Professional Documents
Culture Documents
BO 7175-Bis Ar PDF
BO 7175-Bis Ar PDF
BO 7175-Bis Ar PDF
ISSN 0851 - 1195
فهرست
صفحة
تقرير حول األنشطة برسم سنة 2021مرفوع إلى حضرة صاحب الجاللة نصره هللا من طرف زينب العدوي ،الرئيس األول
للمجلس األعلى للحسابات 2554 ................................................................................................................................................
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2554
الفهرس
تقديم 2557 .....................................................................................................................................................
توجيهات هامة 2564 .........................................................................................................................................
الفصل األول :األنشطة القضائية للمحاكم المالية 2565 ................................................................................................
أوال .تعزيز وظيفتي الردع الخاص والعام في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية 2565 ................. ................................
ثانيا .تكريس مبدأ المساءلة في إطار اختصاص التدقيق والبت في الحسابات 2576 ........................................................................
ثالثا .إحالة أفعال قد تستوجب عقوبة جنائية 2582 ................................................................................................................
الفصل الثاني :تتبع أوراش اإلصالحات الكبرى 2582 .............................................................................................
إصالح المالية العمومية :ورش بحاجة إلى التسريع لالستجابة لمتطلبات نجاعة األداء 2583 ............................................................
منظومة الحماية االجتماعية :ورش يعزز دعائم الدولة االجتماعية ويستدعي آليات تمويل كفيلة بضمان استدامته 2589 ..........................
منظومة االستثمار :الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية وبرنامج عمل لتنزيل ميثاق االستثمار 2594 ................................................
اإلصالح الجبائي :أهمية استكمال اإلصالح من أجل تحفيز االستثمار ودعم موارد الدولة 2598 ..........................................................
قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية :الحاجة إلى إعادة النظر في محفظة المؤسسات والمقاوالت العمومية وتجميعها في
أقطاب كبرى 2603 .......................................................................................................................................................
الفصل الثالث :مراقبة التسيير وتقييم البرامج والمشاريع العمومية 2608 .........................................................................
القطاعات المالية 2610 .................................................................................................................................................
قطاع الصحة 2624 ......................................................................................................................................................
قطاعات التربية والتكوين والتعليم العالي 2645 ....................................................................................................................
القطاعات اإلنتاجية 2695 ...............................................................................................................................................
قطاع الثقافة 2729 .......................................................................................................................................................
القطاعات اإلدارية 2743 ................................................................................................................................................
الحكامة الترابية والتنمية المجالية 2763 ............................................................................................................................
الفصل الرابع :تتبع تنفيذ التوصيات2821 ................................................................................................................
أوال .تتبع التوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات 2822 ............................................................................................
ثانيا .تتبع التوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات 2830 ........................................................................................
الفصل الخامس :ملخص التقرير حول تنفيذ قانون المالية لسنة 2834 ..................................................................... 2020
أوال .نتائج تنفيذ قانون المالية لسنة 2020في ظل األزمة الصحية كوفيد2834 ....................................................................... 19-
ثانيا .إرساء أسس التدبير المعتمد على نجاعة األداء2837 ......................................................................................................
ثالثا .تقدم إعداد البيانات المالية والمحاسبية الالزم تقديمها قصد التصديق على حسابات الدولة برسم السنة المالية 2837 ................ 2020
رابعا .التوصيات 2838 ..................................................................................................................................................
الفصل السادس :التصريح اإلجباري بالممتلكات 2838 .................................................................................................
أوال .الحصيلة العامة ألنشطة إيداع وتلقي وتتبع ومراقبة التصريح اإلجباري بالممتلكات لسنة 2839 .......................................... 2021
ثانيا .نتائج فحص قوائم الملزمين بالتصريح بالممتلكات 2842 ..................................................................................................
ثالثا .مالحظات بشأن تعبئة نماذج التصاريح المودعة لدى المجلس 2845 ....................................................................................
الفصل السابع :تدقيق حسابات األحزاب السياسية وفحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية 2846 ......................................
أوال .فحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية 2847 ..........................................................................................................
ثانيا .تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية 2847 .........................................................................................................
الفصل الثامن :التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية وأنشطة الدعم والتعاون الدولي 2849 ................................................
أوال .التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية :من أجل إحداث األثر وتعزيز الثقة لدى المواطن 2849..............................................
ثانيا .أنشطة الدعم والتعاون الدولي :نحو تعزيز موارد المحاكم المالية وتكريس انفتاحها وإشعاعها 2850.......................................
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2556
وقد استدعت هذه الوضعية زيادة الدعم املوجه من طرف الدولة ملساندة القطاعات املتضررة والتحكم في
الزيادة في األسعار ودعم القدرة الشرائية للمواطنين السيما من خالل مضاعفة نفقات صندوق املقاصة والزيادة
في األجور على مستوى بعض القطاعات .وفي ظل حالة الاليقين التي يتسم بها الوضع الدولي ومواجهة بالدنا
لتحديات تغير املناخ وندرة املوارد املائية ،فإن الحاجة أصبحت ملحة ،أكثر من أي وقت مض ى ،لتنزيل توجهات
النموذج التنموي الجديد وتوفير الشروط الالزمة الستكمال أوراش الصالح الكبرى التي انخرطت فيها بالدنا،
واملرتبطة أساسا باملنظومتين الصحية والتعليمية وبتحفيز االستثمار والنظام الجبائي ،فضال عن الصالحات
التي تشمل القطاع العام وكذا تعزيز آليات الحكامة والتحول الرقمي.
فعلى األمد القصير ،وباملوازاة مع ورش تعميم الحماية االجتماعية ،يتعين تطوير وتسريع الصالحات الجارية
الهادفة إلى تنمية وتثمين الرأسمال البشري في مجاالت الصحة والتربية والتكوين بما يعمل على توفير الخدمات
العمومية في جميع العماالت واألقاليم وتكافئ الفرص من أجل ضمان الولوج العادل إلى املنظومة الصحية
والحرص على جودة الخدمات ،مع العمل ،على وجه الخصوص ،على تتبع إنجازات الخريجين ومستوى مهاراتهم
وقابليتهم لالندماج في سوق الشغل .كما أن توفير مختلف مكونات عرض الرعاية الصحية يكتس ي أهمية بالغة
قصد تعميم التغطية الصحية داخل اآلجال املحددة.
كما أن بعض الصالحات ،التي تكتس ي صبغة االستعجال ،لم يتم استكمالها بعد .ويتعلق األمر على سبيل املثال
بإصالح أنظمة التقاعد ،والتي يتجلى طابعها االستعجالي خاصة على مستوى الصندوق املغربي للتقاعد الذي ما
زال يعاني من اختالل توازناته املالية رغم التعديل املعياري الذي عرفه نظام املعاشات املدنية سنة .2016
وقصد مواجهة تكاليف هذه الصالحات ،يعد ورش الصالح الجبائي واحدا من السبل املهمة ،للرفع من موارد
ميزانية الدولة ،وخاصة عبر توسيع القاعدة الضريبية والتخلي تدريجيا عن العفاءات ذات التكلفة العالية
باملقارنة مع مردودها االقتصادي واالجتماعي ،وكذا االستغالل األمثل لإلمكانات الجبائية للجماعات الترابية ،ال
سيما في املدن والحواضر الكبرى.
ويشكل تسريع تفعيل الطار الجديد لالستثمار مدخال أساسيا لتحفيز النمو وخلق الثروة وتحقيق توزيع مجالي
أكثر توازنا لها ،وذلك تماشيا مع توصيات التقرير حول النموذج التنموي الجديد .كما يعتبر إصالح املؤسسات
واملقاوالت العمومية رافعة أساسية لبلوغ هذه الغايات ،خاصة عبر تجميعها في أقطاب كبرى متجانسة ومتكاملة
فيما بينها .ومن شأن هذه الجراءات أن تساعد على ترشيد االستثمار العمومي والرفع من أثره وتحقيق التقائية
وتكامل أفضل بين تدخالت مختلف الفاعلين املؤسساتيين .ويعتبر امليثاق الجديد لالستثمار ،مع ما يقدمه من
تحفيزات تتسم باملرونة ،عامال مهما من أجل تعزيز استقطاب مختلف جهات اململكة للمشاريع االستثمارية،
شريطة مواكبتها بإطار محفز على املستوى الترابي يشمل أساسا جوانب التخطيط والتعمير وتأمين الوعاء
العقاري املالئم مع دعم ذلك بالتكوين املنهي املناسب الذي يستجيب للخصوصيات والحاجيات املحلية والقادر
على توفير الكفاءات البشرية الضرورية .وفي نفس السياق ،تشكل تقوية منظومة الشراكة بين القطاعين
العمومي والخاص وإعادة النظر فيها وتوجيهها نحو مجاالت استثمار ذات مردودية أكبر ،فرصة مواتية من أجل
تطوير قطاعات حيوية كاملاء والطاقة والصناعة الدوائية .وسيتيح االنكباب الفعال واملتزامن على الرافعات
املذكورة إعطاء نقلة نوعية لالستثمار في بالدنا ،وخاصة الرفع من نسبة مساهمة القطاع الخاص فيه للوصول
بها إلى الهدف املحدد في الثلثين من مجموع االستثمارات في أفق سنة .2035
2559 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وفي مجال املالية العمومية تستلزم املحافظة على التوازنات املالية ،مضاعفة الجهود الرامية إلى التحكم في
نفقات األجهزة العمومية واالستغالل األمثل ملواردها الجبائية وغير الجبائية ،والتدبير املحكم للدعم العمومي
السيما من خالل تنزيل السجل االجتماعي املوحد على كافة الجهات ومباشرة إصالح شامل للمالية العمومية،
من أجل ضمان استدامة مؤشراتها وصمودها أمام األزمات وحاالت الطوارئ والكوارث .ومن شأن تكريس التدبير
القائم على نجاعة األداء أن يساهم في تحسين مؤشرات املالية العمومية وفق منظور شمولي بما ينسجم
ومتطلبات النموذج التنموي الجديد.
هذا ،ويعتبر التنزيل التدريجي للجهوية املتقدمة أحد أهم مداخل تحقيق تنمية مندمجة تروم إرساء عدالة
مجالية واجتماعية .وفي هذا السياق ،فقد أظهرت املهام املنجزة من طرف املجالس الجهوية للحسابات على
مستوى الجماعات الترابية ،وال سيما بالنسبة للجهات ،استمرار عدم تناسب املوارد املخصصة لهذه األخيرة
واالختصاصات املنوطة بها ،مما يستدعي التفكير في آليات تمويل مبتكرة تساعدها على تنويع مواردها املالية
وضمان استدامتها .وحتى تكون هذه الجهات قائمة الذات ،وقابلة لالستمرار ،كما جاء في خطاب جاللتكم
السامي بتاريخ 03يناير 2010بمناسبة تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية ،وأن تكون قادرة على التكيف وأن
تشكل فضاءات لترسيخ أسس التنمية ،فإن الجهات ،وبالنظر إلى مكانة الصدارة التي تتبوأها دستوريا في إعداد
مخططات وبرامج التنمية ،تحتاج إلى تعزيز وظيفتها في مجال التخطيط االستراتيجي بما يسمح باستثمار جميع
الفرص املتاحة ،وبلورة برامج تنموية مالئمة وقابلة للتنزيل وتنفيذها بفعالية وتتبعها عن كثب ،واملساهمة
الفعلية في مختلف االستراتيجيات القطاعية.
وينبغي ،في هذا الصدد أيضا ،مواكبة الجماعات الترابية في تعزيز تدبيرها وتقوية آليات حكامتها ،عبر تفعيل
ميثاق الالتمركز الداري ،وتمكينها تدريجيا من املؤهالت واملوارد الالزمة .ويبدو مهما إيالء عناية خاصة للعالم
القروي من أجل تدارك الخصاص املسجل على مستوى بعض الخدمات األساسية .كما يشكل تعزيز دور املجتمع
املدني في الوسط القروي من خالل تفعيل آليات االقتصاد التضامني عامال أساسيا للحد من التفاوتات وإحدى
ُ
دعامات االقتصاد امل ْد ِمج.
وبغية تجويد الخدمات املقدمة للمواطنين وخاصة ضمان استمراريتها ،فقد أظهرت الجائحة الحاجة إلى
االنخراط في ورش التحول الرقمي على مستوى املجاالت الترابية وتطوير البنية الالزمة لذلك ،خاصة في املناطق
النائية .وفي هذا الطار ،وإذا كانت األزمة الصحية قد فرضت اعتماد نمط التعليم عن بعد ،فقد شكل هذا
السياق الخاص فرصة الستجالء أهمية هذا النمط من التدريس ودافعا قويا للتفكير في السبل املالئمة من
أجل استثماره على نحو أفضل.
إن الظرفية الراهنة بقدر ما تشكل تحديا ،توفر فرصا مواتية لبالدنا السيما فيما يخص إمكانية استفادتها من
إعادة توزيع سالسل القيم العاملية .وهو ما من شأنه أن يساهم في الرفع من درجة إدماج قطاعنا الصناعي،
والزيادة في القيمة املضافة لصادراتنا وتعزيز نصيبها في سوق األسمدة وقطاع السيارات وأجزاء الطائرات وكذا
القطاعات املوجهة للتصدير بصفة عامة .وتشكل مبادرات جاللتكم الرامية إلى تعزيز السيادة االقتصادية
والصحية والطاقية والغذائية لبالدنا مدخال أساسيا ملواجهة التحديات الراهنة وتأمين تنمية مستدامة لألجيال
املقبلة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2560
وتشكل كل هذه الرهانات باعثا قويا للمحاكم املالية ألن تكون على استعداد للتأقلم مع كل ظرفية طارئة ،وأن
تضع اآلليات املالئمة لالستجابة للمتطلبات التي قد تتمخض عن ذلك.
مـوالي،
إن املحاكم املالية ،بمكونيها املجلس األعلى للحسابات واملجالس الجهوية للحسابات ،وتفعيال ملهامها الدستورية
املتمثلة في تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية واملحاسبة ،تحرص كل الحرص على ممارسة
كافة اختصاصاتها وفق منهجية شمولية ومتوازنة ،تسعى من خاللها إلى تكريس ثقافة التدبير املرتكز على النتائج
وأثره على حياة املواطن كمعيار لتقييم مدى نجاعة البرامج واملشاريع العمومية املعتمدة ،مع تفعيل املبدأ
الدستوري القائم على ربط املسؤولية باملحاسبة.
وهكذا ،وفي إطار التأسيس ملرحلة جديدة ضمن مسار تطور الرقابة العليا على املالية العمومية ببالدنا ،فقد
اعتمد املجلس ،خالل سنة ،2021توجهات استراتيجية جديدة للمحاكم املالية ،تتمحور حول برمجة األعمال
الرقابية وتوحيد املعايير واملناهج املعتمدة في هذا املجال ،وكذا إعداد ونشر النتائج التي تسفر عنها واعتماد
سياسة عقابية خاصة بهذه املحاكم وتفعيل الجسور ما بين مختلف االختصاصات القضائية وغير القضائية،
فضال عن إرساء ثقافة االنفتاح على املحيط الخارجي.
جزءا من مهامها الرقابية ،خالل سنة ،2021لتقييم مجموعة من وقد كان طبيعيا أن تخصص املحاكم املالية ً
التدابير والجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية خالل فترة الجائحة ولتسليط الضوء على تداعياتها على
بعض املجاالت الحيوية ذات البعد الجهوي واملحلي ،مثل الصحة والتعليم والسياحة وكذا تدبير الجماعات
الترابية.
وفي إطار تنزي ل مضامين التوجهات االستراتيجية الجديدة ،فقد تم إعداد برنامج أعمال املحاكم املالية برسم
سنة 2022وفق رؤية جديدة تستجيب النشغاالت وانتظارات األطراف املعنية والفاعلين االقتصاديين والرأي
العام واملواطنين ،من خالل مقاربة تعتمد على تحليل املخاطر وعلى منهاج يضمن استقاللية وموضوعية وحياد
املحاكم املالية .كما تم أيضا ،وألول مرة ،اعتماد برنامج متعدد السنوات برسم الفترة 2026-2022يتضمن أهم
املواضيع الرقابية التي ستنصب حولها أعمال املحاكم املالية خالل الخمس سنوات القادمة ،دون الخالل
بشرط املرونة الالزمة للمالءمة مع الشكاليات والرهانات القائمة أو املستجدة مع الحرص على تتبع البرامج
واملشاريع العمومية الكبرى ومدى تنزيلها على املستوى الترابي.
بالضافة إلى ذلك ،شرعت املحاكم املالية ،سنة ،2022في تتبع تنفيذ الصالحات الكبرى املهيكلة التي انخرطت
فيها بالدنا ،خاصة تلك املرتب طة بإصالح املالية العمومية وتعميم التغطية الصحية واالستثمار والنظام الجبائي
واملؤسسات واملقاوالت العمومية ،وما فتئت تحث ،باستمرار ،على التسريع من وتيرة هذه الصالحات القطاعية،
بل وتبادر إلى تقديم مقترحاتها الرامية إلى الرفع من وقعها.
وفي هذا الطار ،وقصد تنوير مجلس ي البرملان حول نتائج تنفيذ ميزانية الدولة بشكل أفضل ،عمل املجلس على
إعادة النظر في مضمون التقرير حول تنفيذ قانون املالية املصاحب ملشروع قانون التصفية لسنة ،2020وذلك
من أجل تسليط الضوء على مدى االلتزام باآلليات الجديدة التي جاء بها القانون التنظيمي لقانون املالية
2561 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
والهادفة إلى تعزيز النجاعة والفعالية وانسجام الفعل العمومي ،وتكريس مبادئ شفافية وصدقية الحسابات
العمومية ،وكذا دعم دور البرملان في مراقبة املالية العمومية.
وفي هذا الصدد ،وبفضل التعاون والتنسيق املشترك بين املجلس األعلى للحسابات وباقي األطراف املعنية ،تم
تمكين البرملان من التقرير حول تنفيذ قانون املالية لسنة 2020داخل اآلجال املقررة دستوريا ،وتسنى له ،وألول
مرة ،املصادقة على مشروع قانون التصفية ذي الصلة قبل مناقشة مشروع قانون املالية للسنة املوالية.
وألجل تكريس مبدأ املحاسبة وقصد توفير املعطيات املوثوقة للمالية العمومية ،وقع املجلس األعلى للحسابات
ووزارة االقتصاد واملالية ،خالل سنة ،2021اتفاق تعاون يرمي ،من بين أمور أخرى ،إلى وضع إطار عمل من
أجل تحسين عمليات تقديم الحسابات ومحتواها ومواكبة ورش رقمنتها وتوفير الشروط الالزمة لتمكين املجلس
من ممارسة اختصاصه املتعلق بالتصديق على حسابات الدولة املنصوص عليه في القانون التنظيمي املتعلق
بقانون املالية.
ويعتبر التصديق على حسابات الدولة اختصاصا جديدا أنيط باملجلس في إطار القانون التنظيمي لقانون املالية
رقم ،130.13إذ دخل حيز التطبيق بالنسبة لحسابات السنة املالية .2020ونظرا ملا لهذا الورش من خصوصية
وأهمية بالغة ،حيث ال تتم ممارسته إال في عدد محدود من الدول ال يتجاوز عددها ثالثين دولة على الصعيد
الدولي وثالثة على املستوى الفريقي ،فإن املجلس أحدث بنية خاصة به وتكوين املوارد البشرية الضرورية قصد
مباشرة عملية التصديق في أحسن الظروف.
أما بالنسبة ملخرجاتها ،فإن املحاكم املالية ال تقتصر على عرض جوانب القصور املرصودة ،بل تقوم بإصدار
توصيات وتحدد سبل الصالح لألطراف املعنية ،تستهدف األسباب والعوامل التي أدت إلى بروز جوانب القصور
تلك .وتحرص املحاكم املالية ،في هذا الصدد ،على جودة توصياتها ،حتى تكون دقيقة وبناءة وقابلة للتنفيذ،
وذلك من خالل إرساء مقاربة تفاعلية قبلية موسعة مع األجهزة املراقبة واألطراف ذات العالقة ،فضال عن
تسليط الضوء على التحسينات املرصودة وتقاسم املمارسات الفضلى.
كما أولت املحاكم املالية ،ومنذ سنة ،2008عناية خاصة لتتبع مآالت توصياتها ،من أجل الوقوف عل مدى
انخراط األجهزة املعنية في تفعيل هذه التوصيات ورصد ،عند االقتضاء ،العوامل التي حالت دون ذلك.
وسعيا منه لالرتقاء بعملية تتبع التوصيات وتوسيع مجالها ،فقد أطلق املجلس ،خالل سنة ،2022منصة
رقمية ضمن تجربة رائدة على مستوى الهيئات العليا للرقابة .وستسهم هذه املنصة في الرفع من القيمة املضافة
لألعمال الرقابية للمحاكم املالية كما أنها ستحفز على التنزيل الفعلي للتوصيات من قبل األجهزة املعنية ،بالنظر
ملا تتيحه هذه املنصة من إمكانيات وأدوات للتتبع املستمر والفوري للتوصيات.
أما بالنسبة لنشر أعمال املحاكم املالية ،ومن أجل تكريس مبدأ التواجهية والرفع من مقروئية تقريره السنوي،
فإن املجلس األعلى للحسابات اعتمد مقاربة جديدة ملعالجة األجوبة املتوصل بها من طرف مختلف األجهزة
املعنية ،تقض ي بإدماج محتوياتها في صلب املالحظات املسجلة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2562
مـوالي،
لقد قام املجلس بإطالق ورش مهم لصالح الطار القانوني للمحاكم املالية ،ذلك أن القانون الحالي يعود لسنة
.2002ويروم هذا الصالح مالءمة مقتضياته مع التحوالت التي عرفتها مجموعة من الجوانب ذات الصلة باملالية
العمومية ،من جهة ،وجعل املساطر املتبعة من طرف املحاكم املالية أكثر استجابة ملعايير الفعالية والنجاعة،
وأكثر قدرة لالستجابة النتظارات األطراف ذات العالقة ،من جهة أخرى.
وال يمكن لهذا الصالح أن يبلغ مقاصده إال بالتوازي مع إعادة النظر في نظام مسؤولية املدبرين العموميين،
محاسبين وآمرين بالصرف ومراقبين وموظفين ،بما يتيح تحقيق التوازن بين مسؤولياتهم ويؤسس لرساء وظيفة
ردع تركز على أكثر املمارسات إضرارا بوضعية األجهزة العمومية وعلى الخالل بواجب تقديم الحساب وعلى
غياب املوثوقية عن الوثائق املقدمة وعلى عدم الوفاء بااللتزامات التعاقدية املضمنة في اتفاقيات الشراكة
املبرمة.
ويعتبر إرساء سياسة عقابية مسألة ضرورية لتأمين نجاعة املساطر املعتمدة حاليا أمام املحاكم املالية السيما
في ميدان التأديب املتعلق بامليزانية والشؤون املالية بما يكفل تفادي تحريك قضايا دون أثر ملموس ،أي قضايا
تتعلق بمخالفات لم تترتب عنها أي خسارة أو ضرر ،أو تلك التي يمكن معالجتها من خالل توصيات أو مذكرات
استعجالية للرئيس األول.
وألن املجلس األعلى للحسابات يضطلع أيضا بدور مهم في السهام في محاربة الفساد ،الذي يعتبر آفة متعددة
املظاهر واالنعكاسات ،فقد باشر مجموعة من الجراءات واألعمال التحضيرية من أجل تمكينه من ممارسة
االختصاص املتعلق بمراقبة التصاريح الجبارية باملمتلكات ،الذي شرع في أجرأته سنة ،2022وذلك وفق
منهجية تعتمد على تحليل املخاطر وتستند إلى أسس ومعايير موضوعية.
مــوالي،
تطبيقا ملقتضيات الفصل 148من دستور اململكة لسنة ،2011واملادة 100من القانون رقم 62.99املتعلق
بمدونة املحاكم املالية ،يتضمن هذا التقرير السنوي بيانا عن أعمال املجلس األعلى للحسابات واملجالس
الجهوية للحسابات برسم سنة .2021
ويشمل هذا التقرير السنوي ثمانية فصول ،وهي:
• الفصل األول ،مخصص لألنشطة القضائية للمحاكم املالية ،حيث يقدم بيانا عن هذه األنشطة
والحصائيات ذات الصلة وخالصة ألهم املبادئ والقواعد املكرسة في األحكام والقرارات الصادرة عن
املحاكم املالية في هذا املجال؛
• الفصل الثاني ،يستعرض ،وألول مرة ،خالصات حول تقدم أوراش الصالحات الكبرى ذات الصلة
باملالية العمومية ،واالستثمار ،والجبايات ،والحماية االجتماعية ،واملؤسسات واملقاوالت العمومية؛
• الفصل الثالث ،يهم مراقبة التسيير وتقييم البرامج واملشاريع ،حيث تم إنجاز 200مهمة رقابية من
طرف املحاكم املالية ،منها 24أنجزت على صعيد غرف املجلس األعلى للحسابات ،غالبيتها ( 20مهمة)
2563 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
تكتس ي طابعا موضوعاتيا ،و 176مهمة على مستوى املجالس الجهوية للحسابات االثنتي عشرة .وعلى
هذا األساس ،وتم تثمين مخرجات هذه املهمات الرقابية من أجل إعداد 28خالصة ألبرز املالحظات
والتوصيات تأخذ بعين االعتبار أجوبة األجهزة املعنية و تضمينها بهذا الفصل .وتتعلق هذه امللخصات
همت القطاعات املالية ،وقطاعات الصحة والتربية والتكوين والتعليم العاليبمواضيع متنوعة ،حيث ّ
وكذا القطاعات النتاجية والدارية والثقافية ،بالضافة إلى مواضيع ذات بعد ترابي .وتتضمن هذه
الخالصات بعض الجوانب املرتبطة باألزمة الصحية وآثارها على بعض املجاالت؛
• الفصل الرابع ،يتطرق ألهم خالصات عمليات تتبع التوصيات ،على مستوى التفاعل واألثر ،من
طرف غرف املجلس األعلى للحسابات واملجالس الجهوية للحسابات مع تخصيص جزء من هذا الفصل
لتتبع التوصيات املرتبطة بتدبير العانات املمنوحة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية؛
• الفصل الخامس ،يقدم ملخصا لتقرير املجلس حول تنفيذ قانون املالية لسنة ،2020والذي سبق
للمجلس أن وجهه إلى البرملان بتاريخ 21يوليوز ،2022طبقا ملقتضيات املادة 66من القانون التنظيمي
رقم 130.13لقانون املالية الصادر بتاريخ 18يونيو 2015؛
• الفصل السادس ،يهم االختصاص املرتبط بالتصريح الجباري باملمتلكات؛
• الفصل السابع ،يتطرق الختصاصات املحاكم املالية املرتبطة بمراقبة حسابات األحزاب السياسية
وفحص النفقات املتعلقة بالعمليات االنتخابية؛
الفصل الثامن ،يهم التوجهات االستراتيجية الجديدة للمحاكم املالية وأنشطة الدعم ،خاصة على •
مستوى تدبير املوارد املالية والبشرية وتنمية القدرات ونظم املعلومات والتعاون ،فضال عن أنشطة
كتابة الضبط لدى هذه املحاكم.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2564
توجيهات هامة
تطبيقا لمقتضيات الفصل 148من الدستور ،تم إعداد التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة 2021وفق
المقاربة المعتمدة في إطار التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية برسم الفترة ،2026-2022مع مراعاة المقتضيات القانونية
المتعلقة بإعداد هذا التقرير السنوي والمصادقة عليه ،وال سيما المواد 22و 99و 100من القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة
المحاكم المالية.
وألجل الرفع من مقروئية هذا التقرير السنوي بما يضمن استفادة مثلى من مضامينه من طرف كل مستعمليه ،نورد بعده بعض
التوجيهات األساسية.
ينقسم هذا التقرير السنوي إلى ثمانية فصول ،بحيث يتضمن كل فصل بيانا عن أنشطة المحاكم المالية (المجلس األعلى
للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات) بشأن االختصاصات المنوطة بها.
وهكذا ،وبالنسبة للفصل األول المرتبط باالختصاصات القضائية ،أي التدقيق والبت في الحسابات ،بما في ذلك التسيير بحكم
الواقع ،والتأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،فيشمل إحصائيات حول أنشطة المحاكم المالية بشأن هذين االختصاصين
من جهة ،وأهم القواعد والمبادئ المستنبطة من خالل األحكام والقرارات الصادرة عنها في هذا اإلطار .وتشكل هذه القواعد
مرجعا يمكن للمدبرين العموميين ،كل حسب موقعه وصفته ،االستفادة منها من أجل تفادي نفس الممارسات التي كانت
موضوع األحكام والقرارات الصادرة ،كما قد تساهم هذه القواعد في تفسير وتوضيح بعض المقتضيات ذات الصلة بالتدبير
المالي والمحاسباتي لألجهزة العمومية.
أما الفصل الثالث المخصص لمراقبة التسيير ،بما في ذلك تقييم البرامج والمشاريع ،فيتضمن 28خالصة أعدتها غرف
المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات انطالقا من مهمات رقابية منجزة ،والتي كانت -أي الخالصات-
موضوع مسطرة تواجهية مع كل األجهزة التي لها عالقة بموضوعها .في هذا السياق ،تجدر اإلشارة إلى ما يلي:
• تشتمل كل خالصة على مالحظات وتوصيات المحاكم المالية ،كما حرص المجلس ،إعماال
لمقتضيات المادتين 99و 100من مدونة المحاكم المالية ،على إدماج األجوبة المتوصل بها في
قلب خالصاته ،بحيث تم أخذها بعين االعتبار في إطار صياغة المالحظات والتوصيات ،أو إدراج
مقتطفات من هذه األجوبة مباشرة بعد المالحظات المطابقة لها والتعليق عليها عند االقتضاء؛
• قد يتم حذف بعض عناصر اإلجابة في الحاالت التالية:
✓ إذا تم أخذها باالعتبار في صياغة مالحظات المجلس ،بحيث تصبح هذه العناصر ،بعد
ذلك ،غير ذات موضوع،
✓ إذا كانت ترتبط بمسؤولية أطراف أخرى غير تلك المعنية مباشرة بمالحظات وتوصيات
المحاكم المالية،
✓ إذا كانت غير مرتبطة بموضوع المالحظات أو التوصيات الواردة في الخالصة؛
• إن القراءة المتوازنة للخالصات المضمنة في هذا التقرير من طرف مستعمليه تقتضي األخذ بعين
االعتبار العناصر الواردة في األجوبة المتوصل بها؛
• إن المالحظات التي تم إدراجها في هذه الخالصات تتعلق بصفة حصرية بتلك المرتبطة بالتدبير،
أما المالحظات التي قد تتضمن أفعاال يشكل موضوعها مخالفات لقواعد قانونية ،ومن شأنها إثارة
مسؤولية بعض المدبرين والمسيرين ،فيتم تضمينها في تقارير منفصلة من أجل تحريك المتابعات
التي قد تفضي إلى عقوبات تأديبية إدارية ،أو عقوبات في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون
المالية أمام المحاكم المالية ،أو إحاالت جنائية ،مع مراعاة المبدأ الدستوري الخاص بقرينة البراءة.
• إن عرض المالحظات ذات العالقة بالتدبير في إطار هذه الخالصات ال يعني أن كل مظاهر التدبير
ذات الصلة بالقطاع أو المجال موضوع الخالصة تنطوي فقط على جوانب سلبية .فالهدف الرئيسي
من إثارة هذه المالحظات إنما هو تحسين التدبير وتجويده.
2565 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
عند تاريخ ارتكاب المخالفة ،وذلك طبقا للمادة 66من مدونة المحاكم المالية .وباإلضافة إلى الغرامة ،وإذا ما ترتبت عن
المخالفة المرتكبة خسارة للجهاز العام المعني ،تحكم المحكمة المالية بإرجاع األموال المطابقة من رأسمال وفوائد.
وتتسم المسطرة القضائية المعمول بها في إطار هذا االختصاص بطابع ادعائي تتولى في إطارها النيابة العامة سلطة المتابعة
سواء من تلقاء نفسها أو بناء على الطلبات الصادرة عن السلطات المؤهلة قانونا لذلك .وتتسم المسطرة القضائية المعمول بها
في إطار هذا االختصاص بطابع ادعائي تتولى في إطارها النيابة العامة لدى المحاكم المالية سلطة المتابعة سواء من تلقاء
نفسها أو بناء على الطلبات الصادرة عن السلطات المؤهلة قانونا ،والمحددة في المادتين 57و 138من مدونة المحاكم المالية.
وباعتبارها طرفا رئيسيا في دعوى التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،تتولى النيابة العامة تتبع التحقيق في القضايا
الرائجة بما يضمن إنجازه داخل آجال معقولة وفي ظروف مناسبة .كما تضع مستنتجاتها على التقارير المتضمنة لنتائج
التحقيق ويعتبر حضورها إلزاميا في جلسات الحكم .كما يحق لها الطعن باالستئناف والنقض في األحكام والقرارات التي
تصدرها المحاكم المالية في إطار هذا االختصاص.
تنظر المحاكم المالية في قضايا التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ابتدائيا من طرف غرفة التأديب المتعلق بالميزانية
والشؤون المالية بالنسبة للمجلس األعلى للحسابات فيما يتعلق بمسؤولي وموظفي وأعوان األجهزة العمومية الوطنية ،وهي
مرافق الدولة والمؤسسات العمومية والشركات أو المقاوالت التي تملك فيها الدولة أو المؤسسات العمومية على انفراد أو
بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشر ،أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار ،وكذا تلك التي
تملك فيها الدولة أو المؤسسات العمومية بصفة مشتركة مع الجماعات الترابية أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة
في اتخاذ القرار.
في حين تتولى المجالس الجهوية للحسابات النظر في القضايا المتعلقة بالمخالفات المرتكبة من طرف مسؤولي وموظفي
وأعوان الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية التابعة لهذه الجماعات والمجموعات ،وكذا كل الشركات أو المقاوالت التي
تملك فيها الجماعات الترابية أو المجموعات أو الهيئات على انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشر أغلبية
األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار ،وذلك في حدود النفوذ الترابي لكل مجلس جهوي للحسابات.
أما استئنافيا ،فتبت غرفة االستئناف بالمجلس األعلى للحسابات في طلبات استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية
للحسابات بينما تتولى هيئة الغرف المشتركة النظر في طلبات استئناف القرارات الصادرة عن غرفة التأديب المتعلق بالميزانية
والشؤون المالية بالمجلس.
أ .حصيلة نشاط المحاكم المالية
بالنسبة للقضايا التي كانت رائجة أمام غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية عند بداية سنة ،2021فقد بلغ عددها
13قضية تتابع النيابة العامة لدى المجلس في إطارها 49شخصا .وقد أصدرت الغرفة خالل السنة المذكورة 11قرارا يهم
05قضايا معروضة أمامها ،حيث وصل مجموع مبالغ الغرامات المحكوم بها 1.430.000,00درهم .كما أنجزت الغرفة
خالل السنة ذاتها 14تقريرا في إطار 03قضايا.
وفي إطار تعاون المجلس مع المجالس الجهوية للحسابات ،طبقا للمادة 158من القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم
المالية ،كما تم تعديلها بموجب المادة األولى من القانون رقم 55.16الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم 1.16.153في
21من ذي القعدة 25( 1437أغسطس ،)2016السيما الفقرة الثانية منها ،يمكن للرئيس األول ،بطلب من أحد رؤساء
المجالس الجهوية المعنية ،أن يكلف قضاة معينين بالمحاكم المالية بالقيام في عين المكان بالمراقبة أو بالتحقيق أو المشاركة
في هيئات البت في ملفات تدخل ضمن اختصاصات المجالس الجهوية.
وتفعيال لهذه المقتضيات ،واصل خمسة ( )05مستشارين مقررين من غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية،
إجراءات التحقيق في 14قضية رائجة أمام المجالس الجهوية للحسابات لجهات :الرباط -سال -القنيطرة ،وبني-مالل خنيفرة،
وطنجة -تطوان-الحسيمة ،وكلميم -واد نون ،وفاس-مكناس ،وسوس-ماسة ،يتابع في إطارها 66شخصا .وقد أنجز
المستشارون المكلفون بالتحقيق في هذه القضايا ،خالل سنة ،2021ما مجموعه 14تقريرا تتعلق بنتائج التحقيق في القضايا
المسندة إليهم.
وفيما يتعلق بالمجالس الجهوية للحسابات ،فقد أصدرت خالل سنة ،2021ما مجموعه 78حكما في إطار 57قضية من أصل
112كانت رائ جة أمامها عند بداية السنة .وبلغ مجموع مبالغ الغرامات الصادرة في إطار هذه األحكام 3.311.500,00
درهم .كما قضت هذه المجالس الجهوية للحسابات في إطار هذه األحكام بإرجاع ما مجموعه 15.739,006,88درهم.
أما على مستوى االستئناف ،فقد أصدرت هيئة الغرف المشتركة 04قرارات خالل سنة 2021من أصل 12طلب استئناف
كان رائجا أمامها ،منها طلبان اثنان عرضا عليها خالل سنة .2021باإلضافة إلى ذلك ،فقد استنفد طلبان اثنان جميع مراحل
المسطرة وكانا جاهزين للبت عند متم السنة .أما غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات ،فقد بلغ
عدد الملفات الرائجة أمامها عند بداية سنة 2021ما مجموعه 16ملفا .كما توصلت خالل السنة ذاتها باثني عشر ( )12طلب
استئناف جديد ،أصدرت بشأنها الغرفة 11قرارا ،علما أن 09ملفات كانت جاهزة للبت عند متم السنة المذكور.
2567 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
في غياب مسك إدارة المركز االستشفائي ألي وضعية تحدد قيمة الديون التي في ذمتها للشركة المتعاقد معها برسم تلك
الطلبيات ،إضافة إلى إدراج بعض تلك النفقات ،عند "التسوية" ،في عنوان مالي مغاير للنفقة التي تم تنفيذها على أرض
الواقع.
وقد حرص المجلس من خالل القرارات التي أصدرها في إطار هذه القضية على توضيح االختالالت المترتبة عن هذه
الممارسة وتداعياتها السلبية على التدبير العمومي ،انطالقا من مجموعة من القواعد التي تم استنباطها ،وأهمها:
-لما كان االلتزام القانوني بنفقة هو العمل الذي يحدث أو يثبت بموجبه جهاز عمومي سندا يترتب عنه تحمل في
ميزانيته ،كما ينص على ذلك الفصل 33من المرسوم الملكي رقم 330-66بسن نظام عام للمحاسبة العمومية،
فإن إحداثه يقتضي االلتزام المحاسبي بهذه النفقة ،كإجراء أول في إطار المرحلة اإلدارية في تنفيذ النفقات
العمومية ،وذلك حتى ال يتجاوز هذا التحمل حدود ترخيصات الميزانية والمقررات أو اإلعالنات أو التأشيرات
المنصوص عليها في القوانين أو األنظمة؛
-ال يتطابق اللجوء إلى صفقات وسندات التسوية مع تسلسل مراحل تنفيذ النفقات العمومية وما يقتضيه ذلك من
إجراءات مراقبة االلتزام بالنفقات ،كما تخالف هذه الممارسة واجب إعمال مبدأ المنافسة عند إسناد الطلبيات
العمومية ،وال تنسجم مع الغاية التي أحدث المشرع من أجلها سندات الطلب كوسيلة من وسائل النشاط اإلداري
وطريقة للتعاقد تهدف إلى تلبية حاجات عامة للمرفق في المستقبل ،وليس كآلية لتسوية ديون الجهاز العمومي؛
-يعتبر الشروع في تنفيذ صفقة ،قبل تأشير مراقب االلتزام بالنفقات وقبل المصادقة عليها من طرف السلطة
المختصة ،مخالفة لقواعد االلتزام بالنفقات العمومية وللنصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية .كما ال
تستجيب هذه الممارسة لمبادئ المنافسة واحترام واجبات اإلشهار والشفافية في اختيارات صاحب المشروع
والمساواة في الوصول إلى الطلبيات العمومية ،وبالتالي ال تتيح إمكانية االستفادة من العرض األفضل اقتصاديا
كرستها النصوص المنظمة ومن األثمان التنافسية التي يتيحها السوق ،وتخالف ،بذلك ،المبادئ العامة التي ّ
للصفقات العمومية من أجل ضمان فعالية النفقات العمومية؛
-إصدار سندات طلب للتسوية ال يعكس موضوعها حقيقة النفقات المراد تسويتها ،إلى جانب مخالفته لقواعد تنفيذ
النفقات العمومية ،ينطوي على مخاطر عدم تبرئة ذمة الجهاز العمومي من الدين الحقيقي ،والذي قد تطالب به
الشركة التي تولت اإلن جاز الفعلي في حالة توفرها على مستندات مثبتة لألعمال التي قامت بها لفائدة الجهاز
العمومي المعني؛
-تزداد مخاطر سندات التسوية عند اإلشهاد على إنجاز الخدمة اعتمادا على الوثائق التي أعدتها الشركة المنجزة
لألعمال ،بصفة انفرادية ،والتي ضمنتها عناصر تصفية مبلغ تلك األعمال في غياب مسك اإلدارة ألي وضعية
تحدد قيمة الديون التي في ذمتها للشركة المتعاقد معها برسم تلك الطلبيات؛
-تتحقق المخالفة المتعلقة بالتقييد غير القانوني لنفقة بهدف تجاوز االعتمادات ،عند قيام اآلمر بالصرف بإدراج نفقة
في إطار االعتمادات المالية المخصصة لعنوان مالي مغاير للنفقة التي تم تنفيذها على أرض الواقع ،بسبب عدم
توفر االعتمادات وعدم كفايتها بالخانة المالية الخاصة باألعمال المعنية.
حول مخالفة قواعد تصفية النفقات العمومية واآلثار المترتبة عنها
تعتبر مرحلة تسلم األعمال المتعاقد بشأنها من أهم مراحل تنفيذ الطلبيات العمومية ،ويشكل اإلشهاد على صحة اإلنجاز بعد
التأكد من مطابقة األعمال المنجزة للمواصفات المحددة ،تبعا لذلك ،المرحلة الرئيسية في مسلسل تنفيذ النفقات العمومية والتي
على أساسها يتم إصدار األمر بأداء المبالغ المستحقة.
وقد شكلت هذه المرحلة والتزال مصدر أغلب المؤاخذات موضوع المتابعة في إطار التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون
المالية ،وذلك ،لما لوحظ من عدم إيالء األهمية الالزمة لهذه المرحلة إما بسبب تساهل صاحب المشروع في التغييرات التي
يتم إدخالها على مواصفات األعمال المتعاقد بشأنها ،خالل مرحلة التنفيذ ،دون تطبيق اإلجراءات المنصوص عليها بهذا
الخصوص ،أو من خالل عدم الحرص على اختيار أشخاص مؤهلين وتمكينهم من الوثائق التعاقدية التي تمكنهم من القيام
بالمراقبات الالزمة السابقة لعملية التسلم ،أو من خالل عدم تطبيق إجراءات التتبع والمراقبة المنصوص عليها في بنود الوثائق
التعاقدية ،خالل مرحلة التنفيذ.
وهكذا ،فقد حرص المجلس ،في مجموعة من قراراته ،بخصوص المؤاخذات ذات الصلة بهذه المرحلة ،على توضيح
مستلزمات اإلشهاد على العمل المنجز ،وتداعيات عدم صحة هذا اإلشهاد وتغيير مواصفات األعمال خالل التنفيذ دون التقيد
باإلجراءات المنصوص عليها وما يترتب عن ذلك من إخالل بمبدأ المنافسة وبالتوازن المالي للعقد.
في ما يتعلق بمستلزمات اإلشهاد على العمل المنجز :أوضح المجلس في قراراته أن اإلشهاد على صحة إنجاز العمل يستوجب
معاينة األشغال المنجزة والتأكد من مدى مطابقتها لمجموع التزامات الصفقة ،وال سيما للمواصفات التقنية ،عمال بمقتضيات
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2570
المادة 65من دفتر الشروط اإلدارية العامة -أشغال ،اعتبارا لكون هذه المطابقة تشكل عنصرا من عناصر إثبات العمل
المنجز ،وبالتالي ،تعد شرطا أساسيا لصحة عملية التصفية التي تهدف إلى الحصر الصحيح لمبلغ النفقة؛
وكما بيّن أن مصادقة المتابع على الكشوفات التفصيلية ومحاضر التسلم المؤقت المتعلقة بصفقة عمومية ،بالرغم من علمه
بأن البيانات المضمنة فيها ال تعكس حقيقة التنفيذ ،تعتبر مخالفة لقواعد تصفية النفقات العمومية ،ويترتب عن هذه المصادقة
تصفية الدين على أسس غير صحيحة ،وحصر مبالغ كشوفات الحساب المتعلقة بهذه الصفقة وإصدار األوامر المتعلقة بأداء
هذه المبالغ بقدر ال يعكس الثمن الحقيقي للمعدات الموردة واألشغال المنجزة ،األمر الذي يشكل منح منفعة غير مبررة للمتعاقد
معه في إطار هذه الصفقة (القرار عدد 2021/01الصادر في القضية عدد 2017/102المتعلقة بالمركب الرياضي محمد
الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية).
وجوابا على دفوعات متابع بكون العتاد المورد أكثر جودة مقارنة بالعتاد المتعاقد بشأنه ،أوضح المجلس أن هذه المبررات
تنصرف إلى مرحلة تحديد الحاجيات موضوع الصفقة ،والتي كان يتعين عليه مراعاتها عند إعداد دفتر الشروط الخاصة وال
تمتد إلى مرحلة تنفيذ الصفقة وتسلم األعمال موضوعها ،التي تقتضي إنجاز عمليات رقابية ،وليس اختيارات ،وينصب
موضوع هذه المرحلة على التأكد من مطابقة الخدمة المنجزة للمواصفات المتعاقد بشأنها سلفا ،وعند االقتضاء العمل على
سلك المساطر الجاري بها العمل من أجل تغيير المواصفات التقنية ،إذ أن من شأن أي إخالل بالعناصر التي قامت عليها
المنافسة المس بها وبمبدأ المساواة في ولوج الطلبيات العمومية (القرار عدد 2021/01الصادر في القضية عدد 2017/102
المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية).
كما اعتبر المجلس أن مصادقة اآلمر بالصرف على الكشوفات التفصيلية للصفقة وإصداره لألمر بأداء مبالغها رغم علمه
بعدم صحة األسس المعتمدة من أجل تصفية هذه المبالغ ،مخالفة لقواعد تصفية النفقات العمومية واألمر بصرفها (نفس القرار).
وأن اإلجراءات الالزمة لصحة عملية اإلشهاد على الخدمة المنجزة ،في إطار صفقات اقتناء خدمة تصفية الدم موضوع
المتابعة ،ترتبط حصريا بالتدابير التي نصت عليها بنود الصفقة ،ال سيما االطالع على سجالت المرضى ومراقبتها والقيام
بزيارات تفقدية لمراكز تصفية الدم المتعاقد معها ،وال تجزئ عنها أو تعفي المندوب من مسؤوليته ،قيام هذا األخير ،بإجراءات
محدودة في الزمن والمكان أو الموضوع من أجل تتبع التنفيذ ،من قبيل توجيهه تعليمات شفوية لموظفيه لزيارة مركز دون
آخر ،وقيامه بمهمة افتحاص أحد المراكز في إطار صفقة فريدة دون غيرها ،واالجتماع بموظفيه للتداول في مسألة طارئة
خالل تنفيذ تلك الصفقات أو مبادرته بإحداث بطائق تتبع حصص تصفية الدم ،ما دامت جل هذه اإلجراءات بقيت غير ذي
جدوى ولم تسهم في تفادي االختالالت التي شابت تنفيذ الصفقات المعنية (القرار عدد 2021/06الصادر في القضية عدد
2018/103المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة فاس).
وأكد المجلس على أن إثبات العمل المنجز في إطار صفقات اقتناء خدمة تصفية الدم كان يجب أن يتم بواسطة الوثائق
والمستندات التعاقدية المثبتة لهذه الخدمة (سجالت المرضى) ،والتي كان يتعين على صاحب المشروع العمل والحرص على
مسكها من طرف صاحب الصفقة (مراكز تصفية الدم) ومراقبتها والتأشير عليها من طرف المساعد االجتماعي والمندوب،
بصفتهم ممثلي صاحب المشروع ،وليس على أساس التقارير الشهرية التي تعدها تلك المراكز والتي لم يتم إخضاعها ألي
مراقبة أو مقارنة قبل اعتمادها من طرف المساعدين االجتماعيين عند اإلشهاد على كشوفات الحساب ( القرارات أرقام 06
و 07و 2021/08الصادرة في القضية عدد 2018/103المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة فاس).
وأنه لما كان اإلشهاد على صحة إنجاز العمل يقتضي التأكد من مطابقة الخدمة المنجزة للخصائص التقنية المتعاقد بشأنها ومن
تنفيذ المتعاقد معه لجميع التزاماته التعاقدية ،فإن إعمال مسطرة التحقق من طرف صاحب المشروع ،قصد التأكد من صحة
بيانات التقارير الشهرية التي تعدها مراكز تصفية الدم في إطار الصفقات موضوع المتابعة يعتبر من أعمال التصفية التي
يتعين التقيد بها (القراران عددا 07و 2021/08الصادران في القضية عدد 2018/103المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة
بعمالة فاس).
في نفس السياق ،أكد المجلس على أنه ال يشترط إصدار صاحب المشروع لقرار كتابي بتكليف الموظف الذي أوكل إليه مهمة
اإلشهاد على إنجاز الخدمة برسم صفقة عمومية لكي يكتسب هذه الصفة ،التي تنشأ بمجرد توقيع هذا الموظف على الوثائق
المثبتة إلنجاز الخدمة ال سيما كشوفات الحساب ومحاضر التسلم ،والتي تتطلب عملية اإلشهاد عليها القيام باإلجراءات الالزمة
التي يقتضيها التحقق من الخدمة السيما االطالع على دفاتر الشروط الخاصة والوثائق (السجالت) التي نصت عليها بنود
الصفقة (القراران عددا 07و 2021/08الصادران في القضية عدد 2018/103المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة
فاس).
بشأن تغيير المواصفات التقنية خالل التنفيذ :أكد المجلس على أن تغيير المواصفات التقنية للصفقة يستلزم تحديد أثمنة جديدة
لألشغال البديلة وتضمينها في عقد ملحق وفقا لما تقتضيه الفقرة األخيرة من المادة 39من دفتر الشروط اإلدارية العامة-
أشغال ،والتي تحيل على المادة 51من نفس دفتر الشروط اإلدارية (القرار عدد 2021/03الصادر في القضية عدد
2018/101المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل) .لذلك ،فإن تعديل المواصفات التقنية دون احترام اإلجراءات
المنصوص عليها في النصوص المنظمة للصفقات العمومية ،وتصفية المبالغ المرتبطة بها في غياب أي أساس تعاقدي يحدد
2571 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
المواصفات التقنية واألثمنة ،يمس باألسس التي قامت عليها المنافسة بالنظر إلى أن طبيعة ومواصفات األشغال المنصوص
عليها في دفتر الشروط الخاصة المتعلق بالصفقة شكلت محددات أساسية لتعهدات المتنافسين في مرحلة اإلدالء بالعروض،
كما يعتبر إخالال بمبدأ المساواة في ولوج الطلبيات العمومية وبمبدأ حسن استعمال المال العام ،وهي المبادئ التي يتعين على
صاحب المشروع التقيد بها عند إبرام الصفقات العمومية ،طبقا للمادة األولى من المرسوم رقم 2.12.349المتعلق بالصفقات
العمومية (القراران عدد 2021/01الصادر في القضية عدد 2017/102المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة
البحرية بالمحمدية وعدد 2021/03الصادر في القضية عدد 2018/101المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل).
وتبعا لذلك ،فإن موافقة صاحب المشروع على تغيير محتوى األشغال وتعديل المواصفات التقنية لها دون احترام اإلجراءات
المنصوص عليها في النصوص التنظيمية ،تعد مخالفة لمقتضيات المادة 5من المرسوم رقم 2.12.349المتعلق بالصفقات
العمومية والمادتين 39و 51من دفتر الشروط اإلدارية العامة المذكور أعاله (القرار عدد 2021/03الصادر في القضية
عدد 2018/101المتعلقة بالتسيير المالي للحي الجامعي ببني مالل) .وفي إطار نفس القرار ،نبه المجلس إلى أن إحداث
تغييرات جوهرية خالل فترة وجيزة من الشروع في تنفيذ الصفقة دون وجود مستجدات أو ظروف غير متوقعة تبرر هذه
التغييرات ،ودون احترام اإلجراءات المنصوص عليها في النصوص المنظمة للصفقات العمومية عند اعتماد تلك التغييرات،
يعد تغييرا للهدف األصلي للصفقة وتحويال لموضوعها (نفس القرار).
أثر التغييرات على التوازن المالي للعقد :في قضية تتعلق بتنفيذ عقود التكوين المبرمة وفق قواعد القانون العادي ،أوضح
المجلس أنه لما كان توفير مقرات للتكوين وكذا التجهيزات والوسائل البيداغوجية الضرورية إلنجاز التكوينات يندرج ضمن
االلتزامات األصلية الملقاة على عاتق المتعاقد معه ،فإن تحويل مكان إنجاز التكوينات إلى المراكز التابعة للوزارة يعتبر
تقليصا من التزامات المتعاقد معه كان يتعين أن يقابله تخفيض في المبلغ المتعاقد بشأنه (القرار عدد 2021/05الصادر في
القضية عدد 2018/110المتعلقة بوزارة السياحة) .لذلك ،إذا كان الطابع الجزافي ألثمان التكوينات لم يسمح ،في الصيغة
األصلية للعقد ،بخصم مقابل قاعات التكوين ومراعاة نسبة الحضور الضئيلة ،ومادام أن هذا المبلغ الجزافي تم تحديده على
أساس االلتزامات الملقاة على عاتق المتعاقد معه ،فقد كان يتعين ،حفاظا على التوازن المالي للعقد ،اللجوء إلى عقد ملحق
لتحديد ثمن جديد على أساس االلتزامات الجديدة ،وعند االقتضاء ،تفعيل مقتضيات الفصلين 261و 263من ظهير االلتزامات
والعقود ،التي تجيز الحصول على تعويض في حالة عدم الوفاء بااللتزامات التعاقدية (نفس القرار).
بشأن ممارسة المهام اإلشرافية من طرف الرئيس التسلسلي
كرست القرارات الصادرة عن المجلس خالل سنة ،2021بهذا الشأن ،مجموعة من القواعد أهمها:
-تقتضي الوظيفة اإلشرافية للمتابع ،بصفته الرئيس التسلسلي للعاملين بالجهاز المعني ،مباشرة مهام اإلدارة
المعهودة إليه بما ينطوي عليه ذلك من عناصر التنظيم والتنسيق والرقابة داخل الجهاز الذي يديره ،إذ يصبح
مسؤوال عن كل خطأ أو تقصير وقع من أحد العاملين تحت رئاسته ،إذا ثبت أنه كان بوسعه الحيلولة دون وقوع
ذلك لكنه قصر في أداء مهامه اإلشرافية( ،القراران عدد 2021/01وعدد 2021/02الصادران على التوالي في
القضيتين عدد 2017/102المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية وعدد
2018/101المتعلقة بالحي الجامعي ببني مالل).
-يتعين على الرئيس التسلسلي ،مباشرة مهام اإلدارة المعهودة إليه بما يستلزم ذلك من عناصر اليقظة والحيطة إلى
جانب التنظيم والقيادة ،وذلك من خالل إرساء نظام لمراقبة تسيير المصالح التي يتولى اإلشراف عليها يزوده
بشكل دوري وآني بالمعلومات الضرورية حول سير األنشطة والمشاريع ،ويساعده على اتخاذ القرارات
واإلجراءات التصحيحية السريعة والمالئمة في الوقت المناسب ،إذ أنه يعد مسؤوال عن كل خطأ أو تقصير ثبت
أنه كان بوسعه الحيلولة دون وقوعه (القرار عدد 2021/02الصادر في القضية عدد 2018/101المتعلقة بالحي
الجامعي ببني مالل).
-يعد تقصيرا ،في قيام صاحب المشروع بالواجبات التي تقتضيها هذه الصفقة ،فسخ الصفة بناء على طلب المقاول،
قبل االطالع واإللمام بوضعية تقدم األشغال ودراسة المبررات الواردة في طلب الفسخ والتأكد من مدى جديتها
قبل اتخاذ قرار اللجوء إلى صفقة تفاوضية قصد استكمال أشغال الصفقة ،والذي ال يمكن من تعديل محتوى
ومواصفات األشغال المحددة في الصفقة األصلية( ،نفس القرار).
-احتفاظ مدير المؤسسة العمومية المعنية بصالحيات إصدار قرارات فسخ الصفقات ،يحمله كامل المسؤوليات
المرتبطة بهذه القرارات ،وبالتالي ،فدفعه بكون إصداره لقرار فسخ الصفقة األصلية وإدراج مقتضى إبرام صفقة
تفاوضية في قرار الفسخ ،جاء تلبية لطلب المسؤول عن مصلحة تابعة له ،ال يستقيم مع المسؤوليات والواجبات
اإلشرافية التي يفرضها منصبه كمدير للمؤسسة العمومية المعنية ،والتي تقتضي بذل العناية المهنية الكافية واتخاذ
التدابير االحتياطية الالزمة قبل إصدار أي قرار أو الموافقة على أي طلب ذي صلة (نفس القرار).
-يعتبر إهماال وتقصيرا من المتابع ،في ممارسة المهام الموكلة إليه ،عدم الحرص على اعتماد إدارة الجهاز الذي
يشرف عليه على مساطر كتابية الستشارة المتعهدين قصد الحصول على عروض أثمان عند اللجوء إلى سندات
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2572
الطلب ،وكذا عدم التقيد بالمساطر الجاري بها العمل عند إجراء تغييرات على مواصفات األعمال المتعاقد بشأنها
أثناء التنفيذ ،واعتماد وثائق للتأكد من صحة إنجاز العمل كان يعلم أنها غير صحيحة (القرار عدد 2021/01
الصادر في القضية عدد 2017/102المتعلقة بالمركب الرياضي محمد الخامس والقاعدة البحرية بالمحمدية).
-يتعين على مندوب وزارة الصحة باعتباره الرئيس التسلسلي لكافة العاملين بالمندوبية ،طبقا للمادة 13من قرار
وزيرة الصحة رقم 1363.11الصادر في 12من جمادى اآلخرة 16( 1432ماي )2011بشأن اختصاصات
وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الصحة ،ووفق ما تقتضيه مهامه االشرافية ،العمل على وضع نظام للمراقبة
الداخل ية من شأنه ضمان التتبع الجيد لتنفيذ الصفقات المتعلقة باقتناء خدمة تصفية الدم وتصفية النفقات المترتبة
عنها على أسس صحيحة ،والحرص على قيام الموظفين والمسؤولين بالمصالح التابعة للمندوبية بالمهام المسندة
إليهم ال سيما أولئك المكلفين مباشرة بمراقبة وتتبع تنفيذ الخدمات موضوع تلك الصفقات بناء على ما جاء في
دفاتر الشروط الخاصة المتعلقة بها (القرار عدد 2021/06الصادر في القضية عدد 2018/103المتعلقة بمندوبية
وزارة الصحة بعمالة فاس).
مهام وواجبات صاحب المشروع برسم صفقة عمومية
أوضح المجلس في قراراته بهذا الخصوص أنه:
-عندما تكون الخدمات المراد تلبيتها من طرف جهاز عمومي ذات صبغة توقعية ومتكررة ودائمة ،يتعين على
صاحب المشروع اعتماد طريقة اإلبرام المناسبة التي تتيحها النصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية،
كما هو الشأن في هذه الحالة ،باللجوء إلى الصفقات القابلة للتجديد تفاديا لبعض اإلكراهات التي قد تحول دون
احترام اإلجراءات المسطرية التي تتطلبها الصفقات العادية؛ (القرار عدد 2021/10بتاريخ 9فبراير 2021
الصادر في القضية عدد 2018/107المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش-تانسيفت-الحوز).
-كما نبه المجلس إلى أنه يتعين على صاحب المشروع ،عند علمه بعيب في الدراسة القبلية للمشروع ،العمل على
مراجعة هذه الدراسة من أجل التحديد الدقيق للحاجيات ومراجعة المواصفات التقنية لألشغال وفق المعايير المعمول
بها واختيار أسلوب ابرام الصفقة الثانية ،بعد فسخ الصفقة األولى ،بما يتوافق مع هذه التغييرات عوض إبرام
صفقة تفاوضية وفق مقتضيات المادة 86من المرسوم رقم 2.12.349الصادر بتاريخ 20مارس 2013المتعلق
بالصفقات العمومية والتي تُلزم صاحب المشروع بالتقيد بالشروط الواردة في الصفقة األصلية ،وبالتالي ،ال يتيح
له اختيار هذا األسلوب في التعاقد إمكانية مراجعة وتعديل مواصفات وكميات أشغال الصفقة األصلية (القرار عدد
2021/03الصادر في القضية عدد 2018/101المتعلقة بالحي الجامعي ببني مالل).
-وأنه يقع على صاحب المشروع في إطار صفقة عمومية قبل تكليف موظفين بمهام التتبع واإلشهاد على الخدمة
موضوع تلك الصفقة ،العمل على تحديد مهامهم بناء على رسالة تكليف أو مذكرة مصلحية ،تتضمن بشكل واضح
وتفصيلي مساطر ومستلزمات اإلشهاد على الخدمات المنجزة بما يتيح لهم التحقق من مطابقتها لبنود الصفقة
وللخصائص التقنية لدفتر الشروط الصفقة وكذا من تقيد صاحب الصفقة بواجباته التعاقدية.
-وإذا كانت المذكرات المصلحية المتعلقة بتحديد مهام المكلفين بالتتبع في إطار صفقة عمومية ال تعد بديال عن بنود
دفتر الشروط الخاصة ،بل ترتيبا وتصنيفا وتبسيطا لها ،فإن األهمية والجدوى من إصدارها تتجليان في المقابل،
في كونها إجراء يروم تحسين تدبير التتبع ومراقبة تنفيذ الصفقات وتوضيح المسؤوليات المترتبة عن ذلك ،خاصة،
إذا كانت مهام تتبع تنفيذ هذه الصفقات تتجاوز المهام اإلدارية االعتيادية الموكلة إلى المكلفين بذلك التتبع وتتطلب
منهم تأهيال خاصا( .القرار عدد 2021/06الصادر في القضية عدد 2018/103المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة
بعمالة فاس).
-تكتسي اإلجراءات المنصوص عليها في دفاتر الشروط الخاصة للصفقات ال سيما تلك التي تروم تأكد صاحب
المشروع من تقديم صاحب الصفقة للخدمات المتعاقد عليها (الزيارات التفقدية) أهمية قصوى في التنفيذ والتتبع
الجيد لصفقات تصفية الدم وإن أوردتها تلك الدفاتر بصيغة اختيارية أو أخضعت اللجوء إليها للسلطة التقديرية
لصاحب المشروع ،إذ كان من شأن العمل بها مواكبة وتأطير صاحب الصفقة في أداء الخدمات المتعاقد بشأنها
بما يمكن من تصفية النفقات المترتبة عنها على أسس صحيحة ،خاصة عندما يكون الجهاز المعني حديث العهد
بتدبير تلك الصفقات ولم يراكم قبل ذلك أي تجربة فيما يخص هذا النوع من الصفقات (نفس القرار).
حول تقدير مسؤولية المتابعين
تتعدد وتتنوع أسباب ومالبسات ارتكاب المخالفات ال ُمنشئة لمسؤولية مختلف المدبرين العموميين أمام القاضي المالي باختالف
األنظمة القانونية لألجهزة الخاضعة لالختصاصات القضائية للمحاكم المالية ،واألنشطة والحاجات التي أحدثت هذه األجهزة
من أجل تحقيقها وتلبيتها ،وكذا اإلكراهات والمخاطر التي تترتب عن ممارستها ،وذلك حسب المهام والمسؤوليات الموكلة
لهؤالء المدبرين وموقعهم في هرم المسؤولية داخل هذه األجهزة.
2573 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وتتوفر هيئات الحكم ،في هذا المجال ،على سلطات واسعة في تقدير مسؤولية المدبرين العموميين من خالل أهليتها لمراعاة
الظروف والعوامل التي تسببت في المخالفات المرتكبة عند تقدير مبلغ الغرامة حسب خطورة وتكرار المخالفات المعنية،
طبقا للمادة 66من مدونة المحاكم المالية.
في هذا اإلطار ،اعتبرت الهيئة ،ظرفا للتشديد عند تقدير الغرامة ،لجوء اآلمر بالصرف المساعد بصفة متكررة ومتواترة إلى
إحداث تحمالت في ذمة الجهاز في غياب أي أساس تعاقدي دون االكتراث بقواعد تنفيذ النفقات العمومية وما قد يترتب عن
ذلك من تجاوز لترخيصات الميزانية وتراكم للديون في ذمة الجهاز العمومي (القرار عدد 2021/13الصادر في القضية عدد
2018/107المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش تانسيفت الحوز).
وكذلك الشأن بالنسبة لقيام المتابع باإلشهاد على إنجاز الخدمة ،في إطار سند الطلب للتسوية ،بالنظر إلى وظيفته كمسؤول عن
قطب الشؤون اإلدارية الذي أنيطت به مهمة تدبير الميزانية والتدبير المالي والمحاسبي ،اعتمادا على الوثائق التي أعدتها
الشركة المنجزة للخدمة ،بصفة انفرادية ،والتي ضمنتها عناصر تصفية المبلغ الصادر األمر بأدائه ،دون مسكه ألي وضعية
تحدد قيمة الديون التي تم تسديدها للشركة وقيمة المبالغ التي التزال في ذمة الجهاز العمومي لفائدتها ،الشيء الذي من شأنه
أن يؤدي إلى تمكين الشركة من مبالغ زائدة عن المستحق (القرار عدد 2021/12الصادر في القضية عدد 2018/107
المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش-تانسيفت-الحوز).
وفي نفس اإلطار ،اعتُبر ظرفا للتشديد عند تقدير مبلغ الغرامة ،عدم حرص مهندس مكلف بمصلحة صيانة المعدات على
مسك بطاقة التدخل المتعلقة بأعمال الصيانة التي استفاد منها أحد األجهزة واعتماده كليا عند اإلشهاد على العمل المنجز على
عناصر التصفية التي حددتها الشركة المتدخلة (القرار عدد 2021/11الصادر في القضية عدد 2018/107المتعلقة بالمركز
االستشفائي الجهوي لمراكش-تانسيفت-الحوز).
ومن ظروف التشديد ،كذلك ،علم صاحب المشروع بعيب في الدراسة القبلية المعتمدة إلنجاز أشغال التهيئة موضوع الصفقة
والنقائص التي تشوبها في تاريخ إبرامها إذ كان يتعين ،عليه ،في هذه الحالة ،العمل على مراجعة هذه الدراسة من أجل التحديد
الدقيق للمساحات موضوع التهيئة ولكميات األشغال الالزمة لها ومراجعة المواصفات التقنية لألشغال وفق المعايير المعمول
بها ،وكذا إعداد ملف طلب عروض جديد قبل الدعوة للمنافسة الستكمال أشغال المشروع (القرار عدد 2021/02الصادر في
القضية عدد 2018/101المتعلقة بالحي الجامعي ببني مالل).
كما اعتبرت الهيئة الدفع بتفادي إلغاء االعتمادات من أجل تبرير االرتجال واألخطاء التي شابت عملية التكوين من مظاهر
سوء التدبير وضعف في تحديد وبرمجة الحاجات العامة المراد تلبيتها ،إذ كان يجب أن تتم عملية تحديد الحاجيات بما يتناسب
مع االلتزامات المهنية لألطر والموظفين المستهدفين ،ووفق برامج معدة سلفا بالتنسيق مع هؤالء ورؤسائهم التسلسليين ،وذلك
من خالل اختيار الفترات المالءمة وضبط قوائم المستفيدين تفاديا للنتائج التي أسفر عنها التنفيذ ،كما يعكس هذا الدفع سلبيات
أسلوب التدبير المرتكز على الوسائل ،والذي ينطوي على مخاطر التبذير وعدم تحقيق الفعالية في رصد االعتمادات المالية
المرخص بها لتلبية الحاجات العامة للجهاز العام المعني (القرار عدد 2021/05الصادر في القضية عدد 2018/110المتعلقة
بوزارة السياحة).
أما فيما يتعلق بظروف التخفيف ،فقد راعت هيئة الحكم عند تقدير مبلغ الغرامة كون مهمة التدبير التي مارسها المتابع هي
أول مهمة إدارية تسند إليه ،إضافة إلى عدم استفادته من أي تكوين في مجال التدبير اإلداري والمحاسبي (القرار عدد
2021/10الصادر في القضية عدد 2018/107المتعلقة بالمركز االستشفائي الجهوي لمراكش-تانسيفت-الحوز) ،وكون
ارتكاب ،المكلفين بتتبع الصفقات المتعلقة بتقديم خدمة تصفية الدم ،لمخالفة اإلشهاد الخاطئ على العمل المنجز ،ساهم فيه
تقصير صاحب المشروع في تفعيل آليات تتبع التنفيذ المنصوص عليها في دفتر الشروط الخاصة المتعلق بالصفقات موضوع
المتابعة ،ال سيما وأن مهام تتبع تنفيذ تلك الصفقات تتجاوز المهام اإلدارية االعتيادية الموكلة إليهم وتتطلب تأهيال خاصا
وتحديدا واضحا وتفصيليا لمهام التتبع و لمساطر إجرائه وكذا تبيان مستلزمات اإلشهاد على الخدمات المنجزة في إطارها،
هذا إضافة إلى حداثة تجربة المندوبية بخصوص هذا النوع من الصفقات وعدم مالءمة بعض مقتضيات دفاتر الشروط
الخاصة لطبيعة الخدمات المقدمة وأسس تصفية مستحقات المتعاقد معه (القرارات أعداد 07و 08و 2021/09الصادرة في
القضية عدد 2018/103المتعلقة بمندوبية وزارة الصحة بعمالة فاس).
وفي إطار نفس القضية ،اعتبرت هيئة الحكم اتخاذ صاحب المشروع إلجراءات من أجل تسوية االختالالت التي انبثقت عنها
األفعال موضوع المتابعة من قبيل خصم المبالغ الزائدة من مستحقات المتعاقد معه ،من ظروف التخفيف التي راعتها عند
تقديرها لمبلغ الغرامة المحكوم به في حقه (القرار عدد .)2021/06
القواعد المكرسة في مرحلة االستئناف
يمكن التمييز ،في هذا اإلطار بين القواعد ذات الصلة بالمسطرة المتبعة وبين قواعد إسناد المسؤولية بشأن المخالفات المرتكبة،
وكذا شروط قيامها:
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2574
اآلمر بالصرف أن يكون على علم مسبق بها (قرار عدد / 2020/01ت.م.ش.م عن هيئة الغرف المشتركة بتاريخ 14يناير
/ 2020ملف االستئناف عدد /2018/320ت.م.ش.م ،القضية المتعلقة بالنيابة اإلقليمية للتربية والتكوين بسال).
إنجاز محضر التسلم النهائي قبل تنفيذ مجموع األشغال
بالرغم من كون عدم تركيب المقاولة لمعدات محطة ضخ المياه فرضته مستجدات تنفيذ األشغال ولم تكن متوقعة عند ابرام
الصفقة ،فإن توافق صاحب المشروع والمقاولة على تكفل هذه األخيرة بإنجاز األعمال المتبقية الحقا ال يبرر اإلشهاد على
العمل المنجز بمحضر التسلم النهائي ،م ادام أنه كان بإمكان صاحب المشروع استصدار أمر بتمديد أجل الضمان إلى غاية
استيفاء المقاولة اللتزاماتها الواردة بالصفقة (قرار عدد /2019/06ت.م.ش.م بتاريخ 11يونيو / 2019ملف االستئناف عدد
،2018/304متعلق بشركة العمران تامسنا)
مفهوم التأخر في إنجاز األشغال
يدخل أداء فاتورة خدمات الصيانة واألتعاب التي ينص عليها الفصل 24من دفتر التحمالت لفائدة المكتب الوطني للكهرباء،
ضمن االلتزامات الملقاة على عاتق صاحب الصفقة والتي يتوقف عليها تشغيل المنشآت الكهربائية ،وبالتالي فإن تأخر المقاول
في أداء هذه األتعاب يعتبر تأخرا في إنجاز بنود الصفقة المبرمة مع الجماعة ،ويستوجب تطبيق الغرامات المنصوص عليها
في الصفقة (قرار عدد / 2021/07ت.م.ش.م بتاريخ 19ماي 2021ملف االستئناف عدد /2018/319ت.م.ش.م ،القضية
المتعلقة بالجماعة الترابية تمصلوحت).
تطبيق غرامات التأخير ال يخضع للسلطة التقديرية لصاحب المشروع
يندرج االحتساب الصحيح ألجل تنفيذ األشغال ضمن قواعد تصفية النفقات ،على اعتبار أن بنود الصفقة حددت أجل التنفيذ
المتعاقد بشأنه والجزاءات التي قد يتخذها صاحب المشروع في حالة تأخر المقاول في تنفيذ التزاماته التعاقدية (قرار عدد:
/2019/05ت.م.ش.م صادر بتاريخ 11يونيو 2019ملف االستئناف عدد ( 2018/302متعلق بشركة العمران تامسنا).
ويعتبر تطبيق غرامات التأخير في حق المقاوالت التي لم تتقيد باآلجال المتعاقد بشأنها لتنفيذ األشغال ،من الجزاءات التي
يتعين على اآلمر بالصرف تطبيقها في حال توفر شروط ذلك ،وال يخضع ذلك للسلطة التقديرية لصاحب المشروع ،ما دام
أن هذه الغرامات منصوص عليها في دفتر الشروط الخاصة وتدخل ضمن أسس تصفية النفقات المستحقة للمقاول (قرار عدد
/ 2020/01ت.م.ش.م عن هيئة الغرف المشتركة بتاريخ 14يناير 2020ملف االستئناف عدد /2018/320ت.م.ش.م،
القضية المتعلقة بالنيابة اإلقليمية للتربية والتكوين بسال).
حول قواعد إسناد المسؤولية
تحديد المسؤول عن تسلم الصفقة :يتحمل اآلمر بالصرف المسؤولية عن العمليات المرتبطة بالمهام المسندة إليه بشكل
حصري ،كالمصادقة على محاضر التسلم المؤقت واألمر بأداء النفقات موضوع الكشف التفصيلي األخير ،بعد تأكده من
إنجاز الخدمة طبقا لما هو مطلوب في دفاتر الشروط الخاصة ،وال تتأثر هذه المسؤولية بتلك التي يتحملها األشخاص المكلفون
بالتسلم المادي للعتاد موضوع الصفقة ،في إطار تصفيتهم للنفقات المستحقة على الجهاز العمومي .فلئن كان أعضاء اللجن
ا لتقنية التابعة للمركز الجهوي للتكنولوجيا التربوية باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مسؤولين عن اإلشهاد على إنجاز
الخدمة ،من خالل التوقيع على شواهد تسلم العتاد ،في إطار تصفية النفقات المستحقة للموردين برسم الكشوف التفصيلية ،فإن
أعضاء اللجنة المكلفة باإلعالن عن التسلم المؤقت ،مسؤولون عن تنفيذ المورد اللتزامات الصفقات في مجموعها ،من حيث
مطابقة كل ما تم إنجازه من خدمة لما تم االتفاق عليه في ذات الصفقات (قرار عدد / 2021/01ت.م.ش.م صادر بتاريخ 2
فبراير 2021ملف االستئناف عدد /2019/313ت.م.ش.م ،القضية المتعلقة باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة-
تطوان).
كما أن تسلم التجهيزات من طرف اللجن التقنية المعهود إليها بمعاينة وتسلم العتاد وتحرير وتوقيع شواهد التسلم ،وفق
مقتضيات البند 6من دفاتر الشروط الخاصة ،وتأكيدها أن ما تم تسلمه يتطابق مع المواصفات والخصائص التقنية المتعاقد
بشأنها ويستجيب لمتطلبات العملية التربوية ،ال يعفي الممثل القانوني للجهاز العمومي صاحب المشروع ،من إعمال المراقبات
الالزمة للتأكد من مدى احترام صاحب الصفقة لمجموع االلتزامات المتعاقد بشأنها ،خاصة وأن المعني باألمر هو الموقع
الوحيد على محاضر التسلم (قرار عدد /2022/02ت.م.ش.م صادر بتاريخ 7يناير ،2022ملف االستئناف رقم /2019/312
ت.م.ش.م ،األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس -بولمان).
وتبعا لذلك ،يقتضي تنفيذ الصفقات العمومية االلتزام بما تم االتفاق عليه بين صاحب المشروع وصاحب الصفقة ،خاصة ما
يتعلق بضرورة تقيد هذا األخير بإنجاز األشغال أو التوريدات أو الخدمات طبقا للخصائص التقنية المنصوص عليها في هذه
الصفقات ،وبالتالي ،فإن قبول اآلمر بالصرف تسلم عتاد ال يحمل العالمة التجارية المتعاقد بشأنها واإلشهاد بكون العتاد المورد
يستجيب للشروط التعاقدية ،يعتبر إشهادا خاطئا بإنجاز الخدمة ويتعارض مع قواعد تصفية النفقات العمومية ومع قواعد تسلم
الصفقات العمومية ،اعتبارا لكون األمر مرتبط بمقتضيات تعاقدية وجب االلتزام بها ،وأن تغيير نوع العالمة التجارية المتفق
عليها ال يتم إال بإبرام عقد ملحق (قرار عدد /2022/03ت.م.ش.م بتاريخ 7يناير 2022لف االستئناف رقم 2018/308
(متعلق بجامعة موالي إسماعيل بمكناس).
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2576
حالة االستعجال ال تبرر خرق القانون :تنفيذ المشاريع المرتبطة بفك العزلة عن العالم القروي ال يشكل ظرفا قاهرا من شأنه
تبرير الحيد عن القواعد التي تحكم تنفيذ النفقات والطلبيات العمومية ،ما دام أن المشرع أخذ الظروف المتسمة باالستعجال
بعين االعتبار ،حينما نص على إمكانية اللجوء إلى الصفقات التفاوضية( .قرار عدد / 2021/07ت.م.ش.م بتاريخ 19ماي
/ 2021ملف االستئناف عدد /2018/319ت.م.ش.م ،القضية المتعلقة بالجماعة الترابية تمصلوحت).
المسؤولية عن فعل الغير :توقيع المدير التجاري لشركة على عقود تفويت البقع األرضية ،ال يعفي المدير العام لنفس الشركة
من المسؤولي ة عن المخالفة المرتكبة ،لكون التفويض الممنوح للمدير التجاري يتم تحت مسؤوليته .كما أن المسؤولية عن
المخالفات التي يرتكبها المدبر العمومي ال تفترض وجوبا العلم المسبق بها ،فالدفع بعدم العلم الذي من شأنه أن ينفي المسؤولية
يستدعي تبيان االحتياطات المتخذة بغرض تفادي وقوع هذه المخالفات في إطار المهام اإلشرافية لهذا المدبر (قرار عدد
/2019/03ت.م.ش.م بتاريخ 3يوليو 2019ملف االستئناف عدد 2018/301متعلق بشركة العمران تامسنا).
وفي نفس االتجاه ،يعتبر القابض الجماعي مسؤوال عن المخالفات التي يرتكبها وكيل المداخيل ،إذا لم يقم بأعمال المراقبة
المنوطة به ،بالنظر لكون هذا األخير يعمل لحساب القابض وتحت مراقبته .وبالتالي ،فإن المسؤولية التي يتحملها وكيل
المداخيل عن األخطاء التي تعتري تصفية المداخيل المحصلة ،ال تحول دون مساءلة القابض عن نفس الفعل ،إال إذا أثبت أنه
قام بالمراقبات الالزمة للتأكد من القبض القانوني للمداخيل المعهود إليه بتحصيلها (قرار عدد / 2021/03ت.م.ش.م عن
غرفة االستئناف بتاريخ 10نونبر 2020ملف االستئناف عدد /2018/316ت.م.ش.م ،القضية المتعلقة بالجماعة الترابية
أقواس بريش).
مسؤولية المحاسب العمومي في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية :ال يقتصر دور القابض على التأكد من
أن دفعات وكيل المداخيل قد أنجزت في التواريخ المعنية وأنها تطابق المحصوالت اإلجمالية المقبوضة ،بل يتعداه إلى واجب
إجراء المراقبة على قانونية التحصيل ،استنادا إلى مقتضيات المادة 6من القانون رقم 61.99المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين
بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين (قرار عدد / 2021/03ت.م.ش.م عن غرفة االستئناف بتاريخ 10نونبر 2020
ملف االستئناف عدد /2018/316ت.م.ش.م ،القضية المتعلقة بالجماعة الترابية أقواس بريش).
ثانيا .تكريس مبدأ المساءلة في إطار اختصاص التدقيق والبت في الحسابات
تتولى المحاكم المالية ،في إطار دعوى تلقائية بحكم القانون ،التدقيق والتحقيق والبت في حسابات األجهزة العمومية الخاضعة
لهذا االختصاص التي يدلي بها المحاسبون العموميون عن عمليات المداخيل والنفقات ،وكذا عمليات الصندوق المنجزة من
طرفهم ،وذلك بواسطة أحكام وقرارات نهائية تثبت ما إذا كان المحاسب العمومي بريء الذمة أو في حسابه عجز أو فائض.
أ .تحسن مستمر في نسب اإلدالء بالحسابات
طبقا للمادتين 25و 126من مدونة المحاكم المالية ،يُلزم محاسبو مرافق الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية
الوطنية أو المحلية ،التي تتوفر على محاسب عمومي ،بتقديم الحسابات أو البيانات المحاسبية والمستندات المثبتة إلى المجلس
األعلى للحسابات أو المجلس الجهوي للحسابات ،حسب الحالة ،داخل اآلجال ووفق األشكال المقررة في النصوص التشريعية
والتنظيمية الجاري بها العمل.
وإذا لم يقدم المحاسب العمومي الحسابات أو البيانات المحاسبية أو المستندات المثبتة إلى المحاكم المالية في اآلجال المقررة،
جاز للرئيس األول أو رئيس المجلس الجهوي للحسابات بالتماس ،على التوالي ،من الوكيل العام للملك أو وكيل الملك ،بموجب
المادتين 29و 128من مدونة المحاكم المالية أن يوجه إلى المحاسب العمومي أوامر بتقديم الوثائق المشار إليها أعاله وأن
يحكم عليه في حالة عدم تقديم تلك الوثائق بغرامة قد يبلغ حدها األقصى ألف درهم .كما يجوز للرئيس األول أو رئيس المجلس
الجهوي باإلضافة إلى ذلك أن يحكم عليه بغرامة تهديدية أقصاها خمسمائة درهم عن كل شهر من التأخير.
في هذا اإلطار ،بلغ عدد الحسابات المدلى بها للمحاكم المالية خالل سنة 2021ما مجموعه 1.800حسابا ،منها 1.142
حسابا تتعلق بالسنة المالية .2020
وسعيا منه نحو تجويد عمليات اإلدالء بالحسابات ،باشر المجلس األعلى للحسابات بتنسيق مع مصالح وزارة االقتصاد
والمالية ،مجموعة من التدابير الرامية إلى نزع الطابع المادي عن الحسابات التي يتعين االدالء بها ورقمنتها ،حيث قطعت
هذه العملية أشواطا مهمة .وهكذا ،فقد شرع المحاسبون العموميون التابعون إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في
تقديم حساباتهم في شكلها الرقمي ،كما تم اتخاذ مجموعة من اإلجراءات المماثلة بالنسبة لحسابات المحاسبين التابعين للمديرية
العامة للضرائب وكذا بعض أصناف المحاسبين التابعين للخزينة العامة للمملكة في أفق تعميم هذه العملية على جميع المحاسبين
العموميين.
وعلى المستوى الجهوي ،ومن أجل ضمان االنتظام في تقديم الحسابات والبيانات المحاسبية من طرف المحاسبين العموميين
في اآلجال المقررة ،اعتمدت المحاكم المالية مقاربة تواصلية من خالل تنظيم اجتماعات مع المسؤولين اإلقليميين والجهويين
للخزينة العامة للمملكة قصد دراسة اإلكراهات التي تعيق عمليات اإلدالء بالحسابات وإيجاد الحلول الكفيلة بتجاوزها ،وكذا
توجيه مراسالت في الموضوع إلى المحاسبين المعنيين بالتأخير أو إلى رؤسائهم التسلسليين.
2577 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وبالرغم من أن دعوى التسيير بحكم الواقع تندرج في إطار البت في الحسابات ،إال أنها ليست دعوى تلقائية ،بل تتم إحالتها
على المحكمة المالية المختصة من طرف النيابة العامة ،وذلك بواسطة مقرر إحالة سواء من تلقاء نفسها أو بناء على طلب
إحدى السلطات الواردة في المادة 42من مدونة المحاكم المالية (بالنسبة للمجلس األعلى للحسابات) وفي المادة 132من نفس
المدونة (بالنسبة للمجالس الجهوية للحسابات) ،بصرف النظر عن حق المحكمة المالية المختصة في التصدي للنظر فيها
بصفة مباشرة ،استنادا إلى اإلثباتات المنجزة بمناسبة التدقيق في الحسابات أو البيانات المحاسبية .وفي هذا الصدد ،يخضع
األشخاص المصرح بهم محاسبين بحكم الواقع لنفس االلتزامات والمسؤوليات التي يتحملها المحاسبون العموميون النظاميون.
وباإلضافة إلى القضايا الرائجة أمام المجالس الجهوية للحسابات ،في إطار هذا االختصاص ،والتي بلغت ما مجموعه سبع
حاالت ( ،)07أصدرت غرفة االستئناف بالمجلس القرار النهائي عدد /126ب.ح بتاريخ 08مارس 2021بالتصريح بحالة
التسيير بحكم الواقع بشأن بعض العمليات المتعلقة بالتسيير المالي لمؤسسة عمومية بمبلغ قدره 1.795.500,00درهم.
ج .طبيعة المخالفات
في مجال المداخيل ،أبانت الممارسة القضائية للمحاكم المالية على أن المخالفات التي شكلت موضوع أحكام وقرارات بالعجز،
خالل الفترة المعنية ،تتعلق بحاالت عدم اتخاذ المحاسبين العموميين لإلجراءات الواجبة في مجال تحصيل المداخيل،
والمنصوص عليها في القانون رقم 15.97المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية ،وترتب عن هذا اإلغفال تقادم هذه الديون
أو عدم قابليتها للتحصيل.
أما في مجال أداء النفقات ،فإن أغلب الحاالت التي تم الحكم في إطارها بالعجز في حسابات المحاسبين العموميين تتعلق بشكل
أساسي بعدم مراقبة صحة حسابات تصفية مبالغ بعض النفقات المؤداة ،كما هو الشأن بالنسبة الحتساب أتعاب المهندس
المعماري في إطار صفقات األشغال أو عدم خصم غرامات التأخير أو أخطاء مرتبطة بعدم احتساب النسبة الصحيحة المطبقة
برسم الضريبة على القيمة المضافة.
د .تكريس مبادئ وقواعد حماية حقوق األجهزة العمومية وضمان صحة نفقاتها
كرست القرارات الصادرة عن غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات وعن هيئة الغرف المشتركة
مجموعة من المبادئ والقواعد سواء فيما يتعلق بالمسطرة المتبعة في مجال التدقيق والبت في حسابات المحاسبين العموميين
والمحاسبين بحكم الواقع ،أو على صعيد قيام المخالفات المنشئة للمسؤولية المالية والشخصية أمام القاضي المالي في مادة
التدقيق والبت في الحسابات ،وكذا قواعد إسناد المسؤولية بشأن هذه المخالفات:
حول المسطرة
بشأن إعمال المسطرة التواجهية :في هذا اإلطار ،كرس المجلس القاعدة التي تفيد بأن إصالح األخطاء المادية ال يؤدي إلى
إلغاء اآلثار التي يرتبها المقرر القضائي ،إال في حدود ما تم إصالحه .لذلك فإن القرار التمهيدي األول ،الذي تم بمقتضاه
توجيه أمر للمحاسب لإلدالء بتبريراته حول تقادم الدين الضريبي ،هو الذي يجب أخذه بعين االعتبار عند احتساب أجل الخمس
سنوات المنصوص عليه في الفقرة الثانية من المادة 107من مدونة المحاكم المالية .وفي سياق آخر ،ليس من شأن عدم توصل
المحاسب شخصيا بمذكرة المالحظات إعابة المسطرة التواجهية ،ما دام أن المالحظات تبلغ للمركز المحاسبي المعني ،وأن
المحاسب توصل شخصيا بالقرار التمهيدي الذي تضمن األمر الموجه إليه وقدم أجوبته عن هذا األمر (قرار عدد 2021/05
بتاريخ 04يونيو / 2021ملف االستئناف عدد ،2019/04حساب قباضة سوق األربعاء الغرب/السنة المالية .)2010
آجال البت في الحسابات :في إطار تطبيق مقتضيات الفقرة الثانية من المادة 107من مدونة المحاكم المالية ،اعتبر المجلس
أن صدور الحكم المستأنف بعد مرور أزيد من سنة على تاريخ إصدار الحكم التمهيدي ،ال يعتبر مبررا للطعن في صحة
الحكم المعني ،وإن كان يتجاوز األجل المحدد بمقتضى المادة 37من مدونة المحاكم المالية ،ما دام أن األجل المذكور يهم
فقط تنظيم العمل داخل المجلس ،ولم يرتب المشرع أي جزاء عن عدم احترامه (قرار عدد 2021/07بتاريخ 30مارس
/2021ملف االستئناف عدد ،2019/27حساب الجماعة الترابية بوذنيب/السنة المالية .)2014
بشأن المخالفات المستوجب للحكم بالعجز في حسابات المحاسبين العموميين
تشمل القواعد المكرسة في هذا اإلطار اإلجراءات المتخذة من طرف المحاسبين العموميين في مجال تحصيل المداخيل ونطاق
مراقبة صحة النفقة ،وتحديد مبلغ العجز المحكوم به.
إجراءات التحصيل :بشأن تحديد المقصود بإجراءات التحصيل ،اعتبرت غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس
الجهوية للحسابات أن توجيه طلب معلومات من طرف المحاسب إلى السلطات المحلية يندرج ضمن حق االطالع المخول
للمحاسبين المكلفين بالتحصيل بمقتضى المواد من 128إلى 130من مدونة تحصيل الديون العمومية ،وال يدخل ضمن
إجراءات التحصيل الجبري القاطعة للتقادم .كما ال يمكن االعتداد بإجراءات التفتيش التي قام بها المحاسب ،ألنه لم يكن من
شأنها أن تؤثر في الوضعية القانونية لهذه الديون بعد أن لحقها التقادم ،بالنظر إلى كون المحاسب يفقد الحق في اللجوء إلى
2579 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
إجراءات التحصيل الجبري بغرض تحصيل الديون المتقادمة (قرار عدد 2021/04بتاريخ 04يونيو / 2021ملف االستئناف
عدد ،2019/07حساب قباضة جرسيف/السنوات المالية 2011و 2012و.)2013
الديون الناتجة عن الكراء :تندرج الديون المترتبة عن كراء المحالت المخصصة لممارسة نشاط مهني ضمن الديون المستحقة
لفائدة الجماعات ا لمحلية وهيئاتها ،وبالتالي فهي تعتبر ديونا عمومية يعهد بقبضها للمحاسبين المكلفين بالتحصيل ،مادام أن
المادة 2من القانون رقم 15.97المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية ،ال تستثني من نطاق تطبيق مقتضيات هذه المدونة
أي دين عمومي مستحق لفائدة األجهزة العمومية ،ما عدا ديون المؤسسات العمومية ذات الصبغة التجارية (قرار عدد
2021/02بتاريخ 25مارس /2021ملف االستئناف عدد ،2019/17حساب الجماعة الترابية تويسيت /السنة المالية .)2013
وتبعا لذلك ،فإن الدفع بإدراج الديون المترتبة عن كراء المحالت التابعة للجماعة الترابية بغرض ممارسة نشاط تجاري أو
مهني ضمن الديون المستحقة للمؤسسات العمومية ،وبالتالي استثناؤها من تطبيق مقتضيات مدونة التحصيل ،ال يستند إلى أي
أساس ،لكون الجماعات الترابية ،وإن كانت تدخل ضمن األجهزة العمومية ،فإنها ال تعتبر مؤسسات عمومية بالمفهوم القانوني
(قرار عدد 2021/08بتاريخ 12أبريل / 2021ملف االستئناف عدد ،2019/32حساب الجماعة الترابية الحاجب/السنة
المالية .)2014
القوة التنفيذية لألمر بالمداخيل :تخول عقود الكراء المتعلقة باألمالك الخاصة للجماعة الترابية لرئيس هذه األخيرة ،طرح
النزاع أمام المحكمة المختصة ،في حالة إخالل المكتري بالتزاماته ،غير أن اللجوء إلى القضاء يهم أساسا النزاعات المتعلقة
بتطبيق البنود األخرى للعقد ،غير تلك المرتبطة باستيفاء الوجيبة الكرائية ،الصادر بشأنها أمر بالمداخيل ،فهذا األخير يكتسب
القوة التنفيذية بمجرد إصداره من طرف اآلمر بالصرف وال يحتاج تنفيذه إلى إصدار حكم قضائي في الموضوع (قرار عدد
2021/09بتاريخ 12أبريل 2021ملف االستئناف عدد ،2019/21حساب الجماعة الترابية إملشيل /السنة المالية .)2012
ووفقا لذلك ،ال يمكن للمحاسب العمومي الدفع بعدم إعمال اآلمر بالصرف للتدابير المنصوص عليها في عقد الكراء لتبرير
عدم اتخاذ اإلجراءات الضرورية لتحصيل الديون العمومية الناتجة عن هذا العقد (قرار عدد 2021/04بتاريخ 25مارس
/ 2021ملف االستئناف عدد ،2019/18حساب الجماعة الترابية تويسيت/السنة المالية )2014؛
إلغاء الديون العمومية وأثره على مسؤولية المحاسب :إن القرارات التي يمكن أن تصدر عن السلطات المختصة بالبت في
طلبات إلغاء الديون العمومية ،ال يمكن أن تؤثر على المقررات القضائية الصادرة عن المحاكم المالية والتي تكون قد صرحت
بمسؤولية المحاسب بسبب تقادم هذه الديون .وبالتالي ،فإنه ال يمكن إبراء المحاسب من مسؤوليته عن تقادم الدين حتى في
حالة قبول طلب إلغائه (قرار عدد 2021/02بتاريخ 07ماي / 2021ملف االستئناف عدد ،2019/05حساب قباضة جرسيف
/السنة المالية .)2011
كذلك ،ال يمكن الدفع بمقتضيات القانون رقم ،120.12بتاريخ 8فبراير ،2013المتعلق بإلغاء الزيادات والغرامات والذعائر
وصوائر التحصيل الخاصة بالديون المستحقة للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات لتبرير عدم اتخاذ اإلجراءات بغرض
تحصيل أصل الرسوم والحقوق والمساهمات واألتاوات المستحقة قبل فاتح يناير ،2013أو منعها من التقادم ،ألن اإللغاء
المنصوص عليه بهذا القانون ينصب على الزيادات والغرامات والذعائر وصوائر التحصيل وال يهم أصل الدين (قرار عدد
2021/31بتاريخ 21شتنبر 2021ملف االستئناف عدد ،2021/12حساب الجماعة الترابية بنسليمان/السنتان الماليتان
2012و.)2013
نطاق مراقبة صحة النفقة :إن التأشير على أداء نفقة ،دون إثارة االنتباه إلى األخطاء التي تعتري تصفيتها ،يشكل مخالفة
ناتجة عن عدم إعمال مراقبة صحة النفقة ،وعلى الخصوص عدم التأكد من صحة حسابات التصفية ،وال يمكن تكييف هذه
العملية بأنها تدخل في إطار مراقبة مشروعية النفقة ،على اعتبار أن المقتضى القانوني الذي استند إليه الحكم المستأنف يحدد
أحد عناصر التصفية التي يجب أخذها بعين االعتبار في تحديد المبلغ المستحق على الجماعة ،وال يمكن لآلمر بالصرف تغيير
هذا المقتضى بواسطة الئحة للموظفين واألعوان ،والتي لها طابع الوثيقة المحددة لعناصر التصفية وال تعتبر قرارا إداريا من
شأنه إنشاء حقوق أو امتيازات إضافية لفائدة الموظفين واألعوان المرسمين (قرار عدد 2021/07بتاريخ 30مارس /2021
ملف االستئناف عدد ،2019/27حساب الجماعة الترابية بوذنيب/السنة المالية )2014؛
وتبعا لذلك ،يستلزم التأكد من صحة حسابات التصفية معرفة األسس المعتمدة في احتساب النفقة والتأكد من مدى مطابقتها
للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل ،وبالتالي فإن أداء المبلغ المقابل للزيادة في حجم االشغال ،في غياب األمر بالخدمة
المحدد ألسس تصفية المبلغ الواجب أداؤه ،وخاصة ما يتعلق بكمية األشغال المراد إنجازها والمبلغ األقصى الذي ال يجب أن
تتجاوزه هذه األشغال ،يجعل المحاسب مسؤوال شخصيا وماليا عن عدم مراقبة صحة النفقة (قرار عدد 2021/21بتاريخ 30
مارس /2021ملف االستئناف عدد ،2019/25حساب الجماعة الترابية إعزانن/السنة المالية .)2015
ووفقا لذلك ،ال تقتصر مراقبة صحة النفقة من حيث صحة حسابات التصفية ،على مراقبة صحة العمليات الحسابية ،عبر
مقارنة المبلغ الواجب أداؤه مع المبلغ المضمن بالوثائق المثبتة ،بل تقتضي التأكد كذلك من تصفية النفقة استنادا إلى األسس
المحددة بمقتضى القوانين واألنظمة الجاري بها العمل (قرار عدد 2021/26بتاريخ 14شتنبر /2021ملف االستئناف عدد
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2580
،2020/19حساب الجماعة الترابية إيموزار مرموشة /السنة المالية .)2011فإصدار األمر باألداء يتم بناء على نتائج
التصفية التي تتوالها المصالح التابعة لآلمر بالصرف ،وبالتالي فإن المحاسب العمومي ملزم بمراقبة مدى صحة األسس التي
استندت عليها التصفية قبل التأشير على األداء ،كما تفرض ذلك مقتضيات المادة 74من المرسوم رقم 2.09.441بتاريخ 17
محرم 03( 1431يناير ،)2010بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها( .قرار عدد 2021/22بتاريخ
8أبريل / 2021ملف االستئناف عدد ،2019/26متعلق بحساب الجماعة الترابية أغبال/السنة المالية )2013؛
الوثائق المحددة ألسس التصفية :يتحمل المحاسب المكلف باألداء المسؤولية الشخصية والمالية في حالة التأشير على أداء
نفقة في غياب أسس تصفية هذه األخيرة ،وبالتالي فإن اإلدالء بشهادة إدارية ،يشير فيها اآلمر بالصرف على الخصوص ،إلى
أنه تم اعتماد الفواتير المقدمة من طرف الممونين كأسس لتصفية هذه النفقات ،وأن هذه الفواتير تبين عدد الوجبات المقدمة
واألثمنة المطبقة للحصول على المبالغ االجمالية للحواالت ،ال يمكن أن تعفي المحاسب من هذه المسؤولية ،في غياب سندات
الطلب ،باعتبارها الوثائق المحاسبية المحددة ألسس تصفية النفقة والمرجع الذي يتم على أساسه التأكد من صحة الحسابات
المضمنة باألوامر باألداء (قرار عدد 2021/03بتاريخ 07ماي 2021ملف االستئناف عدد ،2019/06الخزينة اإلقليمية
لتزنيت برسم السنتين الماليتين 2010و.)2011
إذا كان المحاسب العمومي ملزما بالقيام بأعمال مراقبة صحة النفقة بناء على الوثائق المثبتة المرفقة بحواالت األداء ،فإنه
غير ملزم بالتأكد من مدى إمكانية إنجاز األشغال خالل مدة معينة ،مادام أن طبيعة المهام الرقابية المسندة إليه ،ال تخول له
الخوض في األمور المرتبطة بمراقبة اإلنجاز المادي للخدمة (قرار عدد 2021/24بتاريخ 23مارس /2021ملف االستئناف
عدد ،2018/11حساب الجماعة الترابية البرج /السنة المالية.)2012
تحديد تاريخ انتهاء أشغال الصفقة :إن تاريخ إنجاز المحضر الذي يتم بواسطته اإلعالن عن التسلم ،ال يوافق بالضرورة
تاريخ االنتهاء الفعلي لألشغال ،وبالتالي فإن إقرار صاحب المشروع بكون صاحب الصفقة انتهى من إنجاز األشغال داخل
األجل المتفق عليه ،يبرئ المقاول من التزاماته بخصوص أجل التنفيذ ،حتى وإن أنجز محضر التسلم بتاريخ الحق النتهاء
األشغال ،مما يجعل مساءلة المحاسب عن عدم تطبيق غرامات التأخير ،غير ذات أساس (قرار عدد 2021/21بتاريخ 30
مارس /2021ملف االستئناف عدد ،2019/25حساب الجماعة الترابية إعزانن/السنة المالية .)2015
حول قواعد إسناد المسؤولية المالية والشخصية
في هذا المجال ،ك رست غرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات ،عند النظر في طلبات االستئناف
المرفوعة أمامها ،القواعد والمبادئ التالية:
-تطبيقا لمقتضيات المادة 125من مدونة تحصيل الديون العمومية ،فإنه ال يمكن إثارة مسؤولية المحاسب عن تقادم
إجراءات تحصيل الديون العمومية خالل الفترة السابقة لتاريخ تعيينه بالمركز المحاسبي ،ألن المسؤولية في هذه
الحالة يتحملها المحاسب الذي ترك أجل التقادم يمر من غير أن يتخذ اإلجراءات الكفيلة بتحصيل الدين أو قطع
أجل التقادم (قرار عدد 2021/05بتاريخ 04يونيو /2021ملف االستئناف عدد ،2019/04حساب قباضة سوق
األربعاء الغرب/السنة المالية .)2010وبالتالي ،فإن مساءلة المحاسب عن عدم اتخاذ إجراءات التحصيل التي هو
ملزم بها في مجال تحصيل المداخيل ،طبقا لمقتضيات المادة 37من مدونة المحاكم المالية ،بالرغم من أن الدين
المعني لم يطله التقادم الرباعي خالل السنة المالية التي تم البت في الحساب المتعلق بها ،يجعل الحكم المستأنف
مستندا إلى تعليل مخالف للقانون (قرار عدد 2021/19بتاريخ 25فبراير /2021ملف االستئناف عدد
،2019/11حساب الجماعة الترابية تكوست/السنة المالية )2014؛
-إن عدم إبداء المحاسب ،عقب تسلم مهامه كقابض جديد للجماعة ،ألي تحفظات على الديون التي قد تكون غير
قابلة للتحصيل ،وخالل المدة الممنوحة له للقيام بذلك ،يعتبر قبوال بتحمل مسؤولية تحصيل هذه الديون مكان
المحاسب السلف (قرار عدد 2021/09بتاريخ 12أبريل /2021ملف االستئناف عدد ،2019/21حساب
الجماعة الترابية إملشيل/السنة المالية )2012؛
-تقادم الديون العمومية هو واقعة يعاينها قاضي الحسابات من تلقاء نفسه ،ويعتمدها كأساس إلثارة المسؤولية
الشخصية والمالية للمحاسب العمومي ،إذا لم يقم باتخاذ االجراءات التي يتوجب عليه اتخاذها لتحصيل الديون التي
تكفل بها ،أو لتفادي تقادم هذه اإلجراءات ،وذلك عمال بمقتضيات المادة 37من مدونة المحاكم المالية .لذلك فإن
تحريك المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب العمومي ،بناء على تقادم الديون العمومية ،تتم من طرف قاضي
الحسابات بشكل تلقائي ،وال تتوقف على إثارة التقادم من طرف مديني األجهزة العمومية (قرار عدد 2021/06
بتاريخ 04يونيو /2021ملف االستئناف عدد ،2019/03حساب قباضة سوق األربعاء الغرب/السنة المالية
)2011؛
-إثارة المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب عن تقادم الديون العمومية تقتضي من المحكمة المالية االرتكاز على
وثائق تتضمن بيانات دقيقة من شأنها إثبات واقعة التقادم .وبالتالي فإن القول بمسؤولية المحاسب عن تقادم الدين
2581 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
دون تحديد تاريخ بداية احتساب أجل التقادم وال تاريخ انتهائه ،يجعل الحكم مستندا على واقعة لم يتم التثبت منها
(قرار عدد 2021/28بتاريخ 14شتنبر /2021ملف االستئناف عدد ،2019/33حساب الجماعة الترابية
مكناس/السنة المالية )2012؛
-ال تصرح المحاكم المالية بوجود عجز في حساب المحاسب العمومي ،إال إذا كان مبلغ النفقة المؤدى زيادة عن
الدين الحقيقي مستحقا لجهاز عمومي ،وبالتالي فإن تسوية مبلغ الضريبة المقتطع من دخل الموظف بشكل زائد
عما هو مستحق عليه ،ال تستدعي التصريح بوجود هذا العجز ،مادام أن القانون يخول للموظف المعني الحق في
مطالبة إدارة الضرائب ،وليس الجهاز المشغل ،بإرجاع مبلغ الضريبة المقتطع بشكل زائد (قرار عدد 2021/29
بتاريخ 7شتنبر 2021ملف االستئناف عدد ،2019/02حساب إقليم الفحص-أنجرة /السنة المالية )2007؛
-ال تثار المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب العمومي على أداء نفقات الجماعات الترابية ،إال في الحالة المحددة
على سبيل الحصر في المادة 37من مدونة المحاكم المالية والمادة 74من المرسوم رقم 2.09.441بتاريخ 17
محرم 03( 1431يناير ،)2010بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها ،والمتمثلة في
عدم مراقبة صحة النفقة من حيث صحة حسابات التصفية ووجود اإلشهاد المسبق على االلتزام المالي والصفة
اإلبرائية للتسديد .لذلك ،فإن التصريح بوجود عجز في حساب الطاعن ،بعلة عدم إدالء هذا األخير بملف الحوالة
رقم ،1011ال يستند إلى أي من المقتضيات التشريعية والتنظيمية المحددة لمسؤولية المحاسب العمومي في ميدان
البت في الحسابات ،على اعتبار أن الجزاء المترتب عن امتناع المحاسب عن اإلدالء بالوثائق العامة والمستندات
المثبتة المكونة لحساب الجهاز العمومي ،يتمثل في الغرامة والغرامة التهديدية المنصوص عليهما في المادة 29
من مدونة المحاكم المالية (قرار عدد 2021/29بتاريخ 7شتنبر /2021ملف االستئناف عدد ،2019/02حساب
إقليم الفحص-أنجرة /السنة المالية )2007؛
-إن مبلغ العجز الذي يصرح بوجوده في حساب المحاسب العمومي ،في حالة ارتكاب مخالفة مرتبطة بعدم التأكد
من صحة حسابات التصفية ،يعادل المبلغ المؤدى زيادة عن الدين المستحق على الجهاز العمومي ،وال يشمل
بالضرورة مجموع النفقة المضمنة بالحوالة ،وذلك انسجاما مع مقتضيات الفقرة الثانية من المادة 37من مدونة
المحاكم الما لية التي تنص على أن المجلس يأمر المحاسب العمومي بواسطة قرار تمهيدي بإرجاع المبالغ التي
يصرح بها المجلس كمستحقات للجهاز العمومي المعني ،في حالة عدم تقديم التبريرات بشأن المخالفات التي
يرتكبها هذا المحاسب (قرار عدد 2021/27بتاريخ 14شتنبر /2021ملف االستئناف عدد ،2020/18حساب
الجماعة الترابية إيموزار مرموشة /السنة المالية )2012؛
-إن المبالغ التي يتم تحصيلها من طرف المحاسب العمومي ،بعد صدور الحكم القاضي بوجود عجز في حسابه،
تؤخذ بعين االعتبار في القرار االستئنافي ،لتحديد المبلغ النهائي للعجز ،لكونها تقوم مقام اإلرجاع المنصوص
عليه في المادة 37من مدونة المحاكم المالية (قرار عدد 2021/10بتاريخ 25فبراير 2021ملف االستئناف
عدد ،2019/09حساب الجماعة الترابية صاكا /السنة المالية )2011؛
-يعتبر تحصيل المبلغ الذي يكون المجلس الجهوي للحسابات قد صرح به كعجز في حساب المحاسب العمومي،
مبررا إلبراء ذمة هذا األخير ،غير أن االكتفاء بإصدار اآلمر بالصرف لألمر بالمداخيل السترجاع ما تم أداؤه
زيادة عن المستحق ،ليس من شأنه إعفاء المحاسب من المسؤولية عن المخالفة المرتكبة أو إبراء ذمته من العجز
المحكوم به ابتدائيا ،طالما أن المستأنف ،لم يدل بما يثبت التحصيل الفعلي للمبالغ التي تضمنها األمر الصادر إزاء
المستفيد من النفقة (قرار عدد 2021/03بتاريخ 16فبراير /2021ملف االستئناف عدد ،2019/05حساب
الجماعة الترابية رأس أمليل /السنة المالية .)2014
القواعد المكرسة في مجال التسيير بحكم الواقع
في هذا المجال ،كرست القرارات الصادرة عن هيئة الغرف المشتركة وغرفة استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية
للحسابات مجموعة من القواعد ،أبرزها كالتالي:
النيابة العامة غير ملزمة بالكشف عن مصدر المعلومات التي تتوصل بها :في هذا اإلطار ،اعتبرت هيئة الغرف المشتركة
أن اكتفاء القرار التمهيدي الصادر عن غرفة التدقيق والبت في الحسابات ،باإلشارة إلى مقرر النيابة العامة دون ذكر الجهة
التي أحالت العمليات التي قد تشكل تسييرا بحكم الواقع ،يعتبر سليما من الناحية القانونية ،وال يتضمن أي عيب من شأنه التأثير
على صحة المسطرة المتبعة إلصدار القرار المستأنف ،بالنظر لكون النيابة العامة غير ملزمة بالكشف عن مصدر المعلومات
التي تتوصل بها ،عندما تتخذ قرار اإلحالة من تلقاء نفسها (قرار عدد 2021 /01بتاريخ 23فبراير / 2021ملف االستئناف
عدد ،2019/01تسيير بحكم الواقع /مؤسسة عمومية)؛
رفض طلب المراجعة غير قابل لالستئناف :ال يعتبر طلب المراجعة درجة من درجات التقاضي ،بل يندرج ضمن طرق
الطعن غير العادية التي ال يمكن أن تكون موضوع طعن باالستئناف ،وبالتالي فإن الحكم القاضي بعدم قبول طلب المراجعة،
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2582
يكون قد صدر بشكل نهائي وال يقبل الطعن باالستئناف ،ألن عكس ذلك ينطوي على إمكانية تصدي محكمة الدرجة الثانية
للنظر في جوهر القضية من جديد ،وهو ما ال يستقيم مع اكتساب الحكم الصادر ابتدائيا في الجوهر لقوة الشيء المقضي به،
بعدما صار نهائيا وقابال للتنفيذ (قرار عدد 2021/17بتاريخ 03دجنبر /2021ملف االستئناف عدد ،2021/07تسيير بحكم
الواقع /الجماعة الترابية الدار البيضاء)؛
التدخل في مهام اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي :إن اقتطاع شركة التدبير المفوض لمبلغ اإلتاوة المستحق لفائدة الجماعة،
لتغطية ديون الجماعة إزاء الشركة يتعارض مع مبدأ عدم الجمع بين مهام اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي المكرس
بمقتضى الفصل 3من المرسوم رقم 2.76.576بسن نظام لمحاسبة الجماعات المحلية وهيئاتها ،وخارج قواعد المحاسبة
العمومية التي تخضع لها هذه الجماعة ،خاصة ما ينص عليه الفصل 18من ذات المرسوم من كون "استخالص المحصوالت
يتم دون مقاصة بين المداخيل والمصاريف" ،وكذا الفصل 43الذي يقضي "بكون النفقات يجب أن تقرر في ميزانية الجماعة
وأن تكون مطابقة للقوانين واألنظمة" (قرار عدد 2021/18بتاريخ 3دجنبر /2021ملف االستئناف عدد ،2021/08تسيير
بحكم الواقع /الجماعة الترابية الدار البيضاء)؛
حساب التسيير بحكم الواقع :إن الوثائق المقدمة ،خالل مرحلة التحقيق ،على أساس أنها بيانا تفصيليا لكيفيات استعمال المبالغ
المضمنة بالحكم المستأنف ،غير كافية لتبرير العمليات المكونة للتسيير بحكم الواقع ،لكونها تضمنت احتساب خدمات سبق
أن تم تحملها في إطار نفقات أخرى ،وبالتالي فإن ذلك البيان ال يحل محل الحساب الذي يجب أن يقدم للمجلس ،بعد التصريح
بوجود تسيير بحكم الواقع( .قرار عدد 2021 /01بتاريخ 23فبراير / 2021ملف االستئناف عدد ( 2019/01تسيير بحكم
الواقع /مؤسسة عمومية).
ثالثا .إحالة أفعال قد تستوجب عقوبة جنائية
اعتبارا لكون بعض األفعال التي تكون موضوع متابعات أمام المحاكم المالية قد تندرج أيضا ضمن جرائم االعتداء على المال
العام ،نصت المادة 111من مدونة المحاكم المالية على أن المتابعات أمام المحاكم المالية ال تحول دون ممارسة الدعوى
الجنائية.
ويجد مبدأ قابلية تراكم العقوبات أساسه في كون عناصر المسؤولية في مادة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية تختلف
عن تلك المتعلقة بالمسؤولية الجنائية ،إذ تتجاوز هذه األخيرة وظيفة تدبير المال العام لكونها تهدف إلى معاقبة اإلخالل بواجب
االستقامة وحفظ األمانة ،في حين تتسم المسؤولية في مادة التأديب المالي بطبيعة إدارية وعقابية ،ال يشترط لقيامها توفر الركن
المعنوي ،و ترتكز على وظيفة المسؤول المتابع ومدى قيامه بالمهام المنوطة به طبقا للقوانين واألنظمة السارية على الجهاز
العمومي الذي يتولى داخله مهام وظيفية ،كما تهدف من خالل العقوبات المالية إلى حماية النظام العام المالي الذي تحكمه
قواعد قانونية خاصة.
في هذا اإلطار ،وخالل سنة ،2021وطبقا لمقتضيات المادة 111أعاله ،أحال الوكيل العام للملك لدى المجلس األعلى
للحسابات عشرين ( )20ملفا على الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض –رئيس النيابة العامة ،وذلك قصد اتخاذ المتعين
بشأنها وفق المساطر الجاري بها العمل.
وتتعلق أهم األفعال المكتشفة من طرف المحاكم المالية والتي تمت إحالتها على القاضي الجنائي بالحاالت التالية :توجيه
مسطرة إسناد طلبيات عمومية بشكل يخالف مبادئ المساواة والمنافسة في ولوج الطلبيات العمومية؛ المبالغة في أثمان الطلبيات
العمومية؛ أداء نفقات في غياب العمل المنجز( الحواالت الصورية)؛ تقديم حسابات غير صحيحة؛ استعمال ممتلكات جهاز
عمومي ألغراض شخصية؛ اقتناء معدات في غياب حاجة حقيقية...
أرسى القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،الذي صدر سنة ،2015مقاربة جديدة لتدبير المالية العمومية ،وفق
منهجية تدرجية ،قوامها االنتقال من تدبير قائم على الوسائل إلى تدبير جديد منصب حول النتائج ويسعى إلى تكريس مبادئ
تدبير حديث للمالية العمومية.
ولهذه الغاية ،تضمن القانون التنظيمي المذكور مجموعة من المقتضيات الرامية إلى إرساء أنماط جديدة لتدبير المالية
العمومية ،ترتكز أساسا على تقوية نجاعة أداء التدبير العمومي وتعزيز الشفافية وكذا تكريس مبدأ المحاسبة.
وفي هذا السياق ،حرص المجلس األعلى للحسابات ،بصفته الهيئة العليا لمراقبة المالية العمومية بالمملكة ،وتفعيال لتوجهاته
االستراتيجية برسم الفترة ،2026-2022على تتبع تنفيذ اإلصالحات التي أقرها القانون التنظيمي رقم ،130.13سواء في
إطار ممارسة مختلف االختصاصات المنوطة به ،أو من خالل آليات أخرى تمثلت أساسا في:
تعزيز آليات التعاون مع وزارة االقتصاد والمالية من خالل توقيع بروتوكول تفاهم في يوليوز 2021؛ -
عقد اجتماعات موسعة مع مسؤولي تسع مديريات تابعة لوزارة االقتصاد والمالية ،ومعنية بصفة مباشرة بهذه -
اإلصالحات.
وقد أولى المجلس عناية خاصة ألربعة مرتكزات أساسية تندرج ضمن هذا الورش اإلصالحي ،والمرتبطة بالتصديق على
حسابات الدولة ،وإرساء التدبير المبني على نجاعة األداء ،ورقمنة حسابات الدولة ونزع الطابع المادي عنها ،وتكريس مبدأ
المحاسبة.
وقد تبين في هذا الصدد ،أن األطراف المعنية ،وخاصة وزارة االقتصاد والمالية ،قد اتخذت مجموعة من التدابير الرامية إلى
تنزيل اإلصالحات المرتبطة بهذه المرتكزات األربعة ،غير أن بعض التحديات مازالت قائمة ،وهو ما يستدعي مواصلة
الجهود ومباشرة إجراءات ضرورية أخرى الستكمال عملية التنزيل.
بخصوص ورش إصالح المالية العمومية ،أشارت رئاسة الحكومة أن القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية
يشكل إطارا تشريعيا يرسخ التدابير المتخذة في المجال المالي والمحاسباتي .وأضافت أنه يعد إصالحا جذريا لمنظومة
تدبير المالية العمومية يروم تكريس التدبير المبني على النتائج وتوسيع صالحيات المدبرين مقرونة بالمساءلة
والمحاسبة ،مما يقتضي توفير الظروف المالئمة لتنزيله بأكبر قدر من الفعالية والنجاعة .إال أنه بعد مضي خمس
سنوات على التنز يل التدريجي لمختلف مقتضيات هذا القانون التنظيمي (الميزانية المهيكلة حول البرامج ،والبرمجة
الميزانياتية لثالث سنوات ،وتقرير نجاعة األداء ،إلخ ،).أبانت الممارسة على ضرورة سن مقتضيات جديدة يتم
بموجبها تعزيز المكتسبات وتحقيق األهداف المرجوة من اإلصالح ،وذلك بتشاور مع مختلف األطراف المعنية.
.1التصديق على حسابات الدولة
يكتسي التصديق على حسابات الدولة طابعا استراتيجيا ،من حيث كونه مدخال أساسيا من أجل تعزيز الشفافية وتجويد
المعطيات المالية والمحاسبية ،فضال عن إسهامه في تكريس مبدأ المحاسبة ،مع ما يترتب عن كل ذلك من آثار ت ُ ْس ِّهم في
تحديث تدبير القطاع العمومي .كما تولي المؤسسات المالية الدولية والشركاء والمستثمرون ووكاالت التصنيف أهمية خاصة
لعملية التصديق على الحسابات العامة.
وتعتبر عملية التصديق على حسابات الدولة عملية مركبة ،وهو ما يفسر أن عدد البلدان التي اعتمدت هذه اآللية على المستوى
الدولي لم يتجاوز 30بلدا ،وعلى المستوى القاري ثالث دول.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2584
وقد نصت المادة 31من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،على تولي المجلس األعلى للحسابات لهذا االختصاص
اعتبارا من فاتح يناير ،2020كواحدة من أهم المستجدات التي جاء بها إصالح المالية العمومية .وباإلضافة إلى ذلك ،نصت
المادة 66من نفس القانون على أن يكون مشروع قانون التصفية مرفقا بالحساب العام للدولة مدعما بالحصيلة المحاسبية
والبيانات المالية األخرى وبتقييم لاللتزامات الخارجة عن الحصيلة المحاسبية.
وفي هذا الصدد ،باشرت األطراف المعنية مجموعة من التدابير الرامية إلى تفعيل المقتضيات المتعلقة بالتصديق على
الحسابات ،حيث بادر المجلس إلى اتخاذ عدة إجراءات تحضيرية من أجل ممارسة هذا االختصاص طبقا للمعايير المعتمدة
في هذا اإلطار.
وإذا كان القانون التنظيمي قد نص على أن مقتضيات الفقرة 5من المادة 31سالفة الذكر تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من فاتح
يناير ،2020فإن عملية التصديق على حسابات الدولة ما زالت لم تستكمل بعد جميع مراحلها ،حيث لم يتوصل المجلس
بالمكونات األولى لحساب الدولة برسم سنة 2020إال ابتداء من تاريخ 27مايو 2022مع استمرار عملية اإلدالء بالعناصر
الالزمة لمباشرة عملية التصديق من طرف المجلس ،بطلب منه ،منذ هذا التاريخ .وفي هذا اإلطار شرع المجلس مؤخرا في
تنظيم لقاءات مباشرة مع مصالح الخزينة العامة للمملكة ،تناولت ،من بين أمور أخرى ،طرق مسك المحاسبة العامة وكيفية
إعداد البيانات المالية والمحاسبية.
بشأن الجوانب المتعلقة بالتصديق على حسابات الدولة ،أبرزت وزارة االقتصاد والمالية ما تم القيام به في إطار سلسلة
اللقاءات الثنائية بين المجلس األعلى للحسابات ومصالح الخزينة العامة للمملكة منذ يوليوز .2020وفيما يرتبط
بحسابات سنة ،2020أشارت الوزارة إلى أن الظروف االستثنائية جراء تداعيات جائحة "كوفيد "19 -فاقمت
الصعوبات المرتبطة بتنزيل ورش اإلصالح المحاسبي .كما أكدت ،على أن هذه السنة شكلت محكا حقيقيا للعمل
بمقتضيات القانون التنظيمي للمالية من حيث احترام آجال تقديم مشروع قانون التصفية لتلك السنة مع ضرورة إرفاقه
بمجموعة من البيانات ،والتي تطلب إعدادها تنسيقا موسعا مع عدة أطراف ما زالت لم تستأنس بما فيه الكفاية بقواعد
المحاسبة العامة والتي كان لزاما عليها وألول مرة أن تقدم معلومات دقيقة ألصول وخصوم الدولة.
وفضال عن ذلك ،فإن القانون التنظيمي يحتاج إلى مراجعة وتوضيح للمقتضيات ذات الصلة باإلدالء بحسابات الدولة وكذا
تلك المتعلقة بعملية التصديق ،خاصة على مستوى الجوانب المرتبطة باآلجال وبكيفيات تبليغ "تقرير عمليات التصديق"
والجهات التي يوجه إليها هذا التقرير .كما يبدو ضروريا أن تشمل هذه المراجعة وظيفة التقرير المعد في إطار عمليات
التصديق ضمن مسطرة المصادقة على قوانين التصفية.
ومن بين اإلجراءات األخرى المقترح اتخاذها في هذا الصدد ،يمكن ذكر على الخصوص ما يلي:
اعتماد اآلليات المالئمة من أجل مواكبة عمليات إعداد حسابات الدولة ،مع العمل على إرساء آليات للتنسيق بين -
األطراف المعنية بإعداد هذه الحسابات؛
الحرص على ضمان تكامل أنظمة المعلومات وتالؤمها من أجل تيسير تبادل المعلومات فيما بينها؛ -
أكدت الوزارة أن مصالحها تولي أهمية قصوى للجانب المتعلق بمالئمة األنظمة المعلوماتية وضمان الشروط الالزمة
لتبادل سلس للمعلومات فيما بينها .وقد ترتب عن ذلك قيام األنظمة المعتمدة من طرف المديرية العامة الضرائب
وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة والخزينة العامة للمملكة بتزويد ،وبطريقة تلقائية ،النظام المعلوماتي الخاص
بمحاسبة الدولة ببيانات شا ملة ودقيقة تمكن من مركزة حسابات الدولة في اليوم الموالي إلجراء العمليات .وأبرزت،
في هذا اإلطار ،أن هذه المصالح قامت بتحيين هذه األنظمة بوتيرة منتظمة استعدادا لتنزيل سلس للمخطط المحاسبي
الجديد ،وموضحة أن األعمال جارية لمالئمة األنظمة المعلوماتية المتبقية لتيسير عمليات تبادل المعلومات الضرورية
لمسك المحاسبة العامة للدولة.
تعزيز آليات الرقابية الداخلية ،خاصة على مستوى الجوانب المالية والمحاسبية ،واإلسراع بتفعيل مشروع -
"إرساء أنظمة الرقابة الداخلية" على مستوى اإلدارات العمومية؛
أشارت الوزارة الى أن ورش إرساء وتفعيل أنظمة الرقابة الداخلية على مستوى اإلدارات العمومية باعتباره مدخال
لتعزيز آلية التصديق على الحسابات ،قد تم إطالقه فعال على صعيد وزارة االقتصاد والمالية ،ويتم تدبيره عبر لجنة
تترأسها المفتشية العامة للمالية .وبالنسبة آلليات الرقابة الداخلية التي تهم الجوانب المالية والمحاسبية والتي تضطلع
بها الخزينة العامة للمملكة ،فقد تم ،حسب الوزارة ،تعزيزها بما يجعلها تتكيف بصفة تدريجية مع متطلبات النظام
المحاسبي .وفي هذا اإلطار ،أشارت الوزارة إلى مجموعة من اإلجراءات العملية التي تم اعتمادها في إطار مقاربة
تركيبية خالل سنة .2022
اعتماد استراتيجية لقيادة التغيير مرتبطة باالنتقال من المحاسبة الميزانياتية المبنية على التدفقات النقدية إلى -
المحاسبة العامة المبنية على أساس االستحقاق؛
2585 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
استكمال المحاسبة الميزانياتية للدولة بالمعطيات والبيانات الالزمة لتحديد أصولها ،والذي يعتبر أحد أهم -
مستجدات المحاسبة العامة للدولة.
أوضحت الوزارة أن أصول الدولة تتميز بتنوعها وكثرتها ،مما يستلزم القيام بعدة ترتيبات أولية وتظافر الجهود بين
المحاسبين العموميين ومصالح القطاعات الوزارية المعنية من أجل جردها وتقييمها وفقا للمعايير المحاسبية المعتمدة.
كما أشارت الوزارة أن المصالح المكلفة بالمحاسبة في الدول التي تبنت مثل هذه اإلصالحات المحاسبية وبتشاور مع
األجهزة المكلفة بالتصديق على حسابات الدولة ،دأبت على تبني خطط على المدى المتوسط لتحسين جودة المعطيات
المحاسبية الخاصة بها كما وكيفا .وفي هذا الصدد ،أبرزت الوزارة أن عمليات جرد األصول وتقييمها قد قطعت
أشواطا ال يستهان بها ،حيث قامت القطاعات الوزارية بموافاة الخزينة العامة للمملكة بجرد أولي يتم إغناؤه تدريجيا،
كما أفادت أن نظاما معلوماتيا خاصا في طور اإلنجاز من أجل معالجة جميع العمليات المرتبطة باألصول الثابتة.
.2نجاعة أداء التدبير العمومي
سن القانون التنظيمي رقم 130.13مجموعة من القواعد المتعلقة بإعداد وتنفيذ ميزانية الدولة ،في إطار إرساء مقاربة شمولية
ومندمجة لتدبير المالية العمومية مرتكزة على النتائج ،وتسعى إلى الرفع من نجاعة أداء التدبير العمومي وفعاليته ،وبالتالي
تجويد خدمات المرافق العمومية ،وإلى ضمان انسجام السياسات العمومية والتقائيتها .كما تروم هذه المقاربة تكريسا أفضل
وأكثر توازنا لمبدأ مساءلة المدبرين العموميين.
وقد عرف تنزيل المقتضيات القانونية المتعلقة بنجاعة األداء تقدما ملحوظا ،غير أن هذه المقاربة الجديدة في تدبير المالية
العمومية لم تبلغ بعد كل أهدافها وذلك بالنظر إلى مجموعة من العوامل.
فمن جهة ،فإن مقتضيات نجاعة األداء ال تطبق سوى على الميزانية العامة للدولة بمكوناتها الثالثة (الميزانية العامة ومصالح
الدولة المسيرة بطريقة مستقلة والحسابات الخصوصية للخزينة) ،بينما ال تندرج المؤسسات والمقاوالت والشركات العمومية
ضمن نطاق هذه المقتضيات.
أوضحت الوزارة أن المؤسسات والمقاوالت والشركات العمومية ،واعتبارا للدور المحوري الذي تضطلع به في تنفيذ
عدد من السياسات العمومية ،تساهم بشكل كبير ،وأحيانا حصري في إنجاز أهداف ومؤشرات نجاعة األداء .وأحالت
في هذا الصدد على مشاريع نجاعة األداء التي ترصد المؤسسات والمقاوالت العمومية المعنية أو المتدخلة في إنجاز
البرنامج والمؤشر المعنيين .ووعيا بهذه األهمية ،نص نموذج ميثاق التدبير المرفق بمنشور رئيس الحكومة رقم
21/2021بتاريخ 26يوليوز 2021على أنه يجب تحديد مساهمة المؤسسات العمومية في تنفيذ السياسات العمومية
المنوطة بالوزارة /القطاع /المؤسسة ،وذلك في انسجام مع رهاناتها االستراتيجية .كما أوضحت أنه ،وفي إطار التفكير
حول محاور تعديل القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،يتم االنكباب حاليا على سن مقتضيات جديدة تتيح
تعزيز مساهمة المؤسسات العمومية في نجاعة أداء القطاع الوزاري أو المؤسسة الوصية.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن تملك منهجية نجاعة األداء من طرف بعض الفاعلين الرئيسيين ودورهم في إرساء هذه المقاربة يظالن
محدودين ،حيث ما زال منطق التدبير القائم على الوسائل سائدا ،كما أن مناقشة مشاريع تقارير نجاعة األداء أثناء التصويت
على قوانين المالية ال تحظى باالهتمام الالزم.
أكدت الوزارة على أن التدبير القائم على نجاعة األداء يشكل إصالحا جوهريا لنمط وفلسفة التدبير العمومي ،ويتطلب
مقاربة تدريجية في ترسيخ هذه الثقافة التدبيرية الجديدة عمادها قيادة التغيير والمواكبة والتقييم المستمر .كما أوضحت
أن االرتقاء بالنقاش حول قوانين المالية إلى مساءلة مدى نجاعة وفعالية السياسات العمومية يشكل أحد أهم غايات
القانون التنظيمي رقم ،130.13مشيرة ،وعلى سبيل المثال ،أن دراسة مشروع قانون التصفية للسنة المالية 2020
على مستوى لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب ،أفردت حيزا هاما لنجاعة األداء.
وفي نفس السياق ،فإن التقرير التركيبي الذي تعده وزارة االقتصاد والمالية حول نجاعة األداء انطالقا من التقارير الفردية
لمختلف اإلدارات والوزارات ،ال يقدم إلى البرلمان إال بعد حوالي سنتين من نهاية السنة المعنية وذلك بمناسبة التصويت على
قانون التصفية ،وهو األمر الذي يحد من المساءلة أمام البرلمان بخصوص نجاعة األداء وال يعزز النقاش بشأنها.
بخصوص التقرير التركيبي حول نجاعة األداء الذي يقدم إلى البرلمان بمناسبة تقديم مشروع قانون التصفية ،ذكرت
الوزارة أن ذلك يتم وفقا لمقتضيات المادتين 65و 66من القانون التنظيمي رقم ،130.13مشيرة إلى أن عددا من
القطاعات تقوم بإضافة تقارير نجاعة أدائها برسم السنة المالية المنقضية للوثائق المرفقة بمشاريع ميزانياتها القطاعية
الذي تتم دراسته باللجان المعنية بالبرلمان ،وهو اإلجراء الذي تدرس الوزارة حاليا إدراجه ضمن تعديالت القانون
التنظيمي رقم 130.13
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2586
أما على المستوى العملي ،فإن بعض الجوانب ما زالت تحتاج إلى تحسين ،ذلك أن إرساء مقاربة نجاعة األداء لم يواكبها ،في
العموم ،توفير بعض اآلليات الضرورية من أجل الرفع من النجاعة ،وال سيما إرساء نظام فعال للمراقبة الداخلية ولمراقبة
التسيير وأنظمة معلوماتية مناسبة.
أكدت الوزارة أن آليات مراقبة التدبير تشكل ضمانا الستدامة وموثوقية منظومة نجاعة األداء ،مضيفة أنها أجرت
خالل سنة 2019دراسة حول واقع منظومة مراقبة التدبير على مستوى عشرة قطاعات وزارية ،مكنت من إعداد
مخطط عمل شامل يروم إرساء منظومة مراقبة التدبير على مستوى القطاعات الوزارية والمؤسسات ،مشيرة إلى أنها
منكبة منذ سنة 2021على تفعيله .وبالموازاة مع ذلك تشرف المفتشية العامة للمالية على إرساء منظومة للمراقبة
الداخلية من خالل مخطط عمل شامل ومماثل.
وبخصوص أنظمة المعلومات ،وفي سياق توصية تقارير افتحاص نجاعة األداء للسنوات المالية 2018و2019
و 2020ذات األولوية المتعلقة بالعمل على تطوير األنظمة المعلوماتية ،أشارت الوزارة إلى منشور رئيس الحكومة
رقم 21/2021الذي أكد على أن التدبير القائم على النتائج يستوجب تكفل نظم معلوماتية خاصة بإنتاج مؤشرات
نجاعة األداء موثوقة وذات جودة وموحدة ومضبوطة وقابلة للحفظ وبتكلفة إنتاج أقل .كما أشارت إلى أن مشروع
المرسوم رقم 2.22.381سينص على ضرورة إرساء منظومة مراقبة التدبير على مستوى القطاعات الوزارية استنادا
على نظم معلومات مندمجة تتعلق بالتدبير.
وفضال عن ذلك ،فإن البرامج المعتمدة ال تشكل دائما تنزيال لالستراتيجيات القطاعية ،كما أن مسؤوليات مديري البرامج غير
محددة بشكل مضبوط.
بهذا الخصوص ،ذكرت الوزارة باإلطار المرجعي لمنهجية نجاعة األداء الذي أعدته وأصدرته وكذا بمنشور رئيس
الحكومة رقم ،21/2021مشيرة إلى أنها عملت ،في هذا الصدد ،على مواكبة عدد من القطاعات الوزارية ،قصد
تكريس االنسجام بين برامجها الميزانياتية واستراتيجيتها القطاعية ،ال سيما قطاعي التربية الوطنية والتعليم األولي
والتكوين المهني ،وذلك قصد مواءمة برامجهما الميزانياتية مع المحاور االستراتيجية للقانون -اإلطار رقم 51.17
المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
وبالنسبة ألدوار ومهام مسؤولي البرامج ،أحالت الوزارة على منشور رئيس الحكومة رقم 09/2021بشأن تحديد
دور ومهام مسؤول البرنامج وكيفية تعيينه من طرف رئيس اإلدارة المعنية بواسطة رسالة تكليف بمهمة.
وفيما يتعلق بمؤشرات قياس نجاعة األداء ،فيبدو ضروريا تقييمها من حيث عددها وأيضا من حيث جودتها ومالءمتها من
أجل إعطاء صورة مناسبة حول النجاعة.
أوضحت الوزارة أن عدد األهداف قد انخفض بين سنتي 2018و 2022من 423إلى 396هدفا ،بينما تقلص عدد
المؤشرات من 881مؤشر إلى ،812موضحة أن متوسط األهداف حسب البرامج بلغ ،3,3علما أن العدد المرجعي
هو 3أهداف ،بينما بلغ متوسط المؤشرات حسب األهداف 2,05علما أن العدد المرجعي هو 3مؤشرات .وعزت
الوزارة تجاوز متوسط األهداف للمعيار المرجعي ،أساسا ،إلى هيكلة 9قطاعات وزارية ومؤسسات لميزانياتها حول
برنامج ميزانياتي واحد ،وربط كل األهداف بهذا البرنامج .وأكدت الوزارة أنها تواصل مواكبتها لفائدة القطاعات
الوزارية والمؤسسات قصد تجويد منظومة نجاعة أدائها ،السيما من خالل االستعاضة و/أو حذف مؤشرات األنشطة
أو الوسائل ،وكذا المؤشرات التي ال تتيح قياس اإلنجازات أو ال تتوفر على توقعات سنوية وقيمة مستهدفة.
وتبعا لذلك ،ومن أجل بلوغ األهداف التي وضعها القانون التنظيمي ،فإن الحاجة تبدو ماسة من أجل توفير الشروط القبلية
الالزمة لتعزيز نجاعة األداء ،خاصة في أفق مراجعة نظام مسؤولية المدبرين العموميين .وتتمثل هذه الشروط أساسا في
إرساء أو تفعيل مراقبة التسيير ونظام فعال للمراقبة الداخلية ،واعتماد نظام للرصد واإلبالغ ،وتعزيز الموارد البشرية.
كما أنه من الضروري إرساء آليات للتعاقد بين وزارة االقتصاد والمالية ومختلف القطاعات الحكومية ،وكذا بين هذه األخيرة
ومصالحها الالممركزة من أجل تحديد أهداف مختلف السياسات القطاعية ووسائل تنزيلها وآجال ذلك.
أكدت الوزارة أنه في إطار مقاربة نجاعة األداء يبلور ميثاق التدبير آلية للتعاقد المرتكز على نجاعة األداء ،وذلك
على مستوى كل قطاع أو مؤسسة ،من حيث تحديد أدوار المسؤولين ،والقواعد المتعلقة بالقيادة وحصر البرامج
الميزانياتية ،وتحديد الجدول الزمني لسير األنشطة الميزانياتية وتلك المتعلقة بنجاعة األداء وإرساء آليات حوار التدبير
باعتباره إطارا للتنسيق وااللتزام المتبادل بين مختلف الفاعلين .واعتبارا لهذه األهمية ،دعا المنشور رقم 09/2021
القطاعات الوزارية والمؤسسات إلى اعتماد ميثاق التدبير ،حيث أنيط إعداده وتحيينه واإلشراف على تفعيله بالكاتب
العام للقطاع الوزاري أو المؤسسة المعنية .وفي هذا الصدد ،اعتمدت مجموعة من القطاعات مواثيق تدبيرها فيما
تنكب قطاعات أخرى على إعداد و/أو استكمال المواثيق الخاصة بها.
2587 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وتجدر اإلشارة ،بخصوص الجماعات الترابية ،إلى أن القوانين التنظيمية لسنة 2015نصت على مجموعة
من المقتضيات الرامية إلى دعم آليات الحكامة وإرساء التدبير القائم على النتائج .وفي هذا اإلطار ،فإن
تحسين أداء هذه الجماعات الترابية يقتضي ،من بين أمور أخرى ،تفعيال أكبر لهذه اآلليات القانونية.
.3رقمنة الحسابات
في إطار تنفيذ ورش رقمنة العمليات المرتبطة بتدبير المالية العمومية ،اتخذت وزارة االقتصاد والمالية مجموعة من التدابير
وأحرزت تقدما مهما على هذا المستوى ،يحتاج مزيدا من الدعم والتعزيز .وهكذا ،فقد طورت الوزارة عدة أنظمة معلوماتية
تستغل حاليا في تدبير مداخيل ونفقات الميزانية العامة ،ومن بينها على سبيل المثال النظام الضريبي المندمج ( )SITوبرنامج
) )BADRالذي تستعمله إدارة الجمارك ،والميزانية اإللكترونية ( ،)E-budgetونظاما التدبير المندمج للنفقات ()GID
وللمداخيل ( )GIRونظام المعلومات الخاص بمخطط حسابات الدولة (.)PCE-SI
وقد مكنت هذه األنظمة المعلوماتية من تحديث عمليات تدبير الميزانية العامة ،كما أنها ساهمت ،بالنسبة لبعض أصناف
المحاسبين العموميين ،من رقمنة الحسابات التي يدلون بها إلى المجلس ،ولو بصفة جزئية .غير أن بعض التحديات ما زالت
قائمة ،مما يستدعي تجاوزها من أجل بلوغ األهداف المتوخاة.
فمن جهة ،يسجل أن األنظمة المعتمدة ال تتيح رقمنة شاملة لجميع الوثائق منذ بدء عملية إعدادها إلى غاية توثيقها ،وذلك إما
بسبب عدم تغطية الرقمنة لجميع جوانب التدبير أو بسبب عدم تالؤم األنظمة المعلوماتية فيما بينها ،مما يجعل عمليات تبادل
المعلومات بينها غير سلسة بما فيه الكفاية وال تتم بصفة آلية.
ومن جهة أخرى ،فإن مستوى تقدم عمليات رقمنة الحسابات يتسم بالتباين بين أصناف المحاسبين العموميين ،ففي الوقت الذي
شرع بعضهم في تقديم حسابات مرقمنة فإن عملية الرقمنة ما زالت في بداياتها أو لم يشرع فيها بالنسبة للبعض اآلخر.
وهكذا ،فقد شرع المحاسبون التابعون إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في تقديم الحسابات المتعلقة بالسنة المالية
، 2019رغم تسجيل بعض المالحظات بشأنها .أما على مستوى الخزينة العامة للمملكة ،فقد تم اعتماد منهجية تدرجية في
رقمنة الحسابات ،استهلت بتلك التي تهم الخزنة الوزاريين وخزنة العماالت واألقاليم ،على أساس تقديم الوثائق المبررة في
شكلها المرقمن اعتبارا من سنة ،2022علما أن المجلس والخزينة العامة للمملكة بصدد االتفاق حول محتوى وشكل الوثائق
العامة التي ستقدم في إطار الحسابات المرقمنة.
وفيما يخص المديرية العامة للضرائب ،فإن توفرها على معطيات مرقمنة منذ بداية العمليات المالية والمحاسبية والمضمنة
في نظامها المعلوماتي سيشكل عنصرا مساعدا وميسرا لرقمنة حسابات القباض التابعين لهذه المديرية العامة .وفي هذا الصدد،
وفي إطار التنسيق بين المجلس والمديرية العامة للضرائب ،تم تحديد مكونات الحسابات المرقمنة التي يتعين على قباض هذه
األخيرة تقديمها وكذا قنوات اإلدالء بها ،حيث تمت صياغة مشروع تعليمية بهذا الشأن .ومن المرتقب أن يتم تقديم الحسابات
المرقمنة لقباض إدارة الضرائب برسم السنة المالية 2021اعتبارا من سنة .2022
وبالنسبة لمديرية المنشآت العامة والخوصصة ،فقد تم االتفاق على طبيعة الملفات التي يتعين على المحاسبين العموميين
تقديمها للمجلس ،حيث أنشأ هذا األخير منصة إلكترونية تسمح لهم بتقديم بيانات محاسبية ابتداء من السنة المالية .2019
كما ستهم عملية الرقمنة أيضا حسابات الوكاالت المحاسبية لدى بعض األجهزة والمؤسسات (البرلمان ،والمجلس األعلى
للسلطة القضائية ،والمجلس األعلى للحسابات ،والمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ،والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان)
ثم حسابات القباض ،وكذا حسابات الوكاالت المحاسبية للبعثات الدبلوماسية والقنصليات.
وقد أظهرت عملية رقمنة حسابات قباض إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة وجود بعض التحديات ،التي يتعين رفعها،
وهو ما يقتضي تقييم هذه التجربة من أجل تجويد عملية الرقمنة سواء بالنسبة لقباض اإلدارة المذكورة أو بالنسبة لباقي أصناف
المحاسبين العموميين.
وفي نفس السياق ،وألجل تعميم عمليات الرقمنة وتسريعها وبلوغ األهداف المتوخاة ،فمن المهم اتخاذ اإلجراءات التالية:
وضع تصورات لسيرورة عمليات الرقمنة وفق منظور متكامل ومقاربة شمولية ومندمجة وجدولة زمنية متوافق -
بشأنها ،تأخذ بعين االعتبار كافة المتدخلين في تدبير المالية العمومية ،من جهة ،وأجهزة الرقابة ،من جهة أخرى؛
استثمار الجهود التي تم بذلها من أجل تزويد مختلف المديريات بأنظمة معلوماتية وإرساء آليات تتيح التفاعل بين -
هذه األنظمة وتبادل المعطيات فيما بينها؛
مواكبة وتقديم الدعم لإلدارات التي لم تنخرط بعد في عمليات الرقمنة. -
بخصوص المالحظات واالقتراحات المتعلقة برقمنة الحسابات ،ذكرت الوزارة تشكيل لجنة مشتركة بين المجلس
األعلى للحسابات والخزينة العامة للمملكة ،تتولى تتبع عملية تنزيل هذا المشروع اعتمادا على منهجية تدريجية في
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2588
رقمنة الحسابات ،وذلك لتمكين جميع المتدخلين من استيعاب هذا التغيير .واعتبرت الوزارة أن التباين المالحظ من
طرف المجلس بخصوص عملية رقمنة حسابات التسيير يعزى أساسا إلى اختالف اختصاصات المحاسبين العموميين،
حيث إن عمليات الرقمنة تتفاوت في الصعوبة حسب نوعية العمليات المستهدفة (نفقات أو مداخيل) ونوعية وثائق
اإلثبات التي يجب اإلدالء بها وعدد الفاعلين والمتدخلين في السلسلة المحاسباتية والميزانياتية .ولتسهيل عمليات
الرقمنة ،أشارت الوزارة إلى أن الخزينة العامة للمملكة ،قامت بإنشاء منصة إلكترونية خاصة بحسابات مرافق الدولة
) (PLATE FORME-CSEيتم عبرها تقديم حسابات المحاسبين العموميين إلى المجلس األعلى للحسابات.
.4تقديم الحساب
في إطار تنزيل توجهاته االستراتيجية برسم الفترة ،2026-2022انخرط المجلس في إعداد تصور حول النموذج األمثل
لإلدالء بحسابات الدولة واألجهزة العمومية وتكريس مبدأ المحاسبة ،بما يتيح إعمال رقابة قائمة على مبادئ االقتصاد والفعالية
والنجاعة .فالهدف الرئيسي يكمن في إعادة النظر في عمليات اإلدالء بحسابات مرافق الدولة وفق منظور يكرس التدبير القائم
على نجاعة األداء.
ويرتبط األمر أيضا بمواكبة ودعم األجهزة المعنية بالرقمنة قصد مالءمة حسابات مرافق الدولة مع متطلبات القانون التنظيمي
للمالية فيما يتعلق بنجاعة األداء ،وتيسير عمليات استغالل البيانات من طرف قاضي الحسابات.
وفي هذا الصدد ،فإن عمليات اإلدالء بالحسابات للمجلس ،كما هي ممارسة حاليا ،تنطوي على بعض النقائص التي يجب
تجاوزها ،والمتمثلة أساسا فيما يلي:
ال تقدم الوثائق المبررة المكونة للحسابات المدلى بها سوى معطيات حول جوانب المشروعية ومدى مطابقة -
العمليات المحاسبية للتعليميات الصادرة عن وزارة االقتصاد والمالية ،وال تقدم معلومات كافية عن الجوانب
المتعلقة بنجاعة األداء؛
يتوزع تنفيذ ميزانية كل وزارة على حدة ،بين الخازن الوزاري المعني وخزنة العماالت واألقاليم ،وهو ما ال -
يمكن من إعمال المراقبة المندمجة على النحو المنصوص عليه في المادة 32من مدونة المحاكم المالية؛
يبلغ عدد المحاسبين المعنيين بتقديم الحسابات سنويا ،إلى غاية متم سنة ،2021ما مجموعه 767محاسبا ،وهو -
عدد مرتفع نسبيا .ونتيجة لذلك ،وبدل أن يكون الحساب مدخال أساسيا لمساءلة المحاسبين واآلمرين بالصرف
والمراقبين وغيرهم من الفاعلين ،تحول اختصاص التدقيق والبت في الحسابات إلى عمليات لتدقيق عدد كبير من
الحسابات تهم عدة سنوات ،وقد تقدم في بعض األحيان خارج اآلجال القانونية؛
يتسم النظام المحاسبي لألجهزة العمومية بتعدد أصناف المحاسبين ،وما يجعل هذا النظام مركبا وال يسمح بتكوين -
نظرة شمولية حول التدبير العمومي عكس ما يمكن أن يتيحه نظام محاسبي أكثر فاعلية ،من حيث توطيد حسابات
األجهزة العمومية ومركزة المعلومات المالية والمحاسبية وتوفيرها في الوقت المناسب وجعلها أداة حقيقية للتدبير.
وفي هذا الصدد ،فإن اإلجراءات التي باشرها المجلس ،بتشاور مع األطراف المعنية ،من أجل إرساء نموذج جديد لعمليات
اإلدالء بالحسابات ،قد مكنت من تحديد بعض الجوانب التي تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر ،والمتمثلة أساسا فيما يلي:
مراجعة اإلطار القانوني لتقديم الحسابات كي يتماشى مع مقتضيات القانون التنظيمي للمالية رقم ،130.13خاصة -
فيما يتعلق باعتماد المحاسبة العامة والتدبير القائم على نجاعة األداء؛
إعادة النظر في تنظيم شبكة المحاسبين العموميين واعتماد معايير متوافق بشأنها من أجل تقديم حساباتهم؛ -
مراجعة نظام مسؤولية المحاسبين العموميين في أفق إرساء توازن بين مسؤوليات مختلف المدبرين العموميين -
وذلك في إطار مقاربة شمولية لمسؤولية جميع المتدخلين؛
إعادة النظر في عملية تحديد القواعد والمعايير المنظمة للمحاسبة العمومية والتنظيم المحاسبي وكذا المساءلة. -
ذكرت الوزارة أن المحاسبين العموميين يقدمون ،بشكل دوري ،حسابات مرافق الدولة إلى المجلس األعلى للحسابات
عمال بمقتضيات القوانين الجاري بها العمل .وتقدم هذه الحسابات مصنفة حسب نوع الميزانية ونوع العمليات (مداخيل،
نفقات أو عمليات الخزينة) وكذا اآلمر بالصرف ،وذلك بطريقة مادية وعلى شكل بيانات معلوماتية في نفس الوقت،
مما يمكن في آن واحد من تحديد مسؤولية كل طرف من المتدخلين ومعرفة وضعية كل قطاع وزاري بصفة مفصلة
وشاملة.
كما أوضحت الوزارة أن مصالح المركزة بالخزينة العامة للمملكة تقوم بتجميع المعطيات وإعداد الوضعيات
المحاسباتية وتقديمها بطريقتين مختلفتين:
2589 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وفق نظام التبويب المالي الذي يمكن من خالله تجميع واستخالص البيانات المتعلقة بكل قطاع وزاري على حدة، -
حتى يتسنى للمجلس مقارنة هذه األخيرة بمعطيات الحساب العام للمملكة؛
ووفق نظام المركز المحاسبي حتى يتمكن المجلس من مقارنة هذه الوضعيات بالحسابات الفردية للمحاسبين -
العموميين.
عرف تدعيم الحماية االجتماعية ببالدنا تطورا ملحوظا على مدى العقدين األخيرين ،حيث تم إطالق العديد من البرامج التي
تهدف إلى تنمية وتعزيز الرأسمال البشري ومكافحة الفقر وتحقيق اإلنصاف والعدالة االجتماعية .ومن أهم هذه البرامج التأمين
اإلجباري األساسي عن المرض ونظام المساعدة الطبية ،وإصالح بعض أنظمة التقاعد .كما تم إحراز تقدم كبير في مجال
الحماية االجتماعية ،من خالل:
مضاعفة عدد المستفيدين من برنامج التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ما بين سنتي 2006و ،2021حيث -
ارتفع من 5,1مليون إلى حوالي 11مليون مستفيد؛
تزايد عدد السكان المشمولين بنظام المساعدة الطبية بشكل ملحوظ منذ تعميمه سنة ،2012حيث تجاوز 11 -
مليون منخرط سنة 2019؛
ارتفاع نسبة المستفيدين من التقاعد ،حيث انتقلت من %33سنة 2011إلى %42سنة ( 2019بفضل تطور -
عدد العاملين بالقطاع الخاص أساسا).
.1الحماية االجتماعية :ورش طموح
على الرغم من التطور الهام الذي عرفته الحماية االجتماعية ،فإنها ال تزال تمثل تحديا يتعين مواجهته سواء من حيث نطاقها
أو مضمونها أو تمويلها وحكامتها.
وهكذا ،فإن المعدل اإلجمالي للتغطية الصحية للسكان لم يتجاوز %69مع نهاية ،2019منهم %31برسم نظام المساعدة
الطبية ،و %29فيما يخص نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض و %9فيما يتعلق ببعض األنظمة الخاصة (تعاضدية
القوات المسلحة الملكية والصناديق الداخلية و/أو التأمين الخاص وأنظمة األئمة والشيوخ والمقدمين ،إلخ .).وبالتالي فإن ما
يناهز %31من الساكنة ال تشملهم أي تغطية صحية .كما أن نظام المساعدة الطبية ،ال يوفر سوى تغطية محدودة ،لكونه
يقتصر على مؤسسات العرض الصحي التابعة للقطاع العام ،وكذا نظرا لضعف بل وغياب بعض الخدمات على مستوى هذه
المؤسسات.
أما بالنسبة للتقاعد ،فلم يتجاوز معدل تغطية الساكنة النشيطة نسبة % 42مع نهاية سنة ،2019وبالتالي فإن ما يقارب 58
%من الساكنة النشيطة ال يستفيدون من أي تغطية في هذا المجال.
ونتيجة لذلك ،ال يستفيد جزء كبير من السكان من أية تغطية سواء للتقاعد أو في المجال الصحي ،ومن ضمنهم أساسا األشخاص
النشيطون غير األجراء (أصحاب المهن الحرة والتجار وغيرهم) .باإلضافة إلى ذلك ،فإن غياب نظام فعال بمعايير ناجعة
الختيار الساكنة المستهدفة ،غالبا ما يحول دون إعمال التدابير والبرامج االجتماعية لفائدة الفئات المعنية وبصفة ناجعة.
وقد شكلت التعليمات الملكية السامية الواردة في خطاب عيد العرش ،لسنة ،2020وكذا الخطاب الذي ألقاه جاللته في افتتاح
السنة التشريعية في أكتوبر من نفس السنة ،نقطة تحول كبرى ،حيث دعا جاللة الملك إلى تعميم الحماية االجتماعية وحدد
مكونات هذا المشروع اإلصالحي الطموح وخطة إنجازه.
كما أوصت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد باعتماد مقاربة إرادية ،بهدف تأمين قاعدة متينة للحماية االجتماعية تعزز
المقومات الكفيلة بمواجهة اآلفات االجتماعية وإدماج الفئات الهشة وتجسد التضامن بين المواطنين وفقا لمبادئ المساهمات
العادلة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2590
وتبعا لذلك تم اعتماد القانون اإلطار رقم 09.21المتعلق بالحماية االجتماعية الذي نص ،على وجه الخصوص ،على مبادئ
توجيهية وأساليب وآليات الحماية االجتماعية ،فضال عن جدول زمني لتنزيلها .ووفقا للتعليمات الملكية السامية ،تمتد خطة
اإلنجاز على الفترة 2025-2021على الشكل التالي:
توسيع التغطية الصحية اإلجبارية بتمكين 22مليون مستفيد إضافي من االستفادة من التأمين اإلجباري عن -
المرض بحلول نهاية سنة 2022؛
تعميم التعويضات العائلية خالل 2024-2023؛ -
توسيع قاعدة االنخراط في أنظمة التقاعد وتعميم التعويض عن فقدان الشغل سنة .2025 -
وقد أفادت رئاسة الحكومة في مضمن جوابها أن الحكومة تقوم بتسريع وتيرة تنزيل اإلصالحات التشريعية والهيكلية،
ال من حيث توفير الموارد المالية الالزمة لتمويله ،وكذا تعزيز مبدأ الحكامة لتجاوز الصعوبات التي تعاني منها أنظمة
الحماية الحالية .وأضافت أن الحكومة جعلت من هذه األجندة االجتماعية ،تبعا لبرنامجها ،إحدى أولوياتها الملحة،
وأدرجتها في إطار ثالث محاور عمل أساسية:
-تعميم الحماية االجتماعية لفائدة الفئات التي لم تكن تستفيد منها حتى اآلن؛
-إخراج السجل االجتماعي الموحد في أقرب اآلجال لتحسين نظم استهداف مستفيدي المساعدات االجتماعية؛
-إعادة تأهيل المنظومة الصحية الوطنية.
وطبقا لتوقعات الحكومة لسنة ،2021سيتطلب تدبير هذه البرامج ،في أفق سنة ،2025تخصيص مبلغ سنوي إجمالي قدره
51مليار درهم ،منها 23مليار درهم سيتم تمويلها من ميزانية الدولة .وتتكون مصادر التمويل العام التي ستتم تعبئتها من
التمويالت المباشرة من ميزانية الدولة ،واإليرادات الضريبية المخصصة ،وكذا الموارد المتاحة إثر إصالح منظومة المقاصة.
أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن الغالف المالي المخصص للحماية االجتماعية سيتأثر بالمراجعات التي عرفها
وسيعرفها الحد األدنى لألجور ،خالل سنتي 2022و.2023
وتجدر اإلشارة في هذا السياق إلى أن السلطات العمومية ركزت ،بشكل رئيسي ،على تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن
المرض ،في حين لم يتم بعد تحديد تفاصيل المكونات األخرى لإلصالح المنصوص عليها في القانون اإلطار.
أفادت وزارة االقتصاد والمالية أن السيد رئيس الحكومة من خالل المراسلة عدد ،1323بتاريخ 09شتنبر ،2022
عمل على إرساء قواعد وحكامة برنامج الدعم االجتماعي الموجه لتمكين األسر محدودة الدخل وهو ما سيمكن من
العمل على وضع تصور شامل لمنظومة التعويضات العائلية التي ينتظر أن يتم الشروع في تنزيلها قبل نهاية سنة
.2023
.2تقدم ورش تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض
بموجب القانون اإلطار 09.21المتعلق بالحماية االجتماعية ،يتوقع تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة كافة
المواطنين مع نهاية سنة ،2022لتتم بذلك تغطية ما يناهز 22مليونا من المستفيدين اإلضافيين .وتتكون هذه الساكنة أساسا
من االشخاص المستفيدين من نظام المساعدة الطبية باإلضافة إلى فئة المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير األجراء
الذين يزاولون نشاطا خاصا.
وفي هذا السياق ،تم التوقيع ،في 14أبريل 2021أمام صاحب الجاللة ،على ثالث اتفاقيات إطار من قبل مختلف القطاعات
الوزارية المعنية ،في إطار تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ليشمل الفئات غير المستفيدة ،والتي يبلغ عددها
حوالي 3ماليين منخرطا رئيسيا .ويتعلق األمر على الخصوص باالتفاقيات التالية:
اتفاقية إطار تتعلق بتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة التجار والحرفيين والمهنيين ومقدمي -
الخدمات المستقلين الخاضعين لنظام المساهمة المهنية الموحدة أو لنظام المقاول الذاتي أو لنظام المحاسبة ،والتي
تهم حوالي 800ألف منخرطا مع أسرهم؛
اتفاقية إطار خاصة بتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة الحرفيين ومهنيي الصناعة التقليدية -
والتي تروم تغطية ما يقارب 500.000منخرطا وأسرهم؛
اتفاقية إطار لتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة الفالحين تهم 1.6مليون منخرطا وأسرهم. -
وقد أفادت رئاسة الحكومة أنه تم إحداث لجنتين ،وفقا ألحكام القانون اإلطار رقم 09.21المتعلق بالحماية االجتماعية،
بموجب المرسوم رقم 522.21.2وهما كالتالي:
2591 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
-اللجنة الوزارية لقيادة إصالح منظومة الحماية االجتماعية ،برئاسة رئيس الحكومة ،وتتألف من السلطات الحكومية
المكلفة بالداخلية ،والمالية ،والصحة والحماية االجتماعية ،واالستثمار وااللتقائية وتقييم السياسات العمومية والميزانية،
وكذا األمين العام للحكومة .وتسهر هذه اللجنة أساسا على تتبع تنفيذ اإلصالح ،وتنسيق تدخالت مختلف األطراف
المعنية .وتجتمع اللجنة شهريا منذ نونبر ،2021وبوتيرة أكبر في األسابيع األخيرة؛
-لجنة تقنية لدى اللجنة الوزارية تسهر على ضمان التنفيذ التقني األمثل لمختلف مكونات اإلصالح .ويترأس هذه
اللجنة الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ،وتضم أيضا ممثلين عن السلطات الحكومية األعضاء في اللجنة الوزارية
ومديري الصندوق الوطني للضمان االجتماعي والوكالة الوطنية للتأمين الصحي ،وتجتمع هذه اللجنة أسبوعيا ،من
أجل تقييم التقدم المحرز في تسجيل الفئات الجديدة التي تشملها التغطية ،ومعالجة المشاكل والعوائق المرتبطة بفئات
معينة من المستفيدين أو ببعض الجوانب التقنية ،من خالل اقتراح الحلول المناسبة والسهر على تنفيذها.
وقد مكنت الوتيرة المرتفعة الجتماعات اللجنتين المذكورتين من تسريع العمل المتعلق بتعميم التأمين اإلجباري
األساسي عن المرض في األشهر األخيرة ،والقيام بالتحكيم الضروري في األوقات المناسبة ،ثم تعبئة األطراف المعنية
ألجل تسريع تنزيل جميع مكونات الورش.
• التمويل والتأطير القانوني
يشمل تنزيل ورش تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض العديد من الجوانب الجوهرية ،والتي تتعلق أساسا بإحداث
آليات التمويل ،ووضع أو تعديل القوانين والنصوص التنظيمية ،وتنزيل اإلطار واآلليات الالزمة لتدبير التأمين اإلجباري
األساسي عن المرض (الحكامة ،ونظام المعلومات ،والتنظيم ،والجوانب اللوجستية ،إلخ).
وفيما يخص التمويل ،فإن تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض يتطلب إحداث اآلليات الالزمة لضمان استمراريته
واستدامته .فطبقا لتوقعات الحكومة لسنة ،2021تقدر التكلفة السنوية لتعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض بما يناهز
13,8مليار درهم .ويالحظ حاليا أن التوجه المعتمد يسير نحو التمويل وفق آلية المساهمة مع تمويل المتبقي من طرف الدولة
في إطار التضامن وخاصة فيما يتعلق باألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك .وتجدر اإلشارة إلى أن تمويل
ورش الحماية االجتماعية في إطار التضامن سيعتمد على التوجيه التدريجي للموارد المخصصة لتمويل نظام المساعدة الطبية
والتحويالت المنجزة في إطار بعض البرامج (تيسير ،والدعم المباشر لألرامل ،ومليون محفظة) ،وكذا الهوامش الناتجة عن
االصالح التدريجي لصندوق المقاصة باإلضافة إلى تعبئة موارد ضريبية جديدة.
