال تمركز اإلجراءات اإلدارية الخاصة باالستثمار‪ ،‬عملية إعادة هيكلة هذه المراكز وفق صيغتها الجديدة‬
‫التي جاء بها القانون رقم ‪ 47.18‬المتعلق بإصالح هذه المراكز‪ .‬وفي أكتوبر ‪ ،2021‬أحدثت في ظل الحكومة الحالية وزارة‬
‫منتدبة لدى رئي س الحكومة مكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬أنيطت بها مهمة إعداد ووضع السياسة‬
‫الحكومية في مجاالت االستثمار ومناخ االعمال والتقائية وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬والسهر على تتبع تنفيذها وتقييمها‪ ،‬وذلك‬
‫بتنسيق مع الوزارات والقطاعات المعنية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم اعتماد ميثاق الالتمركز اإلداري سنة ‪ ،2018‬والذي تاله‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2596‬‬

‫نشر المرسوم رقم ‪ 2.19.40‬المتعلق بتحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز اإلداري‪ ،‬وكذا إنشاء ونشر‪ ،‬انطالقا‬
‫من أبريل ‪ ،2021‬بواب ٍة وطني ٍة تتضمن ‪ 2700‬إجراء ومسطرة إدارية‪ ،‬تدعى "إدارتي ‪."IDARATI‬‬
‫أما فيما يخص اإلطار التحفيزي‪ ،‬فقد تمت المصادقة من طرف البرلمان على مشروع القانون‪-‬اإلطار رقم ‪ 03.22‬بمثابة‬
‫ميثاق االستثمار في نهاية نونبر ‪ .2022‬وقد التزمت الحكومة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬بإصدار النصوص التطبيقية الثالثة المتعلقة‬
‫بتفعيل أنظمة الدعم المنصوص عليها في الميثاق الجديد وفق جدول زمني تدريجي حدده مشروع القانون‪-‬اإلطار سالف الذكر‪،‬‬
‫داخل أجل ال يتعدى ‪ 12‬شهرا من تاريخ نشره‪.‬‬
‫وبالموازاة مع هذه التطورات‪ ،‬عرف مجال تحسين مناخ األعمال تحقيق إنجازات أخرى همت باألساس إحداث "صندوق‬
‫دعم تمويل المبادرة المقاوالتية" بموجب قانون المالية ‪ 2020‬وإحداث "صندوق محمد السادس لالستثمار" وتعيين مديره‬
‫العام بمجلس الوزراء المنعقد في ‪ 18‬أكتوبر ‪ 2022‬وتحسين اإلطار القانوني والمسطري للطلبيات العمومية وتعزيز الحكامة‬
‫والتأطير القانوني آلجال األداء باإلضافة إلى اعتماد السياسة الوطنية لتحسين مناخ األعمال للفترة ‪ 2025-2021‬من قبل‬
‫اللجنة الوطنية لمناخ األعمال‪.‬‬
‫مالحظات بخصوص تنزيل ورش إصالح منظومة االستثمار‬
‫إدراكا منه ألهمية اإلصالحات المتعلقة باالستثمار‪ ،‬قام المجلس األعلى للحسابات بتقييم للتطورات األخيرة‪ ،‬حيث أجرى‪ ،‬في‬
‫هذا السياق‪ ،‬مقابالت مع مجموعة من األطراف المعنية الرئيسية (الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالستثمار‬
‫وااللتقائية وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬والوكالة المغربية لتنمية االستثمارات والصادرات والمركز الجهوي لالستثمار لجهة‬
‫الرباط‪-‬سال‪ -‬القنيطرة)‪ ،‬كما اطلع على المجهودات المبذولة في هذا المجال وحدد المخاطر التي من شأنها إعاقة تحقيق‬
‫األهداف المرسومة لهذا الورش اإلصالحي‪.‬‬
‫• الحاجة إلى تحسين اإلطار االستراتيجي والمؤسساتي‬
‫رغم أن مختلف البرامج الحكومية أدرجت التوجيهات الملكية ومخرجات النموذج التنموي الجديد‪ ،‬المشار إليها أعاله‪ ،‬كأهداف‬
‫استراتيجية لها‪ ،‬فإن ذلك لم يتم وفق استراتيجية وطنية رسمية من أجل تنمية االستثمار وتحفيزه وإنعاشه‪ ،‬حيث ظلت األوراش‬
‫االستراتيجية لمنظومة االستثمار مؤطرة وفق مقاربة قطاعية في ظل غياب إطار استراتيجي أفقي يحدد األولويات وينشئ‬
‫روابط التقائية بين القطاعات ويسطر اآلليات العملية التي يجب رصدها لتحقيق األهداف المرسومة‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬يتسم اإلطار المؤسساتي المخصص لتنزيل هذه التوجيهات االستراتيجية بتعدد المتدخلين وتداخل نطاق‬
‫اختصاصهم الذي قد يشمل المستوى الوطني بالنسبة للبعض‪ ،‬أو المحلي أو القطاعي بالنسبة لآلخرين‪ ،‬مع العلم أن جميع‬
‫األطراف تعمل على تحقيق هدف واحد يتمحور حول تشجيع االستثمارات وتنميتها‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن تباين أولويات‬
‫وأهداف المتدخلين وكذا االختالفات التي تطبع مقارباتهم ال يساهم في ضمان اتساق التدخالت مع التوجيهات المشتركة‬
‫المسطرة مما من شأنه أن يضعف التقائية السياسات العمومية في مجال تنمية االستثمار وتحفيزه وإنعاشه‪.‬‬
‫جوابا على هذه المالحظة أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أن تنفيذ‬
‫التوجيهات السامية لجاللة الملك محمد السادس نصره هللا وتوصيات النموذج التنموي الجديد وكذا توجيهات وأولويات‬
‫البرنامج الحكومي الهادفة إلى تنمية وتشجيع االستثمار‪ ،‬يتطلب وضع استراتيجية وطنية مخصصة لالستثمار مع‬
‫وضع اآلليات الالزمة لتتبعها وتقييمها‪ .‬وهو من المهام الرئيسية المنوطة بالوزارة‪ ،‬التي قامت‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬بإنجاز‬
‫دراسة أولية وكذا إعطاء االنطالقة إلنجاز دراسة تقنية من أجل تحديد الطموحات القطاعية والجهوية للنهوض‬
‫باالستثمار الخاص في أفق ‪ .2026‬وسيتم تنفيذ هذا العمل وفق مقاربة تشاركية تروم تحقيق التقائية حول السياسة‬
‫الوطنية االستثمار‪ ،‬مع إدماج جميع الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫وفي سياق متصل‪ ،‬يناط بالوزارة دور رئيسي‪ ،‬من خالل صالحياتها المزدوجة «االستثمار وااللتقائية"‪ ،‬في تحقيق‬
‫هذا االتساق العام‪ ،‬الذي تضمنه على المستوى المركزي من خالل "الهيئة الوطنية لالستثمار" التي سيتم إحداثها في‬
‫إطار ميثاق االستثمار الجديد‪ .‬كما أنه في السنوات األخيرة‪ ،‬تم وضع مجموعة من اآلليات على المستوى الترابي في‬
‫إطار التقائية (اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار وكذا مراكز االستثمار الجهوي) لتحسين نجاعة وفعالية عملية‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫• ضرورة تسريع استكمال إصالح اإلطار التحفيزي لالستثمار‬


‫يعد توفير عروض تحفيزية جذابة وديناميكية من بين الركائز األساسية لتحقيق األهداف االستراتيجية المتعلقة بتنمية‬
‫االستثمارات‪ .‬ومن شأن هذه التحفيزات تشجيع مبادرات القطاع الخاص وتعبئة اإلمكانيات المحلية وجلب رؤوس األموال‬
‫والخبرة األجنبية واستقطاب وجذب الكفاءات العالية لمغاربة العالم وكذا تكييف االستثمارات لالستجابة لمختلف التطورات‬
‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية والتكنولوجية الوطنية منها والدولية‪.‬‬
‫‪2597‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن اإلطار التحفيزي المؤطر بالقانون رقم ‪ 18.95‬بمثابة ميثاق االستثمار بقي دون تغيير منذ أكثر من‬
‫‪ 26‬سنة‪ ،‬مما جعله متجاوزا بالنظر للتطورات والتغييرات سالفة الذكر‪ .‬وقد استغرقت مبادرات السلطات العمومية وقتا طويال‬
‫لتنزيل قانون‪-‬إطار جديد وعرفت مناقشة العديد من الصيغ إلى غاية مصادقة البرلمان على مشروع القانون‪-‬اإلطار رقم‬
‫‪ 03.22‬في نونبر سنة ‪ .2022‬وساهم التأخير المسجل في تجديد اإلطار التحفيزي في عدم وضوح الرؤية لدى المستثمرين‬
‫وخلق سياق يتسم بالترقب مع ما لذلك من أثر سلبي على الدينامية االقتصادية‪ .‬واستدراكا لهذه الوضعية‪ ،‬يكتسي تسريع المسار‬
‫المؤسساتي أهمية بالغة مع ما يستدعيه ذلك من التزام بالجدول الزمنى التدريجي الخاص بنشر النصوص التطبيقية للميثاق‬
‫الجديد‪ ،‬والتي حدد لها مدة زمنية لن تتعدى ‪ 12‬شهرا إلصدارها‪ ،‬ابتداء من دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪.‬‬
‫أشارت رئاسة الحكومة إلى أن "الميثاق الجديد قد تم اعتماده من طرف الحكومة في أقل من ‪ 10‬أشهر‪ ،‬استجابة‬
‫لتعليمات وتوجيهات جاللة الملك محمد السادس نصره هللا"‪.‬‬
‫وبدورها‪ ،‬أوردت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية أنه تمت المصادقة من طرف المجلس‬
‫الوزاري على مشروع قانون إطار بمثابة ميثاق االستثمار‪ ،‬كنتيجة عمل مشترك لكل مكونات الحكومة بعد ‪ 9‬أشهر‬
‫فقط من تعيينها‪.‬‬

‫• الحاجة إلى تبسيط العملية اإلدارية لالستثمار وجعلها مندمجة‬


‫منذ وضع خطة إصالح منظومة االستثمار‪ ،‬بادرت السلطات العمومية إلى إطالق مجموعة من المشاريع االستراتيجية من‬
‫أجل تسهيل اإلجراءات اإلدارية الالزمة للعملية االستثمارية بغية توفير خدمة غير ممركزة ومبسطة ومندمجة‪ .‬من هذا‬
‫المنظور‪ ،‬تمحور إصالح المراكز الجهوية لالستثمار الذي تم سنة ‪ 2019‬بموجب القانون ‪ 47.18‬حول هدف رئيسي يرمي‬
‫بشكل أساسي إلى إنشاء شباك وحيد حقيقي لالستثمار يتولى المعالجة الشاملة لمشاريع االستثمار من بدايتها إلى نهايتها‪ .‬وقد‬
‫تزامن تحقيق هذا الهدف مع إصالحات أفقية أخرى‪ ،‬تشمل بشكل أساسي الالتمركز اإلداري‪ ،‬وتبسيط اإلجراءات اإلدارية‬
‫ورقمنة الخدمات العمومية‪.‬‬
‫غير أن التسهيالت اإلدارية التي تستهدفها هذه اإلصالحات ال تزال تواجه بعض المعيقات على المستوى العملي‪ ،‬حيث الزالت‬
‫العديد من اإلجراءات اإلدارية الالزمة لتفعيل بعض المشاريع االستثمارية تتم خارج الشباك الوحيد للمراكز الجهوية‬
‫لالستثمار‪ .‬كما أن النظام التحفيزي لالستثمار اليزال متفرقا بين العديد من األجهزة العمومية دون أن يسلك بالضرورة مسار‬
‫المراكز الجهوية لالستثمار‪.‬‬
‫ويؤثر هذا الوضع على الدور المحوري الذي أريد للمراكز الجهوية لالستثمار من أجل اإلشراف على عملية االستثمار برمتها‬
‫وفق ما جاء في خطاب جاللة الملك في ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،2022‬مما يستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات تصحيحية بمقاربة شمولية‪،‬‬
‫على أن يشمل نطاق هذه األخيرة‪ ،‬باإلضافة إلى ترسيخ المراكز الجهوية لالستثمار كإطار موحد لمعالجة ملفات االستثمار‪،‬‬
‫تكريس المبادئ التي سنها القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساﻃر واإلجراءات اإلدارية وتسريع الالتمركز اإلداري من‬
‫طرف القطاعات الوزارية وكذا تحسين رقمنة الخدمات العمومية‪.‬‬

‫أوضحت رئاسة الحكومة أنها قد عقدت اجتماعا‪ ،‬ترأسه السيد رئيس الحكومة‪ ،‬مع جميع المراكز الجهوية لالستثمار‪،‬‬
‫خصص لدراسة التدابير الالزمة لتحفيز اإلنعاش االقتصادي وتسهيل عملية االستثمار وتمكين هذه المراكز من‬
‫االضطالع بمهامها وتثمين العمل المهم الذي قامت به هذه المراكز خالل العامين الماضيين‪ ،‬خاصة بعد اإلصالح‬
‫العميق لهذه المراكز تنفيذا لتعليمات جاللة الملك محمد السادس نصره هللا‪.‬‬
‫ومن جهتها‪ ،‬أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أن المنهجية المعتمدة لتصميم‬
‫ميثاق االستثمار الجديد‪ ،‬مكنت من وضع إطار تحفيزي شامل لدعم وتعزيز االستثمار‪ .‬كما أن هذا الميثاق الجديد‬
‫يشمل كل االستثمارات‪ ،‬باختالف حجمها‪ ،‬فضال عن كونه موجه لجميع المستثمرين المغاربة واألجانب‪ ،‬وفي جميع‬
‫جهات المملكة‪.‬‬
‫وأضافت هذه الوزارة أن الميثاق الجديد يجلب ابتكارا هاما ويعزز الدور المحوري الذي أريد للمراكز الجهوية‬
‫لالستثمار من أجل اإلشراف الشامل على مشاريع االستثمار‪ .‬حيت تم تفويض على المستوى الترابي‪ ،‬في إطار نظام‬
‫الدعم األساسي‪ ،‬عملية اإلعداد والمصادقة والتوقيع على اتفاقيات االستثمار‪ ،‬إذا كان المبلغ اإلجمالي للمشروع المعني‬
‫يقل عن عتبة تحدد بنص تنظيمي‪.‬‬

‫• ضرورة تحديد رؤية لمعالجة عوائق االستثمار‬


‫بغض النظر عن االهتمام الذي حظيت به اإلصالحات اإلدارية للعملية االستثمارية‪ ،‬فإن تشخيص العوائق المتوافق بشأنها‬
‫بين جميع المتدخلين يبرز الحاجة إلى االعتماد على رافعات اقتصادية أخرى من أجل تحسين جاذبية البالد كوجهة لالستثمار‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2598‬‬

‫ويشمل ذلك معالجة المعيقات الهيكلية المرتبطة بالقطاع غير المهيكل‪ ،‬وتقليص كلفة عوامل اإلنتاج‪ ،‬وتحسين شروط الحصول‬
‫على العقار والتمويل واللجوء إلى آليات التحكيم والوساطة لحل النزاعات‪ ،‬باإلضافة إلى تسريع وتيرة اإلصالح الضريبي‪.‬‬
‫ففيما يتعلق بالشق العقاري‪ ،‬ينبغي إيالء األولوية لتنفيذ توصيات المناظرة الوطنية المتعلقة بهذا الموضوع المنعقدة سنة‬
‫‪ ، 2015‬ال سيما اعتماد خطة شاملة ومتكاملة للعقار‪ ،‬ووضع نموذج جديد لجلب االستثمارات يتالءم مع تنوع األنظمة العقارية‬
‫وكذلك تحديث الترسانة القانونية التي تحكمها‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك حاجة إلى إنشاء أنظمة تبادل البيانات وضمان‬
‫موثوقيتها كآلية إلخبار الجهات المهتمة بشأن العرض العقاري المتاح‪.‬‬
‫أما على صعيد التمويل‪ ،‬فمن الضروري أن تكون اإلجراءات التي أعلنتها الحكومة لتعزيز انخراط القطاع البنكي في مجال‬
‫االستثمار جاهزة في إطار منهجية استباقية العتماد ميثاق االستثمار‪ .‬وينطبق نفس األمر على تفعيل صندوق محمد السادس‬
‫لالستثمار‪ ،‬الذي ينتظر منه أن يعمل كرافعة أساسية لتمويل بعض االستثمارات‪ .‬كما أن العمل على تجانس وتحسين استهداف‬
‫آليات دعم التمويل التي وضعتها مختلف األجهزة من شأنه أن يُسْهم في الرفع من أدائها وانسجامها‪.‬‬
‫وعلى المستوى الضريبي‪ ،‬فمن شأن تسريع تنزيل أحكام القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح الجبائي‪ ،‬في شقه‬
‫الخاص بحوافز االستثمار‪ ،‬أن يلعب أيضا دورا مهما في تحسين جاذبية بالدنا لالستثمار‪.‬‬

‫أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أنه أصبح من الضروري تكييف وتحديث‬
‫اإلطار المرجعي لتعبئة وتدبير العقار‪ ،‬باعتباره أحد الروافع االستراتيجية لتعزيز الجاذبية وتحسين مناخ األعمال‬
‫واالستجابة للتحديات في مجال االستثمار‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫على ضوء ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد استراتيجية وطنية لالستثمار من أجل تنزيل رسمي‪ ،‬وبشكل منهجي‪ ،‬للتوجيهات الملكية وألهداف‬
‫النموذج التنموي الجديد المتعلقة بتحفيز االستثمار الخاص‪ ،‬مع تحديد خطة تنفيذها على المستويين القطاعي‬
‫والترابي‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء تحليل لمهام مختلف الفاعلين المؤسسيين المسؤولين عن االستثمار من أجل تحديد مجاالت التحسين‬
‫وااللتقائية في تدخالتهم‪ ،‬بهدف تحقيق تكامل أفضل والمزيد من الترشيد؛‬
‫‪ -‬تبسيط اإلجراء اإلداري لالستثمار من خالل تكريس دور المراكز الجهوية لالستثمار كإطار موحد للمعالجة‬
‫اإلدارية لعملية االستثمار من بدايتها إلى نهايتها ومن خالل تسريع وتيرة إنجاز اإلصالحات المتعلقة بهذه‬
‫المراكز؛‬
‫‪ -‬وضع خطة عمل حكومية في مجال تحسين مناخ األعمال بهدف تحديد اإلجراءات ذات األولوية وتسريع تنفيذها‪.‬‬
‫كما يرى المجلس أن التنفيذ الناجح لهذا الورش االستراتيجي يستلزم انخراط جميع األطراف ذات الصلة والفاعلين المعنيين‬
‫السيما الوزارة المكلفة باالستثمار‪.‬‬

‫اإلصالح الجبائي‪:‬‬
‫أهمية استكمال اإلصالح من أجل تحفيز االستثمار ودعم موارد الدولة‬

‫يندرج اإلصالح الجبائي في إطار تعزيز المكاسب والتوجيهات التي كرسها دستور سنة ‪ 2011‬والتعليمات الملكية السامية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد نص الدستور في الفصلين ‪ 39‬و‪ 40‬على مبدأ المساواة أمام الضرائب من حيث تحمل الجميع للتكاليف العمومية‬
‫كل على قدر استطاعته‪ .‬كما أن صاحب الجاللة أكد في أكثر من مناسبة على أهمية القيام بإصالح ضريبي وتعزيزه بميثاق‬
‫جديد ومحفز لالستثمار‪.‬‬
‫وقد شكل اإلصالح الجبائي موضوع القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬يوليو ‪ ،2021‬الذي يحدد التوجهات‬
‫واألهداف وآليات وكيفيات التنزيل‪ .‬وقد تم إعداد هذا القانون اإلطار على ضوء التوصيات الصادرة عن المناظرة الوطنية‬
‫حول الجبايات التي نظمت في ‪ 2019‬وكذا توصيات التقرير حول النموذج التنموي الجديد لسنة ‪.2021‬‬
‫‪2599‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫أهداف اإلصالح‬
‫يسعى القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح الجبائي إلى إرساء نظام جبائي فعال ومنصف ومتوازن ومنتج‪ ،‬يمكن‬
‫من تعبئة اإلمكانات الضريبية الالزمة لتمويل السياسات العمومية التي تتمحور حول التنمية االقتصادية واإلدماج والتماسك‬
‫االجتماعيين‪.‬‬
‫وقد خلص القانون اإلطار المذكور إلى أنه بعد مرور ما يزيد عن ثالثة عقود عن اإلصالح الضريبي لسنة ‪ ،1984‬الذي أسفر‬
‫عن اإلرساء التدريجي للضرائب الثالثة الرئيسية المشكلة للنظام الجبائي الوطني (الضريبة على القيمة المضافة والضريبة‬
‫على الشركات والضريبة العامة على الدخل)‪ ،‬أصبح من الضروري "معالجة النقائص المرصودة" ومالءمة هذا النظام مع‬
‫التطورات االقتصادية واالجتماعية وكذا مع المعايير الجديدة للحكامة الجيدة‪.‬‬
‫ففي إطار رؤية متكاملة للنظام الجبائي‪ ،‬يضم القانون اإلطار‪:‬‬
‫‪ -‬جبايات الجماعات الترابية بهدف تبسيطها ومالءمتها وتوحيدها مع ضرائب الدولة؛‬
‫‪ -‬الرسوم شبه الضريبية وكذا الواجبات والرسوم المستخلصة لفائدة الدولة والتي ستكون قواعد تحديد وعائها‬
‫وتحصيلها موضوع تبسيط وترشيد‪.‬‬
‫كما تناول القانون اإلطار كذلك العالقة بين الملزمين واإلدارة الجبائية من خالل تعزيز ضمان حقوقهما على حد سواء‪،‬‬
‫وتعزيز عالقة الثقة بين الطرفين ومتابعة تحسين جودة الخدمة المقدمة من طرف اإلدارة لفائدة الملزمين‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫حدد القانون اإلطار أجل خمس سنوات ابتداء من تاريخ نشره ألجل التنزيل التدريجي للتدابير ذات األولوية المنصوص عليها‪.‬‬
‫وبذلك يشكل هذا القانون اإلطار حاليا مرجعا للسياسة الجبائية للدولة‪.‬‬
‫أكدت رئاسة الحكومة على انكباب الحكومة من خالل قانون المالية برسم سنة ‪ 2022‬ومشروع قانون المالية لسنة‬
‫‪ 2023‬على تسريع اإلصالح الجبائي عبر إدخال مجموعة من التدابير واإلجراءات الضريبية المقترحة في القانون‪-‬‬
‫اإلطار‪ ،‬والتي همت أساسا إصالح الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬أكدت وزارة االقتصاد والمالية كذلك على التزام المديرية العامة للضرائب الدائم والمسؤول بتنزيل‬
‫ورش اإلصالح بدءا بالتدابير ذات األولوية كما هي محددة بمقتضى أحكام المادة ‪ 19‬من القانون اإلطار رقم ‪69.19‬‬
‫المتعلق باإلصالح الجبائي‪ .‬كما أشارت الوزارة أن تنزيل كثير من التدابير يتطلب عدة مشاورات مع بعض القطاعات‬
‫قد تطول قبل التوصل إلى انخراط من قبلهم من أجل تنزيل سليم وأن واجب ضمان توازن المالية العمومية تفرض‬
‫بعض التدابير المواكبة من أجل تفادي بعض االنعكاسات الفورية على المداخيل واإلخالل بالتوازن‪.‬‬
‫تقدم اإلصالح‬
‫أدخل قانون المالية لسنة ‪ 2022‬ومشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2023‬بشكل عام‪ ،‬تعديالت ضريبية وتدابير تصحيحية وأحكاما‬
‫ومقتضيات ذات طابع ظرفي يمكن إجمالها على النحو التالي‪:‬‬

‫• بخصوص الضريبة على الشركات‬


‫بموجب قانون المالية لسنة ‪ ،2022‬تم التخلي عن نظام تصاعدية أسعار جدول الضريبة على الشركات واعتماد األسعار‬
‫التناسبية كطريقة الحتساب هذه الضريبة‪ .‬كما عمل القانون على تخفيض السعر الهامشي من ‪ %28‬إلى ‪ %26‬بالنسبة‬
‫للشركات الصناعية التي يقل مبلغ ربحها الصافي عن ‪ 100‬مليون درهم‪.‬‬
‫وعمل قانون المالية لسنة ‪ ،2022‬كذلك‪ ،‬على تخفيض سعر الحد األدنى للضريبة من ‪ %0,50‬إلى ‪ %0,40‬لصالح الشركات‬
‫التي تصرح بحصيلة جارية إيجابية دون احتساب االهتالك‪ .‬ويندرج هذا التخفيض ضمن عملية تنزيل المادة الرابعة من‬
‫القانون‪-‬اإلطار رقم ‪ 19.69‬سالف الذكر‪.‬‬
‫كما سن قانون المالية لسنة ‪ 2022‬نظاما تحفيزيا لعمليات تفويت أصول وخصوم جمعيات التمويالت الصغرى إلى شركات‬
‫مساهمة‪.‬‬
‫وواصل مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬تنزيل األهداف المسطرة في القانون اإلطار والتدابير المرتبطة بالضريبة على‬
‫الشركات التي تهم مراجعة األسعار الحالية بهدف الوصول‪ ،‬في غضون أربع سنوات‪ ،‬إلى األسعار المستهدفة والمتمثلة في‬
‫‪ %20‬بالنسبة للشركات التي يقل ربحها الصافي عن ‪ 100‬مليون درهم‪ ،‬و‪ %35‬بالنسبة للشركات التي تحقق ربحا صافيا‬
‫يساوي أو يفوق ‪ 100‬مليون درهم‪ .‬وسيتم زيادة أو تخفيض األسعار المعمول بها في ‪ 31‬دجنبر‪ ،2022‬حسب الحالة‪ ،‬تدريجيا‬
‫برسم كل سنة مفتوحة خالل الفترة الممتدة من فاتح يناير ‪ 2023‬إلى ‪ 31‬دجنبر ‪.2026‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2600‬‬

‫ويقترح مشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2023‬كذلك‪ ،‬التخفيض التدريجي على مدى أربع سنوات لسعر الضريبة المحجوزة من‬
‫المنبع على عوائد األسهم وحصص المشاركة والدخول المعتبرة في حكمها من ‪ %15‬إلى ‪ .%10‬وسيتم خفض هذا السعر‬
‫تدريجيا خالل الفترة الممتدة من فاتح يناير ‪ 2023‬إلى ‪ 31‬دجنبر ‪ 2026‬و ُحدد في ‪ %13,75‬برسم سنة ‪.2023‬‬
‫كما اقترح مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬مواصلة تخفيض سعر الحد األدنى للضريبة على الشركات من ‪ % 0,50‬إلى‬
‫‪.% 0,25‬‬
‫ويعتبر المجلس أن مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬حدد آجاال ومسارا لبلوغ السعر المستهدف للضريبة على الشركات‬
‫المحدد في ‪ % 20‬بالنسبة للشركات التي ال يتجاوز ربحها الصافي ‪ 100‬مليون درهم و‪ % 35‬بالنسبة للشركات التي يفوق‬
‫ربحها هذه العتبة‪ .‬هذا األمر قد تنجم عنه بعض المخاطر‪ ،‬إذ أن الشركة التي ستخضع الرتفاع سعر الضريبة من ‪ % 20‬إلى‬
‫‪ % 35‬لجميع أرباحها بمجرد أن تصل إلى العتبة المحددة‪ ،‬قد تلجأ إما إلى الحد من نشاطها حين تصبح التكلفة الجبائية‬
‫اإلضافية ذات طابع رادع وإما إلى التخفيض من األرباح المصرح بها لتجنب أثر هذا التغيير‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن التخفيض التدريجي لسعر الضريبة المحجوزة من المنبع على عوائد األسهم وحصص المشاركة‬
‫والدخول المعتبرة في حكمها‪ ،‬المقترح للتخفيف من أثر الزيادة في أسعار الضريبة على الشركات‪ ،‬معمم على كل الشركات‬
‫بما فيها تلك التي ستخضع لسعر أدنى (أي تخفيضا للضريبة) برسم المراجعة المقترحة في مشروع قانون المالية لسنة ‪.2023‬‬
‫بخصوص المخاطر المتعلقة بارتفاع سعر الضريبة من ‪ 20%‬إلى ‪ 35%‬بمجرد أن تصل الشركات المعنية إلى العتبة‬
‫المحددة‪ ،‬أشارت الوزارة بأن إشكالية "العتبة" مطروحة في جميع األنظمة الجبائية كلما تعددت أسعار الضريبة على‬
‫الشركات بما في ذلك النظام الحالي الذي ينص على عدة أسعار‪ .‬وأكدت الوزارة أن إصالح أسعار هذه الضريبة أخذ‬
‫بعين االعتبار البنية الحقيقية لالقتصاد الوطني‪ ،‬حيث أن نسبة ضئيلة من الشركات (‪ )143‬التي تحقق أرباحا تفوق‬
‫مائة مليون درهم تؤدي أكبر نسبة من مداخيل هذه الضريبة‪ ،‬ويسهل تتبعها ومراقبتها من طرف إدارة الضرائب‬
‫(مؤسسات ومقاوالت عمومية وشركات تزاول أنشطة مقننة أو في وضعية احتكار أو احتكار القلة وكذا شركات‬
‫مدرجة في البورصة)‪.‬‬
‫وقلَّلت الوزارة من مخاطر التخفيض من األرباح المصرح بها لتجنب أثر هذا التغيير لكون مستوى الضغط الضريبي‬
‫على هذه الفئة لن يتغير نتيجة التخفيض من سعر الضريبة المحجوزة في المنبع على عوائد األسهم والدخول المعتبرة‬
‫في حكمها وكذا اعتماد المديرية العامة للضرائب على مقاربة إدارة المخاطر والعمل على المحاربة الفعالة للغش‬
‫والتهرب الضريبين‪.‬‬
‫أما فيما يخص التخفيض التدريجي لسعر الضريبة المحجوزة في المنبع على عوائد األسهم وحصص المشاركة‬
‫والدخول المعتبرة في حكمها وتعميمه على كل الشركات‪ ،‬ذكرت الوزارة بأن هدف التدبير يروم تحفيز المقاوالت من‬
‫أجل دعم تنافسيتها على الصعيد الوطني والدولي ويهم فئة قليلة من الشركات التي ستستفيد من تخفيض سعر الضريبة‬
‫على الشركات من ‪ %31‬إلى ‪ %20‬والتي تحقق أرباحا ما بين مليون ومائة مليون درهم وال تتعدى نسبتها ‪%2,8‬‬
‫من مجموع الشركات المصرحة بالضريبة على الشركات‪.‬‬

‫• بخصوص الضريبة على الدخل‬


‫في إطار تنزيل هدف إدماج القطاع غير المهيكل في االقتصاد المنظم وتبسيط النظام الجبائي المطبق على أنشطة القرب‬
‫المدرة لدخل محدود‪ ،‬أقر قانون المالية لسنة ‪ 2022‬تدابير تتمثل في ‪ )1‬تحسين نظام المساهمة المهنية الموحدة وتبسيط كيفيات‬
‫احتسابها من خالل تجميع األنشطة ذات الطبيعة نفسها ومراجعة األسعار الهامشية‪ )2 ،‬تمديد تطبيق التدابير التحفيزية لفائدة‬
‫الملزمين الذين يقومون بالتعريف لدى إدارة الضرائب ألول مرة و‪ )3‬تجديد اإلعفاء من الضريبة على الدخل بالنسبة لألجور‬
‫المدفوعة للشباب عند أول تشغيل لهم‪.‬‬
‫ويخضع الحد األدنى للضريبة على الدخل للتخفيض التدريجي‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للضريبة على الشركات‪ ،‬حيث انتقل من‬
‫‪ %0.50‬إلى ‪ %0.40‬بالنسبة للمؤسسات التي تصرح بحصيلة جارية موجبة دون احتساب االهتالك‪.‬‬
‫ومن جهته‪ ،‬يقترح مشروع قانون المالية برسم سنة ‪ 2023‬رفع بعض أسعار الخصم واالنخراط في العودة التدريجية إلى مبدأ‬
‫تضريب الدخل العام‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد نص على التدابير التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رفع سعر الخصم المتعلق بالنفقات المرتبطة بالوظيفة أو الخدمة من ‪ % 20‬إلى ‪ %25‬مع الرفع من سقف التخفيض‬
‫من ‪ 30.000‬إلى ‪ 35.000‬درهم؛‬
‫‪ -‬رفع سعر التخفيض الجزافي المطبق بخصوص المعاشات واإليرادات العمرية من ‪ % 60‬إلى ‪ %70‬على مبلغ‬
‫إجمالي قابل للتضريب ال يتجاوز ‪ 168.000‬درهم؛‬
‫‪ -‬تمديد أجل اإلعفاء من الضريبة على الدخل بالنسبة للمستخدمين الجدد وذلك إلى غاية ‪ 31‬دجنبر ‪2026‬؛‬
‫‪2601‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ -‬التنفيذ التدريجي لمبدأ فرض الضريبة على الدخل السنوي العام من خالل التخلي عن التضريب المنفصل للمداخيل‬
‫العقارية وحذف الطابع اإلبرائي للحجوزات على التعويضات المدفوعة للغير وإلزامية إيداع التصريح بالضريبة‬
‫على الدخل المتعلق بالدخل الفالحي المعفى؛‬
‫‪ -‬مراجعة كيفيات التضريب على دخل الربح العقاري ومراقبة هذه الضريبة؛‬
‫‪ -‬وضع معايير للنظام الجبائي المرتبط بحصص األرباح واألجور المدفوعة من طرف الشركات المكتسبة لصفة‬
‫"القطب المالي للدار البيضاء" والشركات المقامة في مناطق التسريع الصناعي؛‬
‫‪ -‬ترشيد نظامي المقاول الذاتي والمساهمة المهنية الموحدة‪ ،‬حيث يخضع فائض رقم المعامالت السنوي الذي يتجاوز‬
‫‪ 50.000‬درهم المحقق من طرف مقدمي الخدمات مع نفس الزبون إلى الحجز في المنبع بسعر إبرائي قدره ‪30‬‬
‫‪%‬؛‬
‫‪ -‬تخفيض سعر الحد األدنى للضريبة من ‪ % 6‬إلى ‪ % 4‬بالنسبة للمهن الحرة‪.‬‬
‫وبهذا الصدد‪ ،‬فإن المجلس يثير االنتباه إلى أن مشروع قانون مالية سنة ‪ 2023‬لم ينص على تدابير متعلقة بـ "إعادة النظر‬
‫في الجدول التصاعدي لسعر الضريبة على الدخل" كما نصت على ذلك المادة الرابعة من القانون اإلطار‪ ،‬أو على األقل لم‬
‫يقدم آجاال للتطبيق في الفترة ‪ 2026-2023‬على غرار الضريبة على الشركات‪ ،‬وذلك من أجل توضيح الرؤية بشأن هذا‬
‫اإلصالح‪.‬‬
‫أوضحت الوزارة أن مراجعة الجدول التصاعدي ألسعار الضريبة على الدخل المطبقة على األشخاص الذاتيين‪ ،‬التي‬
‫تنكب الحكومة على دراستها بناء على المعطيات اإلحصائية وعلى اآلثار االجتماعية واالقتصادية على جميع الفئات‬
‫ا لخاضعة للضريبة على الدخل بما فيها المأجورين‪ ،‬تستلزم المزيد من الوقت من أجل التشاور وتعميق دراسة األثر‪،‬‬
‫بالنظر لإلكراهات المرتبطة خصوصا بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم استفادة شريحة الدخل التي ال تتعدى ‪ 30.000‬درهم من أي مراجعة لهذا الجدول على اعتبار أنها معفاة كليا‬
‫من الضريبة على الدخل؛‬
‫‪ -‬استفادة أصحاب األجور العليا من هذه المراجعة لجدول أسعار الضريبة على الدخل نظرا لتصاعدية أسعار هذا‬
‫الجدول؛‬
‫‪ -‬استفادة كذلك أصحاب الدخول العليا المتعلقة باألنشطة المهنية أو الفالحية من مراجعة هذا الجدول‪.‬‬
‫وأضافت الوزارة أنه وأخذا بعين االعتبار للتكلفة الباهظة ألي مراجعة لهذا الجدول‪ ،‬فإنها تظل رهينة بتوسيع قاعدة‬
‫وعاء هذه الضريبة‪ ،‬السيما من خالل الرفع من مستوى المساهمة في اإليرادات الجبائية لبعض األنشطة المهنية التي‬
‫تتوفر على قدرة إسهامية عالية حتى يتسنى مراجعة ناجعة ألشطر هذه الضريبة‪ .‬كما أكدت أن التدابير التي جاء بها‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 2022‬ومقترحات مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬كلها تدابير ذات أولية همت كثيرا من األهداف‬
‫األساسية التي وردت في المادة ‪ 3‬من القانون اإلطار‪.‬‬
‫وبخصوص التدبير المدرج في مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬المتعلق بمراجعة النظام الجبائي المطبق برسم‬
‫الضريبة على الدخل‪ ،‬فقد ذ ّكرت الوزارة أنه يندرج في إطار تفعيل االلتزامات الحكومة في إطار الحوار االجتماعي‬
‫األخير والهادفة إلى تحسين القدرة الشرائية لذوي األجور والدخول المعتبرة في حكمها بمن فيهم المتقاعدين‪.‬‬

‫• بخصوص الضريبة على القيمة المضافة‬


‫تضمن قانون المالية لسنة ‪ 2022‬تدابير لتحسين نظام التحفيزات وأخرى تصحيحية أو للمالءمة‪ .‬فقد تم تخفيض عتبة االتفاقيات‬
‫المبرمة مع الدولة من ‪ 100‬إلى ‪ 50‬مليون درهم لالستفادة من اإلعفاء من الضريبة على القيمة المضافة المؤداة على تجهيزات‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫كما أن إعادة تطبيق الضريبة على القيمة المضافة الداخلية‪ ،‬مع الحق في الخصم‪ ،‬على األلواح الشمسية وسخانات المياه‬
‫الشمسية هو تصحيح للنظام المعتمد في السنة السابقة‪ .‬وتتعلق تدابير المالءمة بعمليات التأمين التكافلي المتوافقة مع نظام‬
‫الضريبة على القيمة المضافة المطبق على معامالت التأمين األخرى وكذا بتوسيع مجال اإلعفاء من الضريبة على القيمة‬
‫المضافة ليشمل القروض البنكية لطلبة التعليم العمومي لتمويل دراستهم‪.‬‬
‫ويقترح مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة إجراء مالءمة يتعلق بتوحيد سعر هذه‬
‫الضريبة المطبق على المهن الحرة للسعر العادي البالغ ‪ %20‬بدال من سعر ‪ %10‬المعمول به حاليا‪ .‬كما نص مشروع القانون‬
‫على الشروط التنظيمية لالستفادة من اإلعفاء من الضريبة على القيمة المضافة للمعدات الفالحية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2602‬‬

‫ويسجل المجلس أن القانون اإلطار حدد بشكل واضح اإلصالح المرتبط بالضريبة على القيمة المضافة‪ .‬فقد كرس مبدأ حيادية‬
‫هذه الضريبة مع االحتفاظ بإعفاء المنتجات األساسية من خالل توسيع نطاق تطبيق الضريبة وتقليص عدد أسعارها وتعميم‬
‫الحق في استرجاعها‪.‬‬
‫بناء على ذلك‪ ،‬وفي ضوء اإلجراءات الوارد ذكرها‪ ،‬فإن الشروع في إصالح هذه الضريبة ال زال لم يأخذ بعده الحقيقي‪.‬‬
‫أكدت رئاسة الحكومة على عزم الحكومة إطالق ورش إصالح الضريبة على القيمة المضافة اعتبارا من السنة المقبلة‪،‬‬
‫والذي سيهدف إلى تكريس مبدأ الحيادية مع مراعاة اإلبقاء على إعفاء المواد األساسية‪ ،‬وذلك من خالل توسيع نطاق‬
‫تطبيق هذه الضريبة وتقليص عدد األسعار وكذا تعميم الحق في استرجاعها‪.‬‬
‫ومن جانبها‪ ،‬أشارت وزارة االقتصاد والمالية أنه انسجاما مع مبدأ التدرج في تنزيل اإلصالح الجبائي ومراعاة‬
‫للظرفية االقتصادية واالجتماعية الراهنة‪ ،‬تم التركيز في مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2023‬باألساس على إصالح‬
‫الضريبة على الشركات وإصالح أنظمة فرض الضريبة على الدخل‪.‬‬
‫أما بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬فأوضحت الوزارة أنه تم إدراج بعض التدابير كمرحلة أولية لإلصالح‬
‫تهدف إلى توحيد سعر الضريبة المطبق على المهن الحرة وتحديد اإلجراءات التنظيمية لالستفادة من إعفاء المعدات‬
‫الفالحية وستتم مواصلة اإلصالح التدريجي ابتداء من قانون المالية لسنة ‪.2024‬‬

‫• تعبئة موارد إضافية في إطار تمويل الحماية االجتماعية‬


‫تمت إعادة اعتماد المساهمة االجتماعية للتضامن على األرباح والمداخيل برسم سنة ‪ .2022‬وقد تم تجديد هذه المساهمة في‬
‫مشروع قانون المالية ‪ 2023‬وذلك للسنوات ‪ 2023‬و‪ 2024‬و‪.2025‬‬

‫• تحسين العالقات بين الملزمين واإلدارة الجبائية‬


‫شكل قانون المالية لسنة ‪ 2022‬منطلقا لتعزيز ضمان حقوق كال الطرفين‪ .‬وتم بموجبه تأسيس اللجان الجهوية للطعون‬
‫الضريبية‪ ،‬كما أوضح القانون أن تنظيم اللجنة المكلفة بالنظر في المخالفات الضريبية وكيفيات سيرها يحدد بنص تنظيمي‪.‬‬
‫فيما يتوقع مشروع قانون المالية ‪ 2023‬وضع مسطرة تواجهية بخصوص التصريح بالضريبة على الدخل برسم الربح‬
‫العقاري‪.‬‬

‫• األهداف المرتبطة بمراجعة القواعد المتعلقة بجبايات الجماعات الترابية والرسوم شبه الضريبية‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه الجوانب من اإلصالح الجبائي الشامل‪ ،‬والمنصوص عليها في القانون اإلطار لم تكتمل بعد‪ ،‬كما لم‬
‫يتم بعد وضع رؤية بخصوصها توضح طرق وآجال تنفيذها‪.‬‬
‫أشارت رئاسة الحكومة أن الحكومة ستعمل على مراجعة القواعد المتعلقة بجبايات الجماعات الترابية ومالءمتها مع‬
‫األحكام المنظمة لضرائب الدولة‪ ،‬وذلك في مجال الوعاء والتحصيل والمراقبة والمنازعات والمساطر والخدمات‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫وفي اإلطار ذاته‪ ،‬أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه تم العمل في مرحلة أولى لتمهيد انطالق إصالح الجبايات‬
‫الترابية على تفعيل ما جاء في القانون رقم ‪ 07.20‬المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 47-06‬المتعلق بهذه الجبايات‪ ،‬ال سيما‬
‫ما تعلق بإعادة توزيع مهام تدبير بعض الرسوم الترابية بين المديرية العامة للضرائب (الرسم المهني) والخزينة العامة‬
‫للمملكة (رسم السكن ورسم الخدمات الجماعية)‪ ،‬وذلك من خالل العمل على إصدار النصوص التنظيمية الالزمة لهذه‬
‫الغاية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باستكمال جوانب اإلصالح الشامل المنصوص عليه في القانون اإلطار‪ ،‬أوضحت الوزارة أنه تم عقد عدة‬
‫لقاءات مع وزارة الداخلية ومع الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬لدراسة التدابير التشريعية واإلجراءات المواكبة لتنزيل هذا‬
‫اإلصالح‪ ،‬حيث تم تكوين لجن تقنية مشتركة تنكب على دراسة المعطيات اإلحصائية واألثر الجبائي لمختلف‬
‫السيناريوهات المقترحة لتجميع الرسوم المطبقة على الممتلكات العقارية وتلك المتعلقة باألنشطة االقتصادية‪،‬‬
‫خصوصا الرسم المهني‪.‬‬
‫وبخصوص تنزيل اإلصالح الخاص بمراجعة الرسوم شبه الضريبية‪ ،‬ذ ّكرت الوزارة بإدراج قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،2022‬كمرحلة أولى‪ ،‬لمقتضيات الرسم الجوي للتضامن وإنعاش السياحة في المدونة العامة للضرائب وذلك بهدف‬
‫إسناد تدبيره إلى اإلدارة الجبائية وإعادة رصد حصيلته للميزانية العامة للدولة‪ .‬وأكدت الوزارة أن الحكومة ستعمل‬
‫على مواصلة تنزيل هذا الهدف في إطار قوانين المالية المقبلة‪.‬‬
‫‪2603‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫توصيات المجلس األعلى للحسابات‬


‫بناء على ما سبق‪ ،‬فإن المجلس يسجل التزام السلطات العمومية بتنزيل القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح‬
‫الجبائي‪ ،‬ويوصي بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مواصلة الجهود لتنزيل إصالح الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة مع تحديد جدولها الزمني‬
‫على غرار الضريبة على الشركات‪ ،‬والتواصل بشأن أثر التغييرات المحدثة أو المبرمجة على الميزانية؛‬
‫‪ -‬العمل على بلورة وتنفيذ خارطة طريق لتنزيل اإلصالح المتعلق بمراجعة جبايات الجماعات الترابية والرسوم‬
‫شبه الضريبية‪ ،‬وذلك وفقا لألهداف المسطرة في القانون اإلطار سالف الذكر خصوصا المادتين ‪ 9‬و‪13‬؛‬
‫‪ -‬إجراء تقييم دوري لألثر االجتماعي واالقتصادي للحوافز الممنوحة من أجل توجيه القرارات بشأن "االحتفاظ‬
‫بها أو مراجعتها أو حذفها حسب الحالة"‪ ،‬وفقًا للفقرة األخيرة من المادة ‪ 8‬من القانون اإلطار‪ ،‬سالف الذكر‪،‬‬
‫ودع ًما لعملية توسيع الوعاء الضريبي وفق ما هو منصوص عليه في المادة ‪ 4‬من نفس القانون‪.‬‬
‫أخبرت وزارة المالية في تعقيبها أنه سيتم التواصل في شأن اآلليات وكيفيات تنزيل التدابير القادمة‪ ،‬وذلك في إطار‬
‫التزام الحكومة باتخاذ جميع اإلجراءات لتنفيذ التوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات في شأن تنزيل‬
‫القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح الجبائي‪.‬‬

‫قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية‪:‬‬


‫الحاجة إلى إعادة النظر في محفظة المؤسسات والمقاوالت العمومية وتجميعها في‬
‫أقطاب كبرى‬

‫أعطى صاحب الجاللة الملك محمد السادس حفظه هللا‪ ،‬بمناسبة انعقاد مجلس الوزراء بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،2018‬تعليماته‬
‫السامية لوزير االقتصاد والمالية التخاذ التدابير الضرورية قصد وفاء عدد من المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬التي تعاني‬
‫من صعوبات مالية‪ ،‬بالتزاماتها وأداء ما تراكم بذمتها من متأخرات‪.‬‬
‫كما شدد جاللته بمناسبة خطاب العرش‪ ،‬في ‪ 29‬يوليو ‪ ،2020‬على ضرورة اإلسراع بإطالق إصالح عميق للقطاع العام‪،‬‬
‫وأمر بإحداث الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاوالت العمومية‬
‫وصندوق االستثمار االستراتيجي‪ .1‬وعالوة على ذلك‪ ،‬دعا جاللة الملك‪ ،‬خالل الخطاب الذي ألقاه في ‪ 9‬أكتوبر ‪ 2020‬بمناسبة‬
‫افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة‪ ،‬إلى القيام بمراجعة جوهرية ومتوازنة لقطاع المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن تقرير النموذج التنموي الجديد‪ ،‬المقدم إلى صاحب الجاللة في ‪ 25‬مايو ‪ ،2021‬أوصى بجعل تحويل‬
‫قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية محركا للتنمية االقتصادية ورافعة رئيسية إلنعاش االقتصاد بعد األزمة الصحية لكوفيد‬
‫‪ .19‬كما ساهم المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬من خالل التقرير الذي أصدره سنة ‪ 2016‬بعنوان "قطاع المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية بالمغرب‪ :‬العمق االستراتيجي والحكامة"‪ ،‬في إطالق دينامية اإلصالح‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ ،2021‬تم نشر القانونين المؤسسين لهذا إلصالح بالجريدة الرسمية‪ .‬ويتعلق األمر بالقانون‪-‬اإلطار رقم ‪50.21‬‬
‫المتعلق بإصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية والقانون رقم ‪ 82.20‬المتعلق بإحداث الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي‬
‫لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ .2‬كما تم إحداث صندوق محمد السادس لالستثمار‪ ،‬في‬
‫نهاية سنة ‪ ،2020‬بموجب القانون رقم ‪ 76.20‬المؤرخ في ‪ 31‬دجنبر ‪ ،2020‬والذي يهدف إلى دعم تنفيذ خطة إنعاش‬
‫االقتصاد الوطني للتخفيف من اآلثار السلبية لألزمة الصحية لكوفيد ‪.19‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬كرس البرنامج الحكومي ‪ 2026-2021‬التزام الحكومة بتنزيل اإلصالح الشامل للمؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية‪ ،‬وتسريع تفعيل الوكالة الوطنية وصندوق محمد السادس لالستثمار‪.‬‬

‫‪ 1‬سمي فيما بعد بصندوق محمد السادس‪.‬‬


‫‪ 2‬المشار إليها بالوكالة الوطنية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2604‬‬

‫أهداف اإلصالح‬
‫يشمل إصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية ثالثة مكونات رئيسية‪ ،‬تتجلى في إنجاز عمليات إعادة الهيكلة ووضع‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية المنصوص عليها في القانون‪-‬اإلطار رقم ‪ 50.21‬وتفعيل كل من الوكالة الوطنية وصندوق‬
‫محمد السادس لالستثمار‪.‬‬
‫وقد تم وضع تدابير ملمو سة ومحددة‪ ،‬تتطلب مبادرات تشريعية أو تنظيمية أو تشغيلية إضافية‪ ،‬بموجب القوانين المذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬السيما تحديث اإلطار القانوني الذي يؤطر إحداث وحكامة المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬وتنفيذ برامج إعادة‬
‫الهيكلة‪ ،‬ومراجعة المراقبة المالية للدولة على هذه المؤسسات‪ ،‬وإعداد سياسة مساهمات الدولة وإبرام عقود‪-‬برامج متعددة‬
‫السنوات بين الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫في إطار تعقيبها‪ ،‬ذ ّكرت رئاسة الحكومة بأهمية وأهداف اإلصالح‪ ،‬حيث أكدت أن الحكومة تعطي أهمية قصوى‬
‫لتنزيل ورش إصالح هذا القطاع‪ ،‬وكذا تسريع تنزيل أوراش مهيكلة‪ ،‬بهدف تحقيق اإلقالع االقتصادي وتحسين جودة‬
‫الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تسهر الحكومة على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية فيما يتعلق‬
‫بإعادة هيكلة وتحسين نجاعة المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬وكذا على بلوغ األهداف األساسية لهذا اإلصالح‬
‫وا لمرتبطة خاصة‪ ،‬بتعزيز الدور االستراتيجي للمؤسسات والمقاوالت العمومية في تنزيل السياسات العمومية‬
‫واالستراتيجيات القطاعية وإعادة تحديد حجم القطاع العام وترشيد النفقات العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى تثمين أصول‬
‫المؤسسات والمقاوالت العمومية وإعادة تمركزها حول أنشطتها األساسية‪ .‬وأوضحت رئاسة الحكومة كذلك‪ ،‬أنه تم‬
‫إطالق مجموعة من عمليات الهيكلة‪ ،‬من بينها إعادة هيكلة قطاع الموانئ وإحداث القطب العمومي السمعي البصري‬
‫وتدارس إحداث الشركات الجهوية لتوزيع الماء والكهرباء‪.‬‬
‫ومن جهتها‪ ،‬أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه قد تم وضع كافة التدابير التشريعية والتنظيمية والعملياتية لتنزيل‬
‫اإلصالح من طرف مديرية المنشآت العامة والخوصصة في إطار خارطة طريق تم وضعها من خالل مذكرة داخلية‬
‫بتاريخ ‪ 21‬دجنبر ‪.2021‬‬
‫التقدم في تنزيل اإلصالح‬
‫بعد أزيد من سنتين من إعالن الشروع في اإلصالح وبعد سنة واحدة من نشر النصوص القانونية المؤسسة له‪ ،‬أصبح من‬
‫الالزم تقييم التقدم الذي تحقق في تنزيل هذا الورش االستراتيجي والبنيوي الذي حدد فيه المشرع خمس سنوات كآجال لتنفيذ‬
‫عمليات إعادة هيكلة المؤسسات والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫• دينامية إعادة هيكلة المحفظة العمومية في حاجة إلى انطالقة فعلية‬
‫على الرغم من الجهود المبذولة منذ سنة ‪ 2018‬إلعادة هيكلة محفظة المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬إال أن التركيبة‬
‫المستهدفة لهذه المحفظة‪ ،‬من حيث حجمها وبنيتها‪ ،‬لم يتم تحديدها بعد في أفق اإلصالح المرتقب‪ .‬كما لم يتم وضع خارطة‬
‫طريق لعمليات إعادة الهيكلة بجدول زمني محدد‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬إلى أنه تم تحديد بعض سيناريوهات إعادة الهيكلة ولكنها ال تزال تتطلب مشاورات مع‬
‫الوزارات الوصية لتحديد الخيارات المناسبة‪ ،‬حيث اعتمدت وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬في سنة ‪ ،2022‬مقاربة تحديد األولويات‬
‫حسب القطاعات إلجراء هذه المشاورات التي ستهم في البداية قطاعي "الطاقة والمعادن" و "النقل واللوجستيك"‪.‬‬
‫جوابا على هذه المالحظة أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه باإلضافة إلى عمليات إعادة الهيكلة التي تم إطالقها‬
‫بخصوص المؤسسات والمقاوالت العمومية اإلستراتيجية والتي ستقوم الوكالة الوطنية بتسريع تنفيذها‪ ،‬تواصل‬
‫الوزارة التدابير من أجل وضع تصور شامل ومندمج لخطة اإلصالح تهم عمليات إعادة هيكلة المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية األخرى ذات الطابع غير التجاري‪.‬‬
‫وسيتمخض عن هذه الرؤية برنامج عمل مندمج ومتكامل سيحدد‪ ،‬وفق جدولة زمنية محددة‪ ،‬جميع عمليات إعادة‬
‫الهيكلة وأولويتها‪ .‬وسيمكن هذا البرنامج من توضيح الرؤية حول التركيبة المثلى للمحفظة العمومية والتي سيتم‬
‫مراجعتها باستمرار وفق نفس المنهجية‪.‬‬
‫ويتم إجراء عمليات إعادة الهيكلة في إطار مقاربة جماعية وتشاركية تهدف إلى معالجة كافة اإلشكاليات والصعوبات‬
‫المتعلقة بها‪ ،‬علما أنه ال يمكن أن تقرر وزارة االقتصاد والمالية معالم عمليات إعادة الهيكلة بمعزل عن باقي األطراف‬
‫المتدخلة‪ ،‬حيث تم في هذا الصدد إجراء عدة حوارات استراتيجية خاصة مع الوزارات الوصية والمؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪.2019‬‬
‫كما أن عمليات إعادة الهيكلة األربعة‪ ،‬التي تمت برمجتها بموجب قانون المالية لسنة ‪ ،2022‬لم يتم تنفيذها بعد‪ .‬ويتعلق األمر‬
‫بالشراكة اإلستراتيجية بين المكتب الوطني للسكك الحديدية والمكتب الشريف للفوسفاط وصندوق الحسن الثاني للتنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وإحداث القطب العمومي السمعي والبصري‪ ،‬والتقارب بين الوكالة الخاصة لطنجة المتوسط وشركة‬
‫‪2605‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫استغالل الموانئ‪ ،‬وإحداث الشركات الجهوية لتوزيع الكهرباء والماء الصالح للشرب‪ .‬وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬استمرت دينامية‬
‫توسع المحفظة العمومية‪ ،‬على الرغم من تباطؤها في سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬حيث تم إحداث ‪ 19‬شركة فرعية جديدة خالل‬
‫الفترة ‪.2021-2018‬‬
‫فيما يخص عمليات إعادة الهيكلة األربعة المشار إليها أعاله‪ ،‬أشار جواب وزارة االقتصاد والمالية إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تجري حاليا األشغال والمشاورات بين أهم األطراف المعنية من أجل استكمال العمليات المزمع تنفيذها في إطار‬
‫تنزيل القطب السمعي البصري‪ ،‬علما أن األشغال واألسس الضرورية لتقويم نموذج هذا القطب تستدعي مشاورات‬
‫عميقة وموسعة واتخاد القرارات الالزمة حول أدوات تمويل عمليات اإلصالح‪ .‬وبمجرد اتضاح الرؤية حول سبل‬
‫تمويل النموذج الجديد‪ ،‬سيتم وضع عقد برنامج لتحديد جدولة زمنية لتفعيل اإلصالح‪.‬‬
‫‪ -‬تم بالفعل تفويت ‪ %35‬من رأس مال شركة استغالل الموانئ لفائدة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط‪ .‬وستتم دراسة‬
‫جدوى تفعيل الجزء الثاني من عملية التقارب حسب األهداف والتوجهات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬يوجد مشروع القانون المتعلق بتنفيذ ورش إعادة هيكلة قطاع توزيع الماء والكهرباء في مراحله األخيرة من أجل‬
‫وضعه في مسطرة المصادقة‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬فإن إجراءات إعادة الهيكلة الداخلية التي بدأت في تنفيذها بعض المؤسسات والمقاوالت العمومية ذات‬
‫األهمية الكبرى للدولة لم تفض بعد إلى النتائج المتوخاة فيما يخص وضعيتها المالية ومؤشراتها االقتصادية‪ .‬وفي هذا السياق‪،‬‬
‫فإن بعض هذه المؤسسات والمقاوالت العمومية تراجعت نتائجها المالية‪ ،‬في سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2022‬بسبب األزمة الصحية‬
‫وارتفاع أسعار المواد األولية‪ ،‬والسيما المنتجات الطاقية‪ ،‬إثر اندالع النزاع الروسي‪-‬االوكراني‪ .‬وينطبق هذا األمر‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬على المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة الخطوط الملكية‬
‫المغربية‪ .‬وقد أدى ذلك إلى تدهور قدراتها على التمويل الذاتي‪ ،‬وبالتالي إضعاف إمكانياتها على دعم دينامية اإلنعاش‬
‫االقتصادي‪ .‬حيث يتوقع أن تنهي شركة الخطوط الملكية المغربية السنة المالية ‪ 2022‬بعجز قدره ‪ 2,7‬مليار درهم‪ ،‬في حين‬
‫يتوقع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‪ ،‬في سنة ‪ ،2022‬عجزا قياسيا في فرع الكهرباء يقدر ب ‪ 18‬مليار‬
‫درهم‪ .‬وقد كان ل لصعوبات المالية التي واجهتها المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬بفعل الظرفية الدولية غير المستقرة‪ ،‬تأثير‬
‫كبير على المالية العمومية‪ ،‬حيث اضطرت الحكومة‪ ،‬في أكتوبر ‪ ،2022‬إلى فتح اعتمادات إضافية لفائدتها بمبلغ ‪ 7‬مليار‬
‫درهم‪.‬‬
‫جوابا على هذه المالحظة أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه قد تأثرت عمليات إعادة هيكلة بعض المؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية ذات الرهانات اإلستراتيجية بالظروف االستثنائية المرتبطة بأزمة كوفيد ‪ 19‬والتوترات الدولية‬
‫وأزمة اإلجهاد المائي وسيتم إبرا م عقود برامج أو اتفاقيات تفاهم بين الدولة وهذه المؤسسات والمقاوالت العمومية‬
‫تتضمن االلتزامات الضرورية لتنزيل عمليات إعادة هيكلة جوهرية لنماذجها المالية‪.‬‬
‫• ضرورة تسريع إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المنصوص عليها في القانون‪-‬اإلطار والمصادقة‬
‫عليها‬
‫نص القانون‪-‬اإلطار رقم ‪ 50.21‬على خمسة نصوص تشريعية أخرى‪ ،‬تتعلق بإصالح نظام الخوصصة‪ ،‬وبالحكامة والمراقبة‬
‫المالية للدولة‪ ،‬وتعيين المتصرفين المستقلين في األجهزة التداولية للمقاوالت العمومية‪ ،‬وإحداث الهيئة المركزية للتصفية‪،‬‬
‫فضال عن تعديل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية لتنزيل األهداف والمبادئ المنصوص عليها في القانون‪-‬اإلطار سالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬نص هذا القانون‪-‬اإلطار على خمس نصوص تنظيمية‪ ،‬وهي المراسيم المتعلقة بتحديد شروط وكيفيات‬
‫تعيين ممثلي الدولة في الهيئات التداولية للمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬وشروط وكيفيات تعيين األعضاء المستقلين‬
‫للمؤسسات العمومية‪ ،‬وحاالت إبرام عقود‪-‬برامج بين الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬وميثاق الممارسات الجيدة‬
‫للحكامة‪ ،‬وكذا كيفيات تقييم الملك العام الموضوع رهن إشارة المؤسسات والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫وقد حددت وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬في برنامجها التشريعي‪ ،‬جدوال زمنيا يمتد على سنتي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬إلعداد النصوص‬
‫القانونية الالزمة لتنزيل اإلصالح والشروع في مسطرة المصادقة عليها‪ .‬غير أنه لوحظ أن بعض مشاريع القوانين ما تزال‬
‫معلقة على الرغم من االنتهاء من إعدادها منذ عدة سنوات‪ .‬ويتعلق األمر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بمشروع إصالح منظومة‬
‫الحكامة والمراقبة المالية للدولة الذي سبق تقديمه إلى مجلس الحكومة خالل اجتماعه المنعقد بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه‪ ،‬إلى حدود شهر نونبر ‪ ،2022‬تمت المصادقة على مشروع قانون رقم ‪ 40.22‬يتعلق بتحديد عدد‬
‫المتصرفين المستقلين وشروط ومسطرة تعيينهم من طرف مجلس الحكومة المنعقد بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪ ،2022‬كما توصلت‬
‫األمانة العامة للحكومة بمشروعي مرسومين رقم ‪ 2.22.581‬المتعلق بتحديد شروط وكيفيات تعيين ممثلي الدولة في األجهزة‬
‫التداولية للمؤسسات والمقاوالت العمومية ورقم ‪ 2.22.582‬المتعلق بتحديد شروط وكيفيات تعيين األعضاء المستقلين في‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2606‬‬

‫األجهزة التداولية للمؤسسات العمومية‪ ،‬قصد برمجتهما في جدول أعمال اجتماع مجلس الحكومة‪ ،‬باإلضافة إلى مشروع‬
‫مرسوم يتعلق بتفعيل الوكالة الوطنية‪.‬‬
‫جوابا على هذه المالحظة أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه على إثر عرض المسودة األولية إلصالح منظومة‬
‫الحكامة والمراقبة المالية للدولة على المؤسسات والمقاوالت العمومية على المجلس الحكومي المنعقد بتاريخ ‪19‬‬
‫أكتوبر ‪ ، 2017‬تقرر تعميق دراسة االقتراحات والمالحظات التي أبدتها القطاعات الوزارية‪ .‬وباإلضافة إلى‬
‫المشاورات مع القطاعات الوزارية والشركاء المعنيين‪ ،‬تمت مراجعة المشروع لمالئمته مع التوجهات الملكية السامية‬
‫الصادرة سنة ‪ 2020‬بشأن اإلصالح العميق للمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومع الرؤية الجديدة للنموذج‬
‫التنموي والدروس المستخلصة من جائحة كوفيد ‪ ،19‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫لذا وفقا لما سبق‪ ،‬فإن مشروع القانون المتعلق بإصالح منظومة الحكامة والمراقبة المالية للدولة ليس معلقا‪ ،‬بل‬
‫تتواصل األشغال لتجويده أخذا بعين االعتبار التطورات المتعلقة بالتوجهات اإلستراتيجية لقطاع المؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية‪ .‬ويوجد حاليا هذا المشروع في طور الصياغة النهائية قصد وضعه في مسطرة المصادقة‪.‬‬
‫وفيما يخص مشروع القانون المتعلق بنظام الخوصصة‪ ،‬فإن المشاورات جارية لتحديد المبادئ واألهداف األساسية‬
‫لمالئمة هذا المشروع مع التوجه الجديد إلصالح القطاع العام‪ ،‬مما يسمح بمباشرة أشغال صياغة هذا المشروع‪.‬‬
‫وفيما يخص تدبير عمليات تصفية المؤسسات والمقاوالت العمومية والتي نص بشأنها القانون اإلطار رقم ‪50-21‬‬
‫على إحداث هيئة مركزية تتولى القيام بتصفية المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬فإنه سيتم العمل على إعداد المقتضيات‬
‫التشريعية بمجرد االنتهاء من الدراسة حول عمليات التصفية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن اإلجراءات جارية من أجل وضع في مسطرة المصادقة لمشروع مرسوم تحدد بموجبه الحاالت‬
‫التي يتعين فيها إبرام عقود برامج بين الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية مصحوبا بالنسخة المحينة للدليل‬
‫المنهجي للتعاقد‪.‬‬
‫كما أن الميثاق الخاص بحكامة المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬الذي يوجد في طور التحيين‪ ،‬يوجد في مراحله‬
‫األخيرة‪ ،‬حيث يتم إجراء المشاورات مع اللجنة الوطنية لحكامة المقاوالت ومع العديد من المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية وكذا الهيئات والجمعيات النشيطة في مجال الحكامة قبل وضع مشروع المرسوم المرتبط به في مسطرة‬
‫المصادقة‪.‬‬
‫وبالنسبة للنصوص التنظيمية المدرجة في القانون رقم ‪ 82-20‬المتعلق بالوكالة الوطنية‪ ،‬فإن اإلجراءات جارية إلتمام‬
‫صياغة ثالثة مشاريع مراسيم من أجل إدراجها في مسطرة المصادقة‪.‬‬
‫• تشغيل الوكالة الوطنية رهين باستكمال مجلس اإلدارة‬
‫تم نشر القانون رقم ‪ 82.20‬المتعلق بإحداث الوكالة الوطنية‪ ،‬في الجريدة الرسمية‪ ،‬في يوليو ‪ .2021‬وتعتبر الوكالة‪ ،‬التي تم‬
‫تحديد نطاق محفظتها في ملحق هذا القانون‪ ،‬حجر الزاوية في اإلصالح‪ ،‬حيث ستغطي ‪ 57‬مؤسسة ومقاولة عمومية تجارية‬
‫تمتلك ‪ 488‬شركة فرعية‪ .‬مما يطرح تساؤالت حول صالحيات المديرية المكلفة حاليا بالمنشآت العامة والخوصصة‪ ،‬وآليات‬
‫المراقبة المالية للدولة على المساهمات المنقولة للوكالة‪ ،‬وكذا مآل المؤسسات والمقاوالت العمومية ذات الطابع غير التجاري‬
‫التي ستحتفظ بها الدولة‪.‬‬
‫ويظل تفعيل الوكالة الوطنية مشروطا باستكمال أجهزة الحكامة والتدبير المنصوص عليها في القانون المحدث لها‪ .‬حيث تم‬
‫تعيين المدير العام خالل اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ ‪ 13‬يوليو ‪ ،2022‬غير أنه‪ ،‬لم يتم‪ ،‬بعد‪ ،‬تعيين جميع أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإنه على الرغم من صدور القانون رقم ‪ 82.20‬المشار إليه أعاله في الجريدة الرسمية‪ ،‬منذ أزيد‬
‫من سنة‪ ،‬لم يتم بعد استكمال أجهزة الحكامة والتدبير للوكالة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن تعيين تسعة مسؤولين وأطر من مديرية‬
‫المنشآت العامة والخوصصة لدعم تشغيل الوكالة الوطنية‪ ،‬لم يتم إال مؤخرا بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪ 2022‬بواسطة مذكرة لوزيرة‬
‫االقتصاد والمالية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن التوجهات االستراتيجية للسياسة المتعلقة بمساهمات الدولة‪ ،‬والتي يتولى مجلس الوزراء المصادقة عليها‬
‫طبقا للمادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 82.20‬سالف الذكر‪ ،‬لم تتم حتى اآلن اإلعالن عنها‪ .‬علما أن هذه التوجهات االستراتيجية تعتبر‬
‫مرحلة قبلية لوضع السياسة المذكورة‪.‬‬
‫في إطار تعقيبها‪ ،‬أشارت رئاسة الحكومة على أن الحكومة جعلت إحداث وتفعيل الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي‬
‫لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاوالت العمومية من ضمن أولويات البرنامج الحكومي ‪-2021‬‬
‫‪ ،2026‬والتي تندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪2020‬‬
‫والخطاب الملكي الموجه للبرلمان في أكتوبر ‪ .2020‬كما أن مشروع المرسوم ‪ 2.22.582‬القاضي بتحديد شروط‬
‫تعيين وتعويض األعضاء المستقلين في مجالس إدارة المؤسسات العمومية يستهدف أيضا تعيين األعضاء المستقلين‬
‫‪2607‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫في مجلس إدارة هذه الوكالة‪ .‬وبعد تعيين المدير العام للوكالة‪ ،‬وافقت وزارة االقتصاد والمالية في شتنبر ‪ ،2022‬بصفة‬
‫استثنائية‪ ،‬على ميزانية الوكالة برسم سنة ‪ 2022‬لتمكينها من تنفيذ مهامها ذات األولوية‪ ،‬وذلك في انتظار تعيين‬
‫أعضاء مجلس إدارتها‪ .‬وفي انتظار مصادقة المجلس الوزاري على التوجهات االستراتيجية‪ ،‬أطلقت وزارة االقتصاد‬
‫والمالية مشروع إعداد السياسة المساهماتية للدولة‪.‬‬
‫كما أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه فيما يخص إعادة تحديد صالحيات وتنظيم مديرية المنشآت العمومية‬
‫والخوصصة مراعاة للمهام التي تتوالها الوكالة الوطنية‪ ،‬فيجب اإلشارة إلى أن الدور المهم للمديرية يظل قائما خاصة‬
‫في ممارسة مهامها التي تغطي جميع مكونات المحفظة العمومية‪ ،‬بما فيها تلك التي تندرج ضمن نطاق الوكالة الوطنية‪،‬‬
‫والتي تخص أساسا المهام السيادية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يتم حاليا االنتهاء من إعداد أدوات تسيير الوكالة عبر إعداد مشاريع اتفاقية المراقبة والهيكل‬
‫التنظيم ي للوكالة ونظام المشتريات والنظام األساسي للمستخدمين باإلضافة إلى مختلف المساطر العملياتية‬
‫والمحاسباتية وكذا المواثيق المتعلقة بتنظيم وتسيير أشغال هيئات الحكامة‪.‬‬
‫وبالنسبة للتوجهات االستراتيجية للسياسة المساهماتية للدولة‪ ،‬فقد عملت مديرية المنشآت العامة والخوصصة منذ بداية‬
‫سنة ‪ 2022‬وفي إطار شراكة مع مؤسسة مالية دولية‪ ،‬وبشكل استباقي‪ ،‬على إطالق دراسة ينفذها مكتب للخبرة من‬
‫أجل إرساء السياسة المساهماتية للدولة باإلضافة إلى خارطة الطريق لتنزيل مضامينها‪ .‬وسيتمخض عن هذه الدراسة‬
‫الخطوط العريضة للتوجهات اإلستراتيجية الكبرى إلعداد السياسة المساهماتية للدولة التي سيتم تنقيحها ومالئمتها قبل‬
‫تقديمها لمصادقة المجلس الوزاري طبقا ألحكام الفصل ‪ 49‬من الدستور‪.‬‬
‫• اعتماد رؤية واضحة لألنشطة المستقبلية لصندوق محمد السادس أساس لتفعيله األمثل‬
‫تم إحداث صندوق محمد السادس لالستثمار بموجب القانون رقم ‪ 76.20‬المؤرخ في ‪ 31‬دجنبر ‪ 2020‬للمساهمة في تنفيذ‬
‫خطة إنعاش االقتصاد الوطني‪ ،‬التي أعلن عنها صاحب الجاللة في خطابه السامي بتاريخ ‪ 29‬يوليوز‪ 2020‬بمناسبة عيد‬
‫العرش‪ ،‬والتي رصد لها غالف مالي إجمالي قدره ‪ 120‬مليار درهم‪ .‬وقد تم تنفيذ مساهمة الدولة في الصندوق‪ ،‬خالل سنة‬
‫‪ ،2020‬برسم نفقات االستثمار بمبلغ ‪ 15‬مليار درهم‪.‬‬
‫وقد تم تعيين المتصرفين بموجب النظام األساسي الملحق بالمرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.21.67‬الصادر في ‪ 19‬فبراير ‪،2021‬‬
‫كما تم تعيين المدير العام‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬خالل مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ ‪ 18‬أكتوبر ‪.2022‬‬
‫ولتفعيل صندوق محمد السادس لالستثمار‪ ،‬شرعت وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بعد صدور القانون المحدث له‪ ،‬في وضع تصور‬
‫ودراسة متعلقة بإحداث وهيكلة الصناديق القطاعية والموضوعاتية‪ ،‬المنصوص عليها في المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪،76.20‬‬
‫وكذا الشراكات والمشاريع الكبرى التي سيتم تمويلها‪ .‬غير أن هذه المشاريع لم يتم عرضها بعد على هيئات حكامة الصندوق‬
‫العتمادها والشروع في تنفيذها‪.‬‬
‫أشارت رئاسة الحكومة أنه بعد نشر القانون رقم ‪ 76.20‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2020‬بإحداث صندوق محمد‬
‫السادس لالستثمار‪ ،‬وفقا للتوجيهات الملكية السامية‪ ،‬فقد تم القيام بمجموعة من اإلجراءات من أجل إنشاء الصناديق‬
‫القطاعية والموضوعاتية التي سيستند عليها الصندوق‪ .‬وعلى إثر تعيين المدير العام للصندوق خالل اجتماع المجلس‬
‫الوزاري المنعقد في شهر أكتوبر ‪ ،2022‬سيتم تسريع تفعيل مهام الصندوق ال سيما من خالل عقد االجتماع األول‬
‫لمجلس إدارته‪.‬‬
‫وفي اإلطار نفسه‪ ،‬أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه في إطار التحضير لعقد االجتماع األول للمجلس اإلداري‬
‫للصندوق‪ ،‬يتم إعداد مجموعة من القرارات الكفيلة بإعطاء االنطالقة الفعلية للصندوق‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بهيكلة‬
‫وإرساء الصناديق القطاعية والموضوعاتية‪ ،‬وكذا استكمال آليات تدبير هيأت الحكامة‪.‬‬
‫وإثر تعيين المدير العام للصندوق بتاريخ ‪ 18‬أكتوبر ‪ ،2022‬فقد تم تسريع اإلجراءات من أجل تعيين أعضاء المجلس‬
‫اإلداري للصندوق وعقد اجتماعه األول المرتقب قبل نهاية سنة ‪ ،2022‬مما سيمكن من تفعيل الصندوق والموافقة‬
‫على استراتيجيته وبرنامج عمله خاصة فيما يتعلق بالرزنامة األولى للمشاريع التي سيساهم في تمويلها وتنميتها وكذلك‬
‫الشروع في األشغال المتعلقة بوضع منهجية واستراتيجية الصندوق وإرساء الصناديق القطاعية والموضوعاتية الكفيلة‬
‫بمواكبة تنمية القطاعات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد التركيبة المستهدفة للمحفظة العمومية ووضع تخطيط متعدد السنوات لبرامج إعادة الهيكلة بأشكالها‬
‫المختلفة‪ :‬التجميع‪ ،‬واالندماج‪ ،‬والتحويل إلى القطاع الخاص‪ ،‬وفتح رأس المال‪ ،‬والتصفية‪ ،‬والشراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬وما إلى ذلك؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2608‬‬

‫‪ -‬اإلسراع في تنفيذ إجراءات إعادة الهيكلة‪ ،‬على المدى القصير والمتوسط‪ ،‬التي تم الشروع فيها من طرف‬
‫المؤسسات والمقاوالت العمومية ذات الرهانات االقتصادية واالجتماعية الكبيرة‪ ،‬في إطار عقود برامج موقعة‬
‫مع الدولة؛‬
‫‪ -‬إعادة تحديد صالحيات وتنظيم مديرية المنشآت العامة والخوصصة لمراعاة الصالحيات التي أصبحت تتوالها‬
‫الوكالة الوطنية؛‬
‫‪ -‬استكمال أجهزة حكامة الوكالة الوطنية والمصادقة على أدوات تدبيرها والشروع‪ ،‬في أقرب وقت ممكن‪ ،‬في‬
‫أشغال البرمجة االستراتيجية والتشغيلية؛‬
‫‪ -‬اإلسراع في تفعيل هيئات حكامة وتدبير صندوق محمد السادس لالستثمار وتسريع وتيرة إحداث الصناديق‬
‫القطاعية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مراقبة التسيير وتقييم البرامج والمشاريع العمومية‬


‫يتولى المجلس األعلى للحسابات مراقبة تسيير األجهزة العمومية‪ ،‬طبقا لمقتضيات المواد من ‪ 75‬إلى ‪ 85‬من القانون رقم ‪-99‬‬
‫‪ ،62‬وتمتد هذه المراقبة إلى تقييم البرامج والمشاريع العمومية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬فيخضع هذا االختصاص لمقتضيات المواد من ‪ 147‬إلى ‪ 153‬من القانون رقم ‪62.99‬‬
‫المذكور‪.‬‬
‫حصيلة أنشطة المجلس األعلى للحسابات‬
‫قام المجلس األعلى للحسابات في إطار اختصاص مراقبة التسيير‪ ،‬بما في ذلك تسيير األجهزة والمهام األفقية والموضوعاتية‬
‫وتقييم البرامج والمشاريع العمومية‪ ،‬ببرمجة ‪ 41‬مهمة رقابية خالل سنة ‪ ،2021‬أنجزت منها ‪ 24‬مهمة‪ ،‬تتوزع حسب‬
‫القطاعات كما هو مبين في الجدول الموالي‪:‬‬

‫مهمات مراقبة التسيير والمهمات الموضوعاتية المنجزة‬ ‫القطاعات‬


‫استثمارات الميزانية العامة للدولة‬ ‫القطاعات المالية‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل‬
‫الموارد البشرية لوزارة الصحة‬
‫منظومة األدوية‪ :‬عمليات اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد ثمن بيع األدوية‬ ‫قطاع الصحة والحماية‬
‫نظام اإلنذار المبكر وتقليص وتدبير المخاطر الصحية‬ ‫االجتماعية‬
‫البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم‬
‫الموارد البشرية لقطاع التربية الوطنية‬
‫التكوين األساسي والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس‬
‫التعليم المدرسي عن بعد‬ ‫قطاعات التربية والتكوين‬
‫التعليم العالي عن بعد‬ ‫والتعليم العالي‬
‫منظومة التعليم العتيق‬
‫التكوين المهني الفالحي‬
‫خطة دعم قطاع السياحة لتجاوز آثار جائحة "كوفيد‪"19-‬‬
‫القطاعات اإلنتاجية‬
‫التجميع الفالحي‬
‫المباني اإلدارية‬
‫نظام مراقبة الولوج في اإلدارات العمومية‬ ‫القطاعات اإلدارية‬
‫نظام رصد المخالفات بواسطة الرادارات‬
‫العمل الثقافي‪ :‬الولوج إلى الثقافة‬
‫تدبير المباني والمواقع التاريخية‬
‫قطاع الثقافة‬
‫المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‬
‫المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما‬
‫االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية‬ ‫التنمية المجالية‬
‫‪2609‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫مهمات مراقبة التسيير والمهمات الموضوعاتية المنجزة‬ ‫القطاعات‬


‫الوكاالت الحضرية‬
‫حكامة وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‬

‫حصيلة أنشطة المجالس الجهوية للحسابات‬


‫برمجت المجالس الجهوية للحسابات االثنا عشر خالل سنة ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 197‬مهمة رقابية تندرج في إطار ممارسة‬
‫اختصاص مراقبة التسيير‪ ،‬أنجزت منها ما مجموعه ‪.176‬‬
‫وتتوزع هذه المهمات الرقابية المبرمجة والمنجزة من طرف المجالس الجهوية للحسابات على النحو المبين في الجدول‬
‫الموالي‪:‬‬
‫مهمات مراقبة التسيير المبرمجة والمنجزة من طرف المجالس الجهوية للحسابات برسم سنة ‪2021‬‬
‫عدد المهام المنجزة‬ ‫عدد المهام المبرمجة‬ ‫األجهزة‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫مهام مراقبة تسيير الجهات‬
‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مهام مراقبة تسيير األقاليم والعماالت‬
‫‪108‬‬ ‫‪119‬‬ ‫مهام مراقبة تسيير الجماعات‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مهام مراقبة تسيير مؤسسات التعاون ومجموعات الجماعات‬
‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مهام مراقبة تسيير المؤسسات العمومية المحلية‬
‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مهام مراقبة عقود التدبير المفوض‬
‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مهام مراقبة شركات التنمية المحلية‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المهام األفقية أو الموضوعاتية‬
‫‪176‬‬ ‫‪197‬‬ ‫المجموع‬

‫ويتبين من خالل الجدول السابق‪ ،‬أن المجالس الجهوية للحسابات خصصت‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬غالبية مهماتها الرقابية لمراقبة‬
‫تسيير الجماعات الترابية وهيئاتها‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أن هذه األجهزة تمثل الحصة الكبرى من األجهزة الخاضعة لمراقبة هذه‬
‫المجالس‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد برمجت هذه األخيرة ‪ 155‬مهمة رقابية تتعلق بالجماعات الترابية وهيئاتها‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %78‬من‬
‫إجمالي المهمات المبرمجة برسم سنة ‪ ،2021‬أنجزت منها ‪ 143‬مهمة‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة إنجاز تفوق ‪.%92‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬برمجت المجالس الجهوية للحسابات خالل سنة ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 13‬مهمة أفقية‪ ،‬أنجزت جميعها‪ .‬وهي‬
‫مهام يبرمجها كل م جلس جهوي للحسابات على حدة‪ ،‬يتناول من خاللها محورا واحدا من محاور التدبير الذي تتم مراقبته‬
‫على مستوى عينة من جماعات الجهة المعنية كما يمكن‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬االقتصار على عينة من جماعات عمالة واحدة‬
‫أو إقليم واحد‪ .‬وتراعى في برمجة هذه المهام األفقية المخاطر التي ينطوي عليها محور المراقبة أو ما يكتسيه من أهمية آنية‬
‫أو استراتيجية سواء بالنسبة للمواطن أو بالنسبة للتنمية الترابية بشكل عام‪ .‬وقد همت المهام األفقية المنجزة خالل سنة ‪2021‬‬
‫ما مجموعه ‪ 225‬جهازا‪ ،‬وانصبت حول مجاالت الماء‪ ،‬والتخطيط االستراتيجي‪ ،‬وفضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬والنقل‬
‫الحضري‪ ،‬وبعض المرافق العمومية المحلية األخرى كالمحطات الطرقية والمجازر‪ ،‬فضال عن تدبير العماالت واألقاليم‬
‫ومجموعات الجماعات الترابية ومؤسسات التعاون‪ ،‬وكذا تقديم اإلعانات للجمعيات وتدبير عقود واتفاقات القانون العادي‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى هذه المهمات الرقابية‪ ،‬وفي إطار تكريس آليات التعاون بين مختلف مكونات المحاكم المالية‪ ،‬أنجزت المجالس‬
‫الجهوية للحسابات فيما بينها مهام موضوعاتية‪ ،‬كما ساهمت‪ ،‬وإعماال لمقتضيات المادة ‪ 158‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬في‬
‫تنفيذ مهام رقابية تندرج مواضيعها ضمن اختصاصات غرف المجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬أنجزت المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬خالل سنة ‪ 2021‬خمس (‪ )05‬مهمات موضوعاتية ذات صلة بالتنمية الترابية‪،‬‬
‫شاركت فيها كل المجالس‪ ،‬وتمحورت مواضيعها حول تدبير الجهات‪ ،‬خاصة في جوانبها المرتبطة بتدبير النفقات والتخطيط‬
‫االستراتيجي وتدبير الشراكات واتفاقيات التعاون‪ ،‬وتدبير مرفق النقل المدرسي في الوسط القروي‪ ،‬وتدبير مشاتل المقاولين‬
‫الشباب‪ ،‬كما تناولت مهمتان موضوعاتيتان‪ ،‬تباعا‪ ،‬بعض أوجه تدبير الجماعات في الوسط القروي وتأثير األزمة الصحية‬
‫على تدبير الجماعات الترابية‪.‬‬
‫وخالل سنة ‪ ،2021‬ساهمت المجالس الجهوية للحسابات أيضا في تنفيذ ‪ 11‬مهمة رقابية بشراكة مع غرف المجلس حسب‬
‫االختصاصات القطاعية لكل غرفة‪ .‬وتتعلق هذه المهام المشتركة أساسا بتدبير الوكاالت الحضرية وبتدبير بعض الغرف‬
‫المهنية (غرف الفالحة‪ ،‬وغرف الصناعة التقليدية‪ ،‬وغرف الصيد البحري) وبتدبير الرسوم المحلية من طرف الدولة لفائدة‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2610‬‬

‫الجماعات الترابية‪ ،‬وكذا بالمركز االستشفائي الجهوي لجهة كلميم‪-‬واد نون وبكلية العلوم بتطوان‪ ،‬فضال عن المساهمة في‬
‫المهام المتعلقة باالستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية وبنظام اإلنذار المبكر وتقليص وتدبير المخاطر الصحية وبحكامة‬
‫وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‪.‬‬
‫خالصات المهمات الرقابية المدرجة في هذا التقرير‬
‫انطالقا من المهمات الرقابية المنجزة خالل سنة ‪ ،2021‬والتي بلغ عددها ‪ 200‬مهمة‪ ،‬منها ‪ 176‬تم إنجازها من طرف‬
‫المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬قام المجلس األعلى للحسابات باستثمار مخرجاتها وإعداد ‪ 28‬خالصة أدرجت في هذا التقرير‪.‬‬
‫وتعالج كل خالصة على حدة موضوعا أفقيا معينا من خالل استغالل التقارير الخاصة للمهمات الرقابية التي تطرقت إلى نفس‬
‫الموضوع‪ .‬وتشكل المواضيع ذات العالقة بالمهمات المنجزة من طرف المجالس الجهوية للحسابات المثال األبرز للخالصات‬
‫التي تم إعدادها انطالقا من عدد كبير من التقارير الخاصة‪ ،‬حيث غالبا ما تكون هذه األخيرة منجزة من طرف جميع المجالس‬
‫الجهوية وقد همت مجموعة كبيرة من األجهزة على مستوى كل مجلس جهوي‪.‬‬

‫القطاعات المالية‬
‫يقتضي تعزيز نجاعة التدبير العمومي إيالء عناية خاصة للجوانب المرتبطة بالمالية العمومية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يركز المجلس‬
‫األعلى للحسابات بصفة دورية على مجموعة من المواضيع ذات المخاطر المرتفعة التي تستدعي اهتماما خاصا كالتوازنات‬
‫المالية والمديونية وديمومة صناديق التقاعد وكذا الحسابات الخصوصية للخزينة‪.‬‬
‫وارتباطا بالقطاعات المالية‪ ،‬تعتبر نفقات االستثمار أحد مكونات تكاليف الميزانية العامة للدولة‪ ،‬وتوجه‪ ،‬حسب المادة ‪ 17‬من‬
‫القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ ،130.13‬باألساس إلنجاز المخططات التنموية االستراتيجية والبرامج متعددة السنوات بغية‬
‫الحفاظ على الثروات الوطنية أو إعادة تكوينها أو تنميتها‪ ،‬وهو ما يضفي على هذه النفقات أهمية خاصة‪ ،‬ويقتضي‪ ،‬بالتالي‪،‬‬
‫ضبطها وتدبيرها بما يتيح استعمالها على النحو األمثل ويضمن نجاعة االستثمار العمومي‪.‬‬
‫وسعيا إلى تنظيم األسواق المالية‪ ،‬التي أضحت في العصر الراهن مركز اهتمام المستثمرين والمدخرين‪ ،‬تحرص الدول على‬
‫الحفاظ على استقرار هذه األسواق والزيادة من مردوديتها والرفع من منسوب الثقة في السوق الداخلية من خالل فرض رقابة‬
‫صارمة عليها من طرف أجهزة وهيئات تنشأ لهذا الغرض‪ ،‬تتمتع باالستقاللية الكافية لممارسة مختلف مهامها‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمتين رقابيتين تتعلقان ب‪:‬‬
‫االستثمارات المدرجة بالميزانية العامة للدولة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المالية العمومية‪:‬‬
‫بعض نقط االهتمام‬

‫بعد سنة ‪ ،2020‬التي اتسمت بآثار األزمة الصحية‪ ،‬شهدت المالية العمومية انتعاشا نسبيا خالل سنة ‪ ،2021‬حيث سجلت‬
‫المؤشرات الرئيسية المتعلقة بالمالية العامة تحسنا يعزى أساسا إلى األداء الجيد للمداخيل‪ ،‬ال سيما في شقها الضريبي‪.‬‬
‫إال أن هذا االنتعاش يواجه حاليا ظرفية صعبة تتسم بالشكوك التي يشهدها االقتصاد العالمي والوطني‪ .‬وقد أدى السياق‬
‫الجيوسياسي الذي يعرف ارتفاع األسعار الدولية للمواد األساسية وزيادة ضغط التضخم‪ ،‬فضال عن آثار الجفاف‪ ،‬إلى خفض‬
‫التوقعات اإليجابية لالنتعاش التي سادت سنة ‪.2021‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬من المتوقع أن تواجه المالية العمومية تحديات كبيرة تتميز بزيادة النفقات الناتجة عن دعم أسعار المواد‬
‫االستهالكية‪ ،‬وارتفاع المطالب برفع األجور في الوظيفة العمومية‪ ،‬وكذا متطلبات اإلصالحات التي يتم إنجازها على مستوى‬
‫المنظومة الصحية ومنظومة التعليم والحماية االجتماعية‪ ،‬زيادة على ضرورة الحفاظ على دينامية الدولة في مجال االستثمار‬
‫‪2611‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫العمومي‪ .‬وتأتي هذه التحديات في سياق مطبوع بتغير شروط التمويل في ارتباط بزيادة نسب الفائدة تحت تأثير الضغوط‬
‫التضخمية‪ .‬هذا باإلضافة إلى بعض المخاطر المتعلقة بالتزامات الدولة الضمنية المرتبطة بالحالة الحرجة لمنظومة التقاعد‪.‬‬
‫وفي مقابل الضغوط الناتجة عن النفقات‪ ،‬قد تواجه تعبئة المداخيل بعض اإلكراهات‪ .‬فعلى الرغم من األداء المهم الذي سجلته‬
‫المداخيل الضريبية خالل سنة ‪ ،2021‬والذي استمر في سنة ‪ ،2022‬فإن هذه الدينامية من المرجح أن تشهد بعض التراجع‬
‫نظرا لتباطؤ النمو‪ .‬كما أن الموارد غير الضريبية‪ ،‬التي تتكون أساسا من مساهمات المؤسسات والشركات العمومية وموارد‬
‫الخوصصة‪ ،‬قد ال تكفي لمواجهة ارتفاع النفقات‪ ،‬وبالتالي قد تشكل عامال من شأنه أن يحد من طموح العودة التدريجية إلى‬
‫توازن الميزانية لما قبل األزمة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فالتمويل من خالل اللجوء إلى المديونية‪ ،‬الذي اتسم بمنحى تصاعدي على مدى العقد الماضي والذي زاد‬
‫في سنة ‪ 2020‬تحت تأثير األزمة الصحية‪ ،‬من شأنه أن يحد من هوامش التمويل بشروط مواتية‪ .‬فعلى الرغم من أن سنة‬
‫‪ 2021‬شهدت انخفاضا مهما في نسبة دين الخزينة من ‪ %72,2‬إلى ‪ %68,9‬من الناتج الداخلي اإلجمالي مقارنة بسنة ‪،2020‬‬
‫إال أن حجم الدين استمر في االرتفاع مما يجعل العودة إلى وضع ما قبل األزمة الصحية (‪ %60,3‬من الناتج الداخلي اإلجمالي‬
‫في عام ‪ )2019‬صعب التحقيق على المدى المتوسط‪ .‬كما أن شروط التمويل على الصعيدين الداخلي والدولي‪ ،‬والتي ظلت‬
‫مواتية لفترة طويلة‪ ،‬من المتوقع أن تشهد تغيرا‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بأسعار الفائدة‪ ،‬وهو ما تبينه الوضعية الراهنة والتوقعات‬
‫المستقبلية التي تتجه نحو الزيادة في هذه األسعار‪ ،‬مع ما سيكون لذلك من تأثير على كلفة الدين‪.‬‬
‫ارتباطا بهذه االكراهات‪ ،‬فإن المجلس‪ ،‬إذ يسجل عزم الحكومة استرداد الهوامش الميزانياتية كما تم اإلعالن عنه في مشروع‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 2023‬وفي وثيقة البرمجة الميزانياتية للسنوات الثالث ‪ ،2025-2023‬يركز على أهمية االستمرار‬
‫والتعجيل في اإلصالحات التي تم الشروع فيها على مستوى المالية العمومية وكذلك على مستوى المشاريع المهيكلة األخرى‪،‬‬
‫وال سيما تلك المتعلقة بالمؤسسات والمقاوالت العمومية والحماية االجتماعية وقطاع المياه واالنتقال الطاقي‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى ونظرا لما تشكله الحسابات الخصوصية للخزينة من نسبة مهمة داخل ميزانية الدولة على مستوى المداخيل‬
‫والنفقات ونظرا كذلك لتعدد هذه الحسابات وتراكم أرصدتها‪ ،‬فإنها تستدعي اهتماما خاصا من أجل ترشيد عددها وحصتها‬
‫في ميزانية الدولة وإعادة النظر في التوازن بين مداخيلها ونفقاتها وهو ما دعا إليه المجلس في تقاريره السابقة خاصة تلك‬
‫المتعلقة بتنفيذ قانون المالية‪.‬‬
‫وبخصوص أنظمة التقاعد األساسية‪ ،‬فإن عدم تحقيق توازناتها المالية واقتراب نفاد احتياطاتها في آجال متفاوتة يبين محدودية‬
‫نطاق اإلصالحات المقياسية التي همت باألساس كال من نظام المعاشات المدنية بالصندوق المغربي للتقاعد منذ سنة ‪،2016‬‬
‫وكذلك النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد في سنة ‪ .2021‬ويقتضي ضمان ديمومة المنظومة على المدى الطويل اإلسراع‬
‫في تنزيل ورش اإلصالح الهيكلي لنظام التقاعد‪ ،‬السيما في أفق توسيع االنخراط في أنظمة التقاعد سنة ‪ 2025‬ليشمل‬
‫األشخاص الذين يمارسون عمال وال يستفيدون من أي معاش‪ ،‬وذلك في إطار ورش تعميم الحماية االجتماعية‪ .‬ويسجل المجلس‬
‫عزم السلطات العمومية على الشروع في هذا اإلصالح في غضون السنة المقبلة‪.‬‬

‫نفقات االستثمار المدرجة بالميزانية العامة للدولة‪:‬‬


‫أثر محدود يستدعي إعادة النظر في بنية االستثمارات العمومية وأهدافها‬

‫قامت بالدنا ببذل مجهود مهم في مجال االستثمار خالل السنوات العشر األخيرة بمعدل سنوي أقصاه و‪ %33‬من الناتج‬
‫الداخلي الخام‪ ،‬وذلك بمساهمة القطاع الخاص‪ .‬وقد همت هذه االستثمارات‪ ،‬أساسا‪ ،‬المشاريع المهيكلة الكبرى للبنيات ‪،‬التحتية‬
‫محدودا نسبيا من حيث‬
‫ً‬ ‫واستراتيجيات التنمية القطاعية وبرامج التنمية الحضرية المندمجة‪ .‬بيد أن أثر هذا المجهود ظل‬
‫مساهمته في النمو االقتصادي وتحسين اإلنتاجية وكذلك على مستوى تأثيره غير المباشر على االستثمار‪.‬‬
‫وتضع هذه المجهودات المتواصلة في مجال االستثمار العمومي بالدنا ضمن الدول ذات نسب االستثمارً المرتفعة‪ ،‬غير أنها‬
‫ال تترجم على مستوى األداء االقتصادي الذي يظل غير كافً نسبياً‪ ،‬مقارنة مع بعض الدول التي تحقق مستويات نمو مماثلة‬
‫أو قريبة من تلك التي يحققها المغرب وبمجهود أقل أهمية على مستوى استثمارها العمومي‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬تطرح إشكالية نجاعة االستثمار العمومي والعوامل التي تعرقل تحسينه وتطويره‪ .‬وترتبط بعض هذه العوامل‪ ،‬من‬
‫جهة‪ ،‬ببنية وتركيبة وطبيعة االستثمارات نفسها‪ ،‬من حيث جودتها وجدواها‪ ،‬والتي ال تمكن من تثمين وتحسين الثروات‬
‫الوطنية‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬بالنقائص التي تعتري مختلف مراحل تدبير مشاريع االستثمار انطالقا من تحديد االحتياجات إلى‬
‫التتبع والتقييم مرورا بمرحلتي التخطيط والتنفيذ‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2612‬‬

‫وقد تطرقت مهمة المراقبة التي قام بها المجلس األعلى للحسابات إلى نفقات االستثمار المدرجة في ميزانية الدولة نظرا‬
‫للتطور المتزايد الذي حققته خالل السنوات األخيرة‪ ،‬مقارنة بتلك التي تم تنفيذها من قبل األجهزة العمومية األخرى‪ .‬فخالل‬
‫الفترة الممتدة ما بين ‪ 2010‬و‪ ،2020‬بلغت االستثمارات العمومية‪ 3‬المنجزة معدال سنويا يقارب ‪ 219,91‬مليار درهم‪ ،‬تم‬
‫إنجاز ‪ %62‬منها على مستوى ميزانية الدولة و‪ %32‬من طرف المؤسسات والمقاوالت العمومية و‪ %6‬من قبل الجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬
‫وخالل نفس الفترة‪ ،‬بلغت نفقات االستثمار المنجزة‪ 4‬والمدرجة في ميزانية الدولة‪ ،‬في المتوسط‪ ،‬ما يقارب ‪ 136,25‬مليار‬
‫درهم‪ ،‬حيث ارتفعت من ما مجموعه ‪ 99,61‬مليار درهم في سنة ‪ 2010‬إلى ‪ 233,88‬مليار درهم برسم سنة ‪ ،2020‬بزيادة‬
‫بلغت نسبتها ‪ .%135‬وقد تحملت الميزانية العامة للدولة في المتوسط نسبة ‪ %43,62‬من هذه االستثمارات مقابل ‪%55,8‬‬
‫للحسابات الخصوصية للخزينة و‪ %0,58‬لمصالح الدولة المسيرة بطريقة مستقلة‪.‬‬
‫وضمن ميزانية الدول ًة‪ ،‬تم التركيز‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬على نفقات االستثمار المدرجة بالميزانية العامة نظرا للصعوبات العملية‬
‫التي تطرحها طريقة تقديم التوقعات المتعلقة بنفقات الحسابات الخصوصية للخزينة وتنفيذها وطبيعة العمليات المدرجة في‬
‫هذه الحسابات‪ ،‬والتي يتم االحتفاظ بها ألكثر من سنة بدون تحديد سنتها المالية األصلية‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة إعادة تشكيل‬
‫واحتساب أرصدتها‪.‬‬
‫وقد تم تحليل نفقات االستثمار المدرجة في الميزانية العامة للدولة‪ ،‬خالل الفترة الممتدة من ‪ 2010‬إلى ‪ ،2020‬من خالل عينة‬
‫متكونة من ستة قطاعات وزارية نفذت ما يفوق ‪ %64‬من النفقات اإلجمالية لالستثمار‪ .‬ويتعلق األمر بوزارة االقتصاد والمالية‬
‫(بالنسبة للتكاليف المشتركة لالستثمار) وقطاعات الفالحة‪ ،‬والتجهيز والنقل‪ ،‬والصحة‪ ،‬والشباب والرياضة‪ ،‬والطاقة‬
‫والمعادن‪.‬‬
‫أوال‪ .‬بخصوص بنية وتركيبة وتنفيذ نفقات االستثمار المدرجة في ميزانية الدولة‬
‫بالرجوع إلى تنظيم المعلومات المالية طبقا للتصنيف االقتصادي للنفقات‪ ،‬المعتمد في اإلطار المرجعي للتبويب الميزانياتي‬
‫المغربي‪ ،5‬يتم تقسيم نفقات االستثمار حسب طبيعتها‪ ،‬إلى ثالثة أصناف كبرى (أبواب) وهي‪ :‬إعانات التجهيز وتحويالت‬
‫رأس المال (القسم رقم ‪ )7‬والعمليات المالية (القسم رقم ‪ )9‬واألصول الثابتة (القسم رقم ‪.)8‬‬
‫غير أنه لوحظ‪ ،‬من خالل تحليل حسابات التسيير المتعلقة بالقطاعات الوزارية المشار إليها أعاله‪ ،‬إدراج أصناف أخرى من‬
‫نفقات التسيير ضمن نفقات االستثمار‪ ،‬والتي تمثل في المتوسط ‪ 1.371( % 3,4‬مليون درهم) من اعتمادات األداء‪ ،‬ويتعلق‬
‫األمر بنفقات "تقديم الخدمات" و"السلع االستهالكية" و"إعانات االستغالل والتحويالت الجارية األخرى"‪.‬‬
‫وتشكل هذه النفقات (األقسام رقم ‪ 7‬و‪ 8‬و‪ %97 )9‬من مجموع متوسط اعتمادات األداء واالعتمادات النهائية المتعلقة بنفقات‬
‫االستثمار‪ .‬وقد بلغ متوسط الفارق بين االعتمادات النهائية واعتمادات األداء ما يقارب ‪ ،%18‬في حين بلغت نسبة تنفيذ هذه‬
‫االعتمادات النهائية‪ ،‬في المتوسط‪ ،‬ما قدره ‪.%75‬‬
‫وبالنسبة لتوزيع نفقات االستثمار المحققة حسب التبويب الميزانياتي سالف الذكر‪ ،‬لوحظ أن إعانات التجهيز وتحويالت رأس‬
‫المال تحتل المرتبة األولى من حيث نسبة التنفيذ بمعدل يصل إلى ‪ %57‬من المبالغ المؤداة بالنسبة للقطاعات الوزارية المعنية‪،‬‬
‫مقارنة مع العمليات المالية التي تشكل ‪ %22‬واألصول الثابتة بنسبة ‪.%18‬‬
‫أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن إدراج "نفقات تقديم الخدمات" و"نفقات االستغالل والتحويالت الجارية"‬
‫باعتبارها نفقات التسيير ضمن نفقات االستثمار بالنسبة للقطاعات الوزارية المعنية بالدراسة‪ ،‬قد تم قبل دخول‬
‫مقتضيات المادة ‪ 17‬من القانون التنظيمي حيز التنفيذ أي خالل الفترة ‪ ،2015- 2010‬إال أنه وابتداء من سنة ‪2016‬‬
‫يمكن مالحظة تقلص حجم هذه النفقات تدريجيا بفضل المجهودات المبذولة لتطهير بنود الميزانية‪ .‬كما أكدت الوزارة‬
‫أن نفقات "تقديم الخدمات" و"السلع االستهالكية" اختفت نهائيا من ميزانية االستثمار للقطاعات الوزارية المعنية خالل‬
‫الفترة ‪.2019-2018‬‬
‫‪ ‬تنفيذ محدود لالستثمارات المتعلقة باألصول الثابتة التي تنفذها مرافق الدولة‬
‫أبرز تحليل طبيعة االستثمارات في مجال األصول الثابتة وجود تركيز‪ ،%87‬كمتوسط‪ ،‬على مستوى أربعة عناوين ميزانياتية‬
‫فرعية وهي‪ :‬األشغال العمومية (‪ )%53‬وتشييد المباني واإلصالحات الكبرى (‪ )%18‬واقتناء المعدات التقنية والمعلوماتية‬
‫(‪ )%10‬والدراسات والمساعدة التقنية (‪.)%6‬‬

‫‪ 3‬المصدر‪ :‬قوانين التصفية‪ ،‬والتقارير المرفقة بمشاريع قوانين المالية المتعلقة بالمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬والبيانات اإلحصائية للمالية المحلية‬
‫المنجزة من طرف الخزينة العامة للمملكة‪.‬‬
‫‪ 4‬المصدر‪ :‬قوانين التصفية‪.‬‬
‫‪ 5‬الدليل المرجعي المتعلق بالتبويب الميزانياتي‪2017 -‬‬
‫‪2613‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ويظل معدل التنفيذ على مستوى هذه العناوين الفرعية ضعيفا‪ ،‬حيث ال يتعدى في المعدل ‪ ،%17‬بنسبة متوسطة ال تتجاوز ‪58‬‬
‫‪ %‬بالنسبة لألشغال العمومية و‪ %11‬بالنسبة لتشييد المباني و‪ %10‬بالنسبة لإلصالحات الكبرى و‪ %7‬بالنسبة القتناء المعدات‬
‫التقنية والمعلوماتية و‪ %5‬بخصوص الدراسات والمساعدة التقنية و‪ %8‬بالنسبة لألصول الثابتة األخرى‪.‬‬
‫جوابا على هذه المالحظة‪ ،‬أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن تواضع معدالت التنفيذ يرجع باألساس إلى طبيعة‬
‫هذه النفقات‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬طبيعة نفقات األشغال وتشييد المباني‪ ،‬التي ترتبط بشكل وثيق بتصفية األصول‬
‫العقارية‪ ،‬تشكل عقبة كبيرة لتنفيذ االستثمارات المتعلقة بها وفق الحيز الزمني المحدد لها‪ .‬إضافة إلى أن بطء المساطر‬
‫القضائية المعمول بها في هذا الشأن يساهم كذلك في تأخير إنجاز بعض المشاريع وربما حتى إيقافها‪ .‬هذا‪ ،‬وتبعا‬
‫للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجاللة بهذا الخصوص‪ ،‬تنص المذكرة التوجيهية للسيد رئيس الحكومة حول‬
‫إعداد مشروع قانون المالية‪ ،‬على عدم برمجة أية مشاريع ال تتم تصفية عقاراتها أو لم تستكمل بعد دراساتها‪ .‬كما‬
‫أضافت الوزارة أنه‪ ،‬ورغم ذلك‪ ،‬يمكن أن تسجل هذه االستثمارات بعض التأخر بالنظر إلى الصعوبات التقنية الطارئة‬
‫التي تعترضها والتي تتطلب أحيانا اللجوء إلى دراسات غير مبرمجة‪ ،‬أو بفعل الظروف المناخية غير المالئمة والتي‬
‫يمكن أن تؤثر على سير األشغال كالتساقطات المطرية أو الفيضانات‪.‬‬
‫‪ ‬نفقات التسيير المدرجة في ميزانية االستثمار‬
‫بالرغم من كون قائمة التبويب الميزانياتي المعمول بها تصنفها ضمن ميزانية التسيير‪ ،‬مازالت بعض النفقات المتعلقة ب"تقديم‬
‫الخدمات" و"إعانات االستغالل والتحويالت الجارية" و"السلع االستهالكية" والنفقات غير الموزعة تدرج ضمن ميزانية‬
‫االستثمار‪ ،‬مما قد يساهم في الرفع من حجم االستثمارات المنجزة فعليا‪ ،‬وبالتالي إعاقة مقروئية الوثائق الميزانياتية من أجل‬
‫تقييم المجهود الحقيقي المبذول في مجال االستثمار‪.‬‬
‫كما أن محتوى وطبيعة بعض نفقات االستثمار‪ ،‬في بعض العناوين‪ ،‬يجعلها أقرب لنفقات التدخل أو التحويل أكثر منها لنفقات‬
‫االستثمار‪ .‬وهذه النفقات هي‪ ،‬في أغلب األحيان‪ ،‬مدفوعات بدون مقابل لفائدة بعض أصناف من المستفيدين (اإلعانات‬
‫وخصومات الفائدة على قروض البناء لفائدة األسر‪ ،‬وإعانات التسيير الموجهة للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري وما‬
‫شابهها‪ ،‬بما في ذلك مصالح الدولة المسيرة بطريقة مستقلة والنفقات المتعلقة بإعانات التسيير والتحويالت الجارية)‪.‬‬
‫وكانت البنود المتعلقة بنفقات التدخل أو التحويل قد اعتمدت في التبويب الميزانياتي قبل إصدار القانون التنظيمي لقانون المالية‬
‫الحالي رقم ‪ .130.13‬وقد انطلقت عملية التطهير التدريجي لميزانية االستثمار‪ ،‬تطبيقا لمقتضيات هذا القانون التنظيمي‪ ،‬خالل‬
‫فترة إعداد قانون المالية لسنة ‪ ،2015‬حيث تم التركيز على النفقات المتعلقة بالترحيل و‪/‬أو التوطيد وكذا نفقات أخرى‪،‬‬
‫استوجبت تجزيء بعض العناوين ذات الصلة إلى نفقات تم إدراجها في ميزانية التسيير وأخرى في ميزانية االستثمار عبر‬
‫تغيير تسميتها‪ .‬ومازال هذا التطهير رهينا بالقدرات التدبيرية وقدرة اآلمرين بالصرف على تنفيذ اعتمادات الترحيل‬
‫واالعتمادات المدمجة بشأن هذا الصنف من النفقات‪.‬‬
‫ومنذ اعتماد القانون التنظيمي الجديد لقانون المالية‪ ،‬ارتكزت عملية تطهير بنود ميزانية االستثمار على مقاربة تدريجية تقوم‬
‫على التشاور المستمر والدؤوب مع مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية‪ ،‬من أجل تحديد البنود المستهدفة‬
‫والحرص على احترام البنود المستحدثة للمقتضيات الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية العمليات المالية‬
‫ترتبط العمليات المالية باألصول المالية للدولة‪ ،‬وتهم القروض والتسبيقات وكذا تدبير المساهمات المالية للدولة‪ .‬ويهم تدبير‬
‫هذه العمليات‪ ،‬االستثمار المالي في شكل مساهمات تلتزم بها الدولة تجاه بعض المقاوالت أو إعادة الرسملة ومخصصات على‬
‫شكل أموال ذاتية تضخها الدولة في أصول بعض الشركات كأداء مخصصات على شكل رأس مال أولي بمناسبة تأسيس‬
‫مؤسسة أو مقاولة عمومية جديدة أو أداء مخصصات بشأن الزيادة في رأس المال‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫وخالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2010‬و‪ ،2020‬مثلت اعتمادات األداء المخصصة للعمليات المالية ‪ 8.748( %22‬مليون درهم)‬
‫من المتوسط اإلجمالي لهذه االعتمادات‪ ،‬منها ‪ %73‬متكونة من سندات المساهمات و‪ %27‬من مخصصات في شكل رأس‬
‫المال‪ .‬وبالنسبة لالعتمادات النهائية‪ ،‬فقد سجلت ارتفاعا بما يعادل ‪ %10‬في المتوسط مقارنة باعتمادات األداء‪ .‬وبالنسبة‬
‫لمعدل تنفيذ النفقات‪ ،‬فقد بلغ نسبة ‪ %84‬في المتوسط‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أهمية العمليات المالية‪ ،‬التي تعكس بنية المحفظة العمومية‪ ،‬تثار مسألة فعالية الدولة كمساهم وفعالية االستثمارات‬
‫المدرجة في الميزانية العامة للدولة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬لوحظ أن أربع مؤسسات ومقاوالت عمومية تضخ ما يعادل ‪،%72‬‬
‫كمتوسط‪ ،‬من مجموع المساهمات بمبلغ إجمالي قدره ‪ 10.219‬مليون درهم‪ ،‬خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2010‬و‪.2019‬‬
‫وفي هذا الباب‪ ،‬حث منشور الوزير المكلف باالقتصاد والمالية رقم ‪ 1509‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬شتنبر ‪ ،2021‬المتعلق بتأطير‬
‫البرمجة الميزانياتية للمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬على ضرورة تطوير هذه المؤسسات والمقاوالت لمواردها الذاتية‪،‬‬
‫وعقلنة نفقاتها في اتجاه تحقيق النتائج وتحسين مساهماتها في الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2614‬‬

‫‪ ‬هيمنة إعانات التجهيز والتحويالت الموجهة للحسابات الخصوصية للخزينة والمؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية على ميزانية االستثمار‬
‫بالنسبة لتوزيع إعانات التجهيز وتحويل رأس المال حسب القطاعات الوزارية‪ ،‬تمثل نفقات االستثمار المدرجة في فصل‬
‫"التكاليف المشتركة‪-‬االستثمار" ما يعادل‪ ،‬في المتوسط‪ %54 ،‬من مجموع هذه النفقات‪ .‬ويستمر هذا الفصل الذي من‬
‫المفترض أن يقتصر على النفقات غير القابلة لإلدراج في فصول االستثمار المتعلقة بالقطاعات الوزارية‪ ،‬في احتواء أكبر‬
‫حصة من الغالف اإلجمالي العتمادات األداء الخاصة باإلعانات والتحويالت وكذا البنود الميزانياتية المماثلة‪ .‬ومن شأن هذه‬
‫الوضعية أن تؤثر على جودة البرمجة والتوقع المتعلقين بالميزانية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فخالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2010‬و‪ ،2020‬تلقت الحسابات الخصوصية للخزينة ما يقارب ‪ %76‬من مجموع إعانات‬
‫التجهيز وتحويل رأس المال (‪ 21.845‬مليون درهم) بهدف اقتناء عقارات‪ ،‬في حين استفادت المؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري من ‪ %20‬من هذه اإلعانات‪ ،‬فيما حصلت هيئات أخرى على نسبة ‪( %4‬المقاوالت غير المالية والجمعيات‬
‫والمؤسسات غير الربحية والجماعات الترابية)‪.‬‬
‫وتؤثر مسألة غلبة حصة التحويالت الموجهة للحسابات الخصوصية للخزينة والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري في‬
‫نفقات االستثمار المتعلقة بالدولة‪ ،‬باعتبارها خيارا في مجال تنفيذ هذه النفقات‪ ،‬على جودة ومقروئية المجهود المبذول في‬
‫مجال االستثمار المدرج في الميزانية العامة للدولة‪ .‬كما يتطلب تقييم االستثمار الحقيقي المدرج في هذه الميزانية إعادة معالجة‬
‫هذه التحويالت الموجهة إلى الدعامات الميزانياتية األخرى ولفائدة الهيئات العمومية‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى وجود قصور على مستوى تتبع ومراقبة استخدام التحويالت المتعلقة بإعانات التجهيز‬
‫وتحويل رأس المال‪ ،‬الموجهة للحسابات الخصوصية للخزينة‪ ،‬وكذا تنفيذها الفعلي لدى المؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري‪ ،‬مما يحول دون االطالع على حقيقة االستثمار المنجز من طرف هذه األجهزة والتأكد بضمان معقول من اإلنجاز‬
‫الفعلي لالستثمار وتشكيله لألصول الثابتة‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬يتم تنفيذ نفقات التحويل ونفقات إعادة التوزيع‪ ،‬التي تهدف أساسا إلى تحقيق أهداف وغايات اجتماعية أو‬
‫اقتصا دية‪ ،‬دون مقابل لفائدة الدولة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن العديد من الصعوبات تحول دون تحديد البنود التي يمكن اعتبارها‬
‫مخصصات ذات طبيعة استثمارية صرفة‪ ،‬حيث يتطلب تحليل طبيعة عمليات التحويل إجراء تحقيقات معمقة مع األطراف‬
‫المستفيدة من أجل التمكن من تأهيلها وتصنيفها‪.‬‬
‫وعلى مستوى اإلنجاز‪ ،‬قدرت المبالغ المفرج عنها من الميزانية العامة للدولة الموجهة للمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬بحوالي ‪ 33.213‬مليون درهم في سنة ‪ 2020‬مقابل ‪ 31.310‬مليون درهم برسم سنة ‪ ،2019‬بمعدل إنجاز‬
‫يقارب ‪ %90‬مقارنة بالتوقعات‪ .‬وبالنسبة لبنية توزيع هذه المبالغ المفرج عنها‪ ،‬حسب تنزيالت الميزانية والمستفيدين‪ ،‬فهي‬
‫متطابقة نسبيا ما بين السنوات‪ .‬فبرسم سنة ‪ 2020‬مثال‪ ،‬خصص ما يناهز ‪ %63‬للمؤسسات والمقاوالت العمومية التي تتلقى‬
‫اإلعانات و‪ %32‬للتجهيز و‪ %5‬لزيادة رأس المال مقابل ‪ %63,3‬و‪ %33,5‬و‪ %3,2‬على التوالي التي سجلت برسم سنة‬
‫‪.2019‬‬
‫وحسب طبيعة المستفيدين من التحويالت‪ ،‬تركزت هذه األخيرة لدى المؤسسات العمومية غير التجارية بما يعادل ‪ %84‬برسم‬
‫سنة ‪ ،2020‬على غرار سنة ‪ ،2019‬منها ‪ %71,46‬موجهة للتسيير و‪ %28,47‬مخصصة للتجهيز و‪ %0,07‬لفائدة الزيادة‬
‫في رأس المال‪ .‬في حين خصصت ‪ %16‬المتبقية لفائدة المؤسسات العمومية والمقاوالت التجارية منها ‪ %51,27‬للتجهيز‬
‫و‪ %20,79‬للتسيير و‪ %27,93‬للزيادات في رأس المال‪.‬‬
‫في معرض جوابها على هذه المالحظة‪ ،‬أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن معظم االعتمادات المبرمجة على‬
‫مستوى فصل التكاليف المشتركة‪ -‬االستثمار تهم التحويالت الموجهة للحسابات المرصدة ألمور خصوصية والتي‬
‫تستلزم تدخل الوزارة لتصفية وبرمجة المبالغ المتعلقة بها‪ ،‬وذلك على أساس معطيات المداخيل المتوقعة‪ .‬وينطبق ذلك‬
‫بالخصوص على التحويالت الموجهة لفائدة الجهات‪ .‬كما يمكن تبرير برمجة التحويالت بوجود التزامات لوزارة‬
‫االقتصاد والمالية على المدى المتوسط‪ ،‬وأحيانا العتبارات تتعلق بالطابع المؤقت لبعض التحويالت أو التي تتطلب‬
‫تتبعا مسبقا قبل إجراء هذه التحويالت‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬تتعلق االعتمادات األخرى المدرجة في هذا الفصل أساسا‬
‫بااللتزامات المنبثقة عن االتفاقيات التي تعتبر فيها وزارة االقتصاد والمالية طرفا معنيا‪ ،‬وكذا بالعمليات المتعلقة‬
‫بتمويل رؤوس األموال التي يمكن أن تطرأ خالل السنة ووفق إجراءات خاصة‪.‬‬
‫كما أفادت الوزارة أن تنفيذ النفقات المتعلقة باالستثمار تحدده أساسا البرمجة المعتمدة من طرف القطاعات المعنية‬
‫والتي تهدف إلى رصد االعتمادات الضرورية وتحديد الدعامات المعتمدة من قبيل الميزانيات القطاعية أو الحسابات‬
‫الخصوصية للخزينة أو المؤسسات العمومية‪ .‬والجدير بالذكر‪ ،‬أن مستويات التحويالت المبرمجة ما هي إال انعكاس‬
‫للمتطلبات الفعلية والعملية التي تمليها ضرورة إنجاز وتوطيد االعتمادات المتعلقة بالمشاريع المزمع تنفيذها‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن طبيعة هذه الدعامات‪.‬‬
‫‪2615‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما أشارت الوزارة أن بنية اعتمادات االستثمار كما جاء في التقرير‪ ،‬تمليها‪ ،‬باإلضافة إلى العوامل المذكورة سلفا‪،‬‬
‫الخيارات المعتمدة لتنفيذ السياسات العمومية والتي تجعل من بعض المؤسسات العمومية فاعال أساسيا في تنفيذها‬
‫(كاألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والجامعات ومراكز االستشفاء الجامعية وغيرها من المؤسسات العمومية)‪،‬‬
‫وأن تنفيذ بعض البرام ج ذات الطابع األفقي والتي تستلزم مساهمة عدة قطاعات وزارية‪ ،‬يجعل في كثير من األحيان‬
‫أمر التنفيذ عبر الحسابات الخصوصية للخزينة خيارا عمليا له طابع مرحلي‪.‬‬
‫وبخصوص تأثير هذه التحويالت على المقروئية العامة للمعطيات المتعلقة باالستثمار‪ ،‬ذكرت الوزارة أن التأشير على‬
‫هذه التحويالت يتم وفق مسطرة محددة تعتمد باألساس على ضرورة توفير المعلومات المتعلقة بتنفيذ هذه العمليات‬
‫من طرف المؤسسات العمومية وكذا وضعية خزينتها المالية‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬أكدت الوزارة أن دور ممثليها في‬
‫مختلف هيئات الحكامة للمؤسسات العمومية‪ ،‬يمكنها من متابعة القرارات المتخذة والوقوف على نسب التنفيذ وكذا‬
‫طرق برمجة مشاريع االستثمار الممولة من طرف الدولة‪.‬‬
‫كما أوضحت الوزارة أن العمليات التي يتم تنفيذها في إطار الحسابات الخصوصية للخزينة تخضع بدورها لنفس‬
‫المساطر التي يتم إعمالها بالنسبة للميزانيات القطاعية‪ ،‬وتسهر الوزارة على تتبع تنفيذها كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للمشاريع المبرمجة على مستوى القطاعات الوزارية‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬أكدت الوزارة أنها تعمل بشكل وثيق مع القطاعات المعنية لتوفير المعلومات المتعلقة بجل مشاريع االستثمار‪،‬‬
‫وذلك في إطار االجتماعات المخصصة للبرمجة الميزانياتية وأثناء إعداد المذكرة المتعلقة بالتوزيع الجهوي لالستثمار‬
‫بمناسبة إعداد مشاريع قوانين المالية السنوية‪ ،‬باعتبار أن هذه التحويالت سواء كانت لفائدة الحسابات الخصوصية‬
‫للخزينة أو المؤسسات والمقاوالت العمومية فهي تعد إصدارات فعلية ناجمة عن تنفيذ نفقات عمومية مبررة تنجزها‬
‫الدولة أو المؤسسات التابعة لها‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬نجاعة نفقات االستثمار المتعلقة بالدولة‬
‫‪ ‬تخطيط وبرمجة نفقات االستثمار المتعلقة بالدولة بحاجة للتحسين‬
‫كرست أحكام الدستور التخطيط القطاعي في إطار رؤية استشرافية متناسقة ومندمجة من شأنها إبراز آثار الميزانية على‬
‫االقتصاد والنمو‪ .‬غير أن تنزيل السياسة الحكومية في قوانين المالية ال يتم دائما بطريقة واضحة ومقروءة‪ ،‬ذلك أن فحص‬
‫التبويب الميزانياتي الجاري به العمل ال يتيح تجميع وربط برامج االستثمار لجعلها أداة في خدمة وتقييم السياسات العمومية‪.‬‬
‫وتعد البرمجة الميزانياتية متع ددة السنوات أحد مبادئ تدبير مالية الدولة‪ ،‬التي نص عليها القانون التنظيمي للمالية الذي دخل‬
‫ُعرف القانون التنظيمي البرنامج على أنه عبارة عن "مجموعة متناسقة من المشاريع أو‬ ‫حيز التنفيذ ابتداء من سنة ‪ .2019‬وي ّ‬
‫ُعرف المشروع أو العملية على أنه عبارة عن "مجموعة محددة‬ ‫العمليات التابعة لنفس القطاع الوزاري أو المؤسسة"‪ .‬كما ي ّ‬
‫من األنشطة واألوراش التي تم إنجازها بهدف االستجابة لمجموعة من االحتياجات المحددة"‪ .‬وتجدر اإلشارة في هذا الصدد‬
‫إلى غياب قوانين برمجة تحدد التوجهات العامة للمالية العمومية‪.‬‬
‫في معرض جوابها على هذه المالحظة‪ ،‬أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن منهجية تخطيط وبرمجة اعتمادات‬
‫االستثمار تؤطرها المقتضيات الدستورية والتشريعية المنصوص عليها ضمن القانون التنظيمي لقانون المالية‪ .‬من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وفي ظل عدم إلزامية البرلمان بالمصادقة على مخطط للحكومة‪ ،‬وضع دستور سنة ‪ 2011‬األسس‬
‫لمقاربة جديدة ترتكز على توزيع االعتمادات استنادا إلى المعطيات المتعلقة بتنفيذ االستراتيجيات والمخططات‬
‫القطاعية‪ ،‬حيث يمكن أن يعتمد هذا التوزيع على أسلوب يتخذ عدة أشكال كالتوجيهات الملكية السامية وتدابير السياسات‬
‫العمومية التي تتكفل الحكومة بتنفيذها‪ ،‬واالستراتيجيات القطاعية التي تم اعتمادها والمصادقة عليها من طرف‬
‫الحكومة‪ ،‬وتوطيد االلتزامات التي تعهدت بها الدولة في إطار اتفاقيات التمويل‪ ،‬والقوانين‪-‬إطار لتنزيل بعض السياسات‬
‫القطاعية‪.‬‬
‫كما أفادت الوزارة من خالل جوابها أن هذا اإلطار الجديد للبرمجة‪ ،‬المنصوص عليه في المادة ‪ 5‬من القانون التنظيمي‬
‫لقانون المالية‪ ،‬يشكل مقاربة جديدة من شأنها أن تخضع الحكومة للمساءلة وتقطع مع اإلطار غير المرن للتخطيط‬
‫الذي أبان عن قصوره‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد إطار سلس وأكثر استجابة لتطورات الظرفية االقتصادية والمالية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى إصالح بنية نموذج الميزانية‬
‫إن وضع وثائق الميزانية الحالي يتم بمنطق توزيع االعتمادات بين البرامج‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى غياب التنسيق‬
‫والتقارب بين بنيات البرامج والمشاريع من جهة‪ ،‬ومضامين السياسات العمومية من جهة أخرى تتمحور حول برامج ومشاريع‬
‫ترتكز حول مهام محددة لخدمة المرافق العمومية‪ .‬فالترابط بين برامج الميزانية والسياسات العمومية ال يمكن تحقيقه إال من‬
‫خالل أدوات تنسيق بين الوزارات‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬هناك مجال إلضفاء طابع مؤسساتي على المقاربة بين الوزارات بحيث‬
‫تكون موجهة نحو السياسات العمومية بدال من هياكل الوزارة‪ ،‬مما يستلزم إحداث بنيات لهذا الغرض‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2616‬‬

‫ويبرز تحليل نموذج الميزانية أن الطريقة المتبعة في بلورة البرامج تتم من خالل تحديد األهداف المتوخاة حسب الهياكل‪.‬‬
‫وبالتالي فإن البرامج تكون‪ ،‬في معظم الحاالت‪ ،‬متطابقة مع الهياكل التنظيمية للوزارات والمؤسسات المعنية‪.‬‬
‫ولإلشارة‪ ،‬فقد أوصت المراجع المنهجية المرتبطة بوضع البرامج الميزانياتية بالتنسيق بين بنية هذه البرامج والسياسات‬
‫العمومية التي تتبعها الوزارات مع الحرص على المهام المنوطة بها‪ .‬كما دعت هذه المراجع إلى عدم تحديد البرامج وفق‬
‫الهياكل التنظيمية الوزارية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فالتبويب الميزانياتي المعمول به ال يسمح بتجميع وربط برامج االستثمار‪ ،‬سواء كانت وزارية أو مشتركة‬
‫بين الوزارات‪ ،‬بمهام الخدمات العمومية وذلك ألجل جعلها أداة لتقييم السياسات العمومية‪.‬‬
‫وبهذا الخصوص‪ ،‬أبرزت وزارة االقتصاد والمالية أن المراجع المنهجية المتعلقة ببلورة البرامج الميزانياتية‪ ،‬التي تم‬
‫إعدادها من طرف هذه الوزارة‪ ،‬ترتكز على السهر على التناسق بين بنيات البرامج وسياسات اإلدارات أو المؤسسات‬
‫المعنية وأن تعكس مجاالت تدخلها‪ .‬كما تحث هذه المراجع على ضرورة تجنب إحداث البرامج باالرتكاز على الهياكل‬
‫التنظيمية القائمة على مستوى القطاعات الوزارية أو المؤسسات‪ ،‬وال تسمح بوجود أية عالقة بين الهيكل اإلداري‬
‫(عدد المديريات) لهذه القطاعات وعدد برامج ميزانياتها‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت الوزارة أن برامج الميزانية‪ ،‬كما تم تعريفها في إطار القانون التنظيمي لقانون المالية لسنة‬
‫‪ ، 2015‬هي برامج وزارية‪ ،‬في حين أن أغلب السياسات العمومية هي بين وزارية تقوم على برنامج عمل السلطات‬
‫العمومية في مجال ترابي معين‪ ،‬وتعمل على البحث عن حلول توافقية بين مختلف الفاعلين بالرغم من تعدد وتعارض‬
‫مصالحهم‪ .‬لذلك‪ ،‬أكدت الوزارة أنه ال يمكن الربط بين برامج الميزانية والسياسات العمومية إال من خالل آليات‬
‫التنسيق المشتركة بين الوزارات‪ ،‬وأنه ينبغي إعطاء دينامية جديدة للجان المحدثة بهذا الخصوص‪ ،‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة للجنة المكلفة بالتقائية وانسجام السياسات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة معايرة مساطر تحديد الحاجيات واختيار المشاريع االستثمارية حسب أولوياتها‬
‫يرتبط تعليل طلبات االعتمادات لتمويل مشاريع االستثمار بحصيلة الوزارات المعنية‪ ،‬من حيث جودة تنفيذ المشاريع التي تم‬
‫الشروع فيها مسبقا‪ .‬فتقييم األداء والقدرات التدبيرية للمسؤولين عن البرامج الزال يخضع لمنطق استهالك االعتمادات عوض‬
‫نجاعة األداء‪.‬‬
‫كما أن مشاريع االستثمار المقترحة ال ترفق دائما بصياغة احتياجات مدروسة ومبررة من خالل تحليل سوسيو‪-‬اقتصادي‪،‬‬
‫يأخذ بعين االعتبار معايير الوجاهة والجدوى واختيار التمويل والتكلفة مقابل الفائدة واألهداف واآلثار‪.‬‬
‫بموازاة مع هذا الجانب المتعلق باختيار مشاريع االستثمار‪ ،‬تبرز أهمية تحديد أولوياتها بغرض خلق عالقة بين التخطيط‬
‫االستراتيجي وتنزيل هذه المشاريع‪ .‬ومن شأن تحديد األولويات أن يمكن‪ ،‬على مستوى كل وزارة على حدة‪ ،‬من إعادة وضع‬
‫وتصنيف محفظات مشاريع االستثمار التي يمكن برمجتها على المدى القصير والمتوسط‪ .‬ومن شأن ذلك أيضا أن يتيح تحسين‬
‫الرؤية وقيادة برامج االستثمار وتعزيز الحكامة‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى غياب مساطر ومعايير موحدة النتقاء مشاريع االستثمار‪ ،‬حيث أن هذا االنتقاء يتطلب تحقيق توازن‬
‫بين األهداف االستراتيجية وقدرات التدبير ألجل تحديد وتكييف وسائل التدخل‪.‬‬
‫ألجل ذلك‪ ،‬تتضح ضرورة التوفر على مرجع منهجي لوضع األولويات بين المشاريع مع الحرص على تناسب هذا المرجع‬
‫مع كل استراتيجية قطاعية‪ ،‬وتمكينه من تحديد المشاريع األكثر أولوية وذلك من خالل وضع "مصفوفة األولويات" بناء على‬
‫مجموعة من المعايير المرجحة‪ .‬ويتعلق األمر أساسا بمواءمة المشاريع مع االستراتيجيات القطاعية والنتائج واآلثار المتوقعة‪،‬‬
‫وكذا سد الحاجيات المستعجلة وضبط التكاليف مع رصد الفوائد والمخاطر والجدوى ومعيقات التنفيذ (الحلول القانونية والمالية‬
‫والتقنية والتكنولوجية) واستهداف العدالة الترابية واالجتماعية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أكدت وزارة االقتصاد والمالية أن إعداد حصيلة إنجازات القطاعات الوزارية والمؤسسات يتم في‬
‫إطار تقارير نجاعة األداء والتي تجمع سنويا في تقرير واحد‪ ،‬وهو تقرير نجاعة األداء السنوي الذي يرافق مشروع‬
‫قانون التصفية ويعرض على البرلمان في موعد أقصاه نهاية الربع األول من السنة المالية الثانية التي تلي تنفيذ قانون‬
‫المالية المعني‪ .‬وعليه فإن مشاريع نجاعة األداء والمناقشات الميزانياتية إلعداد مشروع قانون المالية المعني تعتمد‬
‫بصفة خاصة على تقارير نجاعة األداء وحصيلة السنتين الفارطتين‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أبرزت الوزارة أن مقترحات القطاعات الوزارية والمؤسسات‪ ،‬بخصوص البرمجة الميزانياتية‬
‫لثالث سنوات القادمة والتي تحدد أهداف ومؤشرات نجاعة األداء‪ ،‬تناقش سنويا على مستوى لجان البرمجة ونجاعة‬
‫األداء والتي تضم ممثلين عن مصالح الوزارة المكلفة بالمالية (مديرية الميزانية) وعن القطاعات الوزارية والمؤسسات‬
‫المعنية‪ .‬وتعمل هذه اللجان على دراسة مقترحات البرمجة الميزانياتية واألهداف ومؤشرات نجاعة األداء المرتبطة‬
‫‪2617‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫بها‪ ،‬ال سيما االستدامة الميزانياتية على ضوء اإلطار الماكرو االقتصادي والتوجيهات العامة‪ ،‬فضال عن المعطيات‬
‫المتعلقة بتنفيذ الميزانية واإلنجازات المرتبطة بنجاعة األداء‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى قاعدة بيانات خاصة بالمشاريع ونظام معلوماتي لتدبيرها‬
‫رغم توفر الوزارات التي تمت مراقبتها على قواعد بيانات قطاعية لمشاريع االستثمار‪ ،‬فإن هذه القواعد الزالت غير مدمجة‬
‫في قاعدة بيانات عامة تتيح رؤية مندمجة ومحينة للمجهودات وإمكانيات االستثمار العمومي‪.‬‬
‫وفضال عن خلق قاعدة بيانات خاصة بالمشاريع‪ ،‬يتعين وضع نظام معلوماتي ألجل قيادة االستثمارات‪ .‬وسيمكن هذا النظام‬
‫من جرد المشاريع التي تم الشروع فيها من قبل األجهزة العمومية بغرض تسهيل تتبعها‪ ،‬وذلك حتى يتسنى لمختلف المتدخلين‬
‫الحصول على وضعية محينة وكاملة لتنفيذ المشاريع‪ ،‬حسب كل قطاع وتنزيلها على مستوى التراب الوطني‪.‬‬
‫ومن شأن نظام معلوماتي خاص أن يمكن من التوفر على رسم شامل لخريطة المشاريع وخطة تقريرية‬
‫لنظام تدبير االستثمارات العمومية يحدد كافة مراحل دورة حياة المشاريع‪ .‬كما أن هذا النظام سيساعد على‬
‫تعزيز الشفافية والمحاسبة من خالل تتبع مساطر اختيار وتقييم مشاريع االستثمار العمومي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز التقييم القبلي لمشاريع االستثمار‬
‫يستلزم التقييم القبلي وفعالية طرق االختيار خبرة وتموقعا تنظيميا مناسبا للجهة المكلفة بهذا النشاط‪ ،‬وذلك لضمان استقالليتها‬
‫وموضوعية أشغالها‪.‬‬
‫ويتسم اإلطار المؤسساتي الحالي بإحداث وحدة بمديرية الميزانية مكلفة باالستثمار العمومي على صعيد وزارة االقتصاد‬
‫والمالية‪ ،‬إضافة إلى الوحدات المكلفة‪ ،‬على مستوى مختلف الوزارات‪ ،‬بتنفيذ اإلطار المرجعي لتقييم المشاريع‪.‬‬
‫ويتم تحديد أولوية المشاريع‪ ،‬في بعض الدول‪ ،‬من خالل طلبات تقديم مشاريع أو طلبات إبداء االهتمام حيث يتم فحص نتائجها‬
‫من طرف خبراء مستقلين يصدرون رأيا يعتمد كأساس التخاذ قرارات التمويل‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬يتم انتقاء المشاريع من‬
‫طرف لجان تضم خبراء يقومون بمراجعة طرق تقييم المشاريع ويضعون مقترحاتهم لدى السلطات التخاذ القرار النهائي‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬أكدت المذكرات التوجيهية التي يصدرها رئيس الحكومة‪ ،‬في أكثر من مناسبة‪ ،‬على أن ينجز اآلمرون‬
‫بالصرف دراسات قبلية لمشاريع االستثمار وتحديد مردوديتها السوسيو‪-‬اقتصادية وتكاليفها وآجال تنفيذها وآليات تمويلها‬
‫وأثرها على تحسين ظروف عيش المواطنين‪.‬‬
‫كما ال يمكن غياب إطار قانوني يؤسس لضرورة اللجوء إلى تقييم قبلي وبشكل منتظم لمشاريع االستثمار العمومي الكبرى‪،‬‬
‫باعتماد منهجية ومرجعية موحدة تستجيب لخصوصية تدبير قطاعات األنشطة‪ ،‬من تحديد وجاهتها وتوفير معلومات حول‬
‫نتائجها وآثارها المتوخاة‪.‬‬
‫وفي معرض جوابها‪ ،‬أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن التوصيات المتعلقة بإحداث قاعدة بيانات خاصة بالمشاريع‬
‫ونظام معلوماتي لتدبيرها وكذا تعزيز التقييم القبلي لمشاريع االستثمار‪ ،‬تندرج في إطار إصالح نظام تدبير‬
‫االستثمارات العمومية الذي يشكل ورشا إصالحيا قيد التنفيذ‪ ،‬حيث يشمل هذا اإلصالح مجموعة من التدابير من بينها‬
‫اعتماد إطار النتقاء المشاريع االستثمارية ذات األولوية وإحداث نظام معلوماتي متكامل يضم قاعدة بيانات للمشاريع‬
‫االستثمارية‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي‪:‬‬
‫مواصلة الجهود لتطهير بنود ميزانية االستثمار من خالل تحديد وإعادة تصنيف النفقات التي ال تتوفر على‬ ‫‪-‬‬
‫مواصفات تمكن من اعتبارها نفقات االستثمار؛‬
‫تعزيز آلية حكامة التحويالت واإلعانات التي تقدمها الدولة للمؤسسات العمومية لتحسين نجاعة نفقات‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمار؛‬
‫إعادة النظر في بنية نموذج الميزانية لضمان مزيد من المقروئية للمجهود االستثماري لميزانية الدولة؛‬ ‫‪-‬‬
‫وضع أدوات وهياكل للتنسيق بين الوزارات موجهة نحو السياسات العمومية بدال من هياكل كل وزارة‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-‬‬
‫من أجل ضمان التنسيق بين البرامج المقررة في الميزانية وهذه السياسات؛‬
‫وضع إطار مؤسساتي وقانوني للتقييم القبلي لمشاريع االستثمار العمومية واعتماد منهجية موحدة تستجيب‬ ‫‪-‬‬
‫لخصوصية وشروط تدبير القطاعات اإلنتاجية؛‬
‫خلق دينامية جديدة لدى الجهة المكلفة باالستثمار العمومي على مستوى إعداد محفظة مشاريع االستثمار‬ ‫‪-‬‬
‫وانتقائها وتحديد األولويات والتتبع والمراقبة؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2618‬‬

‫إنشاء بنك شامل للمشاريع وقاعدة بيانات متعلقة بمشاريع االستثمار مدعومة بنظام معلوماتي للتتبع‬ ‫‪-‬‬
‫والمساعدة على اتخاذ القرار‪.‬‬

‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪:‬‬


‫ضرورة استكمال اإلصالح من أجل ضبط أفضل لألسواق المالية‬

‫تعتبر الهيئة المغربية لسوق الرساميل (‪ )AMMC‬الهيئة المشرفة على سوق الرساميل التي نتجت عن تحول مجلس القيم‬
‫المنقولة (‪ ،)CDVM‬وهي شخص معنوي عمومي يتمتع باالستقالل المالي‪ .‬وقد شرعت في مزاولة نشاطها في فبراير‬
‫‪ ،2016‬بعد دخول القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل حيز التنفيذ‪ ،‬حيث حدد مهامها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من حماية االدخار الموظف في األدوات المالية؛‬
‫‪ -‬السهر على المساواة في التعامل مع المكتتبين والشفافية ونزاهة سوق الرساميل وعلى إخبار المستثمرين؛‬
‫‪ -‬التأكد من حسن سير سوق الرساميل والسهر على تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية؛‬
‫‪ -‬السهر على مراقبة نشاط مختلف الهيئات واألشخاص الخاضعين لمراقبتها؛‬
‫‪ -‬التأكد من احترام األشخاص والهيئات الخاضعين لمراقبتها لألحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بمكافحة غسل‬
‫األموال؛‬
‫‪ -‬المساهمة في النهوض بالتربية المالية للمدخرين؛‬
‫‪ -‬مساعدة الحكومة في تنظيم سوق الرساميل‪.‬‬
‫يتولى تدبير الهيئة رئيس وتتكون أجهزتها من مجلس إدارة ومجلس تأديبي‪.‬‬
‫وركزت مهمة المجلس األعلى للحسابات على تقييم أداء الهيئة في االضطالع بمهامها الرئيسية‪ ،‬المتعلقة أساسا بإصدار‬
‫االعتمادات والمراقبة وإنجاز التحقيقات وتطبيق العقوبات والتربية المالية والتطوير التنظيمي‪ .‬كما شملت تقييم تدبير الموارد‬
‫التي خصصتها الهيئة لتفعيل هيكلتها الجديدة‪.‬‬
‫أوال‪ .‬على مستوى ممارسة مهام الهيئة‬
‫إصدار االعتمادات والتأشيرات‬
‫تتوزع االعتمادات التي تصدرها الهيئة بين التأشير على العمليات المالية واعتماد األدوات المالية باإلضافة إلى اعتماد‬
‫المتدخلين‪.‬‬
‫التأشير على العمليات المالية‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ ‬نظام تقنين مالي في طور االستجابة للمعايير الدولية‬
‫تتأثر جودة مراقبة المعلومات المالية بضعف تقنين مستقل للمدققين الخارجيين‪ ،‬باإلضافة إلى عدم تأطير وتفعيل تدبير المخاطر‬
‫بشكل كامل‪ .‬كما أن المعايير المستعملة لتقييم المعلومات المالية تفتقر إلى الدقة في غياب دالئل عملية تتعلق بالعمليات المالية‪.‬‬
‫وقد أوضحت الهيئة المغربية لسوق الرساميل أنه قد تم تحيين وتفعيل هذا النظام بواسطة الدورية رقم ‪ 03/19‬في‬
‫يوليوز ‪ ،2019‬مضيفة أنه قد تمت مؤخرا تكملة هذه اإلجراءات بالتعديل األخير للقانون المتعلق بشركات المساهمة‬
‫الذي يرمي بشكل خاص إلى تمتين نظام حماية المستثمرين‪.‬‬
‫‪ ‬أدوات عمل محدودة‬
‫يتم التأشير على العمليات المالية في غياب مساطر محينة ودالئل للتحليل باإلضافة إلى اعتماد نظام معلوماتي غير مالئم‪.‬‬
‫أشارت الهيئة إلى أنها بصدد إتمام تحيين المساطر وأدوات العمل‪ ،‬والذي شرع فيه فور تفعيل النظام الجديد لدعوة‬
‫الجمهور لالكتتاب على إثر نشر الدورية رقم ‪.03/19‬‬
‫‪ ‬توثيق غير كاف لألشغال مع لجوء محدود إلى التحقيقات‬
‫سجل‪ ،‬على هذا المستوى‪ ،‬احترام جزئي للمساطر ونقص في توثيق عمل المحللين الماليين الذي ال يخضع إلى نظام لتقييمه‪.‬‬
‫كما تم تسجيل اللجوء المحدود إلى آليات التحقيق المتاحة للهيئة مع ضعف تطبيق بعض أنواع المراقبة (دراسة مدى وجاهة‬
‫‪2619‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫واتساق المعلومات الخاصة بالمستثمرين و التحقق من أن المتدخلين الذين طلبوا اعتمادهم لديهم الضمانات الكافية من حيث‬
‫تنظيم شركاتهم والوسائل التقنية والمالية التي تتوفر عليها والتجربة المكتسبة لدى مسيريها‪ )...‬فضال عن غياب شبه كلي‬
‫للمراقبة على هيئات االستشارة‪.‬‬
‫وتعتبر الهيئة أن ورش مراجعة وتحديث المساطر‪ ،‬الذي يوجد قيد اإلتمام‪ ،‬من شأنه أن يسمح باألخذ في االعتبار‬
‫الجوانب التي لم تعد متماشية مع تطور السوق واألنظمة القانونية‪ .‬كما أنها أعدت مشروع دورية لتأطير مهنة هيئات‬
‫االستشارة‪ ،‬وجهت‪ ،‬من أجل المصادقة‪ ،‬إلى وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬على أن يتم نشرها في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫ب‪ .‬اعتماد األدوات المالية‬
‫‪ ‬مساطر غير معتمدة وتوثيق محدود لألشغال‬
‫تم تطوير معظم المساطر المتعلقة بهذا النشاط بشكل متأخر خالل سنتي ‪ 2019‬و‪ .2020‬وما تزال هذه المساطر غير معتمدة‬
‫بشكل رسمي من طرف الهيئة‪ .‬زيادة على ذلك‪ ،‬فإن أشغال فحص طلبات االعتماد ال يتم توثيقها بشكل كافٍ مما ال يمكن من‬
‫التعرف على محتواها‪.‬‬
‫وقد أوضحت الهيئة أنها أطلقت عددا من المشاريع البنيوية‪ ،‬من بينها إعادة هيكلة مرجعها الوثائقي والذي سيتم إنهاؤه‬
‫خالل الثلث األول من سنة ‪.2023‬‬
‫‪ ‬اعتماد األدوات المالية ومنح التراخيص في حاجة لمزيد من التطوير‬
‫بالنسبة لألدوات المالية فقد تم اعتماد بعضها دون التحقق من قدرات طالبيها‪ .‬وفيما يتعلق بالتراخيص‪ ،‬فقد تم منح بعضها‬
‫لصناديق تبين أن الشركات المدبرة لها ال تستجيب لشرط حصرية نشاطها في تدبير الهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم‬
‫المنقولة‪ ،‬خالفا لما تتطلبه القوانين الجاري بها العمل‪ ،‬وخاصة المادة ‪ 23‬من الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 1.93.213‬صادر في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1993‬يتعلق بالهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم المنقولة والمادة ‪ 39‬من القانون‬
‫رقم ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد األصول‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أشارت الهيئة المغربية لسوق الرساميل إلى أنها تمكنت من جعل الفرق المكلفة بمراقبة قطاع تدبير‬
‫األصول تتخصص حسب نوع األدوات الخاضعة لإلشراف‪ ،‬مضيفة أن اإلجراءات التي يتم تنفيذها في إطار منح‬
‫التراخيص أصبحت ممركزة في نفس المصلحة مما مكن من تبسيط القواعد الشكلية لتوثيقها‪.‬‬
‫‪ ‬محدودية التحقق البعدي لالعتمادات وعدم تتبع اآلجال القانونية‬
‫يهدف التحقق البعدي إلى التأكد من أن المستندات المدلى بها تتوافق مع المشاريع المصادق عليها‪ .‬غير أن هذا التحقق ال‬
‫يمارس على نحو كاف‪ .‬زيادة على ذلك‪ ،‬فإن تتبع اآلجال القانونية التي تخضع لها الهيئة ال يتم بشكل مالئم من أجل ضمان‬
‫احترامها وتفادي كل متابعة قضائية بشأنها‪.‬‬
‫وقد أوردت الهيئة في هذا اإلطار أنه‪ ،‬ومن أجل إشراف أفضل خصوصا على شركات التسيير والصناديق المسيرة‪،‬‬
‫تم إنشاء فرق متخصصة في المراقبة بعين المكان‪ ،‬وأخرى متخصصة في الترخيص والتتبع‪.‬‬
‫ج‪ .‬اعتماد المتدخلين‬
‫‪ ‬اختالف أنظمة اعتماد شركات تدبير هيئات التوظيف الجماعي‬
‫بالنسبة لهيئات التوظيف الجماعي العقاري (‪ ،)OPCI‬فإن منح وسحب االعتماد يعود إلى الهيئة المغربية لسوق الرساميل في‬
‫حين يندرج هذا االختصاص‪ ،‬بالنسبة لهيئات التوظيف الجماعي للرأسمال (‪ ،)OPCC‬ضمن مسؤولية اإلدارة (الوزارة‬
‫المكلفة بالمالية) بناء على رأي الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ .‬أما بخصوص الهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم‬
‫المنقولة (‪ ،)OPCVM‬فال يوجد أي نظام العتماد المتدخلين في هذا النوع من األنشطة‪ .‬وألجل توحيد أنظمة اعتماد شركات‬
‫تدبير هيئات التوظيف الجماعي‪ ،‬فإن بعض القوانين‪ ،‬كتلك المتعلقة بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة وكذا بهيئات‬
‫التوظيف الجماعي للرأسمال‪ ،‬توجد في طور التعديل‪.‬‬
‫‪ ‬منظومة مساطر في حاجة إلى استكمالها‬
‫لم يتم وضع مساطر بشأن اعتماد بعض الفئات من شركات تدبير هيئات التوظيف الجماعي خصوصا هيئات التوظيف‬
‫الجماعي العقاري (‪ )OPCI‬وصناديق التوظيف الجماعي للتسنيد (‪ )FPCT‬باإلضافة إلى قصور في وضع معايير رسمية‬
‫ومعتمدة من أجل تقييم وسائل الشركات التي تطلب االعتماد‪ .‬كما أن معالجة طلبات االعتماد تتم خارج النظام المعلوماتي‬
‫(‪ )SESAM‬مما يؤدي إلى ضعف تتبع آجال هذه المعالجة‪.‬‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬أوضحت الهيئة أن إعادة هيكلة المرجع الوثائقي قد شكل واحدا من بين المشاريع البنيوية التي أطلقتها‬
‫الهيئة بعد تبني نظامها العام‪ .‬وقد مكن هذا المشروع‪ ،‬حسب الهيئة‪ ،‬من وضع خريطة كاملة لمساطر الهيئة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2620‬‬

‫‪ ‬غياب التتبع البعدي‬


‫رغم أن الهيئة‪ ،‬وكما تنص على ذلك المساطر ذات الصلة‪ ،‬مكلفة بالتحقق البعدي من اإلنجاز الفعلي لجميع الوسائل المصرح‬
‫بها في طلبات االعتماد‪ ،‬فإنها ال تقوم باإلجراءات الكافية بهذا الشأن‪.‬‬
‫المراقبات‬
‫تتوزع المراقبات التي تمارسها الهيئة بين مراقبة المعلومات المالية والمراقبة بناء على الوثائق والمراقبة بالمعاينة ومراقبة‬
‫مقاوالت السوق‪.‬‬
‫أ‪ .‬مراقبة المعلومات المالية‪ :‬مراقبة بطابع غير رسمي‬
‫بالرغم من توفره على مجموعة من اإلمكانيات‪ ،‬فإن النظام المعمول به في مجال مراقبة المعلومات المالية تعتريه بعض‬
‫النقائص المتمثلة‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬في الحدود التي تعرفها هذه الوظيفة ومحدودية المراقبات وتباين نتائجها‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬فإن الهيئة ال تصدر عقوبات بشأن المخالفات للنصوص التشريعية والتنظيمية التي تستدعي توجيه إنذار أو توبيخ‬
‫أو عقوبات مالية طبقا للقانون المتعلق بالهيئة ولنظامها العام‪ .‬وتكتفي الهيئة‪ ،‬في هذه الحاالت‪ ،‬بوضع خطة عمل أو القيام‬
‫بعمليات تحسيس‪.‬‬
‫للحد من هذه النقائص‪ ،‬أوضحت الهيئة المغربية لسوق الرساميل أن فرق المراقبة استفادت من تخصص قطاعي‬
‫وموضوعاتي سمح بتعزيز خبرتهم في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫أما فيما يخص نتائج المراقبة‪ ،‬فقد أكدت الهيئة أنه يتم إدراج الحاالت التي من شأنها أن تشكل إخالال في ملفات مفصلة‬
‫عرض على أنظار لجنة تتبع المراقبة‪ .‬أما بالنسبة للحاالت التي ال ينجم عنها أي ضرر للمستثمرين‪ ،‬فإنها تخضع‬ ‫تُ َ‬
‫إلجراءات تصحيحية وتحسيسية من منطلق مواكبة الفاعلين‪.‬‬
‫ب‪ .‬المراقبة على أساس الوثائق‪ :‬مراقبة محدودة بالنظر إلى طابعها التصريحي‬
‫‪ ‬على مستوى مراقبة المتدخلين‬
‫تعتري خريطة المخاطر مجموعة من النقائص‪ ،‬إن على مستوى الجرد وتقييم بعض المخاطر أو على مستوى االنتقال من‬
‫تنقيط المخاطر إلى تحديد خطة العمل‪.‬‬
‫كما أن الهيئة ال تعمل دائما على إصدار عقوبات بشأن عدم احترام النصوص التنظيمية‪ ،‬كما هو الحال في بعض حاالت‬
‫تجاوز النسب االحترازية (مراعاة وجود نسب مناسبة بين األموال الذاتية ومبلغ االلتزامات ومراعاة وجود نسب مناسبة بين‬
‫األموال الذاتية ومبلغ المخاطر التي تتعرض لها السندات الصادرة عن مصدر واحد‪ )...‬وعدم احترام شروط نشر المعلومات‬
‫المنصوص عليها في المادة العاشرة من القانون رقم ‪ 43.12‬سالف الذكر‪.‬‬
‫ومنحت الهيئة‪ ،‬في غياب أساس قانوني‪ ،‬استثناءات للقواعد االحترازية لفائدة شركات البورصة إلى غاية دخول القانون رقم‬
‫‪ 19.14‬المتعلق ببورصة القيم وشركات البورصة والمرشدين في االستثمار المالي حيز التنفيذ في ‪ 16‬مارس ‪ .2017‬كما‬
‫استمرت الهيئة في منح هذه االستثناءات الحقا دون إصدارها للمنشور المنصوص عليه في القانون المذكور والذي يحدد‬
‫شروط منح هذه االستثناءات‪.‬‬
‫‪ ‬على مستوى مراقبة شركات التدبير وهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‬
‫إن استبدال النظام العام السابق لمجلس القيم المنقولة بالنظام المطبق على الهيئة‪ ،‬تم بدون إدراج نظير لألحكام المتعلقة‬
‫بالعقوبات‪ .‬وأمام هذه الوضعية‪ ،‬تكتفي الهيئة بإلزام المتدخلين باإلخبار عن هذه التجاوزات وتبريرها وكذا تسويتها في أقرب‬
‫اآلجال‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن عدم التنصيص على هذه العقوبات ال يساعد على احترام القواعد االحترازية‪ ،‬السيما تلك المتعلقة بهيئات‬
‫التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪ .‬كما أنه ال يمكن الهيئة من إصدار العقوبات الالزمة عن عدم احترام واجبات اإلخبار والنشر‬
‫المنصوص عليها في المادة العاشرة من القانون رقم ‪ 43.12‬سالف الذكر‪ ،‬حيث يتم حفظ الحاالت المكتشفة في هذا الصدد‪.‬‬
‫أوضحت الهيئة على أنه ستتم معالجة هذه الحاالت في إطار التعديالت قيد اإلنجاز أو تلك التي سيُشرع فيها الحقا‪.‬‬
‫ج‪ .‬مراقبة مقاوالت السوق‪ :‬مراقبة بدون طابع رسمي وغير مركزة على النظام المعلوماتي‬
‫‪ ‬مراقبة الوديع المركزي‬
‫تتسم مراقبة الوديع المركزي بعدم االنتظام وغياب طابعها الرسمي‪ ،‬حيث إن معالجة األحداث الطارئة غير مؤطرة بأي‬
‫مسطرة مما يصعب على الهيئة التحقق من شمولية األحداث المصرح بها‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة بورصة الدار البيضاء‬
‫لم يتم التركيز بصفة كافية على النظام المعلوماتي‪ ،‬خالل عمليات التفتيش المنجزة على بورصة الدار البيضاء‪ .‬وتعود آخر‬
‫عملية تفتيش لهذا النظام‪ ،‬والتي همت االنتقال إلى المنصة المعلوماتية الجديدة للتسعير‪ ،‬إلى سنة ‪ .2016‬ومنذ ذلك التاريخ‪،‬‬
‫‪2621‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫لم تنجز الهيئة افتحاص النظام المعلوماتي للبور صة بشكل كاف على الرغم من انتقال هذه األخيرة إلى العمل بنظام جديد‬
‫للتداول وأهمية هذا النظام في تدبير أنشطتها‪.‬‬
‫كما أن الهيئة لم تقم بالتتبع الالزم لدفتر التحمالت الموقع بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ 2016‬بين الوزارة المكلفة بالمالية والشركة‬
‫المسيرة لبورصة الدار البيضاء‪ ،‬وذلك على الرغم من تكليفها بهذا التتبع في القانون رقم ‪ 19.14‬سالف الذكر‪ .‬ذلك أن دفتر‬
‫التحمالت لم يخضع للتدقيق إال سنة ‪ 2020‬بمناسبة مهمة تفتيش لبورصة الدار البيضاء‪.‬‬
‫د‪ .‬المراقبة بعين المكان‬
‫‪ ‬عدم انتظام مهمات التفتيش‬
‫تعرف أشغال التفتيش والزيارات إلى عين المكان تفاوتا كبيرا في توزيع عددها بين السنوات‪ .‬فمن بين ‪ 76‬مهمة تم إنجازها‬
‫منذ سنة ‪ ،2013‬فإن ‪ 13‬منها تمت في سنة ‪ 2013‬و‪ 8‬في سنة ‪ 2014‬و‪ 7‬مهمات في سنة ‪ ،2015‬ليعرف‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬هذا‬
‫العدد تراجعا منذ سنة ‪ 2016‬التي شهدت إنجاز مهمتي تفتيش عام فقط‪ ،‬مقابل مهمة واحدة سنة ‪.2017‬‬
‫‪ ‬غياب منهجية مراقبة معتمدة على المخاطر‬
‫تعتمد برمجة مهمات التفتيش أساسا على منطق التناوب دون األخذ بعين االعتبار للمخاطر بشكل كاف‪ ،‬حيث يالحظ غياب‬
‫تخطيط رسمي يستحضر المخاطر المستهدفة خالل مرحلة اإلعداد وتحديد أهداف المراقبة المنبثقة عن المخاطر الرئيسية‪.‬‬
‫أفادت الهيئة المغربية لسوق الرساميل بهذا الخصوص أنه تمت المصادقة وإضفاء الطابع الرسمي على مخطط سنوي‬
‫لعمليات التفتيش من طرف لجنة داخلية أحدثت لهذا الغرض (لجنة تتبع المراقبات)‪.‬‬
‫‪ ‬تأخر في تبليغ التقارير‬
‫تستغرق أغلب المهمات مدة طويلة إلنجازها‪ ،‬حيث أن ‪ %70‬من التقارير لم يتم تبليغها في الوقت المناسب إلى الجهات التي‬
‫شملها التفتيش‪ .‬وتراوحت مدة التأخير في التبليغ بين سنة وثالث سنوات‪ ،‬كما أن المعلومات واألحداث التي وقعت إلى حدود‬
‫تاريخ إعداد التقارير ال يتم أخذها بعين االعتبار‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن التقارير المشتملة على توصيات يتم تبليغها بشكل‬
‫متأخر بعد نهاية الفترة المعنية بالتفتيش‪ ،‬وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على تفعيلها ويفقدها فائدتها‪.‬‬
‫‪ ‬غياب التتبع البعدي لمهمات التفتيش‬
‫ال يحتل التتبع البعدي مكانة مهمة ضمن أعمال المفتشين‪ ،‬كما أن أنشطة التتبع التي تقوم بها الهيئة غير كافية من أجل تمكينها‬
‫من تقييم مدى معالجة النقائص التي تم تسجيلها‪ .‬وتكتفي الهيئة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬بالتخطيط لمهام التتبع البعدي من أجل التحقق‬
‫من إنجاز خطة العمل المتفق عليها‪.‬‬
‫مراقبة السوق‬
‫‪ ‬محدودية مجال التدخل‬
‫يقتصر مجال المراقبة على قطاع البورصة وال يغطي باقي األسواق‪ ،‬السيما سوق الدين وسوق العمليات التفاوضية خارج‬
‫البورصة‪ .‬وال تخضع هذه األسواق لمراقبة الهيئة نظرا للخصاص في األدوات والمهارات الالزمة لتأطير هذه األنشطة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت الهيئة أن مجموعة عمل تضم األطراف المعنية (وزارة المالية وبنك المغرب والهيئة‬
‫المغربية لسوق الرساميل) بصدد االشتغال على مشروع تأطير وإشراف متعلق بسوق الدين العام والخاص‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير غير مؤطر للحاالت المشتبه بها‬
‫لم يتم وضع قواعد مؤطرة لعمليات اكتشاف وتكييف الحاالت المشتبه فيها التي من شأنها أن تشكل مخالفات في البورصة‪.‬‬
‫فمجمل المساطر التي تم وضعها سنة ‪ 2018‬تبقى ذات طابع عام‪ ،‬حيث ال توضح مراحل المراقبة وأهم مخرجاتها كما أنها‬
‫ال تحدد معايير لتقييم االنحرافات المكتشفة‪.‬‬
‫التحقيقات‬
‫‪ ‬ضرورة إضفاء الرسمية على المساطر المعمول بها‬
‫ال يتم استيفاء بعض العناصر األساسية المتعلقة بعملية التحقيق‪ ،‬ويتعلق األمر أساسا بعدم تقديم تقرير التحقيق وعدم تحرير‬
‫محضر جلسة االستماع وغياب سجل تتبع آجال إرسال ملفات التحقيق إلى المجلس التأديبي وتبليغ االستدعاء لحضور جلسات‬
‫االستماع‪ ،‬وذلك على الرغم من أن القانون رقم ‪ 43.12‬سالف الذكر يحدد آجاال لهذه اإلجراءات‪.‬‬
‫بخصوص هذه النقطة‪ ،‬أوضحت الهيئة أنه تم‪ ،‬منذ إعادة تنظيم الهيئة سنة ‪ ،2018‬وضع مساطر داخلية إضافية قصد‬
‫تعزيز القواعد الشكلية مثل تلك المتعلقة بقرارات فتح وإغالق التحقيقات‪.‬‬
‫‪ ‬سير التحقيقات في حاجة إلى التحسين‬
‫تتسم أعمال البحث والتقصي والتحقيقات المنجزة بالمحدودية‪ ،‬حيث إن بعض التحقيقات تحفظ بسرعة دون األخذ باالعتبار‬
‫العديد من الوقائع التي كانت أساس فتح التحقيق‪ .‬كما أن شروط إغالق التحقيق ومعاييره وكذا قرار عدم إرساله إلى المجلس‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2622‬‬

‫التأديبي غير واضحة‪ .‬فقد تم حفظ بعض ملفات التحقيق على الرغم من أن مقتضيات المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 43.12‬تنص‬
‫على أن رئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل "(‪ )...‬يرفع الى السلطة القضائية المختصة‪ ،‬بعد استطالع رأي المجلس‬
‫التأديبي‪ ،‬كل الوقائع التي عوينت من طرف الهيئة المغربية لسوق الرساميل والتي تشكل مخالفات لهذا القانون أو للنصوص‬
‫التشريعية (‪.")...‬‬
‫العقوبات‬
‫‪ ‬عدم البت في الجنح المتعلقة بالبورصة مما أدى إلى تقادمها‬
‫على إثر نشر النظام العام للهيئة المغربية لسوق الرساميل في مايو‪ ،2017‬تم تفعيل مقتضيات القانون رقم ‪ 43.12‬ومعها‬
‫تفعيل المجلس التأديبي‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬وبالنسبة لسنتي ‪ 2016‬و‪( 2017‬إلى غاية شهر مايو ‪ )2017‬التي لم يكن خاللهما المجلس التأديبي مفعال‪ ،‬قام المجلس‬
‫اإلداري للهيئة‪ ،‬عوضا عن المجلس التأديبي‪ ،‬بفحص ملفات التحقيق والبت في مسألة إحالة الوقائع التي يمكن أن تصنف‬
‫كمخالفات جنائية على القضاء‪ .‬وتبين من خالل دراسة أعمال المجلس اإلداري خالل الفترة المذكورة أن السلطة العقابية‬
‫المخولة للهيئة المغربية لسوق الرساميل لم يتم تفعيلها بشكل كافٍ ‪ ،‬إذ لم يتم اتخاذ أي تدبير تصحيحي خالل هذه الفترة ولم‬
‫يتم تحريك أي مسطرة إحالة‪ .‬كما أن المجلس اإلداري للهيئة في اجتماعه المنعقد بتاريخ ‪ 10‬مارس ‪ ،2016‬الذي تسلم خالله‬
‫الملفات المعروضة على آخر اجتماع للمجلس اإلداري لمجلس القيم المنقولة‪ ،‬لم يبت في القضايا العالقة مما أدى إلى تقادم‬
‫مجموعة من الجنح المتعلقة بالبورصة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى مالءمة السقف المحدد للعقوبات المالية‬
‫ينص القانون رقم ‪ 43.12‬على أن مبلغ العقوبة المالية‪ ،‬التي يمكن أن يصدرها رئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل في‬
‫حالة اإلخالالت‪ ،‬ال يمكن أن يتجاوز ‪ 200.000‬درهم لكل قرار‪ ،‬باستثناء الحالة الخاصة المتعلقة بتحقيق أرباح والتي قد‬
‫تصل العقوبة بشأنها إلى خمسة أضعاف هذه األرباح‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن هذا السقف (‪ 200.000‬درهم) ال يشكل أداة ردع كافية‪،‬‬
‫بالنظر إلى حجم األنشطة ومبالغ المعامالت المتداولة في أسواق الرساميل‪.‬‬
‫وقد أوضحت الهيئة أن هذه األسقف ستكون موضوع تحليل في إطار التعديل القانوني المقبل‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة اعتماد أساس قانوني بشأن بعض اإلخالالت‬
‫لقد تم رصد بعض اإلخالالت التي لم يتمكن المجلس التأديبي من اقتراح العقوبة المالئمة بشأنها بسبب غياب األساس القانوني‬
‫المناسب‪ .‬ومن أكثر األمثلة تكرارا بهذا الخصوص‪ ،‬تلك المتعلقة بعمليات إعادة الشراء وإقراض السندات‪ ،‬والتي ال ترتب‬
‫النصوص القانونية المتعلقة بها عقوبات في حالة عدم احترام مقتضياتها‪ .‬وينطبق الشيء نفسه على القواعد التي يسنها نظام‬
‫الوديع المركزي‪ ،‬والتي ال يترتب عن مخالفتها أي عقوبة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن اإلخالالت المتعلقة بهذه المقتضيات صدرت بشأنها عقوبات في إطار النظام العام لمجلس القيم المنقولة‬
‫سابقا دون اعتماد مقتضيات مماثلة من حيث العقوبة في النظام العام للهيئة المغربية لسوق الرساميل التي حلت محله‪.‬‬
‫أوضحت الهيئة على أنه تم إدراج مقتضيات متعلقة بالعقوبات عبر تعديل القانون المتعلق بإقراض السندات‪ ،‬على أن‬
‫يتم إدراج مقتضيات أخرى الحقا ال سيما عبر مشروع تعديل القانون المتعلق بالهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي‬
‫للقيم المنقولة‪".‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الهيئة المغربية لسوق الرساميل بما يلي‪:‬‬
‫تعزيز المراقبة بعين المكان وتأطير مسلسلها من أجل إصدار التقارير وإنجاز اإلجراءات المترتبة عنها في‬ ‫‪-‬‬
‫الوقت المناسب؛‬
‫تطوير التتبع والمراقبة البعدية للتراخيص واالعتمادات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ .‬على مستوى الحكامة واألنشطة الداعمة‬


‫الحكامة والتنظيم‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تأطير عمليات التعيين بالنسبة لألعضاء المستقلين في المجلس اإلداري للهيئة وأعضاء المجلس‬
‫التأديبي‬
‫ينص القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬وال سيما المادتان ‪ 15‬و‪ 19‬منه‪ ،‬وكذا النصوص التنظيمية‬
‫ذات الصلة‪ ،‬على أن أعضاء مجلس اإلدارة وأعضاء المجلس التأديبي يعينون من قبل الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬كما تحدد هذه‬
‫المقتضيات المعايير المعتمدة وهي الكفاءة والنزاهة واالستقاللية طبقا للمعايير الدولية‪ .‬غير أن عملية التعيين هاته تظل غير‬
‫‪2623‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫مؤطرة بالشكل الكافي‪ ،‬حيث إن المقتضيات القانونية سالفة الذكر تتضمن معايير ذات طابع عام يتعين إتمامها بتأطير مناسب‬
‫لهذه العملية‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم ال يتيح التنسيق الكافي بين البنيات اإلدارية للهيئة‬
‫إن الهيكل التنظيمي الذي اعتمدته الهيئة‪ ،‬في سنة ‪ ،2018‬ال يتيح تنسيقا كافيا وتبادال للمعلومات بين أجهزة الهيئة بشأن‬
‫األنشطة المرتبطة بمهامها‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن بعض المعلومات المتوفرة لدى بعض البنيات اإلدارية ال يتم تقاسمها مع بنيات أخرى‬
‫يمكن أن تفيدها في تنفيذ أمثل ألنشطتها‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم إحداث بنيات جديدة دون موافقة المجلس اإلداري للهيئة (مثل‬
‫قسم التواصل والعالقات الدولية) وكذا التأخر في شغل بعض مناصب المسؤولية (مثل رئيس قسم تطوير الموارد البشرية‬
‫ورئيس قسم هيئات التوظيف الجماعي للرأسمال (‪ )OPCC‬ورئيس قسم هيئات التوظيف الجماعي العقاري (‪ ))OPCI‬التي‬
‫تظل شاغرة لفترات تتراوح بين سنة وثالث سنوات‪ ،‬مما قد يؤثر على السير العادي ألنشطة الهيئة‪.‬‬
‫الرقابة الداخلية والتدقيق الداخلي‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تطوير نظام الرقابة الداخلية‬
‫ظل نظام الرقابة الداخلية وإدارة المخاطر محدودا لفترة طويلة‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى عدم نشر خريطة المخاطر وعدم‬
‫تحيينها من جهة‪ ،‬والتخلي عن نظام إدارة الجودة )‪ ،(QMS‬في سنة ‪ ،2015‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وخالل سنة ‪ ،2019‬تم إطالق عملية لتطوير نظام الرقابة الداخلية للهيئة مستوحى من المعايير الدولية في‬
‫هذا المجال؛ بيد أن هذه العملية لم تحظ سوى باهتمام محدود نسبيا سواء من لدن المجلس اإلداري للهيئة على مستوى اإلشراف‬
‫أو من طرف لجنة المخاطر والرقابة الداخلية على مستوى القيادة‪.‬‬
‫غير أن مصادقة المجلس اإلداري في ‪ 2‬يونيو ‪2021‬على ميثاق للرقابة الداخلية والذي يتضمن تحديد المبادئ واإلطار‬
‫التنظيمي وكذلك التدابير الدنيا لسير نظام الرقابة الداخلية بالهيئة‪ ،‬من شأنه أن يساهم في تطوير نظام يستجيب للمعايير الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬أنشطة محدودة في مجال التدقيق الداخلي‬
‫ال تعتمد أعمال التدقيق الداخلي للهيئة مقاربة قائمة على أساس المخاطر‪ ،‬إذ تتجه أساسا نحو مهام رقابة االلتزام المتعلقة‬
‫بتدقيق مطابقة وشرعية أعمال األجهزة (المجلس اإلداري والمجلس التأديبي) وبعض األنشطة الجارية األخرى كمراقبة‬
‫احترام القواعد األخالقية وتدقيق الصفقات‪.‬‬
‫النظم المعلوماتية‬
‫‪ ‬مخطط مديري طموح مقابل وتيرة تنفيذ بطيئة‬
‫تتسم وتيرة تنفيذ المخطط المديري ألنظمة المعلومات )‪ (SDSI‬بالبطء‪ .‬وقد تم وضع هذا المخطط في سنة ‪ 2018‬ليغطي‬
‫الفترة ‪ ،2022-2019‬حيث تضمن ‪ 36‬مشروعا لم يتم‪ ،‬إلى غاية ‪ 30‬يونيو ‪ ،2022‬استكمال سوى ‪ %56‬منها‪ ،‬فيما تعرف‬
‫مشاريع أخرى ذات طابع استعجالي تأخرا في التنفيذ‪ ،‬مثل مشروع ‪– SESAM‬المرحلة األولى والمرجع الوثائقي الداخلي‬
‫ومشروع ‪ ،GED/BPM‬والتطبيق المعلوماتي ‪ ،MDM‬وكذا ‪ ،ERP‬إلخ‪ ،‬مما أثر على تحقيق األهداف المحددة له‪ .‬كما أن‬
‫تأخر تنفيذ مشروع التطبيق المعلوماتي "‪ "SESAM‬الذي كان مبرمجا بين ‪ 2017‬و‪ 2020‬والموجه إلى دعم المهن الرئيسية‬
‫للهيئة‪ ،‬قد ساهم في تأخير بلوغ الهيئة أهدافها المتعلقة بالتطوير المهني لوظائفها‪.‬‬
‫أوضحت الهيئة أنه تم إنجاز المرحلة ‪ 1‬من مشروع ‪ SESAM‬سنة ‪ ،2021‬على أن يتم إنجاز مراحل أخرى إلتمام‬
‫المشروع برمته‪ .‬أما بالنسبة للمشاريع األخرى المذكورة‪ ،‬فقد تم إنجازها أو سيتم إنجازها إلى غاية نهاية هذه السنة‪،‬‬
‫باستثناء مشروع إدارة المستندات اإللكترونية )‪ (GED‬والذي سيُطلق خالل الربع األخير من سنة ‪.2022‬‬
‫‪ ‬تتبع وترتيب األولويات غير كافيين‬
‫أدى العدد المهم من المشاريع التي تتطلب تعبئة الموارد المرتبطة بمهن الهيئة ونظم معلوماتها وكذا مخاطر التنفيذ المرتبطة‬
‫بها إلى عدم تمكنها من ترتيب األولويات ضمن هذه المشاريع بهدف اختيار أهمها وضمان تنفيذها‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ ،2019‬تم إحداث لجنة خاصة تعنى بترتيب األولويات‪ ،‬لكن الوضع لم يتحسن على الرغم من التوصيات التي‬
‫وجهتها هذه اللجنة إلى المجلس اإلداري للهيئة بهذا الشأن‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس الهيئة المغربية لسوق الرساميل بما يلي‪:‬‬
‫تحديد وتأطير عملية انتقاء األعضاء المعينين بصفة شخصية في المجلس اإلداري وأعضاء المجلس التأديبي‬ ‫‪-‬‬
‫مع تعزيز تشكيلة هذا األخير؛‬
‫تحسين التنسيق بين مختلف بنيات الهيئة بهدف استخدام أمثل للمعلومات المتاحة لها‪ ،‬باالرتكاز أساسا على‬ ‫‪-‬‬
‫نظام معلوماتي يحقق هذه الغاية؛‬
‫العمل على تطوير نظام الرقابة الداخلية لالستجابة أكثر للمعايير الدولية في هذا المجال؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2624‬‬

‫توسيع مجال التدقيق الداخلي‪ ،‬على المستوى العملي‪ ،‬ليشمل مختلف أنشطة الهيئة زيادة على مهام مراقبة‬ ‫‪-‬‬
‫المالءمة التي يقوم بها وذلك بنا ًء على تحليل المخاطر المرتبطة بهذه األنشطة؛‬
‫تسريع تنفيذ المشاريع المتعلقة بنظم المعلومات من خالل إعطاء األولوية للنظم األكثر دعما لألنشطة‬ ‫‪-‬‬
‫الرئيسية للهيئة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المجلس األعلى للحسابات يوصي الهيئة المغربية لسوق الرساميل بما يلي‪:‬‬
‫تسريع اعتماد مجموعة المراجع المتكونة من مساطر رسمية ومعدلة بانتظام ودالئل عملية مختصة تغطي‬ ‫‪-‬‬
‫جميع العمليات المتعلقة بأعمال الهيئة‪ ،‬ال سيما االعتمادات والتراخيص والمراقبة والتحقيقات والعقوبات؛‬
‫تحسين عمليات توثيق أنشطة الهيئة وتتبعها بما يسمح بالتوحيد والرقابة والمراجعة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تطوير تدبير المخاطر من خالل وضع خرائط للمخاطر والعمل على تحيينها بانتظام بهدف ترشيد أمثل ألنشطة‬ ‫‪-‬‬
‫الهيئة‪.‬‬

‫قطاع الصحة‬

‫يعتبر تطوير المنظومة الصحية ببالدنا أولوية رئيسية‪ ،‬تجسدت من خالل إطالق ورش مجتمعي كبير يهدف إلى تعميم الحماية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ومن أهم محاور هذا الورش المهيكل تنمية الموارد البشرية لقطاع الصحة‪ ،‬والتي تشكل الركيزة األساسية لتطوير العرض‬
‫الصحي وتجويد الخدمات المقدمة في هذا اإلطار واالستجابة‪ ،‬بالتالي‪ ،‬لحاجيات المواطنين‪.‬‬
‫وفي سياق سعيها لتحسين هذه المنظومة وتوفير الخدمات العالجية للمواطنين بالجودة المطلوبة‪ ،‬أطلقت السلطات الحكومية‬
‫المعنية‪ ،‬منذ عدة سنوات‪ ،‬مجموعة من البرامج الوطنية التي تستهدف الوقاية من مجموعة من األمراض المزمنة‪ ،‬ومن بينها‬
‫تلك المرتبطة بارتفاع ضغط الدم باعتباره أحد األمراض األكثر انتشارا خاصة لدى بعض الفئات العمرية‪.‬‬
‫وترتبط نجاعة المنظومة الصحية باعتماد مجموعة من التدابير واإلجراءات‪ ،‬وفي مقدمتها إرساء نظام فعال للمراقبة الصحية‬
‫واإلنذار المبكر والذي يمكن‪ ،‬وفي الوقت المناسب‪ ،‬من رصد المخاطر الصحية وتتبع مؤشرات األمراض ذات األولوية‪،‬‬
‫تفاديا لكل انعكاسات غير محمودة على صحة األفراد‪ .‬وقد أظهرت األزمة الصحية األخيرة الحاجة الملحة لتطوير هذا النظام‬
‫كآلية استباقية تتيح رصد المخاطر وتطويقها بفعالية ونجاعة واتخاذ اإلجراءات القمينة بحماية صحة المواطنين‪.‬‬
‫ويكتسي النهوض بقطاع الصناعة الدوائية ببالدنا‪ ،‬باعتباره قطاعا حيويا واستراتيجيا‪ ،‬أهمية كبرى ضمن المنظومة الصحية‬
‫من أجل توفير أدوية ذات جودة وبأثمنة تسهل الولوج إليها في إطار التجسيد الفعلي للحق في الصحة لكافة المواطنين‪.‬‬
‫وعطفا على ما سبق‪ ،‬فقد أنجز المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬أربع مهمات رقابية ذات صلة بقطاع الصحة‪،‬‬
‫تناولت الجوانب التالية‪:‬‬
‫الموارد البشرية بوزارة الصحة؛‬ ‫‪-‬‬
‫منظومة األدوية‪ :‬عمليات اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد ثمن بيع األدوية؛‬ ‫‪-‬‬
‫البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم؛‬ ‫‪-‬‬
‫نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر والسريع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2625‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الموارد البشرية لوزارة الصحة‪:‬‬


‫تفاوتات ترابية واختالالت على مستوى تغطية الساكنة‬

‫تشكل الموارد البشرية الصحية أساس أي منظومة صحية والمحرك الرئيسي لنجاعتها وتطويرها وإصالحها‪ .‬وقد حددت‬
‫منظمة الصحة العالمية عتبة كثافة العاملين الصحيين في ‪ 4,45‬عامال صحيا لكل ألف نسمة‪ ،‬وذلك لتوفير تغطية مالئمة‬
‫للساكنة فيما يخص العالجات األساسية‪ ،‬ال سيما منها الضرورية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ .‬ويبقى مستوى‬
‫التغطية في المغرب منخفضا مقارنة بهذه العتبة‪ ،‬حيث ال يتجاوز معدل التغطية ‪ 1,64‬عامال صحيا لكل ألف نسمة‪ ،‬مع وجود‬
‫تباينات بين مختلف الجهات‪.‬‬
‫ويشكل مهنيو الصحة التابعون للوزارة المكلفة بالصحة مكونا أساسيا في منظومة العالجات الوطنية وإحدى الرافعات لتحقيق‬
‫تغطية جيدة للسكان‪ .‬ففي سنة ‪ ،2021‬بلغ عدد موظفي الوزارة ‪ 53.478‬موظفا‪ ،‬من بينهم ‪ 49.612‬موظفا في وضعية القيام‬
‫بالوظيفة في مختلف الهياكل التابعة لـلوزارة‪ ،‬موزعة بين ‪ 9.422‬إطارا طبيا و‪ 30.199‬إطارا ممرضا و‪ 9.991‬إطارا إداريا‬
‫وتقنيا‪.‬‬
‫وقد تم تحقيق إنجازات مهمة‪ ،‬خالل العقد الماضي‪ ،‬فيما يخص تطوير عرض العالجات الصحية لضمان ولوج الساكنة‬
‫للرعاية الصحية سواء على مستوى البنيات التحتية أو التغطية الصحية‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء مرافق صحية جديدة وتعميم‬
‫التغطية الصحية‪ .‬غير أن تحقيق هذه الدينامية يستدعي توفير األطر الطبية والتمريضية الضرورية من حيث العدد ومالءمتها‬
‫مع احتياجات الساكنة‪ ،‬باإلضافة إلى إدارتها بشكل يمكن من توقع تطوراتها المستقبلية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أفادت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أن تحقيق هذه الدينامية يتم في حدود اإلمكانيات المتوفرة‬
‫من المناصب المالية المتاحة‪ ،‬والخريجين المتوفرين في سوق الشغل‪ ،‬وبتنسيق مع مختلف القطاعات الوزارية ذات‬
‫الصلة‪.‬‬
‫وتهدف مهمة المراقبة التي أنجزها المجلس األعلى للحسابات التأكد من أن الوضعية الراهنة لألطر الصحية للوزارة تمكن‬
‫من االستجابة بشكل فعال لالحتياجات الحالية والمستقبلية للساكنة‪ .‬وقد شملت المهمة الفترة الممتدة ما بين سنتي ‪2010‬‬
‫و‪.2021‬‬
‫أوال‪ .‬لمحة عامة عن كثافة العاملين الصحيين على المستوى الوطني‬
‫‪ ‬تطور طفيف نحو تحسين كثافة العاملين الصحيين‬
‫انتقل عدد األطباء على المستوى الوطني من ‪ 19.444‬طبيبا‪ ،‬موزعة بين ‪ 11.510‬طبيبا في القطاع العام و‪ 7.934‬طبيبا في‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬سنة ‪ ،2011‬إلى ‪ 25.575‬طبيبا‪ ،‬موزعة بين ‪ 11.953‬طبيبا في القطاع العام و‪ 13.622‬طبيبا في القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬سنة ‪ .2020‬أما فيما يخص الممرضين وتقنيي الصحة (في القطاع العام) فقد انتقل عددهم من ‪ 29.025‬إلى ‪33.837‬‬
‫ممرضا وتقني صحة خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫وبذلك‪ ،‬لم تشهد كثافة العاملين الصحيين لكل ‪ 10.000‬نسمة تحسنا ملحوظا خالل العقد الماضي‪ ،‬حيث ارتفع المعدل من‬
‫‪ 15,1‬سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 16,4‬سنة ‪ ،2020‬بزيادة طفيفة قدرها ‪ 1,3‬نقطة (‪ .)+%9‬ويرجع هذا التطور بشكل رئيسي إلى زيادة‬
‫كثافة األطباء التي ارتفعت من ‪ 6,1‬إلى ‪ 7,1‬خالل نفس الفترة‪ ،‬نظرا الرتفاع كثافة أطباء القطاع الخاص من ‪ 2,5‬إلى ‪3,8‬‬
‫وعلى عكس ذلك‪ ،‬تراجعت كثافة أطباء القطاع العام من ‪ 3,6‬إلى ‪ 3,3‬خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫وقد عزت الوزارة تراجع كثافة أطباء القطاع العام لعدم جاذبية القطاع خصوصا بالنسبة لألطباء العامين‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة التخفيف من الفوارق الجهوية‬
‫رغم التطور الطفيف الذي عرفته كثافة العاملين الصحيين على المستوى الوطني‪ ،‬خالل الفترة الممتدة من ‪ 2011‬إلى ‪،2020‬‬
‫فإن هذا التحسن لم يسجل بشكل متكافئ بين مختلف الجهات‪ .‬إذ شهدت هذه الكثافة زيادة واضحة في بعض الجهات‪ ،‬مثل جهة‬
‫كلميم واد نون( ‪ )+% 79‬وجهة الداخلة واد الذهب (‪ ،)+158%‬وذلك نتيجة لمجهودات وزارة الصحة من أجل توسيع‬
‫العرض الصحي‪ .‬لكن بالمقابل‪ ،‬عرفت هذه الكثافة انخفاضا في بعض الجهات كما هو الحال بالنسبة لجهة الرباط سال القنيطرة‬
‫(‪7%‬ـ) وجهة بني مالل خنيفرة (‪%3‬ـ)‪.‬‬
‫ويتأكد هذا الوضع‪ ،‬بشكل أكبر‪ ،‬من خالل مقارنة تطور كثافة العاملين الصحيين على مستوى الجهات بالمعدل الوطني‪ .‬حيث‬
‫عرفت بعض الجهات تطورا ملحوظا تجاوز المعدل الوطني‪ ،‬في حين تراجعت هذه الكثافة في جهات أخرى‪ .‬ويتعلق األمر‬
‫بالخصوص بجهة بني مالل‪-‬خنيفرة التي عرفت سنة ‪ 2020‬كثافة بلغت ‪ 11,9‬عامال صحيا لكل ‪ 10.000‬نسمة‪ ،‬في حين أن‬
‫المعدل الوطني بلغ ‪ ،16,4‬أي بفارق ‪ 4,5‬نقاط‪ ،‬بينما لم يتجاوز هذا الفارق ‪ 2,7‬نقاطا سنة ‪.2011‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2626‬‬

‫ثانيا‪ .‬توزيع العاملين الصحيين لوزارة الصحة‬


‫يستلزم توزيع األطر الطبية والتمريضية وضع معايير محددة‪ ،‬حسب سلة العالجات لكل مؤسسة صحية وفق مستواها‬
‫المرجعي فيما يخص تنظيم عرض العالجات والخريطة الصحية والمخططات الجهوية لعرض العالجات (كما نص عليه‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.14.562‬بتطبيق القانون اإلطار رقم ‪ 34.09‬المتعلق بالمنظومة الصحية وبعرض العالجات)‪ .‬وفي غياب‬
‫هذه المعايير‪ ،‬يصعب تحديد مستوى التوافق بين أعداد األطر المتوفرة‪ ،‬واالحتياجات الصحية للساكنة وكذا احتياجات‬
‫المؤسسات الصحية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تحليل توزيع هذه األطر‪ ،‬حسب شبكات العرض الصحي وحسب المجال وحسب‬
‫المؤسسات الصحية‪ ،‬أبان على أن توزيعها ال يعتمد على معايير موضوعية‪ .‬وقد أدى هذا الوضع إلى ظهور تفاوتات ترابية‪،‬‬
‫وتباينات على مستوى تغطية السكان‪ ،‬فضال عن ضعف المالءمة بين البنيات التحتية والموارد البشرية المخصصة لها‪.‬‬
‫ويضاف إلى ذلك ضعف في تدبير هذه الموارد البشرية والتي تعاني أساسا من الخصاص‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تقليص التفاوت على مستوى التوزيع الجغرافي لألطر الطبية‬
‫في سنة ‪ ،2020‬ومقارنة بمتوسط ‪ 2,62‬على الصعيد الوطني‪ ،‬تفاوتت كثافة األطباء التابعين لوزارة الصحة لكل ‪10.000‬‬
‫نسمة حسب الجهات بين ‪ 1,97‬في جهة مراكش آسفي و‪ 4,48‬في جهة كلميم واد نون‪.‬‬
‫وباالقتصار على شبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية‪ ،‬تبلغ كثافة األطباء‪ ،‬لكل ‪ 10.000‬نسمة‪ 0,81،‬في المجال القروي‬
‫مقابل ‪ 0,74‬في المجال الحضري‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى وجود تفاوتات في بعض الجهات بين المجالين‪ ،‬كما هو الحال في جهة‬
‫الداخلة ‪ -‬واد الذهب‪ ،‬وجهة درعة ‪ -‬تافياللت‪ ،‬وجهة مراكش ‪ -‬آسفي التي تسجل أدنى المستويات من حيث تغطية سكان‬
‫المجال القروي بمعدالت كثافة تبلغ على التوالي‪ 0,37‬و‪ 0,43‬و‪.0,59‬‬
‫وأ خذا بعين االعتبار أطباء الشبكة االستشفائية‪ ،‬وعلما أن المستشفيات تتواجد بالمجال الحضري‪ ،‬فإن التفاوت في توزيع‬
‫الموارد البشرية الطبية يزداد حدة‪ ،‬إذ تصل هذه الكثافة في المجال الحضري إلى ‪ ،2,71‬أي أكثر بثالث مرات من المجال‬
‫القروي‪ .‬ويتجلى هذا التفاوت في أن ‪ %88,5‬من أطباء وزارة الصحة يغطون ‪ %63,4‬من السكان بالمجال الحضري‪ ،‬بينما‬
‫‪ %36,6‬من السكان بالمجال القروي يحظون بتغطية ‪ %11,5‬فقط من أطباء الوزارة‪.‬‬
‫ولم تتم ترجمة التوجه االستراتيجي للوزارة‪ ،‬نحو تعزيز تغطية المراكز الصحية بالمجال القروي باألطر الطبية‪ ،‬بشكل‬
‫ملموس على أرض الواقع من حيث معدل التأطير الطبي‪ .‬فمن بين ‪ 2.126‬مركزا صحيا من المستويين األول والثاني‪ ،‬يتواجد‬
‫‪ 1.279‬مركزا في المجال القروي (أي ‪ )%60‬يشتغل بها ‪ %41‬من أطباء شبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية‪ ،‬وذلك‬
‫بمعدل إشراف طبي يقل عن طبيب واحد لكل مركز‪ .‬بينما تتوفر المراكز الصحية الحضرية‪ ،‬التي تمثل ‪ %40‬من مجموع‬
‫مراكز هذه الشبكة‪ ،‬على ‪ %59‬من الموارد الطبية بمعدل إشراف طبي يبلغ ‪.2,49‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحسين توزيع األطر الطبية حسب شبكات العالجات‬
‫تعتمد فعالية نظام عرض العالجات على تركيبة األطر الطبية وتوزيعها بين المؤسسات الصحية‪ .‬ومن أجل تحليل هذه العناصر‬
‫تم التطرق إلى تركيبة األطر الطبية بوزارة الصحة وتوزيعها حسب شبكات العالجات‪ .‬ويمثل األطباء المتخصصون ‪%50,3‬‬
‫واألطباء العامون ‪ %45,6‬من إجمالي األطر الطبية بوزارة الصحة‪ ،‬بينما يمثل أطباء األسنان والصيادلة ‪ %2,4‬و‪%1,7‬‬
‫على التوالي‪.‬‬
‫وفي غياب دراسات وبائية تحدد الحاجيات العالجية‪ ،‬يصعب تحليل تركيبة األطر الطبية‪ ،‬وبالتالي تم االعتماد على تصنيف‬
‫التخصص ات (ذات األولوية وغير ذات األولوية) بناء على عرض العالجات للمؤسسات االستشفائية‪ ،‬وذلك وفق مستوياتها‬
‫المرجعية‪ .‬وتشكل التخصصات غير ذات األولوية المكون األكبر لتركيبة المتخصصين الطبيين وذلك بنسبة ‪2.911( %61,5‬‬
‫طبيبا متخصصا) في حين أن االختصاصات ذات األولوية تشكل نسبة ‪ %38,50‬فقط (‪ 1.825‬طبيبا متخصصا)‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة المكلفة بالصحة أن ثالثة تخصصات طبية (الطب الرياضي‪ ،‬طب الشغل‪ ،‬والطب الجماعاتي) تم‬
‫اعتبارها اختصاصات غير ذات أولوية وأنها تمثل ‪ %45,52‬من أصل ‪ 2.911‬طبيبا متخصصا غير ذي أولوية‪.‬‬
‫وأضافت أن هذه الفئة من األطباء في هذه التخصصات الثالثة يزاولون مهام أطباء عامين بالمراكز االستشفائية التابعة‬
‫لها‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتوزيع األطر الطبية حسب شبكات العالجات‪ ،‬يشكل األطباء الممارسون في المستشفيات ما يقارب ‪%51,85‬‬
‫مقابل ‪ %31,60‬على مستوى شبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية و‪ %16,55‬على مستوى الهياكل األخرى من إجمالي‬
‫عدد األطباء‪ .‬ومن شأن هذه التركيبة أن تشكل عائقا أمام تنزيل مخطط تنظيمي فعال لعرض العالجات الصحية يستند على‬
‫قنوات الرعاية الصحية‪ ،‬على اعتبار أن مؤسسات الرعاية الصحية األولية تشكل البوابة الرئيسية لولوج المنظومة الصحية‪،‬‬
‫كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 7‬من المرسوم رقم ‪ 2.14.562‬المتعلق بالمنظومة الصحية وعرض العالجات‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التوافق بين الموارد الطبية والبنيات التحتية لعرض العالجات‬
‫بشكل عام‪ ،‬تم الوقوف على غياب عالقة توافقية بين الموارد البشرية الطبية والبنيات التحتية‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫‪2627‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ -‬يبلغ متوسط عدد األسرة لكل طبيب ‪ 5,17‬سريرا‪ .‬وتتوفر خمس جهات على نسبة أعلى من المتوسط (كجهتي‬
‫الرباط سال القنيطرة (‪ )7,45‬ومراكش آسفي (‪ .))7,1‬أما على مستوى الجهات الجنوبية‪ ،‬فتتراوح هذه النسبة بين‬
‫‪ 3,62‬في جهة العيون الساقية الحمراء و‪ 1,29‬في جهة الداخلة وادي الذهب‪ .‬وتظل الجهات األخرى في مستويات‬
‫قريبة من المتوسط الوطني؛‬
‫‪ -‬يبلغ متوسط عدد الجراحين ‪ 3‬أطباء جراحين لكل غرفة عمليات‪ .‬وتتواجد جميع الجهات في مستويات قريبة من‬
‫المتوسط الوطني‪ ،‬باستثناء جهات كلميم واد نون والداخلة وادي الذهب والعيون الساقية الحمراء‪ ،‬حيث تتراوح‬
‫هذه النسبة بين ‪ 4‬و‪ 5‬جر احين لكل غرفة عمليات‪ .‬وتوجد أقل المعدالت بجهة درعة تافياللت والجهة الشرقية‪،‬‬
‫وذلك بنسبة جراحين اثنين لكل غرفة عمليات؛‬
‫‪ -‬يبلغ متوسط عدد أطباء التخدير واإلنعاش ‪ 6‬أطباء لكل سرير عناية مركزة‪ .‬وتفتقر جهة طنجة تطوان الحسيمة‬
‫بشكل ملحوظ لهذه الفئة من األطباء (طبيب تخدير واحد لـكل ‪ 11‬سرير عناية مركزة)‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة ترشيد تدبير الموارد البشرية الطبية المتاحة‬
‫في سياق يتسم بنقص الموارد البشرية الطبية التي تميز جل المؤسسات الصحية‪ ،‬فإن ترشيد إدارة الموارد البشرية يستدعي‬
‫أساسا تدبيرا ناجعا للموارد البشرية المتاحة‪ .‬إال أنه تم الوقوف على مجموعة من المالحظات في هذا الصدد ومن ضمنها ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر بعض المستشفيات على التخصصات المنصوص عليها في المرسوم رقم ‪ 2.14.562‬المتعلق بالمنظومة‬
‫الصحية وعرض العالجات‪ ،‬نظرا لغياب أطباء في هذه االختصاصات أو عدم كفاية عددهم‪ ،‬األمر الذي يجعل‬
‫من الصعب ضمان مداومة العالجات؛‬
‫‪ -‬تعيين أطباء متخصصين في مؤسسات استشفائية ال تتوافق طبيعة اختصاصاتهم مع سلة العالجات الخاصة بها‬
‫كما هو منصوص عليه في اإلطار التنظيمي‪ .‬ويتعلق األمر بـ ‪ 153‬طبيبا اختصاصيا في مستشفيات القرب و‪648‬‬
‫في المستشفيات اإلقليمية و‪ 179‬في المستشفيات الجهوية‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة المكلفة بالصحة أن تعيين األطباء االختصاصيين يتم وفق المرسوم ‪( 2.14.562‬خصوصا‬
‫المرفق رقم ‪ 1‬الذي يحدد سلة العالجات حسب مستوى العالج)‪ ،‬وأن التعيين يتم بالمراكز االستشفائية باستثناء بعض‬
‫التخصصات الطبية (مثل طب األطفال‪ ،‬واألمراض الجلدية) التي تتواجد أيضا بالمراكز الصحية وذلك ألسباب‬
‫تنظيمية‪ ،‬تهدف إلى تخفيف العبء على المراكز االستشفائية‪ .‬وأضافت أن تواجد بعض االختصاصات من المستوى‬
‫الجهوي بالمراكز االستشفائية اإلقليمية راجع إلى أنها كانت تعتبر مراكز استشفائية جهوية قبل التقسيم الترابي الجهوي‬
‫لسنة ‪.2015‬‬
‫‪ -‬تعيين أطباء متخصصين في مراكز صحية من المفترض أن تكون‪ ،‬حسب النصوص التنظيمية‪ ،‬تحت إشراف‬
‫طبيب عام‪ .‬ويتعلق األمر بما مجموعه ‪ 765‬طبيبا متخصصا في مختلف التخصصات؛‬
‫‪ -‬وجود عدد مهم من األطباء في وضعية إلحاق أو الوضع رهن اإلشارة لدى مؤسسات أخرى (‪ 524‬طبيبا دون‬
‫احتساب األطباء الممارسين في المستشفيات الجامعية) وأطباء معينين في مهام إدارية في اإلدارة المركزية أو‬
‫المصالح الخارجية للوزارة (‪ 827‬طبيبا)‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة ترشيد تدبير الموارد البشرية التمريضية‬
‫كما هو الحال بالنسبة لألطر الطبية‪ ،‬فقد سجل تباين في توزيع الممرضين وتقنيي الصحة نتج عنه تباين بين الجهات في تغطية‬
‫السكان من قبل هذه الفئة من األطر‪ .‬فمقارنة بالمتوسط الوطني‪ ،‬والذي يبلغ ‪ 8,33‬ممرضا وتقني صحة لكل ‪ 10.000‬نسمة‪،‬‬
‫تتراوح كثافة هذه األطر بين ‪( 5,34‬أي ممرض وتقني صحة واحد لـكل ‪ 1.873‬نسمة) في جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪،‬‬
‫و‪( 24,96‬أي ممرض وتقني صحة واحد لكل ‪ 401‬نسمة) في جهة كلميم‪-‬واد نون‪.‬‬
‫وعلى مستوى التوزيع المجالي‪ ،‬فقد سجل تمركز هذه األطر في المجال الحضري‪ .‬فمن إجمالي ‪ 30.199‬ممرضا وتقني‬
‫صحة‪ ،‬يوجد ‪( 24.477‬أي ‪ ،)%81,1‬في المجال الحضري‪ ،‬مقابل ‪ 5.722‬فقط (أي ‪ )%18,9‬في المجال القروي‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬سجل عدم التناسب بين األطر التمريضية والبنيات التحتية لعرض العالجات كما توضح ذلك الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫أسرة‪ ،‬وتتراوح هذه النسبة ما بين ‪ 1‬و‪7‬‬
‫‪ -‬يبلغ متوسط عدد الممرضين متعددي التخصصات ممرضا واحدا لكل ‪ّ 4‬‬
‫حسب الجهات‪ .‬وتسجل جهتا الرباط سال القنيطرة (ممرض واحد لـكل ‪ 7‬أسرة) والدار البيضاء سطات (ممرض‬
‫واحد لكل ‪ 6‬أسرة) أدنى المستويات من حيث هذه النسبة‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬تتوفر الجهات الجنوبية على نسب عالية‬
‫تتراوح بين ممرض واحد لكل سريرين وممرض واحد لكل سرير‪ .‬وتبقى الجهات األخرى في مستويات قريبة‬
‫من المتوسط الوطني؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2628‬‬

‫‪ -‬يبلغ متوسط عدد ممرضي التخدير واإلنعاش ‪ 4‬ممرضين لكل غرفة عمليات‪ ،‬مع وجود تفاوتات طفيفة نسبيا بين‬
‫الجهات‪ .‬وتصبح هذه التفاوتات أكثر حدة عند احتساب هذا المتوسط بالنسبة لعدد أطباء التخدير واإلنعاش‪ ،‬وهذا‬
‫راجع باألساس إلى ضعف وسوء توزيع هذه الفئة على مستوى الجهات‪.‬‬
‫‪ -‬يبلغ متوسط عدد تقنيي األشعة ‪ 5‬تقنيين لكل طبيب أشعة‪ ،‬مع وجود تفاوتات طفيفة بين الجهات (باستثناء جهة‬
‫كلميم واد نون التي تتوفر على نسبة ‪ 8‬تقنيين لكل طبيب أشعة)‪ .‬وتصبح هذه التفاوتات أكثر حدة عند احتساب هذا‬
‫المتوسط بالنسبة لعدد غرف األشعة‪ ،‬إذ تتراوح هذه النسبة بين ‪ 1‬و‪ 15‬تقنيا لكل غرفة أشعة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬سجل ضعف في ترشيد تدبير األطر التمريضية‪ ،‬حيث تم تعيين عدد مهم (‪ 1.646‬ممرضا وتقني صحة‪،‬‬
‫أي أكثر من ‪ %5‬من مجموع هذه األطر) للقيام بمهام إدارية‪ .‬كما تم تعيين مجموعة من تقنيي الصحة والتقنيين في الترويض‬
‫وإعادة التأهيل في تخصصات أخرى على مستوى مراكز صحية‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة المكلفة بالصحة أن بعض التخصصات من األطر الصحية وتقنيي الصحة هي تخصصات إدارية‬
‫محضة مثل تقنيي اإلحصاء الصحي‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬خصائص تطور الموارد البشرية الصحية‬
‫أدى نقص اإللمام بدينامية التغييرات التي تعرفها الموارد البشرية الصحية إلى تطورها‪ ،‬خالل الفترة الممتدة ما بين ‪2011‬‬
‫و‪ ، 2021‬في اتجاهات ال تساعد على تنميتها وتقليل الفوارق على عدة مستويات‪ .‬فعلى الرغم من تزايد أعدادها بشكل عام‪،‬‬
‫فإن ذلك ال يتيح تغطية فعالة الحتياجات السكان‪ .‬إذ يالحظ تعزيز للتخصصات غير ذات األولوية‪ ،‬وتعزيز عرض للعالجات‬
‫ال يخدم تدعيم عالجات القرب‪ .‬يضاف إلى ذلك‪ ،‬أن اآلليات الكفيلة بإعادة توزيع الموارد البشرية بشكل متوازن ال يتم تفعيلها‬
‫بشكل مناسب مما يزيد من حدة التفاوتات‪.‬‬
‫‪ ‬تطور غير متناسب لعدد األطباء مقارنة بنمو السكان‬
‫عرف عدد األطباء التابعين للوزارة زيادة طفيفة‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2011‬إذ انتقل من ‪ 8.283‬إلى ‪ 9.422‬طبيبا في سنة ‪،2021‬‬
‫بمتوسط معدل نمو سنوي يقارب ‪ ،%1‬علما أن معدل الزيادة في عدد السكان هو ‪ %1,1‬خالل الفترة الممتدة ما بين ‪2010‬‬
‫و‪ 2020‬وفقا لمعطيات المندوبية السامية للتخطيط‪ .‬ويبقى هذا التطور لعدد األطباء غير كاف لتحسين التغطية الطبية للسكان‬
‫بالنظر للعجز الكبير في أعداد األطباء المتراكم على مر السنين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإذا استمر تطور النمو الديمغرافي واألطر الطبية‬
‫للوزارة على نفس المنحى‪ ،‬فقد يزيد ذلك من حدة العجز التراكمي ألعداد األطباء مما يشكل عائقا أمام تعزيز التغطية الطبية‬
‫للسكان‪.‬‬
‫‪ ‬تطور أعداد األطر الطبية في اتجاه تعزيز التخصص مع غلبة التخصصات غير ذات األولوية‬
‫عرفت أعداد األطباء العامين والمتخصصين تطورا متباينا خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2011‬و‪ .2021‬ففي الوقت الذي سجل‬
‫عدد األطباء المتخصصين نموا بمتوسط معدل سنوي بلغ ‪ ،%4.3‬عرف عدد األطباء العامين تراجعا بمعدل نمو سنوي بلغ‬
‫(‪1.4%‬ـ)‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فقد سجل تطور متزايد نحو تعزيز التخصصات غير ذات األولوية‪ ،‬حيث عرف عدد األطباء‬
‫في هذه التخصصات زيادة ملحوظة مقارنة بالمتخصصين في التخصصات ذات األولوية‪ .‬وعرفت حصة األطباء ذوي‬
‫التخصصات ذات األولوية تناقصا مستمرا‪ ،‬إذ تراجعت من ‪ %42‬سنة ‪ 2011‬إلى ‪ %38,5‬سنة ‪ ،2021‬بينما سجلت حصة‬
‫التخصصات غير ذات األولوية تزايدا‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ %58‬إلى ‪.%61,5‬‬
‫ويعزى تراجع حصة التخصصات ذات األولوية باألساس إلى انخفاض حصة التخصصات الجراحية من ‪ %18,2‬سنة ‪2011‬‬
‫إلى ‪ %14,4‬سنة ‪ ،2021‬وخصوصا الجراحة العامة وأمراض النساء والتوليد وذلك منذ سنة ‪.2014‬‬
‫‪ ‬منحى تطور أعداد األطر الطبية ال يخدم عالجات القرب‬
‫اتخذ ت طور عدد أطباء شبكة المستشفيات وشبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية مسارين مختلفين‪ .‬ففي الوقت الذي ارتفع‬
‫عدد األطر الطبية في شبكة المستشفيات من ‪ 3.592‬طبيبا سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 4.885‬سنة ‪ ،2021‬انخفض عدد األطباء في شبكة‬
‫مؤسسات الرعاية الصحية األولية من ‪ 3.361‬طبيبا إلى ‪ 2.977‬خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫كما أن تطور عدد أطباء شبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية ال يتوافق وتطور عدد المراكز الصحية لهذه الشبكة‪ .‬ففي‬
‫الوقت الذي سجلت فيه زيادة في عدد هذه المراكز‪ ،‬بفضل إنشاء مؤسسات جديدة حيث ارتفعت من ‪ 2.689‬مركزا صحيا سنة‬
‫‪ 2011‬إلى ‪ 2.935‬سنة ‪( 2020‬بما في ذلك ‪ 809‬مستوصفا قرويا)‪ ،‬عرف عدد األطر الطبية لهذه الشبكة انخفاضا مستمرا‬
‫خالل نفس الفترة حيث تراجع من ‪ 3.361‬طبيبا سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 2.977‬سنة ‪.2021‬‬
‫‪ ‬منحى تطور تدفق الموارد البشرية الطبية يكرس التفاوتات‬
‫يشكل التعيين وإعادة االنتشار آليتين مهمتين لتحقيق توزيع متوازن للموارد البشرية الطبية بين الجهات‪ ،‬غير أن تطور تدفق‬
‫هذه الموارد أظهر توجها نحو تمركزها في جهات معينة‪ .‬فخالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 2011‬و‪ ،2021‬تمركزت تدفقاتها‬
‫التراكمية في جهتي الدار البيضاء ‪ -‬سطات والرباط ‪ -‬سال ‪ -‬القنيطرة بنسب ‪ %21‬و‪ %14‬على التوالي‪.‬‬
‫‪2629‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ونجمت هذه الوضعية عن اختالل التوازن في التدفقات المتعلقة بالتوظيف وتلك المتعلقة بالمغادرة (التقاعد‪ ،‬والوفيات‪،‬‬
‫واالستقاالت‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ ،‬وكذا الحركية االنتقالية لهذه األطر بين الجهات‪ .‬وقد أدى تطور هذه التدفقات التراكمية خالل‬
‫نفس الفتر ة إلى زيادة تمركز الموارد البشرية الطبية في جهات معينة مقارنة بأخرى‪ ،‬حيث سجلت بعض الجهات زيادة في‬
‫أعداد األطر الطبية مثل جهات الدار البيضاء ‪ -‬سطات (‪ ،)529+‬والرباط ‪ -‬سال ‪ -‬القنيطرة (‪ ،)475+‬ومراكش ‪ -‬آسفي‬
‫(‪ ،)443+‬وفاس ‪ -‬مكناس (‪ ،)385+‬بينما عرفت جهات أخرى تناقصا في أعداد أطرها‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لجهات درعة‬
‫‪ -‬تافياللت (‪146‬ـ)‪ ،‬والعيون ‪ -‬الساقية الحمراء (‪114‬ـ)‪ ،‬وكلميم ‪ -‬واد نون (‪102‬ـ)‪.‬‬
‫‪ ‬منحى تنازلي ألعداد الممرضين متعددي التخصصات واتجاه نحو ضعف التأطير من طرف األطباء‬
‫يشكل الممرضون متعددو التخصصات أساس العالجات التمريضية في المؤسسات الصحية‪ .‬وقد شهدت أعدادهم انخفاضا في‬
‫شبكتي العالجات الطبية‪ ،‬وتحديدا في شبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية‪ ،‬إذ تراجع عددهم من ‪ 6.231‬إلى ‪6.180‬‬
‫ممرضا على مستوى شبكة المستشفيات ومن ‪ 7.061‬إلى ‪ 6.568‬ممرضا على مستوى شبكة مؤسسات الرعاية الصحية‬
‫األولية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬عرف معدل تأطير الممرضين من طرف األطباء تراجعا‪ ،‬حيث انتقل من ‪ 2,89‬ممرضا لكل طبيب سنة‬
‫‪ 2011‬إلى ‪ 3,21‬سنة ‪ .2021‬وانخفضت هذه النسبة بشكل أكبر على مستوى بعض التخصصات كما هو الشأن بالنسبة لفئة‬
‫القابالت التي ارتفع معدل تأطيرها من ‪ 11,34‬قابلة لكل طبيب توليد وأمراض نسائية سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 21,89‬سنة ‪.2021‬‬
‫رابعا‪ .‬اإلسقاطات والتوقعات المتعلقة بالموارد البشرية الصحية‬
‫بشكل عام‪ ،‬وبالنظر إلى المنحى الحالي لتطور كثافة العاملين الصحيين وتوقعات نمو الساكنة‪ ،‬فإن العجز في عدد األطباء‬
‫والممرضين وتقنيي الصحة سيستمر في التزايد في السنوات القادمة‪ .‬وبناء على تنبؤات تدفق أعداد الخريجين من هذه األطر‪،‬‬
‫فإن تحقيق تغطية جيدة للسكان (‪ 4,45‬عامل صحي لكل ‪ 1.000‬نسمة كما حددته المنظمة العالمية للصحة) يبقى بعيد المنال‪.‬‬
‫إذ أن الوصول لهذه العتبة مرهون بقدرة منظومة تكوين العامليين الصحيين على المحافظة على الوتيرة الحالية ألعداد‬
‫الخريجين وضمان اندماجهم في المنظومة الصحية الوطنية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن تطور أعداد العاملين الصحيين بالوزارة ال يساير تطور أعداد المؤسسات الصحية‪ ،‬مما نتج عنه زيادة‬
‫في الحاجيات من هذه األطر‪ .‬كما أن وتيرة توظيف األطباء على مستوى الوزارة وتوقعاتها المستقبلية مقارنة بتوقعات أعداد‬
‫المغادرين‪ ،‬ال سيما المتقاعدين منهم‪ ،‬تشير إلى انخفاض مستمر في أعداد العاملين الصحيين خالل السنوات القادمة‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬
‫فإن استمرار الوتيرة الحالية للتوظيف لن يسمح بتغطية الحاجيات الناتجة عن توقعات المغادرين في أفق سنة ‪.2028‬‬
‫‪ ‬ضرورة التخفيف من العجز في أعداد العاملين الصحيين‬
‫استند تقييم آفاق تطور أعداد العاملين الصحيين من لدن المجلس‪ ،‬على وضع نموذج لمختلف العوامل التي تؤثر على توافرها‪،‬‬
‫وهي كالتالي‪ :‬تطور كثافة العاملين الصحيين وتوقعات التزايد السكاني وتقديرات تدفق أعداد الخريجين من أطباء وممرضين‬
‫وتقنيي الصحة‪ .‬وقد اعتمد هذا النموذج على إسقاطات قائمة على المالحظات المستقاة من تطور العوامل سالفة الذكر خالل‬
‫الفترة السابقة (‪2011‬ـ‪ )2021‬وعلى فرضية استمرار نفس المنحنيات على مدى السنوات القادمة‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه‬
‫اإلسقاطات ال تشكل تنبؤا مؤكدا‪ ،‬فإنها تعتبر من بين السيناريوهات المحتملة بخصوص توافر العاملين الصحيين‪.‬‬
‫ويبين توزيع العجز بين فئتي األطباء‪ ،‬من جهة‪ ،‬والممرضين وتقنيي الصحة‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬اتجاها نحو تفاقم العجز في‬
‫عدد األطباء الذي يرجح أن يرتفع من حوالي ‪ 47.000‬طبيبا سنة ‪ 2023‬إلى أزيد من ‪ 53.000‬طبيبا في أفق ‪ .2035‬بالمقابل‪،‬‬
‫فمن المرجح أن يسجل انخفاض في عجز عدد الممرضين وتقنيي الصحة‪ ،‬والذي قد يتراجع من حوالي ‪ 56.000‬ممرضا‬
‫وتقني صحة إلى ‪ 54.000‬خالل نفس األفق‪.‬‬
‫ويبقى تخفيف هذا العجز رهينا بالقدرة على الرفع من وتيرة تكوين أطر طبية وتمريضية جديدة‪ .‬فبناء على أعداد الطالب‬
‫المسجلين برسم سنة ‪ ،2021‬تشير التوقعات المستقبلية لخريجي كليات الطب إلى زيادة عددهم‪ ،‬من حوالي ‪ 1.548‬طبيبا سنة‬
‫‪ 2022‬إلى ‪ 1.958‬في أفق ‪ .2028‬كما تُظهر التوقعات أيضا تطورا كبيرا لخريجي المهن التمريضية الذين من المتوقع أن‬
‫يزيد عددهم من ‪ 3.019‬خريجا بحلول سنة ‪ 2023‬إلى ‪ 5.840‬في أفق ‪.2027‬‬
‫وانطالقا من فرضية الحفاظ على اتجاه منحنيات العوامل المحددة لتوفر العاملين الصحيين المالحظة سلفا‪ ،‬فإن هدف تغطية‬
‫كاملة للسكان بالعاملين الصحيين ال يمكن بلوغه إال على المدى الطويل (في أفق سنة ‪ 2035‬تقريبا)‪ .‬كما تستوجب هذه التغطية‬
‫تحقيق فرضية الحفاظ على كافة الخريجين من أطر طبية وتمريضية ضمن المنظومة الصحية الوطنية طيلة هذه المرحلة‪،‬‬
‫مما يستدعي وضع آليات مناسبة للحد من ظاهرة هجرة األطباء التي أصبحت أكثر حدة في السنوات األخيرة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تقليص العجز في األطر الطبية والتمريضية للوزارة‬
‫قامت الوزارة المكلفة بالصحة باحتساب تقديرات احتياجاتها من األطباء والممرضين وتقنيي الصحة في سنتي ‪ 2016‬و‪،2020‬‬
‫على أساس ما يسمى "بمعايير الخريطة الصحية" التي وضعتها الوزارة مسبقا والتي لم يتم اعتمادها رسميا لحد اآلن‪ .‬وقد‬
‫تبين تفاقم الحاجيات اإلجمالية من األطر الصحية من ‪ 15.379‬إلى ‪ ،17.175‬بزيادة ‪ 1.796‬إطارا صحيا‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2630‬‬