وفيما يتعلق باإلطار القانوني ،تجدر اإلشارة إلى تعديل القانون رقم 98.15المتعلق بنظام التأمين اإلجباري األساسي عن
المرض الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير األجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا ،باإلضافة إلى
اعتماد المراسيم المتعلقة بفئات العمال غير األجراء .كما تم تعديل القانون رقم 99.15الخاص بإحداث نظام للمعاشات لفائدة
فئات المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير األجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا .وقد أتاح هذا التعديل ،على وجه
الخصوص ،الفصل بين التأمين اإلجباري األساسي عن المرض وأنظمة المعاشات ،حيث أصبحت هذه األخيرة ذات طبيعة
اختيارية لفترة انتقالية وفقا للقانون اإلطار ،علما أن أجل تعميم التقاعد تم تحديده في سنة .2025ويجدر التذكير بأن القانون
السابق كان قد ألزم كل فئة تنخرط في التأمين اإلجباري األساسي عن المرض بأن تدفع أيضا اشتراكات نظام التقاعد.
وقد تم اعتماد القانونين رقم 98.15ورقم ،99.15المذكورين أعاله ،في سنة ،2017غير أنهما لم يشهدا أي تقدم ملحوظ
فيما يتعلق بانخراط الساكنة المعنية ،إذ إلى غاية نهاية سنة ،2020لم يتم إدماج سوى أربع فئات مهنية فقط في نظام التأمين
اإلجباري األساسي عن المرض الخاص بها .لكن تم تدارك هذا الوضع بتسريع الوتيرة منذ اعتماد القانون اإلطار سنة .2021
وهكذا تمت المصادقة على عدد من المراسيم التطبيقية التي تتعلق بفئات مختلفة من المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص
غير األجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا (مثل األطباء ،المهندسين المعماريين ،الصيادلة ،األشخاص الخاضعين لنظام
المساهمة المهنية الموحدة ،والتجار والحرفيين الذين يتوفرون على محاسبة ،والمقاولين الذاتين ،والفالحين ،إلخ).
أوضحت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أنه ،إلى حدود 17أكتوبر ،2022تم تسجيل 2.351.505شخصا من
فئة غير األجراء ،منهم 1.036.240فالحا و 459.201حرفيا.
وبالموازاة مع ذلك ،بادرت الحكومة إلى تعديل نصوص أخرى .ويتعلق األمر ،على وجه الخصوص ،بمشروع القانون رقم
27.22يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم 65.00بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية والذي صادق عليه مجلس الحكومة
المنعقد في 8شتنبر .2022ويهدف هذا المشروع ،إلى إلغاء نظام المساعدة الطبية وتوسيع نظام التأمين اإلجباري األساسي
عن المرض ليشمل المستفيدين من نظام المساعدة الطبية في إطار نظام خاص يضمن نفس الخدمات المقدمة من طرف
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لفائدة أجراء القطاع الخاص .وينص هذا المشروع أيضا على اعتماد السجل االجتماعي
الموحد الستهداف الفئات المستحقة لنظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين على
تحمل واجبات االشتراك.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2592
وبخصوص نظام المساعدة الطبية ،أكد رئيس الحكومة في 24أكتوبر 2022عن تسجيل 4ماليين أسرة في وضعية هشاشة
ضمن منظومة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي (أي حوالي %36من المستفيدين من نظام المساعدة الطبية).
وأكدت رئاسة الحكومة في جوابها أنه سيتم إلحاق 4ماليين أسرة من فئة األشخاص غير القادرين على تحمل واجبات
االشتراك لالستفادة من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ابتداء من فاتح دجنبر 2022
وفي نفس اإلطار ،ينص القانون رقم 72.18المتعلق بمنظومة استهداف المستفيدين من برامج الدعم االجتماعي وبإحداث
الوكالة الوطنية للسجالت ،الصادر في 8غشت ،2020على إنشاء سجل اجتماعي موحد ،كآلية رئيسية لالستهداف سواء
بالنسبة للمستفيدين من اإلعانات المباشرة أو المستفيدين من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض غير القادرين على
تحمل واجبات االشتراك والتي يستوجب تحملها من طرف الميزانية العامة للدولة.
وبالرغم من هذا التعزيز المستمر للمنظومة القانونية ،فإن بعض النصوص أو التعديالت المهمة سجلت تباطؤا في اعتمادها.
ويتعلق األمر بشكل أساسي بتعديل القانون المتعلق بنظام الضمان االجتماعي ،فضال عن مراجعة حكامة الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي بخصوص تدبير مختلف أنظمة التأمين اإلجباري األساسي عن المرض.
وأفادت رئاسة الحكومة في مضمون جوابها عن المصادقة على 28مرسوم تطبيقي للقانون رقم 98.15والقانون رقم
،99.15وتسجيل 2,4مليون مهني من غير األجراء وفتح باب االستفادة من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن
المرض أمام 6ماليين مستفيد وذوي الحقوق المرتبطين بهم .كما أشارت إلى إعداد مجموعة من مشاريع القوانين
والمراسيم ومن بينها :مشروع قانون رقم 27.22يقضي بتتميم وتغيير القانون رقم 65.00والمرسوم التطبيقي
المتعلق بتنفيذه (تمت المصادقة عليه من قبل البرلمان بتاريخ 7نونبر ،)2022ومشروع المرسوم رقم 797.22.2
بتطبيق القانون رقم 65.00فيما يخص نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين
على تحمل واجبات االشتراك (تمت المصادقة من لدن المجلس الحكومي بتاريخ 17نونبر ،) 2022ومشروع
المرسوم رقم 2.22.924يتعلق بمجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي فيما يخص نظام التأمين اإلجباري
األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك (تمت المصادقة عليه من لدن
المجلس الحكومي بتاريخ 24نونبر ،)2022ومشروع المرسوم رقم 2.22.923بتحديد عتبة نظام التأمين اإلجباري
األساسي عن المرض الخاص باألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك (تمت المصادقة عليه من طرف
المجلس الحكومي بتاريخ 24نونبر .) 2022
وأضافت أن الحكومة أعدت استراتيجية لالرتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية ،تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية ،ترتكز
على أربع دعامات أساسية تتمثل األولى في اعتماد حكامة جيدة تتوخى تقوية آليات التقنين وضبط عمل الفاعلين
وتعزيز الحكامة االستشفائية والتخطيط الترابي للعرض الصحي ،والثانية تهم تثمين الموارد البشرية لتحفيز الرأسمال
البشري بالقطاع العام وتقليص الخصاص الحالي في الموارد البشرية وإصالح نظام التكوين ،وكذا االنفتاح على
الكفاءات الطبية األجنبية ،وتحفيز األطر الطبية المغربية المقيمة بالخارج وحثها على العودة إلى أرض الوطن .أما
الدعامة الثالثة فتتعلق بتأهيل العرض الصحي بما يستجيب النتظارات المغاربة في تيسير الولوج للخدمات الطبية
والرفع من جودتها ،والتوزيع العادل للخدمات االستشفائية عبر التراب الوطني ،في حين تهم الدعامة الرابعة رقمنة
المنظومة الصحية عبر إحداث منظومة معلوماتية مندمجة لتجميع ومعالجة واستغالل كافة المعلومات األساسية
الخاصة بالمنظومة الصحية.
كما أشارت رئاسة الحكومة إلى أن الحكومة قامت ببلورة وتفعيل إجراءات عملية تهدف إلى االرتقاء بالموارد البشرية
في القطاع الصحي ،عن طريق الرفع من األجرة الشهرية لألطباء ورد االعتبار للمجهودات التي يبذلونها أثناء مزاولة
مهامهم من خالل تخويل الرقم االستداللي 509واالعتراف بدبلوم الدكتوراه ،وكذا تحصين الممارسة الطبية من خالل
إحداث قانون الوظيفة العمومية الصحية .كما تم الرفع من الميزانية المخصصة لقطاع الصحة إلى 28مليار درهم
برسم مشروع قانون المالية لسنة 2023وإطالق ورش تأهيل المستشفيات و 1400من المراكز الصحية وإحداث 3
مراكز استشفائية جامعية (جهات درعة-تافياللت وبني مالل-خنيفرة وكلميم -واد نون) ،باإلضافة إلى إحداث مخطط
يمتد إلى سنة 2030للرفع من تكوين عدد األطر الصحية بمختلف مكوناتها لتصل إلى 94ألف مهني صحة مقارنة
مع 68ألف حاليا وخلق رافعات لتحسين أسالك التكوين بغية سد الخصاص.
وأشارت رئاسة الحكومة إلى إحداث لجنة توجيهية تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة ،والتي عقدت اجتماعا بتاريخ
18ماي ،2022تقرر فيه إحداث 4مجموعات عمل تضم جميع القطاعات والمؤسسات المعنية التي قامت بإعداد
مشروع قانون -إطار رقم 22.06يتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية ،وأعدت خمس مشاريع قوانين تخص إحداث
الهيئة العليا للصحة (رقم ) 07.22وإحداث المجموعات الصحية الترابية (رقم ،)08.22والضمانات األساسية
الممنوحة للموارد البشرية بالوظيفة الصحية (رقم ،)09.22وإحداث الوكالة المغربية لألدوية والمنتجات الصحية
(رقم ،)10.22وإحداث الوكالة المغربية للدم ومشتقاته (رقم .)11.22
2593 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أشار بالغ عقب انعقاد هذا المجلس أن الحكومة ستعمل على تنزيل مضامين هذه القوانين وفق مقاربة تدريجية
تتوخى االنفتاح والتشاور مع كافة المتدخلين ،في احترام تام لمبدأ استمرارية المرفق العام.
• التأمين اإلجباري األساسي عن المرض وعرض العالجات بالقطاع العام
يظل تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض رهينا بتطوير المستشفى العمومي باعتباره رافعة رئيسية لنظام التأمين
اإلجباري األساسي عن المرض .فعلى الرغم من الجهود المبذولة خالل السنوات األخيرة ،الزالت المنظومة االستشفائية
تعرف عدة نقائص ،مع العلم أن نجاح تعميم نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض يرتبط ارتباطا وثيقا بتطوير
المستشفى العمومي وعرض العالجات المقدمة للمؤمنين.
وقصد معالجة هذه النقائص ،تم وضع مشروع القانون اإلطار رقم 06.22المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية الذي صادق
عليه مجلس الوزراء بتاريخ 13يوليوز ( 2022وصادق عليه البرلمان بتاريخ 7نونبر .)2022ويروم هذا المشروع
اإلصالح الشامل للمنظومة الصحية الوطنية ،قصد تمكينها من القيام بالمهام المنوطة بها على الوجه األكمل واالستجابة بشكل
مالئم النتظارات المواطنين .ويهدف هذا المشروع ،على وجه الخصوص ،إلى تحقيق األهداف التالية:
تثمين الموارد البشرية العاملة في قطاع الصحة وإحداث الوظيفة العمومية الصحية؛ -
إحداث هيئات الحكامة والتقنين :ويتعلق األمر بالهيئة العليا للصحة ،والمجموعات الصحية الترابية ،والوكالة -
الوطنية لألدوية والمنتجات الصحية ،والوكالة المغربية للدم ومشتقاته؛
إعادة تنظيم مسار العالجات وال سيما من خالل ترسيخ الزامية احترام مسلك العالجات واعتماد الملف الطبي -
المشترك؛
تأهيل البنيات التحتية للمؤسسات االستشفائية؛ -
التوطين الترابي لعرض العالجات وتحسين حكامته. -
.3المخاطر المتعلقة بتنزيل التأمين اإلجباري األساسي عن المرض
يعتبر تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض مشروعا مهيكال وطموحا .وقد تقرر أن يدخل حيز التنفيذ مع نهاية سنة
،2022ويعني ذلك وجوب تسجيل كافة الساكنة المعنية في هذا األجل .إال أن تحقيق أهداف هذا التعميم قد تواجهه بعض
المخاطر ،التي يمكن اعتبارها في آن واحد عوامل نجاح رئيسية لإلصالح ،وتتجلى خاصة فيما يلي:
تمديد آجال االستفادة الفعلية من التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لجزء من السكان المعنيين إلى ما بعد -
،2022ويتعلق األمر بالعمال غير األجراء والمستفيدين من نظام المساعدة الطبية ،بسبب تباطؤ وتيرة التسجيل
لكافة الفئات المعنية بالمقارنة مع اآلجال المتوقعة؛
أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه ،بمجرد تعميم التأمين االجباري األساسي عن المرض ليشمل األشخاص
المستفيدين من نظام المساعدة الطبية ،سيتعين عليهم التسجيل على مستوى السجل االجتماعي الموحد للتحقق من مدى
استيفائهم للشروط التي وضعتها الدولة لالستفادة من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض الخاص باألشخاص
غير القادرين على أداء واجبات االنخراط.
جدوى واستدامة الجوانب المتصلة بتمويل التأمين اإلجباري األساسي عن المرض والتي يتعين توفيرها للمنظومة -
برمتها وكذا لألشخاص غير القادرين على تحمل واجبات االشتراك؛
وقد أكدت رئاسة الحكومة في جوابها أن من أجل ضمان التوازن المالي للتأمين اإلجباري األساسي على المرض
واستدامته ،تم االشتغال على مجموعة من الدراسات بما في ذلك إنجاز دراسة توجيهية تخص الفئات المستهدفة،
ودراسة للتحكم في نفقات األدوية والنفقات الخاصة بالخدمات الطبية واألجهزة .كما تم إحداث العديد من آليات العمل
تهم خاصة تعزيز حكامة العرض الصحي وتنسيق مسار الخدمات الطبية ،وتنظيم مسار العالجات على المستوى
الجهوي وإحداث السجل الطبي المشترك ،وتعزيز جاذبية المؤسسات االستشفائية العمومية وإمدادها بالموارد البشرية
والمعدات الالزمة ،وإحداث مؤسسات جديدة للرعاية الصحية ،وتعميم نظام المعلومات على مستوى المؤسسات
الصحية.
تطوير وتأهيل عرض العالجات بالقطاع العمومي في شموليته (البنيات االستشفائية العمومية والخاصة والموارد -
البشرية والتجهيزات ،)...والذي يعد شرطا أساسيا لنجاح التعميم .ويتمثل جانب الخطورة في أن موارد التأمين
اإلجباري عن المرض من المحتمل أن تتوجه في أغلبها نحو القطاع الخاص .وبالتالي ،يحتمل أال يقوم المستشفى
العمومي بدوره كرافعة لنظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ،وأال يستفيد من التمويل المرتقب تعبئته
بواسطة هذا النظام؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2594
أفادت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أن الدعامات الرئيسية لمشروع القانون اإلطار رقم 06-22المتعلق
بالمنظومة الصحية تعتبر مدخال أساسيا للرفع من منسوب الثقة والمصداقية في المنظومة الصحية مع استحضار
مبادئ حسن التدبير والحكامة الجيدة مما سيعود بالنفع على جميع المرتفقين الذين سيشملهم نظام التأمين اإلجباري
األساسي عن المرض في أفق نهاية سنة ،2022عبر توفير وتقريب الخدمات الصحية وأنسنتها والرفع من جودتها.
لهذا ،تضيف الوزارة ،فإن المستشفى العمومي سيسكون المستفيد األول من مخرجات إصالح المنظومة الصحية من
أجل تقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار الخريطة الصحية الجهوية ،إضافة إلى إحداث نظام معلوماتي
مندمج يهدف إلى جمع ومعالجة كل المعلومات األساسية الخاصة بالمنظومة الصحية وتحسين نظام الفوترة بالمؤسسات
االستشفائية.
ضعف الحصة المسترجعة لتغطية تكاليف العالجات الصحية ،حيث ال تزال هذه الحصة منخفضة حاليا ،ال سيما -
بسبب عدم تجديد االتفاقيات التي تحدد التعريفة الوطنية المرجعية وكذا ضعف التقنين على هذا المستوى إزاء
عرض العالجات بالقطاع الخاص؛
أوضحت رئاسة الحكومة في جوابها أنه بالرغم من عدم مراجعة االتفاقيات المحددة للتعريفة المرجعية ،يبقى تعويض
عدد من األمراض المزمنة مناسبا للتكلفة العالجية الحالية ،كالقصور الكلوي المزمن والنهائي ،واعتالالت صمامات
القلب الرثوية ،وجراحة القلب ...كما أشارت إلى تحكم عوامل أخرى في نسبة التعويض كوصف األدوية األصلية
عوض األدوية الجنيسة ،أو وصف األدوية دون أخذ قابليتها للتعويض في إطار التأمين الصحي عن المرض بعين
االعتبار .وأضافت أن اللجنة الوزارية لقيادة إصالح منظومة الحماية االجتماعية تشتغل على تفعيل مجموعة من
الروافع تهدف للرفع من الحصة المسترجعة لتغطية تكاليف العالجات الصحية واستدامة تمويل التغطية الصحية.
التأخير في تنزيل السجل االجتماعي الموحد على مجموع التراب الوطني ،وخاصة في مجال التحديد الموثوق -
للفئات غير القادرة على تحمل واجبات االشتراك والعمل على تحيين المعطيات ذات الصلة بصفة منتظمة.
أفادت رئاسة الحكومة أن الحكومة بادرت ،من خالل اللجنة الوزارية لقيادة إصالح منظومة الحماية االجتماعية ،إلى
تسخير جميع اإلمكانيات لتسريع وتيرة التفعيل والتعميم حيث سيتم تعميم السجل الوطني للسكان في مختلف أقاليم
المملكة ثم السجل االجتماعي الموحد وتفعيلهما في أجل ال يتعدى أواخر شهر دجنبر .2022
.4التوصيات
على ضوء هذه المخاطر الرئيسية ،يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي:
الحرص على اعتماد التعديالت الالزمة للقوانين والنصوص التنظيمية في أقرب اآلجال قصد توفير السند -
القانوني الالزم لتنفيذ تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض؛
أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن الحكومة منكبة على إعداد جميع النصوص المتعلقة بالتأمين اإلجباري األساسي
عن المرض ،وذلك قبل فاتح دجنبر ،2022حيث أن النصوص التطبيقية لمشروع القانون رقم 27.22القاضي بتغيير
وتتميم القانون 65.00قد بلغت أطوارها النهائية.
اعتماد آليات التمويل الكفيلة بضمان استدامة وصالحية واستمرارية التأمين اإلجباري األساسي عن المرض، -
باإلضافة إلى تمكين المؤمنين من حصة مالئمة لتغطية تكاليف العالجات؛
تسريع خطة تطوير وتأهيل المؤسسات االستشفائية والموارد البشرية الالزمة قصد توفير عرض العالجات -
وتحسين جودة الخدمات الصحية في القطاع العام.
منظومة االستثمار:
الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية وبرنامج عمل لتنزيل ميثاق االستثمار
يكتسي إصالح االستثمار أهمية قصوى من أجل خلق دينامية اقتصادية منتجة للقيمة المضافة ولفرص الشغل .ووعيا منها
بهذه األهمية ،تعتبر السلطات العمومية تنمية االستثمار من بين أولوياتها االستراتيجية ،وذلك من خالل تحسين جاذبية المملكة
وتعبئة رافعات التحفيز على االستثمار وتعزيز ثقة المستثمرين المغاربة واألجانب.
وتستدعي التطورات الراهنة ،جراء تداعيات جائحة كوفيد 19والتحديات الناتجة عن الظرفية العالمية المتسمة بالتضخم وما
يستلزم ذلك من تحوالت لمواكبة الخيارات االقتصادية وإعادة تموضع سالسل القيمة وتحديد األولويات االستراتيجية ،اعتماد
2595 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
إطار استراتيجي مندمج لالستثمار ،وتعزيز اإلطار المؤسساتي ،وتسريع إصالح اإلطار التشريعي لتحفيز االستثمار ،ومتابعة
تنزيل األوراش الهيكلية المتعلقة بتحسين مناخ األعمال من أجل اغتنام الفرص التي يتيحها هذا السياق الجديد.
بخصوص هذا الورش ،أوضحت رئاسة الحكومة في جوابها ،أن الحكومة ،وباإلضافة إلى اإلصالحات االستراتيجية
والهيكلية التي باشرتها في هذا اإلطار ،تقوم حاليا ،بالتنسيق مع جميع الفاعلين من القطاعين العام والخاص ،بإعداد
خارطة طريق جديدة لتحسين مناخ األعمال في أفق .2026وستشمل خارطة الطريق هذه جيال جديدا من اإلصالحات
المتعلقة بالمجاالت التالية :تبسيط ورقمنة اإلجراءات اإلدارية ،وتحسين الولوج إلى العقار والمناطق الصناعية،
وتطوير أدوات جديدة للحصول على التمويل ،وتحسين الولوج إلى الطلبيات العمومية من أجل جعلها رافعة للتنمية
االقتصادية وتعزيز االبتكار وثقافة ريادة األعمال.
اإلطار المرجعي
حددت الخطب السامية لجاللة الملك وكذا تقرير النموذج التنموي الجديد والبرامج الحكومية ،التوجهات االستراتيجية إلصالح
االستثمار .في هذا الصدد ،أعطى صاحب الجاللة توجيهاته السامية لتحديد اإلصالحات ذات األولوية لتطوير االستثمار .كما
أكد جاللته في خطابه أمام البرلمان بتاريخ 14أكتوبر ،2022على أن يعطي الميثاق الوطني الجديد لالستثمار دفعة ملموسة
لجاذبية المغرب لالستثمارات الخاصة ،الوطنية واألجنبية ،وأن تقوم المراكز الجهوية لالستثمار باإلشراف الشامل على عملية
االستثمار .ودعا جاللته إلى ضرورة ترجمة التزامات كل األطراف ،من حكومة وقطاع خاص وقطاع بنكي ،في تعاقد وطني
لالستثمار ،وذلك بهدف تعبئة 550مليار درهم من االستثمارات ،وخلق 500ألف منصب شغل ،في الفترة بين 2022
و.2026
وفي نفس السياق ،تجدر اإلشارة إلى أن تقرير النموذج التنموي الجديد لسنة ،2021في محوره االستراتيجي األول ،حول
التحول القتصاد منتج ومتنوع قادر على خلق قيمة مضافة ومناصب شغل ذات جودة ،اقترح اعتماد خارطـة طريـق مبنيـة
علـى خمس خيـارات اسـتراتيجية وهـي :تأميـن المبـادرة المقاوالتية؛ توجيــه الفاعليــن االقتصاديين إلى األنشطة المنتجة؛
تخفيـض تكاليـف عوامــل اإلنتاج؛ وضــع إطــار ماكرو-اقتصــادي فــي خدمــة التنميــة؛ وبــروز االقتصاد االجتماعي.
باإلضافة إلى ذلك ،أولى البرنامج الحكومي 2026-2021أهمية كبيرة لتحديات التنمية وتشجيع االستثمار ،وعرض في
محوره الثاني المتعلق بمواكبة تحول االقتصاد الوطني" ،من أجل خلق فرص شغل للجميع" ،العديد من اإلجراءات لتعزيز
االستثمار والتخفيف من آثار األزمة االقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد ."19
أهداف اإلصالح
يتمثل الهدف االستراتيجي الرئيسي إلصالح منظومة االستثمار ،والذي أشار إليه النموذج التنموي الجديد ،في تعبئة أكبر
لالستثمار الخاص مقابل االستثمار العمومي ،بغية رفع مساهمته في الجهد االستثماري اإلجمالي من الثلث ،المسجل حاليا،
إلى الثلثين بحلول سنة .2035ويكرس هذا الهدف اإلصالحات الهيكلية التي شرعت المملكة في إنجازها بهدف تعزيز وتسهيل
عملية االستثمار ،السيما تنزيل ورش الجهوية المتقدمة ،وإصالح المراكز الجهوية لالستثمار ،وإنشاء اللجان الجهوية الموحدة
لالستثمار ،وتبسيط اإلجراءات اإلدارية ،وإنشاء صندوق محمد السادس لالستثمار ،وتطوير الشراكة بين القطاعين العام
والخاص ،وإصالح الضرائب وإصالح قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية ،وكذا اعتماد ميثاق الالتمركز اإلداري.
وفي خضم هذه اإلصالحات ،شرعت السلطات العمومية في مراجعة اإلطار التشريعي لتحفيز االستثمار ،من خالل العمل
على اعتماد قانون-إطار جديد بمثابة ميثاق االستثمار ،والذي يهدف أساسا إلى تحسين أثر االستثمارات ،وال سيما فيما يتعلق
بخلق فرص شغل والحد من التفاوتات المجالية من حيث جاذبية االستثمار .كما يهدف هذا الميثاق الجديد إلى توجيه
االستثمارات نحو القطاعات اإلنتاجية ذات القيمة المضافة العالية ،وضمان التنمية المستدامة ،فضال عن تعزيز جاذبية المملكة
لجعلها قطبا قاريا ودوليا لجلب االستثمار األجنبي المباشر ،وتحسين مناخ األعمال ،وتسهيل عملية االستثمار ،وزيادة حصة
االستثمار الخاص الوطني واألجنبي بشكل ملموس ،وكذا تشجيع الصادرات وتواجد المقاوالت المغربية على الصعيد الدولي،
وتشجيع تعويض الواردات باإلنتاج المحلي.
حصيلة اإلصالح
واصلت السلطات العمومية خالل الفترة األخيرة تنزيل األوراش االستراتيجية المتعلقة بمختلف اإلصالحات الهادفة لتنمية
االستثمار .فعلى المستوى المؤسساتي ،خالل سنة ،2020أتمت اللجنة الوزارية للقيادة المكلفة بتتبع إصالح المراكز الجهوية
لالستثمار ،في إطار ال تمركز اإلجراءات اإلدارية الخاصة باالستثمار ،عملية إعادة هيكلة هذه المراكز وفق صيغتها الجديدة
التي جاء بها القانون رقم 47.18المتعلق بإصالح هذه المراكز .وفي أكتوبر ،2021أحدثت في ظل الحكومة الحالية وزارة
منتدبة لدى رئي س الحكومة مكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية ،أنيطت بها مهمة إعداد ووضع السياسة
الحكومية في مجاالت االستثمار ومناخ االعمال والتقائية وتقييم السياسات العمومية ،والسهر على تتبع تنفيذها وتقييمها ،وذلك
بتنسيق مع الوزارات والقطاعات المعنية .باإلضافة إلى ذلك ،تم اعتماد ميثاق الالتمركز اإلداري سنة ،2018والذي تاله
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2596
نشر المرسوم رقم 2.19.40المتعلق بتحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز اإلداري ،وكذا إنشاء ونشر ،انطالقا
من أبريل ،2021بواب ٍة وطني ٍة تتضمن 2700إجراء ومسطرة إدارية ،تدعى "إدارتي ."IDARATI
أما فيما يخص اإلطار التحفيزي ،فقد تمت المصادقة من طرف البرلمان على مشروع القانون-اإلطار رقم 03.22بمثابة
ميثاق االستثمار في نهاية نونبر .2022وقد التزمت الحكومة ،في هذا الصدد ،بإصدار النصوص التطبيقية الثالثة المتعلقة
بتفعيل أنظمة الدعم المنصوص عليها في الميثاق الجديد وفق جدول زمني تدريجي حدده مشروع القانون-اإلطار سالف الذكر،
داخل أجل ال يتعدى 12شهرا من تاريخ نشره.
وبالموازاة مع هذه التطورات ،عرف مجال تحسين مناخ األعمال تحقيق إنجازات أخرى همت باألساس إحداث "صندوق
دعم تمويل المبادرة المقاوالتية" بموجب قانون المالية 2020وإحداث "صندوق محمد السادس لالستثمار" وتعيين مديره
العام بمجلس الوزراء المنعقد في 18أكتوبر 2022وتحسين اإلطار القانوني والمسطري للطلبيات العمومية وتعزيز الحكامة
والتأطير القانوني آلجال األداء باإلضافة إلى اعتماد السياسة الوطنية لتحسين مناخ األعمال للفترة 2025-2021من قبل
اللجنة الوطنية لمناخ األعمال.
مالحظات بخصوص تنزيل ورش إصالح منظومة االستثمار
إدراكا منه ألهمية اإلصالحات المتعلقة باالستثمار ،قام المجلس األعلى للحسابات بتقييم للتطورات األخيرة ،حيث أجرى ،في
هذا السياق ،مقابالت مع مجموعة من األطراف المعنية الرئيسية (الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالستثمار
وااللتقائية وتقييم السياسات العمومية ،والوكالة المغربية لتنمية االستثمارات والصادرات والمركز الجهوي لالستثمار لجهة
الرباط-سال -القنيطرة) ،كما اطلع على المجهودات المبذولة في هذا المجال وحدد المخاطر التي من شأنها إعاقة تحقيق
األهداف المرسومة لهذا الورش اإلصالحي.
• الحاجة إلى تحسين اإلطار االستراتيجي والمؤسساتي
رغم أن مختلف البرامج الحكومية أدرجت التوجيهات الملكية ومخرجات النموذج التنموي الجديد ،المشار إليها أعاله ،كأهداف
استراتيجية لها ،فإن ذلك لم يتم وفق استراتيجية وطنية رسمية من أجل تنمية االستثمار وتحفيزه وإنعاشه ،حيث ظلت األوراش
االستراتيجية لمنظومة االستثمار مؤطرة وفق مقاربة قطاعية في ظل غياب إطار استراتيجي أفقي يحدد األولويات وينشئ
روابط التقائية بين القطاعات ويسطر اآلليات العملية التي يجب رصدها لتحقيق األهداف المرسومة.
وفضال عن ذلك ،يتسم اإلطار المؤسساتي المخصص لتنزيل هذه التوجيهات االستراتيجية بتعدد المتدخلين وتداخل نطاق
اختصاصهم الذي قد يشمل المستوى الوطني بالنسبة للبعض ،أو المحلي أو القطاعي بالنسبة لآلخرين ،مع العلم أن جميع
األطراف تعمل على تحقيق هدف واحد يتمحور حول تشجيع االستثمارات وتنميتها .باإلضافة إلى ذلك ،فإن تباين أولويات
وأهداف المتدخلين وكذا االختالفات التي تطبع مقارباتهم ال يساهم في ضمان اتساق التدخالت مع التوجيهات المشتركة
المسطرة مما من شأنه أن يضعف التقائية السياسات العمومية في مجال تنمية االستثمار وتحفيزه وإنعاشه.
جوابا على هذه المالحظة أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أن تنفيذ
التوجيهات السامية لجاللة الملك محمد السادس نصره هللا وتوصيات النموذج التنموي الجديد وكذا توجيهات وأولويات
البرنامج الحكومي الهادفة إلى تنمية وتشجيع االستثمار ،يتطلب وضع استراتيجية وطنية مخصصة لالستثمار مع
وضع اآلليات الالزمة لتتبعها وتقييمها .وهو من المهام الرئيسية المنوطة بالوزارة ،التي قامت ،في هذا اإلطار ،بإنجاز
دراسة أولية وكذا إعطاء االنطالقة إلنجاز دراسة تقنية من أجل تحديد الطموحات القطاعية والجهوية للنهوض
باالستثمار الخاص في أفق .2026وسيتم تنفيذ هذا العمل وفق مقاربة تشاركية تروم تحقيق التقائية حول السياسة
الوطنية االستثمار ،مع إدماج جميع الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص.
وفي سياق متصل ،يناط بالوزارة دور رئيسي ،من خالل صالحياتها المزدوجة «االستثمار وااللتقائية" ،في تحقيق
هذا االتساق العام ،الذي تضمنه على المستوى المركزي من خالل "الهيئة الوطنية لالستثمار" التي سيتم إحداثها في
إطار ميثاق االستثمار الجديد .كما أنه في السنوات األخيرة ،تم وضع مجموعة من اآلليات على المستوى الترابي في
إطار التقائية (اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار وكذا مراكز االستثمار الجهوي) لتحسين نجاعة وفعالية عملية
االستثمار.
وتجدر اإلشارة إلى أن اإلطار التحفيزي المؤطر بالقانون رقم 18.95بمثابة ميثاق االستثمار بقي دون تغيير منذ أكثر من
26سنة ،مما جعله متجاوزا بالنظر للتطورات والتغييرات سالفة الذكر .وقد استغرقت مبادرات السلطات العمومية وقتا طويال
لتنزيل قانون-إطار جديد وعرفت مناقشة العديد من الصيغ إلى غاية مصادقة البرلمان على مشروع القانون-اإلطار رقم
03.22في نونبر سنة .2022وساهم التأخير المسجل في تجديد اإلطار التحفيزي في عدم وضوح الرؤية لدى المستثمرين
وخلق سياق يتسم بالترقب مع ما لذلك من أثر سلبي على الدينامية االقتصادية .واستدراكا لهذه الوضعية ،يكتسي تسريع المسار
المؤسساتي أهمية بالغة مع ما يستدعيه ذلك من التزام بالجدول الزمنى التدريجي الخاص بنشر النصوص التطبيقية للميثاق
الجديد ،والتي حدد لها مدة زمنية لن تتعدى 12شهرا إلصدارها ،ابتداء من دخول هذا القانون حيز التنفيذ.
أشارت رئاسة الحكومة إلى أن "الميثاق الجديد قد تم اعتماده من طرف الحكومة في أقل من 10أشهر ،استجابة
لتعليمات وتوجيهات جاللة الملك محمد السادس نصره هللا".
وبدورها ،أوردت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية أنه تمت المصادقة من طرف المجلس
الوزاري على مشروع قانون إطار بمثابة ميثاق االستثمار ،كنتيجة عمل مشترك لكل مكونات الحكومة بعد 9أشهر
فقط من تعيينها.
أوضحت رئاسة الحكومة أنها قد عقدت اجتماعا ،ترأسه السيد رئيس الحكومة ،مع جميع المراكز الجهوية لالستثمار،
خصص لدراسة التدابير الالزمة لتحفيز اإلنعاش االقتصادي وتسهيل عملية االستثمار وتمكين هذه المراكز من
االضطالع بمهامها وتثمين العمل المهم الذي قامت به هذه المراكز خالل العامين الماضيين ،خاصة بعد اإلصالح
العميق لهذه المراكز تنفيذا لتعليمات جاللة الملك محمد السادس نصره هللا.
ومن جهتها ،أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أن المنهجية المعتمدة لتصميم
ميثاق االستثمار الجديد ،مكنت من وضع إطار تحفيزي شامل لدعم وتعزيز االستثمار .كما أن هذا الميثاق الجديد
يشمل كل االستثمارات ،باختالف حجمها ،فضال عن كونه موجه لجميع المستثمرين المغاربة واألجانب ،وفي جميع
جهات المملكة.
وأضافت هذه الوزارة أن الميثاق الجديد يجلب ابتكارا هاما ويعزز الدور المحوري الذي أريد للمراكز الجهوية
لالستثمار من أجل اإلشراف الشامل على مشاريع االستثمار .حيت تم تفويض على المستوى الترابي ،في إطار نظام
الدعم األساسي ،عملية اإلعداد والمصادقة والتوقيع على اتفاقيات االستثمار ،إذا كان المبلغ اإلجمالي للمشروع المعني
يقل عن عتبة تحدد بنص تنظيمي.
ويشمل ذلك معالجة المعيقات الهيكلية المرتبطة بالقطاع غير المهيكل ،وتقليص كلفة عوامل اإلنتاج ،وتحسين شروط الحصول
على العقار والتمويل واللجوء إلى آليات التحكيم والوساطة لحل النزاعات ،باإلضافة إلى تسريع وتيرة اإلصالح الضريبي.
ففيما يتعلق بالشق العقاري ،ينبغي إيالء األولوية لتنفيذ توصيات المناظرة الوطنية المتعلقة بهذا الموضوع المنعقدة سنة
، 2015ال سيما اعتماد خطة شاملة ومتكاملة للعقار ،ووضع نموذج جديد لجلب االستثمارات يتالءم مع تنوع األنظمة العقارية
وكذلك تحديث الترسانة القانونية التي تحكمها .باإلضافة إلى ذلك ،هناك حاجة إلى إنشاء أنظمة تبادل البيانات وضمان
موثوقيتها كآلية إلخبار الجهات المهتمة بشأن العرض العقاري المتاح.
أما على صعيد التمويل ،فمن الضروري أن تكون اإلجراءات التي أعلنتها الحكومة لتعزيز انخراط القطاع البنكي في مجال
االستثمار جاهزة في إطار منهجية استباقية العتماد ميثاق االستثمار .وينطبق نفس األمر على تفعيل صندوق محمد السادس
لالستثمار ،الذي ينتظر منه أن يعمل كرافعة أساسية لتمويل بعض االستثمارات .كما أن العمل على تجانس وتحسين استهداف
آليات دعم التمويل التي وضعتها مختلف األجهزة من شأنه أن يُسْهم في الرفع من أدائها وانسجامها.
وعلى المستوى الضريبي ،فمن شأن تسريع تنزيل أحكام القانون اإلطار رقم 69.19المتعلق باإلصالح الجبائي ،في شقه
الخاص بحوافز االستثمار ،أن يلعب أيضا دورا مهما في تحسين جاذبية بالدنا لالستثمار.
أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أنه أصبح من الضروري تكييف وتحديث
اإلطار المرجعي لتعبئة وتدبير العقار ،باعتباره أحد الروافع االستراتيجية لتعزيز الجاذبية وتحسين مناخ األعمال
واالستجابة للتحديات في مجال االستثمار.
التوصيات
على ضوء ما سبق ،يوصي المجلس بما يلي:
-اعتماد استراتيجية وطنية لالستثمار من أجل تنزيل رسمي ،وبشكل منهجي ،للتوجيهات الملكية وألهداف
النموذج التنموي الجديد المتعلقة بتحفيز االستثمار الخاص ،مع تحديد خطة تنفيذها على المستويين القطاعي
والترابي.
-إجراء تحليل لمهام مختلف الفاعلين المؤسسيين المسؤولين عن االستثمار من أجل تحديد مجاالت التحسين
وااللتقائية في تدخالتهم ،بهدف تحقيق تكامل أفضل والمزيد من الترشيد؛
-تبسيط اإلجراء اإلداري لالستثمار من خالل تكريس دور المراكز الجهوية لالستثمار كإطار موحد للمعالجة
اإلدارية لعملية االستثمار من بدايتها إلى نهايتها ومن خالل تسريع وتيرة إنجاز اإلصالحات المتعلقة بهذه
المراكز؛
-وضع خطة عمل حكومية في مجال تحسين مناخ األعمال بهدف تحديد اإلجراءات ذات األولوية وتسريع تنفيذها.
كما يرى المجلس أن التنفيذ الناجح لهذا الورش االستراتيجي يستلزم انخراط جميع األطراف ذات الصلة والفاعلين المعنيين
السيما الوزارة المكلفة باالستثمار.
اإلصالح الجبائي:
أهمية استكمال اإلصالح من أجل تحفيز االستثمار ودعم موارد الدولة
يندرج اإلصالح الجبائي في إطار تعزيز المكاسب والتوجيهات التي كرسها دستور سنة 2011والتعليمات الملكية السامية.
وهكذا ،فقد نص الدستور في الفصلين 39و 40على مبدأ المساواة أمام الضرائب من حيث تحمل الجميع للتكاليف العمومية
كل على قدر استطاعته .كما أن صاحب الجاللة أكد في أكثر من مناسبة على أهمية القيام بإصالح ضريبي وتعزيزه بميثاق
جديد ومحفز لالستثمار.
وقد شكل اإلصالح الجبائي موضوع القانون اإلطار رقم 69.19الصادر بتاريخ 26يوليو ،2021الذي يحدد التوجهات
واألهداف وآليات وكيفيات التنزيل .وقد تم إعداد هذا القانون اإلطار على ضوء التوصيات الصادرة عن المناظرة الوطنية
حول الجبايات التي نظمت في 2019وكذا توصيات التقرير حول النموذج التنموي الجديد لسنة .2021
2599 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أهداف اإلصالح
يسعى القانون اإلطار رقم 69.19المتعلق باإلصالح الجبائي إلى إرساء نظام جبائي فعال ومنصف ومتوازن ومنتج ،يمكن
من تعبئة اإلمكانات الضريبية الالزمة لتمويل السياسات العمومية التي تتمحور حول التنمية االقتصادية واإلدماج والتماسك
االجتماعيين.
وقد خلص القانون اإلطار المذكور إلى أنه بعد مرور ما يزيد عن ثالثة عقود عن اإلصالح الضريبي لسنة ،1984الذي أسفر
عن اإلرساء التدريجي للضرائب الثالثة الرئيسية المشكلة للنظام الجبائي الوطني (الضريبة على القيمة المضافة والضريبة
على الشركات والضريبة العامة على الدخل) ،أصبح من الضروري "معالجة النقائص المرصودة" ومالءمة هذا النظام مع
التطورات االقتصادية واالجتماعية وكذا مع المعايير الجديدة للحكامة الجيدة.
ففي إطار رؤية متكاملة للنظام الجبائي ،يضم القانون اإلطار:
-جبايات الجماعات الترابية بهدف تبسيطها ومالءمتها وتوحيدها مع ضرائب الدولة؛
-الرسوم شبه الضريبية وكذا الواجبات والرسوم المستخلصة لفائدة الدولة والتي ستكون قواعد تحديد وعائها
وتحصيلها موضوع تبسيط وترشيد.
كما تناول القانون اإلطار كذلك العالقة بين الملزمين واإلدارة الجبائية من خالل تعزيز ضمان حقوقهما على حد سواء،
وتعزيز عالقة الثقة بين الطرفين ومتابعة تحسين جودة الخدمة المقدمة من طرف اإلدارة لفائدة الملزمين .باإلضافة إلى ذلك،
حدد القانون اإلطار أجل خمس سنوات ابتداء من تاريخ نشره ألجل التنزيل التدريجي للتدابير ذات األولوية المنصوص عليها.
وبذلك يشكل هذا القانون اإلطار حاليا مرجعا للسياسة الجبائية للدولة.
أكدت رئاسة الحكومة على انكباب الحكومة من خالل قانون المالية برسم سنة 2022ومشروع قانون المالية لسنة
2023على تسريع اإلصالح الجبائي عبر إدخال مجموعة من التدابير واإلجراءات الضريبية المقترحة في القانون-
اإلطار ،والتي همت أساسا إصالح الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل.
وفي نفس السياق ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية كذلك على التزام المديرية العامة للضرائب الدائم والمسؤول بتنزيل
ورش اإلصالح بدءا بالتدابير ذات األولوية كما هي محددة بمقتضى أحكام المادة 19من القانون اإلطار رقم 69.19
المتعلق باإلصالح الجبائي .كما أشارت الوزارة أن تنزيل كثير من التدابير يتطلب عدة مشاورات مع بعض القطاعات
قد تطول قبل التوصل إلى انخراط من قبلهم من أجل تنزيل سليم وأن واجب ضمان توازن المالية العمومية تفرض
بعض التدابير المواكبة من أجل تفادي بعض االنعكاسات الفورية على المداخيل واإلخالل بالتوازن.
تقدم اإلصالح
أدخل قانون المالية لسنة 2022ومشروع قانون المالية لسنة ،2023بشكل عام ،تعديالت ضريبية وتدابير تصحيحية وأحكاما
ومقتضيات ذات طابع ظرفي يمكن إجمالها على النحو التالي:
ويقترح مشروع قانون المالية لسنة ،2023كذلك ،التخفيض التدريجي على مدى أربع سنوات لسعر الضريبة المحجوزة من
المنبع على عوائد األسهم وحصص المشاركة والدخول المعتبرة في حكمها من %15إلى .%10وسيتم خفض هذا السعر
تدريجيا خالل الفترة الممتدة من فاتح يناير 2023إلى 31دجنبر 2026و ُحدد في %13,75برسم سنة .2023
كما اقترح مشروع قانون المالية لسنة 2023مواصلة تخفيض سعر الحد األدنى للضريبة على الشركات من % 0,50إلى
.% 0,25
ويعتبر المجلس أن مشروع قانون المالية لسنة 2023حدد آجاال ومسارا لبلوغ السعر المستهدف للضريبة على الشركات
المحدد في % 20بالنسبة للشركات التي ال يتجاوز ربحها الصافي 100مليون درهم و % 35بالنسبة للشركات التي يفوق
ربحها هذه العتبة .هذا األمر قد تنجم عنه بعض المخاطر ،إذ أن الشركة التي ستخضع الرتفاع سعر الضريبة من % 20إلى
% 35لجميع أرباحها بمجرد أن تصل إلى العتبة المحددة ،قد تلجأ إما إلى الحد من نشاطها حين تصبح التكلفة الجبائية
اإلضافية ذات طابع رادع وإما إلى التخفيض من األرباح المصرح بها لتجنب أثر هذا التغيير.
وباإلضافة إلى ذلك ،فإن التخفيض التدريجي لسعر الضريبة المحجوزة من المنبع على عوائد األسهم وحصص المشاركة
والدخول المعتبرة في حكمها ،المقترح للتخفيف من أثر الزيادة في أسعار الضريبة على الشركات ،معمم على كل الشركات
بما فيها تلك التي ستخضع لسعر أدنى (أي تخفيضا للضريبة) برسم المراجعة المقترحة في مشروع قانون المالية لسنة .2023
بخصوص المخاطر المتعلقة بارتفاع سعر الضريبة من 20%إلى 35%بمجرد أن تصل الشركات المعنية إلى العتبة
المحددة ،أشارت الوزارة بأن إشكالية "العتبة" مطروحة في جميع األنظمة الجبائية كلما تعددت أسعار الضريبة على
الشركات بما في ذلك النظام الحالي الذي ينص على عدة أسعار .وأكدت الوزارة أن إصالح أسعار هذه الضريبة أخذ
بعين االعتبار البنية الحقيقية لالقتصاد الوطني ،حيث أن نسبة ضئيلة من الشركات ( )143التي تحقق أرباحا تفوق
مائة مليون درهم تؤدي أكبر نسبة من مداخيل هذه الضريبة ،ويسهل تتبعها ومراقبتها من طرف إدارة الضرائب
(مؤسسات ومقاوالت عمومية وشركات تزاول أنشطة مقننة أو في وضعية احتكار أو احتكار القلة وكذا شركات
مدرجة في البورصة).
وقلَّلت الوزارة من مخاطر التخفيض من األرباح المصرح بها لتجنب أثر هذا التغيير لكون مستوى الضغط الضريبي
على هذه الفئة لن يتغير نتيجة التخفيض من سعر الضريبة المحجوزة في المنبع على عوائد األسهم والدخول المعتبرة
في حكمها وكذا اعتماد المديرية العامة للضرائب على مقاربة إدارة المخاطر والعمل على المحاربة الفعالة للغش
والتهرب الضريبين.
أما فيما يخص التخفيض التدريجي لسعر الضريبة المحجوزة في المنبع على عوائد األسهم وحصص المشاركة
والدخول المعتبرة في حكمها وتعميمه على كل الشركات ،ذكرت الوزارة بأن هدف التدبير يروم تحفيز المقاوالت من
أجل دعم تنافسيتها على الصعيد الوطني والدولي ويهم فئة قليلة من الشركات التي ستستفيد من تخفيض سعر الضريبة
على الشركات من %31إلى %20والتي تحقق أرباحا ما بين مليون ومائة مليون درهم وال تتعدى نسبتها %2,8
من مجموع الشركات المصرحة بالضريبة على الشركات.
-التنفيذ التدريجي لمبدأ فرض الضريبة على الدخل السنوي العام من خالل التخلي عن التضريب المنفصل للمداخيل
العقارية وحذف الطابع اإلبرائي للحجوزات على التعويضات المدفوعة للغير وإلزامية إيداع التصريح بالضريبة
على الدخل المتعلق بالدخل الفالحي المعفى؛
-مراجعة كيفيات التضريب على دخل الربح العقاري ومراقبة هذه الضريبة؛
-وضع معايير للنظام الجبائي المرتبط بحصص األرباح واألجور المدفوعة من طرف الشركات المكتسبة لصفة
"القطب المالي للدار البيضاء" والشركات المقامة في مناطق التسريع الصناعي؛
-ترشيد نظامي المقاول الذاتي والمساهمة المهنية الموحدة ،حيث يخضع فائض رقم المعامالت السنوي الذي يتجاوز
50.000درهم المحقق من طرف مقدمي الخدمات مع نفس الزبون إلى الحجز في المنبع بسعر إبرائي قدره 30
%؛
-تخفيض سعر الحد األدنى للضريبة من % 6إلى % 4بالنسبة للمهن الحرة.
وبهذا الصدد ،فإن المجلس يثير االنتباه إلى أن مشروع قانون مالية سنة 2023لم ينص على تدابير متعلقة بـ "إعادة النظر
في الجدول التصاعدي لسعر الضريبة على الدخل" كما نصت على ذلك المادة الرابعة من القانون اإلطار ،أو على األقل لم
يقدم آجاال للتطبيق في الفترة 2026-2023على غرار الضريبة على الشركات ،وذلك من أجل توضيح الرؤية بشأن هذا
اإلصالح.
أوضحت الوزارة أن مراجعة الجدول التصاعدي ألسعار الضريبة على الدخل المطبقة على األشخاص الذاتيين ،التي
تنكب الحكومة على دراستها بناء على المعطيات اإلحصائية وعلى اآلثار االجتماعية واالقتصادية على جميع الفئات
ا لخاضعة للضريبة على الدخل بما فيها المأجورين ،تستلزم المزيد من الوقت من أجل التشاور وتعميق دراسة األثر،
بالنظر لإلكراهات المرتبطة خصوصا بما يلي:
-عدم استفادة شريحة الدخل التي ال تتعدى 30.000درهم من أي مراجعة لهذا الجدول على اعتبار أنها معفاة كليا
من الضريبة على الدخل؛
-استفادة أصحاب األجور العليا من هذه المراجعة لجدول أسعار الضريبة على الدخل نظرا لتصاعدية أسعار هذا
الجدول؛
-استفادة كذلك أصحاب الدخول العليا المتعلقة باألنشطة المهنية أو الفالحية من مراجعة هذا الجدول.
وأضافت الوزارة أنه وأخذا بعين االعتبار للتكلفة الباهظة ألي مراجعة لهذا الجدول ،فإنها تظل رهينة بتوسيع قاعدة
وعاء هذه الضريبة ،السيما من خالل الرفع من مستوى المساهمة في اإليرادات الجبائية لبعض األنشطة المهنية التي
تتوفر على قدرة إسهامية عالية حتى يتسنى مراجعة ناجعة ألشطر هذه الضريبة .كما أكدت أن التدابير التي جاء بها
قانون المالية لسنة 2022ومقترحات مشروع قانون المالية لسنة 2023كلها تدابير ذات أولية همت كثيرا من األهداف
األساسية التي وردت في المادة 3من القانون اإلطار.
وبخصوص التدبير المدرج في مشروع قانون المالية لسنة 2023المتعلق بمراجعة النظام الجبائي المطبق برسم
الضريبة على الدخل ،فقد ذ ّكرت الوزارة أنه يندرج في إطار تفعيل االلتزامات الحكومة في إطار الحوار االجتماعي
األخير والهادفة إلى تحسين القدرة الشرائية لذوي األجور والدخول المعتبرة في حكمها بمن فيهم المتقاعدين.
ويسجل المجلس أن القانون اإلطار حدد بشكل واضح اإلصالح المرتبط بالضريبة على القيمة المضافة .فقد كرس مبدأ حيادية
هذه الضريبة مع االحتفاظ بإعفاء المنتجات األساسية من خالل توسيع نطاق تطبيق الضريبة وتقليص عدد أسعارها وتعميم
الحق في استرجاعها.
بناء على ذلك ،وفي ضوء اإلجراءات الوارد ذكرها ،فإن الشروع في إصالح هذه الضريبة ال زال لم يأخذ بعده الحقيقي.
أكدت رئاسة الحكومة على عزم الحكومة إطالق ورش إصالح الضريبة على القيمة المضافة اعتبارا من السنة المقبلة،
والذي سيهدف إلى تكريس مبدأ الحيادية مع مراعاة اإلبقاء على إعفاء المواد األساسية ،وذلك من خالل توسيع نطاق
تطبيق هذه الضريبة وتقليص عدد األسعار وكذا تعميم الحق في استرجاعها.
ومن جانبها ،أشارت وزارة االقتصاد والمالية أنه انسجاما مع مبدأ التدرج في تنزيل اإلصالح الجبائي ومراعاة
للظرفية االقتصادية واالجتماعية الراهنة ،تم التركيز في مشروع قانون المالية لسنة 2023باألساس على إصالح
الضريبة على الشركات وإصالح أنظمة فرض الضريبة على الدخل.
أما بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة ،فأوضحت الوزارة أنه تم إدراج بعض التدابير كمرحلة أولية لإلصالح
تهدف إلى توحيد سعر الضريبة المطبق على المهن الحرة وتحديد اإلجراءات التنظيمية لالستفادة من إعفاء المعدات
الفالحية وستتم مواصلة اإلصالح التدريجي ابتداء من قانون المالية لسنة .2024
• األهداف المرتبطة بمراجعة القواعد المتعلقة بجبايات الجماعات الترابية والرسوم شبه الضريبية
تجدر اإلشارة إلى أن هذه الجوانب من اإلصالح الجبائي الشامل ،والمنصوص عليها في القانون اإلطار لم تكتمل بعد ،كما لم
يتم بعد وضع رؤية بخصوصها توضح طرق وآجال تنفيذها.
أشارت رئاسة الحكومة أن الحكومة ستعمل على مراجعة القواعد المتعلقة بجبايات الجماعات الترابية ومالءمتها مع
األحكام المنظمة لضرائب الدولة ،وذلك في مجال الوعاء والتحصيل والمراقبة والمنازعات والمساطر والخدمات
اإللكترونية.
وفي اإلطار ذاته ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه تم العمل في مرحلة أولى لتمهيد انطالق إصالح الجبايات
الترابية على تفعيل ما جاء في القانون رقم 07.20المغير والمتمم للقانون رقم 47-06المتعلق بهذه الجبايات ،ال سيما
ما تعلق بإعادة توزيع مهام تدبير بعض الرسوم الترابية بين المديرية العامة للضرائب (الرسم المهني) والخزينة العامة
للمملكة (رسم السكن ورسم الخدمات الجماعية) ،وذلك من خالل العمل على إصدار النصوص التنظيمية الالزمة لهذه
الغاية.
وفيما يتعلق باستكمال جوانب اإلصالح الشامل المنصوص عليه في القانون اإلطار ،أوضحت الوزارة أنه تم عقد عدة
لقاءات مع وزارة الداخلية ومع الخزينة العامة للمملكة ،لدراسة التدابير التشريعية واإلجراءات المواكبة لتنزيل هذا
اإلصالح ،حيث تم تكوين لجن تقنية مشتركة تنكب على دراسة المعطيات اإلحصائية واألثر الجبائي لمختلف
السيناريوهات المقترحة لتجميع الرسوم المطبقة على الممتلكات العقارية وتلك المتعلقة باألنشطة االقتصادية،
خصوصا الرسم المهني.
وبخصوص تنزيل اإلصالح الخاص بمراجعة الرسوم شبه الضريبية ،ذ ّكرت الوزارة بإدراج قانون المالية لسنة
،2022كمرحلة أولى ،لمقتضيات الرسم الجوي للتضامن وإنعاش السياحة في المدونة العامة للضرائب وذلك بهدف
إسناد تدبيره إلى اإلدارة الجبائية وإعادة رصد حصيلته للميزانية العامة للدولة .وأكدت الوزارة أن الحكومة ستعمل
على مواصلة تنزيل هذا الهدف في إطار قوانين المالية المقبلة.
2603 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أعطى صاحب الجاللة الملك محمد السادس حفظه هللا ،بمناسبة انعقاد مجلس الوزراء بتاريخ 10أكتوبر ،2018تعليماته
السامية لوزير االقتصاد والمالية التخاذ التدابير الضرورية قصد وفاء عدد من المؤسسات والمقاوالت العمومية ،التي تعاني
من صعوبات مالية ،بالتزاماتها وأداء ما تراكم بذمتها من متأخرات.
كما شدد جاللته بمناسبة خطاب العرش ،في 29يوليو ،2020على ضرورة اإلسراع بإطالق إصالح عميق للقطاع العام،
وأمر بإحداث الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاوالت العمومية
وصندوق االستثمار االستراتيجي .1وعالوة على ذلك ،دعا جاللة الملك ،خالل الخطاب الذي ألقاه في 9أكتوبر 2020بمناسبة
افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة ،إلى القيام بمراجعة جوهرية ومتوازنة لقطاع المؤسسات والمقاوالت
العمومية.
وتجدر اإلشارة ،إلى أن تقرير النموذج التنموي الجديد ،المقدم إلى صاحب الجاللة في 25مايو ،2021أوصى بجعل تحويل
قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية محركا للتنمية االقتصادية ورافعة رئيسية إلنعاش االقتصاد بعد األزمة الصحية لكوفيد
.19كما ساهم المجلس األعلى للحسابات ،من خالل التقرير الذي أصدره سنة 2016بعنوان "قطاع المؤسسات والمقاوالت
العمومية بالمغرب :العمق االستراتيجي والحكامة" ،في إطالق دينامية اإلصالح.
وفي سنة ،2021تم نشر القانونين المؤسسين لهذا إلصالح بالجريدة الرسمية .ويتعلق األمر بالقانون-اإلطار رقم 50.21
المتعلق بإصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية والقانون رقم 82.20المتعلق بإحداث الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي
لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاوالت العمومية .2كما تم إحداث صندوق محمد السادس لالستثمار ،في
نهاية سنة ،2020بموجب القانون رقم 76.20المؤرخ في 31دجنبر ،2020والذي يهدف إلى دعم تنفيذ خطة إنعاش
االقتصاد الوطني للتخفيف من اآلثار السلبية لألزمة الصحية لكوفيد .19
وفي هذا اإلطار ،كرس البرنامج الحكومي 2026-2021التزام الحكومة بتنزيل اإلصالح الشامل للمؤسسات والمقاوالت
العمومية ،وتسريع تفعيل الوكالة الوطنية وصندوق محمد السادس لالستثمار.
أهداف اإلصالح
يشمل إصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية ثالثة مكونات رئيسية ،تتجلى في إنجاز عمليات إعادة الهيكلة ووضع
النصوص التشريعية والتنظيمية المنصوص عليها في القانون-اإلطار رقم 50.21وتفعيل كل من الوكالة الوطنية وصندوق
محمد السادس لالستثمار.
وقد تم وضع تدابير ملمو سة ومحددة ،تتطلب مبادرات تشريعية أو تنظيمية أو تشغيلية إضافية ،بموجب القوانين المذكورة
أعاله ،السيما تحديث اإلطار القانوني الذي يؤطر إحداث وحكامة المؤسسات والمقاوالت العمومية ،وتنفيذ برامج إعادة
الهيكلة ،ومراجعة المراقبة المالية للدولة على هذه المؤسسات ،وإعداد سياسة مساهمات الدولة وإبرام عقود-برامج متعددة
السنوات بين الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية.
في إطار تعقيبها ،ذ ّكرت رئاسة الحكومة بأهمية وأهداف اإلصالح ،حيث أكدت أن الحكومة تعطي أهمية قصوى
لتنزيل ورش إصالح هذا القطاع ،وكذا تسريع تنزيل أوراش مهيكلة ،بهدف تحقيق اإلقالع االقتصادي وتحسين جودة
الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين .وفي هذا الصدد ،تسهر الحكومة على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية فيما يتعلق
بإعادة هيكلة وتحسين نجاعة المؤسسات والمقاوالت العمومية ،وكذا على بلوغ األهداف األساسية لهذا اإلصالح
وا لمرتبطة خاصة ،بتعزيز الدور االستراتيجي للمؤسسات والمقاوالت العمومية في تنزيل السياسات العمومية
واالستراتيجيات القطاعية وإعادة تحديد حجم القطاع العام وترشيد النفقات العمومية ،باإلضافة إلى تثمين أصول
المؤسسات والمقاوالت العمومية وإعادة تمركزها حول أنشطتها األساسية .وأوضحت رئاسة الحكومة كذلك ،أنه تم
إطالق مجموعة من عمليات الهيكلة ،من بينها إعادة هيكلة قطاع الموانئ وإحداث القطب العمومي السمعي البصري
وتدارس إحداث الشركات الجهوية لتوزيع الماء والكهرباء.
ومن جهتها ،أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه قد تم وضع كافة التدابير التشريعية والتنظيمية والعملياتية لتنزيل
اإلصالح من طرف مديرية المنشآت العامة والخوصصة في إطار خارطة طريق تم وضعها من خالل مذكرة داخلية
بتاريخ 21دجنبر .2021
التقدم في تنزيل اإلصالح
بعد أزيد من سنتين من إعالن الشروع في اإلصالح وبعد سنة واحدة من نشر النصوص القانونية المؤسسة له ،أصبح من
الالزم تقييم التقدم الذي تحقق في تنزيل هذا الورش االستراتيجي والبنيوي الذي حدد فيه المشرع خمس سنوات كآجال لتنفيذ
عمليات إعادة هيكلة المؤسسات والمقاوالت العمومية.
• دينامية إعادة هيكلة المحفظة العمومية في حاجة إلى انطالقة فعلية
على الرغم من الجهود المبذولة منذ سنة 2018إلعادة هيكلة محفظة المؤسسات والمقاوالت العمومية ،إال أن التركيبة
المستهدفة لهذه المحفظة ،من حيث حجمها وبنيتها ،لم يتم تحديدها بعد في أفق اإلصالح المرتقب .كما لم يتم وضع خارطة
طريق لعمليات إعادة الهيكلة بجدول زمني محدد.
وتجدر اإلشارة ،بهذا الخصوص ،إلى أنه تم تحديد بعض سيناريوهات إعادة الهيكلة ولكنها ال تزال تتطلب مشاورات مع
الوزارات الوصية لتحديد الخيارات المناسبة ،حيث اعتمدت وزارة االقتصاد والمالية ،في سنة ،2022مقاربة تحديد األولويات
حسب القطاعات إلجراء هذه المشاورات التي ستهم في البداية قطاعي "الطاقة والمعادن" و "النقل واللوجستيك".
جوابا على هذه المالحظة أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه باإلضافة إلى عمليات إعادة الهيكلة التي تم إطالقها
بخصوص المؤسسات والمقاوالت العمومية اإلستراتيجية والتي ستقوم الوكالة الوطنية بتسريع تنفيذها ،تواصل
الوزارة التدابير من أجل وضع تصور شامل ومندمج لخطة اإلصالح تهم عمليات إعادة هيكلة المؤسسات والمقاوالت
العمومية األخرى ذات الطابع غير التجاري.
وسيتمخض عن هذه الرؤية برنامج عمل مندمج ومتكامل سيحدد ،وفق جدولة زمنية محددة ،جميع عمليات إعادة
الهيكلة وأولويتها .وسيمكن هذا البرنامج من توضيح الرؤية حول التركيبة المثلى للمحفظة العمومية والتي سيتم
مراجعتها باستمرار وفق نفس المنهجية.
ويتم إجراء عمليات إعادة الهيكلة في إطار مقاربة جماعية وتشاركية تهدف إلى معالجة كافة اإلشكاليات والصعوبات
المتعلقة بها ،علما أنه ال يمكن أن تقرر وزارة االقتصاد والمالية معالم عمليات إعادة الهيكلة بمعزل عن باقي األطراف
المتدخلة ،حيث تم في هذا الصدد إجراء عدة حوارات استراتيجية خاصة مع الوزارات الوصية والمؤسسات
والمقاوالت العمومية ،وذلك منذ سنة .2019
كما أن عمليات إعادة الهيكلة األربعة ،التي تمت برمجتها بموجب قانون المالية لسنة ،2022لم يتم تنفيذها بعد .ويتعلق األمر
بالشراكة اإلستراتيجية بين المكتب الوطني للسكك الحديدية والمكتب الشريف للفوسفاط وصندوق الحسن الثاني للتنمية
االقتصادية واالجتماعية ،وإحداث القطب العمومي السمعي والبصري ،والتقارب بين الوكالة الخاصة لطنجة المتوسط وشركة
2605 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
استغالل الموانئ ،وإحداث الشركات الجهوية لتوزيع الكهرباء والماء الصالح للشرب .وبالموازاة مع ذلك ،استمرت دينامية
توسع المحفظة العمومية ،على الرغم من تباطؤها في سنتي 2020و ،2021حيث تم إحداث 19شركة فرعية جديدة خالل
الفترة .2021-2018
فيما يخص عمليات إعادة الهيكلة األربعة المشار إليها أعاله ،أشار جواب وزارة االقتصاد والمالية إلى ما يلي:
-تجري حاليا األشغال والمشاورات بين أهم األطراف المعنية من أجل استكمال العمليات المزمع تنفيذها في إطار
تنزيل القطب السمعي البصري ،علما أن األشغال واألسس الضرورية لتقويم نموذج هذا القطب تستدعي مشاورات
عميقة وموسعة واتخاد القرارات الالزمة حول أدوات تمويل عمليات اإلصالح .وبمجرد اتضاح الرؤية حول سبل
تمويل النموذج الجديد ،سيتم وضع عقد برنامج لتحديد جدولة زمنية لتفعيل اإلصالح.
-تم بالفعل تفويت %35من رأس مال شركة استغالل الموانئ لفائدة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط .وستتم دراسة
جدوى تفعيل الجزء الثاني من عملية التقارب حسب األهداف والتوجهات اإلستراتيجية.
-يوجد مشروع القانون المتعلق بتنفيذ ورش إعادة هيكلة قطاع توزيع الماء والكهرباء في مراحله األخيرة من أجل
وضعه في مسطرة المصادقة.
ومن جانب آخر ،فإن إجراءات إعادة الهيكلة الداخلية التي بدأت في تنفيذها بعض المؤسسات والمقاوالت العمومية ذات
األهمية الكبرى للدولة لم تفض بعد إلى النتائج المتوخاة فيما يخص وضعيتها المالية ومؤشراتها االقتصادية .وفي هذا السياق،
فإن بعض هذه المؤسسات والمقاوالت العمومية تراجعت نتائجها المالية ،في سنتي 2020و ،2022بسبب األزمة الصحية
وارتفاع أسعار المواد األولية ،والسيما المنتجات الطاقية ،إثر اندالع النزاع الروسي-االوكراني .وينطبق هذا األمر ،على
سبيل المثال ،على المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة الخطوط الملكية
المغربية .وقد أدى ذلك إلى تدهور قدراتها على التمويل الذاتي ،وبالتالي إضعاف إمكانياتها على دعم دينامية اإلنعاش
االقتصادي .حيث يتوقع أن تنهي شركة الخطوط الملكية المغربية السنة المالية 2022بعجز قدره 2,7مليار درهم ،في حين
يتوقع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ،في سنة ،2022عجزا قياسيا في فرع الكهرباء يقدر ب 18مليار
درهم .وقد كان ل لصعوبات المالية التي واجهتها المؤسسات والمقاوالت العمومية ،بفعل الظرفية الدولية غير المستقرة ،تأثير
كبير على المالية العمومية ،حيث اضطرت الحكومة ،في أكتوبر ،2022إلى فتح اعتمادات إضافية لفائدتها بمبلغ 7مليار
درهم.
جوابا على هذه المالحظة أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه قد تأثرت عمليات إعادة هيكلة بعض المؤسسات
والمقاوالت العمومية ذات الرهانات اإلستراتيجية بالظروف االستثنائية المرتبطة بأزمة كوفيد 19والتوترات الدولية
وأزمة اإلجهاد المائي وسيتم إبرا م عقود برامج أو اتفاقيات تفاهم بين الدولة وهذه المؤسسات والمقاوالت العمومية
تتضمن االلتزامات الضرورية لتنزيل عمليات إعادة هيكلة جوهرية لنماذجها المالية.
• ضرورة تسريع إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المنصوص عليها في القانون-اإلطار والمصادقة
عليها
نص القانون-اإلطار رقم 50.21على خمسة نصوص تشريعية أخرى ،تتعلق بإصالح نظام الخوصصة ،وبالحكامة والمراقبة
المالية للدولة ،وتعيين المتصرفين المستقلين في األجهزة التداولية للمقاوالت العمومية ،وإحداث الهيئة المركزية للتصفية،
فضال عن تعديل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية لتنزيل األهداف والمبادئ المنصوص عليها في القانون-اإلطار سالف
الذكر.
باإلضافة إلى ذلك ،نص هذا القانون-اإلطار على خمس نصوص تنظيمية ،وهي المراسيم المتعلقة بتحديد شروط وكيفيات
تعيين ممثلي الدولة في الهيئات التداولية للمؤسسات والمقاوالت العمومية ،وشروط وكيفيات تعيين األعضاء المستقلين
للمؤسسات العمومية ،وحاالت إبرام عقود-برامج بين الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية ،وميثاق الممارسات الجيدة
للحكامة ،وكذا كيفيات تقييم الملك العام الموضوع رهن إشارة المؤسسات والمقاوالت العمومية.
وقد حددت وزارة االقتصاد والمالية ،في برنامجها التشريعي ،جدوال زمنيا يمتد على سنتي 2022و ،2023إلعداد النصوص
القانونية الالزمة لتنزيل اإلصالح والشروع في مسطرة المصادقة عليها .غير أنه لوحظ أن بعض مشاريع القوانين ما تزال
معلقة على الرغم من االنتهاء من إعدادها منذ عدة سنوات .ويتعلق األمر ،على سبيل المثال ،بمشروع إصالح منظومة
الحكامة والمراقبة المالية للدولة الذي سبق تقديمه إلى مجلس الحكومة خالل اجتماعه المنعقد بتاريخ 19أكتوبر .2017
وتجدر اإلشارة إلى أنه ،إلى حدود شهر نونبر ،2022تمت المصادقة على مشروع قانون رقم 40.22يتعلق بتحديد عدد
المتصرفين المستقلين وشروط ومسطرة تعيينهم من طرف مجلس الحكومة المنعقد بتاريخ 3نونبر ،2022كما توصلت
األمانة العامة للحكومة بمشروعي مرسومين رقم 2.22.581المتعلق بتحديد شروط وكيفيات تعيين ممثلي الدولة في األجهزة
التداولية للمؤسسات والمقاوالت العمومية ورقم 2.22.582المتعلق بتحديد شروط وكيفيات تعيين األعضاء المستقلين في
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2606
األجهزة التداولية للمؤسسات العمومية ،قصد برمجتهما في جدول أعمال اجتماع مجلس الحكومة ،باإلضافة إلى مشروع
مرسوم يتعلق بتفعيل الوكالة الوطنية.
جوابا على هذه المالحظة أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه على إثر عرض المسودة األولية إلصالح منظومة
الحكامة والمراقبة المالية للدولة على المؤسسات والمقاوالت العمومية على المجلس الحكومي المنعقد بتاريخ 19
أكتوبر ، 2017تقرر تعميق دراسة االقتراحات والمالحظات التي أبدتها القطاعات الوزارية .وباإلضافة إلى
المشاورات مع القطاعات الوزارية والشركاء المعنيين ،تمت مراجعة المشروع لمالئمته مع التوجهات الملكية السامية
الصادرة سنة 2020بشأن اإلصالح العميق للمؤسسات والمقاوالت العمومية ،من جهة ،ومع الرؤية الجديدة للنموذج
التنموي والدروس المستخلصة من جائحة كوفيد ،19من جهة أخرى.
لذا وفقا لما سبق ،فإن مشروع القانون المتعلق بإصالح منظومة الحكامة والمراقبة المالية للدولة ليس معلقا ،بل
تتواصل األشغال لتجويده أخذا بعين االعتبار التطورات المتعلقة بالتوجهات اإلستراتيجية لقطاع المؤسسات
والمقاوالت العمومية .ويوجد حاليا هذا المشروع في طور الصياغة النهائية قصد وضعه في مسطرة المصادقة.
وفيما يخص مشروع القانون المتعلق بنظام الخوصصة ،فإن المشاورات جارية لتحديد المبادئ واألهداف األساسية
لمالئمة هذا المشروع مع التوجه الجديد إلصالح القطاع العام ،مما يسمح بمباشرة أشغال صياغة هذا المشروع.
وفيما يخص تدبير عمليات تصفية المؤسسات والمقاوالت العمومية والتي نص بشأنها القانون اإلطار رقم 50-21
على إحداث هيئة مركزية تتولى القيام بتصفية المؤسسات والمقاوالت العمومية ،فإنه سيتم العمل على إعداد المقتضيات
التشريعية بمجرد االنتهاء من الدراسة حول عمليات التصفية.
وتجدر اإلشارة إلى أن اإلجراءات جارية من أجل وضع في مسطرة المصادقة لمشروع مرسوم تحدد بموجبه الحاالت
التي يتعين فيها إبرام عقود برامج بين الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية مصحوبا بالنسخة المحينة للدليل
المنهجي للتعاقد.
كما أن الميثاق الخاص بحكامة المؤسسات والمقاوالت العمومية ،الذي يوجد في طور التحيين ،يوجد في مراحله
األخيرة ،حيث يتم إجراء المشاورات مع اللجنة الوطنية لحكامة المقاوالت ومع العديد من المؤسسات والمقاوالت
العمومية وكذا الهيئات والجمعيات النشيطة في مجال الحكامة قبل وضع مشروع المرسوم المرتبط به في مسطرة
المصادقة.
وبالنسبة للنصوص التنظيمية المدرجة في القانون رقم 82-20المتعلق بالوكالة الوطنية ،فإن اإلجراءات جارية إلتمام
صياغة ثالثة مشاريع مراسيم من أجل إدراجها في مسطرة المصادقة.
• تشغيل الوكالة الوطنية رهين باستكمال مجلس اإلدارة
تم نشر القانون رقم 82.20المتعلق بإحداث الوكالة الوطنية ،في الجريدة الرسمية ،في يوليو .2021وتعتبر الوكالة ،التي تم
تحديد نطاق محفظتها في ملحق هذا القانون ،حجر الزاوية في اإلصالح ،حيث ستغطي 57مؤسسة ومقاولة عمومية تجارية
تمتلك 488شركة فرعية .مما يطرح تساؤالت حول صالحيات المديرية المكلفة حاليا بالمنشآت العامة والخوصصة ،وآليات
المراقبة المالية للدولة على المساهمات المنقولة للوكالة ،وكذا مآل المؤسسات والمقاوالت العمومية ذات الطابع غير التجاري
التي ستحتفظ بها الدولة.
ويظل تفعيل الوكالة الوطنية مشروطا باستكمال أجهزة الحكامة والتدبير المنصوص عليها في القانون المحدث لها .حيث تم
تعيين المدير العام خالل اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 13يوليو ،2022غير أنه ،لم يتم ،بعد ،تعيين جميع أعضاء
مجلس اإلدارة .ونتيجة لذلك ،فإنه على الرغم من صدور القانون رقم 82.20المشار إليه أعاله في الجريدة الرسمية ،منذ أزيد
من سنة ،لم يتم بعد استكمال أجهزة الحكامة والتدبير للوكالة .وتجدر اإلشارة إلى أن تعيين تسعة مسؤولين وأطر من مديرية
المنشآت العامة والخوصصة لدعم تشغيل الوكالة الوطنية ،لم يتم إال مؤخرا بتاريخ 6أكتوبر 2022بواسطة مذكرة لوزيرة
االقتصاد والمالية.
عالوة على ذلك ،فإن التوجهات االستراتيجية للسياسة المتعلقة بمساهمات الدولة ،والتي يتولى مجلس الوزراء المصادقة عليها
طبقا للمادة 3من القانون رقم 82.20سالف الذكر ،لم تتم حتى اآلن اإلعالن عنها .علما أن هذه التوجهات االستراتيجية تعتبر
مرحلة قبلية لوضع السياسة المذكورة.
في إطار تعقيبها ،أشارت رئاسة الحكومة على أن الحكومة جعلت إحداث وتفعيل الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي
لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات والمقاوالت العمومية من ضمن أولويات البرنامج الحكومي -2021
،2026والتي تندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش بتاريخ 29يوليو 2020
والخطاب الملكي الموجه للبرلمان في أكتوبر .2020كما أن مشروع المرسوم 2.22.582القاضي بتحديد شروط
تعيين وتعويض األعضاء المستقلين في مجالس إدارة المؤسسات العمومية يستهدف أيضا تعيين األعضاء المستقلين
2607 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
في مجلس إدارة هذه الوكالة .وبعد تعيين المدير العام للوكالة ،وافقت وزارة االقتصاد والمالية في شتنبر ،2022بصفة
استثنائية ،على ميزانية الوكالة برسم سنة 2022لتمكينها من تنفيذ مهامها ذات األولوية ،وذلك في انتظار تعيين
أعضاء مجلس إدارتها .وفي انتظار مصادقة المجلس الوزاري على التوجهات االستراتيجية ،أطلقت وزارة االقتصاد
والمالية مشروع إعداد السياسة المساهماتية للدولة.
كما أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه فيما يخص إعادة تحديد صالحيات وتنظيم مديرية المنشآت العمومية
والخوصصة مراعاة للمهام التي تتوالها الوكالة الوطنية ،فيجب اإلشارة إلى أن الدور المهم للمديرية يظل قائما خاصة
في ممارسة مهامها التي تغطي جميع مكونات المحفظة العمومية ،بما فيها تلك التي تندرج ضمن نطاق الوكالة الوطنية،
والتي تخص أساسا المهام السيادية.
وتجدر اإلشارة إلى أنه يتم حاليا االنتهاء من إعداد أدوات تسيير الوكالة عبر إعداد مشاريع اتفاقية المراقبة والهيكل
التنظيم ي للوكالة ونظام المشتريات والنظام األساسي للمستخدمين باإلضافة إلى مختلف المساطر العملياتية
والمحاسباتية وكذا المواثيق المتعلقة بتنظيم وتسيير أشغال هيئات الحكامة.
وبالنسبة للتوجهات االستراتيجية للسياسة المساهماتية للدولة ،فقد عملت مديرية المنشآت العامة والخوصصة منذ بداية
سنة 2022وفي إطار شراكة مع مؤسسة مالية دولية ،وبشكل استباقي ،على إطالق دراسة ينفذها مكتب للخبرة من
أجل إرساء السياسة المساهماتية للدولة باإلضافة إلى خارطة الطريق لتنزيل مضامينها .وسيتمخض عن هذه الدراسة
الخطوط العريضة للتوجهات اإلستراتيجية الكبرى إلعداد السياسة المساهماتية للدولة التي سيتم تنقيحها ومالئمتها قبل
تقديمها لمصادقة المجلس الوزاري طبقا ألحكام الفصل 49من الدستور.
• اعتماد رؤية واضحة لألنشطة المستقبلية لصندوق محمد السادس أساس لتفعيله األمثل
تم إحداث صندوق محمد السادس لالستثمار بموجب القانون رقم 76.20المؤرخ في 31دجنبر 2020للمساهمة في تنفيذ
خطة إنعاش االقتصاد الوطني ،التي أعلن عنها صاحب الجاللة في خطابه السامي بتاريخ 29يوليوز 2020بمناسبة عيد
العرش ،والتي رصد لها غالف مالي إجمالي قدره 120مليار درهم .وقد تم تنفيذ مساهمة الدولة في الصندوق ،خالل سنة
،2020برسم نفقات االستثمار بمبلغ 15مليار درهم.
وقد تم تعيين المتصرفين بموجب النظام األساسي الملحق بالمرسوم التطبيقي رقم 2.21.67الصادر في 19فبراير ،2021
كما تم تعيين المدير العام ،مؤخرا ،خالل مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 18أكتوبر .2022
ولتفعيل صندوق محمد السادس لالستثمار ،شرعت وزارة االقتصاد والمالية ،بعد صدور القانون المحدث له ،في وضع تصور
ودراسة متعلقة بإحداث وهيكلة الصناديق القطاعية والموضوعاتية ،المنصوص عليها في المادة 4من القانون رقم ،76.20
وكذا الشراكات والمشاريع الكبرى التي سيتم تمويلها .غير أن هذه المشاريع لم يتم عرضها بعد على هيئات حكامة الصندوق
العتمادها والشروع في تنفيذها.
أشارت رئاسة الحكومة أنه بعد نشر القانون رقم 76.20الصادر في 31ديسمبر 2020بإحداث صندوق محمد
السادس لالستثمار ،وفقا للتوجيهات الملكية السامية ،فقد تم القيام بمجموعة من اإلجراءات من أجل إنشاء الصناديق
القطاعية والموضوعاتية التي سيستند عليها الصندوق .وعلى إثر تعيين المدير العام للصندوق خالل اجتماع المجلس
الوزاري المنعقد في شهر أكتوبر ،2022سيتم تسريع تفعيل مهام الصندوق ال سيما من خالل عقد االجتماع األول
لمجلس إدارته.
وفي اإلطار نفسه ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه في إطار التحضير لعقد االجتماع األول للمجلس اإلداري
للصندوق ،يتم إعداد مجموعة من القرارات الكفيلة بإعطاء االنطالقة الفعلية للصندوق ،خاصة فيما يتعلق بهيكلة
وإرساء الصناديق القطاعية والموضوعاتية ،وكذا استكمال آليات تدبير هيأت الحكامة.
وإثر تعيين المدير العام للصندوق بتاريخ 18أكتوبر ،2022فقد تم تسريع اإلجراءات من أجل تعيين أعضاء المجلس
اإلداري للصندوق وعقد اجتماعه األول المرتقب قبل نهاية سنة ،2022مما سيمكن من تفعيل الصندوق والموافقة
على استراتيجيته وبرنامج عمله خاصة فيما يتعلق بالرزنامة األولى للمشاريع التي سيساهم في تمويلها وتنميتها وكذلك
الشروع في األشغال المتعلقة بوضع منهجية واستراتيجية الصندوق وإرساء الصناديق القطاعية والموضوعاتية الكفيلة
بمواكبة تنمية القطاعات اإلستراتيجية.
التوصيات
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي:
-تحديد التركيبة المستهدفة للمحفظة العمومية ووضع تخطيط متعدد السنوات لبرامج إعادة الهيكلة بأشكالها
المختلفة :التجميع ،واالندماج ،والتحويل إلى القطاع الخاص ،وفتح رأس المال ،والتصفية ،والشراكة بين
القطاعين العام والخاص ،وما إلى ذلك؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2608
-اإلسراع في تنفيذ إجراءات إعادة الهيكلة ،على المدى القصير والمتوسط ،التي تم الشروع فيها من طرف
المؤسسات والمقاوالت العمومية ذات الرهانات االقتصادية واالجتماعية الكبيرة ،في إطار عقود برامج موقعة
مع الدولة؛
-إعادة تحديد صالحيات وتنظيم مديرية المنشآت العامة والخوصصة لمراعاة الصالحيات التي أصبحت تتوالها
الوكالة الوطنية؛
-استكمال أجهزة حكامة الوكالة الوطنية والمصادقة على أدوات تدبيرها والشروع ،في أقرب وقت ممكن ،في
أشغال البرمجة االستراتيجية والتشغيلية؛
-اإلسراع في تفعيل هيئات حكامة وتدبير صندوق محمد السادس لالستثمار وتسريع وتيرة إحداث الصناديق
القطاعية.
ويتبين من خالل الجدول السابق ،أن المجالس الجهوية للحسابات خصصت ،خالل سنة ،2021غالبية مهماتها الرقابية لمراقبة
تسيير الجماعات الترابية وهيئاتها ،وذلك بالنظر إلى أن هذه األجهزة تمثل الحصة الكبرى من األجهزة الخاضعة لمراقبة هذه
المجالس .وهكذا ،فقد برمجت هذه األخيرة 155مهمة رقابية تتعلق بالجماعات الترابية وهيئاتها ،أي ما يعادل %78من
إجمالي المهمات المبرمجة برسم سنة ،2021أنجزت منها 143مهمة ،وهو ما يمثل نسبة إنجاز تفوق .%92
وفضال عن ذلك ،برمجت المجالس الجهوية للحسابات خالل سنة 2021ما مجموعه 13مهمة أفقية ،أنجزت جميعها .وهي
مهام يبرمجها كل م جلس جهوي للحسابات على حدة ،يتناول من خاللها محورا واحدا من محاور التدبير الذي تتم مراقبته
على مستوى عينة من جماعات الجهة المعنية كما يمكن ،في بعض الحاالت ،االقتصار على عينة من جماعات عمالة واحدة
أو إقليم واحد .وتراعى في برمجة هذه المهام األفقية المخاطر التي ينطوي عليها محور المراقبة أو ما يكتسيه من أهمية آنية
أو استراتيجية سواء بالنسبة للمواطن أو بالنسبة للتنمية الترابية بشكل عام .وقد همت المهام األفقية المنجزة خالل سنة 2021
ما مجموعه 225جهازا ،وانصبت حول مجاالت الماء ،والتخطيط االستراتيجي ،وفضاءات االستقبال الصناعي ،والنقل
الحضري ،وبعض المرافق العمومية المحلية األخرى كالمحطات الطرقية والمجازر ،فضال عن تدبير العماالت واألقاليم
ومجموعات الجماعات الترابية ومؤسسات التعاون ،وكذا تقديم اإلعانات للجمعيات وتدبير عقود واتفاقات القانون العادي.
وباإلضافة إلى هذه المهمات الرقابية ،وفي إطار تكريس آليات التعاون بين مختلف مكونات المحاكم المالية ،أنجزت المجالس
الجهوية للحسابات فيما بينها مهام موضوعاتية ،كما ساهمت ،وإعماال لمقتضيات المادة 158من مدونة المحاكم المالية ،في
تنفيذ مهام رقابية تندرج مواضيعها ضمن اختصاصات غرف المجلس األعلى للحسابات.
وهكذا ،أنجزت المجالس الجهوية للحسابات ،خالل سنة 2021خمس ( )05مهمات موضوعاتية ذات صلة بالتنمية الترابية،
شاركت فيها كل المجالس ،وتمحورت مواضيعها حول تدبير الجهات ،خاصة في جوانبها المرتبطة بتدبير النفقات والتخطيط
االستراتيجي وتدبير الشراكات واتفاقيات التعاون ،وتدبير مرفق النقل المدرسي في الوسط القروي ،وتدبير مشاتل المقاولين
الشباب ،كما تناولت مهمتان موضوعاتيتان ،تباعا ،بعض أوجه تدبير الجماعات في الوسط القروي وتأثير األزمة الصحية
على تدبير الجماعات الترابية.
وخالل سنة ،2021ساهمت المجالس الجهوية للحسابات أيضا في تنفيذ 11مهمة رقابية بشراكة مع غرف المجلس حسب
االختصاصات القطاعية لكل غرفة .وتتعلق هذه المهام المشتركة أساسا بتدبير الوكاالت الحضرية وبتدبير بعض الغرف
المهنية (غرف الفالحة ،وغرف الصناعة التقليدية ،وغرف الصيد البحري) وبتدبير الرسوم المحلية من طرف الدولة لفائدة
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2610
الجماعات الترابية ،وكذا بالمركز االستشفائي الجهوي لجهة كلميم-واد نون وبكلية العلوم بتطوان ،فضال عن المساهمة في
المهام المتعلقة باالستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية وبنظام اإلنذار المبكر وتقليص وتدبير المخاطر الصحية وبحكامة
وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق.
خالصات المهمات الرقابية المدرجة في هذا التقرير
انطالقا من المهمات الرقابية المنجزة خالل سنة ،2021والتي بلغ عددها 200مهمة ،منها 176تم إنجازها من طرف
المجالس الجهوية للحسابات ،قام المجلس األعلى للحسابات باستثمار مخرجاتها وإعداد 28خالصة أدرجت في هذا التقرير.
وتعالج كل خالصة على حدة موضوعا أفقيا معينا من خالل استغالل التقارير الخاصة للمهمات الرقابية التي تطرقت إلى نفس
الموضوع .وتشكل المواضيع ذات العالقة بالمهمات المنجزة من طرف المجالس الجهوية للحسابات المثال األبرز للخالصات
التي تم إعدادها انطالقا من عدد كبير من التقارير الخاصة ،حيث غالبا ما تكون هذه األخيرة منجزة من طرف جميع المجالس
الجهوية وقد همت مجموعة كبيرة من األجهزة على مستوى كل مجلس جهوي.
القطاعات المالية
يقتضي تعزيز نجاعة التدبير العمومي إيالء عناية خاصة للجوانب المرتبطة بالمالية العمومية .في هذا اإلطار ،يركز المجلس
األعلى للحسابات بصفة دورية على مجموعة من المواضيع ذات المخاطر المرتفعة التي تستدعي اهتماما خاصا كالتوازنات
المالية والمديونية وديمومة صناديق التقاعد وكذا الحسابات الخصوصية للخزينة.
وارتباطا بالقطاعات المالية ،تعتبر نفقات االستثمار أحد مكونات تكاليف الميزانية العامة للدولة ،وتوجه ،حسب المادة 17من
القانون التنظيمي للمالية رقم ،130.13باألساس إلنجاز المخططات التنموية االستراتيجية والبرامج متعددة السنوات بغية
الحفاظ على الثروات الوطنية أو إعادة تكوينها أو تنميتها ،وهو ما يضفي على هذه النفقات أهمية خاصة ،ويقتضي ،بالتالي،
ضبطها وتدبيرها بما يتيح استعمالها على النحو األمثل ويضمن نجاعة االستثمار العمومي.
وسعيا إلى تنظيم األسواق المالية ،التي أضحت في العصر الراهن مركز اهتمام المستثمرين والمدخرين ،تحرص الدول على
الحفاظ على استقرار هذه األسواق والزيادة من مردوديتها والرفع من منسوب الثقة في السوق الداخلية من خالل فرض رقابة
صارمة عليها من طرف أجهزة وهيئات تنشأ لهذا الغرض ،تتمتع باالستقاللية الكافية لممارسة مختلف مهامها.
وفي هذا الصدد ،أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمتين رقابيتين تتعلقان ب:
االستثمارات المدرجة بالميزانية العامة للدولة؛ -
الهيئة المغربية لسوق الرساميل. -
المالية العمومية:
بعض نقط االهتمام
بعد سنة ،2020التي اتسمت بآثار األزمة الصحية ،شهدت المالية العمومية انتعاشا نسبيا خالل سنة ،2021حيث سجلت
المؤشرات الرئيسية المتعلقة بالمالية العامة تحسنا يعزى أساسا إلى األداء الجيد للمداخيل ،ال سيما في شقها الضريبي.
إال أن هذا االنتعاش يواجه حاليا ظرفية صعبة تتسم بالشكوك التي يشهدها االقتصاد العالمي والوطني .وقد أدى السياق
الجيوسياسي الذي يعرف ارتفاع األسعار الدولية للمواد األساسية وزيادة ضغط التضخم ،فضال عن آثار الجفاف ،إلى خفض
التوقعات اإليجابية لالنتعاش التي سادت سنة .2021
ونتيجة لذلك ،من المتوقع أن تواجه المالية العمومية تحديات كبيرة تتميز بزيادة النفقات الناتجة عن دعم أسعار المواد
االستهالكية ،وارتفاع المطالب برفع األجور في الوظيفة العمومية ،وكذا متطلبات اإلصالحات التي يتم إنجازها على مستوى
المنظومة الصحية ومنظومة التعليم والحماية االجتماعية ،زيادة على ضرورة الحفاظ على دينامية الدولة في مجال االستثمار
2611 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
العمومي .وتأتي هذه التحديات في سياق مطبوع بتغير شروط التمويل في ارتباط بزيادة نسب الفائدة تحت تأثير الضغوط
التضخمية .هذا باإلضافة إلى بعض المخاطر المتعلقة بالتزامات الدولة الضمنية المرتبطة بالحالة الحرجة لمنظومة التقاعد.
وفي مقابل الضغوط الناتجة عن النفقات ،قد تواجه تعبئة المداخيل بعض اإلكراهات .فعلى الرغم من األداء المهم الذي سجلته
المداخيل الضريبية خالل سنة ،2021والذي استمر في سنة ،2022فإن هذه الدينامية من المرجح أن تشهد بعض التراجع
نظرا لتباطؤ النمو .كما أن الموارد غير الضريبية ،التي تتكون أساسا من مساهمات المؤسسات والشركات العمومية وموارد
الخوصصة ،قد ال تكفي لمواجهة ارتفاع النفقات ،وبالتالي قد تشكل عامال من شأنه أن يحد من طموح العودة التدريجية إلى
توازن الميزانية لما قبل األزمة.
باإلضافة إلى ذلك ،فالتمويل من خالل اللجوء إلى المديونية ،الذي اتسم بمنحى تصاعدي على مدى العقد الماضي والذي زاد
في سنة 2020تحت تأثير األزمة الصحية ،من شأنه أن يحد من هوامش التمويل بشروط مواتية .فعلى الرغم من أن سنة
2021شهدت انخفاضا مهما في نسبة دين الخزينة من %72,2إلى %68,9من الناتج الداخلي اإلجمالي مقارنة بسنة ،2020
إال أن حجم الدين استمر في االرتفاع مما يجعل العودة إلى وضع ما قبل األزمة الصحية ( %60,3من الناتج الداخلي اإلجمالي
في عام )2019صعب التحقيق على المدى المتوسط .كما أن شروط التمويل على الصعيدين الداخلي والدولي ،والتي ظلت
مواتية لفترة طويلة ،من المتوقع أن تشهد تغيرا ،ال سيما فيما يتعلق بأسعار الفائدة ،وهو ما تبينه الوضعية الراهنة والتوقعات
المستقبلية التي تتجه نحو الزيادة في هذه األسعار ،مع ما سيكون لذلك من تأثير على كلفة الدين.
ارتباطا بهذه االكراهات ،فإن المجلس ،إذ يسجل عزم الحكومة استرداد الهوامش الميزانياتية كما تم اإلعالن عنه في مشروع
قانون المالية لسنة 2023وفي وثيقة البرمجة الميزانياتية للسنوات الثالث ،2025-2023يركز على أهمية االستمرار
والتعجيل في اإلصالحات التي تم الشروع فيها على مستوى المالية العمومية وكذلك على مستوى المشاريع المهيكلة األخرى،
وال سيما تلك المتعلقة بالمؤسسات والمقاوالت العمومية والحماية االجتماعية وقطاع المياه واالنتقال الطاقي.
ومن جهة أخرى ونظرا لما تشكله الحسابات الخصوصية للخزينة من نسبة مهمة داخل ميزانية الدولة على مستوى المداخيل
والنفقات ونظرا كذلك لتعدد هذه الحسابات وتراكم أرصدتها ،فإنها تستدعي اهتماما خاصا من أجل ترشيد عددها وحصتها
في ميزانية الدولة وإعادة النظر في التوازن بين مداخيلها ونفقاتها وهو ما دعا إليه المجلس في تقاريره السابقة خاصة تلك
المتعلقة بتنفيذ قانون المالية.
وبخصوص أنظمة التقاعد األساسية ،فإن عدم تحقيق توازناتها المالية واقتراب نفاد احتياطاتها في آجال متفاوتة يبين محدودية
نطاق اإلصالحات المقياسية التي همت باألساس كال من نظام المعاشات المدنية بالصندوق المغربي للتقاعد منذ سنة ،2016
وكذلك النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد في سنة .2021ويقتضي ضمان ديمومة المنظومة على المدى الطويل اإلسراع
في تنزيل ورش اإلصالح الهيكلي لنظام التقاعد ،السيما في أفق توسيع االنخراط في أنظمة التقاعد سنة 2025ليشمل
األشخاص الذين يمارسون عمال وال يستفيدون من أي معاش ،وذلك في إطار ورش تعميم الحماية االجتماعية .ويسجل المجلس
عزم السلطات العمومية على الشروع في هذا اإلصالح في غضون السنة المقبلة.
قامت بالدنا ببذل مجهود مهم في مجال االستثمار خالل السنوات العشر األخيرة بمعدل سنوي أقصاه و %33من الناتج
الداخلي الخام ،وذلك بمساهمة القطاع الخاص .وقد همت هذه االستثمارات ،أساسا ،المشاريع المهيكلة الكبرى للبنيات ،التحتية
محدودا نسبيا من حيث
ً واستراتيجيات التنمية القطاعية وبرامج التنمية الحضرية المندمجة .بيد أن أثر هذا المجهود ظل
مساهمته في النمو االقتصادي وتحسين اإلنتاجية وكذلك على مستوى تأثيره غير المباشر على االستثمار.
وتضع هذه المجهودات المتواصلة في مجال االستثمار العمومي بالدنا ضمن الدول ذات نسب االستثمارً المرتفعة ،غير أنها
ال تترجم على مستوى األداء االقتصادي الذي يظل غير كافً نسبياً ،مقارنة مع بعض الدول التي تحقق مستويات نمو مماثلة
أو قريبة من تلك التي يحققها المغرب وبمجهود أقل أهمية على مستوى استثمارها العمومي.
وبالتالي ،تطرح إشكالية نجاعة االستثمار العمومي والعوامل التي تعرقل تحسينه وتطويره .وترتبط بعض هذه العوامل ،من
جهة ،ببنية وتركيبة وطبيعة االستثمارات نفسها ،من حيث جودتها وجدواها ،والتي ال تمكن من تثمين وتحسين الثروات
الوطنية ،ومن جهة أخرى ،بالنقائص التي تعتري مختلف مراحل تدبير مشاريع االستثمار انطالقا من تحديد االحتياجات إلى
التتبع والتقييم مرورا بمرحلتي التخطيط والتنفيذ.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2612
وقد تطرقت مهمة المراقبة التي قام بها المجلس األعلى للحسابات إلى نفقات االستثمار المدرجة في ميزانية الدولة نظرا
للتطور المتزايد الذي حققته خالل السنوات األخيرة ،مقارنة بتلك التي تم تنفيذها من قبل األجهزة العمومية األخرى .فخالل
الفترة الممتدة ما بين 2010و ،2020بلغت االستثمارات العمومية 3المنجزة معدال سنويا يقارب 219,91مليار درهم ،تم
إنجاز %62منها على مستوى ميزانية الدولة و %32من طرف المؤسسات والمقاوالت العمومية و %6من قبل الجماعات
الترابية.
وخالل نفس الفترة ،بلغت نفقات االستثمار المنجزة 4والمدرجة في ميزانية الدولة ،في المتوسط ،ما يقارب 136,25مليار
درهم ،حيث ارتفعت من ما مجموعه 99,61مليار درهم في سنة 2010إلى 233,88مليار درهم برسم سنة ،2020بزيادة
بلغت نسبتها .%135وقد تحملت الميزانية العامة للدولة في المتوسط نسبة %43,62من هذه االستثمارات مقابل %55,8
للحسابات الخصوصية للخزينة و %0,58لمصالح الدولة المسيرة بطريقة مستقلة.
وضمن ميزانية الدول ًة ،تم التركيز ،بصفة خاصة ،على نفقات االستثمار المدرجة بالميزانية العامة نظرا للصعوبات العملية
التي تطرحها طريقة تقديم التوقعات المتعلقة بنفقات الحسابات الخصوصية للخزينة وتنفيذها وطبيعة العمليات المدرجة في
هذه الحسابات ،والتي يتم االحتفاظ بها ألكثر من سنة بدون تحديد سنتها المالية األصلية ،باإلضافة إلى صعوبة إعادة تشكيل
واحتساب أرصدتها.
وقد تم تحليل نفقات االستثمار المدرجة في الميزانية العامة للدولة ،خالل الفترة الممتدة من 2010إلى ،2020من خالل عينة
متكونة من ستة قطاعات وزارية نفذت ما يفوق %64من النفقات اإلجمالية لالستثمار .ويتعلق األمر بوزارة االقتصاد والمالية
(بالنسبة للتكاليف المشتركة لالستثمار) وقطاعات الفالحة ،والتجهيز والنقل ،والصحة ،والشباب والرياضة ،والطاقة
والمعادن.
أوال .بخصوص بنية وتركيبة وتنفيذ نفقات االستثمار المدرجة في ميزانية الدولة
بالرجوع إلى تنظيم المعلومات المالية طبقا للتصنيف االقتصادي للنفقات ،المعتمد في اإلطار المرجعي للتبويب الميزانياتي
المغربي ،5يتم تقسيم نفقات االستثمار حسب طبيعتها ،إلى ثالثة أصناف كبرى (أبواب) وهي :إعانات التجهيز وتحويالت
رأس المال (القسم رقم )7والعمليات المالية (القسم رقم )9واألصول الثابتة (القسم رقم .)8
غير أنه لوحظ ،من خالل تحليل حسابات التسيير المتعلقة بالقطاعات الوزارية المشار إليها أعاله ،إدراج أصناف أخرى من
نفقات التسيير ضمن نفقات االستثمار ،والتي تمثل في المتوسط 1.371( % 3,4مليون درهم) من اعتمادات األداء ،ويتعلق
األمر بنفقات "تقديم الخدمات" و"السلع االستهالكية" و"إعانات االستغالل والتحويالت الجارية األخرى".
وتشكل هذه النفقات (األقسام رقم 7و 8و %97 )9من مجموع متوسط اعتمادات األداء واالعتمادات النهائية المتعلقة بنفقات
االستثمار .وقد بلغ متوسط الفارق بين االعتمادات النهائية واعتمادات األداء ما يقارب ،%18في حين بلغت نسبة تنفيذ هذه
االعتمادات النهائية ،في المتوسط ،ما قدره .%75
وبالنسبة لتوزيع نفقات االستثمار المحققة حسب التبويب الميزانياتي سالف الذكر ،لوحظ أن إعانات التجهيز وتحويالت رأس
المال تحتل المرتبة األولى من حيث نسبة التنفيذ بمعدل يصل إلى %57من المبالغ المؤداة بالنسبة للقطاعات الوزارية المعنية،
مقارنة مع العمليات المالية التي تشكل %22واألصول الثابتة بنسبة .%18
أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن إدراج "نفقات تقديم الخدمات" و"نفقات االستغالل والتحويالت الجارية"
باعتبارها نفقات التسيير ضمن نفقات االستثمار بالنسبة للقطاعات الوزارية المعنية بالدراسة ،قد تم قبل دخول
مقتضيات المادة 17من القانون التنظيمي حيز التنفيذ أي خالل الفترة ،2015- 2010إال أنه وابتداء من سنة 2016
يمكن مالحظة تقلص حجم هذه النفقات تدريجيا بفضل المجهودات المبذولة لتطهير بنود الميزانية .كما أكدت الوزارة
أن نفقات "تقديم الخدمات" و"السلع االستهالكية" اختفت نهائيا من ميزانية االستثمار للقطاعات الوزارية المعنية خالل
الفترة .2019-2018
تنفيذ محدود لالستثمارات المتعلقة باألصول الثابتة التي تنفذها مرافق الدولة
أبرز تحليل طبيعة االستثمارات في مجال األصول الثابتة وجود تركيز ،%87كمتوسط ،على مستوى أربعة عناوين ميزانياتية
فرعية وهي :األشغال العمومية ( )%53وتشييد المباني واإلصالحات الكبرى ( )%18واقتناء المعدات التقنية والمعلوماتية
( )%10والدراسات والمساعدة التقنية (.)%6
3المصدر :قوانين التصفية ،والتقارير المرفقة بمشاريع قوانين المالية المتعلقة بالمؤسسات والمقاوالت العمومية ،والبيانات اإلحصائية للمالية المحلية
المنجزة من طرف الخزينة العامة للمملكة.
4المصدر :قوانين التصفية.
5الدليل المرجعي المتعلق بالتبويب الميزانياتي2017 -
2613 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
ويظل معدل التنفيذ على مستوى هذه العناوين الفرعية ضعيفا ،حيث ال يتعدى في المعدل ،%17بنسبة متوسطة ال تتجاوز 58
%بالنسبة لألشغال العمومية و %11بالنسبة لتشييد المباني و %10بالنسبة لإلصالحات الكبرى و %7بالنسبة القتناء المعدات
التقنية والمعلوماتية و %5بخصوص الدراسات والمساعدة التقنية و %8بالنسبة لألصول الثابتة األخرى.
جوابا على هذه المالحظة ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن تواضع معدالت التنفيذ يرجع باألساس إلى طبيعة
هذه النفقات .فعلى سبيل المثال ،طبيعة نفقات األشغال وتشييد المباني ،التي ترتبط بشكل وثيق بتصفية األصول
العقارية ،تشكل عقبة كبيرة لتنفيذ االستثمارات المتعلقة بها وفق الحيز الزمني المحدد لها .إضافة إلى أن بطء المساطر
القضائية المعمول بها في هذا الشأن يساهم كذلك في تأخير إنجاز بعض المشاريع وربما حتى إيقافها .هذا ،وتبعا
للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجاللة بهذا الخصوص ،تنص المذكرة التوجيهية للسيد رئيس الحكومة حول
إعداد مشروع قانون المالية ،على عدم برمجة أية مشاريع ال تتم تصفية عقاراتها أو لم تستكمل بعد دراساتها .كما
أضافت الوزارة أنه ،ورغم ذلك ،يمكن أن تسجل هذه االستثمارات بعض التأخر بالنظر إلى الصعوبات التقنية الطارئة
التي تعترضها والتي تتطلب أحيانا اللجوء إلى دراسات غير مبرمجة ،أو بفعل الظروف المناخية غير المالئمة والتي
يمكن أن تؤثر على سير األشغال كالتساقطات المطرية أو الفيضانات.
نفقات التسيير المدرجة في ميزانية االستثمار
بالرغم من كون قائمة التبويب الميزانياتي المعمول بها تصنفها ضمن ميزانية التسيير ،مازالت بعض النفقات المتعلقة ب"تقديم
الخدمات" و"إعانات االستغالل والتحويالت الجارية" و"السلع االستهالكية" والنفقات غير الموزعة تدرج ضمن ميزانية
االستثمار ،مما قد يساهم في الرفع من حجم االستثمارات المنجزة فعليا ،وبالتالي إعاقة مقروئية الوثائق الميزانياتية من أجل
تقييم المجهود الحقيقي المبذول في مجال االستثمار.
كما أن محتوى وطبيعة بعض نفقات االستثمار ،في بعض العناوين ،يجعلها أقرب لنفقات التدخل أو التحويل أكثر منها لنفقات
االستثمار .وهذه النفقات هي ،في أغلب األحيان ،مدفوعات بدون مقابل لفائدة بعض أصناف من المستفيدين (اإلعانات
وخصومات الفائدة على قروض البناء لفائدة األسر ،وإعانات التسيير الموجهة للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري وما
شابهها ،بما في ذلك مصالح الدولة المسيرة بطريقة مستقلة والنفقات المتعلقة بإعانات التسيير والتحويالت الجارية).
وكانت البنود المتعلقة بنفقات التدخل أو التحويل قد اعتمدت في التبويب الميزانياتي قبل إصدار القانون التنظيمي لقانون المالية
الحالي رقم .130.13وقد انطلقت عملية التطهير التدريجي لميزانية االستثمار ،تطبيقا لمقتضيات هذا القانون التنظيمي ،خالل
فترة إعداد قانون المالية لسنة ،2015حيث تم التركيز على النفقات المتعلقة بالترحيل و/أو التوطيد وكذا نفقات أخرى،
استوجبت تجزيء بعض العناوين ذات الصلة إلى نفقات تم إدراجها في ميزانية التسيير وأخرى في ميزانية االستثمار عبر
تغيير تسميتها .ومازال هذا التطهير رهينا بالقدرات التدبيرية وقدرة اآلمرين بالصرف على تنفيذ اعتمادات الترحيل
واالعتمادات المدمجة بشأن هذا الصنف من النفقات.
ومنذ اعتماد القانون التنظيمي الجديد لقانون المالية ،ارتكزت عملية تطهير بنود ميزانية االستثمار على مقاربة تدريجية تقوم
على التشاور المستمر والدؤوب مع مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية ،من أجل تحديد البنود المستهدفة
والحرص على احترام البنود المستحدثة للمقتضيات الجاري بها العمل.
أهمية العمليات المالية
ترتبط العمليات المالية باألصول المالية للدولة ،وتهم القروض والتسبيقات وكذا تدبير المساهمات المالية للدولة .ويهم تدبير
هذه العمليات ،االستثمار المالي في شكل مساهمات تلتزم بها الدولة تجاه بعض المقاوالت أو إعادة الرسملة ومخصصات على
شكل أموال ذاتية تضخها الدولة في أصول بعض الشركات كأداء مخصصات على شكل رأس مال أولي بمناسبة تأسيس
مؤسسة أو مقاولة عمومية جديدة أو أداء مخصصات بشأن الزيادة في رأس المال ،إلخ.
وخالل الفترة الممتدة ما بين 2010و ،2020مثلت اعتمادات األداء المخصصة للعمليات المالية 8.748( %22مليون درهم)
من المتوسط اإلجمالي لهذه االعتمادات ،منها %73متكونة من سندات المساهمات و %27من مخصصات في شكل رأس
المال .وبالنسبة لالعتمادات النهائية ،فقد سجلت ارتفاعا بما يعادل %10في المتوسط مقارنة باعتمادات األداء .وبالنسبة
لمعدل تنفيذ النفقات ،فقد بلغ نسبة %84في المتوسط.
وبالنظر إلى أهمية العمليات المالية ،التي تعكس بنية المحفظة العمومية ،تثار مسألة فعالية الدولة كمساهم وفعالية االستثمارات
المدرجة في الميزانية العامة للدولة .وفي هذا اإلطار ،لوحظ أن أربع مؤسسات ومقاوالت عمومية تضخ ما يعادل ،%72
كمتوسط ،من مجموع المساهمات بمبلغ إجمالي قدره 10.219مليون درهم ،خالل الفترة الممتدة ما بين 2010و.2019
وفي هذا الباب ،حث منشور الوزير المكلف باالقتصاد والمالية رقم 1509الصادر بتاريخ 24شتنبر ،2021المتعلق بتأطير
البرمجة الميزانياتية للمؤسسات والمقاوالت العمومية ،على ضرورة تطوير هذه المؤسسات والمقاوالت لمواردها الذاتية،
وعقلنة نفقاتها في اتجاه تحقيق النتائج وتحسين مساهماتها في الميزانية العامة للدولة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2614
هيمنة إعانات التجهيز والتحويالت الموجهة للحسابات الخصوصية للخزينة والمؤسسات والمقاوالت
العمومية على ميزانية االستثمار
بالنسبة لتوزيع إعانات التجهيز وتحويل رأس المال حسب القطاعات الوزارية ،تمثل نفقات االستثمار المدرجة في فصل
"التكاليف المشتركة-االستثمار" ما يعادل ،في المتوسط %54 ،من مجموع هذه النفقات .ويستمر هذا الفصل الذي من
المفترض أن يقتصر على النفقات غير القابلة لإلدراج في فصول االستثمار المتعلقة بالقطاعات الوزارية ،في احتواء أكبر
حصة من الغالف اإلجمالي العتمادات األداء الخاصة باإلعانات والتحويالت وكذا البنود الميزانياتية المماثلة .ومن شأن هذه
الوضعية أن تؤثر على جودة البرمجة والتوقع المتعلقين بالميزانية.
وهكذا ،فخالل الفترة الممتدة ما بين 2010و ،2020تلقت الحسابات الخصوصية للخزينة ما يقارب %76من مجموع إعانات
التجهيز وتحويل رأس المال ( 21.845مليون درهم) بهدف اقتناء عقارات ،في حين استفادت المؤسسات العمومية ذات الطابع
اإلداري من %20من هذه اإلعانات ،فيما حصلت هيئات أخرى على نسبة ( %4المقاوالت غير المالية والجمعيات
والمؤسسات غير الربحية والجماعات الترابية).
وتؤثر مسألة غلبة حصة التحويالت الموجهة للحسابات الخصوصية للخزينة والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري في
نفقات االستثمار المتعلقة بالدولة ،باعتبارها خيارا في مجال تنفيذ هذه النفقات ،على جودة ومقروئية المجهود المبذول في
مجال االستثمار المدرج في الميزانية العامة للدولة .كما يتطلب تقييم االستثمار الحقيقي المدرج في هذه الميزانية إعادة معالجة
هذه التحويالت الموجهة إلى الدعامات الميزانياتية األخرى ولفائدة الهيئات العمومية.
وباإلضافة إلى ذلك ،تجدر اإلشارة إلى وجود قصور على مستوى تتبع ومراقبة استخدام التحويالت المتعلقة بإعانات التجهيز
وتحويل رأس المال ،الموجهة للحسابات الخصوصية للخزينة ،وكذا تنفيذها الفعلي لدى المؤسسات العمومية ذات الطابع
اإلداري ،مما يحول دون االطالع على حقيقة االستثمار المنجز من طرف هذه األجهزة والتأكد بضمان معقول من اإلنجاز
الفعلي لالستثمار وتشكيله لألصول الثابتة.
فضال عن ذلك ،يتم تنفيذ نفقات التحويل ونفقات إعادة التوزيع ،التي تهدف أساسا إلى تحقيق أهداف وغايات اجتماعية أو
اقتصا دية ،دون مقابل لفائدة الدولة .وفي هذا الصدد ،فإن العديد من الصعوبات تحول دون تحديد البنود التي يمكن اعتبارها
مخصصات ذات طبيعة استثمارية صرفة ،حيث يتطلب تحليل طبيعة عمليات التحويل إجراء تحقيقات معمقة مع األطراف
المستفيدة من أجل التمكن من تأهيلها وتصنيفها.
وعلى مستوى اإلنجاز ،قدرت المبالغ المفرج عنها من الميزانية العامة للدولة الموجهة للمؤسسات والمقاوالت العمومية ،على
سبيل المثال ،بحوالي 33.213مليون درهم في سنة 2020مقابل 31.310مليون درهم برسم سنة ،2019بمعدل إنجاز
يقارب %90مقارنة بالتوقعات .وبالنسبة لبنية توزيع هذه المبالغ المفرج عنها ،حسب تنزيالت الميزانية والمستفيدين ،فهي
متطابقة نسبيا ما بين السنوات .فبرسم سنة 2020مثال ،خصص ما يناهز %63للمؤسسات والمقاوالت العمومية التي تتلقى
اإلعانات و %32للتجهيز و %5لزيادة رأس المال مقابل %63,3و %33,5و %3,2على التوالي التي سجلت برسم سنة
.2019
وحسب طبيعة المستفيدين من التحويالت ،تركزت هذه األخيرة لدى المؤسسات العمومية غير التجارية بما يعادل %84برسم
سنة ،2020على غرار سنة ،2019منها %71,46موجهة للتسيير و %28,47مخصصة للتجهيز و %0,07لفائدة الزيادة
في رأس المال .في حين خصصت %16المتبقية لفائدة المؤسسات العمومية والمقاوالت التجارية منها %51,27للتجهيز
و %20,79للتسيير و %27,93للزيادات في رأس المال.
في معرض جوابها على هذه المالحظة ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن معظم االعتمادات المبرمجة على
مستوى فصل التكاليف المشتركة -االستثمار تهم التحويالت الموجهة للحسابات المرصدة ألمور خصوصية والتي
تستلزم تدخل الوزارة لتصفية وبرمجة المبالغ المتعلقة بها ،وذلك على أساس معطيات المداخيل المتوقعة .وينطبق ذلك
بالخصوص على التحويالت الموجهة لفائدة الجهات .كما يمكن تبرير برمجة التحويالت بوجود التزامات لوزارة
االقتصاد والمالية على المدى المتوسط ،وأحيانا العتبارات تتعلق بالطابع المؤقت لبعض التحويالت أو التي تتطلب
تتبعا مسبقا قبل إجراء هذه التحويالت .من جهة أخرى ،تتعلق االعتمادات األخرى المدرجة في هذا الفصل أساسا
بااللتزامات المنبثقة عن االتفاقيات التي تعتبر فيها وزارة االقتصاد والمالية طرفا معنيا ،وكذا بالعمليات المتعلقة
بتمويل رؤوس األموال التي يمكن أن تطرأ خالل السنة ووفق إجراءات خاصة.
كما أفادت الوزارة أن تنفيذ النفقات المتعلقة باالستثمار تحدده أساسا البرمجة المعتمدة من طرف القطاعات المعنية
والتي تهدف إلى رصد االعتمادات الضرورية وتحديد الدعامات المعتمدة من قبيل الميزانيات القطاعية أو الحسابات
الخصوصية للخزينة أو المؤسسات العمومية .والجدير بالذكر ،أن مستويات التحويالت المبرمجة ما هي إال انعكاس
للمتطلبات الفعلية والعملية التي تمليها ضرورة إنجاز وتوطيد االعتمادات المتعلقة بالمشاريع المزمع تنفيذها ،بغض
النظر عن طبيعة هذه الدعامات.
2615 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما أشارت الوزارة أن بنية اعتمادات االستثمار كما جاء في التقرير ،تمليها ،باإلضافة إلى العوامل المذكورة سلفا،
الخيارات المعتمدة لتنفيذ السياسات العمومية والتي تجعل من بعض المؤسسات العمومية فاعال أساسيا في تنفيذها
(كاألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والجامعات ومراكز االستشفاء الجامعية وغيرها من المؤسسات العمومية)،
وأن تنفيذ بعض البرام ج ذات الطابع األفقي والتي تستلزم مساهمة عدة قطاعات وزارية ،يجعل في كثير من األحيان
أمر التنفيذ عبر الحسابات الخصوصية للخزينة خيارا عمليا له طابع مرحلي.
وبخصوص تأثير هذه التحويالت على المقروئية العامة للمعطيات المتعلقة باالستثمار ،ذكرت الوزارة أن التأشير على
هذه التحويالت يتم وفق مسطرة محددة تعتمد باألساس على ضرورة توفير المعلومات المتعلقة بتنفيذ هذه العمليات
من طرف المؤسسات العمومية وكذا وضعية خزينتها المالية .إلى جانب ذلك ،أكدت الوزارة أن دور ممثليها في
مختلف هيئات الحكامة للمؤسسات العمومية ،يمكنها من متابعة القرارات المتخذة والوقوف على نسب التنفيذ وكذا
طرق برمجة مشاريع االستثمار الممولة من طرف الدولة.
كما أوضحت الوزارة أن العمليات التي يتم تنفيذها في إطار الحسابات الخصوصية للخزينة تخضع بدورها لنفس
المساطر التي يتم إعمالها بالنسبة للميزانيات القطاعية ،وتسهر الوزارة على تتبع تنفيذها كما هو الشأن بالنسبة
للمشاريع المبرمجة على مستوى القطاعات الوزارية.
وأخيرا ،أكدت الوزارة أنها تعمل بشكل وثيق مع القطاعات المعنية لتوفير المعلومات المتعلقة بجل مشاريع االستثمار،
وذلك في إطار االجتماعات المخصصة للبرمجة الميزانياتية وأثناء إعداد المذكرة المتعلقة بالتوزيع الجهوي لالستثمار
بمناسبة إعداد مشاريع قوانين المالية السنوية ،باعتبار أن هذه التحويالت سواء كانت لفائدة الحسابات الخصوصية
للخزينة أو المؤسسات والمقاوالت العمومية فهي تعد إصدارات فعلية ناجمة عن تنفيذ نفقات عمومية مبررة تنجزها
الدولة أو المؤسسات التابعة لها.
ثانيا .نجاعة نفقات االستثمار المتعلقة بالدولة
تخطيط وبرمجة نفقات االستثمار المتعلقة بالدولة بحاجة للتحسين
كرست أحكام الدستور التخطيط القطاعي في إطار رؤية استشرافية متناسقة ومندمجة من شأنها إبراز آثار الميزانية على
االقتصاد والنمو .غير أن تنزيل السياسة الحكومية في قوانين المالية ال يتم دائما بطريقة واضحة ومقروءة ،ذلك أن فحص
التبويب الميزانياتي الجاري به العمل ال يتيح تجميع وربط برامج االستثمار لجعلها أداة في خدمة وتقييم السياسات العمومية.
وتعد البرمجة الميزانياتية متع ددة السنوات أحد مبادئ تدبير مالية الدولة ،التي نص عليها القانون التنظيمي للمالية الذي دخل
ُعرف القانون التنظيمي البرنامج على أنه عبارة عن "مجموعة متناسقة من المشاريع أو حيز التنفيذ ابتداء من سنة .2019وي ّ
ُعرف المشروع أو العملية على أنه عبارة عن "مجموعة محددة العمليات التابعة لنفس القطاع الوزاري أو المؤسسة" .كما ي ّ
من األنشطة واألوراش التي تم إنجازها بهدف االستجابة لمجموعة من االحتياجات المحددة" .وتجدر اإلشارة في هذا الصدد
إلى غياب قوانين برمجة تحدد التوجهات العامة للمالية العمومية.
في معرض جوابها على هذه المالحظة ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن منهجية تخطيط وبرمجة اعتمادات
االستثمار تؤطرها المقتضيات الدستورية والتشريعية المنصوص عليها ضمن القانون التنظيمي لقانون المالية .من
جهة أخرى ،وفي ظل عدم إلزامية البرلمان بالمصادقة على مخطط للحكومة ،وضع دستور سنة 2011األسس
لمقاربة جديدة ترتكز على توزيع االعتمادات استنادا إلى المعطيات المتعلقة بتنفيذ االستراتيجيات والمخططات
القطاعية ،حيث يمكن أن يعتمد هذا التوزيع على أسلوب يتخذ عدة أشكال كالتوجيهات الملكية السامية وتدابير السياسات
العمومية التي تتكفل الحكومة بتنفيذها ،واالستراتيجيات القطاعية التي تم اعتمادها والمصادقة عليها من طرف
الحكومة ،وتوطيد االلتزامات التي تعهدت بها الدولة في إطار اتفاقيات التمويل ،والقوانين-إطار لتنزيل بعض السياسات
القطاعية.
كما أفادت الوزارة من خالل جوابها أن هذا اإلطار الجديد للبرمجة ،المنصوص عليه في المادة 5من القانون التنظيمي
لقانون المالية ،يشكل مقاربة جديدة من شأنها أن تخضع الحكومة للمساءلة وتقطع مع اإلطار غير المرن للتخطيط
الذي أبان عن قصوره ،وذلك من خالل اعتماد إطار سلس وأكثر استجابة لتطورات الظرفية االقتصادية والمالية.
الحاجة إلى إصالح بنية نموذج الميزانية
إن وضع وثائق الميزانية الحالي يتم بمنطق توزيع االعتمادات بين البرامج .وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى غياب التنسيق
والتقارب بين بنيات البرامج والمشاريع من جهة ،ومضامين السياسات العمومية من جهة أخرى تتمحور حول برامج ومشاريع
ترتكز حول مهام محددة لخدمة المرافق العمومية .فالترابط بين برامج الميزانية والسياسات العمومية ال يمكن تحقيقه إال من
خالل أدوات تنسيق بين الوزارات .وفي هذا اإلطار ،هناك مجال إلضفاء طابع مؤسساتي على المقاربة بين الوزارات بحيث
تكون موجهة نحو السياسات العمومية بدال من هياكل الوزارة ،مما يستلزم إحداث بنيات لهذا الغرض.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2616
ويبرز تحليل نموذج الميزانية أن الطريقة المتبعة في بلورة البرامج تتم من خالل تحديد األهداف المتوخاة حسب الهياكل.
وبالتالي فإن البرامج تكون ،في معظم الحاالت ،متطابقة مع الهياكل التنظيمية للوزارات والمؤسسات المعنية.
ولإلشارة ،فقد أوصت المراجع المنهجية المرتبطة بوضع البرامج الميزانياتية بالتنسيق بين بنية هذه البرامج والسياسات
العمومية التي تتبعها الوزارات مع الحرص على المهام المنوطة بها .كما دعت هذه المراجع إلى عدم تحديد البرامج وفق
الهياكل التنظيمية الوزارية.
باإلضافة إلى ذلك ،فالتبويب الميزانياتي المعمول به ال يسمح بتجميع وربط برامج االستثمار ،سواء كانت وزارية أو مشتركة
بين الوزارات ،بمهام الخدمات العمومية وذلك ألجل جعلها أداة لتقييم السياسات العمومية.
وبهذا الخصوص ،أبرزت وزارة االقتصاد والمالية أن المراجع المنهجية المتعلقة ببلورة البرامج الميزانياتية ،التي تم
إعدادها من طرف هذه الوزارة ،ترتكز على السهر على التناسق بين بنيات البرامج وسياسات اإلدارات أو المؤسسات
المعنية وأن تعكس مجاالت تدخلها .كما تحث هذه المراجع على ضرورة تجنب إحداث البرامج باالرتكاز على الهياكل
التنظيمية القائمة على مستوى القطاعات الوزارية أو المؤسسات ،وال تسمح بوجود أية عالقة بين الهيكل اإلداري
(عدد المديريات) لهذه القطاعات وعدد برامج ميزانياتها.
من جهة أخرى ،أبرزت الوزارة أن برامج الميزانية ،كما تم تعريفها في إطار القانون التنظيمي لقانون المالية لسنة
، 2015هي برامج وزارية ،في حين أن أغلب السياسات العمومية هي بين وزارية تقوم على برنامج عمل السلطات
العمومية في مجال ترابي معين ،وتعمل على البحث عن حلول توافقية بين مختلف الفاعلين بالرغم من تعدد وتعارض
مصالحهم .لذلك ،أكدت الوزارة أنه ال يمكن الربط بين برامج الميزانية والسياسات العمومية إال من خالل آليات
التنسيق المشتركة بين الوزارات ،وأنه ينبغي إعطاء دينامية جديدة للجان المحدثة بهذا الخصوص ،كما هو الحال
بالنسبة للجنة المكلفة بالتقائية وانسجام السياسات العمومية.
ضرورة معايرة مساطر تحديد الحاجيات واختيار المشاريع االستثمارية حسب أولوياتها
يرتبط تعليل طلبات االعتمادات لتمويل مشاريع االستثمار بحصيلة الوزارات المعنية ،من حيث جودة تنفيذ المشاريع التي تم
الشروع فيها مسبقا .فتقييم األداء والقدرات التدبيرية للمسؤولين عن البرامج الزال يخضع لمنطق استهالك االعتمادات عوض
نجاعة األداء.
كما أن مشاريع االستثمار المقترحة ال ترفق دائما بصياغة احتياجات مدروسة ومبررة من خالل تحليل سوسيو-اقتصادي،
يأخذ بعين االعتبار معايير الوجاهة والجدوى واختيار التمويل والتكلفة مقابل الفائدة واألهداف واآلثار.
بموازاة مع هذا الجانب المتعلق باختيار مشاريع االستثمار ،تبرز أهمية تحديد أولوياتها بغرض خلق عالقة بين التخطيط
االستراتيجي وتنزيل هذه المشاريع .ومن شأن تحديد األولويات أن يمكن ،على مستوى كل وزارة على حدة ،من إعادة وضع
وتصنيف محفظات مشاريع االستثمار التي يمكن برمجتها على المدى القصير والمتوسط .ومن شأن ذلك أيضا أن يتيح تحسين
الرؤية وقيادة برامج االستثمار وتعزيز الحكامة.
كما تجدر اإلشارة إلى غياب مساطر ومعايير موحدة النتقاء مشاريع االستثمار ،حيث أن هذا االنتقاء يتطلب تحقيق توازن
بين األهداف االستراتيجية وقدرات التدبير ألجل تحديد وتكييف وسائل التدخل.
ألجل ذلك ،تتضح ضرورة التوفر على مرجع منهجي لوضع األولويات بين المشاريع مع الحرص على تناسب هذا المرجع
مع كل استراتيجية قطاعية ،وتمكينه من تحديد المشاريع األكثر أولوية وذلك من خالل وضع "مصفوفة األولويات" بناء على
مجموعة من المعايير المرجحة .ويتعلق األمر أساسا بمواءمة المشاريع مع االستراتيجيات القطاعية والنتائج واآلثار المتوقعة،
وكذا سد الحاجيات المستعجلة وضبط التكاليف مع رصد الفوائد والمخاطر والجدوى ومعيقات التنفيذ (الحلول القانونية والمالية
والتقنية والتكنولوجية) واستهداف العدالة الترابية واالجتماعية.
وفي هذا الصدد ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية أن إعداد حصيلة إنجازات القطاعات الوزارية والمؤسسات يتم في
إطار تقارير نجاعة األداء والتي تجمع سنويا في تقرير واحد ،وهو تقرير نجاعة األداء السنوي الذي يرافق مشروع
قانون التصفية ويعرض على البرلمان في موعد أقصاه نهاية الربع األول من السنة المالية الثانية التي تلي تنفيذ قانون
المالية المعني .وعليه فإن مشاريع نجاعة األداء والمناقشات الميزانياتية إلعداد مشروع قانون المالية المعني تعتمد
بصفة خاصة على تقارير نجاعة األداء وحصيلة السنتين الفارطتين.
ومن جهة أخرى ،أبرزت الوزارة أن مقترحات القطاعات الوزارية والمؤسسات ،بخصوص البرمجة الميزانياتية
لثالث سنوات القادمة والتي تحدد أهداف ومؤشرات نجاعة األداء ،تناقش سنويا على مستوى لجان البرمجة ونجاعة
األداء والتي تضم ممثلين عن مصالح الوزارة المكلفة بالمالية (مديرية الميزانية) وعن القطاعات الوزارية والمؤسسات
المعنية .وتعمل هذه اللجان على دراسة مقترحات البرمجة الميزانياتية واألهداف ومؤشرات نجاعة األداء المرتبطة
2617 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
بها ،ال سيما االستدامة الميزانياتية على ضوء اإلطار الماكرو االقتصادي والتوجيهات العامة ،فضال عن المعطيات
المتعلقة بتنفيذ الميزانية واإلنجازات المرتبطة بنجاعة األداء.
الحاجة إلى قاعدة بيانات خاصة بالمشاريع ونظام معلوماتي لتدبيرها
رغم توفر الوزارات التي تمت مراقبتها على قواعد بيانات قطاعية لمشاريع االستثمار ،فإن هذه القواعد الزالت غير مدمجة
في قاعدة بيانات عامة تتيح رؤية مندمجة ومحينة للمجهودات وإمكانيات االستثمار العمومي.
وفضال عن خلق قاعدة بيانات خاصة بالمشاريع ،يتعين وضع نظام معلوماتي ألجل قيادة االستثمارات .وسيمكن هذا النظام
من جرد المشاريع التي تم الشروع فيها من قبل األجهزة العمومية بغرض تسهيل تتبعها ،وذلك حتى يتسنى لمختلف المتدخلين
الحصول على وضعية محينة وكاملة لتنفيذ المشاريع ،حسب كل قطاع وتنزيلها على مستوى التراب الوطني.
ومن شأن نظام معلوماتي خاص أن يمكن من التوفر على رسم شامل لخريطة المشاريع وخطة تقريرية
لنظام تدبير االستثمارات العمومية يحدد كافة مراحل دورة حياة المشاريع .كما أن هذا النظام سيساعد على
تعزيز الشفافية والمحاسبة من خالل تتبع مساطر اختيار وتقييم مشاريع االستثمار العمومي.
ضرورة تعزيز التقييم القبلي لمشاريع االستثمار
يستلزم التقييم القبلي وفعالية طرق االختيار خبرة وتموقعا تنظيميا مناسبا للجهة المكلفة بهذا النشاط ،وذلك لضمان استقالليتها
وموضوعية أشغالها.
ويتسم اإلطار المؤسساتي الحالي بإحداث وحدة بمديرية الميزانية مكلفة باالستثمار العمومي على صعيد وزارة االقتصاد
والمالية ،إضافة إلى الوحدات المكلفة ،على مستوى مختلف الوزارات ،بتنفيذ اإلطار المرجعي لتقييم المشاريع.
ويتم تحديد أولوية المشاريع ،في بعض الدول ،من خالل طلبات تقديم مشاريع أو طلبات إبداء االهتمام حيث يتم فحص نتائجها
من طرف خبراء مستقلين يصدرون رأيا يعتمد كأساس التخاذ قرارات التمويل .وفي حاالت أخرى ،يتم انتقاء المشاريع من
طرف لجان تضم خبراء يقومون بمراجعة طرق تقييم المشاريع ويضعون مقترحاتهم لدى السلطات التخاذ القرار النهائي.
في نفس السياق ،أكدت المذكرات التوجيهية التي يصدرها رئيس الحكومة ،في أكثر من مناسبة ،على أن ينجز اآلمرون
بالصرف دراسات قبلية لمشاريع االستثمار وتحديد مردوديتها السوسيو-اقتصادية وتكاليفها وآجال تنفيذها وآليات تمويلها
وأثرها على تحسين ظروف عيش المواطنين.
كما ال يمكن غياب إطار قانوني يؤسس لضرورة اللجوء إلى تقييم قبلي وبشكل منتظم لمشاريع االستثمار العمومي الكبرى،
باعتماد منهجية ومرجعية موحدة تستجيب لخصوصية تدبير قطاعات األنشطة ،من تحديد وجاهتها وتوفير معلومات حول
نتائجها وآثارها المتوخاة.
وفي معرض جوابها ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أن التوصيات المتعلقة بإحداث قاعدة بيانات خاصة بالمشاريع
ونظام معلوماتي لتدبيرها وكذا تعزيز التقييم القبلي لمشاريع االستثمار ،تندرج في إطار إصالح نظام تدبير
االستثمارات العمومية الذي يشكل ورشا إصالحيا قيد التنفيذ ،حيث يشمل هذا اإلصالح مجموعة من التدابير من بينها
اعتماد إطار النتقاء المشاريع االستثمارية ذات األولوية وإحداث نظام معلوماتي متكامل يضم قاعدة بيانات للمشاريع
االستثمارية.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي:
مواصلة الجهود لتطهير بنود ميزانية االستثمار من خالل تحديد وإعادة تصنيف النفقات التي ال تتوفر على -
مواصفات تمكن من اعتبارها نفقات االستثمار؛
تعزيز آلية حكامة التحويالت واإلعانات التي تقدمها الدولة للمؤسسات العمومية لتحسين نجاعة نفقات -
االستثمار؛
إعادة النظر في بنية نموذج الميزانية لضمان مزيد من المقروئية للمجهود االستثماري لميزانية الدولة؛ -
وضع أدوات وهياكل للتنسيق بين الوزارات موجهة نحو السياسات العمومية بدال من هياكل كل وزارة ،وذلك -
من أجل ضمان التنسيق بين البرامج المقررة في الميزانية وهذه السياسات؛
وضع إطار مؤسساتي وقانوني للتقييم القبلي لمشاريع االستثمار العمومية واعتماد منهجية موحدة تستجيب -
لخصوصية وشروط تدبير القطاعات اإلنتاجية؛
خلق دينامية جديدة لدى الجهة المكلفة باالستثمار العمومي على مستوى إعداد محفظة مشاريع االستثمار -
وانتقائها وتحديد األولويات والتتبع والمراقبة؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2618
إنشاء بنك شامل للمشاريع وقاعدة بيانات متعلقة بمشاريع االستثمار مدعومة بنظام معلوماتي للتتبع -
والمساعدة على اتخاذ القرار.
تعتبر الهيئة المغربية لسوق الرساميل ( )AMMCالهيئة المشرفة على سوق الرساميل التي نتجت عن تحول مجلس القيم
المنقولة ( ،)CDVMوهي شخص معنوي عمومي يتمتع باالستقالل المالي .وقد شرعت في مزاولة نشاطها في فبراير
،2016بعد دخول القانون رقم 43.12المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل حيز التنفيذ ،حيث حدد مهامها فيما يلي:
-التأكد من حماية االدخار الموظف في األدوات المالية؛
-السهر على المساواة في التعامل مع المكتتبين والشفافية ونزاهة سوق الرساميل وعلى إخبار المستثمرين؛
-التأكد من حسن سير سوق الرساميل والسهر على تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية؛
-السهر على مراقبة نشاط مختلف الهيئات واألشخاص الخاضعين لمراقبتها؛
-التأكد من احترام األشخاص والهيئات الخاضعين لمراقبتها لألحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بمكافحة غسل
األموال؛
-المساهمة في النهوض بالتربية المالية للمدخرين؛
-مساعدة الحكومة في تنظيم سوق الرساميل.
يتولى تدبير الهيئة رئيس وتتكون أجهزتها من مجلس إدارة ومجلس تأديبي.
وركزت مهمة المجلس األعلى للحسابات على تقييم أداء الهيئة في االضطالع بمهامها الرئيسية ،المتعلقة أساسا بإصدار
االعتمادات والمراقبة وإنجاز التحقيقات وتطبيق العقوبات والتربية المالية والتطوير التنظيمي .كما شملت تقييم تدبير الموارد
التي خصصتها الهيئة لتفعيل هيكلتها الجديدة.
أوال .على مستوى ممارسة مهام الهيئة
إصدار االعتمادات والتأشيرات
تتوزع االعتمادات التي تصدرها الهيئة بين التأشير على العمليات المالية واعتماد األدوات المالية باإلضافة إلى اعتماد
المتدخلين.
التأشير على العمليات المالية أ.
نظام تقنين مالي في طور االستجابة للمعايير الدولية
تتأثر جودة مراقبة المعلومات المالية بضعف تقنين مستقل للمدققين الخارجيين ،باإلضافة إلى عدم تأطير وتفعيل تدبير المخاطر
بشكل كامل .كما أن المعايير المستعملة لتقييم المعلومات المالية تفتقر إلى الدقة في غياب دالئل عملية تتعلق بالعمليات المالية.
وقد أوضحت الهيئة المغربية لسوق الرساميل أنه قد تم تحيين وتفعيل هذا النظام بواسطة الدورية رقم 03/19في
يوليوز ،2019مضيفة أنه قد تمت مؤخرا تكملة هذه اإلجراءات بالتعديل األخير للقانون المتعلق بشركات المساهمة
الذي يرمي بشكل خاص إلى تمتين نظام حماية المستثمرين.
أدوات عمل محدودة
يتم التأشير على العمليات المالية في غياب مساطر محينة ودالئل للتحليل باإلضافة إلى اعتماد نظام معلوماتي غير مالئم.
أشارت الهيئة إلى أنها بصدد إتمام تحيين المساطر وأدوات العمل ،والذي شرع فيه فور تفعيل النظام الجديد لدعوة
الجمهور لالكتتاب على إثر نشر الدورية رقم .03/19
توثيق غير كاف لألشغال مع لجوء محدود إلى التحقيقات
سجل ،على هذا المستوى ،احترام جزئي للمساطر ونقص في توثيق عمل المحللين الماليين الذي ال يخضع إلى نظام لتقييمه.
كما تم تسجيل اللجوء المحدود إلى آليات التحقيق المتاحة للهيئة مع ضعف تطبيق بعض أنواع المراقبة (دراسة مدى وجاهة
2619 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
واتساق المعلومات الخاصة بالمستثمرين و التحقق من أن المتدخلين الذين طلبوا اعتمادهم لديهم الضمانات الكافية من حيث
تنظيم شركاتهم والوسائل التقنية والمالية التي تتوفر عليها والتجربة المكتسبة لدى مسيريها )...فضال عن غياب شبه كلي
للمراقبة على هيئات االستشارة.
وتعتبر الهيئة أن ورش مراجعة وتحديث المساطر ،الذي يوجد قيد اإلتمام ،من شأنه أن يسمح باألخذ في االعتبار
الجوانب التي لم تعد متماشية مع تطور السوق واألنظمة القانونية .كما أنها أعدت مشروع دورية لتأطير مهنة هيئات
االستشارة ،وجهت ،من أجل المصادقة ،إلى وزارة االقتصاد والمالية ،على أن يتم نشرها في الجريدة الرسمية.
ب .اعتماد األدوات المالية
مساطر غير معتمدة وتوثيق محدود لألشغال
تم تطوير معظم المساطر المتعلقة بهذا النشاط بشكل متأخر خالل سنتي 2019و .2020وما تزال هذه المساطر غير معتمدة
بشكل رسمي من طرف الهيئة .زيادة على ذلك ،فإن أشغال فحص طلبات االعتماد ال يتم توثيقها بشكل كافٍ مما ال يمكن من
التعرف على محتواها.
وقد أوضحت الهيئة أنها أطلقت عددا من المشاريع البنيوية ،من بينها إعادة هيكلة مرجعها الوثائقي والذي سيتم إنهاؤه
خالل الثلث األول من سنة .2023
اعتماد األدوات المالية ومنح التراخيص في حاجة لمزيد من التطوير
بالنسبة لألدوات المالية فقد تم اعتماد بعضها دون التحقق من قدرات طالبيها .وفيما يتعلق بالتراخيص ،فقد تم منح بعضها
لصناديق تبين أن الشركات المدبرة لها ال تستجيب لشرط حصرية نشاطها في تدبير الهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم
المنقولة ،خالفا لما تتطلبه القوانين الجاري بها العمل ،وخاصة المادة 23من الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم
1.93.213صادر في 21سبتمبر 1993يتعلق بالهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم المنقولة والمادة 39من القانون
رقم 33.06المتعلق بتسنيد األصول.
في هذا الصدد ،أشارت الهيئة المغربية لسوق الرساميل إلى أنها تمكنت من جعل الفرق المكلفة بمراقبة قطاع تدبير
األصول تتخصص حسب نوع األدوات الخاضعة لإلشراف ،مضيفة أن اإلجراءات التي يتم تنفيذها في إطار منح
التراخيص أصبحت ممركزة في نفس المصلحة مما مكن من تبسيط القواعد الشكلية لتوثيقها.
محدودية التحقق البعدي لالعتمادات وعدم تتبع اآلجال القانونية
يهدف التحقق البعدي إلى التأكد من أن المستندات المدلى بها تتوافق مع المشاريع المصادق عليها .غير أن هذا التحقق ال
يمارس على نحو كاف .زيادة على ذلك ،فإن تتبع اآلجال القانونية التي تخضع لها الهيئة ال يتم بشكل مالئم من أجل ضمان
احترامها وتفادي كل متابعة قضائية بشأنها.
وقد أوردت الهيئة في هذا اإلطار أنه ،ومن أجل إشراف أفضل خصوصا على شركات التسيير والصناديق المسيرة،
تم إنشاء فرق متخصصة في المراقبة بعين المكان ،وأخرى متخصصة في الترخيص والتتبع.
ج .اعتماد المتدخلين
اختالف أنظمة اعتماد شركات تدبير هيئات التوظيف الجماعي
بالنسبة لهيئات التوظيف الجماعي العقاري ( ،)OPCIفإن منح وسحب االعتماد يعود إلى الهيئة المغربية لسوق الرساميل في
حين يندرج هذا االختصاص ،بالنسبة لهيئات التوظيف الجماعي للرأسمال ( ،)OPCCضمن مسؤولية اإلدارة (الوزارة
المكلفة بالمالية) بناء على رأي الهيئة المغربية لسوق الرساميل .أما بخصوص الهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم
المنقولة ( ،)OPCVMفال يوجد أي نظام العتماد المتدخلين في هذا النوع من األنشطة .وألجل توحيد أنظمة اعتماد شركات
تدبير هيئات التوظيف الجماعي ،فإن بعض القوانين ،كتلك المتعلقة بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة وكذا بهيئات
التوظيف الجماعي للرأسمال ،توجد في طور التعديل.
منظومة مساطر في حاجة إلى استكمالها
لم يتم وضع مساطر بشأن اعتماد بعض الفئات من شركات تدبير هيئات التوظيف الجماعي خصوصا هيئات التوظيف
الجماعي العقاري ( )OPCIوصناديق التوظيف الجماعي للتسنيد ( )FPCTباإلضافة إلى قصور في وضع معايير رسمية
ومعتمدة من أجل تقييم وسائل الشركات التي تطلب االعتماد .كما أن معالجة طلبات االعتماد تتم خارج النظام المعلوماتي
( )SESAMمما يؤدي إلى ضعف تتبع آجال هذه المعالجة.
بهذا الخصوص ،أوضحت الهيئة أن إعادة هيكلة المرجع الوثائقي قد شكل واحدا من بين المشاريع البنيوية التي أطلقتها
الهيئة بعد تبني نظامها العام .وقد مكن هذا المشروع ،حسب الهيئة ،من وضع خريطة كاملة لمساطر الهيئة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2620
لم تنجز الهيئة افتحاص النظام المعلوماتي للبور صة بشكل كاف على الرغم من انتقال هذه األخيرة إلى العمل بنظام جديد
للتداول وأهمية هذا النظام في تدبير أنشطتها.
كما أن الهيئة لم تقم بالتتبع الالزم لدفتر التحمالت الموقع بتاريخ 16يونيو 2016بين الوزارة المكلفة بالمالية والشركة
المسيرة لبورصة الدار البيضاء ،وذلك على الرغم من تكليفها بهذا التتبع في القانون رقم 19.14سالف الذكر .ذلك أن دفتر
التحمالت لم يخضع للتدقيق إال سنة 2020بمناسبة مهمة تفتيش لبورصة الدار البيضاء.
د .المراقبة بعين المكان
عدم انتظام مهمات التفتيش
تعرف أشغال التفتيش والزيارات إلى عين المكان تفاوتا كبيرا في توزيع عددها بين السنوات .فمن بين 76مهمة تم إنجازها
منذ سنة ،2013فإن 13منها تمت في سنة 2013و 8في سنة 2014و 7مهمات في سنة ،2015ليعرف ،بعد ذلك ،هذا
العدد تراجعا منذ سنة 2016التي شهدت إنجاز مهمتي تفتيش عام فقط ،مقابل مهمة واحدة سنة .2017
غياب منهجية مراقبة معتمدة على المخاطر
تعتمد برمجة مهمات التفتيش أساسا على منطق التناوب دون األخذ بعين االعتبار للمخاطر بشكل كاف ،حيث يالحظ غياب
تخطيط رسمي يستحضر المخاطر المستهدفة خالل مرحلة اإلعداد وتحديد أهداف المراقبة المنبثقة عن المخاطر الرئيسية.
أفادت الهيئة المغربية لسوق الرساميل بهذا الخصوص أنه تمت المصادقة وإضفاء الطابع الرسمي على مخطط سنوي
لعمليات التفتيش من طرف لجنة داخلية أحدثت لهذا الغرض (لجنة تتبع المراقبات).
تأخر في تبليغ التقارير
تستغرق أغلب المهمات مدة طويلة إلنجازها ،حيث أن %70من التقارير لم يتم تبليغها في الوقت المناسب إلى الجهات التي
شملها التفتيش .وتراوحت مدة التأخير في التبليغ بين سنة وثالث سنوات ،كما أن المعلومات واألحداث التي وقعت إلى حدود
تاريخ إعداد التقارير ال يتم أخذها بعين االعتبار .باإلضافة إلى ذلك ،فإن التقارير المشتملة على توصيات يتم تبليغها بشكل
متأخر بعد نهاية الفترة المعنية بالتفتيش ،وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على تفعيلها ويفقدها فائدتها.
غياب التتبع البعدي لمهمات التفتيش
ال يحتل التتبع البعدي مكانة مهمة ضمن أعمال المفتشين ،كما أن أنشطة التتبع التي تقوم بها الهيئة غير كافية من أجل تمكينها
من تقييم مدى معالجة النقائص التي تم تسجيلها .وتكتفي الهيئة ،في هذا الصدد ،بالتخطيط لمهام التتبع البعدي من أجل التحقق
من إنجاز خطة العمل المتفق عليها.
مراقبة السوق
محدودية مجال التدخل
يقتصر مجال المراقبة على قطاع البورصة وال يغطي باقي األسواق ،السيما سوق الدين وسوق العمليات التفاوضية خارج
البورصة .وال تخضع هذه األسواق لمراقبة الهيئة نظرا للخصاص في األدوات والمهارات الالزمة لتأطير هذه األنشطة.
في هذا اإلطار ،أوضحت الهيئة أن مجموعة عمل تضم األطراف المعنية (وزارة المالية وبنك المغرب والهيئة
المغربية لسوق الرساميل) بصدد االشتغال على مشروع تأطير وإشراف متعلق بسوق الدين العام والخاص.
تدبير غير مؤطر للحاالت المشتبه بها
لم يتم وضع قواعد مؤطرة لعمليات اكتشاف وتكييف الحاالت المشتبه فيها التي من شأنها أن تشكل مخالفات في البورصة.
فمجمل المساطر التي تم وضعها سنة 2018تبقى ذات طابع عام ،حيث ال توضح مراحل المراقبة وأهم مخرجاتها كما أنها
ال تحدد معايير لتقييم االنحرافات المكتشفة.
التحقيقات
ضرورة إضفاء الرسمية على المساطر المعمول بها
ال يتم استيفاء بعض العناصر األساسية المتعلقة بعملية التحقيق ،ويتعلق األمر أساسا بعدم تقديم تقرير التحقيق وعدم تحرير
محضر جلسة االستماع وغياب سجل تتبع آجال إرسال ملفات التحقيق إلى المجلس التأديبي وتبليغ االستدعاء لحضور جلسات
االستماع ،وذلك على الرغم من أن القانون رقم 43.12سالف الذكر يحدد آجاال لهذه اإلجراءات.
بخصوص هذه النقطة ،أوضحت الهيئة أنه تم ،منذ إعادة تنظيم الهيئة سنة ،2018وضع مساطر داخلية إضافية قصد
تعزيز القواعد الشكلية مثل تلك المتعلقة بقرارات فتح وإغالق التحقيقات.
سير التحقيقات في حاجة إلى التحسين
تتسم أعمال البحث والتقصي والتحقيقات المنجزة بالمحدودية ،حيث إن بعض التحقيقات تحفظ بسرعة دون األخذ باالعتبار
العديد من الوقائع التي كانت أساس فتح التحقيق .كما أن شروط إغالق التحقيق ومعاييره وكذا قرار عدم إرساله إلى المجلس
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2622
التأديبي غير واضحة .فقد تم حفظ بعض ملفات التحقيق على الرغم من أن مقتضيات المادة 18من القانون رقم 43.12تنص
على أن رئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل "( )...يرفع الى السلطة القضائية المختصة ،بعد استطالع رأي المجلس
التأديبي ،كل الوقائع التي عوينت من طرف الهيئة المغربية لسوق الرساميل والتي تشكل مخالفات لهذا القانون أو للنصوص
التشريعية (.")...
العقوبات
عدم البت في الجنح المتعلقة بالبورصة مما أدى إلى تقادمها
على إثر نشر النظام العام للهيئة المغربية لسوق الرساميل في مايو ،2017تم تفعيل مقتضيات القانون رقم 43.12ومعها
تفعيل المجلس التأديبي.
وهكذا ،وبالنسبة لسنتي 2016و( 2017إلى غاية شهر مايو )2017التي لم يكن خاللهما المجلس التأديبي مفعال ،قام المجلس
اإلداري للهيئة ،عوضا عن المجلس التأديبي ،بفحص ملفات التحقيق والبت في مسألة إحالة الوقائع التي يمكن أن تصنف
كمخالفات جنائية على القضاء .وتبين من خالل دراسة أعمال المجلس اإلداري خالل الفترة المذكورة أن السلطة العقابية
المخولة للهيئة المغربية لسوق الرساميل لم يتم تفعيلها بشكل كافٍ ،إذ لم يتم اتخاذ أي تدبير تصحيحي خالل هذه الفترة ولم
يتم تحريك أي مسطرة إحالة .كما أن المجلس اإلداري للهيئة في اجتماعه المنعقد بتاريخ 10مارس ،2016الذي تسلم خالله
الملفات المعروضة على آخر اجتماع للمجلس اإلداري لمجلس القيم المنقولة ،لم يبت في القضايا العالقة مما أدى إلى تقادم
مجموعة من الجنح المتعلقة بالبورصة.
الحاجة إلى مالءمة السقف المحدد للعقوبات المالية
ينص القانون رقم 43.12على أن مبلغ العقوبة المالية ،التي يمكن أن يصدرها رئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل في
حالة اإلخالالت ،ال يمكن أن يتجاوز 200.000درهم لكل قرار ،باستثناء الحالة الخاصة المتعلقة بتحقيق أرباح والتي قد
تصل العقوبة بشأنها إلى خمسة أضعاف هذه األرباح .وهكذا ،فإن هذا السقف ( 200.000درهم) ال يشكل أداة ردع كافية،
بالنظر إلى حجم األنشطة ومبالغ المعامالت المتداولة في أسواق الرساميل.
وقد أوضحت الهيئة أن هذه األسقف ستكون موضوع تحليل في إطار التعديل القانوني المقبل.
ضرورة اعتماد أساس قانوني بشأن بعض اإلخالالت
لقد تم رصد بعض اإلخالالت التي لم يتمكن المجلس التأديبي من اقتراح العقوبة المالئمة بشأنها بسبب غياب األساس القانوني
المناسب .ومن أكثر األمثلة تكرارا بهذا الخصوص ،تلك المتعلقة بعمليات إعادة الشراء وإقراض السندات ،والتي ال ترتب
النصوص القانونية المتعلقة بها عقوبات في حالة عدم احترام مقتضياتها .وينطبق الشيء نفسه على القواعد التي يسنها نظام
الوديع المركزي ،والتي ال يترتب عن مخالفتها أي عقوبة.
وتجدر اإلشارة إلى أن اإلخالالت المتعلقة بهذه المقتضيات صدرت بشأنها عقوبات في إطار النظام العام لمجلس القيم المنقولة
سابقا دون اعتماد مقتضيات مماثلة من حيث العقوبة في النظام العام للهيئة المغربية لسوق الرساميل التي حلت محله.
أوضحت الهيئة على أنه تم إدراج مقتضيات متعلقة بالعقوبات عبر تعديل القانون المتعلق بإقراض السندات ،على أن
يتم إدراج مقتضيات أخرى الحقا ال سيما عبر مشروع تعديل القانون المتعلق بالهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي
للقيم المنقولة".
تأسيسا على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الهيئة المغربية لسوق الرساميل بما يلي:
تعزيز المراقبة بعين المكان وتأطير مسلسلها من أجل إصدار التقارير وإنجاز اإلجراءات المترتبة عنها في -
الوقت المناسب؛
تطوير التتبع والمراقبة البعدية للتراخيص واالعتمادات. -
مؤطرة بالشكل الكافي ،حيث إن المقتضيات القانونية سالفة الذكر تتضمن معايير ذات طابع عام يتعين إتمامها بتأطير مناسب
لهذه العملية.
تنظيم ال يتيح التنسيق الكافي بين البنيات اإلدارية للهيئة
إن الهيكل التنظيمي الذي اعتمدته الهيئة ،في سنة ،2018ال يتيح تنسيقا كافيا وتبادال للمعلومات بين أجهزة الهيئة بشأن
األنشطة المرتبطة بمهامها .وهكذا ،فإن بعض المعلومات المتوفرة لدى بعض البنيات اإلدارية ال يتم تقاسمها مع بنيات أخرى
يمكن أن تفيدها في تنفيذ أمثل ألنشطتها .باإلضافة إلى ذلك ،تم إحداث بنيات جديدة دون موافقة المجلس اإلداري للهيئة (مثل
قسم التواصل والعالقات الدولية) وكذا التأخر في شغل بعض مناصب المسؤولية (مثل رئيس قسم تطوير الموارد البشرية
ورئيس قسم هيئات التوظيف الجماعي للرأسمال ( )OPCCورئيس قسم هيئات التوظيف الجماعي العقاري ( ))OPCIالتي
تظل شاغرة لفترات تتراوح بين سنة وثالث سنوات ،مما قد يؤثر على السير العادي ألنشطة الهيئة.
الرقابة الداخلية والتدقيق الداخلي
الحاجة إلى تطوير نظام الرقابة الداخلية
ظل نظام الرقابة الداخلية وإدارة المخاطر محدودا لفترة طويلة ،ويرجع ذلك أساسا إلى عدم نشر خريطة المخاطر وعدم
تحيينها من جهة ،والتخلي عن نظام إدارة الجودة ) ،(QMSفي سنة ،2015من جهة أخرى.
باإلضافة إلى ذلك ،وخالل سنة ،2019تم إطالق عملية لتطوير نظام الرقابة الداخلية للهيئة مستوحى من المعايير الدولية في
هذا المجال؛ بيد أن هذه العملية لم تحظ سوى باهتمام محدود نسبيا سواء من لدن المجلس اإلداري للهيئة على مستوى اإلشراف
أو من طرف لجنة المخاطر والرقابة الداخلية على مستوى القيادة.
غير أن مصادقة المجلس اإلداري في 2يونيو 2021على ميثاق للرقابة الداخلية والذي يتضمن تحديد المبادئ واإلطار
التنظيمي وكذلك التدابير الدنيا لسير نظام الرقابة الداخلية بالهيئة ،من شأنه أن يساهم في تطوير نظام يستجيب للمعايير الدولية.
أنشطة محدودة في مجال التدقيق الداخلي
ال تعتمد أعمال التدقيق الداخلي للهيئة مقاربة قائمة على أساس المخاطر ،إذ تتجه أساسا نحو مهام رقابة االلتزام المتعلقة
بتدقيق مطابقة وشرعية أعمال األجهزة (المجلس اإلداري والمجلس التأديبي) وبعض األنشطة الجارية األخرى كمراقبة
احترام القواعد األخالقية وتدقيق الصفقات.
النظم المعلوماتية
مخطط مديري طموح مقابل وتيرة تنفيذ بطيئة
تتسم وتيرة تنفيذ المخطط المديري ألنظمة المعلومات ) (SDSIبالبطء .وقد تم وضع هذا المخطط في سنة 2018ليغطي
الفترة ،2022-2019حيث تضمن 36مشروعا لم يتم ،إلى غاية 30يونيو ،2022استكمال سوى %56منها ،فيما تعرف
مشاريع أخرى ذات طابع استعجالي تأخرا في التنفيذ ،مثل مشروع – SESAMالمرحلة األولى والمرجع الوثائقي الداخلي
ومشروع ،GED/BPMوالتطبيق المعلوماتي ،MDMوكذا ،ERPإلخ ،مما أثر على تحقيق األهداف المحددة له .كما أن
تأخر تنفيذ مشروع التطبيق المعلوماتي " "SESAMالذي كان مبرمجا بين 2017و 2020والموجه إلى دعم المهن الرئيسية
للهيئة ،قد ساهم في تأخير بلوغ الهيئة أهدافها المتعلقة بالتطوير المهني لوظائفها.
أوضحت الهيئة أنه تم إنجاز المرحلة 1من مشروع SESAMسنة ،2021على أن يتم إنجاز مراحل أخرى إلتمام
المشروع برمته .أما بالنسبة للمشاريع األخرى المذكورة ،فقد تم إنجازها أو سيتم إنجازها إلى غاية نهاية هذه السنة،
باستثناء مشروع إدارة المستندات اإللكترونية ) (GEDوالذي سيُطلق خالل الربع األخير من سنة .2022
تتبع وترتيب األولويات غير كافيين
أدى العدد المهم من المشاريع التي تتطلب تعبئة الموارد المرتبطة بمهن الهيئة ونظم معلوماتها وكذا مخاطر التنفيذ المرتبطة
بها إلى عدم تمكنها من ترتيب األولويات ضمن هذه المشاريع بهدف اختيار أهمها وضمان تنفيذها.
وفي سنة ،2019تم إحداث لجنة خاصة تعنى بترتيب األولويات ،لكن الوضع لم يتحسن على الرغم من التوصيات التي
وجهتها هذه اللجنة إلى المجلس اإلداري للهيئة بهذا الشأن.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس الهيئة المغربية لسوق الرساميل بما يلي:
تحديد وتأطير عملية انتقاء األعضاء المعينين بصفة شخصية في المجلس اإلداري وأعضاء المجلس التأديبي -
مع تعزيز تشكيلة هذا األخير؛
تحسين التنسيق بين مختلف بنيات الهيئة بهدف استخدام أمثل للمعلومات المتاحة لها ،باالرتكاز أساسا على -
نظام معلوماتي يحقق هذه الغاية؛
العمل على تطوير نظام الرقابة الداخلية لالستجابة أكثر للمعايير الدولية في هذا المجال؛ -
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2624
توسيع مجال التدقيق الداخلي ،على المستوى العملي ،ليشمل مختلف أنشطة الهيئة زيادة على مهام مراقبة -
المالءمة التي يقوم بها وذلك بنا ًء على تحليل المخاطر المرتبطة بهذه األنشطة؛
تسريع تنفيذ المشاريع المتعلقة بنظم المعلومات من خالل إعطاء األولوية للنظم األكثر دعما لألنشطة -
الرئيسية للهيئة.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن المجلس األعلى للحسابات يوصي الهيئة المغربية لسوق الرساميل بما يلي:
تسريع اعتماد مجموعة المراجع المتكونة من مساطر رسمية ومعدلة بانتظام ودالئل عملية مختصة تغطي -
جميع العمليات المتعلقة بأعمال الهيئة ،ال سيما االعتمادات والتراخيص والمراقبة والتحقيقات والعقوبات؛
تحسين عمليات توثيق أنشطة الهيئة وتتبعها بما يسمح بالتوحيد والرقابة والمراجعة؛ -
تطوير تدبير المخاطر من خالل وضع خرائط للمخاطر والعمل على تحيينها بانتظام بهدف ترشيد أمثل ألنشطة -
الهيئة.
قطاع الصحة
يعتبر تطوير المنظومة الصحية ببالدنا أولوية رئيسية ،تجسدت من خالل إطالق ورش مجتمعي كبير يهدف إلى تعميم الحماية
االجتماعية.
ومن أهم محاور هذا الورش المهيكل تنمية الموارد البشرية لقطاع الصحة ،والتي تشكل الركيزة األساسية لتطوير العرض
الصحي وتجويد الخدمات المقدمة في هذا اإلطار واالستجابة ،بالتالي ،لحاجيات المواطنين.
وفي سياق سعيها لتحسين هذه المنظومة وتوفير الخدمات العالجية للمواطنين بالجودة المطلوبة ،أطلقت السلطات الحكومية
المعنية ،منذ عدة سنوات ،مجموعة من البرامج الوطنية التي تستهدف الوقاية من مجموعة من األمراض المزمنة ،ومن بينها
تلك المرتبطة بارتفاع ضغط الدم باعتباره أحد األمراض األكثر انتشارا خاصة لدى بعض الفئات العمرية.
وترتبط نجاعة المنظومة الصحية باعتماد مجموعة من التدابير واإلجراءات ،وفي مقدمتها إرساء نظام فعال للمراقبة الصحية
واإلنذار المبكر والذي يمكن ،وفي الوقت المناسب ،من رصد المخاطر الصحية وتتبع مؤشرات األمراض ذات األولوية،
تفاديا لكل انعكاسات غير محمودة على صحة األفراد .وقد أظهرت األزمة الصحية األخيرة الحاجة الملحة لتطوير هذا النظام
كآلية استباقية تتيح رصد المخاطر وتطويقها بفعالية ونجاعة واتخاذ اإلجراءات القمينة بحماية صحة المواطنين.
ويكتسي النهوض بقطاع الصناعة الدوائية ببالدنا ،باعتباره قطاعا حيويا واستراتيجيا ،أهمية كبرى ضمن المنظومة الصحية
من أجل توفير أدوية ذات جودة وبأثمنة تسهل الولوج إليها في إطار التجسيد الفعلي للحق في الصحة لكافة المواطنين.
وعطفا على ما سبق ،فقد أنجز المجلس األعلى للحسابات ،خالل سنة ،2021أربع مهمات رقابية ذات صلة بقطاع الصحة،
تناولت الجوانب التالية:
الموارد البشرية بوزارة الصحة؛ -
منظومة األدوية :عمليات اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد ثمن بيع األدوية؛ -
البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم؛ -
نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر والسريع. -
2625 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
تشكل الموارد البشرية الصحية أساس أي منظومة صحية والمحرك الرئيسي لنجاعتها وتطويرها وإصالحها .وقد حددت
منظمة الصحة العالمية عتبة كثافة العاملين الصحيين في 4,45عامال صحيا لكل ألف نسمة ،وذلك لتوفير تغطية مالئمة
للساكنة فيما يخص العالجات األساسية ،ال سيما منها الضرورية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة .ويبقى مستوى
التغطية في المغرب منخفضا مقارنة بهذه العتبة ،حيث ال يتجاوز معدل التغطية 1,64عامال صحيا لكل ألف نسمة ،مع وجود
تباينات بين مختلف الجهات.
ويشكل مهنيو الصحة التابعون للوزارة المكلفة بالصحة مكونا أساسيا في منظومة العالجات الوطنية وإحدى الرافعات لتحقيق
تغطية جيدة للسكان .ففي سنة ،2021بلغ عدد موظفي الوزارة 53.478موظفا ،من بينهم 49.612موظفا في وضعية القيام
بالوظيفة في مختلف الهياكل التابعة لـلوزارة ،موزعة بين 9.422إطارا طبيا و 30.199إطارا ممرضا و 9.991إطارا إداريا
وتقنيا.