‫ويرجع هذا الوضع إلى التطور المتباين لوتيرة تزايد الموارد البشرية‪ ،‬السيما عدد األطباء‪ ،‬ووتيرة إنشاء البنيات التحتية‪.‬‬
‫فمن المحتمل أن يزداد هذا الوضع تفاقما في المستقبل نتيجة الحاجة للموارد البشرية لتغطية حاجيات المستشفيات والمراكز‬
‫الصحية قيد اإلنشاء‪ ،‬وكذا أخذا بعين االعتبار للتوقعات المستقبلية لتطور عدد أطباء وممرضي وتقنيي الصحة للوزارة‪.‬‬
‫وفيما يخص األطر الطبية‪ ،‬فقد عرفت عملية التوظيف منحى تنازليا‪ ،‬بينما سجلت حاالت المغادرة الدائمة (التقاعد بسبب‬
‫السن‪ ،‬واالستقالة‪ ،‬والتخلي عن الوظيفة‪ ،‬وغيرها من العوامل األخرى) منحى تصاعديا خالل الفترة ‪ 2011‬ـ ‪ .2020‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أن اإلحالة على التقاعد واالستقالة شكلتا السببين الرئيسين المحددين لعدد المغادرين‪ .‬لكن‪ ،‬ومنذ سنة ‪ ،2016‬شهد‬
‫عدد االستقاالت انخفاضا كبيرا‪ ،‬وبالتوازي بدأت عمليات المغادرة المرتبطة بالتخلي عن الوظيفة تأخذ منحى تصاعديا‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن تراكم عدد التوظيفات (‪ )5.102‬فاق تراكم عدد المغادرين (‪ )3.052‬خالل نفس الفترة‪ ،‬فإن التوقعات‬
‫المستقبلية لهذين المتغيرين توضح أنهما يتخذان منحيين مختلفين‪ ،‬منحى تنازلي بالنسبة للتوظيف ومنحى تصاعدي بالنسبة‬
‫للمغادرين‪ .‬وبذلك‪ ،‬فإذا حافظت عملية التوظيف على نفس وتيرة السنوات السابقة‪ ،‬تشير التوقعات إلى أنه اعتبارا من سنة‬
‫‪ ،2028‬ستكون حاالت المغادرة النهائية أعلى من التوظيفات‪ .‬واعتبارا من هذه السنة‪ ،‬من المتوقع أن يشهد عدد أطباء الوزارة‬
‫انخفاضا مستمرا‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالممرضين وتقنيي الصحة‪ ،‬فقد لوحظ أن تطور التوظيف والمغادرة الدائمة يتخذان منحنيين متباينين‪ ،‬يتميزان‬
‫بمنحى تصاعدي فيما يخص التوظيف وبمنحى تنازلي فيما يخص المغادرة الدائمة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬إذا استمر الحفاظ على نفس‬
‫وتيرة التوظيف مستقبال‪ ،‬فمن المتوقع أن يعرف عدد الممرضين وتقنيي الصحة بالوزارة تزايدا مستمرا‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أنها عملت‪ ،‬في إطار الرفع من أعداد الخريجين من الممرضين‬
‫وتقنيي الصحة‪ ،‬على الرفع من عدد خريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيي الصحة‪ ،‬كما تم أيضا الرفع من‬
‫عدد المناصب المالية المخصصة لألطباء المقيمين‪.‬‬
‫خامسا‪ .‬سياسة تخطيط الموارد البشرية الصحية‬
‫أدى غياب سياسة حكومية حقيقية للموارد البشرية في قطاع الصحة ومحدودية اإلجراءات االستراتيجية للوزارة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬وكذا اإلشكاالت المتعلقة بالتخطيط‪ ،‬إلى ظهور نقائص بالغة التأثير على هذه الموارد‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن ضعف‬
‫التتبع والتحكم في المحددات التي تؤثر على توفر هذه الموارد (التكوين‪ ،‬والتوزيع‪ ،‬والهجرة‪ ،‬وما إلى ذلك) ال يساعد على‬
‫تطوير حلول مناسبة وناجعة لإلشكاليات المطروحة‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة حكومية متعددة القطاعات للموارد البشرية الصحية‬
‫على مدى عقود‪ ،‬ظل النقص في األطر الطبية والتمريضية من أهم المعيقات التي عانى منها قطاع الصحة‪ .‬ويشكل توفير‬
‫الموارد البشرية الضرورية الحجر األساس ألي سياسة حكومية في هذا القطاع‪ .‬ومن المفروض أن تنبني هذه السياسة متعددة‬
‫القطاعات‪ ،‬والتي تتجاوز نطاق تدخل الوزارة المكلفة بالصحة‪ ،‬على تقارب إجراءات مختلف القطاعات الحكومية الفاعلة من‬
‫حيث التكوين والتخطيط وتدبير العاملين الصحيين‪.‬‬
‫وقد كانت مبادرة تكوين ‪ 3.300‬طبيبا سنويا في أفق سنة ‪ ،2020‬التي أطلقت سنة ‪ ،2008‬المبادرة الحكومية الوحيدة التي‬
‫اتخذت في هذا االتجاه‪ ،‬وكان الهدف منها رفع معدل تغطية الساكنة باألطباء من ‪ 0,51‬إلى طبيب واحد لكل ‪ 1.000‬نسمة‪.‬‬
‫إال أن هذه المبادرة لم تتعد مرحلة االتفاق بين مختلف القطاعات الحكومية المعنية‪ ،‬حيث لم يتجاوز متوسط عدد األطباء‬
‫المكونين ‪ 1.000‬طبيب سنويا والذي بقي بعيدا عن الهدف المنشود‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بتكوين الممرضين وتقنيي الصحة‪ ،‬وفي غياب سياسات حكومية تخصها‪ ،‬فقد اتخذت الوزارة إجراءات هامة‬
‫في إطار خططها اإلستراتيجية‪ ،‬إما عن طريق إصالح مسارات تكوين هذه الفئة أو زيادة عدد المتدربين أو تنويع التخصصات‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن اإلشكاليات التي تعاني منها الموارد البشرية في قطاع الصحة تتعدى البعد الكمي وتنطوي على إكراهات‬
‫أعمق‪ ،‬من قبيل التفاوتات الترابية والمجالية‪ ،‬وجاذبية القطاع‪ ،‬وهجرة الموارد البشرية الصحية‪ .‬إال أنه لم يتم اتخاذ إجراءات‬
‫أو تدابير حكومية ناجعة من شأنها أن تقدم حلوال لهذه اإلكراهات‪.‬‬
‫‪ ‬آليات اليقظة المعلوماتية لتتبع تطور العوامل المؤثرة على توفر الموارد البشرية‬
‫يستوجب وضع سياسة للموارد البشرية في قطاع الصحة جرد كافة المعطيات التي تتحكم في توفر هذه الموارد وكذا تتبع‬
‫تطورها على المدى المتوسط والطويل‪ ،‬إذ يشكل ذلك الدعامة الالزمة من أجل بلورة سياسة حكومية ناجعة في هذا المجال‪.‬‬
‫كما يعد التوفر على معطيات محينة وموثوقة‪ ،‬باإلضافة إلى حكامة مالئمة‪ ،‬من الركائز األساسية لضمان يقظة معلوماتية‬
‫فعالة‪ ،‬من شأنها تقييم النقائص الحالية والمستقبلية التي يتسم بها تدبير الموارد البشرية الصحية والمساهمة في تقديم حلول‬
‫مناسبة لها‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة التوفر على معطيات متعلقة بمجموعة من المؤشرات‬
‫مثل أعداد وكثافة العاملين الصحيين‪ ،‬وقدرة منظومة التكوين‪ ،‬وتدفقات القوى العاملة الصحية في سوق الشغل‪ ،‬والتوظيف‬
‫والحركية االنتقالية‪ ،‬وتدفقات الهجرة‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪2631‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال تتوفر الوزارة المكلفة بالصحة على آليات تسمح لنظامها المعلوماتي‪ ،‬من خالل مؤشرات مناسبة‪ ،‬برصد‬
‫وتوفير معطيات حول هذه العناصر‪.‬‬
‫‪ ‬آليات تخطيط الموارد البشرية الصحية‬
‫ال يستند تدبير الموارد البشرية‪ ،‬على مستوى الوزارة‪ ،‬إلى معايير موضوعية لتخصيص هذه الموارد للمؤسسات الصحية‬
‫بناء على إطارها المرجعي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة وضعت معايير غير رسمية بناء على المبادئ التي حددها المرسوم‬
‫التنفيذي للقانون اإلطار رقم ‪ 34.09‬المتعلق بالمنظومة الصحية وبعرض العالجات‪ ،‬إال أنه لم يتم اعتمادها‪ .‬وال يأخذ هذا‬
‫اإلطار المرجعي بعين االعتبار حجم أنشطة المؤسسات الصحية لضمان توزيع متوازن للعمل بين العاملين الصحيين‪ ،‬مما‬
‫يحد من فعالية عملية تخطيط الموارد البشرية الصحية‪.‬‬
‫وقد ساهمت كل هذه العناصر في غياب تخطيط فعال للموارد البشرية قائم على تدبير استشرافي للوظائف والمهارات على‬
‫مستوى الوزارة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن استراتيجية الوزارة برسم الفترة الممتدة ما بين سنتي ‪ 2012‬و ‪2016‬‬
‫تضمنت عدة توجهات منها بلورة وتنفيذ مخطط لتدبير مندمج للموارد البشرية‪ ،‬ووضع إطار مرجعي خاص بالوظائف‬
‫والمهارات‪ ،‬باإلضافة إلى وضع تدبير توقعي للوظائف والكفاءات‪ ،‬إال أنه لم يتم تنزيل هذه التدابير على أرض الواقع‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬وبالنظر إلى الطبيعة الشاملة للقضايا المتعلقة بإدارة الموارد البشرية الصحية‪ ،‬والحاجة إلى التنسيق‬
‫بين مختلف القطاعات الوزارية المعنية في هذا المجال‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات رئاسة الحكومة بما يلي‪:‬‬
‫دعم الوتيرة الحالية ألعداد خريجي األطر الصحية (األطباء والممرضون وتقنيو الصحة) من خالل تعزيز‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة التكوينية والتدريبية؛‬
‫اتخاذ تدابير من شأنها الرفع من جاذبية المنظومة الصحية الوطنية‪ ،‬بما فيها المستشفى العمومي‪ ،‬وتحفيز‬ ‫‪-‬‬
‫األطر الصحية على االندماج ضمنها؛‬
‫السهر على إعداد وتنفيذ سياسة حكومية خاصة بالموارد البشرية في قطاع الصحة‪ ،‬مع مراعاة مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫العوامل التي تؤثر على توفر األطر الصحية (التدريب‪ ،‬التوزيع‪ ،‬المغادرة‪ ،‬إلخ‪ ، ).‬ووضع آليات لليقظة‬
‫والتتبع لتطور مختلف هذه العوامل على أساس معطيات ميدانية‪.‬‬
‫كما يوصي المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬الوزارة المكلفة بالصحة والحماية االجتماعية بما يلي‪:‬‬
‫العمل على توزيع الموارد البشرية الصحية بشكل متوازن من خالل وضع واعتماد معايير متعلقة بتوزيع‬ ‫‪-‬‬
‫األطر الطبية والتمريضية الالزمة على مستوى المؤسسات الصحية؛‬
‫وضع آليات لتعزيز الموارد البشرية الصحية‪ ،‬وال سيما األطر الطبية‪ ،‬فيما يخص عالجات القرب وخاصة في‬ ‫‪-‬‬
‫المجال القروي وكذا آليات لتحفيز هذه األطر للعمل في المناطق النائية؛‬
‫اتخاذ تدابير فعالة لتعزيز هيئة األطباء العامين‪ ،‬وضمان تطوير التخصصات ذات األولوية والتي تتوافق مع‬ ‫‪-‬‬
‫الحاجيات الحقيقية للساكنة؛‬
‫اعتماد سياسة متعلقة بحركية الموارد البشرية الصحية من شأنها ضمان توزيع متوازن لهذه الموارد بين‬ ‫‪-‬‬
‫الجهات وكذا تصحيح التفاوتات بشكل مستمر؛‬
‫العمل على بلورة سياسة توظيف على مستوى الوزارة‪ ،‬والسيما بالنسبة لألطباء‪ ،‬من شأنها أن تساهم في‬ ‫‪-‬‬
‫االستجابة لحاجيات الساكنة والمؤسسات الصحية وكذا تعويض أعداد المغادرين أخذا بعين االعتبار للتوقعات‬
‫المستقبلية‪.‬‬

‫منظومة األدوية‪:‬‬
‫الحاجة لوضع سياسة دوائية وطنية ترتكز على تحفيز اإلنتاج المحلي‬

‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 17.04‬بمثابة مدونة األدوية والصيدلة يخضع كل دواء مصنع أو مستورد إلذن‬
‫مسلم من طرف وزارة الصحة‪ ،‬قبل تسويقه أو توزيعه‪ .‬كما يخضع إجراء اإلذن بالعرض في السوق لمقتضيات المرسوم رقم‬
‫‪ 2.14.841‬الصادر في ‪ 5‬أغسطس ‪ 2015‬المتعلق باإلذن بعرض األدوية المعدة لالستعمال البشري في السوق‪ .‬حيث يتم‬
‫إصدار اإلذن بالعرض في السوق من قبل الوزارة المكلفة بالصحة بعد استطالع رأي اللجنة الوطنية لإلذن بعرض األدوية‬
‫في السوق‪ ،‬بالنسبة لألدوية األصلية‪ ،‬أو لجنة دراسات التكافئ الحيوي‪ ،‬في حالة األدوية الجنيسة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2632‬‬

‫وبعد الحصول على اإلذن بالعرض في السوق‪ ،‬يتعين على المؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية تقديم طلب تحديد سعر الدواء‬
‫المرخص له‪ .‬ويحدد المرسوم رقم ‪ 2.13.852‬الصادر في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،2013‬شروط وكيفيات تحديد سعر بيع األدوية‬
‫المصنعة محليا أو المستوردة‪ .‬وبمجرد تحديد سعر بيع الدواء للعموم‪ ،‬يمكن للمؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية إيداع طلب‬
‫إدراج الدواء ضمن قائمة األدوية المقبول إرجاع مصاريفها برسم التأمين اإلجباري عن المرض‪ ،‬على مستوى الوكالة الوطنية‬
‫للتأمين الصحي‪ ،‬وذلك تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 8‬من المرسوم رقم ‪ 2.05.733‬الصادر في ‪ 18‬يوليو ‪ 2005‬بتطبيق القانون‬
‫رقم ‪ 65.00‬بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية‪.‬‬
‫وقد قام المجلس األعلى للحسابات بمراقبة عمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر بيع األدوية بهدف التأكد‬
‫من أن هذه العمليات تضمن توافر أدوية عالية الجودة وتمكن من تسهيل الولوج إليها اقتصاديا‪ .‬وشملت المهمة الفترة الزمنية‬
‫الممتدة ما بين ‪ 2014‬و‪.2021‬‬
‫وشملت مهمة المراقبة الجوانب المرتبطة باإلطار العام لعمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر بيع األدوية‬
‫والنظام المعلوماتي المرتبط بها وبتوافر وجودة األدوية وبتحديد ومراجعة أسعار بيعها‪.‬‬
‫أوال‪ .‬اإلطار العام والنظام المعلوماتي‬
‫تعيق عمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر بيع األدوية بعض النقائص ذات الصلة باإلطارين القانوني‬
‫واالستراتيجي‪ ،‬وكذلك غياب نظام معلوماتي مندمج‪.‬‬
‫اإلطار القانوني‬
‫‪ ‬ضرورة استكمال اإلطار القانوني المنظم لعمليات اإلذن بالعرض‬
‫يقتضي تنفيذ جميع مقتضيات القانون رقم ‪ 17.04‬المتعلق بمدونة األدوية والصيدلة والمرسوم رقم ‪ 2.14.841‬المتعلق باإلذن‬
‫بعرض األدوية‪ ،‬سالفي الذكر‪ ،‬اعتماد مجموعة من النصوص التطبيقية‪ .‬غير أن عشرة (‪ )10‬نصوص لم يتم إخراجها بعد‬
‫إلى حيز الوجود‪ ،‬وتهم على الخصوص (‪ )1‬كيفيات إيداع طلبات الحصول على التأشيرة الصحية وشهادة البيع الحر وشهادة‬
‫إثبات احترام المؤسسة لقواعد حسن إنجاز الصنع (‪ )2‬وشروط منح تأشيرة اإلشهار (‪ )3‬وتعريف محتوى الوثيقة التقنية‬
‫المشتركة لتسجيل األدوية (‪ )4‬وتحديد األنواع المختلفة من التعديالت الجوهرية والثانوية المتعلقة بعناصر ملف طلب اإلذن‬
‫بالعرض في السوق والشروط الواجب توافرها والمستندات الواجب تقديمها للقيام بها والتعديالت التي قد تؤدي إلى تحديث‬
‫هذا اإلذن‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة أن خمسة من هذه النصوص التطبيقية تمت صياغتها وأنها في طور الدراسة مع األمانة العامة‬
‫للحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬مقتضيات تنظيمية بحاجة للتوضيح‬
‫تتسم بعض المقتضيات الواردة في النصوص التنظيمية المؤطرة لقطاع األدوية‪ ،‬والسيما تلك المتعلقة بالمخزون االحتياطي‬
‫لألدوية وتحديد سعر البيع للعموم‪ ،‬بعدم وضوحها‪ .‬ففيما يخص اإلطار المتعلق بتحديد أسعار البيع‪ ،‬تبين أن المرسوم رقم‬
‫‪ ،2.13.852‬الصادر في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،2013‬والمتعلق بشروط وكيفيات تحديد سعر بيع األدوية المصنعة محليا أو المستوردة‪،‬‬
‫لم يحدد طريقة تحديد أسعار األدوية التي ال تحمل ال صفة دواء أصلي وال صفة دواء جنيس‪.‬‬
‫وبخصوص المخزون االحتياطي لألدوية‪ ،‬وألجل ضمان اإلمداد الطبيعي للسوق الوطنية باألدوية الالزمة‪ ،‬تنص المادة األولى‬
‫من قرار وزير الصحة رقم ‪ 12( 263.02‬يونيو ‪ )2002‬على أن المؤسسات الصيدلية الصناعية والمؤسسات الصيدلية‬
‫الموزعة بالجملة ملزمة بتكوين مخزون احتياطي من األدوية يعادل على التوالي ‪ 4/1‬و‪ 12/1‬من إجمالي حجم مبيعاتها خالل‬
‫السنة السابقة‪ .‬غير أن هذا القرار يحدد المخزون االحتياطي الذي يتعين على المؤسسات الصيدلية تكوينه نسبة إلجمالي‬
‫المبيعات من حيث الحجم‪ ،‬دون التمييز بين المبيعات للقطاع الخاص‪ ،‬والمبيعات للقطاع العام‪ ،‬والصادرات‪ .‬كما أنه يتطرق‬
‫بشكل عام للمخزون االحتياطي دون األخذ بعين االعتبار خصوصيات بعض المستحضرات الصيدلية‪ ،‬مثل األدوية األساسية‪،‬‬
‫واألدوية التي تساهم في سياسة صحية عمومية محددة‪ ،‬واألدوية المستوردة‪ ،‬واألدوية التي توجد في حالة احتكار‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة ضرورة تحديد مخزون جميع األدوية ألنها أساسية وذات منفعة عالجية ثبتت مسبقا من طرف‬
‫اللجنة الوطنية لمنح اإلذن بالعرض في السوق‪.‬‬
‫‪ ‬إطار قانوني يحفز االستيراد على حساب اإلنتاج المحلي‬
‫يمنح هامش إضافي بنسبة ‪ %10‬من ثمن المصنع دون احتساب الرسوم على كل دواء مستورد طبقا للمادة ‪ 4‬من المرسوم‬
‫رقم ‪ 2.13.852‬سالف الذكر‪ .‬وتشمل هذه النسبة هامش ربح المستورد‪ ،‬ومصاريف اإليصال‪ ،‬والرسوم الجمركية‪ .‬وفي‬
‫الواقع‪ ،‬يشكل هذا الهامش اإلضافي ميزة غير مبررة تمنح للمستوردين‪ .‬حيث أن المصنعين المحليين لألدوية يتحملون أيضا‬
‫مصاريف اإليصال والرسوم الجمركية المطبقة على المواد األولية المستوردة والمستخدمة في عملية إنتاج األدوية محليا‪.‬‬
‫‪2633‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬إطار قانوني ال يشجع بشكل كاف على تطوير األدوية الجنيسة‬


‫ال يحفز اإلطار القانوني المعمول به‪ ،‬بشكل كاف‪ ،‬على دخول األدوية الجنيسة إلى السوق الوطنية‪ .‬ويالحظ ذلك‪ ،‬من جهة‪،‬‬
‫على مستوى مدة براءة اختراع األدوية األصلية (ما بين ‪ 20‬و‪ 25‬سنة)‪ 6‬والتي تعد طويلة نسبيا في المغرب مقارنة بدول‬
‫االتحاد األوروبي‪ .‬فعلى سبيل المقارنة‪ ،‬تحدد هذه الفترة في عشر سنوات في جميع الدول األعضاء في االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬حسب المادة ‪ 5‬من المرسوم رقم ‪ ،2.13.852‬سالف الذكر‪ ..." ،‬ال يجوز تسويق أي دواء جنيس بسعر بيع‬
‫للعموم أعلى من سعر بيع الدواء األصلي"‪ .‬وتشكل هذه الفقرة عائقا أمام دخول األدوية الجنيسة للسوق الوطنية‪ .‬حيث تستخدم‬
‫المؤسسات الصيدلية الصناعية أحكام هذه المادة لوضع حواجز تحول دون ولوج األدوية الجنيسة إلى السوق‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫خفض سعر بيع األدوية األصلية التي انتهت مدة براءة اختراعها إلى مستوى غير مربح لمصنعي األدوية الجنيسة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احترام قاعدة تحديد سعر بيع األدوية الجنيسة‬
‫وفقا للمادة ‪ 5‬من المرسوم رقم ‪ ،2.13.852‬سالف الذكر‪ ،‬يحدد سعر كل دواء جنيس مصنع محليا أو مستورد‪ ،‬على أساس‬
‫السعر المرجعي األقصى‪ .‬ويحسب السعر المرجعي األقصى بتطبيق النسب الدنيا للتخفيض‪ ،‬المحددة في نفس المادة‪ ،‬على‬
‫سعر المصنع األولي‪ ،‬دون احتساب الرسوم‪ ،‬للدواء األصلي المعني‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن هذه المادة ال تميز بين الدواء األول المدرج‬
‫في السوق والدواء الثاني أو الثالث‪ .‬لكن من خالل فحص الملفات المتعلقة بتحديد أسعار بيع األدوية الجنيسة‪ ،‬تبين أن مديرية‬
‫األدوية والصيدلة تطبق هذه الصيغة حصريا الحتساب السعر المرجعي األقصى ألول دواء جنيس‪ .‬أما بالنسبة للدواء الجنيس‬
‫الثاني والثالث‪ ،‬لنفس الدواء األصلي‪ ،‬فتعتمد المديرية الصيغة الواردة في قائمة للقواعد الداخلية والتي تحدد السعر المرجعي‬
‫األقصى في متوسط أسعار المصنع دون احتساب الرسوم لألدوية الجنيسة المدرجة في السوق‪.‬‬
‫وترى الوزارة أنه بتطبيق المماثلة ابتداء من سعر المصنع دون احتساب الرسوم على الدواء الجنيس لما ال نهاية‪ ،‬فإن‬
‫سعر األدوية الجنيسة الجديدة ستكون جد منخفضة بالنسبة لتلك الموجودة سلفا في السوق مما ال يشجع ولوج األدوية‬
‫الجنيسة الجديدة في السوق المغربية‪.‬‬
‫ويوضح المجلس‪ ،‬بهذا الشأن‪ ،‬أن تطبيق الصيغة الواردة في قائمة القواعد الداخلية يؤدي الى تطوير عدة أدوية جنيسة لدواء‬
‫أصلي واحد فقط وال يساعد على النهوض بصناعة األدوية الجنيسة بصفة عامة‪.‬‬
‫اإلطار االستراتيجي‬
‫تتولى الوزارة المكلفة بالصحة إعداد وتنفيذ السياسة الوطنية المتعلقة باألدوية والمنتجات الصيدلية على المستويين التقني‬
‫والتنظيمي‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى مواكبة السياسة الدوائية الوطنية بمخططات تنفيذية ومخطط للتتبع والتقييم‬
‫قامت الوزارة المكلفة بالصحة‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬بوضع أول سياسة دوائية وطنية‪ ،‬شملت الفترة الممتدة ما بين ‪ 2015‬و‪.2020‬‬
‫إال أنه لم يتم إعداد المخططات التنفيذية الخاصة بها‪ ،‬وكذا مخطط تتبع وتقييم إنجازاتها‪.‬‬
‫أفادت الوزارة أن السياسة الدوائية الوطنية لسنة ‪ 2015‬لم تنص على مدة زمنية ‪ 5‬سنوات‪ .‬وعليه فإن هذه السياسة‬
‫الدوائية تبقى سارية المفعول إلى حين ظهور نسخة تالية‪ .‬كما تم تقييم هذه السياسة سنة ‪ 2021‬وإصدار خالصة له‬
‫من طرف أعضاء لجنة صياغة السياسة الدوائية الوطنية الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى استكمال تنفيذ التدابير المخطط لها في إطار السياسة الدوائية الوطنية‬
‫لم يتم تنفيذ غالبية اإلجراءات المسطرة في السياسة الدوائية الوطنية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬كان من المقرر إنجاز إجراءين على‬
‫مستوى المحور األول المتعلق باختيار األدوية‪ .‬ويتعلق األمر بتطوير البروتوكوالت العالجية وبمراجعة القائمة الوطنية‬
‫لألدوية األساسية‪ .‬إال أنه‪ ،‬وبصرف النظر عن بعض البروتوكوالت العالجية التي أعدتها الوكالة الوطنية للتأمين الصحي‪ ،‬لم‬
‫يتم تغطية جميع األمراض ذات األولوية من خالل البروتوكوالت العالجية المذكورة‪ .‬كما أن قائمة األدوية األساسية لم يتم‬
‫تحديثها منذ إعدادها سنة ‪ .2012‬وكمثال آخر‪ ،‬لم يتم تنفيذ التدابير األربعة التي حددها المحور الثاني‪ ،‬المتعلق بجودة األدوية‬
‫وسالمتها وفعاليتها‪ ،‬وهي‪ :‬تسريع عملية تحديث التشريعات الصيدالنية والتدابير التنظيمية‪ ،‬وتعزيز إجراءات تسجيل األدوية‬
‫من خالل إنشاء نظام معلوماتي للتدبير‪ ،‬وإنشاء وكالة وطنية لألدوية والمنتجات الصحية‪ ،‬وتعزيز التفتيش‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة أنه تم إرسال التشريعات الصيدالنية والتدابير التنظيمية لألمانة العامة للحكومة‪ ،‬كما أكدت أن‬
‫النظام المعلوماتي للتدبير في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ 6‬القانون رقم ‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪.‬‬


‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2634‬‬

‫النظام المعلوماتي‬
‫تم بخصوص النظام المعلوماتي الوقوف على ما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وضع نظام معلوماتي مندمج‬
‫تتسم عملية اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد أسعار بيع األدوية للعموم بغياب نظام معلوماتي مندمج وبضعف‬
‫تغطية أنشطة مديرية األدوية والصيدلة المتعلقة باألدوية ببرامج معلوماتية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتم االعتماد على التطبيقات المكتبية‬
‫والسجالت اليدوية‪ ،‬على مستوى أغلبية المصالح‪ ،‬من أجل تتبع الملفات‪ ،‬مما قد ال يضمن موثوقية البيانات‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬توافر وجودة األدوية‬
‫يتطرق هذا المحور إلى آليات تقييم االحتياجات الدوائية الوطنية‪ ،‬وآليات توفير األدوية الالزمة والحفاظ على السيادة الدوائية‬
‫الوطنية‪ ،‬وآليات المراقبة الموضوعة لضمان جودة األدوية المعروضة في السوق الوطنية‪.‬‬
‫آليات تحديد الحاجيات الوطنية من األدوية‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تحديد المشهد الوبائي الوطني وإعداد البروتوكوالت العالجية‬
‫ال تتوفر وزارة الصحة والحماية االجتماعية على دراسات وبائية مفصلة لتحديد المشهد الوبائي للبالد‪ ،‬على الرغم من كون‬
‫هذا األخير‪ ،‬وفقا للتوصيات الدولية‪ ،‬يشكل عنصرا أساسيا لتقييم االحتياجات الدوائية الوطنية بشكل صحيح‪ .‬كما أن بعض‬
‫البروتوكوالت العالجية التي تم تطويرها تتسم بعدم الكفاية وعدم التحديث‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة استكمال مصنف لألدوية وتحيين قائمة األدوية األساسية‬
‫تبين أن مصنف األدوية الذي تم وضعه سنة ‪ 2019‬غير مكتمل‪ ،‬حيث ال يأخذ بعين االعتبار حاجيات المستشفيات الجامعية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بقائمة األدوية األساسية‪ ،‬المسند إعدادها لمديرية األدوية والصيدلة وفقا ألحكام المرسوم رقم ‪ ،285.94.2‬سالف‬
‫الذكر‪ ،‬فإن القائمة الوحيدة لألدوية األساسية التي تتوفر عليها الوزارة المكلفة بالصحة‪ ،‬تم إعدادها سنة ‪ 2012‬من قبل مديرية‬
‫المستشفيات والعالجات المتنقلة ولم يتم تحيينها منذ ذلك التاريخ‪.‬‬
‫آليات توفير األدوية الالزمة‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تسريع عمليات منح اإلذن بعرض األدوية في السوق‬
‫حدد المرسوم رقم ‪ ،2.14.841‬سالف الذكر‪ ،‬اآلجال القانونية إلصدار إذن تسويق دواء معين‪ ،‬في حال اكتمال ملف الطلب‪،‬‬
‫في ‪ 300‬يوم‪ .‬إال أن هذه اآلجال غالبا ما يتم تجاوزها‪ ،‬حيث أظهرت مراجعة ملفات طلب اإلذن بالعرض في السوق المتعلقة‬
‫ب ‪ 285‬دواء تم تسجيلها‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2015-2019‬أن فترة معالجة ‪ 133‬ملفا تراوحت بين ‪ 500‬و‪ 837‬يوما‪.‬‬
‫وتقع أهم التأخيرات في معالجة الملفات خالل مرحلة المراقبة التقنية المنجزة على مستوى المختبر الوطني لمراقبة األدوية‪.‬‬
‫ذلك أن مدة معالجة المختبر لبعض الملفات تتراوح بين ‪ 300‬و‪ 550‬يوما‪ ،‬على الرغم من أن المدة القانونية المخصصة لهذه‬
‫المرحلة هي ‪ 180‬يوما‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة أنه عند عدم اكتمال الملف يتم إيقاف عداد المدة القانونية عند كل مراسلة للمؤسسة الصيدالنية‬
‫الصناعية الطالبة إلى حين التوصل منها بما هو مطلوب من وثائق وبيانات‪ ،‬مما يؤدي إلى تراكم المدد‪.‬‬
‫‪ ‬وجود أدوية أساسية في حالة احتكار‬
‫تعرف األدوية في حالة احتكار على أنها أدوية يتم تسويقها من قبل مؤسسة صيدلية صناعية واحدة‪ .‬وقد تبين أن ‪ 1.229‬دواء‬
‫من بين تلك التي يتم تسويقها في السوق المغربية (‪ )%25‬توجد في وضعية احتكار‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كشفت المقارنة بين‬
‫قائمة األدوية تحت االحتكار وقائمة األدوية األساسية‪ ،‬أن ‪ 315‬دواء أساسيا يوجد في حالة احتكار‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يصعب‬
‫التفاوض مع المؤسسات الصيدلية المسوقة لهذه األدوية ألجل تحديد سعر بيع معقول‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تقيد جميع المؤسسات الصيدلية بإلزامية االحتفاظ والتصريح بالمخزون االحتياطي من األدوية‬
‫لضمان اإلمداد العادي للسوق الوطنية باحتياجاتها الدوائية‪ ،‬تنص المادة ‪ 84‬من القانون رقم ‪ ،17.04‬سالف الذكر‪ ،‬والمادة‬
‫األولى من القرار رقم ‪ 263.02‬الصادر عن الوزير المكلف بالصحة على أن المؤسسات الصيدلية الصناعية والمؤسسات‬
‫الصيدلية الموزعة بالجملة ملزمة باالحتفاظ بمخزون احتياطي من األدوية يقدر على التولي ب ‪ 4/1‬و‪ 12/1‬من كمية المبيعات‬
‫خالل العام السابق والتصريح به شهريا لدى هذه الوزارة‪.‬‬
‫وقد سجل‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬أن المؤسسات الصيدلية الصناعية ال تقوم جميعها بالتصريح بوضعية مخزونها االحتياطي لألدوية‬
‫وفي المدة المحددة‪ ،‬لدى المرصد الوطني لألدوية والمنتجات الصحية‪ ،‬التابع لمديرية األدوية والصيدلة‪ .‬والشيء نفسه ينطبق‬
‫على المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المرصد الوطني لألدوية والمنتجات الصحية ال يتتبع‬
‫بشكل منهجي مدى امتثال المؤسسات الصيدلية إللزامية االحتفاظ بالمخزون االحتياطي من األدوية‪ .‬وقد تبين من خالل فحص‬
‫البيانات التي قدمها المرصد أنه خالل سنة ‪ 2020‬لم يتم االحتفاظ بالمخزون االحتياطي القانوني لما مجموعه ‪ 666‬دواء‪.‬‬
‫‪2635‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫أكدت الوزارة أنه ال يتم التصريح‪ ،‬من طرف كل المؤسسات الصيدلية الصناعية‪ ،‬بوضعية مخزونها االحتياطي لدى‬
‫المرصد الوطني لألدوية والمنتجات الصحية وفي المدة الزمنية المحددة‪ .‬لذلك تقوم مديرية األدوية والصيدلة‬
‫بمراسالت تذكيرية وبعمليات تفتيش آنية‪ .‬كما أكدت على أنه يجب على المؤسسات الصيدلية إمداد مديرية األدوية‬
‫والصيدلية بكل المعلومات المتعلقة برقم المعامالت وجميع المعطيات حول الكميات المصدرة من األدوية‪ ،‬كما وقيمة‪،‬‬
‫من أجل ضمان مخزون وطني كافي‪.‬‬
‫‪ ‬تسويق بعض األدوية دون تجديد اإلذن بالعرض في السوق‬
‫تم تحديد مدة صالحية اإلذن بعرض األدوية في السوق في خمس سنوات‪ ،‬وفقا ألحكام المادة ‪ 19‬من المرسوم رقم ‪2.14.841‬‬
‫المشار إليه أعاله‪ .‬ويتعين على المؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية تقديم طلب تجديد اإلذن بالعرض في السوق قبل ‪180‬‬
‫يوما على األقل من تاريخ انتهاء صالحيته‪.‬‬
‫وقد سجل ضعف في تتبع رخص تسويق األدوية‪ ،‬حيث تعتمد مديرية األدوية والصيدلة بشكل كبير على طلبات تجديد اإلذن‬
‫بالعرض في السوق المتوصل بها المؤسسات الصيدلية الصناعية المعنية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذه األخيرة ال تدلي بطلبات‬
‫تجديد اإلذن بالعرض في السوق داخل اآلجال القانونية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإنه من أصل ‪ 5.307‬دواء تم عرضه في السوق سنة‬
‫‪ ،2021‬تم تسويق ‪ 3.842‬دواء بدون تجديد اإلذن بالعرض في السوق‪.‬‬
‫مراقبة قطاع األدوية‬
‫‪ ‬اإلطار القانوني الخاص بمراقبة قطاع األدوية بحاجة للتعزيز‬
‫يؤطر القانون رقم ‪ ،17.04‬سالف الذكر‪ ،‬مهمة مراقبة قطاع األدوية‪ .‬وقد اتضح أن بعض النصوص القانونية المتعلقة بمراقبة‬
‫القطاع قد استغرقت وقتا طويال من أجل اعتمادها ونشرها‪ ،‬بينما لم يتم صياغة نصوص أخرى‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن المرسوم رقم‬
‫‪ 2.18.878‬المتعلق بكيفيات ممارسة المراقبة من طرف الصيادلة المفتشين لم يُنشر إال في ‪ 8‬سبتمبر ‪ .2021‬في حين أن‬
‫النصوص القانونية المتعلقة بقواعد حسن إنجاز األعمال الصيدلية وقواعد حسن إنجاز الصنع والتوزيع المنصوص عليها في‬
‫المادتين ‪ 20‬و‪ 31‬من القانون رقم ‪ 17.04‬لم تخرج بعد إلى حيز الوجود‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يعتمد مفتشو الصيدلة‪ ،‬لتنفيذ مهامهم‪،‬‬
‫على معايير الممارسات الجيدة الفرنسية والمعايير التي اعتمدها المعهد المغربي للتقييس سنة ‪.2017‬‬
‫وقد أكدت الوزارة أنه تمت صياغة نصوص أخرى وتم إرسالها إلى األمانة العامة للحكومة‪ ،‬كما أشارت إلى أن‬
‫المقتضيات القانونية والتنظيمية الخاصة بالتفتيش الصيدلي ال تسمح بتفتيش بعض األماكن رغم وجود أدوية بها‪.‬‬
‫‪ ‬محدودية وعدم احترام برامج المراقبة والتفتيش‬
‫طبقا لمقتضيات المادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2.18.878‬سالف الذكر‪ ،‬يقوم الصيادلة المفتشون المفوضون بعمليات‬
‫المراقبات واألبحاث وذلك إما بمبادرة من مديرية األدوية والصيدلة من خالل تنفيذ برنامجها السنوي لمهام المراقبة والتفتيش‬
‫أو بناء على أمر من الوزير المكلف بالصحة بمبادرة منه أو بطلب من األمين العام للحكومة أو بطلب من المجلس الوطني‬
‫لهيئة الصيادلة‪.‬‬
‫ومن خالل فحص نظام المراقبة والتفتيش‪ ،‬تبين أن مديرية األدوية والصيدلة لم تكن تتوفر على نظام لبرمجة مهام الرقابة‬
‫والتفتيش على قطاع األدوية قبل سنة ‪ .2019‬ومنذ هذه السنة‪ ،‬تم وضع برنامج مهام المراقبة والتفتيش بطريقة تضمن مراقبة‬
‫المؤسسات الصيدلية الصناعية والمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة كل ثالث سنوات‪ ،‬حيث تتم كل سنة برمجة مراقبة ما‬
‫يقارب ‪ 20‬مؤسسة صيدلية صناعية و‪ 30‬مؤسسة صيدلية موزعة بالجملة و‪ 100‬صيدلية‪ .‬ولجدولة عمليات التفتيش تعتمد‬
‫مديرية األدوية والصيدلة على ثالثة معايير وهي تاريخ آخر عملية تفتيش وأهمية المخالفات المرصودة سابقا وتاريخ منح‬
‫شهادة الممارسات الصيدلية الجيدة‪.‬‬
‫وقد تبين أن البيانات الخاصة بهذه المهام غير مكتملة (التقارير‪ ،‬المحاضر‪ ،)...‬كما ال تتم مراقبة المؤسسات الصيدلية بالوتيرة‬
‫المحددة في برامج التفتيش‪ ،‬حيث إن معدالت تنفيذ المهام المقررة خالل الفترة ‪ ،2021-2019‬ظلت منخفضة للغاية‪ ،‬باستثناء‬
‫مهام المراقبة المتعلقة بـالمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة‪ .‬ويرجع عدم احترام برامج المراقبة والتفتيش المقررة‪ ،‬جزئيا‬
‫إلى نقص في عدد المفتشين‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة أنه تم القيام بتفتيش وتحريات في المؤسسات الصيدلية وصيدليات القطاع الخاص‪ ،‬متعلقة بأزمة‬
‫كوفيد ‪ 19‬في الفترة الممتدة بين ‪ 2019‬و‪.2021‬‬
‫‪ ‬عدم منح الصالحيات الزجرية لمديرية األدوية والصيدلة‬
‫يحرر الصيادلة المفتشون عقب كل تفتيش وفي غياب مخالفات للتشريع والتنظيم الجاري بهما العمل‪ ،‬تقريرا يتضمن‬
‫المالحظات المتعلقة باإلخالل بقواعد حسن إنجاز الصنع والتوزيع وقواعد حسن إنجاز األعمال الصيدلية طبقا لمقتضيات‬
‫المادتين ‪ 8‬و‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.878‬سالف الذكر‪ .‬ويتم إرسال هذه التقارير إلى الوزير المكلف بالصحة وإلى‬
‫الصيدلي المسؤول عن المكان موضوع التفتيش‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2636‬‬

‫وعندما يتم الوقوف على مخالفات من شأنها المساس بصحة المواطنين‪ ،‬يقوم الصيادلة المفتشون بتضمين المخالفات التي‬
‫عاينوها في محضر يحال على الوزير المكلف بالصحة وعلى األمين العام للحكومة‪ .‬ويقوم هذا األخير بتوجيه إعذار إلى‬
‫الصيدلي المسؤول عن المؤسسة المعنية لوضع حد للخروقات المالحظة داخل أجل يحدده حسب أهمية اإلصالحات المطلوبة‪.‬‬
‫وفي حال عدم االمتثال لهذا اإلعذار‪ ،‬بعد انقضاء المدة المحددة‪ ،‬يجوز لألمانة العامة للحكومة‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 83‬من القانون رقم‬
‫‪ ،17.04‬سالف الذكر‪ ،‬أن ترفع األمر إلى السلطة القضائية بهدف إجراء المتابعات التي تستدعيها الوقائع التي تمت معاينتها‬
‫وأن تطلب من رئيس المحكمة المختصة إصدار األمر بإغالق المؤسسة المعنية في انتظار النطق بالحكم‪.‬‬
‫وقد أظهر فحص تقارير ومحاضر التفتيش التي أدلت بها مديرية األدوية والصيدلة‪ ،‬الطبيعة المتكررة لبعض المخالفات‪.‬‬
‫ويتعلق األمر على سبيل المثال بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الغياب الدائم للصيدلي المسؤول؛‬
‫‪ -‬وجود مناطق غير مؤمنة (منطقة تخزين للمنتجات منتهية الصالحية والمؤثرات العقلية‪ ،‬وما إلى ذلك)؛‬
‫‪ -‬غياب وعدم كفاية بعض المعدات (نظام معالجة الهواء‪ ،‬غرفة التبريد‪ ،‬إلخ‪).‬؛‬
‫‪ -‬عدم وجود نظام لتدبير الجودة؛‬
‫‪ -‬عدم وجود سجالت مراقبة المعدات‪.‬‬
‫وفي غياب توفرها على سلطة زجرية‪ ،‬تقوم مديرية األدوية والصيدلة بإحالة ملفات متضمنة لمخالفات‪ ،‬من شأنها التأثير على‬
‫صحة المواطنين‪ ،‬على األمانة العامة للحكومة‪ ،‬دون أن تقوم بتتبع مآالتها‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬تحديد ومراجعة أسعار األدوية‬
‫يحدد المرسوم رقم ‪ 2.13.852‬سالف الذكر‪ ،‬طرق تحديد ومراجعة أسعار األدوية‪ ،‬حيث يتم تحديد أسعار األدوية بناء على‬
‫طلب المؤسسة الصيدلية المعنية بعد الحصول على اإلذن بالعرض في السوق‪ ،‬في حين تتم مراجعة أسعار األدوية األصلية‬
‫عند مراجعة اإلذن بالعرض في السوق‪ ،‬وبالنسبة لألدوية الجنيسة عند مراجعة سعر البيع للعموم ألدويتها األصلية‪.‬‬
‫تحديد أسعار بيع األدوية للعموم‬
‫‪ ‬اختيار الدول المعيارية يستدعي دراسة مسبقة‬
‫طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ ،2.13.852‬يتضمن ثمن البيع للعموم ثالثة مكونات وهي‪ :‬ثمن المصنع دون احتساب الرسوم‬
‫وهامش ربح الموزع بالجملة وهامش ربح الصيدلي والضريبة على القيمة المضافة‪ .‬ويعتمد نظام تحديد ثمن المصنع دون‬
‫احتساب الرسوم على التحليل المقارن ألسعار المصنع الخالية من الرسوم المعمول بها في الدول التي تم تحديد قائمتها في‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم سالف الذكر‪ .‬ويتعلق األمر بإسبانيا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬وتركيا‪ ،‬والمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫غير أن اختيار هذه الدول المعيارية لم يكن موضوع دراسة مسبقة لضمان مالءمة أسعارها مع السياق االقتصادي للمغرب‪.‬‬
‫حيث يتضح من خالل المقارنة على أساس إجمالي الناتج الداخلي الخام أن نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام بالمغرب ال‬
‫يتجاوز ‪ 3.235‬دوالرا‪ ،‬في حين يبلغ هذا المؤشر على سبيل المثال‪ 40.578 ،‬دوالرا بفرنسا‪ 29.555 ،‬دوالرا بإسبانيا‬
‫و‪ 23.330‬دوالرا ببلجيكا‪.7‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى إبرام اتفاقيات لتبادل المعلومات حول أسعار األدوية مع البلدان المعيارية‬
‫لتحديد ثمن المصنع دون احتساب الرسوم‪ ،‬تقوم مديرية األدوية والصيدلة بإنجاز تحليل مقارن ألسعار المصنع الخالية من‬
‫الرسوم المعمول بها في دول المقارنة المعيارية المذكورة أعاله‪ .‬وتعتمد المديرية في هذا التحليل على األسعار المنشورة على‬
‫المواقع اإللكترونية الرسمية للسلطات المختصة في البلدان المعيارية‪ .‬غير أن هذه األثمنة غالبا ما تكون مختلفة عن تلك‬
‫المعتمدة في هذه البلدان‪ ،‬حيث ال تشمل في كثير من األحيان الخصومات المتفق عليها بين السلطات التنظيمية لقطاع األدوية‬
‫والمؤسسات الصيدلية‪ .‬كما أن الوزارة المكلفة بالصحة لم تبرم اتفاقيات تتيح تبادل المعلومات حول أسعار األدوية مع البلدان‬
‫المعيارية‪ .‬حيث تم إبرام اتفاقية شراكة واحدة بهذا الخصوص مع تركيا دون أن يتم تطبيقها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة احترام المدة القانونية لمعالجة ملفات تحديد أسعار األدوية‬
‫يحدد الوزير المكلف بالصحة ثمن بيع األدوية األصلية للعموم ويصادق على ثمن بيع األدوية الجنيسة داخل أجل أقصاه ‪60‬‬
‫يوما من تاريخ التوصل بالملف الكامل المتعلق بطلب تحديد السعر أو المصادقة عليه وفقا ألحكام المادة ‪ 12‬من المرسوم رقم‬
‫‪ 2.13.852‬سالف الذكر‪ .‬غير أن هذه المدة القانونية ال يتم احترامها في الغالب‪ .‬وقد تتراوح مدة التأخير ما بين ‪ 168‬و‪874‬‬
‫يوما‪ .‬حيث تتراوح هذه المدة‪ ،‬حسب المراحل‪ ،‬ما بين ‪ 30‬و‪ 260‬يوما على مستوى مديرية األدوية والصيدلة‪ ،‬وما بين ‪52‬‬

‫‪ 7‬البنك الدولي‪2019،‬‬
‫‪2637‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫و‪ 274‬يوما على مستوى لجنة األسعار المشتركة بين الوزارات وما بين ‪ 86‬و‪ 339‬يوما على مستوى مرحلة نشر قرارات‬
‫تحديد األسعار في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬هوامش ربح مرتفعة مقارنة بالدول المعيارية‬
‫تتفاوت هوامش ربح المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة بين ‪ ،%11‬بالنسبة لألدوية التي يكون ثمن مصنعها دون احتساب‬
‫الرسوم أقل أو يساوي ‪ 588‬درهما و‪ %2‬بالنسبة لباقي األدوية‪ ،‬وذلك وفقا ألحكام المادة ‪ 4‬من المرسوم رقم ‪2.13.852‬‬
‫سالف الذكر‪ .‬أما على مستوى الصيدليات‪ ،‬فتتراوح هذه الهوامش بين ‪ %47‬و‪ %57‬بالنسبة لألدوية التي يكون ثمن مصنعها‬
‫دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي ‪ 588‬درهما‪ ،‬وبالنسبة لألدوية التي يزيد سعر تصنيعها عن ‪ 558‬درهما‪ ،‬تتراوح هذه‬
‫الهوامش بين ‪ 300‬و‪ 400‬درهم لكل علبة‪.‬‬
‫وقد أظهرت مقارنة هوامش ربح المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة والصيدليات المعتمدة بالمغرب مع تلك المعتمدة في‬
‫البلدان المعيارية أن هوامش الربح المعتمدة بالمغرب مرتفعة نسبيا‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تتراوح هوامش ربح المؤسسات‬
‫الصيدلية الموزعة بالجملة‪ ،‬المعتمدة بتركيا‪ ،‬بين ‪ %4‬و‪ %9‬بالنسبة لألدوية التي يكون ثمن المصنع دون احتساب الرسوم‬
‫أقل أو يساوي ‪ 222,46‬درهما بل ينخفض الهامش إلى ‪ %2‬فقط إذا فاق هذا الثمن مبلغ ‪ 222,46‬درهما‪ .‬وفي فرنسا‪ ،‬يتم‬
‫تطبيق هامش ربح بنسبة ‪ %6,93‬فقط على األدوية التي يكون ثمن المصنع دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي ‪4.996,09‬‬
‫درهم‪ ،‬مع تطبيق حد أدنى قيمته ‪ 3.196‬درهما وسقف قيمته ‪ 340,9‬درهما‪ .‬في حين أنه ال يتم تطبيق أي هامش على األدوية‬
‫التي يفوق ثمن المصنع دون احتساب الرسوم هذا المبلغ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بهوامش ربح الصيدلي‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يساوي هامش الربح في المغرب‪ ،‬المطبق على األدوية التي يكون‬
‫ثمن المصنع دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي ‪ 166‬درهم‪ % 57 ،‬بينما ال يتجاوز ‪ % 25‬في تركيا‪ ،‬و‪ % 5.58‬في‬
‫البرتغال‪ ،‬و‪ % 21.4‬في فرنسا‪ ،‬و‪ % 6.42‬في بلجيكا‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة الضريبة على القيمة المضافة مرتفعة مقارنة بالدول المعيارية‬
‫تبلغ نسبة الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على األدوية بالمغرب ‪ .%7‬وتُعفى من الضريبة على القيمة المضافة األدوية‬
‫التي تعالج بعض األمراض المزمنة والمكلفة‪ ،‬السيما مرض السكري والسرطان واإليدز والتهاب الكبد ‪ B‬و‪ ،C‬واألدوية التي‬
‫يتجاوز ثمن مصنعها دون احتساب الرسوم ‪ 588‬درهما‪ .‬وحسب البيانات التي تتوفر عليها مديرية األدوية والصيدلة‪ ،‬يبلغ‬
‫عدد األدوية الخاضعة للضريبة على القيمة المضافة ‪ 4.587‬دواء من إجمالي ‪ 7.766‬دواء يتوفر على ثمن بيع للعموم‪.‬‬
‫ومن خالل مقارنة نسبة الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على األدوية بالمغرب وتلك المطبقة بالدول المعيارية‪ ،‬تبين أنه‬
‫باستثناء تركيا التي تعتمد نسبة ضريبة على القيمة المضافة تساوي ‪ ،%8‬فإن نسبة الضريبة على القيمة المضافة المطبقة في‬
‫المغرب هي األعلى‪ ،‬إذ تبلغ هذه النسبة ‪ %2,1‬في فرنسا بالنسبة لألدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري و‪%4‬‬
‫في إسبانيا و‪ %5‬في البرتغال‪.‬‬
‫مراجعة سعر بيع األدوية للعموم‬
‫خالل الفترة ما بين ‪ 2014‬و‪ ،2021‬من أصل ‪ 7.876‬دواء مرخصا بتسويقه بالمغرب‪ ،‬شمل تخفيض سعر البيع للعموم ما‬
‫مجموعه ‪ 3.417‬دواء‪ ،‬أي بمعدل ‪ ،% 43‬كما تم رفع سعر بيع ‪ 44‬دواء‪ ،‬في حين تم الحفاظ على األسعار األصلية لـ ‪4.415‬‬
‫دواء أي بنسبة ‪.%61‬‬
‫‪ ‬تخفيضات ذات أثر محدود على سعر بيع األدوية‬
‫لم يكن لعمليات خفض سعر البيع للعموم التي تم القيام بها‪ ،‬خالل الفترة المذكورة‪ ،‬تأثير كبير على سعر البيع للعموم لبعض‬
‫األدوية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬شهد سعر ‪ 760‬دواء انخفاضا قيمته أقل أو تساوي ‪ 2‬درهم‪ .‬ويتعلق األمر ب ‪ %25‬من إجمالي‬
‫األدوية التي تم خفض سعرها والتي يتراوح ثمنها ما بين ‪ 4,75‬و‪ 1.246‬درهما‪ .‬كما عرف ‪ 1.450‬دواء انخفاضا أقل أو‬
‫يساوي ‪ 10‬دراهم‪ ،‬أي ‪ %48‬من إجمالي األدوية التي تم خفض سعرها والتي يتراوح ثمنها ما بين ‪ 4,75‬و‪ 1.503‬درهما‪.‬‬
‫ويعزى األثر المحدود لعمليات خفض سعر البيع للعموم‪ ،‬التي تم القيام بها خالل هذه الفترة‪ ،‬بصفة أساسية إلى الصيغة المعتمدة‬
‫في مراجعة أسعار األدوية األصلية‪ .‬حيت أنه ال يتم تطبيق نفس الصيغة المعتمدة عند تحديد السعر األولي (اعتماد أدنى سعر‬
‫من أسعار المصنع دون احتساب الرسوم المحددة في البلدان المعيارية)‪ .‬فبناء على المادة ‪ 14‬من المرسوم رقم ‪،2.13.852‬‬
‫سالف الذكر‪ ،‬من أجل مراجعة أسعار األدوية األصلية‪ ،‬يطبق متوسط أسعار المصنع دون احتساب الرسوم المعتمدة في البلدان‬
‫المعيارية‪ .‬وإذا كان سعر المصنع دون احتساب الرسوم المعتمد في المغرب أقل من السعر المحصل عليه‪ ،‬يتم االحتفاظ بسعر‬
‫المصنع دون احتساب الرسوم المعمول به‪ .‬ويؤدي تطبيق هذه الصيغة إلى تخفيض محدود لألسعار أو الحفاظ على السعر‬
‫األولي‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2638‬‬

‫اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري عن المرض‬
‫‪ ‬فصل إجراءات تحديد سعر البيع للعموم عن إجراءات اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام‬
‫التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‬
‫يتم فصل عملية تحديد سعر البيع عن عملية اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري عن‬
‫المرض‪ .‬حيث تعالج ملفات تحديد أسعار بيع األدوية للعموم من طرف مديرية األدوية والصيدلة ولجنة األسعار المشتركة‬
‫بين الوزارات في حين تتم دراسة ملفات طلبات اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري األساسي‬
‫عن المرض من طرف الوكالة الوطنية للتأمين الصحي‪ ،‬استنادا إلى آراء لجنة الشفافية ودراسات لجنة التقييم المالي‬
‫واالقتصادي‪ .‬وجدير بالذكر أن طلب اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري األساسي عن‬
‫المرض يأتي بعد اتخاذ قرار التحديد والمصادقة على سعر البيع للعموم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن قرار اإلدراج في قائمة األدوية المعوض‬
‫عنها‪ ،‬الذي يعد قوة تفاوضية من أجل تحديد سعر بيع للعموم منخفض‪ ،‬ال يتم استغاللها من طرف الوزارة المكلفة بالصحة‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي‪:‬‬
‫▪ رئاسة الحكومة‬
‫استكمال اإلطار القانوني المنظم لقطاع األدوية والحرص على تحديثه بانتظام داخل آجال معقولة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة النظر في عمليات اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد ثمن بيع األدوية السيما اآلجال القانونية‬ ‫‪-‬‬
‫لمعالجة طلبات اإلذن بالعرض في السوق وطرق تحديد ومراجعة األسعار‪ ،‬وذلك لضمان توافرها وسهولة‬
‫الولوج إليها اقتصاديا؛‬
‫العمل على تطوير الصناعة المحلية لألدوية لتأمين حاجيات السوق الوطنية من األدوية ومكافحة االحتكار؛‬ ‫‪-‬‬
‫▪ الوزارة المكلفة بالمالية‬
‫إعادة النظر في عمليات تحديد ومراجعة أسعار بيع األدوية لضمان توافرها وسهولة الولوج إليها اقتصاديا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫▪ الوزارة المكلفة بالصحة والحماية االجتماعية‬
‫إعداد سياسة دوائية وطنية ترتكز على تحفيز اإلنتاج المحلي لألدوية والحرص على تتبع تنزيلها؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز استقاللية وحكامة وموارد مديرية األدوية والصيدلة لتمكينها من أداء دورها المتمثل في مراقبة وتتبع‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع األدوية بشكل فعال؛‬
‫الحرص على إنشاء آليات تحفيز وتطوير دخول األدوية الجنيسة إلى السوق الوطنية؛‬ ‫‪-‬‬
‫مراجعة عملية تقييم االحتياجات الدوائية الوطنية بصفة منتظمة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة النظر في عمليات اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد ثمن بيع األدوية السيما اآلجال القانونية‬ ‫‪-‬‬
‫لمعالجة طلبات اإلذن بالعرض في السوق وطرق تحديد ومراجعة األسعار‪ ،‬وذلك لضمان توافرها وسهولة‬
‫الولوج إليها اقتصاديا؛‬
‫تزويد مديرية األدوية والصيدلة بنظام معلوماتي مندمج؛‬ ‫‪-‬‬
‫دمج عملتي تحديد سعر البيع واإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري عن‬ ‫‪-‬‬
‫المرض‪.‬‬
‫‪2639‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر والسريع‪:‬‬


‫قدرة على التأقلم وتحديات مرتبطة بالحفاظ على استمرارية‬
‫العالجات وبرامج الصحة‬

‫تتعدد عوامل نجاعة النظام الصحي‪ ،‬ولعل من أهمها‪ ،‬فعالية نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر والذي يهدف إلى تقليص‬
‫المخاطر بغية االستجابة والتصدي لها في الوقت المناسب‪ .‬لذلك‪ ،‬تم اتخاذ مجموعة من التدابير لدعم نظام المراقبة الصحية‪،‬‬
‫كتفعيل المراقبة القائمة على تتبع مؤشرات األمراض ذات األولوية‪ ،‬والعمل على تفعيل نظام مراقبة يتيح جمع وتحليل‬
‫اإلشارات واألحداث الصحية غير العادية‪ ،‬والتي قد تشكل حالة طوارئ صحية عامة‪ .‬ولدعم هذا النظام‪ ،‬تم وضع إطار‬
‫قانوني‪ ،‬بشكل تدريجي يتكون أساسا من المرسوم الملكي رقم ‪ 554.65‬بتاريخ ‪ 17‬ربيع األول ‪ 26( 1387‬يونيو ‪)1967‬‬
‫الذي يحدد قائمة األمراض التي يجب اإلبالغ عنها وطرق اإلبالغ وما إلى ذلك‪ ،‬باإلضافة الى المراسيم والدوريات والقرارات‬
‫الوزارية ذات الصلة‪ .‬كما حث البرنامجان الحكوميان برسم الفترة ‪ 2016-2012‬والفترة ‪ ،2021-2016‬على إحداث نظام‬
‫مراقبة صحية فعال‪ ،‬وعلى تعزيز كل من األمن الصحي‪ ،‬ووسائل المراقبة والوقاية من المخاطر وحاالت الطوارئ‪ ،‬فضال‬
‫عن وسائل المراقبة الصحية على مستوى الحدود‪.‬‬
‫وقد قام المجلس األعلى للحسابات بمراقبة تدبير نظام اإلنذار المبكر وتقليص وتدبير المخاطر للتأكد من مدى قدرة النظام‬
‫الصحي على مواجهة األزمات الصحية‪ ،‬وذلك على ضوء تداعيات جائحة كوفيد‪.19-‬‬
‫أوال‪ .‬نظام اإلنذار المبكر‬
‫اإلطار القانوني واالستراتيجي لنظام اإلنذار المبكر‬
‫‪ ‬ضرورة إرساء قانون متعلق بالصحة العامة‬
‫على الرغم من أن المخطط االستراتيجي لوزارة الصحة للفترة ‪ 2016-2012‬يتضمن ضمن أهدافه إعداد مشروع قانون‬
‫حول الصحة العامة والمراقبة واألمن الصحي‪ ،‬فإنه لم تتم بعد المصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تحيين وتكميل اإلطار القانوني‬
‫لم يتم استكمال اإلطار القانوني الحالي‪ ،‬حيث ال يتضمن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬خاصيات المراقبة الصحية الفعالة‪ .‬كما أن معظم‬
‫النصوص القانونية لم يتم تحيينها لتتماشى مع التغيرات الصحية‪ ،‬على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬خاصة كل ما يتعلق‬
‫باألوبئة حديثة الظهور واللوائح الصحية الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬االستراتيجيات ومخططات العمل المتعلقة بنظام اإلنذار ومراقبة الصحة العامة‬
‫ركز المخططان الحكوميان (‪ 2016-2012‬و‪ )2021-2016‬وكذلك استراتيجيات الوزارة المكلفة بالصحة (‪2016-2012‬‬
‫و"الصحة ‪ )"2025‬على ضرورة إحداث نظام فعال لليقظة وتعزيز األمن الصحي‪ .‬وقد أُظهر التقدم المحرز في تنفيذ هذه‬
‫االستراتيجيات خاصة فيما يتعلق بإحداث وتطوير نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر‪ ،‬أن العديد من اإلجراءات والتدابير‬
‫المخططة تعرف تأخرا من حيث تنفيذها‪ .‬ويتعلق األمر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بتحيين دليل معايير المراقبة الوبائية وتنزيل‬
‫استراتيجية وطنية للمراقبة واألمن الصحي وكذلك تطوير شبكة المختبرات الطبية‪.‬‬
‫تنظيم نظام اإلنذار المبكر‬
‫مكن تحليل هذا الجانب من تسجيل المالحظات التالية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إحداث لجنة لليقظة واألمن الصحي‬
‫لم يتم إحداث لجنة اليقظة واألمن الصحي المنصوص عليها في المادة ‪ 30‬من القانون‪-‬إطار‬
‫رقم ‪ 34.09‬المتعلق بالنظام الصحي والعالجات‪ ،‬رغم أهميتها لدعم وتنسيق أنشطة المراقبة والسالمة الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬طابع مجزأ ألنشطة المراقبة الصحية‬
‫تقوم عدة مصالح على مستوى الوزارة المكلفة بالصحة‪ ،‬كمصلحة مراقبة األوبئة ومصلحة األمراض الوبائية‪ ،‬بأنشطة المراقبة‬
‫الصحية دون تنسيق بينها‪ ،‬الشيء الذي ال يسمح بإرساء وتوحيد طرق عمل مواتية لقيادة وإدارة نظام المراقبة الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى مأسسة التعاون والتنسيق بين القطاعات‬
‫تم الوقوف على غياب آليات مؤسساتية بين القطاعات وشراكات رسمية بين مختلف الجهات المتدخلة‪ ،‬تم ّكن من جمع ونشر‬
‫المعلومات بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب‪ .‬كما لم يتم إحداث منصة مشتركة لتبادل المعلومات بين مختلف المعنيين‬
‫بالمراقبة الصحية‪ ،‬من ضمنهم الوزارة المكلفة بالفالحة والقطاع المكلف بالبيئة والوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‪ ،‬والوزارة‬
‫المكلفة باإلسكان‪ ،‬مما يشكل أحد نقاط الضعف الرئيسية في نظام اإلنذار المبكر‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2640‬‬

‫قدرات نظام اإلنذار المبكر‬


‫مكن فحص هذا الجانب من تسجيل عدد من المالحظات‪ ،‬يتلخص أهمها فيما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تفعيل المراقبة القائمة على األحداث‬
‫قصد تفعيل المراقبة القائمة على األحداث المتعلقة بالصحة العامة بمختلف أسبابها (أمراض مجهولة وغير معتادة او غير‬
‫مرتقبة ذات مصدر بيولوجي أو كيميائي أو إشعاعي)‪ ،‬قامت مديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض‪ ،‬بالتعاون مع منظمة‬
‫الصحة العالمية‪ ،‬بوضع أسس العمل بهذا النوع من المراقبة‪ .‬غير أن العملية ال تزال في مراحلها األولى‪ ،‬حيث سيتطلب‬
‫تفعيلها التعاون بين جميع القطاعات المعنية (كالوزارة المكلفة بالصحة والحماية االجتماعية ووزارة الداخلية والوزارة المكلفة‬
‫بالفالحة وغيرها) وتعبئة موارد بشرية مؤهلة ومدربة‪ ،‬باإلضافة إلى توفير تكنولوجيا المعلومات والتواصل بشكل يم ّكن من‬
‫التقاط وتصفية وتنقيح جميع البيانات التي تم جمعها من مصادر مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى الرفع من نظام المراقبة‬
‫فيما يخص نظام المراقبة الحالي‪ ،‬فيتسم بعدم شمولية البيانات والمعلومات التي يتم الحصول عليها من خالله‪ .‬ويعزى ذلك‬
‫إلى عدم إشراك فئات معينة من المبلغين‪ ،‬السيما في القطاع الخاص (المستشفيات الخاصة والعيادات الطبية)‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬أظهر فحص عينة من استمارات التبليغ أن البيانات المتوصل بها من طرف مديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض‬
‫ليست كاملة‪ ،‬وأنه ال يتم ملء نماذج اإلشعار بشكل صحيح و‪/‬أو تعاني من نقص المعلومات الالزمة لتأكيد الحاالت واالستجابة‬
‫لها‪ ،‬كالمعطيات السريرية وعنوان وتعريف المعني باألمر‪ ،‬إلخ‪..‬‬
‫كما لم يتم استغالل بعض مصادر المعلومات المتعلقة بمراقبة األمراض واألحداث غير العادية‪ ،‬والصادرة عن قطاع الصحة‪،‬‬
‫بشكل كاف كالمعطيات حول التعفنات داخل المستشفيات‪ ،‬وسجالت الوفيات ومقاومة مضادات البكتيريا‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫ال تزال مساهمة المختبرات في التزويد بالمعلومات الالزمة محدودة وذلك ألسباب عدة من بينها‪ ،‬غياب التنسيق فيما بينها‬
‫وعدم انخراط المختبرات الخاصة في اإلبالغ‪.‬‬
‫الوسائل المتاحة لنظام اإلنذار المبكر‬
‫بالنسبة للوسائل المتاحة لنظام اإلنذار المبكر‪ ،‬تخص أبرز المالحظات الجوانب التقنية وكذا الموارد البشرية والمالية‪.‬‬
‫أ‪ .‬الوسائل التقنية‬
‫‪ ‬ضرورة ضمان توافق دليل المراقبة الصحية مع اللوائح الصحية الدولية‬
‫ال يتوافق دليل المراقبة الصحية المعمول به مع متطلبات اللوائح الصحية الدولية‪ .‬إذ ال يحدد هذا الدليل إجراءات التحقيق‬
‫والتدابير والطرق التي يجب تطبيقها في حالة ظهور إشارات أو أحداث قد تشكل حالة طوارئ صحية عامة‪.‬‬
‫‪ ‬نظام معلوماتي ذو طابع يدوي‬
‫يرتكز نظام المعلومات المخصص لإلنذار المبكر‪ ،‬المعمول به‪ ،‬أساسا على السجالت اليدوية أو األدوات المكتبية (مثل‬
‫‪ )Excel‬في غياب نظام معلوماتي آلي قادر على تدبير وتحليل البيانات‪ .‬ويزيد من حدة هذا الوضع تجزئ البرامج الصحية‬
‫وعدم تخصيص أي وسيلة (مركز اتصال مثال) للتبليغ عن الحاالت المشتبه فيها أو المؤكدة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى توفير المعلومات المتعلقة بمخزون المعدات واللوازم الطبية وغير الطبية وضمان مخزون وطني‬
‫لبعض الكواشف‬
‫ال تتوفر الوحدة المسؤولة عن المراقبة الصحية واإلنذار المبكر‪ ،‬بالوزارة المكلفة بالصحة‪ ،‬على المعلومات المتعلقة بمخزون‬
‫المعدات واللوازم الطبية وغير الطبية المتوفرة‪ .‬كما تبقى المعلومات حول األدوية وبعض المعدات متفرقة بين المديريات‬
‫واألقسام األخرى للوزارة‪ .‬كما سجل غياب مخزون وطني لبعض الكواشف الالزمة لتشخيص بعض األمراض التي تم القضاء‬
‫عليها سلفا‪ ،‬أو التي لم يسبق رصدها بالبالد (األمراض االستوائية مثال)‪ ،‬أو التي يُحتمل تسربها عن طريق نقط العبور (في‬
‫ظل تواجدها في بعض البلدان المجاورة)‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة الرفع من قدرات المختبرات التابعة للوزارة‬
‫تتسم قدرات مختبرات الوزارة المكلفة بالصحة بعدم الكفاية‪ ،‬بسبب تحديد تخصصها في مجاالت البرامج الصحية‬
‫للوزارة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال تزال قدرات المختبرات المتعلقة بعلم الفيروسات وعلم الجراثيم محدودة وغير كافية‪ .‬هذا‪،‬‬
‫إلى جانب كون خمسة (‪ )5‬مختبرات فقط‪ ،‬من أصل ‪ 140‬مختبرا للصحة العامة (وهي معهد باستور‪ ،‬والمعهد الوطني‬
‫للصحة‪ ،‬ومختبر المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط‪ ،‬ومختبر الدرك الملكي‪ ،‬ومختبر المستشفى العسكري بكلميم)‪،‬‬
‫تتوفر على مستوى السالمة من الدرجة الثالثة الخاص بالسالمة البيولوجية‪ ،‬والذي يعد ضروريا للكشف عن بعض األمراض‬
‫(السيما "اإليبوال")‪ .‬كما لم يتم تعيين المختبرات المرجعية بشكل رسمي من طرف الوزارة‪.‬‬
‫‪2641‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬العمل على تطوير بنك لسالالت األمراض لرصد تلك التي تم القضاء عليها والمحتمل عودة ظهورها‬
‫ال تتوفر مختبرات وزارة الصحة على بنك لسالالت األمراض للتمكن من إجراء فحوصات منتظمة ودورية لرصد األمراض‬
‫التي تم القضاء عليها والمحتمل عودة ظهورها (مثل ما حدث بالنسبة لشلل األطفال في سوريا‪ ،‬وجدري الماء في إنجلترا‪،‬‬
‫والحصبة في فرنسا)‪ ،‬وبالتالي تفعيل نظام اإلنذار المبكر‪.‬‬
‫ب‪ .‬الموارد البشرية والمالية‬
‫‪ ‬الحاجة لتعزيز الموارد البشرية المكلفة بمجال المراقبة الصحية وبرامج التكوين المستمر‬
‫ال يتوفر نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر على الموارد البشرية الكافية (‪ 118‬أخصائيا في علم األوبئة‪ ،‬منهم ‪ 28‬على‬
‫المستوى المركزي و‪ 90‬على مستوى الجهات)‪ .‬إذ يتكلف عشرة موظفين‪ ،‬منهم أربعة أطباء فقط‪ ،‬بتسيير ما يعادل ‪45‬‬
‫برنامجا صحيا باإلضافة إلى جائحة كوفيد‪ .19-‬كما ال يتوفر هذا النظام على خطة لتعويض الموظفين العاملين بمجال المراقبة‬
‫واإلنذار المبكر المحالين على التقاعد أو المغادرة الطوعية‪.‬‬
‫كما أن المو ظفين المكلفين بالرصد والمراقبة الوبائية‪ ،‬على المستوى المركزي وعلى المستوى الترابي‪ ،‬ال يستفيدون بشكل‬
‫منتظم من برامج التكوين المستمر لتعزيز قدراتهم على الكشف السريع عن المخاطر الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬الموارد المالية المخصصة للمراقبة الوبائية‬
‫تتسم الموارد المالية المخصصة للمراقبة الوبائية بالمحدودية‪ ،‬حيث أن حصة الميزانية المخصصة لها ضئيلة مقارنة بالميزانية‬
‫العامة للوزارة‪ ،‬إذ لم تتجاوز نسبة ‪ %0,63‬سنة ‪ .2021‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬لم يخصص أي بند في الميزانية ألنشطة المراقبة‬
‫على الحدود‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬نظام التقليص من المخاطر‬
‫تم في هذا الصدد الوقوف على أهم إجراءات الوقاية وتقييم المخاطر باإلضافة إلى مدى تتبع وتقييم نظام التقليص من المخاطر‪.‬‬
‫وقد مكنت مراقبة هذه الجوانب من تسجيل المالحظات التالية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تجاوز اإلكراهات التي تواجه تنفيذ البرامج الوقائية‬
‫يواجه تنفيذ بعض البرامج الصحية نقصا في الموارد البشرية (األطباء العامون والمتخصصون والممرضون) وكذا سوءا في‬
‫توزيعها‪ .‬ويمتد هذا الوضع أيضا إلى مختبرات الوزارة‪ ،‬التي تواجه نقصا مستمرا وحادا في عدد التقنيين‪ .‬كما تواجه هذه‬
‫البرامج صعوبات تتعلق بتمويل أنشطة الوقاية والتوعية وإجراءات مكافحة األمراض‪ .‬إذ‪ ،‬بصرف النظر عن التمويل المتاح‬
‫في إطار التعاون الدولي‪ ،‬ال تزال الميزانية المخصصة لبعض البرامج الصحية محدودة إلى جانب ضعف الميزانية المخصصة‬
‫للعالجات الوقائية‪.‬‬
‫كما يعرف مجال تدريب المتدخلين في الوقاية من األمراض ذات األولوية التي يتم رصدها ومراقبتها ومكافحتها‪ ،‬مجموعة‬
‫من النقائص‪ ،‬من بينها ضعف عدد التداريب وعدد المستفيدين‪ .‬كما تبقى فعالية أنشطة الوقاية من األمراض والحد منها محدودة‬
‫بسبب عدم تفعيل مشاركة جميع القطاعات المعنية (كما هو الشأن بالنسبة للوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‪ ،‬والوزارة المكلفة‬
‫باإلسكان‪ ،‬والقطاع المكلف بالبيئة)‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم المخاطر الصحية‬
‫ال ينبني تقييم المخاطر على أسس منهجية‪ ،‬حيث ال يتم إال بعد اكتشاف وتأكيد حدث صحي عام غير عاد أو تطور غير طبيعي‬
‫لمنحى األمراض المعروفة وتحت المراقبة من قبل البرامج الصحية‪ ،‬بينما من المفروض أن يتم باستمرار ألجل تقليص‬
‫المخاطر والحد من آثارها السلبية على المنظومة الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى إرساء تطبيقات اإلخطار‬
‫ال يتوفر نظام اإلنذار المبكر المحدث على تطبيقات اإلخطار‪ .‬وبالتالي فإن تبليغ المعلومات‪ ،‬المتعلقة باألمراض المرتبطة‬
‫بقطاعي صحة اإلنسان والحيوان وأحداث الصحة العامة‪ ،‬ال يتم تلقائيا‪ .‬إذ يتم ذلك بشكل يدوي عن طريق الرسائل القصيرة‬
‫أو البريد اإللكتروني‪ .‬وقد تم في سنة ‪ ،2018‬وضع تطبيق لتسهيل اإلبالغ عن حاالت التهاب السحايا‪ ،‬لكنه ال يشمل جميع‬
‫األمراض األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إجراء تمارين المحاكاة بشكل منتظم وشامل‬
‫تعرف تمارين المحاكاة التي تجرى من طرف الوزارة‪ ،‬بغرض تحديد قدرات النظام الصحي وتوفير الخبرة العملية للمشاركين‬
‫في أنشطة اإلنذار المبكر والتدخل السريع‪ ،‬عدة نقائص‪ .‬حيث لم يتم إدراج عناصر تقييم قدرة النظام الصحي على اإلنذار‬
‫المبكر وتقييم المخاطر والتبليغ في الوقت المناسب في تمارين المحاكاة‪ .‬كما أن عدد تمارين المحاكاة المتعقلة باألحداث ذات‬
‫األصل الكيميائي محدود‪ ،‬بينما لم تخصص أي تمارين محاكاة لألحداث والمخاطر ذات األصل اإلشعاعي‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2642‬‬

‫ثالثا‪ .‬التدابير الصحية المتخذة لمواجهة جائحة كوفيد‪19-‬‬


‫شكلت أزمة كوفيد‪ 19-‬تحديا كبيرا أظهر اإلكراهات والثغرات التي يتسم بها نظام اإلنذار وتقليص المخاطر‪ ،‬مما يستدعي‬
‫اتخاذ اإلجراءات الضرورية من أجل تجاوزها وتأسيس نظام صحي قوي ومرن‪ ،‬قادر على مواجهة طوارئ الصحة العامة‬
‫المحتملة مستقبال‪.‬‬
‫فقد تم خالل جائحة كوفيد‪ 19-‬بذل مجهودات غير مسبوقة فيما يخص الرصد والكشف واإلبالغ‪ ،‬وذلك بغية تقليص المخاطر‬
‫والحد من التأثيرات الجانبية المحتملة لهذه الجائحة‪ .‬وعليه‪ ،‬تم التأقلم مع هذا الوضع بسن قواعد تنظيمية وإرساء تنظيمات‬
‫هيكلية باإلضافة إلى وضع إجراءات صحية ألجل المراقبة والتصدي بشكل شبه دائم‪ ،‬سواء على المستوى الداخلي للبالد أو‬
‫على مستوى الحدود‪ .‬كما استلزم التصدي لهذه الجائحة تعبئة موارد مالية هامة تم توفيرها أساسا عن طريق تمويالت الصندوق‬
‫الخاص بتدبير جائحة كوفيد‪.19-‬‬
‫وقد ساهمت جهود المراقبة والتصدي في تجنيب البالد موجات النتشار الفيروس وحدت من ذرواتها‪ .‬كما ساهمت هذه‬
‫المجهودات في إرساء مالمح تدبير جديد تجسد‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في دعم عدة مستشفيات بمولدات األوكسجين وتقوية قدرات‬
‫المختبرات والبنيات االستشفائية‪ ،‬فيما يتعلق بعدد األسرة والمعدات البيوطبية‪ ،‬وكذلك مخزون اللقاحات‪.‬‬
‫غير أن المجهودات المبذولة في إطار جائحة كوفيد‪ ،19-‬ورغم أهميتها‪ ،‬ال ترقى إلى مستوى "نظام لإلنذار المبكر وتقليص‬
‫وتدبير المخاطر" قائم بذاته ومطابق للنظام الموصوف ضمن أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬والذي من شأنه تكريس نظام صحي‬
‫قوي ومرن‪ .‬حيث ظلت هذه المجهودات‪ ،‬وما ترتب عنها من آثار جانبية‪ ،‬موسومة بعدة نقائص تتعلق على الخصوص بعدم‬
‫تمكن المنظومة الصحية من استمرارية العالجات وخدمات البرامج الصحية والتكفل ببعض الفئات المجتمعية الهشة‪ ،‬وكذا‬
‫تشكيل مخزون لألدوية والكواشف وغيرها‪ ،‬مما ال يساهم في تأمين األمن والسيادة الصحيين‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬ومراعاة لمبادئ الهدف الثالث (‪ 3‬د) من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بتعزيز القدرات في مجال‬
‫اإلنذار المبكر والحد من المخاطر وإدارة المخاطر الصحية‪ ،‬ومن أجل إرساء نظام لإلنذار المبكر وتقليص المخاطر يساهم‬
‫في الوقاية من الجوائح المحتملة‪ ،‬الصحية منها على وجه الخصوص‪ ،‬وفي تجنب اآلثار الجانبية لألزمات الصحية على‬
‫النظام الصحي‪:‬‬
‫يوصي المجلس األعلى للحسابات رئاسة الحكومة بالسهر على إرساء نظام فعال لإلنذار المبكر وتقليص‬ ‫‪-‬‬
‫المخاطر‪ ،‬ممأسس ودائم ومزود بالوسائل واآلليات الضرورية ويحظى باالنخراط الفعلي لجميع األطراف ذات‬
‫الصلة‪ ،‬السيما الوزارة المكلفة بالصحة والوزارة المكلفة بالفالحة والوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‪،‬‬
‫والوزارة المكلفة باإلسكان‪ ،‬والقطاع المكلف بالبيئة‪ ،...‬ويحرص على التنسيق الفعال بينها؛‬
‫كما يوصي الوزارة المكلفة بالصحة بما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفعيل التدابير واآلليات المتعلقة بنظام اإلنذار المبكر وتقليص المخاطر‪ ،‬المضمنة في مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫االستراتيجيات والمخططات؛‬
‫وضع إطار قانوني ومؤسساتي مالئم ومحين للمراقبة واليقظة الصحية وكذا اإلنذار المبكر؛‬ ‫‪-‬‬
‫الحرص على التنسيق فيما يخص تدخالت ووسائل ومعطيات مختلف المتدخلين في نظام اليقظة والمراقبة‬ ‫‪-‬‬
‫الصحية؛‬
‫تقوية نظام المراقبة الصحية عبر تفعيل نظام المراقبة القائمة على األحداث؛‬ ‫‪-‬‬
‫القيام بتقييمات منهجية للمخاطر الصحية وإنجاز تمارين المحاكاة بشكل منتظم لكل أنواع المخاطر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم‪:‬‬


‫ضرورة إرساء إطار مؤسساتي مناسب لتحسين حكامة البرنامج‬

‫تم وضع البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم من قبل وزارة الصحة والرعاية االجتماعية منذ عام ‪،1996‬‬
‫بهدف الحد من خطورة ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته والعجز والوفيات المبكرة المرتبطة به‪ .‬وتشرف على تدبير هذا البرنامج‬
‫مصلحة أمراض القلب والشرايين بقسم األمراض غير المتنقلة بمديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض‪.‬‬
‫‪2643‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية حول البرنامج تطرقت إلى اإلجراءات واألنشطة المبرمجة واآلليات المعتمدة‬
‫والوسائل المرصودة في إطار هذا البرنامج وكذا إلى مستوى تحقيق أهدافه المتمثلة في التحكم في الوضع الصحي المرتبط‬
‫بارتفاع ضغط الدم‪.‬‬
‫وقد ركزت المهمة الرقابية‪ ،‬التي شملت الفترة ما بين سنتي ‪ 2010‬و‪ ،2020‬على أهم المصالح المركزية بوزارة الصحة‬
‫والحماية االجتماعية المتدخلة في تنزيل البرنامج وعلى عينة من المديريات الجهوية والمندوبيات اإلقليمية والمراكز الصحية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تأطير البرنامج وحكامته‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز تأطير البرنامج من حيث مستهدفيه وموارده وأهدافه وأنشطته ومؤشرات تتبعه‬
‫يفتقر البرنامج إلى التأطير الكافي في ظل غياب وثيقة مرجعية ورسمية تحدد بدقة الفئات المستهدفة وأهداف البرنامج ومكوناته‬
‫وأنشطته والوسائل المرصودة له‪ ،‬وكذا مؤشرات تتبع وتقييم إنجاز أهدافه‪.‬‬
‫وأفادت الوزارة أنه من ناحية تأطير البرنامج‪ ،‬يغطي دليل برنامج الوقاية ومكافحة ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬الذي تم تطويره‬
‫في عام ‪ 2012‬وتم تحديثه في عام ‪ ،2020‬جميع الجوانب السريرية واإلدارية والتنظيمية للبرنامج من السياق إلى‬
‫المراقبة ‪ /‬التقييم‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد تم توزيع الدورية الوزارية الصادرة في ‪ 8‬مايو ‪ ،2012‬والتي تم تطويرها‬
‫ونشرها بمناسبة اليوم العالمي الرتفاع ضغط الدم‪ ،‬هذه الدورية تصف بوضوح رؤية االستراتيجية الوطنية للوقاية‬
‫من ارتفاع ضغط الدم ومكافحته وكذلك السكان المستهدفين من البرنامج‪.‬‬
‫ويوضح المجلس‪ ،‬بهذا الصدد‪ ،‬أن مشروع الدليل المشار اليه لم يتم اعتماده بعد‪ .‬أما الدورية المذكورة فهي تتعلق بتنظيم حملة‬
‫وطنية للتحسيس والكشف عن ارتفاع ضغط الدم‪.‬‬
‫فعلى مستوى تحديد السكان المستهدفين‪ ،‬ال يتم تحيين المسوح الوطنية بانتظام‪ ،‬والتي تقدر نسبة وعدد األشخاص المصابين‬
‫بارتفاع ضغط الدم‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يعتبر عدم تأسيس نظام لالستهداف واحدا من العوامل التي حالت دون تحقيق أهداف‬
‫البرنامج وت رشيد استعمال موارده من حيث تغطية حاجيات مرضى ارتفاع ضغط الدم من األدوية‪ ،‬السيما بالنسبة للمرضى‬
‫في وضعية فقر أو هشاشة‪.‬‬
‫أما على مستوى تحديد األهداف والمؤشرات‪ ،‬فإن مؤشرات التتبع المعتمدة ال تشمل جميع أهداف البرنامج‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫ال يتم تتبع ورصد المضاعفات الناجمة عن حاالت اإلصابة بارتفاع ضغط الدم بالدقة الكافية‪ ،‬علما أن البرنامج أدرجها ضمن‬
‫أهدافه الرئيسية‪ .‬كذلك‪ ،‬تم تحديد مؤشر تتبع الهدف المتعلق بالرفع من عدد الحاالت الجديدة التي يتم تشخيصها سنويا بصفة‬
‫غير متجانسة خالل الفترة المشمولة بالمهمة الرقابية‪ ،‬حيث حدد في نسبة ‪ %10‬للفترة من ‪ 2011‬إلى ‪ 2019‬وفي ‪ 5%‬ابتداء‬
‫من سنة ‪ ،2020‬بينما أشارت المشاريع السنوية ألداء الوزارة الى نسبة تناهز ‪.%4‬‬
‫وفي ظل عدم تخصيص اعتمادات مالية للبرنامج على وجه التحديد‪ ،‬يتم إنجاز الطلبيات المرتبطة باألدوية واقتناء األجهزة‬
‫والمعدات المتع لقة بالتكفل بمرضى ارتفاع ضغط الدم عبر استخدام بنود مختلفة من ميزانية الوزارة‪ ،‬مما يصعب معه مهمة‬
‫تحديد الموارد المعبأة لفائدة البرنامج‪.‬‬
‫وارتباطا بتنزيل األنشطة والعمليات‪ ،‬فإن البرنامج يفتقر إلى خطة عمل متكاملة خاصة به‪ ،‬كما أنه يعاني من ضعف التنسيق‬
‫مع المصالح األخرى للوزارة التي تدير أنشطة تدخل في نطاق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في معرض جوابها إلى أنها تضع كل سنة خطة عمل خاصة ببرنامج الوقاية ومكافحة ارتفاع‬
‫ضغط الدم يتم من خاللها تحديد األهداف واإلجراءات والتدابير المخطط لها خالل العام‪.‬‬
‫كما ال يتم التنسيق بين وحدة أنماط الحياة الصحية وبرنامج مكافحة التبغ وبرنامج الوقاية ومكافحة ارتفاع ضغط الدم‬
‫في تحديد األهداف المسطرة وتطوير خطط العمل‪ .‬علما أن كل هذه المصالح تندرج تحت قسم األمراض غير السارية‬
‫الذي يقوم بدور التنسيق‪.‬‬
‫ويوضح المجلس أن الوثائق التي قدمت له "كخطة عمل البرنامج" تتعلق ببرنامج عمل قسم األمراض غير السارية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تجاوز الصعوبات التي تعترض عمل آليات الحكامة‬
‫فيما يتعلق بآليات الحكامة‪ ،‬يتم االستناد إلى لجنة الدعم التقني وإلى تنظيم مسلك العالجات الخاص بارتفاع ضغط الدم ( ‪filière‬‬
‫‪ )deًsoinsًrelatifsًàًl’HTA‬مع اعتماد بروتوكوالت عالجية للتكفل بالمرضى‪ .‬غير أن فحص هذه اآلليات أظهر أن‬
‫البروتوكوالت العالجية غير محينة وأن التنسيق بين المستويات المختلفة لمسلك العالجات الخاص بارتفاع ضغط الدم ال يرقى‬
‫إلى المستوى المطلوب‪ ،‬مما ينعكس سلبا على عملية التكفل بالمرضى وجودة الخدمات الطبية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2644‬‬

‫ثانيا‪ .‬تدبير وقيادة البرنامج‬


‫تتولى المصالح المركزية بمديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض تدبير البرنامج في الجانب المتعلق بالتخطيط االستراتيجي‪،‬‬
‫بينما تقوم المراكز الصحية بتنفيذ أنشطة البرنامج وتقديم الخدمات الطبية الالزمة ومراقبة وتتبع حاالت اإلصابة بمرض‬
‫ارتفاع ضغط الدم‪ .‬وبين هذين المستويين‪ ،‬تتدخل المصالح الجهوية واإلقليمية من أجل ضمان حسن سير البرنامج والسهر‬
‫على تحقيق أهدافه في حدود اختصاصها الترابي‪ .‬وقد مكنت المهمة الرقابية من الوقوف على مالحظات ترتبط بالتخطيط‬
‫والتتبع واإلشراف والتنسيق وكذا بالنظام المعلوماتي الخاص بالبرنامج‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات التخطيط والتتبع والتنسيق واإلشراف بحاجة للتعزيز‬
‫فيما يتعلق بالتخطيط‪ ،‬فإن اإلجراءات والتدابير االستراتيجية المعتمدة في مجال التكفل والوقاية من ارتفاع ضغط الدم ال ترتكز‬
‫في الغالب على آليات لضمان تنزيلها على أرض الواقع على المستوى الجهوي واإلقليمي وعلى مستوى المراكز الصحية‪.‬‬
‫وبالنسبة للتنسيق والتتبع واإلشراف‪ ،‬ال تمارس المديريات الجهوية والمندوبيات اإلقليمية كافة أدوارها من أجل السهر على‬
‫ضمان تنزيل أهداف البرنامج وال سيما من حيث التأطير والتنسيق مع مختلف المتدخلين وتتبع وتنفيذ أنشطة البرنامج‬
‫واإلشراف عليها‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى نظام معلوماتي رقمي‬
‫بالنسبة للنظام المعلوماتي‪ ،‬فإن البرنامج يعتمد في تجميع ومعالجة واستغالل البيانات اإلحصائية المتعلقة بمرض ارتفاع ضغط‬
‫الدم على وسائل تقليدية (ورقية) في شكل دفاتر وسجالت تتم تعبئتها يدويا على مستوى المراكز الصحية ثم ترسل البيانات‬
‫المتضمنة بها الى المصالح المركزية مرورا بالمندوبيات اإلقليمية والمديريات الجهوية‪ .‬وتنطوي هذه الطريقة المتبعة في‬
‫تجمي ع ومعالجة واستغالل البيانات اإلحصائية على عدة مخاطر ترتبط بعدم شمولية وصحة البيانات وموثوقية مؤشرات‬
‫البرنامج‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬تحقيق أهداف البرنامج وتنزيل اإلجراءات االستراتيجية‬
‫من خالل تحليل مؤشري عدد الحاالت الجديدة التي يتم تشخيصها سنويا وتلك التي تتكفل بها المراكز الصحية‪ ،‬يتضح أن‬
‫ارتفاع ضغط الدم ال يزال غير خاضع للمراقبة والتتبع الكافيين على الرغم من التقدم المهم الذي حققته بالدنا في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبات في المراقبة والتكفل رغم التقدم الملموس‬
‫شهدت الحاالت الجديدة التي تم تشخيصها تطورا كبيرا بين سنتي ‪ 2011‬و‪ ،2020‬حيث انتقلت أعدادها من ‪ 66.150‬حالة‬
‫سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 116.266‬حالة سنة ‪ ،2019‬ثم ‪ 80.585‬حالة جديدة سنة ‪( 2020‬نظرا لتأثير الوباء)‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تم‬
‫تحقيق أرقام تتجاوز تقريبا الهدف السنوي للبرنامج بين عامي ‪ 2012‬و‪ .2014‬وباستثناء عام ‪ 2020‬الذي عرف نسبة إنجاز‬
‫لم تتعد ‪ ،%66‬فإن الفترة الممتدة ما بين ‪ 2011‬و‪ 2020‬سجلت تحقيق نسبة إنجاز سنوي فاقت ‪.%90‬‬
‫كما ارتفع مؤشر حاالت ارتفاع ضغط الدم المتكفل بها على المستوى الوطني من قبل المراكز الصحية بخمسة أضعاف‪ ،‬حيث‬
‫انتقل من ‪ 198.808‬حالة في سنة ‪ 2010‬إلى ‪ 1.195.257‬حالة متكفل بها في سنة ‪ ،2020‬تم تسجيل ‪ %55‬منها بالمجال‬
‫الحضري و‪ %45‬منها بالوسط القروي‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬وعلى الرغم من التقدم المسجل‪ ،‬يبقى عدد حاالت ارتفاع ضغط الدم المتكفل بها في إطار البرنامج (مليون و‪ 195‬ألف‬
‫حالة بمعدل تغطية ‪ )%16,5‬أقل بكثير من التقديرات حول عدد الحاالت المصابة بهذا المرض‪ .‬وحسب المسح الوطني المنجز‬
‫سنة ‪ 2018‬من طرف وزارة الصحة والحماية االجتماعية ومنظمة الصحة العالمية‪ ،‬قدر عدد الحاالت المصابة بالمرض في‬
‫‪ 7‬ماليين و‪ 253‬ألفا أي ما يمثل ‪ %29,3‬من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 18‬سنة وما فوق‪.‬‬
‫كما أبان المسح الوطني أن ‪ %53,7‬من األشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم لم يتلقوا أي عالج خالل سنتي ‪2017‬‬
‫و‪.2018‬‬
‫ويالحظ أن هدف التكفل بجميع حاالت ارتفاع ضغط الدم التي يتم تشخيصها يبقى صعب المنال بسبب عدم توفر جميع‬
‫الخدمات للتكفل الطبي الالزم‪ .‬ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى نقص المعدات وعدم كفاية األدوية والموارد البشرية الطبية‬
‫وشبه الطبية‪.‬‬
‫وإذا كان معدل اإلصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم قد انخفض بأربع نقاط مئوية تبعا لنتائج المسحين المنجزين في سنتي‬
‫‪ 2000‬و‪ ،2018‬حيث تراجع من ‪ %33,6‬سنة ‪ 2000‬الى ‪ %29,3‬سنة ‪ ،2018‬فإن هذا المعدل يظل أعلى من متوسط‬
‫المعدل المسجل على المستوى العالمي‪ ،‬الذي ال يتجاوز ‪ ،%22‬ومن المعدل المسجل على المستوى اإلفريقي‪ ،‬الذي يبلغ‬
‫‪.%827‬‬

‫‪ 8‬الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للصحة الذي تمت زيارته بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫‪2645‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫رابعا‪ .‬تدبير الموارد المرصودة للبرنامج‬


‫يعتبرنقص الموارد البشرية والمادية المتاحة من أهم المعيقات التي تواجه تنفيذ أنشطة البرنامج وتحقيق أهدافه‪ ،‬ال سيما في‬
‫سياق تزايد نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم المتكفل بهم على مستوى المراكز الصحية‪ ،‬حيث سجل ما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز الموارد البشرية واألجهزة الطبية‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أظهرت معطيات مديرية الموارد البشرية لوزارة الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬أن ‪ 632‬مركزا صحيا (‪536‬‬
‫مركزا قرويا و‪ 96‬مركزا حضريا) ال يتوفر على طبيب‪ .‬كما ال تتوفر دائما التخصصات الطبية األساسية في مسلك العالجات‬
‫الخاصة بارتفاع ضغط الدم (مثل تخصصات أمراض القلب والكلي والعيون والطب الباطني) على مستوى وحدة األمراض‬
‫المزمنة بالمراكز الصحية أو على مستوى المستشفيات‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة الصحة والحماية االجتماعية إلى وجود نقص في الموارد البشرية بشكل عام في القطاع‪.‬‬
‫أما على مستوى المعدات الطبية‪ ،‬فإن المقتنيات ال تشمل جميع األجهزة واألدوات الالزمة للفحص والتشخيص وتتبع حاالت‬
‫ارتفاع ضغط الدم‪.‬‬
‫وأفادت الوزارة أن شراء هذه األجهزة الطبية يرتبط بتوفر االعتمادات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلمداد باألدوية يحتاج لمزيد من االنتظام‬
‫على الرغم من الدور الحيوي لألدوية من أجل التحكم في ارتفاع ضغط الدم والوقاية من مضاعفاته‪ ،‬فإنها قد ال تتوفر دائما‪،‬‬
‫مما يؤثر سلبا على التكفل الفعال بالمرضى‪ .‬ويرجع هذا األمر إلى الصعوبات المسجلة في تدبير بعض الصفقات‪ ،‬السيما تلك‬
‫المعدة بناء على االحتياجات السنوية من األدوية إذ ال يتم تنفيذها أو ال تنفذ إال بعد وقت طويل من إبرامها‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الصحة والحماية االجتماعية بما يلي‪:‬‬
‫العمل على إرساء إطار مؤسساتي مناسب للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم وضمان حسن‬ ‫‪-‬‬
‫سير عمل الهيئات المرتبطة بحكامته؛‬
‫تحسين أعمال التخطيط والتنسيق والتتبع والمراقبة بالموازاة مع العمل على تنزيل اإلجراءات االستراتيجية‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلقة بالوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم؛‬
‫وضع نظام معلوماتي فعال إلنتاج بيانات شاملة وموثوق بصحتها ومؤشرات مناسبة للتكفل بمرضى ارتفاع‬ ‫‪-‬‬
‫ضغط الدم وتتبع عالجهم؛‬
‫تحسين أداء مسلك العالجات الخاص بارتفاع ضغط الدم من خالل ضمان التنسيق الفعال بين مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫مستوياته؛‬
‫تحديث البروتوكوالت العالجية المتعلقة بالتكفل بمرضى ارتفاع ضغط الدم والسهر على التطبيق المناسب‬ ‫‪-‬‬
‫للبروتوكول الخاص بالوقاية من أمراض القلب والشرايين؛‬
‫العمل على توفير الموارد البشرية واألجهزة الالزمة وعلى انتظام اإلمداد باألدوية لضمان فعالية التكفل‬ ‫‪-‬‬
‫وتقديم جميع الخدمات العالجية المطلوبة مع الحرص على إعمال ممارسات التدبير الجيد لموارد البرنامج‪.‬‬

‫قطاعات التربية والتكوين‬


‫والتعليم العالي‬
‫تولي بالدنا أهمية كبرى لتطوير المنظومة التعليمية‪ ،‬في مختلف جوانبها‪ ،‬باعتبارها شرطا الزما لتحقيق التنمية الشاملة‪ .‬وقد‬
‫انخرطت في هذا اإلطار في إصالح عميق وشامل للمدرسة المغربية‪ ،‬غايته األساسية إرساء نظام تربوي جديد يساهم بفعالية‬
‫في تكوين أجيال قادرة على االبتكار واإلبداع والعطاء‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإن تأهيل الموارد البشرية لقطاع التربية والتكوين وتمكينها من اآلليات والوسائل الضرورية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الحرص على تنمية قدراتها البيداغوجية ومداركها المعرفية‪ ،‬يشكل مقوما أساسيا للنهوض بالتعليم في بالدنا‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2646‬‬

‫ويحتل العالم القروي مكانة متميزة ضمن اهتمامات القطاعات المعنية بالتعليم‪ ،‬سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬لذلك تم‬
‫اتخاذ مجموعة من التدابير الرامية إلى النهوض بالتعليم في الوسط القروي وتحسين المؤشرات ذات الصلة‪ .‬ومن بين هذه‬
‫التدابير تلك المتعلقة بالنقل المدرسي لكونه آلية من آليات الدعم االجتماعي التي تساهم في تقليص نسبة الهدر المدرسي‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬شكلت األزمة الصحية "كوفيد‪ "19-‬فرصة مواتية الستجالء أهمية تطوير أنماط التدريس على مستوى‬
‫جميع األس الك‪ ،‬ليبرز بذلك نمط التدريس عن بعد كآلية يجب استثمارها وتوفير مقومات نجاحها كي تساهم في االرتقاء‬
‫بالمنظومة التربوية‪.‬‬
‫كما تكتسي بعض الجوانب األخرى ذات الصلة بالمنظومة التعليمية ببالدنا أهمية خاصة‪ ،‬ومن بينها التعليم العتيق الذي‪ ،‬وإلى‬
‫جانب دوره في تأمين تعليم ذي خصوصيات لفائدة فئات واسعة من المتمدرسين‪ ،‬يساهم في الحفاظ على قيم الوسطية واالعتدال‬
‫وعلى المرتكزات الدينية لألمة‪ ،‬فضال عن التكوين المهني الذي يسعى إلى تكوين كفاءات ذات جودة عالية تستجيب لمتطلبات‬
‫سوق الشغل في شتى الميادين‪ ،‬ومن ضمنها المجال الفالحي‪.‬‬
‫واستح ضارا لكل ما سبق‪ ،‬فقد أنجز المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات خالل سنة ‪ 2021‬مجموعة من‬
‫المهام الرقابية المتعلقة بقطاع التربية والتكوين والتعليم العالي‪ .‬وقد ركزت هذه المهام على الجوانب التالية‪:‬‬
‫الموارد البشرية لقطاع التربية الوطنية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التكوين األساسي والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس؛‬ ‫‪-‬‬
‫النقل المدرسي في الوسط القروي؛‬ ‫‪-‬‬
‫التعليم المدرسي عن بعد؛‬ ‫‪-‬‬
‫التعليم العالي عن بعد؛‬ ‫‪-‬‬
‫منظومة التعليم العتيق؛‬ ‫‪-‬‬
‫التكوين المهني الفالحي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الموارد البشرية لقطاع التربية الوطنية‪:‬‬


‫الحاجة لضمان توزيع أكثر توازنا لألطر التربوية‬

‫مثل العاملون في قطاع التربية الوطنية خالل سنة ‪ ،2021‬حوالي ‪ %33‬من مجموع العاملين بالوظيفة العمومية‪ ،‬حيث بلغ‬
‫عددهم ‪ ،315.954‬منهم ‪ 213.954‬تابعين للوزارة بنسبة بلغت ‪ %68‬و‪ 102.000‬تم توظيفهم من طرف األكاديميات الجهوية‬
‫للتربية والتكوين وهو ما يمثل ‪ %32‬من العاملين في القطاع‪ .‬ويتكون العاملون بقطاع التربية الوطنية‪ ،‬باإلضافة إلى األطر‬
‫المشتركة بين مختلفة الوزارات‪ ،‬من خمس هيئات‪ ،‬تضم كل واحدة عدة أطر‪ .‬أما بالنسبة للميزانية المرصودة لهذا القطاع‬
‫خالل سنة ‪ ،2022‬فقد ناهزت ‪ 63‬مليار درهم‪ ،‬مثلت فيها نفقات الموظفين أكثر من ‪ %71‬أي مبلغ إجمالي ناهز ‪ 45‬مليار‬
‫درهم‪.‬‬
‫وقد همت المهمة الرقابية التي أنجزها المجلس األعلى للحسابات بهذا الخصوص‪ ،‬توزيع هذه الموارد البشرية واإلطار‬
‫القانوني وكذا الجوانب المتعلقة بإعادة انتشار أطر هيئة التدريس وتقييم هذه الهيئة‪ ،‬فضال عن البنيات التنظيمية ومنظومة‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫أوال‪ .‬توزيع متباين للموارد البشرية‬
‫بلغ عدد موظفي قطاع التربية الوطنية سنة ‪ ،2021‬ما يناهز ‪ 315.954‬موظفا‪ .‬ويشكل األساتذة ‪ % 90‬بما مجموعه‬
‫‪ 283.612‬مدرسا‪ ،‬من بينهم ‪ %54‬بالسلك االبتدائي و‪ %27‬بالثانوي اإلعدادي و‪ %15‬بالسلك الثانوي التأهيلي‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى ‪ 31.837‬موظفا مكونا من أطر إدارية وأطر أخرى‪.‬‬
‫وقد عرف عدد األساتذة التابعين لوزارة التربية الوطنية انخفاضا بما مجموعه ‪ 44.630‬أستاذا ما بين السنة الدراسية ‪-2017‬‬
‫‪ 2018‬والسنة الدراسية ‪ ،2022-2021‬أي بنسبة ‪ .%16‬في حين عرف عدد األساتذة أطر األكاديميات ارتفاعا ملحوظا‪،‬‬
‫حيث انتقل عددهم من ‪ 35000‬أستاذا سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 100000‬سنة ‪ 2021‬أي بنسبة ارتفاع بلغت ‪.%185‬‬
‫‪2647‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫أما بالنسبة لتوزيع عدد األساتذة حسب األكاديميات في الموسم الدراسي ‪ ،2021-2020‬فقد احتلت جهة "الدار البيضاء‬
‫سطات" الصدارة ب ‪ 41.009‬أستاذا‪ ،‬تتبعها جهة "مراكش ‪-‬اسفي" ب ‪ 36485‬أستاذا ثم جهة "فاس‪-‬مكناس" ب ‪33.038‬‬
‫أستاذا‪ ،‬ثم جهة "الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة " ب ‪ 29.399‬أستاذا‪.‬‬
‫أما بحسب أهمية التالميذ المسجلين‪ ،‬فتحتل أكاديمية جهة "الدار البيضاء‪-‬سطات" المرتبة األولى من حيث عدد المسجلين‬
‫بحوالي ‪ 1,13‬مليون تلميذا أي بنسبة ‪ %17,5‬من العدد اإلجمالي للتالميذ المسجلين‪ ،‬وتليها "أكاديمية جهة مراكش أسفي"‬
‫بحوالي ‪ 947.567‬تلميذا مسجال ثم أكاديمية جهة "الرباط سال القنيطرة" ب ‪ 819.428‬تلميذا‪.‬‬
‫‪ ‬التأطير البيداغوجي للتالميذ‪ :‬تباين بين األسالك وبين الجهات‬
‫يعتبر مؤشر التأطير البيداغوجي للتالميذ (عدد التالميذ بالنسبة لكل أستاذ) أحد أهم المؤشرات المستعملة لتقييم التوزيع‬
‫المتوازن للموارد البشرية‪ ،‬وقد سجل تحسن في هذا المؤشر على الصعيد الوطني‪ ،‬حيث انتقل من ‪ 28‬تلميذا لكل أستاذ برسم‬
‫السنة الدراسية ‪ 2017-2016‬إلى ‪ 25‬تلميذا لكل أستاذ برسم السنة الدراسية ‪ .2021-2020‬غير أن هذا المؤشر يعرف تباينا‬
‫مهما بين األسالك واألكاديميات والعماالت واألقاليم‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد بلغ المعدل الوطني لهذا المؤشر ‪ 19‬تلميذا لكل أستاذ بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي برسم السنة الدراسية ‪-2020‬‬
‫‪ ،2021‬مع تسجيل أعلى مستوى على صعيد األكاديمية الجهوية لكلميم‪-‬واد نون بنسبة ‪ 14‬تلميذا‪ ،‬مقابل ‪ 21‬تلميذا بالنسبة‬
‫ألكاديمية الدار البيضاء‪-‬سطات وأكاديمية مراكش‪-‬أسفي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للسلك الثانوي اإلعدادي‪ ،‬فقد وصل المعدل الوطني لعدد التالميذ لكل أستاذ ‪ 26‬تلميذا‪ ،‬مع تسجيل أدنى مستوى‬
‫على صعيد أكاديميتي الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ومراكش‪-‬آسفي بمعدل ‪ 28‬تلميذا لكل أستاذ‪ ،‬مقابل ‪ 20‬تلميذا لكل أستاذ في جهة‬
‫كلميم‪-‬واد نون‪.‬‬
‫وبالنسبة للتعليم االبتدائي‪ ،‬فقد بلغ متوسط عدد التالميذ بالنسبة لكل أستاذ ‪ 27‬تلميذا‪ ،‬غير أن هذا المؤشر عرف تباينا مهما من‬
‫أكاديمية جهوية ألخرى‪ ،‬حيث تم تسجيل معدل ‪ 20‬تلميذا لكل أستاذ بجهة كلميم واد نون مقابل ‪ 32‬تلميذا لكل أستاذ على‬
‫مستوى األكاديمية الجهوية الرباط سال القنيطرة واألكاديمية الجهوية الدار البيضاء‪-‬سطات‪.‬‬
‫وعلى مستوى العماالت واألقاليم‪ ،‬فقد تم تسجيل معدل ‪ 13‬تلميذا لكل أستاذ بإقليم سيدي إفني و‪ 39‬تلميذا لكل أستاذ على‬
‫مستوى إقليم مديونة بالنسبة للسلك االبتدائي‪ .‬برسم الموسم ‪2021-2020‬‬
‫وبالنسبة للسلك الثانوي اإلعدادي‪ ،‬بلغت النسبة أستاذا واحدا لكل ‪ 32‬تلميذا بإقليم برشيد‪ ،‬وأستاذا لكل ‪ 10‬تالميذ بإقليم أوسرد‬
‫خالل موسم ‪.2021-2020‬‬
‫وبالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي‪ ،‬تتراوح نسبة التالميذ‪/‬األساتذة ما بين أستاذ لكل خمسة تالميذ بإقليم أوسرد وأستاذ لكل ‪24‬‬
‫تلميذا بإقليم سيدي بنور‪.‬‬
‫‪ ‬التأطير البيداغوجي لألساتذة‪ :‬تباين بين الجهات واألسالك‬
‫يعبر التأطير البيداغوجي لألساتذة عن المؤشر الذي يحدد عدد األساتذة الذين يؤطرهم كل مفتش‪ .‬وقد بلغ المعدل الوطني‬
‫للتأطير البيداغوجي لألساتذة نسبة ‪ 120‬أستاذا لكل مفتش‪ ،‬إال أن هذا المعدل يختلف حسب الجهات واألقاليم واألسالك‪.‬‬
‫وهكذا فقد تم تسجيل مؤشرات مختلفة حسب األكاديميات‪ ،‬إذ بلغ هذا المؤشر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬نسبة مفتش واحد لكل ‪154‬‬
‫أستاذا في أكاديمية مراكش أسفي‪ ،‬في حين تتوفر أكاديمية كلميم واد نون على مفتش واحد لكل ‪ 25‬أستاذا‪ ،‬برسم الموسم‬
‫الدراسي ‪.2021-2020‬‬
‫سجل أيضا على صعيد العماالت واألقاليم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يتوفر إقليم طرفاية‬
‫هذا التباين في معدل التأطير البيداغوجي ُ‬
‫على مفتش واحد لكل ‪ 24‬أستاذا‪ ،‬أما في إقليم إنزكان ‪-‬آيت ملول فتم تسجيل مفتش واحد لكل ‪ 320‬أستاذا‪.‬‬
‫وفيما يخص نسبة التأطير التربوي لألساتذة حسب األسالك‪ ،‬فتجدر اإلشارة إلى أن سلك الثانوي اإلعدادي قد سجل أدنى‬
‫مستوى من حيث التأطير مقارنة مع األسالك األخرى‪ ،‬حيث يمثل مفتشو هذا السلك نسبة ‪ %3‬فقط من إجمالي المفتشين‪ ،‬أي‬
‫‪ 75‬مفتشا من أصل ‪ ،2.357‬بينما يتوفر سلكا االبتدائي والثانوي التأهيلي على نسبة ‪.%97‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬وبرسم الموسم الدراسي ‪ ،2021-2020‬بلغت نسبة التأطير البيداغوجي في سلك الثانوي اإلعدادي مفتشا‬
‫واحدا لكل ‪ 1.094‬أستاذا على مستوى أكاديمية جهة الشرق (أربعة مفتشين)‪ ،‬فيما وصلت هذه النسبة بأكاديمية جهة الرباط‪-‬‬
‫سال‪-‬القنيطرة إلى مفتش واحد لكل ‪ 584‬أستاذا (‪13‬مفتشا)‪ ،‬أما بالنسبة ألكاديمية جهة بني مالل‪-‬خنيفرة (‪ 16‬إطارا) فقد بلغت‬
‫نسبة التأطير مفتشا واحدا لكل ‪ 305‬أستاذا‪ ،‬وعرفت أكاديمية جهة الدار البيضاء‪-‬سطات (‪ 47‬إطارا) تسجيل تأطير بيداغوجي‬
‫بلغ مفتشا واحدا لكل ‪ 222‬أستاذا‪ ،‬فيما بلغت هذه النسبة مفتشا واحدا لكل ‪ 148‬أستاذا على مستوى أكاديمية جهة سوس ماسة‬
‫(ثمانية أطر)‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2648‬‬

‫‪ ‬اإلحالة على التقاعد عامل مؤثر في نسب التأطير‬


‫تتأثر نسب تأطير التالميذ ونسب التأطير البيداغوجي‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬بانخفاض عدد األطر‪ ،‬سواء تعلق األمر باألساتذة‬
‫أو المفتشين خاصة من خالل اإلحالة على التقاعد‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬بلغ إجمالي عدد األطر الذين غادروا القطاع خالل‬
‫السنوات الست الماضية ‪ 72.468‬إطارا‪ ،‬من بينهم حوالي ‪ %80‬من أعضاء هيئة التدريس‪ ،‬أي ‪ 57.422‬أستاذا‪ ،‬علما أن‬
‫االحتياجات السنوية لهذه الهيئة حسب الوزارة تقدر بما مجموعه ‪ 25.550‬أستاذا‪.‬‬
‫ويبلغ العدد اإلجمالي لحاالت اإلحالة على التقاعد المتوقعة للقطاع‪ ،‬خالل العشر سنوات المقبلة‪ ،‬ما يعادل ‪ 81.140‬أستاذا‪،‬‬
‫أي بمتوسط سنوي يقارب ‪ 9.015‬أستاذا‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬اإلطار القانوني لموظفي قطاع التربية الوطنية‬
‫يشتمل قطاع التربية الوطنية على فئتين من الموظفين‪:‬‬
‫‪ -‬الفئة األولى تتبع للوزارة مباشرة ويشار إليها بأطر الموظفين‪ .‬ويخضع هؤالء الموظفون للنظام الخاص لموظفي‬
‫وزارة التربية الوطنية‪ ،‬ويصنفون في خمس هيئات‪ ،‬تضم ما مجموعه ‪ 17‬إطارا‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية تابعة ألكاديميات التربية والتكوين‪ .‬ويخضع هؤالء الموظفون للنظام األساسي ألطر األكاديميات‬
‫الجهوية للتربية والتكوين‪.‬‬
‫‪ ‬وجود هيئتين مختلفتين لمهام متشابهة‬
‫يتوفر قطاع التربية الوطنية على هيئتين مختلفتين مكلفتين بمهام مماثلة‪ ،‬ذلك أن القانون رقم ‪ 07.00‬بإحداث األكاديميات‬
‫الجهوية للتربية والتكوين ينص في مادته العاشرة‪ ،‬على استمرار خضوع األطر التابعة للوزارة في وضعية اإللحاق للنظام‬
‫العام للوظيفة العمومية ولمقتضيات أنظمتهم الخاصة‪.‬‬
‫وبجانب هؤالء الموظفين‪ ،‬ومن أجل السماح لألكاديميات بالقيام بالمهام المنوطة بها‪ ،‬تتوفر هذه األخيرة على موظفين تابعين‬
‫لها يتم توظيفهم طبقا لنظام خاص يحدد بمرسوم‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة ‪ 11‬من القانون سالف الذكر‪ .‬غير أن هذا المرسوم‬
‫لم تتم بعد المصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ ‬األطر العاملة ضمن األكاديميات‪ ،‬وضع قانوني يجب إعادة تعريفه‬
‫نصت المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 07.00‬على أن يظل الموظفون واألعوان المنتمون إلى الهيئات التعليمية واإلدارية والتقنية‬
‫العاملون بمصالح ومؤسسات التربية والتكوين التابعة للقطاع العام في الجهة خاضعين ألحكام النظام العام للوظيفة العمومية‬
‫وكذا ألحكام أنظمتهم األساسية الخاصة‪.‬‬
‫وفي نفس الوقت‪ ،‬أعطى هذا القانون‪ ،‬من خالل المادة ‪ 8‬منه‪ ،‬كل الصالحيات لمديري األكاديميات لتسيير شؤون األكاديمية‪،‬‬
‫بما في ذلك الموارد البشرية حسب مقتضيات المرسوم رقم ‪ 2.00.1016‬الصادر في ‪ 29‬يونيو ‪ .2001‬إال أن مديري‬
‫األكاديميات ال يمارسون هذه الصالحيات إال من خالل قرارات التفويض التي تحدد المسائل التي تم تفويضها بصفة حصرية‪.‬‬
‫ويجعل هذا اإلجراء من مديري األكاديميات موظفين تابعين للوزارة‪ ،‬في حين ينص القانون رقم ‪ 07.00‬على أن األكاديمية‬
‫مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 11‬من نفس القانون على أن الهيئات الخاصة باألكاديميات تتكون من أعوان تم توظيفهم من لدن األكاديمية‬
‫طبقا لنظام أساسي خاص يحدد بمرسوم وموظفين وأعوان في وضعية إلحاق‪ .‬غير أن الوضعية الحالية للموارد البشرية‬
‫باألكاديميات تظهر أن الموظفين التابعين للوزارة المشتغلين باألكاديميات ليسوا في وضعية إلحاق كما تنص على ذلك هذه‬
‫المادة وكما تنص على ذلك أيضا المادة ‪ 38‬مكرر مرتين من القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫وعليه فإن هذه الفئة ال يمكن أن تتم إدارتها عن طريق أوامر تفويض اإلمضاء الممنوحة لمديري األكاديميات‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن هذه الفئة تابعة لألكاديميات التي هي مؤسسات عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اجتياز أعضاء هيئة التدريس المتحان التأهيل المهني‬
‫ال تخضع فئة واسعة من األساتذة الذين تم توظيفهم من طرف األكاديميات‪ ،‬المتحان األهلية المهنية الذي يخول لهم الحصول‬
‫على شهادة الكفاءة المهنية ‪ ،CAP‬علما أن القرار المشترك رقم ‪ 7259‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2016‬اشترط نجاح هذه األطر في‬
‫االمتحان المذكور لترسيمهم‪ .‬وقد حدد القرار سالف الذكر فترة إجراء االمتحان في غضون السنة الثانية ابتداء من تاريخ‬
‫التوظيف‪.‬‬
‫فمن بين ‪ 83.422‬أستاذا تم توظيفهم‪ ،‬فقط ‪ 3.568‬منهم خضعوا المتحانات الكفاءة المهنية أي بنسبة ‪%4,28‬‬
‫من مجموع أساتذة األفواج الخمسة األولى والذين من المفروض خضوعهم لهذا االمتحان‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬لم تعمل وزارة التربية الوطنية على تسوية وضعية هذه الفئة‪ ،‬علما أنها تمارس فعليا مهنة التدريس‬
‫وتشارك في الحركة االنتقالية نحو جميع المديريات اإلقليمية التي تخضع لنفس األكاديمية‪.‬‬
‫‪2649‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ثالثا‪ .‬إعادة انتشار أطر هيئة التدريس‬


‫سجلت فوارق مهمة بين الحاجيات الحقيقية من األساتذة والحاجيات المعبر عنها والناتجة عن الخريطة التربوية‪ .‬وهكذا‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من المركزية التوظيف‪ ،‬فإن توزيع المدرسين على األكاديميات والمديريات اإلقليمية ال زال يحدد على المستوى‬
‫المركزي وفقا للجدول العام للموارد والحاجيات (‪.)TGRB‬‬
‫‪ ‬التوظيف الالمركزي‪ :‬آلية قد ال تحقق األهداف التي اعتمدت ألجلها‬
‫لقد سمح اإلطار القانوني لألكاديميات بالتوظيف المباشر ألطرها‪ ،‬حيث أصبح المترشحون يضعون طلبات التوظيف على‬
‫مستوى المديرية اإلقليمية التي يرغبون في التوظيف في ترابها‪ .‬وقد كان الهدف من هذه المسطرة المحافظة على االستمرارية‬
‫البيداغوجية على مستوى المديريات اإلقليمية في كل أكاديمية على حدة‪ ،‬إال أن تحليل نتائج الحركة االنتقالية أظهر أن عددا‬
‫كبيرا من أطر األكاديميات حصلوا على االنتقال من المديريات التي عينوا فيها وهو ما يعاكس الهدف األصلي لعملية التوظيف‬
‫على مستوى األكاديميات‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد بلغ عدد األساتذة الذين تم نقلهم إلى مديرية إقليمية غير التي تم تعيينهم فيها ‪ 12.299‬أستاذا من أصل ‪85.000‬‬
‫استاذا تم تعيينهم حتى عام ‪.2020‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن عدد أطر األكاديميات لمؤسسات التعليم االبتدائي الذين تم نقلهم إلى مديرية إقليمية غير تلك التي تم‬
‫تعيينهم فيها‪ ،‬عرف نموا مضطردا خالل الفترة الزمنية ‪ ،2021-2019‬حيث انتقل من ‪ 3.071‬أستاذا سنة ‪ 2019‬إلى ‪4.770‬‬
‫أستاذا سنة ‪ ،2021‬بزيادة قدرها ‪.%55‬‬
‫‪ ‬الحركة االنتقالية‪ :‬عامل عدم االستقرار البيداغوجي‬
‫تمثل الحركة االنتقالية عامال من عوامل عدم االستقرار البيداغوجي داخل المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫وحسب المذكرة رقم ‪ ،15.56‬تعتبر أقدمية ثالث سنوات في التدريس شرطا ضروريا للمشاركة في الحركة االنتقالية الوطنية‪.‬‬
‫وقد تم خفض هذه المدة إلى سنة واحدة بموجب المذكرات السنوية المتعلقة بفتح الحركة االنتقالية لموظفي قطاع التربية الوطنية‬
‫والتي تستمر إلى غاية آخر السنة الدراسية‪.‬‬
‫وقد نتج عن تخفيض عدد سنوات األقدمية‪ ،‬تزايد مهم في عدد طلبات انتقال أطر األكاديميات‪ ،‬حيث انتقل عدد المشاركين في‬
‫الحركة الوطنية من ‪ 33.734‬أستاذا سنة ‪ ،2017‬إلى ‪ 80.345‬استاذا سنة ‪ ،2021‬بنسبة زيادة ناهزت ‪ .%138‬كما عرف‬
‫عدد األساتذة الذين استفادوا من االنتقال زيادة هامة‪ ،‬حيث ارتفع عدد األساتذة المستفيدين من ‪ 20.547‬في سنة ‪ 2017‬إلى‬
‫‪ 35.668‬سنة ‪ ،2021‬أي بزيادة قاربت ‪.%74‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬عرف عدد األساتذة أطر األكاديميات الذين استفادوا من الحركة االنتقالية ارتفاعا مهما من سنة ألخرى ليرتفع‬
‫من ‪ 14.063‬برسم سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 20.329‬برسم سنة ‪ ،2021‬أي بنسبة ارتفاع تقدر ب ‪ .%44‬وبلغت نسبة االستجابة‬
‫لطلبات االنتقال أكثر من ‪ %52‬خالل سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪.2021‬‬
‫أما بالنسبة للعدد اإلجمالي لألساتذة أطر االكاديميات الذين استفادوا من الحركة االنتقالية برسم السنوات ‪ 2019‬و‪2020‬‬
‫و‪ 2021‬فهو ‪ 53.683‬أستاذا‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ %63‬من مجموع أطر األكاديميات البالغ عددهم ‪ 85.000‬إطارا‪ ،‬مما يساهم‬
‫في خلق وضعية عدم استقرار بيداغوجي على مستوى عدة مؤسسات تعرف نسبة انتقاالت مهمة‪ ،‬بحيث ال تتجاوز مدة‬
‫اشتغالهم بها السنة الواحدة‪.‬‬
‫وتهم هذه الوضعية أساسا المناطق القروية وخصوصا المؤسسات المدرسية االبتدائية والتي مثل أساتذتها‬
‫أكثر من ‪ %64‬من مجموع األساتذة المنتقلين‪.‬‬
‫‪ ‬الغياب في قطاع التربية والتعليم‪ :‬مؤشرات في ارتفاع‬
‫يعتبر التغيب في قطاع التربية والتعليم من العوامل األساسية التي تؤثر سلبا وبشكل مباشر على الزمن المدرسي للتالميذ‪.‬‬
‫وتختلف هذه الظاهرة حسب األكاديميات وحسب المجال (قروي‪/‬حضري) وكذلك حسب األسالك‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تم تسجيل ارتفاع مهم في عدد الغيابات بالمجالين الحضري والقروي‪ ،‬من بينها غيابات غير مبررة‪ ،‬حيث‬
‫بلغ ‪ 207.463‬يوم غياب بالنسبة للسنة الدراسية ‪ 2021-2020‬مقابل ‪ 117.323‬يوم غياب بالنسبة للسنة الدراسية ‪-2016‬‬
‫‪ ،2017‬أي بنسبة ارتفاع إجمالية ناهزت ‪ .%77‬مع اإلشارة إلى أن أعلى مستويات الغياب سجلت في السلك االبتدائي متبوعا‬
‫بالسلك الثانوي اإلعدادي ثم السلك الثانوي التأهيلي‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬تقييم هيئة التدريس‬
‫يخضع أطر هيئة التدريس للتقييم على الصعيد البيداغوجي من طرف المفتشين وعلى الصعيد اإلداري من طرف مديري‬
‫المؤسسات التعليمية‪ .‬إال أن منظومة التقييم ال تستند على المردودية كمعيار للتقييم‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2650‬‬

‫‪ ‬منظومة تقييم ال تستند على المردودية‬


‫شكل تقييم موظفي قطاع التربية الوطنية‪ ،‬وخاصة أطر هيئة التدريس‪ ،‬محورا مركزيا في كل اإلصالحات التي عرفها هذا‬
‫القطاع نظرا ألهميته البالغة في التحسين المستمر للجودة وفي تحقيق نجاعة وعدالة المنظومة التربوية‪.‬‬
‫غير أن نظام التقييم المعتمد حاليا من طرف وزارة التربية الوطنية يعتمد باألساس على األقدمية في ترقية األساتذة في غياب‬
‫تقييم للمردودية و في ظل عدم وضع وتطبيق منظومة تقييم للموظفين تنبني على النتائج المحققة‪ .‬فالمعايير التي يتم االستناد‬
‫عليها في بطاقة التنقيط (المردودية واالنضباط والبحث والتجديد) تبقى غير واضحة بالشكل الكافي وصعبة التطبيق في غياب‬
‫نظام يسمح بالتتبع الفردي لكل إطار‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن االستفادة من الترقية في الدرجة تتم أحيانا دون األخذ بعين االعتبار الكفاءة واالستحقاق ودون‬
‫الرجوع‪ ،‬في عدة حاالت‪ ،‬للملف الشخصي للمترشح‪ ،‬من أجل التأكد من وضعيته اإلدارية (سلوكيات ماسة باالنضباط و‪/‬أو‬
‫غيابات غير مبررة)‪ .‬وكمثال على ذلك‪ ،‬أظهرت قائمة تضم ‪ 202‬مرشحا للترقية باالختيار‪ ،‬لسنة ‪ 2019‬بأكاديمية جهة الدار‬
‫البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬أن من بين هؤالء‪ ،‬عشرون مرشحا تم استبعادهم مؤقتا لفترات متفاوتة‪ ،‬بما في ذلك مرشح واحد تمت قهقرته‬
‫من رتبته إلى رتبة أدنى‪ .‬كما أن المرشحين المتبقين البالغ عددهم ‪ 181‬مرشحا كانوا جميعا في حالة غياب غير مبرر لفترات‬
‫تتراوح من خمسة إلى ‪ 11‬يوما‪ .‬وقد بلغ متوسط النقط التي حصل عليها المرشحون البالغ عددهم ‪ 202‬مرشحا ‪.19/20‬‬
‫وتعتبر وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة أن هذه الحاالت‪ ،‬التي ال تستجيب للمذكرات الوزارية المتعلقة‬
‫بالترقية باالختيار‪ ،‬تظل معزولة‪ ،‬مقارنة باألعداد التي تتم ترقيتها‪ ،‬وال تمس‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬بمصداقية مسطرة الترقي‪.‬‬
‫‪ ‬التقييم البيداغوجي من طرف المفتشين التربويين‪ :‬مؤشرات في تراجع‬
‫حددت لهيئة اإلشراف والرقابة التربوية مجموعة من المهام والصالحيات بموجب المرسوم رقم ‪ 2.02.854‬المؤرخ ‪10‬‬
‫فبراير ‪ 2003‬المتعلق بالنظام األساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية والدوريات رقم ‪( 113‬تنظيم العمل المشترك بين‬
‫المفتشين) ورقم ‪( 114‬مفتشي المدارس االبتدائية)‪ .‬ورقم ‪( 115‬مفتشي الثانوي) بتاريخ ‪.2004/9/21‬‬
‫وقد عرفت نسبة التأطير البيداغوجي لألساتذة من طرف المفتشين تراجعا مستمرا خالل السنوات األخيرة‪ ،‬بسبب تراجع أعداد‬
‫المفتشين والزيادة المهمة في أعداد األساتذة منذ سنة ‪ ،2016‬باإلضافة إلى تعدد وتنويع المهام المسندة لهؤالء المفتشين‪ ،‬مع‬
‫هيمنة المهام ذات الطبيعة اإلدارية على الجانب التربوي‪.‬‬
‫وقد ساهم إغالق مركز التدريب الوطني لمفتشي التعليم (‪ )CNFIE‬بين عامي ‪ 1999‬و‪ ،2009‬في النقص التدريجي في‬
‫أعداد المفتشين وتراجع نسبة التأطير البيداغوجي‪ ،‬مقارنة مع ارتفاع وتيرة توظيف أطر هيئة التدريس‪.‬‬
‫وتبقى اآلليات التي تم وضعها من أجل مراقبة وتقييم األساتذة غير مالئمة‪ .‬ذلك أن زيارات المفتشين لألساتذة محدودة ومتباعدة‬
‫زمنيا‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال يمكن أن تشكل قاعدة متينة للتقييم‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم تسجيل مجموعة من المالحظات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم استغالل تقارير التفتيش الفردية من قبل مختلف األطراف المعنية؛‬
‫‪ -‬تقييم عمل األستاذ من منظور تدبيري للموظفين وليس بهدف تحسين ممارسات التدريس‪.‬‬
‫إن تقييم األساتذة من طرف هيئة التفتيش التربوي‪ ،‬عرف معدالت متباينة من أكاديمية إلى أخرى‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬خالل‬
‫السنة الدراسية ‪ 2021-2020‬تم على مستوى أكاديمية الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة تحقيق ‪ 7.221‬عملية تقييم ألساتذة التعليم‬
‫العمومي‪ ،‬أي نسبة ‪ 31‬تقييم لكل مفتش (عددهم ‪ .)231‬وبالنسبة ألكاديمية سوس ماسة‪ ،‬فقد أجريت‪ 7.427‬عملية تقييم‪ ،‬بنسبة‬
‫‪ 40‬عملية لكل مفتش (عددهم ‪ .)186‬أما النسبة األعلى التي تم إنجازها خالل نفس السنة‪ ،‬فسجلت على مستوى أكاديمية‬
‫مراكش‪-‬آسفي‪ ،‬حيت أجريت ‪ 43.545‬عملية تقييم‪ ،‬بنسبة ‪ 184‬عملية لكل مفتش (عددهم ‪.)237‬‬
‫‪ ‬التقييم اإلداري من طرف مديري المؤسسات التعليمية‪ :‬دور مهم وموارد محدودة‬
‫تستند صالحيات مدير المؤسسة التعليمية إلى المادة ‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 2.02.376‬الصادر في ‪ 2002/7/17‬المتعلق‬
‫بالنظام العام لمؤسسات التعليم العمومي‪ ،‬ويقتصر دورهم في تقييم األساتذة‪ ،‬على تقديم مالحظات حول سلوكهم خارج الفصل‬
‫الدراسي من حيث الحضور والمشاركة واالندماج في المؤسسة‪.‬‬
‫وبحكم حضوره اليومي وقربه من األساتذة‪ ،‬يلعب مدير المؤسسة التعليمية‪ ،‬دورا مهما في التأطير وعلى الخصوص في عملية‬
‫التقييم اإلداري لألستاذ‪.‬‬
‫وعادة ما يتم تأكيد النقطة التي يمنحها مدير المؤسسة من قبل المدير اإلقليمي‪ .‬وهذا المعطى تمت مالحظته‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬من‬
‫خالل عينة من استمارات التقييم من أجل الترقية‪.‬‬
‫ويواجه المديرون في ممارسة مهامهم مجموعة من اإلكراهات‪ ،‬المرتبطة أساسا بنقص في الموارد البشرية (هيئة الدعم‬
‫اإلداري والتربوي واالجتماعي)‪ ،‬وتخصيص حيز مهم للمهام اإلدارية (تسليم الشهادات المدرسية مثال) وللعالقات مع‬
‫األطراف األخرى المتدخلة في المنظومة التعليمية (المديريات اإلقليمية‪ ،‬أولياء أمور التالميذ‪ ،‬الشركاء الخارجيون‪ ،)...‬فضال‬
‫‪2651‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫عن اإلكراهات المرتبطة بالوسائل المادية الموضوعة رهن تصرفهم (المعدات والصيانة والمواد البيداغوجية)‪ ،‬والتي غالبا‬
‫ما تكون محدودة بالنظر لحاجيات المؤسسة‪.‬‬
‫ورغم كل هذه اإلكراهات‪ ،‬فإن الممارسات التدبيرية المثلى لمديري بعض المؤسسات التعليمية‪ ،‬كان لها وقع إيجابي على‬
‫مناخ المؤسسة‪ ،‬وبالتالي الرفع من وتيرة األداء ومردوديتها الداخلية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن منح مديري المؤسسات التربوية مزيدا من‬
‫الدعم اإلداري‪ ،‬من خالل مدهم بأطر إدارية إضافية‪ ،‬من شأنه أن يساهم في تعزيز دورهم المرتبط بأنشطة اإلدارة التعليمية‪،‬‬
‫مثل تقييم األساتذة ودعمهم وإعداد استراتيجيات التكوين‪.‬‬
‫خامسا‪ .‬البنيات التنظيمية ومنظومة المعلومات‬
‫تواجه البنيات التنظيمية والمعلوماتية إلدارة الموارد البشرية عدة إكراهات تؤثر سلبا على مردودية ونجاعة هذه الموارد‪.‬‬
‫فباإلضافة إلى تعدد المتدخلين في تدبير الموارد البشرية ومركزية القرارات‪ ،‬ال يتوفر القطاع الوصي على نظام معلوماتي‬
‫مندمج قادر على توفير معلومات موثوقة وشاملة وفي الوقت المالئم‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد المتدخلين في المنظومة اإلدارية‬
‫تتسم منظومة تدبير الموارد البشرية على مستوى وزارة التربية الوطنية بتعدد المتدخلين سواء على الصعيد المركزي (مختلف‬
‫المديريات واألقسام) أو على الصعيد الجهوي (األكاديميات) وعلى الصعيد المحلي (المديريات اإلقليمية والمؤسسات‬
‫التعليمية)‪ ،‬مما يؤثر على مسلسل تبني السياسات واالستراتيجيات وتنزيلها على أرض الواقع‪ ،‬وكذا على التدبير اليومي خاصة‬
‫من طرف مديري المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬وبالرغم من التقدم الذي تم إحرازه على صعيد تفويض سلطات أوسع لفائدة األكاديميات‪ ،‬فإن القرارات‬
‫االستراتيجية لتدبير الموارد البشرية (قرار التوظيف والحركة االنتقالية والتحفيز) ال زالت تتخذ على المستوى المركزي‪ ،‬مما‬
‫يحد من استقاللية األكاديميات‪.‬‬
‫كما أن المؤسسات التعليمية‪ ،‬التي تلعب دورا مهما في إدارة الموارد البشرية عالقة باألداء وجودة المدرسة‪ ،‬تعرف نقصا في‬
‫الموارد البشرية وخاصة الحراس العامون ومعدو المختبرات والمساعدون اإلداريون‪ ،‬والمراقبون‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬الحظ المجلس أن بعض المدارس االبتدائية تتم إدارتها من طرف المدير لوحده‪ ،‬بغض النظر عن عدد‬
‫التالميذ واألساتذة‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف المعطيات بين قاعدة بيانات الوزارة واألكاديميات‬
‫يعكس اختالف المعلومات الصادرة عن الوزارة وتلك التي تتوفر عليها األكاديميات النقائص التي تعتري منظومة المعلومات‬
‫لقطاع التربية الوطنية‪ ،‬فضال عن عدم قدرتها على تقديم كل المعلومات‪ ،‬وبالتفصيل‪ ،‬حول المنظومة التعليمية وطنيا وجهويا‬
‫ومحليا‪ ،‬وربط المعلومات فيما بينها‪ ،‬كتلك المرتبطة بالموارد البشرية والمؤسسات التعليمية ونتائج التالميذ‪.‬‬
‫وقد سجل هذا االختالف‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬على مستوى عدد األساتذة‪ ،‬حيث تم تسجيل وجود فرق بين معطيات قاعدة بيانات‬
‫الوزارة وتلك المستقاة مباشرة من األكاديميات‪ ،‬يتراوح ما بين ‪ 15.213‬أستاذا خالل سنة ‪ 2020-2019‬و‪ 15.028‬خالل‬
‫سنة ‪ .2021-2020‬وقد سجل هذا التباين على مستوى كل األكاديميات بدون استثناء‪ ،‬إال أنه عرف مستويات أكبر في البعض‬
‫منها‪ ،‬خاصة أكاديمية مراكش ‪-‬آسفي التي وصل فيها إلى ‪ 7.509‬أستاذا وأكاديمية طنجة‪-‬تطوان التي وصل فيها الفرق إلى‬
‫‪ 4.642‬أستاذا‪ .‬وسجل هذا التباين في األرقام أيضا على مستوى عدد التالميذ‪ ،‬حيث بلغ الفرق على الصعيد الوطني خالل‬
‫سنتي ‪ 2020-2019‬و‪ 2021-2020‬على التوالي ‪ 20.561‬و‪ 26.095.‬تلميذا‪ .‬وقد بلغت هذه الفوارق‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫خالل سنتي ‪ 2020-2019‬و‪ ،2021-2020‬في أكاديميتي سوس‪-‬ماسة وفاس مكناس على التوالي ‪ 69.896‬و‪ 43.146‬تلميذا‬
‫و‪ 54.684‬و‪ 75.777‬تلميذا‪.‬‬
‫وتعزو وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة االختالف الملحوظ فيما يتعلق بأعداد المدرسين والتالميذ إلى‬
‫االختالف في التواريخ المرجعية أوفي البيانات المستخلصة من قواعد إحصائية ومن قواعد إنتاج المعطيات‪.‬‬
‫كما سجلت فوارق مهمة في البيانات اإلحصائية الخاصة بالغياب غير المبرر‪ ،‬الممسوكة على مستوى كل من األكاديميات‬
‫وإدارة الموارد البشرية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2020‬تم تسجيل ‪ 174.322‬يوم غياب لدى أكاديمية طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬
‫الحسيمة‪ ،‬في حين‪ ،‬وخالل نفس السنة‪ ،‬تم تسجيل فقط ‪ 9.475‬يوم غياب لدى مديرية الموارد البشرية‪ ،‬أي بفارق ‪137.847‬‬
‫يوم‪ .‬أما بالنسبة ألكاديمية الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬فإن عدد أيام الغياب لدى األكاديمية هو ‪ 180.649‬يوما‪ ،‬في حين تشير‬
‫معطيات مديرية الموارد البشرية إلى ‪ 8.842‬يوم غياب فقط‪ ،‬أي بفارق ‪ 171.807‬يوم‪.‬‬
‫وقد بررت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة هذه الفوارق بمجموعة من األسباب‪ ،‬ومن ضمنها‪ :‬عدم‬
‫التقيد بالتوجيهات المتعلقة بمسك المعطيات الخاصة بحاالت الغياب غير المبرر على نظام ‪ ،MASIRH‬واستخدام‬
‫تطبيقات معلوماتية تم تطويرها منذ سنة ‪ 2004‬والتي لم يعد ينبغي استخدامها منذ الشروع في استعمال نظام‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2652‬‬

‫‪ ،MASIRH‬وعدم مسك جميع اإلجراءات اإلدارية المتعلقة بمسطرة االقتطاع بسبب التغيب غير المبرر‪ ،‬والتي‬
‫تشكل القاعدة األساس التي يتم االستناد إليها في وضع إحصاءات التغيب غير المبرر‪.‬‬
‫‪ ‬غياب منظومة معلومات مندمجة‬
‫ال تتوفر الوزارة على منظومة معلوماتية مندمجة تشمل كافة مهامها وكل المتدخلين‪ ،‬رغم توفرها على بعض المنصات‬
‫والبرامج المعلوماتية لتدبير الموارد البشرية والمسار التربوي للتالميذ‪ ،‬وهو ما ال ينسجم مع مقتضيات المادة ‪ 42‬من القانون‬
‫اإلطار رقم ‪ 51.17‬المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬والتي تنص على ضرورة أن تعمل السلطات الحكومية‬
‫المختصة بشراكة مع المؤسسات المعنية على وضع نظام وطني متكامل للمعلومات‪ ،‬من أجل إدماج تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت في تدبير وتقييم مختلف مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬والسهر على تأمينه وتطويره وتحيينه‬
‫بكيفية دائمة ومستمرة‪....‬‬
‫ومن شأن وضع هذه المنظومة كأداة التخاذ القرارات االستراتيجية والعملياتية والتدبيرية‪ ،‬أن يساعد قطاع التربية الوطنية‬
‫على تحقيق نجاعة أفضل بخصوص إنجاز األهداف واقتصاد الوسائل المستعملة‪.‬‬
‫أفادت الوزارة أنها بذلت مجهودات لتطوير نظام المعلومات ومن ضمنها االندماج في المعطيات من خالل اعتماد‬
‫مرجعيات موحدة تُستخدم من قبل غالبية التطبيقات والحلول المعلوماتية‪ ،‬واالندماج على مستوى حسابات المستخدمين‪،‬‬
‫وإحداث واجهات خاصة حسب المستخدمين الرئيسيين‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬ومن أجل تجاوز النقائص المسجلة‪ ،‬يوصي المجلس الوزارة المكلفة بقطاع التربية الوطنية بما يلي‪:‬‬
‫إرساء أسس لضمان توزيع متوازن وأمثل لألساتذة ما بين األكاديميات والمديريات اإلقليمية والمدارس؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة النظر في المنظومة المؤطرة للحركة االنتقالية بشكل يساهم في الحفاظ على االستقرار البيداغوجي‬ ‫‪-‬‬
‫للمؤسسات التعليمية؛‬
‫إعطاء استقاللية أكبر لألكاديميات بشأن تدبير الموارد البشرية‪ ،‬من خالل تفويض بعض المهام المتعلقة‬ ‫‪-‬‬
‫بالتوظيف والتعيين في إطار عقود برامج تبين بوضوح الجدولة الزمنية والنتائج المنتظرة وآليات التتبع‬
‫والتقييم؛‬
‫تفويض بعض االختصاصات لمديري المؤسسات التعليمية في إطار عالقة تعاقدية وتدبير يهدف إلى تحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫النتائج والنجاعة التربوية والتدبيرية؛‬
‫مراجعة آليات التقييم سواء التربوي أو اإلداري بهدف تجويد التعليم؛‬ ‫‪-‬‬
‫تسريع عملية وضع منظومة معلوماتية مندمجة من أجل الحصول على معلومات موثوقة‪ ،‬شاملة تسمح‬ ‫‪-‬‬
‫باتخاذ قرارات مالئمة في الوقت المناسب‪.‬‬

‫التكوين األساس والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس‪:‬‬


‫مسار تكويني بحاجة للتجويد‬

‫تعتبر أطر هيئة التدريس الركيزة األساسية للنهوض بالمنظومة التربوية وتطوير مردوديتها‪ .‬كما تعتبر مهنة التدريس مهنة‬
‫قائمة بذاتها تستوجب من مزاولها التوفر على تكوين أساس يضمن اكتسابه تأهيال تربويا ومهنيا‪ ،‬وعلى تكوين مستمر من‬
‫أجل الرفع من قدراته وتحيين مداركه‪ .‬وقد ركزت المحطات اإلصالحية التي عرفتها المنظومة التربوية‪ ،‬منذ الميثاق الوطني‬
‫إلى غاية اعتماد القانون اإلطار‪ ،‬على أهمية التكوين‪ ،‬وسعت إلى تحسين جودته من خالل جعله إلزاميا قبل ولوج المهنة‪،‬‬
‫وكذلك بعد تولي مهمة التدريس عن طريق اعتماد تكوين مستمر مدى الحياة المهنية وإدراجه ضمن عناصر تقييم األداء‬
‫والترقي المهني‪.‬‬
‫ورغم ما حظي به التكوين من اهتمام‪ ،‬من خالل اإلصالحات التي شملته‪ ،‬والمجهودات المبذولة من أجل تطويره‪ ،‬فإن تنظيم‬
‫التكوين األساس تعتريه عدة نقائص ال تسمح بتقديم تأهيل تربوي ومهني كاف وقادر على جعل األساتذة المتدربين يكتسبون‬
‫جميع الكفايات الالزمة قبل تولي مهمة التدريس‪ .‬واألمر نفسه يتعلق بالتكوين المستمر الذي يعرف مجموعة من النقائص‬
‫تحول دون مساهمته الفعالة في تطوير القدرات المهنية لهيئة التدريس‪.‬‬
‫‪2653‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ومن أجل تشخيص واقع التكوين وكيفية تنظيمه وأثره على النتائج المحققة‪ ،‬أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية من‬
‫أجل تقييم منظومة التكوين األساس والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس المعتمدة من طرف قطاع التربية الوطنية‪ ،‬وذلك‬
‫خالل الفترة الممتدة من ‪ 2016‬إلى ‪.2021‬‬
‫أوال‪ .‬حكامة التكوين‬
‫يتدخل في عملية تكوين أطر هيئة التدريس كل من الوزارة واألكاديميات الجهوية والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‪.‬‬
‫وتشوب حكامة التكوين على المستوى الجهوي عدة نقائص تتجلى فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‪ :‬وضعية في حاجة للتوضيح‬
‫تعاني المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من وضعية إدارية وتنظيمية وتدبيرية غير واضحة من حيث التبعية إلى‬
‫األكاديميات أو الوزارة الوصية‪ .‬وجدير بالذكر أن عدم توضيح المرسوم رقم ‪ ،2.11.672‬المحدث للمراكز الجهوية لمهن‬
‫التربية والتكوين‪ ،‬للوضعية القانونية والتنظيمية لهذه المراكز أثر سلبا على إرساء حكامة جيدة لمنظومة التكوين‪.‬‬
‫وفي معرض جوابها‪ ،‬أوضحت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة أن أحكام القانون رقم ‪،07.00‬‬
‫القاضي بإحداث األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬هي التي يجب أن تعتمد أوال في تأطير عالقة المراكز الجهوية‬
‫باألكاديميات الجهوية‪ .‬كما أشارت أن المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أدلى برأيه بخصوص مشروع‬
‫القانون التعديلي للقانون سالف الذكر‪ ،‬حيث اقترح فيه ضرورة الربط الواضح بين المراكز الجهوية واألكاديميات‬
‫الجهوية‪ ،‬لما سيحققه من نجاعة في تدبير التكوين األساس والمهني‪ ،‬وبناء تصور واضح ومندمج ألدوار ومسؤوليات‬
‫هذه المكونات على الصعيد الجهوي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز التنسيق بين المراكز واألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‬
‫نص المرسوم رقم ‪ 2.11.672‬على أنه يجب تحديد آليات التنسيق بين المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين واألكاديميات‬
‫الجهوية بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالتعليم المدرسي‪ ،‬إال أنه لم يتم تحديد هذه اآلليات وظل هذا التنسيق بين الطرفين‬
‫محدودا‪ ،‬مما ينعكس سلبا على ضبط وتنظيم عملية التداريب الميدانية‪ ،‬خالل السنة التكوينية األولى‪ ،‬إضافة إلى صعوبات‬
‫مسجلة على مستوى تتبع األساتذة المكونين للمتدربين في وضعية تحمل كلي للقسم‪ ،‬خالل السنة التكوينية الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز الموارد البشرية بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‬
‫ال زالت المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‪ ،‬منذ إحداثها سنة ‪ ،2012‬في طور إرساء هياكلها اإلدارية‪ ،‬حيث يعاني‬
‫البعض منها من قلة األطر المكلفة باإلدارة والتسيير‪ ،‬مما يشكل إكراها أمام تنفيذ المهام المنوطة بها‪ ،‬سواء تعلق األمر‬
‫بالتكوين األساس أو التكوين المستمر‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بالتتبع واإلشراف‪.‬‬
‫في جوابها‪ ،‬أفادت الوزارة الوصية أنه تم خالل السنة الجارية فتح باب الترشيح النتقاء أطر وموظفين وتقنيين إداريين‬
‫للعمل بإدارة المراكز الجهوية وكذلك أساتذة التعليم العالي حسب الحاجيات التي تم رصدها (‪ 306‬منصبا) باألكاديميات‬
‫الجهوية للتربية والتكوين باستثناء جهة درعة تافياللت على أن تتم مواصلة الجهود من أجل سد الخصاص‪ ،‬بشكل‬
‫تدريجي‪ ،‬في الموارد البشرية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتكوين المتدربين بالمراكز‪ ،‬فيتم االعتماد على المكونين واالستعانة أيضا باألساتذة الزائرين من أجل سد‬
‫الخصاص في عدد المكونين‪ ،‬في ظل ضعف تجانس المواد المدرسة مع تخصص المكونين ببعض المراكز‪ ،‬مما قد ال يسمح‬
‫بتقديم تكوين ذي جودة كافية يضمن للمتدربين اكتساب الكفايات والمهارات الضرورية التي تتطلبها مهنة التدريس‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة الوصية في جوابها إلى أن مشروع مقرر وزاري في شأن تحديد شروط ومعايير انتقاء الموظفين‬
‫الذين يعهد لهم القيام بمهام التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين قد تم إعداده‪.‬‬
‫‪ ‬تجهيزات ووسائل لوجستيكية وديداكتيكية غير كافية بالمراكز الجهوية‬
‫تعتبر التجهيزات والوسائل اللوجستيكية والديداكتيكية ضرورية لتأمين التكوين وضمان استمراريته في ظروف جيدة‪ ،‬حيث‬
‫تساهم كل واحدة من هذه العناصر‪ ،‬بشكل متكامل‪ ،‬في قيام المراكز الجهوية بدورها التكويني على أحسن وجه‪ .‬وقد تبين أن‬
‫هذه المراكز ال تتوفر على التجهيزات والوسائل اللوجستيكية والديداكتيكية الكافية رغم أنها تعتبر ضرورية لتيسير وتجويد‬
‫التكوين ومواكبة مختلف مراحله‪ ،‬في ظل تطور الوسائل المستعملة في هذا المجال‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬التكوين األساس‬
‫عرف التكوين األساس ألطر هيئة التدريس مجموعة من النقائص‪ ،‬على مستوى التنظيم والتنفيذ‪ ،‬تتجلى أهمها فيما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬تنزيل محدود لألولويات االستراتيجية المتعلقة بالتكوين األساس‬
‫جاءت الرؤية االستراتيجية بمجموعة من اإلجراءات الرامية إلى النهوض بمهنة التدريس‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من‬
‫األهداف واإلجراءات المعتمدة لتنفيذها‪ .‬وفي هذا الخصوص‪ ،‬لم تقم‪ ،‬وإلى حدود نهاية شهر فبراير ‪ ،2022‬المراكز الجهوية‬
‫بإحداث شعب لتكوين أساتذة التعليم األولي‪ ،‬كما لم تقم بتكوين مدرسين متمكنين من التربية الدامجة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2654‬‬

‫أوضحت الوزارة في جوابها‪ ،‬أنه لم يتم تفعيل مسلك التعليم األولي لصعوبة إضافة هذه المهمة ألساتذة التعليم االبتدائي‪،‬‬
‫كما تعذر تكوين المربيات بالمراكز‪ .‬وأشارت إلى أنه قد تم إعداد مجزوءة التربية الدامجة واعتمادها بالنسبة لسلك‬
‫تكوين أطر اإلدارة التربوية وسلك تكوين أطر الدعم التربوي‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالتخصصات اللغوية والمعرفية والبيداغوجية‪ ،‬فإن المكونين المشرفين على مجاالت التكوين بهذه المراكز‪ ،‬ال‬
‫يخضعون لتكوين أساس قبل ولوج المهنة بالمراكز الجهوية‪.‬‬
‫أما فيما يخص إدماج تكنولوجيا اإلعالم واالتصال والثقافة الرقمية‪ ،‬فإن أشغال إعداد مجزوءة ومساقات تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت إلى غاية أواخر ‪ ،2021‬في إطار المشروع رقم ‪ ،9‬لم تحقق تقدما كبيرا حيث بلغت نسبة إنجازها على التوالي‬
‫‪ % 45‬و‪.%5‬‬
‫‪ ‬اعتماد مدة للتكوين مغايرة لتلك المحددة في الرؤية االستراتيجية‬
‫على الرغم من كون التدبير ذي األولوية رقم ‪ 16‬الذي جاءت به المذكرة اإلطار رقم ‪ 099/15‬بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2015‬في‬
‫شأن التنزيل األولي للرؤية االستراتيجية‪ ،‬قد نص على تفعيل التكوين األساس على مدى ‪ 3‬سنوات كاملة وبمضامين ذات‬
‫جودة والذي كان من المتوقع أن يتم أجرأته انطالقا من الموسم الدراسي ‪ ،2016-2015‬فإن مدة التكوين‪ ،‬طيلة الفترة الممتدة‬
‫من ‪ 2012‬إلى ‪ ،2021‬ظلت بعيدة عن المدة المعتمدة بالمذكرة اإلطار وعرفت تغييرات متتالية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬حددت هذه المدة في سنة واحدة ما بين ‪ 2012‬و‪ ،2016‬ليتم تخفيضها إلى أقل‪ 9‬من سنة ما بين ‪ 2016‬و‪ 2017‬رغم‬
‫صدور القرارات رقم ‪ 16/1873‬و‪ 16/1874‬و‪ ،16/1875‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ ،2016‬والتي حددت مدة التكوين في سنة واحدة‪،‬‬
‫ليتم رفعها بعد ذلك إلى سنتين ابتداء من فوج دورة دجنبر ‪.2018‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تجويد برنامج التكوين‬
‫تم الوقوف على مجموعة من المالحظات تتعلق ببرنامج التكوين‪ ،‬على المستويات التالية‪:‬‬
‫• من حيث توازن البرنامج التكويني‬
‫تميز هذا األخير بعدم التوازن من حيث الحيز الزمني المخصص للتكوين النظري والتطبيقي خالل السنة التكوينية األولى‪،‬‬
‫حيث تبين أن الحيز الزمني المخصص للتكوين التطبيقي ضيق جدا‪ ،‬مقارنة مع التكوين النظري‪ ،‬بحيث اتجه الحيز الزمني‬
‫المخصص له نحو التقليص من فوج آلخر‪ ،‬وأصبحت مدته ال تتجاوز ‪ %20‬من المدة اإلجمالية للتكوين بعدما كانت في حدود‬
‫‪ ،%60‬الشيء الذي ال يضمن التوازن بين هذين التكوينين‪.‬‬
‫كما أن االنطالق المتأخر للموسم التكويني‪ ،‬عادة ابتداء من شهر يناير‪ ،‬يؤدي إلى ضياع حوالي ‪ 96‬ساعة من التدريب‪ ،‬أي‬
‫بمعدل ‪ 6‬ساعات في األسبوع طيلة ‪ 16‬أسبوعا‪ ،‬كما تتزامن هذه التداريب‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬مع فترة امتحانات نهاية السنة‬
‫الدراسية بالمؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬لم يستفد ما مجموعه ‪ 2.689‬متدربا ينتمون ألربعة أفواج‪ ،‬ما بين دورة يناير ‪ 2018‬ودورة نونبر ‪،2020‬‬
‫من التداريب الميدانية خالل السنة التكوينية األولى‪ ،‬مما ال يسمح للمتدرب باالستئناس بالوسط المهني واكتساب الكفايات‬
‫المهنية التي تؤهله لتحمل مسؤولية القسم‪ ،‬إضافة إلى أثر ذلك على جودة التكوين باعتبار التكوين التطبيقي عنصرا أساسيا‬
‫في التكوين‪.‬‬
‫• من حيث مضمون البرنامج وغالفه الزمني‬
‫فيما يخص مضمون برنامج التكوين األساس بالنسبة ألساتذة التعليم الثانوي‪ ،‬والحيز الزمني المخصص له‪ ،‬فينظم‪ ،‬حسب‬
‫المرسوم المحدث للمراكز الجهوية‪ ،‬خالل السنة التكوينية األولى‪ ،‬في مسلكين‪ ،‬هما مسلك تأهيل أساتذة التعليم الثانوي اإلعدادي‬
‫ومسلك تأهيل أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي‪ ،‬على أساس أن يتضمن كل مسلك الوحدات والمواد المدرسة في السلك التعليمي‬
‫المناسب‪ .‬وقد صدر خالل سنة ‪ 2016‬القراران رقم ‪ 16/1874‬و‪ ،16/1875‬بشأن تحديد كيفية تنظيم التكوين ونظام الدراسة‬
‫بهذين المسلكين‪ ،‬حيث حددا‪ ،‬بالمادة ‪ ،7‬عدد مجزوءات التكوين في ‪ 12‬مجزوءة بمعدل ‪ 34‬ساعة لكل واحدة منها بالنسبة‬
‫لكل مسلك‪ .‬ثم عدل القرار رقم ‪ 007.19‬المؤرخ في ‪ 19‬فبراير ‪ 2019‬برنامج التأهيل‪ ،‬وأصبح يشمل ‪ 14‬مجزوءة وورشتين‬
‫عمليتين إجباريتين‪ ،‬بالنسبة لكل مسلك‪ ،‬في نفس الحيز الزمني‪ ،‬وذلك باالستناد إلى المادة ‪ 7‬المذكورة‪ ،‬إال أنه تبين‪ ،‬مباشرة‬
‫بعد صدور القرارين المشار إليهما‪ ،‬أن الوزارة شرعت في تكوين أساتذة التعليم الثانوي في مسلك واحد‪ ،‬حيث أصبحت كل‬
‫مجزوءة تتم في ‪ 34‬ساعة بمضمون يشمل‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬مواد مسلك اإلعدادي ومسلك التأهيلي‪ ،‬مما ساهم في تقليص‬
‫مضمون التكوين وكذلك الحيز الزمني المخصص له‪.‬‬
‫ويتم تحديد محتوى المواد في غياب إطار يسمح بضمان استجابته للكفايات الالزم اكتسابها من طرف المتدربين‪ ،‬وكذلك قياس‬
‫مدى تجانسه مع البرنامج الدراسي الذي سيدرسونه عند تخرجهم‪ .‬وقد تبين في هذا الصدد‪ ،‬أنه باستثناء مركز واحد‪ ،‬الذي ال‬
‫يتوفر على مسلك تأهيل أساتذة التعليم الثانوي‪ ،‬فإن ‪ %54‬من المراكز ال تتوفر على العدة الخاصة بهذا المسلك الجديد‪ .‬إضافة‬

‫‪ 28 9‬يوما بالنسبة لفوج دورة نونبر ‪ ،2016‬و‪ 144‬ساعة بالنسبة لفوج دورة يونيو ‪ ،2017‬و‪ 6‬أشهر بالنسبة لفوج دورة يناير ‪.2018‬‬
‫‪2655‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫إلى ذلك‪ ،‬ال يسمح هذا النمط من التكوين للمتدربين‪ ،‬خالل فترة التأهيل‪ ،‬بمعرفة السلك الذي سيدرسونه عند تخرجهم إال خالل‬
‫السنة التكوينية الثانية‪ ،‬بمناسبة تحملهم الكلي للقسم‪ ،‬أي بعد انقضاء السنة التكوينية األولى‪.‬‬
‫• من حيث المدة الفعلية للتكوين‬
‫ال يستفيد المتدربون المنتمون لنفس الفوج من نفس عدد ساعات التكوين‪ ،‬حيث تختلف من مركز آلخر‪ ،‬كما لم يتلق المتدربون‬
‫ببعض المراكز أي تكوين‪ ،‬خالل السنة التكوينية الثانية‪ ،‬إذ تبين من خالل أجوبة ‪ %83‬من مديري المراكز الجهوية‪ ،‬عن‬
‫االستبيان الموجه إليهم‪ ،‬عدم استفادة جميع المتدربين بهذه المراكز من برنامج التكوين المخصص للسنة الثانية‪ .‬ويبرز هذا‬
‫الوضع التباين بين المراكز من حيث الغالف الزمني الفعلي للتكوين‪ ،‬الشيء الذي ينتج عنه هدر حيز من زمن التكوين‪ ،‬وال‬
‫يسمح بضمان تلقي المتدربين المنتمين لنفس الفوج للتكوين ذاته‪.‬‬
‫وأوضحت الوزارة في تعقيبها أنها أصدرت المذكرة عدد ‪ 002/22‬بتاريخ ‪ 5‬يناير ‪ 2022‬في شأن تكوين األطر‬
‫النظامية لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المتدربين‪ ،‬والتي تنظم المراحل األساسية لفترة التكوين‪ ،‬كما اعتمدت‬
‫هندسة تكوينية جديدة حددت زمن التكوين في كل مجزوءة في ‪ 30‬ساعة‪ ،‬إضافة الى ‪ 4‬ساعات مخصصة للتقويم‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز الجهد الموجه لتقويم التكوين‬
‫يعتبر التقويم مرحلة مهمة من عملية التكوين‪ .‬إال أنه‪ ،‬وبالرجوع إلى االستبيان‪ ،‬تبين أن ‪ %42‬من المراكز الجهوية ال تسند‬
‫نقطة للتداريب الميدانية‪ ،‬و‪ %25‬منها تقوم بتقويم هذه التداريب وتخصص لها نقطة‪ ،‬لكن ال تحتسب في شهادة االعتراف‬
‫وذلك لعدم استفادة جميع المتدربين من التداريب الميدانية‪ .‬كما أن نظام التقويم يسمح بتولي المتدربين‪ ،‬خالل السنة التكوينية‬
‫الثانية‪ ،‬التدريس باألقسام وذلك دون اجتياز امتحان التصديق على المجزوءات أو النجاح به‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبات على مستوى إنجاز التداريب الميدانية‬
‫تعتمد عملية التكوين على الجانب النظري والتطبيقي‪ ،‬إال أن تفعيل هذا األخير يواجه مجموعة من الصعوبات على مستوى‬
‫استقبال وتأطير المتدربين‪ ،‬حيث تم تسجيل أن ‪ %92‬من المراكز الجهوية تواجه صعوبات عند توزيع المتدربين على‬
‫المؤسسات التطبيقية خالل السنة التكوينية األولى‪ .‬ويرجع هذا األمر إلى ضعف انخراط بعض المؤسسات التعليمية ورفض‬
‫استقبال المتدربين‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬من طرف األساتذة المستقبلين ومديري المؤسسات‪ ،‬إضافة إلى عامل البعد الجغرافي‪.‬‬
‫وأفادت الوزارة في جوابها أن المذكرة الوزارية عدد ‪ 02/22‬سالفة الذكر تنص على برمجة التداريب على شكل‬
‫أنشطة ميدانية‪ ،‬تخصص لها ست (‪ )6‬ساعات كل أسبوع على مدى ‪ 20‬أسبوعا تكوينيا‪ ،‬وكذلك على تأمين تعويضات‬
‫األساتذة المستقبلين عن تأطير التداريب الميدانية مع إصدار دليل األستاذ(ة) المستقبل(ة) الخاص باألنشطة الميدانية‬
‫والتداريب بالمؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫‪ ‬إكراهات أمام إرساء التناوب في التكوين‬
‫يهدف التناوب في التكوين‪ ،‬حسب المادة ‪ 15‬من القرار رقم ‪ 007.19‬بتاريخ ‪ 19‬فبراير ‪ 2019‬سالف الذكر‪ ،‬إلى تكوين‬
‫المتدربين‪ ،‬خالل السنة التكوينية الثانية‪ ،‬في ثالث صيغ مختلفة ومتكاملة‪ .‬ويتعلق األمر بتكوين ميداني في إطار التحمل الكلي‬
‫للقسم‪ ،‬وتكوين حضوري بالمراكز الجهوية‪ ،‬وإعداد بحث تدخلي ومناقشته‪ ،‬إال أن إرساء هذا التناوب في التكوين يعرف عدة‬
‫إكراهات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف التأطير التربوي للمتدربين في وضعية تحمل كلي للقسم‪ ،‬وضعف مصاحبتهم‪ ،‬وصعوبة مواكبتهم من‬
‫طرف المكونين‪ ،‬بحيث أن ‪ %33,33‬من المراكز الجهوية ال تواكب هؤالء المتدربين؛‬
‫‪ -‬ضعف التكوين عن بعد؛‬
‫‪ -‬التأخر في إعداد البحوث التربوية‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية التأهيل المهني ألطر هيئة التدريس‬
‫يتوج التكوين األساس باجتياز امتحان التأهيل المهني عند نهاية السنة التكوينية الثانية‪ ،‬حيث يعتبر من العناصر األساسية‬
‫الواجب توفرها في أطر هيئة التدريس‪ ،‬إال أنه تبين أن هناك تأخرا في التأهيل المهني ألطر هيئة التدريس‪ ،‬بحيث أن ‪%83‬‬
‫من المتدربين التابعين لألفواج ما بين دورة نونبر ‪ 2016‬ودجنبر ‪ 2018‬يمارسون مهنة التدريس دون أن يؤهلوا مهنيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬التكوين المستمر‬
‫حظي التكوين المستمر منذ الميثاق الوطني بعناية خاصة من أجل الرفع من قدرات أطر هيئة التدريس‪ ،‬وذلك من خالل اتخاذ‬
‫بعض التدابير لتطويره‪ ،‬إال أن تنزيلها واجهته عدة إكراهات وجعل النتائج المحققة ال ترقى إلى حجم التطلعات‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية استغالل التكوين المستمر كآلية لتدارك نقص التكوين األساس‬
‫يعتبر التكوين المستمر آلية لتدارك‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬النقص الحاصل في التكوين األساس وكذلك لتطوير القدرات المهنية لهيئة‬
‫التدريس‪ .‬لكن بالرجوع إلى العروض المقدمة‪ ،‬في مجال التكوين المستمر‪ ،‬سجل عدم تقييم النقص الحاصل في التكوين‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2656‬‬

‫األساس بالنسبة لألساتذة المزاولين من أجل برمج ة تكوينات تمكن من تدارك ومعالجة هذا النقص‪ ،‬وبالتالي ال يتم استغالل‬
‫التكوين المستمر في هذا الباب‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تحسين منهجية تحديد حاجيات التكوين المستمر‬
‫قبل اعتماد االستراتيجية الوطنية للتكوين المستمر‪ ،‬لم تكن عروض التكوين المستمر تنبني‪ ،‬في غالب األحيان‪ ،‬على الحاجيات‬
‫المعبر عنها‪ ،‬مما يجعلها ال تتالءم مع انتظارات األساتذة ويؤدي في بعض األحيان إلى عدم اإلقبال عليها‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية إعمال آلية المصاحبة في التكوين المستمر‬
‫تعتبر المصاحبة من آليات مواكبة األساتذة وتكوينهم‪ ،‬أثناء ممارسة المهنة‪ ،‬من طرف أساتذة ذوي التجربة والخبرة قصد‬
‫الرفع من أدائهم‪ .‬وفي إطار التنزيل األولي للرؤية االستراتيجية‪ ،‬جاءت المذكرة اإلطار رقم ‪ 099/15‬بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر‬
‫‪ 2015‬بالتدابير رقم ‪ 15‬المتعلق بالتكوين والمصاحبة عبر الممارسة إلحداث هذه اآللية التي قررت أجرأتها انطالقا من‬
‫الموسم الدراسي ‪ ،2016-2015‬إال أن عدم توفر العدد الكافي من األساتذة المصاحبين وعدم انخراطهم بشكل فعال‪ ،‬جعل‬
‫دعم التكوين المستمر عبر هذه اآللية جد محدود‪.‬‬
‫‪ ‬التأخر في اعتماد استراتيجية للتكوين المستمر‬
‫تفعيال ألهداف الرؤية االستراتيجية ومضامين القانون اإلطار الرامية إلى تطوير التكوين المستمر‪ ،‬اعتمدت الوزارة‬
‫استراتيجية وطنية للتكوين المستمر‪ ،‬بعد مرور حوالي ‪ 6‬سنوات عن اعتماد هذه الرؤية‪ ،‬لتجاوز النقائص المرصودة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬وتطوير مهارات أطر هيئة التدريس وتحسين مردوديتهم‪ ،‬إال أن تنزيلها يتم في سياق يتسم بإكراهات تقنية وبشرية‬
‫وكذلك بضعف القدرات التدبيرية على المستوى الجهوي‪ .‬كما يعتبر زمن التكوين إكراها حقيقيا الرتباطه بالزمن الدراسي‪،‬‬
‫بحيث يجب التفكير في صيغ تكوين غير مكلفة وال تؤثر على الزمن المذكور وتسمح‪ ،‬في نفس الوقت‪ ،‬بتجاوز عامل البعد‬
‫الجغرافي‪ ،‬الذي يحول‪ ،‬في بعض األحيان دون االستفادة من التكوين‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على تأكيد وضعية المراكز الجهوية باعتبارها مؤسسات مستقلة لتتمكن‪ ،‬في إطار تعاقدي مع مختلف‬
‫األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬من القيام بمهام التكوين األساس والتكوين المستمر والبحث التربوي‬
‫لفائدة هذه األكاديميات‪ ،‬مع ضرورة مأسسة آلية التنسيق بين مختلف المتدخلين في تكوين األطر التربوية‬
‫على الصعيد الجهوي؛‬
‫إرساء الهياكل اإلدارية بالمراكز الجهوية وتمكينها من الموارد البشرية الكافية والتجهيزات والوسائل‬ ‫‪-‬‬
‫اللوجستيكية والديداكتيكية الضرورية‪ ،‬مع الحرص على تجانس المواد المدرسة (المجزوءات) مع تخصص‬
‫المكونين المشرفين عنها لضمان اكتساب المتدربين للكفايات الالزمة؛‬
‫العمل على تجويد المسار التكويني لهيئة ال تدريس وذلك عبر تشجيع اإلقبال على مسالك مهن التربية‬ ‫‪-‬‬
‫والتكوين بهدف استقطاب أساتذة مؤهلين لتولي مهمة التدريس بالقطاعين العام والخاص؛‬
‫في هذا الباب أفادت الوزارة الوصية ووزارة االقتصاد والمالية أنه تم يوم ‪ 13‬يونيو ‪ 2022‬توقيع اتفاقية إطار بين‬
‫وزارة التعليم العال ي والبحث العلمي واالبتكار ووزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة ووزارة االقتصاد‬
‫والمالية‪ ،‬تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬تهدف إلى تكوين أطر تربوية مؤهلة لتلبية الحاجيات الحالية والمستقبلية‬
‫لمختلف مستويات التعليم االبتدائي والثانوي‪ ،‬وتحسين ظروف التكوين بالمراكز الجهوية وضمان تكوين تأهيلي‬
‫إضافي بعد النجاح في مباريات التوظيف يوسع الهندسة التكوينية العامة‪ .‬حيث تم تخصيص ‪ 4‬ماليير درهم على مدى‬
‫خمس سنوات (خارج نفقات األجور)‪ ،‬من أجل الرفع من الطاقة االستيعابية لمسالك اإلجازة‪ ،‬وجعلها مسارا للتميز‬
‫وطريقا رئيسيا لتوظيف أساتذة التعليم األساسي والثانوي في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬احترام وتوحيد مسار التكوين المخصص للمتدربين حيث يلزم المتدرب بإتمام الغالف الزمني مع اجتياز‬
‫امتحانات التأهيل التربوي والمهني داخل اآلجال المخصصة لها؛‬
‫العمل على الرفع من التأطير التربوي للمتدربين‪ ،‬في وضعية تحمل كلي للقسم‪ ،‬وضمان مصاحبتهم من طرف‬ ‫‪-‬‬
‫األساتذة الممارسين لالستفادة من تجربتهم وخبرتهم‪ ،‬ومواكبتهم من طرف المكونين بالمراكز‪ ،‬وكذلك تأطير‬
‫التكوين عن بعد وإعداد توصيف خاص به وجعله مكمال للتكوين الحضوري؛‬
‫األخذ بعين االعتبار الحاجيات الحقيقية للتكوين المستمر لتشجيع اإلقبال عليه‪ ،‬وكذلك تجاوز اإلكراهات‬ ‫‪-‬‬
‫التقنية والبشرية لتنزيل االستراتيجية الوطنية للتكوين المستمر بشكل جيد؛‬
‫إخضاع التكوين المستمر لتقييم األثر على األداء المهني؛‬ ‫‪-‬‬
‫إدراج التكوين المستمر ضمن عناصر تقييم األداء والترقي المهني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2657‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫النقل المدرسي في الوسط القروي‪:‬‬


‫تسجيل مجهودات مهمة وضرورة إرساء نموذج مستدام للتدبير كفيل باالستجابة‬
‫النتظارات المرتفقين‬

‫يعتبر النقل المدرسي‪ ،‬وال سيما بالوسط القروي‪ ،‬عامال مؤثرا في الحياة المدرسية والعملية التعليمية الرتباطه بمردوديتها‪ ،‬إذ‬
‫الموجَّه إلى تذليل بعض المعيقات السوسيو – اقتصادية والجغرافية التي تحول دون‬ ‫يدخل ضمن آليات الدعم االجتماعي َ‬
‫تمدرس األطفال المنحدرين من أسر معوزة؛ وبالتالي المساهمة في تعزيز تكافئ الفرص في الولوج إلى التعليم اإللزامي‪،‬‬
‫وتقليص الهدر المدرسي واالنقطاع المبكر عن الدراسة خصوصا في صفوف الفتيات‪.‬‬
‫واستحضارا لهذه األهمية‪ ،‬أنجزت المجالس الجهوية للحسابات لجهات الشرق‪ ،‬وطنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬وفاس ‪ -‬مكناس‪،‬‬
‫وسوس ‪ -‬ماسة برسم سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬مهمات رقابية حول النقل المدرسي في الوسط القروي‪ ،‬شملت نفوذ ‪ 273‬جماعة‬
‫موزعة على ‪ 11‬عمالة وإقليما‪ ،10‬وقد شملت هذه المهمات على الخصوص حكامة المرفق المرتبطة أساسا بتنسيق تدخالت‬
‫مختلف األطراف المعنية بتدبيره من جهة‪ ،‬والتسيير االعتيادي للمرفق ومدى تلبيته لحاجيات المرتفقين‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫أوال‪ .‬حكامة مرفق النقل المدرسي بالمجال القروي‬
‫اإلطار المؤسساتي للنقل المدرسي‬
‫تتجلى أهم المالحظات المسجلة فيما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تنسيق جهود مختلف المتدخلين في تدبير مرفق النقل المدرسي‬
‫يتميز تدبير مرفق النقل المدرسي بالوسط القروي بتدخل عدة أطراف‪ ،‬في مقدمتها الجماعات وجمعيات المجتمع المدني؛‬
‫باإلضافة إلى الجهات والعماالت واألقاليم والمديريات اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني‪ ،‬والمبادرة الوطنية‬
‫للتنمية البشرية‪ .‬وتبقى طبيعة وحدود تدخالت هذه األطراف غير منسجمة وضعيفة التنسيق‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن العماالت واألقاليم‪ ،‬صاحبة االختصاص األصلي بموجب المادة ‪ 79‬من القانون التنظيمي رقم ‪112.14‬‬
‫المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ،‬ال تضطلع بدورها في تعبئة الجهود وتنسيق تدخالت مختلف األطراف الفاعلة بهذا المرفق بما‬
‫يكفل الرفع من أدائه‪ ،‬وضمان استمرارية الخدمة المقدمة للمرتفقين‪ ،‬حيث يقتصر دورها على اقتناء بعض حافالت النقل‬
‫المدرسي وتوزيعها على الجماعات‪.‬‬
‫وإجماال‪ ،‬فإن تدبير هذا المرفق ال يتم وفق رؤية واضحة كفيلة بتحسين نجاعته وفعاليته وضمان استدامته‪ .‬ويساهم في غياب‬
‫هذه الرؤية لدى العماالت واألقاليم تأخر أو عدم إعداد برنامج التنمية المنصوص عليه في المادة ‪ 80‬من القانون رقم ‪112.14‬‬
‫سالف الذكر (أقاليم الحسيمة وتارودانت وفجيج)؛ باإلضافة إلى عدم تفعيل آليات التعاضد والتعاون بين الجماعات المتواجدة‬
‫بترابها (شركات التنمية المحلية‪ ،‬مؤسسات التعاون بين الجماعات‪ ،‬ومجموعات الجماعات الترابية‪.)... ،‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أنه‪ ،‬سعيا للرفع من مؤشرات التمدرس خصوصا في صفوف الفتيات بالعالم القروي‪،‬‬
‫قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خالل الفترة الممتدة من ‪ 2005‬إلى ‪ ،2021‬باقتناء حوالي ‪ 2.900‬حافلة للنقل‬
‫المدرسي‪ ،‬بمعدل حافلة لكل ‪ 50‬تلميذ وتلميذة‪ .‬غير أن تدبير هذا المرفق بالوسط القروي يواجه مجموعة من التحديات‪،‬‬
‫أهمها غياب نموذج للتدبير يحدد اإلطار المؤسساتي والمالي‪ ،‬مما يترتب عنه ضعف التنسيق بين مختلف الفاعلين‬
‫ويشكل عائقا لضمان جودة واستدامة خدمة النقل المدرسي‪ .‬وألجل ذلك‪ ،‬تقوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإنجاز‬
‫دراسة تشخيصية أولية حول تدبير أسطول حافالت التي تم اقتناؤها في هذا اإلطار‪ ،‬من أجل وضع رؤية شاملة تمكن‬
‫من تجويد وضمان استدامة المرفق‪.‬‬
‫من جهتها أكدت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة بأنها تعمل بتنسيق مع باقي الشركاء من أجل اقتراح‬
‫حلول ناجعة ومستدامة في هذا المجال في إطار تحقيق التكامل مع باقي مكونات سلة الدعم االجتماعي قصد تحسين‬
‫مؤشرات التمدرس والحد من الهدر المدرسي‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من مزايا تعدد مصادر التمويل رهين بضمان االلتقائية والتنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين‬
‫يتسم تمويل اقتناء حافالت النقل المدرسي بتعدد المتدخلين وبتنوع المصادر ذات الصلة‪ ،‬وهو ما يُساعد على تلبية الحاجيات‬
‫اآلنية بخصوص تسهيل ولوج المتمدرسين المنحدرين من الوسط القروي إلى المؤسسات التعليمية‪ .‬لكن هذا التعدد يستلزم‬

‫‪ 10‬يتعلق األمر بعمالة وجدة‪ -‬أنكاد وأقاليم بركان والناضور والدريوش وتاوريرت وجرادة وجرسيف وفجيج والحسيمة وموالي يعقوب وتارودانت‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2658‬‬

‫اعتماد إطار مؤسساتي يضمن االلتقائية والتنسيق ال ُمحكم بين مختلف المتدخلين‪ ،‬ويحقق بالتالي شروط النجاعة والفعالية في‬
‫تدبير هذا المرفق‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فبالنسبة لجماعات جهة الشرق‪ ،‬ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمويل اقتناء ‪ 222‬حافلة من أصل ‪537‬‬
‫حافلة‪ ،‬أي بنسبة تفوق ‪ ،%41‬ثم مجلس جهة الشرق بنسبة ‪ ،%18‬بينما اقتصرت مجالس العمالة واألقاليم على تمويل اقتناء‬
‫‪ 45‬حافلة‪ ،‬وقامت الجماعات بتمويل اقتناء ‪ 23‬حافلة من ميزانياتها الذاتية‪.‬‬
‫مولت وكالة إنعاش وتنمية الشمال اقتناء‬
‫وبالنسبة إلقليم الحسيمة بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬فمن أصل ‪ 229‬حافلة‪ّ ،‬‬
‫‪ 64‬حافلة‪ ،‬وبرنامج تقليص الفوارق المجالية واالجتماعية بالوسط القروي ‪ 62‬حافلة‪ ،‬ومجلس الجهة ‪ 34‬حافلة‪ ،‬والجماعات‪،‬‬
‫سواء بصفة ذاتية أو بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ 18 ،‬حافلة‪.‬‬
‫مولت اقتناءها المبادرة ُ الوطنية‬
‫وفي إقليم تارودانت التابع لجهة سوس – ماسة‪ ،‬يتكون أسطول النقل المدرسي من ‪ 181‬حافلة‪ّ ،‬‬
‫والمجلس اإلقليمي (‪ 40‬حافلة)‪ ،‬ووزارة التربية الوطنية (‪ 10‬حافالت) وصندوق الجماعات‬‫ُ‬ ‫للتنمية البشرية (‪ 84‬حافلة)‪،‬‬
‫الساللية (‪ 8‬حافالت)‪ ،‬وباقي المتدخلين (‪ 39‬حافلة)‪.‬‬
‫أما على مستوى إقليم موالي يعقوب بجهة فاس – مكناس‪ ،‬فيتكون أسطول النقل المدرسي من ‪ 81‬حافلة‪ ،‬تم اقتناء ‪ 57‬منها‬
‫في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬و‪ 6‬حافالت من طرف مجلس اإلقليم‪ ،‬و‪ 3‬حافالت من طرف مجلس الجهة‪ ،‬و‪9‬‬
‫حافالت من طرف صندوق دعم الجماعات الساللية و‪ 5‬حافالت من قِّبل المحسنين‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد الحاجيات من حافالت النقل المدرسي يحتاج مزيدا من الضبط‬
‫تقتصر عملية تحديد الحاجيات على الطلبات التي يقدمها بعض المنتخبين‪ .‬وال تضطلع العماالت واألقاليم‪ ،‬على النحو‬
‫المطلوب‪ ،‬بالدور المنوط بها‪ ،‬والمتمثل على الخصوص في تشخيص الخصاص من حافالت النقل المدرسي‪ ،‬أو على األقل‬
‫التنسيق بين مختلف المتدخلين على مستوى تراب العمالة أو اإلقليم‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬ال تتوفر إدارات العماالت واألقاليم التي‬
‫شملتها المهمات الرقابية على وحدات إدارية (مصلحة‪ ،‬أو مكتب‪ ،‬أو خلية ‪ُ )...‬مكلفة باإلشراف على تدبير هذا المرفق‪ ،‬يكون‬
‫ضمن مهامها تحديد الحاجيات بدقة‪ ،‬ومن ثم العمل على تلبيتها بشكل يراعي العدالة المجالية بين الجماعات‪ ،‬ووفق برمجة‬
‫مضبوطة لالقتناءات‪ ،‬مع الحرص على ترشيدها‪.‬‬
‫ويكون التعبير عن الحاجيات من طرف الجماعات والجمعيات‪ ،‬في غالب األحيان‪ ،‬غير دقيق بسبب عدم توفرها على معطيات‬
‫كافية لتشخيص الخصاص ووتيرة تطوره من موسم دراسي آلخر‪ .‬وقد كان من نتائج ذلك‪ ،‬على سبيل الذكر‪ ،‬اكتظاظ الحافالت‬
‫بالمتمدرسين وتعدد الرحالت اليومية على نفس المسارات على مستوى عدة جماعات‪ ،‬فيما تتوفر جماعات أخرى على حافالت‬
‫غير مستغلة‪.‬‬
‫‪ ‬تكليف جمعيات بتدبير خدمة النقل المدرسي دون إشراك مجالس العمالة واألقاليم المعنية‬
‫ط ‪ 233‬جمعية في هذا‬ ‫ش ُ‬
‫يسهر العديد من جمعيات المجتمع المدني على تدبير مرفق النقل المدرسي بالوسط القروي‪ .‬حيث تن َ‬
‫المجال على مستوى ‪ 85‬جماعة بجهة الشرق‪ ،‬و‪ 83‬جمعية بتراب ‪ 78‬جماعة بإقليم تارودانت و‪ 52‬جمعية بنفوذ ‪ 31‬جماعة‬
‫بإقليم الحسيمة و‪ 16‬جمعية بنفوذ ‪ 11‬جماعة بإقليم موالي يعقوب‪ .‬وتتولى الجمعيات جل أوجه التسيير االعتيادي (التكفل‬
‫بجزء من المصاريف‪ ،‬وتشغيل السائقين وأداء أجورهم‪ ،‬وتحديد الرحالت ومسارات الحافالت‪ ،‬وتحديد تسعيرة خدمة النقل‬
‫المدرسي واستخالصها)‪.‬‬
‫غير أن تكليف الجمعيات بتدبير هذا المرفق تم بموجب اتفاقيات ثنائية أبرمتها معها الجماعات المعنية‪ ،‬وذلك في غياب‬
‫العماالت أو األقاليم المعنية باعتبارها صاحبة االختصاص األصلي‪ .‬ولم يقم أي مجلس للعمالة أو األقاليم التي شملتها المهمات‬
‫الرقابية‪ ،‬بوضع آلية تعاقدية حول تدبير النقل المدرسي‪ ،‬سواء في إطار ثنائي أو متعدد األطراف‪ ،‬مع الجماعات و‪/‬أو الجمعيات‬
‫المعنية‪.‬‬
‫اتفاقيات التعاون والشراكة‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬تم تسجيل أهم المالحظات التالية‪.‬‬
‫‪ ‬إسناد تدبير حافالت النقل المدرسي لجمعيات " غير مؤهلة "‬
‫أبرمت بعض الجماعات اتفاقيات مع جمعيات آباء وأولياء التالميذ لتسيير خدمة النقل المدرسي‪ ،‬وهو ما يجعل من الصعب‬
‫على مسيري هذه الجمعيات الجمع بين مهام المشاركة في تدبير العملية التعليمية واألعمال الموازية لها داخل المؤسسة‬
‫التعليمية‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومهام اإلشراف اليومي على تدبير النقل المدرسي‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬كما قامت بعض الجماعات بوضع‬
‫حافالت رهن إشارة سائقين خواص في غياب اتفاقية شراكة تؤطر العالقة بين الطرفين‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن العديد من الجمعيات التي تربطها اتفاقيات شراكة مع جماعات وتتلقى منها دعما ماليا منتظما لهذا‬
‫الغرض‪ ،‬تنحصر أنشطتها المرخصة على مجاالت التنمية واألعمال االجتماعية‪ ،‬وحماية المجال الغابوي وتربية النحل‪،‬‬
‫ودون أن يكون تدبير النقل المدرسي ضمن أنشطتها المرخصة بمقتضى أنظمتها األساسية‪ .‬وهكذا‪ ،‬لم يتعد عدد الجمعيات‬
‫‪2659‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المهتمة بشكل وثيق بقطاع النقل المدرسي بجماعات جهة الشرق ‪ 57‬جمعية‪ ،‬أي ما يناهز ربع الجمعيات النشيطة في هذا‬
‫المجال (‪.)%25‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية‪ ،‬بخصوص الشراكة مع الجمعيات المكلفة بتدبير النقل المدرسي‪ ،‬بأنها قد‬
‫حثت الجماعات الترابية‪ ،‬من خالل الدورية عدد ‪ D2185‬بتاريخ ‪ 5‬أبريل ‪ ،2018‬على احترام شروط الشفافية في‬
‫انتقاء شركائها من المجتمع المدني وتتبع أنشطتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تعاقد الجماعات مع جمعيات دون اللجوء إلى طلبات العروض‬
‫لجأت جل الجماعات بصفة مباشرة إلى إبرام اتفاقيات مع جمعيات تم اختيارها لتسيير مرفق النقل المدرسي‪ ،‬دون اإلعالن‬
‫عن طلبات عروض مشاريع الختيار الجمعيات األقدر واألفضل‪ ،‬والتي تتوفر على خبرة أو برنامج وتصور في تطوير النقل‬
‫المدرسي‪ .‬ولم تبادر الجماعات إلى إحداث لجان يوكل إليها انتقاء المشاريع المستوفية للشروط المطلوبة وتحديد المبالغ‬
‫المخصصة لكل مشروع سيما االتفاقيات التي تعادل أو تفوق ضمنها مساهمة الجماعة ‪ 50.000‬درهم‪ .‬وهو ما ال يتماشى مع‬
‫ما جاء في منشور الوزير األول رقم ‪ 2003/7‬بتاريخ ‪ 27‬يونيو ‪ 2003‬بشأن الشراكة بين الدولة وجمعيات المجتمع المدني‪،‬‬
‫والذي حدد معايير االنتقاء ال ُمحققة للشفافية والموضوعية والمنفعة المباشرة للفئات المستهدفة‪ ،‬باإلضافة إلى المعايير ذات‬
‫الصلة بالجمعية الشريكة كالقدرة على إنجاز المشروع ودورية انعقاد اجتماعات هياكلها التقريرية واحترام قواعد التسيير‬
‫الديمقراطي ألجهزتها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إعداد دليل للمساطر ودفتر للتحمالت إلسناد تدبير مرفق النقل المدرسي إلى الجمعيات‬
‫ال تتوفر جل الجماعات الترابية التي شملتها المهمات الرقابية‪ ،‬على دالئل للمساطر‪ ،‬مصادق عليها من طرف مجالسها‬
‫المنتخبة‪ ،‬تتضمن بالخصوص المجاالت والشروط المحددة لالستفادة من الدعم العمومي المقدم من طرفها‪ ،‬والتي من المفترض‬
‫أن يكون من ضمنها تدبير خدمة النقل المدرسي‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن اتفاقيات الشراكة المبرمة بين الجماعات وجمعيات المجتمع المدني والمتعلقة بالنقل المدرسي (باستثناء‬
‫جماعة مستكمار بإقليم تاوريرت) لم تؤطر بدفاتر تحمالت تكون بمثابة سند مرجعي للتعاقد على أسس تستجيب لشروط‬
‫ومتطلبات تجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين‪ ،‬وتحدد المفاهيم وااللتزامات‪ ،‬وآليات التمويل والمراقبة والتتبع‪ ،‬وذلك عمال‬
‫بدورية وزير التربية الوطنية عدد ‪ 1202/8‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2013‬بشأن تنمية النقل المدرسي بالوسط القروي التي حثت‬
‫جميع الشركاء على ضرورة تفعيل بنود دفتر التحمالت لحساب الغير الصادر عن وزارة التجهيز والنقل والذي يتضمن‬
‫شروط ممارسة هذا النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬صياغة بنود اتفاقيات التعاون والشراكة بحاجة إلى مزيد من الدقة‬
‫إن صياغة بنود اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها الجماعات مع بعض الجمعيات التي أوكلت لها تسيير مرفق النقل المدرسي‬
‫تحتاج لمزيد من الدقة خاصة فيما يتعلق بالجوانب المالية‪ .‬ففي بعض الحاالت‪ ،‬تمت اإلشارة فقط إلى تخصيص منحة سنوية‬
‫للمساهمة في تسيير الحافالت حسب اإلمكانات المتاحة للجماعة دون تحديد مبلغ هذه المساهمة‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬تشير‬
‫االتفاقية إلى التزام الجماعة‪ ،‬إلى جانب الجمعية‪ ،‬بالمساهمة في تغطية المصاريف المتعلقة بالمحروقات واإلصالح‪ ،‬ولم يتم‬
‫تحديد ال نسبة وال مبلغ المساهمة المالية لكل طرف‪ ،‬وال ماهية وحجم هذه اإلصالحات‪.‬‬
‫‪ ‬القدرات التدبيرية للجمعيات المكلفة بالنقل المدرسي تحتاج إلى مزيد من التأهيل والتأطير‬
‫تعاني الجمعيات المشرفة على تدبير مرفق النقل المدرسي من ضعف في قدراتها التدبيرية‪ .‬فقد تبين أن جل الجمعيات عجزت‬
‫عن االضطالع بمختلف األنشطة األساسية المرتبطة بتسيير هذا المرفق‪ ،‬من قبيل التتبع المنتظم لنفقات استهالك الوقود‬
‫وصيانة الحافالت‪ ،‬مع مسك سجالت (محاسباتية) تضبط وتضمن الشفافية في استعمال أموال الدعم الممنوح‪ .‬وتقتصر بعض‬
‫الجمعيات على تلقي الدعم المالي السنوي المقدم لها من طرف الجماعات وتحويله ألداء أجور السائقين‪.‬‬
‫واعتبارا لهذه النقائص‪ ،‬وبالنظر ألهمية مرفق النقل المدرسي ولحجم أسطول الحافالت‪ ،‬وما يستلزم ذلك من إلمام بقواعد‬
‫التدبير الجيد‪ ،‬فإنه من الضروري دعم القدرات التدبيرية للجمعيات المعنية كي تتناسب مع متطلبات تسيير المرفق سواء في‬
‫شقه المالي أو التقني‪ ،‬وتأهيلها وتوفير الموارد البشرية الالزمة لها‪ ،‬حتى تقوم بمهامها على وجه أفضل‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تفعيل المراقبة والتتبع لتنفيذ االتفاقيات المبرمة‬
‫نصت اتفاقيات التعاون والشراكة المبرمة بين مجالس العماالت واألقاليم والجماعات المستفيدة من حافالت النقل المدرسي‪،‬‬
‫على ضرورة إحداث لجان مشتركة لتتبع مدى تحقيق أهداف االتفاقيات المبرمة‪ .‬إال أنه لم يتم تفصيل مجمل المهام‬
‫والصالحيات التي تختص بتنفيذها أو مراقبتها هذه اللجنة‪ ،‬وكذا طريقة اشتغالها وفترات اجتماعاتها ونوعية التقارير‬
‫والتوصيات المفترض أن ت ُصدرها‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬ال تقوم العديد من الجماعات بإعداد التقارير الربع سنوية المنصوص عليها في اتفاقيات اقتناء وتسيير‬
‫الحافالت‪ ،‬المبرمة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬والتي يجب أن تتضمن تطور مؤشرات النجاعة (مثل نسبة‬
‫اإلقبال على التمدرس‪ ،‬ونسبة تمدرس الفتاة القروية‪ ،‬ونسبة التقليص من الهدر المدرسي‪ ،‬واستمرارية ووقع المشروع على‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2660‬‬

‫المستفيدين) وكذا مقارنة بين اإلنجازات والتوقعات مرفقة بالبيانات‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل الصعوبات المحتملة والحلول المتخذة‬
‫أو المقترحة‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان استمرارية المرفق رهين بتوفير التمويالت الالزمة وتسهيل المساطر اإلدارية‬
‫يُكلف اقتناء حافالت النقل المدرسي مبالغ مالية مهمة تفوق قدرات الجماعات والجمعيات‪ .‬فبعمالة وأقاليم جهة الشرق‪ ،‬كلف‬
‫اقتناء ‪ 191‬حافلة خالل الفترة ‪ 2020-2016‬ما مجموعه ‪ 70.435.917,52‬درهم‪ ،‬أي أن قيمة الحافلة الواحدة تناهز‬
‫‪ 368.774,44‬درهما‪ .‬وبإقليم الحسيمة كلف اقتناء ‪ 147‬حافلة مبلغا قدره ‪ 54.534.000,00‬درهم‪ ،‬أي بمعدل ‪309.755,00‬‬
‫درهما لكل حافلة‪ .‬وباعتبار أن عمر الحافلة يندرج ضمن مؤشرات قياس جودة الخدمات‪ ،‬فإن عدد الحافالت التي تجاوز‬
‫عمرها خمس سنوات بحلول سنة ‪ ،2022‬يمثل نسبة ‪ %61‬من األسطول بجهة الشرق‪ ،‬مقابل ‪ 58%‬في إقليم موالي يعقوب؛‬
‫مما يشكل ضغطا على الجهات المعنية بتسيير النقل المدرسي جراء تزايد تكاليف اإلصالح والصيانة‪ .‬وبالنظر كذلك إلى‬
‫العمر االفتراضي لصالحية الحافالت والذي يمكن تحديده في ‪ 10‬سنوات‪ ،‬فإن عدد الحافالت التي تجاوزت هذه المدة في سنة‬
‫‪ 2022‬هو ‪ 63‬حافلة بجهة الشرق‪ ،‬وسيرتفع إلى ‪ 379‬حافلة في أفق سنة ‪ ،2027‬وهو ما يعني ضرورة توفير تمويالت تناهز‬
‫‪ 140‬مليون درهم لتجديد األسطول‪.‬‬
‫ومن أجل تلبية الحاجيات المتزايدة للمتمدرسين في العالم القروي‪ ،‬فإن المتدخلين العموميين المعنيين مدعوون للبحث عن‬
‫مصادر للتمويل مبتكرة ودائمة القتناء حافالت إضافية من أجل دعم األسطول وصيانته وتجديده‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تتلقى‬
‫مجموعة من الجمعيات حافالت للنقل المدرسي على شكل هِّبات ترد عليها من الخارج (محسنون مقيمون بالخارج‪ ،‬جمعيات‬
‫أجنبية)‪ ،‬إال أنها تواجه عدة صعوبات لتسجيلها وتسوية وضعيتها القانونية قبل استغاللها‪ .‬ومن هذه الصعوبات تعقد وطول‬
‫المساطر اإلدارية الواجب اتباعها من أجل اإلعفاء من رسوم الجمارك وتحويل الملكية والتسجيل والترخيص باالستغالل‬
‫وغير ذلك‪ ،‬إذ تتراوح مدة هذه اإلجراءات‪ ،‬حسب مسؤولي بعض الجمعيات بإقليم تارودانت‪ ،‬ما بين ‪ 3‬أشهر و‪ 12‬شهرا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الجمعيات تتحمل مصاريف أخرى الستكمال هذه اإلجراءات تتراوح ما بين ‪ 30‬و‪ 50‬ألف درهم‬
‫للحافلة حسب مسؤولي بعض الجمعيات‪ ،‬رغم أن هذه الحافالت ال تستعمل لغرض ربحي‪.‬‬
‫وأفادت وزارة الداخلية في جوابها‪ ،‬بأنها تقوم‪ ،‬في إطار مواكبة الجماعات الترابية‪ ،‬بتشجيع التعاون بينها‪ ،‬وال سيما‬
‫دعم إحداث مجموعة الجماعات الترابية من أجل تجميع مواردها وضمان تغطية أوسع وذات جودة لعرض النقل‬
‫المدرسي‪ ،‬حيث تمت الموافقة على دعم مجموعة الجماعات الترابية إلقليم جرادة‪ ،‬والتي تم اعتمادها كآلية لتدبير هذا‬
‫المرفق‪ ،‬وذلك‪ ،‬بهدف تحسين جودة هذه الخدمة وزيادة معدل التمدرس بالمناطق القروية وخاصة بين الفتيات‪.‬‬
‫ومن جهتها أوضحت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة‪ ،‬بأنها سعت من موقعها للمساهمة في تدبير‬
‫أمثل لهذه الخدمة‪ ،‬وذلك من خالل إبرام اتفاقية إطار مع وزارة الداخلية ‪ -‬المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شتنبر‬
‫‪ ،2018‬تروم تعزيز وإرساء آلية لتدبير فعال ومستدام لخدمة النقل المدرسي إضافة لتشجيع وتأطير جمعيات المجتمع‬
‫المدني النشيطة في هذا المجال‪ ،‬وكذا إعداد نموذج اتفاقية شراكة لتدبير النقل المدرسي‪ ،‬بين مصالحها الالممركزة‬
‫ومجلس الجهة أو الجماعة الترابية والجمعية التي ستدبر الحافلة المخصصة للنقل المدرسي‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بقطاع التربية الوطنية والتعليم‬
‫األولي‪ ،‬بالحرص على ما يلي‪:‬‬
‫قيام العماالت واألقاليم‪ ،‬باعتبارها صاحبة االختصاص‪ ،‬بمهامها في ميدان النقل المدرسي في المجال القروي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والسيما اإلشراف على هذا المرفق والتنسيق بين مختلف المتدخلين في تدبيره (سواء منهم العموميون أو‬
‫الخواص)‪ ،‬وذلك في إطار مالئم‪ ،‬يأخذ بعين االعتبار خصوصيات كل عمالة أو إقليم‪ ،‬ويحدد التزامات‬
‫ومسؤوليات األطراف المعنية‪ ،‬وأيضا مصادر التمويل الالزمة‪ ،‬ويضمن التقائية وفعالية التدخالت‬
‫(العمومية)‪ ،‬وكذا استدامة الخدمة المقدمة للمرتفقين؛‬
‫تحديد الحاجيات من حافالت النقل المدرسي على صعيد كل إقليم‪ ،‬وترشيد عمليات اقتنائها وتوزيعها بشكل‬ ‫‪-‬‬
‫يحقق العدالة المجالية بين الجماعات والتعاضد والتعاون فيما بينها؛‬
‫إعمال آلية طلب عروض المشاريع من أجل انتقاء الجمعيات المؤهلة لتدبير المرفق‪ ،‬واعتماد دفتر التحمالت‬ ‫‪-‬‬
‫الخاص بالنقل المدرسي المعد من طرف مصالح الوزارة المكلفة بالتجهيز والنقل؛‬
‫تنظيم دورات تكوينية لفائدة الجمعيات التي تتولى تدبير مرفق النقل المدرسي قصد مساعدتها على تقوية‬ ‫‪-‬‬
‫قدراتها التدبيرية‪ ،‬وبالخصوص في المجاالت المتعلقة بإعداد وتنفيذ الميزانية‪ ،‬ومسك المحاسبة‪ ،‬وتسيير‬
‫أسطول الحافالت‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪2661‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ثانيا‪ .‬تسيير مرفق النقل المدرسي بالوسط القروي وتطور بعض المؤشرات ذات الصلة‬
‫تدبير أسطول حافالت النقل المدرسي‬
‫تتجلى أهم المالحظات المسجلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬نقل التالميذ في ظروف غير مالئمة وال تستجيب لشروط السالمة‬
‫يتم في عدة حاالت نقل التالميذ في ظروف غير مالئمة وال تستجيب لشروط السالمة‪ ،‬بسبب تجاوز الحموالت المفترضة‬
‫للحافالت‪ .‬فمثال ع لى مستوى عمالة وأقاليم جهة الشرق‪ ،‬عرف عدد المستفيدين من النقل المدرسي ارتفاعا مضطردا وانتقل‬
‫من ‪ 10.363‬تلميذا وتلميذة خالل الموسم الدراسي ‪ 2017-2016‬إلى ‪ 18.602‬خالل الموسم الدراسي ‪ ،2020-2019‬أي‬
‫بزيادة بلغت نسبة تناهز ‪ .%77‬وبالمقابل‪ ،‬ظل عدد المقاعد المتاحة غير كاف منذ الموسم الدراسي ‪ ،2017-2016‬ليرتفع‬
‫بذلك مؤشر االكتظاظ من ‪ 1,82‬إلى ‪ ،1,98‬أي أن نسبة ملء الحافلة تصل إلى ‪ .%200‬وهو ما يعرفه كذلك إقليم الحسيمة‬
‫في عدة جماعات‪ ،‬حيث ت ُ ِّقل الحافلة أكثر من ‪ 60‬تلميذا وتلميذة رغم أن طاقتها االستيعابية القانونية محددة في ‪ 27‬مقعدا‪.‬‬
‫أمام هذه الوضعية‪ ،‬يتم اللجوء إما إلى برمجة عدة رحالت يوميا بواسطة نفس الحافلة إذا كانت المسافة بين محالت السكنى‬
‫والمؤسسة التعليمية تسمح بذلك‪ ،‬أو االكتفاء برحلة واحدة ونقل جميع التالميذ دفعة واحدة‪ ،‬مما ال يضمن شروط السالمة أثناء‬
‫السياقة‪ ،‬فضال عن عدم احترام عدد الركاب المؤمن عنهم‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬ال تتوفر بعض الحافالت المستعملة في النقل المدرسي على شروط الراحة والسالمة‪ ،‬حيث يضطر بعض‬
‫التالميذ إلى الجلوس على كراسي بالستيكية صغيرة غير مثبتة بالحافلة وال تتوفر على أحزمة للسالمة وال مساند للظهر‪ ،‬أو‬
‫مقاعد تكون في شكل ِّدكَاك طويلة بمتكآت‪ ،‬وذلك دون مراعاة لمقتضيات الفصلين ‪ 2‬و‪ 49‬من المرسوم رقم ‪2.80.122‬‬
‫بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪ 1981‬يتعلق بالنقل الخاص الجماعي لألشخاص كما تم تغييره وتتميمه‪ .‬كما يلجأ المشرفون على تسيير مرفق‬
‫النقل المدرسي في بعض األحيان وبفعل االكتظاظ إلى نزع الكراسي المثبتة في الحافلة لفسح المجال لنقل أكبر عدد ممكن من‬
‫التالميذ‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية األخذ بعين االعتبار خصوصيات الفتاة القروية وكذا ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫يشكل االكتظاظ وضعية غير مريحة للتلميذات وأسرهن‪ .‬وقد أفادت بعض الجمعيات المسيّرة للنقل المدرسي في كل من عمالة‬
‫وأقاليم جهة الشرق وإقليمي الحسيمة وتارودانت أن اآلباء أصبحوا يطالبون بتخصيص حافالت للفتيات‪ .‬وهو ما يستدعي‬
‫استحضار األبعاد السوسيو‪-‬ثقافية في تدبير هذا المرفق‪ ،‬وذلك بالرغم من األعباء المالية اإلضافية المتطلبة‪ ،‬ألن الحد من‬
‫الهدر المدرسي في صفوف الفتيات القرويات يعتبر من الغايات األساسية للمرفق‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬فإن جل الحافالت المستعملة في النقل المدرسي غير مناسبة للتلميذات والتالميذ ذوي اإلعاقة الحركية‪ ،‬ولم‬
‫يتم تزويدها بالولوجيات وفق المعايير المعمول بها‪ .‬وهو ما ال ينسجم مع مقتضيات المادتين ‪ 11‬و‪ 21‬من القانون اإلطار رقم‬
‫‪ 13.97‬المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى توفير بنيات لالنتظار في ظل عدم تطابق فترات الزمن المدرسي مع توقيت مرور الحافالت‬
‫بالرغم من المجهودات التي يبذلها مختلف المتدخلين لتوفير حافالت للنقل المدرسي‪ ،‬ونظرا لعدم تطابق فترات الزمن المدرسي‬
‫مع توقيت مرور الحافالت‪ ،‬بالنسبة لجميع التالميذ المستفيدين‪ ،‬يضطر هؤالء للقدوم‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬إلى المؤسسات‬
‫التعليمية قبل مواعيد الدروس‪ ،‬ثم انت ظار موعد انطالق الحافلة لمدة بعد انتهاء دروسهم‪ ،‬مع ما قد يترتب عن ذلك من إهدار‬
‫للوقت في االنتظار أو تعرض آلثار التقلبات الجوية وغيرها‪.‬‬
‫سجل في بعض الجماعات غياب بنيات الستقبال التلميذات والتالميذ وتأطيرهم بين مواعيد الرحالت‪ .‬ويرجع‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ُ ،‬‬
‫سبب ذلك‪ ،‬إلى نقص الموارد البشرية وعدد القاعات في المؤسسات التعليمية‪ ،‬أو إلى تردد مسؤوليها في استقبال هؤالء‬
‫التلميذات والتالميذ لعدم تحمل مسؤوليتهم خالل هذه الفترات‪.‬‬
‫‪ ‬المراقبة التقنية الدورية للحافالت وتزويدها بوسائل اإلغاثة يكتسيان ضرورة ملحة‬
‫ال يتم إخضاع جل حافالت النقل المدرسي بالعمالة واألقاليم المعنية‪ ،‬للمراقبة التقنية الدورية‪ ،‬مما ال ينسجم مع مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 39‬من المرسوم رقم ‪ 2.80.122‬بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪ 1981‬سالف الذكر‪ .‬ففي إقليم تارودانت‪ ،‬تبين أن ‪ 148‬حافلة لم‬
‫تخضع للمراقبة التقنية خالل الفترة ‪ ،2019-2015‬أي بنسبة ‪ %82‬من مجموع الحافالت المستغلة‪ ،‬فيما خضعت ‪ 25‬حافلة‬
‫إلجراء الفحص التقني بصفة غير منتظمة خالل نفس الفترة‪ ،‬و‪ 8‬حافالت فقط هي التي خضعت للمراقبة التقنية الدورية‪.‬‬
‫وينطوي غياب المراقبة التقنية الدورية على مخاطر‪ ،‬من بينها استعمال حافالت غير مؤهلة للسير على الطرق العمومية‪ ،‬مع‬
‫ما يمثله ذلك من خطر سواء على السائقين والمتمدرسين وعلى مستعملي الطريق‪.‬‬
‫وفيما يخص وسائل اإلغاثة‪ ،‬فإن بعضا من حافالت النقل المدرسي التي تفوق سعتها ‪ 25‬مقعدا غير مزود بأجهزة اإلطفاء أو‬
‫أن مدة صالحيتها منتهية‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬تفتقر بعض الحافالت لصندوق اإلسعافات األولية والعاجلة‪ ،‬وفي حال وجوده فهو‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2662‬‬

‫ال يحتوي على المواد الصيدلية التي تمكن من القيام بالعالجات األولية‪ ،‬وهذا ال ينسجم ومضامين الفصلين ‪ 20‬و‪ 21‬من‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.80.122‬المذكور‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إخضاع حافالت النقل المدرسي إلجراءات التسجيل واعتماد ورقة السير‬
‫إن بعض الحافالت المستعملة في النقل المدرسي ببعض األقاليم‪ ،‬سواء التي تم اقتناؤها داخل المغرب أو التي تم استيرادها‬
‫من الخارج مازالت تحمل أرقام تسجيل مؤقتة )‪ (WW‬أو أجنبية‪ ،‬رغم مرور عدة سنوات على تاريخ أول شروع في‬
‫استخدامها بالمغرب‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬ال يتم‪ ،‬إال في حاالت قليلة‪ ،‬احترام مقتضيات دفتر التحمالت المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير‪ ،‬التي‬
‫تحدد شروط استغالل مركبات النقل المدرسي ومسطرتي تقديم التصريح بالقيام بهذا النقل وتسليم أوراق السير‪ .‬ففي إقليم‬
‫تارودانت مثال‪ ،‬فإن (‪ )32‬حافلة فقط من أصل (‪ ،)181‬أي حوالي ‪ %18‬من مجموع الحافالت باإلقليم‪ ،‬هي التي تتوفر على‬
‫ورقة السير الصادرة عن المديرية االقليمية للتجهيز والنقل‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إبرام عقود الشغل مع سائقي الحافالت واكتتاب التأمين لفائدتهم‬
‫ال تعمل أغلب الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي على إبرام عقود الشغل مع سائقي الحافالت‪ .‬ففي عمالة وأقاليم جهة الشرق‪،‬‬
‫وباستثناء الجمعية اإلقليمية لتطوير وتعميم التعليم ببركان التي شرعت في تدبير خدمة النقل المدرسي مع بداية الموسم الدراسي‬
‫‪ ،2021/2020‬فإن باقي الجمعيات النشيطة في المجال لم تبرم عقود شغل مع سائقي الحافالت‪ .‬كما أن ‪ 72‬سائقا من بين‬
‫‪ 108‬على مستوى إقليم تارودانت ال تربطهم مع الجمعيات المشغلة عقود شغل موثقة‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬ال يستفيد جل السائقين العاملين بمرفق النقل المدرسي من التأمين ضد حوادث الشغل واألمراض المهنية‪،‬‬
‫مما ال ينسجم مع مقتضيات المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ 18.12‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪ ،‬وكذا المادة ‪ 6‬من دفتر‬
‫التحمالت المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير‪ .‬فعلى مستوى عمالة وأقاليم جهة الشرق على سبيل المثال‪ ،‬فإن أكثر من‬
‫‪ %91‬من السائقين غير مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫وقد أبانت دراسة عينة من ملفات السائقين مكونة من ‪ 129‬سائقا على مستوى جماعات عمالة وأقاليم جهة الشرق أن نصفهم‬
‫تقريبا (‪ )%48‬يشتغلون مع الجمعيات المسيرة للنقل المدرسي لموسم دراسي واحد فقط‪ .‬وتواجه الجمعيات صعوبة في إيجاد‬
‫سائق بديل تتوفر فيه الشروط المطلوبة‪ ،‬مما يؤثر على استمرارية خدمة النقل المدرسي‪ .‬وتعزى أسباب مغادرة السائقين‬
‫للعمل طواعية إلى هزالة األجرة الشهرية وغياب التغطية االجتماعية واالشتغال دون عقود عمل‪.‬‬
‫وتستدعي هذه الوضعية إعادة تأطير العالقة مع السائقين عن طريق إبرام عقود شغل موثقة لحماية حقوق األطراف (سائقين‬
‫وجمعيات ومستفيدين وجماعات) من خالل التنصيص صراحة على مجموعة من االلتزامات المهنية‪ ،‬خاصة ما يتعلق بالحفاظ‬
‫على الحافالت وااللتزام بسلوك تربوي في التعامل مع التالميذ‪ ،‬وكذا اكتتاب تأمين لفائدة السائقين‪ .‬مما سيساهم في تحفيزهم‬
‫على االنخراط في تحسين جودة الخدمة المقدمة للمرتفقين وضمان استمراريتها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة التأكد من توفر السائقين على الشروط الالزمة‬
‫ال يتوفر بعض السائقين الذين تستعين بهم الجمعيات‪ ،‬على رخصة السياقة من صنف "د"‪ ،‬التي تخول لهم سياقة العربات‬
‫المستخدمة في النقل المدرسي‪ ،‬والتي تحتوي على أكثر من (‪ )8‬مقاعد للجلوس أو تنقل على متنها أكثر من (‪ )8‬أشخاص دون‬
‫احتساب السائق‪ ،‬وهو ما ال يراعي مقتضيات المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 52.05‬المتعلق بمدونة السير على الطرق‪ ،‬وكذا المادة‬
‫‪ 9‬من دفتر التحمالت المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير‪ .‬ففي عينة مكونة من ‪ 218‬سائقا لمركبات النقل المدرسي‬
‫بالجماعات التابعة لعمالة وأقاليم جهة الشرق‪ ،‬تبين أن ‪ 109‬منهم فقط (‪ )50‬يتوفرون على الرخصة المالئمة لسياقة هذه‬
‫المركبات‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن مجموعة من السائقين ال يتوفرون على بطاقة السائق المهني‪ ،‬بالرغم من كون العربات المستعملة في‬
‫النقل المدرسي تستلزم توفر السائق على هذه البطاقة طبقا ألحكام المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 05.52‬سالف الذكر‪ .‬وعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬تم إحصاء ‪ 52‬سائقا للحافالت بنفوذ ‪ 8‬جماعات تابعة إلقليم الحسيمة حاصلين على رخصة السياقة من صنف "د"‪،‬‬
‫إال أنهم ال يتوفرون على بطاقة السائق المهني‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن جل السائقين ال يتوفرون على شهادة الفحص الطبي‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة ‪ 9‬من دفتر التحمالت‬
‫المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن ‪ 25‬من أصل ‪ 52‬سائقا يعملون بنفوذ ‪ 8‬جماعات تابعة إلقليم‬
‫الحسيمة ال يتوفرون على شهادة الفحص الطبي‪.‬‬
‫التدبير المالي للنقل المدرسي‬
‫تتجلى أهم المالحظات المسجلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪2663‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬وضعية مالية غير مريحة للجمعيات المسيرة لمرفق النقل المدرسي بالوسط القروي‬
‫تعاني الجمعيات المتدخلة في تدبير النقل المدرسي بالعالم القروي من ضعف مواردها المالية التي ال تغطي مصاريفها‬
‫االعتيادية‪ ،‬مما ينتج عنه عجز هيكلي شبه دائم ومتفاقم من سنة ألخرى‪ .‬ففي عينة مكونة من ‪ 44‬جمعية تتولى تدبير حافالت‬
‫النقل المدرسي على مستوى أقاليم الناضور والدريوش وجرسيف‪ ،‬تبين أن ‪ 22‬جمعية عرفت عجزا ماليا سنويا مرة واحدة‬
‫سجل عجز في مالية جمعيات أخرى بجماعات في كل من إقليمي موالي يعقوب‬ ‫على األقل خالل الفترة ‪ .2021-2016‬كما ُ‬
‫وتارودانت‪.‬‬
‫وأمام هذه الوضعية‪ ،‬ولتفادي توقف خدمة النقل المدرسي‪ ،‬وما ينتج عنه من ضرر معنوي تجاه الساكنة باإلضافة إلى حرمان‬
‫التالميذ من الدراسة‪ ،‬تضطر الجماعات إلى تحميل ميزانياتها‪ ،‬فضال عن اإلعانات السنوية المقدمة للجمعيات‪ ،‬نفقات إضافية‬
‫والتي بلغ مجموعها‪ ،‬على سبيل المثال بالنسبة للجماعات التابعة لعمالة وأقاليم جهة الشرق خالل الفترة ‪ ،2020-2016‬ما‬
‫قدره ‪ 1.272.008,27‬درهم‪.‬‬
‫‪ ‬وفاء األطراف المتعاقدة بالتزاماتها وتعبئة موارد مالية إضافية من الشروط األساسية الستدامة خدمات‬
‫النقل المدرسي بصيغتها الحالية‬
‫تعتمد أغلب الجمعيات المدبرة لمرفق النقل المدرسي على الدعم المالي المقدم لها من طرف الجماعات‪ .‬ففي عمالة وأقاليم‬
‫المحولة من قِّبل الجماعات لفائدة الجمعيات التي تتكفل بتسيير مرفق النقل المدرسي‬
‫ّ‬ ‫جهة الشرق مثال‪ ،‬انتقل حجم المساهمات‬
‫من ‪ 2,5‬مليون درهم سنة ‪ 2016‬إلى ما يناهز ‪ 5,7‬مليون درهم خالل سنة ‪ 2019‬أي بزيادة تجاوزت ‪.%127‬‬
‫وبالرغم من أن جل اتفاقيات الشراكة مع الجمعيات يتم إبرامها في بداية الموسم الدراسي‪ ،‬فإن بعض الجماعات ال تقوم ببرمجة‬
‫االعتمادات الضرورية عند إعداد ميزانياتها قصد تفعيل هذه االتفاقيات؛ كما أن تحويل المساهمات المالية لحساب الجمعيات‬
‫غالبا ما يتم متأخرا خالل شهر دجنبر أو خالل السنة الموالية‪ ،‬مما يجعل هذه الجمعيات تفتقر للسيولة النقدية الكافية في باقي‬
‫فترات السنة‪ ،‬الشيء الذي ينتج عنه تأخر صرف أجور السائقين ويصعب معه ضمان استمرارية الخدمة‪.‬‬
‫وعالقة بما سبق‪ ،‬فقد تبين على مستوى إقليم تارودانت‪ ،‬أن ‪ 36‬جمعية (أي ‪ %43‬من الجمعيات المدبرة لهذا المرفق) لم تتلق‬
‫أي دعم خالل الفترة ‪ .2019-2015‬بينما لجأت بعض الجماعات بجهة الشرق إلى خفض مبالغ المساهمات المالية التي تم‬
‫تحويلها لفائدة الجمعيات مقارنة مع المبالغ المتعاقد بشأنها بمبرر عدم كفاية االعتمادات‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة مالية الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي ضرورة ملحة‬
‫ال تخضع مالية غالبية الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي ألية مراقبة‪ ،‬سواء من طرف العماالت واألقاليم باعتبارها صاحبة‬
‫االختصاص في مجال تدبير هذا المرفق‪ ،‬أو من طرف الجماعات التي تربطها بها اتفاقيات وتمنح لها دعما ماليا‪ .‬واستثناء‪،‬‬
‫تدلي بعض الجمعيات بالتقارير المالية التي تعدها بمناسبة انعقاد جموعها العامة لفائدة الجماعات المعنية‪ ،‬غير أن التقارير‬
‫المالية المقدمة عبارة عن قوائم بسيطة لمجموع المداخيل والمصاريف المنجزة‪ ،‬وال يتم إعدادها وفق مخطط محاسبة‬
‫الجمعيات‪ ،‬وتعزيزها بالوثائق المحاسبية المثبتة‪ ،‬وبالتالي فإنها ال تسمح بأية مراقبة فعالة‪ .‬وتكتفي الجماعات بتسلم هذه‬
‫التقارير دون أن تباشر أي مراقبة أو تدقيق مالي‪.‬‬
‫كما أن أغلب الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي ال تمسك محاسبتها وفق مخطط محاسبة الجمعيات معززة بالوثائق المحاسبية‬
‫المثبتة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تبين أن ‪ 33‬فقط من أصل ‪ 83‬جمعية نشيطة في هذا المجال بجماعات إقليم تارودانت‪ ،‬هي التي‬
‫تمسك محاسبتها‪ ،‬أي ما يناهز ‪ .%40‬وهذا ال يراعي مقتضيات الفصلين ‪ 32‬و‪ 32‬مكرر مرتين من الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.58.376‬بتنظيم حق تأسيس الجمعيات كما تم تعديله وتتميمه‪ ،‬سيما بالقانون رقم ‪ 75.00‬الصادر في ‪ 23‬يوليوز ‪،2002‬‬
‫وكذلك أحكام الفصل ‪ 3‬من قرار وزير المالية بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ 1959‬بمثابة النظام المالي والمحاسبي للجمعيات التي تتلقى‬
‫دعما دوريا من الجماعات المحلية‪ ،‬والتي تلزم الجمعيات بمسك المحاسبة حسب نظام مزدوج‪.‬‬
‫صرحت بها الجمعيات المدبرة للمرفق‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يتسن التأكد من صدقية األرقام التي ّ‬ ‫وفي غياب الوثائق المحاسبية والقوائم التركيبية‪ ،‬لم‬
‫كما ال يسمح ذلك بإجراء مراقبة فعالة للتدبير المالي‪ ،‬ال سيما في ظل عدم فصل الجمعيات للعمليات المالية المتعلقة بالمرفق‬
‫عن العمليات المالية األخرى‪ ،‬إذ أن بعض الجمعيات تنشط في مجاالت أخرى بالموازاة مع تسيير حافالت النقل المدرسي‬
‫لفائدة الجماعات المعنية‪.‬‬
‫تطور مؤشرات التمدرس وخدمة النقل المدرسي‬
‫‪ ‬تطور عدد حافالت النقل المدرسي ونسبة الهدر المدرسي بدرجات متفاوتة‬
‫خالل الفترة ‪ ،2020-2017‬عرف عدد حافالت النقل المدرسي بجماعات عمالة وأقاليم جهة الشرق‪ ،‬تطورا ملحوظا‪ ،‬إذ انتقل‬
‫من ‪ 416‬حافلة سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 537‬حافلة سنة ‪ .2020‬وخالل نفس الفترة‪ ،‬فقد عرف مؤشر الهدر المدرسي تحسنا مسترسال‪،‬‬
‫تباينت أهميته حسب األسالك التعليمية‪ .‬فقد انخفض هذ المؤشر في السلك الثانوي اإلعدادي بثالث (‪ )3‬نقط متراجعا من‬
‫‪ %10,3‬إلى ‪ .%7,3‬أما في السلكين الثانوي التأهيلي واالبتدائي‪ ،‬فقد انخفض هذا المؤشر نسبيا بنقطة واحدة (‪ ،)1‬حيث‬
‫تراجع على التوالي من ‪ %6,5‬إلى ‪ %5,3‬ومن ‪ %3,1‬إلى ‪.%2,1‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2664‬‬

‫أما في إقليم موالي يعقوب‪ ،‬فقد عرف مؤشر الهدر المدرسي تطورا إيجابيا ما بين موسمي ‪ 2016/2015‬و‪2020/2019‬‬
‫في كل األسالك التعليمية‪ ،‬ولئن كان ذلك بنسب متفاوتة‪ ،‬حيث تراجع من ‪ %2,9‬إلى ‪ %1,5‬بالنسبة للمستوى االبتدائي ومن‬
‫‪ %14,5‬إلى ‪ %9,7‬بالنسبة للمستوى اإلعدادي ومن ‪ %8,2‬إلى ‪ %7,6‬بالنسبة للمستوى التأهيلي‪.‬‬
‫وفي إقليم الحسيمة‪ ،‬فقد ش ِّهد كل من عدد الحافالت بالوسط القروي وعدد المستفيدين من النقل بواسطتها‪ ،‬زيادة بحوالي‬
‫‪( %125‬انتقل من ‪ 102‬إلى ‪ 229‬حافلة) و‪( %60‬انتقل من ‪ 5.246‬إلى ‪ 8.426‬مستفيد) على التوالي خالل الفترة ‪-2017‬‬
‫‪ .2021‬وباستثناء االنخفاض الملموس بالنسبة للسلكين اإلعدادي والثانوي في الموسم الدراسي ‪ 2018/2017‬مقارنة مع‬
‫سابقه‪ ،‬فإن مؤشر الهدر المدرسي بقي بعد ذلك شبه مستقر في ‪ %3‬و‪ %2‬على التوالي‪.‬‬
‫وبالنسبة إلقليم تارودانت‪ ،‬فقد تضاعف عدد حافالت النقل المدرسي بأكثر من أربع مرات (انتقل من ‪ 44‬إلى ‪ 181‬حافلة)‪،‬‬
‫وعدد المستفيدين من هذه الخدمة ست مرات تقريبا (انتقل من ‪ 1.914‬إلى ‪ 11.074‬مستفيد) خالل الفترة ‪.2019-2015‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬استقر المؤشر العام للهدر المدرسي (بالنسبة لجميع األسالك التعليمية) خالل هذه الفترة في نسبة متوسطة قدرها‬
‫‪ ،%5‬مع تسجيل انخفاض طفيف خالل سنتي ‪ 2018‬و‪ 2019‬بنسبتي ‪ %4,4‬و‪ %4,9‬بعد أن كان في حدود ‪ %5,9‬خالل‬
‫سنة ‪.2019‬‬
‫‪ ‬استقرار أعداد غير المسجلين بالمدارس والمنقطعين عن الدراسة‬
‫رغم تطور أسطول الحافالت المستغلة في العمالة واألقاليم التي شملتها المهمات الرقابية‪ ،‬فقد تبين أن مؤشر التمدرس‪ ،‬من‬
‫خالل عدد غير المسجلين وكذا المنقطعين‪ ،11‬عرف تذبذبا من إقليم إلى آخر‪.‬‬
‫ففي عمالة وأقاليم جهة الشرق‪ ،‬عرف عدد غير المسجلين زيادة بلغت نسبتها ‪ %0,87‬خالل الفترة ‪ ،2020-2017‬وانتقل من‬
‫‪ 5.401‬إلى ‪ 5.448‬طفال‪ .‬وفي إقليم تارودانت‪ ،‬عرف عدد المنقطعين عن الدراسة منحى تصاعديا وانتقل من ‪ 2.982‬إلى‬
‫‪ 3.609‬تلميذا منقطعا خالل الفترة ‪ .2019-2016‬وبالنسبة إلقليم الحسيمة‪ ،‬فقد تم الوقوف على حاالت انقطاع عن الدراسة‬
‫بارتباط مباشر بغياب النقل المدرسي بالوسط القروي لإلقليم كما أفاد بذلك ممثلو الجمعيات المسيرة للمرفق‪ ،‬مثل جماعة‬
‫النكور بما مجموعه ‪ 22‬حالة انقطاع خالل الموسمين الدراسيين ‪ 2020/2019‬و‪ ،2021/2020‬وجماعة عبد الغاية السواحل‬
‫بما مجموعه ‪ 34‬حالة انقطاع حيث تبعد المؤسسات التعليمية عن محالت السكن بمسافة تتراوح بين ‪ 05‬و‪ 25‬كيلومترا‪ .‬أما‬
‫في إقليم موالي يعقوب‪ ،‬فقد عرفت نسبة التمدرس تحسنا ملحوظا خالل الفترة ‪ ،2020-2015‬وإن كان ذلك بنسب متفاوتة‬
‫حسب الفئة العمرية‪ ،‬حيث انتقلت نسبة التمدرس اإلجمالية بالنسبة للفئة العمرية ‪ 14-22‬سنة من ‪ 77‬إلى ‪ 83‬في المائة وبالنسية‬
‫للفئة العمرية من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬سنة من ‪ 43‬إلى ‪ 51‬في المائة‪ ،‬وذلك ما بين الموسمين الدراسيين ‪ 2016/2015‬و‪.2020/2019‬‬
‫والمنحى ذاته عرفته نسبة تمدرس الفتيات التي ارتفعت‪ ،‬ما بين الموسمين المذكورين‪ ،‬من ‪ 68‬إلى ‪ 75‬في المائة ومن ‪33‬‬
‫إلى ‪ 43‬في المائة على التوالي‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى اعتماد لوحة قيادة لمرفق النقل المدرسي‬
‫تتعدد األهداف المسطرة لمرفق النقل المدرسي بالعالم القروي‪ .‬ويتجلى أه ُّمها في محاربة الهدر المدرسي‪ ،‬والمساهمة في‬
‫تمدرس الفتيات‪ ،‬والدعم االجتماعي لألسر المعوزة‪ ،‬وتحسين ظروف تنقل التالميذ ‪ ...‬واعتبارا لطبيعة هذه األهداف‪ ،‬فإن‬
‫تقييم مدى إنجازها يستلزم وضع لوحة قيادة تتضمن جميع المعطيات حول تدبير هذا المرفق الذي يتسم‪ ،‬كما سبق تفصيله‬
‫أعاله‪ ،‬بتعدد المتدخلين وضعف التنسيق فيما بينهم‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬اتضح أن الجماعات والجمعيات‪ ،‬باعتبارها أهم األطراف التي تتولى عمليا تدبير المرفق‪ ،‬ال تتوفر على أي‬
‫معطيات بخصوص مؤشرات التمدرس كالهدر المدرسي‪ ،‬ونسب النجاح‪ ،‬بينما تقتصر أدوار مجالس العماالت واألقاليم‬
‫والجهات‪ ،‬ووكاالت تنمية األقاليم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬على تمويل اقتناء الحافالت‪ .‬أما مصالح وزارة التربية‬
‫الوطنية‪ ،‬ولئن كانت تتوفر على نظام معلوماتي ينتج معطيات عامة حول العملية التعليمية‪ ،‬فإن مسلسل إنتاج هذه المعطيات‬
‫منفصل عن خدمة النقل المدرسي‪ ،‬وال يتيح تقييم هذا المرفق وفق منهج علمي يبين العالقة السببية (األسباب واآلثار) بين‬
‫خدمة النقل المدرسي ومؤشرات التمدرس بصفة خاصة ونتائج العملية التعليمية بصفة عامة‪.‬‬
‫وقد أوضحت و زارة الداخلية أنه‪ ،‬سعيا لتجاوز اإلكراهات التي يعرفها مرفق النقل المدرسي بالعالم القروي‪ ،‬تقوم‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬في إطار مرحلتها الثالثة بإنجاز دراسة تشخيصية أولية حول تدبير أسطول حافالت‬
‫النقل المدرسي التي تم اقتناؤها في هذا اإلطار‪ ،‬بغية تحديد رؤية شاملة تمكن من تجويد وضمان استدامة المرفق‪،‬‬
‫توضح دور وصالحيات كافة الفاعلين المعنيين‪ ،‬عالوة على وضع استراتيجية واضحة تمكن من توفير الموارد المالية‬
‫الالزمة لتسيير حافالت النقل المدرسي وتعبئة الموارد البشرية المؤهلة وفق دفتر تحمالت خاص بالنقل المدرسي‪.‬‬
‫كما تقوم المديرية العامة للجماعات الترابية بعملية تشخيص حول تدبير المرفق بالمجال القروي‪ ،‬وذلك من أجل تحديد‬
‫المعيقات وتقييم األداء واقتراح توصيات تهدف إلى تجويد خدماته وتحسين حكامته‪.‬‬

‫‪ 11‬حسب المعطيات المقدمة من طرف األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية‪.‬‬


‫‪2665‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ومن جهتها‪ ،‬وللمساهمة في الرفع من نجاعة تدبير هذا المرفق‪ ،‬اقترحت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي‬
‫والرياضة‪:‬‬
‫‪ -‬مساهمة الوزارة عبر مصالحها اإلقليمية في تحديد الحاجيات من النقل المدرسي عبر تحضير خريطة الخصاص‬
‫من هذه الخدمة‪ ،‬في تكامل مع باقي خدمات الدعم االجتماعي خصوصا اإليواء واإلطعام المدرسي‪ ،‬وذلك على مستوى‬
‫المؤسسات المستفيدة ولوائح التلميذات والتالميذ؛‬
‫‪ -‬المساهمة في تحديد مسارات النقل المدرسي وخلق ترابط المسارات بين الجماعات الترابية وذلك بغية ترشيد النفقات‬
‫واستعمال الحافالت المدرسية؛‬
‫‪ -‬تتبع وتقييم أداء المرفق وربط اآلثار بالنتائج المحققة وفق مؤشرات قابلة للقياس يناط بالمصالح اإلقليمية للوزارة‬
‫إعداد لوحة قيادة للنقل المدرسي تضم مؤشرات مثل نسبة الهدر المدرسي على مستوى الجماعات المستفيدة من النقل‬
‫المدرسي‪ ،‬نسبة االنقطاع عن الدراسة‪ ،‬تمدرس الفتاة القروية‪ ،‬ونسبة استكمال الدراسة بالسلك االعدادي‪ .‬على أن‬
‫توضع هذه اللوحة رهن إشارة المتدخلين في النقل المدرسي وتخضع للتحيين بشكل دوري لتقييم مدى تحقق األهداف‬
‫المنتظرة‪.‬‬
‫وأضافت هذه الوزارة بأن مصالحها مستعدة للمساهمة في بلورة نموذج حكامة ناجعة لمرفق النقل المدرسي‪ ،‬واستدامة‬
‫التمويل لهذه الخدمة‪ ،‬واالعتماد على التجارب الناجحة في بعض جهات المملكة‪ ،‬للتدبير المفوض لخدمة النقل المدرسي‬
‫من طرف جمعية أو شركة متخصصة في هذا المجال كشركات التنمية المحلية أو مجموعات الجماعات الترابية‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بقطاع التربية الوطنية والتعليم‬
‫األولي‪ ،‬بالحرص على ما يلي‪:‬‬
‫توسيع وتجويد عرض النقل المدرسي بتوفير العدد الكافي من الحافالت المستوفية للخصائص التقنية المحددة‬ ‫‪-‬‬
‫في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬والسيما المتعلقة بنقل األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬مع‬
‫ضرورة إخضاعها إلجراءات التسجيل القانونية‪ ،‬وللمراقبة التقنية الدورية المفروضة على المركبات‪ ،‬وكذلك‬
‫توفير بنيات مالئمة الستقبال أو على األقل إيواء التالميذ خالل فترات انتظار الحافالت؛‬
‫تشغيل السائقين (بواسطة عقود عمل) المتوفرين على رخصة السياقة من صنف "د"‪ ،‬وبطاقة السائق‬ ‫‪-‬‬
‫المهني وشهادة الفحص الطبي‪ ،‬واكتتاب التأمين ضد حوادث الشغل واألمراض المهنية والتغطية الصحية‬
‫لفائدتهم؛‬
‫البحث‪ ،‬في ظل الوضعية المالية الصعبة التي تعرفها بعض الجمعيات‪ ،‬عن حلول بديلة لضمان استمرارية‬ ‫‪-‬‬
‫خدمة النقل المدرسي (تمويالت مبتكرة‪ ،‬حافالت احتياطية‪)... ،‬؛‬
‫اعتماد لوحة قيادة لتتبع وتقييم أداء المرفق بناء على مؤشرات كمية وكيفية لقياس الفعالية والجودة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز المراقبة على الجمعيات الموكول إليها تسيير المرفق‪ ،‬والسيما إلزامها باإلدالء بالحسابات والبيانات‬ ‫‪-‬‬
‫المحددة في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬وتحديد قيمة المساهمات المفروضة على المستفيدين من‬
‫المرفق‪.‬‬

‫التعليم المدرسي عن بعد‪:‬‬


‫أهمية استثمار هذا النمط الجديد وتوفير مقومات نجاحه‬

‫على إثر تفشي جائحة "كوفيد‪ ،"19-‬سارعت كل الدول التي تبنت الحجر الصحي الشامل إلى إغالق مؤسساتها التعليمية‬
‫باعتبارها مراكز تجمعات بشرية تشكل مجاال خصبا النتشار العدوى‪ .‬وقد مس اإلغالق حوالي ‪ 1,6‬مليار تلميذ وطالب في‬
‫أكثر من ‪ 190‬بلدا في كل القارات‪ .‬كما شمل اإلغالق ‪ %94‬من الساكنة المتمدرسة عالميا و‪ %99‬من البلدان ذات الدخل‬
‫الضعيف وبلدان الشريحة الدنيا‪ ،‬ذات الدخل المتوسط‪ .‬وقبل اإلعالن عن حالة الطوارئ واتخاذ السلطات المغربية لقرار‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2666‬‬

‫الحجر الصحي‪ 12‬بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬بادرت الوزارة المكلفة بقطاع التعليم إلى اإلعالن عن إغالق المدارس وأرفقت‬
‫هذا اإلجراء بقرار آخر يتمثل في اإلبقاء على سير هذا المرفق وضمان "االستمرارية البيداغوجية" وذلك باعتماد نمط التعليم‬
‫عن بعد بداية من ‪ 16‬مارس ‪.2020‬‬
‫لكن‪ ،‬وبالرغم من المجهودات التي قامت بها الوزارة لتطبيق هذا النمط والحفاظ على استمرارية المرفق العام‪ ،‬فقد رافقت‬
‫تنفيذه مجموعة من الصعوبات والتحديات (قانونية وبشرية ومادية‪ )...‬كان لها األثر المباشر على النتائج التي تم تحقيقها والتي‬
‫كانت متباينة على مستويات عدة‪.‬‬
‫وقد شملت مهمة تقييم نمط "التعليم المدرسي عن بعد" عدة جوانب‪ ،‬تتعلق بمكانة التعليم عن بعد في المنظومة الوطنية للتعليم‪،‬‬
‫ونجاعة العرض المدرسي‪ ،‬وحصيلة عملية التعليم عن بعد باإلضافة إلى تدبير اآلليات والموارد المستعملة في هذه المرحلة‪.‬‬
‫أوال‪ .‬التعليم المدرسي عن بعد في إطار المنظومة الوطنية للتعليم‬
‫‪ ‬خطة "التعليم عن بعد"‪ :‬أمام األزمة البد من إيجاد الحلول‬
‫أمام األزمة الصحية الطارئة‪ ،‬وفي غياب تجربة سابقة أو تأطير قانوني حول نمط التعليم عن بعد‪ ،‬سارعت السلطات الوصية‬
‫إلى اتخاذ مجموعة من اإلجراءات المتتالية إلرساء نمط التعليم عن بعد والتحضير واإلعداد لضمان تطبيقه على مستوى‬
‫مجموع التراب الوطني‪ .‬كما ساهمت هذه اإلجراءات في تحديد األشخاص المسؤولين عن تنفيذه والموارد الواجب تعبئتها‬
‫وأشكال التواصل المزمع اعتمادها‪ .‬وقد استندت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة في تفعيل نمط التعليم عن‬
‫بعد على المكتسبات المحققة في إطار برنامج تعميم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال بالمؤسسات التعليمية "جيني"‪ ،‬الذي انطلق‬
‫سنة ‪.2005‬‬
‫وقد برزت مجموعة من اإلكراهات التي أثرت سلبا على نجاح العملية ومتابعة التالميذ لدروسهم‪ .‬فالمجهود المرتبط بعملية‬
‫إنتاج الموارد الرقمية لم يصل‪ ،‬بالشكل المطلوب‪ ،‬إلى جميع التالميذ بسبب محدودية اإلمكانيات والمعدات التكنولوجية‬
‫(حواسيب‪ ،‬هواتف‪ ،‬انترنيت‪ ،)...‬فضال عن محدودية المساعدة والتأطير من طرف أولياء األمور‪ .‬فالمصالح الوزارية سخرت‬
‫كافة جهودها لعملية إنتاج الموارد الرقمية‪ ،‬دون إيالء العناية الالزمة لجانب مهم ضمن هذه العملية‪ ،‬والمتمثل في مدى وصول‬
‫هذا المجهود إلى التلميذ ومدى االستفادة منه‪.‬‬
‫باإلضافة الى ذلك‪ ،‬وبالنظر إلى غياب نص قانوني بشأن مسألة تفعيل االستمرارية البيداغوجية من طرف األساتذة‪ ،‬فإن‬
‫العملية أخذت طابعا تطوعيا صرفا‪ ،‬حيث لم ينخرط بعض األساتذة فيها‪ ،‬معللين ذلك‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬بعدم التوفر على‬
‫حاسوب أو هاتف وظيفي أو شبكة إنترنيت أو لحرصهم على حماية معطياتهم الشخصية أو لعدم االقتناع بأهداف التعليم عن‬
‫بعد‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬قدر تقرير‪ ،‬أنجزه المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،13‬نسبة األساتذة الذين لم ينخرطوا‬
‫في عملية تنزيل التعليم عن بعد في ‪ ،%17,4‬وهو ما يعني أن االستمرارية البيداغوجية لم تفعل على مستوى مجموعة من‬
‫األقسام‪ ،‬تضم ما يعادل ‪ 1,1‬مليون تلميذا‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم التعليم عن بعد‪ :‬خطوة مهمة إلى األمام‬
‫صدر المرسوم رقم ‪ 2.20.474‬المتعلق بالتعلم عن بعد والذي يحدد شروط وكيفيات تقديم التعلم عن بعد لفائدة المتعلمين‬
‫بمؤسسات التربية والتعليم والتكوين المدرسي والمهني والجامعي بالقطاعين العام والخاص‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬غشت ‪ .2021‬أي‬
‫بعد أكثر من عام عن بداية تطبيق نمط التعليم عن بعد بالمؤسسات المدرسية الوطنية‪.‬‬
‫غير أن هذا المرسوم‪ ،‬وإن كان يشكل تطورا ملحوظا في سبيل إدماج التعليم عن بعد في المنظومة التربوية لبالدنا‪ ،‬فإنه لم‬
‫يتطرق إلى تعريف الظروف ودواعي التطبيق التي يمكن أن تفرض اللجوء إلى هذا النمط وتسمح بتبنيه‪ ،‬وتسمح كذلك للتالميذ‬
‫أو ألولياء أمورهم بالمطالبة باالستفادة منه كلما توافرت أو اجتمعت الظروف لذلك (مرض طارئ‪ ،‬انقطاع لسبب معقول‪،‬‬
‫كارثة طبيعية‪ .)...‬وفي غياب مأسسة حقيقية‪ ،‬وفي انتظار ما ستنص عليه النصوص التطبيقية التي أحال عليها المرسوم‪ ،‬ال‬
‫يمكن حاليا اعتبار هذا النمط جزءا فعليا من المنظومة التربوية الوطنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬العرض المدرسي‪ :‬تنوع في العرض بمعيقات كبيرة‬
‫حدَّت مجموعة من العوامل من نجاعة هذا العرض واالستفادة المثلى منه‪ ،‬ومن ضمنها‪:‬‬
‫‪ ‬تعدد التالميذ ذوي المستويات المختلفة داخل األسرة الواحدة حال دون متابعة التالميذ‬
‫لدروسهم‬

‫‪ 12‬المرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬صادر في ‪ 28‬من رجب ‪ 23( 1441‬مارس ‪ )2020‬يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات‬
‫اإلعالن عنها‪ ،‬والمرسوم رقم‪ 2.20.293.‬صادر في ‪ 29‬من رجب ‪ 24( 1441‬مارس ‪ )2020‬بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب‬
‫الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا‪-‬كوفيد ‪.19‬‬
‫‪ 13‬الصادر بتاريخ ‪2021/11/12‬‬
‫‪2667‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫حال البث التلفزي المتوازي للدروس ألسالك مختلفة دون تتبع التالميذ المتمدرسين في األسالك المختلفة والمنتمين لألسرة‬
‫الواحدة‪ ،‬لدروسهم المتلفزة‪ .‬وإذا كان مؤشر توفر األسر المغربية على جهاز تلفاز واحد مرتفعا‪ ،‬حسب تقرير المندوبية السامية‬
‫للتخطيط المتعلق بالمؤشرات االجتماعية لسنة ‪ %90,5( 2020‬في الوسط القروي و‪ %97,6‬في الوسط الحضري)‪ ،‬فإن‬
‫تعدد األطفال داخل األسرة الواحدة (أكثر من طفلين حسب إحصائيات سنة ‪ 2018‬الواردة في تقرير للمندوبية نفسها) وبث‬
‫عدة دروس تهم مستويات مختلفة في نفس الوقت لم يمكن كل التالميذ من متابعة دروسهم في آن واحد‪ ،‬خاصة في الوسط‬
‫القروي‪.‬‬
‫‪ ‬مشاهدة ومتابعة القنوات التلفزية المخصصة للتعليم عن بعد‪ :‬نسب تتبع محدودة‬
‫لم يبادر القطاع الوصي إلى طلب معلومات من الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة‪ ،‬لها عالقة بنسب التتبع والمشاهدة‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل تكوين رؤية واضحة حول مدى تجاوب التالميذ مع هذه الواسطة‪ ،‬خصوصا وأن مكونات القطاع بذلت جهدا مهما‬
‫في إنتاج الدروس المتلفزة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز التفاعل بين التالميذ واألساتذة عند اعتماد نمط التعليم عن بعد‬
‫احتلت التلفزة المرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%43‬بعد الهاتف الذكي (‪ ،)%88‬ضمن الوسائل المعتمدة في تأمين خدمة التعليم عن‬
‫بعد‪ ،‬إال أن هذه الوسيلة ال تتيح إمكانية التفاعل بين األستاذ والتلميذ‪ ،‬ال سيما وأن العملية التعليمية مبنية أساسا على هذا التفاعل‪.‬‬
‫فقد اتسمت عملية التعليم عن بعد باعتماد الطريقة التقليدية في تقديم الدروس‪ ،‬أي التلقين واإللقاء‪ ،‬وغياب التفاعل في العالقة‬
‫التربوية‪ ،‬سواء بين األستاذ والتلميذ أو بين التالميذ فيما بينهم‪ ،‬باإلضافة إلى غياب التواصل غير اللفظي الضروري لتكوين‬
‫شخصية المتعلم وترسيخ المعارف التي يكتسبها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬صرحت ‪ %39‬من األسر التي شكلت العينة التي اعتمدها‬
‫تقرير المفتشية العامة للشؤون التربوية حول تقييم التعليم عن بعد‪ ،‬بأنها غير راضية عن مستوى التفاعل بين األساتذة والتالميذ‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال محدود لمنصة "تلميذتيس"‬
‫لم يتعد عدد مستعملي منصة "تلميذتيس" ‪ %8‬من مجموع التالميذ‪ ،‬وأن معدل القراءة الكاملة لم يتجاوز ‪ .%2‬ويمكن تفسير‬
‫هذه المحدودية بعدة عوامل‪ ،‬منها وجود بعض الصعوبات في توفير المساعدة والدعم بالنسبة للتالميذ الصغار (التعليم األولي‬
‫واالبتدائي) وكذا غياب وسيلة التواصل (جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي أو هاتف ذكي)‪.‬‬
‫‪ ‬األقسام االفتراضية‪ :‬محدودية في االستعمال‬
‫أطلقت الوزارة‪ ،‬ابتداء من االثنين ‪ 23‬مارس ‪ ،2020‬العمل بالخدمة التشاركية المدمجة ‪ Teams‬في منظومة مسار‪ ،‬وذلك‬
‫بقصد تمكين األساتذة من التواصل المباشر مع تالمذتهم من خالل األقسام االفتراضية )‪.(classes virtuelles‬‬
‫وقد تمكنت الوزارة من تغطية ما يقارب ‪ %45‬من األقسام الفعلية بأقسام افتراضية في شهر مارس ‪ ،2020‬أما خالل األشهر‬
‫المتبقية من فترة تعليق الدراسة الحضورية‪ ،‬فقد كانت التغطية شبه شاملة لألقسام في السلكين اإلعدادي والتأهيلي بما يناهز‬
‫‪ .%95‬وإذا كانت نسب التغطية قد سجلت مستويات مرتفعة‪ ،‬فإن نسبة استعمال األقسام االفتراضية ظلت محدودة‪ ،‬حيث لم‬
‫تتجاوز ‪ %3‬في شهر مارس ‪ 2020‬وبلغت ‪ %27‬في أبريل‪ ،‬لتنخفض بعد ذلك إلى ‪ %10‬و‪ %6‬في شهري ماي ويونيو‬
‫‪.2020‬‬
‫وتفسر هذه النسب المنخفضة من المشاهدة بعدة أسباب تمت إثارتها في اللقاءات الميدانية مع المسؤولين‪ ،‬ومنها صعوبة‬
‫التوصل بالقن السري لتفعيل الحساب في ظل الحجر الصحي‪ ،‬باإلضافة للتكلفة المرتفعة إذ يشترط التوفر على رصيد‬
‫لإلنترنيت للتمكن من متابعة الدروس في األقسام االفتراضية‪ ،‬وكذا بروز بعض المعيقات التقنية المرتبطة بالمنتوج ككل‪.‬‬
‫‪ ‬الوسائط األخرى‪ :‬نجاح غير مؤطر‬
‫سمحت الوزارة لألطر التربوية باستعمال جميع الوسائط الممكنة لضمان االستمرارية البيداغوجية‪ ،‬مثل‪" :‬واتساب"‬
‫و"يوتوب" و"فيسبوك" و"تيمز" و"زوم"‪ .‬وقد تبين أن وسائل التواصل االجتماعي ومجموعات التبادل كانت األكثر استعماال‬
‫مقارنة بالوسائل األخرى‪ .‬وقد واجه استعمال هذه الوسائط الصعوبات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة أو عدم التمكن من مراجعة المحتوى البيداغوجي‪ :‬سجلت‪ ،‬على هذا المستوى‪ ،‬صعوبة مراجعة المحتوى‬
‫البيداغوجي للدروس المقدمة للتالميذ‪ ،‬فهي محتويات يمررها األستاذ مباشرة للتلميذ دون أن تكون مشمولة‪ ،‬في‬
‫الغالب‪ ،‬بالتتبع والتأطير واإلشراف الذي حظيت به المحتويات األخرى والتي تم تقديمها عن طريق التلفاز أو‬
‫المسطحات المحدثة من طرف الوزارة؛‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على إحصائيات رسمية‪ :‬لم يكن هناك تتبع خاص لهذه العملية على مستوى األكاديميات الجهوية‪،‬‬
‫بل كانت العملية موكولة للمديريات اإلقليمية من خالل شبكات تتضمن إحصائيات تتعلق بالوسائط المستعملة وعدد‬
‫التالميذ‪ ،‬فضال عن غياب أي تتبع أو إفراغ لهذه الشبكات من أجل تتبع عملية التعليم عن بعد‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2668‬‬

‫ثالثا‪ .‬حصيلة التعليم عن بعد في ضوء مبادئ الجودة والعدالة وتكافئ الفرص‬
‫لقد أسفر تدقيق مدى انسجام الحصيلة الكمية لعملية التعليم عن بعد مع مبدأ العدالة وتكافئ الفرص وجودة وفعالية العملية‬
‫التعليمية عن تسجيل المالحظات التالية‪.‬‬
‫االستفادة من التعليم عن بعد‪ :‬تباينات في المؤشرات‬
‫سعت الوزارة الوصية إلى اتخاذ مجموعة من التدابير الرامية إلى ضمان استفادة واسعة من نمط التعليم عن بعد‪ ،‬غير أن‬
‫المؤشرات ذات الصلة أظهرت تفاوتات على هذا المستوى‪ ،‬وهو ما يتجلى من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تباين بين الجهات على مستوى االستفادة من نمط التعليم عن بعد‬
‫حسب االحصائيات الصادرة عن األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬بلغت نسبة التالميذ المستفيدين من التعليم عن بعد‬
‫خالل الفترة الممتدة من ‪ 16‬مارس إلى نهاية الموسم الدراسي ‪ ،2020-2019‬حوالي ‪ %67‬على الصعيد الوطني‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه النسبة اإلجمالية تعتبر مرتفعة نسبيا‪ ،‬خاصة وأن اعتماد هذا النمط من التعليم لم تسبقه تجارب مماثلة‪ ،‬فإنها‬
‫تتباين بين الجهات‪ .‬فمثال على مستوى جهتي بني مالل‪-‬خنيفرة وفاس‪-‬مكناس‪ ،‬لم تتجاوز نسبة التالميذ المستفيدين من التعليم‬
‫عن بعد ‪ %54‬و‪ %56‬على التوالي‪ ،‬فيما تجاوزت ‪ % 93‬بالنسبة لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪.‬‬
‫‪ ‬تفاوتات بين الوسطين الحضري والقروي في االستفادة من نمط التعليم عن بعد‬
‫أظهرت اإلحصائيات المتوفرة حول االستفادة من نمط التعليم عن بعد‪ 14‬خالل فترة الحجر الصحي تفاوتات مهمة بين الوسطين‬
‫الحضري والقروي‪ ،‬كما يتبين ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمتابعة الدورية‪ ،‬فقد تراوحت‪ ،‬حسب األسالك الدراسية‪ ،‬بين ‪ %45‬و‪ %65‬بالوسط الحضري‪ ،‬وبين‬
‫‪ %23‬و‪ %49‬بالوسط القروي؛‬
‫‪ -‬بالنسبة للمتابعة غير الدورية‪ ،‬فقد تراوحت بين ‪ %26‬و‪ %38‬بالوسط الحضري‪ ،‬وبين ‪ %36‬و‪ %41‬بالوسط‬
‫القروي؛‬
‫‪ -‬فيما يخص نسب عدم المتابعة‪ ،‬فقد تراوحت بين ‪ %9‬و‪ %19‬بالوسط الحضري‪ ،‬وبين ‪%15‬و‪ %37‬بالوسط‬
‫القروي‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أشارت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة إلى أنها‪ ،‬وألجل تقليص هذه التفاوتات‪،‬‬
‫سخرت بعض اإلمكانيات‪ ،‬ومن ضمنها بث الدروس على القنوات التلفزيونية الوطنية‪ ،‬والولوج المجاني إلى المنصة‬
‫الوطنية ‪ ،www.telmidtice.ma‬وتوفير كراسات الدعم لفائدة مليون تلميذ في المدارس االبتدائية التي تنتمي إلى‬
‫الوسط القروي‪ ،‬ودعم تالمذة بعض الجهات المنحدرين من المناطق النائية واألسر المعوزة بمعدات معلوماتية‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نسب الهدر المدرسي بالنسبة لتالميذ الوسط القروي تزامنا مع اعتماد نمط التعليم‬
‫عن بعد‬
‫حسب اإلحصائيات الصادرة عن الوزارة الوصية‪ ،‬فقد عرفت نسب الهدر المدرسي‪ ،‬وال سيما بالوسط القروي ارتفاعا‪ ،‬تزامنا‬
‫مع اعتماد نمط التعليم عن بعد‪ .‬فعلى مستوى السلك االبتدائي‪ ،‬ارتفعت نسبة الهدر المدرسي على الصعيد الوطني من ‪%2,1‬‬
‫في الموسم الدراسي ‪ 2020-2019‬إلى ‪ %2,9‬في موسم ‪ .2021-2020‬وقد سجلت أعلى النسب في الوسط القروي‪ ،‬حيث‬
‫انتقلت من ‪ %2,6‬إلى ما يقارب ‪ %3,7‬ما بين الموسمين المذكورين‪ ،‬أي أن ما يزيد عن ‪ 108.090‬تلميذ قد انقطعوا عن‬
‫الدراسة في السلك االبتدائي‪ ،‬منهم ‪ 76.481‬في الوسط القروي خالل الموسم الدراسي ‪.2021-2020‬‬
‫أما فيما يخص السلك الثانوي اإلعدادي‪ ،‬فقد عرف بدوره تسجيل ارتفاع لنسب الهدر المدرسي بالوسط القروي‪ ،‬حيث انتقلت‬
‫من ‪ %12,2‬في موسم ‪ 2020-2019‬إلى ‪ %12,8‬في الموسم الدراسي‪ ،2021- 2020‬أي أن عدد تالميذ هذا السلك الذين‬
‫غادروا مقاعد الدراسة بلغ خالل هذه السنة ما مجموعه ‪ 1577.461‬تلميذا بالوسط القروي لوحده‪ ،‬في حين سجل تحسن‬
‫ملموس في الوسط الحضري‪ ،‬إذ تراجعت نسبة الهدر من ‪ %9,3‬إلى ‪ %7,9‬ما بين الموسمين المذكورين‪.‬‬
‫وبدوره عرف السلك الثانوي التأهيلي ارتفاعا في نسبة الهدر المدرسي بالوسط القروي‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ %7‬إلى ‪ %7,6‬ما‬
‫بين موسمي ‪ 2020-2019‬و‪ ،2021-2020‬بينما عرفت هذه النسبة تحسنا طفيفا في الوسط الحضري‪ ،‬إذ انخفضت خالل‬
‫نفس الفترة من ‪ %7,5‬إلى ‪.%7,3‬‬

‫‪ 14‬إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط‬


‫‪ 15‬تم احتساب عدد المنقطعين عن الدراسة انطالقا من إحصائيات أعداد التالميذ وفق مؤشرات التربية ‪2020-2019‬‬
‫‪2669‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬تفاوتات مهمة بين تالميذ التعليم العمومي والخصوصي في فترة الحجر الصحي‬
‫اتسمت عملية "التعليم عن بعد" بتسجيل تفاوتات مهمة بين التعليمين العمومي والخصوصي من حيث نسب المتابعة‪ ،‬مما أثر‬
‫على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص‪ .‬إذ فاقت نسب المتابعة المسجلة بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي في فترة الحجر‬
‫سجل انخراط واسع لمؤسسات التعليم‬ ‫الصحي ‪ %90‬على المستوى الوطني مقابل ‪ %67‬المسجلة بالتعليم العمومي‪ ،‬كما ُ‬
‫الخصوصي في هذه العملية (أكثر من ‪ %93‬من المؤسسات التعليمية الخصوصية على المستوى الوطني)‪.‬‬
‫وتعزى هذه التفاوتات إلى عدة أسباب ترتبط ببعض الخصائص التي تميز التعليم الخصوصي‪ ،‬من أهمها التوفر على المعدات‬
‫والوسائل الرقمية التي تتيح له اعتماد نمط التعليم عن بعد بشكل أوسع مقارنة بالتعليم العمومي‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتعزيز العرض المقدم للتالميذ ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫اتسم العرض التربوي المقدم للتلميذ ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬خالل فترة الحجر الصحي‪ ،‬بالمحدودية‪ ،‬إذ لم يتجاوز عدد‬
‫الدروس المصورة لهذه الفئة خمسة دروس فقط بالنسبة لألكاديمية الجهوية الرباط سال القنيطرة على سبيل المثال‪ ،‬باإلضافة‬
‫لعدد قليل من الكبسوالت المتفرقة التي تم تسجيلها في بعض المديريات اإلقليمية وكذا بعض الموارد األخرى الموجهة لهذه‬
‫الفئة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬سجل غياب لإلحصائيات المتعلقة بمدى متابعة الدروس عن بعد بالنسبة لهذه الفئة من المتمدرسين‪.‬‬
‫جودة التعليم عن بعد‪ :‬مجهودات كثيرة تنتظر القطاع‬
‫ساهم التعليم عن بعد في ضمان االستمرارية البيداغوجية‪ ،‬إال أن هذه العملية صاحبتها بعض النقائص والمخاطر التي حدت‬
‫من تحقيق األه داف المسطرة لها‪ ،‬والمتمثلة أساسا في تقليص الزمن الدراسي وعدم إتمام المقررات‪ ،‬باإلضافة إلى النقص‬
‫المالحظ على مستوى تكوين األساتذة فيما يخص تكنلوجيا المعلومات واالتصال‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير اإلعالن عن إلغاء االمتحانات‬
‫تم‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ ،2020‬اإلعالن عن قرار إلغاء االمتحانات والتصريح باالنتقال التلقائي إلى الصف الموالي باالعتماد‬
‫على نقط المراقبة المستمرة والفروض الحضورية التي أجريت قبل هذا التاريخ‪.‬‬
‫وقد أثر هذا اإلعالن المبكر على سيرورة العملية التعليمية‪ ،‬من خالل عدم استمرار الكثير من المتعلمين والمتعلمات في متابعة‬
‫الدراسة عن بعد‪ ،‬وأدى‪ ،‬بالتالي‪ ،‬إلى نهاية السنة الدراسية بالنسبة لعدد من التالميذ‪ .‬فحسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط‬
‫حول كوفيد‪ 19-‬الصادر في فبراير ‪ ،2021‬صرح ‪ %66‬من تالميذ السلك االبتدائي و‪ %70‬من تالميذ اإلعدادي بأنهم قلصوا‬
‫من زمنهم المدرسي عقب اإلعالن عن إلغاء االمتحانات‪.‬‬
‫‪ ‬تقليص الزمن الدراسي وتأثيره على التعلمات الجديدة في المستويات الموالية‬
‫نتج عن تقليص الزمن الدراسي بسبب تطبيق نمط التعليم عن بعد عدم إتمام المقررات أو البرامج البيداغوجية‪ ،‬سواء في فترة‬
‫التعليم عن بعد خالل السنة الدراسية ‪ 2020-2019‬أو في الفترة الدراسية الموالية ‪.2021-2020‬‬
‫فخالل فترة الحجر الصحي‪ ،‬وحسب إحصائيات البحث حول كوفيد‪ 19-‬الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬صرح‬
‫‪ %68,3‬من التالميذ بأن المقرر البيداغوجي السنوي لم يتم استيفاؤه في إطار التعليم عن بعد‪ .‬وقد سجلت‪ ،‬في هذا اإلطار‪،‬‬
‫نسب متقاربة بين الوسطين الحضري والقروي‪ ،‬من جهة‪ ،‬وعلى مستوى التعليم العمومي والخصوصي‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫وم ن شأن هذه الوضعية أن تؤثر سلبا على جودة التعلمات المكتسبة‪ ،‬ذلك أن عدم استيفاء جميع مكونات المقرر البيداغوجي‬
‫لمستوى دراسي معين قد يؤثر على المسار التعليمي للتلميذ خالل المستويات الدراسية الموالية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تكوين األساتذة على أساسيات التعليم عن بعد‬
‫من بين أهم اإلكراهات التي عرفتها عملية التعليم عن بعد تلك المرتبطة بعدم تمكن فئة من األساتذة من أساسيات تكنولوجيا‬
‫اإلعالم واالتصاالت وعدم تعميم التكوينات في هذا المجال‪.‬‬
‫فحسب مخرجات التقرير المتعلق بتقييم عملية "التعليم عن بعد‪ :‬المقومات والواقع واآلفاق" الذي أنجزته المفتشية العامة‬
‫للتربية والتكوين ‪-‬الشؤون التربوية‪ ،-‬فإن نسبة األساتذة المستفيدين من تكوين في تكنولوجيا المعلومات واالتصال من أساتذة‬
‫العينة الذين شملتهم الدراسة لم تتعد ‪ ،%45‬وهو المعطى ذاته الذي أكدته اإلحصائيات المستقاة من األكاديميات الجهوية‬
‫للتربية والتكوين والمتعلقة بنسب األساتذة الذين سبق لهم االستفادة من تكوين في تكنولوجيا االعالم واالتصال‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أفادت الوزارة بوجه خاص أنه قد تم إعداد ستة (‪ )6‬مساقات للتكوين عن بعد تهدف إلى تمكين‬
‫األساتذة من التحكم في استعماالت أدوات التعليم عن بعد‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2670‬‬

‫التدابير المتخذة للحد من آثار الجائحة على مستويات التالميذ‪ :‬إجراءات عادية لتدارك وضع‬
‫غير عاد‬
‫سعيا إلى تجاوز بعض النقائص التي صاحبت اعتماد نمط التعليم عن بعد خالل الموسم ‪ 2020-2019‬والمتعلقة‪ ،‬على‬
‫الخصوص‪ ،‬كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬باعتماد منهاج تقليدي في التدريس عن بعد قائم على التلقين واإللقاء وبعدم استفادة‬
‫فئة من المتمدرسين من هذا النمط أو عدم التأقلم معه‪ ،‬بادرت الوزارة الوصية قبيل بداية السنة الدراسية الموالية (‪-2020‬‬
‫‪ ) 2021‬إلى إصدار مذكرات وزارية وضحت كيفية تطبيق التقويم التشخيصي‪ ،‬أي تقويم مستويات التالميذ وكيفيات تقديم‬
‫الدعم لهم‪ .‬وتثير هذه العملية مجموعة من المالحظات‪ ،‬من أهمها ما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬الزمن المخصص للتقويم غير كاف‬
‫حسب المذكرة الوزارية رقم ‪ 20/39‬بتاريخ ‪ 28‬غشت ‪ 2020‬بشأن تنظيم الموسم الدراسي ‪ ،2021-2020‬فقد تم تخصيص‬
‫الفترة الممتدة من ‪ 07‬شتنبر إلى ‪ 03‬أكتوبر ‪ 2020‬للقيام بعملية التقويم التشخيصي والتثبيت والمراجعة‪ .‬غير أن هذه العملية‬
‫تزامنت مع تبني نمط التدريس بالتناوب القائم على تقسيم التالميذ إلى فوجين‪ ،‬أحدهما يستفيد من حصص الدروس حضوريا‬
‫بينما يستفيد الفوج الثاني من الحصص بالمنزل في إطار ما سمي بالتعليم الذاتي‪ .‬وهكذا‪ ،‬وعلى المستوى العملي‪ ،‬وبالنظر إلى‬
‫اعتماد مبدأ التناوب‪ ،‬أصبحت الفترة المخصصة لعملية التقويم التشخيصي التي تتم حضوريا‪ ،‬محصورة في أسبوعين فقط‬
‫عوض أربعة أسابيع المعلنة‪ .‬وفي الحصيلة‪ ،‬فإن فترة األسبوعين ال تكفي للقيام بعملية التقويم ثم تفويج التالميذ بناء على هذا‬
‫التقويم‪ ،‬ليتم بعد ذلك تقديم حصص الدعم التصحيحية المناسبة للجوانب التي تحتاج إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى اعتماد حلول إبداعية مقابل استعمال زمن مكثف ومنهاج ثابت‬
‫تتسم المنظومة الدراسية‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬باستعمال للزمن ذي وعاء كبير (مثال‪ ،‬يقوم أساتذة السلك االبتدائي بتدريس ‪30‬‬
‫ساعة أسبوعيا) وببرامج دراسية ومناهج مكثفة‪ .‬ورغم الطابع االستثنائي لنمط "التعليم عن بعد" والذي لم يسبق للمنظومة‬
‫التربوية أن اعتمدته‪ ،‬فلم يتم إدخال أي تعديالت مهمة على منهاج التدريس ولم يتم إقرار مرونة كافية بخصوص الحيز الزمني‬
‫للتدريس وللمقرر الدراسي المعتمد في الظروف العادية (كتقليص الدروس أو إعطاء األولوية لدروس أو مواد بعينها‪ ،)....‬بل‬
‫تم االحتفاظ به كامال دون أي تغيير‪ .‬وقد كان لهذا األمر األثر المباشر على مستوى التحصيل‪ ،‬إذ أن الدروس التي كانت‬
‫تدرس للتالميذ حضوريا هي نفسها التي تم تقديمها للتالميذ خالل فترة "التعليم عن بعد" شكال ومضمونا‪ ،‬وهو ما نبهت إليه‬
‫المفتشية العامة للشؤون البيداغوجية‪ .‬وإذا كان التقليص قد طال الحصص التي تم بثها‪ ،‬فإن ذلك جاء فقط استجابة لضرورة‬
‫تقنية مرتبطة بالمساحة الزمنية المسموح بها لبث الدروس وليس استجابة لهدف بيداغوجي‪.‬‬
‫‪ ‬التأطير واإلشراف‪ :‬الحاجة إلى تعزيز هيئة التفتيش من أجل تتبع دقيق لعمليات الدعم‬
‫عرفت هيئة التفتيش تراجعا ملحوظا على مستوى مواردها البشرية‪ .‬فبعد أن كان عدد المفتشين سنة ‪ 2009‬يصل إلى ‪2.620‬‬
‫(‪ 1.090‬بالسلك االبتدائي و‪ 1.530‬بالسلك الثانوي) تراجع سنة ‪ 2021‬إلى ‪ 1.858‬مفتشا (‪ 905‬بالسلك االبتدائي و‪935‬‬
‫بالسلك الثانوي)‪ ،‬أي بنسية انخفاض بلغت حوالي ‪ %30‬مقارنة بسنة ‪.2009‬‬
‫وبالنظر لإلكراهات التي واجهت اعتماد نمط "التعليم عن بعد"‪ ،‬وفي ظل تراجع عدد المفتشين وعدم القدرة على التغطية‬
‫الشاملة لكل المناطق التربوية التابعة لهم بالتأطير واإلشراف‪ ،‬ال يمكن التأكد من انخراط جميع األساتذة‪ ،‬وبشكل علمي وسليم‬
‫وبالفعالية المرجوة‪ ،‬في عملية "التعليم عن بعد"‪.‬‬
‫‪ ‬التتبع والتقييم‪ :‬ضرورة تجويد التقارير المرفوعة‬
‫في إطار تتبع عملية التعليم عن بعد‪ ،‬يتم إعداد تقارير تكتفي بعرض إحصائيات حول عدد التالميذ المتعثرين الذين استفادوا‬
‫من حصص الدعم وعددها‪ ،‬والتي توجه من األساتذة إلى مديري المؤسسات التعليمية فالمديريات اإلقليمية ثم األكاديميات‬
‫الجهوية المعنية‪ ،‬دون أن ترقى هذه التقارير ألن تكون أداة فعالة من أجل إعطاء تقييم دقيق ومضبوط حول هذه العملية‪ ،‬وال‬
‫سيما تقديم صورة دقيقة لمستوى المتمدرسين على إثر اعتماد هذا النمط من التعليم‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته‪ ،‬فقد رصدت بعض التباينات على مستوى التعامل مع اإلحصائيات المجمعة‪ ،‬ذلك أن بعض المديريات‬
‫اإلقليمية لم تقم بتجميع هذه المعلومات كما أن بعض التقارير تبقى لدى األستاذ في انتظار زيارة المفتش التربوي دون توجيهها‬
‫لمدير المؤسسة التعليمية‪ .‬والحال هاته‪ ،‬فإن هذه الوضعية ال تساعد‪ ،‬سواء على المستوى الجهوي أو المركزي‪ ،‬من اتخاذ‬
‫التدابير التصحيحية أو إجراءات الدعم المالئمة‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة إلى إعداد تقرير حول تقييم تجربة التعليم عن بعد‪ ،‬وكذا إنجاز استقراء للرأي حول تقييم نمط‬
‫الدراسة عن بعد‪.‬‬
‫‪ ‬استثمار نتائج التقويم‪ :‬ضرورة اعتماد خطة للدعم‬
‫في ظل غياب خطة وطنية للدعم كفيلة بتدارك جوانب الخصاص لدى المتمدرسين جراء انتشار جائحة كوفيد ‪ 19‬واعتماد‬
‫نمط "التعليم عن بعد" وما صاحب ذلك من إكراهات سبق ذكرها‪ ،‬اقتصر التدخل التصحيحي على اإلطار الذي وضعته‬
‫‪2671‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المذكرة الوزارية رقم ‪ 39/20‬والتي حددت فترة أربعة أسابيع لتقديم حصص الدعم‪ ،‬ليتم على إثرها توجيه تقارير إلى‬
‫المديريات اإلقليمية واألكاديميات الجهوية‪ .‬والحال هاته‪ ،‬فإن عملية تقديم الدعم التي تلت اعتماد نمط "التعليم عن بعد" لم‬
‫تختلف عن سابقتها المعتمدة خالل الظروف العادية‪ ،‬أي أنها لم تراع‪ ،‬وعلى النحو المطلوب‪ ،‬الظرفية االستثنائية التي فرضتها‬
‫األزمة الصحية والتي انعكست على المنظومة التربوية‪ ،‬ولم تأخذ أيضا بعين االعتبار توصيات المنظمات المختصة‪ 16‬في‬
‫هذا اإلطار‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬لم يتم تقييم آثار عملية الدعم على المتمدرسين الذين استفادوا منها‪ ،‬وهو األمر الذي لم يمكن‬
‫المصالح المركزية للقطاع الوصي من التوفر على صورة واضحة عن مستويات التالميذ وعن الجوانب التي تحتاج إلى دعم‬
‫إضافي‪ ،‬وبالتالي لم يتح تقييم فعالية هذا اإلجراء ووجاهة اعتماده‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬تدبير التعليم عن بعد‬
‫لقد استعان القطاع الوصي بمجموعة من اآلليات والموارد لتدبير مرحلة التعليم عن بعد‪ ،‬غير أن تدبيرها يثير المالحظات‬
‫التالية‪.‬‬
‫الحكامة‪ :‬مجهودات كبيرة تحتاج إلى النجاعة‬
‫بذل القطاع الوصي مجهودات كبيرة في مواجهة الجائحة‪ ،‬وخاصة على مستوى التدابير االحترازية والتربوية وتعبئة الموارد‬
‫البشرية والتواصل‪ .‬غير أن هذه المجهودات رافقتها بعض النقائص التي حدت من نجاعتها وفعاليتها‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد البالغات والمذكرات الوزارية في ظل غياب مخطط استمرارية المرفق‬
‫لم يكن القطاع الوصي يتوفر على أي مخطط لالستمرارية البيداغوجية أو إطار قانوني يؤطر تنظيم وتطبيق نمط "التعليم عن‬
‫بعد"‪ .‬وفي ظل هذا الغياب‪ ،‬اضطرت السلطات الوصية إلى إصدار العديد من البالغات والمذكرات‪ ،‬بعضها في اليوم الواحد‪،‬‬
‫وذلك لتوضيح كيفيات تنزيل هذا النمط ومحاولة تيسير تقديم الدروس من خالله لكافة المتمدرسين‪ ،‬وهو األمر ‪-‬أي تعدد‬
‫البالغات‪ -‬الذي من شأنه أن يؤدي إلى عدم القدرة على التتبع السليم والدقيق لمضامين هذه البالغات ولإلجراءات والتدابير‬
‫الواردة فيها‪.‬‬
‫‪ ‬التواصل‪ :‬نجاح نسبي‬
‫تمت أغلب عمليات تواصل مسؤولي القطاع الوصي مع مديري المؤسسات التعليمية بواسطة الهاتف و"الواتساب"‪ ،‬وهو ما‬
‫ساهم في نجاح العملية وأضفى عليها طابع السرعة في تبليغ التوجيهات الوزارية بشأن تطبيق خطة "التعليم عن بعد" والتفاعل‬
‫معها بشكل فعال‪.‬‬
‫وعلى المنوال نفسه‪ ،‬سارت عمليات التواصل بين المديرين واألساتذة من خالل اللجوء إلى وسائل التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫وبشكل خاص "الواتساب" و"الفيسبوك"‪ ،‬وذلك بحسب مستوى تمكن المديرين من استعمال هذه الوسائل‪ .‬ورغم الجهود التي‬
‫بذلت في هذا اإلطار‪ ،‬فإن المعطيات المستقاة من بعض المصادر‪ ،‬مثل المقابالت مع األساتذة والمفتشين وتقارير هيئات‬
‫أخرى‪ ،‬تؤكد أن عملية التواصل لم تشمل جميع األساتذة ألسباب عديدة‪ ،‬منها عدم توفر بعضهم على الوسائل الضرورية‬
‫لذلك‪ ،‬خاصة الهواتف الذكية واالنترنيت‪ ،‬أو عدم تمكنهم منها‪.‬‬
‫‪ ‬التأطير والمراقبة‪ :‬معيقات صعبة التجاوز‬
‫لجأ المفتشون التربويون المكلفون بالمراقبة والتأطير‪ ،‬بحكم ظروف الجائحة‪ ،‬إلى مختلف وسائل التواصل االجتماعي المتاحة‬
‫إلنجاز مهامهم‪ ،‬وقد عرفت هذه العملية العديد من المعيقات التي حالت دون بلوغ األهداف المرجوة‪ .‬فباإلضافة إلى عدم‬
‫انخراط بعض األساتذة‪ ،‬واجهت عملية التأطير والمراقبة عائقين مهمين‪:‬‬
‫تراجع أعداد هيئة المفتشين كما سبقت اإلشارة إلى ذلك؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم انخراط مجموعة من األساتذة في عمليات التأطير المنجزة من طرف المفتشين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬تتبع العملية‪ :‬الحاجة إلى تعزيز موثوقيتها‬
‫طلب من األساتذة ملء استمارات عن مجمل نشاطهم التربوي خالل فترة "اعتماد التعليم عن بعد"‪ ،‬وتتضمن على الخصوص‬ ‫ُ‬
‫نوعية المادة وأعداد التالميذ الذين يتابعون الدرس‪ .‬غير أن هذه العملية عرفت صعوبات عديدة‪ ،‬منها‪ :‬ضعف موثوقية‬
‫المعلومات المدلى بها وعدم انتظام العملية وعدم رفع هذه المعلومات إلى المصالح المركزية‪.‬‬
‫تدبير الموارد إبان الجائحة‪ :‬انخراط تلقائي وتدابير غير مكلفة‬
‫بذلت األطر اإلدارية والتقنية والتربوية التابعة للقطاع الوصي مجهودات كبيرة خالل مرحلة تفشي الجائحة‪ ،‬ال سيما من حيث‬
‫اإلجراءات االحترازية التي تم اعتمادها‪ .‬كما اضطلع مديرو المؤسسات التعليمية بدور محوري وهام في سبيل إنجاح تنزيل‬
‫النمط الجديد للتعليم‪.‬‬

‫‪ 16‬تقارير األمم المتحدة واليونسكو‪.‬‬


‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2672‬‬

‫‪ ‬تقليص المخصصات المالية للقطاع‬


‫على غرار دول المعمور‪ ،‬كان لجائحة كوفيد ‪ 19‬آثار سلبية على ميزانية الدولة‪ ،‬خاصة وأن جل األنشطة االقتصادية تم‬
‫تجميدها للحد من انتشار الفيروس‪ ،‬مما كان له انعكاس مباشر على مداخيل الدولة التي لم تبلغ مستوى التوقعات المعتمدة عند‬
‫إعداد قانون المالية لسنة ‪ .2020‬ولمواجهة هذه التداعيات‪ ،‬تمت المصادقة على قانون المالية المعدل رقم ‪ 35.20‬والذي‬
‫استهدف خاصة إنعاش االقتصاد الوطني والحفاظ على مناصب الشغل‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬عرفت االعتمادات المخصصة للقطاع‬
‫الوصي تقليصا بما يزيد عن أربعة (‪ )4‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 1,4‬مليار درهم من اعتمادات االستثمار وما يعادل ثالثة (‪ )3‬مليار‬
‫درهم من اعتمادات االستغالل‪ ،‬موزعة بين فصل االعتمادات الخاصة بالموظفين وأجور أطر األكاديمية (‪ 1,9‬مليار درهم)‬
‫واالعتمادات المتعلقة بالمعدات والنفقات المختلفة (‪ 1,1‬مليار درهم)‪.‬‬
‫وقد كان من تبعات هذا التقليص‪ ،‬أن تم اللجوء إلى تدابير خاصة لتغطية بعض النفقات الطارئة بفعل الجائحة‪ ،‬من ضمنها‪:‬‬
‫القيام بتحويالت إلى بنود ميزانية مناسبة لطبيعة هذه النفقات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحمل بعض من هذه النفقات من طرف فعاليات وشركاء من المجتمع المدني‪ ،‬مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫‪-‬‬
‫وجمعيات آباء وأولياء التالميذ‪ ،‬وجمعية مدرسة النجاح وجمعية التنمية والتعاون المدرسي‪...‬‬
‫وقد أكدت وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬عدم توفر األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ضمن ميزانياتها‬
‫على اعتمادات خاصة بتدبير النفقات الطارئة بفعل الجائحة وكذلك عملية التعليم عن بعد‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات المرتبطة بالتعليم عن بعد‪ :‬نفقات محدودة في غياب بنود خاصة بها‬
‫ال تتضمن ميزانية القطاع الوصي بنودا مخصصة للتعليم عن بعد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن المبالغ التي تم صرفها من أجل تغطية النفقات‬
‫المتعلقة بالتعليم عن بعد‪ ،‬لم يتم تسجيلها في بنود خاصة بها وبشكل يسمح بتمييزها عن باقي المبالغ التي تم صرفها على‬
‫مستوى البنود األخرى التي تم اللجوء إليها لتغطيتها‪ .‬كما أن هذه النفقات يتم تسجيلها وتتبعها على المستوى المحلي (أكاديميات‬
‫ومديريات) فقط‪ ،‬في غياب أي تجميع لها على المستوى المركزي‪.‬‬
‫بناء على كل ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة بما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على إدماج أكبر لنمط "التعليم عن بعد" في المنظومة التعليمية الوطنية‪ ،‬تفعيال للمقتضيات القانونية‬
‫وتوجيهات الرؤية االستراتيجية وكذا النموذج التنموي الجديد؛‬
‫‪ -‬العمل على التحديد الدقيق لشروط ودواعي اللجوء لنمط التعليم عن بعد في األوقات العادية‪ ،‬خارج الظروف‬
‫المرتبطة باألزمات‪ ،‬وخاصة في العالم القروي (انقطاع الطرق المؤدية إلى المدارس في فصل الشتاء‪)...‬؛‬
‫‪ -‬اإلسراع في إصدار النصوص التنظيمية التي أحال عليها المرسوم رقم ‪ 2.20.474‬المتعلق بالتعليم عن بعد‪،‬‬
‫خاصة وأن مسار الجائحة لم يتضح بعد؛‬
‫‪ -‬وضع خطة واضحة ومدروسة تسمح بتكييف آليات التعليم عن بعد حسب الوضعية الخاصة لكل فئة من‬
‫المستفيدين في ضوء الدروس المستفادة من التجربة المعتمدة خالل فترة الحجر الصحي؛‬
‫‪ -‬تتبع وتقييم نتائج كل المبادرات التي قام بها القطاع الوصي بغرض تنفيذ خطة االستمرارية البيداغوجية‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل تقييم سليم لمدى وجاهة وفعالية اإلجراءات المتخذة لتكريسها ودعمها في حالة النجاح أو لتصحيحها‬
‫واستبدالها في حالة التعثر؛‬
‫‪ -‬تعميم التكوينات في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال على جميع األساتذة؛‬
‫‪ -‬إعداد خطة فعالة لتدارك النقص التعليمي الناتج عن الجائحة في أفق الدخول المدرسي ‪2022-2023‬؛‬
‫‪ -‬تمكين المتمدرسين في العالم القروي واألحياء الحضرية الهامشية من تمييز إيجابي في هذه العملية‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنهم األقل استفادة من "التعليم عن بعد"؛‬
‫‪ -‬وضع مخطط لالستمرارية البيداغوجية يكون جاهزا لمواجهة كل األزمات المحتملة مستقبال (أجهزة الحكامة‪،‬‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬الموارد المالية‪ ،‬خطة التواصل‪ ،‬نظام المراقبة‪.)...‬‬
‫وتفاعال مع هذه التوصيات‪ ،‬أبرزت وزارة االقتصاد والمالية أن مشروع خارطة الطريق لتنزيل إصالح منظومة‬
‫التربية والتكوين يستجيب ألهم توصيات المجلس األعلى للحسابات حيث يرتكز على مجموعة من االلتزامات‪ ،‬منها‬
‫تجديد المقاربات البيداغوجية‪ ،‬وتعزيز الوسائل الرقمية‪ ،‬باإلضافة إلى دعم التكوين األساس والمستمر‪ ،‬على أن يتم‬
‫رصد اعتمادات مالية مهمة لهذا الغرض من أجل تمكين الوزارة الوصية من الوفاء بالتزاماتها المسطرة في إطار‬
‫خارطة الطريق سالفة الذكر‪.‬‬
‫‪2673‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫التعليم العالي عن بعد‪:‬‬


‫الحاجة إلى اعتماد إطار قانوني مناسب يحدد آليات حكامته وتنظيمه‬

‫فرض الطابع االستعجالي للوضعية الوبائية الناجمة عن تفشي جائحة "كوفيد‪ ،"19-‬اتخاذ العديد من اإلجراءات من طرف‬
‫الوزارة المكلفة بالتعليم العالي والجامعات من أجل ضمان استمرارية التعليم‪ .‬وهكذا‪ ،‬تم اعتماد قرار بتبني التعليم العالي عن‬
‫بعد منذ ‪ 16‬مارس ‪.2020‬‬
‫وبالرغم من المجهودات التي قامت بها الوزارة لتطبيق هذا النمط والحفاظ على استمرارية المرفق العام‪ ،‬فقد رافقت تنفيذه‬
‫مجموعة من الصعوبات واإلكراهات (قانونية وبشرية ومادية‪ ، )...‬كان لها األثر المباشر على النتائج التي تم تحقيقها والتي‬
‫كانت متباينة على مستويات عدة‪ ،‬كنسبة الطلبة الذين تمكنوا من تتبع الدروس واألعمال التوجيهية والتطبيقية ونسبة األساتذة‬
‫الذين استفادوا من التكوين في مجال التعليم عن بعد‪.‬‬
‫أوال‪ .‬نمط "التعليم العالي عن بعد" قبل جائحة "كوفيد ‪"19‬‬
‫شملت مراقبة اإلجراءات واألعمال المتعلقة بالتعليم العالي عن بعد‪ ،‬خالل فترة ما قبل جائحة "كوفيد‪ ،"19-‬الجوانب القانونية‬
‫واالستراتيجية والتنظيمية والعملية‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار متأخر لإلطار القانوني المنظم لنمط التعليم العالي عن بعد‬
‫عرفت النصوص القانونية المنظمة لنمط التعليم العالي عن بعد تأخرا في إصدارها‪ .‬إذ أن القرارات الوزارية بالمصادقة على‬
‫دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية‪ ،‬لم تتضمن مقتضيات تخص التعليم العالي عن بعد إال خالل سنة ‪ ،2014‬وذلك بشكل‬
‫محدود‪ .‬أما بخصوص القانون اإلطار رقم ‪ 51.17‬المتعلق بنظام التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬والذي تضمن‬
‫بعض المقتضيات المتعلقة بالتعليم العالي عن بعد‪ ،‬فلم يدخل حيز التنفيذ إال خالل شهر غشت ‪ ،2019‬أي بضعة أشهر فقط‬
‫قبيل األزمة الصحية‪ ،‬في حين أن المرسوم رقم ‪ 2.20.474‬المتعلق بالتعليم العالي عن بعد‪ ،‬وهو نص تطبيقي لهذا القانون‬
‫اإلطار‪ ،‬لم يصدر إال في شتنبر ‪.2021‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فلم يكن التعليم العالي عن بعد يستند‪ ،‬قبل الجائحة‪ ،‬على أساس قانوني على الرغم من أن الميثاق الوطني للتربية‬
‫والتكوين فتح إمكانية استخدام التقنيات الجديدة للمعلومات واالتصال في التعليم العالي منذ سنة ‪.1999‬‬
‫‪ ‬إطار قانوني محدود النطاق‬
‫في الوقت الذي أصبحت بعض المسالك تدرس كليا عن بعد‪ ،‬بل وأصبحت الجامعات االفتراضية أمرا واقعا على المستوى‬
‫الدولي‪ ،‬ما زال اإلطار القانوني الحالي ببالدنا ال يسمح بتدريس وحدة دراسية كليا عن بعد‪ ،‬حيث ال يمكن تدريس سوى جزء‬
‫منها عن بعد‪ .‬ذلك أن دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية‪ ،‬الصادرة سنة ‪ ،2014‬نصت على إمكانية التدريس عن بعد لجزء‬
‫من الوحدة فقط‪ ،‬مما يحول دون إمكانية توفير وحدات تدرس كليا عن بعد‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار إلى أن توجهها يروم تنويع طرق وأنماط التدريس وضمان‬
‫تطوير التعليم عن بعد تدريجيا‪ ،‬وأن اعتماد تدريس المسالك كليا عن بعد هو خطوة مستقبلية سيتم اتخاذها على إثر‬
‫تطبيق ونجاح النمط الهجين (التدريس حضوريا ‪ /‬عن بعد)‪ .‬كما أكدت أن اإلصالح البيداغوجي الجديد سيخص‬
‫مراجعة دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لجميع الشهادات الوطنية بهدف إدراج امكانية تدريس المسالك ‪%100‬‬
‫عن بعد‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وضع استراتيجية واضحة لتنفيذ خطط عمل تطوير التعليم عن بعد‬
‫شكل تطوير التكنولوجيا الرقمية في التعليم العالي جزءا من مشاريع خطتي العمل األخيرتين "‪"2016 - 2013‬‬
‫و"‪ "2021 - 2017‬لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬وذلك بهدف تحسين عرض التعليم العالي‪.‬‬
‫إال أن تنزيل اإلجراءات المتعلقة بخطط العمل سالفة الذكر‪ ،‬لم يكن فعاال بسبب غياب استراتيجية محددة األهداف ومؤشرات‬
‫قياس أ ثر النتائج المحققة‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬شرعت الوزارة في تنفيذ هذه الخطط من خالل إجراءات متفرقة ظل أثرها محدودا‪،‬‬
‫في ظل غياب رؤية واضحة بخصوص كيفية تنفيذ اإلجراءات المضمنة بهذه المخططات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى إحداث وحدة لقيادة التعليم العالي عن بعد على مستوى الوزارة‬
‫ال تتوفر الوزارة على وحدة لقيادة التعليم العالي عن بعد‪ ،‬إذ لم يكن تدبير الخطط والمشاريع المتعلقة بهذا النمط من التعليم‪،‬‬
‫قبل جائحة "كوفيد‪ ،"19‬تابعا ألحد الهياكل التنظيمية على المستوى المركزي‪ ،‬مما جعل مسألة التنسيق واستغالل التقارير‬
‫المتعلقة بتتبع األعمال المنجزة‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬أمرا صعبا‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2674‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذا الوضع لم يمكن من ترصيد المكتسبات المحققة في هذا المجال‪ .‬وقد زاد من حدة مخاطر توقف‬
‫الخطط والمشاريع المتعلقة بهذا النمط من التعليم‪ ،‬غياب االستمرارية بالتغيير المتكرر للمسؤولين المكلفين بها‪ ،‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة لمشروعي ‪ NET-U‬و ‪.E-SUP‬‬
‫ثانيا‪ .‬تدبير التعليم العالي عن بعد أثناء جائحة "كوفيد‪"19-‬‬
‫اتخذت الوزارة والجامعات عدة إجراءات من أجل ضمان استمرارية التعليم وتأقلم المؤسسات الجامعية مع هذا الوضع‪ .‬وقد‬
‫همت هذه اإلجراءات األساتذة والطلبة على حد سواء‪ .‬وتروم هذه اإلجراءات تحسين البنية التحتية والتجهيزات الخاصة‬
‫بالتعليم العالي عن بعد‪ ،‬فضال عن مواكبة األساتذة‪ ،‬من خالل تنظيم دورات تدريبية وتقديم المساعدة التقنية إلنجاز ونشر‬
‫الموارد الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة األساتذة لبعض الصعوبات بخصوص بيداغوجية التعليم عن بعد‬
‫يتطلب التعليم عن بعد بيداغوجية خاصة من أجل تقديم دروس تضمن الحد األدنى من التفاعل بين الطالب واألساتذة‪ .‬إال أن‬
‫االعتماد المفاجئ لنمط التعليم العالي عن بعد‪ ،‬اضطر األساتذة إلى اإلسراع في تكييف مناهجهم البيداغوجية من أجل ضمان‬
‫استمرارية الدروس‪ ،‬مما أسفر عن مواجهة األساتذة لصعوبات في المسايرة والتأقلم السريع مع هذا النمط من التعليم‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬عبر ‪ %71‬من األساتذة الذين أجابوا عن االستبيان‪ ،17‬عن وجود صعوبات فيما يتعلق ببيداغوجية التعليم عن‬
‫بعد‪ ،‬في حين أشار ‪ %20‬إلى أنهم لم يشعروا بأي تغيير‪ ،‬وصرح ‪ %9‬فقط على أن هذا التدريس لم يطرح أي مشكل‪.‬‬
‫‪ ‬معدل التغطية بخصوص تكوين األساتذة والخبراء في ميدان التعليم العالي عن بعد بحاجة للتعزيز‬
‫تم تسجيل نسب ضعيفة فيما يخص تكوين األساتذة والمكونين في مجال التعليم عن بعد‪ ،‬وذلك برسم الموسم الجامعي ‪-2020‬‬
‫‪ ،2021‬حيث لم تتعد نسبة األساتذة المستفيدين ‪ %46‬ونسبة الخبراء (األساتذة والمهندسين المكونين) ‪.%2,53‬‬
‫كما سجلت تفاوتات بين الجامعات من حيث معدل تكوين األساتذة في مجال التعليم العالي عن بعد‪ .‬فإذا كان هذا المعدل‪ ،‬لم‬
‫يتجاوز ‪ %23‬على مستوى جامعة السلطان موالي سليمان ببني مالل‪ ،‬و‪ %28‬على مستوى جامعة محمد األول بوجدة‪ ،‬فقد‬
‫بلغ ‪ %67‬على مستوى جامعة سيدي محمد بن عبد هللا بفاس‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة دعم التأطير التقني لفائدة األساتذة‬
‫لم تتجاوز تغطية تكوين األطر اإلدارية والتقنية المؤهلة لتقديم التأطير الفني والتقني لألساتذة والطلبة‪ ،‬في مجال التعليم العالي‬
‫عن بعد‪ ،‬برسم الموسم الجامعي ‪ ،2021-2020‬معدل ‪ %16‬في المتوسط على صعيد الجامعات االثنتي عشر‪ ،‬حيث أن‬
‫الحاجيات المعبر عنها من طرف الجامعات فيما يتعلق باألطر الواجب تكوينها في مجال التعليم عن بعد تقدر بما مجموعه‬
‫‪ 851‬إطارا‪ ،‬وهو ما يمثل ثالثة أضعاف األطر التي تم تكوينها برسم هذه السنة الجامعية والذي لم يتجاوز ‪ 253‬موظفا‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يخفي هذا المستوى المحدود من التغطية تفاوتات بين الجامعات‪ .‬فإذا كانت هذه النسبة وصلت إلى‬
‫‪49,3%‬على مستوى جامعة موالي إسماعيل بمكناس‪ ،‬فإنها لم تتجاوز ‪ %9,8‬على مستوى جامعة الحسن األول بسطات‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة توفير شبكة األنترنيت للطلبة وبالجودة المطلوبة‬
‫يعتبر غياب الربط بشبكة اإلنترنت وسوء جودة الربط من أهم العقبات التي حالت دون تتبع الطلبة للدروس عن بعد‪ .‬فمن بين‬
‫الطلبة الذين أجابوا عن االستبيان‪ ،18‬أشار ‪ %52‬منهم إلى عدم توفرهم على ربط ثابت بشبكة األنترنت‪ ،‬بينما صرح ‪%14‬‬
‫منهم بعدم توفرهم على أي ربط باإلنترنت و‪ %38‬أكدوا أنهم توفروا على ربط متقطع‪ .‬وتزداد صعوبات الربط باإلنترنت‬
‫حدة بالنسبة للطلبة الذين تابعوا دروسهم من المناطق القروية والذين يمثلون ‪ %24‬من مجموع الطلبة الذين أجابوا عن‬
‫االستبيان‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد أكدت الوزارة أنها أطلقت مشروع )‪ (Campus connecté‬الذي يهدف إلى توفير بنية تحتية للربط‬
‫بشبكة ‪ Wi-Fi‬في جميع المؤسسات واإلقامات الجامعية العمومية مع توسيع شبكة الربط باألنترنيت العالي الصبيب‬
‫عبر مروان ‪ .5‬كما أشارت إلى أنها بصدد بلورة المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫)‪ ،)PACTE ESRI 2030‬وأضافت أن التعليم العالي عن بعد يعد مشروعا استراتيجيا في هذا اإلصالح‪ ،‬وسيتم‬
‫تطويره‪ ،‬من بين إجراءات أخرى‪ ،‬عبر تعزيز البنية التحتية الالزمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر الطلبة على المعدات المعلوماتية الالزمة لمتابعة الدروس عن بعد‬
‫بالرغم من اعتبار المعدات المعلوماتية وسيلة أساسية لمتابعة الدروس عن بعد‪ ،‬فقد صرح ‪ %51‬من الطلبة الذين شملهم‬
‫االستبيان عن تلقيهم الدروس عبر الهاتف المحمول‪ ،‬في حين أكد ‪ %3‬من الطلبة على عدم توفرهم على أية وسيلة للولوج إلى‬
‫منصات التعليم عن بعد‪ .‬فيما صرح ‪ %46‬فقط من الطلبة‪ ،‬بأنهم يتوفرون على حاسوب أو لوحة إلكترونية‪.‬‬

‫‪ 17‬تم االعتماد على استبيانين من أجل تجميع معلومات حول التعليم العالي عن بعد‪ .‬االستبيان األول وجه إلى األساتذة (تم الحصول على ‪1.505‬‬
‫جواب) والثاني إلى الطلبة (تم الحصول على ‪ 30.560‬جواب)‪.‬‬
‫‪ 18‬بلغ عدد الطلبة الذين أجابوا عن االستبيان الموجه من طرف المجلس ‪ 30.625‬طالبا‪.‬‬
‫‪2675‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬انخفاض نسبة الموارد الرقمية التفاعلية مقارنة بالموارد الرقمية غير التفاعلية‬
‫تم الوقوف‪ ،‬بناء على البيانات المقدمة من طرف الجامعات‪ ،‬على ارتفاع نسبة الموارد البيداغوجية غير التفاعلية المنتجة على‬
‫شكل ‪ Word‬و‪ Excel‬و‪ ،PPT‬مقارنة بالموارد التفاعلية عبر تقنية التناظر المرئي‪ ،‬خالل الفترة الممتدة من بداية األسدس‬
‫الثاني ‪ 2020-2019‬حتى نهاية األسدس الثاني ‪.2021-2020‬‬
‫فباستثناء جامعات محمد الخامس بالرباط‪ ،‬وسيدي محمد بن عبد هللا بفاس وشعيب الدكالي بالجديدة‪ ،‬حيث بلغت نسبة الموارد‬
‫التفاعلية التي تم إنتاجها على التوالي‪ %59 ،‬و‪ %45‬و‪ %31‬من مجموع الموارد الرقمية المنتجة‪ ،‬فقد سجلت الجامعات‬
‫األخرى نسبا منخفضة من الموارد التفاعلية مقابل ارتفاع نسبة الموارد التقليدية غير التفاعلية‪.‬‬
‫‪ ‬معدالت إنجاز األعمال التطبيقية والتوجيهية بحاجة للتعزيز‬
‫فيما يتعلق ب التخصصات العلمية التي تتطلب أعماال تطبيقية أو توجيهية باستخدام أجهزة تكنولوجية‪ ،‬أو دراسة حاالت عملية‬
‫من أجل تطبيق المواد البيداغوجية التي تم تلقيها‪ ،‬فقد صرح ‪ %53‬من الطلبة‪ 19‬الذين أجابوا على االستبيان والمسجلين بمسالك‬
‫علمية‪ ،‬أنهم لم يستفيدوا من أية حصة عن بعد من حصص األعمال التطبيقية إبان جائحة "كوفيد‪."19-‬‬
‫أما فيما يتعلق باألعمال التوجيهية عن بعد‪ ،‬فمن بين ‪ %88‬من الطالب المعنيين بهذه األعمال‪ ،‬والذين شملهم االستبيان‪ ،‬أكد‬
‫‪ 36%‬أنهم لم يستفيدوا من أية حصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬المشاريع المتعلقة بتطوير التعليم العالي عن بعد‬
‫‪ ‬التأخير في إنجاز بعض األعمال المتعلقة بمشاريع تطوير التعليم العالي عن بعد وعدم تخصيص الموارد‬
‫المالية المبرمجة برسم سنتي ‪ 2021‬و‪2022‬‬
‫أطلقت الوزارة المكلفة بالتعليم العالي مشروعين يتعلقان بالتعليم العالي عن بعد‪ ،‬وذلك في إطار مشروع تعاقدي مع الجامعات‬
‫برسم الفترة الممتدة من ‪ 2021‬إلى ‪ .2023‬ويهدف هذان المشروعان إلى تعميم استخدام تقنيات المعلومات في مجال التعليم‬
‫العالي‪ ،‬وكذلك تعزيز منظومة المعلومات للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ .‬وقد تم تسجيل المالحظات التالية بخصوص هذه‬
‫المشاريع‪:‬‬
‫التأخير في إنجاز بعض األعمال األساسية المبرمجة سنة ‪ ،2021‬وخاصة فيما يتعلق بإعداد دليل مرجعي وطني‬ ‫‪-‬‬
‫للتعليم العالي عن بعد‪ ،‬وتنفيذ مشروع المكتبة الرقمية؛‬
‫عدم تخصيص الموارد المالية المبرمجة برسم سنتي ‪ 2021‬و‪ 2022‬لتنفيذ هذين المشروعين‪ ،‬إذ أن الوزارة‬ ‫‪-‬‬
‫المكلفة بالتعليم العالي خصصت لهما ‪ 10‬ماليين درهم فقط في سنة ‪ ،2021‬مع اإلشارة إلى أن هذا المبلغ ال يمثل‬
‫سوى ‪ %3‬من المبالغ المتعاقد بشأنها خالل هذه السنة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الوزارة لم تخصص لهذين‬
‫المشروعين أي اعتمادات في ميزانيتها لسنة ‪ ،2022‬مما من شأنه أن يعيق تحقيق األهداف التعاقدية ويحد من‬
‫تطوير هذا النوع من التعليم‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتعزيز نمط التعليم عن بعد‬
‫لم تبلغ بعد التجربة المغربية في ميدان التعليم العالي عن بعد‪ ،‬مستوى بعض البلدان المماثلة مثل تونس والسنغال‪ ،‬في مجال‬
‫الجامعات االفتراضية‪ ،‬حيث أن مشروع الحرم الجامعي االفتراضي المغربي (‪ )CVM‬الذي تم إطالقه سنة ‪ ،2004‬لم يعرف‬
‫النجاح المنشود واالستمرارية الالزمة‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬لم يتم إعادة إطالق أية مشاريع مماثلة تهم مؤسسات افتراضية للتعليم‬
‫العالي‪.‬‬
‫وفيما يخص المنصات اإللكترونية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر (‪ ،(plateformes de MOOCs‬فإن التجربة في‬
‫هذا المجال لم ترق أيضا إلى المستوى المطلوب‪ .‬حيث لم يتم إنشاء الجامعة الرقمية المغربية إال سنة ‪ ،2016‬ولم تعط‬
‫انطالقتها الفعلية سوى في سنة ‪ .2019‬كما أن إنجازات هذه المنصة بقيت متواضعة‪ ،‬حيث أنها تحتوي على حوالي ‪ 30‬درسا‬
‫جماعيا مفتوح المصدر (‪ )MOOCs‬عمليا و‪ 15‬درسا آخر قيد التنفيذ وقد أصدرت المنصة ‪ 890‬شهادة لفائدة ‪22201‬‬
‫مسجل‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار بما يلي‪:‬‬
‫اعتماد إطار قانوني مناسب يمكن من وضع تعريف دقيق للتعليم العالي عن بعد وأهدافه (خاصة خلق مسالك‬ ‫‪-‬‬
‫تدرس كليا عن بعد) ويحدد إطاره التنظيمي والتدبيري وحكامته وكذا آليات المراقبة والتتبع؛‬

‫‪ 19‬بلغ عدد الطالب الذين أجابوا على سؤال االستبيان المتعلق بإنجاز األعمال التطبيقية عن بعد خالل فترة الجائحة والذين ينتمون إلى مسالك علمية‬
‫‪ 10.204‬طالب‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2676‬‬

‫وضع استراتيجية وطنية للتعليم العالي عن بعد تحدد بدقة األهداف والنتائج المتوخاة منه والموارد‬ ‫‪-‬‬
‫المخصصة (البشرية والمادية والمالية)‪ ،‬وآليات التنسيق ورصد خطط العمل‪ ،‬فضال عن النتائج ومؤشرات‬
‫األداء؛‬
‫العمل على ضمان تحديث المعدات الجامعية المخصصة للتعليم العالي عن بعد؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز إجراءات تكوين األساتذة الباحثين في مجال التعليم العالي عن بعد؛‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على تطوير ونشر برامج مالئمة تهدف إلى تعميم المعدات وتحسين نسبة ربط الطلبة بشبكة األنترنيت؛‬ ‫‪-‬‬
‫إنشاء وتطوير المساقات الجماعية مفتوحة المصادر)‪ (MOOCs‬من طرف الجامعات‪ ،‬وال سيما من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫مضاعفة طلبات العروض الخاصة بمشاريع البحث العلمي وتعبئة التمويل الالزم‪.‬‬
‫وقد أكدت وزارة المالية في جوابها أن المخطط الوطني لتسريع التحول في نظام التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار‬
‫يستجيب للتوصيات الرئيسية للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬حيث يعتمد على العديد من االلتزامات في هذا االتجاه منها‬
‫ضمان التحول الرقمي لمنظومة التعليم العالي من خالل إنشاء منصات رقمية للتعلم عن بعد والرقمنة الشاملة للخدمات‬
‫اإلدارية بالجامعة‪ .‬كما أشارت إلى رصد اعتمادات مالية مهمة لهذا الغرض من أجل تمكين الوزارة الوصية من الوفاء‬
‫بالتزاماتها المسطرة في إطار تنزيل المخطط سالف الذكر‪.‬‬

‫التكوين المهني الفالحي‪:‬‬


‫آلية مهمة في حاجة إلى التطوير لالستجابة لحاجيات الفالحة التقليدية والعصرية‬

‫اعتمد المغرب منظومة للتكوين المهني الفالحي من أجل تلبية المتطلبات واالحتياجات النوعية والكمية لسوق الشغل ودمج‬
‫اليد العاملة القروية والرفع من مستواها‪ ،‬بما يُحقق تنمية هذا القطاع وتطوير القدرة التنافسية للمقاوالت الفالحية ووحدات‬
‫اإلنتاج‪ .‬وقد عرفت منظومة التكوين العديد من اإلصالحات التي تروم تطويرها لمواجهة التحديات الرئيسية التي ت ُعيق مواكبة‬
‫تحوالت القطاع الفالحي‪.‬‬
‫وتتكون منظومة التكوين المهني الفالحي من سبع (‪ )07‬ثانويات فالحية تُوفر تعليما تقنيا وأربع وخمسين (‪ )54‬مؤسسة‬
‫للتكوين الفالحي‪ .‬وت ُتيح هذه المؤسسات التكوين في ثمانية عشر (‪ )18‬مسلكا لتكوين التقنيين المتخصصين وستة (‪ )06‬مسالك‬
‫لتكوين التقنيين واثني عشر (‪ )12‬مسلكا لتكوين العمال ال ُمؤ َّهلين‪ ،‬باإلضافة إلى التكوين بالتدرج في عشرين (‪ )20‬حرفة‪ .‬كما‬
‫يُم ِّ ّكن التعليم التقني من منح شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية مسلك العلوم الزراعية أو البكالوريا المهنية تخصص‬
‫"تسيير الضيعة الفالحية"‪.‬‬
‫وكمعدل سنوي‪ ،‬خالل الفترة ‪َ ،2020-2011‬م َّكنت هذه المنظومة من تكوين ما يُناهز ‪ 2.000‬خريجا للتكوين المهني بالتناوب‬
‫(تقني متخصص وتقني وعامل مؤهل) و‪ 3.300‬خريجا للتكوين المهني بالتدرج و‪ 192‬تلميذا حاصال على شهادة البكالوريا‪.‬‬
‫وتقوم هذه المؤسسات بمهام التكوين األساسي في المجاالت المرتبطة بالقطاع الفالحي‪ ،‬والتكوين المستمر للفالحين ومهنيي‬
‫القطاع‪ ،‬وإعداد الشباب خاصة بنات وأبناء الفالحين لالندماج في الحياة المهنية الفالحية‪ .‬كما ت ُساهم هذه المؤسسات في أنشطة‬
‫البحث والدراسات المتعلقة بمجاالت التكوين التي تسهر عليها‪.‬‬
‫أوال‪ .‬اإلطار االستراتيجي والحكامة‬
‫االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين‬
‫‪ ‬ضرورة إدماج جميع المتدخلين في االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين‬
‫اقتصر تنزيل االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين‪ ،‬التي تم اعتمادها انطالقا من سنة ‪ ،2013‬على التكوين والبحث‬
‫الفالحيين اللذين توفرهما المصالح التابعة للوزارة المكلفة بقطاع الفالحة‪ ،‬دون أن يشمل ما يُقدمه باقي المتدخلين العموميين‬
‫والخواص في هذا المجال نتج عنه ضُعف انخراطهم في تنفيذ هذه االستراتيجية‪.‬‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬أكدت الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة‪ ،‬من خالل جوابها‪ ،‬أنها قامت باستشارة جميع الفاعلين المعنيين‬
‫خالل إعداد االستراتيجية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مجموعة من الفاعلين العموميين والخواص يُوفرون تكوينا في العديد من المسالك الفالحية‪ ،‬خاصة في‬
‫مجال الصناعة الغذائية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي قَدَّم‪ ،‬خالل سنة ‪ 14 ،2021‬تكوينا‬
‫‪2677‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫أساسيا في الميدان الفالحي‪ .‬كما يُساهم النسيج الجمعوي في هذه المهمة‪ ،‬وذلك من خالل إحداث "الدور األسرية القروية"‬
‫التي تهدف إلى مواكبة الشباب القروي من خالل تمكينهم من تكوين بالتدرج يُؤهلهم لولوج المجال المهني الفالحي‪ .‬هذا التنوع‬
‫في العرض من حيث التكوين في الميدان الفالحي يستدعي إشراك باقي ال ُمتدخلين في جميع مراحل إعداد وتنفيذ االستراتيجيات‬
‫المتعلقة بالتكوين‪ ،‬والحرص على ضمان االلتقائية والتكامل في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى نموذج متعدد السنوات لتمويل االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين وتفعيل‬
‫المخططات التوجيهية الجهوية‬
‫م َّكنت االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين من تحديد توجهات استراتيجية ومشاريع وإجراءات للتنفيذ‪ .‬كما‬
‫تضمنت إجراءات لمواكبة تطوير منظومة التكوين المهني باستثمار أولي إجمالي (من أجل إنجاز عمليات رفع المستوى‬
‫وتوسيع أو بناء مؤسسات جديدة) قدره ‪ 640‬مليون درهم‪ ،‬وبالرفع من الميزانية السنوية اإلجمالية‪ ،‬المخصصة لهاته‬
‫المنظومة‪ ،‬من ‪ 220‬إلى ‪ 510‬مليون درهم في أفق سنة ‪ .2020‬إال أن هذه االستراتيجية لم تقترح نموذجا للتمويل ُمتعدد‬
‫السنوات ومستدام انطالقا من تحليل آليات التمويل الحالية للمنظومة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تو َّقعت االستراتيجية الشروع في تمويل المشاريع المقترحة عبر طلب التزام للحكومة والجهات الفاعلة‬
‫الرئيسية لتعبئة الموارد البشرية والمالية الضرورية‪ .‬وكان من المنتظر أن يُ ْس ِّفر هذا االلتزام عن إبرام عقد برنامج إطار يحدد‬
‫غالف الميزانية وبرنامج العمل الالزمين لتنفيذ االستراتيجية‪ .‬إال أنه لم يتم ابرام هذا العقد‪-‬برنامج وكذا االتفاقيات المتعلقة‬
‫بتنفيذه‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬وفي غياب االلتزام بتمويل هذه االستراتيجية‪ ،‬لم تسمح االعتمادات المبرمجة لتنفيذها في ميزانية الوزارة‬
‫المكلفة بقطاع الفالحة من تحقيق المشاريع المهيكلة الرئيسية لالستراتيجية‪.‬‬
‫وبهدف تجاوز أثر غياب إبرام عقد‪-‬برنامج إطار يحدد غالف الميزانية وبرنامج العمل الالزمين لتنفيذ االستراتيجية‪،‬‬
‫أوضحت الوزارة أنها قامت بعرض االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين على مختلف القطاعات الوزارية‬
‫المعنية باألمر (قطاع التربية الوطنية وقطاع التعليم العالي وقطاع التكوين المهني) ووزارة االقتصاد والمالية من أجل‬
‫تمويل مشاريع هاته االستراتيجية‪ .‬كما أشارت الوزارة أنها ت ُحضر مقترحات الميزانية في إطار البرمجة الميزانياتية‬
‫لثالث سنوات وذلك طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي للمالية‪ ،‬مع مراعاة توجهات هذه االستراتيجية‪ .‬لكن قيود‬
‫الميزانية السنوية تؤثر على الموارد المخصصة إلنجازها‪.‬‬
‫س ِّ ّجل استغالل محدود للمخططات التوجيهية للتكوين المهني الفالحي برسم الفترة (‪ )2020-2016‬ال ُمعَدَّة من طرف‬
‫كما ُ‬
‫الوزارة من أجل التخطيط لعرض التكوين والبُنى التحتية والموارد الالزمة من طرف المؤسسات‪ ،‬وذلك بالنظر لصعوبة‬
‫تطبيق مضامينها‪ .‬وقد تبين عدم علم مديري بعض المؤسسات بوجود هذه المخططات وبمحتواها‪ ،‬سواء بسبب ضعف في‬
‫التواصل أو غياب الوثائق والتقارير المرتبطة بها على مستوى أرشيف المؤسسات‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬لم يتم إرساء الهياكل الجهوية لقيادة وتتبع تنفيذ هذه المخططات‪ ،‬والمتمثلة في لجنة القيادة ومجلس التوجيه‪.‬‬
‫س ِّ ّجل غياب تتبع تنفيذ هذه المخططات‪ ،‬مما ساهم كذلك في عدم تطبيقها فعليا وعدم استغاللها كآلية للعمل سواء‬ ‫وبالتالي‪ُ ،‬‬
‫بالنسبة لمديرية التعليم والتكوين والبحث أو بالنسبة للمؤسسات نفسها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إرساء نظام لتتبع وتقييم االستراتيجية‬
‫لم يتم إحداث لجنتي القيادة والتتبع كآليتين من أجل ضمان تتبع المشاريع والتحقق من إنجازها في إطار تنزيل االستراتيجية‬
‫الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن تتبع إنجاز مشاريع االستراتيجية ت َّم بشكل غير شمولي وغير مستمر‪ ،‬األمر‬
‫الذي لم يُ َم ِّ ّك ن من تحديد معيقات التنفيذ من أجل اقتراح الحلول الناجعة في الوقت المناسب‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬لم يتم اعتماد‬
‫نظام للتتبع والتقييم مخصص لتتبع تنفيذ االستراتيجية‪ ،‬وهو ما حال دون الوقوف على مدى تقدم مشاريعها وتحديد الصعوبات‬
‫التي تعترض تنفيذها‪ ،‬من أجل اقتراح الحلول المناسبة بالتشاور مع فاعلي وشركاء منظومة التكوين المهني الفالحي‪.‬‬
‫وقد أكدت الوزارة في جوابها‪ ،‬أنه بالرغم من غياب لجان التتبع والقيادة‪ ،‬فهي تقوم بتتبع مراحل تقدم المشاريع التي‬
‫تم إطالقها‪ .‬وأنه تم الحصول سنة ‪ 2019‬على تثبيت حزمة برامج حاسوبية (‪ )ERP‬من أجل تسيير وتتبع وتوجيه‬
‫نظام التكوين المهني الفالحي‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يوضح المجلس أن هذا النظام المعلوماتي ي ُخص فقط تسهيل وتتبع مختلف مراحل التكوين وال يمكن من تتبع‬
‫جميع المشاريع المتضمنة في االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬حصيلة تنفيذ االستراتيجية تبقى في حاجة إلى تحسين‬
‫تم تنزيل توجيهات االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين على شكل خارطة طريق تشمل مجموعة من مخططات‬
‫العمل‪ .‬فإجماال‪ ،‬تم تحديد ‪ 32‬مشروعا و‪ 112‬مخطط عمل‪ .‬كما تم تصنيف كل مخطط عمل حسب األولوية وتفصيله من‬
‫حيث المسؤولية واإلجراءات والمشاركين ومدة اإلنجاز‪.‬‬
‫ومن خالل تحليل وضعية تنفيذ مشاريع االستراتيجية‪ ،‬تبين عدم إنجاز تسعة (‪ )09‬مشاريع من بين أربعة عشر (‪ )14‬مشروعا‬
‫يخص التكوين المهني الفالحي‪ ،‬في حين أن إنجاز خمسة (‪ )05‬مشاريع المتبقية تم بصفة جزئية‪ .‬كما أن األهداف المسطرة‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2678‬‬

‫بالنسبة لجميع المؤشرات لم يتم تحقيقها خالل سنة ‪ .2020‬حيث بلغ عدد خريجي التكوين المهني بالتناوب ‪ 2.231‬خريجا‬
‫والتكوين المهني بالتدرج ‪1.759‬خريجا‪ ،‬أي بنسبة تحقيق لألهداف تبلغ على التوالي ‪ %47‬و‪ ،%14‬فيما بلغ عدد المكونين‬
‫‪ 262‬مكونا أي بنسبة ‪ %21‬فقط‪ .‬في حين بلغت الطاقة االستيعابية لمؤسسات التكوين المهني ‪ 5.375‬متدربا أي بنسبة ‪.%61‬‬
‫وت ُعزى هذه النتائج إلى عدم اكتمال تنفيذ المشاريع المهيكلة المبرمجة في االستراتيجية وعدم تنفيذ الملفات االستراتيجية الكبرى‬
‫(البرنامج الوطني للتكوين المهني الفالحي لالستجابة لمتطلبات مخطط المغرب األخضر‪ ،‬إلخ‪.).‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشارت الوزارة أنه بالرغم من النقص الحاصل في الموارد المالية‪ ،‬فإنها منخرطة بشكل فعلي في‬
‫تنفيذ المشاريع المدرجة في االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين‪ ،‬السيما فيما يتعلق بتحسين حكامة منظومة‬
‫التكوين المهني الفالحي‪ ،‬أساسا عبر إحداث أقطاب متعددة المراكز‪ ،‬وتحسين البنية التحتية والرفع من الطاقة‬
‫االستيعابية لمؤسسات التكوين المهني الفالحي وتحديث التجهيزات والمعدات والضيعات البيداغوجية من أجل توفير‬
‫تكوين تطبيقي جيد للمتدربين‪ .‬وذكرت الوزارة أنه من بين اإلكراهات التي حالت دون تحقيق األهداف المسطرة‪،‬‬
‫ال نقص في عدد المكونين وكذا عدم تجديد االتفاقية المتعلقة بالتكوين بالتدرج لفائدة الشباب القروي بعد نشر القانون‬
‫التنظيمي للمالية سنة ‪ ،2015‬باإلضافة إلى تفشي وباء كورونا سنتي ‪ 2019‬و‪ 2020‬الذي أثر بشكل كبير على تحقيق‬
‫برنامج التكوين بالتدرج لفائدة الشباب القروي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة الحرص على تناسب األهداف المسطرة في عقد برنامج التكوين المهني ‪ 2021 -2015‬مع القدرات‬
‫التنفيذية للوزارة‬
‫حدد عقد البرنامج الخاص المبرم بين قطاع الفالحة وقطاع التكوين المهني التزامات الطرفين واألهداف الكمية من حيث‬
‫تطور أعداد المتدربين في التكوين المهني األساسي وعدد المؤسسات المزمع إحداثها والحاجيات المتوقعة من األطر التقنية‬
‫والبيداغوجية ونفقات التكوين المهني األساسي‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬تبيّن أن عقد البرنامج المذكور لم يتم اعتماده كخارطة طريق للتكوين المهني األساسي بالنسبة للوزارة المكلفة بقطاع‬
‫س ِّ ّجل غياب نظام لتتبع وتقييم هذا‬
‫الفالحة‪ ،‬وكلوحة قيادة للتتبع بالنسبة للوزارة المكلفة بالتكوين المهني‪ .‬وفي هذا الصدد‪ُ ،‬‬
‫ّ‬
‫العقد‪-‬برنامج إضافة إلى عدم إحداث لجنة مشتركة لتتبع اإلنجازات‪ .‬ومن شأن اعتماد نظام للتتبع أن يُمكن من معرفة مدى‬
‫تنفيذ المشاريع ال ُمبرمجة واتخاذ القرارات المناسبة من أجل تجاوز ال ُمعيقات التي تواجه التنفيذ‪.‬‬
‫أوضحت الوزارة‪ ،‬في معرض جوابها‪ ،‬أن قطاع التكوين المهني التزم في إطار العقد‪-‬برنامج بالعمل على توفير‬
‫الموارد والدعم الالزمين لمواكبة قطاعات التكوين من أجل تحقيق األهداف المحددة‪ .‬ومن بين اإلجراءات األولية التي‬
‫قام بها هذا القطاع العمل على مراجعة القانون اإلطار الخاص بالتكوين المهني الذي سيمكن من توسيع عرض التكوين‬
‫ليشمل فئات أخرى من الساكنة (أقل من ‪ 15‬سنة‪ ،‬وأكثر من ‪ 40‬سنة‪ ،‬واالعتراف بالتعلمات المكتسبة والتكوين‬
‫التأهيلي‪ ،‬إلخ‪ ).‬وبلوغ األهداف المحددة في العقد‪-‬برنامج‪ .‬غير أن هذا القانون لم يصدر بعد‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم يقم‬
‫قطاع التكوين المهني بإنشاء لجان القيادة والتتبع‪.‬‬
‫برز تحليل تطور المؤشرات المعتمدة في العقد‪-‬برنامج أن األهداف المحددة لم يتم بلوغها‪ .‬إذ لم تتجاوز نسبة‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يُ ِّ‬
‫إنجاز الهدف المرتبط بعدد المتدربين في التكوين المهني األساسي ‪ .%43‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم تتعد نسبة إنجاز هدف تكوين‬
‫‪ 84.360‬خريجا ‪ .%38‬أما فيما يتعلق بااللتزامات المرتبطة بإحداث مؤسسات جديدة‪ ،‬فقد تم إنشاء ثالث (‪ )03‬مؤسسات‬
‫فقط من أصل عشرين (‪ )20‬مؤسسة مبرمجة في أفق ‪ ،2021-2020‬أي بنسبة إنجاز بلغت ‪ .%15‬كذلك‪ ،‬لم يتم توفير‬
‫االحتياجات المبرمجة من حيث األطر التقنية والبيداغوجية‪ ،‬حيث لم يتم توظيف سوى ‪ 31‬إطارا من أصل ‪ 519‬متوقع‬
‫وضعهم رهن إشارة منظومة التكوين المهني الفالحي‪ ،‬أي بنسبة إنجاز ال تتجاوز ‪.%6‬‬
‫وت َدُ ُّل هذه اإلنجازات على أن التوقعات المسطرة لم يتم تحديدها بالدقة الالزمة بالنظر إلى إمكانيات الوزارة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬
‫النتائج المتواضعة المحصل عليها ترجع أساسا إلى عدم تناسب أهداف عقد البرنامج والقدرات التنفيذية للوزارة‪ ،‬وكذا ضعف‬
‫تعبئة الموارد المالية والبشرية بالنظر إلى مستوى الطموحات المحددة في عقد البرنامج‪.‬‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬أكدت الوزارة أن هناك عدة إكراهات حالت دون تحقيق األهداف وهي‪:‬‬
‫عدم تجديد اتفاقية التكوين المهني بعد نشر القانون التنظيمي رقم ‪130.13‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫قيود الميزانية التي فرضتها الحكومة فيما يتعلق بترشيد النفقات المرتبطة بالدراسات والبناء والتي أدت إلى عدم‬ ‫‪-‬‬
‫إنشاء مؤسسات جديدة؛‬
‫الظروف الخاصة بوباء كورونا والتي ساهمت بشكل كبير في تقليص عدد المتدربين خالل السنوات الدراسية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2019-2020‬و‪ 2021-2020‬وخاصة لكون مؤسسات التكوين المهني الفالحي تعتمد على نظام اإليواء الداخلي‪.‬‬
‫‪2679‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫من خالل ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة بما يلي‪:‬‬
‫ضمان التموقع االستراتيجي لمؤسسات التكوين التقني والمهني الفالحي في إطار رؤية وطنية شمولية‬ ‫‪-‬‬
‫للتكوين المهني تأخذ بعين االعتبار تقييم نتائج تنفيذ االستراتيجيات السابقة؛‬
‫إشراك جميع الفرقاء المعنيين في مراحل إعداد وتنفيذ االستراتيجيات التي تضعها الوزارة في ميدان التكوين‬ ‫‪-‬‬
‫الفالحي‪ ،‬خاصة قطاع التكوين المهني والفدراليات البيمهنية‪ ،‬مع الحرص على األخذ بعين االعتبار القدرات‬
‫التنفيذية للوزارة‪.‬‬
‫الحكامة‬
‫‪ ‬ضرورة االنخراط الفعلي للمديريات الجهوية في مجال التكوين المهني الفالحي‬
‫أسندت للمديريات الجهوية للفالحة مهام قيادة وتنسيق وتتبع برامج التعليم التقني والتكوين المهني الفالحي على المستوى‬
‫س ِّ ّج ل تفاوت في درجة انخراط مختلف المديريات الجهوية في هذه المهام‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تقوم بعض‬‫الجهوي‪ ،‬غير أنه ُ‬
‫المديريات الجهوية بالتتبع التربوي للمؤسسات المتواجدة في مجال نفوذها الترابي عن طريق طلب البيانات األسبوعية المتعلقة‬
‫بتتبع البرامج التربوية والجداول الزمنية‪ ،‬في حين أن مديريات جهوية أخرى ال تقوم بهذا النوع من التتبع وتقتصر فقط على‬
‫التتبع المالي واإلداري‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬ت ُشارك بعض المديريات الجهوية في التنسيق بين المؤسسات‪ ،‬من خالل تسهيل‬
‫المكونين والوسائل اللوجيستيكية‪ ،‬في حين أن هناك مديريات أخرى ال تقوم بهذا التنسيق‪ .‬كما يتجلى االختالف في‬ ‫ّ‬ ‫تبادل‬
‫ممارسة المهام المتعلقة بتعيين أعضاء مجلس التسيير والتنسيق التربوي لمؤسسات التكوين المهني الفالحي الذي يتم من‬
‫طرف المدير الجهوي في بعض الجهات‪ ،‬بينما يتم من طرف مدير التعليم والتكوين والبحث على المستوى المركزي بالنسبة‬
‫نص قانوني يحدد تنظيم هذا االختصاص‪.‬‬‫لجهات أخرى‪ ،‬وذلك في غياب ّ‬
‫كما أن المديريات الجهوية ال تستفيد من المنصة المعلوماتية المتعلقة بتسيير امتحان الولوج وتتبع اإلنجازات التربوية لبرامج‬
‫التكوين‪ ،‬والتي أحدثتها مديرية التعليم والتكوين والبحث‪ ،‬وذلك بالرغم من تضمن اختصاصات المديريات الجهوية لمهام تتبع‬
‫منظومة التكوين على الصعي د الجهوي‪ .‬وتكتفي المديريات الجهوية باللجوء مباشرة إلى مؤسسات التكوين من أجل موافاتها‬
‫ببيانات تتبع البرامج التربوية والجداول الزمنية المنجزة‪.‬‬
‫أشارت في جوابها أنه يتم العمل في انسجام تام مع كل مؤسسات الوزارة وعلى جميع المستويات‪ :‬المركزية والجهوية‬
‫واإلقليمية‪ ،‬كما يتم احترام مبدأ التسلسل اإلداري في تدبير المراسالت اإلدارية الموجهة إلى مؤسسات التكوين المهني‬
‫الفالحي‪ ،‬والذي يتم بشكل منهجي عبر الجهات التي يتم التشاور معها في كل ما يهم مؤسسات التكوين المهني الفالحي‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تتولى مديرية التعليم والتكوين والبحث قيادة المنظومة على الصعيد الوطني من خالل تطوير وتحديث برامج‬
‫المكونين (مركز للتأهيل‬
‫ّ‬ ‫التكوين‪ ،‬ووضع الخريطة المدرسية السنوية‪ ،‬وتحديد شروط الولوج إلى المؤسسات‪ ،‬وبرمجة تدريب‬
‫الفالحي ‪ /‬معهد تكوين تقنيي الفالحة ‪ /‬معهد التقنيين المتخصصين في الفالحة)‪ ،‬في ظل ضعف التنسيق مع المديريات‬
‫الجهوية‪ ،‬التي ال تمارس بشكل فعلي مهمة القيادة‪ ،‬التي تدخل في صلب مهامها‪ ،‬رغم أن مديرية التعليم والتكوين والبحث‬
‫تشارك في اللجان التقنية الجهوية التي تدرس كل األنشطة المتعلقة بالتكوين المهني الفالحي‪ ،‬كما أشارت الوزارة في معرض‬
‫جوابها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة توضيح مهام وطريقة اشتغال األقطاب الجهوية متعددة المراكز‬
‫قامت الوزارة باختيار مؤسسة في كل جهة كمؤسسة قطب وبتكليف مديرها كرئيس له‪ .‬وأسندت الوزارة لهذه األقطاب مهمة‬
‫تجميع الموارد البشرية واللوجيستيكية من أجل دعم المؤسسات األقل توفرا على هذه اإلمكانيات‪ ،‬وكذلك تجميع بيانات‬
‫المؤسسات التابعة لجهتها بهدف خلق ُمخاطب جهوي واحد لدى مديرية التعليم والتكوين والبحث‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬وإن لم تتم مأسسة القطب الجهوي على صعيد كل جهة‪ ،‬فقد بدأ يتجسد على أرض الواقع مع بعض التمايز‬
‫بين الجهات‪ .‬فعلى سبيل التوضيح‪ ،‬تعقد المؤسسات التابعة لنفس القطب في بعض الجهات اجتماعات منتظمة إليجاد آليات‬
‫للتعاون‪ ،‬في حين بدأت جهات أخرى بالفعل في العمل كأقطاب عن طريق تبادل الموارد اللوجيستيكية والتربوية (تنظيم‬
‫زيارات إلى الوحدات التطبيقية التربوية بين المؤسسات‪ ،‬واستخدام منشآت المؤسسة القطب من طرف بقية المؤسسات التابعة‬
‫له‪ ،‬إلخ‪ ).‬وكذلك البشرية (تنقل المكونين‪ ،‬ودعم الموظفين اإلداريين لمؤسسات أخرى‪ ،‬إلخ‪.).‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬تبيّن أن بعض المديريات الجهوية للفالحة‪ 20‬تعتبر أن الدور الذي سيسند إلى القطب يمكن أن يتم إنجازه‬
‫من طرف المديرية الجهوية‪ ،‬وأن هناك تداخال في مهامهما‪ .‬كما أن إضفاء الطابع الرسمي على األقطاب الجهوية سيتم على‬
‫حساب الصالحيات التنظيمية المسندة إلى المديريات الجهوية‪ .‬ومن جانبها‪ ،‬أجمعت مؤسسات التكوين على الدور الهام الذي‬
‫يمكن أن تؤديه األقطاب شريطة وضع تصور واضح لهذه الهيكلة وتنظيمها وكيفية اشتغالها‪.‬‬

‫‪ 20‬ثالث من أصل أربع مديريات تمت زيارتها‪.‬‬


‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2680‬‬

‫وفي هذا الشأن‪ ،‬التزمت الوزارة في جوابها بإعداد مذكرة دورية لتحديد دور ومهام األقطاب الجهوية متعددة المراكز‬
‫انطالقا من الموسم األكاديمي ‪.2023-2022‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز العالقة مع الهيئات البيمهنية للفالحة مع تفعيل مجالس اإلتقان‬
‫لم يتم إحداث مجلس اإلتقان على مستوى كل مؤسسة أو مجموعة من مؤسسات التكوين المهني كما هو منصوص عليه في‬
‫النظام العام لمؤسسات التكوين المهني‪ .‬ويترأس هذا المجلس شخصية من الوسط المهني على اعتبار أن إدماج المهنيين في‬
‫عملية التكوين المهني عنصر مهم لنجاح هذه المنظومة‪ .‬فهناك توافق بين جميع الفاعلين (مديرية التعليم والتكوين والبحث‪،‬‬
‫والمديريات الجهوية‪ ،‬والمؤسسات‪ ،‬والمهنيين‪ ،‬إلخ‪ ).‬بشأن أهمية هذه العملية على اعتبار أن المهنيين يشكلون المشغّل الرئيسي‬
‫لخريجي مؤسسات التكوين المهني الفالحي‪ .‬ويلعب المهنيون دورا أساسيا في المنظومة من حيث تحديد الحاجيات من التكوين‪،‬‬
‫وإعداد البرامج‪ ،‬وتحديد عدد المستفيدين‪ ،‬ودعم األنشطة التربوية عن طريق تيسير الولوج إلى التداريب‪ ،‬واقتراح فرص‬
‫التشغيل على المتخرجين‪ ،‬والمشاركة في تقييم التكوين المقدم‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن المهنيين يشاركون بشكل منتظم في الدراسات التي تجرى بهدف تطوير برامج تكوين جديدة وفقا للمقاربة‬
‫القائمة على الكفاءات‪ ،‬ويعبرون‪ ،‬أحيانا‪ ،‬عن احتياجات تكوين خاصة في قطاعات معينة‪ .‬كما توجد مبادرات تعاون على‬
‫الصعيدين الجهوي والمحلي‪ ،‬بين المهنيين وبعض المديريات الجهوية وبعض مؤسسات التكوين المهني‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن مشارك ة المهنيين في عملية التكوين المهني الفالحي ال تتم عن طريق الهيئات البيمهنية للفالحة‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫الممثل القانوني للمهنيين في نفس القطاع‪ .‬حيث أنه باستثناء االتفاقية الموقعة سنة ‪ 2014‬مع مجموعة من المتدخلين‪ ،‬من بينهم‬
‫الكونفدرالية المغربية للفالحة والتنمية القروية‪ ،‬إلحداث البكالوريا المهنية الزراعية‪ ،‬فإن عنصر التكوين المهني لم يكن‬
‫موضوع اتفاقيات أو شراكات أخرى بين الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة وهذه الهيئات‪.‬‬
‫وجدير بالذكر‪ ،‬أنه لم يتم تحقيق اإلنجازات المنتظرة إالَّ نسبيا في الجزء المخصص للتكوين المهني على مستوى عقود البرامج‬
‫ال ُمبرمة مع الهيئات البيمهنية للفالحة في إطار مخطط المغرب األخضر‪ .‬ويرجع ذلك باألساس إلى أن التعاون مع هاته الهيئات‬
‫لم يتم بالشكل الكافي الذي يسمح بتنفيذ اإلجراءات المنصوص عليها في عقود البرامج سالفة الذكر‪.‬‬
‫ومن خالل جوابها‪ ،‬أكدت الوزارة أن مديرية التعليم والتكوين والبحث ستعمل على اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتفعيل‬
‫مجالس اإلتقان في المستقبل‪ .‬كما أوضحت أن مديرية التعليم والتكوين والبحث تشارك كل سنة في اجتماعات مع‬
‫الهيئات البيمهنية من أجل تقديم الحصيلة المنجزة في عقود البرامج وتسجيل احتياجات التكوين المعبر عنها من طرف‬
‫هاته الهيئات‪ .‬وتمكن عقود البرامج من تحديد حاجيات التكوين ودمجها عند إعداد خارطة طريق مؤسسات التكوين‬
‫المهني الفالحي‪ .‬ولتحقيق أهداف استراتيجية الجيل األخضر‪ ،‬وذلك عبر توفير تكوين ‪ 140.000‬خريج في أفق سنة‬
‫‪ ،2030‬وضعت الوزارة خارطة طريق لتزويد القطاع برؤية كافية لتوقع تطور الطلب على المهارات ومعالجة عرض‬
‫التعليم والتكوين المناسب وتعديل برامج التكوين لضمان المالءمة بين العرض والطلب‪ ،‬من خالل توفير االحتياجات‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬وذلك بتشارك مع المهنيين‪.‬‬
‫تبعا لذلك‪ ،‬يوصي المجلس الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة بما يلي‪:‬‬
‫تعزيز إشراك المديريات الجهوية للفالحة في عملية التكوين المهني الفالحي لمزيد من الالتمركز اإلداري في‬ ‫‪-‬‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬مع توضيح النظام المؤسسي لألقطاب الجهوية متعددة المراكز ومواكبة وتتبع النتائج المحصل‬
‫عليها؛‬
‫وقد التزمت الوزارة في معرض جوابها على العمل على تعزيز دور المصالح الالمركزية التابعة لها‪ ،‬خاصة‬
‫المديريات الجهوية للفالحة‪ ،‬في مجال التكوين المهني الفالحي من خالل تفعيل األقطاب الجهوية متعددة المراكز‪.‬‬
‫الحرص على تأطير وتنظيم الفدراليات البيمهنية وتعزيز التنسيق والشراكة معها في مختلف مجاالت التكوين‬ ‫‪-‬‬
‫المهني وخصوصا فيما يرتبط بتحديد الحاجيات وخلق مسالك التكوين وتطوير برامج التكوين ودعم األنشطة‬
‫التربوية والتقييم‪.‬‬
‫وبهذا الخصوص‪ ،‬أكدت الوزارة على العمل على عقد اتفاقيات مع جميع الفدراليات البيمهنية لتعزيز التنسيق والشراكة‬
‫معهم في مختلف مجاالت التكوين المهني‪.‬‬
‫التنظيم‬
‫‪ ‬تنوع األنظمة األساسية لمؤسسات التكوين المهني الفالحي ال يمكن من تسيير أمثل للمنظومة‬
‫تتكون منظومة التكوين المهني من ‪ 54‬مؤسسة تنقسم إلى ثالثة أصناف من حيث أنظمتها األساسية‪ .‬حيث تضم هذه المنظومة‬
‫مؤسسة عمومية واحدة (معهد األمير سيدي محمد للتقنيين المتخصصين في التدبير والتسويق الفالحي) و‪ 53‬مؤسسة كمصالح‬
‫ال ممركزة تابعة للوزارة المكلفة بالفالحة‪ ،‬منها ست (‪ )06‬مؤسسات تعتبر مرافق للدولة مسيرة بصورة مستقلة‪.‬‬
‫‪2681‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أفرز هذا الوضع صعوبة في تسيير المنظومة برمتها‪ .‬ففي حين تتمتع المؤسسة العمومية باستقاللية إدارية ومالية‪ ،‬فإن‬
‫مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة تتمتع باستقاللية محدودة وغير مستغلة خصوصا أن نصف هذه المرافق ال يحقق أية‬
‫مداخيل‪ ،‬ونصفها اآلخر يحقق مداخيل ضئيلة بالرغم من أن النصوص القانونية التي تنظم هذه المرافق تتيح لها إمكانية‬
‫تحصيل مداخيل أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى تلك المتعلقة ببيع المنتوجات الحيوانية والنباتية‪ ،‬من خالل تنظيم دورات تكوينية‬
‫وتدريبية وكذلك أنشطة رياضية‪ ،‬وكراء القاعات والمالعب الرياضية لتنظيم التظاهرات العلمية والثقافية واالجتماعية‬
‫والرياضية‪ ،‬فعلى سبيل التوضيح‪ ،‬حققت هذه المرافق إجمالي مداخيل بلغ حوالي ‪ 300‬ألف درهم في سنة ‪ ،2020‬وهو ما‬
‫يمثل أقل من ‪ %2‬من إجمالي الموارد المرخصة لهذه المؤسسات الثالث في نفس السنة المالية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمؤسسات التي تعتبر مصالح إدارية ال ممركزة للوزارة‪ ،‬والتي تتوفر على بنية تحتية مهمة (مراكز للتكوين‬
‫المستمر‪ ،‬ومدرجات جديدة ومجهزة حديثا‪ ،‬وقاعات االجتماعات‪ ،‬ووحدات تكنولوجية‪ ،‬ووحدات صناعية إلنتاج الحليب‬
‫ومشتقاته‪ ،‬وقاعات الحلب‪ ،‬واألراضي الفالحية المزروعة‪ ،‬إلخ‪ ،).‬فإنها غير مؤهلة‪ ،‬بالنظر لطبيعتها القانونية‪ ،‬لتحصيل‬
‫مداخيل من شأنها أن تساعدها في تحسين وتعزيز هذه البنيات التحتية والتجهيزات‪.‬‬
‫وأشارت الوزارة في جوابها إلى أنه‪ ،‬اعتبارا من هذه السنة‪ ،‬سيتم دراسة األنظمة األساسية المختلفة لمؤسسات التكوين‬
‫المهني الفالحي من أجل اعتماد أفضل نظام أساسي يضمن تحسين تسيير منظومة التكوين‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تبسيط تدبير الميزانية المخصصة للتكوين بالتدرج المهني‬
‫َوقَّعت الوزارة المكلفة بالفالحة والوزارة المكلفة بقطاع التكوين المهني في يوليوز سنة ‪ 2008‬على اتفاقية إطار للتكوين‬
‫بالتدرج المهني في القطاع الفالحي‪ ،‬يستفيد منها ‪ 60.000‬شابة وشابا قرويا من أبناء الفالحين‪ ،‬وذلك خالل الفترة الممتدة بين‬
‫سنتي ‪ 2008‬و‪ .2012‬وقد تم إحداث مرفق واحد للدولة مسير بصورة مستقلة على المستوى المركزي للوزارة المكلفة‬
‫بالفالحة‪ ،‬ابتداء من فاتح يناير سنة ‪ ،2009‬تحت اسم "مصلحة الثانويات الفالحية"‪ ،‬بدل إحداث مرفق في كل منطقة فالحية‬
‫تتميز بوجود إمكانيات للتشغيل في الميدان الفالحي‪ ،‬كما تم االتفاق عليه‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬ال يزال تدبير الميزانية المخصصة للتكوين بالتدرج المهني يواجه مجموعة من الصعوبات بالنظر إلى‬
‫تفويض مصلحة الثانويات الفالحية االعتمادات مباشرة إلى جميع مؤسسات المنظومة‪ .‬وهو ما يشكل تدبيرا إضافيا لهذه‬
‫االعتمادات المالية يتم بالتوازي مع اعتمادات الميزانية المخصصة لمختلف المؤسسات في إطار الميزانية العامة‪ .‬كما أن هذه‬
‫المصلحة لم تسجل أية مداخيل منذ سنة ‪ ،2014‬ما عدا االعتمادات المفوضة من طرف الوزارة المكلفة بالفالحة‪ ،‬والتي‬
‫أضحت المصدر الوحيد لتمويل النفقات المتعلقة بالتكوين بالتدرج المهني مما يستدعي إعادة النظر في اإلطار القانوني لمصلحة‬
‫الثانويات الفالحية‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة في جوابها على أنه بالرغم من أن تدبير ميزانية مرفق الدولة المسير بصورة مستقلة والميزانية‬
‫العامة يعد معقدا بعض الشيء‪ ،‬فاإلبقاء على مرفق الدولة المسير بصورة مستقلة يجد تفسيره‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في‬
‫حالة توقيع اتفاقيات الشراكة مع المجالس الجهوية كما هو الحال بالنسبة للمجلس الجهوي لفاس‪-‬مكناس لتكوين شباب‬
‫الجهة خالل سنة ‪ ،2021‬والذي من شأنه أن يرفع من عدد المتدرجين‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة معالجة االنخفاض المستمر في أعداد المكونين نتيجة التقاعد‬
‫المكونين انخفض بنسبة ‪،%14‬‬
‫ّ‬ ‫يُظهر تحليل بيانات منظومة التكوين المهني الفالحي‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2021-2010‬أن عدد‬
‫س ِّ ّجل تباين كبير بين المؤسسات من‬
‫مكونا سنة ‪ .2021‬وباإلضافة إلى ذلك‪ُ ،‬‬‫مكونا سنة ‪ 2010‬إلى ‪ّ 262‬‬
‫حيث انتقل من ‪ّ 306‬‬
‫المكونين القارين‪ ،‬حيث يمكن تصنيفها على النحو التالي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫حيث عدد‬
‫مكونين قَ ِّ ّ‬
‫ارين؛‬ ‫‪ 6 -‬مؤسسات للتكوين المهني لديها أكثر من ‪ّ 10‬‬
‫ارين؛‬‫مكونين قَ ِّ ّ‬ ‫‪ 12 -‬مؤسسة تضم ما بين ‪ 6‬و‪ّ 10‬‬
‫ارين؛‬
‫ِّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫نين‬ ‫مكو‬
‫ّ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 28 -‬مؤسسة تتوفر على ما بين ‪ 1‬و‬
‫مكون قَار‪.‬‬ ‫‪ 7 -‬مؤسسات ال تتوفر على أي ّ‬
‫كونا سيحالون على التقاعد بحلول سنة ‪ ،2026‬أي ما يمثل ‪ %39‬من العدد اإلجمالي خالل سنة‬ ‫إضافة لما سبق‪ ،‬فإن ‪ُ 103‬م ّ ِّ‬
‫‪ .2021‬كما يتبين أن هناك تفاوتا بين وتيرتي التوظيف والتقاعد‪ ،‬بحيث تتم إحالة ‪ُ 17‬مك ّ ِّونا كمعدل سنوي على التقاعد‪ ،‬في‬
‫كونين‪ .‬كما يعرف معدل التأطير البيداغوجي انخفاضا مستمرا‪.‬‬ ‫حين أن ُمعدل التوظيف السنوي ال يتجاوز ‪ُ 4‬م ّ ِّ‬
‫أكدت الوزارة‪ ،‬في جوابها‪ ،‬أن القيود المفروضة على المناصب المالية المخصصة لها‪ ،‬ال تسمح بتلبية احتياجات‬
‫مؤسسات التكوين المهني الفالحي من حيث المكونين واألطر اإلدارية‪ .‬كما أشارت أن نقص الموارد البشرية‪ ،‬المسجل‬
‫في منظومة التكوين المهني‪ ،‬دفع مؤسسات التكوين المهني الفالحي إلى اللجوء إلى ال ُمكونين العرضيين لتلبية‬
‫الحاجيات المعبر عنها في انتظار تعيين مكونين رسميين‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2682‬‬

‫‪ ‬ضرورة تعزيز األطر اإلدارية والتقنية على مستوى منظومة التكوين المهني الفالحي‬
‫أظهر تحليل وضعية الموارد البشرية بمختلف المؤسسات نقصا في األطر اإلدارية والتقنية على مستوى المنظومة‪ ،‬مع وجود‬
‫سجل نقص أكبر في الموارد البشرية على مستوى مراكز التأهيل الفالحي‪ ،‬مقارنة‬ ‫بعض التباين حسب نوعية المؤسسات‪ .‬وقد ُ‬
‫مع معاهد تكوين التقنيين الفالحيين ثم معاهد تكوين التقنيين المتخصصين في الفالحة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬لوحظ عدم توفر ‪ 15‬مركزا للتأهيل الفالحي على مدير األشغال وتقني الصيانة وموظف التوثيق والمكلف‬
‫بورشة العمل‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن بعض مراكز التأهيل الفالحي تواجه نقصا واضحا في الموظفين أكثر من غيرها‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يتوفر "مركز أوالد بوكرين" على مدير المؤسسة فقط‪ ،‬فيما يتوفر "مركز سيدي عالل التازي" على الحارس‬
‫العام فقط‪ ،‬في حين تتوفر مراكز التأهيل الفالحي بوالماس والنويرات على المدير والحارس العام فقط‪.‬‬
‫وتع رف معاهد تكوين التقنيين الفالحيين ومعاهد تكوين التقنيين المتخصصين في الفالحة نفس الخصاص‪ ،‬حيث ال تتوفر ‪22‬‬
‫مؤسسة على مدير للدراسات‪ ،‬و‪ 27‬مؤسسة على المكلف بالضيعة‪ ،‬و‪ 19‬مؤسسة على أمين المخزن‪ ،‬و‪ 36‬مؤسسة على تقني‬
‫في الصيانة‪ .‬كما أن ‪ 7‬مؤسسات ال تتوفر على حارس عام أو حارس عام للداخلية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعاني بعض المؤسسات‬
‫من عجز كبير في الموارد البشرية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تتكون فئة األطر اإلدارية والتقنية من المدير فقط على مستوى معهد‬
‫تكوين التقنيين الفالحيين بسيدي بيبي ومعهد تكوين التقنيين المتخصصين الفالحيين بواد أمليل‪.‬‬
‫أما بالنسبة للثانويات الفالحية‪ ،‬فهي جزء من مؤسسات التكوين المهني الفالحي حيث توجد ‪ 4‬ثانويات فالحية ضمن معاهد‬
‫تكوين التقنيين الفالحيين وتقع الثانويات األخرى (‪ )3‬ضمن معاهد تكوين التقنيين المتخصصين في الفالحة‪ .‬وهكذا فاألطر‬
‫اإلدارية والتقنية التي تقوم بتسيير الثانويات الفالحية هي نفسها المسؤولة عن تدبير معاهد تكوين التقنيين أو معاهد تكوين‬
‫التقنيين المتخصصين‪ .‬تبعا لذلك‪ ،‬فالتسيير اإلضافي للثانوية الفالحية يزيد من صعوبة المهمة خصوصا في المؤسسات التي‬
‫تفتقر للموارد البشرية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬ال تتوفر الثانوية الفالحية بمشرع بلقصيري (وهي أيضا معهد تكوين التقنيين) سوى‬
‫على المدير والحارس العام‪ ،‬كما ال تتوفر الثانوية الفالحية بجمعة سحيم (وهي أيضا معهد تكوين التقنيين) سوى على المدير‬
‫وتقني في الصيانة‪.‬‬

‫في معرض جوابها‪ ،‬أشارت الوزارة إلى أنه يتم سنويا تطوير التدبير التوقعي للوظائف والمهارات بتشاور مع مديرية‬
‫الموارد البشرية للوزارة لدعم تعزيز الموارد البشرية بمؤسسات التكوين المهني الفالحي‪ .‬كما أكدت الوزارة أن‬
‫محدودية المناصب المالية المخصصة لقطاع الفالحة ال تمكن من تلبية حاجيات القطاع‪ ،‬بما في ذلك الموارد البشرية‬
‫لمؤسسات التكوين المهني الفالحي‪ .‬وأفادت الوزارة أن تنظيم منظومة التكوين المهني الفالحي‪ ،‬في ‪ 12‬قطبا جهويا‬
‫متعدد المراكز‪ ،‬سيضمن تجميع الموارد البشرية واستخدامها بشكل أكثر فعالية ونجاعة وكذا سد الثغرات التي لوحظت‬
‫على مستوى بعض المؤسسات التابعة للقطب‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬أنشطة التعليم التقني والتكوين المهني‬
‫التعليم التقني الفالحي‬
‫‪ ‬الحاجة إلى إصالح نظام بكالوريا العلوم الزراعية‬
‫تُوفر ست (‪ )06‬ثانويات فالحية شهادة البكالوريا في العلوم الزراعية‪ .‬وقد بلغ عدد التالميذ المسجلين بهذه البكالوريا ‪166‬‬
‫تلميذا خالل الموسم الدراسي ‪ ،2021-2020‬حصل ‪ 136‬منهم على شهادة البكالوريا بمعدل نجاح بلغ ‪ .%82‬ويُبرز تحليل‬
‫المعطيات التي تهم عدد التالميذ المسجلين في بكالوريا العلوم الزراعية انخفاضا ملحوظا ناهز ‪ ،%25‬حيث تراجع عددهم‬
‫من ‪ 221‬إلى ‪ 166‬خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 2010‬و‪.2020‬‬
‫وقد أ َّكدت االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين في تشخيصها أن نظام التعليم الفالحي فَقَدَ على َم ّر السنين الكثير‬
‫من أهميته‪ ،‬بحيث أصبح يعتبر كنشاط ثانوي داخل منظومة التكوين المهني الفالحي (‪ 3‬ساعات فقط من المواد المتعلقة بالعلوم‬
‫الزراعية مدرجة ضمن البرنامج الدراسي للبكالوريا)‪.‬‬
‫كما أن إحداث نظام البكالوريا المهنية "تسيير ضيعة فالحية"‪ ،‬والذي يُشكل خيارا استراتيجيا لوزارة التربية الوطنية كجزء‬
‫من إصالحها لنظام التعليم المدرسي‪ ،‬أثر سلبا على وضع بكالوريا العلوم الزراعية التي أصبح االحتفاظ بها‪ ،‬بجانب البكالوريا‬
‫المهنية على مستوى الثانوية الفالحية‪ ،‬أمرا صعب التطبيق نظرا لمحدودية الموارد البشرية والمادية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫اضطرت الثانوية الفالحية بتمارة‪ ،‬التي وفرت الحصول على شهادة البكالوريا في العلوم الزراعية منذ سنة ‪ ،1989‬إلى التخلي‬
‫عنها سنة ‪ 2015‬واستبدالها بالبكالوريا المهنية في ظل غياب موارد بشرية كافية‪.‬‬
‫أكدت الوزارة في جوابها أنها تقوم‪ ،‬بالتنسيق مع الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‪ ،‬بدراسة وتقييم النظام من أجل إعادة‬
‫هيكلة بكالوريا العلوم الزراعية‪.‬‬
‫‪2683‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬الحاجة إلى تجاوز اإلكراهات التي تعوق تطبيق البكالوريا المهنية‬


‫في إطار الرؤية المتعلقة بخلق مسارات مهنية في منظومة التعليم المدرسي‪ ،‬أطلقت الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية والوزارة‬
‫المكلفة بالتكوين المهني‪ ،‬ابتداء من الموسم الدراسي ‪ ،2015-2014‬شهادة البكالوريا المهنية بهدف تعزيز المسار المهني في‬
‫منظومة التعليم والتكوين‪ ،‬وتنويع العرض التعليمي وتحسين قابلية توظيف الشباب وإدماجهم في الحياة المهنية‪.‬‬
‫وت ُ َعدُّ المدرسة الفالحية بتمارة المؤسسة الوحيدة التي تقدم البكالوريا المهنية على مستوى المنظومة‪ .‬وقد بلغ عدد الطلبة‬
‫المسجلين‪ ،‬خالل الفترة الممتدة بين الموسمين الدراسيين ‪ 2015-2014‬و‪ 121 ،2021-2020‬طالبة وطالبا‪ .‬كما بلغ عدد‬
‫المتخرجين ‪ ،89‬أي بنسبة نجاح تقارب ‪.%74‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أبرز تقييم أجراه القطاع المكلف بالتكوين المهني‪ ،‬أن تطبيق البكالوريا المهنية يعاني من عدة إكراهات‪،‬‬
‫من بينها غياب رؤية واضحة ومشتركة بين جميع األطراف بشأن النموذج المنشود من البكالوريا المهنية والغاية من المسار‬
‫المهني المستهدف‪ .‬حيث أن الهد ف المتمثل في إعداد "تقنيين" جاهزين للعمل في الضيعات الفالحية لم يتحقق‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫أنه‪ ،‬في الخمس سنوات األخيرة‪ %45 ،‬من حاملي شهادة البكالوريا الزراعية والمهنية التحقوا بمؤسسات التكوين المهني‬
‫الفالحي‪.‬‬
‫وعلى هذا المستوى‪ ،‬يوصي المجلس الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة بإجراء تقييم لحصيلة إنجازات التعليم التقني الفالحي‬
‫(بكالوريا علوم زراعية وبكالوريا مهنية) بالتنسيق مع الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‪ ،‬وذلك بهدف تحسين نجاعته‪.‬‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬أكدت الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة أنها ستعمل‪ ،‬بالتنسيق مع الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‪،‬‬
‫على تعليق العمل بالبكالوريا المهنية بداية من الموسم الدراسي المقبل إلى غاية القيام بالتعديالت المالئمة والكفيلة‬
‫لضمان الهدف المنشود من هذا النوع من التكوين‪.‬‬
‫التكوين المهني‬
‫‪ ‬ضرورة التأطير القانوني للتكوين في إطار المقاربة المبنية على الكفاءات‬
‫ال يستند اعتماد المقاربة المبنية على الكفاءات كمقاربة تربوية جديدة للتكوين إلى أي نص قانوني‪ ،‬حيث أن النصوص التي‬
‫تم بموجبها المصادقة على برامج التكوين‪ ،‬في إطار هذه المقاربة‪ ،‬ال تشير إلى المقاربة التربوية المعتمدة‪ .‬فالتحول من المقاربة‬
‫المبنية على األهداف (المقاربة المتبعة سابقا) إلى المقاربة المبنية على الكفاءات تم من خالل التغيير في الحيز الزمني للمواد‬
‫في برنامج التكوين‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة أعدت مذكرة تحدد نظام تقييم إنجازات المتدربين‬
‫في التكوين المهني الفالحي وفقا للمقاربة المبنية على الكفاءات‪ ،‬وتعرض معايير وطرق تطبيق وإدارة التقييم‪.‬‬
‫من جانبه‪ ،‬يشير النظام الداخلي الجديد لمؤسسات التكوين المهني الفالحي‪ ،‬الذي تم إعداده سنة ‪ ،2021‬إلى المقاربة الجديدة‬
‫التي تحدد طرق تقييم إنجازات المتدربين‪ ،‬غير أن هذا النظام الداخلي لم يتم اعتماده بموجب مقرر‪.‬‬
‫ونتجت عن هذه الوضعية عدة صعوبات في توفير التكوين في إطار المقاربة الجديدة‪ ،‬وال سيما من حيث انخراط األطر‬
‫اإلدارية والتربوية في اعتماد أدوات التدريس والتسيير التي يجب أن يوفرها التكوين‪ .‬كما يشكل طول المدة التي يستغرقها‬
‫تصميم برامج التكوين إكراها يعوق تطور التكوين في إطار المقاربة المبنية على الكفاءات‪.‬‬
‫التزمت الوزارة في ردها بوضع النظام الداخلي الخاص بمؤسسات التكوين المهني الفالحي في مسطرة المصادقة‬
‫إلصداره في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث مسالك جديدة في غياب دراسات الجدوى ودون األخذ بعين االعتبار خصائص كل جهة ترابية‬
‫كشفت الدراسات القطاعية التي أجريت في إطار مشروع إصالح التعليم عن طريق المقاربة المبنية على الكفاءات عن غياب‬
‫مسالك تكوين في بعض التخصصات المطلوبة في سوق الشغل‪ .‬لذلك‪ ،‬تم اقتراح برامج تكوين جديدة في خطة توسيع التكوين‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من الفرص التي يتيحها سوق الشغل لبعض القطاعات‪ ،‬فإنها ال تأخذ بعين االعتبار قدرة المؤسسات‬
‫المكونين عدم أخذ‬
‫ّ‬ ‫على استيعاب برامج جديدة‪ .‬حيث يُظهر إحداث مسالك جديدة في المؤسسات التي تعاني من نقص كبير في‬
‫عامل الموارد البشرية بعين االعتبار‪ .‬وهو ما يؤثر سلبا على التنزيل السليم لبرامج التكوين الجديدة وعلى تنفيذ البرامج‬
‫الموجودة‪.‬‬
‫كما أن تنفيذ التشخيص المتضمن في دليل تدبير مؤسسات التعليم والتكوين المهني‪ ،‬وفقا للمقاربة المبنية على الكفاءات‪ ،‬ال يتم‬
‫بشكل منهجي‪ ،‬مما يشير إلى أن توسيع التكوين وفقا لهذه المقاربة على مستوى المؤسسات ال يستند على دراسة قبلية لمدى‬
‫استعدادها إلجراء التغييرات الالزمة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم تضع الوزارة أدوات التخطيط التي من شأنها مواكبة تطور سوق الشغل‪ ،‬واالنتباه إلى احتياجات‬
‫الجهات الفاعلة في القطاع المهني مع مراعاة خصائص كل جهة ترابية‪ .‬كما أنها ال تراعي المخططات المديرية الجهوية‬
‫للتكوين المهني الفالحي التي تم وضعها عند إحداث مسالك تكوين جديدة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2684‬‬

‫في معرض جوابها‪ ،‬أوضحت الوزارة أنه يتم حاليا إحداث شعب جديدة بتشاور مع مؤسسات التكوين المهني الفالحي‬
‫وباالعتماد على توفر الموارد البشرية والمعدات‪ ،‬وذلك في إطار تعبئة وحركية المكونين ما بين مؤسسات التكوين‬
‫المهني الفالحي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تقييم التكوين وفق المقاربة المبنية على الكفاءات‬
‫يتضح من خالل نتائج تقرير التقييم المرحلي لمشروع إصالح التكوين عن طريق المقاربة المبنية على الكفاءات‪ ،‬أن هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬ورغم مرور ‪ 18‬سنة على اعتمادها في نظام التكوين المهني الفالحي‪ ،‬لم تكن موضوع أي تقييم سابق من أجل‬
‫مقارنتها مع المقاربة السابقة المبنية على األهداف‪.‬‬
‫المكونين بالنظر للمزايا المتعددة التي توفرها‪ ،‬والسيما من حيث‬
‫ّ‬ ‫وقد تبيّن أن اعتماد هذه المقاربة عرف تقييما إيجابيا من قبل‬
‫المكونون عن وجود العديد من التحديات التي يتعين مواجهتها بخصوص تنمية القدرات‬ ‫ّ‬ ‫توحيد ممارسات التكوين‪ .‬بالمقابل عبَّر‬
‫واعتماد األدوات الالزمة للتكوين وفق هذا النهج الجديد‪ ،‬والمحددة في دليل التسيير والتكوين بمؤسسات التكوين المهني‬
‫الفالحي وفقا للمقاربة المبنية على الكفاءات‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن هذا اإلصالح الجوهري يتطلب إجراء تقييم منتظم يستند إلى مؤشرات وقاعدة معلومات لرصد التقدم المحرز‬
‫في نشر هذا النهج التعليمي الجديد‪ ،‬وتحديد العقبات المحتملة من أجل اقتراح اإلجراءات التصحيحية الالزمة‪.‬‬
‫وفي جوابها‪ ،‬أكدت الوزارة أنها ستعمل على أخذ هذه المالحظة بعين االعتبار في المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة للرفع من وتيرة التكوين بالتدرج لفائدة بنات وأبناء الفالحين‬
‫يجدر التذكير إلى أن هدف تكوين ‪ 60.000‬متدربا من العالم القروي المحدد في االتفاقية اإلطار للتكوين بالتدرج‪ ،‬المشار إليها‬
‫أعاله‪ ،‬قد تم رفعه إلى ‪ 69.000‬متدربا مع تمديد مدة االتفاقية حتى سنة ‪.2015‬‬
‫ويظهر تحليل إنجازات التكوين بالتدرج‪ ،‬أنه تم تكوين ما مجموعه ‪ 61.533‬شابة وشابا من العالم القروي بين سنتي ‪2008‬‬
‫و‪ ،2015‬وفقا لتقرير نهاية تنفيذ االتفاقية المذكورة‪ ،‬منهم ‪ 59.689‬متدربا بمؤسسات التكوين المهني الفالحي و‪ 1.844‬من‬
‫قبل الدور األسرية القروية‪.‬‬
‫ومنذ سنة ‪ ، 2016‬انخفضت وتيرة التكوين بالتدرج بشكل ملحوظ‪ ،‬حيث لم يتجاوز المتوسط السنوي لعدد المكونين ‪3.960‬‬
‫متدربا‪ ،‬وهو معدل يناهز نصف المعدل المسجل بين سنتي ‪ 2008‬و‪ ،2012‬البالغ أزيد من ‪ 7.500‬متدربا بالتدرج في السنة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يظهر تحليل عدد المتخرجين‪ ،‬خالل الفترة ‪ 2020-2014‬أنه من بين ‪ 29.414‬متدربا خضعوا للتكوين‪،‬‬
‫لم يتخرج سوى ‪ 23.071‬متدربا بالتدرج‪ ،‬أي بمعدل بلغ ‪ .%78‬ومقارنة بتوقعات االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث‬
‫الفالحيين‪ ،‬التي حددت كهدف تدريب وتخرج ‪ 76.410‬متدربا ما بين سنتي ‪ 2014‬و‪ ،2020‬فإن معدل اإلنجاز ناهز ‪.%30‬‬
‫ويعزى هذا االنخفاض في األداء‪ ،‬إلى ظروف إبرام االتفاقية الذي لم تأخذ الوقت الكافي لدراسة مضمونها مما أدى إلى تحديد‬
‫أهداف ُمبالغ فيها مقارنة بالقدرات االستيعابية واإلدارية للمؤسسات‪ ،‬وهو ما يُفسر عدم توقيع أي اتفاق آخر بعد سنة ‪.2008‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬ال تنص االتفاقية على اتخاذ إجراءات لتقييم إدماج المتدربين بالتدرج في سوق الشغل‪.‬‬
‫ويطرح التكوين بالتدرج بعض المشاكل فيما يتعلق باحترام متدربي هذا التكوين للنظام الداخلي للمؤسسة ولضوابط التعايش‬
‫مع متدربي التكوين المهني بالتناوب في نفس الفضاء‪ ،‬بالنظر لفوارق السن والمستوى التعليمي بين هاتين الفئتين‪ ،‬فضال عن‬
‫صعوبات تهم البحث عن المتدربين بالتدرج في بعض المناطق‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تلجأ المؤسسات إلى إبرام اتفاقيات مع‬
‫التعاونيات والجمعيات الراغبة في االستفادة من التدريب بالتدرج في المجاالت التي تهمها‪ ،‬وهي طريقة للبحث عن المتدربين‬
‫بالتدرج تجعل من الممكن اإلشراف بشكل أفضل على المتدربين وتعطي المزيد من الضمانات لنجاح التكوين‪.‬‬
‫وأفادت الوزارة في معرض جوابها أن التباطؤ الذي يعرفه التكوين بالتدرج يرجع إلى عدة عوامل منها نقص‬
‫الموارد البشرية وعدم تجديد االتفاقية اإلطار مع قطاع التكوين المهني واستحالة برمجة بعض المصاريف الرئيسية‬
‫(تعويضات عن التنقل وتعويضات المكونين العرضين من أجل تأطير المتدرجين في المقاوالت) في إطار ميزانية‬
‫مرفق للدولة مسير بصورة مستقلة‪ ،‬وذلك بعد تطبيق القانون التنظيمي للمالية سنة ‪.2016‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحديد المعايير التربوية الخاصة بتوظيف المكونين‬
‫المكونين من قبل مديرية الموارد البشرية التابعة للوزارة المكلفة بقطاع الفالحة دون التنسيق مع مؤسسات التكوين‬
‫ّ‬ ‫يتم توظيف‬
‫المهني الفالحي‪ .‬حيث يتم التوظيف دون الرجوع إلى معايير تربوية محددة بل من خالل المباريات المفتوحة لتوظيف‬
‫المهندسين والتقنيين التي تنظمها الوزارة‪.‬‬
‫للمكونين‬
‫ّ‬ ‫المكونين المرسوم رقم ‪ 2.89.565‬بشأن النظام الخاص المشترك بين الوزارات‬
‫ّ‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال يطبق في تعيين‬
‫في مؤسسات التكوين المهني‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بإعداد قرار وزاري يحدد شروط وبرامج مباريات التوظيف‪ ،‬ويستند تعيين‬
‫المكونين بدال من ذلك إلى الشروط المنصوص عليها في األنظمة األساسية الخاصة بالمهندسين والتقنيين واإلداريين‪ .‬ومن شأن‬‫ّ‬
‫المكونين‪ ،‬إلى جانب عدم وجود خطة لتكوينهم‪ ،‬أن يؤثر سلبا على جودة التكوين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غياب معايير تربوية في انتقاء‬
‫‪2685‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬تتألف هيئة التكوين في مؤسسات التكوين المهني الفالحي من موظفين تابعين للوزارة المكلفة بالفالحة‪ .‬وقد بلغ عددهم‬
‫خالل السنة الدراسية ‪ 2021-2020‬ما مجموعه ‪ُ 262‬مك ّ ِّونا‪ %47 ،‬منهم مهندسون و‪ %33‬تقنيون و‪ %20‬من فئات أخرى‪.‬‬
‫غير أن هذا التنوع في المسارات المهنية ال تُمليه اعتبارات تربوية‪ ،‬حيث يُالحظ أن توزيع المواد الدراسية ال يأخذ بعين‬
‫بالمكونين يحدد طبيعة األنشطة التي يتعين االضطالع بها‬
‫ّ‬ ‫المكون‪ .‬كما تبين عدم وجود نظام أساسي خاص‬
‫ّ ِّ‬ ‫االعتبار تخصص‬
‫المكون‪ ،‬وهو ما يشكل عائقا أمام تقييم مدى كفاية كفاءات المكونين وجودة أنشطة التكوين المنفذة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وفق مستوى تكوين‬
‫أوضحت الوزارة في جوابها أنه في إطار تعيين المكونين الدائمين‪ ،‬قامت مديرية الموارد البشرية‪ ،‬ابتداء من هذه‬
‫السنة‪ ،‬بإشراك مديرية التعليم والتكوين والبحث في اختيار المكونين الجدد وفقا للمعايير البيداغوجية اعتمادا على‬
‫المرجع المهني للمكون‪ .‬كما أفادت الوزارة أن مؤسسات التكوين المهني تقوم‪ ،‬باإلضافة إلى برنامج سنوي للتكوين‬
‫المستمر على الصعيد البيداغوجي والتقني للمكونين الجدد‪ ،‬بتوفير الدعم والتأطير لهذه الفئة من قبل المكونين القدامى‬
‫قصد ضمان اندماج أفضل داخل المؤسسة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة بما يلي‪:‬‬
‫تقييم التكوين من طرف الوزارة‪ ،‬وبالتنسيق مع قطاع التكوين المهني‪ ،‬وفقا للمقاربة المبنية على الكفاءات‬ ‫‪-‬‬
‫وظروف تنفيذه والحرص على اتخاذ التدابير الالزمة لتجاوز اإلكراهات التي تعيق تعميمه؛‬
‫إعداد دراسات الجدوى قبل إحداث مؤسسات ومسالك تكوين جديدة مع مراعاة خصوصيات كل الجهات‬ ‫‪-‬‬
‫الترابية وبالتشاور مع القطاع المكلف بالتكوين المهني؛‬
‫وتفاعال مع هاته التوصية‪ ،‬أكدت الوزارة أنها ستعمل على القيام بدراسات الجدوى قبل إحداث مؤسسات ومسالك‬
‫تكوين جديدة‪.‬‬
‫تعزيز عدد المكونين الدائمين واألطر اإلدارية والتقنية على مستوى مؤسسات التكوين المهني الفالحي بما‬ ‫‪-‬‬
‫يتماشى مع عرض التكوين المقدم؛‬
‫أوضحت الوزارة أنها تعمل حاليا مع مديرية الموارد البشرية على تعيين المكونين والموظفين اإلداريين حسب‬
‫االحتياجات‪ ،‬وكذلك إعادة توزيع موظفي الوزارة الراغبين في التدخل في مجال التكوين المهني‪.‬‬
‫تعزيز التكوين بالتدرج المهني الموجه لفائدة بنات وأبناء الفالحين من خالل زيادة عدد المتدربين وتوسيع‬ ‫‪-‬‬
‫عرض التكوين مع تبني التقييم الدوري لجودة التكوين‪.‬‬
‫أكدت الوزارة أنها تعمل حاليا‪ ،‬في إطار استراتيجية الجيل األخضر‪ ،‬على تعزيز التكوين بالتدرج المهني الموجه‬
‫لفائدة بنات وأبناء الفالحين وذلك من خالل زيادة عدد المتدربين وتوسيع عرض التكوين‪ .‬كما تقوم الوزارة بشراكة‬
‫مع قطاع التكوين المهني بوضع نظام تقييم ذاتي على مستوى جميع مؤسسات التكوين المهني الفالحي‪.‬‬

‫منظومة التعليم العتيق‪:‬‬


‫دور مهم للمنظومة في حماية الثوابت الدينية والحاجة لالرتقاء بها أكثر‬

‫تساهم مؤسسات التعليم العتيق في تحصين المجتمع المغربي‪ ،‬والحفاظ على ثوابته الدينية وهويته التاريخية والحضارية‪،‬‬
‫وذلك‪ ،‬من خالل إرساء نظام تعليمي يتسم بالوسطية واالعتدال والتسامح واحترام اآلخر‪.‬‬
‫ويتم تدبير برامج التعليم العتيق العمومي من طرف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬التي تشرف أيضا على المؤسسات‬
‫الخاصة للتعليم العتيق‪ ،‬سواء كانت تابعة ألشخاص ذاتيين أو معنويين‪ .‬وتتكون أسالك التعليم العتيق من خمسة أطوار تبتدئ‬
‫بالتعليم األولي على مستوى الكتاتيب القرآنية‪ ،‬يليها التعليم االبتدائي واإلعدادي والثانوي على مستوى المدارس العتيقة‬
‫العمومية والخاصة‪ ،‬ثم التعليم العتيق النهائي لنيل شهادة العالمية‪ .‬وتستغرق الدراسة في كل طور‪ ،‬نفس المدة الدراسية المماثلة‬
‫لها بمختلف أسالك التعليم العمومي العادي‪.‬‬
‫وقد بلغ عدد مدارس التعليم العتيق‪ ،‬وفق االحصائيات الصادرة عن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية خالل سنة ‪،2021‬‬
‫ما مجموعه ‪ 294‬مدرسة‪ ،‬فيما بلغ عدد الكتاتيب القرآنية التقليدية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم التي تشرف عليها المجالس‬
‫العلمية المحلية‪ ،‬حوالي ‪ 12.943‬كتابا‪ .‬وبلغ عدد المتمدرسين في مدارس التعليم العتيق ‪ 36.661‬متمدرسا خالل نفس السنة‪،‬‬
‫كما بلغ عدد المتمدرسين بالكتاتيب القرآنية ‪ 419.855‬متمدرسا‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2686‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى قيام الوزارة‪ ،‬منذ انطالق الموسم الدراسي ‪ 2016/2015‬بتأسيس فضاءات للتعليم األولي‪ ،‬لفائدة الفئة‬
‫العمرية (‪ 5-4‬سنوات)‪ .‬أطلقت عليها اسم "كتاب قرآني للتعليم األولى"‪ ،‬يجمع بين خصوصية الكتاب القرآني التقليدي وبين‬
‫مواصفات مؤسسة التعليم األولي الحديثة‪.‬‬
‫ويعتمد تمويل تسيير منظومة التعليم العتيق على ثالثة مصادر أساسية‪ ،‬وهي الميزانية العامة للوزارة‪ ،‬والحساب الخصوصي‬
‫لتسيير برنامج محو األمية بالمساجد وتأهيل التعليم العتيق‪ ،‬وميزانية تسيير األوقاف العامة‪ .‬وقد بلغ متوسط اعتمادات التسيير‬
‫المفتوحة خالل الفترة الممتدة من سنة ‪ 2014‬إلى سنة ‪ ،2021‬حوالي ‪ 253‬مليون درهم في السنة‪ ،‬تم رصد ‪ %90‬من مجموع‬
‫مبالغها‪ ،‬لتعويض العاملين في مؤسسات التعليم العتيق ومنح التالميذ‪ .‬كما رصدت خالل نفس الفترة اعتمادات لالستثمار بلغت‬
‫في المتوسط ‪ 70‬مليون درهم في السنة‪.‬‬
‫وقد انصبت مهمة تقييم منظومة التعليم العتيق بالمغرب أساسا حول التخطيط والتنسيق التربوي وتدبير المكونات األساسية‬
‫والشؤون التربوية للمنظومة وإعداد الخريطة المدرسية والمراقبة والتأطير التربوي واإلداري باإلضافة لتدبير مشاريع بناء‬
‫وتأهيل المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬التخطيط والتنسيق التربوي لمنظومة التعليم العتيق‬
‫عرفت منظومة التعليم العتيق عملية إصالح تدريجي‪ ،‬انطلقت منذ سنة ‪ ،2000‬أي بعد صدور الميثاق الوطني للتربية‬
‫والتكوين‪ .‬حيث كان هذا النمط من التعليم يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم‪ ،‬وتلقين العلوم الشرعية بالكتاتيب القرآنية‬
‫والمدارس العتيقة بطريقة مستقلة عن المنظومة الوطنية للتربية والتكوين‪ .‬وتفعيال لمقتضيات الميثاق الوطني‪ ،‬سالف الذكر‪،‬‬
‫وال سيما الفقرة ‪ 88‬منه‪ ،‬صدر القانون رقم ‪ 13.01‬في شأن التعليم العتيق بتاريخ ‪ 29‬يناير ‪ ،2002‬كما قامت وزارة األوقاف‬
‫والشؤون اإلسالمية‪ ،‬بإعداد استراتيجية تربوية في سنة ‪ ،2006‬كان الهدف المتوخى منها التأهيل التدريجي لهذه المنظومة‪.‬‬
‫وقد ارتكزت هذه االستراتيجية في تنفيذها على تبني ثالثة برامج عمل خالل الفترات ‪ 2010-2006‬و‪ 2016-2012‬و‪-2017‬‬
‫‪ .2021‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم الوقوف على المالحظات التالية‪.‬‬
‫آليات وهيئات التنسيق والتشاور‬
‫‪ ‬ضرورة تفعيل آليات التنسيق بين منظومتي التعليم العتيق والتربية والتكوين‬
‫أوصى المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬في إطار الرؤية االستراتيجية ‪ ،2030‬بإحداث آليات للتنسيق بين‬
‫قطاعات التربية والتكوين‪ ،‬تهم المناهج والتكوينات‪ ،‬ومد الجسور بين األطوار التعليمية والتكوينية بمختلف هذه القطاعات‪.‬‬
‫إال أن فحص التدابير واإلجراءات المسطرة‪ ،‬من أجل تنفيذ مضامين هذه االستراتيجية‪ ،‬أظهر وجود تأخر على مستوى تنزيل‬
‫آليات التنسيق والتعاون والشراكة بين منظومتي التعليم العتيق والتربية والتكوين‪ ،‬وهو ما فوت على وزارة األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فرصة االستفادة من خبراء قطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي في مجال التربية والتكوين‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن إبرام اتفاقية إطار للشراكة في شأن "تفعيل المشاريع االستراتيجية لتنزيل أحكام القانون‬
‫اإلطار رقم ‪ 51.17‬المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي"‪ ،‬بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم‬
‫العالي والبحث العلمي ووزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬لم يتم إال بتاريخ ‪ 14‬يونيو ‪ .2021‬وقد حددت هذه االتفاقية‪،‬‬
‫اإلطار العام للشراكة والتعاون بين الطرفين‪ ،‬وفق المحاور المنبثقة عن مرتكزات القانون اإلطار سالف الذكر‪ ،‬لكن دون‬
‫تحديد اآلليات العملية للتنسيق‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية في جوابها إلى أنها قد حرصت منذ بداية التأهيل على االنفتاح على‬
‫هذه القطاعات‪ ،‬مما أسهم في االستفادة من التجارب واإلمكانات واآلفاق التي توفرها القطاعات ذات االهتمام المشترك‬
‫لتيسير إدماج تالميذ وطلبة التعليم العتيق في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين‪ ،‬واالستعانة بخبرات علمية وكفاءات‬
‫وأطر تربوية وصحية تابعة لقطاعات التربية الوطنية والتعليم العالي والصحة في مجاالت التدريس والتأطير والتكوين‬
‫والتأليف المدرسي‪ .‬كما استفاد تالميذ وطلبة مؤسسات التعليم العتيق من البرنامج الوطني للصحة المدرسية والجامعية‪،‬‬
‫وكذا مواكبة مس تجدات التربية والتكوين ومشاريع اإلصالح الجامعي الصادرة عن قطاع التربية الوطنية والتعليم‬
‫العالي على مستوى البرامج والمناهج الدراسية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتفعيل دور اللجنة الوطنية واللجان الجهوية للتعليم العتيق‬
‫تم إحداث لجنة وطنية للتعليم العتيق سنة ‪ ،2006‬أسندت رئاستها للقطاع المكلف بالشؤون اإلسالمية‪ ،‬وتتكون هذه اللجنة‬
‫حسب المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 13.01‬في شأن التعليم العتيق‪ ،‬من ممثلي السلطتين الحكوميتين المكلفتين بالتربية الوطنية‬
‫والتعليم العالي‪ ،‬وممثل عن المجالس العلمية‪ .‬وتضطلع بمهام تتبع وضعية التعليم العتيق‪ ،‬واقتراح التدابير الكفيلة بتطويره‬
‫والنهوض بمؤسساته‪ ،‬وإبداء الرأي في البرامج المتعلقة به‪ .‬كما تقوم بمهام تنشيط أعمال اللجان الجهوية للتعليم العتيق وتنسيق‬
‫وتتبع أنشطتها‪ .‬غير أنه ومن خالل االطالع على محاضر عمل هذه اللجنة‪ ،‬تبين أنه لم تعقد أي اجتماع لها منذ سنة ‪،2013‬‬
‫وأنها لم تعمل على إحداث لجان للتنسيق‪ ،‬مكونة من ممثلين عن القطاعات المهتمة بالتربية والتكوين‪ ،‬رغم تأكيدها في‬
‫التوصيات الصادرة عنها قبل ‪ ،2013‬على ضرورة إحداثها‪.‬‬
‫‪2687‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما تم أيضا‪ ،‬إحداث اللجان الجهوية للتعليم العتيق‪ ،‬تحت رئاسة القطاع المكلف باألوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬على صعيد‬
‫جميع جهات المملكة‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 13.01‬سالف الذكر‪ .‬وتتكون هذه اللجان حسب نفس المادة‪ ،‬من‬
‫ممثلين عن األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬والمجلس أو المجالس العلمية الجهوية‪ ،‬والجامعة أو الجامعات المتواجدة‬
‫بالجهة‪ .‬إال أنه‪ ،‬تبين أن هذه اللجان ال تعقد اجتماعاتها إال مرة واحدة في السنة‪ ،‬عوض مرتين على األقل كما نصت على ذلك‬
‫المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 13.01‬المذكور‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن اللجنة الوطنية للتعليم العتيق ال تقوم بتنشيط أعمال هذه‬
‫اللجان وتنسيق وتتبع أنشطتها كما هو منصوص عليه في المادتين ‪ 18‬و‪ 19‬من القانون رقم ‪ 13.01‬سالف الذكر‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت الوزارة في جوابها بأن غياب آليات إجرائية تضمن عقد اللجنة الوطنية الجتماعاتها مرتين‬
‫على األقل في السنة‪ ،‬وتنسيق أنشطتها‪ ،‬وفعالية أدائها ومواكبة أعضائها لمستجدات التعليم العتيق‪ ،‬جعل دور أعضائها‬
‫يقتصر على حضور االجتماعات‪ ،‬واالطالع على التدابير واإلجراءات التي اتخذتها الوزارة لتأهيل هذا القطاع‪،‬‬
‫ومناقشة حصيلة منجزاتها وأنشطتها السنوية‪ ،‬وتقديم بعض التوصيات والمقترحات‪ ،‬دون أن تضطلع هذه اللجنة‬
‫باألدوار المنوطة بها على المستوى الميداني‪ ،‬والمتعلقة أساسا بتتبع وضعية التعليم العتيق ومؤسساته‪ ،‬واإلسهام‬
‫بمشاريع عملية لتطوير منظومته التربوية على الصعيدين الجهوي والوطني‪ ،‬األمر الذي يستلزم التفكير في اعتماد‬
‫آليات إجرائية جديدة لتطوير العمل بين القطاعات الممثلة في هذه اللجان‪ ،‬وتفعيل التنسيق بين اللجنة الوطنية واللجان‬
‫الجهوية‪ ،‬وضمان فعاليتها‪ ،‬وهو ما تعمل الوزارة على دراسة إمكانية تضمينه في مشروع تعديل قانون التعليم العتيق‪.‬‬
‫تتبع تنفيذ أهداف االستراتيجية التربوية لتأهيل التعليم العتيق‬
‫‪ ‬ضرورة تحديد أهداف واضحة وربطها بمؤشرات لقياس األداء‬
‫حددت الوزارة في استراتيجيتها لتأهيل التعليم العتيق ‪ 13‬مجاال ذا أولوية‪ ،‬ارتكزت على ‪ 32‬هدفا عاما‪ ،‬و‪ 32‬إجراء تدبيريا‪.‬‬
‫وقد شملت هذه االستراتيجية مجاالت التشخيص الميداني لمنظومة التعليم العتيق‪ ،‬والبناء القانوني لها‪ ،‬وتسوية الوضعية‬
‫القانونية للمدارس العتيقة‪ ،‬وتأهيل بنيتها المادية‪ ،‬وإرساء قواعد التدبير والتسيير اإلداري‪ ،‬وتطوير البرامج والمناهج الدراسية‬
‫وكذا الكتاب المدرسي‪ ،‬وتحسين التأطير والتكوين المستمر‪ ،‬وتعزيز المراقبة والتقويم والتنشيط التربوي‪ ،‬باإلضافة لمد‬
‫الجسور بين التعليم العتيق والتعليم العمومي‪.‬‬
‫غير أن هذه األهداف والتدابير لم يتم ربطها بالتكلفة المالية التقديرية‪ ،‬وال بالموارد البشرية الضرورية لتحقيقها‪ ،‬كما أنه لم‬
‫يتم وضعها في إطار زمني محدد إلنجازها‪ .‬إضافة إلى أنه لم تتم صياغة أي إطار يتضمن المؤشرات الكفيلة بجعلها قابلة‬
‫للقياس من حيث األداء كما ونوعا‪ ،‬عبر تحديد أهداف قابلة للقياس‪ ،‬تسمح بالتأكد من مدى تحقيق األهداف المسطرة‪ .‬وهذا من‬
‫شأنه أن يساعد الجهات المعنية على التخطيط الجيد‪ ،‬وتوظيف المهارات الالزمة للزيادة من فرص النجاح‪ ،‬وإتاحة إمكانية‬
‫مراقبة فعالية اإلجراءات المتخذة وتقييم المنجزات‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنها بصدد االشتغال على إعداد نص قانوني جديد يؤطر التعليم العتيق‪ ،‬ويحدد‬
‫بدقة خريطة طريق إلصالحه خالل السنوات المقبلة‪ ،‬ويضع معالم واضحة لالستراتيجية التربوية الخاصة به على‬
‫المدى البعيد‪ .‬كما أضافت بأنها ستعمل على وضع استراتيجية تربوية بعيدة المدى للتعليم العتيق بالمواصفات العلمية‬
‫المتعارف عليها‪ ،‬مع ضمان كل شروط إنجاحها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إدراج الكتاتيب القرآنية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في استراتيجية تأهيل التعليم العتيق‬
‫تقوم الكتاتيب القرآنية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم‪ ،‬التي تشرف عليها المجالس العلمية المحلية‪ ،‬بدور مهم باعتبارها الرافد‬
‫األساسي إلمداد مدارس التعليم العتيق بالمتمدرسين‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تقوم الوزارة سنويا بإحصاء الكتاتيب والمراكز القرآنية‬
‫بمختلف عماالت وأقاليم المملكة‪ .‬وحسب اإلحصاء السنوي الذي نظمته الوزارة خالل الموسم الدراسي ‪ ،2020/2019‬بلغ‬
‫عدد الكتاتيب القرآنية ‪ُ 10.496‬كتابا‪ ،‬وعدد مراكز تحفيظ القرآن الكريم ‪ 2.447‬مركزا قرآنيا‪ ،‬يدرس بها ما مجموعه‬
‫‪ 419.885‬متمدرسا‪ .‬لكن وبالرغم من ذلك‪ ،‬ال تتضمن استراتيجية التعليم العتيق أهدافا وتدابير خاصة لتأهيل هذه الكتاتيب‬
‫والمراكز القرآنية ‪ ،‬لضمان التقائية أهدافها مع منظومة التعليم العتيق‪ ،‬بصفتها رافدا أساسيا لهذه األخيرة‪ ،‬السيما عن طريق‬
‫عقد شراكات مع المجالس العلمية المحلية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أشارت الوزارة في معرض جوابها إلى أن متطلبات مرحلة التأسيس‪ ،‬ورأي المجلس األعلى للتعليم‬
‫رقم ‪ 07/01‬بتاريخ ‪ 28‬يوليوز ‪ 2007‬في موضوع تأهيل التعليم العتيق اعتبر أن المؤسسات المستهدفة بعمليات‬
‫المالءمة والتأهيل هي المدارس العتيقة بالدرجة األولى‪ .‬كما أن غياب الوسائل المالية والبشرية الكافية لتأهيل الكتاتيب‬
‫القرآنية التقليدية اقتضى إعطاء األولوية لهيكلة التعليم المدرسي والنهائي العتيق‪ ،‬واالقتصار في تأهيل الكتاتيب القرآنية‬
‫على بعض العمليات التدبيرية والتربوية والمادية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2688‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي‪:‬‬


‫تحيين اإلطار االستراتيجي لتأهيل منظومة التعليم العتيق وفق رؤية مندمجة قائمة على تحديد دقيق لألهداف‬ ‫‪-‬‬
‫المتوخاة في هذا القطاع‪ ،‬مع االعتماد على مؤشرات أداء تتيح إجراء تقييم منتظم لجميع مراحل التخطيط‬
‫وإنجاز مشاريع التأهيل؛‬
‫‪ -‬تفعيل آليات التنسيق والتعاون والشراكة المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 13.01‬في شأن التعليم العتيق مع‬
‫جميع الفاعلين األساسيين‪ ،‬السيما قطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي‪ ،‬وذلك من أجل تجويد المنظومة‬
‫التربوية للتعليم العتيق‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬تدبير المكونات األساسية لمنظومة التعليم العتيق‬
‫ضمن المراحل األساسية التي يتطلبها إعداد استراتيجية تأهيل التعليم العتيق‪ ،‬توجد مرحلة تشخيص الوضعية الراهنة‪ ،‬والتي‬
‫يتم من خاللها تحديد دقيق لمختلف الجوانب اإلدارية والتربوية والمادية التي تتطلبها المنظومة‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬أثار تحليل‬
‫المعطيات المتعلقة بالمكونات األساسية الواجب توفرها إلعداد الخريطة المدرسية‪ ،‬مجموعة من المالحظات تتعلق بإحصاء‬
‫وتصنيف مؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬والعالقة بين الكتاتيب القرآنية التقليدية والمدارس العتيقة‪ ،‬وتدبير مسار التلميذ داخل‬
‫منظومة التعليم العتيق‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى ضبط إحصائيات مؤسسات التعليم العتيق‬
‫من أجل توفير اآلليات الكفيلة بتسهيل عملية اتخاذ القرار في مجال التخطيط التربوي وتتبعها وتقييمها‪ ،‬تضمن برنامج عمل‬
‫مديرية التعليم العتيق‪ ،‬للفترة ‪ ،2016-2012‬تدبيرا ينص على ضرورة إنجاز إحصاء ميداني شامل للمدارس العتيقة والكتاتيب‬
‫القرآنية خالل سنة ‪ .2013‬وقد حدد لهذه العملية غالف مالي قدره ‪ 1,5‬مليون درهم‪ ،‬باإلضافة إلى إنجاز بحوث ميدانية‬
‫ودراسات إحصائية وتقييمية تهم مختلف القضايا المرتبطة بهذه المؤسسات‪ .‬غير أن هذا اإلحصاء وهذه الدراسات لم يتم‬
‫إنجازها بعد‪.‬‬
‫ومن أجل تجاوز هذا القصور‪ ،‬شرعت الوزارة ابتداء من سنة ‪ 2013‬في تكليف المراقبين اإلداريين للمدارس العتيقة ومراقبي‬
‫الكتاتيب القرآنية‪ ،‬بإنجاز إحصاء ميداني سنوي لهذه المؤسسات‪ .‬غير أن جودة المعطيات المحصل عليها تبقى رهينة بمدى‬
‫استيعاب المعلومات المطلوب تعبئتها وبدرجة دقتها‪ ،‬خصوصا بعدما أصبح إحصاء هذه المدارس يقتصر‪ ،‬منذ سنة ‪،2018‬‬
‫على تحيين المعلومات الواردة في التطبيقية من طرف المشرف على المدرسة وبحضور المراقب اإلداري (‪ 294‬مدرسة سنة‬
‫‪ .)2021‬كما أن المعطيات اإلحصائية المتعلقة بالكتاتيب القرآنية‪ ،‬تشوبها بعض النقائص من حيث شموليتها وجودتها‪ ،‬نظرا‬
‫لكثرتها‪ ،‬وللصعوبات المرتبطة بتوفرها‪ ،‬نتيجة صعوبة التواصل مع بعض المكلفين بتحفيظ القرآن الكريم (المدررين)‪،‬‬
‫باإلضافة لغياب تعريف دقيق لمفهوم "ال ُكتَّاب القرآني"‪.‬‬
‫وقد أرجعت الوزارة عدم التمكن من إنجاز بحوث ميدانية ودراسة إحصائية وتقييمية في مختلف القضايا المرتبطة‬
‫بالتعليم العتيق إلى عدم التوفر على االعتمادات المالية المطلوبة لذلك‪ ،‬باإلضافة إلى الصعوبات المرتبطة بخصوصيات‬
‫هذا القطاع وطبيعة تدبير الحقل الديني‪ ،‬والتي تمت مالمسة بعض جوانبها من خالل الممارسة العملية لهذا القطاع‪،‬‬
‫وخصوصا أثناء القيام باإلحصاء الميداني لمؤسسات التعليم العتيق‪ .‬كما أضافت الوزارة بأنها قررت ابتداء من الموسم‬
‫الدراسي ‪ 2020-2019‬االعتماد على المعطيات الممسوكة ببوابة مدارس التعليم العتيق كمرجع لإلحصاء وذلك بعد‬
‫دراسة الجدوى والتأكد من دقتها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة ضبط مسار المتمدرسين بالمؤسسات التعليمية‬
‫تواجه منظومة التعليم العتيق صعوبات في عملية ضبط حركية التالميذ بين مختلف المدارس العتيقة‪ ،‬وذلك بسبب غياب رقم‬
‫وطني خاص بكل متمدرس‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لمؤسسات منظومة التربية الوطنية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬لوحظ بأن عملية تتبع‬
‫مسار تالميذ المدارس العتيقة تعتريها عدة صعوبات‪ ،‬مرتبطة على سبيل المثال بتشابه األسماء خصوصا في الوسط القروي‪،‬‬
‫مع العلم بأن المتمدرسين يمكنهم االلتحاق بأي مدرسة للتعليم العتيق دون قيود‪ .‬هذه الوضعية‪ ،‬تشجع على زيادة حركية التالميذ‬
‫من مدرسة إلى أخرى‪ ،‬وربما لمرات متتالية خالل نفس الموسم الدراسي‪ ،‬وهو ما من شأنه التأثير على تحصيلهم الدراسي‬
‫وعلى ضبط اإلحصائيات المتعلقة بهذه المؤسسات‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬يصعب تتبع مسار التالميذ الملتحقين بالمدرسة العمومية أو بالجامعات أو المنقطعين عن الدراسة‪ ،‬في غياب‬
‫رقم وطني للتلميذ‪ ،‬خصوصا في ظل األفواج الكبيرة للتالميذ الذين يغادرون سنويا نظام التعليم العتيق‪ ،‬سواء في طور التعليم‬
‫االبتدائي أو اإلعدادي أو الثانوي‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة في جوابها بأن قاعدة معطيات التعليم العتيق توفر رمزا خاصا بكل متمدرس‪ ،‬إال أن استعماالته‬
‫على غرار ما هو معمول به في وزارة التربية الوطنية تعتريها صعوبات إما تقنية مرتبطة بظروف تصميم وتطوير‬
‫هذه البوابة والوسائل البشرية والمادية المتوفرة لها‪ ،‬مما ال يسمح بتمكين التالميذ من الولوج إليها‪ ،‬وإما تدبيرية مرتبطة‬
‫بعمليات تسجيل التالميذ وضبط حركيتهم‪ ،‬والتي تتم وفق كيفيات وشروط خاصة تراعي خصوصيات التعليم العتيق‬
‫‪2689‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫(منها عدم تقييد تسجيل المتمدرسين بالمدارس القريبة بمقر سكناهم) وتوفر المرونة الالزمة مما يجعلها في الغالب‬
‫مخالفة لما هو معمول به في وزارة التربية الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تطوير النظام المعلوماتي الخاص بمنظومة التعليم العتيق‬
‫في إطار المجهودات التي تبذلها من أجل تعزيز وتحديث منظومة التعليم العتيق‪ ،‬قامت الوزارة‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2008‬بإنشاء‬
‫قاعدة معطيات تهدف إلى تسهيل عملية تحيين ونسخ لوائح المنح الخاصة بالتالميذ‪ .‬كما تم تطوير هذه القاعدة لتشمل‪ ،‬ابتداء‬
‫من سنة ‪ ،2010‬العديد من عمليات تدبير التعليم العتيق‪ ،‬كتدبير المؤسسات وتدبير شؤون التالميذ وشؤون العاملين بها‪ ،‬وكذا‬
‫تدبير الجدول الزمني للدراسة‪ ،‬باإلضافة إلى تدبير االمتحانات‪.‬‬
‫وبالرغم من كون اعتماد هذه المنصة الرقمية قد ساهم في تعزيز ورش تأهيل مؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬إال أن الزيارات‬
‫الميدانية‪ ،‬التي قام بها المجلس األعلى للحسابات لعينة من المدارس العتيقة أسفرت عن تسجيل بعض المالحظات من أبرزها‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬غياب رمز خاص بمسار تالميذ وطلبة التعليم العتيق‪ ،‬كما هو معمول به في وزارة التربية الوطنية‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل الرفع من مستوى الخدمات التعليمية وتمكين التالميذ من الولوج إليها؛‬
‫‪ -‬عدم إلزام مستعملي المنصة من تعبئة جميع البيانات المتعلقة بتالميذ التعليم العتيق‪ ،‬إذ يمكن االكتفاء بإدخال‬
‫المعلومات المتعلقة باالسم وتاريخ االزدياد فقط وترك باقي الخانات فارغة (كرقم البطاقة الوطنية لألب‪ ،‬وتاريخ‬
‫االلتحاق بالمدرسة‪ ،‬إلخ)‪ .‬نفس األمر بالنسبة للبيانات المتعلقة باألساتذة حيث ال تلزمهم المنصة بملء جميع‬
‫المعلومات (كالشهادة المحصل عليها‪)... ،‬؛‬
‫‪ -‬ال يسمح رابط التلميذ الموجود لدى المؤسسة التعليمية بالتعرف على مساره الدراسي‪ ،‬وكذا كشف النقط الخاص‬
‫بكل تلميذ‪ ،‬والنتائج الفردية عند نهاية األطوار الدراسية؛‬
‫‪ -‬ال تمكن المنصة من استخراج شهادة المغادرة واالنقطاع والشهادة المدرسية‪ ،‬على الرغم من أن جميع المعلومات‬
‫المتعلقة بالتلميذ مخزنة بها؛‬
‫‪ -‬عدم إدراج المعطيات المتعلقة بمسار تكوين األساتذة‪ ،‬السيما التكوين األساس والمستمر‪ ،‬وعدد ومواضيع الدورات‬
‫المستفاد منها‪ ،‬من أجل استغالل هذه المعطيات في إعداد برامج التكوين وتدبير توزيع األساتذة بين المؤسسات‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة بأنها جعلت ملء الخانات المرتبطة ببيانات المتمدرسين والعاملين بالتعليم العتيق غير إجبارية‬
‫نظرا لتباين إمكانات مدارس التعليم العتيق والظروف التي تشتغل فيها‪ ،‬وكذا قصر الوقت الزمني للدخول المدرسي‪،‬‬
‫وكثرة العمليات المرتبطة به‪ ،‬مما قد يحول دون استفادة بعض المدارس من المنح والمكافآت المخصصة لها نتيجة‬
‫عدم تمكنها من إدخال كل البيانات‪ .‬كما أشارت إلى أنها بصدد دراسة وجرد البيانات الضرورية بالبوابة بغرض جعلها‬
‫إجبارية عند إدخال المعطيات بها أو عند القيام بأي تحيين أو إتمام للعمليات المبرمجة بهذه البوابة‪ .‬أما بخصوص‬
‫كشف النقط الفردي لكل تلميذ عند نهاية األطوار الدراسية واستخراج الشواهد المدرسية والمغادرة واالنقطاع فتدخل‪،‬‬
‫حسب جواب الوزارة‪ ،‬ضمن قائمة العمليات والتعديالت التي تشتغل عليها ويتم تطويرها حسب األولويات ووفق‬
‫اإلمكانات المادية والبشرية المتاحة‪.‬‬
‫من أجل ذلك‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على ضبط المكونات األساسية لمنظومة التعليم العتيق‪ ،‬خصوصا من خالل تحسين وتحيين اإلحصائيات‬
‫والمعطيات الميدانية المتعلقة بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬والعمل على تصنيفها حسب مردوديتها‪ ،‬وكذا اعتماد‬
‫رقم وطني خاص بمسار كل تلميذ على غرار ما هو معمول به في قطاع التربية الوطنية والتعليم األولي؛‬
‫إرساء عالقة ثابتة بين المدارس العتيقة والكتاتيب القرآنية‪ ،‬مبنية على التنسيق والتعاون والتخطيط‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫باعتبارها الرافد الرئيسي للمتمدرسين والمكون األساسي لتهيئتهم لولوج نظام التعليم العتيق‪ ،‬والعمل كذلك‬
‫على تصنيف الكتاتيب القرآنية حسب مردوديتها؛‬
‫اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بتطوير النظام المعلوماتي‪ ،‬بهدف جعله أداة فعالة لدعم استراتيجية الوزارة لتأهيل‬ ‫‪-‬‬
‫منظومة التعليم العتيق‪ ،‬وذلك وفق تصور واضح يأخذ بعين االعتبار البيئة المحيطة بمؤسسات التعليم العتيق‬
‫والسعي لالستجابة الحتياجات الفاعلين األساسيين في هذا المجال‪ ،‬السيما الوزارة والمؤسسات التعليمية‬
‫والتالميذ وكذا أباء وأولياء أمورهم‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2690‬‬

‫ثالثا‪ .‬تدبير الشؤون التربوية وإعداد الخريطة المدرسية‬


‫‪ ‬الحاجة إلى إعداد الخريطة المدرسية‬
‫تعتبر الخريطة المدرسية أداة أساسية ألجرأة اإلصالحات والمخططات التربوية وتحقيق األهداف المرسومة‪ .‬فهي تمنح نظرة‬
‫توقعية لتلبية الخدمات التربوية‪ ،‬من خالل تشخيص للواقع والمتداده المستقبلي‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار المعطيات الديمغرافية‬
‫والتربوية والجغرافية واالقتصادية‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم تكليف مديرية التعليم العتيق ومحو األمية بالمساجد‪ ،‬منذ إحداثها سنة‬
‫‪ ،2004‬بإعداد الخريطة المدرسية الوطنية لمؤسسات التعليم العتيق‪ .‬إال أن المديرية المذكورة لم تشرع بعد في إعداد هذه‬
‫الخريطة‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة في معرض جوابها بأن العناصر والمحددات المتحكمة في إعداد مشروع الخريطة المدرسية‬
‫للتعليم العتيق تعتريها عدة صعوبات وإكراهات‪ ،‬كما تتحكم فيها بعض االعتبارات يمكن اجمالها في كون التعليم العتيق‬
‫هو تعليم اختياري‪ ،‬وبالتالي يصعب ضبط توقعات المستهدفين به‪ ،‬كما أن من خصوصياته إمكانية استقبال المدرسة‬
‫لمتمدرسين من مختلف مناطق المملكة بناء على إرادتهم واختيارهم‪ ،‬إضافة إلى عدم توفر أغلبية مدارس التعليم العتيق‬
‫على روافد قارة تضمن استقرار بنيتها التربوية‪ ،‬وكذا عدم التنصيص في قانون التعليم العتيق على الحصول على إذن‬
‫مسبق من الوزارة قبل الشروع في بناء مؤسسة التعليم العتيق‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى أن اللجنة الوطنية للتعليم العتيق كانت قد قررت في اجتماعها بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ ،2007‬تشكيل "خلية‬
‫تأهيل مؤسسات التعليم العتيق" تتكون من مسؤولي وأطر مديرية التعليم العتيق وتحت رئاسة مدير التعليم العتيق‪ ،‬يوكل إليها‬
‫وضع خريطة مدرسية وطنية وخرائط جهوية وإقليمية‪ .‬غير أن هذه الخلية‪ ،‬لم تقم بإعداد الخريطة المدرسية المذكورة‪ .‬أما‬
‫على المستوى الجهوي واإلقليمي‪ ،‬فقد عهد إلى مندوبي الشؤون اإلسالمية‪ ،‬طبقا لدليل مهامهم ومسؤولياتهم‪ ،‬إعداد مشروع‬
‫خريطة مدرسية بمنطقة تدبيرهم وتحيينه وتتبع إنجازه‪ ،‬وكذا تخطيط الحاجيات المستقبلية لمؤسسات التعليم العتيق واقتراح‬
‫مخطط متعدد السنوات لتلبيتها‪ .‬غير أن مشاريع هذه الخرائط المدرسية الجهوية واإلقليمية لم يتم إنجازها بعد‪ .‬ومن بين النتائج‬
‫المترتبة عن غياب خرائط مدرسية‪ ،‬منها على سبيل المثال‪ ،‬الشروع في إنشاء مدارس نموذجية للتعليم العتيق‪ ،‬دون معرفة‬
‫مسبقة للحاجيات والخصائص الخاصة بالمناطق المعنية‪ ،‬ومعرفة فرص استقطاب التالميذ‪ ،‬بالنظر لخصوصية التعليم العتيق‪.‬‬
‫أما بخصوص تكليف "خلية تأهيل مؤسسات التعليم العتيق" بوضع خريطة مدرسية وطنية وجهوية وإقليمية‪ ،‬فكان‬
‫المقصود بذلك‪ ،‬حسب جواب الوزارة‪ ،‬هو خلق تكامل بين المؤسسات وطنيا وجهويا وإقليميا بحسب األطوار‬
‫والمستويات الدراسية التي يمكن أن تؤهل فيها كل مؤسسة حسب إمكاناتها الذاتية‪ ،‬وذلك بهدف تجميع األعداد الهزيلة‬
‫للتالميذ‪ ،‬وبالتالي االستثمار األمثل للموارد والوسائل المتاحة‪ .‬كما أفادت الوزارة بأنها اضطرت للشروع في بناء‬
‫مدارس نموذجية تستجيب للمواصفات والمعايير المطلوبة وتحفز مختلف الفاعلين والشركاء بالتعليم العتيق والقائمين‬
‫على مؤسساته على تأهيل مؤسساتهم أو بناء مؤسسات جديدة على غرار المؤسسات النموذجية‪ ،‬مع العلم أن أغلب‬
‫المؤسسات القائمة تعاني من ضعف البنية المادية‪ ،‬علما بأن نسبة االنخراط في عملية التأهيل تبقى ضعيفة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة مالءمة المناهج التربوية والبرامج الدراسية حسب خصائص الفئات العمرية‬
‫ال تأخذ المناهج التربوية والبرامج الدراسية المعتمدة بعين االعتبار تجانس الفئات العمرية للمتمدرسين‪ .‬فرغم اختالف التركيبة‬
‫العمرية للتالميذ‪ ،‬وما لها من أثر على مستوى التعلم واالستيعاب والتركيز‪ ،‬فإن المناهج التربوية والبرامج الدراسية المعتمدة‬
‫ال تعرف أي تغيير‪ ،‬وهو ما يؤثر على جودة التعلمات وعلى اختيار المقاربة البيداغوجية المالئمة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن‬
‫اختالف الفئات العمرية لتالميذ التعليم العتيق‪ ،‬يخص أيضا التركيبة العمرية للتالميذ داخل الفصل الواحد‪ ،‬بحيث تضم بعض‬
‫الفصول الدراسية‪ ،‬تالميذ تتراوح أعمارهم بين أقل من ‪ 9‬سنوات إلى ما فوق ‪ 26‬سنة‪ ،‬الشيء الذي يصعب معه بسط عملية‬
‫التدريس في ظل عدم تجانس المتمدرسين‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة في جوابها بأن مشروع تأهيل التعليم العتيق واجه معطيات واقعية تتسم بعدم تجانس الفئات‬
‫العمرية للتالميذ في بعض المؤسسات‪ ،‬األمر الذي دفع الوزارة إلى التعامل بمرونة مع هذا اإلشكال ومعالجته بشكل‬
‫متدرج إلدماج حفظة القرآن الكريم المنتسبين للكتاتيب القرآنية بالتعليم االبتدائي العتيق‪ ،‬واإلسهام في تعميم التمدرس‪،‬‬
‫وصيانة الشباب من التطرف والتشدد‪ ،‬وذلك من خالل اتخاذ عدة تدابير على مستوى البرامج والمناهج الدراسية‪،‬‬
‫وعلى المستوى التنظيمي‪ .‬وبالموازاة مع هذه التدابير الكفيلة بالتقليص من الفروق التربوية بين المتعلمين وضمان قدر‬
‫من التجانس بينهم‪ ،‬تبقى‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬الحاالت المتسمة بعدم التجانس داخل الفصل الواحد على مستوى السن‬
‫ببعض المؤسسات حاالت استثنائية تتم معالجتها بتدابير تنظيمية وإدارية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة مالءمة وضعية هيئة التدريس ألهداف منظومة التعليم العتيق‬
‫بلغ عدد األطر اإلدارية والتربوية العاملة بمؤسسات التعليم العتيق برسم الموسم الدراسي ‪ ،2020/2019‬حوالي ‪7.150‬‬
‫إطارا‪ ،‬من بينهم ‪ 4.201‬أستاذا وأستاذة و‪ 985‬إطارا إداريا و‪ 1.964‬مستخدما‪ .‬ويشتغل حوالي ‪ %80‬من هؤالء األطر بناء‬
‫على طلبات تكليف يتم تجديدها سنويا‪ ،‬مقابل االستفادة من مكافئة جزافية شهرية‪ .‬وتتضمن هذه الطلبات مقتضيات تتعلق‬
‫بتخويل العاملين الحرية في التخلي عن المهام المسندة إليهم متى رغبوا في ذلك‪ .‬وال يشترط في األساتذة المكلفين بموجب‬
‫‪2691‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫عقود التكليف التوفر على تجربة ميدانية وبيداغوجية‪ ،‬بحيث تتكفل مديرية التعليم العتيق ومحو األمية بالمساجد‪ ،‬بتوفير تكوين‬
‫تخصصي مستمر لهم‪.‬‬
‫وبالرغم من كون الدورات التكوينية والورشات العلمية التي تنظمها الوزارة قد أسهمت في تطوير األداء العلمي لألساتذة‪ ،‬إال‬
‫أن أثر هذه المجهودات يبقى غير مستدام‪ ،‬إذ بعد اكتساب الخبرة المهنية واالستفادة من الدورات التكوينية‪ ،‬ما يلبث أن يغادر‬
‫بعض األساتذة بحثا عن االستقرار المهني‪ ،‬ثم يلتحق أساتذة جدد لتبدأ مراحل التكوين من جديد‪ ،‬وهو ما ينعكس على مردودية‬
‫وفعالية نظام التعليم العتيق‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬بلغ عدد األساتذة الذين غادروا نظام التعليم العتيق خالل الفترة ‪2014‬ـ‪2022‬‬
‫حوالي ‪ 1.504‬أستاذا‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحسين المردودية التربوية للمدارس العتيقة‬
‫يستلزم تطوير منظومة التعليم العتيق تحسين مردوديتها التربوية‪ ،‬بحيث تعرف نسب النجاح تطورا بطيئا في كافة األطوار‬
‫الدراسية‪ ،‬سواء بالنسبة للتالميذ الذين انخرطوا في هذا النمط من التعليم منذ المستوى األول أو الثاني أو الثالث ابتدائي‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬تبين بأنه من أصل ‪ 2.521‬تلميذا مسجال بالمستوى األول ابتدائي برسم الموسم الدراسي ‪ 2016/2015‬تمكن‬
‫‪ 939‬منهم فقط من بلوغ المستوى السادس خالل الموسم الدراسي ‪ 2021/2020‬و‪ 240‬منهم فقط هم من حصلوا على الشهادة‬
‫االبتدائية برسم نفس الموسم‪.‬‬
‫ومن بين ‪ 1.638‬تلميذا مسجال ألول مرة في المستوى الثاني ابتدائي‪ ،‬برسم الموسم الدراسي ‪ ،2017/2016‬تمكن ‪ 619‬منهم‬
‫من بلوغ المستوى السادس في الموسم الدراسي ‪ ،2021/2020‬فيما حصل على الشهادة االبتدائية ‪ 220‬منهم خالل نفس‬
‫الموسم‪ .‬وكذلك من بين ‪ 1.115‬تلميذا مسجال ألول مرة في المستوى الثالث برسم الموسم الدراسي ‪ ،2018/2017‬تمكن ‪531‬‬
‫منهم من بلوغ المستوى السادس في نهاية الموسم الدراسي ‪ ،2021/2020‬فيما حصل على الشهادة االبتدائية ‪ 201‬منهم برسم‬
‫نفس الموسم‪ .‬نفس األمر ينطبق على األفواج المسجلة برسم المواسم الدراسية السابقة‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنه يمكن إجمال االعتبارات المؤثرة في المردودية التربوية للتالميذ المتدرجين‬
‫بهذا القطاع في تباين قدراتهم في حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وهو ما يجعل عددا منهم غير قادرين على مواكبة إيقاع الحفظ‬
‫الستكمال عدد األحزاب المطلوبة (‪ 40‬حزبا على األقل) لقبول ملف ترشيحهم الجتياز امتحان نيل شهادة التعليم‬
‫االبتدائي العتيق (المادة ‪ 25‬من نظام الدراسات واالمتحانات بمؤسسات التعليم العتيق)‪ ،‬فيما يلتحق بعضهم بالتعليم‬
‫العمومي قصد استكمال دراستهم‪ ،‬وينقطع بعضهم عن الدراسة ألسباب شخصية أو لظروف اجتماعية‪.‬‬
‫كما يرجع‪ ،‬حسب جواب الوزارة‪ ،‬عدم تمكن كل التالميذ المتدرجين الذين وصلوا إلى المستوى السادس ابتدائي من‬
‫النجاح في امتحانات هذا المستوى الدراسي إلى اعتبار نهاية الطور االبتدائي العتيق محطة أساسية معيارية في تحديد‬
‫مدى امتالك خريجي هذا الطور للمواصفات والكفايات الالزمة التي تؤهلهم لالستمرار في هذه المنظومة‪ ،‬ومسايرة‬
‫الدراسة في أطوارها الالحقة بالنظر لكونها أطوارا تخصصية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعميم التنشيط التربوي على المؤسسات التعليمية‬
‫يعتبر التنشيط التربوي‪ ،‬آلية مهمة من أجل تحقيق انفتاح تالميذ وطلبة التعليم العتيق على محيطهم االجتماعي والثقافي وتنمية‬
‫قدراتهم اإلبداعية وتحسين جودة التعلمات وتشجيع الكفاءات وتطويرها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تنص المادة ‪ 14‬من الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 1.03.193‬في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية على خلق الفضاءات التربوية واألنشطة‬
‫الموازية (أنشطة فنية وثقافية وعلمية ورياضية واجتماعية وبيئية وصحية وتواصلية)‪ .‬كما تنص المذكرة اإلطار رقم ‪205‬‬
‫لسنة ‪ 2012‬المتعلقة باألنشطة الموازية على إحداث أندية تربوية بمؤسسات التعليم العتيق‪ .‬ويتولى إنجاز هذه األنشطة‬
‫مختصون في التنشيط التربوي يستفيدون من دورات تكوينية وطنية في مجاالت تخصصهم‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬استفاد تالميذ‬
‫وطلبة التعليم العتيق من ‪ 29.505‬نشاط تربوي خالل الفترة ‪ ،2014-2020‬بمعدل ‪ 4.215‬نشاطا في السنة‪.‬‬
‫غير أن عمليات التنشيط التربوي ال تزال غير معممة بحيث غطت خالل سنة ‪ 2021‬حوالي ‪ 126‬مدرسة من بين ‪ ،294‬أي‬
‫بنسبة ‪ .%43‬فباستثناء جهة درعة تافياللت التي تتوفر جميع مدارسها على منشط تربوي‪ ،‬تتراوح نسب المدارس التي تتوفر‬
‫على منشط تربوي على مستوى الجهات ما بين ‪ %19‬و‪ .%67‬في نفس السياق‪ ،‬تتوفر ‪ 115‬مدرسة من أصل ‪ 294‬على‬
‫أندية تربوية‪ ،‬أي حوالي ‪ .%39‬عالوة على ذلك‪ ،‬ال يتم إخضاع هذه األنشطة الموازية للمراقبة الكافية‪ ،‬وذلك خالفا لما هو‬
‫منصوص عليه في المذكرة عدد ‪ 143‬بتاريخ ‪ 16‬غشت ‪.2012‬‬
‫وقد أوضحت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية في معرض جوابها إلى أن عملية التنشيط التربوي واجهت إكراهات‬
‫حالت دون تحقيق التغطية الشاملة للمؤسسات‪ ،‬والتي تتمثل في عدم توفر اإلمكانات واالعتمادات المالية الكافية لمواكبة‬
‫التزايد المستمر لعدد مدارس هذا القطاع وصعوبة إيجاد الكفاءات المؤهلة‪ ،‬باإلضافة لعدم استقرار المنشطين التربويين‬
‫بصفة دائمة في المؤسسات التي يعملون بها‪.‬‬
‫كما أضافت الوزارة بأنه قد تم تكليف المفتشين التربويين المعتمدين في مختلف جهات المملكة بتتبع عمل المنشطين‬
‫التربويين‪ ،‬غير أن هذه العملية ركزت أكثر على التتبع والمواكبة والتأطير بالنظر لحداثة تجربة التنشيط التربوي‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2692‬‬

‫بمؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬كما اتسمت بالتفاوت من موسم دراسي آلخر‪ ،‬ولم تشمل جميع المنشطين التربويين‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب قلة عدد المفتشين التربويين المعتمدين بالتعليم العتيق وكثرة المهام الموكولة إليهم (الزيارات الصفية للمدرسين‪،‬‬
‫الندوات التربوية‪ ،‬الدروس التطبيقية‪ ،‬المشاركة في لجان اختبار المستوى‪ ،‬تتبع الدخول المدرسي‪.)...‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات بالعمل على إعداد خريطة مدرسية وطنية وخرائط جهوية وإقليمية‪ ،‬بشكل‬
‫يراعي توجهات السياسة التربوية لمنظومة التعليم العتيق والمميزات الخاصة بهذا النمط من التعليم‪ ،‬وذلك من حيث المناهج‬
‫التربوية والبرامج‪ ،‬واألطوار الدراسية‪ ،‬والفئات العمرية للمتمدرسين‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬المراقبة والتأطير التربوي واإلداري‬
‫تخضع مؤسسات التعليم العتيق لمراقبة إدارية وتربوية‪ ،‬استنادا إلى أحكام الظهير الشريف رقم ‪ 1.16.38‬الصادر في ‪17‬‬
‫جمادى األولى ‪ 26( 1437‬فبراير ‪ )2016‬في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬وكذا لمقتضيات‬
‫القانون رقم ‪ 13.01‬في شأن التعليم العتيق (المادة ‪ 16‬منه)‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعميم عمليات المراقبة والتأطير التربوي‬
‫بلغ عدد المفتشين التربويين‪ ،‬برسم الموسم الدراسي ‪ ،2021/2020‬ما مجموعه ‪ 81‬مفتشا‪ ،‬موزعين على جهات المملكة‬
‫حسب المواد الدراسية‪ .‬غير أن دراسة توزيع المفتشين التربويين‪ ،‬أظهر غياب المفتشين التربويين في بعض مواد التخصص‬
‫(مواد العلوم الشرعية واللغة العربية) على مستوى بعض جهات المملكة‪ ،‬كجهتي الشرق وبني مالل‪-‬خنيفرة اللتين عرفتا‬
‫غياب مفتش تربوي خاص بمواد العلوم الشرعية‪ ،‬وكذا جهة الدار البيضاء‪-‬سطات التي ال تتوفر على مفتش تربوي للمواد‬
‫المقررة في نظام التعليم العمومي‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة‪ ،‬إلى ارتفاع عدد المفتشين التربويين الذين يغادرون سنويا نظام التعليم العتيق‪ ،‬بحيث بلغ عددهم ‪ 64‬مفتشا‬
‫تربويا منذ الموسم الدراسي ‪ ،2012/2011‬من بينهم ‪ %53‬غادروا ألسباب شخصية‪ ،‬فيما تم إعفاء الباقين بالنظر لضعف‬
‫كفاءتهم ومردوديتهم‪.‬‬
‫على صعيد آخر‪ ،‬يقوم المفتشون التربويون بمراقبة وتأطير المواد التي تدخل في تخصصهم على مستوى جميع األطوار‬
‫الدراسية (ابتدائي وإعدادي وثانوي)‪ ،‬على عكس ما هو معمول به على مستوى نظام التربية الوطنية‪ ،‬وبغض النظر عن‬
‫الخصوصيات التربوية التي تميز كل طور‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة إلى أن أسباب غياب مفتشين تربويين في إحدى المواد أو الوحدات الدراسية ببعض الجهات‬
‫يرجع ‪ ،‬أحيانا إلى عدم التوفر على هيئة للتأطير والمراقبة التربوية تابعة للوزارة‪ ،‬وكذا غياب اإلمكانات المالية التي‬
‫تمكن من وضع إطار قانوني إلحداث هذه الهيئة‪ ،‬باإلضافة الرتفاع عدد المفتشين التربويين الذين يغادرون سنويا‬
‫نظام التعليم العتيق‪.‬‬
‫كما أضافت بأنها ستعمل حال توفر اإلمكانيات المالية المطلوبة واكتمال الشروط التربوية لتأهيل هذا القطاع‪ ،‬على‬
‫إعادة صياغة أدوار هذه الهيئة وإعادة هيكلتها‪ ،‬وتنويع الصيغ المعتمدة في توزيع المفتشين التربويين حسب الجهات‬
‫واألقاليم لتشمل عملية التأطير والمراقبة التربوية جميع الوحدات والمواد الدراسية‪ ،‬وكذا تخصيص مفتشين تربويين‬
‫بكل طور دراسي‪ ،‬بما ينسجم مع الخصوصيات التربوية والمنهجية لألطوار الدراسية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز المراقبة اإلدارية وتتبع أداء المدارس العتيقة‬
‫تخضع مؤسسات التعليم العتيق لمراقبة إدارية‪ ،‬يتم إجراؤها بصفة دورية‪ ،‬من طرف مراقبين يتم تكليفهم من طرف الوزارة‬
‫بموجب عقود تكليف‪ ،‬مقابل استفادتهم من مكافآت جزافية شهرية وتعويضات تكميلية عند نهاية كل دورة‪.‬‬
‫وقد بين تحليل المعطيات‪ ،‬المتعلقة بالفترة ‪ ،2020 -2013‬بأن عدد المراقبين اإلداريين ال يتناسب مع عدد مؤسسات التعليم‬
‫العتيق‪ ،‬بحيث لم يتجاوز عددهم ‪ 40‬مراقبا إداريا مكلفا بمراقبة ‪ 292‬مؤسسة على الصعيد الوطني‪ .‬نفس األمر بالنسبة لعدد‬
‫مراقبي الكتاتيب القرآنية الذي ناهز ‪ 300‬مراقبا إداريا مكلفا بمراقبة ‪ 12.943‬كتابا قرآنيا‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة في جوابها بأن الرفع من عدد المفتشين رهين بتوفير اعتمادات مالية إضافية لهذا القطاع‪ ،‬ونفس‬
‫الشيء بالنسبة لمراقبي الكتاتيب القرآنية‪.‬‬
‫كما يتم إنجاز تقارير المراقبة اإلدارية للمدارس العتيقة بناء على استمارات نموذجية‪ ،‬تم إعدادها من طرف مديرية التعليم‬
‫العتيق ومحو األمية بالمساجد‪ ،‬والتي يتعين على المراقب اإلداري تعبئتها‪ .‬غير أن عدم مالءمة االستمارة المذكورة‪ ،‬حسب‬
‫كل دورة دراسية وحسب طبيعة األهداف الخاصة والغايات المرجوة‪ ،‬ال يتيح للمندوبيات وللمديرية االستغالل األمثل‬
‫للمعطيات واستنباط الخالصات ‪ .‬كما أن الطابع المتكرر للبيانات الواردة في التقارير الخاصة بكل مؤسسة يقلل من جدوى‬
‫تحليل ومقارنة وتقييم الفوارق الممكن تسجيلها بين مختلف المؤسسات والدورات‪.‬‬
‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬يحول غياب منهجية مضبوطة الستغالل التقارير المنجزة‪ ،‬دون إمكانية استخراج المؤشرات المتعلقة‬
‫بالنتائج واألداء‪ ،‬ورصد النقائص الخاصة أو العامة‪ ،‬وكذا استنتاج الخالصات‪ ،‬واستخالص الدروس الضرورية من أجل‬
‫‪2693‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫اتخاذ القرارات الكفيلة بتحسين الوضعية‪ ،‬السيما بالنظر للعدد الكبير للتقارير المنجزة (أزيد من ألف تقرير سنوي بالنسبة‬
‫لمدارس التعليم العتيق و‪ 33‬ألف تقرير سنوي بالنسبة للكتاتيب القرآنية)‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن هذه الوضعية من شأنها أن تفضي إلى‬
‫تقليل أثر المراقبة اإلدارية‪ ،‬السيما من حيث تقويم النقائص المرصودة في حينها‪ ،‬وهو ما تبين من خالل الزيارات التفقدية‬
‫لبعض المؤسسات من طرف مديرية التعليم العتيق والمندوبيات‪ ،‬والتي وقفت على عدة نقائص لم يتم رصدها على مستوى‬
‫تقارير المراقبة اإلدارية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬صرحت الوزارة بأنها ستعمل على تجاوز هذه اإلشكاالت‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن المنهجية المتبعة في‬
‫استغالل التقارير المتوصل بها تعتمد على جرد وتصنيف النقائص المرصودة وتحديد طبيعتها‪ ،‬وكذا التنسيق مع‬
‫مختلف المصالح المعنية لمعالجتها‪ .‬كما تتم مراسلة المندوبيات المعنية للتأكد من مدى استمرار النقائص من عدمها‪،‬‬
‫علما بأن كثرة التقارير المتوصل بها مع قلة الموارد البشرية يكون لها أثر على تفعيل كافة المالحظات الواردة‬
‫بالتقارير‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬يرى المجلس األعلى للحسابات بأن بلوغ األهداف المرجوة من المراقبة اإلدارية يقتضي تحليل المعطيات‬
‫الواردة في االستمارات من أجل تحديد المالحظات المتكررة واستخالص الدروس الكفيلة بتحسين أداء المؤسسات المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تأطير االمتيازات والمساعدات المقدمة لمؤسسات التعليم العتيق باتفاقيات شراكة‬
‫تخصص الدولة اعتمادات مالية مهمة لمؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬وذلك بهدف تجويد منظومة التعليم العتيق وحث بعض‬
‫المؤسسات التعليمية الخاصة على االنخراط في هذه المنظومة‪ .‬وأمام تزايد عدد المؤسسات‪ ،‬العمومية منها والخاصة‪ ،‬وما‬
‫لذلك من أثر على الميزانية المرصودة لهذا المجال‪ ،‬قامت الوزارة بربط الدعم الممنوح بعدد التالميذ‪ ،‬بحيث تم تحديد السقف‬
‫األدنى لعدد المتمدرسين المطلوب تسجيلهم في كل مستوى دراسي في ‪ 15‬تلميذ بالنسبة للمدارس المختلطة و‪ 10‬تلميذات‬
‫بالنسبة لمدارس اإلناث‪.‬‬
‫وتقوم الوزارة بدعم هذه المؤسسات‪ ،‬عبر تخصيص مكافآت جزافية شهرية للعاملين بها‪ ،‬تصرف لهم بشكل مباشر في‬
‫حساباتهم البنكية‪ ،‬وكذا تخصيص منح دراسية شهرية للتالميذ والطلبة بها‪ ،‬تؤديها الوزارة لهم بواسطة مؤدين منتدبين معينين‬
‫بمقتضى قرار مشترك بين وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ووزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم بعض‬
‫التجهيزات لفائدة هذه المؤسسات‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬ينص القرار الوزيري عدد ‪ 875.06‬الصادر في ‪ 3‬ماي ‪ 2006‬في شأن تحديد شروط االستفادة من دعم‬
‫الدولة للتعليم العتيق‪ ،‬على وجوب ربط االمتيازات والمساعدات الممنوحة لمؤسسات التعليم العتيق ومدد وكيفية االستفادة منها‬
‫بدفتر تحمالت مع هذه األخيرة (المادة الثالثة)‪ .‬غير أنه لوحظ غياب إطار تعاقدي بين الوزارة والمؤسسات التعليمية يوضح‬
‫األهداف واآلليات الكفيلة بتأطير استعمال الدعم‪ ،‬السيما من خالل االتفاق على االلتزامات والواجبات المتعلقة بكل طرف‪،‬‬
‫وأداء هذه المؤسسات وضبط معايير تسييرها وجودة تعليمها‪ ،‬مع العمل على إرساء برامج عمل على كافة المستويات للنهوض‬
‫بمنظومة التعليم العتيق‪.‬‬
‫كما تقدم الوزارة دعما سنويا‪ ،‬من أجل بناء وإصالح بعض مؤسسات التعليم العتيق الخاصة‪ ،‬حيث تستفيد الجمعيات المشرفة‬
‫عليها‪ ،‬من مبالغ مالية من أجل القيام بإصالحات أو بأشغال التوسعة‪ ،‬بناء على مذكرة الوزارة عدد ‪ 115‬بتاريخ ‪ 02‬يونيو‬
‫‪ ،2015‬دون إبرام إطار تعاقدي من أجل تقديم هذا الدعم‪ ،‬ويتم ذلك بناء على طلب يتقدم به مشرف المؤسسة إلى المديرية‪.‬‬
‫وقد بلغ مجموع اإلعانات المقدمة في هذا اإلطار ما مجموعه ‪ 5,9‬مليون درهم خالل الفترة ‪.2020-2014‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنها ارتأت في الوقت الراهن عدم العمل بدفتر التحمالت نظرا لعدم تجانس‬
‫مؤسسات التعليم العتيق وتنوعها‪ ،‬وتباين إمكاناتها ومؤهالتها وظروفها البنيوية واالجتماعية وكذا عدم استقرار بنياتها‬
‫التربوية‪ ،‬بحيث تعرف تباينا في أعداد المسجلين بها من موسم دراسي إلى آخر‪ ،‬إضافة إلى أن معرفة عدد المسجلين‬
‫الحقيقيين بمدارس التعليم العتيق رهين بانتهاء العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي التي تمتد إلى نهاية نونبر‪ .‬مما‬
‫يصعب معه تدقيق التوقعات المستقبلية والعمل بدفتر التحمالت‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز المراقبة والتأطير التربوي من خالل العمل على تغطية جميع مؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬واعتماد مفتشين‬
‫تربويين متخصصين حسب األطوار الدراسية‪ ،‬وكذا الرفع من جودة الزيارات الصفية في إطار برمجة سنوية؛‬
‫تجويد تقارير المراقبة اإلدارية والتربوية‪ ،‬واستغالل المعطيات والنتائج الواردة فيها‪ ،‬في إطار منهجية‬ ‫‪-‬‬
‫مضبوطة تمكن من استخراج المؤشرات المتعلقة بالنتائج واألداء‪ ،‬ورصد النقائص الخاصة أو العامة‪ ،‬وكذا‬
‫استخالص الدروس الضرورية لتأهيل وتجويد المنظومة التربوية للتعليم العتيق؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2694‬‬