وقد تم تحقيق إنجازات مهمة ،خالل العقد الماضي ،فيما يخص تطوير عرض العالجات الصحية لضمان ولوج الساكنة
للرعاية الصحية سواء على مستوى البنيات التحتية أو التغطية الصحية ،وذلك من خالل إنشاء مرافق صحية جديدة وتعميم
التغطية الصحية .غير أن تحقيق هذه الدينامية يستدعي توفير األطر الطبية والتمريضية الضرورية من حيث العدد ومالءمتها
مع احتياجات الساكنة ،باإلضافة إلى إدارتها بشكل يمكن من توقع تطوراتها المستقبلية.
وفي هذا الصدد ،أفادت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أن تحقيق هذه الدينامية يتم في حدود اإلمكانيات المتوفرة
من المناصب المالية المتاحة ،والخريجين المتوفرين في سوق الشغل ،وبتنسيق مع مختلف القطاعات الوزارية ذات
الصلة.
وتهدف مهمة المراقبة التي أنجزها المجلس األعلى للحسابات التأكد من أن الوضعية الراهنة لألطر الصحية للوزارة تمكن
من االستجابة بشكل فعال لالحتياجات الحالية والمستقبلية للساكنة .وقد شملت المهمة الفترة الممتدة ما بين سنتي 2010
و.2021
أوال .لمحة عامة عن كثافة العاملين الصحيين على المستوى الوطني
تطور طفيف نحو تحسين كثافة العاملين الصحيين
انتقل عدد األطباء على المستوى الوطني من 19.444طبيبا ،موزعة بين 11.510طبيبا في القطاع العام و 7.934طبيبا في
القطاع الخاص ،سنة ،2011إلى 25.575طبيبا ،موزعة بين 11.953طبيبا في القطاع العام و 13.622طبيبا في القطاع
الخاص ،سنة .2020أما فيما يخص الممرضين وتقنيي الصحة (في القطاع العام) فقد انتقل عددهم من 29.025إلى 33.837
ممرضا وتقني صحة خالل نفس الفترة.
وبذلك ،لم تشهد كثافة العاملين الصحيين لكل 10.000نسمة تحسنا ملحوظا خالل العقد الماضي ،حيث ارتفع المعدل من
15,1سنة 2011إلى 16,4سنة ،2020بزيادة طفيفة قدرها 1,3نقطة ( .)+%9ويرجع هذا التطور بشكل رئيسي إلى زيادة
كثافة األطباء التي ارتفعت من 6,1إلى 7,1خالل نفس الفترة ،نظرا الرتفاع كثافة أطباء القطاع الخاص من 2,5إلى 3,8
وعلى عكس ذلك ،تراجعت كثافة أطباء القطاع العام من 3,6إلى 3,3خالل نفس الفترة.
وقد عزت الوزارة تراجع كثافة أطباء القطاع العام لعدم جاذبية القطاع خصوصا بالنسبة لألطباء العامين.
ضرورة التخفيف من الفوارق الجهوية
رغم التطور الطفيف الذي عرفته كثافة العاملين الصحيين على المستوى الوطني ،خالل الفترة الممتدة من 2011إلى ،2020
فإن هذا التحسن لم يسجل بشكل متكافئ بين مختلف الجهات .إذ شهدت هذه الكثافة زيادة واضحة في بعض الجهات ،مثل جهة
كلميم واد نون( )+% 79وجهة الداخلة واد الذهب ( ،)+158%وذلك نتيجة لمجهودات وزارة الصحة من أجل توسيع
العرض الصحي .لكن بالمقابل ،عرفت هذه الكثافة انخفاضا في بعض الجهات كما هو الحال بالنسبة لجهة الرباط سال القنيطرة
(7%ـ) وجهة بني مالل خنيفرة (%3ـ).
ويتأكد هذا الوضع ،بشكل أكبر ،من خالل مقارنة تطور كثافة العاملين الصحيين على مستوى الجهات بالمعدل الوطني .حيث
عرفت بعض الجهات تطورا ملحوظا تجاوز المعدل الوطني ،في حين تراجعت هذه الكثافة في جهات أخرى .ويتعلق األمر
بالخصوص بجهة بني مالل-خنيفرة التي عرفت سنة 2020كثافة بلغت 11,9عامال صحيا لكل 10.000نسمة ،في حين أن
المعدل الوطني بلغ ،16,4أي بفارق 4,5نقاط ،بينما لم يتجاوز هذا الفارق 2,7نقاطا سنة .2011
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2626
-يبلغ متوسط عدد األسرة لكل طبيب 5,17سريرا .وتتوفر خمس جهات على نسبة أعلى من المتوسط (كجهتي
الرباط سال القنيطرة ( )7,45ومراكش آسفي ( .))7,1أما على مستوى الجهات الجنوبية ،فتتراوح هذه النسبة بين
3,62في جهة العيون الساقية الحمراء و 1,29في جهة الداخلة وادي الذهب .وتظل الجهات األخرى في مستويات
قريبة من المتوسط الوطني؛
-يبلغ متوسط عدد الجراحين 3أطباء جراحين لكل غرفة عمليات .وتتواجد جميع الجهات في مستويات قريبة من
المتوسط الوطني ،باستثناء جهات كلميم واد نون والداخلة وادي الذهب والعيون الساقية الحمراء ،حيث تتراوح
هذه النسبة بين 4و 5جر احين لكل غرفة عمليات .وتوجد أقل المعدالت بجهة درعة تافياللت والجهة الشرقية،
وذلك بنسبة جراحين اثنين لكل غرفة عمليات؛
-يبلغ متوسط عدد أطباء التخدير واإلنعاش 6أطباء لكل سرير عناية مركزة .وتفتقر جهة طنجة تطوان الحسيمة
بشكل ملحوظ لهذه الفئة من األطباء (طبيب تخدير واحد لـكل 11سرير عناية مركزة).
ضرورة ترشيد تدبير الموارد البشرية الطبية المتاحة
في سياق يتسم بنقص الموارد البشرية الطبية التي تميز جل المؤسسات الصحية ،فإن ترشيد إدارة الموارد البشرية يستدعي
أساسا تدبيرا ناجعا للموارد البشرية المتاحة .إال أنه تم الوقوف على مجموعة من المالحظات في هذا الصدد ومن ضمنها ما
يلي:
-عدم توفر بعض المستشفيات على التخصصات المنصوص عليها في المرسوم رقم 2.14.562المتعلق بالمنظومة
الصحية وعرض العالجات ،نظرا لغياب أطباء في هذه االختصاصات أو عدم كفاية عددهم ،األمر الذي يجعل
من الصعب ضمان مداومة العالجات؛
-تعيين أطباء متخصصين في مؤسسات استشفائية ال تتوافق طبيعة اختصاصاتهم مع سلة العالجات الخاصة بها
كما هو منصوص عليه في اإلطار التنظيمي .ويتعلق األمر بـ 153طبيبا اختصاصيا في مستشفيات القرب و648
في المستشفيات اإلقليمية و 179في المستشفيات الجهوية.
وقد أوضحت الوزارة المكلفة بالصحة أن تعيين األطباء االختصاصيين يتم وفق المرسوم ( 2.14.562خصوصا
المرفق رقم 1الذي يحدد سلة العالجات حسب مستوى العالج) ،وأن التعيين يتم بالمراكز االستشفائية باستثناء بعض
التخصصات الطبية (مثل طب األطفال ،واألمراض الجلدية) التي تتواجد أيضا بالمراكز الصحية وذلك ألسباب
تنظيمية ،تهدف إلى تخفيف العبء على المراكز االستشفائية .وأضافت أن تواجد بعض االختصاصات من المستوى
الجهوي بالمراكز االستشفائية اإلقليمية راجع إلى أنها كانت تعتبر مراكز استشفائية جهوية قبل التقسيم الترابي الجهوي
لسنة .2015
-تعيين أطباء متخصصين في مراكز صحية من المفترض أن تكون ،حسب النصوص التنظيمية ،تحت إشراف
طبيب عام .ويتعلق األمر بما مجموعه 765طبيبا متخصصا في مختلف التخصصات؛
-وجود عدد مهم من األطباء في وضعية إلحاق أو الوضع رهن اإلشارة لدى مؤسسات أخرى ( 524طبيبا دون
احتساب األطباء الممارسين في المستشفيات الجامعية) وأطباء معينين في مهام إدارية في اإلدارة المركزية أو
المصالح الخارجية للوزارة ( 827طبيبا).
ضرورة ترشيد تدبير الموارد البشرية التمريضية
كما هو الحال بالنسبة لألطر الطبية ،فقد سجل تباين في توزيع الممرضين وتقنيي الصحة نتج عنه تباين بين الجهات في تغطية
السكان من قبل هذه الفئة من األطر .فمقارنة بالمتوسط الوطني ،والذي يبلغ 8,33ممرضا وتقني صحة لكل 10.000نسمة،
تتراوح كثافة هذه األطر بين ( 5,34أي ممرض وتقني صحة واحد لـكل 1.873نسمة) في جهة الدار البيضاء-سطات،
و( 24,96أي ممرض وتقني صحة واحد لكل 401نسمة) في جهة كلميم-واد نون.
وعلى مستوى التوزيع المجالي ،فقد سجل تمركز هذه األطر في المجال الحضري .فمن إجمالي 30.199ممرضا وتقني
صحة ،يوجد ( 24.477أي ،)%81,1في المجال الحضري ،مقابل 5.722فقط (أي )%18,9في المجال القروي.
ومن جهة أخرى ،سجل عدم التناسب بين األطر التمريضية والبنيات التحتية لعرض العالجات كما توضح ذلك الحاالت
التالية:
أسرة ،وتتراوح هذه النسبة ما بين 1و7
-يبلغ متوسط عدد الممرضين متعددي التخصصات ممرضا واحدا لكل ّ 4
حسب الجهات .وتسجل جهتا الرباط سال القنيطرة (ممرض واحد لـكل 7أسرة) والدار البيضاء سطات (ممرض
واحد لكل 6أسرة) أدنى المستويات من حيث هذه النسبة .وبالمقابل ،تتوفر الجهات الجنوبية على نسب عالية
تتراوح بين ممرض واحد لكل سريرين وممرض واحد لكل سرير .وتبقى الجهات األخرى في مستويات قريبة
من المتوسط الوطني؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2628
-يبلغ متوسط عدد ممرضي التخدير واإلنعاش 4ممرضين لكل غرفة عمليات ،مع وجود تفاوتات طفيفة نسبيا بين
الجهات .وتصبح هذه التفاوتات أكثر حدة عند احتساب هذا المتوسط بالنسبة لعدد أطباء التخدير واإلنعاش ،وهذا
راجع باألساس إلى ضعف وسوء توزيع هذه الفئة على مستوى الجهات.
-يبلغ متوسط عدد تقنيي األشعة 5تقنيين لكل طبيب أشعة ،مع وجود تفاوتات طفيفة بين الجهات (باستثناء جهة
كلميم واد نون التي تتوفر على نسبة 8تقنيين لكل طبيب أشعة) .وتصبح هذه التفاوتات أكثر حدة عند احتساب هذا
المتوسط بالنسبة لعدد غرف األشعة ،إذ تتراوح هذه النسبة بين 1و 15تقنيا لكل غرفة أشعة.
باإلضافة إلى ذلك ،سجل ضعف في ترشيد تدبير األطر التمريضية ،حيث تم تعيين عدد مهم ( 1.646ممرضا وتقني صحة،
أي أكثر من %5من مجموع هذه األطر) للقيام بمهام إدارية .كما تم تعيين مجموعة من تقنيي الصحة والتقنيين في الترويض
وإعادة التأهيل في تخصصات أخرى على مستوى مراكز صحية.
وقد أشارت الوزارة المكلفة بالصحة أن بعض التخصصات من األطر الصحية وتقنيي الصحة هي تخصصات إدارية
محضة مثل تقنيي اإلحصاء الصحي.
ثالثا .خصائص تطور الموارد البشرية الصحية
أدى نقص اإللمام بدينامية التغييرات التي تعرفها الموارد البشرية الصحية إلى تطورها ،خالل الفترة الممتدة ما بين 2011
و ، 2021في اتجاهات ال تساعد على تنميتها وتقليل الفوارق على عدة مستويات .فعلى الرغم من تزايد أعدادها بشكل عام،
فإن ذلك ال يتيح تغطية فعالة الحتياجات السكان .إذ يالحظ تعزيز للتخصصات غير ذات األولوية ،وتعزيز عرض للعالجات
ال يخدم تدعيم عالجات القرب .يضاف إلى ذلك ،أن اآلليات الكفيلة بإعادة توزيع الموارد البشرية بشكل متوازن ال يتم تفعيلها
بشكل مناسب مما يزيد من حدة التفاوتات.
تطور غير متناسب لعدد األطباء مقارنة بنمو السكان
عرف عدد األطباء التابعين للوزارة زيادة طفيفة ،منذ سنة ،2011إذ انتقل من 8.283إلى 9.422طبيبا في سنة ،2021
بمتوسط معدل نمو سنوي يقارب ،%1علما أن معدل الزيادة في عدد السكان هو %1,1خالل الفترة الممتدة ما بين 2010
و 2020وفقا لمعطيات المندوبية السامية للتخطيط .ويبقى هذا التطور لعدد األطباء غير كاف لتحسين التغطية الطبية للسكان
بالنظر للعجز الكبير في أعداد األطباء المتراكم على مر السنين .وبالتالي ،فإذا استمر تطور النمو الديمغرافي واألطر الطبية
للوزارة على نفس المنحى ،فقد يزيد ذلك من حدة العجز التراكمي ألعداد األطباء مما يشكل عائقا أمام تعزيز التغطية الطبية
للسكان.
تطور أعداد األطر الطبية في اتجاه تعزيز التخصص مع غلبة التخصصات غير ذات األولوية
عرفت أعداد األطباء العامين والمتخصصين تطورا متباينا خالل الفترة الممتدة بين 2011و .2021ففي الوقت الذي سجل
عدد األطباء المتخصصين نموا بمتوسط معدل سنوي بلغ ،%4.3عرف عدد األطباء العامين تراجعا بمعدل نمو سنوي بلغ
(1.4%ـ) .ومن جهة أخرى ،فقد سجل تطور متزايد نحو تعزيز التخصصات غير ذات األولوية ،حيث عرف عدد األطباء
في هذه التخصصات زيادة ملحوظة مقارنة بالمتخصصين في التخصصات ذات األولوية .وعرفت حصة األطباء ذوي
التخصصات ذات األولوية تناقصا مستمرا ،إذ تراجعت من %42سنة 2011إلى %38,5سنة ،2021بينما سجلت حصة
التخصصات غير ذات األولوية تزايدا ،حيث انتقلت من %58إلى .%61,5
ويعزى تراجع حصة التخصصات ذات األولوية باألساس إلى انخفاض حصة التخصصات الجراحية من %18,2سنة 2011
إلى %14,4سنة ،2021وخصوصا الجراحة العامة وأمراض النساء والتوليد وذلك منذ سنة .2014
منحى تطور أعداد األطر الطبية ال يخدم عالجات القرب
اتخذ ت طور عدد أطباء شبكة المستشفيات وشبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية مسارين مختلفين .ففي الوقت الذي ارتفع
عدد األطر الطبية في شبكة المستشفيات من 3.592طبيبا سنة 2011إلى 4.885سنة ،2021انخفض عدد األطباء في شبكة
مؤسسات الرعاية الصحية األولية من 3.361طبيبا إلى 2.977خالل نفس الفترة.
كما أن تطور عدد أطباء شبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية ال يتوافق وتطور عدد المراكز الصحية لهذه الشبكة .ففي
الوقت الذي سجلت فيه زيادة في عدد هذه المراكز ،بفضل إنشاء مؤسسات جديدة حيث ارتفعت من 2.689مركزا صحيا سنة
2011إلى 2.935سنة ( 2020بما في ذلك 809مستوصفا قرويا) ،عرف عدد األطر الطبية لهذه الشبكة انخفاضا مستمرا
خالل نفس الفترة حيث تراجع من 3.361طبيبا سنة 2011إلى 2.977سنة .2021
منحى تطور تدفق الموارد البشرية الطبية يكرس التفاوتات
يشكل التعيين وإعادة االنتشار آليتين مهمتين لتحقيق توزيع متوازن للموارد البشرية الطبية بين الجهات ،غير أن تطور تدفق
هذه الموارد أظهر توجها نحو تمركزها في جهات معينة .فخالل الفترة الممتدة بين سنتي 2011و ،2021تمركزت تدفقاتها
التراكمية في جهتي الدار البيضاء -سطات والرباط -سال -القنيطرة بنسب %21و %14على التوالي.
2629 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
ونجمت هذه الوضعية عن اختالل التوازن في التدفقات المتعلقة بالتوظيف وتلك المتعلقة بالمغادرة (التقاعد ،والوفيات،
واالستقاالت ،وما إلى ذلك) ،وكذا الحركية االنتقالية لهذه األطر بين الجهات .وقد أدى تطور هذه التدفقات التراكمية خالل
نفس الفتر ة إلى زيادة تمركز الموارد البشرية الطبية في جهات معينة مقارنة بأخرى ،حيث سجلت بعض الجهات زيادة في
أعداد األطر الطبية مثل جهات الدار البيضاء -سطات ( ،)529+والرباط -سال -القنيطرة ( ،)475+ومراكش -آسفي
( ،)443+وفاس -مكناس ( ،)385+بينما عرفت جهات أخرى تناقصا في أعداد أطرها ،كما هو الحال بالنسبة لجهات درعة
-تافياللت (146ـ) ،والعيون -الساقية الحمراء (114ـ) ،وكلميم -واد نون (102ـ).
منحى تنازلي ألعداد الممرضين متعددي التخصصات واتجاه نحو ضعف التأطير من طرف األطباء
يشكل الممرضون متعددو التخصصات أساس العالجات التمريضية في المؤسسات الصحية .وقد شهدت أعدادهم انخفاضا في
شبكتي العالجات الطبية ،وتحديدا في شبكة مؤسسات الرعاية الصحية األولية ،إذ تراجع عددهم من 6.231إلى 6.180
ممرضا على مستوى شبكة المستشفيات ومن 7.061إلى 6.568ممرضا على مستوى شبكة مؤسسات الرعاية الصحية
األولية.
باإلضافة إلى ذلك ،عرف معدل تأطير الممرضين من طرف األطباء تراجعا ،حيث انتقل من 2,89ممرضا لكل طبيب سنة
2011إلى 3,21سنة .2021وانخفضت هذه النسبة بشكل أكبر على مستوى بعض التخصصات كما هو الشأن بالنسبة لفئة
القابالت التي ارتفع معدل تأطيرها من 11,34قابلة لكل طبيب توليد وأمراض نسائية سنة 2011إلى 21,89سنة .2021
رابعا .اإلسقاطات والتوقعات المتعلقة بالموارد البشرية الصحية
بشكل عام ،وبالنظر إلى المنحى الحالي لتطور كثافة العاملين الصحيين وتوقعات نمو الساكنة ،فإن العجز في عدد األطباء
والممرضين وتقنيي الصحة سيستمر في التزايد في السنوات القادمة .وبناء على تنبؤات تدفق أعداد الخريجين من هذه األطر،
فإن تحقيق تغطية جيدة للسكان ( 4,45عامل صحي لكل 1.000نسمة كما حددته المنظمة العالمية للصحة) يبقى بعيد المنال.
إذ أن الوصول لهذه العتبة مرهون بقدرة منظومة تكوين العامليين الصحيين على المحافظة على الوتيرة الحالية ألعداد
الخريجين وضمان اندماجهم في المنظومة الصحية الوطنية.
عالوة على ذلك ،فإن تطور أعداد العاملين الصحيين بالوزارة ال يساير تطور أعداد المؤسسات الصحية ،مما نتج عنه زيادة
في الحاجيات من هذه األطر .كما أن وتيرة توظيف األطباء على مستوى الوزارة وتوقعاتها المستقبلية مقارنة بتوقعات أعداد
المغادرين ،ال سيما المتقاعدين منهم ،تشير إلى انخفاض مستمر في أعداد العاملين الصحيين خالل السنوات القادمة ،وبالتالي،
فإن استمرار الوتيرة الحالية للتوظيف لن يسمح بتغطية الحاجيات الناتجة عن توقعات المغادرين في أفق سنة .2028
ضرورة التخفيف من العجز في أعداد العاملين الصحيين
استند تقييم آفاق تطور أعداد العاملين الصحيين من لدن المجلس ،على وضع نموذج لمختلف العوامل التي تؤثر على توافرها،
وهي كالتالي :تطور كثافة العاملين الصحيين وتوقعات التزايد السكاني وتقديرات تدفق أعداد الخريجين من أطباء وممرضين
وتقنيي الصحة .وقد اعتمد هذا النموذج على إسقاطات قائمة على المالحظات المستقاة من تطور العوامل سالفة الذكر خالل
الفترة السابقة (2011ـ )2021وعلى فرضية استمرار نفس المنحنيات على مدى السنوات القادمة .وعلى الرغم من أن هذه
اإلسقاطات ال تشكل تنبؤا مؤكدا ،فإنها تعتبر من بين السيناريوهات المحتملة بخصوص توافر العاملين الصحيين.
ويبين توزيع العجز بين فئتي األطباء ،من جهة ،والممرضين وتقنيي الصحة ،من جهة أخرى ،اتجاها نحو تفاقم العجز في
عدد األطباء الذي يرجح أن يرتفع من حوالي 47.000طبيبا سنة 2023إلى أزيد من 53.000طبيبا في أفق .2035بالمقابل،
فمن المرجح أن يسجل انخفاض في عجز عدد الممرضين وتقنيي الصحة ،والذي قد يتراجع من حوالي 56.000ممرضا
وتقني صحة إلى 54.000خالل نفس األفق.
ويبقى تخفيف هذا العجز رهينا بالقدرة على الرفع من وتيرة تكوين أطر طبية وتمريضية جديدة .فبناء على أعداد الطالب
المسجلين برسم سنة ،2021تشير التوقعات المستقبلية لخريجي كليات الطب إلى زيادة عددهم ،من حوالي 1.548طبيبا سنة
2022إلى 1.958في أفق .2028كما تُظهر التوقعات أيضا تطورا كبيرا لخريجي المهن التمريضية الذين من المتوقع أن
يزيد عددهم من 3.019خريجا بحلول سنة 2023إلى 5.840في أفق .2027
وانطالقا من فرضية الحفاظ على اتجاه منحنيات العوامل المحددة لتوفر العاملين الصحيين المالحظة سلفا ،فإن هدف تغطية
كاملة للسكان بالعاملين الصحيين ال يمكن بلوغه إال على المدى الطويل (في أفق سنة 2035تقريبا) .كما تستوجب هذه التغطية
تحقيق فرضية الحفاظ على كافة الخريجين من أطر طبية وتمريضية ضمن المنظومة الصحية الوطنية طيلة هذه المرحلة،
مما يستدعي وضع آليات مناسبة للحد من ظاهرة هجرة األطباء التي أصبحت أكثر حدة في السنوات األخيرة.
الحاجة إلى تقليص العجز في األطر الطبية والتمريضية للوزارة
قامت الوزارة المكلفة بالصحة باحتساب تقديرات احتياجاتها من األطباء والممرضين وتقنيي الصحة في سنتي 2016و،2020
على أساس ما يسمى "بمعايير الخريطة الصحية" التي وضعتها الوزارة مسبقا والتي لم يتم اعتمادها رسميا لحد اآلن .وقد
تبين تفاقم الحاجيات اإلجمالية من األطر الصحية من 15.379إلى ،17.175بزيادة 1.796إطارا صحيا.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2630
ويرجع هذا الوضع إلى التطور المتباين لوتيرة تزايد الموارد البشرية ،السيما عدد األطباء ،ووتيرة إنشاء البنيات التحتية.
فمن المحتمل أن يزداد هذا الوضع تفاقما في المستقبل نتيجة الحاجة للموارد البشرية لتغطية حاجيات المستشفيات والمراكز
الصحية قيد اإلنشاء ،وكذا أخذا بعين االعتبار للتوقعات المستقبلية لتطور عدد أطباء وممرضي وتقنيي الصحة للوزارة.
وفيما يخص األطر الطبية ،فقد عرفت عملية التوظيف منحى تنازليا ،بينما سجلت حاالت المغادرة الدائمة (التقاعد بسبب
السن ،واالستقالة ،والتخلي عن الوظيفة ،وغيرها من العوامل األخرى) منحى تصاعديا خالل الفترة 2011ـ .2020وتجدر
اإلشارة إلى أن اإلحالة على التقاعد واالستقالة شكلتا السببين الرئيسين المحددين لعدد المغادرين .لكن ،ومنذ سنة ،2016شهد
عدد االستقاالت انخفاضا كبيرا ،وبالتوازي بدأت عمليات المغادرة المرتبطة بالتخلي عن الوظيفة تأخذ منحى تصاعديا.
وعلى الرغم من أن تراكم عدد التوظيفات ( )5.102فاق تراكم عدد المغادرين ( )3.052خالل نفس الفترة ،فإن التوقعات
المستقبلية لهذين المتغيرين توضح أنهما يتخذان منحيين مختلفين ،منحى تنازلي بالنسبة للتوظيف ومنحى تصاعدي بالنسبة
للمغادرين .وبذلك ،فإذا حافظت عملية التوظيف على نفس وتيرة السنوات السابقة ،تشير التوقعات إلى أنه اعتبارا من سنة
،2028ستكون حاالت المغادرة النهائية أعلى من التوظيفات .واعتبارا من هذه السنة ،من المتوقع أن يشهد عدد أطباء الوزارة
انخفاضا مستمرا.
وفيما يتعلق بالممرضين وتقنيي الصحة ،فقد لوحظ أن تطور التوظيف والمغادرة الدائمة يتخذان منحنيين متباينين ،يتميزان
بمنحى تصاعدي فيما يخص التوظيف وبمنحى تنازلي فيما يخص المغادرة الدائمة .وبالتالي ،إذا استمر الحفاظ على نفس
وتيرة التوظيف مستقبال ،فمن المتوقع أن يعرف عدد الممرضين وتقنيي الصحة بالوزارة تزايدا مستمرا.
وقد أوضحت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أنها عملت ،في إطار الرفع من أعداد الخريجين من الممرضين
وتقنيي الصحة ،على الرفع من عدد خريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيي الصحة ،كما تم أيضا الرفع من
عدد المناصب المالية المخصصة لألطباء المقيمين.
خامسا .سياسة تخطيط الموارد البشرية الصحية
أدى غياب سياسة حكومية حقيقية للموارد البشرية في قطاع الصحة ومحدودية اإلجراءات االستراتيجية للوزارة في هذا
المجال ،وكذا اإلشكاالت المتعلقة بالتخطيط ،إلى ظهور نقائص بالغة التأثير على هذه الموارد .باإلضافة إلى ذلك ،فإن ضعف
التتبع والتحكم في المحددات التي تؤثر على توفر هذه الموارد (التكوين ،والتوزيع ،والهجرة ،وما إلى ذلك) ال يساعد على
تطوير حلول مناسبة وناجعة لإلشكاليات المطروحة.
سياسة حكومية متعددة القطاعات للموارد البشرية الصحية
على مدى عقود ،ظل النقص في األطر الطبية والتمريضية من أهم المعيقات التي عانى منها قطاع الصحة .ويشكل توفير
الموارد البشرية الضرورية الحجر األساس ألي سياسة حكومية في هذا القطاع .ومن المفروض أن تنبني هذه السياسة متعددة
القطاعات ،والتي تتجاوز نطاق تدخل الوزارة المكلفة بالصحة ،على تقارب إجراءات مختلف القطاعات الحكومية الفاعلة من
حيث التكوين والتخطيط وتدبير العاملين الصحيين.
وقد كانت مبادرة تكوين 3.300طبيبا سنويا في أفق سنة ،2020التي أطلقت سنة ،2008المبادرة الحكومية الوحيدة التي
اتخذت في هذا االتجاه ،وكان الهدف منها رفع معدل تغطية الساكنة باألطباء من 0,51إلى طبيب واحد لكل 1.000نسمة.
إال أن هذه المبادرة لم تتعد مرحلة االتفاق بين مختلف القطاعات الحكومية المعنية ،حيث لم يتجاوز متوسط عدد األطباء
المكونين 1.000طبيب سنويا والذي بقي بعيدا عن الهدف المنشود.
أما فيما يتعلق بتكوين الممرضين وتقنيي الصحة ،وفي غياب سياسات حكومية تخصها ،فقد اتخذت الوزارة إجراءات هامة
في إطار خططها اإلستراتيجية ،إما عن طريق إصالح مسارات تكوين هذه الفئة أو زيادة عدد المتدربين أو تنويع التخصصات.
عالوة على ذلك ،فإن اإلشكاليات التي تعاني منها الموارد البشرية في قطاع الصحة تتعدى البعد الكمي وتنطوي على إكراهات
أعمق ،من قبيل التفاوتات الترابية والمجالية ،وجاذبية القطاع ،وهجرة الموارد البشرية الصحية .إال أنه لم يتم اتخاذ إجراءات
أو تدابير حكومية ناجعة من شأنها أن تقدم حلوال لهذه اإلكراهات.
آليات اليقظة المعلوماتية لتتبع تطور العوامل المؤثرة على توفر الموارد البشرية
يستوجب وضع سياسة للموارد البشرية في قطاع الصحة جرد كافة المعطيات التي تتحكم في توفر هذه الموارد وكذا تتبع
تطورها على المدى المتوسط والطويل ،إذ يشكل ذلك الدعامة الالزمة من أجل بلورة سياسة حكومية ناجعة في هذا المجال.
كما يعد التوفر على معطيات محينة وموثوقة ،باإلضافة إلى حكامة مالئمة ،من الركائز األساسية لضمان يقظة معلوماتية
فعالة ،من شأنها تقييم النقائص الحالية والمستقبلية التي يتسم بها تدبير الموارد البشرية الصحية والمساهمة في تقديم حلول
مناسبة لها .وفي هذا الصدد ،توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة التوفر على معطيات متعلقة بمجموعة من المؤشرات
مثل أعداد وكثافة العاملين الصحيين ،وقدرة منظومة التكوين ،وتدفقات القوى العاملة الصحية في سوق الشغل ،والتوظيف
والحركية االنتقالية ،وتدفقات الهجرة ،إلخ.
2631 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وفي هذا اإلطار ،ال تتوفر الوزارة المكلفة بالصحة على آليات تسمح لنظامها المعلوماتي ،من خالل مؤشرات مناسبة ،برصد
وتوفير معطيات حول هذه العناصر.
آليات تخطيط الموارد البشرية الصحية
ال يستند تدبير الموارد البشرية ،على مستوى الوزارة ،إلى معايير موضوعية لتخصيص هذه الموارد للمؤسسات الصحية
بناء على إطارها المرجعي .وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة وضعت معايير غير رسمية بناء على المبادئ التي حددها المرسوم
التنفيذي للقانون اإلطار رقم 34.09المتعلق بالمنظومة الصحية وبعرض العالجات ،إال أنه لم يتم اعتمادها .وال يأخذ هذا
اإلطار المرجعي بعين االعتبار حجم أنشطة المؤسسات الصحية لضمان توزيع متوازن للعمل بين العاملين الصحيين ،مما
يحد من فعالية عملية تخطيط الموارد البشرية الصحية.
وقد ساهمت كل هذه العناصر في غياب تخطيط فعال للموارد البشرية قائم على تدبير استشرافي للوظائف والمهارات على
مستوى الوزارة .وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن استراتيجية الوزارة برسم الفترة الممتدة ما بين سنتي 2012و 2016
تضمنت عدة توجهات منها بلورة وتنفيذ مخطط لتدبير مندمج للموارد البشرية ،ووضع إطار مرجعي خاص بالوظائف
والمهارات ،باإلضافة إلى وضع تدبير توقعي للوظائف والكفاءات ،إال أنه لم يتم تنزيل هذه التدابير على أرض الواقع.
بناء على ما سبق ،وبالنظر إلى الطبيعة الشاملة للقضايا المتعلقة بإدارة الموارد البشرية الصحية ،والحاجة إلى التنسيق
بين مختلف القطاعات الوزارية المعنية في هذا المجال ،يوصي المجلس األعلى للحسابات رئاسة الحكومة بما يلي:
دعم الوتيرة الحالية ألعداد خريجي األطر الصحية (األطباء والممرضون وتقنيو الصحة) من خالل تعزيز -
القدرة التكوينية والتدريبية؛
اتخاذ تدابير من شأنها الرفع من جاذبية المنظومة الصحية الوطنية ،بما فيها المستشفى العمومي ،وتحفيز -
األطر الصحية على االندماج ضمنها؛
السهر على إعداد وتنفيذ سياسة حكومية خاصة بالموارد البشرية في قطاع الصحة ،مع مراعاة مختلف -
العوامل التي تؤثر على توفر األطر الصحية (التدريب ،التوزيع ،المغادرة ،إلخ ، ).ووضع آليات لليقظة
والتتبع لتطور مختلف هذه العوامل على أساس معطيات ميدانية.
كما يوصي المجلس األعلى للحسابات ،الوزارة المكلفة بالصحة والحماية االجتماعية بما يلي:
العمل على توزيع الموارد البشرية الصحية بشكل متوازن من خالل وضع واعتماد معايير متعلقة بتوزيع -
األطر الطبية والتمريضية الالزمة على مستوى المؤسسات الصحية؛
وضع آليات لتعزيز الموارد البشرية الصحية ،وال سيما األطر الطبية ،فيما يخص عالجات القرب وخاصة في -
المجال القروي وكذا آليات لتحفيز هذه األطر للعمل في المناطق النائية؛
اتخاذ تدابير فعالة لتعزيز هيئة األطباء العامين ،وضمان تطوير التخصصات ذات األولوية والتي تتوافق مع -
الحاجيات الحقيقية للساكنة؛
اعتماد سياسة متعلقة بحركية الموارد البشرية الصحية من شأنها ضمان توزيع متوازن لهذه الموارد بين -
الجهات وكذا تصحيح التفاوتات بشكل مستمر؛
العمل على بلورة سياسة توظيف على مستوى الوزارة ،والسيما بالنسبة لألطباء ،من شأنها أن تساهم في -
االستجابة لحاجيات الساكنة والمؤسسات الصحية وكذا تعويض أعداد المغادرين أخذا بعين االعتبار للتوقعات
المستقبلية.
منظومة األدوية:
الحاجة لوضع سياسة دوائية وطنية ترتكز على تحفيز اإلنتاج المحلي
طبقا لمقتضيات المادة 7من القانون رقم 17.04بمثابة مدونة األدوية والصيدلة يخضع كل دواء مصنع أو مستورد إلذن
مسلم من طرف وزارة الصحة ،قبل تسويقه أو توزيعه .كما يخضع إجراء اإلذن بالعرض في السوق لمقتضيات المرسوم رقم
2.14.841الصادر في 5أغسطس 2015المتعلق باإلذن بعرض األدوية المعدة لالستعمال البشري في السوق .حيث يتم
إصدار اإلذن بالعرض في السوق من قبل الوزارة المكلفة بالصحة بعد استطالع رأي اللجنة الوطنية لإلذن بعرض األدوية
في السوق ،بالنسبة لألدوية األصلية ،أو لجنة دراسات التكافئ الحيوي ،في حالة األدوية الجنيسة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2632
وبعد الحصول على اإلذن بالعرض في السوق ،يتعين على المؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية تقديم طلب تحديد سعر الدواء
المرخص له .ويحدد المرسوم رقم 2.13.852الصادر في 18ديسمبر ،2013شروط وكيفيات تحديد سعر بيع األدوية
المصنعة محليا أو المستوردة .وبمجرد تحديد سعر بيع الدواء للعموم ،يمكن للمؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية إيداع طلب
إدراج الدواء ضمن قائمة األدوية المقبول إرجاع مصاريفها برسم التأمين اإلجباري عن المرض ،على مستوى الوكالة الوطنية
للتأمين الصحي ،وذلك تطبيقا لمقتضيات المادة 8من المرسوم رقم 2.05.733الصادر في 18يوليو 2005بتطبيق القانون
رقم 65.00بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية.
وقد قام المجلس األعلى للحسابات بمراقبة عمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر بيع األدوية بهدف التأكد
من أن هذه العمليات تضمن توافر أدوية عالية الجودة وتمكن من تسهيل الولوج إليها اقتصاديا .وشملت المهمة الفترة الزمنية
الممتدة ما بين 2014و.2021
وشملت مهمة المراقبة الجوانب المرتبطة باإلطار العام لعمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر بيع األدوية
والنظام المعلوماتي المرتبط بها وبتوافر وجودة األدوية وبتحديد ومراجعة أسعار بيعها.
أوال .اإلطار العام والنظام المعلوماتي
تعيق عمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر بيع األدوية بعض النقائص ذات الصلة باإلطارين القانوني
واالستراتيجي ،وكذلك غياب نظام معلوماتي مندمج.
اإلطار القانوني
ضرورة استكمال اإلطار القانوني المنظم لعمليات اإلذن بالعرض
يقتضي تنفيذ جميع مقتضيات القانون رقم 17.04المتعلق بمدونة األدوية والصيدلة والمرسوم رقم 2.14.841المتعلق باإلذن
بعرض األدوية ،سالفي الذكر ،اعتماد مجموعة من النصوص التطبيقية .غير أن عشرة ( )10نصوص لم يتم إخراجها بعد
إلى حيز الوجود ،وتهم على الخصوص ( )1كيفيات إيداع طلبات الحصول على التأشيرة الصحية وشهادة البيع الحر وشهادة
إثبات احترام المؤسسة لقواعد حسن إنجاز الصنع ( )2وشروط منح تأشيرة اإلشهار ( )3وتعريف محتوى الوثيقة التقنية
المشتركة لتسجيل األدوية ( )4وتحديد األنواع المختلفة من التعديالت الجوهرية والثانوية المتعلقة بعناصر ملف طلب اإلذن
بالعرض في السوق والشروط الواجب توافرها والمستندات الواجب تقديمها للقيام بها والتعديالت التي قد تؤدي إلى تحديث
هذا اإلذن.
وقد أفادت الوزارة أن خمسة من هذه النصوص التطبيقية تمت صياغتها وأنها في طور الدراسة مع األمانة العامة
للحكومة.
مقتضيات تنظيمية بحاجة للتوضيح
تتسم بعض المقتضيات الواردة في النصوص التنظيمية المؤطرة لقطاع األدوية ،والسيما تلك المتعلقة بالمخزون االحتياطي
لألدوية وتحديد سعر البيع للعموم ،بعدم وضوحها .ففيما يخص اإلطار المتعلق بتحديد أسعار البيع ،تبين أن المرسوم رقم
،2.13.852الصادر في 18ديسمبر ،2013والمتعلق بشروط وكيفيات تحديد سعر بيع األدوية المصنعة محليا أو المستوردة،
لم يحدد طريقة تحديد أسعار األدوية التي ال تحمل ال صفة دواء أصلي وال صفة دواء جنيس.
وبخصوص المخزون االحتياطي لألدوية ،وألجل ضمان اإلمداد الطبيعي للسوق الوطنية باألدوية الالزمة ،تنص المادة األولى
من قرار وزير الصحة رقم 12( 263.02يونيو )2002على أن المؤسسات الصيدلية الصناعية والمؤسسات الصيدلية
الموزعة بالجملة ملزمة بتكوين مخزون احتياطي من األدوية يعادل على التوالي 4/1و 12/1من إجمالي حجم مبيعاتها خالل
السنة السابقة .غير أن هذا القرار يحدد المخزون االحتياطي الذي يتعين على المؤسسات الصيدلية تكوينه نسبة إلجمالي
المبيعات من حيث الحجم ،دون التمييز بين المبيعات للقطاع الخاص ،والمبيعات للقطاع العام ،والصادرات .كما أنه يتطرق
بشكل عام للمخزون االحتياطي دون األخذ بعين االعتبار خصوصيات بعض المستحضرات الصيدلية ،مثل األدوية األساسية،
واألدوية التي تساهم في سياسة صحية عمومية محددة ،واألدوية المستوردة ،واألدوية التي توجد في حالة احتكار.
وقد أوضحت الوزارة ضرورة تحديد مخزون جميع األدوية ألنها أساسية وذات منفعة عالجية ثبتت مسبقا من طرف
اللجنة الوطنية لمنح اإلذن بالعرض في السوق.
إطار قانوني يحفز االستيراد على حساب اإلنتاج المحلي
يمنح هامش إضافي بنسبة %10من ثمن المصنع دون احتساب الرسوم على كل دواء مستورد طبقا للمادة 4من المرسوم
رقم 2.13.852سالف الذكر .وتشمل هذه النسبة هامش ربح المستورد ،ومصاريف اإليصال ،والرسوم الجمركية .وفي
الواقع ،يشكل هذا الهامش اإلضافي ميزة غير مبررة تمنح للمستوردين .حيث أن المصنعين المحليين لألدوية يتحملون أيضا
مصاريف اإليصال والرسوم الجمركية المطبقة على المواد األولية المستوردة والمستخدمة في عملية إنتاج األدوية محليا.
2633 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
النظام المعلوماتي
تم بخصوص النظام المعلوماتي الوقوف على ما يلي.
ضرورة وضع نظام معلوماتي مندمج
تتسم عملية اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد أسعار بيع األدوية للعموم بغياب نظام معلوماتي مندمج وبضعف
تغطية أنشطة مديرية األدوية والصيدلة المتعلقة باألدوية ببرامج معلوماتية .وبالتالي ،يتم االعتماد على التطبيقات المكتبية
والسجالت اليدوية ،على مستوى أغلبية المصالح ،من أجل تتبع الملفات ،مما قد ال يضمن موثوقية البيانات.
ثانيا .توافر وجودة األدوية
يتطرق هذا المحور إلى آليات تقييم االحتياجات الدوائية الوطنية ،وآليات توفير األدوية الالزمة والحفاظ على السيادة الدوائية
الوطنية ،وآليات المراقبة الموضوعة لضمان جودة األدوية المعروضة في السوق الوطنية.
آليات تحديد الحاجيات الوطنية من األدوية
الحاجة إلى تحديد المشهد الوبائي الوطني وإعداد البروتوكوالت العالجية
ال تتوفر وزارة الصحة والحماية االجتماعية على دراسات وبائية مفصلة لتحديد المشهد الوبائي للبالد ،على الرغم من كون
هذا األخير ،وفقا للتوصيات الدولية ،يشكل عنصرا أساسيا لتقييم االحتياجات الدوائية الوطنية بشكل صحيح .كما أن بعض
البروتوكوالت العالجية التي تم تطويرها تتسم بعدم الكفاية وعدم التحديث.
ضرورة استكمال مصنف لألدوية وتحيين قائمة األدوية األساسية
تبين أن مصنف األدوية الذي تم وضعه سنة 2019غير مكتمل ،حيث ال يأخذ بعين االعتبار حاجيات المستشفيات الجامعية.
وفيما يتعلق بقائمة األدوية األساسية ،المسند إعدادها لمديرية األدوية والصيدلة وفقا ألحكام المرسوم رقم ،285.94.2سالف
الذكر ،فإن القائمة الوحيدة لألدوية األساسية التي تتوفر عليها الوزارة المكلفة بالصحة ،تم إعدادها سنة 2012من قبل مديرية
المستشفيات والعالجات المتنقلة ولم يتم تحيينها منذ ذلك التاريخ.
آليات توفير األدوية الالزمة
الحاجة إلى تسريع عمليات منح اإلذن بعرض األدوية في السوق
حدد المرسوم رقم ،2.14.841سالف الذكر ،اآلجال القانونية إلصدار إذن تسويق دواء معين ،في حال اكتمال ملف الطلب،
في 300يوم .إال أن هذه اآلجال غالبا ما يتم تجاوزها ،حيث أظهرت مراجعة ملفات طلب اإلذن بالعرض في السوق المتعلقة
ب 285دواء تم تسجيلها ،خالل الفترة ،2015-2019أن فترة معالجة 133ملفا تراوحت بين 500و 837يوما.
وتقع أهم التأخيرات في معالجة الملفات خالل مرحلة المراقبة التقنية المنجزة على مستوى المختبر الوطني لمراقبة األدوية.
ذلك أن مدة معالجة المختبر لبعض الملفات تتراوح بين 300و 550يوما ،على الرغم من أن المدة القانونية المخصصة لهذه
المرحلة هي 180يوما.
وقد أفادت الوزارة أنه عند عدم اكتمال الملف يتم إيقاف عداد المدة القانونية عند كل مراسلة للمؤسسة الصيدالنية
الصناعية الطالبة إلى حين التوصل منها بما هو مطلوب من وثائق وبيانات ،مما يؤدي إلى تراكم المدد.
وجود أدوية أساسية في حالة احتكار
تعرف األدوية في حالة احتكار على أنها أدوية يتم تسويقها من قبل مؤسسة صيدلية صناعية واحدة .وقد تبين أن 1.229دواء
من بين تلك التي يتم تسويقها في السوق المغربية ( )%25توجد في وضعية احتكار .باإلضافة إلى ذلك ،كشفت المقارنة بين
قائمة األدوية تحت االحتكار وقائمة األدوية األساسية ،أن 315دواء أساسيا يوجد في حالة احتكار .ونتيجة لذلك ،يصعب
التفاوض مع المؤسسات الصيدلية المسوقة لهذه األدوية ألجل تحديد سعر بيع معقول.
ضرورة تقيد جميع المؤسسات الصيدلية بإلزامية االحتفاظ والتصريح بالمخزون االحتياطي من األدوية
لضمان اإلمداد العادي للسوق الوطنية باحتياجاتها الدوائية ،تنص المادة 84من القانون رقم ،17.04سالف الذكر ،والمادة
األولى من القرار رقم 263.02الصادر عن الوزير المكلف بالصحة على أن المؤسسات الصيدلية الصناعية والمؤسسات
الصيدلية الموزعة بالجملة ملزمة باالحتفاظ بمخزون احتياطي من األدوية يقدر على التولي ب 4/1و 12/1من كمية المبيعات
خالل العام السابق والتصريح به شهريا لدى هذه الوزارة.
وقد سجل ،في هذا الصدد ،أن المؤسسات الصيدلية الصناعية ال تقوم جميعها بالتصريح بوضعية مخزونها االحتياطي لألدوية
وفي المدة المحددة ،لدى المرصد الوطني لألدوية والمنتجات الصحية ،التابع لمديرية األدوية والصيدلة .والشيء نفسه ينطبق
على المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة .باإلضافة إلى ذلك ،فإن المرصد الوطني لألدوية والمنتجات الصحية ال يتتبع
بشكل منهجي مدى امتثال المؤسسات الصيدلية إللزامية االحتفاظ بالمخزون االحتياطي من األدوية .وقد تبين من خالل فحص
البيانات التي قدمها المرصد أنه خالل سنة 2020لم يتم االحتفاظ بالمخزون االحتياطي القانوني لما مجموعه 666دواء.
2635 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أكدت الوزارة أنه ال يتم التصريح ،من طرف كل المؤسسات الصيدلية الصناعية ،بوضعية مخزونها االحتياطي لدى
المرصد الوطني لألدوية والمنتجات الصحية وفي المدة الزمنية المحددة .لذلك تقوم مديرية األدوية والصيدلة
بمراسالت تذكيرية وبعمليات تفتيش آنية .كما أكدت على أنه يجب على المؤسسات الصيدلية إمداد مديرية األدوية
والصيدلية بكل المعلومات المتعلقة برقم المعامالت وجميع المعطيات حول الكميات المصدرة من األدوية ،كما وقيمة،
من أجل ضمان مخزون وطني كافي.
تسويق بعض األدوية دون تجديد اإلذن بالعرض في السوق
تم تحديد مدة صالحية اإلذن بعرض األدوية في السوق في خمس سنوات ،وفقا ألحكام المادة 19من المرسوم رقم 2.14.841
المشار إليه أعاله .ويتعين على المؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية تقديم طلب تجديد اإلذن بالعرض في السوق قبل 180
يوما على األقل من تاريخ انتهاء صالحيته.
وقد سجل ضعف في تتبع رخص تسويق األدوية ،حيث تعتمد مديرية األدوية والصيدلة بشكل كبير على طلبات تجديد اإلذن
بالعرض في السوق المتوصل بها المؤسسات الصيدلية الصناعية المعنية .إضافة إلى ذلك ،فإن هذه األخيرة ال تدلي بطلبات
تجديد اإلذن بالعرض في السوق داخل اآلجال القانونية .ونتيجة لذلك ،فإنه من أصل 5.307دواء تم عرضه في السوق سنة
،2021تم تسويق 3.842دواء بدون تجديد اإلذن بالعرض في السوق.
مراقبة قطاع األدوية
اإلطار القانوني الخاص بمراقبة قطاع األدوية بحاجة للتعزيز
يؤطر القانون رقم ،17.04سالف الذكر ،مهمة مراقبة قطاع األدوية .وقد اتضح أن بعض النصوص القانونية المتعلقة بمراقبة
القطاع قد استغرقت وقتا طويال من أجل اعتمادها ونشرها ،بينما لم يتم صياغة نصوص أخرى .وهكذا ،فإن المرسوم رقم
2.18.878المتعلق بكيفيات ممارسة المراقبة من طرف الصيادلة المفتشين لم يُنشر إال في 8سبتمبر .2021في حين أن
النصوص القانونية المتعلقة بقواعد حسن إنجاز األعمال الصيدلية وقواعد حسن إنجاز الصنع والتوزيع المنصوص عليها في
المادتين 20و 31من القانون رقم 17.04لم تخرج بعد إلى حيز الوجود .ونتيجة لذلك ،يعتمد مفتشو الصيدلة ،لتنفيذ مهامهم،
على معايير الممارسات الجيدة الفرنسية والمعايير التي اعتمدها المعهد المغربي للتقييس سنة .2017
وقد أكدت الوزارة أنه تمت صياغة نصوص أخرى وتم إرسالها إلى األمانة العامة للحكومة ،كما أشارت إلى أن
المقتضيات القانونية والتنظيمية الخاصة بالتفتيش الصيدلي ال تسمح بتفتيش بعض األماكن رغم وجود أدوية بها.
محدودية وعدم احترام برامج المراقبة والتفتيش
طبقا لمقتضيات المادة األولى من المرسوم رقم 2.18.878سالف الذكر ،يقوم الصيادلة المفتشون المفوضون بعمليات
المراقبات واألبحاث وذلك إما بمبادرة من مديرية األدوية والصيدلة من خالل تنفيذ برنامجها السنوي لمهام المراقبة والتفتيش
أو بناء على أمر من الوزير المكلف بالصحة بمبادرة منه أو بطلب من األمين العام للحكومة أو بطلب من المجلس الوطني
لهيئة الصيادلة.
ومن خالل فحص نظام المراقبة والتفتيش ،تبين أن مديرية األدوية والصيدلة لم تكن تتوفر على نظام لبرمجة مهام الرقابة
والتفتيش على قطاع األدوية قبل سنة .2019ومنذ هذه السنة ،تم وضع برنامج مهام المراقبة والتفتيش بطريقة تضمن مراقبة
المؤسسات الصيدلية الصناعية والمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة كل ثالث سنوات ،حيث تتم كل سنة برمجة مراقبة ما
يقارب 20مؤسسة صيدلية صناعية و 30مؤسسة صيدلية موزعة بالجملة و 100صيدلية .ولجدولة عمليات التفتيش تعتمد
مديرية األدوية والصيدلة على ثالثة معايير وهي تاريخ آخر عملية تفتيش وأهمية المخالفات المرصودة سابقا وتاريخ منح
شهادة الممارسات الصيدلية الجيدة.
وقد تبين أن البيانات الخاصة بهذه المهام غير مكتملة (التقارير ،المحاضر ،)...كما ال تتم مراقبة المؤسسات الصيدلية بالوتيرة
المحددة في برامج التفتيش ،حيث إن معدالت تنفيذ المهام المقررة خالل الفترة ،2021-2019ظلت منخفضة للغاية ،باستثناء
مهام المراقبة المتعلقة بـالمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة .ويرجع عدم احترام برامج المراقبة والتفتيش المقررة ،جزئيا
إلى نقص في عدد المفتشين.
وقد أفادت الوزارة أنه تم القيام بتفتيش وتحريات في المؤسسات الصيدلية وصيدليات القطاع الخاص ،متعلقة بأزمة
كوفيد 19في الفترة الممتدة بين 2019و.2021
عدم منح الصالحيات الزجرية لمديرية األدوية والصيدلة
يحرر الصيادلة المفتشون عقب كل تفتيش وفي غياب مخالفات للتشريع والتنظيم الجاري بهما العمل ،تقريرا يتضمن
المالحظات المتعلقة باإلخالل بقواعد حسن إنجاز الصنع والتوزيع وقواعد حسن إنجاز األعمال الصيدلية طبقا لمقتضيات
المادتين 8و 11من المرسوم رقم 2.18.878سالف الذكر .ويتم إرسال هذه التقارير إلى الوزير المكلف بالصحة وإلى
الصيدلي المسؤول عن المكان موضوع التفتيش.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2636
وعندما يتم الوقوف على مخالفات من شأنها المساس بصحة المواطنين ،يقوم الصيادلة المفتشون بتضمين المخالفات التي
عاينوها في محضر يحال على الوزير المكلف بالصحة وعلى األمين العام للحكومة .ويقوم هذا األخير بتوجيه إعذار إلى
الصيدلي المسؤول عن المؤسسة المعنية لوضع حد للخروقات المالحظة داخل أجل يحدده حسب أهمية اإلصالحات المطلوبة.
وفي حال عدم االمتثال لهذا اإلعذار ،بعد انقضاء المدة المحددة ،يجوز لألمانة العامة للحكومة ،وفقا للمادة 83من القانون رقم
،17.04سالف الذكر ،أن ترفع األمر إلى السلطة القضائية بهدف إجراء المتابعات التي تستدعيها الوقائع التي تمت معاينتها
وأن تطلب من رئيس المحكمة المختصة إصدار األمر بإغالق المؤسسة المعنية في انتظار النطق بالحكم.
وقد أظهر فحص تقارير ومحاضر التفتيش التي أدلت بها مديرية األدوية والصيدلة ،الطبيعة المتكررة لبعض المخالفات.
ويتعلق األمر على سبيل المثال بما يلي:
-الغياب الدائم للصيدلي المسؤول؛
-وجود مناطق غير مؤمنة (منطقة تخزين للمنتجات منتهية الصالحية والمؤثرات العقلية ،وما إلى ذلك)؛
-غياب وعدم كفاية بعض المعدات (نظام معالجة الهواء ،غرفة التبريد ،إلخ).؛
-عدم وجود نظام لتدبير الجودة؛
-عدم وجود سجالت مراقبة المعدات.
وفي غياب توفرها على سلطة زجرية ،تقوم مديرية األدوية والصيدلة بإحالة ملفات متضمنة لمخالفات ،من شأنها التأثير على
صحة المواطنين ،على األمانة العامة للحكومة ،دون أن تقوم بتتبع مآالتها.
ثالثا .تحديد ومراجعة أسعار األدوية
يحدد المرسوم رقم 2.13.852سالف الذكر ،طرق تحديد ومراجعة أسعار األدوية ،حيث يتم تحديد أسعار األدوية بناء على
طلب المؤسسة الصيدلية المعنية بعد الحصول على اإلذن بالعرض في السوق ،في حين تتم مراجعة أسعار األدوية األصلية
عند مراجعة اإلذن بالعرض في السوق ،وبالنسبة لألدوية الجنيسة عند مراجعة سعر البيع للعموم ألدويتها األصلية.
تحديد أسعار بيع األدوية للعموم
اختيار الدول المعيارية يستدعي دراسة مسبقة
طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ،2.13.852يتضمن ثمن البيع للعموم ثالثة مكونات وهي :ثمن المصنع دون احتساب الرسوم
وهامش ربح الموزع بالجملة وهامش ربح الصيدلي والضريبة على القيمة المضافة .ويعتمد نظام تحديد ثمن المصنع دون
احتساب الرسوم على التحليل المقارن ألسعار المصنع الخالية من الرسوم المعمول بها في الدول التي تم تحديد قائمتها في
المادة 3من المرسوم سالف الذكر .ويتعلق األمر بإسبانيا ،والبرتغال ،وفرنسا ،وبلجيكا ،وتركيا ،والمملكة العربية السعودية.
غير أن اختيار هذه الدول المعيارية لم يكن موضوع دراسة مسبقة لضمان مالءمة أسعارها مع السياق االقتصادي للمغرب.
حيث يتضح من خالل المقارنة على أساس إجمالي الناتج الداخلي الخام أن نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام بالمغرب ال
يتجاوز 3.235دوالرا ،في حين يبلغ هذا المؤشر على سبيل المثال 40.578 ،دوالرا بفرنسا 29.555 ،دوالرا بإسبانيا
و 23.330دوالرا ببلجيكا.7
الحاجة إلى إبرام اتفاقيات لتبادل المعلومات حول أسعار األدوية مع البلدان المعيارية
لتحديد ثمن المصنع دون احتساب الرسوم ،تقوم مديرية األدوية والصيدلة بإنجاز تحليل مقارن ألسعار المصنع الخالية من
الرسوم المعمول بها في دول المقارنة المعيارية المذكورة أعاله .وتعتمد المديرية في هذا التحليل على األسعار المنشورة على
المواقع اإللكترونية الرسمية للسلطات المختصة في البلدان المعيارية .غير أن هذه األثمنة غالبا ما تكون مختلفة عن تلك
المعتمدة في هذه البلدان ،حيث ال تشمل في كثير من األحيان الخصومات المتفق عليها بين السلطات التنظيمية لقطاع األدوية
والمؤسسات الصيدلية .كما أن الوزارة المكلفة بالصحة لم تبرم اتفاقيات تتيح تبادل المعلومات حول أسعار األدوية مع البلدان
المعيارية .حيث تم إبرام اتفاقية شراكة واحدة بهذا الخصوص مع تركيا دون أن يتم تطبيقها.
ضرورة احترام المدة القانونية لمعالجة ملفات تحديد أسعار األدوية
يحدد الوزير المكلف بالصحة ثمن بيع األدوية األصلية للعموم ويصادق على ثمن بيع األدوية الجنيسة داخل أجل أقصاه 60
يوما من تاريخ التوصل بالملف الكامل المتعلق بطلب تحديد السعر أو المصادقة عليه وفقا ألحكام المادة 12من المرسوم رقم
2.13.852سالف الذكر .غير أن هذه المدة القانونية ال يتم احترامها في الغالب .وقد تتراوح مدة التأخير ما بين 168و874
يوما .حيث تتراوح هذه المدة ،حسب المراحل ،ما بين 30و 260يوما على مستوى مديرية األدوية والصيدلة ،وما بين 52
7البنك الدولي2019،
2637 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
و 274يوما على مستوى لجنة األسعار المشتركة بين الوزارات وما بين 86و 339يوما على مستوى مرحلة نشر قرارات
تحديد األسعار في الجريدة الرسمية.
هوامش ربح مرتفعة مقارنة بالدول المعيارية
تتفاوت هوامش ربح المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة بين ،%11بالنسبة لألدوية التي يكون ثمن مصنعها دون احتساب
الرسوم أقل أو يساوي 588درهما و %2بالنسبة لباقي األدوية ،وذلك وفقا ألحكام المادة 4من المرسوم رقم 2.13.852
سالف الذكر .أما على مستوى الصيدليات ،فتتراوح هذه الهوامش بين %47و %57بالنسبة لألدوية التي يكون ثمن مصنعها
دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي 588درهما ،وبالنسبة لألدوية التي يزيد سعر تصنيعها عن 558درهما ،تتراوح هذه
الهوامش بين 300و 400درهم لكل علبة.
وقد أظهرت مقارنة هوامش ربح المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة والصيدليات المعتمدة بالمغرب مع تلك المعتمدة في
البلدان المعيارية أن هوامش الربح المعتمدة بالمغرب مرتفعة نسبيا .فعلى سبيل المثال ،تتراوح هوامش ربح المؤسسات
الصيدلية الموزعة بالجملة ،المعتمدة بتركيا ،بين %4و %9بالنسبة لألدوية التي يكون ثمن المصنع دون احتساب الرسوم
أقل أو يساوي 222,46درهما بل ينخفض الهامش إلى %2فقط إذا فاق هذا الثمن مبلغ 222,46درهما .وفي فرنسا ،يتم
تطبيق هامش ربح بنسبة %6,93فقط على األدوية التي يكون ثمن المصنع دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي 4.996,09
درهم ،مع تطبيق حد أدنى قيمته 3.196درهما وسقف قيمته 340,9درهما .في حين أنه ال يتم تطبيق أي هامش على األدوية
التي يفوق ثمن المصنع دون احتساب الرسوم هذا المبلغ.
وفيما يتعلق بهوامش ربح الصيدلي ،فعلى سبيل المثال ،يساوي هامش الربح في المغرب ،المطبق على األدوية التي يكون
ثمن المصنع دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي 166درهم % 57 ،بينما ال يتجاوز % 25في تركيا ،و % 5.58في
البرتغال ،و % 21.4في فرنسا ،و % 6.42في بلجيكا.
نسبة الضريبة على القيمة المضافة مرتفعة مقارنة بالدول المعيارية
تبلغ نسبة الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على األدوية بالمغرب .%7وتُعفى من الضريبة على القيمة المضافة األدوية
التي تعالج بعض األمراض المزمنة والمكلفة ،السيما مرض السكري والسرطان واإليدز والتهاب الكبد Bو ،Cواألدوية التي
يتجاوز ثمن مصنعها دون احتساب الرسوم 588درهما .وحسب البيانات التي تتوفر عليها مديرية األدوية والصيدلة ،يبلغ
عدد األدوية الخاضعة للضريبة على القيمة المضافة 4.587دواء من إجمالي 7.766دواء يتوفر على ثمن بيع للعموم.
ومن خالل مقارنة نسبة الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على األدوية بالمغرب وتلك المطبقة بالدول المعيارية ،تبين أنه
باستثناء تركيا التي تعتمد نسبة ضريبة على القيمة المضافة تساوي ،%8فإن نسبة الضريبة على القيمة المضافة المطبقة في
المغرب هي األعلى ،إذ تبلغ هذه النسبة %2,1في فرنسا بالنسبة لألدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري و%4
في إسبانيا و %5في البرتغال.
مراجعة سعر بيع األدوية للعموم
خالل الفترة ما بين 2014و ،2021من أصل 7.876دواء مرخصا بتسويقه بالمغرب ،شمل تخفيض سعر البيع للعموم ما
مجموعه 3.417دواء ،أي بمعدل ،% 43كما تم رفع سعر بيع 44دواء ،في حين تم الحفاظ على األسعار األصلية لـ 4.415
دواء أي بنسبة .%61
تخفيضات ذات أثر محدود على سعر بيع األدوية
لم يكن لعمليات خفض سعر البيع للعموم التي تم القيام بها ،خالل الفترة المذكورة ،تأثير كبير على سعر البيع للعموم لبعض
األدوية .فعلى سبيل المثال ،شهد سعر 760دواء انخفاضا قيمته أقل أو تساوي 2درهم .ويتعلق األمر ب %25من إجمالي
األدوية التي تم خفض سعرها والتي يتراوح ثمنها ما بين 4,75و 1.246درهما .كما عرف 1.450دواء انخفاضا أقل أو
يساوي 10دراهم ،أي %48من إجمالي األدوية التي تم خفض سعرها والتي يتراوح ثمنها ما بين 4,75و 1.503درهما.
ويعزى األثر المحدود لعمليات خفض سعر البيع للعموم ،التي تم القيام بها خالل هذه الفترة ،بصفة أساسية إلى الصيغة المعتمدة
في مراجعة أسعار األدوية األصلية .حيت أنه ال يتم تطبيق نفس الصيغة المعتمدة عند تحديد السعر األولي (اعتماد أدنى سعر
من أسعار المصنع دون احتساب الرسوم المحددة في البلدان المعيارية) .فبناء على المادة 14من المرسوم رقم ،2.13.852
سالف الذكر ،من أجل مراجعة أسعار األدوية األصلية ،يطبق متوسط أسعار المصنع دون احتساب الرسوم المعتمدة في البلدان
المعيارية .وإذا كان سعر المصنع دون احتساب الرسوم المعتمد في المغرب أقل من السعر المحصل عليه ،يتم االحتفاظ بسعر
المصنع دون احتساب الرسوم المعمول به .ويؤدي تطبيق هذه الصيغة إلى تخفيض محدود لألسعار أو الحفاظ على السعر
األولي.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2638
اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري عن المرض
فصل إجراءات تحديد سعر البيع للعموم عن إجراءات اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام
التأمين اإلجباري األساسي عن المرض
يتم فصل عملية تحديد سعر البيع عن عملية اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري عن
المرض .حيث تعالج ملفات تحديد أسعار بيع األدوية للعموم من طرف مديرية األدوية والصيدلة ولجنة األسعار المشتركة
بين الوزارات في حين تتم دراسة ملفات طلبات اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري األساسي
عن المرض من طرف الوكالة الوطنية للتأمين الصحي ،استنادا إلى آراء لجنة الشفافية ودراسات لجنة التقييم المالي
واالقتصادي .وجدير بالذكر أن طلب اإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري األساسي عن
المرض يأتي بعد اتخاذ قرار التحديد والمصادقة على سعر البيع للعموم .وبالتالي ،فإن قرار اإلدراج في قائمة األدوية المعوض
عنها ،الذي يعد قوة تفاوضية من أجل تحديد سعر بيع للعموم منخفض ،ال يتم استغاللها من طرف الوزارة المكلفة بالصحة.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات بما يلي:
▪ رئاسة الحكومة
استكمال اإلطار القانوني المنظم لقطاع األدوية والحرص على تحديثه بانتظام داخل آجال معقولة؛ -
إعادة النظر في عمليات اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد ثمن بيع األدوية السيما اآلجال القانونية -
لمعالجة طلبات اإلذن بالعرض في السوق وطرق تحديد ومراجعة األسعار ،وذلك لضمان توافرها وسهولة
الولوج إليها اقتصاديا؛
العمل على تطوير الصناعة المحلية لألدوية لتأمين حاجيات السوق الوطنية من األدوية ومكافحة االحتكار؛ -
▪ الوزارة المكلفة بالمالية
إعادة النظر في عمليات تحديد ومراجعة أسعار بيع األدوية لضمان توافرها وسهولة الولوج إليها اقتصاديا. -
▪ الوزارة المكلفة بالصحة والحماية االجتماعية
إعداد سياسة دوائية وطنية ترتكز على تحفيز اإلنتاج المحلي لألدوية والحرص على تتبع تنزيلها؛ -
تعزيز استقاللية وحكامة وموارد مديرية األدوية والصيدلة لتمكينها من أداء دورها المتمثل في مراقبة وتتبع -
قطاع األدوية بشكل فعال؛
الحرص على إنشاء آليات تحفيز وتطوير دخول األدوية الجنيسة إلى السوق الوطنية؛ -
مراجعة عملية تقييم االحتياجات الدوائية الوطنية بصفة منتظمة؛ -
إعادة النظر في عمليات اإلذن بالعرض في السوق والمراقبة وتحديد ثمن بيع األدوية السيما اآلجال القانونية -
لمعالجة طلبات اإلذن بالعرض في السوق وطرق تحديد ومراجعة األسعار ،وذلك لضمان توافرها وسهولة
الولوج إليها اقتصاديا؛
تزويد مديرية األدوية والصيدلة بنظام معلوماتي مندمج؛ -
دمج عملتي تحديد سعر البيع واإلدراج في قائمة األدوية المعوض عنها برسم نظام التأمين اإلجباري عن -
المرض.
2639 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
تتعدد عوامل نجاعة النظام الصحي ،ولعل من أهمها ،فعالية نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر والذي يهدف إلى تقليص
المخاطر بغية االستجابة والتصدي لها في الوقت المناسب .لذلك ،تم اتخاذ مجموعة من التدابير لدعم نظام المراقبة الصحية،
كتفعيل المراقبة القائمة على تتبع مؤشرات األمراض ذات األولوية ،والعمل على تفعيل نظام مراقبة يتيح جمع وتحليل
اإلشارات واألحداث الصحية غير العادية ،والتي قد تشكل حالة طوارئ صحية عامة .ولدعم هذا النظام ،تم وضع إطار
قانوني ،بشكل تدريجي يتكون أساسا من المرسوم الملكي رقم 554.65بتاريخ 17ربيع األول 26( 1387يونيو )1967
الذي يحدد قائمة األمراض التي يجب اإلبالغ عنها وطرق اإلبالغ وما إلى ذلك ،باإلضافة الى المراسيم والدوريات والقرارات
الوزارية ذات الصلة .كما حث البرنامجان الحكوميان برسم الفترة 2016-2012والفترة ،2021-2016على إحداث نظام
مراقبة صحية فعال ،وعلى تعزيز كل من األمن الصحي ،ووسائل المراقبة والوقاية من المخاطر وحاالت الطوارئ ،فضال
عن وسائل المراقبة الصحية على مستوى الحدود.
وقد قام المجلس األعلى للحسابات بمراقبة تدبير نظام اإلنذار المبكر وتقليص وتدبير المخاطر للتأكد من مدى قدرة النظام
الصحي على مواجهة األزمات الصحية ،وذلك على ضوء تداعيات جائحة كوفيد.19-
أوال .نظام اإلنذار المبكر
اإلطار القانوني واالستراتيجي لنظام اإلنذار المبكر
ضرورة إرساء قانون متعلق بالصحة العامة
على الرغم من أن المخطط االستراتيجي لوزارة الصحة للفترة 2016-2012يتضمن ضمن أهدافه إعداد مشروع قانون
حول الصحة العامة والمراقبة واألمن الصحي ،فإنه لم تتم بعد المصادقة عليه.
الحاجة إلى تحيين وتكميل اإلطار القانوني
لم يتم استكمال اإلطار القانوني الحالي ،حيث ال يتضمن ،على سبيل المثال ،خاصيات المراقبة الصحية الفعالة .كما أن معظم
النصوص القانونية لم يتم تحيينها لتتماشى مع التغيرات الصحية ،على الصعيدين الوطني والدولي ،خاصة كل ما يتعلق
باألوبئة حديثة الظهور واللوائح الصحية الدولية.
االستراتيجيات ومخططات العمل المتعلقة بنظام اإلنذار ومراقبة الصحة العامة
ركز المخططان الحكوميان ( 2016-2012و )2021-2016وكذلك استراتيجيات الوزارة المكلفة بالصحة (2016-2012
و"الصحة )"2025على ضرورة إحداث نظام فعال لليقظة وتعزيز األمن الصحي .وقد أُظهر التقدم المحرز في تنفيذ هذه
االستراتيجيات خاصة فيما يتعلق بإحداث وتطوير نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر ،أن العديد من اإلجراءات والتدابير
المخططة تعرف تأخرا من حيث تنفيذها .ويتعلق األمر ،على سبيل المثال ،بتحيين دليل معايير المراقبة الوبائية وتنزيل
استراتيجية وطنية للمراقبة واألمن الصحي وكذلك تطوير شبكة المختبرات الطبية.
تنظيم نظام اإلنذار المبكر
مكن تحليل هذا الجانب من تسجيل المالحظات التالية.
ضرورة إحداث لجنة لليقظة واألمن الصحي
لم يتم إحداث لجنة اليقظة واألمن الصحي المنصوص عليها في المادة 30من القانون-إطار
رقم 34.09المتعلق بالنظام الصحي والعالجات ،رغم أهميتها لدعم وتنسيق أنشطة المراقبة والسالمة الصحية.
طابع مجزأ ألنشطة المراقبة الصحية
تقوم عدة مصالح على مستوى الوزارة المكلفة بالصحة ،كمصلحة مراقبة األوبئة ومصلحة األمراض الوبائية ،بأنشطة المراقبة
الصحية دون تنسيق بينها ،الشيء الذي ال يسمح بإرساء وتوحيد طرق عمل مواتية لقيادة وإدارة نظام المراقبة الصحية.
الحاجة إلى مأسسة التعاون والتنسيق بين القطاعات
تم الوقوف على غياب آليات مؤسساتية بين القطاعات وشراكات رسمية بين مختلف الجهات المتدخلة ،تم ّكن من جمع ونشر
المعلومات بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب .كما لم يتم إحداث منصة مشتركة لتبادل المعلومات بين مختلف المعنيين
بالمراقبة الصحية ،من ضمنهم الوزارة المكلفة بالفالحة والقطاع المكلف بالبيئة والوزارة المكلفة بالتربية الوطنية ،والوزارة
المكلفة باإلسكان ،مما يشكل أحد نقاط الضعف الرئيسية في نظام اإلنذار المبكر.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2640
العمل على تطوير بنك لسالالت األمراض لرصد تلك التي تم القضاء عليها والمحتمل عودة ظهورها
ال تتوفر مختبرات وزارة الصحة على بنك لسالالت األمراض للتمكن من إجراء فحوصات منتظمة ودورية لرصد األمراض
التي تم القضاء عليها والمحتمل عودة ظهورها (مثل ما حدث بالنسبة لشلل األطفال في سوريا ،وجدري الماء في إنجلترا،
والحصبة في فرنسا) ،وبالتالي تفعيل نظام اإلنذار المبكر.
ب .الموارد البشرية والمالية
الحاجة لتعزيز الموارد البشرية المكلفة بمجال المراقبة الصحية وبرامج التكوين المستمر
ال يتوفر نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر على الموارد البشرية الكافية ( 118أخصائيا في علم األوبئة ،منهم 28على
المستوى المركزي و 90على مستوى الجهات) .إذ يتكلف عشرة موظفين ،منهم أربعة أطباء فقط ،بتسيير ما يعادل 45
برنامجا صحيا باإلضافة إلى جائحة كوفيد .19-كما ال يتوفر هذا النظام على خطة لتعويض الموظفين العاملين بمجال المراقبة
واإلنذار المبكر المحالين على التقاعد أو المغادرة الطوعية.
كما أن المو ظفين المكلفين بالرصد والمراقبة الوبائية ،على المستوى المركزي وعلى المستوى الترابي ،ال يستفيدون بشكل
منتظم من برامج التكوين المستمر لتعزيز قدراتهم على الكشف السريع عن المخاطر الصحية.
الموارد المالية المخصصة للمراقبة الوبائية
تتسم الموارد المالية المخصصة للمراقبة الوبائية بالمحدودية ،حيث أن حصة الميزانية المخصصة لها ضئيلة مقارنة بالميزانية
العامة للوزارة ،إذ لم تتجاوز نسبة %0,63سنة .2021وفي الوقت نفسه ،لم يخصص أي بند في الميزانية ألنشطة المراقبة
على الحدود.
ثانيا .نظام التقليص من المخاطر
تم في هذا الصدد الوقوف على أهم إجراءات الوقاية وتقييم المخاطر باإلضافة إلى مدى تتبع وتقييم نظام التقليص من المخاطر.
وقد مكنت مراقبة هذه الجوانب من تسجيل المالحظات التالية.
ضرورة تجاوز اإلكراهات التي تواجه تنفيذ البرامج الوقائية
يواجه تنفيذ بعض البرامج الصحية نقصا في الموارد البشرية (األطباء العامون والمتخصصون والممرضون) وكذا سوءا في
توزيعها .ويمتد هذا الوضع أيضا إلى مختبرات الوزارة ،التي تواجه نقصا مستمرا وحادا في عدد التقنيين .كما تواجه هذه
البرامج صعوبات تتعلق بتمويل أنشطة الوقاية والتوعية وإجراءات مكافحة األمراض .إذ ،بصرف النظر عن التمويل المتاح
في إطار التعاون الدولي ،ال تزال الميزانية المخصصة لبعض البرامج الصحية محدودة إلى جانب ضعف الميزانية المخصصة
للعالجات الوقائية.
كما يعرف مجال تدريب المتدخلين في الوقاية من األمراض ذات األولوية التي يتم رصدها ومراقبتها ومكافحتها ،مجموعة
من النقائص ،من بينها ضعف عدد التداريب وعدد المستفيدين .كما تبقى فعالية أنشطة الوقاية من األمراض والحد منها محدودة
بسبب عدم تفعيل مشاركة جميع القطاعات المعنية (كما هو الشأن بالنسبة للوزارة المكلفة بالتربية الوطنية ،والوزارة المكلفة
باإلسكان ،والقطاع المكلف بالبيئة).
تقييم المخاطر الصحية
ال ينبني تقييم المخاطر على أسس منهجية ،حيث ال يتم إال بعد اكتشاف وتأكيد حدث صحي عام غير عاد أو تطور غير طبيعي
لمنحى األمراض المعروفة وتحت المراقبة من قبل البرامج الصحية ،بينما من المفروض أن يتم باستمرار ألجل تقليص
المخاطر والحد من آثارها السلبية على المنظومة الصحية.
الحاجة إلى إرساء تطبيقات اإلخطار
ال يتوفر نظام اإلنذار المبكر المحدث على تطبيقات اإلخطار .وبالتالي فإن تبليغ المعلومات ،المتعلقة باألمراض المرتبطة
بقطاعي صحة اإلنسان والحيوان وأحداث الصحة العامة ،ال يتم تلقائيا .إذ يتم ذلك بشكل يدوي عن طريق الرسائل القصيرة
أو البريد اإللكتروني .وقد تم في سنة ،2018وضع تطبيق لتسهيل اإلبالغ عن حاالت التهاب السحايا ،لكنه ال يشمل جميع
األمراض األخرى.
ضرورة إجراء تمارين المحاكاة بشكل منتظم وشامل
تعرف تمارين المحاكاة التي تجرى من طرف الوزارة ،بغرض تحديد قدرات النظام الصحي وتوفير الخبرة العملية للمشاركين
في أنشطة اإلنذار المبكر والتدخل السريع ،عدة نقائص .حيث لم يتم إدراج عناصر تقييم قدرة النظام الصحي على اإلنذار
المبكر وتقييم المخاطر والتبليغ في الوقت المناسب في تمارين المحاكاة .كما أن عدد تمارين المحاكاة المتعقلة باألحداث ذات
األصل الكيميائي محدود ،بينما لم تخصص أي تمارين محاكاة لألحداث والمخاطر ذات األصل اإلشعاعي.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2642
تم وضع البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم من قبل وزارة الصحة والرعاية االجتماعية منذ عام ،1996
بهدف الحد من خطورة ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته والعجز والوفيات المبكرة المرتبطة به .وتشرف على تدبير هذا البرنامج
مصلحة أمراض القلب والشرايين بقسم األمراض غير المتنقلة بمديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض.
2643 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية حول البرنامج تطرقت إلى اإلجراءات واألنشطة المبرمجة واآلليات المعتمدة
والوسائل المرصودة في إطار هذا البرنامج وكذا إلى مستوى تحقيق أهدافه المتمثلة في التحكم في الوضع الصحي المرتبط
بارتفاع ضغط الدم.
وقد ركزت المهمة الرقابية ،التي شملت الفترة ما بين سنتي 2010و ،2020على أهم المصالح المركزية بوزارة الصحة
والحماية االجتماعية المتدخلة في تنزيل البرنامج وعلى عينة من المديريات الجهوية والمندوبيات اإلقليمية والمراكز الصحية.
أوال .تأطير البرنامج وحكامته
الحاجة إلى تعزيز تأطير البرنامج من حيث مستهدفيه وموارده وأهدافه وأنشطته ومؤشرات تتبعه
يفتقر البرنامج إلى التأطير الكافي في ظل غياب وثيقة مرجعية ورسمية تحدد بدقة الفئات المستهدفة وأهداف البرنامج ومكوناته
وأنشطته والوسائل المرصودة له ،وكذا مؤشرات تتبع وتقييم إنجاز أهدافه.
وأفادت الوزارة أنه من ناحية تأطير البرنامج ،يغطي دليل برنامج الوقاية ومكافحة ارتفاع ضغط الدم ،الذي تم تطويره
في عام 2012وتم تحديثه في عام ،2020جميع الجوانب السريرية واإلدارية والتنظيمية للبرنامج من السياق إلى
المراقبة /التقييم .باإلضافة إلى ذلك ،فقد تم توزيع الدورية الوزارية الصادرة في 8مايو ،2012والتي تم تطويرها
ونشرها بمناسبة اليوم العالمي الرتفاع ضغط الدم ،هذه الدورية تصف بوضوح رؤية االستراتيجية الوطنية للوقاية
من ارتفاع ضغط الدم ومكافحته وكذلك السكان المستهدفين من البرنامج.
ويوضح المجلس ،بهذا الصدد ،أن مشروع الدليل المشار اليه لم يتم اعتماده بعد .أما الدورية المذكورة فهي تتعلق بتنظيم حملة
وطنية للتحسيس والكشف عن ارتفاع ضغط الدم.
فعلى مستوى تحديد السكان المستهدفين ،ال يتم تحيين المسوح الوطنية بانتظام ،والتي تقدر نسبة وعدد األشخاص المصابين
بارتفاع ضغط الدم .عالوة على ذلك ،يعتبر عدم تأسيس نظام لالستهداف واحدا من العوامل التي حالت دون تحقيق أهداف
البرنامج وت رشيد استعمال موارده من حيث تغطية حاجيات مرضى ارتفاع ضغط الدم من األدوية ،السيما بالنسبة للمرضى
في وضعية فقر أو هشاشة.
أما على مستوى تحديد األهداف والمؤشرات ،فإن مؤشرات التتبع المعتمدة ال تشمل جميع أهداف البرنامج .فعلى سبيل المثال،
ال يتم تتبع ورصد المضاعفات الناجمة عن حاالت اإلصابة بارتفاع ضغط الدم بالدقة الكافية ،علما أن البرنامج أدرجها ضمن
أهدافه الرئيسية .كذلك ،تم تحديد مؤشر تتبع الهدف المتعلق بالرفع من عدد الحاالت الجديدة التي يتم تشخيصها سنويا بصفة
غير متجانسة خالل الفترة المشمولة بالمهمة الرقابية ،حيث حدد في نسبة %10للفترة من 2011إلى 2019وفي 5%ابتداء
من سنة ،2020بينما أشارت المشاريع السنوية ألداء الوزارة الى نسبة تناهز .%4
وفي ظل عدم تخصيص اعتمادات مالية للبرنامج على وجه التحديد ،يتم إنجاز الطلبيات المرتبطة باألدوية واقتناء األجهزة
والمعدات المتع لقة بالتكفل بمرضى ارتفاع ضغط الدم عبر استخدام بنود مختلفة من ميزانية الوزارة ،مما يصعب معه مهمة
تحديد الموارد المعبأة لفائدة البرنامج.
وارتباطا بتنزيل األنشطة والعمليات ،فإن البرنامج يفتقر إلى خطة عمل متكاملة خاصة به ،كما أنه يعاني من ضعف التنسيق
مع المصالح األخرى للوزارة التي تدير أنشطة تدخل في نطاق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
وقد أشارت الوزارة في معرض جوابها إلى أنها تضع كل سنة خطة عمل خاصة ببرنامج الوقاية ومكافحة ارتفاع
ضغط الدم يتم من خاللها تحديد األهداف واإلجراءات والتدابير المخطط لها خالل العام.
كما ال يتم التنسيق بين وحدة أنماط الحياة الصحية وبرنامج مكافحة التبغ وبرنامج الوقاية ومكافحة ارتفاع ضغط الدم
في تحديد األهداف المسطرة وتطوير خطط العمل .علما أن كل هذه المصالح تندرج تحت قسم األمراض غير السارية
الذي يقوم بدور التنسيق.
ويوضح المجلس أن الوثائق التي قدمت له "كخطة عمل البرنامج" تتعلق ببرنامج عمل قسم األمراض غير السارية.
ضرورة تجاوز الصعوبات التي تعترض عمل آليات الحكامة
فيما يتعلق بآليات الحكامة ،يتم االستناد إلى لجنة الدعم التقني وإلى تنظيم مسلك العالجات الخاص بارتفاع ضغط الدم ( filière
)deًsoinsًrelatifsًàًl’HTAمع اعتماد بروتوكوالت عالجية للتكفل بالمرضى .غير أن فحص هذه اآلليات أظهر أن
البروتوكوالت العالجية غير محينة وأن التنسيق بين المستويات المختلفة لمسلك العالجات الخاص بارتفاع ضغط الدم ال يرقى
إلى المستوى المطلوب ،مما ينعكس سلبا على عملية التكفل بالمرضى وجودة الخدمات الطبية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2644
8الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للصحة الذي تمت زيارته بتاريخ 3أكتوبر 2022
2645 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
ويحتل العالم القروي مكانة متميزة ضمن اهتمامات القطاعات المعنية بالتعليم ،سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،لذلك تم
اتخاذ مجموعة من التدابير الرامية إلى النهوض بالتعليم في الوسط القروي وتحسين المؤشرات ذات الصلة .ومن بين هذه
التدابير تلك المتعلقة بالنقل المدرسي لكونه آلية من آليات الدعم االجتماعي التي تساهم في تقليص نسبة الهدر المدرسي.
وعلى صعيد آخر ،شكلت األزمة الصحية "كوفيد "19-فرصة مواتية الستجالء أهمية تطوير أنماط التدريس على مستوى
جميع األس الك ،ليبرز بذلك نمط التدريس عن بعد كآلية يجب استثمارها وتوفير مقومات نجاحها كي تساهم في االرتقاء
بالمنظومة التربوية.
كما تكتسي بعض الجوانب األخرى ذات الصلة بالمنظومة التعليمية ببالدنا أهمية خاصة ،ومن بينها التعليم العتيق الذي ،وإلى
جانب دوره في تأمين تعليم ذي خصوصيات لفائدة فئات واسعة من المتمدرسين ،يساهم في الحفاظ على قيم الوسطية واالعتدال
وعلى المرتكزات الدينية لألمة ،فضال عن التكوين المهني الذي يسعى إلى تكوين كفاءات ذات جودة عالية تستجيب لمتطلبات
سوق الشغل في شتى الميادين ،ومن ضمنها المجال الفالحي.
واستح ضارا لكل ما سبق ،فقد أنجز المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات خالل سنة 2021مجموعة من
المهام الرقابية المتعلقة بقطاع التربية والتكوين والتعليم العالي .وقد ركزت هذه المهام على الجوانب التالية:
الموارد البشرية لقطاع التربية الوطنية؛ -
التكوين األساسي والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس؛ -
النقل المدرسي في الوسط القروي؛ -
التعليم المدرسي عن بعد؛ -
التعليم العالي عن بعد؛ -
منظومة التعليم العتيق؛ -
التكوين المهني الفالحي. -
مثل العاملون في قطاع التربية الوطنية خالل سنة ،2021حوالي %33من مجموع العاملين بالوظيفة العمومية ،حيث بلغ
عددهم ،315.954منهم 213.954تابعين للوزارة بنسبة بلغت %68و 102.000تم توظيفهم من طرف األكاديميات الجهوية
للتربية والتكوين وهو ما يمثل %32من العاملين في القطاع .ويتكون العاملون بقطاع التربية الوطنية ،باإلضافة إلى األطر
المشتركة بين مختلفة الوزارات ،من خمس هيئات ،تضم كل واحدة عدة أطر .أما بالنسبة للميزانية المرصودة لهذا القطاع
خالل سنة ،2022فقد ناهزت 63مليار درهم ،مثلت فيها نفقات الموظفين أكثر من %71أي مبلغ إجمالي ناهز 45مليار
درهم.
وقد همت المهمة الرقابية التي أنجزها المجلس األعلى للحسابات بهذا الخصوص ،توزيع هذه الموارد البشرية واإلطار
القانوني وكذا الجوانب المتعلقة بإعادة انتشار أطر هيئة التدريس وتقييم هذه الهيئة ،فضال عن البنيات التنظيمية ومنظومة
المعلومات.
أوال .توزيع متباين للموارد البشرية
بلغ عدد موظفي قطاع التربية الوطنية سنة ،2021ما يناهز 315.954موظفا .ويشكل األساتذة % 90بما مجموعه
283.612مدرسا ،من بينهم %54بالسلك االبتدائي و %27بالثانوي اإلعدادي و %15بالسلك الثانوي التأهيلي .باإلضافة
إلى 31.837موظفا مكونا من أطر إدارية وأطر أخرى.
وقد عرف عدد األساتذة التابعين لوزارة التربية الوطنية انخفاضا بما مجموعه 44.630أستاذا ما بين السنة الدراسية -2017
2018والسنة الدراسية ،2022-2021أي بنسبة .%16في حين عرف عدد األساتذة أطر األكاديميات ارتفاعا ملحوظا،
حيث انتقل عددهم من 35000أستاذا سنة 2017إلى 100000سنة 2021أي بنسبة ارتفاع بلغت .%185
2647 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أما بالنسبة لتوزيع عدد األساتذة حسب األكاديميات في الموسم الدراسي ،2021-2020فقد احتلت جهة "الدار البيضاء
سطات" الصدارة ب 41.009أستاذا ،تتبعها جهة "مراكش -اسفي" ب 36485أستاذا ثم جهة "فاس-مكناس" ب 33.038
أستاذا ،ثم جهة "الرباط-سال-القنيطرة " ب 29.399أستاذا.
أما بحسب أهمية التالميذ المسجلين ،فتحتل أكاديمية جهة "الدار البيضاء-سطات" المرتبة األولى من حيث عدد المسجلين
بحوالي 1,13مليون تلميذا أي بنسبة %17,5من العدد اإلجمالي للتالميذ المسجلين ،وتليها "أكاديمية جهة مراكش أسفي"
بحوالي 947.567تلميذا مسجال ثم أكاديمية جهة "الرباط سال القنيطرة" ب 819.428تلميذا.
التأطير البيداغوجي للتالميذ :تباين بين األسالك وبين الجهات
يعتبر مؤشر التأطير البيداغوجي للتالميذ (عدد التالميذ بالنسبة لكل أستاذ) أحد أهم المؤشرات المستعملة لتقييم التوزيع
المتوازن للموارد البشرية ،وقد سجل تحسن في هذا المؤشر على الصعيد الوطني ،حيث انتقل من 28تلميذا لكل أستاذ برسم
السنة الدراسية 2017-2016إلى 25تلميذا لكل أستاذ برسم السنة الدراسية .2021-2020غير أن هذا المؤشر يعرف تباينا
مهما بين األسالك واألكاديميات والعماالت واألقاليم.
وهكذا ،فقد بلغ المعدل الوطني لهذا المؤشر 19تلميذا لكل أستاذ بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي برسم السنة الدراسية -2020
،2021مع تسجيل أعلى مستوى على صعيد األكاديمية الجهوية لكلميم-واد نون بنسبة 14تلميذا ،مقابل 21تلميذا بالنسبة
ألكاديمية الدار البيضاء-سطات وأكاديمية مراكش-أسفي.
أما بالنسبة للسلك الثانوي اإلعدادي ،فقد وصل المعدل الوطني لعدد التالميذ لكل أستاذ 26تلميذا ،مع تسجيل أدنى مستوى
على صعيد أكاديميتي الرباط-سال-القنيطرة ومراكش-آسفي بمعدل 28تلميذا لكل أستاذ ،مقابل 20تلميذا لكل أستاذ في جهة
كلميم-واد نون.
وبالنسبة للتعليم االبتدائي ،فقد بلغ متوسط عدد التالميذ بالنسبة لكل أستاذ 27تلميذا ،غير أن هذا المؤشر عرف تباينا مهما من
أكاديمية جهوية ألخرى ،حيث تم تسجيل معدل 20تلميذا لكل أستاذ بجهة كلميم واد نون مقابل 32تلميذا لكل أستاذ على
مستوى األكاديمية الجهوية الرباط سال القنيطرة واألكاديمية الجهوية الدار البيضاء-سطات.
وعلى مستوى العماالت واألقاليم ،فقد تم تسجيل معدل 13تلميذا لكل أستاذ بإقليم سيدي إفني و 39تلميذا لكل أستاذ على
مستوى إقليم مديونة بالنسبة للسلك االبتدائي .برسم الموسم 2021-2020
وبالنسبة للسلك الثانوي اإلعدادي ،بلغت النسبة أستاذا واحدا لكل 32تلميذا بإقليم برشيد ،وأستاذا لكل 10تالميذ بإقليم أوسرد
خالل موسم .2021-2020
وبالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي ،تتراوح نسبة التالميذ/األساتذة ما بين أستاذ لكل خمسة تالميذ بإقليم أوسرد وأستاذ لكل 24
تلميذا بإقليم سيدي بنور.
التأطير البيداغوجي لألساتذة :تباين بين الجهات واألسالك
يعبر التأطير البيداغوجي لألساتذة عن المؤشر الذي يحدد عدد األساتذة الذين يؤطرهم كل مفتش .وقد بلغ المعدل الوطني
للتأطير البيداغوجي لألساتذة نسبة 120أستاذا لكل مفتش ،إال أن هذا المعدل يختلف حسب الجهات واألقاليم واألسالك.
وهكذا فقد تم تسجيل مؤشرات مختلفة حسب األكاديميات ،إذ بلغ هذا المؤشر ،على سبيل المثال ،نسبة مفتش واحد لكل 154
أستاذا في أكاديمية مراكش أسفي ،في حين تتوفر أكاديمية كلميم واد نون على مفتش واحد لكل 25أستاذا ،برسم الموسم
الدراسي .2021-2020
سجل أيضا على صعيد العماالت واألقاليم .فعلى سبيل المثال ،يتوفر إقليم طرفاية
هذا التباين في معدل التأطير البيداغوجي ُ
على مفتش واحد لكل 24أستاذا ،أما في إقليم إنزكان -آيت ملول فتم تسجيل مفتش واحد لكل 320أستاذا.
وفيما يخص نسبة التأطير التربوي لألساتذة حسب األسالك ،فتجدر اإلشارة إلى أن سلك الثانوي اإلعدادي قد سجل أدنى
مستوى من حيث التأطير مقارنة مع األسالك األخرى ،حيث يمثل مفتشو هذا السلك نسبة %3فقط من إجمالي المفتشين ،أي
75مفتشا من أصل ،2.357بينما يتوفر سلكا االبتدائي والثانوي التأهيلي على نسبة .%97
فعلى سبيل المثال ،وبرسم الموسم الدراسي ،2021-2020بلغت نسبة التأطير البيداغوجي في سلك الثانوي اإلعدادي مفتشا
واحدا لكل 1.094أستاذا على مستوى أكاديمية جهة الشرق (أربعة مفتشين) ،فيما وصلت هذه النسبة بأكاديمية جهة الرباط-
سال-القنيطرة إلى مفتش واحد لكل 584أستاذا (13مفتشا) ،أما بالنسبة ألكاديمية جهة بني مالل-خنيفرة ( 16إطارا) فقد بلغت
نسبة التأطير مفتشا واحدا لكل 305أستاذا ،وعرفت أكاديمية جهة الدار البيضاء-سطات ( 47إطارا) تسجيل تأطير بيداغوجي
بلغ مفتشا واحدا لكل 222أستاذا ،فيما بلغت هذه النسبة مفتشا واحدا لكل 148أستاذا على مستوى أكاديمية جهة سوس ماسة
(ثمانية أطر).
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2648
عن اإلكراهات المرتبطة بالوسائل المادية الموضوعة رهن تصرفهم (المعدات والصيانة والمواد البيداغوجية) ،والتي غالبا
ما تكون محدودة بالنظر لحاجيات المؤسسة.
ورغم كل هذه اإلكراهات ،فإن الممارسات التدبيرية المثلى لمديري بعض المؤسسات التعليمية ،كان لها وقع إيجابي على
مناخ المؤسسة ،وبالتالي الرفع من وتيرة األداء ومردوديتها الداخلية .ومن ثم ،فإن منح مديري المؤسسات التربوية مزيدا من
الدعم اإلداري ،من خالل مدهم بأطر إدارية إضافية ،من شأنه أن يساهم في تعزيز دورهم المرتبط بأنشطة اإلدارة التعليمية،
مثل تقييم األساتذة ودعمهم وإعداد استراتيجيات التكوين.
خامسا .البنيات التنظيمية ومنظومة المعلومات
تواجه البنيات التنظيمية والمعلوماتية إلدارة الموارد البشرية عدة إكراهات تؤثر سلبا على مردودية ونجاعة هذه الموارد.
فباإلضافة إلى تعدد المتدخلين في تدبير الموارد البشرية ومركزية القرارات ،ال يتوفر القطاع الوصي على نظام معلوماتي
مندمج قادر على توفير معلومات موثوقة وشاملة وفي الوقت المالئم.
تعدد المتدخلين في المنظومة اإلدارية
تتسم منظومة تدبير الموارد البشرية على مستوى وزارة التربية الوطنية بتعدد المتدخلين سواء على الصعيد المركزي (مختلف
المديريات واألقسام) أو على الصعيد الجهوي (األكاديميات) وعلى الصعيد المحلي (المديريات اإلقليمية والمؤسسات
التعليمية) ،مما يؤثر على مسلسل تبني السياسات واالستراتيجيات وتنزيلها على أرض الواقع ،وكذا على التدبير اليومي خاصة
من طرف مديري المؤسسات التعليمية.
فعلى سبيل المثال ،وبالرغم من التقدم الذي تم إحرازه على صعيد تفويض سلطات أوسع لفائدة األكاديميات ،فإن القرارات
االستراتيجية لتدبير الموارد البشرية (قرار التوظيف والحركة االنتقالية والتحفيز) ال زالت تتخذ على المستوى المركزي ،مما
يحد من استقاللية األكاديميات.
كما أن المؤسسات التعليمية ،التي تلعب دورا مهما في إدارة الموارد البشرية عالقة باألداء وجودة المدرسة ،تعرف نقصا في
الموارد البشرية وخاصة الحراس العامون ومعدو المختبرات والمساعدون اإلداريون ،والمراقبون.
وفي هذا اإلطار ،الحظ المجلس أن بعض المدارس االبتدائية تتم إدارتها من طرف المدير لوحده ،بغض النظر عن عدد
التالميذ واألساتذة.
اختالف المعطيات بين قاعدة بيانات الوزارة واألكاديميات
يعكس اختالف المعلومات الصادرة عن الوزارة وتلك التي تتوفر عليها األكاديميات النقائص التي تعتري منظومة المعلومات
لقطاع التربية الوطنية ،فضال عن عدم قدرتها على تقديم كل المعلومات ،وبالتفصيل ،حول المنظومة التعليمية وطنيا وجهويا
ومحليا ،وربط المعلومات فيما بينها ،كتلك المرتبطة بالموارد البشرية والمؤسسات التعليمية ونتائج التالميذ.
وقد سجل هذا االختالف ،على سبيل المثال ،على مستوى عدد األساتذة ،حيث تم تسجيل وجود فرق بين معطيات قاعدة بيانات
الوزارة وتلك المستقاة مباشرة من األكاديميات ،يتراوح ما بين 15.213أستاذا خالل سنة 2020-2019و 15.028خالل
سنة .2021-2020وقد سجل هذا التباين على مستوى كل األكاديميات بدون استثناء ،إال أنه عرف مستويات أكبر في البعض
منها ،خاصة أكاديمية مراكش -آسفي التي وصل فيها إلى 7.509أستاذا وأكاديمية طنجة-تطوان التي وصل فيها الفرق إلى
4.642أستاذا .وسجل هذا التباين في األرقام أيضا على مستوى عدد التالميذ ،حيث بلغ الفرق على الصعيد الوطني خالل
سنتي 2020-2019و 2021-2020على التوالي 20.561و 26.095.تلميذا .وقد بلغت هذه الفوارق ،على سبيل المثال
خالل سنتي 2020-2019و ،2021-2020في أكاديميتي سوس-ماسة وفاس مكناس على التوالي 69.896و 43.146تلميذا
و 54.684و 75.777تلميذا.
وتعزو وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة االختالف الملحوظ فيما يتعلق بأعداد المدرسين والتالميذ إلى
االختالف في التواريخ المرجعية أوفي البيانات المستخلصة من قواعد إحصائية ومن قواعد إنتاج المعطيات.
كما سجلت فوارق مهمة في البيانات اإلحصائية الخاصة بالغياب غير المبرر ،الممسوكة على مستوى كل من األكاديميات
وإدارة الموارد البشرية .فعلى سبيل المثال ،خالل سنة ،2020تم تسجيل 174.322يوم غياب لدى أكاديمية طنجة-تطوان-
الحسيمة ،في حين ،وخالل نفس السنة ،تم تسجيل فقط 9.475يوم غياب لدى مديرية الموارد البشرية ،أي بفارق 137.847
يوم .أما بالنسبة ألكاديمية الدار البيضاء-سطات ،فإن عدد أيام الغياب لدى األكاديمية هو 180.649يوما ،في حين تشير
معطيات مديرية الموارد البشرية إلى 8.842يوم غياب فقط ،أي بفارق 171.807يوم.
وقد بررت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة هذه الفوارق بمجموعة من األسباب ،ومن ضمنها :عدم
التقيد بالتوجيهات المتعلقة بمسك المعطيات الخاصة بحاالت الغياب غير المبرر على نظام ،MASIRHواستخدام
تطبيقات معلوماتية تم تطويرها منذ سنة 2004والتي لم يعد ينبغي استخدامها منذ الشروع في استعمال نظام
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2652
،MASIRHوعدم مسك جميع اإلجراءات اإلدارية المتعلقة بمسطرة االقتطاع بسبب التغيب غير المبرر ،والتي
تشكل القاعدة األساس التي يتم االستناد إليها في وضع إحصاءات التغيب غير المبرر.
غياب منظومة معلومات مندمجة
ال تتوفر الوزارة على منظومة معلوماتية مندمجة تشمل كافة مهامها وكل المتدخلين ،رغم توفرها على بعض المنصات
والبرامج المعلوماتية لتدبير الموارد البشرية والمسار التربوي للتالميذ ،وهو ما ال ينسجم مع مقتضيات المادة 42من القانون
اإلطار رقم 51.17المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،والتي تنص على ضرورة أن تعمل السلطات الحكومية
المختصة بشراكة مع المؤسسات المعنية على وضع نظام وطني متكامل للمعلومات ،من أجل إدماج تكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت في تدبير وتقييم مختلف مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،والسهر على تأمينه وتطويره وتحيينه
بكيفية دائمة ومستمرة....
ومن شأن وضع هذه المنظومة كأداة التخاذ القرارات االستراتيجية والعملياتية والتدبيرية ،أن يساعد قطاع التربية الوطنية
على تحقيق نجاعة أفضل بخصوص إنجاز األهداف واقتصاد الوسائل المستعملة.
أفادت الوزارة أنها بذلت مجهودات لتطوير نظام المعلومات ومن ضمنها االندماج في المعطيات من خالل اعتماد
مرجعيات موحدة تُستخدم من قبل غالبية التطبيقات والحلول المعلوماتية ،واالندماج على مستوى حسابات المستخدمين،
وإحداث واجهات خاصة حسب المستخدمين الرئيسيين.
تأسيسا على ما سبق ،ومن أجل تجاوز النقائص المسجلة ،يوصي المجلس الوزارة المكلفة بقطاع التربية الوطنية بما يلي:
إرساء أسس لضمان توزيع متوازن وأمثل لألساتذة ما بين األكاديميات والمديريات اإلقليمية والمدارس؛ -
إعادة النظر في المنظومة المؤطرة للحركة االنتقالية بشكل يساهم في الحفاظ على االستقرار البيداغوجي -
للمؤسسات التعليمية؛
إعطاء استقاللية أكبر لألكاديميات بشأن تدبير الموارد البشرية ،من خالل تفويض بعض المهام المتعلقة -
بالتوظيف والتعيين في إطار عقود برامج تبين بوضوح الجدولة الزمنية والنتائج المنتظرة وآليات التتبع
والتقييم؛
تفويض بعض االختصاصات لمديري المؤسسات التعليمية في إطار عالقة تعاقدية وتدبير يهدف إلى تحقيق -
النتائج والنجاعة التربوية والتدبيرية؛
مراجعة آليات التقييم سواء التربوي أو اإلداري بهدف تجويد التعليم؛ -
تسريع عملية وضع منظومة معلوماتية مندمجة من أجل الحصول على معلومات موثوقة ،شاملة تسمح -
باتخاذ قرارات مالئمة في الوقت المناسب.
تعتبر أطر هيئة التدريس الركيزة األساسية للنهوض بالمنظومة التربوية وتطوير مردوديتها .كما تعتبر مهنة التدريس مهنة
قائمة بذاتها تستوجب من مزاولها التوفر على تكوين أساس يضمن اكتسابه تأهيال تربويا ومهنيا ،وعلى تكوين مستمر من
أجل الرفع من قدراته وتحيين مداركه .وقد ركزت المحطات اإلصالحية التي عرفتها المنظومة التربوية ،منذ الميثاق الوطني
إلى غاية اعتماد القانون اإلطار ،على أهمية التكوين ،وسعت إلى تحسين جودته من خالل جعله إلزاميا قبل ولوج المهنة،
وكذلك بعد تولي مهمة التدريس عن طريق اعتماد تكوين مستمر مدى الحياة المهنية وإدراجه ضمن عناصر تقييم األداء
والترقي المهني.
ورغم ما حظي به التكوين من اهتمام ،من خالل اإلصالحات التي شملته ،والمجهودات المبذولة من أجل تطويره ،فإن تنظيم
التكوين األساس تعتريه عدة نقائص ال تسمح بتقديم تأهيل تربوي ومهني كاف وقادر على جعل األساتذة المتدربين يكتسبون
جميع الكفايات الالزمة قبل تولي مهمة التدريس .واألمر نفسه يتعلق بالتكوين المستمر الذي يعرف مجموعة من النقائص
تحول دون مساهمته الفعالة في تطوير القدرات المهنية لهيئة التدريس.
2653 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
ومن أجل تشخيص واقع التكوين وكيفية تنظيمه وأثره على النتائج المحققة ،أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية من
أجل تقييم منظومة التكوين األساس والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس المعتمدة من طرف قطاع التربية الوطنية ،وذلك
خالل الفترة الممتدة من 2016إلى .2021
أوال .حكامة التكوين
يتدخل في عملية تكوين أطر هيئة التدريس كل من الوزارة واألكاديميات الجهوية والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.
وتشوب حكامة التكوين على المستوى الجهوي عدة نقائص تتجلى فيما يلي:
المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين :وضعية في حاجة للتوضيح
تعاني المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من وضعية إدارية وتنظيمية وتدبيرية غير واضحة من حيث التبعية إلى
األكاديميات أو الوزارة الوصية .وجدير بالذكر أن عدم توضيح المرسوم رقم ،2.11.672المحدث للمراكز الجهوية لمهن
التربية والتكوين ،للوضعية القانونية والتنظيمية لهذه المراكز أثر سلبا على إرساء حكامة جيدة لمنظومة التكوين.
وفي معرض جوابها ،أوضحت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة أن أحكام القانون رقم ،07.00
القاضي بإحداث األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ،هي التي يجب أن تعتمد أوال في تأطير عالقة المراكز الجهوية
باألكاديميات الجهوية .كما أشارت أن المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أدلى برأيه بخصوص مشروع
القانون التعديلي للقانون سالف الذكر ،حيث اقترح فيه ضرورة الربط الواضح بين المراكز الجهوية واألكاديميات
الجهوية ،لما سيحققه من نجاعة في تدبير التكوين األساس والمهني ،وبناء تصور واضح ومندمج ألدوار ومسؤوليات
هذه المكونات على الصعيد الجهوي.
ضرورة تعزيز التنسيق بين المراكز واألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين
نص المرسوم رقم 2.11.672على أنه يجب تحديد آليات التنسيق بين المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين واألكاديميات
الجهوية بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالتعليم المدرسي ،إال أنه لم يتم تحديد هذه اآلليات وظل هذا التنسيق بين الطرفين
محدودا ،مما ينعكس سلبا على ضبط وتنظيم عملية التداريب الميدانية ،خالل السنة التكوينية األولى ،إضافة إلى صعوبات
مسجلة على مستوى تتبع األساتذة المكونين للمتدربين في وضعية تحمل كلي للقسم ،خالل السنة التكوينية الثانية.
الحاجة إلى تعزيز الموارد البشرية بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين
ال زالت المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ،منذ إحداثها سنة ،2012في طور إرساء هياكلها اإلدارية ،حيث يعاني
البعض منها من قلة األطر المكلفة باإلدارة والتسيير ،مما يشكل إكراها أمام تنفيذ المهام المنوطة بها ،سواء تعلق األمر
بالتكوين األساس أو التكوين المستمر ،وخاصة فيما يتعلق بالتتبع واإلشراف.
في جوابها ،أفادت الوزارة الوصية أنه تم خالل السنة الجارية فتح باب الترشيح النتقاء أطر وموظفين وتقنيين إداريين
للعمل بإدارة المراكز الجهوية وكذلك أساتذة التعليم العالي حسب الحاجيات التي تم رصدها ( 306منصبا) باألكاديميات
الجهوية للتربية والتكوين باستثناء جهة درعة تافياللت على أن تتم مواصلة الجهود من أجل سد الخصاص ،بشكل
تدريجي ،في الموارد البشرية.
وفيما يتعلق بتكوين المتدربين بالمراكز ،فيتم االعتماد على المكونين واالستعانة أيضا باألساتذة الزائرين من أجل سد
الخصاص في عدد المكونين ،في ظل ضعف تجانس المواد المدرسة مع تخصص المكونين ببعض المراكز ،مما قد ال يسمح
بتقديم تكوين ذي جودة كافية يضمن للمتدربين اكتساب الكفايات والمهارات الضرورية التي تتطلبها مهنة التدريس.
وقد أشارت الوزارة الوصية في جوابها إلى أن مشروع مقرر وزاري في شأن تحديد شروط ومعايير انتقاء الموظفين
الذين يعهد لهم القيام بمهام التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين قد تم إعداده.
تجهيزات ووسائل لوجستيكية وديداكتيكية غير كافية بالمراكز الجهوية
تعتبر التجهيزات والوسائل اللوجستيكية والديداكتيكية ضرورية لتأمين التكوين وضمان استمراريته في ظروف جيدة ،حيث
تساهم كل واحدة من هذه العناصر ،بشكل متكامل ،في قيام المراكز الجهوية بدورها التكويني على أحسن وجه .وقد تبين أن
هذه المراكز ال تتوفر على التجهيزات والوسائل اللوجستيكية والديداكتيكية الكافية رغم أنها تعتبر ضرورية لتيسير وتجويد
التكوين ومواكبة مختلف مراحله ،في ظل تطور الوسائل المستعملة في هذا المجال.
ثانيا .التكوين األساس
عرف التكوين األساس ألطر هيئة التدريس مجموعة من النقائص ،على مستوى التنظيم والتنفيذ ،تتجلى أهمها فيما يلي.
تنزيل محدود لألولويات االستراتيجية المتعلقة بالتكوين األساس
جاءت الرؤية االستراتيجية بمجموعة من اإلجراءات الرامية إلى النهوض بمهنة التدريس ،وذلك من خالل مجموعة من
األهداف واإلجراءات المعتمدة لتنفيذها .وفي هذا الخصوص ،لم تقم ،وإلى حدود نهاية شهر فبراير ،2022المراكز الجهوية
بإحداث شعب لتكوين أساتذة التعليم األولي ،كما لم تقم بتكوين مدرسين متمكنين من التربية الدامجة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2654
أوضحت الوزارة في جوابها ،أنه لم يتم تفعيل مسلك التعليم األولي لصعوبة إضافة هذه المهمة ألساتذة التعليم االبتدائي،
كما تعذر تكوين المربيات بالمراكز .وأشارت إلى أنه قد تم إعداد مجزوءة التربية الدامجة واعتمادها بالنسبة لسلك
تكوين أطر اإلدارة التربوية وسلك تكوين أطر الدعم التربوي.
وفيما يتعلق بالتخصصات اللغوية والمعرفية والبيداغوجية ،فإن المكونين المشرفين على مجاالت التكوين بهذه المراكز ،ال
يخضعون لتكوين أساس قبل ولوج المهنة بالمراكز الجهوية.
أما فيما يخص إدماج تكنولوجيا اإلعالم واالتصال والثقافة الرقمية ،فإن أشغال إعداد مجزوءة ومساقات تكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت إلى غاية أواخر ،2021في إطار المشروع رقم ،9لم تحقق تقدما كبيرا حيث بلغت نسبة إنجازها على التوالي
% 45و.%5
اعتماد مدة للتكوين مغايرة لتلك المحددة في الرؤية االستراتيجية
على الرغم من كون التدبير ذي األولوية رقم 16الذي جاءت به المذكرة اإلطار رقم 099/15بتاريخ 12أكتوبر ،2015في
شأن التنزيل األولي للرؤية االستراتيجية ،قد نص على تفعيل التكوين األساس على مدى 3سنوات كاملة وبمضامين ذات
جودة والذي كان من المتوقع أن يتم أجرأته انطالقا من الموسم الدراسي ،2016-2015فإن مدة التكوين ،طيلة الفترة الممتدة
من 2012إلى ،2021ظلت بعيدة عن المدة المعتمدة بالمذكرة اإلطار وعرفت تغييرات متتالية.
وهكذا ،حددت هذه المدة في سنة واحدة ما بين 2012و ،2016ليتم تخفيضها إلى أقل 9من سنة ما بين 2016و 2017رغم
صدور القرارات رقم 16/1873و 16/1874و ،16/1875بتاريخ 12ماي ،2016والتي حددت مدة التكوين في سنة واحدة،
ليتم رفعها بعد ذلك إلى سنتين ابتداء من فوج دورة دجنبر .2018
الحاجة إلى تجويد برنامج التكوين
تم الوقوف على مجموعة من المالحظات تتعلق ببرنامج التكوين ،على المستويات التالية:
• من حيث توازن البرنامج التكويني
تميز هذا األخير بعدم التوازن من حيث الحيز الزمني المخصص للتكوين النظري والتطبيقي خالل السنة التكوينية األولى،
حيث تبين أن الحيز الزمني المخصص للتكوين التطبيقي ضيق جدا ،مقارنة مع التكوين النظري ،بحيث اتجه الحيز الزمني
المخصص له نحو التقليص من فوج آلخر ،وأصبحت مدته ال تتجاوز %20من المدة اإلجمالية للتكوين بعدما كانت في حدود
،%60الشيء الذي ال يضمن التوازن بين هذين التكوينين.
كما أن االنطالق المتأخر للموسم التكويني ،عادة ابتداء من شهر يناير ،يؤدي إلى ضياع حوالي 96ساعة من التدريب ،أي
بمعدل 6ساعات في األسبوع طيلة 16أسبوعا ،كما تتزامن هذه التداريب ،في بعض األحيان ،مع فترة امتحانات نهاية السنة
الدراسية بالمؤسسات التعليمية.
وعالوة على ذلك ،لم يستفد ما مجموعه 2.689متدربا ينتمون ألربعة أفواج ،ما بين دورة يناير 2018ودورة نونبر ،2020
من التداريب الميدانية خالل السنة التكوينية األولى ،مما ال يسمح للمتدرب باالستئناس بالوسط المهني واكتساب الكفايات
المهنية التي تؤهله لتحمل مسؤولية القسم ،إضافة إلى أثر ذلك على جودة التكوين باعتبار التكوين التطبيقي عنصرا أساسيا
في التكوين.
• من حيث مضمون البرنامج وغالفه الزمني
فيما يخص مضمون برنامج التكوين األساس بالنسبة ألساتذة التعليم الثانوي ،والحيز الزمني المخصص له ،فينظم ،حسب
المرسوم المحدث للمراكز الجهوية ،خالل السنة التكوينية األولى ،في مسلكين ،هما مسلك تأهيل أساتذة التعليم الثانوي اإلعدادي
ومسلك تأهيل أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي ،على أساس أن يتضمن كل مسلك الوحدات والمواد المدرسة في السلك التعليمي
المناسب .وقد صدر خالل سنة 2016القراران رقم 16/1874و ،16/1875بشأن تحديد كيفية تنظيم التكوين ونظام الدراسة
بهذين المسلكين ،حيث حددا ،بالمادة ،7عدد مجزوءات التكوين في 12مجزوءة بمعدل 34ساعة لكل واحدة منها بالنسبة
لكل مسلك .ثم عدل القرار رقم 007.19المؤرخ في 19فبراير 2019برنامج التأهيل ،وأصبح يشمل 14مجزوءة وورشتين
عمليتين إجباريتين ،بالنسبة لكل مسلك ،في نفس الحيز الزمني ،وذلك باالستناد إلى المادة 7المذكورة ،إال أنه تبين ،مباشرة
بعد صدور القرارين المشار إليهما ،أن الوزارة شرعت في تكوين أساتذة التعليم الثانوي في مسلك واحد ،حيث أصبحت كل
مجزوءة تتم في 34ساعة بمضمون يشمل ،في الوقت نفسه ،مواد مسلك اإلعدادي ومسلك التأهيلي ،مما ساهم في تقليص
مضمون التكوين وكذلك الحيز الزمني المخصص له.
ويتم تحديد محتوى المواد في غياب إطار يسمح بضمان استجابته للكفايات الالزم اكتسابها من طرف المتدربين ،وكذلك قياس
مدى تجانسه مع البرنامج الدراسي الذي سيدرسونه عند تخرجهم .وقد تبين في هذا الصدد ،أنه باستثناء مركز واحد ،الذي ال
يتوفر على مسلك تأهيل أساتذة التعليم الثانوي ،فإن %54من المراكز ال تتوفر على العدة الخاصة بهذا المسلك الجديد .إضافة
28 9يوما بالنسبة لفوج دورة نونبر ،2016و 144ساعة بالنسبة لفوج دورة يونيو ،2017و 6أشهر بالنسبة لفوج دورة يناير .2018
2655 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
إلى ذلك ،ال يسمح هذا النمط من التكوين للمتدربين ،خالل فترة التأهيل ،بمعرفة السلك الذي سيدرسونه عند تخرجهم إال خالل
السنة التكوينية الثانية ،بمناسبة تحملهم الكلي للقسم ،أي بعد انقضاء السنة التكوينية األولى.
• من حيث المدة الفعلية للتكوين
ال يستفيد المتدربون المنتمون لنفس الفوج من نفس عدد ساعات التكوين ،حيث تختلف من مركز آلخر ،كما لم يتلق المتدربون
ببعض المراكز أي تكوين ،خالل السنة التكوينية الثانية ،إذ تبين من خالل أجوبة %83من مديري المراكز الجهوية ،عن
االستبيان الموجه إليهم ،عدم استفادة جميع المتدربين بهذه المراكز من برنامج التكوين المخصص للسنة الثانية .ويبرز هذا
الوضع التباين بين المراكز من حيث الغالف الزمني الفعلي للتكوين ،الشيء الذي ينتج عنه هدر حيز من زمن التكوين ،وال
يسمح بضمان تلقي المتدربين المنتمين لنفس الفوج للتكوين ذاته.
وأوضحت الوزارة في تعقيبها أنها أصدرت المذكرة عدد 002/22بتاريخ 5يناير 2022في شأن تكوين األطر
النظامية لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المتدربين ،والتي تنظم المراحل األساسية لفترة التكوين ،كما اعتمدت
هندسة تكوينية جديدة حددت زمن التكوين في كل مجزوءة في 30ساعة ،إضافة الى 4ساعات مخصصة للتقويم.
الحاجة إلى تعزيز الجهد الموجه لتقويم التكوين
يعتبر التقويم مرحلة مهمة من عملية التكوين .إال أنه ،وبالرجوع إلى االستبيان ،تبين أن %42من المراكز الجهوية ال تسند
نقطة للتداريب الميدانية ،و %25منها تقوم بتقويم هذه التداريب وتخصص لها نقطة ،لكن ال تحتسب في شهادة االعتراف
وذلك لعدم استفادة جميع المتدربين من التداريب الميدانية .كما أن نظام التقويم يسمح بتولي المتدربين ،خالل السنة التكوينية
الثانية ،التدريس باألقسام وذلك دون اجتياز امتحان التصديق على المجزوءات أو النجاح به.
صعوبات على مستوى إنجاز التداريب الميدانية
تعتمد عملية التكوين على الجانب النظري والتطبيقي ،إال أن تفعيل هذا األخير يواجه مجموعة من الصعوبات على مستوى
استقبال وتأطير المتدربين ،حيث تم تسجيل أن %92من المراكز الجهوية تواجه صعوبات عند توزيع المتدربين على
المؤسسات التطبيقية خالل السنة التكوينية األولى .ويرجع هذا األمر إلى ضعف انخراط بعض المؤسسات التعليمية ورفض
استقبال المتدربين ،في بعض األحيان ،من طرف األساتذة المستقبلين ومديري المؤسسات ،إضافة إلى عامل البعد الجغرافي.
وأفادت الوزارة في جوابها أن المذكرة الوزارية عدد 02/22سالفة الذكر تنص على برمجة التداريب على شكل
أنشطة ميدانية ،تخصص لها ست ( )6ساعات كل أسبوع على مدى 20أسبوعا تكوينيا ،وكذلك على تأمين تعويضات
األساتذة المستقبلين عن تأطير التداريب الميدانية مع إصدار دليل األستاذ(ة) المستقبل(ة) الخاص باألنشطة الميدانية
والتداريب بالمؤسسات التعليمية.
إكراهات أمام إرساء التناوب في التكوين
يهدف التناوب في التكوين ،حسب المادة 15من القرار رقم 007.19بتاريخ 19فبراير 2019سالف الذكر ،إلى تكوين
المتدربين ،خالل السنة التكوينية الثانية ،في ثالث صيغ مختلفة ومتكاملة .ويتعلق األمر بتكوين ميداني في إطار التحمل الكلي
للقسم ،وتكوين حضوري بالمراكز الجهوية ،وإعداد بحث تدخلي ومناقشته ،إال أن إرساء هذا التناوب في التكوين يعرف عدة
إكراهات تتمثل فيما يلي:
-ضعف التأطير التربوي للمتدربين في وضعية تحمل كلي للقسم ،وضعف مصاحبتهم ،وصعوبة مواكبتهم من
طرف المكونين ،بحيث أن %33,33من المراكز الجهوية ال تواكب هؤالء المتدربين؛
-ضعف التكوين عن بعد؛
-التأخر في إعداد البحوث التربوية.
أهمية التأهيل المهني ألطر هيئة التدريس
يتوج التكوين األساس باجتياز امتحان التأهيل المهني عند نهاية السنة التكوينية الثانية ،حيث يعتبر من العناصر األساسية
الواجب توفرها في أطر هيئة التدريس ،إال أنه تبين أن هناك تأخرا في التأهيل المهني ألطر هيئة التدريس ،بحيث أن %83
من المتدربين التابعين لألفواج ما بين دورة نونبر 2016ودجنبر 2018يمارسون مهنة التدريس دون أن يؤهلوا مهنيا.
ثالثا .التكوين المستمر
حظي التكوين المستمر منذ الميثاق الوطني بعناية خاصة من أجل الرفع من قدرات أطر هيئة التدريس ،وذلك من خالل اتخاذ
بعض التدابير لتطويره ،إال أن تنزيلها واجهته عدة إكراهات وجعل النتائج المحققة ال ترقى إلى حجم التطلعات.
أهمية استغالل التكوين المستمر كآلية لتدارك نقص التكوين األساس
يعتبر التكوين المستمر آلية لتدارك ،عند االقتضاء ،النقص الحاصل في التكوين األساس وكذلك لتطوير القدرات المهنية لهيئة
التدريس .لكن بالرجوع إلى العروض المقدمة ،في مجال التكوين المستمر ،سجل عدم تقييم النقص الحاصل في التكوين
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2656
األساس بالنسبة لألساتذة المزاولين من أجل برمج ة تكوينات تمكن من تدارك ومعالجة هذا النقص ،وبالتالي ال يتم استغالل
التكوين المستمر في هذا الباب.
الحاجة إلى تحسين منهجية تحديد حاجيات التكوين المستمر
قبل اعتماد االستراتيجية الوطنية للتكوين المستمر ،لم تكن عروض التكوين المستمر تنبني ،في غالب األحيان ،على الحاجيات
المعبر عنها ،مما يجعلها ال تتالءم مع انتظارات األساتذة ويؤدي في بعض األحيان إلى عدم اإلقبال عليها.
أهمية إعمال آلية المصاحبة في التكوين المستمر
تعتبر المصاحبة من آليات مواكبة األساتذة وتكوينهم ،أثناء ممارسة المهنة ،من طرف أساتذة ذوي التجربة والخبرة قصد
الرفع من أدائهم .وفي إطار التنزيل األولي للرؤية االستراتيجية ،جاءت المذكرة اإلطار رقم 099/15بتاريخ 12أكتوبر
2015بالتدابير رقم 15المتعلق بالتكوين والمصاحبة عبر الممارسة إلحداث هذه اآللية التي قررت أجرأتها انطالقا من
الموسم الدراسي ،2016-2015إال أن عدم توفر العدد الكافي من األساتذة المصاحبين وعدم انخراطهم بشكل فعال ،جعل
دعم التكوين المستمر عبر هذه اآللية جد محدود.
التأخر في اعتماد استراتيجية للتكوين المستمر
تفعيال ألهداف الرؤية االستراتيجية ومضامين القانون اإلطار الرامية إلى تطوير التكوين المستمر ،اعتمدت الوزارة
استراتيجية وطنية للتكوين المستمر ،بعد مرور حوالي 6سنوات عن اعتماد هذه الرؤية ،لتجاوز النقائص المرصودة في هذا
المجال ،وتطوير مهارات أطر هيئة التدريس وتحسين مردوديتهم ،إال أن تنزيلها يتم في سياق يتسم بإكراهات تقنية وبشرية
وكذلك بضعف القدرات التدبيرية على المستوى الجهوي .كما يعتبر زمن التكوين إكراها حقيقيا الرتباطه بالزمن الدراسي،
بحيث يجب التفكير في صيغ تكوين غير مكلفة وال تؤثر على الزمن المذكور وتسمح ،في نفس الوقت ،بتجاوز عامل البعد
الجغرافي ،الذي يحول ،في بعض األحيان دون االستفادة من التكوين.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة بما يلي:
-العمل على تأكيد وضعية المراكز الجهوية باعتبارها مؤسسات مستقلة لتتمكن ،في إطار تعاقدي مع مختلف
األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ،من القيام بمهام التكوين األساس والتكوين المستمر والبحث التربوي
لفائدة هذه األكاديميات ،مع ضرورة مأسسة آلية التنسيق بين مختلف المتدخلين في تكوين األطر التربوية
على الصعيد الجهوي؛
إرساء الهياكل اإلدارية بالمراكز الجهوية وتمكينها من الموارد البشرية الكافية والتجهيزات والوسائل -
اللوجستيكية والديداكتيكية الضرورية ،مع الحرص على تجانس المواد المدرسة (المجزوءات) مع تخصص
المكونين المشرفين عنها لضمان اكتساب المتدربين للكفايات الالزمة؛
العمل على تجويد المسار التكويني لهيئة ال تدريس وذلك عبر تشجيع اإلقبال على مسالك مهن التربية -
والتكوين بهدف استقطاب أساتذة مؤهلين لتولي مهمة التدريس بالقطاعين العام والخاص؛
في هذا الباب أفادت الوزارة الوصية ووزارة االقتصاد والمالية أنه تم يوم 13يونيو 2022توقيع اتفاقية إطار بين
وزارة التعليم العال ي والبحث العلمي واالبتكار ووزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة ووزارة االقتصاد
والمالية ،تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة ،تهدف إلى تكوين أطر تربوية مؤهلة لتلبية الحاجيات الحالية والمستقبلية
لمختلف مستويات التعليم االبتدائي والثانوي ،وتحسين ظروف التكوين بالمراكز الجهوية وضمان تكوين تأهيلي
إضافي بعد النجاح في مباريات التوظيف يوسع الهندسة التكوينية العامة .حيث تم تخصيص 4ماليير درهم على مدى
خمس سنوات (خارج نفقات األجور) ،من أجل الرفع من الطاقة االستيعابية لمسالك اإلجازة ،وجعلها مسارا للتميز
وطريقا رئيسيا لتوظيف أساتذة التعليم األساسي والثانوي في المستقبل.
-احترام وتوحيد مسار التكوين المخصص للمتدربين حيث يلزم المتدرب بإتمام الغالف الزمني مع اجتياز
امتحانات التأهيل التربوي والمهني داخل اآلجال المخصصة لها؛
العمل على الرفع من التأطير التربوي للمتدربين ،في وضعية تحمل كلي للقسم ،وضمان مصاحبتهم من طرف -
األساتذة الممارسين لالستفادة من تجربتهم وخبرتهم ،ومواكبتهم من طرف المكونين بالمراكز ،وكذلك تأطير
التكوين عن بعد وإعداد توصيف خاص به وجعله مكمال للتكوين الحضوري؛
األخذ بعين االعتبار الحاجيات الحقيقية للتكوين المستمر لتشجيع اإلقبال عليه ،وكذلك تجاوز اإلكراهات -
التقنية والبشرية لتنزيل االستراتيجية الوطنية للتكوين المستمر بشكل جيد؛
إخضاع التكوين المستمر لتقييم األثر على األداء المهني؛ -
إدراج التكوين المستمر ضمن عناصر تقييم األداء والترقي المهني. -
2657 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
يعتبر النقل المدرسي ،وال سيما بالوسط القروي ،عامال مؤثرا في الحياة المدرسية والعملية التعليمية الرتباطه بمردوديتها ،إذ
الموجَّه إلى تذليل بعض المعيقات السوسيو – اقتصادية والجغرافية التي تحول دون يدخل ضمن آليات الدعم االجتماعي َ
تمدرس األطفال المنحدرين من أسر معوزة؛ وبالتالي المساهمة في تعزيز تكافئ الفرص في الولوج إلى التعليم اإللزامي،
وتقليص الهدر المدرسي واالنقطاع المبكر عن الدراسة خصوصا في صفوف الفتيات.
واستحضارا لهذه األهمية ،أنجزت المجالس الجهوية للحسابات لجهات الشرق ،وطنجة -تطوان -الحسيمة ،وفاس -مكناس،
وسوس -ماسة برسم سنتي 2020و ،2021مهمات رقابية حول النقل المدرسي في الوسط القروي ،شملت نفوذ 273جماعة
موزعة على 11عمالة وإقليما ،10وقد شملت هذه المهمات على الخصوص حكامة المرفق المرتبطة أساسا بتنسيق تدخالت
مختلف األطراف المعنية بتدبيره من جهة ،والتسيير االعتيادي للمرفق ومدى تلبيته لحاجيات المرتفقين ،من جهة أخرى.
أوال .حكامة مرفق النقل المدرسي بالمجال القروي
اإلطار المؤسساتي للنقل المدرسي
تتجلى أهم المالحظات المسجلة فيما يلي.
ضرورة تنسيق جهود مختلف المتدخلين في تدبير مرفق النقل المدرسي
يتميز تدبير مرفق النقل المدرسي بالوسط القروي بتدخل عدة أطراف ،في مقدمتها الجماعات وجمعيات المجتمع المدني؛
باإلضافة إلى الجهات والعماالت واألقاليم والمديريات اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ،والمبادرة الوطنية
للتنمية البشرية .وتبقى طبيعة وحدود تدخالت هذه األطراف غير منسجمة وضعيفة التنسيق.
وفي هذا الصدد ،فإن العماالت واألقاليم ،صاحبة االختصاص األصلي بموجب المادة 79من القانون التنظيمي رقم 112.14
المتعلق بالعماالت واألقاليم ،ال تضطلع بدورها في تعبئة الجهود وتنسيق تدخالت مختلف األطراف الفاعلة بهذا المرفق بما
يكفل الرفع من أدائه ،وضمان استمرارية الخدمة المقدمة للمرتفقين ،حيث يقتصر دورها على اقتناء بعض حافالت النقل
المدرسي وتوزيعها على الجماعات.
وإجماال ،فإن تدبير هذا المرفق ال يتم وفق رؤية واضحة كفيلة بتحسين نجاعته وفعاليته وضمان استدامته .ويساهم في غياب
هذه الرؤية لدى العماالت واألقاليم تأخر أو عدم إعداد برنامج التنمية المنصوص عليه في المادة 80من القانون رقم 112.14
سالف الذكر (أقاليم الحسيمة وتارودانت وفجيج)؛ باإلضافة إلى عدم تفعيل آليات التعاضد والتعاون بين الجماعات المتواجدة
بترابها (شركات التنمية المحلية ،مؤسسات التعاون بين الجماعات ،ومجموعات الجماعات الترابية.)... ،
وقد أوضحت وزارة الداخلية أنه ،سعيا للرفع من مؤشرات التمدرس خصوصا في صفوف الفتيات بالعالم القروي،
قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خالل الفترة الممتدة من 2005إلى ،2021باقتناء حوالي 2.900حافلة للنقل
المدرسي ،بمعدل حافلة لكل 50تلميذ وتلميذة .غير أن تدبير هذا المرفق بالوسط القروي يواجه مجموعة من التحديات،
أهمها غياب نموذج للتدبير يحدد اإلطار المؤسساتي والمالي ،مما يترتب عنه ضعف التنسيق بين مختلف الفاعلين
ويشكل عائقا لضمان جودة واستدامة خدمة النقل المدرسي .وألجل ذلك ،تقوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإنجاز
دراسة تشخيصية أولية حول تدبير أسطول حافالت التي تم اقتناؤها في هذا اإلطار ،من أجل وضع رؤية شاملة تمكن
من تجويد وضمان استدامة المرفق.
من جهتها أكدت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة بأنها تعمل بتنسيق مع باقي الشركاء من أجل اقتراح
حلول ناجعة ومستدامة في هذا المجال في إطار تحقيق التكامل مع باقي مكونات سلة الدعم االجتماعي قصد تحسين
مؤشرات التمدرس والحد من الهدر المدرسي.
االستفادة من مزايا تعدد مصادر التمويل رهين بضمان االلتقائية والتنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين
يتسم تمويل اقتناء حافالت النقل المدرسي بتعدد المتدخلين وبتنوع المصادر ذات الصلة ،وهو ما يُساعد على تلبية الحاجيات
اآلنية بخصوص تسهيل ولوج المتمدرسين المنحدرين من الوسط القروي إلى المؤسسات التعليمية .لكن هذا التعدد يستلزم
10يتعلق األمر بعمالة وجدة -أنكاد وأقاليم بركان والناضور والدريوش وتاوريرت وجرادة وجرسيف وفجيج والحسيمة وموالي يعقوب وتارودانت.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2658
اعتماد إطار مؤسساتي يضمن االلتقائية والتنسيق ال ُمحكم بين مختلف المتدخلين ،ويحقق بالتالي شروط النجاعة والفعالية في
تدبير هذا المرفق.
وهكذا ،فبالنسبة لجماعات جهة الشرق ،ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمويل اقتناء 222حافلة من أصل 537
حافلة ،أي بنسبة تفوق ،%41ثم مجلس جهة الشرق بنسبة ،%18بينما اقتصرت مجالس العمالة واألقاليم على تمويل اقتناء
45حافلة ،وقامت الجماعات بتمويل اقتناء 23حافلة من ميزانياتها الذاتية.
مولت وكالة إنعاش وتنمية الشمال اقتناء
وبالنسبة إلقليم الحسيمة بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة ،فمن أصل 229حافلةّ ،
64حافلة ،وبرنامج تقليص الفوارق المجالية واالجتماعية بالوسط القروي 62حافلة ،ومجلس الجهة 34حافلة ،والجماعات،
سواء بصفة ذاتية أو بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 18 ،حافلة.
مولت اقتناءها المبادرة ُ الوطنية
وفي إقليم تارودانت التابع لجهة سوس – ماسة ،يتكون أسطول النقل المدرسي من 181حافلةّ ،
والمجلس اإلقليمي ( 40حافلة) ،ووزارة التربية الوطنية ( 10حافالت) وصندوق الجماعاتُ للتنمية البشرية ( 84حافلة)،
الساللية ( 8حافالت) ،وباقي المتدخلين ( 39حافلة).
أما على مستوى إقليم موالي يعقوب بجهة فاس – مكناس ،فيتكون أسطول النقل المدرسي من 81حافلة ،تم اقتناء 57منها
في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،و 6حافالت من طرف مجلس اإلقليم ،و 3حافالت من طرف مجلس الجهة ،و9
حافالت من طرف صندوق دعم الجماعات الساللية و 5حافالت من قِّبل المحسنين.
تحديد الحاجيات من حافالت النقل المدرسي يحتاج مزيدا من الضبط
تقتصر عملية تحديد الحاجيات على الطلبات التي يقدمها بعض المنتخبين .وال تضطلع العماالت واألقاليم ،على النحو
المطلوب ،بالدور المنوط بها ،والمتمثل على الخصوص في تشخيص الخصاص من حافالت النقل المدرسي ،أو على األقل
التنسيق بين مختلف المتدخلين على مستوى تراب العمالة أو اإلقليم .وفي هذا الصدد ،ال تتوفر إدارات العماالت واألقاليم التي
شملتها المهمات الرقابية على وحدات إدارية (مصلحة ،أو مكتب ،أو خلية ُ )...مكلفة باإلشراف على تدبير هذا المرفق ،يكون
ضمن مهامها تحديد الحاجيات بدقة ،ومن ثم العمل على تلبيتها بشكل يراعي العدالة المجالية بين الجماعات ،ووفق برمجة
مضبوطة لالقتناءات ،مع الحرص على ترشيدها.
ويكون التعبير عن الحاجيات من طرف الجماعات والجمعيات ،في غالب األحيان ،غير دقيق بسبب عدم توفرها على معطيات
كافية لتشخيص الخصاص ووتيرة تطوره من موسم دراسي آلخر .وقد كان من نتائج ذلك ،على سبيل الذكر ،اكتظاظ الحافالت
بالمتمدرسين وتعدد الرحالت اليومية على نفس المسارات على مستوى عدة جماعات ،فيما تتوفر جماعات أخرى على حافالت
غير مستغلة.
تكليف جمعيات بتدبير خدمة النقل المدرسي دون إشراك مجالس العمالة واألقاليم المعنية
ط 233جمعية في هذا ش ُ
يسهر العديد من جمعيات المجتمع المدني على تدبير مرفق النقل المدرسي بالوسط القروي .حيث تن َ
المجال على مستوى 85جماعة بجهة الشرق ،و 83جمعية بتراب 78جماعة بإقليم تارودانت و 52جمعية بنفوذ 31جماعة
بإقليم الحسيمة و 16جمعية بنفوذ 11جماعة بإقليم موالي يعقوب .وتتولى الجمعيات جل أوجه التسيير االعتيادي (التكفل
بجزء من المصاريف ،وتشغيل السائقين وأداء أجورهم ،وتحديد الرحالت ومسارات الحافالت ،وتحديد تسعيرة خدمة النقل
المدرسي واستخالصها).
غير أن تكليف الجمعيات بتدبير هذا المرفق تم بموجب اتفاقيات ثنائية أبرمتها معها الجماعات المعنية ،وذلك في غياب
العماالت أو األقاليم المعنية باعتبارها صاحبة االختصاص األصلي .ولم يقم أي مجلس للعمالة أو األقاليم التي شملتها المهمات
الرقابية ،بوضع آلية تعاقدية حول تدبير النقل المدرسي ،سواء في إطار ثنائي أو متعدد األطراف ،مع الجماعات و/أو الجمعيات
المعنية.
اتفاقيات التعاون والشراكة
بهذا الخصوص ،تم تسجيل أهم المالحظات التالية.
إسناد تدبير حافالت النقل المدرسي لجمعيات " غير مؤهلة "
أبرمت بعض الجماعات اتفاقيات مع جمعيات آباء وأولياء التالميذ لتسيير خدمة النقل المدرسي ،وهو ما يجعل من الصعب
على مسيري هذه الجمعيات الجمع بين مهام المشاركة في تدبير العملية التعليمية واألعمال الموازية لها داخل المؤسسة
التعليمية ،من جهة ،ومهام اإلشراف اليومي على تدبير النقل المدرسي ،من جهة أخرى .كما قامت بعض الجماعات بوضع
حافالت رهن إشارة سائقين خواص في غياب اتفاقية شراكة تؤطر العالقة بين الطرفين.
وعالوة على ذلك ،فإن العديد من الجمعيات التي تربطها اتفاقيات شراكة مع جماعات وتتلقى منها دعما ماليا منتظما لهذا
الغرض ،تنحصر أنشطتها المرخصة على مجاالت التنمية واألعمال االجتماعية ،وحماية المجال الغابوي وتربية النحل،
ودون أن يكون تدبير النقل المدرسي ضمن أنشطتها المرخصة بمقتضى أنظمتها األساسية .وهكذا ،لم يتعد عدد الجمعيات
2659 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
المهتمة بشكل وثيق بقطاع النقل المدرسي بجماعات جهة الشرق 57جمعية ،أي ما يناهز ربع الجمعيات النشيطة في هذا
المجال (.)%25
وفي هذا اإلطار ،أوضحت وزارة الداخلية ،بخصوص الشراكة مع الجمعيات المكلفة بتدبير النقل المدرسي ،بأنها قد
حثت الجماعات الترابية ،من خالل الدورية عدد D2185بتاريخ 5أبريل ،2018على احترام شروط الشفافية في
انتقاء شركائها من المجتمع المدني وتتبع أنشطتهم.
تعاقد الجماعات مع جمعيات دون اللجوء إلى طلبات العروض
لجأت جل الجماعات بصفة مباشرة إلى إبرام اتفاقيات مع جمعيات تم اختيارها لتسيير مرفق النقل المدرسي ،دون اإلعالن
عن طلبات عروض مشاريع الختيار الجمعيات األقدر واألفضل ،والتي تتوفر على خبرة أو برنامج وتصور في تطوير النقل
المدرسي .ولم تبادر الجماعات إلى إحداث لجان يوكل إليها انتقاء المشاريع المستوفية للشروط المطلوبة وتحديد المبالغ
المخصصة لكل مشروع سيما االتفاقيات التي تعادل أو تفوق ضمنها مساهمة الجماعة 50.000درهم .وهو ما ال يتماشى مع
ما جاء في منشور الوزير األول رقم 2003/7بتاريخ 27يونيو 2003بشأن الشراكة بين الدولة وجمعيات المجتمع المدني،
والذي حدد معايير االنتقاء ال ُمحققة للشفافية والموضوعية والمنفعة المباشرة للفئات المستهدفة ،باإلضافة إلى المعايير ذات
الصلة بالجمعية الشريكة كالقدرة على إنجاز المشروع ودورية انعقاد اجتماعات هياكلها التقريرية واحترام قواعد التسيير
الديمقراطي ألجهزتها.
ضرورة إعداد دليل للمساطر ودفتر للتحمالت إلسناد تدبير مرفق النقل المدرسي إلى الجمعيات
ال تتوفر جل الجماعات الترابية التي شملتها المهمات الرقابية ،على دالئل للمساطر ،مصادق عليها من طرف مجالسها
المنتخبة ،تتضمن بالخصوص المجاالت والشروط المحددة لالستفادة من الدعم العمومي المقدم من طرفها ،والتي من المفترض
أن يكون من ضمنها تدبير خدمة النقل المدرسي.
وفي نفس السياق ،فإن اتفاقيات الشراكة المبرمة بين الجماعات وجمعيات المجتمع المدني والمتعلقة بالنقل المدرسي (باستثناء
جماعة مستكمار بإقليم تاوريرت) لم تؤطر بدفاتر تحمالت تكون بمثابة سند مرجعي للتعاقد على أسس تستجيب لشروط
ومتطلبات تجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين ،وتحدد المفاهيم وااللتزامات ،وآليات التمويل والمراقبة والتتبع ،وذلك عمال
بدورية وزير التربية الوطنية عدد 1202/8بتاريخ 13مارس 2013بشأن تنمية النقل المدرسي بالوسط القروي التي حثت
جميع الشركاء على ضرورة تفعيل بنود دفتر التحمالت لحساب الغير الصادر عن وزارة التجهيز والنقل والذي يتضمن
شروط ممارسة هذا النشاط.
صياغة بنود اتفاقيات التعاون والشراكة بحاجة إلى مزيد من الدقة
إن صياغة بنود اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها الجماعات مع بعض الجمعيات التي أوكلت لها تسيير مرفق النقل المدرسي
تحتاج لمزيد من الدقة خاصة فيما يتعلق بالجوانب المالية .ففي بعض الحاالت ،تمت اإلشارة فقط إلى تخصيص منحة سنوية
للمساهمة في تسيير الحافالت حسب اإلمكانات المتاحة للجماعة دون تحديد مبلغ هذه المساهمة .وفي حاالت أخرى ،تشير
االتفاقية إلى التزام الجماعة ،إلى جانب الجمعية ،بالمساهمة في تغطية المصاريف المتعلقة بالمحروقات واإلصالح ،ولم يتم
تحديد ال نسبة وال مبلغ المساهمة المالية لكل طرف ،وال ماهية وحجم هذه اإلصالحات.
القدرات التدبيرية للجمعيات المكلفة بالنقل المدرسي تحتاج إلى مزيد من التأهيل والتأطير
تعاني الجمعيات المشرفة على تدبير مرفق النقل المدرسي من ضعف في قدراتها التدبيرية .فقد تبين أن جل الجمعيات عجزت
عن االضطالع بمختلف األنشطة األساسية المرتبطة بتسيير هذا المرفق ،من قبيل التتبع المنتظم لنفقات استهالك الوقود
وصيانة الحافالت ،مع مسك سجالت (محاسباتية) تضبط وتضمن الشفافية في استعمال أموال الدعم الممنوح .وتقتصر بعض
الجمعيات على تلقي الدعم المالي السنوي المقدم لها من طرف الجماعات وتحويله ألداء أجور السائقين.
واعتبارا لهذه النقائص ،وبالنظر ألهمية مرفق النقل المدرسي ولحجم أسطول الحافالت ،وما يستلزم ذلك من إلمام بقواعد
التدبير الجيد ،فإنه من الضروري دعم القدرات التدبيرية للجمعيات المعنية كي تتناسب مع متطلبات تسيير المرفق سواء في
شقه المالي أو التقني ،وتأهيلها وتوفير الموارد البشرية الالزمة لها ،حتى تقوم بمهامها على وجه أفضل.
ضرورة تفعيل المراقبة والتتبع لتنفيذ االتفاقيات المبرمة
نصت اتفاقيات التعاون والشراكة المبرمة بين مجالس العماالت واألقاليم والجماعات المستفيدة من حافالت النقل المدرسي،
على ضرورة إحداث لجان مشتركة لتتبع مدى تحقيق أهداف االتفاقيات المبرمة .إال أنه لم يتم تفصيل مجمل المهام
والصالحيات التي تختص بتنفيذها أو مراقبتها هذه اللجنة ،وكذا طريقة اشتغالها وفترات اجتماعاتها ونوعية التقارير
والتوصيات المفترض أن ت ُصدرها.
وفي نفس السياق ،ال تقوم العديد من الجماعات بإعداد التقارير الربع سنوية المنصوص عليها في اتفاقيات اقتناء وتسيير
الحافالت ،المبرمة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،والتي يجب أن تتضمن تطور مؤشرات النجاعة (مثل نسبة
اإلقبال على التمدرس ،ونسبة تمدرس الفتاة القروية ،ونسبة التقليص من الهدر المدرسي ،واستمرارية ووقع المشروع على
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2660
المستفيدين) وكذا مقارنة بين اإلنجازات والتوقعات مرفقة بالبيانات ،باإلضافة إلى تحليل الصعوبات المحتملة والحلول المتخذة
أو المقترحة.
ضمان استمرارية المرفق رهين بتوفير التمويالت الالزمة وتسهيل المساطر اإلدارية
يُكلف اقتناء حافالت النقل المدرسي مبالغ مالية مهمة تفوق قدرات الجماعات والجمعيات .فبعمالة وأقاليم جهة الشرق ،كلف
اقتناء 191حافلة خالل الفترة 2020-2016ما مجموعه 70.435.917,52درهم ،أي أن قيمة الحافلة الواحدة تناهز
368.774,44درهما .وبإقليم الحسيمة كلف اقتناء 147حافلة مبلغا قدره 54.534.000,00درهم ،أي بمعدل 309.755,00
درهما لكل حافلة .وباعتبار أن عمر الحافلة يندرج ضمن مؤشرات قياس جودة الخدمات ،فإن عدد الحافالت التي تجاوز
عمرها خمس سنوات بحلول سنة ،2022يمثل نسبة %61من األسطول بجهة الشرق ،مقابل 58%في إقليم موالي يعقوب؛
مما يشكل ضغطا على الجهات المعنية بتسيير النقل المدرسي جراء تزايد تكاليف اإلصالح والصيانة .وبالنظر كذلك إلى
العمر االفتراضي لصالحية الحافالت والذي يمكن تحديده في 10سنوات ،فإن عدد الحافالت التي تجاوزت هذه المدة في سنة
2022هو 63حافلة بجهة الشرق ،وسيرتفع إلى 379حافلة في أفق سنة ،2027وهو ما يعني ضرورة توفير تمويالت تناهز
140مليون درهم لتجديد األسطول.
ومن أجل تلبية الحاجيات المتزايدة للمتمدرسين في العالم القروي ،فإن المتدخلين العموميين المعنيين مدعوون للبحث عن
مصادر للتمويل مبتكرة ودائمة القتناء حافالت إضافية من أجل دعم األسطول وصيانته وتجديده .وفي هذا الصدد ،تتلقى
مجموعة من الجمعيات حافالت للنقل المدرسي على شكل هِّبات ترد عليها من الخارج (محسنون مقيمون بالخارج ،جمعيات
أجنبية) ،إال أنها تواجه عدة صعوبات لتسجيلها وتسوية وضعيتها القانونية قبل استغاللها .ومن هذه الصعوبات تعقد وطول
المساطر اإلدارية الواجب اتباعها من أجل اإلعفاء من رسوم الجمارك وتحويل الملكية والتسجيل والترخيص باالستغالل
وغير ذلك ،إذ تتراوح مدة هذه اإلجراءات ،حسب مسؤولي بعض الجمعيات بإقليم تارودانت ،ما بين 3أشهر و 12شهرا.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن الجمعيات تتحمل مصاريف أخرى الستكمال هذه اإلجراءات تتراوح ما بين 30و 50ألف درهم
للحافلة حسب مسؤولي بعض الجمعيات ،رغم أن هذه الحافالت ال تستعمل لغرض ربحي.
وأفادت وزارة الداخلية في جوابها ،بأنها تقوم ،في إطار مواكبة الجماعات الترابية ،بتشجيع التعاون بينها ،وال سيما
دعم إحداث مجموعة الجماعات الترابية من أجل تجميع مواردها وضمان تغطية أوسع وذات جودة لعرض النقل
المدرسي ،حيث تمت الموافقة على دعم مجموعة الجماعات الترابية إلقليم جرادة ،والتي تم اعتمادها كآلية لتدبير هذا
المرفق ،وذلك ،بهدف تحسين جودة هذه الخدمة وزيادة معدل التمدرس بالمناطق القروية وخاصة بين الفتيات.
ومن جهتها أوضحت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة ،بأنها سعت من موقعها للمساهمة في تدبير
أمثل لهذه الخدمة ،وذلك من خالل إبرام اتفاقية إطار مع وزارة الداخلية -المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شتنبر
،2018تروم تعزيز وإرساء آلية لتدبير فعال ومستدام لخدمة النقل المدرسي إضافة لتشجيع وتأطير جمعيات المجتمع
المدني النشيطة في هذا المجال ،وكذا إعداد نموذج اتفاقية شراكة لتدبير النقل المدرسي ،بين مصالحها الالممركزة
ومجلس الجهة أو الجماعة الترابية والجمعية التي ستدبر الحافلة المخصصة للنقل المدرسي.
وتأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بقطاع التربية الوطنية والتعليم
األولي ،بالحرص على ما يلي:
قيام العماالت واألقاليم ،باعتبارها صاحبة االختصاص ،بمهامها في ميدان النقل المدرسي في المجال القروي، -
والسيما اإلشراف على هذا المرفق والتنسيق بين مختلف المتدخلين في تدبيره (سواء منهم العموميون أو
الخواص) ،وذلك في إطار مالئم ،يأخذ بعين االعتبار خصوصيات كل عمالة أو إقليم ،ويحدد التزامات
ومسؤوليات األطراف المعنية ،وأيضا مصادر التمويل الالزمة ،ويضمن التقائية وفعالية التدخالت
(العمومية) ،وكذا استدامة الخدمة المقدمة للمرتفقين؛
تحديد الحاجيات من حافالت النقل المدرسي على صعيد كل إقليم ،وترشيد عمليات اقتنائها وتوزيعها بشكل -
يحقق العدالة المجالية بين الجماعات والتعاضد والتعاون فيما بينها؛
إعمال آلية طلب عروض المشاريع من أجل انتقاء الجمعيات المؤهلة لتدبير المرفق ،واعتماد دفتر التحمالت -
الخاص بالنقل المدرسي المعد من طرف مصالح الوزارة المكلفة بالتجهيز والنقل؛
تنظيم دورات تكوينية لفائدة الجمعيات التي تتولى تدبير مرفق النقل المدرسي قصد مساعدتها على تقوية -
قدراتها التدبيرية ،وبالخصوص في المجاالت المتعلقة بإعداد وتنفيذ الميزانية ،ومسك المحاسبة ،وتسيير
أسطول الحافالت ،إلخ.
2661 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
ثانيا .تسيير مرفق النقل المدرسي بالوسط القروي وتطور بعض المؤشرات ذات الصلة
تدبير أسطول حافالت النقل المدرسي
تتجلى أهم المالحظات المسجلة فيما يلي:
نقل التالميذ في ظروف غير مالئمة وال تستجيب لشروط السالمة
يتم في عدة حاالت نقل التالميذ في ظروف غير مالئمة وال تستجيب لشروط السالمة ،بسبب تجاوز الحموالت المفترضة
للحافالت .فمثال ع لى مستوى عمالة وأقاليم جهة الشرق ،عرف عدد المستفيدين من النقل المدرسي ارتفاعا مضطردا وانتقل
من 10.363تلميذا وتلميذة خالل الموسم الدراسي 2017-2016إلى 18.602خالل الموسم الدراسي ،2020-2019أي
بزيادة بلغت نسبة تناهز .%77وبالمقابل ،ظل عدد المقاعد المتاحة غير كاف منذ الموسم الدراسي ،2017-2016ليرتفع
بذلك مؤشر االكتظاظ من 1,82إلى ،1,98أي أن نسبة ملء الحافلة تصل إلى .%200وهو ما يعرفه كذلك إقليم الحسيمة
في عدة جماعات ،حيث ت ُ ِّقل الحافلة أكثر من 60تلميذا وتلميذة رغم أن طاقتها االستيعابية القانونية محددة في 27مقعدا.
أمام هذه الوضعية ،يتم اللجوء إما إلى برمجة عدة رحالت يوميا بواسطة نفس الحافلة إذا كانت المسافة بين محالت السكنى
والمؤسسة التعليمية تسمح بذلك ،أو االكتفاء برحلة واحدة ونقل جميع التالميذ دفعة واحدة ،مما ال يضمن شروط السالمة أثناء
السياقة ،فضال عن عدم احترام عدد الركاب المؤمن عنهم.
ومن جانب آخر ،ال تتوفر بعض الحافالت المستعملة في النقل المدرسي على شروط الراحة والسالمة ،حيث يضطر بعض
التالميذ إلى الجلوس على كراسي بالستيكية صغيرة غير مثبتة بالحافلة وال تتوفر على أحزمة للسالمة وال مساند للظهر ،أو
مقاعد تكون في شكل ِّدكَاك طويلة بمتكآت ،وذلك دون مراعاة لمقتضيات الفصلين 2و 49من المرسوم رقم 2.80.122
بتاريخ 3نونبر 1981يتعلق بالنقل الخاص الجماعي لألشخاص كما تم تغييره وتتميمه .كما يلجأ المشرفون على تسيير مرفق
النقل المدرسي في بعض األحيان وبفعل االكتظاظ إلى نزع الكراسي المثبتة في الحافلة لفسح المجال لنقل أكبر عدد ممكن من
التالميذ.
أهمية األخذ بعين االعتبار خصوصيات الفتاة القروية وكذا ذوي االحتياجات الخاصة
يشكل االكتظاظ وضعية غير مريحة للتلميذات وأسرهن .وقد أفادت بعض الجمعيات المسيّرة للنقل المدرسي في كل من عمالة
وأقاليم جهة الشرق وإقليمي الحسيمة وتارودانت أن اآلباء أصبحوا يطالبون بتخصيص حافالت للفتيات .وهو ما يستدعي
استحضار األبعاد السوسيو-ثقافية في تدبير هذا المرفق ،وذلك بالرغم من األعباء المالية اإلضافية المتطلبة ،ألن الحد من
الهدر المدرسي في صفوف الفتيات القرويات يعتبر من الغايات األساسية للمرفق.
من جانب آخر ،فإن جل الحافالت المستعملة في النقل المدرسي غير مناسبة للتلميذات والتالميذ ذوي اإلعاقة الحركية ،ولم
يتم تزويدها بالولوجيات وفق المعايير المعمول بها .وهو ما ال ينسجم مع مقتضيات المادتين 11و 21من القانون اإلطار رقم
13.97المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها.
الحاجة إلى توفير بنيات لالنتظار في ظل عدم تطابق فترات الزمن المدرسي مع توقيت مرور الحافالت
بالرغم من المجهودات التي يبذلها مختلف المتدخلين لتوفير حافالت للنقل المدرسي ،ونظرا لعدم تطابق فترات الزمن المدرسي
مع توقيت مرور الحافالت ،بالنسبة لجميع التالميذ المستفيدين ،يضطر هؤالء للقدوم ،في بعض األحيان ،إلى المؤسسات
التعليمية قبل مواعيد الدروس ،ثم انت ظار موعد انطالق الحافلة لمدة بعد انتهاء دروسهم ،مع ما قد يترتب عن ذلك من إهدار
للوقت في االنتظار أو تعرض آلثار التقلبات الجوية وغيرها.
سجل في بعض الجماعات غياب بنيات الستقبال التلميذات والتالميذ وتأطيرهم بين مواعيد الرحالت .ويرجع وفي هذا اإلطارُ ،
سبب ذلك ،إلى نقص الموارد البشرية وعدد القاعات في المؤسسات التعليمية ،أو إلى تردد مسؤوليها في استقبال هؤالء
التلميذات والتالميذ لعدم تحمل مسؤوليتهم خالل هذه الفترات.
المراقبة التقنية الدورية للحافالت وتزويدها بوسائل اإلغاثة يكتسيان ضرورة ملحة
ال يتم إخضاع جل حافالت النقل المدرسي بالعمالة واألقاليم المعنية ،للمراقبة التقنية الدورية ،مما ال ينسجم مع مقتضيات
الفصل 39من المرسوم رقم 2.80.122بتاريخ 3نونبر 1981سالف الذكر .ففي إقليم تارودانت ،تبين أن 148حافلة لم
تخضع للمراقبة التقنية خالل الفترة ،2019-2015أي بنسبة %82من مجموع الحافالت المستغلة ،فيما خضعت 25حافلة
إلجراء الفحص التقني بصفة غير منتظمة خالل نفس الفترة ،و 8حافالت فقط هي التي خضعت للمراقبة التقنية الدورية.
وينطوي غياب المراقبة التقنية الدورية على مخاطر ،من بينها استعمال حافالت غير مؤهلة للسير على الطرق العمومية ،مع
ما يمثله ذلك من خطر سواء على السائقين والمتمدرسين وعلى مستعملي الطريق.
وفيما يخص وسائل اإلغاثة ،فإن بعضا من حافالت النقل المدرسي التي تفوق سعتها 25مقعدا غير مزود بأجهزة اإلطفاء أو
أن مدة صالحيتها منتهية .فضال عن ذلك ،تفتقر بعض الحافالت لصندوق اإلسعافات األولية والعاجلة ،وفي حال وجوده فهو
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2662
ال يحتوي على المواد الصيدلية التي تمكن من القيام بالعالجات األولية ،وهذا ال ينسجم ومضامين الفصلين 20و 21من
المرسوم رقم 2.80.122المذكور.
ضرورة إخضاع حافالت النقل المدرسي إلجراءات التسجيل واعتماد ورقة السير
إن بعض الحافالت المستعملة في النقل المدرسي ببعض األقاليم ،سواء التي تم اقتناؤها داخل المغرب أو التي تم استيرادها
من الخارج مازالت تحمل أرقام تسجيل مؤقتة ) (WWأو أجنبية ،رغم مرور عدة سنوات على تاريخ أول شروع في
استخدامها بالمغرب.
من ناحية أخرى ،ال يتم ،إال في حاالت قليلة ،احترام مقتضيات دفتر التحمالت المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير ،التي
تحدد شروط استغالل مركبات النقل المدرسي ومسطرتي تقديم التصريح بالقيام بهذا النقل وتسليم أوراق السير .ففي إقليم
تارودانت مثال ،فإن ( )32حافلة فقط من أصل ( ،)181أي حوالي %18من مجموع الحافالت باإلقليم ،هي التي تتوفر على
ورقة السير الصادرة عن المديرية االقليمية للتجهيز والنقل.
ضرورة إبرام عقود الشغل مع سائقي الحافالت واكتتاب التأمين لفائدتهم
ال تعمل أغلب الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي على إبرام عقود الشغل مع سائقي الحافالت .ففي عمالة وأقاليم جهة الشرق،
وباستثناء الجمعية اإلقليمية لتطوير وتعميم التعليم ببركان التي شرعت في تدبير خدمة النقل المدرسي مع بداية الموسم الدراسي
،2021/2020فإن باقي الجمعيات النشيطة في المجال لم تبرم عقود شغل مع سائقي الحافالت .كما أن 72سائقا من بين
108على مستوى إقليم تارودانت ال تربطهم مع الجمعيات المشغلة عقود شغل موثقة.
من جهة أخرى ،ال يستفيد جل السائقين العاملين بمرفق النقل المدرسي من التأمين ضد حوادث الشغل واألمراض المهنية،
مما ال ينسجم مع مقتضيات المادة 29من القانون رقم 18.12المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ،وكذا المادة 6من دفتر
التحمالت المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير .فعلى مستوى عمالة وأقاليم جهة الشرق على سبيل المثال ،فإن أكثر من
%91من السائقين غير مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي.
وقد أبانت دراسة عينة من ملفات السائقين مكونة من 129سائقا على مستوى جماعات عمالة وأقاليم جهة الشرق أن نصفهم
تقريبا ( )%48يشتغلون مع الجمعيات المسيرة للنقل المدرسي لموسم دراسي واحد فقط .وتواجه الجمعيات صعوبة في إيجاد
سائق بديل تتوفر فيه الشروط المطلوبة ،مما يؤثر على استمرارية خدمة النقل المدرسي .وتعزى أسباب مغادرة السائقين
للعمل طواعية إلى هزالة األجرة الشهرية وغياب التغطية االجتماعية واالشتغال دون عقود عمل.
وتستدعي هذه الوضعية إعادة تأطير العالقة مع السائقين عن طريق إبرام عقود شغل موثقة لحماية حقوق األطراف (سائقين
وجمعيات ومستفيدين وجماعات) من خالل التنصيص صراحة على مجموعة من االلتزامات المهنية ،خاصة ما يتعلق بالحفاظ
على الحافالت وااللتزام بسلوك تربوي في التعامل مع التالميذ ،وكذا اكتتاب تأمين لفائدة السائقين .مما سيساهم في تحفيزهم
على االنخراط في تحسين جودة الخدمة المقدمة للمرتفقين وضمان استمراريتها.
ضرورة التأكد من توفر السائقين على الشروط الالزمة
ال يتوفر بعض السائقين الذين تستعين بهم الجمعيات ،على رخصة السياقة من صنف "د" ،التي تخول لهم سياقة العربات
المستخدمة في النقل المدرسي ،والتي تحتوي على أكثر من ( )8مقاعد للجلوس أو تنقل على متنها أكثر من ( )8أشخاص دون
احتساب السائق ،وهو ما ال يراعي مقتضيات المادة 7من القانون رقم 52.05المتعلق بمدونة السير على الطرق ،وكذا المادة
9من دفتر التحمالت المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير .ففي عينة مكونة من 218سائقا لمركبات النقل المدرسي
بالجماعات التابعة لعمالة وأقاليم جهة الشرق ،تبين أن 109منهم فقط ( )50يتوفرون على الرخصة المالئمة لسياقة هذه
المركبات.