‫تأطير الدعم واالمتيازات والمساعدات الممنوحة لمؤسسات التعليم العتيق وللجمعيات المدبرة لها‪ ،‬من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫إبرام اتفاقيات شراكة معها‪ ،‬وعلى أساس دفاتر تحمالت تتضمن أهدافا واضحة وقابلة للقياس وتحدد‬
‫االلتزامات والواجبات المتعلقة بكل طرف‪.‬‬
‫خامسا‪ .‬تدبير مشاريع بناء وتأهيل المؤسسات التعليمية‬
‫تتكلف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬بإنجاز مشاريع بناء وتأهيل مؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬وكذا القيام بعمليات التتبع‬
‫والصيانة‪ ،‬والمراقبة للحالة المادية للبنايات والمنشآت المدرسية‪ ،‬واتخاذ التدابير الضرورية لمعالجة وضعها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة مالءمة وتيرة منح رخص إحداث مؤسسات التعليم العتيق مع األهداف االستراتيجية لتطوير‬
‫المنظومة‬
‫بلغ عدد الرخص الممنوحة لمدارس التعليم العتيق‪ ،‬خالل الفترة الممتدة من ‪ 2014‬إلى ‪ ،2020‬ما مجموعه ‪ 225‬رخصة‬
‫تشمل الرخص المتعلقة بالفتح‪ ،‬والرخص المتعلقة باالستمرار في المزاولة‪ ،‬ورخص الموافقة على البناء‪ ،‬ورخص الموافقة‬
‫على التوسعة‪ ،‬ورخص الموافقة على فتح األطوار‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬لوحظ بأن نظام التراخيص المتعلقة بالفتح أو الموافقة‬
‫على فتح أطوار جديدة أو إبداء الرأي في شأن الموافقة على بناء مؤسسات للتعليم العتيق‪ ،‬من طرف الخواص ال يقيد المؤسسات‬
‫بمواصفات معينة‪ ،‬من أجل الحصول على هذه الرخص‪ ،‬وإنما يشترط فقط استيفاء طلبها للوثائق المطلوبة في النصوص‬
‫التنظيمية‪ .‬وبمجرد حصول المؤسسة على الرخصة‪ ،‬تستفيد من الدعم المخصص ألداء مكافآت العاملين مــن مدرسـين‬
‫وإداريين ومسـتخدمين (المكلفين بمهــام الحراســة والنظافــة)‪ ،‬ومنح الطلبة‪ ،‬إضافة إلى تحمل الوزارة في بعض األحيان‬
‫لبعض نفقات تسيير هذه المؤسسات (مصاريف استهالك الماء والكهرباء ومواد التنظيف)‪.‬‬
‫كما أن منح هذه الرخص يقتضي اعتماد خريطة مدرسية‪ ،‬وكذا مؤشرات وأهداف واضحة (التوزيع الجغرافي للمؤسسات‬
‫التعليمية‪ ،‬وخصائص عروضها التربوية‪ ،‬واالحتياجات التعليمية الواجـب تلبيتها‪ ،‬والتغطية من حيث األطوار المتوفرة‪،‬‬
‫والمستويات الدراسية المستهدفة‪ ،‬وعدد التالميذ المرتقب تسجيلهم بالطور المطلوب‪ ،‬والطاقة االستيعابية غير المستعملة في‬
‫كل مدرسة‪ ،‬إلخ)‪ ،‬وذلك لتفادي ارتفاع تكاليف الدعم واإلعانات العمومية الممنوحة‪ ،‬دون إسهام فعلي في تطوير وتجويد‬
‫منظومة التعليم العتيق‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في معرض جوابها إلى أنه نظرا لالعتبارات واإلكراهات التي حالت دون تمكن المديرية من‬
‫وضع خريطة مدرسية للتعليم العتيق‪ ،‬فإنها توظف بعض المعطيات المرتبطة بهذه الخريطة في إبداء الرأي في طلبات‬
‫بناء وتهيئة مؤسسات التعليم العتيق أو فتحها وكذا فتح المستويات واألطوار الدراسية المقترحة من طرف هذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬مع العلم بأنها ال تمنح رخص الموافقة على البناء أو التوسعة وإنما تبدي رأيها على التصميم لمراقبة مدى‬
‫احترام الشروط والمواصفات المنصوص عليها بالقرار الوزيري رقم ‪ 876.06‬الصادر في ‪ 03‬ماي ‪ 2006‬بتحديد‬
‫معايير التأطير والتجهيز التي تخضع لها مؤسسات التعليم العتيق‪ .‬كما أضافت بأن منح رخصة الفتح لمؤسسة للتعليم‬
‫العتيق ال يعني بالضرورة استفادتها من الدعم المخصص ألداء مكافآت العاملين ومنح المتمدرسين وأحيانا لبعض‬
‫نفقات التسيير‪ ،‬بحيث يبقى هذا الدعم رهينا بتوفر االعتمادات المالية وتوفر النصاب المطلوب من المتمدرسين‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحسين المسطرة المتعلقة برخص الموافقة على بناء مؤسسات جديدة‬
‫تقوم بعض الجمعيات بتشييد مبان بهدف إحداث مدارس عتيقة‪ ،‬دون الحصول على الموافقة القبلية للوزارة‪ ،‬بحيث ال يتقدم‬
‫المعنيون باألمر بطلب رخصة الفتح سوى بعد االنتهاء من البناء‪.‬‬
‫كما أن الوزارة لم تقم بإعداد دفتر تحمالت يخص بناء مدارس التعليم العتيق‪ ،‬بحيث يقتصر دورها‪ ،‬في حالة تقديم طلب‬
‫الرخصة‪ ،‬على المصادقة على التصميم المدلى به‪ ،‬والتأكد من مدى احترام توفر ثالث حجرات في كل طور‪ ،‬والتقيد بنسبة‬
‫‪ 1,8‬متر مربع لكل متمدرس‪ ،‬دون تطبيق جل مقتضيات القرار الوزيري رقم ‪ 876.06‬الصادر في ‪ 03‬ماي ‪ 2006‬بتحديد‬
‫معايير التأطير والتجهيز التي تخضع لها مؤسسات التعليم العتيق‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت الوزارة بأن قانون التعليم العتيق ال يشترط الحصول على إذن مسبق من الوزارة لبناء‬
‫مؤسسة للتعليم العتيق‪ ،‬والرأي الذي تبديه في هذا الشأن غير ملزم للجهة المكلفة بالبناء‪ ،‬وبالتالي ينحصر دورها في‬
‫منح الترخيص بالفتح الذي يبقى رهينا فقط بتوفير الشروط والمعايير المطلوبة حيث يقتصر دور الوزارة على التأكد‬
‫من مدى احترام مؤسسات التعليم العتيق للمعايير المادية والتربوية المنصوص عليها بالقرار الخاص بتحديد معايير‬
‫التأطير والتجهيز التي تخضع لها مؤسسات التعليم العتيق‪ .‬كما أضافت الوزارة بأنها تعمل على استدراك هذا األمر‬
‫من خالل تعديل النص القانوني المؤطر للتعليم العتيق‪ ،‬كما أنها لم تقم بإعداد دفتر تحمالت يتعلق ببناء مدارس التعليم‬
‫العتيق ألن هناك معايير أخرى عامة من اختصاص قطاعات ومصالح أخرى (قوانين التعمير وضوابط البناء وشروط‬
‫السالمة ورخصة البناء‪.)...‬‬
‫‪2695‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬ضرورة إنجاز الدراسات األولية والمتعلقة بجدوى مشاريع البناء‬


‫في إطار مخططاتها التنفيذية السنوية‪ ،‬قامت الوزارة ببناء ‪ 25‬مدرسة للتعليم العتيق ما بين سنتي ‪ 2008‬و‪ ،2020‬وصنفتها‬
‫بالنموذجية‪ ،‬بطاقة استيعابية وصلت إلى ‪ 5.394‬مقعدا‪ ،‬وداخليات ضمت ‪ 5.372‬سريرا‪ .‬وقد بلغ عدد المتمدرسين بها ‪2.447‬‬
‫تلميذا برسم الموسم الدراسي ‪ ،2022/2021‬أي أقل من ‪ %50‬من طاقتها االستيعابية‪ .‬كما بلغت تكلفة بنائها حوالي ‪538‬‬
‫مليون درهم‪ ،‬دون احتساب تكلفة الدراسات والوعاء العقاري والتجهيزات (اإلدارية والمدرسية والداخلية)‪ .‬فيما همت هذه‬
‫التكاليف حوالي ‪ 122.132‬مترا مربعا للمساحة المغطاة‪ ،‬أي ما يناهز ‪ %41‬من مساحة األراضي المعبئة لهذا الغرض‪.‬‬
‫غير أن اختيار أماكن توطين هذه المدارس النموذجية‪ ،‬لم يعتمد على تشخيص قبلي لحاجيات المناطق المعنية بهذا النوع من‬
‫التعليم‪ ،‬ومدى قدرتها على استقطاب المتمدرسين‪ ،‬بحيث أن المعيار األساسي الذي تحكم في قرار بناء معظم المؤسسات‬
‫ا لمنجزة‪ ،‬هو توفر الوعاء العقاري‪ ،‬ال سيما من خالل مسطرة تحبيس األراضي من طرف مواطنين لهذا الغرض‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن بالنسبة للمدارس النموذجية المنجزة بتمارة والريصاني وبنسليمان وشفشاون وتاونات والصويرة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن غياب دراسات الجدوى‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء مدارس في أماكن ال تتوفر على طلب تربوي‬
‫كاف (من حيث الروافد المكونة لمنظومة التعليم العتيق‪ ،‬ال سيما الكتاتيب القرآنية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في محيط‬
‫المدرسة)‪ ،‬أو إنشائها في مناطق تتميز بوفرة العرض التربوي‪ ،‬وهو ما قد يشكل منافسة قوية للمدارس النموذجية‪ .‬كما تقوم‬
‫الوزارة بمنح رخص لفتح مؤسسات خاصة في نفس أماكن توطين بعض المدارس النموذجية‪ .‬هذه الوضعية‪ ،‬ينتج عنها عدم‬
‫قدرة هذه المؤسسات على االستغالل الكامل لطاقتها االستيعابية وتحديد األطوار والمستويات التي ستدرس بها‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنه منذ سنة ‪ 2010‬أصبح البحث عن العقارات إليواء المؤسسات النموذجية يسند‬
‫إلى اللجان االقليمية الختيار األراضي‪ .‬وأن بعض المؤسسات النموذجية يتم إحداثها في إطار اتفاقيات شراكة لتعزيز‬
‫التنمية المجالية لألقاليم‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى التخطيط لتدبير صيانة وإصالح مؤسسات التعليم العتيق‬
‫تكتسي صيانة مباني مؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬أهمية قصوى من أجل المحافظة عليها ووقايتها من التلف لكي تؤدي وظيفتها‬
‫على الوجه األكمل‪ ،‬وللتقليل كذلك من التكاليف الناتجة عن اإلهمال أو اإلرجاء‪ .‬وتشمل هذه األعمال اإلعداد والتخطيط‬
‫والتنفيذ لعملية الصيانة‪ ،‬باإلضافة إلى المتابعة والرقابة أثناء وبعد التنفيذ‪ .‬وقد بلغت تكاليف صيانة مدارس التعليم العتيق‪،‬‬
‫حوالي ‪ 9,32‬مليون درهم خالل الفترة الممتدة من ‪ 2014‬إلى ‪ .2021‬إال أن االنتقال من المنهج الذي يعتمد على إصالح‬
‫العطل عند حدوثه‪ ،‬والذي غالبا ما يؤدي إلى تراكم األعطال‪ ،‬وارتفاع كلفة إصالحها‪ ،‬إلى المنهج التوقعي واالستباقي المبني‬
‫على الصيانة الوقائية والصيانة التصحيحية‪ ،‬يقتضي توفر الوزارة على خطة محكمة إلصالح وصيانة هذه البنايات‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد دفتر تحمالت يتضمن الشروط العامة‪ ،‬وكذا المواصفات والمعايير التقنية والتربوية والمعمارية‬
‫المطلوب توفرها في البنايات المعدة الحتضان مؤسسات التعليم العتيق‪ ،‬وربط مسطرة الترخيص بالفتح أو‬
‫باستمرار المزاولة بمدى احترام هذه المواصفات؛‬
‫القيام بدراسات الجدوى‪ ،‬والدراسات األولية الضرورية‪ ،‬قبل الشروع في البت في المشاريع المتعلقة بإنشاء‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسات جديدة للتعليم العتيق‪ ،‬بما يتيح التشخيص القبلي لحاجيات المناطق المعنية‪ ،‬ومدى قدرة المؤسسات‬
‫المتوقع إنجازها على استقطاب المتمدرسين‪ ،‬وكذا ضبط تكلفة أشغال بنائها وتجهيزها؛‬
‫إعداد برنامج خاص بتتبع وصيانة البنايات والمنشآت المدرسية‪ ،‬واتخاذ التدابير الضرورية لمعالجة وضعها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بما يسمح ببلوغ األهداف المرتبطة بتحسين الوضعية الوظيفية لهذه المؤسسات‪ ،‬وضمان سالمة مرتفقيها‬
‫والعاملين بها‪ ،‬حتى تمر العملية التربوية في ظروف الئقة وآمنة‪.‬‬

‫القطاعات اإلنتاجية‬
‫تزخر بالدنا بالعديد من المؤهالت االقتصادية التي يتعين استغاللها على نحو يمكن من توفير مقومات اقتصاد متنوع وتنافسي‬
‫قادر على إنتاج قيمة مضافة والرفع من نسب النمو وتوفير مزيد من فرص الشغل‪.‬‬
‫وتشكل السياحة‪ ،‬على هذا المستوى‪ ،‬دعامة أساسية لالقتصاد الوطني ورافعة من رافعات التنمية المستدامة‪ ،‬لذلك ما فتئت‬
‫السلطات الحكومية المعنية تولي هذ ا القطاع األهمية الالزمة من أجل تحسين أدائه والرفع من مردوديته واالرتقاء بقدرته‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2696‬‬

‫التنافسية من خالل االستغالل األمثل لإلمكانات المتوفرة‪ .‬وعلى غرار مجموعة من القطاعات‪ ،‬تأثرت السياحة بشكل كبير‬
‫جراء إقرار الحجر الصحي تزامنا مع انتشار جائحة "كوفيد ‪ ،"19 -‬وهو ما اقتضى اعتماد خطة من أجل دعم القطاع لتجاوز‬
‫آثار الجائحة واستعادة نشاطه الطبيعي‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬يشكل التجميع الفالحي إحدى اآلليات التي من شأنها اإلسهام في تطوير الفالحة ببالدنا‪ ،‬من خالل االستفادة‬
‫من مزايا هذا النموذج القائم على تنظيم الفالحين (المنتجين) حول فاعلين خواص أو تنظيمات مهنية (ال ُم َج ِّ ّمعين)‪ ،‬والمتمثلة‬
‫أساسا في االستفادة من التقنيات الحديثة والتمويل والولوج إلى األسواق الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫وألجل توفير المزيد من مناصب الشغل‪ ،‬أولت االستراتيجيات الوطنية عناية خاصة للتشغيل الذاتي‪ ،‬حيث تم اعتماد برامج‬
‫واتخاذ تدابير تتضمن حزمة من التحفيزات والتسهيالت‪ ،‬تمويلية باألساس‪ ،‬لفائدة الشباب حاملي المشاريع الراغبين في إنشاء‬
‫مقاوالتهم‪ ،‬ومن بين أهمها "البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت" الذي استهدف إحداث فضاءات مؤقتة الحتضان األنشطة‬
‫المهنية المزاولة من طرف الشباب‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تناولت المهمات الرقابية التي أنجزتها المحاكم المالية خالل سنة ‪ 2021‬والمرتبطة بالقطاعات اإلنتاجية‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫خطة دعم قطاع السياحة لتجاوز آثار جائحة "كوفيد‪"19-‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫التجميع الفالحي؛‬ ‫‪-‬‬
‫مشاتل المقاولين الشباب؛‬ ‫‪-‬‬
‫فضاءات االستقبال الصناعي المنجزة بشراكة مع الجماعات الترابية بجهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خطة دعم قطاع السياحة لتجاوز آثار جائحة كوفيد‪:19-‬‬


‫أهمية مواصلة الجهود لتحقيق أهداف عقد البرنامج ‪2022-2020‬‬

‫يساهم قطاع السياحة في تنمية االقتصاد الوطني‪ ،‬حيث قُدِّّرت مساهمته بنسبة ‪ %7‬من الناتج الداخلي الخام سنة ‪ ،2019‬و َم َّكن‬
‫من توفير ‪ 565‬ألف فرصة عمل مباشرة‪ ،‬ومن تحقيق مداخيل ناهزت ‪ 123,8‬مليار درهم خالل نفس السنة‪.‬‬
‫وقد واجه قطاع السياحة‪ ،‬على امتداد العقدين الماضيين‪ ،‬عدة أحداث ظرفية أثرت على أدائه‪ ،‬إالَّ أن األزمة الصحية الحالية‬
‫الناجمة عن فيروس كورونا المستجد كوفيد ‪ 19-‬أدخلت القطاع في وضعية غير مسبوقة بسبب تداعياتها‪ ،‬مما أثر على‬
‫المنظومة السياحية بأكملها كما هو الحال في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫ولمواجهة آثار الجائحة على هذا القطاع‪ ،‬اتخذت السلطات العمومية عدة إجراءات وتدابير‪ ،‬لعل أهمها التوقيع على عقد‬
‫البرنامج بين الدولة والقطاع الخاص‪ ،‬في ‪ 6‬غشت ‪ ،2020‬المتعلق بدعم وإنعاش قطاع السياحة الذي يغطي الفترة ‪- 2020‬‬
‫‪.2022‬‬
‫وقد أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة موضوعاتية حول قطاع السياحة في مواجهة األزمة الصحية الناجمة عن "كوفيد‪-‬‬
‫‪ ،"19‬سعى من خاللها إلى الوقوف على مدى تأثر القطاع بالجائحة ونجاعة اإلجراءات المتخذة من طرف مختلف الفاعلين‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تأثير األزمة الصحية "كوفيد‪ "19-‬على قطاع السياحة‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز حكامة وتدبير القطاع السياحي ال سيما فيما يخص التنسيق والرصد واليقظة‬
‫ض ِّ ّمنَت في‬
‫قبل جائحة "كوفيد‪ ،"19-‬كانت السلطات العمومية قد اعتمدت استراتيجية التنمية السياحية "رؤية ‪ ،"2020‬والتي ُ‬
‫عقد البرنامج الوطني ‪ 2020-2010‬الذي حدد مجموعة من األهداف‪ ،‬من بينها تنويع العرض وتعزيز االستثمار في المجال‬
‫السياحي وإحداث هيئات للحكامة‪ ،‬وترسيخ مكانة قطاع السياحة كإحدى ركائز التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬من خالل‬
‫صة السياحة في الناتج الداخلي الخام‪ .‬وقد عرف تنفيذ هذا العقد بعض‬ ‫إحداث مناصب شغل جديدة والرفع من مداخيل وحِّ َّ‬
‫النقائص‪.‬‬
‫ولعل أهم هذه النقائص عدم إحداث بعض الهيئات المنصوص عليها في عقد البرنامج الوطني‪ ،‬كالمجلس الوطني للسياحة‬
‫ووكاالت للتنمية السياحية على مستوى الوجهات السياحية الثمانية لت ُح َّل َم َح َّل المجالس الجهوية والمجالس اإلقليمية للسياحة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في غياب إحداث هذه الوكاالت‪ ،‬تم االتفاق مع الفاعلين على المستوى الجهوي على إنشاء شركات‬
‫للتنمية الجهوية للسياحة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لشركة التنمية الجهوية للسياحة لسوس‪-‬ماسة‪.‬‬
‫‪2697‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أفادت الوزارة المكلفة بالسياحة في جوابها أن غياب هياكل الحكامة المنصوص عليها في إطار رؤية ‪ 2020‬لم‬
‫ضعِّ إطار تنسيقي مع القطاعين العام‬
‫يمنع قطاع السياحة من إدارة ومتابعة أوراش القطاع والمشاريع الترابية‪َ ،‬و َو ْ‬
‫والخاص بهدف المواكبة والتنسيق وتقييم تنفيذ الرؤية وتتبع اإلنجازات‪.‬‬
‫وبخصوص نظام القيادة واليقظة الحالي‪ ،‬فإنه ال يستجيب بشكل كافٍ الحتياجات مختلف المتدخلين في القطاع السياحي على‬
‫المدى المتوسط والمدى البعيد‪ .‬ذلك أن مرصد السياحة لم يعد ُمفَ َّعال منذ ‪ ،2016‬علما أن إحداثه جاء ليكون بمثابة أداة لليقظة‬
‫والرصد والتحليل وآلية تساعد على اتخاذ القرار عن طريق تقديم نظرة شاملة عن النشاط السياحي ومراقبة االقتصاد السياحي‬
‫الوطني وتوجيه وتشجيع التنمية السياحية‪ .‬ويعود انعقاد آخر جمعية عمومية عادية إلى ‪ 23‬أبريل ‪ 2015‬وآخر مجلس إدارة‬
‫للمرصد إلى ‪ 28‬دجنبر ‪.2015‬‬
‫وقد أكدت الوزارة بهذا الخصوص‪ ،‬أن جهودا كبيرة تبذل لضمان إعادة تموضع مرصد السياحة وإعادة تأهيله‪ .‬ولهذا‬
‫الغرض‪ ،‬عُقد جمع عام في ‪ 6‬يوليوز ‪ 2022‬لمواصلة دراسة هذا الموضوع‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬اتسم االستثمار في مجال التنشيط السياحي بمحدوديته رغم كونه أحد األهداف التي طمحت رؤية ‪2020‬‬
‫لتطويرها‪ ،‬إذ ال تزال االستثمارات السياحية تتركز على إنشاء مؤسسات اإليواء على حساب العرض في مجال التنشيط‬
‫والترفيه‪ .‬فباستثناء سنتي ‪ 2013‬و‪ 2019‬اللتين بلغت فيهما نسبة االستثمار في مجال التنشيط السياحي ‪ ،%46‬فقد سجل هذا‬
‫األخير نسبا محدودة تتراوح بين ‪ %3‬و‪ %21‬من االستثمار اإلجمالي خالل الفترة ‪.2019-2011‬‬
‫وفيما يخص السياحة الداخلية‪ ،‬لم يتم وضع استراتيجية مندمجة خاصة بتطويرها أخذا بعين االعتبار البعد الجهوي وطبيعة‬
‫المنتوج السياحي والتواصل والتوزيع والدعم‪ .‬وقد أبرز تقييم رؤية ‪ ،2020‬الذي قامت به الوزارة المكلفة بالسياحة في أكتوبر‬
‫‪ ، 2020‬شبه غياب لمنتوج سياحي مناسب للسياحة الداخلية وكذا آلليات دعم مخصصة لذلك وشبكة توزيع منظمة‪ ،‬علما أن‬
‫األطراف الموقعة لعقد البرنامج الوطني "رؤية ‪ "2020‬التزمت باتخاذ إجراءات تهم تشجيع السياحة الداخلية وأخرى تهم‬
‫المنتوج السياحي والتواصل والتوزيع والدعم‪.‬‬
‫ورغم المؤشرات المشجعة الخاصة بأداء السياحة الداخلية‪ ،‬فإنه ال يعكس اإلمكانات الكبيرة المتاحة في هذا المجال‪ .‬ويعزى‬
‫ذلك باألساس إلى التأخر في وضع منتوج سياحي يالئم متطلبات السياح المقيمين وقدرتهم الشرائية‪ ،‬وكذا في وضع آليات‬
‫لدعمهم كشيكات السياحة وتطبيق أسعار تشجيعية للسياحة الداخلية من طرف شركات النقل والفاعلين السياحيين على مدار‬
‫السنة‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلقامة السائحين األجانب بالمغرب‪ ،‬فقد تم تسجيل نسبة محدودة للمؤشر المتعلق باإلقامة )‪ (TES‬حيث لم يتجاوز‬
‫‪ %34‬في متم سنة ‪ ،2019‬بسبب توجه السائحين خارج مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة وتغير سلوكهم وميولهم أكثر إلى‬
‫السياحة اإليكولوجية والقروية‪ ،‬وسياحة االستكشاف في الجبال والصحراء‪.‬‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالسياحة بما يلي‪:‬‬
‫مراجعة آليات الحكامة والقيادة المعتمدة حاليا بتنسيق مع الفاعلين في القطاع السياحي‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫إحداث هيئات الحكامة على المستويين المركزي والترابي تماشيا مع تنزيل الجهوية المتقدمة والالتمركز‬
‫اإلداري ومراجعة آليات التخطيط واإلحصاء؛‬
‫إعادة تأهيل مرصد السياحة من أجل القيام بمهامه في مجال اليقظة والرصد والتحليل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬تأثير األزمة الصحية على المؤشرات الرئيسية للقطاع‬
‫تعتبر السياحة أحد القطاعات األكثر تضررا من تداعيات جائحة "كوفيد‪ ،"19-‬إذ كان لها تأثير بالغ على السياحة بشكل عام‬
‫والصناعة الفندقية بشكل خاص‪ ،‬بحيث أدت إجراءات تقييد التنقل وإغالق الحدود إلى تراجع كبير في أداء قطاع السياحة على‬
‫المستويين الوطني والدولي‪.‬‬
‫وحسب منظمة السياحة العالمية ‪ ،‬فقد سجل القطاع أسوأ نتائج له عبر التاريخ‪ ،‬حيث تراجع عدد المسافرين عبر النقل الجوي‬
‫التجاري من ‪ 1.867‬مليون مسافرا في يناير ‪ 2019‬إلى ‪ 606‬مليون مسافرا في مارس ‪ ،2020‬أي بانخفاض نسبته ‪%70‬‬
‫خالل هذه الفترة‪ .‬كما تراجع عدد السياح الوافدين على مستوى العالم من ‪ 1,5‬مليار سائح دولي وافد في عام ‪ 2019‬إلى ‪398‬‬
‫مليون سائح في عام ‪ ،2020‬بانخفاض نسبته ‪.%74‬‬
‫وعلى المستوى الوطني‪ ،‬تأثرت السياحة بشكل كبير جراء األزمة الصحية نتيجة إغالق الحدود وقيود السفر التي فرضتها‬
‫السلطات العمومية للتخفيف من آثار انتشار الفيروس‪ .‬حيث انخفض عدد الوافدين إلى المراكز الحدودية بشكل كبير‪ ،‬متراجعا‬
‫من ‪ 12.932.260‬وافدا خالل سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 2.777.802‬سنة ‪ 2020‬و‪ 3.721.702‬سنة ‪ ،2021‬أي بنسبة انخفاض بلغت‬
‫‪ %78‬بين ‪ 2019‬و‪ ،2020‬ونسبة ‪ %71‬بين ‪ 2019‬و‪ .2021‬كما تراجع عدد الوافدين إلى مؤسسات اإليواء السياحي من‬
‫‪ 9.155.925‬وافدا سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 2.522.994‬سنة ‪ 2020‬و‪ 3.640.394‬سنة ‪.2021‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2698‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كان لألزمة تأثير كبير على نشاط اإليواء السياحي‪ ،‬حيث تم تسجيل ما يقرب من ‪ 6.975.620‬ليلة مبيت‬
‫خالل ‪ 2020‬و‪ 9.195.657‬ليلة مبيت سنة ‪ 2021‬في مؤسسات اإليواء السياحي مقارنة بـ ‪ 25.243.989‬ليلة مبيت مسجلة‬
‫في ‪ ،2019‬وهو ما يمثل تراجعا بنسبة ‪ %72‬من ‪ 2019‬إلى ‪ 2020‬و‪ %64‬من ‪ 2019‬إلى ‪.2021‬‬
‫وقد بلغ إجمالي عائدات السياح الوافدين على المغرب ‪ 36.450‬مليون درهم خالل ‪ 2020‬و‪ 34.310‬مليون درهم خالل سنة‬
‫‪ ،2021‬بعد أن كانت في حدود ‪ 78.747‬مليون درهم في سنة ‪ ،2019‬مسجلة بذلك انخفاضا بلغت نسبته ‪ %54‬بين سنتي‬
‫‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪ % 56‬بين ‪ 2019‬و‪.2021‬‬
‫شغَّلة بالفنادق التي بلغت ‪ 146.287‬سريرا تهم جميع الفئات نهاية سنة‬
‫وكان لهذا الوضع أيضا تأثيرات كبيرة على السعة ال ُم َ‬
‫‪ ،2021‬وهو ما يمثل ‪ %53‬من السعة المتوفرة‪.‬‬
‫كما أدت األزمة الصحية إلى إغالق مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة‪ ،‬حيث بلغ معدل إغالق هذه المؤسسات على المستوى‬
‫الوطني حوالي ‪ %37‬سنة ‪ 2020‬و‪ %19‬سنة‪ 2021‬وذلك استنادا إلى الطاقة اإليوائية للحظيرة الفندقية الوطنية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالتشغيل‪ ،‬فقد قدرت الوزارة فقدان نحو ‪ 300‬ألف منصب شغل مباشر في الربع الثاني من سنة ‪( 2020‬أي أكثر‬
‫من ‪ %54‬من مجموع مناصب الشغل المباشرة في القطاع)‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬اإلجراءات المتخذة لمواجهة آثار األزمة الصحية‬
‫للتخفيف من اآلثار السلبية للوباء على القطاع السياحي‪ ،‬تم التوقيع‪ ،‬في ‪ 06‬غشت ‪ ،2020‬على عقد برنامج بين الدولة والقطاع‬
‫الخاص إلنعاش قطاع السياحة يغطي الفترة ‪ .2022-2020‬ويهدف هذا البرنامج‪ ،‬الذي يتضمن ‪ 21‬إجراء‪ ،‬الحفاظ على‬
‫مناصب الشغل‪ ،‬وتوفير الدعم االقتصادي والمالي‪ ،‬وتحفيز وتعزيز الطلب السياحي وكذا تنشيط االستثمار ووضع بعض‬
‫التدابير الهيكلية الشاملة في القطاع‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على الحفاظ على مناصب الشغل‬
‫يهدف عقد البرنامج ‪ 2022-2020‬إلى الحفاظ على فرص الشغل من خالل اتخاذ تدابير ذات طابع اجتماعي لفائدة المستخدمين‬
‫والمقاوالت العاملة في القطاع السياحي‪ ،‬وذلك من أجل مساعدتهم على مواجهة اآلثار السلبية التي خلفتها جائحة "كوفيد‪-‬‬
‫‪."19‬‬
‫• جهود متواصلة للدولة للحفاظ على فرص الشغل‬
‫يبرز تحليل وضعية منح التعويضات الجزافية المحددة بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 2021‬أن عدد األجراء المستفيدين من هذا التعويض‪،‬‬
‫العاملين في مجال اإليواء السياحي والمطاعم‪ ،‬كان في حدود ‪ 82.631‬من بين ‪ 126.311‬من مجموع األجراء المصرح بهم‬
‫لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي إلى حدود شهر فبراير ‪ ،2020‬أي بمعدل تعويض يقارب ‪ .%65‬ومن جهة أخرى‪،‬‬
‫بلغ عدد المرشدين السياحيين الذين تقدموا بطلبات من أجل االستفادة من التعويض الجزافي حوالي ‪ 2.330‬مرشدا سياحيا من‬
‫مجموع المرشدين السياحيين‪ ،‬البالغ عددهم ‪ ،3.254‬والذين يتوفرون على شروط االستفادة من التغطية االجتماعية وتوصل‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بملفاتهم وتمت معالجتها‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أبرزت المعطيات المتعلقة بطالبي التعويض الجزافي‪ ،‬التي توصلت بها وزارة السياحة من الصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬أنه إلى متم فبراير ‪ ،2020‬لم يتجاوز العدد اإلجمالي لألجراء التابعين للقطاع المصرح بهم لدى‬
‫الصندوق ‪ 126.311‬أجيرا‪ ،‬أي بنسبة ‪ %23‬فقط من مجموع األجراء العاملين في القطاع السياحي‪ ،‬وهو ما يفيد بأن ‪%77‬‬
‫من الشغيلة العاملة في القطاع (أي ما يقارب ‪ 423.700‬وظيفة مباشرة) لم يتم التصريح بها لدى الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وبالتالي لم تتمكن هذه الفئة من االستفادة من التعويض‪ ،‬مما يزيد من تفاقم وضعيتها االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يشترط في منح التعويض الجزافي المنصوص عليه في عقد البرنامج ‪ ،2022-2020‬احترام المشغلين لهدف‬
‫الحفاظ على ما ال يقل عن ‪ %80‬من عدد مناصب الشغل الثابتة المصرح بها لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬
‫برسم شهر فبراير ‪ . 2020‬إال أن هذا الشرط لم تتمكن المقاوالت السياحية من احترامه نظرا للصعوبات التي واجهتها خالل‬
‫هذه الفترة‪.‬‬
‫وعلى هذا المستوى‪ ،‬يوصي المجلس الوزارة المكلفة بالسياحة بمواصلة المجهودات المبذولة من أجل‬
‫تفعيل التدابير التي جاء بها عقد البرنامج ‪ ،2022-2020‬المتعلق بإنعاش القطاع السياحي لتجاوز تداعيات‬
‫األزمة الصحية الناجمة عن ''كوفيد‪.''19-‬‬
‫• العمل غير المهيكل في القطاع السياحي‪ :‬وجوب رفع التحدي المتمثل في الضبط واإلدماج التدريجي‬
‫يعرف قطاع السياحة تفشي ظاهرة العمل غير المهيكل‪ ،‬دون أن تتوفر الوزارة الوصية على تقييم لوضعية هذه الظاهرة‪ ،‬وكذا‬
‫مدى تأثيرها على االقتصاد السياحي وعلى الجانب االجتماعي للعاملين في القطاع‪ .‬ويتعلق األمر ببعض فئات العاملين في‬
‫األنشطة المتصلة بالسياحة‪ ،‬كشركات تأجير المعدات وشركات تأجير السيارات وعمال مؤسسات اإليواء غير المصنفة‪.‬‬
‫‪2699‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وبموجب اإلجراء الرابع من عقد البرنامج ‪ ،2022-2020‬يعتبر إدماج العمل غير المهيكل في القطاع السياحي مكونا رئيسيا‬
‫من مكونات المحور المتعلق بالحفاظ على وظائف القطاع‪ .‬غير أنه‪ ،‬باستثناء التدابير المتخذة لصالح المرشدين السياحيين من‬
‫خالل تنظيم مهنتهم وإدماجهم في نظام التأمين االجتماعي للعاملين لحسابهم الخاص‪ ،‬لم يتم اتخاذ التدابير الالزمة لفئات أخرى‬
‫من العاملين في األنشطة المتصلة بالسياحة كشركات تأجير المعدات وشركات تأجير السيارات وعمال مؤسسات اإليواء غير‬
‫المصنفة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم تستفد هذه الفئة من العاملين في القطاع السياحي من أي تدابير إلدراجها في الجانب المهيكل للقطاع‬
‫ولم تستفد من التعويض الجزافي عن فقدان الشغل الذي تسببت فيه األزمة الصحية‪ ،‬على غرار الفئات األخرى المستفيدة‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة أنه في إطار تفعيل تعميم التغطية الصحية‪ ،‬يقوم قطاع السياحة بإدراج العاملين غير األجراء‬
‫لوكاالت األسفار‪ ،‬والمطاعم السياحية المصنفة‪ ،‬وكذلك مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة‪ .‬وبالنسبة للمهن األخرى‪،‬‬
‫فيتم إدراجها من طرف القطاعات الحكومية المعنية في إطار عمل حكومي منسق‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز الدعم االقتصادي والمالي لقطاع السياحة‬
‫يضم عقد البرنامج ‪ 2022-2020‬في محوره االستراتيجي المتعلق بالدعم االقتصادي والمالي ثالث آليات‪ ،‬وهي التمويل‬
‫البنكي لمقاوالت القطاع‪ ،‬وديون الزبناء والتدابير الضريبية الخاصة بالقطاع‪ .‬وقد سجلت في هذا الصدد مجموعة من‬
‫المالحظات همت الجوانب التالية‪:‬‬
‫• صعوبة تسديد أقساط الديون من طرف المقاوالت على المدى المتوسط‬
‫التزمت األطراف الموقعة لعقد البرنامج ‪ 2022-2020‬بتمديد مهلة تسديد ديون قروض "ضمان أوكسجين" إلى غاية ‪31‬‬
‫دجنبر ‪ 2021‬عوض تاريخ ‪ 30‬يونيو‪ .2020‬وتغطي هذه التمويالت البنكية المصاريف الجارية لسنة ‪ .2020‬وقد تم اعتماد‬
‫تاريخ ‪ 31‬دجنبر ‪ 2021‬كحد أقصى السترجاع المبالغ‪ .‬كما أنه‪ ،‬في حالة عدم التزام المقاوالت بهذا األجل‪ ،‬فقد تم تحديد مدة‬
‫استهالك القروض االستثنائية لتمويل احتياجات رأس المال العامل في خمس سنوات كحد أقصى‪.‬‬
‫وعالوة على تعقد شروط االستفادة من هذه التمويالت‪ ،‬فإن هذا النوع من التمويل ال يستجيب لمتطلبات قطاع يعاني بشكل‬
‫كبير من تداعيات األزمة الصحية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد تم إحداث آلية "ضمان أكسجين" قصد تمكين المقاوالت التي عرفت خزينتها تدهورا بسبب انخفاض‬
‫نشاطها من الحصول على موارد استثنائية للتمويل وتخفيف العبء على السيولة النقدية للمقاوالت في جميع القطاعات بغية‬
‫تفادي اإليقاف شبه الكلي لنشاطها‪ .‬غير أنه ومع استمرار األزمة الصحية وانخفاض النشاط السياحي‪ ،‬أصبح من الصعب على‬
‫المقاوالت تسدي د أقساط الديون على المدى المتوسط والبعيد نظرا لكون فائض استغاللها الخام ال يكفي المتصاص النفقات‬
‫المالية واالستهالكات‪ ،‬مما قد يعرض مجموعة من المقاوالت لإلفالس‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يوصي المجلس بإعادة هيكلة الديون بعيدة المدى من خالل اتخاذ تدابير ملموسة في مجال ضمان القروض‪،‬‬
‫تفاديا لضياع جزء كبير من النسيج اإلنتاجي في هذا القطاع‪.‬‬
‫• ضرورة تمديد تأجيل سداد القروض البنكية لفائدة المقاوالت المتضررة‬
‫نص عقد البرنامج ‪ 2022-2020‬على تأجيل سداد القروض البنكية وتلك المتعلقة بقروض التمويل التأجيري )‪ (leasing‬إلى‬
‫غاية ‪ 31‬مارس ‪ 2021‬بدون أداء رسوم أو غرامات بالنسبة لمقاوالت القطاع السياحي واألجراء العاملين فيه‪ .‬غير أنه بعد‬
‫التوقف شبه الكلي للنشاط السياحي‪ ،‬أحدثت لجنة اليقظة االقتصادية آلية تمكن أصحاب القروض من االستفادة من تأجيل سداد‬
‫أقساط القروض من مارس إلى يونيو ‪ .2020‬وقد مكن هذا اإلجراء من تخفيف العبء على السيولة النقدية للمقاوالت واألسر‬
‫في كل القطاعات التي تأثرت كثيرا من تداعيات األزمة الصحية‪.‬‬
‫ومن بين اإلجراءات التي جاء بها عقد البرنامج تمديد تأجيل سداد القروض البنكية لفائدة المقاوالت المتضررة من األزمة‬
‫لمدة تسعة أشهر إضافية‪ ،‬أي إلى غاية ‪ 31‬مارس ‪ .2021‬إالَّ أن اإلجراء لم يتم احترامه‪ ،‬بحيث يتطلب تفعيله مشاورات مع‬
‫المجموعة المهنية لبنوك المغرب في إطار لجنة اليقظة االقتصادية‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها أنه في إطار المخطط االستعجالي الذي تمت المصادقة عليه في يناير ‪ ،2022‬تم تأجيل‬
‫آجال استحقاق القروض البنكية لمدة قد تصل إلى سنة لفائدة مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة ووكاالت األسفار‬
‫وشركات النقل السياحي والمطاعم السياحية المصنفة‪.‬‬
‫• ضرورة توضيح التدابير التي يتعين اتخاذها تجاه ديون الزبناء‬
‫منذ توقف النشاط السياحي‪ ،‬ألغيت عدة خدمات سياحية كانت مبرمجة ومؤدى عنها مسبقا‪ .‬وبهذا الخصوص‪ ،‬تمت المصادقة‬
‫بتاريخ ‪ 13‬مايو ‪ 2020‬على القانون رقم ‪ 30.20‬بسن أحكام خاصة تتعلق بعقود األسفار والمقامات السياحية وعقود النقل‬
‫الجوي للمسافرين‪ .‬وقد مكن هذا اإلجراء القانوني المقاوالت من تعويض المبالغ المستخلصة من الزبناء‪ .‬وقد سجل المجلس‬
‫على العموم احترام مقتضيات القانون رقم ‪ 30.20‬من طرف مهنيي القطاع‪ ،‬باستثناء بعض وكاالت األسفار التي لم تحترم‬
‫التزاماتها بهذا الخصوص‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2700‬‬

‫وقد التزمت األطراف الموقعة لعقد البرنامج سالف الذكر‪ ،‬على حرص الدولة على احترام مقتضيات هذا القانون والتزام‬
‫القطاع الخاص بتعهداته لالحتفاظ بعالقة الثقة مع الزبون‪ .‬لكن هذا اإلجراء لم يكن واضحا بالشكل الكافي ولم يتطرق بشكل‬
‫مفصل إلى التدابير التي يتعين اتخاذها عند االقتضاء‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها أنه تم فرض عقوبات على الفاعلين السياحيين الذين لم يحترموا مقتضيات القانون رقم‬
‫‪ 30.20‬وذلك حسب اإلطار القانوني الجاري به العمل‪ .‬كما أنه تمت معالجة مختلف الشكايات الواردة على هذه الوزارة‬
‫حيث تمت تسوية البعض منها وديا في حين اتبعت المسطرة اإلدارية الخاصة بالبحث والعقوبات في باقي الشكايات‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يوصي المجلس بإحداث نظام تأمين بالنسبة لعقود السفر والمقامات السياحية وعقود النقل الجوي‬
‫للمسافرين لحماية الزبناء ضد التأثيرات السلبية التي تترتب عن اإلغالقات المفاجئة للحدود‪.‬‬
‫• تدابير ضريبية لفائدة القطاع السياحي لم يتم اتخاذها‬
‫التزمت الدولة من خالل عقد البرنامج ‪ 2022-2020‬بالعمل على وضع اتفاق شامل لمعالجة الديون الجبائية لمهنيي السياحة‪.‬‬
‫لكن لم يتم بعد الشروع في وضع اتفاق شامل لمعالجة الديون الجبائية للمقاوالت السياحية‪ ،‬والذي كان من المفروض أن يدخل‬
‫حيز التنفيذ متم سنة ‪.2021‬‬
‫ومن خالل تحليل الجبايات الخاصة بالقطاع السياحي‪ ،‬لوحظ تعدد للضرائب سواء المباشرة أو غير المباشرة المفروضة عليه‬
‫والتأخر في اتخاذ مجموعة من التدابير التي تم االلتزام بتفعيلها سنة ‪ ،2021‬والخاصة بإعادة هيكلة وتطوير النظام الجبائي‬
‫العام المتعلق بقطاع السياحة‪ ،‬بمشاركة األطراف المعنية‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها أنه بالنسبة للشق الضريبي للمخطط االستعجالي‪ ،‬يتم العمل على تحمل الضريبة المهنية‬
‫المستحقة وغير المسددة لمدة سنتين ضريبيتين‪ ،‬بغرض تخفيف االلتزامات الضريبية في ظل هذه الظرفية الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬آليات تشجيع االستثمار في حاجة للتفعيل‬
‫نص عقد البرنامج ‪ ،2022-2020‬المشار إليه أعاله‪ ،‬على إحداث آليتين لتشجيع االستثمار‪ .‬ويتعلق األمر بصندوق االستثمار‬
‫في القطاع السياحي الموجه لمواكبة المشاريع السياحية وآلية "إنماء السياحة" الموجهة لدعم التنافسية وتحويل األطراف‪،‬‬
‫والتي تهم المقاوالت الصغرى والصغيرة جدا التي تزاول المهن المقننة كاإليواء والتوزيع والمطاعم وكذلك المهن واألنشطة‬
‫الموازية للقطاع السياحي كالتنشيط والرقمنة‪ .‬غير أنه بالرغم من المجهودات المبذولة في هذا اإلطار‪ ،‬لم يتم تفعيل هاتين‬
‫اآلليتين‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها أن آلية "إنماء سياحة" قد تم دمجها في برنامج الدعم الشامل لتطوير المقاوالت السياحية‬
‫الصغرى والمتوسطة والمقاوالت الصغيرة جدا والذي يتعلق بتحديث المقاوالت القائمة ودعم إنشاء مقاوالت جديدة‬
‫خاصة في مجال التنشيط‪ .‬حيث تم في إطار تفعيل هذا األخير‪ ،‬إطالق برنامج تجريبي على مستوى جهة سوس ماسة‪،‬‬
‫وتوقيع اتفاقية شراكة سنة ‪ 2021‬مع الجهة لرصد غالف مالي يبلغ ‪ 100‬مليون درهما موزع بين الجهة والشركة‬
‫المغرية للهندسة السياحية لفائدة ‪ 150‬مقاولة‪ .‬كما تم إحداث شركة التنمية الجهوية للسهر على إدارة هذه اآللية‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع وتعزيز الطلب على السياحة‪ :‬إجراءات يتعين استكمالها‬
‫التزمت الدولة في عقد البرنامج ‪ 2022-2020‬سالف الذكر‪ ،‬باتخاذ مجموعة من التدابير المتعلقة بتشجيع وتعزيز الطلب‬
‫السياحي وخاصة عبر العمل بالجواز الصحي وخلق دينامية للسياحة الداخلية‪.‬‬
‫• ضرورة االنخراط في اإلطار المرجعي للسالمة الصحية بمؤسسات اإليواء السياحي‬
‫وضعت وزارة السياحة إطارا مرجعيا للسالمة الصحية خاصا بمؤسسات اإليواء السياحي‪ ،‬وكذا منصة للتقييم الذاتي تحت‬
‫اسم "‪ "Welcomesafely.ma‬قصد مواكبة مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة في عملية مالءمتها لمعيار السالمة الصحية‬
‫بهدف حصولها على عالمة ‪ .Welcomesafely‬إال أنه بالرغم من المجهودات التي تم بذلها في هذا اإلطار‪ ،‬فإن عدد‬
‫المؤسسات السياحية المصنفة المسجلة على المنصة لم يتجاوز ‪ 709‬من أصل ‪ 4.370‬مؤسسة مستهدفة‪ ،‬أي بنسبة ‪%16‬‬
‫فقط‪ .‬أما فيما يخص المؤسسات التي حصلت على عالمة ‪ Welcomesafely‬بعد تلقي التدريب الالزم‪ ،‬فلم تتعد ‪ 245‬مؤسسة‬
‫سياحية وهو ما يمثل نسبة ‪ %5,6‬من المؤسسات السياحية المتوقعة‪ .‬وتعزى هذه الوضعية إلى التجاوب غير الكافي لمؤسسات‬
‫اإليواء مع هذا اإلطار المرجعي‪.‬‬
‫• الشيكات السياحية‪ :‬آلية لدعم السياحة الداخلية لم يتم تفعيلها‬
‫لم يتم تفعيل آلية دعم الطلب السياحي الداخلي المتمثلة في إصدار "شيكات سياحية" من طرف المشغلين لفائدة موظفيهم‬
‫ومستخدميهم لتمكينهم من دفع النفقات المتعلقة بالخدمات السياحية كليا أو جزئيا‪ ،‬بالرغم من المصادقة على هذا اإلجراء في‬
‫إطار قانون المالية التعديلي لسنة ‪.2020‬‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها أنها تعمل جاهدة من أجل تفعيل هذا اإلجراء بحيث تجري تشاورات مع وزارة المالية‬
‫لضمان تنفيذ هذه اآللية‪.‬‬
‫‪2701‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬إجراءات هيكلية يجب التسريع في تنزيلها‬


‫نص عقد البرنامج‪ ،‬سالف الذكر‪ ،‬على عدة إجراءات هيكلية تهم على وجه الخصوص اإلطار التنظيمي والتقييس‪ ،‬وكذا رقمنة‬
‫القطاع السياحي‪.‬‬
‫• اإلطار التنظيمي يعرف تعثرا في اعتماده‬
‫تم إعداد مجموعة من مشاريع النصوص التنظيمية تخص مجال اإليواء السياحي (الفندقة)‪ ،‬ولكنها تعرف تعثرا في اعتمادها‬
‫بسبب التأخر الحاصل في دراستها أو الموافقة والمصادقة عليها‪ .‬حيث أن مشروع المرسوم بتحديد استغالل وتصنيف‬
‫المؤسسات السياحية وأشكال اإليواء السياحي األخرى المنصوص عليه في القانون رقم ‪ ،80.14‬ومشروع المرسوم بتحديد‬
‫معايير تصنيف المؤسسات السياحية‪ ،‬لم يتم اعتمادهما بعد‪ .‬ويرجع ذلك إلى انتظار صدور المرسوم المتعلق بالمصادقة على‬
‫ضابط للبناء خاص بمؤسسات اإليواء السياحي‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة أنه تم إدراج المرسوم بتحديد كيفيات استغالل وتصنيف المؤسسات السياحية وأشكال اإليواء‬
‫السياحي األخرى لدى األمانة العامة للحكومة بتاريخ ‪ 2021/12/20‬وذلك من أجل إدراجه في مسطرة المصادقة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تم إعداد مشروع قرار السلطة الحكومية المكلفة بالسياحة بتحديد معايير تصنيف المؤسسات السياحية‬
‫وسيتم إرساله لألمانة العامة للحكومة قصد إدراجه في مسطرة المصادقة بمجرد الموافقة على المرسوم المشار إليه‬
‫أعاله‪ ،‬وكذا المرسوم بالموافقة على ضابط البناء العام المحدد لمعايير البناء الخاصة بمؤسسات اإليواء السياحي المقدم‬
‫من طرف قطاع التعمير‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته‪ ،‬لم تتم المصادقة على أربعة مشاريع قرارات مشتركة بين الوزارات‪ .‬ويتعلق األمر بمشروع القرار المتعلق‬
‫بتحديد نماذج الوثائق الواجب توفرها للترخيص في االستغالل وتصنيف استغالل المؤسسات السياحية وأشكال اإليواء السياحي‬
‫األخرى‪ ،‬ومشروع القرار المتعلق بدفتر التحمالت الخاص باإليواء عند السكان‪ ،‬ومشروع القرار المتعلق بدفتر التحمالت‬
‫الخاص باإليواء البديل‪ .‬كما لم تتم المصادقة على مشروع المرسوم رقم ‪ 2.19.541‬بتطبيق القانون رقم ‪ 05.12‬كما تم تغييره‬
‫بالقانون ‪ 67.21‬المتعلق بتنظيم مهنة المرشد السياحي وكذا مشروع القرار المشترك بين وزارة السياحة ووزارة الداخلية‬
‫المتعلق بتحديد شروط وكيفيات إصدار بطائق اعتماد المرشدين السياحيين‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬إلى أن اإلصالح التنظيمي الذي بدأ العمل به لم يشمل سوى الفاعلين الرئيسيين المنظمين في‬
‫سالسل اإلنتاج السياحية‪ ،‬حيث لم يستفد من هذه اإلصالحات أصحاب األنشطة والمهن ذات الصلة بالقطاع السياحي السيما‬
‫مهن التنشيط والترفيه والمطاعم‪.‬‬
‫• إطار التقييس غير معمم على جل المهن السياحية ويتطلب مزيدا من االنخراط من طرف الوزارة‬
‫يعرف القطاع السياحي استعماال ضعيفا للتقييس‪ ،‬مما يؤثر على ترويج العرض السياحي في غياب مالءمته للممارسات الدولية‬
‫الفضلى‪ .‬فالمعايير المتوفرة حاليا تخص فقط قطاع اإليواء والفندقة المنظم بمعايير التصنيف المنصوص عليها في إطار‬
‫القانون ‪ 61.00‬بمثابة النظام األساسي للمؤسسات السياحية‪ ،‬كما أن جل المهن السياحية األخرى ال تتوفر على معايير ومقاييس‬
‫تنظمها‪ .‬وقد لوحظ غياب معايير تؤطر مهنا كالمطاعم ووكاالت األسفار واإلرشاد السياحي والنقل السياحي واألشكال األخرى‬
‫كالسياحة المستدامة والجبلية وسياحة األعمال‪ ،‬وكذا التنشيط والترفيه والصحة والرفاهية‪.‬‬
‫وتداركا لهذه الوضعية‪ ،‬أطلقت الوزارة مؤخرا مخططا توقعيا للمعايير التي سيتم اعتمادها في قطاع السياحة للعامين المقبلين‪.‬‬
‫• ضرورة تطوير رقمنة قطاع السياحة‬
‫نص عقد البرنامج ‪ 2022-2020‬على تعزيز التحول الرقمي لقطاع السياحة وتسريع رقمنة جميع مسارات سلسلة القيمة‬
‫السياحية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تم توقيع شراكة بين الوزارة المكلفة بالسياحة والبنك األوروبي إلعادة اإلعمار والتنمية والمنظمة‬
‫العالمية للسياحة من أجل إنجاز دراسة عن مشاريع إقالع القطاع السياحي وخاصة عبر تطوير التكنولوجيا الرقمية‪ .‬كما قام‬
‫المكتب الوطني المغربي للسياحة‪ ،‬سنة ‪ ،2021‬بمجموعة من الحمالت اإلعالمية حول الرقمنة وذلك في إطار حملة "نتالقاو‬
‫فبالدنا" التي أطلقها المكتب‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى أن الشركة المغربية للهندسة السياحية قد أطلقت‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬ورشا حول‬
‫رقمنة القطاع السياحي‪ ،‬وهو الورش الذي يوجد في مرحلة متقدمة من إنجازه‪.‬‬
‫أكدت الوزارة أنها عملت على تنفيذ العديد من اإلجراءات والمبادرات التي من شأنها تعزيز التحول الرقمي للقطاع‪،‬‬
‫والسيما من خالل إطالق منصة رقمية للدعم والتوعية والمشاركة لفائدة مهنيي قطاع السياحة بالمغرب (أكاديمية‬
‫السياحة) وخلق منصة معلوماتية تهدف إلى رقمنة نظام جمع ومعالجة مؤشرات السياحة وتوفير أدوات عملية لصنع‬
‫القرار وإحداث نظام تواصل رقمي للعالمة التجارية "المغرب"‪ ،‬تتمحور حول تعزيز التواجد على شبكة اإلنترنت‪،‬‬
‫من خالل مواقع ومنصات على شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية الجهود المبذولة‪ ،‬وفي الوقت الذي أصبحت فيه الرقمنة عامال أساسيا لجذب المزيد من السياح على‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬فإن هذه الجهود تتسم بمحدوديتها نظرا لغياب استراتيجية موحدة وشاملة لرقمنة القطاع السياحي تتولى‬
‫قيادتها الوزارة الوصية مع انخراط جميع الفاعلين العموميين والخواص‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2702‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬يوصي المجلس الوزارة المكلفة بالسياحة بوضع استراتيجية للتحول الرقمي لقطاع السياحة بكل مكوناته تتبناها‬
‫الوزارة بتنسيق مع مختلف الفاعلين داخل المنظومة السياحية‪ ،‬السيما الهيئات الموجودة تحت وصايتها ومصالحها‬
‫الالممركزة والفيدرالية الوطنية للسياحة‪.‬‬

‫التجميع الفالحي‪:‬‬
‫نظام واعد بحاجة الستكمال جميع عوامل نجاحه‬

‫اعتمدت وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات نظام التجميع الفالحي كنموذج لتنظيم وتثمين سالسل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وكأحد أسس مخطط المغرب األخضر‪ .‬وت َ ْك ُمن الغاية من اختيار هذا النموذج في محاولة تجاوز اإلكراهات المرتبطة‬
‫بتجزيء الضيعات الفالحية وتيسير الولوج لتقنيات اإلنتاج الحديثة والتمويل والتسويق‪ .‬وقد حدد هذا المخطط هدف إنجاز‬
‫‪ 286‬مشروعا للتجميع الفالحي تهم ‪ 377.365‬فالحا باستثمار إجمالي يقدر بمبلغ ‪ 46.476‬مليون درهم بحلول سنة ‪.2020‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ركزت المهمة الرقابية التي أنجزها المجلس على الجوانب المتعلقة بالتخطيط والحكامة والشروط المؤطرة‬
‫للتجميع وكذا حصيلة المنجزات ذات الصلة‪.‬‬
‫أوال‪ .‬فيما يخص التخطيط والحكامة والشروط المؤطرة للتجميع‬
‫‪ ‬تحيين المخططات الفالحية الجهوية دون إجراء تعديالت على عقود البرامج الموقعة مع الجمعيات‬
‫يُعد التجميع الفالحي أحد أهم محاور المخططات الفالحية الجهوية وكذا عقود البرامج المبرمة مع المنظمات المهنية الممثلة‬
‫لمختلف سالسل اإلنتاج‪ ،‬غير أنه بالرجوع إلى االلتزامات الواردة فيها‪ ،‬لُوحظ غياب التناسق والتكامل فيما بينها بخصوص‬
‫بعض األهداف المسطرة‪.‬‬
‫واستنادا إلى حصيلة األهداف الرئيسية المنصوص عليها في المخططات الفالحية الجهوية ال ُم َحينة سنة ‪ ،2015‬تبين أن هذه‬
‫األهداف ال تتطابق مع اال لتزامات المنصوص عليها في إطار عقود البرامج لسالسل االنتاج المعنية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫بخصوص عقدي البرنامج المتعلقين بسلسلتي الحبوب والزيتون عن الفترة ‪ ،2020-2009‬تم إنجاز ‪ 120‬و‪ 170‬مشروعا‬
‫على التوالي‪ ،‬في حين تم حصرها في ‪ 33‬و‪ 43‬مشروعا ضمن األهداف المسطرة في المخططين الفالحيين الجهويين‬
‫المرتبطين بهاتين السلسلتين المعتمدين سنة ‪ .2015‬كما تجدر اإلشارة إلى أنه في سنة ‪ ،2015‬تمت مراجعة عدد مشاريع‬
‫التجميع الفالحي التي كانت مبرمجة سنة ‪ 2009‬باعتماد ‪ 286‬مشروعا دون إجراء تعديالت على عقود البرامج الموقعة مع‬
‫الجمعيات المهنية المعنية‪.‬‬
‫وقد ترتبت عن هذه الوضعية مجموعة من الصعوبات تتعلق‪ ،‬من جهة‪ ،‬بتتبع االلتزامات المنصوص عليها في عقود البرامج‬
‫المذكورة على المستوى الجهوي‪ ،‬ومن جهة أخرى بالتنسيق مع الجمعيات المهنية‪.‬‬
‫وأفادت الوزارة المكلفة بالفالحة في جوابها أنه تم تحديد ما مجموعه ‪ 961‬مشروعا كهدف بالنسبة للمشاريع المنتجة‬
‫(الدعامة األولى) دون التمييز بين المشاريع الفردية ومشاريع التجميع‪ .‬وفي بعض عقود البرامج (كما هو الحال‬
‫بالنسبة لسلسلتي الزيتون والحبوب) وبعض المخططات الفالحية الجهوية‪ ،‬تم دمج المشاريع الفردية في مشاريع‬
‫التجميع في إطار الدعامة األولى‪ .‬غير أنه اتضح وجوب التفرقة بين هذين النوعين من المشاريع على مستوى‬
‫المخططات الجهوية المحينة حيث تم تحديد ‪ 286‬مشروعا للتجميع الفالحي و‪ 724‬مشروعا لالستثمارات الفردية‪.‬‬
‫كما أنه في إطار استراتيجية الجيل األخضر ‪ ،2030-2020‬ستأخذ عقود البرامج الجديدة بعين االعتبار األهداف‬
‫المسطرة على مستوى المخططات الفالحية الجهوية المعدة من طرف كل جهة مع إشراك وطيد للتنظيمات البيمهنية‪.‬‬
‫‪ ‬آليات وأدوات تتبع وتقييم نظام التجميع بحاجة للتعزيز‬
‫تم إسناد مهمة تتبع وتقييم مشاريع التجميع لوكالة التنمية الفالحية وللمديريات الجهوية للفالحة‪َ .‬إّل أنه‬
‫سج ل غياب آليات واضحة لتتبع مؤشرات األداء المتعلقة بإنجاز مختلف مشاريع التجميع‪ ،‬خاصة تلك‬
‫المتعلقة بحجم اإلنتاج الخام والمردودية وحجم اإلنتاج المحول والمسوق ونسبة المساهمة في المؤشرات‬
‫العامة‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنه خالل السنوات األولى‪ ،‬لم يكن ممكنا تتبع إنجاز مشاريع التجميع الفالحي من‬
‫الناحية الكمية لكونها لم تصل بعد إلى مرحلة النُّضج‪ ،‬لذا اقتصرت مهام التتبع المنجزة من طرف وكالة التنمية الفالحية‬
‫والمديريات الجهوية للفالحة في هذه المرحلة إلى حد كبير على تقييم مؤشرات الجودة‪.‬‬
‫‪2703‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما أن تقييم نظام التجميع المعتمد حاليا يظل جزئيا وال يعتمد على مقاربة شمولية‪ ،‬حيث يقتصر على إجراء استطالعات‬
‫ميدانية من طرف وكالة التنمية الفالحية بتعاون مع المديريات الجهوية للفالحة لدى المتدخلين‪ ،‬السيما المنظمات المهنية‬
‫وال ُم َج ِّ ّمعين والفالحين المعنيين‪ .‬ور َّكزت هذه االستطالعات أساسا على المشاريع المتوفرة على شهادة التجميع وه َّمت فقط‬
‫‪ 890‬فالحا‪ ،‬أي بنسبة ‪ %2‬من مجموع الفالحين المعنيين بمشاريع التجميع‪ ،‬والذين يقدر عددهم بما مجموعه ‪ 56.473‬فالحا‪.‬‬
‫باإلضافة لذلك‪ ،‬نظمت وكالة التنمية الفالحية مناظرة وطنية حول التجميع الفالحي بمراكش سنة ‪ 2018‬من أجل تعبئة الفاعلين‬
‫وتقديم ترسانة عملية وإجراءات قابلة للتنفيذ من أجل تسريع وتيرة إرساء مشاريع ناجحة للتجميع الفالحي والوقوف على‬
‫الوضعية الراهنة للتجميع الفالحي وتقييمه‪ .‬ويالحظ أن نتائج االستطالعات المذكورة وكذا المناظرة الوطنية لم تسمح بتقديم‬
‫تشخيص وتقييم شاملين لنظام التجميع‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬وإلى غاية سنة ‪ ،2020‬لم يتم إنجاز أية دراسة لقياس أثر نموذج التجميع الفالحي‪ ،‬مما لم يمكن من تحديد‬
‫مدى مساهمته في تحفيز الفالحين على االنخراط في التجميع وفي تطوير وتثمين المنتجات الفالحية‪.‬‬
‫وحسب المعطيات التي تم التوصل بها من طرف الوزارة‪ ،‬فقد قامت وكالة التنمية الفالحية برسم سنتي‬
‫‪ 2020‬و‪ ،2021‬بتنسيق مع المديريات الجهوية للفالحة‪ ،‬بتقييم وتتبع ‪ 40‬مشروعا للتجميع الفالحي‪ .‬وقد‬
‫شمل هذا التقييم مؤشري األثر المتعلقين بالدخل السنوي المج َّمع واإلنتاجية للفالح‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعبئة المنظمات المهنية ومطابقة مشاريع التجميع لشروط المصادقة واالستفادة من الدعم‬
‫التزمت المنظمات المهنية‪ ،‬في إطار عقود البرامج المبرمة معها‪ ،‬بإنجاز مشاريع التجميع‪ ،‬وذلك من خالل دعم عملية البحث‬
‫وتشخيص المشاريع الواعدة بناء على الخبرة والمعرفة الميدانية للمهنيين‪ .‬كما التزمت بتعبئة مختلف الفاعلين‪ ،‬السيما‬
‫المجموعات الفالحية المغربية الكبرى النشيطة في مجال الصناعة الغذائية وكذا جلب المستثمرين الدوليين‪ .‬غير أن اإلنجازات‬
‫المحرزة في مجال التجميع تفيد عدم كفاية تعبئة الهيئات المهنية في المساهمة في تحقيق األهداف التي تم تسطيرها‪ ،‬مما أثر‬
‫سلبا على نجاح هذه التجربة على مستوى بعض السالسل السيما سلسلتي الزيتون والحبوب اللتين عرفتا إنجاز عشرة مشاريع‬
‫فقط عند متم سنة ‪ .2020‬وتجدر اإلشارة أن المنظمتين المهنيتين الممثلتين لهاتين السلسلتين تعهدتا في إطار عقدي البرنامج‬
‫المتعلقين بهما بتنفيذ ‪ 290‬مشروعا (موزعا بين ‪ 170‬لسلسلة الزيتون و‪ 120‬مشروعا لسلسلة الحبوب)‪ .‬وتعزى هذه الوضعية‬
‫إلى الخصوصية الثقافية والسوسيولوجية لبعض المناطق‪ ،‬التي تجعل من نجاح اعتماد نمط التجميع يعرف تفاوتا بين جهات‬
‫المملكة ويستدعي مجهودات إضافية لتعبئة مختلف الفاعلين‪ ،‬وإلى وجود تباين يهم خصائص سالسل اإلنتاج‪ ،‬السيما سلسلتي‬
‫الحبوب والزيتون اللتين ت ُعانيان بشكل أكبر من التدخل الكبير للوسطاء وضعف تنظيم نسيج المنتجين وكذا غياب هيكلة‬
‫السوق‪ ،‬مقارنة مع باقي السالسل األخرى‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها أن عقود البرامج الجديدة التي ستبرم في إطار استراتيجية الجيل األخضر ستأخذ بعين‬
‫االعتبار األهداف المسطرة على مستوى المخططات الفالحية الجهوية الجديدة بما في ذلك مشاريع التجميع الفالحي‪،‬‬
‫وذلك بإشراك وتنسيق وطيد مع مختلف التنظيمات البيمهنية‪.‬‬
‫س ِّ ّجل بُطء وتيرة تسوية ملفات مشاريع التجميع ومالئمتها للنصوص التطبيقية للقانون رقم ‪ 04.12‬المتعلق بالتجميع‬ ‫كما ُ‬
‫الفالحي الصادر سنة ‪ ،2015‬حيث تمت تسوية ‪ 23‬مشروعا للتجميع فقط من أصل ‪ 63‬مشروعا ُمضمنا في سجل التجميع‬
‫الوطني إلى متم سنة ‪ .2021‬أما المشاريع األربعون (‪ )40‬المتبقية‪ ،‬فتتكون من ثمانية (‪ )8‬مشاريع جديدة و‪ 32‬مشروعا تحمل‬
‫شهادات تجميع قديمة‪ .‬وقد تبين أن شروط االستفادة من الدعم تظل معقدة وتحول دون تسريع عملية مطابقة مشاريع التجميع‬
‫للمقتضيات القانونية سالفة الذكر‪ ،‬كما تبينت صعوبة بعض المساطر المتعلقة بإعداد ملف طلب المصادقة على مشاريع التجميع‬
‫الفالحي والسيما تلك المتعلقة باإلدالء بوثيقة إثبات استغالل المساحة أو القطيع المج َّمع وكذا تقرير تقدير اإلنتاجية عند طلب‬
‫الدعم الجزافي‪ ،‬خاصة بالنسبة لسالسل االنتاج الحيواني (الحليب واللحوم الحمراء)‪.‬‬
‫وقد أكدت الوزارة في جوابها أنه قد تم تجاوز هذه الصعوبات التي تم رصدها ميدانيا سنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬عبر تبسيط‬
‫المساطر على مستوى النصوص التطبيقية الجديدة‪ .‬وقد ساهمت مختلف اإلجراءات التبسيطية في تحفيز المج ِّ ّمعين‪،‬‬
‫خاصة منهم الفاعلين في سالسل اإلنتاج الحيواني على مالءمة مشاريعهم للنصوص التطبيقية الجديدة‪ ،‬وذلك بعد‬
‫إدراج معدات تربية الماشية في الئحة المعدات التي تستفيد من الدعم بنسب تفضيلية‪.‬‬
‫‪ ‬التعاونيات والتجميع غير الرسمي والشراكة مع القطاع الخاص‪ ،‬آليات وإمكانات هامة في مجال التجميع‬
‫بحاجة إلى المزيد من التعبئة‬
‫يتوفر قطاع الفالحة بالمغرب على بيئة مناسبة لتطوير مشاريع التجميع‪ ،‬حيث أن التعاونيات الفالحية والتجميع غير الرسمي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬والتي تلزم المستفيدين منها بموجب دفاتر التحمالت بإنجاز‬
‫مشاريع للتجميع‪ ،‬تشكل إطارا مالئما يوفر إمكانات هامة من شأنها إعطاء دفعة قوية لهذا النظام‪.‬‬
‫ففيما يتعلق بالتجميع المرتكز على التعاونيات‪ ،‬تمت ممارسته بشكل غير رسمي‪ ،‬ال سيما على مستوى سلسلة الحليب‪ ،‬منذ‬
‫عدة سنوات قبل اعتماد مخطط المغرب األخضر وإصدار القانون رقم ‪ 112.12‬المتعلق بالتعاونيات‪ .‬ولإلشارة‪ ،‬فمنذ إطالق‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2704‬‬

‫مخطط المغرب األخضر سنة ‪ ،2008‬حظي نموذج تنظيم الفالحين على شكل تعاونيات بدعم من طرف الدولة في إطار هذا‬
‫المخطط من خالل مشاريع الفالحة التضامنية‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم إنشاء ما مجموعه ‪ 880‬تنظيما مهنيا في إطار هذه المشاريع‬
‫من بينها ما يقارب ‪ 300‬تعاونية باإلضافة إلى ما يقارب ‪ 700‬تعاونية تمت مواكبتها في إطار تنمية المنتوجات المجالية‪.‬‬
‫كما يمكن للتعاونيات أن تأخذ صفة المج ِّ ّمع طبقا للقانون ‪ 04.12‬المتعلق بالتجميع الفالحي شريطة التوفر على القدرات التقنية‬
‫والتدبيرية والمالية الالزمة‪ ،‬السيما فيما يخص تثمين وتسويق إنتاج المج َّمعين وتوفير المواكبة التقنية لهم‪ .‬كما يمكن للتعاونيات‬
‫أن تكون مج َّمعة في إطار مشاريع كبرى للتجميع وذلك من أجل تنظيم أفضل للفالحين المج َّمعين كما هو الحال بالنسبة لسالسل‬
‫الحليب والحبوب والزراعات الزيتية‪.‬‬
‫إال أن هذا المجال ال يزال مستغال بشكل محدود في ميدان التجميع رغم وجود فرص متاحة للنجاح وللعمل بشكل أفضل كما‬
‫يتضح ذلك من خالل نماذج بعض التعاونيات الناجحة‪.‬‬
‫وإلى جانب التعاونيات‪ ،‬يوفر التجميع غير الرسمي‪ ،‬السيما في قطاعي الحليب والحبوب‪ ،‬إمكانات كبيرة ال يتم استغاللها‬
‫بشكل كافٍ ‪ .‬ويشتغل حاليا ما يناهز ‪ 200.000‬فالحا بنظام التجميع دون تأطير ودون االستفادة من دعم الدولة‪.‬‬
‫وفي إطار تعبئة العقار الفالحي المخصص لمشاريع مخطط المغرب األخضر‪ ،‬ومن ضمنها مشاريع التجميع‪ ،‬أطلقت وكالة‬
‫التنمية الفالحية‪ ،‬في ‪ 29‬مارس ‪ ،2010‬العملية الثالثة لتفويت أراضي الدولة والتي تناهز ‪ 21.240‬هكتارا‪ .‬وقد تم اعتماد‬
‫مبدأ التجميع في تنفيذ هذه المشاريع من خالل الشراكة بين المستثمرين والفالحين قصد تيسير ولوج المجمعين إلى التقنيات‬
‫الحديثة وإلى األسواق المحلية‪ .‬ومنذ إطالق هذه العملية‪ ،‬بلغ عدد مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تم االلتزام‬
‫بتنفيذها في إطار التجميع ‪ 126‬مشروعا ُموزعا على مساحة إجمالية تقدر بحوالي ‪ 15.600‬هكتارا‪ ،‬غير أنه لم يتم إنجاز‪،‬‬
‫إلى حد اآلن‪ ،‬سوى ‪ 16‬وحدة للتثمين‪.‬‬
‫ويستنتج مما سبق ذكره‪ ،‬أنه باإلضافة إلى الخصوصية الثقافية والسوسيولوجية لبعض المناطق كما هو الحال على سبيل‬
‫المثال بجهة سوس ماسة ومناطق دكالة والغرب‪ ،‬فإن االستغالل األمثل للتعاونيات والتجميع غير الرسمي والشراكة مع‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬باإلضافة إلى دعم الدولة وإشراك المنظمات المهنية‪ ،‬يمكن أن يساهم في تحفيز الفالحين على االنخراط في‬
‫جمعين‪.‬‬
‫هذا النظام وإرساء مناخ للثقة بين أصحاب مشاريع التجميع والفالحين ال ُم ِّ ّ‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها أن عدد مشاريع التجميع المنجزة سيرتفع خالل السنوات المقبلة‪ ،‬وذلك بعد إتمام إنجاز‬
‫وحدات التثمين المرتقبة في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي سيتم حولها إرساء مشاريع التجميع‪.‬‬
‫كما ستمكن مراجعة وتخفيض شروط األهلية وكذلك مختلف تدابير تبسيط مساطر المصادقة على مشاريع التجميع‬
‫المنصوص عليها في النصوص التطبيقية الجديدة‪ ،‬هؤالء الشركاء من تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بالتجميع الفالحي‪.‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالفالحة بما يلي‪:‬‬
‫العمل على ضبط األهداف المتعلقة بالتجميع من خالل ضمان التناسق والتكامل بين المخططات الفالحية‬ ‫‪-‬‬
‫الجهوية وعقود البرامج الموقعة مع الجمعيات والتركيز على تحديد أفضل للمشاريع مع مراعاة اإلمكانات‬
‫المتوفرة والمعيقات التي تواجه كل سلسلة وكذا خصوصيات كل جهة؛‬
‫اعتماد نظ ام للتتبع والتقييم خاص بالتجميع الفالحي من خالل وضع مؤشرات أداء لمشاريع التجميع مع‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد أدوات تتبع هذه المؤشرات والتقييم المنتظم لعملية التجميع في جميع مراحلها ومكوناته‪.‬‬
‫ضمان تنفيذ المهنيين اللتزاماتهم التعاقدية عن طريق وضع الشروط المؤطرة للتجميع وتعبئة كبار المتعهدين‬ ‫‪-‬‬
‫في عملية التجميع‪ ،‬وكذا مواكبتهم من حيث الهيكلة وطرق االشتغال بشكل يمكنهم من مواجهة اإلكراهات‬
‫التنظيمية والمالية؛‬
‫تسريع وتعميم مطابقة مشاريع التجميع الفالحي للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛‬ ‫‪-‬‬
‫اتخاذ التدابير الالزمة تجاه المتعهدين الذين استفادوا من مشاريع الشراكة مع القطاع الخاص التي باشرتها‬ ‫‪-‬‬
‫وكالة التنمية الفالحية‪ ،‬والذين لم يفوا بالتزاماتهم التعاقدية في تنفيذ مشاريع التجميع الفالحي؛‬
‫أفادت الوزارة أنه ستتم مواكبة شركاء الدولة في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص حول األراضي التابعة‬
‫للملك الخاص للدولة الذين التزموا بالتجميع الفالحي وأنجزوا وحدة التثمين التي سيقام حولها مشروع التجميع من‬
‫أجل االمتثال اللتزاماتهم‪.‬‬
‫تسخير اإلمكانات المتوفرة من تعاونيات ومشاريع التجميع غير الرسمي‪ ،‬من خالل دعمها بغية تشجيعها‬ ‫‪-‬‬
‫وحثها على االنخراط في نظام التجميع الفالحي‪.‬‬
‫أكدت الوزارة أن جميع السالسل موضوع نماذج التجميع الفالحي ستحظى بتعبئة ومواكبة مكثفة من أجل إرساء‬
‫مشاريع التجميع من الجيل الجديد‪.‬‬
‫‪2705‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ثانيا‪ .‬حصيلة المنجزات المتعلقة بنظام التجميع‬


‫من خالل تحليل حصيلة المنجزات المتعلقة بنظام التجميع وقياس مدى تنفيذ برنامج االستثمار المتوقع في إطار كل مشروع‬
‫والمساحة المتوقعة واإلنتاج الحيواني وكذا عدد ال ُمجمعين‪ ،‬تم الوقوف على ما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إرساء مناخ للثقة وتحسين اإلنجازات لتحقيق األهداف المحددة‬
‫كما تمت اإلشارة إليه سلفا‪ ،‬حددت المخططات الفالحية الجهوية المحينة سنة ‪ 2015‬من بين أهدافها إنجاز‪ 286‬مشروعا‬
‫تجميعيا باستثمارات إجمالية قدرها ‪ 46.476‬مليون درهم‪ ،‬تهم تجميع ما يقارب ‪ 377.365‬فالحا مجمعا بحلول سنة ‪2020‬‬
‫بما يشمل مساحة قدرها ‪ 807.943‬هكتارا من األراضي الفالحية وقطيعا يقدر ب ‪ 1.583.277‬رأسا من الماشية‪.‬‬
‫وقد قامت مختلف المديريات الجهوية للفالحة ووكالة التنمية الفالحية بمجهودات مهمة في إطار التحسيس ومواكبة المجمعين‬
‫المستهدفين قصد بلورة مشاريعهم‪ .‬وهو ما َم َّكن من الرفع من عدد المشاريع المصادق عليها من قبل اللجنة التقنية إلى ‪176‬‬
‫مشروعا‪ ،‬أي بزيادة فاقت ‪ %62‬من عدد المشاريع المبرمجة في المخططات الفالحية الجهوية التي تم تحيينها سنة ‪.2015‬‬
‫كما َه َّمت عملية التجميع ُمختلف السالسل اإلنتاجية موضوع عقود البرنامج التي تم توقيعها بين الحكومة والجمعيات البيمهنية‪،‬‬
‫حيث تم تحديد ‪ 31‬نموذجا على مستوى النصوص التنظيمية للقانون رقم ‪ 04.12‬المذكور‪ ،‬تم رفعها إلى ‪ 36‬نموذجا سنة‬
‫‪ 2021‬لتشمل ‪ 34‬سلسة فالحية‪.‬‬
‫غير أنه‪ ،‬وبالرغم من المجهودات المبذولة‪ ،‬ظلت الحصيلة الكاملة لإلنجازات دون المستوى المستهدف‪ ،‬حيث لم يتم تنفيذ‬
‫سوى ‪ 63‬مشروعا من بين ‪ 286‬مشروعا مبرمجا‪ ،‬إلى غاية أبريل ‪ ،2020‬أي بنسبة إنجاز لم تتجاوز ‪ .%22‬وقد مكنت‬
‫المشاريع المنجزة من تجميع مساحة ‪ 182.853‬هكتارا و‪ 126.238‬رأسا من الماشية لصالح ‪ 56.473‬فالحا مجمعا‪ ،‬أي ما‬
‫يمثل على التوالي ‪ %23‬و‪ %8‬و‪ %15‬من األهداف المتوقعة‪.‬‬
‫وترجع أسباب هذه الوضعية أساسا إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف في التعاون وفي إرساء مناخ الثقة بين ال ُم َج ِّ ّمعين والفالحين اللذين يتم تجميعهم في إطار عقد التجميع؛‬
‫‪ -‬نقص على مستوى تنظيم وتأطير المنظمات المهنية؛‬
‫‪ -‬الصعوبات المرتبطة بقطاع التحويل والتثمين‪ ،‬والسيما بالنسبة للمجازر التي تشهد تأخرا في تأهيلها؛‬
‫‪ -‬اإلكراهات المتعلقة بالت سويق‪ ،‬وال سيما على مستوى أسواق البيع بالجملة التي ال تزال غير منظمة وغير مؤهلة‬
‫بشكل كاف‪.‬‬
‫س ِّ ّجل تباين في اإلنجازات بين الجهات وعدم تحقيق األهداف المتوخاة‪ ،‬إذ أبرز تحليل عينة من المشاريع‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ُ ،‬‬
‫المقررة في المخططات الفالحية الجهوية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬جهات تعرف نجاح نظام التجميع مثل جهتي درعة‪-‬تافياللت وسوس‪-‬ماسة‪ ،‬حيث بلغت نسبة إنجاز مشاريع‬
‫التجميع بهما ‪ %100‬و‪ %69‬على التوالي من األهداف المسطرة؛‬
‫‪ -‬جهات تعرف نسب إنجاز متوسطة‪ ،‬مثل جهة الشرق التي نُ ِّّفذت بها ‪ %47‬من المشاريع المقررة؛‬
‫‪ -‬جهات حققت معدالت منخفضة من اإلنجاز ال تتعدى ‪ ،%24‬كجهات فاس‪-‬مكناس وبني مالل‪-‬خنيفرة والدار‬
‫البيضاء‪-‬سطات والرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ومراكش‪-‬آسفي وطنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة والعيون‪-‬الساقية الحمراء‬
‫والداخلة‪-‬واد الذهب‪.‬‬
‫وأخذا بعين االعتبار عدد المشاريع المنجزة والمساحة اإلجمالية وعدد ال ُمجمعين المعنيين‪ ،‬يتضح أن التجميع ي َ‬
‫ظ ُّل ُمر ّكزا‬
‫على مستوى ثالث جهات وهي الدار البيضاء ‪-‬سطات‪ ،‬والرباط ‪-‬سال‪-‬القنيطرة وسوس‪-‬ماسة‪ ،‬بنسبة تزيد عن ‪ %54‬من‬
‫مشاريع التجميع المنجزة على الصعيد الوطني و‪ %74‬من عدد المجمعين المستفيدين و‪ %75‬من إجمالي المساحة المشمولة‬
‫بالتجميع‪.‬‬
‫تعزى هذه الوضعية‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬إلى تمركز المشاريع الخاصة بالسالسل الصناعية (السكر والحبوب والزراعات‬
‫الزيتية واألرز والخضراوات) بجهتي الدار البيضاء‪-‬سطات والرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة التي تضم عددا كبيرا من المج َّمعين‬
‫وكذلك تمركز المشاريع الخاصة بسلسلة الحوامض ومشاريع تعاونية كوباك في سالسل الحليب واللحوم الحمراء‬
‫والبواكر بجهة سوس‪-‬ماسة‪ .‬كما أنه في إطار استراتيجية الجيل األخضر‪ ،‬ستقدم الدولة مواكبة وثيقة لمشاريع التجميع‬
‫مع األخذ بعين االعتبار خصوصيات وإمكانات كل جهة من أجل تحقيق األهداف المسطرة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تجاوز اإلكراهات التي يعرفها نظام التجميع في سلسلتي الحليب واللحوم الحمراء‬
‫فيما يخص سلسلة الحليب‪ ،‬تم إنجاز ثمانية مشاريع فقط من أصل ‪ 32‬مشروعا متوقعا )‪ (%25‬وباستثمار إجمالي لم‬
‫س َّ‬
‫طر‪ .‬وذلك‬ ‫يتجاوز‪ 5,5‬مليار درهم (‪ ،)%41‬كما لم يتم تجميع سوى ‪ 14.537‬فالحا‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة ‪ %15‬من الهدف ال ُم َ‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2706‬‬

‫بالرغم من أن هذه السلسلة توفر إمكانات تتناسب مع نظام التجميع ورغم الجهود المبذولة من طرف وزارة الفالحة‪ ،‬والتي‬
‫مكنت من رفع عدد المشاريع المصادق عليها من طرف اللجنة التقنية إلى ‪ 28‬مشروعا‪ .‬ويعزى هذا الوضع إلى عدم استقرار‬
‫سوق الحليب وإلى اإلكراهات العامة التي تعرفها هذه السلسلة ال سيما تأثرها بالتقلبات المناخية نتيجة قلة التساقطات خالل‬
‫سنوات متناوبة كموسمي ‪ 2013/2012‬و‪ ،2016/2015‬وحضور التسويق غير المنظم‪ ،‬إضافة إلى المشاكل التنظيمية التي‬
‫عرفتها الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب (‪ .)FIMALAIT‬يُضاف إلى ذلك صعوبة التعاقد بسبب عدم توصل ال ُم َج ِّ ّمع‬
‫وال ُمنتجين غالبا إلى اتفاق بخصوص شروط العقد ال سيما فيما يتعلق بالتمويل المسبق للمدخالت وجودة المنتوج وسعر البيع‪،‬‬
‫وكذا إلى بعض الشروط المعقدة‪ ،‬خاصة شرط تقديم المستند الذي يبرز المساحة اإلجمالية والثروة الحيوانية خالل مرحلة‬
‫الموافقة على مشروع التجميع‪.‬‬
‫أما بالنسبة لسلسلة اللحوم الحمراء‪ ،‬فقد تمت برمجة إنجاز ‪ 20‬مشروعا في إطار نظام التجميع الفالحي‪ .‬غير أنه لم يتم تنفيذ‬
‫سوى مشروعين فقط (أي بنسبة ‪ )%10‬من طرف تعاونية فالحية بجهة سوس‪-‬ماسة وشركة خاصة بجهة بني مالل‪-‬خنيفرة‪.‬‬
‫ويرجع ضعف هذه المؤشرات‪ ،‬إلى محدودية مشاركة المنظمات البيمهنية في تعبئة المجمعين المحتملين‪ ،‬وهو ما يتجلى من‬
‫خالل االستثمار المعبأ من طرفها والذي لم يتجاوز ‪ 274‬مليون درهم أي بنسبة ‪ %12‬من الهدف المتوقع‪ ،‬وكذا عدم بلوغ‬
‫األهداف األخرى‪ ،‬حيث بلغ عدد الفالحين الذين تم تجميعهم ‪ %2( 1.049‬من الهدف المسطر)‪ ،‬كما لم يتم تجميع سوى‬
‫‪ 21.737‬رأسا من الماشية (نسبة إنجاز ال تتعدى ‪.)%2‬‬
‫ويرجع هذا الوضع إلى اإلكراهات التي تعرفها السلسلة‪ ،‬السيما تلك المتعلقة بالتنظيم وبإعادة الهيكلة وبالتأخير في عصرنة‬
‫وحدات الذبح وارتفاع أنشطة الذبح والبيع غير المهيكل للحوم الحمراء وكذا تعدد الوسطاء‪.‬‬
‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن نظام التجميع لم يحقق النجاح المنتظر منه في الجهات ذات اإلمكانات العالية في تربية المواشي‪ ،‬كجهة‬
‫الدار البيضاء‪-‬سطات (‪ %18‬من اإلنتاج الوطني‪ ،‬مساحة خصبة بحوالي ‪ %66‬من المساحة اإلجمالية للجهة‪ ،‬وجود‬
‫مجموعات نشطة لتسمين الماشية‪ ،)...‬التي لم تعرف إنجاز أي مشروع على مستواها علما أن المخطط الجهوي الفالحي لهذه‬
‫الجهة قد برمج تنفيذ عشرة مشاريع للتجميع‪.‬‬
‫أفادت الوزارة في جوابها أنه من أجل تشجيع إرساء مشاريع التجميع في السالسل الحيوانية‪ ،‬تم تجاوز الصعوبات‬
‫المرتبطة بمساطر المصادقة على هذه المشاريع‪ .‬إذ ستحفز مختلف التدابير‪ ،‬المج ِّ ّمعين الذين سبق لهم إطالق مشاريع‬
‫التجميع في سلسلتي الحليب واللحوم الحمراء في بداية مخطط المغرب األخضر دون الوصول إلى مرحلة التعاقد‪،‬‬
‫على إعداد مشاريعهم طبقا لإلجراءات التنظيمية الجديدة وذلك في إطار استراتيجية الجيل األخضر مع إشراك أكبر‬
‫للتنظيمات البيمهنية المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لضبط قنوات التسويق المتعلقة بنظام التجميع لسلسلة اللحوم البيضاء‬
‫توقعت المخططات الجهوية الفالحية المحينة إنجاز ‪ 14‬مشروعا للتجميع‪ ،‬غير أنه بالرغم من الجهود المبذولة‪ ،‬والتي مكنت‬
‫من رفع عدد المشاريع المصادق عليها من طرف اللجنة التقنية إلى سبعة مشاريع (أي ‪ %50‬من التوقعات)‪ ،‬فإن النتائج‬
‫المحققة لم ترق إلى مستوى األهداف المسطرة‪ .‬فقد تم ّكن مشروعان فقط من الحصول على شهادة التجميع‪ ،‬المتمثالن في‬
‫مشروع تربية األرانب سنة ‪ 2011‬في جهة مراكش‪-‬آسفي ومشروع اللحوم البيضاء على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات‬
‫سنة ‪ ،2017‬أي بنسبة ‪ %14‬من المشاريع المتوقعة ونسبة ‪ %2‬فقط من االستثمار اإلجمالي المتوقع ومن عدد ال ُمجمعين‬
‫المستهدفين‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه على الرغم من تركيز نشاط تربية الدواجن في محور القنيطرة‪-‬الجديدة‪ ،‬فإن نظام التجميع لم يحقق‬
‫النجاح المنتظر في المناطق التي تقع في هذا المحور رغم اإلمكانات المتاحة لها في ميدان التجميع‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة‬
‫لجهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬التي عرفت تنفيذ مشروع واحد فقط من بين ‪ 9‬مشاريع متوقعة في المخططات الجهوية الفالحية‬
‫المحينة‪.‬‬
‫ويعود عدم نجاح نظام التجميع بسلسلة الدواجن‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬إلى انتشار النشاط غير المهيكل واالهتمام المحدود للمهنيين‬
‫بسبب طبيعة قنوات التسويق التي تتسم بهيم نة المجازر التقليدية (الرياشات)‪ ،‬إضافة إلى سلوك المستهلك الذي مازال يفضل‬
‫اللجوء إلى هذه األخيرة‪.‬‬
‫أشارت الوزارة في جوابها إلى أن تعزيز انخراط الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن وكذا تبسيط المساطر المتعلقة‬
‫بالتجميع سيمكن من تشجيع المج ِّ ّمعين المحتملين الجدد أو الذين سبق لهم إطالق مشاريعهم في بداية مخطط المغرب‬
‫األخضر‪ ،‬على إعداد مشاريع جديدة للتجميع طبقا لإلجراءات التنظيمية الجديدة الجاري بها العمل في إطار استراتيجية‬
‫الجيل األخضر‪.‬‬
‫‪ ‬نتائج نظام التجميع بسلسلة الحبوب بحاجة للتحسين‬
‫عرفت سلسلة الحبوب (الحبوب الخريفية) إبرام عقد برنامج سنة ‪ 2009‬يشمل الفترة ‪ 2020-2009‬بين الحكومة والفيدرالية‬
‫الوطنية البيمهـنية للحبوب (‪ )FIAC‬بتكلفة استثمارية قدرها ‪ 29‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 8‬ماليير درهم كمساهمة للدولة‪.‬‬
‫‪2707‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وبالرجوع إلى المخططات الجهوية الفالحية المحينة سنة ‪ ،2015‬فقد تقرر إنجاز ‪ 27‬مشروعا للتجميع‪ ،‬غير أنه لم يتم إنجاز‬
‫سوى خمسة (‪ )5‬مشاريع للتجميع بمساحة قدرها ‪ 19.552‬هكتارا وتجميع ‪ %2‬فقط من الفالحين المعنيين‪ ،‬مما يجعل ممارسة‬
‫نظام التجميع في سلسلة الحبوب جد محدودة‪ .‬وال تتناسب هذه الوضعية مع أهمية هذه السلسلة من الناحية االقتصادية‬
‫واالجتماعية واألمن الغذائي واإلمكانات المتوفرة لتجميع جزء كبير من مساحة الحبوب التي تشغل نسبة ‪ %59‬من المساحة‬
‫الصالحة للزراعة وضمان إنتاج كبير من الحبوب على المستوى الوطني‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬لم تتمكن هذه السلسلة من تعبئة سوى ‪ %11‬من االستثمار المتوقع وخمسة (‪ )5‬مجمعين فقط‪ .‬ويبرر هذا‬
‫الوضع باإلكراهات والصعوبات الهيكلية التي تعاني منها هذه السلسلة بشكل عام‪ ،‬السيما عملية التسويق التي يهيمن عليها‬
‫الوسطاء‪ ،‬خاصة خالل المواسم الفالحية الجيدة‪ .‬تضاف إلى ذلك مشكلة القدرة التنافسية فيما يتعلق باستيراد القمح وتأثيره‬
‫على أ سعار الحبوب في السوق المحلي‪ ،‬وكذا مناخ الثقة المتسم بالحذر بين المجمع والمجمعين‪ ،‬السيما في ظل عدم وجود‬
‫رؤية واضحة ألسعار بيع المحصول‪ ،‬باعتبارها عامال محددا لنجاح نظام التجميع‪.‬‬
‫أفادت الوزارة في جوابها أن القطاع الفالحي سيواصل الجهود المبذولة والرامية إلى تعزيز التجميع الفالحي في هذه‬
‫السلسلة االستراتيجية التي تتالئم مع هذا النموذج التنظيمي وذلك من خالل إشراك التنظيم البيمهني بشكل أكبر استنادا‬
‫على اإلطار التنظيمي الجديد للتجميع‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحسين نتائج التجميع بسلسلة الحوامض‬
‫عرفت سلسلة الحوامض سنة ‪ 2008‬توقيع برنامج تعاقدي بين الحكومة والفيدرالية المغربية البيمهنية للحوامض (مغرب‬
‫سيتروس)‪ ،‬يغطي الفترة الممتدة بين ‪ 2008‬و‪ ،2018‬يهدف إلى تأهيل سلسلة الحوامض عبر التحفيز على التجميع‪ .‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬تمت برمجة إنجاز ‪ 41‬مشروعا في إطار المخططات الفالحية الجهوية المحينة‪ ،‬تمت المصادقة على ‪ 27‬منها من‬
‫طرف اللجان التقنية المختصة‪ ،‬إال أن اإلنجازات على أرض الواقع لم تكن في مستوى األهداف المسطرة‪ ،‬حيث لم يتم إنجاز‬
‫سوى ‪ 14‬مشروعا‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وبالرغم من كون مناطق إنتاج الحوامض تتركز على المستوى الوطني في أربع جهات‪ :‬سوس‪-‬ماسة‬
‫)‪ ،(%38‬الغرب‪-‬اللوكوس (‪ ،(%20‬تادلة (‪ )%14‬والحوز (‪ ،)%6‬فإن ما يقارب ‪ %63‬من المساحة موضوع التجميع‬
‫(‪ 23.914‬هكتارا) تتركز على مستوى جهة سوس‪-‬ماسة لوحدها‪ .‬ويعزى ذلك إلى نجاح النسيج التعاوني وكذا البعد التضامني‬
‫والسوسيوثقافي لمختلف الفاعلين في هذه الجهة‪ .‬أما في باقي الجهات‪ ،‬فتعرف هذه العملية تطورا محدودا‪.‬‬
‫وباستثناء جهة سوس‪-‬ماسة‪ ،‬تعزى أوجه القصور في تجميع سلسلة الحوامض إلى ضعف مشاركة المهنيين في هذه العملية‪،‬‬
‫وهو ما يعكسه‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬العدد المنخفض للمستثمرين وال ُمجمعين النشيطين‪ ،‬حيث أن أكثر من ‪ %40‬من المساحات‬
‫ضعف أيضا بحجم االستثمارات المعبأة‪ ،‬التي ال تتجاوز ‪ %42‬من إجمالي‬ ‫سر هذا ال ُّ‬
‫ال ُمج َّمعة تابعة ل ُم َج ِّ ّمعَ ْين اثنين‪ .‬ويُف َّ‬
‫االستثمارات المتوقعة في إطار المخططات الفالحية الجهوية‪.‬‬
‫كما يُعزى عدم اإلقبال على نظام التجميع إلى المشاكل التي تواجه هذه السلسلة من حيث سوء تنظيم السوق الداخلي وتعدد‬
‫الوسطاء والمضاربين‪ ،‬مما لم يسمح بتطوير مشاريع التجميع وتحقيق اآلثار المستهدفة من هذا النظام‪.‬‬
‫أفادت الوزارة في جوابها أنه من خالل تعزيز انخراط الفيدرالية البيمهنية للحوامض ومع تبسيط مساطر المصادقة‬
‫ومنح الدعم لمشاريع التجميع‪ ،‬سيتمكن باقي الفاعلين في هذه السلسلة من إرساء مشاريع جديدة وبالتالي تجميع مساحات‬
‫أكبر للحوامض في مختلف جهات ومناطق اإلنتاج‪ .‬كما أن اعتماد القانون رقم ‪ ،37.21‬المتعلق بسن تدابير خاصة‬
‫تتعلق بالتسويق المباشر للفواكه والخضروات المنتجة في إطار التجميع الفالحي دون إلزامية المرور عبر أسواق‬
‫الجملة‪ ،‬سيحفز الفاعلين في سلسلة الحوامض على االنخراط في نظام التجميع الفالحي‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تشجيع التجميع بسلسلة الزيتون‬
‫التزمت األطراف الموقعة للبرنامج التعاقدي الخاص بسلسلة الزيتون بوضع الشروط الضرورية من أجل تطوير ‪170‬‬
‫مشروعا للتجميع اإلنتاجي في زراعة الزيتون‪ .‬غير أنه تمت المصادقة فقط على ‪ 19‬مشروعا للتجميع الفالحي من أصل ‪43‬‬
‫مشروعا متوقعا في إطار المخططات الفالحية الجهوية المحينة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %44‬من الهدف المسطر‪ ،‬ولم يتم إنجاز سوى‬
‫‪ 5‬منها‪ ،‬أي بنسبة إنجاز ال تتجاوز ‪ ،%12‬بمساحة لم تتعد ‪ %14‬من المساحة اإلجمالية المتوقعة وعدد فالحين مستفيدين من‬
‫التجميع في حدود ‪ %3‬من العدد اإلجمالي المستهدف‪.‬‬
‫وتعكس هذه الوضعية الصعوبات التي يواجهها هذا النموذج التنظيمي الجديد في سلسلة إنتاج الزيتون‪،‬‬
‫الذي يخضع إلكراهات تتعلق أساسا ً بعدم اّلنخراط الفعلي للهيئات البيمهنية في تصميم وتحديد مشاريع‬
‫التجميع وصعوبة تحديد المستثمرين المحتملين لتبني المشاريع وغياب الثقة بين المجمع والمجمعين بسب‬
‫عدم احترام اّللتزامات التعاقدية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2708‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه على الرغم من صدور النصوص القانونية المتعلقة بالتجميع الفالحي منذ شتنبر ‪ ،2014‬ظلت الصعوبات‬
‫التي تعيق تنفيذ مشاريع تجميع منتوجات الزيتون مستمرة‪ ،‬حيث لم ينجز سوى مشروعين اثنين خالل الفترة التي تلت إصدار‬
‫النصوص المذكورة‪ ،‬أي بين ‪ 2015‬و‪.2020‬‬
‫وقد أكدت الوزارة في جوابها أن االنخراط الفعلي للفيدرالية البيمهنية للزيتون استنادا على اإلطار التنظيمي الجديد‬
‫للتجميع الفالحي سيُمكن من تحفيز المج ِّ ّمعين المحتملين في هذه السلسلة إلرساء مشاريع تجميع من الجيل الجديد في‬
‫إطار استراتيجية الجيل األخضر وذلك من أجل تفعيل التجميع في هذه السلسلة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة ترجمة االلتزامات المتعلقة بتجميع سلسلة األشجار المثمرة على أرض الواقع‬
‫تم االلتزام في إطار البرنامج التعاقدي المتعلق بسلسلة األشجار المثمرة بتوفير الظروف الالزمة إلنشاء مشاريع التجميع‬
‫الفالحي من أجل تنمية هذا القطاع‪ ،‬وبتحسين ظروف تزويد وحدات التثمين عن طريق تطوير مشاريع التجميع والتشجيع‬
‫على التعاقد بخصوص المعامالت بين المنتجين والمصنعين‪ .‬وقد تمت برمجة ‪ 23‬مشروعا للتجميع‪ ،‬غير أنه تم إنجاز ستة‬
‫مشاريع فقط‪ ،‬أي بنسبة انجاز وصلت لـ ‪ ،%26‬باستثمارات معبأة في حدود نسبة ‪ %24‬فقط من الهدف المسطر‬
‫(‪ 243‬مليون درهم)‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وبالرغم من كون المناطق المهمة إلنتاج األشجار المثمرة على الصعيد الوطني تتموقع في األطلس المتوسط‬
‫س ِّ ّجل‬
‫والريف الغربي ومنطقة ما قبل الريف والسايس والحوز وملوية بما يقارب ‪ %56‬من المساحة اإلجمالية المغروسة‪ُ ،‬‬
‫تركيز كبير للتجميع على مستوى جهة درعة‪-‬تافياللت التي تتوفر لوحدها على أكثر من ‪ %62‬من عدد الفالحين ال ُمجمعين‬
‫ومن المساحة موضوع التجميع‪.‬‬
‫وتعاني عملية التجميع من اإلكراهات التي يواجهها القطاع برمته‪ ،‬حيث تشكل وضعية أسواق الجملة في المغرب أولى العقبات‬
‫التي تواجه دينامية عملية تجميع سلسلة األشجار المثمرة‪ .‬وقد سبق للمجلس األعلى للحسابات أن أشار في تقريره السنوي‬
‫برسم سنتي ‪ 2019‬و‪ 2020‬إلى المعيقات التي تواجه هذه األسواق وتحد من أدائها ومن القيام بالدور المنوط بها‪ ،‬والمرتبطة‬
‫أساسا باإلطار القانوني الذي أصبحت بعض مقتضياته متجاوزة‪ ،‬وكذا بالمنافسة التي تواجهها أسواق الجملة من األسواق‬
‫األخرى غير المهيكلة ومن المسالك الموازية‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنه سيتم األخذ بعين االعتبار المالحظات المتعلقة بهذه السلسلة خالل التنزيل‬
‫الفعلي الستراتيجية الجيل األخضر من حيث هيكلة وعصرنة قنوات التسويق وذلك عبر تقويم أسواق الجملة وإعادة‬
‫تأهيل وتحسين األسواق األسبوعية وتعزيز قنوات توزيع الخضر والفواكه وتطبيق القانون رقم ‪.37.21‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس الوزارة المكلفة بالفالحة بما يلي‪:‬‬
‫اتخاذ التدابير الالزمة للتغلب على اإلكراهات التي تعيق نجاح التجميع الفالحي‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بالتحويل‬ ‫‪-‬‬
‫والتسويق (الوسطاء وأسواق الجملة والبحث عن أسواق جديدة محتملة)؛‬
‫أفادت الوزارة‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬أنه سيتم في إطار االستراتيجية الجديدة للجيل األخضر تنظيم وتطوير مسالك‬
‫التسويق‪.‬‬
‫جمعين في إطار عقود التجميع‪.‬‬
‫جمع والم ِّ‬
‫توفير عوامل تعزيز الثقة والتعاون بين الم ِّ‬ ‫‪-‬‬
‫أكدت الوزارة أنه من أجل تعزيز مناخ الثقة بين المج ِّ ّمع والمج َّمعين‪ ،‬ستقوم الدولة في إطار استراتيجية الجيل األخضر‬
‫‪ 2020-2030‬بمواكبة وثيقة لمشاريع التجميع وذلك باألخذ بعين االعتبار خصوصيات كل منطقة وكل سلسلة‪.‬‬

‫مشاتل المقاولين الشباب‪:‬‬


‫برنامج طموح لم يحقق كل أهدافه مما يستدعي إعادة بلورته‬

‫يشكل تحفيز التشغيل الذاتي وتشجيع إنشاء المقاوالت‪ ،‬مع توفير شروط استدامتها وإنتاجها للثروة‪ ،‬أولوية في السياسات‬
‫االقتصادية واالجتماعية للدولة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬وسعيا منها إلى إحداث مزيد من مناصب الشغل‪ ،‬وضعت السلطات العمومية‬
‫برامج تتضمن مجموعة من التدابير الرامية إلى تشجيع المقاولين الشباب حاملي المشاريع‪.‬‬
‫ومن بين هذه اإلجراءات إحداث "صندوق النهوض بتشغيل الشباب" سنة ‪ ،1994‬والذي يخصص جزء من موارده لتمويل‬
‫"البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت" الهادف إلى إحداث فضاءات مؤقتة الحتضان األنشطة المهنية المزاولة من طرف‬
‫‪2709‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الشباب‪ ،‬تمكنهم من اكتراء محالت مهنية بأثمنة تفضيلية مع توفير الخدمات والتجهيزات األساسية والمواكبة والتتبع‪ .‬وقد‬
‫حددت أهداف هذا البرنامج ومؤشراته األساسية في إنشاء ‪ 4.000‬مقاولة وإحداث ‪ 40.000‬منصب شغل وتحقيق استثمارات‬
‫خاصة بقيمة ملياري درهم‪ ،‬إلى جانب تقليص معدل فشل المقاوالت المنشأة حديثا‪.‬‬
‫وقد ركزت المهمة الموضوعاتية المنجزة في هذا اإلطار من طرف المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬بشراكة مع المجلس األعلى‬
‫للحسابات‪ ،‬على تقييم الحصيلة المالية والتشغيلية للبرنامج المذكور ومراقبة مدى فعالية أجهزة حكامته وتحديد العوائق التي‬
‫تعترض نجاعته‪.‬‬

‫أوالً‪ .‬الحصيلة المالية والتشغيلية لبرنامج مشاتل المقاوالت‬


‫في إطار البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت‪ ،‬تم استهداف إنجاز ‪ 36‬مشتال في مجموع جهات المملكة‪ ،‬بناء على اتفاقيات‬
‫شراكة موقعة بين السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة والجماعات الترابية المحتضنة لهذه المشاتل‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫شركاء آخرين كوكالة إنعاش وتنمية الشمال (بالنسبة للمشاتل المبرمجة ضمن نفوذها الترابي)‪ .‬غير أنه وحتى متم شهر مايو‬
‫‪ ،2022‬لم يتم إنجاز إال سبعة وعشرين (‪ )27‬مشتال منها‪ ،‬كلفت نفقات فعلية بلغت ‪ 281.852.924,83‬درهما‪ ،‬تم تمويلها‬
‫عبر تحويالت صندوق النهوض بتشغيل الشباب لصالح الشركاء في حدود مبلغ ‪ 154,66‬مليون درهم‪ ،‬صرف منها ما يناهز‬
‫‪ 139,28‬مليون درهم‪ ،‬وهو ما يمثل حوالي ‪ %49‬من الكلفة اإلجمالية للمشاتل المنجزة‪ .‬في حين تمت تعبئة المبالغ المتبقية‬
‫بنسب متفاوتة بين باقي الشركاء‪ ،‬حيث تمت تعبئة ‪ %27‬منها من طرف الجماعات الترابية المعنية (وهو ما يعادل مبلغ‬
‫‪ 76.390.873,36‬درهما) و‪ %13‬من طرف وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال (وهو ما يعادل مبلغ ‪35.349.787,87‬‬
‫درهما)‪ ،‬فيما تم تمويل ‪ %7‬من هذه الكلفة من طرف صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية واالجتماعية و‪ %4‬من طرف‬
‫شركاء آخرين‪.‬‬
‫‪ ‬الحصيلة التشغيلية للبرنامج‪ :‬حصيلة محدودة‬
‫ضعت تحت تصرف جهات أخرى الستغاللها ألغراض عمومية أخرى (مشتل الراشيدية ومشتل‬ ‫باستثناء ثالثة مشاتل ُو ِّ‬
‫الفنيدق ومشتل الزمامرة)‪ ،‬فإن تشخيص الوضعية التشغيلية لباقي المشاتل المنجزة أبانت على مجموعة من الصعوبات؛ ذلك‬
‫أنه من بين المشاتل المنجزة (البالغ عددها ‪ 27‬مشتال)‪ ،‬لم يتم‪ ،‬إلى غاية شهر مايو ‪ ،2022‬تشغيل واستغالل خمسة (‪)05‬‬
‫مشاتل على الرغم من االنتهاء من إنجازها منذ فترات بعيدة‪ ،‬كلفت استثمارات عمومية تقدر بحوالي ‪ 34,36‬مليون درهم‬
‫دون تحقيق األثر اإليجابي المتوخى‪ .‬وتتوزع هذه المشاتل غير المشغلة بين جهة فاس –مكناس (مشتالن‪ ،‬كلف إنجازهما أكثر‬
‫من ‪ 11,27‬مليون درهم) وجهة الدار البيضاء –سطات (مشتل واحد‪ ،‬كلف إنجازه مبلغ ‪ 7,75‬مليون درهم) وجهة درعة–‬
‫تافياللت (مشتل واحد‪ ،‬كلف إنجازه مبلغ ‪ 7,40‬مليون درهم وجهة سوس –ماسة (مشتل واحد‪ ،‬كلف إنجازه مبلغ ‪ 7,94‬مليون‬
‫درهم)‪.‬‬
‫أما المشاتل األخرى‪ ،‬والبالغ عددها سبعة عشر (‪ )17‬مشتال‪ ،‬والتي كلف إنجاز أشغالها وتهيئتها‪ ،‬إلى غاية متم شهر مايو‬
‫‪ ،2022‬غالفا ماليا تجاوز ‪ 206.489.809,06‬درهم‪ ،‬فتبين أنها توجد في وضعية استغالل جزئي فقط‪ ،‬حيث ال يتجاوز‬
‫معدل تشغيل المحالت المهنية المتواجدة بها نسبة ‪ %72‬على الرغم من الشروع في استغالل هذه المشاتل منذ أزيد من‬
‫عشر(‪ )10‬سنوات‪.‬‬
‫وبالتالي فإن عدم تحقق الهدف الكمي للبرنامج من جهة أولى‪ ،‬وعدم تشغيل واستغالل مجموعة من المشاتل المنجزة أو تشغيلها‬
‫جزئيا فقط من جهة ثانية‪ ،‬لم يساعد على المساهمة في بلوغ األهداف "والمؤشرات" المسطرة في إطار البرنامج في مجال‬
‫التشغيل ومواكبة وتحفيز الشباب حاملي المشاريع على إنشاء المقاوالت‪ ،‬كما لم يحدث األثر المتوخى بشأن تحفيز االستثمارات‬
‫الخاصة وتطوير النسيج االقتصادي المحلي‪ ،‬وكذا توفير الظروف الالزمة لضمان التقائيته وتكامله مع البرامج والتدابير‬
‫األخرى المماثلة‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج واألهداف والمؤشرات المحققة متواضعة‬
‫إن تقييم حصيلة هذا البرنامج‪ ،‬أبان عن محدودية أثر االستثمارات العمومية التي تمت تعبئتها بالنظر إلى تواضع نسب تحقق‬
‫جميع أهداف ومؤشرات البرنامج‪ ،‬حيث لم تساهم جميع المشاتل المشغلة إال في إحداث حوالي ‪ 2.765‬منصب شغل من أصل‬
‫‪ 40.000‬المتوقعة‪ ،‬أي بنسبة إنجاز ال تزيد عن‪ ،%7‬كما أن مساهمة خمسة (‪ )05‬مشاتل‪ ،‬تم اإلدالء للمجلس بالمعطيات‬
‫المتعلقة بها‪ ،‬وهي المتواجدة بمدن تطوان وشفشاون وتازة والجديدة وآسفي‪ ،‬تبقى جد متواضعة‪ ،‬حيث لم يتم إنشاء سوى ‪87‬‬
‫مقاولة من أصل ‪ 4.000‬مقاولة المتوقعة في إطار البرنامج‪ ،‬أي بنسبة إنجاز في حدود ‪ ، %2‬بينما ال تتوفر الجهات المعنية‬
‫على أي معطيات بشأن المشاتل األخرى‪ ،‬في حين تعذر قياس مدى تحقق الهدفين اآلخرين المتمثلين في تحفيز استثمارات‬
‫خاصة بمبلغ ملياري (‪ )2‬درهم وتقليص معدل فشل المقاوالت‪ ،‬بسبب عدم توفر األجهزة المعنية على معطيات حول نسبة‬
‫تحقق هذين المؤشرين (السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة والجماعات الترابية)‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2710‬‬

‫‪ ‬إنجاز غير مكتمل ألشغال بعض المشاتل‬


‫إن أشغال إنجاز بعض المشاتل متوقفة أو عالقة منذ فترات بعيدة‪ ،‬دون أن يتم اتخاذ التدابير الالزمة لتجاوز أسبابها‪ ،‬والمتمثلة‬
‫باألساس في تخلي أصحاب الصفقات عن األوراش بسبب عدم صرف الجماعات المعنية لمستحقاتهم المالية (كما هو الحال‬
‫بالنسبة لمشتل المحمدية)‪ ،‬أو لسوء التخطيط وعدم كفاية االعتمادات المالية لتغطية األشغال وعدم وفاء الشركاء بالتزاماتهم‬
‫(كما هو الحال بالنسبة لمشتل المقاوالت بمدينة القنيطرة)‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال فإن تنفيذ األجزاء المنجزة من حصة األشغال الكبرى لهذين المشتلين كلف استثمارات عمومية إجمالية‬
‫تقدر بحوالي ‪ 24.697.149,64‬درهم دون تحقيق األثر واألهداف المرسومة‪ ،‬منها مبلغ ‪ 8.309.479,00‬درهم‪ ،‬يمثل‬
‫مجموع النفقات المؤداة مقابل األشطر المنجزة من أشغال مشتل المقاوالت بالمحمدية‪ ،‬ومبلغ ‪ 16.387.670,64‬درهم كنفقات‬
‫مؤداة مقابل ما أنجز من األشغال بمشتل المقاوالت "الساكنية" بالقنيطرة‪.‬‬
‫‪ ‬األهداف المحققة في إطار المشاتل المنجزة‬
‫لم يتم تحقيق األهداف المسطرة في إطار البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت‪ ،‬ذلك أن المشاتل المشغلة جزئيا لم تساهم بشكل‬
‫ملموس في دينامية إنشاء المقاوالت وإحداث مناصب الشغل وتطوير النسيج االقتصادي المحلي‪ .‬ففيما يخص عدد المقاوالت‬
‫التي تم إنشاؤها بمعظم المشاتل‪ ،‬فإن المعلومات المتوفرة لدى األطراف المعنية ال تشمل سوى خمسة منها‪ ،‬وهي مشاتل‬
‫تطوان وتازة والجديدة وآسفي وشفشاون‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يالحظ أن مجموع المقاوالت المحدثة على مستوى المشاتل الخمسة قد ناهز ‪ 87‬مقاولة‪ ،‬أي ما يقارب ‪18‬‬
‫مقاولة كمعدل لكل مشتل منها‪ .‬ويعد مشتل المقاوالت بالجديدة أكثر مشتل إحداثا للمقاوالت‪ ،‬إذ بلغ عدد المقاوالت المحدثة ‪54‬‬
‫مقاولة‪ ،‬في المقابل‪ ،‬لم يتم إحداث أي مقاولة على مستوى مشتل المقاوالت بشفشاون منذ إحداثه سنة ‪ ،2000‬وذلك على الرغم‬
‫من استفادة ‪ 29‬شابا من محالته المهنية‪.‬‬
‫أما فيما يخص مناصب الشغل المحدثة‪ ،‬فقد تبين أن عددها اإلجمالي في إطار مجموع المشاتل المشغلة جزئيا والبالغ عددها‬
‫‪ 17‬مشتال‪ ،‬لم يتجاوز ‪ 2.765‬منصب شغل (بما في ذلك العدد اإلجمالي للمستفيدين من إسناد المحالت المهنية البالغ ‪848‬‬
‫مستفيد)‪.‬‬
‫ويتضح وجود ت باين كبير على مستوى عدد مناصب الشغل المحدثة بكل مشتل‪ ،‬إذ يعد مشتل المقاولين الشباب بجرادة‪ ،‬الذي‬
‫شرع في استغالله خالل سنة ‪ ،2005‬أقل مشتل إحداثا لمناصب الشغل (‪ 25‬منصب شغل بمعدل يقل عن منصبين في كل‬ ‫ُ‬
‫سنة ومنصب واحد فقط عن كل محل تم إنجازه) بالنظر الرتفاع نسبة المحالت غير المشغلة بهذا المشتل والتي ناهزت ‪%89‬‬
‫(إذ ال يتم تشغيل سوى ثالثة محالت فقط من أصل ‪ 28‬التي تم إنجازها)‪ ،‬فيما تم إحداث أكبر عدد من مناصب الشغل بمشتل‬
‫شرع في استغالله خالل سنة ‪ ،2011‬بواقع ‪ 420‬منصب شغل وبمعدل ‪ 42‬منصبا في كل سنة‬ ‫المقاوالت بتاوريرت‪ ،‬الذي ُ‬
‫وأربعة مناصب عن كل محل تم إنجازه‪.‬‬
‫ولئن أكدت وزارة الصناعة والتجارة أن عدد فرص الشغل التي مكن البرنامج من إحداثها تبقى دون الطموحات‪ ،‬فإنها‬
‫أرجعت ضعف حصيلة هذا البرنامج إلى ارتباطها بمدى نجاعة تدبير كل المراحل التي تقطعها المشاريع من تفويت‬
‫وتثمين جميع المشاتل المنجزة‪ ،‬وإلى دور مختلف الجهات الفاعلة في تنفيذه‪ ،‬خصوصا التزامات الجماعات الترابية‬
‫التي تأخذ وقتا كثيرا في تفعيلها‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير غير مالئم لغالبية المشاتل من طرف الجماعات‬
‫يعد التدبير المباشر لمشاتل المقاوالت من طرف الجماعات الترابية النمط األكثر انتشارا‪ ،‬ذلك أنه باستثناء مشتلي المقاوالت‬
‫بسطات وبالجديدة اللذين يتم تدبيرهما على التوالي من طرف القطاع الخاص وجمعية للمقاوالت‪ ،‬فإن باقي المشاتل تدبر من‬
‫طرف الجماعات الترابية المعنية‪ .‬إال أنه تبين أن إسناد هذه المهام والوظائف للجماعات بشأن إحداث وتدبير المشاتل لم يراع‬
‫المؤهالت البشرية والتقنية الحقيقية لهذه الجماعات الترابية ذات الطابع الحضري في الغالب والتي تتطلبها مثل هذه البرامج‪،‬‬
‫األمر الذي ساهم في تفاقم تعثر إنجاز أو تشغيل معظم المشاتل وتواضع حصيلتها التشغيلية‪.‬‬
‫‪ ‬إسناد وشغل المحالت المتواجدة بالمشاتل المشغلة بنسب متباينة‬
‫تمتد مشاتل المقاوالت المنجزة على مساحات إجمالية تتراوح بين ‪ 1.280‬م‪( 2‬مشتل المقاوالت بالفنيدق) و‪ 30.000‬م‪( 2‬مشتل‬
‫شيدت بهذه الفضاءات محالت مهنية ذات مساحات مبنية تتراوح بين ‪ 1.040‬م‪ ²‬و‪ 7.200‬م‪ .²‬إال أن‬ ‫المقاوالت بميسور)‪ .‬وقد ُ‬
‫المساحة المبنية ال تغطي أحيانا إال نسبة ضعيفة من المساحة اإلجمالية للمشتل‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬ال تمثل المساحة المبنية‬
‫بمشتل المقاوالت بميسور سوى ‪ %9‬فقط من المساحة اإلجمالية للعقار المحتضن للمشتل‪.‬‬
‫في ما يتعلق بمكونات المشتل‪ ،‬فهي تضم محالت مهنية يتراوح عددها بين ‪ 21‬محال (بمشتل المقاوالت بشفشاون) و‪100‬‬
‫محل (بمشتل المقاوالت بتاوريرت) إضافة إلى فضاءات مشتركة أخرى‪ .‬وقد وصلت النسبة العامة إلسناد المحالت المنجزة‬
‫بالمشاتل المشغلة نسبة‪ %91‬وهي نسبة مرتفعة نسبيا‪ ،‬السيما إذا ما تمت مقارنتها مع النسبة العامة لتشغيل هذه المحالت‬
‫سجلت أدنى نسبة تشغيل للمحالت المنجزة بمشتل المقاوالت بأبي الجعد‪ ،‬حيث إن ‪ %10‬فقط هي‬ ‫والتي ال تتعدى ‪ .%72‬و ُ‬
‫‪2711‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫التي يتم استغاللها‪ ،‬في حين لم يتم تخصيص كافة المحالت المنجزة إال على مستوى مشتل واحد فقط‪ ،‬ويتعلق األمر بمشتل‬
‫المقاوالت بتاوريرت‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬مسار تخطيط وإنجاز مشاريع المقاوالت‬
‫تبين أن النموذج الذي تم اعتماده إلنجاز المشاتل لم يكن موضوع دراسة مسبقة بالشكل الكافي وأبان عن نواقص خالل عملية‬
‫التنفيذ والتنزيل‪ ،‬مما أثر سلبا على اإلنجاز المادي لهذه المشاريع وعلى مدى تحقيق األهداف المتوخاة‪ ،‬حيث أن صياغة‬
‫االتفاقيات لم تول العناية الالزمة للشروط التشغيلية للمشاتل ولإلجراءات المواكبة الكفيلة ببلوغ الغاية األساسية من البرنامج‬
‫والمتمثلة في تحفيز إنشاء واحتضان المقاوالت الصغرى وإنعاش الشغل‪.‬‬
‫‪ .1‬تخطيط مشاريع مشاتل المقاوالت‬
‫أفرز تقييم مسلسل تخطيط مشاتل المقاوالت مجموعة من المالحظات يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تخطيط مشاتل المقاوالت في غياب وثيقة مرجعية رسمية‬
‫تم إنجاز مشاتل المقاوالت في إطار "البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت" تحت إشراف السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة‬
‫والتجارة‪ ،‬علما أن بعض عملياته المالية والمادية ال زالت سارية التنفيذ إلى متم شهر مايو ‪ .2022‬فعلى مستوى اإلنجاز‪ ،‬لم‬
‫يتم اعتماد وثيقة مرجعية رسمية لتصور هذا البرنامج وتحديد أهدافه وإجراءاته والجدولة الزمنية لتنفيذه‪ ،‬إذ من شأن هذه‬
‫الوثيقة أن تحدد مراحل تخطيط وتنفيذ وظروف تشغيل مشاريع هذا البرنامج من طرف مختلف الشركاء والمتدخلين‪ ،‬وأن‬
‫تتيح إنجاز مهمات للتقييم المواكب أو البعدي للتأكد من مدى التقيد باإلجراءات والمساطر المعمول بها في تنفيذ وتدبير هذه‬
‫المشاتل على النحو المقرر سلفا‪ ،‬وبالتالي التحقق من بلوغ األهداف المتوخاة‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬تم االكتفاء بتوثيق مشاريع هذا البرنامج الحقا في إطار اتفاقيات متعددة األطراف تهم كل واحدة منها أحد المشاتل‬
‫المزمع إنجازها‪ ،‬وتتضمن بنودها أساسا جزءا من التزامات األطراف المتعاقدة من أجل إحداث وتدبير المشتل فقط‪ ،‬دون أن‬
‫ترقى هذه االتفاقيات إلى مستوى الوثائق التي تضمن تخطيط مسار تنفيذ وتشغيل مشاتل المقاوالت‪.‬‬
‫‪ ‬برمجة مشاتل المقاوالت دون إنجاز دراسات جدوى‬
‫لم يتم القيام بدراسات قبلية للجدوى‪ ،‬سواء منها تلك المتعلقة بالبرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت أو بالمشاريع المترتبة عنه‬
‫على المستوى الترابي‪ ،‬مما ال ينسجم مع الممارسات الفُضلى المعمول بها في مجال التخطيط للبرامج والمشاريع العمومية‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬أدى غياب دراسة الجدوى إلى عدم تضمين عدد من االتفاقيات المبرمة بشأن إنجاز واستغالل بعض المشاتل‬
‫عدة معطيات مهمة‪ ،‬كاألغلفة المالية للمشاريع المبرمجة والتزامات األطراف والتأكد من تواجد الفئة المستهدفة‪ ،‬وتحديد‬
‫مكونات المشر وع والتأكد من مدى تالؤم األنشطة المستهدفة مع حاجيات النسيج االقتصادي المحلي ومن مدى تالؤم‬
‫الخصائص الفنية للمشتل لطبيعة األنشطة المبرمجة‪.‬‬
‫وقد بررت وزارة الصناعة والتجارة غياب دراسات الجدوى بكون البرنامج قد ركز على استهداف المراكز القروية‬
‫المهمشة الصغيرة والمتوسطة وأيضا بعض المدن المحيطة بالمراكز الحضرية الكبرى‪ ،‬وهي بالخصوص جماعات‬
‫ال يتواجد بها أي فضاء مهيكَل لالستقبال الصناعي‪ ،‬مما دفع الوزارة إلى االعتماد على الخبرة التي اكتسبتها في مجال‬
‫تهيئة البنيات التحتية لالستقبال الصناعي‪.‬‬
‫‪ ‬غياب تحديد أهداف ومؤشرات وطنية ومحلية للمشاتل المبرمجة‬
‫على الرغم من المساهمة المالية المهمة التي رصدتها السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة والبالغة أزيد من ‪160‬‬
‫مليون درهم كمبلغ يعبأ إلى جانب مساهمات شركاء آخرين من أجل إنجاز مشاتل المقاوالت‪ ،‬لم يتم إقرار منظومة أهداف‬
‫ومؤشرات مرتب طة بتنفيذ البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت من أجل ضمان التحقق عند االقتضاء من مدى استجابة النتائج‬
‫المحصل عليها لألهداف المسطرة سلفا‪ ،‬وذلك عبر وضع أهداف دقيقة مقرونة بمؤشرات قابلة للقياس بعد تنفيذ المشروع‪ ،‬إذ‬
‫أن هذه األهداف لم يتم تحديدها إال بمناسبة وضع خطة عمل الوزارة المعنية لسنة ‪ 1998‬من خالل استهداف إحداث ‪4.000‬‬
‫مقاولة و‪ 40.000‬منصب شغل وتحفيز لالستثمارات بمبلغ ملياري درهم‪ ،‬دون تحديد السقف الزمني لبلوغ هذه األهداف‪.‬‬
‫عالوة على أن جل االتفاقيات الموقعة بخصوص إحداث المشاتل لم تول كثير العناية لتحديد هذه األهداف والمؤشرات‪ ،‬إذ‬
‫حصرت الغايات من إحداثها في توفير محالت مهنية للمقاولين الشباب فقط‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره إجراء غير كاف لتحقيق‬
‫الغاية المتوخاة من كل مشتل‪ ،‬حيث لم تتم اإلشارة إلى أهداف ومؤشرات قابلة للقياس وإلى األهداف المتوخاة من وراء إنشاء‬
‫المقاوالت وضمان استمرار نشاطها بعد فترة االحتضان بالمشتل وإحداث فرص الشغل‪.‬‬
‫‪ ‬أداء غير ناجع لمنظومة الحكامة المعتمدة لتتبع تنفيذ مشاريع البرنامج‬
‫إن إطالق البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت تم دون وضع هيئة حكامة مركزية مكلفة بتتبع تنفيذ هذا البرنامج بصفة شاملة‪،‬‬
‫إذ أن نموذج الحكامة الذي تم اتباعه الحقا اكتفى بتكوين لجان خاصة بكل مشتل تتألف من األطراف الشريكة وتختص بتتبع‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2712‬‬

‫ومعالجة اإلشكاليات المرتبطة به على حدة‪ .‬وقد أتاح االطالع على حصيلة عمل هذه اللجان الوقوف على تباين وتيرة اشتغالها‬
‫وحصيلة عملها واختالف ممارساتها ومواقفها القانونية من مشتل إلى آخر‪.‬‬
‫وقد أدى عدم تأسيس لجنة حكامة مرتبطة بالبرنامج في شموليته‪ ،‬يناط بها ضبط العالقة بين الشركاء والتحكيم بينهم‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬وتقنين بعض اإلجراءات والمساطر المتبعة‪ ،‬إلى حدوث اختالفات جذرية بين الشركاء فيما يخص بعض المشاتل‬
‫المنجزة ترتب عنها تغييب المقاربة التنسيقية والتوافقية وتأخير عملية استغالل المشاتل‪ .‬وتبرز في هذا الشأن حالة مشتل‬
‫المقاوالت "البستان ‪ "3‬بمدينة وجدة الذي عرف تباينات في الرؤى بين المجلس الجماعي لوجدة والسلطة الحكومية الشريكة‬
‫بخصوص دفتر التحمالت وملحق االتفاقية رقم ‪ II‬المصادق عليهما من طرف المجلس الجماعي خالل سنة ‪ 2002‬واللذين تم‬
‫رفضهما من طرف السلطة الحكومية المكلفة بتدبير البرنامج‪ ،‬إذ لم يتم التوافق بشأنهما إال خالل سنة ‪ ،2010‬مما أخر عملية‬
‫الشروع في استغالل المحالت المهنية‪.‬‬
‫‪ ‬إسناد أدوار أساسية للجماعات في إحداث وتدبير المشاتل دون مراعاة إلمكانياتها ومؤهالتها في المجال‬
‫أسندت األطراف الشريكة للجماعات أدوارا أساسية فيما يخص إنجاز وتشغيل هذه المشاتل‪ ،‬مما يجعل مجهودات ونتائج عمل‬
‫الجماعات حاسمة في نجاح أو فشل هذه المشاريع‪ .‬وتتمثل األدوار الملقاة على عاتق الجماعات إجماال في تعبئة الوعاء‬
‫العقاري وتجهيزه وفي القيام بعمليات البناء بصفتها صاحبة المشروع والمكلفة بصيانة البنايات كما تتولى مهمة تأسيس لجان‬
‫التأطير والمواكبة قصد تقديم النصح والدعم للمقاولين الشباب‪.‬‬
‫إن إسناد كافة هذه األدوار للجماعات المحتضنة لهذه المشاتل ذات الطابع الحضري في الغالب‪ ،‬لم يأخذ بعين االعتبار‬
‫اإلمكانيات التقنية والمؤهالت البشرية المتاحة لدى الجماعات المعنية‪ ،‬سواء من حيث قدرة اإلشراف على صفقات الدراسات‬
‫واألشغال ذات الكلفة المرتفعة‪ ،‬أو من حيث مواكبة ودعم المقاولين الشباب المستهدفين بهذه المشاتل‪ ،‬مما أثر سلبا على مدى‬
‫اضطالعها بهذه المهام وأدى إلى تعثر مجموعة من الصفقات المبرمة وتوقف األشغال المتعلقة بها وكذا انعدام خدمات اإلرشاد‬
‫والمواكبة بالمشاتل المنجزة‪.‬‬
‫‪ ‬إجراءات غير كافية لمواكبة ودعم المقاولين الشباب بالمشاتل‬
‫إن النموذج الذي تم اعتماده الستغالل مشاتل المقاوالت واحتضان المقاولين الشباب أبان عن نقائص خالل عملية التنفيذ‬
‫والتنزيل‪ ،‬وذلك لعدم إحاطته بمختلف الشروط الضرورية الضامنة لنجاحه‪ ،‬حيث لم يتم إقرار إجراءات المواكبة والمصاحبة‬
‫وكذا آليات الدعم المالي التي من شأنها أن تسهم في بلوغ الغاية األساسية من المشروع‪ ،‬والمتمثلة في تحفيز إنشاء المقاوالت‬
‫الصغرى واحتضانها مع ما يستلزم ذلك من إرشاد ونصح وتكوين ودعم مالي خالل مراحل االنطالق في دورة المشروع‬
‫حتى يتسنى تجاوز المراحل األولى لكونها غالبا صعبة ومحفوفة بالمخاطر‪.‬‬
‫وقد نصت االتفاقيات ذات الصلة على ضرورة تأسيس الجماعات لخلية مكلفة بتقديم النصح والمواكبة‪ ،‬إال أن هذا البند ظل‬
‫غير مفعل نظرا لعدم تأسيس هذه البنيات والفتقار الجماعات للموارد البشرية وللمؤهالت والكفاءات الالزمة للقيام بهذه المهام‪.‬‬
‫أما بخصوص الجانب المالي‪ ،‬فلم يتم إقرار أية آلية تمويلية لدعم المقاوالت المستهدف إنشاؤها‪ ،‬إذ تبين أن البرنامج الوطني‬
‫لمشاتل المقاوالت تم اعتماده في إطار القرار الحكومي القاضي بتقديم قروض للمقاولين الشباب وكذا برنامج األولويات‬
‫االجتماعية‪ ،‬إال أن عدم السعي نحو ضمان االلتقاء والتكامل بين آليتي الدعم المالي (القروض) وتوفير فضاءات االحتضان‬
‫(المشاتل)‪ ،‬وتأخر التنفيذ المادي لمشاتل المقاوالت‪ ،‬أفقد هاتين اآلليتين الفعالية واالنسجام الالزمين لبلوغ األهداف المتوخاة‪.‬‬
‫أرجعت وزارة التجارة والصناعة عدم خلق خاليا التتبع والنصح ببعض المشاتل إلى تدني مستوى تثمين هذه المشاتل‬
‫بشكل لم يسمح بتوفير إيرادات كافية لتوظيف مدير الخلية‪ ،‬وإلى صعوبة فرض الجماعات للتقيد بدفاتر التحمالت من‬
‫طرف المستفيدين من المحالت المهنية‪ ،‬وذلك باحترام فترات االحتضان المنصوص عليها وكذلك أداء واجبات الكراء‪.‬‬
‫‪ ‬صياغة االتفاقيات المتعلقة بالمشاتل بشكل يحد من التدبير األمثل لها‬
‫ال تضمن بنود مختلف االتفاقيات التي تم توقيعها بين الشركاء إلحداث مشاتل المقاوالت انسجاما واتساقا مع متطلبات وأهداف‬
‫المشروع‪ ،‬مما ترتب عنه االضطرار إلى إدخال تعديالت في عدة مناسبات لتجاوز النقائص التي حالت دون ضمان التنفيذ‬
‫والتدبير األمثل للمشروع‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬لم تحدد هذه االتفاقيات آجال وفاء الشركاء بالتزاماتهم التعاقدية وآجاال لتنفيذ األشغال المتعلقة بمشاريع‬
‫المشاتل من أجل ضمان تشغيلها داخل آجال معقولة‪ ،‬واستعاضت عن ذلك بترك حرية التصرف ألطراف االتفاقية في التقرير‬
‫بشأن اآلجال وفق جدولة زمنية متوافق بشأنها‪ ،‬فيما حددت بعض االتفاقيات طبيعة االلتزامات الموضوعة على عاتق الشركاء‬
‫دون تقدير قيمتها المالية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بطريقة إسناد المحالت‪ ،‬فقد أشارت معظم االتفاقيات إلى أن تسليم المحالت للمقاولين يتم عن طريق الكراء‬
‫بينما تشير أخرى إلى أن استغاللها يتم عن طريق "االحتالل المؤقت"‪ ،‬في حين تتضمن نفس االتفاقيات ما يتيح إمكانية تفويت‬
‫المحالت المهنية بناء على طلبات االستفادة المقدمة من طرف حاملي المشاريع‪ ،‬عالوة على كون ديباجة هذه االتفاقيات تشير‪،‬‬
‫ضمن أهدافها‪ ،‬إلى كونها ترمي إلى مساعدة المستفيدين على "اقتناء" المحالت المذكورة‪.‬‬
‫‪2713‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد ساهمت طبيعة التدبير المشترك وما طرحه من إكراهات مرتبطة بصعوبة التنسيق بين الجماعات الترابية والسلطة‬
‫الحكومية المعنية‪ ،‬في التأخر في معالجة التناقضات سالفة الذكر واستدراك أمور جوهرية أخرى لم ترد بشأنها بنود في‬
‫االتفاقيات‪ ،‬من قبيل عدم تنصيصها على ضرورة إنجاز دفتر تحمالت ينبثق عنها‪ ،‬سواء أكان اعتماده بكيفية مشتركة من‬
‫أطراف االتفاقية أو بمبادرة منفردة للجماعة‪ .‬وقد كان من بين نتائج هذه التناقضات اضطرار الشركاء إلى إدخال تعديالت‬
‫على االتفاقيات األصلية بغية تداركها‪ ،‬وبالتالي تأخير عمليات الشروع في تشغيل معظم المشاتل المنجزة‪.‬‬
‫وإن أرجعت وزارة الصناعة والتجارة هذه النقائص إلى كون االتفاقيات األولية تمت صياغتها منذ أكثر من ‪ 20‬سنة‬
‫مما يفسر عدم إدراج بعض التدابير والبنود بها‪ ،‬فقد أفادت بأن الخبرة المكتسبة انطالقا من المشاريع السابقة مكنت‬
‫من تدارك النقائص المسجلة بمناسبة توقيع اتفاقيات حديثة‪.‬‬
‫‪ .2‬تقييم تنفيذ أشغال مشاتل المقاوالت‬
‫إن عدم إحكام وضبط مرحلة تخطيط مشاتل المقاوالت كان له أثر بالغ على سالمة ووتيرة عمليات التنفيذ المادي لهذه المشاتل‪،‬‬
‫إذ عانت في الغالب من تعثر أشغال إنجازها‪ .‬وفي هذا الشأن‪ ،‬اتضح أن النقائص التي شابت هذه المرحلة تمثلت‪ ،‬على‬
‫الخصوص‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬توطين بعض المشاتل بشكل حد من جاذبيتها‬
‫لم يتم اختيار مواقع مناسبة لتوطين بعض مشاتل المقاوالت‪ ،‬بشكل يضمن نجاح هذه المشاتل ويساعد على تحقيق األهداف‬
‫المراد بلوغها‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يتضح أن الموقع الذي اختير كمشتل للمقاوالت بمدينة آسفي لم يشكل عامال إيجابيا في تحفيز نجاح‬
‫المقاوالت الناشئة‪ ،‬حيث يتواجد بمنطقة ال تتوفر على ولوجية للمنطقة الصناعية وللمعامل المتواجدة بها وكذا لمقر المكتب‬
‫الشريف للفوسفاط على اعتبار كونهم زبناء مستهدفين من طرف أغلب المقاوالت المنشأة‪ ،‬عالوة على وجود ممر سككي‬
‫يحول دون الولوج إلى الضفة األخرى المطلة على المعامل‪ ،‬وهو ما أثر سلبا على جاذبية المشتل وقدرته على استقطاب‬
‫الشباب حاملي المشاريع‪.‬‬
‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬فإن عدم إسناد المحالت المتواجدة بمشتل المقاوالت ببنسليمان (جماعة واد الشراط) يرجع إلحجام المقاولين‬
‫الشباب عن تقديم طلباتهم في الموضوع ألسباب تعزى باألساس إلى بعد المشتل عن المناطق السكنية‪.‬‬
‫‪ ‬وفاء بعض الشركاء بالتزاماتهم التعاقدية خارج اآلجال المعقولة‬
‫في ظل عدم التنصيص الدقيق ضمن بنود االتفاقيات الموقعة على آجال الوفاء بالتزامات الشركاء‪ ،‬فإن بعض الجماعات‬
‫الترابية لم تعمل على الوفاء بجميع التزاماتها سواء ضمن االتفاقيات األصلية أو مالحقها‪ ،‬السيما من حيث التقيد بآجال معقولة‬
‫لإلنجاز وكذا حث الشركاء اآلخرين على تنفيذ التزاماتهم بصفة موازية‪.‬‬
‫وكمثال على ذلك‪ ،‬لم تستطع جماعة تاوريرت توفير قطعة أرضية مجهزة تبلغ مساحتها ‪ 15.260‬مترا مربعا حيث تكفلت‬
‫باألمر الحقا وكالة إنعاش وتنمية الشمال التي انضمت لالتفاقية األولى بتاريخ ‪ 26‬يوليوز ‪ ،2002‬والتي تحملت بموجبها‬
‫النفقات المتعلقة بإيصال التجهيزات األساسية للمشتل في حدود ثالثة ماليين درهم‪ ،‬أي بعد تأخر الشروع في إنجاز المشروع‬
‫ألزيد من خمس سنوات‪.‬‬
‫أما بخصوص مشتل المقاوالت بالمحمدية‪ ،‬فلم يتم توفير التمويل في اآلجال المناسبة من لدن السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة‬
‫والتجارة‪ ،‬مما أدى إلى صعوبات في التنفيذ المادي للمشتل وتوقف أشغاله منذ سنة ‪ 2004‬دون اتخاذ تدابير إليجاد حلول‬
‫مناسبة وناجعة ‪ ،‬حيث أن أشغال المشتل ما تزال متوقفة في مرحلة األشغال الكبرى بعد تخلي صاحب الصفقة عن الورش‬
‫بسبب عدم صرف الجماعة لمستحقاته المالية‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬وبخصوص مشتل المقاوالت بأبي الجعد‪ ،‬لم تتمكن الجماعة من توفير االعتمادات الالزمة لتجهيز منطقة‬
‫مشتل المقاوالت بالشبكات األساسية كما التزمت بذلك بموجب االتفاقية األولى إلحداث المشتل المذكور‪ ،‬وهو ما تكفلت به‬
‫الحقا عمالة إقليم خريبكة سنة ‪( 2008‬أي بعد أزيد من ‪ 4‬سنوات من توقيع االتفاقية األولى) المتمثل في القيام بأشغال الربط‬
‫بشبكات التطهير السائل والماء الصالح للشرب والطرق والتي تم تسلمها مؤقتا خالل سنة ‪ 2012‬بكلفة بلغت‬
‫‪ 3.356.798,79‬درهما‪ ،‬بينما تولت جماعة أبي الجعد خالل سنة ‪ 2017‬تمويل تزويد منطقة مشتل المقاوالت بالكهرباء‪.‬‬
‫لكن على الرغم من ذلك‪ ،‬ظل المشتل غير قابل لالستغالل ليتم التوقيع على ملحق اتفاقية بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر‪ ،2020‬التزمت‬
‫بموجبه السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة بدفع مبلغ ‪ 1.538.300,00‬درهما للمديرية اإلقليمية للتجهيز والنقل من‬
‫أجل إتمام أشغال المشتل‪.‬‬
‫‪ ‬شروع متأخر في استغالل مشاتل المقاوالت نتيجة تعثرات متواترة في تنفيذ أشغالها‬
‫يتبين من خالل تقييم المدة الفاصلة بين تاريخ التوقيع على اتفاقيات إحداث المشاتل وتاريخ الشروع في إجراءات إسناد‬
‫المحالت المنجزة لفائدة المقاولين الشباب‪ ،‬طول الفترة الزمنية الفاصلة بينهما‪ ،‬مما قد يمس براهنية وواقعية المعطيات التي‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2714‬‬

‫تم على أساسها وضع تصور المشاريع‪ .‬ويرجع هذا التأخر في الغالب إلى الصعوبات التي عرفتها صفقات األشغال المبرمة‬
‫سواء من طرف الجماعات أو وكالة إنعاش وتنمية الشمال وكذا المديريات اإلقليمية للتجهيز والنقل‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬تبين أن المدة الفاصلة بين تواريخ التوقيع على االتفاقيات المتعلقة بإنجاز معظم المشاتل وبين تواريخ الشروع في‬
‫االشتغال‪ ،‬تتجاوز العشر (‪ )10‬سنوات مثال بالنسبة لمشتل المقاوالت غار البارود بمدينة وجدة ومشتل المقاوالت بسلوان‬
‫(الناضور) ومشتل المقاوالت بسطات‪ ،‬بينما تتجاوز هذه المدة العشرين (‪ )20‬سنة كما هو األمر بالنسبة لمشاتل المقاوالت‬
‫بمدن القنيطرة والمحمدية وأكادير‪.‬‬
‫ولئن أكدت وزارة الصناعة والتجارة التأخر المسجل في بعض مشاتل المقاوالت على مستوى تسلم األشغال والشروع‬
‫في عمليات االستغالل‪ ،‬فإنها فسرته بعوامل متعددة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة فتح الحساب الخصوصي وطول المدة الالزمة لذلك بسبب تعقيد المسطرة بين الجماعة ووزارتي الداخلية‬
‫والمالية؛‬
‫‪ -‬عدم تسوية الوضعية العقارية لألراضي المخصصة الستقبال المشاريع؛‬
‫‪ -‬عدم توفر بعض الشركاء المحليين على الموارد المالية الالزمة لتغطية نفقات أشغال التهيئة‪.‬‬
‫‪ ‬توقف أشغال عدد من المشاتل حال دون الشروع في استغاللها‬
‫لم يتم استكمال إنجازأشغال عدد من مشاتل المقاوالت‪ ،‬مما عاق عملية الشروع في استغاللها وحول البنايات المنجزة إلى‬
‫منشآت متهالكة ودون تحقيق الفائدة المرجوة‪ ،‬وذلك على الرغم من المبالغ المالية المهمة التي صرفت من أجل إنجازها‪ ،‬كما‬
‫هو الشأن بالنسبة للمشاتل المتواجدة بعماالت وأقاليم أكادير إداوتنان والقنيطرة والمحمدية وبنسليمان وخريبكة وتنغير‪.‬‬
‫ويرجع تعثر األشغال بعدد من المشاتل إلى النقائص المرتبطة بمرحلة التخطيط أو بقصور في اإلشراف والمراقبة أثناء تنفيذ‬
‫هذه المشاتل أو لتعدد أصحاب المشاريع‪ ،‬مما أدى إلى عدم كفاية االعتمادات المالية لتغطية األشغال أو إلى عدم قدرة الشركاء‬
‫على الوفاء بالتزاماتهم‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتجهيز البقع األرضية من طرف الجماعات‪ ،‬ونشوب نزاعات بين المقاوالت‬
‫وأصحاب المشاريع (حالة مشتلي المحمدية والدراركة)‪.‬‬
‫كما تم تسلم بعض المشاتل مؤقتا والشروع في تشغيلها رغم عدم قابليتها لالستغالل‪ ،‬مما اضطر المستفيدين إلى إتمام بعض‬
‫األشغال الداخلية وتحمل النفقات ذات الصلة‪ ،‬رغم أن استفادتهم من المحالت المهنية يفترض أنها ذات طابع مؤقت‪ ،‬أو أدى‬
‫إلى عزوف بعضهم اآلخر عن تقديم طلبات االستفادة من هذه المحالت‪ ،‬ويتعلق األمر بمشاتل المقاوالت المتواجدة بجماعات‬
‫تازة وأبي الجعد والدراركة وابن جرير‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬تقييم استغالل وأداء مشاتل المقاوالت المنجزة‬
‫شابت تشغيل مشاتل المقاوالت مجموعة من النقائص لعدم تطابق استغاللها مع الطابع المؤقت لعمليات االحتضان‪ ،‬مما أثر‬
‫على أدائها ومدى بلوغ أهداف البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت‪:‬‬
‫‪ .1‬استغالل مشاتل المقاوالت‬
‫خالفا للمعايير المقررة بمقتضى االتفاقيات الموقعة ودفاتر التحمالت المنظمة لتدبير المشاتل‪ ،‬تبين أن استغالل المشاتل‬
‫المنجزة عرف عدة نقائص‪ ،‬ترتبط بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إسناد محالت في غياب دفاتر تحمالت ودون إبرام عقود الكراء‬
‫أ ُسنِّ دت بعض المحالت المهنية في غياب دفتر للتحمالت يحدد المعايير المعتمدة النتقاء المستفيدين واإلطار المرجعي لتنظيم‬
‫عالقتهم بالجماعة ووضع ضوابط استغاللهم للمحالت وإجراءات اإلسناد أو الفسخ‪ .‬ويتعلق األمر بجميع المحالت المسندة‬
‫المتواجدة بمشتل جماعة سطات‪ ،‬وكذا المحالت المسندة بمشتل جماعة تاوريرت قبل سنة ‪ 47( 2009‬محال)‪ ،‬إضافة إلى‬
‫جزء من المحالت التي تم تخصيصها بمشتلي طنجة (‪ 15‬محال) وشفشاون (‪ 09‬محالت)‪.‬‬
‫كما أن جميع عقود الكراء المتعلقة بمشتل المقاوالت بتاوريرت لم تبرم إال بعد مدة تراوحت ما بين ‪ 8‬أشهر و‪ 6‬سنوات من‬
‫إسناد ا لمحالت والشروع في استغاللها‪ ،‬مما فوت على الجماعة مداخيل الكراء المستحقة عن تلك الفترة وأفرز وضعية شغل‬
‫تلك المحالت بدون سند قانوني‪ .‬كما أن عددا من عقود الكراء بنفس المشتل يتم تمديدها بأثر رجعي‪ ،‬إذ تعمد الجماعة إلى‬
‫قبول تمديد عقود انقضت في فترات سابقة‪ ،‬وذلك بسبب عدم سلك المستفيدين إلجراءات التمديد المنصوص عليها في عقود‬
‫الكراء عبر توجيه طلب إلى الجماعة بواسطة البريد المضمون قبل انصرام مدة صالحية العقد بستة أشهر‪ ،‬وهو ما يجعل‬
‫المستفيدين منها في وضعية غير قانونية تجاه الجماعة لعدم وجود أية عالقة تعاقدية سليمة تربطهم بها بعد انتهاء مدة صالحية‬
‫العقود‪ ،‬مما ينطوي على مخاطر تضر بمصالح الجماعة‪.‬‬
‫‪2715‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬إبرام عقود كراء ال تنسجم وأهداف البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت‬


‫اتضح من خالل االطالع على مختلف التعديالت التي عرفها دفتر التحمالت الخاص بمشتل المقاوالت بابن جرير‪ ،‬أن عقود‬
‫الكر اء ال تحترم مقتضيات وأهداف البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت فيما يتعلق بمدة عقود الكراء‪ ،‬والتي تهدف باألساس‬
‫إلى اعتماد مبدأ التناوب على استغالل المحالت المهنية التي يوفرها المشتل خالل مدة زمنية ال تتجاوز ‪ 36‬شهرا والتي يمكن‬
‫تمديدها مرة واحدة من طرف لجنة إسناد هذه المحالت في حالة عدم بلوغ المشروع مرحلة النضج المطلوبة‪.‬‬
‫في حين أنه‪ ،‬وبعد مضي مدة االستغالل المنصوص عليها في دفتر التحمالت المصادق عليه من قبل المجلس الجماعي خالل‬
‫دورة يوليوز ‪ ،2006‬والتي حددت في ‪ 36‬شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬تم تمديد مدة الكراء إلى ثالث سنوات ثم إلى خمس‬
‫سنوات قابلة للتجديد بموجب دفتر التحمالت المصادق عليه من قبل المجلس الجماعي في دورة أبريل ‪ ،2014‬مما أدى إلى‬
‫استغالل المستفيدين لهذه المحالت بشكل دائم منذ تاريخ إسنادها‪.‬‬
‫كما أن مدة كراء محالت مشتل المقاوالت بآسفي المنصوص عليها بالعقود ذات الصلة تتجاوز مدة ‪ 36‬شهرا المحددة في‬
‫النموذج الخاص بالمشاريع الممولة في إطار البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت‪ ،‬لتصل إلى ‪ 60‬شهرا قابلة للتجديد دون حد‬
‫أقصى‪ ،‬وهو ما يتعارض وأهداف البرنامج‪ .‬وقد ترتب عن هذه التعديالت تجاوز جميع المستفيدين للمدة التعاقدية للكراء‪ ،‬إذ‬
‫أن جميع مستغلي مشتل ابن جرير قد تجاوزوا مدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬تدابير غير كافية خاصة بإدماج مقاربة النوع‬
‫لم تتضمن االتفاقيات األولية ومالحقها أو دفاتر التحمالت المعتمدة لتحديد معايير االستفادة من محالت مشاتل المقاوالت أي‬
‫تدابير خاصة للعمل بمقاربة النوع لضمان وجود توازن يهم استفادة النساء واألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة من المحالت‬
‫المهنية‪ ،‬مما ترتب عنه ضعف استفادة هاتين الفئتين من هذه المشاتل‪ .‬ويظهر االطالع على وضعية المستفيدين أن عدد‬
‫المستفيدين من النساء بلغ ‪ 35‬من أصل ‪ 848‬مستفيدا‪ ،‬في حين استفاد شخص واحد من ذوي االحتياجات الخاصة من المحالت‬
‫المسندة‪.‬‬
‫‪ ‬األنشطة الممارسة في المشاتل المشغلة ال تتوافق مع األنشطة المستهدفة‬
‫حددت االتفاقيات المتعلقة بإحداث مشاتل المقاولين الشباب وكذا دفاتر التحمالت المتعلقة بها األنشطة المستهدفة في مشاريع‬
‫المقاوالت التي تنشط في المجال الصناعي أو المهن المتعلقة بقطاع الصناعة‪ ،‬شريطة أن يتم إنشاء هذه المقاوالت قبيل أو‬
‫أثناء فترة االحتضان‪ ،‬وأال يتعلق األمر بتوسيع نشاط أو نقله من مكان آخر إلى المشتل‪ ،‬إضافة إلى وجوب أن تكون األنشطة‬
‫المقترحة ذات صبغة حديثة ومبتكرة وأن تساهم في إحداث أكبر عدد من مناصب الشغل‪.‬‬
‫إال أن األنشطة المزاولة على مستوى بعض مشاتل المقاوالت (طنجة‪ ،‬شفشاون‪ ،‬تازة‪ ،‬سطات‪ ،‬وجدة البستان ‪ ،)3‬ال تستجيب‬
‫للشروط المنصوص عليها‪ ،‬إذ تقتصر على أنشطة ال تمت بصلة لما هو صناعي‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لألنشطة المتعلقة‬
‫باإلطعام والنجارة واللحامة والنسيج واأللبسة‪ ،‬عالوة على كونها تفتقر إلى الطابع االبتكاري وال تساهم في إحداث مناصب‬
‫الشغل في غالب األحيان‪ ،‬مما يؤكد وجود نقص فيما يتعلق باختيار األنشطة المالئمة للمشاتل‪ ،‬أو في التأكد مسبقا من وجود‬
‫فئة مستهدفة قبل الشروع في تنفيذ المشاريع‪.‬‬
‫وقد كان من نتائج مو افقة لجان التوزيع على إسناد محالت لممارسة أنشطة بالمشاتل المنجزة غير تلك المرتبطة بالمجال‬
‫الصناعي‪ ،‬إعاقة تكريس مبدأ تناوب وتعاقب المقاولين على المحالت المهنية وإثارة صعوبات أثناء حلول أجل إخالء هذه‬
‫المحالت‪ ،‬على اعتبار أن األنشطة الممارسة في الواقع داخل هذه المشاتل ترتكز على بعض عناصر األصل التجاري التي‬
‫تساهم جوهريا في نجاح النشاط‪ ،‬والتي يصعب على المستفيدين التخلي عنها‪.‬‬
‫وتعتبر وزارة الصناعة والتجارة أن تدبير مشاتل المقاوالت يتميز بطابع المرونة‪ ،‬إذ أنه وعلى الرغم من إيالء‬
‫األولوية للوحدات الصناعية التي تخلق أكبر عدد ممكن من مناصب الشغل‪ ،‬فإنه يمكن لهذه المشاريع أن تضم أنشطة‬
‫أخرى مثل الحرف‪ ،‬والتنمية الزراعية عندما يتطلب السياق االقتصادي للمنطقة ذلك‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمشتل‬
‫شفشاون الذي يتكيف نشاطه مع التوجه االقتصادي للمدينة‪ ،‬وهي السياحة والحرف اليدوية‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل شروط االستفادة من المشتل بسبب عدم التأكد من تواجد فئة مستهدفة قبل التنفيذ‬
‫حددت المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 13.94‬بشأن استخدام صندوق النهوض بتشغيل الشباب شروط االستفادة من التمويل بتشغيل‬
‫الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين ‪ 20‬و‪ 45‬سنة والمتوفرين على شهادة التعليم العالي أو شهادة التكوين المهني أو شهادة‬
‫تثبت تأهيلهم المهني‪ ،‬وهي نفسها الشروط التي نصت عليها اتفاقيات إحداث مشاتل المقاوالت‪.‬‬
‫إال أنه لم يتم احترام معيار السن المحدد سلفا بخصوص بعض مشاتل المقاوالت‪ ،‬كما هو الشأن مثال بالنسبة لمشتل المقاوالت‬
‫بجماعة ميسور (غير المشغل منذ إحداثه)‪ ،‬إذ أنه تم اشتراط سن يتراوح بين ‪ 20‬سنة و‪ 40‬سنة كمعيار لالستفادة‪ ،‬ليتم تمديده‬
‫إلى سن ‪ 50‬سنة كحد أقصى بموجب ملحق لالتفاقية األصلية‪ ،‬بسبب عدم توصل اللجنة الثالثية المشرفة على اختيار المستفيدين‬
‫بأي طلب‪ .‬و تعزى هذه الوضعية إلى غياب دراسة جدوى متعلقة بالمشروع تتيح التأكد من تواجد فئة مستهدفة قبل الشروع‬
‫في تنفيذه‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2716‬‬

‫‪ ‬إسناد محالت مهنية لمستفيدين ال يستوفون الشروط المقررة‬


‫على الرغم من إقرار مجموعة من المقتضيات باالتفاقيات المحدثة لمشاتل المقاوالت ودفاتر تحمالتها بخصوص الشروط‬
‫الواجب توفرها في المقاولين الشباب لالستفادة من المحالت المهنية‪ ،‬فقد تم إسناد محالت تجارية لعدد منهم رغم عدم استيفائهم‬
‫للشروط الموضوعة سلفا‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬تم الوقوف مثال‪ ،‬على أن اللجنة الثالثية المشتركة لمشتل البستان ‪ 3‬بمدينة وجدة قد أسندت محالت ل ‪ 17‬من حاملي‬
‫المشاريع ال تتوفر فيهم الشروط سالفة الذكر‪ ،‬إذ أن بعضهم غير عاطل عن العمل (مسيرو شركات‪ )..‬أو لم يقدموا ما يفيد‬
‫الموافقة المبدئية لتمويل مشاريعهم من طرف مؤسسات القروض‪ ،‬كما تبين أن أربعة مستفيدين بمشتل تاوريرت‪ ،‬تنعدم فيهم‬
‫بعض الشروط لكونهم مقيمي ن خارج اإلقليم أو لعدم بلوغهم أو تجاوزهم السن القانوني‪ ،‬في حين حصل مستفيد آخر على‬
‫محلين بنفس المشتل‪ ،‬كما أن أحد المستفيدين بمشتل الجديدة ال يحمل الجنسية المغربية‪ ،‬عالوة على أن أحد عشر (‪ )11‬مستفيدا‬
‫من مشتل المقاوالت بجماعة ابن جرير تتجاوز أعمارهم سن ‪ 45‬سنة‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل محدود آلليات اإلشراف والمتابعة‬
‫عرف تدبير جميع مشاتل المقاوالت قصورا في اإلشراف والمتابعة اللذين يضمنان استغالال يتوافق مع االلتزامات التعاقدية‬
‫وينسجم مع أهداف ا لمشاتل‪ ،‬وذلك من خالل متابعة مرحلية لتدبير المشاتل وصيانتها والتحضير لتوسعتها مع تتبع عمليات‬
‫المصاحبة وكذا تنزيل إجراءات المواكبة وتقييم النتائج المحققة والوقوف على اإلكراهات والمعيقات المطروحة والبحث على‬
‫الوسائل والحلول الكفيلة بتجاوزها‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬لم يتم إحداث خلية التتبع والنصح بمشاتل المقاوالت المشغلة رغم التنصيص عليها باالتفاقيات األصلية إلحداث مشاتل‬
‫المقاوالت ومالحقها‪ ،‬في حين أن المشاتل التي تتوفر على هذه الخلية ال توفر العدد الكافي والمؤهل من الموظفين‪ ،‬كتلك‬
‫الكائنة بمشتلي تازة وطنجة والتي تتكون من موظف جماعي واحد فقط تقتصر مهمته على تتبع وضعية الباقي استخالصه‪،‬‬
‫دون أن تشمل خدمات التتبع والنصح‪.‬‬
‫ولئن أشارت وزارة الصناعة والتجارة إلى أن إجراءات التتبع والمواكبة تدخل ضمن اختصاصات الشركاء المحليين‪،‬‬
‫فإنها أفادت بأنها تعمل على الرغم من ذلك على مساندتهم على تخطي مختلف الصعوبات التي تواجههم من خالل‬
‫وضع عدة تدابير من شأنها تحسين الوضعية التشغيلية لهذه المشاتل‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع المحالت غير المستغلة من خالل اللجنة الثالثية طبقا التفاقية الشراكة وملحقاتها؛‬
‫‪ -‬حل اإلشكالية المرتبطة بالمحالت الموزعة بشكل مخالف لمضمون االتفاقيات المبرمة مع الشركاء المحليين؛‬
‫‪ -‬دعوة المستفيدين الذين أدخلوا تعديالت على محالتهم أو الذين أقاموا مشاريع غير تلك التي منحت لهم من أجلها‬
‫هذه المحالت أو الذين يستغلون أكثر من محل إلى المالءمة مع مقتضيات دفتر التحمالت؛‬
‫‪ -‬اتخاذ اإلجراءات اإلدارية والقانونية من أجل الشروع في تحصيل واجبات الكراء؛‬
‫‪ -‬تعيين المسؤول عن المشتل وإحداث الخلية المكلفة بتسييره من أجل المساعدة وتقديم الدعم التقني واللوجيستيكي‬
‫لحاملي المشاريع بغرض توفير جميع الشروط الكفيلة بإنجاحها‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة مندوبي الوزارة في عملية متابعة هذه المشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬تسوية الوضعية القانونية لعقارات المشاتل‬
‫على الرغم من أن االتفاقيات المحدثة لمشاتل المقاوالت قد نصت على أن ملكية مشاتل المقاوالت تؤول إلى الجماعات التي‬
‫أنجزت هذه المشاتل داخل نفوذها الترابي‪ ،‬فإن عددا من الجماعات لم تقم بتسوية الوضعية العقارية لهذه األراضي عبر إبرام‬
‫عقود التفويت مع مالكها (إدارة أمالك الدولة وشركة العمران) وتحفيظها باسمها وإدراجها ضمن سجل أمالكها‪ ،‬خاصة وأنه‬
‫تم االتفاق على تفويت بعض هذه العقارات إلى الجماعات بالمجان قبيل الشروع في تنفيذ هذه المشاتل‪.‬‬
‫إن عدم مبادرة كل من جماعات طنجة وشفشاون والفنيدق ووجدة (مشتال البستان وغار البارود) وتاوريرت وآسفي والدراركة‬
‫والعيون‪ ،‬إلى مباشرة إجراءات تسوية الوضعية العقارية‪ ،‬قد يؤثر على موقفها القانوني في مواجهة المستفيدين من المحالت‬
‫الذين لم يحترموا دفاتر التحمالت وبنود عقود الكراء‪ ،‬وكذا في مواجهة المترامين عليها‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يرفض مجموعة من المحاسبين العموميين التكفل بأوامر بالتحصيل الصادرة عن الجماعات بشأن استخالص‬
‫واجبات كراء المحالت المسندة (أو شغلها بشكل مؤقت)‪ ،‬معللين ذلك بعدم إدالء مصالح اآلمر بالصرف بما يفيد إدراج هذه‬
‫البنايات ضمن أمالك الجماعات المعنية (حالة مشتل تازة العليا)‪ ،‬مما أدى إلى تراكم ديون غير محصلة في ذمة مستغلي‬
‫محالت هذه المشاتل‪.‬‬
‫‪2717‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬صعوبة استخالص واجب استغالل المحالت المهنية المسندة‬


‫لم تقم الجماعات الترابية المكلفة بتدبير مشاتل المقاوالت بفرض واستخالص مستحقات استغالل المحالت‪ ،‬سواء تعلق األمر‬
‫بالوجيبات الكرائية أو بالرسم المفروض على شغل األمالك العامة‪ .‬ويرجع هذا الوضع إلى عدم التزام المستفيدين بأداء ديونهم‬
‫وإلى انتهاء مدة الكراء (أو الشغل) المضمنة بعقودهم وإلى عدم توفر ملفات المستفيدين من جهة‪ ،‬وإلى رفض المحاسبين‬
‫العموميين التكفل بأوامر التحصيل ذات الصلة بعلة أنها ال تندرج ضمن الديون العمومية بالنظر لطابعها المدني التعاقدي أو‬
‫بسبب عدم اإلدالء بما يفيد امتالك الجماعات للعقارات موضوع هذه المداخيل من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬مواكبة المصالح الالممركزة للسلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة للمشاتل المنجزة‬
‫تم الوقوف على وجود تباين في مستوى التزام المصالح الالممركزة للسلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة بشأن مواكبة‬
‫وتتبع المشاتل التي تدخل في دائرة نفوذها الترابي واختالف درجة إلمامها بإشكاليات تدبير هذه المشاتل‪.‬‬
‫فمعظم االستمارات وردت على المجالس الجهوية للحسابات دون تضمينها المعطيات المطلوبة بحجة عدم توفرها لدى‬
‫المندوبيات الجهوية واإلقليمية لهذه الوزارة‪ ،‬فيما اعتبرت بعض هذه المندوبيات نفسها غير معنية بتدبير المشاتل لكونها قد‬
‫سلمت للجماعات‪ ،‬وذلك على الرغم من أنها تعتبر عضوا قانونيا (أو رئيسا أحيانا) في لجان إسناد المحالت (اللجنة الثالثية‬
‫أو الرباعية) التي لم تعقد اجتماعاتها بالنسبة لعدد من المشاتل منذ أن أسندت المحالت أول مرة للمستفيدين أو لمدد وصلت‬
‫أحيانا ألزيد من عشر سنوات (كمشاتل ابن جرير وتازة وطنجة ‪.)...‬‬
‫إن عدم اضطالع بعض المندوبيات بمواكبة عمليات تدبير هذه المشاتل وتأطير أدائها ال ينسجم وأهداف الشراكة التي أسست‬
‫لمثل هذه المشاريع‪ ،‬وال ينسجم واالختصاصات المسندة إليها في مجال تحفيز إنشاء المقاوالت ودعم إحداث مناصب الشغل‪،‬‬
‫خاصة في ظل ضعف اإلمكانيات التي تتوفر عليها الجماعات‪.‬‬
‫‪ ‬دورات تحسيسية وتكوينية غائبة لفائدة المقاولين الشباب‬
‫لم يستفد حاملو المشاريع الذين أسندت لهم محالت بمشاتل المقاوالت المنجزة من دورات تكوينية وتحسيسية من أجل تنمية‬
‫قدراتهم وكفاءاتهم في مجال إنشاء وتسيير المقاوالت أو في مجال األنشطة المزمع ممارساتها داخل هذا المشتل‪ ،‬وكذا من‬
‫مواكبة أو مصاحبة من طرف أي جهة كانت‪ ،‬وذلك بغية تقريبهم من السياق الذي يندرج ضمنه المشروع‪ ،‬وإشراكهم في‬
‫عملية اإلعداد القبلي‪ ،‬والمتمثل في الوقوف على مدى مالءمة موقع المشروع لحاجيات مقاوالتهم وأنشطتهم‪.‬‬
‫كما أنه لم يتم وضع هؤالء المستفيدين في السياق الذي تندرج فيه هذه المشاتل باعتبارها فضاءات مؤقتة الستقبالهم‪ ،‬مما أثر‬
‫على استمرارية ونجاح مشاتل المقاوالت وحد من تعاقب المستفيدين على المحالت المهنية باعتبارها حاضنة تتولى استقبال‬
‫ومصاحبة ودعم المقاوالت الناشئة‪.‬‬
‫وإذا كان هذا الوضع يرجع لضعف إمكانيات الجماعة في مجال تحفيز إنشاء المقاوالت ودعم التشغيل الذاتي‪ ،‬فإن هذا النقص‬
‫لم يتم تداركه الحقا عبر إشراك الهيئات والمؤسسات العمومية التي راكمت تجربة في هذا الشأن مثل المراكز الجهوية‬
‫لالستثمار والوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات‪.‬‬
‫‪ .2‬أداء مشاتل المقاوالت المنجزة‬
‫أبان تقييم أداء مشاتل المقاوالت عن عدم تحقيق أهداف ونتائج البرنامج الوطني‪ ،‬فضال عن كونه لم يعد يشكل أولوية من‬
‫أولويات السلطات العمومية ولم يعد من االستراتيجيات المتعلقة بتحفيز الشباب على التشغيل الذاتي وتيسير إنشاء المقاوالت‬
‫وإحداث مناصب الشغل وتطوير النسيج االقتصادي المحلي‪ .‬إذ تظهر نتائج ومخرجات البرنامج أن مؤشرات األداء التي تم‬
‫قياسها انطالقا من المعطيات المتوفرة والمدلى بها للمجالس الجهوية للحسابات أن مساهمة هذه المنشآت تبقى جد متواضعة‬
‫سجلت مجموعة من المالحظات بخصوص أداء‬ ‫ست من أجلها‪ .‬وقد ُ‬ ‫بالنظر لعدم التزامها بالمعايير والغايات األساسية التي أ ُ ِّس َ‬
‫مشاتل المقاوالت ترتبط أساسا بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬غياب المؤشرات المالية والمحاسباتية للمشاتل المنجزة بسبب عدم إحداث الحسابات الخصوصية‬
‫خالفا لما نصت عليه اتفاقيات إحداث مشاتل المقاوالت‪ ،‬فإن الجماعات الترابية التي أسندت إليها مهمة تدبير مشاتل المقاوالت‬
‫لم تقم بفتح حسابات خصوصية بميزانياتها تدرج بها مداخيل الكراء ونفقات تدبير المحالت المنجزة بمشاتل المقاوالت‪ ،‬رغم‬
‫أنها التزمت بموجب نفس االتفاقيات بأن يتم توظيف هاته المداخيل في صيانة المشروع وكذا في إنجاز مشاريع مماثلة بنفس‬
‫المسطرة ولتحقيق نفس الغاية‪ .‬وقد ترتب عن عدم فتح هذه الحسابات تنزيل مداخيل المشاتل التي تم تحصيلها والنفقات التي‬
‫يتم دفعها في الميزانية الرئيسية‪ ،‬مما حد من توفر معلومات حول مداخيل ونفقات المشاتل المنجزة وحول المؤشرات المالية‬
‫والمحاسباتية المرتبطة بهذه المشاتل‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع عدد المحالت غير المشغلة بمشاتل المقاوالت‬
‫تبقى نسبة المحالت غير المشغلة مرتفعة مقارنة مع عدد المحالت المنجزة بمشاتل المقاوالت‪ ،‬وهو ما يؤشر على ضعف وقع‬
‫هذه المشاريع من حيث إنعاش األنشطة المستهدفة وتحفيز إنشاء المقاوالت وإحداث مناصب الشغل‪ .‬وقد بلغ عدد المحالت‬
‫غير المشغلة على مستوى تسعة مشاتل ‪ 206‬محال من أصل ‪ 422‬تم إنجازها‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة ‪.%49‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2718‬‬

‫‪ ‬النتائج المحققة غير متالئمة مع حجم االستثمارات العمومية المعبأة‬


‫يعتبر معيار كلفة إنشاء المقاوالت وإحداث مناصب الشغل من بين المؤشرات التي تمكن من قياس نجاعة مشاتل المقاوالت‪،‬‬
‫ويتبين من تحليل المعطيات المتوفرة أن هذه الكلفة تبقى جد مرتفعة‪ ،‬مما يؤشر على ضعف نجاعة مشاتل المقاوالت بالنظر‬
‫إلى الوسائل المستعملة والنتائج المحققة‪.‬‬
‫فاعتبارا لعدد المقاوالت المنشأة وعدد مناصب الشغل المحدثة بمجموع المشاتل المشغلة البالغ عددها سبعة عشر‪ ،‬يتبين أن‬
‫إنشاء مقاولة واحدة كلف ما قدره ‪ 660.504,36‬درهم في حين كلف إحداث منصب شغل واحد ‪ 74.679,85‬درهم من‬
‫االستثمارات العمومية التي تمت تعبئتها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم رضا المقاولين الشباب على خدمات مشاتل المقاوالت‬
‫عبرت عينة مكونة من ‪ 90‬مستفيدا من المحالت المهنية المتواجدة بمشاتل المقاوالت بآسفي وابن جرير وتازة‪ ،‬عن عدم‬
‫رضا هم عن إجراءات المواكبة المقدمة من طرف األجهزة الساهرة على تدبير هذه المشاتل وذلك خالل جل المراحل التي‬
‫تمر منها عملية إحداث المقاولة وتطورها‪ .‬باإلضافة إلى عدم استحسان المستفيدين للخدمات التي يقدمها المشتل كما هو الشأن‬
‫بالنسبة لتهيئة مرافق المشتل ووضعية الخدمات المشتركة داخل المشتل والتتبع الدوري ألنشطة المقاوالت المحدثة‪ .‬ذلك أن‬
‫نسبة المستجوبين الذين أبانوا عن عدم رضاهم عن إجراءات المواكبة وكذا الخدمات المقدمة تتراوح بين ‪ % 77‬و‪،%86‬‬
‫استنادا إلى نتائج تحليل أجوبتهم المعبر عنها في االستبيانات ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ ‬مواصلة تمويل أشغال مشاتل المقاوالت في ظل عدم وضوح الرؤية حول مآلها‬
‫من خالل االتفاقيات التي تم إبرامها خالل السنتين األخيرتين‪ ،‬تم الوقوف على مواصلة تمويل إنهاء أشغال بعض المشاتل‬
‫التي تعثر إنجازها سواء بواسطة صندوق النهوض بتشغيل الشباب أو بواسطة صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬ويتعلق األمر باتفاقيتين حول إتمام أشغال مشتلي المقاوالت بجماعة أبي الجعد وتنغير أبرمتا تباعا بتاريخي ‪24‬‬
‫شتنبر ‪ 2020‬و‪ 26‬أكتوبر ‪ 2020‬التزمت بمقتضاهما السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة بدفع مبلغ إضافي قدره‬
‫‪ 1.538.300,00‬درهم بالنسبة للمشتل األول و‪ 2.696.320,00‬درهما بالنسبة للمشتل الثاني‪.‬‬
‫وقد تمت مواصلة تمويل أشغال هذين المشتلين دون توفر الشركاء على دراسة حول مآل المشروعين في ظل عدم تمكن جميع‬
‫المشاتل المنجزة بالقيام بوظائفها‪ .‬كما أن توقيع مالحق االتفاقيات تم دون تدارك النقائص التي شابت االتفاقيات األولية ودون‬
‫إشراك الهيئات العمومية ذات االختصاص في مجال تحفيز إنشاء المقاوالت وإنعاش الشغل‪ ،‬لتوفير شروط من شأنها ضمان‬
‫نجاح واستدامة هذه المشاريع مستقبال‪.‬‬
‫وألجل تدبير أكثر نجاعة‪ ،‬خاصة في ظل اإلكراهات والصعوبات التي اعترضت مسار إنجاز وتدبير مشاتل‬
‫المقاوالت‪ ،‬فإن وزارة الداخلية ترى أنه من المناسب في هذا الصدد إيالء العناية لتحقيق االلتقائية والتكامل والتناسق‬
‫بين فضاءات االستقبال المؤقت للمقاوالت واألنشطة المزاولة بها وكذا البرامج األخرى التي تروم دعم ومواكبة‬
‫وتمويل حاملي المشاريع وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬انخراط جل الشركاء والفاعلين المحليين المعنيين من أجل النهوض بهذه المشاتل لتحقيق األهداف المتوخاة منها‪،‬‬
‫مع تحديد مسطرة محكمة لالستفادة من البرنامج‪ ،‬بشكل ناجع وفعال؛‬
‫‪ -‬إشراك جل الشركاء والفاعلين الذين يتوفرون على الخبرة في مجال النهوض بالمقاوالت وتشجيع المبادرات‬
‫الفردية كالمراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬تحقيقا لمزيد من االلتقائية والتكامل؛‬
‫‪ -‬االستفادة من تجربة حاضنات المقاوالت والجمعيات العاملة في مجال مواكبة المقاوالت مع دراسة إمكانية إشراكهم‬
‫في هذا الشأن وفق دفتر تحمالت مصادق عليه من طرف جميع الشركاء؛‬
‫‪ -‬االستفادة من تجربة منصات الشباب موضوع المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬السيما البرنامج ‪3‬‬
‫المتعلق بــــ "تحسين دخل الشباب واإلدماج االقتصادي" والذي يهدف إلى تحسين الوضع االقتصادي واالجتماعي‬
‫للسكان المستهدفين من البرنامج‪ ،‬وخاصة للشباب‪ ،‬من خالل دعم التشغيل وريادة األعمال ودعم المشاريع في‬
‫االقتصاد االجتماعي والتضامني‪ ،‬حيث تشكل هذه المنصات مراكز للقاء مختلف الجهات الفاعلة المشاركة في‬
‫إدماج الشباب‪ ،‬بما يسمح بتوفير مساحات لالستقبال واالستماع والتوجيه ودعم ريادة األعمال وتعزيز المهارات‬
‫ومواكبة المعنيين في عملية تصميم مشاريعهم أو في تكاملهم المهني‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على ما سبق‪ ،‬واعتبارا لحاجة الشباب حاملي المشاريع للتمويل المالئم والناجع ولفضاءات استقبال المقاوالت‬
‫الناشئة‪ ،‬ومن أجل تجاوز مختلف المعيقات التي خلصت إليها هذه المهمة‪ ،‬والتي حالت دون تحقيق الغايات المرجوة من‬
‫برنامج مشاتل المقاوالت‪ ،‬فإن المجالس الجهوية للحسابات توصي السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة بما يلي‪:‬‬
‫إعادة النظر في البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت بصياغته في إطار مخطط محين وإدراجه ضمن مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫االستراتيجيات الحكومية الراهنة المتعلقة بتحفيز إنشاء المقاوالت وإنعاش الشغل؛‬
‫‪2719‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫السعي نحو ضمان االلتقائية والتكامل والتناسق بين فضاءات االستقبال المؤقت للمقاوالت واألنشطة المزاولة‬ ‫‪-‬‬
‫بها من جهة‪ ،‬والبرامج األخرى التي تروم دعم ومواكبة وتمويل حاملي المشاريع من جهة أخرى‪.‬‬
‫كما ت وصي جميع الشركاء المعنيين بتدبير مشاتل المقاوالت (السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة والجماعات‬
‫الترابية وسلطة المراقبة اإلدارية) بما يلي‪:‬‬
‫االستفادة من تجربة حاضنات المقاوالت والجمعيات العاملة في مجال مواكبة المقاوالت مع دراسة إمكانية‬ ‫‪-‬‬
‫إشراكها في هذا المجال؛‬
‫االستفادة من منصات الشباب موضوع المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬والسيما‬ ‫‪-‬‬
‫البرنامج الثالث المتعلق ب "تحسين دخل الشباب واإلدماج االقتصادي"؛‬
‫حصر وتدبير مشاتل المقاوالت التي تبين أنها الزالت قادرة على أداء وظيفتها على النحو الذي أحدثت من‬ ‫‪-‬‬
‫أجله وفقا للمبادئ والمعايير المنظمة لفضاءات االحتضان المؤقت للمقاوالت‪ ،‬وال سيما من خالل‪:‬‬
‫البحث عن شراكات مع القطاع الخاص من أجل تحديث تدبير مشاتل المقاوالت؛‬ ‫‪-‬‬
‫إشراك الجهات وكذا المراكز الجهوية لالستثمار ووكالة إنعاش التشغيل والكفاءات والغرف المهنية في‬ ‫‪-‬‬
‫تدبير هذه البرامج‪ ،‬اعتبارا الختصاصها القانوني وتجربتها في مجال إنعاش التشغيل وتحفيز إنشاء‬
‫المقاوالت ومواكبة حاملي المشاريع؛‬
‫إرساء وتفعيل أجهزة حكامة خاصة بتتبع تدبير البرنامج الوطني وأداء مشاتل المقاوالت‪ ،‬بما يضمن‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين أداء البرنامج والمشاريع المترتبة عنه؛‬
‫التقيد بالطابع المؤقت الحتضان المقاولين الشباب واتخاذ اإلجراءات الالزمة في حال عدم احترام دفاتر‬ ‫‪-‬‬
‫التحمالت وعقود الكراء؛‬
‫تدعيم أنشطة مواكبة المقاولين الشباب داخل المشاتل‪ ،‬السيما فيما يخص اإلرشاد والتأطير والتكوين في‬ ‫‪-‬‬
‫الجوانب المالية والتدبيرية والمحاسبية والتقنية؛‬
‫إعادة النظر في طبيعة األنشطة المستهدفة في مشاتل المقاوالت واختيار تلك المتماشية مع مبدأ التناوب‬ ‫‪-‬‬
‫في استغالل المحالت‪ ،‬السيما تلك المتعلقة بقطاع الخدمات والبحث واالبتكار والتكنولوجيا؛‬
‫إعداد دليل مساطر نموذجي حول مختلف اإلجراءات الواجب اتباعها في مجال تدبير مشاتل المقاوالت؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة تخصيص مشاتل المقاوالت التي قد يتبين‪ ،‬عقب دراسة وتقييم وضعيتها الراهنة‪ ،‬عدم إمكانية أدائها‬ ‫‪-‬‬
‫لوظائفها طبقا ألهداف البرنامج؛‬
‫دراسة التجارب المقارنة في مجال مشاتل المقاوالت قصد استلهام الممارسات الفضلى في تدعيم نجاعة‬ ‫‪-‬‬
‫وأداء المشاتل‪.‬‬
‫أما فيما يخص الجماعات الترابية‪ ،‬باعتبارها مالكة للمشاتل ومكلفة بتدبيرها‪ ،‬فإن المجالس الجهوية للحسابات توصيها‬
‫بما يلي‪:‬‬
‫تسوية الوضعية العقارية لمشاتل المقاوالت واتخاذ اإلجراءات الالزمة من أجل تحصيل الباقي استخالصه‬ ‫‪-‬‬
‫المتراكم في ذمة المستفيدين من مشاتل المقاوالت وإخالء المحالت المهنية التي تم الترامي عليها دون سند‬
‫قانوني من طرف األغيار؛‬
‫إحداث حسابات خصوصية أو ميزانيات ملحقة لضبط مداخيل ونفقات مشاتل المقاوالت؛‬ ‫‪-‬‬
‫تفعيل آليات حكامة المشاتل باالنفتاح على الهيئات العمومية والخاصة المعنية بهذا المجال وتوثيق أعمالها‬ ‫‪-‬‬
‫وقراراتها‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2720‬‬

‫فضاءات االستقبال الصناعي المنجزة بشراكة مع الجماعات‬


‫الترابية بجهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪:‬‬
‫تحديات متعددة ومقومات مهمة تستدعي استثمارا أفضل‬

‫يعتبر تحفيز االستثمارات وجلبها أولوية بالنسبة لبالدنا‪ ،‬باعتبارها رافعة أساسية لتنمية االقتصاد الوطني وإحداث فرص‬
‫الشغل‪ ،‬المباشرة منها وغير المباشرة‪.‬‬
‫ويشكل إحداث فضاءات مالئمة لالستقبال الصناعي (مناطق صناعية‪ ،‬مجمعات صناعية‪ ،‬مناطق األنشطة االقتصادية‪)...‬‬
‫شرطا الزما لجلب االستثمارات‪ ،‬ومدخال أساسيا لتطوير البنية التحتية الصناعية ومواكبة االستثمار الصناعي‪ .‬لذلك‪ ،‬ما فتئت‬
‫السلطات الحكومية تولي هذا الجانب أولوية خاصة‪ ،‬من خالل مجموعة من التدابير واإلجراءات المتخذة في إطار مخططات‬
‫استراتيجية قطاعية‪ ،‬وال سيما المخطط الوطني لتهيئة المناطق الصناعية ومخطط اإلقالع الصناعي والميثاق الوطني لإلقالع‬
‫الصناعي‪.‬‬
‫كما تعتبر الجماعات الترابية فاعال رئيسيا في تحفيز االستثمار بالنظر لالختصاصات المخولة لها في هذا اإلطار‪ .‬ذلك أن‬
‫المادة ‪ 82‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬أناطت بالجهات اختصاصا ذاتيا في مجال التنمية االقتصادية‪ ،‬والذي يشمل‬
‫باألساس توطين وتنظيم مناطق لألنشطة االقتصادية بالجهة وجذب االستثمار‪ .‬كما خولت المادة ‪ 87‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 113.14‬الجماعات اختصاصات مشتركة مع الدولة ألجل القيام باألعمال الالزمة إلنعاش وتشجيع االستثمارات‪.‬‬
‫وبالنظر للمؤهالت االقتصادية التي تتوفر عليها جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬فقد اتخذت السلطات الحكومية والجماعات الترابية‬
‫المعنية عدة تدابير من أجل تطوير بنيتها الصناعية التحتية من خالل إحداث عدة فضاءات لالستقبال الصناعي‪ .‬وفي هذا‬
‫السياق‪ ،‬أنجز المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء‪-‬سطات مهمة رقابية انصبت باألساس حول الوضعية الراهنة‬
‫لهذه الفضاءات وخصائصها والتحديات المرتبطة بإحداثها‪.‬‬
‫أوال‪ .‬فضاءات االستقبال الصناعي بالجهة‪ :‬الوضعية الراهنة والخصائص‬
‫تعتبر جهة الدار البيضاء – سطات القطب الصناعي األول ببالدنا‪ ،‬حيث تساهم بحوالي ‪ %44‬من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫الصناعي للمغرب‪ ،‬أي أكثر من ‪ 73‬مليار درهم‪ ،‬وتحتضن ما يزيد عن ‪ 3.000‬وحدة صناعية مهيكلة‪ ،‬وهو ما يعادل حوالي‬
‫‪ %40‬من الوحدات المكونة للنسيج الصناعي ببالدنا‪ ،‬كما تضم الجهة ‪ %24‬من فضاءات االستقبال الصناعي على المستوى‬
‫الوطني‪.‬‬
‫وتتسم الوضعية الراهنة لهذه الفضاءات بانخراط محدود للجماعات الترابية في تهيئة فضاءات االستقبال الصناعي وبرمجة‬
‫وتنفيذ المشاريع ذات الصلة‪ ،‬فضال عن عدم كفاية التدابير المتخذة من أجل توفير تجهيزات وخدمات مالئمة على مستوى‬
‫الفضاءات الموجودة‪ ،‬وضعف في التثمين‪.‬‬
‫انخراط الجماعات الترابية في توفير فضاءات االستقبال الصناعي‪ :‬تدابير غير كافية‬
‫رغم الدور المهم المنوط بها في تشجيع االستثمار‪ ،‬فإن الجماعات الترابية لجهة الدار البيضاء‪-‬سطات لم تتخذ ما يكفي من‬
‫اإلجراءات من أجل توفير فضاءات لالستقبال الصناعي‪ ،‬إن على مستوى التخطيط أو على مستوى تنفيذ بعض المشاريع‬
‫المقررة ذات الصلة بهذا الميدان‪.‬‬
‫وتعتبر وزارة الداخلية أن انخراط الجماعات الترابية من عدمه فيما يخص فضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬يجب تقييمه‬
‫منذ تخويلها االختصاص في إطار القوانين التنظيمية لسنة ‪ ،2015‬وأن ضعف التثمين وعدم كفاية التدابير المتخذة‬
‫من أجل توفير خدمات وتجهيزات مالئمة ال يجب إرجاعه فقط لضعف انخراط الجماعات الترابية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وجبت اإلشارة إلى أن مقتضيات القوانين التي كانت سارية المفعول قبل دخول القوانين التنظيمية حيز التنفيذ‬
‫(المادة ‪ 7‬من القانون ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات والمادة ‪ 36‬من القانون ‪ 78.00‬بمثابة الميثاق الجماعي والمادة ‪ 36‬من‬
‫القانون ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم) قد أناطت بالجماعات الترابية دورا رئيسيا في مجال إقامة وتنظيم فضاءات‬
‫االستقبال الصناعي‪ .‬أما بخصوص ضعف التثمين والتجهيزات بالمناطق الصناعية موضوع المهمة الرقابية فهي تتعلق حصرا‬
‫بالجماعات الترابية متى كانت صاحبة المشاريع‪ ،‬فضال عن كون التجهيزات المتعلقة بالربط الخارجي للمناطق الصناعية‬
‫بصفة عامة تعتبر اختصاصا حصريا للجماعات طبقا للمادة ‪ 83‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪2721‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬مساهمة محدودة للجماعات الترابية في تهيئة فضاءات االستقبال الصناعي‬


‫لم تساهم الجماعات الترابية لجهة الدار البيضاء ‪ -‬سطات في تعبئة سوى ‪ %7‬من إجمالي المساحة المخصصة لفضاءات‬
‫االستقبال الصناعي على مستوى الجهة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 304,75‬هكتار (منها ‪ 4,65‬هكتار مخصصة لمشاتل المقاوالت و‪1,1‬‬
‫هكتار مخصصة للمقاولين الشباب)‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته‪ ،‬لم تتجاوز نسبة األراضي المخصصة لألنشطة الصناعية التي تمت تهيئتها أو التي هي في طور التهيئة‬
‫‪ %53‬من إجمالي المساحة المخصصة لهذه األنشطة في إطار تصاميم التهيئة المصادق عليها‪ ،‬علما أن احتساب هذه النسبة‬
‫قد أخذ بعين االعتبار الفضاءات المنجزة خالل ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي‪ ،‬والتي تمت في غالبيتها في غياب وثائق‬
‫التعمير‪ .‬أما إذا تم االكتفاء بالفضاءات المهيأة أو التي هي في طور التهيئة منذ سنة ‪ ،2011‬حيث نشرت معظم تصاميم التهيئة‬
‫الجاري بها العمل‪ ،‬فإن النسبة المذكورة لن تتجاوز ‪.%18‬‬
‫وتظل هذه المساهمة بعيدة عن تلبية حاجيات الجهة في هذا المجال‪ ،‬والتي تم تقديرها من طرف الفاعلين األساسيين (فدراليات‬
‫الصناعات‪ ،‬المركز الجهوي لالستثمار‪ ،‬الجماعات والجهة‪ ،‬شركات التدبير المفوض) في مساحة متوسطة تبلغ ‪ 80‬هكتارا‬
‫سنويا حتى عام ‪.2030‬‬
‫وفي نفس الصدد‪ ،‬لم تتخذ الجهة‪ ،‬رغم كونها فاعال رئيسيا في جلب االستثمار على المستوى الترابي‪ ،‬ما يكفي من اإلجراءات‬
‫من أجل اإلسهام في إحداث فضاءات لالستقبال الصناعي‪ ،‬إذ تظل المبادرات المتخذة في هذا اإلطار جد محدودة‪ ،‬تتمثل على‬
‫الخصوص فيما يلي‪:‬‬
‫التوقيع‪ ،‬سنة ‪ ،2020‬على اتفاقية شراكة مع وكالة تحدي األلفية من أجل إنجاز منطقة صناعية )‪PI CityShoes‬‬ ‫‪-‬‬
‫) على عقار مجهز منذ سنة ‪ .2008‬حيث ما زالت أشغال التجهيز النهائية جارية‪ ،‬إذ لم يتم إال خالل شهر شتنبر‬
‫‪ 2019‬توقيع مذكرة تفاهم بين الجهة وشركة العمران‪ ،‬صاحبة التجزئة العقارية‪ ،‬ألجل اقتناء التجزئة ووضعها‬
‫رهن إشارة شركة التنمية الجهوية المحدثة تفعيال التفاقية الدعم إلنشاء المجمع الصناعي والموقعة مع وكالة‬
‫تحدي األلفية؛‬
‫أنشأت جهة الشاوية‪-‬ورديغة سابقا‪ ،‬سنة ‪ ،1994‬شركة "‪ "FIASET‬قصد إنشاء مجمعات صناعية ومناطق‬ ‫‪-‬‬
‫صناعية وتجارية ومشاتل للشركات الناشئة‪ .‬ولم تحقق هذه الشركة أيا من األهداف التي أحدثت ألجلها‪ ،‬كما أنها‬
‫تعاني من وضعية مالية صعبة مما حذا بجهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬التي حلت محل جهة ورديغة – الشاوية‪،‬‬
‫إلى الزيادة في رأسمالها ليصل إلى ‪ 27‬مليون درهم‪ ،‬علما أن هذه الشركة ال تسجل سوى التكاليف دون أي عوائد‬
‫مالية‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬اقتنت الشركة‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2000‬بقعة أرضية على مساحة ‪ 59,7‬هكتار‪ ،‬بكلفة إجمالية‬
‫ناهزت ‪ 5,71‬مليون درهم‪ ،‬دون أن يتم‪ ،‬بعد مضي أكثر من ‪ 22‬سنة‪ ،‬إنجاز أي مشروع متعلق بفضاءات‬
‫االستقبال الصناعي‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أن الجماعات الترابية‪ ،‬ولئن كانت فاعال رئيسيا في جلب االستثمار‪ ،‬فإن ذلك يتم في‬
‫إطار اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار المكونة أساسا من المركز الجهوي لالستثمار وجميع المصالح الخارجية‬
‫الالممركزة‪ ،‬والتي تعتبر جهاز الحكامة المعني باالستثمار عامة وبالمناطق الصناعية خاصة‪ .‬مضيفة أن مسألة إدراج‬
‫تنطيق عمراني للمناطق الصناعية في تصاميم التهيئة لبعض العقارات ال يضفي عليها صفة المنفعة العامة والتي من‬
‫شأنها تسهيل توفير هذه العقارات‪ ،‬كما أنه غير مبني على أساس دراسة جدوى دقيقة تبرر اقتناءها وتسوية وضعيتها‬
‫من طرف الجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪ ‬تهيئة فضاءات لالستقبال الصناعي في غياب دراسات أولية‬
‫تمت تهيئة بعض المناطق الصناعية بالجهة في غياب دراسات الجدوى ووثائق التعمير ودون تقييم احتياجات الفاعلين في‬
‫القطاع الصناعي‪ ،‬حيث تمت تهيئة هذه المناطق وفق نفس المساطر المعتمدة لتهيئة التجزئات السكنية‪ ،‬دون مراعاة‬
‫لخصوصيات األنشطة الصناعية التي ستحتضنها هذه المناطق‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وإذا كانت المشاريع التي تم تطويرها بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة قد ارتكزت على الدراسات الفنية‬
‫والمالية الالزمة (المنصة الصناعية للنواصر‪ ،‬ومشروعا سطات بارك وإكو بارك ببرشيد‪ ،‬والمشاريع الممولة من طرف‬
‫صندوق المناطق الصناعية المستدامة »‪ ،«FONZID‬والمناطق الصناعية التجريبية المنجزة بشراكة مع وكالة تحدي األلفية‪-‬‬
‫المغرب‪ ،‬وكذا مشروع تأهيل المنطقة الصناعية بموالي رشيد وبرشيد)‪ ،‬فإن المناطق الصناعية من الجيل األول والثاني‬
‫أنجزت في غياب الدراسات األولية ووثائق التعمير ودون تسوية للعقار المحتضن لها‪ ،‬باإلضافة لتهيئتها وفق نموذج التجزئات‬
‫السكنية في ظل غياب إطار قانوني مالئم‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للمنطقة الصناعية للجديدة ومنطقة األنشطة االقتصادية الحي‬
‫الحسني والمناطق الصناعية لبنسليمان (الشطر األول والثاني) وسطات وابن أحمد وبرشيد‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2722‬‬

‫‪ ‬التخطيط إلحداث فضاءات االستقبال‪ :‬نقص في التعريف بالسياسات القطاعية وغياب تملكها على المستوى‬
‫الترابي‬
‫انسجاما مع الممارسات الفضلى المعمول بها على مستوى بعض الدول الرائدة في هذا المجال (مثل تركيا‪ ،‬وإسبانيا‪،‬‬
‫والمكسيك)‪ ،‬فإن التخطيط المالئم لعمليات إحداث فضاءات االستقبال يقوم على مرتكزين اثنين متالزمين ومتكاملين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫تملك االستراتيجيات الحكومية الخاصة بتطوير هذه الفضاءات على المستوى الترابي الجهوي والمحلي؛‬ ‫‪-‬‬
‫التهيئة والتخطيط العمراني الموازي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غير أن عمليات إحداث فضاءات االستقبال الصناعي على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات تمت دون مراعاة للمرتكزين‬
‫المذكورين‪ .‬وهو ما يتجلى من خالل ما يلي‪:‬‬
‫▪ الحاجة إلى التعريف أكثر باالستراتيجيات الحكومية الخاصة بفضاءات االستقبال الصناعي‬
‫لم يتم اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بالتعريف باالستراتيجيات الحكومية المتعلقة بفضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬إذ تبين‪ ،‬في هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬غياب التنسيق بين القطاع الوزاري المعني ومصالحه الالممركزة‪ ،‬فضال عن عدم توفر مجموعة من الفاعلين‬
‫الرئيسيين‪ ،‬ال سيما على المستوى الترابي‪ ،‬على مضامين هذه االستراتيجيات (الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات‬
‫والوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع والمراكز الجهوية لالستثمار والوكاالت الحضرية)‪.‬‬
‫وتؤدي هذه الوضعية إلى عدم تملك هذه االستراتيجيات على المستوى الترابي‪ ،‬وبالتالي إعاقة إعمال مبدأ تنزيل السياسات‬
‫العمومية وتكريس التقائيتها‪ ،‬في ظل عدم توفر مجموعة من الفاعلين‪ ،‬وخاصة الجماعات الترابية‪ ،‬على معطيات ومعلومات‬
‫مضبوطة بشأن هذه السياسات‪ ،‬بما يتيح أخذها بعين االعتبار خالل مراحل التخطيط الترابي‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الصناعة والتجارة أنها وضعت مخططا لتوفير العقار الصناعي من أجل مواكبة االستراتيجيات‬
‫الصناعية للمملكة‪ ،‬والسيما ميثاق اإلقالع الصناعي الوطني (‪ (PNEI‬ومخطط التسريع الصناعي )‪ (PAI‬اللذان تم‬
‫في إطارهما تطوير مناطق استقبال صناعية عالية الجودة‪ ،‬تستجيب للمعايير الدولية وتتوفر على مجموعة كاملة‬
‫وفعالة من الخدمات وهياكل تسيير فعالة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وجبت اإلشارة إلى أهمية تمكين المصالح الالممركزة للوزارة وكذا الفاعلين الرئيسيين من االستراتيجيات‬
‫المذكورة‪ ،‬سعيا إلى تملكها على المستوى الترابي‪.‬‬
‫▪ أهمية إدراج مشاريع تطوير فضاءات االستقبال الصناعي ضمن مخططات وبرامج تنمية الجماعات‬
‫الترابية‬
‫لم تقم ‪ 15‬جماعة‪ ،‬من أصل ‪ 23‬جماعة معنية بإقامة مناطق صناعية على ترابها‪ ،‬ببرمجة مشاريع ضمن مخططاتها التنموية‬
‫من أجل تطوير البنية التحتية المالئمة الحتضان فضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬رغم أن وثائق التعمير المتعلقة بها قد خصصت‬
‫مناطق لمثل هذه المشاريع‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجماعات التي برمجت هذا النوع من المشاريع‪ ،‬فإنها لم تنجز أيا منها‪ ،‬باستثناء االنتهاء من مشاريع قديمة تعتبر‬
‫نفسها طرفا فيها (مثل مشروع إتمام أشغال المباني الخاصة بالمقاولين الشباب بسطات والتي تعود لسنة ‪ 2000‬ومشروع‬
‫تكملة أشغال الشطر األول من المنطقة الصناعية ببنسليمان والتي تم إنجازها من طرف شركة العمران)‪.‬‬
‫▪ ضرورة إنجاز التصميم الجهوي إلعداد التراب وتوطين المناطق الصناعية‬
‫ال تتوفر جهة الدار البيضاء –سطات إلى حدود إنجاز هذه المهمة (أبريل ‪ )2022‬على التصميم الجهوي إلعداد التراب‬
‫المنصوص عليه في القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يؤثر على التخطيط السليم للتنمية‬
‫االقتصادية الجهوية‪ ،‬وال سيما في جوانبها المتعلقة بإحداث وإعادة تهيئة المناطق الصناعية‪ .‬ذلك أن غياب إطار مسبق يحدد‬
‫األ ولويات المتعلقة بالمشاريع المهيكلة بالجهة انطالقا من التصميم الجهوي إلعداد التراب يشكل عائقا بالنسبة للمستثمر الذي‬
‫يحتاج إلى رؤية مستقبلية حول الفضاءات المقرر تهيئتها وتجهيزها الحتضان المناطق الصناعية بالجهة‪.‬‬
‫عمليات التجهيز والتثمين‪ :‬نقائص قد تعيق تحفيز لالستثمار‬
‫يشكل توفير التجهيزات المالئمة بفضاءات االستقبال الصناعي وتقديم الخدمات المناسبة مع ضمان استدامتها‪ ،‬مدخال أساسيا‬
‫لجلب االستثمار وتحفيزه‪ .‬غير أن بعض النقائص المسجلة على هذا المستوى قد تعيق تحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تحسين تجهيزات فضاءات االستقبال الصناعي وشبكاتها‬
‫تعرف مجموعة من المناطق الصناعية تهالكا على مستوى تجهيزاتها وعلى مستوى شبكات الربط داخل الموقع وخارجه‬
‫(‪.)In-site et Hors-site‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن غالبية المناطق الصناعية تم ربطها مباشرة بشبكات الصرف الصحي السكني للمدينة في غياب محطات‬
‫للمعالجة المسبقة لمياه الصرف الصناعي على مستوى كل وحدة صناعية وكل فضاء لالستقبال الصناعي‪ .‬كما أن هناك بعض‬
‫‪2723‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المناطق الصناعية التي لم يتم ربطها حتى بشبكة الصرف الصحي السكني‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لمنطقتي أوالد عزوز‬
‫وبرشيد الصناعيتين‪ ،‬حيث يتم صب النفايات الصناعية السائلة مباشرة في المجال البيئي‪.‬‬
‫وكنتيجة لذلك‪ ،‬وفي ظل غياب إطار قانوني يؤطر عمليات تدبير األجزاء المشتركة داخل المناطق الصناعية‪ ،‬فإن ضعف‬
‫الصيانة يؤدي إلى تدهور تجهيزاتها (الطرق‪ ،‬اإلنارة‪ ،‬قنوات تصريف مياه األمطار ومياه الصرف الصحي‪ ،‬التشوير‪ )...‬وال‬
‫يوفر بيئة مناسبة الشتغال الوحدات الصناعية داخلها‪ ،‬كما قد يعيق تحقيق األهداف المتوخاة من إحداث المناطق الصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة مراعاة شروط المحافظة على البيئة‬
‫تم إحداث مجموعة من فضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬على مساحة تمثل أزيد من ‪ %67‬من المساحة اإلجمالية لهذه الفضاءات‬
‫بالجهة‪ ،‬قبل دخول القانون رقم ‪ 12.03‬المتعلق بدراسات التأثير البيئي ومراسيمه التطبيقية رقم ‪ 2.04.563‬ورقم ‪2.04.564‬‬
‫حيز التطبيق‪ ،‬مما يعني أن إنشائها قد تم في غياب دراسات التأثير البيئي‪ .‬أما بالنسبة لباقي فضاءات االستقبال‪ ،‬والتي تغطي‬
‫حوالي ‪ %33‬من المساحة اإلجمالية‪ ،‬فإنها تعرف مجموعة من المشاكل ذات الطابع البيئي‪ ،‬وإن شكلت موضوع تقييم لألثر‬
‫البيئي‪ .‬وتكمن أهم هذه المشاكل في غياب أو ضعف قدرة محطات معالجة المياه العادمة‪ ،‬ووجود وحدات صناعية تتميز‬
‫نفاياتها باختالف وتنوع تركيباتها الكيميائية مما يستحيل معه معالجتها في نفس المحطة وبنفس الوسائل والطرائق‪ ،‬وغياب‬
‫أجهزة تقوم بمراقبة مدى احترام شروط الحفاظ على البيئة كما تم التنصيص على ذلك ضمن دراسات التأثير البيئي‪.‬‬
‫ومما يزيد في تفاقم الوضع البيئي على هذا المستوى‪ ،‬وجود أكثر من ‪ 3.300‬وحدة صناعية غير مهيكلة لم تخضع ألي‬
‫دراسات للتأثير على البيئة‪.‬‬
‫وإجماال‪ ،‬فإن النشاط الصناعي على مستوى جهة الدار البيضاء ‪ -‬سطات‪ ،‬وفي غياب دراسات للتأثير البيئي في غالبية‬
‫الحاالت‪ ،‬يفرز مجموعة من المشاكل البيئية‪ ،‬المتمثلة أساسا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف في عملية ربط الجيلين األول والثاني من المناطق الصناعية بشبكات الصرف الصحي وعدم توفير أوعية‬
‫عقارية خاصة بإنشاء محطات المعالجة القبلية داخلها؛‬
‫‪ -‬تواتر األعطاب المتعلقة بانسداد وتدهور معدات تصريف مياه الصرف الصحي (حسب بيانات شركة التدبير‬
‫المفوض للماء والكهرباء بمدينة الدار البيضاء ووكالة توزيع الماء والكهرباء بالجديدة)؛‬
‫‪ -‬تسبب نفايات الوحدات الصناعية غير المهيكلة بإقليم مديونة في أضرار متكررة في أغشية ومعدات الترشيح الفائق‬
‫لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي؛‬
‫‪ -‬وجود خطر حقيقي لتلوث البيئة الطبيعية والبيئة البحرية‪ ،‬حيث تستقبل محطات المعالجة األولية في الجهة والواقعة‬
‫على الساحل نفايات صناعية غير معالجة يتم قذفها الحقا عبر مصب بحري على مسافات تتراوح بين ‪ 2‬و‪3,5‬‬
‫كيلومترات في المحيط‪.‬‬
‫ولعل من أهم األسباب التي أدت إلى بروز هذه المشاكل البيئية‪ ،‬عدم وجود إطار قانوني يعاقب على تصريف المياه الملوثة‬
‫للوحدات الصناعية في شبكة الصرف الصحي السكني للمدينة والتي ال تحترم الحدود المنصوص عليها في القرار المشترك‬
‫رقم ‪ 3286.17‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬شتنبر ‪ .2017‬وفي نفس السياق‪ ،‬وجبت اإلشارة إلى أن القانون رقم ‪ 36.15‬المتعلق بالماء‬
‫والمرسوم رقم ‪ 2.04.553‬المتعلق باالنسكابات والتدفقات والتصريفات والرواسب المباشرة أو غير المباشرة في المياه‬
‫السطحية أو الجوفية ال ينصان على عقوبات محددة لهذا النوع من الممارسات‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تهيئة وتأهيل المناطق الصناعية من الجيل األول والثاني‪ :‬تأخر في التنفيذ‬
‫نظرا للصعوبات التي تعرفها المناطق الصناعية المنجزة من طرف الجماعات الترابية بالجهة‪ ،‬بادرت القطاعات الحكومية‬
‫المعنية‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2005‬إلى اعتماد مخطط اإلقالع الصناعي (‪ )2005‬والميثاق الوطني لإلقالع الصناعي لسنة (‪،)2009‬‬
‫وذلك بغية تحقيق ثالثة أهداف رئيسية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع الشراكة بين الخواص والجماعات الترابية والغرف المهنية والمؤسسات العمومية؛‬
‫‪ -‬وضع رهن إشارة أصحاب الوحدات الصناعية حزمة من الحلول‪ ،‬تجمع بين توفير األراضي والمباني الجاهزة‬
‫وتقديم مجموعة من الخدمات المواكبة؛‬
‫‪ -‬إعادة تأهيل المناطق الصناعية القائمة بهدف تطويرها‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬سجل‪ ،‬على مستوى الجهة‪ ،‬تقدم ملموس من حيث إحداث جيل جديد (جيل ثالث) من فضاءات االستقبال‬
‫الصناعي‪ ،‬والتي تم إنجازها بشراكة مع أطراف أخرى‪.‬‬
‫في المقابل‪ ،‬فإن المحور المتعلق بإعادة التهيئة أو إعادة تأهيل مناطق الجيل األول والثاني‪ ،‬التي تم إنشاؤها في إطار المخطط‬
‫الوطني لتهيئة المناطق الصناعية‪ ،‬عرف تأخرا كبيرا في إنجازه‪ ،‬إذ لم يتم الشروع في انتقاء المناطق الصناعية التي ستتم‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2724‬‬

‫تهيئتها أو إعادة تأهيلها‪ ،‬كالمنطقة الصناعية أحد السوالم والمجمع الصناعي للبرنوصي‪ ،‬إال خالل سنة ‪ 2018‬بمناسبة إطالق‬
‫برنامج صندوق المناطق الصناعية المستدامة التابع لوكالة تحدي األلفية‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة الصناعة إلى أنها‪ ،‬وبهدف اختيار مشاريع تهيئة وإعادة تأهيل البنى التحتية لالستقبال الصناعي‪،‬‬
‫عملت على إطالق دعوات إلبداء االهتمام )‪ (AMI‬ترتكز على تعبئة الجهات الفاعلة المختلفة قصد تطوير العرض‬
‫العقاري‪ ،‬موضحة أنه قد تم اعتماد هذه اآللية من طرف صندوق المناطق الصناعية المستدامة »‪ «FONZID‬بعد‬
‫توقيع الميثاق الثاني بين الحكومة المغربية والوكالة األمريكية "‪ "MCC‬الذي دخل حيز التنفيذ في ‪.2018‬‬
‫‪ ‬تثمين محدود للبقع الصناعية واحتمال كبير للمضاربة‬
‫في إطار المخطط الوطني لتهيئة المناطق الصناعية‪ ،‬كانت التركيبة المالية لمشاريع إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي تقوم‬
‫على تقديم الدعم المالي لعملية اقتناء وتهيئة العقار المحتضن لفضاء االستقبال وتفويت البقع الصناعية للمستفيدين بثمن التكلفة‬
‫شريطة تثمينها داخل أجل زمني محدد في أفق استغاللها لألغراض المخصصة لها‪.‬‬
‫غير أن دفاتر التحمالت ذات الصلة تضمنت مقتضيات‪ ،‬خاصة في الشق المتعلق بشروط تفويت البقع‪ ،‬صعبة التنفيذ‪ ،‬ال سيما‬
‫في ظل غياب إطار قانوني مالئم وجهاز يسهر على تطبيقها‪ .‬وهكذا‪ ،‬عرفت مجموعة من المناطق الصناعية تأخرا في تثمين‬
‫البقع‪ ،‬مما نتج عنه عدم احترام آجال إنجاز عقود البيع النهائية‪ ،‬كما هي محددة في دفاتر التحمالت‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم يتم‬
‫تفعيل بنود فسخ الوعد بالبيع نتيجة عدم التثمين‪ ،‬إذ‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬لم يتم بناء أو استكمال بناء ‪ 33‬بقعة بالمنطقة الصناعية‬
‫بالجديدة‪ ،‬حيث ظلت على شكل أراض عارية دون أن تحتضن أي نشاط صناعي‪.‬‬
‫ويمكن تفسير هذه الوضعية بمجموعة من العوامل‪ ،‬أهمها عدم دقة وشمولية ونجاعة مساطر انتقاء المستثمرين وعدم وجود‬
‫معايير وشروط واضحة لالنتقاء‪ ،‬وكذا عدم التطبيق الصارم لبنود دفاتر التحمالت‪ ،‬فضال عن اعتماد الجماعات المعنية خيار‬
‫"بيع البقع" كعرض وحيد وحصري متاح للمستثمر ودون العمل على تنويع الخيارات الممكنة (كإمكانية الكراء مع التجديد‬
‫الضمني للعقد ذي الصلة)‪.‬‬
‫ونتيجة لما سبق‪ ،‬فإن نسبة التثمين الصناعي للبقع ما زالت في حدود متوسطة على مستوى الجهة‪ ،‬إذ لم تتجاوز‪ ،‬في أحسن‬
‫الحاالت‪ ،‬نسبة ‪ .%54‬ومن شأن هذه الوضعية أن تؤدي إلى المضاربة في البقع غير المثمنة‪ ،‬مما سيحيد بالجهود المبذولة في‬
‫هذا اإلطار عن أهدافها المسطرة والمتمثلة أساسا في توفير مناخ مالئم لالستثمار واإلسهام في التنمية االقتصادية للجهة‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬إحداث فضاءات االستقبال الصناعي‪ :‬إكراهات وانعكاسات سلبية تعيق تحقيق األهداف المسطرة‬
‫تواجه عمليات إحداث فضاءات االستقبال الصناعي مجموعة من اإلكراهات‪ ،‬كما أنها تعاني من عدة نقائص‪ ،‬مما يؤثر سلبا‬
‫على تحقيق األهداف المرجوة وال يساهم‪ ،‬على النحو المطلوب‪ ،‬في إنعاش االستثمار على مستوى الجهة‪.‬‬
‫‪ .1‬توفير األوعية العقارية المالئمة‪ :‬عائق حقيقي أمام إحداث فضاءات لالستقبال الصناعي‬
‫يشكل توفير األوعية العقارية المالئمة الحتضان فضاءات االستقبال الصناعي عائقا حقيقيا أمام األطراف المعنية‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى اللجوء المتكرر لمسطرة االستثناء وانتشار مهم للوحدات الصناعية غير المهيكلة‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبات في تعبئة األوعية العقارية المالئمة‬
‫تم إحداث مجموعة من المناطق الصناعية دون تسوية األوعية العقارية المقامة عليها‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة األنشطة‬
‫االقتصادية للحي الحسني والمناطق الصناعية لكل من الجديدة وبنسليمان (الشطران األول والثاني) وسطات وابن أحمد‬
‫وبرشيد‪.‬‬
‫وتجد الجماعات الترابية المعنية صعوبات في تعبئة األوعية العقارية المنصوص عليها في وثائق التعمير من أجل احتضان‬
‫فضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬وذلك نتيجة مجموعة من العوامل‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫تراجع مساحة األوعية العقارية سهلة التعبئة‪ ،‬ال سيما تلك المملوكة للدولة والممكن تخصيصها لألنشطة‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعية‪ ،‬مقابل تواجد معظمها‪ ،‬حسب تصاميم التهيئة‪ ،‬على أراض للخواص (باستثناء جماعتي أوالد عزوز‬
‫وأوالد صالح حيث خصص تصميما تهيئتهما أراض للتنطيق الصناعي في ملكية الدولة على مساحتي ‪699,23‬‬
‫هكتارا و‪ 369,32‬هكتارا)‪ ،‬وهو ما يتطلب موارد مالية مهمة القتنائها‪ ،‬ال سيما في ظل توجه اجتهاد القضاء‬
‫اإلداري إلى عدم منح صفة المنفعة العامة لعمليات نزع ملكية األوعية العقارية التابعة للخواص من أجل إنشاء‬
‫فضاءات االستقبال الصناعي؛‬
‫عدم وجود جهاز ذي بعد جهوي يتولى مهمة تعبئة األوعية العقارية ذات التنطيق الصناعي‪ ،‬كما هي محددة في‬ ‫‪-‬‬
‫وثائق التعمير؛‬
‫ضعف معدل العائد على االستثمار (‪ )Tauxًdeًretourًsurًl’investissement‬في عمليات تطوير وإنشاء‬ ‫‪-‬‬
‫فضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى عدم مبادرة مالك األراضي ذات التنطيق الصناعي إلى تعبئتها‪.‬‬
‫‪2725‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أوردت وزارة الداخلية أن المديريات الجهوية واإلقليمية ألمالك الدولة تتولى مهمة تعبئة العقارات وذلك تحت‬
‫وصاية اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وجبت اإلشارة إلى أن هذه المديريات ال تُعتبر صاحبة المشروع المتعلق بتعبئة األراضي من أجل إنشاء‬
‫مناطق صناعية‪ ،‬إذ يقتصر دورها على الموافقة على البيع لصاحب المشروع‪ ،‬أما تعبئة العقارات فهي منوطة بالجماعات‬
‫الترابية وخصوصا الجهة (صاحبة االختصاص حاليا) وذلك من أجل إنجاز هذه المشاريع في ظل عدم مبادرة الخواص‬
‫إلنجاز هذه المناطق الصناعية لالستقبال لضعف معدل العائد على االستثمار المتعلق بها‪.‬‬
‫‪ ‬لجوء متكرر لمسطرة االستثناء من أجل توفير األوعية العقارية الحتضان فضاءات لالستقبال الصناعي‬
‫نتيجة لندرة فضاءات االستقبال الصناعي المهيكلة وتنامي ظاهرة المضاربة في أسعار األراضي ذات التنطيق الصناعي‪،‬‬
‫يلجأ العديد من المستثمرين‪ ،‬في إطار مسطرة االستثناءات‪ ،‬إلى إنشاء وحداتهم الصناعية على أراض فالحية‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫فقد تم الترخيص ألكثر من ‪ 352‬مشروعا صناعيا في إطار مسطرة االستثناءات‪ ،‬والتي غالبيتها تتعلق بتغيير وجهة األراضي‬
‫سر ببحث المستثمرين الصناعيين على أراض بأسعار مناسبة لتوطين‬ ‫الفالحية وتحويلها إلى أراض صناعية‪ ،‬وهو ما يٌفَ َّ‬
‫وحداتهم لمواجهة التكلفة المرتفعة والمضاربة التي تعرفها األراضي ذات التنطيق الصناعي‪ .‬كما تعزى هذه الوضعية أيضا‬
‫إلى سعي المستثمرين القتناء أراض ذات مساحات كبيرة مالئمة للنشاط الصناعي المراد إحداثه والتي ال توفرها العروض‬
‫المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار مهم للوحدات الصناعية غير المهيكلة‬
‫في ظل ندرة العرض الخاص والمالئم للمقاوالت الصناعية الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬تعرف الجهة انتشارا للوحدات الصناعية‬
‫غير المهيكلة‪ ،‬أي الوحدات الصناعية‪ ،‬المرخص لها أو غير المرخص لها‪ ،‬التي تنشط خارج المناطق الصناعية‪ ،‬وهو ما‬
‫يتعارض ومقاصد االستراتيجيات القطاعية ذات الصلة والتي من بين أهدافها تجميع الوحدات الصناعية في مجمعات وتكتالت‬
‫صناعية داخل مناطق صناعية بمواصفات مهنية‪.‬‬
‫وهكذا تضم الجهة أكثر من ‪ 3.300‬وحدة صناعية غير مهيكلة تمتد على مساحة إجمالية تقارب ‪ 188‬هكتارا‪ ،‬وتشغل ما يزيد‬
‫عن ‪ 23.600‬من اليد العاملة‪ .‬مع العلم أن العديد منها يمارس أنشطة تقتضي اتخاذ تدابير خاصة لتفادي اإلضرار بالبيئة‬
‫(تذويب الحديد والنحاس‪ ،‬الصناعة الكيماوية والشبه كيماوية‪.)....،‬‬
‫وتتمركز هذه الوحدات غير المهيكلة خاصة في الجماعات ذات الطابع القروي الواقعة بمحاذاة المدن الرئيسية لألقاليم المعنية‪،‬‬
‫وكذا في العماالت الواقعة حول مركز مدينة الدار البيضاء (موالي رشيد وسيدي عثمان وعين الشق والحي الحسني وسيدي‬
‫البرنوصي‪.)....‬‬
‫‪ .2‬اإلطار القانوني والمؤسساتي لتهيئة فضاءات االستقبال الصناعي‪ :‬ضرورة اعتماد إطار خاص بهذه العمليات‬
‫تتسم عملية إنشاء وتطوير فضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬بمراحلها المختلفة من تخطيط وتأهيل وإعادة هيكلة‪ ،‬بغياب إطار‬
‫قانوني خاص يؤطر كل هذه المراحل‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم يتضمن القانون ‪ -‬اإلطار رقم ‪ 18.95‬بمثابة ميثاق لالستثمار أي مقتضيات تتعلق بإنشاء الدولة أو‬
‫الجماعات الترابية لمناطق صناعية جاهزة لالستخدام‪ .‬فالمادة الوحيدة (رقم ‪ )19‬التي تشير لهذه المناطق ال تتعلق إال ببعض‬
‫الفضاءات التي تتم تعبئتها من طرف الخواص والتي يمكن للدولة‪ ،‬إذا رأت مبررا لذلك‪ ،‬أن تساهم جزئيا في تكاليف إنشائها‪.‬‬
‫ورغم التغيرات الجوهرية التي عرفتها البيئة القانونية واحتياجات المستثمرين‪ ،‬فقد ظل القانون ‪ -‬اإلطار سالف الذكر ساري‬
‫المفعول لما يزيد عن ‪ 23‬سنة دون أن يخضع ألي إصالح يتالءم وهذه التغيرات‪ ،‬إلى أن تم مؤخرا (سنة ‪ )2022‬إعداد‬
‫مشروع قانون ‪ -‬إطار رقم ‪ 03.22‬بمثابة ميثاق جديد لالستثمار يهدف للرفع من آثار عملية االستثمار‪ ،‬السيما فيما يتعلق‬
‫بإحداث فرص الشغل القار‪ ،‬وتقليص الفوارق بين األقاليم والعماالت في جلب االستثمارات‪ ،‬فضال عن استهداف القطاعات‬
‫اإلنتاجية ذات القيمة المضافة العالية‪ ،‬وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬وكذا تحسين مناخ األعمال وتسهيل عملية االستثمار‪ ،‬والرفع‬
‫من مساهمة االستثمار الخاص الوطني واألجنبي‪.‬‬
‫ومن أهم انعكاسات هذا الغياب الذي استمر لمدة تزيد عن ‪ 23‬سنة‪ ،‬يمكن اإلشارة إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أهمية اعتماد جهاز على المستوى الجهوي‪ ،‬مسؤول عن تعبئة األوعية العقارية ذات التنطيق الصناعي‬
‫وإنشاء فضاءات االستقبال الصناعي‬
‫يعد غياب جهاز على المستوى الجهوي‪ ،‬مسؤول عن تعبئة األوعية العقارية ذات التنطيق الصناعي‪ ،‬أحد األسباب الرئيسية‬
‫التي أدت إلى بروز مجموعة من اإلكراهات ذات الصلة بتعبئة األراضي الصناعية‪ ،‬والتي تكمن أهم تجلياتها في نسبة التعبئة‬
‫التي لم تتجاوز ‪ %17‬خالل الفترة ‪ 2021 - 2011‬و‪ %53‬منذ سنة ‪.1980‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2726‬‬

‫‪ ‬الحاجة العتماد إطار قانوني خاص بإنشاء فضاءات االستقبال الصناعي وبتحديد مكوناتها‬
‫في غياب إطار قانوني خاص‪ ،‬تم االستناد في إنشاء المناطق الصناعية إلى نصوص قانونية ذات طابع عام (ظهير ‪ 30‬شتنبر‬
‫‪ 1953‬المتعلق بالتجزئات العقارية وتقسيم العقارات والقانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق بالتعمير والقانون رقم ‪ 25.90‬المتعلق‬
‫بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات)‪ ،‬حيث يتم إخضاع عمليات إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي‬
‫لنفس المقتضيات المؤطرة إلحداث التجزئات السكنية‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن مكونات هذه المناطق‪ ،‬من حيث الخدمات المقدمة للمستثمرين وطبيعة التجهيزات والبنايات المتواجدة‬
‫بها‪ ،‬تظل غير مؤطرة بمقتضيات قانونية خاصة‪ ،‬وهو ما يعتبر أحد أهم أسباب ضعف تثمين المناطق الصناعية المحدثة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وألجل تعزيز الترسانة القانونية ذات الصلة بفضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬فقد تم إعداد مشروع قانون رقم‬
‫‪ 102.21‬المتعلق بالمناطق الصناعية وذلك بتعاون مع وكالة تحدي األلفية‪-‬المغرب وإشراك كل الفاعلين المعنيين‪ ،‬حيث تمت‬
‫المصادقة عليه من طرف المجلس الحكومي سنة ‪ ،2022‬وهو في طور المناقشة على مستوى الغرفة األولى للبرلمان‪ .‬وينص‬
‫مشروع القانون سالف الذكر على العناصر األساسية التالية‪:‬‬
‫مخطط المناطق الصناعية‪ :‬وضع مخطط وطني للمناطق الصناعية‪ ،‬باعتباره وثيقة مرجعية‪ ،‬يحدد السياسة‬ ‫‪-‬‬
‫العامة والتوجهات االستراتيجية للدولة في ميدان البنيات التحتية الصناعية؛‬
‫تهيئة وتطوير وتسويق المناطق الصناعية‪ :‬وضع نظام عام لتهيئة وتطوير وتسويق المناطق الصناعية يحدد‬ ‫‪-‬‬
‫القواعد العامة الواجب مراعاتها في مجال تهيئة وتطوير وتسويق المناطق الصناعية والدراسات الواجب إرفاقها‬
‫بطلب إنجاز مشروع تهيئة المنطقة الصناعية؛‬
‫تدبير المناطق الصناعية‪ :‬التنصيص على نظام عام لتدبير المناطق الصناعية يحدد القواعد العامة الواجب‬ ‫‪-‬‬
‫مراعاتها في مجال تدبير المناطق الصناعية والقواعد المحددة لآلجال المتعلقة بتثمين وإنجاز األشغال في المناطق‬
‫الصناعية الواجب تضمينه في عقود البيع أو الكراء المبرمة بين المكلف بالتهيئة والمستثمرين باإلضافة إلى‬
‫الخدمات الالزمة ألنشطة المستثمرين‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬أوضحت وزارة الصناعة والتجارة أنها منكبة على صياغة دفتر تحمالت بالنسبة للمشاريع التي‬
‫تكون طرفا فيها‪ ،‬قصد حلحلة عراقيل عدم تثمين البقع األرضية‪ ،‬وتدبير االلتزامات بين المسؤول عن تسيير البنية‬
‫التحتية والمستثمر‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية اعتماد آلية قانونية من أجل إدارة فضاءات االستقبال الصناعي‬
‫تعرف تجهيزات وشبكات الجيلين األول والثاني من المناطق الصناعية مستوى متقدما من التدهور‪ ،‬فضال عن ضعف الخدمات‬
‫المقدمة للمستثمرين‪ ،‬وذلك بسبب غياب إطار قانوني وآليات تنظيمية تؤطر عمليات تدبير وإدارة الخدمات بهذه الفضاءات‬
‫بعد توطين الوحدات الصناعية بها‪.‬‬
‫وأمام هذه الوضع‪ ،‬بادر العديد من المستثمرين داخل هذه الفضاءات‪ ،‬بما فيها تلك التي تم إنجازها من طرف الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬إلى تأسيس جمعيات تعنى أساسا بالتواصل مع الجماعات المعنية قصد حثها إلعادة هيكلة تجهيزات المنطقة‬
‫الصناعية‪ ،‬غير أن هذه المبادرات لم تفض إلى النتائج المرجوة‪ ،‬نظرا لمحدودية الموارد المالية لهذه الجماعات‪.‬‬
‫وفي المقابل‪ ،‬فقد اعتمد الجيل الثالث من فضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬بما في ذلك تلك التي تم تطويرها في إطار تشاركي‪،‬‬
‫مثل المجمعات الصناعية المعدة للكراء‪ ،‬أو التي أنشأتها شركة "ميدزد" (‪ ،)MEDZ‬نموذجا مبتكرا يقوم على إنشاء شركة‬
‫تدبير مسؤولة عن تطوير وتسويق وتشغيل وصيانة هذه الفضاءات‪ ،‬مستوحى من نظام الملكية المشتركة المشار إليها في‬
‫المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 25.90‬المتعلق بالتجزئات بالنسبة للبقع غير المبنية‪ ،‬والقانون رقم ‪ 18.00‬المعدل والمتمم بواسطة‬
‫القانون رقم ‪ 106.12‬بالنسبة للمباني المشيدة‪ .‬ورغم مزايا هذا النموذج التدبيري في الحفاظ على التجهيزات واستدامتها‪ ،‬فإنه‬
‫يؤدي‪ ،‬حسب أصحاب الوحدات الصناعية المعنية‪ ،‬إلى تحميلهم أعباء مالية إضافية‪ ،‬بالنظر إلى كونهم يساهمون‪ ،‬من جهة‪،‬‬
‫في أداء تكاليف تدبير المنطقة الصناعية‪ ،‬ويؤدون‪ ،‬من جهة‪ ،‬الرسوم المحلية ذات الصلة‪ ،‬وال سيما رسم الخدمات الجماعية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى اعتماد آليات مبتكرة من أجل تمويل التجهيزات وشبكات ربط فضاءات االستقبال الصناعي‬
‫سن المشرع عدة آليات لتمويل البنية التحتية وشبكات الربط‪ ،‬تتمثل في ضرائب التأسيس األولى‪ ،‬وخاصة المساهمة في إنجاز‬
‫الطرق العامة الجماعية المفروضة على مالك األراضي المجاورة لها والمنصوص عليها في المواد من ‪ 37‬إلى ‪ 39‬من‬
‫القانون ‪ 12.90‬المتعلق بالتعمير‪ .‬فضال عن آليات أخرى‪ ،‬كالرسم المهني والرسم على الخدمات الجماعية المنصوص عليها‬
‫في القانون ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية‪.‬‬
‫غير أن الجماعات المعنية ال تتخذ ما يكفي من اإلجراءات من أجل تعبئة هذه الموارد‪ ،‬حتى يتسنى لها االضطالع‪ ،‬على النحو‬
‫المطلوب‪ ،‬بأدوارها في تمويل البنية التحتية والتجهيزات الكبرى وشبكات الربط لهذه الفضاءات‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬تلك‬
‫الناتجة عن فتح مناطق حضرية جديدة ذات تنطيق صناعي‪.‬‬
‫‪2727‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وإزاء هذه الوضعية‪ ،‬تعرف عمليات إحداث فضاءات االستقبال الصناعي وتجهيزها إكراهات تمويلية‪ ،‬تفضي بالنتيجة إلى‬
‫اختيار حلول مؤقتة لربطها بالتجهيزات والشبكات أو إنجاز تجهيزات ذات قدرة محدودة تتناسب مع الموارد المالية المتوفرة‬
‫للتهيئة (كمثال على ذلك المناطق الصناعية ألوالد عزوز وسطات وبرشيد وسيدي المكي والجديدة أو حتى بعض العمليات‬
‫التي قام بها الخواص كعملية "سابينو")‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬المجمعات الصناعية المعدة للكراء‪ :‬نموذج يحتذى به رغم بعض النقائص المرتبطة بمدى وفاء‬
‫الجماعات المعنية بالتزاماتها‬
‫يرتكز هذا النموذج على إنشاء مجمع صناعي للكراء )‪ (PIL‬في إطار شراكة تجمع بين الوزارة الوصية والجماعة المعنية‬
‫وأطراف أخرى‪ .‬ويعتبر المجمع الصناعي ببوسكورة أول فضاء شرع في إنشائه في هذا اإلطار‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬على مساحة‬
‫‪ 28‬هكتارا‪ .‬ويضم هذا النوع من الفضاءات‪ ،‬حاليا‪ ،‬أربعة مجمعات صناعية على مساحة إجمالية قدرها ‪ 141‬هكتار‪ ،‬تنشط‬
‫بها ‪ 500‬شركة وتوفر أكثر من ‪ 25.000‬فرصة عمل مباشرة‪.‬‬
‫وقد مكن هذا النموذج من المجمعات من تجاوز مجموعة من المعيقات سالفة الذكر‪ ،‬وال سيما غياب إطار قانوني خاص‬
‫بفضاءات االستقبال الصناعي‪ ،‬من خالل تبني تدب ير محكم لعملية التخطيط والتهيئة واالنتقاء ومواكبة عمل المجمع‪ ،‬وهو ما‬
‫يمكن استجالؤه من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬هندسة مالية وتقنية مبتكرة‬
‫يتميز هذا النموذج من فضاءات االستقبال الصناعي بهندسة مالية وتقنية مبتكرة‪ ،‬حيث‪ ،‬وبعد الموافقة على الوعاء العقاري‬
‫المحتضن للفضاء بناء على دراسة جدوى‪ ،‬تشرع الجماعة المعنية في مسطرة اقتناء العقار‪ ،‬ووضعه‪ ،‬بموجب عقد إيجار‪،‬‬
‫تحت تصرف شركة تدبير يتم إنشاؤها لتطوير وتسويق وإدارة المجمع‪ ،‬التي تتخذ شكل شركة مجهولة االسم مع مجلس‬
‫لإلدارة ومجلس للمراقبة‪ .‬ويتكون رأسمالها من مساهمات الجهات المانحة الشريكة للغرفة‪ ،‬وتتكون مساهمة الجماعة في‬
‫رأسمال الشركة من الهامش اإلضافي المحقق على سعر بيع العقار إلى الغرفة‪.‬‬
‫أما على المستوى المالي‪ ،‬فإن البقع أو المباني الجاهزة التي تمت تهيئتها في إطار هذه المجمعات يتم كراؤها بأسعار تحفيزية‬
‫ال تتجاوز‪ ،‬للمتر المربع الواحد شهريا‪ 5 ،‬أو ‪ 6‬دراهم بالنسبة للبقع و‪ 30‬أو ‪ 40‬درهم للمباني الجاهزة‪ .‬وتحدد مدة عقد الكراء‬
‫في ‪ 9‬سنوات قابلة للتجديد ضمنيا‪ ،‬دون إمكانية تمديده ليصبح عقد إيجار انتفاعي‪ ،‬مما يسمح للمستثمر الصناعي من تخصيص‬
‫سيوالته النقدية لتطوير تجهيزات ومعدات وحدته الصناعية‪ ،‬كما أن هذه الهندسة تمكن من تحييد المخاطر المتعلقة بالمضاربة‪.‬‬
‫‪ ‬آلية تسمح بالتوازن المالي لتدبير المجمع وبضمان استدامة التجهيزات‬
‫تسمح الهندسة المالية لهذا النموذج بتحقيق التوازن المالي لتدبير المجمع الصناعي خالل مدة قصيرة (بين ‪ 2‬و‪ 4‬سنوات)‪ .‬إذ‬
‫يعتمد هذا النموذج على اقتراح عروض مخصصة حصريا للكراء‪ ،‬سواء بالنسبة للبقع أو المصانع الجاهزة لالستخدام أو‬
‫المباني المخصصة للخدمات المصاحبة وكذا البقع المتواجدة على الطريق الرئيسي التي يتم تخصيصها ألنشطة قاعات‬
‫العروض أو محطات الخدمة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وألجل المحافظة على التجهيزات والخدمات المصاحبة وضمان استدامتها‪ ،‬تسهر شركة‬
‫تدبير المجمع على اقتطاع المساهمات الالزمة لذلك من الوحدات الصناعية الموجودة بالمجمع‪.‬‬
‫‪ ‬نسب تثمين مرتفعة وضبط أفضل لعمليات انتقاء المستثمرين‬
‫إذا كانت محدودية نسب التثمين تعتبر واحدا من أهم اإلكراهات التي تعرفها المناطق الصناعية المنجزة من طرف الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬فإن نسبة تثمين المجمعات الصناعية المنجزة في إطار تشاركي تقارب ‪( %100‬نسبة ‪ %100‬بكل من المجمع‬
‫الصناعي بوسكورة وأوالد صالح و‪ %70‬بالنسبة لمجمع سطات)‪ .‬وتعزى هذه النسبة المرتفعة إلى إيالء عناية خاصة لشروط‬
‫الترويج لهذه المجمعات داخل المغرب وخارجه وللبنود المتعلقة بانتقاء المستثمرين وبتثمين البقع والبنايات‪.‬‬
‫ويمكن لهذا النموذج أن يحقق نتائج أفضل إذا ما تم تجاوز بعض النقائص المرتبطة أساسا بعدم وفاء الجماعات الترابية‬
‫بالتزاماتها وواجباتها في هذا المجال‪ ،‬والتي يمكن استعراضها على النحو الموالي‪:‬‬
‫‪ -‬باستثناء المجمعات الصناعية األربع المنجزة على مستوى الجهة بمبادرة من السلطة اإلقليمية المعنية بشراكة‬
‫فاعلين آخرين‪ ،‬ورغم المزايا التي ينطوي عليها هذا النموذج‪ ،‬لم تقم الجماعات الترابية بالجهة ببرمجة أي مشاريع‬
‫تتعلق بإنشاء أو تهيئة مجمعات صناعية للكراء في إطار برامجها ومخططاتها التنموية؛‬
‫‪ -‬سعي بعض الجماعات الترابية إلى تحقيق مكاسب مالية إضافية عند بيعها للعقار المخصص إلنشاء المجمع‬
‫الصناعي‪ ،‬مما قد يؤثر على التوازن المالي للمشروع؛‬
‫‪ -‬عدم قيام بعض الجماعات بربط المجمعات الصناعية التي تم إنشاؤها بشبكة الصرف الصحي على الرغم من‬
‫توفر المجمع والوحدات الصناعية على محطات معالجة أولية (حالة مجمع سيدي المكي ببرشيد)؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2728‬‬

‫‪ -‬عدم مبادرة الجماعات الترابية المعنية بالمساهمة في رأسمال شركات تدبير المجمعات الصناعية إلى االضطالع‬
‫بدورها كفاعل أساسي في أجهزة الحكامة والجموع العامة‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أن تقرير النموذج التنموي الجديد تضمن‪ ،‬فيما يخص مناطق األنشطة االقتصادية عموما‬
‫والصناعية خاصة‪ ،‬توصيات مهمة تمثل عصارة تجربة المجهودات المبذولة من طرف بالدنا في هذا المجال والمتمثلة‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إسناد التصميم األولي لهذه المناطق إلى فاعل جهوي قادر على هيكلة المشروع في تنسيق مع الفاعلين المعنيين‬
‫المتعددين (السلطات العمومية‪ ،‬المقاوالت‪ ،‬المنعشين العقاريين‪ ،‬المستثمرين والجمعيات)‪ ،‬وتحديد وعاء عقاري‬
‫مالئم يستجيب للحاجيات وضمان ربط منطقة األنشطة وإنجاز التجهيزات خارج الموقع؛‬
‫‪ -‬قيام الجهات بتطوير مناطق صناعية يتم إدماجها في مشروع حقيقي للمجال الترابي ومرتبطة ارتباطا كامال بالنسيج‬
‫الحضري القائم وبأنماط النقل وتستجيب لحاجيات وطلب المقاوالت؛‬
‫‪ -‬إمكانية ارتكاز اإلنجاز والتنفيذ الفعلي على الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬ليتم إسنادهما إلى متعاملين‬
‫خواص يتم انتقاؤهم وفق مسطرة مفتوحة لطلب المشاريع وعلى أساس دفتر تحمالت يفرض جودة عالية للخدمات‬
‫داخل المناطق المعني؛‬
‫‪ -‬تطوير مناطق لألنشطة االقتصادية بجودة عالية وبأسعار تنافسية في متناول جميع المقاوالت ‪.‬وهو ما يستدعي‬
‫العمل على التخطيط في إطار شراكة وثيقة مع الجهات لبلورة عرض للبنيات التحتية لالستقبال قادرة على االستجابة‬
‫للطلب‪ ،‬وتوفير شروط إقالع أنشطة جديدة‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فإن المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء – سطات يوصي بما يلي‪:‬‬
‫وضع برنامج إلعادة تهيئة فضاءات االستقبال الصناعي المنجزة من طرف الجماعات الترابية باالعتماد على‬ ‫‪-‬‬
‫اإلطار المرجعي لصندوق المناطق الصناعية المستدامة التابع لوكالة تحدي األلفية المغرب؛‬
‫تجميع الموارد المالية للجهة والجماعات المعنية لتسريع عملية إنشاء جيل جديد من فضاءات االستقبال‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعي باستلهام نموذج المركبات الصناعية المعدة للكراء المنجزة في إطار تشاركي؛‬
‫التعريف على مستوى الجهة بمختلف استراتيجيات وزارة الصناعة والتجارة بشكل عام وتلك المتعلقة بتحفيز‬ ‫‪-‬‬
‫إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي على وجه الخصوص؛‬
‫ترجمة االستراتيجيات المختلفة المتعلقة بتحفيز إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي إلى مشاريع ملموسة‬ ‫‪-‬‬
‫ضمن مخططات وبرامج تنمية الجهة والجماعات؛‬
‫التسريع بإخراج التصميم الجهوي إلعداد التراب ومخططات التوجيه إلى حيز الوجود مع ضمان توزيع‬ ‫‪-‬‬
‫متوازن للتنطيق الصناعي في إطار رؤية شاملة ومتناغمة ومتوازنة لتراب الجهة؛‬
‫تحسين معدل تحويل المساحات المخصصة للتنطيق الصناعي إلى فضاءات لالستقبال الصناعي وترشيد‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات اللجوء إلى مسطرة االستثناءات؛‬
‫الحيلولة دون إنشاء وحدات صناعية جديدة غير مهيكلة ووضع استراتيجية جهوية للتسوية التدريجية‬ ‫‪-‬‬
‫والشاملة لوضعية تلك القائمة؛‬
‫اعتماد إطار قانوني وآليات تنظيمية خاصة بإنشاء وتدبير فضاءات االستقبال الصناعي؛‬ ‫‪-‬‬
‫تكليف جهاز على المستوى الجهوي بإنشاء وتطوير وتدبير وإدارة المجمعات الصناعية للكراء؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة تأهيل المناطق الصناعية القديمة في تناسق مع القوانين المتعلقة بخفض التأثيرات البيئية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2729‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫قطاع الثقافة‬
‫تتوفر بالدنا على مؤهالت قادرة على جعل الثقافة رافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬حيث تزخر بتراث ثقافي مادي وغير‬
‫مادي متنوع ومتعدد الروافد‪ ،‬وهو ما يشكل ثروة حقيقية ويعكس غنى رصيدها التاريخي والثقافي‪.‬‬
‫وقد كان هذا الموروث الثقافي موضوع مجموعة من المبادرات الرامية إلى ضبطه وحمايته وتثمينه كي يشكل أحد مرتكزات‬
‫التنمية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تبرز الجوانب المتعلقة بحماية المواقع والمباني التاريخية كإحدى أهم المحاور التي تنصب حولها‬
‫االستراتيجيات والبرامج المعتمدة في إطار تطوير الثقافة ببالدنا‪.‬‬
‫كما يكتسي الولوج إلى الثقافة ودعم اإلبداع أهمية خاصة في إطار االرتقاء بالعمل الثقافي‪ ،‬بالنظر للدور الكبير لهذه الجوانب‬
‫في تعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في التنمية البشرية‪ ،‬والنهوض بالتراث الفني واإلبداعي والتعريف به‪ ،‬وتثمين الرأسمال‬
‫الالمادي لبالدنا‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ركزت المهمات الرقابية التي أنجزها المجلس خالل سنة ‪ 2021‬على الجانبين التاليين‪:‬‬
‫العمل الثقافي‪ :‬الولوج إلى الثقافة ودعم اإلبداع؛‬ ‫‪-‬‬
‫تدبير المباني والمواقع التاريخية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العمل الثقافي‪:‬‬
‫أهمية إعداد استراتيجية مندمجة للعمل الثقافي من أجل ضمان الولوج للثقافة ودعم‬
‫اإلبداع‬

‫يتوفر المغرب على مؤهالت قادرة على جعل العمل الثقافي رافعة أساسية من رافعات التنمية الشاملة‪ ،‬ويشكل التراث الثقافي‬
‫المادي والالمادي أحد أهم مكوناته‪ .‬لذلك‪ ،‬ارتكز المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في قطاع الثقافة للفترة ‪،2021- 2017‬‬
‫على عدة محاور من أهمها‪ )1( :‬إعداد استراتيجية ثقافية وطنية‪ )2( ،‬والحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه‪ )3( ،‬وإعمال‬
‫سياسة القرب الثقافي‪ )4( ،‬وإرساء أسس الصناعة الثقافية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يقوم عدة متدخلين‪ ،‬كالقطاعات الوزارية والجماعات الترابية وبعض المؤسسات العمومية‪ ،‬برصد وسائل‬
‫مهمة للعمل الثقافي‪ .‬فخالل الفترة الممتدة من ‪ 2016‬إلى ‪ ،2020‬بلغت االعتمادات المخصصة من الميزانية العامة لقطاع‬
‫الثقافة حوالي ‪ 4,75‬مليار درهم‪ ،‬من بينها ‪ 2,68‬مليار درهم همت مجال االستثمار (‪ .)%56‬كما بلغت مبالغ الدعم المخصص‬
‫للمشاريع الفنية والثقافية ما مجموعه ‪ 245,80‬مليون درهم‪ ،‬تم رصدها من "الصندوق الوطني للعمل الثقافي"‪ ،‬خالل نفس‬
‫الفترة‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬تسعى وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى تطوير المهن الثقافية من خالل اإلشراف على تسيير المعهد‬
‫العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬والذي تراوحت االعتمادات السنوية المخصصة له ما بين ‪ 2,24‬و‪ 2,72‬مليون درهم‪،‬‬
‫والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما الذي يعتبر مرفقا للدولة مسيرا بصورة مستقلة بواسطة ميزانية تتراوح ما‬
‫بين ‪ 13,26‬و‪ 14,56‬مليون درهم‪.‬‬
‫واستحضارا ألهمية العمل الثقافي في تحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬ومن أجل تحسين المجهودات المبذولة لالرتقاء بالعمل الثقافي‪،‬‬
‫أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية همت الجوانب المتعلقة بتدبير البنيات األساسية الثقافية ودعم المشاريع الفنية‬
‫والثقافية‪ ،‬باإلضافة إلى مراقبة تسيير المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط‬
‫الثقافي‪.‬‬
‫تتمثل أهم المالحظات المنبثقة عن هذه المهمة الرقابية وأبرز التوصيات الصادرة عن المجلس فيما يلي‪.‬‬
‫أوال‪ .‬اإلطار االستراتيجي لقطاع الثقافة‪ :‬خارطة طريق للنهوض بالعمل الثقافي‬
‫تتطلب تنمية القطاع الثقافي وجود برامج عمل منبثقة عن استراتيجية مندمجة تأخذ بعين االعتبار‪ ،‬عند بلورتها وتنزيلها‪،‬‬
‫احتياجات المواطنين ومختلف المتدخلين في القطاع الثقافي على الصعيدين الوطني والجهوي‪ ،‬السيما القطاعات الوزارية‬
‫(الثقافة والتعليم والسياحة والصناعة التقليدية والشؤون اإلسالمية‪ ،‬إلخ)‪ ،‬والجماعات الترابية والمجتمع المدني وكذا المؤسسات‬
‫العمومية المعنية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2730‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أنيطت بالوزارة المكلفة بالثقافة مهمة إعداد وتنفيذ سياسة الحكومة المتعلقة بالتراث والتنمية الثقافية والفنية‪،‬‬
‫كما تنص على ذلك المادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2-06-328‬الصادر في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2006‬بتحديد اختصاصات وتنظيم‬
‫وزارة الثقافة‪ .‬وتتولى الوزارة لهذه الغاية توحيد التوجهات وتنسيق األعمال الهادفة إلى تقوية النسيج الثقافي الوطني واستخدام‬
‫الوسائل الكفيلة بضمان ازدهاره‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية لضمان التقائية وتكامل مكونات القطاع الثقافي‬
‫حدد المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في قطاع الثقافة‪ ،‬المعتمد سنة ‪ ،2017‬أجل سنتين كحد أقصى إلعداد استراتيجية‬
‫وطنية للثقافة‪ ،‬إال أن هذا الهدف لم يتم تحقيقه بعد‪.‬‬
‫وقد اقتصر برنامج العمل الخماسي للوزارة على مجموعة من المشاريع المنتقاة من برامج تنمية الجهات واالتفاقيات متعددة‬
‫األطراف‪ ،‬في غياب أي تنسيق أو تشاور بين مختلف الفاعلين‪ ،‬ودون تحديد واضح ألهدافهم والتزاماتهم‪ ،‬ناهيك عن عدم‬
‫تسطير جدولة زمنية لتنفيذ المشاريع المتفق عليها‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬لم تقم الوزارة بإبرام عقود "األهداف – الوسائل" مع‬
‫مصالحها الخارجية‪ ،‬كما هو منصوص عليه في المادة الثالثة من القرار رقم ‪ 1701-16‬الصادر في ‪ 10‬يونيو ‪ 2016‬بتحديد‬
‫اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة‪.‬‬
‫وبالرغم من وعي الوزارة بدور الجماعات الترابية في دعم الالمركزية وتوسيع شبكة المؤسسات الثقافية‪ ،‬السيما من خالل‬
‫مبادرات هذه األخيرة الهادفة إلى المحافظة على المصادر المتنوعة والغنية للثقافة المغربية‪ ،‬وتوفير البنيات التحتية الثقافية‪،‬‬
‫وتشجيع الطاقات الخالقة لإلسهام في تنمية وتطوير كل أشكال االبتكار واإلبداع الثقافي والفني‪ ،‬فإن غياب استراتيجية ثقافية‬
‫وطنية مندمجة فوت على الفاعلين الثقافيين فرصة اعتماد مبادئ توجيهية عامة وآليات للتقارب والتنسيق‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫تبين من خالل استقراء برامج التنمية الجهوية بأن بعض الجهات تولي للعمل الثقافي أولوية استراتيجية تتكامل مع أهداف‬
‫القطاعات االجتماعية واالقتصادية األخرى‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لجهتي الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة والدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬فيما‬
‫تقتصر جهات أخرى على برمجة بعض المشاريع والتدخالت في مجاالت ثقافية متفرقة دون إدراجها ضمن رؤية مندمجة‬
‫(إنجاز بعض البنى التحتية الثقافية ودعم بعض التظاهرات الثقافية)‪.‬‬
‫وفي ظل غياب استراتيجية وطنية وعدم تحديد آليات التنسيق بين المتدخلين‪ ،‬يبقى العمل الثقافي موسوما بتداخل االختصاصات‬
‫وازدواجية التدخالت‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة المكلفة بالثقافة قد أبرمت في فبراير ‪ 2021‬صفقة للدراسات‪ ،‬بمبلغ‬
‫‪ 4,16‬مليون درهم‪ ،‬تتعلق بإعداد استراتيجية للقطاع الثقافي واإلبداعي‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أفادت الوزارة المكلفة بالثقافة أنها اشتغلت بشكل منهجي على بلورة العناصر البارزة وإعداد مقترحات‬
‫ووثائق ودالئل لرؤية وطنية للمغرب الثقافي‪ .‬كما أن الوصول إلى التقائية وتكامل التدابير المعتمدة في القطاع الثقافي‬
‫من طرف مختلف القطاعات الوزارية ومختلف الهيئات العمومية سيتم‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬من خالل إحداث المجلس‬
‫الوطني للغات والثقافة المغربية‪ ،‬كمؤسسة مرجعية واستشارية منوط بها اقتراح استراتيجية وطنية في هذا المجال‪،‬‬
‫تساهم في جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية وعنصرا فعاال في مشروع الحداثة والتقدم‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إيجاد أساليب مبتكرة لتمويل القطاع الثقافي‬
‫يعتبر القطاع الثقافي مجاال خصبا لخلق القيمة والثروة ورافعة لتنمية االقتصاد االجتماعي وإحداث فرص الشغل وتعزيز‬
‫التنمية البشرية‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تمثل الشراكة بين القطاعين العام والخاص فرصة لجذب المستثمرين الخواص لالستثمار في‬
‫البنى التحتية الثقافية وإدارتها‪ ،‬وبالتالي تخفيف العبء عن ميزانية الدولة وتحسين الظروف التقنية واالقتصادية والمالية لتسيير‬
‫هذه المنشآت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد لوحظ بأن هذا النوع من الشراكة ال يزال محدودا‪ ،‬وهو ما يقتضي دراسة سبل اعتماد أساليب‬
‫مبتكرة من طرف الوزارة لتمويل وإدارة العمل الثقافي تأخذ بعين االعتبار خصائص هذا القطاع ونجاعة وفعالية الدعم‬
‫العمومي الممنوح لهذه الغاية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أوضحت الوزارة أن المؤسسات الثقافية التابعة للقطاع تعرف مجموعة من اإلكراهات والنقائص‬
‫المتعلقة بمحدودية الموارد البشرية العاملة بهذه الفضاءات واالعتمادات المالية المخصصة لتسييرها والتي تؤثر سلبا‬
‫على ممارستها للمهام المنوطة بها للنهوض باألعمال واإلبداعات الفنية واألدبية في ميادين المسرح والكتاب والفنون‬
‫التشكيلية‪ ،‬والقراءة العمومية وتنشيط الفضاءات الثقافية‪ .‬كما أن الواقع لم يفرز بعد شركاء خواص يتوفرون على‬
‫الشروط الالزمة إلنجاح هذا النوع من الشراكة‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بقدرتهم على توفير الموارد المالية خارج اإلعانات‬
‫المالية الممنوحة من طرف الدولة والموارد البشرية المختصة في ميدان الوساطة الثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة العتماد برنامج للتعافي لمرحلة ما بعد كوفيد ‪19‬‬
‫تميزت سنة ‪ 2020‬بتوقف العديد من األنشطة الثقافية والفنية‪ ،‬بسبب األزمة الصحية التي أدت إلى إغالق المرافق الثقافية‬
‫أمام الجمهور‪ .‬ولمواجهة آثار هذه الوضعية‪ ،‬اتخذت الوزارة مجموعة من اإلجراءات‪ ،‬من بينها تنظيم بعض التظاهرات‬
‫الثقافية عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫‪2731‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫غير أن الوزارة لم تتمكن من تقييم أثر األزمة الصحية على القطاع‪ ،‬وذلك من خالل تقدير الخسائر التي تعرضت لها مختلف‬
‫مكوناته وانعكاساتها على سوق الشغل‪ ،‬بهدف تحديد المجاالت الثقافية ذات األولوية واألهداف المتوقعة وإعداد الخطط‬
‫والمبادرات المالئمة للرفع من أدائها‪ ،‬فضال عن اقتراح مصادر تمويل مبتكرة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن منظمة اليونسكو قد‬
‫حثت الحكومات على إدماج العمل الثقافي ضمن البرامج الوطنية لإلنعاش االقتصادي واالجتماعي لما بعد جائحة كوفيد ‪.19‬‬
‫وقد أبرزت الوزارة أنها قامت‪ ،‬بالموازاة مع التحسن التدريجي للوضعية الوبائية بالبالد‪ ،‬بطرح برنامج لدعم المشاريع‬
‫الثقافية والفنية خالل سنة ‪ 2021‬مكن من تخفيف آثار هذه الوضعية‪ ،‬استفادت منه مجموعة مهمة من الفاعلين الثقافيين‬
‫والفنيين‪ .‬كما أفادت أنها استأنفت برامج الدعم أخذا بعين االعتبار تقوية النسيج الثقافي والفني للرفع من مقاومته‬
‫لألزمات‪.‬‬
‫من أجل ذلك‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي‪:‬‬
‫إعداد استراتيجية ثقافية مندمجة تحدد الرؤية واألهداف والتوجهات الكبرى للعمل الثقافي على المستوى‬ ‫‪-‬‬
‫الوطني‪ ،‬وكذا المجاالت االستراتيجية ذات األولوية؛‬
‫السهر على وضع آليات محكمة‪ ،‬لضمان التقائية وتنسيق مختلف تدخالت الفاعلين الرئيسيين في العمل‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافي واالستعمال المشترك للموارد المالية والبشرية‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬التراث الثقافي الالمادي‪ :‬رأسمال ال محيد عنه للتنمية الثقافية على المستوى الترابي‬
‫في سنة ‪ ،2006‬صادق المغرب على اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي الالمادي‪ ،‬ومنذ ذلك الحين تم إدراج ‪ 11‬عنصرا‬
‫في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الالمادي للبشرية‪ ،‬باإلضافة إلى عنصر واحد في قائمة التراث الثقافي الالمادي الذي يحتاج‬
‫إلى صون عاجل‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى بلورة إطار قانوني يحدد التراث الثقافي الالمادي وطرق حمايته‬
‫تنص اتفاقية اليونسكو سالفة الذكر‪ ،‬على أنه من بين تدابير صون وتنمية وتعزيز التراث الثقافي الالمادي في كل دولة‪ ،‬اعتماد‬
‫تدابير قانونية وتقنية وإدارية ومالية تهدف إلى ضمان الولوج إلى التراث الثقافي الالمادي‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تم تسجيل تأخر‬
‫ملحوظ في دمج الجوانب المتعلقة بالتراث الثقافي الالمادي في اإلطار القانوني الوطني المؤطر للتراث الثقافي‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫كون القانون رقم ‪ 22.80‬المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات ال‬
‫يشمل الجوانب المتعلقة بالتراث الثقافي الالمادي‪ .‬كما أن مسطرة تحديد التراث الثقافي الالمادي‪ ،‬والهيئات المنوط بها تقييده‬
‫وترتيبه وصونه لم يتم التنصيص عليها بعد‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الحكومة سبق أن أعدت‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬ثالثة مشاريع قوانين همت جمع التراث الثقافي بكل مكوناته‪،‬‬
‫بما فيه الالمادي‪ ،‬وذلك في إطار برنامج للتعاون المشترك بين الحكومة واألمم المتحدة تحت عنوان "التراث الثقافي‬
‫والصناعات اإلبداعية كقاطرة للتنمية المستدامة ‪ ."2012-2008‬كما قامت بعد ذلك بإعداد مشروع قانون يتعلق بالحماية‬
‫والمحافظة وتثمين التراث الثقافي المادي والالمادي‪ ،‬والذي ال يزال قيد الدراسة من طرف الوزارة‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬لم يتم‬
‫بعد إصدار مشروع القانون المتعلق بالميثاق الوطني للتراث‪ ،‬مع العلم بأن النموذج التنموي الجديد أوصى "بوضع ميثاق‬
‫وطني للتراث المادي والالمادي‪ ،‬من أجل حماية الذاكرة والموروث وتثمينهما"‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة أنه‪ ،‬وعيا منها بمحدودية اإلطار القانوني الحالي لتدبير التراث الثقافي بصفة عامة والتراث‬
‫الثقافي الالمادي بصفة خاصة‪ ،‬يخضع قانون التراث الثقافي إلى إعادة النظر في أفق تضمينه اهتماما خاصا بالتراث‬
‫الثقافي الالمادي وكذا الكنوز البشرية الحية حيث سيمكن من وضع اإلطار القانوني األمثل للتراث الثقافي‪.‬‬
‫‪ ‬جرد عناصر التراث الثقافي الالمادي‬
‫يتم جرد التراث الثقافي الالمادي عن طريق البعثات الميدانية السنوية التي تشمل كال من التراث الثقافي المادي والالمادي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى معالجة الرصيد الوثائقي الذي تتوفر عليه مديرية التراث الثقافي وكذا من خالل الدراسات التوثيقية‬
‫واألنثربولوجية المنجزة بتعاون مع أكاديميين وباحثين مختصين في التراث غير المادي الوطني‪.‬‬
‫فمنذ التصديق على اتفاقية اليونسكو وإلى حدود شهر أكتوبر ‪ ،2022‬تمكنت الوزارة من جرد ‪ 204‬عنصرا من التراث‬
‫الثقافي الالمادي‪ .‬كما تم خالل سنة ‪ 2021‬إطالق دراسة شملت ‪ 42‬مهمة جرد موضوعاتي للتراث الثقافي الالمادي‪.‬‬
‫إال أن الوزارة ال تتوفر على برنامج عمل متعدد السنوات لجرد وصون هذا التراث‪ ،‬السيما من خالل تشجيع وتثمين البحوث‬
‫والدراسات العلمية في هذا المجال‪ ،‬وتحديد المناطق الجغرافية والموضوعاتية المستهدفة‪ ،‬وكذا الجدولة الزمنية للقيام بالجرد‬
‫الشامل ورقمنة هذا الموروث الثقافي‪ ،‬عالوة على تعبئة الموارد المالية والبشرية الالزمة لذلك‪.‬‬
‫كما لم يتم تحيين المنصة الرقمية المتعلقة بجرد وتوثيق التراث الثقافي التي تم إنشاؤها سنة ‪ ،2010‬علما بأن هذه األخيرة ال‬
‫تتيح للعموم إمكانية اقتراح إدماج عناصر من التراث الثقافي الالمادي لقوائم الجرد‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة قد شرعت‬
‫في تطوير نظام معلوماتي جغرافي جديد للتدبير الرقمي للتراث الثقافي المادي والالمادي‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2732‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أوضحت الوزارة بأنه في ظل وضع يتميز باألساس بضعف الموارد البشرية على الصعيد المركزي‬
‫(‪ 4‬أطر) والشبه منعدمة على الصعيد الجهوي (‪ 6‬أطر)‪ ،‬والغياب الكلي لإلمكانيات اللوجستيكية مثل السيارات‬
‫الميدانية‪ ،‬فإن ذلك يحول دون تمكن اإلدارة من وضع برنامج توقعي متعدد السنوات بمعايير ومؤشرات موضوعية‬
‫قابلة لإلنجاز‪ .‬ويتم االقتصار‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬على تنظيم بعثات ميدانية من طرف اإلدارة المركزية‪ ،‬التي من‬
‫المفترض أن يقتصر دورها على جمع وتصنيف المعطيات‪ ،‬والتركيز باألساس على معالجة الرصيد الوثائقي الذي‬
‫تتوفر عليه مديرية التراث الثقافي‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد نظام للكنوز البشرية الحية‬
‫حسب المبادئ التوجيهية لليونسكو‪ ،‬يقصد بالكنوز البشرية الحية األشخاص المعترف لهم بامتالكهم مستوى عال جدا للمعارف‬
‫والخبرات والمهارات و الكفاءات الالزمة للحفاظ على عناصر محددة من التراث الثقافي الالمادي أو إنشائها أو إنتاجها‪ ،‬يتم‬
‫اختيارهم من طرف مجموعاتهم أو الدولة كاعتراف بتقاليدهم الثقافية الحية وابتكاراتهم داخل طوائفهم أو المجموعات‬
‫الموجودة في مجالهم الترابي‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬أوصت اليونسكو في سنة ‪ 1993‬بأن تعتمد الدول األعضاء أنظمة وطنية للكنوز‬
‫البشرية الحية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬خلصت الدراسة التي أنجزتها السلطات الحكومية المعنية سنة ‪ 2010‬إلى ضرورة تفعيل ثالث آليات من أجل‬
‫إعداد هذا النظام‪ ،‬وهي‪ )1( :‬آلية قانونية تتمثل وظيفتها في تقنين عمل النظام‪ )2( ،‬وآلية مؤسساتية تحدد الجهات المسؤولة‬
‫عن تطبيقه‪ )3( ،‬وآلية مالية تحدد مختلف السيناريوهات المتعلقة بكيفيات تمويل الحقوق االجتماعية لهذه الكنوز البشرية الحية‪.‬‬
‫غير أن هذه اآلليات لم يتم تفعيلها بعد‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬بأن قانون التراث الثقافي الذي يوجد في طور المراجعة يولي اهتماما خاصا‬
‫بالتراث الثقافي الالمادي وكذا الكنوز البشرية الحية‪ ،‬حيث سيمثل اإلطار القانوني المناسب لبرامج قطاع الثقافة في‬
‫الميدان‪ .‬كما أضافت بأنها أعدت قائمة مظاهر الكنوز البشرية الحية ابتداء من ‪ .2011‬وفي انتظار المصادقة على‬
‫القانون المذكور‪ ،‬يتم االقتصار حاليا على اقتراح بعض الكنوز البشرية الحية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استكمال اإلطار القانوني المتعلق بتحديد وحماية وتثمين التراث الثقافي‪ ،‬السيما من خالل إدراج الجوانب‬
‫المتعلقة بصون وتثمين وتعزيز الموروث الثقافي الالمادي؛‬
‫العمل على إعداد نظام الكنوز الحية‪ ،‬من أجل التعرف على حاملي التراث الثقافي الالمادي وضمان انتقاله‬ ‫‪-‬‬
‫إلى األجيال القادمة؛‬
‫العمل على إعداد برامج متعددة السنوات لجرد التراث الثقافي الالمادي‪ ،‬من خالل تحديد الموضوعات‬ ‫‪-‬‬
‫والمناطق المستهدفة والسعي لتعبئة الموارد البشرية والمالية الكفيلة بضمان فعالية عمليات الجرد‬
‫المبرمجة‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬إنجاز بنيات تحتية ثقافية للقرب‪ :‬أولوية تهدف إلى اإلنصاف الثقافي على المستوى المحلي‬
‫تعتبر سياسة القرب الثقافي أحد المحاور الرئيسية للبرنامج التنفيذي للوزارة المكلفة بالثقافة (‪ ،)2021-2017‬والتي تهدف‬
‫إلى تشجيع المواطنين على المشاركة في الحياة الثقافية من خالل ضمان التوزيع العادل للبنى التحتية الثقافية‪ .‬وتضم هذه‬
‫األخيرة مراكز ثقافية ومعاهد الموسيقى والفنون الكوريغرافية‪ ،‬ومكتبات وسائطية ونقاطا للقراءة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬أبرمت‬
‫الوزارة اتفاقيات شراكة مع العديد من المتدخلين من أجل المساهمة في إنجاز هذه المشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحديد الحاجيات من خالل دراسة جدوى المشاريع‬
‫تعتبر مرحلة دراسة جدوى المشاريع وتحديد الحاجيات مرحلة أساسية في عمليات التخطيط إلنجاز البنيات التحتية الثقافية‪،‬‬
‫وذلك من أجل التشخيص الدقيق لواقع الحال وتحديد نوع وطبيعة التجهيزات المالئمة للسكان وفق المعايير الجاري بها العمل‪.‬‬
‫غير أن إنجاز البنيات التحتية الثقافية‪ ،‬ال يتم وفق مقاربة تقوم على تشخيص الحاجيات‪ ،‬بحيث ال يتم في غالب األحيان القيام‬
‫بالدراسات الالزمة قبل إطالق المشاريع أو إبرام اتفاقيات الشراكة‪ .‬وتترتب عن هذه الوضعية صعوبات في تحديد المناطق‬
‫التي تفتقر إلى البنيات التحتية الثقافية وكذا الخصائص السوسيو اقتصادية للساكنة المستهدفة‪ ،‬قصد اختيار نوع التجهيزات‬
‫المناسبة لها‪ ،‬وبالتالي برمجة الموارد المالية والبشرية الالزمة إلنجاز واستغالل البنى التحتية المبرمجة طبقا لألهداف‬
‫المسطرة‪.‬‬
‫من أجل ذلك‪ ،‬وضعت الوزارة‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬خارطة البنيات التحتية الثقافية‪ ،‬كخطوة أولى لتحديد الحاجيات المتعلقة‬
‫بمشاريع البنيات التحتية الثقافية‪.‬‬
‫وقد أبرزت الوزارة في جوابها أن وضع خريطة للبنيات التحتية الثقافية يهدف إلى تحسين ممارسات قطاع الثقافة في‬
‫ميدان تحديد الحاجيات والتي ستستغل للتحديد الدقيق لجدوى التجهيزات الثقافية المزمع إحداثها أو تأهيلها حسب‬
‫‪2733‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫طلبات وقدرات شركاء القطاع قبل تحديد التزاماتهم‪ .‬كما أن قطاع الثقافة سيتمكن عبر هذه المقاربة‪ ،‬من استباق‬
‫حاجيات البنيات التحتية الثقافية المحتملة أخذا بعين االعتبار ضرورات الالتمركز والعدالة المجالية‪ .‬ويتعلق األمر‪،‬‬
‫حسب الوزارة‪ ،‬بخطوة أولى في اتجاه معالجة متكاملة تهدف إلى نجاعة ودقة اختيارات االتفاقيات المستقبلية مع‬
‫الشركاء الترابيين‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لوضع نظام لتتبع تقدم مشاريع البنيات التحتية الثقافية‬
‫تشرف المديريات الجهوية واإلقليمية التابعة للوزارة المكلفة بالثقافة على مشاريع بناء البنى التحتية الثقافية للقرب‪ ،‬بحيث تم‬
‫تعيين المدراء الجهويين واإلقليميين آمرين بالصرف مساعدين‪ .‬كما أحدثت الوزارة على المستوى المركزي "وحدة تدبير‬
‫المشاريع" عهد إليها تتبع المشاريع الثقافية بالتنسيق مع المديريات المذكورة‪ .‬غير أن فعالية هذه اآلليات تتطلب تجاوز‬
‫الصعوبات المتعلقة بتوحيد البيانات الخاصة بتقدم تنفيذ هذه المشاريع وتجميعها في قواعد بيانات تتيح تتبعها واستخراج لوحات‬
‫القيادة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬قامت الوزارة خالل سنة ‪ ،2015‬بتطوير تطبيق معلوماتي للتتبع التقني والمالي للمشاريع (‪)e-Project‬‬
‫حيث أحدثت ‪ 55‬حساب مستخدم‪ ،‬غير أنها اقتصرت على تكوين الموظفين المعنيين على مستوى المديريات على استخدامه‪،‬‬
‫دون تفعيل العمل به‪.‬‬
‫أوضحت الوزارة أنها بصدد إنجاز نظام معلوماتي مندمج لتدبير عمل قطاع الثقافة يضم عدة برامج معلوماتية (مداخيل‬
‫الص ندوق الوطني للعمل الثقافي‪ ،‬تدبير عمليات دعم العمل الثقافي‪ ،‬منح بطاقة الفنان‪ ،‬الجوائز األدبية والفنية‪ ،‬تتبع‬
‫المشاريع الثقافية‪ ،)...‬والذي‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬سيمكن من توحيد البيانات الخاصة بتقدم تنفيذ المشاريع على مستوى‬
‫جميع برامج القطاع وتجميعها في قواعد بيانات تتيح تتبعها واستخراج لوحات القيادة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحسين تدبير االلتزامات التعاقدية موضوع اتفاقيات الشراكة‬
‫أظهر فحص وضعية تنفيذ اتفاقيات الشراكة المتعلقة بإنجاز البنى التحتية الثقافية للقرب‪ ،‬التي تم إبرامها مع الجماعات الترابية‬
‫للفترة ‪ ،2021-2015‬محدودية اإلنجازات مقارنة بااللتزامات التعاقدية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬بلغ عدد مشاريع البنى الثقافية التي‬
‫لم يتم تنفيذها ‪ 35‬مشروعا (يشمل مراكز ثقافية ومسارح ومعاهد الموسيقى وشبكات القراءة العمومية)‪ ،‬بكلفة تقديرية ناهزت‬
‫‪ 264‬مليون درهم‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ %35‬من العدد اإلجمالي للمشاريع المضمنة في االتفاقيات‪.‬‬
‫ويستشف من خالل دراسة األسباب الكامنة وراء عدم تنفيذ أو إتمام اتفاقيات الشراكة مع الجماعات الترابية‪ ،‬أنها مرتبطة‬
‫بأربعة عوامل أساسية‪ )1( :‬التأخر في تعبئة الموارد المالية الالزمة إلنجاز المشاريع‪ )2( ،‬اعتبار اتفاقيات الغية لعدم تضمينها‬
‫اسم الطرف الموقّع‪ )3( ،‬بروز صعوبات اعترضت الجماعة المعنية في تعبئة الوعاء العقاري إلنجاز المشروع‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى (‪ )4‬المنازعات الناشئة مع المقاوالت المكلفة باألشغال‪.‬‬
‫وفي حالة عدم تنفيذ اتفاقيات الشراكة مع الجماعات الترابية‪ ،‬تبقى الموارد المعبأة من طرف هذه األخيرة غير مستغلة في‬
‫انتظار اتضاح الرؤية حول مآل تلك االتفاقيات‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يؤثر على التزامات هذه الجماعات بخصوص برمجة‬
‫المشاريع‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬عزت الوزارة التأخير الحاصل في إنجاز البنيات التحتية الثقافية للقرب‪ ،‬مقارنة مع االلتزامات‬
‫التعاقدية مع الشركاء‪ ،‬إلى ضعف االلتزامات المتعلقة بالمشاريع المبرمج إنجازها بالشراكة مع الجماعات الترابية‪،‬‬
‫وكذا الصعوبات المسجلة على مستوى تعبئة الوعاء العقاري وقدرة التمويل إلحداث التجهيزات الثقافية‪ .‬كما أن الجائحة‬
‫أثرت بشكل كبير على مستوى إنجاز اتفاقيات الشراكة بفعل قيود الميزانية خالل سنة ‪ 2020‬وتمديد آجال اإلنجاز‬
‫بسبب توقف األشغال‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب تشغيل البنى التحتية الثقافية بعد إنجازها‬
‫من خالل فحص خارطة البنى التحتية الثقافية التي أعدتها وزارة الثقافة سنة ‪ ،2021‬تبين أن بعض المراكز الثقافية‪ ،‬التي تم‬
‫إنج ازها سواء في إطار الشراكة مع قطاعات وزارية أخرى أو مع جماعات ترابية‪ ،‬التزال غير مستغلة‪ ،‬علما أن المبالغ‬
‫المعبأة من طرف وزارة الثقافة إلنجاز هذه المشاريع قدرت بحوالي ‪ 52‬مليون درهم‪.‬‬
‫وتبرز هذه الوضعية الصعوبات التي تواجه الوزارة‪ ،‬فيما يخص استغالل بعض المراكز الثقافية بعد االنتهاء من إنجازها‪،‬‬
‫وذلك بسبب غياب رؤية مندمجة تأخذ بعين االعتبار‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬القدرة على تعبئة الموارد البشرية الالزمة‬
‫الستغاللها‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة بأن عدم استغالل بعض المراكز الثقافية المنجزة يهم الفضاءات التي تم إنجازها بشراكة مع بعض‬
‫الجماعات الترابية التي لم تتمكن من تعبئة الموارد البشرية الالزمة ضمن التزاماتها التعاقدية‪ ،‬مضيفة أن القطاع يشكو‬
‫بدوره من محدودية موارده البشرية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2734‬‬

‫‪ ‬التوزيع اإلقليمي للمعاهد الموسيقية ومعاهد الفنون الكوريغرافية وشبكة القراءة العمومية‬
‫تقع مسؤولة إنشاء وإدارة المؤسسات الثقافية للتأهيل والتعليم الفني والثقافي على عاتق الوزارة المكلفة بالثقافة‪ ،‬طبقا للمادة‬
‫األولى من المرسوم رقم ‪ 2.06.328‬الصادر في ‪ 18‬من شوال ‪ 10( 1427‬نوفمبر ‪ )2006‬بتحديد اختصاصات وتنظيم‬
‫وزارة الثقافة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تشرف الوزارة على ‪ 34‬معهدا عموميا للموسيقى والفنون الكوريغرافية‪ ،‬من بينها معهد موسيقي وطني‬
‫وثمانية معاهد جهوية و‪ 25‬معهدا محليا‪ .‬غير أن ثالث جهات في المملكة ال تتوفر على أي معهد‪ ،‬وهي جهات درعة‪-‬تافياللت‬
‫وكلميم‪-‬واد نون والداخلة‪-‬واد الذهب‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬وضعت الوزارة برنامجا وطنيا يهم إنشاء شبكة للقراءة العمومية‪ ،‬والذي مكن من إحداث ‪ 331‬مكتبة‪،‬‬
‫‪ %75‬منها بشراكة مع الجماعات الترابية‪ ،‬و‪ %9‬بشراكة مع الجمعيات‪ ،‬و‪ %5‬بشراكة مع المندوبية العامة إلدارة السجون‬
‫وإعادة اإلدماج‪ ،‬فيما تم إنجاز ‪ %11‬منها مباشرة من طرف وزارة الثقافة دون إبرام اتفاقية شراكة‪ .‬وقد ساهمت هذه الشبكة‬
‫في تحقيق معدل تغطية يناهز ‪ 0,46‬مكتبة لكل ‪ 50‬ألف نسمة خالل ‪ .2021‬غير أن هذا المعدل يبقى منخفضا مقارنة مع‬
‫الهدف المتوخى في مشروع نجاعة األداء المتعلق بالوزارة (‪ 0,52‬خالل نفس السنة)‪ ،‬فضال عن المعايير الدولية لليونسكو‬
‫التي توصي بضرورة توفير مكتبة عمومية لكل تجمع عمراني يضم أكثر من ‪ 5000‬شخص‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أوضحت الوزارة أنه‪ ،‬وعيا منها بأهمية ضمان التوزيع المجالي العادل للبنية التحتية الثقافية‪ ،‬ورغم‬
‫اإلكراهات والصعوبات المتمثلة في ضعف الميزانية السنوية التي ترصد لقطاع الثقافة فإنها حريصة على تمكين جميع‬
‫الفئات العمرية من الولوج إلى مختلف الخدمات التي تقدمها في المجال الفني والثقافي‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ستفتتح‬
‫الوزارة معهدين موسيقيين خالل السنة الدراسية ‪ 2023/2022‬المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي‬
‫بالراشيدية والمعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي بالداخلة‪ .‬وستعمل خالل السنة الدراسية المقبلة على افتتاح‬
‫المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي بكلميم‪ ،‬بمجرد توفر الظروف المناسبة الفتتاحه‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي‪:‬‬
‫السهر على إنجاز الدراسات القبلية لتحديد دقيق للحاجيات المتعلقة بالبنى التحتية الثقافية للقرب‪ ،‬أخذا بعين‬ ‫‪-‬‬
‫االعتبار الوضعية القائمة والمعطيات السوسيو‪-‬اقتصادية وكذا مناطق الخصاص‪ ،‬لضمان تغطية ترابية عادلة‬
‫واستغالل أمثل للمنشآت المنجزة؛‬
‫اتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬بتنسيق مع الجهات المعنية‪ ،‬لتشغيل البنيات التحتية الثقافية المنجزة‪ ،‬ومدها بالموارد‬ ‫‪-‬‬
‫المالية والبشرية الالزمة لتسييرها‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬دعم العمل الثقافي‪ :‬نظام في خدمة االبتكار والنهوض بالصناعات الثقافية واإلبداعية‬
‫يعتبر إرساء أسس صناعات إبداعية وثقافية أحد المحاور الرئيسية للمخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في قطاع الثقافة‬
‫‪ .2021-2017‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬قامت الوزارة بوضع برنامج لدعم المشاريع الفنية والثقافية‪ ،‬يهدف من جهة‪ ،‬إلى إبراز دور‬
‫وإسهامات الثقافة في تنمية وخلق الثروات وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬ومن جهة أخرى إلى الزيادة في رقم المعامالت التجارية‬
‫الناجمة عن السلع والخدمات الثقافية‪ ،‬السيما في مجاالت المسرح والموسيقى والفنون الكوريغرافية والكتاب والفنون التشكيلية‬
‫والمهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية‪ ،‬باإلضافة إلى دعم الجمعيات والنقابات الفنية والثقافية‪ .‬وقد تم تخصيص غالف‬
‫مالي يزيد على ‪ 245‬مليون درهم كإعانات استفاد منها‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،212021-2016‬أكثر من ‪ 6.400‬مشروع في مختلف‬
‫المجاالت المذكورة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتقييم أثر برنامج الدعم على تطوير الصناعات اإلبداعية والثقافية‬
‫أظهر فحص نتائج الدعم الممنوح للمشاريع الثقافية بأن استراتيجية الدعم ترتكز في الغالب على الوسائل بدال من النتائج‪،‬‬
‫وعلى هاجس استهالك اإلعانات الممنوحة وتحقيق أهداف كمية دون التركيز على األهداف المتعلقة بإقامة صناعات ثقافية‬
‫وإبداعية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬خالل دورة ‪ ،2019‬وزعت لجنة الدعم الغالف المالي المخصص لمجال المسرح بشكل شبه‬
‫متساو بين ‪ 13‬مشروعا‪ ،‬بحيث تم دعم ‪ 8‬مشاريع بقيمة ‪ 300.000‬درهم‪ ،‬و‪ 4‬مشاريع بقيمة ‪ 340.000‬درهما‪ ،‬ومشروع‬
‫واحد بقيمة ‪ 370.000‬درهما‪ .‬كما قررت اللجنة‪ ،‬خالل نفس السنة (مايو ‪ ،)2019‬رفع مبلغ الدعم بنسبة ‪ %45‬لكل مشروع‬
‫بهدف استهالك االعتمادات المتبقية‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬لوحظ غياب إطار رسمي لتقييم أثر اإلعانات الممنوحة على ازدهار الصناعات اإلبداعية والثقافية ببالدنا‪،‬‬
‫مع العلم بأن الوزارة ال تتوفر على بيانات إحصائية موضوعية إلجراء عمليات التقييم‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة أن الدراسات المنجزة في إطار تقييم أثر برنامج الدعم على تطوير الصناعات اإلبداعية والثقافية‬
‫عبر اتساع األنشطة وتأهيل مهنية المتدخلين الثقافيين والفنيين‪ ،‬تمكن القطاع من التيقن بأن اإلعانات المالية الممنوحة‬

‫‪ 21‬تجدر اإلشارة إلى أن الوزارة لم تعلن عن طلبات العروض المتعلقة بدعم المشاريع الفنية والثقافية سنة ‪.2021‬‬
‫‪2735‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫شجعت على ظهور فاعلين جدد‪ ،‬وكذا تقوية دينامية الفاعلين الحاليين‪ ،‬على غرار دور النشر الجديدة وإحداث المكتبات‬
‫عالوة على تقوية المبدعين في الميدان الفني‪ .‬إال أن دراسة دقيقة معمقة ومفصلة لتقييم األثر تبقى‪ ،‬حسب الوزارة‪،‬‬
‫الزمة الحتساب مساهمة الدعم في إحداث الصناعات اإلبداعية والثقافية‪ .‬لذلك‪ ،‬فمن المزمع القيام بالدراسات المعمقة‬
‫لتقييم األثر بشراكة مع فيدرالية الصناعات اإلبداعية والثقافية التي تضم المهنيين األكثر تنظيما بالقطاع‪.‬‬
‫‪ ‬وضع نظام معلوماتي مندمج لتتبع دعم المشاريع الفنية والثقافية‬
‫تقوم الوزارة بإعداد دراسة حول إنجاز نظام معلومات خاص بتدبير ومراقبة دعم األنشطة الفنية والثقافية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن غياب‬
‫هذا النظام المعلوماتي يحول دون حصول لجان الدعم على المعلومات المتعلقة باالستفادة وطرق استعمال الدعم الممنوح من‬
‫طرف مختلف مصالح الوزارة‪ ،‬والتصدي‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬لبعض الممارسات‪ ،‬كتلك المتعلقة بالمشاريع التي حصلت على‬
‫دعم تراكمي‪ ،‬فضال عن تحديد المؤشرات الكمية والنوعية للمشاريع المنفذة‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أفادت الوزارة أنه في إطار إعداد الدراسة المتعلقة بإنجاز نظام معلومات خاص بتدبير ومراقبة دعم‬
‫األنشطة الفنية والثقافية ‪ ،‬تم إنجاز المرحلة األولى من النظام المذكور بإنشاء منصة إلكترونية مكنت القطاع من تلقي‬
‫ملفات المشاريع الفنية والثقافية المرشحة لالستفادة من اإلعانات المالية عن بعد برسم سنة ‪ ،2022‬كما أبرزت أنه‬
‫سيتم قريبا االنتهاء من إنجاز المرحلة الثانية المتعلقة بنظام تتبع إنجاز المشاريع من طرف المستفيدين‪.‬‬
‫‪ ‬تسريع وتيرة اإلجراءات المتعلقة بإرجاع المبالغ الممنوحة للمستفيدين الذين لم يفوا بالتزاماتهم‬
‫من خالل فحص الوضعية المتعلقة باستعمال الدعم العمومي للمشاريع الثقافية والفنية‪ ،‬تبين بأن عملية استرجاع المبالغ غير‬
‫المستعملة أو غير المستحقة تعتريها بعض النقائص‪ .‬ففي هذا الصدد‪ ،‬بلغ عدد المشاريع الفنية والثقافية المستفيدة من الدعم‬
‫التي لم يتم تنفيذها خالل الفترة ‪ ،2019-2016‬ما مجموعه ‪ 170‬مشروعا‪ .‬وتتوزع هذه المشاريع ما بين ‪ 124‬مشروعا في‬
‫مجال الكتاب و‪ 31‬مشروعا في مجال الفنون و‪ 14‬مشروعا لدعم الجمعيات والنقابات الثقافية والفنية والتظاهرات‬
‫والمهرجانات الثقافية والفنية‪ .‬كما أن المبالغ الممنوحة من طرف الوزارة‪ ،‬كدفعات أولى‪ ،‬للمستفيدين الذين لم يحترموا‬
‫التزاماتهم التعاقدية قدرت بحوالي ‪ 3,42‬مليون درهم‪.‬‬
‫غير أن مجموع مبالغ الدعم التي تم استرجاعها بلغت‪ ،‬إلى غاية متم سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه ‪ 236‬ألف درهم‪ ،‬أي ما يعادل‬
‫‪ %7‬من مجموع المبالغ غير المستحقة الواجب إرجاعها إلى خزينة الدولة‪ ،‬علما بأن ‪ %90‬من المبالغ المسترجعة‪ ،‬تم‬
‫استخالصها خالل سنة ‪.2021‬‬
‫أشارت الوزارة أن استرجاع المبالغ الممنوحة للمستفيدين الذين لم يفوا بالتزاماتهم‪ ،‬قد تعثر طويال‪ ،‬وذلك بسبب غياب‬
‫اإلسناد القانوني لهذا النوع من المداخيل الخاصة بالصندوق الوطني للعمل الثقافي عند إحداثه‪ ،‬ولم يتم استدراك األمر‬
‫إال بعد إدراجه ضمن "المداخيل المختلفة" برسم قانون المالية لسنة ‪ 2018‬وهو ما يفسر بأن التحصيل لم يتم إنهاؤه‬
‫إال سنة ‪.2021‬‬
‫لذلك‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي‪:‬‬
‫السهر على وضع استراتيجية للدعم ترتكز على النتائج عوض الوسائل وعلى تقييم أثر دعم المشاريع الفنية‬ ‫‪-‬‬
‫والثقافية على تطور الصناعة اإلبداعية والثقافية‪ ،‬وذلك استنادا إلى مؤشرات كمية ونوعية‪ ،‬واضحة وقابلة‬
‫للقياس؛‬
‫وضع نظام معلومات مندمج من أجل تتبع وتوجيه الدعم العمومي الممنوح للمشاريع الفنية والثقافية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫‪-‬‬
‫آليات التنسيق بين مختلف الهيئات المكلفة بتقديم الدعم؛‬
‫وضع آلية قارة لضمان احترام االلتزامات التعاقدية من طرف المستفيدين من الدعم وتفعيل مسطرة استرجاع‬ ‫‪-‬‬
‫مبالغ الدعم غير المستحقة أو تلك التي لم يحترم المستفيدون منها التزاماتهم التعاقدية‪.‬‬
‫خامسا‪ .‬مراكز التكوين المهني والفني‪ :‬رافعة للرقي بالعمل الثقافي واإلبداعي‬
‫تتوفر وزارة الشباب والثقافة والتواصل‪ ،‬على مجموعة من مؤسسات التعليم العالي للتكوين في المهن الثقافية واإلبداعية‪ ،‬من‬
‫بينها المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما‪.‬‬
‫ويعتبر المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي مؤسسة تعليمية تابعة لقطاع الثقافة‪ ،‬أنيطت بها مهمة التكوين المهني‬
‫والبحث والخبرة في مجال فن الدراما والمسرح‪ ،‬وكذا التكوين في الوساطة والتنشيط الثقافي من خالل تأطير المهرجانات‬
‫وتدبير المراكز الثقافية‪ .‬وقد قام المعهد‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،1990-2020‬بتكوين ‪ 472‬خريجا‪ .‬وللقيام بمهامه‪ ،‬يستفيد المعهد من‬
‫اعتمادات سنوية‪ ،‬تراوحت ما بين ‪ 2,24‬و‪ 2,72‬مليون درهم خالل الفترة ‪ ،2021-2017‬يتم تقييدها ضمن أحد بنود الميزانية‬
‫العامة للوزارة المكلفة بالثقافة‪.‬‬
‫أما المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما‪ ،‬فهو مؤسسة تعليمية تم إحداثها سنة ‪ 2013‬على شكل مرفق للدولة مسير‬
‫بصورة مستقلة تابع لقطاع االتصال‪ ،‬ويضطلع بمهمة التكوين والبحث وتقديم الخدمات في مجاالت السمعي البصري والسينما‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2736‬‬

‫وقد بلغ عدد خريجي المعهد‪ ،‬منذ إحداثه‪ 278 ،‬خريجا على مستوى سلكي اإلجازة والماستر‪ .‬كما تراوحت مداخيل المعهد‪،‬‬
‫خالل الفترة ‪ ،2019-2017‬ما بين ‪ 13,26‬و‪ 14,56‬مليون درهم‪ ،‬فيما سجلت انخفاضا ملحوظا سنة ‪ 2020‬بحيث ناهزت‬
‫‪ 7,28‬مليون درهم‪ .‬أما بالنسبة لنفقات المعهد‪ ،‬فقد انتقلت من ‪ 8,6‬مليون درهم سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 2,6‬مليون درهم سنة ‪.2020‬‬
‫‪ ‬ضرورة استكمال المسار التكويني إلحداث المعهدين‬
‫تشمل مهام المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما‪ ،‬حسب المرسوم رقم ‪ 2.12.109‬المتعلق بإحداثه وتنظيمه‪ ،‬ثالث‬
‫مكونات‪ :‬التكوين والبحث وتقديم الخدمات في المهن السمعية البصرية والسينما والميادين المرتبطة بها‪ ،‬السيما مهن الصورة‬
‫والصوت والمونتاج وما بعد اإلنتاج‪ ،‬والمهن المصاحبة لإلخراج ولإلنتاج‪ ،‬والكتابة‪.‬‬
‫أما فيما يخص المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬فيضطلع بالمهام المتعلقة بالتكوين األساسي والمستمر والبحث‬
‫العلمي والفني والتقني باإلضافة إلى الخبرة‪ .‬وينظم التكوين بهذا المعهد في سلك أساسي وفي أسالك اإلجازة والماستر‬
‫والدكتوراه‪ ،‬وفق ما هو منصوص عليه في المادتين ‪ 3‬و‪ 4‬من المرسوم رقم ‪ 2.10.624‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪2011‬‬
‫المتعلق بإعادة تنظيمه‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فقد سجل المجلس أن المهام المنفذة فعليا من قبل المؤسستين تبقى جزئية‪ .‬ففي هذا الصدد‪ ،‬يقتصر المعهد‬
‫العالي لمهن السمعي البصري والسينما في تكوينه على سلكين فقط للتكوين‪ ،‬ويتعلق األمر بسلك اإلجازة في الدراسات‬
‫األساسية‪ ،‬وبسلك الماستر المتخصص (الذي عرف تخرج دفعة واحدة)‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن المعهد المذكور‪ ،‬ال يضطلع بباقي المهام‬
‫المنوطة به والمنصوص عليها في مرسوم إحداثه‪ ،‬والمتعلقة على وجه الخصوص‪ ،‬بالتكوين المستمر وتحضير وتسليم دبلوم‬
‫مهندس الدولة واإلجازة المهنية والدكتوراه والقيام ببرامج البحوث‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬يقتصر التكوين الذي يتم تقديمه فعليا من طرف المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬على سلك‬
‫واحد لإلجازة المهنية‪ ،‬علما أنه لم يتم اعتماده بعد‪ .‬في حين أن باقي األسالك‪ ،‬وال سيما الماستر والماستر المتخصص‬
‫والدكتوراه‪ ،‬ال تزال في مرحلة الدراسة‪ ،‬في انتظار المصادقة على دفاتر الضوابط البيداغوجية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت الوزارة بأن مختلف اإلدارات المتعاقبة على تسيير المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط‬
‫الثقافي حاولت‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2011‬االنخراط في اإلصالح الجامعي‪ ،‬لكن ذلك لم يتم لكون رؤية القانون رقم ‪01.00‬‬
‫المتعلق بتنظيم التعليم العالي‪ ،‬تنص على أن التكوين في سلك اإلجازة يستغرق ثالث سنوات‪ ،‬فيما التجربة أبانت أن‬
‫التكوين في المعهد يتطلب أربع سنوات لوجود جانب مهني فني يتطلب الزمن الدراسي الكافي لتحقيق أهداف التكوين‪.‬‬
‫‪ ‬وضع نظام لتتبع وتقييم نجاعة األداء‬
‫تنص المادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪ 01.00‬المتعلق بتنظيم التعليم العالي‪ ،‬على أن نظام التعليم العالي يخضع في مجمله لتقييم‬
‫منتظم ينصب على مردوديته الداخلية والخارجية‪ ،‬ويشمل جميع الجوانب البيداغوجية واإلدارية والبحث‪ .‬كما نصت المادة‬
‫‪ 78‬من نفس القانون على أن مؤسسات التعليم العالي العام والخاص ملزمة بوضع نظام للتقييم الذاتي‪.‬‬
‫إال أن المعهدين المذكورين ال يتوفران على نظام للتتبع والتقييم‪ .‬فعلى مستوى المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما‪،‬‬
‫لم يتم إجر اء أي تقييم ألسالك اإلجازة والماستر بمختلف تخصصاتها‪ ،‬وهو ما يتعارض مع مقتضيات دفتر الضوابط‬
‫البيداغوجية الوطنية‪ ،‬والذي ينص على إنجاز نوعين من التقييم‪ :‬تقييم سنوي وتقييم ذاتي‪ .‬ويعزى هذا األمر إلى غياب النظام‬
‫سالف الذكر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تبين من خالل فحص أدوات المساعدة في اتخاذ القرار على مستوى المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط‬
‫الثقافي‪ ،‬غياب نظام يمكن من تعزيز تدبير مسار التكوين وتقييم جودته‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن المعهد ال‬
‫يتوفر على األدوات واآلليات الالزمة لوضع نظام فعال للتتبع والتقييم‪ ،‬السيما دليل للمساطر ودليل لضمان الجودة‪ ،‬وخريطة‬
‫العمليات‪ ،‬وتوصيف الوظائف‪ ،‬ونظام المراقبة الداخلية وكذلك المؤشرات الكمية والنوعية لتتبع األنشطة ونجاعة األداء‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لمواكبة اإلدماج المهني للخريجين‬
‫تنص المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 01.00‬المتعلق بتنظيم التعليم العالي‪ ،‬على أن مؤسسات التعليم العالي التابعة للقطاعات‬
‫الوزارية تتكلف بإعداد الشباب إلدماجهم في الحياة العملية‪.‬‬
‫غير أن المعهدين المذكورين لم يقوما بوضع برامج عمل لمواكبة وتتبع إدماج الخريجين في الحياة المهنية‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫إرساء آليات للتوجيه وتتبع إدماجهم وتطور مسارهم المهني‪ ،‬علما بأن إرساء مثل هذه اآللية من شأنه أن يمكن هاتين‬
‫المؤسستين من جمع المعطيات اإلحصائية الالزمة إلنشاء قاعدة معلومات حول الخريجين‪ ،‬والتي ستساعد في العمل على‬
‫مالءمة التكوينات المتاحة مع متطلبات سوق الشغل (كمعدل اإلدماج والوضعيات المهنية وأنواع األنشطة وشبكة األجور‪.)...‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي قام بوضع خلية للتوجيه واإلدماج المهني لخريجيه‪ ،‬إال‬
‫أن هاته الخلية الزالت غير مفعلة‪.‬‬
‫‪2737‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬تعزيز هيئة التدريس‬


‫تضم هيئة التدريس بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما تسعة أساتذة مرسمين‪ ،‬بما في ذلك المدير‪ .‬ولمواجهة‬
‫محدودية هذا العدد‪ ،‬يلجأ المعهد إلى خدمات األساتذة الزائرين‪ ،‬الذين يتم اختيارهم من بين أساتذة معاهد التكوين األخرى‪ ،‬أو‬
‫من بين المهنيين العاملين في المجال السمعي البصري والسينما‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عرف عدد األساتذة الزائرين انخفاضا ملحوظا‪،‬‬
‫بحيث تراجع من ‪ 40‬أستاذا برسم الموسم الدراسي ‪ ،2016-2015‬إلى تسعة أساتذة زائرين برسم الموسم الدراسي ‪-2021‬‬
‫‪ .2020‬ومن شأن هذا االنخفاض أن يؤثر سلبا على جودة التكوين‪ ،‬خصوصا أن عدد األساتذة المرسمين بقي ثابتا منذ الموسم‬
‫الدراسي ‪.2017-2016‬‬
‫أما على مستوى المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬فقد تبين أن مؤهالت تكوين األساتذة المرسمين ليست جميعها‬
‫متالئمة مع متطلبات نظام "إجازة‪ -‬ماستر‪ -‬دكتوراه"‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ 2.96.804‬في‬
‫شأن النظام األساسي الخاص بهيئة األساتذة الباحثين بمؤسسات تكوين األطر العليا‪ ،‬على أن هيئة األساتذة الباحثين بهذه الفئة‬
‫من المؤسسات تشمل األطر التالية‪ :‬أستاذ التعليم العالي‪ ،‬أستاذ مؤهل وأستاذ التعليم العالي مساعد‪ ،‬إال أنه‪ ،‬لوحظ بأن ‪%54‬‬
‫من األساتذة المرسمين في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي غير حاصلين على شهادة الدكتوراه وال ينتمون إلى‬
‫إحدى الفئات الواردة بالنصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪ .‬وهو األمر الذي يحد من إمكانية اعتماد شعب ومسالك التكوين‪،‬‬
‫ودمجها في نظام "اإلجازة‪-‬الماستر‪-‬الدكتوراه"‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة بأنها تعمل على تعزيز هيئة التدريس وذلك من خالل طلب مناصب مالية جديدة تهم مجال‬
‫التدريس الفني الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬وضع الهياكل المتعلقة بالتعليم والبحث‬
‫لم يقم المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بوضع الهياكل المتعلقة بالتعليم والبحث‪ ،‬وال سيما أقسام التكوين‪ .‬وتعزى‬
‫هذه الوضعية إلى غياب نص تنظيمي متعلق بإحداث وتنظيم هذه الهياكل‪ ،‬كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 36‬من القانون‬
‫رقم ‪ 01.00‬المتعلق بتنظيم التعليم العالي‪ ،‬والمادة ‪ 21‬من المرسوم رقم ‪ 2.12.109‬المتعلق بإحداث المعهد العالي لمهن‬
‫السمعي البصري والسينما التي تنص على أن هياكل التعليم والبحث المتعلقة بالمؤسسة وتنظيمها هي محددة من طرف السلطة‬
‫الحكومية المكلفة باالتصال باقتراح من مجلس المؤسسة بعد أخذ رأي مجلس التنسيق‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي لم يعمل على وضع البنية المتعلقة بالبحث المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 2.10.624‬المتعلق بإعادة تنظيمه‪ ،‬وال سيما مركز البحث العلمي والدراسات المتعلقة‬
‫بالدكتوراه‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أبرزت الوزارة أن غياب الهياكل المتعلقة بالتعليم والبحث مرتبط بعدم اعتماد النظام البيداغوجي‬
‫إجازة‪-‬ماستر‪-‬دكتوراه‪.‬‬
‫‪ ‬عدم عقد اجتماعات مجلس المؤسسة بشكل منتظم‬
‫يجتمع مجلس المؤسسة باستدعاء من الرئيس أو بطلب كتابي موجه من ثلث األعضاء على األقل ثالث مرات في السنة وكلما‬
‫استدعت الضرورة‪ ،‬وذلك بناء على المادة ‪ 21‬من المرسوم رقم ‪ 2.05.885‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬أبريل ‪ ،2006‬المتخذ لتطبيق‬
‫المادتين ‪ 33‬و‪ 35‬من القانون رقم ‪ 01.00‬المتعلق بتنظيم التعليم العالي‪.‬‬
‫إال أن فحص محاضر اجتماعات مجلس المؤسسة المتوفرة على مستوى المعهدين‪ ،‬أظهر بأن هذا المقتضى ال يتم احترامه‬
‫إال نادرا‪ .‬ذلك أن مجلس المؤسسة الخاص بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬لم يجتمع إال ‪ 6‬مرات خالل الفترة‬
‫‪ ،2015-2020‬أي ما يعادل ثلث سقف االجتماعات الواجب عقدها (‪ 18‬اجتماعا)‪ .‬كما أنه‪ ،‬ومنذ إحداثه‪ ،‬لم يجتمع مجلس‬
‫المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما سوى ‪ 10‬مرات‪ ،‬أي ما يعادل اجتماعا واحدا إلى اثنين في السنة‪ ،‬عوض ثالث‬
‫اجتماعات في السنة المنصوص عليها في المرسوم سالف الذكر‪.‬‬
‫وقد تؤثر هذه الوضعية سلبا على التدبير البيداغوجي واإلداري لهذين المعهدين‪ ،‬نظرا للمهام المنوطة بمجلس المؤسسة‪.‬‬
‫وقد أفادت الوزارة في جوابها بأن الفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى ‪ 2018‬عرفت انقطاعات في اجتماعات مجلس‬
‫المؤسسة‪ .‬لكن منذ سنة ‪ ،2018‬تم السعي للحفاظ على وتيرة منتظمة لعقد هذه االجتماعات‪ ،‬غير أن جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫أثرت على هذه الوتيرة‪ ،‬وذلك بالرغم من تدارك األمر بعقد بعض االجتماعات عن بعد‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات كال من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬والمعهد العالي لمهن‬
‫السمعي البصري والسينما‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫اعتماد مخطط استراتيجي خاص بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي‪ ،‬والمعهد العالي لمهن‬ ‫‪-‬‬
‫السمعي البصري والسينما‪ ،‬كل على حدة‪ ،‬يتضمن كيفية برمجة وتنزيل المهام المنوطة بهما؛‬
‫الحرص على احترام المقتضيات المتعلقة بدفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية ونظام التتبع والتقييم؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2738‬‬

‫وضع نظام لتتبع الخريجين بهدف تقييم مدى اندماجهم في سوق الشغل‪ ،‬وكذا مالءمة التكوينات المتوفرة‬ ‫‪-‬‬
‫مع متطلباته؛‬
‫وضع هياكل الحكامة المتعلقة بالتكوين الواردة في التشريعات المعمول بها واألنظمة الداخلية‪ ،‬مع السهر‬ ‫‪-‬‬
‫على ضمان حسن تسييرها‪.‬‬

‫تدبير المباني والمواقع التاريخية‪:‬‬


‫الحاجة لوضع استراتيجية مندمجة لتثمين التراث الثقافي‬

‫يخضع تدبير الموروث الثقافي للقانون رقم ‪ 22.80‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬دجنبر ‪ 1980‬المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية‬
‫والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات‪ ،‬كما تم تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫وتناط بالوزارة المكلفة بالثقافة مهمة السهر على حماية التراث المعماري واألثري واإلثنوغرافي والمتحفي ومختلف الثروات‬
‫الفنية الوطنية والحفاظ عليها وترميمها وتعدادها والتعريف بها‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬تتولى مديرية التراث الثقافي برمجة األبحاث‬
‫األثرية وتنظيم ومراقبة أوراش الحفريات وتجميع وصيانة التراث المتحفي وحمايته وإعداد الوثائق الالزمة للقيام بجرد هذا‬
‫التراث والقيام بأعمال التنشيط المتعلقة به‪.‬‬
‫وقد بلغت الموارد المخصصة‪ ،‬من الميزانية العامة للدولة‪ ،‬لتدبير المباني والمواقع التاريخية حوالي ‪ 35,24‬مليون درهم‬
‫(دون احتساب نفقات الموظفين)‪ ،‬وهوما يشكل نسبة ‪ %0,31‬من الميزانية المخصصة للوزارة المكلفة بالثقافة خالل الفترة‬
‫من ‪ 2016‬إلى ‪ .2021‬كما بلغت النفقات المرصودة من قبل "الصندوق الوطني للعمل الثقافي" لصيانة هذه المواقع والمباني‬
‫التاريخية‪ ،‬حوالي ‪ 10,40‬مليون درهم سنويا‪ ،‬بحيث بلغت النفقات اإلجمالية المنجزة خالل الفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى‬
‫‪ 222019‬حوالي ‪ 52‬مليون درهم‪ .‬بينما بلغ متوسط الموارد المتأتية من استغالل هذه المواقع والمباني حوالي ‪ 56,23‬مليون‬
‫درهم في السنة‪ ،‬أي ما يعادل مداخيل إجمالية لفائدة الصندوق سالف الذكر قدرها ‪ 281,15‬مليون درهم خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن هذه المداخيل قد سجلت ارتفاعا ملحوظا على إثر مراجعة تعريفة زيارة المعالم التاريخية خالل سنة‬
‫‪ ،2018‬إذ انتقلت من ‪ 15,84‬مليون درهم في سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 163,56‬مليون درهم في سنة ‪.2019‬‬
‫وقد تمحورت مهمة مراقبة تدبير المباني والمواقع التاريخية حول تحديد هذا التراث الثقافي وحمايته والمحافظة عليه‬
‫واإلجراءات المتخذة من أجل تثمينه االقتصادي والسياحي‪.‬‬
‫الحاجة لتحيين النصوص التشريعية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه‬
‫يحظى التراث الثقافي الوطني بالحماية وفقا لمقتضيات القانون رقم ‪ 22.80‬المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر‬
‫والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات والقانون رقم ‪ 19.05‬الصادر بتاريخ ‪ 15‬يونيو ‪ 2006‬القاضي بتغيير وتتميم‬
‫القانون رقم ‪ 22.80‬سالف الذكر‪ .‬وقد أعدت الوزارة المكلفة بالثقافة مشروع قانون يتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة‬
‫عليه وتثمينه‪ .‬إال أن هذا المشروع اليزال قيد الدراسة منذ إعداده سنة ‪.2018‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن مذكرة تقديم هذا المشروع تنص على أن "مسألة مصير اإلرث الوطني الثقافي تطرح‬
‫بإلحاح شديد أمام عدم مواكبة النصوص التشريعية للتطورات الراهنة وانحصارها في البعد "المعماري" للتراث بينما تمتد‬
‫القواعد المعيارية الحالية‪ ،‬المعترف بها عالميا‪ ،‬لتشمل الجوانب غير المادية للتراث وكذا المرتبطة بالجماعات وحاملي‬
‫المدارك والمهارات والجوانب المرتبطة بالمناظر الطبيعية الثقافية"‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن تحيين النصوص التشريعية سيساهم‪ ،‬من جهة‪،‬‬
‫في تعزيز ومالءمة اإلطار القانوني الوطني المتعلق بحماية وتثمين التراث الثقافي الوطني مع المعايير الدولية‪ ،‬بتوافق مع‬
‫االلتزامات الدولية المصادق عليها من قبل المغرب‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬في إدماج المفاهيم الجديدة المعترف بها دوليا فيما‬
‫يتعلق بالتراث الثقافي‪ ،‬وخاصة إحداث وحماية "المجموعات التاريخية والتقليدية" و"المناظر الطبيعية الثقافية"‪ ،‬والتراث‬
‫الثقافي المغمور بالمياه والتراث الثقافي غير المادي‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة المكلفة بالثقافة أنها عملت منذ سنة ‪ 2013‬على تحيين وتعزيز الترسانة القانونية التي تعمل على‬
‫صيانة التراث بالمغرب من خالل إعداد مشروعي قانون‪ ،‬األول يتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه‬
‫كمشروع مكمل ومعدل للقانونين رقم ‪ 22.80‬و‪ ،19.05‬والذي جاء كآلية لتحيين وتوسيع نطاق مفهوم التراث ليشمل‬
‫الجانب الالمادي المرتبط بالمدارك والمعارف والمهارات والجماعات الحاملة لها‪ ،‬والتراث المغمور بالمياه باإلضافة‬
‫إلى التراث المنقول وغير المنقول كالمناظر الطبيعية الثقافية والمجموعات التاريخية‪ ،‬والذي تتم حاليا دراسته على‬
‫مستوى األمانة العامة للحكومة ‪ ،‬كما يتم عقد عدد من اللقاءات مع المصالح المعنية لمواءمته مع القوانين الوطنية‬

‫‪ 22‬التقارير حول الحسابات الخصوصية للخزينة المصاحبة لمشروع قانون المالية برسم السنوات من ‪ 2016‬إلى ‪.2020‬‬
‫‪2739‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫األخرى (البيئة‪ ،‬التعمير‪ ،‬المياه والغابات‪.)...‬أما مشروع القانون الثاني رقم ‪ 42.15‬فيوافق بموجبه المغرب على‬
‫اتفاقية المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص (يونيدروا) بشأن الممتلكات الثقافية المسروقة أو المصدرة بطرق غير‬
‫مشروعة‪ ،‬المعتمدة من قبل المؤتمر الدبلوماسي المنعقد بروما من ‪ 7‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪ 1995‬والتي انضم إليها المغرب‬
‫بشكل رسمي في غشت ‪.2022‬‬
‫جرد المباني والمواقع التاريخية وحمايتها‬
‫نص الفصل ‪ 2-32‬من القانون رقم ‪ 22.80‬المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف‬
‫الفنية والعاديات‪ ،‬على أن "السلطة الحكومية المختصة تقوم بإعداد جرد عام للمنقوالت المقيدة والمرتبة تصنف حسب كل‬
‫عمالة وإقليم‪ ،‬ويتم تحيين هذا الجرد سنويا"‪ .‬غير أن السجل الوطني للتراث الثقافي الممسوك من طرف الوزارة المعنية يجب‬
‫استكماله وتحيينه‪ ،‬وكذا تضمينه جميع المعطيات والمعلومات التي تسمح بوصف تفصيلي للتراث المادي (مدرج ‪ /‬مصنف ‪/‬‬
‫وطني ‪ /‬عالمي ‪ /‬تاريخ اإلدراج‪ ،‬إلخ)‪ .‬كما أن إعداد خريطة أثرية وطنية من شأنه أن يوفر للفاعلين في القطاع آلية للتدبير‬
‫والتهيئة‪ ،‬تقدم جردا معلوماتيا يجمع وينظم‪ ،‬بصفة دورية ومحينة‪ ،‬البيانات األثرية الموجودة على صعيد التراب الوطني‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬ال تتوفر الوزارة المكلفة بالثقافة على برنامج عمل توقعي لتقييد وترتيب المواقع وفق أهداف ومواعيد محددة‬
‫لإلنجاز‪ ،‬وعلى أساس معايير تسمح بتحديد األولويات‪ .‬علما بأن هذا البرنامج التوقعي سيسمح بتحديد الشروط المطلوبة‬
‫والوسائل التي يجب تعبئتها والتدابير التواصلية التي ينبغي القيام بها إلجراء هذه العمليات‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى‬
‫أنه ال يتم إخبار مالكي العقارات‪ ،‬موضوع التقييد أو الترتيب كمباني تاريخية‪ ،‬بالطلبات المقدمة في هذا الشأن‪ ،‬كما أن حق‬
‫التعرض على مسطرة تقييد أو ترتيب تلك العقارات كمبان تاريخية‪ ،‬غير منصوص عليه في النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫الجاري بها العمل‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أشارت الوزارة أن القطاع المعني قام مؤخرا بإحداث نظام معلوماتي لجرد وتدبير التراث الوطني‬
‫(قيد اإلنشاء)‪ ،‬سيسمح بالتوفر على جميع المعطيات والمعلومات التي تتيح توصيفا تفصيليا لكل ممتلك وعنصر ثقافي‬
‫وطني‪ ،‬وسيضم جميع األرشيف الذي تتوفر عليه مديرية التراث الثقافي بما فيه ذلك األرشيف المكتوب‪ ،‬والوثائق‬
‫ذات القيمة التراثية‪ ،‬وتقارير بعثات الجرد وبرامج البحث والتعاون والتنقيب والتحري‪.‬‬
‫غير أن التحدي الكبير للجرد يبقى مرتبطا‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬بنقص الموارد البشرية المتخصصة والموارد اللوجستية‬
‫المرصودة والمستخدمة لهذه العملية مثل السيارات الميدانية‪ ،‬وذلك على الرغم من إحداث وحدات إدارية جهوية ابتداء‬
‫من سنة ‪ ، 2006‬حيث يحد نقص العنصر البشري المتخصص بشكل كبير من نجاعتها ومردوديتها‪ .‬أما بالنسبة لعدم‬
‫إخبار مالكي العقارات موضوع التقييد أو الترتيب‪ ،‬فيرجع في بعض األحيان‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬العتبار التقييد إجراء‬
‫استباقيا ووقائيا‪ ،‬ووسيلة عملية إلنقاذ وحماية الممتلكات الثقافية المعرضة لالندثار‪.‬‬
‫تعزيز تدابير التتبع والمحافظة على المباني والمواقع التاريخية‬
‫تم ترميم وإعادة تأهيل العديد من المواقع والمعالم التاريخية في إطار اتفاقيات متعددة األطراف‪ ،‬بغالف مالي قدره ‪ 728‬مليون‬
‫درهم‪ ،‬يغطي الفترة ‪ .2021-2011‬وقد تجاوزت مساهمة الوزارة المكلفة بالثقافة في هذه االتفاقيات أزيد من ‪ 618‬مليون‬
‫درهم (‪ .)%85‬غير أن اإلجراءات المتخذة من أجل المحافظة على التراث الثقافي تثير المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعميم مخطط تدبير وصون األحياء والمدن العتيقة‬
‫تعتبر مخططات تدبير التراث التاريخي بمثابة إطار عمل استراتيجي ميداني‪ ،‬يقترح على المدى القصير والمتوسط والبعيد‪،‬‬
‫برنامج عمل متعدد السنوات لحماية الممتلكات وترميمها وتثمينها‪ .‬إال أن هذه المخططات ال يتم إعدادها إال عندما يتم تصنيف‬
‫التراث الثقافي على أنه تراث عالمي‪ .‬كما ال تتوفر الوزارة على مخططات لصون التراث الثقافي المادي‪ ،‬تشتمل على الوثائق‬
‫القانونية واإلدارية والمالية لهذه الممتلكات‪ ،‬وتحدد مناطق حمايتها ونظام تتبعها وتقييمها‪ ،‬وكذا سبل تعميمها على جميع‬
‫المواقع والمعالم التاريخية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن مديرية التراث الثقافي تعمل على وضع وتعميم مخطط تدبير مرجعي مستوحى من‬
‫مخطط تدبير تراث مدينة الرباط‪ ،‬والذي يعتبر وثيقة مرجعية في هذا الشأن حسب لجنة التراث العالمي‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة أنه يتم العمل بمخططات التدبير بالمواقع والمدن المصنفة تراثا عالميا كمراكش والرباط ووليلي‬
‫وقصر آيت بن حدو‪ ،‬ويتم تحضير المخططات الخاصة بمدن الصويرة وتطوان وفاس ومكناس‪ .‬كما تم إدراج‬
‫مخططات التدبير في مشروع القانون الجديد المتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه ليشمل حتى‬
‫المعالم غير المدرجة في لوائح اليونيسكو‪ ،‬خاصة "المجموعات التاريخية والتقليدية" و"المناظر الطبيعية" المرتبة‬
‫وطنيا‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2740‬‬

‫‪ ‬المحافظة على الموروث الثقافي الصناعي وإعادة تأهيله‬


‫يشمل التراث الصناعي بقايا المستوطنات البشرية والمناظر الطبيعية والحضرية ذات القيمة التاريخية أو االجتماعية أو‬
‫المعمارية أو العلمية‪ ،‬التي تم إنجازها لتلبية االحتياجات الصناعية‪ .‬ويتكون هذا التراث الصناعي من المنشآت واآلالت‬
‫واألوراش والمصانع والمطاحن والمناجم ومواقع المعالجة والتكرير‪ ،‬باإلضافة إلى المستودعات والمخازن‪ .‬غير أن هذا‬
‫التراث غير محدد وال تتم دراسته بشكل كاف‪ ،‬وهو ما قد يعرضه للضياع‪.‬‬
‫ويمكن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ذكر أ طالل مصانع السكر وشبكات الري التي كانت تستخدم إلنتاج الطاقة المائية للمصانع والتي‬
‫يعود إنشاء البعض منها إلى القرن الخامس عشر‪ ،‬وكذلك مناجم الفحم والمدن العمالية المجاورة لها بمنطقة جرادة‪ .‬كما تشكل‬
‫المدن الصناعية والمصانع وجميع وحدات اإلنتاج على مستوى مدينة الدار البيضاء‪ ،‬والتي تم أخذها في االعتبار ضمن‬
‫مخططات توسعة المدينة في سنتي ‪ 1918‬و‪ ،1946‬مصدرا غنيا للتعريف بالتاريخ الصناعي للبالد‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة بأنها ساهمت‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬منذ ‪ 2018‬في تمويل وتتبع أشغال إنجاز مشروع إعادة تأهيل‬
‫المنجم الصغير وإحداث معهد إلحياء التراث المنجمي بمدينة جرادة‪ ،‬باإلضافة إلى إصالح وتأهيل التجهيزات والمباني‬
‫الصناعية الموروثة عن فترة اشتغال هذا المنجم‪ ،‬وذلك من أجل دمجها في المسار السياحي للموقع‪ .‬كما تم تقييد آثار‬
‫معامل ومعاصر السكر بإقليم شيشاوة‪ ،‬وهناك ملفات قيد اإلعداد تخص معامل ومعاصر السكر بأكرض بإقليم الصويرة‬
‫ومعامل بإقليم تارودانت‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة العتماد ميثاق ومخطط وطني استعجالي للحفاظ على المباني والمواقع التاريخية المعرضة للخطر‬
‫يعد تحديد أهلية وأولوية ترميم أو إعادة تأهيل المواقع والمعالم التراثية رهينا بإنجاز خارطة المخاطر بناء على معايير محددة‬
‫مسبقا‪ .‬غير أن توقع وتخطيط هذه العمليات يقتضي اعتماد مخطط للحفاظ على التراث الثقافي‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬اقترحت‬
‫المبادئ التوجيهية االستراتيجية لتدبير وتنمية التراث الثقافي المغربي المنجزة سنة ‪ ،2013‬وضع ميثاق وطني لترميم وإعادة‬
‫تأهيل التراث المبني باإلضافة إلى مخطط وطني استعجالي للحفاظ على التراث الثقافي المعرض للخطر‪ .‬ويهدف هذا المخطط‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد تعريف للمخاطر المتعلقة بالتراث المادي؛‬
‫‪ -‬جرد المواقع والمباني التاريخية وعناصر التراث الثقافي الالمادي المعرضة للخطر أو تلك التي تحتاج إلى صون‬
‫عاجل؛‬
‫‪ -‬تحديد الكلفة التقديرية للموارد البشرية والمالية الالزمة للحفاظ على التراث وإعادة تأهيله؛‬
‫‪ -‬تعزيز قدرات التدخل في عمليات تفتيش المباني التاريخية والمواقع من أجل تنفيذ إجراءات وقائية؛‬
‫‪ -‬إجراء التشخيصات والدراسات القبلية ألي إجراء للحفظ والتثمين؛‬
‫‪ -‬وضع خطة عمل وجدول زمني لمواجهة تهديدات تدمير واختفاء الممتلكات الثقافية‪.‬‬
‫غير أن إ عداد ميثاق وطني لترميم وإعادة تأهيل المباني التراثية وكذا مخطط وطني استعجالي لم يتم بعد‪ ،‬وذلك في انتظار‬
‫إحداث نظام معلومات جغرافي لتدبير التراث الثقافي‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشارت الوزارة إلى أن نظام المعلومات الجغرافية لتدبير التراث الثقافي‪ ،‬سيُمكن من استخراج‬
‫المعطيات المتعلقة بحالة حفظ المباني التاريخية والمواقع التي على أساسها سيتم إعداد المخطط االستعجالي لترميم‬
‫وتأهيل التراث المعماري‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد دالئل معمارية مرجعية وطنية وضابط البناء العام المتعلق بأشغال ترميم وإعادة تأهيل المنشآت‬
‫والمباني التاريخية‬
‫تواجه بعض المنشآت والمباني التاريخية مشاكل تقنية أثناء تنفيذ أعمال ترميمها أو إعادة تأهيلها‪ ،‬وهو ما قد يؤدي إلى أضرار‬
‫يصعب إصالحها‪ .‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬ال تتوفر الوزارة المكلفة بالثقافة على إطار وطني مرجعي في المجال المعماري يعرف‬
‫ويميز بين أشغال الترميم وأشغال إعادة التأهيل‪ ،‬لتوجيه المقاوالت المعنية لتبني المقاربات المالئمة في إنجاز األشغال وتقليص‬
‫هوامش التأويل لديها‪.‬‬
‫وقد قامت وزارة الداخلية بإعداد مشروع دليل مرجعي معماري وضابط بناء خاص بالمدن العتيقة لتوحيد مفاهيم وإجراءات‬
‫التدخل‪ .‬غير أن هذه الوثائق ال تزال في طور اإلعداد‪ ،‬وتبقى غير شاملة بالنظر إلى تعدد الحاالت التي تميز المباني التاريخية‬
‫الخاضعة للترميم أو إعادة التأهيل‪.‬‬
‫كما تعتبر الدالئل المعمارية من بين اآلليات الكفيلة بتوفر إرشادات حول تقنيات الصيانة والمحافظة على الطابع االستثنائي‬
‫للمباني التاريخية‪ ،‬وتحديد المواد األكثر مالءمة لكل صنف من المنشآت‪ ،‬فضال عن دورها في الحفاظ على تقاليد البناء‬
‫‪2741‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المنقولة من طرف الحرفيين‪ ،‬والتي ثَبُتت نجاعتها واستدامتها‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬لوحظ غياب خطة واضحة لتطوير هذه األدوات‬
‫واقتراح قواعد للتدبير األمثل للمواقع والمعالم التاريخية وتجنب اندثار القيم الثقافية المتعلقة بها‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة أنها انخرطت منذ سنة ‪ 2020‬في بلورة دالئل ومراجع وإطار مرجعي في مجال التراث‬
‫المعماري‪ ،‬من خالل مشروعين‪ :‬األول يتعلق بتثمين المدن العتيقة مع وزارة الداخلية‪ ،‬والثاني حول توحيد معايير‬
‫وإجراءات ترميم التراث المعماري مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة‪ .‬كما أشارت‬
‫الوزارة إلى أن مختلف مصالح القطاع المكلفة بتدبير التراث تقوم بتوثيق عمليات التدخل والترميم بالمباني التاريخية‬
‫والمواقع الوطنية في أفق وضع خطة قطاعية مرجعية في مجال ترميم وإعادة تأهيل هذا التراث الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تصنيف المقاوالت العاملة في مجال الترميم وإعادة التأهيل‬
‫تتطلب عمليات ترميم وإعادة تأهيل المآثر التاريخية مهارات متخصصة ومعرفة خاصة بكل صنف من المواقع أو المباني‬
‫ال تاريخية‪ .‬كما تتطلب التنسيق الفعال مع مكاتب الدراسات المعتمدة ومعاهد التكوين المتخصصة في علم اآلثار والهندسة‬
‫المعمارية‪ ،‬وكذا المتخصصين في العلوم اإلنسانية كالمؤرخين وعلماء األنثروبولوجيا وعلماء االجتماع‪.‬‬
‫غير أن المقاوالت المسؤولة عن أعمال الترميم أو إعادة التأهيل تفتقر‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬إلى مستخدمين مؤهلين‬
‫ومتخصصين في هذه األشغال‪ .‬كما لم يتم بعد إصدار دليل للشركات المتخصصة في أشغال الترميم وإعادة التأهيل‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة بأنها شرعت‪ ،‬بتنسيق مع وزارة التجهيز‪ ،‬ومنذ سنة ‪ ،2019‬في إعداد مشروع نظام تكييف‬
‫وتصنيف المقاوالت العاملة في قطاع ترميم وإعادة تأهيل المباني التاريخية‪ ،‬وقد بلغ هذا المشروع مراحل متقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتعميم دراسات تأثير المشاريع االستثمارية المزمع إنجازها في محيط المواقع والمباني التاريخية‬
‫تشكل دراسة تأثير المشاريع أداة وقائية تدخل في إطار سياسة الحفاظ على المواقع والمباني والمعالم التاريخية‪ .‬غير أن إنجاز‬
‫هذه الدراسات ال يتم بصفة منهجية‪ ،‬بحيث اقتصر على أربعة مشاريع (باحة بيع السمك بميناء مدينة الصويرة‪ ،‬وموقف‬
‫السيارات في محيط المدينة العتيقة بمراكش‪ ،‬ومشروع برج محمد السادس‪ ،‬ومحطة الرباط المدينة)‪ ،‬باإلضافة لدراسة التأثير‬
‫المتعلقة بواحة فجيج التي تم القيام بها في إطار إجراءات تصنيف هذا الموقع ضمن التراث العالمي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الطابع غير اإللزامي لدراسات التأثير‪ ،‬فضال عن غياب لجنة وطنية ولجن إقليمية تابعة للوزارة المكلفة‬
‫بالثقافة تناط بها م همة إبداء رأيها من أجل قبول أو رفض المشاريع المعنية‪ ،‬بناء على تقييم تأثيرها على المواقع والبنايات‬
‫التاريخية‪ ،‬من شأنه أن يحول دون إمكانية الرصد القبلي للمخاطر والوقاية منها‪ ،‬وعند االقتضاء إصالح األضرار الناجمة‬
‫عن بعض المشاريع المنجزة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت الوزارة أن النصوص التشريعية الحالية الخاصة بحماية التراث الوطني ال تنص على‬
‫إلزامية إنجاز دراسات التأثير على التراث‪ ،‬األمر الذي تم تداركه على مستوى مشروع القانون الجديد المتعلق بحماية‬
‫التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه‪ ،‬حيث تم اشتراط القيام بدراسات أثر مسبقة إلنجاز مشاريع وأشغال بمدار‬
‫مناطق الحماية الخاصة بالمعالم والمواقع الوطنية من أجل تحديد أثرها على المجال الثقافي والطبيعي لهذه المعالم‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث شرطة التراث ولجان المراقبة التابعة لألقاليم والعماالت‬
‫يتمثل دور شرطة التراث في إثبات المخالفات المتعلقة بالتراث الثقافي‪ .‬إال أنه لم يتم بعد إعمال المقتضى المتعلق بإحداثها‬
‫المنصوص عليه في القانون رقم ‪ 22.80‬المتعلق بـالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف‬
‫الفنية والعاديات‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬لم يتم بعد تشكيل لجان مراقبة التراث الثقافي التابعة لألقاليم والعماالت الواردة في الفصل‬
‫‪ 1-51‬من القانون رقم ‪ 22.80‬سالف الذكر‪ ،‬وذلك بسبب غياب النص التنظيمي الذي يحدد تأليفها‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة إلى أن تأخر استصدار النص التنظيمي المتعلق بإحداث شرطة التراث كما ينص على ذلك القانون‬
‫رقم ‪ 22.80‬سالف الذكر‪ ،‬يرجع باألساس إلى انخراطها منذ سنة ‪ 2013‬في مراجعة هذا القانون الذي بلغ مراحل‬
‫متقدمة في إعداده‪.‬‬
‫‪ ‬تتبع مشاريع ترميم المواقع والمباني التاريخية المضمنة في االتفاقيات متعددة األطراف‬
‫ساهمت الوزارة المكلفة بالثقافة بمبلغ ‪ 618‬مليون درهم لتمويل مشاريع ترميم المواقع والمباني التاريخية الواردة في اتفاقيات‬
‫متعددة األطراف تتعلق بالتثمين والتطوير العمراني لبعض المدن‪ .‬غير أن هذه المساهمات المالية لم يتم تحديدها في ضوء‬
‫دراسات قبلية‪ ،‬ولم يتم إشراك الوزارة بشكل كاف في اختيار المواقع والتدخالت المبرمجة قبل الشروع في عمليات الترميم‪.‬‬
‫كما ال تتوفر الوزارة‪ ،‬بصفتها صاحبة المشاريع وعضوا في اللجنة المركزية لتتبع وتقييم االتفاقيات المذكورة‪ ،‬على المحاضر‬
‫والتقارير نصف السنوية التي يعدها أصحاب المشاريع المنتدبين‪( ،‬كوكالة التنمية ورد االعتبار لمدينة فاس ووكالة إنعاش‬
‫وتنمية عماالت وأقاليم الشمال ومجموعة العمران وشركات التنمية المحلية)‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2742‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي‪:‬‬
‫العمل على تحسين الحماية القانونية للمواقع والمباني التاريخية‪ ،‬من خالل اعتماد خطط عمل تهدف إلى‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد المعايير واختيار المواقع المراد تحديدها وتصنيفها وتثمينها‪ ،‬وتسريع استكمال اإلطار القانوني الخاص‬
‫بها؛‬
‫تكثيف العمليات المتعلقة بالجرد العام والشامل للتراث الثقافي‪ ،‬والسهر على تحيينه سنويا‪ ،‬مع إدراج كل‬ ‫‪-‬‬
‫البيانات المجمعة في الخريطة األثرية الوطنية؛‬
‫وضع دالئل للحفاظ عل ى التراث الثقافي المادي وترميمه‪ ،‬تتضمن مؤشرات حول تقنيات الصيانة والحفظ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكذا المواد األكثر مالءمة لكل نوع من الهياكل والحفاظ على تقاليد البناء المتناقلة من قبل الحرفيين في هذا‬
‫المجال؛‬
‫العمل على اعتماد نص تنظيمي يلزم بإجراء دراسات تأثير المشاريع واألنشطة االستثمارية المزمع إنجازها‬ ‫‪-‬‬
‫في محيط المواقع والمباني التاريخية على هذه األخيرة؛‬
‫تفعيل دور هيئات المراقبة والحكامة الواردة في النصوص التشريعية ذات الصلة‪ ،‬والسيما شرطة التراث‬ ‫‪-‬‬
‫ولجان المراقبة التابعة لألقاليم والعماالت‪.‬‬
‫التثمين االقتصادي والسياحي للتراث التاريخي‬
‫يرتبط تثمين المواقع والمباني التاريخية بقدرتها على المساهمة في التنمية المستدامة‪ ،‬من خالل جذب السياح والترويج للمناطق‬
‫المعنية‪ ،‬في احترام تام للخصائص الهندسية والجمالية والتاريخية للموقع‪.‬‬
‫وقد أظهر تحليل عدد الزوار وحجم المداخيل المتأتية من األنشطة المرتبطة بتثمين التراث التاريخي‪ ،‬أن العديد من المواقع‬
‫والمباني التاريخية ال تزال غير معروفة خصوصا على المستوى الداخلي‪ ،‬بحيث لم يتجاوز عدد الزوار المغاربة لهاته المواقع‬
‫‪ 385‬ألف زائر خالل سنة ‪ 2019‬مقابل ‪ 2,3‬مليون سائح أجنبي‪.‬‬
‫كما يقتصر استغالل المواقع والمعالم األثرية على واجبات الزيارة (‪ %99‬من المداخيل)‪ ،‬وفي حاالت محدودة على تأجير‬
‫الفضاءات إلقامة التظاهرات الثقافية أو السينمائية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬لوحظ نقص التجهيزات الخاصة باستقبال الزوار وغياب‬
‫فضاءات لألنشطة االقتصادية وللخدمات في محيط معظم المواقع والمعالم التاريخية (مناطق االستراحة‪ ،‬فضاءات تربوية‬
‫واستكشافية لفائدة األطفال والشباب‪ ،‬ورشات التنشيط الثقافي‪ ،‬مطاعم ‪ ،‬بيع األعمال الفنية والهدايا التذكارية‪ .)...‬وتؤشر هذه‬
‫الوضعية إلى نقص في التنسيق والتعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع‪ ،‬من أجل التعريف والنهوض والتثمين االقتصادي‬
‫لهذا التراث الوطني‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة بأن الترويج للتراث والثقافة المغربية يستدعي خطة وطنية تتكامل في تنزيلها على أرض الواقع‬
‫مع قطاعات وزارية أخرى (السياحة‪ ،‬الصناعة التقليدية‪ )...‬وهو ما يشتغل عليه القطاع حاليا‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتعميم التجربة الرائدة لمراكز التعريف بالتراث‬
‫شرعت الوزارة المكلفة بالثقافة‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2011‬في إحداث مراكز للتعريف بالتراث في بعض المواقع والمعالم التاريخية‪،‬‬
‫وذلك من أجل تعزيز وعي الزوار به وتقديره والمساهمة في المحافظة عليه‪ .‬إال أن عدد المواقع والمآثر التاريخية التي تتوفر‬
‫على مركز للتعريف بالتراث ال تتجاوز تسعة‪ ،‬فيما باقي المواقع ال تتوفر على أي مركز للتعريف بها أو خلية لمواكبة الزوار‬
‫وترويج المعلومات التراثية والثقافية الخاصة بها‪ ،‬بما في ذلك المآثر المصنفة على أنها تراث عالمي‪.‬‬
‫كما أن األنشطة الثقافية والعلمية والتعليمية المنظمة من طرف مراكز التعريف بالتراث‪ ،‬ال تعكس الطاقات السياحية والثقافية‬
‫للمواقع المعنية‪ ،‬بحيث قامت أربعة مراكز فقط‪ ،‬خالل سنتي ‪ 2019‬و‪ ،2020‬بتنظيم تظاهرات ثقافية لصالح الزوار‬
‫والجمعيات والتالميذ وبعض المؤسسات التعليمية (المواقع األثرية للقصر الصغير وليكسوس ووليلي ومركز األطلس المتوسط‬
‫بأزرو)‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوزارة بأنها تحرص على تعميم إنشاء مراكز التعريف بالتراث بجميع أنحاء التراب الوطني‪ ،‬وذلك‬
‫حسب اإلمكانيات المالية المرصودة سنويا إلنجاز الدراسات واألشغال الالزمة لها‪ ،‬وقد قامت منذ سنة ‪ 2019‬بإطالق‬
‫العديد من مشاريع البناء والتهيئة لعدد من مراكز التعريف بالتراث‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون مع الفاعلين في المجال السياحي‬
‫تنظم الوزارة المكلفة بالثقافة تظاهرة سنوية من ‪ 18‬أبريل إلى ‪ 18‬مايو‪ ،‬تحت اسم "شهر التراث"‪ ،‬والذي يتزامن مع اليوم‬
‫العالمي للمآثر التاريخية والمواقع واليوم العالمي للمتاحف‪ .‬ويهدف هذا الحدث إلى النهوض بالتراث الوطني‪ ،‬من خالل القيام‬
‫بأنشطة ثقافية مكثفة لفائدة جمهور واسع (معارض وملتقيات وجوالت مصحوبة بمرشدين وعروض وورشات عمل)‪.‬‬
‫‪2743‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫إال أنه‪ ،‬وباستثناء "شهر التراث" وكذا بعض التظاهرات العرضية‪ ،‬كاليوم الدراسي الذي تم تنظيمه في ‪ 30‬أكتوبر ‪2019‬‬
‫حول موضوع النهوض بالمواقع األثرية وإدماجها في الدوائر السياحية بمنطقة طنجة‪-‬تطوان‪ ،‬والنشاط الثقافي المنظم على‬
‫مستوى موقع أغمات‪ ،‬فقد لوحظ ضعف آليات التنسيق بين الوزارتين المكلفتين بقطاعي الثقافة والسياحة والجماعات الترابية‬
‫وباقي الفاعلين على المستوى الوطني والمحلي‪ ،‬من أجل جعل المواقع والمآثر التاريخية رافعة للنهوض بالسياحة الثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬الترويج اإلعالمي للمواقع والمآثر التاريخية‬
‫تقوم الوزارة المكلفة بالثقافة بمنح التراخيص من أجل تصوير األفالم الوثائقية والربورطاجات التلفزية المتعلقة بالمواقع‬
‫والمآثر التاريخية‪ .‬كما أنشأت بعض المواقع اإللكترونية المخصصة للتراث الثقافي‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬بوابة عن التراث الثقافي المغربي موجهة للعموم؛‬
‫‪ -‬منصة وثائقية توفر بيانات عن جرد التراث الثقافي بالمغرب؛‬
‫‪ -‬نظام معلومات جغرافي‪ ،‬غير متاح للعموم‪ ،‬يسمح باالطالع على الوثائق المتعلقة بالتراث الثقافي المغربي المتوفر‬
‫في قاعدة البيانات‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬تقوم الوزارة بتثمين المباني والمآثر التاريخية باستعمال مختلف الوسائط التعليمية كالنشرات والكتيبات‬
‫والملفات والقوائم المصورة متعددة اللغات واإلصدارات والندوات العلمية ومقاطع الفيديو ومعارض الصور وخرائط للموقع‬
‫باإلضافة للوحات التشوير واإلرشاد‪.‬‬
‫إال أن تحسين أثر هذه الوسائط يقتضي إدراجها ضمن منهجية مندمجة ومتكاملة تأخذ بعين االعتبار الرسائل المراد توجيهها‬
‫وأهداف التواصل والفئة المستهدفة وكذا وسائط التواصل األكثر مالءمة وتراعي التمويل الالزم لذلك‪.‬‬
‫وقد أشارت الوزارة إلى أن نقص الموارد البشرية المختصة في التنشيط والوساطة الثقافية يعد من العقبات الرئيسية‬
‫التي تحول دون تنفيذ استراتيجية القطاع في مجال التواصل والترويج اإلعالمي للتراث الثقافي الوطني‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي‪:‬‬
‫السهر على بلورة استراتيجية مندمجة‪ ،‬من أجل التثمين العلمي والثقافي واالقتصادي والسياحي للتراث‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافي والترويج اإلعالمي للمواقع والمآثر التاريخية؛‬
‫العمل بصفة تدريجية على تعميم تجربة مراكز التعريف بالتراث الوطني‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫القطاعات اإلدارية‬
‫يشكل تدبير المباني المخصصة لمختلف أجهزة الدولة‪ ،‬موضوعا ذا أهمية لكونه يرتبط في الغالب بالفضاءات التي تقدم فيها‬
‫الخدمات العمومية للمرتفقين وتمارس فيها الموارد البشرية لهذه األجهزة المهام المنوطة بها‪.‬‬
‫وعالقة بهذه المباني اإلدارية‪ ،‬فقد أضحى تجهيزها بأنظمة لمراقبة الولوج إليها أمرا ضروريا من أجل تنظيم حركة األشخاص‬
‫داخلها وضمان حمايتهم والمحافظة على الممتلكات‪ ،‬فضال عن ضبط عمليتي الدخول إلى مكان العمل والخروج منه واحتساب‬
‫مدة العمل‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬تعتبر السالمة الطرقية هاجسا رئيسيا للسلطات العمومية المختصة‪ ،‬حيث اعتمدت في هذا اإلطار مجموعة‬
‫من التدابير الرامية إلى الحد من حوادث السير والتي تخلف سنويا آالف القتلى والجرحى‪ ،‬فضال عن تكلفتها االقتصادية‬
‫واالجتماعية المرتفعة والتي تقدر بحوالي ‪ 20‬مليار درهم سنويا‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أنجز المجلس األعلى للحسابات ثالث مهمات رقابية تمحورت حول المواضيع التالية‪:‬‬
‫المباني اإلدارية؛‬ ‫‪-‬‬
‫نظام مراقبة الولوج في اإلدارات العمومية؛‬ ‫‪-‬‬
‫نظام رصد المخالفات بواسطة الرادارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2744‬‬

‫المباني اإلدارية‪:‬‬
‫أهمية وضع استراتيجية لتدبير العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية وآليات‬
‫لترشيد االقتناء والتخصيص‬

‫تتولى وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬من خالل مديرية أمالك الدولة تدبير ملك الدولة الخاص ومن ضمنه العقارات المخصصة‬
‫للقطاعات الوزارية‪ .‬وتشمل هذه األمالك العقارية‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬أراضي عارية مخصصة لتشييد المباني اإلدارية‬
‫ومباني إدارية مخصصة للمرافق العامة ومساكن إدارية‪.‬‬
‫وتضع مديرية أمالك الدولة رهن إشارة القطاعات الوزارية عقارات الدولة الالزمة لقيامها بمهامها عن طريق تخصيص‬
‫األراضي والمباني اإلدارية‪ .‬وتتولى هذه القطاعات تدبير العقارات المخصصة لها وفقا لمواردها والمعايير التي تراها مناسبة‬
‫من حيث البناء والتهيئة واالستغالل والصيانة والتجهيز والحراسة‪.‬‬
‫وقد بلغت المساحة اإلجمالية للمباني اإلدارية والعقارات التابعة للملك الخاص للدولة‪ ،‬حسب إحصائيات مديرية أمالك الدولة‬
‫في سنة ‪ ،2020‬ما مجموعه ‪ 90.186‬هكتارا ووصل عددها إلى ‪ 12.454‬وحدة عقارية‪ .‬بينما بلغ عدد العقارات المكتراة من‬
‫لدن الدولة لفائدة القطاعات الوزارية المخصصة لالستخدام اإلداري حوالي ‪ 100‬مبنى بين سنتي ‪ 2017‬و‪.2019‬‬
‫وبلغت النفقات العقارية‪ ،‬برسم سنة ‪ ،2020‬حوالي ‪ 5.968‬مليون درهم‪ ،‬منها ‪ 5.367‬مليون درهم كنفقات استثمار‪ ،‬و‪601‬‬
‫مليون درهم كنفقات تسيير منها ‪ 234‬مليون درهم كنفقات خاصة باألكرية اإلدارية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬بشأن أهمية وضع استراتيجية خاصة بعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية‬
‫يقصد بوضع "استراتيجية بشأن العقارات المستغلة من قبل القطاعات الوزارية" تسطير أهداف محددة تندرج ضمن سياسة‬
‫عقارية للدولة بغية ترشيد كلفة الوظيفة العقارية للدولة من خالل وضع معايير الستغالل عقالني للمساحات‪ ،‬وتثمين المباني‬
‫اإلدارية‪ .‬ويستوجب ذلك وضع إطار مناسب القتنائها وتفويتها واستئجارها‪ ،‬ووضع معايير بشأن توفير البنايات المناسبة‬
‫لمرتفقي اإلدارة العمومية والموظفين على حد سواء‪ ،‬وإحداث أجهزة وهيئات من أجل ضمان القيادة والحكامة الجيدة لهذه‬
‫العقارات وإصدار اآلراء والتوصيات المناسبة لتطويرها‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى وضع سياسة رسمية بشأن المباني اإلدارية‬
‫في إطار تدبير األصول العقارية المخصصة للقطاعات الوزارية‪ ،‬تم تزويد هذه األخيرة بتوجيهات تهدف‪ ،‬في مجملها‪ ،‬إلى‬
‫ترشيد تدبير المباني اإلدارية ومختلف التخصيصات واالقتناءات والتفويتات العقارية للدولة بواسطة دوريات ورسائل إلى‬
‫القطاعات الوزارية صادرة عن رئيس الحكومة والوزير المكلف باالقتصاد والمالية‪.‬‬
‫بيد أن هذه التوجيهات ال تندرج في إطار سياسة رسمية واضحة ومتناسقة ومشتركة بين الوزارات والمؤسسات المستفيدة من‬
‫التخصيصات العقارية للدولة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمارس تدبير المباني اإلدارية للدولة المخصصة للقطاعات الوزارية في غياب إطار‬
‫مرجعي قائم على أساس معايير الستعمال المساحات العقارية المخصصة لإلدارات العمومية ومعايير واضحة لتخصيصها‬
‫واقتناءها وتفويتها وكذا استئجارها‪.‬‬
‫في تعقيبها‪ ،‬أكدت وزارة االقتصاد والمالية على أن مسألة وضع سياسة رسمية بشأن المباني اإلدارية‪ ،‬ال تتعلق فقط‬
‫بمديرية أمالك الدولة وإنما تهم العديد من المتدخلين في هذا المجال‪ ،‬بما فيهم القطاعات الحكومية المكلفة بالتعمير‬
‫واإلسكان والداخلية واألحباس والجماعات الترابية‪ ،...‬وذلك باعتبارها مسألة وطنية تقتضي مقاربة تشاركية تضمن‬
‫مساهمة جميع الفاعلين لبلورة سياسة متكاملة وفق رؤية شمولية قائمة على تظافر الجهود وتناسقها وتراعي كافة‬
‫الشروط الكفيلة بإنجاحها‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى وضع معايير لنظام تدبير المباني اإلدارية‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬وبالرغم من أهميتها في تدبير المباني اإلدارية لضمان التدبير الرشيد للمباني اإلدارية للدولة المخصصة‬
‫للقطاعات الوزارية‪ ،‬فقد لوحظ غياب معايير مشتركة رسمية في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ ‬غياب معايير الستغالل المساحات‬
‫تعد المساحة المخصصة عنصرا يجب أخذه بعين االعتبار من أجل تحسين أداء تدبير المباني اإلدارية للدولة‪ .‬وتساهم معيرة‬
‫المساحات المستغلة في توفير ظروف عمل مالئمة للموظفين العموميين وتجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين وكذا في تحقيق‬
‫االقتصاد والنجاعة من خالل االستخدام األمثل لهذه المباني‪ ،‬سواء كانت عقارات في ملكية الدولة أو مكتراة‪.‬‬
‫بيد أنه لوحظ أن المتدخلين في تدبير العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية (مديرية أمالك الدولة والقطاعات الوزارية) لم‬
‫يضعوا معايير الستغالل المساحات في المباني اإلدارية وال قواعد تساعد على تعبئة وتخصيص هذه المباني وفق االحتياجات‬
‫‪2745‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الحقيقية لإلدارات‪ ،‬بحيث يتم التخصيص على أساس االحتياجات المعبر عنها من لدن القطاعات الوزارية في ظل غياب إطار‬
‫معياري‪.‬‬
‫وهكذا وفي ظل غياب هذه المعايير‪ ،‬يختلف استغالل المباني اإلدارية من إدارة إلى أخرى‪ ،‬مما يحول دون وضع أسس لتدبير‬
‫عقالني لعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية قائم على أساس تحديد المساحات المناسبة‪ ،‬بناء على طبيعة النشاط أو‬
‫المرفق اإلداري وإعادة تخصيص المساحات الشاغرة والتدبير النشط للمباني اإلدارية وضبط مسؤوليات مستغلي هذه المباني‪.‬‬
‫كما أن الحاجة إلى وضع معايير استخدام فضاءات العمل في المباني اإلدارية للدولة تدعمها الممارسات الفضلى المعترف بها‬
‫دوليا في هذا المجال‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬ففرنسا تعتمد مساحة ‪ 12‬مترا مربعا كمساحة صافية قابلة لالستغالل لكل موظف؛‬
‫وفي بلجيكا تطبق مساحة ‪ 13,5‬مترا مربعا لكل موظف كمعيار الستغالل المباني اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب معايير للتخصيص واالقتناء‬
‫بصفتها مالكا للعقارات المخصصة لإلدارات الوزارية‪ ،‬فإن الدولة مكلفة بتدبير أصولها العقارية بنجاعة تؤمن الحفاظ على‬
‫قيمة ممتلكاتها وتضمن ظروف عمل أفضل للموظفين وتحسين جودة خدمات المرفق العام‪ .‬وتستلزم هذه األهداف وضع‬
‫معايير التخصيص واالقتناء‪.‬‬
‫غير أنه لوحظ أن تدبير المباني اإلدارية للدولة ال يعتمد على معايير لضمان تخصيص العقارات واقتنائها وفقا للحاجة الحقيقية‬
‫للقطاعات الوزارية تأخذ بعين االعتبار طبيعة ونطاق مشاريع المرفق العام ومجال النشاط المعني‪.‬‬
‫في هذا اإلطار أكدت وزارة االقتصاد والمالية بأن الدور الذي تضطلع به مديرية أمالك الدولة‪ ،‬بموجب منشور رئيس‬
‫الحكومة رقم ‪ 2021/02‬بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ ،2021‬الذي يخول لها‪ ،‬من خالل مشاركتها في اللجنة اإلدارية الختيار‬
‫األراضي‪ ،‬أن تدلي برأيها بناء على اعتبارات تتعلق على وجه الخصوص بمساحة األرض موضوع االختيار‬
‫واستعمالها ومدى انسجامها مع طبيعة المشروع المزمع إنجازه واحترام التخصيص المعماري للعقار المعني‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالتنسيق األولي لتحديد احتياجات القطاعات الوزارية لألراضي‪ ،‬أشار الجواب إلى عمل اللجان‬
‫المسؤولة عن دراسة المخطط التوجيهي للتهيئة الحضرية وإعداد تصميم تهيئة المدن والتي تشارك فيها مديرية أمالك‬
‫الدولة‪.‬‬
‫على ضوء ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي‪:‬‬
‫وضع سياسة متعلقة بعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية‪ ،‬وال سيما المباني اإلدارية‪ ،‬تهدف إلى‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين األداء وتحقيق االنسجام ووضع آليات القيادة والتنسيق بين الفاعلين المعنيين؛‬
‫تأكيد دور مديرية أمالك الدولة كممثل للدولة المالكة واالضطالع بمسؤولية اقتراح االستراتيجية الخاصة‬ ‫‪-‬‬
‫بالمباني اإلدارية والعقارات التي تستخدمها القطاعات الوزارية بتنسيق مع األطراف ذات الصلة‪ ،‬مع السهر‬
‫على إرساء هوية بصرية تميز اإلدارة المغربية‪.‬‬
‫أكدت الوزارة أن هذه التوصيات تبقى ذات طبيعة شمولية لكونها تهم السياسة العقارية للدولة التي تتم مراجعتها حاليا‪.‬‬
‫كما أشارت إلى إنجاز بعض الخطوات اإلصالحية التي تندرج في هذا اإلطار والتي من أهمها منشور رئيس الحكومة‬
‫رقم ‪ 2021/02‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ 2021‬بشأن االقتناءات والتخصيصات العقارية التي تهم الملك الخاص‬
‫للدولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬بشأن نظام معلومات محين ومخصص لضبط وتتبع عقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية‬
‫على الرغم من كونها تشكل المصدر األساسي للمعلومات بشأن ملك الدولة الخاص بصفة عامة‪ ،‬ال تحتوي منظومة المعلومات‬
‫الخاصة بمديرية أمالك الدولة (‪ )AMLACS‬على معلومات شاملة وموثوقة بشكل كافٍ ومدققة بشأن تدبير التخصيصات‬
‫العقارية المستغلة من لدن القطاعات الوزارية‪ .‬ويتعلق األمر بشكل أساسي بالمعلومات المتعلقة بالمباني اإلدارية المخصصة‬
‫وغير المستغلة‪ ،‬واألراضي المخصصة العارية‪ ،‬واالستثمارات التي تم تنفيذها على األراضي المخصصة والمساحات‬
‫المستغلة وغير المستغلة والمباني المستغلة على سبيل الكراء وكذلك المعلومات المتعلقة بإصالح وصيانة وحراسة هذه‬
‫المباني‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على التحيين المستمر لقاعدة المعطيات بشأن عقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية‬
‫من خالل المقارنة بين البيانات المتعلقة بعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية التي تتضمنها منظومة المعلومات‬
‫(‪ )AMLACS‬والبيانات التي صرحت بها الوزارات للمجلس بشأن العقارات التي كانت تستغلها‪ ،‬إلى حدود سنة ‪،2021‬‬
‫تبين أن المعطيات غير متطابقة مما يؤشر على أن الالئحة التفصيلية للعقارات والمباني المخصصة للقطاعات الوزارية‬
‫المتوفرة لدى مديرية أمالك الدولة والمدلى بها للمجلس ليست شاملة وغير محينة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2746‬‬

‫ونتيجة لذلك‪ ،‬كشفت هذه المقارنة عن حاالت اختالف كبيرة بين البيانات المستخرجة من منظومة (‪ )AMLACS‬وتلك‬
‫الواردة مباشرة من القطاعات الوزارية‪ ،‬سواء من حيث عدد الوحدات العقارية أو المساحة اإلجمالية‪ .‬وفيما يلي بعض األمثلة‬
‫بشأن هذه االختالفات‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لقطاع التربية الوطنية‪ ،‬تبين من خالل المعطيات المستخرجة من منظومة (‪ )AMLACS‬أن عدد وحداتها‬
‫العقارية يبلغ ‪ 5.367‬وحدة بمساحة قدرها ‪ 5.790,9‬هكتارا‪ ،‬في حين أظهرت المعطيات المقدمة من طرف‬
‫الوزارة أن عدد هذه الوحدات هو ‪ 1.018‬وحدة فقط وبمساحة ال تتعدى ‪ 1.156,69‬هكتارا؛‬
‫‪ -‬بالنسبة لقطاع الصحة‪ ،‬أظهرت المعطيات المستخرجة من منظومة (‪ )AMLACS‬أن عدد وحداتها العقارية بلغ‬
‫‪ 1.070‬وحدة بمساحة قدرها ‪ 897‬هكتار‪ ،‬في حين تشير البيانات المقدمة من طرف الوزارة أن عدد هذه الوحدات‬
‫هو ‪ 3.382‬وحدة بمساحة تصل الى ‪ 1.233,99‬هكتارا؛‬
‫‪ -‬بالنسبة لقطاع الفالحة‪ ،‬تبين من خالل المعطيات المستخرجة من منظومة (‪ )AMLACS‬أن عدد وحداتها العقارية‬
‫هو ‪ 705‬وحدة بمساحة قدرها ‪ 9.631,3‬هكتارا‪ ،‬في حين أظهرت المعطيات المقدمة من طرف الوزارة أن عدد‬
‫هذه الوحدات ال يتجاوز ‪ 326‬وحدة والمساحة ال تتعدى ‪1.043,84‬هكتارا؛‬
‫‪ -‬بالنسبة لقطاع العدل‪ ،‬تشير المعطيات المستخرجة من منظومة (‪ )AMLACS‬أن عدد وحداتها العقارية هو ‪514‬‬
‫وحدة بمساحة قدرها ‪ 3.983,3‬هكتارا‪ ،‬في حين أن البيانات المقدمة من طرف الوزارة تظهر أن عدد هذه الوحدات‬
‫هو ‪ 619‬وحدة وبمساحة ال تتجاوز ‪ 241,65‬هكتارا؛‬
‫‪ -‬بالنسبة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج‪ ،‬تبين من خالل المعطيات المستخرجة من منظومة (‪ )AMLACS‬أن‬
‫عدد وحداتها العقارية ال يتعدى ‪ 15‬وحدة بمساحة قدرها ‪ 130,6‬هكتارا‪ ،‬في حين أظهرت المعطيات المقدمة من‬
‫طرف اإلدارة المعنية أن عدد الوحدات يصل إلى ‪ 123‬وحدة بمساحة قدرها ‪ 3.659,3‬هكتارا؛‬
‫‪ -‬بالنسبة لقطاع التعليم العالي‪ ،‬أظهرت البيانات المستخرجة من منظومة (‪ )AMLACS‬أن عدد وحداتها العقارية‬
‫هو ‪ 68‬وحدة بمساحة قدرها ‪ 375,6‬هكتارا‪ ،‬في حين بينت المعطيات المقدمة من طرف الوزارة أن عدد الوحدات‬
‫هو ‪ 130‬وحدة وبمساحة بلغت ‪ 693,03‬هكتارا‪.‬‬
‫ويمكن تفسير هذه االختالفات بعدم تحيين منظومة (‪ )AMLACS‬وعدم مدها بالمعلومات المتعلقة بالتغييرات الكلية أو‬
‫الجزئية التي طرأت على مستوى العقارات المخصصة‪ ،‬كالتعديالت في المساحات أو التوسيع أو إعادة التهيئة أو تعلية البنايات‬
‫أو إنهاء التخصيص أو تسوية التحويالت المؤقتة للتخصيصات‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ال تقوم القطاعات الوزارية المعنية بتحيين البيانات المتعلقة بالعقارات المخصصة لها بشكل تلقائي فور‬
‫حدوث التغييرات المكملة أو المعدلة لوضعية هذه العقارات‪ ،‬وال توافي مديرية أمالك الدولة بشكل منتظم بهذه المعلومات من‬
‫أجل تحديث منظومة المعلومات الخاصة بتدبير الملك الخاص للدولة بشكل عام والتخصيصات بشكل خاص‪.‬‬
‫جوابا عن هذه المالحظة‪ ،‬أشارت الوزارة أنه فيما يتعلق باالختالفات التي أشار إليها التقرير بين البيانات المستخلصة‬
‫من نظام ‪ AMLACS‬وتلك المقدمة من القطاعات الوزارية إلى أن المعطيات المستخرجة من نظام ‪ AMLACS‬تم‬
‫اإلشارة فيها إلى المراجع العقارية لكل عقار على حدة‪ .‬وأكدت أن إجراء مقارنة بين المعطيات الصادرة عن مديرية‬
‫أمالك الدولة وتلك الصادرة عن القطاعات الوزارية المعنية يستدعي ضرورة توفر اللوائح المتوصل بها من طرف‬
‫المجلس على معلومات عن مراجع العقارات بما فيها أرقام الرسوم العقارية والتصاميم الخرائطية للعقارات المعنية‬
‫مما سيسهل عملية تحديد هذه العقارات على مستوى سجالت المحافظة العقارية وسيمكن من عرضها في صور األقمار‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫ويعد نظام ‪ AMLACS‬حاليا المصدر الرئيسي للمعلومات المتعلقة بأمالك الدولة‪ ،‬ليس فقط بالنسبة لهذه المديرية‬
‫ولكن أيضا لجميع اإلدارات العمومية المستفيدة من التخصيص والتي تطلب المعطيات بانتظام من هذه المديرية قصد‬
‫تحديث قواعد البيانات المتعلقة بها‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬لوحظ أن عدد الوحدات العقارية الصادر عن إحدى الوزارات‪ ،‬والذي يبلغ ‪ 1.018‬وحدة عقارية‪،‬‬
‫أقل بكثير من العدد الذي سبق أن توصلت به مديرية أمالك الدولة من قبل هذه الوزارة خالل سنة ‪ 2014‬بمناسبة‬
‫إطالق ورش إحصاء العقارات المخصصة آنذاك‪ .‬فقد كان العدد المعلن عنه في البداية ‪ 23.620‬وحدة قبل أن يتم‬
‫تخفيضه إلى ‪ 6.106‬وحدة‪ ،‬بما فيها المدارس ومراكز التكوين والمباني اإلدارية‪ ،‬وذلك بعد إزالة المباني التي ال‬
‫تندرج ضمن أمالك الدولة بتشاور مع مصالح هذه المديرية‪.‬‬
‫وإذ يأخذ المجلس بعين االعتبار كون نظام ‪ AMLACS‬يعد حاليا المصدر الرئيسي المتاح للمعلومات المتعلقة بأمالك الدولة‬
‫الخاصة بشكل عام وضمنها العقارات المخصصة لإلدارات العمومية‪ ،.‬فإنه يسجل أن هذا النظام يعوزه التحيين المستمر مما‬
‫يحول دون إعطاء صورة صادقة بشأن المباني اإلدارية والعقارات المستغلة فعليا من لدن اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪2747‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ويؤكد المجلس أن المنهجية التي تم استخدامها لجمع البيانات من اإلدارات المعنية هي نفسها التي اعتمدتها مديرية أمالك‬
‫الدولة‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬بمناسبة إطالق ورشها المتعلق بإحصاء العقارات المخصصة لإلدارات العمومية المشار اليه في جوابها‪،‬‬
‫بما في ذلك المعلومات المتعلقة بمراجع العقارات من أرقام الرسوم العقارية وأرقام محاضر التخصيص وتواريخها ومساحات‬
‫العقارات اإلجمالية وتلك المستغلة وغير المستغلة‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة الى إحصاء المباني اإلدارية الشاغرة أو غير المستغلة‬
‫ال تحتوي قاعدة بيانات (‪)AMLACS‬على معلومات محينة بشأن المباني اإلدارية غير المستغلة أو الشاغرة المخصصة‬
‫للقطاعات الوزارية‪ ،‬مما ال يسمح لمديرية أمالك الدولة بمعرفة المخزون الحقيقي لألصول العقارية المتاحة إلعادة تخصيصها‬
‫أو إعادة استخدامها‪ ،‬األمر الذي يشكل عائقا أمام التدبير األمثل للممتلكات العقارية للدولة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يسجل المجلس أن اإلدارات العمومية المستفيدة من التخصيصات العقارية ال تمد مديرية أمالك الدولة‬
‫بالمعلومات الكافية بشأن وضعية هذه التخصيصات‪ ،‬والسيما المعلومات المتعلقة بالمباني الشاغرة أو المستغلة جزئيا‪ ،‬ولتجاوز‬
‫هذا النقص على مستوى المعلومات أطلقت المديرية المذكورة‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2014‬عملية لتجميع المعطيات حول العقارات‬
‫المخصصة لإلدارات العمومية‪ ،‬من خالل منشور لرئيس الحكومة تحت عدد ‪ ،2014/01‬إال أن أغلب هذه اإلدارات لم تتجاوب‬
‫مع هذه العملية فيما صرحت أخرى بمعلومات غير كاملة‪.‬‬
‫في معرض جوابها‪ ،‬أكدت الوزارة ما جاء في مالحظة المجلس وركزت على أن عدم تعاون اإلدارات العمومية في‬
‫إحصاء العقارات المخصصة لها‪ ،‬كانت أحد األسباب الرئيسية وراء استصدار منشور رئيس الحكومة رقم ‪2021/02‬‬
‫بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ 2021‬والذي سيخول لمديرية أمالك الدولة‪ ،‬ليس فقط إحصاء هذه العقارات‪ ،‬وإنما أيضا إمكانية‬
‫استعادتها في حال عدم استعمالها‪.‬‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬أطلقت المديرية المعنية مشروعا مع مديرياتها الجهوية يهدف إلى تحديد العقارات المخصصة غير‬
‫المستخدمة (كليا أو جزئيا) من أجل إبالغ اإلدارات المعنية واستعادة هذه العقارات‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تجميع المعلومات عن الوضعية التي توجد عليها المباني اإلدارية‬
‫تفتقر منظومة (‪ )AMLACS‬إلى معلومات محينة بشأن الوضعية التي توجد عليها التخصيصات العقارية‪ .‬كما أن اإلدارات‬
‫العمومية المستفيدة من هذه التخصيصات ال يلزمها محضر التخصيص بضرورة التصريح بحالة المباني اإلدارية لدى مديرية‬
‫أمالك الدولة التي ال تتوصل بالبيانات الكاملة والدقيقة وفي الوقت المناسب حول وضعية المباني اإلدارية‪ ،‬وال سيما البيانات‬
‫المتعلقة بإصالحها وبصيانتها وحراستها وديمومتها‪.‬‬
‫ويشكل غياب المعلومات المتعلقة بالمباني اإلدارية للدولة المخصصة للقطاعات الحكومية إكراها يعيق إرساء تخطيط على‬
‫مستوى برمجة أعمال الصيانة والتمويل المتعلق بها‪.‬‬
‫في جوابها أكدت الوزارة ما جاء في مالحظة المجلس مشيرة إلى أنها أطلقت خالل سنة ‪ 2014‬عملية إحصائية واسعة‬
‫النطاق بهدف تجميع معطيات شاملة ومحينة بشأن المباني واألراضي المخصصة لإلدارات العمومية واستعماالتها‬
‫غير أنه جوبهت بعدم تعاون اإلدارات العمومية في عملية جرد األصول المخصصة لها‪ ،‬حيث أن أغلبها لم يزود هذه‬
‫المديرية بالمعطيات التي ُ‬
‫طلبت منها آنذاك حول العقارات المخصصة لها باستثناء ثمان إدارات عمومية‪.‬‬
‫‪ ‬إحصاء غير شامل للعقارات المكتراة من لدن اإلدارات العمومية‬
‫ال تتوفر مديرية أمالك الدولة على معلومات مضبوطة بشأن العقارات التي تستأجرها الدولة لفائدة اإلدارات العمومية نظرا‬
‫لغياب جرد شامل لها‪ .‬كما أن المعنيين باألمر لم يسبق أن أخضعوا تدبير هذه العملية ألي مراقبة أو تقييم بهدف تجويده‪.‬‬
‫ويرجع سبب ذلك إلى كون مهمة تتبع العقارات التي تستغلها القطاعات الوزارية على سبيل الكراء ال تدخل ضمن مهام مديرية‬
‫أمالك الدولة التي يقتصر دورها‪ ،‬في هذا المجال‪ ،‬على تحديد سعر اإليجار من خالل عضويتها في لجنة الخبرة العقارية‪.‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬يبقى هذا التتبع من مسؤولية كل قطاع وزاري (تجديد عقد الكراء‪ ،‬مراجعة أسعار الكراء‪ ،‬تهيئة البنايات‬
‫المستغلة على سبيل الكراء وصيانتها وإصالحها وحراستها)‪.‬‬
‫على ضوء ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس وزارة االقتصاد والمالية بوضع نظام معلومات مندمج ومخصص لتدبير عقارات الدولة‬
‫المخصصة للقطاعات الوزارية يتيح حصر هذه العقارات وضبط استعمالها وتدبيرها‪.‬‬
‫في إطار تعقيبها على توصية المجلس‪ ،‬أشارت الوزارة إلى مجهوداتها المتواصلة الرامية إلى تعزيز منظومة الرقابة‬
‫الداخلية‪ ،‬من خالل إطالقها لمجموعة من األوراش ذات األولوية الكبرى ضمن مخططها االستراتيجي والتي من‬
‫أهمها النظام المعلوماتي ‪ AMLACS‬الذي تم اعتماده منذ بداية سنة ‪ 2020‬كبديل عن النظام السابق ‪،SIDOM‬‬
‫ونظام المعلومات الجغرافي ألمالك الدولة ‪ ،SIG‬وورش تحسين موثوقية البيانات المدرجة بنظام ‪AMLACS‬‬
‫وورش التحفيظ العقاري‪ .‬ومشروع القانون المتعلق بالملك الخاص للدولة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2748‬‬

‫ثالثا‪ .‬تأطير عمليات تخصيص واقتناء وتفويت وكراء العقارات المستغلة من لدن القطاعات الوزارية‬
‫تتكون العقارات التي تستغلها وتدبرها القطاعات الوزارية من تخصيصات عقارية واحتالالت‪ .‬وإلى حدود ‪ 31‬دجنبر ‪،2020‬‬
‫بلغت التخصيصات ما مجموعه ‪ 9.381‬وحدة عقارية (‪ )%75,3‬بمساحة إجمالية قدرها ‪ 29.495‬هكتارا )‪ (%32‬في حين‬
‫تقدر االحتالالت بما يناهز ‪ 3.073‬وحدة )‪ (% 24,7‬وبمساحة تقدر ب ‪ 60.691‬هكتارا )‪.(%67,3‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تسوية وضعية االحتالالت‬
‫وفقا لإلجراءات المعمول بها لدى مديرية أمالك الدولة‪ ،‬يتم التمييز بين نوعين من االحتالل بشأن العقارات التي تستغلها‬
‫القطاعات الوزارية‪:‬‬
‫‪ -‬تخصيصات عقارية (أراضي و‪ /‬أو مباني) ولكنها مستغلة من لدن إدارات غير تلك المخصصة لها أو محتلة من‬
‫لدن األغيار (احتالالت على المخصصات)؛‬
‫‪ -‬األراضي و‪ /‬أو المباني المستغلة من لدن اإلدارات العمومية بدون اللجوء إلى مساطر التخصيص العقاري التي‬
‫تشرف عليها مديرية أمالك الدولة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ ،2020‬بلغت المساحات العقارية التي طالتها االحتالالت بنوعيها من لدن اإلدارات العمومية‪ ،‬ما مجموعه ‪60.691‬‬
‫هكتارا موزعة على ‪ 3.073‬وحدة عقارية وهو ما يمثل ‪ % 67‬من إجمالي المساحة المستغلة من لدن اإلدارات (‪90.186‬‬
‫هكتارا)‪.‬‬
‫وتمثل هذه االحتالالت قسما كبيرا من المساحة اإلجمالية وعدد الوحدات العقارية التي تستغلها اإلدارات العمومية األمر الذي‬
‫يتطلب مجهودا من أجل تسويتها‪.‬‬
‫‪ ‬تتبع غير كاف لالستغالل الفعلي للتخصيصات‬
‫تُستخدم العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية بشكل أساسي لتلبية االحتياجات المتعلقة بتدبير المرافق العامة التي تقدمها‬
‫الدولة‪ ،‬والسيما المباني اإلدارية والمؤسسات التعليمية والتجهيزات الصحية والمحاكم والمؤسسات السجنية وغيرها‪.‬‬
‫غير أن تحليل قاعدة البيانات المتعلقة بمديرية أمالك الدولة (‪ )AMLACS‬أظهر أنها تتضمن فقط معلومات بشأن االستغالل‬
‫في حدود ‪ %38‬فقط من المساحة اإلجمالية للتخصيصات‪ ،‬وال تتوفر على بيانات االستخدام المتعلقة بمساحة مخصصة تصل‬
‫إلى ‪ 55.786,41‬هكتارا‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ %62‬من المساحة اإلجمالية التابعة للقطاعات الوزارية‪.‬‬
‫وال تسمح المساطر المعمول بها حاليا ألجل مراقبة وتتبع االستخدام الفعلي للمباني اإلدارية المخصصة لإلدارات العمومية‬
‫(وضع قوائم لجرد التخصيصات العقارية ونسبة استغاللها وطبيعة النشاط‪ )...‬بتوفير معلومات موثوقة ومحينة بشأن االستخدام‬
‫الفعلي للتخصيصات‪.‬‬
‫في معرض جوابها‪ ،‬أكدت الوزارة أنه في إطار تتبع العقارات المخصصة‪ ،‬بادرت إلى إنهاء وإعادة التخصيص في‬
‫العديد من الحاالت التي كانت تستوجب موافقة اإلدارات المعنية‪ .‬وقد أصبح بإمكانها استعادة العقارات المخصصة‬
‫غير المستعملة وفق الشروط والشكليات التي حددها منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 2021/02‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬فبراير‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى التأطير في مجال تحديد االحتياجات العقارية‬
‫باستثناء شرط توفر االعتمادات في الميزانية‪ ،‬فالقطاعات الوزارية غير ملزمة بأن تحدد في طلباتها المتعلقة باالقتناء أو‬
‫التخصيص احتياجاتها العقارية بشكل موثق من حيث الكم والكيف كالمساحة ونوع النشاط والفئة المستهدفة‪.‬‬
‫كما تلجأ القطاعات الوزارية إلى عملية كراء العقارات الستخدامها كمبان إدارية أو مرافق عمومية دون أن تكون ملزمة‬
‫بتحديد احتياجاتها العقارية‪ .‬وتعمد أغلب الوزارات إلى تنفيذ االعتمادات المدرجة في ميزانياتها القطاعية المخصصة لهذا‬
‫النوع من النفقات العقارية دون إلزامها‪ ،‬مسطريا‪ ،‬بتقديم جرد احتياجات المصالح اإلدارية التي سيتم إيواؤها في المباني‬
‫المستأجرة وطبيعة النشاط وعدد الموظفين‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تتحمل بعض القطاعات الوزارية نفقات مهمة من حيث التجهيز واإلصالح والتجديد لجعل هذه المباني‬
‫المكتراة صالحة لالستعمال كمبان إدارية‪.‬‬
‫وغالبا ما يتم تحديد االحتياجات العقارية للقطاعات الوزارية (اقتناء أو كراء) بمنأى عن أي تنسيق أو تشاور مع مديرية أمالك‬
‫الدولة‪ ،‬التي ينبغي أن تضطلع بمهمة البت في الطريقة المناسبة لتلبية االحتياجات العقارية لإلدارات العمومية اعتبارا للدور‬
‫المنوط بها كممثل للدولة المالكة‪.‬‬
‫‪2749‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬الحاجة إلى القيام بدراسة الخيارات المتاحة لتلبية االحتياجات العقارية لإلدارات العمومية‬
‫لوحظ أن القطاعات الوزارية في مسار بحثها عن مباني إدارية ال تلجأ إلى دراسة االختيارات العقارية المالئمة على مستوى‬
‫الكلفة واألداء لتبرير االختيار بين الكراء أو االقتناء أو البناء‪ .‬كما أن اللجوء إلى الكراء يتم‪ ،‬أحيانا‪ ،‬في حاالت االستعجال‬
‫لتلبية احتياجات طارئة ناشئة بعد إحداث بنيات إدارية جديدة أو بسبب إكراهات مرتبطة بالميزانية‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬فإن القرارات التي تتخذها القطاعات الوزارية بشأن اللجوء إلى خيار كراء مقراتها اإلدارية ال تكون مدعمة بمبررات‬
‫االختيار وكذا عملية تحكيم موثقة بين تكلفة العملية وعائداتها بناء على دراسات مالئمة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تأطير عمليات تفويت المباني اإلدارية للدولة‬
‫قد تلجأ الدولة في إطار تدبيرها النشط لممتلكاتها العقارية إلى تفويت العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية من أراضي أو‬
‫مبان إدارية أو مساكن وظيفية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أطلقت مديرية أمالك الدولة عملية لتفويت مساكن الدولة رغبة منها في عقلنة نفقات التسيير وتكاليف الصيانة‬
‫ذات الصلة‪ .‬وهكذا فوتت الدولة بين سنتي ‪ 2015‬و‪ ،2020‬ما يناهز ‪ 448‬وحدة سكنية بقيمة إجمالية بلغت ‪ 164,8‬مليون‬
‫درهم‪ .‬غير أن تنفيذ هذه العملية واجه عدة صعوبات بسبب غياب جرد شامل للمساكن الوظيفية الضرورية للسير العادي لعمل‬
‫اإلدارة وعدم التوفر على إحصاء للمساكن التي يشغلها متقاعدون أو الذين غادروا وظائفهم ألسباب أخرى‪ ،‬أو المستغلة من‬
‫طرف أسرهم بعد وفاتهم‪.‬‬
‫في تعقيبها ذكرت الوزارة بالتدابير التي تم القيام بها فيما يتعلق بتفويت المساكن اإلدارية‪ ،‬من خالل التذكير بالمنشور‬
‫رقم ‪ 2020/11‬الصادر عن رئيس الحكومة بتاريخ ‪ 24‬يوليو ‪ 2020‬بشأن تنزيل المقتضيات المتعلقة ببيع المساكن‬
‫اإلدارية وذلك من خالل دعوة القطاعات الوزارية التي لم تقم بعد بحصر الئحة المساكن الوظيفية غير القابلة للتفويت‬
‫إلى موافاة مديرية أمالك الدولة بقائمة هذه المساكن مع اإلشارة إلى إمكانية تحيين هذه اللوائح‪.‬‬
‫وأشارت إلى أنه تم تعميم رسالة دورية إلى كافة مندوبيات أمالك الدولة بتاريخ ‪ 13‬يوليو ‪ 2020‬لحثها على معالجة‬
‫هذا الملف بتنسيق مع المصالح الجهوية التابعة لمختلف القطاعات الوزارية‪ ،‬إال أن تفاعل هذه األخيرة ظل محدودا‬
‫إلى يومه‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى ترشيد النفقات العقارية للدولة‬
‫خالل الفترة الممتدة من ‪ 2016‬إلى ‪ ،2020‬بلغت النفقات العقارية المدرجة في الميزانية العامة للدولة (نفقات االستثمار‬
‫ونفقات التسيير ونفقات الكراء) أكثر من ‪ 38‬مليار درهم‪ ،‬أي بمتوسط سنوي قدره ‪ 7,5‬مليار درهم‪.‬‬
‫وتشكل نفقات االستثمار العقارية ما يقرب من ‪ %90‬من إجمالي النفقات العقارية المدرجة في الميزانية العامة للدولة‪ ،‬إذ‬
‫بلغت ما قدره ‪ 34,5‬مليار درهم بمتوسط سنوي يقارب ‪ 6,9‬مليار درهم‪ ،‬خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫كما لوحظ أ ن النفقات العقارية للدولة تظل موزعة بين الميزانيات القطاعية التابعة للميزانية العامة والحسابات الخصوصية‬
‫للخزينة وميزانيات مصالح الدولة المسيرة بصورة مستقلة‪ ،‬مما ال يتيح تقديم بيانات شاملة ووجيهة بشأن هذه النفقات‪.‬‬
‫وبالتالي فإن التشتت الحاصل في تدبير الميزانية العقارية للدولة يحول دون بلورة رؤية شمولية بشأن النفقات المتعلقة بها في‬
‫أفق اعتماد برنامج موحد متعدد السنوات لالستثمارات العقارية (ال سيما عمليات االقتناء والبناء)‪ ،‬وتحقيق اقتصاد مندمج على‬
‫مستوى عمليات البناء عن طريق تشييد مجمعات إدارية مندمجة والقيام بعمليات اقتناء مجمعة للخدمات التي تهدف إلى الحفاظ‬
‫على المباني اإلدارية للدولة في حالة جيدة من خالل صيانتها ونظافتها وتأمين الحراسة الالزمة لها‪.‬‬
‫على ضوء ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي‪:‬‬
‫تحديد االحتياجات العقارية لإلدارات العمومية في مجال المباني اإلدارية من خالل وضع آليات تروم ترشيد‬ ‫‪-‬‬
‫االختيارات المتاحة من تخصيص‪ ،‬أو اقتناء أو بناء أو كراء‪ ،‬الخ؛‬
‫تأطير أفضل لعمليات تفويت عقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية‪ ،‬والسيما المباني اإلدارية‬ ‫‪-‬‬
‫والمساكن الوظيفية بالسهر على تحقيق االقتصاد والنجاعة والفعالية؛‬
‫وضع رؤية شمولية للنفقات العقارية في أفق وضع برمجة مندمجة ومتعددة السنوات لالستثمارات العقارية‬ ‫‪-‬‬
‫ونفقات التسيير المتعلقة بها‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2750‬‬

‫أنظمة مراقبة الولوج في اإلدارات العمومية‪:‬‬


‫الحاجة إلى استكمال اإلطار القانوني واالستراتيجي من أجل استغالل أمثل‬

‫يُم ِّ ّكن نظام مراقبة الولوج من تنظيم حركة األشخاص داخل المباني والمرافق‪ .‬وت ُتيح هذه اآللية ضبط عمليتي الدخول إلى‬
‫مكان العمل والخروج منه واحتساب مدة العمل وضمان حماية األشخاص والممتلكات‪.‬‬
‫وقد تم اعتماد هذا النظام في اإلدارات العمومية إثر صدور منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 2012/26‬بتاريخ ‪ 15‬نونبر ‪2012‬‬
‫بشأن التغيب غير المشروع عن العمل‪ .‬ونظرا لعدم تحقيق كل النتائج المرجوة من التدابير المتعلقة بالتصدي للتغيب غير‬
‫المشروع الواردة في منشور سابق (رقم ‪ 2005/8‬بتاريخ ‪ 11‬مايو ‪ ،)2005‬فقد أقر منشور سنة ‪ 2012‬إجراءات جديدة من‬
‫بينها تزويد اإلدارات بالوسائل التكنولوجية الحديثة لضبط الحضور‪ ،‬وذلك لما ت ُوفره هذه الوسائل من ميزات تتمثل أساسا في‬
‫نجاعتها في التصدي لظاهرة التغيب غير المشروع من خالل توفير بيانات حديثة وإعداد تقارير حول التغيب في حينه واتباع‬
‫المساطر اإلدارية عند االقتضاء‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يعتبر تدبير الموارد البشرية واحترام مواقيت العمل من العناصر األساسية لتحسين كفاءة اإلدارة وتجويد‬
‫تدبير النفقات العمومية‪ ،‬خاصة وأن أجور موظفي الدولة ت ُشكل أهم نفقة في الميزانية العامة حيث بلغت ما يناهز ‪140,46‬‬
‫مليار درهم سنة ‪ ،2021‬وأن عدد الموظفين وصل إلى ما مجموعه ‪ 570.769‬موظفا مدنيا خالل نفس السنة‪.‬‬
‫وقد شملت مهمة المراقبة ‪ 21‬قطاعا وزاريا يتوفر على أنظمة مراقبة الولوج قدرت كلفة إنجازها بأكثر من ‪ 45‬مليون درهم‪،23‬‬
‫وانصبت أساسا حول تقييم الجوانب المتعلقة بتثبيت واستخدام هذه األنظمة ودورها في تحسين تدبير الموارد البشرية في سياق‬
‫يتميز بتغيرات عميقة لمفهوم أوقات العمل والحضور‪ ،‬ال سيما مع بروز آليات جديدة للعمل عن بعد‪.‬‬
‫أوال‪ .‬فيما يخص الحكامة واإلطار القانوني‬
‫يعتمد نجاح وفعالية أنظمة مراقبة الولوج‪ ،‬خاصة في شقها المرتبط بضبط الحضور‪ ،‬على إرساء إطار قانوني واستراتيجي‬
‫وحكامة فعالة‪.‬‬
‫‪ ‬إدراج تدبير الزمن اإلداري في الخطط االستراتيجية لإلصالح اإلداري‬
‫لم يحظ تدبير الزمن اإلداري باألهمية المطلوبة في الخطط االستراتيجية المتعلقة باإلصالح اإلداري قبل ‪ .2018‬فقد باشرت‬
‫السلطات الحكومية المعنية‪ ،‬منذ تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬مجموعة من التدابير الرامية إلى إصالح اإلدارة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫خطط استراتيجية كبرى تجسدت‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬في ميثاق اإلدارة الجيدة سنة ‪ ،1998‬وبرنامج دعم إصالح اإلدارة‬
‫العمومية لسنة ‪ .2003‬وعلى الرغم من أن الخطط المذكورة تناولت الجانب المتعلق بتدبير الموارد البشرية في اإلدارة‬
‫العمومية‪ ،‬فإنها لم تدمج تدبير الزمن اإلداري وأنظمة مراقبة الولوج كآليات لضبط مدة عمل الموظفين‪.24‬‬
‫ورغم اإلجراءات النوعية التي أتى بها منشور رئيس الحكومة المذكور أعاله‪ ،‬والذي أ َّكد على تثبيت أنظمة مراقبة الولوج‬
‫وعلى ضرورة تدبير الحضور‪ ،‬فلم يتم تضمين اعتماد هذه األنظمة في إطار استراتيجي إال بعد مرور خمس سنوات من‬
‫خالل الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة (‪ .)2021-2018‬ولم يسمح هذا التأخير لإلدارات العمومية بتبني رؤية استراتيجية‬
‫مشتركة ومتكاملة‪ ،‬قادرة على توحيد المقاربة فيما يخص أنظمة مراقبة الولوج واعتمادها في إطار تدبير متكامل للموارد‬
‫البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬تأخر ملحوظ في تنفيذ مشروعي إنشاء نظام آلي مشترك لتدبير الموارد البشرية وتدبير الزمن اإلداري‬
‫حددت الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة (‪ )2021-2018‬ثالثة أهداف رئيسية‪ ،‬تتمثل في توفير وتوسيع وتنويع عرض الخدمات‬
‫العمومية وإعادة هيكلة بنيات اإلدارات العمومية وتمكين اإلدارة من اآلليات والوسائل التشريعية والتنظيمية والتدبيرية‬
‫الضرورية للنهوض بالمرفق العام والخدمات العمومية‪ .‬وتضم هذه الخطة ‪ 24‬مشروعا‪ ،‬من بينها المشروع المتعلق بإنشاء‬
‫نظام معلوماتي مشترك لتدبير الموارد البشرية في اإلدارات العمومية والمشروع المتعلق بتدبير الزمن اإلداري باإلدارة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ويتعلق المشروع األول بإنشاء نظام آلي مشترك لتدبير الموارد البشرية في إطار توحيد الوسائل‪ .‬وقد تمت برمجة هذا‬
‫المشروع على أساس االنتهاء من تنفيذه متم سنة ‪ ،2021‬غير أن عملية إنجازه عرفت تأخرا ملحوظا‪ ،‬حيث لم يشرع في‬
‫تنفيذه إال بتاريخ ‪ 28‬فبراير ‪ .2021‬وقد كان هذا المشروع موضوع اتفاقية بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر‪ 2017‬تمت مراجعتها بتاريخ‬
‫‪ 21‬فبراير‪ 2021‬لدمج قطاعات أخرى‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬تم تمديد أجل تنفيذ المشروع حتى نهاية سنة ‪ ،2023‬أي بإضافة سنتين‬
‫عن التاريخ المتوقع‪.‬‬

‫بعض اإلدارات هذا النظام قبل صدور منشور رئيس الحكومة ألسباب تتعلق بشكل أساسي بضمان األمن والسالمة‪.‬‬
‫‪ 23‬اعتمدت‬
‫‪ 24‬تقرير المجلس األعلى للحسابات المتعلق بتقييم نظام اإلدارة العمومية – دجنبر ‪.2017‬‬
‫‪2751‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وفضال عن التأخر الملحوظ في تنفيذ هذا المشروع‪ ،‬فقد تم إطالقه دون دراسة جدوى تقنية مسبقة لربط النظام المستقبلي‬
‫بمختلف التطبيقات المرتبطة بنظام مراقبة الولوج المثبتة داخل القطاعات الحكومية‪ ،‬مع تسجيل عدم انخراط مجموعة من‬
‫القطاعات في المشروع‪ ،‬حيث حظي بالتزام ‪ 17‬قطاعا فقط من أصل‪ 35‬قطاعا‪ .‬ولئن كانت وزارة االنتقال الرقمي وإصالح‬
‫اإلدارة أوضحت أن ربط النظام المعلوماتي المشترك لتدبير الموارد البشرية (‪ (SIRH‬بأنظمة مراقبة الولوج الموجودة‬
‫بمختلف اإلدارات العمومية أمر ممكن‪ ،‬حسب مكتب الدراسات المكلف‪ ،‬وأن خاصية الربط مدرجة في دفتر المواصفات‬
‫التقنية المتعلق بالصفقة رقم ‪ 07/2019/MRAFP‬ذات الصلة‪ ،‬فإن عملية الربط قد تعترضها صعوبات تقنية خاصة في ظل‬
‫تباين أنظمة مراقبة الولوج المعتمدة من طرف مختلف القطاعات الوزارية‪.‬‬
‫أما على مستوى المشروع الثاني المتعلق بتدبير الزمن اإلداري والذي وضع رؤية عامة تروم تطوير حلول قانونية وإدارية‬
‫ورقمية وأخالقية بهدف تحسين تدبير وإدارة الزمن اإلداري‪ ،‬فقد تبين تأخر ملحوظ في تنفيذ مختلف إجراءاته الستة (‪.)06‬‬
‫ذلك أنه‪ ،‬ومع نهاية مدة التنفيذ المحددة في متم سنة ‪ ،2021‬بلغ إنجاز إجراءين اثنين نسبة ‪ ،%100‬ويتعلق األمر بإنجاز‬
‫تقارير سنوية تقييمية لعمليات مواجهة التغيب غير المشروع عن العمل وبإنجاز مراجع الدراسة المتعلقة بتدبير الزمن في‬
‫اإلدارة العمومية‪ .‬فيما بلغ إنجاز إجراء واحد نسبة ‪ %50‬والذي يهم إطالق طلب العروض المتعلق بتدبير الزمن في اإلدارة‬
‫العمومية‪ .‬بينما لم تتم مباشرة إنجاز اإلجراءات الثالثة األخرى والمتعلقة بمتابعة تنفيذ الدراسة وإعداد تصور حول الحلول‬
‫المالئمة لمواجهة التغيب عن العمل‪ ،‬وإعداد مشروع قانون يتعلق بالتوقف غير المشروع عن العمل داخل اإلدارة العمومية‬
‫والجماعات الترابية‪.‬‬
‫ومن بين اإلجراءات المنجزة كليا في هذا اإلطار‪ ،‬إعداد التقرير التركيبي ‪ 2017-2012‬من طرف الوزارة سنة ‪،2019‬‬
‫والذي تضمن تقييما شامال لمنظومة محاربة التغيب عن العمل بشقيه المشروع وغير المشروع‪ ،‬بما في ذلك حصيلة تطبيق‬
‫منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 2012/26‬بتاريخ ‪ 15‬نونبر ‪ 2012‬حول التغيب غير المشروع عن العمل خالل الفترة الممتدة‬
‫بين سنتي ‪ 2012‬و‪ ،2017‬علما أن هذا التقرير‪ ،‬الذي تم توجيهه إلى السيد رئيس الحكومة بموجب الرسالة رقم ‪ 800‬بتاريخ‬
‫‪ 02‬أبريل ‪ ،2020‬اقترح حلوال قانونية وتدبيرية ورقمية وتخليقية في مواجهة ظاهرة التغيب بالوظيفة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز اختصاصات اللجنة ما بين الوزارية وخاليا تتبع وتقييم التدابير المنصوص عليها في منشور‬
‫‪2012‬‬
‫َص المنشور الصادر عن رئيس الحكومة سنة ‪ 2012‬على إنشاء لجنة ما بين وزارية لدى الوزارة المكلفة بإصالح اإلدارة‪،‬‬ ‫ن َّ‬
‫تتألف من ممثلين عن وزارة االقتصاد والمالية (الخزينة العامة ومديرية الميزانية) وممثلين عن القطاعات الوزارية‪ .‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬فقد تبين أن هذه األخيرة ال تتوفر على السلطة الكافية التي ت ُم ِّ ّكنها من الحصول على المعلومات المتعلقة بالتغيب غير‬
‫المشروع عن العمل من القطاعات الوزارية المعنية بطريقة منتظمة ومضبوطة وعلى المعطيات المتعلقة بتنفيذ إجراءات‬
‫المنشور السالف ذكره بما فيها اللجوء ألنظمة مراقبة الولوج‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد أوكل منشور رئيس الحكومة للجنة مهام تتبع وتقييم تفعيل اإلجراءات والتدابير موضوع المنشور‬
‫ورصد العوائق واإلشكاالت المطروحة واقتراح الحلول الناجعة لها‪ .‬وكلفها بالدعوة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬إلى القيام بعمليات تدقيق‬
‫بواسطة المفتشية العامة للمالية والمفتشية العامة لإلدارة الترابية‪ ،‬كما مكنها من اللجوء إلى مكاتب التدقيق الخارجية إن اقتضى‬
‫األمر ذلك‪ .‬وقد لوحظ أن اللجنة لم تتمكن من القيام بهذه األدوار‪.‬‬
‫وتعزي الوزارة هذه الوضعية إلى كون دور اللجنة دورا استشاريا باألساس‪ ،‬حيث لم تخولها المقتضيات الجاري بها‬
‫العمل أية صالحيات تتعلق بالرقابة والتدقيق أو االستعانة مباشرة بهيئات مختصة للقيام بهذا الدور‪ ،‬حتى في حالة‬
‫وقوفها على نقائص تدبيرية أو حاالت عدم تطبيق القانون في مواجهة التغيب غير المشروع عن العمل من طرف‬
‫الرؤساء التسلسليين ومن طرف مصالح تدبير الموارد البشرية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬وحسب الوزارة المعنية‪ ،‬فإن طلبات‬
‫اللجنة الموجهة إلى بعض المفتشيات العامة من أجل التدقيق في حاالت معينة للتغيب عن العمل لم تسفر عن نتائج‬
‫ملموسة‪.‬‬
‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬فإن الخلية المحدثة على المستوى المركزي للقطاعات الوزارية لتفعيل التدابير واإلجراءات الوقائية‬
‫والتنسيق مع المصالح الحكومية مكنت من تحسين عملية تتبع حاالت التغيب غير المشروع عن العمل‪ ،‬خصوصا طويل األمد‪،‬‬
‫ومن تحسين مستوى التنسيق مع الوزارة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة والخزينة العامة للمملكة‪ .‬ورغم تسجيل‬
‫هذه الجوانب اإليجابية فقد رصدت بعض النقائص‪ ،‬إذ تبين أن ‪ %43‬من القطاعات التي شملتها المهمة الرقابية للمجلس لم‬
‫تحدث هذه الخلية‪ ،‬حيث تتولى‪ ،‬في الغالب‪ ،‬الوحدة اإلدارية المكلفة بتدبير الموارد البشرية تنفيذ المهام المنوطة بها‪ .‬وعالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬فقد تم‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬تحديد أعضاء الخلية دون تكليفها رسميا‪ ،‬كما أن بعض الخاليا ال تقوم بإنجاز محاضر‬
‫حول اجتماعاتها‪ ،‬وتكتفي‪ ،‬وبشكل عام‪ ،‬بإعداد الشهادات الجماعية والتقارير السنوية الموجهة للخزينة العامة للمملكة ولوزارة‬
‫االنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة‪ ،‬في حين ال تقوم بتفعيل وتتبع اإلجراءات الوقائية المنصوص عليها في المنشور الصادر‬
‫سنة ‪ ،2012‬بما في ذلك تلك المتعلقة بتدبير أنظمة مراقبة الولوج‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2752‬‬

‫‪ ‬ضرورة إحداث وحدة للقيادة وتحديد المسؤوليات المرتبطة بعمل أنظمة مراقبة الولوج‬
‫ال تتوفر القطاعات الوزارية‪ ،‬باستثناء قطاع واحد‪ ،‬على لجنة للقيادة مكلفة بإدارة نظام مراقبة الولوج تضم جميع المديرين‬
‫المركزيين وت ُعنى بتحديد وتوحيد أساليب تدبير نظام مراقبة الولوج وضمان برمجته وتتبعه‪.‬‬
‫كما تبين‪ ،‬على مستوى التدبير اليومي‪ ،‬أن هذه العملية ت ُسند إلى المصالح المكلفة بالموارد البشرية‪ ،‬أو وحدة مسؤولة عن نُ ُ‬
‫ظم‬
‫المعلومات داخل هذه المصالح‪ ،‬أو الوحدة المكلفة بنظم المعلومات أو تلك المكلفة باألمن واالستقبال‪ .‬وبصرف النظر عن‬
‫الوحدة التي ت ُشرف على هذه العملية‪ ،‬فقد تبين وجود صعوبات تهم التنسيق بين المتدخلين فيما يتعلق بتوزيع المهام وتحديث‬
‫البيانات وبرمجة األنظمة‪ ،‬وهو ما يُؤدي إلى نواقص في عملية تتبع مراقبة الولوج وعدم كفاية استغالل البيانات المستخرجة‪.‬‬
‫س ِّ ّجل تكليف موظف واحد في الغالب بمهمة تدبير النظام‪ ،‬حيث لوحظ أن مختلف‬ ‫أما على مستوى توفير الموارد البشرية‪ ،‬فقد ُ‬
‫القطاعات الوزارية تعاني من نقص في الموارد البشرية القادرة على القيام بهذه العملية سواء بسبب افتقارها للمهارات التقنية‬
‫التي ت ُمكنها من ذلك أو لصعوبة االحتفاظ بالموظفين المؤهلين‪.‬‬
‫وعلى مستوى تحديد المسؤولية المرتبطة بتدبير التغيب غير المشروع عن العمل‪ ،‬فبالرغم من تأكيد منشور رئيس الحكومة‬
‫على الدور المحوري للرئيس المباشر في هذا الجانب‪ ،‬فإن تدبير الموارد البشرية عموما‪ ،‬بما فيها حاالت التغيب واإلجراءات‬
‫ذات الصلة‪ ،‬يتميز بوجود تمركز كبير في معظم القطاعات‪ ،‬باستثناء ستة منها قامت بتفويض بعض القرارات إلى مصالحها‬
‫الالممركزة خصوصا فيما يتعلق بتوجيه اإلنذارات علما أن باقي اإلجراءات تتم على المستوى المركزي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وضع إطار قانوني متعلق بأنظمة مراقبة الولوج‬
‫لم يتم وضع إطار قانوني خاص ُم صاحب العتماد أنظمة مراقبة الولوج واستخدامها على مستوى اإلدارة‪ ،‬حيث إن النصوص‬
‫القانونية الحالية المتعلقة بالتغيب غير المشروع عن العمل ال تتالءم مع استخدام هذه الوسائل التكنولوجية لرصد حاالت التغيب‬
‫غير المشروع وشروطه‪ ،‬مما يطرح إشكالية الحجية القانونية للبيانات المستخرجة من األنظمة المعدة لهذا الغرض‪ ،‬خاصة‬
‫في حال اتخاذ إجراءات عقابية‪.‬‬
‫ظ ُّل منشور ‪ 2012‬بشأن التغيب غير َكافٍ إلنجاح استعمال هذا النظام والحد من التغيب غير المشروع‪ ،‬خصوصا وأن ذلك‬ ‫ويَ َ‬
‫يستلزم احترام مجموعة من القواعد القانونية التي تهم‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلزامية استعمال النظام من طرف الموظف واستعمال المعطيات‬
‫ذات الطابع الشخصي‪ ،‬وظروف حفظ البيانات بما يضمن عدم تغييرها وضمان حجيتها‪ ،‬واحترام المساطر القانونية واإلدارية‬
‫المتعلقة بإثبات الغياب غير المشروع والقيام باقتطاعات من األجر أو توجيه عقوبات أخرى‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫وضع إطار حكامة مناسب يم ِّكن من التدبير الفعال ألنظمة مراقبة الولوج داخل اإلدارة العمومية بما فيها‬ ‫‪-‬‬
‫إحداث وحدة للقيادة تضم مختلف المسؤولين على مستوى كل قطاع وزاري يتمثل دورها في االرتقاء بتدبير‬
‫نظام مراقبة الولوج إلى المستوى االستراتيجي وتوحيد الرؤى وتحديد األهداف وتتبع إنجازها‪.‬‬
‫وضع إطار قانوني يحدد أهداف وشروط وإجراءات استخدام أنظمة مراقبة الولوج‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بتدبير‬ ‫‪-‬‬
‫الموارد البشرية والولوج وحماية الممتلكات العامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬فيما يخص تجهيز اإلدارات العمومية بأنظمة مراقبة الولوج وتدبيرها‬
‫تجهيز اإلدارات العمومية بأنظمة مراقبة الولوج‬
‫‪ ‬ضرورة تسريع تعميم أنظمة مراقبة الولوج على مختلف اإلدارات العمومية‬
‫قامت ‪ 10‬قطاعات وزارية من أصل ‪ 21‬باقتناء نظام مراقبة الولوج قبل إصدار منشور سنة ‪ 2012‬المذكور أعاله وقامت‬
‫بتجديده لتلبية متطلباتها؛ فيما سجلت أربع قطاعات وزارية أخرى تأخرا في ذلك‪ ،‬تراوح ما بين سنتين وخمس سنوات عن‬
‫إصدار منشور رئيس الحكومة‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬فإن ثالثة قطاعات وزارية غير مجهزة بأنظمة مراقبة الولوج‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالتجهيزات والحلول المعلوماتية المعتمدة‪ ،‬فهي تتسم بتنوع كبير بين القطاعات الوزارية من حيث النوع والبرمجة‬
‫والسعة وإمكانيات التطوير المستقبلي للخصائص المتاحة‪ .‬ويعكس هذا التنوع غياب رؤية موحدة بين مختلف القطاعات‬
‫الوزارية فيما يتعلق بتدبير الحضور ووقت العمل‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى بروز صعوبات عند ربط أنظمة مراقبة‬
‫الولوج بنظام المعلومات المتعلق بتدبير الموارد البشرية الذي يوجد قيد اإلنجاز بالنظر لغياب دراسة الجدوى‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن أنظمة مراقب ة الولوج غالبا ما تعتمد على المستوى المركزي للوزارات دون تعميمها على المصالح‬
‫الالممركزة‪ ،‬حيث يبقى توزيع أنظمة مراقبة الولوج على هذا المستوى محدودا للغاية‪ .‬ذلك أن هذه األنظمة تشمل ‪ %92‬من‬
‫الموظفين على المستوى المركزي مقابل ‪ %3‬فقط على المستوى الالممركز‪ ،‬حيث تستخدم وسائل أخرى كأوراق مراقبة‬
‫‪2753‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الحضور والمراقبة التسلسلية‪ .‬ومن بين العوامل التي يمكن أن تفسر هذه التفاوتات‪ ،‬عدم تخصيص الموارد المالية الكافية على‬
‫َص على ضرورة توفيرها‪ ،‬والتوزيع الترابي لإلدارات الالممركزة وتعددها‬
‫الرغم من أن منشور رئيس الحكومة لسنة ‪ 2012‬ن َّ‬
‫وقلة عدد الموظفين بها‪ ،‬وطبيعة التوقيت اإلداري لبعض الوظائف‪ ،‬والتصاميم المعمارية للمنشآت التي تُعيق أحيانا تجهيز‬
‫المباني بأنظمة مراقبة الولوج‪.‬‬
‫وتعتبر وزارة االنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة أن التأخر الملحوظ في تعميم أنظمة المراقبة اإللكترونية لمراقبة‬
‫الولوج في اإلدارات العمومية وخضوع نسبة جد محدودة من الموظفين لمراقبتها‪ ،‬والسيما على مستوى المصالح‬
‫الخارجية‪ ،‬يشكل إحدى أهم اإلكراهات التي تواجه تنفيذ مشروع الدراسة الميدانية المتعلقة بتدبير الزمن اإلداري‪،‬‬
‫فضال عن صعوبات استغالل مخرجات هذه األنظمة وربطها بالنظام المعلوماتي لتدبير الموارد البشرية باإلدارات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة القيام بدراسة قبلية العتماد أنظمة مراقبة الولوج والحرص على صيانتها‬
‫لم يخضع تجهيز اإلدارات بأنظمة مراقبة الولوج لدراسة جدوى قبلية من قبل القطاعات الوزارية المعنية‪ ،‬باستثناء ‪ 3‬من‬
‫أصل ‪ 21‬قطاعا‪ .‬وتهدف هذه الدراسة إلى توفير المعطيات المتعلقة بالحضور ونوع التقنية المالئمة وأمن المباني اإلدارية‬
‫وتحديد الحاجيات والمتطلبات األساسية الالزمة لتنفيذ المشروع‪.‬‬
‫وكان لغياب هذه الدراسات انعكاسات سلبية من حيث استخدام واستغالل أنظمة مراقبة الولوج ومدى تلبيتها لحاجيات اإلدارة‪.‬‬
‫وقد تبين وجود أنظمة مراقبة ولوج غير مشغلة أو معطلة على مستوى خمسة قطاعات حكومية‪ .‬وترجع أسباب عدم استغاللها‬
‫إلى عدم مالءمتها أو وجود أعطاب تقنية أو نقص في الموارد البشرية أو عدم انخراط الموظفين في استعمال نظام مراقبة‬
‫الولوج في بعض األحيان‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن ‪ 13‬قطاعا وزاريا‪ ،‬من بين ‪ ،21‬لم تبرم عقودا تتعلق بخدمات الصيانة بعد انتهاء فترة الضمان (أكثر‬
‫من ‪ %60‬من القطاعات)‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فقد لوحظ أن بعض األنظمة معطلة بسبب عدم صيانتها‪ .‬ويعزى غياب عقود الصيانة‬
‫إلى عدم كفاية اعتمادات الميزانية المخصصة لذلك‪ ،‬لكون تكاليف هذه العمليات تكون أحيانا مرتفعة وألن تحديث الحلول‬
‫المعلوماتية وتطويرها يتطلب استثمارات إضافية ال تتمكن القطاعات الوزارية من توفيرها دائما‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إشراك الموظفين في المشاريع المتعلقة باعتماد أنظمة الولوج‬
‫قامت القطاعات الوزارية بإصدار مذكرات داخلية ت ُذَ ِّ ّكر بمقتضيات منشور رئيس الحكومة بالتزامن مع تجهيز مقرات العمل‬
‫بأنظمة مراقبة الولوج وبداية استغاللها‪ ،‬إال أن ذلك لم ت ُواكبه‪ ،‬بالقدر الكافي‪ ،‬حمالت تواصلية وتوعوية تهدف إلشراك‬
‫الموظفين في هذا المشروع وشرح أهمية اعتماد هذا النظام‪.‬‬
‫ذلك أن وضع أنظمة لمراقبة الولوج لإلدارات العمومية ال يُ ْم ِّكن أن يحقق أهدافه المرجوة دون إشراك فِّ ْعلي للموظفين‪،‬‬
‫باعتبارهم المعنيين الرئيسيين بذلك‪ ،‬في اإلجراءات المتخذة في هذا اإلطار وتحسيسهم بأهداف ومزايا هذه األنظمة‪ ،‬والتي ال‬
‫تتمثل فقط في تدبير عمليات الحضور بل تتجاوزها إلى جوانب أخرى ذات أهمية بالغة تشمل‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬الرفع من‬
‫أداء اإلدارة وتخليق المرفق العمومي وتدبيرا أمثل للموارد البشرية والحفاظ على األمن وحماية األشخاص والممتلكات‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫إجراء تقييم للتجارب المختلفة التي اعتمدت أنظمة مراقبة الولوج بهدف تشخيص وضعيتها الحالية واقتراح‬ ‫‪-‬‬
‫التغييرات التي يجب مباشرتها‪ ،‬مع ضرورة تعميم استعمال هذه األنظمة وضمان صيانتها؛‬
‫العمل على إشراك وتوعية جميع األطراف المعنية بأنظمة مراقبة الولوج وضمان التواصل الدائم معها فيما‬ ‫‪-‬‬
‫يتعلق بفائدة هذه اآللية في تحسين تدبير الموارد البشرية‪.‬‬

‫استغالل وفعالية أنظمة مراقبة الولوج‬


‫‪ ‬ضرورة تحيين البيانات والوضعية اإلدارية للموظفين‬
‫ال تقوم غالبية القطاعات بعمليات دورية ومنتظمة لمراجعة البيانات وإلعادة البرمجة للتأكد من أن عملها يتم وفق الشروط‬
‫المحددة مسبقا‪ .‬حيث إن ‪ %85‬من القطاعات لم تقم بتحديث البيانات المتعلقة بالموظفين حتى يتسنى أخذ التغييرات التي تطرأ‬
‫على وضعيتهم اإلدارية بعين االعتبار وإدراج حاالت الغياب المرخصة وغير المرخصة‪ .‬ويعكس هذا الوضع صعوبات في‬
‫التنسيق بين المصالح المكلفة بتدبير نظام مراقبة الولوج‪ ،‬وعدم اتخاذ كافة التدابير الالزمة من أجل استفادة مثلى من كافة‬
‫سن فعالية النظام ويضمن االستخدام األفضل للمخرجات‬ ‫المزايا التي يوفرها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن تحديث البيانات يُح ِّ ّ‬
‫والتفاعل المرن مع نظام معلومات الموارد البشرية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2754‬‬

‫وتتيح ‪ %50‬من أنظمة مراقبة الولوج فقط إمكانية القيام بمختلف اإلجراءات المتعلقة بالتغيب بالنسبة للموظفين بطريقة‬
‫إلكترونية‪ .‬وتسري المالحظة ذاتها على ميزة االطالع عن بعد على البيانات المتعلقة بالحضور من طرف الموظف‪ ،‬واطالع‬
‫الرؤساء التسلسليين على وضعيته واتخاذ إجراءات سريعة إذا تطلب األمر ذلك‪.‬‬
‫إن عدم تحديث المعطيات بشكل آلي ودوري يحد من فعالية نظام مراقبة الولوج وصدقية المعطيات التي يوفرها‪ .‬كما أن غياب‬
‫تفاعل هذا النظام مع باقي األنظمة المعلوماتية المعتمدة في اإلدارة‪ ،‬وخصوصا نظام المعلومات المتعلق بتدبير الموارد‬
‫البشرية‪ ،‬ال يُ َم ِّ ّكن من تبادل البيانات وتحيين تلك المتعلقة بالموظفين وتحسين تدبير الموارد البشرية وتتبع أدائها ومسارها‬
‫المهنيين‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة الستغالل وضعيات الحضور المستخرجة من األنظمة‬
‫ت ُتيح أنظمة الولوج إمكانية الحصول على وضعيات الحضور الخاصة بكل موظف أو بنية إدارية والتي يتم استخراجها من‬
‫قبل المسؤ ولين عن تدبير نظام الولوج وإرسالها بشكل دوري إلى المسؤولين المباشرين والرؤساء التسلسليين ومسؤولي‬
‫الموارد البشرية في كل قطاع‪ .‬وقد ت َ َّم تبني هذه الممارسة من قبل معظم القطاعات الوزارية في بداية استغالل هذه التقنية‪ ،‬إال‬
‫أن ‪ 17‬قطاعا من أصل ‪ 21‬ت َ َخلَّ ْوا عنها تدريجيا‪ .‬وقد نتج عن ذلك عدم استغالل أو استغالل غير كافٍ للبيانات المستخرجة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من األهمية القصوى للمعطيات التي توفرها أنظمة مراقبة الولوج في تحسين تدبير الموارد البشرية‪ ،‬لم يقم أي‬
‫قطاع بإجراء تقييم دوري للبيانات المتوفرة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم تتمكن معظم القطاعات الوزارية (‪ )21/18‬من توفير‬
‫بيانات إحصائية مجمعة وموثوقة عن المدة التي قضاها الموظفون بمقرات عملهم‪ ،‬مع األخذ في االعتبار التأخير والغياب‬
‫المبرر وغير المشروع‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن غياب المعالجة الدورية لبيانات الحضور التي توفرها أنظمة مراقبة الولوج من طرف القطاعات المعنية‬
‫وبلورتها في إطار بيانات قابلة لالستغالل وتقارير شاملة‪ ،‬يؤدي إلى عدم االستفادة من مخرجات هذه األنظمة لتتبع الحضور‬
‫ومراقبة مدى انتشار ظاهرة التغيب غير المشروع عن العمل على مستوى كل قطاع‪ ،‬وبالتالي على مستوى جميع القطاعات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتجاوز الصعوبات المتعلقة بإعداد التقارير السنوية والشهادات الجماعية‬
‫ترم إصدار التقارير السنوية حول عمليات تنفيذ التدابير واإلجراءات الواردة في منشور رئيس الحكومة لسنة ‪2012‬‬ ‫ال يَ ْح ِّ‬
‫ونتائجها اآلجال المنصوص عليها في هذا المنشور‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬وفي إطار إعداد التقرير السنوي لسنة ‪ 2019‬حول‬
‫حصيلة تنفيذ التدابير واإلجراءات المذكورة‪ ،‬لم تتجاوز نسبة القطاعات التي أرسلت تقاريرها ‪ %32‬من مجموع القطاعات‬
‫المعنية‪ ،‬من بينها خمس قطاعات فقط قامت بإرسال تقاريرها داخل اآلجال المحددة‪ ،‬أي قبل متم شهر يونيو من السنة الموالية‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬يشير التقرير الموجز لسنة ‪ 2017‬حول التغيب غير المشروع أن ‪ %10‬من القطاعات المعنية فقط‪ ،‬قد‬
‫أرسلت الشهادات الجماعية للوزارة المكلفة باالنتقال الرقمي واإلصالح اإلداري في الوقت المحدد‪.‬‬
‫وبالرغم من المجهودات المبذولة من طرف مختلف القطاعات الوزارية‪ ،‬فهي تواجه عدة صعوبات من أجل توفير قوائم‬
‫الحضور‪ ،‬في ظل غياب نظام ُولُوج ُموحد و ُمعمم‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫استخدام العمل على استغالل المعطيات التي توفرها أنظمة مراقبة الولوج‪ ،‬مع السهر على تفاعلها مع نظام‬ ‫‪-‬‬
‫متكامل لتدبير الموارد البشرية أخذا بعين االعتبار الممارسات الفضلى التي اعتمدتها بعض اإلدارات‬
‫العمومية في هذا اإلطار؛‬
‫تنظيم اإلجراءات المرتبطة بتدبير أنظمة الولوج ووقت العمل في اإلدارات والتغيب غير المشروع عن العمل‬ ‫‪-‬‬
‫مع توضيح األدوار والمسؤوليات المنوطة بالمسؤولين خاصة الرؤساء المباشرين‪ ،‬فيما يهم تنفيذ هذه‬
‫اإلجراءات‪.‬‬

‫تأمين أنظمة الولوج وحماية المعطيات الشخصية‬


‫‪ ‬ضرورة تحسين تدبير الولوج للمباني اإلدارية‬
‫عززت أنظمة مراقبة الولوج أمن المباني بإتاحتها إمكانية التتبع وتدبير ولوج المرتفقين‪ .‬إال أن تدبير هذا الولوج من خالل‬
‫تطبيقات معلوماتية مخصصة لذلك ليست ممارسة معممة‪ ،‬حيث تم رصدها في ثالث قطاعات فقط‪ .‬إضافة لذلك‪ ،‬يتوفر‬
‫قطاعان فقط على مسطرة مكتوبة تتعلق بتدبير الزيارة وشروط االستقبال والتنقل داخل المباني اإلدارية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتدبير ولوج الموظفين‪ ،‬فيعتمد األداء السليم لألنظمة على توفير بطائق ولوج وظيفية واعتماد مساطر مكتوبة حول‬
‫كيفية تدبيرها وبرمجتها‪.‬‬
‫‪2755‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬ضرورة احترام التوجيهات الوطنية الخاصة بأمن نظم المعلومات في اللجوء ألنظمة الولوج‬
‫يجب أن يخضع نظام مراقبة الولوج للتوجيهات الوطنية الخاصة بأمن نظم المعلومات بما يسمح بحمايته والزيادة من فعاليته‪.‬‬
‫حيث تبين عدم دمج نظام مراقبة الولوج في إطار التصميم المديري ألنظمة المعلومات المعتمد في القطاعات الحكومية بالرغم‬
‫من كونه نظاما معلوماتيا يقوم بتدبير قاعدة بيانات مهمة قد تشكل مصدر مخاطر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم يقدم أي قطاع وزاري خريطة المخاطر المرتبطة باستغالل األنظمة والتي من شأنها أن تمكن من تحديد‬
‫العيوب ذات الصلة ووضع التدابير المالئمة للتعامل معها‪ .‬كما تبين أن تدبير األنظمة المعلوماتية يتم في غياب ميثاق رسمي‬
‫وموقع من طرف جميع الموظفين حيث قامت ستة قطاعات فقط بذلك‪ .‬واألمر ذاته بالنسبة لمخطط استمرارية االستغالل‬
‫والذي سجل اعتماده على مستوى ثالثة قطاعات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في إطار تدبير أنظمة مراقبة الولوج‬
‫لم تقم القطاعات الحكومية المعنية بتقديم طلب للحصول على التصريح المسبق من اللجنة الوطنية لمراقبة‬
‫حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي المتعلقة باستعمال أنظمة الولوج في معالجة بيانات ذات طابع‬
‫شخصي‪ .‬ومن بين األسباب التي تفسر عدم التقدم بطلب إذن أو تقديم تصريح مسبقين‪ ،‬النقص المسجل في‬
‫ضبط الجوانب المتعلقة باإلطار القانوني المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي‪ ،‬وتطبيقها فيما يتعلق بأنظمة مراقبة الولوج على وجه الخصوص‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫دمج أنظمة مراقبة الولوج في التصميم المديري لنظم المعلومات واحترام التوجيهات الوطنية الخاصة بأمن‬ ‫‪-‬‬
‫نظم المعلومات فيما يتعلق بأمن أنظمة مراقبة الولوج؛‬
‫التقيد بمتطلبات حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والقواعد المرتبطة بها‪ ،‬والسهر على تكوين وتدريب‬ ‫‪-‬‬
‫الموظفين في هذا المجال وتعيين مسؤولين عن معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬

‫نظام رصد المخالفات بواسطة الرادارات الثابتة‪:‬‬


‫أهمية تحسين األداء والمردودية‬

‫تسبب حوادث السير سنويا بالمغرب ما يقرب من ‪ 3.500‬حالة وفاة و‪ 12.000‬إصابة خطيرة‪ ،‬أي بمعدل عشر حاالت وفاة‬
‫و‪ 33‬إصابة خطيرة يوميا‪ .‬وللحد من هذه الوضعية‪ ،‬اتخذت عدة إجراءات من بينها اعتماد نظام لمراقبة ومعالجة المخالفات‬
‫الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة‪ ،‬من خالل وضع أجهزة تكنولوجية مخصصة لضبط ومراقبة وإثبات المخالفات‪ ،‬كما تنص‬
‫على ذلك المادة ‪ 197‬من مدونة السير على الطرق‪.‬‬
‫ويتكون األسطول الوطني للرادارات الثابتة‪( ،‬إلى غاية شهر مارس ‪ ،)2022‬من ‪ 113‬رادارا مشغال و‪ 552‬رادارا من الجيل‬
‫الجديد في طور التركيب‪ ،‬تم اقتناؤها خالل سنة ‪ ،2018‬بمبلغ إجمالي قدره ‪ 276‬مليون درهم‪ ،‬باإلضافة إلى مصاريف‬
‫صيانتها بمبلغ ‪ 11,5‬مليون درهم‪ .‬ويسهر على عمليات رصد ومعالجة المخالفات عدة متدخلين‪ ،‬وهم الوكالة الوطنية للسالمة‬
‫الطرقية ووزارة النقل واللوجستيك ووزارة العدل والنيابة العامة والمحاكم االبتدائية والخزينة العامة للمملكة وبريد المغرب‪.‬‬
‫ومن أجل تسهيل عمل ية تبادل المعلومات‪ ،‬يستغل هؤالء المتدخلون أنظمة معلوماتية لمعالجة رسائل المخالفات وتبليغها‬
‫للمعنيين باألمر‪ ،‬وتحصيل الغرامات التصالحية والجزافية وتدبير الشكايات واإلبالغ عن المخالفين‪ ،‬وعند االقتضاء إحالة‬
‫المحاضر على المحاكم المختصة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا النظام اآللي قد مكن من معالجة أكثر من ‪ 17,1‬مليون رسالة مخالفة نتج عنها ‪ 8,5‬مليون محضر‪،‬‬
‫خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬منها ‪ 1,07‬مليون رسالة تمت تسويتها في المرحلة الودية (أي بنسبة ‪ %12,5‬من المحاضر التي‬
‫تمت معالجتها)‪ ،‬و‪ 1,63‬مليون مخالفة في طور التحرير‪ ،‬فيما تمت إحالة ‪ 5,8‬مليون محضر مخالفة على القضاء‪.‬‬
‫أوال‪ .‬اإلطار العام لنظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة‬
‫أدرج المغرب السالمة الطرقية ضمن أولوياته الوطنية‪ ،‬من خالل تبني استراتيجية وطنية للسالمة الطرقية تروم الحد من‬
‫المنحى التصاعدي لحوادث السير‪ ،‬باإلضافة إلحداث لجنة مشتركة بين الوزارات ولجنة دائمة ولجان جهوية للسالمة الطرقية‪،‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2756‬‬

‫فضال عن اعتماد القانون رقم ‪ 52.05‬الخاص بمدونة السير على الطرق‪ ،‬والذي دخل حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر ‪.2010‬‬
‫وتعتبر المعاينة والمعالجة اآللية للمخالفات من بين أهم وسائل السالمة الطرقية التي نصت عليها المدونة واالستراتيجية‬
‫الوطنية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تم تسجيل المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتحيين االستراتيجية الوطنية للسالمة الطرقية وفق أهداف الخطة العالمية للسالمة الطرقية (‪-2021‬‬
‫‪)2030‬‬
‫اعتمدت الحكومة استراتيجية وطنية للسالمة الطرقية‪ ،‬تغطي الفترة ‪ ،2026-2017‬تهدف إلى تنمية سلوكيات مسؤولة‬
‫وطرقات أكثر أمانا‪ .‬وقد حددت هذه االستراتيجية هدفا كميا يتجلى في تقليص عدد القتلى ضحايا حوادث السير إلى ‪ %50‬في‬
‫أفق ‪ ،2026‬أي إلى أقل من ‪ 1.900‬قتيال على الطرقات في سنة ‪ 2026‬مع عدم تجاوز ‪ 3.000‬قتيال في سنة ‪ .2020‬ولتنفيذ‬
‫هذه االستراتيجية‪ ،‬تم وضع خطط عمل تقوم على خمسة مرتكزات‪ ،‬وهي‪ :‬تدبير السالمة الطرقية‪ ،‬وطرق أكثر أمانا‪ ،‬ومركبات‬
‫أكثر أمانا‪ ،‬وسلوك أكثر أمانا من مستعملي الطريق‪ ،‬واستجابة أكثر تفاعلية لما بعد الحادثة‪ .‬كما تم تحديد مؤشرات بينية‪ ،‬مثل‬
‫إنشاء الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية‪ ،‬واعتماد خطة جهوية للسالمة الطرقية‪ ،‬ومؤشرات متعلقة بالتغييرات في سلوك‬
‫مستعملي الطريق‪.‬‬
‫ورغم أن السنة المرجعية إلعداد االستراتيجية الوطنية هي ‪ ،2015‬لم يتم الشروع في تنفيذها سوى في سنة ‪ ،2017‬وهو ما‬
‫يعني عدم تزامن تنزيلها مع األجندة المنصوص عليها في خطتي العمل العالميتين للسالمة الطرقية‪ ،‬عن العقدين ‪-2011‬‬
‫‪ 252020‬ثم ‪ .262030-2021‬وتقتضي هذه الوضعية تحيين هذه االستراتيجية من أجل إدراج اإلجراءات المتعلقة بتشجيع‬
‫النقل متعدد األنماط والتهيئة العمرانية واللجوء إلى سياسات تفرض تخفيض السرعة‪ ،‬كنقطة انطالق العتماد نهج السالمة‬
‫الطرقية‪ ،‬وذلك وفق ما هو منصوص عليه في الخطة الثانية ‪.2030-2021‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬لوحظ غياب عقد ‪ -‬برنامج بين الدولة والوكالة الوطنية للسالمة الطرقية يحدد التزامات الطرفين والوسائل‬
‫البشرية والمالية الالزمة لتنفيذ أهداف هذه االستراتيجية في إطار اختصاصات هذه األخيرة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أشارت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية أنها برمجت دراسة تقييمية للمخطط الخماسي األول (‪-2021‬‬
‫‪ ،)2017‬تستهدف تثمين المكتسبات التي تم تحقيقها خالل المرحلة األولى وكذلك الوقوف على اإلكراهات التي واجهتها‬
‫من أجل تجاوزها في المرحلة الثانية‪ .‬كما أضافت الوكالة بأن هذه الدراسة تشكل فرصة لتحيين ومالءمة االستراتيجية‬
‫الوطنية للسالمة الطرقية مع أهداف الخطة العالمية للسالمة الطرقية ‪.2021-2030‬‬
‫‪ ‬ضرورة الرفع من أداء اللجن المسؤولة عن السالمة الطرقية‬
‫نص المرسوم رقم ‪ 2.04.266‬الصادر في ‪ 25‬يوليو ‪ 2006‬بإحداث اللجنة المشتركة بين الوزارات واللجنة الدائمة واللجن‬
‫الجهوية للسالمة الطرقية‪ ،‬على المقتضيات التنظيمية واالختصاصات المخولة لهذه اللجن‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم تكليف اللجنة المشتركة‪ ،‬التي يرأسها رئيس الحكومة‪ ،‬بالمصادقة على االستراتيجية الوطنية المندمجة‬
‫في مجال السالمة الطرقية التي تقترحها اللجنة الدائمة‪ ،‬تحت رئاسة الوزير المكلف بالنقل‪ ،‬وبتنسيق تطبيق استعمال الوسائل‬
‫الموضوعة لهذا الغرض رهن إشارة القطاعات الوزارية المعنية‪ .‬كما عهد للجن الجهوية‪ ،‬التي يرأسها والي الجهة‪ ،‬بإعداد‬
‫وتنفيذ مخطط جهوي لتطبيق االستراتيجية الوطنية للسالمة الطرقية والسهر على تنفيذها‪ ،‬وكذا إعداد تقرير للتقييم كل ثالثة‬
‫أشهر يتعلق بعملها وتوجيهه إلى اللجنة الدائمة‪ .‬غير أن فعالية هاته اللجن تقتضي االنتظام في عقد اجتماعاتها‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬لم يتجاوز عدد االجتماعات التي عقدتها اللجنة المشتركة‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬أربعة اجتماعات‪ ،‬في‬
‫حين كان عليها عقد أربعة عشر اجتماعا على األقل‪ ،‬أي بمعدل اجتماعين في السنة‪ ،‬وفق ما هو منصوص عليه في المادة ‪5‬‬
‫من المرسوم رقم ‪ 2.04.266‬سالف الذكر‪.‬‬
‫كما تميزت كل من اللجنة الدائمة واللجن الجهوية للسالمة الطرقية بقلة نشاطها‪ .‬وقد انعكست هذه الوضعية على مستوى‬
‫التنسيق والتشاور بين مختلف المتدخلين في عمليات تركيب وتشغيل الرادارات الثابتة‪ ،‬وتحديد المحاور الطرقية ذات األولوية‬
‫واختيار المواقع المالئمة لتركيبها‪ ،‬ووضع خطط جهوية للسالمة الطرقية‪ ،‬وتقديم اقتراحات لتحسين تدبير نظام مراقبة‬
‫ومعالجة المخالفات الملتقطة‪ ،‬وكذا إعداد تقارير تقييم في الموضوع‪.‬‬
‫وقد أفادت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية في معرض جوابها أنها ستقوم بتقديم مشروع مرسوم تعديلي يأخذ بعين‬
‫االعتبار التحوالت الهيكلية والمؤسساتية ويتجاوز مختلف اإلكراهات بما في ذلك تلك المشار إليها في مالحظات‬

‫‪ 25‬اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬في مارس ‪ ،2010‬الخطة العالمية للسالمة الطرقية برسم الفترة ‪ .2020-2011‬وكان الهدف المنشود من‬
‫هذه الخطة هو تقليص الوفيات واإلصابات الناجمة عن حوادث المرور في جميع أنحاء العالم بحلول ‪ ،2020‬وذلك من أجل إنقاذ خمسة ماليين شخص‬
‫وتفادي ‪ 50‬مليون إصابة خطيرة‪ ،‬واقتصاد ‪ 5000‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪ 26‬أعلن القرار رقم ‪ 74/299‬الصادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة "عقد العمل من أجل السالمة على الطرق ‪ "2030-2021‬بهدف خفض عدد‬
‫الوفيات واإلصابات الناجمة عن حوادث المرور على األقل ب ‪ %50‬خالل الفترة المذكورة‪.‬‬
‫‪2757‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المجلس األعلى للحسابات‪ .‬أما بخصوص التنسيق والتشاور بين المتدخلين في مجال السالمة الطرقية‪ ،‬أضافت الوكالة‬
‫بأنها قامت بإعداد المخطط الوطني للمراقبة ‪ 2024-2022‬في إطار مقاربة تشاركية مع مختلف المتدخلين المعنيين‪،‬‬
‫والذي تمت المصادقة عليه من طرف المجلس اإلداري للوكالة في دورته الخامسة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬وبغية إنجاح‬
‫تنزيل هذا المخطط‪ ،‬تم إحداث لجنة مركزية ولجان جهوية للتتبع والتنسيق وتقييم أنشطة المراقبة الطرقية‪.‬‬
‫من جهتها أشارت وزارة العدل إلى أن االجتماع الوحيد الذي تتم الدعوة إليه كل سنة‪ ،‬يتم خالله التطرق بإسهاب لكل‬
‫ما يتعلق بالسالمة الطرقية بما في ذلك الرادار الثابت‪ .‬أما بالنسبة للجن الجهوية للسالمة الطرقية‪ ،‬فلم يتم تفعيلها سوى‬
‫في شهر يونيو ‪.2022‬‬
‫‪ ‬الحاجة لدمج األنظمة المعلوماتية المتعلقة بمعالجة المخالفات الملتقطة‬
‫تتم معالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة من خالل أنظمة معلوماتية خاصة بكل متدخل على حدة‪ .‬في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬تتم‪ ،‬في مرحلة أولى‪ ،‬معالجة رسائل المخالفات الملتقطة على مستوى نظام يديره المركز الوطني لمعالجة المخالفات‬
‫التابع للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتم توجيه محاضر المخالفات‪ ،‬التي لم يتم تحصيل الغرامات التصالحية‬
‫والجزافية المتعلقة بها‪ ،‬إلى وزارة العدل التي تعالجها عبر نظام معلوماتي خاص بها‪ .‬أما العمليات المتعلقة بالتبليغ واألداء‪،‬‬
‫فتتم معالجتها بشكل منفصل على مستوى أنظمة خاصة ببريد المغرب والخزينة العامة للمملكة وإدارة الجمارك‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن عدم اندماج هذه األنظمة المعلوماتية‪ ،‬غالبا ما يؤدي إلى التأخر في معالجة ملفات‬
‫المخالفات‪ ،‬وكذا رصد اختالفات في البيانات المتعلقة بها‪ ،‬عالوة على عدم قدرتها على معالجة الكم الهائل من المحاضر‬
‫والغرامات المثارة داخل آجال معقولة‪.‬‬
‫وقد أفادت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية في جوابها إلى أن توحيد مختلف األنظمة في نظام موحد يطرح مجموعة‬
‫من العراقيل خاصة فيما يتعلق بالمسؤولية عن النظام‪ ،‬واختالف مهمات ووظائف كل جهة‪ ،‬وكذا كون عمليات التسيير‬
‫تختلف من جهة ألخرى‪.‬‬
‫كما أشارت وزارة العدل في جوابها بأن نظام المعالجة اإللكترونية لمحاضر المخالفات والجنح المرصودة عبر الرادار‬
‫الثابت‪ ،‬الخاص بهذه الوزارة والمفعل بجميع المحاكم االبتدائية‪ ،‬يمكن من تدبير التبادل مع الوكالة الوطنية للسالمة‬
‫الطرقية بشكل آلي وآني وتلقائي‪ ،‬كما يتم السهر على استمرارية وفعالية هذا التبادل وذلك من خالل برنامج إلكتروني‬
‫خاص بهذه العملية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬وحتى يتم التأكد من شمولية المعطيات المتبادلة بين مختلف األنظمة‪ ،‬فإنه ستتم‬
‫مقارنة مختلف الحاالت المتعلقة بالمعطيات المتبادلة بين جميع المتدخلين بصفة دورية خالل أشغال اللجنة المركزية‬
‫لتتبع إجراءات المراقبة وتطبيق العقوبات‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحديد حصة الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية من مداخيل الغرامات التصالحية والجزافية‬
‫تنص المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 103.14‬المحدث للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية على تخصيصها بحصة من مداخيل‬
‫الغرامات التصالحية والجزافية المتعلقة بمخالفات القانون رقم ‪ 52.05‬كما تم تغييره وتتميمه المتعلق بمدونة السير على الطرق‬
‫التي تتم معاينتها بطريقة آلية‪ .‬إال أنه لم يتم تحديد النسبة المئوية لحصة الوكالة من هذه الغرامات‪ ،‬مما ال يمكنها من الموارد‬
‫المالية الالزمة للشروع في وضع خطط عملها لتحقيق أهدافها في مجال السالمة الطرقية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه قبل إنشاء الوكالة الوطنية‪ ،‬كانت توزع مداخيل غرامات مخالفات قانون السير على الطرق وفقا لنسب‬
‫منصوص عليها في المواد ‪ 15‬و‪ 22‬و‪ 23‬من قانون المالية لسنة ‪ ،2011‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ %50 -‬من عائدات الغرامات التصالحية والجزافية لفائدة مرفق الدولة المسير بصورة مستقلة "مديرية النقل عبر‬
‫الطرق والسالمة الطرقية"‪ ،‬والذي تم حذفه بموجب قانون المالية برسم سنة ‪ ،2020‬وذلك على إثر إحداث الوكالة‬
‫الوطنية سالفة الذكر؛‬
‫‪ %28 -‬من حصيلة الغرامات واإلدانات المالية المتعلقة بالمخالفات المرورية الصادرة عن المحاكم‪ ،‬لصالح‬
‫"الصندوق الخاص لدعم المحاكم"؛‬
‫‪ %12 -‬من حصيلة الغرامات والجزاءات المالية المتعلقة بالمخالفات المرورية الصادرة عن المحاكم‪ ،‬لصالح‬
‫"الصندوق الخاص لدعم المؤسسات السجنية"‪.‬‬
‫وقد أوضحت الوكالة بشأن هذه النقطة أنها عقدت عدة اجتماعات مع وزارة المالية واألمانة العامة للحكومة لتحديد‬
‫الحصة الخاصة بالوكالة وضمان تحصيلها‪ .‬كما تمت مراسلة وزارة االقتصاد والمالية من أجل إيجاد حل لهذه‬
‫الوضعية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المخطط التشريعي للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية نص على تعديل القانون رقم‬
‫‪ 103.14‬لتحديد الحصة المذكورة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2758‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي‪:‬‬