من جهة أخرى ،فإن مجموعة من السائقين ال يتوفرون على بطاقة السائق المهني ،بالرغم من كون العربات المستعملة في
النقل المدرسي تستلزم توفر السائق على هذه البطاقة طبقا ألحكام المادة 40من القانون رقم 05.52سالف الذكر .وعلى سبيل
المثال ،تم إحصاء 52سائقا للحافالت بنفوذ 8جماعات تابعة إلقليم الحسيمة حاصلين على رخصة السياقة من صنف "د"،
إال أنهم ال يتوفرون على بطاقة السائق المهني.
عالوة على ذلك ،فإن جل السائقين ال يتوفرون على شهادة الفحص الطبي ،كما نصت على ذلك المادة 9من دفتر التحمالت
المتعلق بالنقل المدرسي لحساب الغير .وعلى سبيل المثال ،فإن 25من أصل 52سائقا يعملون بنفوذ 8جماعات تابعة إلقليم
الحسيمة ال يتوفرون على شهادة الفحص الطبي.
التدبير المالي للنقل المدرسي
تتجلى أهم المالحظات المسجلة فيما يلي:
2663 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وضعية مالية غير مريحة للجمعيات المسيرة لمرفق النقل المدرسي بالوسط القروي
تعاني الجمعيات المتدخلة في تدبير النقل المدرسي بالعالم القروي من ضعف مواردها المالية التي ال تغطي مصاريفها
االعتيادية ،مما ينتج عنه عجز هيكلي شبه دائم ومتفاقم من سنة ألخرى .ففي عينة مكونة من 44جمعية تتولى تدبير حافالت
النقل المدرسي على مستوى أقاليم الناضور والدريوش وجرسيف ،تبين أن 22جمعية عرفت عجزا ماليا سنويا مرة واحدة
سجل عجز في مالية جمعيات أخرى بجماعات في كل من إقليمي موالي يعقوب على األقل خالل الفترة .2021-2016كما ُ
وتارودانت.
وأمام هذه الوضعية ،ولتفادي توقف خدمة النقل المدرسي ،وما ينتج عنه من ضرر معنوي تجاه الساكنة باإلضافة إلى حرمان
التالميذ من الدراسة ،تضطر الجماعات إلى تحميل ميزانياتها ،فضال عن اإلعانات السنوية المقدمة للجمعيات ،نفقات إضافية
والتي بلغ مجموعها ،على سبيل المثال بالنسبة للجماعات التابعة لعمالة وأقاليم جهة الشرق خالل الفترة ،2020-2016ما
قدره 1.272.008,27درهم.
وفاء األطراف المتعاقدة بالتزاماتها وتعبئة موارد مالية إضافية من الشروط األساسية الستدامة خدمات
النقل المدرسي بصيغتها الحالية
تعتمد أغلب الجمعيات المدبرة لمرفق النقل المدرسي على الدعم المالي المقدم لها من طرف الجماعات .ففي عمالة وأقاليم
المحولة من قِّبل الجماعات لفائدة الجمعيات التي تتكفل بتسيير مرفق النقل المدرسي
ّ جهة الشرق مثال ،انتقل حجم المساهمات
من 2,5مليون درهم سنة 2016إلى ما يناهز 5,7مليون درهم خالل سنة 2019أي بزيادة تجاوزت .%127
وبالرغم من أن جل اتفاقيات الشراكة مع الجمعيات يتم إبرامها في بداية الموسم الدراسي ،فإن بعض الجماعات ال تقوم ببرمجة
االعتمادات الضرورية عند إعداد ميزانياتها قصد تفعيل هذه االتفاقيات؛ كما أن تحويل المساهمات المالية لحساب الجمعيات
غالبا ما يتم متأخرا خالل شهر دجنبر أو خالل السنة الموالية ،مما يجعل هذه الجمعيات تفتقر للسيولة النقدية الكافية في باقي
فترات السنة ،الشيء الذي ينتج عنه تأخر صرف أجور السائقين ويصعب معه ضمان استمرارية الخدمة.
وعالقة بما سبق ،فقد تبين على مستوى إقليم تارودانت ،أن 36جمعية (أي %43من الجمعيات المدبرة لهذا المرفق) لم تتلق
أي دعم خالل الفترة .2019-2015بينما لجأت بعض الجماعات بجهة الشرق إلى خفض مبالغ المساهمات المالية التي تم
تحويلها لفائدة الجمعيات مقارنة مع المبالغ المتعاقد بشأنها بمبرر عدم كفاية االعتمادات.
مراقبة مالية الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي ضرورة ملحة
ال تخضع مالية غالبية الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي ألية مراقبة ،سواء من طرف العماالت واألقاليم باعتبارها صاحبة
االختصاص في مجال تدبير هذا المرفق ،أو من طرف الجماعات التي تربطها بها اتفاقيات وتمنح لها دعما ماليا .واستثناء،
تدلي بعض الجمعيات بالتقارير المالية التي تعدها بمناسبة انعقاد جموعها العامة لفائدة الجماعات المعنية ،غير أن التقارير
المالية المقدمة عبارة عن قوائم بسيطة لمجموع المداخيل والمصاريف المنجزة ،وال يتم إعدادها وفق مخطط محاسبة
الجمعيات ،وتعزيزها بالوثائق المحاسبية المثبتة ،وبالتالي فإنها ال تسمح بأية مراقبة فعالة .وتكتفي الجماعات بتسلم هذه
التقارير دون أن تباشر أي مراقبة أو تدقيق مالي.
كما أن أغلب الجمعيات المدبرة للنقل المدرسي ال تمسك محاسبتها وفق مخطط محاسبة الجمعيات معززة بالوثائق المحاسبية
المثبتة .فعلى سبيل المثال ،تبين أن 33فقط من أصل 83جمعية نشيطة في هذا المجال بجماعات إقليم تارودانت ،هي التي
تمسك محاسبتها ،أي ما يناهز .%40وهذا ال يراعي مقتضيات الفصلين 32و 32مكرر مرتين من الظهير الشريف رقم
1.58.376بتنظيم حق تأسيس الجمعيات كما تم تعديله وتتميمه ،سيما بالقانون رقم 75.00الصادر في 23يوليوز ،2002
وكذلك أحكام الفصل 3من قرار وزير المالية بتاريخ 31يناير 1959بمثابة النظام المالي والمحاسبي للجمعيات التي تتلقى
دعما دوريا من الجماعات المحلية ،والتي تلزم الجمعيات بمسك المحاسبة حسب نظام مزدوج.
صرحت بها الجمعيات المدبرة للمرفق. ّ
يتسن التأكد من صدقية األرقام التي ّ وفي غياب الوثائق المحاسبية والقوائم التركيبية ،لم
كما ال يسمح ذلك بإجراء مراقبة فعالة للتدبير المالي ،ال سيما في ظل عدم فصل الجمعيات للعمليات المالية المتعلقة بالمرفق
عن العمليات المالية األخرى ،إذ أن بعض الجمعيات تنشط في مجاالت أخرى بالموازاة مع تسيير حافالت النقل المدرسي
لفائدة الجماعات المعنية.
تطور مؤشرات التمدرس وخدمة النقل المدرسي
تطور عدد حافالت النقل المدرسي ونسبة الهدر المدرسي بدرجات متفاوتة
خالل الفترة ،2020-2017عرف عدد حافالت النقل المدرسي بجماعات عمالة وأقاليم جهة الشرق ،تطورا ملحوظا ،إذ انتقل
من 416حافلة سنة 2017إلى 537حافلة سنة .2020وخالل نفس الفترة ،فقد عرف مؤشر الهدر المدرسي تحسنا مسترسال،
تباينت أهميته حسب األسالك التعليمية .فقد انخفض هذ المؤشر في السلك الثانوي اإلعدادي بثالث ( )3نقط متراجعا من
%10,3إلى .%7,3أما في السلكين الثانوي التأهيلي واالبتدائي ،فقد انخفض هذا المؤشر نسبيا بنقطة واحدة ( ،)1حيث
تراجع على التوالي من %6,5إلى %5,3ومن %3,1إلى .%2,1
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2664
أما في إقليم موالي يعقوب ،فقد عرف مؤشر الهدر المدرسي تطورا إيجابيا ما بين موسمي 2016/2015و2020/2019
في كل األسالك التعليمية ،ولئن كان ذلك بنسب متفاوتة ،حيث تراجع من %2,9إلى %1,5بالنسبة للمستوى االبتدائي ومن
%14,5إلى %9,7بالنسبة للمستوى اإلعدادي ومن %8,2إلى %7,6بالنسبة للمستوى التأهيلي.
وفي إقليم الحسيمة ،فقد ش ِّهد كل من عدد الحافالت بالوسط القروي وعدد المستفيدين من النقل بواسطتها ،زيادة بحوالي
( %125انتقل من 102إلى 229حافلة) و( %60انتقل من 5.246إلى 8.426مستفيد) على التوالي خالل الفترة -2017
.2021وباستثناء االنخفاض الملموس بالنسبة للسلكين اإلعدادي والثانوي في الموسم الدراسي 2018/2017مقارنة مع
سابقه ،فإن مؤشر الهدر المدرسي بقي بعد ذلك شبه مستقر في %3و %2على التوالي.
وبالنسبة إلقليم تارودانت ،فقد تضاعف عدد حافالت النقل المدرسي بأكثر من أربع مرات (انتقل من 44إلى 181حافلة)،
وعدد المستفيدين من هذه الخدمة ست مرات تقريبا (انتقل من 1.914إلى 11.074مستفيد) خالل الفترة .2019-2015
ورغم ذلك ،استقر المؤشر العام للهدر المدرسي (بالنسبة لجميع األسالك التعليمية) خالل هذه الفترة في نسبة متوسطة قدرها
،%5مع تسجيل انخفاض طفيف خالل سنتي 2018و 2019بنسبتي %4,4و %4,9بعد أن كان في حدود %5,9خالل
سنة .2019
استقرار أعداد غير المسجلين بالمدارس والمنقطعين عن الدراسة
رغم تطور أسطول الحافالت المستغلة في العمالة واألقاليم التي شملتها المهمات الرقابية ،فقد تبين أن مؤشر التمدرس ،من
خالل عدد غير المسجلين وكذا المنقطعين ،11عرف تذبذبا من إقليم إلى آخر.
ففي عمالة وأقاليم جهة الشرق ،عرف عدد غير المسجلين زيادة بلغت نسبتها %0,87خالل الفترة ،2020-2017وانتقل من
5.401إلى 5.448طفال .وفي إقليم تارودانت ،عرف عدد المنقطعين عن الدراسة منحى تصاعديا وانتقل من 2.982إلى
3.609تلميذا منقطعا خالل الفترة .2019-2016وبالنسبة إلقليم الحسيمة ،فقد تم الوقوف على حاالت انقطاع عن الدراسة
بارتباط مباشر بغياب النقل المدرسي بالوسط القروي لإلقليم كما أفاد بذلك ممثلو الجمعيات المسيرة للمرفق ،مثل جماعة
النكور بما مجموعه 22حالة انقطاع خالل الموسمين الدراسيين 2020/2019و ،2021/2020وجماعة عبد الغاية السواحل
بما مجموعه 34حالة انقطاع حيث تبعد المؤسسات التعليمية عن محالت السكن بمسافة تتراوح بين 05و 25كيلومترا .أما
في إقليم موالي يعقوب ،فقد عرفت نسبة التمدرس تحسنا ملحوظا خالل الفترة ،2020-2015وإن كان ذلك بنسب متفاوتة
حسب الفئة العمرية ،حيث انتقلت نسبة التمدرس اإلجمالية بالنسبة للفئة العمرية 14-22سنة من 77إلى 83في المائة وبالنسية
للفئة العمرية من 15إلى 17سنة من 43إلى 51في المائة ،وذلك ما بين الموسمين الدراسيين 2016/2015و.2020/2019
والمنحى ذاته عرفته نسبة تمدرس الفتيات التي ارتفعت ،ما بين الموسمين المذكورين ،من 68إلى 75في المائة ومن 33
إلى 43في المائة على التوالي.
الحاجة إلى اعتماد لوحة قيادة لمرفق النقل المدرسي
تتعدد األهداف المسطرة لمرفق النقل المدرسي بالعالم القروي .ويتجلى أه ُّمها في محاربة الهدر المدرسي ،والمساهمة في
تمدرس الفتيات ،والدعم االجتماعي لألسر المعوزة ،وتحسين ظروف تنقل التالميذ ...واعتبارا لطبيعة هذه األهداف ،فإن
تقييم مدى إنجازها يستلزم وضع لوحة قيادة تتضمن جميع المعطيات حول تدبير هذا المرفق الذي يتسم ،كما سبق تفصيله
أعاله ،بتعدد المتدخلين وضعف التنسيق فيما بينهم.
وفي هذا السياق ،اتضح أن الجماعات والجمعيات ،باعتبارها أهم األطراف التي تتولى عمليا تدبير المرفق ،ال تتوفر على أي
معطيات بخصوص مؤشرات التمدرس كالهدر المدرسي ،ونسب النجاح ،بينما تقتصر أدوار مجالس العماالت واألقاليم
والجهات ،ووكاالت تنمية األقاليم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،على تمويل اقتناء الحافالت .أما مصالح وزارة التربية
الوطنية ،ولئن كانت تتوفر على نظام معلوماتي ينتج معطيات عامة حول العملية التعليمية ،فإن مسلسل إنتاج هذه المعطيات
منفصل عن خدمة النقل المدرسي ،وال يتيح تقييم هذا المرفق وفق منهج علمي يبين العالقة السببية (األسباب واآلثار) بين
خدمة النقل المدرسي ومؤشرات التمدرس بصفة خاصة ونتائج العملية التعليمية بصفة عامة.
وقد أوضحت و زارة الداخلية أنه ،سعيا لتجاوز اإلكراهات التي يعرفها مرفق النقل المدرسي بالعالم القروي ،تقوم
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،في إطار مرحلتها الثالثة بإنجاز دراسة تشخيصية أولية حول تدبير أسطول حافالت
النقل المدرسي التي تم اقتناؤها في هذا اإلطار ،بغية تحديد رؤية شاملة تمكن من تجويد وضمان استدامة المرفق،
توضح دور وصالحيات كافة الفاعلين المعنيين ،عالوة على وضع استراتيجية واضحة تمكن من توفير الموارد المالية
الالزمة لتسيير حافالت النقل المدرسي وتعبئة الموارد البشرية المؤهلة وفق دفتر تحمالت خاص بالنقل المدرسي.
كما تقوم المديرية العامة للجماعات الترابية بعملية تشخيص حول تدبير المرفق بالمجال القروي ،وذلك من أجل تحديد
المعيقات وتقييم األداء واقتراح توصيات تهدف إلى تجويد خدماته وتحسين حكامته.
ومن جهتها ،وللمساهمة في الرفع من نجاعة تدبير هذا المرفق ،اقترحت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي
والرياضة:
-مساهمة الوزارة عبر مصالحها اإلقليمية في تحديد الحاجيات من النقل المدرسي عبر تحضير خريطة الخصاص
من هذه الخدمة ،في تكامل مع باقي خدمات الدعم االجتماعي خصوصا اإليواء واإلطعام المدرسي ،وذلك على مستوى
المؤسسات المستفيدة ولوائح التلميذات والتالميذ؛
-المساهمة في تحديد مسارات النقل المدرسي وخلق ترابط المسارات بين الجماعات الترابية وذلك بغية ترشيد النفقات
واستعمال الحافالت المدرسية؛
-تتبع وتقييم أداء المرفق وربط اآلثار بالنتائج المحققة وفق مؤشرات قابلة للقياس يناط بالمصالح اإلقليمية للوزارة
إعداد لوحة قيادة للنقل المدرسي تضم مؤشرات مثل نسبة الهدر المدرسي على مستوى الجماعات المستفيدة من النقل
المدرسي ،نسبة االنقطاع عن الدراسة ،تمدرس الفتاة القروية ،ونسبة استكمال الدراسة بالسلك االعدادي .على أن
توضع هذه اللوحة رهن إشارة المتدخلين في النقل المدرسي وتخضع للتحيين بشكل دوري لتقييم مدى تحقق األهداف
المنتظرة.
وأضافت هذه الوزارة بأن مصالحها مستعدة للمساهمة في بلورة نموذج حكامة ناجعة لمرفق النقل المدرسي ،واستدامة
التمويل لهذه الخدمة ،واالعتماد على التجارب الناجحة في بعض جهات المملكة ،للتدبير المفوض لخدمة النقل المدرسي
من طرف جمعية أو شركة متخصصة في هذا المجال كشركات التنمية المحلية أو مجموعات الجماعات الترابية.
وتأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بقطاع التربية الوطنية والتعليم
األولي ،بالحرص على ما يلي:
توسيع وتجويد عرض النقل المدرسي بتوفير العدد الكافي من الحافالت المستوفية للخصائص التقنية المحددة -
في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل ،والسيما المتعلقة بنقل األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة ،مع
ضرورة إخضاعها إلجراءات التسجيل القانونية ،وللمراقبة التقنية الدورية المفروضة على المركبات ،وكذلك
توفير بنيات مالئمة الستقبال أو على األقل إيواء التالميذ خالل فترات انتظار الحافالت؛
تشغيل السائقين (بواسطة عقود عمل) المتوفرين على رخصة السياقة من صنف "د" ،وبطاقة السائق -
المهني وشهادة الفحص الطبي ،واكتتاب التأمين ضد حوادث الشغل واألمراض المهنية والتغطية الصحية
لفائدتهم؛
البحث ،في ظل الوضعية المالية الصعبة التي تعرفها بعض الجمعيات ،عن حلول بديلة لضمان استمرارية -
خدمة النقل المدرسي (تمويالت مبتكرة ،حافالت احتياطية)... ،؛
اعتماد لوحة قيادة لتتبع وتقييم أداء المرفق بناء على مؤشرات كمية وكيفية لقياس الفعالية والجودة؛ -
تعزيز المراقبة على الجمعيات الموكول إليها تسيير المرفق ،والسيما إلزامها باإلدالء بالحسابات والبيانات -
المحددة في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل ،وتحديد قيمة المساهمات المفروضة على المستفيدين من
المرفق.
على إثر تفشي جائحة "كوفيد ،"19-سارعت كل الدول التي تبنت الحجر الصحي الشامل إلى إغالق مؤسساتها التعليمية
باعتبارها مراكز تجمعات بشرية تشكل مجاال خصبا النتشار العدوى .وقد مس اإلغالق حوالي 1,6مليار تلميذ وطالب في
أكثر من 190بلدا في كل القارات .كما شمل اإلغالق %94من الساكنة المتمدرسة عالميا و %99من البلدان ذات الدخل
الضعيف وبلدان الشريحة الدنيا ،ذات الدخل المتوسط .وقبل اإلعالن عن حالة الطوارئ واتخاذ السلطات المغربية لقرار
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2666
الحجر الصحي 12بتاريخ 24مارس ،2020بادرت الوزارة المكلفة بقطاع التعليم إلى اإلعالن عن إغالق المدارس وأرفقت
هذا اإلجراء بقرار آخر يتمثل في اإلبقاء على سير هذا المرفق وضمان "االستمرارية البيداغوجية" وذلك باعتماد نمط التعليم
عن بعد بداية من 16مارس .2020
لكن ،وبالرغم من المجهودات التي قامت بها الوزارة لتطبيق هذا النمط والحفاظ على استمرارية المرفق العام ،فقد رافقت
تنفيذه مجموعة من الصعوبات والتحديات (قانونية وبشرية ومادية )...كان لها األثر المباشر على النتائج التي تم تحقيقها والتي
كانت متباينة على مستويات عدة.
وقد شملت مهمة تقييم نمط "التعليم المدرسي عن بعد" عدة جوانب ،تتعلق بمكانة التعليم عن بعد في المنظومة الوطنية للتعليم،
ونجاعة العرض المدرسي ،وحصيلة عملية التعليم عن بعد باإلضافة إلى تدبير اآلليات والموارد المستعملة في هذه المرحلة.
أوال .التعليم المدرسي عن بعد في إطار المنظومة الوطنية للتعليم
خطة "التعليم عن بعد" :أمام األزمة البد من إيجاد الحلول
أمام األزمة الصحية الطارئة ،وفي غياب تجربة سابقة أو تأطير قانوني حول نمط التعليم عن بعد ،سارعت السلطات الوصية
إلى اتخاذ مجموعة من اإلجراءات المتتالية إلرساء نمط التعليم عن بعد والتحضير واإلعداد لضمان تطبيقه على مستوى
مجموع التراب الوطني .كما ساهمت هذه اإلجراءات في تحديد األشخاص المسؤولين عن تنفيذه والموارد الواجب تعبئتها
وأشكال التواصل المزمع اعتمادها .وقد استندت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة في تفعيل نمط التعليم عن
بعد على المكتسبات المحققة في إطار برنامج تعميم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال بالمؤسسات التعليمية "جيني" ،الذي انطلق
سنة .2005
وقد برزت مجموعة من اإلكراهات التي أثرت سلبا على نجاح العملية ومتابعة التالميذ لدروسهم .فالمجهود المرتبط بعملية
إنتاج الموارد الرقمية لم يصل ،بالشكل المطلوب ،إلى جميع التالميذ بسبب محدودية اإلمكانيات والمعدات التكنولوجية
(حواسيب ،هواتف ،انترنيت ،)...فضال عن محدودية المساعدة والتأطير من طرف أولياء األمور .فالمصالح الوزارية سخرت
كافة جهودها لعملية إنتاج الموارد الرقمية ،دون إيالء العناية الالزمة لجانب مهم ضمن هذه العملية ،والمتمثل في مدى وصول
هذا المجهود إلى التلميذ ومدى االستفادة منه.
باإلضافة الى ذلك ،وبالنظر إلى غياب نص قانوني بشأن مسألة تفعيل االستمرارية البيداغوجية من طرف األساتذة ،فإن
العملية أخذت طابعا تطوعيا صرفا ،حيث لم ينخرط بعض األساتذة فيها ،معللين ذلك ،على الخصوص ،بعدم التوفر على
حاسوب أو هاتف وظيفي أو شبكة إنترنيت أو لحرصهم على حماية معطياتهم الشخصية أو لعدم االقتناع بأهداف التعليم عن
بعد .وفي هذا الصدد ،قدر تقرير ،أنجزه المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،13نسبة األساتذة الذين لم ينخرطوا
في عملية تنزيل التعليم عن بعد في ،%17,4وهو ما يعني أن االستمرارية البيداغوجية لم تفعل على مستوى مجموعة من
األقسام ،تضم ما يعادل 1,1مليون تلميذا.
مرسوم التعليم عن بعد :خطوة مهمة إلى األمام
صدر المرسوم رقم 2.20.474المتعلق بالتعلم عن بعد والذي يحدد شروط وكيفيات تقديم التعلم عن بعد لفائدة المتعلمين
بمؤسسات التربية والتعليم والتكوين المدرسي والمهني والجامعي بالقطاعين العام والخاص ،بتاريخ 24غشت .2021أي
بعد أكثر من عام عن بداية تطبيق نمط التعليم عن بعد بالمؤسسات المدرسية الوطنية.
غير أن هذا المرسوم ،وإن كان يشكل تطورا ملحوظا في سبيل إدماج التعليم عن بعد في المنظومة التربوية لبالدنا ،فإنه لم
يتطرق إلى تعريف الظروف ودواعي التطبيق التي يمكن أن تفرض اللجوء إلى هذا النمط وتسمح بتبنيه ،وتسمح كذلك للتالميذ
أو ألولياء أمورهم بالمطالبة باالستفادة منه كلما توافرت أو اجتمعت الظروف لذلك (مرض طارئ ،انقطاع لسبب معقول،
كارثة طبيعية .)...وفي غياب مأسسة حقيقية ،وفي انتظار ما ستنص عليه النصوص التطبيقية التي أحال عليها المرسوم ،ال
يمكن حاليا اعتبار هذا النمط جزءا فعليا من المنظومة التربوية الوطنية.
ثانيا .العرض المدرسي :تنوع في العرض بمعيقات كبيرة
حدَّت مجموعة من العوامل من نجاعة هذا العرض واالستفادة المثلى منه ،ومن ضمنها:
تعدد التالميذ ذوي المستويات المختلفة داخل األسرة الواحدة حال دون متابعة التالميذ
لدروسهم
12المرسوم بقانون رقم 2.20.292صادر في 28من رجب 23( 1441مارس )2020يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات
اإلعالن عنها ،والمرسوم رقم 2.20.293.صادر في 29من رجب 24( 1441مارس )2020بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب
الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا-كوفيد .19
13الصادر بتاريخ 2021/11/12
2667 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
حال البث التلفزي المتوازي للدروس ألسالك مختلفة دون تتبع التالميذ المتمدرسين في األسالك المختلفة والمنتمين لألسرة
الواحدة ،لدروسهم المتلفزة .وإذا كان مؤشر توفر األسر المغربية على جهاز تلفاز واحد مرتفعا ،حسب تقرير المندوبية السامية
للتخطيط المتعلق بالمؤشرات االجتماعية لسنة %90,5( 2020في الوسط القروي و %97,6في الوسط الحضري) ،فإن
تعدد األطفال داخل األسرة الواحدة (أكثر من طفلين حسب إحصائيات سنة 2018الواردة في تقرير للمندوبية نفسها) وبث
عدة دروس تهم مستويات مختلفة في نفس الوقت لم يمكن كل التالميذ من متابعة دروسهم في آن واحد ،خاصة في الوسط
القروي.
مشاهدة ومتابعة القنوات التلفزية المخصصة للتعليم عن بعد :نسب تتبع محدودة
لم يبادر القطاع الوصي إلى طلب معلومات من الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة ،لها عالقة بنسب التتبع والمشاهدة ،وذلك
من أجل تكوين رؤية واضحة حول مدى تجاوب التالميذ مع هذه الواسطة ،خصوصا وأن مكونات القطاع بذلت جهدا مهما
في إنتاج الدروس المتلفزة.
الحاجة إلى تعزيز التفاعل بين التالميذ واألساتذة عند اعتماد نمط التعليم عن بعد
احتلت التلفزة المرتبة الثانية بنسبة ،%43بعد الهاتف الذكي ( ،)%88ضمن الوسائل المعتمدة في تأمين خدمة التعليم عن
بعد ،إال أن هذه الوسيلة ال تتيح إمكانية التفاعل بين األستاذ والتلميذ ،ال سيما وأن العملية التعليمية مبنية أساسا على هذا التفاعل.
فقد اتسمت عملية التعليم عن بعد باعتماد الطريقة التقليدية في تقديم الدروس ،أي التلقين واإللقاء ،وغياب التفاعل في العالقة
التربوية ،سواء بين األستاذ والتلميذ أو بين التالميذ فيما بينهم ،باإلضافة إلى غياب التواصل غير اللفظي الضروري لتكوين
شخصية المتعلم وترسيخ المعارف التي يكتسبها .وفي هذا اإلطار ،صرحت %39من األسر التي شكلت العينة التي اعتمدها
تقرير المفتشية العامة للشؤون التربوية حول تقييم التعليم عن بعد ،بأنها غير راضية عن مستوى التفاعل بين األساتذة والتالميذ.
استعمال محدود لمنصة "تلميذتيس"
لم يتعد عدد مستعملي منصة "تلميذتيس" %8من مجموع التالميذ ،وأن معدل القراءة الكاملة لم يتجاوز .%2ويمكن تفسير
هذه المحدودية بعدة عوامل ،منها وجود بعض الصعوبات في توفير المساعدة والدعم بالنسبة للتالميذ الصغار (التعليم األولي
واالبتدائي) وكذا غياب وسيلة التواصل (جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي أو هاتف ذكي).
األقسام االفتراضية :محدودية في االستعمال
أطلقت الوزارة ،ابتداء من االثنين 23مارس ،2020العمل بالخدمة التشاركية المدمجة Teamsفي منظومة مسار ،وذلك
بقصد تمكين األساتذة من التواصل المباشر مع تالمذتهم من خالل األقسام االفتراضية ).(classes virtuelles
وقد تمكنت الوزارة من تغطية ما يقارب %45من األقسام الفعلية بأقسام افتراضية في شهر مارس ،2020أما خالل األشهر
المتبقية من فترة تعليق الدراسة الحضورية ،فقد كانت التغطية شبه شاملة لألقسام في السلكين اإلعدادي والتأهيلي بما يناهز
.%95وإذا كانت نسب التغطية قد سجلت مستويات مرتفعة ،فإن نسبة استعمال األقسام االفتراضية ظلت محدودة ،حيث لم
تتجاوز %3في شهر مارس 2020وبلغت %27في أبريل ،لتنخفض بعد ذلك إلى %10و %6في شهري ماي ويونيو
.2020
وتفسر هذه النسب المنخفضة من المشاهدة بعدة أسباب تمت إثارتها في اللقاءات الميدانية مع المسؤولين ،ومنها صعوبة
التوصل بالقن السري لتفعيل الحساب في ظل الحجر الصحي ،باإلضافة للتكلفة المرتفعة إذ يشترط التوفر على رصيد
لإلنترنيت للتمكن من متابعة الدروس في األقسام االفتراضية ،وكذا بروز بعض المعيقات التقنية المرتبطة بالمنتوج ككل.
الوسائط األخرى :نجاح غير مؤطر
سمحت الوزارة لألطر التربوية باستعمال جميع الوسائط الممكنة لضمان االستمرارية البيداغوجية ،مثل" :واتساب"
و"يوتوب" و"فيسبوك" و"تيمز" و"زوم" .وقد تبين أن وسائل التواصل االجتماعي ومجموعات التبادل كانت األكثر استعماال
مقارنة بالوسائل األخرى .وقد واجه استعمال هذه الوسائط الصعوبات التالية:
-صعوبة أو عدم التمكن من مراجعة المحتوى البيداغوجي :سجلت ،على هذا المستوى ،صعوبة مراجعة المحتوى
البيداغوجي للدروس المقدمة للتالميذ ،فهي محتويات يمررها األستاذ مباشرة للتلميذ دون أن تكون مشمولة ،في
الغالب ،بالتتبع والتأطير واإلشراف الذي حظيت به المحتويات األخرى والتي تم تقديمها عن طريق التلفاز أو
المسطحات المحدثة من طرف الوزارة؛
-صعوبة الحصول على إحصائيات رسمية :لم يكن هناك تتبع خاص لهذه العملية على مستوى األكاديميات الجهوية،
بل كانت العملية موكولة للمديريات اإلقليمية من خالل شبكات تتضمن إحصائيات تتعلق بالوسائط المستعملة وعدد
التالميذ ،فضال عن غياب أي تتبع أو إفراغ لهذه الشبكات من أجل تتبع عملية التعليم عن بعد.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2668
ثالثا .حصيلة التعليم عن بعد في ضوء مبادئ الجودة والعدالة وتكافئ الفرص
لقد أسفر تدقيق مدى انسجام الحصيلة الكمية لعملية التعليم عن بعد مع مبدأ العدالة وتكافئ الفرص وجودة وفعالية العملية
التعليمية عن تسجيل المالحظات التالية.
االستفادة من التعليم عن بعد :تباينات في المؤشرات
سعت الوزارة الوصية إلى اتخاذ مجموعة من التدابير الرامية إلى ضمان استفادة واسعة من نمط التعليم عن بعد ،غير أن
المؤشرات ذات الصلة أظهرت تفاوتات على هذا المستوى ،وهو ما يتجلى من خالل ما يلي:
تباين بين الجهات على مستوى االستفادة من نمط التعليم عن بعد
حسب االحصائيات الصادرة عن األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ،بلغت نسبة التالميذ المستفيدين من التعليم عن بعد
خالل الفترة الممتدة من 16مارس إلى نهاية الموسم الدراسي ،2020-2019حوالي %67على الصعيد الوطني.
وإذا كانت هذه النسبة اإلجمالية تعتبر مرتفعة نسبيا ،خاصة وأن اعتماد هذا النمط من التعليم لم تسبقه تجارب مماثلة ،فإنها
تتباين بين الجهات .فمثال على مستوى جهتي بني مالل-خنيفرة وفاس-مكناس ،لم تتجاوز نسبة التالميذ المستفيدين من التعليم
عن بعد %54و %56على التوالي ،فيما تجاوزت % 93بالنسبة لجهة الرباط-سال-القنيطرة.
تفاوتات بين الوسطين الحضري والقروي في االستفادة من نمط التعليم عن بعد
أظهرت اإلحصائيات المتوفرة حول االستفادة من نمط التعليم عن بعد 14خالل فترة الحجر الصحي تفاوتات مهمة بين الوسطين
الحضري والقروي ،كما يتبين ذلك من خالل ما يلي:
-بالنسبة للمتابعة الدورية ،فقد تراوحت ،حسب األسالك الدراسية ،بين %45و %65بالوسط الحضري ،وبين
%23و %49بالوسط القروي؛
-بالنسبة للمتابعة غير الدورية ،فقد تراوحت بين %26و %38بالوسط الحضري ،وبين %36و %41بالوسط
القروي؛
-فيما يخص نسب عدم المتابعة ،فقد تراوحت بين %9و %19بالوسط الحضري ،وبين %15و %37بالوسط
القروي.
في هذا اإلطار ،أشارت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة إلى أنها ،وألجل تقليص هذه التفاوتات،
سخرت بعض اإلمكانيات ،ومن ضمنها بث الدروس على القنوات التلفزيونية الوطنية ،والولوج المجاني إلى المنصة
الوطنية ،www.telmidtice.maوتوفير كراسات الدعم لفائدة مليون تلميذ في المدارس االبتدائية التي تنتمي إلى
الوسط القروي ،ودعم تالمذة بعض الجهات المنحدرين من المناطق النائية واألسر المعوزة بمعدات معلوماتية.
ارتفاع نسب الهدر المدرسي بالنسبة لتالميذ الوسط القروي تزامنا مع اعتماد نمط التعليم
عن بعد
حسب اإلحصائيات الصادرة عن الوزارة الوصية ،فقد عرفت نسب الهدر المدرسي ،وال سيما بالوسط القروي ارتفاعا ،تزامنا
مع اعتماد نمط التعليم عن بعد .فعلى مستوى السلك االبتدائي ،ارتفعت نسبة الهدر المدرسي على الصعيد الوطني من %2,1
في الموسم الدراسي 2020-2019إلى %2,9في موسم .2021-2020وقد سجلت أعلى النسب في الوسط القروي ،حيث
انتقلت من %2,6إلى ما يقارب %3,7ما بين الموسمين المذكورين ،أي أن ما يزيد عن 108.090تلميذ قد انقطعوا عن
الدراسة في السلك االبتدائي ،منهم 76.481في الوسط القروي خالل الموسم الدراسي .2021-2020
أما فيما يخص السلك الثانوي اإلعدادي ،فقد عرف بدوره تسجيل ارتفاع لنسب الهدر المدرسي بالوسط القروي ،حيث انتقلت
من %12,2في موسم 2020-2019إلى %12,8في الموسم الدراسي ،2021- 2020أي أن عدد تالميذ هذا السلك الذين
غادروا مقاعد الدراسة بلغ خالل هذه السنة ما مجموعه 1577.461تلميذا بالوسط القروي لوحده ،في حين سجل تحسن
ملموس في الوسط الحضري ،إذ تراجعت نسبة الهدر من %9,3إلى %7,9ما بين الموسمين المذكورين.
وبدوره عرف السلك الثانوي التأهيلي ارتفاعا في نسبة الهدر المدرسي بالوسط القروي ،حيث انتقلت من %7إلى %7,6ما
بين موسمي 2020-2019و ،2021-2020بينما عرفت هذه النسبة تحسنا طفيفا في الوسط الحضري ،إذ انخفضت خالل
نفس الفترة من %7,5إلى .%7,3
تفاوتات مهمة بين تالميذ التعليم العمومي والخصوصي في فترة الحجر الصحي
اتسمت عملية "التعليم عن بعد" بتسجيل تفاوتات مهمة بين التعليمين العمومي والخصوصي من حيث نسب المتابعة ،مما أثر
على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص .إذ فاقت نسب المتابعة المسجلة بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي في فترة الحجر
سجل انخراط واسع لمؤسسات التعليم الصحي %90على المستوى الوطني مقابل %67المسجلة بالتعليم العمومي ،كما ُ
الخصوصي في هذه العملية (أكثر من %93من المؤسسات التعليمية الخصوصية على المستوى الوطني).
وتعزى هذه التفاوتات إلى عدة أسباب ترتبط ببعض الخصائص التي تميز التعليم الخصوصي ،من أهمها التوفر على المعدات
والوسائل الرقمية التي تتيح له اعتماد نمط التعليم عن بعد بشكل أوسع مقارنة بالتعليم العمومي.
الحاجة لتعزيز العرض المقدم للتالميذ ذوي االحتياجات الخاصة
اتسم العرض التربوي المقدم للتلميذ ذوي االحتياجات الخاصة ،خالل فترة الحجر الصحي ،بالمحدودية ،إذ لم يتجاوز عدد
الدروس المصورة لهذه الفئة خمسة دروس فقط بالنسبة لألكاديمية الجهوية الرباط سال القنيطرة على سبيل المثال ،باإلضافة
لعدد قليل من الكبسوالت المتفرقة التي تم تسجيلها في بعض المديريات اإلقليمية وكذا بعض الموارد األخرى الموجهة لهذه
الفئة .وعالوة على ذلك ،سجل غياب لإلحصائيات المتعلقة بمدى متابعة الدروس عن بعد بالنسبة لهذه الفئة من المتمدرسين.
جودة التعليم عن بعد :مجهودات كثيرة تنتظر القطاع
ساهم التعليم عن بعد في ضمان االستمرارية البيداغوجية ،إال أن هذه العملية صاحبتها بعض النقائص والمخاطر التي حدت
من تحقيق األه داف المسطرة لها ،والمتمثلة أساسا في تقليص الزمن الدراسي وعدم إتمام المقررات ،باإلضافة إلى النقص
المالحظ على مستوى تكوين األساتذة فيما يخص تكنلوجيا المعلومات واالتصال.
تأثير اإلعالن عن إلغاء االمتحانات
تم ،بتاريخ 12ماي ،2020اإلعالن عن قرار إلغاء االمتحانات والتصريح باالنتقال التلقائي إلى الصف الموالي باالعتماد
على نقط المراقبة المستمرة والفروض الحضورية التي أجريت قبل هذا التاريخ.
وقد أثر هذا اإلعالن المبكر على سيرورة العملية التعليمية ،من خالل عدم استمرار الكثير من المتعلمين والمتعلمات في متابعة
الدراسة عن بعد ،وأدى ،بالتالي ،إلى نهاية السنة الدراسية بالنسبة لعدد من التالميذ .فحسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط
حول كوفيد 19-الصادر في فبراير ،2021صرح %66من تالميذ السلك االبتدائي و %70من تالميذ اإلعدادي بأنهم قلصوا
من زمنهم المدرسي عقب اإلعالن عن إلغاء االمتحانات.
تقليص الزمن الدراسي وتأثيره على التعلمات الجديدة في المستويات الموالية
نتج عن تقليص الزمن الدراسي بسبب تطبيق نمط التعليم عن بعد عدم إتمام المقررات أو البرامج البيداغوجية ،سواء في فترة
التعليم عن بعد خالل السنة الدراسية 2020-2019أو في الفترة الدراسية الموالية .2021-2020
فخالل فترة الحجر الصحي ،وحسب إحصائيات البحث حول كوفيد 19-الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط ،صرح
%68,3من التالميذ بأن المقرر البيداغوجي السنوي لم يتم استيفاؤه في إطار التعليم عن بعد .وقد سجلت ،في هذا اإلطار،
نسب متقاربة بين الوسطين الحضري والقروي ،من جهة ،وعلى مستوى التعليم العمومي والخصوصي ،من جهة أخرى.
وم ن شأن هذه الوضعية أن تؤثر سلبا على جودة التعلمات المكتسبة ،ذلك أن عدم استيفاء جميع مكونات المقرر البيداغوجي
لمستوى دراسي معين قد يؤثر على المسار التعليمي للتلميذ خالل المستويات الدراسية الموالية.
الحاجة إلى تكوين األساتذة على أساسيات التعليم عن بعد
من بين أهم اإلكراهات التي عرفتها عملية التعليم عن بعد تلك المرتبطة بعدم تمكن فئة من األساتذة من أساسيات تكنولوجيا
اإلعالم واالتصاالت وعدم تعميم التكوينات في هذا المجال.
فحسب مخرجات التقرير المتعلق بتقييم عملية "التعليم عن بعد :المقومات والواقع واآلفاق" الذي أنجزته المفتشية العامة
للتربية والتكوين -الشؤون التربوية ،-فإن نسبة األساتذة المستفيدين من تكوين في تكنولوجيا المعلومات واالتصال من أساتذة
العينة الذين شملتهم الدراسة لم تتعد ،%45وهو المعطى ذاته الذي أكدته اإلحصائيات المستقاة من األكاديميات الجهوية
للتربية والتكوين والمتعلقة بنسب األساتذة الذين سبق لهم االستفادة من تكوين في تكنولوجيا االعالم واالتصال.
وفي هذا اإلطار ،أفادت الوزارة بوجه خاص أنه قد تم إعداد ستة ( )6مساقات للتكوين عن بعد تهدف إلى تمكين
األساتذة من التحكم في استعماالت أدوات التعليم عن بعد.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2670
التدابير المتخذة للحد من آثار الجائحة على مستويات التالميذ :إجراءات عادية لتدارك وضع
غير عاد
سعيا إلى تجاوز بعض النقائص التي صاحبت اعتماد نمط التعليم عن بعد خالل الموسم 2020-2019والمتعلقة ،على
الخصوص ،كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،باعتماد منهاج تقليدي في التدريس عن بعد قائم على التلقين واإللقاء وبعدم استفادة
فئة من المتمدرسين من هذا النمط أو عدم التأقلم معه ،بادرت الوزارة الوصية قبيل بداية السنة الدراسية الموالية (-2020
) 2021إلى إصدار مذكرات وزارية وضحت كيفية تطبيق التقويم التشخيصي ،أي تقويم مستويات التالميذ وكيفيات تقديم
الدعم لهم .وتثير هذه العملية مجموعة من المالحظات ،من أهمها ما يلي.
الزمن المخصص للتقويم غير كاف
حسب المذكرة الوزارية رقم 20/39بتاريخ 28غشت 2020بشأن تنظيم الموسم الدراسي ،2021-2020فقد تم تخصيص
الفترة الممتدة من 07شتنبر إلى 03أكتوبر 2020للقيام بعملية التقويم التشخيصي والتثبيت والمراجعة .غير أن هذه العملية
تزامنت مع تبني نمط التدريس بالتناوب القائم على تقسيم التالميذ إلى فوجين ،أحدهما يستفيد من حصص الدروس حضوريا
بينما يستفيد الفوج الثاني من الحصص بالمنزل في إطار ما سمي بالتعليم الذاتي .وهكذا ،وعلى المستوى العملي ،وبالنظر إلى
اعتماد مبدأ التناوب ،أصبحت الفترة المخصصة لعملية التقويم التشخيصي التي تتم حضوريا ،محصورة في أسبوعين فقط
عوض أربعة أسابيع المعلنة .وفي الحصيلة ،فإن فترة األسبوعين ال تكفي للقيام بعملية التقويم ثم تفويج التالميذ بناء على هذا
التقويم ،ليتم بعد ذلك تقديم حصص الدعم التصحيحية المناسبة للجوانب التي تحتاج إلى ذلك.
الحاجة إلى اعتماد حلول إبداعية مقابل استعمال زمن مكثف ومنهاج ثابت
تتسم المنظومة الدراسية ،على الخصوص ،باستعمال للزمن ذي وعاء كبير (مثال ،يقوم أساتذة السلك االبتدائي بتدريس 30
ساعة أسبوعيا) وببرامج دراسية ومناهج مكثفة .ورغم الطابع االستثنائي لنمط "التعليم عن بعد" والذي لم يسبق للمنظومة
التربوية أن اعتمدته ،فلم يتم إدخال أي تعديالت مهمة على منهاج التدريس ولم يتم إقرار مرونة كافية بخصوص الحيز الزمني
للتدريس وللمقرر الدراسي المعتمد في الظروف العادية (كتقليص الدروس أو إعطاء األولوية لدروس أو مواد بعينها ،)....بل
تم االحتفاظ به كامال دون أي تغيير .وقد كان لهذا األمر األثر المباشر على مستوى التحصيل ،إذ أن الدروس التي كانت
تدرس للتالميذ حضوريا هي نفسها التي تم تقديمها للتالميذ خالل فترة "التعليم عن بعد" شكال ومضمونا ،وهو ما نبهت إليه
المفتشية العامة للشؤون البيداغوجية .وإذا كان التقليص قد طال الحصص التي تم بثها ،فإن ذلك جاء فقط استجابة لضرورة
تقنية مرتبطة بالمساحة الزمنية المسموح بها لبث الدروس وليس استجابة لهدف بيداغوجي.
التأطير واإلشراف :الحاجة إلى تعزيز هيئة التفتيش من أجل تتبع دقيق لعمليات الدعم
عرفت هيئة التفتيش تراجعا ملحوظا على مستوى مواردها البشرية .فبعد أن كان عدد المفتشين سنة 2009يصل إلى 2.620
( 1.090بالسلك االبتدائي و 1.530بالسلك الثانوي) تراجع سنة 2021إلى 1.858مفتشا ( 905بالسلك االبتدائي و935
بالسلك الثانوي) ،أي بنسية انخفاض بلغت حوالي %30مقارنة بسنة .2009
وبالنظر لإلكراهات التي واجهت اعتماد نمط "التعليم عن بعد" ،وفي ظل تراجع عدد المفتشين وعدم القدرة على التغطية
الشاملة لكل المناطق التربوية التابعة لهم بالتأطير واإلشراف ،ال يمكن التأكد من انخراط جميع األساتذة ،وبشكل علمي وسليم
وبالفعالية المرجوة ،في عملية "التعليم عن بعد".
التتبع والتقييم :ضرورة تجويد التقارير المرفوعة
في إطار تتبع عملية التعليم عن بعد ،يتم إعداد تقارير تكتفي بعرض إحصائيات حول عدد التالميذ المتعثرين الذين استفادوا
من حصص الدعم وعددها ،والتي توجه من األساتذة إلى مديري المؤسسات التعليمية فالمديريات اإلقليمية ثم األكاديميات
الجهوية المعنية ،دون أن ترقى هذه التقارير ألن تكون أداة فعالة من أجل إعطاء تقييم دقيق ومضبوط حول هذه العملية ،وال
سيما تقديم صورة دقيقة لمستوى المتمدرسين على إثر اعتماد هذا النمط من التعليم.
وفي السياق ذاته ،فقد رصدت بعض التباينات على مستوى التعامل مع اإلحصائيات المجمعة ،ذلك أن بعض المديريات
اإلقليمية لم تقم بتجميع هذه المعلومات كما أن بعض التقارير تبقى لدى األستاذ في انتظار زيارة المفتش التربوي دون توجيهها
لمدير المؤسسة التعليمية .والحال هاته ،فإن هذه الوضعية ال تساعد ،سواء على المستوى الجهوي أو المركزي ،من اتخاذ
التدابير التصحيحية أو إجراءات الدعم المالئمة.
وقد أشارت الوزارة إلى إعداد تقرير حول تقييم تجربة التعليم عن بعد ،وكذا إنجاز استقراء للرأي حول تقييم نمط
الدراسة عن بعد.
استثمار نتائج التقويم :ضرورة اعتماد خطة للدعم
في ظل غياب خطة وطنية للدعم كفيلة بتدارك جوانب الخصاص لدى المتمدرسين جراء انتشار جائحة كوفيد 19واعتماد
نمط "التعليم عن بعد" وما صاحب ذلك من إكراهات سبق ذكرها ،اقتصر التدخل التصحيحي على اإلطار الذي وضعته
2671 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
المذكرة الوزارية رقم 39/20والتي حددت فترة أربعة أسابيع لتقديم حصص الدعم ،ليتم على إثرها توجيه تقارير إلى
المديريات اإلقليمية واألكاديميات الجهوية .والحال هاته ،فإن عملية تقديم الدعم التي تلت اعتماد نمط "التعليم عن بعد" لم
تختلف عن سابقتها المعتمدة خالل الظروف العادية ،أي أنها لم تراع ،وعلى النحو المطلوب ،الظرفية االستثنائية التي فرضتها
األزمة الصحية والتي انعكست على المنظومة التربوية ،ولم تأخذ أيضا بعين االعتبار توصيات المنظمات المختصة 16في
هذا اإلطار .وعالوة على ذلك ،لم يتم تقييم آثار عملية الدعم على المتمدرسين الذين استفادوا منها ،وهو األمر الذي لم يمكن
المصالح المركزية للقطاع الوصي من التوفر على صورة واضحة عن مستويات التالميذ وعن الجوانب التي تحتاج إلى دعم
إضافي ،وبالتالي لم يتح تقييم فعالية هذا اإلجراء ووجاهة اعتماده.
رابعا .تدبير التعليم عن بعد
لقد استعان القطاع الوصي بمجموعة من اآلليات والموارد لتدبير مرحلة التعليم عن بعد ،غير أن تدبيرها يثير المالحظات
التالية.
الحكامة :مجهودات كبيرة تحتاج إلى النجاعة
بذل القطاع الوصي مجهودات كبيرة في مواجهة الجائحة ،وخاصة على مستوى التدابير االحترازية والتربوية وتعبئة الموارد
البشرية والتواصل .غير أن هذه المجهودات رافقتها بعض النقائص التي حدت من نجاعتها وفعاليتها.
تعدد البالغات والمذكرات الوزارية في ظل غياب مخطط استمرارية المرفق
لم يكن القطاع الوصي يتوفر على أي مخطط لالستمرارية البيداغوجية أو إطار قانوني يؤطر تنظيم وتطبيق نمط "التعليم عن
بعد" .وفي ظل هذا الغياب ،اضطرت السلطات الوصية إلى إصدار العديد من البالغات والمذكرات ،بعضها في اليوم الواحد،
وذلك لتوضيح كيفيات تنزيل هذا النمط ومحاولة تيسير تقديم الدروس من خالله لكافة المتمدرسين ،وهو األمر -أي تعدد
البالغات -الذي من شأنه أن يؤدي إلى عدم القدرة على التتبع السليم والدقيق لمضامين هذه البالغات ولإلجراءات والتدابير
الواردة فيها.
التواصل :نجاح نسبي
تمت أغلب عمليات تواصل مسؤولي القطاع الوصي مع مديري المؤسسات التعليمية بواسطة الهاتف و"الواتساب" ،وهو ما
ساهم في نجاح العملية وأضفى عليها طابع السرعة في تبليغ التوجيهات الوزارية بشأن تطبيق خطة "التعليم عن بعد" والتفاعل
معها بشكل فعال.
وعلى المنوال نفسه ،سارت عمليات التواصل بين المديرين واألساتذة من خالل اللجوء إلى وسائل التواصل االجتماعي،
وبشكل خاص "الواتساب" و"الفيسبوك" ،وذلك بحسب مستوى تمكن المديرين من استعمال هذه الوسائل .ورغم الجهود التي
بذلت في هذا اإلطار ،فإن المعطيات المستقاة من بعض المصادر ،مثل المقابالت مع األساتذة والمفتشين وتقارير هيئات
أخرى ،تؤكد أن عملية التواصل لم تشمل جميع األساتذة ألسباب عديدة ،منها عدم توفر بعضهم على الوسائل الضرورية
لذلك ،خاصة الهواتف الذكية واالنترنيت ،أو عدم تمكنهم منها.
التأطير والمراقبة :معيقات صعبة التجاوز
لجأ المفتشون التربويون المكلفون بالمراقبة والتأطير ،بحكم ظروف الجائحة ،إلى مختلف وسائل التواصل االجتماعي المتاحة
إلنجاز مهامهم ،وقد عرفت هذه العملية العديد من المعيقات التي حالت دون بلوغ األهداف المرجوة .فباإلضافة إلى عدم
انخراط بعض األساتذة ،واجهت عملية التأطير والمراقبة عائقين مهمين:
تراجع أعداد هيئة المفتشين كما سبقت اإلشارة إلى ذلك؛ -
عدم انخراط مجموعة من األساتذة في عمليات التأطير المنجزة من طرف المفتشين. -
تتبع العملية :الحاجة إلى تعزيز موثوقيتها
طلب من األساتذة ملء استمارات عن مجمل نشاطهم التربوي خالل فترة "اعتماد التعليم عن بعد" ،وتتضمن على الخصوص ُ
نوعية المادة وأعداد التالميذ الذين يتابعون الدرس .غير أن هذه العملية عرفت صعوبات عديدة ،منها :ضعف موثوقية
المعلومات المدلى بها وعدم انتظام العملية وعدم رفع هذه المعلومات إلى المصالح المركزية.
تدبير الموارد إبان الجائحة :انخراط تلقائي وتدابير غير مكلفة
بذلت األطر اإلدارية والتقنية والتربوية التابعة للقطاع الوصي مجهودات كبيرة خالل مرحلة تفشي الجائحة ،ال سيما من حيث
اإلجراءات االحترازية التي تم اعتمادها .كما اضطلع مديرو المؤسسات التعليمية بدور محوري وهام في سبيل إنجاح تنزيل
النمط الجديد للتعليم.
فرض الطابع االستعجالي للوضعية الوبائية الناجمة عن تفشي جائحة "كوفيد ،"19-اتخاذ العديد من اإلجراءات من طرف
الوزارة المكلفة بالتعليم العالي والجامعات من أجل ضمان استمرارية التعليم .وهكذا ،تم اعتماد قرار بتبني التعليم العالي عن
بعد منذ 16مارس .2020
وبالرغم من المجهودات التي قامت بها الوزارة لتطبيق هذا النمط والحفاظ على استمرارية المرفق العام ،فقد رافقت تنفيذه
مجموعة من الصعوبات واإلكراهات (قانونية وبشرية ومادية ، )...كان لها األثر المباشر على النتائج التي تم تحقيقها والتي
كانت متباينة على مستويات عدة ،كنسبة الطلبة الذين تمكنوا من تتبع الدروس واألعمال التوجيهية والتطبيقية ونسبة األساتذة
الذين استفادوا من التكوين في مجال التعليم عن بعد.
أوال .نمط "التعليم العالي عن بعد" قبل جائحة "كوفيد "19
شملت مراقبة اإلجراءات واألعمال المتعلقة بالتعليم العالي عن بعد ،خالل فترة ما قبل جائحة "كوفيد ،"19-الجوانب القانونية
واالستراتيجية والتنظيمية والعملية.
إصدار متأخر لإلطار القانوني المنظم لنمط التعليم العالي عن بعد
عرفت النصوص القانونية المنظمة لنمط التعليم العالي عن بعد تأخرا في إصدارها .إذ أن القرارات الوزارية بالمصادقة على
دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية ،لم تتضمن مقتضيات تخص التعليم العالي عن بعد إال خالل سنة ،2014وذلك بشكل
محدود .أما بخصوص القانون اإلطار رقم 51.17المتعلق بنظام التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي ،والذي تضمن
بعض المقتضيات المتعلقة بالتعليم العالي عن بعد ،فلم يدخل حيز التنفيذ إال خالل شهر غشت ،2019أي بضعة أشهر فقط
قبيل األزمة الصحية ،في حين أن المرسوم رقم 2.20.474المتعلق بالتعليم العالي عن بعد ،وهو نص تطبيقي لهذا القانون
اإلطار ،لم يصدر إال في شتنبر .2021
وبالتالي ،فلم يكن التعليم العالي عن بعد يستند ،قبل الجائحة ،على أساس قانوني على الرغم من أن الميثاق الوطني للتربية
والتكوين فتح إمكانية استخدام التقنيات الجديدة للمعلومات واالتصال في التعليم العالي منذ سنة .1999
إطار قانوني محدود النطاق
في الوقت الذي أصبحت بعض المسالك تدرس كليا عن بعد ،بل وأصبحت الجامعات االفتراضية أمرا واقعا على المستوى
الدولي ،ما زال اإلطار القانوني الحالي ببالدنا ال يسمح بتدريس وحدة دراسية كليا عن بعد ،حيث ال يمكن تدريس سوى جزء
منها عن بعد .ذلك أن دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية ،الصادرة سنة ،2014نصت على إمكانية التدريس عن بعد لجزء
من الوحدة فقط ،مما يحول دون إمكانية توفير وحدات تدرس كليا عن بعد.
وقد أشارت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار إلى أن توجهها يروم تنويع طرق وأنماط التدريس وضمان
تطوير التعليم عن بعد تدريجيا ،وأن اعتماد تدريس المسالك كليا عن بعد هو خطوة مستقبلية سيتم اتخاذها على إثر
تطبيق ونجاح النمط الهجين (التدريس حضوريا /عن بعد) .كما أكدت أن اإلصالح البيداغوجي الجديد سيخص
مراجعة دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لجميع الشهادات الوطنية بهدف إدراج امكانية تدريس المسالك %100
عن بعد.
ضرورة وضع استراتيجية واضحة لتنفيذ خطط عمل تطوير التعليم عن بعد
شكل تطوير التكنولوجيا الرقمية في التعليم العالي جزءا من مشاريع خطتي العمل األخيرتين ""2016 - 2013
و" "2021 - 2017لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،وذلك بهدف تحسين عرض التعليم العالي.
إال أن تنزيل اإلجراءات المتعلقة بخطط العمل سالفة الذكر ،لم يكن فعاال بسبب غياب استراتيجية محددة األهداف ومؤشرات
قياس أ ثر النتائج المحققة .وفي الواقع ،شرعت الوزارة في تنفيذ هذه الخطط من خالل إجراءات متفرقة ظل أثرها محدودا،
في ظل غياب رؤية واضحة بخصوص كيفية تنفيذ اإلجراءات المضمنة بهذه المخططات.
الحاجة إلى إحداث وحدة لقيادة التعليم العالي عن بعد على مستوى الوزارة
ال تتوفر الوزارة على وحدة لقيادة التعليم العالي عن بعد ،إذ لم يكن تدبير الخطط والمشاريع المتعلقة بهذا النمط من التعليم،
قبل جائحة "كوفيد ،"19تابعا ألحد الهياكل التنظيمية على المستوى المركزي ،مما جعل مسألة التنسيق واستغالل التقارير
المتعلقة بتتبع األعمال المنجزة ،في هذا اإلطار ،أمرا صعبا.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2674
باإلضافة إلى ذلك ،فإن هذا الوضع لم يمكن من ترصيد المكتسبات المحققة في هذا المجال .وقد زاد من حدة مخاطر توقف
الخطط والمشاريع المتعلقة بهذا النمط من التعليم ،غياب االستمرارية بالتغيير المتكرر للمسؤولين المكلفين بها ،كما هو الحال
بالنسبة لمشروعي NET-Uو .E-SUP
ثانيا .تدبير التعليم العالي عن بعد أثناء جائحة "كوفيد"19-
اتخذت الوزارة والجامعات عدة إجراءات من أجل ضمان استمرارية التعليم وتأقلم المؤسسات الجامعية مع هذا الوضع .وقد
همت هذه اإلجراءات األساتذة والطلبة على حد سواء .وتروم هذه اإلجراءات تحسين البنية التحتية والتجهيزات الخاصة
بالتعليم العالي عن بعد ،فضال عن مواكبة األساتذة ،من خالل تنظيم دورات تدريبية وتقديم المساعدة التقنية إلنجاز ونشر
الموارد الرقمية.
مواجهة األساتذة لبعض الصعوبات بخصوص بيداغوجية التعليم عن بعد
يتطلب التعليم عن بعد بيداغوجية خاصة من أجل تقديم دروس تضمن الحد األدنى من التفاعل بين الطالب واألساتذة .إال أن
االعتماد المفاجئ لنمط التعليم العالي عن بعد ،اضطر األساتذة إلى اإلسراع في تكييف مناهجهم البيداغوجية من أجل ضمان
استمرارية الدروس ،مما أسفر عن مواجهة األساتذة لصعوبات في المسايرة والتأقلم السريع مع هذا النمط من التعليم .وفي
هذا اإلطار ،عبر %71من األساتذة الذين أجابوا عن االستبيان ،17عن وجود صعوبات فيما يتعلق ببيداغوجية التعليم عن
بعد ،في حين أشار %20إلى أنهم لم يشعروا بأي تغيير ،وصرح %9فقط على أن هذا التدريس لم يطرح أي مشكل.
معدل التغطية بخصوص تكوين األساتذة والخبراء في ميدان التعليم العالي عن بعد بحاجة للتعزيز
تم تسجيل نسب ضعيفة فيما يخص تكوين األساتذة والمكونين في مجال التعليم عن بعد ،وذلك برسم الموسم الجامعي -2020
،2021حيث لم تتعد نسبة األساتذة المستفيدين %46ونسبة الخبراء (األساتذة والمهندسين المكونين) .%2,53
كما سجلت تفاوتات بين الجامعات من حيث معدل تكوين األساتذة في مجال التعليم العالي عن بعد .فإذا كان هذا المعدل ،لم
يتجاوز %23على مستوى جامعة السلطان موالي سليمان ببني مالل ،و %28على مستوى جامعة محمد األول بوجدة ،فقد
بلغ %67على مستوى جامعة سيدي محمد بن عبد هللا بفاس.
ضرورة دعم التأطير التقني لفائدة األساتذة
لم تتجاوز تغطية تكوين األطر اإلدارية والتقنية المؤهلة لتقديم التأطير الفني والتقني لألساتذة والطلبة ،في مجال التعليم العالي
عن بعد ،برسم الموسم الجامعي ،2021-2020معدل %16في المتوسط على صعيد الجامعات االثنتي عشر ،حيث أن
الحاجيات المعبر عنها من طرف الجامعات فيما يتعلق باألطر الواجب تكوينها في مجال التعليم عن بعد تقدر بما مجموعه
851إطارا ،وهو ما يمثل ثالثة أضعاف األطر التي تم تكوينها برسم هذه السنة الجامعية والذي لم يتجاوز 253موظفا.
عالوة على ذلك ،يخفي هذا المستوى المحدود من التغطية تفاوتات بين الجامعات .فإذا كانت هذه النسبة وصلت إلى
49,3%على مستوى جامعة موالي إسماعيل بمكناس ،فإنها لم تتجاوز %9,8على مستوى جامعة الحسن األول بسطات.
ضرورة توفير شبكة األنترنيت للطلبة وبالجودة المطلوبة
يعتبر غياب الربط بشبكة اإلنترنت وسوء جودة الربط من أهم العقبات التي حالت دون تتبع الطلبة للدروس عن بعد .فمن بين
الطلبة الذين أجابوا عن االستبيان ،18أشار %52منهم إلى عدم توفرهم على ربط ثابت بشبكة األنترنت ،بينما صرح %14
منهم بعدم توفرهم على أي ربط باإلنترنت و %38أكدوا أنهم توفروا على ربط متقطع .وتزداد صعوبات الربط باإلنترنت
حدة بالنسبة للطلبة الذين تابعوا دروسهم من المناطق القروية والذين يمثلون %24من مجموع الطلبة الذين أجابوا عن
االستبيان.
وفي هذا الصدد أكدت الوزارة أنها أطلقت مشروع ) (Campus connectéالذي يهدف إلى توفير بنية تحتية للربط
بشبكة Wi-Fiفي جميع المؤسسات واإلقامات الجامعية العمومية مع توسيع شبكة الربط باألنترنيت العالي الصبيب
عبر مروان .5كما أشارت إلى أنها بصدد بلورة المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي
) ،)PACTE ESRI 2030وأضافت أن التعليم العالي عن بعد يعد مشروعا استراتيجيا في هذا اإلصالح ،وسيتم
تطويره ،من بين إجراءات أخرى ،عبر تعزيز البنية التحتية الالزمة.
عدم توفر الطلبة على المعدات المعلوماتية الالزمة لمتابعة الدروس عن بعد
بالرغم من اعتبار المعدات المعلوماتية وسيلة أساسية لمتابعة الدروس عن بعد ،فقد صرح %51من الطلبة الذين شملهم
االستبيان عن تلقيهم الدروس عبر الهاتف المحمول ،في حين أكد %3من الطلبة على عدم توفرهم على أية وسيلة للولوج إلى
منصات التعليم عن بعد .فيما صرح %46فقط من الطلبة ،بأنهم يتوفرون على حاسوب أو لوحة إلكترونية.
17تم االعتماد على استبيانين من أجل تجميع معلومات حول التعليم العالي عن بعد .االستبيان األول وجه إلى األساتذة (تم الحصول على 1.505
جواب) والثاني إلى الطلبة (تم الحصول على 30.560جواب).
18بلغ عدد الطلبة الذين أجابوا عن االستبيان الموجه من طرف المجلس 30.625طالبا.
2675 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
انخفاض نسبة الموارد الرقمية التفاعلية مقارنة بالموارد الرقمية غير التفاعلية
تم الوقوف ،بناء على البيانات المقدمة من طرف الجامعات ،على ارتفاع نسبة الموارد البيداغوجية غير التفاعلية المنتجة على
شكل Wordو Excelو ،PPTمقارنة بالموارد التفاعلية عبر تقنية التناظر المرئي ،خالل الفترة الممتدة من بداية األسدس
الثاني 2020-2019حتى نهاية األسدس الثاني .2021-2020
فباستثناء جامعات محمد الخامس بالرباط ،وسيدي محمد بن عبد هللا بفاس وشعيب الدكالي بالجديدة ،حيث بلغت نسبة الموارد
التفاعلية التي تم إنتاجها على التوالي %59 ،و %45و %31من مجموع الموارد الرقمية المنتجة ،فقد سجلت الجامعات
األخرى نسبا منخفضة من الموارد التفاعلية مقابل ارتفاع نسبة الموارد التقليدية غير التفاعلية.
معدالت إنجاز األعمال التطبيقية والتوجيهية بحاجة للتعزيز
فيما يتعلق ب التخصصات العلمية التي تتطلب أعماال تطبيقية أو توجيهية باستخدام أجهزة تكنولوجية ،أو دراسة حاالت عملية
من أجل تطبيق المواد البيداغوجية التي تم تلقيها ،فقد صرح %53من الطلبة 19الذين أجابوا على االستبيان والمسجلين بمسالك
علمية ،أنهم لم يستفيدوا من أية حصة عن بعد من حصص األعمال التطبيقية إبان جائحة "كوفيد."19-
أما فيما يتعلق باألعمال التوجيهية عن بعد ،فمن بين %88من الطالب المعنيين بهذه األعمال ،والذين شملهم االستبيان ،أكد
36%أنهم لم يستفيدوا من أية حصة.
ثالثا .المشاريع المتعلقة بتطوير التعليم العالي عن بعد
التأخير في إنجاز بعض األعمال المتعلقة بمشاريع تطوير التعليم العالي عن بعد وعدم تخصيص الموارد
المالية المبرمجة برسم سنتي 2021و2022
أطلقت الوزارة المكلفة بالتعليم العالي مشروعين يتعلقان بالتعليم العالي عن بعد ،وذلك في إطار مشروع تعاقدي مع الجامعات
برسم الفترة الممتدة من 2021إلى .2023ويهدف هذان المشروعان إلى تعميم استخدام تقنيات المعلومات في مجال التعليم
العالي ،وكذلك تعزيز منظومة المعلومات للتربية والتكوين والبحث العلمي .وقد تم تسجيل المالحظات التالية بخصوص هذه
المشاريع:
التأخير في إنجاز بعض األعمال األساسية المبرمجة سنة ،2021وخاصة فيما يتعلق بإعداد دليل مرجعي وطني -
للتعليم العالي عن بعد ،وتنفيذ مشروع المكتبة الرقمية؛
عدم تخصيص الموارد المالية المبرمجة برسم سنتي 2021و 2022لتنفيذ هذين المشروعين ،إذ أن الوزارة -
المكلفة بالتعليم العالي خصصت لهما 10ماليين درهم فقط في سنة ،2021مع اإلشارة إلى أن هذا المبلغ ال يمثل
سوى %3من المبالغ المتعاقد بشأنها خالل هذه السنة .باإلضافة إلى ذلك ،فإن الوزارة لم تخصص لهذين
المشروعين أي اعتمادات في ميزانيتها لسنة ،2022مما من شأنه أن يعيق تحقيق األهداف التعاقدية ويحد من
تطوير هذا النوع من التعليم.
الحاجة لتعزيز نمط التعليم عن بعد
لم تبلغ بعد التجربة المغربية في ميدان التعليم العالي عن بعد ،مستوى بعض البلدان المماثلة مثل تونس والسنغال ،في مجال
الجامعات االفتراضية ،حيث أن مشروع الحرم الجامعي االفتراضي المغربي ( )CVMالذي تم إطالقه سنة ،2004لم يعرف
النجاح المنشود واالستمرارية الالزمة .ومنذ ذلك الحين ،لم يتم إعادة إطالق أية مشاريع مماثلة تهم مؤسسات افتراضية للتعليم
العالي.
وفيما يخص المنصات اإللكترونية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر ( ،(plateformes de MOOCsفإن التجربة في
هذا المجال لم ترق أيضا إلى المستوى المطلوب .حيث لم يتم إنشاء الجامعة الرقمية المغربية إال سنة ،2016ولم تعط
انطالقتها الفعلية سوى في سنة .2019كما أن إنجازات هذه المنصة بقيت متواضعة ،حيث أنها تحتوي على حوالي 30درسا
جماعيا مفتوح المصدر ( )MOOCsعمليا و 15درسا آخر قيد التنفيذ وقد أصدرت المنصة 890شهادة لفائدة 22201
مسجل.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار بما يلي:
اعتماد إطار قانوني مناسب يمكن من وضع تعريف دقيق للتعليم العالي عن بعد وأهدافه (خاصة خلق مسالك -
تدرس كليا عن بعد) ويحدد إطاره التنظيمي والتدبيري وحكامته وكذا آليات المراقبة والتتبع؛
19بلغ عدد الطالب الذين أجابوا على سؤال االستبيان المتعلق بإنجاز األعمال التطبيقية عن بعد خالل فترة الجائحة والذين ينتمون إلى مسالك علمية
10.204طالب.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2676
وضع استراتيجية وطنية للتعليم العالي عن بعد تحدد بدقة األهداف والنتائج المتوخاة منه والموارد -
المخصصة (البشرية والمادية والمالية) ،وآليات التنسيق ورصد خطط العمل ،فضال عن النتائج ومؤشرات
األداء؛
العمل على ضمان تحديث المعدات الجامعية المخصصة للتعليم العالي عن بعد؛ -
تعزيز إجراءات تكوين األساتذة الباحثين في مجال التعليم العالي عن بعد؛ -
العمل على تطوير ونشر برامج مالئمة تهدف إلى تعميم المعدات وتحسين نسبة ربط الطلبة بشبكة األنترنيت؛ -
إنشاء وتطوير المساقات الجماعية مفتوحة المصادر) (MOOCsمن طرف الجامعات ،وال سيما من خالل -
مضاعفة طلبات العروض الخاصة بمشاريع البحث العلمي وتعبئة التمويل الالزم.
وقد أكدت وزارة المالية في جوابها أن المخطط الوطني لتسريع التحول في نظام التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار
يستجيب للتوصيات الرئيسية للمجلس األعلى للحسابات ،حيث يعتمد على العديد من االلتزامات في هذا االتجاه منها
ضمان التحول الرقمي لمنظومة التعليم العالي من خالل إنشاء منصات رقمية للتعلم عن بعد والرقمنة الشاملة للخدمات
اإلدارية بالجامعة .كما أشارت إلى رصد اعتمادات مالية مهمة لهذا الغرض من أجل تمكين الوزارة الوصية من الوفاء
بالتزاماتها المسطرة في إطار تنزيل المخطط سالف الذكر.
اعتمد المغرب منظومة للتكوين المهني الفالحي من أجل تلبية المتطلبات واالحتياجات النوعية والكمية لسوق الشغل ودمج
اليد العاملة القروية والرفع من مستواها ،بما يُحقق تنمية هذا القطاع وتطوير القدرة التنافسية للمقاوالت الفالحية ووحدات
اإلنتاج .وقد عرفت منظومة التكوين العديد من اإلصالحات التي تروم تطويرها لمواجهة التحديات الرئيسية التي ت ُعيق مواكبة
تحوالت القطاع الفالحي.
وتتكون منظومة التكوين المهني الفالحي من سبع ( )07ثانويات فالحية تُوفر تعليما تقنيا وأربع وخمسين ( )54مؤسسة
للتكوين الفالحي .وت ُتيح هذه المؤسسات التكوين في ثمانية عشر ( )18مسلكا لتكوين التقنيين المتخصصين وستة ( )06مسالك
لتكوين التقنيين واثني عشر ( )12مسلكا لتكوين العمال ال ُمؤ َّهلين ،باإلضافة إلى التكوين بالتدرج في عشرين ( )20حرفة .كما
يُم ِّ ّكن التعليم التقني من منح شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية مسلك العلوم الزراعية أو البكالوريا المهنية تخصص
"تسيير الضيعة الفالحية".
وكمعدل سنوي ،خالل الفترة َ ،2020-2011م َّكنت هذه المنظومة من تكوين ما يُناهز 2.000خريجا للتكوين المهني بالتناوب
(تقني متخصص وتقني وعامل مؤهل) و 3.300خريجا للتكوين المهني بالتدرج و 192تلميذا حاصال على شهادة البكالوريا.
وتقوم هذه المؤسسات بمهام التكوين األساسي في المجاالت المرتبطة بالقطاع الفالحي ،والتكوين المستمر للفالحين ومهنيي
القطاع ،وإعداد الشباب خاصة بنات وأبناء الفالحين لالندماج في الحياة المهنية الفالحية .كما ت ُساهم هذه المؤسسات في أنشطة
البحث والدراسات المتعلقة بمجاالت التكوين التي تسهر عليها.
أوال .اإلطار االستراتيجي والحكامة
االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين
ضرورة إدماج جميع المتدخلين في االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين
اقتصر تنزيل االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين ،التي تم اعتمادها انطالقا من سنة ،2013على التكوين والبحث
الفالحيين اللذين توفرهما المصالح التابعة للوزارة المكلفة بقطاع الفالحة ،دون أن يشمل ما يُقدمه باقي المتدخلين العموميين
والخواص في هذا المجال نتج عنه ضُعف انخراطهم في تنفيذ هذه االستراتيجية.
بهذا الخصوص ،أكدت الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة ،من خالل جوابها ،أنها قامت باستشارة جميع الفاعلين المعنيين
خالل إعداد االستراتيجية.
وتجدر اإلشارة إلى أن مجموعة من الفاعلين العموميين والخواص يُوفرون تكوينا في العديد من المسالك الفالحية ،خاصة في
مجال الصناعة الغذائية ،كما هو الشأن بالنسبة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي قَدَّم ،خالل سنة 14 ،2021تكوينا
2677 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أساسيا في الميدان الفالحي .كما يُساهم النسيج الجمعوي في هذه المهمة ،وذلك من خالل إحداث "الدور األسرية القروية"
التي تهدف إلى مواكبة الشباب القروي من خالل تمكينهم من تكوين بالتدرج يُؤهلهم لولوج المجال المهني الفالحي .هذا التنوع
في العرض من حيث التكوين في الميدان الفالحي يستدعي إشراك باقي ال ُمتدخلين في جميع مراحل إعداد وتنفيذ االستراتيجيات
المتعلقة بالتكوين ،والحرص على ضمان االلتقائية والتكامل في هذا المجال.
الحاجة إلى نموذج متعدد السنوات لتمويل االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين وتفعيل
المخططات التوجيهية الجهوية
م َّكنت االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين من تحديد توجهات استراتيجية ومشاريع وإجراءات للتنفيذ .كما
تضمنت إجراءات لمواكبة تطوير منظومة التكوين المهني باستثمار أولي إجمالي (من أجل إنجاز عمليات رفع المستوى
وتوسيع أو بناء مؤسسات جديدة) قدره 640مليون درهم ،وبالرفع من الميزانية السنوية اإلجمالية ،المخصصة لهاته
المنظومة ،من 220إلى 510مليون درهم في أفق سنة .2020إال أن هذه االستراتيجية لم تقترح نموذجا للتمويل ُمتعدد
السنوات ومستدام انطالقا من تحليل آليات التمويل الحالية للمنظومة.
عالوة على ذلك ،تو َّقعت االستراتيجية الشروع في تمويل المشاريع المقترحة عبر طلب التزام للحكومة والجهات الفاعلة
الرئيسية لتعبئة الموارد البشرية والمالية الضرورية .وكان من المنتظر أن يُ ْس ِّفر هذا االلتزام عن إبرام عقد برنامج إطار يحدد
غالف الميزانية وبرنامج العمل الالزمين لتنفيذ االستراتيجية .إال أنه لم يتم ابرام هذا العقد-برنامج وكذا االتفاقيات المتعلقة
بتنفيذه .نتيجة لذلك ،وفي غياب االلتزام بتمويل هذه االستراتيجية ،لم تسمح االعتمادات المبرمجة لتنفيذها في ميزانية الوزارة
المكلفة بقطاع الفالحة من تحقيق المشاريع المهيكلة الرئيسية لالستراتيجية.
وبهدف تجاوز أثر غياب إبرام عقد-برنامج إطار يحدد غالف الميزانية وبرنامج العمل الالزمين لتنفيذ االستراتيجية،
أوضحت الوزارة أنها قامت بعرض االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين على مختلف القطاعات الوزارية
المعنية باألمر (قطاع التربية الوطنية وقطاع التعليم العالي وقطاع التكوين المهني) ووزارة االقتصاد والمالية من أجل
تمويل مشاريع هاته االستراتيجية .كما أشارت الوزارة أنها ت ُحضر مقترحات الميزانية في إطار البرمجة الميزانياتية
لثالث سنوات وذلك طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي للمالية ،مع مراعاة توجهات هذه االستراتيجية .لكن قيود
الميزانية السنوية تؤثر على الموارد المخصصة إلنجازها.
س ِّ ّجل استغالل محدود للمخططات التوجيهية للتكوين المهني الفالحي برسم الفترة ( )2020-2016ال ُمعَدَّة من طرف
كما ُ
الوزارة من أجل التخطيط لعرض التكوين والبُنى التحتية والموارد الالزمة من طرف المؤسسات ،وذلك بالنظر لصعوبة
تطبيق مضامينها .وقد تبين عدم علم مديري بعض المؤسسات بوجود هذه المخططات وبمحتواها ،سواء بسبب ضعف في
التواصل أو غياب الوثائق والتقارير المرتبطة بها على مستوى أرشيف المؤسسات.
وفضال عن ذلك ،لم يتم إرساء الهياكل الجهوية لقيادة وتتبع تنفيذ هذه المخططات ،والمتمثلة في لجنة القيادة ومجلس التوجيه.
س ِّ ّجل غياب تتبع تنفيذ هذه المخططات ،مما ساهم كذلك في عدم تطبيقها فعليا وعدم استغاللها كآلية للعمل سواء وبالتاليُ ،
بالنسبة لمديرية التعليم والتكوين والبحث أو بالنسبة للمؤسسات نفسها.
ضرورة إرساء نظام لتتبع وتقييم االستراتيجية
لم يتم إحداث لجنتي القيادة والتتبع كآليتين من أجل ضمان تتبع المشاريع والتحقق من إنجازها في إطار تنزيل االستراتيجية
الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين .وبالتالي ،فإن تتبع إنجاز مشاريع االستراتيجية ت َّم بشكل غير شمولي وغير مستمر ،األمر
الذي لم يُ َم ِّ ّك ن من تحديد معيقات التنفيذ من أجل اقتراح الحلول الناجعة في الوقت المناسب .عالوة على ذلك ،لم يتم اعتماد
نظام للتتبع والتقييم مخصص لتتبع تنفيذ االستراتيجية ،وهو ما حال دون الوقوف على مدى تقدم مشاريعها وتحديد الصعوبات
التي تعترض تنفيذها ،من أجل اقتراح الحلول المناسبة بالتشاور مع فاعلي وشركاء منظومة التكوين المهني الفالحي.
وقد أكدت الوزارة في جوابها ،أنه بالرغم من غياب لجان التتبع والقيادة ،فهي تقوم بتتبع مراحل تقدم المشاريع التي
تم إطالقها .وأنه تم الحصول سنة 2019على تثبيت حزمة برامج حاسوبية ( )ERPمن أجل تسيير وتتبع وتوجيه
نظام التكوين المهني الفالحي.
وفي هذا الصدد ،يوضح المجلس أن هذا النظام المعلوماتي ي ُخص فقط تسهيل وتتبع مختلف مراحل التكوين وال يمكن من تتبع
جميع المشاريع المتضمنة في االستراتيجية.
حصيلة تنفيذ االستراتيجية تبقى في حاجة إلى تحسين
تم تنزيل توجيهات االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين على شكل خارطة طريق تشمل مجموعة من مخططات
العمل .فإجماال ،تم تحديد 32مشروعا و 112مخطط عمل .كما تم تصنيف كل مخطط عمل حسب األولوية وتفصيله من
حيث المسؤولية واإلجراءات والمشاركين ومدة اإلنجاز.
ومن خالل تحليل وضعية تنفيذ مشاريع االستراتيجية ،تبين عدم إنجاز تسعة ( )09مشاريع من بين أربعة عشر ( )14مشروعا
يخص التكوين المهني الفالحي ،في حين أن إنجاز خمسة ( )05مشاريع المتبقية تم بصفة جزئية .كما أن األهداف المسطرة
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2678
بالنسبة لجميع المؤشرات لم يتم تحقيقها خالل سنة .2020حيث بلغ عدد خريجي التكوين المهني بالتناوب 2.231خريجا
والتكوين المهني بالتدرج 1.759خريجا ،أي بنسبة تحقيق لألهداف تبلغ على التوالي %47و ،%14فيما بلغ عدد المكونين
262مكونا أي بنسبة %21فقط .في حين بلغت الطاقة االستيعابية لمؤسسات التكوين المهني 5.375متدربا أي بنسبة .%61
وت ُعزى هذه النتائج إلى عدم اكتمال تنفيذ المشاريع المهيكلة المبرمجة في االستراتيجية وعدم تنفيذ الملفات االستراتيجية الكبرى
(البرنامج الوطني للتكوين المهني الفالحي لالستجابة لمتطلبات مخطط المغرب األخضر ،إلخ.).
وفي هذا الصدد ،أشارت الوزارة أنه بالرغم من النقص الحاصل في الموارد المالية ،فإنها منخرطة بشكل فعلي في
تنفيذ المشاريع المدرجة في االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين ،السيما فيما يتعلق بتحسين حكامة منظومة
التكوين المهني الفالحي ،أساسا عبر إحداث أقطاب متعددة المراكز ،وتحسين البنية التحتية والرفع من الطاقة
االستيعابية لمؤسسات التكوين المهني الفالحي وتحديث التجهيزات والمعدات والضيعات البيداغوجية من أجل توفير
تكوين تطبيقي جيد للمتدربين .وذكرت الوزارة أنه من بين اإلكراهات التي حالت دون تحقيق األهداف المسطرة،
ال نقص في عدد المكونين وكذا عدم تجديد االتفاقية المتعلقة بالتكوين بالتدرج لفائدة الشباب القروي بعد نشر القانون
التنظيمي للمالية سنة ،2015باإلضافة إلى تفشي وباء كورونا سنتي 2019و 2020الذي أثر بشكل كبير على تحقيق
برنامج التكوين بالتدرج لفائدة الشباب القروي.
ضرورة الحرص على تناسب األهداف المسطرة في عقد برنامج التكوين المهني 2021 -2015مع القدرات
التنفيذية للوزارة
حدد عقد البرنامج الخاص المبرم بين قطاع الفالحة وقطاع التكوين المهني التزامات الطرفين واألهداف الكمية من حيث
تطور أعداد المتدربين في التكوين المهني األساسي وعدد المؤسسات المزمع إحداثها والحاجيات المتوقعة من األطر التقنية
والبيداغوجية ونفقات التكوين المهني األساسي.
مع ذلك ،تبيّن أن عقد البرنامج المذكور لم يتم اعتماده كخارطة طريق للتكوين المهني األساسي بالنسبة للوزارة المكلفة بقطاع
س ِّ ّجل غياب نظام لتتبع وتقييم هذا
الفالحة ،وكلوحة قيادة للتتبع بالنسبة للوزارة المكلفة بالتكوين المهني .وفي هذا الصددُ ،
ّ
العقد-برنامج إضافة إلى عدم إحداث لجنة مشتركة لتتبع اإلنجازات .ومن شأن اعتماد نظام للتتبع أن يُمكن من معرفة مدى
تنفيذ المشاريع ال ُمبرمجة واتخاذ القرارات المناسبة من أجل تجاوز ال ُمعيقات التي تواجه التنفيذ.
أوضحت الوزارة ،في معرض جوابها ،أن قطاع التكوين المهني التزم في إطار العقد-برنامج بالعمل على توفير
الموارد والدعم الالزمين لمواكبة قطاعات التكوين من أجل تحقيق األهداف المحددة .ومن بين اإلجراءات األولية التي
قام بها هذا القطاع العمل على مراجعة القانون اإلطار الخاص بالتكوين المهني الذي سيمكن من توسيع عرض التكوين
ليشمل فئات أخرى من الساكنة (أقل من 15سنة ،وأكثر من 40سنة ،واالعتراف بالتعلمات المكتسبة والتكوين
التأهيلي ،إلخ ).وبلوغ األهداف المحددة في العقد-برنامج .غير أن هذا القانون لم يصدر بعد .باإلضافة إلى ذلك ،لم يقم
قطاع التكوين المهني بإنشاء لجان القيادة والتتبع.
برز تحليل تطور المؤشرات المعتمدة في العقد-برنامج أن األهداف المحددة لم يتم بلوغها .إذ لم تتجاوز نسبة
من جهة أخرى ،يُ ِّ
إنجاز الهدف المرتبط بعدد المتدربين في التكوين المهني األساسي .%43ونتيجة لذلك ،لم تتعد نسبة إنجاز هدف تكوين
84.360خريجا .%38أما فيما يتعلق بااللتزامات المرتبطة بإحداث مؤسسات جديدة ،فقد تم إنشاء ثالث ( )03مؤسسات
فقط من أصل عشرين ( )20مؤسسة مبرمجة في أفق ،2021-2020أي بنسبة إنجاز بلغت .%15كذلك ،لم يتم توفير
االحتياجات المبرمجة من حيث األطر التقنية والبيداغوجية ،حيث لم يتم توظيف سوى 31إطارا من أصل 519متوقع
وضعهم رهن إشارة منظومة التكوين المهني الفالحي ،أي بنسبة إنجاز ال تتجاوز .%6
وت َدُ ُّل هذه اإلنجازات على أن التوقعات المسطرة لم يتم تحديدها بالدقة الالزمة بالنظر إلى إمكانيات الوزارة .وبالتالي ،فإن
النتائج المتواضعة المحصل عليها ترجع أساسا إلى عدم تناسب أهداف عقد البرنامج والقدرات التنفيذية للوزارة ،وكذا ضعف
تعبئة الموارد المالية والبشرية بالنظر إلى مستوى الطموحات المحددة في عقد البرنامج.
بهذا الخصوص ،أكدت الوزارة أن هناك عدة إكراهات حالت دون تحقيق األهداف وهي:
عدم تجديد اتفاقية التكوين المهني بعد نشر القانون التنظيمي رقم 130.13؛ -
قيود الميزانية التي فرضتها الحكومة فيما يتعلق بترشيد النفقات المرتبطة بالدراسات والبناء والتي أدت إلى عدم -
إنشاء مؤسسات جديدة؛
الظروف الخاصة بوباء كورونا والتي ساهمت بشكل كبير في تقليص عدد المتدربين خالل السنوات الدراسية -
2019-2020و 2021-2020وخاصة لكون مؤسسات التكوين المهني الفالحي تعتمد على نظام اإليواء الداخلي.
2679 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
من خالل ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة بما يلي:
ضمان التموقع االستراتيجي لمؤسسات التكوين التقني والمهني الفالحي في إطار رؤية وطنية شمولية -
للتكوين المهني تأخذ بعين االعتبار تقييم نتائج تنفيذ االستراتيجيات السابقة؛
إشراك جميع الفرقاء المعنيين في مراحل إعداد وتنفيذ االستراتيجيات التي تضعها الوزارة في ميدان التكوين -
الفالحي ،خاصة قطاع التكوين المهني والفدراليات البيمهنية ،مع الحرص على األخذ بعين االعتبار القدرات
التنفيذية للوزارة.
الحكامة
ضرورة االنخراط الفعلي للمديريات الجهوية في مجال التكوين المهني الفالحي
أسندت للمديريات الجهوية للفالحة مهام قيادة وتنسيق وتتبع برامج التعليم التقني والتكوين المهني الفالحي على المستوى
س ِّ ّج ل تفاوت في درجة انخراط مختلف المديريات الجهوية في هذه المهام .فعلى سبيل المثال ،تقوم بعضالجهوي ،غير أنه ُ
المديريات الجهوية بالتتبع التربوي للمؤسسات المتواجدة في مجال نفوذها الترابي عن طريق طلب البيانات األسبوعية المتعلقة
بتتبع البرامج التربوية والجداول الزمنية ،في حين أن مديريات جهوية أخرى ال تقوم بهذا النوع من التتبع وتقتصر فقط على
التتبع المالي واإلداري .وفي نفس السياق ،ت ُشارك بعض المديريات الجهوية في التنسيق بين المؤسسات ،من خالل تسهيل
المكونين والوسائل اللوجيستيكية ،في حين أن هناك مديريات أخرى ال تقوم بهذا التنسيق .كما يتجلى االختالف في ّ تبادل
ممارسة المهام المتعلقة بتعيين أعضاء مجلس التسيير والتنسيق التربوي لمؤسسات التكوين المهني الفالحي الذي يتم من
طرف المدير الجهوي في بعض الجهات ،بينما يتم من طرف مدير التعليم والتكوين والبحث على المستوى المركزي بالنسبة
نص قانوني يحدد تنظيم هذا االختصاص.لجهات أخرى ،وذلك في غياب ّ
كما أن المديريات الجهوية ال تستفيد من المنصة المعلوماتية المتعلقة بتسيير امتحان الولوج وتتبع اإلنجازات التربوية لبرامج
التكوين ،والتي أحدثتها مديرية التعليم والتكوين والبحث ،وذلك بالرغم من تضمن اختصاصات المديريات الجهوية لمهام تتبع
منظومة التكوين على الصعي د الجهوي .وتكتفي المديريات الجهوية باللجوء مباشرة إلى مؤسسات التكوين من أجل موافاتها
ببيانات تتبع البرامج التربوية والجداول الزمنية المنجزة.
أشارت في جوابها أنه يتم العمل في انسجام تام مع كل مؤسسات الوزارة وعلى جميع المستويات :المركزية والجهوية
واإلقليمية ،كما يتم احترام مبدأ التسلسل اإلداري في تدبير المراسالت اإلدارية الموجهة إلى مؤسسات التكوين المهني
الفالحي ،والذي يتم بشكل منهجي عبر الجهات التي يتم التشاور معها في كل ما يهم مؤسسات التكوين المهني الفالحي.
إضافة إلى ذلك ،تتولى مديرية التعليم والتكوين والبحث قيادة المنظومة على الصعيد الوطني من خالل تطوير وتحديث برامج
المكونين (مركز للتأهيل
ّ التكوين ،ووضع الخريطة المدرسية السنوية ،وتحديد شروط الولوج إلى المؤسسات ،وبرمجة تدريب
الفالحي /معهد تكوين تقنيي الفالحة /معهد التقنيين المتخصصين في الفالحة) ،في ظل ضعف التنسيق مع المديريات
الجهوية ،التي ال تمارس بشكل فعلي مهمة القيادة ،التي تدخل في صلب مهامها ،رغم أن مديرية التعليم والتكوين والبحث
تشارك في اللجان التقنية الجهوية التي تدرس كل األنشطة المتعلقة بالتكوين المهني الفالحي ،كما أشارت الوزارة في معرض
جوابها.
ضرورة توضيح مهام وطريقة اشتغال األقطاب الجهوية متعددة المراكز
قامت الوزارة باختيار مؤسسة في كل جهة كمؤسسة قطب وبتكليف مديرها كرئيس له .وأسندت الوزارة لهذه األقطاب مهمة
تجميع الموارد البشرية واللوجيستيكية من أجل دعم المؤسسات األقل توفرا على هذه اإلمكانيات ،وكذلك تجميع بيانات
المؤسسات التابعة لجهتها بهدف خلق ُمخاطب جهوي واحد لدى مديرية التعليم والتكوين والبحث.
في هذا اإلطار ،وإن لم تتم مأسسة القطب الجهوي على صعيد كل جهة ،فقد بدأ يتجسد على أرض الواقع مع بعض التمايز
بين الجهات .فعلى سبيل التوضيح ،تعقد المؤسسات التابعة لنفس القطب في بعض الجهات اجتماعات منتظمة إليجاد آليات
للتعاون ،في حين بدأت جهات أخرى بالفعل في العمل كأقطاب عن طريق تبادل الموارد اللوجيستيكية والتربوية (تنظيم
زيارات إلى الوحدات التطبيقية التربوية بين المؤسسات ،واستخدام منشآت المؤسسة القطب من طرف بقية المؤسسات التابعة
له ،إلخ ).وكذلك البشرية (تنقل المكونين ،ودعم الموظفين اإلداريين لمؤسسات أخرى ،إلخ.).
ومن ناحية أخرى ،تبيّن أن بعض المديريات الجهوية للفالحة 20تعتبر أن الدور الذي سيسند إلى القطب يمكن أن يتم إنجازه
من طرف المديرية الجهوية ،وأن هناك تداخال في مهامهما .كما أن إضفاء الطابع الرسمي على األقطاب الجهوية سيتم على
حساب الصالحيات التنظيمية المسندة إلى المديريات الجهوية .ومن جانبها ،أجمعت مؤسسات التكوين على الدور الهام الذي
يمكن أن تؤديه األقطاب شريطة وضع تصور واضح لهذه الهيكلة وتنظيمها وكيفية اشتغالها.
وفي هذا الشأن ،التزمت الوزارة في جوابها بإعداد مذكرة دورية لتحديد دور ومهام األقطاب الجهوية متعددة المراكز
انطالقا من الموسم األكاديمي .2023-2022
ضرورة تعزيز العالقة مع الهيئات البيمهنية للفالحة مع تفعيل مجالس اإلتقان
لم يتم إحداث مجلس اإلتقان على مستوى كل مؤسسة أو مجموعة من مؤسسات التكوين المهني كما هو منصوص عليه في
النظام العام لمؤسسات التكوين المهني .ويترأس هذا المجلس شخصية من الوسط المهني على اعتبار أن إدماج المهنيين في
عملية التكوين المهني عنصر مهم لنجاح هذه المنظومة .فهناك توافق بين جميع الفاعلين (مديرية التعليم والتكوين والبحث،
والمديريات الجهوية ،والمؤسسات ،والمهنيين ،إلخ ).بشأن أهمية هذه العملية على اعتبار أن المهنيين يشكلون المشغّل الرئيسي
لخريجي مؤسسات التكوين المهني الفالحي .ويلعب المهنيون دورا أساسيا في المنظومة من حيث تحديد الحاجيات من التكوين،
وإعداد البرامج ،وتحديد عدد المستفيدين ،ودعم األنشطة التربوية عن طريق تيسير الولوج إلى التداريب ،واقتراح فرص
التشغيل على المتخرجين ،والمشاركة في تقييم التكوين المقدم ،إلخ.
وفي هذا اإلطار ،فإن المهنيين يشاركون بشكل منتظم في الدراسات التي تجرى بهدف تطوير برامج تكوين جديدة وفقا للمقاربة
القائمة على الكفاءات ،ويعبرون ،أحيانا ،عن احتياجات تكوين خاصة في قطاعات معينة .كما توجد مبادرات تعاون على
الصعيدين الجهوي والمحلي ،بين المهنيين وبعض المديريات الجهوية وبعض مؤسسات التكوين المهني.
ومع ذلك ،فإن مشارك ة المهنيين في عملية التكوين المهني الفالحي ال تتم عن طريق الهيئات البيمهنية للفالحة ،والتي تعتبر
الممثل القانوني للمهنيين في نفس القطاع .حيث أنه باستثناء االتفاقية الموقعة سنة 2014مع مجموعة من المتدخلين ،من بينهم
الكونفدرالية المغربية للفالحة والتنمية القروية ،إلحداث البكالوريا المهنية الزراعية ،فإن عنصر التكوين المهني لم يكن
موضوع اتفاقيات أو شراكات أخرى بين الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة وهذه الهيئات.
وجدير بالذكر ،أنه لم يتم تحقيق اإلنجازات المنتظرة إالَّ نسبيا في الجزء المخصص للتكوين المهني على مستوى عقود البرامج
ال ُمبرمة مع الهيئات البيمهنية للفالحة في إطار مخطط المغرب األخضر .ويرجع ذلك باألساس إلى أن التعاون مع هاته الهيئات
لم يتم بالشكل الكافي الذي يسمح بتنفيذ اإلجراءات المنصوص عليها في عقود البرامج سالفة الذكر.
ومن خالل جوابها ،أكدت الوزارة أن مديرية التعليم والتكوين والبحث ستعمل على اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتفعيل
مجالس اإلتقان في المستقبل .كما أوضحت أن مديرية التعليم والتكوين والبحث تشارك كل سنة في اجتماعات مع
الهيئات البيمهنية من أجل تقديم الحصيلة المنجزة في عقود البرامج وتسجيل احتياجات التكوين المعبر عنها من طرف
هاته الهيئات .وتمكن عقود البرامج من تحديد حاجيات التكوين ودمجها عند إعداد خارطة طريق مؤسسات التكوين
المهني الفالحي .ولتحقيق أهداف استراتيجية الجيل األخضر ،وذلك عبر توفير تكوين 140.000خريج في أفق سنة
،2030وضعت الوزارة خارطة طريق لتزويد القطاع برؤية كافية لتوقع تطور الطلب على المهارات ومعالجة عرض
التعليم والتكوين المناسب وتعديل برامج التكوين لضمان المالءمة بين العرض والطلب ،من خالل توفير االحتياجات
على أرض الواقع ،وذلك بتشارك مع المهنيين.
تبعا لذلك ،يوصي المجلس الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة بما يلي:
تعزيز إشراك المديريات الجهوية للفالحة في عملية التكوين المهني الفالحي لمزيد من الالتمركز اإلداري في -
اتخاذ القرار ،مع توضيح النظام المؤسسي لألقطاب الجهوية متعددة المراكز ومواكبة وتتبع النتائج المحصل
عليها؛
وقد التزمت الوزارة في معرض جوابها على العمل على تعزيز دور المصالح الالمركزية التابعة لها ،خاصة
المديريات الجهوية للفالحة ،في مجال التكوين المهني الفالحي من خالل تفعيل األقطاب الجهوية متعددة المراكز.
الحرص على تأطير وتنظيم الفدراليات البيمهنية وتعزيز التنسيق والشراكة معها في مختلف مجاالت التكوين -
المهني وخصوصا فيما يرتبط بتحديد الحاجيات وخلق مسالك التكوين وتطوير برامج التكوين ودعم األنشطة
التربوية والتقييم.
وبهذا الخصوص ،أكدت الوزارة على العمل على عقد اتفاقيات مع جميع الفدراليات البيمهنية لتعزيز التنسيق والشراكة
معهم في مختلف مجاالت التكوين المهني.
التنظيم
تنوع األنظمة األساسية لمؤسسات التكوين المهني الفالحي ال يمكن من تسيير أمثل للمنظومة
تتكون منظومة التكوين المهني من 54مؤسسة تنقسم إلى ثالثة أصناف من حيث أنظمتها األساسية .حيث تضم هذه المنظومة
مؤسسة عمومية واحدة (معهد األمير سيدي محمد للتقنيين المتخصصين في التدبير والتسويق الفالحي) و 53مؤسسة كمصالح
ال ممركزة تابعة للوزارة المكلفة بالفالحة ،منها ست ( )06مؤسسات تعتبر مرافق للدولة مسيرة بصورة مستقلة.
2681 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أفرز هذا الوضع صعوبة في تسيير المنظومة برمتها .ففي حين تتمتع المؤسسة العمومية باستقاللية إدارية ومالية ،فإن
مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة تتمتع باستقاللية محدودة وغير مستغلة خصوصا أن نصف هذه المرافق ال يحقق أية
مداخيل ،ونصفها اآلخر يحقق مداخيل ضئيلة بالرغم من أن النصوص القانونية التي تنظم هذه المرافق تتيح لها إمكانية
تحصيل مداخيل أخرى ،باإلضافة إلى تلك المتعلقة ببيع المنتوجات الحيوانية والنباتية ،من خالل تنظيم دورات تكوينية
وتدريبية وكذلك أنشطة رياضية ،وكراء القاعات والمالعب الرياضية لتنظيم التظاهرات العلمية والثقافية واالجتماعية
والرياضية ،فعلى سبيل التوضيح ،حققت هذه المرافق إجمالي مداخيل بلغ حوالي 300ألف درهم في سنة ،2020وهو ما
يمثل أقل من %2من إجمالي الموارد المرخصة لهذه المؤسسات الثالث في نفس السنة المالية.
أما بالنسبة للمؤسسات التي تعتبر مصالح إدارية ال ممركزة للوزارة ،والتي تتوفر على بنية تحتية مهمة (مراكز للتكوين
المستمر ،ومدرجات جديدة ومجهزة حديثا ،وقاعات االجتماعات ،ووحدات تكنولوجية ،ووحدات صناعية إلنتاج الحليب
ومشتقاته ،وقاعات الحلب ،واألراضي الفالحية المزروعة ،إلخ ،).فإنها غير مؤهلة ،بالنظر لطبيعتها القانونية ،لتحصيل
مداخيل من شأنها أن تساعدها في تحسين وتعزيز هذه البنيات التحتية والتجهيزات.
وأشارت الوزارة في جوابها إلى أنه ،اعتبارا من هذه السنة ،سيتم دراسة األنظمة األساسية المختلفة لمؤسسات التكوين
المهني الفالحي من أجل اعتماد أفضل نظام أساسي يضمن تحسين تسيير منظومة التكوين.
الحاجة إلى تبسيط تدبير الميزانية المخصصة للتكوين بالتدرج المهني
َوقَّعت الوزارة المكلفة بالفالحة والوزارة المكلفة بقطاع التكوين المهني في يوليوز سنة 2008على اتفاقية إطار للتكوين
بالتدرج المهني في القطاع الفالحي ،يستفيد منها 60.000شابة وشابا قرويا من أبناء الفالحين ،وذلك خالل الفترة الممتدة بين
سنتي 2008و .2012وقد تم إحداث مرفق واحد للدولة مسير بصورة مستقلة على المستوى المركزي للوزارة المكلفة
بالفالحة ،ابتداء من فاتح يناير سنة ،2009تحت اسم "مصلحة الثانويات الفالحية" ،بدل إحداث مرفق في كل منطقة فالحية
تتميز بوجود إمكانيات للتشغيل في الميدان الفالحي ،كما تم االتفاق عليه.
وبالرغم من ذلك ،ال يزال تدبير الميزانية المخصصة للتكوين بالتدرج المهني يواجه مجموعة من الصعوبات بالنظر إلى
تفويض مصلحة الثانويات الفالحية االعتمادات مباشرة إلى جميع مؤسسات المنظومة .وهو ما يشكل تدبيرا إضافيا لهذه
االعتمادات المالية يتم بالتوازي مع اعتمادات الميزانية المخصصة لمختلف المؤسسات في إطار الميزانية العامة .كما أن هذه
المصلحة لم تسجل أية مداخيل منذ سنة ،2014ما عدا االعتمادات المفوضة من طرف الوزارة المكلفة بالفالحة ،والتي
أضحت المصدر الوحيد لتمويل النفقات المتعلقة بالتكوين بالتدرج المهني مما يستدعي إعادة النظر في اإلطار القانوني لمصلحة
الثانويات الفالحية.
وقد أوضحت الوزارة في جوابها على أنه بالرغم من أن تدبير ميزانية مرفق الدولة المسير بصورة مستقلة والميزانية
العامة يعد معقدا بعض الشيء ،فاإلبقاء على مرفق الدولة المسير بصورة مستقلة يجد تفسيره ،على سبيل المثال ،في
حالة توقيع اتفاقيات الشراكة مع المجالس الجهوية كما هو الحال بالنسبة للمجلس الجهوي لفاس-مكناس لتكوين شباب
الجهة خالل سنة ،2021والذي من شأنه أن يرفع من عدد المتدرجين.
ضرورة معالجة االنخفاض المستمر في أعداد المكونين نتيجة التقاعد
المكونين انخفض بنسبة ،%14
ّ يُظهر تحليل بيانات منظومة التكوين المهني الفالحي ،خالل الفترة ،2021-2010أن عدد
س ِّ ّجل تباين كبير بين المؤسسات من
مكونا سنة .2021وباإلضافة إلى ذلكُ ،مكونا سنة 2010إلى ّ 262
حيث انتقل من ّ 306
المكونين القارين ،حيث يمكن تصنيفها على النحو التالي:
ّ حيث عدد
مكونين قَ ِّ ّ
ارين؛ 6 -مؤسسات للتكوين المهني لديها أكثر من ّ 10
ارين؛مكونين قَ ِّ ّ 12 -مؤسسة تضم ما بين 6وّ 10
ارين؛
ِّ ّ َ ق نين مكو
ّ 5 28 -مؤسسة تتوفر على ما بين 1و
مكون قَار. 7 -مؤسسات ال تتوفر على أي ّ
كونا سيحالون على التقاعد بحلول سنة ،2026أي ما يمثل %39من العدد اإلجمالي خالل سنة إضافة لما سبق ،فإن ُ 103م ّ ِّ
.2021كما يتبين أن هناك تفاوتا بين وتيرتي التوظيف والتقاعد ،بحيث تتم إحالة ُ 17مك ّ ِّونا كمعدل سنوي على التقاعد ،في
كونين .كما يعرف معدل التأطير البيداغوجي انخفاضا مستمرا. حين أن ُمعدل التوظيف السنوي ال يتجاوز ُ 4م ّ ِّ
أكدت الوزارة ،في جوابها ،أن القيود المفروضة على المناصب المالية المخصصة لها ،ال تسمح بتلبية احتياجات
مؤسسات التكوين المهني الفالحي من حيث المكونين واألطر اإلدارية .كما أشارت أن نقص الموارد البشرية ،المسجل
في منظومة التكوين المهني ،دفع مؤسسات التكوين المهني الفالحي إلى اللجوء إلى ال ُمكونين العرضيين لتلبية
الحاجيات المعبر عنها في انتظار تعيين مكونين رسميين.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2682
ضرورة تعزيز األطر اإلدارية والتقنية على مستوى منظومة التكوين المهني الفالحي
أظهر تحليل وضعية الموارد البشرية بمختلف المؤسسات نقصا في األطر اإلدارية والتقنية على مستوى المنظومة ،مع وجود
سجل نقص أكبر في الموارد البشرية على مستوى مراكز التأهيل الفالحي ،مقارنة بعض التباين حسب نوعية المؤسسات .وقد ُ
مع معاهد تكوين التقنيين الفالحيين ثم معاهد تكوين التقنيين المتخصصين في الفالحة.
وفي هذا الصدد ،لوحظ عدم توفر 15مركزا للتأهيل الفالحي على مدير األشغال وتقني الصيانة وموظف التوثيق والمكلف
بورشة العمل .باإلضافة إلى ذلك ،فإن بعض مراكز التأهيل الفالحي تواجه نقصا واضحا في الموظفين أكثر من غيرها .فعلى
سبيل المثال ،يتوفر "مركز أوالد بوكرين" على مدير المؤسسة فقط ،فيما يتوفر "مركز سيدي عالل التازي" على الحارس
العام فقط ،في حين تتوفر مراكز التأهيل الفالحي بوالماس والنويرات على المدير والحارس العام فقط.
وتع رف معاهد تكوين التقنيين الفالحيين ومعاهد تكوين التقنيين المتخصصين في الفالحة نفس الخصاص ،حيث ال تتوفر 22
مؤسسة على مدير للدراسات ،و 27مؤسسة على المكلف بالضيعة ،و 19مؤسسة على أمين المخزن ،و 36مؤسسة على تقني
في الصيانة .كما أن 7مؤسسات ال تتوفر على حارس عام أو حارس عام للداخلية .باإلضافة إلى ذلك ،تعاني بعض المؤسسات
من عجز كبير في الموارد البشرية .فعلى سبيل المثال ،تتكون فئة األطر اإلدارية والتقنية من المدير فقط على مستوى معهد
تكوين التقنيين الفالحيين بسيدي بيبي ومعهد تكوين التقنيين المتخصصين الفالحيين بواد أمليل.
أما بالنسبة للثانويات الفالحية ،فهي جزء من مؤسسات التكوين المهني الفالحي حيث توجد 4ثانويات فالحية ضمن معاهد
تكوين التقنيين الفالحيين وتقع الثانويات األخرى ( )3ضمن معاهد تكوين التقنيين المتخصصين في الفالحة .وهكذا فاألطر
اإلدارية والتقنية التي تقوم بتسيير الثانويات الفالحية هي نفسها المسؤولة عن تدبير معاهد تكوين التقنيين أو معاهد تكوين
التقنيين المتخصصين .تبعا لذلك ،فالتسيير اإلضافي للثانوية الفالحية يزيد من صعوبة المهمة خصوصا في المؤسسات التي
تفتقر للموارد البشرية .فعلى سبيل المثال ،ال تتوفر الثانوية الفالحية بمشرع بلقصيري (وهي أيضا معهد تكوين التقنيين) سوى
على المدير والحارس العام ،كما ال تتوفر الثانوية الفالحية بجمعة سحيم (وهي أيضا معهد تكوين التقنيين) سوى على المدير
وتقني في الصيانة.
في معرض جوابها ،أشارت الوزارة إلى أنه يتم سنويا تطوير التدبير التوقعي للوظائف والمهارات بتشاور مع مديرية
الموارد البشرية للوزارة لدعم تعزيز الموارد البشرية بمؤسسات التكوين المهني الفالحي .كما أكدت الوزارة أن
محدودية المناصب المالية المخصصة لقطاع الفالحة ال تمكن من تلبية حاجيات القطاع ،بما في ذلك الموارد البشرية
لمؤسسات التكوين المهني الفالحي .وأفادت الوزارة أن تنظيم منظومة التكوين المهني الفالحي ،في 12قطبا جهويا
متعدد المراكز ،سيضمن تجميع الموارد البشرية واستخدامها بشكل أكثر فعالية ونجاعة وكذا سد الثغرات التي لوحظت
على مستوى بعض المؤسسات التابعة للقطب.
ثانيا .أنشطة التعليم التقني والتكوين المهني
التعليم التقني الفالحي
الحاجة إلى إصالح نظام بكالوريا العلوم الزراعية
تُوفر ست ( )06ثانويات فالحية شهادة البكالوريا في العلوم الزراعية .وقد بلغ عدد التالميذ المسجلين بهذه البكالوريا 166
تلميذا خالل الموسم الدراسي ،2021-2020حصل 136منهم على شهادة البكالوريا بمعدل نجاح بلغ .%82ويُبرز تحليل
المعطيات التي تهم عدد التالميذ المسجلين في بكالوريا العلوم الزراعية انخفاضا ملحوظا ناهز ،%25حيث تراجع عددهم
من 221إلى 166خالل الفترة الممتدة بين سنتي 2010و.2020
وقد أ َّكدت االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين في تشخيصها أن نظام التعليم الفالحي فَقَدَ على َم ّر السنين الكثير
من أهميته ،بحيث أصبح يعتبر كنشاط ثانوي داخل منظومة التكوين المهني الفالحي ( 3ساعات فقط من المواد المتعلقة بالعلوم
الزراعية مدرجة ضمن البرنامج الدراسي للبكالوريا).
كما أن إحداث نظام البكالوريا المهنية "تسيير ضيعة فالحية" ،والذي يُشكل خيارا استراتيجيا لوزارة التربية الوطنية كجزء
من إصالحها لنظام التعليم المدرسي ،أثر سلبا على وضع بكالوريا العلوم الزراعية التي أصبح االحتفاظ بها ،بجانب البكالوريا
المهنية على مستوى الثانوية الفالحية ،أمرا صعب التطبيق نظرا لمحدودية الموارد البشرية والمادية .فعلى سبيل المثال،
اضطرت الثانوية الفالحية بتمارة ،التي وفرت الحصول على شهادة البكالوريا في العلوم الزراعية منذ سنة ،1989إلى التخلي
عنها سنة 2015واستبدالها بالبكالوريا المهنية في ظل غياب موارد بشرية كافية.
أكدت الوزارة في جوابها أنها تقوم ،بالتنسيق مع الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية ،بدراسة وتقييم النظام من أجل إعادة
هيكلة بكالوريا العلوم الزراعية.
2683 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
في معرض جوابها ،أوضحت الوزارة أنه يتم حاليا إحداث شعب جديدة بتشاور مع مؤسسات التكوين المهني الفالحي
وباالعتماد على توفر الموارد البشرية والمعدات ،وذلك في إطار تعبئة وحركية المكونين ما بين مؤسسات التكوين
المهني الفالحي.
ضرورة تقييم التكوين وفق المقاربة المبنية على الكفاءات
يتضح من خالل نتائج تقرير التقييم المرحلي لمشروع إصالح التكوين عن طريق المقاربة المبنية على الكفاءات ،أن هذه
األخيرة ،ورغم مرور 18سنة على اعتمادها في نظام التكوين المهني الفالحي ،لم تكن موضوع أي تقييم سابق من أجل
مقارنتها مع المقاربة السابقة المبنية على األهداف.
المكونين بالنظر للمزايا المتعددة التي توفرها ،والسيما من حيث
ّ وقد تبيّن أن اعتماد هذه المقاربة عرف تقييما إيجابيا من قبل
المكونون عن وجود العديد من التحديات التي يتعين مواجهتها بخصوص تنمية القدرات ّ توحيد ممارسات التكوين .بالمقابل عبَّر
واعتماد األدوات الالزمة للتكوين وفق هذا النهج الجديد ،والمحددة في دليل التسيير والتكوين بمؤسسات التكوين المهني
الفالحي وفقا للمقاربة المبنية على الكفاءات.
وبالتالي ،فإن هذا اإلصالح الجوهري يتطلب إجراء تقييم منتظم يستند إلى مؤشرات وقاعدة معلومات لرصد التقدم المحرز
في نشر هذا النهج التعليمي الجديد ،وتحديد العقبات المحتملة من أجل اقتراح اإلجراءات التصحيحية الالزمة.
وفي جوابها ،أكدت الوزارة أنها ستعمل على أخذ هذه المالحظة بعين االعتبار في المستقبل.
الحاجة للرفع من وتيرة التكوين بالتدرج لفائدة بنات وأبناء الفالحين
يجدر التذكير إلى أن هدف تكوين 60.000متدربا من العالم القروي المحدد في االتفاقية اإلطار للتكوين بالتدرج ،المشار إليها
أعاله ،قد تم رفعه إلى 69.000متدربا مع تمديد مدة االتفاقية حتى سنة .2015
ويظهر تحليل إنجازات التكوين بالتدرج ،أنه تم تكوين ما مجموعه 61.533شابة وشابا من العالم القروي بين سنتي 2008
و ،2015وفقا لتقرير نهاية تنفيذ االتفاقية المذكورة ،منهم 59.689متدربا بمؤسسات التكوين المهني الفالحي و 1.844من
قبل الدور األسرية القروية.
ومنذ سنة ، 2016انخفضت وتيرة التكوين بالتدرج بشكل ملحوظ ،حيث لم يتجاوز المتوسط السنوي لعدد المكونين 3.960
متدربا ،وهو معدل يناهز نصف المعدل المسجل بين سنتي 2008و ،2012البالغ أزيد من 7.500متدربا بالتدرج في السنة.
باإلضافة إلى ذلك ،يظهر تحليل عدد المتخرجين ،خالل الفترة 2020-2014أنه من بين 29.414متدربا خضعوا للتكوين،
لم يتخرج سوى 23.071متدربا بالتدرج ،أي بمعدل بلغ .%78ومقارنة بتوقعات االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث
الفالحيين ،التي حددت كهدف تدريب وتخرج 76.410متدربا ما بين سنتي 2014و ،2020فإن معدل اإلنجاز ناهز .%30
ويعزى هذا االنخفاض في األداء ،إلى ظروف إبرام االتفاقية الذي لم تأخذ الوقت الكافي لدراسة مضمونها مما أدى إلى تحديد
أهداف ُمبالغ فيها مقارنة بالقدرات االستيعابية واإلدارية للمؤسسات ،وهو ما يُفسر عدم توقيع أي اتفاق آخر بعد سنة .2008
عالوة على ذلك ،ال تنص االتفاقية على اتخاذ إجراءات لتقييم إدماج المتدربين بالتدرج في سوق الشغل.
ويطرح التكوين بالتدرج بعض المشاكل فيما يتعلق باحترام متدربي هذا التكوين للنظام الداخلي للمؤسسة ولضوابط التعايش
مع متدربي التكوين المهني بالتناوب في نفس الفضاء ،بالنظر لفوارق السن والمستوى التعليمي بين هاتين الفئتين ،فضال عن
صعوبات تهم البحث عن المتدربين بالتدرج في بعض المناطق .وفي هذا اإلطار ،تلجأ المؤسسات إلى إبرام اتفاقيات مع
التعاونيات والجمعيات الراغبة في االستفادة من التدريب بالتدرج في المجاالت التي تهمها ،وهي طريقة للبحث عن المتدربين
بالتدرج تجعل من الممكن اإلشراف بشكل أفضل على المتدربين وتعطي المزيد من الضمانات لنجاح التكوين.
وأفادت الوزارة في معرض جوابها أن التباطؤ الذي يعرفه التكوين بالتدرج يرجع إلى عدة عوامل منها نقص
الموارد البشرية وعدم تجديد االتفاقية اإلطار مع قطاع التكوين المهني واستحالة برمجة بعض المصاريف الرئيسية
(تعويضات عن التنقل وتعويضات المكونين العرضين من أجل تأطير المتدرجين في المقاوالت) في إطار ميزانية
مرفق للدولة مسير بصورة مستقلة ،وذلك بعد تطبيق القانون التنظيمي للمالية سنة .2016
ضرورة تحديد المعايير التربوية الخاصة بتوظيف المكونين
المكونين من قبل مديرية الموارد البشرية التابعة للوزارة المكلفة بقطاع الفالحة دون التنسيق مع مؤسسات التكوين
ّ يتم توظيف
المهني الفالحي .حيث يتم التوظيف دون الرجوع إلى معايير تربوية محددة بل من خالل المباريات المفتوحة لتوظيف
المهندسين والتقنيين التي تنظمها الوزارة.
للمكونين
ّ المكونين المرسوم رقم 2.89.565بشأن النظام الخاص المشترك بين الوزارات
ّ وباإلضافة إلى ذلك ،ال يطبق في تعيين
في مؤسسات التكوين المهني ،وال سيما فيما يتعلق بإعداد قرار وزاري يحدد شروط وبرامج مباريات التوظيف ،ويستند تعيين
المكونين بدال من ذلك إلى الشروط المنصوص عليها في األنظمة األساسية الخاصة بالمهندسين والتقنيين واإلداريين .ومن شأنّ
المكونين ،إلى جانب عدم وجود خطة لتكوينهم ،أن يؤثر سلبا على جودة التكوين.
ّ غياب معايير تربوية في انتقاء
2685 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وأخيرا ،تتألف هيئة التكوين في مؤسسات التكوين المهني الفالحي من موظفين تابعين للوزارة المكلفة بالفالحة .وقد بلغ عددهم
خالل السنة الدراسية 2021-2020ما مجموعه ُ 262مك ّ ِّونا %47 ،منهم مهندسون و %33تقنيون و %20من فئات أخرى.
غير أن هذا التنوع في المسارات المهنية ال تُمليه اعتبارات تربوية ،حيث يُالحظ أن توزيع المواد الدراسية ال يأخذ بعين
بالمكونين يحدد طبيعة األنشطة التي يتعين االضطالع بها
ّ المكون .كما تبين عدم وجود نظام أساسي خاص
ّ ِّ االعتبار تخصص
المكون ،وهو ما يشكل عائقا أمام تقييم مدى كفاية كفاءات المكونين وجودة أنشطة التكوين المنفذة.
ّ وفق مستوى تكوين
أوضحت الوزارة في جوابها أنه في إطار تعيين المكونين الدائمين ،قامت مديرية الموارد البشرية ،ابتداء من هذه
السنة ،بإشراك مديرية التعليم والتكوين والبحث في اختيار المكونين الجدد وفقا للمعايير البيداغوجية اعتمادا على
المرجع المهني للمكون .كما أفادت الوزارة أن مؤسسات التكوين المهني تقوم ،باإلضافة إلى برنامج سنوي للتكوين
المستمر على الصعيد البيداغوجي والتقني للمكونين الجدد ،بتوفير الدعم والتأطير لهذه الفئة من قبل المكونين القدامى
قصد ضمان اندماج أفضل داخل المؤسسة.
وفي هذا اإلطار ،يوصي المجلس الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة بما يلي:
تقييم التكوين من طرف الوزارة ،وبالتنسيق مع قطاع التكوين المهني ،وفقا للمقاربة المبنية على الكفاءات -
وظروف تنفيذه والحرص على اتخاذ التدابير الالزمة لتجاوز اإلكراهات التي تعيق تعميمه؛
إعداد دراسات الجدوى قبل إحداث مؤسسات ومسالك تكوين جديدة مع مراعاة خصوصيات كل الجهات -
الترابية وبالتشاور مع القطاع المكلف بالتكوين المهني؛
وتفاعال مع هاته التوصية ،أكدت الوزارة أنها ستعمل على القيام بدراسات الجدوى قبل إحداث مؤسسات ومسالك
تكوين جديدة.
تعزيز عدد المكونين الدائمين واألطر اإلدارية والتقنية على مستوى مؤسسات التكوين المهني الفالحي بما -
يتماشى مع عرض التكوين المقدم؛
أوضحت الوزارة أنها تعمل حاليا مع مديرية الموارد البشرية على تعيين المكونين والموظفين اإلداريين حسب
االحتياجات ،وكذلك إعادة توزيع موظفي الوزارة الراغبين في التدخل في مجال التكوين المهني.
تعزيز التكوين بالتدرج المهني الموجه لفائدة بنات وأبناء الفالحين من خالل زيادة عدد المتدربين وتوسيع -
عرض التكوين مع تبني التقييم الدوري لجودة التكوين.
أكدت الوزارة أنها تعمل حاليا ،في إطار استراتيجية الجيل األخضر ،على تعزيز التكوين بالتدرج المهني الموجه
لفائدة بنات وأبناء الفالحين وذلك من خالل زيادة عدد المتدربين وتوسيع عرض التكوين .كما تقوم الوزارة بشراكة
مع قطاع التكوين المهني بوضع نظام تقييم ذاتي على مستوى جميع مؤسسات التكوين المهني الفالحي.
تساهم مؤسسات التعليم العتيق في تحصين المجتمع المغربي ،والحفاظ على ثوابته الدينية وهويته التاريخية والحضارية،
وذلك ،من خالل إرساء نظام تعليمي يتسم بالوسطية واالعتدال والتسامح واحترام اآلخر.
ويتم تدبير برامج التعليم العتيق العمومي من طرف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،التي تشرف أيضا على المؤسسات
الخاصة للتعليم العتيق ،سواء كانت تابعة ألشخاص ذاتيين أو معنويين .وتتكون أسالك التعليم العتيق من خمسة أطوار تبتدئ
بالتعليم األولي على مستوى الكتاتيب القرآنية ،يليها التعليم االبتدائي واإلعدادي والثانوي على مستوى المدارس العتيقة
العمومية والخاصة ،ثم التعليم العتيق النهائي لنيل شهادة العالمية .وتستغرق الدراسة في كل طور ،نفس المدة الدراسية المماثلة
لها بمختلف أسالك التعليم العمومي العادي.
وقد بلغ عدد مدارس التعليم العتيق ،وفق االحصائيات الصادرة عن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية خالل سنة ،2021
ما مجموعه 294مدرسة ،فيما بلغ عدد الكتاتيب القرآنية التقليدية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم التي تشرف عليها المجالس
العلمية المحلية ،حوالي 12.943كتابا .وبلغ عدد المتمدرسين في مدارس التعليم العتيق 36.661متمدرسا خالل نفس السنة،
كما بلغ عدد المتمدرسين بالكتاتيب القرآنية 419.855متمدرسا.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2686
وتجدر اإلشارة إلى قيام الوزارة ،منذ انطالق الموسم الدراسي 2016/2015بتأسيس فضاءات للتعليم األولي ،لفائدة الفئة
العمرية ( 5-4سنوات) .أطلقت عليها اسم "كتاب قرآني للتعليم األولى" ،يجمع بين خصوصية الكتاب القرآني التقليدي وبين
مواصفات مؤسسة التعليم األولي الحديثة.
ويعتمد تمويل تسيير منظومة التعليم العتيق على ثالثة مصادر أساسية ،وهي الميزانية العامة للوزارة ،والحساب الخصوصي
لتسيير برنامج محو األمية بالمساجد وتأهيل التعليم العتيق ،وميزانية تسيير األوقاف العامة .وقد بلغ متوسط اعتمادات التسيير
المفتوحة خالل الفترة الممتدة من سنة 2014إلى سنة ،2021حوالي 253مليون درهم في السنة ،تم رصد %90من مجموع
مبالغها ،لتعويض العاملين في مؤسسات التعليم العتيق ومنح التالميذ .كما رصدت خالل نفس الفترة اعتمادات لالستثمار بلغت
في المتوسط 70مليون درهم في السنة.
وقد انصبت مهمة تقييم منظومة التعليم العتيق بالمغرب أساسا حول التخطيط والتنسيق التربوي وتدبير المكونات األساسية
والشؤون التربوية للمنظومة وإعداد الخريطة المدرسية والمراقبة والتأطير التربوي واإلداري باإلضافة لتدبير مشاريع بناء
وتأهيل المؤسسات التعليمية.
أوال .التخطيط والتنسيق التربوي لمنظومة التعليم العتيق
عرفت منظومة التعليم العتيق عملية إصالح تدريجي ،انطلقت منذ سنة ،2000أي بعد صدور الميثاق الوطني للتربية
والتكوين .حيث كان هذا النمط من التعليم يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم ،وتلقين العلوم الشرعية بالكتاتيب القرآنية
والمدارس العتيقة بطريقة مستقلة عن المنظومة الوطنية للتربية والتكوين .وتفعيال لمقتضيات الميثاق الوطني ،سالف الذكر،
وال سيما الفقرة 88منه ،صدر القانون رقم 13.01في شأن التعليم العتيق بتاريخ 29يناير ،2002كما قامت وزارة األوقاف
والشؤون اإلسالمية ،بإعداد استراتيجية تربوية في سنة ،2006كان الهدف المتوخى منها التأهيل التدريجي لهذه المنظومة.
وقد ارتكزت هذه االستراتيجية في تنفيذها على تبني ثالثة برامج عمل خالل الفترات 2010-2006و 2016-2012و-2017
.2021وفي هذا اإلطار ،تم الوقوف على المالحظات التالية.
آليات وهيئات التنسيق والتشاور
ضرورة تفعيل آليات التنسيق بين منظومتي التعليم العتيق والتربية والتكوين
أوصى المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،في إطار الرؤية االستراتيجية ،2030بإحداث آليات للتنسيق بين
قطاعات التربية والتكوين ،تهم المناهج والتكوينات ،ومد الجسور بين األطوار التعليمية والتكوينية بمختلف هذه القطاعات.
إال أن فحص التدابير واإلجراءات المسطرة ،من أجل تنفيذ مضامين هذه االستراتيجية ،أظهر وجود تأخر على مستوى تنزيل
آليات التنسيق والتعاون والشراكة بين منظومتي التعليم العتيق والتربية والتكوين ،وهو ما فوت على وزارة األوقاف والشؤون
اإلسالمية ،فرصة االستفادة من خبراء قطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي في مجال التربية والتكوين.
في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن إبرام اتفاقية إطار للشراكة في شأن "تفعيل المشاريع االستراتيجية لتنزيل أحكام القانون
اإلطار رقم 51.17المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي" ،بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم
العالي والبحث العلمي ووزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،لم يتم إال بتاريخ 14يونيو .2021وقد حددت هذه االتفاقية،
اإلطار العام للشراكة والتعاون بين الطرفين ،وفق المحاور المنبثقة عن مرتكزات القانون اإلطار سالف الذكر ،لكن دون
تحديد اآلليات العملية للتنسيق.
وقد أشارت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية في جوابها إلى أنها قد حرصت منذ بداية التأهيل على االنفتاح على
هذه القطاعات ،مما أسهم في االستفادة من التجارب واإلمكانات واآلفاق التي توفرها القطاعات ذات االهتمام المشترك
لتيسير إدماج تالميذ وطلبة التعليم العتيق في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين ،واالستعانة بخبرات علمية وكفاءات
وأطر تربوية وصحية تابعة لقطاعات التربية الوطنية والتعليم العالي والصحة في مجاالت التدريس والتأطير والتكوين
والتأليف المدرسي .كما استفاد تالميذ وطلبة مؤسسات التعليم العتيق من البرنامج الوطني للصحة المدرسية والجامعية،
وكذا مواكبة مس تجدات التربية والتكوين ومشاريع اإلصالح الجامعي الصادرة عن قطاع التربية الوطنية والتعليم
العالي على مستوى البرامج والمناهج الدراسية.
الحاجة لتفعيل دور اللجنة الوطنية واللجان الجهوية للتعليم العتيق
تم إحداث لجنة وطنية للتعليم العتيق سنة ،2006أسندت رئاستها للقطاع المكلف بالشؤون اإلسالمية ،وتتكون هذه اللجنة
حسب المادة 18من القانون رقم 13.01في شأن التعليم العتيق ،من ممثلي السلطتين الحكوميتين المكلفتين بالتربية الوطنية
والتعليم العالي ،وممثل عن المجالس العلمية .وتضطلع بمهام تتبع وضعية التعليم العتيق ،واقتراح التدابير الكفيلة بتطويره
والنهوض بمؤسساته ،وإبداء الرأي في البرامج المتعلقة به .كما تقوم بمهام تنشيط أعمال اللجان الجهوية للتعليم العتيق وتنسيق
وتتبع أنشطتها .غير أنه ومن خالل االطالع على محاضر عمل هذه اللجنة ،تبين أنه لم تعقد أي اجتماع لها منذ سنة ،2013
وأنها لم تعمل على إحداث لجان للتنسيق ،مكونة من ممثلين عن القطاعات المهتمة بالتربية والتكوين ،رغم تأكيدها في
التوصيات الصادرة عنها قبل ،2013على ضرورة إحداثها.
2687 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما تم أيضا ،إحداث اللجان الجهوية للتعليم العتيق ،تحت رئاسة القطاع المكلف باألوقاف والشؤون اإلسالمية ،على صعيد
جميع جهات المملكة ،وذلك طبقا للمادة 19من القانون رقم 13.01سالف الذكر .وتتكون هذه اللجان حسب نفس المادة ،من
ممثلين عن األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ،والمجلس أو المجالس العلمية الجهوية ،والجامعة أو الجامعات المتواجدة
بالجهة .إال أنه ،تبين أن هذه اللجان ال تعقد اجتماعاتها إال مرة واحدة في السنة ،عوض مرتين على األقل كما نصت على ذلك
المادة 21من القانون رقم 13.01المذكور .وتجدر اإلشارة إلى أن اللجنة الوطنية للتعليم العتيق ال تقوم بتنشيط أعمال هذه
اللجان وتنسيق وتتبع أنشطتها كما هو منصوص عليه في المادتين 18و 19من القانون رقم 13.01سالف الذكر.
في هذا اإلطار ،أوضحت الوزارة في جوابها بأن غياب آليات إجرائية تضمن عقد اللجنة الوطنية الجتماعاتها مرتين
على األقل في السنة ،وتنسيق أنشطتها ،وفعالية أدائها ومواكبة أعضائها لمستجدات التعليم العتيق ،جعل دور أعضائها
يقتصر على حضور االجتماعات ،واالطالع على التدابير واإلجراءات التي اتخذتها الوزارة لتأهيل هذا القطاع،
ومناقشة حصيلة منجزاتها وأنشطتها السنوية ،وتقديم بعض التوصيات والمقترحات ،دون أن تضطلع هذه اللجنة
باألدوار المنوطة بها على المستوى الميداني ،والمتعلقة أساسا بتتبع وضعية التعليم العتيق ومؤسساته ،واإلسهام
بمشاريع عملية لتطوير منظومته التربوية على الصعيدين الجهوي والوطني ،األمر الذي يستلزم التفكير في اعتماد
آليات إجرائية جديدة لتطوير العمل بين القطاعات الممثلة في هذه اللجان ،وتفعيل التنسيق بين اللجنة الوطنية واللجان
الجهوية ،وضمان فعاليتها ،وهو ما تعمل الوزارة على دراسة إمكانية تضمينه في مشروع تعديل قانون التعليم العتيق.
تتبع تنفيذ أهداف االستراتيجية التربوية لتأهيل التعليم العتيق
ضرورة تحديد أهداف واضحة وربطها بمؤشرات لقياس األداء
حددت الوزارة في استراتيجيتها لتأهيل التعليم العتيق 13مجاال ذا أولوية ،ارتكزت على 32هدفا عاما ،و 32إجراء تدبيريا.
وقد شملت هذه االستراتيجية مجاالت التشخيص الميداني لمنظومة التعليم العتيق ،والبناء القانوني لها ،وتسوية الوضعية
القانونية للمدارس العتيقة ،وتأهيل بنيتها المادية ،وإرساء قواعد التدبير والتسيير اإلداري ،وتطوير البرامج والمناهج الدراسية
وكذا الكتاب المدرسي ،وتحسين التأطير والتكوين المستمر ،وتعزيز المراقبة والتقويم والتنشيط التربوي ،باإلضافة لمد
الجسور بين التعليم العتيق والتعليم العمومي.
غير أن هذه األهداف والتدابير لم يتم ربطها بالتكلفة المالية التقديرية ،وال بالموارد البشرية الضرورية لتحقيقها ،كما أنه لم
يتم وضعها في إطار زمني محدد إلنجازها .إضافة إلى أنه لم تتم صياغة أي إطار يتضمن المؤشرات الكفيلة بجعلها قابلة
للقياس من حيث األداء كما ونوعا ،عبر تحديد أهداف قابلة للقياس ،تسمح بالتأكد من مدى تحقيق األهداف المسطرة .وهذا من
شأنه أن يساعد الجهات المعنية على التخطيط الجيد ،وتوظيف المهارات الالزمة للزيادة من فرص النجاح ،وإتاحة إمكانية
مراقبة فعالية اإلجراءات المتخذة وتقييم المنجزات.
وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنها بصدد االشتغال على إعداد نص قانوني جديد يؤطر التعليم العتيق ،ويحدد
بدقة خريطة طريق إلصالحه خالل السنوات المقبلة ،ويضع معالم واضحة لالستراتيجية التربوية الخاصة به على
المدى البعيد .كما أضافت بأنها ستعمل على وضع استراتيجية تربوية بعيدة المدى للتعليم العتيق بالمواصفات العلمية
المتعارف عليها ،مع ضمان كل شروط إنجاحها.
ضرورة إدراج الكتاتيب القرآنية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في استراتيجية تأهيل التعليم العتيق
تقوم الكتاتيب القرآنية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ،التي تشرف عليها المجالس العلمية المحلية ،بدور مهم باعتبارها الرافد
األساسي إلمداد مدارس التعليم العتيق بالمتمدرسين .وفي هذا اإلطار ،تقوم الوزارة سنويا بإحصاء الكتاتيب والمراكز القرآنية
بمختلف عماالت وأقاليم المملكة .وحسب اإلحصاء السنوي الذي نظمته الوزارة خالل الموسم الدراسي ،2020/2019بلغ
عدد الكتاتيب القرآنية ُ 10.496كتابا ،وعدد مراكز تحفيظ القرآن الكريم 2.447مركزا قرآنيا ،يدرس بها ما مجموعه
419.885متمدرسا .لكن وبالرغم من ذلك ،ال تتضمن استراتيجية التعليم العتيق أهدافا وتدابير خاصة لتأهيل هذه الكتاتيب
والمراكز القرآنية ،لضمان التقائية أهدافها مع منظومة التعليم العتيق ،بصفتها رافدا أساسيا لهذه األخيرة ،السيما عن طريق
عقد شراكات مع المجالس العلمية المحلية.
في هذا اإلطار ،أشارت الوزارة في معرض جوابها إلى أن متطلبات مرحلة التأسيس ،ورأي المجلس األعلى للتعليم
رقم 07/01بتاريخ 28يوليوز 2007في موضوع تأهيل التعليم العتيق اعتبر أن المؤسسات المستهدفة بعمليات
المالءمة والتأهيل هي المدارس العتيقة بالدرجة األولى .كما أن غياب الوسائل المالية والبشرية الكافية لتأهيل الكتاتيب
القرآنية التقليدية اقتضى إعطاء األولوية لهيكلة التعليم المدرسي والنهائي العتيق ،واالقتصار في تأهيل الكتاتيب القرآنية
على بعض العمليات التدبيرية والتربوية والمادية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2688
(منها عدم تقييد تسجيل المتمدرسين بالمدارس القريبة بمقر سكناهم) وتوفر المرونة الالزمة مما يجعلها في الغالب
مخالفة لما هو معمول به في وزارة التربية الوطنية.
ضرورة تطوير النظام المعلوماتي الخاص بمنظومة التعليم العتيق
في إطار المجهودات التي تبذلها من أجل تعزيز وتحديث منظومة التعليم العتيق ،قامت الوزارة ،خالل سنة ،2008بإنشاء
قاعدة معطيات تهدف إلى تسهيل عملية تحيين ونسخ لوائح المنح الخاصة بالتالميذ .كما تم تطوير هذه القاعدة لتشمل ،ابتداء
من سنة ،2010العديد من عمليات تدبير التعليم العتيق ،كتدبير المؤسسات وتدبير شؤون التالميذ وشؤون العاملين بها ،وكذا
تدبير الجدول الزمني للدراسة ،باإلضافة إلى تدبير االمتحانات.
وبالرغم من كون اعتماد هذه المنصة الرقمية قد ساهم في تعزيز ورش تأهيل مؤسسات التعليم العتيق ،إال أن الزيارات
الميدانية ،التي قام بها المجلس األعلى للحسابات لعينة من المدارس العتيقة أسفرت عن تسجيل بعض المالحظات من أبرزها
ما يلي:
-غياب رمز خاص بمسار تالميذ وطلبة التعليم العتيق ،كما هو معمول به في وزارة التربية الوطنية ،وذلك من
أجل الرفع من مستوى الخدمات التعليمية وتمكين التالميذ من الولوج إليها؛
-عدم إلزام مستعملي المنصة من تعبئة جميع البيانات المتعلقة بتالميذ التعليم العتيق ،إذ يمكن االكتفاء بإدخال
المعلومات المتعلقة باالسم وتاريخ االزدياد فقط وترك باقي الخانات فارغة (كرقم البطاقة الوطنية لألب ،وتاريخ
االلتحاق بالمدرسة ،إلخ) .نفس األمر بالنسبة للبيانات المتعلقة باألساتذة حيث ال تلزمهم المنصة بملء جميع
المعلومات (كالشهادة المحصل عليها)... ،؛
-ال يسمح رابط التلميذ الموجود لدى المؤسسة التعليمية بالتعرف على مساره الدراسي ،وكذا كشف النقط الخاص
بكل تلميذ ،والنتائج الفردية عند نهاية األطوار الدراسية؛
-ال تمكن المنصة من استخراج شهادة المغادرة واالنقطاع والشهادة المدرسية ،على الرغم من أن جميع المعلومات
المتعلقة بالتلميذ مخزنة بها؛
-عدم إدراج المعطيات المتعلقة بمسار تكوين األساتذة ،السيما التكوين األساس والمستمر ،وعدد ومواضيع الدورات
المستفاد منها ،من أجل استغالل هذه المعطيات في إعداد برامج التكوين وتدبير توزيع األساتذة بين المؤسسات.
وقد أوضحت الوزارة بأنها جعلت ملء الخانات المرتبطة ببيانات المتمدرسين والعاملين بالتعليم العتيق غير إجبارية
نظرا لتباين إمكانات مدارس التعليم العتيق والظروف التي تشتغل فيها ،وكذا قصر الوقت الزمني للدخول المدرسي،
وكثرة العمليات المرتبطة به ،مما قد يحول دون استفادة بعض المدارس من المنح والمكافآت المخصصة لها نتيجة
عدم تمكنها من إدخال كل البيانات .كما أشارت إلى أنها بصدد دراسة وجرد البيانات الضرورية بالبوابة بغرض جعلها
إجبارية عند إدخال المعطيات بها أو عند القيام بأي تحيين أو إتمام للعمليات المبرمجة بهذه البوابة .أما بخصوص
كشف النقط الفردي لكل تلميذ عند نهاية األطوار الدراسية واستخراج الشواهد المدرسية والمغادرة واالنقطاع فتدخل،
حسب جواب الوزارة ،ضمن قائمة العمليات والتعديالت التي تشتغل عليها ويتم تطويرها حسب األولويات ووفق
اإلمكانات المادية والبشرية المتاحة.
من أجل ذلك ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بما يلي:
-السهر على ضبط المكونات األساسية لمنظومة التعليم العتيق ،خصوصا من خالل تحسين وتحيين اإلحصائيات
والمعطيات الميدانية المتعلقة بالمؤسسات التعليمية ،والعمل على تصنيفها حسب مردوديتها ،وكذا اعتماد
رقم وطني خاص بمسار كل تلميذ على غرار ما هو معمول به في قطاع التربية الوطنية والتعليم األولي؛
إرساء عالقة ثابتة بين المدارس العتيقة والكتاتيب القرآنية ،مبنية على التنسيق والتعاون والتخطيط، -
باعتبارها الرافد الرئيسي للمتمدرسين والمكون األساسي لتهيئتهم لولوج نظام التعليم العتيق ،والعمل كذلك
على تصنيف الكتاتيب القرآنية حسب مردوديتها؛
اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بتطوير النظام المعلوماتي ،بهدف جعله أداة فعالة لدعم استراتيجية الوزارة لتأهيل -
منظومة التعليم العتيق ،وذلك وفق تصور واضح يأخذ بعين االعتبار البيئة المحيطة بمؤسسات التعليم العتيق
والسعي لالستجابة الحتياجات الفاعلين األساسيين في هذا المجال ،السيما الوزارة والمؤسسات التعليمية
والتالميذ وكذا أباء وأولياء أمورهم.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2690
عقود التكليف التوفر على تجربة ميدانية وبيداغوجية ،بحيث تتكفل مديرية التعليم العتيق ومحو األمية بالمساجد ،بتوفير تكوين
تخصصي مستمر لهم.
وبالرغم من كون الدورات التكوينية والورشات العلمية التي تنظمها الوزارة قد أسهمت في تطوير األداء العلمي لألساتذة ،إال
أن أثر هذه المجهودات يبقى غير مستدام ،إذ بعد اكتساب الخبرة المهنية واالستفادة من الدورات التكوينية ،ما يلبث أن يغادر
بعض األساتذة بحثا عن االستقرار المهني ،ثم يلتحق أساتذة جدد لتبدأ مراحل التكوين من جديد ،وهو ما ينعكس على مردودية
وفعالية نظام التعليم العتيق .في هذا الصدد ،بلغ عدد األساتذة الذين غادروا نظام التعليم العتيق خالل الفترة 2014ـ2022
حوالي 1.504أستاذا.
ضرورة تحسين المردودية التربوية للمدارس العتيقة
يستلزم تطوير منظومة التعليم العتيق تحسين مردوديتها التربوية ،بحيث تعرف نسب النجاح تطورا بطيئا في كافة األطوار
الدراسية ،سواء بالنسبة للتالميذ الذين انخرطوا في هذا النمط من التعليم منذ المستوى األول أو الثاني أو الثالث ابتدائي .وفي
هذا اإلطار ،تبين بأنه من أصل 2.521تلميذا مسجال بالمستوى األول ابتدائي برسم الموسم الدراسي 2016/2015تمكن
939منهم فقط من بلوغ المستوى السادس خالل الموسم الدراسي 2021/2020و 240منهم فقط هم من حصلوا على الشهادة
االبتدائية برسم نفس الموسم.
ومن بين 1.638تلميذا مسجال ألول مرة في المستوى الثاني ابتدائي ،برسم الموسم الدراسي ،2017/2016تمكن 619منهم
من بلوغ المستوى السادس في الموسم الدراسي ،2021/2020فيما حصل على الشهادة االبتدائية 220منهم خالل نفس
الموسم .وكذلك من بين 1.115تلميذا مسجال ألول مرة في المستوى الثالث برسم الموسم الدراسي ،2018/2017تمكن 531
منهم من بلوغ المستوى السادس في نهاية الموسم الدراسي ،2021/2020فيما حصل على الشهادة االبتدائية 201منهم برسم
نفس الموسم .نفس األمر ينطبق على األفواج المسجلة برسم المواسم الدراسية السابقة.
وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنه يمكن إجمال االعتبارات المؤثرة في المردودية التربوية للتالميذ المتدرجين
بهذا القطاع في تباين قدراتهم في حفظ القرآن الكريم ،وهو ما يجعل عددا منهم غير قادرين على مواكبة إيقاع الحفظ
الستكمال عدد األحزاب المطلوبة ( 40حزبا على األقل) لقبول ملف ترشيحهم الجتياز امتحان نيل شهادة التعليم
االبتدائي العتيق (المادة 25من نظام الدراسات واالمتحانات بمؤسسات التعليم العتيق) ،فيما يلتحق بعضهم بالتعليم
العمومي قصد استكمال دراستهم ،وينقطع بعضهم عن الدراسة ألسباب شخصية أو لظروف اجتماعية.
كما يرجع ،حسب جواب الوزارة ،عدم تمكن كل التالميذ المتدرجين الذين وصلوا إلى المستوى السادس ابتدائي من
النجاح في امتحانات هذا المستوى الدراسي إلى اعتبار نهاية الطور االبتدائي العتيق محطة أساسية معيارية في تحديد
مدى امتالك خريجي هذا الطور للمواصفات والكفايات الالزمة التي تؤهلهم لالستمرار في هذه المنظومة ،ومسايرة
الدراسة في أطوارها الالحقة بالنظر لكونها أطوارا تخصصية.
الحاجة إلى تعميم التنشيط التربوي على المؤسسات التعليمية
يعتبر التنشيط التربوي ،آلية مهمة من أجل تحقيق انفتاح تالميذ وطلبة التعليم العتيق على محيطهم االجتماعي والثقافي وتنمية
قدراتهم اإلبداعية وتحسين جودة التعلمات وتشجيع الكفاءات وتطويرها .وفي هذا اإلطار ،تنص المادة 14من الظهير الشريف
رقم 1.03.193في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية على خلق الفضاءات التربوية واألنشطة
الموازية (أنشطة فنية وثقافية وعلمية ورياضية واجتماعية وبيئية وصحية وتواصلية) .كما تنص المذكرة اإلطار رقم 205
لسنة 2012المتعلقة باألنشطة الموازية على إحداث أندية تربوية بمؤسسات التعليم العتيق .ويتولى إنجاز هذه األنشطة
مختصون في التنشيط التربوي يستفيدون من دورات تكوينية وطنية في مجاالت تخصصهم .في هذا الصدد ،استفاد تالميذ
وطلبة التعليم العتيق من 29.505نشاط تربوي خالل الفترة ،2014-2020بمعدل 4.215نشاطا في السنة.
غير أن عمليات التنشيط التربوي ال تزال غير معممة بحيث غطت خالل سنة 2021حوالي 126مدرسة من بين ،294أي
بنسبة .%43فباستثناء جهة درعة تافياللت التي تتوفر جميع مدارسها على منشط تربوي ،تتراوح نسب المدارس التي تتوفر
على منشط تربوي على مستوى الجهات ما بين %19و .%67في نفس السياق ،تتوفر 115مدرسة من أصل 294على
أندية تربوية ،أي حوالي .%39عالوة على ذلك ،ال يتم إخضاع هذه األنشطة الموازية للمراقبة الكافية ،وذلك خالفا لما هو
منصوص عليه في المذكرة عدد 143بتاريخ 16غشت .2012
وقد أوضحت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية في معرض جوابها إلى أن عملية التنشيط التربوي واجهت إكراهات
حالت دون تحقيق التغطية الشاملة للمؤسسات ،والتي تتمثل في عدم توفر اإلمكانات واالعتمادات المالية الكافية لمواكبة
التزايد المستمر لعدد مدارس هذا القطاع وصعوبة إيجاد الكفاءات المؤهلة ،باإلضافة لعدم استقرار المنشطين التربويين
بصفة دائمة في المؤسسات التي يعملون بها.
كما أضافت الوزارة بأنه قد تم تكليف المفتشين التربويين المعتمدين في مختلف جهات المملكة بتتبع عمل المنشطين
التربويين ،غير أن هذه العملية ركزت أكثر على التتبع والمواكبة والتأطير بالنظر لحداثة تجربة التنشيط التربوي
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2692
بمؤسسات التعليم العتيق ،كما اتسمت بالتفاوت من موسم دراسي آلخر ،ولم تشمل جميع المنشطين التربويين ،وذلك
بسبب قلة عدد المفتشين التربويين المعتمدين بالتعليم العتيق وكثرة المهام الموكولة إليهم (الزيارات الصفية للمدرسين،
الندوات التربوية ،الدروس التطبيقية ،المشاركة في لجان اختبار المستوى ،تتبع الدخول المدرسي.)...
في هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات بالعمل على إعداد خريطة مدرسية وطنية وخرائط جهوية وإقليمية ،بشكل
يراعي توجهات السياسة التربوية لمنظومة التعليم العتيق والمميزات الخاصة بهذا النمط من التعليم ،وذلك من حيث المناهج
التربوية والبرامج ،واألطوار الدراسية ،والفئات العمرية للمتمدرسين.
رابعا .المراقبة والتأطير التربوي واإلداري
تخضع مؤسسات التعليم العتيق لمراقبة إدارية وتربوية ،استنادا إلى أحكام الظهير الشريف رقم 1.16.38الصادر في 17
جمادى األولى 26( 1437فبراير )2016في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،وكذا لمقتضيات
القانون رقم 13.01في شأن التعليم العتيق (المادة 16منه).
ضرورة تعميم عمليات المراقبة والتأطير التربوي
بلغ عدد المفتشين التربويين ،برسم الموسم الدراسي ،2021/2020ما مجموعه 81مفتشا ،موزعين على جهات المملكة
حسب المواد الدراسية .غير أن دراسة توزيع المفتشين التربويين ،أظهر غياب المفتشين التربويين في بعض مواد التخصص
(مواد العلوم الشرعية واللغة العربية) على مستوى بعض جهات المملكة ،كجهتي الشرق وبني مالل-خنيفرة اللتين عرفتا
غياب مفتش تربوي خاص بمواد العلوم الشرعية ،وكذا جهة الدار البيضاء-سطات التي ال تتوفر على مفتش تربوي للمواد
المقررة في نظام التعليم العمومي.
كما تجدر اإلشارة ،إلى ارتفاع عدد المفتشين التربويين الذين يغادرون سنويا نظام التعليم العتيق ،بحيث بلغ عددهم 64مفتشا
تربويا منذ الموسم الدراسي ،2012/2011من بينهم %53غادروا ألسباب شخصية ،فيما تم إعفاء الباقين بالنظر لضعف
كفاءتهم ومردوديتهم.
على صعيد آخر ،يقوم المفتشون التربويون بمراقبة وتأطير المواد التي تدخل في تخصصهم على مستوى جميع األطوار
الدراسية (ابتدائي وإعدادي وثانوي) ،على عكس ما هو معمول به على مستوى نظام التربية الوطنية ،وبغض النظر عن
الخصوصيات التربوية التي تميز كل طور.
وقد أشارت الوزارة إلى أن أسباب غياب مفتشين تربويين في إحدى المواد أو الوحدات الدراسية ببعض الجهات
يرجع ،أحيانا إلى عدم التوفر على هيئة للتأطير والمراقبة التربوية تابعة للوزارة ،وكذا غياب اإلمكانات المالية التي
تمكن من وضع إطار قانوني إلحداث هذه الهيئة ،باإلضافة الرتفاع عدد المفتشين التربويين الذين يغادرون سنويا
نظام التعليم العتيق.
كما أضافت بأنها ستعمل حال توفر اإلمكانيات المالية المطلوبة واكتمال الشروط التربوية لتأهيل هذا القطاع ،على
إعادة صياغة أدوار هذه الهيئة وإعادة هيكلتها ،وتنويع الصيغ المعتمدة في توزيع المفتشين التربويين حسب الجهات
واألقاليم لتشمل عملية التأطير والمراقبة التربوية جميع الوحدات والمواد الدراسية ،وكذا تخصيص مفتشين تربويين
بكل طور دراسي ،بما ينسجم مع الخصوصيات التربوية والمنهجية لألطوار الدراسية.
ضرورة تعزيز المراقبة اإلدارية وتتبع أداء المدارس العتيقة
تخضع مؤسسات التعليم العتيق لمراقبة إدارية ،يتم إجراؤها بصفة دورية ،من طرف مراقبين يتم تكليفهم من طرف الوزارة
بموجب عقود تكليف ،مقابل استفادتهم من مكافآت جزافية شهرية وتعويضات تكميلية عند نهاية كل دورة.
وقد بين تحليل المعطيات ،المتعلقة بالفترة ،2020 -2013بأن عدد المراقبين اإلداريين ال يتناسب مع عدد مؤسسات التعليم
العتيق ،بحيث لم يتجاوز عددهم 40مراقبا إداريا مكلفا بمراقبة 292مؤسسة على الصعيد الوطني .نفس األمر بالنسبة لعدد
مراقبي الكتاتيب القرآنية الذي ناهز 300مراقبا إداريا مكلفا بمراقبة 12.943كتابا قرآنيا.
وقد أوضحت الوزارة في جوابها بأن الرفع من عدد المفتشين رهين بتوفير اعتمادات مالية إضافية لهذا القطاع ،ونفس
الشيء بالنسبة لمراقبي الكتاتيب القرآنية.
كما يتم إنجاز تقارير المراقبة اإلدارية للمدارس العتيقة بناء على استمارات نموذجية ،تم إعدادها من طرف مديرية التعليم
العتيق ومحو األمية بالمساجد ،والتي يتعين على المراقب اإلداري تعبئتها .غير أن عدم مالءمة االستمارة المذكورة ،حسب
كل دورة دراسية وحسب طبيعة األهداف الخاصة والغايات المرجوة ،ال يتيح للمندوبيات وللمديرية االستغالل األمثل
للمعطيات واستنباط الخالصات .كما أن الطابع المتكرر للبيانات الواردة في التقارير الخاصة بكل مؤسسة يقلل من جدوى
تحليل ومقارنة وتقييم الفوارق الممكن تسجيلها بين مختلف المؤسسات والدورات.
وفي نفس اإلطار ،يحول غياب منهجية مضبوطة الستغالل التقارير المنجزة ،دون إمكانية استخراج المؤشرات المتعلقة
بالنتائج واألداء ،ورصد النقائص الخاصة أو العامة ،وكذا استنتاج الخالصات ،واستخالص الدروس الضرورية من أجل
2693 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
اتخاذ القرارات الكفيلة بتحسين الوضعية ،السيما بالنظر للعدد الكبير للتقارير المنجزة (أزيد من ألف تقرير سنوي بالنسبة
لمدارس التعليم العتيق و 33ألف تقرير سنوي بالنسبة للكتاتيب القرآنية) .لذلك ،فإن هذه الوضعية من شأنها أن تفضي إلى
تقليل أثر المراقبة اإلدارية ،السيما من حيث تقويم النقائص المرصودة في حينها ،وهو ما تبين من خالل الزيارات التفقدية
لبعض المؤسسات من طرف مديرية التعليم العتيق والمندوبيات ،والتي وقفت على عدة نقائص لم يتم رصدها على مستوى
تقارير المراقبة اإلدارية.
في هذا اإلطار ،صرحت الوزارة بأنها ستعمل على تجاوز هذه اإلشكاالت ،مع اإلشارة إلى أن المنهجية المتبعة في
استغالل التقارير المتوصل بها تعتمد على جرد وتصنيف النقائص المرصودة وتحديد طبيعتها ،وكذا التنسيق مع
مختلف المصالح المعنية لمعالجتها .كما تتم مراسلة المندوبيات المعنية للتأكد من مدى استمرار النقائص من عدمها،
علما بأن كثرة التقارير المتوصل بها مع قلة الموارد البشرية يكون لها أثر على تفعيل كافة المالحظات الواردة
بالتقارير.
في هذا الصدد ،يرى المجلس األعلى للحسابات بأن بلوغ األهداف المرجوة من المراقبة اإلدارية يقتضي تحليل المعطيات
الواردة في االستمارات من أجل تحديد المالحظات المتكررة واستخالص الدروس الكفيلة بتحسين أداء المؤسسات المعنية.
الحاجة إلى تأطير االمتيازات والمساعدات المقدمة لمؤسسات التعليم العتيق باتفاقيات شراكة
تخصص الدولة اعتمادات مالية مهمة لمؤسسات التعليم العتيق ،وذلك بهدف تجويد منظومة التعليم العتيق وحث بعض
المؤسسات التعليمية الخاصة على االنخراط في هذه المنظومة .وأمام تزايد عدد المؤسسات ،العمومية منها والخاصة ،وما
لذلك من أثر على الميزانية المرصودة لهذا المجال ،قامت الوزارة بربط الدعم الممنوح بعدد التالميذ ،بحيث تم تحديد السقف
األدنى لعدد المتمدرسين المطلوب تسجيلهم في كل مستوى دراسي في 15تلميذ بالنسبة للمدارس المختلطة و 10تلميذات
بالنسبة لمدارس اإلناث.
وتقوم الوزارة بدعم هذه المؤسسات ،عبر تخصيص مكافآت جزافية شهرية للعاملين بها ،تصرف لهم بشكل مباشر في
حساباتهم البنكية ،وكذا تخصيص منح دراسية شهرية للتالميذ والطلبة بها ،تؤديها الوزارة لهم بواسطة مؤدين منتدبين معينين
بمقتضى قرار مشترك بين وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ووزارة االقتصاد والمالية ،باإلضافة إلى تقديم بعض
التجهيزات لفائدة هذه المؤسسات.
في هذا الصدد ،ينص القرار الوزيري عدد 875.06الصادر في 3ماي 2006في شأن تحديد شروط االستفادة من دعم
الدولة للتعليم العتيق ،على وجوب ربط االمتيازات والمساعدات الممنوحة لمؤسسات التعليم العتيق ومدد وكيفية االستفادة منها
بدفتر تحمالت مع هذه األخيرة (المادة الثالثة) .غير أنه لوحظ غياب إطار تعاقدي بين الوزارة والمؤسسات التعليمية يوضح
األهداف واآلليات الكفيلة بتأطير استعمال الدعم ،السيما من خالل االتفاق على االلتزامات والواجبات المتعلقة بكل طرف،
وأداء هذه المؤسسات وضبط معايير تسييرها وجودة تعليمها ،مع العمل على إرساء برامج عمل على كافة المستويات للنهوض
بمنظومة التعليم العتيق.
كما تقدم الوزارة دعما سنويا ،من أجل بناء وإصالح بعض مؤسسات التعليم العتيق الخاصة ،حيث تستفيد الجمعيات المشرفة
عليها ،من مبالغ مالية من أجل القيام بإصالحات أو بأشغال التوسعة ،بناء على مذكرة الوزارة عدد 115بتاريخ 02يونيو
،2015دون إبرام إطار تعاقدي من أجل تقديم هذا الدعم ،ويتم ذلك بناء على طلب يتقدم به مشرف المؤسسة إلى المديرية.
وقد بلغ مجموع اإلعانات المقدمة في هذا اإلطار ما مجموعه 5,9مليون درهم خالل الفترة .2020-2014
وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنها ارتأت في الوقت الراهن عدم العمل بدفتر التحمالت نظرا لعدم تجانس
مؤسسات التعليم العتيق وتنوعها ،وتباين إمكاناتها ومؤهالتها وظروفها البنيوية واالجتماعية وكذا عدم استقرار بنياتها
التربوية ،بحيث تعرف تباينا في أعداد المسجلين بها من موسم دراسي إلى آخر ،إضافة إلى أن معرفة عدد المسجلين
الحقيقيين بمدارس التعليم العتيق رهين بانتهاء العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي التي تمتد إلى نهاية نونبر .مما
يصعب معه تدقيق التوقعات المستقبلية والعمل بدفتر التحمالت.
وفي هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بما يلي:
-تعزيز المراقبة والتأطير التربوي من خالل العمل على تغطية جميع مؤسسات التعليم العتيق ،واعتماد مفتشين
تربويين متخصصين حسب األطوار الدراسية ،وكذا الرفع من جودة الزيارات الصفية في إطار برمجة سنوية؛
تجويد تقارير المراقبة اإلدارية والتربوية ،واستغالل المعطيات والنتائج الواردة فيها ،في إطار منهجية -
مضبوطة تمكن من استخراج المؤشرات المتعلقة بالنتائج واألداء ،ورصد النقائص الخاصة أو العامة ،وكذا
استخالص الدروس الضرورية لتأهيل وتجويد المنظومة التربوية للتعليم العتيق؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2694
تأطير الدعم واالمتيازات والمساعدات الممنوحة لمؤسسات التعليم العتيق وللجمعيات المدبرة لها ،من خالل -
إبرام اتفاقيات شراكة معها ،وعلى أساس دفاتر تحمالت تتضمن أهدافا واضحة وقابلة للقياس وتحدد
االلتزامات والواجبات المتعلقة بكل طرف.
خامسا .تدبير مشاريع بناء وتأهيل المؤسسات التعليمية
تتكلف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،بإنجاز مشاريع بناء وتأهيل مؤسسات التعليم العتيق ،وكذا القيام بعمليات التتبع
والصيانة ،والمراقبة للحالة المادية للبنايات والمنشآت المدرسية ،واتخاذ التدابير الضرورية لمعالجة وضعها.
ضرورة مالءمة وتيرة منح رخص إحداث مؤسسات التعليم العتيق مع األهداف االستراتيجية لتطوير
المنظومة
بلغ عدد الرخص الممنوحة لمدارس التعليم العتيق ،خالل الفترة الممتدة من 2014إلى ،2020ما مجموعه 225رخصة
تشمل الرخص المتعلقة بالفتح ،والرخص المتعلقة باالستمرار في المزاولة ،ورخص الموافقة على البناء ،ورخص الموافقة
على التوسعة ،ورخص الموافقة على فتح األطوار .وفي هذا اإلطار ،لوحظ بأن نظام التراخيص المتعلقة بالفتح أو الموافقة
على فتح أطوار جديدة أو إبداء الرأي في شأن الموافقة على بناء مؤسسات للتعليم العتيق ،من طرف الخواص ال يقيد المؤسسات
بمواصفات معينة ،من أجل الحصول على هذه الرخص ،وإنما يشترط فقط استيفاء طلبها للوثائق المطلوبة في النصوص
التنظيمية .وبمجرد حصول المؤسسة على الرخصة ،تستفيد من الدعم المخصص ألداء مكافآت العاملين مــن مدرسـين
وإداريين ومسـتخدمين (المكلفين بمهــام الحراســة والنظافــة) ،ومنح الطلبة ،إضافة إلى تحمل الوزارة في بعض األحيان
لبعض نفقات تسيير هذه المؤسسات (مصاريف استهالك الماء والكهرباء ومواد التنظيف).