‫وزارة النقل واللوجستيك‬
‫تحيين االستراتيجية الوطنية للسالمة الطرقية‪ ،‬تماشيا مع الخطة العالمية للسالمة الطرقية (‪،)2030-2021‬‬ ‫‪-‬‬
‫وذلك بإدراج األهداف المتعلقة بالنقل متعدد األنماط‪ ،‬وتهيئة المجال الترابي‪ ،‬وسياسات خفض السرعة؛‬
‫العمل على إبرام عقد ‪ -‬برنامج بين الدولة والوكالة الوطنية للسالمة يروم تحديد التزامات الطرفين من أجل‬ ‫‪-‬‬
‫تنفيذ هذه االستراتيجية وتوفير الموارد الالزمة لذلك‪ ،‬في إطار االختصاصات الموكولة لهذه األخيرة؛‬
‫العمل على تفعيل دور اللجن المسؤولة عن السالمة الطرقية على المستوى الوطني والجهوي‪ ،‬والسيما‬ ‫‪-‬‬
‫اللجنة المشتركة بين الوزارات واللجنة الدائمة واللجن الجهوية للسالمة الطرقية‪ ،‬والحرص على ضمان‬
‫انتظام اجتماعاتها وتتبع قراراتها؛‬
‫الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية‬
‫تأهيل نظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة‪ ،‬بتنسيق مع الشركاء المعنيين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وذلك لضمان اندماج وتكامل مكوناته ونجاعة مخرجاته‪ ،‬سواء في المرحلة الرضائية أو المرحلة القضائية؛‬
‫وزارة االقتصاد والمالية‬
‫السعي لتحديد حصة الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية من مداخيل الغرامات التصالحية والجزافية لتمكينها‬ ‫‪-‬‬
‫من تنفيذ أهدافها في مجال السالمة الطرقية‪ ،‬وفق ما ينص عليه القانون رقم ‪ 103.14‬المحدث لها‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬اقتناء وتركيب وصيانة الرادارات الثابتة‬
‫شرعت الوزارة المكلفة بالنقل واللوجستيك باقتناء وتركيب الرادارات الثابتة سنة ‪ ،2007‬من خالل اقتناء ‪ 150‬رادارا‪ .‬غير‬
‫أن التأخر في دخول قانون مدونة السير على الطرق حيز التنفيذ‪ ،‬إلى غاية سنة ‪ ،2010‬أدى إلى قصور في استغالل هذا‬
‫العتاد‪ ،‬حيث لم يتم الشروع في استغالل مائة رادار إال ابتداء من سنة ‪.2014‬‬
‫وفي سنة ‪ ،2018‬تم الشروع في توسعة حظيرة الرادارات الثابتة‪ ،‬بعد اقتناء ‪ 552‬رادارا من الجيل الجديد‪ ،‬بمبلغ إجمالي‬
‫قدره ‪ 276‬مليون درهم‪ ،‬لتغطية جميع جهات المملكة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تمت إثارة عدة مالحظات‪ ،‬من أبرزها ما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تسريع عمليات تركيب الرادارات من الجيل الجديد‬
‫تمر عملية تركيب الرادارات بعدة مراحل أهمها القيام بأشغال التثبيت والربط بشبكة الكهرباء‪ ،‬وإجراء االختبارات التقنية‬
‫لتشغيلها‪ ،‬ثم تسلم المعدات من طرف اللجنة المعينة من طرف الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية‪ .‬إال أنه‪ ،‬وبعد انصرام ثالث‬
‫سنوات من تاريخ المصادقة على الصفقات المخصصة القتناء هذه الرادارات في دجنبر ‪ ،2018‬لم يتجاوز معدل تركيبها‬
‫‪ %12‬من مجموع العتاد (أي ‪ 66‬رادارا من أصل ‪ 552‬تم اقتناؤها إلى حدود نهاية فبراير ‪ ،)2022‬مقابل ‪ %29‬من الرادارات‬
‫في طور التركيب و‪ %59‬لم يتم تركيبها بعد‪.‬‬
‫وقد أرجعت الوكالة في معرض جوابها السبب في التأخر المسجل في أشغال تركيب الرادارات أساسا إلى فترة الحجر‬
‫الصحي التي أدت إل نقص حاد في وتيرة تثبيت الرادارات‪ ،‬عالوة على التأخير الكبير في الحصول على التراخيص‬
‫الالزمة لتثبيت الرادارات وربطها بالشبكة الكهربائية بسبب تعدد المتدخلين واإلكراهات اإلدارية المرتبطة بكل‬
‫متدخل‪ .‬كما أفادت بأنه إلى متم شهر يوليوز ‪ ،2022‬تم تشغيل ‪ 134‬جهازا أي ‪ ،%24‬وتثبيت ‪ 136‬جهازا أي ‪%25‬‬
‫في انتظار ربط هذه األجهزة بالكهرباء‪ ،‬والباقي في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلنجاز دراسات تهم سلوك مستعملي الطرق‬
‫تقوم الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية والوزارة المكلفة بالنقل بتقييم مخاطر الحوادث المتعلقة بالسرعة بناء على خالصات‬
‫سنوية لحوادث المرور‪ ،‬تلخص المعطيات الخاصة بالحوادث ذات الضرر الجسماني التي سجلتها مصالح المديرية العامة‬
‫لألمن الوطني والدرك الملكي‪ .‬إال أنه‪ ،‬وفي غياب دراسات لسلوك مستعملي الطرق واألسباب والعواقب المترتبة عن تجاوز‬
‫السرعة القصوى‪ ،‬تبقى هذه الخالصات غير كافية لتحديد المقاطع الطرقية األكثر خطورة‪.‬‬
‫كما أن هذه الخالصات السنوية تقتصر في غالب األحيان على المعلومات الواردة في محاضر حوادث المرور ذات الضرر‬
‫الجسماني‪ ،‬والتي غالبا ما ال تتضمن توصيفا دقيقا للحادثة‪ ،‬خصوصا السرعة ونقطة وقوع الحادثة داخل التجمعات السكنية‪،‬‬
‫عوض االقتصار على اسم الشارع أو الحي‪ .‬باإلضافة لذلك‪ ،‬فإن هذه الخالصات ال تتضمن المعلومات المتعلقة بالحوادث‬
‫المادية وتلك المرتبطة بالتعب وتأثير الكحول وعدم احترام إجبارية استعمال حزام السالمة (عدد الحوادث ودرجة خطورتها‬
‫واألضرار المالية الناتجة عنها)‪.‬‬
‫وقد أفادت الوكالة إلى أنها ستعمل على إنجاز الدراسات الالزمة لقياس المؤشرات السلوكية لدى مستعملي الطريق‬
‫السيما تلك المتعلقة بالسرعة‪ ،‬وذلك بشكل دوري ووفق التجارب الرائدة في هذا المجال‪ ،‬مضيفة بأنها واعية بأهمية‬
‫‪2759‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫التوفر على معطيات وبيانات موثوقة لحوادث السير الجسمانية‪ .‬كما قامت الوكالة في إطار برنامج عملها بإدراج‬
‫مشروع تطوير وتأهيل نظام تجميع البيانات المتعلقة بحوادث السير الجسمانية وذلك بتنسيق مع مختلف المتدخلين وال‬
‫سيما هيئات المراقبة الطرقية‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬أشارت وزارة العدل إلى أن التنظيم الهيكلي الجديد للوزارة يتضمن خلق مرصد وطني لإلجرام‬
‫سيكون من بين مهامه دراسة كل السلوكات اإلجرامية بما فيها السلوكات اإلجرامية على الطرق والتي تشكل مخالفة‬
‫للقانون‪ ،‬ومن شأن إحداث هذا المرصد أن يمكن من تحديد مسببات هذه السلوكات وسبل الحد منها ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب تحديد مواقع تركيب الرادارات قبل اإلعالن عن طلبات العروض‬
‫يقتضي االستغالل األمثل لحظيرة الرادارات احترام الخطط التشغيلية ومعايير التركيب وأولويات االستخدام المحددة في‬
‫دراسات الجدوى التقنية حسب نوع المعدات‪ ،‬وذلك في أفق تحقيق األهداف المسطرة في االستراتيجية الوطنية للسالمة‬
‫الطرقية‪.‬‬
‫غير أن الصفقات المبرمة في سنة ‪ ،2018‬اقتصرت على تحديد مواقع التركيب خارج التجمعات السكنية (الرادارات من نوع‬
‫‪-I‬أ‪ ،‬باستثناء الطرق السيارة)‪ ،‬في ما تُرك قرار تحديد مواقع تركيب الرادارات داخل المناطق السكنية لمرحلة تنفيذ الصفقة‬
‫(الرادارات من نوع ‪ -I‬ب)‪ .‬وقد واجه إنجاز هذه الصفقات عدة إكراهات إدارية وتقنية ومالية‪ ،‬تتعلق على وجه الخصوص‬
‫بصعوبة الحصول على الرخص اإلدارية وربط الرادارات بالكهرباء واألنترنيت‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬قامت مديرية النقل عبر الطرق والسالمة الطرقية‪ ،‬بتاريخ ‪ 6‬مايو ‪ ،2019‬بمراسلة المديريات الجهوية‬
‫للوزارة المكلفة بالنقل القتراح المواقع المناسبة لتركيب الرادارات على مستوى المقاطع الطرقية األكثر عرضة للحوادث‪.‬‬
‫كما قامت بمراسلة عمال األقاليم والعماالت‪ ،‬بتاريخ ‪ 7‬أبريل ‪ ،2021‬لتعيين مواقع جديدة بعد تعذر تركيبها في المواقع المحددة‬
‫سابقا‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تم تسجيل توقفات متكررة لألشغال‪ ،‬باإلضافة إلى المخاطر المرتبطة بالزيادة في حجم األشغال (زيادة‬
‫أشغال حفر الخنادق وتوريد األسالك الكهربائية)‪.‬‬
‫وقد أرجعت الوكالة األسباب الرئيسية لعدم تحديد أماكن تثبيت الرادارات داخل المجال الحضري في عدم توفر قاعدة‬
‫بيانات حوادث السير على المعلومات المتعلقة بالمواقع الجغرافية للحوادث في المناطق الحضرية بشكل دقيق‪ .‬كما أن‬
‫المعطيات التي ستعتمدها أي دراسة قبلية يمكن أن تتغير بين تاريخ إنجاز الدراسة ومرحلة التنفيذ (كتوسيع الطرق‪،‬‬
‫وتهييئ مرافق جديدة للسالمة الطرقية‪ ،‬وتثبيت أو إزالة إشارات المرور الضوئية‪ ،‬وتهييئ مواقف السيارات‪ ،‬إلخ‪.).‬‬
‫كما أشارت الوكالة إلى أنه قد تم توزيع الرادارات على المدن بحسب نسبة حوادث السير والوفيات المسجلة بها وبعد‬
‫هذه المرحلة تم تحديد أماكن تثبيت الرادارات بمقاربة تشاركية مع جميع الجهات الفاعلة المعنية‪ ،‬وال سيما األمن‬
‫الوطني والجماعات الترابية والسلطات المحلية والمصالح الخارجية لوزارة التجهيز والنقل‪.‬‬
‫من أجل ذلك‪ ،‬يوصي المجلس الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية بما يلي‪:‬‬
‫تحسين مسطرة تحديد الحاجيات والتخطيط القتناء الرادارات الثابتة‪ ،‬من خالل إجراء دراسات قبلية تعنى‬ ‫‪-‬‬
‫بسلوك مستعملي الطرق وتحديد مواقع تركيب الرادارات قبل اإلعالن عن طلبات العروض المتعلقة باقتنائها‬
‫وتركيبها؛‬
‫تسريع عملية تركيب وتشغيل الرادارات المقتناة‪ ،‬من خالل السعي لتجاوز المعيقات اإلدارية والتقنية بتنسيق‬ ‫‪-‬‬
‫مع األطراف المعنية (خصوصا الحصول على الرخص اإلدارية الضرورية وربط الرادارات بشبكات الكهرباء‬
‫واألنترنت)‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬تحسين نجاعة نظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة‬
‫تشكل نجاعة وفعالية نظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة وسيلة أساسية لتغيير سلوك السائقين‪.‬‬
‫غير أن فعالية هذا النظام تبقى محدودة‪ ،‬بالنظر إلى ارتفاع حجم المخالفات التي يتم إلغاؤها بعد معاينتها‪ ،‬بحيث تم تقدير مبالغ‬
‫الغرامات المحتملة المقابلة لها بما يزيد على ‪ 3.881‬مليون درهم‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬أي ما يعادل ‪ 554‬مليون درهم‬
‫في السنة‪ .‬وتعود أسباب هذه الوضعية إلى وجود مشاكل تقنية أو متعلقة بالتبليغ أو بتقادم المخالفات‪ ،‬سواء في مرحلة معالجتها‬
‫على مستوى الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية أو بعد إحالتها على المحاكم المختصة‪.‬‬
‫معالجة المخالفات على مستوى الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية‬
‫في حالة تجاوز السائق السرعة المسموح بها‪ ،‬يلتقط رادار المراقبة صورة رقمية للوحة تسجيل المركبة والسرعة التي كانت‬
‫تسير بها وتاريخ ومكان المخالفة‪ ،‬ليقوم في مرحلة بعدية بإرسالها إلى المركز الوطني للمعالجة التابع للوكالة الوطنية للسالمة‬
‫الطرقية‪ ،‬التي تقوم بمعالجة المعطيات المرتبطة بالمخالفة وإشعار المخالف بها قصد تحصيل الغرامات المخصصة لها‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2760‬‬

‫‪ ‬ضرورة العمل على تقليص نسبة إلغاء المخالفات‬


‫خالل الفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى ‪ ،2021‬بلغ عدد المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة‪ ،‬أزيد من ‪ 17‬مليون مخالفة‪.‬‬
‫وقد أدت معالجة هذه المخالفات إلى قبول ‪ 8,52‬مليون مخالفة وإلغاء ‪ 6,69‬مليون منها‪ ،‬وهو ما يعادل نسبة إلغاء تجاوزت‬
‫‪ .%39‬ويعزى هذا الوضع بشكل أساسي إلى األسباب التالية‪:‬‬
‫• ضعف جودة الصور الرقمية الملتقطة‬
‫تشكل نسبة المخالفات الملغاة بسبب ضعف جودة الصور الملتقطة حوالي ‪ %64‬من إجمالي المخالفات الملغاة‪ ،‬أي ما يزيد‬
‫عن ‪ 4,27‬مليون مخالفة‪ .‬ويمكن تفسير هذه الوضعية بالحالة المتردية لكاميرات الرادارات ولعدم مطابقة صفائح التسجيل‬
‫لمعايير التصنيع (صور داكنة أو ساطعة أو غير واضحة‪ ،‬باإلضافة لتعذر قراءة صفائح المركبة)‪.‬‬
‫• عدم قدرة الرادار على تحديد المركبة المخالفة‬
‫ال تمكن كاميرات الرادارات الثابتة من الجيل القديم من تحديد المركبة المخالفة التي توجد في بعض الوضعيات المرورية‬
‫(مثل مركبتين متوازيتين أو مركبتين متتابعتين تفصلهما مسافة قصيرة) ويتسبب هذا القصور التقني في إلغاء عدد كبير من‬
‫المخالفات سنويا‪ ،‬حيث شكلت حوالي ‪ %26‬من إجمالي المخالفات الملغاة خالل الفترة سالفة الذكر‪.‬‬
‫• إلغاء المخالفات المرتكبة من قبل الدراجات النارية غير المسجلة‬
‫على الرغم من إلزامية تسجيل الدراجات النارية بعجلتين‪ ،‬التي تم سنها منذ سنة ‪ ،2015‬فإن العديد من السائقين ال يمتثلون‬
‫لهذا اإلجراء‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى إلغاء عدد كبير من المخالفات المرتكبة من طرف هذه المركبات‪ ،‬والتي بلغ مجموعها أزيد‬
‫من ‪ 306.000‬مخالفة خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أوضحت الوكالة في ما يتعلق بحاالت اإللغاء المتعلقة بالدراجات النارية التي تقل سعة محركها عن‬
‫‪ 50‬سم مكعب‪ ،‬فإن القانون رقم ‪ 52.05‬المتعلق بمدونة السير ينص على ضرورة ترقيم الدراجات النارية تحت ‪50‬‬
‫سم مكعب‪ .‬كما يعتبر عدم ترقيم هذا النوع من الدراجات جنحة يعاقب عليها بغرامة من ‪ 2000‬درهم إلى ‪12000‬‬
‫درهم مع حجز الدراجة النارية إلى غاية رفع المخالفة (المادة ‪.)161‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتحسين إجراءات التعرف على أرقام تسجيل المركبات المخالفة‬
‫يعتمد األعوان التابعو ن للمركز الوطني لمعالجة المخالفات في تحديد هوية مالكي المركبات المخالفة على قاعدة معطيات‬
‫البطاقات الرمادية للمركبات المسجلة في المغرب‪ .‬غير أن تحليل رسائل المخالفات المسجلة خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬بين‬
‫وجود أزيد من مليوني مركبة في حالة انتظار التعرف عليها‪.‬‬
‫وتشكل المخالفات التي التقطتها الرادارات الثابتة‪ ،‬خالل الفترة الممتدة من ‪ 2016‬إلى ‪ ،2019‬المرتكبة من طرف المركبات‬
‫المسجلة بالخارج‪ ،‬ما يناهز مليون و‪ 184‬ألف مخالفة‪ ،‬من بينها ‪ 25.361‬مخالفة من شأنها أن تشكل جنحة و‪102.294‬‬
‫مخالفة من الدرجة األولى‪ .‬إال أن تحرير محاضر هذه المخالفات يتم دون إشعار المخالفين المعنيين‪ ،‬بسبب صعوبة تحديد‬
‫هوية مالكي هذه المركبات‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬ال تتوفر الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية على منصة مشتركة مع الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك من‬
‫أجل مدها بالمعطيات الالزمة لتحديد مستعملي سيارات الدولة المرتكبة للمخالفات‪ .‬وقد بلغ‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬عدد‬
‫المخالفات الملتقطة لهذه السيارات حوالي ‪ 305.895‬مخالفة‪ ،‬ما يزيد عن ‪ %64‬منها لم يتم التعرف على مرتكبيها (حوالي‬
‫‪ 196.777‬مخالفة)‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى أن ما يزيد عن ‪ 2.646‬مخالفة من شأنها أن تصنف كجنحة و‪ 20.086‬مخالفة من‬
‫الدرجة األولى‪ .‬مع العلم بأن الوكالة الوطنية تقوم بتبليغ محاضر المخالفات الملتقطة إلى اإلدارات المعنية‪ ،‬دون أن تقوم هذه‬
‫األخيرة بالتبليغ بشكل منتظم عن الموظفين المخالفين‪.‬‬
‫أوردت الوكالة في جوابها أنها قامت بالتعاون مع إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بإنشاء منصة لتبادل‬
‫البيانات المتعلقة بالقبول المؤقت للسيارات المسجلة بالخارج ومحاضر المخالفات التي تم تسجيلها في حقها‪ .‬وذلك‬
‫بهدف إشعار المخالفين عند المعابر الحدودية مع دعوتهم ألداء مبالغ الغرامات المسجلة في حقهم وديا قبل مغادرة‬
‫التراب الوطني‪ .‬كما قامت الوكالة والشركة الوطنية للنقل واللوجستيك‪ ،‬بإعداد دراسة إلنشاء منصة للتبادل اإللكتروني‬
‫يسمح بتلقي المعلومات الخاصة بأسطول مركبات الدولة يوميا من أجل تقليل التأخير في تحرير المخالفات‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحسين مستوى تبليغ اإلشعار بالمخالفات‬
‫خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬لم يتجاوز معدل تبليغ اإلشعار بالمخالفات إلى المعنيين باألمر نسبة ‪ ،%56‬أي ما يعادل ‪4,56‬‬
‫مليون مخالفة من الدرجة األولى والثانية والثالثة من إجمالي ‪ 8,15‬مليون مخالفة‪ .‬وترجع أسباب هذه الوضعية إلى المشاكل‬
‫المتعلقة بتحديد عناوين المخالفين وعدم تغطية بعض المناطق بالخدمات البريدية‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية ال تتوفر على المعطيات المتعلقة بمآل ‪ 178‬ألف إشعار تم إرساله إلى‬
‫بريد المغرب خالل الفترة ‪ .2021-2017‬وقد سجل‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬أن المراقبة التي يجريها المركز الوطني لمعالجة‬
‫‪2761‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫المخالفات تقتصر على التأكد من تطابق محاضر المخالفات المرسلة إلى بريد المغرب مع المبالغ المضمنة في الفواتير أثناء‬
‫إعداد الكشوفات الشهرية‪.‬‬
‫وقد أرجعت الوكالة سبب عدم تسليم إشعارات المخالفات بشكل أساسي إلى عدم ضبط العناوين باإلضافة إلى تقصير‬
‫بعض المواطنين في أخذ رسائلهم من مكاتب البريد‪ .‬أما فيما يخص اإلشعارات التي لم يتم التوصل بمصيرها‪ ،‬فقد‬
‫تمت مقارنة المعطيات مع مصالح البريد والتي أظهرت أن الفارق الملحوظ يرجع إلى مشكلة تقنية في تبادل المعطيات‬
‫وسيتم تجاوزها‪.‬‬
‫تحريك الدعوى العمومية وتنفيذ األحكام‬
‫في حالة تعذر التعرف على عنوان مالك المركبة أو في حالة رفضه تلقي التبليغ بالمخالفة أو في حالة عدم أداء الغرامة‬
‫التصالحية والجزافية‪ ،‬توجه الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 203‬من مدونة السير على الطرق‪ ،‬محاضر‬
‫المخالفات إلى وزارة العدل‪ .‬التي تقوم بإحالتها على وكالء الملك لدى المحاكم المختصة قصد تحريك الدعوى العمومية‪ .‬وقد‬
‫بلغ عدد محاضر المخالفات الموجهة إلى النيابة العامة ‪ 5,4‬مليون محضر خالل الفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى ‪.2021‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى مراجعة اآلجال القانونية لتحصيل الغرامة التصالحية والجزافية‬
‫يتم تحصيل الغرامة التصالحية والجزافية‪ ،‬ما عدا في حالة المنازعة‪ ،‬داخل أجل مدته ثالثون (‪ )30‬يوما كاملة‪ ،‬يبتدأ من اليوم‬
‫الموالي ليوم تبليغ اإلشعار بالمخالفة‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضيات المادتين ‪ 27222‬و‪ 230‬من القانون رقم ‪ 52.05‬سالف الذكر‪.‬‬
‫ويستفيد المخالف الذي يؤدي هذه الغرامة في غضون ‪ 24‬ساعة أو ‪ 15‬يوما من تاريخ تبليغ اإلشعار من تخفيض في مبلغها‪.‬‬
‫ورغم هذه التسهيالت الممنوحة لتشجيع المخالفين على أداء ما بذمتهم‪ ،‬يظل مستوى أداء الغرامات في المرحلة التصالحية‬
‫منخفضا‪ ،‬بحيث لم تتجاوز هذه النسبة ‪ %12,5‬خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬حيث تم استخالص ما يناهز ‪ 1,04‬مليون غرامة‬
‫تصالحية وجزافية من أصل ‪ 8,15‬مليون مخالفة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن أجل ثالثين يوما يبقى غير كاف‪ ،‬من جهة‪ ،‬للسماح للمخالفين‬
‫بأداء الغرامة التصالحية والجزافية داخل أجل معقول‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬لتمكين الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية من تتبع‬
‫أنجع لمآل محاضر المخالفات التي لم يتم تبليغها من طرف بريد المغرب‪ ،‬وكذلك الغرامات غير المستخلصة من طرف‬
‫الخزينة العامة للمملكة‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أفادت وزارة العدل أنه سبق أن اقترحت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية الرفع من هذا األجل إلى‬
‫‪ 90‬يوما غير أن الوزارة ترى أن أي رفع لألجل المذكور ال ينبغي أن يتعدى ‪ 60‬يوما فقط‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إيالء العناية الالزمة لعملية إحالة محاضر المخالفات على القضاء لتفادي حفظها‬
‫تنص المادة ‪ 5‬من قانون المسطرة الجنائية على أن الدعوى العمومية تتقادم بمرور سنة ميالدية كاملة تبتدأ من يوم ارتكاب‬
‫المخالفة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن إحالة ملفات المخالفات على المحاكم المختصة يقتضي األخذ بعين االعتبار أجل تقادمها‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬فإن النيابة العامة لدى المحاكم المختصة تتلقى‪ ،‬في كثير من الحاالت‪ ،‬محاضر مخالفات طالها التقادم أو‬
‫اقترب أجل تقادمها‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى حفظها‪ ،‬بحيث بلغت نسبة حفظ الملفات أزيد من ‪ ،%62‬أي ما يعادل ‪ 3,4‬مليون‬
‫محضر مخالفة تم حفظه من أصل ‪ 5,47‬مليون محضر تمت إحالته على النيابة العامة خالل الفترة ‪ .2021-2015‬هذه‬
‫الوضعية‪ ،‬تقتضي إيالء المزيد من العناية للرفع من فعالية ونجاعة نظام معالجة المخالفات قبل إحالتها على المحاكم المختصة‪،‬‬
‫بما يتيح تعزيز الرقابة والمساواة أمام العقوبة‪ ،‬وبالتالي تغيير سلوك مستعملي الطرق‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن عملية إحالة محاضر المخالفات على المحاكم لم يتم الشروع فيها سوى في سنة ‪ 2015‬بالنسبة للجنح‬
‫و‪ 2016‬بالنسبة للمخالفات من الدرجات األولى والثانية والثالثة‪ ،‬وذلك‪ ،‬بالرغم من دخول القانون رقم ‪ ،52.05‬سالف الذكر‪،‬‬
‫حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر ‪ .2010‬كما أن معالجة محاضر المخالفات على مستوى وزارة العدل لم تنطلق سوى في سنة‬
‫‪( 2018‬سنة تعميم نظام معالجة المخالفات والجنح بجميع المحاكم االبتدائية)‪ ،‬وهو ما نتج عنه تراكم الملفات التي كان على‬
‫المحاكم البت فيها‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة العدل في هذا الصدد‪ ،‬إلى أن النيابة العامة بمحاكم المملكة تسهر على تفعيل المواد من ‪ 375‬إلى‬
‫‪ 382‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬والتي تنص على إمكانية اقتراحها على المخالف أداء غرامة جزافية ال تتجاوز‬
‫نصف الحد األقصى للغرامة المقررة قانونا‪ ،‬وهذا االقتراح يصبح سندا قابال للتنفيذ في حالة قبول المخالف به أو عدم‬
‫تعرضه‪ ،‬وهو ما يمكن من أجل إضافي ألداء مبلغ الغرامة رضائيا‪ ،‬وكذلك ترشيد المجهودات البشرية والمادية‬
‫المرتبطة بتحريك الدعوى العمومية‪.‬‬

‫‪ 27‬المادة ‪ 222‬من قانون مدونة السير على الطرق كما تم تغييره وتعديله بالمادة األولى من القانون رقم ‪ 116.14‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.16.106‬بتاريخ ‪ 13‬شوال ‪ 18( 1437‬يوليو ‪.)2016‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2762‬‬

‫‪ ‬ضرورة تعزيز الموارد البشرية واللوجستيكية للمحاكم لمواكبة ارتفاع عدد المحاضر المحالة عليها‬
‫تتمركز ملفات المخالفات بشكل كبير على مستوى المحاكم االبتدائية للدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة وتمارة وسال‬
‫(حوالي ‪ %68‬من مجموع المخالفات المحالة على القضاء)‪ ،‬وذلك اعتبارا ألهمية الشبكة الطرقية وحركة السير داخل النطاق‬
‫الترابي لهذه المحاكم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تلقت المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء لوحدها أزيد من ‪ 1,8‬مليون محضر مخالفة‬
‫من مجموع ‪ 5,4‬مليون محضرا‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %33‬من إجمالي المحاضر المحالة على المحاكم خالل الفترة ‪.2021-2015‬‬
‫كما أن االستمرار في توسيع حظيرة الرادارات الثابتة على المستوى الوطني سيؤدي حتما إلى إنتاج كم هائل من المحاضر‪،‬‬
‫وبالتالي زيادة حجم األشغال الملقاة على عاتق قضاة النيابة العامة وقضاة الحكم وأطر كتابة النيابة العامة وكتابة الضبط من‬
‫أجل إحالة ملفات المخالفات والبت فيها وتبليغ وتنفيذ األحكام الصادرة في شأنها‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن هذا االرتفاع‪ ،‬يستدعي مواكبته‬
‫بالموارد البشرية واللوجستيكية الالزمة لمعالجة هذه الملفات داخل آجال معقولة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتجاوز إشكالية غياب الهوية الكاملة للمخالف في الملفات المتعلقة بالجنح‬
‫يطرح تدبير المخالفات المتعلقة بتجاوز السرعة القصوى المسموح بها بما يعادل ‪ 50‬كيلومتر في الساعة أو أكثر‪ ،‬والتي من‬
‫شأنها أن تشكل جنحا‪ ،‬العديد من اإلشكاالت المرتبطة بعدم تضمين المحاضر اإللكترونية للهوية الكاملة للمخالفين أو صفتهم‬
‫بما يسمح باحترام قواعد االختصاص االستثنائية أو الخاصة بمحاكمة األحداث أو األشخاص الذين يتجاوز سنهم ‪ 60‬سنة‪،‬‬
‫وبالتالي يتعذر تطبيق اإلكراه البدني في حقهم‪ .‬وبما أن أغلبية الملفات يتم البت فيها غيابيا‪ ،‬فإن الهوية تكتسي أهمية قصوى‬
‫من أجل تحديد االختصاص النوعي وكذلك تنفيذ األحكام‪ .‬غير أن النيابة العامة غالبا ما تواجه عدة صعوبات لإلدالء بالهوية‬
‫الكاملة للمعنيين باألمر وهو ما يؤدي إلى تأخر البت في هذه الملفات‪.‬‬
‫كما أن اعتماد نظام المراقبة والمعالجة على معطيات البطاقة الرمادية لتحديد هوية المخالفين‪ ،‬تجعل من مالك المركبة هو‬
‫المخالف بصفة تلقائية‪ ،‬وهو ما يطرح الكثير من المشاكل بالنسبة للمركبات المملوكة لألشخاص المعنوية من القطاعين العام‬
‫والخاص أو في حالة تأجيرها أو تغيير ملكيتها‪ .‬ومن بين مقترحات وزارة العدل لتجاوز المنازعات الناشئة عن هذه اإلشكالية‪،‬‬
‫تطوير عملية التقاط صورة المخالفة لتشمل أيضا التقاط صور السائق‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت وزارة العدل في جوابها أن تطوير عملية التقاط صورة المخالفة لتشمل أيضا التقاط صورة‬
‫السائق من شأنه أن يحد من ارتفاع عدد المنازعات التي نشهدها في الوقت الراهن‪ ،‬خاصة وأن مقتضيات القانون رقم‬
‫‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي يتيح هذه اإلمكانية‪ ،‬من أجل‬
‫تفادي المنازعة وتطبيقا لمبدأ شخصية العقوبة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة إمكانية مراجعة إجبارية التصريح بالنسبة لألشخاص المعنويين‬
‫تشكل المخالفات التي تخص األشخاص المعنويين ‪ %29‬من مجموع المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة (حوالي‬
‫‪ 345.000‬مخالفة سنويا)‪ %80 ،‬منها من الدرجة الثالثة والتي ال تستوجب خصم النقط‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬اقترحت الوكالة‬
‫الوطنية للسالمة الطرقية وكذلك وزارة العدل إعفاء األشخاص المعنويين من إجبارية التصريح بالنسبة للمخالفات من الدرجة‬
‫الثالثة‪ ،‬مع إتاحة إمكانية األداء المباشر‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن من شأن اعتماد هذا المقترح السماح بإرسال اإلشعار مباشرة إلى الشخص‬
‫المعنوي وإعفائه من التصريح بالسائق‪ ،‬وبالتالي تخفيف األعباء الملقاة على عاتق المحاكم‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تحسين تبليغ وتنفيذ األحكام القضائية‬
‫منذ دخول القانون المتعلق بمدونة السير على الطرق حيز التنفيذ في سنة ‪ ،2010‬وإلى غاية سنة ‪ ،2021‬بلغ عدد األحكام‬
‫الصادرة بشأن مخالفات السرعة الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة‪ ،‬ما يناهز ‪ 1.534.151‬حكما‪ ،‬منها ‪ُ 1.503.636‬حكما‬
‫باإلدانة‪ .‬إال أن تبليغ هذه األحكام وتنفيذها يواجه عدة معيقات‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬لم تتجاوز نسبة تبليغ األحكام الصادرة عن‬
‫المحاكم االبتدائية ‪( %8‬أي ما يعادل‪ 119.857‬حكما)‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن معدل التبليغ برسم سنة ‪ 2021‬لم يتجاوز ‪%2‬‬
‫(بحيث تم تبليغ ‪ 3.572‬حكما من بين ‪ 181.289‬حكم إدانة)‪.‬‬
‫كما بلغت نسبة تنفيذ األحكام التي تم تبليغها خالل نفس الفترة حوالي ‪( %61‬أي ‪ 73.419‬حكما)‪ .‬غير أن معدل االستخالص‬
‫لم يتجاوز‪ ،‬من حيث القيمة‪ %5 ،‬من إجمالي مبالغ األحكام التي تم تبليغها‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 31‬مليون درهم من إجمالي ‪664‬‬
‫مليون درهم من الغرامات الصادرة عن األحكام‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن معيقات تبليغ األحكام ترتبط أساسا بصعوبة تحديد عناوين المخالفين‪ ،‬بحيث تواجه كتابات الضبط لدى‬
‫المحاكم نفس المشاكل التي واجهت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية خالل المرحلة التصالحية‪ ،‬وهو ما يقتضي تكثيف جهود‬
‫التنسيق بين وزارة العدل والوكالة وتبادل المعلومات والعناوين المتاحة منذ المرحلة التصالحية‪.‬‬
‫ورغ بة في إعطاء دينامية أكثر لعملية تبليغ وتحصيل الغرامات واإلدانات النقدية‪ ،‬فقد أشارت وزارة العدل إلى أنها اتخذت‬
‫مجموعة من التدابير التي تروم تحقيق النجاعة والفعالية في عملية التحصيل‪ ،‬منها إحداث وحدات خاصة بالتبليغ والتحصيل‬
‫على صعيد محاكم المملكة‪ ،‬وتعزيزها بموظفين قارين ومؤهلين للقيام بمهام التبليغ والتحصيل وكذا بالموارد اللوجستيكية‪.‬‬
‫‪2763‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أفادت وزارة العدل أنها منكبة على دراسة إمكانية الولوج إلى بيانات المواطنين المخزنة بقاعدة بيانات التعريف‬
‫الوطنية خاصة تلك المتعلقة بالعناوين بتعاون مع اإلدارة العامة لألمن الوطني‪ ،‬وقد سبق عقد اجتماعات تنسيقية بين‬
‫مسؤولي الوزارة والمديرية العامة المذكورة في سبيل تيسير هذه الرؤية‪.‬‬
‫وعليه ‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة العدل ووزارة النقل واللوجستيك والوكالة الوطنية للسالمة الطرقية بما‬
‫يلي‪:‬‬
‫تدارس جدوى مراجعة اآلجال القانونية الستخالص الغرامة التصالحية والجزافية المحددة في ثالثين (‪)30‬‬ ‫‪-‬‬
‫يو ًما من تاريخ تبليغ اإلشعار بالمخالفة‪ ،‬بما يتيح للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية من تحصيل الغرامات‬
‫التصالحية والجزافية داخل آجال معقولة؛‬
‫العمل على تحسين أداء ومردودية نظام المراقبة والمعالجة اآللي للمخالفات‪ ،‬وال سيما من خالل الجوانب‬ ‫‪-‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫تأهيل الرادارات المستعملة بهدف تقليص نسبة إلغاء المخالفات‪ ،‬المرتبط بالمشاكل التقنية أو بجودة‬ ‫‪-‬‬
‫المعدات المركبة؛‬
‫االستغالل المندمج للمعلومات التي يوفرها نظام تسجيل البطائق الرمادية ورخص السياقة‪ ،‬من أجل الرفع‬ ‫‪-‬‬
‫من فعالية ونجاعة تحديد هوية مالكي المركبات موضوع المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة؛‬
‫إنشاء آلية للتنسيق مع إدارة الجمارك للتعرف على هوية مالكي المركبات المسجلة بالخارج وتبليغ‬ ‫‪-‬‬
‫المعنيين باألمر باإلشعار بالمخالفة؛‬
‫حث األجهزة العمومية على التصريح المنتظم باألعوان والموظفين المعنيين بالمخالفات الملتقطة بواسطة‬ ‫‪-‬‬
‫الرادارات الثابتة لسيارات الدولة‪ ،‬وتسهيل عمليات إشعارهم بمحاضر المخالفات؛‬
‫اللجوء إلى وسائل بديلة‪ ،‬مثل الرسائل النصية واإللكترونية‪ ،‬لتحسين معدل تبليغ اإلشعار بالمخالفات‬ ‫‪-‬‬
‫وتجاوز اإلكراهات المرتبطة بعناوين المخالفين؛‬
‫إنشاء آلية يقظة وتتبع‪ ،‬بالتنسيق بين الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية ووزارة العدل‪ ،‬تهدف إلى ضبط‬ ‫‪-‬‬
‫آجال التقادم وعملية إحالة محاضر المخالفات على المحاكم المختصة‪.‬‬

‫الحكامة الترابية والتنمية المجالية‬


‫تندرج التنمية المجالية ضمن األولويات الكبرى لبالدنا‪ ،‬في إطار السعي إلى التقليص من الفوارق بين الجهات وإرساء عدالة‬
‫مجالية بينها كركيزة أساسية لتفعيل النموذج التنموي الجديد‪ .‬وتضطلع الجماعات الترابية ومجموعة من الفاعلين والمتدخلين‬
‫على المستوى الترابي بدور هام في تحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫لقد أناطت القوانين التنظيمية لسنة ‪ 2015‬مجموعة من االختصاصات الواسعة والمتنوعة للجماعات الترابية بمختلف‬
‫مستوياتها‪ ،‬جعلت منها شريكا حقيقيا للدولة في تنزيل مختلف االستراتيجيات القطاعية والبرامج الوطنية على المستوى‬
‫الترابي‪ .‬فالجماعات الترابية‪ ،‬وفي مقدمتها الجهات‪ ،‬أسندت لها اختصاصات تتعلق بالتنمية االقتصادية وتحفيز االستثمار‪ ،‬بما‬
‫في ذلك إحداث فضاءات لالستقبال الصناعي‪ ،‬واختصاصات أخرى ذات طابع اجتماعي فضال عن دورها الرئيسي في تدبير‬
‫خدمات القرب ذات الصلة المباشرة بالمعيش اليومي للمواطن‪ ،‬ومن بينها التزويد بالماء الصالح للشرب والتطهير السائل‬
‫وتدبير النفايات وفك العزلة‪ ،‬خاصة في الوسط القروي‪ .‬كما تساهم الجماعات الترابية بشكل كبير في أجرأة مجموعة من‬
‫البرامج ذات الطبيعة االستراتيجية‪ ،‬ومن ضمنها تلك المتعلقة بالتنقالت الحضرية‪.‬‬
‫وخالل فترة الجائحة‪ ،‬سعت هذه الجماعات الترابية‪ ،‬بتنسيق مع مصالح العماالت واألقاليم‪ ،‬إلى اتخاذ التدابير الالزمة من أجل‬
‫الحد من تداعيات هذه األزمة على التدبير اليومي للمرافق العمومية المحلية وضمان استمرار الخدمات المقدمة من طرفها‪.‬‬
‫وإلى جانب الجماعات الترابية‪ ،‬يضطلع فاعلون آخرون بأدوار مهمة في مجال التهيئة المجالية والتعمير‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫تعد الوكاالت الحضرية فاعال رئيسيا في التخطيط العمراني والتدبير الحضري من أجل مواجهة التحديات الديموغرافية‬
‫والعمرانية والتوسعات المجالية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2764‬‬

‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬تتولى وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق مهام خاصة تروم اإلسهام في التنمية االقتصادية واالجتماعية لمدينتي‬
‫الرباط وسال‪ ،‬وفق رؤية منسجمة تتالءم ومؤهالت المجال المعني بالتهيئة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬وبالنظر إلى األهمية التي يكتسيها تدعيم آليات الحكامة الترابية والتنمية المجالية‪ ،‬أنجز المجلس األعلى‬
‫للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات مجموعة من المهمات الرقابية التي انصبت حول الجوانب التالية‪:‬‬
‫تأثير األزمة الصحية "كوفيد‪ "19-‬على تدبير الجماعات الترابية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تدبير الجهات‪ :‬التخطيط االستراتيجي وتدبير النفقات؛‬ ‫‪-‬‬
‫بعض أوجه تدبير الجماعات في الوسط القروي؛‬ ‫‪-‬‬
‫االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية؛‬ ‫‪-‬‬
‫الوكاالت الحضرية؛‬ ‫‪-‬‬
‫حكامة وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تأثير األزمة الصحية "كوفيد ‪"19‬‬


‫على تدبير الجماعات الترابية‪:‬‬
‫أهمية تطوير آليات االشتغال من أجل ضمان استمرارية الخدمات‬

‫أدى انتشار جائحة كوفيد ‪ 19‬إلى انعكاسات متعددة على المستويات الصحية واالجتماعية واالقتصادية بأغلب دول العالم‪ ،‬مما‬
‫حذا بها إلى اتخاذ مجموعة من التدابير واإلجراءات االحترازية بهدف وقف انتشار هذه الجائحة‪ ،‬مع مراعاة ضمان استمرار‬
‫الدورة االقتصادية وتقديم الخدمات العمومية األساسية قدر اإلمكان‪ .‬وقد كان لهذه اإلجراءات‪ ،‬التي تتجلى أساسا في إعالن‬
‫حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي ووقف عدد من األنشطة االقتصادية‪ ،‬تداعيات بالغة األهمية‪.‬‬
‫وفي بالدنا‪ ،‬عملت السلطات العمومية منذ بداية الجائحة‪ ،‬على وضع خطط وآليات من أجل حكامة فعالة لتدبير هذه األزمة‬
‫وآثارها المتعدد ة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬قامت بتعبئة شاملة لمواجهة اآلثار الصحية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ووضع أجهزة‬
‫حكامة خاصة بتدبير األزمة‪ ،‬إضافة إلى مالءمة الترسانة القانونية والتنظيمية بما يتماشى مع الظرفية التي فرضتها طبيعة‬
‫الجائحة‪.‬‬
‫وقد انكبت المحاكم المالية‪ ،‬من خالل إنجاز مهمة موضوعاتية بتنسيق بين المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬على تقييم أثر هذه‬
‫الجائحة على الجماعات الترابية‪ ،‬حيث شملت المهمة الجهات االثنتي عشرة للمملكة و‪ 69‬عمالة وإقليم و‪ 205‬جماعة‪ .‬وقد‬
‫حددت هذه المهمة كأهداف رئيسية لها تقييم تأثير الجائحة على مختلف أوجه تدبير هذه األجهزة‪ ،‬بما في ذلك ماليتها‪ ،‬وكذا‬
‫تقييم المجهودات المبذولة من طرفها في هذا السياق‪ ،‬خاصة وأن الجماعات الترابية مدعوة إلى تعزيز حضورها وتدخالتها‬
‫بشكل يستجيب النتظارات الساكنة‪.‬‬
‫أوال‪ .‬على مستوى آثار الجائحة على الجماعات الترابية‬
‫‪ .1‬تدبير المرافق العمومية المحلية من قبل الجماعات‬
‫يعد تدبير المرافق العمومية المحلية اختصاصا ذاتيا للجماعات‪ ،‬تقوم من خالله بتقديم خدمات القرب لفائدة المواطنين‪ .‬غير‬
‫أن فترة الطوارئ الصحية‪ ،‬عرفت تدخل السلطات الحكومية المختصة والسلطة المحلية في التدبير اليومي لهذه المرافق‪ ،‬في‬
‫حين بقي دور الجماعات محدودا خالل هذه الفترة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم العمل على إصدار مجموعة من القرارات والدوريات‬
‫والبالغات سواء على المستوى المركزي أو على مستوى الواليات والعماالت تقضي بتأطير ومواكبة تدبير المرافق خالل‬
‫هذه الفترة‪ ،‬سواء من حيث استمرارية العمل أو إغالق البعض منها وكيفية استئنافها وكذلك كيفية تدبير التداعيات المالية‬
‫السلبية المترتبة عن إعالن حالة الطوارئ الصحية على مستغلي المرافق‪ ،‬وذلك طبقا لما تمليه دوريتا وزير الداخلية عدد‬
‫‪ 11252‬بتاريخ ‪ 6‬غشت ‪ 2020‬و‪ 1098‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪.2021‬‬
‫‪2765‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد عرفت المداخيل المالية المتأتية من المرافق المحلية المشار لها في الرسم البياني أسفله تأثرا واضحا بظروف الجائحة‪ ،‬إذ‬
‫سجلت ميزانيات عينة الجماعات‪ 28‬انخفاضا بحوالي ‪ 119‬مليون درهم‪ ،‬حيث شكلت المداخيل المفوتة عن استغالل األسواق‬
‫األسبوعية لوحدها نسبة ‪ %50‬من مجموع المداخيل المزمع تحصيلها‪ .‬وعموما‪ ،‬فإن األسواق بمختلف أنواعها استأثرت‬
‫بالنصيب األكبر بما يناهز ‪ 74‬مليون درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ % 62‬من مجموع المداخيل المفوتة‪ .‬وتتمثل باقي المرافق األكثر تأثرا‬
‫بالجائحة في المجازر (‪ )%12‬والمحطات الطرقية (‪ )%11‬والمرائب (‪ )%8‬والمسابح (‪.)%4‬‬
‫وتتعلق هذه ال مداخيل المفوتة أساسا إما بفقدان مباشر للموارد المتأتية من هذه المرافق في حالة التدبير المباشر‪ ،‬أو واجبات‬
‫مالية لم يتم أداؤها بعد‪ ،‬أو إعفاءات‪/‬تخفيضات للمبالغ الواجب أداؤها تم تقديمها‪/‬أو يتم التداول بشأنها لفائدة المهنيين أو مستغلي‬
‫المرافق العمومية الجماعية طبقا لما تنص عليه دوريتا وزير الداخلية المشار إليهما أعاله‪.‬‬
‫وبخصوص مرفق النقل الحضري وشبه الحضري عبر الحافالت‪ ،‬فقد عرفت الشركات المفوض لها تأثرا ماليا ملموسا بسبب‬
‫اإلجراءات االحترازية المتخذة على الصعيد الوطني‪ .‬وبهدف مواكبة هذه األخيرة لضمان استمرارية حسن سير المرفق‪ ،‬تمت‬
‫صياغة بروتوكوالت اتفاقيات‪ ،‬بين المديرية العامة للجماعات الترابية والجماعات المفوضة والشركات المفوض إليها‪ ،‬قصد‬
‫التخفيف من حدة التأثير المالي المترتب عن األزمة الوبائية‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نصت البنود الموافقة على تحويل دعم مالي‬
‫من المديرية إلى المفوض صاحب االختصاص‪ ،‬الذي بدوره سيعمل على تحويله للشركات المفوض لها‪ .‬وقد بلغت القيمة‬
‫االجمالية للدعم المرصود ما مجموعه ‪ 298‬مليون درهم‪.‬‬
‫‪ .2‬منح الرخص من قبل الجماعات‬
‫شهد عدد الرخص المطلوبة بمختلف أصنافها (رخص البناء والتجزئة والتقسيم وإحداث مجموعات سكنية ورخص السكن‬
‫وشهادات المطابقة) انخفاضا من ‪ 96.049‬رخصة خالل سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 78.669‬خالل سنة ‪ ،2020‬أي بتراجع قدره ‪،%18‬‬
‫ليسجل خالل نهاية أكتوبر ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 76.947‬رخصة‪ ،‬أي بتراجع نسبته ‪.%2‬‬
‫كما أن عدد الطلبات المقدمة للحصول على رخص التقسيم عرف تراجعا ملحوظا‪ ،‬بنسبة ‪ ،%53‬بين سنة ‪)464( 2019‬‬
‫وسنة ‪ ،)217( 2020‬ليرتفع بعد ذلك‪ ،‬في حدود أكتوبر ‪ ،2021‬إلى ‪ 384‬رخصة‪ ،‬أي بنسبة ‪% 77‬؛ في حين شهدت‬
‫األصناف األخرى انخفاضا بمعدل ‪ %21‬بين سنتي ‪ 2019‬و‪ ،2020‬لتعود بعد ذلك لالرتفاع بين سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬كما‬
‫هو الشأن بالنسبة لرخص التجزئة بنسبة ‪ %31‬ورخص إحداث مجموعات سكنية بنسبة ‪ %48‬ورخص البناء بنسبة ‪.%0,2‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فقد عرف مؤشر منح الرخص اإلجمالي‪ 29‬استقرارا بين السنوات الثالث (‪%94‬خالل سنة ‪ 2019‬مقابل‬
‫‪ %95‬خالل سنة ‪ 2020‬و‪ %91‬خالل سنة ‪ ،)2021‬مما يدل على استمرار المصالح الجماعية في االستجابة لطلبات الترخيص‬
‫المقدمة بنفس الوتيرة‪ ،‬وكذا مساهمة تفعيل المنصة الرقمية "رخص" في الحد من اآلثار التي أملتها ظروف االشتغال في ظل‬
‫الجائحة‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تشير دورية السيد وزير الداخلية رقم ‪ D7175‬بتاريخ ‪ 26‬اكتوبر ‪ 2021‬إلى انخراط ‪1.135‬‬
‫جماعة بالشباك الرقمي لرخص التعمير‪.‬‬
‫‪ .3‬أثر الجائحة على تنفيذ الطلبيات العمومية والعقود واالتفاقيات‬
‫تم تقييم أثر الجائحة على تنفيذ الصفقات والعقود واالتفاقيات من خالل الوقوف على تطور الصفقات العمومية المنجزة خالل‬
‫الفترة ‪ ،2021 –2019‬وتحديد حجم الصفقات العمومية التي تم بشأنها اتخاذ قرارات التوقف أو التعديل أو الفسخ بسبب‬
‫الجائحة وتقييم مدى تأثير ذلك على تأخر الجماعات الترابية في أداء التزاماتها المالية‪.‬‬
‫فيما يخص تطور وضعية الطلبيات العمومية المنجزة خالل الفترة المذكورة‪ ،‬عرفت أعدادها تراجعا على مستوى مختلف‬
‫الجماعات الترابية بنسبة ‪ %25‬ما بين سنتي ‪ 2019‬و‪ 2020‬وبنسبة ‪ %45‬ما بين سنتي ‪ 2019‬و‪.2021‬‬
‫كما عرفت مبالغ هذه الطلبيات العمومية منحى تراجعيا خالل نفس الفترة‪ ،‬حيث انخفضت من مبلغ قدره ‪ 4.759‬مليون درهم‬
‫سنة ‪ 2019‬إلى مبلغ ‪ 4.317‬مليون درهم سنة ‪ 2020‬لتصل إلى ‪ 2.550‬مليون درهم سنة ‪ .2021‬وبهذا شكلت نسب التراجع‬
‫‪ %10‬ما بين سنتي ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪ %45‬ما بين سنتي ‪ 2019‬و‪.2021‬‬
‫وفيما يتعلق بمآل االلتزامات السارية بعد تفشي الجائحة‪ ،‬فقد بلغ عدد التزامات الجماعات التي تم اتخاذ قرار بشأنها ‪747‬‬
‫وذلك من أصل ‪ 846‬كعدد إجمالي لاللتزامات‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه بالنسبة لكل المستويات الترابية‪ ،‬شكل قرار التوقف‬
‫أهم القرارات التي تم اتخاذها‪ ،‬حيث مثلت االلتزامات المعنية به نسبة ‪ %80‬من مجموع االلتزامات التي تم اتخاذ قرار بشأنها‪.‬‬
‫وخالل سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬قامت الجماعات الترابية ببرمجة ما يقارب ‪ 6.095‬صفقة عمومية موزعة بين ‪ 3.498‬صفقة‬
‫بالنسبة للجماعات و‪ 1.874‬صفقة بالنسبة للعماالت واألقاليم و‪ 723‬صفقات بالنسبة للجهات‪ %56 ،‬منها تمت برمجتها سنة‬

‫‪ 28‬لم تتمكن جميع الجماعات من تقدير المداخيل المفوتة عليها بسبب تداعيات الجائحة‪.‬‬
‫عدد الرخص الممنوحة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 29‬مؤشر منح الرخص اإلجمالي يساوي‬
‫عدد الرخص المطلوبة‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2766‬‬

‫‪ ،2020‬فيما تمت برمجة الباقي سنة ‪ .2021‬وقد تخلت الجماعات الترابية عن االلتزام بما نسبته ‪ %33‬من هذه الصفقات‪.‬‬
‫ويعزى سبب عدم االلتزام بالنسبة ل ‪ %35‬منها إلى الظروف التي أمالها تفشي الجائحة‪.‬‬
‫‪ .4‬أثر الجائحة على الموارد البشرية‬
‫طالت آثار الجائحة كذلك تدبير الموارد البشرية بالنسبة للجماعات الترابية خاصة فيما يتعلق بالتوظيف في مناصب المسؤولية‬
‫وتنظيم الدورات التكوينية وترقيات الموظفين‪ ،‬وذلك خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 2019‬و‪.2021‬‬
‫فقد عرفت المناصب المالية المتعلقة بمناصب المسؤولية‪ ،‬بخصوص جميع المستويات الترابية‪ ،‬تراجعا‪ ،‬حيث انخفضت من‬
‫‪ 1.252‬منصب سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 1.068‬منصب سنة ‪ 2020‬ثم إلى ‪ 785‬منصب فقط سنة ‪ .2021‬كما أن أعداد المناصب‬
‫المؤجلة عرف منحى تصاعديا‪ ،‬بسبب تداعيات الجائحة‪ ،‬إذ انتقلت من ‪ 504‬منصب مؤجل سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 589‬سنة ‪.2020‬‬
‫وشكلت نسبة مناصب المسؤولية الملغاة أو المؤجلة بالنسبة للعينة ككل‪ ،30‬بسبب ما فرضته الجائحة من تدابير احترازية‬
‫ووقائية‪ %22 ،‬من مجموع المناصب المؤجلة أو الملغاة خالل الفترة ‪ 2021-2020‬موزعة بنسبة ‪ %23‬بالنسبة لسنة ‪2020‬‬
‫و‪ %21‬بالنسبة لسنة ‪.2021‬‬
‫أما فيما يخص دورات التكوين المستمر‪ ،‬ألغت الجماعات الترابية ‪ 381‬دورة من أصل ‪ 1.214‬دورة مبرمجة‪ ،‬أي بنسبة إلغاء‬
‫وصلت إلى ‪ %30‬سنة ‪ .2020‬ويرجع السبب بالنسبة لغالبيتها (‪ %95‬من هذه الدورات الملغاة) إلى ما خلفته ظروف الجائحة‬
‫خالل تلك السنة‪ ،‬وما استلزمته آنذاك من احترام لشروط الوقاية والسالمة ضمانا للحد من انتشار الوباء‪.‬‬
‫‪ .5‬الشكايات والمنازعات القضائية ذات الصلة بالجائحة‬
‫أفادت الجماعات الترابية أنها توصلت بما يناهز ‪ 6.450‬شكاية يرتبط موضوعها بالجائحة‪ ،‬بلغت تلك المودعة من طرف‬
‫المواطنين ما مجموعه ‪ 5.475‬شكاية‪ ،‬أي نسبة ‪ .%85‬كما شكلت تلك الواردة على الجماعات‪ ،‬باعتبارها أقرب وحدة ترابية‬
‫من الساكنة المحلية‪ ،‬النصيب األكبر بنسبة ‪ .%95‬وقد تنوعت مواضيعها أساسا بين مطالب المواطنين من أجل اتخاذ التدابير‬
‫الوقائية والصحية واللوجستيكية الالزمة (توفير التعقيم‪ ،‬حل مشاكل التنقل‪ ،‬توفير سيارات اإلسعاف‪ ،)...‬وأخرى من قبل‬
‫الملزمين والمستغلين تتعلق بمطالب التخفيض أو اإلعفاء من واجبات الكراء ومستحقات شغل الملك العام نتيجة إغالق‬
‫المحالت التجارية والمهنية وتوقف األنشطة االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى مطالب إيقاف األنشطة التجارية المخالفة للتدابير‬
‫الوقائية‪.‬‬
‫أما فيما يخص المآل المخصص لها‪ ،‬فقد أشارت الجماعات الترابية من خالل األجوبة المضمنة باالستمارات إلى أنه تمت‬
‫االستجابة ودراسة المطالب لما مجموعه ‪ 4.646‬شكاية‪ ،‬أي ما يشكل نسبة ‪ %72‬من مجموع الشكايات الواردة‪ ،‬وهو ما‬
‫يمكن اعتباره نسبة جيدة تؤشر على انخراط وحرص هذه األخيرة على دراسة ومعالجة واالستجابة خالل فترة الجائحة‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬نشأت ‪ 22‬منازعة قضائية لها ارتباط مباشر بتداعيات الجائحة‪ .‬وتتعلق بنسبة ‪ %50‬بطلبات مستغلي‬
‫المرافق الجماعية من أجل الحصول على تعويضات مالية‪ ،‬ونسبة ‪ %18‬لكل من مطالب إلغاء قرارات فسخ عقود تدبير‬
‫المرافق الجماعية أو وقف تنفيذها ومنازعات ناشئة بفعل التقاعس عن أداء واجبات استغالل هذه المرافق‪ ،‬ثم نسبة ‪ %5‬لكل‬
‫من مطالب إلغاء قرارات إغالق بعض المحالت بسبب عدم احترام الشروط الوقائية‪ ،‬ومطالب شركات بفسخ الصفقات‬
‫بالتراضي مع إرجاع الضمان المؤقت والمطالبة بمستحقات عن خدماتها المنجزة‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات بما يلي‪:‬‬
‫تعميم تشغيل المنصة الرقمية لرخص التعمير وتمكين وحث الجماعات على االنخراط في رقمنة باقي المساطر‬ ‫‪-‬‬
‫واإلجراءات بما يكفل استمرار األنشطة في حال وجود معيقات أو أزمات؛‬
‫تدارس إمكانية تفعيل مقتضيات دوريتي وزير الداخلية للطلبات المقدمة من طرف المهنيين ومستغلي المرافق‬ ‫‪-‬‬
‫الجماعية وتفادي اللجوء إلى القضاء كحل أولي لتسوية النزاعات الناشئة عن الجائحة؛‬
‫الحرص على مسك وضعيات دورية بمداخيل المرافق الجماعية لتقييم مدى تطورها واستباق االكراهات‬ ‫‪-‬‬
‫الطارئة‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬على مستوى الوضعية المالية والميزانياتية للجماعات الترابية‬
‫‪ .1‬تعديالت ميزانيات الجماعات الترابية‬
‫طرأت على ميزانيات الجماعات الترابية لسنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬تعديالت مهمة بسبب الجائحة‪ ،‬والتي تم القيام بها وفق آليتين‬
‫اثنتين هما‪ :‬تحويل االعتمادات بين بنود الميزانية وفتح اعتمادات جديدة غير مبرمجة بناء على موارد متوفرة‪ ،‬وذلك لالستجابة‬

‫‪ 30‬تتشكل العينة من ‪ 286‬جماعة ترابية‪ ،‬تضم الجهات االثنتي عشرة و‪ 69‬عمالة وإقليم و‪ 205‬جماعة‪.‬‬
‫‪2767‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫للحاجيات الملحة لظرفية الجائحة‪ .‬وإذ ظل اللجوء إلى اآللية الثانية استثنائيا‪ ،‬فقد قامت الجماعات الترابية بمختلف مستوياتها‬
‫بعدة تحويالت لالعتمادات ذات الصلة بالجائحة‪ ،‬مع تسجيل اختالف حجمها وطبيعتها باختالف المستويات المذكورة‪.‬‬
‫فبخصوص التحويالت المرتبطة بالجائحة‪ ،‬فقد تواترت بشكل أكبر خالل سنة ‪ 2020‬مقارنة مع سنة ‪ 2021‬التي كان إعداد‬
‫ميزانيتها قد أخذ بعين االعتبار الحاجيات األساسية التي فرضت نفسها‪ ،‬وذلك انطالقا من تجربة تدبير األزمة خالل الفصول‬
‫الثالثة األخيرة من سنة ‪ .2020‬وقد سجل انخراط مهم للجماعات الترابية في عملية مالءمة ميزانياتها لمتطلبات تدبير الجائحة‪،‬‬
‫خاصة مع الترخيص من قبل وزارة الداخلية لرؤساء مجالسها القيام بهذه التحويالت دون الحاجة إلى مصادقة المجالس‬
‫التداولية والتي تعذر انعقادها آنذاك‪ .‬ويظهر هذا االنخراط انطالقا من عدد الجماعات الترابية المعنية‪ ،‬وكذلك أهمية حصة‬
‫التحويالت المتعلقة بالجائحة من مجموع تحويالت االعتمادات المنجزة‪ ،‬كما هو موضح فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فيما يخص نسب األجهزة التي قامت بتحويل لالعتمادات على األقل داخل جزء التسيير فبلغت ‪ %75‬على مستوى‬
‫الجهات و‪ %68‬على مستوى العماالت واألقاليم و‪ %60‬على مستوى الجماعات‪ .‬فيما بلغت هذه النسب على‬
‫التوالي ‪ %50‬و‪ %26‬و‪ %13‬فيما يخص جزء التجهيز؛‬
‫‪ -‬أما بخصوص حصة التحويالت ذات الصلة بالجائحة داخل جزء التسيير‪ ،‬فبلغت نسبتها ‪ %28‬على مستوى‬
‫الجهات و‪ %66‬على مستوى العماالت واألقاليم و‪ %33‬على مستوى الجماعات‪ .‬فيما بلغت هذه النسب‪ ،‬فيما‬
‫يخص جزء التجهيز‪ %13 ،‬على مستوى الجهات والعماالت واألقاليم و‪ %3‬على مستوى الجماعات‪.‬‬

‫أما بخصوص طبيعة بنود الميزانية المعنية بشكل أكبر بهذه التحويالت‪ ،‬فقد تم التمييز بين تلك التي تمثل جذعا مشتركا بين‬
‫المستويات الترابية الثالثة‪ ،‬واألخرى التي تخص مستويات بعينها‪ ،‬وذلك بالنظر إلى طبيعة كل واحد منها‪ .‬فمن جهة‪ ،‬يتعلق‬
‫األمر بالبنود الخاصة باقتناء مواد الوقاية والتطهير وتلك المتعلقة باقتناء مواد غذائية لفائدة الفئات المعوزة‪ ،‬إضافة إلى البند‬
‫الخاص "بتحويالت لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا ‪-‬كوفيد ‪."-19‬‬
‫ومن جهة ثانية‪ ،‬فقد تركزت تحويالت الجماعات على البنود الخاصة باقتناء العتاد لفائدة مكاتب الصحة وكذا مصاريف نقل‬
‫الموتى وأداء أجور األعوان العرضيين‪ .‬وبالنسبة للعماالت واألقاليم‪ ،‬كانت تحويالت االعتمادات الخاصة بالتصدي للجائحة‬
‫تهم بشكل أكبر البنود المتعلقة بدعم الفئات المعوزة بمواد غذائية وتلك الخاصة بمصاريف استقبال وإطعام األطر الصحية‬
‫والعاملين في مواجهة الجائحة بصفة عامة‪ ،‬إضافة إلى البند الخاص باقتناء آليات ومركبات على مستوى جزء التجهيز‪ .‬أما‬
‫بالنسبة للجهات‪ ،‬فقد كان البند الخاص بتقديم مواد غذائية لفائدة الفئات المعوزة األكثر استفادة من تحويالت االعتمادات مع‬
‫قيام ثمان جهات بذلك‪ ،‬إضافة إلى تسجيل بعض المبادرات االستثنائية على مستوى جزء التجهيز وبمبالغ مهمة كتلك المسجلة‬
‫على مستوى جهة طنجة – تطوان – الحسيمة التي قامت بتحويل اعتماد قدره ‪ 50‬مليون درهم قصد المساهمة في تمويل‬
‫تجهيز المستشفيات اإلقليمية على صعيد الجهة بمختبرات للكشف عن الفيروس‪.‬‬
‫‪ .2‬تطور األقسام الكبرى لميزانيات الجماعات الترابية‬
‫بالنسبة لألقسام الكبرى للميزانيات الرئيسية وكذا الميزانيات الملحقة‪ ،‬فقد كان التأثير عاما وموحدا على مختلف المستويات‬
‫الترابية سواء بالنسبة للمداخيل أو النفقات‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن كل أجهزة العينات المختارة على مستوى كل جهة شهدت نفس المنحى‬
‫التراجعي‪ ،‬إال في حاالت قليلة تخص فقط مجالس الجهات‪ 31‬والتي سجل بها ارتفاع طفيف لمداخيلها‪ ،‬والذي مرده األساسي‬
‫ارتفاع الفوائض المالية على مستوى الجزء الثاني من الميزانية‪.‬‬
‫ومع هذا المعطى‪ ،‬اختلفت درجة انخفاض المداخيل بالمقارنة مع درجتها بالنسبة للنفقات بحسب المستويات الترابية‪ ،‬إذ تبقى‬
‫الجماعات األكثر تأثرا بفعل انخفاض الفائض اإلجمالي لميزانياتها الرئيسية بنسبة ‪ %14‬مقابل استقرار هذا الفائض لدى‬
‫العماالت واألقاليم وانخفاضه بنسبة طفيفة بلغت ‪ %3‬لدى الجهات‪ .‬أما بخصوص الحسابات الخصوصية‪ ،‬فقد شهدت هي‬
‫أيضا تراجعا على مستوى مداخيلها ونفقاتها لكن فقط بالنسبة للجماعات والعماالت واألقاليم فيما ارتفعت لدى الجهات‪.‬‬
‫وفيما يخص أجزاء الميزانية الرئيسية‪ ،‬فقد تراجعت مداخيل ونفقات التسيير وكذا التجهيز باإلضافة إلى تراجع االدخار الخام‪،‬‬
‫بدرجات متفاوتة بين المستويات الترابية يظهر معه تراجع أكبر لدى الجماعات كما هو مبين فيما يلي‪:‬‬
‫فيما يخص مداخيل التسيير فقد تراجعت بنسب ‪ %12‬على مستوى الجهات و‪ %8‬على مستوى العماالت واألقاليم‬ ‫‪-‬‬
‫و‪ %11‬على مستوى الجماعات‪ .‬فيما بلغت هذه النسب على التوالي ‪ %2‬و‪ %8‬و‪ %10‬فيما يخص مداخيل‬
‫التجهيز؛‬
‫وبخصوص نفقات التسيير الحقيقية فقد انخفضت بنسب ‪ %9‬على مستوى الجهات و‪ %7‬على مستوى العماالت‬ ‫‪-‬‬
‫واألقاليم و‪ %6‬على مستوى الجماعات‪ .‬وقد بلغت هذه النسب تباعا ‪ %8‬و‪ %21‬و‪ %4‬فيما يخص نفقات التجهيز؛‬

‫‪ 31‬جهات الدار البيضاء – سطات ومراكش – آسفي ودرعة – تافياللت وسوس – ماسة وكلميم واد نون‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2768‬‬

‫أما االدخار الخام‪ ،32‬فسجل أعلى مستويات االنخفاض على مستوى الجماعات بنسبة ‪ ،%37‬فيما بلغت هذه النسبة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %13‬على مستوى الجهات و‪ %14‬على مستوى العماالت واألقاليم‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫مكن هذا المستوى من التحليل أيضا من الوقوف على تطور بعض المؤشرات المالية األخرى‪ ،‬مثل معدل االدخار الخام‬
‫الذي تبين عدم تراجعه لدى الجهات والعماالت واألقاليم مع استقراره في مستويات مرتفعة خاصة بالنسبة للجهات‪ ،‬في مقابل‬
‫تدنيه لدى الجماعات‪ ،‬خاصة تلك الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة والتي انخفض بها إلى أقل من ‪ .%10‬وبالنسبة‬
‫لمؤشر االستقالل المالي‪ ،34‬فقد تراجع بالنسبة لعينة الجماعات‪ ،‬وهو المستوى الترابي األكثر استقاللية‪ ،‬بفعل انخفاض مداخيلها‬
‫الضريبية الذاتية ومداخيل أمالكها في مقابل استقراره بالنسبة للجهات والعماالت واألقاليم في مستويات منخفضة‪.‬‬
‫‪ .3‬تطور أصناف المداخيل والنفقات‬
‫يتم التمييز بين أصناف المداخيل والنفقات على مستوى كل جزء من الميزانية‪ .‬وتشترك المستويات الترابية في نفس األصناف‬
‫مع تخصيص صنفين إضافيين للجهات يتعلقان بمخصصات التسيير والتجهيز المحولة للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع‪.‬‬
‫ففيما يتعلق بتطور أهم األصناف داخل بنية مداخيل التسيير‪ ،‬سجل التراجع األهم بالنسبة للجماعات‪ ،‬بنسب ‪ %17‬و‪%15‬‬
‫تواليا‪ ،‬لكل من الرسوم المحلية ومداخيل األمالك مع استقرار حصيلة الضرائب والرسوم المحولة من طرف الدولة والتي‬
‫تتعلق حصريا في هذا المستوى بحصة الجماعات من منتوج الضريبة على القيمة المضافة‪ .‬أما بالنسبة للعماالت واألقاليم‪،‬‬
‫فقد انعكس االنخفاض الطفيف لحصيلتها من الضرائب والرسوم المحولة من طرف الدولة‪ ،‬والذي يمثل أهم مداخيل التسيير‬
‫بها‪ ،‬على االنخفاض اإلجمالي لمداخيل هذا الجزء والذي ناهز نسبة ‪ .%8‬وبالنسبة للجهات‪ ،‬كان االنخفاض األهم متعلقا‬
‫بحصيلتها من الضرائب والرسوم المحولة من طرف الدولة‪ 35‬الذي بلغت نسبته ‪ ،%16‬مع استقرار لإلمدادات والمساعدات‬
‫والمساهمات الممنوحة لها‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه على إثر تراجع الموارد الضريبية للدولة في سياق الجائحة‪ ،‬وبموجب قانون‬
‫المالية المعدل للسنة المالية ‪ ،2020‬تم خفض سقف تحمالت الحسابين الخصوصيين "حصة الجماعات الترابية من‬
‫حصيلة الضريبة على القيمة المضافة" و"الصندوق الخاص لحصيلة حصص الضرائب المرصدة للجهات" على‬
‫التوالي بنسبتي ‪ %23‬و‪ ،%10‬مضيفة أنه‪ ،‬وبالرغم من الظرفية الصعبة‪ ،‬تمت المحافظة خالل سنة ‪ 2020‬على نفس‬
‫حصص الضرائب المرصودة لفائدة الجماعات الترابية‪ ،‬وعلى نفس مبلغ مساهمة الميزانية العامة المقدمة للجهات‪.‬‬
‫كما أشارت الوزارة ذاتها إلى توقع قانون المالية لسنة ‪ 2021‬زيادة في سقف تحمالت الحسابين المذكورين على‬
‫التوالي بنسبتي ‪ %19‬و‪ ، %16‬مبرزة أن سنة ‪ 2021‬تصادف بلوغ سقف ‪ 10‬مليار درهم كموارد محولة مبرمجة‬
‫لفائدة الجهات‪.‬‬
‫و بخصوص نفقات التسيير الحقيقية‪ ،‬حافظت مختلف المستويات الترابية على استقرار نفقات الموظفين‪ ،‬مع خفضها لنفقات‬
‫المنتخبين بنسبة تراوح ‪ ، %33‬غير أن أهمية هذه النسبة ال تنعكس على إجمالي نفقات التسيير نظرا لضعف المبالغ المتعلقة‬
‫بها‪ .‬وتظل النفقات المتعلقة بااللتزامات المالية الناتجة عن اتفاقيات أو عقود والنفقات المخصصة لإلعانات والمساعدات األكثر‬
‫تراجعا بالنسبة لمختلف المستويات الترابية‪ ،‬مع تراجع مهم أيضا بالنسبة لنفقات تنفيذ األحكام القضائية لدى الجماعات (‪-%20‬‬
‫)‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن دوريات السيد وزير الداخلية الخاصة بالتدبير األمثل للنفقات قد وضعت إطارا موحدا لمبادئ التعامل‬
‫مع مختلف أصناف النفقات‪ ،‬حيث تعكس التطورات المسجلة المذكورة تطبيقا صارما لمضامينها وعلى مختلف المستويات‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمداخيل التجهيز‪ ،‬فيبقى االنخفاض الحاد لمداخيل االقتراضات أهم ما تم تسجيله بشكل موحد بين المستويات‬
‫الترابية كلها (انخفاض بنسب ‪ %77‬و‪ %67‬و‪ %38‬للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات تواليا)‪ ،‬بالموازاة مع تراجع‬
‫مهم لمداخيل الجماعات الخاصة بمخصصات التجهيز من منتوج الضريبة على القيمة المضافة (‪ ،)-%40‬وكذلك انخفاض‬
‫إلمدادات التجهيز بالنسبة للجهات (‪ .)-%45‬فيما يخص الفوائض المالية التي تعتبر أهم مدخول على هذا الصعيد‪ ،‬فقد استقرت‬
‫نسبيا مع ارتفاع مكونها الخاص بفوائض السنوات السابقة في مقابل تدني الفائض المحول من الجزء األول‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى انخفاض حجم القروض الممنوحة للجماعات الترابية من طرف‬
‫صندوق التجهيز الجماعي خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬بحيث بلغ على التوالي ‪ 3.646‬مليون درهم و‪ 3.038‬مليون‬
‫درهم مقابل ‪ 4.305‬مليون درهم سنة ‪ .2019‬كما انخفضت سحوبات القروض من ‪ 4.189‬مليون درهم سنة ‪2019‬‬
‫إلى ‪ 3.510‬مليون درهم سنة ‪ 2020‬بسبب تداعيات الجائحة على وتيرة إنجاز استثمارات الجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪ 32‬فائض الجزء األول من الميزانية المحول إلى الجزء الثاني منها‪.‬‬


‫‪ 33‬نسبة االدخار الخام إلى مداخيل التسيير‪.‬‬
‫‪ 34‬نسبة المداخيل الذاتية إلى نفقات التسيير الحقيقية‪.‬‬
‫‪ 35‬الحصص من الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات والرسم على عقود التأمين‪.‬‬
‫‪2769‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وبالنسبة لنفقات هذا الجزء‪ ،‬فقد شهدت كل مستويات الجماعات الترابية نفس المنحى بانخفاض مهم لكل من نفقات األشغال‬
‫(انخفاض بنسب ‪ %17‬و‪ %33‬و‪ %22‬للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات تواليا) ونفقات اإلمدادات والمساهمات‬
‫الممنوحة (انخفاض بنسب ‪ %8‬و‪ %59‬و‪ %8‬للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات تواليا) مع استقرار لنفقات استهالك‬
‫رأسمال الدين المقترض‪ ،‬موازاة مع استقرار نفقة فوائد الديون المدرجة بالجزء األول للميزانية‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه‪ ،‬حسب النشرة اإلحصائية التي تصدرها الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬انخفضت‬
‫موارد الجماعات الترابية إجماليا بنسبة ‪ %12,6‬نهاية شهر دجنبر ‪ ،2020‬مقارنة مع نفس الفترة من سنة ‪،2019‬‬
‫وذلك نتيجة تراجع الموارد المالية المحولة بنسبة ‪ %12,7‬والموارد الذاتية بما قدره ‪ %12,6‬في حين أن النفقات‬
‫العادية تراجعت فقط بنسبة ‪ 5,6%‬ونفقات االستثمار بما نسبته ‪.%12,8‬‬
‫‪ .4‬مداخيل ونفقات الجماعات الترابية األكثر تأثرا بتداعيات الجائحة‬
‫سجلت‪ ،‬بالنسبة للمستويات الترابية الثالث‪ ،‬عالقة ترابطية بين تطور هذه المداخيل وظروف جائحة كوفيد‪.19-‬‬
‫فبالنسبة للجماعات‪ ،‬سجل تأثير قوي للجائحة على المداخيل ذات المردود المنخفض مثل مداخيل الرسم على محال بيع‬
‫المشروبات والرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية‪ ،‬التي فاقت بها نسب االنخفاض ‪ %50‬بفعل تراجع أرقام معامالت‬
‫محال بيع المشروبات واالنخفاض المهم ألعداد ليالي المبيت بالمؤسسات السياحية‪ .‬كذلك هو الشأن بالنسبة لمداخيل استغالل‬
‫األمالك الجماعية العامة‪ ،‬حيث قامت عدد من الجماعات بتطبيق إعفاءات جزئية بخصوصها لفائدة الملزمين بها بالنظر إلى‬
‫توقفهم عن استغاللها لفترة طويلة من سنة ‪ .2020‬بالموازاة مع ذلك‪ ،‬لوحظ تأثير أقل حدة‪ ،‬حيث لم تتجاوز نسبة االنخفاض‬
‫‪ %15‬على األكثر‪ ،‬على المداخيل ذات المردودية األكبر‪ ،‬كالرسوم الثالثة المدبرة من طرف الدولة والتي انخفضت أساسا‬
‫بفعل تراجع إصدار األوامر بالمداخيل من طرف اآلمرين بالصرف وبفعل تراجع التحصيل من قبل المحاسبين العموميين‪.‬‬
‫ومع عدم تسجيل تأثر ملحوظ ألي من مداخيل العماالت واألقاليم‪ ،‬باستثناء حصتها من منتوج الضريبة على القيمة المضافة‬
‫المشار إليها سلفا‪ ،‬فقد عرفت مداخيل الجهات من الضرائب والرسوم المحولة من الدولة لفائدتها تراجعا مهما‪ .‬فباإلضافة إلى‬
‫تراجع مجموع منتوجات هذه الضرائب والرسوم من مصدرها لدى الدولة‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ ،%5‬كانت الجهات من أبرز‬
‫المساهمين في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا المستجد بمبلغ ‪ 1,5‬مليار درهم‪ ،‬مثل ثلثها مجموع االقتطاعات‬
‫التي أجريت على الحصص الخاصة بهذه الجهات‪ ،‬بينما تم رصد الثلثين اآلخرين انطالقا من صندوق التضامن بين الجهات‪.‬‬
‫وبذلك‪ ،‬تكون هذه الحصص الخاصة بالضرائب والرسوم الثالثة قد تراجعت لدى مختلف الجهات بنسب من ‪ %15‬إلى ‪.%22‬‬
‫وقد كانت لهذه التطورات على مستوى المداخيل‪ ،‬تداعيات على تنفيذ النفقات التي يمكن التمييز فيها بين نفقات ذات طابع‬
‫اجتماعي ارتفعت‪ ،‬خاصة على مستوى الجهات‪ ،‬دون أن تشكل ثقال على ميزانيات هذه األجهزة مع تقلص النفقات األخرى‬
‫وفق ثالث تجليات مختلفة‪.‬‬
‫فبخصوص نفقات الدعم االجتماعي‪ ،‬سجل بالنسبة لكل المستويات الترابية منحيان اثنان في تطورها‪ ،‬إذ عرفت تقلصا لها فيما‬
‫يخص مبالغ دعم الجمعيات غطى عليه ارتفاع مهم‪ ،‬لمبالغ الدعم المباشر للفئات المعوزة‪ ،‬والتي تخص مصاريف اقتناء‬
‫المؤونات الغذائية بشكل خاص‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬انتقلت هذه النفقات بالنسبة لكل الجهات بين سنتي ‪ 2019‬و‪ 2020‬من‬
‫‪ 201‬إلى ‪ 383‬مليون درهم‪ ،‬أي بارتفاع نسبته ‪.%90‬‬
‫أما فيما يخص النفقات التي سجلت انخفاضا‪ ،‬فيتعلق األمر أوال بنفقات تراجعت بشكل حتمي أملته ظروف الجائحة‪ ،‬كنفقات‬
‫التنقل واقتناء المحروقات ومصاريف استهالك الماء والكهرباء بالبنايات اإلدارية وتنظيم اللقاءات والندوات‪ ،‬بنسب وصلت‬
‫بخصوص بعضها إلى ‪ %80‬ومن دون أن يمكن ذلك هذه الجماعات الترابية من تحقيق هوامش اقتصاد ذات أهمية‪.‬‬
‫ويخص التجلي الثاني االنخفاض المحقق في نفقات دعم الجمعيات‪ ،‬بالنظر إلى التوجيهات اإلرشادية التي بادرت إليها وزارة‬
‫الداخلية كتلك الخاصة بتقليص دعم الجمعيات‪ ،‬والتي تم االقتصار بشأنها على عدد محدود (من ‪ 11.194‬إلى ‪ 2.684‬جمعية‬
‫بالنسبة لعينة الدراسة بين سنتي ‪ 2019‬و‪ .)2020‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم تقليص مبالغ المخصصات المرصودة للمقاطعات‪،‬‬
‫والتي تراجعت بالنسبة للجماعات الستة المعنية بها من ‪ 699‬إلى ‪ 557‬مليون درهم‪ ،‬أي بتراجع نسبته ‪ ،%20‬وهو ما ساهم‬
‫بما قدره ‪ %27‬من االنخفاض اإلجمالي لنفقات التسيير الحقيقية‪ .‬ويمكن إضافة كذلك نفقات الموظفين التي حافظت على‬
‫استقرارها نتيجة القرار المتخذ بشأن وقف الترقيات ومباريات التوظيف‪.‬‬
‫ويظهر التجلي الثالث النخفاض نفقات الجماعات الترابية‪ ،‬وخاصة منها الجماعات‪ ،‬في تعذر تسديدها لنفقات اإلنارة العمومية‬
‫واستهالك المياه بالفضاءات التابعة لها‪ ،‬وكذلك مستحقات شركات التدبير المفوض‪ ،‬وبذلك تم ترحيل هذه التحمالت إلى‬
‫السنوات الموالية‪ .‬والجدير باإلشارة أنه رغم نسب االنخفاض غير المرتفعة الخاصة بأداءات هذه النفقات الثالثة‪ ،‬والتي ناهزت‬
‫على التوالي ‪ %24‬و‪ %12‬و‪ ،%13‬إال أن أهمية مبالغها جعلها تساهم في مجموعها بنسبة ‪ %52‬من االنخفاض اإلجمالي‬
‫لنفقات التسيير الحقيقية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2770‬‬

‫وتبعا لما سبق ‪ ،‬يظهر التأثير الحقيقي للجائحة على مالية الجماعات الترابية‪ ،‬وخاصة الجماعات التي كانت األكثر تأثرا‪،‬‬
‫والذي تراوح من انخفاض لمداخيلها المختلفة ليصل إلى عدم تمكنها من تسديد نفقات ضرورية تهم المرافق الحيوية للمواطنين‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬صدر‪ ،‬تباعا‪ ،‬القانون رقم ‪ 07.20‬القاضي‬
‫بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية والقانون رقم ‪ 57.19‬المتعلق بنظام األمالك‬
‫العقارية للجماعات الترابية‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يساهم في الرفع من الموارد الذاتية للجماعات الترابية وتحفيز‬
‫االستثمارات المحلية‪.‬‬
‫كما أشارت الوزارة نفسها أن مبلغ الباقي استخالصه المستحق للجماعات الترابية يصل إلى ‪ 43‬مليار درهم‪ ،‬حسب‬
‫معطيات وزارة الداخلية‪ ،‬وهو ما ينبغي معه إيالء الجماعات الترابية أهمية بالغة الستخالص مواردها الذاتية‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬على مستوى مجهودات الجماعات الترابية للتصدي لتداعيات الجائحة‬
‫‪ .1‬المساهمات المالية لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا "كوفيد‪"19-‬‬
‫ساهمت الجماعات الترابية خالل سنة ‪ ،2020‬بمختلف مستوياتها‪ ،‬في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا وذلك‬
‫من خالل المساهمة من الميزانية الخاصة‪ ،‬والتنازل عن تعويضات المنتخبين عن المهام االنتدابية ومساهمات الموظفين‬
‫واألعوان‪ .‬وإجماال‪ ،‬فقد بلغت الموارد التي تم ضخها بخصوص العينة المعتمدة‪ ،36‬بحسب ما ورد باالستمارات‪ ،‬حوالي ‪528‬‬
‫مليون درهم‪ ،‬بلغت فيها المساهمة عن طريق الميزانية الخاصة ما يناهز ‪ 494‬مليون درهم بنسبة ‪ ،%94‬متبوعة بمساهمة‬
‫الموظفين واألعوان بنسبة ‪ ،%5‬فيما تم التنازل عن تعويضات المنتخبين بنسبة ‪.%2‬‬
‫وعالقة بالمساهمة باعتماد الميزانية الخاصة‪ ،‬فقد تقرر استنادا إلى بالغ جمعية جهات المغرب بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪2020‬‬
‫االتفاق على المساهمة في الصندوق بتخصيص ‪ 1,5‬مليار درهم منها‪ 1 :‬مليار درهم من الصندوق الخاص بالتضامن بين‬
‫الجهات و‪ 500‬مليون درهم كمساهمة من الميزانيات الخاصة‪ ،‬وقد تم اقتطاع هذه األخيرة مباشرة من مخصصات الجهات‬
‫السنوية من الصندوق الخاص بحصص الضرائب المرصدة للجهات‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعينة الجماع ات والعماالت واألقاليم‪ ،‬فقد تمت المبادرة من خالل برمجة اعتمادات تتعلق إما بالفائض السنوي‬
‫المحقق خالل سنة ‪ 2019‬أو جزء منه أو بتحويالت مالية مباشرة لفائدة الصندوق‪.‬‬
‫‪ .2‬المساعدات المقدمة للفئات الهشة والمتضررة وللمجتمع المدني‬
‫تنوعت تدخالت عينة الجماعات الترابية أساسا بين تقديم إعانات بشكل مباشر لفائدة الفئات الهشة المتضررة‪ ،‬أو بشكل غير‬
‫مباشر للمجتمع المدني‪ ،‬من خالل تحويل المبالغ لفائدة الجمعيات‪ ،‬مخصصة لتقديم الدعم‪ .‬وقد لوحظ في هذا الصدد تباين على‬
‫مستوى صيغة تقديم الدعم بين الجماعات الترابية المشكلة لعينة الدراسة‪.‬‬
‫ففيما يخص الدعم المقدم لفائدة الفئات المتضررة‪ ،‬فقد تمثل أساسا في دعم عيني عبارة عن مساعدات غذائية استفاد منها‬
‫حوالي ‪ 1.129.028‬من المحتاجين بمبلغ إجمالي أزيد من ‪ 301‬مليون درهم‪ ،‬أي بمعدل ‪ 265‬درهم للقفة الواحدة‪ .‬وقد تمت‬
‫عملية حصر لوائح المستفيدين وتوزيع المساعدات الغذائية بإشراف من السلطات المحلية‪.‬‬
‫أما فيما يخص المساعدات المقدمة للجمعيات عالقة بالجائحة‪ ،‬فقد تم تقديم دعم مالي لفائدة ‪ 123‬جمعية بقيمة مالية فاقت ‪100‬‬
‫مليون درهم‪ ،‬كان الهدف منها مواجهة االنعكاسات االجتماعية (اقتناء وتوزيع المساعدات الغذائية‪ ،‬منح قروض بدون فائدة‪)...‬‬
‫والصحية (تعزيز المستشفيات والمراكز الصحية بالموارد البشرية واللوجستيكية وبالتجهيزات التقنية والطبية الالزمة‪ ،‬القيام‬
‫بحمالت تحسيسية والسهر على عمليات التعقيم والتطهير‪ ،‬اقتناء األدوية ومستلزمات الوقاية الصحية‪ .)...‬باإلضافة الى‬
‫تدخالت أخرى كالمساهمة في مصاريف اإلطعام للعاملين في مواجهة الجائحة والمصابين بكوفيد‪.19-‬‬
‫وبالنسبة لبعض الجماعات الترابية‪ ،‬فلم يتم وضع معايير موضوعية‪ ،‬دقيقة وواضحة حول كيفية اختيار الجمعيات التي تم‬
‫دعمها‪ .‬كما أن نشاط بعض الجمعيات‪ ،‬والتي يفترض مراكمتها لتجربة في مجال العمل االجتماعي واإلنساني قصد ضمان‬
‫نجاحها في تدبير المهمة الموكولة إليها‪ ،‬ال ينسجم وموضوع الدعم‪.‬‬
‫‪ .3‬مجهودات التعاون والتنسيق‬
‫في إطار التصدي لتداعيات جائحة كوفيد ‪ ،19‬بادرت الجماعات الترابية إلى القيام بمجموعة من التدخالت من أجل تحقيق‬
‫التنسيق والتعاون مع مختلف الشركاء الفاعلين على المستوى الوطني والترابي ضمانا الستمرارية عملها في ظل الظروف‬
‫الصحية‪ .‬إال أنه سجل ضعف دور الجماعات الترابية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بحجم القرارات والمقررات المتخذة من أجل تدبير‬

‫‪ 286 36‬جماعة ترابية‪ ،‬تضم الجهات االثنتي عشرة و‪ 69‬عمالة وإقليم و‪ 205‬جماعة‪.‬‬
‫‪2771‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الجائحة مقارنة مع متطلبات الوضعية الصحية واالجتماعية‪ ،‬وكذلك فيما يخص عقد اجتماعات تنسيقية من أجل مناقشة‬
‫الوضعية الوبائية وتحديد األهداف المناسبة لمواجهتها‪.‬‬
‫فقد تبين من خالل العينة التي تمت دراستها أن نسبة المقررات المتعلقة بالجائحة لم تتعد ‪ %6‬من مجموع المقررات المتخذة‬
‫من طرف مجالس الجماعات الترابية‪ .‬كما هو الحال بالنسبة للقرارات المتخذة في شأن مواجهة الجائحة والتي لم تتعد نسبة‬
‫‪ %5‬من مجموع القرارات خالل الفترة ‪.2021 - 2020‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أنه‪ ،‬وفي إطار مجهودات التنسيق والتعاون‪ ،‬تم إحداث لجان جهوية لليقظة االقتصادية‬
‫تحت قيادة السادة الوالة وبانخراط من رؤساء مجالس الجماعات الترابية بهدف ضمان اإلدارة االستباقية لألزمة‬
‫المرتبطة بجائحة كورونا بطرق فعالة‪ ،‬مع مراعاة الخصوصيات واألولويات الجهوية‪ .‬وقد تضمنت التقارير الدورية‬
‫لهذه اللجان الجهوية مجموعة من المقترحات الكبرى لمواجهة تداعيات الجائحة‪ ،‬شملت ‪ 5‬أقسام محورية هي‪:‬‬
‫ديناميكيات األعمال ودعم ريادة األعمال‪ ،‬االستثمار والتشغيل‪ ،‬التنظيم والتطوير‪ ،‬الجانب االجتماعي والضرائب‬
‫والتسوية‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬تضيف الوزارة‪ ،‬أنه تم تعميم دورية وزارية لمواكبة ودعم المقاوالت المتوسطة والصغرى من‬
‫طرف الجماعات الترابية لتحقيق اإلقالع االقتصادي‪ .‬كما شاركت الجماعات الترابية ممثلة بالمجالس الجهوية وجمعية‬
‫الجهات في مجموعة من الورشات تهم مراجعة القانون التنظيمي للجهات‪ ،‬في شقه المرتبط باالختصاصات المتعلقة‬
‫بالتنمية االقتصادية وذلك لالنخراط في المجهودات الرامية لتحقيق اإلقالع االقتصادي ما بعد الجائحة‪.‬‬
‫‪ .4‬مجهودات حفظ الصحة المبذولة من قبل الجماعات‬
‫تعاني الجماعات التي تتوفر على وحدات لحفظ الصحة من محدودية الموارد البشرية الطبية بالنظر إلى طبيعة المهام المنوطة‬
‫بها ‪ ،‬باإلضافة إلى تراجع نسبة تطورها خالل الجائحة بالمقارنة مع وضعية ما قبل الجائحة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باألطباء‬
‫والممرضين‪ ،‬حيث يشكل هذا النقص تحديا بالنسبة للجماعات المعنية يحول دون اضطالعها بالمهام المنوطة بها في توفير‬
‫شروط الصحة والسالمة للساكنة المحلية‪.‬‬
‫وخالفا لوضعية الممرضين واألطباء‪ ،‬فقد سجل ارتفاع‪ ،‬بنسبة ‪ ،%33‬في عدد اإلداريين واألعوان خالل سنة ‪،2020‬‬
‫بالمقارنة مع سنة ‪ .2019‬وقد تم تعزيز الوحدات بهذه األصناف من الموارد البشرية في إطار التأقلم مع التدابير التي ينبغي‬
‫القيام بها لإلسهام في مواجهة تداعيات الجائحة‪ .‬إال أن ممارسة اختصاصات وحدات حفظ الصحة والمتمثلة على العموم في‬
‫الوقاية وحفظ الصحة العامة وحماية البيئة ال تقتصر فقط على وجود اإلداريين واألعوان‪ ،‬وإنما يتطلب األمر وجود العدد‬
‫الكافي من الممرضين واألطباء من أجل مالءمة هذه الموارد مع طبيعة المهام المنتظرة منهم‪.‬‬
‫وقد سجلت اآلليات والمركبات الموضوعة رهن إشارة وحدات حفظ الصحة تطورا ما بين سنتي ‪ 2019‬و‪ 2020‬وذلك في‬
‫إطار تعزيز الوحدات بالوسائل والمعدات واآلليات الالزمة لمواجهة الجائحة حيث ارتفعت بنسبة ‪ %41‬خالل الفترة المذكورة‪.‬‬
‫ورغم هذا االرتفاع‪ ،‬فإن الجماعات لم تتمكن من توفير العدد الكافي من سيارات اإلسعاف وسيارات نقل الموتى مما أفضى‬
‫إلى صعوبة في تلبية جميع طلبات الساكنة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى تدخالتها االعتيادية مثل محاربة القوارض والبعوض وجمع الحيوانات الضالة‪ ،‬فقد قامت وحدات حفظ الصحة‬
‫التابعة للجماعات بمجموعة من التدخالت خالل فترة الجائحة مثل عمليات التطهير والتعقيم‪ ،‬والمراقبة الصحية‪ ،‬وتدبير‬
‫الوفيات‪ ،‬ونقل المصابين بالفيروس للمستوصفات‪ ،‬والمساهمة في تنظيم عمليات التلقيح‪ .‬غير أن هذه التدخالت لم تتسم‬
‫بالتوازن بين مختلف أصنافها‪ ،‬إذ أن معظم الجهود وجهت لعمليات التطهير والتعقيم‪ ،‬علما أن التدخالت األخرى تعتبر أيضا‬
‫مهمة من أجل الحد من تداعيات الجائحة‪.‬‬
‫‪ .5‬الطلبيات العمومية والعقود المبرمة بهدف التصدي لتداعيات الجائحة‬
‫خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬أبرمت الجماعات الترابية مجتمعة ما مجموعه ‪ 1.561‬طلبية عمومية وعقد بمبلغ إجمالي قدره‬
‫‪ 694‬مليون درهم‪ ،‬تتعلق مباشرة بتدبير الجائحة‪ ،‬أي ما يشكل نسبة ‪ %11‬من مجموع عدد الطلبيات العمومية والعقود المبرمة‬
‫بصفة عامة ونسبة ‪ %6‬من مجموع مبالغ هذه األخيرة‪ .‬وتتباين هذه األخيرة‪ ،‬حسب صنف الجماعات الترابية‪ ،‬بحيث ناهزت‬
‫هذه المبالغ على التوالي ‪ 285‬مليون درهم و‪ 182‬مليون درهم و‪ 226‬مليون درهم‪ ،‬بالنسبة للجهات وعينة العماالت‪/‬األقاليم‬
‫وعينة الجماعات‪ .‬وتتوزع مواضيعها بين تدخالت اجتماعية (‪ 294‬مليون درهم) وصحية‪/‬وقائية (‪ 203‬مليون درهم)‬
‫ولوجيستيكية (‪ 90‬مليون درهم)‪.‬‬
‫وفيما يخص توزيع عدد الطلبيات العمومية والعقود المبرمة قصد التصدي للجائحة‪ ،‬فالجماعات الترابية‪ ،‬موضوع العينة‪،‬‬
‫قامت باعتماد مسطرة سندات طلب بشكل أكبر من أجل مواجهة الجائحة‪ ،‬باعتبارها وسيلة مرنة تضمن تلبية الحاجيات‬
‫المقررة دون التقيد بشكليات مساطر ابرام الصفقات العمومية المنصوص عليها في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2772‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم إصدار ما مجموعه ‪ 1.104‬سند طلب (بنسبة ‪ %71‬من العدد اإلجمالي) مقابل ‪ 377‬صفقة عمومية‬
‫و‪ 80‬عقدا‪.‬‬
‫أما فيما يخص درجة إعمال مبدأ المنافسة‪ ،‬فقد سجل بالنسبة للصفقات العمومية ذات الصلة بالجائحة‪ ،‬أن الجماعات الترابية‬
‫قامت بتفعيل المسطرة التفاوضية طبقا لما نصت عليه دورية وزير الداخلية عدد ‪ ،1248‬بحيث بلغ عددها ‪ 312‬صفقة‬
‫تفاوضية‪ ،‬أي ما يشكل نسبة ‪ %83‬من عدد الصفقات العمومية ذات الصلة بتدبير الجائحة‪ .‬كما أن ‪ %76‬من الصفقات‬
‫التفاوضية المبرمة من طرف عينة الجماعات الترابية كان لها صلة مباشرة بالتصدي للجائحة‪.‬‬
‫وقد تم‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬االعتماد على أسلوب التفاوض المباشر مع مقاولة واحدة منذ الوهلة األولى‪ ،‬ومن دون اللجوء‬
‫إلى أسلوب التفاوض مع مقاوالت مختلفة بهدف التمكن من اختيار العرض المناسب حسب معايير الثمن وظروف وآجال‬
‫التسليم‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك‪ ،‬لم تكن تتوفر‪ ،‬عند ظهور الجائحة‪ ،‬غالبية الجماعات الترابية على الئحة للموردين والمقاوالت الذين يتم‬
‫التعامل معهم في مثل هذه الحاالت الطارئة‪ .‬ويتجلى دور هذه الالئحة في الطبيعة الفجائية والمباغتة لمثل هذه األزمات التي‬
‫يتعين فيها على الجماعات الترابية إبرام طلبيات عمومية وفق آليات تمكن من اقتناء التوريدات الالزمة أو القيام بأشغال‬
‫وخدمات معينة بأقل تكلفة مع الحرص على ضمان مبادئ الشفافية والمساواة بين المتنافسين‪.‬‬
‫‪ .6‬االتفاقيات المبرمة قصد التصدي للجائحة‬
‫خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬صادقت الجماعات الترابية‪ ،‬على اتفاقيات شراكة مع مختلف القطاعات المعنية بغرض التخفيف‬
‫من حدة اآلثار الفورية أو المستقبلية للجائحة سواء على المستوى الصحي أو االجتماعي أو االقتصادي‪ .‬وقد بلغ عدد اتفاقيات‬
‫الشراكة المصادق عليها من طرف مجالس العينة‪ ،‬ما مجموعه ‪ 69‬اتفاقية‪ ،‬التزمت فيها بتعبئة غالف مالي بحوالي ‪257‬‬
‫مليون درهم‪.‬‬
‫وقد استأثرت الجهات لوحدها بالنصيب األكبر من إجمالي االلتزامات المالية‪ ،‬بما مجموعه ‪ 157‬مليون درهم‪ ،‬أي ما يشكل‬
‫نسبة ‪ ،%61‬متبوعة بعينة مجالس العماالت واألقاليم‪ 37‬بحوالي ‪ 60‬مليون درهم (أي بنسبة ‪ ،)%23‬في حين لم تتجاوز عينة‬
‫الجماعات‪ 38‬مبلغ ‪ 40‬مليون درهم أي ما يشكل نسبة ‪.%15‬‬
‫أما بالنسبة لمواضيع هذه االتفاقيات‪ ،‬فقد شكلت االلتزامات المالية الموجهة لدعم القطاع الصحي ما مجموعه ‪ 208‬مليون‬
‫درهم‪ ،‬أي ما يشكل نسبة ‪ .%81‬ويتعلق األمر أساسا بمختلف التدخالت الرامية إلى تجويد العرض الصحي من خالل تمويل‬
‫أشغال إنشاء‪ ،‬تهيئة وصيانة وتجهيز وتعزيز المستشفيات ومكاتب حفظ الصحة ومعهد باستور بالتجهيزات التقنية والعلمية‬
‫والطبية الضرورية لمواجهة االنعكاسات الصحية للجائحة والعمل على تهيئة وتدبير مراكز االستقبال والعزل للتكفل بمرضى‬
‫كوفيد‪ 19-‬مع توفير مختلف المستلزمات والتجهيزات الطبية وشبه الطبية والتعقيم‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم الدعم اللوجستيكي‬
‫للجماعات ومصالح الوقاية المدنية ومصالح وزارة الصحة من خالل مدها بسيارات اإلسعاف‪ .‬بالموازاة مع ذلك‪ ،‬تمت‬
‫المصادقة من طرف مجلس جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬على اتفاقية لدعم البحث‬
‫العلمي في مجال محاربة األوبئة‪ ،‬وذلك عبر المساهمة في إنشاء وتجهيز مختبر األوبئة الجزيئي بكلية الطب والصيدلة بطنجة‪.‬‬
‫أما فيما يخص باقي االتفاقيات‪ ،‬فقد بلغت االلتزامات المالية ذات الصلة ما مجموعه ‪ 49‬مليون درهم‪ ،‬أي ما يشكل نسبة‬
‫‪ ،%19‬ويتعلق األمر أساسا بإبرام اتفاقيات الغرض منها اتخاذ التدابير الالزمة الفورية أو المستقبلية لتأهيل وتمكين ومواكبة‬
‫المتضررين من الجائحة (نساء‪ ،‬صناع تقليديون‪ ،‬مقاولون‪ ،‬تعاونيات‪ )...‬مع البحث عن سبل إنعاش وضمان إقالع القطاع‬
‫االقتصادي والسياحي‪ .‬كما تمت أيضا المبادرة إلى دعم قطاع التعليم‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتجويد عملية الدراسة عن بعد‪.‬‬
‫وبالرغم من هذه المجهودات‪ ،‬فقد سجل انخراط متباين في إبرام اتفاقيات لمواجهة تداعيات الجائحة‪ ،‬بحيث قامت فقط ‪%58‬‬
‫من الجهات‪ ،‬و‪ % 26‬من العماالت‪/‬األقاليم موضوع العينة و‪ %3‬من عينة الجماعات بتدارس إمكانية عقد اتفاقيات خاصة أو‬
‫المشاركة في اتفاقيات إطار بهدف البحث عن سبل التعاون الكفيلة بالمساهمة في التخفيف من حدة اآلثار الفورية أو المستقبلية‬
‫للجائحة سواء على المستوى الصحي أو االجتماعي أو االقتصادي‪.‬‬
‫وعالقة بهذه الجوانب‪ ،‬أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه تم التوقيع‪ ،‬متم سنة ‪ ،2021‬على أربعة عقود‪ -‬برامج‬
‫بين الدولة وجهات فاس ‪ -‬مكناس والداخلة ‪ -‬وادي الذهب وبني مالل ‪ -‬خنيفرة وكلميم ‪ -‬واد نون‪ ،‬بتكلفة إجمالية‬
‫تناهز‪ 23,57‬مليار درهم من أجل تمويل ‪ 197‬مشروعا‪/‬برنامج‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أوضحت الوزارة أن خارطة الطريق لتنزيل اإلطار التوجيهي لتفعيل ممارسة الجهات الختصاصاتها‬
‫تنص على تنفيذ برنامج عمل استعجالي مرتبط باإلقالع االقتصادي والتشغيل‪ ،‬وذلك عبر اعتماد آليات تنظيمية‪،‬‬

‫‪ 69 37‬عمالة وإقليما‪.‬‬
‫‪ 205 38‬جماعة‪.‬‬
‫‪2773‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫والسيما‪ ،‬التوقيع بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 2021‬على دورية مشتركة بين وزير الداخلية والوزير المكلف بالمالية والوزير‬
‫المكلف بالصناعة حول التفعيل األمثل لممارسة اختصاصات الجهات في مجال دعم المقاوالت‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات الجماعات الترابية بما يلي‪:‬‬
‫إدماج البعد المتعلق بإدارة المخاطر ضمن أولويات الجماعات الترابية واعتماد وتفعيل برامج للتكوين‬ ‫‪-‬‬
‫ولتقوية القدرات في مجال مواجهة األزمات الصحية‪ ،‬على غرار ما هو معمول به بالنسبة للمخاطر المرتبطة‬
‫بالفيضانات‪ ،‬والزالزل وانتشار الجراد؛‬
‫العمل على تقوية مبادرات الشراكة والتنسيق بهدف التخفيف من حدة اآلثار المستقبلية للجائحة سواء على‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى الصحي أو االجتماعي أو االقتصادي؛‬
‫التنفيذ السريع لتدخالت الجماعات الترابية خالل فترات األزمات من خالل وضع مخطط استباقي لتدبير‬ ‫‪-‬‬
‫الطلبيات العمومية والعقود‪ ،‬مع الحرص‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬على إعمال مبدأ المنافسة وتفادي أي تجاوزات على‬
‫هذا المستوى؛‬
‫تأهيل المكاتب الجماعية لحفظ الصحة بناء على إنجاز تشخيص عميق لهذه الوحدات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتباطا بالتوصية األخيرة‪ ،‬فقد أوضحت وزارة الداخلية أنها تقوم بمواكبة دائمة وتقديم الدعم الالزم للجماعات في‬
‫مجال الوقاية وحفظ الصحة لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها‪ ،‬والمتمثلة أساسا في ضعف التغطية الترابية (‪)%18‬‬
‫والنقص الحاد في الموارد البشرية (‪ 312‬إطارا صحيا على المستوى الوطني) وضعف التجهيزات والوسائل‬
‫اللوجستيكية‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬تضيف الوزارة أنها أطلقت برنامجين مهيكلين‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج تأهيل المكاتب الجماعية لحفظ الصحة‪ ،‬الذي انطلق بشكل فعلي سنة ‪ 2009‬ويشمل حاليا ‪ 12‬مدينة‪ ،‬بكلفة‬
‫إجمالية قدرها ‪ 158‬مليون درهم؛‬
‫‪ -‬برنامج إحداث مجموعات الجماعات الترابية من أجل بناء وتجهيز مكاتب جماعية لحفظ الصحة ‪2024-2019‬‬
‫بكلفة إجمالية تصل إلى ‪ 536‬مليون درهم‪ ،‬والذي يهدف إلى رفع التغطية الترابية من هذه المرافق إلى أزيد من‬
‫‪ %64‬بحلول سنة ‪ 2024‬من خالل إحداث ‪ 67‬مكتبا لحفظ الصحة في إطار مجموعات الجماعات الترابية لفائدة‬
‫‪ 696‬جماعة‪.‬‬
‫وبالمواز اة مع ذلك‪ ،‬أوضحت الوزارة أنها تولي عناية خاصة لألطر العاملة بمكاتب حفظ الصحة من خالل سعيها‬
‫إلى مالءمة وضعيتهم اإلدارية والمالية مع نظرائهم بالقطاعات األخرى‪ ،‬وكذا دعم قدراتهم المهنية وتقديم المواكبة‬
‫القانونية والدعم التقني لهذه األطر من خالل جلب الخبرة المحلية والدولية بهذا المجال‪ ،‬حيث إنها بصدد إعداد اتفاقية‬
‫مع وزارة الصحة والحماية االجتماعية إلعادة تأهيل موظفين جماعيين بالمعاهد العليا لمهن التمريض وتقنيات الصحة‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬تقدم الوزارة أيضا دعما ماليا قصد اقتناء المواد والتجهيزات واآلليات الالزمة لحسن سير هاته‬
‫المرافق‪.‬‬

‫تدبير الجهات‪:‬‬
‫الحاجة إلى تعزيز وظيفة التخطيط االستراتيجي وتنويع مصادر التمويل‬

‫أولت التشريعات ذات الصلة بالالمركزية‪ ،‬وخاصة القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬مكانة محورية للجهة‬
‫في التخطيط الترابي‪ ،‬وذلك باعتبارها رافعة للتنمية الجهوية المندمجة والمستدامة وإطارا اللتقائية الخطط القطاعية وبرامج‬
‫التنمية الترابية‪ .‬كما خولت لها مجموعة من االختصاصات المتنوعة التي تهدف إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫وتقليص الفوارق المجالية وتنمية القدرات وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الجهوي‪.‬‬
‫وقد صادقت مجالس جهات المملكة خالل الفترة ‪ 2019-2017‬على ‪ 11‬برنامجا للتنمية الجهوية‪ ،‬بكلفة إجمالية بلغت حوالي‬
‫‪ 377‬مليار درهم‪ .‬كما أبرمت‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2020-2016‬أكثر من ‪ 2.500‬اتفاقية تعاون وشراكة بلغت مساهمتها فيها ما‬
‫يناهز ‪ 15‬مليار درهم‪ ،‬و‪ 7.782‬طلبية بلغ مجموع قيمتها حوالي ‪ 24‬مليار درهم‪ ،‬موزعة على ‪ 3.453‬صفقة بقيمة تتجاوز‬
‫‪ 21‬مليار درهم و‪ 1.809‬عقد بقيمة تناهز (‪ )2‬ملياري درهم و‪ 2.520‬سند طلب بقيمة تتجاوز ‪ 152‬مليون درهم‪.‬‬
‫وارتباطا بتدبير الجهات‪ ،‬أنجزت المجالس الجهوية للحسابات مهمات رقابية انصبت أساسا حول وضعياتها المالية والتخطيط‬
‫االستراتيجي والحكامة المؤسساتية وكذا تدبير الطلبيات العمومية والدعم الممنوح للجمعيات‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2774‬‬

‫أوال‪ .‬على مستوى التحليل المالي‬


‫أ‪ .‬مؤشرات عامة‬
‫‪ ‬تطور متسارع للنفقات مقارنة مع المداخيل‬
‫‪39‬‬
‫عرفت ميزانيات الجهات نموا ملحوظا خالل الفترة ‪ ،2019-2016‬سواء من حيث المبلغ اإلجمالي السنوي للمداخيل المحققة‬
‫أو النفقات الحقيقية‪ 40‬المنفذة‪ .‬وهكذا‪ ،‬حقق المجموع السنوي العام لمداخيل الجهات تطورا مهما‪ ،‬بحيث انتقل من ‪5.264,58‬‬
‫مليون درهم سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 11.246,53‬مليون درهم سنة ‪ ،2019‬بنسبة نمو ناهزت ‪ .%114‬ويرجع هذا النمو أساسا إلى‬
‫الرفع التدريجي لحصة الجهات من منتوج الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات من ‪ %2‬إلى ‪ %5‬بزيادة نقطة‬
‫سنويا‪ .‬بالمقابل‪ ،‬شهدت سنة ‪ 2020‬تراجعا للمداخيل المذكورة‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ %21‬لتستقر في ‪ 8.868,60‬مليون درهم‪.‬‬
‫ويعزى هذا التراجع باألساس إلى تداعيات جائحة كوفيد‪ 19-‬على االقتصاد الوطني‪ ،‬وبالتالي على حصة الجهات من الضرائب‬
‫وإمدادات الدولة التي تأثرت بفعل االنكماش االقتصادي المسجل خالل السنة المذكورة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ارتفع إجمالي نفقات الجهات خالل الفترة ‪ 2019-2016‬بوتيرة فاقت تلك المسجلة على مستوى المداخيل‪،‬‬
‫ذلك أنها انتقلت من ‪ 2.847,50‬مليون درهم سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 9.517,19‬مليون درهم سنة ‪ ،2019‬أي بنسبة نمو إجمالية‬
‫قاربت ‪ ،%235‬وبمعدل نمو سنوي بلغ ‪ .%59‬بالمقابل‪ ،‬تراجعت النفقات المذكورة بنسبة ‪ %9‬خالل سنة ‪ ،2020‬وذلك نتيجة‬
‫اعتماد مقاربة لترشيدها والتي تم نهجها من طرف الجهات على إثر جائحة كوفيد‪ .19-‬وبالرغم من أن قيمة النفقات المنجزة‬
‫ظلت أقل من قيمة المداخيل المحققة‪ ،‬فإن الوتيرة السريعة لتطور النفقات‪ ،‬وكذا إمكانية استمرار تحقيق نسب تطور سلبية‬
‫بالنسبة للمداخيل‪ ،‬قد يؤثران مستقبال على التوازنات المالية للجهات‪ .‬وهو األمر الذي تزكيه نسبة النفقات الحقيقية من المداخيل‬
‫المحققة البالغة ‪ %98‬سنة ‪ 2020‬مما يستلزم اعتماد خطة لتنمية مداخيل الجهات بشكل يوازي زيادة نفقاتها‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشارت وزارة الداخلية إلى أنه‪ ،‬وفي ظل االنخفاض المهم الذي عرفته المداخيل الجبائية للدولة‬
‫والجماعات الترابية نتيجة التراجع الملحوظ الذي سجلته المؤشرات االقتصادية على المستوى الوطني بفعل جائحة‬
‫كوفيد‪ ،19-‬فقد عملت مصالحها على سن واتخاذ مجموعة من التدابير واإلجراءات التنظيمية‪ ،‬في إطار المواكبة‪،‬‬
‫لدعم ترشيد نفقات الجهات أمام تراجع المداخيل‪ ،‬والتي شكلت تحديا من أجل الحفاظ على التوازنات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسن مستمر لالدخار‬
‫الخام ‪41‬‬

‫عرفت ميزانيات تسيير الجهات‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2020-2016‬تحسنا في مؤشراتها المالية‪ ،‬أدى إلى تسجيل ادخار خام‪ ،‬انتقل‬
‫من ‪ 3.631,97‬مليون درهم سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 5.904,67‬مليون درهم سنة ‪ ،2020‬بنسبة نمو بلغت ‪ %63‬خالل الفترة‬
‫المذكورة‪ .‬ويرجع تحقيق هذا التوازن المالي أساسا إلى كون مداخيل التسيير حققت نسبة نمو أسرع من تلك المحققة بالنسبة‬
‫لنفقات التسيير الحقيقية‪.42‬‬
‫‪ ‬تطور إيجابي للفائض الحقيقي الخام‬
‫بلغت نسبة نمو الفائض الخام لميزانيات الجهات ‪ %122‬خالل الفترة ‪ .2020-2016‬ويرجع ذلك أساسا إلى منحى التطور‬
‫المتناسب لمداخيل ونفقات التجهيز المسجل في الفترة المذكورة ولقد عرف حجم ميزانيات التجهيز ذروته خالل سنة ‪2019‬‬
‫بتحقيق إجمالي مداخيل في حدود ‪ 19.353,79‬مليون درهم ليتراجع بنسبة ‪ %4‬خالل سنة ‪ 2020‬مقارنة مع السنة المذكورة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لنفقات التجهيز‪ ،‬فقد استمرت في االرتفاع لتبلغ قيمتها القصوى كذلك خالل سنة ‪ ،2019‬حيث بلغ إجمالي نفقات‬
‫التجهيز ‪ 8.148,61‬مليون درهم‪ ،‬لتتراجع بعد ذلك بنسبة ‪ %11‬خالل سنة ‪ .2020‬ويرجع هذا التطور في ميزانية التجهيز‬
‫إلى التطبيق التدريجي لمقتضيات القانون التنظيمي رقم ‪ ،111.14‬المشار إليه أعاله‪ ،‬السيما تلك المتعلقة باالختصاصات‬
‫الجديدة الموكولة إلى الجهات المرتبطة باتفاقيات التعاون والشراكة مع مختلف الجهات العمومية المعنية‪ ،‬وما يقتضيه ذلك‪،‬‬
‫من رفع لمداخيل التجهيز ورصد العتمادات إضافية مهمة من أجل إبرام االتفاقيات المشار إليها‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أن اتفاقيات الشراكة مع مختلف الفاعلين على المستوى الوطني والترابي ساهمت في‬
‫خلق دينامية تروم تظافر المجهود المالي من أجل تنفيذ مشاريع ذات بعد جهوي‪ ،‬مما مكن الجهات من تدبير جيد‬
‫لميزانيات التجهيز وتحقيق فائض خام‪ ،‬إضافة لتوزيع أمثل لنفقات التجهيز بخصوص توطين المشاريع على المستوى‬
‫الجهوي‪ .‬كما أكدت أنه ارتباطا بالتدابير واإلجراءات التنظيمية المتخذة لدعم ترشيد نفقات الجهات بما فيها نفقات‬
‫التجهيز‪ ،‬فقد تم إعطاء األولوية آنذاك الستكمال المشاريع التي هي في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ 39‬المداخيل المحققة = مجموع مداخيل التسيير والتجهيز – (تحويل الجزء الثاني من الميزانية‪ +‬دفعات الفائض للجزء الثاني من الميزانية)‬
‫‪ 40‬النفقات الحقيقية = مجموع نفقات التسيير والتجهيز – (فائض الجزء األول من الميزانية ‪ +‬تغطية اعتمادات التسيير المنقولة)‬
‫‪ 41‬فائض الجزء األول من الميزانية المدفوع للجزء الثاني منها‪.‬‬
‫‪ 42‬دون احتساب فائض الجزء األول من الميزانية‬
‫‪2775‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ب‪ .‬مؤشرات تنفيذ ميزانيات التسيير‬


‫‪ ‬ضعف نسبة الموارد الذاتية من مداخيل تسيير الجهات‬
‫سجلت المداخيل الضريبية واإلمدادات المحولة من طرف الدولة للجهات نسبة تطور بلغت ‪ %85‬خالل الفترة ‪.2020-2016‬‬
‫وبلغ الحد األقصى لهذا التطور نسبة ‪ %30‬خالل سنة ‪ 2018‬ليتراجع فيما بعد بنسبة ‪ %17‬خالل سنة ‪ 2020‬نتيجة التداعيات‬
‫السلبية لجائحة كوفيد‪ 19-‬على المداخيل الضريبية للدولة‪ ،‬وبالتالي على حصة الجهات من هذه األخيرة‪ .‬وتمثل الضرائب‬
‫واإلمدادات المحولة من طرف الدولة لفائدة الجهات النصيب األكبر من مجموع مداخيل الجزء األول من الميزانية‪ ،‬وهو ما‬
‫يعكس ارتهانها الكبير بالتحويالت الضريبية للدولة‪.‬‬
‫بالمقابل‪ ،‬عرفت وتيرة نمو المداخيل الذاتية للجهات تراجعا ناهزت نسبته ‪ %7‬خالل الفترة سالفة الذكر‪ .‬من جانبها‪ ،‬ظلت‬
‫حصة الجهات من المداخيل المدبرة لفائدتها ضعيفة‪ ،‬إذ أن نسبتها من مجموع مداخيلها لم تتجاوز ‪ %4‬كحد أقصى خالل سنة‬
‫‪ ،2016‬لتستقر عند ‪ %2‬كحد أدنى سنة ‪.2020‬‬
‫والمالحظ‪ ،‬أن بعض الجهات ال تمتلك رؤية من أجل تدبير نشط للمداخيل بهدف تنميتها من خالل العمل‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬على‬
‫دراسة سبل توسيع قاعدة المداخيل الذاتية وتقوية عائدات استثماراتها في شركات التنمية المساهمة فيها‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية أنها تواكب الجهات فيما يخص تدبير الموارد‪ ،‬خاصة الذاتية منها‪ ،‬بما في‬
‫ذلك تحسيسها بأهمية تحيين قوائم الملزمين بشكل دائم مع الحرص على اتخاذ جميع اإلجراءات الكفيلة بتحصيل‬
‫مواردها الجبائية‪.‬‬
‫‪ ‬حصة نفقات اإلدارة العامة والدعم تمثل النسبة األكبر في نفقات التسيير‬
‫سجلت نفقات اإلدارة العامة زيادة ملحوظة خالل الفترة ‪ 2020-2016‬بلغت نسبتها ‪ .%184‬أما فيما يتعلق بحصة الدفعات‬
‫المحولة من قبل الجهات إلى الهيئات الخارجية‪ ،‬فقد سجلت نسبتها من مجموع نفقات التسيير أعلى مستوى لها خالل سنة‬
‫‪ ،2019‬حيث بلغت ‪ ،%42‬لتتراجع في السنة الموالية إلى ‪ .18%‬وتتكون هاته الدفعات أساسا من تحويالت الجهات لفائدة‬
‫جماعات ترابية أخرى والوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع والدفعات المقدمة في إطار اتفاقيات الشراكة المبرمة‪ .‬وبالنسبة‬
‫للنفقات المرتبطة بالمجال االجتماعي‪ ،‬والمكونة أساسا من دعم الجمعيات وتقديم المساعدات ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬فقد‬
‫عرفت حصتها من إجمالي نفقات التسيير الحقيقية تراجعا من ‪ %28‬سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 15%‬سنة ‪ .2020‬علما أنها عرفت نموا‬
‫طفيفا خالل سنة ‪ ،2020‬نتيجة تقديم الجهات لمساعدات تضامنية لفائدة المتضررين من جائحة كوفيد‪ ،19-‬من خالل مساهماتها‬
‫في صندوق تدبير الجائحة وتقديمها مساعدات عينية مباشرة‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة الداخلية إلى أن الحصة المهمة من نفقات التسيير تخصص لتسيير الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع‬
‫التي تضطلع بدور هام في تنفيذ المشاريع على المستوى الجهوي‪ ،‬موضحة أن تراجع النفقات المرتبطة بالمجال‬
‫االجتماعي يعزى إلى حصر مجال التعاون بين الجهات والمجتمع المدني في الجمعيات ذات المنفعة العامة في إطار‬
‫اتفاقيات الشراكة فقط‪ ،‬فضال عن تأطير هذا المجال من خالل الدورية عدد ‪ D2185‬بتاريخ ‪ 5‬أبريل ‪.2018‬‬
‫ج‪ .‬مؤشرات تنفيذ ميزانيات التجهيز‬
‫‪ ‬نمو في القدرة على التجهيز‬
‫عرفت القدرة اإلجمالية للجهات على التجهيز‪ ،‬نسبة زيادة مهمة بلغت ‪ %150‬خالل الفترة ‪ .2020-2016‬وذلك بالرغم من‬
‫تراجعها خالل سنة ‪ 2020‬بنسبة ‪ %6‬مقارنة مع سنة ‪ 2019‬نتيجة تداعيات جائحة كوفيد‪ 19-‬على مداخيل الجهات ككل‪ .‬وقد‬
‫سجلت قدرة الجهات على التمويل الذاتي نسبة زيادة بلغت ‪ %50‬خالل الفترة ‪ ،2020-2016‬حيث انتقلت من ‪3.546,87‬‬
‫مليون درهم سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 5.316,38‬سنة ‪ ،2020‬وذلك نتيجة تحقيق الجهات المعنية ادخارا خاما مهما‪ .‬وبالرغم من هذا‬
‫التطور اإليجابي‪ ،‬تراجعت مساهمة القدرة على التمويل الذاتي في قدرة الجهات على التجهيز وفق منحنى تنازلي‪ .‬أما فيما‬
‫يتعلق بالمداخيل الخارجية‪ ،‬والتي تتكون أساسا من إمدادات الدولة ومتحصل القروض‪ ،‬فقد عرفت تراجعا ملحوظا خالل سنة‬
‫‪ ،2020‬حيث بلغت ‪ 1.473,54‬مليون درهم مقارنة مع ‪ 3.007,45‬مليون درهم سنة ‪ ،2019‬مسجلة بذلك نسبة تغيير سلبي‬
‫ناهزت ناقص ‪ .%51‬وتبقى الفوائض المالية السابقة المكون الرئيسي لقدرة الجهات على التجهيز‪ ،‬إذ أن نسبتها بلغت ‪%62‬‬
‫خالل سنة ‪.2020‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أن ترشيد النفقات بشكل يتناسب مع نسبة تحقيق المداخيل‪ ،‬أسهم في تحقيق الجهات‬
‫الدخار عام‪ ،‬وهو ما يفسر إلى حد ما نمو القدرة على التجهيز‪ ،‬مضيفة أن قدرة الجهات على التمويل الذاتي للمشاريع‬
‫من أجل تحقيق التنمية الجهوية تظل نسبيا محدودة أمام ارتفاع حاجيات الساكنة‪ .‬ولتجاوز هذا الوضع‪ ،‬أشارت الوزارة‬
‫أن تنزيل برامج وطنية ذات بعد جهوي ساهم‪ ،‬من خالل إشراك الجهات بهدف تقليص الفوارق المجالية على المستوى‬
‫الوطني‪ ،‬في تحديد وفتح مصادر تمويل مهمة من خالل توحيد وتحقيق االنسجام وااللتقائية المرجوة بين السياسة‬
‫الوطنية والسياسة الترابية للتنمية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2776‬‬

‫‪ ‬حصة النفقات المرتبطة بمجاالت الدعم تمثل النسبة األكبر في نفقات التجهيز‬
‫شكلت نفقات الجهات المرتبطة بمجاالت الدعم حصة مهمة من إجمالي نفقات التجهيز الحقيقية خالل الفترة ‪،2020-2016‬‬
‫إذ تراوحت نسبتها ما بين ‪ %69‬كحد أقصى سنة ‪ 2016‬و‪ %50‬كحد أدنى سنة ‪ .2018‬وقد حققت نفقات الدعم المقدمة من‬
‫قبل الجهات خالل الفترة ‪ 2018-2016‬نموا بنسبة ‪ .186%‬وتتكون هذه النفقات باألساس من الدفعات المحولة من طرفها‬
‫إلى الهيئات والمؤسسات األخرى في إطار اتفاقيات التعاون والشراكة‪ ،‬والتي انتقلت من ‪ 1.270,83‬مليون درهم سنة ‪2016‬‬
‫إلى ‪ 2.355,60‬مليون درهم سنة ‪ ،2020‬محققة بذلك نسبة نمو فاقت ‪ .%85‬كذلك‪ ،‬ارتفعت التحويالت لفائدة الوكاالت‬
‫الجهوية لتنفيذ المشاريع‪ ،‬ألجل إنجاز المشاريع المبرمجة‪ ،‬من ‪ 27‬مليون درهم سنة ‪ ،2017‬باعتبارها سنة التأسيس الفعلي‬
‫للوكاالت المذكورة‪ ،‬إلى ‪ 1.825,00‬مليون درهم سنة ‪ .2020‬مما يؤشر على تنامي دور الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع‬
‫في تنزيل برامج التنمية الجهوية وتفعيل اختصاصات الجهات خالل األربع سنوات المعنية‪.‬‬
‫وبالرغم من نسبة النمو المهم المسجلة خالل الفترة ‪ 2020-2016‬فيما يتعلق بنفقات اإلدارة العامة والتي بلغت ‪ ،%237‬فإن‬
‫حصة النفقات المذكورة من مجموع نفقات التجهيز عرفت تراجعا ملحوظا‪ ،‬إذ أن نسبتها منها تراجعت من ‪ %42‬سنة ‪2016‬‬
‫إلى ‪ %25‬سنة ‪ .2020‬أما بالنسبة للنفقات المرتبطة بمجال الشؤون االقتصادية‪ ،‬فإن حصتها من إجمالي نفقات استثمار‬
‫الجهات‪ ،‬لم تتعد‪ ،‬في أحسن الحاالت‪ %10 ،‬المسجلة سنة ‪ .2020‬ويبقى مجال الشؤون االجتماعية األقل استفادة من نفقات‬
‫التجهيز‪ ،‬بحيث لم تتجاوز نسبته من إجمالي نفقات التجهيز ‪ %3‬كحد أقصى خالل سنة ‪ .2016‬يليه في ذلك مجال الشؤون‬
‫التقنية الذي عرف أعلى مستوياته خالل سنة ‪ 2018‬بنسبة ‪.%8‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية ووزارة االقتصاد والمالية بالعمل على تنويع‬
‫مصادر تمويل الجهات عبر فتح الباب للمؤسسات المالية وإحداث حلول تمويلية بديلة موجهة لفائدتها‪ ،‬واللجوء‪ ،‬كلما‬
‫توفرت شروط ذلك‪ ،‬إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫كما توصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بمراعاة توازن مقبول بين قدرة الجهات في التجهيز وحصصها في تمويل‬
‫برامج تنميتها الجهوية عند التخطيط والبرمجة للمشاريع التنموية‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬على مستوى التخطيط االستراتيجي للتنمية الجهوية‬
‫أ‪ .‬منهجية اإلعداد والتشخيص‬
‫‪ ‬إعداد برامج التنمية الجهوية في غياب تصاميم جهوية إلعداد التراب‬
‫تم وضع برامج التنمية الجهوية من قبل جميع الجهات في غياب توفرها على تصاميم جهوية إلعداد التراب‪ ،‬علما أن المرسوم‬
‫رقم ‪ 2.16.299‬المتعلق بمسطرة إعداد برنامج التنمية صدر بتاريخ سابق (‪ 29‬يونيو ‪ )2016‬لتاريخ إصدار المرسوم رقم‬
‫‪ 2.17.583‬المتعلق بمسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب (‪ 28‬شتنبر ‪ ،)2017‬بل إن المرسوم األخير تم إصداره‬
‫بعد مصادقة مجالس معظم الجهات على برامج تنميتها الجهوية؛ وهو األمر الذي لم يساعد على إعداد البرامج التنموية المعنية‬
‫بشكل يستجيب للرؤية المنصوص عليها في القانون التنظيمي‪ ،‬سالف الذكر‪ ،‬والذي جعل التصاميم الجهوية إلعداد التراب‬
‫المرجع األساسي للتخطيط لبرامج التنمية الجهوية‪ .‬وتنطوي مسألة إنجاز التصميم الجهوي إلعداد التراب بشكل الحق لبرنامج‬
‫تنمية الجهة على مخاطر عدم انسجام هذين المخططين‪ ،‬سيما وأن تأثيرهما يمتد إلى كافة المستويات الترابية بالجهة‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية أنه‪ ،‬بصرف النظر عن الظرفية التي ميزت إعداد برامج التنمية الجهوية‬
‫للوالية االنتدابية ‪ ،2021-2016‬باعتبارها استثناء نظرا لحداثة هذه التجربة مع دخول القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الترابية حيز التنفيذ‪ ،‬فإن جميع الجهات تنخرط في بلورة برامج للتنمية الجهوية لالختيارات االستراتيجية وكذا‬
‫التوجهات المجالية والقطاعية‪ ،‬بما فيها تلك المتعلقة بالتصميم الجهوي إلعداد التراب‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة ضبط عملية اختيار مكاتب الدراسات وتتبع إعداد البرامج‬
‫لم يتم في بعض الحاالت إدراج معيار التجربة والخبرة في التخطيط االستراتيجي الترابي ضمن مقاييس تقييم عروض مكاتب‬
‫الدراسات المعنية بإعداد برنامج التنمية‪ .‬كذلك‪ ،‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬لم يتم اعتماد معايير تمكن من تقييم موضوعي للمؤهالت‬
‫والعروض التقنية للمتنافسين‪ .‬أما على مستو ى تتبع تنفيذ صفقات اإلعداد لبرامج التنمية المعنية‪ ،‬فقد تبين أن هناك نقصا في‬
‫الموارد البشرية المتخصصة في التخطيط االستراتيجي لمواكبة وتتبع عملية إعداد برامج التنمية الجهوية‪ .‬عالوة على أنه لم‬
‫يتم تفعيل أجهزة الحكامة المكلفة بتتبع ومراقبة صفقة إعداد برنامج تنميتها الجهوي‪ ،‬والتي كان من المفترض أن تشرف عليها‬
‫لجنة للقيادة يرأسها رئيس الجهة‪.‬‬
‫بخصوص أجهزة الحكامة المكلفة بتتبع ومراقبة صفقات إعداد برامج التنمية الجهوية‪ ،‬أبرزت وزارة الداخلية أنه قد‬
‫تم تعزيز البنية التنظيمية إلدارة الجهات بالموارد الكافية لتتبع ومواكبة ومراقبة مختلف مراحل إنجاز هذه البرامج‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد مقاربات تشاركية غير متكاملة إلعداد البرامج‬
‫تم‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬تسجيل نقص في التنسيق مع بعض القطاعات الوزارية على المستوى الجهوي للتشاور حول المشاريع‬
‫التي يمكن للجهات المساهمة في إنجازها خالل الوالية االنتدابية لمجالسها بشراكة مع باقي المتدخلين المعنيين‪ .‬إضافة إلى‬
‫‪2777‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ذلك‪ ،‬لم يتم التعاطي بشكل مناسب مع مقترحات اللجان الدائمة لمجالس الجهات‪ ،‬وهو ما جعل هذه المرحلة من مسطرة اإلعداد‬
‫ال تحقق األهداف المتوخاة منها والمتمثلة في تنوير باقي مكونات مجالس الجهات أثناء مناقشة مشاريع برامج التنمية الجهوية‬
‫من أجل تجويدها وتدارك النقائص المسجلة فيها‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬وعلى مستوى بعض الجهات‪ ،‬تم إعداد برنامـج التنمية قبل‬
‫إحداث اآلليات التشاركية للحوار والتشاور كما لم تغط اللقاءات التشاورية كافة عماالت وأقاليم الجهة‪ .‬كذلك‪ ،‬تبين أنه لم يتم‬
‫العمل على تحليل المقترحات التي تم تلقيها على المواقع اإللكتروني بخصوص برنامج التنمية الجهوية الخاص إلحدى الجهات‬
‫وأخذها بعين االعتبار‪.‬‬
‫عالقة بهذا الجانب‪ ،‬أكدت وزارة الداخلية أن مصالحها ما فتئت تحث جميع الفاعلين‪ ،‬وخاصة الجماعات الترابية‪،‬‬
‫على االنخراط في ورش إعداد برامج التنمية لبلوغ مستوى تطلعات الجهات وإنجازها بشكل يتناسب مع إمكانات‬
‫وإكراهات كل جهة‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية احترام الجدولة الزمنية إلعداد برامج التنمية الجهوية‬
‫سجلت جميع الجهات تأخرا على مستوى إعداد برامج تنميتها الجهوية المتعلقة بالوالية االنتدابية ‪ ،2016-2021‬حيث تمت‬
‫المصادقة على هاته البرامج خالل مدة زمنية تراوحت ما بين ‪ 9‬أشهر و‪ 40‬شهرا من تاريخ صدور المرسوم رقم ‪2.16.299‬‬
‫بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪ 2016‬المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور‬
‫إلعداده‪ .‬وتعزى هذه الوضعية إلى عوامل مرتبطة بدخول الجهات تجربة جديدة تحتاج إلى بعض الوقت إلنضاج التخطيط‬
‫للتنمية الجهوية في إطار المنظور الجديد الذي أتت به القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتعين العمل‪ ،‬بالنسبة‬
‫للفترات االنتدابية القادمة‪ ،‬على احترام الجدولة الزمنية المحددة العتماد برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬وتجاوز النقائص التي عرفتها‬
‫المرحلة السابقة والتي حالت دون اعتماد وثيقة مرجعية للتنمية الجهوية مع بداية الفترة االنتدابية لمجالس الجهات‪.‬‬
‫أوضحت وزارة الداخلية بهذا الشأن على كون الظرفية التي ميزت إعداد برامج التنمية الجهوية للوالية االنتدابية‬
‫‪ ،2016-2021‬تعتبر استثناء‪ ،‬على أن تراعى في الفترات االنتدابية القادمة الجوانب المتعلقة باحترام الجدولة الزمنية‬
‫إلعداد هذه البرامج‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على تشخيص دقيق للموارد واإلمكانات‬
‫لم تقم غالبية الجهات بإجراء تقييم قبلي لمواردها وقدراتها المالية‪ ،‬كما لم تقم بإنجاز دراسات قبلية للمشاريع المبرمجة للتأكد‬
‫من مدى مالءمتها لمقومات وإمكانات الجهة المعنية وقابليتها للتنزيل على أرض الواقع ولتقييم أثرها على التنمية المستدامة‬
‫بالجهة‪ .‬وقد أدى غياب التشخيص الواقعي والدقيق للحاجيات التنموية إلى تقليص عدد المشاريع المزمع تنفيذها‪ ،‬عند الشروع‬
‫في تنزيل برنامج التنمية الجهوية من طرف بعض الجهات‪.‬‬
‫ب‪ .‬التخطيط لبرامج التنمية الجهوية وتتبع تنزيلها‬
‫‪ ‬ضرورة تجويد التخطيط للبرامج القطاعية الفرعية‬
‫أقدمت بعض الجهات على إدراج مشاريع ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة في برامج التنمية الجهوية الخاصة‬
‫بها‪ .‬وإذا كان هذا التوجه‪ ،‬قد يؤشر على وجود رغبة لدى مجالس الجهات المعنية لبرمجة مشاريع ذات طابع اجتماعي لها‬
‫أثر مباشر على الساكنة أو إلى كون الجهات ما زالت تعتبر نفسها مستوى لسد العجز الذي قد يسجل في ميزانيات الجماعات‪،‬‬
‫في حين أن هذه األخيرة تندرج ضمن االختصاصات المنقولة‪ ،‬فإن مرد ذلك يعزى كذلك إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد التأويالت للمقتضيات القانونية المتعلقة باختصاصات الجهات نظرا لطابعها العام في أحيان عدة‪ ،‬السيما فيما‬
‫يتعلق بنطاق تدخل الجهات في بعض المجاالت التي تجد امتدادات لها ضمن االختصاصات المنقولة أو ضمن‬
‫اختصاصات الفاعلين العموميين اآلخرين في التنمية الجهوية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تعتبر التنمية االجتماعية (التأهيل‬
‫االجتماعي‪ ،‬المساعدة االجتماعية‪ )... ،‬من ضمن االختصاصات الموكولة للجهات بنص القانون رقم ‪111.14‬‬
‫المتعلق بالجهات‪ ،‬إال أن الطابع العام في صياغة بعض مكونات هذا االختصاص‪ ،‬تجعل الجهات تقوم بممارسة‬
‫اختصاصات تندرج ضمن اختصاصات جماعات ترابية وقطاعات وزارية أخرى‪ ،‬كالنقل المدرسي في العالم‬
‫القروي وتأهيل مؤسسات استشفائية وتعليمية في العالم الحضري باعتبارها قطاعات ذات طابع اجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد التقاطعات بين مختلف اختصاصات الجماعات الترابية المعنية والقطاعات الحكومية المختصة‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬يعد اختصاص التنمية القروية (بناء وتحسين الطرق غير المصنفة‪ ،‬تأهيل العالم القروي‪ ،‬تأهيل العالم‬
‫القروي‪ ،‬تنمية المناطق الجبلية والواحات‪ )...،‬من ضمن االختصاصات الموكولة للجهات المنصوص عليها في‬
‫القانون ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬وهو نفس طبيعة االختصاص المنصوص عليه في القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم من قبيل إنجاز وصيانة المسالك القروية‪ ،‬تأهيل العالم القروي في ميادين‬
‫الصحة والتكوين والبنيات التحتية والتجهيزات‪ ،‬تنمية المناطق الجبلية والواحات‪...،‬‬
‫ولعل من أبرز نتائج هاته الوضعية‪ ،‬تشتيت القدرة على التجهيز بالنسبة للجهات والحد من فعاليتها وتأثيرها جراء تنفيذها‬
‫عددا كبيرا من المشاريع المتعلقة بقطاعات ال تدخل بالضرورة ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2778‬‬

‫‪ ‬الحاجة إلى ضبط الغالف المالي والجدولة الزمنية عند إعداد برامج التنمية الجهوية‬
‫لم تتمكن غالبية الجهات من ضبط آليات تحديد الكلفة المالية لمكونات برامج تنميتها الجهوية‪ ،‬حيث تم تحديد التركيبة المالية‬
‫لمجموعة من البرامج والمشاريع بشكل جزافي دون إنجاز دراسات خاصة لتحديد الكلفة المالية الالزمة لتنفيذها وضمان‬
‫تمويلها‪ .‬كما تم تسجيل حاالت متعددة تم فيها وضع جدولة زمنية غير واقعية لتنفيذ المشاريع المبرمجة‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬أدى‬
‫غياب الدراسات المالية والتقنية لمكونات برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬إضافة إلى غياب رؤية مشتركة بين جميع الشركاء‬
‫والمتدخلين بخصوص مدى أولوية بعض المشاريع وكيفية إنجازها‪ ،‬إلى التخلي عن إنجاز برامج مدرجة ضمن برنامج التنمية‬
‫الجهوية‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية إلى أن بعض اإلكراهات والصعوبات العملية والواقعية وليدة الظرفية قد تعترض ترجمة‬
‫استراتيجيات البرنامج الجهوي للتنمية على شكل التزامات رسمية واتفاقيات في مرحلة التخطيط والبرمجة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحديد األولويات وتوطين المشاريع‬
‫لم يتم في بعض الحاالت تحديد البرامج ذات األولوية كما لم يتم توطين المشاريع‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬سجل غياب معايير‬
‫موضوعية يمكن االرتكاز عليها في تحديد أولويات اختيار المشاريع المزمع إنجازها في إطار تنزيل برنامج التنمية الجهوية‪.‬‬
‫وهو ما أدى في بعض الحاالت‪ ،‬إلى تصنيف بعض المشاريع المهمة والتي تم إدراجها ضمن برنامج التنمية المجالية إلقليم‬
‫معين‪ ،‬كأولوية منخفضة في برنامج التنمية الجهوية للجهة‪ .‬مما قد يؤثر على تنزيل هاته المشاريع‪ ،‬ال سيما إذا كانت الجهة‬
‫شريكا رئيسيا في تمويلها وتنفيذها‪ .‬كما تبين أنه لم يتم أخذ جميع المعايير الواردة بدفاتر الشروط الخاصة لترتيب األولويات‬
‫بالجهة‪ ،‬كالجدوى االقتصادية وعدد المستفيدين والطابع االبتكاري للمشاريع‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي إلى تمويل مشاريع ذات‬
‫وقع محدود على الساكنة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تفعيل آليات المراقبة والتتبع والتقييم‬
‫تم الوقوف على نقص في التخطيط لمرحلة مواكبة تنزيل برامج التنمية الجهوية من قبل مكاتب الدراسات‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫الشروع في المواكبة دون أن تكون هناك مشاريع قد شرع فعال في تنفيذها‪ ،‬مما ال ينسجم مع الهدف األساسي من العملية‬
‫المتمثل في تتبع تقدم إنجاز المشاريع وتحديد تقييم العوامل المؤثرة في تنزيلها‪ .‬كما لم تقم غالبية الجهات بالتفعيل الكلي لهيئات‬
‫التتبع ولجان التنفيذ وفقا لما تم تسطيره في برامج تنميتها الجهوية‪.‬‬
‫ج‪ .‬الحكامة المالية‬
‫‪ ‬إعداد الميزانيات السنوية‬
‫أبرزت مراقبة منهجية إعداد الميزانيات السنوية للجهات‪ ،‬قصورا في تفعيل البرمجة الممتدة على ثالث سنوات كوسيلة من‬
‫وسائل التخطيط واالضطالع برؤية استشرافية لموارد وتكاليف الجهات المعنية لمدة ثالث سنوات‪ .‬ففي هذا السياق‪ ،‬عملت‬
‫بعض الجهات على وضع برمجة ثالثية لميزانياتها‪ ،‬إال أن بيانات البرمجة المذكورة ال تنسجم مع نفقات التجهيز المقررة في‬
‫برامج تنميتها الجهوية‪ .‬كذلك‪ ،‬فإ ن جهات أخرى‪ ،‬وفي غياب توفرها على برمجة متعددة السنوات‪ ،‬تقوم بإدخال تعديالت‬
‫متكررة على ميزانياتها األصلية التي تم تحضيرها مسبقا بداية كل سنة‪ ،‬بحيث غالبا ما تتسم التعديالت المعنية بطابعها الزمني‬
‫والموضوعي المتكرر‪ ،‬وتهم في مجموعة من الحاالت نفس الخانات المالية‪.‬‬
‫أوضحت وزارة الداخلية بهذا الشأن على أنه يتم األخذ بعين االعتبار األولويات التي يحددها مجلس الجهة بناء على‬
‫المشاريع المدرجة في برنامج التنمية الجهوية وذلك في إطار إعداد الميزانية على أساس برمجة ثالثية السنوات‪،‬‬
‫مضيفة أنه يتم الحرص على االلتزام بهاته النفقات خالل مرحلة تنفيذ المشاريع‪ ،‬إال أنه عند إعداد بعض االتفاقيات‬
‫يتم تحيين وتعديل الميزانيات األصلية نظرا لبعض اإلكراهات التي قد يعرفها تنزيل بعض هذه المشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬تنزيل المقاربة المرتكزة على األهداف‬
‫تم تسجيل نقائص على مستوى المعطيات المضمنة في مشروع نجاعة األداء‪ ،‬تتمثل على سبيل المثال في‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تحديد البرامج المدرجة بكل فصل؛‬
‫‪ -‬عدم اعتماد مؤشرات لقياس األهداف المحددة؛‬
‫‪ -‬عدم تبني مقاربة النوع في تحديد األهداف والمؤشرات‪.‬‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية أن مختلف مجالس الجهات تلتزم بإعداد مشروع نجاعة األداء برسم كل‬
‫سنة مالية‪ ،‬والذي يرتكز باألساس على تقديم أهداف ومؤشرات برنامج التنمية الجهوية حسب محاوره مع إبراز نسبة‬
‫تفعيل المشاريع المدرجة في إطار هذا البرنامج وكذا حصيلة المشاريع المنجزة وااللتزامات المالية الناتجة عن‬
‫االتفاقيات والعقود المبرمة في إطار هذا البرنامج‪.‬‬
‫‪2779‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫د‪ .‬تدبير آليات التعاون والشراكة‬


‫‪ ‬الحاجة إلى التزام معيار الشمولية وااللتقائية في منهجية التخطيط وإعداد الشراكات‬
‫تم تسجيل مجموعة من المالحظات المرتبطة بالمنهجية المتبعة إلبرام اتفاقيات التعاون والشراكة بمختلف الجهات‪ ،‬حيث‬
‫يمكن عرض أبرز تجلياتها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬غياب رؤية واضحة بشأن تدبير الشراكات والتعاون‪ ،‬في ظل غياب معايير لتوزيع المساهمات المالية بحسب‬
‫محاور برامج التنمية الجهوية أو على أساس توزيع ترابي متكافئ؛‬
‫‪ -‬إبرام اتفاقيات من أجل تنفيذ سياسات قطاعية دون أن تكون للجهات معطيات تفصيلية أو رؤية استراتيجية حول‬
‫القطاع المعني أو مؤشرات حول األثر الممكن أن تحدثه االتفاقيات المبرمة؛ وهو ما يحصر دور الجهات في‬
‫التمويل فقط‪ ،‬حيث تنتهي التزاماتها بعد تحويل مساهماتها دون التأكد من تحقيق أهداف االتفاقيات المعنية واآلثار‬
‫المرجوة من إبرامها؛‬
‫‪ -‬عدم اعتماد منهجية في اختيار الشركاء مبنية على معايير موضوعية وعلى أساس طلب اقتراح مشاريع في ميدان‬
‫معين ودراستها واختيار األفضل منها؛‬
‫‪ -‬عدم إشراك‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬قطاعات الدولة كطرف شريك عند إبرام اتفاقيات بمحتوى يندرج ضمن‬
‫االختصاصات المشتركة‪ ،‬وذلك ضمانا للتنسيق المطلوب من طرف جميع المتدخلين في قطاع معين واللتقائية‬
‫األهداف الخاصة بكل مجال‪ ،‬وذلك كله لتفادي االزدواجية في التخطيط والتمويل؛‬
‫‪ -‬إبرام اتفاقيات شراكة لتمويل مشاريع دون أخذ اإلمكانات المالية للجهات بعين االعتبار؛‬
‫‪ -‬عدم إيالء العناية الالزمة للجوانب المتعلقة بصياغة االتفاقيات المبرمة من طرف الجهات‪.‬‬
‫أبرزت وزارة الداخلية حرص الجهات على تجويد صياغة اتفاقيات التعاون والشراكة وإخضاعها لدراسة دقيقة كفيلة‬
‫بتغطية كافة الجوانب التقنية والمالية المتعلقة بتنفيذها من أجل التحكم في المخاطر القانونية والمالية المرتبطة بصياغة‬
‫مقتضياتها‪ ،‬إال أنه ال يمكن‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬التنبؤ على سبيل الحصر واليقين بجميع اإلكراهات التي يمكن أن تعترض‬
‫تنفيذ بنود هذه االتفاقيات والتي تظل وليدة الظرفية‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية إعمال التعاقد كآلية لتفعيل االختصاصات المشتركة مع الدولة‬
‫بالرغم من كون معظم برامج التنمية الجهوية قد تم اعتمادها من طرف الجهات خالل األسدس األول من سنة ‪ ،2018‬فإن‬
‫ذلك لم يصاحبه إبرام بعض الجهات لعقود‪-‬برامج مع الدولة‪ ،‬وذلك من أجل تنزيل مشاريع برامج التنمية الجهوية المدرجة‬
‫في إطار االختصاصات المشتركة‪ .‬وهو ما أدى إلى تعثر بعض مكونات هاته البرامج أو حذفها من محاور التنمية الجهوية‬
‫نظرا لغياب آلية تدبيرية تعاقدية تحدد التزامات تدخل الجهات من ناحية‪ ،‬والقطاعات الحكومية‪ ،‬من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا السياق‪ ،‬إلى أن عدم اعتماد مسطرة مرجعية واضحة وموثقة إلبرام عقود‪-‬برامج‪ ،‬تبرز ماهية هاته‬
‫اآللية وكيفيات إعدادها ومن تحديد السلطات المعنية بإبرام وتنزيل العقود بين الدولة والجهات ومن تحديد الجزاءات في حال‬
‫إخالل أي من الشركاء بالتزاماتهم‪ ،‬تشكل عائقا بالنسبة لبعض الجهات في تكوين تصور حول دور العقود‪-‬البرامج المذكورة‬
‫كآلية لتنزيل المشاريع التنموية‪ .‬إذ يتم اعتبار العقد‪-‬برنامج كمخطط مواز لبرنامج التنمية الجهوية يمكن أن يتضمن مشاريع‬
‫غير تلك المدرجة في البرنامج‪ ،‬وذلك بدل اعتباره إطارا يحدد التزامات مختلف المتدخلين من أجل تنزيل برنامج التنمية‬
‫الجهوية‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية العمل على تعزيز تتبع تنفيذ االتفاقيات‬
‫لم تتخذ الجهات ما يكفي من اإلجراءات من أجل تتبع تنفيذ االتفاقيات التي تكون طرفا فيها‪ ،‬حيث ال تعمل على مراقبة نسبة‬
‫استخدام مساهماتها المالية وال مدى مطابقة المنج زات لألهداف التعاقدية المتفق عليها‪ .‬كما أنها ال تعمل على المطالبة‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬باسترجاع الفوائض غير المستعملة من مساهماتها التي قد تنتج في بعض الحاالت عن الفرق بين الكلفة التقديرية‬
‫للمشاريع المتعاقد بشأنها وبين كلفتها الحقيقية المحصورة بعد إتمام إنجازها‪ ،‬كما قد تنتج‪ ،‬في حاالت أخرى‪ ،‬عن عدم وفاء‬
‫شركاء الجهات المعنية بالتزاماتهم التعاقدية وبالتالي توقف تنفيذ المشاريع المشار إليها أو عدم تنفيذها بالمرة‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية في هذ الصدد إلى حرص الجهات على إغناء االتفاقيات بالبنود المتعلقة بآليات تتبع تنفيذها‬
‫لتفادي مجموعة من اإلشكاالت من قبيل رفع التكلفة التقديرية للمشاريع أو عدم مطابقة المنجزات لألهداف المتفق‬
‫عليها أو تمديد مدة سريان هذه االتفاقيات وهو ما يحتمل مخاطر قانونية ومالية في حالة عدم التزام الجهات باالتفاقيات‬
‫األصلية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2780‬‬

‫‪ ‬إبرام اتفاقيات ال تساعد على تنزيل برامج التنمية الجهوية أو ال تتناسب وأنشطة الشركاء‬
‫يشكل برنامج التنمية الجهوية اآللية المرجعية للتنفيذ والتي يتوجب أن تؤطر خيارات برمجة وتنفيذ األعمال التنموية خالل‬
‫المدة االنتدابية لكل مجلس جهة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن بعض االتفاقيات المبرمة ال يندرج موضوعها ضمن االختصاصات‬
‫الذاتية والمشتركة للجهات المعنية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن االبتعاد عن اإلطار المحدد في البرنامج من شأنه أن يحول دون قدرة الجهة‬
‫المعنية على تنزيل كافة األعمال التنموية المدرجة فيه على أرض الواقع خالل فترة العمل به‪ .‬كما يشكل هذا الوضع عائقا‬
‫أمام تحقيق التكامل واالنسجام بين مختلف المشاريع داخل النفوذ الترابي للجهة‪ ،‬وبالتالي الحد من أثرها لبلوغ األهداف التنموية‬
‫المحددة ضمن وثيقة برنامج التنمية الجهوية‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬تؤكد المجالس الجهوية للحسابات على ضرورة تكريس مكانة الصدارة التي خولها الفصل ‪ 143‬من‬
‫الدستور للجهات في عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية‪ ،‬والتصاميم الجهوية إلعداد التراب‪ ،‬وعلى أهمية ترسيخ‬
‫مبدأ الديمقراطية التشاركية‪ ،‬من خالل وضع مجالس الجهات‪ ،‬وكما ينص على ذلك الفصل ‪ 139‬من الدستور‪ ،‬آليات تشاركية‬
‫للحوار والتشاور‪ ،‬لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية وتتبعها‪.‬‬
‫كما تدعو هذه المجالس وزارة الداخلية إلى‪:‬‬
‫إعادة النظر في المقتضيات القانونية المتعلقة بالجهات بشكل يمكن من رسم حدود أكثر دقة الختصاصاتها‬ ‫‪-‬‬
‫لتفادي تعدد التأويالت وتقليص التقاطع مع اختصاصات الفاعلين الترابيين اآلخرين وتحديد نطاق تدخلهم‬
‫على مستوى التنمية الجهوية؛‬
‫العمل على مزيد من تنقيح وضبط مقتضيات العقد‪-‬برنامج النموذجي بين الدولة والجهات‪ ،‬وذلك بهدف تحديد‬ ‫‪-‬‬
‫إطاره ودور كل طرف في المسؤوليات المنوطة به وربطه بأهداف استراتيجية ومؤشرات قابلة للتقييم‪.‬‬
‫وتوصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بما يلي‪:‬‬
‫إعداد تشخيص شامل لإلمكانات المالية للجهات وللوضعية الجهوية للقطاعات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ال‬ ‫‪-‬‬
‫سيما فيما يتعلق بجرد مجمل المشاريع المنجزة أو المزمع إنجازها في تراب الجهات المعنية مع تعزيز‬
‫المقاربة التشاركية في إعداد برامج التنمية الجهوية؛‬
‫تصنيف المشاريع التنموية المرتبطة بنفس الموضوع ضمن برامج تنموية فرعية متناسقة في مشاريعها‬ ‫‪-‬‬
‫ومتكاملة في أهدافها‪ ،‬مع الحرص على إنجاز دراسات الجدوى قبل اختيار توطين المشاريع المدرجة ضمن‬
‫برامج التنمية الجهوية‪ ،‬ووضع جدولة زمنية واقعية لتنزيلها؛‬
‫إبرام عقود‪-‬برنامج مع القطاعات الحكومية المعنية من أجل تنزيل سليم للمشاريع التنموية‪ ،‬السيما بالنسبة‬ ‫‪-‬‬
‫للبرامج التي تدخل في إطار االختصاصات المشتركة‪ ،‬وخالل فترات موازية لمدة تنزيل برامج التنمية‬
‫الجهوية؛‬
‫القيام‪ ،‬في مرحلة أولى‪ ،‬بجرد وتقييم لجميع االتفاقيات المبرمة سابقا من أجل تفعيل أو تحيين أو تعديل تلك‬ ‫‪-‬‬
‫القابلة للتنفيذ وفسخ‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬االتفاقيات غير القابلة لألجرأة؛‬
‫إعداد تصور من أجل تدبير الشراكات والتعاون على صعيد الجهات مبني على تنزيل برامج التنمية الجهوية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ووضع معايير توزيع المساهمات المالية بحسب حاجيات القطاعات؛ مع تحري الدقة في تحرير اتفاقيات‬
‫الشراكة بما يساعد على التنزيل السليم لها ويمكن من التأويل الموحد لبنودها؛‬
‫تفعيل الجهات آلليات تتبع تنزيل برامج التنمية الجهوية‪ ،‬ومواكبة أجرأة االتفاقيات‪ ،‬مع الحرص على‬ ‫‪-‬‬
‫استرجاع األموال المدفوعة في حال عدم وفاء شركاء الجهات بالتزاماتهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬على مستوى الحكامة المؤسساتية‬
‫أ‪ .‬الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع وتدبير محفظة المساهمات المالية‬
‫‪ ‬نقائص على مستوى حكامة الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع‬
‫يتمثل دور الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع في تقديم كل أشكال المساعدة القانونية والهندسة التقنية‪-‬المالية عند دراسة وإعداد‬
‫المشاريع وبرامج التنمية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تم تسجيل مجموعة من المالحظات تهم تدبير بعض الوكاالت‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تكليف الوكالتين الجهويتين لتنفيذ المشاريع‪ ،‬على مستوى جهتي طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة وبني مالل‪-‬خنيفرة‪ ،‬بإنجاز‬
‫مشاريع وبرامج التنمية التي أقرها مجلسا الجهتين‪ ،‬دون إعمال مبدأ التدرج لمراعاة القدرات التدبيرية للوكالتين‬
‫اعتبارا لحداثة إنشائهما ولكونهما كانتا في طور إرساء هياكلهما اإلدارية؛‬
‫‪2781‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫بروز بعض التباينات حول دور الوكالة في تقييم برنامج التنمية الجهوية‪ .‬فمن وجهة نظر الجهة‪ ،‬يبقى تقييم‬ ‫‪-‬‬
‫المشروع من خالل التأكد من تحقيق أهدافه ووضع مؤشرات لقياس األداء واألثر من مهام الوكالة‪ .‬أما بالنسبة‬
‫لهاته األخيرة‪ ،‬فإنها ترى أن دورها ينحصر في اإلشراف على إنجاز المشروع فقط‪ ،‬بينما تبقى الجهة هي‬
‫المسؤولة عن تقييم المشاريع‪ .‬وقد تشكل هذه الوضعية عائقا يحول دون التأكد من تحقيق برامج التنمية الجهوية‬
‫لألهداف المنشودة منها؛‬
‫تباين في مستوى تفعيل الوكاالت المحدثة الختصاصاتها‪ .‬فلئن كانت الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة طنجة‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطوان‪-‬الحسيم ة‪ ،‬قد قامت بإنجاز دراسات لوضع استراتيجيات لتفعيل بعض اختصاصات الجهة المعنية وإعداد‬
‫تصور حول كيفية تنفيذ بعض برامج التنمية واقتراح إحداث شركات للتنمية الجهوية‪ ،‬إضافة إلى إعداد الدراسات‬
‫التقنية لصفقات األشغال وتنفيذ المشاريع المرتبطة بها‪ ،‬فإن دور الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة‬
‫الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬اقتصر‪ ،‬إلى حدود متم سنة ‪ ،2019‬على االستشارات والدراسات التقنية والمالية دون أن‬
‫يتعداه إلى تنفيذ المشاريع‪ .‬في حين أن الوكالة التابعة لجهة مراكش ‪ -‬آسفي سجلت عدم تفعيل أي اختصاص نظرا‬
‫للتأخر في تفعيل أجهزة الحكامة الخاصة بها‪ .‬أما من حيث استغالل الوكاالت لمشاريع لفائدة الجهات‪ ،‬فيبقى هذا‬
‫االختصاص غير مفعل في الغالب‪.‬‬
‫وتعتبر وزارة الداخلية‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬أن قيام الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع بإجراء تقييم مرحلي من خالل‬
‫وضع مؤشرات للتأكد من تحقيق األهداف وقياس األداء واألثر‪ ،‬يشكل دعامة الختصاصات األجهزة التقريرية للجهة‬
‫في موضوع التقييم الذي يرجع لها أن تباشره في كل مراحل تنفيذ المشاريع والبرامج‪ .‬كما تعتبر الوزارة ذاتها أن‬
‫الوكاالت مطالبة كذلك بالتوفر على منظومة للرقابة الداخلية والتي من بين أسسها التتبع والتقييم المستمر بما يساعد‬
‫على التحكم في المخاطر وتحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تحسين تدبير محفظة المساهمات المالية‬
‫خول المشرع للجهات إمكانية إحداث أو المساهمة في رأسمال شركات للتنمية الجهوية باعتبارها آلية لتدبير مرفق عمومي‬
‫يندرج ضمن نطاق تدخلها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم تسجيل بعض المالحظات المرتبطة بتدبير المساهمات المالية للجهة‪ ،‬من‬
‫أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬قيام جهة مراكش‪-‬آسفي بإحداث أربع شركات التنمية الجهوية دون إنجاز أي دراسات جدوى تقنية أو مالية أو‬
‫قانونية للتأكد من وجود حاجة حقيقية إليها وألجل بلورة تصور قبلي دقيق حول مجاالت التدخل ذات األولوية التي‬
‫يمكن أن تكون موضوع شراكات مع القطاع الخاص‪ .‬عالوة على مساهمة نفس الجهة في رأسمال شركة تبين أن‬
‫مهامها ال تندرج ضمن أي من االختصاصات المنوطة بالجهات‪ ،‬ذلك أن الشركة المذكورة تتولى تدبير المرفق‬
‫الجماعي المتعلق بالنقل العمومي الحضري عالي الجودة‪ ،‬باإلضافة إلى تأمين كافة العمليات المرتبطة بتأمين‬
‫حسن سير وديمومة المرفق من شراء للحافالت وتوفير التجهيزات الضرورية للنقل العمومي الحضري وإنجاز‬
‫الدراسات الضرورية في هذا الصدد ‪ ،‬في حين أن اختصاصات الجهة في مجال النقل تنحصر في مهمتي إعداد‬
‫تصميم النقل داخل النفوذ الترابي للجهة وتنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين الجماعات‬
‫الترابية داخل الجهة؛‬
‫‪ -‬عدم اعتماد رؤية استراتيجية على مستوى جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة تقرر على أساسها الجهة المساهمة في‬
‫رأسمال الشركات في حدود إمكانياتها المالية وتدبير مساهماتها فيها‪ .‬حيث ال تتوفرالجهة على تصور حول تقدم‬
‫أداء الشركات التي تساهم فيها والعلى برنامج زمني لتحرير حصصها في رأسمالها وال على كيفية تدبير محفظة‬
‫المساهمات على المدى المتوسط والبعيد؛‬
‫‪ -‬توفر جهة الدار البيضاء‪-‬سطات على أسهم في مجموعة من شركات التنمية المحلية وذلك قبل صدور القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الذي حدد إمكانية مساهمة الجهات في رأسمال شركات التنمية الجهوية‬
‫فقط مما يستدعي ضرورة مالءمة وضعية الجهة المعنية مع مستجدات القانون التنظيمي سالف الذكر‪.‬‬
‫اعتبرت وزارة الداخلية بخصوص مساهمة الجهة في رأسمال شركات التنمية المحلية‪ ،‬أن مقتضيات المادة ‪ 130‬من‬
‫القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‪ ،‬فتحت اإلمكانية في إشراك كل شخص اعتباري خاضع للقانون العام‪ ،‬وهو ما‬
‫ال يتنافى‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬ووضعية الجهة‪ ،‬خصوصا بالنظر إلى محدودية الموارد المالية للجماعات وإلى ضرورة‬
‫أن تكون أغلبية رأسمال الشركة في ملك أشخاص اعتباريين خاضعين للقانون العام‪.‬‬
‫ب‪ .‬نظام المراقبة الداخلية‬
‫‪ ‬العمل على تجويد الهيكلة اإلدارية وتدبير الموارد البشرية‬
‫تعتري الهيكلة اإلدارية وتدبير الموارد البشرية على مستوى بعض الجهات عدة نقائص‪ ،‬من أبرز تجلياتها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تعيين مسؤولين في بعض المناصب اإلدارية وعدم تفعيل بعض األقسام والمصالح اإلدارية؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2782‬‬

‫‪ -‬عدم استقرار الهيكلة التنظيمية إلدارة بعض الجهات أو وكاالتها مع نقص في التنسيق بين المصالح اإلدارية؛‬
‫‪ -‬عدم تحديد اختصاصات األقسام والمصالح والوضوح في توزيع المهام بين الموظفين وتحديد مسؤولياتهم مع‬
‫تسجيل الجمع بين عدة مهام في بعض الحاالت‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬همت المالحظات‪ ،‬على مستوى بعض الجهات‪ ،‬مسطرة التوظيف وتدبير المسار المهني للموظفين ودعم قدراتهم‬
‫التدبيرية‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار الموارد البشرية ونقائص على مستوى تعيين وتدبير شؤون المكلفين بمهمة؛‬
‫‪ -‬عدم انخراط المكلفين بمهمة واألعوان العرضيين في بعض الجهات في أنظمة التقاعد؛‬
‫‪ -‬عدم تكليف بعض الموظفين بأي مهام داخل اإلدارة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية المشاريع التنموية التي تضطلع بها الجهات‪ ،‬لم يتم إحداث وظيفة مراقبة التسيير ضمن الهيكلة اإلدارية‬
‫كآلية لتتبع سير تلك المشاريع ومقارنة التوقعات بالمنجزات‪ ،‬السيما من حيث تكلفة تلك المشاريع ومدى تحقيق األهداف‬
‫المسطرة في وقتها وتحديد المسؤوليات والكشف عن مواطن الخلل حتى يمكن تفاديها مستقبال وبالتالي الرفع من مستوى‬
‫األداء‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬لم تقم بعض الجهات باعتماد مخطط مديري جهوي للتكوين المستمر باعتباره ركيزة هامة في التخطيط االستباقي لتنمية‬
‫قدرات الموظفين والمنتخبين‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أكدت وزارة الداخلية قيامها‪ ،‬في إطار المواكبة‪ ،‬بتناول هذا المحور من خالل منشور سنة ‪2016‬‬
‫المحدد للهيكل التنظيمي للجهات‪ .‬كما أبرزت الوزارة أن رئيس مجلس الجهة‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 101‬من القانون التنظيمي‬
‫المتعلق بالجهات‪ ،‬يتخذ قرارا يحدد من خالله اختصاصات الوحدات اإلدارية للجهة‪ ،‬مضيفة أنه قد صدر سنة ‪2021‬‬
‫مرسوم يتعلق بالتعيين في المناصب العليا بإدارة الجهات واألجور والتعويضات المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتحديد المخاطر األساسية المرتبطة بعمل مصالح الجهات‬
‫في هذا اإلطار تم تسجيل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توثيق المخاطر من خالل تجارب سابقة وذلك بهدف تحديد أسباب حدوثها وتقييم مستوى ترددها وتأثيرها؛‬
‫‪ -‬عدم توثيق اإلجراءات التي تم اتخاذها واقتراح آليات أخرى من أجل الحد من المخاطر المحتملة؛‬
‫‪ -‬عدم تطوير نظام معلومات يمكن من إبالغ دوري لمسؤولي الجهة حول المخاطر التي تم التعرض لها خالل فترة‬
‫معينة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا السياق‪ ،‬إلى أنه قد تم مؤخرا إعداد مصفوفة للمخاطر‪ ،‬ذات طابع استراتيجي وتنظيمي ومالي وقانوني‬
‫وعملياتي‪ ،‬وذلك في إطار برنامج دعم ومواكبة الجهات في إرساء وظيفة االفتحاص الداخلي الذي تشرف عليه وزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬تباين في اعتماد وتطبيق دليل اإلجراءات والمساطر‬
‫عملت بعض الجهات‪ ،‬على توفير إطار نظري لتنظيم عملها وهياكلها اإلدارية من خالل اعتماد دليل لإلجراءات والمساطر‪.‬‬
‫إال أنه‪ ،‬وبغض النظر عن بعض النقائص التي يتضمنها الدليل المذكور‪ ،‬فقد تبين أن الجهة المعنية ال تتقيد بتطبيق مقتضيات‬
‫هذا األخير‪ .‬في المقابل‪ ،‬لم تعمل جهات أخرى على اعتماد دالئل لإلجراءات والمساطر الداخلية بالرغم من أهميتها كوثيقة‬
‫تنظيمية مرجعية تمكن من توثيق كل المساطر المتبعة مع تحديد المسؤولين عن كل عملية وكيفيات تنفيذها على الوجه األكمل‪،‬‬
‫كما تمكن من تبسيط وتنزيل كل التعليمات والمذكرات بما يكفل التقيد بالقوانين وتحقيق األهداف المتوخاة في احترام تام لقواعد‬
‫ومبادئ الحكامة الجيدة وضمان استمرارية المرفق العام‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تسريع تفعيل وظيفة التدقيق الداخلي‬
‫تنص الهياكل التنظيمية لبعض الجهات على إحداث مصلحة للتدقيق الداخلي‪ .‬غير أن بعض الجهات المعنية لم تعمل على‬
‫تفعيل دور هذه المصلحة‪ ،‬وذلك من خالل تعبئة الموارد البشرية وتمكينها من مزاولة مهامها وفق برامج سنوية محددة‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أن بعض الجهات قامت بالتعاقد مع مكاتب خاصة من أجل إنجاز التدقيق الداخلي لعملياتها‪ ،‬فإن هذا األمر ال يعفيها‬
‫من ضرورة تفعيلها لوحدة دائمة للتدقيق الداخلي‪ ،‬وذلك بما يمكن من التحديد المبكر للمخاطرالتي قد تواجهها إدارة الجهة‬
‫المعنية وبالتالي تفادي األخطاء والنقائص المحتملة‪ .‬وتجدر اإلشارة في هذا السياق‪ ،‬إلى أن وزارة الداخلية عملت‪ ،‬في‬
‫إطاربرنامج دعم ومواكبة الجهات في وضع وظيفة االفتحاص الداخلي‪ ،‬على مأسسة عمل مصلحة االفتحاص الداخلي‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد مصفوفة للمخاطر وتحسيس رؤساء الجهات والمديرين العامين للمصالح بالدور المحوري الذي يلعبه التدقيق‬
‫الداخلي وبأهمية تحيين وتقييم المخاطر ذات الصلة بتدبير شؤون الجهات؛‬
‫‪2783‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ -‬تقوية قدرات المدققين الداخليين الذين سيتم تعيينهم بمصلحة االفتحاص الداخلي‪ ،‬وتكوينهم في تقنيات تشخيص‬
‫نظام المراقبة الداخلية وتحليل المخاطر؛‬
‫‪ -‬المواكبة الميدانية للمدققين الداخليين المزمع تعيينهم في إعداد مصفوفة مخاطر عمليات الجهة‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقوية القدرات التدبيرية للوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع قبل إسناد تنفيذ المشاريع إليها‪ ،‬والحرص على وضع‬
‫آليات فعالة لتنسيق تدخالتها بينها وبين الجهات وباقي الفاعلين على المستوى الجهوي؛‬
‫‪ -‬إجراء دراسات جدوى قبلية للجوانب التقنية والقانونية والمالية قبل اإلقدام على تنزيل مشاريع إحداث شركات‬
‫التنمية الجهوية؛‬
‫‪ -‬مالءمة عمليات مساهمة الجهات في شركات التنمية المحدثة من قبل باقي الجماعات الترابية والشركات األخرى‬
‫مع مستجدات القوانين التنظيمية للجماعات الترابية؛‬
‫‪ -‬تدارك النقائص التي تعتري شركات التنمية الجهوية من قبيل التتبع المنتظم من طرف الجهات لمآل مساهماتها‪،‬‬
‫وضرورة حصر مساهمة الجهة في رأسمال شركة تنمية محلية التي تندرج مهمتها ضمن اختصاصاتها؛‬
‫‪ -‬تعزيز منظومة المراقبة الداخلية من خالل‪:‬‬
‫استكمال الهيكلة التنظيمية للجهات مع التحديد الدقيق لصالحيات كل مصلحة على حدة وتوصيف الوظائف‬ ‫‪-‬‬
‫والمهام والتدبير األمثل للموارد البشرية؛‬
‫اعتماد خارطة للمخاطر المحتملة والعمل على تقييمها وتحيينها وتحديد اإلجراءات الواجب اتخاذها عند‬ ‫‪-‬‬
‫حدوثها ووضع دالئل للمساطر؛‬
‫تعزيز وظيفة مراقبة التسيير ووضع نظام متكامل للمعلومات باستغالل وتحيين البرامج المعلوماتية لتتبع‬ ‫‪-‬‬
‫تنفيذ برامج التنمية الجهوية؛‬
‫تفعيل وظيفة التدقيق الداخلي‪ ،‬مع خالل مدها بالموارد البشرية المؤهلة وآليات العمل الضرورية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رابعا‪ .‬تدبير الطلبيات العمومية ومنح الجمعيات‬
‫أ‪ .‬الطلبيات العمومية‬
‫بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف الجهات من أجل التقيد بالقواعد واإلجراءات المتعلقة بالطلبيات العمومية‪ ،‬فإنه تم‪،‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬تسجيل مجموعة من المالحظات‪ ،‬المرتبطة ببعض المخاطر والتي تتباين من حيث مظاهرها ومستوى ترددها‬
‫من جهة إلى أخرى‪ .‬وتتعلق هاته المخاطر أساسا بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إبرام بعض الجهات لصفقات ال يدخل موضوعها ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة‬
‫أسند القانون التنظيمي المتعلق بالجهات لهذه األخيرة اختصاصات ذاتية ومشتركة ومنقولة‪ .‬ولئن كان الهدف من هذا التنوع‬
‫في تراتبية االختصاصات هو تمكين الجهات المعنية من اختصاصات ذات مضامين متالئمة تستوعب أبعاد التنمية الجهوية‪،‬‬
‫فإنه من الضروري أن يتم توجيه توظيف مواردها بما يخدم تنزيل مشاريع تنموية ذات بعد جهوي‪ .‬ولقد تبين في هذا السياق‪،‬‬
‫أن بعض الجهات أبرمت صفقات ال يندرج موضوعها ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة على غرار النقل المدرسي‬
‫وأشغال اإلنارة العمومية والتطهير السائل وتهيئة مدارات حضرية وتأهيل القاعات المدرسية وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على إرساء الشروط الالزمة لضمان تحديد أفضل للحاجيات وإنجاز الصفقات المبرمة في ظروف‬
‫مالئمة‬
‫عرفت مجموعة من الصفقات المبرمة من طرف بعض الجهات تأخرا في التنفيذ مقارنة مع اآلجال التعاقدية‪ .‬ويرجع ذلك إلى‬
‫أسباب متعددة‪ ،‬من قبيل القصور في تقدير اآلجال الحقيقية التي يتطلبها التنفيذ أو النقص في التنسيق بين مختلف المتدخلين‬
‫في تنفيذ المشاريع أو عدم القيام باإلجراءات القانونية لتوفير العقارات الالزمة لتنفيذ المشاريع أو عدم استصدار الرخص‬
‫ا لمطلوبة أو عدم دقة الدراسات التقنية المنجزة أو عدم توفر المقاوالت نائلة الصفقات على المؤهالت والمقومات التقنية‬
‫والمادية الالزمة إلنجاز األعمال المراد تنفيذها‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية أن التحديد الدقيق للحاجيات والتنسيق بين مختلف المتدخلين في تنفيذ المشاريع‬
‫وتوفير العقارات والدراسات التقنية باإلضافة إلى التتبع المنتظم لألشغال يعتبر من أهم الشروط الضرورية لتحقيق‬
‫النجاعة الالزمة في إنجاز المشاريع‪ .‬غير أنه‪ ،‬تضيف الوزارة‪ ،‬فما زالت دورة إعداد وتنفيذ الصفقات تظهر مجموعة‬
‫من النقائص الواجب تداركها من طرف الجهات لبلوغ أهدافها المنشودة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2784‬‬

‫‪ ‬الدراسات التقنية والتتبع التقني لألشغال‬


‫تم تسجيل نقائص تتعلق بأداء مكاتب الدراسات المتعاقد معها أو بجودة الدراسات التقنية المنجزة أو بتتبع األشغال من طرف‬
‫مكاتب الدراسات أو المراقبة المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد أنظمة االستشارة ودفاتر الشروط الخاصة للصفقات‬
‫اعترت مجموعة من النقائص عمليات إعداد أنظمة االستشارة‪ ،‬وذلك من قبيل إدراج مقتضيات غير مالئمة لتقييم عروض‬
‫المتنافسين أو عدم دقة المعايير والمقاييس لتقييم عروض المتنافسين‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬تم تسجيل مجموعة من المالحظات المتعلقة بإعداد دفاتر الشروط الخاصة المتعلقة بالصفقات المبرمة من‬
‫طرف مختلف الجهات‪ ،‬والمرتبطة بإعداد المقتضيات المالية والتقنية وبتحديد وحدات قياس األثمنة األحادية لألعمال المطلوبة‬
‫أو في تحديد مواصفاتها وباستحضار البعد البيئي وأهداف التنمية المستدامة عند التخطيط إلنجاز األعمال موضوع التعاقد‪.‬‬
‫أوضحت الوزارة أنها قامت بدعوة السيدة والسادة والة الجهات وعمال عماالت وأقاليم المملكة بخصوص اعتماد نظام‬
‫تأهيل وتصنيف مقاوالت البناء واألشغال العمومية إلى حث السيدات والسادة رؤساء الجماعات الترابية على ضرورة‬
‫إدراج ذلك بشكل واضح ضمن مقتضيات دفاتر التحمالت لتنفيذ أمثل للمشاريع‪ .‬كما أنه وفي إطار عمليات التدقيق‬
‫السنوية للعمليات المالية والمحاسباتية المنجزة من طرف اللجان المشتركة بين المفتشية العامة لإلدارة الترابية‬
‫والمفتشية العامة للمالية‪ ،‬ما فتئت هذه األخيرة تحث من خالل توصياتها المصالح المعنية للجهة على إيالء األهمية‬
‫الالزمة لعمليات اإلعداد والتنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬توثيق العمليات المتعلقة بتنفيذ الصفقات العمومية‬
‫في إطار التأكد من مسك الجهات جميع الوثائق والمستندات والشهادات المتعلقة بتنفيذ الصفقات المبرمة من قبلها وفقا لما هو‬
‫منصوص عليه في المقتضيات القانونية والتعاقدية‪ ،‬تم تسجيل بعض المالحظات فيما يخص تأسيس عقود الضمان والتأمين‬
‫لتغطية جميع األخطار المرتبطة بتنفيذ األشغال موضوع الصفقات المسندة إليه بمسك الوثائق المرتبطة ببرمجة وتنفيذ أشغال‬
‫األوراش‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير عمليات تسلم الصفقات‬
‫تكون األعمال موضوع الصفقة بعد أن يتم إنجازها وفق الكيفيات المنصوص عليها في دفتر شروطها الخاصة‪ ،‬موضوع تسلم‬
‫مؤقت‪ .‬ويشهد صاحب المشروع‪ ،‬من خالل اإلجراء األخير‪ ،‬على أن نائل الصفقة قد أنهى تنفيذ جميع األشغال أو التوريدات‬
‫أو الخدمات المتعاقد بشأنها‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تم تسجيل مجموعة من المالحظات التي تهم تدبير عمليات التسلم المؤقت من‬
‫طرف بعض الجهات‪ ،‬السيما فيما يتعلق بدورة عمليات التسلم أو مسك مستندات التسلم أو محاضر التسلم المؤقت أوالعمليات‬
‫المرتبطة بالتحقق من مطابقة األعمال المنجزة للمواصفات المنصوص عليها في الصفقات المعنية‪.‬‬
‫ب‪ .‬دعم الجمعيات‬
‫شكل الدعم الممنوح للجمعيات أحد أبرز نفقات التسيير المنجزة من طرف الجهات‪ ،‬حيث استفاد منها خالل الفترة ‪-2016‬‬
‫‪ 2020‬ما مجموعه ‪ 9.768‬جمعية‪ ،‬فيما بلغ إجمالي قيمة الدعم المقدم لها ‪ 1.932,89‬مليون درهم‪ .‬وقد تم في هذا الصدد‪،‬‬
‫تسجيل مجموعة من المالحظات‪ ،‬أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة االلتزام بالضوابط المقررة لتقديم الدعم العمومي للجمعيات‬
‫من أبرز مظاهر القصور المسجلة على هذا المستوى‪ ،‬تلك المرتبطة بالتأكد من اكتساب الجمعيات المعنية لصفة المنفعة العامة‬
‫كشرط لالستفادة من الدعم العمومي المقدم من طرف الجهات المعنية وفق اتفاقيات تعاون أو شراكة أو بتحديد البرامج أو‬
‫األنشطة ذات الفائدة المشتركة المراد إنجازها من طرف الجمعيات أو التأكد القبلي من عدم وجود مخاطر مرتبطة بسالمة‬
‫الوضع القانوني لمكاتب الجمعيات المستفيدة من الدعم‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية أن إبرام اتفاقيات شراكة مع جمعيات ال تتوفر على صفة المنفعة العامة‬
‫باإلضافة إلى عدم اعتماد معايير مضبوطة ومساطر شفافة من أجل تقديم الدعم للجمعيات المعنية تبقى نقائص وجبت‬
‫معالجتها والتقيد بالمقتضيات القانونية الواردة بخصوصها في القانون التنظيمي السالف ذكره‪ .‬وألجل ذلك‪ ،‬تضيف‬
‫الوزارة‪ ،‬أصدر السيد وزير الداخلية المراسلة رقم ‪ D2185‬بتاريخ ‪ 5‬أبريل ‪ 2018‬التي تؤكد على ضرورة التمييز‬
‫بين توزيع الدعم‪ ،‬الذي يعتبر اختصاصا حصريا لمجالس الجماعات‪ ،‬وبين إبرام اتفاقيات التعاون والشراكة‪ ،‬الذي‬
‫يعد اختصاصا ذاتيا يهم جميع أصناف الجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى مسطرة مضبوطة ومعايير لتدبير عمليات منح المساعدات العمومية وتتبعها‬
‫أقدمت جل الجهات على صرف مبالغ مهمة من ميزانياتها السنوية خالل الفترة ‪ 2020-2016‬كمنح تم تقديمها إلى جمعيات‬
‫متعددة لدعم أنشطتها أو مشاريعها المختلفة‪ .‬إال أن توزيع هاته المنح تم‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬في غياب مسطرة مضبوطة يتم‬
‫بموجبها تحديد مراحل تقديم الدعم ووضع جدولة زمنية ألداء دفعات المنح المقدمة‪ ،‬وذلك وفق شروط عملية وشفافة وبناء‬
‫‪2785‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫على معايير موضوعية تأخذ بعين االعتبار احترام الجمعيات للقوانين واألنظمة المنظمة لتأسيسها ونشاطها ومدى انسجامها‬
‫مع أهداف وأولويات برنامج التنمية الجهوية ومدى تنفيذها اللتزاماتها تجاه الجهات المانحة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أكدت وزارة الداخلية على أنها أهابت بالسادة الوالة والعمال إلى دعوة الجماعات الترابية التابعة‬
‫لنفوذهم الترابي إلى االستلهام من المساطر المعتمدة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تحديد الجمعيات التي‬
‫ستبرم معها اتفاقيات تعاون وشراكة‪ ،‬خاصة من خالل تنظيم طلبات المشاريع وإحداث لجان تقنية تعنى بدراسة‬
‫مشاريع الجمعيات وتتبع إنجازها وكذا من خالل اعتماد نماذج الوثائق المعتمدة في مختلف برامج المبادرة الوطنية‬
‫للتنمية البشرية‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بما يلي‪:‬‬
‫تحسين المراقبة الداخلية للطلبيات العمومية بما يضمن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحرص على أن يندرج موضوع الطلبيات العمومية التي تبرمها الجهات ضمن اختصاصاتها الذاتية‬ ‫‪-‬‬
‫والمشتركة؛‬
‫ايالء العناية الالزمة لمرحلة تحديد الحاجيات‪ ،‬كما وكيفا‪ ،‬مع اتخاذ اإلجراءات االستباقية الالزمة لتنفيذ‬ ‫‪-‬‬
‫المشاريع‪ ،‬السيما التنسيق مع المعنيين بتنزيلها؛‬
‫إيالء العناية الالزمة إلعداد وتتبع الدراسات التقنية لتفادي ظهور نقائص في مرحلة تنفيذ المشاريع؛‬ ‫‪-‬‬
‫تضمين أنظمة االستشارة ودفاتر الشروط الخاصة البنود القانونية والتقنية والمالية الكفيلة بالتنزيل السليم‬ ‫‪-‬‬
‫للمشاريع مع أخذ البعد البيئي وأهداف التنمية المستدامة بعين االعتبار في تصور تنفيذ الصفقات؛‬
‫التنزيل السليم للمقتضيات التعاقدية الواردة في دفاتر الشروط الخاصة للصفقات العمومية؛‬ ‫‪-‬‬
‫اعتماد إطار موضوعي وعملي لمنح وتتبع المساعدات العمومية من حيث المراحل والجدولة الزمنية‬ ‫‪-‬‬
‫ووفق شروط عملية وشفافة وبناء على معايير موضوعية تأخذ بعين االعتبار احترام الجمعيات للقوانين‬
‫واألنظمة المنظمة لتأسيسها ولتقديم حسابها ومدى انسجام نشاطها مع أولويات التنمية الجهوية‪.‬‬

‫أهم أوجه تدبير الجماعات في الوسط القروي‪:‬‬


‫مجاالت ترابية في حاجة إلى مواصلة الجهود لتدارك الخصاص المسجل على‬
‫مستوى بعض الخدمات األساسية‬

‫نظرا للدور الهام الذي تضطلع به الجماعات في الوسط القروي ولالختصاصات الواسعة المنوطة بها بموجب القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬ال سيما في مجاالت تقديم خدمات القرب‪ ،‬فقد دأبت المجالس الجهوية للحسابات على إدراج‬
‫مهام رقابية ضمن برامجها السنوية تروم تقييم تدبير شؤون هذه الجماعات‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬قامت هذه المجالس الجهوية للحسابات بإنجاز ‪ 87‬مهمة رقابية‪ ،‬في إطار مراقبة التسيير‪ ،‬تهم جماعات ذات‬
‫طابع قروي‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬موزعة على ‪ 39‬عمالة وإقليما بإحدى عشر جهة من جهات المملكة‪ .‬وتقدم الجماعات‪،‬‬
‫موضوع المراقبة‪ ،‬خدماتها لحوالي ‪ 903.515‬مواطن ومواطنة حسب اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة ‪ .2014‬وقد‬
‫ركزت هذه المهمات على الجوانب المتعلقة بتدبير المرافق العمومية األساسية وتنفيذ المشاريع والطلبيات العمومية ونظام‬
‫المراقبة الداخلية‪.‬‬
‫أوال‪ .‬المرافق العمومية األساسية‬
‫توزيع الماء والتطهير السائل‬
‫‪ ‬العمل على مواصلة تعميم التزود بالماء الصالح للشرب‬
‫تعرف مجموعة من الجماعات (‪ 12‬جماعة من العينة التي شملتها المراقبة) خصاصا في التزود بالماء الصالح للشرب‪ ،‬حيث‬
‫إن نسبة الربط الفردي بشبكة توزيع الماء الصالح للشرب لم تتعد‪ ،‬على سبيل المثال‪ %40 ،‬بجماعة موالي أحمد الشريف‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2786‬‬

‫(إقليم الحسيمة) و‪ %34‬بجماعة معتركة )إقليم فكيك)‪ ،‬حسب ما هو مضمن في مونوغرافية الجماعتين المذكورتين لسنة‬
‫‪.2020‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مشاريع تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب شكلت أحد أهم محاور المخططات الجماعية للتنمية أو‬
‫برامج عمل الجماعات موضوع المراقبة‪ ،‬وذلك في إطار اتفاقيات شراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‬
‫الذي يتكلف بإنجازها‪ .‬غير أن هذه االتفاقيات إما أنها لم تُفَ َّعل على أرض الواقع أو الزالت تعرف تأخرا على مستوى اإلنجاز‪،‬‬
‫ويتعلق األمر أساسا بثالث اتفاقيات بمبلغ إجمالي ناهز ‪ 103‬مليون درهم‪ .‬حيث إنه‪ ،‬ولئن قامت بعض الجماعات بتهيئة أو‬
‫إصالح منابع المياه الطبيعية وحفر اآلبار قصد تمكين ساكنة المناطق القريبة من التزود بالماء‪ ،‬إال أن الجهود المبذولة تظل‬
‫غير كافية‪ ،‬مما أدى إلى بروز عدة تفاوتات داخل نفس المجال الترابي‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بخصوص تزويد الساكنة القروية بالماء الصالح للشرب‪ ،‬إلى المجهودات التي‬
‫قامت بها الدولة من خالل حساب "حصة الجماعات الترابية من منتوج الضريبة على القيمة المضافة" في تمويل عدد‬
‫من المشاريع التي يتولى تنفيذها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‪ ،‬مضيفة بأن الحكومة قامت بإعداد‬
‫البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي ‪ 2027-2020‬بغالف مالي قدره ‪ 115,4‬مليار درهم‪ ،‬والذي‬
‫يهدف إلى تنمية العرض المائي وتدبير الطلب وتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب بالمجال القروي‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على ضمان جودة المياه المخصصة للشرب‬
‫ال يتم على مستوى مجموعة من الجماعات اتخاذ ما يكفي من اإلجراءات الضرورية لمراقبة جودة المياه المستهلكة‪ ،‬من خالل‬
‫طلب القيام بإجراء تحاليل مخبرية دورية للتأكد مما إذا كانت خصائص المياه الموجهة لالستهالك عن طريق قنوات الربط‬
‫الفردي أو السقايات العمومية أو اآلبار‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬تستجيب لمعايير الجودة المعتمدة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال يتم على‬
‫مستوى بعض الجماعات القيام بالمعالجة األولية للمياه المستهلكة من قبيل صب مادة الكلور‪ ،‬في حين ال تباشر جماعات أخرى‬
‫عمليات الصيانة والتنقية للخزانات‪ ،‬التي من شأنها أن تحسن نسبيا من جودة المياه المستهلكة‪ ،‬وتقلل من خطر تلوث المياه‬
‫بالجسيمات والمواد الضارة‪.‬‬
‫‪ ‬تمكين الجماعات من ممارسة اختصاصاتها الذاتية المتعلقة بتدبير مرفق توزيع الماء الصالح للشرب مع‬
‫الحرص على التنسيق مع الجمعيات‬
‫يعتبر تدبير مرفق توزيع الماء الصالح للشرب من بين االختصاصات الذاتية للجماعة‪ ،‬إذ يتم إحداثه والبت في طرق تدبيره‬
‫من لدن المجلس الجماعي‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضيات المادتين ‪ 83‬و‪ 92‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ،113.14‬المشار إليه أعاله‪،‬‬
‫إال أن مجموعة من الجماعات أسندت تدبير هذا المرفق إلى جمعيات المجتمع المدني في غياب أي إطار تعاقدي وقانوني ينظم‬
‫التزامات األطراف أو في إطار اتفاقيات‪ ،‬ودون إعمال المراقبات الالزمة للتأكد من احترام هذه الجمعيات اللتزاماتها‪ .‬وتطرح‬
‫طريقة التدبير هاته‪ ،‬إشكالية ضبط جودة المياه الموزعة من طرف الجمعيات‪ ،‬نظرا لكونها غير خاضعة للمراقبة‪ ،‬وما يمكن‬
‫أن يترتب عن ذلك من مخاطر تعرض الساكنة ألضرار صحية‪.43‬‬
‫ورغم مزاياه تدبير توزيع الماء الصالح للشرب من طرف الجمعيات‪ ،‬فإنه يظل في حاجة إلى اإلشراف والتتبع بشكل أفضل‬
‫لمنع أي استغالل أو حصول على منفعة خاصة‪.‬‬
‫أوضحت وزارة الداخلية بأن إدارة وتوزيع المياه تُعهد إلى الجمعيات المحلية المختصة نظرا لنقص الموارد البشرية‬
‫والتقنية والمالية في غالبية الجماعات ذات الطابع القروي‪ ،‬مشيرة إلى الميزة التي يمثلها قرب هذه الجمعيات من‬
‫المرتفقين‪ .‬وأضافت أن تقديم هذه الخدمة العامة غالبا ما يتم مقابل رسوم تغطي تكاليف التوزيع والصيانة دون السعي‬
‫لتحقيق أية أرباح‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بجودة مياه الشرب‪ ،‬فقد أكدت الوزارة على ضرورة اضطالع المؤسسات‪ ،‬السيما وكاالت الحوض‬
‫المائي‪ ،‬بدورها في مراقبة الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والبكتريولوجية للمياه المخصصة لالستهالك‪.‬‬
‫مشيرة إلى أهمية التوصيات التي تصدرها المفتشية العامة لإلدارة الترابية‪ ،‬في إطار مهام التدقيق التي تقوم بها‪،‬‬
‫للحرص على مراقبة جودة المياه واالمتثال للمعايير المعمول بها‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن الجماعات تضطلع بصالحيات السهر على نظافة الماء الصالح للشرب‪ ،‬طبقا للمادة‬
‫‪ 100‬من القانون التنظيمي رقم ‪ .113.14‬كما يجب على منتجي وموزعي الماء أن يؤمنوا المراقبة المستمرة لجودة الماء‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ 36.15‬المتعلق بالماء‪.‬‬

‫‪ 43‬يبلغ عدد هذه الجمعيات ‪ 6.719‬جمعية موجودة على مستوى ‪ 10‬جهات (التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪.)2020-2019‬‬
‫‪2787‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬العمل على اعتماد استراتيجية تروم توفير وتعميم خدمة التطهير السائل على مستوى المراكز التي تعرف‬
‫تواجد تجمعات سكنية‬
‫على الرغم من أهمية خدمة التطهير السائل‪ ،‬فإن أغلب سكان الجماعات في الوسط القروي يلجؤون إلى حلول تقليدية من قبيل‬
‫الحفر ذات االستعمال الفردي‪ ،‬مع ما يرتبط بذلك من مخاطر صحية وبيئية خاصة بالنسبة لألراضي الفالحية المجاورة والمياه‬
‫الجوفية‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬تفتقر هذه الجماعات إلى تصور واضح حول تدبير هذه المرافق‪ .‬إذ أن برامج عملها تتضمن مشاريع‬
‫متعلقة بإحداث شبكة للتطهير السائل بكلفة تقديرية مهمة‪ ،‬غير أن هذه المشاريع لم يتم تفعيلها على أرض الواقع‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫فإن الوضعية البيئية تبقى مهددة بالتدهور إذا لم يتم إنجاز أشغال الربط بشبكة للصرف الصحي وفق الشروط التقنية المعمول‬
‫بها‪ ،‬خاصة بالجماعات التي تعرف تجمعات سكنية كبيرة‪.‬‬
‫وقد برزت هذه اإلشكالية على مستوى مجموعة من الجماعات التي تفتقر لخدمة التطهير السائل بصفة كلية‪ ،‬رغم تواجد‬
‫بنايات إدارية بمراكز الجماعات من قبيل مقر الجماعة والمستوصف وبعض اإلدارات األخرى‪ ،‬منها على سبيل المثال‪،‬‬
‫جماعات تاغزوت وبني بوشيبت وموالي أحمد الشريف التابعة إلقليم الحسيمة‪.‬‬
‫وقد عزت وزارة الداخلية عدم تعميم خدمة التطهير السائل إلى خصوصيات الجماعات ذات الطابع القروي التي تتميز‬
‫بوجود مساكن متباعدة ومتناثرة على مساحات شاسعة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن ربط هذه الجماعات بشبكات الصرف الصحي‬
‫يتطلب استثمارات كبيرة تفوق قدرتها‪ .‬مشيرة إلى أن األنظمة الجاري بها العمل تسمح بإنجاز أنظمة تطهير مستقلة‬
‫للمساكن والتجمعات السكنية القروية‪ ،‬السيما المرسوم رقم ‪ 2-05-1533‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2006‬المتعلق‬
‫بالتطهير المستقل‪.‬‬
‫وتأمل الوزارة في تحسين معدل تغطية الجماعات بشبكة التطهير السائل‪ ،‬عقب انتهاء البرنامج الوطني للتطهير السائل‬
‫ومعالجة المياه العادمة‪ ،‬بغالف مالي قدره ‪ 42,76‬مليار درهم‪ ،‬والذي يستهدف الربط الشامل لشبكة التطهير بالنسبة‬
‫لحوالي ‪ 36‬مليون نسمة بحلول عام ‪ ،2040‬في ‪ 365‬مدينة ومركز حضري و‪ 1207‬تجمع قروي‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬وجبت اإلشارة إلى أن غياب خدمة التطهير السائل تهم كذلك الجماعات التي تضم تجمعات سكنية كبيرة‪،‬‬
‫بحيث تستدعي إحداث شبكة للتطهير السائل أو‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬تبني بدائل بيئية مبتكرة لتفادي المخاطر الصحية والبيئية‬
‫المحتملة جراء لجوء الساكنة للطرق التقليدية‪.‬‬
‫اإلنارة العمومية وتوزيع الكهرباء‬
‫‪ ‬ضبط استهالك الطاقة الكهربائية المستعملة في اإلنارة العمومية‬
‫يعتبر مرفق اإلنارة العمومية ثاني مستهلك العتمادات ميزانيات الجماعات على المستوى الوطني‪ ،‬بنسبة تتراوح بين ‪%30‬‬
‫و‪ .%40‬وبالتالي ‪ ،‬تبقى الجماعات مطالبة بالحد من الزيادة المستمرة في استهالك الطاقة‪ ،‬عن طريق القيام بمبادرات تمكنها‬
‫من تخفيض فواتيرها الطاقية‪ .‬غير أن مستحقات استهالك الطاقة الكهربائية المستعملة في اإلنارة العمومية لدى العديد من‬
‫ال جماعات ما فتئت تعرف ارتفاعا مع تعاقب السنوات‪ ،‬حيث انتقلت على سبيل المثال بالنسبة لجماعة سيدي بوتميم (إقليم‬
‫الحسيمة) من ‪ 164.806,99‬درهم سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 360.634,67‬درهم سنة ‪ ،2018‬كما بلغت متراكمات الديون المرتبطة‬
‫باستهالك الطاقة الكهربائية على مستوى جماعة عامر (عمالة سال) مبلغ ‪ 36.687.825,00‬درهم بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪.2020‬‬
‫ويعزى هذا االرتفاع بالدرجة األولى إلى عدم تفعيل هذه الجماعات للتوصيات الصادرة في إطار برنامج النجاعة الطاقية‬
‫بخصوص استعمال المصابيح االقتصادية األقل استهالكا للكهرباء بدل المصابيح العادية‪ ،‬باإلضافة الى غياب المراقبة الدقيقة‬
‫لفواتير االستهالك والعدادات وضبط الكميات المستهلكة وتحديد النقط التي تعرف ارتفاعا في حجم االستهالك وتفادي مخاطر‬
‫الربط السري بشبكة اإلنارة العمومية‪.‬‬
‫وقد أشارت وزارة الداخلية أنها دأبت بمناسبة افتحاص تدبير الجماعات من طرف المفتشية العامة لإلدارة الترابية‬
‫على إصدار توصيات باتخاذ التدابير الالزمة لتجنب هدر الطاقة الكهربائية وتقليل عبء تكاليفها على ميزانية‬
‫الجماعات‪ ،‬خاصة من خالل اعتماد تعميم المصابيح منخفضة االستهالك‪ .‬كما أفادت الوزارة ذاتها أنها قامت بوضع‬
‫برنامج طموح للنجاعة الطاقية يهم ‪ 220‬جماعة ويمتد على الفترة ‪ ،2040-2020‬بتكلفة إجمالية قدرها ‪ 11,43‬مليار‬
‫درهم‪.‬‬
‫كما أوضحت الوزارة بأنها قامت في إطار تنفيذ البرنامج المذكور‪ ،‬بإصدار الدورية عدد ‪ 10415‬بتاريخ ‪ 10‬يونيو‬
‫‪ 2019‬لوضع اإلجراءات المتعلقة بتفعيل مشاريع النجاعة الطاقية لإلنارة العمومية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بإنجاز‬
‫الدراسات األولية للمخططات المديرية لإلنارة وإجراء دراسات الجدوى األولية وتحديد طرق التدبير المناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة بلورة مسطرة واضحة لتتبع عمليات صيانة شبكة اإلنارة العمومية‬
‫ال تتوفر مجموعة من الجماعات على قاعدة بيانات خاصة بشبكة اإلنارة العمومية‪ ،‬تتضمن جردا واضحا لمختلف النقط‬
‫الضوئية واألعمدة الكهربائية الحاملة للمصابيح ومختلف المعدات وتمكن من تتبع حالة التجهيزات الكهربائية‪ ،‬وبالتالي برمجة‬
‫عمليات الصيانة بشكل وقائي واستباقي ومنتظم‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2788‬‬

‫كما تم تسجيل مجموعة من النقائص في إنجاز عمليات الصيانة‪ ،‬حيث ال تقوم العديد من الجماعات بصيانة الشبكات الكهربائية‬
‫إال بعد وقوع أعطاب ظاهرة‪ .‬وتقتصر هذه الصيانة على تغيير المصابيح واألسالك المعطلة‪ .‬كما أن عدم تغيير هذه المصابيح‬
‫بعد انقضاء عمرها االفتراضي‪ ،‬يحمل الجماعة تكاليف إضافية بسبب ارتفاع نسبة استهالكها للطاقة الكهربائية بأزيد من ‪20‬‬
‫في المائة‪ ،‬زيادة على ذلك تتدخل فرق الصيانة إلصالح الشبكة الكهربائية دون معرفة دقيقة لمواصفاتها وخصائصها‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب غياب التصاميم التقنية المتعلقة بها‪ .‬وفي نفس اإلطار‪ ،‬ال يتم إعداد بطائق خاصة بتدخالت فرق الصيانة‪ ،‬تبين طبيعة‬
‫األعطاب المكتشفة ونوع اإلصالحات المنجزة‪ .‬وبالتالي فإن هذه الوضعية ال تمكن الجماعات من التوفر على تصور شامل‬
‫لحجم وأهمية األعطاب المحتملة‪ ،‬وطبيعة أشغال الصيانة الالزمة لها‪ ،‬أو اإلصالحات الكبرى الواجب برمجتها وإنجازها‪.‬‬
‫وارتباط بمرافق توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية أنها منكبة حاليا على إعداد مشروع‬
‫قانون يروم إنشاء شركات جهوية متعددة الخدمات والتي ستكون المسؤول الوحيد عن هذه المرافق على مستوى كل‬
‫جهة‪ ،‬وذلك بهدف تجنب اإلكراهات الناتجة عن تعدد الجهات المتدخلة في إدارتها‪ ،‬وتحسين جودة البنيات التحتية‪،‬‬
‫وتعزيز الموارد واالستثمارات وضمان تغطية التراب الوطني‪ ،‬خاصة على مستوى العالم القروي‪ ،‬مضيفة بأنه‪ ،‬تم‬
‫إحداث الكتابة العامة لشؤون الجهة تحت سلطة والي الجهة‪ ،‬والتي يتمثل دورها في السهر على تنزيل السياسات‬
‫العمومية على المستوى الجهوي‪ ،‬وضمان االلتقائية وتناسق تدخالت المصالح الخارجية ومواكبة الجماعات الترابية‬
‫في مختلف المجاالت‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بتحديث المرافق العمومية وتعميم الممارسات الفضلى الكفيلة بالرفع من‬
‫جودتها‬

‫من جانبها‪ ،‬أكدت وزارة االقتصاد والمالية في هذا الصدد بأن إشكاالت ضبط استهالك الطاقة الكهربائية وصيانة‬
‫المسالك والطرقات وجمع النفايات المنزلية‪ ،‬تتقاسمها معظم الجماعات ذات الطابع القروي‪ ،‬مشيرة إلى أن األمر‬
‫يتطلب إرساء استراتيجية مندمجة ومواكبة متواصلة‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار الموارد المالية والبشرية والقدرات التدبيرية‬
‫لهذه الجماعات‪ ،‬لبلوغ مستوى الحكامة المطلوبة‪.‬‬
‫الطرق‬
‫‪ ‬ضرورة القيام‪ ،‬بتنسيق مع مختلف األطراف المعنية‪ ،‬بصيانة الطرق والمسالك بصفة دورية اعتمادا على‬
‫برنامج يحدد األولويات مع الحرص على اختيار المواد المالئمة‬
‫تمكن عملية الصيانة الدورية للطرق والمسالك من الرفع من العمر االفتراضي للطرق‪ ،‬وتمتد باإلضافة إلى أشغال القارعة‬
‫إلى المنشآت المائية التي تستلزم التنظيف من مترسبات مياه األمطار كاألوحال واألحجار تفاديا النسدادها وبالتالي تضرر‬
‫القارعة نتيجة غمرها باألمطار‪ .‬وقد تدهورت حالة الطرق بمجموعة من الجماعات نتيجة عدم القيام بالصيانة الدورية التي‬
‫يجب أن تستند إلى برنامج مسبق يحدد أولويات التدخل‪.‬‬
‫‪ ‬لزوم توثيق عمليات اإلتالف التي يقوم بها األغيار‬
‫قد يحدث أن تقوم بعض المؤسسات‪ ،‬من أجل تمديد شبكاتها‪ ،‬بإتالف الطرق المتواجدة داخل الجماعات‪ .‬إال أنه وبالرغم من‬
‫الترخيص لها من أجل ذلك‪ ،‬ال يتم إنجاز محاضر توثق حالة الطرق وعمليات الحفر واإلتالف‪ ،‬مما يستعصي معه تحديد‬
‫المصاريف الالزم تحميلها لهم‪.‬‬
‫‪ ‬عنونة المسالك الطرقية‬
‫رغم توفر الجماعات على شبكة من المسالك‪ ،‬فإن بعضها ال يُ ْع ِّمل على عنونتها تطبيقا لمقتضيات المرسوم‬
‫رقم ‪ 2.17.307‬الصادر في ‪ 3‬يوليو ‪ 2017‬بتحديد مضمون نظام العنونة المتعلق بالجماعة وكيفية إعداده‬
‫وتحيينه‪ ،‬مما ال يسهل التنقل وسطها‪.‬‬
‫أفادت وزارة الداخلية بأنها قامت بإعداد دليل منهجي يتعلق بإنجاز وتتبع وتقييم برامج عمل الجماعات‪ ،‬حثت فيه على‬
‫وجوب تضمن هذه البرامج لكل ما هو أولوي‪ ،‬وبالتالي ضرورة اٍدراج مشاريع إنجاز وصيانة الطرق لكونها من‬
‫أولويات التنمية المحلية‪ .‬كما أشارت إلى أنها أعدت دليال آخر يشتمل على مختلف مراحل اٍعداد وتحيين نظام العنونة‪،‬‬
‫مضيفة بأنها تعمل بالتعاون مع مجموعة من القطاعات الوزارية األخرى في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية‬
‫واالجتماعية من خالل تقوية الدعم المالي للمساهمة في اٍحداث وإعادة تأهيل الطرق والمسالك القروية بتلك المناطق‪.‬‬
‫النفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها‬
‫‪ ‬ضرورة العمل على تعزيز آليات التعاون والشراكة في تدبير النفايات المنزلية‬
‫تعمل أغلب الجماعات بتدبير قطاع النفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها بشكل منفرد‪ ،‬مما ال يمكن في بعض األحيان من‬
‫تدبير أمثل للموارد من خالل رؤية مندمجة على المستوى اإلقليمي‪ ،‬خاصة أمام محدودية الموارد المالية للجماعات‪ ،‬مقارنة‬
‫بالتحمالت الالزمة إلنجاز واستغالل المطارح‪ ،‬فضال عن اإلكراهات التقنية المتعلقة بتسييرها‪.‬‬
‫‪2789‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما لم تعمل مجموعة من الجماعات التي انخرطت في آليات للتعاون على تفعيلها‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬استفادت جماعة سيدي‬
‫بوتميم بإقليم الحسيمة من مشروع إنجاز مطرح عمومي مراقب بتارجيست لفائدة جماعات "تارجيست" و"سيدي بوتميم"‬
‫و"زرقت"‪ ،‬غير أنه لم يشرع في استعماله‪ ،‬كما لم تقم الجماعة بتكثيف التنسيق مع الجهات المعنية قصد الشروع في االستفادة‬
‫منه‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬انخرطت جماعة عرباوة بإقليم القنيطرة في مشروع تهيئة مطرح جماعي مشترك مع مجموعة‬
‫الجماعات الترابية "الغرب"‪ ،‬حيث صادقت على االتفاقية المبرمة في هذا الشأن بتاريخ ‪ 06‬يونيو ‪ ،2017‬إال أن هذا المشروع‬
‫لم ينجز بعد‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الجماعات قصد تفعيل آليات التعاون الجماعي‪ .‬وقد بادرت‪،‬‬
‫في مستهل سنة ‪ 2021‬إلى العمل على وضع مشروع مخطط وطني للتعاون بين الجماعات الترابية‪ ،‬كما سبق لها أن‬
‫قامت بإعداد دليل حول تعزيز التعاون بين الجماعات في المناطق القروية والحضرية سنة ‪.2012‬‬
‫‪ ‬الحث على إدراج مرفق النظافة وجمع النفايات المنزلية والمشابهة لها ضمن األولويات التنموية للجماعات‬
‫وفقا لمقتضيات المادة ‪ 83‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬تضطلع هذه األخيرة بممارسة اختصاص‬
‫ذاتي يتعلق بإحداث وتدبير المرفق العمومي الالزم لتقديم خدمات القرب في ميدان "تنظيف الطرقات والساحات العمومية‬
‫وجمع النفايات المنزلية والمشابهة لها ونقلها إلى المطارح"‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تبين أن تدبير هذا القطاع ال يحظى باألولوية‬
‫الالزمة‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل غياب استراتيجية لتدبير النفايات‪ ،‬إذ لم يتم إعداد تشخيص دقيق للوضعية البيئية‪ ،‬مع تحديد‬
‫المشاكل واقتراح الحلول الممكنة‪ ،‬علما أن وزارة البيئة أعدت دليال‪ ،‬بشراكة مع وزارة الداخلية‪ ،‬قصد إدماج البعد البيئي في‬
‫التخطيط الجماعي‪.‬‬
‫ويتضح عدم إيالء األولوية لهذا القطاع أيضا من خالل حجم االستثمارات المخصصة لهذا المرفق في برامج عمل الجماعات‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال تضمن برنامج عمل جماعة أوالد زيان (إقليم برشيد)‪ ،‬اقتناء شاحنة لتأهيل قطاع النظافة‪ ،‬باالعتماد أساسا‬
‫على مساهمة الشركاء (وزارة الداخلية وجهة الدارالبيضاء‪ -‬سطات)‪ ،‬في غياب أي مساهمة من طرف الجماعة‪ .‬كما أن‬
‫جماعة بين الويدان (إقليم أزيالل) اكتفت ببرمجة مشروع واحد فقط متعلق بتدبير النفايات الصلبة بالمركز بمبلغ إجمالي يناهز‬
‫‪ 300.000,00‬درهم‪ ،‬بينما بلغ الغالف المالي اإلجمالي المخصص إلنجاز المشاريع المدرجة ببرنامج العمل ‪ 80,59‬مليون‬
‫درهم‪ .‬باإلضافة إلى أنها لم تتطرق إلى دراسة مشاكل النفايات الصلبة ومحاربة النقط السوداء‪ ،‬وذلك على الرغم من إشارة‬
‫تقرير التشخيص التشاركي الذي تم إنجازه من أجل إعداد برنامج العمل إلى إشكالية تلوث بحيرة السد بفعل نفايات الوحدات‬
‫السياحية والفندقية‪.‬‬
‫‪ ‬الرفع من جودة خدمة جمع النفايات المنزلية‬
‫ال تقوم مجموعة من الجماعات بجمع النفايات المنزلية والنفايات المشابهة لها وإيداعها بمطرح عمومي‪ ،‬كما هو الشأن بجماعة‬
‫أباينو (إقليم كلميم) بالرغم من اقتنائها لما مجموعه ‪ 135‬حاوية و‪ 4‬شاحنات مجهزة لهذا الغرض‪ .‬وقد عزت الجماعة المذكورة‬
‫سبب ذلك إلى الصعوبات التي واجهتها من أجل إيجاد موقع مناسب لتجميع هذه النفايات ومعالجتها‪ ،‬في انتظار التوفر على‬
‫مطرح يستجيب للمواصفات التقنية المطلوبة‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬تقوم جماعات أخرى بتأمين هذه الخدمة بمجال محدود من ترابها‪،‬‬
‫حيث تقتصر على المركز وبعض المناطق المحاذية له‪ ،‬كما هو الشأن بجماعة تاغزوت بإقليم الحسيمة‪ ،‬حيث ال يستفيد من‬
‫هذه الخدمة سوى ‪ %16‬من مجموع الساكنة‪ ،‬بينما ال تتجاوز ‪ %10‬بالنسبة لجماعة موالي أحمد الشريف (إقليم الحسيمة)‪.‬‬
‫فيما يصعب تقديم خدمات جمع النفايات على مستوى مجموعة من الدواوير بجماعة زاوية سيدي قاسم (إقليم تطوان) النعدام‬
‫البنية التحتية الضرورية‪ ،‬على الرغم من توفر الجماعة على شاحنة لجمع النفايات الصلبة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة االعتماد على مطارح مراقبة وإغالق أو إعادة تأهيل المطارح العشوائية‬
‫تقوم مجموعة من الجماعات بالتخلص من النفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها‪ ،‬في مطارح عشوائية ال تستوفي الخصائص‬
‫والشروط التقنية والتنظيمية‪ ،‬فيما ال تتوفر عدة جماعات على مطارح وتقوم برمي النفايات ومخلفات عمليات الهدم والبناء‬
‫في الغابات واألودية وعلى ضفاف األودية والمنحدرات‪ ،‬أو حرقها في الهواء الطلق‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يتم جمع النفايات المنزلية (ما بين ‪ 12‬و‪ 18‬متر مكعب يوميا) بجماعة عرباوة (إقليم القنيطرة) وطمرها‬
‫في مطرح عشوائي وسط غابة من أشجار األوكالبتوس متواجدة بمركز الجماعة‪ .‬أما بخصوص جماعة أورتزاغ (إقليم‬
‫تاونات)‪ ،‬فعلى الرغم من اقتنائها لقطعة أرضية إليواء مشروع مطرح للنفايات المنزلية بتاريخ ‪ ،2018/01/03‬فإنها لم تباشر‬
‫عملية تحويل المطرح واتخاذ اإلجراءات الكفيلة النطالق المشروع‪ ،‬ال سيما وأنها دأبت على رمي النفايات بالغابة وبجانب‬
‫الوادي‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬يتم كذلك اللجوء إلى التخلص من النفايات المنزلية على طول وادي أباينو بجماعة أباينو بإقليم‬
‫كلميم‪.‬‬
‫أفادت وزارة الداخلية بأنها تعمل بالتعاون مع الوزارة المكلفة بالبيئة وبدعم من البنك الدولي‪ ،‬على تحقيق أهداف‬
‫المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للنفايات المنزلية‪ .‬وذلك من خالل تخصيص اعتمادات مالية مهمة من أجل‬
‫المساهمة في تمويل مشاريع تضمن تدبيرا أمثل لهذا المرفق العام‪ ،‬كإغالق المطارح العشوائية واٍحداث مطارح مراقبة‬
‫تحترم المعايير البيئية والصحية‪ ،‬إحداث مراكز التحويل ومراكز الفرز وتثمين النفايات‪ ،...‬باإلضافة إلى مواكبة‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2790‬‬

‫العماالت واألقاليم في إنجاز المخططات المديرية حول تدبير النفايات المنزلية والمماثلة‪ .‬كما أضافت الوزارة أنها‬
‫تعمل أيضا على تقوية الدعم المؤسساتي عن طريق تعزيز التعاون بين الجماعات الترابية بمختلف مستوياتها‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل تدبير أمثل‪ ،‬خاصة على مستوى الجماعات القروية‪ ،‬من خالل االستفادة من اقتصاد الحجم وكذلك االعتماد‬
‫على طرق تدبير حديثة مثل التدبير المفوض الذي من الصعب على الجماعات ذات الموارد المالية الضعيفة اللجوء‬
‫إليه‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فإن المجالس الجهوية للحسابات توصي وزارة الداخلية‪ ،‬من خالل والة الجهات وعمال العماالت‬
‫واألقاليم‪ ،‬بحث الجماعات على القيام بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على تفعيل مشاريع تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب في إطار توجه شمولي ومتكامل وبتنسيق مع‬
‫باقي الفاعلين‪ ،‬بما يضمن تعميم هذه الخدمات‪ ،‬مع الحرص على اتخاذ التدابير الالزمة لمراقبة جودة المياه؛‬
‫‪ -‬دراسة إمكانية إحداث هيآت عمومية جهوية أو بين الجماعات الترابية (وكالة‪ ،‬مؤسسة‪ )... ،‬لتدبير مرفق‬
‫توزيع الماء الصالح للشرب لفائدة الساكنة بالوسط القروي؛‬
‫‪ -‬تقاسم الممارسات الفضلى السائدة في بعض المجاالت الترابية بشأن تدبير ندرة المياه؛‬
‫‪ -‬العمل على إرساء نظام للصرف الصحي مالئم بالمجال القروي يتناسب مع النمو السكاني وذلك لتفادي المخاطر‬
‫الصحية والبيئية المحتملة جراء لجوء الساكنة إلى الحلول الفردية التقليدية؛‬
‫‪ -‬ضبط استهالك الطاقة الكهربائية المتعلقة باإلنارة العمومية من خالل إعمال حلول مقتصدة للطاقة وتتبع الشبكة‬
‫ومستلزماتها وضمان صيانتها؛‬
‫‪ -‬االنت ظام في صيانة المسالك والطرقات وفق برنامج معد سلفا يحدد الحاجيات واألولويات‪ ،‬مع ضرورة توثيق‬
‫عمليات اإلتالف التي يقوم بها األغيار من أجل تحديد تكاليف اإلصالح التي يتعين عليهم تحملها؛‬
‫‪ -‬اإلسراع في إنجاز مطارح عمومية مراقبة في إطار شراكات بين الجماعات المجاورة للحد من اآلثار السلبية‬
‫التي تحدثها المطارح الحالية على المجال البيئي‪ .‬والرفع من جودة خدمة جمع النفايات المنزلية وتوفير الوسائل‬
‫الالزمة لذلك؛‬
‫‪ -‬مواكبة كل اإلجراءات المتخذة في إطار تحسين الخدمات األساسية بعمليات تحسيسية وتواصلية‪ ،‬من خالل‬
‫النسيج الجمعوي على المستوى المحلي‪ ،‬والمدارس والمساجد‪ ،‬ضمانا النخراط أكبر للساكنة في هذه الجهود‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬تنفيذ المشاريع والطلبيات العمومية‬
‫تنفيذ المشاريع والطلبيات العمومية‬
‫همت المراقبات المنجزة الكيفية المتبعة من طرف الجماعات لتحديد حاجياتها‪ ،‬وتلك التي تهم إنجاز المشاريع‪ .‬وقد شملت‬
‫التأكد من تنفيذ األعمال من طرف المقاوالت المتعاقد معها‪ ،‬باإلضافة إلى الوقوف على مدى احترام شروط وآجال التنفيذ‪،‬‬
‫وتقييم طرق تتبع وتسلم األشغال‪.‬‬
‫أ‪ .‬إعداد المشاريع وتحديد الحاجيات‬
‫‪ ‬نشر البرامج التوقعية للصفقات المراد إبرامها‬
‫لم تقم ‪ 31‬جماعة من أصل ‪ 87‬التي خضعت للمراقبة بنشر برامجها التوقعية للصفقات‪ ،‬كما تقضي بذلك أحكام المادة ‪ 14‬من‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ .‬كما لم تنشر‪ ،‬في بداية كل سنة مالية‪ ،‬الئحة سندات الطلب المبرمة‬
‫برسم السنة المنصرمة ومبلغها االجمالي‪ ،‬حسب نوع األعمال‪ ،‬في بوابة الصفقات العمومية‪ ،‬كما تقضي بذلك المادة ‪ 88‬من‬
‫المرسوم أعاله‪ ،‬التي تم تغييرها وتتميمها بمقتضى المادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2.19.69‬الصادر في ‪ 24‬ماي ‪.2019‬‬
‫‪ ‬الحرص على تسوية الوضعية القانونية للعقارات المتعلقة بالمشاريع المزمع إنجازها‬
‫لم تقم مجموعة من الجماعات بتصفية الوضعية القانونية للعقارات المحتضنة للمشاريع قبل الشروع في إنجاز هذه األخيرة‬
‫وذلك دون مراعاة لمقتضيات دورية وزير الداخلية عدد ‪ D11884‬الصادرة بتاريخ ‪ 17‬دجنبر ‪ 2010‬والمتعلقة بتتبع وتنفيذ‬
‫اتفاقيات التنمية الترابية‪ ،‬وكذا خالفا لقواعد حسن التدبير‪ .‬األمر الذي قد يعرضها للمنازعات القضائية مع األغيار أو تعثر‬
‫إنجاز المشاريع بسبب تعرض مالكي هذه العقارات‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬عرف مشروع بناء اآلبار والخزانات الخرسانية بتراب جماعة عامر (عمالة سال)‪ ،‬تأخيرا مهما نتيجة‬
‫توقف األشغال ألزيد من ستة أشهر بسبب تعرض بعض مالكي األراضي‪ ،‬وكذا صعوبة استغالله من طرف الساكنة عند‬
‫انتهاء األشغال‪ .‬وعلى مستوى جماعة عرباوة (إقليم القنيطرة)‪ ،‬تبين أن جل المقاطع الطرقية المنجزة من طرف الجماعة فوق‬
‫أراض فالحية مملوكة للخواص قام مالكوها بوضع حواجز فوقها والتعرض على إنجاز الخنادق في جوانبها‪.‬‬
‫‪2791‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أكدت وزارة الداخلية حرصها الدائم‪ ،‬من خالل الدوريات أو الدورات التكوينية المخصصة لفائدة المنتخبين‬
‫والموظفين‪ ،‬على حث الجماعات على تسوية الوضعية القانونية للعقارات المتعلقة بالمشاريع المزمع إنجازها‪ ،‬سواء‬
‫عن طريق سلك مسطرة نزع الملكية أو االقتناء بالتراضي للعقارات‪ ،‬لتفادي النزاعات القضائية مع األغيار وتعرضات‬
‫مالك األراضي التي تؤدي إلى تجاوز آجال التنفيذ وتعثر المشاريع المبرمجة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى توخي الدقة في تحديد الحاجيات‬
‫أنجزت الجماعات التي شملتها المهمات الرقابية مجموعة من األشغال التي تقتضي‪ ،‬بالنظر لطبيعتها‪ ،‬القيام بدراسات قبلية‬
‫من أجل تحديد خصائص األعمال الواجب إنجازها وكمياتها‪ .‬إال أن المهمات الرقابية المنجزة بهذا الخصوص بينت أن ‪%14‬‬
‫من الجماعات موضوع المراقبة قامت بإنجاز هذه المشاريع في غياب تام للدراسات القبلية‪ ،‬في حين أن ‪ %21‬منها اعتمدت‬
‫على دراسات ال تستوفي شروط الجودة الالزمة‪.‬‬
‫وقد ترتب عن ذلك تحمل مجموعة من الجماعات لنفقات إضافية نتيجة ارتفاع الكلفة اإلجمالية للمشاريع‪ ،‬واإلخالل بمبدأي‬
‫المنافسة والشفافية في التعامل مع المتنافسين‪ ،‬باإلضافة إلى تردي جودة المنجزات‪ .‬فضال عن عدم استكمال إنجاز بعض‬
‫المشاريع‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة من اآلبار‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن مجموعة من المشاريع التي أنجزت بشأنها الدراسات القبلية لم تتم برمجتها أو تفعيلها على أرض‬
‫الواقع‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن الجماعات المعنية تتحمل نفقات مالية في إطار طلبيات عمومية دون أن تستفيد من مخرجاتها‪ ،‬خصوصا‬
‫وأن بعض الدراسات تستلزم التحيين والمالءمة حينما تصبح متجاوزة بفعل تَغَيُّر فرضياتها التقنية ومعطياتها األولية مع مرور‬
‫الوقت (مثل قطر قنوات الماء أو القدرة الكهربائية المركبة المرتبطتين بالدينامية الديموغرافية للساكنة المستهدفة‪ ،‬أو حركة‬
‫المرور الي ومية للمركبات من الوزن الثقيل التي تقيد تصميم البنية الهندسية للطريق‪ ،‬أو ظهور تقنيات ومعدات جديدة أكثر‬
‫فعالية ونجاعة)‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تحديد المؤهالت المالية والتقنية للمتنافسين وشواهد التصنيف المناسبة في نظام االستشارة‬
‫لم تحدد بنود بعض أنظمة االستشارة‪ ،‬بالدقة الكافية‪ ،‬المؤهالت المالية والتقنية والمراجع المهنية للمتنافسين‪ ،‬إذ لم تشر بشكل‬
‫دقيق إلى المعايير المعتمدة من أجل تقييم العروض المقدمة‪ ،‬حيث يتم االكتفاء بسرد المقتضيات العامة ذاتها المنصوص عليها‬
‫في الفقرة باء) من البند أوال) من المادة ‪ 25‬من المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬الصادر في ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬ولم تورد أي عنصر‬
‫إضافي لتحديد معايير قابلة للقياس والتقييم الموضوعي ألهمية وطبيعة األشغال التي يجب أن تتضمنها الشهادات والمراجع‬
‫التقنية المطلوبة‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬يتم وضع شروط غير متناسبة مع حجم وأهمية الصفقة‪ .‬ومثال على ذلك‪ ،‬اشترطت‬
‫جماعة إمليلي (إقليم وادي الذهب) في نظام االستشارة الخاص بالصفقة رقم ‪ CTI/2016/08‬المتعلقة بأشغال إنجاز طريق‪،‬‬
‫توفر المتنافس على الصنف ‪ S‬في القطاع ‪" B‬األشغال الطرقية والمسالك الحضرية" بالنسبة للتصنيف المعمول به حاليا أو‬
‫الصنف ‪ 1‬في القطاع ‪" : 2‬األشغال الطرقية" بالنسبة للتصنيف المعمول به سابقا‪ .‬غير أنه وبالنظر إلى أن موضوع الصفقة‬
‫يتعلق بأشغال إنجاز طريق بطول ‪ 2‬كلم بمبلغ ‪ 3,6‬مليون درهم‪ ،‬فإن تضمين نظام االستشارة شرط توفر المتنافس على درجة‬
‫تصنيف تفوق تلك المحددة من أجل القيام باألشغال المراد إنجازها ال يمكن من توسيع دائرة المنافسة‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬تنص المادة ‪ 25‬من المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية على أن تقوم شواهد نظام التكييف والتصنيف‬
‫مقام مذكرة الوسائل البشرية والتقنية والشهادات المسلمة من قبل أصحاب المشاريع أو رجال الفن الذين أنجز المتنافسون تحت‬
‫إشرافهم أعمال مماثلة‪ .‬إال أن بعض الجماعات تفرض اإلدالء بهذه الوثائق في آن واحد‪ .‬األمر الذي قد يؤدي إلى المس بمبدأ‬
‫المنافسة في حال إقصاء متنافسين لهذا السبب‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على تجويد إعداد طلبات العروض‬
‫تعتبر وثيقة الكلفة التقديرية للمشروع وأنظمة االستشارة ودفاتر الشروط الخاصة من الوثائق المهمة والضرورية التي‬
‫يستعملها صاحب المشروع كآلية قانونية لضبط االلتزامات المتبادلة وتنظيم مرحلة اإلبرام والعالقة التعاقدية مع صاحب‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫فبالنسبة للكلفة التقديرية للمشاريع‪ ،‬تبين أن مجموعة من الجماعات ال تتوفر على المعلومات المتعلقة باألثمان المرجعية‬
‫لمختلف التوريدات واألشغال والخدمات‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يصعب تحديد الكلفة التقديرية للمشاريع بدقة وتحيينها بحسب الظروف‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وهو ما يمكن أن يترتب عنه التصريح بعدم جدوى طلب العروض‪ .‬وبالتالي‪ ،‬إعادة المسطرة من‬
‫جديد وعدم االستجابة لحاجيات الجماعة داخل آجال معقولة‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬تمكن قاعدة بيانات األثمان المرجعية من رصد‬
‫العروض المنخفضة بكيفية غير عادية أو المتضمنة ألثمان أحادية مفرطة أو منخفضة بكيفية غير عادية خالل مرحلة اإلبرام‪.‬‬
‫وعلى مستوى دفاتر الشروط الخاصة‪ ،‬لم تقم مجموعة من الجماعات بصياغة بعض البنود الضرورية لضبط العالقة التعاقدية‬
‫بين الجماعة وصاحب الصفقة وضمان جودة األشغال‪ ،‬من بينها على سبيل المثال‪ :‬المقتضيات المتعلقة بتصاميم التنفيذ‬
‫وتصاميم جرد المنشآت المنجزة وأبعاد وقياسات بعض المنجزات‪ ،‬والجزاءات المترتبة عن عدم احترامها‪ .‬كما ال تراعي‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2792‬‬

‫المقتضيات المتعلقة بضوابط وشروط مراجعة األثمان من قبيل المؤشرات والصيغ المعتمدة‪ ،‬طبقا لقرار رئيس الحكومة رقم‬
‫‪ 3.302.15‬بتحديد قواعد وشروط مراجعة أثمان الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ب‪ .‬إبرام الصفقات العمومية وإسناد سندات الطلب‬
‫‪ ‬الحرص على ضبط آليات تقييم المتنافسين‬
‫تبين‪ ،‬على مستوى ‪ %38‬من الجماعات التي شملتها المراقبة‪ ،‬أن لجان طلبات العروض ال تحترم القواعد الشكلية والقانونية‬
‫المؤطرة لعملية تقييم المتنافسين من قبيل فحص العروض وفق المقاييس المحددة في أنظمة االستشارة‪ ،‬واحترام توالي مراحل‬
‫فحص الوثائق‪ .‬كما ال تتحرى الدقة في مراقبة الوثائق المدلى بها من طرف المتنافسين ورصد االختالفات بينها‪ ،‬خاصة فيما‬
‫يتعلق باإلمكانات التقنية والبشرية التي يتوفرون عليها وكذا الشواهد المرجعية واألنشطة الرئيسية المزاولة من طرفهم‪ .‬إذ‬
‫تبين وجود اختالفات في الوثائق المدلى بها من طرف المتنافسين فيما يخص عدد األجراء المصرح بهم لدى الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي والمذكرة المتضمنة للوسائل البشرية والتقنية للمتنافسين على مستوى بعض هذه الجماعات‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال تقوم لجنة طلب العروض بمطالبة المقاولة ذات العرض األكثر أفضلية بتبرير عرضها المنخفض بكيفية‬
‫غير عادية أو المتضمن ألثمان أحادية مفرطة أو منخفضة بكيفية غير عادية‪ .‬ويمكن أن يترتب عن كل هذه الممارسات إسناد‬
‫صفقات لمتنافسين ال تتوفر فيهم المؤهالت المطلوبة وغير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية وبكافة الشروط التقنية‬
‫التي يتطلبها تنفيذ الصفقات المتبارى بشأنها‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على التقيد الصارم باإلجراءات التنظيمية إلسناد سندات الطلب وخاصة االستشارة الكتابية‬
‫للمتنافسين‬
‫تبين أن ‪ %54‬من الجماعات التي تمت مراقبتها ال تُعْمِّ ل‪ ،‬على النحو المطلوب‪ ،‬مقتضيات المادة ‪ 88‬من المرسوم رقم‬
‫‪ 2.12.349‬ال تي تنص على أن األعمال الواجب إنجازها بسندات طلب تخضع لمنافسة مسبقة‪ ،‬ما عدا في الحاالت التي‬
‫يستحيل فيها اللجوء إليها أو كانت غير متالئمة مع العمل المطلوب‪.‬‬
‫كما تلجأ مجموعة من الجماعات الستشارة شركات غير متخصصة في مجال الخدمة المراد تلبيتها‪ .‬وتم الوقوف‪ ،‬في بعض‬
‫الحاالت‪ ،‬أيضا على غياب المراسالت التي تثبت استشارة الممونين قبل تنفيذ الطلبيات‪ ،‬في حين لم يتم تسجيل الوثائق المتعلقة‬
‫بسندات الطلب‪ ،‬مثل رسائل االستشارة وبيانات األثمان المضادة والفواتير‪ ،‬بمكتب الضبط على مستوى جماعات أخرى من‬
‫أجل حفظ تواريخ إرسالها والتوصل بها وطبيعتها‪.‬‬
‫ويترتب عن هذه الممارسات عدم إمكانية التأكد من إعمال المنافسة في مسطرة إسناد هذه الطلبيات‪ ،‬وكذا حصول عدد محدود‬
‫من الممونين على أغلب سندات الطلب الخاصة ببعض التوريدات والخدمات على مستوى ‪ %16‬من الجماعات‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى عدم مطابقة الخدمات واألشغال المنجزة لمعايير الجودة التقنيّة المطلوبة أو تحمل الجماعة لنفقات إضافية نتيجة ارتفاع‬
‫األثمان المطبقة‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية إلى أن سنة ‪ 2021‬عرفت تعزيز الترسانة القانونية المنظمة للطلبيات العمومية بصدور قرار‬
‫وزيرة االقتصاد والمالية رقم ‪ 1982.21‬بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2021‬المتعلق بتجريد مساطر الصفقات العمومية‬
‫والضمانات المالية من الصفة المادية‪ ،‬مما من شأنه أن يضفي مزيدا من الشفافية على مساطر الصفقات العمومية‬
‫ويكرس مبادئ المساواة وحرية الولوج إلى الطلبية العمومية‪ .‬كما أوضحت أنها حريصة على مواكبة الجماعات‬
‫وتقوية قدرات المنتخبين والموظفين‪ ،‬عن طريق مختلف التدخالت‪ ،‬والتي تبقى أهميتها رهينة بمدى انعكاسها على‬
‫أداء الجماعات على أرض الواقع وضرورة تحديد مؤشرات لقياس مدى تفعيل المكتسبات وتحقيق األهداف المسطرة‪،‬‬
‫مع العمل على التتبع الدوري لها‪.‬‬
‫كما أفادت وزارة الداخلية‪ ،‬بأنها أطلقت سنة ‪ ،2019‬بشراكة مع وزارة االقتصاد والمالية ومع البنك الدولي والوكالة‬
‫الفرنسية للتنمية‪ ،‬برنامجا لتحسين أداء الجماعات لمدة خمس سنوات والذي يهدف إلى تقوية الموارد البشرية والمالية‬
‫للجماعات الترابية‪ ،‬وتعزيز قدرتها على تدبير المشاريع واإلدارة المالية‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬أكدت وزارة االقتصاد والمالية بخصوص النقائص المسجلة على مستوى إبرام الصفقات وتنفيذ‬
‫المشاريع‪ ،‬على ضرورة إعداد برامج التكوين المستمر لفائدة الموظفين المكلفين بهذه المهام بالجماعات المعنية‬
‫وتوظيف الكفاءات المتخصصة في هذا المجال‪.‬‬
‫تنفيذ وتتبع إنجاز المشاريع الجماعية‬
‫التتبع والمراقبة‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إيالء األهمية الالزمة الكتتاب أصحاب الصفقات للتأمينات عن األخطار المرتبطة بتنفيذ الصفقات‬
‫أسفر تدقيق ملفات الصفقات موضوع المراقبة عن غياب شواهد التأمين أو اقتصارها على تغطية بعض األخطار دون غيرها‪،‬‬
‫وذلك خالفا لمقتضيات المادة ‪ 25‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‪ .‬في مقابل ذلك ال تقوم‬
‫‪2793‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الجماعات بمطا لبة المقاوالت باحترام التزاماتها المتعلقة بالتأمينات‪ ،‬كما ال تعمل على حثها على ذلك من خالل تطبيق‬
‫اإلجراءات القسرية المنصوص عليها في المادة ‪ 79‬من الدفتر سالف الذكر‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬وبالرغم من توصل الجماعات ببعض الشواهد التي تفيد بأن أصحاب الصفقات قاموا باكتتاب التأمينات‪ ،‬فإن‬
‫المعطيات المضمنة بها ال تسمح بالتأكد من تغطية عقود التأمين لجميع المخاطر المنصوص عليها في دفتر الشروط اإلدارية‬
‫العامة وللفترة الكلية لألشغال‪.‬‬
‫ولقد تم الوقوف على هذه المالحظة على مستوى نسبة مهمة من الجماعات التي شملتها المراقبة‪ ،‬واختلفت درجة بروزها من‬
‫جماعة ألخرى‪ ،‬حيث تم رصدها في حاالت محدودة بالنسبة لبعضها‪ ،‬فيما تكررت على مستوى مجموعة من الصفقات بالنسبة‬
‫لحوالي ‪ %36‬من الجماعات‪ .‬وشكل التأمين المتعلق بالمسؤولية العشرية الصنف الذي تمت إثارته بصفة متكررة على مستوى‬
‫العدد األكبر من الجماعات‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على التتبع المستمر والمنتظم ألشغال تنفيذ المشاريع‬
‫لم تقم ‪ %53‬من الجماعات التي تمت مراقبتها بتأمين تتبع كاف ومستمر لمشاريعها من تاريخ انطالقها إلى غاية تسلمها‪ .‬كما‬
‫أن بعض محاضر االجتماعات غير مؤرخة‪ ،‬ومحررة بطريقة غير واضحة وموجزة وال تعكس مجموعة من الوقائع المهمة‬
‫التي تخص التنفيذ‪ ،‬كأعمال فتح الورش وتتبع ومراقبة األشغال وإجراءات القيام بالتجارب‪ ،‬ووضعية تقدم األشغال وطلبات‬
‫أو أوامر اإلدارة واألحداث الطارئة خالل مدة التنفيذ وأعمال التسلم المؤقت والنهائي‪ .‬كما ال تشير في معظم األحيان إلى‬
‫مالحظات لجان التتبع والتوصيات المتعلقة باألشغال‪ .‬نفس المالحظة تم تسجيلها في حاالت أخرى استعانت فيها بعض‬
‫الجماعات بمهندسين معماريين وبمكاتب الدراسة للمساعدة على تتبع األشغال‪ ،‬حيث لم ترق هذه الخدمة إلى المستوى المطلوب‬
‫لنفس األسباب سالفة الذكر‪.‬‬
‫وبخصوص تتبع األشغال المنجزة عن طريق سندات الطلب‪ ،‬فقد سجل غياب كلي لدفاتر الورش ومحاضر االجتماعات‬
‫وجداول المنجزات ونتائج التجارب واالختبارات المتعلقة بجودة المواد واألشغال‪ ،‬مما يؤشر على نقص في تتبع هذا النوع‬
‫من الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬ال تقوم الجماعات بمطالبة المقاوالت المتعاقد معها بتسليم المذكرة التنفيذية التقنية‪ ،‬تقدم من خاللها وصفا‬
‫مفصال لإلجراءات التنظيمية لألشغال وطرق تنفيذها‪ ،‬والوسائل المادية والبشرية المخصصة للورش‪ ،‬وبرنامج تنفيذ األشغال‪،‬‬
‫وكذا مصدر المواد وكيفيات استعمالها‪ ،‬وذلك على الرغم من تنصيص دفاتر الشروط الخاصة على هذه الوثيقة‪.‬‬
‫إن التتبع غير الكافي وغير المنتظم لألشغال يزيد من احتمالية المخاطر المتعلقة بجودتها واحترام آجالها‪ ،‬كما يؤدي إلى التأخر‬
‫في تصفية النفقات واألمر بأدائها وما يتولد عن ذلك من نزاعات من شأنها عرقلة تقدم األشغال‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان فعالية مراقبات الجودة‬
‫شابت العمليات المتعلقة بمراقبة جودة األشغال نقائص عدة تمت معاينتها على مستوى ‪ 23‬جماعة‪ .‬فمن جهة‪ ،‬تبين أن تجارب‬
‫مراقبة جودة المواد واستعمالها تنجز من طرف مختبرات مكلفة من طرف المقاوالت المتعاقد معها وليس من طرف الجماعة‬
‫صاحبة المشروع‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يجعل المختبرات في حالة تبعية مالية للمقاوالت‪ ،‬مع ما قد يترتب عن ذلك من‬
‫مخاطر قد تمس حياد واستقاللية هذه المختبرات‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن عملية اختيار العينات تتم بين ممثلي المقاوالت والمختبرات في غياب ممثل عن صاحب المشروع‪ .‬كما‬
‫ال تتناسب‪ ،‬في كثير من الحاالت‪ ،‬كميات العينات موضوع التجارب واالختبارات المدلى بها‪ ،‬مع الحجم اإلجمالي لكميات‬
‫األشغال المنجزة فعليا‪ .‬وتحد هذه النقائص هي األخرى من صدقية نتائج التجارب واالختبارات المدلى بها‪ ،‬ومدى إمكانية‬
‫تعميم نتائجها على مجمل األشغال المنجزة‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬فإن تقارير االختبارات التقنية المدلى بها ال تتضمن جميع التجارب الضرورية كما أن الجماعات ال تشترط‬
‫إجراء جميع االختبارات وعمليات المراقبة الواردة بدفاتر الشروط المشتركة المختلفة‪ .‬وفي حاالت أخرى تستعمل المختبرات‬
‫عبارات غير دقيقة للتعليق على نتائج التجارب‪ .‬وهو ما ال يمكن من الحسم في التصريح بمطابقة المواد واستعمالها للمواصفات‬
‫التقنية المطلوبة من عدمه‪ .‬وكنتيجة مباشرة لعدم القيام بمراقبات الجودة الالزمة‪ ،‬تبين من خالل المعاينات الميدانية ظهور‬
‫عيوب في األشغال المنجزة بعد فترات قصيرة من االنتهاء منها على مستوى ‪ 07‬جماعات‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على تعزيز التدابير الرامية إلى احترام اآلجال‬
‫عرفت مجموعة من المشاريع تأخرا ملحوظا في إتمام أشغالها مما تعذر معه استفادة الساكنة منها داخل آجال معقولة‪ ،‬وبلغ‬
‫عدد هذه المشاريع ‪ 14‬مشروعا‪ ،‬موزعة على ‪ 12‬جماعة بكلفة إجمالية بلغت ‪ 34.245.013,84‬درهم‪ ،‬برسم الفترة ما بين‬
‫‪ 2015‬و‪ .2020‬وتكمن األسباب الرئيسية وراء هذه التأخيرات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التأخر غير المبرر في إصدار األمر بالشروع في تنفيذ األشغال؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2794‬‬

‫‪ -‬عدم اتخاذ اإلجراءات القبلية النطالق االشغال والكفيلة بإنجاحها‪ ،‬من قبيل التحديد الدقيق لالعتمادات المالية الكافية‬
‫وإعداد تصاميم التنفيذ والتحديد الدقيق ألماكن المنشئات والتنسيق المسبق مع الساكنة تفاديا للتعرضات؛‬
‫‪ -‬التأخر في اتخاذ االجراءات الالزمة لتذليل الصعوبات التي تتم مواجهتها أثناء مرحلة التنفيذ‪ ،‬وغياب االستباقية‬
‫في توقعها؛‬
‫‪ -‬عدم وفاء المقاول بالتزاماته وعدم تطبيق الجماعات لإلجراءات القسرية المتعين اتخاذها في هذا الشأن‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية إلى أن عدم توفر االعتمادات الضرورية ببعض الجماعات يؤدي لالعتماد على مواردها‬
‫البشرية الذاتية إلنجاز الدراسات التقنية األولية‪ ،‬وتتبع األشغال‪ ،‬مع ما قد ينتج عن ذلك من نقائص تنعكس على تنفيذ‬
‫المشاريع‪ ،‬مضيفة بأنها قامت في مطلع سنة ‪ 2019‬مع شركائها الدوليين بإطالق برنامج دعم تحسين نجاعة‬
‫الجماعات‪ ،‬بهدف تعزيز الحكامة الجيدة وتقوية الموارد البشرية والمالية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية‪ ،‬من خالل والة الجهات وعمال العماالت‬
‫واألقاليم‪ ،‬بحث الجماعات على ما يلي‪:‬‬
‫تسوية الوضعية القانونية للعقارات قبل مباشرة اإلجراءات المتعلقة بإنجاز المشاريع؛‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على إعداد دراسات تقنية دقيقة قبلية من أجل التمكن من ضبط الحاجيات الخاصة بالمشاريع المزمع‬ ‫‪-‬‬
‫إنجازها وتجويد ملفات طلبات العروض؛‬
‫الحرص على تضمين نظام االستشارة الخاص بالصفقات للمؤهالت التقنية الواجب استيفاؤها من طرف‬ ‫‪-‬‬
‫المتنافسين‪ ،‬وذلك ضمانا لمشاركة مقاولين يتوفرون على المؤهالت التقنية التي يتطلبها إنجاز المشاريع؛‬
‫العمل على تتبع األشغال بصفة منتظمة والتحقق من جودة المواد المستعملة إلنجاز األشغال وذلك بالقيام‬ ‫‪-‬‬
‫بزيارات ميدانية منتظمة ألوراش المشاريع الجماعية‪ ،‬وإعداد محاضر دورية بهذا الشأن‪ ،‬وكذا الحرص على‬
‫حضور مكاتب الدراسات والمراقبة المتعاقد معها بهذا الخصوص‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬نظام المراقبة الداخلية‬
‫تدعيم آليات الحكامة ونظام المراقبة الداخلية‬
‫‪ ‬تبني نظام التدبير بحسب األهداف‬
‫تتولى الجماعات تدبير أغلب المشاريع دون مراعاة مقتضيات المادتين ‪ 271‬و‪ 272‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ،113.14‬حيث‬
‫ال يتم االلتزام بتبني نظام التدبير بحسب األهداف‪ ،‬وبوضع منظومة تتبع المشاريع والبرامج‪ ،‬وباعتماد تقييم األداء وتقديم‬
‫حصيلة التدبير‪ ،‬مما ال يساعد على تقييم أداء ونجاعة عمل الجماعة بشكل موضوعي‪.‬‬
‫أوضحت وزارة الداخلية أنها تضع بشكل مسترسل ومتواتر‪ ،‬رهن إشارة الجماعات آليات مختلفة ومتنوعة لدعم‬
‫القدرات التدبيرية لمنتخبيها وأطرها‪ ،‬من قبيل الدالئل حول اختصاصات الجماعات والطرق الحديثة في تدبير الشأن‬
‫المحلي‪ .‬كما تعمل على تنظيم دورات تكوينية لمجالس الجماعات بهذا الخصوص‪ ،‬ليتم استنباط مختلف األساليب‬
‫الفعالة لتدبير الجماعة من خالل تبني نظام التدبير بحسب األهداف ووضع منظومة لتتبع المشاريع والبرامج تحدد‬
‫فيها األهداف المراد بلوغها ومؤشرات الفعالية المتعلقة بها وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة التوفر على نظام للمراقبة الداخلية ودليل مرجعي لإلجراءات والمساطر اإلدارية‬
‫ال يتوفر تنظيم العمل اإلداري بالجماعات موضوع المراقبة على نظام فعال للمراقبة الداخلية‪ ،‬الذي من شأنه‬
‫تمكينها من تتبع العمليات المنجزة من طرف الوحدات اإلدارية والتأكد من تناسقها وتكاملها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪،‬‬
‫ال تتوفر أغلب هذه الجماعات على دليل لإلجراءات والمساطر اإلدارية الداخلية يحدد طريقة إنجاز المهام‬
‫المنوطة بمختلف مصالحها‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬وخالفا لمقتضيات المادة ‪ 272‬من القانون التنظيمي‪ ،‬لم تقم أغلب الجماعات التي تمت مراقبتها باعتماد نظام‬
‫للمراقبة الداخلية واالفتحاص‪ .‬وال تقوم كذلك بدراسة تقارير التقييم واالفتحاص والمراقبة الداخلية وتقديم الحصيلة ضمن‬
‫جداول أعمال مجالسها؛ وال تنشر هذه التقارير بجميع الوسائل المالئمة ليطلع عليها العموم‪ .‬وينتج عن غياب نظام للمراقبة‬
‫الداخلية عدم توفير المعلومات والمعطيات التي تساعد على متابعة وتقييم األداء واتخاذ القرارات المالئمة عند اكتشاف الخلل‬
‫في الوقت المناسب‪.‬‬
‫أوضحت وزارة الداخلية أنها قامت بإصدار مجموعة من الوثائق التأطيرية التي تروم تنظيم وتبسيط وتجويد عمل‬
‫اإلدارة بالجماعات الترابية من قبيل "دليل المساطر اإلدارية األكثر تداوال على مستوى اإلدارة الترابية والجماعات‬
‫‪2795‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الترابية " كمرجع لتوحيد المساطر اإلدارية وتبسيطها ورقمنتها؛ كما أصدرت الدليل العملي المحدد لشكل وشروط‬
‫إيداع ودراسة وتسليم الرخص واألذون المتعلقة بالتعمير في يناير ‪ ،2021‬ودليل ضابط الحالة المدنية‪.‬‬
‫كما أفادت الوزارة بأن المديرية العامة للجماعات الترابية نظمت بتاريخ ‪ 2022/06/08‬ورشة إلطالق مشروع تفعيل‬
‫وظيفة االفتحاص الداخلي على مستوى ‪ 50‬جماعة في إطار إتمام البرنامج المنجز الذي انطلق في ‪ 2020‬على مستوى‬
‫‪ 40‬جماعة (مشروع منجز) والرامي إلى تحسيس الجماعات بأهمية المراقبة الداخلية في تجويد عملها‪ .‬ويهدف هذا‬
‫المشروع إلى تمكين الجماعات المستهدفة من األدوات واآلليات الالزمة في مجال تشخيص وتحليل مخاطر التدبير‬
‫واالفتحاص الداخلي‪ ،‬مع العمل على تقوية قدرات مفتحصي هذه الجماعات‪.‬‬

‫من جانبها‪ ،‬أوضحت وزارة االقتصاد والمالية بأن إشراك الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات إلنجاز الدالئل‬
‫والمساطر الالزمة وتنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لفائدة الجماعات ذات الطابع القروي نظرا لوجود حاجة مشتركة‬
‫بين كل هذه الجماعات‪ ،‬من شأنه أن يساهم في تحفيز الجماعات المعنية على االنخراط في مسلسل الحكامة الجيدة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد هيكلة إدارية متناسبة مع عدد الموارد البشرية المتوفرة‬
‫اعتمدت بعض المجالس الجماعية التي يقل عدد سكانها عن ‪ 15.000‬نسمة‪ ،‬المقرر الخاص بالهيكل التنظيمي‪ ،‬استنادا إلى‬
‫منشور السيد وزير الداخلية عدد ‪ 43‬بتاريخ ‪ 28‬يونيو ‪ 2016‬المتعلق بالهيكلة التنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫ويتكون هذا الهيكل التنظيمي من مديرية وثالث مصالح باإلضافة إلى مكتب للضبط‪ .‬إال أن عدد الموظفين ال يتناسب دائما‬
‫مع التنظيم المؤشر عليه‪ .‬األمر الذي يجعل مجموعة من الوحدات اإلدارية تبقى دون موظفين مع تكليف بعضهم بوحدتين أو‬
‫أكثر مع ما يثيره ذلك من إشكاليات تتعلق بممارسة شخص واحد لمهام متعددة‪ ،‬قد تكون بعضها متنافية‪ .‬ويؤثر نقص الموارد‬
‫البشرية على قدرة بعض الجماعات على القيام بمختلف المهام المنوطة بها وتغطية جميع مجاالت تدخلها‪ ،‬كما قد يؤثر على‬
‫فعالية الموظفين ومردوديتهم بسبب تراكم المسؤوليات التي يتولونها‪ ،‬مما ينعكس سلبا على االستجابة لطلبات الساكنة‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية إلى أنها بادرت إلى إصدار الدوريتين عدد ‪ D4790‬بتاريخ ‪ 31‬يونيو ‪ 2018‬و‪ D6744‬بتاريخ‬
‫‪ 30‬شتنبر ‪ 2021‬حول التعيين في المناصب العليا بالجماعات الترابية وهيئاتها ونظام التعويض عن المسؤولية الذي‬
‫أصبح محفزا الستقطاب األطر ذات الخبرة والكفاءة‪ ،‬باإلضافة إلى بعض القرارات والمناشير ذات الصلة‪ ،‬والتي‬
‫شكلت خارطة طريق لتزويد الجماعات‪ ،‬سواء تلك التي يفوق أو يقل عدد سكانها عن ‪ 15.000‬نسمة‪ ،‬بالموارد البشرية‬
‫الكافية‪ .‬كما قامت الوزارة في هذا الصدد بإعداد هياكل تنظيمية نموذجية تأخذ بعين االعتبار التوزيع السليم والمتوازن‬
‫للموارد البشرية للجماعات لتمكينها من القيام بمختلف مهامها وتغطية جميع مجاالت تدخلها وللحيلولة دون تكليف‬
‫بعض الموظفين بوحدتين أو أكثر مع ما يثيره ذلك من تركيز للمهام‪ ،‬قد تكون بعضها متنافية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إعداد بطائق توصيف المناصب والوظائف‬
‫ال يتم تحديد مهام الموظفين ومجال تدخلهم وطريقة العمل التي يجب اعتمادها في إطار وظائفهم في مقررات تعيينهم‪ .‬وترجع‬
‫أسباب ذلك إلى عدم قيام مسؤولي إدارة الجماعة بإعداد بطائق توصيف المهام أو الوظائف التي تعتبر من الوسائل العملية في‬
‫تدبير الموارد البشرية‪.‬‬
‫ويقتضي الحرص على نجاعة التنظيم اإلداري والرفع من مستوى أداء الوظائف بكفاءةٍ وضع بطاقة لكل منصب أو وظيفة‬
‫تبين طبيعته وأهدافه التدبيرية والخدماتية والمسؤوليات المتعلقة به‪ ،‬كما يجب أن تتضمن هذه الوثيقة تفصيال للمؤهالت العلمية‬
‫والمعرفية والكفاءات والخبرات العملية الالزم توفرها لتولي المنصب أو الوظيفة‪ .‬وتتجلى أهمية هذه الوسائل التدبيرية في‬
‫وضع معايير لشغل المناصب والوظائف وتعريف الموظف المكلف بالمنصب أو المهمة اإلدارية بمسؤولياته واألعمال‬
‫الوظيفية المكلف بها بدقة‪ ،‬كما تمكن من وضع برامج التكوين المستمر بشكل يناسب تطور االختصاصات واألعمال المسندة‬
‫لكل منصب أو وظيفة‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أن مختلف الدورات التكوينية التي تستفيد منها الجماعات تستهدف تقوية قدراتها التدبيرية‬
‫وإمدادها باآلليات الحديثة التي تروم الرفع من مستوى أداء الوظائف لتحقيق نجاعة التنظيم اإلداري‪.‬‬
‫وضع آليات للمراقبة الداخلية في اإلدارة الجبائية المحلية‬
‫‪ ‬تعزيز المراقبة على اإلدارة الجبائية المحلية‬
‫ينطوي عمل اإل دارة الجبائية المحلية على عدة مخاطر من شأنها أن تؤثر على ضبط الوعاء الضريبي‪ ،‬أو على القدرة على‬
‫فرض الرسوم المستحقة وفق األسعار المحددة في القرار الجبائي على كل الملزمين‪ ،‬وعلى مستوى تتبع ديون الجماعة‬
‫واستخالصها‪ ،‬باإلضافة إلى الحفاظ على القيم واألموال العمومية المودعة لدى الشسيع وضمان سالمة العمليات المالية‬
‫والتحويالت إلى القابض الجماعي‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2796‬‬

‫وقد اقتضت المادتان ‪ 33‬و‪ 43‬من تعليمية وزير المالية المتعلقة بوكاالت المداخيل والنفقات المؤرخة في ‪ 26‬مارس ‪،1969‬‬
‫ضرورة إخضاع شسيع المداخيل لمراقبة مستمرة يمارسها رؤساؤه اإلداريون‪ ،‬الذين يتعين عليهم إجراء مراقبة دورية على‬
‫تسلم ومسك واستعمال دفاتر األرومات المسلمة إلى شساعة المداخيل على األقل مرة واحدة في السنة‪ .‬إال أنه‪ ،‬ودون مراعاة‬
‫لهذه المقتضيات‪ ،‬لم يقم رؤساء بعض المجالس الجماعية بمراقبة عمل شسيعي المداخيل بعين المكان وبشكل منتظم‪ ،‬بصفتهم‬
‫آمرين بالصرف ورؤساء تسلسليين لجميع موظفي وأعوان الجماعة‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية أنه قد تم‪ ،‬باإلضافة إلى إصدار عدد من المراسيم التطبيقية ابتداء من سنة ‪ ،2016‬تعديل وتتميم‬
‫القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بالجبايات المحلية بموجب القانون رقم ‪ 07.20‬بتاريخ ‪ 31‬دجنبر ‪ ،2020‬والذي تضمن‬
‫مقتضيات عدة من شأنها تدعيم الموارد الذاتية لهذه الجماعات‪.‬‬
‫وأضافت على أنه تم تعزيز هذه الترسانة القانونية بإصدار بعض الدوريات المتعلقة بتأطير عمل رؤساء المجالس‬
‫الجماعية في المادة الجبائية‪ ،‬من قبيل الدورية عدد ‪ 11252‬المؤرخة في ‪ 06‬غشت ‪ 2020‬حول إبداء الرأي بشأن‬
‫تساؤالت تخص الجبايات المحلية‪ ،‬الدورية عدد ‪ 1345‬بتاريخ ‪ 31‬يوليو ‪ 2019‬حول تطبيق بعض المقتضيات القانونية‬
‫المتعلقة بالجبايات المحلية‪ ،‬والدورية عدد ‪ D1094‬بتاريخ ‪ 01‬مارس ‪ 2019‬المتعلقة بعقلنة التدبير المالي‪ ،‬الميزانياتي‬
‫والمحاسباتي للجما عات الترابية‪ ،‬باإلضافة إلى إعداد مجموعة من الدالئل كدليل الجبايات الترابية وإصدار تعليمية‬
‫وزير الداخلية رقم ‪ F/1600‬بتاريخ ‪ 05‬مايو ‪ 2021‬حول تطبيق القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات‬
‫الترابية كما تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪.07.20‬‬
‫‪ ‬التنسيق بين بعض المصالح الجماعية واإلدارة الجبائية المحلية‬
‫تم الوقوف خالل المهمات الرقابية على ضعف التنسيق بين المصالح الجماعية مع اإلدارة الجبائية المحلية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫تبين أن مصالح التعمير بعدة جماعات ال توافي‪ ،‬وبصفة دورية‪ ،‬اإلدارة الجبائية المحلية بنسخ من رخص التجزئة ورخص‬
‫البناء وشواهد السكن والمطابقة من أجل تمكينها من تدبير وتتبع ملفات األراضي الواقعة بالمركز المحدد‪ ،‬التي تكون موضوع‬
‫رخصة البناء أو رخصة التجزئة‪ ،‬والتي تستفيد من اإلعفاء الكلي المؤقت من الرسم على األراضي الحضرية غير المبنية‬
‫لفترة ثالث سنوات ابتداء من فاتح يناير من السنة التي تلي سنة الحصول على رخصة التجزئة أو البناء‪ .‬األمر الذي يحرم‬
‫الجماعات المعنية من إمكانية فرض هذا الرسم على الملزمين الذين لم يتمكنوا من الحصول على شهادة المطابقة أو ترخيص‬
‫السكن‪.‬‬
‫في نفس اإلطار‪ ،‬فإن الرخص االقتصادية ورخص استغالل المقاهي المسلمة من طرف المصلحة المختصة ال توجه‪ ،‬في كثير‬
‫من الحاالت‪ ،‬لإلدارة الجبائية المحلية للتأكد من وضعية الملزمين بمختلف الرسوم‪ ،‬مما يحول دون ضبط وتتبع الرسوم‬
‫المفروضة كالرسم على محال بيع المشروبات وكذا الرسم على اإلقامة في المؤسسات السياحية‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية بأنها قامت بإطالق ورش رقمنة الخدمات المقدمة لمرتفقي الجماعات من خالل إرساء‬
‫مجموعة من المنصات الرقمية كمنصة رخص المتعلقة بمنح الرخص ذات الطابع العمراني واالقتصادي‪ ،‬والنظام‬
‫المندمج لتدبير مداخيل جبايات الجماعات الترابية (‪ )GIR-CT‬وغيرها‪ ...‬وأضافت أنها تعمل على تعميم هذه‬
‫المنصات على مختلف الجماعات بشكل تدريجي‪ ،‬وتقوم بتنظيم دورات تكوينية لمختلف المجالس الجماعية في شأن‬
‫كيفية تطبيقها وأجرأتها‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تم إصدار الدورية المشتركة تحت رقم ‪ RF/1463‬بتاريخ ‪ 03‬مارس‬
‫‪ ، 2020‬حول استعمال التدبير المندمج للمداخيل في إنجاز عمليات شساعة مداخيل الجماعات الترابية ومجموعاتها‪،‬‬
‫والدورية رقم ‪ 9229‬بتاريخ ‪ 01‬يوليوز ‪ 2020‬المتعلقة بتعميم استعمال منظومة التدبير المندمج لمداخيل الجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬أكدت وزارة الداخلية على أنها قامت بإعداد مجموعة من الدالئل وتعميمها‪ ،‬والتي توضح وتشرح‬
‫كيفية استغالل هذه المنظومة من طرف مختلف المتدخلين‪ .‬وأضافت على أن تعميم هذه المنظومة سيمكن من تجويد‬
‫الخدمات المقدمة للمرتفقين ورقمنة عمليات شساعة مداخيل الجماعات الترابية بصفة تدريجية كما سيمكن من تفادي‬
‫ضعف التنسيق بين مختلف المصالح الجماعية وال سيما مع اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫وضع آليات تدبير المشتريات ومسك محاسبة المواد وتدبير األرشيف‬
‫‪ ‬ضرورة التوفر على مساطر لتدبير المشتريات‬
‫ال تتوفر عدة جماعات‪ ،‬موضوع المراقبة‪ ،‬على وحدة إدارية خاصة بالمقتنيات‪ ،‬يعهد إليها اقتناء وتوزيع جميع األدوات‬
‫والمعدات على المصالح والمرافق التابعة للجماعة‪ ،‬حيث تسند مهام تدبير وتتبع الطلبيات الجماعية في الغالب إلى شسيع‬
‫النفقات‪ ،‬في غياب تعريف قبلي وتوقعي للحاجيات السنوية‪ ،‬وعدم التوفر على مراجع لألثمان يمكن مصالح الجماعة من تقييم‬
‫ودراسة العروض المقدمة من طرف الممونين‪ ،‬على أساس األثمان المتداولة في السوق‪.‬‬
‫‪2797‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما أن مصالح الجماعة ال تتوفر على مسطرة واضحة ومكتوبة خاصة بالمشتريات‪ ،‬تمكن من تحديد الحاجيات القبلية‪ ،‬واقتناء‬
‫وتخزين وتوزيع التوريدات على مختلف المصالح الجماعية‪ ،‬وإمداد مختلف المصالح الجماعية باألدوات والمعدات التي‬
‫تحتاجها بشكل مضبوط‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تعزيز التدابير المتعلقة بمراقبة صحة النفقات‬
‫مكنت المراقبات المتعلقة بتدبير النفقات من الوقوف على عدة نقائص‪ ،‬على مستوى ‪ %47‬من الجماعات‪ ،‬تحول دون تحصين‬
‫هذه المرحلة من مخاطر ارتكاب أخطاء في طريقة احتساب كميات األشغال المنجزة والتوريدات المستلمة‪ .‬وبهذا الخصوص‪،‬‬
‫تم تسجيل المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم اعتماد جداول المنجزات الحتساب كميات األشغال المنجزة في إطار سندات الطلب؛‬
‫‪ -‬عدم تدعيم جداول المنجزات بالحسابات المترية المفصلة؛‬
‫‪ -‬عدم ضبط أسعار الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على نفقات اإلقامة واإلطعام واالستقبال؛‬
‫‪ -‬عدم ضبط طريقة احتساب مراجعة األثمان وغرامات التأخير في تنفيذ األشغال‪.‬‬
‫‪ ‬مسك محاسبة المواد‬
‫ال تقوم مجموعة من الجماعات موضوع المراقبة‪ ،‬بمسك محاسبة المواد التي تهدف إلى تتبع التوريدات وجرد المخزون‬
‫المتوفر‪ ،‬عبر مسك سجالت تبين تاريخ دخول وخروج المواد المشتراة‪ ،‬مرفقة بوصوالت التسليم والخروج‪ ،‬وذلك تطبيقا‬
‫لمقتضيات المواد ‪ 111‬و‪ 117‬و‪ 118‬من المرسوم رقم ‪ 2.17.451‬صادر في ‪ 23‬نونبر ‪ 2017‬بسن نظام للمحاسبة العمومية‬
‫للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن غياب نظام محاسبة المواد‪ ،‬يجعل من الصعب تحديد حركية المواد والمعدات التي يتم‬
‫اقتناؤها من طرف الجماعة‪ ،‬كما ال يمكن من ضبط االستعمال الذي خصص لها والكمية المتبقية في المخزون منها من جهة‪،‬‬
‫وتحديد الكميات الالزمة منها بشكل مضبوط بغية ضمان السير العادي للمرافق الجماعية‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬وتعزو أغلب هذه‬
‫الجماعات سبب عدم مسكها لهذه المحاسبة لعدم صدور القرار المشترك لوزير الداخلية والوزير المكلف بالمالية المتعلق‬
‫بتحديد شروط وكيفيات مسك محاسبة المواد‪ .‬غير أن ذلك ال يعفي الجماعات المعنية من اعتماد الممارسات الفضلى من أجل‬
‫مسك محاسبة للمواد تبرز‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬التوريدات المستلمة من حيث طبيعتها وكمياتها وكذا أوجه استعمالها‪ ،‬مع ضبط‬
‫تواريخ كل عملية دخول للمخزن أو خروج منه‪.‬‬
‫‪ ‬مسك سجل الجرد ووضع أرقام الجرد على المنقوالت‬
‫ال تقوم مجموعة من الجماعات باحترام المساطر المتعلقة بجرد منقوالتها وترقيمها وتتبعها‪ ،‬إذ إن بعضها ال يقوم بتثبيت أرقام‬
‫الجرد على كافة المنقوالت المدونة بسجل الجرد‪ ،‬مما يصعب معه الربط بين هذه المنقوالت وتلك التي تمت معاينتها‪ ،‬كما‬
‫سجل عدم ملء بعض البيانات بسجل الجرد وخاصة الخانة المتعلقة بطريقة االقتناء (سند طلب‪ ،‬صفقة‪ )...،‬والخانة المتعلقة‬
‫بثمن االقتناء والخانة المتعلقة بتخصيص المنقوالت‪ .‬األمر الذي ال يمكن من تتبع المنقوالت والجهة المستفيدة منها‪ .‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬أسفرت مراقبة تدبير المنقوالت على أن ‪ %35‬من الجماعات موضوع المراقبة‪ ،‬ال تقوم بتتبع منقوالتها بما يكفي‬
‫للحفاظ عليها‪ ،‬حيث تم تسجيل عدد من النقائص السيما فيما يخص‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توثيق حركية المنقوالت عبر إعداد أوراق إبراء الذمة‪ ،‬حتى يتأتى تحديد المسؤوليات في حال ضياعها أو‬
‫سرقتها أو إتالفها؛‬
‫‪ -‬عدم تحرير محاضر بسحب المنقوالت التي لم تعد صالحة لالستعمال‪.‬‬
‫وقد أكدت وزارة الداخلية على أن حسن تدبير نفقات الجماعات الترابية كان دائما في صلب اهتماماتها وأنها ما فتئت‬
‫تحث مختلف الجماعات على التدبير األمثل لنفقاتها‪ .‬وأضافت بأنها تعمل‪ ،‬بشكل منتظم ومسترسل‪ ،‬على إصدار‬
‫دوريات ودالئل تهدف إلى تأطير الجماعات وتحصينها خالل تدبي ر نفقاتها من بعض األخطاء التي يمكن أن تعتري‬
‫تدبير هذا الشق‪ ،‬وتحثها على ضرورة التوفر على مساطر محددة ومضبوطة لتدبير المشتريات مع العمل على إنشاء‬
‫وحدات إدارية خاصة بها‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بأرشيف الجماعة‬
‫أخضعت المادة ‪ 50‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات أرشيف الجماعات ألحكام القانون رقم ‪69.99‬‬
‫المتعلق باألرشيف‪ ،‬وذلك بالنظر لألهمية التي يكتسيها هذا األرشيف وضرورة تدبيره بما يضمن الصالح العام وإثبات حقوق‬
‫األغيار‪ .‬إال أن أغلب الجماعات ال تتوفر على مكان مخصص لحفظ الوثائق والمستندات بشكل منظم يسهل الولوج إليها‬
‫ويضمن سالمتها من جميع األخطار التي يمكن أن تعرضها للتلف والضياع‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2798‬‬

‫أوضحت وزارة الداخلية أن عملية تدبير األرشيف بطريقة الكترونية تشكل جزءا ال يتجزأ من ورش الرقمنة الذي‬
‫أطلقته‪ ،‬والذي سيمكن من حفظ الوثائق والمستندات بشكل منظم يسهل الولوج إليها ويضمن سالمتها من جميع األخطار‬
‫التي يمكن أن تعرضها للتلف والضياع‪.‬‬

‫ولهذه الغاية‪ ،‬توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بقطاع المالية باإلسراع بإعداد القرار‬
‫المشترك المتعلق بتحديد شروط وكيفيات مسك محاسبة المواد؛‬
‫كما توصي وزارة الداخلية بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مواكبة الجماعات من أجل وضع نظام للتقييم والمراقبة الداخلية وإحداث وحدات االفتحاص الداخلي وتحديد‬
‫طرق وكيفيات مسك محاسبة المواد؛‬
‫‪ -‬إعداد دالئل للمساطر األكثر تداوال ونشرها والتعريف بها بواسطة دورات تكوينية؛‬
‫وتوصي أيضا وزارة الداخلية‪ ،‬من خالل والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم‪ ،‬بحث الجماعات على القيام بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على توصيف دقيق لمهام كل موظف في قرار تعيينه مع تضمينه المقتضيات المتعلقة بأعمال التوثيق‬
‫واألرشفة الخاصة به وأعمال التنسيق والتواصل الضرورية التي تربطه بالمصالح األخرى بالجماعة؛‬
‫‪ -‬تنظيم دورات تكوينية لفائدة الموظفين من أجل تحسين أدائهم حسب حاجيات كل مصلحة؛‬
‫‪ -‬وضع آلية للتنسيق بين المصالح الجماعية مع اإلدارة الجبائية المحلية وذلك من أجل ضبط الوعاء والرفع‬
‫من مردودية استخالص الرسوم؛‬
‫‪ -‬تنظيم أرشيف الجماعة والقيام باإلجراءات الالزمة للحفاظ عليه‪.‬‬

‫االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية‪:‬‬


‫أهمية تأطير أفضل للقطاع وتأمين آليات التمويل المناسبة‬

‫تعتبر التنقالت الحضرية رافعة رئيسية لتسهيل الولوج المتكافئ للمواطنين إلى الفرص االقتصادية والخدمات العمومية وتعزيز‬
‫التمازج االجتماعي داخل المدن‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬فحسب إسقاطات السكان لسنة ‪ 2022‬التي قامت بها المندوبية السامية‬
‫للتخطيط‪ ،‬يتركز أكثر من ‪ %76‬من إجمالي الساكنة الحضرية في ‪ 45‬جماعة يتجاوز عدد سكانها مئة ألف نسمة‪ .‬وقد ارتفع‬
‫األسطول الوطني للسيارات (سيارات الخدمات والركاب) من ‪ 3,5‬مليون سيارة في سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 4,4‬مليون في سنة‬
‫‪ ،2020‬أي بزيادة إجمالية قدرها ‪ .%26‬ويساهم هذا االرتفاع المستمر في معدل استعمال السيارات في الرفع من استخدام‬
‫الطرق الحضرية والزيادة من حدة ازدحام حركة السير داخل المراكز الحضرية‪.‬‬
‫وإدراكا منها للتحديات التي يطرحها التنقل الحضري‪ ،‬انخرطت وزارة الداخلية في تنفيذ "استراتيجية وطنية للتنقالت‬
‫الحضرية"‪ ،‬ابتداء من سنة ‪ .2008‬ويتمثل الهدف العام لهذه االستراتيجية في إرساء نظام فعال للنقل الحضري يستوفي شروط‬
‫الجودة والتكلفة واحترام البيئة ويحقق الجدوى المالية المستدامة مع إعطاء األولوية للنقل العمومي‪ .‬لهذا الغرض‪ ،‬تم وضع‬
‫خطة عمل تتألف من ‪ 54‬إجراء مقسما إلى أهداف محددة تتعلق بالجوانب التالية‪ :‬تعزيز اإلطار المؤسساتي والتشريعي‬
‫والتنظيمي‪ ،‬تحسين مرفق النقل الحضري‪ ،‬تعزيز قدرات الجماعات في تنظيم وتدبير المرور والطرق ومواقف السيارات‬
‫وإنشاء آليات تمويل مستدامة‪.‬‬
‫وقد شهد قطاع التنقالت الحضرية تطورا مهما‪ ،‬بفضل المجهودات التي قامت بها وزارة الداخلية والجماعات الترابية من أجل‬
‫تطوير النقل الحضري‪ ،‬وسد عجز البنيات التحتية على المستوى المحلي‪ ،‬وإعداد وثائق تخطيط التنقل الحضري وتمويل‬
‫الدراسات الالزمة‪ ،‬باإلضافة إلى دعم التجمعات الحضرية الكبيرة للدار البيضاء والرباط‪-‬سال وأكادير ومراكش في تنفيذ‬
‫مشاريع وسائل النقل العمومي في مدار خاص‪ ،‬وتحسين تهيئة شبكة الطرق داخل المجال الحضري‪.‬‬
‫وقد تمحورت المهمة الرقابية المنجزة في هذا اإلطار حول تصميم وإعداد االستراتيجية المذكورة واإلطار القانوني‬
‫والمؤسساتي لقطاع التنقالت الحضرية‪ ،‬وكذا الجوانب المرتبطة بالتخطيط والتدبير‪ ،‬بما في ذلك حركة السير ووقوف‬
‫العربات‪ ،‬فضال عن آليات التمويل‪.‬‬
‫‪2799‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫تصميم وإعداد االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية‬


‫كشف تحليل اإلطار التصميمي للمذكرة االستراتيجية القطاعية للتنقالت الحضرية وخطة عملها عن وجود بعض أوجه القصور‬
‫التي من شأنها أن تؤثر على مالءمتها واتساقها وبالتالي تساهم في الحد من تبني هذا اإلطار االستراتيجي والتقليص من أثره‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى وضع إطار استراتيجي جديد للتنقالت الحضرية مندمج مع باقي االستراتيجيات القطاعية‬
‫والترابية‬
‫اعتمدت وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية) برنامج شراكة تقنية مع البنك الدولي من أجل وضع استراتيجية‬
‫وطنية‪ ،‬خلصت إلى اعتماد مذكرة تناولت تشخيصا لقطاع التنقالت الحضرية وقدمت التوجهات االستراتيجية الرئيسية التي‬
‫وجب ارساؤها بهدف تجاوز الوضعية الحرجة للتنقالت داخل التجمعات الحضرية‪.‬‬
‫وقد ظل قطاع التنقالت الحضرية مؤطرا بمذكرة استراتيجية اُعتمدت في أبريل ‪ ،2008‬افتقدت للدقة والوضوح الالزمين‬
‫إلرساء استراتيجية وطنية حقيقية للتنقالت الحضرية ولتشكيل إطار مرجعي يوفر رؤية شاملة ومتكاملة ومتسقة‪ .‬وعالوة‬
‫على ذ لك‪ ،‬فإن أول إجراء استراتيجي أوصت به في خطة عملها هو ضرورة "إعداد استراتيجية وطنية لقطاع التنقالت‬
‫الحضرية" على المدى القصير‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد أظهر تقييم مدى مواءمة اإلجراءات التنفيذية‪ ،‬المنصوص عليها في خطة العمل‪ ،‬للهدف االستراتيجي‬
‫العام لها عدم تغطية جميع الجوانب االستراتيجية المعلن عنها‪ ،‬بحيث لم يتم تضمين اإلجراءات التنفيذية المتعلقة باحترام‬
‫البيئة‪ ،‬على الرغم من تكريس هذا البعد كأحد المحاور الرئيسية للهدف العام لهذه االستراتيجية‪.‬‬
‫كما لم تأخذ االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية بعين االعتبار مضامين باقي االستراتيجيات القطاعية التي تتناول إشكالية‬
‫التنقل الحضري‪ ،‬والسيما تلك المرتبطة بالتخطيط الحضري والنقل واللوجستيك والطاقة والبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬بحيث‬
‫تمت بلورتها دون استحضار الشروط الالزمة لضمان التقائية إجراءاتها التنفيذية وترابطها وانسجام إطارها وتنسيق تدخالت‬
‫الجهات المعنية بتنزيلها‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬ت َّم تنزيل االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية على المستوى الترابي باالعتماد على مراسالت إدارية‬
‫مع الفاعلين المحليين‪ ،‬اقتصرت على جوانب محدودة من اإلطار االستراتيجي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى عدم بلورة خطة تنزيل‬
‫على المستوى الترابي من أجل تدبير فعال لتنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬خاصة وأنها تبقى مرتبطة في معظم إجراءاتها‬
‫باالختصاصات المنوطة بالمتدخلين المحليين‪ .‬وقد حالت هذه الوضعية دون إمكانية التنفيذ الشامل لجميع األوراش المبرمجة‬
‫وتتبع مطابقة ونجاعة تنفيذها على المستوى الترابي‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية بأنه في إطار تحيين االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية ومواءمتها مع االلتزامات‬
‫الدولية للمغرب فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة‪ ،‬قامت المديرية العامة للجماعات الترابية بإعداد‬
‫دراستين استراتيجيتين في سنة ‪( 2018‬الرؤية الوطنية للتنقالت الحضرية بحلول عام ‪ 2030‬والتدابير االستراتيجية‬
‫لتنفيذها – االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية)‪ ،‬واللتين اعتمدتا لتحديد المبادئ التوجيهية لخارطة طريق التنقالت‬
‫الحضرية المستدامة الممتدة إلى ‪ ،2035‬والجاري إعدادها من قبل مديرية التنقالت الحضرية‪ .‬ويتوخى من هذه‬
‫الخارطة‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬وضع رؤية واضحة ومتماسكة للتنقالت الحضرية المستدامة في التجمعات الحضرية من‬
‫خالل إجراءات وخطة عمل ملموسة وواقعية‪ ،‬تخص جوانب مختلفة كالحكامة والتمويل وآليات التنفيذ‪ ،‬وترتكز على‬
‫نهج قائم على تقييم مؤشرات ا ْ‬
‫الداء ومقاربة التدبير المرتكز على النتائج‪.‬‬
‫كما أكدت الوزارة بأن دمج البعد البيئي وكذلك تحقيق االلتقائية بين التنقالت الحضرية والتخطيط الحضري يكتسي‬
‫أهمية كبيرة‪ ،‬من أجل تحقيق االنسجام بين مختلف االستراتيجيات القطاعية‪ ،‬وتطوير منظومة مندمجة للتنقالت‬
‫الحضرية‪ ،‬إال أن آليات التنسيق بين مختلف الجهات المختصة ليست محددة قانونيا‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب تفعيل الهيئة الوطنية للتنقالت الحضرية‬
‫من أجل دعم ومواكبة تنفيذ االستراتيجية المذكورة آنفا‪ ،‬تم إنشاء هيئة وطنية للتنقالت الحضرية في أكتوبر ‪ .2010‬وقد أسندت‬
‫رئاسة هذه الهيئة إلى الوالي المدير العام للجماعات الترابية وضمت الشركاء الرئيسيين المتدخلين في قطاع التنقالت‬
‫الحضرية‪ ،‬وذلك بهدف ضمان تنظيم المشاورات وتنسيق تنفيذ وتتبع وتقييم اإلجراءات المرتبطة بهذه االستراتيجية‪.‬‬
‫إال أن هذه الهيئة ظلت غير مفعلة منذ إنشائها‪ ،‬حيث لم تعقد سوى االجتماع المؤسس لها بتاريخ ‪ 23‬ماي ‪ .2012‬وقد ساهمت‬
‫هذه الوضعية في عدم استثمار إمكانيات التشاور والتنسيق ومراقبة تنفيذ االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية المعهودة‬
‫إلى هذه الهيئة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أفادت وزارة الداخلية أنه نظرا لمحدودية النظم اإلجرائية‪ ،‬فقد تم إحداث مديرية التنقالت الحضرية‬
‫التابعة للمديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬تناط بها‪ ،‬على سبيل الذكر‪ ،‬مهام ضمان وتنظيم المشاورات والتنسيق مع‬
‫جميع اإلدارات المعنية‪ ،‬وكذا تنفيذ وتتبع وتقييم اإلجراءات المرتبطة باالستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية‪ .‬كما‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2800‬‬

‫أضافت الو زارة بأن مشروع خارطة طريق التنقالت الحضرية المستدامة سالفة الذكر‪ ،‬يتضمن تشكيل وإرساء لجنة‬
‫قيادة ولجن أخرى لتتبع وتنفيذ برنامج العمل ذي الصلة‪ ،‬الذي هو أيضا قيد اإلعداد من قبل المديرية العامة للجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي‪:‬‬
‫العمل على تحيين االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية وفقًا لنهج مندمج وتشاركي يسمح بتصميم مالئم‬ ‫‪-‬‬
‫ومتسق للتوجهات االستراتيجية باالعتماد على إطار منطقي قائم على أساس النتائج‪ ،‬والسهر على وضع‬
‫خطة محكمة لتنزيل مشاريعها على المستوى الترابي؛‬
‫ت عزيز االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية بجهاز للحكامة (ال سيما من خالل إضفاء طابع مؤسساتي‬ ‫‪-‬‬
‫على الهيئة الوطنية للتنقالت الحضرية) على ضمان قيادة وتنزيل التدابير التنفيذية والسهر على التتبع‬
‫والتقييم المستمر لإلنجازات‪.‬‬
‫اإلطار القانوني والمؤسساتي لقطاع التنقالت الحضرية‬
‫أبرز تحليل اإلطار القانوني لقطاع التنقالت الحضرية ضرورة العمل على استكماله ومواءمته مع األساليب الحديثة المتعلقة‬
‫بتفويض تدبير خدمات النقل الحضري إلى أطراف خارجية‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬أظهر فحص اإلطار المؤسساتي الحالي لقطاع‬
‫التنقالت الحضرية تعدد الجهات المتدخلة سواء على المستوى االستراتيجي أو التنفيذي‪ ،‬باإلضافة إلى تجزئة االختصاصات‬
‫المتعلقة بهذا القطاع‪ .‬وفي ظل غياب هيئة مكلفة بالتنسيق المحلي‪ ،‬ال تساهم هذه الوضعية المؤسساتية في إرساء نظام متعدد‬
‫األنماط ومتسق ومندمج للتنقالت الحضرية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل عل وضع إطار قانوني شامل ومنسجم مع التطورات المؤسساتية التي يعرفها تدبير النقل الحضري‬
‫نصت خطة عمل المذكرة االستراتيجية سالفة الذكر على ضرورة اعتماد قانون ينظم التنقالت الحضرية‪ ،‬ويهدف إلى توفير‬
‫إطار لتخطيط التنقالت الحضرية‪ ،‬وكذا تأسيس هيئات محلية لتنظيمها وتدبير متسق ألنشطة مختلف وسائل النقل داخل المحيط‬
‫الترابي للتجمعات الحضرية‪ .‬غير أن الورش المتعلق بإعداد هذا القانون لم يتم استكماله بعد‪ ،‬بحيث تمت صياغة مشروع‬
‫قانون منذ سنة ‪ ،2012‬إال أنه ظل موضوع سلسلة من المراجعات دون أن تؤدي إلى اعتماده‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن تفويض تدبير المرافق العامة من قبل الجماعات الترابية أو هيآتها إلى شخص معنوي خاضع للقانون‬
‫العام أو الخاص يبقى مؤطرا بموجب القانون رقم ‪ 54.05‬المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العامة الصادر في ‪ 14‬فبراير‬
‫‪ .2006‬بيد أن التطورات المؤسساتية التي شهدها قطاع النقل الحضري أصبحت تطرح عددا من التحديات المرتبطة بمدى‬
‫مالءمة اإلطار القانوني الجاري به العمل للممارسات الحديثة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬أقر عقد التدبير المفوض الجديد المبرم بين‬
‫مؤسسة التعاون بين الجماعات "ب" والشركة الخاصة "أ‪.‬ب" في نونبر ‪ 2019‬نظاما جديدا للتعويضات مبني على مبدأ‬
‫جزافية التكاليف‪ ،‬كما أحدث نموذجا اقتصاديا قائما على أساس تحمل المفوض إليه للمخاطر الصناعية واقتسام المخاطر‬
‫التجارية مع المفوض‪ ،‬ليعوض بذلك نظام تحمل المفوض إليه لكل المسؤولية وكافة المخاطر في تدبيره للمرفق كما هو‬
‫منصوص عليه في المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 54.05‬سالف الذكر‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬لم ينص القانون رقم ‪ 54.05‬على أي شكل من أشكال التفويت الفرعي لعقود التدبير المفوض المبرمة من‬
‫طرف الجماعات الترابية من أجل تمكينها من نقل المهام المتعلقة بتتبع ومراقبة وتنفيذ عقود التدبير المفوض إلى شركات‬
‫التنمية المحلية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أوردت وزارة الداخلية بأن مبدأ تحمل المخاطر يؤدي في أغلب األحيان إلى عجز مالي لدى المفوض‬
‫إليه‪ ،‬وبذلك فإن إنجاز وتنفيذ برامج استثمارية مهمة وضمان جودة في تقديم الخدمة‪ ،‬رهين بتقاسم المخاطر وتقديم‬
‫الدعم لشركات النقل‪ .‬كما أن نظام تحمل السلطة المفوضة جزء من المخاطر يندرج‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬ضمن مبدأ‬
‫التوازن المالي للعقد المنصوص عليه بالمادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 54.05‬سالف الذكر‪ .‬كما أن عدم صدور مراسيم‬
‫تطبيقية لهذا القانون يمنح للسلطات المفوضة سلطة تقديرية واسعة في إعداد عقود التدبير المفوض‪ ،‬بما في ذلك نقل‬
‫المهام المتعلقة بتتبع وتنفيذ عقود التدبير المفوض لشركات التنمية المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث جهاز محلي يعنى بالتخطيط والتنظيم والتدبير المندمج للتنقالت الحضرية‬
‫من بين أهم التدابير التي جاءت بها المذكرة االستراتيجية‪ ،‬ضرورة إنشاء جهاز من أجل تجميع المهام المتعلقة بتخطيط‬
‫التنقالت الحضرية وتنظيمها وتدبيرها وإنشاء "مركز مسؤولية واحد تناط به جميع الجوانب المتعلقة بالتنقالت الحضرية على‬
‫مستوى كل جماعة"‪ ،‬وذلك لضمان "تنسيق أفضل بين النقل العمومي والنقل الخاص‪ ،‬وكذلك بين جميع المشاريع االستثمارية‬
‫الكبرى"‪.‬‬
‫غير أن تنزيل هذه اإلجراءات االستراتيجية على أرض الواقع يسجل تأخيرا ملموسا‪ ،‬بحيث تظل التجربة الوحيدة التي تم‬
‫تجسيدها في هذا اإلطار هي تلك المتعلقة بمدينة الدار البيضاء‪ ،‬والتي تم بموجبها إنشاء هيئة تنظيم التنقالت الحضرية خالل‬
‫‪2801‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫سنة ‪ ،2008‬إال أن عدم تمكين هذه األخيرة من سلطة رسمية التخاذ القرار والطابع التعاقدي المنظم لها نتج عنه الحد من‬
‫الدور المنوط بها‪ ،‬مما أدى إلى حلها في مارس ‪.2015‬‬
‫‪ ‬التعاون بين الجماعات من أجل تدبير مندمج للتنقالت داخل وخارج المدار الحضري‬
‫إن النمو الحضري المرتفع للتجمعات الكبيرة وتوسعها على شكل ضواحي محيطة بالمدن يفرض‪ ،‬وبصفة آنية وملحة‪ ،‬معالجة‬
‫إشكالية التنقالت الحضرية إلى خارج المدارات الحضرية للجماعات‪ ،‬ذلك أن ‪ %70‬من الجماعات التي تم توجيه استبيان‬
‫المجلس إليها (‪ 36‬جماعة) أبرمت عقودا للتدبير المفوض إلنشاء خدمة للنقل العمومي بالحافالت تمتد إلى خارج حدودها‬
‫الترابية وتشمل العديد من الجماعات المجاورة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فقد تبين من خالل دراسة اإلطار التعاقدي العام لتدبير مرفق النقل العمومي الحضري بواسطة الحافالت‬
‫بمدينة بركان أن إدماج الجماعات المجاورة التي تقع خارج المدار الحضري في عقد االمتياز باالعتماد على اتفاقيات شراكة‬
‫مع هذه الجماعات تفوض بموجبها سلطة تدبير المرفق إلى سلطة االمتياز‪ ،‬ليست سليمة من الناحية القانونية لكون تدبير مرفق‬
‫النقل يعتبر من االختصاصات الموكولة لكل جماعة على حدة والتي ال يجوز تفويضها‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬لم تتبن جماعة‬
‫القنيطرة اإلطار القانوني المناسب من أجل تمكين الجماعات المجاورة من خدمات مرفق النقل الحضري‪ ،‬بحيث تكون جماعة‬
‫القنيطرة بإبرامها التفاقية مع المجلس اإلقليمي للقنيطرة بتاريخ ‪ 23‬نونبر ‪ 2012‬تهدف إلى تمديد خطوط شبكة النقل بواسطة‬
‫الحافالت لتشمل الجماعات المجاورة قد تجاوزت اختصاصها الترابي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬إلى أن مؤسسات التعاون بين الجماعات التي نص عليها القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬
‫المتعلق بالجماعات تبقى هي اإلطار المؤسساتي األنسب للتدبير المندمج لقطاع النقل العمومي‪ ،‬وضمان تخطيط التنقالت‬
‫الحضرية على نطاق أوسع واالستفادة من اقتصاد الحجم الذي قد توفره االستثمارات المنجزة‪ .‬غير أن اللجوء إلى هذا اإلطار‬
‫الجديد من مؤسسات التعاون ال يزال محدودا‪ ،‬إذ يبقى إحداث هذه المؤسسات مرهونا بمبادرة الجماعات المعنية كما هو‬
‫منصوص عليه في المادة ‪ 133‬من القانون التنظيمي سالف الذكر‪ ،‬مما جعل العدد اإلجمالي لمؤسسات التعاون بين الجماعات‬
‫التي تم إنشاؤها على المستوى الوطني محصورا في ‪ 12‬مؤسسة‪ ،‬أي بنسبة تغطية لم تتجاوز ‪ %35‬من إجمالي ساكنة المناطق‬
‫الحضرية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أبرزت دراسة تنظيم وتسيير مؤسسات التعاون بين الجماعات المحدثة على مستوى مدينتي الرباط والدار‬
‫البيضاء عن عدم وجود إطار تنظيمي مستدام يمكن من توفير الموارد البشرية والمالية بما يتناسب مع االختصاصات المسندة‬
‫إلى هذه المؤسسات‪ .‬ذلك أن القانون التنظيمي‪ ،‬الذي أتاح إمكانية إنشاء هذه المؤسسات من أجل تدبير أكثر فعالية لبعض‬
‫المرافق العامة‪ ،‬لم يحدد طرق تنظيم وتمويل هذه األجهزة بطريقة مفصلة ودقيقة‪.‬‬
‫وقد أكدت وزارة الداخلية أن مواكبة ومالءمة اإلطار القانوني للتطورات المؤسساتية التي شهدها قطاع النقل‬
‫الحضري‪ ،‬وتعزيز اختصاصات مؤسسات التعاون بين الجماعات وإعادة تحديد الروابط المؤسساتية بينها وبين‬
‫شركات التنمية المحلية‪ ،‬وشركات القطاع الخاص المتدخلة في مجال التنقالت الحضرية رهين بتعديل القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬ووضع خطة جديدة للحكامة في مجال التنقالت الحضرية‪.‬‬
‫كما أوضحت الوزارة أن الدراسة المتعلقة بالرؤية الوطنية للتنقالت الحضرية بحلول عام ‪ 2030‬قد نصت على تقوية‬
‫حكامة النقل الحضري من خالل ضرورة تحديد دقيق لدور شركات التنمية المحلية ومؤسسات التعاون وتأطير‬
‫وتوضيح العالقات المؤسساتية وتقسيم المسؤوليات بينهما‪ .‬باإلضافة لتحديد دور الجهات بالنقل الحضري‪.‬‬
‫من أجل ذلك‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي ‪:‬‬
‫السهر على ضمان تدبير مندمج للتنقالت الحضرية‪ ،‬من خالل إناطة االختصاصات االستراتيجية المتعلقة‬ ‫‪-‬‬
‫بالتخطيط بالهيئات المشتركة بين الجماعات (مؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات‬
‫الترابية)‪ ،‬وتعريف الخدمة وتنظيم التنقالت الحضرية‪ ،‬وكذلك من خالل تزويدها بإطار تنظيمي ومالي مالئم‬
‫ومستدام وتكليف شركات التنمية المحلية بالمهام التنفيذية الخاصة بتدبير وتتبع خدمة النقل الحضري‬
‫(الحافالت والترامواي)؛‬
‫العمل على تأطير وتوضيح العالقات المؤسسية والتعاقدية بين الهيئات المشتركة للجماعات وشركات التنمية‬ ‫‪-‬‬
‫المحلية المتدخلة في مجال التنقالت الحضرية؛‬
‫الحرص على تسريع عملية إعداد واعتماد قانون منظم للتنقالت الحضرية يمكن من وضع أساس قانوني‬ ‫‪-‬‬
‫لمخططات التنقالت الحضرية‪ ،‬ويساهم في تأطير آليات تنظيم وتدبير النقل الحضري وتنظيم تدخل مختلف‬
‫أنماط النقل بطريقة متسقة داخل المجال الحضري‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2802‬‬

‫تخطيط وتدبير التنقالت الحضرية‬


‫أوصت المذكرة االستراتيجية للتنقالت الحضرية في خطة عملها بوضع استراتيجية فعالة ومتسقة ومتعددة األنماط للتنقالت‬
‫الحضرية بالنسبة لكل مدينة‪ ،‬وذلك من خالل إعداد واعتماد مخططات التنقالت الحضرية‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬شرعت مجموعة‬
‫من المدن في عملية التخطيط للتنقالت الحضرية ابتداء من سنة ‪ ،2008‬من خالل اعتماد جيل أول من المخططات‪ ،‬مما مكنها‬
‫من اعتماد جيل أول من المخططات‪ .‬غير أن حصيلة اعتماد هذه المخططات لم ترق إلى المستويات المرجوة‪ ،‬خصوصا‬
‫بسبب محدودية اللجوء إلى هذه اآلليات وطبيعتها غير اإللزامية وكذا قصور عملية اإلشراف والتتبع‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة اعتماد مخططات التنقالت الحضرية‬
‫باستثناء الشروط المنصوص عليها في مسطرة تمويل صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن‬
‫والتي تقضي بضرورة توفر مخطط التنقالت الحضرية كأحد معايير االستفادة من الدعم‪ ،‬تبقى عملية وضع هذه المخططات‬
‫غير ملزمة بالنسبة للجماعات‪ .‬وتوضح وضعية اعتماد هذه المخططات على مستوى التجمعات الحضرية إلى غاية متم سنة‬
‫‪ ،2021‬أن ‪ 10‬مدن فقط تتوفر على مخططات للتنقالت الحضرية وست (‪ )06‬مدن أخرى هي في طور إنجازها‪ .‬وبذلك‪،‬‬
‫يبقى المعدل الوطني لوضع مخططات التنقالت الحضرية منحصرا في ‪ ،%46‬علما بأن المعايير الدولية توصي بضرورة‬
‫تنفيذ استراتيجية تخطيط محلية للتنقالت خاصة بالمدن التي يزيد عدد سكانها عن ‪ 100.000‬نسمة‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬أكدت جميع المهمات التي قامت بها المجالس الجهوية للحسابات المذكورة آنفا‪ ،‬في تقييمها لمرحلة اإلعداد‬
‫القبلي للتدبير المفوض لقطاع النقل بواسطة الحافالت‪ ،‬غياب االعتماد على مخططات التنقالت الحضرية وغياب تصور‬
‫واضح ومندمج لدى الجماعات المعنية لكيفية تنظيم وتطوير هذا المرفق‪ .‬بحيث يساهم غياب هذه اآلليات التخطيطية على‬
‫المستوى الترابي في التأثير على استجابة عقود التدبير المبرمة للحاجيات المستقبلية لمرفق النقل وشروط تطويره وفق‬
‫متطلبات توسع التهيئة العمرانية وحركية تنقل السكان داخل المدار الحضري وضواحي المدن وكيفية توزيع وتكامل الخطوط‬
‫بين مختلف وسائل النقل في المستقبل (الترامواي‪ ،‬مسارات النقل بواسطة الحافالت‪ ،‬والنقل بواسطة حافالت النقل المزدوج‪،‬‬
‫والنقل بواسطة سيارات األجرة الكبيرة‪ ،‬إلخ‪ ،).‬فضال عن الربط بينها وبين المحطات الطرقية ومحطات القطارات والمطارات‬
‫والموانئ وذلك من خالل منصات للتبادل متعددة الوسائط‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية على أنها تقوم باتخاذ عدة تدابير وإجراءات على المستوى التنظيمي والمؤسساتي من‬
‫الساسية لتطوير منظومة مندمجة للتنقل‬ ‫خالل المبادرة إلى وضع آليات فعالة للتخطيط باعتبارها إحدى الركائز ا ْ‬
‫المستدام‪ ،‬حيث تم إطالق ورش خاص بتعزيز المنظومة القانونية‪ ،‬وذلك بإعداد مشروع نص قانوني يهدف إلى بلورة‬
‫جيل جديد من مخططات التنقالت الحضرية المستدامة يأخذ بعين االعتبار البعد البيئي (خاصة التقليص من االنبعاثات‬
‫المسببة لالحتباس الحراري) ومقاربة النوع وكذا التوصيات المنبثقة عن النموذج التنموي الجديد‪ ،‬وجعلها إلزامية في‬
‫مؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات الترابية التي يفوق عدد ساكنتها ‪ 150‬ألف نسمة وفقا إلحصاء‬
‫سنة ‪ 2014‬مع إمكانية انخراط الجماعات دون هذا السقف في عملية تخطيط التنقالت‪ ،‬في حالة توفرها على موارد‬
‫مالية ذاتية إلنجاز الدراسات المتعلقة بمخططات التنقالت الحضرية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة توحيد عملية إعداد مخططات التنقالت الحضرية‬
‫بهدف توحيد عملية إعداد مخططات التنقالت الحضرية وخصوصا األساليب المنهجية المتعلقة بإجراء الدراسات المرتبطة‬
‫بهذه المخططات‪ ،‬أوصت خطة عمل المذكرة االستراتيجية بوضع أدوات موحدة إلعداد ومواكبة وتنفيذ مخططات التنقالت‬
‫الحضرية داخل الجماعات تتضمن نموذجا لدفتر التحمالت المتعلق بإجراء هذه الدراسات باإلضافة إلى دليل لتنفيذها‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬وضعت المديرية العامة للجماعات الترابية بعض الدالئل المنهجية التي تؤطر عمليات تهيئة تقاطعات الطرق‬
‫داخل المجال الحضري (‪ ،)2016‬وتحسين أداء النقل العمومي (‪ ،)2016‬وإعداد المخططات المتعلقة بسير وتوقف السيارات‬
‫(‪.)2017‬‬
‫غير أنه لم يتم بعد إعداد دفتر تحمالت لتأطير الدراسات المتعلقة بمخططات التنقالت الحضرية ومخططات السير ومواقف‬
‫السيارات‪ ،‬باإلضافة إلى عدم تبني مسطرة لصياغة هذه الوثائق وتوحيد المنهجية المتبعة في إنجازها‪ .‬وقد ساهمت هذه‬
‫الوضعية في ظهور بعض االختالفات على مستوى الممارسات المتعلقة بعملية إعداد مخططات التنقالت الحضرية داخل‬
‫المدن‪ ،‬والتي يختلف نطاقها وأهدافها ومخرجاتها من جماعة إلى أخرى‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أكدت وزارة الداخلية أنها على وشك االنتهاء من إعداد دليل منهجي يوضح مسطرة إنجاز مخططات‬
‫التنقالت الحضرية وكيفية تفعيلها وتتبعها وتقييمها وكذا تحيينها‪ .‬وسيشكل هذا الدليل‪ ،‬حسب الوزارة‪ ،‬مرجعا شامال‬
‫موجها للجماعات وآليات التعاون والشراكة المنبثقة منها وجميع الفاعلين في القطاع للمساهمة في تعميم وترسيخ هذا‬
‫النهج‪.‬‬
‫‪2803‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬الحاجة إلى ربط مخططات التنقالت الحضرية مع وثائق التخطيط الحضري‬


‫إن التخطيط للتنقالت الحضرية يجب أن يتم بتوافق مع التخطيط الحضري‪ .‬ذلك أن البنية التحتية المتعلقة بالتنقل والنقل وتوقف‬
‫السيارات وخاصة تكلفتها ووعائها وتأثيرها على المدينة‪ ،‬يجب أن تحدد الخيارات الرئيسية لتهيئة المجال التي اعتمدتها‬
‫الوكاالت الحضرية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فقد تبين من خالل فحص الروابط التي تجمع بين مخططات التنقالت الحضرية ووثائق التخطيط الحضرية‬
‫األخرى (مخططات توجيه التهيئة العمرانية‪ ،‬تصاميم التهيئة‪ ،‬إلخ) عن عدم وجود آليات رسمية للتنسيق تمكن من جعل هذه‬
‫الوثائق متوافقة فيما بينها‪ .‬فعلى مستوى الممارسة العملية‪ ،‬ال يتيح اإلطار التنظيمي والمؤسساتي الحالي عملية التنسيق بين‬
‫األجهزة المكلفة بالتخطيط الحضري (الوكاالت الحضرية) وتلك المسؤولة عن تخطيط التنقالت الحضرية (الجماعات ‪/‬‬
‫مؤسسات التعا ون بين الجماعات)‪ ،‬ففي كثير من األحيان ال يتزامن وضع مخططات توجيه التهيئة العمرانية مع إعداد‬
‫مخططات التنقالت الحضرية‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم تقاطع تحديات التنقل الحضري التي تواجهها الجماعات الترابية مع‬
‫الخيارات المتعلقة بالتخطيط الحضري‪.‬‬
‫وقد أفادت وزارة الداخلية أنه حرصا منها على تحقيق االلتقائية بين وثائق التخطيط الحضري ومخطط التنقالت‬
‫الحضرية‪ ،‬التي تعتبر من بين التحديات المهمة وأوجه القصور في عملية إعداد هذا األخير‪ ،‬فإن دليل مخططات‬
‫التنقالت الحضرية طور اإلنجاز سيعمل على تحديد أسس وآليات التنسيق في إنجاز مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬
‫ومخطط التنقالت الحضرية‪ ،‬با عتبارهما أهم أدوات التخطيط بمجال التعمير والتنقل الحضري‪ .‬كما سيتم األخذ بعين‬
‫االعتبار كافة االستراتيجيات والتوجيهات والوثائق القطاعية‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بالتعمير‪ ،‬في مختلف مراحل إنجاز‬
‫الدراسات المتعلقة بمخططات التنقالت الحضرية‪ .‬ومن أجل ذلك‪ ،‬تحرص المديرية العامة للجماعات الترابية على‬
‫ضرورة وضع لجن محلية للحكامة تعنى بتتبع حسن تنفيذ الدراسات سالفة الذكر وبالمصادقة عليها في مختلف‬
‫مراحلها‪ ،‬وتتكون هذه اللجن من مختلف الفاعلين المعنيين بقطاع التنقالت الحضرية وكذا المصالح المختصة على‬
‫الصعيد المحلي كالتعمير والنقل والتجهيز والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق االستدامة المالية لخطط تمويل المشاريع المدرجة ضمن مخططات التنقالت الحضرية‬
‫أكدت المذكرة االستراتيجية على ضرورة مواكبة مخططات التنقالت الحضرية بخطط تنفيذية "يتم تحديد تكلفتها المالية وكذلك‬
‫برمجة غالف مالي واقعي لها يأخذ بعين االعتبار جميع مصادر التمويل المحتملة"‪ .‬غير أن تدقيق مخططات التنقالت‬
‫الحضرية أبانت عن غياب التقدير المالي للبرامج االستثمارية المتضمنة بهذه الوثائق بكل من مدن وجدة والجديدة وطنجة‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى أن جميع مخططات التنقالت الحضرية المعتمدة إلى غاية سنة ‪ ،2021‬لم تقترن بخطط تمويل تحدد‬
‫بشكل تفصيلي مصادر التمويل التي يمكن تعبئتها لتنفيذ المشاريع المخطط لها‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار القدرات المالية‬
‫لألطراف المعنية‪ ،‬وكذا التمويالت البديلة الممكن تعبئتها عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب وضع نظام وطني لتتبع قطاع التنقالت الحضرية‬
‫قامت وزارة الداخلية في سنة ‪ 2015‬بفتح ورش من أجل وضع نظام لتتبع التنقالت الحضرية داخل المدن التي يزيد عدد‬
‫سكانها عن ‪ 100‬ألف نسمة‪ ،‬يهدف إلى "تصميم قاعدة بيانات للتنقالت الحضرية وإنشاء تطبيق معلوماتي يمكن من تسجيل‬
‫هذه البيانات وتحديثها وتحليلها واستغاللها وتقييمها"‪ .‬وقد تم الشروع في مرحلة تجريبية لهذا المشروع خالل سنة ‪2017‬‬
‫على مستوى خمس مدن وهي الدار البيضاء والرباط وأكادير ومراكش ووجدة‪.‬‬
‫غير أن المنصة التي تم وضعها لتسجيل البيانات والمعلومات الخاصة بالتنقالت الحضرية لم يتم تعميمها على جميع التجمعات‬
‫الحضرية المستهدفة‪ ،‬بحيث اقتصر تنزيلها على ‪ 12‬مدينة‪ ،‬كما عرفت هذه العملية تسجيل العديد من النقائص‪ .‬ذلك أن الجهات‬
‫المعنية ال تقوم بتعبئة البيانات بشكل منتظم واعتيادي‪ ،‬حيث تعود آخر المعطيات التي تم تسجيلها بالنظام إلى ‪.2019/2018‬‬
‫وتعود األسباب الرئيسية لهذا القصور إلى غياب مرجع مشترك يمكن من توحيد المعطيات التي يتم إدخالها‪ ،‬وعدم تحديد‬
‫مصادر المعلومات والمعطيات المطلوبة‪ ،‬وعدم إنشاء مراصد التنقالت الحضرية على المستوى المحلي على الرغم من‬
‫التوصيات المتكررة التي أصدرتها جل مخططات التنقالت الحضرية المعتمدة على مستوى المدن‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي‪:‬‬
‫اتخاذ التدابير المالئمة لجعل إعداد مخططات التنقالت الحضرية إلزاميًا بالنسبة للتجمعات الحضرية التي يزيد‬ ‫‪-‬‬
‫عدد سكانها عن مئة ألف نسمة بهدف تكريس هذه األدوات التخطيطية في التدبير المحلي؛‬
‫توحيد عملية إعداد مخططات التنقالت الحضرية وخاصة األساليب المنهجية المتعلقة بإجراء الدراسات‬ ‫‪-‬‬
‫المرتبطة بها من خالل وضع أدوات موحدة إلعدادها وتنفيذها‪ ،‬وال سيما اعتماد نموذج لدفتر التحمالت‬
‫ودالئل منهجية؛‬
‫ضمان ارتباط وتناسق وثائق التخطيط الحضري مع وثائق تخطيط التنقالت الحضرية‪ ،‬وال سيما من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫إرساء آليات رسمية للتنسيق بهدف جعل هذه الوثائق متسقة؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2804‬‬

‫السهر على وضع وتفعيل نظام تتبع التنقالت الحضرية‪ ،‬الذي سيمكن من توفير قاعدة بيانات موسعة ومالئمة‬ ‫‪-‬‬
‫لقطاع التنقالت الحضرية داخل التجمعات الحضرية واستغالل مؤشراته في عملية اإلشراف االستراتيجي‬
‫على القطاع‪.‬‬
‫تدبير حركة سير وتوقف السيارات‬
‫‪ ‬العمل على وضع خطط السير‬
‫أوصت المذكرة االستراتيجية لسنة ‪ 2008‬بالعمل على إرساء تدبير فعال للطرق ولحركة السير داخل المجال الحضري‬
‫باالعتماد أساسا على خطط للسير من أجل تحديد أولويات الشبكات الطرقية وتعريف التركيبة الترابية الخاصة بها وتحسين‬
‫حركة السير وضمان تنظيم حديث إلشارات المرور وتحسين ظروف سير الحافالت والمشاة‪ .‬كما اقترحت جميع مخططات‬
‫التنقالت الحضرية المعتمدة وضع خطط السير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن مدينتي الدار البيضاء وأكادير هما المدينتان الوحيدتان اللتان‬
‫وضعتا خطة للسير‪.‬‬
‫وقد أكدت وزارة الداخلية على أنها قد قامت بإعداد دليل منهجي يوفر األدوات األساسية المتعلقة بتدبير هذا المرفق‪،‬‬
‫ويشتمل على مختلف مراحل إعداد هذه المخططات ويتضمن كذلك عددا من المبادئ والمقترحات لتشجيع الجماعات‬
‫والهيئات التابعة لها على العمل بها‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز التنقالت المعتدلة‪ 44‬داخل المراكز الحضرية‬
‫يعتبر السير على األقدام وسيلة النقل األكثر استخداما داخل المدن المغربية‪ ،‬والذي يمثل أكثر من ‪ %50‬من مجموع التنقالت‬
‫الحضرية‪ .‬وبالرغم من األهمية التي يكتسيها هذا النمط من التنقل‪ ،‬فقد سجل اختالف كبير بين المدن في ظروف تشجيع‬
‫استخدامه‪ ،‬خصوصا بسبب محدودية المساحات المخصصة للراجلين‪ ،‬والتي غالبا ما ال يتم احترامها (عوائق على الطريق‪،‬‬
‫وأرصفة ذات جودة متباينة‪ ،‬ومعابر للطرق غالبا ما تكون صعبة‪ ،‬وقصور على مستوى التشوير‪ ،‬إلخ)‪ .‬ويتأثر استخدام وسائل‬
‫النقل المعتدلة بعدم وجود مرافق مخصصة لراكبي الدراجات الهوائية‪ ،‬والتي كثيرا ما تكون غير موجودة أو تتسم بانقطاعها‪،‬‬
‫وفي بعض األحيان يتم استخدامها في نفس الوقت من طرف المشاة ومستعملي الدراجات الهوائية والدراجات النارية كما هو‬
‫الحال في مدن أكادير والرباط والدار البيضاء‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أفادت وزارة الداخلية بأن التنقالت المعتدلة داخل المراكز الحضرية من بين أوجه القصور الذي‬
‫يعرفها نظام التنقل الحضري‪ ،‬وقد تم التأكيد على أهمية تطوير هذا النمط من التنقل في خطة العمل المتعلقة بالمذكرة‬
‫اال ستراتيجية‪ ،‬وكذلك على مستوى اإلجراءات التي تم وضعها من خالل الرؤية الوطنية للتنقالت الحضرية بحلول‬
‫عام ‪ ،2030‬مضيفة أن الجيل الجديد من مخططات التنقالت الحضرية المستدامة يأخذ في صلب اهتماماته تطوير هذا‬
‫النمط وذلك من أجل دمج البعد البيئي‪ ،‬خاصة التقليص من االنبعاثات المسببة لالحتباس الحراري‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تحسين البنية التحتية المخصصة لوسائل النقل العمومي الجماعي‬
‫يعتمد تحسين جودة النقل العمومي بشكل أساسي على اإلجراءات المتعلقة بحركة المرور المتخذة لصالح الحافالت (كإعطاء‬
‫األولوية من أجل تحسين السرعة التجارية وااللتزام بالمواعيد‪ ،‬والولوج السهل واآلمن إلى المحطات وإنشاء ممرات خاصة‬
‫لسير الحافالت‪ ،‬وغيرها من اإلجراءات األخرى)‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تبقى مراكش هي المدينة الوحيدة التي استطاعت تخصيص ممر خاص لسير الحافالت الكهربائية‪ ،‬في حين‬
‫تعتزم مدينتا أكادير والدار البيضاء إنشاء هذا النوع من التجهيزات لتخصيصها للحافالت ذات الخدمة عالية الجودة‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن تجارب إنشاء ممرات خاصة بالحافالت في مدينتي الدار البيضاء والرباط لم تعرف النجاح المنتظر من هذه‬
‫العملية‪ .‬وعموما‪ ،‬فإن حافالت النقل العمومي تبقى مضطرة‪ ،‬على مستوى معظم التجمعات الحضرية‪ ،‬إلى مشاركة الممرات‬
‫الطرقية مع السيارات التي يبقى معدل المساحة المستغلة في الطريق لكل راكب بها مرتفع بالمقارنة مع باقي وسائل النقل‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء وحدات تدبير المرور وتوقف السيارات على مستوى الجماعات‬
‫نصت المذكرة االستراتيجية على إنشاء وحدة تدبير المرور وتوقف السيارات على مستوى الجماعات لضمان إدارة فعالة‬
‫لشبكة الطرق وأماكن توقف السيارات وفقا لظروف حركة المرور داخل الجماعة وتماشيا مع التوجهات االستراتيجية بعيدة‬
‫المدى المحددة على مستوى مخططات التنقالت الحضرية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تبين بأن جميع الجماعات المعنية لم تنشئ هذه الوحدة‪،‬‬
‫بسبب نقص الموارد البشرية وغياب الخبرة الالزمة‪ .‬إال أن عدم إنشاء هذا النوع من الوحدات القادرة على تجميع‬
‫االختصاصات الخاصة بتدبير حركة السير ومرفق توقف السيارات‪ ،‬وتزويدها بالموارد البشرية والمادية الالزمة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى تعدد المتدخلين يؤدي إلى الحد من أداء تدبير هذا المجال وتناسق اإلجراءات المتخذة‪.‬‬

‫‪ 44‬تشمل وسائل النقل المعتدلة جميع التنقالت غير اآللية مثل المشي على األقدام وركوب الدراجات الهوائية وغيرها من أنماط النقل الصديقة للبيئة‬
‫والمعززة للنشاط البدني‪.‬‬
‫‪2805‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬أبرزت وزارة الداخلية في جوابها أنه‪ ،‬تكريسا لمبدأ التدبير الحر‪ ،‬يمكن للجماعات أن تحدث في‬
‫هياكلها التنظيمية مصلحة أو وحدة مختصة لتدبير حركة السير على الطرقات ومواقع السيارات‪ .‬كما يمكنها اختيار‬
‫أسلوب "شركة تنمية محلية" كطريقة لتدبير شبكة الطرق ومرآب السيارات‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لجماعة الدار‬
‫البيضاء وجماعة تمارة‪ .‬ويتمثل الدعم الذي تقدمه المديرية العامة للجماعات الترابية لفائدة الجماعات على هذا‬
‫المستوى‪ ،‬في إحداث مراكز مراقبة حركة المرور (مدينة الدار البيضاء) وتنفيذ مشاريع أنظمة المراقبة بالكاميرات‬
‫في مجموعة من المدن) الدار البيضاء والرباط ومكناس وبني مالل وطنجة ومراكش وأكادير وتمارة)‪.‬‬
‫‪ ‬تخطيط وتدبير مرفق توقف السيارات‬
‫• العمل على وضع استراتيجية توقف السيارات‬
‫تعتبر استراتيجية توقف السيارات مدخال رئيسيا لتحديد رؤية الجماعة لتدبير مواقف السيارات من أجل االستخدام األمثل‬
‫لألماكن العامة وتنظيم الطلب على التنقل‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬نصت المذكرة االستراتيجية على اعتماد نموذج لدفتر التحمالت‬
‫الخاص بإعداد استراتيجية توقف السيارات باإلضافة إلى دليل تنفيذي لتنزيلها‪.‬‬
‫غير أنه‪ ،‬وباستثناء جماعة الدار البيضاء التي اعتمدت مخططا رئيسيا سنة ‪ 2017‬حدد استراتيجية توقف السيارات الخاصة‬
‫بها للسنوات العشر القادمة‪ ،‬فإن الجماعات األخرى لم تقم بتبني رؤية واضحة ورسمية لتدبير مرفق توقف السيارات‪ .‬إذ تعتبر‬
‫معظم الجماعات استغالل مواقف السيارات على الطريق العام موردا من مواردها المالية‪ ،‬وليس كأحد الروافع الرئيسية التي‬
‫يمكن أن تؤثر على سلوك مستخدمي الطريق العام وتضمن تقاسم مناسب للممرات الطرقية بين مختلف أنماط التنقل‪.‬‬
‫• تحسين طرق تدبير مواقف السيارات‬
‫أب رز تقييم أداء األساليب المعتمدة من طرف الجماعات أن تدبير مواقف السيارات في إطار عقود التأجير أو االمتياز ال يتيح‬
‫تحسين مرفق التنقالت الحضرية‪ ،‬بحيث ال يتم تحديد تعريفة توقف السيارات المطبقة وفقا لمدة توقف السيارات لكونها محددة‬
‫مسبقا بموجب البنود التعاقدية أو القرارات الجبائية‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬كشف تحليل الوضعية المالية لشركات التنمية المحلية المسؤولة عن تدبير مواقف السيارات على مستوى‬
‫مدن الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش أنها تواجه صعوبات مالية أثرت على قدراتها االستثمارية‪ ،‬حيث ساهم‪ ،‬من بين‬
‫أمور أخرى‪ ،‬تعليق العمل باإلجراءات الخاصة بتثبيت السيارات التي لم يقم أصحابها بدفع واجبات التوقف‪ ،‬والتي ال تدخل‬
‫ضمن صالحيات شركات التدبير المفوض‪ ،‬في انخفاض أرقام معامالتها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن عملية اختيار المناطق المخصصة لتوقف السيارات مقابل األداء ال يعتمد على دراسات‬
‫مسبقة لتقييم االحتياجات الخاصة بكل قطاع‪ .‬وقد أبرزت الدراسات التي تم إجراؤها‪ ،‬إلى غاية متم سنة ‪ 2021‬في إطار‬
‫مخططات التنقالت الحضرية (مثل أكادير ووجدة)‪ ،‬عن عدم مالءمة عرض مواقف السيارات مع الطلب وعدم هيكلة هذا‬
‫المرفق‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بالعمل على تحسين قدرات الجماعات المتعلقة بتدبير‬
‫الطرق وحركة السير ومواقف السيارات‪ ،‬وذلك من خالل الجوانب التالية‪:‬‬
‫مواكبة المدن من أجل إنشاء وحدات مختصة في تدبير حركة السير على الطرقات ومواقف السيارات‪ ،‬مع‬ ‫‪-‬‬
‫وضع إطار تنظيمي وإجرائي نموذجي خاص بهذه الوحدات؛‬
‫السهر على إعداد دفتر تحمالت خاص بإعداد مخططات السير داخل المدن وكذا دليل مرجعي وطني إلعداد‬ ‫‪-‬‬
‫استراتيجية توقف السيارات؛‬
‫اتخاذ التدابير الالزمة لتشجيع إنشاء مرافق جيدة وآمنة وموحدة وقادرة على تعزيز استعمال وسائل النقل‬ ‫‪-‬‬
‫المستدامة (مثل المشي والدراجات الهوائية ودراجات الخدمة الذاتية والسيارات الكهربائية) والحد من‬
‫استخدام السيارات الخاصة داخل وسط المدينة‪.‬‬
‫ضرورة تطوير النقل العمومي الحضري‬
‫بالرغم من تأكيد المذكرة االستراتيجية المذكورة آنفا‪ ،‬في أهدافها االستراتيجية‪ ،‬على أولوية النقل العمومي ضمن منظومة‬
‫التنقالت الحضرية‪ ،‬فقد سجل المجلس في هذا اإلطار مجموعة من النقائص التي تساهم في ضعف عرض النقل العمومي عبر‬
‫الحافالت وعدم تحقيق االندماج بين مختلف وسائل النقل العمومي‪ ،‬وخاصة بين الترامواي والحافالت وسيارات األجرة‬
‫الكبيرة‪.‬‬
‫كما سجلت المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬في نفس السياق‪ ،‬ضعف لجوء الجماعات إلى دراسات تقنية من أجل إعادة هيكلة‬
‫شبكات النقل الحضري وتحديد تركيبة ترابية لهذه الشبكات وتعريف العرض الخاص بكل خط من خطوط الشبكة خالل مرحلة‬
‫التعاقد‪ ،‬باإلضافة إلى عدم التنصيص على مجموعة من البنود الضرورية لتأطير العالقة التعاقدية مع شركات النقل الحضري‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2806‬‬

‫وعلى مستوى تنفيذ البنود التعاقدية‪ ،‬فقد سجلت محدودية االستثمارات المنجزة من طرف الشركات المفوض لها وعدم وفاء‬
‫هذه األخيرة بالتزاماتها التعاقدية وقصور نظام التتبع والتقييم المعتمد من طرف الجماعات‪ ،‬نظرا لمحدودية قدراتها وخبراتها‬
‫التقنية‪ ،‬وهو األمر الذي من شأنه اإلخالل بالتوازن االقتصادي والمالي التفاقيات التدبير المفوض والتأثير على جودة الخدمات‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وضع خطط إلعادة هيكلة شبكات النقل الحضري‬
‫نصت خطة العمل التي تضمنتها المذكرة االستراتيجية على إعداد خطة إعادة هيكلة لمدينة الدار البيضاء على المدى القصير‪،‬‬
‫قبل تعميمها على باقي التجمعات الحضرية على المدى المتوسط (خمس سنوات)‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬فإن عدد التجمعات الحضرية التي انخرطت في هذه الدراسات من أجل إعادة هيكلة شبكات النقل العمومي لم‬
‫يتعد أربعة‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من مراكش ووجدة والرباط والدار البيضاء‪ .‬كما تبين عدم االعتماد على هذه الدراسات التقنية‬
‫القبلية من أجل تحديد مسارات الخطوط وعدد الحافالت ومحطات التوقف‪ ،‬وعدم تحديد تركيبة تراتبية لشبكة النقل الحضري‬
‫باالستناد إلى معطيات دقيقة ومضبوطة‪ ،‬تشمل خطوطا رئيسية وأخرى تكميلية وتتضمن نقاطا للتبادل بين مختلف أنماط النقل‬
‫الحضري‪ ،‬بحيث ال تتضمن االتفاقيات المبرمة تسلسال تراتبيا لشبكة االستغالل قائمة على تصنيف الخطوط إلى رئيسية‬
‫وتكميلية وتعريفا دقيقا للعرض الخاص بكل خط من خطوط الشبكة بهدف تقديم خدمة متكاملة ومندمجة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشارت وزارة الداخلية إلى أن العقود المبرمة في السنوات األخيرة تشترط قيام السلطة المفوضة‬
‫بدراسة جدوى وإعادة الهيكلة حسب حجم مدار التدبير المفوض‪ .‬ولتعزيز هذا الجانب‪ ،‬فقد أطلقت المديرية العامة‬
‫للجماعات الترابية دراسة إلنجاز نموذج اقتصادي للنقل الحضري وما بين المدن عبر الحافالت والترامواي‪ ،‬يأخذ‬
‫بعين اال عتبار وسائل النقل العمومي المختلفة وحجم مدار التدبير المفوض‪ ،‬من أجل توجيه السلطات المفوضة في‬
‫التفويضات المستقبلية‪ .‬كما سيمكن هذا النموذج‪ ،‬تضيف الوزارة‪ ،‬من القيام بنماذج المحاكاة االقتصادية من أجل اختيار‬
‫السيناريو األنسب ( الخدمة المطلوبة‪ ،‬تكلفة الخدمة‪ ،‬الدعم المقدم من طرف الدولة‪ )...‬والذي سيوضع رهن إشارة‬
‫الجماعات الترابية باعتباره مرجعا لصنع القرار وتعزيز دراسات الجدوى‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تأطير أفضل للعالقة التعاقدية بين الجماعات وشركات النقل الحضري‬
‫أبرزت دراسة البنود التعاقدية المنصوص عليها في عقود التدبير المفوض واالمتياز المبرمة بين الجماعات وشركات النقل‬
‫الحضري غياب التنصيص على مجموعة من العناصر الضرورية لضمان تأطير أفضل للعالقة التعاقدية بين الطرفين‪،‬‬
‫وبالتالي ضمان خدمة ذات جودة أعلى‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تبين عدم توضيح وتدقيق الخصائص التقنية للحافالت المخصصة‬
‫للمرفق‪ ،‬واالكتفاء باإلشارة إلى وجوب استجابة هذه الحافالت للمواصفات التقنية المعمول بها‪ ،‬باإلضافة إلى غياب التنصيص‬
‫على م سطرة لتسلم الحافالت للتأكد من مطابقتها للمواصفات التعاقدية مع توثيق عملية التسلم في محاضر توقعها األطراف‬
‫المعنية‪ .‬كما أن االتفاقيات المبرمة ال تتضمن مقتضيات تروم مالءمة الجدول الزمني للخدمة مع حاجيات مستعملي الحافالت‬
‫(مواقيت العمل اإلداري ومواقيت التعليم و الدراسة الجامعية)‪ ،‬إذ ال تحدد البنود التعاقدية مواقيت خدمة النقل الحضري وال‬
‫تحدد أيضا شروط األمن والراحة والولوج واالنضباط في المواعيد باالعتماد على مؤشرات أداء لقياس جودة الخدمة المقدمة‬
‫وكذا التدابير التي يتعين على المفوض إليه اتخاذها لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫وقد أكدت وزارة الداخلية أنها ب صدد تحيين نموذج عقد التدبير المفوض المتعلق بالنقل الحضري عبر الحافالت‪ ،‬من‬
‫خالل تعديل بعض مقتضياته وإضافة مقتضيات جديدة‪ ،‬من أهمها التنصيص على مجموعة من العقوبات المطبقة في‬
‫حالة عدم وفاء المفوض إليه بالتزاماته‪ ،‬وضرورة إعداد مخطط أعمال الصيانة من أجل الحفاظ على األسطول وإطالة‬
‫مدة استغالله وضمان جودة في تقديم الخدمة‪ ،‬ووضع نظام لتحديد الموقع الجغرافي للحافالت يسمح بمعلومات دقيقة‬
‫عن المستخدمين في المحطات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى مالءمة عرض النقل عبر الحافالت مع الطلب‬
‫حددت المعايير الدولية الحد األدنى للعرض المتعلق بالنقل العمومي عبر الحافالت الواجب توفيره في حافلة واحدة لكل ‪2000‬‬
‫نسمة‪ .‬غير أن تقييم هذا المؤشر على مستوى التجمعات الحضرية أظهر نسبة منخفضة مقارنة بالمعدل الموصى به بحيث‬
‫تتراوح نسبة عدد الحافالت لكل ألف نسمة في المدن الكبرى ما بين ‪ %9,74‬كحد أدنى بمدينة مراكش و‪ %17,06‬كحد أقصى‬
‫بمدينة تطوان‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب تحقيق التكامل بين شبكة حافالت النقل وسيارات األجرة الكبيرة‬
‫تبلغ نسبة التنقالت الحضرية بواسطة حافالت النقل الحضري ‪ %8,55‬من نسبة التنقالت التي يستخدمها السكان النشيطون‬
‫للوصول إلى مقرات عملهم‪ ،‬فيما بلغت نسبة التنقالت باستخدام سيارات األجرة ‪ ،%12,33‬ونسبة النقل الخاص بالمستخدمين‬
‫‪ .%6,6‬لذلك فإن نسبة التنقالت الحضرية باستخدام سيارات األجرة الكبيرة ووسائل النقل الخاصة بالمستخدمين تبقى مرتفعة‬
‫مقارنة مع النقل عبر الحافالت‪.‬‬
‫‪2807‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أنه بالرغم من تخصيص سيارات األجرة الكبيرة لخدمة التنقل بين المدن‪ ،‬فإن هذه األخيرة تنشط داخل‬
‫المجال الحضري على مستوى غالبية المدن الكبرى‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن عدم وجود نظام للنقل يهدف إلى‬
‫تحقيق التكامل وخلق التبادل بين مختلف وسائل النقل من شأنه أن يقلل من جاذبية وكفاءة منظومة النقل العمومي بالحافالت‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على اتخاذ التدابير الالزمة من أجل تنزيل البرامج االستثمارية الواردة في عقود التدبير المفوض‬
‫أبرزت مراقبة المجالس الجهوية للحسابات لمدى تنفيذ البرامج االستثمارية‪ ،‬ضعف االستثمارات المنجزة من طرف الشركات‬
‫المفوض لها وعدم وفاءها بااللتزامات التعاقدية فيما يخص توفير عدد الحافالت المتعاقد بشأنها وإنجاز البنيات التحتية‬
‫المبرمجة واحترام الجدولة الزمنية لالستثمارات‪ ،‬مما يخل بالتوازن االقتصادي والمالي التفاقية التدبير المفوض ويؤثر على‬
‫السير العادي للخدمة‪ ،‬خاصة أمام الطلبات المتزايدة للمواطنين من أجل الرفع من جودة الخدمات المقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب تحسين نظام تتبع وتقييم خدمات النقل الحضري بالحافالت‬
‫ينص دفتر التحمالت النموذجي المتعلق بالتدبير المفوض لخدمة النقل بواسطة الحافالت الذي وضعته وزارة الداخلية‪ ،‬وكذلك‬
‫العقود المبرمة مع الجهات المفوض لها تدبير المرفق‪ ،‬على إنشاء مصلحة دائمة للمراقبة ولجنة التتبع‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تبين‬
‫غياب هذه الهياكل أو التأخر في إحداثها في بعض الحاالت‪ ،‬كما هو الشأن بكل من الناظور وسطات‪ ،‬حيث لم تقم السلطات‬
‫المفوضة بإحداث المصالح الدائمة للمراقبة من أجل تتبع تنفيذ اتفاقيات التدبير المفوض المتعلق بالنقل الحضري بواسطة‬
‫الحافالت وذلك خالفا للمقتضيات التعاقدية‪ .‬كما عرف تفعيل هذه اآلليات بجماعة خنيفرة تأخرا كبيرا إذ لم تقم السلطة المفوضة‬
‫بإحداث مصلحة للمراقبة وتعيين رئيس لها إال بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ ،2017‬أي بعد مضي ‪ 6‬سنوات وأربعة أشهر من تاريخ بداية‬
‫عقد التدبير المفوض‪ ،‬كما لم تتم المصادقة على القانون الداخلي المنظم لعمل لجنة التتبع إال بتاريخ ‪ 09‬يونيو ‪ 2014‬أي بعد‬
‫‪ 3‬سنوات و‪ 6‬أشهر من بداية استغالل شبكة النقل الحضري بواسطة الحافالت‪.‬‬
‫كما أن هناك نقائص مرتبطة بقدرة المصالح الدائمة للمراقبة ولجان التتبع على ممارسة صالحياتها‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق‬
‫بتحديد االختصاصات المناطة بهذه الهياكل وتوفير الموارد البشرية الالزمة‪ ،‬ووضع القوانين الداخلية المنظمة لعملها‪ ،‬فضال‬
‫عن المساطر التنفيذية والدالئل الكفيلة بإضفاء الطابع الرسمي على تدبيرها‪.‬‬
‫وتنعكس هذه النقائص المرتبطة بعمل هذه الهيئات على أداء مهام التتبع والمراقبة المنوطة بها وكذا على تنفيذ البنود التعاقدية‬
‫للتدبير المفوض‪ ،‬وهو ما يتضح من خالل عدم احترام برامج االستثمار التعاقدية المتفق عليها مع بعض الشركات المفوض‬
‫إليها تدبير القطاع كما هو الحال بالنسبة لبعض الشركات المفوض إليها تدبير النقل على مستوى فاس والدار البيضاء ومراكش‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬ينص البند ‪ 16‬من العقد النموذجي الخاص بالتدبير المفوض والمتعلق بجودة الخدمة على أن الجهة المفوض‬
‫إليها تتعهد بتقديم خدمة النقل العمومي الحضري في ظل شروط السالمة الالزمة والراحة وسهولة الولوج واالنتظام وااللتزام‬
‫بالمواعيد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وباستثناء عقود التدبير المفوض المبرمة من طرف مؤسستي التعاون بين الجماعات "البيضاء"‬
‫و"العاصمة"‪ ،‬فإن باقي عقود التدبير المفوض واالمتياز األخرى ال تحدد بالدقة الالزمة جودة الخدمة المطلوبة وال مؤشرات‬
‫األداء المالئمة‪ .‬ذلك أن هذه العقود تقتصر على التنصيص على ضرورة وضع مجموعة من المؤشرات المتعلقة بالجودة التي‬
‫يجب تحديدها باالتفاق المشترك مع الطرف المفوض (االنتظام في المواعيد واحترام وتيرة المرور والنظافة)‪ ،‬ولكن دون أن‬
‫تعتمد على معايير محددة تمكن من تعريف دقيق لهذه المؤشرات‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية أنه‪ ،‬من أجل تحسين نظام التتبع وتقييم خدمات النقل الحضري‪ ،‬نصت العقود المبرمة‬
‫في السنوات األخيرة‪ ،‬باإلضافة إلى النموذج الذي يتم تحيينه على ضرورة اعتماد المفوض إليه لنظام عصري آلالت‬
‫صرف التذاكر تستجيب لحاجيات السلطة المفوضة على مستوى التتبع والمراقبة‪ ،‬من خالل توفير هندسة ممركزة‬
‫تمكن ا لسلطة المفوضة من تفحص واستغالل المعطيات‪ ،‬وخاصة في مجال البيع‪ .‬كما أن هيئات المراقبة والتتبع‬
‫(المصلحة الدائمة ولجنة التتبع) تحظى بأهمية بالغة في العقود الجديدة‪ ،‬حيث أن السلطات المفوضة والمفوض إليه‬
‫مدعوون إلى احترام البنود المتعلقة بتكاليف الدراسات والمراقبة‪ .‬ومن أجل تعزيز هذا الجانب تم العمل على برمجة‬
‫العديد من الدورات التكوينية‪ ،‬كما تمت جدولة برامج لتعزيز الموارد البشرية داخل المصالح الدائمة‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات السلطات المفوضة لخدمة النقل الحضري على ضرورة تحسين‬
‫ممارستها في مجال التدبير المفوض من خالل‪:‬‬
‫إعداد عقود التدبير المفوض اعتمادا على دراسات إعادة هيكلة وتطوير شبكة النقل العمومي التي تمكن من‬ ‫‪-‬‬
‫تحليل العرض والطلب الخاص بكل خط من خطوط الشبكة مع مراعاة تكامل مختلف وسائل النقل العمومي‬
‫فيما بينها وكذا تطور الحاجيات المستقبلية؛‬
‫وضع رهن إشارة هيئات المراقبة والتتبع (المصلحة الدائمة ولجنة التتبع) الموارد البشرية الكافية‬ ‫‪-‬‬
‫والمختصة وكذا أدوات المراقبة الحديثة‪ ،‬وال سيما األنظمة المعلوماتية الجغرافية المساعدة على االستغالل؛‬
‫تحديد نظام تقييم جودة الخدمة المتعاقد بشأنها من خالل وضع مؤشرات أداء مالئمة‪ ،‬تستند أساسا على رضا‬ ‫‪-‬‬
‫المرتفق بخصوص الخدمة المقدمة‪ ،‬ال سيما في جوانبها المتعلقة بعرض الخدمة‪ ،‬وولوج األشخاص ذوي‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2808‬‬

‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬وتزويد المرتفق بالمعلومات الضرورية‪ ،‬وتردد الحافالت‪ ،‬والمدة الزمنية للمسافات‬
‫المقطوعة‪ ،‬واحترام المواعيد‪ ،‬والنظافة‪ ،‬وكيفية التعامل مع المرتفقين‪ ،‬والراحة‪ ،‬والسالمة واألثر البيئي‪.‬‬
‫تمويل قطاع التنقالت الحضرية‬
‫يتم تمويل قطاع التنقالت الحضرية باالعتماد على مجموعة من المصادر تشمل مداخيل التذاكر‪ ،‬الموارد الخاصة للجماعات‬
‫الترابية أو الممنوحة عن طريق االقتراض وكذا دعم الدولة المقدم في إطار اتفاقيات الشراكة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تم‪ ،‬بموجب‬
‫المادة ‪ 19‬من قانون المالية رقم ‪ 43-06‬لسنة ‪ ،2007‬إحداث الحساب الخصوصي للخزينة المسمى "صندوق مواكبة‬
‫إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن" من أجل مواكبة ورش إصالح النقل الحضري‪ .‬وقد تدخل هذا‬
‫الصندوق‪ ،‬خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2007‬و‪ ،2014‬بشكل خاص لتغطية التعويضات المتعلقة ببطاقات االشتراك الخاصة‬
‫بالنقل المدرسي‪ ،‬ولتقديم منح تجديد أسطول سيارات األجرة ولتمويل الدراسات المتعلقة بالتنقالت الحضرية‪ .‬كما أتاح هذا‬
‫الصندوق‪ ،‬بعد تعديل نفقاته بموجب قانون المالية لسنة ‪ ،2014‬دعم تنفيذ مشاريع وسائل النقل العمومي في مدار خاص‬
‫وتخفيف الصعوبات المالية الهيكلية التي تواجهها شركات استغالل شبكتي الطرامواي في الرباط ‪ -‬سال والدار البيضاء‪ .‬وقد‬
‫بلغ مجموع الموارد المالية التي تم تخصيصها من الميزانية العامة والحساب الخصوصي المتعلق بالضريبة على القيمة‬
‫المضافة لهذا الصندوق منذ إحداثه حوالي ‪ 14,52‬مليار درهم‪ ،‬صرف منها ما يناهز ‪ 11,68‬مليار درهم خالل الفترة الممتدة‬
‫من ‪ 2008‬إلى ‪ . 2021‬لكن‪ ،‬وبالرغم من الجهود المبذولة‪ ،‬ال يزال تمويل قطاع التنقالت الحضرية يواجه معيقات تنظيمية‬
‫وتحديات على مستوى تنويع مصادره واستدامتها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وضع استراتيجية خاصة بتمويل قطاع التنقالت الحضرية‬
‫يتطلب قطاع التنقالت الحضرية تعبئة موارد مالية هامة ومتزايدة باستمرار‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يصل المبلغ اإلجمالي لتنفيذ‬
‫البرامج االثنتي عشرة (‪ )12‬التي أوصى بها مخطط التنقالت الحضرية لمدينة فاس إلى ‪ 13,5‬مليار درهم‪ ،‬كما تبلغ قيمة‬
‫برنامج عمل مخطط التنقالت الحضرية لمدينة مراكش ‪ 4,25‬مليار درهم‪ ،‬في حين ناهز الغالف المالي اإلجمالي للمشاريع‬
‫التي أوصى بها مخطط التنقالت الحضرية لمدينة الجديدة ما قدره ‪ 1,23‬مليار درهم‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬الحظ المجلس غياب رؤية موحدة بين مختلف األطراف المعنية من أجل وضع سياسة تمويل مالئمة ومستدامة‬
‫لقطاع التنقالت الحضرية واعتماد استراتيجية مبتكرة لضمان تمويل مناسب ومستقر لتلبية االحتياجات المحددة من خالل‬
‫دراسات الجدوى‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة احترام االلتزامات المالية لتمويل صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين‬
‫المدن‬
‫تميزت الفترة الممتدة ما بين ‪ 2014‬و‪ 2016‬بعدم قدرة الحساب الخصوصي للخزينة المتعلق بالضريبة على القيمة المضافة‬
‫على احترام التزاماته المالية بموجب مذكرة التفاهم الخاصة بتمويل مشاريع النقل عبر الطرامواي أو بكل وسيلة نقل جماعي‬
‫حضري كيفما كان نوعها‪ .‬ليتم تبعا لذلك‪ ،‬توقيع ملحق تعديلي لمذكرة التفاهم في سنة ‪ 2017‬إلعادة جدولة االلتزامات المالية‬
‫بطريقة تخول زيادة تدريجية في المساهمات‪.‬‬
‫إال أنه‪ ،‬وبالرغم من إعادة جدولة االلتزامات المالية سالفة الذكر‪ ،‬فإن االعتمادات المخصصة من الحساب الخصوصي للخزينة‬
‫المتعلق بالضريبة على القيمة المضافة لم تتعدَّ ما يعادل ‪ 1200‬مليون درهم‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2021-2019‬والتي همت جميع‬
‫النفقات المبرمجة في صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن والمتضمنة لنفقات النقل الحضري‬
‫بواسطة الحافالت والنقل بواسطة سيارات األجرة من الدرجة األولى والنقل بواسطة سيارات األجرة من الدرجة الثانية والنقل‬
‫بواسطة الطراموي وبكل وسيلة نقل جماعي حضري كيفما كان نوعها‪ ،‬في حين حددت مساهمته المخصصة فقط لتمويل‬
‫مشاريع النقل عبر الطرامواي أو النقل العمومي الحضري عن نفس الفترة في ‪ 2900‬مليون درهم وفق مذكرة التفاهم‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب تطوير القدرة التمويلية لصندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن‬
‫يبين تحليل التوزيع الترابي لتمويالت صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن تمركز هاته‬
‫األخيرة على مستوى التجمعات الحضرية الكبرى‪ ،‬بحيث تستأثر التجمعات الحضرية للدار البيضاء والرباط ‪ -‬سال بما يناهز‬
‫‪ %98‬من الميزانية المخصصة لتمويل المشاريع المتعلقة بوسائل النقل العمومي في مدار خاص‪ ،‬موزعة ما بين ‪%75,8‬‬
‫بالنسبة للتجمع الحضري للدار البيضاء و‪ %21,8‬بالنسبة لنظيره بالرباط ‪-‬سال‪ .‬في حين استفاد تجمعا أكادير ومراكش على‬
‫التوالي بنسبة ‪ %2‬و‪ %0,4‬من ميزانية الصندوق المذكور‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة إلى أنه‪ ،‬من بين مجموع موارد صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن المقدرة‬
‫بحوالي ‪ 20‬مليار درهم بحلول سنة ‪ ،2027‬بلغ مجموع االعتمادات الملتزمة بها إلى غاية متم سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه‬
‫‪ 12,05‬مليار درهم والتي خصصت باألساس إلى المشاريع الهيكلية في مجال النقل العمومي على مستوى مدينتي الدار‬
‫البيضاء والرباط‪ ،‬مما يقلص من قدرة هذا الصندوق على تمويل مشاريع هيكلية في مدن أخرى‪ ،‬بحيث ال تسمح الموارد‬
‫الحالية المتاحة ببرمجة أكثر من مشروع أو مشروعين ذات حجم متوسط‪.‬‬
‫‪2809‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وقد أكدت وزارة الداخلية أن الرؤية الوطنية للتنقالت الحضرية بحلول عام ‪ 2030‬أوصت بضرورة الحفاظ وتعزيز‬
‫تمويل الدولة عن طريق "صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن" حتى يتم تدارك‬
‫النقص الذي مازال يعرفه تمويل هذا القطاع الحيوي‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تجاوز بعض اإلكراهات التنظيمية لصندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط‬
‫بين المدن‬
‫عرف تمويل المشاريع الهيكلية في مجال النقل الحضري عبر آلية صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط‬
‫بين المدن‪ ،‬مواجهة معيقات قانونية وتنظيمية‪ ،‬لكون الطبيعة القانونية للصندوق المذكور (حساب خصوصي للخزينة) ال تخول‬
‫له المساهمة في رأس مال شركات التنمية المحلية المكلفة بتطوير مشاريع التنقالت الحضرية‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬لم يحدد قانون المالية المؤسس لهذا الصندوق طبيعة مساهمته‪ ،‬وهو الشيء الذي جعل التسجيل المحاسبي‬
‫لهذه المساهمات بالنسبة لشركات التنمية المحلية تختلف من مؤسسة ألخرى ما بين اعتبارها إعانة استثمار أو تسجيلها في‬
‫الحساب الجاري للشريك‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تنويع مصادر التمويل‬
‫يستوجب قطاع التنقالت الحضرية تعبئة تمويالت ضخمة لتغطية كلفة االستثمار األولي ومصاريف االستغالل والصيانة وتلك‬
‫المتعلقة بتجديد البنية التحتية ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تمويل هذا القطاع ال يزال يعتمد على موارد ميزانية الدولة‪ ،‬خاصة في ظل‬
‫محدودية القدرات المالية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫وإدراكا لهذه اإلشكاليات‪ ،‬أوصت االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية بدراسة مصادر تمويل إضافية من خالل إشراك‬
‫المستفيدين من البنيا ت التحتية المتعلقة بالنقل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬أو من خالل تطوير الشراكات بين القطاعين‬
‫العام والخاص‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال تعبئة مصادر تمويل إضافية لقطاع النقل الحضري محدودة‪ ،‬كما لم يتمكن‪ ،‬بعد‪ ،‬القطاع‬
‫من جذب مستثمري القطاع الخاص في ظل غياب تدابير تحفيزية تساعد الشركات على تحمل جميع المخاطر خاصة المخاطر‬
‫التجارية المرتبطة بتمويل المشاريع الهيكلية الضخمة‪ .‬وتجدر اإلشارة‪ ،‬في هذا اإلطار إلى أهمية العمل على تنويع الخدمات‬
‫المقدمة من أجل استهداف مستعملين جدد‪ ،‬مثل نقل الموظفين والنقل المدرسي والجامعي والنقل الجماعي لألفراد‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي‪:‬‬
‫اعتماد سياسة تمويل لقطاع التنقالت الحضرية تتيح آليات تمويل مناسبة ومستدامة وتنفتح على موارد مالية‬ ‫‪-‬‬
‫إضافية؛‬
‫وضع إطار مؤسساتي وتنظيمي يعزز تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال التنقالت‬
‫الحضرية‪.‬‬

‫الوكاالت الحضرية‪:‬‬
‫الحاجة إلى إصالح شامل من أجل تموقع جديد لهذه المؤسسات‬

‫تعد الوكاالت الحضرية آلية مؤسساتية وأداة من أدوات التخطيط والتدبير الحضري التي اعتمدتها بالدنا‪ ،‬بغية مواجهة‬
‫التحديات الديموغرافية والعمرانية والتوسعات المجالية للمدن وإطار االستثمار‪.‬‬
‫وتضم شبكة الوكاالت الحضرية ‪ 30‬وكالة تم إنشاؤها تدريجيا خالل الفترة الممتدة ما بين سنتي ‪ 1984‬و‪ .2013‬وتخضع‬
‫هذه المؤسسات العمومية التي تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي لوصاية القطاع الحكومي المكلف بالتعمير وإعداد‬
‫التراب الوطني‪ .‬يدير الوكاالت مجلس إدارة ويدبر شؤونها مدير‪ ،‬باستثناء الوكالة الحضرية للدار البيضاء التي يرأسها عامل‬
‫وتخضع لوصاية وزارة الداخلية‪.‬‬
‫وقد بلغت الميزانية اإلجمالية للوكاالت الحضرية التسعة والعشرين الخاضعة لوصاية القطاع الحكومي المكلف بالتعمير حوالي‬
‫مليار درهم برسم السنة المالية ‪ ،2020‬بما في ذلك اإلعانة المبرمجة من ميزانية الدولة والتي قدرها ‪ 946‬مليون درهم‪ ،‬منها‬
‫‪ 600‬مليون درهم تم تحويلها لفائدة ‪ 29‬وكالة حضرية (‪ 470‬مليون درهم تخص التسيير و‪ 130‬مليون درهم تخص‬
‫االستثمار)‪ .‬أما بالنسبة للوكالة الحضرية للدار البيضاء‪ ،‬فقد بلغت ميزانيتها اإلجمالية ‪ 525,5‬مليون درهم برسم نفس السنة‬
‫المالية‪ ،‬منها إعانة قدرها ‪ 54‬مليون درهم‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2810‬‬

‫وخالل سنة ‪ ،2020‬بلغ عدد العاملين بهذه المؤسسات ‪ 1.982‬مستخدما‪ .‬وفيما يخص التخطيط الحضري‪ ،‬بلغ متوسط إنتاج‬
‫الوكاالت الحضرية لوثائق التعمير‪ ،‬حوالي ‪ 120‬وثيقة في السنة‪ .‬أما فيما يتعلق بالتسيير الحضري‪ ،‬فتتم معالجة متوسط يقدر‬
‫بما مجموعه ‪ 100.000‬ملف سنويا‪ ،‬تتعلق ‪ 80.000‬منها بالمشاريع الصغيرة (‪ %80‬من مجمل الملفات السنوية)‪.‬‬
‫وعلى الرغم من مساهمتها في التطور المهم الذي حققته بالدنا في مجالي التعمير وإعداد التراب ومراكمتها لخبرة تتجاوز‬
‫‪ 30‬سنة‪ ،‬ال زالت ممارسة الوكاالت الحضرية لمهامها تتسم بمجموعة من أوجه القصور في ظل بيئة تعرف تدخل العديد من‬
‫الفاعلين وتتداخل فيها رهانات مهمة ذات ارتباط وثيق بالتنمية الحضرية والتحديات االجتماعية واالقتصادية والبيئية‪.‬‬
‫وتنضاف إلى ذلك التحديات الناشئة عن اإلصالحات والتوجهات الجديدة (الجهوية المتقدمة‪ ،‬النموذج التنموي الجديد‪ ،‬إلخ)‬
‫وتحديات التعمير التي تفرض الحاجة إلى إعادة التفكير في طرق تدبير القضايا المتعلقة بالتنمية الحضرية‪.‬‬
‫وقد تناولت هذه المهمة‪ ،‬التي أنجزت من طرف المجلس األعلى للحسابات بشراكة مع المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬تقييم مهام‬
‫الوكاالت الح ضرية وآليات حكامتها وموارده المالية والبشرية‪ ،‬باإلضافة إلى مكانة هذه الوكاالت وتموقعها وقدرتها على‬
‫االستجابة للتحديات الترابية الجديدة‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تقييم مهام الوكاالت الحضرية‬
‫‪ ‬إكراهات في ممارسة الوكاالت الحضرية الختصاصها المتعلق بالتخطيط الحضري‬
‫تقوم الوكاالت الحضرية بدور مهم في اإلشراف على عمليات التمدن والتنمية الترابية باعتبارها شريكا تقنيا للفاعلين المحليين‪.‬‬
‫وقد مكنت الجهود التي تبذلها هذه المؤسسات قصد تغطية التراب الوطني بوثائق التعمير‪ ،‬من إنتاج أكثر من ‪ 700‬وثيقة‬
‫تخطيط بين سنتي ‪ 2016‬و‪ ،2021‬ويتعلق الجزء الرئيسي منها بتصاميم تهيئة‪ ،‬مما رفع معدل التغطية الوطنية من ‪ %68‬في‬
‫سنة ‪ 2016‬إلى ‪ %85‬في سنة ‪.2021‬‬
‫وتواجه الوكاالت الحضرية في قيامها بالدور المتعلق بإعداد وثائق التعمير‪ ،‬العديد من المعيقات المرتبطة‪ ،‬من جهة‪ ،‬ببطء‬
‫اإلجراءات وتعقيدها وبتعدد الفاعلين المتدخلين في العملية وكذا صعوبة الوصول إلى المعلومة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬بنقص‬
‫مواردها المالية والبشرية‪ ،‬ال سيما فيما يخص بعض الكفاءات المتخصصة واإلكراهات المرتبطة بحدود اختصاصها الترابي‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن التخطيط الحضري ال يخضع في كثير من األحيان لمنطق متناسق‪ ،‬وأن إعداد وثائق‬
‫التعمير ال يحترم منطقا تراتبيا انطالقا من المخططات الجهوية والتوجيهية إلى التصاميم الخاصة‪ .‬وهو ما يثير إشكالية تناسب‬
‫المجال المعتمد للتخطيط‪ ،‬والذي يظل مقيدا باالختصاص الترابي للوكاالت الحضرية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم تسجي ل تأخير في إعداد وثائق التعمير‪ .‬فبالنسبة إلى األهداف التي حددها القطاع الوزاري المكلف‬
‫بالتعمير‪ ،‬وال سيما مدة ثالث (‪ )3‬سنوات للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية وسنة ونصف لتصاميم التهيئة وسنة واحدة‬
‫لتصميم نمو التكتالت العمرانية القروية‪ ،‬فإن متوسط المدة الالزمة إلعداد الوثائق المذكورة يصل أحيانا إلى سبع (‪ )7‬سنوات‬
‫بالنسبة للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‪ ،‬وخمس (‪ )5‬سنوات بالنسبة لتصاميم التهيئة وأربع سنوات ونصف فيما يخص‬
‫تصميم نمو التكتالت العمرانية القروية‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإن مكاتب الدراسات التقنية التي تكلفها الوكاالت الحضرية بإعداد وثائق التعمير‪ ،‬تلتزم بآجال تعاقدية‬
‫قصيرة وغير واقعية في كثير من األحيان بالنظر لإلكراهات التي تواجهها فيما يتعلق بجمع وتوفر المعلومات والبيانات التي‬
‫تخص مصالح أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى عدم وضوح المواعيد النهائية للمراحل األخرى من الدراسات‪ .‬وفي بعض األحيان‪،‬‬
‫تتسبب معيقات إجرائية داخلية أخرى‪ ،‬على مستوى الوكاالت الحضرية‪ ،‬في تأخير أو حتى عدم إتمام تلك الدراسات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تقييم وثائق التعمير وإضفاء مزيد من المرونة على مقتضياتها‬
‫تفتقد مقتضيات وثائق التعمير إلى المرونة الالزمة مما يحول دون قابليتها للتكيف مع الديناميات الجديدة والتعامل مع القضايا‬
‫والخصوصيات الترابية والتطورات المستجدة‪ .‬ويعود هذا األمر إلى أن قواعد تهيئة كل قطاع‪ ،‬واألحكام التي تنطبق عليها‪،‬‬
‫ال توفر هامشا للمرونة‪ .‬ويعزز هذا المنحى أن الوثائق المذكورة تجمد أحكام التعمير لفترة طويلة تتجاوز ‪ 10‬سنوات وال‬
‫يمكن مراجعتها إال وفقا لإلجراءات ذاتها المتبعة لدى إعدادها‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬حث القطاع المكلف بالتعمير الوكاالت الحضرية‪ ،‬من خالل المنشور الوزاري رقم ‪ 4463‬بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪،2014‬‬
‫على تقييم إعداد وثائق التعمير وإطالق طلبات عروض متعلقة بتعديل أو مراجعة وثائق التعمير سنتين على األقل قبل انقضاء‬
‫إعالن المنفعة العامة المتعلقة بتصميم نمو التكتالت العمرانية القروية وتصاميم التهيئة‪ ،‬إال أن التقييم المذكور ال يتم من قبل‬
‫الوكاالت الحضرية إال بمناسبة اعتماد تصميم تهيئة جديد‪ ،‬من خالل دمج تقييم الوثيقة القديمة في عقد الدراسات المتعلق‬
‫بتصميم التهيئة الجديد‪.‬‬
‫ويعد هذا الوضع من العوامل التي تحد من قدرة الوكاالت الحضرية على اقتراح رؤية استراتيجية متكاملة للتنمية الترابية‬
‫بشكل عام ويجعل وثائق التعمير في بعض األحيان غير متوافقة مع الواقع المحلي‪.‬‬
‫‪2811‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬الحاجة إلى مالءمة دور الوكاالت الحضرية وإلى إرساء توازن جديد في ممارستها للمهام المنوطة بها‬
‫يجدر التأكيد‪ ،‬فيما يتعلق بالتدبير الحضري‪ ،‬على أهمية التقيد ب "الرأي الملزم'' الذي تبديه الوكاالت الحضرية عند تقديم‬
‫طلبات الحصول على الرخص‪ ،‬والتي يمنحها‪ ،‬بموجب القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات (ال سيما المادة‬
‫‪ 101‬منه)‪ ،‬موقعا راجحا من حيث المشاركة في إصدار رخص البناء والتجزيء‪ ،‬وكذا طبقا لمقتضيات المادة ‪ 35‬من المرسوم‬
‫رقم ‪ 2.13.424‬الصادر في ‪ 24‬ماي ‪ 2013‬بالموافقة على ضابط البناء العام‪.‬‬
‫وقد مكنت الجهود المبذولة من طرف الوكاالت الحضرية خالل الفترة ‪ ،2021-2015‬من دراسة ‪ 100.000‬ملف سنويا‪،‬‬
‫‪ %80‬منها تخص مشاريع صغيرة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن مهمة التدبير الحضري تمثل جزءا هاما من نشاط الوكاالت الحضرية وتتطلب تعبئة عدد كبير من‬
‫مواردها البشرية (‪ %35‬منهم مكلفون بهذه المهمة)‪ .‬كما أن الجهود المبذولة في دراسة ملفات طلبات الترخيص موجهة بشكل‬
‫أساسي نحو المشاريع الصغيرة على حساب المهام االستراتيجية األخرى للوكاالت‪ ،‬وال سيما مهمة التخطيط‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة كذلك إلى إشكالية عدم احترام اآلجال التنظيمية لدراسة الملفات على الرغم من تعميم منصة "رخص" منذ‬
‫سنة ‪ 2020‬وكذا تجاوز بعض رؤساء الجماعات أحيانا آلراء الوكاالت الحضرية‪ .‬أما فيما يتعلق بالمشاريع الكبيرة المهيكلة‪،‬‬
‫فال تتوفر الوكاالت الحضرية على إطار واضح يحدد طبيعة تدخلها‪ ،‬وال على نظام مرجعي متجانس لدراسة هذا النوع من‬
‫المشاريع‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أكدت وزارة الداخلية أنه على إثر اعتماد ورش التدبير الالمادي لرخص التعمير والرخص ذات‬
‫الطابع االقتصادي‪ ،‬فإن المنصة الرقمية التفاعلية الموحدة "رخص" تضمن عدم إمكانية التوقيع اإللكتروني على‬
‫الرخص التي سبق وأن أبدت الوكالة الحضرية رأيها بالرفض بخصوص ملفاتها‪ ،‬وهو ما من شأنه التحكم في أي‬
‫تجاوزات والحيلولة دون حدوثها‪.‬‬
‫أما بشأن المشاريع االستثمارية الكبيرة المهيكلة‪ ،‬فقد أوضحت وزارة الداخلية أنه " تتم إحالة ملفاتها التي تم إيداعها‬
‫بالمراكز الجهوية لالستثمار والتي حظيت بموافقة اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار على المنصة الرقمية لمعالجة‬
‫رخص التعمير‪ ،‬عن طريق رابط رقمي تم تطويره من طرف مصالح الوزارة بين منصتي "رخص" و"‪Cri-‬‬
‫‪ ،"Invest‬قصد تمكين أصحاب هذه المشاريع من استكمال المساطر المتعلقة بأداء الجبايات المحلية واستصدار‬
‫الرخص إلكترونيا‪.‬‬
‫كما أشارت وزارة الداخلية أنه أصبح بإمكان الوكاالت الحضرية" الحصول على رخص البناء والوثائق المتعلقة بها‬
‫المسلمة عبر المنصة الرقمية "رخص"‪ ،‬من خالل حسابات مستخدميها بالمنصة‪ ،‬وذلك دون الحاجة إلى إرسالها إليها‬
‫من طرف الجماعات المعنية بطريقة مادية‪".‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز فعالية دور الوكاالت في مراقبة عمليات التعمير‬
‫ال تقوم العديد من الوكاالت بأداء مهمة المراقبة المنوطة بها بشكل فعال‪ ،‬وذلك بسبب نقص الموارد البشرية وهيمنة مهمة‬
‫التدبير الحضري على حساب المهام األخرى للوكاالت‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة الى أن الموارد البشرية المخصصة‬
‫لمهمة المراقبة تمثل حوالي ‪ %5‬من إجمالي مستخدمي الوكاالت (أي حوالي ‪ 107‬من إجمالي ‪ 1.982‬مستخدما)‪.‬‬
‫وتقتصر مهمة المراقبة الممارسة من طرف الوكاالت الحضرية‪ ،‬طبقا للترسانة القانونية الحالية )ال سيما القانون رقم ‪12.66‬‬
‫المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في ميدان التعمير والبناء) على إحالة المخالفات على المراقبين التابعين للسلطة المحلية‬
‫الذين يتوفرون على الصفة الضبطية‪ .‬غير أنه ال يتم إبالغ الوكاالت بمآل الملفات المحالة في هذا اإلطار على السلطة المحلية‬
‫(حفظ وتصحيح المخالفات والمتابعات القانونية وعمليات الهدم‪ ،‬والعقوبات وما إلى ذلك)‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬وباستثناء بعض الوكاالت‪ ،‬وال سيما الوكالتين الحضريتين للدار البيضاء وتطوان‪ ،‬فإن استخدام الحلول‬
‫الرقمية والتقنيات الحديثة (المراقبة بواسطة الطائرات بدون طيار‪ ،‬على سبيل المثال)‪ ،‬لتحسين المراقبة ال يزال محدودا‪.‬‬
‫ينضاف إلى ذلك غياب منصة معلومات مشتركة بين مختلف الفاعلين المحليين تهم مراقبة عمليات التعمير والتي تسمح برصد‬
‫شامل لكل عمليات المراقبة‪.‬‬
‫أشارت وزارة الداخلية إلى أنه تم استصدار دورية مشتركة جديدة (الداخلية‪-‬التعمير) تحت رقم ‪ 7.22‬بتاريخ ‪ 27‬يوليو‬
‫‪ ،2022‬بشأن اقتراح تعيين مراقبين في مجال التعمير وتنسيق وتتبع عمليات المراقبة‪ ،‬ترمي‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلى اقتراح‬
‫تعيين مراقبين في مجال التعمير والبناء تابعين للوالي أو العامل أو للمفتشيات الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية‬
‫وإعداد التراب؛ وتوضيح كيفية تنزيل منظومة مراقبة وزجر المخالفات المرتكبة في مجال التعمير والبناء وتوحيد‬
‫منهجية إعمالها؛ وإرساء منظومة رقمية مندمجة لكيفية إعمال وتنسيق وتتبع عمليات المراقبة؛ والتنسيق مع مصالح‬
‫الجماعات داخل النفوذ الترابي للعمالة أو اإلقليم قصد العمل على تمكين مراقبي التعمير من الرخص واألذون فور‬
‫تسليمها‪ ،‬مع تمكينهم من حسابات فردية عبر المنصة الرقمية رخص قصد االطالع على الوثائق والمستندات (الرخص‬
‫واألذون‪ ،‬التصاميم‪ ،‬صور الموقع الجغرافي للمشروع‪ )... ،‬المتعلقة بالمشاريع المرخصة داخل دائرة اختصاصهم‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2812‬‬

‫‪ ‬أهمية استناد مهمة الدعم التقني المقدم من طرف الوكاالت إلى إطار مرجعي وتعاقدي كاف‬
‫فيما يتعلق بالدعم التقني المقدم من الوكاالت لفائدة الشركاء المحليين‪ ،‬وال سيما الدعم في إعداد الدراسات التقنية والحضرية‬
‫والمساعدة في إعداد الشروط المرجعية ودفاتر التحمالت الخاصة للدراسات لفائدة العديد من الشركاء‪ ،‬فإن اإلطار المرجعي‬
‫لممارسة هذه المهمة اليزال غير واضح‪ ،‬فضال على أن الممارسات المعتمدة من طرف الوكاالت في هذا المجال تظل متباينة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإن مهام الدعم التي قامت بها الوكاالت وفق عقود أو اتفاقيات تظل محدودة‪ ،‬حيث إن ‪ %37‬منها فقط تمت‬
‫بموجب اتفاقية خالل الفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى يونيو ‪ .2021‬وهكذا‪ ،‬فإن ثلثي الدعم التقني المقدم من الوكاالت يتم تنفيذه‬
‫عمليًّا خارج أي إطار تعاقدي أو اتفاقي يحدد شروط والتزامات األطراف المعنية‪ ،‬كما ال يدر أي مداخيل لصالح الوكاالت‬
‫على الرغم من تعبئتها لموارد مهمة لهذا الغرض‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬حكامة الوكاالت الحضرية ومواردها البشرية والمالية‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز حكامة الوكاالت لخلق قيمة مضافة‬
‫ال يتماشى تكوين مجلس إدارة الوكاالت‪ ،‬من حيث العدد والصفة‪ ،‬مع الممارسات الجيدة في حكامة المؤسسات العمومية‪ ،‬مما‬
‫يؤثر على مساهمته في خلق قيمة مضافة لعمل هذه المؤسسات‪.‬‬
‫فمن حيث العدد‪ ،‬تضم هذه المجالس اإلدارية في أغلب األحيان أكثر من ‪ 30‬عضوا‪ ،‬بينما يوصي الميثاق المغربي للممارسات‬
‫الجيدة لحكامة المؤسسات والمقاوالت العمومية بأن ال يتعدى هذا العدد ‪ 12‬عضوا في المتوسط‪ .‬ويؤثر هذا العدد الكبير سلبا‬
‫على انتظام اجتماعاتها‪ ،‬مما يؤدي إلى التأخر في المصادقة على ميزانيات الوكاالت مع ما يترتب عن ذلك من تداعيات سلبية‬
‫على أداءها‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬لم يتم إحداث لجان مختصة منبثقة عن مجلس اإلدارة‪ .‬ولئن شكلت الوكالة الحضرية للجديدة االستثناء بإحداثها‬
‫ثالث لجان سنة ‪ ،2014‬فإن تلك اللجان ظلت تقريبا غير مفعلة‪.‬‬
‫س جلت حاالت تأخير في تحديث الهياكل التنظيمية للوكاالت من قبل الوزارة الوصية‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ُ ،‬‬
‫هذه الهياكل لم تعد تتماشى وممارسة الوكاالت لمهامها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة الوصية قد قامت‪ ،‬منذ سنة ‪،2006‬‬
‫بوضع دليل لإلجراءات اإلدارية والتنظيمية ضم هيكال تنظيميا موحدا دون أن يتم العمل به‪.‬‬
‫وتنكب الوزارة منذ نهاية ‪ 2021‬على إجراء دراسة تهم مخططا لالمركزية ينص على مراجعة مهام الوكاالت والهياكل‬
‫التنظيمية الخاصة بها وكذلك إعادة تموقعها‪ ،‬ال سيما فيما يخص عالقتها مع المفتشيات الجهوية للوزارة وباقي الفاعلين‬
‫المحليين‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية تطوير الموارد المالية للوكاالت الحضرية‬
‫ارتفعت الميزانية اإلجمالية للوكاالت التسعة والعشرين الخاضعة لوصاية القطاع المكلف بالتعمير خالل الفترة ‪2020-2015‬‬
‫من ‪ 1.005,90‬مليون درهم إلى ‪ 1.036,90‬مليون درهم‪ .‬أما بالنسبة للوكالة الحضرية للدار البيضاء‪ ،‬فقد انخفضت ميزانيتها‬
‫اإلجمالية من ‪ 727,7‬مليون درهم إلى ‪ 525,5‬مليون درهم خالل الفترة نفسها‪ .‬وعلى الرغم من أن قانون إحداث الوكاالت‬
‫ينص على إمكانية تحصيل مجموعة من المداخيل‪ ،‬فإن مواردها تتكون أساسا من دعم الدولة وتهدف بشكل أساسي إلى تغطية‬
‫نفقات التسيير‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن الموارد الذاتية للوكاالت ال تزال ضعيفة‪ ،‬كما تظل المجهودات المبذولة بهدف تحصيل المبالغ الباقي استخالصها‬
‫محدودة‪ ،‬حيث بلغ الباقي استخالصه نهاية ‪ 2021‬ما مجموعه ‪ 89‬مليون درهم‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز قدرة الوكاالت الحضرية على جذب الكفاءات‬
‫يعد النظام األساسي لمستخدمي الوكاالت‪ ،‬والذي لم تتم مراجعته منذ ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬غير محفز لمواردها البشرية‬
‫وغير قادر على جذب األطر ذات التخصصات التي تحتاجها الوكاالت‪ .‬ويتجسد ذلك من خالل المعدل المرتفع لمغادرة‬
‫الكفاءات التقنية لمناصبهم والوتيرة التنازلية لعدد مستخدمي الوكاالت اعتبارا من سنة ‪ ،2019‬مما تسبب في فقدان الخبرات‬
‫المتراكمة‪ ،‬خاصة وأن الوكاالت ال تتوفر إال على عدد محدود من الكفاءات المتخصصة‪ ،‬ال سيما في ميادين التنقل الحضري‬
‫والمرونة الحضرية والتعمير المستدام والمهن ذات الصلة بـالتكنولوجيا الحديثة للمعلومات والتواصل‪.‬‬
‫وتحتاج الوكاالت إلى تعزيز كفاءاتها التقنية واإلدارية من أجل مواكبة التحديات الجديدة‪ .‬وقد سبق للوزارة الوصية أن وضعت‬
‫سنة ‪ 2012‬مخططا مديريا للتدريب لفائدة مستخدمي الوكاالت الحضرية‪ ،‬غير أنه لم يتم اعتماده من قبل جميع الوكاالت كما‬
‫لم يتم تحديثه‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬ال يتم تفعيل حركية المسؤولين بشكل منهجي على الرغم من كون هذا اإلجراء ممارسة جيدة‪ ،‬خصوصا في‬
‫سياق المخاطر المرتبطة ببعض المهام والوظائف المعينة‪.‬‬
‫‪2813‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫ثالثا‪ .‬مكانة وتموقع الوكاالت الحضرية‬


‫‪ ‬الحاجة إلى تحسين آليات إشراف القطاع الوصي على عمل الوكاالت الحضرية‬
‫يرتبط القطاع المكلف بالتعمير بكل وكالة خاضعة إلشرافه بعقود ‪ -‬أهداف سنوية دون االعتماد على استراتيجية محددة أو‬
‫عقود برامج‪ .‬وتقتصر عقود ‪ -‬األهداف هذه على أدوات التخطيط الحضري دون ربطها بإطار ميزانياتي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن غياب‬
‫إطار تعاقدي واضح بين الدولة والوكاالت الحضرية من شأنه أن ينعكس سلبا على تتبع مؤشرات أداء هذه الوكاالت‪.‬‬
‫فعمليا‪ ،‬ال تخضع المهام الواردة في خطط عمل الوكاالت الحضرية ألي عملية تتبع أو تحليل للفرق بين المنجزات والتوقعات‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬إلى أنه خالل الفترة ‪ ،2016 - 2013‬تم تتبع منجزات عقود ‪ -‬األهداف من خالل لجان‬
‫المراقبة المركزية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬اقتصر هذا التتبع على مجال التخطيط الحضري‪ ،‬وخصوصا من خالل تتبع عدد الوثائق‬
‫المنتجة‪.‬‬
‫ولم يتم تكليف قسم "االستشراف والتخطيط الترابي" التابع لمديرية التعمير بمهام التتبع إال سنة ‪ ،2020‬وذلك موازاة مع‬
‫النسخة الجديدة من عقود – األهداف‪ ،‬علما أن هذا التتبع ال يزال في مراحله األولى ولم يمكن بعد من تقديم بيانات ومعطيات‬
‫تفصيلية‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬فإن من شأن وصاية وزارية موحدة على جميع الوكاالت الحضرية أن يعزز من تناسق جهود الدولة على‬
‫المستوى الوطني فيما يتعلق بالتخطيط والتدبير الحضري‪.‬‬
‫وقد أكدت وزارة الداخلية على أن الوكالة الحضرية للدار البيضاء‪ ،‬التي يضم مجلسها اإلداري السلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالتعمير كعضو‪ ،‬تتمتع بمكانة اعتبارية غاية في األهمية على المستوى التنظيمي المؤسساتي لنفوذها الترابي‪،‬‬
‫سواء فيما يتعلق باالختصاصات الموكول إليها أو بخصوصيات مجال تدخلها‪ .‬وقد مكنها هذا الوضع من االضطالع‬
‫بتنفيذ عدة مشاريع مهيكلة‪ ،‬يتم إسنادها لمتدخلين آخرين على مستوى مدن أخرى‪ ،‬كبرامج إعادة تأهيل المدينة العتيقة‬
‫للدار البيضاء على سبيل المثال‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فالوكالة الحضرية للدار البيضاء معنية بدورها بالدوريات المشتركة‬
‫بين وزارتي الداخلية والتعمير‪ ،‬التي من شأنها توضيح بعض الجوانب التقنية المتعلق بالتعمير على المستوى الترابي‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية تعزيز دور ومكانة الوكاالت الحضرية إزاء مختلف المتدخلين في القطاع‬
‫ال تزال مكانة الوكاالت الحضرية في حاجة إلى تعزيز أخذا بعين االعتبار دور مختلف المتدخلين في القطاع (السلطات‬
‫المحلية‪ ،‬الجماعات‪ ،‬المفتشيات الجهوية للتعمير‪ ،‬إلخ‪ ،).‬وذلك في ظل وجود تداخل لالختصاصات في عدد من المجاالت مع‬
‫الجهات الفاعلة في مجال التخطيط وضعف تثمين خبرة الوكاالت في مجال التنمية الترابية وغياب تقاسم الممارسات الفضلى‬
‫في هذا الميدان‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬قدرة الوكاالت الحضرية على االستجابة للتحديات والتوجهات الترابية الجديدة‬
‫‪ ‬إكراهات أمام مواكبة الوكاالت الحضرية للتوجهات الجديدة للتعمير‬
‫تجد الوكاالت الحضرية صعوبة في تكييف مهامها مع التحديات الجديدة للتعمير‪ .‬ويرجع ذلك‪ ،‬من جهة‪ ،‬إلى عدم ترجمة‬
‫الوزارة الوصية للتوجهات الترابية الجديدة المتعلقة بالتنمية الحضرية إلى رؤية رسمية موثقة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬إلى اإلطار‬
‫القانوني والتنظيمي الحالي (خاصة القانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق بالتعمير والقانون رقم ‪ ،25.90‬المتعلق بالتجزئات العقارية‬
‫والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات والظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.51‬يتعلق بإحداث الوكاالت الحضرية) الذي‬
‫لم يعد يواكب التحديات الحالية التي تواجهها الوكاالت‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن القطاع الوصي قد اتخذ‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2020‬إجراءات مختلفة من أجل تبني هذه التوجهات الجديدة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل نشر مراجع متعلقة بالتخطيط الحضري تدعو إلى إعداد جيل جديد من وثائق التعمير من شأنها أن تكون أكثر مرونة‬
‫وأكثر مالءمة للتحديات الترابية‪ .‬كما أن مشروعا إلنشاء الوكاالت الحضرية الرقمية ‪ 2.0‬هو قيد الدراسة من قبل القطاع‬
‫الوصي‪.‬‬
‫وقد كان من شأن هذه اإلجراءات أن تكون فعالة أكثر لو اقترنت برؤية موحدة ومعتمدة من قبل جميع الوكاالت الحضرية‪.‬‬
‫كما أن المراجع المذكورة أعاله غير ملزمة بشكل مباشر وال تثير مسؤولية الوكاالت‪.‬‬
‫وعل ى الرغم من قيام بعض الوكاالت بتبني مبادرات لالنخراط في التوجهات الترابية الجديدة‪ ،‬فإنه ال يتم أخذ هذه التوجهات‬
‫في االعتبار بشكل منهجي أثناء إعداد خطط عمل كل وكالة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن بعض الوكاالت ال تزال تجد صعوبات‬
‫في ممارسة مهامها المرتبطة بالتخطيط والتدبير الحضري‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن اإلطار التنظيمي الحالي الذي تستند إليه الوكاالت في ممارسة مهامها (الظهير الصادر بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 1.93.51‬المتعلق بإحداث الوكاالت الحضرية)‪ ،‬لم يتم تحديثه منذ سنة ‪ ،1993‬حيث يتطلب تعديالت تواكب التحديات‬
‫الجديدة‪ .‬ذلك أنه ال يتضمن عددا من المقتضيات التي من شأنها أن تسمح لها باعتماد توجهات النموذج التنموي الجديد‪ ،‬وال‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2814‬‬

‫سيما من حيث التخطيط االستراتيجي على المستوى الجهوي وتعزيز المراقبة الترابية وتكريس التعمير العملياتي والنجاعة‬
‫العقارية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تعزيز الموارد البشرية وإرساء الهياكل التنظيمية الالزمة إلنجاز التحول الرقمي ونزع الطابع‬
‫المادي عن الخدمات المقدمة من طرف الوكاالت‬
‫ال تتوفر العديد من الوكاالت على الموارد البشرية والتقنية الكافية إلنجاز تحولها الرقمي حيث ال يتضمن هيكلها التنظيمي‬
‫أجهزة مخصصة لمواكبة ورش الرقمنة‪ .‬ويتم االعتماد على مصالح المعلوميات للقيام بهذه المهمة على الرغم من محدودية‬
‫الموارد البشرية المخصصة لها واقتصار دورها عموما على إدارة المعدات المعلوماتية وصيانتها‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من أن جميع الوكاالت قد شرعت في العمل على نزع الطابع المادي عن عملياتها‪ ،‬وإن بوتيرة‬
‫مختلفة‪ ،‬فإن هذه اإلجراءات ال تزال غير مؤطرة بشكل كاف كما تتطلب المزيد من الجهود بهدف توحيدها وتشاركها‪.‬‬
‫وقد انخرطت العديد من الوكاالت الحضرية في مشاريع لنزع الطابع المادي عن عملية التخطيط والتدبير الحضري‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن تدخل الوزارة الوصية‪ ،‬من أجل توحيد جهود وأدوات عمل الوكاالت في هذا االتجاه‪ ،‬لم يتم بطريقة ملموسة إال إبان‬
‫األزمة الصحية التي أبرزت الحاجة إلى رقمنة العمليات‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ال تزال العديد من المشاريع في مراحلها األولية‪ ،‬ال‬
‫سيما البوابة الجغرافية الوطنية لوثائق التعمير والوكاالت الحضرية ‪.2.0‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬وأخذا بعين االعتبار مجمل الدراسات وتوجهات القطاع المكلف بالتعمير الراهنة وأيضا‬
‫قيد الدراسة‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات القطاع المكلف بالتعمير وكذا الوكاالت الحضرية بما يلي‪:‬‬
‫تفعيل إصالح شامل لإلطار القانوني المتعلق بالوكاالت الحضرية إلعادة تحديد مجال تدخلها في ضوء التنظيم‬ ‫‪-‬‬
‫الترابي الجديد وتوجهات القطاع المكلف بالتعمير قيد الدراسة في هذا المجال‪ ،‬من خالل مالءمة بنياتها وفقًا‬
‫لمخطط هرمي بمستويات تدخل مالئمة‪:‬‬
‫بنيات على المستوى الجهوي تضطلع أساسا بمهام التخطيط الحضري والدراسات االستراتيجية‬ ‫‪-‬‬
‫واالستشرافية مع إسناد دور عملي إليها فيما يتعلق بدعم المشاريع الحضرية الكبرى ذات البعد الجهوي‬
‫وتعزيز رصد المعطيات الترابية‪،‬‬
‫بنيات على المستوى اإلقليمي أو الجماعي‪ ،‬عند االقتضاء (الجماعات الكبرى ووفق معايير مضبوطة)‬ ‫‪-‬‬
‫تحت إشراف البنيات الجهوية المذكورة أعاله‪ ،‬تساهم في دراسات التخطيط الحضري ومسؤولة بشكل‬
‫رئيسي عن دراسة طلبات الحصول على رخص التعمير‪،‬‬
‫دعم فروع الوكاالت لتعزيز سياسة القرب؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز دور الوكاالت الحضرية فيما يخص دعم فرص االستثمار والتنمية من خالل إضفاء مرونة على أدوات‬ ‫‪-‬‬
‫التخطيط وقواعد التهيئة؛‬
‫نهج إصالحات على مستوى عمل وتنظيم مجالس إدارة الوكاالت الحضرية بما يتوافق مع الممارسات الجيدة‬ ‫‪-‬‬
‫في مجال الحكامة‪ ،‬وال سيما من خالل‪:‬‬
‫إعادة هيكلة المجالس اإلدارية للوكاالت من حيث عدد األعضاء والكفاءة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع األنظمة الداخلية والسهر على احترامها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيل اللجان المتخصصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة النظر في اإلطار التعاقدي بين القطاع الوصي والوكاالت الحضرية من خالل عقود ‪ -‬برامج متعددة‬ ‫‪-‬‬
‫السنوات بأهداف واضحة مرتبطة بموارد مالية مالئمة؛‬
‫إعادة تركيز عمل الوكاالت الحضرية في مجال التدبير الحضري على دراسة ملفات المشاريع الكبرى‬ ‫‪-‬‬
‫والمركبة‪ ،‬ومواكبة المشاريع المهيكلة وتتبع التمدن؛‬
‫تحديد أشكال وحدود وكيفيات ممارسة مهمة المساعدة التي تقوم بها الوكاالت الحضرية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تسريع رقمنة خدمات الوكاالت الحضرية‪ ،‬مع ضبطها‪ ،‬بشكل يضمن توحيد جهود وأدوات عملها في هذا‬ ‫‪-‬‬
‫االتجاه؛‬
‫إعادة هيكلة مهمة المراقبة التي تقوم بها الوكاالت الحضرية من خالل السهر على‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2815‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫إرساء إطار للتعاون والتنسيق بين الوكالة الحضرية والجهات الفاعلة األخرى في مجال مراقبة العمليات‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلقة بالتعمير‪،‬‬
‫تشجيع اللجوء للتقنيات الحديثة لرصد مخالفات التعمير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع مهمة المراقبة التي تمارسها الوكاالت الحضرية لصالح اليقظة الترابية وتقييم وثائق التعمير؛‬ ‫‪-‬‬
‫إرساء آليات تعاون بين الوكاالت الحضرية وتعزيز أوجه التنسيق بينها من أجل تدبير أمثل لمواردها وترشيد‬ ‫‪-‬‬
‫نفقاتها؛‬
‫وضع آليات ووسائل لتحفيز األطر والعاملين قادرة على جذب الكفاءات وضمان الحفاظ عليها؛‬ ‫‪-‬‬
‫وضع نظام دوري للحركية وفقا للممارسات الفضلى في هذا المجال‪ ،‬واستباق المخاطر والممارسات المرتبطة‬ ‫‪-‬‬
‫ببعض الوظائف والمهام‪.‬‬

‫حكامة وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‪:‬‬


‫نموذج اقتصادي ومالي يقتضي المراجعة من أجل ضمان استدامته‬

‫يعتبر مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق‪ ،‬من أهم األوراش المهيكلة المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫لمدينتي الرباط وسال‪ .‬ويمتد هذا المشروع على مجال تفوق مساحته ستة آالف هكتار‪ ،‬ويتألف من ستة أجزاء من المنبع حتى‬
‫المصب (باب البحر‪ ،‬الساحة الكبيرة‪ ،‬قصبة أبي رقراق‪ ،‬صهريج الوادي‪ ،‬المنزه الكبير‪ ،‬مشارف حساين)‪.‬‬
‫واعتبارا لألهمية االستراتيجية والتاريخية واإليكولوجية للموقع‪ ،‬فقد تم إحداث "وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق" بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 16.04‬الصادر في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ،2005‬وتم الشروع في أعمال التهيئة في يناير ‪ .2006‬وتعتبر هذه الوكالة‬
‫مؤسسة عمومية‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬يديرها مجلس إدارة يرأسه رئيس الحكومة‪ ،‬ويسيرها مدير‪.‬‬
‫وتضم هذه الوكالة خمس شركات تابعة لها وهي‪ :‬شركة مارينا أبي رقراق‪ ،‬وشركة أبي رقراق الثقافات‪ ،‬وشركة الطرامواي‬
‫الرباط سال‪ ،‬وشركة الوقت األخضر‪ ،‬باإلضافة لشركة صبر للتهيئة‪ ،‬كما تساهم في رأسمال كل من شركة أمواج وشركة باب‬
‫البحر‪.‬‬
‫ومن أجل ضبط األهداف التقنية والمالية واالقتصادية المنوطة بالوكالة‪ ،‬وكذا التخطيط وتمويل وجدولة تنفيذ وتتبع مشاريع‬
‫التهيئة واالستثمار‪ ،‬أبرمت الوكالة عقدي‪ -‬برنامج مع الدولة‪ ،‬األول للفترة الممتدة بين سنتي ‪ 2006‬و‪ ،2012‬والثاني للفترة‬
‫الممتدة بين سنتي ‪ 2014‬و‪ .2018‬كما قامت بتعبئة ميزانية إجمالية ناهزت ‪ 7,8‬مليار درهم‪ ،‬وذلك خالل الفترة ‪-2015‬‬
‫‪ ،2020‬شكلت الموارد الذاتية المعبأة فيها نسبة ‪ %13‬من ميزانية الوكالة (أي ما يناهز ‪ 989‬مليون درهم)‪ .‬وقد خصص مبلغ‬
‫‪ 7,5‬مليار درهم من هذه الميزانية لالستثمار و‪ 371‬مليون درهم للتسيير‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى أن مساحة األراضي التي تم‬
‫اقتناؤها من طرف الوكالة‪ ،‬ناهزت ‪ 453‬هكتارا بمبلغ ‪ 990‬مليون درهم‪ ،‬وهو ما يشكل ‪ %19‬من المساحة المتوقعة في‬
‫تصميم التهيئة الخاص بضفتي أبي رقراق‪.‬‬
‫وقد بلغ إجمالي عدد مستخدمي الوكالة والشركات التابعة لها‪ ،‬إلى غاية سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه ‪ 162‬مستخدما‪ ،‬من بينهم‬
‫‪ 84‬مستخدما يعملون بالوكالة‪ ،‬موزعين على ثالثة أقطاب (القطب المالي والدعم وقطب التهيئة وقطب التدبير الترابي)‪،‬‬
‫وعلى ثالث مديريات (التخطيط الحضري‪ ،‬والتدقيق والرقابة الداخلية والموارد البشرية واللوجستيك ونظام المعلومات)‪.‬‬
‫وهدفت المهمة الرقابية المنجزة‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬إلى تقييم جوانب التنظيم والحكامة والنموذج االقتصادي والمالي للوكالة‪.‬‬
‫أوال‪ .‬تنظيم وحكامة الوكالة‬
‫مجلس اإلدارة‬
‫أناطت المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 16.04‬المتعلق بتهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق بمجلس إدارة الوكالة جميع الصالحيات‬
‫والسلط الالزمة إلدارتها‪ .‬وطبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ 2.05.1514‬الصادر لتطبيق القانون المذكور‪ ،‬فإن مجلس إدارة‬
‫الوكالة يترأسه رئيس الحكومة‪ ،‬ويتألف من رؤساء الجماعات الترابية للرباط وسال‪ ،‬ورؤساء الغرف المهنية بالرباط وسال‪،‬‬
‫ومدير الوكالة الحضرية للرباط وسال‪ ،‬ومدير وكالة الحوض المائي ألبي رقراق والشاوية‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلي الوكالة‪ .‬كما‬
‫يشارك في أشغ اله وزير الداخلية والوزراء المكلفون بإعداد التراب الوطني واإلسكان والمالية والفالحة والثقافة والتجهيز‬
‫والنقل والسياحة والصناعة والتجارة‪ .‬إال أن العدد المهم لألشخاص المدعوين للمشاركة في دورات مجلس اإلدارة‪ ،‬إلى جانب‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2816‬‬

‫أعضائه القانونيين‪ ،‬قد يحد من فعاليته ويعيق تبني قرارات ذات بعد استراتيجي والتي من شأنها تقديم حلول للتحديات األساسية‬
‫التي تواجهها الوكالة‪.‬‬
‫كذلك ‪ ،‬لم يسهر مجلس اإلدارة على تتبع تنفيذ جميع قراراته‪ ،‬ولم يعمل على حث الوكالة من أجل اتخاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫لتطبيقها‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للقرارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تصفية شركتي "صبر للتهيئة" و"الوقت األخضر"؛‬
‫‪ -‬إعداد مشروع الملحق التعديلي لعقد البرنامج الثاني‪ ،‬وعرضه على رئيس مجلس اإلدارة من أجل المصادقة عليه؛‬
‫‪ -‬إبرام اتفاقية مع شركة مارينا أبي رقراق في إطار تقاسم الموارد‪ ،‬تتعلق بتدبير بعض مهام الشركة وكذا بعض‬
‫الموارد البشرية للوكالة‪ ،‬السيما فيما يتعلق بالشؤون القانونية والمالية والمحاسبة والصفقات العمومية والنظام‬
‫المعلوماتي‪.‬‬
‫ضرورة اعتماد إطار استراتيجي إلنشاء وحل الشركات التابعة للوكالة والمساهمات‬
‫من بين الشركات الخمسة التابعة للوكالة‪ ،‬فإن شركتي "صبر للتهيئة" و"الوقت األخضر" متوقفتان عن ممارسة أنشطتهما‪،‬‬
‫ومع ذلك لم تتم تصفيتهما‪ .‬كما لم يتم حل وتصفية شركة "أمواج المغرب"‪ ،‬التي تساهم الوكالة في رأسمالها بنسبة ‪،%20‬‬
‫بالرغم من توقفها عن مزاولة أي نشاط‪.‬‬
‫وتؤكد هذه الوضعية ضرورة اعتماد الوكالة الستراتيجية واضحة وموثقة‪ ،‬تتعلق بتأطير عمليات إحداث أو اقتناء أو حل‬
‫الشركات التابعة والمساهمات المالية‪ ،‬عوض االكتفاء بإعداد مذكرات أولية حول األسباب واألسس القانونية‪ ،‬إلنشاء الشركات‬
‫التابعة واقتراح مشروع النظام األساسي للشركة المراد إحداثها‪.‬‬
‫وبهذا الخصوص‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة في جوابيهما أن إحداث الشركات التابعة يتم كلما استدعت‬
‫الضرورة ذلك‪ ،‬إما عن طريق االقتناء المباشر أو عن طريق اإلحداث‪ ،‬كما أن حل الشركات بعد تحقيقها ألهدافها‬
‫مسألة مهمة جدا‪ ،‬ولذلك فقد باشرت الوكالة مسطرة حل وتصفية كل من شركتي صبر للتهيئة والوقت األخضر في‬
‫إطار تفعيل مقررات مجلسها اإلداري وتوصيات المجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫ضرورة اعتماد الشركات التابعة استراتيجيات خاصة‬
‫ال تتوفر الشركات التابعة للوكالة على استراتيجيات خاصة بها‪ ،‬متضمنة لألهداف التي يتعين تحقيقها‪ ،‬ومؤشرات األداء الكمية‬
‫والنوعية لقياس مدى تحقيقها‪ ،‬فضال عن الوسائل الالزمة لذلك‪ .‬وحري باإلشارة إلى أن هذه االستراتيجيات الخاصة يجب أن‬
‫تكون منبثقة عن التوجيهات االستراتيجية للوكالة‪.‬‬
‫الحاجة إلى وضع مخطط تنظيمي رسمي وقار للوكالة‬
‫يتميز مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق‪ ،‬بأهميته االستراتيجية وبطابعه الخاص‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن تنفيذ وتتبع المشاريع‬
‫المزمع إنجازها من طرف الوكالة‪ ،‬يقتضي توفرها على هيكل تنظيمي قار‪ ،‬وموارد بشرية مؤهلة‪.‬‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬وضعت الوكالة مجموعة من اإلجراءات التنظيمية المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 69.00‬المتعلق بالمراقبة‬
‫المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى‪ ،‬والمتمثلة أساسا في إعداد النظام األساسي للمستخدمين والمساطر اإلدارية‬
‫والمحاسبية‪ ،‬وكذا المساطر المتعلقة بمهن الوكالة التي تم إعدادها وإصدارها سنة ‪ ،2015‬باإلضافة إلى ذلك نص عقد البرنامج‬
‫الثاني ‪ 2018-2014‬على ضرورة تعزيز الموارد البشرية بالكفاءات‪ ،‬من خالل إعداد مخطط توظيف يمتد على مدى خمس‬
‫سنوات‪.‬‬
‫غير أن التنزيل األمثل لهذه اإلجراءات‪ ،‬عاقه التغيير المستمر الذي عرفه التنظيم الداخلي للوكالة‪ ،‬والراجع باألساس لغياب‬
‫هيكل تنظيمي رسمي‪ ،‬ولتعاقب العديد من المسؤولين على تسيير أقطاب ومديريات في فترات وجيزة‪ ،‬بحيث أنها ال تتجاوز‬
‫في أحسن األحوال السنة الواحدة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لقطب التهيئة ومديرية الشؤون القانونية ومديرية التدقيق والرقابة‬
‫الداخلية‪ .‬هذه الوضعية من شأنها أن تؤثر سلبا على أداء الموارد البشرية من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فهي ستؤدي إلى إضعاف‬
‫تماسك واستقرار فرق العمل‪.‬‬
‫وقد أفادت وزارة الداخلية وكذا الوكالة في جوابيهما أن الوكالة قامت بإعداد هيكل تنظيمي رسمي‪ ،‬تمت الموافقة عليه‬
‫في شهر يناير سنة ‪ ،2022‬وذلك تطبيقا لمقررات المجلس اإلداري وتبعا لتوصيات المجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات رئاسة الحكومة بما يلي‪:‬‬
‫تعزيز الدور التوجيهي والرقابي لمجلس اإلدارة‪ ،‬من خالل مراجعة تشكيله وطريقة عمله والعمل على تتبع‬ ‫‪-‬‬
‫تنفيذ الخيارات االستراتيجية والقرارات التي يتخذها؛‬
‫‪2817‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫العمل على إرساء هيكل تنظيمي قار للوكالة يتالءم مع أهدافها االستراتيجية ورؤية مشروع تهيئة واستثمار‬ ‫‪-‬‬
‫ضفتي أبي رقراق‪.‬‬
‫كما يوصي وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق بوضع استراتيجية واضحة متعلقة بإحداث الشركات التابعة لها وحلها عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬بما يضمن فعالية ونجاعة تنفيذ مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬النموذج االقتصادي والمالي للوكالة‬
‫إلنجاز مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق‪ ،‬وضعت الوكالة نموذجا اقتصاديا قصد تعبئة الوعاء العقاري وتهيئته‬
‫وتجهيزه‪ ،‬وإنشاء البنية التحتية والمنشآت الهيكلية‪ .‬ويرتكز هذا النموذج االقتصادي على المحاور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اقتناء جزء من العقار في منطقة مركزية داخل الموقع؛‬
‫‪ -‬إضفاء طابع حضري متناسق ومتوازن على ضفتي الوادي؛‬
‫‪ -‬توزيع أعمال التهيئة في الزمان والمكان؛‬
‫‪ -‬حماية المنطقة وتأهيلها‪ ،‬وتزويدها بالبنيات التحتية والمنشآت الهيكلية؛‬
‫‪ -‬التثمين والرفع من قيمة المنطقة من خالل تركيبة مالية متطورة‪.‬‬
‫غير أن استدامة هذا النموذج االقتصادي والمالي يواجه المعيقات التالية‪:‬‬
‫الحاجة إلى اعتماد استراتيجية استباقية لتعبئة العقار‬
‫خالل الفترة ‪ ،2020-2006‬عبأت الوكالة مبلغ ‪ 990‬مليون درهم لتملك وعاء عقاري بمساحة إجمالية تقدر بحوالي ‪453‬‬
‫هكتار‪ .‬إال أن عملية تصفية الوضعية القانونية للعقار بالمناطق القابلة للتهيئة العمرانية المحددة في تصميم التهيئة الخاص‬
‫بضفتي أبي رقراق‪ ،‬تتم بوتيرة بطيئة‪ .‬فعلى مستوى األجزاء األربعة األولى من المشروع‪ ،‬ال يتجاوز معدل تصفية الوضعية‬
‫القانونية للعقار بالمناطق القابلة للتهيئة العمرانية نسبة ‪ %32‬على مدى ‪ 14‬سنة (الفترة الممتدة من سنة ‪ 2006‬إلى سنة‬
‫‪ .)2020‬أما على مستوى الجزأين الخامس والسادس‪ ،‬وغير المشمولين بعقدي البرنامج سالفي الذكر‪ ،‬فلم تشرع الوكالة بعد‬
‫في إجراءات تصفية الوضعية القانونية للعقارات الموجودة بهما‪.‬‬
‫ويعزى انخفاض معدل تصفية الوضعية القانونية للعقارات‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬إلى ارتفاع تكلفة نزع ملكيتها‪ ،‬بحيث أن الوكالة‬
‫أوقفت عمليات تعبئـة العقار في بعض المناطق من المشروع‪ ،‬نظرا الرتفاع أسعار الوعاء العقاري الكائن بهذه األخيرة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن الوكالة لم تقم بوضع استراتيجية لتعبئة العقار‪ ،‬تسمح لها بتحديد األهداف المتوخاة‪،‬‬
‫والمناطق ذات األولوية‪ ،‬والموارد الالزمة لتعبئته‪ ،‬كما تأخذ بعين االعتبار المخاطر المتعلقة بتعبئة العقار‪ .‬مما ترتب عنه‬
‫تأخر ملحوظ في تصفية الوضعية القانونية للعقارات‪ ،‬ساهم بدوره في زيادة التكاليف الالزمة القتناء العقار تبعا لدينامية السوق‬
‫العقاري خالل الفترة المعنية‪.‬‬
‫وفي جوابيهما عن مالحظة المجلس‪ ،‬أشارت وزارة الداخلية وكذا الوكالة أن الوعاء العقاري لضفتي أبي رقراق يشكل‬
‫رصيدا عقاريا استراتيجيا بالنسبة لعاصمة المملكة‪ ،‬كما أن الوكالة تعتبر أن تصفية وضعيته القانونية مسألة استراتيجية‬
‫يتعين عليها مقاربتها على المدى القريب والمتوسط والبعيد‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬وضع القانون رقم ‪ 16.04‬األسس‬
‫القانونية المنظمة لمسألة تعبئة العقار‪ ،‬إال أن الوكالة لم تتمكن من تحقيق استراتيجيتها العقارية بسبب عدم تمكينها من‬
‫الموارد المالية الكافية لذلك‪ .‬كما أفادت الوكالة أن االستراتيجية العقارية تتطلب توفير وتعبئة موارد مالية كافية وقارة‬
‫من شأنها أن تمكنها من تحقيق أهداف هذه االستراتيجية‪ ،‬الشيء الذي لم يتم توفيره للوكالة بالشكل المطلوب لحد اآلن‪.‬‬
‫الوضعية المالية للوكالة‬
‫‪ ‬صعوبات في تعبئة الموارد الذاتية للوكالة‬
‫تشكل عائدات تفويت العقار أهم مورد ذاتي لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق وتمثل الركيزة األساسية لنموذجها االقتصادي‪.‬‬
‫غير أن عدم قدرة الوكالة على تعبئة هذه العائدات حسب الجدولة الزمنية المنصوص عليها في عقد البرنامج الثاني ‪-2014‬‬
‫‪ ،2018‬ترتب عنه حدوث عجز في التمويل الذاتي‪ ،‬الشيء الذي أثر سلبا على برمجة أشغال التهيئة وفق اآلجال المقررة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬نص مخطط التمويل العام لعقد البرنامج الثاني (‪ )2018-2014‬على تعبئة موارد ذاتية بحوالي ‪ 2.941‬مليون‬
‫درهم‪ ،‬من بينها مبلغ ‪ 1.218‬مليون درهم مخصصة ألداء ما تم ترحيله من عقد البرنامج األول (‪ .)2012-2006‬وتتكون‬
‫الموارد المالية الذاتية المبرمجة أساسا من عائدات بيع األراضي المهيأة‪ ،‬وكذا عائدات تفويت سندات المساهمة في رأسمال‬
‫شركة المساهمة "باب البحر"‪ .‬إال أن حصيلة الموارد الذاتية المعبأة من طرف الوكالة خالل الفترة المذكورة بلغ ‪ 2.530‬مليون‬
‫درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ %86‬من تلك المبرمجة‪ ،‬مسجلة بذلك نقصا عن التوقعات بحوالي ‪ 411‬مليون درهم في متم سنة ‪.2018‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2818‬‬

‫ولتجاوز هذه الوضعية‪ ،‬قامت الوكالة‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2020‬بإجراء عمليات تفويت إضافية غير مبرمجة في عقد البرنامج‬
‫الثاني‪ ،‬مكنت من تعبئة مبلغ إضافي إجمالي قدره ‪ 294‬مليون درهم‪ ،‬وتقليص النقص الحاصل في التمويل الذاتي إلى ‪117‬‬
‫مليون درهم‪.‬‬
‫‪ ‬قصور في دفع المساهمات الملتزم بها من طرف الشركاء‬
‫تشكل مساهمة الشركاء في تمويل مشاريع التهيئة واالستثمار حوالي ‪ %26‬من الموارد المعبأة من طرف الوكالة‪ .‬غير أن‬
‫دفع هذه المساهمات للوكالة لم يحترم الجدولة الزمنية المنصوص عليها في عقد البرنامج الثاني ‪ ،2018-2014‬بحيث تفاوتت‬
‫نسب مساهمة الشركاء ما بين ‪ %46‬و‪ %63‬من توقعات العقد المذكور‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬لوحظ عدم أداء ثالثة شركاء‬
‫للمساهمات المنصوص عليها في بنود عقد البرنامج‪ ،‬بحيث بلغ إجمالي المساهمات غير المدفوعة حوالي ‪ 280‬مليون درهم‬
‫إلى غاية شهر أكتوبر ‪.2021‬‬
‫‪ ‬مؤشرات مالية في حاجة إلى التعديل‬
‫خالل الفترة ‪ ،2020-2013‬سجلت النتيجة الصافية للوكالة قيما سلبية (الحسابات االجتماعية)‪ ،‬بحيث بلغ متوسط النتيجة‬
‫الصافية (‪ )-141,02‬مليون درهم‪ ،‬وتفاوتت بين حد أدنى قدره (‪ )-213,87‬مليون درهم سنة ‪ 2020‬و(‪ )-78,05‬مليون‬
‫درهم كحد أقصى سنة ‪ .2013‬كما بلغ متوسط النتيجة الصافية المجمعة‪ ،‬خالل نفس الفترة‪ ،‬حوالي (‪ )-114,72‬مليون درهم‪،‬‬
‫متراوحة ما بين حد أدنى بلغ (‪ )-329,20‬مليون درهم سنة ‪ 2020‬وحد أقصى بقيمة ‪ 155,85‬مليون درهم خالل سنة ‪.2014‬‬
‫ومن بين األسباب التي ساهمت في هذا الوضع‪ ،‬عدم تغطية موارد الوكالة لجميع نفقاتها‪ ،‬فضال عن أهمية مخصصات المؤن‬
‫لمواجهة النقص في قيمة سندات الشركات التابعة‪ ،‬والتي بلغت خالل الفترة ‪ 2020-2014‬ما يعادل ‪ 393‬مليون درهم‪.‬‬
‫كما اتسم رقم معامالت الوكالة بعدم االستقرار خالل الفترة ‪ ،2019-2014‬بحيث سجل قيمة قصوى قدرها ‪ 1.714‬مليون‬
‫درهم في سنة ‪ 2014‬وقيمة دنيا قدرها ‪ 0,32‬مليون درهم في سنة ‪ ،2019‬مع العلم بأن هذا األخير يتكون أساسا من عائدات‬
‫تفويت العقار‪.‬‬
‫وابتداء من سنة ‪ ،2016‬لم تعد الوكالة قادرة على تحصيل الموارد الذاتية الالزمة الستكمال إنجاز المشاريع المخطط لها وفق‬
‫برنامجها االستثماري‪ ،‬بحيث سجلت قدرة التمويل الذاتي للوكالة قيما سلبية‪ ،‬بعد أن انخفضت من (‪ )-36,45‬مليون درهم‬
‫سنة ‪ 2016‬إلى (‪ )-196,19‬مليون درهم سنة ‪ ،2020‬وهو ما ساهم في إضعاف وضعها االقتصادي والمالي‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت كل من وزارة الداخلية والوكالة بأن المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 16.04‬نصت على أن‬
‫مداخيل الوكالة تتكون أساسا من المخصصات السنوية من الميزانية التي تمنحها الدولة‪ ،‬إال أن عدم انتظام هذه الموارد‬
‫وعدم وفاء الشركاء المتعاقدين مع الوكالة بالتزاماتهم المالية لم يمكنها من تحقيق جميع أهدافها‪.‬‬
‫مردودية الشركات التابعة للوكالة تتسم بالضعف‬
‫‪ ‬النتيجة الصافية لشركة مارينا أبي رقراق‬
‫خالل الفترة ‪ ، 2019-2013‬سجلت النتيجة الصافية لشركة مارينا أبي رقراق قيما سلبية بلغ حدها األدنى (‪ )-3,69‬مليون‬
‫درهم في سنة ‪ ،2018‬وحدها األقصى (‪ )-0,82‬مليون درهم سنة ‪ ،2017‬لترتفع بعد ذلك إلى ‪ 9,64‬مليون درهم في سنة‬
‫‪ 2020‬بعد تصحيحها بإلغاء مخصصات متعلقة بتغطية مخاطر في إطار نزاع قضائي مع الوكالة الوطنية للموانئ بمبلغ‬
‫‪ 12,75‬مليون درهم‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬أشارت وزارة االقتصاد والمالية في جوابها أنها تتقاسم رأي المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬بحيث يجب‬
‫تحسين األداء المالي لهذه الشركة وتطوير نشاطها وذلك من خالل وضع استراتيجية منبثقة عن توجيهات الوكالة‪.‬‬
‫‪ ‬رقم أعمال الشركة التابعة "الوقت األخضر" ورأسمالها‬
‫في سنة ‪ ،2006‬ساهمت الوكالة بنسبة ‪ %100‬في رأسمال شركة "الوقت األخضر" لإلنعاش الفندقي والسياحي‪ .‬ويندرج هذا‬
‫االستثمار في إطار تصفية الوعاء العقاري للجزء األول من مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق‪ ،‬لكون إضفاء المنفعة العامة‬
‫على منطقة مشروع التهيئة لم يتم إال الحقا في سنة ‪ .2009‬غير أن رقم معامالت هذه الشركة ظل منعدما‪ ،‬كما سجل رأسمالها‬
‫قيما سلبية طيلة الفترة ‪ 2013-2020‬نظرا لتوقفها عن ممارسة نشاطها‪.‬‬
‫‪ ‬رقم أعمال الشركة التابعة "صبر للتهيئة" ونتيجتها الصافية‬
‫خالل الفترة (‪ ،)2020-2013‬ظل رقم معامالت شركة "صبر للتهيئة" منعدما‪ ،‬كما سجلت نتيجتها الصافية قيما سلبية‬
‫تراوحت ما بين حد أقصى بقيمة (‪ )-0,1‬مليون درهم في سنة ‪ ،2018‬وحد أدنى بقيمة (‪ )-1,14‬مليون درهم في سنة ‪،2014‬‬
‫وذلك بسبب توقفها عن ممارسة نشاطها‪.‬‬
‫‪2819‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫حصيلة المنجزات‬
‫تم تنزيل برنامج تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق من خالل التعاقد بين الدولة والوكالة‪ .‬ولقد مكن كل من "اختيار التهيئة‬
‫العام" المصادق عليه سنة ‪ 2004‬و"تصميم التهيئة الخاص بضفتي أبي رقراق"‪ ،‬الموافق عليه بالمرسوم رقم ‪2.09.472‬‬
‫سنة ‪ ،2009‬من تحديد جميع مشاريع التهيئة المخطط لها بمنطقة تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق‪.‬‬
‫كما تم تقسيم هذه المشاريع على ستة أجزاء جغرافي ة بمنطقة التهيئة‪ ،‬وتمت برمجة الجدولة الزمنية لمختلف مراحل تنفيذها‬
‫وفقا لمنطق التسلسل المعبر عنه في مخططات االستثمار موضوع عقدي البرنامجين األول والثاني المبرمين بين الدولة‬
‫والوكالة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أسفر تقييم حصيلة إنجازات عقد البرنامج الثاني عن تباين أداء الوكالة من الناحيتين المالية والمادية‪،‬‬
‫كما هو مبين في المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬محدودية التقدم اإلجمالي للبرنامج االستثماري‬
‫تبين من خالل تقييم اإلنجازات المادية للمشاريع المدرجة في عقد البرنامج الثاني (‪ ،)2014-2018‬عدم استكمال إنجاز‬
‫البرنامج االستثماري المتوقع إنجازه‪ ،‬وذلك بالرغم من مرور ثالث سنوات على اآلجال التقديرية النتهائه‪ ،‬حيث بلغ معدل‬
‫التقدم اإلجمالي للبرنامج ‪ .%58‬كما بين تحليل معدالت تقدم أشغال التهيئة‪ ،‬حسب مكونات البرنامج‪ ،‬عن ضعف اإلنجازات‬
‫خاصة على مستوى المكون المتعلق بتثمين وحماية ضفتي أبي رقراق من مخاطر التوسع الحضري غير المقنن‪ ،‬وكذا المكون‬
‫المتعلق باقتناء األراضي في الجزء الثالث والرابع من منطقة التهيئة‪ ،‬بحيث بلغ معدل اإلنجاز بهما ‪ %16‬و‪ ،%42‬على‬
‫التوالي‪ .‬كما اليزال المكون المتعلق بإنهاء التهيئة بالجزئين األول والثاني غير مكتمل‪ ،‬بمعدل تقدم إجمالي بحوالي ‪.%76‬‬
‫علما بأن هذا المكون كان موضوع عقد البرنامج األول‪ ،‬وعرف تجديدا لعدد من المشاريع المبرمجة في إطاره‪ ،‬على مستوى‬
‫عقد البرنامج الثاني‪.‬‬
‫في السياق نفسه‪ ،‬قررت الوكالة تعليق مشروع حماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق‪ .‬ويعزى هذا األمر إلى المخاطر‬
‫المتعلقة بارتفاع أسعار العقار‪ .‬كما أن الوكالة لم تنجز المكون المتعلق بالتراث ولذلك تم إبرام اتفاقية مع شركة الرباط الجهة‬
‫للتهيئة في يوليوز ‪ 2018‬تنص على نقل بعض المشاريع إلى هذه األخيرة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن معدل تنفيذ البرنامج‬
‫االستثماري‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار المكونين المتوقفين‪ ،‬قد بلغ ‪ ،%70‬وذلك بعد مرور ثالث سنوات على تاريخ انتهاء‬
‫البرنامج المذكور‪.‬‬
‫على صعيد آخر‪ ،‬لوحظ بأن تدبير أشغال التهيئة واالستثمار يتسم بارتفاع عدد المنازعات مع األطراف ذات الصلة‪ ،‬السيما‬
‫الفاعلين المؤسساتيين وشركات األشغال ومقدمي الخدمات وكذا األشخاص المعنيين‪ ،‬وهو ما يعزز المخاطر بارتفاع التكاليف‬
‫المالية للمشاريع‪ ،‬بحيث بلغت المبالغ المطالب بها في إطار المنازعات حوالي ‪ 418‬مليون درهم‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %28‬من‬
‫متوسط الميزانية السنوية للوكالة‪ ،‬دون احتساب تلك المتعلقة بمسطرة نزع الملكية‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبات في تنفيذ واستكمال بعض المشاريع االستراتيجية المتعلقة بالحماية من مخاطر التوسع الحضري‬
‫غير المقنن‬
‫يعتبر تثمين وحماية العقار من المبادئ التأسيسية "الختيار التهيئة العام" لضفتي أبي رقراق‪ .‬وقد كرس عقد البرنامج الثاني‬
‫هذا المبدأ من خالل تضمينه لمكون متعلق بالحماية من مخاطر التوسع الحضري غير المقنن‪ ،‬الذي يتألف من ثالثة مشاريع‬
‫وهي‪ :‬حماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق‪ ،‬وتأهيل وإدماج قطاعات السكن غير المقنن‪ ،‬وإعادة هيكلة مدينة الخزفيين‪.‬‬
‫بيد أن تقييم تنفيذ المشاريع المتعلقة بهذه األهداف االستراتيجية يظهر عدم إنجاز أي مشروع من المشاريع الثالثة بالكامل‪ .‬في‬
‫هذا الصدد‪ ،‬لم تنجز الوكالة المشروع المتعلق "بحماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق"‪ .‬كما أنها لم تتمكن من إنجاز‬
‫المشروع المتعلق "بتأهيل وإدماج قطاعات السكن غير المقنن" بشكل كامل‪ .‬أما على صعيد إعادة هيكلة مدينة الخزفيين‪ ،‬فقد‬
‫قامت الوكالة بتعبئة الوعاء العقاري‪ ،‬غير أن المشروع ال يزال في مرحلة الدراسة التقنية‪.‬‬
‫ويرجع عدم إنجاز او استكم ال المشاريع المتعلقة بالحماية من مخاطر التوسع الحضري غير المقنن أساسا إلى الصعوبات‬
‫التي واجهت الوكالة في تعبئة العقار‪ ،‬وذلك نظرا الرتفاع سعره بالمنطقة‪ .‬حيث بلغت التقديرات المالية لتملك األراضي‬
‫الالزمة إلنجاز المشروعين المتعلقين بحماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق وتأهيل وإدماج قطاعات السكن غير‬
‫المقنن‪ ،‬ما يعادل ‪ 1.640‬مليون درهم‪.‬‬
‫وتبرز هذه الوضعية الصعوبات التي تواجهها الوكالة لتحقيق األهداف االستراتيجية المتعلقة بحماية منطقة تهيئة ضفتي أبي‬
‫رقراق من السكن غير الالئق وإعادة هيكلة قطاعات السكن غير المقنن‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة في تكلفة االستخدامات النهائية للمشاريع بالمقارنة مع الميزانية التوقعية لعقد البرنامج الثاني‬
‫شكل ارتفاع تكاليف إنجاز المشاريع المبرمجة أحد اإلكراهات الرئيسية التي واجهت الوكالة في تنفيذ البرنامج االستثماري‬
‫لعقد البرنامج الثاني‪ .‬وذلك بسبب سوء التقييم المتكرر للميزانية التوقعية للمشاريع في المراحل القبلية إلعداد عقدي البرنامجين‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2820‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬أظهرت مقارنة الكلفة التوقعية لعقد البرنامج المذكور مع الكلفة الفعلية لالستثمارات المنجزة أو المقرر‬
‫إنجازها‪ ،‬زيادة مهمة في تكلفة االستخدامات المعدلة للمشاريع بالمقارنة مع التقديرات األولية‪ .‬وقد تم تسجيل أكبر الفوارق‬
‫على مستوى باب الميزانية المتعلق باقتناء العقار المبرمج في الجزأين الثالث والرابع من منطقة المشروع‪ ،‬بحيث اضطرت‬
‫الوكالة إلى وقف تنفيذ جميع عمليات اقتناء األراضي لتفادي المخاطر المتعلقة بتجاوز الميزانية والحفاظ على توازنها المالي‪.‬‬
‫وقد بلغت التكلفة اإلضافية اإلجمالية‪ ،‬حسب تقديرات الوكالة المبنية على أساس الزيادة الملحوظة على مستوى الجزء الثالث‬
‫(الذي يشمل مشروع الطريق الدائري الحضري ومشروع متنزه سال "باركواي" ومشروع القطعة الحضرية)‪ ،‬حوالي ‪1.514‬‬
‫مليون درهم‪ ،‬وهو ما يعادل نسبة تمويل إضافية تتجاوز ‪ %149‬بالمقارنة مع الميزانية التوقعية لعقد البرنامج الثاني‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬شهدت المشاريع المنجزة على مستوى الجزأين األول والثاني من منطقة التهيئة‪ ،‬تجاوزا كبيرا في تكاليف‬
‫اإلنجاز النهائية بالمقارنة مع الميزانية األولية المرصودة لها‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬تجاوزت التكلفة اإلضافية المحتسبة على أساس‬
‫عينة من المشاريع المنجزة في هذين الجزأين نسبة متوسطة تناهز ‪ ،%29‬بمبلغ قدره ‪ 112‬مليون درهم‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة أن هذه األخيرة واجهت عدة صعوبات في إنجاز برنامج تهيئة‬
‫واستثمار ضفتي أبي رقراق‪ ،‬خارجة عن إرادتها وخصوصا تلك المتعلقة بالجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع تكلفة التعويض عن نزع الملكية المحكوم بها والتي تبقى خارجة عن إرادة الوكالة‪ ،‬األمر الذي يشكل جزء‬
‫من الصعوبات التي تواجهها في القدرة على توفير العقار في ظل ارتفاع مبالغ هاته التعويضات على ضوء الخبرات‬
‫المنجزة في موضوعها؛‬
‫‪ -‬نوعية الوعاء العقاري المتعلق بمشروع " تأهيل وإدماج قطاعات مخاطر السكن غير الالئق" الذي يتميز بقلة‬
‫العقارات المحفظة وكثرة التعرضات‪ ،‬وهو ما شكل سببا رئيسيا في تعثر وتوقف إنجاز هذا المشروع الذي كان من‬
‫شأنه أن يضع الوكالة في وضعية المعتدية ماديا‪.‬‬
‫الحاجة لتطوير مهمة صيانة المنشآت واستدامة تمويلها‬
‫يتضمن مشروع تدبير الموقع المنجز من طرف الوكالة إصالح المنشآت التقنية وصيانة المساحات الطبيعية وحراستها‪،‬‬
‫باإلضافة لتجريف (‪ )dragage‬نهر أبي رقراق‪ .‬وفي هذا اإلطار نص عقد البرنامج ‪ ،2018-2014‬على إبرام الوكالة التفاقية‬
‫شراكة مع جماعتي الرباط وسال‪ ،‬تحدد بموجبها كيفية تنفيذه ومساهمة الشركاء في تمويله‪ .‬كما نص عقد البرنامج سالف الذكر‬
‫على إمكانية تحصيل جزء من الموارد الناجمة عن تأجير األماكن العمومية (مواقف السيارات)‪ ،‬وكذا إتاوات الملصقات‬
‫اإلعالنية وغيرها لضمان استدامة مهمة تدبير الموقع وصيانة منشآته‪ .‬غير أن تمويل هذه المهمة المتعلقة بصيانة المنشآت‬
‫التقنية اقتصر على الموارد الذاتية للوكالة‪ ،‬بحيث بلغت النفقات المعبأة خالل الفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى ‪ 2020‬حوالي‬
‫‪ 162,4‬مليون درهم‪ .‬كما تبين بأن عمليات اإلصالح والصيانة تتم في ظل غياب برنامج صيانة متعدد السنوات يشمل جميع‬
‫المنشآت التقنية‪ ،‬ويحدد إجراءات المراقبة الدورية والعمليات التصحيحية المزمع تنفيذها على المدى البعيد‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الوكالة لم تقم بإنشاء قطب خبرة قادر على تطوير المعرفة والكفاءات الضرورية لتنفيذ هذه المهمة‪،‬‬
‫وتفعيل آليات التنسيق والتشاور مع باقي الشركاء من أجل تعبئة واستدامة التمويالت الالزمة‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة في جوابيهما أن هذه األخيرة تمكنت من تطوير اإلدارة الخارجية للمكونات‬
‫الرئيسية المتعلقة بالنظافة والحراسة والبستنة مما جعل من الممكن الحفاظ على موقع وادي أبي رقراق في حالة جيدة‬
‫والحفاظ على المساحات العامة المهيئة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بعمليات الصيانة التقنية فقد أكدت الوكالة أنه عمال بتوصيات المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬فإن الهيكل‬
‫التنظيمي الرسمي للوكالة (الذي تم إرساؤه شهر يناير ‪ )2022‬أحدث قطب خبرة خاصا مكلفا بمهام الصيانة الكبرى‬
‫للمنشآت‪.‬‬
‫الميناء الترفيهي لمارينا أبي رقراق‪ :‬تدبير مشوب بمجموعة من النقائص‬
‫أحدثت الشركة التابعة للوكالة "مارينا أبي رقراق" سنة ‪ ،2007‬بهدف تدبير واستغالل المنطقة الترفيهية التي تشمل ميناء‬
‫ترفيهيا يمتد على ضفة سال وأرصفة الرباط‪ .‬وشرعت الشركة في تشغيله ابتداء من ‪ 15‬مارس ‪ .2008‬غير أن إدارة هذا‬
‫الميناء تقتضي تحسين نظام الرقابة الداخلية من أجل تدبير المخاطر المتعلقة بموثوقية وسالمة البيانات التي يتم إجراؤها‪ .‬في‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬لوحظ غياب مساطر تؤطر طرق استقبال بواخر الترفيه وشروط الرسو واإلقامة داخل الميناء‪ ،‬وكذا نظام فوترة‬
‫الخدمات المقدمة‪ .‬كما أن تدبير أشغال النشاط البحري ال يرتكز على نظام معلوماتي خاص‪ ،‬بحيث تقتصر على مسك سجالت‬
‫ورقية لتسجيل المعطيات المتعلقة بوصول ومغادرة البواخر‪.‬‬
‫على صعيد آخر‪ ،‬تمت خمس عمليات تجريف لقناة المالحة وحوض الميناء الترفيهي‪ ،‬بمبلغ إجمالي بقيمة ‪ 35‬مليون درهم‪.‬‬
‫إال أن إنجاز هذه العمليات تم بشكل غير منتظم ودون االعتماد على مسح مسبق لألعماق (باستثناء عملية تجريف واحدة)‪.‬‬
‫‪2821‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما أن تحمل نفقات جميع العمليات تم من طرف الوكالة خالل الفترة الممتدة من ‪ 2008‬إلى ‪ 2021‬عوض شركة مارينا أبي‬
‫رقراق‪ ،‬علما أن مقتضيات المادة ‪ 4‬من دفتر التحمالت المتعلق بعقد االمتياز المبرم بين الوكالة الوطنية للموانئ وشركة‬
‫مارينا أبي رقراق في سنة ‪ ،2008‬تنص على أن "صاحب االمتياز يتعهد على نفقته الخاصة وتحت مسؤوليته بضمان تجريف‬
‫الحوض من أجل الحفاظ على العمق البحري المنصوص عليه"‪.‬‬
‫وقد أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة أنه عمال بتوصيات المجلس‪ ،‬قامت الوكالة من خالل شركة أبي رقراق‬
‫مارينا‪ ،‬بوضع مخطط عمل من أجل تجاوز المالحظات المشار إليها في تقرير المجلس‪ ،‬وفي هذا اإلطار عملت‬
‫الوكالة على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توظيف إطار متخصص في تدبير الموانئ وتكليفه بالشرطة المينائية للعمل كرائد ميناء حسب القوانين الجاري بها‬
‫العمل؛‬
‫‪ -‬وضع مسطرة تؤطر عملية استقبال البواخر وشروط الرسو واإلقامة داخل الميناء؛‬
‫‪ -‬العمل على وضع منظومة معلوماتية تؤطر األنشطة المينائية ونظام فوترة للخدمات المقدمة؛‬
‫‪ -‬العمل على تسوية الوضعية المالية لشركة أبي رقراق مارينا فيما يخص استخالص الديون المستحقة والمتعلقة‬
‫ببواخر الترفيه وكذلك المساحات المستغلة من طرف المحالت التجارية؛‬
‫‪ -‬العمل على تكوين الموارد البشرية للشركة فيما يتعلق بتدبير األنشطة بالميناء الترفيهي مارينا‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يوصي المجلس األعلى للحسابات بإعادة تقييم استدامة النموذج االقتصادي والمالي للوكالة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫بالنسبة لرئاسة الحكومة ووزارة االقتصاد والمالية ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مد الوكالة بموارد ثابتة تمكن من ضمان اشتغالها وتنفيذ مشاريعها االستثمارية بفعالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة لرئاسة الحكومة ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على تحيين مخطط وآليات تعبئة تمويالت مبتكرة وموارد إضافية الستكمال برنامج الوكالة‬ ‫‪-‬‬
‫االستثماري (كالشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬وضمان مساهمة األجهزة العمومية والخاصة‪ ،‬إلخ)‪،‬‬
‫وذلك في إطار عقد برنامج جديد مصمم بشكل أفضل ويسمح بتعبئة المزيد من الموارد ؛‬
‫بالنسبة لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع استراتيجية مؤ ِّطرة لتملك وتأمين العقار‪ ،‬مع تحديد األهداف المتوخاة والجدولة الزمنية المتعلقة‬ ‫‪-‬‬
‫بحيازة الوعاء العقاري‪ ،‬ومؤشرات األداء‪ ،‬وتحديد الموارد ومصادر التمويل مع استحضار المخاطر‬
‫وبلورة سيناريوهات تدبيرها في الوقت المناسب؛‬
‫تطوير أقطاب الخبرة والكفاءات المتعلقة بالمهام الرئيسية للوكالة‪ ،‬ال سيما تدبير المنازعات‪ ،‬وصيانة‬ ‫‪-‬‬
‫المنشآت التقنية وتدبير الموقع؛‬
‫العمل على تحسين نظام قيادة وتدبير المشاريع على مستوى الوكالة واالنفتاح على آليات جديدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كاإلشراف المنتدب للمشاريع‪ ،‬بهدف استكمال إنجاز البرنامج االستثماري لمشروع تهيئة ضفتي أبي‬
‫رقراق‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬تتبع تنفيذ التوصيات‬


‫تبعا لنتائج المهمات الرقابية التي تنجزها المحاكم المالية‪ ،‬توجه هذه األخيرة توصيات لألجهزة التي شملتها هذه المهمات وذلك‬
‫من أجل تجاوز األسباب التي أدت إلى النقائص المرصودة واستباق المخاطر المحتملة قصد تحسين تدبير األجهزة الخاضعة‬
‫للرقابة والرفع من أدائها وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية كما تم تغييره وتتميمه‬
‫بالقانون رقم ‪ 55.16‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬غشت ‪ ،2016‬وانسجاما مع الممارسات الفضلى المعتمدة من طرف األجهزة العليا‬
‫للرقابة‪ ،‬تقوم المحاكم المالية‪ ،‬بصفة منتظمة‪ ،‬بتتبع مآل التوصيات التي تصدرها‪ ،‬وذلك من أجل تقييم مدى تفاعل األجهزة‬
‫المعنية مع هذه التوصيات‪ ،‬وقياس أثر المهمات الرقابية المنجزة‪ ،‬فضال عن تحديد‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬العوامل واإلكراهات التي‬
‫عاقت تنفيذ البعض منها‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2822‬‬

‫واستنادا إلى المعايير المهنية المعمول بها في هذا المجال‪ ،‬تتم عمليات تتبع تنفيذ التوصيات إما باعتماد آليات كتابية مدعومة‬
‫باستمارات واستبيانات دقيقة (التتبع المستندي) أو من خالل القيام بمهام ميدانية‪ ،‬وهو ما يسمح للمحاكم المالية من الوقوف‬
‫على التدابير المتخذة من طرف األجهزة المعنية من أجل تنفيذ التوصيات وكذا أثرها على تدبير هذه األجهزة ورصد‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬العوامل التي حالت دون تنفيذ البعض منها‪.‬‬
‫وارتباطا بمهمة تتبع التوصيات‪ ،‬فقد عرفت سنة ‪ 2022‬مستجدات مهمة من أجل تجويد هذه العملية وجعلها أكثر فاعلية‪ ،‬إذ‬
‫جعل المجلس من تحسين جودة التوصيات الصادرة عن المحاكم المالية وتتبع تنفيذها أحد توجهاته االستراتيجية الست برسم‬
‫الفترة ‪ .2026 -2022‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬اعتمد المجلس منصة رقمية وضعت رهـن إشارة األجهزة الخاضعة لرقابة المجلس‪،‬‬
‫بهدف ضمان تتبع فوري وفعال للتوصيات وتيسير عمليات التواصل والتفاعل بين المجلس واألجهزة المعنية بتتبع التوصيات‪.‬‬
‫ويستعرض هذا الجزء من التقرير السنوي أهم الخالصات التي أفضت إليها أعمال تتبع تنفيذ التوصيات‪ ،‬انطالقا من تفاعل‬
‫األجهزة المعنية‪ ،‬والتي تتعلق بالتوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات في إطار‬
‫المهمات الرقابية المنجزة برسم سنة ‪ ،2018‬والبالغ عددها ‪ 3.788‬توصية بنسبة استجابة فاقت ‪ ،%89‬مقابل ‪ %84‬سنة‬
‫‪.2017‬‬
‫أوال‪ .‬تتبع التوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات‬
‫قام المجلس األعلى للحسابات بتتبع تنفيذ التوصيات‪ ،‬البالغ عددها ‪ 861‬توصية صادرة عنه في إطار ‪ 36‬مهمة رقابية أنجزت‬
‫برسم سنة ‪ ،2018‬وذلك من خالل اعتماد منهجية التتبع المستندي‪ .‬كما قام ميدانيا بتتبع التوصيات المتعلقة بتقييم تدبير‬
‫اإلعانات الممنوحة من طرف القطاعات الحكومية‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة‪ ،‬بخصوص مهمة "مراقبة تنفيذ ميزانية الدولة برسم سنة ‪ ،"2017‬إلى أن المجلس يقوم سنويا بتتبع تنفيذ‬
‫التوصيات الصادرة عنه بمناسبة إنجازه للتقرير حول تنفيذ قانون المالية الذي يرافق مشروع قانون التصفية‪.‬‬
‫‪ .1‬التتبع المستندي ‪ :‬تفاعل إيجابي رغم بعض اإلكراهات وتحسن على مستوى مجموعة من‬
‫أوجه التدبير‬
‫مكنت عملية التتبع المستندي لما مجموعه ‪ 861‬توصية شملت مجموعة من القطاعات (المالية‪ ،‬الصحة‪ ،‬التربية الوطنية‬
‫والتعليم العالي والتكوين‪ ،‬الماء‪ ،‬الطاقة‪ ،‬الغابات‪ ،‬الصيد البحري‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬النقل‪ )...‬من الوقوف على المآل الذي خصص لها‪،‬‬
‫من حيث العد والنسب‪ .‬ويبرز الجدول الموالي‪ ،‬حسب القطاعات وحسب نسب تنفيذ التوصيات‪ ،‬أهم نتائج هذه العملية‪:‬‬
‫في طور‬ ‫مجموع‬
‫غير المنجزة‬ ‫المنجزة‬
‫اإلنجاز‬ ‫التوصيات‬ ‫الجهاز‪/‬المهمة‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫العدد النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الصادرة‬
‫القطاعات المالية‬
‫‪%44‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مراقبة تسيير الوديع المركزي‬

‫‪%11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪18‬‬ ‫مراقبة تسيير صندوق اإليداع والتدبير‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مراقبة تسيير شركة "ميدزد"‬
‫قطاع الصحة‬
‫‪%9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%73‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المركز االستشفائي االقليمي ببوجدور‬
‫المركز االستشفائي اإلقليمي موالي عبد هللا‬
‫‪%32‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪28‬‬
‫بالمحمدية‬
‫المركز االستشفائي اإلقليمي محمد الخامس‬
‫‪%6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬
‫بالحي المحمدي‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫‪%6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪17‬‬ ‫مستشفى محمد السادس بطنجة‬

‫‪%26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المركز االستشفائي اإلقليمي بقلعة السراغنة‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪31‬‬ ‫المركز االستشفائي االقليمي لسيدي سليمان‬
‫مراقبة نظام التأمين اإلجباري األساسي عن‬
‫‪%25‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المرض لفائدة أجراء القطاع الخاص المدبر من‬
‫طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬
‫‪2823‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫في طور‬ ‫مجموع‬


‫غير المنجزة‬ ‫المنجزة‬
‫اإلنجاز‬ ‫التوصيات‬ ‫الجهاز‪/‬المهمة‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫العدد النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الصادرة‬
‫‪%14‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%86‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مراقبة تسيير الوكالة الوطنية للتأمين الصحي‬
‫مراقبة تسيير الصندوق الوطني لمنظمات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬
‫االحتياط االجتماعي‬
‫قطاعات التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪31‬‬ ‫كلية العلوم والتقنيات بمراكش‬
‫البحث العلمي والتكنولوجي بجامعة محمد‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪13‬‬
‫الخامس بالرباط‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫‪%4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪24‬‬
‫بسال التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط‬
‫مراقبة تسيير المدرسة الوطنية للهندسة‬
‫‪%7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬
‫المعمارية بالرباط‬
‫‪%40‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مراقبة تسيير المعهد الملكي لتكوين األطر‬
‫مراقبة تسيير مجموعة المعهد العالي للتجارة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬
‫وإدارة المقاوالت‬
‫‪%17‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪18‬‬ ‫مراقبة تسيير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير‬
‫كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد‬
‫‪%7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪14‬‬
‫األول بوجدة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون‬
‫مراقبة تسيير األكاديمية الجهوية للتربية‬
‫‪%13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪15‬‬
‫والتكوين سوس‪-‬ماسة‬
‫قطاعات الماء والطاقة والنقل‬

‫‪%27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪33‬‬ ‫مهمة تقييم تدابير النجاعة الطاقية‬

‫‪%13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪45‬‬ ‫تقييم تدبير الملك العمومي المائي‬
‫مراقبة تسيير مركزي تسجيل السيارات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%78‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬
‫بمدينتي طنجة وتطوان‬
‫القطاعات اإلنتاجية‬
‫مراقبة تسيير المكتب الوطني للسالمة الصحية‬
‫‪%12‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%78‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪72‬‬
‫للمنتجات الغذائية (أونسا)‬
‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪24‬‬ ‫برنامج توسيع الري‬
‫تقييم إنجازات مخطط الصيد البحري‬
‫‪%26‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪53‬‬
‫"آليوتيس'' عن الفترة ‪2016-2009‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪26‬‬ ‫تثمين وإعادة إحياء غابات الفلين‬

‫‪7%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%83‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مهمة تقييم سلسلة الزيتون‬

‫قطاع اإلعالم‬
‫التدبير المالي وحكامة شركة الدراسات‬
‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%79‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪19‬‬
‫واإلنجازات السمعية البصرية (صورياد ‪)2M‬‬
‫البث األرضي والفضائي للقنوات التلفزية‬
‫‪%9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%73‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪22‬‬ ‫واإلذاعية من قبل الشركة الوطنية لإلذاعة‬
‫والتلفزة‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2824‬‬

‫في طور‬ ‫مجموع‬


‫غير المنجزة‬ ‫المنجزة‬
‫اإلنجاز‬ ‫التوصيات‬ ‫الجهاز‪/‬المهمة‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫العدد النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الصادرة‬
‫حكامة وتدبير إنتاج البرامج التلفزية للشركة‬
‫‪%4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪29‬‬
‫الوطنية لإلذاعة والتلفزة‬
‫البرامج الموجهة للنهوض بالصناعة‬
‫‪%15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪59‬‬
‫السينمائية (المركز السينمائي المغربي)‬
‫قطاعات أخرى‬

‫‪%4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%73‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪75‬‬ ‫تدبير المؤسسات السجنية‬
‫المهمة الموضوعاتية حول مدى جاهزية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%87‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المغرب لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪2030-2015‬‬
‫‪%13‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪416‬‬ ‫‪861‬‬ ‫المجموع العام‬