كما أن منح هذه الرخص يقتضي اعتماد خريطة مدرسية ،وكذا مؤشرات وأهداف واضحة (التوزيع الجغرافي للمؤسسات
التعليمية ،وخصائص عروضها التربوية ،واالحتياجات التعليمية الواجـب تلبيتها ،والتغطية من حيث األطوار المتوفرة،
والمستويات الدراسية المستهدفة ،وعدد التالميذ المرتقب تسجيلهم بالطور المطلوب ،والطاقة االستيعابية غير المستعملة في
كل مدرسة ،إلخ) ،وذلك لتفادي ارتفاع تكاليف الدعم واإلعانات العمومية الممنوحة ،دون إسهام فعلي في تطوير وتجويد
منظومة التعليم العتيق.
وقد أشارت الوزارة في معرض جوابها إلى أنه نظرا لالعتبارات واإلكراهات التي حالت دون تمكن المديرية من
وضع خريطة مدرسية للتعليم العتيق ،فإنها توظف بعض المعطيات المرتبطة بهذه الخريطة في إبداء الرأي في طلبات
بناء وتهيئة مؤسسات التعليم العتيق أو فتحها وكذا فتح المستويات واألطوار الدراسية المقترحة من طرف هذه
المؤسسات ،مع العلم بأنها ال تمنح رخص الموافقة على البناء أو التوسعة وإنما تبدي رأيها على التصميم لمراقبة مدى
احترام الشروط والمواصفات المنصوص عليها بالقرار الوزيري رقم 876.06الصادر في 03ماي 2006بتحديد
معايير التأطير والتجهيز التي تخضع لها مؤسسات التعليم العتيق .كما أضافت بأن منح رخصة الفتح لمؤسسة للتعليم
العتيق ال يعني بالضرورة استفادتها من الدعم المخصص ألداء مكافآت العاملين ومنح المتمدرسين وأحيانا لبعض
نفقات التسيير ،بحيث يبقى هذا الدعم رهينا بتوفر االعتمادات المالية وتوفر النصاب المطلوب من المتمدرسين.
ضرورة تحسين المسطرة المتعلقة برخص الموافقة على بناء مؤسسات جديدة
تقوم بعض الجمعيات بتشييد مبان بهدف إحداث مدارس عتيقة ،دون الحصول على الموافقة القبلية للوزارة ،بحيث ال يتقدم
المعنيون باألمر بطلب رخصة الفتح سوى بعد االنتهاء من البناء.
كما أن الوزارة لم تقم بإعداد دفتر تحمالت يخص بناء مدارس التعليم العتيق ،بحيث يقتصر دورها ،في حالة تقديم طلب
الرخصة ،على المصادقة على التصميم المدلى به ،والتأكد من مدى احترام توفر ثالث حجرات في كل طور ،والتقيد بنسبة
1,8متر مربع لكل متمدرس ،دون تطبيق جل مقتضيات القرار الوزيري رقم 876.06الصادر في 03ماي 2006بتحديد
معايير التأطير والتجهيز التي تخضع لها مؤسسات التعليم العتيق.
في هذا اإلطار ،أوضحت الوزارة بأن قانون التعليم العتيق ال يشترط الحصول على إذن مسبق من الوزارة لبناء
مؤسسة للتعليم العتيق ،والرأي الذي تبديه في هذا الشأن غير ملزم للجهة المكلفة بالبناء ،وبالتالي ينحصر دورها في
منح الترخيص بالفتح الذي يبقى رهينا فقط بتوفير الشروط والمعايير المطلوبة حيث يقتصر دور الوزارة على التأكد
من مدى احترام مؤسسات التعليم العتيق للمعايير المادية والتربوية المنصوص عليها بالقرار الخاص بتحديد معايير
التأطير والتجهيز التي تخضع لها مؤسسات التعليم العتيق .كما أضافت الوزارة بأنها تعمل على استدراك هذا األمر
من خالل تعديل النص القانوني المؤطر للتعليم العتيق ،كما أنها لم تقم بإعداد دفتر تحمالت يتعلق ببناء مدارس التعليم
العتيق ألن هناك معايير أخرى عامة من اختصاص قطاعات ومصالح أخرى (قوانين التعمير وضوابط البناء وشروط
السالمة ورخصة البناء.)...
2695 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
القطاعات اإلنتاجية
تزخر بالدنا بالعديد من المؤهالت االقتصادية التي يتعين استغاللها على نحو يمكن من توفير مقومات اقتصاد متنوع وتنافسي
قادر على إنتاج قيمة مضافة والرفع من نسب النمو وتوفير مزيد من فرص الشغل.
وتشكل السياحة ،على هذا المستوى ،دعامة أساسية لالقتصاد الوطني ورافعة من رافعات التنمية المستدامة ،لذلك ما فتئت
السلطات الحكومية المعنية تولي هذ ا القطاع األهمية الالزمة من أجل تحسين أدائه والرفع من مردوديته واالرتقاء بقدرته
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2696
التنافسية من خالل االستغالل األمثل لإلمكانات المتوفرة .وعلى غرار مجموعة من القطاعات ،تأثرت السياحة بشكل كبير
جراء إقرار الحجر الصحي تزامنا مع انتشار جائحة "كوفيد ،"19 -وهو ما اقتضى اعتماد خطة من أجل دعم القطاع لتجاوز
آثار الجائحة واستعادة نشاطه الطبيعي.
وعلى صعيد آخر ،يشكل التجميع الفالحي إحدى اآلليات التي من شأنها اإلسهام في تطوير الفالحة ببالدنا ،من خالل االستفادة
من مزايا هذا النموذج القائم على تنظيم الفالحين (المنتجين) حول فاعلين خواص أو تنظيمات مهنية (ال ُم َج ِّ ّمعين) ،والمتمثلة
أساسا في االستفادة من التقنيات الحديثة والتمويل والولوج إلى األسواق الداخلية والخارجية.
وألجل توفير المزيد من مناصب الشغل ،أولت االستراتيجيات الوطنية عناية خاصة للتشغيل الذاتي ،حيث تم اعتماد برامج
واتخاذ تدابير تتضمن حزمة من التحفيزات والتسهيالت ،تمويلية باألساس ،لفائدة الشباب حاملي المشاريع الراغبين في إنشاء
مقاوالتهم ،ومن بين أهمها "البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت" الذي استهدف إحداث فضاءات مؤقتة الحتضان األنشطة
المهنية المزاولة من طرف الشباب.
وفي هذا الصدد ،تناولت المهمات الرقابية التي أنجزتها المحاكم المالية خالل سنة 2021والمرتبطة بالقطاعات اإلنتاجية
الجوانب التالية:
خطة دعم قطاع السياحة لتجاوز آثار جائحة "كوفيد"19-؛ -
التجميع الفالحي؛ -
مشاتل المقاولين الشباب؛ -
فضاءات االستقبال الصناعي المنجزة بشراكة مع الجماعات الترابية بجهة الدار البيضاء-سطات. -
يساهم قطاع السياحة في تنمية االقتصاد الوطني ،حيث قُدِّّرت مساهمته بنسبة %7من الناتج الداخلي الخام سنة ،2019و َم َّكن
من توفير 565ألف فرصة عمل مباشرة ،ومن تحقيق مداخيل ناهزت 123,8مليار درهم خالل نفس السنة.
وقد واجه قطاع السياحة ،على امتداد العقدين الماضيين ،عدة أحداث ظرفية أثرت على أدائه ،إالَّ أن األزمة الصحية الحالية
الناجمة عن فيروس كورونا المستجد كوفيد 19-أدخلت القطاع في وضعية غير مسبوقة بسبب تداعياتها ،مما أثر على
المنظومة السياحية بأكملها كما هو الحال في جميع أنحاء العالم.
ولمواجهة آثار الجائحة على هذا القطاع ،اتخذت السلطات العمومية عدة إجراءات وتدابير ،لعل أهمها التوقيع على عقد
البرنامج بين الدولة والقطاع الخاص ،في 6غشت ،2020المتعلق بدعم وإنعاش قطاع السياحة الذي يغطي الفترة - 2020
.2022
وقد أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة موضوعاتية حول قطاع السياحة في مواجهة األزمة الصحية الناجمة عن "كوفيد-
،"19سعى من خاللها إلى الوقوف على مدى تأثر القطاع بالجائحة ونجاعة اإلجراءات المتخذة من طرف مختلف الفاعلين.
أوال .تأثير األزمة الصحية "كوفيد "19-على قطاع السياحة
ضرورة تعزيز حكامة وتدبير القطاع السياحي ال سيما فيما يخص التنسيق والرصد واليقظة
ض ِّ ّمنَت في
قبل جائحة "كوفيد ،"19-كانت السلطات العمومية قد اعتمدت استراتيجية التنمية السياحية "رؤية ،"2020والتي ُ
عقد البرنامج الوطني 2020-2010الذي حدد مجموعة من األهداف ،من بينها تنويع العرض وتعزيز االستثمار في المجال
السياحي وإحداث هيئات للحكامة ،وترسيخ مكانة قطاع السياحة كإحدى ركائز التنمية االقتصادية واالجتماعية ،من خالل
صة السياحة في الناتج الداخلي الخام .وقد عرف تنفيذ هذا العقد بعض إحداث مناصب شغل جديدة والرفع من مداخيل وحِّ َّ
النقائص.
ولعل أهم هذه النقائص عدم إحداث بعض الهيئات المنصوص عليها في عقد البرنامج الوطني ،كالمجلس الوطني للسياحة
ووكاالت للتنمية السياحية على مستوى الوجهات السياحية الثمانية لت ُح َّل َم َح َّل المجالس الجهوية والمجالس اإلقليمية للسياحة.
وتجدر اإلشارة إلى أنه في غياب إحداث هذه الوكاالت ،تم االتفاق مع الفاعلين على المستوى الجهوي على إنشاء شركات
للتنمية الجهوية للسياحة ،كما هو الشأن بالنسبة لشركة التنمية الجهوية للسياحة لسوس-ماسة.
2697 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أفادت الوزارة المكلفة بالسياحة في جوابها أن غياب هياكل الحكامة المنصوص عليها في إطار رؤية 2020لم
ضعِّ إطار تنسيقي مع القطاعين العام
يمنع قطاع السياحة من إدارة ومتابعة أوراش القطاع والمشاريع الترابيةَ ،و َو ْ
والخاص بهدف المواكبة والتنسيق وتقييم تنفيذ الرؤية وتتبع اإلنجازات.
وبخصوص نظام القيادة واليقظة الحالي ،فإنه ال يستجيب بشكل كافٍ الحتياجات مختلف المتدخلين في القطاع السياحي على
المدى المتوسط والمدى البعيد .ذلك أن مرصد السياحة لم يعد ُمفَ َّعال منذ ،2016علما أن إحداثه جاء ليكون بمثابة أداة لليقظة
والرصد والتحليل وآلية تساعد على اتخاذ القرار عن طريق تقديم نظرة شاملة عن النشاط السياحي ومراقبة االقتصاد السياحي
الوطني وتوجيه وتشجيع التنمية السياحية .ويعود انعقاد آخر جمعية عمومية عادية إلى 23أبريل 2015وآخر مجلس إدارة
للمرصد إلى 28دجنبر .2015
وقد أكدت الوزارة بهذا الخصوص ،أن جهودا كبيرة تبذل لضمان إعادة تموضع مرصد السياحة وإعادة تأهيله .ولهذا
الغرض ،عُقد جمع عام في 6يوليوز 2022لمواصلة دراسة هذا الموضوع.
وعلى صعيد آخر ،اتسم االستثمار في مجال التنشيط السياحي بمحدوديته رغم كونه أحد األهداف التي طمحت رؤية 2020
لتطويرها ،إذ ال تزال االستثمارات السياحية تتركز على إنشاء مؤسسات اإليواء على حساب العرض في مجال التنشيط
والترفيه .فباستثناء سنتي 2013و 2019اللتين بلغت فيهما نسبة االستثمار في مجال التنشيط السياحي ،%46فقد سجل هذا
األخير نسبا محدودة تتراوح بين %3و %21من االستثمار اإلجمالي خالل الفترة .2019-2011
وفيما يخص السياحة الداخلية ،لم يتم وضع استراتيجية مندمجة خاصة بتطويرها أخذا بعين االعتبار البعد الجهوي وطبيعة
المنتوج السياحي والتواصل والتوزيع والدعم .وقد أبرز تقييم رؤية ،2020الذي قامت به الوزارة المكلفة بالسياحة في أكتوبر
، 2020شبه غياب لمنتوج سياحي مناسب للسياحة الداخلية وكذا آلليات دعم مخصصة لذلك وشبكة توزيع منظمة ،علما أن
األطراف الموقعة لعقد البرنامج الوطني "رؤية "2020التزمت باتخاذ إجراءات تهم تشجيع السياحة الداخلية وأخرى تهم
المنتوج السياحي والتواصل والتوزيع والدعم.
ورغم المؤشرات المشجعة الخاصة بأداء السياحة الداخلية ،فإنه ال يعكس اإلمكانات الكبيرة المتاحة في هذا المجال .ويعزى
ذلك باألساس إلى التأخر في وضع منتوج سياحي يالئم متطلبات السياح المقيمين وقدرتهم الشرائية ،وكذا في وضع آليات
لدعمهم كشيكات السياحة وتطبيق أسعار تشجيعية للسياحة الداخلية من طرف شركات النقل والفاعلين السياحيين على مدار
السنة.
أما بالنسبة إلقامة السائحين األجانب بالمغرب ،فقد تم تسجيل نسبة محدودة للمؤشر المتعلق باإلقامة ) (TESحيث لم يتجاوز
%34في متم سنة ،2019بسبب توجه السائحين خارج مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة وتغير سلوكهم وميولهم أكثر إلى
السياحة اإليكولوجية والقروية ،وسياحة االستكشاف في الجبال والصحراء.
في هذا الشأن ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالسياحة بما يلي:
مراجعة آليات الحكامة والقيادة المعتمدة حاليا بتنسيق مع الفاعلين في القطاع السياحي ،وذلك من خالل -
إحداث هيئات الحكامة على المستويين المركزي والترابي تماشيا مع تنزيل الجهوية المتقدمة والالتمركز
اإلداري ومراجعة آليات التخطيط واإلحصاء؛
إعادة تأهيل مرصد السياحة من أجل القيام بمهامه في مجال اليقظة والرصد والتحليل. -
تأثير األزمة الصحية على المؤشرات الرئيسية للقطاع
تعتبر السياحة أحد القطاعات األكثر تضررا من تداعيات جائحة "كوفيد ،"19-إذ كان لها تأثير بالغ على السياحة بشكل عام
والصناعة الفندقية بشكل خاص ،بحيث أدت إجراءات تقييد التنقل وإغالق الحدود إلى تراجع كبير في أداء قطاع السياحة على
المستويين الوطني والدولي.
وحسب منظمة السياحة العالمية ،فقد سجل القطاع أسوأ نتائج له عبر التاريخ ،حيث تراجع عدد المسافرين عبر النقل الجوي
التجاري من 1.867مليون مسافرا في يناير 2019إلى 606مليون مسافرا في مارس ،2020أي بانخفاض نسبته %70
خالل هذه الفترة .كما تراجع عدد السياح الوافدين على مستوى العالم من 1,5مليار سائح دولي وافد في عام 2019إلى 398
مليون سائح في عام ،2020بانخفاض نسبته .%74
وعلى المستوى الوطني ،تأثرت السياحة بشكل كبير جراء األزمة الصحية نتيجة إغالق الحدود وقيود السفر التي فرضتها
السلطات العمومية للتخفيف من آثار انتشار الفيروس .حيث انخفض عدد الوافدين إلى المراكز الحدودية بشكل كبير ،متراجعا
من 12.932.260وافدا خالل سنة 2019إلى 2.777.802سنة 2020و 3.721.702سنة ،2021أي بنسبة انخفاض بلغت
%78بين 2019و ،2020ونسبة %71بين 2019و .2021كما تراجع عدد الوافدين إلى مؤسسات اإليواء السياحي من
9.155.925وافدا سنة 2019إلى 2.522.994سنة 2020و 3.640.394سنة .2021
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2698
باإلضافة إلى ذلك ،كان لألزمة تأثير كبير على نشاط اإليواء السياحي ،حيث تم تسجيل ما يقرب من 6.975.620ليلة مبيت
خالل 2020و 9.195.657ليلة مبيت سنة 2021في مؤسسات اإليواء السياحي مقارنة بـ 25.243.989ليلة مبيت مسجلة
في ،2019وهو ما يمثل تراجعا بنسبة %72من 2019إلى 2020و %64من 2019إلى .2021
وقد بلغ إجمالي عائدات السياح الوافدين على المغرب 36.450مليون درهم خالل 2020و 34.310مليون درهم خالل سنة
،2021بعد أن كانت في حدود 78.747مليون درهم في سنة ،2019مسجلة بذلك انخفاضا بلغت نسبته %54بين سنتي
2019و 2020و % 56بين 2019و.2021
شغَّلة بالفنادق التي بلغت 146.287سريرا تهم جميع الفئات نهاية سنة
وكان لهذا الوضع أيضا تأثيرات كبيرة على السعة ال ُم َ
،2021وهو ما يمثل %53من السعة المتوفرة.
كما أدت األزمة الصحية إلى إغالق مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة ،حيث بلغ معدل إغالق هذه المؤسسات على المستوى
الوطني حوالي %37سنة 2020و %19سنة 2021وذلك استنادا إلى الطاقة اإليوائية للحظيرة الفندقية الوطنية.
وفيما يتعلق بالتشغيل ،فقد قدرت الوزارة فقدان نحو 300ألف منصب شغل مباشر في الربع الثاني من سنة ( 2020أي أكثر
من %54من مجموع مناصب الشغل المباشرة في القطاع).
ثانيا .اإلجراءات المتخذة لمواجهة آثار األزمة الصحية
للتخفيف من اآلثار السلبية للوباء على القطاع السياحي ،تم التوقيع ،في 06غشت ،2020على عقد برنامج بين الدولة والقطاع
الخاص إلنعاش قطاع السياحة يغطي الفترة .2022-2020ويهدف هذا البرنامج ،الذي يتضمن 21إجراء ،الحفاظ على
مناصب الشغل ،وتوفير الدعم االقتصادي والمالي ،وتحفيز وتعزيز الطلب السياحي وكذا تنشيط االستثمار ووضع بعض
التدابير الهيكلية الشاملة في القطاع.
الحرص على الحفاظ على مناصب الشغل
يهدف عقد البرنامج 2022-2020إلى الحفاظ على فرص الشغل من خالل اتخاذ تدابير ذات طابع اجتماعي لفائدة المستخدمين
والمقاوالت العاملة في القطاع السياحي ،وذلك من أجل مساعدتهم على مواجهة اآلثار السلبية التي خلفتها جائحة "كوفيد-
."19
• جهود متواصلة للدولة للحفاظ على فرص الشغل
يبرز تحليل وضعية منح التعويضات الجزافية المحددة بتاريخ 30يونيو 2021أن عدد األجراء المستفيدين من هذا التعويض،
العاملين في مجال اإليواء السياحي والمطاعم ،كان في حدود 82.631من بين 126.311من مجموع األجراء المصرح بهم
لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي إلى حدود شهر فبراير ،2020أي بمعدل تعويض يقارب .%65ومن جهة أخرى،
بلغ عدد المرشدين السياحيين الذين تقدموا بطلبات من أجل االستفادة من التعويض الجزافي حوالي 2.330مرشدا سياحيا من
مجموع المرشدين السياحيين ،البالغ عددهم ،3.254والذين يتوفرون على شروط االستفادة من التغطية االجتماعية وتوصل
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بملفاتهم وتمت معالجتها.
وفي السياق ذاته ،أبرزت المعطيات المتعلقة بطالبي التعويض الجزافي ،التي توصلت بها وزارة السياحة من الصندوق
الوطني للضمان االجتماعي ،أنه إلى متم فبراير ،2020لم يتجاوز العدد اإلجمالي لألجراء التابعين للقطاع المصرح بهم لدى
الصندوق 126.311أجيرا ،أي بنسبة %23فقط من مجموع األجراء العاملين في القطاع السياحي ،وهو ما يفيد بأن %77
من الشغيلة العاملة في القطاع (أي ما يقارب 423.700وظيفة مباشرة) لم يتم التصريح بها لدى الصندوق الوطني للضمان
االجتماعي ،وبالتالي لم تتمكن هذه الفئة من االستفادة من التعويض ،مما يزيد من تفاقم وضعيتها االقتصادية واالجتماعية.
من جهة أخرى ،يشترط في منح التعويض الجزافي المنصوص عليه في عقد البرنامج ،2022-2020احترام المشغلين لهدف
الحفاظ على ما ال يقل عن %80من عدد مناصب الشغل الثابتة المصرح بها لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي
برسم شهر فبراير . 2020إال أن هذا الشرط لم تتمكن المقاوالت السياحية من احترامه نظرا للصعوبات التي واجهتها خالل
هذه الفترة.
وعلى هذا المستوى ،يوصي المجلس الوزارة المكلفة بالسياحة بمواصلة المجهودات المبذولة من أجل
تفعيل التدابير التي جاء بها عقد البرنامج ،2022-2020المتعلق بإنعاش القطاع السياحي لتجاوز تداعيات
األزمة الصحية الناجمة عن ''كوفيد.''19-
• العمل غير المهيكل في القطاع السياحي :وجوب رفع التحدي المتمثل في الضبط واإلدماج التدريجي
يعرف قطاع السياحة تفشي ظاهرة العمل غير المهيكل ،دون أن تتوفر الوزارة الوصية على تقييم لوضعية هذه الظاهرة ،وكذا
مدى تأثيرها على االقتصاد السياحي وعلى الجانب االجتماعي للعاملين في القطاع .ويتعلق األمر ببعض فئات العاملين في
األنشطة المتصلة بالسياحة ،كشركات تأجير المعدات وشركات تأجير السيارات وعمال مؤسسات اإليواء غير المصنفة.
2699 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وبموجب اإلجراء الرابع من عقد البرنامج ،2022-2020يعتبر إدماج العمل غير المهيكل في القطاع السياحي مكونا رئيسيا
من مكونات المحور المتعلق بالحفاظ على وظائف القطاع .غير أنه ،باستثناء التدابير المتخذة لصالح المرشدين السياحيين من
خالل تنظيم مهنتهم وإدماجهم في نظام التأمين االجتماعي للعاملين لحسابهم الخاص ،لم يتم اتخاذ التدابير الالزمة لفئات أخرى
من العاملين في األنشطة المتصلة بالسياحة كشركات تأجير المعدات وشركات تأجير السيارات وعمال مؤسسات اإليواء غير
المصنفة .ونتيجة لذلك ،لم تستفد هذه الفئة من العاملين في القطاع السياحي من أي تدابير إلدراجها في الجانب المهيكل للقطاع
ولم تستفد من التعويض الجزافي عن فقدان الشغل الذي تسببت فيه األزمة الصحية ،على غرار الفئات األخرى المستفيدة.
وقد أفادت الوزارة أنه في إطار تفعيل تعميم التغطية الصحية ،يقوم قطاع السياحة بإدراج العاملين غير األجراء
لوكاالت األسفار ،والمطاعم السياحية المصنفة ،وكذلك مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة .وبالنسبة للمهن األخرى،
فيتم إدراجها من طرف القطاعات الحكومية المعنية في إطار عمل حكومي منسق.
ضرورة تعزيز الدعم االقتصادي والمالي لقطاع السياحة
يضم عقد البرنامج 2022-2020في محوره االستراتيجي المتعلق بالدعم االقتصادي والمالي ثالث آليات ،وهي التمويل
البنكي لمقاوالت القطاع ،وديون الزبناء والتدابير الضريبية الخاصة بالقطاع .وقد سجلت في هذا الصدد مجموعة من
المالحظات همت الجوانب التالية:
• صعوبة تسديد أقساط الديون من طرف المقاوالت على المدى المتوسط
التزمت األطراف الموقعة لعقد البرنامج 2022-2020بتمديد مهلة تسديد ديون قروض "ضمان أوكسجين" إلى غاية 31
دجنبر 2021عوض تاريخ 30يونيو .2020وتغطي هذه التمويالت البنكية المصاريف الجارية لسنة .2020وقد تم اعتماد
تاريخ 31دجنبر 2021كحد أقصى السترجاع المبالغ .كما أنه ،في حالة عدم التزام المقاوالت بهذا األجل ،فقد تم تحديد مدة
استهالك القروض االستثنائية لتمويل احتياجات رأس المال العامل في خمس سنوات كحد أقصى.
وعالوة على تعقد شروط االستفادة من هذه التمويالت ،فإن هذا النوع من التمويل ال يستجيب لمتطلبات قطاع يعاني بشكل
كبير من تداعيات األزمة الصحية.
باإلضافة إلى ذلك ،فقد تم إحداث آلية "ضمان أكسجين" قصد تمكين المقاوالت التي عرفت خزينتها تدهورا بسبب انخفاض
نشاطها من الحصول على موارد استثنائية للتمويل وتخفيف العبء على السيولة النقدية للمقاوالت في جميع القطاعات بغية
تفادي اإليقاف شبه الكلي لنشاطها .غير أنه ومع استمرار األزمة الصحية وانخفاض النشاط السياحي ،أصبح من الصعب على
المقاوالت تسدي د أقساط الديون على المدى المتوسط والبعيد نظرا لكون فائض استغاللها الخام ال يكفي المتصاص النفقات
المالية واالستهالكات ،مما قد يعرض مجموعة من المقاوالت لإلفالس.
وبالتالي ،يوصي المجلس بإعادة هيكلة الديون بعيدة المدى من خالل اتخاذ تدابير ملموسة في مجال ضمان القروض،
تفاديا لضياع جزء كبير من النسيج اإلنتاجي في هذا القطاع.
• ضرورة تمديد تأجيل سداد القروض البنكية لفائدة المقاوالت المتضررة
نص عقد البرنامج 2022-2020على تأجيل سداد القروض البنكية وتلك المتعلقة بقروض التمويل التأجيري ) (leasingإلى
غاية 31مارس 2021بدون أداء رسوم أو غرامات بالنسبة لمقاوالت القطاع السياحي واألجراء العاملين فيه .غير أنه بعد
التوقف شبه الكلي للنشاط السياحي ،أحدثت لجنة اليقظة االقتصادية آلية تمكن أصحاب القروض من االستفادة من تأجيل سداد
أقساط القروض من مارس إلى يونيو .2020وقد مكن هذا اإلجراء من تخفيف العبء على السيولة النقدية للمقاوالت واألسر
في كل القطاعات التي تأثرت كثيرا من تداعيات األزمة الصحية.
ومن بين اإلجراءات التي جاء بها عقد البرنامج تمديد تأجيل سداد القروض البنكية لفائدة المقاوالت المتضررة من األزمة
لمدة تسعة أشهر إضافية ،أي إلى غاية 31مارس .2021إالَّ أن اإلجراء لم يتم احترامه ،بحيث يتطلب تفعيله مشاورات مع
المجموعة المهنية لبنوك المغرب في إطار لجنة اليقظة االقتصادية.
وقد أفادت الوزارة في جوابها أنه في إطار المخطط االستعجالي الذي تمت المصادقة عليه في يناير ،2022تم تأجيل
آجال استحقاق القروض البنكية لمدة قد تصل إلى سنة لفائدة مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة ووكاالت األسفار
وشركات النقل السياحي والمطاعم السياحية المصنفة.
• ضرورة توضيح التدابير التي يتعين اتخاذها تجاه ديون الزبناء
منذ توقف النشاط السياحي ،ألغيت عدة خدمات سياحية كانت مبرمجة ومؤدى عنها مسبقا .وبهذا الخصوص ،تمت المصادقة
بتاريخ 13مايو 2020على القانون رقم 30.20بسن أحكام خاصة تتعلق بعقود األسفار والمقامات السياحية وعقود النقل
الجوي للمسافرين .وقد مكن هذا اإلجراء القانوني المقاوالت من تعويض المبالغ المستخلصة من الزبناء .وقد سجل المجلس
على العموم احترام مقتضيات القانون رقم 30.20من طرف مهنيي القطاع ،باستثناء بعض وكاالت األسفار التي لم تحترم
التزاماتها بهذا الخصوص.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2700
وقد التزمت األطراف الموقعة لعقد البرنامج سالف الذكر ،على حرص الدولة على احترام مقتضيات هذا القانون والتزام
القطاع الخاص بتعهداته لالحتفاظ بعالقة الثقة مع الزبون .لكن هذا اإلجراء لم يكن واضحا بالشكل الكافي ولم يتطرق بشكل
مفصل إلى التدابير التي يتعين اتخاذها عند االقتضاء.
وقد أفادت الوزارة في جوابها أنه تم فرض عقوبات على الفاعلين السياحيين الذين لم يحترموا مقتضيات القانون رقم
30.20وذلك حسب اإلطار القانوني الجاري به العمل .كما أنه تمت معالجة مختلف الشكايات الواردة على هذه الوزارة
حيث تمت تسوية البعض منها وديا في حين اتبعت المسطرة اإلدارية الخاصة بالبحث والعقوبات في باقي الشكايات.
وفي هذا الصدد ،يوصي المجلس بإحداث نظام تأمين بالنسبة لعقود السفر والمقامات السياحية وعقود النقل الجوي
للمسافرين لحماية الزبناء ضد التأثيرات السلبية التي تترتب عن اإلغالقات المفاجئة للحدود.
• تدابير ضريبية لفائدة القطاع السياحي لم يتم اتخاذها
التزمت الدولة من خالل عقد البرنامج 2022-2020بالعمل على وضع اتفاق شامل لمعالجة الديون الجبائية لمهنيي السياحة.
لكن لم يتم بعد الشروع في وضع اتفاق شامل لمعالجة الديون الجبائية للمقاوالت السياحية ،والذي كان من المفروض أن يدخل
حيز التنفيذ متم سنة .2021
ومن خالل تحليل الجبايات الخاصة بالقطاع السياحي ،لوحظ تعدد للضرائب سواء المباشرة أو غير المباشرة المفروضة عليه
والتأخر في اتخاذ مجموعة من التدابير التي تم االلتزام بتفعيلها سنة ،2021والخاصة بإعادة هيكلة وتطوير النظام الجبائي
العام المتعلق بقطاع السياحة ،بمشاركة األطراف المعنية.
وقد أفادت الوزارة في جوابها أنه بالنسبة للشق الضريبي للمخطط االستعجالي ،يتم العمل على تحمل الضريبة المهنية
المستحقة وغير المسددة لمدة سنتين ضريبيتين ،بغرض تخفيف االلتزامات الضريبية في ظل هذه الظرفية الخاصة.
آليات تشجيع االستثمار في حاجة للتفعيل
نص عقد البرنامج ،2022-2020المشار إليه أعاله ،على إحداث آليتين لتشجيع االستثمار .ويتعلق األمر بصندوق االستثمار
في القطاع السياحي الموجه لمواكبة المشاريع السياحية وآلية "إنماء السياحة" الموجهة لدعم التنافسية وتحويل األطراف،
والتي تهم المقاوالت الصغرى والصغيرة جدا التي تزاول المهن المقننة كاإليواء والتوزيع والمطاعم وكذلك المهن واألنشطة
الموازية للقطاع السياحي كالتنشيط والرقمنة .غير أنه بالرغم من المجهودات المبذولة في هذا اإلطار ،لم يتم تفعيل هاتين
اآلليتين.
وقد أفادت الوزارة في جوابها أن آلية "إنماء سياحة" قد تم دمجها في برنامج الدعم الشامل لتطوير المقاوالت السياحية
الصغرى والمتوسطة والمقاوالت الصغيرة جدا والذي يتعلق بتحديث المقاوالت القائمة ودعم إنشاء مقاوالت جديدة
خاصة في مجال التنشيط .حيث تم في إطار تفعيل هذا األخير ،إطالق برنامج تجريبي على مستوى جهة سوس ماسة،
وتوقيع اتفاقية شراكة سنة 2021مع الجهة لرصد غالف مالي يبلغ 100مليون درهما موزع بين الجهة والشركة
المغرية للهندسة السياحية لفائدة 150مقاولة .كما تم إحداث شركة التنمية الجهوية للسهر على إدارة هذه اآللية.
تشجيع وتعزيز الطلب على السياحة :إجراءات يتعين استكمالها
التزمت الدولة في عقد البرنامج 2022-2020سالف الذكر ،باتخاذ مجموعة من التدابير المتعلقة بتشجيع وتعزيز الطلب
السياحي وخاصة عبر العمل بالجواز الصحي وخلق دينامية للسياحة الداخلية.
• ضرورة االنخراط في اإلطار المرجعي للسالمة الصحية بمؤسسات اإليواء السياحي
وضعت وزارة السياحة إطارا مرجعيا للسالمة الصحية خاصا بمؤسسات اإليواء السياحي ،وكذا منصة للتقييم الذاتي تحت
اسم " "Welcomesafely.maقصد مواكبة مؤسسات اإليواء السياحي المصنفة في عملية مالءمتها لمعيار السالمة الصحية
بهدف حصولها على عالمة .Welcomesafelyإال أنه بالرغم من المجهودات التي تم بذلها في هذا اإلطار ،فإن عدد
المؤسسات السياحية المصنفة المسجلة على المنصة لم يتجاوز 709من أصل 4.370مؤسسة مستهدفة ،أي بنسبة %16
فقط .أما فيما يخص المؤسسات التي حصلت على عالمة Welcomesafelyبعد تلقي التدريب الالزم ،فلم تتعد 245مؤسسة
سياحية وهو ما يمثل نسبة %5,6من المؤسسات السياحية المتوقعة .وتعزى هذه الوضعية إلى التجاوب غير الكافي لمؤسسات
اإليواء مع هذا اإلطار المرجعي.
• الشيكات السياحية :آلية لدعم السياحة الداخلية لم يتم تفعيلها
لم يتم تفعيل آلية دعم الطلب السياحي الداخلي المتمثلة في إصدار "شيكات سياحية" من طرف المشغلين لفائدة موظفيهم
ومستخدميهم لتمكينهم من دفع النفقات المتعلقة بالخدمات السياحية كليا أو جزئيا ،بالرغم من المصادقة على هذا اإلجراء في
إطار قانون المالية التعديلي لسنة .2020
وقد أفادت الوزارة في جوابها أنها تعمل جاهدة من أجل تفعيل هذا اإلجراء بحيث تجري تشاورات مع وزارة المالية
لضمان تنفيذ هذه اآللية.
2701 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وبالتالي ،يوصي المجلس الوزارة المكلفة بالسياحة بوضع استراتيجية للتحول الرقمي لقطاع السياحة بكل مكوناته تتبناها
الوزارة بتنسيق مع مختلف الفاعلين داخل المنظومة السياحية ،السيما الهيئات الموجودة تحت وصايتها ومصالحها
الالممركزة والفيدرالية الوطنية للسياحة.
التجميع الفالحي:
نظام واعد بحاجة الستكمال جميع عوامل نجاحه
اعتمدت وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات نظام التجميع الفالحي كنموذج لتنظيم وتثمين سالسل
اإلنتاج ،وكأحد أسس مخطط المغرب األخضر .وت َ ْك ُمن الغاية من اختيار هذا النموذج في محاولة تجاوز اإلكراهات المرتبطة
بتجزيء الضيعات الفالحية وتيسير الولوج لتقنيات اإلنتاج الحديثة والتمويل والتسويق .وقد حدد هذا المخطط هدف إنجاز
286مشروعا للتجميع الفالحي تهم 377.365فالحا باستثمار إجمالي يقدر بمبلغ 46.476مليون درهم بحلول سنة .2020
وفي هذا الصدد ،ركزت المهمة الرقابية التي أنجزها المجلس على الجوانب المتعلقة بالتخطيط والحكامة والشروط المؤطرة
للتجميع وكذا حصيلة المنجزات ذات الصلة.
أوال .فيما يخص التخطيط والحكامة والشروط المؤطرة للتجميع
تحيين المخططات الفالحية الجهوية دون إجراء تعديالت على عقود البرامج الموقعة مع الجمعيات
يُعد التجميع الفالحي أحد أهم محاور المخططات الفالحية الجهوية وكذا عقود البرامج المبرمة مع المنظمات المهنية الممثلة
لمختلف سالسل اإلنتاج ،غير أنه بالرجوع إلى االلتزامات الواردة فيها ،لُوحظ غياب التناسق والتكامل فيما بينها بخصوص
بعض األهداف المسطرة.
واستنادا إلى حصيلة األهداف الرئيسية المنصوص عليها في المخططات الفالحية الجهوية ال ُم َحينة سنة ،2015تبين أن هذه
األهداف ال تتطابق مع اال لتزامات المنصوص عليها في إطار عقود البرامج لسالسل االنتاج المعنية .فعلى سبيل المثال،
بخصوص عقدي البرنامج المتعلقين بسلسلتي الحبوب والزيتون عن الفترة ،2020-2009تم إنجاز 120و 170مشروعا
على التوالي ،في حين تم حصرها في 33و 43مشروعا ضمن األهداف المسطرة في المخططين الفالحيين الجهويين
المرتبطين بهاتين السلسلتين المعتمدين سنة .2015كما تجدر اإلشارة إلى أنه في سنة ،2015تمت مراجعة عدد مشاريع
التجميع الفالحي التي كانت مبرمجة سنة 2009باعتماد 286مشروعا دون إجراء تعديالت على عقود البرامج الموقعة مع
الجمعيات المهنية المعنية.
وقد ترتبت عن هذه الوضعية مجموعة من الصعوبات تتعلق ،من جهة ،بتتبع االلتزامات المنصوص عليها في عقود البرامج
المذكورة على المستوى الجهوي ،ومن جهة أخرى بالتنسيق مع الجمعيات المهنية.
وأفادت الوزارة المكلفة بالفالحة في جوابها أنه تم تحديد ما مجموعه 961مشروعا كهدف بالنسبة للمشاريع المنتجة
(الدعامة األولى) دون التمييز بين المشاريع الفردية ومشاريع التجميع .وفي بعض عقود البرامج (كما هو الحال
بالنسبة لسلسلتي الزيتون والحبوب) وبعض المخططات الفالحية الجهوية ،تم دمج المشاريع الفردية في مشاريع
التجميع في إطار الدعامة األولى .غير أنه اتضح وجوب التفرقة بين هذين النوعين من المشاريع على مستوى
المخططات الجهوية المحينة حيث تم تحديد 286مشروعا للتجميع الفالحي و 724مشروعا لالستثمارات الفردية.
كما أنه في إطار استراتيجية الجيل األخضر ،2030-2020ستأخذ عقود البرامج الجديدة بعين االعتبار األهداف
المسطرة على مستوى المخططات الفالحية الجهوية المعدة من طرف كل جهة مع إشراك وطيد للتنظيمات البيمهنية.
آليات وأدوات تتبع وتقييم نظام التجميع بحاجة للتعزيز
تم إسناد مهمة تتبع وتقييم مشاريع التجميع لوكالة التنمية الفالحية وللمديريات الجهوية للفالحةَ .إّل أنه
سج ل غياب آليات واضحة لتتبع مؤشرات األداء المتعلقة بإنجاز مختلف مشاريع التجميع ،خاصة تلك
المتعلقة بحجم اإلنتاج الخام والمردودية وحجم اإلنتاج المحول والمسوق ونسبة المساهمة في المؤشرات
العامة.
وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنه خالل السنوات األولى ،لم يكن ممكنا تتبع إنجاز مشاريع التجميع الفالحي من
الناحية الكمية لكونها لم تصل بعد إلى مرحلة النُّضج ،لذا اقتصرت مهام التتبع المنجزة من طرف وكالة التنمية الفالحية
والمديريات الجهوية للفالحة في هذه المرحلة إلى حد كبير على تقييم مؤشرات الجودة.
2703 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما أن تقييم نظام التجميع المعتمد حاليا يظل جزئيا وال يعتمد على مقاربة شمولية ،حيث يقتصر على إجراء استطالعات
ميدانية من طرف وكالة التنمية الفالحية بتعاون مع المديريات الجهوية للفالحة لدى المتدخلين ،السيما المنظمات المهنية
وال ُم َج ِّ ّمعين والفالحين المعنيين .ور َّكزت هذه االستطالعات أساسا على المشاريع المتوفرة على شهادة التجميع وه َّمت فقط
890فالحا ،أي بنسبة %2من مجموع الفالحين المعنيين بمشاريع التجميع ،والذين يقدر عددهم بما مجموعه 56.473فالحا.
باإلضافة لذلك ،نظمت وكالة التنمية الفالحية مناظرة وطنية حول التجميع الفالحي بمراكش سنة 2018من أجل تعبئة الفاعلين
وتقديم ترسانة عملية وإجراءات قابلة للتنفيذ من أجل تسريع وتيرة إرساء مشاريع ناجحة للتجميع الفالحي والوقوف على
الوضعية الراهنة للتجميع الفالحي وتقييمه .ويالحظ أن نتائج االستطالعات المذكورة وكذا المناظرة الوطنية لم تسمح بتقديم
تشخيص وتقييم شاملين لنظام التجميع.
وفي نفس السياق ،وإلى غاية سنة ،2020لم يتم إنجاز أية دراسة لقياس أثر نموذج التجميع الفالحي ،مما لم يمكن من تحديد
مدى مساهمته في تحفيز الفالحين على االنخراط في التجميع وفي تطوير وتثمين المنتجات الفالحية.
وحسب المعطيات التي تم التوصل بها من طرف الوزارة ،فقد قامت وكالة التنمية الفالحية برسم سنتي
2020و ،2021بتنسيق مع المديريات الجهوية للفالحة ،بتقييم وتتبع 40مشروعا للتجميع الفالحي .وقد
شمل هذا التقييم مؤشري األثر المتعلقين بالدخل السنوي المج َّمع واإلنتاجية للفالح.
ضرورة تعبئة المنظمات المهنية ومطابقة مشاريع التجميع لشروط المصادقة واالستفادة من الدعم
التزمت المنظمات المهنية ،في إطار عقود البرامج المبرمة معها ،بإنجاز مشاريع التجميع ،وذلك من خالل دعم عملية البحث
وتشخيص المشاريع الواعدة بناء على الخبرة والمعرفة الميدانية للمهنيين .كما التزمت بتعبئة مختلف الفاعلين ،السيما
المجموعات الفالحية المغربية الكبرى النشيطة في مجال الصناعة الغذائية وكذا جلب المستثمرين الدوليين .غير أن اإلنجازات
المحرزة في مجال التجميع تفيد عدم كفاية تعبئة الهيئات المهنية في المساهمة في تحقيق األهداف التي تم تسطيرها ،مما أثر
سلبا على نجاح هذه التجربة على مستوى بعض السالسل السيما سلسلتي الزيتون والحبوب اللتين عرفتا إنجاز عشرة مشاريع
فقط عند متم سنة .2020وتجدر اإلشارة أن المنظمتين المهنيتين الممثلتين لهاتين السلسلتين تعهدتا في إطار عقدي البرنامج
المتعلقين بهما بتنفيذ 290مشروعا (موزعا بين 170لسلسلة الزيتون و 120مشروعا لسلسلة الحبوب) .وتعزى هذه الوضعية
إلى الخصوصية الثقافية والسوسيولوجية لبعض المناطق ،التي تجعل من نجاح اعتماد نمط التجميع يعرف تفاوتا بين جهات
المملكة ويستدعي مجهودات إضافية لتعبئة مختلف الفاعلين ،وإلى وجود تباين يهم خصائص سالسل اإلنتاج ،السيما سلسلتي
الحبوب والزيتون اللتين ت ُعانيان بشكل أكبر من التدخل الكبير للوسطاء وضعف تنظيم نسيج المنتجين وكذا غياب هيكلة
السوق ،مقارنة مع باقي السالسل األخرى.
وقد أفادت الوزارة في جوابها أن عقود البرامج الجديدة التي ستبرم في إطار استراتيجية الجيل األخضر ستأخذ بعين
االعتبار األهداف المسطرة على مستوى المخططات الفالحية الجهوية الجديدة بما في ذلك مشاريع التجميع الفالحي،
وذلك بإشراك وتنسيق وطيد مع مختلف التنظيمات البيمهنية.
س ِّ ّجل بُطء وتيرة تسوية ملفات مشاريع التجميع ومالئمتها للنصوص التطبيقية للقانون رقم 04.12المتعلق بالتجميع كما ُ
الفالحي الصادر سنة ،2015حيث تمت تسوية 23مشروعا للتجميع فقط من أصل 63مشروعا ُمضمنا في سجل التجميع
الوطني إلى متم سنة .2021أما المشاريع األربعون ( )40المتبقية ،فتتكون من ثمانية ( )8مشاريع جديدة و 32مشروعا تحمل
شهادات تجميع قديمة .وقد تبين أن شروط االستفادة من الدعم تظل معقدة وتحول دون تسريع عملية مطابقة مشاريع التجميع
للمقتضيات القانونية سالفة الذكر ،كما تبينت صعوبة بعض المساطر المتعلقة بإعداد ملف طلب المصادقة على مشاريع التجميع
الفالحي والسيما تلك المتعلقة باإلدالء بوثيقة إثبات استغالل المساحة أو القطيع المج َّمع وكذا تقرير تقدير اإلنتاجية عند طلب
الدعم الجزافي ،خاصة بالنسبة لسالسل االنتاج الحيواني (الحليب واللحوم الحمراء).
وقد أكدت الوزارة في جوابها أنه قد تم تجاوز هذه الصعوبات التي تم رصدها ميدانيا سنتي 2016و 2017عبر تبسيط
المساطر على مستوى النصوص التطبيقية الجديدة .وقد ساهمت مختلف اإلجراءات التبسيطية في تحفيز المج ِّ ّمعين،
خاصة منهم الفاعلين في سالسل اإلنتاج الحيواني على مالءمة مشاريعهم للنصوص التطبيقية الجديدة ،وذلك بعد
إدراج معدات تربية الماشية في الئحة المعدات التي تستفيد من الدعم بنسب تفضيلية.
التعاونيات والتجميع غير الرسمي والشراكة مع القطاع الخاص ،آليات وإمكانات هامة في مجال التجميع
بحاجة إلى المزيد من التعبئة
يتوفر قطاع الفالحة بالمغرب على بيئة مناسبة لتطوير مشاريع التجميع ،حيث أن التعاونيات الفالحية والتجميع غير الرسمي،
باإلضافة إلى مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص ،والتي تلزم المستفيدين منها بموجب دفاتر التحمالت بإنجاز
مشاريع للتجميع ،تشكل إطارا مالئما يوفر إمكانات هامة من شأنها إعطاء دفعة قوية لهذا النظام.
ففيما يتعلق بالتجميع المرتكز على التعاونيات ،تمت ممارسته بشكل غير رسمي ،ال سيما على مستوى سلسلة الحليب ،منذ
عدة سنوات قبل اعتماد مخطط المغرب األخضر وإصدار القانون رقم 112.12المتعلق بالتعاونيات .ولإلشارة ،فمنذ إطالق
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2704
مخطط المغرب األخضر سنة ،2008حظي نموذج تنظيم الفالحين على شكل تعاونيات بدعم من طرف الدولة في إطار هذا
المخطط من خالل مشاريع الفالحة التضامنية .وفي هذا اإلطار ،تم إنشاء ما مجموعه 880تنظيما مهنيا في إطار هذه المشاريع
من بينها ما يقارب 300تعاونية باإلضافة إلى ما يقارب 700تعاونية تمت مواكبتها في إطار تنمية المنتوجات المجالية.
كما يمكن للتعاونيات أن تأخذ صفة المج ِّ ّمع طبقا للقانون 04.12المتعلق بالتجميع الفالحي شريطة التوفر على القدرات التقنية
والتدبيرية والمالية الالزمة ،السيما فيما يخص تثمين وتسويق إنتاج المج َّمعين وتوفير المواكبة التقنية لهم .كما يمكن للتعاونيات
أن تكون مج َّمعة في إطار مشاريع كبرى للتجميع وذلك من أجل تنظيم أفضل للفالحين المج َّمعين كما هو الحال بالنسبة لسالسل
الحليب والحبوب والزراعات الزيتية.
إال أن هذا المجال ال يزال مستغال بشكل محدود في ميدان التجميع رغم وجود فرص متاحة للنجاح وللعمل بشكل أفضل كما
يتضح ذلك من خالل نماذج بعض التعاونيات الناجحة.
وإلى جانب التعاونيات ،يوفر التجميع غير الرسمي ،السيما في قطاعي الحليب والحبوب ،إمكانات كبيرة ال يتم استغاللها
بشكل كافٍ .ويشتغل حاليا ما يناهز 200.000فالحا بنظام التجميع دون تأطير ودون االستفادة من دعم الدولة.
وفي إطار تعبئة العقار الفالحي المخصص لمشاريع مخطط المغرب األخضر ،ومن ضمنها مشاريع التجميع ،أطلقت وكالة
التنمية الفالحية ،في 29مارس ،2010العملية الثالثة لتفويت أراضي الدولة والتي تناهز 21.240هكتارا .وقد تم اعتماد
مبدأ التجميع في تنفيذ هذه المشاريع من خالل الشراكة بين المستثمرين والفالحين قصد تيسير ولوج المجمعين إلى التقنيات
الحديثة وإلى األسواق المحلية .ومنذ إطالق هذه العملية ،بلغ عدد مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تم االلتزام
بتنفيذها في إطار التجميع 126مشروعا ُموزعا على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 15.600هكتارا ،غير أنه لم يتم إنجاز،
إلى حد اآلن ،سوى 16وحدة للتثمين.
ويستنتج مما سبق ذكره ،أنه باإلضافة إلى الخصوصية الثقافية والسوسيولوجية لبعض المناطق كما هو الحال على سبيل
المثال بجهة سوس ماسة ومناطق دكالة والغرب ،فإن االستغالل األمثل للتعاونيات والتجميع غير الرسمي والشراكة مع
القطاع الخاص ،باإلضافة إلى دعم الدولة وإشراك المنظمات المهنية ،يمكن أن يساهم في تحفيز الفالحين على االنخراط في
جمعين.
هذا النظام وإرساء مناخ للثقة بين أصحاب مشاريع التجميع والفالحين ال ُم ِّ ّ
وقد أفادت الوزارة في جوابها أن عدد مشاريع التجميع المنجزة سيرتفع خالل السنوات المقبلة ،وذلك بعد إتمام إنجاز
وحدات التثمين المرتقبة في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي سيتم حولها إرساء مشاريع التجميع.
كما ستمكن مراجعة وتخفيض شروط األهلية وكذلك مختلف تدابير تبسيط مساطر المصادقة على مشاريع التجميع
المنصوص عليها في النصوص التطبيقية الجديدة ،هؤالء الشركاء من تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بالتجميع الفالحي.
وتبعا لذلك ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالفالحة بما يلي:
العمل على ضبط األهداف المتعلقة بالتجميع من خالل ضمان التناسق والتكامل بين المخططات الفالحية -
الجهوية وعقود البرامج الموقعة مع الجمعيات والتركيز على تحديد أفضل للمشاريع مع مراعاة اإلمكانات
المتوفرة والمعيقات التي تواجه كل سلسلة وكذا خصوصيات كل جهة؛
اعتماد نظ ام للتتبع والتقييم خاص بالتجميع الفالحي من خالل وضع مؤشرات أداء لمشاريع التجميع مع -
تحديد أدوات تتبع هذه المؤشرات والتقييم المنتظم لعملية التجميع في جميع مراحلها ومكوناته.
ضمان تنفيذ المهنيين اللتزاماتهم التعاقدية عن طريق وضع الشروط المؤطرة للتجميع وتعبئة كبار المتعهدين -
في عملية التجميع ،وكذا مواكبتهم من حيث الهيكلة وطرق االشتغال بشكل يمكنهم من مواجهة اإلكراهات
التنظيمية والمالية؛
تسريع وتعميم مطابقة مشاريع التجميع الفالحي للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛ -
اتخاذ التدابير الالزمة تجاه المتعهدين الذين استفادوا من مشاريع الشراكة مع القطاع الخاص التي باشرتها -
وكالة التنمية الفالحية ،والذين لم يفوا بالتزاماتهم التعاقدية في تنفيذ مشاريع التجميع الفالحي؛
أفادت الوزارة أنه ستتم مواكبة شركاء الدولة في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص حول األراضي التابعة
للملك الخاص للدولة الذين التزموا بالتجميع الفالحي وأنجزوا وحدة التثمين التي سيقام حولها مشروع التجميع من
أجل االمتثال اللتزاماتهم.
تسخير اإلمكانات المتوفرة من تعاونيات ومشاريع التجميع غير الرسمي ،من خالل دعمها بغية تشجيعها -
وحثها على االنخراط في نظام التجميع الفالحي.
أكدت الوزارة أن جميع السالسل موضوع نماذج التجميع الفالحي ستحظى بتعبئة ومواكبة مكثفة من أجل إرساء
مشاريع التجميع من الجيل الجديد.
2705 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
بالرغم من أن هذه السلسلة توفر إمكانات تتناسب مع نظام التجميع ورغم الجهود المبذولة من طرف وزارة الفالحة ،والتي
مكنت من رفع عدد المشاريع المصادق عليها من طرف اللجنة التقنية إلى 28مشروعا .ويعزى هذا الوضع إلى عدم استقرار
سوق الحليب وإلى اإلكراهات العامة التي تعرفها هذه السلسلة ال سيما تأثرها بالتقلبات المناخية نتيجة قلة التساقطات خالل
سنوات متناوبة كموسمي 2013/2012و ،2016/2015وحضور التسويق غير المنظم ،إضافة إلى المشاكل التنظيمية التي
عرفتها الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب ( .)FIMALAITيُضاف إلى ذلك صعوبة التعاقد بسبب عدم توصل ال ُم َج ِّ ّمع
وال ُمنتجين غالبا إلى اتفاق بخصوص شروط العقد ال سيما فيما يتعلق بالتمويل المسبق للمدخالت وجودة المنتوج وسعر البيع،
وكذا إلى بعض الشروط المعقدة ،خاصة شرط تقديم المستند الذي يبرز المساحة اإلجمالية والثروة الحيوانية خالل مرحلة
الموافقة على مشروع التجميع.
أما بالنسبة لسلسلة اللحوم الحمراء ،فقد تمت برمجة إنجاز 20مشروعا في إطار نظام التجميع الفالحي .غير أنه لم يتم تنفيذ
سوى مشروعين فقط (أي بنسبة )%10من طرف تعاونية فالحية بجهة سوس-ماسة وشركة خاصة بجهة بني مالل-خنيفرة.
ويرجع ضعف هذه المؤشرات ،إلى محدودية مشاركة المنظمات البيمهنية في تعبئة المجمعين المحتملين ،وهو ما يتجلى من
خالل االستثمار المعبأ من طرفها والذي لم يتجاوز 274مليون درهم أي بنسبة %12من الهدف المتوقع ،وكذا عدم بلوغ
األهداف األخرى ،حيث بلغ عدد الفالحين الذين تم تجميعهم %2( 1.049من الهدف المسطر) ،كما لم يتم تجميع سوى
21.737رأسا من الماشية (نسبة إنجاز ال تتعدى .)%2
ويرجع هذا الوضع إلى اإلكراهات التي تعرفها السلسلة ،السيما تلك المتعلقة بالتنظيم وبإعادة الهيكلة وبالتأخير في عصرنة
وحدات الذبح وارتفاع أنشطة الذبح والبيع غير المهيكل للحوم الحمراء وكذا تعدد الوسطاء.
وإضافة إلى ذلك ،فإن نظام التجميع لم يحقق النجاح المنتظر منه في الجهات ذات اإلمكانات العالية في تربية المواشي ،كجهة
الدار البيضاء-سطات ( %18من اإلنتاج الوطني ،مساحة خصبة بحوالي %66من المساحة اإلجمالية للجهة ،وجود
مجموعات نشطة لتسمين الماشية ،)...التي لم تعرف إنجاز أي مشروع على مستواها علما أن المخطط الجهوي الفالحي لهذه
الجهة قد برمج تنفيذ عشرة مشاريع للتجميع.
أفادت الوزارة في جوابها أنه من أجل تشجيع إرساء مشاريع التجميع في السالسل الحيوانية ،تم تجاوز الصعوبات
المرتبطة بمساطر المصادقة على هذه المشاريع .إذ ستحفز مختلف التدابير ،المج ِّ ّمعين الذين سبق لهم إطالق مشاريع
التجميع في سلسلتي الحليب واللحوم الحمراء في بداية مخطط المغرب األخضر دون الوصول إلى مرحلة التعاقد،
على إعداد مشاريعهم طبقا لإلجراءات التنظيمية الجديدة وذلك في إطار استراتيجية الجيل األخضر مع إشراك أكبر
للتنظيمات البيمهنية المعنية.
الحاجة لضبط قنوات التسويق المتعلقة بنظام التجميع لسلسلة اللحوم البيضاء
توقعت المخططات الجهوية الفالحية المحينة إنجاز 14مشروعا للتجميع ،غير أنه بالرغم من الجهود المبذولة ،والتي مكنت
من رفع عدد المشاريع المصادق عليها من طرف اللجنة التقنية إلى سبعة مشاريع (أي %50من التوقعات) ،فإن النتائج
المحققة لم ترق إلى مستوى األهداف المسطرة .فقد تم ّكن مشروعان فقط من الحصول على شهادة التجميع ،المتمثالن في
مشروع تربية األرانب سنة 2011في جهة مراكش-آسفي ومشروع اللحوم البيضاء على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات
سنة ،2017أي بنسبة %14من المشاريع المتوقعة ونسبة %2فقط من االستثمار اإلجمالي المتوقع ومن عدد ال ُمجمعين
المستهدفين.
وتجدر اإلشارة إلى أنه على الرغم من تركيز نشاط تربية الدواجن في محور القنيطرة-الجديدة ،فإن نظام التجميع لم يحقق
النجاح المنتظر في المناطق التي تقع في هذا المحور رغم اإلمكانات المتاحة لها في ميدان التجميع ،كما هو الحال بالنسبة
لجهة الدار البيضاء-سطات ،التي عرفت تنفيذ مشروع واحد فقط من بين 9مشاريع متوقعة في المخططات الجهوية الفالحية
المحينة.
ويعود عدم نجاح نظام التجميع بسلسلة الدواجن ،بشكل رئيسي ،إلى انتشار النشاط غير المهيكل واالهتمام المحدود للمهنيين
بسبب طبيعة قنوات التسويق التي تتسم بهيم نة المجازر التقليدية (الرياشات) ،إضافة إلى سلوك المستهلك الذي مازال يفضل
اللجوء إلى هذه األخيرة.
أشارت الوزارة في جوابها إلى أن تعزيز انخراط الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن وكذا تبسيط المساطر المتعلقة
بالتجميع سيمكن من تشجيع المج ِّ ّمعين المحتملين الجدد أو الذين سبق لهم إطالق مشاريعهم في بداية مخطط المغرب
األخضر ،على إعداد مشاريع جديدة للتجميع طبقا لإلجراءات التنظيمية الجديدة الجاري بها العمل في إطار استراتيجية
الجيل األخضر.
نتائج نظام التجميع بسلسلة الحبوب بحاجة للتحسين
عرفت سلسلة الحبوب (الحبوب الخريفية) إبرام عقد برنامج سنة 2009يشمل الفترة 2020-2009بين الحكومة والفيدرالية
الوطنية البيمهـنية للحبوب ( )FIACبتكلفة استثمارية قدرها 29مليار درهم ،منها 8ماليير درهم كمساهمة للدولة.
2707 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وبالرجوع إلى المخططات الجهوية الفالحية المحينة سنة ،2015فقد تقرر إنجاز 27مشروعا للتجميع ،غير أنه لم يتم إنجاز
سوى خمسة ( )5مشاريع للتجميع بمساحة قدرها 19.552هكتارا وتجميع %2فقط من الفالحين المعنيين ،مما يجعل ممارسة
نظام التجميع في سلسلة الحبوب جد محدودة .وال تتناسب هذه الوضعية مع أهمية هذه السلسلة من الناحية االقتصادية
واالجتماعية واألمن الغذائي واإلمكانات المتوفرة لتجميع جزء كبير من مساحة الحبوب التي تشغل نسبة %59من المساحة
الصالحة للزراعة وضمان إنتاج كبير من الحبوب على المستوى الوطني.
وفي نفس السياق ،لم تتمكن هذه السلسلة من تعبئة سوى %11من االستثمار المتوقع وخمسة ( )5مجمعين فقط .ويبرر هذا
الوضع باإلكراهات والصعوبات الهيكلية التي تعاني منها هذه السلسلة بشكل عام ،السيما عملية التسويق التي يهيمن عليها
الوسطاء ،خاصة خالل المواسم الفالحية الجيدة .تضاف إلى ذلك مشكلة القدرة التنافسية فيما يتعلق باستيراد القمح وتأثيره
على أ سعار الحبوب في السوق المحلي ،وكذا مناخ الثقة المتسم بالحذر بين المجمع والمجمعين ،السيما في ظل عدم وجود
رؤية واضحة ألسعار بيع المحصول ،باعتبارها عامال محددا لنجاح نظام التجميع.
أفادت الوزارة في جوابها أن القطاع الفالحي سيواصل الجهود المبذولة والرامية إلى تعزيز التجميع الفالحي في هذه
السلسلة االستراتيجية التي تتالئم مع هذا النموذج التنظيمي وذلك من خالل إشراك التنظيم البيمهني بشكل أكبر استنادا
على اإلطار التنظيمي الجديد للتجميع.
ضرورة تحسين نتائج التجميع بسلسلة الحوامض
عرفت سلسلة الحوامض سنة 2008توقيع برنامج تعاقدي بين الحكومة والفيدرالية المغربية البيمهنية للحوامض (مغرب
سيتروس) ،يغطي الفترة الممتدة بين 2008و ،2018يهدف إلى تأهيل سلسلة الحوامض عبر التحفيز على التجميع .وفي هذا
اإلطار ،تمت برمجة إنجاز 41مشروعا في إطار المخططات الفالحية الجهوية المحينة ،تمت المصادقة على 27منها من
طرف اللجان التقنية المختصة ،إال أن اإلنجازات على أرض الواقع لم تكن في مستوى األهداف المسطرة ،حيث لم يتم إنجاز
سوى 14مشروعا.
ومن جهة أخرى ،وبالرغم من كون مناطق إنتاج الحوامض تتركز على المستوى الوطني في أربع جهات :سوس-ماسة
) ،(%38الغرب-اللوكوس ( ،(%20تادلة ( )%14والحوز ( ،)%6فإن ما يقارب %63من المساحة موضوع التجميع
( 23.914هكتارا) تتركز على مستوى جهة سوس-ماسة لوحدها .ويعزى ذلك إلى نجاح النسيج التعاوني وكذا البعد التضامني
والسوسيوثقافي لمختلف الفاعلين في هذه الجهة .أما في باقي الجهات ،فتعرف هذه العملية تطورا محدودا.
وباستثناء جهة سوس-ماسة ،تعزى أوجه القصور في تجميع سلسلة الحوامض إلى ضعف مشاركة المهنيين في هذه العملية،
وهو ما يعكسه ،بصفة خاصة ،العدد المنخفض للمستثمرين وال ُمجمعين النشيطين ،حيث أن أكثر من %40من المساحات
ضعف أيضا بحجم االستثمارات المعبأة ،التي ال تتجاوز %42من إجمالي سر هذا ال ُّ
ال ُمج َّمعة تابعة ل ُم َج ِّ ّمعَ ْين اثنين .ويُف َّ
االستثمارات المتوقعة في إطار المخططات الفالحية الجهوية.
كما يُعزى عدم اإلقبال على نظام التجميع إلى المشاكل التي تواجه هذه السلسلة من حيث سوء تنظيم السوق الداخلي وتعدد
الوسطاء والمضاربين ،مما لم يسمح بتطوير مشاريع التجميع وتحقيق اآلثار المستهدفة من هذا النظام.
أفادت الوزارة في جوابها أنه من خالل تعزيز انخراط الفيدرالية البيمهنية للحوامض ومع تبسيط مساطر المصادقة
ومنح الدعم لمشاريع التجميع ،سيتمكن باقي الفاعلين في هذه السلسلة من إرساء مشاريع جديدة وبالتالي تجميع مساحات
أكبر للحوامض في مختلف جهات ومناطق اإلنتاج .كما أن اعتماد القانون رقم ،37.21المتعلق بسن تدابير خاصة
تتعلق بالتسويق المباشر للفواكه والخضروات المنتجة في إطار التجميع الفالحي دون إلزامية المرور عبر أسواق
الجملة ،سيحفز الفاعلين في سلسلة الحوامض على االنخراط في نظام التجميع الفالحي.
الحاجة إلى تشجيع التجميع بسلسلة الزيتون
التزمت األطراف الموقعة للبرنامج التعاقدي الخاص بسلسلة الزيتون بوضع الشروط الضرورية من أجل تطوير 170
مشروعا للتجميع اإلنتاجي في زراعة الزيتون .غير أنه تمت المصادقة فقط على 19مشروعا للتجميع الفالحي من أصل 43
مشروعا متوقعا في إطار المخططات الفالحية الجهوية المحينة ،أي ما يعادل %44من الهدف المسطر ،ولم يتم إنجاز سوى
5منها ،أي بنسبة إنجاز ال تتجاوز ،%12بمساحة لم تتعد %14من المساحة اإلجمالية المتوقعة وعدد فالحين مستفيدين من
التجميع في حدود %3من العدد اإلجمالي المستهدف.
وتعكس هذه الوضعية الصعوبات التي يواجهها هذا النموذج التنظيمي الجديد في سلسلة إنتاج الزيتون،
الذي يخضع إلكراهات تتعلق أساسا ً بعدم اّلنخراط الفعلي للهيئات البيمهنية في تصميم وتحديد مشاريع
التجميع وصعوبة تحديد المستثمرين المحتملين لتبني المشاريع وغياب الثقة بين المجمع والمجمعين بسب
عدم احترام اّللتزامات التعاقدية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2708
وتجدر اإلشارة أنه على الرغم من صدور النصوص القانونية المتعلقة بالتجميع الفالحي منذ شتنبر ،2014ظلت الصعوبات
التي تعيق تنفيذ مشاريع تجميع منتوجات الزيتون مستمرة ،حيث لم ينجز سوى مشروعين اثنين خالل الفترة التي تلت إصدار
النصوص المذكورة ،أي بين 2015و.2020
وقد أكدت الوزارة في جوابها أن االنخراط الفعلي للفيدرالية البيمهنية للزيتون استنادا على اإلطار التنظيمي الجديد
للتجميع الفالحي سيُمكن من تحفيز المج ِّ ّمعين المحتملين في هذه السلسلة إلرساء مشاريع تجميع من الجيل الجديد في
إطار استراتيجية الجيل األخضر وذلك من أجل تفعيل التجميع في هذه السلسلة.
ضرورة ترجمة االلتزامات المتعلقة بتجميع سلسلة األشجار المثمرة على أرض الواقع
تم االلتزام في إطار البرنامج التعاقدي المتعلق بسلسلة األشجار المثمرة بتوفير الظروف الالزمة إلنشاء مشاريع التجميع
الفالحي من أجل تنمية هذا القطاع ،وبتحسين ظروف تزويد وحدات التثمين عن طريق تطوير مشاريع التجميع والتشجيع
على التعاقد بخصوص المعامالت بين المنتجين والمصنعين .وقد تمت برمجة 23مشروعا للتجميع ،غير أنه تم إنجاز ستة
مشاريع فقط ،أي بنسبة انجاز وصلت لـ ،%26باستثمارات معبأة في حدود نسبة %24فقط من الهدف المسطر
( 243مليون درهم).
ومن جهة أخرى ،وبالرغم من كون المناطق المهمة إلنتاج األشجار المثمرة على الصعيد الوطني تتموقع في األطلس المتوسط
س ِّ ّجل
والريف الغربي ومنطقة ما قبل الريف والسايس والحوز وملوية بما يقارب %56من المساحة اإلجمالية المغروسةُ ،
تركيز كبير للتجميع على مستوى جهة درعة-تافياللت التي تتوفر لوحدها على أكثر من %62من عدد الفالحين ال ُمجمعين
ومن المساحة موضوع التجميع.
وتعاني عملية التجميع من اإلكراهات التي يواجهها القطاع برمته ،حيث تشكل وضعية أسواق الجملة في المغرب أولى العقبات
التي تواجه دينامية عملية تجميع سلسلة األشجار المثمرة .وقد سبق للمجلس األعلى للحسابات أن أشار في تقريره السنوي
برسم سنتي 2019و 2020إلى المعيقات التي تواجه هذه األسواق وتحد من أدائها ومن القيام بالدور المنوط بها ،والمرتبطة
أساسا باإلطار القانوني الذي أصبحت بعض مقتضياته متجاوزة ،وكذا بالمنافسة التي تواجهها أسواق الجملة من األسواق
األخرى غير المهيكلة ومن المسالك الموازية.
وقد أشارت الوزارة في جوابها إلى أنه سيتم األخذ بعين االعتبار المالحظات المتعلقة بهذه السلسلة خالل التنزيل
الفعلي الستراتيجية الجيل األخضر من حيث هيكلة وعصرنة قنوات التسويق وذلك عبر تقويم أسواق الجملة وإعادة
تأهيل وتحسين األسواق األسبوعية وتعزيز قنوات توزيع الخضر والفواكه وتطبيق القانون رقم .37.21
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس الوزارة المكلفة بالفالحة بما يلي:
اتخاذ التدابير الالزمة للتغلب على اإلكراهات التي تعيق نجاح التجميع الفالحي ،خاصة تلك المتعلقة بالتحويل -
والتسويق (الوسطاء وأسواق الجملة والبحث عن أسواق جديدة محتملة)؛
أفادت الوزارة ،بهذا الخصوص ،أنه سيتم في إطار االستراتيجية الجديدة للجيل األخضر تنظيم وتطوير مسالك
التسويق.
جمعين في إطار عقود التجميع.
جمع والم ِّ
توفير عوامل تعزيز الثقة والتعاون بين الم ِّ -
أكدت الوزارة أنه من أجل تعزيز مناخ الثقة بين المج ِّ ّمع والمج َّمعين ،ستقوم الدولة في إطار استراتيجية الجيل األخضر
2020-2030بمواكبة وثيقة لمشاريع التجميع وذلك باألخذ بعين االعتبار خصوصيات كل منطقة وكل سلسلة.
يشكل تحفيز التشغيل الذاتي وتشجيع إنشاء المقاوالت ،مع توفير شروط استدامتها وإنتاجها للثروة ،أولوية في السياسات
االقتصادية واالجتماعية للدولة .في هذا اإلطار ،وسعيا منها إلى إحداث مزيد من مناصب الشغل ،وضعت السلطات العمومية
برامج تتضمن مجموعة من التدابير الرامية إلى تشجيع المقاولين الشباب حاملي المشاريع.
ومن بين هذه اإلجراءات إحداث "صندوق النهوض بتشغيل الشباب" سنة ،1994والذي يخصص جزء من موارده لتمويل
"البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت" الهادف إلى إحداث فضاءات مؤقتة الحتضان األنشطة المهنية المزاولة من طرف
2709 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الشباب ،تمكنهم من اكتراء محالت مهنية بأثمنة تفضيلية مع توفير الخدمات والتجهيزات األساسية والمواكبة والتتبع .وقد
حددت أهداف هذا البرنامج ومؤشراته األساسية في إنشاء 4.000مقاولة وإحداث 40.000منصب شغل وتحقيق استثمارات
خاصة بقيمة ملياري درهم ،إلى جانب تقليص معدل فشل المقاوالت المنشأة حديثا.
وقد ركزت المهمة الموضوعاتية المنجزة في هذا اإلطار من طرف المجالس الجهوية للحسابات ،بشراكة مع المجلس األعلى
للحسابات ،على تقييم الحصيلة المالية والتشغيلية للبرنامج المذكور ومراقبة مدى فعالية أجهزة حكامته وتحديد العوائق التي
تعترض نجاعته.
التي يتم استغاللها ،في حين لم يتم تخصيص كافة المحالت المنجزة إال على مستوى مشتل واحد فقط ،ويتعلق األمر بمشتل
المقاوالت بتاوريرت.
ثانيا .مسار تخطيط وإنجاز مشاريع المقاوالت
تبين أن النموذج الذي تم اعتماده إلنجاز المشاتل لم يكن موضوع دراسة مسبقة بالشكل الكافي وأبان عن نواقص خالل عملية
التنفيذ والتنزيل ،مما أثر سلبا على اإلنجاز المادي لهذه المشاريع وعلى مدى تحقيق األهداف المتوخاة ،حيث أن صياغة
االتفاقيات لم تول العناية الالزمة للشروط التشغيلية للمشاتل ولإلجراءات المواكبة الكفيلة ببلوغ الغاية األساسية من البرنامج
والمتمثلة في تحفيز إنشاء واحتضان المقاوالت الصغرى وإنعاش الشغل.
.1تخطيط مشاريع مشاتل المقاوالت
أفرز تقييم مسلسل تخطيط مشاتل المقاوالت مجموعة من المالحظات يمكن إجمالها فيما يلي:
تخطيط مشاتل المقاوالت في غياب وثيقة مرجعية رسمية
تم إنجاز مشاتل المقاوالت في إطار "البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت" تحت إشراف السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة
والتجارة ،علما أن بعض عملياته المالية والمادية ال زالت سارية التنفيذ إلى متم شهر مايو .2022فعلى مستوى اإلنجاز ،لم
يتم اعتماد وثيقة مرجعية رسمية لتصور هذا البرنامج وتحديد أهدافه وإجراءاته والجدولة الزمنية لتنفيذه ،إذ من شأن هذه
الوثيقة أن تحدد مراحل تخطيط وتنفيذ وظروف تشغيل مشاريع هذا البرنامج من طرف مختلف الشركاء والمتدخلين ،وأن
تتيح إنجاز مهمات للتقييم المواكب أو البعدي للتأكد من مدى التقيد باإلجراءات والمساطر المعمول بها في تنفيذ وتدبير هذه
المشاتل على النحو المقرر سلفا ،وبالتالي التحقق من بلوغ األهداف المتوخاة.
وهكذا ،تم االكتفاء بتوثيق مشاريع هذا البرنامج الحقا في إطار اتفاقيات متعددة األطراف تهم كل واحدة منها أحد المشاتل
المزمع إنجازها ،وتتضمن بنودها أساسا جزءا من التزامات األطراف المتعاقدة من أجل إحداث وتدبير المشتل فقط ،دون أن
ترقى هذه االتفاقيات إلى مستوى الوثائق التي تضمن تخطيط مسار تنفيذ وتشغيل مشاتل المقاوالت.
برمجة مشاتل المقاوالت دون إنجاز دراسات جدوى
لم يتم القيام بدراسات قبلية للجدوى ،سواء منها تلك المتعلقة بالبرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت أو بالمشاريع المترتبة عنه
على المستوى الترابي ،مما ال ينسجم مع الممارسات الفُضلى المعمول بها في مجال التخطيط للبرامج والمشاريع العمومية.
فضال عن ذلك ،أدى غياب دراسة الجدوى إلى عدم تضمين عدد من االتفاقيات المبرمة بشأن إنجاز واستغالل بعض المشاتل
عدة معطيات مهمة ،كاألغلفة المالية للمشاريع المبرمجة والتزامات األطراف والتأكد من تواجد الفئة المستهدفة ،وتحديد
مكونات المشر وع والتأكد من مدى تالؤم األنشطة المستهدفة مع حاجيات النسيج االقتصادي المحلي ومن مدى تالؤم
الخصائص الفنية للمشتل لطبيعة األنشطة المبرمجة.
وقد بررت وزارة الصناعة والتجارة غياب دراسات الجدوى بكون البرنامج قد ركز على استهداف المراكز القروية
المهمشة الصغيرة والمتوسطة وأيضا بعض المدن المحيطة بالمراكز الحضرية الكبرى ،وهي بالخصوص جماعات
ال يتواجد بها أي فضاء مهيكَل لالستقبال الصناعي ،مما دفع الوزارة إلى االعتماد على الخبرة التي اكتسبتها في مجال
تهيئة البنيات التحتية لالستقبال الصناعي.
غياب تحديد أهداف ومؤشرات وطنية ومحلية للمشاتل المبرمجة
على الرغم من المساهمة المالية المهمة التي رصدتها السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة والبالغة أزيد من 160
مليون درهم كمبلغ يعبأ إلى جانب مساهمات شركاء آخرين من أجل إنجاز مشاتل المقاوالت ،لم يتم إقرار منظومة أهداف
ومؤشرات مرتب طة بتنفيذ البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت من أجل ضمان التحقق عند االقتضاء من مدى استجابة النتائج
المحصل عليها لألهداف المسطرة سلفا ،وذلك عبر وضع أهداف دقيقة مقرونة بمؤشرات قابلة للقياس بعد تنفيذ المشروع ،إذ
أن هذه األهداف لم يتم تحديدها إال بمناسبة وضع خطة عمل الوزارة المعنية لسنة 1998من خالل استهداف إحداث 4.000
مقاولة و 40.000منصب شغل وتحفيز لالستثمارات بمبلغ ملياري درهم ،دون تحديد السقف الزمني لبلوغ هذه األهداف.
عالوة على أن جل االتفاقيات الموقعة بخصوص إحداث المشاتل لم تول كثير العناية لتحديد هذه األهداف والمؤشرات ،إذ
حصرت الغايات من إحداثها في توفير محالت مهنية للمقاولين الشباب فقط ،وهو ما يمكن اعتباره إجراء غير كاف لتحقيق
الغاية المتوخاة من كل مشتل ،حيث لم تتم اإلشارة إلى أهداف ومؤشرات قابلة للقياس وإلى األهداف المتوخاة من وراء إنشاء
المقاوالت وضمان استمرار نشاطها بعد فترة االحتضان بالمشتل وإحداث فرص الشغل.
أداء غير ناجع لمنظومة الحكامة المعتمدة لتتبع تنفيذ مشاريع البرنامج
إن إطالق البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت تم دون وضع هيئة حكامة مركزية مكلفة بتتبع تنفيذ هذا البرنامج بصفة شاملة،
إذ أن نموذج الحكامة الذي تم اتباعه الحقا اكتفى بتكوين لجان خاصة بكل مشتل تتألف من األطراف الشريكة وتختص بتتبع
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2712
ومعالجة اإلشكاليات المرتبطة به على حدة .وقد أتاح االطالع على حصيلة عمل هذه اللجان الوقوف على تباين وتيرة اشتغالها
وحصيلة عملها واختالف ممارساتها ومواقفها القانونية من مشتل إلى آخر.
وقد أدى عدم تأسيس لجنة حكامة مرتبطة بالبرنامج في شموليته ،يناط بها ضبط العالقة بين الشركاء والتحكيم بينهم ،عند
االقتضاء ،وتقنين بعض اإلجراءات والمساطر المتبعة ،إلى حدوث اختالفات جذرية بين الشركاء فيما يخص بعض المشاتل
المنجزة ترتب عنها تغييب المقاربة التنسيقية والتوافقية وتأخير عملية استغالل المشاتل .وتبرز في هذا الشأن حالة مشتل
المقاوالت "البستان "3بمدينة وجدة الذي عرف تباينات في الرؤى بين المجلس الجماعي لوجدة والسلطة الحكومية الشريكة
بخصوص دفتر التحمالت وملحق االتفاقية رقم IIالمصادق عليهما من طرف المجلس الجماعي خالل سنة 2002واللذين تم
رفضهما من طرف السلطة الحكومية المكلفة بتدبير البرنامج ،إذ لم يتم التوافق بشأنهما إال خالل سنة ،2010مما أخر عملية
الشروع في استغالل المحالت المهنية.
إسناد أدوار أساسية للجماعات في إحداث وتدبير المشاتل دون مراعاة إلمكانياتها ومؤهالتها في المجال
أسندت األطراف الشريكة للجماعات أدوارا أساسية فيما يخص إنجاز وتشغيل هذه المشاتل ،مما يجعل مجهودات ونتائج عمل
الجماعات حاسمة في نجاح أو فشل هذه المشاريع .وتتمثل األدوار الملقاة على عاتق الجماعات إجماال في تعبئة الوعاء
العقاري وتجهيزه وفي القيام بعمليات البناء بصفتها صاحبة المشروع والمكلفة بصيانة البنايات كما تتولى مهمة تأسيس لجان
التأطير والمواكبة قصد تقديم النصح والدعم للمقاولين الشباب.
إن إسناد كافة هذه األدوار للجماعات المحتضنة لهذه المشاتل ذات الطابع الحضري في الغالب ،لم يأخذ بعين االعتبار
اإلمكانيات التقنية والمؤهالت البشرية المتاحة لدى الجماعات المعنية ،سواء من حيث قدرة اإلشراف على صفقات الدراسات
واألشغال ذات الكلفة المرتفعة ،أو من حيث مواكبة ودعم المقاولين الشباب المستهدفين بهذه المشاتل ،مما أثر سلبا على مدى
اضطالعها بهذه المهام وأدى إلى تعثر مجموعة من الصفقات المبرمة وتوقف األشغال المتعلقة بها وكذا انعدام خدمات اإلرشاد
والمواكبة بالمشاتل المنجزة.
إجراءات غير كافية لمواكبة ودعم المقاولين الشباب بالمشاتل
إن النموذج الذي تم اعتماده الستغالل مشاتل المقاوالت واحتضان المقاولين الشباب أبان عن نقائص خالل عملية التنفيذ
والتنزيل ،وذلك لعدم إحاطته بمختلف الشروط الضرورية الضامنة لنجاحه ،حيث لم يتم إقرار إجراءات المواكبة والمصاحبة
وكذا آليات الدعم المالي التي من شأنها أن تسهم في بلوغ الغاية األساسية من المشروع ،والمتمثلة في تحفيز إنشاء المقاوالت
الصغرى واحتضانها مع ما يستلزم ذلك من إرشاد ونصح وتكوين ودعم مالي خالل مراحل االنطالق في دورة المشروع
حتى يتسنى تجاوز المراحل األولى لكونها غالبا صعبة ومحفوفة بالمخاطر.
وقد نصت االتفاقيات ذات الصلة على ضرورة تأسيس الجماعات لخلية مكلفة بتقديم النصح والمواكبة ،إال أن هذا البند ظل
غير مفعل نظرا لعدم تأسيس هذه البنيات والفتقار الجماعات للموارد البشرية وللمؤهالت والكفاءات الالزمة للقيام بهذه المهام.
أما بخصوص الجانب المالي ،فلم يتم إقرار أية آلية تمويلية لدعم المقاوالت المستهدف إنشاؤها ،إذ تبين أن البرنامج الوطني
لمشاتل المقاوالت تم اعتماده في إطار القرار الحكومي القاضي بتقديم قروض للمقاولين الشباب وكذا برنامج األولويات
االجتماعية ،إال أن عدم السعي نحو ضمان االلتقاء والتكامل بين آليتي الدعم المالي (القروض) وتوفير فضاءات االحتضان
(المشاتل) ،وتأخر التنفيذ المادي لمشاتل المقاوالت ،أفقد هاتين اآلليتين الفعالية واالنسجام الالزمين لبلوغ األهداف المتوخاة.
أرجعت وزارة التجارة والصناعة عدم خلق خاليا التتبع والنصح ببعض المشاتل إلى تدني مستوى تثمين هذه المشاتل
بشكل لم يسمح بتوفير إيرادات كافية لتوظيف مدير الخلية ،وإلى صعوبة فرض الجماعات للتقيد بدفاتر التحمالت من
طرف المستفيدين من المحالت المهنية ،وذلك باحترام فترات االحتضان المنصوص عليها وكذلك أداء واجبات الكراء.
صياغة االتفاقيات المتعلقة بالمشاتل بشكل يحد من التدبير األمثل لها
ال تضمن بنود مختلف االتفاقيات التي تم توقيعها بين الشركاء إلحداث مشاتل المقاوالت انسجاما واتساقا مع متطلبات وأهداف
المشروع ،مما ترتب عنه االضطرار إلى إدخال تعديالت في عدة مناسبات لتجاوز النقائص التي حالت دون ضمان التنفيذ
والتدبير األمثل للمشروع.
فعلى سبيل المثال ،لم تحدد هذه االتفاقيات آجال وفاء الشركاء بالتزاماتهم التعاقدية وآجاال لتنفيذ األشغال المتعلقة بمشاريع
المشاتل من أجل ضمان تشغيلها داخل آجال معقولة ،واستعاضت عن ذلك بترك حرية التصرف ألطراف االتفاقية في التقرير
بشأن اآلجال وفق جدولة زمنية متوافق بشأنها ،فيما حددت بعض االتفاقيات طبيعة االلتزامات الموضوعة على عاتق الشركاء
دون تقدير قيمتها المالية.
أما فيما يتعلق بطريقة إسناد المحالت ،فقد أشارت معظم االتفاقيات إلى أن تسليم المحالت للمقاولين يتم عن طريق الكراء
بينما تشير أخرى إلى أن استغاللها يتم عن طريق "االحتالل المؤقت" ،في حين تتضمن نفس االتفاقيات ما يتيح إمكانية تفويت
المحالت المهنية بناء على طلبات االستفادة المقدمة من طرف حاملي المشاريع ،عالوة على كون ديباجة هذه االتفاقيات تشير،
ضمن أهدافها ،إلى كونها ترمي إلى مساعدة المستفيدين على "اقتناء" المحالت المذكورة.
2713 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد ساهمت طبيعة التدبير المشترك وما طرحه من إكراهات مرتبطة بصعوبة التنسيق بين الجماعات الترابية والسلطة
الحكومية المعنية ،في التأخر في معالجة التناقضات سالفة الذكر واستدراك أمور جوهرية أخرى لم ترد بشأنها بنود في
االتفاقيات ،من قبيل عدم تنصيصها على ضرورة إنجاز دفتر تحمالت ينبثق عنها ،سواء أكان اعتماده بكيفية مشتركة من
أطراف االتفاقية أو بمبادرة منفردة للجماعة .وقد كان من بين نتائج هذه التناقضات اضطرار الشركاء إلى إدخال تعديالت
على االتفاقيات األصلية بغية تداركها ،وبالتالي تأخير عمليات الشروع في تشغيل معظم المشاتل المنجزة.
وإن أرجعت وزارة الصناعة والتجارة هذه النقائص إلى كون االتفاقيات األولية تمت صياغتها منذ أكثر من 20سنة
مما يفسر عدم إدراج بعض التدابير والبنود بها ،فقد أفادت بأن الخبرة المكتسبة انطالقا من المشاريع السابقة مكنت
من تدارك النقائص المسجلة بمناسبة توقيع اتفاقيات حديثة.
.2تقييم تنفيذ أشغال مشاتل المقاوالت
إن عدم إحكام وضبط مرحلة تخطيط مشاتل المقاوالت كان له أثر بالغ على سالمة ووتيرة عمليات التنفيذ المادي لهذه المشاتل،
إذ عانت في الغالب من تعثر أشغال إنجازها .وفي هذا الشأن ،اتضح أن النقائص التي شابت هذه المرحلة تمثلت ،على
الخصوص ،فيما يلي:
توطين بعض المشاتل بشكل حد من جاذبيتها
لم يتم اختيار مواقع مناسبة لتوطين بعض مشاتل المقاوالت ،بشكل يضمن نجاح هذه المشاتل ويساعد على تحقيق األهداف
المراد بلوغها.
فعلى سبيل المثال ،يتضح أن الموقع الذي اختير كمشتل للمقاوالت بمدينة آسفي لم يشكل عامال إيجابيا في تحفيز نجاح
المقاوالت الناشئة ،حيث يتواجد بمنطقة ال تتوفر على ولوجية للمنطقة الصناعية وللمعامل المتواجدة بها وكذا لمقر المكتب
الشريف للفوسفاط على اعتبار كونهم زبناء مستهدفين من طرف أغلب المقاوالت المنشأة ،عالوة على وجود ممر سككي
يحول دون الولوج إلى الضفة األخرى المطلة على المعامل ،وهو ما أثر سلبا على جاذبية المشتل وقدرته على استقطاب
الشباب حاملي المشاريع.
وفي نفس اإلطار ،فإن عدم إسناد المحالت المتواجدة بمشتل المقاوالت ببنسليمان (جماعة واد الشراط) يرجع إلحجام المقاولين
الشباب عن تقديم طلباتهم في الموضوع ألسباب تعزى باألساس إلى بعد المشتل عن المناطق السكنية.
وفاء بعض الشركاء بالتزاماتهم التعاقدية خارج اآلجال المعقولة
في ظل عدم التنصيص الدقيق ضمن بنود االتفاقيات الموقعة على آجال الوفاء بالتزامات الشركاء ،فإن بعض الجماعات
الترابية لم تعمل على الوفاء بجميع التزاماتها سواء ضمن االتفاقيات األصلية أو مالحقها ،السيما من حيث التقيد بآجال معقولة
لإلنجاز وكذا حث الشركاء اآلخرين على تنفيذ التزاماتهم بصفة موازية.
وكمثال على ذلك ،لم تستطع جماعة تاوريرت توفير قطعة أرضية مجهزة تبلغ مساحتها 15.260مترا مربعا حيث تكفلت
باألمر الحقا وكالة إنعاش وتنمية الشمال التي انضمت لالتفاقية األولى بتاريخ 26يوليوز ،2002والتي تحملت بموجبها
النفقات المتعلقة بإيصال التجهيزات األساسية للمشتل في حدود ثالثة ماليين درهم ،أي بعد تأخر الشروع في إنجاز المشروع
ألزيد من خمس سنوات.
أما بخصوص مشتل المقاوالت بالمحمدية ،فلم يتم توفير التمويل في اآلجال المناسبة من لدن السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة
والتجارة ،مما أدى إلى صعوبات في التنفيذ المادي للمشتل وتوقف أشغاله منذ سنة 2004دون اتخاذ تدابير إليجاد حلول
مناسبة وناجعة ،حيث أن أشغال المشتل ما تزال متوقفة في مرحلة األشغال الكبرى بعد تخلي صاحب الصفقة عن الورش
بسبب عدم صرف الجماعة لمستحقاته المالية.
وفي نفس السياق ،وبخصوص مشتل المقاوالت بأبي الجعد ،لم تتمكن الجماعة من توفير االعتمادات الالزمة لتجهيز منطقة
مشتل المقاوالت بالشبكات األساسية كما التزمت بذلك بموجب االتفاقية األولى إلحداث المشتل المذكور ،وهو ما تكفلت به
الحقا عمالة إقليم خريبكة سنة ( 2008أي بعد أزيد من 4سنوات من توقيع االتفاقية األولى) المتمثل في القيام بأشغال الربط
بشبكات التطهير السائل والماء الصالح للشرب والطرق والتي تم تسلمها مؤقتا خالل سنة 2012بكلفة بلغت
3.356.798,79درهما ،بينما تولت جماعة أبي الجعد خالل سنة 2017تمويل تزويد منطقة مشتل المقاوالت بالكهرباء.
لكن على الرغم من ذلك ،ظل المشتل غير قابل لالستغالل ليتم التوقيع على ملحق اتفاقية بتاريخ 26أكتوبر ،2020التزمت
بموجبه السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة بدفع مبلغ 1.538.300,00درهما للمديرية اإلقليمية للتجهيز والنقل من
أجل إتمام أشغال المشتل.
شروع متأخر في استغالل مشاتل المقاوالت نتيجة تعثرات متواترة في تنفيذ أشغالها
يتبين من خالل تقييم المدة الفاصلة بين تاريخ التوقيع على اتفاقيات إحداث المشاتل وتاريخ الشروع في إجراءات إسناد
المحالت المنجزة لفائدة المقاولين الشباب ،طول الفترة الزمنية الفاصلة بينهما ،مما قد يمس براهنية وواقعية المعطيات التي
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2714
تم على أساسها وضع تصور المشاريع .ويرجع هذا التأخر في الغالب إلى الصعوبات التي عرفتها صفقات األشغال المبرمة
سواء من طرف الجماعات أو وكالة إنعاش وتنمية الشمال وكذا المديريات اإلقليمية للتجهيز والنقل.
وهكذا ،تبين أن المدة الفاصلة بين تواريخ التوقيع على االتفاقيات المتعلقة بإنجاز معظم المشاتل وبين تواريخ الشروع في
االشتغال ،تتجاوز العشر ( )10سنوات مثال بالنسبة لمشتل المقاوالت غار البارود بمدينة وجدة ومشتل المقاوالت بسلوان
(الناضور) ومشتل المقاوالت بسطات ،بينما تتجاوز هذه المدة العشرين ( )20سنة كما هو األمر بالنسبة لمشاتل المقاوالت
بمدن القنيطرة والمحمدية وأكادير.
ولئن أكدت وزارة الصناعة والتجارة التأخر المسجل في بعض مشاتل المقاوالت على مستوى تسلم األشغال والشروع
في عمليات االستغالل ،فإنها فسرته بعوامل متعددة مثل:
-صعوبة فتح الحساب الخصوصي وطول المدة الالزمة لذلك بسبب تعقيد المسطرة بين الجماعة ووزارتي الداخلية
والمالية؛
-عدم تسوية الوضعية العقارية لألراضي المخصصة الستقبال المشاريع؛
-عدم توفر بعض الشركاء المحليين على الموارد المالية الالزمة لتغطية نفقات أشغال التهيئة.
توقف أشغال عدد من المشاتل حال دون الشروع في استغاللها
لم يتم استكمال إنجازأشغال عدد من مشاتل المقاوالت ،مما عاق عملية الشروع في استغاللها وحول البنايات المنجزة إلى
منشآت متهالكة ودون تحقيق الفائدة المرجوة ،وذلك على الرغم من المبالغ المالية المهمة التي صرفت من أجل إنجازها ،كما
هو الشأن بالنسبة للمشاتل المتواجدة بعماالت وأقاليم أكادير إداوتنان والقنيطرة والمحمدية وبنسليمان وخريبكة وتنغير.
ويرجع تعثر األشغال بعدد من المشاتل إلى النقائص المرتبطة بمرحلة التخطيط أو بقصور في اإلشراف والمراقبة أثناء تنفيذ
هذه المشاتل أو لتعدد أصحاب المشاريع ،مما أدى إلى عدم كفاية االعتمادات المالية لتغطية األشغال أو إلى عدم قدرة الشركاء
على الوفاء بالتزاماتهم ،خاصة فيما يتعلق بتجهيز البقع األرضية من طرف الجماعات ،ونشوب نزاعات بين المقاوالت
وأصحاب المشاريع (حالة مشتلي المحمدية والدراركة).
كما تم تسلم بعض المشاتل مؤقتا والشروع في تشغيلها رغم عدم قابليتها لالستغالل ،مما اضطر المستفيدين إلى إتمام بعض
األشغال الداخلية وتحمل النفقات ذات الصلة ،رغم أن استفادتهم من المحالت المهنية يفترض أنها ذات طابع مؤقت ،أو أدى
إلى عزوف بعضهم اآلخر عن تقديم طلبات االستفادة من هذه المحالت ،ويتعلق األمر بمشاتل المقاوالت المتواجدة بجماعات
تازة وأبي الجعد والدراركة وابن جرير.
ثالثا .تقييم استغالل وأداء مشاتل المقاوالت المنجزة
شابت تشغيل مشاتل المقاوالت مجموعة من النقائص لعدم تطابق استغاللها مع الطابع المؤقت لعمليات االحتضان ،مما أثر
على أدائها ومدى بلوغ أهداف البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت:
.1استغالل مشاتل المقاوالت
خالفا للمعايير المقررة بمقتضى االتفاقيات الموقعة ودفاتر التحمالت المنظمة لتدبير المشاتل ،تبين أن استغالل المشاتل
المنجزة عرف عدة نقائص ،ترتبط بما يلي:
إسناد محالت في غياب دفاتر تحمالت ودون إبرام عقود الكراء
أ ُسنِّ دت بعض المحالت المهنية في غياب دفتر للتحمالت يحدد المعايير المعتمدة النتقاء المستفيدين واإلطار المرجعي لتنظيم
عالقتهم بالجماعة ووضع ضوابط استغاللهم للمحالت وإجراءات اإلسناد أو الفسخ .ويتعلق األمر بجميع المحالت المسندة
المتواجدة بمشتل جماعة سطات ،وكذا المحالت المسندة بمشتل جماعة تاوريرت قبل سنة 47( 2009محال) ،إضافة إلى
جزء من المحالت التي تم تخصيصها بمشتلي طنجة ( 15محال) وشفشاون ( 09محالت).
كما أن جميع عقود الكراء المتعلقة بمشتل المقاوالت بتاوريرت لم تبرم إال بعد مدة تراوحت ما بين 8أشهر و 6سنوات من
إسناد ا لمحالت والشروع في استغاللها ،مما فوت على الجماعة مداخيل الكراء المستحقة عن تلك الفترة وأفرز وضعية شغل
تلك المحالت بدون سند قانوني .كما أن عددا من عقود الكراء بنفس المشتل يتم تمديدها بأثر رجعي ،إذ تعمد الجماعة إلى
قبول تمديد عقود انقضت في فترات سابقة ،وذلك بسبب عدم سلك المستفيدين إلجراءات التمديد المنصوص عليها في عقود
الكراء عبر توجيه طلب إلى الجماعة بواسطة البريد المضمون قبل انصرام مدة صالحية العقد بستة أشهر ،وهو ما يجعل
المستفيدين منها في وضعية غير قانونية تجاه الجماعة لعدم وجود أية عالقة تعاقدية سليمة تربطهم بها بعد انتهاء مدة صالحية
العقود ،مما ينطوي على مخاطر تضر بمصالح الجماعة.
2715 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
السعي نحو ضمان االلتقائية والتكامل والتناسق بين فضاءات االستقبال المؤقت للمقاوالت واألنشطة المزاولة -
بها من جهة ،والبرامج األخرى التي تروم دعم ومواكبة وتمويل حاملي المشاريع من جهة أخرى.
كما ت وصي جميع الشركاء المعنيين بتدبير مشاتل المقاوالت (السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة والجماعات
الترابية وسلطة المراقبة اإلدارية) بما يلي:
االستفادة من تجربة حاضنات المقاوالت والجمعيات العاملة في مجال مواكبة المقاوالت مع دراسة إمكانية -
إشراكها في هذا المجال؛
االستفادة من منصات الشباب موضوع المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،والسيما -
البرنامج الثالث المتعلق ب "تحسين دخل الشباب واإلدماج االقتصادي"؛
حصر وتدبير مشاتل المقاوالت التي تبين أنها الزالت قادرة على أداء وظيفتها على النحو الذي أحدثت من -
أجله وفقا للمبادئ والمعايير المنظمة لفضاءات االحتضان المؤقت للمقاوالت ،وال سيما من خالل:
البحث عن شراكات مع القطاع الخاص من أجل تحديث تدبير مشاتل المقاوالت؛ -
إشراك الجهات وكذا المراكز الجهوية لالستثمار ووكالة إنعاش التشغيل والكفاءات والغرف المهنية في -
تدبير هذه البرامج ،اعتبارا الختصاصها القانوني وتجربتها في مجال إنعاش التشغيل وتحفيز إنشاء
المقاوالت ومواكبة حاملي المشاريع؛
إرساء وتفعيل أجهزة حكامة خاصة بتتبع تدبير البرنامج الوطني وأداء مشاتل المقاوالت ،بما يضمن -
تحسين أداء البرنامج والمشاريع المترتبة عنه؛
التقيد بالطابع المؤقت الحتضان المقاولين الشباب واتخاذ اإلجراءات الالزمة في حال عدم احترام دفاتر -
التحمالت وعقود الكراء؛
تدعيم أنشطة مواكبة المقاولين الشباب داخل المشاتل ،السيما فيما يخص اإلرشاد والتأطير والتكوين في -
الجوانب المالية والتدبيرية والمحاسبية والتقنية؛
إعادة النظر في طبيعة األنشطة المستهدفة في مشاتل المقاوالت واختيار تلك المتماشية مع مبدأ التناوب -
في استغالل المحالت ،السيما تلك المتعلقة بقطاع الخدمات والبحث واالبتكار والتكنولوجيا؛
إعداد دليل مساطر نموذجي حول مختلف اإلجراءات الواجب اتباعها في مجال تدبير مشاتل المقاوالت؛ -
إعادة تخصيص مشاتل المقاوالت التي قد يتبين ،عقب دراسة وتقييم وضعيتها الراهنة ،عدم إمكانية أدائها -
لوظائفها طبقا ألهداف البرنامج؛
دراسة التجارب المقارنة في مجال مشاتل المقاوالت قصد استلهام الممارسات الفضلى في تدعيم نجاعة -
وأداء المشاتل.
أما فيما يخص الجماعات الترابية ،باعتبارها مالكة للمشاتل ومكلفة بتدبيرها ،فإن المجالس الجهوية للحسابات توصيها
بما يلي:
تسوية الوضعية العقارية لمشاتل المقاوالت واتخاذ اإلجراءات الالزمة من أجل تحصيل الباقي استخالصه -
المتراكم في ذمة المستفيدين من مشاتل المقاوالت وإخالء المحالت المهنية التي تم الترامي عليها دون سند
قانوني من طرف األغيار؛
إحداث حسابات خصوصية أو ميزانيات ملحقة لضبط مداخيل ونفقات مشاتل المقاوالت؛ -
تفعيل آليات حكامة المشاتل باالنفتاح على الهيئات العمومية والخاصة المعنية بهذا المجال وتوثيق أعمالها -
وقراراتها.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2720
يعتبر تحفيز االستثمارات وجلبها أولوية بالنسبة لبالدنا ،باعتبارها رافعة أساسية لتنمية االقتصاد الوطني وإحداث فرص
الشغل ،المباشرة منها وغير المباشرة.
ويشكل إحداث فضاءات مالئمة لالستقبال الصناعي (مناطق صناعية ،مجمعات صناعية ،مناطق األنشطة االقتصادية)...
شرطا الزما لجلب االستثمارات ،ومدخال أساسيا لتطوير البنية التحتية الصناعية ومواكبة االستثمار الصناعي .لذلك ،ما فتئت
السلطات الحكومية تولي هذا الجانب أولوية خاصة ،من خالل مجموعة من التدابير واإلجراءات المتخذة في إطار مخططات
استراتيجية قطاعية ،وال سيما المخطط الوطني لتهيئة المناطق الصناعية ومخطط اإلقالع الصناعي والميثاق الوطني لإلقالع
الصناعي.
كما تعتبر الجماعات الترابية فاعال رئيسيا في تحفيز االستثمار بالنظر لالختصاصات المخولة لها في هذا اإلطار .ذلك أن
المادة 82من القانون التنظيمي رقم 111.14أناطت بالجهات اختصاصا ذاتيا في مجال التنمية االقتصادية ،والذي يشمل
باألساس توطين وتنظيم مناطق لألنشطة االقتصادية بالجهة وجذب االستثمار .كما خولت المادة 87من القانون التنظيمي رقم
113.14الجماعات اختصاصات مشتركة مع الدولة ألجل القيام باألعمال الالزمة إلنعاش وتشجيع االستثمارات.
وبالنظر للمؤهالت االقتصادية التي تتوفر عليها جهة الدار البيضاء-سطات ،فقد اتخذت السلطات الحكومية والجماعات الترابية
المعنية عدة تدابير من أجل تطوير بنيتها الصناعية التحتية من خالل إحداث عدة فضاءات لالستقبال الصناعي .وفي هذا
السياق ،أنجز المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء-سطات مهمة رقابية انصبت باألساس حول الوضعية الراهنة
لهذه الفضاءات وخصائصها والتحديات المرتبطة بإحداثها.
أوال .فضاءات االستقبال الصناعي بالجهة :الوضعية الراهنة والخصائص
تعتبر جهة الدار البيضاء – سطات القطب الصناعي األول ببالدنا ،حيث تساهم بحوالي %44من الناتج المحلي اإلجمالي
الصناعي للمغرب ،أي أكثر من 73مليار درهم ،وتحتضن ما يزيد عن 3.000وحدة صناعية مهيكلة ،وهو ما يعادل حوالي
%40من الوحدات المكونة للنسيج الصناعي ببالدنا ،كما تضم الجهة %24من فضاءات االستقبال الصناعي على المستوى
الوطني.
وتتسم الوضعية الراهنة لهذه الفضاءات بانخراط محدود للجماعات الترابية في تهيئة فضاءات االستقبال الصناعي وبرمجة
وتنفيذ المشاريع ذات الصلة ،فضال عن عدم كفاية التدابير المتخذة من أجل توفير تجهيزات وخدمات مالئمة على مستوى
الفضاءات الموجودة ،وضعف في التثمين.
انخراط الجماعات الترابية في توفير فضاءات االستقبال الصناعي :تدابير غير كافية
رغم الدور المهم المنوط بها في تشجيع االستثمار ،فإن الجماعات الترابية لجهة الدار البيضاء-سطات لم تتخذ ما يكفي من
اإلجراءات من أجل توفير فضاءات لالستقبال الصناعي ،إن على مستوى التخطيط أو على مستوى تنفيذ بعض المشاريع
المقررة ذات الصلة بهذا الميدان.
وتعتبر وزارة الداخلية أن انخراط الجماعات الترابية من عدمه فيما يخص فضاءات االستقبال الصناعي ،يجب تقييمه
منذ تخويلها االختصاص في إطار القوانين التنظيمية لسنة ،2015وأن ضعف التثمين وعدم كفاية التدابير المتخذة
من أجل توفير خدمات وتجهيزات مالئمة ال يجب إرجاعه فقط لضعف انخراط الجماعات الترابية.
وفي هذا اإلطار ،وجبت اإلشارة إلى أن مقتضيات القوانين التي كانت سارية المفعول قبل دخول القوانين التنظيمية حيز التنفيذ
(المادة 7من القانون 47.96المتعلق بتنظيم الجهات والمادة 36من القانون 78.00بمثابة الميثاق الجماعي والمادة 36من
القانون 79.00المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم) قد أناطت بالجماعات الترابية دورا رئيسيا في مجال إقامة وتنظيم فضاءات
االستقبال الصناعي .أما بخصوص ضعف التثمين والتجهيزات بالمناطق الصناعية موضوع المهمة الرقابية فهي تتعلق حصرا
بالجماعات الترابية متى كانت صاحبة المشاريع ،فضال عن كون التجهيزات المتعلقة بالربط الخارجي للمناطق الصناعية
بصفة عامة تعتبر اختصاصا حصريا للجماعات طبقا للمادة 83من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات.
2721 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
التخطيط إلحداث فضاءات االستقبال :نقص في التعريف بالسياسات القطاعية وغياب تملكها على المستوى
الترابي
انسجاما مع الممارسات الفضلى المعمول بها على مستوى بعض الدول الرائدة في هذا المجال (مثل تركيا ،وإسبانيا،
والمكسيك) ،فإن التخطيط المالئم لعمليات إحداث فضاءات االستقبال يقوم على مرتكزين اثنين متالزمين ومتكاملين ،وهما:
تملك االستراتيجيات الحكومية الخاصة بتطوير هذه الفضاءات على المستوى الترابي الجهوي والمحلي؛ -
التهيئة والتخطيط العمراني الموازي. -
غير أن عمليات إحداث فضاءات االستقبال الصناعي على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات تمت دون مراعاة للمرتكزين
المذكورين .وهو ما يتجلى من خالل ما يلي:
▪ الحاجة إلى التعريف أكثر باالستراتيجيات الحكومية الخاصة بفضاءات االستقبال الصناعي
لم يتم اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بالتعريف باالستراتيجيات الحكومية المتعلقة بفضاءات االستقبال الصناعي ،إذ تبين ،في هذا
اإلطار ،غياب التنسيق بين القطاع الوزاري المعني ومصالحه الالممركزة ،فضال عن عدم توفر مجموعة من الفاعلين
الرئيسيين ،ال سيما على المستوى الترابي ،على مضامين هذه االستراتيجيات (الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات
والوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع والمراكز الجهوية لالستثمار والوكاالت الحضرية).
وتؤدي هذه الوضعية إلى عدم تملك هذه االستراتيجيات على المستوى الترابي ،وبالتالي إعاقة إعمال مبدأ تنزيل السياسات
العمومية وتكريس التقائيتها ،في ظل عدم توفر مجموعة من الفاعلين ،وخاصة الجماعات الترابية ،على معطيات ومعلومات
مضبوطة بشأن هذه السياسات ،بما يتيح أخذها بعين االعتبار خالل مراحل التخطيط الترابي.
وقد أوضحت وزارة الصناعة والتجارة أنها وضعت مخططا لتوفير العقار الصناعي من أجل مواكبة االستراتيجيات
الصناعية للمملكة ،والسيما ميثاق اإلقالع الصناعي الوطني ( (PNEIومخطط التسريع الصناعي ) (PAIاللذان تم
في إطارهما تطوير مناطق استقبال صناعية عالية الجودة ،تستجيب للمعايير الدولية وتتوفر على مجموعة كاملة
وفعالة من الخدمات وهياكل تسيير فعالة.
وفي هذا اإلطار ،وجبت اإلشارة إلى أهمية تمكين المصالح الالممركزة للوزارة وكذا الفاعلين الرئيسيين من االستراتيجيات
المذكورة ،سعيا إلى تملكها على المستوى الترابي.
▪ أهمية إدراج مشاريع تطوير فضاءات االستقبال الصناعي ضمن مخططات وبرامج تنمية الجماعات
الترابية
لم تقم 15جماعة ،من أصل 23جماعة معنية بإقامة مناطق صناعية على ترابها ،ببرمجة مشاريع ضمن مخططاتها التنموية
من أجل تطوير البنية التحتية المالئمة الحتضان فضاءات االستقبال الصناعي ،رغم أن وثائق التعمير المتعلقة بها قد خصصت
مناطق لمثل هذه المشاريع.
أما بالنسبة للجماعات التي برمجت هذا النوع من المشاريع ،فإنها لم تنجز أيا منها ،باستثناء االنتهاء من مشاريع قديمة تعتبر
نفسها طرفا فيها (مثل مشروع إتمام أشغال المباني الخاصة بالمقاولين الشباب بسطات والتي تعود لسنة 2000ومشروع
تكملة أشغال الشطر األول من المنطقة الصناعية ببنسليمان والتي تم إنجازها من طرف شركة العمران).
▪ ضرورة إنجاز التصميم الجهوي إلعداد التراب وتوطين المناطق الصناعية
ال تتوفر جهة الدار البيضاء –سطات إلى حدود إنجاز هذه المهمة (أبريل )2022على التصميم الجهوي إلعداد التراب
المنصوص عليه في القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات ،وهو ما من شأنه أن يؤثر على التخطيط السليم للتنمية
االقتصادية الجهوية ،وال سيما في جوانبها المتعلقة بإحداث وإعادة تهيئة المناطق الصناعية .ذلك أن غياب إطار مسبق يحدد
األ ولويات المتعلقة بالمشاريع المهيكلة بالجهة انطالقا من التصميم الجهوي إلعداد التراب يشكل عائقا بالنسبة للمستثمر الذي
يحتاج إلى رؤية مستقبلية حول الفضاءات المقرر تهيئتها وتجهيزها الحتضان المناطق الصناعية بالجهة.
عمليات التجهيز والتثمين :نقائص قد تعيق تحفيز لالستثمار
يشكل توفير التجهيزات المالئمة بفضاءات االستقبال الصناعي وتقديم الخدمات المناسبة مع ضمان استدامتها ،مدخال أساسيا
لجلب االستثمار وتحفيزه .غير أن بعض النقائص المسجلة على هذا المستوى قد تعيق تحقيق هذه األهداف.
الحاجة إلى تحسين تجهيزات فضاءات االستقبال الصناعي وشبكاتها
تعرف مجموعة من المناطق الصناعية تهالكا على مستوى تجهيزاتها وعلى مستوى شبكات الربط داخل الموقع وخارجه
(.)In-site et Hors-site
وفي هذا الصدد ،فإن غالبية المناطق الصناعية تم ربطها مباشرة بشبكات الصرف الصحي السكني للمدينة في غياب محطات
للمعالجة المسبقة لمياه الصرف الصناعي على مستوى كل وحدة صناعية وكل فضاء لالستقبال الصناعي .كما أن هناك بعض
2723 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
المناطق الصناعية التي لم يتم ربطها حتى بشبكة الصرف الصحي السكني ،كما هو الحال بالنسبة لمنطقتي أوالد عزوز
وبرشيد الصناعيتين ،حيث يتم صب النفايات الصناعية السائلة مباشرة في المجال البيئي.
وكنتيجة لذلك ،وفي ظل غياب إطار قانوني يؤطر عمليات تدبير األجزاء المشتركة داخل المناطق الصناعية ،فإن ضعف
الصيانة يؤدي إلى تدهور تجهيزاتها (الطرق ،اإلنارة ،قنوات تصريف مياه األمطار ومياه الصرف الصحي ،التشوير )...وال
يوفر بيئة مناسبة الشتغال الوحدات الصناعية داخلها ،كما قد يعيق تحقيق األهداف المتوخاة من إحداث المناطق الصناعية.
ضرورة مراعاة شروط المحافظة على البيئة
تم إحداث مجموعة من فضاءات االستقبال الصناعي ،على مساحة تمثل أزيد من %67من المساحة اإلجمالية لهذه الفضاءات
بالجهة ،قبل دخول القانون رقم 12.03المتعلق بدراسات التأثير البيئي ومراسيمه التطبيقية رقم 2.04.563ورقم 2.04.564
حيز التطبيق ،مما يعني أن إنشائها قد تم في غياب دراسات التأثير البيئي .أما بالنسبة لباقي فضاءات االستقبال ،والتي تغطي
حوالي %33من المساحة اإلجمالية ،فإنها تعرف مجموعة من المشاكل ذات الطابع البيئي ،وإن شكلت موضوع تقييم لألثر
البيئي .وتكمن أهم هذه المشاكل في غياب أو ضعف قدرة محطات معالجة المياه العادمة ،ووجود وحدات صناعية تتميز
نفاياتها باختالف وتنوع تركيباتها الكيميائية مما يستحيل معه معالجتها في نفس المحطة وبنفس الوسائل والطرائق ،وغياب
أجهزة تقوم بمراقبة مدى احترام شروط الحفاظ على البيئة كما تم التنصيص على ذلك ضمن دراسات التأثير البيئي.
ومما يزيد في تفاقم الوضع البيئي على هذا المستوى ،وجود أكثر من 3.300وحدة صناعية غير مهيكلة لم تخضع ألي
دراسات للتأثير على البيئة.
وإجماال ،فإن النشاط الصناعي على مستوى جهة الدار البيضاء -سطات ،وفي غياب دراسات للتأثير البيئي في غالبية
الحاالت ،يفرز مجموعة من المشاكل البيئية ،المتمثلة أساسا فيما يلي:
-ضعف في عملية ربط الجيلين األول والثاني من المناطق الصناعية بشبكات الصرف الصحي وعدم توفير أوعية
عقارية خاصة بإنشاء محطات المعالجة القبلية داخلها؛
-تواتر األعطاب المتعلقة بانسداد وتدهور معدات تصريف مياه الصرف الصحي (حسب بيانات شركة التدبير
المفوض للماء والكهرباء بمدينة الدار البيضاء ووكالة توزيع الماء والكهرباء بالجديدة)؛
-تسبب نفايات الوحدات الصناعية غير المهيكلة بإقليم مديونة في أضرار متكررة في أغشية ومعدات الترشيح الفائق
لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي؛
-وجود خطر حقيقي لتلوث البيئة الطبيعية والبيئة البحرية ،حيث تستقبل محطات المعالجة األولية في الجهة والواقعة
على الساحل نفايات صناعية غير معالجة يتم قذفها الحقا عبر مصب بحري على مسافات تتراوح بين 2و3,5
كيلومترات في المحيط.
ولعل من أهم األسباب التي أدت إلى بروز هذه المشاكل البيئية ،عدم وجود إطار قانوني يعاقب على تصريف المياه الملوثة
للوحدات الصناعية في شبكة الصرف الصحي السكني للمدينة والتي ال تحترم الحدود المنصوص عليها في القرار المشترك
رقم 3286.17الصادر بتاريخ 4شتنبر .2017وفي نفس السياق ،وجبت اإلشارة إلى أن القانون رقم 36.15المتعلق بالماء
والمرسوم رقم 2.04.553المتعلق باالنسكابات والتدفقات والتصريفات والرواسب المباشرة أو غير المباشرة في المياه
السطحية أو الجوفية ال ينصان على عقوبات محددة لهذا النوع من الممارسات.
إعادة تهيئة وتأهيل المناطق الصناعية من الجيل األول والثاني :تأخر في التنفيذ
نظرا للصعوبات التي تعرفها المناطق الصناعية المنجزة من طرف الجماعات الترابية بالجهة ،بادرت القطاعات الحكومية
المعنية ،منذ سنة ،2005إلى اعتماد مخطط اإلقالع الصناعي ( )2005والميثاق الوطني لإلقالع الصناعي لسنة (،)2009
وذلك بغية تحقيق ثالثة أهداف رئيسية ،وهي:
-تشجيع الشراكة بين الخواص والجماعات الترابية والغرف المهنية والمؤسسات العمومية؛
-وضع رهن إشارة أصحاب الوحدات الصناعية حزمة من الحلول ،تجمع بين توفير األراضي والمباني الجاهزة
وتقديم مجموعة من الخدمات المواكبة؛
-إعادة تأهيل المناطق الصناعية القائمة بهدف تطويرها.
وفي هذا الصدد ،سجل ،على مستوى الجهة ،تقدم ملموس من حيث إحداث جيل جديد (جيل ثالث) من فضاءات االستقبال
الصناعي ،والتي تم إنجازها بشراكة مع أطراف أخرى.
في المقابل ،فإن المحور المتعلق بإعادة التهيئة أو إعادة تأهيل مناطق الجيل األول والثاني ،التي تم إنشاؤها في إطار المخطط
الوطني لتهيئة المناطق الصناعية ،عرف تأخرا كبيرا في إنجازه ،إذ لم يتم الشروع في انتقاء المناطق الصناعية التي ستتم
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2724
تهيئتها أو إعادة تأهيلها ،كالمنطقة الصناعية أحد السوالم والمجمع الصناعي للبرنوصي ،إال خالل سنة 2018بمناسبة إطالق
برنامج صندوق المناطق الصناعية المستدامة التابع لوكالة تحدي األلفية.
وقد أشارت وزارة الصناعة إلى أنها ،وبهدف اختيار مشاريع تهيئة وإعادة تأهيل البنى التحتية لالستقبال الصناعي،
عملت على إطالق دعوات إلبداء االهتمام ) (AMIترتكز على تعبئة الجهات الفاعلة المختلفة قصد تطوير العرض
العقاري ،موضحة أنه قد تم اعتماد هذه اآللية من طرف صندوق المناطق الصناعية المستدامة » «FONZIDبعد
توقيع الميثاق الثاني بين الحكومة المغربية والوكالة األمريكية " "MCCالذي دخل حيز التنفيذ في .2018
تثمين محدود للبقع الصناعية واحتمال كبير للمضاربة
في إطار المخطط الوطني لتهيئة المناطق الصناعية ،كانت التركيبة المالية لمشاريع إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي تقوم
على تقديم الدعم المالي لعملية اقتناء وتهيئة العقار المحتضن لفضاء االستقبال وتفويت البقع الصناعية للمستفيدين بثمن التكلفة
شريطة تثمينها داخل أجل زمني محدد في أفق استغاللها لألغراض المخصصة لها.
غير أن دفاتر التحمالت ذات الصلة تضمنت مقتضيات ،خاصة في الشق المتعلق بشروط تفويت البقع ،صعبة التنفيذ ،ال سيما
في ظل غياب إطار قانوني مالئم وجهاز يسهر على تطبيقها .وهكذا ،عرفت مجموعة من المناطق الصناعية تأخرا في تثمين
البقع ،مما نتج عنه عدم احترام آجال إنجاز عقود البيع النهائية ،كما هي محددة في دفاتر التحمالت .باإلضافة إلى ذلك ،لم يتم
تفعيل بنود فسخ الوعد بالبيع نتيجة عدم التثمين ،إذ ،وعلى سبيل المثال ،لم يتم بناء أو استكمال بناء 33بقعة بالمنطقة الصناعية
بالجديدة ،حيث ظلت على شكل أراض عارية دون أن تحتضن أي نشاط صناعي.
ويمكن تفسير هذه الوضعية بمجموعة من العوامل ،أهمها عدم دقة وشمولية ونجاعة مساطر انتقاء المستثمرين وعدم وجود
معايير وشروط واضحة لالنتقاء ،وكذا عدم التطبيق الصارم لبنود دفاتر التحمالت ،فضال عن اعتماد الجماعات المعنية خيار
"بيع البقع" كعرض وحيد وحصري متاح للمستثمر ودون العمل على تنويع الخيارات الممكنة (كإمكانية الكراء مع التجديد
الضمني للعقد ذي الصلة).
ونتيجة لما سبق ،فإن نسبة التثمين الصناعي للبقع ما زالت في حدود متوسطة على مستوى الجهة ،إذ لم تتجاوز ،في أحسن
الحاالت ،نسبة .%54ومن شأن هذه الوضعية أن تؤدي إلى المضاربة في البقع غير المثمنة ،مما سيحيد بالجهود المبذولة في
هذا اإلطار عن أهدافها المسطرة والمتمثلة أساسا في توفير مناخ مالئم لالستثمار واإلسهام في التنمية االقتصادية للجهة.
ثانيا .إحداث فضاءات االستقبال الصناعي :إكراهات وانعكاسات سلبية تعيق تحقيق األهداف المسطرة
تواجه عمليات إحداث فضاءات االستقبال الصناعي مجموعة من اإلكراهات ،كما أنها تعاني من عدة نقائص ،مما يؤثر سلبا
على تحقيق األهداف المرجوة وال يساهم ،على النحو المطلوب ،في إنعاش االستثمار على مستوى الجهة.
.1توفير األوعية العقارية المالئمة :عائق حقيقي أمام إحداث فضاءات لالستقبال الصناعي
يشكل توفير األوعية العقارية المالئمة الحتضان فضاءات االستقبال الصناعي عائقا حقيقيا أمام األطراف المعنية ،مما أدى
إلى اللجوء المتكرر لمسطرة االستثناء وانتشار مهم للوحدات الصناعية غير المهيكلة.
صعوبات في تعبئة األوعية العقارية المالئمة
تم إحداث مجموعة من المناطق الصناعية دون تسوية األوعية العقارية المقامة عليها ،كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة األنشطة
االقتصادية للحي الحسني والمناطق الصناعية لكل من الجديدة وبنسليمان (الشطران األول والثاني) وسطات وابن أحمد
وبرشيد.
وتجد الجماعات الترابية المعنية صعوبات في تعبئة األوعية العقارية المنصوص عليها في وثائق التعمير من أجل احتضان
فضاءات االستقبال الصناعي ،وذلك نتيجة مجموعة من العوامل ،أهمها:
تراجع مساحة األوعية العقارية سهلة التعبئة ،ال سيما تلك المملوكة للدولة والممكن تخصيصها لألنشطة -
الصناعية ،مقابل تواجد معظمها ،حسب تصاميم التهيئة ،على أراض للخواص (باستثناء جماعتي أوالد عزوز
وأوالد صالح حيث خصص تصميما تهيئتهما أراض للتنطيق الصناعي في ملكية الدولة على مساحتي 699,23
هكتارا و 369,32هكتارا) ،وهو ما يتطلب موارد مالية مهمة القتنائها ،ال سيما في ظل توجه اجتهاد القضاء
اإلداري إلى عدم منح صفة المنفعة العامة لعمليات نزع ملكية األوعية العقارية التابعة للخواص من أجل إنشاء
فضاءات االستقبال الصناعي؛
عدم وجود جهاز ذي بعد جهوي يتولى مهمة تعبئة األوعية العقارية ذات التنطيق الصناعي ،كما هي محددة في -
وثائق التعمير؛
ضعف معدل العائد على االستثمار ( )Tauxًdeًretourًsurًl’investissementفي عمليات تطوير وإنشاء -
فضاءات االستقبال الصناعي ،وهو ما يؤدي إلى عدم مبادرة مالك األراضي ذات التنطيق الصناعي إلى تعبئتها.
2725 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أوردت وزارة الداخلية أن المديريات الجهوية واإلقليمية ألمالك الدولة تتولى مهمة تعبئة العقارات وذلك تحت
وصاية اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار.
وفي هذا اإلطار ،وجبت اإلشارة إلى أن هذه المديريات ال تُعتبر صاحبة المشروع المتعلق بتعبئة األراضي من أجل إنشاء
مناطق صناعية ،إذ يقتصر دورها على الموافقة على البيع لصاحب المشروع ،أما تعبئة العقارات فهي منوطة بالجماعات
الترابية وخصوصا الجهة (صاحبة االختصاص حاليا) وذلك من أجل إنجاز هذه المشاريع في ظل عدم مبادرة الخواص
إلنجاز هذه المناطق الصناعية لالستقبال لضعف معدل العائد على االستثمار المتعلق بها.
لجوء متكرر لمسطرة االستثناء من أجل توفير األوعية العقارية الحتضان فضاءات لالستقبال الصناعي
نتيجة لندرة فضاءات االستقبال الصناعي المهيكلة وتنامي ظاهرة المضاربة في أسعار األراضي ذات التنطيق الصناعي،
يلجأ العديد من المستثمرين ،في إطار مسطرة االستثناءات ،إلى إنشاء وحداتهم الصناعية على أراض فالحية .وفي هذا الصدد،
فقد تم الترخيص ألكثر من 352مشروعا صناعيا في إطار مسطرة االستثناءات ،والتي غالبيتها تتعلق بتغيير وجهة األراضي
سر ببحث المستثمرين الصناعيين على أراض بأسعار مناسبة لتوطين الفالحية وتحويلها إلى أراض صناعية ،وهو ما يٌفَ َّ
وحداتهم لمواجهة التكلفة المرتفعة والمضاربة التي تعرفها األراضي ذات التنطيق الصناعي .كما تعزى هذه الوضعية أيضا
إلى سعي المستثمرين القتناء أراض ذات مساحات كبيرة مالئمة للنشاط الصناعي المراد إحداثه والتي ال توفرها العروض
المتاحة.
انتشار مهم للوحدات الصناعية غير المهيكلة
في ظل ندرة العرض الخاص والمالئم للمقاوالت الصناعية الصغيرة والمتوسطة ،تعرف الجهة انتشارا للوحدات الصناعية
غير المهيكلة ،أي الوحدات الصناعية ،المرخص لها أو غير المرخص لها ،التي تنشط خارج المناطق الصناعية ،وهو ما
يتعارض ومقاصد االستراتيجيات القطاعية ذات الصلة والتي من بين أهدافها تجميع الوحدات الصناعية في مجمعات وتكتالت
صناعية داخل مناطق صناعية بمواصفات مهنية.
وهكذا تضم الجهة أكثر من 3.300وحدة صناعية غير مهيكلة تمتد على مساحة إجمالية تقارب 188هكتارا ،وتشغل ما يزيد
عن 23.600من اليد العاملة .مع العلم أن العديد منها يمارس أنشطة تقتضي اتخاذ تدابير خاصة لتفادي اإلضرار بالبيئة
(تذويب الحديد والنحاس ،الصناعة الكيماوية والشبه كيماوية.)....،
وتتمركز هذه الوحدات غير المهيكلة خاصة في الجماعات ذات الطابع القروي الواقعة بمحاذاة المدن الرئيسية لألقاليم المعنية،
وكذا في العماالت الواقعة حول مركز مدينة الدار البيضاء (موالي رشيد وسيدي عثمان وعين الشق والحي الحسني وسيدي
البرنوصي.)....
.2اإلطار القانوني والمؤسساتي لتهيئة فضاءات االستقبال الصناعي :ضرورة اعتماد إطار خاص بهذه العمليات
تتسم عملية إنشاء وتطوير فضاءات االستقبال الصناعي ،بمراحلها المختلفة من تخطيط وتأهيل وإعادة هيكلة ،بغياب إطار
قانوني خاص يؤطر كل هذه المراحل.
باإلضافة إلى ذلك ،لم يتضمن القانون -اإلطار رقم 18.95بمثابة ميثاق لالستثمار أي مقتضيات تتعلق بإنشاء الدولة أو
الجماعات الترابية لمناطق صناعية جاهزة لالستخدام .فالمادة الوحيدة (رقم )19التي تشير لهذه المناطق ال تتعلق إال ببعض
الفضاءات التي تتم تعبئتها من طرف الخواص والتي يمكن للدولة ،إذا رأت مبررا لذلك ،أن تساهم جزئيا في تكاليف إنشائها.
ورغم التغيرات الجوهرية التي عرفتها البيئة القانونية واحتياجات المستثمرين ،فقد ظل القانون -اإلطار سالف الذكر ساري
المفعول لما يزيد عن 23سنة دون أن يخضع ألي إصالح يتالءم وهذه التغيرات ،إلى أن تم مؤخرا (سنة )2022إعداد
مشروع قانون -إطار رقم 03.22بمثابة ميثاق جديد لالستثمار يهدف للرفع من آثار عملية االستثمار ،السيما فيما يتعلق
بإحداث فرص الشغل القار ،وتقليص الفوارق بين األقاليم والعماالت في جلب االستثمارات ،فضال عن استهداف القطاعات
اإلنتاجية ذات القيمة المضافة العالية ،وتحقيق التنمية المستدامة ،وكذا تحسين مناخ األعمال وتسهيل عملية االستثمار ،والرفع
من مساهمة االستثمار الخاص الوطني واألجنبي.
ومن أهم انعكاسات هذا الغياب الذي استمر لمدة تزيد عن 23سنة ،يمكن اإلشارة إلى ما يلي:
أهمية اعتماد جهاز على المستوى الجهوي ،مسؤول عن تعبئة األوعية العقارية ذات التنطيق الصناعي
وإنشاء فضاءات االستقبال الصناعي
يعد غياب جهاز على المستوى الجهوي ،مسؤول عن تعبئة األوعية العقارية ذات التنطيق الصناعي ،أحد األسباب الرئيسية
التي أدت إلى بروز مجموعة من اإلكراهات ذات الصلة بتعبئة األراضي الصناعية ،والتي تكمن أهم تجلياتها في نسبة التعبئة
التي لم تتجاوز %17خالل الفترة 2021 - 2011و %53منذ سنة .1980
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2726
الحاجة العتماد إطار قانوني خاص بإنشاء فضاءات االستقبال الصناعي وبتحديد مكوناتها
في غياب إطار قانوني خاص ،تم االستناد في إنشاء المناطق الصناعية إلى نصوص قانونية ذات طابع عام (ظهير 30شتنبر
1953المتعلق بالتجزئات العقارية وتقسيم العقارات والقانون رقم 12.90المتعلق بالتعمير والقانون رقم 25.90المتعلق
بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات) ،حيث يتم إخضاع عمليات إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي
لنفس المقتضيات المؤطرة إلحداث التجزئات السكنية.
وفي نفس السياق ،فإن مكونات هذه المناطق ،من حيث الخدمات المقدمة للمستثمرين وطبيعة التجهيزات والبنايات المتواجدة
بها ،تظل غير مؤطرة بمقتضيات قانونية خاصة ،وهو ما يعتبر أحد أهم أسباب ضعف تثمين المناطق الصناعية المحدثة.
وفي هذا اإلطار ،وألجل تعزيز الترسانة القانونية ذات الصلة بفضاءات االستقبال الصناعي ،فقد تم إعداد مشروع قانون رقم
102.21المتعلق بالمناطق الصناعية وذلك بتعاون مع وكالة تحدي األلفية-المغرب وإشراك كل الفاعلين المعنيين ،حيث تمت
المصادقة عليه من طرف المجلس الحكومي سنة ،2022وهو في طور المناقشة على مستوى الغرفة األولى للبرلمان .وينص
مشروع القانون سالف الذكر على العناصر األساسية التالية:
مخطط المناطق الصناعية :وضع مخطط وطني للمناطق الصناعية ،باعتباره وثيقة مرجعية ،يحدد السياسة -
العامة والتوجهات االستراتيجية للدولة في ميدان البنيات التحتية الصناعية؛
تهيئة وتطوير وتسويق المناطق الصناعية :وضع نظام عام لتهيئة وتطوير وتسويق المناطق الصناعية يحدد -
القواعد العامة الواجب مراعاتها في مجال تهيئة وتطوير وتسويق المناطق الصناعية والدراسات الواجب إرفاقها
بطلب إنجاز مشروع تهيئة المنطقة الصناعية؛
تدبير المناطق الصناعية :التنصيص على نظام عام لتدبير المناطق الصناعية يحدد القواعد العامة الواجب -
مراعاتها في مجال تدبير المناطق الصناعية والقواعد المحددة لآلجال المتعلقة بتثمين وإنجاز األشغال في المناطق
الصناعية الواجب تضمينه في عقود البيع أو الكراء المبرمة بين المكلف بالتهيئة والمستثمرين باإلضافة إلى
الخدمات الالزمة ألنشطة المستثمرين.
في نفس السياق ،أوضحت وزارة الصناعة والتجارة أنها منكبة على صياغة دفتر تحمالت بالنسبة للمشاريع التي
تكون طرفا فيها ،قصد حلحلة عراقيل عدم تثمين البقع األرضية ،وتدبير االلتزامات بين المسؤول عن تسيير البنية
التحتية والمستثمر.
أهمية اعتماد آلية قانونية من أجل إدارة فضاءات االستقبال الصناعي
تعرف تجهيزات وشبكات الجيلين األول والثاني من المناطق الصناعية مستوى متقدما من التدهور ،فضال عن ضعف الخدمات
المقدمة للمستثمرين ،وذلك بسبب غياب إطار قانوني وآليات تنظيمية تؤطر عمليات تدبير وإدارة الخدمات بهذه الفضاءات
بعد توطين الوحدات الصناعية بها.
وأمام هذه الوضع ،بادر العديد من المستثمرين داخل هذه الفضاءات ،بما فيها تلك التي تم إنجازها من طرف الجماعات
الترابية ،إلى تأسيس جمعيات تعنى أساسا بالتواصل مع الجماعات المعنية قصد حثها إلعادة هيكلة تجهيزات المنطقة
الصناعية ،غير أن هذه المبادرات لم تفض إلى النتائج المرجوة ،نظرا لمحدودية الموارد المالية لهذه الجماعات.
وفي المقابل ،فقد اعتمد الجيل الثالث من فضاءات االستقبال الصناعي ،بما في ذلك تلك التي تم تطويرها في إطار تشاركي،
مثل المجمعات الصناعية المعدة للكراء ،أو التي أنشأتها شركة "ميدزد" ( ،)MEDZنموذجا مبتكرا يقوم على إنشاء شركة
تدبير مسؤولة عن تطوير وتسويق وتشغيل وصيانة هذه الفضاءات ،مستوحى من نظام الملكية المشتركة المشار إليها في
المادة 45من القانون رقم 25.90المتعلق بالتجزئات بالنسبة للبقع غير المبنية ،والقانون رقم 18.00المعدل والمتمم بواسطة
القانون رقم 106.12بالنسبة للمباني المشيدة .ورغم مزايا هذا النموذج التدبيري في الحفاظ على التجهيزات واستدامتها ،فإنه
يؤدي ،حسب أصحاب الوحدات الصناعية المعنية ،إلى تحميلهم أعباء مالية إضافية ،بالنظر إلى كونهم يساهمون ،من جهة،
في أداء تكاليف تدبير المنطقة الصناعية ،ويؤدون ،من جهة ،الرسوم المحلية ذات الصلة ،وال سيما رسم الخدمات الجماعية.
الحاجة إلى اعتماد آليات مبتكرة من أجل تمويل التجهيزات وشبكات ربط فضاءات االستقبال الصناعي
سن المشرع عدة آليات لتمويل البنية التحتية وشبكات الربط ،تتمثل في ضرائب التأسيس األولى ،وخاصة المساهمة في إنجاز
الطرق العامة الجماعية المفروضة على مالك األراضي المجاورة لها والمنصوص عليها في المواد من 37إلى 39من
القانون 12.90المتعلق بالتعمير .فضال عن آليات أخرى ،كالرسم المهني والرسم على الخدمات الجماعية المنصوص عليها
في القانون 47.06المتعلق بجبايات الجماعات الترابية.
غير أن الجماعات المعنية ال تتخذ ما يكفي من اإلجراءات من أجل تعبئة هذه الموارد ،حتى يتسنى لها االضطالع ،على النحو
المطلوب ،بأدوارها في تمويل البنية التحتية والتجهيزات الكبرى وشبكات الربط لهذه الفضاءات ،وعلى وجه الخصوص ،تلك
الناتجة عن فتح مناطق حضرية جديدة ذات تنطيق صناعي.
2727 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وإزاء هذه الوضعية ،تعرف عمليات إحداث فضاءات االستقبال الصناعي وتجهيزها إكراهات تمويلية ،تفضي بالنتيجة إلى
اختيار حلول مؤقتة لربطها بالتجهيزات والشبكات أو إنجاز تجهيزات ذات قدرة محدودة تتناسب مع الموارد المالية المتوفرة
للتهيئة (كمثال على ذلك المناطق الصناعية ألوالد عزوز وسطات وبرشيد وسيدي المكي والجديدة أو حتى بعض العمليات
التي قام بها الخواص كعملية "سابينو").
ثالثا .المجمعات الصناعية المعدة للكراء :نموذج يحتذى به رغم بعض النقائص المرتبطة بمدى وفاء
الجماعات المعنية بالتزاماتها
يرتكز هذا النموذج على إنشاء مجمع صناعي للكراء ) (PILفي إطار شراكة تجمع بين الوزارة الوصية والجماعة المعنية
وأطراف أخرى .ويعتبر المجمع الصناعي ببوسكورة أول فضاء شرع في إنشائه في هذا اإلطار ،سنة ،2003على مساحة
28هكتارا .ويضم هذا النوع من الفضاءات ،حاليا ،أربعة مجمعات صناعية على مساحة إجمالية قدرها 141هكتار ،تنشط
بها 500شركة وتوفر أكثر من 25.000فرصة عمل مباشرة.
وقد مكن هذا النموذج من المجمعات من تجاوز مجموعة من المعيقات سالفة الذكر ،وال سيما غياب إطار قانوني خاص
بفضاءات االستقبال الصناعي ،من خالل تبني تدب ير محكم لعملية التخطيط والتهيئة واالنتقاء ومواكبة عمل المجمع ،وهو ما
يمكن استجالؤه من خالل العناصر التالية:
هندسة مالية وتقنية مبتكرة
يتميز هذا النموذج من فضاءات االستقبال الصناعي بهندسة مالية وتقنية مبتكرة ،حيث ،وبعد الموافقة على الوعاء العقاري
المحتضن للفضاء بناء على دراسة جدوى ،تشرع الجماعة المعنية في مسطرة اقتناء العقار ،ووضعه ،بموجب عقد إيجار،
تحت تصرف شركة تدبير يتم إنشاؤها لتطوير وتسويق وإدارة المجمع ،التي تتخذ شكل شركة مجهولة االسم مع مجلس
لإلدارة ومجلس للمراقبة .ويتكون رأسمالها من مساهمات الجهات المانحة الشريكة للغرفة ،وتتكون مساهمة الجماعة في
رأسمال الشركة من الهامش اإلضافي المحقق على سعر بيع العقار إلى الغرفة.
أما على المستوى المالي ،فإن البقع أو المباني الجاهزة التي تمت تهيئتها في إطار هذه المجمعات يتم كراؤها بأسعار تحفيزية
ال تتجاوز ،للمتر المربع الواحد شهريا 5 ،أو 6دراهم بالنسبة للبقع و 30أو 40درهم للمباني الجاهزة .وتحدد مدة عقد الكراء
في 9سنوات قابلة للتجديد ضمنيا ،دون إمكانية تمديده ليصبح عقد إيجار انتفاعي ،مما يسمح للمستثمر الصناعي من تخصيص
سيوالته النقدية لتطوير تجهيزات ومعدات وحدته الصناعية ،كما أن هذه الهندسة تمكن من تحييد المخاطر المتعلقة بالمضاربة.
آلية تسمح بالتوازن المالي لتدبير المجمع وبضمان استدامة التجهيزات
تسمح الهندسة المالية لهذا النموذج بتحقيق التوازن المالي لتدبير المجمع الصناعي خالل مدة قصيرة (بين 2و 4سنوات) .إذ
يعتمد هذا النموذج على اقتراح عروض مخصصة حصريا للكراء ،سواء بالنسبة للبقع أو المصانع الجاهزة لالستخدام أو
المباني المخصصة للخدمات المصاحبة وكذا البقع المتواجدة على الطريق الرئيسي التي يتم تخصيصها ألنشطة قاعات
العروض أو محطات الخدمة.
باإلضافة إلى ذلك ،وألجل المحافظة على التجهيزات والخدمات المصاحبة وضمان استدامتها ،تسهر شركة
تدبير المجمع على اقتطاع المساهمات الالزمة لذلك من الوحدات الصناعية الموجودة بالمجمع.
نسب تثمين مرتفعة وضبط أفضل لعمليات انتقاء المستثمرين
إذا كانت محدودية نسب التثمين تعتبر واحدا من أهم اإلكراهات التي تعرفها المناطق الصناعية المنجزة من طرف الجماعات
الترابية ،فإن نسبة تثمين المجمعات الصناعية المنجزة في إطار تشاركي تقارب ( %100نسبة %100بكل من المجمع
الصناعي بوسكورة وأوالد صالح و %70بالنسبة لمجمع سطات) .وتعزى هذه النسبة المرتفعة إلى إيالء عناية خاصة لشروط
الترويج لهذه المجمعات داخل المغرب وخارجه وللبنود المتعلقة بانتقاء المستثمرين وبتثمين البقع والبنايات.
ويمكن لهذا النموذج أن يحقق نتائج أفضل إذا ما تم تجاوز بعض النقائص المرتبطة أساسا بعدم وفاء الجماعات الترابية
بالتزاماتها وواجباتها في هذا المجال ،والتي يمكن استعراضها على النحو الموالي:
-باستثناء المجمعات الصناعية األربع المنجزة على مستوى الجهة بمبادرة من السلطة اإلقليمية المعنية بشراكة
فاعلين آخرين ،ورغم المزايا التي ينطوي عليها هذا النموذج ،لم تقم الجماعات الترابية بالجهة ببرمجة أي مشاريع
تتعلق بإنشاء أو تهيئة مجمعات صناعية للكراء في إطار برامجها ومخططاتها التنموية؛
-سعي بعض الجماعات الترابية إلى تحقيق مكاسب مالية إضافية عند بيعها للعقار المخصص إلنشاء المجمع
الصناعي ،مما قد يؤثر على التوازن المالي للمشروع؛
-عدم قيام بعض الجماعات بربط المجمعات الصناعية التي تم إنشاؤها بشبكة الصرف الصحي على الرغم من
توفر المجمع والوحدات الصناعية على محطات معالجة أولية (حالة مجمع سيدي المكي ببرشيد)؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2728
-عدم مبادرة الجماعات الترابية المعنية بالمساهمة في رأسمال شركات تدبير المجمعات الصناعية إلى االضطالع
بدورها كفاعل أساسي في أجهزة الحكامة والجموع العامة.
وقد أوضحت وزارة الداخلية أن تقرير النموذج التنموي الجديد تضمن ،فيما يخص مناطق األنشطة االقتصادية عموما
والصناعية خاصة ،توصيات مهمة تمثل عصارة تجربة المجهودات المبذولة من طرف بالدنا في هذا المجال والمتمثلة
فيما يلي:
-إسناد التصميم األولي لهذه المناطق إلى فاعل جهوي قادر على هيكلة المشروع في تنسيق مع الفاعلين المعنيين
المتعددين (السلطات العمومية ،المقاوالت ،المنعشين العقاريين ،المستثمرين والجمعيات) ،وتحديد وعاء عقاري
مالئم يستجيب للحاجيات وضمان ربط منطقة األنشطة وإنجاز التجهيزات خارج الموقع؛
-قيام الجهات بتطوير مناطق صناعية يتم إدماجها في مشروع حقيقي للمجال الترابي ومرتبطة ارتباطا كامال بالنسيج
الحضري القائم وبأنماط النقل وتستجيب لحاجيات وطلب المقاوالت؛
-إمكانية ارتكاز اإلنجاز والتنفيذ الفعلي على الشراكة بين القطاعين العام والخاص ،ليتم إسنادهما إلى متعاملين
خواص يتم انتقاؤهم وفق مسطرة مفتوحة لطلب المشاريع وعلى أساس دفتر تحمالت يفرض جودة عالية للخدمات
داخل المناطق المعني؛
-تطوير مناطق لألنشطة االقتصادية بجودة عالية وبأسعار تنافسية في متناول جميع المقاوالت .وهو ما يستدعي
العمل على التخطيط في إطار شراكة وثيقة مع الجهات لبلورة عرض للبنيات التحتية لالستقبال قادرة على االستجابة
للطلب ،وتوفير شروط إقالع أنشطة جديدة.
وتأسيسا على ما سبق ،فإن المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء – سطات يوصي بما يلي:
وضع برنامج إلعادة تهيئة فضاءات االستقبال الصناعي المنجزة من طرف الجماعات الترابية باالعتماد على -
اإلطار المرجعي لصندوق المناطق الصناعية المستدامة التابع لوكالة تحدي األلفية المغرب؛
تجميع الموارد المالية للجهة والجماعات المعنية لتسريع عملية إنشاء جيل جديد من فضاءات االستقبال -
الصناعي باستلهام نموذج المركبات الصناعية المعدة للكراء المنجزة في إطار تشاركي؛
التعريف على مستوى الجهة بمختلف استراتيجيات وزارة الصناعة والتجارة بشكل عام وتلك المتعلقة بتحفيز -
إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي على وجه الخصوص؛
ترجمة االستراتيجيات المختلفة المتعلقة بتحفيز إنشاء فضاءات االستقبال الصناعي إلى مشاريع ملموسة -
ضمن مخططات وبرامج تنمية الجهة والجماعات؛
التسريع بإخراج التصميم الجهوي إلعداد التراب ومخططات التوجيه إلى حيز الوجود مع ضمان توزيع -
متوازن للتنطيق الصناعي في إطار رؤية شاملة ومتناغمة ومتوازنة لتراب الجهة؛
تحسين معدل تحويل المساحات المخصصة للتنطيق الصناعي إلى فضاءات لالستقبال الصناعي وترشيد -
عمليات اللجوء إلى مسطرة االستثناءات؛
الحيلولة دون إنشاء وحدات صناعية جديدة غير مهيكلة ووضع استراتيجية جهوية للتسوية التدريجية -
والشاملة لوضعية تلك القائمة؛
اعتماد إطار قانوني وآليات تنظيمية خاصة بإنشاء وتدبير فضاءات االستقبال الصناعي؛ -
تكليف جهاز على المستوى الجهوي بإنشاء وتطوير وتدبير وإدارة المجمعات الصناعية للكراء؛ -
إعادة تأهيل المناطق الصناعية القديمة في تناسق مع القوانين المتعلقة بخفض التأثيرات البيئية. -
2729 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
قطاع الثقافة
تتوفر بالدنا على مؤهالت قادرة على جعل الثقافة رافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة ،حيث تزخر بتراث ثقافي مادي وغير
مادي متنوع ومتعدد الروافد ،وهو ما يشكل ثروة حقيقية ويعكس غنى رصيدها التاريخي والثقافي.
وقد كان هذا الموروث الثقافي موضوع مجموعة من المبادرات الرامية إلى ضبطه وحمايته وتثمينه كي يشكل أحد مرتكزات
التنمية .وفي هذا السياق ،تبرز الجوانب المتعلقة بحماية المواقع والمباني التاريخية كإحدى أهم المحاور التي تنصب حولها
االستراتيجيات والبرامج المعتمدة في إطار تطوير الثقافة ببالدنا.
كما يكتسي الولوج إلى الثقافة ودعم اإلبداع أهمية خاصة في إطار االرتقاء بالعمل الثقافي ،بالنظر للدور الكبير لهذه الجوانب
في تعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في التنمية البشرية ،والنهوض بالتراث الفني واإلبداعي والتعريف به ،وتثمين الرأسمال
الالمادي لبالدنا.
وفي هذا الصدد ،ركزت المهمات الرقابية التي أنجزها المجلس خالل سنة 2021على الجانبين التاليين:
العمل الثقافي :الولوج إلى الثقافة ودعم اإلبداع؛ -
تدبير المباني والمواقع التاريخية. -
العمل الثقافي:
أهمية إعداد استراتيجية مندمجة للعمل الثقافي من أجل ضمان الولوج للثقافة ودعم
اإلبداع
يتوفر المغرب على مؤهالت قادرة على جعل العمل الثقافي رافعة أساسية من رافعات التنمية الشاملة ،ويشكل التراث الثقافي
المادي والالمادي أحد أهم مكوناته .لذلك ،ارتكز المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في قطاع الثقافة للفترة ،2021- 2017
على عدة محاور من أهمها )1( :إعداد استراتيجية ثقافية وطنية )2( ،والحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه )3( ،وإعمال
سياسة القرب الثقافي )4( ،وإرساء أسس الصناعة الثقافية.
في هذا اإلطار ،يقوم عدة متدخلين ،كالقطاعات الوزارية والجماعات الترابية وبعض المؤسسات العمومية ،برصد وسائل
مهمة للعمل الثقافي .فخالل الفترة الممتدة من 2016إلى ،2020بلغت االعتمادات المخصصة من الميزانية العامة لقطاع
الثقافة حوالي 4,75مليار درهم ،من بينها 2,68مليار درهم همت مجال االستثمار ( .)%56كما بلغت مبالغ الدعم المخصص
للمشاريع الفنية والثقافية ما مجموعه 245,80مليون درهم ،تم رصدها من "الصندوق الوطني للعمل الثقافي" ،خالل نفس
الفترة.
في نفس السياق ،تسعى وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى تطوير المهن الثقافية من خالل اإلشراف على تسيير المعهد
العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ،والذي تراوحت االعتمادات السنوية المخصصة له ما بين 2,24و 2,72مليون درهم،
والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما الذي يعتبر مرفقا للدولة مسيرا بصورة مستقلة بواسطة ميزانية تتراوح ما
بين 13,26و 14,56مليون درهم.
واستحضارا ألهمية العمل الثقافي في تحقيق التنمية الشاملة ،ومن أجل تحسين المجهودات المبذولة لالرتقاء بالعمل الثقافي،
أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية همت الجوانب المتعلقة بتدبير البنيات األساسية الثقافية ودعم المشاريع الفنية
والثقافية ،باإلضافة إلى مراقبة تسيير المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط
الثقافي.
تتمثل أهم المالحظات المنبثقة عن هذه المهمة الرقابية وأبرز التوصيات الصادرة عن المجلس فيما يلي.
أوال .اإلطار االستراتيجي لقطاع الثقافة :خارطة طريق للنهوض بالعمل الثقافي
تتطلب تنمية القطاع الثقافي وجود برامج عمل منبثقة عن استراتيجية مندمجة تأخذ بعين االعتبار ،عند بلورتها وتنزيلها،
احتياجات المواطنين ومختلف المتدخلين في القطاع الثقافي على الصعيدين الوطني والجهوي ،السيما القطاعات الوزارية
(الثقافة والتعليم والسياحة والصناعة التقليدية والشؤون اإلسالمية ،إلخ) ،والجماعات الترابية والمجتمع المدني وكذا المؤسسات
العمومية المعنية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2730
وفي هذا اإلطار ،أنيطت بالوزارة المكلفة بالثقافة مهمة إعداد وتنفيذ سياسة الحكومة المتعلقة بالتراث والتنمية الثقافية والفنية،
كما تنص على ذلك المادة األولى من المرسوم رقم 2-06-328الصادر في 10نوفمبر 2006بتحديد اختصاصات وتنظيم
وزارة الثقافة .وتتولى الوزارة لهذه الغاية توحيد التوجهات وتنسيق األعمال الهادفة إلى تقوية النسيج الثقافي الوطني واستخدام
الوسائل الكفيلة بضمان ازدهاره.
الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية لضمان التقائية وتكامل مكونات القطاع الثقافي
حدد المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في قطاع الثقافة ،المعتمد سنة ،2017أجل سنتين كحد أقصى إلعداد استراتيجية
وطنية للثقافة ،إال أن هذا الهدف لم يتم تحقيقه بعد.
وقد اقتصر برنامج العمل الخماسي للوزارة على مجموعة من المشاريع المنتقاة من برامج تنمية الجهات واالتفاقيات متعددة
األطراف ،في غياب أي تنسيق أو تشاور بين مختلف الفاعلين ،ودون تحديد واضح ألهدافهم والتزاماتهم ،ناهيك عن عدم
تسطير جدولة زمنية لتنفيذ المشاريع المتفق عليها .وفي نفس السياق ،لم تقم الوزارة بإبرام عقود "األهداف – الوسائل" مع
مصالحها الخارجية ،كما هو منصوص عليه في المادة الثالثة من القرار رقم 1701-16الصادر في 10يونيو 2016بتحديد
اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة.
وبالرغم من وعي الوزارة بدور الجماعات الترابية في دعم الالمركزية وتوسيع شبكة المؤسسات الثقافية ،السيما من خالل
مبادرات هذه األخيرة الهادفة إلى المحافظة على المصادر المتنوعة والغنية للثقافة المغربية ،وتوفير البنيات التحتية الثقافية،
وتشجيع الطاقات الخالقة لإلسهام في تنمية وتطوير كل أشكال االبتكار واإلبداع الثقافي والفني ،فإن غياب استراتيجية ثقافية
وطنية مندمجة فوت على الفاعلين الثقافيين فرصة اعتماد مبادئ توجيهية عامة وآليات للتقارب والتنسيق .وفي هذا الصدد،
تبين من خالل استقراء برامج التنمية الجهوية بأن بعض الجهات تولي للعمل الثقافي أولوية استراتيجية تتكامل مع أهداف
القطاعات االجتماعية واالقتصادية األخرى ،كما هو الشأن بالنسبة لجهتي الرباط-سال-القنيطرة والدار البيضاء-سطات ،فيما
تقتصر جهات أخرى على برمجة بعض المشاريع والتدخالت في مجاالت ثقافية متفرقة دون إدراجها ضمن رؤية مندمجة
(إنجاز بعض البنى التحتية الثقافية ودعم بعض التظاهرات الثقافية).
وفي ظل غياب استراتيجية وطنية وعدم تحديد آليات التنسيق بين المتدخلين ،يبقى العمل الثقافي موسوما بتداخل االختصاصات
وازدواجية التدخالت .وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة المكلفة بالثقافة قد أبرمت في فبراير 2021صفقة للدراسات ،بمبلغ
4,16مليون درهم ،تتعلق بإعداد استراتيجية للقطاع الثقافي واإلبداعي.
في هذا اإلطار ،أفادت الوزارة المكلفة بالثقافة أنها اشتغلت بشكل منهجي على بلورة العناصر البارزة وإعداد مقترحات
ووثائق ودالئل لرؤية وطنية للمغرب الثقافي .كما أن الوصول إلى التقائية وتكامل التدابير المعتمدة في القطاع الثقافي
من طرف مختلف القطاعات الوزارية ومختلف الهيئات العمومية سيتم ،حسب الوزارة ،من خالل إحداث المجلس
الوطني للغات والثقافة المغربية ،كمؤسسة مرجعية واستشارية منوط بها اقتراح استراتيجية وطنية في هذا المجال،
تساهم في جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية وعنصرا فعاال في مشروع الحداثة والتقدم.
ضرورة إيجاد أساليب مبتكرة لتمويل القطاع الثقافي
يعتبر القطاع الثقافي مجاال خصبا لخلق القيمة والثروة ورافعة لتنمية االقتصاد االجتماعي وإحداث فرص الشغل وتعزيز
التنمية البشرية .في هذا الصدد ،تمثل الشراكة بين القطاعين العام والخاص فرصة لجذب المستثمرين الخواص لالستثمار في
البنى التحتية الثقافية وإدارتها ،وبالتالي تخفيف العبء عن ميزانية الدولة وتحسين الظروف التقنية واالقتصادية والمالية لتسيير
هذه المنشآت .ومع ذلك ،فقد لوحظ بأن هذا النوع من الشراكة ال يزال محدودا ،وهو ما يقتضي دراسة سبل اعتماد أساليب
مبتكرة من طرف الوزارة لتمويل وإدارة العمل الثقافي تأخذ بعين االعتبار خصائص هذا القطاع ونجاعة وفعالية الدعم
العمومي الممنوح لهذه الغاية.
وفي هذا الصدد ،أوضحت الوزارة أن المؤسسات الثقافية التابعة للقطاع تعرف مجموعة من اإلكراهات والنقائص
المتعلقة بمحدودية الموارد البشرية العاملة بهذه الفضاءات واالعتمادات المالية المخصصة لتسييرها والتي تؤثر سلبا
على ممارستها للمهام المنوطة بها للنهوض باألعمال واإلبداعات الفنية واألدبية في ميادين المسرح والكتاب والفنون
التشكيلية ،والقراءة العمومية وتنشيط الفضاءات الثقافية .كما أن الواقع لم يفرز بعد شركاء خواص يتوفرون على
الشروط الالزمة إلنجاح هذا النوع من الشراكة ،وخاصة فيما يتعلق بقدرتهم على توفير الموارد المالية خارج اإلعانات
المالية الممنوحة من طرف الدولة والموارد البشرية المختصة في ميدان الوساطة الثقافية.
الحاجة العتماد برنامج للتعافي لمرحلة ما بعد كوفيد 19
تميزت سنة 2020بتوقف العديد من األنشطة الثقافية والفنية ،بسبب األزمة الصحية التي أدت إلى إغالق المرافق الثقافية
أمام الجمهور .ولمواجهة آثار هذه الوضعية ،اتخذت الوزارة مجموعة من اإلجراءات ،من بينها تنظيم بعض التظاهرات
الثقافية عبر اإلنترنت.
2731 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
غير أن الوزارة لم تتمكن من تقييم أثر األزمة الصحية على القطاع ،وذلك من خالل تقدير الخسائر التي تعرضت لها مختلف
مكوناته وانعكاساتها على سوق الشغل ،بهدف تحديد المجاالت الثقافية ذات األولوية واألهداف المتوقعة وإعداد الخطط
والمبادرات المالئمة للرفع من أدائها ،فضال عن اقتراح مصادر تمويل مبتكرة .وتجدر اإلشارة إلى أن منظمة اليونسكو قد
حثت الحكومات على إدماج العمل الثقافي ضمن البرامج الوطنية لإلنعاش االقتصادي واالجتماعي لما بعد جائحة كوفيد .19
وقد أبرزت الوزارة أنها قامت ،بالموازاة مع التحسن التدريجي للوضعية الوبائية بالبالد ،بطرح برنامج لدعم المشاريع
الثقافية والفنية خالل سنة 2021مكن من تخفيف آثار هذه الوضعية ،استفادت منه مجموعة مهمة من الفاعلين الثقافيين
والفنيين .كما أفادت أنها استأنفت برامج الدعم أخذا بعين االعتبار تقوية النسيج الثقافي والفني للرفع من مقاومته
لألزمات.
من أجل ذلك ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي:
إعداد استراتيجية ثقافية مندمجة تحدد الرؤية واألهداف والتوجهات الكبرى للعمل الثقافي على المستوى -
الوطني ،وكذا المجاالت االستراتيجية ذات األولوية؛
السهر على وضع آليات محكمة ،لضمان التقائية وتنسيق مختلف تدخالت الفاعلين الرئيسيين في العمل -
الثقافي واالستعمال المشترك للموارد المالية والبشرية.
ثانيا .التراث الثقافي الالمادي :رأسمال ال محيد عنه للتنمية الثقافية على المستوى الترابي
في سنة ،2006صادق المغرب على اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي الالمادي ،ومنذ ذلك الحين تم إدراج 11عنصرا
في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الالمادي للبشرية ،باإلضافة إلى عنصر واحد في قائمة التراث الثقافي الالمادي الذي يحتاج
إلى صون عاجل.
الحاجة إلى بلورة إطار قانوني يحدد التراث الثقافي الالمادي وطرق حمايته
تنص اتفاقية اليونسكو سالفة الذكر ،على أنه من بين تدابير صون وتنمية وتعزيز التراث الثقافي الالمادي في كل دولة ،اعتماد
تدابير قانونية وتقنية وإدارية ومالية تهدف إلى ضمان الولوج إلى التراث الثقافي الالمادي .في هذا الصدد ،تم تسجيل تأخر
ملحوظ في دمج الجوانب المتعلقة بالتراث الثقافي الالمادي في اإلطار القانوني الوطني المؤطر للتراث الثقافي ،بالنظر إلى
كون القانون رقم 22.80المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات ال
يشمل الجوانب المتعلقة بالتراث الثقافي الالمادي .كما أن مسطرة تحديد التراث الثقافي الالمادي ،والهيئات المنوط بها تقييده
وترتيبه وصونه لم يتم التنصيص عليها بعد.
وتجدر اإلشارة إلى أن الحكومة سبق أن أعدت ،سنة ،2013ثالثة مشاريع قوانين همت جمع التراث الثقافي بكل مكوناته،
بما فيه الالمادي ،وذلك في إطار برنامج للتعاون المشترك بين الحكومة واألمم المتحدة تحت عنوان "التراث الثقافي
والصناعات اإلبداعية كقاطرة للتنمية المستدامة ."2012-2008كما قامت بعد ذلك بإعداد مشروع قانون يتعلق بالحماية
والمحافظة وتثمين التراث الثقافي المادي والالمادي ،والذي ال يزال قيد الدراسة من طرف الوزارة .وفي نفس السياق ،لم يتم
بعد إصدار مشروع القانون المتعلق بالميثاق الوطني للتراث ،مع العلم بأن النموذج التنموي الجديد أوصى "بوضع ميثاق
وطني للتراث المادي والالمادي ،من أجل حماية الذاكرة والموروث وتثمينهما".
وقد أوضحت الوزارة أنه ،وعيا منها بمحدودية اإلطار القانوني الحالي لتدبير التراث الثقافي بصفة عامة والتراث
الثقافي الالمادي بصفة خاصة ،يخضع قانون التراث الثقافي إلى إعادة النظر في أفق تضمينه اهتماما خاصا بالتراث
الثقافي الالمادي وكذا الكنوز البشرية الحية حيث سيمكن من وضع اإلطار القانوني األمثل للتراث الثقافي.
جرد عناصر التراث الثقافي الالمادي
يتم جرد التراث الثقافي الالمادي عن طريق البعثات الميدانية السنوية التي تشمل كال من التراث الثقافي المادي والالمادي،
باإلضافة إلى معالجة الرصيد الوثائقي الذي تتوفر عليه مديرية التراث الثقافي وكذا من خالل الدراسات التوثيقية
واألنثربولوجية المنجزة بتعاون مع أكاديميين وباحثين مختصين في التراث غير المادي الوطني.
فمنذ التصديق على اتفاقية اليونسكو وإلى حدود شهر أكتوبر ،2022تمكنت الوزارة من جرد 204عنصرا من التراث
الثقافي الالمادي .كما تم خالل سنة 2021إطالق دراسة شملت 42مهمة جرد موضوعاتي للتراث الثقافي الالمادي.
إال أن الوزارة ال تتوفر على برنامج عمل متعدد السنوات لجرد وصون هذا التراث ،السيما من خالل تشجيع وتثمين البحوث
والدراسات العلمية في هذا المجال ،وتحديد المناطق الجغرافية والموضوعاتية المستهدفة ،وكذا الجدولة الزمنية للقيام بالجرد
الشامل ورقمنة هذا الموروث الثقافي ،عالوة على تعبئة الموارد المالية والبشرية الالزمة لذلك.
كما لم يتم تحيين المنصة الرقمية المتعلقة بجرد وتوثيق التراث الثقافي التي تم إنشاؤها سنة ،2010علما بأن هذه األخيرة ال
تتيح للعموم إمكانية اقتراح إدماج عناصر من التراث الثقافي الالمادي لقوائم الجرد .وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة قد شرعت
في تطوير نظام معلوماتي جغرافي جديد للتدبير الرقمي للتراث الثقافي المادي والالمادي.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2732
وفي هذا الصدد ،أوضحت الوزارة بأنه في ظل وضع يتميز باألساس بضعف الموارد البشرية على الصعيد المركزي
( 4أطر) والشبه منعدمة على الصعيد الجهوي ( 6أطر) ،والغياب الكلي لإلمكانيات اللوجستيكية مثل السيارات
الميدانية ،فإن ذلك يحول دون تمكن اإلدارة من وضع برنامج توقعي متعدد السنوات بمعايير ومؤشرات موضوعية
قابلة لإلنجاز .ويتم االقتصار ،بين الفينة واألخرى ،على تنظيم بعثات ميدانية من طرف اإلدارة المركزية ،التي من
المفترض أن يقتصر دورها على جمع وتصنيف المعطيات ،والتركيز باألساس على معالجة الرصيد الوثائقي الذي
تتوفر عليه مديرية التراث الثقافي.
إعداد نظام للكنوز البشرية الحية
حسب المبادئ التوجيهية لليونسكو ،يقصد بالكنوز البشرية الحية األشخاص المعترف لهم بامتالكهم مستوى عال جدا للمعارف
والخبرات والمهارات و الكفاءات الالزمة للحفاظ على عناصر محددة من التراث الثقافي الالمادي أو إنشائها أو إنتاجها ،يتم
اختيارهم من طرف مجموعاتهم أو الدولة كاعتراف بتقاليدهم الثقافية الحية وابتكاراتهم داخل طوائفهم أو المجموعات
الموجودة في مجالهم الترابي .ولهذه الغاية ،أوصت اليونسكو في سنة 1993بأن تعتمد الدول األعضاء أنظمة وطنية للكنوز
البشرية الحية.
في هذا اإلطار ،خلصت الدراسة التي أنجزتها السلطات الحكومية المعنية سنة 2010إلى ضرورة تفعيل ثالث آليات من أجل
إعداد هذا النظام ،وهي )1( :آلية قانونية تتمثل وظيفتها في تقنين عمل النظام )2( ،وآلية مؤسساتية تحدد الجهات المسؤولة
عن تطبيقه )3( ،وآلية مالية تحدد مختلف السيناريوهات المتعلقة بكيفيات تمويل الحقوق االجتماعية لهذه الكنوز البشرية الحية.
غير أن هذه اآلليات لم يتم تفعيلها بعد.
وقد أفادت الوزارة ،في هذا اإلطار ،بأن قانون التراث الثقافي الذي يوجد في طور المراجعة يولي اهتماما خاصا
بالتراث الثقافي الالمادي وكذا الكنوز البشرية الحية ،حيث سيمثل اإلطار القانوني المناسب لبرامج قطاع الثقافة في
الميدان .كما أضافت بأنها أعدت قائمة مظاهر الكنوز البشرية الحية ابتداء من .2011وفي انتظار المصادقة على
القانون المذكور ،يتم االقتصار حاليا على اقتراح بعض الكنوز البشرية الحية.
في هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي:
-استكمال اإلطار القانوني المتعلق بتحديد وحماية وتثمين التراث الثقافي ،السيما من خالل إدراج الجوانب
المتعلقة بصون وتثمين وتعزيز الموروث الثقافي الالمادي؛
العمل على إعداد نظام الكنوز الحية ،من أجل التعرف على حاملي التراث الثقافي الالمادي وضمان انتقاله -
إلى األجيال القادمة؛
العمل على إعداد برامج متعددة السنوات لجرد التراث الثقافي الالمادي ،من خالل تحديد الموضوعات -
والمناطق المستهدفة والسعي لتعبئة الموارد البشرية والمالية الكفيلة بضمان فعالية عمليات الجرد
المبرمجة.
ثالثا .إنجاز بنيات تحتية ثقافية للقرب :أولوية تهدف إلى اإلنصاف الثقافي على المستوى المحلي
تعتبر سياسة القرب الثقافي أحد المحاور الرئيسية للبرنامج التنفيذي للوزارة المكلفة بالثقافة ( ،)2021-2017والتي تهدف
إلى تشجيع المواطنين على المشاركة في الحياة الثقافية من خالل ضمان التوزيع العادل للبنى التحتية الثقافية .وتضم هذه
األخيرة مراكز ثقافية ومعاهد الموسيقى والفنون الكوريغرافية ،ومكتبات وسائطية ونقاطا للقراءة .وفي هذا السياق ،أبرمت
الوزارة اتفاقيات شراكة مع العديد من المتدخلين من أجل المساهمة في إنجاز هذه المشاريع.
ضرورة تحديد الحاجيات من خالل دراسة جدوى المشاريع
تعتبر مرحلة دراسة جدوى المشاريع وتحديد الحاجيات مرحلة أساسية في عمليات التخطيط إلنجاز البنيات التحتية الثقافية،
وذلك من أجل التشخيص الدقيق لواقع الحال وتحديد نوع وطبيعة التجهيزات المالئمة للسكان وفق المعايير الجاري بها العمل.
غير أن إنجاز البنيات التحتية الثقافية ،ال يتم وفق مقاربة تقوم على تشخيص الحاجيات ،بحيث ال يتم في غالب األحيان القيام
بالدراسات الالزمة قبل إطالق المشاريع أو إبرام اتفاقيات الشراكة .وتترتب عن هذه الوضعية صعوبات في تحديد المناطق
التي تفتقر إلى البنيات التحتية الثقافية وكذا الخصائص السوسيو اقتصادية للساكنة المستهدفة ،قصد اختيار نوع التجهيزات
المناسبة لها ،وبالتالي برمجة الموارد المالية والبشرية الالزمة إلنجاز واستغالل البنى التحتية المبرمجة طبقا لألهداف
المسطرة.
من أجل ذلك ،وضعت الوزارة ،خالل سنة ،2021خارطة البنيات التحتية الثقافية ،كخطوة أولى لتحديد الحاجيات المتعلقة
بمشاريع البنيات التحتية الثقافية.
وقد أبرزت الوزارة في جوابها أن وضع خريطة للبنيات التحتية الثقافية يهدف إلى تحسين ممارسات قطاع الثقافة في
ميدان تحديد الحاجيات والتي ستستغل للتحديد الدقيق لجدوى التجهيزات الثقافية المزمع إحداثها أو تأهيلها حسب
2733 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
طلبات وقدرات شركاء القطاع قبل تحديد التزاماتهم .كما أن قطاع الثقافة سيتمكن عبر هذه المقاربة ،من استباق
حاجيات البنيات التحتية الثقافية المحتملة أخذا بعين االعتبار ضرورات الالتمركز والعدالة المجالية .ويتعلق األمر،
حسب الوزارة ،بخطوة أولى في اتجاه معالجة متكاملة تهدف إلى نجاعة ودقة اختيارات االتفاقيات المستقبلية مع
الشركاء الترابيين.
الحاجة لوضع نظام لتتبع تقدم مشاريع البنيات التحتية الثقافية
تشرف المديريات الجهوية واإلقليمية التابعة للوزارة المكلفة بالثقافة على مشاريع بناء البنى التحتية الثقافية للقرب ،بحيث تم
تعيين المدراء الجهويين واإلقليميين آمرين بالصرف مساعدين .كما أحدثت الوزارة على المستوى المركزي "وحدة تدبير
المشاريع" عهد إليها تتبع المشاريع الثقافية بالتنسيق مع المديريات المذكورة .غير أن فعالية هذه اآلليات تتطلب تجاوز
الصعوبات المتعلقة بتوحيد البيانات الخاصة بتقدم تنفيذ هذه المشاريع وتجميعها في قواعد بيانات تتيح تتبعها واستخراج لوحات
القيادة.
في هذا اإلطار ،قامت الوزارة خالل سنة ،2015بتطوير تطبيق معلوماتي للتتبع التقني والمالي للمشاريع ()e-Project
حيث أحدثت 55حساب مستخدم ،غير أنها اقتصرت على تكوين الموظفين المعنيين على مستوى المديريات على استخدامه،
دون تفعيل العمل به.
أوضحت الوزارة أنها بصدد إنجاز نظام معلوماتي مندمج لتدبير عمل قطاع الثقافة يضم عدة برامج معلوماتية (مداخيل
الص ندوق الوطني للعمل الثقافي ،تدبير عمليات دعم العمل الثقافي ،منح بطاقة الفنان ،الجوائز األدبية والفنية ،تتبع
المشاريع الثقافية ،)...والذي ،حسب الوزارة ،سيمكن من توحيد البيانات الخاصة بتقدم تنفيذ المشاريع على مستوى
جميع برامج القطاع وتجميعها في قواعد بيانات تتيح تتبعها واستخراج لوحات القيادة.
ضرورة تحسين تدبير االلتزامات التعاقدية موضوع اتفاقيات الشراكة
أظهر فحص وضعية تنفيذ اتفاقيات الشراكة المتعلقة بإنجاز البنى التحتية الثقافية للقرب ،التي تم إبرامها مع الجماعات الترابية
للفترة ،2021-2015محدودية اإلنجازات مقارنة بااللتزامات التعاقدية .وفي هذا الصدد ،بلغ عدد مشاريع البنى الثقافية التي
لم يتم تنفيذها 35مشروعا (يشمل مراكز ثقافية ومسارح ومعاهد الموسيقى وشبكات القراءة العمومية) ،بكلفة تقديرية ناهزت
264مليون درهم ،وهو ما يعادل %35من العدد اإلجمالي للمشاريع المضمنة في االتفاقيات.
ويستشف من خالل دراسة األسباب الكامنة وراء عدم تنفيذ أو إتمام اتفاقيات الشراكة مع الجماعات الترابية ،أنها مرتبطة
بأربعة عوامل أساسية )1( :التأخر في تعبئة الموارد المالية الالزمة إلنجاز المشاريع )2( ،اعتبار اتفاقيات الغية لعدم تضمينها
اسم الطرف الموقّع )3( ،بروز صعوبات اعترضت الجماعة المعنية في تعبئة الوعاء العقاري إلنجاز المشروع ،باإلضافة
إلى ( )4المنازعات الناشئة مع المقاوالت المكلفة باألشغال.
وفي حالة عدم تنفيذ اتفاقيات الشراكة مع الجماعات الترابية ،تبقى الموارد المعبأة من طرف هذه األخيرة غير مستغلة في
انتظار اتضاح الرؤية حول مآل تلك االتفاقيات ،وهو ما من شأنه أن يؤثر على التزامات هذه الجماعات بخصوص برمجة
المشاريع.
في هذا اإلطار ،عزت الوزارة التأخير الحاصل في إنجاز البنيات التحتية الثقافية للقرب ،مقارنة مع االلتزامات
التعاقدية مع الشركاء ،إلى ضعف االلتزامات المتعلقة بالمشاريع المبرمج إنجازها بالشراكة مع الجماعات الترابية،
وكذا الصعوبات المسجلة على مستوى تعبئة الوعاء العقاري وقدرة التمويل إلحداث التجهيزات الثقافية .كما أن الجائحة
أثرت بشكل كبير على مستوى إنجاز اتفاقيات الشراكة بفعل قيود الميزانية خالل سنة 2020وتمديد آجال اإلنجاز
بسبب توقف األشغال.
وجوب تشغيل البنى التحتية الثقافية بعد إنجازها
من خالل فحص خارطة البنى التحتية الثقافية التي أعدتها وزارة الثقافة سنة ،2021تبين أن بعض المراكز الثقافية ،التي تم
إنج ازها سواء في إطار الشراكة مع قطاعات وزارية أخرى أو مع جماعات ترابية ،التزال غير مستغلة ،علما أن المبالغ
المعبأة من طرف وزارة الثقافة إلنجاز هذه المشاريع قدرت بحوالي 52مليون درهم.
وتبرز هذه الوضعية الصعوبات التي تواجه الوزارة ،فيما يخص استغالل بعض المراكز الثقافية بعد االنتهاء من إنجازها،
وذلك بسبب غياب رؤية مندمجة تأخذ بعين االعتبار ،على وجه الخصوص ،القدرة على تعبئة الموارد البشرية الالزمة
الستغاللها.
وقد أفادت الوزارة بأن عدم استغالل بعض المراكز الثقافية المنجزة يهم الفضاءات التي تم إنجازها بشراكة مع بعض
الجماعات الترابية التي لم تتمكن من تعبئة الموارد البشرية الالزمة ضمن التزاماتها التعاقدية ،مضيفة أن القطاع يشكو
بدوره من محدودية موارده البشرية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2734
التوزيع اإلقليمي للمعاهد الموسيقية ومعاهد الفنون الكوريغرافية وشبكة القراءة العمومية
تقع مسؤولة إنشاء وإدارة المؤسسات الثقافية للتأهيل والتعليم الفني والثقافي على عاتق الوزارة المكلفة بالثقافة ،طبقا للمادة
األولى من المرسوم رقم 2.06.328الصادر في 18من شوال 10( 1427نوفمبر )2006بتحديد اختصاصات وتنظيم
وزارة الثقافة.
وفي هذا اإلطار ،تشرف الوزارة على 34معهدا عموميا للموسيقى والفنون الكوريغرافية ،من بينها معهد موسيقي وطني
وثمانية معاهد جهوية و 25معهدا محليا .غير أن ثالث جهات في المملكة ال تتوفر على أي معهد ،وهي جهات درعة-تافياللت
وكلميم-واد نون والداخلة-واد الذهب.
وفي نفس السياق ،وضعت الوزارة برنامجا وطنيا يهم إنشاء شبكة للقراءة العمومية ،والذي مكن من إحداث 331مكتبة،
%75منها بشراكة مع الجماعات الترابية ،و %9بشراكة مع الجمعيات ،و %5بشراكة مع المندوبية العامة إلدارة السجون
وإعادة اإلدماج ،فيما تم إنجاز %11منها مباشرة من طرف وزارة الثقافة دون إبرام اتفاقية شراكة .وقد ساهمت هذه الشبكة
في تحقيق معدل تغطية يناهز 0,46مكتبة لكل 50ألف نسمة خالل .2021غير أن هذا المعدل يبقى منخفضا مقارنة مع
الهدف المتوخى في مشروع نجاعة األداء المتعلق بالوزارة ( 0,52خالل نفس السنة) ،فضال عن المعايير الدولية لليونسكو
التي توصي بضرورة توفير مكتبة عمومية لكل تجمع عمراني يضم أكثر من 5000شخص.
في هذا الصدد ،أوضحت الوزارة أنه ،وعيا منها بأهمية ضمان التوزيع المجالي العادل للبنية التحتية الثقافية ،ورغم
اإلكراهات والصعوبات المتمثلة في ضعف الميزانية السنوية التي ترصد لقطاع الثقافة فإنها حريصة على تمكين جميع
الفئات العمرية من الولوج إلى مختلف الخدمات التي تقدمها في المجال الفني والثقافي .وفي هذا السياق ،ستفتتح
الوزارة معهدين موسيقيين خالل السنة الدراسية 2023/2022المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي
بالراشيدية والمعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي بالداخلة .وستعمل خالل السنة الدراسية المقبلة على افتتاح
المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي بكلميم ،بمجرد توفر الظروف المناسبة الفتتاحه.
وفي هذا الصدد ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي:
السهر على إنجاز الدراسات القبلية لتحديد دقيق للحاجيات المتعلقة بالبنى التحتية الثقافية للقرب ،أخذا بعين -
االعتبار الوضعية القائمة والمعطيات السوسيو-اقتصادية وكذا مناطق الخصاص ،لضمان تغطية ترابية عادلة
واستغالل أمثل للمنشآت المنجزة؛
اتخاذ التدابير الالزمة ،بتنسيق مع الجهات المعنية ،لتشغيل البنيات التحتية الثقافية المنجزة ،ومدها بالموارد -
المالية والبشرية الالزمة لتسييرها.
رابعا .دعم العمل الثقافي :نظام في خدمة االبتكار والنهوض بالصناعات الثقافية واإلبداعية
يعتبر إرساء أسس صناعات إبداعية وثقافية أحد المحاور الرئيسية للمخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في قطاع الثقافة
.2021-2017وفي هذا اإلطار ،قامت الوزارة بوضع برنامج لدعم المشاريع الفنية والثقافية ،يهدف من جهة ،إلى إبراز دور
وإسهامات الثقافة في تنمية وخلق الثروات وتحقيق التنمية المستدامة ،ومن جهة أخرى إلى الزيادة في رقم المعامالت التجارية
الناجمة عن السلع والخدمات الثقافية ،السيما في مجاالت المسرح والموسيقى والفنون الكوريغرافية والكتاب والفنون التشكيلية
والمهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية ،باإلضافة إلى دعم الجمعيات والنقابات الفنية والثقافية .وقد تم تخصيص غالف
مالي يزيد على 245مليون درهم كإعانات استفاد منها ،خالل الفترة ،212021-2016أكثر من 6.400مشروع في مختلف
المجاالت المذكورة.
الحاجة لتقييم أثر برنامج الدعم على تطوير الصناعات اإلبداعية والثقافية
أظهر فحص نتائج الدعم الممنوح للمشاريع الثقافية بأن استراتيجية الدعم ترتكز في الغالب على الوسائل بدال من النتائج،
وعلى هاجس استهالك اإلعانات الممنوحة وتحقيق أهداف كمية دون التركيز على األهداف المتعلقة بإقامة صناعات ثقافية
وإبداعية .فعلى سبيل المثال ،خالل دورة ،2019وزعت لجنة الدعم الغالف المالي المخصص لمجال المسرح بشكل شبه
متساو بين 13مشروعا ،بحيث تم دعم 8مشاريع بقيمة 300.000درهم ،و 4مشاريع بقيمة 340.000درهما ،ومشروع
واحد بقيمة 370.000درهما .كما قررت اللجنة ،خالل نفس السنة (مايو ،)2019رفع مبلغ الدعم بنسبة %45لكل مشروع
بهدف استهالك االعتمادات المتبقية.
وعالوة على ذلك ،لوحظ غياب إطار رسمي لتقييم أثر اإلعانات الممنوحة على ازدهار الصناعات اإلبداعية والثقافية ببالدنا،
مع العلم بأن الوزارة ال تتوفر على بيانات إحصائية موضوعية إلجراء عمليات التقييم.
وقد أوضحت الوزارة أن الدراسات المنجزة في إطار تقييم أثر برنامج الدعم على تطوير الصناعات اإلبداعية والثقافية
عبر اتساع األنشطة وتأهيل مهنية المتدخلين الثقافيين والفنيين ،تمكن القطاع من التيقن بأن اإلعانات المالية الممنوحة
21تجدر اإلشارة إلى أن الوزارة لم تعلن عن طلبات العروض المتعلقة بدعم المشاريع الفنية والثقافية سنة .2021
2735 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
شجعت على ظهور فاعلين جدد ،وكذا تقوية دينامية الفاعلين الحاليين ،على غرار دور النشر الجديدة وإحداث المكتبات
عالوة على تقوية المبدعين في الميدان الفني .إال أن دراسة دقيقة معمقة ومفصلة لتقييم األثر تبقى ،حسب الوزارة،
الزمة الحتساب مساهمة الدعم في إحداث الصناعات اإلبداعية والثقافية .لذلك ،فمن المزمع القيام بالدراسات المعمقة
لتقييم األثر بشراكة مع فيدرالية الصناعات اإلبداعية والثقافية التي تضم المهنيين األكثر تنظيما بالقطاع.
وضع نظام معلوماتي مندمج لتتبع دعم المشاريع الفنية والثقافية
تقوم الوزارة بإعداد دراسة حول إنجاز نظام معلومات خاص بتدبير ومراقبة دعم األنشطة الفنية والثقافية .لذلك ،فإن غياب
هذا النظام المعلوماتي يحول دون حصول لجان الدعم على المعلومات المتعلقة باالستفادة وطرق استعمال الدعم الممنوح من
طرف مختلف مصالح الوزارة ،والتصدي ،عند االقتضاء ،لبعض الممارسات ،كتلك المتعلقة بالمشاريع التي حصلت على
دعم تراكمي ،فضال عن تحديد المؤشرات الكمية والنوعية للمشاريع المنفذة.
في هذا الصدد ،أفادت الوزارة أنه في إطار إعداد الدراسة المتعلقة بإنجاز نظام معلومات خاص بتدبير ومراقبة دعم
األنشطة الفنية والثقافية ،تم إنجاز المرحلة األولى من النظام المذكور بإنشاء منصة إلكترونية مكنت القطاع من تلقي
ملفات المشاريع الفنية والثقافية المرشحة لالستفادة من اإلعانات المالية عن بعد برسم سنة ،2022كما أبرزت أنه
سيتم قريبا االنتهاء من إنجاز المرحلة الثانية المتعلقة بنظام تتبع إنجاز المشاريع من طرف المستفيدين.
تسريع وتيرة اإلجراءات المتعلقة بإرجاع المبالغ الممنوحة للمستفيدين الذين لم يفوا بالتزاماتهم
من خالل فحص الوضعية المتعلقة باستعمال الدعم العمومي للمشاريع الثقافية والفنية ،تبين بأن عملية استرجاع المبالغ غير
المستعملة أو غير المستحقة تعتريها بعض النقائص .ففي هذا الصدد ،بلغ عدد المشاريع الفنية والثقافية المستفيدة من الدعم
التي لم يتم تنفيذها خالل الفترة ،2019-2016ما مجموعه 170مشروعا .وتتوزع هذه المشاريع ما بين 124مشروعا في
مجال الكتاب و 31مشروعا في مجال الفنون و 14مشروعا لدعم الجمعيات والنقابات الثقافية والفنية والتظاهرات
والمهرجانات الثقافية والفنية .كما أن المبالغ الممنوحة من طرف الوزارة ،كدفعات أولى ،للمستفيدين الذين لم يحترموا
التزاماتهم التعاقدية قدرت بحوالي 3,42مليون درهم.
غير أن مجموع مبالغ الدعم التي تم استرجاعها بلغت ،إلى غاية متم سنة ،2021ما مجموعه 236ألف درهم ،أي ما يعادل
%7من مجموع المبالغ غير المستحقة الواجب إرجاعها إلى خزينة الدولة ،علما بأن %90من المبالغ المسترجعة ،تم
استخالصها خالل سنة .2021
أشارت الوزارة أن استرجاع المبالغ الممنوحة للمستفيدين الذين لم يفوا بالتزاماتهم ،قد تعثر طويال ،وذلك بسبب غياب
اإلسناد القانوني لهذا النوع من المداخيل الخاصة بالصندوق الوطني للعمل الثقافي عند إحداثه ،ولم يتم استدراك األمر
إال بعد إدراجه ضمن "المداخيل المختلفة" برسم قانون المالية لسنة 2018وهو ما يفسر بأن التحصيل لم يتم إنهاؤه
إال سنة .2021
لذلك ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي:
السهر على وضع استراتيجية للدعم ترتكز على النتائج عوض الوسائل وعلى تقييم أثر دعم المشاريع الفنية -
والثقافية على تطور الصناعة اإلبداعية والثقافية ،وذلك استنادا إلى مؤشرات كمية ونوعية ،واضحة وقابلة
للقياس؛
وضع نظام معلومات مندمج من أجل تتبع وتوجيه الدعم العمومي الممنوح للمشاريع الفنية والثقافية ،وتعزيز -
آليات التنسيق بين مختلف الهيئات المكلفة بتقديم الدعم؛
وضع آلية قارة لضمان احترام االلتزامات التعاقدية من طرف المستفيدين من الدعم وتفعيل مسطرة استرجاع -
مبالغ الدعم غير المستحقة أو تلك التي لم يحترم المستفيدون منها التزاماتهم التعاقدية.
خامسا .مراكز التكوين المهني والفني :رافعة للرقي بالعمل الثقافي واإلبداعي
تتوفر وزارة الشباب والثقافة والتواصل ،على مجموعة من مؤسسات التعليم العالي للتكوين في المهن الثقافية واإلبداعية ،من
بينها المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ،والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما.
ويعتبر المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي مؤسسة تعليمية تابعة لقطاع الثقافة ،أنيطت بها مهمة التكوين المهني
والبحث والخبرة في مجال فن الدراما والمسرح ،وكذا التكوين في الوساطة والتنشيط الثقافي من خالل تأطير المهرجانات
وتدبير المراكز الثقافية .وقد قام المعهد ،خالل الفترة ،1990-2020بتكوين 472خريجا .وللقيام بمهامه ،يستفيد المعهد من
اعتمادات سنوية ،تراوحت ما بين 2,24و 2,72مليون درهم خالل الفترة ،2021-2017يتم تقييدها ضمن أحد بنود الميزانية
العامة للوزارة المكلفة بالثقافة.
أما المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما ،فهو مؤسسة تعليمية تم إحداثها سنة 2013على شكل مرفق للدولة مسير
بصورة مستقلة تابع لقطاع االتصال ،ويضطلع بمهمة التكوين والبحث وتقديم الخدمات في مجاالت السمعي البصري والسينما.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2736
وقد بلغ عدد خريجي المعهد ،منذ إحداثه 278 ،خريجا على مستوى سلكي اإلجازة والماستر .كما تراوحت مداخيل المعهد،
خالل الفترة ،2019-2017ما بين 13,26و 14,56مليون درهم ،فيما سجلت انخفاضا ملحوظا سنة 2020بحيث ناهزت
7,28مليون درهم .أما بالنسبة لنفقات المعهد ،فقد انتقلت من 8,6مليون درهم سنة 2016إلى 2,6مليون درهم سنة .2020
ضرورة استكمال المسار التكويني إلحداث المعهدين
تشمل مهام المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما ،حسب المرسوم رقم 2.12.109المتعلق بإحداثه وتنظيمه ،ثالث
مكونات :التكوين والبحث وتقديم الخدمات في المهن السمعية البصرية والسينما والميادين المرتبطة بها ،السيما مهن الصورة
والصوت والمونتاج وما بعد اإلنتاج ،والمهن المصاحبة لإلخراج ولإلنتاج ،والكتابة.
أما فيما يخص المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ،فيضطلع بالمهام المتعلقة بالتكوين األساسي والمستمر والبحث
العلمي والفني والتقني باإلضافة إلى الخبرة .وينظم التكوين بهذا المعهد في سلك أساسي وفي أسالك اإلجازة والماستر
والدكتوراه ،وفق ما هو منصوص عليه في المادتين 3و 4من المرسوم رقم 2.10.624الصادر بتاريخ 19أكتوبر 2011
المتعلق بإعادة تنظيمه.
وفي هذا اإلطار ،فقد سجل المجلس أن المهام المنفذة فعليا من قبل المؤسستين تبقى جزئية .ففي هذا الصدد ،يقتصر المعهد
العالي لمهن السمعي البصري والسينما في تكوينه على سلكين فقط للتكوين ،ويتعلق األمر بسلك اإلجازة في الدراسات
األساسية ،وبسلك الماستر المتخصص (الذي عرف تخرج دفعة واحدة) .وعليه ،فإن المعهد المذكور ،ال يضطلع بباقي المهام
المنوطة به والمنصوص عليها في مرسوم إحداثه ،والمتعلقة على وجه الخصوص ،بالتكوين المستمر وتحضير وتسليم دبلوم
مهندس الدولة واإلجازة المهنية والدكتوراه والقيام ببرامج البحوث.
وفي نفس السياق ،يقتصر التكوين الذي يتم تقديمه فعليا من طرف المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ،على سلك
واحد لإلجازة المهنية ،علما أنه لم يتم اعتماده بعد .في حين أن باقي األسالك ،وال سيما الماستر والماستر المتخصص
والدكتوراه ،ال تزال في مرحلة الدراسة ،في انتظار المصادقة على دفاتر الضوابط البيداغوجية.
في هذا اإلطار ،أوضحت الوزارة بأن مختلف اإلدارات المتعاقبة على تسيير المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط
الثقافي حاولت ،منذ سنة ،2011االنخراط في اإلصالح الجامعي ،لكن ذلك لم يتم لكون رؤية القانون رقم 01.00
المتعلق بتنظيم التعليم العالي ،تنص على أن التكوين في سلك اإلجازة يستغرق ثالث سنوات ،فيما التجربة أبانت أن
التكوين في المعهد يتطلب أربع سنوات لوجود جانب مهني فني يتطلب الزمن الدراسي الكافي لتحقيق أهداف التكوين.
وضع نظام لتتبع وتقييم نجاعة األداء
تنص المادة 77من القانون رقم 01.00المتعلق بتنظيم التعليم العالي ،على أن نظام التعليم العالي يخضع في مجمله لتقييم
منتظم ينصب على مردوديته الداخلية والخارجية ،ويشمل جميع الجوانب البيداغوجية واإلدارية والبحث .كما نصت المادة
78من نفس القانون على أن مؤسسات التعليم العالي العام والخاص ملزمة بوضع نظام للتقييم الذاتي.
إال أن المعهدين المذكورين ال يتوفران على نظام للتتبع والتقييم .فعلى مستوى المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما،
لم يتم إجر اء أي تقييم ألسالك اإلجازة والماستر بمختلف تخصصاتها ،وهو ما يتعارض مع مقتضيات دفتر الضوابط
البيداغوجية الوطنية ،والذي ينص على إنجاز نوعين من التقييم :تقييم سنوي وتقييم ذاتي .ويعزى هذا األمر إلى غياب النظام
سالف الذكر.
باإلضافة إلى ذلك ،تبين من خالل فحص أدوات المساعدة في اتخاذ القرار على مستوى المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط
الثقافي ،غياب نظام يمكن من تعزيز تدبير مسار التكوين وتقييم جودته .وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن المعهد ال
يتوفر على األدوات واآلليات الالزمة لوضع نظام فعال للتتبع والتقييم ،السيما دليل للمساطر ودليل لضمان الجودة ،وخريطة
العمليات ،وتوصيف الوظائف ،ونظام المراقبة الداخلية وكذلك المؤشرات الكمية والنوعية لتتبع األنشطة ونجاعة األداء.
الحاجة لمواكبة اإلدماج المهني للخريجين
تنص المادة 25من القانون رقم 01.00المتعلق بتنظيم التعليم العالي ،على أن مؤسسات التعليم العالي التابعة للقطاعات
الوزارية تتكلف بإعداد الشباب إلدماجهم في الحياة العملية.
غير أن المعهدين المذكورين لم يقوما بوضع برامج عمل لمواكبة وتتبع إدماج الخريجين في الحياة المهنية ،وذلك عن طريق
إرساء آليات للتوجيه وتتبع إدماجهم وتطور مسارهم المهني ،علما بأن إرساء مثل هذه اآللية من شأنه أن يمكن هاتين
المؤسستين من جمع المعطيات اإلحصائية الالزمة إلنشاء قاعدة معلومات حول الخريجين ،والتي ستساعد في العمل على
مالءمة التكوينات المتاحة مع متطلبات سوق الشغل (كمعدل اإلدماج والوضعيات المهنية وأنواع األنشطة وشبكة األجور.)...
وتجدر اإلشارة ،إلى أن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي قام بوضع خلية للتوجيه واإلدماج المهني لخريجيه ،إال
أن هاته الخلية الزالت غير مفعلة.
2737 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وضع نظام لتتبع الخريجين بهدف تقييم مدى اندماجهم في سوق الشغل ،وكذا مالءمة التكوينات المتوفرة -
مع متطلباته؛
وضع هياكل الحكامة المتعلقة بالتكوين الواردة في التشريعات المعمول بها واألنظمة الداخلية ،مع السهر -
على ضمان حسن تسييرها.
يخضع تدبير الموروث الثقافي للقانون رقم 22.80الصادر بتاريخ 25دجنبر 1980المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية
والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات ،كما تم تغييره وتتميمه.
وتناط بالوزارة المكلفة بالثقافة مهمة السهر على حماية التراث المعماري واألثري واإلثنوغرافي والمتحفي ومختلف الثروات
الفنية الوطنية والحفاظ عليها وترميمها وتعدادها والتعريف بها .ولهذه الغاية ،تتولى مديرية التراث الثقافي برمجة األبحاث
األثرية وتنظيم ومراقبة أوراش الحفريات وتجميع وصيانة التراث المتحفي وحمايته وإعداد الوثائق الالزمة للقيام بجرد هذا
التراث والقيام بأعمال التنشيط المتعلقة به.
وقد بلغت الموارد المخصصة ،من الميزانية العامة للدولة ،لتدبير المباني والمواقع التاريخية حوالي 35,24مليون درهم
(دون احتساب نفقات الموظفين) ،وهوما يشكل نسبة %0,31من الميزانية المخصصة للوزارة المكلفة بالثقافة خالل الفترة
من 2016إلى .2021كما بلغت النفقات المرصودة من قبل "الصندوق الوطني للعمل الثقافي" لصيانة هذه المواقع والمباني
التاريخية ،حوالي 10,40مليون درهم سنويا ،بحيث بلغت النفقات اإلجمالية المنجزة خالل الفترة الممتدة من 2015إلى
222019حوالي 52مليون درهم .بينما بلغ متوسط الموارد المتأتية من استغالل هذه المواقع والمباني حوالي 56,23مليون
درهم في السنة ،أي ما يعادل مداخيل إجمالية لفائدة الصندوق سالف الذكر قدرها 281,15مليون درهم خالل نفس الفترة.
وتجدر اإلشارة ،إلى أن هذه المداخيل قد سجلت ارتفاعا ملحوظا على إثر مراجعة تعريفة زيارة المعالم التاريخية خالل سنة
،2018إذ انتقلت من 15,84مليون درهم في سنة 2017إلى 163,56مليون درهم في سنة .2019
وقد تمحورت مهمة مراقبة تدبير المباني والمواقع التاريخية حول تحديد هذا التراث الثقافي وحمايته والمحافظة عليه
واإلجراءات المتخذة من أجل تثمينه االقتصادي والسياحي.
الحاجة لتحيين النصوص التشريعية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه
يحظى التراث الثقافي الوطني بالحماية وفقا لمقتضيات القانون رقم 22.80المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر
والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات والقانون رقم 19.05الصادر بتاريخ 15يونيو 2006القاضي بتغيير وتتميم
القانون رقم 22.80سالف الذكر .وقد أعدت الوزارة المكلفة بالثقافة مشروع قانون يتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة
عليه وتثمينه .إال أن هذا المشروع اليزال قيد الدراسة منذ إعداده سنة .2018
في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن مذكرة تقديم هذا المشروع تنص على أن "مسألة مصير اإلرث الوطني الثقافي تطرح
بإلحاح شديد أمام عدم مواكبة النصوص التشريعية للتطورات الراهنة وانحصارها في البعد "المعماري" للتراث بينما تمتد
القواعد المعيارية الحالية ،المعترف بها عالميا ،لتشمل الجوانب غير المادية للتراث وكذا المرتبطة بالجماعات وحاملي
المدارك والمهارات والجوانب المرتبطة بالمناظر الطبيعية الثقافية" .لذلك ،فإن تحيين النصوص التشريعية سيساهم ،من جهة،
في تعزيز ومالءمة اإلطار القانوني الوطني المتعلق بحماية وتثمين التراث الثقافي الوطني مع المعايير الدولية ،بتوافق مع
االلتزامات الدولية المصادق عليها من قبل المغرب ،ومن جهة أخرى ،في إدماج المفاهيم الجديدة المعترف بها دوليا فيما
يتعلق بالتراث الثقافي ،وخاصة إحداث وحماية "المجموعات التاريخية والتقليدية" و"المناظر الطبيعية الثقافية" ،والتراث
الثقافي المغمور بالمياه والتراث الثقافي غير المادي ،إلخ.
وقد أوضحت الوزارة المكلفة بالثقافة أنها عملت منذ سنة 2013على تحيين وتعزيز الترسانة القانونية التي تعمل على
صيانة التراث بالمغرب من خالل إعداد مشروعي قانون ،األول يتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه
كمشروع مكمل ومعدل للقانونين رقم 22.80و ،19.05والذي جاء كآلية لتحيين وتوسيع نطاق مفهوم التراث ليشمل
الجانب الالمادي المرتبط بالمدارك والمعارف والمهارات والجماعات الحاملة لها ،والتراث المغمور بالمياه باإلضافة
إلى التراث المنقول وغير المنقول كالمناظر الطبيعية الثقافية والمجموعات التاريخية ،والذي تتم حاليا دراسته على
مستوى األمانة العامة للحكومة ،كما يتم عقد عدد من اللقاءات مع المصالح المعنية لمواءمته مع القوانين الوطنية
22التقارير حول الحسابات الخصوصية للخزينة المصاحبة لمشروع قانون المالية برسم السنوات من 2016إلى .2020
2739 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
األخرى (البيئة ،التعمير ،المياه والغابات.)...أما مشروع القانون الثاني رقم 42.15فيوافق بموجبه المغرب على
اتفاقية المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص (يونيدروا) بشأن الممتلكات الثقافية المسروقة أو المصدرة بطرق غير
مشروعة ،المعتمدة من قبل المؤتمر الدبلوماسي المنعقد بروما من 7إلى 24يونيو 1995والتي انضم إليها المغرب
بشكل رسمي في غشت .2022
جرد المباني والمواقع التاريخية وحمايتها
نص الفصل 2-32من القانون رقم 22.80المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف
الفنية والعاديات ،على أن "السلطة الحكومية المختصة تقوم بإعداد جرد عام للمنقوالت المقيدة والمرتبة تصنف حسب كل
عمالة وإقليم ،ويتم تحيين هذا الجرد سنويا" .غير أن السجل الوطني للتراث الثقافي الممسوك من طرف الوزارة المعنية يجب
استكماله وتحيينه ،وكذا تضمينه جميع المعطيات والمعلومات التي تسمح بوصف تفصيلي للتراث المادي (مدرج /مصنف /
وطني /عالمي /تاريخ اإلدراج ،إلخ) .كما أن إعداد خريطة أثرية وطنية من شأنه أن يوفر للفاعلين في القطاع آلية للتدبير
والتهيئة ،تقدم جردا معلوماتيا يجمع وينظم ،بصفة دورية ومحينة ،البيانات األثرية الموجودة على صعيد التراب الوطني.
في نفس السياق ،ال تتوفر الوزارة المكلفة بالثقافة على برنامج عمل توقعي لتقييد وترتيب المواقع وفق أهداف ومواعيد محددة
لإلنجاز ،وعلى أساس معايير تسمح بتحديد األولويات .علما بأن هذا البرنامج التوقعي سيسمح بتحديد الشروط المطلوبة
والوسائل التي يجب تعبئتها والتدابير التواصلية التي ينبغي القيام بها إلجراء هذه العمليات .في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى
أنه ال يتم إخبار مالكي العقارات ،موضوع التقييد أو الترتيب كمباني تاريخية ،بالطلبات المقدمة في هذا الشأن ،كما أن حق
التعرض على مسطرة تقييد أو ترتيب تلك العقارات كمبان تاريخية ،غير منصوص عليه في النصوص التشريعية والتنظيمية
الجاري بها العمل.
في هذا اإلطار ،أشارت الوزارة أن القطاع المعني قام مؤخرا بإحداث نظام معلوماتي لجرد وتدبير التراث الوطني
(قيد اإلنشاء) ،سيسمح بالتوفر على جميع المعطيات والمعلومات التي تتيح توصيفا تفصيليا لكل ممتلك وعنصر ثقافي
وطني ،وسيضم جميع األرشيف الذي تتوفر عليه مديرية التراث الثقافي بما فيه ذلك األرشيف المكتوب ،والوثائق
ذات القيمة التراثية ،وتقارير بعثات الجرد وبرامج البحث والتعاون والتنقيب والتحري.
غير أن التحدي الكبير للجرد يبقى مرتبطا ،حسب الوزارة ،بنقص الموارد البشرية المتخصصة والموارد اللوجستية
المرصودة والمستخدمة لهذه العملية مثل السيارات الميدانية ،وذلك على الرغم من إحداث وحدات إدارية جهوية ابتداء
من سنة ، 2006حيث يحد نقص العنصر البشري المتخصص بشكل كبير من نجاعتها ومردوديتها .أما بالنسبة لعدم
إخبار مالكي العقارات موضوع التقييد أو الترتيب ،فيرجع في بعض األحيان ،حسب الوزارة ،العتبار التقييد إجراء
استباقيا ووقائيا ،ووسيلة عملية إلنقاذ وحماية الممتلكات الثقافية المعرضة لالندثار.
تعزيز تدابير التتبع والمحافظة على المباني والمواقع التاريخية
تم ترميم وإعادة تأهيل العديد من المواقع والمعالم التاريخية في إطار اتفاقيات متعددة األطراف ،بغالف مالي قدره 728مليون
درهم ،يغطي الفترة .2021-2011وقد تجاوزت مساهمة الوزارة المكلفة بالثقافة في هذه االتفاقيات أزيد من 618مليون
درهم ( .)%85غير أن اإلجراءات المتخذة من أجل المحافظة على التراث الثقافي تثير المالحظات التالية:
ضرورة تعميم مخطط تدبير وصون األحياء والمدن العتيقة
تعتبر مخططات تدبير التراث التاريخي بمثابة إطار عمل استراتيجي ميداني ،يقترح على المدى القصير والمتوسط والبعيد،
برنامج عمل متعدد السنوات لحماية الممتلكات وترميمها وتثمينها .إال أن هذه المخططات ال يتم إعدادها إال عندما يتم تصنيف
التراث الثقافي على أنه تراث عالمي .كما ال تتوفر الوزارة على مخططات لصون التراث الثقافي المادي ،تشتمل على الوثائق
القانونية واإلدارية والمالية لهذه الممتلكات ،وتحدد مناطق حمايتها ونظام تتبعها وتقييمها ،وكذا سبل تعميمها على جميع
المواقع والمعالم التاريخية.
وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن مديرية التراث الثقافي تعمل على وضع وتعميم مخطط تدبير مرجعي مستوحى من
مخطط تدبير تراث مدينة الرباط ،والذي يعتبر وثيقة مرجعية في هذا الشأن حسب لجنة التراث العالمي.
وقد أوضحت الوزارة أنه يتم العمل بمخططات التدبير بالمواقع والمدن المصنفة تراثا عالميا كمراكش والرباط ووليلي
وقصر آيت بن حدو ،ويتم تحضير المخططات الخاصة بمدن الصويرة وتطوان وفاس ومكناس .كما تم إدراج
مخططات التدبير في مشروع القانون الجديد المتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه ليشمل حتى
المعالم غير المدرجة في لوائح اليونيسكو ،خاصة "المجموعات التاريخية والتقليدية" و"المناظر الطبيعية" المرتبة
وطنيا.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2740
المنقولة من طرف الحرفيين ،والتي ثَبُتت نجاعتها واستدامتها .في هذا الصدد ،لوحظ غياب خطة واضحة لتطوير هذه األدوات
واقتراح قواعد للتدبير األمثل للمواقع والمعالم التاريخية وتجنب اندثار القيم الثقافية المتعلقة بها.
وقد أوضحت الوزارة أنها انخرطت منذ سنة 2020في بلورة دالئل ومراجع وإطار مرجعي في مجال التراث
المعماري ،من خالل مشروعين :األول يتعلق بتثمين المدن العتيقة مع وزارة الداخلية ،والثاني حول توحيد معايير
وإجراءات ترميم التراث المعماري مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة .كما أشارت
الوزارة إلى أن مختلف مصالح القطاع المكلفة بتدبير التراث تقوم بتوثيق عمليات التدخل والترميم بالمباني التاريخية
والمواقع الوطنية في أفق وضع خطة قطاعية مرجعية في مجال ترميم وإعادة تأهيل هذا التراث الوطني.
ضرورة تصنيف المقاوالت العاملة في مجال الترميم وإعادة التأهيل
تتطلب عمليات ترميم وإعادة تأهيل المآثر التاريخية مهارات متخصصة ومعرفة خاصة بكل صنف من المواقع أو المباني
ال تاريخية .كما تتطلب التنسيق الفعال مع مكاتب الدراسات المعتمدة ومعاهد التكوين المتخصصة في علم اآلثار والهندسة
المعمارية ،وكذا المتخصصين في العلوم اإلنسانية كالمؤرخين وعلماء األنثروبولوجيا وعلماء االجتماع.
غير أن المقاوالت المسؤولة عن أعمال الترميم أو إعادة التأهيل تفتقر ،في كثير من األحيان ،إلى مستخدمين مؤهلين
ومتخصصين في هذه األشغال .كما لم يتم بعد إصدار دليل للشركات المتخصصة في أشغال الترميم وإعادة التأهيل.
وقد أوضحت الوزارة بأنها شرعت ،بتنسيق مع وزارة التجهيز ،ومنذ سنة ،2019في إعداد مشروع نظام تكييف
وتصنيف المقاوالت العاملة في قطاع ترميم وإعادة تأهيل المباني التاريخية ،وقد بلغ هذا المشروع مراحل متقدمة.
الحاجة لتعميم دراسات تأثير المشاريع االستثمارية المزمع إنجازها في محيط المواقع والمباني التاريخية
تشكل دراسة تأثير المشاريع أداة وقائية تدخل في إطار سياسة الحفاظ على المواقع والمباني والمعالم التاريخية .غير أن إنجاز
هذه الدراسات ال يتم بصفة منهجية ،بحيث اقتصر على أربعة مشاريع (باحة بيع السمك بميناء مدينة الصويرة ،وموقف
السيارات في محيط المدينة العتيقة بمراكش ،ومشروع برج محمد السادس ،ومحطة الرباط المدينة) ،باإلضافة لدراسة التأثير
المتعلقة بواحة فجيج التي تم القيام بها في إطار إجراءات تصنيف هذا الموقع ضمن التراث العالمي.
وتجدر اإلشارة إلى أن الطابع غير اإللزامي لدراسات التأثير ،فضال عن غياب لجنة وطنية ولجن إقليمية تابعة للوزارة المكلفة
بالثقافة تناط بها م همة إبداء رأيها من أجل قبول أو رفض المشاريع المعنية ،بناء على تقييم تأثيرها على المواقع والبنايات
التاريخية ،من شأنه أن يحول دون إمكانية الرصد القبلي للمخاطر والوقاية منها ،وعند االقتضاء إصالح األضرار الناجمة
عن بعض المشاريع المنجزة.
في هذا اإلطار ،أوضحت الوزارة أن النصوص التشريعية الحالية الخاصة بحماية التراث الوطني ال تنص على
إلزامية إنجاز دراسات التأثير على التراث ،األمر الذي تم تداركه على مستوى مشروع القانون الجديد المتعلق بحماية
التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه ،حيث تم اشتراط القيام بدراسات أثر مسبقة إلنجاز مشاريع وأشغال بمدار
مناطق الحماية الخاصة بالمعالم والمواقع الوطنية من أجل تحديد أثرها على المجال الثقافي والطبيعي لهذه المعالم.
إحداث شرطة التراث ولجان المراقبة التابعة لألقاليم والعماالت
يتمثل دور شرطة التراث في إثبات المخالفات المتعلقة بالتراث الثقافي .إال أنه لم يتم بعد إعمال المقتضى المتعلق بإحداثها
المنصوص عليه في القانون رقم 22.80المتعلق بـالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف
الفنية والعاديات .وفي نفس السياق ،لم يتم بعد تشكيل لجان مراقبة التراث الثقافي التابعة لألقاليم والعماالت الواردة في الفصل
1-51من القانون رقم 22.80سالف الذكر ،وذلك بسبب غياب النص التنظيمي الذي يحدد تأليفها.
وقد أشارت الوزارة إلى أن تأخر استصدار النص التنظيمي المتعلق بإحداث شرطة التراث كما ينص على ذلك القانون
رقم 22.80سالف الذكر ،يرجع باألساس إلى انخراطها منذ سنة 2013في مراجعة هذا القانون الذي بلغ مراحل
متقدمة في إعداده.
تتبع مشاريع ترميم المواقع والمباني التاريخية المضمنة في االتفاقيات متعددة األطراف
ساهمت الوزارة المكلفة بالثقافة بمبلغ 618مليون درهم لتمويل مشاريع ترميم المواقع والمباني التاريخية الواردة في اتفاقيات
متعددة األطراف تتعلق بالتثمين والتطوير العمراني لبعض المدن .غير أن هذه المساهمات المالية لم يتم تحديدها في ضوء
دراسات قبلية ،ولم يتم إشراك الوزارة بشكل كاف في اختيار المواقع والتدخالت المبرمجة قبل الشروع في عمليات الترميم.
كما ال تتوفر الوزارة ،بصفتها صاحبة المشاريع وعضوا في اللجنة المركزية لتتبع وتقييم االتفاقيات المذكورة ،على المحاضر
والتقارير نصف السنوية التي يعدها أصحاب المشاريع المنتدبين( ،كوكالة التنمية ورد االعتبار لمدينة فاس ووكالة إنعاش
وتنمية عماالت وأقاليم الشمال ومجموعة العمران وشركات التنمية المحلية).
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2742
في هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي:
العمل على تحسين الحماية القانونية للمواقع والمباني التاريخية ،من خالل اعتماد خطط عمل تهدف إلى -
تحديد المعايير واختيار المواقع المراد تحديدها وتصنيفها وتثمينها ،وتسريع استكمال اإلطار القانوني الخاص
بها؛
تكثيف العمليات المتعلقة بالجرد العام والشامل للتراث الثقافي ،والسهر على تحيينه سنويا ،مع إدراج كل -
البيانات المجمعة في الخريطة األثرية الوطنية؛
وضع دالئل للحفاظ عل ى التراث الثقافي المادي وترميمه ،تتضمن مؤشرات حول تقنيات الصيانة والحفظ، -
وكذا المواد األكثر مالءمة لكل نوع من الهياكل والحفاظ على تقاليد البناء المتناقلة من قبل الحرفيين في هذا
المجال؛
العمل على اعتماد نص تنظيمي يلزم بإجراء دراسات تأثير المشاريع واألنشطة االستثمارية المزمع إنجازها -
في محيط المواقع والمباني التاريخية على هذه األخيرة؛
تفعيل دور هيئات المراقبة والحكامة الواردة في النصوص التشريعية ذات الصلة ،والسيما شرطة التراث -
ولجان المراقبة التابعة لألقاليم والعماالت.
التثمين االقتصادي والسياحي للتراث التاريخي
يرتبط تثمين المواقع والمباني التاريخية بقدرتها على المساهمة في التنمية المستدامة ،من خالل جذب السياح والترويج للمناطق
المعنية ،في احترام تام للخصائص الهندسية والجمالية والتاريخية للموقع.
وقد أظهر تحليل عدد الزوار وحجم المداخيل المتأتية من األنشطة المرتبطة بتثمين التراث التاريخي ،أن العديد من المواقع
والمباني التاريخية ال تزال غير معروفة خصوصا على المستوى الداخلي ،بحيث لم يتجاوز عدد الزوار المغاربة لهاته المواقع
385ألف زائر خالل سنة 2019مقابل 2,3مليون سائح أجنبي.
كما يقتصر استغالل المواقع والمعالم األثرية على واجبات الزيارة ( %99من المداخيل) ،وفي حاالت محدودة على تأجير
الفضاءات إلقامة التظاهرات الثقافية أو السينمائية .وفي هذا السياق ،لوحظ نقص التجهيزات الخاصة باستقبال الزوار وغياب
فضاءات لألنشطة االقتصادية وللخدمات في محيط معظم المواقع والمعالم التاريخية (مناطق االستراحة ،فضاءات تربوية
واستكشافية لفائدة األطفال والشباب ،ورشات التنشيط الثقافي ،مطاعم ،بيع األعمال الفنية والهدايا التذكارية .)...وتؤشر هذه
الوضعية إلى نقص في التنسيق والتعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع ،من أجل التعريف والنهوض والتثمين االقتصادي
لهذا التراث الوطني.
وقد أوضحت الوزارة بأن الترويج للتراث والثقافة المغربية يستدعي خطة وطنية تتكامل في تنزيلها على أرض الواقع
مع قطاعات وزارية أخرى (السياحة ،الصناعة التقليدية )...وهو ما يشتغل عليه القطاع حاليا.
الحاجة لتعميم التجربة الرائدة لمراكز التعريف بالتراث
شرعت الوزارة المكلفة بالثقافة ،منذ سنة ،2011في إحداث مراكز للتعريف بالتراث في بعض المواقع والمعالم التاريخية،
وذلك من أجل تعزيز وعي الزوار به وتقديره والمساهمة في المحافظة عليه .إال أن عدد المواقع والمآثر التاريخية التي تتوفر
على مركز للتعريف بالتراث ال تتجاوز تسعة ،فيما باقي المواقع ال تتوفر على أي مركز للتعريف بها أو خلية لمواكبة الزوار
وترويج المعلومات التراثية والثقافية الخاصة بها ،بما في ذلك المآثر المصنفة على أنها تراث عالمي.
كما أن األنشطة الثقافية والعلمية والتعليمية المنظمة من طرف مراكز التعريف بالتراث ،ال تعكس الطاقات السياحية والثقافية
للمواقع المعنية ،بحيث قامت أربعة مراكز فقط ،خالل سنتي 2019و ،2020بتنظيم تظاهرات ثقافية لصالح الزوار
والجمعيات والتالميذ وبعض المؤسسات التعليمية (المواقع األثرية للقصر الصغير وليكسوس ووليلي ومركز األطلس المتوسط
بأزرو).
وقد أوضحت الوزارة بأنها تحرص على تعميم إنشاء مراكز التعريف بالتراث بجميع أنحاء التراب الوطني ،وذلك
حسب اإلمكانيات المالية المرصودة سنويا إلنجاز الدراسات واألشغال الالزمة لها ،وقد قامت منذ سنة 2019بإطالق
العديد من مشاريع البناء والتهيئة لعدد من مراكز التعريف بالتراث.
ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون مع الفاعلين في المجال السياحي
تنظم الوزارة المكلفة بالثقافة تظاهرة سنوية من 18أبريل إلى 18مايو ،تحت اسم "شهر التراث" ،والذي يتزامن مع اليوم
العالمي للمآثر التاريخية والمواقع واليوم العالمي للمتاحف .ويهدف هذا الحدث إلى النهوض بالتراث الوطني ،من خالل القيام
بأنشطة ثقافية مكثفة لفائدة جمهور واسع (معارض وملتقيات وجوالت مصحوبة بمرشدين وعروض وورشات عمل).
2743 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
إال أنه ،وباستثناء "شهر التراث" وكذا بعض التظاهرات العرضية ،كاليوم الدراسي الذي تم تنظيمه في 30أكتوبر 2019
حول موضوع النهوض بالمواقع األثرية وإدماجها في الدوائر السياحية بمنطقة طنجة-تطوان ،والنشاط الثقافي المنظم على
مستوى موقع أغمات ،فقد لوحظ ضعف آليات التنسيق بين الوزارتين المكلفتين بقطاعي الثقافة والسياحة والجماعات الترابية
وباقي الفاعلين على المستوى الوطني والمحلي ،من أجل جعل المواقع والمآثر التاريخية رافعة للنهوض بالسياحة الثقافية.
الترويج اإلعالمي للمواقع والمآثر التاريخية
تقوم الوزارة المكلفة بالثقافة بمنح التراخيص من أجل تصوير األفالم الوثائقية والربورطاجات التلفزية المتعلقة بالمواقع
والمآثر التاريخية .كما أنشأت بعض المواقع اإللكترونية المخصصة للتراث الثقافي ،من بينها:
-بوابة عن التراث الثقافي المغربي موجهة للعموم؛
-منصة وثائقية توفر بيانات عن جرد التراث الثقافي بالمغرب؛
-نظام معلومات جغرافي ،غير متاح للعموم ،يسمح باالطالع على الوثائق المتعلقة بالتراث الثقافي المغربي المتوفر
في قاعدة البيانات.
في نفس السياق ،تقوم الوزارة بتثمين المباني والمآثر التاريخية باستعمال مختلف الوسائط التعليمية كالنشرات والكتيبات
والملفات والقوائم المصورة متعددة اللغات واإلصدارات والندوات العلمية ومقاطع الفيديو ومعارض الصور وخرائط للموقع
باإلضافة للوحات التشوير واإلرشاد.
إال أن تحسين أثر هذه الوسائط يقتضي إدراجها ضمن منهجية مندمجة ومتكاملة تأخذ بعين االعتبار الرسائل المراد توجيهها
وأهداف التواصل والفئة المستهدفة وكذا وسائط التواصل األكثر مالءمة وتراعي التمويل الالزم لذلك.
وقد أشارت الوزارة إلى أن نقص الموارد البشرية المختصة في التنشيط والوساطة الثقافية يعد من العقبات الرئيسية
التي تحول دون تنفيذ استراتيجية القطاع في مجال التواصل والترويج اإلعالمي للتراث الثقافي الوطني.
في هذا الصدد ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المكلفة بالثقافة بما يلي:
السهر على بلورة استراتيجية مندمجة ،من أجل التثمين العلمي والثقافي واالقتصادي والسياحي للتراث -
الثقافي والترويج اإلعالمي للمواقع والمآثر التاريخية؛
العمل بصفة تدريجية على تعميم تجربة مراكز التعريف بالتراث الوطني. -
القطاعات اإلدارية
يشكل تدبير المباني المخصصة لمختلف أجهزة الدولة ،موضوعا ذا أهمية لكونه يرتبط في الغالب بالفضاءات التي تقدم فيها
الخدمات العمومية للمرتفقين وتمارس فيها الموارد البشرية لهذه األجهزة المهام المنوطة بها.
وعالقة بهذه المباني اإلدارية ،فقد أضحى تجهيزها بأنظمة لمراقبة الولوج إليها أمرا ضروريا من أجل تنظيم حركة األشخاص
داخلها وضمان حمايتهم والمحافظة على الممتلكات ،فضال عن ضبط عمليتي الدخول إلى مكان العمل والخروج منه واحتساب
مدة العمل.
وعلى صعيد آخر ،تعتبر السالمة الطرقية هاجسا رئيسيا للسلطات العمومية المختصة ،حيث اعتمدت في هذا اإلطار مجموعة
من التدابير الرامية إلى الحد من حوادث السير والتي تخلف سنويا آالف القتلى والجرحى ،فضال عن تكلفتها االقتصادية
واالجتماعية المرتفعة والتي تقدر بحوالي 20مليار درهم سنويا.
وفي هذا الصدد ،أنجز المجلس األعلى للحسابات ثالث مهمات رقابية تمحورت حول المواضيع التالية:
المباني اإلدارية؛ -
نظام مراقبة الولوج في اإلدارات العمومية؛ -
نظام رصد المخالفات بواسطة الرادارات. -
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2744
المباني اإلدارية:
أهمية وضع استراتيجية لتدبير العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية وآليات
لترشيد االقتناء والتخصيص
تتولى وزارة االقتصاد والمالية ،من خالل مديرية أمالك الدولة تدبير ملك الدولة الخاص ومن ضمنه العقارات المخصصة
للقطاعات الوزارية .وتشمل هذه األمالك العقارية ،على وجه الخصوص ،أراضي عارية مخصصة لتشييد المباني اإلدارية
ومباني إدارية مخصصة للمرافق العامة ومساكن إدارية.
وتضع مديرية أمالك الدولة رهن إشارة القطاعات الوزارية عقارات الدولة الالزمة لقيامها بمهامها عن طريق تخصيص
األراضي والمباني اإلدارية .وتتولى هذه القطاعات تدبير العقارات المخصصة لها وفقا لمواردها والمعايير التي تراها مناسبة
من حيث البناء والتهيئة واالستغالل والصيانة والتجهيز والحراسة.
وقد بلغت المساحة اإلجمالية للمباني اإلدارية والعقارات التابعة للملك الخاص للدولة ،حسب إحصائيات مديرية أمالك الدولة
في سنة ،2020ما مجموعه 90.186هكتارا ووصل عددها إلى 12.454وحدة عقارية .بينما بلغ عدد العقارات المكتراة من
لدن الدولة لفائدة القطاعات الوزارية المخصصة لالستخدام اإلداري حوالي 100مبنى بين سنتي 2017و.2019
وبلغت النفقات العقارية ،برسم سنة ،2020حوالي 5.968مليون درهم ،منها 5.367مليون درهم كنفقات استثمار ،و601
مليون درهم كنفقات تسيير منها 234مليون درهم كنفقات خاصة باألكرية اإلدارية.
أوال .بشأن أهمية وضع استراتيجية خاصة بعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية
يقصد بوضع "استراتيجية بشأن العقارات المستغلة من قبل القطاعات الوزارية" تسطير أهداف محددة تندرج ضمن سياسة
عقارية للدولة بغية ترشيد كلفة الوظيفة العقارية للدولة من خالل وضع معايير الستغالل عقالني للمساحات ،وتثمين المباني
اإلدارية .ويستوجب ذلك وضع إطار مناسب القتنائها وتفويتها واستئجارها ،ووضع معايير بشأن توفير البنايات المناسبة
لمرتفقي اإلدارة العمومية والموظفين على حد سواء ،وإحداث أجهزة وهيئات من أجل ضمان القيادة والحكامة الجيدة لهذه
العقارات وإصدار اآلراء والتوصيات المناسبة لتطويرها.
الحاجة إلى وضع سياسة رسمية بشأن المباني اإلدارية
في إطار تدبير األصول العقارية المخصصة للقطاعات الوزارية ،تم تزويد هذه األخيرة بتوجيهات تهدف ،في مجملها ،إلى
ترشيد تدبير المباني اإلدارية ومختلف التخصيصات واالقتناءات والتفويتات العقارية للدولة بواسطة دوريات ورسائل إلى
القطاعات الوزارية صادرة عن رئيس الحكومة والوزير المكلف باالقتصاد والمالية.
بيد أن هذه التوجيهات ال تندرج في إطار سياسة رسمية واضحة ومتناسقة ومشتركة بين الوزارات والمؤسسات المستفيدة من
التخصيصات العقارية للدولة .وبالتالي ،يمارس تدبير المباني اإلدارية للدولة المخصصة للقطاعات الوزارية في غياب إطار
مرجعي قائم على أساس معايير الستعمال المساحات العقارية المخصصة لإلدارات العمومية ومعايير واضحة لتخصيصها
واقتناءها وتفويتها وكذا استئجارها.
في تعقيبها ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية على أن مسألة وضع سياسة رسمية بشأن المباني اإلدارية ،ال تتعلق فقط
بمديرية أمالك الدولة وإنما تهم العديد من المتدخلين في هذا المجال ،بما فيهم القطاعات الحكومية المكلفة بالتعمير
واإلسكان والداخلية واألحباس والجماعات الترابية ،...وذلك باعتبارها مسألة وطنية تقتضي مقاربة تشاركية تضمن
مساهمة جميع الفاعلين لبلورة سياسة متكاملة وفق رؤية شمولية قائمة على تظافر الجهود وتناسقها وتراعي كافة
الشروط الكفيلة بإنجاحها.
الحاجة إلى وضع معايير لنظام تدبير المباني اإلدارية
في هذا الصدد ،وبالرغم من أهميتها في تدبير المباني اإلدارية لضمان التدبير الرشيد للمباني اإلدارية للدولة المخصصة
للقطاعات الوزارية ،فقد لوحظ غياب معايير مشتركة رسمية في هذا المجال.
غياب معايير الستغالل المساحات
تعد المساحة المخصصة عنصرا يجب أخذه بعين االعتبار من أجل تحسين أداء تدبير المباني اإلدارية للدولة .وتساهم معيرة
المساحات المستغلة في توفير ظروف عمل مالئمة للموظفين العموميين وتجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين وكذا في تحقيق
االقتصاد والنجاعة من خالل االستخدام األمثل لهذه المباني ،سواء كانت عقارات في ملكية الدولة أو مكتراة.
بيد أنه لوحظ أن المتدخلين في تدبير العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية (مديرية أمالك الدولة والقطاعات الوزارية) لم
يضعوا معايير الستغالل المساحات في المباني اإلدارية وال قواعد تساعد على تعبئة وتخصيص هذه المباني وفق االحتياجات
2745 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الحقيقية لإلدارات ،بحيث يتم التخصيص على أساس االحتياجات المعبر عنها من لدن القطاعات الوزارية في ظل غياب إطار
معياري.
وهكذا وفي ظل غياب هذه المعايير ،يختلف استغالل المباني اإلدارية من إدارة إلى أخرى ،مما يحول دون وضع أسس لتدبير
عقالني لعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية قائم على أساس تحديد المساحات المناسبة ،بناء على طبيعة النشاط أو
المرفق اإلداري وإعادة تخصيص المساحات الشاغرة والتدبير النشط للمباني اإلدارية وضبط مسؤوليات مستغلي هذه المباني.
كما أن الحاجة إلى وضع معايير استخدام فضاءات العمل في المباني اإلدارية للدولة تدعمها الممارسات الفضلى المعترف بها
دوليا في هذا المجال .وعلى سبيل المثال ،ففرنسا تعتمد مساحة 12مترا مربعا كمساحة صافية قابلة لالستغالل لكل موظف؛
وفي بلجيكا تطبق مساحة 13,5مترا مربعا لكل موظف كمعيار الستغالل المباني اإلدارية.
غياب معايير للتخصيص واالقتناء
بصفتها مالكا للعقارات المخصصة لإلدارات الوزارية ،فإن الدولة مكلفة بتدبير أصولها العقارية بنجاعة تؤمن الحفاظ على
قيمة ممتلكاتها وتضمن ظروف عمل أفضل للموظفين وتحسين جودة خدمات المرفق العام .وتستلزم هذه األهداف وضع
معايير التخصيص واالقتناء.
غير أنه لوحظ أن تدبير المباني اإلدارية للدولة ال يعتمد على معايير لضمان تخصيص العقارات واقتنائها وفقا للحاجة الحقيقية
للقطاعات الوزارية تأخذ بعين االعتبار طبيعة ونطاق مشاريع المرفق العام ومجال النشاط المعني.
في هذا اإلطار أكدت وزارة االقتصاد والمالية بأن الدور الذي تضطلع به مديرية أمالك الدولة ،بموجب منشور رئيس
الحكومة رقم 2021/02بتاريخ 12فبراير ،2021الذي يخول لها ،من خالل مشاركتها في اللجنة اإلدارية الختيار
األراضي ،أن تدلي برأيها بناء على اعتبارات تتعلق على وجه الخصوص بمساحة األرض موضوع االختيار
واستعمالها ومدى انسجامها مع طبيعة المشروع المزمع إنجازه واحترام التخصيص المعماري للعقار المعني.
أما فيما يتعلق بالتنسيق األولي لتحديد احتياجات القطاعات الوزارية لألراضي ،أشار الجواب إلى عمل اللجان
المسؤولة عن دراسة المخطط التوجيهي للتهيئة الحضرية وإعداد تصميم تهيئة المدن والتي تشارك فيها مديرية أمالك
الدولة.
على ضوء ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي:
وضع سياسة متعلقة بعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية ،وال سيما المباني اإلدارية ،تهدف إلى -
تحسين األداء وتحقيق االنسجام ووضع آليات القيادة والتنسيق بين الفاعلين المعنيين؛
تأكيد دور مديرية أمالك الدولة كممثل للدولة المالكة واالضطالع بمسؤولية اقتراح االستراتيجية الخاصة -
بالمباني اإلدارية والعقارات التي تستخدمها القطاعات الوزارية بتنسيق مع األطراف ذات الصلة ،مع السهر
على إرساء هوية بصرية تميز اإلدارة المغربية.
أكدت الوزارة أن هذه التوصيات تبقى ذات طبيعة شمولية لكونها تهم السياسة العقارية للدولة التي تتم مراجعتها حاليا.
كما أشارت إلى إنجاز بعض الخطوات اإلصالحية التي تندرج في هذا اإلطار والتي من أهمها منشور رئيس الحكومة
رقم 2021/02الصادر بتاريخ 12فبراير 2021بشأن االقتناءات والتخصيصات العقارية التي تهم الملك الخاص
للدولة.
ثانيا .بشأن نظام معلومات محين ومخصص لضبط وتتبع عقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية
على الرغم من كونها تشكل المصدر األساسي للمعلومات بشأن ملك الدولة الخاص بصفة عامة ،ال تحتوي منظومة المعلومات
الخاصة بمديرية أمالك الدولة ( )AMLACSعلى معلومات شاملة وموثوقة بشكل كافٍ ومدققة بشأن تدبير التخصيصات
العقارية المستغلة من لدن القطاعات الوزارية .ويتعلق األمر بشكل أساسي بالمعلومات المتعلقة بالمباني اإلدارية المخصصة
وغير المستغلة ،واألراضي المخصصة العارية ،واالستثمارات التي تم تنفيذها على األراضي المخصصة والمساحات
المستغلة وغير المستغلة والمباني المستغلة على سبيل الكراء وكذلك المعلومات المتعلقة بإصالح وصيانة وحراسة هذه
المباني.
الحرص على التحيين المستمر لقاعدة المعطيات بشأن عقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية
من خالل المقارنة بين البيانات المتعلقة بعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية التي تتضمنها منظومة المعلومات
( )AMLACSوالبيانات التي صرحت بها الوزارات للمجلس بشأن العقارات التي كانت تستغلها ،إلى حدود سنة ،2021
تبين أن المعطيات غير متطابقة مما يؤشر على أن الالئحة التفصيلية للعقارات والمباني المخصصة للقطاعات الوزارية
المتوفرة لدى مديرية أمالك الدولة والمدلى بها للمجلس ليست شاملة وغير محينة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2746
ونتيجة لذلك ،كشفت هذه المقارنة عن حاالت اختالف كبيرة بين البيانات المستخرجة من منظومة ( )AMLACSوتلك
الواردة مباشرة من القطاعات الوزارية ،سواء من حيث عدد الوحدات العقارية أو المساحة اإلجمالية .وفيما يلي بعض األمثلة
بشأن هذه االختالفات:
-بالنسبة لقطاع التربية الوطنية ،تبين من خالل المعطيات المستخرجة من منظومة ( )AMLACSأن عدد وحداتها
العقارية يبلغ 5.367وحدة بمساحة قدرها 5.790,9هكتارا ،في حين أظهرت المعطيات المقدمة من طرف
الوزارة أن عدد هذه الوحدات هو 1.018وحدة فقط وبمساحة ال تتعدى 1.156,69هكتارا؛
-بالنسبة لقطاع الصحة ،أظهرت المعطيات المستخرجة من منظومة ( )AMLACSأن عدد وحداتها العقارية بلغ
1.070وحدة بمساحة قدرها 897هكتار ،في حين تشير البيانات المقدمة من طرف الوزارة أن عدد هذه الوحدات
هو 3.382وحدة بمساحة تصل الى 1.233,99هكتارا؛
-بالنسبة لقطاع الفالحة ،تبين من خالل المعطيات المستخرجة من منظومة ( )AMLACSأن عدد وحداتها العقارية
هو 705وحدة بمساحة قدرها 9.631,3هكتارا ،في حين أظهرت المعطيات المقدمة من طرف الوزارة أن عدد
هذه الوحدات ال يتجاوز 326وحدة والمساحة ال تتعدى 1.043,84هكتارا؛
-بالنسبة لقطاع العدل ،تشير المعطيات المستخرجة من منظومة ( )AMLACSأن عدد وحداتها العقارية هو 514
وحدة بمساحة قدرها 3.983,3هكتارا ،في حين أن البيانات المقدمة من طرف الوزارة تظهر أن عدد هذه الوحدات
هو 619وحدة وبمساحة ال تتجاوز 241,65هكتارا؛
-بالنسبة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج ،تبين من خالل المعطيات المستخرجة من منظومة ( )AMLACSأن
عدد وحداتها العقارية ال يتعدى 15وحدة بمساحة قدرها 130,6هكتارا ،في حين أظهرت المعطيات المقدمة من
طرف اإلدارة المعنية أن عدد الوحدات يصل إلى 123وحدة بمساحة قدرها 3.659,3هكتارا؛
-بالنسبة لقطاع التعليم العالي ،أظهرت البيانات المستخرجة من منظومة ( )AMLACSأن عدد وحداتها العقارية
هو 68وحدة بمساحة قدرها 375,6هكتارا ،في حين بينت المعطيات المقدمة من طرف الوزارة أن عدد الوحدات
هو 130وحدة وبمساحة بلغت 693,03هكتارا.
ويمكن تفسير هذه االختالفات بعدم تحيين منظومة ( )AMLACSوعدم مدها بالمعلومات المتعلقة بالتغييرات الكلية أو
الجزئية التي طرأت على مستوى العقارات المخصصة ،كالتعديالت في المساحات أو التوسيع أو إعادة التهيئة أو تعلية البنايات
أو إنهاء التخصيص أو تسوية التحويالت المؤقتة للتخصيصات.
وفي هذا الصدد ،ال تقوم القطاعات الوزارية المعنية بتحيين البيانات المتعلقة بالعقارات المخصصة لها بشكل تلقائي فور
حدوث التغييرات المكملة أو المعدلة لوضعية هذه العقارات ،وال توافي مديرية أمالك الدولة بشكل منتظم بهذه المعلومات من
أجل تحديث منظومة المعلومات الخاصة بتدبير الملك الخاص للدولة بشكل عام والتخصيصات بشكل خاص.
جوابا عن هذه المالحظة ،أشارت الوزارة أنه فيما يتعلق باالختالفات التي أشار إليها التقرير بين البيانات المستخلصة
من نظام AMLACSوتلك المقدمة من القطاعات الوزارية إلى أن المعطيات المستخرجة من نظام AMLACSتم
اإلشارة فيها إلى المراجع العقارية لكل عقار على حدة .وأكدت أن إجراء مقارنة بين المعطيات الصادرة عن مديرية
أمالك الدولة وتلك الصادرة عن القطاعات الوزارية المعنية يستدعي ضرورة توفر اللوائح المتوصل بها من طرف
المجلس على معلومات عن مراجع العقارات بما فيها أرقام الرسوم العقارية والتصاميم الخرائطية للعقارات المعنية
مما سيسهل عملية تحديد هذه العقارات على مستوى سجالت المحافظة العقارية وسيمكن من عرضها في صور األقمار
الصناعية.
ويعد نظام AMLACSحاليا المصدر الرئيسي للمعلومات المتعلقة بأمالك الدولة ،ليس فقط بالنسبة لهذه المديرية
ولكن أيضا لجميع اإلدارات العمومية المستفيدة من التخصيص والتي تطلب المعطيات بانتظام من هذه المديرية قصد
تحديث قواعد البيانات المتعلقة بها.
فعلى سبيل المثال ،لوحظ أن عدد الوحدات العقارية الصادر عن إحدى الوزارات ،والذي يبلغ 1.018وحدة عقارية،
أقل بكثير من العدد الذي سبق أن توصلت به مديرية أمالك الدولة من قبل هذه الوزارة خالل سنة 2014بمناسبة
إطالق ورش إحصاء العقارات المخصصة آنذاك .فقد كان العدد المعلن عنه في البداية 23.620وحدة قبل أن يتم
تخفيضه إلى 6.106وحدة ،بما فيها المدارس ومراكز التكوين والمباني اإلدارية ،وذلك بعد إزالة المباني التي ال
تندرج ضمن أمالك الدولة بتشاور مع مصالح هذه المديرية.
وإذ يأخذ المجلس بعين االعتبار كون نظام AMLACSيعد حاليا المصدر الرئيسي المتاح للمعلومات المتعلقة بأمالك الدولة
الخاصة بشكل عام وضمنها العقارات المخصصة لإلدارات العمومية ،.فإنه يسجل أن هذا النظام يعوزه التحيين المستمر مما
يحول دون إعطاء صورة صادقة بشأن المباني اإلدارية والعقارات المستغلة فعليا من لدن اإلدارات العمومية.
2747 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
ويؤكد المجلس أن المنهجية التي تم استخدامها لجمع البيانات من اإلدارات المعنية هي نفسها التي اعتمدتها مديرية أمالك
الدولة ،سنة ،2014بمناسبة إطالق ورشها المتعلق بإحصاء العقارات المخصصة لإلدارات العمومية المشار اليه في جوابها،
بما في ذلك المعلومات المتعلقة بمراجع العقارات من أرقام الرسوم العقارية وأرقام محاضر التخصيص وتواريخها ومساحات
العقارات اإلجمالية وتلك المستغلة وغير المستغلة ،إلى غير ذلك.
الحاجة الى إحصاء المباني اإلدارية الشاغرة أو غير المستغلة
ال تحتوي قاعدة بيانات ()AMLACSعلى معلومات محينة بشأن المباني اإلدارية غير المستغلة أو الشاغرة المخصصة
للقطاعات الوزارية ،مما ال يسمح لمديرية أمالك الدولة بمعرفة المخزون الحقيقي لألصول العقارية المتاحة إلعادة تخصيصها
أو إعادة استخدامها ،األمر الذي يشكل عائقا أمام التدبير األمثل للممتلكات العقارية للدولة.
وفي هذا اإلطار ،يسجل المجلس أن اإلدارات العمومية المستفيدة من التخصيصات العقارية ال تمد مديرية أمالك الدولة
بالمعلومات الكافية بشأن وضعية هذه التخصيصات ،والسيما المعلومات المتعلقة بالمباني الشاغرة أو المستغلة جزئيا ،ولتجاوز
هذا النقص على مستوى المعلومات أطلقت المديرية المذكورة ،خالل سنة ،2014عملية لتجميع المعطيات حول العقارات
المخصصة لإلدارات العمومية ،من خالل منشور لرئيس الحكومة تحت عدد ،2014/01إال أن أغلب هذه اإلدارات لم تتجاوب
مع هذه العملية فيما صرحت أخرى بمعلومات غير كاملة.
في معرض جوابها ،أكدت الوزارة ما جاء في مالحظة المجلس وركزت على أن عدم تعاون اإلدارات العمومية في
إحصاء العقارات المخصصة لها ،كانت أحد األسباب الرئيسية وراء استصدار منشور رئيس الحكومة رقم 2021/02
بتاريخ 12فبراير 2021والذي سيخول لمديرية أمالك الدولة ،ليس فقط إحصاء هذه العقارات ،وإنما أيضا إمكانية
استعادتها في حال عدم استعمالها.
ولهذه الغاية ،أطلقت المديرية المعنية مشروعا مع مديرياتها الجهوية يهدف إلى تحديد العقارات المخصصة غير
المستخدمة (كليا أو جزئيا) من أجل إبالغ اإلدارات المعنية واستعادة هذه العقارات.
ضرورة تجميع المعلومات عن الوضعية التي توجد عليها المباني اإلدارية
تفتقر منظومة ( )AMLACSإلى معلومات محينة بشأن الوضعية التي توجد عليها التخصيصات العقارية .كما أن اإلدارات
العمومية المستفيدة من هذه التخصيصات ال يلزمها محضر التخصيص بضرورة التصريح بحالة المباني اإلدارية لدى مديرية
أمالك الدولة التي ال تتوصل بالبيانات الكاملة والدقيقة وفي الوقت المناسب حول وضعية المباني اإلدارية ،وال سيما البيانات
المتعلقة بإصالحها وبصيانتها وحراستها وديمومتها.
ويشكل غياب المعلومات المتعلقة بالمباني اإلدارية للدولة المخصصة للقطاعات الحكومية إكراها يعيق إرساء تخطيط على
مستوى برمجة أعمال الصيانة والتمويل المتعلق بها.
في جوابها أكدت الوزارة ما جاء في مالحظة المجلس مشيرة إلى أنها أطلقت خالل سنة 2014عملية إحصائية واسعة
النطاق بهدف تجميع معطيات شاملة ومحينة بشأن المباني واألراضي المخصصة لإلدارات العمومية واستعماالتها
غير أنه جوبهت بعدم تعاون اإلدارات العمومية في عملية جرد األصول المخصصة لها ،حيث أن أغلبها لم يزود هذه
المديرية بالمعطيات التي ُ
طلبت منها آنذاك حول العقارات المخصصة لها باستثناء ثمان إدارات عمومية.
إحصاء غير شامل للعقارات المكتراة من لدن اإلدارات العمومية
ال تتوفر مديرية أمالك الدولة على معلومات مضبوطة بشأن العقارات التي تستأجرها الدولة لفائدة اإلدارات العمومية نظرا
لغياب جرد شامل لها .كما أن المعنيين باألمر لم يسبق أن أخضعوا تدبير هذه العملية ألي مراقبة أو تقييم بهدف تجويده.
ويرجع سبب ذلك إلى كون مهمة تتبع العقارات التي تستغلها القطاعات الوزارية على سبيل الكراء ال تدخل ضمن مهام مديرية
أمالك الدولة التي يقتصر دورها ،في هذا المجال ،على تحديد سعر اإليجار من خالل عضويتها في لجنة الخبرة العقارية.
وبصفة عامة ،يبقى هذا التتبع من مسؤولية كل قطاع وزاري (تجديد عقد الكراء ،مراجعة أسعار الكراء ،تهيئة البنايات
المستغلة على سبيل الكراء وصيانتها وإصالحها وحراستها).
على ضوء ما سبق ،يوصي المجلس وزارة االقتصاد والمالية بوضع نظام معلومات مندمج ومخصص لتدبير عقارات الدولة
المخصصة للقطاعات الوزارية يتيح حصر هذه العقارات وضبط استعمالها وتدبيرها.
في إطار تعقيبها على توصية المجلس ،أشارت الوزارة إلى مجهوداتها المتواصلة الرامية إلى تعزيز منظومة الرقابة
الداخلية ،من خالل إطالقها لمجموعة من األوراش ذات األولوية الكبرى ضمن مخططها االستراتيجي والتي من
أهمها النظام المعلوماتي AMLACSالذي تم اعتماده منذ بداية سنة 2020كبديل عن النظام السابق ،SIDOM
ونظام المعلومات الجغرافي ألمالك الدولة ،SIGوورش تحسين موثوقية البيانات المدرجة بنظام AMLACS
وورش التحفيظ العقاري .ومشروع القانون المتعلق بالملك الخاص للدولة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2748
ثالثا .تأطير عمليات تخصيص واقتناء وتفويت وكراء العقارات المستغلة من لدن القطاعات الوزارية
تتكون العقارات التي تستغلها وتدبرها القطاعات الوزارية من تخصيصات عقارية واحتالالت .وإلى حدود 31دجنبر ،2020
بلغت التخصيصات ما مجموعه 9.381وحدة عقارية ( )%75,3بمساحة إجمالية قدرها 29.495هكتارا ) (%32في حين
تقدر االحتالالت بما يناهز 3.073وحدة ) (% 24,7وبمساحة تقدر ب 60.691هكتارا ).(%67,3
الحاجة إلى تسوية وضعية االحتالالت
وفقا لإلجراءات المعمول بها لدى مديرية أمالك الدولة ،يتم التمييز بين نوعين من االحتالل بشأن العقارات التي تستغلها
القطاعات الوزارية:
-تخصيصات عقارية (أراضي و /أو مباني) ولكنها مستغلة من لدن إدارات غير تلك المخصصة لها أو محتلة من
لدن األغيار (احتالالت على المخصصات)؛
-األراضي و /أو المباني المستغلة من لدن اإلدارات العمومية بدون اللجوء إلى مساطر التخصيص العقاري التي
تشرف عليها مديرية أمالك الدولة.
وفي سنة ،2020بلغت المساحات العقارية التي طالتها االحتالالت بنوعيها من لدن اإلدارات العمومية ،ما مجموعه 60.691
هكتارا موزعة على 3.073وحدة عقارية وهو ما يمثل % 67من إجمالي المساحة المستغلة من لدن اإلدارات (90.186
هكتارا).
وتمثل هذه االحتالالت قسما كبيرا من المساحة اإلجمالية وعدد الوحدات العقارية التي تستغلها اإلدارات العمومية األمر الذي
يتطلب مجهودا من أجل تسويتها.
تتبع غير كاف لالستغالل الفعلي للتخصيصات
تُستخدم العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية بشكل أساسي لتلبية االحتياجات المتعلقة بتدبير المرافق العامة التي تقدمها
الدولة ،والسيما المباني اإلدارية والمؤسسات التعليمية والتجهيزات الصحية والمحاكم والمؤسسات السجنية وغيرها.
غير أن تحليل قاعدة البيانات المتعلقة بمديرية أمالك الدولة ( )AMLACSأظهر أنها تتضمن فقط معلومات بشأن االستغالل
في حدود %38فقط من المساحة اإلجمالية للتخصيصات ،وال تتوفر على بيانات االستخدام المتعلقة بمساحة مخصصة تصل
إلى 55.786,41هكتارا ،وهو ما يعادل %62من المساحة اإلجمالية التابعة للقطاعات الوزارية.
وال تسمح المساطر المعمول بها حاليا ألجل مراقبة وتتبع االستخدام الفعلي للمباني اإلدارية المخصصة لإلدارات العمومية
(وضع قوائم لجرد التخصيصات العقارية ونسبة استغاللها وطبيعة النشاط )...بتوفير معلومات موثوقة ومحينة بشأن االستخدام
الفعلي للتخصيصات.
في معرض جوابها ،أكدت الوزارة أنه في إطار تتبع العقارات المخصصة ،بادرت إلى إنهاء وإعادة التخصيص في
العديد من الحاالت التي كانت تستوجب موافقة اإلدارات المعنية .وقد أصبح بإمكانها استعادة العقارات المخصصة
غير المستعملة وفق الشروط والشكليات التي حددها منشور رئيس الحكومة رقم 2021/02الصادر بتاريخ 12فبراير
.2021
الحاجة إلى التأطير في مجال تحديد االحتياجات العقارية
باستثناء شرط توفر االعتمادات في الميزانية ،فالقطاعات الوزارية غير ملزمة بأن تحدد في طلباتها المتعلقة باالقتناء أو
التخصيص احتياجاتها العقارية بشكل موثق من حيث الكم والكيف كالمساحة ونوع النشاط والفئة المستهدفة.
كما تلجأ القطاعات الوزارية إلى عملية كراء العقارات الستخدامها كمبان إدارية أو مرافق عمومية دون أن تكون ملزمة
بتحديد احتياجاتها العقارية .وتعمد أغلب الوزارات إلى تنفيذ االعتمادات المدرجة في ميزانياتها القطاعية المخصصة لهذا
النوع من النفقات العقارية دون إلزامها ،مسطريا ،بتقديم جرد احتياجات المصالح اإلدارية التي سيتم إيواؤها في المباني
المستأجرة وطبيعة النشاط وعدد الموظفين.
باإلضافة إلى ذلك ،تتحمل بعض القطاعات الوزارية نفقات مهمة من حيث التجهيز واإلصالح والتجديد لجعل هذه المباني
المكتراة صالحة لالستعمال كمبان إدارية.
وغالبا ما يتم تحديد االحتياجات العقارية للقطاعات الوزارية (اقتناء أو كراء) بمنأى عن أي تنسيق أو تشاور مع مديرية أمالك
الدولة ،التي ينبغي أن تضطلع بمهمة البت في الطريقة المناسبة لتلبية االحتياجات العقارية لإلدارات العمومية اعتبارا للدور
المنوط بها كممثل للدولة المالكة.
2749 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الحاجة إلى القيام بدراسة الخيارات المتاحة لتلبية االحتياجات العقارية لإلدارات العمومية
لوحظ أن القطاعات الوزارية في مسار بحثها عن مباني إدارية ال تلجأ إلى دراسة االختيارات العقارية المالئمة على مستوى
الكلفة واألداء لتبرير االختيار بين الكراء أو االقتناء أو البناء .كما أن اللجوء إلى الكراء يتم ،أحيانا ،في حاالت االستعجال
لتلبية احتياجات طارئة ناشئة بعد إحداث بنيات إدارية جديدة أو بسبب إكراهات مرتبطة بالميزانية.
كذلك ،فإن القرارات التي تتخذها القطاعات الوزارية بشأن اللجوء إلى خيار كراء مقراتها اإلدارية ال تكون مدعمة بمبررات
االختيار وكذا عملية تحكيم موثقة بين تكلفة العملية وعائداتها بناء على دراسات مالئمة.
ضرورة تأطير عمليات تفويت المباني اإلدارية للدولة
قد تلجأ الدولة في إطار تدبيرها النشط لممتلكاتها العقارية إلى تفويت العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية من أراضي أو
مبان إدارية أو مساكن وظيفية.
في هذا اإلطار ،أطلقت مديرية أمالك الدولة عملية لتفويت مساكن الدولة رغبة منها في عقلنة نفقات التسيير وتكاليف الصيانة
ذات الصلة .وهكذا فوتت الدولة بين سنتي 2015و ،2020ما يناهز 448وحدة سكنية بقيمة إجمالية بلغت 164,8مليون
درهم .غير أن تنفيذ هذه العملية واجه عدة صعوبات بسبب غياب جرد شامل للمساكن الوظيفية الضرورية للسير العادي لعمل
اإلدارة وعدم التوفر على إحصاء للمساكن التي يشغلها متقاعدون أو الذين غادروا وظائفهم ألسباب أخرى ،أو المستغلة من
طرف أسرهم بعد وفاتهم.
في تعقيبها ذكرت الوزارة بالتدابير التي تم القيام بها فيما يتعلق بتفويت المساكن اإلدارية ،من خالل التذكير بالمنشور
رقم 2020/11الصادر عن رئيس الحكومة بتاريخ 24يوليو 2020بشأن تنزيل المقتضيات المتعلقة ببيع المساكن
اإلدارية وذلك من خالل دعوة القطاعات الوزارية التي لم تقم بعد بحصر الئحة المساكن الوظيفية غير القابلة للتفويت
إلى موافاة مديرية أمالك الدولة بقائمة هذه المساكن مع اإلشارة إلى إمكانية تحيين هذه اللوائح.
وأشارت إلى أنه تم تعميم رسالة دورية إلى كافة مندوبيات أمالك الدولة بتاريخ 13يوليو 2020لحثها على معالجة
هذا الملف بتنسيق مع المصالح الجهوية التابعة لمختلف القطاعات الوزارية ،إال أن تفاعل هذه األخيرة ظل محدودا
إلى يومه.
الحاجة إلى ترشيد النفقات العقارية للدولة
خالل الفترة الممتدة من 2016إلى ،2020بلغت النفقات العقارية المدرجة في الميزانية العامة للدولة (نفقات االستثمار
ونفقات التسيير ونفقات الكراء) أكثر من 38مليار درهم ،أي بمتوسط سنوي قدره 7,5مليار درهم.
وتشكل نفقات االستثمار العقارية ما يقرب من %90من إجمالي النفقات العقارية المدرجة في الميزانية العامة للدولة ،إذ
بلغت ما قدره 34,5مليار درهم بمتوسط سنوي يقارب 6,9مليار درهم ،خالل نفس الفترة.
كما لوحظ أ ن النفقات العقارية للدولة تظل موزعة بين الميزانيات القطاعية التابعة للميزانية العامة والحسابات الخصوصية
للخزينة وميزانيات مصالح الدولة المسيرة بصورة مستقلة ،مما ال يتيح تقديم بيانات شاملة ووجيهة بشأن هذه النفقات.
وبالتالي فإن التشتت الحاصل في تدبير الميزانية العقارية للدولة يحول دون بلورة رؤية شمولية بشأن النفقات المتعلقة بها في
أفق اعتماد برنامج موحد متعدد السنوات لالستثمارات العقارية (ال سيما عمليات االقتناء والبناء) ،وتحقيق اقتصاد مندمج على
مستوى عمليات البناء عن طريق تشييد مجمعات إدارية مندمجة والقيام بعمليات اقتناء مجمعة للخدمات التي تهدف إلى الحفاظ
على المباني اإلدارية للدولة في حالة جيدة من خالل صيانتها ونظافتها وتأمين الحراسة الالزمة لها.
على ضوء ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي:
تحديد االحتياجات العقارية لإلدارات العمومية في مجال المباني اإلدارية من خالل وضع آليات تروم ترشيد -
االختيارات المتاحة من تخصيص ،أو اقتناء أو بناء أو كراء ،الخ؛
تأطير أفضل لعمليات تفويت عقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية ،والسيما المباني اإلدارية -
والمساكن الوظيفية بالسهر على تحقيق االقتصاد والنجاعة والفعالية؛
وضع رؤية شمولية للنفقات العقارية في أفق وضع برمجة مندمجة ومتعددة السنوات لالستثمارات العقارية -
ونفقات التسيير المتعلقة بها.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2750
يُم ِّ ّكن نظام مراقبة الولوج من تنظيم حركة األشخاص داخل المباني والمرافق .وت ُتيح هذه اآللية ضبط عمليتي الدخول إلى
مكان العمل والخروج منه واحتساب مدة العمل وضمان حماية األشخاص والممتلكات.
وقد تم اعتماد هذا النظام في اإلدارات العمومية إثر صدور منشور رئيس الحكومة رقم 2012/26بتاريخ 15نونبر 2012
بشأن التغيب غير المشروع عن العمل .ونظرا لعدم تحقيق كل النتائج المرجوة من التدابير المتعلقة بالتصدي للتغيب غير
المشروع الواردة في منشور سابق (رقم 2005/8بتاريخ 11مايو ،)2005فقد أقر منشور سنة 2012إجراءات جديدة من
بينها تزويد اإلدارات بالوسائل التكنولوجية الحديثة لضبط الحضور ،وذلك لما ت ُوفره هذه الوسائل من ميزات تتمثل أساسا في
نجاعتها في التصدي لظاهرة التغيب غير المشروع من خالل توفير بيانات حديثة وإعداد تقارير حول التغيب في حينه واتباع
المساطر اإلدارية عند االقتضاء.
وفي هذا اإلطار ،يعتبر تدبير الموارد البشرية واحترام مواقيت العمل من العناصر األساسية لتحسين كفاءة اإلدارة وتجويد
تدبير النفقات العمومية ،خاصة وأن أجور موظفي الدولة ت ُشكل أهم نفقة في الميزانية العامة حيث بلغت ما يناهز 140,46
مليار درهم سنة ،2021وأن عدد الموظفين وصل إلى ما مجموعه 570.769موظفا مدنيا خالل نفس السنة.
وقد شملت مهمة المراقبة 21قطاعا وزاريا يتوفر على أنظمة مراقبة الولوج قدرت كلفة إنجازها بأكثر من 45مليون درهم،23
وانصبت أساسا حول تقييم الجوانب المتعلقة بتثبيت واستخدام هذه األنظمة ودورها في تحسين تدبير الموارد البشرية في سياق
يتميز بتغيرات عميقة لمفهوم أوقات العمل والحضور ،ال سيما مع بروز آليات جديدة للعمل عن بعد.
أوال .فيما يخص الحكامة واإلطار القانوني
يعتمد نجاح وفعالية أنظمة مراقبة الولوج ،خاصة في شقها المرتبط بضبط الحضور ،على إرساء إطار قانوني واستراتيجي
وحكامة فعالة.
إدراج تدبير الزمن اإلداري في الخطط االستراتيجية لإلصالح اإلداري
لم يحظ تدبير الزمن اإلداري باألهمية المطلوبة في الخطط االستراتيجية المتعلقة باإلصالح اإلداري قبل .2018فقد باشرت
السلطات الحكومية المعنية ،منذ تسعينيات القرن الماضي ،مجموعة من التدابير الرامية إلى إصالح اإلدارة ،وذلك من خالل
خطط استراتيجية كبرى تجسدت ،على الخصوص ،في ميثاق اإلدارة الجيدة سنة ،1998وبرنامج دعم إصالح اإلدارة
العمومية لسنة .2003وعلى الرغم من أن الخطط المذكورة تناولت الجانب المتعلق بتدبير الموارد البشرية في اإلدارة
العمومية ،فإنها لم تدمج تدبير الزمن اإلداري وأنظمة مراقبة الولوج كآليات لضبط مدة عمل الموظفين.24
ورغم اإلجراءات النوعية التي أتى بها منشور رئيس الحكومة المذكور أعاله ،والذي أ َّكد على تثبيت أنظمة مراقبة الولوج
وعلى ضرورة تدبير الحضور ،فلم يتم تضمين اعتماد هذه األنظمة في إطار استراتيجي إال بعد مرور خمس سنوات من
خالل الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة ( .)2021-2018ولم يسمح هذا التأخير لإلدارات العمومية بتبني رؤية استراتيجية
مشتركة ومتكاملة ،قادرة على توحيد المقاربة فيما يخص أنظمة مراقبة الولوج واعتمادها في إطار تدبير متكامل للموارد
البشرية.
تأخر ملحوظ في تنفيذ مشروعي إنشاء نظام آلي مشترك لتدبير الموارد البشرية وتدبير الزمن اإلداري
حددت الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة ( )2021-2018ثالثة أهداف رئيسية ،تتمثل في توفير وتوسيع وتنويع عرض الخدمات
العمومية وإعادة هيكلة بنيات اإلدارات العمومية وتمكين اإلدارة من اآلليات والوسائل التشريعية والتنظيمية والتدبيرية
الضرورية للنهوض بالمرفق العام والخدمات العمومية .وتضم هذه الخطة 24مشروعا ،من بينها المشروع المتعلق بإنشاء
نظام معلوماتي مشترك لتدبير الموارد البشرية في اإلدارات العمومية والمشروع المتعلق بتدبير الزمن اإلداري باإلدارة
العمومية.
ويتعلق المشروع األول بإنشاء نظام آلي مشترك لتدبير الموارد البشرية في إطار توحيد الوسائل .وقد تمت برمجة هذا
المشروع على أساس االنتهاء من تنفيذه متم سنة ،2021غير أن عملية إنجازه عرفت تأخرا ملحوظا ،حيث لم يشرع في
تنفيذه إال بتاريخ 28فبراير .2021وقد كان هذا المشروع موضوع اتفاقية بتاريخ 16أكتوبر 2017تمت مراجعتها بتاريخ
21فبراير 2021لدمج قطاعات أخرى .وتبعا لذلك ،تم تمديد أجل تنفيذ المشروع حتى نهاية سنة ،2023أي بإضافة سنتين
عن التاريخ المتوقع.
بعض اإلدارات هذا النظام قبل صدور منشور رئيس الحكومة ألسباب تتعلق بشكل أساسي بضمان األمن والسالمة.
23اعتمدت
24تقرير المجلس األعلى للحسابات المتعلق بتقييم نظام اإلدارة العمومية – دجنبر .2017
2751 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وفضال عن التأخر الملحوظ في تنفيذ هذا المشروع ،فقد تم إطالقه دون دراسة جدوى تقنية مسبقة لربط النظام المستقبلي
بمختلف التطبيقات المرتبطة بنظام مراقبة الولوج المثبتة داخل القطاعات الحكومية ،مع تسجيل عدم انخراط مجموعة من
القطاعات في المشروع ،حيث حظي بالتزام 17قطاعا فقط من أصل 35قطاعا .ولئن كانت وزارة االنتقال الرقمي وإصالح
اإلدارة أوضحت أن ربط النظام المعلوماتي المشترك لتدبير الموارد البشرية ( (SIRHبأنظمة مراقبة الولوج الموجودة
بمختلف اإلدارات العمومية أمر ممكن ،حسب مكتب الدراسات المكلف ،وأن خاصية الربط مدرجة في دفتر المواصفات
التقنية المتعلق بالصفقة رقم 07/2019/MRAFPذات الصلة ،فإن عملية الربط قد تعترضها صعوبات تقنية خاصة في ظل
تباين أنظمة مراقبة الولوج المعتمدة من طرف مختلف القطاعات الوزارية.
أما على مستوى المشروع الثاني المتعلق بتدبير الزمن اإلداري والذي وضع رؤية عامة تروم تطوير حلول قانونية وإدارية
ورقمية وأخالقية بهدف تحسين تدبير وإدارة الزمن اإلداري ،فقد تبين تأخر ملحوظ في تنفيذ مختلف إجراءاته الستة (.)06
ذلك أنه ،ومع نهاية مدة التنفيذ المحددة في متم سنة ،2021بلغ إنجاز إجراءين اثنين نسبة ،%100ويتعلق األمر بإنجاز
تقارير سنوية تقييمية لعمليات مواجهة التغيب غير المشروع عن العمل وبإنجاز مراجع الدراسة المتعلقة بتدبير الزمن في
اإلدارة العمومية .فيما بلغ إنجاز إجراء واحد نسبة %50والذي يهم إطالق طلب العروض المتعلق بتدبير الزمن في اإلدارة
العمومية .بينما لم تتم مباشرة إنجاز اإلجراءات الثالثة األخرى والمتعلقة بمتابعة تنفيذ الدراسة وإعداد تصور حول الحلول
المالئمة لمواجهة التغيب عن العمل ،وإعداد مشروع قانون يتعلق بالتوقف غير المشروع عن العمل داخل اإلدارة العمومية
والجماعات الترابية.
ومن بين اإلجراءات المنجزة كليا في هذا اإلطار ،إعداد التقرير التركيبي 2017-2012من طرف الوزارة سنة ،2019
والذي تضمن تقييما شامال لمنظومة محاربة التغيب عن العمل بشقيه المشروع وغير المشروع ،بما في ذلك حصيلة تطبيق
منشور رئيس الحكومة رقم 2012/26بتاريخ 15نونبر 2012حول التغيب غير المشروع عن العمل خالل الفترة الممتدة
بين سنتي 2012و ،2017علما أن هذا التقرير ،الذي تم توجيهه إلى السيد رئيس الحكومة بموجب الرسالة رقم 800بتاريخ
02أبريل ،2020اقترح حلوال قانونية وتدبيرية ورقمية وتخليقية في مواجهة ظاهرة التغيب بالوظيفة العمومية.
ضرورة تعزيز اختصاصات اللجنة ما بين الوزارية وخاليا تتبع وتقييم التدابير المنصوص عليها في منشور
2012
َص المنشور الصادر عن رئيس الحكومة سنة 2012على إنشاء لجنة ما بين وزارية لدى الوزارة المكلفة بإصالح اإلدارة، ن َّ
تتألف من ممثلين عن وزارة االقتصاد والمالية (الخزينة العامة ومديرية الميزانية) وممثلين عن القطاعات الوزارية .وفي هذا
اإلطار ،فقد تبين أن هذه األخيرة ال تتوفر على السلطة الكافية التي ت ُم ِّ ّكنها من الحصول على المعلومات المتعلقة بالتغيب غير
المشروع عن العمل من القطاعات الوزارية المعنية بطريقة منتظمة ومضبوطة وعلى المعطيات المتعلقة بتنفيذ إجراءات
المنشور السالف ذكره بما فيها اللجوء ألنظمة مراقبة الولوج.
باإلضافة إلى ذلك ،فقد أوكل منشور رئيس الحكومة للجنة مهام تتبع وتقييم تفعيل اإلجراءات والتدابير موضوع المنشور
ورصد العوائق واإلشكاالت المطروحة واقتراح الحلول الناجعة لها .وكلفها بالدعوة ،عند االقتضاء ،إلى القيام بعمليات تدقيق
بواسطة المفتشية العامة للمالية والمفتشية العامة لإلدارة الترابية ،كما مكنها من اللجوء إلى مكاتب التدقيق الخارجية إن اقتضى
األمر ذلك .وقد لوحظ أن اللجنة لم تتمكن من القيام بهذه األدوار.
وتعزي الوزارة هذه الوضعية إلى كون دور اللجنة دورا استشاريا باألساس ،حيث لم تخولها المقتضيات الجاري بها
العمل أية صالحيات تتعلق بالرقابة والتدقيق أو االستعانة مباشرة بهيئات مختصة للقيام بهذا الدور ،حتى في حالة
وقوفها على نقائص تدبيرية أو حاالت عدم تطبيق القانون في مواجهة التغيب غير المشروع عن العمل من طرف
الرؤساء التسلسليين ومن طرف مصالح تدبير الموارد البشرية .إضافة إلى ذلك ،وحسب الوزارة المعنية ،فإن طلبات
اللجنة الموجهة إلى بعض المفتشيات العامة من أجل التدقيق في حاالت معينة للتغيب عن العمل لم تسفر عن نتائج
ملموسة.
وفي نفس اإلطار ،فإن الخلية المحدثة على المستوى المركزي للقطاعات الوزارية لتفعيل التدابير واإلجراءات الوقائية
والتنسيق مع المصالح الحكومية مكنت من تحسين عملية تتبع حاالت التغيب غير المشروع عن العمل ،خصوصا طويل األمد،
ومن تحسين مستوى التنسيق مع الوزارة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة والخزينة العامة للمملكة .ورغم تسجيل
هذه الجوانب اإليجابية فقد رصدت بعض النقائص ،إذ تبين أن %43من القطاعات التي شملتها المهمة الرقابية للمجلس لم
تحدث هذه الخلية ،حيث تتولى ،في الغالب ،الوحدة اإلدارية المكلفة بتدبير الموارد البشرية تنفيذ المهام المنوطة بها .وعالوة
على ذلك ،فقد تم ،في بعض الحاالت ،تحديد أعضاء الخلية دون تكليفها رسميا ،كما أن بعض الخاليا ال تقوم بإنجاز محاضر
حول اجتماعاتها ،وتكتفي ،وبشكل عام ،بإعداد الشهادات الجماعية والتقارير السنوية الموجهة للخزينة العامة للمملكة ولوزارة
االنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة ،في حين ال تقوم بتفعيل وتتبع اإلجراءات الوقائية المنصوص عليها في المنشور الصادر
سنة ،2012بما في ذلك تلك المتعلقة بتدبير أنظمة مراقبة الولوج.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2752
ضرورة إحداث وحدة للقيادة وتحديد المسؤوليات المرتبطة بعمل أنظمة مراقبة الولوج
ال تتوفر القطاعات الوزارية ،باستثناء قطاع واحد ،على لجنة للقيادة مكلفة بإدارة نظام مراقبة الولوج تضم جميع المديرين
المركزيين وت ُعنى بتحديد وتوحيد أساليب تدبير نظام مراقبة الولوج وضمان برمجته وتتبعه.
كما تبين ،على مستوى التدبير اليومي ،أن هذه العملية ت ُسند إلى المصالح المكلفة بالموارد البشرية ،أو وحدة مسؤولة عن نُ ُ
ظم
المعلومات داخل هذه المصالح ،أو الوحدة المكلفة بنظم المعلومات أو تلك المكلفة باألمن واالستقبال .وبصرف النظر عن
الوحدة التي ت ُشرف على هذه العملية ،فقد تبين وجود صعوبات تهم التنسيق بين المتدخلين فيما يتعلق بتوزيع المهام وتحديث
البيانات وبرمجة األنظمة ،وهو ما يُؤدي إلى نواقص في عملية تتبع مراقبة الولوج وعدم كفاية استغالل البيانات المستخرجة.
س ِّ ّجل تكليف موظف واحد في الغالب بمهمة تدبير النظام ،حيث لوحظ أن مختلف أما على مستوى توفير الموارد البشرية ،فقد ُ
القطاعات الوزارية تعاني من نقص في الموارد البشرية القادرة على القيام بهذه العملية سواء بسبب افتقارها للمهارات التقنية
التي ت ُمكنها من ذلك أو لصعوبة االحتفاظ بالموظفين المؤهلين.
وعلى مستوى تحديد المسؤولية المرتبطة بتدبير التغيب غير المشروع عن العمل ،فبالرغم من تأكيد منشور رئيس الحكومة
على الدور المحوري للرئيس المباشر في هذا الجانب ،فإن تدبير الموارد البشرية عموما ،بما فيها حاالت التغيب واإلجراءات
ذات الصلة ،يتميز بوجود تمركز كبير في معظم القطاعات ،باستثناء ستة منها قامت بتفويض بعض القرارات إلى مصالحها
الالممركزة خصوصا فيما يتعلق بتوجيه اإلنذارات علما أن باقي اإلجراءات تتم على المستوى المركزي.
ضرورة وضع إطار قانوني متعلق بأنظمة مراقبة الولوج
لم يتم وضع إطار قانوني خاص ُم صاحب العتماد أنظمة مراقبة الولوج واستخدامها على مستوى اإلدارة ،حيث إن النصوص
القانونية الحالية المتعلقة بالتغيب غير المشروع عن العمل ال تتالءم مع استخدام هذه الوسائل التكنولوجية لرصد حاالت التغيب
غير المشروع وشروطه ،مما يطرح إشكالية الحجية القانونية للبيانات المستخرجة من األنظمة المعدة لهذا الغرض ،خاصة
في حال اتخاذ إجراءات عقابية.
ظ ُّل منشور 2012بشأن التغيب غير َكافٍ إلنجاح استعمال هذا النظام والحد من التغيب غير المشروع ،خصوصا وأن ذلك ويَ َ
يستلزم احترام مجموعة من القواعد القانونية التي تهم ،أساسا ،إلزامية استعمال النظام من طرف الموظف واستعمال المعطيات
ذات الطابع الشخصي ،وظروف حفظ البيانات بما يضمن عدم تغييرها وضمان حجيتها ،واحترام المساطر القانونية واإلدارية
المتعلقة بإثبات الغياب غير المشروع والقيام باقتطاعات من األجر أو توجيه عقوبات أخرى.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح
اإلدارة ،وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية ،بما يلي:
وضع إطار حكامة مناسب يم ِّكن من التدبير الفعال ألنظمة مراقبة الولوج داخل اإلدارة العمومية بما فيها -
إحداث وحدة للقيادة تضم مختلف المسؤولين على مستوى كل قطاع وزاري يتمثل دورها في االرتقاء بتدبير
نظام مراقبة الولوج إلى المستوى االستراتيجي وتوحيد الرؤى وتحديد األهداف وتتبع إنجازها.
وضع إطار قانوني يحدد أهداف وشروط وإجراءات استخدام أنظمة مراقبة الولوج ،ال سيما فيما يتعلق بتدبير -
الموارد البشرية والولوج وحماية الممتلكات العامة.
ثانيا .فيما يخص تجهيز اإلدارات العمومية بأنظمة مراقبة الولوج وتدبيرها
تجهيز اإلدارات العمومية بأنظمة مراقبة الولوج
ضرورة تسريع تعميم أنظمة مراقبة الولوج على مختلف اإلدارات العمومية
قامت 10قطاعات وزارية من أصل 21باقتناء نظام مراقبة الولوج قبل إصدار منشور سنة 2012المذكور أعاله وقامت
بتجديده لتلبية متطلباتها؛ فيما سجلت أربع قطاعات وزارية أخرى تأخرا في ذلك ،تراوح ما بين سنتين وخمس سنوات عن
إصدار منشور رئيس الحكومة .وفي المقابل ،فإن ثالثة قطاعات وزارية غير مجهزة بأنظمة مراقبة الولوج.
وفيما يتعلق بالتجهيزات والحلول المعلوماتية المعتمدة ،فهي تتسم بتنوع كبير بين القطاعات الوزارية من حيث النوع والبرمجة
والسعة وإمكانيات التطوير المستقبلي للخصائص المتاحة .ويعكس هذا التنوع غياب رؤية موحدة بين مختلف القطاعات
الوزارية فيما يتعلق بتدبير الحضور ووقت العمل ،وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى بروز صعوبات عند ربط أنظمة مراقبة
الولوج بنظام المعلومات المتعلق بتدبير الموارد البشرية الذي يوجد قيد اإلنجاز بالنظر لغياب دراسة الجدوى.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن أنظمة مراقب ة الولوج غالبا ما تعتمد على المستوى المركزي للوزارات دون تعميمها على المصالح
الالممركزة ،حيث يبقى توزيع أنظمة مراقبة الولوج على هذا المستوى محدودا للغاية .ذلك أن هذه األنظمة تشمل %92من
الموظفين على المستوى المركزي مقابل %3فقط على المستوى الالممركز ،حيث تستخدم وسائل أخرى كأوراق مراقبة
2753 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الحضور والمراقبة التسلسلية .ومن بين العوامل التي يمكن أن تفسر هذه التفاوتات ،عدم تخصيص الموارد المالية الكافية على
َص على ضرورة توفيرها ،والتوزيع الترابي لإلدارات الالممركزة وتعددها
الرغم من أن منشور رئيس الحكومة لسنة 2012ن َّ
وقلة عدد الموظفين بها ،وطبيعة التوقيت اإلداري لبعض الوظائف ،والتصاميم المعمارية للمنشآت التي تُعيق أحيانا تجهيز
المباني بأنظمة مراقبة الولوج.
وتعتبر وزارة االنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة أن التأخر الملحوظ في تعميم أنظمة المراقبة اإللكترونية لمراقبة
الولوج في اإلدارات العمومية وخضوع نسبة جد محدودة من الموظفين لمراقبتها ،والسيما على مستوى المصالح
الخارجية ،يشكل إحدى أهم اإلكراهات التي تواجه تنفيذ مشروع الدراسة الميدانية المتعلقة بتدبير الزمن اإلداري،
فضال عن صعوبات استغالل مخرجات هذه األنظمة وربطها بالنظام المعلوماتي لتدبير الموارد البشرية باإلدارات
العمومية.
ضرورة القيام بدراسة قبلية العتماد أنظمة مراقبة الولوج والحرص على صيانتها
لم يخضع تجهيز اإلدارات بأنظمة مراقبة الولوج لدراسة جدوى قبلية من قبل القطاعات الوزارية المعنية ،باستثناء 3من
أصل 21قطاعا .وتهدف هذه الدراسة إلى توفير المعطيات المتعلقة بالحضور ونوع التقنية المالئمة وأمن المباني اإلدارية
وتحديد الحاجيات والمتطلبات األساسية الالزمة لتنفيذ المشروع.
وكان لغياب هذه الدراسات انعكاسات سلبية من حيث استخدام واستغالل أنظمة مراقبة الولوج ومدى تلبيتها لحاجيات اإلدارة.
وقد تبين وجود أنظمة مراقبة ولوج غير مشغلة أو معطلة على مستوى خمسة قطاعات حكومية .وترجع أسباب عدم استغاللها
إلى عدم مالءمتها أو وجود أعطاب تقنية أو نقص في الموارد البشرية أو عدم انخراط الموظفين في استعمال نظام مراقبة
الولوج في بعض األحيان.
من جهة أخرى ،فإن 13قطاعا وزاريا ،من بين ،21لم تبرم عقودا تتعلق بخدمات الصيانة بعد انتهاء فترة الضمان (أكثر
من %60من القطاعات) .ونتيجة لذلك ،فقد لوحظ أن بعض األنظمة معطلة بسبب عدم صيانتها .ويعزى غياب عقود الصيانة
إلى عدم كفاية اعتمادات الميزانية المخصصة لذلك ،لكون تكاليف هذه العمليات تكون أحيانا مرتفعة وألن تحديث الحلول
المعلوماتية وتطويرها يتطلب استثمارات إضافية ال تتمكن القطاعات الوزارية من توفيرها دائما.
ضرورة إشراك الموظفين في المشاريع المتعلقة باعتماد أنظمة الولوج
قامت القطاعات الوزارية بإصدار مذكرات داخلية ت ُذَ ِّ ّكر بمقتضيات منشور رئيس الحكومة بالتزامن مع تجهيز مقرات العمل
بأنظمة مراقبة الولوج وبداية استغاللها ،إال أن ذلك لم ت ُواكبه ،بالقدر الكافي ،حمالت تواصلية وتوعوية تهدف إلشراك
الموظفين في هذا المشروع وشرح أهمية اعتماد هذا النظام.
ذلك أن وضع أنظمة لمراقبة الولوج لإلدارات العمومية ال يُ ْم ِّكن أن يحقق أهدافه المرجوة دون إشراك فِّ ْعلي للموظفين،
باعتبارهم المعنيين الرئيسيين بذلك ،في اإلجراءات المتخذة في هذا اإلطار وتحسيسهم بأهداف ومزايا هذه األنظمة ،والتي ال
تتمثل فقط في تدبير عمليات الحضور بل تتجاوزها إلى جوانب أخرى ذات أهمية بالغة تشمل ،على الخصوص ،الرفع من
أداء اإلدارة وتخليق المرفق العمومي وتدبيرا أمثل للموارد البشرية والحفاظ على األمن وحماية األشخاص والممتلكات.
وفي هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح
اإلدارة ،وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية ،بما يلي:
إجراء تقييم للتجارب المختلفة التي اعتمدت أنظمة مراقبة الولوج بهدف تشخيص وضعيتها الحالية واقتراح -
التغييرات التي يجب مباشرتها ،مع ضرورة تعميم استعمال هذه األنظمة وضمان صيانتها؛
العمل على إشراك وتوعية جميع األطراف المعنية بأنظمة مراقبة الولوج وضمان التواصل الدائم معها فيما -
يتعلق بفائدة هذه اآللية في تحسين تدبير الموارد البشرية.
وتتيح %50من أنظمة مراقبة الولوج فقط إمكانية القيام بمختلف اإلجراءات المتعلقة بالتغيب بالنسبة للموظفين بطريقة
إلكترونية .وتسري المالحظة ذاتها على ميزة االطالع عن بعد على البيانات المتعلقة بالحضور من طرف الموظف ،واطالع
الرؤساء التسلسليين على وضعيته واتخاذ إجراءات سريعة إذا تطلب األمر ذلك.
إن عدم تحديث المعطيات بشكل آلي ودوري يحد من فعالية نظام مراقبة الولوج وصدقية المعطيات التي يوفرها .كما أن غياب
تفاعل هذا النظام مع باقي األنظمة المعلوماتية المعتمدة في اإلدارة ،وخصوصا نظام المعلومات المتعلق بتدبير الموارد
البشرية ،ال يُ َم ِّ ّكن من تبادل البيانات وتحيين تلك المتعلقة بالموظفين وتحسين تدبير الموارد البشرية وتتبع أدائها ومسارها
المهنيين.
الحاجة الستغالل وضعيات الحضور المستخرجة من األنظمة
ت ُتيح أنظمة الولوج إمكانية الحصول على وضعيات الحضور الخاصة بكل موظف أو بنية إدارية والتي يتم استخراجها من
قبل المسؤ ولين عن تدبير نظام الولوج وإرسالها بشكل دوري إلى المسؤولين المباشرين والرؤساء التسلسليين ومسؤولي
الموارد البشرية في كل قطاع .وقد ت َ َّم تبني هذه الممارسة من قبل معظم القطاعات الوزارية في بداية استغالل هذه التقنية ،إال
أن 17قطاعا من أصل 21ت َ َخلَّ ْوا عنها تدريجيا .وقد نتج عن ذلك عدم استغالل أو استغالل غير كافٍ للبيانات المستخرجة.
وعلى الرغم من األهمية القصوى للمعطيات التي توفرها أنظمة مراقبة الولوج في تحسين تدبير الموارد البشرية ،لم يقم أي
قطاع بإجراء تقييم دوري للبيانات المتوفرة .باإلضافة إلى ذلك ،لم تتمكن معظم القطاعات الوزارية ( )21/18من توفير
بيانات إحصائية مجمعة وموثوقة عن المدة التي قضاها الموظفون بمقرات عملهم ،مع األخذ في االعتبار التأخير والغياب
المبرر وغير المشروع.
ونتيجة لذلك ،فإن غياب المعالجة الدورية لبيانات الحضور التي توفرها أنظمة مراقبة الولوج من طرف القطاعات المعنية
وبلورتها في إطار بيانات قابلة لالستغالل وتقارير شاملة ،يؤدي إلى عدم االستفادة من مخرجات هذه األنظمة لتتبع الحضور
ومراقبة مدى انتشار ظاهرة التغيب غير المشروع عن العمل على مستوى كل قطاع ،وبالتالي على مستوى جميع القطاعات.
الحاجة لتجاوز الصعوبات المتعلقة بإعداد التقارير السنوية والشهادات الجماعية
ترم إصدار التقارير السنوية حول عمليات تنفيذ التدابير واإلجراءات الواردة في منشور رئيس الحكومة لسنة 2012 ال يَ ْح ِّ
ونتائجها اآلجال المنصوص عليها في هذا المنشور .فعلى سبيل المثال ،وفي إطار إعداد التقرير السنوي لسنة 2019حول
حصيلة تنفيذ التدابير واإلجراءات المذكورة ،لم تتجاوز نسبة القطاعات التي أرسلت تقاريرها %32من مجموع القطاعات
المعنية ،من بينها خمس قطاعات فقط قامت بإرسال تقاريرها داخل اآلجال المحددة ،أي قبل متم شهر يونيو من السنة الموالية.
في نفس السياق ،يشير التقرير الموجز لسنة 2017حول التغيب غير المشروع أن %10من القطاعات المعنية فقط ،قد
أرسلت الشهادات الجماعية للوزارة المكلفة باالنتقال الرقمي واإلصالح اإلداري في الوقت المحدد.
وبالرغم من المجهودات المبذولة من طرف مختلف القطاعات الوزارية ،فهي تواجه عدة صعوبات من أجل توفير قوائم
الحضور ،في ظل غياب نظام ُولُوج ُموحد و ُمعمم.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح
اإلدارة ،وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية ،بما يلي:
استخدام العمل على استغالل المعطيات التي توفرها أنظمة مراقبة الولوج ،مع السهر على تفاعلها مع نظام -
متكامل لتدبير الموارد البشرية أخذا بعين االعتبار الممارسات الفضلى التي اعتمدتها بعض اإلدارات
العمومية في هذا اإلطار؛
تنظيم اإلجراءات المرتبطة بتدبير أنظمة الولوج ووقت العمل في اإلدارات والتغيب غير المشروع عن العمل -
مع توضيح األدوار والمسؤوليات المنوطة بالمسؤولين خاصة الرؤساء المباشرين ،فيما يهم تنفيذ هذه
اإلجراءات.
ضرورة احترام التوجيهات الوطنية الخاصة بأمن نظم المعلومات في اللجوء ألنظمة الولوج
يجب أن يخضع نظام مراقبة الولوج للتوجيهات الوطنية الخاصة بأمن نظم المعلومات بما يسمح بحمايته والزيادة من فعاليته.
حيث تبين عدم دمج نظام مراقبة الولوج في إطار التصميم المديري ألنظمة المعلومات المعتمد في القطاعات الحكومية بالرغم
من كونه نظاما معلوماتيا يقوم بتدبير قاعدة بيانات مهمة قد تشكل مصدر مخاطر.
باإلضافة إلى ذلك ،لم يقدم أي قطاع وزاري خريطة المخاطر المرتبطة باستغالل األنظمة والتي من شأنها أن تمكن من تحديد
العيوب ذات الصلة ووضع التدابير المالئمة للتعامل معها .كما تبين أن تدبير األنظمة المعلوماتية يتم في غياب ميثاق رسمي
وموقع من طرف جميع الموظفين حيث قامت ستة قطاعات فقط بذلك .واألمر ذاته بالنسبة لمخطط استمرارية االستغالل
والذي سجل اعتماده على مستوى ثالثة قطاعات.
الحاجة لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في إطار تدبير أنظمة مراقبة الولوج
لم تقم القطاعات الحكومية المعنية بتقديم طلب للحصول على التصريح المسبق من اللجنة الوطنية لمراقبة
حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي المتعلقة باستعمال أنظمة الولوج في معالجة بيانات ذات طابع
شخصي .ومن بين األسباب التي تفسر عدم التقدم بطلب إذن أو تقديم تصريح مسبقين ،النقص المسجل في
ضبط الجوانب المتعلقة باإلطار القانوني المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات
الطابع الشخصي ،وتطبيقها فيما يتعلق بأنظمة مراقبة الولوج على وجه الخصوص.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح
اإلدارة ،وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية ،بما يلي:
دمج أنظمة مراقبة الولوج في التصميم المديري لنظم المعلومات واحترام التوجيهات الوطنية الخاصة بأمن -
نظم المعلومات فيما يتعلق بأمن أنظمة مراقبة الولوج؛
التقيد بمتطلبات حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والقواعد المرتبطة بها ،والسهر على تكوين وتدريب -
الموظفين في هذا المجال وتعيين مسؤولين عن معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي.
تسبب حوادث السير سنويا بالمغرب ما يقرب من 3.500حالة وفاة و 12.000إصابة خطيرة ،أي بمعدل عشر حاالت وفاة
و 33إصابة خطيرة يوميا .وللحد من هذه الوضعية ،اتخذت عدة إجراءات من بينها اعتماد نظام لمراقبة ومعالجة المخالفات
الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة ،من خالل وضع أجهزة تكنولوجية مخصصة لضبط ومراقبة وإثبات المخالفات ،كما تنص
على ذلك المادة 197من مدونة السير على الطرق.
ويتكون األسطول الوطني للرادارات الثابتة( ،إلى غاية شهر مارس ،)2022من 113رادارا مشغال و 552رادارا من الجيل
الجديد في طور التركيب ،تم اقتناؤها خالل سنة ،2018بمبلغ إجمالي قدره 276مليون درهم ،باإلضافة إلى مصاريف
صيانتها بمبلغ 11,5مليون درهم .ويسهر على عمليات رصد ومعالجة المخالفات عدة متدخلين ،وهم الوكالة الوطنية للسالمة
الطرقية ووزارة النقل واللوجستيك ووزارة العدل والنيابة العامة والمحاكم االبتدائية والخزينة العامة للمملكة وبريد المغرب.
ومن أجل تسهيل عمل ية تبادل المعلومات ،يستغل هؤالء المتدخلون أنظمة معلوماتية لمعالجة رسائل المخالفات وتبليغها
للمعنيين باألمر ،وتحصيل الغرامات التصالحية والجزافية وتدبير الشكايات واإلبالغ عن المخالفين ،وعند االقتضاء إحالة
المحاضر على المحاكم المختصة.
وتجدر اإلشارة إلى أن هذا النظام اآللي قد مكن من معالجة أكثر من 17,1مليون رسالة مخالفة نتج عنها 8,5مليون محضر،
خالل الفترة ،2021-2015منها 1,07مليون رسالة تمت تسويتها في المرحلة الودية (أي بنسبة %12,5من المحاضر التي
تمت معالجتها) ،و 1,63مليون مخالفة في طور التحرير ،فيما تمت إحالة 5,8مليون محضر مخالفة على القضاء.
أوال .اإلطار العام لنظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة
أدرج المغرب السالمة الطرقية ضمن أولوياته الوطنية ،من خالل تبني استراتيجية وطنية للسالمة الطرقية تروم الحد من
المنحى التصاعدي لحوادث السير ،باإلضافة إلحداث لجنة مشتركة بين الوزارات ولجنة دائمة ولجان جهوية للسالمة الطرقية،
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2756
فضال عن اعتماد القانون رقم 52.05الخاص بمدونة السير على الطرق ،والذي دخل حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر .2010
وتعتبر المعاينة والمعالجة اآللية للمخالفات من بين أهم وسائل السالمة الطرقية التي نصت عليها المدونة واالستراتيجية
الوطنية .في هذا اإلطار ،تم تسجيل المالحظات التالية:
الحاجة لتحيين االستراتيجية الوطنية للسالمة الطرقية وفق أهداف الخطة العالمية للسالمة الطرقية (-2021
)2030
اعتمدت الحكومة استراتيجية وطنية للسالمة الطرقية ،تغطي الفترة ،2026-2017تهدف إلى تنمية سلوكيات مسؤولة
وطرقات أكثر أمانا .وقد حددت هذه االستراتيجية هدفا كميا يتجلى في تقليص عدد القتلى ضحايا حوادث السير إلى %50في
أفق ،2026أي إلى أقل من 1.900قتيال على الطرقات في سنة 2026مع عدم تجاوز 3.000قتيال في سنة .2020ولتنفيذ
هذه االستراتيجية ،تم وضع خطط عمل تقوم على خمسة مرتكزات ،وهي :تدبير السالمة الطرقية ،وطرق أكثر أمانا ،ومركبات
أكثر أمانا ،وسلوك أكثر أمانا من مستعملي الطريق ،واستجابة أكثر تفاعلية لما بعد الحادثة .كما تم تحديد مؤشرات بينية ،مثل
إنشاء الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية ،واعتماد خطة جهوية للسالمة الطرقية ،ومؤشرات متعلقة بالتغييرات في سلوك
مستعملي الطريق.
ورغم أن السنة المرجعية إلعداد االستراتيجية الوطنية هي ،2015لم يتم الشروع في تنفيذها سوى في سنة ،2017وهو ما
يعني عدم تزامن تنزيلها مع األجندة المنصوص عليها في خطتي العمل العالميتين للسالمة الطرقية ،عن العقدين -2011
252020ثم .262030-2021وتقتضي هذه الوضعية تحيين هذه االستراتيجية من أجل إدراج اإلجراءات المتعلقة بتشجيع
النقل متعدد األنماط والتهيئة العمرانية واللجوء إلى سياسات تفرض تخفيض السرعة ،كنقطة انطالق العتماد نهج السالمة
الطرقية ،وذلك وفق ما هو منصوص عليه في الخطة الثانية .2030-2021
وفي نفس السياق ،لوحظ غياب عقد -برنامج بين الدولة والوكالة الوطنية للسالمة الطرقية يحدد التزامات الطرفين والوسائل
البشرية والمالية الالزمة لتنفيذ أهداف هذه االستراتيجية في إطار اختصاصات هذه األخيرة.
في هذا اإلطار ،أشارت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية أنها برمجت دراسة تقييمية للمخطط الخماسي األول (-2021
،)2017تستهدف تثمين المكتسبات التي تم تحقيقها خالل المرحلة األولى وكذلك الوقوف على اإلكراهات التي واجهتها
من أجل تجاوزها في المرحلة الثانية .كما أضافت الوكالة بأن هذه الدراسة تشكل فرصة لتحيين ومالءمة االستراتيجية
الوطنية للسالمة الطرقية مع أهداف الخطة العالمية للسالمة الطرقية .2021-2030
ضرورة الرفع من أداء اللجن المسؤولة عن السالمة الطرقية
نص المرسوم رقم 2.04.266الصادر في 25يوليو 2006بإحداث اللجنة المشتركة بين الوزارات واللجنة الدائمة واللجن
الجهوية للسالمة الطرقية ،على المقتضيات التنظيمية واالختصاصات المخولة لهذه اللجن.
وفي هذا اإلطار ،تم تكليف اللجنة المشتركة ،التي يرأسها رئيس الحكومة ،بالمصادقة على االستراتيجية الوطنية المندمجة
في مجال السالمة الطرقية التي تقترحها اللجنة الدائمة ،تحت رئاسة الوزير المكلف بالنقل ،وبتنسيق تطبيق استعمال الوسائل
الموضوعة لهذا الغرض رهن إشارة القطاعات الوزارية المعنية .كما عهد للجن الجهوية ،التي يرأسها والي الجهة ،بإعداد
وتنفيذ مخطط جهوي لتطبيق االستراتيجية الوطنية للسالمة الطرقية والسهر على تنفيذها ،وكذا إعداد تقرير للتقييم كل ثالثة
أشهر يتعلق بعملها وتوجيهه إلى اللجنة الدائمة .غير أن فعالية هاته اللجن تقتضي االنتظام في عقد اجتماعاتها.
في هذا الصدد ،لم يتجاوز عدد االجتماعات التي عقدتها اللجنة المشتركة ،خالل الفترة ،2021-2015أربعة اجتماعات ،في
حين كان عليها عقد أربعة عشر اجتماعا على األقل ،أي بمعدل اجتماعين في السنة ،وفق ما هو منصوص عليه في المادة 5
من المرسوم رقم 2.04.266سالف الذكر.
كما تميزت كل من اللجنة الدائمة واللجن الجهوية للسالمة الطرقية بقلة نشاطها .وقد انعكست هذه الوضعية على مستوى
التنسيق والتشاور بين مختلف المتدخلين في عمليات تركيب وتشغيل الرادارات الثابتة ،وتحديد المحاور الطرقية ذات األولوية
واختيار المواقع المالئمة لتركيبها ،ووضع خطط جهوية للسالمة الطرقية ،وتقديم اقتراحات لتحسين تدبير نظام مراقبة
ومعالجة المخالفات الملتقطة ،وكذا إعداد تقارير تقييم في الموضوع.
وقد أفادت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية في معرض جوابها أنها ستقوم بتقديم مشروع مرسوم تعديلي يأخذ بعين
االعتبار التحوالت الهيكلية والمؤسساتية ويتجاوز مختلف اإلكراهات بما في ذلك تلك المشار إليها في مالحظات
25اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة ،في مارس ،2010الخطة العالمية للسالمة الطرقية برسم الفترة .2020-2011وكان الهدف المنشود من
هذه الخطة هو تقليص الوفيات واإلصابات الناجمة عن حوادث المرور في جميع أنحاء العالم بحلول ،2020وذلك من أجل إنقاذ خمسة ماليين شخص
وتفادي 50مليون إصابة خطيرة ،واقتصاد 5000مليار دوالر أمريكي.
26أعلن القرار رقم 74/299الصادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة "عقد العمل من أجل السالمة على الطرق "2030-2021بهدف خفض عدد
الوفيات واإلصابات الناجمة عن حوادث المرور على األقل ب %50خالل الفترة المذكورة.
2757 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
المجلس األعلى للحسابات .أما بخصوص التنسيق والتشاور بين المتدخلين في مجال السالمة الطرقية ،أضافت الوكالة
بأنها قامت بإعداد المخطط الوطني للمراقبة 2024-2022في إطار مقاربة تشاركية مع مختلف المتدخلين المعنيين،
والذي تمت المصادقة عليه من طرف المجلس اإلداري للوكالة في دورته الخامسة .وفي هذا اإلطار ،وبغية إنجاح
تنزيل هذا المخطط ،تم إحداث لجنة مركزية ولجان جهوية للتتبع والتنسيق وتقييم أنشطة المراقبة الطرقية.
من جهتها أشارت وزارة العدل إلى أن االجتماع الوحيد الذي تتم الدعوة إليه كل سنة ،يتم خالله التطرق بإسهاب لكل
ما يتعلق بالسالمة الطرقية بما في ذلك الرادار الثابت .أما بالنسبة للجن الجهوية للسالمة الطرقية ،فلم يتم تفعيلها سوى
في شهر يونيو .2022
الحاجة لدمج األنظمة المعلوماتية المتعلقة بمعالجة المخالفات الملتقطة
تتم معالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة من خالل أنظمة معلوماتية خاصة بكل متدخل على حدة .في هذا
الصدد ،تتم ،في مرحلة أولى ،معالجة رسائل المخالفات الملتقطة على مستوى نظام يديره المركز الوطني لمعالجة المخالفات
التابع للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية .بعد ذلك ،يتم توجيه محاضر المخالفات ،التي لم يتم تحصيل الغرامات التصالحية
والجزافية المتعلقة بها ،إلى وزارة العدل التي تعالجها عبر نظام معلوماتي خاص بها .أما العمليات المتعلقة بالتبليغ واألداء،
فتتم معالجتها بشكل منفصل على مستوى أنظمة خاصة ببريد المغرب والخزينة العامة للمملكة وإدارة الجمارك.
في هذا اإلطار ،تجدر اإلشارة إلى أن عدم اندماج هذه األنظمة المعلوماتية ،غالبا ما يؤدي إلى التأخر في معالجة ملفات
المخالفات ،وكذا رصد اختالفات في البيانات المتعلقة بها ،عالوة على عدم قدرتها على معالجة الكم الهائل من المحاضر
والغرامات المثارة داخل آجال معقولة.
وقد أفادت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية في جوابها إلى أن توحيد مختلف األنظمة في نظام موحد يطرح مجموعة
من العراقيل خاصة فيما يتعلق بالمسؤولية عن النظام ،واختالف مهمات ووظائف كل جهة ،وكذا كون عمليات التسيير
تختلف من جهة ألخرى.
كما أشارت وزارة العدل في جوابها بأن نظام المعالجة اإللكترونية لمحاضر المخالفات والجنح المرصودة عبر الرادار
الثابت ،الخاص بهذه الوزارة والمفعل بجميع المحاكم االبتدائية ،يمكن من تدبير التبادل مع الوكالة الوطنية للسالمة
الطرقية بشكل آلي وآني وتلقائي ،كما يتم السهر على استمرارية وفعالية هذا التبادل وذلك من خالل برنامج إلكتروني
خاص بهذه العملية .عالوة على ذلك ،وحتى يتم التأكد من شمولية المعطيات المتبادلة بين مختلف األنظمة ،فإنه ستتم
مقارنة مختلف الحاالت المتعلقة بالمعطيات المتبادلة بين جميع المتدخلين بصفة دورية خالل أشغال اللجنة المركزية
لتتبع إجراءات المراقبة وتطبيق العقوبات.
ضرورة تحديد حصة الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية من مداخيل الغرامات التصالحية والجزافية
تنص المادة 9من القانون رقم 103.14المحدث للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية على تخصيصها بحصة من مداخيل
الغرامات التصالحية والجزافية المتعلقة بمخالفات القانون رقم 52.05كما تم تغييره وتتميمه المتعلق بمدونة السير على الطرق
التي تتم معاينتها بطريقة آلية .إال أنه لم يتم تحديد النسبة المئوية لحصة الوكالة من هذه الغرامات ،مما ال يمكنها من الموارد
المالية الالزمة للشروع في وضع خطط عملها لتحقيق أهدافها في مجال السالمة الطرقية.
وتجدر اإلشارة إلى أنه قبل إنشاء الوكالة الوطنية ،كانت توزع مداخيل غرامات مخالفات قانون السير على الطرق وفقا لنسب
منصوص عليها في المواد 15و 22و 23من قانون المالية لسنة ،2011كما يلي:
%50 -من عائدات الغرامات التصالحية والجزافية لفائدة مرفق الدولة المسير بصورة مستقلة "مديرية النقل عبر
الطرق والسالمة الطرقية" ،والذي تم حذفه بموجب قانون المالية برسم سنة ،2020وذلك على إثر إحداث الوكالة
الوطنية سالفة الذكر؛
%28 -من حصيلة الغرامات واإلدانات المالية المتعلقة بالمخالفات المرورية الصادرة عن المحاكم ،لصالح
"الصندوق الخاص لدعم المحاكم"؛
%12 -من حصيلة الغرامات والجزاءات المالية المتعلقة بالمخالفات المرورية الصادرة عن المحاكم ،لصالح
"الصندوق الخاص لدعم المؤسسات السجنية".
وقد أوضحت الوكالة بشأن هذه النقطة أنها عقدت عدة اجتماعات مع وزارة المالية واألمانة العامة للحكومة لتحديد
الحصة الخاصة بالوكالة وضمان تحصيلها .كما تمت مراسلة وزارة االقتصاد والمالية من أجل إيجاد حل لهذه
الوضعية .باإلضافة إلى ذلك ،فإن المخطط التشريعي للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية نص على تعديل القانون رقم
103.14لتحديد الحصة المذكورة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2758
التوفر على معطيات وبيانات موثوقة لحوادث السير الجسمانية .كما قامت الوكالة في إطار برنامج عملها بإدراج
مشروع تطوير وتأهيل نظام تجميع البيانات المتعلقة بحوادث السير الجسمانية وذلك بتنسيق مع مختلف المتدخلين وال
سيما هيئات المراقبة الطرقية.
في نفس السياق ،أشارت وزارة العدل إلى أن التنظيم الهيكلي الجديد للوزارة يتضمن خلق مرصد وطني لإلجرام
سيكون من بين مهامه دراسة كل السلوكات اإلجرامية بما فيها السلوكات اإلجرامية على الطرق والتي تشكل مخالفة
للقانون ،ومن شأن إحداث هذا المرصد أن يمكن من تحديد مسببات هذه السلوكات وسبل الحد منها ومكافحتها.
وجوب تحديد مواقع تركيب الرادارات قبل اإلعالن عن طلبات العروض
يقتضي االستغالل األمثل لحظيرة الرادارات احترام الخطط التشغيلية ومعايير التركيب وأولويات االستخدام المحددة في
دراسات الجدوى التقنية حسب نوع المعدات ،وذلك في أفق تحقيق األهداف المسطرة في االستراتيجية الوطنية للسالمة
الطرقية.
غير أن الصفقات المبرمة في سنة ،2018اقتصرت على تحديد مواقع التركيب خارج التجمعات السكنية (الرادارات من نوع
-Iأ ،باستثناء الطرق السيارة) ،في ما تُرك قرار تحديد مواقع تركيب الرادارات داخل المناطق السكنية لمرحلة تنفيذ الصفقة
(الرادارات من نوع -Iب) .وقد واجه إنجاز هذه الصفقات عدة إكراهات إدارية وتقنية ومالية ،تتعلق على وجه الخصوص
بصعوبة الحصول على الرخص اإلدارية وربط الرادارات بالكهرباء واألنترنيت.
وفي هذا الصدد ،قامت مديرية النقل عبر الطرق والسالمة الطرقية ،بتاريخ 6مايو ،2019بمراسلة المديريات الجهوية
للوزارة المكلفة بالنقل القتراح المواقع المناسبة لتركيب الرادارات على مستوى المقاطع الطرقية األكثر عرضة للحوادث.
كما قامت بمراسلة عمال األقاليم والعماالت ،بتاريخ 7أبريل ،2021لتعيين مواقع جديدة بعد تعذر تركيبها في المواقع المحددة
سابقا .عالوة على ذلك ،تم تسجيل توقفات متكررة لألشغال ،باإلضافة إلى المخاطر المرتبطة بالزيادة في حجم األشغال (زيادة
أشغال حفر الخنادق وتوريد األسالك الكهربائية).
وقد أرجعت الوكالة األسباب الرئيسية لعدم تحديد أماكن تثبيت الرادارات داخل المجال الحضري في عدم توفر قاعدة
بيانات حوادث السير على المعلومات المتعلقة بالمواقع الجغرافية للحوادث في المناطق الحضرية بشكل دقيق .كما أن
المعطيات التي ستعتمدها أي دراسة قبلية يمكن أن تتغير بين تاريخ إنجاز الدراسة ومرحلة التنفيذ (كتوسيع الطرق،
وتهييئ مرافق جديدة للسالمة الطرقية ،وتثبيت أو إزالة إشارات المرور الضوئية ،وتهييئ مواقف السيارات ،إلخ.).
كما أشارت الوكالة إلى أنه قد تم توزيع الرادارات على المدن بحسب نسبة حوادث السير والوفيات المسجلة بها وبعد
هذه المرحلة تم تحديد أماكن تثبيت الرادارات بمقاربة تشاركية مع جميع الجهات الفاعلة المعنية ،وال سيما األمن
الوطني والجماعات الترابية والسلطات المحلية والمصالح الخارجية لوزارة التجهيز والنقل.
من أجل ذلك ،يوصي المجلس الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية بما يلي:
تحسين مسطرة تحديد الحاجيات والتخطيط القتناء الرادارات الثابتة ،من خالل إجراء دراسات قبلية تعنى -
بسلوك مستعملي الطرق وتحديد مواقع تركيب الرادارات قبل اإلعالن عن طلبات العروض المتعلقة باقتنائها
وتركيبها؛
تسريع عملية تركيب وتشغيل الرادارات المقتناة ،من خالل السعي لتجاوز المعيقات اإلدارية والتقنية بتنسيق -
مع األطراف المعنية (خصوصا الحصول على الرخص اإلدارية الضرورية وربط الرادارات بشبكات الكهرباء
واألنترنت).
ثالثا .تحسين نجاعة نظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة
تشكل نجاعة وفعالية نظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة وسيلة أساسية لتغيير سلوك السائقين.
غير أن فعالية هذا النظام تبقى محدودة ،بالنظر إلى ارتفاع حجم المخالفات التي يتم إلغاؤها بعد معاينتها ،بحيث تم تقدير مبالغ
الغرامات المحتملة المقابلة لها بما يزيد على 3.881مليون درهم ،خالل الفترة ،2021-2015أي ما يعادل 554مليون درهم
في السنة .وتعود أسباب هذه الوضعية إلى وجود مشاكل تقنية أو متعلقة بالتبليغ أو بتقادم المخالفات ،سواء في مرحلة معالجتها
على مستوى الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية أو بعد إحالتها على المحاكم المختصة.
معالجة المخالفات على مستوى الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية
في حالة تجاوز السائق السرعة المسموح بها ،يلتقط رادار المراقبة صورة رقمية للوحة تسجيل المركبة والسرعة التي كانت
تسير بها وتاريخ ومكان المخالفة ،ليقوم في مرحلة بعدية بإرسالها إلى المركز الوطني للمعالجة التابع للوكالة الوطنية للسالمة
الطرقية ،التي تقوم بمعالجة المعطيات المرتبطة بالمخالفة وإشعار المخالف بها قصد تحصيل الغرامات المخصصة لها.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2760
المخالفات تقتصر على التأكد من تطابق محاضر المخالفات المرسلة إلى بريد المغرب مع المبالغ المضمنة في الفواتير أثناء
إعداد الكشوفات الشهرية.
وقد أرجعت الوكالة سبب عدم تسليم إشعارات المخالفات بشكل أساسي إلى عدم ضبط العناوين باإلضافة إلى تقصير
بعض المواطنين في أخذ رسائلهم من مكاتب البريد .أما فيما يخص اإلشعارات التي لم يتم التوصل بمصيرها ،فقد
تمت مقارنة المعطيات مع مصالح البريد والتي أظهرت أن الفارق الملحوظ يرجع إلى مشكلة تقنية في تبادل المعطيات
وسيتم تجاوزها.
تحريك الدعوى العمومية وتنفيذ األحكام
في حالة تعذر التعرف على عنوان مالك المركبة أو في حالة رفضه تلقي التبليغ بالمخالفة أو في حالة عدم أداء الغرامة
التصالحية والجزافية ،توجه الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية ،طبقا للمادة 203من مدونة السير على الطرق ،محاضر
المخالفات إلى وزارة العدل .التي تقوم بإحالتها على وكالء الملك لدى المحاكم المختصة قصد تحريك الدعوى العمومية .وقد
بلغ عدد محاضر المخالفات الموجهة إلى النيابة العامة 5,4مليون محضر خالل الفترة الممتدة من 2015إلى .2021
الحاجة إلى مراجعة اآلجال القانونية لتحصيل الغرامة التصالحية والجزافية
يتم تحصيل الغرامة التصالحية والجزافية ،ما عدا في حالة المنازعة ،داخل أجل مدته ثالثون ( )30يوما كاملة ،يبتدأ من اليوم
الموالي ليوم تبليغ اإلشعار بالمخالفة ،وذلك طبقا لمقتضيات المادتين 27222و 230من القانون رقم 52.05سالف الذكر.
ويستفيد المخالف الذي يؤدي هذه الغرامة في غضون 24ساعة أو 15يوما من تاريخ تبليغ اإلشعار من تخفيض في مبلغها.
ورغم هذه التسهيالت الممنوحة لتشجيع المخالفين على أداء ما بذمتهم ،يظل مستوى أداء الغرامات في المرحلة التصالحية
منخفضا ،بحيث لم تتجاوز هذه النسبة %12,5خالل الفترة ،2021-2015حيث تم استخالص ما يناهز 1,04مليون غرامة
تصالحية وجزافية من أصل 8,15مليون مخالفة .لذلك ،فإن أجل ثالثين يوما يبقى غير كاف ،من جهة ،للسماح للمخالفين
بأداء الغرامة التصالحية والجزافية داخل أجل معقول ،ومن جهة أخرى ،لتمكين الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية من تتبع
أنجع لمآل محاضر المخالفات التي لم يتم تبليغها من طرف بريد المغرب ،وكذلك الغرامات غير المستخلصة من طرف
الخزينة العامة للمملكة.
في هذا الصدد ،أفادت وزارة العدل أنه سبق أن اقترحت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية الرفع من هذا األجل إلى
90يوما غير أن الوزارة ترى أن أي رفع لألجل المذكور ال ينبغي أن يتعدى 60يوما فقط.
ضرورة إيالء العناية الالزمة لعملية إحالة محاضر المخالفات على القضاء لتفادي حفظها
تنص المادة 5من قانون المسطرة الجنائية على أن الدعوى العمومية تتقادم بمرور سنة ميالدية كاملة تبتدأ من يوم ارتكاب
المخالفة ،وبالتالي ،فإن إحالة ملفات المخالفات على المحاكم المختصة يقتضي األخذ بعين االعتبار أجل تقادمها.
في هذا الصدد ،فإن النيابة العامة لدى المحاكم المختصة تتلقى ،في كثير من الحاالت ،محاضر مخالفات طالها التقادم أو
اقترب أجل تقادمها ،وهو ما يؤدي إلى حفظها ،بحيث بلغت نسبة حفظ الملفات أزيد من ،%62أي ما يعادل 3,4مليون
محضر مخالفة تم حفظه من أصل 5,47مليون محضر تمت إحالته على النيابة العامة خالل الفترة .2021-2015هذه
الوضعية ،تقتضي إيالء المزيد من العناية للرفع من فعالية ونجاعة نظام معالجة المخالفات قبل إحالتها على المحاكم المختصة،
بما يتيح تعزيز الرقابة والمساواة أمام العقوبة ،وبالتالي تغيير سلوك مستعملي الطرق.
وتجدر اإلشارة إلى أن عملية إحالة محاضر المخالفات على المحاكم لم يتم الشروع فيها سوى في سنة 2015بالنسبة للجنح
و 2016بالنسبة للمخالفات من الدرجات األولى والثانية والثالثة ،وذلك ،بالرغم من دخول القانون رقم ،52.05سالف الذكر،
حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر .2010كما أن معالجة محاضر المخالفات على مستوى وزارة العدل لم تنطلق سوى في سنة
( 2018سنة تعميم نظام معالجة المخالفات والجنح بجميع المحاكم االبتدائية) ،وهو ما نتج عنه تراكم الملفات التي كان على
المحاكم البت فيها.
وقد أشارت وزارة العدل في هذا الصدد ،إلى أن النيابة العامة بمحاكم المملكة تسهر على تفعيل المواد من 375إلى
382من قانون المسطرة الجنائية ،والتي تنص على إمكانية اقتراحها على المخالف أداء غرامة جزافية ال تتجاوز
نصف الحد األقصى للغرامة المقررة قانونا ،وهذا االقتراح يصبح سندا قابال للتنفيذ في حالة قبول المخالف به أو عدم
تعرضه ،وهو ما يمكن من أجل إضافي ألداء مبلغ الغرامة رضائيا ،وكذلك ترشيد المجهودات البشرية والمادية
المرتبطة بتحريك الدعوى العمومية.
27المادة 222من قانون مدونة السير على الطرق كما تم تغييره وتعديله بالمادة األولى من القانون رقم 116.14الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.16.106بتاريخ 13شوال 18( 1437يوليو .)2016
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2762
ضرورة تعزيز الموارد البشرية واللوجستيكية للمحاكم لمواكبة ارتفاع عدد المحاضر المحالة عليها
تتمركز ملفات المخالفات بشكل كبير على مستوى المحاكم االبتدائية للدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة وتمارة وسال
(حوالي %68من مجموع المخالفات المحالة على القضاء) ،وذلك اعتبارا ألهمية الشبكة الطرقية وحركة السير داخل النطاق
الترابي لهذه المحاكم .فعلى سبيل المثال ،تلقت المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء لوحدها أزيد من 1,8مليون محضر مخالفة
من مجموع 5,4مليون محضرا ،أي ما يعادل %33من إجمالي المحاضر المحالة على المحاكم خالل الفترة .2021-2015
كما أن االستمرار في توسيع حظيرة الرادارات الثابتة على المستوى الوطني سيؤدي حتما إلى إنتاج كم هائل من المحاضر،
وبالتالي زيادة حجم األشغال الملقاة على عاتق قضاة النيابة العامة وقضاة الحكم وأطر كتابة النيابة العامة وكتابة الضبط من
أجل إحالة ملفات المخالفات والبت فيها وتبليغ وتنفيذ األحكام الصادرة في شأنها .لذلك ،فإن هذا االرتفاع ،يستدعي مواكبته
بالموارد البشرية واللوجستيكية الالزمة لمعالجة هذه الملفات داخل آجال معقولة.
الحاجة لتجاوز إشكالية غياب الهوية الكاملة للمخالف في الملفات المتعلقة بالجنح
يطرح تدبير المخالفات المتعلقة بتجاوز السرعة القصوى المسموح بها بما يعادل 50كيلومتر في الساعة أو أكثر ،والتي من
شأنها أن تشكل جنحا ،العديد من اإلشكاالت المرتبطة بعدم تضمين المحاضر اإللكترونية للهوية الكاملة للمخالفين أو صفتهم
بما يسمح باحترام قواعد االختصاص االستثنائية أو الخاصة بمحاكمة األحداث أو األشخاص الذين يتجاوز سنهم 60سنة،
وبالتالي يتعذر تطبيق اإلكراه البدني في حقهم .وبما أن أغلبية الملفات يتم البت فيها غيابيا ،فإن الهوية تكتسي أهمية قصوى
من أجل تحديد االختصاص النوعي وكذلك تنفيذ األحكام .غير أن النيابة العامة غالبا ما تواجه عدة صعوبات لإلدالء بالهوية
الكاملة للمعنيين باألمر وهو ما يؤدي إلى تأخر البت في هذه الملفات.
كما أن اعتماد نظام المراقبة والمعالجة على معطيات البطاقة الرمادية لتحديد هوية المخالفين ،تجعل من مالك المركبة هو
المخالف بصفة تلقائية ،وهو ما يطرح الكثير من المشاكل بالنسبة للمركبات المملوكة لألشخاص المعنوية من القطاعين العام
والخاص أو في حالة تأجيرها أو تغيير ملكيتها .ومن بين مقترحات وزارة العدل لتجاوز المنازعات الناشئة عن هذه اإلشكالية،
تطوير عملية التقاط صورة المخالفة لتشمل أيضا التقاط صور السائق.
وفي هذا اإلطار ،أوضحت وزارة العدل في جوابها أن تطوير عملية التقاط صورة المخالفة لتشمل أيضا التقاط صورة
السائق من شأنه أن يحد من ارتفاع عدد المنازعات التي نشهدها في الوقت الراهن ،خاصة وأن مقتضيات القانون رقم
09.08المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي يتيح هذه اإلمكانية ،من أجل
تفادي المنازعة وتطبيقا لمبدأ شخصية العقوبة.
دراسة إمكانية مراجعة إجبارية التصريح بالنسبة لألشخاص المعنويين
تشكل المخالفات التي تخص األشخاص المعنويين %29من مجموع المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة (حوالي
345.000مخالفة سنويا) %80 ،منها من الدرجة الثالثة والتي ال تستوجب خصم النقط .في هذا الصدد ،اقترحت الوكالة
الوطنية للسالمة الطرقية وكذلك وزارة العدل إعفاء األشخاص المعنويين من إجبارية التصريح بالنسبة للمخالفات من الدرجة
الثالثة ،مع إتاحة إمكانية األداء المباشر .لذلك ،فإن من شأن اعتماد هذا المقترح السماح بإرسال اإلشعار مباشرة إلى الشخص
المعنوي وإعفائه من التصريح بالسائق ،وبالتالي تخفيف األعباء الملقاة على عاتق المحاكم.
العمل على تحسين تبليغ وتنفيذ األحكام القضائية
منذ دخول القانون المتعلق بمدونة السير على الطرق حيز التنفيذ في سنة ،2010وإلى غاية سنة ،2021بلغ عدد األحكام
الصادرة بشأن مخالفات السرعة الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة ،ما يناهز 1.534.151حكما ،منها ُ 1.503.636حكما
باإلدانة .إال أن تبليغ هذه األحكام وتنفيذها يواجه عدة معيقات .في هذا الصدد ،لم تتجاوز نسبة تبليغ األحكام الصادرة عن
المحاكم االبتدائية ( %8أي ما يعادل 119.857حكما) ،مع اإلشارة إلى أن معدل التبليغ برسم سنة 2021لم يتجاوز %2
(بحيث تم تبليغ 3.572حكما من بين 181.289حكم إدانة).
كما بلغت نسبة تنفيذ األحكام التي تم تبليغها خالل نفس الفترة حوالي ( %61أي 73.419حكما) .غير أن معدل االستخالص
لم يتجاوز ،من حيث القيمة %5 ،من إجمالي مبالغ األحكام التي تم تبليغها ،أي ما يعادل 31مليون درهم من إجمالي 664
مليون درهم من الغرامات الصادرة عن األحكام.
وتجدر اإلشارة إلى أن معيقات تبليغ األحكام ترتبط أساسا بصعوبة تحديد عناوين المخالفين ،بحيث تواجه كتابات الضبط لدى
المحاكم نفس المشاكل التي واجهت الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية خالل المرحلة التصالحية ،وهو ما يقتضي تكثيف جهود
التنسيق بين وزارة العدل والوكالة وتبادل المعلومات والعناوين المتاحة منذ المرحلة التصالحية.
ورغ بة في إعطاء دينامية أكثر لعملية تبليغ وتحصيل الغرامات واإلدانات النقدية ،فقد أشارت وزارة العدل إلى أنها اتخذت
مجموعة من التدابير التي تروم تحقيق النجاعة والفعالية في عملية التحصيل ،منها إحداث وحدات خاصة بالتبليغ والتحصيل
على صعيد محاكم المملكة ،وتعزيزها بموظفين قارين ومؤهلين للقيام بمهام التبليغ والتحصيل وكذا بالموارد اللوجستيكية.
2763 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أفادت وزارة العدل أنها منكبة على دراسة إمكانية الولوج إلى بيانات المواطنين المخزنة بقاعدة بيانات التعريف
الوطنية خاصة تلك المتعلقة بالعناوين بتعاون مع اإلدارة العامة لألمن الوطني ،وقد سبق عقد اجتماعات تنسيقية بين
مسؤولي الوزارة والمديرية العامة المذكورة في سبيل تيسير هذه الرؤية.
وعليه ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة العدل ووزارة النقل واللوجستيك والوكالة الوطنية للسالمة الطرقية بما
يلي:
تدارس جدوى مراجعة اآلجال القانونية الستخالص الغرامة التصالحية والجزافية المحددة في ثالثين ()30 -
يو ًما من تاريخ تبليغ اإلشعار بالمخالفة ،بما يتيح للوكالة الوطنية للسالمة الطرقية من تحصيل الغرامات
التصالحية والجزافية داخل آجال معقولة؛
العمل على تحسين أداء ومردودية نظام المراقبة والمعالجة اآللي للمخالفات ،وال سيما من خالل الجوانب -
التالية:
تأهيل الرادارات المستعملة بهدف تقليص نسبة إلغاء المخالفات ،المرتبط بالمشاكل التقنية أو بجودة -
المعدات المركبة؛
االستغالل المندمج للمعلومات التي يوفرها نظام تسجيل البطائق الرمادية ورخص السياقة ،من أجل الرفع -
من فعالية ونجاعة تحديد هوية مالكي المركبات موضوع المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة؛
إنشاء آلية للتنسيق مع إدارة الجمارك للتعرف على هوية مالكي المركبات المسجلة بالخارج وتبليغ -
المعنيين باألمر باإلشعار بالمخالفة؛
حث األجهزة العمومية على التصريح المنتظم باألعوان والموظفين المعنيين بالمخالفات الملتقطة بواسطة -
الرادارات الثابتة لسيارات الدولة ،وتسهيل عمليات إشعارهم بمحاضر المخالفات؛
اللجوء إلى وسائل بديلة ،مثل الرسائل النصية واإللكترونية ،لتحسين معدل تبليغ اإلشعار بالمخالفات -
وتجاوز اإلكراهات المرتبطة بعناوين المخالفين؛
إنشاء آلية يقظة وتتبع ،بالتنسيق بين الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية ووزارة العدل ،تهدف إلى ضبط -
آجال التقادم وعملية إحالة محاضر المخالفات على المحاكم المختصة.
وفي نفس اإلطار ،تتولى وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق مهام خاصة تروم اإلسهام في التنمية االقتصادية واالجتماعية لمدينتي
الرباط وسال ،وفق رؤية منسجمة تتالءم ومؤهالت المجال المعني بالتهيئة.
وعلى هذا األساس ،وبالنظر إلى األهمية التي يكتسيها تدعيم آليات الحكامة الترابية والتنمية المجالية ،أنجز المجلس األعلى
للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات مجموعة من المهمات الرقابية التي انصبت حول الجوانب التالية:
تأثير األزمة الصحية "كوفيد "19-على تدبير الجماعات الترابية؛ -
تدبير الجهات :التخطيط االستراتيجي وتدبير النفقات؛ -
بعض أوجه تدبير الجماعات في الوسط القروي؛ -
االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية؛ -
الوكاالت الحضرية؛ -
حكامة وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق. -
أدى انتشار جائحة كوفيد 19إلى انعكاسات متعددة على المستويات الصحية واالجتماعية واالقتصادية بأغلب دول العالم ،مما
حذا بها إلى اتخاذ مجموعة من التدابير واإلجراءات االحترازية بهدف وقف انتشار هذه الجائحة ،مع مراعاة ضمان استمرار
الدورة االقتصادية وتقديم الخدمات العمومية األساسية قدر اإلمكان .وقد كان لهذه اإلجراءات ،التي تتجلى أساسا في إعالن
حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي ووقف عدد من األنشطة االقتصادية ،تداعيات بالغة األهمية.
وفي بالدنا ،عملت السلطات العمومية منذ بداية الجائحة ،على وضع خطط وآليات من أجل حكامة فعالة لتدبير هذه األزمة
وآثارها المتعدد ة .وفي هذا اإلطار ،قامت بتعبئة شاملة لمواجهة اآلثار الصحية واالقتصادية واالجتماعية ،ووضع أجهزة
حكامة خاصة بتدبير األزمة ،إضافة إلى مالءمة الترسانة القانونية والتنظيمية بما يتماشى مع الظرفية التي فرضتها طبيعة
الجائحة.
وقد انكبت المحاكم المالية ،من خالل إنجاز مهمة موضوعاتية بتنسيق بين المجالس الجهوية للحسابات ،على تقييم أثر هذه
الجائحة على الجماعات الترابية ،حيث شملت المهمة الجهات االثنتي عشرة للمملكة و 69عمالة وإقليم و 205جماعة .وقد
حددت هذه المهمة كأهداف رئيسية لها تقييم تأثير الجائحة على مختلف أوجه تدبير هذه األجهزة ،بما في ذلك ماليتها ،وكذا
تقييم المجهودات المبذولة من طرفها في هذا السياق ،خاصة وأن الجماعات الترابية مدعوة إلى تعزيز حضورها وتدخالتها
بشكل يستجيب النتظارات الساكنة.
أوال .على مستوى آثار الجائحة على الجماعات الترابية
.1تدبير المرافق العمومية المحلية من قبل الجماعات
يعد تدبير المرافق العمومية المحلية اختصاصا ذاتيا للجماعات ،تقوم من خالله بتقديم خدمات القرب لفائدة المواطنين .غير
أن فترة الطوارئ الصحية ،عرفت تدخل السلطات الحكومية المختصة والسلطة المحلية في التدبير اليومي لهذه المرافق ،في
حين بقي دور الجماعات محدودا خالل هذه الفترة .وفي هذا اإلطار ،تم العمل على إصدار مجموعة من القرارات والدوريات
والبالغات سواء على المستوى المركزي أو على مستوى الواليات والعماالت تقضي بتأطير ومواكبة تدبير المرافق خالل
هذه الفترة ،سواء من حيث استمرارية العمل أو إغالق البعض منها وكيفية استئنافها وكذلك كيفية تدبير التداعيات المالية
السلبية المترتبة عن إعالن حالة الطوارئ الصحية على مستغلي المرافق ،وذلك طبقا لما تمليه دوريتا وزير الداخلية عدد
11252بتاريخ 6غشت 2020و 1098بتاريخ 26يناير .2021
2765 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد عرفت المداخيل المالية المتأتية من المرافق المحلية المشار لها في الرسم البياني أسفله تأثرا واضحا بظروف الجائحة ،إذ
سجلت ميزانيات عينة الجماعات 28انخفاضا بحوالي 119مليون درهم ،حيث شكلت المداخيل المفوتة عن استغالل األسواق
األسبوعية لوحدها نسبة %50من مجموع المداخيل المزمع تحصيلها .وعموما ،فإن األسواق بمختلف أنواعها استأثرت
بالنصيب األكبر بما يناهز 74مليون درهم ،أي بنسبة % 62من مجموع المداخيل المفوتة .وتتمثل باقي المرافق األكثر تأثرا
بالجائحة في المجازر ( )%12والمحطات الطرقية ( )%11والمرائب ( )%8والمسابح (.)%4
وتتعلق هذه ال مداخيل المفوتة أساسا إما بفقدان مباشر للموارد المتأتية من هذه المرافق في حالة التدبير المباشر ،أو واجبات
مالية لم يتم أداؤها بعد ،أو إعفاءات/تخفيضات للمبالغ الواجب أداؤها تم تقديمها/أو يتم التداول بشأنها لفائدة المهنيين أو مستغلي
المرافق العمومية الجماعية طبقا لما تنص عليه دوريتا وزير الداخلية المشار إليهما أعاله.