‫وتبرز البيانات الواردة في الجدول أعاله تفاعال إيجابيا من طرف األجهزة المعنية من أجل تنفيذ التوصيات الصادرة عن‬
‫المجلس‪ .‬ذلك أن نسبة التوصيات المنفذة كليا أو التي هي في طور التنفيذ قد بلغت ‪ ،%87‬مع تسجيل تطور ملموس مقارنة‬
‫مع سنة ‪ 2017‬التي بلغت فيها هذه النسبة ‪ .%78‬أما التوصيات التي لم يتم تنفيذها بعد فلم تتجاوز نسبتها ‪ .%13‬وتعكس هذه‬
‫النسب الجهود المبذولة من طرف مختلف األجهزة المعنية لتجاوز أوجه القصور التي سجلت خالل مهمات المراقبة‪ ،‬كما‬
‫تظهر األثر اإليجابي لتنفيذ هذه التوصيات والتوجيهات الصادرة‪ ،‬ومساهمته في تحسين أداء هذه األجهزة‪.‬‬
‫ويمكن تفصيل نتائج عمليات التتبع حسب مستوى تنفيذ التوصيات ذات الصلة‪ ،‬على النحو الموالي‪:‬‬
‫ب‪ .‬التوصيات المنجزة كليا‪ :‬تنفيذ كلي لحوالي نصف التوصيات الصادرة‬
‫من أصل ‪ 861‬توصية شملتها عملية التتبع المستندي‪ ،‬تم تنفيذ ‪ 416‬توصية بصفة كلية‪ ،‬أي حوالي ‪ .%48‬وكما يبرز ذلك‬
‫الجدول الموالي‪ ،‬فإن هذه النسبة فاقت ‪ %60‬بخصوص ثمان مهام رقابية‪:‬‬
‫عدد األجهزة المعنية‬ ‫أشطر نسبة التنفيذ الكلي للتوصيات‬
‫‪8‬‬ ‫‪ %60‬وما فوق‬
‫‪14‬‬ ‫‪%59-%40‬‬
‫‪14‬‬ ‫أقل من ‪%40‬‬
‫‪36‬‬ ‫المجموع‬
‫وإذا كانت نسبة التوصيات المنفذة كليا من طرف بعض األجهزة قد تبدو محدودة‪ ،‬فإن ذلك ال يعني بالضرورة عدم استجابتها‬
‫لهذه التوصيات‪ ،‬بل يتعلق األمر فقط بكون مجموعة من هذه التوصيات ال تزال في طور التنفيذ‪ ،‬إذ تحتاج‪ ،‬في بعض الحاالت‪،‬‬
‫إلى مدة أطول وإلى سلك مساطر معينة منصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالتوصيات المنفذة كليا‪ ،‬وعلى مستوى التدبير المالي وحكامة شركة الدراسات واإلنجازات السمعية‬
‫البصرية"صورياد ‪ ،"2M‬وفي إطار التفاعل مع توصيات المجلس‪ ،‬أعلن الوزير المكلف باالتصال‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬مايو ‪،2021‬‬
‫عن وضع استراتيجية لتطوير المجال السمعي البصري‪ ،‬من خالل دمج وكالة "‪ "Régie 3‬في القطب العمومي والذي يضم‬
‫القنوات التلفزية الثالث (‪ SNRT‬و‪ 2M‬و‪.)Médi1tv‬‬
‫أما بالنسبة للمكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪ ،‬فقد سجل المجلس التجاوب اإليجابي مع جل التوصيات‪.‬‬
‫ومن أبرز المنجزة منها‪ ،‬وذات الوقع اإليجابي على السالمة الصحية للمواطن‪ ،‬قيام المكتب باعتماد آلية علمية لتقييم المخاطر‬
‫الصحية‪ ،‬وذلك من خالل إحداث لجنة علمية مكلفة بإنجاز هذا التقييم‪ ،‬في أبريل ‪ .2020‬كما أصبحت تنجز بحوثا دورية لتقييم‬
‫المخاطر‪ ،‬مع تعزيز اللجنة بموارد بشرية من خالل توظيف ثالثة أطر وتنظيم ثالثة تكوينات في مجال تقييم المخاطر الصحية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وتبعا لتوصية المجلس بإعمال مراقبة فعالة على عمليات بيع المبيدات المستعملة في مجال الفالحة بالتقسيط‪،‬‬
‫بادر المكتب بإحصاء جميع تجار هذه المواد‪ ،‬والذي يصل عددهم إلى ‪ 1.250‬تاجرا‪ ،‬مع وضع شروط صارمة لمزاولة هذا‬
‫النشاط الحساس‪ .‬كما شرع في هذا الصدد‪ ،‬بتسجيل جميع التجار وبتعزيز المراقبة مع تفعيل آليات تتبع هذه المواد‪ .‬وفي سياق‬
‫آخر‪ ،‬وتفاعال مع توصيات المجلس‪ ،‬عزز المكتب مراقبته على بقايا المبيدات في الخضر والفواكه‪ ،‬بحيث راقب المكتب سنة‬
‫‪ 2021‬ما يناهز ‪ 2.300‬عينة للبحث عن بقايا المبيدات في المواد النباتية‪ ،‬بينما كان عدد العينات ال يتجاوز سنة ‪930 ،2019‬‬
‫عينة أي بزيادة ‪.%147‬‬
‫‪2825‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وبخصوص كلية العلوم والتقنيات بمراكش‪ ،‬فقد تم تنفيذ بعض التوصيات المهمة‪ ،‬حيث تم الرفع من المبالغ المرصودة لهياكل‬
‫البحث العلمي المنخرطة بفعالية في اإلنتاج العلمي‪ .‬كما تم وضع نظام لتحديد وتوقع الخصاص من المعدات العلمية‬
‫والمعلوماتية وكذا العمل على االستغالل األمثل للموارد البشرية المتوفرة عن طريق تفعيل الحركية الوظيفية واشتراط السماح‬
‫لألساتذة الباحثين بتقديم الساعات العرضية واإلضافية بإدالئهم بشواهد يقرون فيها بأنهم قاموا بتدريس الساعات القانونية في‬
‫المؤسسة التي يعملون بها‪ ،‬مع إخضاع هذه الشواهد للمصادقة من طرف رئيس الشعبة ورئيس المؤسسة الجامعية‪.‬‬
‫وبالنسبة لتدبير المؤسسات السجنية‪ ،‬فقد ساهم تنفيذ التوصيات الصادرة عن المجلس في تحسين تدبير أداء المندوبية‪ ،‬كما‬
‫هو الشأن بالنسبة لتسريع وتيرة تنفيذ برنامج نقل السجون المتهالكة والمتواجدة بالوسط الحضري للحد من ظاهرة االكتظاظ‬
‫داخل السجون وأنسنة ظروف االعتقال وتكثيف وتحسين البرامج المخصصة إلعادة إدماج المعتقلين‪ .‬كما أن إعداد برامج‬
‫إعادة إدماج النزيالت م ّكن من استفادة ‪ 5.092‬نزيلة من هاته البرامج‪ ،‬وذلك في إطار ‪ 19‬ورشة عمل خاصة بالتكوين المهني‬
‫والحرفي في شعب مختلفة خاصة بالنساء‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬ساهمت عملية تتبع مؤشرات األداء وإنشاء نظام للتقييم وإعداد‬
‫التقارير في قياس درجة تحقيق األهداف المحددة بانتظام وداخل اآلجال المسطرة‪.‬‬
‫و فيما يتعلق بالبث األرضي والفضائي للقنوات التلفزية واإلذاعية من قبل الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة‪ ،‬تتضح من‬
‫خالل تفاعل الشركة الوطنية أهمية اإلجراءات التي اتخذتها في هذا المجال‪ ،‬ال سيما اعتماد استراتيجية لتطوير قطاع البث‬
‫اإلذاعي والتلفزي مرتكزة على التطورات التكنولوجية التي يشهدها القطاع وتعزيز تغطية البث اإلذاعي (‪ )FM‬مع مراعاة‬
‫آفاق التطور الحاصل في قطاع البث اإلذاعي‪ ،‬من جهة‪ ،‬وتحسين مستوى التنسيق بين مختلف المديريات لتجنب التباين بين‬
‫البيانات الخاصة بالوضعية العقارية للمحطات‪ ،‬واعتماد مقاربة مندمجة في تدبير المشاريع‪ ،‬بحيث تم خفض المعيقات‬
‫المرتبطة بتعبئة العقار ومنح رخص البناء باإلضافة إلى تتبع استهالك الكهرباء في محطات البث اإلذاعي والتلفزي‪ ،‬وتسوية‬
‫فواتير الكهرباء غير المسددة‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫ج‪ .‬توصيات في طور اإلنجاز‪ :‬تفاعل إيجابي يحتاج مزيدا من الوقت للتنزيل الكلي‬
‫بلغ عدد التوصيات التي كانت في طور اإلنجاز ما مجموعه ‪ 334‬توصية‪ ،‬أي حوالي ‪ %39‬من مجموع التوصيات التي تم‬
‫تتبعها مستنديا‪ .‬وقد تجاوزت هذه النسبة ‪ %40‬بخصوص ‪ 18‬مهمة رقابية‪:‬‬
‫عدد األجهزة المعنية‬ ‫أشطر نسبة التوصيات التي توجد في طور التنفيذ‬
‫‪9‬‬ ‫‪ %60‬وما فوق‬
‫‪9‬‬ ‫‪%59-%40‬‬
‫‪18‬‬ ‫أقل من ‪%40‬‬
‫‪36‬‬ ‫المجموع‬
‫وتمثل نسب التوصيات التي توجد في طور التنفيذ مؤشرا إضافيا يعكس مدى استجابة األجهزة المعنية للتوصيات الصادرة‬
‫عن المجلس األعلى للحسابات‪ .‬ويتعلق األمر أساسا بتوصيات تقتضي‪ ،‬بطبيعتها‪ ،‬تدابير معينة أو آجاال قانونية من أجل استيفاء‬
‫جميع شروط تنفيذها كليا‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن اإلشارة إلى بعض المهام التي بلغت فيها نسبة التوصيات التي توجد في طور اإلنجاز مستويات مرتفعة‬
‫كما هو الشأن بالنسبة المهمة الموضوعاتية حول مدى جاهزية المغرب لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ‪.2030-2015‬‬
‫ففي إطار هذه المهمة الموضوعاتية ‪ ،‬أصدر المجلس ثمان توصيات التزمت الحكومة بتنفيذ جميعها‪ ،‬حيث وضعت إطارا‬
‫جديدا يسمح بانخراط مختلف الفاعلين في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وذلك من خالل إحداث اللجنة الوطنية للتنمية‬
‫المستدامة‪ .‬وقد ضمت هذه اللجنة من بين أعضائها المندوبية السامية للتخطيط والوكالة المغربية للتنمية المستدامة والوكالة‬
‫المغربية للنجاعة الطاقية وجمعية رؤساء جهات المغرب والكونفدرالية العامة لمقاوالت المغرب‪ .‬وقد تم تكليف المندوبية‬
‫السامية للتخطيط بإعداد التقارير المختلفة المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة وتقديم تقرير سنوي إلى اللجنة الوطنية للتنمية‬
‫المستدامة مع ضم ان تتبع مؤشرات أهداف التنمية المستدامة‪ .‬هذا المعطى من شأنه أن يساهم بشكل فعال في عملية تتبع‬
‫ومواكبة تنفيذ األهداف وفي توفير المعطيات والمؤشرات التي تسمح بتقييم التقدم الذي تم تحقيقه‪ .‬ويعتبر إحداث اللجنة خطوة‬
‫مهمة ستساهم في الرفع من مستوى التنسيق بين مختلف الفاعلين العموميين والخواص والمجتمع المدني‪.‬‬
‫د‪ .‬توصيات غير منجزة‪ :‬نسبة محدودة وإكراهات يجب تجاوزها‬
‫لم تتجاوز نسبة التوصيات التي لم يتم تنفيذها ‪ ،%13‬إذ من بين ‪ 861‬توصية لم يتم تنفيذ ‪ 111‬توصية‪ .‬ولم تتجاوز نسبة عدم‬
‫التنفيذ ‪ %40‬بخصوص ‪ 33‬مهمة رقابية‪ ،‬من بينها ‪ 28‬مهمة سجلت بشأنها نسب عدم تنفيذ تقل عن ‪.%20‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2826‬‬

‫عدد األجهزة المعنية‬ ‫أشطر نسبة التوصيات التي توجد في طور التنفيذ‬
‫‪1‬‬ ‫‪ %60‬وما فوق‬
‫‪9‬‬ ‫‪%59-%40‬‬
‫‪( 33‬منها ‪ 28‬جهاز سجل نسبا تقل عن ‪)%20‬‬ ‫أقل من ‪%40‬‬
‫‪36‬‬ ‫المجموع‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬وإضافة إلى السياق المرتبط بانتشار جائحة "كوفيد‪ ،"19-‬فإن استمرار بعض اإلكراهات والمعوقات حال‬
‫دون تنفيذ بعض التوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬رغم األهمية التي تكتسيها من أجل المساهمة في تحسين‬
‫األداء‪.‬‬
‫وتتمثل أهم اإلكراهات التي تم الدفع بها في هذا اإلطار‪ ،‬في تعدد المتدخلين وعدم اتخاذ القطاع الوصي لإلجراءات الضرورية‬
‫لتنفيذ بعض التوصيات ومحدودية الموارد البشرية والمالية‪ ،‬فضال عن ارتباط تنفيذ بعض التوصيات بأجهزة أخرى وكذا‬
‫لطبيعة بعض التوصيات التي يقتضي تنزيلها اعتماد مقاربة تدريجية بيداغوجية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬وفيما يتعلق بالوديع المركزي "ماروكلير"‪ ،‬فقد أرجع هذا األخير عدم تنفيذ بعض التوصيات‪ ،‬كالرفع من مستوى‬
‫تسوية المعامالت المالية من خالل التقليص من التعاليق وكذا تحديد استراتيجية منسجمة ومالئمة للرقمنة تستهدف الشركات‬
‫القابلة لإلدراج بالبورصة‪ ،‬إلى طبيعة وعدد المتدخلين في عملية التنفيذ الذين من بينهم بورصة الدار البيضاء والمجموعة‬
‫المهنية لبنوك المغرب والجمعية المهنية لشركات البورصة‪.‬‬
‫وارتباطا بإنجازات مخطط الصيد البحري "آليوتيس''‪ ،‬لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة بتشغيل جميع أسواق البيع بالجملة التي‬
‫تم إحداثها‪ ،‬والتي كلف إنجازها مبالغ مهمة تقدر بما مجموعه ‪ 600‬مليون درهم‪ .‬وقد أفاد قطاع الصيد البحري بأنه تم تجهيز‬
‫أسواق الجملة بمصانع ثلج وأنظمة التبريد دون اإلشارة إلى مستوى تشغيل هذه األسواق‪ .‬ذلك أن الغرض من التوصية هو‬
‫اتخاذ التدابير لضمان تشغيلها فعليا وبكيفية كاملة‪ ،‬بالنظر للمكاسب المهمة التي يمكن تحقيقها من خالل هيكلة وتطوير القطاع‬
‫والخدمات المرتبطة به‪ .‬كما لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة بتعميم آلية المراقبة باألقمار االصطناعية لتشمل قطاع الصيد‬
‫التقليدي‪ ،‬حيث أشار جواب القطاع على ما تمت برمجته خالل الفترة من أبريل ‪ 2024‬إلى أبريل ‪ 2027‬بخصوص إنشاء‬
‫نظام مراقبة جغرافي لألسطول التقليدي (‪ )VMS‬بميزانية قدرها ‪ 144‬مليون درهم‪ .‬وتقتضي هذه التوصية األخيرة اعتماد‬
‫مقاربة بيداغوجية ومنهجية تدرجية في تنزيلها‪.‬‬
‫وعالقة بنفس القطاع‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن خمس توصيات أخرى لم يتم تنفيذها‪ ،‬حيث اعتبر قطاع الصيد البحري أنه لم يعد‬
‫معنيا بها ألن المكتب الوطني للصيد لم يعد يتدخل في تدبير موانئ الصيد بعد أن تم في يوليو ‪ 2018‬إنهاء اتفاقية االمتياز‬
‫المبرمة مع الوكالة الوطنية للموانئ‪ ،‬ويتعلق األمر بالتوصيات المرتبطة بتقوية تجهيزات موانئ الصيد بوسائل التفريغ‬
‫والمناولة والتفريغ اآللي (رافعات ومضخات‪ )...‬وبتخفيف االزدحام في موانئ الصيد عن طريق إعادة نشر األنشطة غير‬
‫المرتبطة مباشرة بأنشطة ميناء الصيد وضبط الولوج إلى الميناء‪....‬‬
‫وفيما يتعلق بالوكالة الوطنية للتأمين الصحي‪ ،‬لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة بتوسيع قائمة المستلزمات الطبية وإعداد نظام‬
‫مرجعي ألسعارها الرتباطها بتحديد أثمنة المستلزمات الطبية‪ ،‬من قبل الوزارة المكلفة بالصحة‪ ،‬ونشرها بالجريدة الرسمية‪.‬‬
‫وشكلت الموارد البشرية أحد المعيقات أمام عدم إنجاز بعض التوصيات المتعلقة بتدبير الملك العمومي المائي‪ ،‬حيث أشار‬
‫القطاع الحكومي المكلف بالماء ووكاالت األحواض المائية إلى وجود نقص على مستوى الموارد البشرية المكلفة بتدبير‬
‫ومراقبة السدود‪ ،‬واستخالص متأخرات اإلتاوات وكذا تدبير نظم المعلومات‪ .‬ويتعلق األمر على سبيل المثال بالتأخر في إعداد‬
‫المخطط التوجيهي للنظام المعلوماتي لوكاالت األحواض المائية والذي يهدف إلى استباق االحتياجات الوظيفية والتقنية للنظام‬
‫المعلوماتي الخاص بكل وكالة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بصندوق اإليداع والتدبير‪ ،‬يقتضي تنفيذ بعض التوصيات المرتبطة بإعادة صياغة اإلطار القانوني والمؤسساتي‬
‫للصندوق من أجل مالءمته مع الممارسات الفضلى لحكامة الشركات والتأكد من مدى احترام هذا األخير لاللتزامات واألهداف‬
‫التي صدرت على أساسها الموافقة من أجل إحداث الشركات أو المساهمات‪ ،‬تدخل وزارة المالية باعتبارها القطاع الحكومي‬
‫الوصي‪.‬‬
‫وبخصوص تثمين وإعادة إحياء غابات الفلين‪ ،‬لم يتم تنفيذ التوصيتين المتعلقتين بإنجاز تقييم شامل لفعالية نظام المقاصة‪،‬‬
‫وتطوير نظام "المقاصة من أجل حماية غابات الدولة المراد استغاللها أو إحياؤها" حول مشاريع للتنمية االقتصادية المندمجة‬
‫للمناطق الغابوية‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬فقد أشارت الوزارة المعنية إلى التقرير الذي تم إعداده في شهر مارس ‪ 2016‬والذي سبق‬
‫للجنة المراقبة أن اطلعت عليه خالل القيام بالمهمة الرقابية‪ ،‬إال أنه لم يكن شموليا‪ .‬حيث قامت الوزارة الوصية فقط بإصدار‬
‫القرار رقم ‪ 714.22‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ 2022‬بتغيير وتتميم القرار رقم ‪ 1855.01‬المتعلق بوضع حدود وشروط وإجراءات‬
‫‪2827‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫طلب ومنح المقاصة من أجل حماية المجال الغابوي المراد استغالله أو إحياؤه خاصة لرفع سقف المنحة إلى ‪ 1.000‬درهم‬
‫عن الهكتار المحمي عوض ‪ 350‬درهم سابقا‪ .‬وبخصوص نظام منح المقاصة سالف الذكر‪ ،‬فلم يتم تطويره بعد إلى اآللية التي‬
‫أثبتت فعاليتها في بلد ان أخرى والمتعلقة " باألداء مقابل الخدمات البيئية " بحيث يتم الرفع من انخراط ذوي الحقوق في‬
‫عمليات صيانة وحماية الغابة‪ .‬وقد أشارت الوزارة الوصية في جوابها على عزمها إحداث "هيئة التطوير الغابوي" المنصوص‬
‫عليها في مشروع القانون الغابوي والتي من شأنها تأطير دور ذوي الحقوق في تدبير المجال الغابوي‪ .‬وحري بالذكر في هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬إلى أهمية اعتماد مقاربة بيداغوجية بالنظر إلى حساسية هذا المجال‪.‬‬
‫وإضافة إلى هذه العناصر‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى بعض التوصيات الرئيسية األخرى التي لم يتم تنفيذها من طرف بعض األجهزة‪،‬‬
‫وذلك على النحو الموالي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمعهد الملكي لتكوين األطر‪ ،‬لم يتم تنزيل بعض التوصيات‪ ،‬خصوصا ذات الطابع الهيكلي والتقني‪ ،‬كتلك‬
‫التي تهم توضيح العالقة الهيكلية والوظيفية بين المعهد والوزارة الوصية‪ ،‬ووضع نظام شامل لتتبع مسار خريجي‬
‫المعهد‪ ،‬وتقوية هياكل تدبير الملك العقاري والتجهيزات الرياضية وإيجاد حلول للمشاكل التقنية التي يعرفها المركز‬
‫الوطني للرياضات؛‬
‫‪ -‬أما فيما يخص مراقبة نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة أجراء القطاع الخاص المدبر من‬
‫طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬لم يتم تنفيذ ثالث توصيات‪ ،‬منها توصيتان متعلقتان بمجال تدبير‬
‫الخدمات لم يدل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بأي معلومات عن وضعية تنفيذهما؛‬
‫‪ -‬بالنسبة للتدبير المالي وحكامة شركة الدراسات واإلنجازات السمعية البصرية‪-‬صورياد ‪ ،2M‬لم يتم تنفيذ‬
‫التوصية المتعلقة بتقديم وكالة اإلشهار »‪ «Régie3‬للوثائق المحاسباتية وفقا للمادة ‪ 21‬من العقد المؤرخ ‪-07-19‬‬
‫‪ 1991‬وكذا إجراء تدقيق لهذه الحسابات؛‬
‫‪ -‬بشأن حكامة وتدبير إنتاج البرامج التلفزية للشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة‪ ،‬لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة‬
‫بضرورة وضع عقد برنامج يمكن من تحديد التزامات الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة مع الدولة‪ ،‬وكذا األهداف‬
‫والوسائل التي تمكن من التنزيل الفعلي للتوجهات االستراتيجية للشركة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي‪ ،‬فقد أصدر المجلس ما مجموعه تسع توصيات‪ ،‬لم يتم تنفيذ‬
‫أية واحدة منها‪ .‬حيث أفاد في معرض جوابه أن إمكانية تنفيذ هذه التوصيات باتت من اختصاص كل من رئاسة الحكومة‬
‫ووزارة الصحة والحماية االجتماعية‪.‬‬
‫وحري بالذكر أيضا‪ ،‬أنه بالنسبة لشركة المساهمات واالستثمارات المالية "فيبار القابضة"‪ ،‬فلم يتم التوصل بأي جواب من‬
‫هذه الشركة بخصوص التدابير المتخذة لتنفيذ التوصيات الموجهة إليها‪ ،‬وعليه فإن المجلس سيتخذ اإلجراءات الالزمة للتأكد‬
‫من مدى تنفيذ هذه الشركة للتوصيات الصادرة بشأنها‪.‬‬
‫‪ .2‬تتبع التوصيات المتعلقة بتقييم تدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات‪ :‬تطور ملموس لإلطار‬
‫القانوني لتدبير منح الدعم مع الحاجة إلى ربطه باألهداف االستراتيجية للقطاعات المانحة‬
‫بلغ مجموع الدعم العمومي التراكمي المخصص للجمعيات حسب آخر المعطيات المتوفرة لدى الوزارة المكلفة بالعالقات مع‬
‫البرلمان والخاصة بسنة ‪ ،2018‬ما مجموعه ‪ 3,6‬مليار درهم استفادت منه ‪ 22.544‬جمعية‪ .‬وقد قدم هذا الدعم من طرف‬
‫‪ 26‬قطاعا حكوميا و‪ 68‬مؤسسة ومقاولة عمومية فضال عن خمسة مرافق مسيرة بصورة مستقلة وحسابين مرصودين ألمور‬
‫خصوصية‪.‬‬
‫وقد بلغ الدعم المبرمج في إطار ميزانية القطاعات الحكومية لسنة ‪ 2018‬حوالي مليار درهم قدمت منه فعليا حوالي ‪927,54‬‬
‫مليون درهم لفائدة ‪ 1.089‬جمعية‪ .‬أما فيما يخص الدعم المقدم لجمعيات األعمال االجتماعية لفائدة موظفي اإلدارات العمومية‬
‫فقد بلغ حوالي ‪ 39‬مليون درهم استفادت منه ‪ 19‬جمعية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن التمويل العمومي المقدم للجمعيات عبر آلية طلبات العروض قد بلغ ‪ 52,6‬مليون درهم صرف لفائدة‬
‫‪ 634‬جمعية‪ ،‬في حين ارتفع التمويل المباشر إلى حوالي ‪ 859‬مليون درهم استفادت منه ‪ 623‬جمعية‪ .‬أما عدد االتفاقيات‬
‫المبرمة فقد بلغ ‪ 1.055‬اتفاقية‪.‬‬
‫غير أن ضبط المعطيات المتعلقة بالدعم العمومي وتتبعها تعتريه مجموعة من المعيقات‪ ،‬حسب ما صرحت به الوزارة المكلفة‬
‫بالعالقات مع البرلمان‪ ،‬بسبب ضعف التفاعل اإليجابي لبعض القطاعات الحكومية مع طلبات الوزارة في هذا الشأن‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد ‪ ،‬قام المجلس األعلى للحسابات بإصدار تقريرين خاصين حول "تدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات من‬
‫طرف القطاعات الحكومية" و"برامج الدعم المقدم لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية"‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2828‬‬

‫ولتتبع مآل تنفيذ التوصيات الواردة في التقريرين المذكورين‪ ،‬طلب المجلس من السيد األمين العام للحكومة ومن السيد الوزير‬
‫المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعالقات مع البرلمان‪ ،‬والسيدة الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال‬
‫الرقمي وإصالح اإلدارة إيفاده باإلجراءات المتخذة بشأن تنفيذ هاته التوصيات‪.‬‬
‫وقد توصل المجلس بأجوبة الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان بتاريخ ‪ 04‬غشت ‪ ،2022‬وبأجوبة الوزارة المكلفة باالنتقال‬
‫الرقمي وإصالح اإلدارة (مديرية الوظيفة العمومية) بتاريخ ‪ 24‬غشت ‪ ،2022‬وبأجوبة األمين العام للحكومة بتاريخ ‪04‬‬
‫نونبر ‪ .2022‬وقد تضمنت هذه األجوبة التدابير واإلجراءات المتخذة لتنفيذ توصيات المجلس‪.‬‬
‫أ‪ .‬حول تنفيذ التوصيات المتعلقة "بتدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية"‬
‫تضمن التقرير الخاص بتقييم تدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية مجموعة من المالحظات‬
‫والتي قدم المجلس األعلى للحسابات بشأنها عدة توصيات من أبرزها ما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬فيما يخص اإلطار العام لتدبير الدعم العمومي المقدم للجمعيات‬
‫‪ -‬العمل على وضع استراتيجية حكومية شاملة ومندمجة من أجل تأطير الدعم المقدم للجمعيات وتحديد األهداف‬
‫المرجوة من ورائه والمجاالت ذات األولوية‪ ،‬وذلك تماشيا مع األهداف االستراتيجية للقطاعات الوزارية المانحة؛‬
‫‪ -‬تحيين النصوص القانونية الخاصة بالجمعيات من أجل مالءمتها مع مقتضيات الدستور‪ ،‬بما يضمن تعريف وتحديد‬
‫الجمعيات "المهتمة بقضايا الشأن العام"‪ ،‬وتحديد آليات تدبير الدعم العمومي وطرق صرفه والقواعد العامة‬
‫المتعلقة بمسك محاسبة الجمعيات المستفيدة واإلدالء بحساباتها لألجهزة المعنية؛‬
‫‪ -‬اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بوضع منظومة إعالمية وطنية خاصة بالجمعيات‪ ،‬كما تنص على ذلك مقتضيات المادة‬
‫‪ 6‬من المرسوم رقم ‪ 677.09.2‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ 2010‬المتعلق بتنظيم األمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬فيما يتعلق بآليات تدبير وتتبع الدعم واالمتيازات األخرى المقدمة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية‬
‫‪ -‬تكريس الدور التنسيقي للقطاع الحكومي المكلف بالعالقات مع البرلمان عبر تنزيل خطة النهوض بالدعم العمومي‬
‫المقدم لجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الكفيلة بتنفيذ المشاريع التي تتضمنها داخل آجال معقولة؛‬
‫‪ -‬السهر على تحسين نجاعة الدعم المقدم للجمعيات من خالل منحه في إطار برمجة متعددة السنوات تحدد المجاالت‬
‫ذات األولوية التي ستستفيد من الدعم واألهداف المتوخاة منه‪ ،‬مع جدولة زمنية لتنفيذه وتحديد آليات تتبعه وتقييمه؛‬
‫‪ -‬حث جميع القطاعات الوزارية على اعتماد مساطر موثقة وموحدة من أجل إضفاء المزيد من الوضوح والشفافية‬
‫على عمليات تقديم وتتبع الدعم المالي وغير المالي للجمعيات؛‬
‫‪ -‬حث جميع القطاعات الوزارية على إرساء نظام متكامل لتتبع االتفاقيات المبرمة مع جمعيات المجتمع المدني‪،‬‬
‫يروم تجويد مضمونها تماشيا مع مقتضيات منشور الوزير األول رقم ‪ ،07/2003‬والسيما فيما يتعلق بالتعريف‬
‫بالجمعية المستفيدة وبالمشاريع الممولة والتزامات األطراف وآليات التتبع والمراقبة الميدانية والمالية؛‬
‫‪ -‬تفعيل التتبع على أساس النتائج وكذا المراقبة اإلدارية على الحسابات السنوية للجمعيات التي تستفيد دوريا من‬
‫الدعم العمومي المقدم من طرف القطاعات الوزارية‪ ،‬بما يمكن من تتبع استخدام األموال الممنوحة؛‬
‫‪ -‬السهر على تتبع اإلدالء بالقوائم التركيبية ورفع التقارير السنوية الخاصة بالجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة‬
‫العامة إلى األمانة العامة للحكومة‪ ،‬والعمل على حصر وإعذار الجمعيات التي تخلفت عن اإلدالء بهذه التقارير‬
‫بصفة دورية‪.‬‬
‫تبين من خالل دراسة المعطيات الواردة في جواب الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان بأنها شرعت في تنفيذ‬
‫جميع التوصيات الصادرة في تقرير المجلس‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬أصدرت استراتيجية جديدة ضمت أربعة رهانات كبرى‪،‬‬
‫من بينها الرهان المتعلق بالولوج إلى التمويل العمومي وتدبيره وتتبعه‪ .‬وقد تضمنت هذه االستراتيجية الجديدة خمسة‬
‫خيارات‪ ،‬من بينها‪ ،‬تعزيز الشراكة بين الدولة وجمعيات المجتمع المدني من خالل ترشيد التمويل العمومي وتنويع‬
‫الدعم العمومي الموجه لها وتسريع استكمال وتأهيل البيئة القانونية المتعلقة بالمجتمع المدني‪.‬‬
‫وبالتوازي مع إصدار االستراتيجية الجديدة‪ ،‬عملت الوزارة على تحيين خطتها الخاصة بالنهوض بالدعم العمومي‬
‫المقدم لجمعيات المجتمع المدني من خالل مشروعين‪ .‬يتعلق المشروع األول بتجويد آليات منح وتدبير التمويل العمومي‬
‫لجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬ويخص المشروع الثاني وضع وتفعيل آليات فعالة وناجعة لتتبع التمويل العمومي الموجه‬
‫لجمعيات المجتمع المدني‪ .‬كما قامت الوزارة بتطوير منشور الشراكة رقم ‪ 2007/03‬وتعزيز قوته اإللزامية‪ ،‬من‬
‫خالل إعداد مشروع مرسوم جديد‪ ،‬وتطوير البوابة الوطنية للشراكة وإعداد دليل توجيهي لبناء اتفاقيات الشراكة وتتبع‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫‪2829‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫أما فيما يتعلق بتدبير الدعم المقدم للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية‪ ،‬فقد قامت الوزارة بإعداد مشروع مرسوم‬
‫متعلق بالشراكة بين الدولة والجمعيات والذي تمت إحالته على األمانة العامة للحكومة في ماي ‪ ،2022‬كما قامت‬
‫بإعداد دليل لتوحيد مساطر الدعم العمومي‪ ،‬بشراكة مع القطاعات الحكومية المعنية‪ ،‬والذي سوف يعمم على كافة‬
‫القطاعات الحكومية‪ .‬كما تعمل الوزارة‪ ،‬حسب جوابها‪ ،‬على تطوير البوابة الوطنية للشراكة لجعلها فضاء يمكن من‬
‫تتبع تنفيذ اتفاقيات الشراكة مع الجمعيات من خالل نظام معلوماتي خاص بتتبع اتفاقيات الشراكة المبرمة بين القطاعات‬
‫الحكومية والجمعيات‪.‬‬
‫وفيما يخص تتبع القطاعات الحكومية التفاقيات الشراكة المبرمة مع الجمعيات‪ ،‬أشارت الوزارة إلى إصدار منشور‬
‫السيد رئيس الحكومة عدد ‪ 2022/13‬المتعلق بكيفيات تقديم الحساب السنوي الخاص باستخدام األموال والمساعدات‬
‫العمومية التي تتلقاها الجمعيات الصادر بتاريخ ‪ 12‬يوليو ‪ ،2022‬وعليه يبقى حسن تتبع االتفاقيات المبرمة رهينا‬
‫بمدى تطبيق مقتضيات هذا المنشور‪ ،‬الذي يدعو القطاعات الحكومية إلى التقيد به ودعوة الجمعيات المستفيدة من‬
‫الدعم العمومي إلى ضرورة إعداد الحساب السنوي الخاص باستخدام األموال والمساعدات العمومية التي تلقتها وفق‬
‫النموذج الوارد بالمنشور واإلدالء به للمجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫وعلى غرار الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان‪ ،‬شرعت األمانة العامة الحكومة‪ ،‬حسب المعطيات الواردة في‬
‫جوابها‪ ،‬في تنفيذ كل التوصيات الصادرة عن المجلس‪ .‬ففيما يتعلق بوضع منظومة إعالمية خاصة بالجمعيات‪ ،‬قامت‬
‫األمانة العامة للحكومة باتخاذ اإلجراءات الضرورية قصد ضبط العناصر المكونة لها والتدابير الواجب اتخاذها من‬
‫أجل إعدادها‪ .‬كما تدارست بمعية وزارة الداخلية‪ ،‬في إطار اجتماعين اثنين‪ ،‬السياق العام للمنظومة اإلعالمية الخاصة‬
‫بالجمعيات والتعري ف بأهدافها ومضامينها وخصائصها وكذا التدابير الواجب اتخاذها من أجل إعدادها‪ .‬وكذا دراسة‬
‫إمكانية إنجاز هذه المنظومة بين كافة الوزارات والقطاعات الوزارية ذات العالقة بأنشطة الجمعيات المؤسسة قانونيا‪.‬‬
‫وبخصوص تتبع اإلدالء بالقوائم التركيبية والتقارير السنوية الخاصة بالجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة‪،‬‬
‫فقد عملت األمانة العامة للحكومة على حصر الجمعيات التي لم تدل بتقاريرها المالية السنوية رغم رسائل التذكير‬
‫التي وجهت لها من قبل اإلدارة‪ .‬ومن أجل التواصل مع هذه الجمعيات‪ ،‬قامت األمانة بإجراء بحث‪ ،‬بجميع الوسائل‬
‫الم تاحة لها‪ ،‬حول عناوين مقارها وأرقام هواتفها كما قامت بتوجيه رسائل تذكير إلى الجمعيات لإلدالء بتقاريرها‬
‫المالية السنوية الناقصة‪.‬‬
‫ب‪ .‬حول تنفيذ التوصيات المتعلقة "ببرامج الدعم المقدم لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية‬
‫لموظفي القطاعات الوزارية"‬
‫تضمن التقرير الخاص بتقييم العمل االجتماعي وبرامج الدعم المقدمة لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية‬
‫لموظفي القطاعات الوزارية مجموعة من المالحظات التي وجه المجلس بشأنها إلى القطاع المكلف باالنتقال الرقمي‬
‫وإصالح اإلدارة عدة توصيات من أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬فيما يخص نطاق األعمال االجتماعية لفائدة موظفي وأعوان الدولة‬
‫‪ -‬اعتماد تعريف قانوني واضح لألعمال االجتماعية لفائدة موظفي وأعوان الدولة‪ ،‬وذلك من خالل تحديد نطاقها‬
‫والغايات واألهداف والمبادئ المنظمة لها؛‬
‫‪ -‬توحيد القواعد واألنظمة األساسية لمؤسسات وجمعيات األعمال االجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد نظام أساسي‬
‫موحد والسهر على تجانس هيئاتها اإلدارية وأساليب التدقيق والرقابة المالية المطبقة عليها‪.‬‬
‫‪ ‬فيما يتعلق بآليات تدبير وتتبع برامج الدعم المقدم لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية‬
‫‪ -‬تعميم اتفاقيات الشراكة بين القطاعات الوزارية ومؤسسات وجمعيات األعمال االجتماعية‪ ،‬مع مراعاة التوجهات‬
‫االستراتيجية للدولة في مجال تحسين أداء اإلدارة‪ ،‬والعمل على تضمين هذه االتفاقيات جميع الجوانب المتعلقة‬
‫باألهداف المرجوة‪ ،‬واإلجراءات التي يتعين اتخاذها وكذا المؤشرات ونظام التتبع والتقييم الواجب اعتماده؛‬
‫‪ -‬اعتماد آليات مناسبة من قبل قطاع إصالح اإلدارة والقطاعات الوزارية المانحة‪ ،‬من أجل ضمان تتبع وتقييم‬
‫مستمرين للدعم العمومي المرصود لفائدة األعمال االجتماعية وتضمين نتائج هذا التقييم في التقرير االجتماعي؛‬
‫‪ -‬حث القطاعات الوزارية على اعتماد مقاربة واضحة ومندمجة ومشتركة لتنظيم دعم األعمال االجتماعية وفق‬
‫معايير موضوعية ونوعية موحدة؛‬
‫‪ -‬ترشيد وتنسيق جهود القطاعات الوزارية في مجال دعم األعمال االجتماعية وذلك عن طريق تشجيع التعاون في‬
‫تقديم الخدمات بالشكل الكفيل بتحقيق استهداف أوسع لموظفي وأعوان الدولة‪.‬‬
‫بينت الوزارة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة أن تنزيل توصيات المجلس من قبلها يعترضه غياب نص‬
‫قانوني يخول لها االختصاص في مجال تتبع األعمال االجتماعية باإلدارات العمومية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2830‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مؤسسات األعمال االجتماعية قد شهدت إحداث مؤسسة جديدة في فاتح شتنبر ‪ 2022‬هي‬
‫«مؤسسة مشتركة للنهوض باألعمال االجتماعية لفائدة موظفي وأعوان اإلدارات العمومية"‪ .‬وينضوي تحت لواء هذه‬
‫المؤسسة المشتركة موظفو وأعوان كل من رئاسة الحكومة‪ ،‬واألمانة العامة للحكومة‪ ،‬ووزارة الصناعة والتجارة‪،‬‬
‫ووزارة االنتقال الطاقي والتنمية المستدامة‪ ،‬ووزارة السياحة والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي والتضامني‪،‬‬
‫ووزارة التضامن واإلدماج االجتماعي واألسرة‪ ،‬ووزارة اإلدماج االقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات‪،‬‬
‫ووزارة االستثمار وااللتقائية وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬ووزارة العالقات مع البرلمان‪ ،‬ووزارة االنتقال الرقمي‬
‫وإصالح اإلدارة‪ ،‬والمندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬تتبع التوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات‬
‫قامت المجالس الجهوية للحسابات بتوجيه مراسالت إلى مختلف األجهزة التي خضعت للمراقبة خالل سنة ‪ ،2018‬حيث بلغ‬
‫عدد التوصيات الصادرة في هذا اإلطار ما مجموعه ‪ 2.927‬توصية‪ ،‬همت ‪ 217‬جهازا (جماعات ترابية‪ ،‬عقود للتدبير‬
‫المفوض‪ ،‬مجموعات جماعات ترابية‪ ،‬ووكاالت مستقلة لتوزيع الماء والكهرباء)‪.‬‬
‫ومن خالل مختلف األجوبة المتوصل بها من طرف المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬تبين أن األجهزة المعنية تفاعلت بشكل‬
‫إيجابي مع التوصيات الصادرة إليها‪ ،‬مما كان له األثر اإليجابي على تحسين بعض جوانب التدبير‪ ،‬غير أن بعض اإلكراهات‬
‫حالت دون تطبيق بعض التوصيات‪.‬‬
‫‪ .1‬تفاعل إيجابي لألجهزة المعنية مع التوصيات‬
‫كما يبرز ذلك الجدول الموالي‪ ،‬بلغ عدد التوصيات المنجزة ‪ 1.682‬توصية‪ ،‬مقابل ‪ 950‬توصية في طور اإلنجاز و‪295‬‬
‫توصية غير منجزة‪:‬‬
‫غير المنجزة‬ ‫في طور اإلنجاز‬ ‫المنجزة‬ ‫مجموع‬
‫التوصيات‬ ‫المجالس الجهوية للحسابات‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫الصادرة‬
‫‪%27‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪93‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة‬
‫‪%10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪202‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح للحسابات لجهة الشرق‬
‫‪%5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪258‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة فاس ـ مكناس‬
‫‪%20‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪311‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬
‫‪%4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪175‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة بني مالل ـ خنيفرة‬
‫‪%11‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪345‬‬ ‫‪642‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة الدار البيضاء ـ سطات‬
‫‪%5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪343‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة مراكش آسفي‬
‫‪%17‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪247‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة درعة ـ تافياللت‬
‫‪%4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪225‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة سوس ماسة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪323‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة كلميم واد نون‬
‫‪%6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪91‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة العيون الساقية الحمراء‬
‫‪%6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫م‪.‬ج‪.‬ح لجهة الداخلة ‪ -‬وادي الذهب‬
‫‪%10‬‬ ‫‪295‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪950‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪1.682‬‬ ‫‪2.927‬‬ ‫المجموع‬

‫وهكذا‪ ،‬وانطالقا من البيانات المدرجة في الجدول أعاله‪ ،‬يتبين أن نسبة االستجابة للتوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية‬
‫للحسابات‪ ،‬سواء بتنفيذها (‪ 1.682‬توصية) أو بالشروع في ذلك (‪ 950‬توصية)‪ ،‬بلغت ‪ %90‬في حين أن نسبة التوصيات‬
‫غير المنجزة (‪ 295‬توصية) وصلت إلى ‪ ،%10‬وهو ما يعكس‪ ،‬في المجمل‪ ،‬تفاعال إيجابيا لألجهزة المعنية مع توصيات‬
‫المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬ويبرز أيضا المجهودات والتدابير المتخذة من أجل تحسين طرق تدبيرها والرفع من أدائها‪.‬‬
‫وحري باإلشارة أيضا إلى أن نسبة االستجابة لتوصيات المجالس الجهوية للحسابات قد عرفت ارتفاعا خالل سنة ‪2018‬‬
‫مقارنة بسنة ‪ ،2017‬إذ انتقلت من ‪ %81‬إلى ‪.%89‬‬
‫‪ .2‬أثر ملموس لتنفيذ التوصيات‬
‫تحرص المجالس الجهوية للحسابات أثناء عمليات تتبع تنفيذ التوصيات على رصد الجوانب التي تبرز أثر المهمات الرقابية‬
‫المنجزة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬وإضافة إلى كونها ساهمت في تصحيح مجموعة من الممارسات غير القانونية‪ ،‬فقد كان للتوصيات التي‬
‫أصدرتها المجالس الجهوية للحسابات أثر إيجابي على تحسين األداء على عدة مستويات‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من‬
‫العناصر والمعطيات‪ ،‬تتجلى أساسا فيما يلي‪:‬‬
‫‪2831‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬الحكامة والرقابة الداخلية‪ :‬تدابير من أجل دعم آلياتها وتعزيز أنظمتها‬


‫سعيا إلى تقوية آليات الحكامة وتعزيز أنظمة الرقابة الداخلية‪ ،‬اتخذت مجموعة من الجماعات الترابية عدة إجراءات وتدابير‪،‬‬
‫من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل أدوار اللجان الدائمة باعتبارها آلية مهمة لمساعدة المجالس الجماعية على تدارس المسائل المعروضة عليها‬
‫واتخاذ المقررات المناسبة بشأنها؛‬
‫‪ -‬تشكيل لجان تقنية لتتبع تنفيذ المشاريع وكذا لتتبع تنفيذ عقود التدبير المفوض؛‬
‫‪ -‬اعتماد هياكل تنظيمية وتفعيلها مع تفادي‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬تركيز المهام‪ ،‬مما كان له انعكاسات إيجابية على التدبير‬
‫اإلداري‪ ،‬تجلت من خالل ضبط المساطر اإلدارية وتوضيح أفضل للمهام المنوطة بمختلف الوحدات اإلدارية‬
‫والموارد البشرية العاملة بها وتنمية للكفاءات؛‬
‫‪ -‬ضبط عمليات وضع الموظفين الجماعيين رهن إشارة إدارات أخرى من خالل عقلنتها والتقيد بالضوابط المسطرية‬
‫التي تحكمها‪ ،‬مما مكن من سد بعض الخصاص الذي كان مسجال على مستوى بعض الوحدات اإلدارية؛‬
‫‪ -‬إعداد برامج لتقوية القدرات المهنية للموارد البشرية‪ ،‬مما ساهم في تقوية الرصيد المعرفي للموظفين الجماعيين‬
‫وتمكينهم من مسايرة مستجدات الترسانة القانونية المؤطرة للجماعات الترابية (تنظيم دورات تكوينية همت عدة‬
‫مجاالت‪ ،‬مثل الحالة المدنية والممتلكات واإلنارة العمومية والصفقات العمومية وتدبير النفايات الصلبة‪ ،‬وكذا حول‬
‫بعض المنصات الرقمية مثل "رخص" و"نظام التدبير المندمج للنفقات ‪ GID‬وللمداخيل ‪ "GIR‬و"شكايات"‬
‫و"اندماج" الخاصة بأجور الموظفين‪)....‬؛‬
‫‪ -‬اتخاذ مجموعة من التدابير الرامية للمحافظة على المنقوالت والتوريدات وضمان تدبيرها تدبيرا عقالنيا وشفافا‪،‬‬
‫من بينها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضبط عمليات تخزين واستعمال التوريدات عبر توفير أماكن مالئمة لذلك‪ ،‬ومسك سجالت محاسبة المواد‬
‫مع وضع سندات الدخول والخروج التي تمكن من تتبع حركية المواد والمعدات؛‬
‫‪ -‬مسك سجالت لجرد مجموع المنقوالت‪ ،‬مع تحيينها وتضمينها جميع المعطيات المتعلقة باقتنائها واستعمالها‬
‫وانتهاء العمل بها؛‬
‫‪ -‬التحديد المسبق للحاجيات المراد تلبيتها وفق معايير موضوعية‪ ،‬واعتماد آليات تتيح التأكد من أوجه صرف النفقات‬
‫طبقا لمبادئ المشروعية واالقتصاد والنجاعة والفعالية (مثل اعتماد نظام خاص لتدبير التزود بالمحروقات يسمح‬
‫بتتبع الكميات المستهلكة ومسك دفاتر استهالك الوقود وعمليات الصيانة واإلصالح ووضع سجل قيادة لكل آلية‬
‫من آليات الحظيرة‪ ،‬والشروع في استخدام نظام الشيات لتتبع نفقات تدبير حظيرة السيارات)‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير المرافق والتجهيزات العمومية المحلية‪ :‬تحسن نسبي في األداء‬
‫ساهمت التوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات في تحسين نسبي لتدبير مجموعة من المرافق والتجهيزات‬
‫العمومية المحلية وفي تجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين وتبني استراتيجيات واضحة من أجل تدبير هذه المرافق‪.‬‬
‫ففيما يتعلق بمرفق توزيع الماء الصالح للشرب‪ ،‬تم اتخاذ بعض اإلجراءات الرامية إلى تحسين مردودية شبكة الماء الصالح‬
‫للشرب‪ ،‬عبر وضع استراتيجية ملموسة وتحسيسية بشأن االقتصاد في حجم المياه الموزعة وإجراء تقييم منتظم لدرجة رضا‬
‫الزبائن‪ ،‬وكذا اعتماد منظومة لالستماع ومعالجة مالحظات وشكايات المواطنين تعمل بشكل دائم‪ ،‬وكذا تدعيم الخلية المكلفة‬
‫بمراقبة حاالت الغش في التزود بالماء بالوسائل البشرية والتقنية واللوجستية الالزمة‪ ،‬فضال عن تأمين التوريدات من المياه‪،‬‬
‫من خالل تجديد األثقاب المائية وتقوية القدرة التخزينية‪.‬‬
‫وبخصوص مرفق اإلنارة العمومية‪ ،‬بادرت بعض الجماعات إلى اعتماد بعض الحلول من أجل ترشيد استهالك الكهرباء‬
‫وتحديد مؤشرات تمكن من التتبع والتقييم المنتظمين للمرفق واتخاذ اإلجراءات المناسبة للحد من االستغالل غير القانوني‬
‫لشبكة اإلنارة العمومية‪ ،‬فضال عن اعتماد منهجية لصيانة التجهيزات وتوثيق مختلف العمليات المنجزة في هذا اإلطار‪ ،‬وكذا‬
‫االستبدال التدريجي لبعض تجهيزات اإلنارة العمومية ذات المردودية المنخفضة بأخرى أكثر جودة طاقيا وبيئيا‪ ،‬واعتماد‬
‫الطاقة الشمسية خالل عمليات توسيع الشبكة الكهربائية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمرفق تدبير النفايات الصلبة والنفايات المماثلة‪ ،‬فقد عملت مجموعة من الجماعات على تقييم العقود السابقة‬
‫لرصد أوجه القصور والنقائص الواجب تجاوزها عند إبرام العقود الجديدة‪ ،‬فضال عن القيام بدراسات قبل تفويض المرفق‬
‫وصياغة دفاتر التحمالت بشكل مستقل كوثيقة تقنية مرجعية تحدد شروط االستغالل وكذا الواجبات وااللتزامات المتعلقة‬
‫باستغالل المرفق المفوض‪ ،‬مع مراجعة بعض البنود التعاقدية التي قد تؤثر على التوازنات المالية للعقود‪ .‬كما عملت مجموعة‬
‫من الجماعات على تعميم خدمات النظافة وتعزيز دورها الرقابي واإلشرافي للتأكد من مدى وفاء المفوض إليه بالتزاماته‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2832‬‬

‫التعاقدية (االستثمارات الواجب تنفيذها‪ ،‬صيانة المعدات والتجهيزات المخصصة للمرفق‪ ،‬طبيعة الخدمات المقدمة ووتيرتها‬
‫وجودتها‪ ،‬كميات النفايات المجمعة وباقي الخدمات المنجزة‪ ،)...‬وذلك من خالل إحداث لجن لتتبع التدبير المفوض لخدمات‬
‫النظافة ووضع نظام داخلي خاص بها مع الحرص على عقد اجتماعاتها بشكل دوري‪ ،‬فضال عن تعزيز المصلحة المكلفة‬
‫بهذا المرفق بالموارد البشرية الكافية‪ .‬وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬باشرت مجموعة من الجماعات‪ ،‬بشراكة مع جمعيات‪ ،‬حمالت‬
‫تحسيسية من أجل توعية الساكنة بأهمية االنخراط الفعال في تدبير المرفق‪ ،‬فضال عن مسك سجالت للشكايات من أجل رصد‬
‫المخالفات ذات الصلة بالمرفق وتبليغها للمفوض إليه‪ ،‬وكذا اعتماد استمارة لتقييم جودة خدمات النظافة بناء على مؤشرات‬
‫موثوقة لألداء‪.‬‬
‫وارتباطا بمرفق التطهير السائل‪ ،‬وفي إطار العمل على معالجة بعض المشاكل البيئية التي تم رصدها في التقارير الرقابية‬
‫الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬اتخذت بعض الجماعات مجموعة من التدابير‪ ،‬من أهمها‪ :‬تقوية شبكة التطهير‬
‫السائل قصد تعميمها والتنسيق مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إلخراج مخططات مديرية للتطهير السائل‬
‫إلى حيز الوجود‪ ،‬وإعداد الدراسات التقنية لمشاريع إنجاز شبكات التطهير السائل‪ .‬كما شرعت بعض الجماعات في إنجاز‬
‫محطات لمعالجة المياه العادمة‪ ،‬بعد تخصيص االعتمادات المالية الالزمة القتناء العقارات المحتضنة لهذه المحطات‪ .‬وعالقة‬
‫بحماية المحيط البيئي لألودية من التلوث بالنفايات والمياه العادمة‪ ،‬قامت بعض الجماعات بتنقية األودية في حدود اإلمكانيات‬
‫المتاحة وبتبليط جوانب األودية وتهيئتها مع وضع سياج وقائي يساهم في حمايتها من التلوث‪ ،‬فضال عن القيام بعمليات‬
‫تحسيسية لفائدة الساكنة‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير المشاريع التنموية‪ :‬إجراءات عملية من أجل تنفيذ واستغالل أفضل‬
‫قامت مجموعة من الجماعات باعتماد معايير واضحة في برمجة المشاريع‪ ،‬وإنجاز الدراسات التقنية القبلية الالزمة بتنسيق‬
‫مع الشركاء من أجل وضع تصورات متكاملة حول المشاريع المقررة‪ ،‬فضال عن تسوية أو الشروع في تسوية الوضعية‬
‫القانونية للعقارات وبالخصوص تلك التي أنجزت عليها مشاريع‪.‬‬
‫كما عملت مجموعة من الجماعات على بحث السبل الكفيلة بتنسيق مع األطراف المعنية إلخراج بعض المشاريع إلى حيز‬
‫الوجود واتخاذ التدابير الكفيلة باستغالل أنجع للمشاريع المنجزة وضمان استدامتها‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير الموارد المالية‪ :‬تحسن في مردودية بعض الرسوم والواجبات مع الحاجة إلى دعم أكبر للجهود‬
‫المبذولة‬
‫ساهم تنفيذ التوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات في تحسين مردودية مجموعة من الرسوم والواجبات‪ .‬ويعزى‬
‫التحسن المسجل على هذا المستوى إلى مجموعة من التدابير‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬التدابير التنظيمية‪ :‬عبر تعزيز شساعة المداخيل وتمكينها من كافة الموارد المادية والبشرية مما أدى إلى الرفع‬
‫من مردوديتها ومن فعالية أدائها وتقوية المؤهالت المهنية للموظفين‪ ،‬فضال عن اعتماد هياكل تنظيمية تتضمن‬
‫إحداث مصالح للوعاء الضريبي واإلحصاء والمراقبة‪ ،‬وكذا تعديل قراراتها الجبائية وتضمينها بعض الرسوم‬
‫والواجبات التي لم تكن مدرجة بها‪ .‬باإلضافة إلى الرفع من درجة التنسيق بين مختلف المصالح الجماعية ذات‬
‫الصلة بمصلحة الجبايات (مصلحة الرخص التجارية‪ ،‬مصلحة التعمير‪ ،‬مصلحة الممتلكات‪ )... ،‬ووضع آليات‬
‫للمراقبة الداخلية بما يضمن الحفاظ على موارد الجماعة؛‬
‫‪ -‬التدابير العملية‪ :‬من خالل القيام سنويا بعمليات اإلحصاء واالستعانة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بمكاتب دراسات وإعداد‬
‫تطبيقات معلوماتية لضبط أفضل للوعاء الضريبي ولتحيين قائمة الملزمين‪ .‬باإلضافة إلى مباشرة عمليات الفرض‬
‫التلقائي للرسوم واإلصدار الدوري ألوامر التحصيل‪ ،‬وسلك المساطر القانونية للحيلولة دون تقادم الديون العمومية‬
‫(توجيه رسائل وإشعارات للمعنيين باألمر وتكليف محامين‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬من أجل رفع دعاوى قضائية ضد‬
‫المدينين الذين لم يستجيبوا لإلنذارات الموجهة إليهم)؛‬
‫‪ -‬التدابير الموازية‪ :‬المتمثلة على الخصوص في تشجيع المبادرات الذاتية التي تهدف إلى خلق رواج اقتصادي‬
‫وتجاري وبالتالي توسيع الوعاء الضريبي‪ ،‬والقيام بحمالت تحسيسية من أجل حث الملزمين بالرسوم اإلقرارية‬
‫على وضع إقراراتهم داخل اآلجال القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير الطلبيات العمومية وضبط النفقات‪ :‬تحسن في األداء‬
‫مكنت اإلجراءات المتخذة في هذا اإلطار من تحسين تدبير الطلبيات العمومية‪ ،‬ال سيما من خالل إعمال مبدأ المنافسة وضبط‬
‫الحاجيات وإعداد قاعدة بيانات للموردين والخدماتيين والمقاولين‪ ،‬فضال عن تتبع إنجاز األشغال وإشراك رؤساء المصالح‬
‫في عمليات التسلم واإلشهاد على الخدمة المنجزة واالستعانة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بذوي الخبرة حسب طبيعة الخدمة‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى إعداد الدراسات القبلية وتحديد أماكن األشغال بدقة ومحتواها وكذا صياغة دفاتر الشروط الخاصة صياغة مالئمة وتوثيق‬
‫جميع األشغال المنجزة من خالل مسك دفاتر الورش وجداول المنجزات والوضعيات والجرود ومحاضر تسلم األشغال‪.‬‬
‫‪2833‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫كما عملت مجموعة من الجماعات على احترام النصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة‬
‫بالعروض المتضمنة أثمانا مفرطة أو منخفضة بكيفية غير عادية‪ ،‬وبآجال أداء مستحقات أصحاب الصفقات‪ ،‬وبتقديم شواهد‬
‫التأمين واإلدالء بباقي الوثائق المتعلقة بالتنفيذ كتصاميم جرد المنشآت المنفذة‪.‬‬
‫وفيما يرتبط باإلعانات المقدمة للجمعيات‪ ،‬فقد اعتمدت عدة جماعات مجموعة من الضوابط من أجل تقديم الدعم‪ ،‬من خالل‬
‫تحديد معايير واضحة لالستفادة من الدعم العمومي وربطه ببرامج وأهداف محددة بشكل يتضمن مراقبة مآل هذه األموال‬
‫وطرق استعمالها‪ ،‬وتتبع مجال صرف هذه اإلعانات ونشر إعالنات للجمعيات من أجل وضع طلبات الدعم واعتماد دفاتر‬
‫تحمالت نموذجية تؤطر عمليات توزيع الدعم على الجمعيات ومطالبة تلك التي تستفيد من الدعم المالي بتقديم جميع المستندات‬
‫والوثائق التي توضح كيفية وطرق صرف اإلعانات الممنوحة لها وكذا تقديم برامجها السنوية إلى الجماعات المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير الممتلكات‪ :‬مجال في حاجة إلى مزيد الضبط‬
‫اتخذت مجموعة من الجماعات عدة تدابير قانونية من أجل حماية ممتلكاتها وتثمينها‪ ،‬من خالل مباشرة مسطرتي التحفيظ‬
‫والتسجيل مع تخصيص الموارد المالية الالزمة لذلك‪ .‬كما حرصت بعض الجماعات على ضبط عمليات استغالل الملك‬
‫الجماعي العام وحمايته من الترامي عليه مع اللجوء‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬للقضاء المختص‪.‬‬
‫‪ .3‬إكراهات تعوق تنفيذ بعض التوصيات‬
‫حسب المعطيات المستقاة من أجوبة األجهزة المعنية حول تتبع التوصيات الصادرة سنة ‪ ،2018‬فإن نسبة التوصيات غير‬
‫المنجزة بلغت ‪ .%11‬وقد عزت هذه األجهزة عدم تنفيذ هذه التوصيات إلى مجموعة من العوامل المرتبطة أساسا بمحدودية‬
‫الموارد البشرية والمالية وبطول المساطر التي تقتضيها بعض اإلجراءات وكذا بارتباط تنفيذ بعض التوصيات بأطراف‬
‫أخرى‪ ،‬فضال عن اإلكراهات التي فرضتها األزمة الصحية نتيجة انتشار جائحة "كوفيد ‪."19‬‬
‫‪ ‬موارد مالية وبشرية محدودة‬
‫تشكل محدودية الموارد المالية أحد أهم العوامل التي تحول دون تمكن األجهزة المعنية من تنفيذ توصيات المجالس الجهوية‬
‫للحسابات‪ ،‬ال سيما تلك التي تقتضي بطبيعتها التوفر على اعتمادات مالية مهمة‪ ،‬كتنفيذ بعض المشاريع التنموية أو إنجاز‬
‫بعض التجهيزات المضمنة في تصاميم التهيئة أو تحسين البنية التحتية أو اقتناء أوعية عقارية وتملكها وتسوية وضعيتها‬
‫القانونية‪.‬‬
‫كما أن مجموعة من الجماعات تعرف خصاصا‪ ،‬كميا ونوعيا‪ ،‬على مستوى مواردها البشرية‪ ،‬األمر الذي ال يسعفها في تنفيذ‬
‫بعض التوصيات‪ ،‬خاصة حينما يتعلق األمر بتوصيات يستلزم تنفيذها التوفر على موارد بشرية ذات دراية خاصة ببعض‬
‫الجوانب القانونية أو المحاسبية أو التقنية‪ ،‬أو توصيات تستوجب عددا كافيا من الموظفين (تعزيز بعض المصالح بالموارد‬
‫البشرية‪ ،‬عدم تركيز بعض المهام‪ ،‬القيام ببعض المهام الرقابية أو اإلشرافية‪.)...‬‬
‫‪ ‬إكراهات ذات طبيعة قانونية‬
‫يقتضي تنفيذ بعض التوصيات مباشرة مساطر قانونية تستلزم آجاال محددة الستيفائها أو إصدار وثائق أو مقررات أو إخضاعها‬
‫للمراقبة اإلدارية والتأشير عليها من قبل الجهات المختصة‪ ،‬وهو األمر الذي يحول دون تنفيذ بعض التوصيات‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫مثال بالنسبة لوثائق التعمير التي يستوجب إعدادها واعتمادها المرور بعدة مراحل مسطرية‪ ،‬أو بالنسبة العتماد استراتيجية‬
‫للتدبير المندمج للنفايات الصلبة والتي تقتضي سلفا إعداد مخططات مديرية عماالتية أو إقليمية لتدبير النفايات المنزلية‬
‫والمماثلة لها‪ ،‬وكذا بالنسبة لبعض تصاميم التهيئة التي يتوقف إعدادها على المصادقة على مخططات توجيه التهيئة العمرانية‬
‫لمجاالت أوسع تغطي النفوذ الترابي للجماعات المعنية بالتوصية‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته‪ ،‬لم تستطع مجموعة من الجماعات تنفيذ بعض التوصيات ذات الصلة بممتلكات تستغلها (تحفيظ‪ ،‬الرفع من‬
‫السومة الكرائية‪ ،‬سلك المساطر القانونية في حق األشخاص الذين ال يؤدون واجبات االستغالل‪ )....‬بسبب عدم توفرها على‬
‫ما يثبت ملكيتها لهذه الممتلكات أو عدم توفرها على وثائق ضرورية لمباشرة مسطرة التحفيظ أو بالنظر إلى الطبيعة القانونية‬
‫لبعض العقارات (أراض ساللية مثال)‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ بعض التوصيات رهين بإجراءات وتدابير موازية تتخذها أطراف أخرى‬
‫تعزو مجموعة من الجماعات عدم تنفيذ بعض التوصيات إلى تعدد األطراف المعنية بها‪ ،‬والتي يتعين عليها هي األخرى اتخاذ‬
‫تدابير وإجراءات ذات صلة بموضوع التوصية‪ ،‬وهو األمر الذي ال يكون دائما متاحا‪ ،‬خاصة بالنظر إلى اإلطار القانوني‬
‫والمؤسساتي لهذه األطراف والذي يقتضي اعتماد مساطر وإجراءات مغايرة لتلك المعمول بها على مستوى الجماعات الترابية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أشارت بعض الجماعات إلى أن تباينا في وجهات النظر بين األجهزة المعنية حال دون تنفيذ بعض‬
‫التوصيات (كما هو الحال مثال بالنسبة لعمليات اقتناء العقارات وتحفيظها‪ ،‬حيث تتباين وجهات النظر بين األطراف المعنية‬
‫بشأن العملية التي تسبق األخرى‪ :‬أداء مبلغ االقتناء أو مباشرة عملية التحفيظ؟)‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن بعض الجماعات بررت عدم قدرتها على تنفيذ بعض التوصيات إلى عدم استجابة بعض األطراف‬
‫لطلباتها المتعلقة بمدها بمعطيات ومعلومات ضرورية لتنفيذ هذه التوصيات‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للبيانات الضرورية من‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2834‬‬

‫أجل ضبط الوعاء الضريبي للجماعة أو تفعيل حق المراقبة تجاه بعض الملزمين أو إصدار المراسالت واإلشعارات واألوامر‬
‫بالتحصيل‪.‬‬
‫‪ ‬تداعيات جائحة "كوفيد‪ "19-‬أثرت على تنفيذ بعض التوصيات‬
‫شكلت الظروف االستثنائية التي نجمت عن األزمة الصحية المرتبطة بانتشار جائحة "كوفيد‪ "19-‬عامال مهما من العوامل‬
‫التي حالت دون تنفيذ بعض التوصيات‪ ،‬خاصة في ظل إقرار السلطات الحكومية المعنية مجموعة من التدابير الرامية إلى‬
‫الحد من تداعيات الجائحة على الجانب االقتصادي‪ .‬وهمت هذه التوصيات‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬الجوانب الجبائية (تفعيل حق‬
‫المراقبة وتصحيح المبالغ المصرح بها‪ ،‬الرفع من مبالغ اإليجار‪ ،‬مباشرة المساطر القانونية في حق بعض الملزمين الذين ال‬
‫يؤدون ما بذمتهم‪ )...‬وكذا أجرأة بعض اتفاقيات الشراكة‪ ،‬ال سيما تلك المرتبطة ببرامج العمل‪ ،‬وتنفيذ أو استكمال بعض‬
‫المشاريع‪.‬‬
‫وكخالصة عامة‪ ،‬وفي ضوء النتائج التي أسفرت عنها عمليات تتبع تنفيذ التوصيات‪ ،‬فإن المجلس يسجل تحسنا في نسب تنفيذ‬
‫التوصيات الصادرة عن المحاكم المالية مما يبرز التفاعل اإليجابي لألجهزة المراقبة‪ ،‬كما ستحرص هذه المحاكم على القيام‬
‫بمهام ميدانية على مستوى األجهزة التي عرفت نسب تنفيذ محدودة‪ .‬وستساهم المنصة الرقمية التي وضعها المجلس خالل‬
‫سنة ‪ 2022‬في الرفع من فعالية ونجاعة عملية التتبع‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬ملخص التقرير حول تنفيذ قانون المالية لسنة ‪2020‬‬
‫تم تنفيذ قانون المالية لسـنة ‪ 2020‬في سياق استثنائي مرتبط بانتشار جائحة كوفيد ‪ 19‬وفي ظل سنة تميزت بالجفاف مع‬
‫التأثيرات الناتجة عن ذلك على مختلف المستويات الصحية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬وبتعليمات ملكية سامية‪ ،‬بادرت‬
‫السلطات العمومية إلى اتخاذ مجموعة من التدابير المالئمة لمواجهة هذه الظرفية على األمد القصير والمتوسط بهدف التخفيف‬
‫من االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لألزمة من خالل الدعم المالي المباشر لألسر المتضررة والحرص على الحفاظ على‬
‫مناصب الشغل ومواكبة المقاوالت الصغرى والمتوسطة عبر االستفادة من قروض مضمونة وبشروط ميسرة‪ .‬كما استهدفت‬
‫هذه التدابير التحكم في مصادر التموين وضمـان اسـتقرار االقتصـاد الوطني‪.‬‬
‫ويتضح أن الظرفية االستثنائية لألزمة أبانت عن ضرورة مواصلة اإلصالحات الهيكلية التي اعتمدتها بالدنا على مستوى‬
‫القطاع العام في مجال التدبير الميزانياتي والمحاسباتي‪ .‬وفي هذا الصدد يواكب المجلس األعلى للحسابات تنفيذ هذه‬
‫اإلصالحات ويحث على تسريع وتيرتها من خالل مهماته الدورية وإصداره للتوصيات المالئمة وتتبعها‪.‬‬
‫وفي هذا المجال‪ ،‬فقد واصلت الحكومة اعتماد التدبير الميزانياتي المرتكز على النتائج من خالل منهجية نجاعة األداء‪ .‬كما‬
‫عرفت سنة ‪ 2020‬دخول مقتضيات القانون التنظيمي لقانون المالية المتعلقة بالتصديق على حسابات الدولة حيز التنفيذ‪.‬‬
‫وتتوخى هذه الخالصة للتقرير الذي أعده المجلس األعلى للحسابات عرض النتائج النهائية لتنفيذ قانون المالية برسم سنة‬
‫‪ 2020‬في عالقة مع التدابير المتخذة لمواجهة آثار األزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد ‪ ،19‬وكذا مالحظات المجلس حول‬
‫تدبير الشأن العمومي من خالل منهجية نجاعة األداء وحول التقدم في إعداد البيانات المالية والمحاسبية الالزم تقديمها قصد‬
‫التصديق على حسابات الدولة برسم السنة المالية ‪ 2020‬من طرف المجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫أوال‪ .‬نتائج تنفيذ قانون المالية لسنة ‪ 452020‬في ظل األزمة الصحية كوفيد‪19-‬‬
‫لمواجهة تداعيات األزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد ‪ ،19‬اتخذت السلطات مجموعة من اإلجراءات والتدابير المستعجلة‬
‫واالستثنائية للحد من انتشار الفيروس‪ ،‬والتخفيف من اآلثار الناجمة عنه وكذا عن قرارات اإلغالق االحترازية التي تم اتخاذها‬
‫منذ مارس ‪ . 2020‬كما تم إنشاء لجنة لليقظة االقتصادية على مستوى وزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة بهدف تتبع‬
‫ومراقبة تطور الوضع االقتصادي وتحديد التدابير المالئمة لدعم القطاعات المتأثرة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق اتخذت الحكومة تدابير وآليات مختلفة لتدبير ميزانية سنة ‪ ،2020‬انطلقت بإحداث صندوق خاص لتدبير‬
‫تداعيات الجائحة‪ ،‬ذي طابع تضامني‪ ،‬وواكبها اعتماد قانون المالية المعدل‪ ،‬الذي جعل من أبرز أهدافه الحفاظ على صحة‬
‫المواطنين‪ ،‬ودعم االقتصاد الوطني من خالل الحفاظ على القدرة الشرائية لألفراد واألسر المتضررة من إعالن حالة الطوارئ‬
‫الصحية والتوقف المؤقت لنشاط بعض المؤسسات وكذا دعم المقاوالت التي اضطرت إلى خفض مستوى نشاطها‪.‬‬
‫وتتجلى النتائج البارزة لتنفيذ قانون المالية برسم سنة ‪ 12020‬في الخالصات التالية‪:‬‬

‫‪ 45‬بناء على مشروع قانون التصفية رقم ‪ 20.22‬المتعلق بتنفيذ قانون المالية للسنة المالية ‪2020‬‬
‫‪2835‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ .1‬المداخيل‬
‫‪ ‬انخفاض المداخيل الجبائية‬
‫ساهمت الموارد الجبائية في خزينة الدولة‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2020‬بما مجموعه ‪ 201,5‬مليار درهم وهو ما يمثل ‪ %81‬من‬
‫مجموع المداخيل العادية لميزانية الدولة‪ .‬وتشكل الضرائب المباشرة وغير المباشرة ‪ %89‬من مجموع الموارد الجبائية‪ ،‬تليها‬
‫رسوم التسجيل والتمبر بنسبة ‪ %6‬والرسوم الجمركية بنسبة ‪.%5‬‬
‫ومقارنة مع سنة ‪ ،2019‬عرفت الموارد الجبائية المسجلة برسم السنة المالية ‪ 2020‬انخفاضا بنسبة ‪ ،%8,6‬ويعزى هذا‬
‫االنخفاض إلى التراجع المهم لمداخيل الضرائب المباشرة (ناقص ‪ )%9‬وغير المباشرة (ناقص ‪ )%7,1‬والرسوم الجمركية‬
‫(ناقص ‪ )%1,6‬ورسوم التسجيل والتمبر (ناقص ‪.)%19,8‬‬
‫‪ ‬المداخيل غير الجبائية‬
‫وصلت المداخيل غير الجبائية‪ 46‬المحصلة برسم سنة ‪( ،2020‬دون احتساب المداخيل المسجلة برسم التسديدات من الحسابات‬
‫المرصدة ألمور خصوصية بمبلغ ‪ 20,3‬مليار درهم)‪ ،‬إلى مبلغ قدره ‪ 25,9‬مليار درهم‪ .‬وبإضافة التسديدات المذكورة أعاله‪،‬‬
‫يصبح المبلغ اإلجمالي لهذه المداخيل ما مجموعه ‪ 46,3‬مليار درهم‪ ،‬بارتفاع نسبته ‪ %14,7‬مقارنة مع سنة ‪( 2019‬زائد‬
‫‪ 5,9‬مليار درهم)‪ .‬وتكون بذلك قد شكلت نسبة ‪ %18,7‬من مجموع الموارد العادية مقابل ‪ %15,5‬في السنة التي سبقتها‪.‬‬
‫‪ .2‬النفقات‬
‫بلغت النفقات اإلجمالية برسم ميزانية الدولة لسنة ‪ ،2020‬ما مجموعه ‪ 548,5‬مليار درهم‪ ،‬موزعة على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 334,1 :‬مليار درهم (دون احتساب استهالكات الدين العمومي‬
‫• الميزانية العامة‬
‫المتوسط والطويل األجل الذي بلغ ‪ 68,7‬مليار درهم)‪.‬‬
‫‪ 143,6 :‬مليار درهم‬ ‫• الحسابات الخصوصية للخزينة‬
‫‪ 2,1 :‬مليار درهم‪.‬‬ ‫• مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة‬

‫وتتوزع نفقات الميزانية العامة على النحو التالي‪:‬‬


‫‪ 215,5 :‬مليار درهم‬ ‫• نفقات التسيير‬
‫‪ 28,7 :‬مليار درهم‪.‬‬ ‫• فوائد وعموالت الدين العمومي‬
‫‪ 89,9 :‬مليار درهم‬ ‫• نفقات االستثمار‬

‫▪ الميزانية العامة‬
‫‪ ‬نفقات الموظفين واألعوان‬
‫بلغت نفقات الموظفين واألعوان برسم سنة ‪ ،2020‬ما مجموعه ‪ 133,5‬مليار درهم‪ ،‬أي ما يعادل ‪ % 98,1‬من االعتمادات‬
‫النهائية‪ ،‬مواصلة بذلك منحاها التصاعدي ومسجلة ارتفاعا نسبته ‪ %19,5‬مقارنة بسنة ‪.2019‬‬
‫يعتبر أهم تأثير على نفقات الموظفين واألعوان ذلك المتعلق بدخول مقتضيات القانون التنظيمي لقانون المالية‪ ،‬التي نصت‬
‫على إدراج مساهمات الدولة في إطار أنظمة االحتياط االجتماعي والتقاعد ضمن فصل نفقات الموظفين‪ ،‬حيز التنفيذ اعتبارا‬
‫من فاتح يناير ‪ .2020‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذه المساهمات كانت تدرج سابقا ضمن فصل النفقات المشتركة‪ ،‬وقد أعيد‬
‫تصنيفها داخل نفقات الموظفين واألعوان بمبلغ ‪ 18.410‬مليون درهم مع قانون المالية لسنة ‪.2020‬‬
‫وبذلك ارتفعت حصة نفقات الموظفين واألعوان بالميزانية العامة حيث مثلت على التوالي ‪ %62‬من ميزانية التسيير للميزانية‬
‫العامة للدولة و‪ %33‬من مجموع نفقات الميزانية العامة للدولة و‪ %36‬من موارد الميزانية العامة المحصلة برسم سنة ‪.2020‬‬
‫وعلى سبيل اإلشارة‪ ،‬فإن نفقات الموظفين واألعوان‪ ،‬دون احتساب مساهمات الدولة في االحتياط االجتماعي‬
‫والتقاعد‪ ،‬ارتفعت بنسبة ‪ %3‬مقارنة مع سنة ‪ ،2019‬حيث بلغت ‪ 115,12‬مليار درهم سنة ‪ 2020‬مقابل‬
‫‪ 111,77‬مليار درهم سنة ‪.2019‬‬

‫‪ 46‬تتكون المداخيل غير الجبائية من عائدات االحتكار واالستغالالت والمساهمات المالية للدولة ومداخيل الخوصصة ومداخيل أخرى‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2836‬‬

‫‪ ‬نفقات المعدات والنفقات المختلفة‬


‫بلغت نفقات المعدات والنفقات المختلفة برسم سنة ‪ 2020‬ما مجموعه ‪ 49,98‬مليار درهم‪ ،‬حيث زادت عن تلك المسجلة سنة‬
‫‪ 2019‬بمبلغ ‪ 2,4‬مليار درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ .%5‬وقد تجاوزت هذه النتائج توقعات قانون المالية المعدل لسنة ‪ 2020‬الذي قلص‬
‫االعتمادات المخصصة لفصل المعدات والنفقات المختلفة إلى ‪ 46,2‬مليار درهم مقابل ‪ 48,3‬مليار درهم برسم قانون المالية‬
‫األصلي‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نفقات االستثمار قصد التصدي آلثار األزمة‬
‫تميز تنفيذ قانون المالية المعدل لسنة ‪ 2020‬ببذل جهد استثماري ملحوظ بلغ ‪ 89,9‬مليار درهم مقابل ‪ 70,6‬مليار درهم سنة‬
‫‪ ،2019‬أي بزيادة قدرها ‪ .%27‬ويضم هذا المبلغ المخصصات االحتياطية بمبلغ ‪ 15‬مليار درهم لصالح صندوق االستثمار‬
‫االستراتيجي قصد تمويل خطة االنعاش االقتصادي‪.‬‬
‫ويشمل مبلغ االستثمار المشار إليه أعاله غالفا إجماليا بلغ ‪ 45,5‬مليار درهم تم تنفيذه من خالل فصل التكاليف المشتركة‪-‬‬
‫االستثمار‪ ،‬أي بنسبة ‪ %50,6‬من إجمالي نفقات االستثمار‪.‬‬
‫▪ مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة‬
‫بلغ عدد مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ‪ 187‬مرفقا برسم سنة ‪ 2020‬مقابل ‪ 204‬سنة ‪ ،2019‬حيث تم حذف ستة‬
‫مرافق إلى جانب تحويل ‪ 12‬مركزا جهويا لالستثمار إلى مؤسسات عمومية ذات الشخصية االعتبارية واالستقالل المالي‪،‬‬
‫كما تم إنشاء مرفق واحد جديد‪ .‬وتتدخل هذه المرافق بشكل رئيسي في القطاع االجتماعي وخصوصا في مجاالت الصحة‬
‫والتعليم والتكوين المهني‪.‬‬
‫وقد بلغت مداخيل هذه المرافق ‪ 5,1‬مليار درهم والنفقات ‪ 2,11‬مليار درهم منها ‪ 1,76‬مليار درهم كنفقات استغالل و‪0,35‬‬
‫مليار درهم كنفقات استثمار‪ ،‬أي بمعدالت تنفيذ وصلت على التوالي إلى ‪ %51‬و‪.%23‬‬
‫▪ الحسابات الخصوصية للخزينة‬
‫شهدت السنة المالية ‪ 2020‬ارتفاعا في عدد الحسابات المرصدة ألمور خصوصية مقارنة بسنة ‪ ،2019‬حيث انتقلت من ‪52‬‬
‫إلى ‪ 56‬حسابا‪.‬‬
‫ويعزى هذا االرتفاع إلى إحداث أربعة حسابات مرصودة ألمور خصوصية منها حسابان متعلقان بتدبير تداعيات جائحة‬
‫كوفيد ‪ .19‬ويتعلق األمر بالحسابات التالية‪:‬‬
‫الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا "كوفيد‪47"19 -‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫صندوق االستثمار االستراتيجي؛‬ ‫‪-‬‬
‫الصندوق الخاص للنهوض بمنظومة التربية والتكوين وتحسين جودتها؛‬ ‫‪-‬‬
‫صندوق دعم تمويل المبادرة المقاوالتية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبلغت المداخيل اإلجمالية المنجزة برسم الحسابات الخصوصية للخزينة لسنة ‪ 2020‬ما مجموعه ‪ 146,15‬مليار درهم‪ ،‬مقابل‬
‫توقعات قدرها ‪ 110,92‬مليار درهم برسم قانون المالية المعدل لنفس السنة‪ ،‬أي بنسبة تنفيذ ‪ .%131,8‬وقد عرفت موارد‬
‫الحسابات الخصوصية للخزينة ارتفاعا يقارب ‪ 44,2%‬مقارنة مع سنة ‪.2019‬‬
‫كما ارتفعت نفقات الحسابات الخصوصية للخزينة‪ ،‬من ‪ 90,897‬مليار درهم سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 143,62‬مليار درهم برسم‬
‫السنة المالية ‪ ،2020‬أي بارتفاع قدره ‪.%58‬‬
‫▪ تفاقم عجز الميزانية في ظروف استثنائية مرتبطة بالجائحة‬
‫أسفر تنفيذ ميزانية سنة ‪ 2020‬عن عجز قدره ‪ 82,4‬مليار درهم أي ما يعادل ‪ %7,6‬من الناتج الداخلي الخام في مستوى‬
‫مطابق للتوقعات‪ ،‬مقابل ‪ 41,6‬مليار درهم سجلت في السنة السابقة‪ .‬ويشار إلى أن هذا العجز يصل إلى ‪ 87,7‬مليار درهم إذا‬
‫لم يتم احتساب رصيد الصندوق الخاص بتدبير جائحة كوفيد‪ .19-‬ويرجع تفاقم عجز الميزانية في ‪ ،2020‬في ظل تداعيات‬
‫األزمة الناجمة عن فيروس كوفيد ‪ ،19‬باألساس إلى انخفاض المداخيل وارتفاع نفقات االستثمار‪.‬‬

‫‪ 47‬أحدث هذا الصندوق بموجب المرسوم رقم ‪ 2.20.269‬الذي تم نشره بالجريدة الرسمية في ‪ 22‬رجب ‪ 17( 1441‬مارس‪ ،)2020‬طبقا للمادة ‪26‬‬
‫من القانون التنظيمي للمالية التي تنص على أنه " يج وز في حالة االستعجال والضرورة الملحة وغير المتوقعة أن تحدث خالل السنة المالية حسابات‬
‫خصوصية للخزينة بموجب مراسيم طبقا للفصل ‪ 70‬من الدستور ‪ .‬ويتم إخبار اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان مسبقا بذلك‪ .‬ويجب عرض هذه‬
‫المراسيم على البرلمان بقصد المصادقة عليها في أقرب قانون للمالية "‪.‬‬
‫‪2837‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫▪ ارتفاع دين الخزينة‬


‫واعتبارا للعجز المسجل‪ ،‬عرف دين الخزينة متم سنة ‪ 2020‬ارتفاعا مهما حيث بلغ ‪ 832,60‬مليار درهم مقابل ‪747,26‬‬
‫مليار درهم عند نهاية سنة ‪ ،2019‬أي بزيادة قدرها ‪ 85,35‬مليار درهم‪ .‬وقد بلغ دين الخزينة مع نهاية سنة ‪ 2020‬نسبة‬
‫‪ % 72,2‬من الناتج الداخلي الخام مقارنة بـ ‪ % 60,3‬عند متم سنة ‪ ،2019‬حيث سجل زيادة تناهز ‪ 11,9‬نقطة‪.‬‬
‫وبالنظر إلى مكونات هذا الدين‪ ،‬فقد ارتفع الدين الداخلي ليصل إلى ‪ 632,90‬مليار درهم مقابل ‪ 585,69‬مليار درهم عند‬
‫نهاية ‪ ،2019‬بزيادة قدرها ‪ 47,21‬مليار درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ .%8,1‬وسجل الدين الخارجي للخزينة‪ ،‬سنة ‪ ،2020‬ارتفاعا بلغ‬
‫‪ 38,135‬مليار درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ %23,6‬مقارنة مع ‪ 2019‬لينتقل إلى ‪ 199,70‬مليار درهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬إرساء أسس التدبير المعتمد على نجاعة األداء‬
‫سبق للمجلس‪ ،‬من خالل التقرير المتعلق بتنفيذ قانون المالية لسنة ‪ ،2019‬أن قام بتقييم أولي لورش "نجاعة األداء"‪ ،‬حيث‬
‫وقف على مجموعة من المعيقات التي تحول دون التنزيل األمثل لهذا األخير‪ .‬وخالل تقييمه العتماد منهجية نجاعة األداء‬
‫خالل السنة المالية ‪ ،2020‬تبين للمجلس أن العديد من النقائص الزالت تحول دون التطبيق الفعلي للمنهجية المذكورة كما هو‬
‫منصوص عليه بالقانون التنظيمي لقانون المالية‪.‬‬
‫ويتضح أن جل القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية انخرطت في هذا الورش‪ ،‬لكن يالحظ على مختلف مستويات التدبير‬
‫ضعف التملك الفعلي للمنهجية المذكورة‪ ،‬من خالل تحديد برامج تنبثق فعليا من االستراتيجيات القطاعية أو من مخططات‬
‫العمل وتقترن بأهداف شاملة وتتبع عن قرب بواسطة مؤشرات تستهدف النتائج عوض الوسائل‪.‬‬
‫كما تم تسجيل مجموعة من النقائص تهم على الخصوص نظم قيادة البرامج والتي تشمل أساسا أنظمة المعلومات ومراقبة‬
‫التسيير والمراقبة الداخلية وكذا حوار التدبير بين الفاعلين والشركاء المعنيين بالبرامج‪ .‬حيث تبين غياب ضمانات لتحقيق‬
‫جودة المعطيات وقدرتها على إعطاء صورة حقيقية لما تم إنجازه على مستوى البرامج والمشاريع‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬تقدم إعداد البيانات المالية والمحاسبية الالزم تقديمها قصد التصديق على حسابات الدولة برسم‬
‫السنة المالية ‪2020‬‬
‫يشكل التصديق على حسابات الدولة حدثا بارزا في مسار تحديث تدبير المالية العمومية وتكريسا ألحكام الدستور في مجال‬
‫تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة بالنسبة للدولة واألجهزة العمومية‪ ،‬وهي المبادئ التي حددت‬
‫مضامينها مقتضيات القانون التنظيمي لقانون المالية لسنة ‪ .2015‬ومن شأن هذا المسار في مجال المالية العمومية أن يساهم‬
‫بشكل أساسي في تدعيم مبادئ صدقية وشفافية الحسابات العمومية‪.‬‬
‫كما أن اعتماد المحاسبة العامة‪ ،‬التي دخلت حيز التنفيذ منذ سنة ‪ ،2018‬وتغطيتها لمجموع عمليات الدولة‪ ،‬يشكل تحديا كبيرا‬
‫بالنسبة لألجهزة المكلفة بمسكها وتقديم الحسابات الناتجة عنها‪ .‬وفي المقابل فإن التصديق على هذه الحسابات‪ ،‬الموكول إلى‬
‫المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬يشكل كذلك ورشا مهما يتطلب تضافر جهود كافة اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار بادر المجلس خالل السنوات األخيرة إلى اعتماد منهجية استباقية بغية االستعداد إلنجاز هذه المهمة الجديدة‬
‫في أحسن الظروف‪ .‬فقد سبق للمجلس‪ ،‬أن أنجز ثالث مهام رئيسية شملت‪:‬‬
‫تقييم نظام الرقابة الداخلية واالفتحاص داخل الوزارات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم نظم المعلومات بوزارة االقتصاد والمالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم تنفيذ المحاسبة العامة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما أن المجلس تمكن في إطار توأمة مؤسساتية مع االتحاد األوربي‪ ،‬منذ ‪ ،2017‬من التعرف عن كثب على التجربة الفرنسية‬
‫في مجال التصديق على حسابات الدولة‪ .‬وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬نظم عدة ورشات ودورات تكوينية لفائدة مجموعة من قضاته‬
‫قصد تعزيز قدراتهم والوقوف على الممارسات الفضلى في هذا الشأن والسعي إلى مالءمتها بصفة تدريجية مع واقع التجربة‬
‫المغربية‪ .‬كما أحدث المجلس وحدة متخصصة لهذا الورش رصدت لها الموارد الالزمة قصد الشروع في مهامها للتصديق‬
‫على حسابات الدولة برسم سنة ‪ 2020‬كتجربة أولى في هذا المجال مع ما يستدعيه ذلك من تدرج ومواكبة وإنضاج لهذه‬
‫العملية في مختلف مراحلها‪.‬‬
‫واستنادا إلى المادة ‪ 69‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‪ ،‬توصل المجلس من الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 27‬مايو ‪ ،2022‬بالحصيلة المحاسبية والبيانات األخرى وتقييم االلتزامات الخارجة عن الحصيلة المحاسبية برسم سنة ‪.2020‬‬
‫ويقوم المجلس حاليا بمختلف العمليات التي تقتضيها هذه المهمة بالموازاة مع توفر المعطيات والبيانات والوثائق ذات الصلة‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2838‬‬

‫رابعا‪ .‬التوصيات‬
‫يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي‪:‬‬
‫▪ بخصوص اعتماد قانون المالية المعدل‪:‬‬
‫العمل على تعديل المنظومة القانونية المتعلقة بقانون المالية من أجل تأطير أفضل لمسطرة تعديل قانون المالية وكيفية دراسته‬
‫والمصادقة عليه‪.‬‬
‫▪ بخصوص تنزيل ورش نجاعة األداء‪:‬‬
‫‪ -‬من أجل تجاوز النقائص التي تشوب نظام تقديم الحساب المرتبط بنجاعة األداء‪ ،‬المتمثلة أساسا في تقديم تقرير‬
‫نجاعة األداء في شكل تقييم بعد اإلنجاز من طرف وزارة االقتصاد والمالية لجميع القطاعات والمؤسسات بشكل‬
‫موجز في تقرير واحد يرفق بمشروع قانون التصفية‪ ،‬سنتين تقريبا بعد انتهاء السنة المالية المعنية‪ ،‬يوصي المجلس‬
‫بتقديم تقارير نجاعة األداء لكل قطاع ومؤسسة على حدة من طرف المسؤول عنها أمام نفس الهيئات الرقابية (اللجان‬
‫البرلمانية المختصة)‪ ،‬التي تقدم أمامها مشاريع نجاعة األداء‪ ،‬مباشرة بعد انتهاء السنة المعنية (عند تقديم مشاريع‬
‫الميزانية للسنة الموالية)؛‬
‫‪ -‬اعتماد مقاربة من شأنها أن تجعل من قانون المالية اآللية الرئيسية لترجمة األولويات المحددة من طرف الحكومة‬
‫والعمل على أن تعكس البرامج المدرجة في إطار مشاريع نجاعة األداء االستراتيجيات القطاعية؛‬
‫‪ -‬العمل على تحسيس جميع المتدخلين في منهجية نجاعة األداء‪ ،‬على المستوى المركزي والالمركزي‪ ،‬بأهمية آليات‬
‫قيادة البرامج والعمل على تفعيل جميع مكوناتها وعلى الخصوص أنظمة المعلومات ومراقبة التسيير والمراقبة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫▪ بخصوص تنفيذ الميزانية‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين توقعات المداخيل غير الجبائية؛‬
‫‪ -‬تتبع النفقات الجبائية بشكل دوري والقيام بدراسات حول جدوى استمرار العمل بها‪.‬‬
‫▪ بخصوص الحسابات المرصدة ألمور خصوصية‪:‬‬
‫‪ -‬إنجاز تقييم شامل حول الحسابات المرصدة ألمور خصوصية في أفق مراجعة حصص الرسوم المرصدة لها‪ ،‬مع‬
‫الحرص على عدم تخصيص موارد تفوق ما هو ضروري لتغطية نفقاتها؛‬
‫‪ -‬مواصلة الجهود الرامية إلى تقليص عدد الحسابات المرصدة ألمور خصوصية والحذف التدريجي للنفقات التي‬
‫يمكن إدراجها في إطار الميزانية العامة للدولة‪ ،‬كالنفقات المتعلقة بالموظفين‪ ،‬التي تكتسي طابعا اعتياديا وشبه‬
‫نظامي‪.‬‬
‫▪ بخصوص مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة‪:‬‬
‫‪ -‬ضبط أنجع للتوقعات المتعلقة بموارد مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة المسجلة بقوانين المالية؛‬
‫‪ -‬اتخاذ اإلجراءات الضرورية من أجل تحسين الموارد الذاتية لمرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة من أجل تعزيز‬
‫استقالليتها المالية وذلك بتحسين جودة الخدمات المقدمة والعمل على بذل مجهود أكبر في تحصيل مداخيلها‪ ،‬مع‬
‫دراسة إمكانية تسقيف الموارد الذاتية للمرافق التي تسجل مداخيل تفوق حاجياتها‪.‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬التصريح اإلجباري بالممتلكات‬


‫أسند دستور المملكة في فصله ‪ 147‬للمجلس األعلى للحسابات مهمة مراقبة وتتبع التصريح بالممتلكات‪ .‬كما ألزم الفصل ‪158‬‬
‫من الدستور كل شخص منتخبا كان أو معينا‪ ،‬يمارس مسؤولية عمومية‪ ،‬أن يقدم‪ ،‬طبقا للكيفيات المحددة في القانون‪ ،‬تصريحا‬
‫كتابيا بالممتلكات واألصول التي في حيازته‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬بمجرد تسلمه لمهامه‪ ،‬وخالل ممارستها وعند‬
‫انتهائها‪.‬‬
‫وتعتبر هذه المقتضيات الدستورية تتويجا للنصوص القانونية التي صدرت سنة ‪ ،2010‬والتي حددت نطاق هذا االختصاص‬
‫ومجاله‪ ،‬وكذا كيفيات ومساطر إيداع وتلقي وتتبع ومراقبة التصاريح بالممتلكات حيث شملت مقتضياتها المسائل المسطرية‬
‫واإلجرائية المتعلقة بآجال عملية إيداع وتلقي جميع أنواع التصريحات بالممتلكات وتحديد قوائم الملزمين وتتبع ومراقبة هذه‬
‫التصريحات‪ ،‬وكذا الجزاءات التي تترتب عن اإلخالل بإلزامية التصريح والسلطات التي تتخذها‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يختص المجلس األعلى للحسابات بتلقي وتتبع ومراقبة التصريحات المتعلقة باألشخاص الملزمين الذين‬
‫يمارسون صالحيتهم على مجموع التراب الوطني‪ ،‬بينما تختص المجالس الجهوية للحسابات بتدبير تصريحات الملزمين‬
‫‪2839‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫الذين تنحصر صالحيتهم محليا في نطاق حدود ترابية معينة‪ .‬أما الفئات الملزمة أمام المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬فهي تشمل‬
‫أعضاء الحكومة والشخصيات المماثلة لهم ورؤساء دواوينهم وأعضاء الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري وبعض فئات‬
‫الموظفين واألعوان العموميين فيما تختص المجالس الجهوية للحسابات بتدبير تصريحات بعض فئات المنتخبين المحليين‬
‫وبعض فئات الموظفين واألعوان العموميين كل حسب نفوذه الترابي‪.‬‬
‫وتهدف مهمة تتبع ومراقبة التصاريح بالممتلكات إلى تكريس مبادئ المساءلة والمحاسبة والشفافية وحماية المال العام ومحاربة‬
‫الرشوة وترسيخ أخالقيات المرفق العام‪ ،‬إذ يهدف نظام التصريح بالممتلكات المعتمد إلى تتبع تطور القيمة النقدية لممتلكات‬
‫الملزمين للتأكد من اتساقها مع المداخيل المتحصل عليها خالل فترة توليهم لوظيفة عمومية ذات عالقة بتدبير المال العام تحت‬
‫طائلة وجود حاالت االثراء غير المشروع أو استغالل النفوذ أو تضارب المصالح‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬حرص المجلس على ممارسة هذا االختصاص في إطار منظومة رقابية شاملة ترتكز على منهجية المراقبة المندمجة‬
‫من أجل إقامة جسور بين هذا االختصاص ومختلف االختصاصات األخرى الموكولة للمحاكم المالية‪ ،‬سواء القضائية أو غير‬
‫القضائية‪ ،‬سواء عند برمجة المهمات الرقابية أو خالل تنفيذها وإصدار التقارير عن النتائج التي تسفر عنها ومعالجتها‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬اعتمد المجلس‪ ،‬منذ مطلع سنة ‪ ،2019‬مسطرة التحميل اإللكتروني لقوائم الملزمين بالمنصة الرقمية التي‬
‫أعدها لفائدة مخاطبيه من ممثلي السلطات الحكومية‪ ،‬وذلك من أجل إضفاء الفعالية والمرونة على اإلجراءات ذات الصلة‬
‫بعملية االدالء بهذه التصريحات‪ ،‬اعتبارا لألهمية القصوى التي تكتسيها هذه العملية كمرحلة أولى وأساسية في مسلسل المراقبة‬
‫للحد من حاالت التأخير المسجلة في هذا الشأن‪.‬‬
‫ويرصد التقرير التالي‪ ،‬باإلضافة إلى الحصيلة العامة ألنشطة تلقي وتتبع ومراقبة التصريح اإلجباري بالممتلكات لسنة ‪،2021‬‬
‫المالحظات التي أسفر عنها فحص وتحليل قوائم الملزمين من فئة الموظفين واألعوان العموميين والتصاريح المودعة من‬
‫طرفهم لدى المجلس‪ ،‬السيما فيما يتعلق بكيفيات تعبئة نموذج التصريح وتتبع ومقارنة البيانات المضمنة به ومدى اتساقها من‬
‫حيث الشكل‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن المجلس ينكب حاليا على استكمال مسطرة مراقبة هذه التصاريح من حيث الجوهر وصحة البيانات‬
‫والمعلومات المضمنة بها من أجل التأكد من مدى اتساق ثروة وممتلكات الملزمين مع المداخيل المصرح بها‪ .‬وسيتم نشر‬
‫المالحظات التي ستسفر عنها هذه المراقبة في التقرير السنوي للمجلس برسم سنة ‪.2022‬‬
‫أوال‪ .‬الحصيلة العامة ألنشطة إيداع وتلقي وتتبع ومراقبة التصريح اإلجباري بالممتلكات لسنة ‪2021‬‬
‫بلغ عدد التصاريح المودعة برسم سنة ‪ 2021‬بالنسبة لجميع الفئات الخاضعة ما مجموعه ‪ 7.803‬تصريح‪ .‬وبهذا‪ ،‬فقد وصل‬
‫مجموع التصاريح المودعة منذ سنة ‪ 2010‬إلى غاية متم سنة ‪ ،2021‬إلى ‪ 347.038‬تصريحا تخص ما يفوق ‪100.000‬‬
‫ملزم من مختلف الفئات على مستوى المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات‪.‬‬
‫‪ .1‬حصيلة عملية تلقي وتتبع التصاريح بالممتلكات الخاصة بفئات أعضاء الحكومة ورؤساء‬
‫دواوينهم والشخصيات المماثلة ألعضاء الحكومة وأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس‬
‫المستشارين‬
‫تتلقى كتابة الضبط بالمجلس األعلى للحسابات التصاريح بالممتلكات الخاصة بأعضاء الحكومة ورؤساء دواوينهم‬
‫والشخصيات المماثلة لهم وأعضاء الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري‪ ،‬وكذا المسؤولون اآلخرون المعينون بظهير‬
‫شريف‪ ،‬باإلضافة إلى بعض فئات الموظفين واألعوان العموميين الذين يمارسون صالحياتهم على مجموع التراب الوطني‪.‬‬
‫وبالنسبة ألعضاء المحكمة الدستورية وأعضاء غرفتي البرلمان‪ ،‬فيدلون بالتصريح بممتلكاتهم لدى األمانة العامة للهيئة‬
‫المحدثة بالمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬طبقا ألحكام القوانين التنظيمية على التوالي رقم ‪ 29.93‬المتعلق بالمجلس الدستوري‬
‫ورقم ‪ 27.11‬المتعلق بمجلس النواب و‪ 28.11‬المتعلق بمجلس المستشارين وتتولى هذه الهيئة تلقي تصريحات هذه الفئات‪،‬‬
‫ومراقبتها وتتبعها‪ .‬وقد حددت األحكام القانونية ذات الصلة تأليف هذه الهيئة التي تتكون من الرئيس األول للمجلس األعلى‬
‫للحسابات بصفته رئيسا‪ ،‬ورئيس الغرفة األولى ورئيس الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‪ ،‬باإلضافة لمستشارين بكل من‬
‫الغرفتين سالفتي الذكر‪ ،‬وكذا األمين العام للهيئة الذي يعينه الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات من بين األطر العليا‬
‫للمجلس‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمنتخبي مجالس الجماعات الترابية والغرف المهنية‪ ،‬وكذا الموظفين واألعوان العموميين الخاضعين لهذا‬
‫االختصاص‪ ،‬الذين يمارسون صالحياتهم داخل الحدود الترابية للجهة‪ ،‬فيقومون بإيداع تصاريحهم بالممتلكات بكتابة الضبط‬
‫بالمجلس الجهوي للحسابات المختص‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬وتفعيال لهذه المقتضيات‪ ،‬وبطلب من الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬تم تعيين مستشاري محكمة‬
‫النقض سالفي الذكر‪ ،‬أعضاء بالهيئة من طرف الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية بتاريخ ‪ 02‬أغسطس ‪.2022‬‬
‫وتعمل هذه الهيئة المختلطة في إطار المقتضيات القانونية االنتقالية المنظمة لشروط وكيفيات تدبير التصريح بالممتلكات للفئات‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2840‬‬

‫سالفة الذكر‪ ،‬في انتظار تنزيل أحكام الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 147‬التي أناطت بالمجلس األعلى للحسابات حصريا مهمة‬
‫تتبع ومراقبة التصريح بالممتلكات لجميع فئات الملزمين‪.‬‬
‫▪ أعضاء الحكومة ورؤساء دواوينهم والشخصيات المماثلة لهم‬
‫تميزت سنة ‪ 2021‬بإجراء االنتخابات العامة للتجديد الشامل ألعضاء غرفتي البرلمان ومجالس الجماعات الترابية والغرف‬
‫المهنية‪ ،‬انبثق عنها تعيين حكومة جديدة من األغلبية البرلمانية بتاريخ ‪ 08‬أكتوبر ‪.2021‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬تلقى المجلس األعلى للحسابات التصاريح بالممتلكات بمناسبة بداية االنتداب أو التعيين بالنسبة ألعضاء الحكومة‬
‫ورؤساء دواوينهم وأعضاء مجلسي النواب والمستشارين‪.‬‬
‫‪ ‬فيما يخص أعضاء الحكومة‬
‫تنص المادة ‪ 41‬من القانون التنظيمي‪ .‬رقم ‪ 065.13‬يتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها في‬
‫الباب المتعلق باألحكام الختامية واالنتقالية خاصة الفقرة ‪ 3‬منه على‪" :‬وتظل سارية المفعول‪ ،‬بصفة انتقالية‪ ،‬جميع األحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالوضع القانوني ألعضاء الحكومة الجاري بها العمل عند دخول هذا القانون التنظيمي حيز‬
‫التنفيذ‪ :‬إلى حين تعويضها وفق أحكامه‪".‬‬
‫ونظرا ألن المقصود باألحكام التي تبقى سارية المفعول المشار إليها‪ ،‬هو مقتضيات الظهير الشريف رقم ‪ 1.08.72‬الصادر‬
‫في ‪ 20‬من شوال ‪ 20( 1429‬أكتوبر ‪ )2008‬بتتميم الظهير الشريف ‪ 1.74.331‬الصادر في ‪ 11‬من ربيع اآلخر ‪23( 1395‬‬
‫أبريل ‪ )1975‬بشأن حالة أعضاء الحكومة وتأليف دواوينهم‪ ،‬فإن الفصل ‪ 2‬المكرر ثالث مرات منه يقضي بأنه يتعين على‬
‫العضو في الحكومة أن يصرح‪ ،‬داخل أجل التسعين (‪ )90‬يوما الموالية لتعيينه‪ ،‬بمجموع نشاطاته المهنية والمهام االنتخابية‬
‫التي يمارسها والممتلكات التي يملكها أو يملكها أوالده القاصرون أو يقوم بتدبيرها وكذا المداخيل التي استلمها خالل السنة‬
‫السابقة للسنة التي تم تعيينه فيها‪ .‬كما يتعين عليه في حالة انتهاء مهمته ألي سبب آخر غير الوفاة‪ ،‬أن يقوم بالتصريح‬
‫المنصوص عليه أعاله‪ ،‬داخل أجل التسعين (‪ )90‬يوما يحتسب ابتداء من تاريخ انتهاء المهمة المذكورة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وبعد التعيين الملكي للحكومة الجديدة بتاريخ ‪ 08‬أكتوبر ‪ ،2021‬قام جميع أعضاء الحكومة بإيداع التصريح‬
‫بممتلكاتهم المتعلقة بهم بمناسبة بداية المهام‪ ،‬وذلك لدى كتابة الضبط بالمجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للشخصيات المماثلة ألعضاء الحكومة‬
‫توصل المجلس األعلى للحسابات من األمانة العامة للحكومة بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ 2019‬بقائمة تسع شخصيات مماثلة ألعضاء‬
‫الحكومة من حيث الوضعية اإلدارية‪ ،‬أدلى سبعة منهم بالتصريح األولي أو التصريح بمثابة التجديد‪ ،‬في حين تخلف اثنين‬
‫منهم‪ ،‬وذلك إلى حدود ‪ 30‬نوفمبر ‪.2022‬‬
‫‪ ‬رؤساء دواوين أعضاء الحكومة‬
‫توصل المجلس من األمين العام للحكومة بقائمة ستة رؤساء دواوين ألعضاء الحكومة المعينة وذلك إلى متم شهر نوفمبر‬
‫‪ .2022‬وقد قام خمسة منهم‪ ،‬باإلدالء بالتصريح بممتلكاتهم بمناسبة استالم المهام‪ ،‬بينما أدلى ثالثة رؤساء دواوين آخرين‬
‫بتصاريحهم‪ ،‬لم ترد أسماؤهم ضمن القائمة المتوصل بها‪ ،‬حيث تم تحميل المعلومات الخاصة بهم عند إدالئهم بالتصريح لدى‬
‫كتابة الضبط بالمجلس‪.‬‬
‫أما فيما يخص رؤساء دواوين أعضاء الحكومة اآلخرين‪ ،‬فإن المجلس لم يتوصل بعد بقوائمهم االسمية وال بالتصريح‬
‫بممتلكاتهم‪.‬‬
‫▪ أعضاء مجلس النواب‬
‫طبقا للمادتين‪ 85.‬المكررة و‪ 85‬المكررة مرتين من القانون التنظيمي رقم ‪ 27.11‬المتعلق بمجلس النواب‪ ،‬يلزم أعضاء مجلس‬
‫النواب بإيدا ع التصريح بممتلكاتهم بمناسبة بداية االنتداب لدى األمانة العامة لهيئة تلقي وتتبع ومراقبة التصريحات ألعضاء‬
‫مجلس النواب داخل أجل التسعين (‪ )90‬يوما الموالية لتاريخ افتتاح الوالية التشريعية الذي صادف ‪ 08‬أكتوبر ‪.2021‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تلقت األمانة العامة للهيئة المذكورة ‪ 394‬تصريحا بالممتلكات بينما تخلف عن إيداعه ثالثة أعضاء من‬
‫المجلس المذكور‪ .‬أما بالنسبة ألعضاء مجلس النواب المنتهية واليتهم برسم الوالية التشريعية ‪ ،2021-2016‬فقد سجلت‬
‫األمانة العامة عدم إيداع ‪ 71‬تصريحا برسم نهاية االنتداب عن نفس الفترة‪.‬‬
‫▪ أعضاء مجلس المستشارين‬
‫كما هو الشأن بالنسبة ألعضاء مجلس النواب‪ ،‬فإن أعضاء مجلس المستشارين ملزمون بإيداع التصريح بممتلكاتهم بمناسبة‬
‫بداية االنتداب‪ ،‬لدى األمانة العامة لهيئة تلقي وتتبع ومراقبة التصريحات ألعضاء مجلس المستشارين داخل أجل التسعين‬
‫(‪ )90‬يوما الموالية لتاريخ افتتاح الوالية التشريعية‪ ،‬طبقا للمادتين ‪ 54‬المكرة و‪ 54‬المكررة مرتين من القانون التنظيمي‬
‫رقم‪ 28.11‬المتعلق بمجلس المستشارين‪.‬‬
‫‪2841‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫بهذا الخصوص‪ ،‬أدلى جميع أعضاء مجلس المستشارين المائة والعشرين (‪ )120‬بالتصريح بممتلكاتهم‪ .‬أما بالنسبة لألعضاء‬
‫المنتهية واليتهم برسم الوالية التشريعية ‪ ،2021-2016‬فقد سجلت األمانة العامة للهيئة‪ ،‬إلى حدود ‪ 30‬شتنبر ‪ ،2022‬عدم‬
‫إيداع ‪ 12‬تصريحا برسم نهاية االنتداب‪.‬‬
‫‪ .2‬حصيلة عملية تلقي وتتبع التصاريح بالممتلكات الخاصة بفئة الموظفين واألعوان العموميين‬
‫والمنتخبين المحليين الملزمين‬
‫▪ بخصوص عملية التلقي‬
‫خالل سنة ‪ ،2021‬تلقى المجلس األعلى للحسابات ‪ 1.501‬تصريحا بالممتلكات‪ ،‬منها ‪ 279‬تصريحا عن فئة الموظفين‬
‫واألعوان العموميين الخاضعين‪ ،‬و‪ 1.222‬عن الفئات األخرى خالل الفترة من فاتح يناير ‪ 2021‬إلى غاية ‪ 30‬شتنبر ‪.2022‬‬
‫وبذلك‪ ،‬بلغ عدد التصاريح المودعة لدى المجلس األعلى للحسابات منذ دخول منظومة التصريح بالممتلكات حيز التطبيق في‬
‫سنة ‪ 2010‬ما مجموعه ‪ 49.153‬تصريحا‪ ،‬كما يوضح ذلك الجدول التالي‪:‬‬

‫عدد التصاريح المودعة بالمجلس األعلى للحسابات عن الفترة ‪2021 – 2010‬‬


‫عدد التصاريح المودعة‬
‫السنوات‬
‫المجموع‬ ‫موظفون‬ ‫فئات أخرى‬
‫‪1.501‬‬ ‫‪279‬‬ ‫‪1.222‬‬ ‫‪2021‬‬
‫‪49.153‬‬ ‫‪43.783‬‬ ‫‪5.370‬‬ ‫‪2021-2010‬‬

‫أما بالنسبة للمجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬فقد بلغ عدد التصاريح المودعة لديها ‪ 1.796‬تصريحا عن فئة الموظفين واألعوان‬
‫العموميين الملزمين خالل نفس الفترة‪ ،‬في حين بلغ عدد تصاريح المنتخبين المحليين الملزمين ‪ 4.506‬تصريحا‪ ،‬كما يوضح‬
‫ذلك الجدول التالي‪:‬‬

‫عدد التصاريح المودعة لدى المجالس الجهوية للحسابات عن فئة الموظفين واألعوان العموميين والمنتخبين المحليين الملزمين‬
‫عن الفترة ‪2021 – 2010‬‬
‫عدد التصاريح المودعة‬
‫السنوات‬ ‫مجلس الحسابات المعني‬
‫المجموع‬ ‫موظفون‬ ‫منتخبون‬
‫‪225‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة طنجة‪-‬تطوان – الحسيمة‬
‫‪33.959‬‬ ‫‪29.877‬‬ ‫‪4.082‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪544‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪390‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة الشرق‬
‫‪40.963‬‬ ‫‪34.449‬‬ ‫‪6.514‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪641‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪523‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة فاس – مكناس‬
‫‪46.185‬‬ ‫‪39.710‬‬ ‫‪6.475‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪567‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪440‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط – سال – القنيطرة‬
‫‪33.611‬‬ ‫‪29.868‬‬ ‫‪3.743‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪532‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪396‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة بني مالل – خنيفرة‬
‫‪10.714‬‬ ‫‪8.871‬‬ ‫‪1.843‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪1.937‬‬ ‫‪547‬‬ ‫‪1.390‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء – سطات‬
‫‪36.501‬‬ ‫‪34.037‬‬ ‫‪2.464‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪613‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪381‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة مراكش – آسفي‬
‫‪39.244‬‬ ‫‪34.749‬‬ ‫‪4.495‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪715‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪550‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة درعة – تافياللت‬
‫‪9 361‬‬ ‫‪6.642‬‬ ‫‪2.719‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪386‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة سوس – ماسة‬
‫‪29.410‬‬ ‫‪26.232‬‬ ‫‪3.178‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة كلميم – واد نون‬
‫‪4.027‬‬ ‫‪3.634‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2842‬‬

‫عدد التصاريح المودعة‬


‫السنوات‬ ‫مجلس الحسابات المعني‬
‫المجموع‬ ‫موظفون‬ ‫منتخبون‬
‫‪78‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة العيون – الساقية الحمراء‬
‫‪13.089‬‬ ‫‪12.455‬‬ ‫‪634‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجلس الجهوي للحسابات لجهة الداخلة –وادي الذهب‬
‫‪821‬‬ ‫‪633‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪2021-2010‬‬
‫‪6.302‬‬ ‫‪1.796‬‬ ‫‪4.506‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المجموع العام‬
‫‪297.885‬‬ ‫‪261.157‬‬ ‫‪36.728‬‬ ‫‪2021-2010‬‬

‫بهذا‪ ،‬يكون عدد التصاريح المودعة لدى المجالس الجهوية للحسابات عن فئة المنتخبين المحليين الملزمين‬
‫قد بلغ ما مجموعه ‪ 36.728‬تصريحا منذ دخول منظومة التصريح بالممتلكات حيز التطبيق في سنة ‪2010‬‬
‫في حين بلغ هذا العدد عن فئة الموظفين واألعوان العموميين الملزمين‪ ،‬خالل نفس الفترة‪ ،‬ما مجموعه‬
‫‪ 261.157‬تصريحا‪ ،‬أي بما مجموعه ‪ 297.885‬تصريحا‪.‬‬
‫▪ بخصوص عملية تتبع التصاريح‬
‫خالل سنة ‪ ،2021‬وجهت المحاكم المالية ‪ 5.679‬إنذارا للملزمين الموظفين واألعوان العموميين الذين أخلوا بواجب التصريح‬
‫وذلك بناء على المعطيات المحملة بالمنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض‪ .‬ويتعلق األمر ب ‪ 4.398‬منهم لم يدلوا بالتصريح‬
‫األولي أو لم يجددوه‪ ،‬وب ‪ 1.281‬لم يدلوا بالتصريح بمناسبة انتهاء المهام‪.‬‬
‫أما بالنسبة ل لمنتخبين أعضاء مكاتب الجماعات الترابية والغرف المهنية المخلين بواجب التصريح بالممتلكات‪ ،‬فقد وجهت‬
‫المجالس الجهوية للحسابات ‪ 5.021‬إنذارا منذ ‪ 15‬يونيو ‪ ،2022‬منها ‪ 1.228‬موجهة للمنتخبين المخلين بواجب إيداع‬
‫التصاريح الموالية لمباشرة المهام أو التجديد الدوري‪ ،‬فيما ‪ 3.793‬تم توجيهه للمنتخبين المخلين بإيداع التصريح الموالي‬
‫لنهاية االنتداب‪.‬‬
‫يجدر التذكير‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬بأن المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 54.06‬المتعلق بإحداث التصريح اإلجباري لبعض منتخبي‬
‫المجالس المحلية والغرف المهنية وبعض فئات الموظفين أو األعوان العموميين بممتلكاتهم‪ ،‬تمنح الملزمين من فئة المنتخبين‬
‫المنذرين أجل ستين (‪ ) 60‬يوما أيضا‪ ،‬من تاريخ التوصل باإلنذار قصد تسوية الوضعية‪ ،‬وإذا لم يقم المعنيون باألمر بتسوية‬
‫وضعيتهم داخل هذه اآلجال‪ ،‬يرفع رئيس المجلس الجهوي للحسابات المختص األمر إلى رئيس الحكومة الذي يصدر مرسوما‬
‫معلال بعزل الممتنع عن التصريح من عضوية المجلس الترابي أو الغرفة المهنية‪ .‬ويتخذ وزير الداخلية قرارا بتوقيف المعني‬
‫باألمر مؤقتا إلى حين صدور مرسوم العزل‪.‬‬
‫أما بالنسبة للملزمين من فئة الموظفين واألعوان العموميين‪ ،‬فإن نفس القانون يمنح المنذرين منهم أجل ستين يوما (‪ )60‬من‬
‫تاريخ التوصل باإلنذار قصد تسوية الوضعية‪ ،‬وإذا لم يقم المعنيون باألمر بتسوية وضعيتهم داخل هذه اآلجال‪ ،‬يرفع الرئيس‬
‫األول للمجلس األعلى للحسابات األمر للسلطة الحكومية التابع لها الملزم المخل‪ ،‬حيث يتعرض هذا األخير للعزل من الوظيفة‬
‫أو فسخ العقد‪ ،‬من طرف السلطة الحكومية التي لها حق التأديب بالرغم من كل المقتضيات المخالفة‪ ،‬طبقا ألحكام المادة ‪11‬‬
‫من القانون رقم ‪ 54.06‬سالف الذكر‪.‬‬
‫وعندما يتعلق األمر بعدم التصريح بمناسبة انتهاء المهام أو االنتداب ألي سبب من األسباب غير الوفاة‪ ،‬تتم إحالة الملف على‬
‫الجهة القضائية المختصة قصد تطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬نتائج فحص قوائم الملزمين بالتصريح بالممتلكات‬
‫تكتسي قوائم الملزمين بالتصريح اإلجباري بالممتلكات أهمية كبرى في تحديد نطاق اختصاص التصريح بالممتلكات‪ ،‬حيث‬
‫حدد القانون لكل فئة من الملزمين السلطة المؤهلة لتحديد وحصر القائمة المتعلقة بها وتحيينها‪ ،‬حسب المهام والسلط الموجبة‬
‫للتصريح‪.‬‬
‫وبالنظر إلى اإلكراهات التي اعترت ممارسة هذا االختصاص‪ ،‬والمتعلقة باألساس بوضع قوائم الملزمين بالتصريح وشروط‬
‫وكيفيات حصرها وتوجيهها إلى المحاكم المالية‪ ،‬وكذا آثارها على عمليتي التتبع والمراقبة‪ ،‬فقد أولى المجلس عناية خاصة‬
‫لفحص وتحليل القوائم المودعة لديه‪ ،‬بهدف تجاوز النقائص التي تشوبها وبالتالي الرفع من فعالية منظومة التصريح اإلجباري‬
‫بالممتلكات في تخليق الحياة العامة وربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬
‫‪2843‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬أسفرت عملية فحص وتحليل قوائم الملزمين من فئة الموظفين واألعوان العموميين الذين يشكلون أكثر من‬
‫‪ %90‬من مجموع الملزمين‪ ،‬عن تسجيل مالحظات تتعلق بكيفية تحديد وتصنيف المهام الموجبة للتصريح بالممتلكات طبقا‬
‫للمقتضيات ذات الصلة‪ ،‬وأخرى تخص السلطة المؤهلة لوضع وحصر هذه القوائم‪.‬‬
‫‪ .1‬بشأن تحديد المهام الموجبة للتصريح بالممتلكات ومدى التقيد بالمقتضيات القانونية المتعلقة‬
‫بالقوائم‬
‫حددت المادة الثانية من القانون رقم ‪ 54.06‬سالف الذكر فئة الموظفين واألعوان العموميين الملزمين‬
‫بالتصريح بممتلكاتهم في‪:‬‬
‫• األشخاص المعينون في مناصبهم بظهير شريف؛‬
‫• الموظفون واألعوان التابعون للدولة والجماعات المحلية والمنشآت العامة والهيئات األخرى المخول لهم سلطة‪:‬‬
‫‪ -‬األمر بصرف النفقات وقبض المداخيل أو ممارسة مهمة مراقب أو محاسب عمومي طبقا ألحكام‬
‫القانون رقم ‪ 61-99‬المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين؛‬
‫تحديد وعاء الضرائب والرسوم وكل عائد آخر مأذون به بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية‬ ‫‪-‬‬
‫الجاري بها العمل؛‬
‫قبض وتحصيل الضرائب والرسوم والعائدات والمداخيل واألجرة عن الخدمات المقدمة والمخصصة‬ ‫‪-‬‬
‫للدولة والجماعات المحلية والمنشآت العامة والهيئات األخرى كما تم تعريفها في المادة األولى من‬
‫القانون رقم ‪ 69-00‬المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى؛‬
‫اإلذن بمنح امتياز أو بتفويت أو باستغالل ملك أو مرفق عمومي أو خاص تابع للدولة أو الجماعات‬ ‫‪-‬‬
‫المحلية أو المؤسسات العامة؛‬
‫القيام بتدبير األموال وحفظ القيم والسندات وتسلم الودائع والكفاالت؛‬ ‫‪-‬‬
‫مهام المراقبة ومعاينة المخالفات لنصوص تشريعية وتنظيمية خاصة وزجر المخالفات المذكورة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تسليم الرخص أو اإلجازات أو األذون أو االعتمادات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تسجيل أو تقييد امتياز أو حق عيني أو حق غير مادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الموظفون واألعوان‪ ،‬غير أولئك المشار إليهم أعاله‪ ،‬المكلفون بمهمة عمومية والحاصلون على تفويض‬ ‫•‬
‫باإلمضاء فيما يتعلق باألعمال واإلجراءات المشار إليها في البند ‪ 2‬أعاله أو بأعمال قد يكون لها أثر مباشر‬
‫أو غير مباشر على المال العام‪.‬‬
‫كما تضيف المادة ‪ 14‬من نفس القانون فئة رابعة من الملزمين تتشكل من الموظفين أو األعوان العموميين الذين تجعلهم‬
‫مهامهم أو مسؤولياتهم في وضعية مماثلة لألشخاص المشار إليهم في المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬والذين يمكن للحكومة أن تخضعهم‬
‫للتصريح اإلجباري بالممتلكات‪ ،‬أخذا في االعتبار التنظيم الحكومي واإلداري‪.‬‬
‫وإذا كانت أهمية تحديد المهام والسلط الموجبة للتصريح تتجلى في تبيان وتقييم درجة المخاطر على المال العام‪ ،‬التي تحف‬
‫المنصب أو المهام التي يشغلها الملزم‪ ،‬فقد تم في هذا الشأن تسجيل المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إعمال سلطة تقديرية واسعة في تحديد المهام الموجبة للتصريح‬
‫إذا كانت فئة الملزمين الواردين في الفقرتين ‪ 1‬و‪ 2‬من المادة ‪ 2‬ال تطرح أي إشكال بالنظر إلى التحديد الواضح لهذه المهام‪،‬‬
‫والتي ترتبط بمعيار سلطة التعيين (ظهير شريف) ومعيار ممارسة السلطة المالية داخل جهاز عمومي‪ ،‬فإن الفئتين الواردتين‬
‫في الفقرة ‪ 3‬من نفس المادة وفي المادة ‪ 14‬تمنح للسلطة الحكومية المؤهلة لحصر اللوائح سلطة تقديرية واسعة في تحديد‬
‫األشخاص الملزمين‪ ،‬سواء عند تحديد األعمال التي يكون لها أثر مباشر أو غير مباشر على المال العام‪ ،‬أو التي ترتبط‬
‫بخصوصيات جهاز معين ومدى تشابههما بالمهام المشار إليها في الفقرتين ‪ 1‬و‪.2‬‬
‫وقد ترتب عن التوسيع في إعمال هذه السلطة التقديرية إدراج موظفين وأعوان ضمن الملزمين ال يمارسون مهام أو صالحيات‬
‫ذات صلة بتدبير المال العام‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الدقة في تحديد المهام والسلط الموجبة للتصريح في القوائم‬
‫بالرغم من كون المهام والسلط الموجبة للتصريح تعتبر العنصر األساسي في تحديد الصفة الموجبة للتصريح وبالتالي إدراج‬
‫المسؤولين المعنيين ضمن قوائم الملزمين‪ ،‬فقد لوحظ من خالل فحص قوائم األشخاص الملزمين بالتصريح لدى المجلس‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2844‬‬

‫األعلى للحسابات‪ ،‬والبالغ عددهم ‪ 15.439‬ملزما أن عدد الملزمين الذين تم تحديد المهام الموكولة إليهم في هذه القوائم بشكل‬
‫دقيق بلغ ‪ ،5.206‬أي بنسبة ال تتجاوز ‪ % 34‬من مجموع الملزمين‪ .‬في حين لم يتم تحديد المهام ل ‪ 9.837‬ملزم‪ ،‬أي ما يمثل‬
‫‪ %64‬من مجموع الملزمين المعنيين‪.‬‬
‫‪ ‬عدم شمولية قوائم الملزمين‬
‫يتضح من خالل مراجعة قاعدة المعطيات المتعلقة بالتصاريح المودعة‪ ،‬أن عدد األشخاص المصنفين طبقا لمعيار التعيين‬
‫بظهير شريف‪ ،‬لم يتجاوز ‪ 360‬ملزما من مجموع الملزمين‪ ،‬أي ما يمثل ‪ %2‬فقط‪ ،‬علما أن هناك ملزمين معينين في مناصبهم‬
‫بظهير شريف (‪ 3.422‬من رجال السلطة) لم يصنفوا ضمن هذه الفئة‪.‬‬
‫كما تبين أن أشخاصا يتقلدون مهمة آمر بالصرف‪ ،‬وفقا للتعريف الوارد في القانون رقم ‪ 61-99‬المتعلق بتحديد مسؤولية‬
‫اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين‪ ،‬لم ترد بياناتهم ضمن القائمة‪ ،‬السيما في قطاعات التربية الوطنية‬
‫والتعليم العالي والصحة‪.‬‬
‫في نفس السياق‪ ،‬أظهر الفحص اقتصار بعض القوائم على ملزم واحد فقط‪ ،‬على الرغم من كون الهياكل التنظيمية للمؤسسات‬
‫المعنية تخول لمسؤوليها سلطات ومهام لها أثر مباشر على تدبير المال العام‪ ،‬ويتعلق األمر بقطاعات الفالحة والتربية الوطنية‬
‫والتعليم األولي والصحة والتكوين المهني والطافة والمعادن‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد طال التقصير في شمولية القوائم‪ ،‬قطاعات حكومية لم تدرج مسؤولي مؤسسات عمومية تابعة لها‬
‫ضمن قوائم الملزمين‪ .‬ويتعلق األمر بسبع (‪ )07‬مؤسسات عمومية من أصل ‪ 260‬مؤسسة أو شركة عمومية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اعتماد معايير موحدة في اإلدراج في القوائم برسم نفس القطاع‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬لوحظ اختالف وتباين في المعايير المعتمدة من طرف نفس السلطة الحكومية المؤهلة لحصر قوائم الملزمين‬
‫عند تحديد الملزمين داخل أجهزة تتوفر على نفس االختصاصات وتعتمد نفس الهيكل التنظيمي‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة‬
‫لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بقطاع التربية الوطنية‪ ،‬حيث ضمت قوائم ست (‪ )06‬أكاديميات رؤساء مراكز إقليمية‬
‫في حين استثنت األكاديميات األخرى هذا المنصب من قائمة ملزميها‪ .‬نفس األمر يتعلق بالمراكز االستشفائية الجامعية بقطاع‬
‫الصحة‪ ،‬حيث أدرج ملزم واحد فقط بقائمة مركز استشفائي جامعي بينما أدرج ‪ 70‬ملزما بمركز استشفائي آخر‪.‬‬
‫وتبعا لما سبق‪ ،‬يتبين أن تطبيق مقتضيات المادتين ‪ 2‬و‪ 14‬المشار إليهما أعاله‪ ،‬والمتعلقة بالمهام والسلط الموجبة للتصريح‪،‬‬
‫يتم بطرق ومستويات متباينة تفتقر لمعايير منسجمة وشاملة‪ ،‬إذ أن ممارسة نفس المهام أو نفس السلط ال يترتب عنه بالضرورة‬
‫إدراج المسؤولين المعنيين بقائمة الملزمين‪ ،‬سواء بين األجهزة العمومية بصفة عامة أو بين أجهزة متشابهة أو حتى داخل‬
‫نفس الجهاز‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬يوصي المجلس بإعادة النظر في تحديد المهام والسلط الموجبة لإلدراج بقائمة الملزمين‪ ،‬وضرورة تصنيفها مراعاة‬
‫للفئات المحددة بالمادتين ‪ 2‬و‪ 14‬من القانون رقم ‪ 54.06‬من خالل اعتماد معايير موحدة بشأن إعمال السلطة التقديرية‪.‬‬
‫‪ .2‬بشأن السلطة المؤهلة لوضع القوائم وحصرها وتحيينها‬
‫طبقا للمادة ‪ 6‬من القانون ‪ 54.06‬المذكور أعاله‪ ،‬توجه السلطة الحكومية التابع لها الملزم بالتصريح‪ ،‬إلى رئيس مجلس‬
‫الحسابات المختص قائمة بأسماء الموظفين واألعوان العموميين الملزمين‪ ،‬وكذا التغييرات التي يمكن أن تدخل عليها‪ ،‬وذلك‬
‫باعتبارها صاحبة االختصاص في وضع وحصر قوائم األشخاص الملزمين العاملين بالمصالح المركزية والالممركزة‬
‫وبالمؤسسات العمومية التابعة لها‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية القصوى التي تكتسي هذه العملية‪ ،‬فقد أسند منشور الوزير األول رقم ‪ 3/2010‬الصادر بتاريخ ‪،2010/03/10‬‬
‫أل عضاء الحكومة والمندوبين السامين والمندوب العام مسؤولية حصر قوائم األشخاص الملزمين‪ ،‬مفصلة حسب كل فئة من‬
‫الفئات األربعة الواردة في المادتين ‪ 2‬و‪ 14‬من القانون ‪ 54.06‬سالف الذكر‪.‬‬
‫في هذا المجال‪ ،‬لوحظ ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬بشأن تحديد السلطة المؤهلة لوضع وحصر القوائم‬
‫قبل اعتما د المنصة اإللكترونية لتحميل قوائم الملزمين من طرف ممثلي السلطة الحكومية في فبراير ‪ ،2019‬كان المجلس‬
‫األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات تتوصل بقوائم يتم حصرها وتوقيعها من طرف مسؤولين من مستويات مختلفة‬
‫(مدير مركزي أو رئيس قسم أو رئيس مصلحة)‪ ،‬بدون إرفاقها بقرار التفويض في اإلمضاء من طرف السلطة صاحبة‬
‫االختصاص األصلي‪.‬‬
‫وبعد صدور منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 01/2019‬بتاريخ ‪ 08‬يناير ‪ ،2019‬الذي يقتضي تعيين مخاطب برسم كل قطاع‬
‫حكومي يعهد إليه تحميل وتحيين قوائم الملزمين بالتصريح المنتمين إلى أسالكه‪ ،‬واعتماد المنصة اإللكترونية‪ ،‬صارت عملية‬
‫وضع وحصر القوائم المادية وتم االستغناء ضمنيا عن القوائم الموجهة على الحامل الورقي‪ ،‬األمر الذي يتعذر معه تحديد‬
‫الجهة التي تولت وضع وحصر هذه القوائم‪.‬‬
‫‪2845‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ ‬التقصير في التحيين المنتظم للقوائم‬


‫يالحظ‪ ،‬من خالل فحص قوائم الملزمين بالمنصة اإللكترونية المعدة لهذا الغرض من طرف المجلس‪ ،‬تأخر السلطات الحكومية‬
‫في تبليغ المجلس في حينه بالتغييرات التي تطرأ على وضعية الملزمين‪ ،‬خاصة أن هذه الوضعية تتسم بالدينامية والتجدد‬
‫بصفة دورية سواء تعلق األمر باستالم مهام جديدة موجبة للتصريح أو انتهائها‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬سجل المجلس قوائم تم تحميلها ألول مرة في فبراير ‪ ،2019‬ولم يتوصل بالتغييرات التي طرأت عليها حتى حلول‬
‫أجل تجديد التصاريح في فبراير ‪ ،2022‬بالرغم من أن فترة الثالث سنوات المنصرمة بين سنتي ‪ 2019‬و‪ 2022‬كانت قد‬
‫عرفت تغييرات في وضعيات األشخاص الملزمين المدرجين في هذه القوائم‪.‬‬
‫كما لوحظ أن بعض القطاعات قامت بتحميل قوائم ملزميها لمرة واحدة منذ فبراير ‪ ،2019‬علما أن هذه القطاعات عرفت‬
‫تغييرات في وضعية ملزميها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بانتهاء المهام‪ ،‬حيث يتقدم ملزمون لإلدالء بالتصريح بمناسبة انتهاء المهام‪،‬‬
‫في حين يتبين‪ ،‬بالرجوع إلى القوائم التي تم تحميلها بالمنصة االلكترونية عدم تحيين وضعيتاهم عبر إضافة المعطيات المتعلقة‬
‫بانتهاء المهام‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬لوحظ أنه من أصل ‪ 37‬قطاعا حكوميا وأزيد من ‪ 260‬مؤسسة عمومية‪ ،‬تم تحيين قوائم ‪ 31‬جهازا عموميا‬
‫فقط‪ ،‬أي بنسبة لم تتجاوز ‪ %10‬وذلك تزامنا مع نهاية رابع فترة تجديد التصاريح (منذ نهاية شهر مارس ‪ 2022‬إلى حدود‬
‫‪ 20‬شتنبر ‪.)2022‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه‪ ،‬ونظرا لما قد يترتب عن عدم تحيين قوائم الملزمين‪ ،‬السيما الحد من راهنية عملية تتبع التصريح‬
‫بالممتلكات وهدر الجهد والموارد‪ ،‬خصوصا عندما يتبين أن األشخاص المعنيين غادروا األجهزة المعنية إما بسبب إحالتهم‬
‫على التقاعد‪ ،‬أو فسخ عقودهم‪ ،‬أو تقديم استقالتهم‪ ،‬فقد دأب المجلس‪ ،‬من أجل تجاوز هذه الوضعية‪ ،‬على نهج مقاربة بيداغوجية‬
‫ومواكبة في هذا المجال عبر توجيه مراسالت تذكيرية للسلطات الحكومية قبيل كل مرحلة تجديد‪ ،‬وكذا تنظيم أيام دراسية‬
‫وتواصلية بهدف المواكبة والتحسيس بأهمية التحيين وأثره على المراحل الموالية لمسطرة التتبع والمراقبة للتصاريح‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى التقصير الملحوظ في ممارسة السلطات الحكومية المؤهلة لمهامها اإلشرافية فيما يخص عملية ضبط وحصر‬
‫قوائم الملزمين‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن من بين أسباب التأخر في توجيه وتحيين القوائم بأسماء الملزمين إلى المجلس األعلى‬
‫للحسابات‪ ،‬من فئة الموظفين واألعوان العموميين‪ ،‬عدم تنصيص القانون ‪ 54.06‬المذكور أعاله‪ ،‬على أجل محدد يلزم‬
‫السلطات الحكومية المؤهلة بوضع القوائم المعنية فور دخول اإلجراء الملزم بالتصريح بالممتلكات حيز التنفيذ (من استالم‬
‫للمهام أو انتهائها)‪ ،‬باستثناء قائمة المنتخبين الملزمين حيث تقتضي الفقرة ‪ 5‬من المادة األولى من القانون ‪ 54.06‬المذكور‬
‫أعاله أن يوجه وزير الداخلية أو السلطة المفوضة من لدنه لهذا الغرض‪ ،‬إلى رئيس المجلس الجهوي للحسابات المختص‪،‬‬
‫القائمة بأسماء الملزمين وكذا التغييرات التي تدخل عليها داخل أجل شهر من تسلمهم مهامهم‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬يوصي المجلس بما يلي‪:‬‬
‫مراجعة المقتضيات القانونية المتعلقة بالسلطة المؤهلة لوضع القوائم والتفويض بشأنها؛‬ ‫‪-‬‬
‫تفعيل الوظيفة اإلشرافية والتأطيرية للسلطات الحكومية فيما يخص عملية إعداد وحصر قوائم الملزمين‬ ‫‪-‬‬
‫وممارسة اختصاصها طبقا لألحكام ذات الصلة‪ ،‬وكذا السهر على التحيين المنتظم لهذه القوائم؛‬
‫العمل على تحديد آجال مضبوطة في حدود شهر على األكثر من دخول اإلجراء الملزم بالتصريح‪ ،‬لوضع‬ ‫‪-‬‬
‫القوائم المعنية‪ ،‬ل ما لذلك من أهمية في تمكين المجلس من تتبع إيداع التصريحات طبقا لآلجال المنصوص‬
‫عليها قانونا؛‬
‫العمل على استكمال رقمنة مسطرة تحميل القوائم من المنبع‪ ،‬عبر رقمنة حصر وتحيين قوائم الملزمين‬ ‫‪-‬‬
‫بالنظام المعلوماتي لتدبير الموارد البشرية لدى القطاعات الحكومية‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬مالحظات بشأن تعبئة نماذج التصاريح المودعة لدى المجلس‬
‫في إطار تنزيل اإلطار القانوني للتصريح بالممتلكات‪ ،‬صدر المرسوم رقم ‪ 2.09.207‬في ‪ 20‬من ذي الحجة ‪8( 1430‬‬
‫ديسمبر ‪ )2009‬المتعلق بتحديد نموذج التصريح ووصل التسلم وبالحد األدنى لقيمة األموال المنقولة الواجب التصريح بها‪.‬‬
‫وقد أسفر فحص عينة من التصاريح بالممتلكات عن مالحظات أولية بشأن كيفيات تعبئة نموذج التصريح من طرف الملزمين‬
‫وتتبع ومقارنة البيانات المضمنة به ومدى اتساقها من حيث الشكل‪ ،‬نوردها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬فيما يخص تعبئة نموذج التصريح‬
‫‪ ‬تصاريح معبأة بطريقة غير سليمة‬
‫كشفت عملية فحص التصاريح عن التقصير في تعبئة جميع مكونات النموذج بالدقة الالزمة وبشكل صحيح‪ ،‬كما يتبين من‬
‫خالل المالحظات التالية‪:‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2846‬‬

‫‪ -‬تعبئة نماذج بشكل ناقص وغير كامل‪ ،‬حيث أنها ال تضم الصفحات السبعة (‪ )07‬بكاملها‪ ،‬كما حددها الملحق‬
‫بالمرسوم رقم ‪ 2.09.207‬سالف الذكر؛‬
‫‪ -‬تسجيل تفاسير مختلفة لنفس المكون بالنموذج كالخلط بين تاريخ التوظيف وتاريخ التعيين في المهمة أو إدراج‬
‫الممتلكات العقارية ضمن األموال المنقولة أو التصريح بالراتب السنوي اإلجمالي وليس الصافي في إطار المداخيل‬
‫المستلمة للسنة السابقة للتعيين‪ .‬ويرجع ذلك أساسا إلى قراءات غير موحدة لمكونات النموذج‪،‬‬
‫‪ -‬بيانات محررة بخط غير واضح أو تم التشطيب عليها بدل تعبئة النموذج من جديد؛‬
‫‪ -‬اللجوء إلى نسخ مصورة من التصريح السابق لإلدالء بالتصريح بمناسبة التجديد؛‬
‫‪ -‬تعدد األخطاء المتعلقة باالختيار الصحيح للصفحة أو الجدول المعني بالمعطيات كتعبئة معطيات عن مداخيل في‬
‫جدول غير معني دون ذكرها بين المنقوالت‪.‬‬
‫‪ -‬إغفال تعبئة جميع المعطيات اإلدارية الخاصة بالملزم كتاريخ التعيين أو المهام‪ ،‬أو الرقم االستداللي لألجر‪ ،‬أو‬
‫تاريخ االزدياد أو المعطيات المتعلقة بالممتلكات العقارية من رقم المرجع العقاري والقيمة الشرائية أو مساحة‬
‫العقار وأصله أو تاريخ تملكه أو المعطيات المتعلقة باألموال المنقولة من قبيل قيمتها الشرائية وصنفها وتاريخ‬
‫تملكها أو القيمة األحادية للسندات وعددها أو إغفال اإلدالء برقم الحساب البنك‪.‬‬
‫‪ .2‬من حيث تطابق المضمون واتساقه‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يالحظ من خالل فحص مدى تطابق واتساق البيانات المضمنة بالتصاريح‪ ،‬أن بعض التصاريح بالممتلكات‬
‫يشوبها عدم اتساق المعطيات ضمن نفس التصريح‪ ،‬حيث يتم اإلقرار مثال بديون في إطار المداخيل المستلمة خالل السنة‬
‫السابقة للتعيين‪ ،‬أو اإلدالء بالمدة المتبقية لسداد الدين بدل األقساط الشهرية والمبلغ الباقي سداده وذلك في غياب معطيات عن‬
‫تاريخ الدين أو الجهة المقرضة‪.‬‬
‫كما أظهرت المقارنة بين التصاريح المتتالية لنفس الملزم عدم اتساق المعطيات بين هذه التصاريح واختالف في البيانات‬
‫المصرح بها‪ ،‬من قبيل‪:‬‬
‫‪ -‬عدم التصريح بالمداخيل المستلمة خالل السنة السابقة للتعيين عند التصريح األولي وتدارك األمر الحقا بمناسبة‬
‫تجديد التصريح؛‬
‫‪ -‬تغيير في بيانات القرض من تصريح آلخر وفي المعطيات الخاصة بالقيمة الشرائية وبتاريخ التملك وبالحصة في‬
‫الملكية بين التصريح األولي وتصريح التجديد؛‬
‫‪ -‬إغفال التصريح بمآل عقار في التصريحات الموالية أو بعقارات في التصريح األولي رغم أن تاريخ التملك يعود‬
‫لسنوات سابقة؛‬
‫‪ -‬عدم التصريح بجميع الممتلكات المدلى بها في تصريح سابق واالكتفاء بإضافة عقار دون تحديد طبيعته‪.‬‬
‫وكما يتبين من خالل المالحظات أعاله‪ ،‬فإن نموذج التصريح بالممتلكات‪ ،‬الملحق بالمرسوم رقم ‪ 2.09.207‬المذكور أعاله‪،‬‬
‫يستلزم إعادة النظر في بلورته حتى يصبح نموذجا واضحا وسهل االستيعاب من طرف جميع الملزمين بما يحد من هامش‬
‫التأويل واالختالف في تحديد الغرض من البيانات موضوع التعبئة‪ .‬كما يتعين اعتماد التعبئة اإللكترونية للتصريح بالممتلكات‬
‫قصد تيسير ولوج قواعد المعطيات لدى اإلدارات والمؤسسات العمومية للتبادل اإللكتروني للمعطيات وتسريع وتبسيط البحث‬
‫والتحري بشأن صحة المعلومات المصرح بها‪.‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬تدقيق حسابات األحزاب السياسية وفحص النفقات المتعلقة‬


‫بالعمليات االنتخابية‬
‫قام المجلس األعلى للحسابات بتدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية وفحص صحة نفقاتها المتعلقة بالدعم السنوي‬
‫الممنوح لها للمساهمة في تغطية مصاريف تدبيرها وكذا مصاريف تنظيم مؤتمراتها الوطنية العادية برسم السنة المالية ‪،2020‬‬
‫وبفحص حسابات الحمالت االنتخابية من طرف األحزاب السياسية والمنظمات النقابية والمترشحين برسم استحقاقات ‪،2021‬‬
‫وذلك طبقا ألحكام الفصل ‪ 147‬من الدستور ولمقتضيات المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية‪ ،‬كما‬
‫تم تغييرها وتتميمها وللقوانين التنظيمية ذات الصلة‪.48‬‬

‫‪ 48‬المادتان ‪ 44‬و‪ 45‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 29.11‬المتعلق باألحزاب السياسية والمادة ‪ 96‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 27.11‬المتعلق بمجلس‬
‫النواب والمادة ‪ 97‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 28.11‬المتعلق بمجلس المستشارين والمادة ‪ 158‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 59.11‬المتعلق بانتخاب‬
‫‪2847‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫أوال‪ .‬فحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية‬


‫تميزت سنة ‪ 2021‬بتنظيم استحقاقات انتخابية عامة تخص انتخاب أعضاء مجلس النواب والمجالس الجماعية والجهوية‬
‫(اقتراع ‪ 8‬شتنبر) ومجالس العماالت واألقاليم (اقتراع ‪ 21‬شتنبر) ومجلس المستشارين (اقتراع ‪ 5‬أكتوبر)‪ .‬في هذا اإلطار‪،‬‬
‫اتخذ المجلس عدة إجراءات من أجل تسهيل عملية تقديم حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية‬
‫والمترشحين‪ ،‬من بينها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحسيس ومواكبة وتذكير األطر المكلفة بالتسيير اإلداري ومسك المحاسبة لدى كل حزب أو منظمة نقابية على‬
‫حدة بكيفيات تقديم حسابات الحمالت االنتخابية‪ ،‬مع التأكيد على ضرورة اإلدالء بحساب خاص بكل اقتراع‬
‫واحترام اآلجال القانونية لإليداع (عقد لقاءات تواصلية أيام ‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 11‬و‪ 21‬و‪ 22‬مارس ‪(2020‬؛‬
‫‪ -‬تذكير األطر المكلفة بالتسيير المالي واإلداري والتواصل لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية بالمستجدات‬
‫التشريعية والتنظيمية‪ ،‬وكذا بالمسؤولية القانونية المترتبة عن تدبير الدعم العمومي والمشاركة في العمليات‬
‫االنتخابية‪ ،‬ووضع رهن إشارتهم جميع النصوص القانونية والتنظيمية المحينة (تنظيم يوم دراسي بتاريخ ‪16‬‬
‫شتنبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬وضع منصة معلوماتية لتيسير عملية إيداع حسابات الحمالت االنتخابية من طرف األحزاب السياسية والمنظمات‬
‫النقابية والمترشحين‪.‬‬
‫‪ .1‬حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية‬
‫بلغت مساهمة الدولة في تمويل الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية برسم اقتراع ‪ 8‬شتنبر ‪ 2021‬ما مجموعه ‪336,94‬‬
‫مليون درهم‪ ،‬استفاد منها ثمانية وعشرون (‪ )28‬حزبا على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 157,66 -‬مليون درهم برسم انتخاب أعضاء مجلس النواب؛‬
‫‪ 99,54 -‬مليون درهم برسم انتخاب أعضاء المجالس الجماعية؛‬
‫‪ 79,74‬مليون درهم برسم انتخاب أعضاء المجالس الجهوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما بلغت مساهمة الدولة في تمويل الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية برسم اقتراع ‪ 5‬أكتوبر ‪2021‬‬
‫النتخاب أعضاء مجلس المستشارين ما مجموعه ‪ 19,34‬مليون درهم لفائدة إثني عشر (‪ )12‬حزبا (‪ 11,34‬مليون درهم)‬
‫وإحدى عشر (‪ )11‬منظمة نقابية (‪ 8‬مليون درهم)‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬قامت جميع األحزاب السياسية والمنظمات النقابية المستفيدة من الدعم باإلدالء بحسابات حمالتها االنتخابية‬
‫للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬وذلك من أجل فحص مستندات إثبات صرف المساهمة المذكورة‪ .‬وقد تم توجيه المالحظات‬
‫المسجلة إلى المسؤولين الوطنيين عن الهيئات المعنية من أجل تسوية وضعيتهم أو إرجاع مبالغ الدعم إلى الخزينة داخل أجل‬
‫ثالثين يوما من تاريخ التبليغ‪.‬‬
‫‪ .2‬حسابات الحمالت االنتخابية للمترشحين‬
‫بلغت نسبة إيداع حسابات الحمالت االنتخابية للمترشحين حوالي ‪ ،%85‬وذلك بعد اإلدالء للمجلس بالحسابات المتعلقة ب‬
‫‪ 4.358‬مترشحا من مجموع ‪ 5.146‬ملزما‪ .‬وقد تم في هذا الصدد إعذار المتخلفين بضرورة تقديم حسابات حمالتهم االنتخابية‬
‫للمجلس داخل أجل أقصاه ستين (‪ )60‬يوما من تاريخ التوصل باإلعذار‪.‬‬
‫وقد أسفرت عملية فحص حسابات الحمالت االنتخابية للمترشحين برسم جميع االقتراعات سالفة الذكر عن توجيه ‪1.046‬‬
‫مذكرة مالحظات‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية‬
‫من أصل أربعة وثالثين (‪ )34‬حزبا‪ ،‬أودع ‪ 29‬حزبا حساباتهم السنوية برسم السنة المالية ‪ ،2021‬مقابل (‪ )30‬حزبا سنة‬
‫‪ 2020‬واثنين وثالثين (‪ )32‬حزبا سنة ‪ .2019‬وقد تخلفت خمسة (‪ )05‬أحزاب عن تقديم حساباتها إلى المجلس برسم سنة‬
‫‪ .2021‬وتجدر اإلشارة إلى أن ‪ 18‬حزبا من أصل ‪ 29‬أدلوا بحساباتهم داخل األجل القانوني (‪ 31‬مارس ‪.)2022‬‬
‫وقد بلغ مجموع الموارد المصرح بها من طرف األحزاب السياسية ما يناهز ‪ 499,69‬مليون درهم برسم سنة ‪ ،2021‬بما‬
‫فيها مبالغ الدعم المقدم لألحزاب لتمويل حمالتها االنتخابية برسم اقتراعات ‪ ،2021‬مقابل ‪ 121,93‬مليون درهم سنة ‪2020‬‬
‫و‪ 127,39‬مليون درهم سنة ‪ .2019‬في حين بلغ مجموع النفقات المصرح بصرفها برسم سنة ‪ 2021‬ما يناهز ‪502,26‬‬

‫أعضاء مجالس الجماعات الترابية والمادة ‪ 131‬من القانون رقم ‪ 57.11‬المتعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل االتصال‬
‫السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية واالستفتائية‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2848‬‬

‫مليون درهم‪ ،‬بما فيها مصاريف الحمالت االنتخابية برسم االقتراعات المذكورة‪ ،‬مقابل ‪ 122,07‬مليون درهم سنة ‪،2020‬‬
‫و‪ 145,73‬مليون درهم سنة ‪.2019‬‬
‫‪ .1‬إرجاع مبالغ الدعم برسم استحقاقات سابقة أو الدعم السنوي عن السنوات الفارطة‬
‫عمال بالمقتضيات التشريعية والتنظيمية ذات الصلة‪ ،‬قام ‪ 22‬حزبا بإرجاع جزء من الدعم الممنوح لها إلى الخزينة بما‬
‫مجموعه ‪ 7,09‬مليون درهم خالل سنة ‪ 2020‬و‪ 7,53‬مليون درهم خالل سنة ‪ 2021‬و‪ 18,28‬مليون درهم خالل سنة ‪.2022‬‬
‫وفي المقابل‪ ،‬سجل المجلس أن ‪ 13‬حزبا لم يقم بإرجاع مبالغ الدعم إلى الخزينة بما مجموعه ‪ 4,22‬مليون درهم‪ ،‬تتعلق بالدعم‬
‫الممنوح لها برسم استحقاقات انتخابية سابقة (اقتراعات ‪ 4‬شتنبر ‪ 2015‬و‪ 2‬أكتوبر ‪ 2015‬و‪ 7‬أكتوبر ‪ ،)2016‬وكذا برسم‬
‫الدعم السنوي عن سنوات ‪ 2017‬و‪ 2020‬و‪ .2021‬وتتوزع هذه المبالغ على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 1,12 -‬مليون درهم‪ ،‬تهم مبالغ الدعم غير المستحق (حاصل الفرق بين مبلغ التسبيق الممنوح للحزب برسم مساهمة‬
‫الدولة في تمويل حمالته االنتخابية والمبلغ العائد له على ضوء النتائج المحصل عليها برسم االقتراع المعني)‪،‬‬
‫والدعم غير المستعمل (حاصل الفرق بين مبلغ الدعم الممنوح للحزب ومجموع المصاريف المنجزة)؛‬
‫‪ 1,82 -‬مليون درهم‪ ،‬تهم مبالغ الدعم غير المستعمل أو المستعمل لغير الغايات التي منح من أجلها (حاصل الفرق‬
‫بين مبلغ الدعم ومجموع المصاريف المنجزة أو مبلغ الدعم الذي تم صرفه ألداء نفقات ال تندرج ضمن أوجه‬
‫الصرف المحددة ضمن المقتضيات التنظيمية ذات الصلة أو تم إنجازها خارج الفترة المخصصة لمصاريف الحملة‬
‫االنتخابية)؛‬
‫‪ 1,28 -‬مليون درهم‪ ،‬تهم مبالغ الدعم الذي لم يتم إثبات صرفه بوثائق اإلثبات المنصوص عليها في القوانين‬
‫واألنظمة ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ .2‬أهم الخالصات والتوصيات المتعلقة بتدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية برسم ‪2020‬‬
‫سجل التقرير المنجز من طرف المجلس األعلى للحسابات بهذا الخصوص عدة خالصات‪ ،‬همت أساسا‪:‬‬
‫• اإلشهاد بصحة الحسابات المقدمة‬
‫من أصل ثالثين (‪ )30‬حزبا الذين أدلوا بحساباتهم برسم السنة المالية ‪ ،2020‬سجل المجلس أن سبعة وعشرين (‪ )27‬حزبا‬
‫قدموا حسابات مشهود بصحتها من طرف خبير محاسب مقيد في هيئة الخبراء المحاسبين‪ ،‬مقابل ثمانية وعشرين (‪ )28‬حزبا‬
‫برسم سنة ‪ ،2019‬منها خمسة وعشرون (‪ )25‬حزبا أدلوا بحسابات مشهود بصحتها بدون تحفظ‪ ،‬وحزبان (‪ )02‬قدما حسابين‬
‫مشهود بصحتهما بتحفظ‪.‬‬
‫كما قام حزب واحد (‪ )01‬عن سنة ‪ ،2020‬مقابل ثالثة (‪ )03‬أحزاب برسم سنة ‪ ،2019‬بتقديم تقرير خبير محاسب لم يراع‬
‫في وضعه صيغة اإلشهاد الواردة ضمن المعيار ‪ 5700‬من دليل معايير التدقيق القانوني والتعاقدي والمحدد من طرف المجلس‬
‫الوطني لهيئة الخبراء المحاسبين بالمغرب‪.‬‬
‫في ما قدم حزبان (‪ )02‬عن سنة ‪ ،2020‬مقابل حزب واحد (‪ )01‬عن سنة ‪ ،2019‬حسابيهما السنويين دون تقديم تقرير الخبير‬
‫المحاسب‪.‬‬
‫• الوثائق المكونة للحسابات السنوية‬
‫لم تقم أربعة (‪ )04‬أحزاب برسم سنة ‪ ،2020‬مقابل خمسة (‪ )05‬أحزاب عن سنة ‪ ،2019‬بتقديم كل الجداول المكونة لقائمة‬
‫المعلومات التكميلية والمنصوص عليها في القرار المشترك لوزير الداخلية ووزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 1078.09‬المتعلق‬
‫بالمخطط المحاسبي الموحد لألحزاب السياسية‪ .‬كما أن حزبين اثنين (‪ )02‬عن سنة ‪ ،2020‬مقابل ثالثة (‪ )03‬أحزاب عن‬
‫سنة ‪ ،2019‬لم يدليا بجرد مستندات اإلثبات المنصوص عليه في المادة ‪ 44‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 29.11‬المتعلق باألحزاب‬
‫السياسية‪.‬‬
‫• مسك المحاسبة‬
‫قامت ثمانية (‪ )08‬أحزاب برسم كل من سنة ‪ 2019‬و‪ 2020‬بمسك المحاسبة وفق الدليل العام للمعايير المحاسبية دون مراعاة‬
‫المالءمات المنصوص عليها في المخطط المحاسبي الموحد لألحزاب السياسية‪ .‬كما أن أحد عشر (‪ )11‬حزبا عن سنة ‪2020‬‬
‫وعشرة (‪ )10‬أحزاب برسم سنة ‪ ،2019‬لم يقوموا بإدراج مبالغ الدعم الواجب إرجاعها إلى الخزينة على مستوى الموازنة‬
‫بالحساب رقم ‪":445‬الدولة ‪ -‬دائنة"‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬سجل المجلس عدم مسك حساب "الصندوق" من طرف حزب واحد‬
‫(‪ )01‬برسم سنة ‪ ،2020‬مقابل ثالثة (‪ )03‬أحزاب عن سنة ‪ 2019‬رغم أدائه عدة نفقات نقدا‪.‬‬
‫‪2849‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫• فحص النفقات‬
‫بلغ مجموع النفقات المصرح بصرفها من طرف األحزاب السياسية سنة ‪ 2020‬ما مجموعه ‪ 122,07‬مليون درهم‪ ،‬مقابل‬
‫‪ 145,73‬مليون درهم سنة ‪ .2019‬وسجل المجلس‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬مالحظات بخصوص صرف نفقات بمبلغ إجمالي قدره‬
‫‪ 1,33‬مليون درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ %1,09‬من مجموع النفقات المصرح بصرفها‪ ،‬مقابل ‪ 2,34‬مليون درهم سنة ‪ ،2019‬أي‬
‫بنسبة ‪ .%1,60‬وتخص هذه المالحظات‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات لم يتم بشأنها تقديم وثائق اإلثبات المطلوبة‪ 929.709,20 :‬درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ %0,76‬من مجموع النفقات‬
‫المصرح بصرفها‪ ،‬مقابل ‪ 1.899,394,08‬درهم سنة ‪2019‬؛‬
‫‪ -‬نفقات تم بشأنها تقديم وثائق إثبات غير كافية‪ 54.728,50 :‬درهم‪ ،‬أي ما يمثل ‪ %0,04‬من مجموع النفقات‪،‬‬
‫مقابل ‪ 48.250,00‬درهم سنة ‪2019‬؛‬
‫‪ -‬نفقات تم بشأنها تقديم وثائق في غير اسم الحزب‪ 344.243,64 :‬درهم‪ ،‬أي ما نسبته ‪ %0,28‬من مجموع النفقات‪،‬‬
‫مقابل ‪ 396.529,91‬درهم سنة ‪.2019‬‬
‫• توصيات المجلس األعلى للحسابات‬
‫أصدر المجلس عدة توصيات ضمنها في تقريره حول تدقيق حسابات األحزاب السياسية وكذا فحص صحة نفقاتها المتعلقة‬
‫بالدعم العمومي برسم سنة ‪ .2020‬في هذا اإلطار‪ ،‬سجل المجلس تنفيذ السلطات الحكومية المختصة للتوصيات الصادرة‬
‫عنه‪ ،‬السيما من خالل إصدار وتحيين عدة نصوص قانونية وتنظيمية تهم نظام تمويل األحزاب السياسية والحمالت االنتخابية‪.‬‬
‫وفيما يلي أبرز التوصيات الصادرة عن المجلس‪:‬‬
‫‪ -‬مواصلة المجهودات المبذولة من طرف السلطات الحكومية المختصة واألحزاب السياسية المعنية بإرجاع‪ ،‬إلى‬
‫الخزينة‪ ،‬مبالغ الدعم غير المبررة (‪ 4,22‬مليون درهم)‪ ،‬وعند االقتضاء اتخاذ اإلجراءات الالزمة في حق‬
‫األحزاب التي لم تقم بتسوية وضعيتها تجاه الخزينة؛‬
‫‪ -‬العمل على تنظيم دورات تكوينية أخرى لفائدة األطر اإلدارية لألحزاب السياسية بغرض تيسير استعمالها للمخطط‬
‫المحاسبي الموحد وإعداد دليل للمساطر المحاسبية ونظام معلوماتي مشترك بين األحزاب السياسية؛‬
‫‪ -‬السعي لتحقيق مزيد من الشفافية في الحسابات المالية‪ ،‬وذلك من خالل الحرص على‪:‬‬
‫تقديم الوثائق المكونة للحسابات السنوية داخل اآلجال المقررة في القانون التنظيمي رقم ‪ 29.11‬المتعلق‬ ‫‪-‬‬
‫باألحزاب السياسية؛‬
‫اإلشهاد بصحة الحسابات المدلى بها وفق مقتضيات القرار المشترك لوزير الداخلية ووزير االقتصاد والمالية‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ‪ 1078.09‬المتعلق بالمخطط المحاسبي لألحزاب السياسية‪ ،‬ووفق المعيار ‪ 5700‬من "دليل معايير‬
‫التدقيق القانوني والتعاقدي" للهيئة الوطنية للخبراء المحاسبين؛‬
‫العمل على مسك المحاسبة وفق مقتضيات "الدليل العام للمعايير المحاسبية" مع مراعاة المالءمات المنصوص‬ ‫‪-‬‬
‫عليها في المخطط المحاسبي الموحد لألحزاب السياسية‪.‬‬

‫الفصل الثامن‪ :‬التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية وأنشطة الدعم‬


‫والتعاون الدولي‬
‫يقدم هذا الفصل نظرة عامة حول أهم التدابير المتخذة من طرف المجلس األعلى للحسابات من أجل تنزيل التوجهات‬
‫االستراتيجية الجديدة للمحاكم المالية‪ ،‬فضال عن أهم أنشطة األقطاب المحدثة بالمجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫أوال‪ .‬التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية‪ :‬من أجل إحداث األثر وتعزيز الثقة لدى المواطن‬
‫إن األوراش التي باشرتها المحاكم المالية ال يمكن أن تؤتي ثمارها ما لم يقترن تنفيذها بتوفير مجموعة من المقومات والشروط‪،‬‬
‫ومن أهمها اعتماد استراتيجية فعالة للتواصل‪ ،‬وإرساء أسس صلبة للتحول الرقمي فضال عن تأهيل الموارد البشرية للمحاكم‬
‫المالية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬اعتمدت المحاكم المالية‪ ،‬سنة ‪ ،2021‬استراتيجية تواصلية‪ ،‬تستهدف األجهزة الخاضعة للرقابة واألطراف‬
‫ذات العالقة والرأي العام‪ ،‬وتروم تأطير اإلجراءات التواصلية للمحاكم المالية‪ ،‬وتنويع وسائل التواصل بصفة تدريجية‪ .‬كما‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2850‬‬

‫تتوخى إرساء منظومة للتواصل تكتسي طابعا استباقيا وتساهم في الرفع من أثر أعمال المحاكم المالية عبر توفير المعلومة‬
‫لكل األطراف ذات العالقة‪ ،‬في الوقت المالئم وبالصيغة المناسبة‪.‬‬
‫وفي السياق نفسه‪ ،‬يعمل المجلس أيضا‪ ،‬في حدود صالحيته‪ ،‬على تعزيز قدرات اإلنصات إلى المواطنين والمجتمع المدني‬
‫من خالل تطوير منصة رقمية ت فاعلية وعلى إرساء منهجية إلشعار األطراف المعنية بالمآالت المخصصة للشكايات ذات‬
‫الصلة بتدبير الشأن العمومي‪.‬‬
‫أما بخصوص التحول الرقمي‪ ،‬والذي ازدادت أهميته ال سيما مع األزمة الصحية األخيرة‪ ،‬فإنه يهدف إلى ضمان استعمال‬
‫ناجع وفعال لتكنولوجيا المعلومات واالتصال الحديثة من طرف المحاكم المالية خالل ممارسة مختلف اختصاصاتها‪.‬‬
‫ويكمن هذا التحول في إرساء ثقافة رقمية داخل المحاكم المالية وضمان تمكينها من التقنيات الحديثة من أجل تحقيق قيمة‬
‫مضافة لممارسة اختصاصاتها‪ ،‬وتعزيز تحليل المعطيات وتبسيط المساطر وتجويد عمليات إعداد التقارير واإلبالغ عن نتائج‬
‫المهام الرقابية والرفع من إنتاجيتها‪ .‬كما يتوخى التحول الرقمي تشجيع العمل التشاركي وتبادل المستندات ورقمنة الحسابات‬
‫وباقي الوثائق الموجهة للمحاكم المالية‪ ،‬وضمان مرونة وانفتاح وأمن نظام المعلومات‪ ،‬وكذا حماية الممتلكات المعلوماتية‬
‫للمحاكم المالية‪ .‬ويحظى هذا الورش المهيكل بدعم من عدة مؤسسات وطنية ودولية ذات خبرة واسعة في هذا المجال من أجل‬
‫مواكبة تأهيل النظام المعلوماتي للمجلس في احترام تام للمعايير الجاري بها العمل‪ ،‬ال سيما تلك المرتبطة بتجميع المعلومات‬
‫واستغاللها وكذا ضمان األمن المعلوماتي‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬ال يمكن ألي إصالح أو تطوير لمناهج العمل أن يبلغ أهدافه ما لم يتم توفير الموارد البشرية القادرة على‬
‫مواكبة هذه التحوالت‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن العنصر البشري يشكل الرافعة األساسية من أجل تحقيق األهداف االستراتيجية للمحاكم‬
‫المالية‪ ،‬حيث يتم إيالؤه عناية خاصة تتجلى من خالل عدة مستويات‪.‬‬
‫فبالنظر إلى نوعية المهام المسندة للمحاكم المالية واختالفها‪ ،‬ومن بينها مهام ذات طبيعة خاصة تمارس من طرف عدد محدود‬
‫من األجهزة العليا المماثلة‪ ،‬تتعلق‪ ،‬باإلضافة إلى التصديق على الحسابات‪ ،‬بمراقبة التصاريح اإلجبارية بالممتلكات وبتدقيق‬
‫حسابات األحزاب السياسية وبفحص نفقات الحمالت االنتخابية‪ ،‬فإن عمليات التوظيف بالمحاكم المالية تحظى باهتمام خاص‬
‫مع ما يستلزمه ذلك من صرامة في عملية االنتقاء‪ ،‬من خالل استهداف التخصصات التي تتالءم ومهام المحاكم المالية والتي‬
‫بإمكانها أن تقدم القيمة المضافة ألعمالها‪ ،‬حيث تسعى هذه المحاكم إلى توظيف كفاءات ذات الخبرة في مجاالت معينة مرتبطة‬
‫بالمهن المستقبلية والقطاعات المتطورة‪ ،‬كمجاالت تحليل المعطيات والبيانات الضخمة والقيام بعمليات التدقيق داخل البيئات‬
‫المرقمنة‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬تعمل على تعزيز ذلك بتطوير القدرات عبر برنامج متكامل للتكوين األساسي والمستمر‪ ،‬وهو ما‬
‫يضمن لهذه المحاكم ممارسة اختصاصاتها وفق أفضل شروط الجودة واآلجال والقيام بعمليات التأهيل المالئمة والضرورية‬
‫من أجل مواكبة التحوالت والتغيرات التي يعرفها المحيط الخارجي‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ومن أجل ضمان انسجامها مع التوجهات االستراتيجية الجديدة‪ ،‬عرفت هيكلة المحاكم المالية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫وظائف الدعم‪ ،‬إعادة تنظيم خالل سنة ‪.2022‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد تم اعتماد توزيع جديد للصالحيات القطاعية لغرف المجلس‪ ،‬مع دعم آليات التنسيق بين مختلف مكونات المحاكم‬
‫المالية عبر إحداث تنسيقي ة عامة ألعمال هذه المحاكم‪ .‬كما تم من خالل هذه الهيكلة الجديدة‪ ،‬إيالء عناية خاصة للجوانب‬
‫المتعلقة بأخالقيات القاضي المالي‪ ،‬حيث تم إحداث وحدة تعنى بتكريس المبادئ والقيم التي يتعين على القاضي المالي مراعاتها‬
‫والتحلي بها سواء خالل ممارسة عمله أو حتى خارجه‪.‬‬
‫أما على مستوى وظائف الدعم‪ ،‬فقد تم إحداث أقطاب جديدة تعنى بنظم المعلوميات والتحول الرقمي‪ ،‬وبدعم المهن (المعايير‬
‫المهنية‪ ،‬التوثيق وتحليل البيانات)‪ ،‬وبالتواصل‪ ،‬وبالتعاون‪ ،‬وكذا بالشؤون القانونية‪ ،‬إضافة إلى تلك المنوط بها تدبير الموارد‬
‫البشرية والمالية والمادية‪ ،‬التي كانت محدثة من قبل‪.‬‬
‫ومن أجل تكريس مقومات الحكامة الجيدة‪ ،‬فقد تمت‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬حركية واسعة شملت مسؤولي مختلف الوحدات سواء‬
‫على المستوى المركزي أو الجهوي‪ ،‬وخضعت لمعايير الكفاءة واالستحقاق ومبدأ التناوب المنصوص عليه في مدونة المحاكم‬
‫المالية‪ ،‬حيث أسندت بعض مناصب المسؤولية إلى قاضيات وقضاة شباب‪ ،‬وهو ما يشكل رافدا للتنوع والتكامل بين مسؤولين‬
‫راكموا خبرات مهمة داخل المحاكم المالية ومسؤولين من الجيل الجديد‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬أنشطة الدعم والتعاون الدولي‪ :‬نحو تعزيز موارد المحاكم المالية وتكريس انفتاحها وإشعاعها‬
‫تقدم مختلف أقطاب المجلس األعلى للحسابات الدعم المادي والمهني لغرف المجلس وللمجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬بما يسمح‬
‫لها بتنفيذ مهامها الرقابية في أفضل الظروف‪ .‬وتشمل آليات الدعم هاته‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬الجوانب المرتبطة بتدبير الوسائل‬
‫المالية والمادية وتدبير الموارد البشرية وتقوية قدراتها المهنية وكذا نظم المعلومات والتحول الرقمي واتخاذ التدابير الالزمة‬
‫في مجال التعاون‪ ،‬فضال عن الدعم الذي يقدمه قطب كتابة الضبط وتدبير الحسابات بالنظر إلى المهام الجسيمة المنوطة به‬
‫في تنفيذ مختلف إجراءات المحاكم المالية‪.‬‬
‫‪2851‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ .1‬الوسائل المالية والمادية‬


‫بلغت اعتمادات األداء المخصصة للمحاكم المالية‪ ،‬برسم سنة ‪ ،2021‬ما مجموعه ‪ 408,936‬مليون درهم‪ ،‬مثلت فيها نفقات‬
‫الموظفين حوالي ‪ ،%76‬بمبلغ يصل إلى ‪ 310,936‬مليون درهم‪ ،‬في حين مثلت مصاريف المعدات والنفقات المختلفة حوالي‬
‫‪ ،12,3%‬بمبلغ قدره ‪ 50‬مليون درهم‪ .‬كما بلغت نفقات االستثمار ما قدره ‪ 48‬مليون درهم‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %11,7‬من مجموع‬
‫اعتمادات الميزانية المخصصة للمحاكم المالية‪.‬‬
‫وقد مكنت االعتمادات المتعلقة بالمعدات والنفقات المختلفة‪ ،‬برسم سنة ‪ ،2021‬من اإلسهام في حسن تسيير المحاكم المالية‪،‬‬
‫حيث خصصت هذه االعتمادات أساسا لما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬صيانة مقرات المجلس والمجالس الجهوية للحسابات؛‬
‫‪ -‬توفير الوسائل اللوجستيكية وأدوات العمل في إطار دعم وتسهيل المهام المنوطة بالقضاة والموظفين؛‬
‫‪ -‬خدمات الخبرة واالستشارة والتكوين التي تلجأ إليها المحاكم المالية بغية تحقيق أهدافها االستراتيجية‪.‬‬
‫وفيما يخص اعتمادات األداء بميزانية االستثمار‪ ،‬برسم سنة ‪ ،2021‬فقد مكنت‪ ،‬على الخصوص مما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إتمام األشغال المتعلقة ببناء مقر المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء‪-‬سطات؛‬
‫‪ -‬مواصلة األشغال المتعلقة بتهيئة مقر جديد للمجلس الجهوي للحسابات لجهة الشرق؛‬
‫‪ -‬مواصلة الدراسات التقنية المتعلقة ببناء مقر المجلس الجهوي للحسابات لجهة العيون‪-‬الساقية الحمراء؛‬
‫‪ -‬تعزيز وصيانة منصة أمن البنية التحتية للشبكات المعلوماتية للمحاكم المالية؛‬
‫‪ -‬توفير أثاث مكتبي ومعلوماتي لمقار المجالس الجهوية للحسابات بمختلف الجهات‪.‬‬
‫‪ .2‬الموارد البشرية‬
‫خالل سنة ‪ ، 2021‬بلغ العدد اإلجمالي للقضاة والموظفين المزاولين مهامهم بالمحاكم المالية ما مجموعه ‪ 621‬شخصا‪ ،‬من‬
‫بينهم ‪ 388‬قاض وقاضية‪ ،‬و‪ 233‬موظفا إداريا‪ .‬وتمثل النساء نسبة ‪ %24‬داخل هيئة القضاة و‪ %51‬من مجموع الموظفين‬
‫اإلداريين‪.‬‬
‫▪ هيئة القضاة‬
‫بلغ عدد القضاة‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬ما يعادل ‪ 388‬قاضيا‪ ،‬منهم ‪ 170‬قاض يزاولون مهامهم بمختلف المجالس الجهوية‬
‫للحسابات ويبلغ متوسط أعمار قضاة المحاكم المالية ‪ 41‬سنة‪ .‬أما بخصوص توزيعهم حسب طبيعة التكوين األساسي‪ ،‬فتضم‬
‫الهيئة قضاة ذوي تخصص قانوني واقتصادي ومالي باإلضافة إلى قضاة ذوي تكوين أساسي في مجاالت الهندسة‪.‬‬
‫ويتوزع القضاة حسب نوع الشهادات المحصل عليها كما يلي‪ :‬السلك الثالث أو الماستر في العلوم القانونية واالقتصادية بنسبة‬
‫‪ ،%39‬ومهندسو الدولة بنسبة ‪ ،%33‬والدكتوراه بنسبة ‪ ،%14‬وشهادات أخرى بنسبة ‪.%14‬‬
‫▪ الموظفون اإلداريون‬
‫يعمل بالمحاكم المالية موظفون إداريون؛ أضحوا منذ فاتح يوليوز ‪ 2021‬يستفيدون من نظام أساسي خاص بهم تحت مسمى‬
‫"النظام األساسي لهيئة كتابة الضبط بالمحاكم المالية"؛ يقومون بمهام إدارية وتقنية متنوعة بالمجلس األعلى للحسابات‬
‫وبالمجالس الجهوية‪ .‬ويتوزع الموظفون اإلداريون بالمحاكم المالية بحسب اإلطار كما يلي‪ :‬المنتدبون القضائيون بنسبة ‪،%48‬‬
‫والمهندسون بنسبة ‪ ،%3,8‬والمحررون القضائيون بنسبة ‪ ،%23,2‬وكتاب الضبط بنسبة ‪ %22‬وأطر أخرى بنسبة ‪.%3‬‬
‫‪ .3‬التكوين‬
‫يولي المجلس األعلى للحسابات أهمية بالغة للتكوين بشقيه األساسي والمستمر‪ ،‬إذ يشكل ضمن توجهاته االستراتيجية دعامة‬
‫أساسية للرفع من قدراته التنظيمية والمهنية‪ ،‬ومن هذا المنطلق يسعى باستمرار لتطوير الكفاءات المهنية لقضاته وأطره‬
‫وموظفيه‪ ،‬وتمكينهم من اكتساب المعارف والمهارات الالزمة ألداء مهماهم على أكمل وجه‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يتوفر المجلس على مركز للتكوين يسهر على المساهمة في الرفع من قدرات قضاة وموظفي المحاكم المالية‬
‫من خالل توفيره لبرامج تكوينية غنية ومتنوعة تستجيب لحاجياتهم‪ ،‬ويعتمد في هذا الشأن على مخطط مديري للتكوين يمتد‬
‫على الفترة ما بين ‪ 2023-2020‬ويتمحور حول ثالثة مرتكزات‪:‬‬
‫‪ -‬المرتكز ‪ :1‬الرفع من مهنية القضاة لمزاولة مختلف مهن المحاكم المالية؛‬
‫‪ -‬المرتكز ‪ :2‬االستناد إلى التكنولوجيا الرقمية كدعامة لمزاولة مهن المحاكم المالية؛‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2852‬‬

‫‪ -‬المرتكز ‪ :3‬تطوير قدرات بنيات الدعم بالمحاكم المالية وتعزيز الحكامة الداخلية‪.‬‬
‫ويروم هذا المخطط المديري الذي يتماشى مع التوجهات االستراتيجية للمجلس تطوير معارف ومهارات قضاة وأطر المحاكم‬
‫المالية وكذا مصاحبتهم في سياق معقد وبيئة متغيرة‪ .‬ويسعى المجلس من خالل الخطط التشغيلية السنوية لهذا المخطط إلى‬
‫تنمية القدرات الالزمة لتطوير هذه المرتكزات‪.‬‬
‫وقد واصل مركز التكوين سنة ‪ 2021‬تنظيم أنشطته المتعلقة بعقد الدورات التكوينية المتعلقة بالخطة التشغيلية لذات السنة‬
‫القائمة على تلبية االحتياجات المهنية لقضاة وأطر المحاكم المالية‪ ،‬مستعينا في ذلك بشركاء محليين وأجنبيين مختصين مشهود‬
‫لهم بالتميز‪ ،‬وذلك بهدف إغناء محتوى البرامج التكوينية‪ .‬وقد تم في هذا اإلطار تنظيم ‪ 22‬دورة تكوينية تمحورت حول‬
‫المجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رقابة التسيير وتقييم البرامج والمشاريع العمومية؛‬
‫‪ -‬الرقابة القضائية؛‬
‫‪ -‬تدبير الميزانية والتدبير المرتكز على النتائج؛‬
‫‪ -‬اإلدارة االستراتيجية للمشاريع العمومية؛‬
‫‪ -‬التخطيط االستراتيجي والحكامة المالية للجماعات الترابية؛‬
‫‪ -‬الرقابة على النظم المعلوماتية؛‬
‫‪ -‬التوثيق واالتصال وتدبير المعلومة؛‬
‫‪ -‬مجاالت أفقية أخرى‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه تم تنظيم معظم هذه الدورات عن بعد نظرا للظروف االستثنائية التي فرضتها جائحة "كوفيد‪ ."19-‬أما‬
‫بالنسبة للخطة التشغيلية لسنة ‪ ،2022‬فقد برمج المجلس األعلى للحسابات ‪ 22‬دورة تدريبية‪.‬‬
‫كما تم تنظيم العديد من اللقاءات العلمية والتواصلية لفائدة األطراف ذات العالقة الداخليين‪ ،‬من بينها اللقاء التواصلي الذي‬
‫نظمه المجلس عن بعد خالل شهر شتنبر ‪ 2021‬لفائدة األطر المكلفة بالتنظيم المالي واإلداري والتواصل باألحزاب السياسية‬
‫والمنظمات النقابية حول "كيفية إيداع حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية والمترشحين"‪.‬‬
‫وفي إطار التعاون مع األجهزة العليا للرقابة بالقارة اإلفريقية‪ ،‬واصل المجلس سلسلة لقاءاته التكوينية والعلمية لفائدة القضاة‬
‫والمدققين المنتسبين لهذه األجهزة من خالل تنظيم ندوة عن بعد حول" الرقابة على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة"‪ ،‬شارك‬
‫فيها أكثر من ‪ 100‬مشارك ينتمون إلى ‪ 14‬بلدا إفريقيا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك وفي إطار انفتاحه على محيطه الخارجي‪ ،‬قام المجلس سنة ‪ 2021‬بتنظيم سلسلة محاضرات لفائدة قضاته‬
‫وموظفيه تم إلقاؤها من طرف مسؤولين على رأس وزارات وهيآت ومؤسسات كبرى عمومية وخاصة تناولت مواضيع ذات‬
‫االهتمام المشترك‪ .‬ويتعلق األمر بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالميزانية؛‬
‫‪ -‬بنك المغرب؛‬
‫‪ -‬المديرية العامة ألمن نظم المعلومات‪ ،‬التابعة إلدارة الدفاع الوطني؛‬
‫‪ -‬وكالة التنمية الرقمية؛‬
‫‪ -‬مجموعة البنك الشعبي؛‬
‫‪ -‬مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط؛‬
‫‪ -‬الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية؛‬
‫‪ -‬جامعة محمد السادس متعددة التخصصات‪.‬‬
‫وفي إطار محور التكوين األساسي‪ ،‬وبعد أن تلقى الفوج الجديد للمحلقين القضائيين المتكون من ‪ 49‬ملحقا قضائيا تكوينا نظريا‬
‫وتطبيقيا امتد لمدة ستة (‪ )06‬أشهر بمركز التكوين‪ ،‬تابع هؤالء الملحقون تدريبا لمدة ‪ 18‬شهرا بالمجالس الجهوية للحسابات‪،‬‬
‫حيث مكان تعيينهم‪ ،‬وذلك بهدف تمكينهم من تطبيق المعارف والمهارات المكتسبة في سياق مهني حقيقي وإعدادهم لمزاولة‬
‫مهامهم المستقبلية تحت تأطير رؤساء هذه المجالس‪.‬‬
‫‪2853‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ .4‬كتابة الضبط‬
‫تعتبر كتابة الضبط العمود الفقري للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬إذ تساهم في اإلسراع بإنجاز مخرجاته من خالل تتبعها لسير‬
‫مساطره وتبليغ إجراءاته‪.‬‬
‫وقد انخرطت كتابة الضبط خالل سنة ‪ 2021‬في العديد من المشاريع المندرجة في إطار المخطط االستراتيجي للمحاكم المالية‪،‬‬
‫الغاية منها الرفع من وتيرة العمل والنجاعة في األداء‪.‬‬
‫أ‪ .‬مكتب الضبط الرقمي‬
‫تفعيال لمشروع مكتب الضبط الرقمي‪ ،‬اعتمدت كتابة الضبط على تطبيق تدبير المراسالت والذي يهدف إلى تسجيل جميع‬
‫المراسالت الصادرة عن المجلس والواردة عليه وتتبع تبليغها إلى األشخاص الذاتيين والمعنويين المعنيين بها‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد‪ ،‬قام مكتب الضبط بتسجيل ورقمنة ‪ 3.102‬مراسلة واردة و‪ 3.629‬مراسلة صادرة عن المجلس‪ .‬كما مكن ممثلي‬
‫الغرف والمصالح اإلدارية من االطالع وتحميل هذه المراسالت وتتبع مآل تبليغها من خالل حسابات خاصة بهم‪.‬‬
‫وبالنظر لحجم الشكايات والوقع الذي يتركه أثر معالجتها على المشتكين‪ ،‬سجلت كتابة الضبط ‪ 659‬شكاية واردة على المجلس‬
‫تم إيداعها من طرف المواطنين أو بعض األجهزة العمومية‪ .‬كما قامت بإعداد بطائق تعريفية لكل شكاية وتصنيفها حسب‬
‫اختصاص غرف المجلس األعلى للحسابات أو المجالس الجهوية للحسابات قبل إحالتها عليها قصد المعالجة‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدليل المرجعي للخاضعين لرقابة المحاكم المالية‬
‫شكل حصر وتوفير الوثائق والمعلومات المتعلقة بـوضعيات المراكز المحاسبية من جهة واألشخاص الطبيعيين الخاضعين‬
‫لهذه الرقابة من جهة أخرى أهم األهداف المسطرة لمشروع توحيد الدليل المرجعي للخاضعين لرقابة المحاكم المالية‪ .‬وقد‬
‫ساهم هذا المشروع من خالل التطبيق المعلوماتي "‪ "ASSUJETTIS‬في تسهيل الحصول على المعلومات المطلوبة من‬
‫طرف قضاة المحاكم المالية وتسريع وتيرة عملهم‪ .‬كما سمح هذا التطبيق المعلوماتي بتحميل الوثائق المتحصل عليها من لدن‬
‫مصالح وزارة االقتصاد والمالية ومصالح وزارة العدل المتعلقة بقرارات التعيين أو اإلعفاء الخاصة بالمحاسبين العموميين‬
‫وكذا محاضر أدائهم اليمين القانونية‪ ،‬باإلضافة إلى قرارات إحداث المراكز المحاسبية أو حذفها‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تمت معالجة‬
‫وتحيين ‪ 1.298‬معلومة متعلقة بالمحاسبين العموميين والمراكز المحاسبية وكذا تحميل ‪ 230‬وثيقة متعلقة بوضعيات‬
‫المحاسبين والمراكز المحاسبية‪.‬‬
‫ج‪ .‬التقديم الالمادي للحسابات‬
‫‪ ‬حسابات مرافق الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية‬
‫توصلت كتابة الضبط بـما مجموعه ‪ 529‬حسابا يهم مرافق الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬من ضمنها ‪ 199‬حسابا‬
‫تم تقديمها في إطار مشروع نزع الطابع المادي عن الوثائق أي بنسبة ‪ ،%38‬ويتعلق األمر بـ ‪ 33‬حسابا لمحصلي إدارة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة و‪ 166‬بيانا محاسبيا للمؤسسات والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫ومواكبة منها لورش التقديم الالمادي للحسابات والبيانات المحاسبية‪ ،‬ساهمت كتابة الضبط في أشغال االجتماعات التي عقدتها‬
‫اللجان الثنائية بين المجلس األعلى للحسابات ومصالح وزارة االقتصاد والمالية بغية اإلسراع في تمكين محاسبي اإلدارة‬
‫الجبائية والخزينة العامة للمملكة من تقديم حساباتهم الرقمية في أفق سنة ‪ 2022‬على غرار ما هو معمول به حاليا بالنسبة‬
‫لمحصلي إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫كما انخرطت خالل االجتماعات األولية مع مصالح وزارة االقتصاد والمالية في مناقشة كيفيات تقديم الحساب السنوي الخاص‬
‫باستخدام األموال والمساعدات العمومية التي تتلقاها الجمعيات‪.‬‬
‫وشاركت في أشغال االجتماعات التي عقدها المجلس األعلى للحسابات مع مصالح وزارة العدل في إطار اإلعداد للتقديم‬
‫الالمادي لحسابات كتاب الضبط بمحاكم المملكة‪.‬‬
‫‪ ‬الحسابات السنوية لألحزاب السياسية‬
‫وعالقة بنزع الطابع المادي عن الوثائق‪ ،‬واصلت كتابة الضبط تلقي الحسابات السنوية لألحزاب السياسية باعتماد‪:‬‬
‫‪ -‬اإليداع الالمادي‪ :‬عبر المنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض‪ ،‬حيث بلغ عددها ‪ 26‬حسابا أي بمعدل ‪%76‬؛‬
‫‪ -‬اإليداع المادي‪ :‬حيث تم وضع ‪ 03‬حسابات بمكتب الضبط بالمجلس‪.‬‬
‫‪ ‬حسابات الحمالت االنتخابية‬
‫▪ حسابات الحمالت االنتخابية للمترشحين‬
‫بعد إعالن نتائج االستحقاقات االنتخابية التشريعية والجهوية والجماعية التي عرفتها بالدنا خالل شهري شتنبر وأكتوبر‬
‫‪2021‬؛ وفي إطار مسطرة فحص حسابات الحمالت االنتخابية‪ ،‬شاركت كتابة الضبط في فعاليات اليوم التواصلي الذي نظمه‬
‫المجلس األعلى للحسابات مع ممثلي األحزاب السياسية والمنظمات النقابية باعتماد تقنية التناظر عن بعد‪ ،‬حيث سلطت الضوء‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2854‬‬

‫على دورها في عملية تلقي هذه الحسابات‪ ،‬انطالقا من مرحلة االستقبال والتوجيه‪ ،‬مرورا بمرحلة التحقق من هوية المصرح‬
‫أو المودع وكذا شكليات تقديم الحساب‪ ،‬وصوال إلى مرحلة التسلم واستخراج وصل اإليداع‪.‬‬
‫كما تواصلت مع ما يفوق ‪ 1.300‬وكيل الئحة الترشيح ومساعديه من أجل مواكبتهم في عملية التسجيل القبلي باعتبارها‬
‫ممارسة جديدة نهجها المجلس إلنجاح هذه العملية‪ ،‬وكذا لإلجابة عن تساؤالتهم حول الجوانب ذات الصلة بهذه العملية‪.‬‬
‫وبتنسيق مع كتابات الضبط بالمجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬نُ ِّ ّ‬
‫ظمت عملية تلقي حسابات وكالء لوائح الترشيح الملزمين بإيداعها‬
‫داخل اآلجال القانونية‪ ،‬والذين قدر عددهم بـما مجموعه ‪ 5.146‬مترشحا‪.‬‬
‫ومن أجل تتبع سير هذه العملية‪ ،‬قامت كتابة الضبط‪ ،‬بالتنسيق مع قسم نظم المعلوميات بالمجلس‪ ،‬بإعداد منصات رقمية‬
‫الغرض منها مواكبة عملية إيداع هذه الحسابات على صعيد المحاكم المالية‪:‬‬
‫المنصة األولى تعنى بالتسجيل القبلي للمترشح حيث يقوم بتعبئة بطاقة المعلومات الخاصة به‪ ،‬حيث بلغ عدد التسجيالت القبلية‬
‫‪ 11.000‬تسجيل‪.‬‬
‫المنصة الثانية تمكن من تنظيم تدفق مودعي الحسابات عبر تحديد مواعيد قبل الحضور إلى مقرات المحاكم المالية‪ ،‬حيث تم‬
‫تسجيل ‪ 1.122‬موعدا بالمجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫المنصة الثالثة تتعلق بتسجيل الحسابات المودعة بكتابات الضبط بالمحاكم المالية في النظام المعلوماتي المعد لهذا الغرض‪.‬‬
‫وقد عرفت هذه العملية إيداع ما مجموعه ‪ 4.605‬حسابا‪.‬‬
‫▪ حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية‬
‫باعتماد التقديم الالمادي‪ ،‬بلغ عدد حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية المودعة بالمنصة الرقمية‬
‫‪ 89‬حسابا‪ ،‬أي ما يمثل ‪ %90‬من مجموع الحسابات الواجب إيداعها‪ ،‬منها ‪ 26‬حسابا يخص انتخاب أعضاء مجلس النواب‪،‬‬
‫و‪ 23‬تهم انتخاب أعضاء مجالس الجماعات‪ ،‬و‪ 22‬تتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجهات‪ .‬أما بالنسبة النتخاب أعضاء مجلس‬
‫المستشارين‪ ،‬فقد بلغ مجموع الحسابات المودعة ‪ 18‬حسابا‪ ،‬منها ‪ 10‬أودعتها األحزاب السياسية وثمانية (‪ )08‬قدمتها‬
‫المنظمات النقابية‪.‬‬
‫أما التقديم المادي‪ ،‬فقد هم ‪ 10‬حسابات‪ ،‬منها أربعة (‪ )04‬حسابات النتخاب أعضاء مجلس المستشارين‪ ،‬وستة (‪ )06‬حسابات‬
‫النتخاب أعضاء مجلس النواب‪ ،‬وأعضاء مجالس الجهات‪ ،‬وأعضاء مجالس الجماعات (حسابان لكل هيئة)‪.‬‬
‫وقد تم توجيه كافة هذه الحسابات إلى الغرفة المختصة من أجل مواصلة المسطرة‪.‬‬
‫د‪ .‬رقمنة مخرجات المحاكم المالية‬
‫تابعت كتابة الضبط سعيها في الحفاظ على الموروث المعلوماتي للمحاكم المالية‪ ،‬حيث قامت برقمنة المخرجات الصادرة‬
‫خالل العشرين سنة الماضية وإعداد بطائق تتضمن بيانات وصفية عن كل صنف استعدادا لتحميلها في نظام معلوماتي‪ .‬وقد‬
‫همت هذه العملية الوثائق التالية‪:‬‬
‫عدد الوثائق المرقمنة‬ ‫المسطرة‬
‫‪9.463‬‬ ‫قرارات التدقيق والبت في الحسابات‬
‫‪342‬‬ ‫قرارات التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‬
‫‪325‬‬ ‫قرارات الطعون‬
‫‪170‬‬ ‫التقارير الخاصة‬
‫‪10.300‬‬ ‫المجموع اإلجمالي‬

‫ه‪ .‬إصدار وثائق تحصيل الغرامات المقررة في القرارات واألحكام الصادرة عن المحاكم المالية‬
‫تفعيال للمسطرة المتعلقة بتحصيل الغرامات الصادرة عن المحاكم المالية‪ ،‬قامت كتابة الضبط بإعداد ‪ 123‬مختصرا للقرارات‬
‫واألحكام الصادرة عن المحاكم المالية في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬وكذا ‪ 32‬بيانا لإلصدار‪ ،‬تم‬
‫توجيهها لخزنة العماالت واألقاليم قصد مباشرة مسطرة تحصيل ما مجموعه ‪ 2.763.900,00‬درهما‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬تم‬
‫إشعار األشخاص المعنيين باألمر‪ ،‬قصد التوجه إلى مصالح الخزينة العامة للمملكة لتسديد الغرامات الصادرة في حقهم‪.‬‬
‫كما قامت كتابة الضبط بتبليغ رؤساء الجماعات الترابية بالنسخ التنفيذية للقرارات واألحكام الصادرة في ميدان التأديب المالي‬
‫والقاضية بإرجاع المبالغ لفائدة الجماعات والتي بلغ مجموعها ‪ 1.181.989,55‬درهما‪.‬‬
‫‪2855‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫‪ .5‬نظم المعلومات‬
‫في إطار التنزيل التدريجي لمخططه االستراتيجي‪ ،‬قام المجلس بإنجاز عدة مشاريع من أجل تطوير نظامه المعلوماتي الذي‬
‫يعتبر دعامة أساسية في العمل الرقابي‪.‬‬
‫ففي مجال تتبع التصريح بنفقات الحمالت االنتخابية من طرف المرشحين الملزمين‪ ،‬قام المجلس بتطوير تطبيقات مندمجة‪،‬‬
‫وهي التطبيق المتعلق بالتسجيل القبلي للملزم بتصريح المصاريف االنتخابية‪ ،‬والتطبيق المرتبط بحجز موعد على المنصة‬
‫المخصصة لذلك‪ ،‬وكذا تطبيق تلقي تصاريح المصاريف االنتخابية‪.‬‬
‫أما فيما يخص تتبع المساعدات المالية المقدمة للجمعيات‪ ،‬فقد تم تطوير تطبيق من أجل تتبع المساعدات المقدمة من طرف‬
‫اإلدارات والمؤسسات العمومية للجمعيات قصد تنفيذ مشاريعها‪ .‬وسيمكن هذا المشروع من الحصول على المعطيات الرقمية‬
‫والملفات اإللكترونية الخاصة بالجمعيات المستفيدة من الدعم العمومي واالستعماالت المخصصة لها ‪.‬‬
‫أما في مجال تتبع تنفيذ التوصيات من طرف األجهزة الخاضعة للرقابة‪ ،‬فقد وضع المجلس منصة إلكترونية رهن إشارة‬
‫األجهزة المعنية قصد إطالع المحاكم المالية على تطور اإلنجازات الخاصة بالتوصيات الصادرة في إطار مهام مراقبة‬
‫التسيير‪ .‬وتكرس هذه المنصة االختيار االستراتيجي للمجلس للتواصل اإللكتروني مع األجهزة وتطويره بشكل دوري ودائم‪.‬‬
‫وفي مجال اقتناء وتطوير برنامج خاص بتتبع المهام الرقابية‪ ،‬قام المجلس بتطوير برنامج يهدف إلى تتبع مراحل المسطرة‬
‫المتبعة في إطار المهام المتعلقة بمراقبة التسيير ابتداء من البرمجة إلى نهاية المهمة بإنجاز التقرير النهائي‪ ،‬مع إمكانية‬
‫االحتفاظ بالوثائق والمستندات الخاصة بكل مهمة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بنزع الطابع المادي عن عملية تقديم الحسابات‪ ،‬باشرت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عملية التقديم‬
‫الالمادي للحسابات‪ .‬وتبقى هاته التجربة قابلة للتطوير لتسهيل عملية التلقي وتسريعها ‪.‬كما قطع المجلس أشواطا مهمة في‬
‫مشاوراته مع المديرية العامة للضرائب والخزينة العامة للمملكة من أجل رقمنة الحسابات المقدمة وتحديد الكيفية المالئمة‬
‫لضمان التوصل بها بطريقة آمنة‪.‬‬
‫ويحاول المجلس‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬أن يضع التدابير الكفيلة بإيجاد حل للكم الهائل من الحسابات الورقية المقدمة وما يستدعيه‬
‫ذلك من إكراهات في التوثيق والمحافظة عليها‪ ،‬وذلك من خالل اللجوء إلى نزع الطابع المادي عن عملية تقديم الحسابات‪،‬‬
‫وهو ما سيساهم أيضا في جعل عمليات التدقيق والبت أكثر فاعلية ونجاعة‪.‬‬
‫ويعتزم المجلس أيضا إنشاء منصة لتتبع الشكايات ووضع نظام خاص لتلقي الشكايات من طرف العموم والتي تندرج‬
‫مواضيعها في إطار اختصاصات المحاكم المالية‪ ،‬والرامية أساسا إلى تدعيم وحماية قيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة‪.‬‬
‫كما تم وضع نظام تتبع االختصاصات القضائية للنيابة العامة لدى المحاكم المالية والذي من خالله يتم تتبع مراحل النظر في‬
‫القضايا الرائجة في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬وكذا ملفات التدقيق والبت في الحسابات‪ ،‬كما يسهل‬
‫هذا النظام تصنيف المالحظات والمؤاخذات موضوع الملفات حسب تكييفها القانوني‪ ،‬وتحميل الملتمسات ومستنتجات النيابة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ويصاحب إنجاز هذه التطبيقات ووضعها رهن إشارة مستخدميها‪ ،‬التجديد الدوري للبنية التحتية لألجهزة المعلوماتية التي‬
‫تضم هاته التطبيقات‪ .‬كما يتم تحديث أمن شبكات المعلوميات الخاصة بالمحاكم المالية من خالل اقتناء الحلول والبرامج‬
‫المتخصصة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ .6‬التعاون الدولي‬
‫يعمل المجلس األعلى للحسابات على تعزيز التعاون مع األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة‪ ،‬سواء على المستوى الثنائي‬
‫أو متعدد األطراف‪ ،‬وذلك لمواكبة القضايا الناشئة التي تهم الرقابة على المالية العمومية وتبادل المعارف والتجارب‬
‫والممارسات الفضلى مع األجهزة الرقابية النظيرة بغرض الرفع من مردوديتها وتفعيل أثر نتائجها ومستخرجاتها‪ .‬فبرسم سنة‬
‫‪ ، 2021‬وبالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهها تنظيم اللقاءات الدولية جراء جائحة "كوفيد‪ ،"19-‬تمكن المجلس‬
‫األعلى للحسابات من المشاركة عبر تقنية التواصل عن بعد في مجموعة من الفعاليات الدولية‪ ،‬وتنظيم العديد من اللقاءات‬
‫والندوات‪.‬‬
‫أ‪ .‬أنشطة المجلس في إطار التعاون متعدد األطراف‬
‫شارك المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2021‬في العديد من األنشطة المهنية مع مجموعة من المنظمات والجهات‬
‫الدولية‪ ،‬ويتعلق األمر بما يلي‪:‬‬
‫• المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة (اإلنتوساي)‬
‫باعتباره عضوا في منظمة اإلنتوساي‪ ،‬استفاد قضاة المجلس خالل سنة ‪ 2021‬من بعض الفعاليات المبرمجة من طرف هذه‬
‫المنظمة‪ ،‬والتي همت على الخصوص المواضيع التالية‪:‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2856‬‬

‫‪ -‬التنمية المستدامة ودور األجهزة العليا للرقابة (اللقاء المنظم من طرف مجموعة العمل حول الرقابة البيئية‬
‫ومجموعة العمل حول أهداف التنمية المستدامة بخصوص الدليل ‪)5202‬؛‬
‫‪ -‬تدقيق القطاع العام وتطور ممارسات الحكامة أثناء وبعد الطوارئ (المؤتمر العلمي والعملي الدولي األول‬
‫لإلنتوساي‪ ،‬المنظم عن بعد تحت رعاية رئاسة المنظمة)؛‬
‫‪ -‬اجتماع لجنة قيادة مجموعة عمل اإلنتوساي حول الرقابة البيئية بتاريخ ‪ 23‬و‪ 24‬شتنبر ‪.2021‬‬
‫• المنظمة العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (األرابوساي)‬
‫شارك المجلس األعلى للحسابات عبر تقنيات االتصال عن بعد في جل اللقاءات وورشات التكوين التي أشرفت عليها المنظمة‬
‫العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة والتي تطرقت لمواضيع متنوعة من ضمنها‪:‬‬
‫‪ -‬البيانات الضخمة (اللقاء التدريبي المنظم من ‪ 18‬إلى ‪ 22‬يناير ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬التدقيق من منظور بيئي (اللقاء التدريبي المنظم ما بين ‪ 22‬و‪ 25‬مارس ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬رقابة االلتزام (اللقاء التدريبي المنظم من ‪ 29‬إلى ‪ 31‬مارس ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬تقييم اإليرادات في مجال الصناعات االستخراجية (ورشة منظمة على مرحلتين‪ :‬يوم ‪ 07‬يونيو‪ ،‬ومن ‪ 13‬إلى ‪17‬‬
‫يونيو ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬توثيق العمل الرقابي (اللقاء التدريبي عن بعد بتاريخ ‪ 23‬و‪ 24‬شتنبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬الرقابة على الدين العام (اللقاء التدريبي عن بعد المنظم ما بين ‪ 03‬و‪ 07‬أكتوبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬الرقابة على األداء (اللقاء التدريبي عن بعد المنظم ما بين ‪ 25‬و‪ 27‬أكتوبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬تدقيق الجهات التي تحصل على دعم مالي من الدولة (اللقاء التدريبي المنظم من ‪ 8‬إلى ‪ 11‬نونبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬تحليل وتقييم الحساب الختامي للدولة (اللقاء التدريبي المنظم ما بين ‪ 22‬إلى ‪ 24‬نونبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬المحاسبـة الحكـومية المبنـية على أساس االستحقاق في ضوء المعايير الدولية "‪( "IPSAS‬اللقاء التدريبي المنظم‬
‫من ‪ 20‬إلى ‪ 23‬دجنبر ‪.)2021‬‬
‫كما شارك المجلس األعلى للحسابات في عدد من االجتماعات اإلقليمية همت ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التقرير اإلقليمي لقياس أداء األجهزة العليا للرقابة المالية (االجتماع األول للفريق المكلف بإعداد هذا التقرير بتاريخ‬
‫‪ 03‬مارس ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬دور األجهزة العليا للرقابة في التدقيق في ظل الكوارث (االجتماع المنعقد من ‪ 29‬نونبر إلى ‪ 01‬دجنبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬رقابة الجودة على األعمال الرقابية (االجتماع المنظم ما بين ‪ 06‬إلى ‪ 09‬دجنبر ‪.)2021‬‬
‫• مبادرة تنمية اإلنتوساي )‪(IDI‬‬
‫تقوم مبادرة تنمية اإلنتوساي بتنظيم عدة أنشطة لدعم عمل األجهزة العليا للرقابة على المستوى الدولي‪ .‬ومن بين أنشطتها‬
‫التي عرفت مشاركة المجلس األعلى للحسابات تلك التي انصبت حول ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عرض نتائج االستبيان الدولي حول توجهات األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بخصوص ممارساتها المهنية‬
‫خالل الفترة ‪( 2019-2017‬لقاء منظم عن بعد بتاريخ ‪ 16‬شتنبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬أثر تدقيق األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (المؤتمر الدولي المنظم عن بعد من طرف مبادرة تنمية‬
‫اإلنتوساي بتاريخ ‪ 30‬نونبر ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬االبتكارات من أجل األثر‪ :‬محور اعتماد التكنولوجيا ومشاركة المواطنين في الرقابة المالية (لقاء منظم عن بعد‬
‫بتاريخ ‪ 10‬نونبر ‪.)2021‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬شارك المجلس ابتداء من نونبر ‪ 2021‬في برنامج «االستراتيجية وقياس األداء واإلبالغ" الذي نظمته مبادرة‬
‫تنمية اإلنتوساي بالتعاون مع منظمة األرابوساي بهدف دعم قدرات األجهزة المشاركة في مجال اإلدارة االستراتيجية‪.‬‬
‫• بعثة صندوق النقد الدولي‬
‫شارك وفد من المجلس األعلى للحسابات ترأسته السيدة الرئيس األول في اجتماع عن بعد يوم الثالثاء ‪ 7‬دجنبر ‪ 2021‬مع‬
‫بعثة صندوق النقد الدولي‪ ،‬وذلك في إطار المشاورات السنوية بين السلطات المغربية وصندوق النقد الدولي بموجب المادة‬
‫الرابعة من اتفاقيته التأسيسية‪.‬‬
‫‪2857‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬

‫وتمت خالل هذا اللقاء مناقشة مجموعة من المواضيع تمحورت أساسا حول إعداد وإنجاز السياسات العمومية ومواكبتها على‬
‫مستوى المحاكم المالية‪ ،‬باإلضافة إلى الوضعية الراهنة للمالية العمومية في ارتباط بتطور المديونية وإنجاز بعض أصناف‬
‫النفقات‪ ،‬وكذا تتبع ومراقبة النفقات العمومية المتعلقة بجائحة "كوفيد‪."19-‬‬
‫كما تم التطرق خالل هذا االجتماع إلى دور المجلس األعلى للحسابات في تتبع وتنزيل القانون التنظيمي لقانون المالية‪ ،‬خاصة‬
‫في مجال التحضير لمهمة التصديق على حسابات الدولة كاختصاص منوط بالمجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫ب‪ .‬أنشطة المجلس األعلى للحسابات في إطار التعاون الثنائي‬
‫• برنامج التعاون "شراكة" مع محكمة الحسابات الهولندية‬
‫في إطار برنامج التعاون القائم بين المجلس األعلى للحسابات ومحكمة الحسابات الهولندية‪ ،‬شارك وفد من المجلس عبر تقنية‬
‫التواصل عن بعد في فعاليات اختتام برنامج التعاون الدولي "شراكة" الذي نظم يومي ‪ 27‬و‪ 28‬أكتوبر ‪ .2021‬وقد تضمن‬
‫جدول أعمال هذا اللقاء عرض حصيلة األنشطة المنجزة خالل الفترة ‪ 2021-2016‬بتعاون بين محكمة الحسابات الهولندية‬
‫ومجموعة من األجهزة العليا للرقابة المالية في المنطقة العربية والتي همت مجاالت متعددة كتدبير المالية العمومية والتنمية‬
‫المستدامة والصحة والنزاهة‪.‬‬
‫• جهاز المراقب والمدقق العام بجمهورية الهند‬
‫في إطار عالقات التعاون التي تجمع المجلس بجهاز المراقب والمدقق العام بجمهورية الهند‪ ،‬شارك قضاة المجلس عن بعد‬
‫في ورشة وبرنامج تدريبي تم تنظيمهما من طرف المركز الدولي للتدقيق البيئي والتنمية المستدامة )‪ (iCED‬حول موضوعي‪:‬‬
‫‪ -‬تدقيق الصناعات االستخراجية (الورشة الرقمية المنظمة ما بين ‪ 15‬و‪ 19‬مارس ‪)2021‬؛‬
‫‪ -‬الرقابة البيئية (البرنامج التدريبي الدولي المنظم ما بين ‪ 22‬و‪ 26‬نونبر وبين ‪ 29‬نونبر و‪ 03‬دجنبر ‪.)2021‬‬
‫• التعاون مع المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية بكيبك (‪)ENAP‬‬
‫نظم المجلس األعلى للحسابات بتعاون مع المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية بكيبك‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 30‬يونيو ‪ 2021‬دورة‬
‫تكوينية عن بعد حول دور المؤسسات العليا للرقابة المالية في تتبع ودراسة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫• مكتب المراقب العام بكيبك‬
‫نظم المجلس األعلى للحسابات يوم الثالثاء ‪ 02‬نونبر ‪ 2021‬ندوة حول التدبير المرتكز على النتائج قام بتأطيره خبير من‬
‫مكتب المراقب العام بكيبك‪.‬‬
‫• مكتب مساءلة الحكومة بالواليات المتحدة األمريكية )‪(GAO‬‬
‫شارك المجلس األعلى للحسابات في اللقاء المنظم عن بعد حول تدقيق أنظمة تكنولوجيا المعلومات المنظم من طرف مكتب‬
‫مساءلة الحكومة بالواليات المتحدة األمريكية وفريق عمل تدقيق تكنولوجيا المعلومات التابع لإلنتوساي بتاريخ ‪ 21‬غشت‬
‫‪.2021‬‬
‫• المنظمة الدولية للفرنكوفونية )‪(OIF‬‬
‫في إطار مهمة المراجعة الخارجية لحسابات المنظمة الدولية للفرنكوفونية (‪ )OIF‬المنوطة بالمجلس األعلى للحسابات‬
‫بالمملكة المغربية‪ ،‬قام فريق قضاة المجلس بمراجعة حسابات هذه المنظمة برسم السنة المالية ‪ ،2020‬وذلك خالل الفترة من‬
‫‪ 19‬إلى ‪ 28‬يوليوز ‪ 2021‬بمقر المنظمة الدولية للفرنكوفونية في باريس‪ .‬كما قام هذا الفريق أيضا بالمهمة المرحلية للتدقيق‬
‫المالي للسنة المالية ‪ 2021‬بباريس خالل الفترة من ‪ 13‬إلى ‪ 17‬دجنبر ‪.2021‬‬
‫وخالل سنة ‪ ،2021‬شارك المجلس في مختلف هيئات المنظمة الدولية للفرنكفونية‪ .‬حيث تم تقديم التقرير ورأي المراجعة‬
‫حول البيانات المالية المتعلقة بالسنة المالية ‪ 2020‬أمام المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية المنعقد عن بعد في ‪ 10‬ديسمبر ‪.2021‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ووفقا للنصوص التي تحكم المنظمة الدولية للفرنكوفونية‪ ،‬شارك المجلس في اجتماعات لجنة التدقيق في‬
‫هذه المنظمة‪ ،‬حيث حضر مدير المراجعة الخارجية أربعة اجتماعات للجنة المذكورة خالل سنة ‪.2021‬‬
‫• افتحاص المشاريع الممولة جزئيا من طرف بعض الهيئات التابعة لمنظمة األمم المتحدة‬
‫على غرار السنوات الماضية‪ ،‬وفي إطار المساعدة التي يقدمها المجلس للحكومة طبقا لمقتضيات مدونة المحاكم المالية‪ ،‬قام‬
‫المجلس األعلى للحسابات بافتحاص الحسابات المالية لمجموعة من المشاريع الممولة بمساهمة من الهيئات التابعة لألمم‬
‫المتحدة خاصة برنامج األمم المتحدة اإلنمائي وصندوق األمم المتحدة للسكان وصندوق األمم المتحدة للطفولة‪ .‬كما قام المجلس‬
‫بالتقييم الجزئي للقدرات التدبيرية ولمنظومة الرقابة الداخلية لمجموعة من المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية‬
‫التي تعمل‪ ،‬بشراكة مع الهيئات األممية سالفة الذكر‪ ،‬على تنفيذ هذه المشاريع أو المرشحة لحملها وتدبيرها مستقبال‪.‬‬
‫عدد ‪ 7175‬مكرر – ‪ 14‬شعبان ‪ 7( 1444‬مارس ‪)2023‬‬ ‫الجريدة الرسمية‬ ‫‪2858‬‬

‫وهكذا‪ ،‬قام المجلس خالل سنة ‪ 2021‬بافتحاص أحد عشر (‪ )11‬مشروعا من بينها عشرة (‪ )10‬مشاريع ساهم في تمويلهما‬
‫برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ومشروع واحد بمساهمة صندوق األمم المتحدة للطفولة حيث تم تدقيق حساباتها المقدمة برسم‬
‫السنة المالية ‪.2020‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬قام المجلس بإنجاز ثمان (‪ )8‬مهام رقابية متعلقة بالتقييم الجزئي للقدرات التدبيرية ولمنظومة الرقابة‬
‫الداخلية‪ ،‬برسم سنة ‪ ،2021‬لثالث (‪ )3‬مؤسسات حكومية ولخمس (‪ )5‬منظمات غير حكومية تتولى تنفيذ المشاريع المذكورة‬
‫أو مرشحة لحملها وتدبيرها مستقبال‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تم التأكد من توفر هذه المؤسسات على اإلمكانيات الضرورية (موارد بشرية مؤهلة ونظام رقابة داخلية‬
‫سليم‪ )...‬تسمح لها بتدبير هذه المشاريع وفق المساطر المتعارف عليها وإنجازها طبقا لبرنامج العمل المسطر لها‪ .‬كما تمكنها‬
‫من الحفاظ على الموارد المالية الموضوعة رهن إشارتها وصرفها حسب ما رصدت له ووفق القوانين المعمول بها‪.‬‬
‫وقد تم خالل هذه المهام االنكباب على عدة محاور من بينها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النتائج المفصلة لعمليات التدقيق واالفتحاص؛‬
‫‪ -‬وتيرة إنجاز المشاريع ومدى تقدمها ومطابقتها لبرامج العمل الخاصة بها؛‬
‫‪ -‬توفر نظام رقابة داخلية سليم؛‬
‫‪ -‬جرد وتدبير الوسائل الموضوعة رهن إشارة حاملي المشاريع‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من مهام تدقيق وافتحاص المشاريع وكذا تقييم القدرات التدبيرية للمؤسسات والمنظمات المعنية‪ ،‬تم إعداد‬
‫التقارير المتعلقة بها وتبليغها‪ ،‬مرفقة بالوثائق المحاسبية ذات الصلة بعدما تم التصديق عليها من قبل المستشارين المكلفين‬
‫بإجراء هذه المهام‪ ،‬إلى كل من وزارة الخارجية والتعاون اإلفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وبرنامج األمم المتحدة‬
‫اإلنمائي‪.‬‬
‫• مشاركة المجلس في عملية التصديق على حسابات االتحاد االفريقي برسم سنة ‪2021‬‬
‫يتم سنويا التصديق على حسابات االتحاد اإلفريقي من طرف "مجلس مراجعي الحسابات الخارجيين" المؤلف من إحدى عشر‬
‫(‪ )11‬رئيس لألجهزة العليا للرقابة المالية؛ ستة (‪ )6‬منهم دائمي العضوية‪ ،‬من بينهم المغرب‪ ،‬في حين يتم انتخاب األعضاء‬
‫الخمسة اآلخرين الذين يمثل كل واحد منهم منطقة من مناطق إفريقيا الخمس‪ .‬وتسند رئاسة هذا المجلس لعضو من بين‬
‫األعضاء لمدة سنتين عمال بمبدأ التناوب‪.‬‬
‫وتقوم "لجنة عمليات مراجعة الحسابات" بأعمال مراجعة حسابات االتحاد اإلفريقي‪ .‬وتتألف هذه اللجنة من أعضاء يمثلون‬
‫المؤسسات العليا للرقابة الممثلة في "مجلس مراجعي الحسابات الخارجيين" سالف الذكر‪ .‬وتتمثل مهمتهم في ضمان اإلشراف‬
‫على سير عملية مراجعة الحسابات وفقا لالستراتيجية المعتمدة‪ .‬وتسند رئاسة هذه اللجنة لممثل الجهاز األعلى للرقابة الذي‬
‫يرأس "مجلس مراجعي الحسابات الخارجيين"‪.‬‬
‫وعلى مستوى مفوضية االتحاد اإلفريقي‪ ،‬تغطي عمليات مراجعة الحسابات مختلف عناصر الحسابات السنوية أو ما يصطلح‬
‫عليه "مواضيع المراجعة" كشراء السلع والخدمات‪ ،‬وإدارة االستثمار‪ ،‬ونظام المعلومات‪ ،‬وإدارة الموارد البشرية‪ ،‬وأموال‬
‫الشركاء‪ ،‬ونفقات السفر‪ ،‬إلخ‪ .‬ويتولى كل جهاز أعلى للرقابة مشارك مراجعة أحد هذه المواضيع‪ .‬وعلى مستوى أجهزة‬
‫االتحاد اإلفريقي‪ ،‬يفحص مراجعو الحسابات جميع العمليات المحاسبية والتشغيلية للهيئة‪ ،‬وهذا من خالل نهج قائم على تحليل‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫وقد شارك المجلس األعلى للحسابات في أعمال التدقيق الخارجي لالتحاد اإلفريقي ألول مرة في سنة ‪.2019‬‬
‫وفيما يتعلق بالسنة المالية ‪ ،2021‬شارك المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬ممثال بأربعة قضاة‪ ،‬في تدقيق حسابات مفوضية االتحاد‬
‫اإلفريقي حيث تولى مراجعة الجوانب المتعلقة بالموارد البشرية‪ ،‬فضال عن تدقيق حسابات البرلمان اإلفريقي‪.‬‬

You might also like