وبخصوص مرفق النقل الحضري وشبه الحضري عبر الحافالت ،فقد عرفت الشركات المفوض لها تأثرا ماليا ملموسا بسبب
اإلجراءات االحترازية المتخذة على الصعيد الوطني .وبهدف مواكبة هذه األخيرة لضمان استمرارية حسن سير المرفق ،تمت
صياغة بروتوكوالت اتفاقيات ،بين المديرية العامة للجماعات الترابية والجماعات المفوضة والشركات المفوض إليها ،قصد
التخفيف من حدة التأثير المالي المترتب عن األزمة الوبائية .وفي هذا اإلطار ،نصت البنود الموافقة على تحويل دعم مالي
من المديرية إلى المفوض صاحب االختصاص ،الذي بدوره سيعمل على تحويله للشركات المفوض لها .وقد بلغت القيمة
االجمالية للدعم المرصود ما مجموعه 298مليون درهم.
.2منح الرخص من قبل الجماعات
شهد عدد الرخص المطلوبة بمختلف أصنافها (رخص البناء والتجزئة والتقسيم وإحداث مجموعات سكنية ورخص السكن
وشهادات المطابقة) انخفاضا من 96.049رخصة خالل سنة 2019إلى 78.669خالل سنة ،2020أي بتراجع قدره ،%18
ليسجل خالل نهاية أكتوبر 2021ما مجموعه 76.947رخصة ،أي بتراجع نسبته .%2
كما أن عدد الطلبات المقدمة للحصول على رخص التقسيم عرف تراجعا ملحوظا ،بنسبة ،%53بين سنة )464( 2019
وسنة ،)217( 2020ليرتفع بعد ذلك ،في حدود أكتوبر ،2021إلى 384رخصة ،أي بنسبة % 77؛ في حين شهدت
األصناف األخرى انخفاضا بمعدل %21بين سنتي 2019و ،2020لتعود بعد ذلك لالرتفاع بين سنتي 2020و ،2021كما
هو الشأن بالنسبة لرخص التجزئة بنسبة %31ورخص إحداث مجموعات سكنية بنسبة %48ورخص البناء بنسبة .%0,2
وفضال عن ذلك ،فقد عرف مؤشر منح الرخص اإلجمالي 29استقرارا بين السنوات الثالث (%94خالل سنة 2019مقابل
%95خالل سنة 2020و %91خالل سنة ،)2021مما يدل على استمرار المصالح الجماعية في االستجابة لطلبات الترخيص
المقدمة بنفس الوتيرة ،وكذا مساهمة تفعيل المنصة الرقمية "رخص" في الحد من اآلثار التي أملتها ظروف االشتغال في ظل
الجائحة .وفي هذا اإلطار ،تشير دورية السيد وزير الداخلية رقم D7175بتاريخ 26اكتوبر 2021إلى انخراط 1.135
جماعة بالشباك الرقمي لرخص التعمير.
.3أثر الجائحة على تنفيذ الطلبيات العمومية والعقود واالتفاقيات
تم تقييم أثر الجائحة على تنفيذ الصفقات والعقود واالتفاقيات من خالل الوقوف على تطور الصفقات العمومية المنجزة خالل
الفترة ،2021 –2019وتحديد حجم الصفقات العمومية التي تم بشأنها اتخاذ قرارات التوقف أو التعديل أو الفسخ بسبب
الجائحة وتقييم مدى تأثير ذلك على تأخر الجماعات الترابية في أداء التزاماتها المالية.
فيما يخص تطور وضعية الطلبيات العمومية المنجزة خالل الفترة المذكورة ،عرفت أعدادها تراجعا على مستوى مختلف
الجماعات الترابية بنسبة %25ما بين سنتي 2019و 2020وبنسبة %45ما بين سنتي 2019و.2021
كما عرفت مبالغ هذه الطلبيات العمومية منحى تراجعيا خالل نفس الفترة ،حيث انخفضت من مبلغ قدره 4.759مليون درهم
سنة 2019إلى مبلغ 4.317مليون درهم سنة 2020لتصل إلى 2.550مليون درهم سنة .2021وبهذا شكلت نسب التراجع
%10ما بين سنتي 2019و 2020و %45ما بين سنتي 2019و.2021
وفيما يتعلق بمآل االلتزامات السارية بعد تفشي الجائحة ،فقد بلغ عدد التزامات الجماعات التي تم اتخاذ قرار بشأنها 747
وذلك من أصل 846كعدد إجمالي لاللتزامات .وتجدر اإلشارة إلى أنه بالنسبة لكل المستويات الترابية ،شكل قرار التوقف
أهم القرارات التي تم اتخاذها ،حيث مثلت االلتزامات المعنية به نسبة %80من مجموع االلتزامات التي تم اتخاذ قرار بشأنها.
وخالل سنتي 2020و ،2021قامت الجماعات الترابية ببرمجة ما يقارب 6.095صفقة عمومية موزعة بين 3.498صفقة
بالنسبة للجماعات و 1.874صفقة بالنسبة للعماالت واألقاليم و 723صفقات بالنسبة للجهات %56 ،منها تمت برمجتها سنة
28لم تتمكن جميع الجماعات من تقدير المداخيل المفوتة عليها بسبب تداعيات الجائحة.
عدد الرخص الممنوحة
. 29مؤشر منح الرخص اإلجمالي يساوي
عدد الرخص المطلوبة
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2766
،2020فيما تمت برمجة الباقي سنة .2021وقد تخلت الجماعات الترابية عن االلتزام بما نسبته %33من هذه الصفقات.
ويعزى سبب عدم االلتزام بالنسبة ل %35منها إلى الظروف التي أمالها تفشي الجائحة.
.4أثر الجائحة على الموارد البشرية
طالت آثار الجائحة كذلك تدبير الموارد البشرية بالنسبة للجماعات الترابية خاصة فيما يتعلق بالتوظيف في مناصب المسؤولية
وتنظيم الدورات التكوينية وترقيات الموظفين ،وذلك خالل الفترة الممتدة بين سنتي 2019و.2021
فقد عرفت المناصب المالية المتعلقة بمناصب المسؤولية ،بخصوص جميع المستويات الترابية ،تراجعا ،حيث انخفضت من
1.252منصب سنة 2019إلى 1.068منصب سنة 2020ثم إلى 785منصب فقط سنة .2021كما أن أعداد المناصب
المؤجلة عرف منحى تصاعديا ،بسبب تداعيات الجائحة ،إذ انتقلت من 504منصب مؤجل سنة 2019إلى 589سنة .2020
وشكلت نسبة مناصب المسؤولية الملغاة أو المؤجلة بالنسبة للعينة ككل ،30بسبب ما فرضته الجائحة من تدابير احترازية
ووقائية %22 ،من مجموع المناصب المؤجلة أو الملغاة خالل الفترة 2021-2020موزعة بنسبة %23بالنسبة لسنة 2020
و %21بالنسبة لسنة .2021
أما فيما يخص دورات التكوين المستمر ،ألغت الجماعات الترابية 381دورة من أصل 1.214دورة مبرمجة ،أي بنسبة إلغاء
وصلت إلى %30سنة .2020ويرجع السبب بالنسبة لغالبيتها ( %95من هذه الدورات الملغاة) إلى ما خلفته ظروف الجائحة
خالل تلك السنة ،وما استلزمته آنذاك من احترام لشروط الوقاية والسالمة ضمانا للحد من انتشار الوباء.
.5الشكايات والمنازعات القضائية ذات الصلة بالجائحة
أفادت الجماعات الترابية أنها توصلت بما يناهز 6.450شكاية يرتبط موضوعها بالجائحة ،بلغت تلك المودعة من طرف
المواطنين ما مجموعه 5.475شكاية ،أي نسبة .%85كما شكلت تلك الواردة على الجماعات ،باعتبارها أقرب وحدة ترابية
من الساكنة المحلية ،النصيب األكبر بنسبة .%95وقد تنوعت مواضيعها أساسا بين مطالب المواطنين من أجل اتخاذ التدابير
الوقائية والصحية واللوجستيكية الالزمة (توفير التعقيم ،حل مشاكل التنقل ،توفير سيارات اإلسعاف ،)...وأخرى من قبل
الملزمين والمستغلين تتعلق بمطالب التخفيض أو اإلعفاء من واجبات الكراء ومستحقات شغل الملك العام نتيجة إغالق
المحالت التجارية والمهنية وتوقف األنشطة االقتصادية ،باإلضافة إلى مطالب إيقاف األنشطة التجارية المخالفة للتدابير
الوقائية.
أما فيما يخص المآل المخصص لها ،فقد أشارت الجماعات الترابية من خالل األجوبة المضمنة باالستمارات إلى أنه تمت
االستجابة ودراسة المطالب لما مجموعه 4.646شكاية ،أي ما يشكل نسبة %72من مجموع الشكايات الواردة ،وهو ما
يمكن اعتباره نسبة جيدة تؤشر على انخراط وحرص هذه األخيرة على دراسة ومعالجة واالستجابة خالل فترة الجائحة.
ومن جانب آخر ،نشأت 22منازعة قضائية لها ارتباط مباشر بتداعيات الجائحة .وتتعلق بنسبة %50بطلبات مستغلي
المرافق الجماعية من أجل الحصول على تعويضات مالية ،ونسبة %18لكل من مطالب إلغاء قرارات فسخ عقود تدبير
المرافق الجماعية أو وقف تنفيذها ومنازعات ناشئة بفعل التقاعس عن أداء واجبات استغالل هذه المرافق ،ثم نسبة %5لكل
من مطالب إلغاء قرارات إغالق بعض المحالت بسبب عدم احترام الشروط الوقائية ،ومطالب شركات بفسخ الصفقات
بالتراضي مع إرجاع الضمان المؤقت والمطالبة بمستحقات عن خدماتها المنجزة.
تأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات بما يلي:
تعميم تشغيل المنصة الرقمية لرخص التعمير وتمكين وحث الجماعات على االنخراط في رقمنة باقي المساطر -
واإلجراءات بما يكفل استمرار األنشطة في حال وجود معيقات أو أزمات؛
تدارس إمكانية تفعيل مقتضيات دوريتي وزير الداخلية للطلبات المقدمة من طرف المهنيين ومستغلي المرافق -
الجماعية وتفادي اللجوء إلى القضاء كحل أولي لتسوية النزاعات الناشئة عن الجائحة؛
الحرص على مسك وضعيات دورية بمداخيل المرافق الجماعية لتقييم مدى تطورها واستباق االكراهات -
الطارئة.
ثانيا .على مستوى الوضعية المالية والميزانياتية للجماعات الترابية
.1تعديالت ميزانيات الجماعات الترابية
طرأت على ميزانيات الجماعات الترابية لسنتي 2020و 2021تعديالت مهمة بسبب الجائحة ،والتي تم القيام بها وفق آليتين
اثنتين هما :تحويل االعتمادات بين بنود الميزانية وفتح اعتمادات جديدة غير مبرمجة بناء على موارد متوفرة ،وذلك لالستجابة
30تتشكل العينة من 286جماعة ترابية ،تضم الجهات االثنتي عشرة و 69عمالة وإقليم و 205جماعة.
2767 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
للحاجيات الملحة لظرفية الجائحة .وإذ ظل اللجوء إلى اآللية الثانية استثنائيا ،فقد قامت الجماعات الترابية بمختلف مستوياتها
بعدة تحويالت لالعتمادات ذات الصلة بالجائحة ،مع تسجيل اختالف حجمها وطبيعتها باختالف المستويات المذكورة.
فبخصوص التحويالت المرتبطة بالجائحة ،فقد تواترت بشكل أكبر خالل سنة 2020مقارنة مع سنة 2021التي كان إعداد
ميزانيتها قد أخذ بعين االعتبار الحاجيات األساسية التي فرضت نفسها ،وذلك انطالقا من تجربة تدبير األزمة خالل الفصول
الثالثة األخيرة من سنة .2020وقد سجل انخراط مهم للجماعات الترابية في عملية مالءمة ميزانياتها لمتطلبات تدبير الجائحة،
خاصة مع الترخيص من قبل وزارة الداخلية لرؤساء مجالسها القيام بهذه التحويالت دون الحاجة إلى مصادقة المجالس
التداولية والتي تعذر انعقادها آنذاك .ويظهر هذا االنخراط انطالقا من عدد الجماعات الترابية المعنية ،وكذلك أهمية حصة
التحويالت المتعلقة بالجائحة من مجموع تحويالت االعتمادات المنجزة ،كما هو موضح فيما يلي:
-فيما يخص نسب األجهزة التي قامت بتحويل لالعتمادات على األقل داخل جزء التسيير فبلغت %75على مستوى
الجهات و %68على مستوى العماالت واألقاليم و %60على مستوى الجماعات .فيما بلغت هذه النسب على
التوالي %50و %26و %13فيما يخص جزء التجهيز؛
-أما بخصوص حصة التحويالت ذات الصلة بالجائحة داخل جزء التسيير ،فبلغت نسبتها %28على مستوى
الجهات و %66على مستوى العماالت واألقاليم و %33على مستوى الجماعات .فيما بلغت هذه النسب ،فيما
يخص جزء التجهيز %13 ،على مستوى الجهات والعماالت واألقاليم و %3على مستوى الجماعات.
أما بخصوص طبيعة بنود الميزانية المعنية بشكل أكبر بهذه التحويالت ،فقد تم التمييز بين تلك التي تمثل جذعا مشتركا بين
المستويات الترابية الثالثة ،واألخرى التي تخص مستويات بعينها ،وذلك بالنظر إلى طبيعة كل واحد منها .فمن جهة ،يتعلق
األمر بالبنود الخاصة باقتناء مواد الوقاية والتطهير وتلك المتعلقة باقتناء مواد غذائية لفائدة الفئات المعوزة ،إضافة إلى البند
الخاص "بتحويالت لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا -كوفيد ."-19
ومن جهة ثانية ،فقد تركزت تحويالت الجماعات على البنود الخاصة باقتناء العتاد لفائدة مكاتب الصحة وكذا مصاريف نقل
الموتى وأداء أجور األعوان العرضيين .وبالنسبة للعماالت واألقاليم ،كانت تحويالت االعتمادات الخاصة بالتصدي للجائحة
تهم بشكل أكبر البنود المتعلقة بدعم الفئات المعوزة بمواد غذائية وتلك الخاصة بمصاريف استقبال وإطعام األطر الصحية
والعاملين في مواجهة الجائحة بصفة عامة ،إضافة إلى البند الخاص باقتناء آليات ومركبات على مستوى جزء التجهيز .أما
بالنسبة للجهات ،فقد كان البند الخاص بتقديم مواد غذائية لفائدة الفئات المعوزة األكثر استفادة من تحويالت االعتمادات مع
قيام ثمان جهات بذلك ،إضافة إلى تسجيل بعض المبادرات االستثنائية على مستوى جزء التجهيز وبمبالغ مهمة كتلك المسجلة
على مستوى جهة طنجة – تطوان – الحسيمة التي قامت بتحويل اعتماد قدره 50مليون درهم قصد المساهمة في تمويل
تجهيز المستشفيات اإلقليمية على صعيد الجهة بمختبرات للكشف عن الفيروس.
.2تطور األقسام الكبرى لميزانيات الجماعات الترابية
بالنسبة لألقسام الكبرى للميزانيات الرئيسية وكذا الميزانيات الملحقة ،فقد كان التأثير عاما وموحدا على مختلف المستويات
الترابية سواء بالنسبة للمداخيل أو النفقات .وهكذا ،فإن كل أجهزة العينات المختارة على مستوى كل جهة شهدت نفس المنحى
التراجعي ،إال في حاالت قليلة تخص فقط مجالس الجهات 31والتي سجل بها ارتفاع طفيف لمداخيلها ،والذي مرده األساسي
ارتفاع الفوائض المالية على مستوى الجزء الثاني من الميزانية.
ومع هذا المعطى ،اختلفت درجة انخفاض المداخيل بالمقارنة مع درجتها بالنسبة للنفقات بحسب المستويات الترابية ،إذ تبقى
الجماعات األكثر تأثرا بفعل انخفاض الفائض اإلجمالي لميزانياتها الرئيسية بنسبة %14مقابل استقرار هذا الفائض لدى
العماالت واألقاليم وانخفاضه بنسبة طفيفة بلغت %3لدى الجهات .أما بخصوص الحسابات الخصوصية ،فقد شهدت هي
أيضا تراجعا على مستوى مداخيلها ونفقاتها لكن فقط بالنسبة للجماعات والعماالت واألقاليم فيما ارتفعت لدى الجهات.
وفيما يخص أجزاء الميزانية الرئيسية ،فقد تراجعت مداخيل ونفقات التسيير وكذا التجهيز باإلضافة إلى تراجع االدخار الخام،
بدرجات متفاوتة بين المستويات الترابية يظهر معه تراجع أكبر لدى الجماعات كما هو مبين فيما يلي:
فيما يخص مداخيل التسيير فقد تراجعت بنسب %12على مستوى الجهات و %8على مستوى العماالت واألقاليم -
و %11على مستوى الجماعات .فيما بلغت هذه النسب على التوالي %2و %8و %10فيما يخص مداخيل
التجهيز؛
وبخصوص نفقات التسيير الحقيقية فقد انخفضت بنسب %9على مستوى الجهات و %7على مستوى العماالت -
واألقاليم و %6على مستوى الجماعات .وقد بلغت هذه النسب تباعا %8و %21و %4فيما يخص نفقات التجهيز؛
31جهات الدار البيضاء – سطات ومراكش – آسفي ودرعة – تافياللت وسوس – ماسة وكلميم واد نون.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2768
أما االدخار الخام ،32فسجل أعلى مستويات االنخفاض على مستوى الجماعات بنسبة ،%37فيما بلغت هذه النسبة -
%13على مستوى الجهات و %14على مستوى العماالت واألقاليم.
33
مكن هذا المستوى من التحليل أيضا من الوقوف على تطور بعض المؤشرات المالية األخرى ،مثل معدل االدخار الخام
الذي تبين عدم تراجعه لدى الجهات والعماالت واألقاليم مع استقراره في مستويات مرتفعة خاصة بالنسبة للجهات ،في مقابل
تدنيه لدى الجماعات ،خاصة تلك الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة والتي انخفض بها إلى أقل من .%10وبالنسبة
لمؤشر االستقالل المالي ،34فقد تراجع بالنسبة لعينة الجماعات ،وهو المستوى الترابي األكثر استقاللية ،بفعل انخفاض مداخيلها
الضريبية الذاتية ومداخيل أمالكها في مقابل استقراره بالنسبة للجهات والعماالت واألقاليم في مستويات منخفضة.
.3تطور أصناف المداخيل والنفقات
يتم التمييز بين أصناف المداخيل والنفقات على مستوى كل جزء من الميزانية .وتشترك المستويات الترابية في نفس األصناف
مع تخصيص صنفين إضافيين للجهات يتعلقان بمخصصات التسيير والتجهيز المحولة للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع.
ففيما يتعلق بتطور أهم األصناف داخل بنية مداخيل التسيير ،سجل التراجع األهم بالنسبة للجماعات ،بنسب %17و%15
تواليا ،لكل من الرسوم المحلية ومداخيل األمالك مع استقرار حصيلة الضرائب والرسوم المحولة من طرف الدولة والتي
تتعلق حصريا في هذا المستوى بحصة الجماعات من منتوج الضريبة على القيمة المضافة .أما بالنسبة للعماالت واألقاليم،
فقد انعكس االنخفاض الطفيف لحصيلتها من الضرائب والرسوم المحولة من طرف الدولة ،والذي يمثل أهم مداخيل التسيير
بها ،على االنخفاض اإلجمالي لمداخيل هذا الجزء والذي ناهز نسبة .%8وبالنسبة للجهات ،كان االنخفاض األهم متعلقا
بحصيلتها من الضرائب والرسوم المحولة من طرف الدولة 35الذي بلغت نسبته ،%16مع استقرار لإلمدادات والمساعدات
والمساهمات الممنوحة لها.
وقد أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه على إثر تراجع الموارد الضريبية للدولة في سياق الجائحة ،وبموجب قانون
المالية المعدل للسنة المالية ،2020تم خفض سقف تحمالت الحسابين الخصوصيين "حصة الجماعات الترابية من
حصيلة الضريبة على القيمة المضافة" و"الصندوق الخاص لحصيلة حصص الضرائب المرصدة للجهات" على
التوالي بنسبتي %23و ،%10مضيفة أنه ،وبالرغم من الظرفية الصعبة ،تمت المحافظة خالل سنة 2020على نفس
حصص الضرائب المرصودة لفائدة الجماعات الترابية ،وعلى نفس مبلغ مساهمة الميزانية العامة المقدمة للجهات.
كما أشارت الوزارة ذاتها إلى توقع قانون المالية لسنة 2021زيادة في سقف تحمالت الحسابين المذكورين على
التوالي بنسبتي %19و ، %16مبرزة أن سنة 2021تصادف بلوغ سقف 10مليار درهم كموارد محولة مبرمجة
لفائدة الجهات.
و بخصوص نفقات التسيير الحقيقية ،حافظت مختلف المستويات الترابية على استقرار نفقات الموظفين ،مع خفضها لنفقات
المنتخبين بنسبة تراوح ، %33غير أن أهمية هذه النسبة ال تنعكس على إجمالي نفقات التسيير نظرا لضعف المبالغ المتعلقة
بها .وتظل النفقات المتعلقة بااللتزامات المالية الناتجة عن اتفاقيات أو عقود والنفقات المخصصة لإلعانات والمساعدات األكثر
تراجعا بالنسبة لمختلف المستويات الترابية ،مع تراجع مهم أيضا بالنسبة لنفقات تنفيذ األحكام القضائية لدى الجماعات (-%20
) .وتجدر اإلشارة إلى أن دوريات السيد وزير الداخلية الخاصة بالتدبير األمثل للنفقات قد وضعت إطارا موحدا لمبادئ التعامل
مع مختلف أصناف النفقات ،حيث تعكس التطورات المسجلة المذكورة تطبيقا صارما لمضامينها وعلى مختلف المستويات.
أما بالنسبة لمداخيل التجهيز ،فيبقى االنخفاض الحاد لمداخيل االقتراضات أهم ما تم تسجيله بشكل موحد بين المستويات
الترابية كلها (انخفاض بنسب %77و %67و %38للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات تواليا) ،بالموازاة مع تراجع
مهم لمداخيل الجماعات الخاصة بمخصصات التجهيز من منتوج الضريبة على القيمة المضافة ( ،)-%40وكذلك انخفاض
إلمدادات التجهيز بالنسبة للجهات ( .)-%45فيما يخص الفوائض المالية التي تعتبر أهم مدخول على هذا الصعيد ،فقد استقرت
نسبيا مع ارتفاع مكونها الخاص بفوائض السنوات السابقة في مقابل تدني الفائض المحول من الجزء األول.
وفي هذا اإلطار ،أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى انخفاض حجم القروض الممنوحة للجماعات الترابية من طرف
صندوق التجهيز الجماعي خالل سنتي 2020و ،2021بحيث بلغ على التوالي 3.646مليون درهم و 3.038مليون
درهم مقابل 4.305مليون درهم سنة .2019كما انخفضت سحوبات القروض من 4.189مليون درهم سنة 2019
إلى 3.510مليون درهم سنة 2020بسبب تداعيات الجائحة على وتيرة إنجاز استثمارات الجماعات الترابية.
وبالنسبة لنفقات هذا الجزء ،فقد شهدت كل مستويات الجماعات الترابية نفس المنحى بانخفاض مهم لكل من نفقات األشغال
(انخفاض بنسب %17و %33و %22للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات تواليا) ونفقات اإلمدادات والمساهمات
الممنوحة (انخفاض بنسب %8و %59و %8للجماعات والعماالت واألقاليم والجهات تواليا) مع استقرار لنفقات استهالك
رأسمال الدين المقترض ،موازاة مع استقرار نفقة فوائد الديون المدرجة بالجزء األول للميزانية.
وقد أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه ،حسب النشرة اإلحصائية التي تصدرها الخزينة العامة للمملكة ،انخفضت
موارد الجماعات الترابية إجماليا بنسبة %12,6نهاية شهر دجنبر ،2020مقارنة مع نفس الفترة من سنة ،2019
وذلك نتيجة تراجع الموارد المالية المحولة بنسبة %12,7والموارد الذاتية بما قدره %12,6في حين أن النفقات
العادية تراجعت فقط بنسبة 5,6%ونفقات االستثمار بما نسبته .%12,8
.4مداخيل ونفقات الجماعات الترابية األكثر تأثرا بتداعيات الجائحة
سجلت ،بالنسبة للمستويات الترابية الثالث ،عالقة ترابطية بين تطور هذه المداخيل وظروف جائحة كوفيد.19-
فبالنسبة للجماعات ،سجل تأثير قوي للجائحة على المداخيل ذات المردود المنخفض مثل مداخيل الرسم على محال بيع
المشروبات والرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية ،التي فاقت بها نسب االنخفاض %50بفعل تراجع أرقام معامالت
محال بيع المشروبات واالنخفاض المهم ألعداد ليالي المبيت بالمؤسسات السياحية .كذلك هو الشأن بالنسبة لمداخيل استغالل
األمالك الجماعية العامة ،حيث قامت عدد من الجماعات بتطبيق إعفاءات جزئية بخصوصها لفائدة الملزمين بها بالنظر إلى
توقفهم عن استغاللها لفترة طويلة من سنة .2020بالموازاة مع ذلك ،لوحظ تأثير أقل حدة ،حيث لم تتجاوز نسبة االنخفاض
%15على األكثر ،على المداخيل ذات المردودية األكبر ،كالرسوم الثالثة المدبرة من طرف الدولة والتي انخفضت أساسا
بفعل تراجع إصدار األوامر بالمداخيل من طرف اآلمرين بالصرف وبفعل تراجع التحصيل من قبل المحاسبين العموميين.
ومع عدم تسجيل تأثر ملحوظ ألي من مداخيل العماالت واألقاليم ،باستثناء حصتها من منتوج الضريبة على القيمة المضافة
المشار إليها سلفا ،فقد عرفت مداخيل الجهات من الضرائب والرسوم المحولة من الدولة لفائدتها تراجعا مهما .فباإلضافة إلى
تراجع مجموع منتوجات هذه الضرائب والرسوم من مصدرها لدى الدولة ،وذلك بنسبة ،%5كانت الجهات من أبرز
المساهمين في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا المستجد بمبلغ 1,5مليار درهم ،مثل ثلثها مجموع االقتطاعات
التي أجريت على الحصص الخاصة بهذه الجهات ،بينما تم رصد الثلثين اآلخرين انطالقا من صندوق التضامن بين الجهات.
وبذلك ،تكون هذه الحصص الخاصة بالضرائب والرسوم الثالثة قد تراجعت لدى مختلف الجهات بنسب من %15إلى .%22
وقد كانت لهذه التطورات على مستوى المداخيل ،تداعيات على تنفيذ النفقات التي يمكن التمييز فيها بين نفقات ذات طابع
اجتماعي ارتفعت ،خاصة على مستوى الجهات ،دون أن تشكل ثقال على ميزانيات هذه األجهزة مع تقلص النفقات األخرى
وفق ثالث تجليات مختلفة.
فبخصوص نفقات الدعم االجتماعي ،سجل بالنسبة لكل المستويات الترابية منحيان اثنان في تطورها ،إذ عرفت تقلصا لها فيما
يخص مبالغ دعم الجمعيات غطى عليه ارتفاع مهم ،لمبالغ الدعم المباشر للفئات المعوزة ،والتي تخص مصاريف اقتناء
المؤونات الغذائية بشكل خاص .فعلى سبيل المثال ،انتقلت هذه النفقات بالنسبة لكل الجهات بين سنتي 2019و 2020من
201إلى 383مليون درهم ،أي بارتفاع نسبته .%90
أما فيما يخص النفقات التي سجلت انخفاضا ،فيتعلق األمر أوال بنفقات تراجعت بشكل حتمي أملته ظروف الجائحة ،كنفقات
التنقل واقتناء المحروقات ومصاريف استهالك الماء والكهرباء بالبنايات اإلدارية وتنظيم اللقاءات والندوات ،بنسب وصلت
بخصوص بعضها إلى %80ومن دون أن يمكن ذلك هذه الجماعات الترابية من تحقيق هوامش اقتصاد ذات أهمية.
ويخص التجلي الثاني االنخفاض المحقق في نفقات دعم الجمعيات ،بالنظر إلى التوجيهات اإلرشادية التي بادرت إليها وزارة
الداخلية كتلك الخاصة بتقليص دعم الجمعيات ،والتي تم االقتصار بشأنها على عدد محدود (من 11.194إلى 2.684جمعية
بالنسبة لعينة الدراسة بين سنتي 2019و .)2020باإلضافة إلى ذلك ،تم تقليص مبالغ المخصصات المرصودة للمقاطعات،
والتي تراجعت بالنسبة للجماعات الستة المعنية بها من 699إلى 557مليون درهم ،أي بتراجع نسبته ،%20وهو ما ساهم
بما قدره %27من االنخفاض اإلجمالي لنفقات التسيير الحقيقية .ويمكن إضافة كذلك نفقات الموظفين التي حافظت على
استقرارها نتيجة القرار المتخذ بشأن وقف الترقيات ومباريات التوظيف.
ويظهر التجلي الثالث النخفاض نفقات الجماعات الترابية ،وخاصة منها الجماعات ،في تعذر تسديدها لنفقات اإلنارة العمومية
واستهالك المياه بالفضاءات التابعة لها ،وكذلك مستحقات شركات التدبير المفوض ،وبذلك تم ترحيل هذه التحمالت إلى
السنوات الموالية .والجدير باإلشارة أنه رغم نسب االنخفاض غير المرتفعة الخاصة بأداءات هذه النفقات الثالثة ،والتي ناهزت
على التوالي %24و %12و ،%13إال أن أهمية مبالغها جعلها تساهم في مجموعها بنسبة %52من االنخفاض اإلجمالي
لنفقات التسيير الحقيقية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2770
وتبعا لما سبق ،يظهر التأثير الحقيقي للجائحة على مالية الجماعات الترابية ،وخاصة الجماعات التي كانت األكثر تأثرا،
والذي تراوح من انخفاض لمداخيلها المختلفة ليصل إلى عدم تمكنها من تسديد نفقات ضرورية تهم المرافق الحيوية للمواطنين.
وقد أوضحت وزارة االقتصاد والمالية أنه خالل سنتي 2020و ،2021صدر ،تباعا ،القانون رقم 07.20القاضي
بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06المتعلق بجبايات الجماعات المحلية والقانون رقم 57.19المتعلق بنظام األمالك
العقارية للجماعات الترابية ،وهو ما من شأنه أن يساهم في الرفع من الموارد الذاتية للجماعات الترابية وتحفيز
االستثمارات المحلية.
كما أشارت الوزارة نفسها أن مبلغ الباقي استخالصه المستحق للجماعات الترابية يصل إلى 43مليار درهم ،حسب
معطيات وزارة الداخلية ،وهو ما ينبغي معه إيالء الجماعات الترابية أهمية بالغة الستخالص مواردها الذاتية.
ثالثا .على مستوى مجهودات الجماعات الترابية للتصدي لتداعيات الجائحة
.1المساهمات المالية لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا "كوفيد"19-
ساهمت الجماعات الترابية خالل سنة ،2020بمختلف مستوياتها ،في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا وذلك
من خالل المساهمة من الميزانية الخاصة ،والتنازل عن تعويضات المنتخبين عن المهام االنتدابية ومساهمات الموظفين
واألعوان .وإجماال ،فقد بلغت الموارد التي تم ضخها بخصوص العينة المعتمدة ،36بحسب ما ورد باالستمارات ،حوالي 528
مليون درهم ،بلغت فيها المساهمة عن طريق الميزانية الخاصة ما يناهز 494مليون درهم بنسبة ،%94متبوعة بمساهمة
الموظفين واألعوان بنسبة ،%5فيما تم التنازل عن تعويضات المنتخبين بنسبة .%2
وعالقة بالمساهمة باعتماد الميزانية الخاصة ،فقد تقرر استنادا إلى بالغ جمعية جهات المغرب بتاريخ 16مارس 2020
االتفاق على المساهمة في الصندوق بتخصيص 1,5مليار درهم منها 1 :مليار درهم من الصندوق الخاص بالتضامن بين
الجهات و 500مليون درهم كمساهمة من الميزانيات الخاصة ،وقد تم اقتطاع هذه األخيرة مباشرة من مخصصات الجهات
السنوية من الصندوق الخاص بحصص الضرائب المرصدة للجهات.
أما بالنسبة لعينة الجماع ات والعماالت واألقاليم ،فقد تمت المبادرة من خالل برمجة اعتمادات تتعلق إما بالفائض السنوي
المحقق خالل سنة 2019أو جزء منه أو بتحويالت مالية مباشرة لفائدة الصندوق.
.2المساعدات المقدمة للفئات الهشة والمتضررة وللمجتمع المدني
تنوعت تدخالت عينة الجماعات الترابية أساسا بين تقديم إعانات بشكل مباشر لفائدة الفئات الهشة المتضررة ،أو بشكل غير
مباشر للمجتمع المدني ،من خالل تحويل المبالغ لفائدة الجمعيات ،مخصصة لتقديم الدعم .وقد لوحظ في هذا الصدد تباين على
مستوى صيغة تقديم الدعم بين الجماعات الترابية المشكلة لعينة الدراسة.
ففيما يخص الدعم المقدم لفائدة الفئات المتضررة ،فقد تمثل أساسا في دعم عيني عبارة عن مساعدات غذائية استفاد منها
حوالي 1.129.028من المحتاجين بمبلغ إجمالي أزيد من 301مليون درهم ،أي بمعدل 265درهم للقفة الواحدة .وقد تمت
عملية حصر لوائح المستفيدين وتوزيع المساعدات الغذائية بإشراف من السلطات المحلية.
أما فيما يخص المساعدات المقدمة للجمعيات عالقة بالجائحة ،فقد تم تقديم دعم مالي لفائدة 123جمعية بقيمة مالية فاقت 100
مليون درهم ،كان الهدف منها مواجهة االنعكاسات االجتماعية (اقتناء وتوزيع المساعدات الغذائية ،منح قروض بدون فائدة)...
والصحية (تعزيز المستشفيات والمراكز الصحية بالموارد البشرية واللوجستيكية وبالتجهيزات التقنية والطبية الالزمة ،القيام
بحمالت تحسيسية والسهر على عمليات التعقيم والتطهير ،اقتناء األدوية ومستلزمات الوقاية الصحية .)...باإلضافة الى
تدخالت أخرى كالمساهمة في مصاريف اإلطعام للعاملين في مواجهة الجائحة والمصابين بكوفيد.19-
وبالنسبة لبعض الجماعات الترابية ،فلم يتم وضع معايير موضوعية ،دقيقة وواضحة حول كيفية اختيار الجمعيات التي تم
دعمها .كما أن نشاط بعض الجمعيات ،والتي يفترض مراكمتها لتجربة في مجال العمل االجتماعي واإلنساني قصد ضمان
نجاحها في تدبير المهمة الموكولة إليها ،ال ينسجم وموضوع الدعم.
.3مجهودات التعاون والتنسيق
في إطار التصدي لتداعيات جائحة كوفيد ،19بادرت الجماعات الترابية إلى القيام بمجموعة من التدخالت من أجل تحقيق
التنسيق والتعاون مع مختلف الشركاء الفاعلين على المستوى الوطني والترابي ضمانا الستمرارية عملها في ظل الظروف
الصحية .إال أنه سجل ضعف دور الجماعات الترابية ،خاصة فيما يتعلق بحجم القرارات والمقررات المتخذة من أجل تدبير
286 36جماعة ترابية ،تضم الجهات االثنتي عشرة و 69عمالة وإقليم و 205جماعة.
2771 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الجائحة مقارنة مع متطلبات الوضعية الصحية واالجتماعية ،وكذلك فيما يخص عقد اجتماعات تنسيقية من أجل مناقشة
الوضعية الوبائية وتحديد األهداف المناسبة لمواجهتها.
فقد تبين من خالل العينة التي تمت دراستها أن نسبة المقررات المتعلقة بالجائحة لم تتعد %6من مجموع المقررات المتخذة
من طرف مجالس الجماعات الترابية .كما هو الحال بالنسبة للقرارات المتخذة في شأن مواجهة الجائحة والتي لم تتعد نسبة
%5من مجموع القرارات خالل الفترة .2021 - 2020
وقد أوضحت وزارة الداخلية أنه ،وفي إطار مجهودات التنسيق والتعاون ،تم إحداث لجان جهوية لليقظة االقتصادية
تحت قيادة السادة الوالة وبانخراط من رؤساء مجالس الجماعات الترابية بهدف ضمان اإلدارة االستباقية لألزمة
المرتبطة بجائحة كورونا بطرق فعالة ،مع مراعاة الخصوصيات واألولويات الجهوية .وقد تضمنت التقارير الدورية
لهذه اللجان الجهوية مجموعة من المقترحات الكبرى لمواجهة تداعيات الجائحة ،شملت 5أقسام محورية هي:
ديناميكيات األعمال ودعم ريادة األعمال ،االستثمار والتشغيل ،التنظيم والتطوير ،الجانب االجتماعي والضرائب
والتسوية.
وفي نفس السياق ،تضيف الوزارة ،أنه تم تعميم دورية وزارية لمواكبة ودعم المقاوالت المتوسطة والصغرى من
طرف الجماعات الترابية لتحقيق اإلقالع االقتصادي .كما شاركت الجماعات الترابية ممثلة بالمجالس الجهوية وجمعية
الجهات في مجموعة من الورشات تهم مراجعة القانون التنظيمي للجهات ،في شقه المرتبط باالختصاصات المتعلقة
بالتنمية االقتصادية وذلك لالنخراط في المجهودات الرامية لتحقيق اإلقالع االقتصادي ما بعد الجائحة.
.4مجهودات حفظ الصحة المبذولة من قبل الجماعات
تعاني الجماعات التي تتوفر على وحدات لحفظ الصحة من محدودية الموارد البشرية الطبية بالنظر إلى طبيعة المهام المنوطة
بها ،باإلضافة إلى تراجع نسبة تطورها خالل الجائحة بالمقارنة مع وضعية ما قبل الجائحة ،خاصة فيما يتعلق باألطباء
والممرضين ،حيث يشكل هذا النقص تحديا بالنسبة للجماعات المعنية يحول دون اضطالعها بالمهام المنوطة بها في توفير
شروط الصحة والسالمة للساكنة المحلية.
وخالفا لوضعية الممرضين واألطباء ،فقد سجل ارتفاع ،بنسبة ،%33في عدد اإلداريين واألعوان خالل سنة ،2020
بالمقارنة مع سنة .2019وقد تم تعزيز الوحدات بهذه األصناف من الموارد البشرية في إطار التأقلم مع التدابير التي ينبغي
القيام بها لإلسهام في مواجهة تداعيات الجائحة .إال أن ممارسة اختصاصات وحدات حفظ الصحة والمتمثلة على العموم في
الوقاية وحفظ الصحة العامة وحماية البيئة ال تقتصر فقط على وجود اإلداريين واألعوان ،وإنما يتطلب األمر وجود العدد
الكافي من الممرضين واألطباء من أجل مالءمة هذه الموارد مع طبيعة المهام المنتظرة منهم.
وقد سجلت اآلليات والمركبات الموضوعة رهن إشارة وحدات حفظ الصحة تطورا ما بين سنتي 2019و 2020وذلك في
إطار تعزيز الوحدات بالوسائل والمعدات واآلليات الالزمة لمواجهة الجائحة حيث ارتفعت بنسبة %41خالل الفترة المذكورة.
ورغم هذا االرتفاع ،فإن الجماعات لم تتمكن من توفير العدد الكافي من سيارات اإلسعاف وسيارات نقل الموتى مما أفضى
إلى صعوبة في تلبية جميع طلبات الساكنة.
وباإلضافة إلى تدخالتها االعتيادية مثل محاربة القوارض والبعوض وجمع الحيوانات الضالة ،فقد قامت وحدات حفظ الصحة
التابعة للجماعات بمجموعة من التدخالت خالل فترة الجائحة مثل عمليات التطهير والتعقيم ،والمراقبة الصحية ،وتدبير
الوفيات ،ونقل المصابين بالفيروس للمستوصفات ،والمساهمة في تنظيم عمليات التلقيح .غير أن هذه التدخالت لم تتسم
بالتوازن بين مختلف أصنافها ،إذ أن معظم الجهود وجهت لعمليات التطهير والتعقيم ،علما أن التدخالت األخرى تعتبر أيضا
مهمة من أجل الحد من تداعيات الجائحة.
.5الطلبيات العمومية والعقود المبرمة بهدف التصدي لتداعيات الجائحة
خالل سنتي 2020و ،2021أبرمت الجماعات الترابية مجتمعة ما مجموعه 1.561طلبية عمومية وعقد بمبلغ إجمالي قدره
694مليون درهم ،تتعلق مباشرة بتدبير الجائحة ،أي ما يشكل نسبة %11من مجموع عدد الطلبيات العمومية والعقود المبرمة
بصفة عامة ونسبة %6من مجموع مبالغ هذه األخيرة .وتتباين هذه األخيرة ،حسب صنف الجماعات الترابية ،بحيث ناهزت
هذه المبالغ على التوالي 285مليون درهم و 182مليون درهم و 226مليون درهم ،بالنسبة للجهات وعينة العماالت/األقاليم
وعينة الجماعات .وتتوزع مواضيعها بين تدخالت اجتماعية ( 294مليون درهم) وصحية/وقائية ( 203مليون درهم)
ولوجيستيكية ( 90مليون درهم).
وفيما يخص توزيع عدد الطلبيات العمومية والعقود المبرمة قصد التصدي للجائحة ،فالجماعات الترابية ،موضوع العينة،
قامت باعتماد مسطرة سندات طلب بشكل أكبر من أجل مواجهة الجائحة ،باعتبارها وسيلة مرنة تضمن تلبية الحاجيات
المقررة دون التقيد بشكليات مساطر ابرام الصفقات العمومية المنصوص عليها في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2772
وفي هذا اإلطار ،تم إصدار ما مجموعه 1.104سند طلب (بنسبة %71من العدد اإلجمالي) مقابل 377صفقة عمومية
و 80عقدا.
أما فيما يخص درجة إعمال مبدأ المنافسة ،فقد سجل بالنسبة للصفقات العمومية ذات الصلة بالجائحة ،أن الجماعات الترابية
قامت بتفعيل المسطرة التفاوضية طبقا لما نصت عليه دورية وزير الداخلية عدد ،1248بحيث بلغ عددها 312صفقة
تفاوضية ،أي ما يشكل نسبة %83من عدد الصفقات العمومية ذات الصلة بتدبير الجائحة .كما أن %76من الصفقات
التفاوضية المبرمة من طرف عينة الجماعات الترابية كان لها صلة مباشرة بالتصدي للجائحة.
وقد تم ،في بعض الحاالت ،االعتماد على أسلوب التفاوض المباشر مع مقاولة واحدة منذ الوهلة األولى ،ومن دون اللجوء
إلى أسلوب التفاوض مع مقاوالت مختلفة بهدف التمكن من اختيار العرض المناسب حسب معايير الثمن وظروف وآجال
التسليم.
إلى جانب ذلك ،لم تكن تتوفر ،عند ظهور الجائحة ،غالبية الجماعات الترابية على الئحة للموردين والمقاوالت الذين يتم
التعامل معهم في مثل هذه الحاالت الطارئة .ويتجلى دور هذه الالئحة في الطبيعة الفجائية والمباغتة لمثل هذه األزمات التي
يتعين فيها على الجماعات الترابية إبرام طلبيات عمومية وفق آليات تمكن من اقتناء التوريدات الالزمة أو القيام بأشغال
وخدمات معينة بأقل تكلفة مع الحرص على ضمان مبادئ الشفافية والمساواة بين المتنافسين.
.6االتفاقيات المبرمة قصد التصدي للجائحة
خالل سنتي 2020و ،2021صادقت الجماعات الترابية ،على اتفاقيات شراكة مع مختلف القطاعات المعنية بغرض التخفيف
من حدة اآلثار الفورية أو المستقبلية للجائحة سواء على المستوى الصحي أو االجتماعي أو االقتصادي .وقد بلغ عدد اتفاقيات
الشراكة المصادق عليها من طرف مجالس العينة ،ما مجموعه 69اتفاقية ،التزمت فيها بتعبئة غالف مالي بحوالي 257
مليون درهم.
وقد استأثرت الجهات لوحدها بالنصيب األكبر من إجمالي االلتزامات المالية ،بما مجموعه 157مليون درهم ،أي ما يشكل
نسبة ،%61متبوعة بعينة مجالس العماالت واألقاليم 37بحوالي 60مليون درهم (أي بنسبة ،)%23في حين لم تتجاوز عينة
الجماعات 38مبلغ 40مليون درهم أي ما يشكل نسبة .%15
أما بالنسبة لمواضيع هذه االتفاقيات ،فقد شكلت االلتزامات المالية الموجهة لدعم القطاع الصحي ما مجموعه 208مليون
درهم ،أي ما يشكل نسبة .%81ويتعلق األمر أساسا بمختلف التدخالت الرامية إلى تجويد العرض الصحي من خالل تمويل
أشغال إنشاء ،تهيئة وصيانة وتجهيز وتعزيز المستشفيات ومكاتب حفظ الصحة ومعهد باستور بالتجهيزات التقنية والعلمية
والطبية الضرورية لمواجهة االنعكاسات الصحية للجائحة والعمل على تهيئة وتدبير مراكز االستقبال والعزل للتكفل بمرضى
كوفيد 19-مع توفير مختلف المستلزمات والتجهيزات الطبية وشبه الطبية والتعقيم ،باإلضافة إلى تقديم الدعم اللوجستيكي
للجماعات ومصالح الوقاية المدنية ومصالح وزارة الصحة من خالل مدها بسيارات اإلسعاف .بالموازاة مع ذلك ،تمت
المصادقة من طرف مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ،بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي ،على اتفاقية لدعم البحث
العلمي في مجال محاربة األوبئة ،وذلك عبر المساهمة في إنشاء وتجهيز مختبر األوبئة الجزيئي بكلية الطب والصيدلة بطنجة.
أما فيما يخص باقي االتفاقيات ،فقد بلغت االلتزامات المالية ذات الصلة ما مجموعه 49مليون درهم ،أي ما يشكل نسبة
،%19ويتعلق األمر أساسا بإبرام اتفاقيات الغرض منها اتخاذ التدابير الالزمة الفورية أو المستقبلية لتأهيل وتمكين ومواكبة
المتضررين من الجائحة (نساء ،صناع تقليديون ،مقاولون ،تعاونيات )...مع البحث عن سبل إنعاش وضمان إقالع القطاع
االقتصادي والسياحي .كما تمت أيضا المبادرة إلى دعم قطاع التعليم ،خاصة فيما يتعلق بتجويد عملية الدراسة عن بعد.
وبالرغم من هذه المجهودات ،فقد سجل انخراط متباين في إبرام اتفاقيات لمواجهة تداعيات الجائحة ،بحيث قامت فقط %58
من الجهات ،و % 26من العماالت/األقاليم موضوع العينة و %3من عينة الجماعات بتدارس إمكانية عقد اتفاقيات خاصة أو
المشاركة في اتفاقيات إطار بهدف البحث عن سبل التعاون الكفيلة بالمساهمة في التخفيف من حدة اآلثار الفورية أو المستقبلية
للجائحة سواء على المستوى الصحي أو االجتماعي أو االقتصادي.
وعالقة بهذه الجوانب ،أشارت وزارة االقتصاد والمالية إلى أنه تم التوقيع ،متم سنة ،2021على أربعة عقود -برامج
بين الدولة وجهات فاس -مكناس والداخلة -وادي الذهب وبني مالل -خنيفرة وكلميم -واد نون ،بتكلفة إجمالية
تناهز 23,57مليار درهم من أجل تمويل 197مشروعا/برنامج.
وفي السياق ذاته ،أوضحت الوزارة أن خارطة الطريق لتنزيل اإلطار التوجيهي لتفعيل ممارسة الجهات الختصاصاتها
تنص على تنفيذ برنامج عمل استعجالي مرتبط باإلقالع االقتصادي والتشغيل ،وذلك عبر اعتماد آليات تنظيمية،
69 37عمالة وإقليما.
205 38جماعة.
2773 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
والسيما ،التوقيع بتاريخ 10يونيو 2021على دورية مشتركة بين وزير الداخلية والوزير المكلف بالمالية والوزير
المكلف بالصناعة حول التفعيل األمثل لممارسة اختصاصات الجهات في مجال دعم المقاوالت.
تأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات الجماعات الترابية بما يلي:
إدماج البعد المتعلق بإدارة المخاطر ضمن أولويات الجماعات الترابية واعتماد وتفعيل برامج للتكوين -
ولتقوية القدرات في مجال مواجهة األزمات الصحية ،على غرار ما هو معمول به بالنسبة للمخاطر المرتبطة
بالفيضانات ،والزالزل وانتشار الجراد؛
العمل على تقوية مبادرات الشراكة والتنسيق بهدف التخفيف من حدة اآلثار المستقبلية للجائحة سواء على -
المستوى الصحي أو االجتماعي أو االقتصادي؛
التنفيذ السريع لتدخالت الجماعات الترابية خالل فترات األزمات من خالل وضع مخطط استباقي لتدبير -
الطلبيات العمومية والعقود ،مع الحرص ،قدر اإلمكان ،على إعمال مبدأ المنافسة وتفادي أي تجاوزات على
هذا المستوى؛
تأهيل المكاتب الجماعية لحفظ الصحة بناء على إنجاز تشخيص عميق لهذه الوحدات. -
ارتباطا بالتوصية األخيرة ،فقد أوضحت وزارة الداخلية أنها تقوم بمواكبة دائمة وتقديم الدعم الالزم للجماعات في
مجال الوقاية وحفظ الصحة لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها ،والمتمثلة أساسا في ضعف التغطية الترابية ()%18
والنقص الحاد في الموارد البشرية ( 312إطارا صحيا على المستوى الوطني) وضعف التجهيزات والوسائل
اللوجستيكية .ولهذه الغاية ،تضيف الوزارة أنها أطلقت برنامجين مهيكلين:
-برنامج تأهيل المكاتب الجماعية لحفظ الصحة ،الذي انطلق بشكل فعلي سنة 2009ويشمل حاليا 12مدينة ،بكلفة
إجمالية قدرها 158مليون درهم؛
-برنامج إحداث مجموعات الجماعات الترابية من أجل بناء وتجهيز مكاتب جماعية لحفظ الصحة 2024-2019
بكلفة إجمالية تصل إلى 536مليون درهم ،والذي يهدف إلى رفع التغطية الترابية من هذه المرافق إلى أزيد من
%64بحلول سنة 2024من خالل إحداث 67مكتبا لحفظ الصحة في إطار مجموعات الجماعات الترابية لفائدة
696جماعة.
وبالمواز اة مع ذلك ،أوضحت الوزارة أنها تولي عناية خاصة لألطر العاملة بمكاتب حفظ الصحة من خالل سعيها
إلى مالءمة وضعيتهم اإلدارية والمالية مع نظرائهم بالقطاعات األخرى ،وكذا دعم قدراتهم المهنية وتقديم المواكبة
القانونية والدعم التقني لهذه األطر من خالل جلب الخبرة المحلية والدولية بهذا المجال ،حيث إنها بصدد إعداد اتفاقية
مع وزارة الصحة والحماية االجتماعية إلعادة تأهيل موظفين جماعيين بالمعاهد العليا لمهن التمريض وتقنيات الصحة.
وفضال عن ذلك ،تقدم الوزارة أيضا دعما ماليا قصد اقتناء المواد والتجهيزات واآلليات الالزمة لحسن سير هاته
المرافق.
تدبير الجهات:
الحاجة إلى تعزيز وظيفة التخطيط االستراتيجي وتنويع مصادر التمويل
أولت التشريعات ذات الصلة بالالمركزية ،وخاصة القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات ،مكانة محورية للجهة
في التخطيط الترابي ،وذلك باعتبارها رافعة للتنمية الجهوية المندمجة والمستدامة وإطارا اللتقائية الخطط القطاعية وبرامج
التنمية الترابية .كما خولت لها مجموعة من االختصاصات المتنوعة التي تهدف إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية
وتقليص الفوارق المجالية وتنمية القدرات وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الجهوي.
وقد صادقت مجالس جهات المملكة خالل الفترة 2019-2017على 11برنامجا للتنمية الجهوية ،بكلفة إجمالية بلغت حوالي
377مليار درهم .كما أبرمت ،خالل الفترة ،2020-2016أكثر من 2.500اتفاقية تعاون وشراكة بلغت مساهمتها فيها ما
يناهز 15مليار درهم ،و 7.782طلبية بلغ مجموع قيمتها حوالي 24مليار درهم ،موزعة على 3.453صفقة بقيمة تتجاوز
21مليار درهم و 1.809عقد بقيمة تناهز ( )2ملياري درهم و 2.520سند طلب بقيمة تتجاوز 152مليون درهم.
وارتباطا بتدبير الجهات ،أنجزت المجالس الجهوية للحسابات مهمات رقابية انصبت أساسا حول وضعياتها المالية والتخطيط
االستراتيجي والحكامة المؤسساتية وكذا تدبير الطلبيات العمومية والدعم الممنوح للجمعيات.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2774
عرفت ميزانيات تسيير الجهات ،خالل الفترة ،2020-2016تحسنا في مؤشراتها المالية ،أدى إلى تسجيل ادخار خام ،انتقل
من 3.631,97مليون درهم سنة 2016إلى 5.904,67مليون درهم سنة ،2020بنسبة نمو بلغت %63خالل الفترة
المذكورة .ويرجع تحقيق هذا التوازن المالي أساسا إلى كون مداخيل التسيير حققت نسبة نمو أسرع من تلك المحققة بالنسبة
لنفقات التسيير الحقيقية.42
تطور إيجابي للفائض الحقيقي الخام
بلغت نسبة نمو الفائض الخام لميزانيات الجهات %122خالل الفترة .2020-2016ويرجع ذلك أساسا إلى منحى التطور
المتناسب لمداخيل ونفقات التجهيز المسجل في الفترة المذكورة ولقد عرف حجم ميزانيات التجهيز ذروته خالل سنة 2019
بتحقيق إجمالي مداخيل في حدود 19.353,79مليون درهم ليتراجع بنسبة %4خالل سنة 2020مقارنة مع السنة المذكورة.
أما بالنسبة لنفقات التجهيز ،فقد استمرت في االرتفاع لتبلغ قيمتها القصوى كذلك خالل سنة ،2019حيث بلغ إجمالي نفقات
التجهيز 8.148,61مليون درهم ،لتتراجع بعد ذلك بنسبة %11خالل سنة .2020ويرجع هذا التطور في ميزانية التجهيز
إلى التطبيق التدريجي لمقتضيات القانون التنظيمي رقم ،111.14المشار إليه أعاله ،السيما تلك المتعلقة باالختصاصات
الجديدة الموكولة إلى الجهات المرتبطة باتفاقيات التعاون والشراكة مع مختلف الجهات العمومية المعنية ،وما يقتضيه ذلك،
من رفع لمداخيل التجهيز ورصد العتمادات إضافية مهمة من أجل إبرام االتفاقيات المشار إليها.
وقد أوضحت وزارة الداخلية أن اتفاقيات الشراكة مع مختلف الفاعلين على المستوى الوطني والترابي ساهمت في
خلق دينامية تروم تظافر المجهود المالي من أجل تنفيذ مشاريع ذات بعد جهوي ،مما مكن الجهات من تدبير جيد
لميزانيات التجهيز وتحقيق فائض خام ،إضافة لتوزيع أمثل لنفقات التجهيز بخصوص توطين المشاريع على المستوى
الجهوي .كما أكدت أنه ارتباطا بالتدابير واإلجراءات التنظيمية المتخذة لدعم ترشيد نفقات الجهات بما فيها نفقات
التجهيز ،فقد تم إعطاء األولوية آنذاك الستكمال المشاريع التي هي في طور اإلنجاز.
39المداخيل المحققة = مجموع مداخيل التسيير والتجهيز – (تحويل الجزء الثاني من الميزانية +دفعات الفائض للجزء الثاني من الميزانية)
40النفقات الحقيقية = مجموع نفقات التسيير والتجهيز – (فائض الجزء األول من الميزانية +تغطية اعتمادات التسيير المنقولة)
41فائض الجزء األول من الميزانية المدفوع للجزء الثاني منها.
42دون احتساب فائض الجزء األول من الميزانية
2775 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
حصة النفقات المرتبطة بمجاالت الدعم تمثل النسبة األكبر في نفقات التجهيز
شكلت نفقات الجهات المرتبطة بمجاالت الدعم حصة مهمة من إجمالي نفقات التجهيز الحقيقية خالل الفترة ،2020-2016
إذ تراوحت نسبتها ما بين %69كحد أقصى سنة 2016و %50كحد أدنى سنة .2018وقد حققت نفقات الدعم المقدمة من
قبل الجهات خالل الفترة 2018-2016نموا بنسبة .186%وتتكون هذه النفقات باألساس من الدفعات المحولة من طرفها
إلى الهيئات والمؤسسات األخرى في إطار اتفاقيات التعاون والشراكة ،والتي انتقلت من 1.270,83مليون درهم سنة 2016
إلى 2.355,60مليون درهم سنة ،2020محققة بذلك نسبة نمو فاقت .%85كذلك ،ارتفعت التحويالت لفائدة الوكاالت
الجهوية لتنفيذ المشاريع ،ألجل إنجاز المشاريع المبرمجة ،من 27مليون درهم سنة ،2017باعتبارها سنة التأسيس الفعلي
للوكاالت المذكورة ،إلى 1.825,00مليون درهم سنة .2020مما يؤشر على تنامي دور الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع
في تنزيل برامج التنمية الجهوية وتفعيل اختصاصات الجهات خالل األربع سنوات المعنية.
وبالرغم من نسبة النمو المهم المسجلة خالل الفترة 2020-2016فيما يتعلق بنفقات اإلدارة العامة والتي بلغت ،%237فإن
حصة النفقات المذكورة من مجموع نفقات التجهيز عرفت تراجعا ملحوظا ،إذ أن نسبتها منها تراجعت من %42سنة 2016
إلى %25سنة .2020أما بالنسبة للنفقات المرتبطة بمجال الشؤون االقتصادية ،فإن حصتها من إجمالي نفقات استثمار
الجهات ،لم تتعد ،في أحسن الحاالت %10 ،المسجلة سنة .2020ويبقى مجال الشؤون االجتماعية األقل استفادة من نفقات
التجهيز ،بحيث لم تتجاوز نسبته من إجمالي نفقات التجهيز %3كحد أقصى خالل سنة .2016يليه في ذلك مجال الشؤون
التقنية الذي عرف أعلى مستوياته خالل سنة 2018بنسبة .%8
تأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية ووزارة االقتصاد والمالية بالعمل على تنويع
مصادر تمويل الجهات عبر فتح الباب للمؤسسات المالية وإحداث حلول تمويلية بديلة موجهة لفائدتها ،واللجوء ،كلما
توفرت شروط ذلك ،إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما توصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بمراعاة توازن مقبول بين قدرة الجهات في التجهيز وحصصها في تمويل
برامج تنميتها الجهوية عند التخطيط والبرمجة للمشاريع التنموية.
ثانيا .على مستوى التخطيط االستراتيجي للتنمية الجهوية
أ .منهجية اإلعداد والتشخيص
إعداد برامج التنمية الجهوية في غياب تصاميم جهوية إلعداد التراب
تم وضع برامج التنمية الجهوية من قبل جميع الجهات في غياب توفرها على تصاميم جهوية إلعداد التراب ،علما أن المرسوم
رقم 2.16.299المتعلق بمسطرة إعداد برنامج التنمية صدر بتاريخ سابق ( 29يونيو )2016لتاريخ إصدار المرسوم رقم
2.17.583المتعلق بمسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب ( 28شتنبر ،)2017بل إن المرسوم األخير تم إصداره
بعد مصادقة مجالس معظم الجهات على برامج تنميتها الجهوية؛ وهو األمر الذي لم يساعد على إعداد البرامج التنموية المعنية
بشكل يستجيب للرؤية المنصوص عليها في القانون التنظيمي ،سالف الذكر ،والذي جعل التصاميم الجهوية إلعداد التراب
المرجع األساسي للتخطيط لبرامج التنمية الجهوية .وتنطوي مسألة إنجاز التصميم الجهوي إلعداد التراب بشكل الحق لبرنامج
تنمية الجهة على مخاطر عدم انسجام هذين المخططين ،سيما وأن تأثيرهما يمتد إلى كافة المستويات الترابية بالجهة.
في هذا السياق ،أوضحت وزارة الداخلية أنه ،بصرف النظر عن الظرفية التي ميزت إعداد برامج التنمية الجهوية
للوالية االنتدابية ،2021-2016باعتبارها استثناء نظرا لحداثة هذه التجربة مع دخول القوانين التنظيمية للجماعات
الترابية حيز التنفيذ ،فإن جميع الجهات تنخرط في بلورة برامج للتنمية الجهوية لالختيارات االستراتيجية وكذا
التوجهات المجالية والقطاعية ،بما فيها تلك المتعلقة بالتصميم الجهوي إلعداد التراب.
ضرورة ضبط عملية اختيار مكاتب الدراسات وتتبع إعداد البرامج
لم يتم في بعض الحاالت إدراج معيار التجربة والخبرة في التخطيط االستراتيجي الترابي ضمن مقاييس تقييم عروض مكاتب
الدراسات المعنية بإعداد برنامج التنمية .كذلك ،وفي حاالت أخرى ،لم يتم اعتماد معايير تمكن من تقييم موضوعي للمؤهالت
والعروض التقنية للمتنافسين .أما على مستو ى تتبع تنفيذ صفقات اإلعداد لبرامج التنمية المعنية ،فقد تبين أن هناك نقصا في
الموارد البشرية المتخصصة في التخطيط االستراتيجي لمواكبة وتتبع عملية إعداد برامج التنمية الجهوية .عالوة على أنه لم
يتم تفعيل أجهزة الحكامة المكلفة بتتبع ومراقبة صفقة إعداد برنامج تنميتها الجهوي ،والتي كان من المفترض أن تشرف عليها
لجنة للقيادة يرأسها رئيس الجهة.
بخصوص أجهزة الحكامة المكلفة بتتبع ومراقبة صفقات إعداد برامج التنمية الجهوية ،أبرزت وزارة الداخلية أنه قد
تم تعزيز البنية التنظيمية إلدارة الجهات بالموارد الكافية لتتبع ومواكبة ومراقبة مختلف مراحل إنجاز هذه البرامج.
اعتماد مقاربات تشاركية غير متكاملة إلعداد البرامج
تم ،في بعض الحاالت ،تسجيل نقص في التنسيق مع بعض القطاعات الوزارية على المستوى الجهوي للتشاور حول المشاريع
التي يمكن للجهات المساهمة في إنجازها خالل الوالية االنتدابية لمجالسها بشراكة مع باقي المتدخلين المعنيين .إضافة إلى
2777 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
ذلك ،لم يتم التعاطي بشكل مناسب مع مقترحات اللجان الدائمة لمجالس الجهات ،وهو ما جعل هذه المرحلة من مسطرة اإلعداد
ال تحقق األهداف المتوخاة منها والمتمثلة في تنوير باقي مكونات مجالس الجهات أثناء مناقشة مشاريع برامج التنمية الجهوية
من أجل تجويدها وتدارك النقائص المسجلة فيها .من جانب آخر ،وعلى مستوى بعض الجهات ،تم إعداد برنامـج التنمية قبل
إحداث اآلليات التشاركية للحوار والتشاور كما لم تغط اللقاءات التشاورية كافة عماالت وأقاليم الجهة .كذلك ،تبين أنه لم يتم
العمل على تحليل المقترحات التي تم تلقيها على المواقع اإللكتروني بخصوص برنامج التنمية الجهوية الخاص إلحدى الجهات
وأخذها بعين االعتبار.
عالقة بهذا الجانب ،أكدت وزارة الداخلية أن مصالحها ما فتئت تحث جميع الفاعلين ،وخاصة الجماعات الترابية،
على االنخراط في ورش إعداد برامج التنمية لبلوغ مستوى تطلعات الجهات وإنجازها بشكل يتناسب مع إمكانات
وإكراهات كل جهة.
أهمية احترام الجدولة الزمنية إلعداد برامج التنمية الجهوية
سجلت جميع الجهات تأخرا على مستوى إعداد برامج تنميتها الجهوية المتعلقة بالوالية االنتدابية ،2016-2021حيث تمت
المصادقة على هاته البرامج خالل مدة زمنية تراوحت ما بين 9أشهر و 40شهرا من تاريخ صدور المرسوم رقم 2.16.299
بتاريخ 29يونيو 2016المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور
إلعداده .وتعزى هذه الوضعية إلى عوامل مرتبطة بدخول الجهات تجربة جديدة تحتاج إلى بعض الوقت إلنضاج التخطيط
للتنمية الجهوية في إطار المنظور الجديد الذي أتت به القوانين التنظيمية للجماعات الترابية .وبالتالي ،يتعين العمل ،بالنسبة
للفترات االنتدابية القادمة ،على احترام الجدولة الزمنية المحددة العتماد برنامج التنمية الجهوية ،وتجاوز النقائص التي عرفتها
المرحلة السابقة والتي حالت دون اعتماد وثيقة مرجعية للتنمية الجهوية مع بداية الفترة االنتدابية لمجالس الجهات.
أوضحت وزارة الداخلية بهذا الشأن على كون الظرفية التي ميزت إعداد برامج التنمية الجهوية للوالية االنتدابية
،2016-2021تعتبر استثناء ،على أن تراعى في الفترات االنتدابية القادمة الجوانب المتعلقة باحترام الجدولة الزمنية
إلعداد هذه البرامج.
الحرص على تشخيص دقيق للموارد واإلمكانات
لم تقم غالبية الجهات بإجراء تقييم قبلي لمواردها وقدراتها المالية ،كما لم تقم بإنجاز دراسات قبلية للمشاريع المبرمجة للتأكد
من مدى مالءمتها لمقومات وإمكانات الجهة المعنية وقابليتها للتنزيل على أرض الواقع ولتقييم أثرها على التنمية المستدامة
بالجهة .وقد أدى غياب التشخيص الواقعي والدقيق للحاجيات التنموية إلى تقليص عدد المشاريع المزمع تنفيذها ،عند الشروع
في تنزيل برنامج التنمية الجهوية من طرف بعض الجهات.
ب .التخطيط لبرامج التنمية الجهوية وتتبع تنزيلها
ضرورة تجويد التخطيط للبرامج القطاعية الفرعية
أقدمت بعض الجهات على إدراج مشاريع ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة في برامج التنمية الجهوية الخاصة
بها .وإذا كان هذا التوجه ،قد يؤشر على وجود رغبة لدى مجالس الجهات المعنية لبرمجة مشاريع ذات طابع اجتماعي لها
أثر مباشر على الساكنة أو إلى كون الجهات ما زالت تعتبر نفسها مستوى لسد العجز الذي قد يسجل في ميزانيات الجماعات،
في حين أن هذه األخيرة تندرج ضمن االختصاصات المنقولة ،فإن مرد ذلك يعزى كذلك إلى:
-تعدد التأويالت للمقتضيات القانونية المتعلقة باختصاصات الجهات نظرا لطابعها العام في أحيان عدة ،السيما فيما
يتعلق بنطاق تدخل الجهات في بعض المجاالت التي تجد امتدادات لها ضمن االختصاصات المنقولة أو ضمن
اختصاصات الفاعلين العموميين اآلخرين في التنمية الجهوية .فعلى سبيل المثال ،تعتبر التنمية االجتماعية (التأهيل
االجتماعي ،المساعدة االجتماعية )... ،من ضمن االختصاصات الموكولة للجهات بنص القانون رقم 111.14
المتعلق بالجهات ،إال أن الطابع العام في صياغة بعض مكونات هذا االختصاص ،تجعل الجهات تقوم بممارسة
اختصاصات تندرج ضمن اختصاصات جماعات ترابية وقطاعات وزارية أخرى ،كالنقل المدرسي في العالم
القروي وتأهيل مؤسسات استشفائية وتعليمية في العالم الحضري باعتبارها قطاعات ذات طابع اجتماعي.
-تعدد التقاطعات بين مختلف اختصاصات الجماعات الترابية المعنية والقطاعات الحكومية المختصة .فعلى سبيل
المثال ،يعد اختصاص التنمية القروية (بناء وتحسين الطرق غير المصنفة ،تأهيل العالم القروي ،تأهيل العالم
القروي ،تنمية المناطق الجبلية والواحات )...،من ضمن االختصاصات الموكولة للجهات المنصوص عليها في
القانون 111.14المتعلق بالجهات ،وهو نفس طبيعة االختصاص المنصوص عليه في القانون التنظيمي رقم
112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم من قبيل إنجاز وصيانة المسالك القروية ،تأهيل العالم القروي في ميادين
الصحة والتكوين والبنيات التحتية والتجهيزات ،تنمية المناطق الجبلية والواحات...،
ولعل من أبرز نتائج هاته الوضعية ،تشتيت القدرة على التجهيز بالنسبة للجهات والحد من فعاليتها وتأثيرها جراء تنفيذها
عددا كبيرا من المشاريع المتعلقة بقطاعات ال تدخل بالضرورة ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2778
الحاجة إلى ضبط الغالف المالي والجدولة الزمنية عند إعداد برامج التنمية الجهوية
لم تتمكن غالبية الجهات من ضبط آليات تحديد الكلفة المالية لمكونات برامج تنميتها الجهوية ،حيث تم تحديد التركيبة المالية
لمجموعة من البرامج والمشاريع بشكل جزافي دون إنجاز دراسات خاصة لتحديد الكلفة المالية الالزمة لتنفيذها وضمان
تمويلها .كما تم تسجيل حاالت متعددة تم فيها وضع جدولة زمنية غير واقعية لتنفيذ المشاريع المبرمجة .في هذا السياق ،أدى
غياب الدراسات المالية والتقنية لمكونات برنامج التنمية الجهوية ،إضافة إلى غياب رؤية مشتركة بين جميع الشركاء
والمتدخلين بخصوص مدى أولوية بعض المشاريع وكيفية إنجازها ،إلى التخلي عن إنجاز برامج مدرجة ضمن برنامج التنمية
الجهوية.
أشارت وزارة الداخلية إلى أن بعض اإلكراهات والصعوبات العملية والواقعية وليدة الظرفية قد تعترض ترجمة
استراتيجيات البرنامج الجهوي للتنمية على شكل التزامات رسمية واتفاقيات في مرحلة التخطيط والبرمجة.
ضرورة تحديد األولويات وتوطين المشاريع
لم يتم في بعض الحاالت تحديد البرامج ذات األولوية كما لم يتم توطين المشاريع .وفي نفس السياق ،سجل غياب معايير
موضوعية يمكن االرتكاز عليها في تحديد أولويات اختيار المشاريع المزمع إنجازها في إطار تنزيل برنامج التنمية الجهوية.
وهو ما أدى في بعض الحاالت ،إلى تصنيف بعض المشاريع المهمة والتي تم إدراجها ضمن برنامج التنمية المجالية إلقليم
معين ،كأولوية منخفضة في برنامج التنمية الجهوية للجهة .مما قد يؤثر على تنزيل هاته المشاريع ،ال سيما إذا كانت الجهة
شريكا رئيسيا في تمويلها وتنفيذها .كما تبين أنه لم يتم أخذ جميع المعايير الواردة بدفاتر الشروط الخاصة لترتيب األولويات
بالجهة ،كالجدوى االقتصادية وعدد المستفيدين والطابع االبتكاري للمشاريع ،األمر الذي قد يؤدي إلى تمويل مشاريع ذات
وقع محدود على الساكنة.
ضرورة تفعيل آليات المراقبة والتتبع والتقييم
تم الوقوف على نقص في التخطيط لمرحلة مواكبة تنزيل برامج التنمية الجهوية من قبل مكاتب الدراسات ،وذلك من خالل
الشروع في المواكبة دون أن تكون هناك مشاريع قد شرع فعال في تنفيذها ،مما ال ينسجم مع الهدف األساسي من العملية
المتمثل في تتبع تقدم إنجاز المشاريع وتحديد تقييم العوامل المؤثرة في تنزيلها .كما لم تقم غالبية الجهات بالتفعيل الكلي لهيئات
التتبع ولجان التنفيذ وفقا لما تم تسطيره في برامج تنميتها الجهوية.
ج .الحكامة المالية
إعداد الميزانيات السنوية
أبرزت مراقبة منهجية إعداد الميزانيات السنوية للجهات ،قصورا في تفعيل البرمجة الممتدة على ثالث سنوات كوسيلة من
وسائل التخطيط واالضطالع برؤية استشرافية لموارد وتكاليف الجهات المعنية لمدة ثالث سنوات .ففي هذا السياق ،عملت
بعض الجهات على وضع برمجة ثالثية لميزانياتها ،إال أن بيانات البرمجة المذكورة ال تنسجم مع نفقات التجهيز المقررة في
برامج تنميتها الجهوية .كذلك ،فإ ن جهات أخرى ،وفي غياب توفرها على برمجة متعددة السنوات ،تقوم بإدخال تعديالت
متكررة على ميزانياتها األصلية التي تم تحضيرها مسبقا بداية كل سنة ،بحيث غالبا ما تتسم التعديالت المعنية بطابعها الزمني
والموضوعي المتكرر ،وتهم في مجموعة من الحاالت نفس الخانات المالية.
أوضحت وزارة الداخلية بهذا الشأن على أنه يتم األخذ بعين االعتبار األولويات التي يحددها مجلس الجهة بناء على
المشاريع المدرجة في برنامج التنمية الجهوية وذلك في إطار إعداد الميزانية على أساس برمجة ثالثية السنوات،
مضيفة أنه يتم الحرص على االلتزام بهاته النفقات خالل مرحلة تنفيذ المشاريع ،إال أنه عند إعداد بعض االتفاقيات
يتم تحيين وتعديل الميزانيات األصلية نظرا لبعض اإلكراهات التي قد يعرفها تنزيل بعض هذه المشاريع.
تنزيل المقاربة المرتكزة على األهداف
تم تسجيل نقائص على مستوى المعطيات المضمنة في مشروع نجاعة األداء ،تتمثل على سبيل المثال في:
-عدم تحديد البرامج المدرجة بكل فصل؛
-عدم اعتماد مؤشرات لقياس األهداف المحددة؛
-عدم تبني مقاربة النوع في تحديد األهداف والمؤشرات.
بهذا الخصوص ،أوضحت وزارة الداخلية أن مختلف مجالس الجهات تلتزم بإعداد مشروع نجاعة األداء برسم كل
سنة مالية ،والذي يرتكز باألساس على تقديم أهداف ومؤشرات برنامج التنمية الجهوية حسب محاوره مع إبراز نسبة
تفعيل المشاريع المدرجة في إطار هذا البرنامج وكذا حصيلة المشاريع المنجزة وااللتزامات المالية الناتجة عن
االتفاقيات والعقود المبرمة في إطار هذا البرنامج.
2779 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
إبرام اتفاقيات ال تساعد على تنزيل برامج التنمية الجهوية أو ال تتناسب وأنشطة الشركاء
يشكل برنامج التنمية الجهوية اآللية المرجعية للتنفيذ والتي يتوجب أن تؤطر خيارات برمجة وتنفيذ األعمال التنموية خالل
المدة االنتدابية لكل مجلس جهة .وفي هذا الصدد ،فإن بعض االتفاقيات المبرمة ال يندرج موضوعها ضمن االختصاصات
الذاتية والمشتركة للجهات المعنية .وبالتالي ،فإن االبتعاد عن اإلطار المحدد في البرنامج من شأنه أن يحول دون قدرة الجهة
المعنية على تنزيل كافة األعمال التنموية المدرجة فيه على أرض الواقع خالل فترة العمل به .كما يشكل هذا الوضع عائقا
أمام تحقيق التكامل واالنسجام بين مختلف المشاريع داخل النفوذ الترابي للجهة ،وبالتالي الحد من أثرها لبلوغ األهداف التنموية
المحددة ضمن وثيقة برنامج التنمية الجهوية.
تأسيسا على ما سبق ،تؤكد المجالس الجهوية للحسابات على ضرورة تكريس مكانة الصدارة التي خولها الفصل 143من
الدستور للجهات في عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية ،والتصاميم الجهوية إلعداد التراب ،وعلى أهمية ترسيخ
مبدأ الديمقراطية التشاركية ،من خالل وضع مجالس الجهات ،وكما ينص على ذلك الفصل 139من الدستور ،آليات تشاركية
للحوار والتشاور ،لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية وتتبعها.
كما تدعو هذه المجالس وزارة الداخلية إلى:
إعادة النظر في المقتضيات القانونية المتعلقة بالجهات بشكل يمكن من رسم حدود أكثر دقة الختصاصاتها -
لتفادي تعدد التأويالت وتقليص التقاطع مع اختصاصات الفاعلين الترابيين اآلخرين وتحديد نطاق تدخلهم
على مستوى التنمية الجهوية؛
العمل على مزيد من تنقيح وضبط مقتضيات العقد-برنامج النموذجي بين الدولة والجهات ،وذلك بهدف تحديد -
إطاره ودور كل طرف في المسؤوليات المنوطة به وربطه بأهداف استراتيجية ومؤشرات قابلة للتقييم.
وتوصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بما يلي:
إعداد تشخيص شامل لإلمكانات المالية للجهات وللوضعية الجهوية للقطاعات االقتصادية واالجتماعية ،ال -
سيما فيما يتعلق بجرد مجمل المشاريع المنجزة أو المزمع إنجازها في تراب الجهات المعنية مع تعزيز
المقاربة التشاركية في إعداد برامج التنمية الجهوية؛
تصنيف المشاريع التنموية المرتبطة بنفس الموضوع ضمن برامج تنموية فرعية متناسقة في مشاريعها -
ومتكاملة في أهدافها ،مع الحرص على إنجاز دراسات الجدوى قبل اختيار توطين المشاريع المدرجة ضمن
برامج التنمية الجهوية ،ووضع جدولة زمنية واقعية لتنزيلها؛
إبرام عقود-برنامج مع القطاعات الحكومية المعنية من أجل تنزيل سليم للمشاريع التنموية ،السيما بالنسبة -
للبرامج التي تدخل في إطار االختصاصات المشتركة ،وخالل فترات موازية لمدة تنزيل برامج التنمية
الجهوية؛
القيام ،في مرحلة أولى ،بجرد وتقييم لجميع االتفاقيات المبرمة سابقا من أجل تفعيل أو تحيين أو تعديل تلك -
القابلة للتنفيذ وفسخ ،عند االقتضاء ،االتفاقيات غير القابلة لألجرأة؛
إعداد تصور من أجل تدبير الشراكات والتعاون على صعيد الجهات مبني على تنزيل برامج التنمية الجهوية، -
ووضع معايير توزيع المساهمات المالية بحسب حاجيات القطاعات؛ مع تحري الدقة في تحرير اتفاقيات
الشراكة بما يساعد على التنزيل السليم لها ويمكن من التأويل الموحد لبنودها؛
تفعيل الجهات آلليات تتبع تنزيل برامج التنمية الجهوية ،ومواكبة أجرأة االتفاقيات ،مع الحرص على -
استرجاع األموال المدفوعة في حال عدم وفاء شركاء الجهات بالتزاماتهم.
ثالثا .على مستوى الحكامة المؤسساتية
أ .الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع وتدبير محفظة المساهمات المالية
نقائص على مستوى حكامة الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع
يتمثل دور الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع في تقديم كل أشكال المساعدة القانونية والهندسة التقنية-المالية عند دراسة وإعداد
المشاريع وبرامج التنمية .وفي هذا السياق ،تم تسجيل مجموعة من المالحظات تهم تدبير بعض الوكاالت ،من أهمها:
-تكليف الوكالتين الجهويتين لتنفيذ المشاريع ،على مستوى جهتي طنجة-تطوان-الحسيمة وبني مالل-خنيفرة ،بإنجاز
مشاريع وبرامج التنمية التي أقرها مجلسا الجهتين ،دون إعمال مبدأ التدرج لمراعاة القدرات التدبيرية للوكالتين
اعتبارا لحداثة إنشائهما ولكونهما كانتا في طور إرساء هياكلهما اإلدارية؛
2781 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
بروز بعض التباينات حول دور الوكالة في تقييم برنامج التنمية الجهوية .فمن وجهة نظر الجهة ،يبقى تقييم -
المشروع من خالل التأكد من تحقيق أهدافه ووضع مؤشرات لقياس األداء واألثر من مهام الوكالة .أما بالنسبة
لهاته األخيرة ،فإنها ترى أن دورها ينحصر في اإلشراف على إنجاز المشروع فقط ،بينما تبقى الجهة هي
المسؤولة عن تقييم المشاريع .وقد تشكل هذه الوضعية عائقا يحول دون التأكد من تحقيق برامج التنمية الجهوية
لألهداف المنشودة منها؛
تباين في مستوى تفعيل الوكاالت المحدثة الختصاصاتها .فلئن كانت الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة طنجة- -
تطوان-الحسيم ة ،قد قامت بإنجاز دراسات لوضع استراتيجيات لتفعيل بعض اختصاصات الجهة المعنية وإعداد
تصور حول كيفية تنفيذ بعض برامج التنمية واقتراح إحداث شركات للتنمية الجهوية ،إضافة إلى إعداد الدراسات
التقنية لصفقات األشغال وتنفيذ المشاريع المرتبطة بها ،فإن دور الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة
الدار البيضاء-سطات ،اقتصر ،إلى حدود متم سنة ،2019على االستشارات والدراسات التقنية والمالية دون أن
يتعداه إلى تنفيذ المشاريع .في حين أن الوكالة التابعة لجهة مراكش -آسفي سجلت عدم تفعيل أي اختصاص نظرا
للتأخر في تفعيل أجهزة الحكامة الخاصة بها .أما من حيث استغالل الوكاالت لمشاريع لفائدة الجهات ،فيبقى هذا
االختصاص غير مفعل في الغالب.
وتعتبر وزارة الداخلية ،بهذا الخصوص ،أن قيام الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع بإجراء تقييم مرحلي من خالل
وضع مؤشرات للتأكد من تحقيق األهداف وقياس األداء واألثر ،يشكل دعامة الختصاصات األجهزة التقريرية للجهة
في موضوع التقييم الذي يرجع لها أن تباشره في كل مراحل تنفيذ المشاريع والبرامج .كما تعتبر الوزارة ذاتها أن
الوكاالت مطالبة كذلك بالتوفر على منظومة للرقابة الداخلية والتي من بين أسسها التتبع والتقييم المستمر بما يساعد
على التحكم في المخاطر وتحقيق األهداف.
العمل على تحسين تدبير محفظة المساهمات المالية
خول المشرع للجهات إمكانية إحداث أو المساهمة في رأسمال شركات للتنمية الجهوية باعتبارها آلية لتدبير مرفق عمومي
يندرج ضمن نطاق تدخلها .وفي هذا اإلطار ،تم تسجيل بعض المالحظات المرتبطة بتدبير المساهمات المالية للجهة ،من
أبرزها:
-قيام جهة مراكش-آسفي بإحداث أربع شركات التنمية الجهوية دون إنجاز أي دراسات جدوى تقنية أو مالية أو
قانونية للتأكد من وجود حاجة حقيقية إليها وألجل بلورة تصور قبلي دقيق حول مجاالت التدخل ذات األولوية التي
يمكن أن تكون موضوع شراكات مع القطاع الخاص .عالوة على مساهمة نفس الجهة في رأسمال شركة تبين أن
مهامها ال تندرج ضمن أي من االختصاصات المنوطة بالجهات ،ذلك أن الشركة المذكورة تتولى تدبير المرفق
الجماعي المتعلق بالنقل العمومي الحضري عالي الجودة ،باإلضافة إلى تأمين كافة العمليات المرتبطة بتأمين
حسن سير وديمومة المرفق من شراء للحافالت وتوفير التجهيزات الضرورية للنقل العمومي الحضري وإنجاز
الدراسات الضرورية في هذا الصدد ،في حين أن اختصاصات الجهة في مجال النقل تنحصر في مهمتي إعداد
تصميم النقل داخل النفوذ الترابي للجهة وتنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين الجماعات
الترابية داخل الجهة؛
-عدم اعتماد رؤية استراتيجية على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تقرر على أساسها الجهة المساهمة في
رأسمال الشركات في حدود إمكانياتها المالية وتدبير مساهماتها فيها .حيث ال تتوفرالجهة على تصور حول تقدم
أداء الشركات التي تساهم فيها والعلى برنامج زمني لتحرير حصصها في رأسمالها وال على كيفية تدبير محفظة
المساهمات على المدى المتوسط والبعيد؛
-توفر جهة الدار البيضاء-سطات على أسهم في مجموعة من شركات التنمية المحلية وذلك قبل صدور القانون
التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات ،الذي حدد إمكانية مساهمة الجهات في رأسمال شركات التنمية الجهوية
فقط مما يستدعي ضرورة مالءمة وضعية الجهة المعنية مع مستجدات القانون التنظيمي سالف الذكر.
اعتبرت وزارة الداخلية بخصوص مساهمة الجهة في رأسمال شركات التنمية المحلية ،أن مقتضيات المادة 130من
القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات ،فتحت اإلمكانية في إشراك كل شخص اعتباري خاضع للقانون العام ،وهو ما
ال يتنافى ،حسب الوزارة ،ووضعية الجهة ،خصوصا بالنظر إلى محدودية الموارد المالية للجماعات وإلى ضرورة
أن تكون أغلبية رأسمال الشركة في ملك أشخاص اعتباريين خاضعين للقانون العام.
ب .نظام المراقبة الداخلية
العمل على تجويد الهيكلة اإلدارية وتدبير الموارد البشرية
تعتري الهيكلة اإلدارية وتدبير الموارد البشرية على مستوى بعض الجهات عدة نقائص ،من أبرز تجلياتها ما يلي:
-عدم تعيين مسؤولين في بعض المناصب اإلدارية وعدم تفعيل بعض األقسام والمصالح اإلدارية؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2782
-عدم استقرار الهيكلة التنظيمية إلدارة بعض الجهات أو وكاالتها مع نقص في التنسيق بين المصالح اإلدارية؛
-عدم تحديد اختصاصات األقسام والمصالح والوضوح في توزيع المهام بين الموظفين وتحديد مسؤولياتهم مع
تسجيل الجمع بين عدة مهام في بعض الحاالت.
كذلك ،همت المالحظات ،على مستوى بعض الجهات ،مسطرة التوظيف وتدبير المسار المهني للموظفين ودعم قدراتهم
التدبيرية ،أبرزها:
-عدم استقرار الموارد البشرية ونقائص على مستوى تعيين وتدبير شؤون المكلفين بمهمة؛
-عدم انخراط المكلفين بمهمة واألعوان العرضيين في بعض الجهات في أنظمة التقاعد؛
-عدم تكليف بعض الموظفين بأي مهام داخل اإلدارة.
وعلى الرغم من أهمية المشاريع التنموية التي تضطلع بها الجهات ،لم يتم إحداث وظيفة مراقبة التسيير ضمن الهيكلة اإلدارية
كآلية لتتبع سير تلك المشاريع ومقارنة التوقعات بالمنجزات ،السيما من حيث تكلفة تلك المشاريع ومدى تحقيق األهداف
المسطرة في وقتها وتحديد المسؤوليات والكشف عن مواطن الخلل حتى يمكن تفاديها مستقبال وبالتالي الرفع من مستوى
األداء.
أيضا ،لم تقم بعض الجهات باعتماد مخطط مديري جهوي للتكوين المستمر باعتباره ركيزة هامة في التخطيط االستباقي لتنمية
قدرات الموظفين والمنتخبين.
وفي هذا اإلطار ،أكدت وزارة الداخلية قيامها ،في إطار المواكبة ،بتناول هذا المحور من خالل منشور سنة 2016
المحدد للهيكل التنظيمي للجهات .كما أبرزت الوزارة أن رئيس مجلس الجهة ،تطبيقا للمادة 101من القانون التنظيمي
المتعلق بالجهات ،يتخذ قرارا يحدد من خالله اختصاصات الوحدات اإلدارية للجهة ،مضيفة أنه قد صدر سنة 2021
مرسوم يتعلق بالتعيين في المناصب العليا بإدارة الجهات واألجور والتعويضات المرتبطة بها.
الحاجة لتحديد المخاطر األساسية المرتبطة بعمل مصالح الجهات
في هذا اإلطار تم تسجيل ما يلي:
-عدم توثيق المخاطر من خالل تجارب سابقة وذلك بهدف تحديد أسباب حدوثها وتقييم مستوى ترددها وتأثيرها؛
-عدم توثيق اإلجراءات التي تم اتخاذها واقتراح آليات أخرى من أجل الحد من المخاطر المحتملة؛
-عدم تطوير نظام معلومات يمكن من إبالغ دوري لمسؤولي الجهة حول المخاطر التي تم التعرض لها خالل فترة
معينة.
وتجدر اإلشارة في هذا السياق ،إلى أنه قد تم مؤخرا إعداد مصفوفة للمخاطر ،ذات طابع استراتيجي وتنظيمي ومالي وقانوني
وعملياتي ،وذلك في إطار برنامج دعم ومواكبة الجهات في إرساء وظيفة االفتحاص الداخلي الذي تشرف عليه وزارة الداخلية.
تباين في اعتماد وتطبيق دليل اإلجراءات والمساطر
عملت بعض الجهات ،على توفير إطار نظري لتنظيم عملها وهياكلها اإلدارية من خالل اعتماد دليل لإلجراءات والمساطر.
إال أنه ،وبغض النظر عن بعض النقائص التي يتضمنها الدليل المذكور ،فقد تبين أن الجهة المعنية ال تتقيد بتطبيق مقتضيات
هذا األخير .في المقابل ،لم تعمل جهات أخرى على اعتماد دالئل لإلجراءات والمساطر الداخلية بالرغم من أهميتها كوثيقة
تنظيمية مرجعية تمكن من توثيق كل المساطر المتبعة مع تحديد المسؤولين عن كل عملية وكيفيات تنفيذها على الوجه األكمل،
كما تمكن من تبسيط وتنزيل كل التعليمات والمذكرات بما يكفل التقيد بالقوانين وتحقيق األهداف المتوخاة في احترام تام لقواعد
ومبادئ الحكامة الجيدة وضمان استمرارية المرفق العام.
العمل على تسريع تفعيل وظيفة التدقيق الداخلي
تنص الهياكل التنظيمية لبعض الجهات على إحداث مصلحة للتدقيق الداخلي .غير أن بعض الجهات المعنية لم تعمل على
تفعيل دور هذه المصلحة ،وذلك من خالل تعبئة الموارد البشرية وتمكينها من مزاولة مهامها وفق برامج سنوية محددة .وعلى
الرغم من أن بعض الجهات قامت بالتعاقد مع مكاتب خاصة من أجل إنجاز التدقيق الداخلي لعملياتها ،فإن هذا األمر ال يعفيها
من ضرورة تفعيلها لوحدة دائمة للتدقيق الداخلي ،وذلك بما يمكن من التحديد المبكر للمخاطرالتي قد تواجهها إدارة الجهة
المعنية وبالتالي تفادي األخطاء والنقائص المحتملة .وتجدر اإلشارة في هذا السياق ،إلى أن وزارة الداخلية عملت ،في
إطاربرنامج دعم ومواكبة الجهات في وضع وظيفة االفتحاص الداخلي ،على مأسسة عمل مصلحة االفتحاص الداخلي ،وذلك
من خالل:
-إعداد مصفوفة للمخاطر وتحسيس رؤساء الجهات والمديرين العامين للمصالح بالدور المحوري الذي يلعبه التدقيق
الداخلي وبأهمية تحيين وتقييم المخاطر ذات الصلة بتدبير شؤون الجهات؛
2783 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
-تقوية قدرات المدققين الداخليين الذين سيتم تعيينهم بمصلحة االفتحاص الداخلي ،وتكوينهم في تقنيات تشخيص
نظام المراقبة الداخلية وتحليل المخاطر؛
-المواكبة الميدانية للمدققين الداخليين المزمع تعيينهم في إعداد مصفوفة مخاطر عمليات الجهة.
تأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بما يلي:
-تقوية القدرات التدبيرية للوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع قبل إسناد تنفيذ المشاريع إليها ،والحرص على وضع
آليات فعالة لتنسيق تدخالتها بينها وبين الجهات وباقي الفاعلين على المستوى الجهوي؛
-إجراء دراسات جدوى قبلية للجوانب التقنية والقانونية والمالية قبل اإلقدام على تنزيل مشاريع إحداث شركات
التنمية الجهوية؛
-مالءمة عمليات مساهمة الجهات في شركات التنمية المحدثة من قبل باقي الجماعات الترابية والشركات األخرى
مع مستجدات القوانين التنظيمية للجماعات الترابية؛
-تدارك النقائص التي تعتري شركات التنمية الجهوية من قبيل التتبع المنتظم من طرف الجهات لمآل مساهماتها،
وضرورة حصر مساهمة الجهة في رأسمال شركة تنمية محلية التي تندرج مهمتها ضمن اختصاصاتها؛
-تعزيز منظومة المراقبة الداخلية من خالل:
استكمال الهيكلة التنظيمية للجهات مع التحديد الدقيق لصالحيات كل مصلحة على حدة وتوصيف الوظائف -
والمهام والتدبير األمثل للموارد البشرية؛
اعتماد خارطة للمخاطر المحتملة والعمل على تقييمها وتحيينها وتحديد اإلجراءات الواجب اتخاذها عند -
حدوثها ووضع دالئل للمساطر؛
تعزيز وظيفة مراقبة التسيير ووضع نظام متكامل للمعلومات باستغالل وتحيين البرامج المعلوماتية لتتبع -
تنفيذ برامج التنمية الجهوية؛
تفعيل وظيفة التدقيق الداخلي ،مع خالل مدها بالموارد البشرية المؤهلة وآليات العمل الضرورية. -
رابعا .تدبير الطلبيات العمومية ومنح الجمعيات
أ .الطلبيات العمومية
بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف الجهات من أجل التقيد بالقواعد واإلجراءات المتعلقة بالطلبيات العمومية ،فإنه تم،
في هذا الصدد ،تسجيل مجموعة من المالحظات ،المرتبطة ببعض المخاطر والتي تتباين من حيث مظاهرها ومستوى ترددها
من جهة إلى أخرى .وتتعلق هاته المخاطر أساسا بما يلي:
إبرام بعض الجهات لصفقات ال يدخل موضوعها ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة
أسند القانون التنظيمي المتعلق بالجهات لهذه األخيرة اختصاصات ذاتية ومشتركة ومنقولة .ولئن كان الهدف من هذا التنوع
في تراتبية االختصاصات هو تمكين الجهات المعنية من اختصاصات ذات مضامين متالئمة تستوعب أبعاد التنمية الجهوية،
فإنه من الضروري أن يتم توجيه توظيف مواردها بما يخدم تنزيل مشاريع تنموية ذات بعد جهوي .ولقد تبين في هذا السياق،
أن بعض الجهات أبرمت صفقات ال يندرج موضوعها ضمن اختصاصاتها الذاتية أو المشتركة على غرار النقل المدرسي
وأشغال اإلنارة العمومية والتطهير السائل وتهيئة مدارات حضرية وتأهيل القاعات المدرسية وغيرها.
الحرص على إرساء الشروط الالزمة لضمان تحديد أفضل للحاجيات وإنجاز الصفقات المبرمة في ظروف
مالئمة
عرفت مجموعة من الصفقات المبرمة من طرف بعض الجهات تأخرا في التنفيذ مقارنة مع اآلجال التعاقدية .ويرجع ذلك إلى
أسباب متعددة ،من قبيل القصور في تقدير اآلجال الحقيقية التي يتطلبها التنفيذ أو النقص في التنسيق بين مختلف المتدخلين
في تنفيذ المشاريع أو عدم القيام باإلجراءات القانونية لتوفير العقارات الالزمة لتنفيذ المشاريع أو عدم استصدار الرخص
ا لمطلوبة أو عدم دقة الدراسات التقنية المنجزة أو عدم توفر المقاوالت نائلة الصفقات على المؤهالت والمقومات التقنية
والمادية الالزمة إلنجاز األعمال المراد تنفيذها.
في هذا السياق ،أوضحت وزارة الداخلية أن التحديد الدقيق للحاجيات والتنسيق بين مختلف المتدخلين في تنفيذ المشاريع
وتوفير العقارات والدراسات التقنية باإلضافة إلى التتبع المنتظم لألشغال يعتبر من أهم الشروط الضرورية لتحقيق
النجاعة الالزمة في إنجاز المشاريع .غير أنه ،تضيف الوزارة ،فما زالت دورة إعداد وتنفيذ الصفقات تظهر مجموعة
من النقائص الواجب تداركها من طرف الجهات لبلوغ أهدافها المنشودة.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2784
على معايير موضوعية تأخذ بعين االعتبار احترام الجمعيات للقوانين واألنظمة المنظمة لتأسيسها ونشاطها ومدى انسجامها
مع أهداف وأولويات برنامج التنمية الجهوية ومدى تنفيذها اللتزاماتها تجاه الجهات المانحة.
في هذا اإلطار ،أكدت وزارة الداخلية على أنها أهابت بالسادة الوالة والعمال إلى دعوة الجماعات الترابية التابعة
لنفوذهم الترابي إلى االستلهام من المساطر المعتمدة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تحديد الجمعيات التي
ستبرم معها اتفاقيات تعاون وشراكة ،خاصة من خالل تنظيم طلبات المشاريع وإحداث لجان تقنية تعنى بدراسة
مشاريع الجمعيات وتتبع إنجازها وكذا من خالل اعتماد نماذج الوثائق المعتمدة في مختلف برامج المبادرة الوطنية
للتنمية البشرية.
تأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات الجهات بما يلي:
تحسين المراقبة الداخلية للطلبيات العمومية بما يضمن: -
الحرص على أن يندرج موضوع الطلبيات العمومية التي تبرمها الجهات ضمن اختصاصاتها الذاتية -
والمشتركة؛
ايالء العناية الالزمة لمرحلة تحديد الحاجيات ،كما وكيفا ،مع اتخاذ اإلجراءات االستباقية الالزمة لتنفيذ -
المشاريع ،السيما التنسيق مع المعنيين بتنزيلها؛
إيالء العناية الالزمة إلعداد وتتبع الدراسات التقنية لتفادي ظهور نقائص في مرحلة تنفيذ المشاريع؛ -
تضمين أنظمة االستشارة ودفاتر الشروط الخاصة البنود القانونية والتقنية والمالية الكفيلة بالتنزيل السليم -
للمشاريع مع أخذ البعد البيئي وأهداف التنمية المستدامة بعين االعتبار في تصور تنفيذ الصفقات؛
التنزيل السليم للمقتضيات التعاقدية الواردة في دفاتر الشروط الخاصة للصفقات العمومية؛ -
اعتماد إطار موضوعي وعملي لمنح وتتبع المساعدات العمومية من حيث المراحل والجدولة الزمنية -
ووفق شروط عملية وشفافة وبناء على معايير موضوعية تأخذ بعين االعتبار احترام الجمعيات للقوانين
واألنظمة المنظمة لتأسيسها ولتقديم حسابها ومدى انسجام نشاطها مع أولويات التنمية الجهوية.
نظرا للدور الهام الذي تضطلع به الجماعات في الوسط القروي ولالختصاصات الواسعة المنوطة بها بموجب القانون التنظيمي
رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،ال سيما في مجاالت تقديم خدمات القرب ،فقد دأبت المجالس الجهوية للحسابات على إدراج
مهام رقابية ضمن برامجها السنوية تروم تقييم تدبير شؤون هذه الجماعات.
وفي هذا السياق ،قامت هذه المجالس الجهوية للحسابات بإنجاز 87مهمة رقابية ،في إطار مراقبة التسيير ،تهم جماعات ذات
طابع قروي ،خالل سنة ،2021موزعة على 39عمالة وإقليما بإحدى عشر جهة من جهات المملكة .وتقدم الجماعات،
موضوع المراقبة ،خدماتها لحوالي 903.515مواطن ومواطنة حسب اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة .2014وقد
ركزت هذه المهمات على الجوانب المتعلقة بتدبير المرافق العمومية األساسية وتنفيذ المشاريع والطلبيات العمومية ونظام
المراقبة الداخلية.
أوال .المرافق العمومية األساسية
توزيع الماء والتطهير السائل
العمل على مواصلة تعميم التزود بالماء الصالح للشرب
تعرف مجموعة من الجماعات ( 12جماعة من العينة التي شملتها المراقبة) خصاصا في التزود بالماء الصالح للشرب ،حيث
إن نسبة الربط الفردي بشبكة توزيع الماء الصالح للشرب لم تتعد ،على سبيل المثال %40 ،بجماعة موالي أحمد الشريف
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2786
(إقليم الحسيمة) و %34بجماعة معتركة )إقليم فكيك) ،حسب ما هو مضمن في مونوغرافية الجماعتين المذكورتين لسنة
.2020
وتجدر اإلشارة إلى أن مشاريع تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب شكلت أحد أهم محاور المخططات الجماعية للتنمية أو
برامج عمل الجماعات موضوع المراقبة ،وذلك في إطار اتفاقيات شراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب
الذي يتكلف بإنجازها .غير أن هذه االتفاقيات إما أنها لم تُفَ َّعل على أرض الواقع أو الزالت تعرف تأخرا على مستوى اإلنجاز،
ويتعلق األمر أساسا بثالث اتفاقيات بمبلغ إجمالي ناهز 103مليون درهم .حيث إنه ،ولئن قامت بعض الجماعات بتهيئة أو
إصالح منابع المياه الطبيعية وحفر اآلبار قصد تمكين ساكنة المناطق القريبة من التزود بالماء ،إال أن الجهود المبذولة تظل
غير كافية ،مما أدى إلى بروز عدة تفاوتات داخل نفس المجال الترابي.
وقد أشارت وزارة االقتصاد والمالية ،بخصوص تزويد الساكنة القروية بالماء الصالح للشرب ،إلى المجهودات التي
قامت بها الدولة من خالل حساب "حصة الجماعات الترابية من منتوج الضريبة على القيمة المضافة" في تمويل عدد
من المشاريع التي يتولى تنفيذها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ،مضيفة بأن الحكومة قامت بإعداد
البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2027-2020بغالف مالي قدره 115,4مليار درهم ،والذي
يهدف إلى تنمية العرض المائي وتدبير الطلب وتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب بالمجال القروي.
الحرص على ضمان جودة المياه المخصصة للشرب
ال يتم على مستوى مجموعة من الجماعات اتخاذ ما يكفي من اإلجراءات الضرورية لمراقبة جودة المياه المستهلكة ،من خالل
طلب القيام بإجراء تحاليل مخبرية دورية للتأكد مما إذا كانت خصائص المياه الموجهة لالستهالك عن طريق قنوات الربط
الفردي أو السقايات العمومية أو اآلبار ،على حد سواء ،تستجيب لمعايير الجودة المعتمدة .باإلضافة إلى ذلك ،ال يتم على
مستوى بعض الجماعات القيام بالمعالجة األولية للمياه المستهلكة من قبيل صب مادة الكلور ،في حين ال تباشر جماعات أخرى
عمليات الصيانة والتنقية للخزانات ،التي من شأنها أن تحسن نسبيا من جودة المياه المستهلكة ،وتقلل من خطر تلوث المياه
بالجسيمات والمواد الضارة.
تمكين الجماعات من ممارسة اختصاصاتها الذاتية المتعلقة بتدبير مرفق توزيع الماء الصالح للشرب مع
الحرص على التنسيق مع الجمعيات
يعتبر تدبير مرفق توزيع الماء الصالح للشرب من بين االختصاصات الذاتية للجماعة ،إذ يتم إحداثه والبت في طرق تدبيره
من لدن المجلس الجماعي ،وذلك طبقا لمقتضيات المادتين 83و 92من القانون التنظيمي رقم ،113.14المشار إليه أعاله،
إال أن مجموعة من الجماعات أسندت تدبير هذا المرفق إلى جمعيات المجتمع المدني في غياب أي إطار تعاقدي وقانوني ينظم
التزامات األطراف أو في إطار اتفاقيات ،ودون إعمال المراقبات الالزمة للتأكد من احترام هذه الجمعيات اللتزاماتها .وتطرح
طريقة التدبير هاته ،إشكالية ضبط جودة المياه الموزعة من طرف الجمعيات ،نظرا لكونها غير خاضعة للمراقبة ،وما يمكن
أن يترتب عن ذلك من مخاطر تعرض الساكنة ألضرار صحية.43
ورغم مزاياه تدبير توزيع الماء الصالح للشرب من طرف الجمعيات ،فإنه يظل في حاجة إلى اإلشراف والتتبع بشكل أفضل
لمنع أي استغالل أو حصول على منفعة خاصة.
أوضحت وزارة الداخلية بأن إدارة وتوزيع المياه تُعهد إلى الجمعيات المحلية المختصة نظرا لنقص الموارد البشرية
والتقنية والمالية في غالبية الجماعات ذات الطابع القروي ،مشيرة إلى الميزة التي يمثلها قرب هذه الجمعيات من
المرتفقين .وأضافت أن تقديم هذه الخدمة العامة غالبا ما يتم مقابل رسوم تغطي تكاليف التوزيع والصيانة دون السعي
لتحقيق أية أرباح.
أما فيما يتعلق بجودة مياه الشرب ،فقد أكدت الوزارة على ضرورة اضطالع المؤسسات ،السيما وكاالت الحوض
المائي ،بدورها في مراقبة الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والبكتريولوجية للمياه المخصصة لالستهالك.
مشيرة إلى أهمية التوصيات التي تصدرها المفتشية العامة لإلدارة الترابية ،في إطار مهام التدقيق التي تقوم بها،
للحرص على مراقبة جودة المياه واالمتثال للمعايير المعمول بها.
في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن الجماعات تضطلع بصالحيات السهر على نظافة الماء الصالح للشرب ،طبقا للمادة
100من القانون التنظيمي رقم .113.14كما يجب على منتجي وموزعي الماء أن يؤمنوا المراقبة المستمرة لجودة الماء
طبقا لمقتضيات المادة 53من القانون رقم 36.15المتعلق بالماء.
43يبلغ عدد هذه الجمعيات 6.719جمعية موجودة على مستوى 10جهات (التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي .)2020-2019
2787 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
العمل على اعتماد استراتيجية تروم توفير وتعميم خدمة التطهير السائل على مستوى المراكز التي تعرف
تواجد تجمعات سكنية
على الرغم من أهمية خدمة التطهير السائل ،فإن أغلب سكان الجماعات في الوسط القروي يلجؤون إلى حلول تقليدية من قبيل
الحفر ذات االستعمال الفردي ،مع ما يرتبط بذلك من مخاطر صحية وبيئية خاصة بالنسبة لألراضي الفالحية المجاورة والمياه
الجوفية .من جهة أخرى ،تفتقر هذه الجماعات إلى تصور واضح حول تدبير هذه المرافق .إذ أن برامج عملها تتضمن مشاريع
متعلقة بإحداث شبكة للتطهير السائل بكلفة تقديرية مهمة ،غير أن هذه المشاريع لم يتم تفعيلها على أرض الواقع .وبالتالي،
فإن الوضعية البيئية تبقى مهددة بالتدهور إذا لم يتم إنجاز أشغال الربط بشبكة للصرف الصحي وفق الشروط التقنية المعمول
بها ،خاصة بالجماعات التي تعرف تجمعات سكنية كبيرة.
وقد برزت هذه اإلشكالية على مستوى مجموعة من الجماعات التي تفتقر لخدمة التطهير السائل بصفة كلية ،رغم تواجد
بنايات إدارية بمراكز الجماعات من قبيل مقر الجماعة والمستوصف وبعض اإلدارات األخرى ،منها على سبيل المثال،
جماعات تاغزوت وبني بوشيبت وموالي أحمد الشريف التابعة إلقليم الحسيمة.
وقد عزت وزارة الداخلية عدم تعميم خدمة التطهير السائل إلى خصوصيات الجماعات ذات الطابع القروي التي تتميز
بوجود مساكن متباعدة ومتناثرة على مساحات شاسعة .وبالتالي ،فإن ربط هذه الجماعات بشبكات الصرف الصحي
يتطلب استثمارات كبيرة تفوق قدرتها .مشيرة إلى أن األنظمة الجاري بها العمل تسمح بإنجاز أنظمة تطهير مستقلة
للمساكن والتجمعات السكنية القروية ،السيما المرسوم رقم 2-05-1533الصادر بتاريخ 16مارس 2006المتعلق
بالتطهير المستقل.
وتأمل الوزارة في تحسين معدل تغطية الجماعات بشبكة التطهير السائل ،عقب انتهاء البرنامج الوطني للتطهير السائل
ومعالجة المياه العادمة ،بغالف مالي قدره 42,76مليار درهم ،والذي يستهدف الربط الشامل لشبكة التطهير بالنسبة
لحوالي 36مليون نسمة بحلول عام ،2040في 365مدينة ومركز حضري و 1207تجمع قروي.
في هذا الصدد ،وجبت اإلشارة إلى أن غياب خدمة التطهير السائل تهم كذلك الجماعات التي تضم تجمعات سكنية كبيرة،
بحيث تستدعي إحداث شبكة للتطهير السائل أو ،حسب الحالة ،تبني بدائل بيئية مبتكرة لتفادي المخاطر الصحية والبيئية
المحتملة جراء لجوء الساكنة للطرق التقليدية.
اإلنارة العمومية وتوزيع الكهرباء
ضبط استهالك الطاقة الكهربائية المستعملة في اإلنارة العمومية
يعتبر مرفق اإلنارة العمومية ثاني مستهلك العتمادات ميزانيات الجماعات على المستوى الوطني ،بنسبة تتراوح بين %30
و .%40وبالتالي ،تبقى الجماعات مطالبة بالحد من الزيادة المستمرة في استهالك الطاقة ،عن طريق القيام بمبادرات تمكنها
من تخفيض فواتيرها الطاقية .غير أن مستحقات استهالك الطاقة الكهربائية المستعملة في اإلنارة العمومية لدى العديد من
ال جماعات ما فتئت تعرف ارتفاعا مع تعاقب السنوات ،حيث انتقلت على سبيل المثال بالنسبة لجماعة سيدي بوتميم (إقليم
الحسيمة) من 164.806,99درهم سنة 2016إلى 360.634,67درهم سنة ،2018كما بلغت متراكمات الديون المرتبطة
باستهالك الطاقة الكهربائية على مستوى جماعة عامر (عمالة سال) مبلغ 36.687.825,00درهم بتاريخ 31ماي .2020
ويعزى هذا االرتفاع بالدرجة األولى إلى عدم تفعيل هذه الجماعات للتوصيات الصادرة في إطار برنامج النجاعة الطاقية
بخصوص استعمال المصابيح االقتصادية األقل استهالكا للكهرباء بدل المصابيح العادية ،باإلضافة الى غياب المراقبة الدقيقة
لفواتير االستهالك والعدادات وضبط الكميات المستهلكة وتحديد النقط التي تعرف ارتفاعا في حجم االستهالك وتفادي مخاطر
الربط السري بشبكة اإلنارة العمومية.
وقد أشارت وزارة الداخلية أنها دأبت بمناسبة افتحاص تدبير الجماعات من طرف المفتشية العامة لإلدارة الترابية
على إصدار توصيات باتخاذ التدابير الالزمة لتجنب هدر الطاقة الكهربائية وتقليل عبء تكاليفها على ميزانية
الجماعات ،خاصة من خالل اعتماد تعميم المصابيح منخفضة االستهالك .كما أفادت الوزارة ذاتها أنها قامت بوضع
برنامج طموح للنجاعة الطاقية يهم 220جماعة ويمتد على الفترة ،2040-2020بتكلفة إجمالية قدرها 11,43مليار
درهم.
كما أوضحت الوزارة بأنها قامت في إطار تنفيذ البرنامج المذكور ،بإصدار الدورية عدد 10415بتاريخ 10يونيو
2019لوضع اإلجراءات المتعلقة بتفعيل مشاريع النجاعة الطاقية لإلنارة العمومية ،خاصة فيما يتعلق بإنجاز
الدراسات األولية للمخططات المديرية لإلنارة وإجراء دراسات الجدوى األولية وتحديد طرق التدبير المناسبة.
ضرورة بلورة مسطرة واضحة لتتبع عمليات صيانة شبكة اإلنارة العمومية
ال تتوفر مجموعة من الجماعات على قاعدة بيانات خاصة بشبكة اإلنارة العمومية ،تتضمن جردا واضحا لمختلف النقط
الضوئية واألعمدة الكهربائية الحاملة للمصابيح ومختلف المعدات وتمكن من تتبع حالة التجهيزات الكهربائية ،وبالتالي برمجة
عمليات الصيانة بشكل وقائي واستباقي ومنتظم.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2788
كما تم تسجيل مجموعة من النقائص في إنجاز عمليات الصيانة ،حيث ال تقوم العديد من الجماعات بصيانة الشبكات الكهربائية
إال بعد وقوع أعطاب ظاهرة .وتقتصر هذه الصيانة على تغيير المصابيح واألسالك المعطلة .كما أن عدم تغيير هذه المصابيح
بعد انقضاء عمرها االفتراضي ،يحمل الجماعة تكاليف إضافية بسبب ارتفاع نسبة استهالكها للطاقة الكهربائية بأزيد من 20
في المائة ،زيادة على ذلك تتدخل فرق الصيانة إلصالح الشبكة الكهربائية دون معرفة دقيقة لمواصفاتها وخصائصها ،وذلك
بسبب غياب التصاميم التقنية المتعلقة بها .وفي نفس اإلطار ،ال يتم إعداد بطائق خاصة بتدخالت فرق الصيانة ،تبين طبيعة
األعطاب المكتشفة ونوع اإلصالحات المنجزة .وبالتالي فإن هذه الوضعية ال تمكن الجماعات من التوفر على تصور شامل
لحجم وأهمية األعطاب المحتملة ،وطبيعة أشغال الصيانة الالزمة لها ،أو اإلصالحات الكبرى الواجب برمجتها وإنجازها.
وارتباط بمرافق توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل ،أوضحت وزارة الداخلية أنها منكبة حاليا على إعداد مشروع
قانون يروم إنشاء شركات جهوية متعددة الخدمات والتي ستكون المسؤول الوحيد عن هذه المرافق على مستوى كل
جهة ،وذلك بهدف تجنب اإلكراهات الناتجة عن تعدد الجهات المتدخلة في إدارتها ،وتحسين جودة البنيات التحتية،
وتعزيز الموارد واالستثمارات وضمان تغطية التراب الوطني ،خاصة على مستوى العالم القروي ،مضيفة بأنه ،تم
إحداث الكتابة العامة لشؤون الجهة تحت سلطة والي الجهة ،والتي يتمثل دورها في السهر على تنزيل السياسات
العمومية على المستوى الجهوي ،وضمان االلتقائية وتناسق تدخالت المصالح الخارجية ومواكبة الجماعات الترابية
في مختلف المجاالت ،خاصة تلك المتعلقة بتحديث المرافق العمومية وتعميم الممارسات الفضلى الكفيلة بالرفع من
جودتها
من جانبها ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية في هذا الصدد بأن إشكاالت ضبط استهالك الطاقة الكهربائية وصيانة
المسالك والطرقات وجمع النفايات المنزلية ،تتقاسمها معظم الجماعات ذات الطابع القروي ،مشيرة إلى أن األمر
يتطلب إرساء استراتيجية مندمجة ومواكبة متواصلة ،تأخذ بعين االعتبار الموارد المالية والبشرية والقدرات التدبيرية
لهذه الجماعات ،لبلوغ مستوى الحكامة المطلوبة.
الطرق
ضرورة القيام ،بتنسيق مع مختلف األطراف المعنية ،بصيانة الطرق والمسالك بصفة دورية اعتمادا على
برنامج يحدد األولويات مع الحرص على اختيار المواد المالئمة
تمكن عملية الصيانة الدورية للطرق والمسالك من الرفع من العمر االفتراضي للطرق ،وتمتد باإلضافة إلى أشغال القارعة
إلى المنشآت المائية التي تستلزم التنظيف من مترسبات مياه األمطار كاألوحال واألحجار تفاديا النسدادها وبالتالي تضرر
القارعة نتيجة غمرها باألمطار .وقد تدهورت حالة الطرق بمجموعة من الجماعات نتيجة عدم القيام بالصيانة الدورية التي
يجب أن تستند إلى برنامج مسبق يحدد أولويات التدخل.
لزوم توثيق عمليات اإلتالف التي يقوم بها األغيار
قد يحدث أن تقوم بعض المؤسسات ،من أجل تمديد شبكاتها ،بإتالف الطرق المتواجدة داخل الجماعات .إال أنه وبالرغم من
الترخيص لها من أجل ذلك ،ال يتم إنجاز محاضر توثق حالة الطرق وعمليات الحفر واإلتالف ،مما يستعصي معه تحديد
المصاريف الالزم تحميلها لهم.
عنونة المسالك الطرقية
رغم توفر الجماعات على شبكة من المسالك ،فإن بعضها ال يُ ْع ِّمل على عنونتها تطبيقا لمقتضيات المرسوم
رقم 2.17.307الصادر في 3يوليو 2017بتحديد مضمون نظام العنونة المتعلق بالجماعة وكيفية إعداده
وتحيينه ،مما ال يسهل التنقل وسطها.
أفادت وزارة الداخلية بأنها قامت بإعداد دليل منهجي يتعلق بإنجاز وتتبع وتقييم برامج عمل الجماعات ،حثت فيه على
وجوب تضمن هذه البرامج لكل ما هو أولوي ،وبالتالي ضرورة اٍدراج مشاريع إنجاز وصيانة الطرق لكونها من
أولويات التنمية المحلية .كما أشارت إلى أنها أعدت دليال آخر يشتمل على مختلف مراحل اٍعداد وتحيين نظام العنونة،
مضيفة بأنها تعمل بالتعاون مع مجموعة من القطاعات الوزارية األخرى في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية
واالجتماعية من خالل تقوية الدعم المالي للمساهمة في اٍحداث وإعادة تأهيل الطرق والمسالك القروية بتلك المناطق.
النفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها
ضرورة العمل على تعزيز آليات التعاون والشراكة في تدبير النفايات المنزلية
تعمل أغلب الجماعات بتدبير قطاع النفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها بشكل منفرد ،مما ال يمكن في بعض األحيان من
تدبير أمثل للموارد من خالل رؤية مندمجة على المستوى اإلقليمي ،خاصة أمام محدودية الموارد المالية للجماعات ،مقارنة
بالتحمالت الالزمة إلنجاز واستغالل المطارح ،فضال عن اإلكراهات التقنية المتعلقة بتسييرها.
2789 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما لم تعمل مجموعة من الجماعات التي انخرطت في آليات للتعاون على تفعيلها .فعلى سبيل المثال ،استفادت جماعة سيدي
بوتميم بإقليم الحسيمة من مشروع إنجاز مطرح عمومي مراقب بتارجيست لفائدة جماعات "تارجيست" و"سيدي بوتميم"
و"زرقت" ،غير أنه لم يشرع في استعماله ،كما لم تقم الجماعة بتكثيف التنسيق مع الجهات المعنية قصد الشروع في االستفادة
منه .وفي نفس السياق ،انخرطت جماعة عرباوة بإقليم القنيطرة في مشروع تهيئة مطرح جماعي مشترك مع مجموعة
الجماعات الترابية "الغرب" ،حيث صادقت على االتفاقية المبرمة في هذا الشأن بتاريخ 06يونيو ،2017إال أن هذا المشروع
لم ينجز بعد.
أشارت وزارة الداخلية إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الجماعات قصد تفعيل آليات التعاون الجماعي .وقد بادرت،
في مستهل سنة 2021إلى العمل على وضع مشروع مخطط وطني للتعاون بين الجماعات الترابية ،كما سبق لها أن
قامت بإعداد دليل حول تعزيز التعاون بين الجماعات في المناطق القروية والحضرية سنة .2012
الحث على إدراج مرفق النظافة وجمع النفايات المنزلية والمشابهة لها ضمن األولويات التنموية للجماعات
وفقا لمقتضيات المادة 83من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،تضطلع هذه األخيرة بممارسة اختصاص
ذاتي يتعلق بإحداث وتدبير المرفق العمومي الالزم لتقديم خدمات القرب في ميدان "تنظيف الطرقات والساحات العمومية
وجمع النفايات المنزلية والمشابهة لها ونقلها إلى المطارح" .وفي هذا الصدد ،تبين أن تدبير هذا القطاع ال يحظى باألولوية
الالزمة ،ويتجلى ذلك من خالل غياب استراتيجية لتدبير النفايات ،إذ لم يتم إعداد تشخيص دقيق للوضعية البيئية ،مع تحديد
المشاكل واقتراح الحلول الممكنة ،علما أن وزارة البيئة أعدت دليال ،بشراكة مع وزارة الداخلية ،قصد إدماج البعد البيئي في
التخطيط الجماعي.
ويتضح عدم إيالء األولوية لهذا القطاع أيضا من خالل حجم االستثمارات المخصصة لهذا المرفق في برامج عمل الجماعات.
فعلى سبيل المثال تضمن برنامج عمل جماعة أوالد زيان (إقليم برشيد) ،اقتناء شاحنة لتأهيل قطاع النظافة ،باالعتماد أساسا
على مساهمة الشركاء (وزارة الداخلية وجهة الدارالبيضاء -سطات) ،في غياب أي مساهمة من طرف الجماعة .كما أن
جماعة بين الويدان (إقليم أزيالل) اكتفت ببرمجة مشروع واحد فقط متعلق بتدبير النفايات الصلبة بالمركز بمبلغ إجمالي يناهز
300.000,00درهم ،بينما بلغ الغالف المالي اإلجمالي المخصص إلنجاز المشاريع المدرجة ببرنامج العمل 80,59مليون
درهم .باإلضافة إلى أنها لم تتطرق إلى دراسة مشاكل النفايات الصلبة ومحاربة النقط السوداء ،وذلك على الرغم من إشارة
تقرير التشخيص التشاركي الذي تم إنجازه من أجل إعداد برنامج العمل إلى إشكالية تلوث بحيرة السد بفعل نفايات الوحدات
السياحية والفندقية.
الرفع من جودة خدمة جمع النفايات المنزلية
ال تقوم مجموعة من الجماعات بجمع النفايات المنزلية والنفايات المشابهة لها وإيداعها بمطرح عمومي ،كما هو الشأن بجماعة
أباينو (إقليم كلميم) بالرغم من اقتنائها لما مجموعه 135حاوية و 4شاحنات مجهزة لهذا الغرض .وقد عزت الجماعة المذكورة
سبب ذلك إلى الصعوبات التي واجهتها من أجل إيجاد موقع مناسب لتجميع هذه النفايات ومعالجتها ،في انتظار التوفر على
مطرح يستجيب للمواصفات التقنية المطلوبة .وبالمقابل ،تقوم جماعات أخرى بتأمين هذه الخدمة بمجال محدود من ترابها،
حيث تقتصر على المركز وبعض المناطق المحاذية له ،كما هو الشأن بجماعة تاغزوت بإقليم الحسيمة ،حيث ال يستفيد من
هذه الخدمة سوى %16من مجموع الساكنة ،بينما ال تتجاوز %10بالنسبة لجماعة موالي أحمد الشريف (إقليم الحسيمة).
فيما يصعب تقديم خدمات جمع النفايات على مستوى مجموعة من الدواوير بجماعة زاوية سيدي قاسم (إقليم تطوان) النعدام
البنية التحتية الضرورية ،على الرغم من توفر الجماعة على شاحنة لجمع النفايات الصلبة.
ضرورة االعتماد على مطارح مراقبة وإغالق أو إعادة تأهيل المطارح العشوائية
تقوم مجموعة من الجماعات بالتخلص من النفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها ،في مطارح عشوائية ال تستوفي الخصائص
والشروط التقنية والتنظيمية ،فيما ال تتوفر عدة جماعات على مطارح وتقوم برمي النفايات ومخلفات عمليات الهدم والبناء
في الغابات واألودية وعلى ضفاف األودية والمنحدرات ،أو حرقها في الهواء الطلق.
فعلى سبيل المثال ،يتم جمع النفايات المنزلية (ما بين 12و 18متر مكعب يوميا) بجماعة عرباوة (إقليم القنيطرة) وطمرها
في مطرح عشوائي وسط غابة من أشجار األوكالبتوس متواجدة بمركز الجماعة .أما بخصوص جماعة أورتزاغ (إقليم
تاونات) ،فعلى الرغم من اقتنائها لقطعة أرضية إليواء مشروع مطرح للنفايات المنزلية بتاريخ ،2018/01/03فإنها لم تباشر
عملية تحويل المطرح واتخاذ اإلجراءات الكفيلة النطالق المشروع ،ال سيما وأنها دأبت على رمي النفايات بالغابة وبجانب
الوادي .وفي نفس السياق ،يتم كذلك اللجوء إلى التخلص من النفايات المنزلية على طول وادي أباينو بجماعة أباينو بإقليم
كلميم.
أفادت وزارة الداخلية بأنها تعمل بالتعاون مع الوزارة المكلفة بالبيئة وبدعم من البنك الدولي ،على تحقيق أهداف
المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للنفايات المنزلية .وذلك من خالل تخصيص اعتمادات مالية مهمة من أجل
المساهمة في تمويل مشاريع تضمن تدبيرا أمثل لهذا المرفق العام ،كإغالق المطارح العشوائية واٍحداث مطارح مراقبة
تحترم المعايير البيئية والصحية ،إحداث مراكز التحويل ومراكز الفرز وتثمين النفايات ،...باإلضافة إلى مواكبة
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2790
العماالت واألقاليم في إنجاز المخططات المديرية حول تدبير النفايات المنزلية والمماثلة .كما أضافت الوزارة أنها
تعمل أيضا على تقوية الدعم المؤسساتي عن طريق تعزيز التعاون بين الجماعات الترابية بمختلف مستوياتها ،وذلك
من أجل تدبير أمثل ،خاصة على مستوى الجماعات القروية ،من خالل االستفادة من اقتصاد الحجم وكذلك االعتماد
على طرق تدبير حديثة مثل التدبير المفوض الذي من الصعب على الجماعات ذات الموارد المالية الضعيفة اللجوء
إليه.
وتأسيسا على ما سبق ،فإن المجالس الجهوية للحسابات توصي وزارة الداخلية ،من خالل والة الجهات وعمال العماالت
واألقاليم ،بحث الجماعات على القيام بما يلي:
-العمل على تفعيل مشاريع تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب في إطار توجه شمولي ومتكامل وبتنسيق مع
باقي الفاعلين ،بما يضمن تعميم هذه الخدمات ،مع الحرص على اتخاذ التدابير الالزمة لمراقبة جودة المياه؛
-دراسة إمكانية إحداث هيآت عمومية جهوية أو بين الجماعات الترابية (وكالة ،مؤسسة )... ،لتدبير مرفق
توزيع الماء الصالح للشرب لفائدة الساكنة بالوسط القروي؛
-تقاسم الممارسات الفضلى السائدة في بعض المجاالت الترابية بشأن تدبير ندرة المياه؛
-العمل على إرساء نظام للصرف الصحي مالئم بالمجال القروي يتناسب مع النمو السكاني وذلك لتفادي المخاطر
الصحية والبيئية المحتملة جراء لجوء الساكنة إلى الحلول الفردية التقليدية؛
-ضبط استهالك الطاقة الكهربائية المتعلقة باإلنارة العمومية من خالل إعمال حلول مقتصدة للطاقة وتتبع الشبكة
ومستلزماتها وضمان صيانتها؛
-االنت ظام في صيانة المسالك والطرقات وفق برنامج معد سلفا يحدد الحاجيات واألولويات ،مع ضرورة توثيق
عمليات اإلتالف التي يقوم بها األغيار من أجل تحديد تكاليف اإلصالح التي يتعين عليهم تحملها؛
-اإلسراع في إنجاز مطارح عمومية مراقبة في إطار شراكات بين الجماعات المجاورة للحد من اآلثار السلبية
التي تحدثها المطارح الحالية على المجال البيئي .والرفع من جودة خدمة جمع النفايات المنزلية وتوفير الوسائل
الالزمة لذلك؛
-مواكبة كل اإلجراءات المتخذة في إطار تحسين الخدمات األساسية بعمليات تحسيسية وتواصلية ،من خالل
النسيج الجمعوي على المستوى المحلي ،والمدارس والمساجد ،ضمانا النخراط أكبر للساكنة في هذه الجهود.
ثانيا .تنفيذ المشاريع والطلبيات العمومية
تنفيذ المشاريع والطلبيات العمومية
همت المراقبات المنجزة الكيفية المتبعة من طرف الجماعات لتحديد حاجياتها ،وتلك التي تهم إنجاز المشاريع .وقد شملت
التأكد من تنفيذ األعمال من طرف المقاوالت المتعاقد معها ،باإلضافة إلى الوقوف على مدى احترام شروط وآجال التنفيذ،
وتقييم طرق تتبع وتسلم األشغال.
أ .إعداد المشاريع وتحديد الحاجيات
نشر البرامج التوقعية للصفقات المراد إبرامها
لم تقم 31جماعة من أصل 87التي خضعت للمراقبة بنشر برامجها التوقعية للصفقات ،كما تقضي بذلك أحكام المادة 14من
المرسوم رقم 2.12.349المتعلق بالصفقات العمومية .كما لم تنشر ،في بداية كل سنة مالية ،الئحة سندات الطلب المبرمة
برسم السنة المنصرمة ومبلغها االجمالي ،حسب نوع األعمال ،في بوابة الصفقات العمومية ،كما تقضي بذلك المادة 88من
المرسوم أعاله ،التي تم تغييرها وتتميمها بمقتضى المادة األولى من المرسوم رقم 2.19.69الصادر في 24ماي .2019
الحرص على تسوية الوضعية القانونية للعقارات المتعلقة بالمشاريع المزمع إنجازها
لم تقم مجموعة من الجماعات بتصفية الوضعية القانونية للعقارات المحتضنة للمشاريع قبل الشروع في إنجاز هذه األخيرة
وذلك دون مراعاة لمقتضيات دورية وزير الداخلية عدد D11884الصادرة بتاريخ 17دجنبر 2010والمتعلقة بتتبع وتنفيذ
اتفاقيات التنمية الترابية ،وكذا خالفا لقواعد حسن التدبير .األمر الذي قد يعرضها للمنازعات القضائية مع األغيار أو تعثر
إنجاز المشاريع بسبب تعرض مالكي هذه العقارات.
وعلى سبيل المثال ،عرف مشروع بناء اآلبار والخزانات الخرسانية بتراب جماعة عامر (عمالة سال) ،تأخيرا مهما نتيجة
توقف األشغال ألزيد من ستة أشهر بسبب تعرض بعض مالكي األراضي ،وكذا صعوبة استغالله من طرف الساكنة عند
انتهاء األشغال .وعلى مستوى جماعة عرباوة (إقليم القنيطرة) ،تبين أن جل المقاطع الطرقية المنجزة من طرف الجماعة فوق
أراض فالحية مملوكة للخواص قام مالكوها بوضع حواجز فوقها والتعرض على إنجاز الخنادق في جوانبها.
2791 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أكدت وزارة الداخلية حرصها الدائم ،من خالل الدوريات أو الدورات التكوينية المخصصة لفائدة المنتخبين
والموظفين ،على حث الجماعات على تسوية الوضعية القانونية للعقارات المتعلقة بالمشاريع المزمع إنجازها ،سواء
عن طريق سلك مسطرة نزع الملكية أو االقتناء بالتراضي للعقارات ،لتفادي النزاعات القضائية مع األغيار وتعرضات
مالك األراضي التي تؤدي إلى تجاوز آجال التنفيذ وتعثر المشاريع المبرمجة.
الحاجة إلى توخي الدقة في تحديد الحاجيات
أنجزت الجماعات التي شملتها المهمات الرقابية مجموعة من األشغال التي تقتضي ،بالنظر لطبيعتها ،القيام بدراسات قبلية
من أجل تحديد خصائص األعمال الواجب إنجازها وكمياتها .إال أن المهمات الرقابية المنجزة بهذا الخصوص بينت أن %14
من الجماعات موضوع المراقبة قامت بإنجاز هذه المشاريع في غياب تام للدراسات القبلية ،في حين أن %21منها اعتمدت
على دراسات ال تستوفي شروط الجودة الالزمة.
وقد ترتب عن ذلك تحمل مجموعة من الجماعات لنفقات إضافية نتيجة ارتفاع الكلفة اإلجمالية للمشاريع ،واإلخالل بمبدأي
المنافسة والشفافية في التعامل مع المتنافسين ،باإلضافة إلى تردي جودة المنجزات .فضال عن عدم استكمال إنجاز بعض
المشاريع ،كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة من اآلبار.
وفي نفس السياق ،فإن مجموعة من المشاريع التي أنجزت بشأنها الدراسات القبلية لم تتم برمجتها أو تفعيلها على أرض
الواقع .وبالتالي ،فإن الجماعات المعنية تتحمل نفقات مالية في إطار طلبيات عمومية دون أن تستفيد من مخرجاتها ،خصوصا
وأن بعض الدراسات تستلزم التحيين والمالءمة حينما تصبح متجاوزة بفعل تَغَيُّر فرضياتها التقنية ومعطياتها األولية مع مرور
الوقت (مثل قطر قنوات الماء أو القدرة الكهربائية المركبة المرتبطتين بالدينامية الديموغرافية للساكنة المستهدفة ،أو حركة
المرور الي ومية للمركبات من الوزن الثقيل التي تقيد تصميم البنية الهندسية للطريق ،أو ظهور تقنيات ومعدات جديدة أكثر
فعالية ونجاعة).
الحاجة إلى تحديد المؤهالت المالية والتقنية للمتنافسين وشواهد التصنيف المناسبة في نظام االستشارة
لم تحدد بنود بعض أنظمة االستشارة ،بالدقة الكافية ،المؤهالت المالية والتقنية والمراجع المهنية للمتنافسين ،إذ لم تشر بشكل
دقيق إلى المعايير المعتمدة من أجل تقييم العروض المقدمة ،حيث يتم االكتفاء بسرد المقتضيات العامة ذاتها المنصوص عليها
في الفقرة باء) من البند أوال) من المادة 25من المرسوم رقم 2.12.349الصادر في 20مارس ،2013ولم تورد أي عنصر
إضافي لتحديد معايير قابلة للقياس والتقييم الموضوعي ألهمية وطبيعة األشغال التي يجب أن تتضمنها الشهادات والمراجع
التقنية المطلوبة.
وفي نفس السياق ،وفي حاالت أخرى ،يتم وضع شروط غير متناسبة مع حجم وأهمية الصفقة .ومثال على ذلك ،اشترطت
جماعة إمليلي (إقليم وادي الذهب) في نظام االستشارة الخاص بالصفقة رقم CTI/2016/08المتعلقة بأشغال إنجاز طريق،
توفر المتنافس على الصنف Sفي القطاع " Bاألشغال الطرقية والمسالك الحضرية" بالنسبة للتصنيف المعمول به حاليا أو
الصنف 1في القطاع " : 2األشغال الطرقية" بالنسبة للتصنيف المعمول به سابقا .غير أنه وبالنظر إلى أن موضوع الصفقة
يتعلق بأشغال إنجاز طريق بطول 2كلم بمبلغ 3,6مليون درهم ،فإن تضمين نظام االستشارة شرط توفر المتنافس على درجة
تصنيف تفوق تلك المحددة من أجل القيام باألشغال المراد إنجازها ال يمكن من توسيع دائرة المنافسة.
وعلى صعيد آخر ،تنص المادة 25من المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية على أن تقوم شواهد نظام التكييف والتصنيف
مقام مذكرة الوسائل البشرية والتقنية والشهادات المسلمة من قبل أصحاب المشاريع أو رجال الفن الذين أنجز المتنافسون تحت
إشرافهم أعمال مماثلة .إال أن بعض الجماعات تفرض اإلدالء بهذه الوثائق في آن واحد .األمر الذي قد يؤدي إلى المس بمبدأ
المنافسة في حال إقصاء متنافسين لهذا السبب.
الحرص على تجويد إعداد طلبات العروض
تعتبر وثيقة الكلفة التقديرية للمشروع وأنظمة االستشارة ودفاتر الشروط الخاصة من الوثائق المهمة والضرورية التي
يستعملها صاحب المشروع كآلية قانونية لضبط االلتزامات المتبادلة وتنظيم مرحلة اإلبرام والعالقة التعاقدية مع صاحب
الصفقة.
فبالنسبة للكلفة التقديرية للمشاريع ،تبين أن مجموعة من الجماعات ال تتوفر على المعلومات المتعلقة باألثمان المرجعية
لمختلف التوريدات واألشغال والخدمات .ونتيجة لذلك ،يصعب تحديد الكلفة التقديرية للمشاريع بدقة وتحيينها بحسب الظروف
االقتصادية واالجتماعية ،وهو ما يمكن أن يترتب عنه التصريح بعدم جدوى طلب العروض .وبالتالي ،إعادة المسطرة من
جديد وعدم االستجابة لحاجيات الجماعة داخل آجال معقولة .من جهة أخرى ،تمكن قاعدة بيانات األثمان المرجعية من رصد
العروض المنخفضة بكيفية غير عادية أو المتضمنة ألثمان أحادية مفرطة أو منخفضة بكيفية غير عادية خالل مرحلة اإلبرام.
وعلى مستوى دفاتر الشروط الخاصة ،لم تقم مجموعة من الجماعات بصياغة بعض البنود الضرورية لضبط العالقة التعاقدية
بين الجماعة وصاحب الصفقة وضمان جودة األشغال ،من بينها على سبيل المثال :المقتضيات المتعلقة بتصاميم التنفيذ
وتصاميم جرد المنشآت المنجزة وأبعاد وقياسات بعض المنجزات ،والجزاءات المترتبة عن عدم احترامها .كما ال تراعي
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2792
المقتضيات المتعلقة بضوابط وشروط مراجعة األثمان من قبيل المؤشرات والصيغ المعتمدة ،طبقا لقرار رئيس الحكومة رقم
3.302.15بتحديد قواعد وشروط مراجعة أثمان الصفقات العمومية.
ب .إبرام الصفقات العمومية وإسناد سندات الطلب
الحرص على ضبط آليات تقييم المتنافسين
تبين ،على مستوى %38من الجماعات التي شملتها المراقبة ،أن لجان طلبات العروض ال تحترم القواعد الشكلية والقانونية
المؤطرة لعملية تقييم المتنافسين من قبيل فحص العروض وفق المقاييس المحددة في أنظمة االستشارة ،واحترام توالي مراحل
فحص الوثائق .كما ال تتحرى الدقة في مراقبة الوثائق المدلى بها من طرف المتنافسين ورصد االختالفات بينها ،خاصة فيما
يتعلق باإلمكانات التقنية والبشرية التي يتوفرون عليها وكذا الشواهد المرجعية واألنشطة الرئيسية المزاولة من طرفهم .إذ
تبين وجود اختالفات في الوثائق المدلى بها من طرف المتنافسين فيما يخص عدد األجراء المصرح بهم لدى الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي والمذكرة المتضمنة للوسائل البشرية والتقنية للمتنافسين على مستوى بعض هذه الجماعات.
باإلضافة إلى ذلك ،ال تقوم لجنة طلب العروض بمطالبة المقاولة ذات العرض األكثر أفضلية بتبرير عرضها المنخفض بكيفية
غير عادية أو المتضمن ألثمان أحادية مفرطة أو منخفضة بكيفية غير عادية .ويمكن أن يترتب عن كل هذه الممارسات إسناد
صفقات لمتنافسين ال تتوفر فيهم المؤهالت المطلوبة وغير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية وبكافة الشروط التقنية
التي يتطلبها تنفيذ الصفقات المتبارى بشأنها.
الحرص على التقيد الصارم باإلجراءات التنظيمية إلسناد سندات الطلب وخاصة االستشارة الكتابية
للمتنافسين
تبين أن %54من الجماعات التي تمت مراقبتها ال تُعْمِّ ل ،على النحو المطلوب ،مقتضيات المادة 88من المرسوم رقم
2.12.349ال تي تنص على أن األعمال الواجب إنجازها بسندات طلب تخضع لمنافسة مسبقة ،ما عدا في الحاالت التي
يستحيل فيها اللجوء إليها أو كانت غير متالئمة مع العمل المطلوب.
كما تلجأ مجموعة من الجماعات الستشارة شركات غير متخصصة في مجال الخدمة المراد تلبيتها .وتم الوقوف ،في بعض
الحاالت ،أيضا على غياب المراسالت التي تثبت استشارة الممونين قبل تنفيذ الطلبيات ،في حين لم يتم تسجيل الوثائق المتعلقة
بسندات الطلب ،مثل رسائل االستشارة وبيانات األثمان المضادة والفواتير ،بمكتب الضبط على مستوى جماعات أخرى من
أجل حفظ تواريخ إرسالها والتوصل بها وطبيعتها.
ويترتب عن هذه الممارسات عدم إمكانية التأكد من إعمال المنافسة في مسطرة إسناد هذه الطلبيات ،وكذا حصول عدد محدود
من الممونين على أغلب سندات الطلب الخاصة ببعض التوريدات والخدمات على مستوى %16من الجماعات .باإلضافة
إلى عدم مطابقة الخدمات واألشغال المنجزة لمعايير الجودة التقنيّة المطلوبة أو تحمل الجماعة لنفقات إضافية نتيجة ارتفاع
األثمان المطبقة.
أشارت وزارة الداخلية إلى أن سنة 2021عرفت تعزيز الترسانة القانونية المنظمة للطلبيات العمومية بصدور قرار
وزيرة االقتصاد والمالية رقم 1982.21بتاريخ 14ديسمبر 2021المتعلق بتجريد مساطر الصفقات العمومية
والضمانات المالية من الصفة المادية ،مما من شأنه أن يضفي مزيدا من الشفافية على مساطر الصفقات العمومية
ويكرس مبادئ المساواة وحرية الولوج إلى الطلبية العمومية .كما أوضحت أنها حريصة على مواكبة الجماعات
وتقوية قدرات المنتخبين والموظفين ،عن طريق مختلف التدخالت ،والتي تبقى أهميتها رهينة بمدى انعكاسها على
أداء الجماعات على أرض الواقع وضرورة تحديد مؤشرات لقياس مدى تفعيل المكتسبات وتحقيق األهداف المسطرة،
مع العمل على التتبع الدوري لها.
كما أفادت وزارة الداخلية ،بأنها أطلقت سنة ،2019بشراكة مع وزارة االقتصاد والمالية ومع البنك الدولي والوكالة
الفرنسية للتنمية ،برنامجا لتحسين أداء الجماعات لمدة خمس سنوات والذي يهدف إلى تقوية الموارد البشرية والمالية
للجماعات الترابية ،وتعزيز قدرتها على تدبير المشاريع واإلدارة المالية.
وفي نفس السياق ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية بخصوص النقائص المسجلة على مستوى إبرام الصفقات وتنفيذ
المشاريع ،على ضرورة إعداد برامج التكوين المستمر لفائدة الموظفين المكلفين بهذه المهام بالجماعات المعنية
وتوظيف الكفاءات المتخصصة في هذا المجال.
تنفيذ وتتبع إنجاز المشاريع الجماعية
التتبع والمراقبة أ.
ضرورة إيالء األهمية الالزمة الكتتاب أصحاب الصفقات للتأمينات عن األخطار المرتبطة بتنفيذ الصفقات
أسفر تدقيق ملفات الصفقات موضوع المراقبة عن غياب شواهد التأمين أو اقتصارها على تغطية بعض األخطار دون غيرها،
وذلك خالفا لمقتضيات المادة 25من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال .في مقابل ذلك ال تقوم
2793 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الجماعات بمطا لبة المقاوالت باحترام التزاماتها المتعلقة بالتأمينات ،كما ال تعمل على حثها على ذلك من خالل تطبيق
اإلجراءات القسرية المنصوص عليها في المادة 79من الدفتر سالف الذكر.
فضال عن ذلك ،وبالرغم من توصل الجماعات ببعض الشواهد التي تفيد بأن أصحاب الصفقات قاموا باكتتاب التأمينات ،فإن
المعطيات المضمنة بها ال تسمح بالتأكد من تغطية عقود التأمين لجميع المخاطر المنصوص عليها في دفتر الشروط اإلدارية
العامة وللفترة الكلية لألشغال.
ولقد تم الوقوف على هذه المالحظة على مستوى نسبة مهمة من الجماعات التي شملتها المراقبة ،واختلفت درجة بروزها من
جماعة ألخرى ،حيث تم رصدها في حاالت محدودة بالنسبة لبعضها ،فيما تكررت على مستوى مجموعة من الصفقات بالنسبة
لحوالي %36من الجماعات .وشكل التأمين المتعلق بالمسؤولية العشرية الصنف الذي تمت إثارته بصفة متكررة على مستوى
العدد األكبر من الجماعات.
الحرص على التتبع المستمر والمنتظم ألشغال تنفيذ المشاريع
لم تقم %53من الجماعات التي تمت مراقبتها بتأمين تتبع كاف ومستمر لمشاريعها من تاريخ انطالقها إلى غاية تسلمها .كما
أن بعض محاضر االجتماعات غير مؤرخة ،ومحررة بطريقة غير واضحة وموجزة وال تعكس مجموعة من الوقائع المهمة
التي تخص التنفيذ ،كأعمال فتح الورش وتتبع ومراقبة األشغال وإجراءات القيام بالتجارب ،ووضعية تقدم األشغال وطلبات
أو أوامر اإلدارة واألحداث الطارئة خالل مدة التنفيذ وأعمال التسلم المؤقت والنهائي .كما ال تشير في معظم األحيان إلى
مالحظات لجان التتبع والتوصيات المتعلقة باألشغال .نفس المالحظة تم تسجيلها في حاالت أخرى استعانت فيها بعض
الجماعات بمهندسين معماريين وبمكاتب الدراسة للمساعدة على تتبع األشغال ،حيث لم ترق هذه الخدمة إلى المستوى المطلوب
لنفس األسباب سالفة الذكر.
وبخصوص تتبع األشغال المنجزة عن طريق سندات الطلب ،فقد سجل غياب كلي لدفاتر الورش ومحاضر االجتماعات
وجداول المنجزات ونتائج التجارب واالختبارات المتعلقة بجودة المواد واألشغال ،مما يؤشر على نقص في تتبع هذا النوع
من الطلبيات العمومية.
من جانب آخر ،ال تقوم الجماعات بمطالبة المقاوالت المتعاقد معها بتسليم المذكرة التنفيذية التقنية ،تقدم من خاللها وصفا
مفصال لإلجراءات التنظيمية لألشغال وطرق تنفيذها ،والوسائل المادية والبشرية المخصصة للورش ،وبرنامج تنفيذ األشغال،
وكذا مصدر المواد وكيفيات استعمالها ،وذلك على الرغم من تنصيص دفاتر الشروط الخاصة على هذه الوثيقة.
إن التتبع غير الكافي وغير المنتظم لألشغال يزيد من احتمالية المخاطر المتعلقة بجودتها واحترام آجالها ،كما يؤدي إلى التأخر
في تصفية النفقات واألمر بأدائها وما يتولد عن ذلك من نزاعات من شأنها عرقلة تقدم األشغال.
وجوب اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان فعالية مراقبات الجودة
شابت العمليات المتعلقة بمراقبة جودة األشغال نقائص عدة تمت معاينتها على مستوى 23جماعة .فمن جهة ،تبين أن تجارب
مراقبة جودة المواد واستعمالها تنجز من طرف مختبرات مكلفة من طرف المقاوالت المتعاقد معها وليس من طرف الجماعة
صاحبة المشروع ،األمر الذي من شأنه أن يجعل المختبرات في حالة تبعية مالية للمقاوالت ،مع ما قد يترتب عن ذلك من
مخاطر قد تمس حياد واستقاللية هذه المختبرات.
ومن جهة أخرى ،فإن عملية اختيار العينات تتم بين ممثلي المقاوالت والمختبرات في غياب ممثل عن صاحب المشروع .كما
ال تتناسب ،في كثير من الحاالت ،كميات العينات موضوع التجارب واالختبارات المدلى بها ،مع الحجم اإلجمالي لكميات
األشغال المنجزة فعليا .وتحد هذه النقائص هي األخرى من صدقية نتائج التجارب واالختبارات المدلى بها ،ومدى إمكانية
تعميم نتائجها على مجمل األشغال المنجزة.
وعلى صعيد آخر ،فإن تقارير االختبارات التقنية المدلى بها ال تتضمن جميع التجارب الضرورية كما أن الجماعات ال تشترط
إجراء جميع االختبارات وعمليات المراقبة الواردة بدفاتر الشروط المشتركة المختلفة .وفي حاالت أخرى تستعمل المختبرات
عبارات غير دقيقة للتعليق على نتائج التجارب .وهو ما ال يمكن من الحسم في التصريح بمطابقة المواد واستعمالها للمواصفات
التقنية المطلوبة من عدمه .وكنتيجة مباشرة لعدم القيام بمراقبات الجودة الالزمة ،تبين من خالل المعاينات الميدانية ظهور
عيوب في األشغال المنجزة بعد فترات قصيرة من االنتهاء منها على مستوى 07جماعات.
الحرص على تعزيز التدابير الرامية إلى احترام اآلجال
عرفت مجموعة من المشاريع تأخرا ملحوظا في إتمام أشغالها مما تعذر معه استفادة الساكنة منها داخل آجال معقولة ،وبلغ
عدد هذه المشاريع 14مشروعا ،موزعة على 12جماعة بكلفة إجمالية بلغت 34.245.013,84درهم ،برسم الفترة ما بين
2015و .2020وتكمن األسباب الرئيسية وراء هذه التأخيرات فيما يلي:
-التأخر غير المبرر في إصدار األمر بالشروع في تنفيذ األشغال؛
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2794
-عدم اتخاذ اإلجراءات القبلية النطالق االشغال والكفيلة بإنجاحها ،من قبيل التحديد الدقيق لالعتمادات المالية الكافية
وإعداد تصاميم التنفيذ والتحديد الدقيق ألماكن المنشئات والتنسيق المسبق مع الساكنة تفاديا للتعرضات؛
-التأخر في اتخاذ االجراءات الالزمة لتذليل الصعوبات التي تتم مواجهتها أثناء مرحلة التنفيذ ،وغياب االستباقية
في توقعها؛
-عدم وفاء المقاول بالتزاماته وعدم تطبيق الجماعات لإلجراءات القسرية المتعين اتخاذها في هذا الشأن.
أشارت وزارة الداخلية إلى أن عدم توفر االعتمادات الضرورية ببعض الجماعات يؤدي لالعتماد على مواردها
البشرية الذاتية إلنجاز الدراسات التقنية األولية ،وتتبع األشغال ،مع ما قد ينتج عن ذلك من نقائص تنعكس على تنفيذ
المشاريع ،مضيفة بأنها قامت في مطلع سنة 2019مع شركائها الدوليين بإطالق برنامج دعم تحسين نجاعة
الجماعات ،بهدف تعزيز الحكامة الجيدة وتقوية الموارد البشرية والمالية للجماعات الترابية.
وتأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية ،من خالل والة الجهات وعمال العماالت
واألقاليم ،بحث الجماعات على ما يلي:
تسوية الوضعية القانونية للعقارات قبل مباشرة اإلجراءات المتعلقة بإنجاز المشاريع؛ -
العمل على إعداد دراسات تقنية دقيقة قبلية من أجل التمكن من ضبط الحاجيات الخاصة بالمشاريع المزمع -
إنجازها وتجويد ملفات طلبات العروض؛
الحرص على تضمين نظام االستشارة الخاص بالصفقات للمؤهالت التقنية الواجب استيفاؤها من طرف -
المتنافسين ،وذلك ضمانا لمشاركة مقاولين يتوفرون على المؤهالت التقنية التي يتطلبها إنجاز المشاريع؛
العمل على تتبع األشغال بصفة منتظمة والتحقق من جودة المواد المستعملة إلنجاز األشغال وذلك بالقيام -
بزيارات ميدانية منتظمة ألوراش المشاريع الجماعية ،وإعداد محاضر دورية بهذا الشأن ،وكذا الحرص على
حضور مكاتب الدراسات والمراقبة المتعاقد معها بهذا الخصوص.
ثالثا .نظام المراقبة الداخلية
تدعيم آليات الحكامة ونظام المراقبة الداخلية
تبني نظام التدبير بحسب األهداف
تتولى الجماعات تدبير أغلب المشاريع دون مراعاة مقتضيات المادتين 271و 272من القانون التنظيمي رقم ،113.14حيث
ال يتم االلتزام بتبني نظام التدبير بحسب األهداف ،وبوضع منظومة تتبع المشاريع والبرامج ،وباعتماد تقييم األداء وتقديم
حصيلة التدبير ،مما ال يساعد على تقييم أداء ونجاعة عمل الجماعة بشكل موضوعي.
أوضحت وزارة الداخلية أنها تضع بشكل مسترسل ومتواتر ،رهن إشارة الجماعات آليات مختلفة ومتنوعة لدعم
القدرات التدبيرية لمنتخبيها وأطرها ،من قبيل الدالئل حول اختصاصات الجماعات والطرق الحديثة في تدبير الشأن
المحلي .كما تعمل على تنظيم دورات تكوينية لمجالس الجماعات بهذا الخصوص ،ليتم استنباط مختلف األساليب
الفعالة لتدبير الجماعة من خالل تبني نظام التدبير بحسب األهداف ووضع منظومة لتتبع المشاريع والبرامج تحدد
فيها األهداف المراد بلوغها ومؤشرات الفعالية المتعلقة بها وغيرها.
ضرورة التوفر على نظام للمراقبة الداخلية ودليل مرجعي لإلجراءات والمساطر اإلدارية
ال يتوفر تنظيم العمل اإلداري بالجماعات موضوع المراقبة على نظام فعال للمراقبة الداخلية ،الذي من شأنه
تمكينها من تتبع العمليات المنجزة من طرف الوحدات اإلدارية والتأكد من تناسقها وتكاملها .وفي هذا اإلطار،
ال تتوفر أغلب هذه الجماعات على دليل لإلجراءات والمساطر اإلدارية الداخلية يحدد طريقة إنجاز المهام
المنوطة بمختلف مصالحها.
من جهة أخرى ،وخالفا لمقتضيات المادة 272من القانون التنظيمي ،لم تقم أغلب الجماعات التي تمت مراقبتها باعتماد نظام
للمراقبة الداخلية واالفتحاص .وال تقوم كذلك بدراسة تقارير التقييم واالفتحاص والمراقبة الداخلية وتقديم الحصيلة ضمن
جداول أعمال مجالسها؛ وال تنشر هذه التقارير بجميع الوسائل المالئمة ليطلع عليها العموم .وينتج عن غياب نظام للمراقبة
الداخلية عدم توفير المعلومات والمعطيات التي تساعد على متابعة وتقييم األداء واتخاذ القرارات المالئمة عند اكتشاف الخلل
في الوقت المناسب.
أوضحت وزارة الداخلية أنها قامت بإصدار مجموعة من الوثائق التأطيرية التي تروم تنظيم وتبسيط وتجويد عمل
اإلدارة بالجماعات الترابية من قبيل "دليل المساطر اإلدارية األكثر تداوال على مستوى اإلدارة الترابية والجماعات
2795 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الترابية " كمرجع لتوحيد المساطر اإلدارية وتبسيطها ورقمنتها؛ كما أصدرت الدليل العملي المحدد لشكل وشروط
إيداع ودراسة وتسليم الرخص واألذون المتعلقة بالتعمير في يناير ،2021ودليل ضابط الحالة المدنية.
كما أفادت الوزارة بأن المديرية العامة للجماعات الترابية نظمت بتاريخ 2022/06/08ورشة إلطالق مشروع تفعيل
وظيفة االفتحاص الداخلي على مستوى 50جماعة في إطار إتمام البرنامج المنجز الذي انطلق في 2020على مستوى
40جماعة (مشروع منجز) والرامي إلى تحسيس الجماعات بأهمية المراقبة الداخلية في تجويد عملها .ويهدف هذا
المشروع إلى تمكين الجماعات المستهدفة من األدوات واآلليات الالزمة في مجال تشخيص وتحليل مخاطر التدبير
واالفتحاص الداخلي ،مع العمل على تقوية قدرات مفتحصي هذه الجماعات.
من جانبها ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية بأن إشراك الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات إلنجاز الدالئل
والمساطر الالزمة وتنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لفائدة الجماعات ذات الطابع القروي نظرا لوجود حاجة مشتركة
بين كل هذه الجماعات ،من شأنه أن يساهم في تحفيز الجماعات المعنية على االنخراط في مسلسل الحكامة الجيدة.
اعتماد هيكلة إدارية متناسبة مع عدد الموارد البشرية المتوفرة
اعتمدت بعض المجالس الجماعية التي يقل عدد سكانها عن 15.000نسمة ،المقرر الخاص بالهيكل التنظيمي ،استنادا إلى
منشور السيد وزير الداخلية عدد 43بتاريخ 28يونيو 2016المتعلق بالهيكلة التنظيمية للجماعات الترابية.
ويتكون هذا الهيكل التنظيمي من مديرية وثالث مصالح باإلضافة إلى مكتب للضبط .إال أن عدد الموظفين ال يتناسب دائما
مع التنظيم المؤشر عليه .األمر الذي يجعل مجموعة من الوحدات اإلدارية تبقى دون موظفين مع تكليف بعضهم بوحدتين أو
أكثر مع ما يثيره ذلك من إشكاليات تتعلق بممارسة شخص واحد لمهام متعددة ،قد تكون بعضها متنافية .ويؤثر نقص الموارد
البشرية على قدرة بعض الجماعات على القيام بمختلف المهام المنوطة بها وتغطية جميع مجاالت تدخلها ،كما قد يؤثر على
فعالية الموظفين ومردوديتهم بسبب تراكم المسؤوليات التي يتولونها ،مما ينعكس سلبا على االستجابة لطلبات الساكنة.
أشارت وزارة الداخلية إلى أنها بادرت إلى إصدار الدوريتين عدد D4790بتاريخ 31يونيو 2018و D6744بتاريخ
30شتنبر 2021حول التعيين في المناصب العليا بالجماعات الترابية وهيئاتها ونظام التعويض عن المسؤولية الذي
أصبح محفزا الستقطاب األطر ذات الخبرة والكفاءة ،باإلضافة إلى بعض القرارات والمناشير ذات الصلة ،والتي
شكلت خارطة طريق لتزويد الجماعات ،سواء تلك التي يفوق أو يقل عدد سكانها عن 15.000نسمة ،بالموارد البشرية
الكافية .كما قامت الوزارة في هذا الصدد بإعداد هياكل تنظيمية نموذجية تأخذ بعين االعتبار التوزيع السليم والمتوازن
للموارد البشرية للجماعات لتمكينها من القيام بمختلف مهامها وتغطية جميع مجاالت تدخلها وللحيلولة دون تكليف
بعض الموظفين بوحدتين أو أكثر مع ما يثيره ذلك من تركيز للمهام ،قد تكون بعضها متنافية.
ضرورة إعداد بطائق توصيف المناصب والوظائف
ال يتم تحديد مهام الموظفين ومجال تدخلهم وطريقة العمل التي يجب اعتمادها في إطار وظائفهم في مقررات تعيينهم .وترجع
أسباب ذلك إلى عدم قيام مسؤولي إدارة الجماعة بإعداد بطائق توصيف المهام أو الوظائف التي تعتبر من الوسائل العملية في
تدبير الموارد البشرية.
ويقتضي الحرص على نجاعة التنظيم اإلداري والرفع من مستوى أداء الوظائف بكفاءةٍ وضع بطاقة لكل منصب أو وظيفة
تبين طبيعته وأهدافه التدبيرية والخدماتية والمسؤوليات المتعلقة به ،كما يجب أن تتضمن هذه الوثيقة تفصيال للمؤهالت العلمية
والمعرفية والكفاءات والخبرات العملية الالزم توفرها لتولي المنصب أو الوظيفة .وتتجلى أهمية هذه الوسائل التدبيرية في
وضع معايير لشغل المناصب والوظائف وتعريف الموظف المكلف بالمنصب أو المهمة اإلدارية بمسؤولياته واألعمال
الوظيفية المكلف بها بدقة ،كما تمكن من وضع برامج التكوين المستمر بشكل يناسب تطور االختصاصات واألعمال المسندة
لكل منصب أو وظيفة.
وقد أوضحت وزارة الداخلية أن مختلف الدورات التكوينية التي تستفيد منها الجماعات تستهدف تقوية قدراتها التدبيرية
وإمدادها باآلليات الحديثة التي تروم الرفع من مستوى أداء الوظائف لتحقيق نجاعة التنظيم اإلداري.
وضع آليات للمراقبة الداخلية في اإلدارة الجبائية المحلية
تعزيز المراقبة على اإلدارة الجبائية المحلية
ينطوي عمل اإل دارة الجبائية المحلية على عدة مخاطر من شأنها أن تؤثر على ضبط الوعاء الضريبي ،أو على القدرة على
فرض الرسوم المستحقة وفق األسعار المحددة في القرار الجبائي على كل الملزمين ،وعلى مستوى تتبع ديون الجماعة
واستخالصها ،باإلضافة إلى الحفاظ على القيم واألموال العمومية المودعة لدى الشسيع وضمان سالمة العمليات المالية
والتحويالت إلى القابض الجماعي.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2796
وقد اقتضت المادتان 33و 43من تعليمية وزير المالية المتعلقة بوكاالت المداخيل والنفقات المؤرخة في 26مارس ،1969
ضرورة إخضاع شسيع المداخيل لمراقبة مستمرة يمارسها رؤساؤه اإلداريون ،الذين يتعين عليهم إجراء مراقبة دورية على
تسلم ومسك واستعمال دفاتر األرومات المسلمة إلى شساعة المداخيل على األقل مرة واحدة في السنة .إال أنه ،ودون مراعاة
لهذه المقتضيات ،لم يقم رؤساء بعض المجالس الجماعية بمراقبة عمل شسيعي المداخيل بعين المكان وبشكل منتظم ،بصفتهم
آمرين بالصرف ورؤساء تسلسليين لجميع موظفي وأعوان الجماعة.
أشارت وزارة الداخلية أنه قد تم ،باإلضافة إلى إصدار عدد من المراسيم التطبيقية ابتداء من سنة ،2016تعديل وتتميم
القانون رقم 47.06المتعلق بالجبايات المحلية بموجب القانون رقم 07.20بتاريخ 31دجنبر ،2020والذي تضمن
مقتضيات عدة من شأنها تدعيم الموارد الذاتية لهذه الجماعات.
وأضافت على أنه تم تعزيز هذه الترسانة القانونية بإصدار بعض الدوريات المتعلقة بتأطير عمل رؤساء المجالس
الجماعية في المادة الجبائية ،من قبيل الدورية عدد 11252المؤرخة في 06غشت 2020حول إبداء الرأي بشأن
تساؤالت تخص الجبايات المحلية ،الدورية عدد 1345بتاريخ 31يوليو 2019حول تطبيق بعض المقتضيات القانونية
المتعلقة بالجبايات المحلية ،والدورية عدد D1094بتاريخ 01مارس 2019المتعلقة بعقلنة التدبير المالي ،الميزانياتي
والمحاسباتي للجما عات الترابية ،باإلضافة إلى إعداد مجموعة من الدالئل كدليل الجبايات الترابية وإصدار تعليمية
وزير الداخلية رقم F/1600بتاريخ 05مايو 2021حول تطبيق القانون رقم 47.06المتعلق بجبايات الجماعات
الترابية كما تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم .07.20
التنسيق بين بعض المصالح الجماعية واإلدارة الجبائية المحلية
تم الوقوف خالل المهمات الرقابية على ضعف التنسيق بين المصالح الجماعية مع اإلدارة الجبائية المحلية .فعلى سبيل المثال،
تبين أن مصالح التعمير بعدة جماعات ال توافي ،وبصفة دورية ،اإلدارة الجبائية المحلية بنسخ من رخص التجزئة ورخص
البناء وشواهد السكن والمطابقة من أجل تمكينها من تدبير وتتبع ملفات األراضي الواقعة بالمركز المحدد ،التي تكون موضوع
رخصة البناء أو رخصة التجزئة ،والتي تستفيد من اإلعفاء الكلي المؤقت من الرسم على األراضي الحضرية غير المبنية
لفترة ثالث سنوات ابتداء من فاتح يناير من السنة التي تلي سنة الحصول على رخصة التجزئة أو البناء .األمر الذي يحرم
الجماعات المعنية من إمكانية فرض هذا الرسم على الملزمين الذين لم يتمكنوا من الحصول على شهادة المطابقة أو ترخيص
السكن.
في نفس اإلطار ،فإن الرخص االقتصادية ورخص استغالل المقاهي المسلمة من طرف المصلحة المختصة ال توجه ،في كثير
من الحاالت ،لإلدارة الجبائية المحلية للتأكد من وضعية الملزمين بمختلف الرسوم ،مما يحول دون ضبط وتتبع الرسوم
المفروضة كالرسم على محال بيع المشروبات وكذا الرسم على اإلقامة في المؤسسات السياحية.
وقد أوضحت وزارة الداخلية بأنها قامت بإطالق ورش رقمنة الخدمات المقدمة لمرتفقي الجماعات من خالل إرساء
مجموعة من المنصات الرقمية كمنصة رخص المتعلقة بمنح الرخص ذات الطابع العمراني واالقتصادي ،والنظام
المندمج لتدبير مداخيل جبايات الجماعات الترابية ( )GIR-CTوغيرها ...وأضافت أنها تعمل على تعميم هذه
المنصات على مختلف الجماعات بشكل تدريجي ،وتقوم بتنظيم دورات تكوينية لمختلف المجالس الجماعية في شأن
كيفية تطبيقها وأجرأتها .وفي هذا الصدد ،تم إصدار الدورية المشتركة تحت رقم RF/1463بتاريخ 03مارس
، 2020حول استعمال التدبير المندمج للمداخيل في إنجاز عمليات شساعة مداخيل الجماعات الترابية ومجموعاتها،
والدورية رقم 9229بتاريخ 01يوليوز 2020المتعلقة بتعميم استعمال منظومة التدبير المندمج لمداخيل الجماعات
الترابية.
إضافة إلى ذلك ،أكدت وزارة الداخلية على أنها قامت بإعداد مجموعة من الدالئل وتعميمها ،والتي توضح وتشرح
كيفية استغالل هذه المنظومة من طرف مختلف المتدخلين .وأضافت على أن تعميم هذه المنظومة سيمكن من تجويد
الخدمات المقدمة للمرتفقين ورقمنة عمليات شساعة مداخيل الجماعات الترابية بصفة تدريجية كما سيمكن من تفادي
ضعف التنسيق بين مختلف المصالح الجماعية وال سيما مع اإلدارة الجبائية.
وضع آليات تدبير المشتريات ومسك محاسبة المواد وتدبير األرشيف
ضرورة التوفر على مساطر لتدبير المشتريات
ال تتوفر عدة جماعات ،موضوع المراقبة ،على وحدة إدارية خاصة بالمقتنيات ،يعهد إليها اقتناء وتوزيع جميع األدوات
والمعدات على المصالح والمرافق التابعة للجماعة ،حيث تسند مهام تدبير وتتبع الطلبيات الجماعية في الغالب إلى شسيع
النفقات ،في غياب تعريف قبلي وتوقعي للحاجيات السنوية ،وعدم التوفر على مراجع لألثمان يمكن مصالح الجماعة من تقييم
ودراسة العروض المقدمة من طرف الممونين ،على أساس األثمان المتداولة في السوق.
2797 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما أن مصالح الجماعة ال تتوفر على مسطرة واضحة ومكتوبة خاصة بالمشتريات ،تمكن من تحديد الحاجيات القبلية ،واقتناء
وتخزين وتوزيع التوريدات على مختلف المصالح الجماعية ،وإمداد مختلف المصالح الجماعية باألدوات والمعدات التي
تحتاجها بشكل مضبوط.
العمل على تعزيز التدابير المتعلقة بمراقبة صحة النفقات
مكنت المراقبات المتعلقة بتدبير النفقات من الوقوف على عدة نقائص ،على مستوى %47من الجماعات ،تحول دون تحصين
هذه المرحلة من مخاطر ارتكاب أخطاء في طريقة احتساب كميات األشغال المنجزة والتوريدات المستلمة .وبهذا الخصوص،
تم تسجيل المالحظات التالية:
-عدم اعتماد جداول المنجزات الحتساب كميات األشغال المنجزة في إطار سندات الطلب؛
-عدم تدعيم جداول المنجزات بالحسابات المترية المفصلة؛
-عدم ضبط أسعار الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على نفقات اإلقامة واإلطعام واالستقبال؛
-عدم ضبط طريقة احتساب مراجعة األثمان وغرامات التأخير في تنفيذ األشغال.
مسك محاسبة المواد
ال تقوم مجموعة من الجماعات موضوع المراقبة ،بمسك محاسبة المواد التي تهدف إلى تتبع التوريدات وجرد المخزون
المتوفر ،عبر مسك سجالت تبين تاريخ دخول وخروج المواد المشتراة ،مرفقة بوصوالت التسليم والخروج ،وذلك تطبيقا
لمقتضيات المواد 111و 117و 118من المرسوم رقم 2.17.451صادر في 23نونبر 2017بسن نظام للمحاسبة العمومية
للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات.
في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن غياب نظام محاسبة المواد ،يجعل من الصعب تحديد حركية المواد والمعدات التي يتم
اقتناؤها من طرف الجماعة ،كما ال يمكن من ضبط االستعمال الذي خصص لها والكمية المتبقية في المخزون منها من جهة،
وتحديد الكميات الالزمة منها بشكل مضبوط بغية ضمان السير العادي للمرافق الجماعية ،من جهة أخرى .وتعزو أغلب هذه
الجماعات سبب عدم مسكها لهذه المحاسبة لعدم صدور القرار المشترك لوزير الداخلية والوزير المكلف بالمالية المتعلق
بتحديد شروط وكيفيات مسك محاسبة المواد .غير أن ذلك ال يعفي الجماعات المعنية من اعتماد الممارسات الفضلى من أجل
مسك محاسبة للمواد تبرز ،على الخصوص ،التوريدات المستلمة من حيث طبيعتها وكمياتها وكذا أوجه استعمالها ،مع ضبط
تواريخ كل عملية دخول للمخزن أو خروج منه.
مسك سجل الجرد ووضع أرقام الجرد على المنقوالت
ال تقوم مجموعة من الجماعات باحترام المساطر المتعلقة بجرد منقوالتها وترقيمها وتتبعها ،إذ إن بعضها ال يقوم بتثبيت أرقام
الجرد على كافة المنقوالت المدونة بسجل الجرد ،مما يصعب معه الربط بين هذه المنقوالت وتلك التي تمت معاينتها ،كما
سجل عدم ملء بعض البيانات بسجل الجرد وخاصة الخانة المتعلقة بطريقة االقتناء (سند طلب ،صفقة )...،والخانة المتعلقة
بثمن االقتناء والخانة المتعلقة بتخصيص المنقوالت .األمر الذي ال يمكن من تتبع المنقوالت والجهة المستفيدة منها .وفي هذا
اإلطار ،أسفرت مراقبة تدبير المنقوالت على أن %35من الجماعات موضوع المراقبة ،ال تقوم بتتبع منقوالتها بما يكفي
للحفاظ عليها ،حيث تم تسجيل عدد من النقائص السيما فيما يخص:
-عدم توثيق حركية المنقوالت عبر إعداد أوراق إبراء الذمة ،حتى يتأتى تحديد المسؤوليات في حال ضياعها أو
سرقتها أو إتالفها؛
-عدم تحرير محاضر بسحب المنقوالت التي لم تعد صالحة لالستعمال.
وقد أكدت وزارة الداخلية على أن حسن تدبير نفقات الجماعات الترابية كان دائما في صلب اهتماماتها وأنها ما فتئت
تحث مختلف الجماعات على التدبير األمثل لنفقاتها .وأضافت بأنها تعمل ،بشكل منتظم ومسترسل ،على إصدار
دوريات ودالئل تهدف إلى تأطير الجماعات وتحصينها خالل تدبي ر نفقاتها من بعض األخطاء التي يمكن أن تعتري
تدبير هذا الشق ،وتحثها على ضرورة التوفر على مساطر محددة ومضبوطة لتدبير المشتريات مع العمل على إنشاء
وحدات إدارية خاصة بها.
االهتمام بأرشيف الجماعة
أخضعت المادة 50من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات أرشيف الجماعات ألحكام القانون رقم 69.99
المتعلق باألرشيف ،وذلك بالنظر لألهمية التي يكتسيها هذا األرشيف وضرورة تدبيره بما يضمن الصالح العام وإثبات حقوق
األغيار .إال أن أغلب الجماعات ال تتوفر على مكان مخصص لحفظ الوثائق والمستندات بشكل منظم يسهل الولوج إليها
ويضمن سالمتها من جميع األخطار التي يمكن أن تعرضها للتلف والضياع.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2798
أوضحت وزارة الداخلية أن عملية تدبير األرشيف بطريقة الكترونية تشكل جزءا ال يتجزأ من ورش الرقمنة الذي
أطلقته ،والذي سيمكن من حفظ الوثائق والمستندات بشكل منظم يسهل الولوج إليها ويضمن سالمتها من جميع األخطار
التي يمكن أن تعرضها للتلف والضياع.
ولهذه الغاية ،توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بقطاع المالية باإلسراع بإعداد القرار
المشترك المتعلق بتحديد شروط وكيفيات مسك محاسبة المواد؛
كما توصي وزارة الداخلية بما يلي:
-مواكبة الجماعات من أجل وضع نظام للتقييم والمراقبة الداخلية وإحداث وحدات االفتحاص الداخلي وتحديد
طرق وكيفيات مسك محاسبة المواد؛
-إعداد دالئل للمساطر األكثر تداوال ونشرها والتعريف بها بواسطة دورات تكوينية؛
وتوصي أيضا وزارة الداخلية ،من خالل والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم ،بحث الجماعات على القيام بما يلي:
-العمل على توصيف دقيق لمهام كل موظف في قرار تعيينه مع تضمينه المقتضيات المتعلقة بأعمال التوثيق
واألرشفة الخاصة به وأعمال التنسيق والتواصل الضرورية التي تربطه بالمصالح األخرى بالجماعة؛
-تنظيم دورات تكوينية لفائدة الموظفين من أجل تحسين أدائهم حسب حاجيات كل مصلحة؛
-وضع آلية للتنسيق بين المصالح الجماعية مع اإلدارة الجبائية المحلية وذلك من أجل ضبط الوعاء والرفع
من مردودية استخالص الرسوم؛
-تنظيم أرشيف الجماعة والقيام باإلجراءات الالزمة للحفاظ عليه.
تعتبر التنقالت الحضرية رافعة رئيسية لتسهيل الولوج المتكافئ للمواطنين إلى الفرص االقتصادية والخدمات العمومية وتعزيز
التمازج االجتماعي داخل المدن .في هذا الصدد ،فحسب إسقاطات السكان لسنة 2022التي قامت بها المندوبية السامية
للتخطيط ،يتركز أكثر من %76من إجمالي الساكنة الحضرية في 45جماعة يتجاوز عدد سكانها مئة ألف نسمة .وقد ارتفع
األسطول الوطني للسيارات (سيارات الخدمات والركاب) من 3,5مليون سيارة في سنة 2015إلى 4,4مليون في سنة
،2020أي بزيادة إجمالية قدرها .%26ويساهم هذا االرتفاع المستمر في معدل استعمال السيارات في الرفع من استخدام
الطرق الحضرية والزيادة من حدة ازدحام حركة السير داخل المراكز الحضرية.
وإدراكا منها للتحديات التي يطرحها التنقل الحضري ،انخرطت وزارة الداخلية في تنفيذ "استراتيجية وطنية للتنقالت
الحضرية" ،ابتداء من سنة .2008ويتمثل الهدف العام لهذه االستراتيجية في إرساء نظام فعال للنقل الحضري يستوفي شروط
الجودة والتكلفة واحترام البيئة ويحقق الجدوى المالية المستدامة مع إعطاء األولوية للنقل العمومي .لهذا الغرض ،تم وضع
خطة عمل تتألف من 54إجراء مقسما إلى أهداف محددة تتعلق بالجوانب التالية :تعزيز اإلطار المؤسساتي والتشريعي
والتنظيمي ،تحسين مرفق النقل الحضري ،تعزيز قدرات الجماعات في تنظيم وتدبير المرور والطرق ومواقف السيارات
وإنشاء آليات تمويل مستدامة.
وقد شهد قطاع التنقالت الحضرية تطورا مهما ،بفضل المجهودات التي قامت بها وزارة الداخلية والجماعات الترابية من أجل
تطوير النقل الحضري ،وسد عجز البنيات التحتية على المستوى المحلي ،وإعداد وثائق تخطيط التنقل الحضري وتمويل
الدراسات الالزمة ،باإلضافة إلى دعم التجمعات الحضرية الكبيرة للدار البيضاء والرباط-سال وأكادير ومراكش في تنفيذ
مشاريع وسائل النقل العمومي في مدار خاص ،وتحسين تهيئة شبكة الطرق داخل المجال الحضري.
وقد تمحورت المهمة الرقابية المنجزة في هذا اإلطار حول تصميم وإعداد االستراتيجية المذكورة واإلطار القانوني
والمؤسساتي لقطاع التنقالت الحضرية ،وكذا الجوانب المرتبطة بالتخطيط والتدبير ،بما في ذلك حركة السير ووقوف
العربات ،فضال عن آليات التمويل.
2799 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أضافت الو زارة بأن مشروع خارطة طريق التنقالت الحضرية المستدامة سالفة الذكر ،يتضمن تشكيل وإرساء لجنة
قيادة ولجن أخرى لتتبع وتنفيذ برنامج العمل ذي الصلة ،الذي هو أيضا قيد اإلعداد من قبل المديرية العامة للجماعات
الترابية.
في هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي:
العمل على تحيين االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية وفقًا لنهج مندمج وتشاركي يسمح بتصميم مالئم -
ومتسق للتوجهات االستراتيجية باالعتماد على إطار منطقي قائم على أساس النتائج ،والسهر على وضع
خطة محكمة لتنزيل مشاريعها على المستوى الترابي؛
ت عزيز االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية بجهاز للحكامة (ال سيما من خالل إضفاء طابع مؤسساتي -
على الهيئة الوطنية للتنقالت الحضرية) على ضمان قيادة وتنزيل التدابير التنفيذية والسهر على التتبع
والتقييم المستمر لإلنجازات.
اإلطار القانوني والمؤسساتي لقطاع التنقالت الحضرية
أبرز تحليل اإلطار القانوني لقطاع التنقالت الحضرية ضرورة العمل على استكماله ومواءمته مع األساليب الحديثة المتعلقة
بتفويض تدبير خدمات النقل الحضري إلى أطراف خارجية .وفي نفس السياق ،أظهر فحص اإلطار المؤسساتي الحالي لقطاع
التنقالت الحضرية تعدد الجهات المتدخلة سواء على المستوى االستراتيجي أو التنفيذي ،باإلضافة إلى تجزئة االختصاصات
المتعلقة بهذا القطاع .وفي ظل غياب هيئة مكلفة بالتنسيق المحلي ،ال تساهم هذه الوضعية المؤسساتية في إرساء نظام متعدد
األنماط ومتسق ومندمج للتنقالت الحضرية.
العمل عل وضع إطار قانوني شامل ومنسجم مع التطورات المؤسساتية التي يعرفها تدبير النقل الحضري
نصت خطة عمل المذكرة االستراتيجية سالفة الذكر على ضرورة اعتماد قانون ينظم التنقالت الحضرية ،ويهدف إلى توفير
إطار لتخطيط التنقالت الحضرية ،وكذا تأسيس هيئات محلية لتنظيمها وتدبير متسق ألنشطة مختلف وسائل النقل داخل المحيط
الترابي للتجمعات الحضرية .غير أن الورش المتعلق بإعداد هذا القانون لم يتم استكماله بعد ،بحيث تمت صياغة مشروع
قانون منذ سنة ،2012إال أنه ظل موضوع سلسلة من المراجعات دون أن تؤدي إلى اعتماده.
وفي نفس السياق ،فإن تفويض تدبير المرافق العامة من قبل الجماعات الترابية أو هيآتها إلى شخص معنوي خاضع للقانون
العام أو الخاص يبقى مؤطرا بموجب القانون رقم 54.05المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العامة الصادر في 14فبراير
.2006بيد أن التطورات المؤسساتية التي شهدها قطاع النقل الحضري أصبحت تطرح عددا من التحديات المرتبطة بمدى
مالءمة اإلطار القانوني الجاري به العمل للممارسات الحديثة .فعلى سبيل المثال ،أقر عقد التدبير المفوض الجديد المبرم بين
مؤسسة التعاون بين الجماعات "ب" والشركة الخاصة "أ.ب" في نونبر 2019نظاما جديدا للتعويضات مبني على مبدأ
جزافية التكاليف ،كما أحدث نموذجا اقتصاديا قائما على أساس تحمل المفوض إليه للمخاطر الصناعية واقتسام المخاطر
التجارية مع المفوض ،ليعوض بذلك نظام تحمل المفوض إليه لكل المسؤولية وكافة المخاطر في تدبيره للمرفق كما هو
منصوص عليه في المادة 24من القانون رقم 54.05سالف الذكر.
وعلى صعيد آخر ،لم ينص القانون رقم 54.05على أي شكل من أشكال التفويت الفرعي لعقود التدبير المفوض المبرمة من
طرف الجماعات الترابية من أجل تمكينها من نقل المهام المتعلقة بتتبع ومراقبة وتنفيذ عقود التدبير المفوض إلى شركات
التنمية المحلية.
وفي هذا اإلطار ،أوردت وزارة الداخلية بأن مبدأ تحمل المخاطر يؤدي في أغلب األحيان إلى عجز مالي لدى المفوض
إليه ،وبذلك فإن إنجاز وتنفيذ برامج استثمارية مهمة وضمان جودة في تقديم الخدمة ،رهين بتقاسم المخاطر وتقديم
الدعم لشركات النقل .كما أن نظام تحمل السلطة المفوضة جزء من المخاطر يندرج ،حسب الوزارة ،ضمن مبدأ
التوازن المالي للعقد المنصوص عليه بالمادة 4من القانون رقم 54.05سالف الذكر .كما أن عدم صدور مراسيم
تطبيقية لهذا القانون يمنح للسلطات المفوضة سلطة تقديرية واسعة في إعداد عقود التدبير المفوض ،بما في ذلك نقل
المهام المتعلقة بتتبع وتنفيذ عقود التدبير المفوض لشركات التنمية المحلية.
إحداث جهاز محلي يعنى بالتخطيط والتنظيم والتدبير المندمج للتنقالت الحضرية
من بين أهم التدابير التي جاءت بها المذكرة االستراتيجية ،ضرورة إنشاء جهاز من أجل تجميع المهام المتعلقة بتخطيط
التنقالت الحضرية وتنظيمها وتدبيرها وإنشاء "مركز مسؤولية واحد تناط به جميع الجوانب المتعلقة بالتنقالت الحضرية على
مستوى كل جماعة" ،وذلك لضمان "تنسيق أفضل بين النقل العمومي والنقل الخاص ،وكذلك بين جميع المشاريع االستثمارية
الكبرى".
غير أن تنزيل هذه اإلجراءات االستراتيجية على أرض الواقع يسجل تأخيرا ملموسا ،بحيث تظل التجربة الوحيدة التي تم
تجسيدها في هذا اإلطار هي تلك المتعلقة بمدينة الدار البيضاء ،والتي تم بموجبها إنشاء هيئة تنظيم التنقالت الحضرية خالل
2801 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
سنة ،2008إال أن عدم تمكين هذه األخيرة من سلطة رسمية التخاذ القرار والطابع التعاقدي المنظم لها نتج عنه الحد من
الدور المنوط بها ،مما أدى إلى حلها في مارس .2015
التعاون بين الجماعات من أجل تدبير مندمج للتنقالت داخل وخارج المدار الحضري
إن النمو الحضري المرتفع للتجمعات الكبيرة وتوسعها على شكل ضواحي محيطة بالمدن يفرض ،وبصفة آنية وملحة ،معالجة
إشكالية التنقالت الحضرية إلى خارج المدارات الحضرية للجماعات ،ذلك أن %70من الجماعات التي تم توجيه استبيان
المجلس إليها ( 36جماعة) أبرمت عقودا للتدبير المفوض إلنشاء خدمة للنقل العمومي بالحافالت تمتد إلى خارج حدودها
الترابية وتشمل العديد من الجماعات المجاورة.
وفي هذا الصدد ،فقد تبين من خالل دراسة اإلطار التعاقدي العام لتدبير مرفق النقل العمومي الحضري بواسطة الحافالت
بمدينة بركان أن إدماج الجماعات المجاورة التي تقع خارج المدار الحضري في عقد االمتياز باالعتماد على اتفاقيات شراكة
مع هذه الجماعات تفوض بموجبها سلطة تدبير المرفق إلى سلطة االمتياز ،ليست سليمة من الناحية القانونية لكون تدبير مرفق
النقل يعتبر من االختصاصات الموكولة لكل جماعة على حدة والتي ال يجوز تفويضها .وفي نفس السياق ،لم تتبن جماعة
القنيطرة اإلطار القانوني المناسب من أجل تمكين الجماعات المجاورة من خدمات مرفق النقل الحضري ،بحيث تكون جماعة
القنيطرة بإبرامها التفاقية مع المجلس اإلقليمي للقنيطرة بتاريخ 23نونبر 2012تهدف إلى تمديد خطوط شبكة النقل بواسطة
الحافالت لتشمل الجماعات المجاورة قد تجاوزت اختصاصها الترابي.
وتجدر اإلشارة ،في هذا اإلطار ،إلى أن مؤسسات التعاون بين الجماعات التي نص عليها القانون التنظيمي رقم 113.14
المتعلق بالجماعات تبقى هي اإلطار المؤسساتي األنسب للتدبير المندمج لقطاع النقل العمومي ،وضمان تخطيط التنقالت
الحضرية على نطاق أوسع واالستفادة من اقتصاد الحجم الذي قد توفره االستثمارات المنجزة .غير أن اللجوء إلى هذا اإلطار
الجديد من مؤسسات التعاون ال يزال محدودا ،إذ يبقى إحداث هذه المؤسسات مرهونا بمبادرة الجماعات المعنية كما هو
منصوص عليه في المادة 133من القانون التنظيمي سالف الذكر ،مما جعل العدد اإلجمالي لمؤسسات التعاون بين الجماعات
التي تم إنشاؤها على المستوى الوطني محصورا في 12مؤسسة ،أي بنسبة تغطية لم تتجاوز %35من إجمالي ساكنة المناطق
الحضرية.
باإلضافة إلى ذلك ،أبرزت دراسة تنظيم وتسيير مؤسسات التعاون بين الجماعات المحدثة على مستوى مدينتي الرباط والدار
البيضاء عن عدم وجود إطار تنظيمي مستدام يمكن من توفير الموارد البشرية والمالية بما يتناسب مع االختصاصات المسندة
إلى هذه المؤسسات .ذلك أن القانون التنظيمي ،الذي أتاح إمكانية إنشاء هذه المؤسسات من أجل تدبير أكثر فعالية لبعض
المرافق العامة ،لم يحدد طرق تنظيم وتمويل هذه األجهزة بطريقة مفصلة ودقيقة.
وقد أكدت وزارة الداخلية أن مواكبة ومالءمة اإلطار القانوني للتطورات المؤسساتية التي شهدها قطاع النقل
الحضري ،وتعزيز اختصاصات مؤسسات التعاون بين الجماعات وإعادة تحديد الروابط المؤسساتية بينها وبين
شركات التنمية المحلية ،وشركات القطاع الخاص المتدخلة في مجال التنقالت الحضرية رهين بتعديل القانون التنظيمي
رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،ووضع خطة جديدة للحكامة في مجال التنقالت الحضرية.
كما أوضحت الوزارة أن الدراسة المتعلقة بالرؤية الوطنية للتنقالت الحضرية بحلول عام 2030قد نصت على تقوية
حكامة النقل الحضري من خالل ضرورة تحديد دقيق لدور شركات التنمية المحلية ومؤسسات التعاون وتأطير
وتوضيح العالقات المؤسساتية وتقسيم المسؤوليات بينهما .باإلضافة لتحديد دور الجهات بالنقل الحضري.
من أجل ذلك ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي :
السهر على ضمان تدبير مندمج للتنقالت الحضرية ،من خالل إناطة االختصاصات االستراتيجية المتعلقة -
بالتخطيط بالهيئات المشتركة بين الجماعات (مؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات
الترابية) ،وتعريف الخدمة وتنظيم التنقالت الحضرية ،وكذلك من خالل تزويدها بإطار تنظيمي ومالي مالئم
ومستدام وتكليف شركات التنمية المحلية بالمهام التنفيذية الخاصة بتدبير وتتبع خدمة النقل الحضري
(الحافالت والترامواي)؛
العمل على تأطير وتوضيح العالقات المؤسسية والتعاقدية بين الهيئات المشتركة للجماعات وشركات التنمية -
المحلية المتدخلة في مجال التنقالت الحضرية؛
الحرص على تسريع عملية إعداد واعتماد قانون منظم للتنقالت الحضرية يمكن من وضع أساس قانوني -
لمخططات التنقالت الحضرية ،ويساهم في تأطير آليات تنظيم وتدبير النقل الحضري وتنظيم تدخل مختلف
أنماط النقل بطريقة متسقة داخل المجال الحضري.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2802
السهر على وضع وتفعيل نظام تتبع التنقالت الحضرية ،الذي سيمكن من توفير قاعدة بيانات موسعة ومالئمة -
لقطاع التنقالت الحضرية داخل التجمعات الحضرية واستغالل مؤشراته في عملية اإلشراف االستراتيجي
على القطاع.
تدبير حركة سير وتوقف السيارات
العمل على وضع خطط السير
أوصت المذكرة االستراتيجية لسنة 2008بالعمل على إرساء تدبير فعال للطرق ولحركة السير داخل المجال الحضري
باالعتماد أساسا على خطط للسير من أجل تحديد أولويات الشبكات الطرقية وتعريف التركيبة الترابية الخاصة بها وتحسين
حركة السير وضمان تنظيم حديث إلشارات المرور وتحسين ظروف سير الحافالت والمشاة .كما اقترحت جميع مخططات
التنقالت الحضرية المعتمدة وضع خطط السير .ومع ذلك ،فإن مدينتي الدار البيضاء وأكادير هما المدينتان الوحيدتان اللتان
وضعتا خطة للسير.
وقد أكدت وزارة الداخلية على أنها قد قامت بإعداد دليل منهجي يوفر األدوات األساسية المتعلقة بتدبير هذا المرفق،
ويشتمل على مختلف مراحل إعداد هذه المخططات ويتضمن كذلك عددا من المبادئ والمقترحات لتشجيع الجماعات
والهيئات التابعة لها على العمل بها.
الحاجة إلى تعزيز التنقالت المعتدلة 44داخل المراكز الحضرية
يعتبر السير على األقدام وسيلة النقل األكثر استخداما داخل المدن المغربية ،والذي يمثل أكثر من %50من مجموع التنقالت
الحضرية .وبالرغم من األهمية التي يكتسيها هذا النمط من التنقل ،فقد سجل اختالف كبير بين المدن في ظروف تشجيع
استخدامه ،خصوصا بسبب محدودية المساحات المخصصة للراجلين ،والتي غالبا ما ال يتم احترامها (عوائق على الطريق،
وأرصفة ذات جودة متباينة ،ومعابر للطرق غالبا ما تكون صعبة ،وقصور على مستوى التشوير ،إلخ) .ويتأثر استخدام وسائل
النقل المعتدلة بعدم وجود مرافق مخصصة لراكبي الدراجات الهوائية ،والتي كثيرا ما تكون غير موجودة أو تتسم بانقطاعها،
وفي بعض األحيان يتم استخدامها في نفس الوقت من طرف المشاة ومستعملي الدراجات الهوائية والدراجات النارية كما هو
الحال في مدن أكادير والرباط والدار البيضاء.
في هذا اإلطار ،أفادت وزارة الداخلية بأن التنقالت المعتدلة داخل المراكز الحضرية من بين أوجه القصور الذي
يعرفها نظام التنقل الحضري ،وقد تم التأكيد على أهمية تطوير هذا النمط من التنقل في خطة العمل المتعلقة بالمذكرة
اال ستراتيجية ،وكذلك على مستوى اإلجراءات التي تم وضعها من خالل الرؤية الوطنية للتنقالت الحضرية بحلول
عام ،2030مضيفة أن الجيل الجديد من مخططات التنقالت الحضرية المستدامة يأخذ في صلب اهتماماته تطوير هذا
النمط وذلك من أجل دمج البعد البيئي ،خاصة التقليص من االنبعاثات المسببة لالحتباس الحراري.
ضرورة تحسين البنية التحتية المخصصة لوسائل النقل العمومي الجماعي
يعتمد تحسين جودة النقل العمومي بشكل أساسي على اإلجراءات المتعلقة بحركة المرور المتخذة لصالح الحافالت (كإعطاء
األولوية من أجل تحسين السرعة التجارية وااللتزام بالمواعيد ،والولوج السهل واآلمن إلى المحطات وإنشاء ممرات خاصة
لسير الحافالت ،وغيرها من اإلجراءات األخرى).
وفي هذا اإلطار ،تبقى مراكش هي المدينة الوحيدة التي استطاعت تخصيص ممر خاص لسير الحافالت الكهربائية ،في حين
تعتزم مدينتا أكادير والدار البيضاء إنشاء هذا النوع من التجهيزات لتخصيصها للحافالت ذات الخدمة عالية الجودة .عالوة
على ذلك ،فإن تجارب إنشاء ممرات خاصة بالحافالت في مدينتي الدار البيضاء والرباط لم تعرف النجاح المنتظر من هذه
العملية .وعموما ،فإن حافالت النقل العمومي تبقى مضطرة ،على مستوى معظم التجمعات الحضرية ،إلى مشاركة الممرات
الطرقية مع السيارات التي يبقى معدل المساحة المستغلة في الطريق لكل راكب بها مرتفع بالمقارنة مع باقي وسائل النقل.
إنشاء وحدات تدبير المرور وتوقف السيارات على مستوى الجماعات
نصت المذكرة االستراتيجية على إنشاء وحدة تدبير المرور وتوقف السيارات على مستوى الجماعات لضمان إدارة فعالة
لشبكة الطرق وأماكن توقف السيارات وفقا لظروف حركة المرور داخل الجماعة وتماشيا مع التوجهات االستراتيجية بعيدة
المدى المحددة على مستوى مخططات التنقالت الحضرية .ومع ذلك ،تبين بأن جميع الجماعات المعنية لم تنشئ هذه الوحدة،
بسبب نقص الموارد البشرية وغياب الخبرة الالزمة .إال أن عدم إنشاء هذا النوع من الوحدات القادرة على تجميع
االختصاصات الخاصة بتدبير حركة السير ومرفق توقف السيارات ،وتزويدها بالموارد البشرية والمادية الالزمة ،باإلضافة
إلى تعدد المتدخلين يؤدي إلى الحد من أداء تدبير هذا المجال وتناسق اإلجراءات المتخذة.
44تشمل وسائل النقل المعتدلة جميع التنقالت غير اآللية مثل المشي على األقدام وركوب الدراجات الهوائية وغيرها من أنماط النقل الصديقة للبيئة
والمعززة للنشاط البدني.
2805 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
في هذا اإلطار ،أبرزت وزارة الداخلية في جوابها أنه ،تكريسا لمبدأ التدبير الحر ،يمكن للجماعات أن تحدث في
هياكلها التنظيمية مصلحة أو وحدة مختصة لتدبير حركة السير على الطرقات ومواقع السيارات .كما يمكنها اختيار
أسلوب "شركة تنمية محلية" كطريقة لتدبير شبكة الطرق ومرآب السيارات ،كما هو الحال بالنسبة لجماعة الدار
البيضاء وجماعة تمارة .ويتمثل الدعم الذي تقدمه المديرية العامة للجماعات الترابية لفائدة الجماعات على هذا
المستوى ،في إحداث مراكز مراقبة حركة المرور (مدينة الدار البيضاء) وتنفيذ مشاريع أنظمة المراقبة بالكاميرات
في مجموعة من المدن) الدار البيضاء والرباط ومكناس وبني مالل وطنجة ومراكش وأكادير وتمارة).
تخطيط وتدبير مرفق توقف السيارات
• العمل على وضع استراتيجية توقف السيارات
تعتبر استراتيجية توقف السيارات مدخال رئيسيا لتحديد رؤية الجماعة لتدبير مواقف السيارات من أجل االستخدام األمثل
لألماكن العامة وتنظيم الطلب على التنقل .وفي هذا السياق ،نصت المذكرة االستراتيجية على اعتماد نموذج لدفتر التحمالت
الخاص بإعداد استراتيجية توقف السيارات باإلضافة إلى دليل تنفيذي لتنزيلها.
غير أنه ،وباستثناء جماعة الدار البيضاء التي اعتمدت مخططا رئيسيا سنة 2017حدد استراتيجية توقف السيارات الخاصة
بها للسنوات العشر القادمة ،فإن الجماعات األخرى لم تقم بتبني رؤية واضحة ورسمية لتدبير مرفق توقف السيارات .إذ تعتبر
معظم الجماعات استغالل مواقف السيارات على الطريق العام موردا من مواردها المالية ،وليس كأحد الروافع الرئيسية التي
يمكن أن تؤثر على سلوك مستخدمي الطريق العام وتضمن تقاسم مناسب للممرات الطرقية بين مختلف أنماط التنقل.
• تحسين طرق تدبير مواقف السيارات
أب رز تقييم أداء األساليب المعتمدة من طرف الجماعات أن تدبير مواقف السيارات في إطار عقود التأجير أو االمتياز ال يتيح
تحسين مرفق التنقالت الحضرية ،بحيث ال يتم تحديد تعريفة توقف السيارات المطبقة وفقا لمدة توقف السيارات لكونها محددة
مسبقا بموجب البنود التعاقدية أو القرارات الجبائية.
وعلى صعيد آخر ،كشف تحليل الوضعية المالية لشركات التنمية المحلية المسؤولة عن تدبير مواقف السيارات على مستوى
مدن الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش أنها تواجه صعوبات مالية أثرت على قدراتها االستثمارية ،حيث ساهم ،من بين
أمور أخرى ،تعليق العمل باإلجراءات الخاصة بتثبيت السيارات التي لم يقم أصحابها بدفع واجبات التوقف ،والتي ال تدخل
ضمن صالحيات شركات التدبير المفوض ،في انخفاض أرقام معامالتها.
هذا ،وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن عملية اختيار المناطق المخصصة لتوقف السيارات مقابل األداء ال يعتمد على دراسات
مسبقة لتقييم االحتياجات الخاصة بكل قطاع .وقد أبرزت الدراسات التي تم إجراؤها ،إلى غاية متم سنة 2021في إطار
مخططات التنقالت الحضرية (مثل أكادير ووجدة) ،عن عدم مالءمة عرض مواقف السيارات مع الطلب وعدم هيكلة هذا
المرفق.
في هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بالعمل على تحسين قدرات الجماعات المتعلقة بتدبير
الطرق وحركة السير ومواقف السيارات ،وذلك من خالل الجوانب التالية:
مواكبة المدن من أجل إنشاء وحدات مختصة في تدبير حركة السير على الطرقات ومواقف السيارات ،مع -
وضع إطار تنظيمي وإجرائي نموذجي خاص بهذه الوحدات؛
السهر على إعداد دفتر تحمالت خاص بإعداد مخططات السير داخل المدن وكذا دليل مرجعي وطني إلعداد -
استراتيجية توقف السيارات؛
اتخاذ التدابير الالزمة لتشجيع إنشاء مرافق جيدة وآمنة وموحدة وقادرة على تعزيز استعمال وسائل النقل -
المستدامة (مثل المشي والدراجات الهوائية ودراجات الخدمة الذاتية والسيارات الكهربائية) والحد من
استخدام السيارات الخاصة داخل وسط المدينة.
ضرورة تطوير النقل العمومي الحضري
بالرغم من تأكيد المذكرة االستراتيجية المذكورة آنفا ،في أهدافها االستراتيجية ،على أولوية النقل العمومي ضمن منظومة
التنقالت الحضرية ،فقد سجل المجلس في هذا اإلطار مجموعة من النقائص التي تساهم في ضعف عرض النقل العمومي عبر
الحافالت وعدم تحقيق االندماج بين مختلف وسائل النقل العمومي ،وخاصة بين الترامواي والحافالت وسيارات األجرة
الكبيرة.
كما سجلت المجالس الجهوية للحسابات ،في نفس السياق ،ضعف لجوء الجماعات إلى دراسات تقنية من أجل إعادة هيكلة
شبكات النقل الحضري وتحديد تركيبة ترابية لهذه الشبكات وتعريف العرض الخاص بكل خط من خطوط الشبكة خالل مرحلة
التعاقد ،باإلضافة إلى عدم التنصيص على مجموعة من البنود الضرورية لتأطير العالقة التعاقدية مع شركات النقل الحضري.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2806
وعلى مستوى تنفيذ البنود التعاقدية ،فقد سجلت محدودية االستثمارات المنجزة من طرف الشركات المفوض لها وعدم وفاء
هذه األخيرة بالتزاماتها التعاقدية وقصور نظام التتبع والتقييم المعتمد من طرف الجماعات ،نظرا لمحدودية قدراتها وخبراتها
التقنية ،وهو األمر الذي من شأنه اإلخالل بالتوازن االقتصادي والمالي التفاقيات التدبير المفوض والتأثير على جودة الخدمات
المقدمة.
ضرورة وضع خطط إلعادة هيكلة شبكات النقل الحضري
نصت خطة العمل التي تضمنتها المذكرة االستراتيجية على إعداد خطة إعادة هيكلة لمدينة الدار البيضاء على المدى القصير،
قبل تعميمها على باقي التجمعات الحضرية على المدى المتوسط (خمس سنوات).
في هذا السياق ،فإن عدد التجمعات الحضرية التي انخرطت في هذه الدراسات من أجل إعادة هيكلة شبكات النقل العمومي لم
يتعد أربعة ،ويتعلق األمر بكل من مراكش ووجدة والرباط والدار البيضاء .كما تبين عدم االعتماد على هذه الدراسات التقنية
القبلية من أجل تحديد مسارات الخطوط وعدد الحافالت ومحطات التوقف ،وعدم تحديد تركيبة تراتبية لشبكة النقل الحضري
باالستناد إلى معطيات دقيقة ومضبوطة ،تشمل خطوطا رئيسية وأخرى تكميلية وتتضمن نقاطا للتبادل بين مختلف أنماط النقل
الحضري ،بحيث ال تتضمن االتفاقيات المبرمة تسلسال تراتبيا لشبكة االستغالل قائمة على تصنيف الخطوط إلى رئيسية
وتكميلية وتعريفا دقيقا للعرض الخاص بكل خط من خطوط الشبكة بهدف تقديم خدمة متكاملة ومندمجة.
وفي هذا الصدد ،أشارت وزارة الداخلية إلى أن العقود المبرمة في السنوات األخيرة تشترط قيام السلطة المفوضة
بدراسة جدوى وإعادة الهيكلة حسب حجم مدار التدبير المفوض .ولتعزيز هذا الجانب ،فقد أطلقت المديرية العامة
للجماعات الترابية دراسة إلنجاز نموذج اقتصادي للنقل الحضري وما بين المدن عبر الحافالت والترامواي ،يأخذ
بعين اال عتبار وسائل النقل العمومي المختلفة وحجم مدار التدبير المفوض ،من أجل توجيه السلطات المفوضة في
التفويضات المستقبلية .كما سيمكن هذا النموذج ،تضيف الوزارة ،من القيام بنماذج المحاكاة االقتصادية من أجل اختيار
السيناريو األنسب ( الخدمة المطلوبة ،تكلفة الخدمة ،الدعم المقدم من طرف الدولة )...والذي سيوضع رهن إشارة
الجماعات الترابية باعتباره مرجعا لصنع القرار وتعزيز دراسات الجدوى.
الحاجة إلى تأطير أفضل للعالقة التعاقدية بين الجماعات وشركات النقل الحضري
أبرزت دراسة البنود التعاقدية المنصوص عليها في عقود التدبير المفوض واالمتياز المبرمة بين الجماعات وشركات النقل
الحضري غياب التنصيص على مجموعة من العناصر الضرورية لضمان تأطير أفضل للعالقة التعاقدية بين الطرفين،
وبالتالي ضمان خدمة ذات جودة أعلى .في هذا الصدد ،تبين عدم توضيح وتدقيق الخصائص التقنية للحافالت المخصصة
للمرفق ،واالكتفاء باإلشارة إلى وجوب استجابة هذه الحافالت للمواصفات التقنية المعمول بها ،باإلضافة إلى غياب التنصيص
على م سطرة لتسلم الحافالت للتأكد من مطابقتها للمواصفات التعاقدية مع توثيق عملية التسلم في محاضر توقعها األطراف
المعنية .كما أن االتفاقيات المبرمة ال تتضمن مقتضيات تروم مالءمة الجدول الزمني للخدمة مع حاجيات مستعملي الحافالت
(مواقيت العمل اإلداري ومواقيت التعليم و الدراسة الجامعية) ،إذ ال تحدد البنود التعاقدية مواقيت خدمة النقل الحضري وال
تحدد أيضا شروط األمن والراحة والولوج واالنضباط في المواعيد باالعتماد على مؤشرات أداء لقياس جودة الخدمة المقدمة
وكذا التدابير التي يتعين على المفوض إليه اتخاذها لتحقيق هذه األهداف.
وقد أكدت وزارة الداخلية أنها ب صدد تحيين نموذج عقد التدبير المفوض المتعلق بالنقل الحضري عبر الحافالت ،من
خالل تعديل بعض مقتضياته وإضافة مقتضيات جديدة ،من أهمها التنصيص على مجموعة من العقوبات المطبقة في
حالة عدم وفاء المفوض إليه بالتزاماته ،وضرورة إعداد مخطط أعمال الصيانة من أجل الحفاظ على األسطول وإطالة
مدة استغالله وضمان جودة في تقديم الخدمة ،ووضع نظام لتحديد الموقع الجغرافي للحافالت يسمح بمعلومات دقيقة
عن المستخدمين في المحطات.
الحاجة إلى مالءمة عرض النقل عبر الحافالت مع الطلب
حددت المعايير الدولية الحد األدنى للعرض المتعلق بالنقل العمومي عبر الحافالت الواجب توفيره في حافلة واحدة لكل 2000
نسمة .غير أن تقييم هذا المؤشر على مستوى التجمعات الحضرية أظهر نسبة منخفضة مقارنة بالمعدل الموصى به بحيث
تتراوح نسبة عدد الحافالت لكل ألف نسمة في المدن الكبرى ما بين %9,74كحد أدنى بمدينة مراكش و %17,06كحد أقصى
بمدينة تطوان.
وجوب تحقيق التكامل بين شبكة حافالت النقل وسيارات األجرة الكبيرة
تبلغ نسبة التنقالت الحضرية بواسطة حافالت النقل الحضري %8,55من نسبة التنقالت التي يستخدمها السكان النشيطون
للوصول إلى مقرات عملهم ،فيما بلغت نسبة التنقالت باستخدام سيارات األجرة ،%12,33ونسبة النقل الخاص بالمستخدمين
.%6,6لذلك فإن نسبة التنقالت الحضرية باستخدام سيارات األجرة الكبيرة ووسائل النقل الخاصة بالمستخدمين تبقى مرتفعة
مقارنة مع النقل عبر الحافالت.
2807 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما تجدر اإلشارة إلى أنه بالرغم من تخصيص سيارات األجرة الكبيرة لخدمة التنقل بين المدن ،فإن هذه األخيرة تنشط داخل
المجال الحضري على مستوى غالبية المدن الكبرى .وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن عدم وجود نظام للنقل يهدف إلى
تحقيق التكامل وخلق التبادل بين مختلف وسائل النقل من شأنه أن يقلل من جاذبية وكفاءة منظومة النقل العمومي بالحافالت.
الحرص على اتخاذ التدابير الالزمة من أجل تنزيل البرامج االستثمارية الواردة في عقود التدبير المفوض
أبرزت مراقبة المجالس الجهوية للحسابات لمدى تنفيذ البرامج االستثمارية ،ضعف االستثمارات المنجزة من طرف الشركات
المفوض لها وعدم وفاءها بااللتزامات التعاقدية فيما يخص توفير عدد الحافالت المتعاقد بشأنها وإنجاز البنيات التحتية
المبرمجة واحترام الجدولة الزمنية لالستثمارات ،مما يخل بالتوازن االقتصادي والمالي التفاقية التدبير المفوض ويؤثر على
السير العادي للخدمة ،خاصة أمام الطلبات المتزايدة للمواطنين من أجل الرفع من جودة الخدمات المقدمة.
وجوب تحسين نظام تتبع وتقييم خدمات النقل الحضري بالحافالت
ينص دفتر التحمالت النموذجي المتعلق بالتدبير المفوض لخدمة النقل بواسطة الحافالت الذي وضعته وزارة الداخلية ،وكذلك
العقود المبرمة مع الجهات المفوض لها تدبير المرفق ،على إنشاء مصلحة دائمة للمراقبة ولجنة التتبع .وفي هذا السياق ،تبين
غياب هذه الهياكل أو التأخر في إحداثها في بعض الحاالت ،كما هو الشأن بكل من الناظور وسطات ،حيث لم تقم السلطات
المفوضة بإحداث المصالح الدائمة للمراقبة من أجل تتبع تنفيذ اتفاقيات التدبير المفوض المتعلق بالنقل الحضري بواسطة
الحافالت وذلك خالفا للمقتضيات التعاقدية .كما عرف تفعيل هذه اآلليات بجماعة خنيفرة تأخرا كبيرا إذ لم تقم السلطة المفوضة
بإحداث مصلحة للمراقبة وتعيين رئيس لها إال بتاريخ 11ماي ،2017أي بعد مضي 6سنوات وأربعة أشهر من تاريخ بداية
عقد التدبير المفوض ،كما لم تتم المصادقة على القانون الداخلي المنظم لعمل لجنة التتبع إال بتاريخ 09يونيو 2014أي بعد
3سنوات و 6أشهر من بداية استغالل شبكة النقل الحضري بواسطة الحافالت.
كما أن هناك نقائص مرتبطة بقدرة المصالح الدائمة للمراقبة ولجان التتبع على ممارسة صالحياتها ،وال سيما فيما يتعلق
بتحديد االختصاصات المناطة بهذه الهياكل وتوفير الموارد البشرية الالزمة ،ووضع القوانين الداخلية المنظمة لعملها ،فضال
عن المساطر التنفيذية والدالئل الكفيلة بإضفاء الطابع الرسمي على تدبيرها.
وتنعكس هذه النقائص المرتبطة بعمل هذه الهيئات على أداء مهام التتبع والمراقبة المنوطة بها وكذا على تنفيذ البنود التعاقدية
للتدبير المفوض ،وهو ما يتضح من خالل عدم احترام برامج االستثمار التعاقدية المتفق عليها مع بعض الشركات المفوض
إليها تدبير القطاع كما هو الحال بالنسبة لبعض الشركات المفوض إليها تدبير النقل على مستوى فاس والدار البيضاء ومراكش.
وفي نفس السياق ،ينص البند 16من العقد النموذجي الخاص بالتدبير المفوض والمتعلق بجودة الخدمة على أن الجهة المفوض
إليها تتعهد بتقديم خدمة النقل العمومي الحضري في ظل شروط السالمة الالزمة والراحة وسهولة الولوج واالنتظام وااللتزام
بالمواعيد .ومع ذلك ،وباستثناء عقود التدبير المفوض المبرمة من طرف مؤسستي التعاون بين الجماعات "البيضاء"
و"العاصمة" ،فإن باقي عقود التدبير المفوض واالمتياز األخرى ال تحدد بالدقة الالزمة جودة الخدمة المطلوبة وال مؤشرات
األداء المالئمة .ذلك أن هذه العقود تقتصر على التنصيص على ضرورة وضع مجموعة من المؤشرات المتعلقة بالجودة التي
يجب تحديدها باالتفاق المشترك مع الطرف المفوض (االنتظام في المواعيد واحترام وتيرة المرور والنظافة) ،ولكن دون أن
تعتمد على معايير محددة تمكن من تعريف دقيق لهذه المؤشرات.
وقد أوضحت وزارة الداخلية أنه ،من أجل تحسين نظام التتبع وتقييم خدمات النقل الحضري ،نصت العقود المبرمة
في السنوات األخيرة ،باإلضافة إلى النموذج الذي يتم تحيينه على ضرورة اعتماد المفوض إليه لنظام عصري آلالت
صرف التذاكر تستجيب لحاجيات السلطة المفوضة على مستوى التتبع والمراقبة ،من خالل توفير هندسة ممركزة
تمكن ا لسلطة المفوضة من تفحص واستغالل المعطيات ،وخاصة في مجال البيع .كما أن هيئات المراقبة والتتبع
(المصلحة الدائمة ولجنة التتبع) تحظى بأهمية بالغة في العقود الجديدة ،حيث أن السلطات المفوضة والمفوض إليه
مدعوون إلى احترام البنود المتعلقة بتكاليف الدراسات والمراقبة .ومن أجل تعزيز هذا الجانب تم العمل على برمجة
العديد من الدورات التكوينية ،كما تمت جدولة برامج لتعزيز الموارد البشرية داخل المصالح الدائمة.
وبناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات السلطات المفوضة لخدمة النقل الحضري على ضرورة تحسين
ممارستها في مجال التدبير المفوض من خالل:
إعداد عقود التدبير المفوض اعتمادا على دراسات إعادة هيكلة وتطوير شبكة النقل العمومي التي تمكن من -
تحليل العرض والطلب الخاص بكل خط من خطوط الشبكة مع مراعاة تكامل مختلف وسائل النقل العمومي
فيما بينها وكذا تطور الحاجيات المستقبلية؛
وضع رهن إشارة هيئات المراقبة والتتبع (المصلحة الدائمة ولجنة التتبع) الموارد البشرية الكافية -
والمختصة وكذا أدوات المراقبة الحديثة ،وال سيما األنظمة المعلوماتية الجغرافية المساعدة على االستغالل؛
تحديد نظام تقييم جودة الخدمة المتعاقد بشأنها من خالل وضع مؤشرات أداء مالئمة ،تستند أساسا على رضا -
المرتفق بخصوص الخدمة المقدمة ،ال سيما في جوانبها المتعلقة بعرض الخدمة ،وولوج األشخاص ذوي
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2808
االحتياجات الخاصة ،وتزويد المرتفق بالمعلومات الضرورية ،وتردد الحافالت ،والمدة الزمنية للمسافات
المقطوعة ،واحترام المواعيد ،والنظافة ،وكيفية التعامل مع المرتفقين ،والراحة ،والسالمة واألثر البيئي.
تمويل قطاع التنقالت الحضرية
يتم تمويل قطاع التنقالت الحضرية باالعتماد على مجموعة من المصادر تشمل مداخيل التذاكر ،الموارد الخاصة للجماعات
الترابية أو الممنوحة عن طريق االقتراض وكذا دعم الدولة المقدم في إطار اتفاقيات الشراكة .في هذا اإلطار ،تم ،بموجب
المادة 19من قانون المالية رقم 43-06لسنة ،2007إحداث الحساب الخصوصي للخزينة المسمى "صندوق مواكبة
إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن" من أجل مواكبة ورش إصالح النقل الحضري .وقد تدخل هذا
الصندوق ،خالل الفترة الممتدة بين 2007و ،2014بشكل خاص لتغطية التعويضات المتعلقة ببطاقات االشتراك الخاصة
بالنقل المدرسي ،ولتقديم منح تجديد أسطول سيارات األجرة ولتمويل الدراسات المتعلقة بالتنقالت الحضرية .كما أتاح هذا
الصندوق ،بعد تعديل نفقاته بموجب قانون المالية لسنة ،2014دعم تنفيذ مشاريع وسائل النقل العمومي في مدار خاص
وتخفيف الصعوبات المالية الهيكلية التي تواجهها شركات استغالل شبكتي الطرامواي في الرباط -سال والدار البيضاء .وقد
بلغ مجموع الموارد المالية التي تم تخصيصها من الميزانية العامة والحساب الخصوصي المتعلق بالضريبة على القيمة
المضافة لهذا الصندوق منذ إحداثه حوالي 14,52مليار درهم ،صرف منها ما يناهز 11,68مليار درهم خالل الفترة الممتدة
من 2008إلى . 2021لكن ،وبالرغم من الجهود المبذولة ،ال يزال تمويل قطاع التنقالت الحضرية يواجه معيقات تنظيمية
وتحديات على مستوى تنويع مصادره واستدامتها.
ضرورة وضع استراتيجية خاصة بتمويل قطاع التنقالت الحضرية
يتطلب قطاع التنقالت الحضرية تعبئة موارد مالية هامة ومتزايدة باستمرار .فعلى سبيل المثال ،يصل المبلغ اإلجمالي لتنفيذ
البرامج االثنتي عشرة ( )12التي أوصى بها مخطط التنقالت الحضرية لمدينة فاس إلى 13,5مليار درهم ،كما تبلغ قيمة
برنامج عمل مخطط التنقالت الحضرية لمدينة مراكش 4,25مليار درهم ،في حين ناهز الغالف المالي اإلجمالي للمشاريع
التي أوصى بها مخطط التنقالت الحضرية لمدينة الجديدة ما قدره 1,23مليار درهم.
في هذا اإلطار ،الحظ المجلس غياب رؤية موحدة بين مختلف األطراف المعنية من أجل وضع سياسة تمويل مالئمة ومستدامة
لقطاع التنقالت الحضرية واعتماد استراتيجية مبتكرة لضمان تمويل مناسب ومستقر لتلبية االحتياجات المحددة من خالل
دراسات الجدوى.
ضرورة احترام االلتزامات المالية لتمويل صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين
المدن
تميزت الفترة الممتدة ما بين 2014و 2016بعدم قدرة الحساب الخصوصي للخزينة المتعلق بالضريبة على القيمة المضافة
على احترام التزاماته المالية بموجب مذكرة التفاهم الخاصة بتمويل مشاريع النقل عبر الطرامواي أو بكل وسيلة نقل جماعي
حضري كيفما كان نوعها .ليتم تبعا لذلك ،توقيع ملحق تعديلي لمذكرة التفاهم في سنة 2017إلعادة جدولة االلتزامات المالية
بطريقة تخول زيادة تدريجية في المساهمات.
إال أنه ،وبالرغم من إعادة جدولة االلتزامات المالية سالفة الذكر ،فإن االعتمادات المخصصة من الحساب الخصوصي للخزينة
المتعلق بالضريبة على القيمة المضافة لم تتعدَّ ما يعادل 1200مليون درهم ،خالل الفترة ،2021-2019والتي همت جميع
النفقات المبرمجة في صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن والمتضمنة لنفقات النقل الحضري
بواسطة الحافالت والنقل بواسطة سيارات األجرة من الدرجة األولى والنقل بواسطة سيارات األجرة من الدرجة الثانية والنقل
بواسطة الطراموي وبكل وسيلة نقل جماعي حضري كيفما كان نوعها ،في حين حددت مساهمته المخصصة فقط لتمويل
مشاريع النقل عبر الطرامواي أو النقل العمومي الحضري عن نفس الفترة في 2900مليون درهم وفق مذكرة التفاهم.
وجوب تطوير القدرة التمويلية لصندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن
يبين تحليل التوزيع الترابي لتمويالت صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن تمركز هاته
األخيرة على مستوى التجمعات الحضرية الكبرى ،بحيث تستأثر التجمعات الحضرية للدار البيضاء والرباط -سال بما يناهز
%98من الميزانية المخصصة لتمويل المشاريع المتعلقة بوسائل النقل العمومي في مدار خاص ،موزعة ما بين %75,8
بالنسبة للتجمع الحضري للدار البيضاء و %21,8بالنسبة لنظيره بالرباط -سال .في حين استفاد تجمعا أكادير ومراكش على
التوالي بنسبة %2و %0,4من ميزانية الصندوق المذكور.
وتجب اإلشارة إلى أنه ،من بين مجموع موارد صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن المقدرة
بحوالي 20مليار درهم بحلول سنة ،2027بلغ مجموع االعتمادات الملتزمة بها إلى غاية متم سنة ،2021ما مجموعه
12,05مليار درهم والتي خصصت باألساس إلى المشاريع الهيكلية في مجال النقل العمومي على مستوى مدينتي الدار
البيضاء والرباط ،مما يقلص من قدرة هذا الصندوق على تمويل مشاريع هيكلية في مدن أخرى ،بحيث ال تسمح الموارد
الحالية المتاحة ببرمجة أكثر من مشروع أو مشروعين ذات حجم متوسط.
2809 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وقد أكدت وزارة الداخلية أن الرؤية الوطنية للتنقالت الحضرية بحلول عام 2030أوصت بضرورة الحفاظ وتعزيز
تمويل الدولة عن طريق "صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط بين المدن" حتى يتم تدارك
النقص الذي مازال يعرفه تمويل هذا القطاع الحيوي.
الحاجة إلى تجاوز بعض اإلكراهات التنظيمية لصندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط
بين المدن
عرف تمويل المشاريع الهيكلية في مجال النقل الحضري عبر آلية صندوق مواكبة إصالحات النقل الطرقي الحضري والرابط
بين المدن ،مواجهة معيقات قانونية وتنظيمية ،لكون الطبيعة القانونية للصندوق المذكور (حساب خصوصي للخزينة) ال تخول
له المساهمة في رأس مال شركات التنمية المحلية المكلفة بتطوير مشاريع التنقالت الحضرية.
وفضال عن ذلك ،لم يحدد قانون المالية المؤسس لهذا الصندوق طبيعة مساهمته ،وهو الشيء الذي جعل التسجيل المحاسبي
لهذه المساهمات بالنسبة لشركات التنمية المحلية تختلف من مؤسسة ألخرى ما بين اعتبارها إعانة استثمار أو تسجيلها في
الحساب الجاري للشريك.
الحاجة إلى تنويع مصادر التمويل
يستوجب قطاع التنقالت الحضرية تعبئة تمويالت ضخمة لتغطية كلفة االستثمار األولي ومصاريف االستغالل والصيانة وتلك
المتعلقة بتجديد البنية التحتية .ومع ذلك ،فإن تمويل هذا القطاع ال يزال يعتمد على موارد ميزانية الدولة ،خاصة في ظل
محدودية القدرات المالية للجماعات الترابية.
وإدراكا لهذه اإلشكاليات ،أوصت االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية بدراسة مصادر تمويل إضافية من خالل إشراك
المستفيدين من البنيا ت التحتية المتعلقة بالنقل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،أو من خالل تطوير الشراكات بين القطاعين
العام والخاص .ومع ذلك ،ال تزال تعبئة مصادر تمويل إضافية لقطاع النقل الحضري محدودة ،كما لم يتمكن ،بعد ،القطاع
من جذب مستثمري القطاع الخاص في ظل غياب تدابير تحفيزية تساعد الشركات على تحمل جميع المخاطر خاصة المخاطر
التجارية المرتبطة بتمويل المشاريع الهيكلية الضخمة .وتجدر اإلشارة ،في هذا اإلطار إلى أهمية العمل على تنويع الخدمات
المقدمة من أجل استهداف مستعملين جدد ،مثل نقل الموظفين والنقل المدرسي والجامعي والنقل الجماعي لألفراد.
وبناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي:
اعتماد سياسة تمويل لقطاع التنقالت الحضرية تتيح آليات تمويل مناسبة ومستدامة وتنفتح على موارد مالية -
إضافية؛
وضع إطار مؤسساتي وتنظيمي يعزز تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال التنقالت
الحضرية.
الوكاالت الحضرية:
الحاجة إلى إصالح شامل من أجل تموقع جديد لهذه المؤسسات
تعد الوكاالت الحضرية آلية مؤسساتية وأداة من أدوات التخطيط والتدبير الحضري التي اعتمدتها بالدنا ،بغية مواجهة
التحديات الديموغرافية والعمرانية والتوسعات المجالية للمدن وإطار االستثمار.
وتضم شبكة الوكاالت الحضرية 30وكالة تم إنشاؤها تدريجيا خالل الفترة الممتدة ما بين سنتي 1984و .2013وتخضع
هذه المؤسسات العمومية التي تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي لوصاية القطاع الحكومي المكلف بالتعمير وإعداد
التراب الوطني .يدير الوكاالت مجلس إدارة ويدبر شؤونها مدير ،باستثناء الوكالة الحضرية للدار البيضاء التي يرأسها عامل
وتخضع لوصاية وزارة الداخلية.
وقد بلغت الميزانية اإلجمالية للوكاالت الحضرية التسعة والعشرين الخاضعة لوصاية القطاع الحكومي المكلف بالتعمير حوالي
مليار درهم برسم السنة المالية ،2020بما في ذلك اإلعانة المبرمجة من ميزانية الدولة والتي قدرها 946مليون درهم ،منها
600مليون درهم تم تحويلها لفائدة 29وكالة حضرية ( 470مليون درهم تخص التسيير و 130مليون درهم تخص
االستثمار) .أما بالنسبة للوكالة الحضرية للدار البيضاء ،فقد بلغت ميزانيتها اإلجمالية 525,5مليون درهم برسم نفس السنة
المالية ،منها إعانة قدرها 54مليون درهم.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2810
وخالل سنة ،2020بلغ عدد العاملين بهذه المؤسسات 1.982مستخدما .وفيما يخص التخطيط الحضري ،بلغ متوسط إنتاج
الوكاالت الحضرية لوثائق التعمير ،حوالي 120وثيقة في السنة .أما فيما يتعلق بالتسيير الحضري ،فتتم معالجة متوسط يقدر
بما مجموعه 100.000ملف سنويا ،تتعلق 80.000منها بالمشاريع الصغيرة ( %80من مجمل الملفات السنوية).
وعلى الرغم من مساهمتها في التطور المهم الذي حققته بالدنا في مجالي التعمير وإعداد التراب ومراكمتها لخبرة تتجاوز
30سنة ،ال زالت ممارسة الوكاالت الحضرية لمهامها تتسم بمجموعة من أوجه القصور في ظل بيئة تعرف تدخل العديد من
الفاعلين وتتداخل فيها رهانات مهمة ذات ارتباط وثيق بالتنمية الحضرية والتحديات االجتماعية واالقتصادية والبيئية.
وتنضاف إلى ذلك التحديات الناشئة عن اإلصالحات والتوجهات الجديدة (الجهوية المتقدمة ،النموذج التنموي الجديد ،إلخ)
وتحديات التعمير التي تفرض الحاجة إلى إعادة التفكير في طرق تدبير القضايا المتعلقة بالتنمية الحضرية.
وقد تناولت هذه المهمة ،التي أنجزت من طرف المجلس األعلى للحسابات بشراكة مع المجالس الجهوية للحسابات ،تقييم مهام
الوكاالت الح ضرية وآليات حكامتها وموارده المالية والبشرية ،باإلضافة إلى مكانة هذه الوكاالت وتموقعها وقدرتها على
االستجابة للتحديات الترابية الجديدة.
أوال .تقييم مهام الوكاالت الحضرية
إكراهات في ممارسة الوكاالت الحضرية الختصاصها المتعلق بالتخطيط الحضري
تقوم الوكاالت الحضرية بدور مهم في اإلشراف على عمليات التمدن والتنمية الترابية باعتبارها شريكا تقنيا للفاعلين المحليين.
وقد مكنت الجهود التي تبذلها هذه المؤسسات قصد تغطية التراب الوطني بوثائق التعمير ،من إنتاج أكثر من 700وثيقة
تخطيط بين سنتي 2016و ،2021ويتعلق الجزء الرئيسي منها بتصاميم تهيئة ،مما رفع معدل التغطية الوطنية من %68في
سنة 2016إلى %85في سنة .2021
وتواجه الوكاالت الحضرية في قيامها بالدور المتعلق بإعداد وثائق التعمير ،العديد من المعيقات المرتبطة ،من جهة ،ببطء
اإلجراءات وتعقيدها وبتعدد الفاعلين المتدخلين في العملية وكذا صعوبة الوصول إلى المعلومة ،ومن جهة أخرى ،بنقص
مواردها المالية والبشرية ،ال سيما فيما يخص بعض الكفاءات المتخصصة واإلكراهات المرتبطة بحدود اختصاصها الترابي.
وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن التخطيط الحضري ال يخضع في كثير من األحيان لمنطق متناسق ،وأن إعداد وثائق
التعمير ال يحترم منطقا تراتبيا انطالقا من المخططات الجهوية والتوجيهية إلى التصاميم الخاصة .وهو ما يثير إشكالية تناسب
المجال المعتمد للتخطيط ،والذي يظل مقيدا باالختصاص الترابي للوكاالت الحضرية.
باإلضافة إلى ذلك ،تم تسجي ل تأخير في إعداد وثائق التعمير .فبالنسبة إلى األهداف التي حددها القطاع الوزاري المكلف
بالتعمير ،وال سيما مدة ثالث ( )3سنوات للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية وسنة ونصف لتصاميم التهيئة وسنة واحدة
لتصميم نمو التكتالت العمرانية القروية ،فإن متوسط المدة الالزمة إلعداد الوثائق المذكورة يصل أحيانا إلى سبع ( )7سنوات
بالنسبة للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ،وخمس ( )5سنوات بالنسبة لتصاميم التهيئة وأربع سنوات ونصف فيما يخص
تصميم نمو التكتالت العمرانية القروية.
وفي هذا السياق ،فإن مكاتب الدراسات التقنية التي تكلفها الوكاالت الحضرية بإعداد وثائق التعمير ،تلتزم بآجال تعاقدية
قصيرة وغير واقعية في كثير من األحيان بالنظر لإلكراهات التي تواجهها فيما يتعلق بجمع وتوفر المعلومات والبيانات التي
تخص مصالح أخرى ،باإلضافة إلى عدم وضوح المواعيد النهائية للمراحل األخرى من الدراسات .وفي بعض األحيان،
تتسبب معيقات إجرائية داخلية أخرى ،على مستوى الوكاالت الحضرية ،في تأخير أو حتى عدم إتمام تلك الدراسات.
الحاجة إلى تقييم وثائق التعمير وإضفاء مزيد من المرونة على مقتضياتها
تفتقد مقتضيات وثائق التعمير إلى المرونة الالزمة مما يحول دون قابليتها للتكيف مع الديناميات الجديدة والتعامل مع القضايا
والخصوصيات الترابية والتطورات المستجدة .ويعود هذا األمر إلى أن قواعد تهيئة كل قطاع ،واألحكام التي تنطبق عليها،
ال توفر هامشا للمرونة .ويعزز هذا المنحى أن الوثائق المذكورة تجمد أحكام التعمير لفترة طويلة تتجاوز 10سنوات وال
يمكن مراجعتها إال وفقا لإلجراءات ذاتها المتبعة لدى إعدادها.
كذلك ،حث القطاع المكلف بالتعمير الوكاالت الحضرية ،من خالل المنشور الوزاري رقم 4463بتاريخ 27ماي ،2014
على تقييم إعداد وثائق التعمير وإطالق طلبات عروض متعلقة بتعديل أو مراجعة وثائق التعمير سنتين على األقل قبل انقضاء
إعالن المنفعة العامة المتعلقة بتصميم نمو التكتالت العمرانية القروية وتصاميم التهيئة ،إال أن التقييم المذكور ال يتم من قبل
الوكاالت الحضرية إال بمناسبة اعتماد تصميم تهيئة جديد ،من خالل دمج تقييم الوثيقة القديمة في عقد الدراسات المتعلق
بتصميم التهيئة الجديد.
ويعد هذا الوضع من العوامل التي تحد من قدرة الوكاالت الحضرية على اقتراح رؤية استراتيجية متكاملة للتنمية الترابية
بشكل عام ويجعل وثائق التعمير في بعض األحيان غير متوافقة مع الواقع المحلي.
2811 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
الحاجة إلى مالءمة دور الوكاالت الحضرية وإلى إرساء توازن جديد في ممارستها للمهام المنوطة بها
يجدر التأكيد ،فيما يتعلق بالتدبير الحضري ،على أهمية التقيد ب "الرأي الملزم'' الذي تبديه الوكاالت الحضرية عند تقديم
طلبات الحصول على الرخص ،والتي يمنحها ،بموجب القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات (ال سيما المادة
101منه) ،موقعا راجحا من حيث المشاركة في إصدار رخص البناء والتجزيء ،وكذا طبقا لمقتضيات المادة 35من المرسوم
رقم 2.13.424الصادر في 24ماي 2013بالموافقة على ضابط البناء العام.
وقد مكنت الجهود المبذولة من طرف الوكاالت الحضرية خالل الفترة ،2021-2015من دراسة 100.000ملف سنويا،
%80منها تخص مشاريع صغيرة.
وفي هذا اإلطار ،فإن مهمة التدبير الحضري تمثل جزءا هاما من نشاط الوكاالت الحضرية وتتطلب تعبئة عدد كبير من
مواردها البشرية ( %35منهم مكلفون بهذه المهمة) .كما أن الجهود المبذولة في دراسة ملفات طلبات الترخيص موجهة بشكل
أساسي نحو المشاريع الصغيرة على حساب المهام االستراتيجية األخرى للوكاالت ،وال سيما مهمة التخطيط.
وتجدر اإلشارة كذلك إلى إشكالية عدم احترام اآلجال التنظيمية لدراسة الملفات على الرغم من تعميم منصة "رخص" منذ
سنة 2020وكذا تجاوز بعض رؤساء الجماعات أحيانا آلراء الوكاالت الحضرية .أما فيما يتعلق بالمشاريع الكبيرة المهيكلة،
فال تتوفر الوكاالت الحضرية على إطار واضح يحدد طبيعة تدخلها ،وال على نظام مرجعي متجانس لدراسة هذا النوع من
المشاريع.
في هذا الصدد ،أكدت وزارة الداخلية أنه على إثر اعتماد ورش التدبير الالمادي لرخص التعمير والرخص ذات
الطابع االقتصادي ،فإن المنصة الرقمية التفاعلية الموحدة "رخص" تضمن عدم إمكانية التوقيع اإللكتروني على
الرخص التي سبق وأن أبدت الوكالة الحضرية رأيها بالرفض بخصوص ملفاتها ،وهو ما من شأنه التحكم في أي
تجاوزات والحيلولة دون حدوثها.
أما بشأن المشاريع االستثمارية الكبيرة المهيكلة ،فقد أوضحت وزارة الداخلية أنه " تتم إحالة ملفاتها التي تم إيداعها
بالمراكز الجهوية لالستثمار والتي حظيت بموافقة اللجنة الجهوية الموحدة لالستثمار على المنصة الرقمية لمعالجة
رخص التعمير ،عن طريق رابط رقمي تم تطويره من طرف مصالح الوزارة بين منصتي "رخص" و"Cri-
،"Investقصد تمكين أصحاب هذه المشاريع من استكمال المساطر المتعلقة بأداء الجبايات المحلية واستصدار
الرخص إلكترونيا.
كما أشارت وزارة الداخلية أنه أصبح بإمكان الوكاالت الحضرية" الحصول على رخص البناء والوثائق المتعلقة بها
المسلمة عبر المنصة الرقمية "رخص" ،من خالل حسابات مستخدميها بالمنصة ،وذلك دون الحاجة إلى إرسالها إليها
من طرف الجماعات المعنية بطريقة مادية".
الحاجة إلى تعزيز فعالية دور الوكاالت في مراقبة عمليات التعمير
ال تقوم العديد من الوكاالت بأداء مهمة المراقبة المنوطة بها بشكل فعال ،وذلك بسبب نقص الموارد البشرية وهيمنة مهمة
التدبير الحضري على حساب المهام األخرى للوكاالت .وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة الى أن الموارد البشرية المخصصة
لمهمة المراقبة تمثل حوالي %5من إجمالي مستخدمي الوكاالت (أي حوالي 107من إجمالي 1.982مستخدما).
وتقتصر مهمة المراقبة الممارسة من طرف الوكاالت الحضرية ،طبقا للترسانة القانونية الحالية )ال سيما القانون رقم 12.66
المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في ميدان التعمير والبناء) على إحالة المخالفات على المراقبين التابعين للسلطة المحلية
الذين يتوفرون على الصفة الضبطية .غير أنه ال يتم إبالغ الوكاالت بمآل الملفات المحالة في هذا اإلطار على السلطة المحلية
(حفظ وتصحيح المخالفات والمتابعات القانونية وعمليات الهدم ،والعقوبات وما إلى ذلك).
إضافة إلى ما سبق ،وباستثناء بعض الوكاالت ،وال سيما الوكالتين الحضريتين للدار البيضاء وتطوان ،فإن استخدام الحلول
الرقمية والتقنيات الحديثة (المراقبة بواسطة الطائرات بدون طيار ،على سبيل المثال) ،لتحسين المراقبة ال يزال محدودا.
ينضاف إلى ذلك غياب منصة معلومات مشتركة بين مختلف الفاعلين المحليين تهم مراقبة عمليات التعمير والتي تسمح برصد
شامل لكل عمليات المراقبة.
أشارت وزارة الداخلية إلى أنه تم استصدار دورية مشتركة جديدة (الداخلية-التعمير) تحت رقم 7.22بتاريخ 27يوليو
،2022بشأن اقتراح تعيين مراقبين في مجال التعمير وتنسيق وتتبع عمليات المراقبة ،ترمي ،أساسا ،إلى اقتراح
تعيين مراقبين في مجال التعمير والبناء تابعين للوالي أو العامل أو للمفتشيات الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية
وإعداد التراب؛ وتوضيح كيفية تنزيل منظومة مراقبة وزجر المخالفات المرتكبة في مجال التعمير والبناء وتوحيد
منهجية إعمالها؛ وإرساء منظومة رقمية مندمجة لكيفية إعمال وتنسيق وتتبع عمليات المراقبة؛ والتنسيق مع مصالح
الجماعات داخل النفوذ الترابي للعمالة أو اإلقليم قصد العمل على تمكين مراقبي التعمير من الرخص واألذون فور
تسليمها ،مع تمكينهم من حسابات فردية عبر المنصة الرقمية رخص قصد االطالع على الوثائق والمستندات (الرخص
واألذون ،التصاميم ،صور الموقع الجغرافي للمشروع )... ،المتعلقة بالمشاريع المرخصة داخل دائرة اختصاصهم.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2812
أهمية استناد مهمة الدعم التقني المقدم من طرف الوكاالت إلى إطار مرجعي وتعاقدي كاف
فيما يتعلق بالدعم التقني المقدم من الوكاالت لفائدة الشركاء المحليين ،وال سيما الدعم في إعداد الدراسات التقنية والحضرية
والمساعدة في إعداد الشروط المرجعية ودفاتر التحمالت الخاصة للدراسات لفائدة العديد من الشركاء ،فإن اإلطار المرجعي
لممارسة هذه المهمة اليزال غير واضح ،فضال على أن الممارسات المعتمدة من طرف الوكاالت في هذا المجال تظل متباينة.
وفي هذا السياق ،فإن مهام الدعم التي قامت بها الوكاالت وفق عقود أو اتفاقيات تظل محدودة ،حيث إن %37منها فقط تمت
بموجب اتفاقية خالل الفترة الممتدة من 2015إلى يونيو .2021وهكذا ،فإن ثلثي الدعم التقني المقدم من الوكاالت يتم تنفيذه
عمليًّا خارج أي إطار تعاقدي أو اتفاقي يحدد شروط والتزامات األطراف المعنية ،كما ال يدر أي مداخيل لصالح الوكاالت
على الرغم من تعبئتها لموارد مهمة لهذا الغرض.
ثانيا .حكامة الوكاالت الحضرية ومواردها البشرية والمالية
الحاجة إلى تعزيز حكامة الوكاالت لخلق قيمة مضافة
ال يتماشى تكوين مجلس إدارة الوكاالت ،من حيث العدد والصفة ،مع الممارسات الجيدة في حكامة المؤسسات العمومية ،مما
يؤثر على مساهمته في خلق قيمة مضافة لعمل هذه المؤسسات.
فمن حيث العدد ،تضم هذه المجالس اإلدارية في أغلب األحيان أكثر من 30عضوا ،بينما يوصي الميثاق المغربي للممارسات
الجيدة لحكامة المؤسسات والمقاوالت العمومية بأن ال يتعدى هذا العدد 12عضوا في المتوسط .ويؤثر هذا العدد الكبير سلبا
على انتظام اجتماعاتها ،مما يؤدي إلى التأخر في المصادقة على ميزانيات الوكاالت مع ما يترتب عن ذلك من تداعيات سلبية
على أداءها.
فضال عن ذلك ،لم يتم إحداث لجان مختصة منبثقة عن مجلس اإلدارة .ولئن شكلت الوكالة الحضرية للجديدة االستثناء بإحداثها
ثالث لجان سنة ،2014فإن تلك اللجان ظلت تقريبا غير مفعلة.
س جلت حاالت تأخير في تحديث الهياكل التنظيمية للوكاالت من قبل الوزارة الوصية ،على الرغم من أن باإلضافة إلى ذلكُ ،
هذه الهياكل لم تعد تتماشى وممارسة الوكاالت لمهامها .وتجدر اإلشارة إلى أن الوزارة الوصية قد قامت ،منذ سنة ،2006
بوضع دليل لإلجراءات اإلدارية والتنظيمية ضم هيكال تنظيميا موحدا دون أن يتم العمل به.
وتنكب الوزارة منذ نهاية 2021على إجراء دراسة تهم مخططا لالمركزية ينص على مراجعة مهام الوكاالت والهياكل
التنظيمية الخاصة بها وكذلك إعادة تموقعها ،ال سيما فيما يخص عالقتها مع المفتشيات الجهوية للوزارة وباقي الفاعلين
المحليين.
أهمية تطوير الموارد المالية للوكاالت الحضرية
ارتفعت الميزانية اإلجمالية للوكاالت التسعة والعشرين الخاضعة لوصاية القطاع المكلف بالتعمير خالل الفترة 2020-2015
من 1.005,90مليون درهم إلى 1.036,90مليون درهم .أما بالنسبة للوكالة الحضرية للدار البيضاء ،فقد انخفضت ميزانيتها
اإلجمالية من 727,7مليون درهم إلى 525,5مليون درهم خالل الفترة نفسها .وعلى الرغم من أن قانون إحداث الوكاالت
ينص على إمكانية تحصيل مجموعة من المداخيل ،فإن مواردها تتكون أساسا من دعم الدولة وتهدف بشكل أساسي إلى تغطية
نفقات التسيير.
وهكذا ،فإن الموارد الذاتية للوكاالت ال تزال ضعيفة ،كما تظل المجهودات المبذولة بهدف تحصيل المبالغ الباقي استخالصها
محدودة ،حيث بلغ الباقي استخالصه نهاية 2021ما مجموعه 89مليون درهم.
الحاجة إلى تعزيز قدرة الوكاالت الحضرية على جذب الكفاءات
يعد النظام األساسي لمستخدمي الوكاالت ،والذي لم تتم مراجعته منذ ثمانينيات القرن الماضي ،غير محفز لمواردها البشرية
وغير قادر على جذب األطر ذات التخصصات التي تحتاجها الوكاالت .ويتجسد ذلك من خالل المعدل المرتفع لمغادرة
الكفاءات التقنية لمناصبهم والوتيرة التنازلية لعدد مستخدمي الوكاالت اعتبارا من سنة ،2019مما تسبب في فقدان الخبرات
المتراكمة ،خاصة وأن الوكاالت ال تتوفر إال على عدد محدود من الكفاءات المتخصصة ،ال سيما في ميادين التنقل الحضري
والمرونة الحضرية والتعمير المستدام والمهن ذات الصلة بـالتكنولوجيا الحديثة للمعلومات والتواصل.
وتحتاج الوكاالت إلى تعزيز كفاءاتها التقنية واإلدارية من أجل مواكبة التحديات الجديدة .وقد سبق للوزارة الوصية أن وضعت
سنة 2012مخططا مديريا للتدريب لفائدة مستخدمي الوكاالت الحضرية ،غير أنه لم يتم اعتماده من قبل جميع الوكاالت كما
لم يتم تحديثه.
ومن جانب آخر ،ال يتم تفعيل حركية المسؤولين بشكل منهجي على الرغم من كون هذا اإلجراء ممارسة جيدة ،خصوصا في
سياق المخاطر المرتبطة ببعض المهام والوظائف المعينة.
2813 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
سيما من حيث التخطيط االستراتيجي على المستوى الجهوي وتعزيز المراقبة الترابية وتكريس التعمير العملياتي والنجاعة
العقارية.
الحاجة إلى تعزيز الموارد البشرية وإرساء الهياكل التنظيمية الالزمة إلنجاز التحول الرقمي ونزع الطابع
المادي عن الخدمات المقدمة من طرف الوكاالت
ال تتوفر العديد من الوكاالت على الموارد البشرية والتقنية الكافية إلنجاز تحولها الرقمي حيث ال يتضمن هيكلها التنظيمي
أجهزة مخصصة لمواكبة ورش الرقمنة .ويتم االعتماد على مصالح المعلوميات للقيام بهذه المهمة على الرغم من محدودية
الموارد البشرية المخصصة لها واقتصار دورها عموما على إدارة المعدات المعلوماتية وصيانتها.
وعالوة على ذلك ،وعلى الرغم من أن جميع الوكاالت قد شرعت في العمل على نزع الطابع المادي عن عملياتها ،وإن بوتيرة
مختلفة ،فإن هذه اإلجراءات ال تزال غير مؤطرة بشكل كاف كما تتطلب المزيد من الجهود بهدف توحيدها وتشاركها.
وقد انخرطت العديد من الوكاالت الحضرية في مشاريع لنزع الطابع المادي عن عملية التخطيط والتدبير الحضري .ومع
ذلك ،فإن تدخل الوزارة الوصية ،من أجل توحيد جهود وأدوات عمل الوكاالت في هذا االتجاه ،لم يتم بطريقة ملموسة إال إبان
األزمة الصحية التي أبرزت الحاجة إلى رقمنة العمليات .ونتيجة لذلك ،ال تزال العديد من المشاريع في مراحلها األولية ،ال
سيما البوابة الجغرافية الوطنية لوثائق التعمير والوكاالت الحضرية .2.0
بناء على ما سبق ،وأخذا بعين االعتبار مجمل الدراسات وتوجهات القطاع المكلف بالتعمير الراهنة وأيضا
قيد الدراسة ،يوصي المجلس األعلى للحسابات القطاع المكلف بالتعمير وكذا الوكاالت الحضرية بما يلي:
تفعيل إصالح شامل لإلطار القانوني المتعلق بالوكاالت الحضرية إلعادة تحديد مجال تدخلها في ضوء التنظيم -
الترابي الجديد وتوجهات القطاع المكلف بالتعمير قيد الدراسة في هذا المجال ،من خالل مالءمة بنياتها وفقًا
لمخطط هرمي بمستويات تدخل مالئمة:
بنيات على المستوى الجهوي تضطلع أساسا بمهام التخطيط الحضري والدراسات االستراتيجية -
واالستشرافية مع إسناد دور عملي إليها فيما يتعلق بدعم المشاريع الحضرية الكبرى ذات البعد الجهوي
وتعزيز رصد المعطيات الترابية،
بنيات على المستوى اإلقليمي أو الجماعي ،عند االقتضاء (الجماعات الكبرى ووفق معايير مضبوطة) -
تحت إشراف البنيات الجهوية المذكورة أعاله ،تساهم في دراسات التخطيط الحضري ومسؤولة بشكل
رئيسي عن دراسة طلبات الحصول على رخص التعمير،
دعم فروع الوكاالت لتعزيز سياسة القرب؛ -
تعزيز دور الوكاالت الحضرية فيما يخص دعم فرص االستثمار والتنمية من خالل إضفاء مرونة على أدوات -
التخطيط وقواعد التهيئة؛
نهج إصالحات على مستوى عمل وتنظيم مجالس إدارة الوكاالت الحضرية بما يتوافق مع الممارسات الجيدة -
في مجال الحكامة ،وال سيما من خالل:
إعادة هيكلة المجالس اإلدارية للوكاالت من حيث عدد األعضاء والكفاءة، -
وضع األنظمة الداخلية والسهر على احترامها، -
تشكيل اللجان المتخصصة؛ -
إعادة النظر في اإلطار التعاقدي بين القطاع الوصي والوكاالت الحضرية من خالل عقود -برامج متعددة -
السنوات بأهداف واضحة مرتبطة بموارد مالية مالئمة؛
إعادة تركيز عمل الوكاالت الحضرية في مجال التدبير الحضري على دراسة ملفات المشاريع الكبرى -
والمركبة ،ومواكبة المشاريع المهيكلة وتتبع التمدن؛
تحديد أشكال وحدود وكيفيات ممارسة مهمة المساعدة التي تقوم بها الوكاالت الحضرية؛ -
تسريع رقمنة خدمات الوكاالت الحضرية ،مع ضبطها ،بشكل يضمن توحيد جهود وأدوات عملها في هذا -
االتجاه؛
إعادة هيكلة مهمة المراقبة التي تقوم بها الوكاالت الحضرية من خالل السهر على: -
2815 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
إرساء إطار للتعاون والتنسيق بين الوكالة الحضرية والجهات الفاعلة األخرى في مجال مراقبة العمليات -
المتعلقة بالتعمير،
تشجيع اللجوء للتقنيات الحديثة لرصد مخالفات التعمير، -
وضع مهمة المراقبة التي تمارسها الوكاالت الحضرية لصالح اليقظة الترابية وتقييم وثائق التعمير؛ -
إرساء آليات تعاون بين الوكاالت الحضرية وتعزيز أوجه التنسيق بينها من أجل تدبير أمثل لمواردها وترشيد -
نفقاتها؛
وضع آليات ووسائل لتحفيز األطر والعاملين قادرة على جذب الكفاءات وضمان الحفاظ عليها؛ -
وضع نظام دوري للحركية وفقا للممارسات الفضلى في هذا المجال ،واستباق المخاطر والممارسات المرتبطة -
ببعض الوظائف والمهام.
يعتبر مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق ،من أهم األوراش المهيكلة المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية
لمدينتي الرباط وسال .ويمتد هذا المشروع على مجال تفوق مساحته ستة آالف هكتار ،ويتألف من ستة أجزاء من المنبع حتى
المصب (باب البحر ،الساحة الكبيرة ،قصبة أبي رقراق ،صهريج الوادي ،المنزه الكبير ،مشارف حساين).
واعتبارا لألهمية االستراتيجية والتاريخية واإليكولوجية للموقع ،فقد تم إحداث "وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق" بموجب
القانون رقم 16.04الصادر في 23نوفمبر ،2005وتم الشروع في أعمال التهيئة في يناير .2006وتعتبر هذه الوكالة
مؤسسة عمومية ،تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،يديرها مجلس إدارة يرأسه رئيس الحكومة ،ويسيرها مدير.
وتضم هذه الوكالة خمس شركات تابعة لها وهي :شركة مارينا أبي رقراق ،وشركة أبي رقراق الثقافات ،وشركة الطرامواي
الرباط سال ،وشركة الوقت األخضر ،باإلضافة لشركة صبر للتهيئة ،كما تساهم في رأسمال كل من شركة أمواج وشركة باب
البحر.
ومن أجل ضبط األهداف التقنية والمالية واالقتصادية المنوطة بالوكالة ،وكذا التخطيط وتمويل وجدولة تنفيذ وتتبع مشاريع
التهيئة واالستثمار ،أبرمت الوكالة عقدي -برنامج مع الدولة ،األول للفترة الممتدة بين سنتي 2006و ،2012والثاني للفترة
الممتدة بين سنتي 2014و .2018كما قامت بتعبئة ميزانية إجمالية ناهزت 7,8مليار درهم ،وذلك خالل الفترة -2015
،2020شكلت الموارد الذاتية المعبأة فيها نسبة %13من ميزانية الوكالة (أي ما يناهز 989مليون درهم) .وقد خصص مبلغ
7,5مليار درهم من هذه الميزانية لالستثمار و 371مليون درهم للتسيير .كما تجدر اإلشارة إلى أن مساحة األراضي التي تم
اقتناؤها من طرف الوكالة ،ناهزت 453هكتارا بمبلغ 990مليون درهم ،وهو ما يشكل %19من المساحة المتوقعة في
تصميم التهيئة الخاص بضفتي أبي رقراق.
وقد بلغ إجمالي عدد مستخدمي الوكالة والشركات التابعة لها ،إلى غاية سنة ،2021ما مجموعه 162مستخدما ،من بينهم
84مستخدما يعملون بالوكالة ،موزعين على ثالثة أقطاب (القطب المالي والدعم وقطب التهيئة وقطب التدبير الترابي)،
وعلى ثالث مديريات (التخطيط الحضري ،والتدقيق والرقابة الداخلية والموارد البشرية واللوجستيك ونظام المعلومات).
وهدفت المهمة الرقابية المنجزة ،في هذا اإلطار ،إلى تقييم جوانب التنظيم والحكامة والنموذج االقتصادي والمالي للوكالة.
أوال .تنظيم وحكامة الوكالة
مجلس اإلدارة
أناطت المادة 41من القانون رقم 16.04المتعلق بتهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق بمجلس إدارة الوكالة جميع الصالحيات
والسلط الالزمة إلدارتها .وطبقا لمقتضيات المرسوم رقم 2.05.1514الصادر لتطبيق القانون المذكور ،فإن مجلس إدارة
الوكالة يترأسه رئيس الحكومة ،ويتألف من رؤساء الجماعات الترابية للرباط وسال ،ورؤساء الغرف المهنية بالرباط وسال،
ومدير الوكالة الحضرية للرباط وسال ،ومدير وكالة الحوض المائي ألبي رقراق والشاوية ،باإلضافة إلى ممثلي الوكالة .كما
يشارك في أشغ اله وزير الداخلية والوزراء المكلفون بإعداد التراب الوطني واإلسكان والمالية والفالحة والثقافة والتجهيز
والنقل والسياحة والصناعة والتجارة .إال أن العدد المهم لألشخاص المدعوين للمشاركة في دورات مجلس اإلدارة ،إلى جانب
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2816
أعضائه القانونيين ،قد يحد من فعاليته ويعيق تبني قرارات ذات بعد استراتيجي والتي من شأنها تقديم حلول للتحديات األساسية
التي تواجهها الوكالة.
كذلك ،لم يسهر مجلس اإلدارة على تتبع تنفيذ جميع قراراته ،ولم يعمل على حث الوكالة من أجل اتخاذ اإلجراءات الالزمة
لتطبيقها ،كما هو الحال بالنسبة للقرارات التالية:
-تصفية شركتي "صبر للتهيئة" و"الوقت األخضر"؛
-إعداد مشروع الملحق التعديلي لعقد البرنامج الثاني ،وعرضه على رئيس مجلس اإلدارة من أجل المصادقة عليه؛
-إبرام اتفاقية مع شركة مارينا أبي رقراق في إطار تقاسم الموارد ،تتعلق بتدبير بعض مهام الشركة وكذا بعض
الموارد البشرية للوكالة ،السيما فيما يتعلق بالشؤون القانونية والمالية والمحاسبة والصفقات العمومية والنظام
المعلوماتي.
ضرورة اعتماد إطار استراتيجي إلنشاء وحل الشركات التابعة للوكالة والمساهمات
من بين الشركات الخمسة التابعة للوكالة ،فإن شركتي "صبر للتهيئة" و"الوقت األخضر" متوقفتان عن ممارسة أنشطتهما،
ومع ذلك لم تتم تصفيتهما .كما لم يتم حل وتصفية شركة "أمواج المغرب" ،التي تساهم الوكالة في رأسمالها بنسبة ،%20
بالرغم من توقفها عن مزاولة أي نشاط.
وتؤكد هذه الوضعية ضرورة اعتماد الوكالة الستراتيجية واضحة وموثقة ،تتعلق بتأطير عمليات إحداث أو اقتناء أو حل
الشركات التابعة والمساهمات المالية ،عوض االكتفاء بإعداد مذكرات أولية حول األسباب واألسس القانونية ،إلنشاء الشركات
التابعة واقتراح مشروع النظام األساسي للشركة المراد إحداثها.
وبهذا الخصوص ،أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة في جوابيهما أن إحداث الشركات التابعة يتم كلما استدعت
الضرورة ذلك ،إما عن طريق االقتناء المباشر أو عن طريق اإلحداث ،كما أن حل الشركات بعد تحقيقها ألهدافها
مسألة مهمة جدا ،ولذلك فقد باشرت الوكالة مسطرة حل وتصفية كل من شركتي صبر للتهيئة والوقت األخضر في
إطار تفعيل مقررات مجلسها اإلداري وتوصيات المجلس األعلى للحسابات.
ضرورة اعتماد الشركات التابعة استراتيجيات خاصة
ال تتوفر الشركات التابعة للوكالة على استراتيجيات خاصة بها ،متضمنة لألهداف التي يتعين تحقيقها ،ومؤشرات األداء الكمية
والنوعية لقياس مدى تحقيقها ،فضال عن الوسائل الالزمة لذلك .وحري باإلشارة إلى أن هذه االستراتيجيات الخاصة يجب أن
تكون منبثقة عن التوجيهات االستراتيجية للوكالة.
الحاجة إلى وضع مخطط تنظيمي رسمي وقار للوكالة
يتميز مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق ،بأهميته االستراتيجية وبطابعه الخاص .وعليه ،فإن تنفيذ وتتبع المشاريع
المزمع إنجازها من طرف الوكالة ،يقتضي توفرها على هيكل تنظيمي قار ،وموارد بشرية مؤهلة.
ولهذه الغاية ،وضعت الوكالة مجموعة من اإلجراءات التنظيمية المنصوص عليها في القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة
المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى ،والمتمثلة أساسا في إعداد النظام األساسي للمستخدمين والمساطر اإلدارية
والمحاسبية ،وكذا المساطر المتعلقة بمهن الوكالة التي تم إعدادها وإصدارها سنة ،2015باإلضافة إلى ذلك نص عقد البرنامج
الثاني 2018-2014على ضرورة تعزيز الموارد البشرية بالكفاءات ،من خالل إعداد مخطط توظيف يمتد على مدى خمس
سنوات.
غير أن التنزيل األمثل لهذه اإلجراءات ،عاقه التغيير المستمر الذي عرفه التنظيم الداخلي للوكالة ،والراجع باألساس لغياب
هيكل تنظيمي رسمي ،ولتعاقب العديد من المسؤولين على تسيير أقطاب ومديريات في فترات وجيزة ،بحيث أنها ال تتجاوز
في أحسن األحوال السنة الواحدة ،كما هو الحال بالنسبة لقطب التهيئة ومديرية الشؤون القانونية ومديرية التدقيق والرقابة
الداخلية .هذه الوضعية من شأنها أن تؤثر سلبا على أداء الموارد البشرية من جهة ،ومن جهة ثانية فهي ستؤدي إلى إضعاف
تماسك واستقرار فرق العمل.
وقد أفادت وزارة الداخلية وكذا الوكالة في جوابيهما أن الوكالة قامت بإعداد هيكل تنظيمي رسمي ،تمت الموافقة عليه
في شهر يناير سنة ،2022وذلك تطبيقا لمقررات المجلس اإلداري وتبعا لتوصيات المجلس األعلى للحسابات.
في هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات رئاسة الحكومة بما يلي:
تعزيز الدور التوجيهي والرقابي لمجلس اإلدارة ،من خالل مراجعة تشكيله وطريقة عمله والعمل على تتبع -
تنفيذ الخيارات االستراتيجية والقرارات التي يتخذها؛
2817 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
العمل على إرساء هيكل تنظيمي قار للوكالة يتالءم مع أهدافها االستراتيجية ورؤية مشروع تهيئة واستثمار -
ضفتي أبي رقراق.
كما يوصي وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق بوضع استراتيجية واضحة متعلقة بإحداث الشركات التابعة لها وحلها عند
االقتضاء ،بما يضمن فعالية ونجاعة تنفيذ مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق.
ثانيا .النموذج االقتصادي والمالي للوكالة
إلنجاز مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق ،وضعت الوكالة نموذجا اقتصاديا قصد تعبئة الوعاء العقاري وتهيئته
وتجهيزه ،وإنشاء البنية التحتية والمنشآت الهيكلية .ويرتكز هذا النموذج االقتصادي على المحاور التالية:
-اقتناء جزء من العقار في منطقة مركزية داخل الموقع؛
-إضفاء طابع حضري متناسق ومتوازن على ضفتي الوادي؛
-توزيع أعمال التهيئة في الزمان والمكان؛
-حماية المنطقة وتأهيلها ،وتزويدها بالبنيات التحتية والمنشآت الهيكلية؛
-التثمين والرفع من قيمة المنطقة من خالل تركيبة مالية متطورة.
غير أن استدامة هذا النموذج االقتصادي والمالي يواجه المعيقات التالية:
الحاجة إلى اعتماد استراتيجية استباقية لتعبئة العقار
خالل الفترة ،2020-2006عبأت الوكالة مبلغ 990مليون درهم لتملك وعاء عقاري بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 453
هكتار .إال أن عملية تصفية الوضعية القانونية للعقار بالمناطق القابلة للتهيئة العمرانية المحددة في تصميم التهيئة الخاص
بضفتي أبي رقراق ،تتم بوتيرة بطيئة .فعلى مستوى األجزاء األربعة األولى من المشروع ،ال يتجاوز معدل تصفية الوضعية
القانونية للعقار بالمناطق القابلة للتهيئة العمرانية نسبة %32على مدى 14سنة (الفترة الممتدة من سنة 2006إلى سنة
.)2020أما على مستوى الجزأين الخامس والسادس ،وغير المشمولين بعقدي البرنامج سالفي الذكر ،فلم تشرع الوكالة بعد
في إجراءات تصفية الوضعية القانونية للعقارات الموجودة بهما.
ويعزى انخفاض معدل تصفية الوضعية القانونية للعقارات ،على الخصوص ،إلى ارتفاع تكلفة نزع ملكيتها ،بحيث أن الوكالة
أوقفت عمليات تعبئـة العقار في بعض المناطق من المشروع ،نظرا الرتفاع أسعار الوعاء العقاري الكائن بهذه األخيرة.
وفي هذا السياق ،تجدر اإلشارة إلى أن الوكالة لم تقم بوضع استراتيجية لتعبئة العقار ،تسمح لها بتحديد األهداف المتوخاة،
والمناطق ذات األولوية ،والموارد الالزمة لتعبئته ،كما تأخذ بعين االعتبار المخاطر المتعلقة بتعبئة العقار .مما ترتب عنه
تأخر ملحوظ في تصفية الوضعية القانونية للعقارات ،ساهم بدوره في زيادة التكاليف الالزمة القتناء العقار تبعا لدينامية السوق
العقاري خالل الفترة المعنية.
وفي جوابيهما عن مالحظة المجلس ،أشارت وزارة الداخلية وكذا الوكالة أن الوعاء العقاري لضفتي أبي رقراق يشكل
رصيدا عقاريا استراتيجيا بالنسبة لعاصمة المملكة ،كما أن الوكالة تعتبر أن تصفية وضعيته القانونية مسألة استراتيجية
يتعين عليها مقاربتها على المدى القريب والمتوسط والبعيد .وفي هذا الصدد ،وضع القانون رقم 16.04األسس
القانونية المنظمة لمسألة تعبئة العقار ،إال أن الوكالة لم تتمكن من تحقيق استراتيجيتها العقارية بسبب عدم تمكينها من
الموارد المالية الكافية لذلك .كما أفادت الوكالة أن االستراتيجية العقارية تتطلب توفير وتعبئة موارد مالية كافية وقارة
من شأنها أن تمكنها من تحقيق أهداف هذه االستراتيجية ،الشيء الذي لم يتم توفيره للوكالة بالشكل المطلوب لحد اآلن.
الوضعية المالية للوكالة
صعوبات في تعبئة الموارد الذاتية للوكالة
تشكل عائدات تفويت العقار أهم مورد ذاتي لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق وتمثل الركيزة األساسية لنموذجها االقتصادي.
غير أن عدم قدرة الوكالة على تعبئة هذه العائدات حسب الجدولة الزمنية المنصوص عليها في عقد البرنامج الثاني -2014
،2018ترتب عنه حدوث عجز في التمويل الذاتي ،الشيء الذي أثر سلبا على برمجة أشغال التهيئة وفق اآلجال المقررة.
في هذا اإلطار ،نص مخطط التمويل العام لعقد البرنامج الثاني ( )2018-2014على تعبئة موارد ذاتية بحوالي 2.941مليون
درهم ،من بينها مبلغ 1.218مليون درهم مخصصة ألداء ما تم ترحيله من عقد البرنامج األول ( .)2012-2006وتتكون
الموارد المالية الذاتية المبرمجة أساسا من عائدات بيع األراضي المهيأة ،وكذا عائدات تفويت سندات المساهمة في رأسمال
شركة المساهمة "باب البحر" .إال أن حصيلة الموارد الذاتية المعبأة من طرف الوكالة خالل الفترة المذكورة بلغ 2.530مليون
درهم ،أي بنسبة %86من تلك المبرمجة ،مسجلة بذلك نقصا عن التوقعات بحوالي 411مليون درهم في متم سنة .2018
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2818
ولتجاوز هذه الوضعية ،قامت الوكالة ،خالل سنة ،2020بإجراء عمليات تفويت إضافية غير مبرمجة في عقد البرنامج
الثاني ،مكنت من تعبئة مبلغ إضافي إجمالي قدره 294مليون درهم ،وتقليص النقص الحاصل في التمويل الذاتي إلى 117
مليون درهم.
قصور في دفع المساهمات الملتزم بها من طرف الشركاء
تشكل مساهمة الشركاء في تمويل مشاريع التهيئة واالستثمار حوالي %26من الموارد المعبأة من طرف الوكالة .غير أن
دفع هذه المساهمات للوكالة لم يحترم الجدولة الزمنية المنصوص عليها في عقد البرنامج الثاني ،2018-2014بحيث تفاوتت
نسب مساهمة الشركاء ما بين %46و %63من توقعات العقد المذكور .عالوة على ذلك ،لوحظ عدم أداء ثالثة شركاء
للمساهمات المنصوص عليها في بنود عقد البرنامج ،بحيث بلغ إجمالي المساهمات غير المدفوعة حوالي 280مليون درهم
إلى غاية شهر أكتوبر .2021
مؤشرات مالية في حاجة إلى التعديل
خالل الفترة ،2020-2013سجلت النتيجة الصافية للوكالة قيما سلبية (الحسابات االجتماعية) ،بحيث بلغ متوسط النتيجة
الصافية ( )-141,02مليون درهم ،وتفاوتت بين حد أدنى قدره ( )-213,87مليون درهم سنة 2020و( )-78,05مليون
درهم كحد أقصى سنة .2013كما بلغ متوسط النتيجة الصافية المجمعة ،خالل نفس الفترة ،حوالي ( )-114,72مليون درهم،
متراوحة ما بين حد أدنى بلغ ( )-329,20مليون درهم سنة 2020وحد أقصى بقيمة 155,85مليون درهم خالل سنة .2014
ومن بين األسباب التي ساهمت في هذا الوضع ،عدم تغطية موارد الوكالة لجميع نفقاتها ،فضال عن أهمية مخصصات المؤن
لمواجهة النقص في قيمة سندات الشركات التابعة ،والتي بلغت خالل الفترة 2020-2014ما يعادل 393مليون درهم.
كما اتسم رقم معامالت الوكالة بعدم االستقرار خالل الفترة ،2019-2014بحيث سجل قيمة قصوى قدرها 1.714مليون
درهم في سنة 2014وقيمة دنيا قدرها 0,32مليون درهم في سنة ،2019مع العلم بأن هذا األخير يتكون أساسا من عائدات
تفويت العقار.
وابتداء من سنة ،2016لم تعد الوكالة قادرة على تحصيل الموارد الذاتية الالزمة الستكمال إنجاز المشاريع المخطط لها وفق
برنامجها االستثماري ،بحيث سجلت قدرة التمويل الذاتي للوكالة قيما سلبية ،بعد أن انخفضت من ( )-36,45مليون درهم
سنة 2016إلى ( )-196,19مليون درهم سنة ،2020وهو ما ساهم في إضعاف وضعها االقتصادي والمالي.
في هذا اإلطار ،أوضحت كل من وزارة الداخلية والوكالة بأن المادة 45من القانون رقم 16.04نصت على أن
مداخيل الوكالة تتكون أساسا من المخصصات السنوية من الميزانية التي تمنحها الدولة ،إال أن عدم انتظام هذه الموارد
وعدم وفاء الشركاء المتعاقدين مع الوكالة بالتزاماتهم المالية لم يمكنها من تحقيق جميع أهدافها.
مردودية الشركات التابعة للوكالة تتسم بالضعف
النتيجة الصافية لشركة مارينا أبي رقراق
خالل الفترة ، 2019-2013سجلت النتيجة الصافية لشركة مارينا أبي رقراق قيما سلبية بلغ حدها األدنى ( )-3,69مليون
درهم في سنة ،2018وحدها األقصى ( )-0,82مليون درهم سنة ،2017لترتفع بعد ذلك إلى 9,64مليون درهم في سنة
2020بعد تصحيحها بإلغاء مخصصات متعلقة بتغطية مخاطر في إطار نزاع قضائي مع الوكالة الوطنية للموانئ بمبلغ
12,75مليون درهم.
وفي نفس السياق ،أشارت وزارة االقتصاد والمالية في جوابها أنها تتقاسم رأي المجلس األعلى للحسابات ،بحيث يجب
تحسين األداء المالي لهذه الشركة وتطوير نشاطها وذلك من خالل وضع استراتيجية منبثقة عن توجيهات الوكالة.
رقم أعمال الشركة التابعة "الوقت األخضر" ورأسمالها
في سنة ،2006ساهمت الوكالة بنسبة %100في رأسمال شركة "الوقت األخضر" لإلنعاش الفندقي والسياحي .ويندرج هذا
االستثمار في إطار تصفية الوعاء العقاري للجزء األول من مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق ،لكون إضفاء المنفعة العامة
على منطقة مشروع التهيئة لم يتم إال الحقا في سنة .2009غير أن رقم معامالت هذه الشركة ظل منعدما ،كما سجل رأسمالها
قيما سلبية طيلة الفترة 2013-2020نظرا لتوقفها عن ممارسة نشاطها.
رقم أعمال الشركة التابعة "صبر للتهيئة" ونتيجتها الصافية
خالل الفترة ( ،)2020-2013ظل رقم معامالت شركة "صبر للتهيئة" منعدما ،كما سجلت نتيجتها الصافية قيما سلبية
تراوحت ما بين حد أقصى بقيمة ( )-0,1مليون درهم في سنة ،2018وحد أدنى بقيمة ( )-1,14مليون درهم في سنة ،2014
وذلك بسبب توقفها عن ممارسة نشاطها.
2819 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
حصيلة المنجزات
تم تنزيل برنامج تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق من خالل التعاقد بين الدولة والوكالة .ولقد مكن كل من "اختيار التهيئة
العام" المصادق عليه سنة 2004و"تصميم التهيئة الخاص بضفتي أبي رقراق" ،الموافق عليه بالمرسوم رقم 2.09.472
سنة ،2009من تحديد جميع مشاريع التهيئة المخطط لها بمنطقة تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق.
كما تم تقسيم هذه المشاريع على ستة أجزاء جغرافي ة بمنطقة التهيئة ،وتمت برمجة الجدولة الزمنية لمختلف مراحل تنفيذها
وفقا لمنطق التسلسل المعبر عنه في مخططات االستثمار موضوع عقدي البرنامجين األول والثاني المبرمين بين الدولة
والوكالة .وفي هذا الصدد ،أسفر تقييم حصيلة إنجازات عقد البرنامج الثاني عن تباين أداء الوكالة من الناحيتين المالية والمادية،
كما هو مبين في المالحظات التالية:
محدودية التقدم اإلجمالي للبرنامج االستثماري
تبين من خالل تقييم اإلنجازات المادية للمشاريع المدرجة في عقد البرنامج الثاني ( ،)2014-2018عدم استكمال إنجاز
البرنامج االستثماري المتوقع إنجازه ،وذلك بالرغم من مرور ثالث سنوات على اآلجال التقديرية النتهائه ،حيث بلغ معدل
التقدم اإلجمالي للبرنامج .%58كما بين تحليل معدالت تقدم أشغال التهيئة ،حسب مكونات البرنامج ،عن ضعف اإلنجازات
خاصة على مستوى المكون المتعلق بتثمين وحماية ضفتي أبي رقراق من مخاطر التوسع الحضري غير المقنن ،وكذا المكون
المتعلق باقتناء األراضي في الجزء الثالث والرابع من منطقة التهيئة ،بحيث بلغ معدل اإلنجاز بهما %16و ،%42على
التوالي .كما اليزال المكون المتعلق بإنهاء التهيئة بالجزئين األول والثاني غير مكتمل ،بمعدل تقدم إجمالي بحوالي .%76
علما بأن هذا المكون كان موضوع عقد البرنامج األول ،وعرف تجديدا لعدد من المشاريع المبرمجة في إطاره ،على مستوى
عقد البرنامج الثاني.
في السياق نفسه ،قررت الوكالة تعليق مشروع حماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق .ويعزى هذا األمر إلى المخاطر
المتعلقة بارتفاع أسعار العقار .كما أن الوكالة لم تنجز المكون المتعلق بالتراث ولذلك تم إبرام اتفاقية مع شركة الرباط الجهة
للتهيئة في يوليوز 2018تنص على نقل بعض المشاريع إلى هذه األخيرة .وتجدر اإلشارة إلى أن معدل تنفيذ البرنامج
االستثماري ،دون األخذ بعين االعتبار المكونين المتوقفين ،قد بلغ ،%70وذلك بعد مرور ثالث سنوات على تاريخ انتهاء
البرنامج المذكور.
على صعيد آخر ،لوحظ بأن تدبير أشغال التهيئة واالستثمار يتسم بارتفاع عدد المنازعات مع األطراف ذات الصلة ،السيما
الفاعلين المؤسساتيين وشركات األشغال ومقدمي الخدمات وكذا األشخاص المعنيين ،وهو ما يعزز المخاطر بارتفاع التكاليف
المالية للمشاريع ،بحيث بلغت المبالغ المطالب بها في إطار المنازعات حوالي 418مليون درهم ،أي ما يعادل %28من
متوسط الميزانية السنوية للوكالة ،دون احتساب تلك المتعلقة بمسطرة نزع الملكية.
صعوبات في تنفيذ واستكمال بعض المشاريع االستراتيجية المتعلقة بالحماية من مخاطر التوسع الحضري
غير المقنن
يعتبر تثمين وحماية العقار من المبادئ التأسيسية "الختيار التهيئة العام" لضفتي أبي رقراق .وقد كرس عقد البرنامج الثاني
هذا المبدأ من خالل تضمينه لمكون متعلق بالحماية من مخاطر التوسع الحضري غير المقنن ،الذي يتألف من ثالثة مشاريع
وهي :حماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق ،وتأهيل وإدماج قطاعات السكن غير المقنن ،وإعادة هيكلة مدينة الخزفيين.
بيد أن تقييم تنفيذ المشاريع المتعلقة بهذه األهداف االستراتيجية يظهر عدم إنجاز أي مشروع من المشاريع الثالثة بالكامل .في
هذا الصدد ،لم تنجز الوكالة المشروع المتعلق "بحماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق" .كما أنها لم تتمكن من إنجاز
المشروع المتعلق "بتأهيل وإدماج قطاعات السكن غير المقنن" بشكل كامل .أما على صعيد إعادة هيكلة مدينة الخزفيين ،فقد
قامت الوكالة بتعبئة الوعاء العقاري ،غير أن المشروع ال يزال في مرحلة الدراسة التقنية.
ويرجع عدم إنجاز او استكم ال المشاريع المتعلقة بالحماية من مخاطر التوسع الحضري غير المقنن أساسا إلى الصعوبات
التي واجهت الوكالة في تعبئة العقار ،وذلك نظرا الرتفاع سعره بالمنطقة .حيث بلغت التقديرات المالية لتملك األراضي
الالزمة إلنجاز المشروعين المتعلقين بحماية المنطقة من مخاطر السكن غير الالئق وتأهيل وإدماج قطاعات السكن غير
المقنن ،ما يعادل 1.640مليون درهم.
وتبرز هذه الوضعية الصعوبات التي تواجهها الوكالة لتحقيق األهداف االستراتيجية المتعلقة بحماية منطقة تهيئة ضفتي أبي
رقراق من السكن غير الالئق وإعادة هيكلة قطاعات السكن غير المقنن.
زيادة في تكلفة االستخدامات النهائية للمشاريع بالمقارنة مع الميزانية التوقعية لعقد البرنامج الثاني
شكل ارتفاع تكاليف إنجاز المشاريع المبرمجة أحد اإلكراهات الرئيسية التي واجهت الوكالة في تنفيذ البرنامج االستثماري
لعقد البرنامج الثاني .وذلك بسبب سوء التقييم المتكرر للميزانية التوقعية للمشاريع في المراحل القبلية إلعداد عقدي البرنامجين.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2820
في هذا اإلطار ،أظهرت مقارنة الكلفة التوقعية لعقد البرنامج المذكور مع الكلفة الفعلية لالستثمارات المنجزة أو المقرر
إنجازها ،زيادة مهمة في تكلفة االستخدامات المعدلة للمشاريع بالمقارنة مع التقديرات األولية .وقد تم تسجيل أكبر الفوارق
على مستوى باب الميزانية المتعلق باقتناء العقار المبرمج في الجزأين الثالث والرابع من منطقة المشروع ،بحيث اضطرت
الوكالة إلى وقف تنفيذ جميع عمليات اقتناء األراضي لتفادي المخاطر المتعلقة بتجاوز الميزانية والحفاظ على توازنها المالي.
وقد بلغت التكلفة اإلضافية اإلجمالية ،حسب تقديرات الوكالة المبنية على أساس الزيادة الملحوظة على مستوى الجزء الثالث
(الذي يشمل مشروع الطريق الدائري الحضري ومشروع متنزه سال "باركواي" ومشروع القطعة الحضرية) ،حوالي 1.514
مليون درهم ،وهو ما يعادل نسبة تمويل إضافية تتجاوز %149بالمقارنة مع الميزانية التوقعية لعقد البرنامج الثاني.
عالوة على ذلك ،شهدت المشاريع المنجزة على مستوى الجزأين األول والثاني من منطقة التهيئة ،تجاوزا كبيرا في تكاليف
اإلنجاز النهائية بالمقارنة مع الميزانية األولية المرصودة لها .في هذا الصدد ،تجاوزت التكلفة اإلضافية المحتسبة على أساس
عينة من المشاريع المنجزة في هذين الجزأين نسبة متوسطة تناهز ،%29بمبلغ قدره 112مليون درهم.
في هذا الصدد ،أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة أن هذه األخيرة واجهت عدة صعوبات في إنجاز برنامج تهيئة
واستثمار ضفتي أبي رقراق ،خارجة عن إرادتها وخصوصا تلك المتعلقة بالجوانب التالية:
-ارتفاع تكلفة التعويض عن نزع الملكية المحكوم بها والتي تبقى خارجة عن إرادة الوكالة ،األمر الذي يشكل جزء
من الصعوبات التي تواجهها في القدرة على توفير العقار في ظل ارتفاع مبالغ هاته التعويضات على ضوء الخبرات
المنجزة في موضوعها؛
-نوعية الوعاء العقاري المتعلق بمشروع " تأهيل وإدماج قطاعات مخاطر السكن غير الالئق" الذي يتميز بقلة
العقارات المحفظة وكثرة التعرضات ،وهو ما شكل سببا رئيسيا في تعثر وتوقف إنجاز هذا المشروع الذي كان من
شأنه أن يضع الوكالة في وضعية المعتدية ماديا.
الحاجة لتطوير مهمة صيانة المنشآت واستدامة تمويلها
يتضمن مشروع تدبير الموقع المنجز من طرف الوكالة إصالح المنشآت التقنية وصيانة المساحات الطبيعية وحراستها،
باإلضافة لتجريف ( )dragageنهر أبي رقراق .وفي هذا اإلطار نص عقد البرنامج ،2018-2014على إبرام الوكالة التفاقية
شراكة مع جماعتي الرباط وسال ،تحدد بموجبها كيفية تنفيذه ومساهمة الشركاء في تمويله .كما نص عقد البرنامج سالف الذكر
على إمكانية تحصيل جزء من الموارد الناجمة عن تأجير األماكن العمومية (مواقف السيارات) ،وكذا إتاوات الملصقات
اإلعالنية وغيرها لضمان استدامة مهمة تدبير الموقع وصيانة منشآته .غير أن تمويل هذه المهمة المتعلقة بصيانة المنشآت
التقنية اقتصر على الموارد الذاتية للوكالة ،بحيث بلغت النفقات المعبأة خالل الفترة الممتدة من 2015إلى 2020حوالي
162,4مليون درهم .كما تبين بأن عمليات اإلصالح والصيانة تتم في ظل غياب برنامج صيانة متعدد السنوات يشمل جميع
المنشآت التقنية ،ويحدد إجراءات المراقبة الدورية والعمليات التصحيحية المزمع تنفيذها على المدى البعيد.
وتجدر اإلشارة إلى أن الوكالة لم تقم بإنشاء قطب خبرة قادر على تطوير المعرفة والكفاءات الضرورية لتنفيذ هذه المهمة،
وتفعيل آليات التنسيق والتشاور مع باقي الشركاء من أجل تعبئة واستدامة التمويالت الالزمة.
وقد أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة في جوابيهما أن هذه األخيرة تمكنت من تطوير اإلدارة الخارجية للمكونات
الرئيسية المتعلقة بالنظافة والحراسة والبستنة مما جعل من الممكن الحفاظ على موقع وادي أبي رقراق في حالة جيدة
والحفاظ على المساحات العامة المهيئة.
أما فيما يتعلق بعمليات الصيانة التقنية فقد أكدت الوكالة أنه عمال بتوصيات المجلس األعلى للحسابات ،فإن الهيكل
التنظيمي الرسمي للوكالة (الذي تم إرساؤه شهر يناير )2022أحدث قطب خبرة خاصا مكلفا بمهام الصيانة الكبرى
للمنشآت.
الميناء الترفيهي لمارينا أبي رقراق :تدبير مشوب بمجموعة من النقائص
أحدثت الشركة التابعة للوكالة "مارينا أبي رقراق" سنة ،2007بهدف تدبير واستغالل المنطقة الترفيهية التي تشمل ميناء
ترفيهيا يمتد على ضفة سال وأرصفة الرباط .وشرعت الشركة في تشغيله ابتداء من 15مارس .2008غير أن إدارة هذا
الميناء تقتضي تحسين نظام الرقابة الداخلية من أجل تدبير المخاطر المتعلقة بموثوقية وسالمة البيانات التي يتم إجراؤها .في
هذا اإلطار ،لوحظ غياب مساطر تؤطر طرق استقبال بواخر الترفيه وشروط الرسو واإلقامة داخل الميناء ،وكذا نظام فوترة
الخدمات المقدمة .كما أن تدبير أشغال النشاط البحري ال يرتكز على نظام معلوماتي خاص ،بحيث تقتصر على مسك سجالت
ورقية لتسجيل المعطيات المتعلقة بوصول ومغادرة البواخر.
على صعيد آخر ،تمت خمس عمليات تجريف لقناة المالحة وحوض الميناء الترفيهي ،بمبلغ إجمالي بقيمة 35مليون درهم.
إال أن إنجاز هذه العمليات تم بشكل غير منتظم ودون االعتماد على مسح مسبق لألعماق (باستثناء عملية تجريف واحدة).
2821 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما أن تحمل نفقات جميع العمليات تم من طرف الوكالة خالل الفترة الممتدة من 2008إلى 2021عوض شركة مارينا أبي
رقراق ،علما أن مقتضيات المادة 4من دفتر التحمالت المتعلق بعقد االمتياز المبرم بين الوكالة الوطنية للموانئ وشركة
مارينا أبي رقراق في سنة ،2008تنص على أن "صاحب االمتياز يتعهد على نفقته الخاصة وتحت مسؤوليته بضمان تجريف
الحوض من أجل الحفاظ على العمق البحري المنصوص عليه".
وقد أوضحت وزارة الداخلية وكذا الوكالة أنه عمال بتوصيات المجلس ،قامت الوكالة من خالل شركة أبي رقراق
مارينا ،بوضع مخطط عمل من أجل تجاوز المالحظات المشار إليها في تقرير المجلس ،وفي هذا اإلطار عملت
الوكالة على ما يلي:
-توظيف إطار متخصص في تدبير الموانئ وتكليفه بالشرطة المينائية للعمل كرائد ميناء حسب القوانين الجاري بها
العمل؛
-وضع مسطرة تؤطر عملية استقبال البواخر وشروط الرسو واإلقامة داخل الميناء؛
-العمل على وضع منظومة معلوماتية تؤطر األنشطة المينائية ونظام فوترة للخدمات المقدمة؛
-العمل على تسوية الوضعية المالية لشركة أبي رقراق مارينا فيما يخص استخالص الديون المستحقة والمتعلقة
ببواخر الترفيه وكذلك المساحات المستغلة من طرف المحالت التجارية؛
-العمل على تكوين الموارد البشرية للشركة فيما يتعلق بتدبير األنشطة بالميناء الترفيهي مارينا.
في هذا اإلطار ،يوصي المجلس األعلى للحسابات بإعادة تقييم استدامة النموذج االقتصادي والمالي للوكالة ،وذلك من خالل
اإلجراءات التالية:
بالنسبة لرئاسة الحكومة ووزارة االقتصاد والمالية ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق: -
مد الوكالة بموارد ثابتة تمكن من ضمان اشتغالها وتنفيذ مشاريعها االستثمارية بفعالية؛ -
بالنسبة لرئاسة الحكومة ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق: -
العمل على تحيين مخطط وآليات تعبئة تمويالت مبتكرة وموارد إضافية الستكمال برنامج الوكالة -
االستثماري (كالشراكة بين القطاعين العام والخاص ،وضمان مساهمة األجهزة العمومية والخاصة ،إلخ)،
وذلك في إطار عقد برنامج جديد مصمم بشكل أفضل ويسمح بتعبئة المزيد من الموارد ؛
بالنسبة لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق: -
وضع استراتيجية مؤ ِّطرة لتملك وتأمين العقار ،مع تحديد األهداف المتوخاة والجدولة الزمنية المتعلقة -
بحيازة الوعاء العقاري ،ومؤشرات األداء ،وتحديد الموارد ومصادر التمويل مع استحضار المخاطر
وبلورة سيناريوهات تدبيرها في الوقت المناسب؛
تطوير أقطاب الخبرة والكفاءات المتعلقة بالمهام الرئيسية للوكالة ،ال سيما تدبير المنازعات ،وصيانة -
المنشآت التقنية وتدبير الموقع؛
العمل على تحسين نظام قيادة وتدبير المشاريع على مستوى الوكالة واالنفتاح على آليات جديدة، -
كاإلشراف المنتدب للمشاريع ،بهدف استكمال إنجاز البرنامج االستثماري لمشروع تهيئة ضفتي أبي
رقراق.
واستنادا إلى المعايير المهنية المعمول بها في هذا المجال ،تتم عمليات تتبع تنفيذ التوصيات إما باعتماد آليات كتابية مدعومة
باستمارات واستبيانات دقيقة (التتبع المستندي) أو من خالل القيام بمهام ميدانية ،وهو ما يسمح للمحاكم المالية من الوقوف
على التدابير المتخذة من طرف األجهزة المعنية من أجل تنفيذ التوصيات وكذا أثرها على تدبير هذه األجهزة ورصد ،عند
االقتضاء ،العوامل التي حالت دون تنفيذ البعض منها.
وارتباطا بمهمة تتبع التوصيات ،فقد عرفت سنة 2022مستجدات مهمة من أجل تجويد هذه العملية وجعلها أكثر فاعلية ،إذ
جعل المجلس من تحسين جودة التوصيات الصادرة عن المحاكم المالية وتتبع تنفيذها أحد توجهاته االستراتيجية الست برسم
الفترة .2026 -2022وفي هذا اإلطار ،اعتمد المجلس منصة رقمية وضعت رهـن إشارة األجهزة الخاضعة لرقابة المجلس،
بهدف ضمان تتبع فوري وفعال للتوصيات وتيسير عمليات التواصل والتفاعل بين المجلس واألجهزة المعنية بتتبع التوصيات.
ويستعرض هذا الجزء من التقرير السنوي أهم الخالصات التي أفضت إليها أعمال تتبع تنفيذ التوصيات ،انطالقا من تفاعل
األجهزة المعنية ،والتي تتعلق بالتوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات في إطار
المهمات الرقابية المنجزة برسم سنة ،2018والبالغ عددها 3.788توصية بنسبة استجابة فاقت ،%89مقابل %84سنة
.2017
أوال .تتبع التوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات
قام المجلس األعلى للحسابات بتتبع تنفيذ التوصيات ،البالغ عددها 861توصية صادرة عنه في إطار 36مهمة رقابية أنجزت
برسم سنة ،2018وذلك من خالل اعتماد منهجية التتبع المستندي .كما قام ميدانيا بتتبع التوصيات المتعلقة بتقييم تدبير
اإلعانات الممنوحة من طرف القطاعات الحكومية.
كما تجدر اإلشارة ،بخصوص مهمة "مراقبة تنفيذ ميزانية الدولة برسم سنة ،"2017إلى أن المجلس يقوم سنويا بتتبع تنفيذ
التوصيات الصادرة عنه بمناسبة إنجازه للتقرير حول تنفيذ قانون المالية الذي يرافق مشروع قانون التصفية.
.1التتبع المستندي :تفاعل إيجابي رغم بعض اإلكراهات وتحسن على مستوى مجموعة من
أوجه التدبير
مكنت عملية التتبع المستندي لما مجموعه 861توصية شملت مجموعة من القطاعات (المالية ،الصحة ،التربية الوطنية
والتعليم العالي والتكوين ،الماء ،الطاقة ،الغابات ،الصيد البحري ،اإلعالم ،النقل )...من الوقوف على المآل الذي خصص لها،
من حيث العد والنسب .ويبرز الجدول الموالي ،حسب القطاعات وحسب نسب تنفيذ التوصيات ،أهم نتائج هذه العملية:
في طور مجموع
غير المنجزة المنجزة
اإلنجاز التوصيات الجهاز/المهمة
النسبة العدد العدد النسبة النسبة العدد الصادرة
القطاعات المالية
%44 7 %12 2 %44 7 16 مراقبة تسيير الوديع المركزي
%11 2 %50 9 %39 7 18 مراقبة تسيير صندوق اإليداع والتدبير
- - %91 10 %9 1 11 مراقبة تسيير شركة "ميدزد"
قطاع الصحة
%9 1 %18 2 %73 8 11 المركز االستشفائي االقليمي ببوجدور
المركز االستشفائي اإلقليمي موالي عبد هللا
%32 9 %4 1 %64 18 28
بالمحمدية
المركز االستشفائي اإلقليمي محمد الخامس
%6 1 %35 6 %59 10 17
بالحي المحمدي ،الدار البيضاء
%6 1 %47 8 %47 8 17 مستشفى محمد السادس بطنجة
%26 5 %32 6 %42 8 19 المركز االستشفائي اإلقليمي بقلعة السراغنة
- - %71 22 %29 9 31 المركز االستشفائي االقليمي لسيدي سليمان
مراقبة نظام التأمين اإلجباري األساسي عن
%25 3 %58 7 %17 2 12 المرض لفائدة أجراء القطاع الخاص المدبر من
طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي
2823 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
- - %26 8 %74 23 31 كلية العلوم والتقنيات بمراكش
البحث العلمي والتكنولوجي بجامعة محمد
- - %38 5 %62 8 13
الخامس بالرباط
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
%4 1 %38 9 %58 14 24
بسال التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط
مراقبة تسيير المدرسة الوطنية للهندسة
%7 1 %40 6 %53 8 15
المعمارية بالرباط
%40 4 %10 1 %50 5 10 مراقبة تسيير المعهد الملكي لتكوين األطر
مراقبة تسيير مجموعة المعهد العالي للتجارة
- - %50 4 %50 4 8
وإدارة المقاوالت
%17 3 %39 7 %44 8 18 مراقبة تسيير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير
كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد
%7 1 %50 7 %43 6 14
األول بوجدة
- - %61 8 %39 5 13 المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون
مراقبة تسيير األكاديمية الجهوية للتربية
%13 2 %67 10 %20 3 15
والتكوين سوس-ماسة
قطاعات الماء والطاقة والنقل
%27 9 %33 11 %40 13 33 مهمة تقييم تدابير النجاعة الطاقية
%13 6 %60 27 %27 12 45 تقييم تدبير الملك العمومي المائي
مراقبة تسيير مركزي تسجيل السيارات
- - %78 7 %22 2 9
بمدينتي طنجة وتطوان
القطاعات اإلنتاجية
مراقبة تسيير المكتب الوطني للسالمة الصحية
%12 9 %10 7 %78 56 72
للمنتجات الغذائية (أونسا)
%10 2 %32 8 %58 14 24 برنامج توسيع الري
تقييم إنجازات مخطط الصيد البحري
%26 14 %34 18 40% 21 53
"آليوتيس'' عن الفترة 2016-2009
%8 2 %58 15 %34 9 26 تثمين وإعادة إحياء غابات الفلين
7% 2 %83 25 %10 3 30 مهمة تقييم سلسلة الزيتون
قطاع اإلعالم
التدبير المالي وحكامة شركة الدراسات
%5 1 %16 3 %79 15 19
واإلنجازات السمعية البصرية (صورياد )2M
البث األرضي والفضائي للقنوات التلفزية
%9 2 %18 4 %73 16 22 واإلذاعية من قبل الشركة الوطنية لإلذاعة
والتلفزة
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2824
%4 3 %23 17 %73 55 75 تدبير المؤسسات السجنية
المهمة الموضوعاتية حول مدى جاهزية
- - %87 7 %13 1 8 المغرب لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة
2030-2015
%13 111 %39 334 %48 416 861 المجموع العام
وتبرز البيانات الواردة في الجدول أعاله تفاعال إيجابيا من طرف األجهزة المعنية من أجل تنفيذ التوصيات الصادرة عن
المجلس .ذلك أن نسبة التوصيات المنفذة كليا أو التي هي في طور التنفيذ قد بلغت ،%87مع تسجيل تطور ملموس مقارنة
مع سنة 2017التي بلغت فيها هذه النسبة .%78أما التوصيات التي لم يتم تنفيذها بعد فلم تتجاوز نسبتها .%13وتعكس هذه
النسب الجهود المبذولة من طرف مختلف األجهزة المعنية لتجاوز أوجه القصور التي سجلت خالل مهمات المراقبة ،كما
تظهر األثر اإليجابي لتنفيذ هذه التوصيات والتوجيهات الصادرة ،ومساهمته في تحسين أداء هذه األجهزة.
ويمكن تفصيل نتائج عمليات التتبع حسب مستوى تنفيذ التوصيات ذات الصلة ،على النحو الموالي:
ب .التوصيات المنجزة كليا :تنفيذ كلي لحوالي نصف التوصيات الصادرة
من أصل 861توصية شملتها عملية التتبع المستندي ،تم تنفيذ 416توصية بصفة كلية ،أي حوالي .%48وكما يبرز ذلك
الجدول الموالي ،فإن هذه النسبة فاقت %60بخصوص ثمان مهام رقابية:
عدد األجهزة المعنية أشطر نسبة التنفيذ الكلي للتوصيات
8 %60وما فوق
14 %59-%40
14 أقل من %40
36 المجموع
وإذا كانت نسبة التوصيات المنفذة كليا من طرف بعض األجهزة قد تبدو محدودة ،فإن ذلك ال يعني بالضرورة عدم استجابتها
لهذه التوصيات ،بل يتعلق األمر فقط بكون مجموعة من هذه التوصيات ال تزال في طور التنفيذ ،إذ تحتاج ،في بعض الحاالت،
إلى مدة أطول وإلى سلك مساطر معينة منصوص عليها قانونا.
وفيما يتعلق بالتوصيات المنفذة كليا ،وعلى مستوى التدبير المالي وحكامة شركة الدراسات واإلنجازات السمعية
البصرية"صورياد ،"2Mوفي إطار التفاعل مع توصيات المجلس ،أعلن الوزير المكلف باالتصال ،بتاريخ 24مايو ،2021
عن وضع استراتيجية لتطوير المجال السمعي البصري ،من خالل دمج وكالة " "Régie 3في القطب العمومي والذي يضم
القنوات التلفزية الثالث ( SNRTو 2Mو.)Médi1tv
أما بالنسبة للمكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية ،فقد سجل المجلس التجاوب اإليجابي مع جل التوصيات.
ومن أبرز المنجزة منها ،وذات الوقع اإليجابي على السالمة الصحية للمواطن ،قيام المكتب باعتماد آلية علمية لتقييم المخاطر
الصحية ،وذلك من خالل إحداث لجنة علمية مكلفة بإنجاز هذا التقييم ،في أبريل .2020كما أصبحت تنجز بحوثا دورية لتقييم
المخاطر ،مع تعزيز اللجنة بموارد بشرية من خالل توظيف ثالثة أطر وتنظيم ثالثة تكوينات في مجال تقييم المخاطر الصحية.
ومن جهة أخرى ،وتبعا لتوصية المجلس بإعمال مراقبة فعالة على عمليات بيع المبيدات المستعملة في مجال الفالحة بالتقسيط،
بادر المكتب بإحصاء جميع تجار هذه المواد ،والذي يصل عددهم إلى 1.250تاجرا ،مع وضع شروط صارمة لمزاولة هذا
النشاط الحساس .كما شرع في هذا الصدد ،بتسجيل جميع التجار وبتعزيز المراقبة مع تفعيل آليات تتبع هذه المواد .وفي سياق
آخر ،وتفاعال مع توصيات المجلس ،عزز المكتب مراقبته على بقايا المبيدات في الخضر والفواكه ،بحيث راقب المكتب سنة
2021ما يناهز 2.300عينة للبحث عن بقايا المبيدات في المواد النباتية ،بينما كان عدد العينات ال يتجاوز سنة 930 ،2019
عينة أي بزيادة .%147
2825 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وبخصوص كلية العلوم والتقنيات بمراكش ،فقد تم تنفيذ بعض التوصيات المهمة ،حيث تم الرفع من المبالغ المرصودة لهياكل
البحث العلمي المنخرطة بفعالية في اإلنتاج العلمي .كما تم وضع نظام لتحديد وتوقع الخصاص من المعدات العلمية
والمعلوماتية وكذا العمل على االستغالل األمثل للموارد البشرية المتوفرة عن طريق تفعيل الحركية الوظيفية واشتراط السماح
لألساتذة الباحثين بتقديم الساعات العرضية واإلضافية بإدالئهم بشواهد يقرون فيها بأنهم قاموا بتدريس الساعات القانونية في
المؤسسة التي يعملون بها ،مع إخضاع هذه الشواهد للمصادقة من طرف رئيس الشعبة ورئيس المؤسسة الجامعية.
وبالنسبة لتدبير المؤسسات السجنية ،فقد ساهم تنفيذ التوصيات الصادرة عن المجلس في تحسين تدبير أداء المندوبية ،كما
هو الشأن بالنسبة لتسريع وتيرة تنفيذ برنامج نقل السجون المتهالكة والمتواجدة بالوسط الحضري للحد من ظاهرة االكتظاظ
داخل السجون وأنسنة ظروف االعتقال وتكثيف وتحسين البرامج المخصصة إلعادة إدماج المعتقلين .كما أن إعداد برامج
إعادة إدماج النزيالت م ّكن من استفادة 5.092نزيلة من هاته البرامج ،وذلك في إطار 19ورشة عمل خاصة بالتكوين المهني
والحرفي في شعب مختلفة خاصة بالنساء .وفي نفس السياق ،ساهمت عملية تتبع مؤشرات األداء وإنشاء نظام للتقييم وإعداد
التقارير في قياس درجة تحقيق األهداف المحددة بانتظام وداخل اآلجال المسطرة.
و فيما يتعلق بالبث األرضي والفضائي للقنوات التلفزية واإلذاعية من قبل الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة ،تتضح من
خالل تفاعل الشركة الوطنية أهمية اإلجراءات التي اتخذتها في هذا المجال ،ال سيما اعتماد استراتيجية لتطوير قطاع البث
اإلذاعي والتلفزي مرتكزة على التطورات التكنولوجية التي يشهدها القطاع وتعزيز تغطية البث اإلذاعي ( )FMمع مراعاة
آفاق التطور الحاصل في قطاع البث اإلذاعي ،من جهة ،وتحسين مستوى التنسيق بين مختلف المديريات لتجنب التباين بين
البيانات الخاصة بالوضعية العقارية للمحطات ،واعتماد مقاربة مندمجة في تدبير المشاريع ،بحيث تم خفض المعيقات
المرتبطة بتعبئة العقار ومنح رخص البناء باإلضافة إلى تتبع استهالك الكهرباء في محطات البث اإلذاعي والتلفزي ،وتسوية
فواتير الكهرباء غير المسددة ،من جهة أخرى.
ج .توصيات في طور اإلنجاز :تفاعل إيجابي يحتاج مزيدا من الوقت للتنزيل الكلي
بلغ عدد التوصيات التي كانت في طور اإلنجاز ما مجموعه 334توصية ،أي حوالي %39من مجموع التوصيات التي تم
تتبعها مستنديا .وقد تجاوزت هذه النسبة %40بخصوص 18مهمة رقابية:
عدد األجهزة المعنية أشطر نسبة التوصيات التي توجد في طور التنفيذ
9 %60وما فوق
9 %59-%40
18 أقل من %40
36 المجموع
وتمثل نسب التوصيات التي توجد في طور التنفيذ مؤشرا إضافيا يعكس مدى استجابة األجهزة المعنية للتوصيات الصادرة
عن المجلس األعلى للحسابات .ويتعلق األمر أساسا بتوصيات تقتضي ،بطبيعتها ،تدابير معينة أو آجاال قانونية من أجل استيفاء
جميع شروط تنفيذها كليا.
وفي هذا السياق ،يمكن اإلشارة إلى بعض المهام التي بلغت فيها نسبة التوصيات التي توجد في طور اإلنجاز مستويات مرتفعة
كما هو الشأن بالنسبة المهمة الموضوعاتية حول مدى جاهزية المغرب لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة .2030-2015
ففي إطار هذه المهمة الموضوعاتية ،أصدر المجلس ثمان توصيات التزمت الحكومة بتنفيذ جميعها ،حيث وضعت إطارا
جديدا يسمح بانخراط مختلف الفاعلين في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ،وذلك من خالل إحداث اللجنة الوطنية للتنمية
المستدامة .وقد ضمت هذه اللجنة من بين أعضائها المندوبية السامية للتخطيط والوكالة المغربية للتنمية المستدامة والوكالة
المغربية للنجاعة الطاقية وجمعية رؤساء جهات المغرب والكونفدرالية العامة لمقاوالت المغرب .وقد تم تكليف المندوبية
السامية للتخطيط بإعداد التقارير المختلفة المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة وتقديم تقرير سنوي إلى اللجنة الوطنية للتنمية
المستدامة مع ضم ان تتبع مؤشرات أهداف التنمية المستدامة .هذا المعطى من شأنه أن يساهم بشكل فعال في عملية تتبع
ومواكبة تنفيذ األهداف وفي توفير المعطيات والمؤشرات التي تسمح بتقييم التقدم الذي تم تحقيقه .ويعتبر إحداث اللجنة خطوة
مهمة ستساهم في الرفع من مستوى التنسيق بين مختلف الفاعلين العموميين والخواص والمجتمع المدني.
د .توصيات غير منجزة :نسبة محدودة وإكراهات يجب تجاوزها
لم تتجاوز نسبة التوصيات التي لم يتم تنفيذها ،%13إذ من بين 861توصية لم يتم تنفيذ 111توصية .ولم تتجاوز نسبة عدم
التنفيذ %40بخصوص 33مهمة رقابية ،من بينها 28مهمة سجلت بشأنها نسب عدم تنفيذ تقل عن .%20
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2826
عدد األجهزة المعنية أشطر نسبة التوصيات التي توجد في طور التنفيذ
1 %60وما فوق
9 %59-%40
( 33منها 28جهاز سجل نسبا تقل عن )%20 أقل من %40
36 المجموع
وفي هذا الصدد ،وإضافة إلى السياق المرتبط بانتشار جائحة "كوفيد ،"19-فإن استمرار بعض اإلكراهات والمعوقات حال
دون تنفيذ بعض التوصيات الصادرة عن المجلس األعلى للحسابات ،رغم األهمية التي تكتسيها من أجل المساهمة في تحسين
األداء.
وتتمثل أهم اإلكراهات التي تم الدفع بها في هذا اإلطار ،في تعدد المتدخلين وعدم اتخاذ القطاع الوصي لإلجراءات الضرورية
لتنفيذ بعض التوصيات ومحدودية الموارد البشرية والمالية ،فضال عن ارتباط تنفيذ بعض التوصيات بأجهزة أخرى وكذا
لطبيعة بعض التوصيات التي يقتضي تنزيلها اعتماد مقاربة تدريجية بيداغوجية.
وهكذا ،وفيما يتعلق بالوديع المركزي "ماروكلير" ،فقد أرجع هذا األخير عدم تنفيذ بعض التوصيات ،كالرفع من مستوى
تسوية المعامالت المالية من خالل التقليص من التعاليق وكذا تحديد استراتيجية منسجمة ومالئمة للرقمنة تستهدف الشركات
القابلة لإلدراج بالبورصة ،إلى طبيعة وعدد المتدخلين في عملية التنفيذ الذين من بينهم بورصة الدار البيضاء والمجموعة
المهنية لبنوك المغرب والجمعية المهنية لشركات البورصة.
وارتباطا بإنجازات مخطط الصيد البحري "آليوتيس'' ،لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة بتشغيل جميع أسواق البيع بالجملة التي
تم إحداثها ،والتي كلف إنجازها مبالغ مهمة تقدر بما مجموعه 600مليون درهم .وقد أفاد قطاع الصيد البحري بأنه تم تجهيز
أسواق الجملة بمصانع ثلج وأنظمة التبريد دون اإلشارة إلى مستوى تشغيل هذه األسواق .ذلك أن الغرض من التوصية هو
اتخاذ التدابير لضمان تشغيلها فعليا وبكيفية كاملة ،بالنظر للمكاسب المهمة التي يمكن تحقيقها من خالل هيكلة وتطوير القطاع
والخدمات المرتبطة به .كما لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة بتعميم آلية المراقبة باألقمار االصطناعية لتشمل قطاع الصيد
التقليدي ،حيث أشار جواب القطاع على ما تمت برمجته خالل الفترة من أبريل 2024إلى أبريل 2027بخصوص إنشاء
نظام مراقبة جغرافي لألسطول التقليدي ( )VMSبميزانية قدرها 144مليون درهم .وتقتضي هذه التوصية األخيرة اعتماد
مقاربة بيداغوجية ومنهجية تدرجية في تنزيلها.
وعالقة بنفس القطاع ،تجدر اإلشارة إلى أن خمس توصيات أخرى لم يتم تنفيذها ،حيث اعتبر قطاع الصيد البحري أنه لم يعد
معنيا بها ألن المكتب الوطني للصيد لم يعد يتدخل في تدبير موانئ الصيد بعد أن تم في يوليو 2018إنهاء اتفاقية االمتياز
المبرمة مع الوكالة الوطنية للموانئ ،ويتعلق األمر بالتوصيات المرتبطة بتقوية تجهيزات موانئ الصيد بوسائل التفريغ
والمناولة والتفريغ اآللي (رافعات ومضخات )...وبتخفيف االزدحام في موانئ الصيد عن طريق إعادة نشر األنشطة غير
المرتبطة مباشرة بأنشطة ميناء الصيد وضبط الولوج إلى الميناء....
وفيما يتعلق بالوكالة الوطنية للتأمين الصحي ،لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة بتوسيع قائمة المستلزمات الطبية وإعداد نظام
مرجعي ألسعارها الرتباطها بتحديد أثمنة المستلزمات الطبية ،من قبل الوزارة المكلفة بالصحة ،ونشرها بالجريدة الرسمية.
وشكلت الموارد البشرية أحد المعيقات أمام عدم إنجاز بعض التوصيات المتعلقة بتدبير الملك العمومي المائي ،حيث أشار
القطاع الحكومي المكلف بالماء ووكاالت األحواض المائية إلى وجود نقص على مستوى الموارد البشرية المكلفة بتدبير
ومراقبة السدود ،واستخالص متأخرات اإلتاوات وكذا تدبير نظم المعلومات .ويتعلق األمر على سبيل المثال بالتأخر في إعداد
المخطط التوجيهي للنظام المعلوماتي لوكاالت األحواض المائية والذي يهدف إلى استباق االحتياجات الوظيفية والتقنية للنظام
المعلوماتي الخاص بكل وكالة.
وفيما يتعلق بصندوق اإليداع والتدبير ،يقتضي تنفيذ بعض التوصيات المرتبطة بإعادة صياغة اإلطار القانوني والمؤسساتي
للصندوق من أجل مالءمته مع الممارسات الفضلى لحكامة الشركات والتأكد من مدى احترام هذا األخير لاللتزامات واألهداف
التي صدرت على أساسها الموافقة من أجل إحداث الشركات أو المساهمات ،تدخل وزارة المالية باعتبارها القطاع الحكومي
الوصي.
وبخصوص تثمين وإعادة إحياء غابات الفلين ،لم يتم تنفيذ التوصيتين المتعلقتين بإنجاز تقييم شامل لفعالية نظام المقاصة،
وتطوير نظام "المقاصة من أجل حماية غابات الدولة المراد استغاللها أو إحياؤها" حول مشاريع للتنمية االقتصادية المندمجة
للمناطق الغابوية .وفي هذا اإلطار ،فقد أشارت الوزارة المعنية إلى التقرير الذي تم إعداده في شهر مارس 2016والذي سبق
للجنة المراقبة أن اطلعت عليه خالل القيام بالمهمة الرقابية ،إال أنه لم يكن شموليا .حيث قامت الوزارة الوصية فقط بإصدار
القرار رقم 714.22بتاريخ 2مارس 2022بتغيير وتتميم القرار رقم 1855.01المتعلق بوضع حدود وشروط وإجراءات
2827 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
طلب ومنح المقاصة من أجل حماية المجال الغابوي المراد استغالله أو إحياؤه خاصة لرفع سقف المنحة إلى 1.000درهم
عن الهكتار المحمي عوض 350درهم سابقا .وبخصوص نظام منح المقاصة سالف الذكر ،فلم يتم تطويره بعد إلى اآللية التي
أثبتت فعاليتها في بلد ان أخرى والمتعلقة " باألداء مقابل الخدمات البيئية " بحيث يتم الرفع من انخراط ذوي الحقوق في
عمليات صيانة وحماية الغابة .وقد أشارت الوزارة الوصية في جوابها على عزمها إحداث "هيئة التطوير الغابوي" المنصوص
عليها في مشروع القانون الغابوي والتي من شأنها تأطير دور ذوي الحقوق في تدبير المجال الغابوي .وحري بالذكر في هذا
اإلطار ،إلى أهمية اعتماد مقاربة بيداغوجية بالنظر إلى حساسية هذا المجال.
وإضافة إلى هذه العناصر ،تجدر اإلشارة إلى بعض التوصيات الرئيسية األخرى التي لم يتم تنفيذها من طرف بعض األجهزة،
وذلك على النحو الموالي:
-بالنسبة للمعهد الملكي لتكوين األطر ،لم يتم تنزيل بعض التوصيات ،خصوصا ذات الطابع الهيكلي والتقني ،كتلك
التي تهم توضيح العالقة الهيكلية والوظيفية بين المعهد والوزارة الوصية ،ووضع نظام شامل لتتبع مسار خريجي
المعهد ،وتقوية هياكل تدبير الملك العقاري والتجهيزات الرياضية وإيجاد حلول للمشاكل التقنية التي يعرفها المركز
الوطني للرياضات؛
-أما فيما يخص مراقبة نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض لفائدة أجراء القطاع الخاص المدبر من
طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ،لم يتم تنفيذ ثالث توصيات ،منها توصيتان متعلقتان بمجال تدبير
الخدمات لم يدل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بأي معلومات عن وضعية تنفيذهما؛
-بالنسبة للتدبير المالي وحكامة شركة الدراسات واإلنجازات السمعية البصرية-صورياد ،2Mلم يتم تنفيذ
التوصية المتعلقة بتقديم وكالة اإلشهار » «Régie3للوثائق المحاسباتية وفقا للمادة 21من العقد المؤرخ -07-19
1991وكذا إجراء تدقيق لهذه الحسابات؛
-بشأن حكامة وتدبير إنتاج البرامج التلفزية للشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة ،لم يتم تنفيذ التوصية المتعلقة
بضرورة وضع عقد برنامج يمكن من تحديد التزامات الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة مع الدولة ،وكذا األهداف
والوسائل التي تمكن من التنزيل الفعلي للتوجهات االستراتيجية للشركة.
وفيما يتعلق بالصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي ،فقد أصدر المجلس ما مجموعه تسع توصيات ،لم يتم تنفيذ
أية واحدة منها .حيث أفاد في معرض جوابه أن إمكانية تنفيذ هذه التوصيات باتت من اختصاص كل من رئاسة الحكومة
ووزارة الصحة والحماية االجتماعية.
وحري بالذكر أيضا ،أنه بالنسبة لشركة المساهمات واالستثمارات المالية "فيبار القابضة" ،فلم يتم التوصل بأي جواب من
هذه الشركة بخصوص التدابير المتخذة لتنفيذ التوصيات الموجهة إليها ،وعليه فإن المجلس سيتخذ اإلجراءات الالزمة للتأكد
من مدى تنفيذ هذه الشركة للتوصيات الصادرة بشأنها.
.2تتبع التوصيات المتعلقة بتقييم تدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات :تطور ملموس لإلطار
القانوني لتدبير منح الدعم مع الحاجة إلى ربطه باألهداف االستراتيجية للقطاعات المانحة
بلغ مجموع الدعم العمومي التراكمي المخصص للجمعيات حسب آخر المعطيات المتوفرة لدى الوزارة المكلفة بالعالقات مع
البرلمان والخاصة بسنة ،2018ما مجموعه 3,6مليار درهم استفادت منه 22.544جمعية .وقد قدم هذا الدعم من طرف
26قطاعا حكوميا و 68مؤسسة ومقاولة عمومية فضال عن خمسة مرافق مسيرة بصورة مستقلة وحسابين مرصودين ألمور
خصوصية.
وقد بلغ الدعم المبرمج في إطار ميزانية القطاعات الحكومية لسنة 2018حوالي مليار درهم قدمت منه فعليا حوالي 927,54
مليون درهم لفائدة 1.089جمعية .أما فيما يخص الدعم المقدم لجمعيات األعمال االجتماعية لفائدة موظفي اإلدارات العمومية
فقد بلغ حوالي 39مليون درهم استفادت منه 19جمعية.
وتجدر اإلشارة إلى أن التمويل العمومي المقدم للجمعيات عبر آلية طلبات العروض قد بلغ 52,6مليون درهم صرف لفائدة
634جمعية ،في حين ارتفع التمويل المباشر إلى حوالي 859مليون درهم استفادت منه 623جمعية .أما عدد االتفاقيات
المبرمة فقد بلغ 1.055اتفاقية.
غير أن ضبط المعطيات المتعلقة بالدعم العمومي وتتبعها تعتريه مجموعة من المعيقات ،حسب ما صرحت به الوزارة المكلفة
بالعالقات مع البرلمان ،بسبب ضعف التفاعل اإليجابي لبعض القطاعات الحكومية مع طلبات الوزارة في هذا الشأن.
وفي هذا الصدد ،قام المجلس األعلى للحسابات بإصدار تقريرين خاصين حول "تدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات من
طرف القطاعات الحكومية" و"برامج الدعم المقدم لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية".
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2828
ولتتبع مآل تنفيذ التوصيات الواردة في التقريرين المذكورين ،طلب المجلس من السيد األمين العام للحكومة ومن السيد الوزير
المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعالقات مع البرلمان ،والسيدة الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة باالنتقال
الرقمي وإصالح اإلدارة إيفاده باإلجراءات المتخذة بشأن تنفيذ هاته التوصيات.
وقد توصل المجلس بأجوبة الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان بتاريخ 04غشت ،2022وبأجوبة الوزارة المكلفة باالنتقال
الرقمي وإصالح اإلدارة (مديرية الوظيفة العمومية) بتاريخ 24غشت ،2022وبأجوبة األمين العام للحكومة بتاريخ 04
نونبر .2022وقد تضمنت هذه األجوبة التدابير واإلجراءات المتخذة لتنفيذ توصيات المجلس.
أ .حول تنفيذ التوصيات المتعلقة "بتدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية"
تضمن التقرير الخاص بتقييم تدبير اإلعانات الممنوحة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية مجموعة من المالحظات
والتي قدم المجلس األعلى للحسابات بشأنها عدة توصيات من أبرزها ما يلي.
فيما يخص اإلطار العام لتدبير الدعم العمومي المقدم للجمعيات
-العمل على وضع استراتيجية حكومية شاملة ومندمجة من أجل تأطير الدعم المقدم للجمعيات وتحديد األهداف
المرجوة من ورائه والمجاالت ذات األولوية ،وذلك تماشيا مع األهداف االستراتيجية للقطاعات الوزارية المانحة؛
-تحيين النصوص القانونية الخاصة بالجمعيات من أجل مالءمتها مع مقتضيات الدستور ،بما يضمن تعريف وتحديد
الجمعيات "المهتمة بقضايا الشأن العام" ،وتحديد آليات تدبير الدعم العمومي وطرق صرفه والقواعد العامة
المتعلقة بمسك محاسبة الجمعيات المستفيدة واإلدالء بحساباتها لألجهزة المعنية؛
-اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بوضع منظومة إعالمية وطنية خاصة بالجمعيات ،كما تنص على ذلك مقتضيات المادة
6من المرسوم رقم 677.09.2الصادر بتاريخ 19ماي 2010المتعلق بتنظيم األمانة العامة للحكومة.
فيما يتعلق بآليات تدبير وتتبع الدعم واالمتيازات األخرى المقدمة للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية
-تكريس الدور التنسيقي للقطاع الحكومي المكلف بالعالقات مع البرلمان عبر تنزيل خطة النهوض بالدعم العمومي
المقدم لجمعيات المجتمع المدني ،واتخاذ اإلجراءات الكفيلة بتنفيذ المشاريع التي تتضمنها داخل آجال معقولة؛
-السهر على تحسين نجاعة الدعم المقدم للجمعيات من خالل منحه في إطار برمجة متعددة السنوات تحدد المجاالت
ذات األولوية التي ستستفيد من الدعم واألهداف المتوخاة منه ،مع جدولة زمنية لتنفيذه وتحديد آليات تتبعه وتقييمه؛
-حث جميع القطاعات الوزارية على اعتماد مساطر موثقة وموحدة من أجل إضفاء المزيد من الوضوح والشفافية
على عمليات تقديم وتتبع الدعم المالي وغير المالي للجمعيات؛
-حث جميع القطاعات الوزارية على إرساء نظام متكامل لتتبع االتفاقيات المبرمة مع جمعيات المجتمع المدني،
يروم تجويد مضمونها تماشيا مع مقتضيات منشور الوزير األول رقم ،07/2003والسيما فيما يتعلق بالتعريف
بالجمعية المستفيدة وبالمشاريع الممولة والتزامات األطراف وآليات التتبع والمراقبة الميدانية والمالية؛
-تفعيل التتبع على أساس النتائج وكذا المراقبة اإلدارية على الحسابات السنوية للجمعيات التي تستفيد دوريا من
الدعم العمومي المقدم من طرف القطاعات الوزارية ،بما يمكن من تتبع استخدام األموال الممنوحة؛
-السهر على تتبع اإلدالء بالقوائم التركيبية ورفع التقارير السنوية الخاصة بالجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة
العامة إلى األمانة العامة للحكومة ،والعمل على حصر وإعذار الجمعيات التي تخلفت عن اإلدالء بهذه التقارير
بصفة دورية.
تبين من خالل دراسة المعطيات الواردة في جواب الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان بأنها شرعت في تنفيذ
جميع التوصيات الصادرة في تقرير المجلس .في هذا الصدد ،أصدرت استراتيجية جديدة ضمت أربعة رهانات كبرى،
من بينها الرهان المتعلق بالولوج إلى التمويل العمومي وتدبيره وتتبعه .وقد تضمنت هذه االستراتيجية الجديدة خمسة
خيارات ،من بينها ،تعزيز الشراكة بين الدولة وجمعيات المجتمع المدني من خالل ترشيد التمويل العمومي وتنويع
الدعم العمومي الموجه لها وتسريع استكمال وتأهيل البيئة القانونية المتعلقة بالمجتمع المدني.
وبالتوازي مع إصدار االستراتيجية الجديدة ،عملت الوزارة على تحيين خطتها الخاصة بالنهوض بالدعم العمومي
المقدم لجمعيات المجتمع المدني من خالل مشروعين .يتعلق المشروع األول بتجويد آليات منح وتدبير التمويل العمومي
لجمعيات المجتمع المدني ،ويخص المشروع الثاني وضع وتفعيل آليات فعالة وناجعة لتتبع التمويل العمومي الموجه
لجمعيات المجتمع المدني .كما قامت الوزارة بتطوير منشور الشراكة رقم 2007/03وتعزيز قوته اإللزامية ،من
خالل إعداد مشروع مرسوم جديد ،وتطوير البوابة الوطنية للشراكة وإعداد دليل توجيهي لبناء اتفاقيات الشراكة وتتبع
تنفيذها.
2829 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أما فيما يتعلق بتدبير الدعم المقدم للجمعيات من طرف القطاعات الحكومية ،فقد قامت الوزارة بإعداد مشروع مرسوم
متعلق بالشراكة بين الدولة والجمعيات والذي تمت إحالته على األمانة العامة للحكومة في ماي ،2022كما قامت
بإعداد دليل لتوحيد مساطر الدعم العمومي ،بشراكة مع القطاعات الحكومية المعنية ،والذي سوف يعمم على كافة
القطاعات الحكومية .كما تعمل الوزارة ،حسب جوابها ،على تطوير البوابة الوطنية للشراكة لجعلها فضاء يمكن من
تتبع تنفيذ اتفاقيات الشراكة مع الجمعيات من خالل نظام معلوماتي خاص بتتبع اتفاقيات الشراكة المبرمة بين القطاعات
الحكومية والجمعيات.
وفيما يخص تتبع القطاعات الحكومية التفاقيات الشراكة المبرمة مع الجمعيات ،أشارت الوزارة إلى إصدار منشور
السيد رئيس الحكومة عدد 2022/13المتعلق بكيفيات تقديم الحساب السنوي الخاص باستخدام األموال والمساعدات
العمومية التي تتلقاها الجمعيات الصادر بتاريخ 12يوليو ،2022وعليه يبقى حسن تتبع االتفاقيات المبرمة رهينا
بمدى تطبيق مقتضيات هذا المنشور ،الذي يدعو القطاعات الحكومية إلى التقيد به ودعوة الجمعيات المستفيدة من
الدعم العمومي إلى ضرورة إعداد الحساب السنوي الخاص باستخدام األموال والمساعدات العمومية التي تلقتها وفق
النموذج الوارد بالمنشور واإلدالء به للمجلس األعلى للحسابات.
وعلى غرار الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان ،شرعت األمانة العامة الحكومة ،حسب المعطيات الواردة في
جوابها ،في تنفيذ كل التوصيات الصادرة عن المجلس .ففيما يتعلق بوضع منظومة إعالمية خاصة بالجمعيات ،قامت
األمانة العامة للحكومة باتخاذ اإلجراءات الضرورية قصد ضبط العناصر المكونة لها والتدابير الواجب اتخاذها من
أجل إعدادها .كما تدارست بمعية وزارة الداخلية ،في إطار اجتماعين اثنين ،السياق العام للمنظومة اإلعالمية الخاصة
بالجمعيات والتعري ف بأهدافها ومضامينها وخصائصها وكذا التدابير الواجب اتخاذها من أجل إعدادها .وكذا دراسة
إمكانية إنجاز هذه المنظومة بين كافة الوزارات والقطاعات الوزارية ذات العالقة بأنشطة الجمعيات المؤسسة قانونيا.
وبخصوص تتبع اإلدالء بالقوائم التركيبية والتقارير السنوية الخاصة بالجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة،
فقد عملت األمانة العامة للحكومة على حصر الجمعيات التي لم تدل بتقاريرها المالية السنوية رغم رسائل التذكير
التي وجهت لها من قبل اإلدارة .ومن أجل التواصل مع هذه الجمعيات ،قامت األمانة بإجراء بحث ،بجميع الوسائل
الم تاحة لها ،حول عناوين مقارها وأرقام هواتفها كما قامت بتوجيه رسائل تذكير إلى الجمعيات لإلدالء بتقاريرها
المالية السنوية الناقصة.
ب .حول تنفيذ التوصيات المتعلقة "ببرامج الدعم المقدم لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية
لموظفي القطاعات الوزارية"
تضمن التقرير الخاص بتقييم العمل االجتماعي وبرامج الدعم المقدمة لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية
لموظفي القطاعات الوزارية مجموعة من المالحظات التي وجه المجلس بشأنها إلى القطاع المكلف باالنتقال الرقمي
وإصالح اإلدارة عدة توصيات من أبرزها ما يلي:
فيما يخص نطاق األعمال االجتماعية لفائدة موظفي وأعوان الدولة
-اعتماد تعريف قانوني واضح لألعمال االجتماعية لفائدة موظفي وأعوان الدولة ،وذلك من خالل تحديد نطاقها
والغايات واألهداف والمبادئ المنظمة لها؛
-توحيد القواعد واألنظمة األساسية لمؤسسات وجمعيات األعمال االجتماعية ،وذلك من خالل اعتماد نظام أساسي
موحد والسهر على تجانس هيئاتها اإلدارية وأساليب التدقيق والرقابة المالية المطبقة عليها.
فيما يتعلق بآليات تدبير وتتبع برامج الدعم المقدم لفائدة جمعيات ومؤسسات األعمال االجتماعية
-تعميم اتفاقيات الشراكة بين القطاعات الوزارية ومؤسسات وجمعيات األعمال االجتماعية ،مع مراعاة التوجهات
االستراتيجية للدولة في مجال تحسين أداء اإلدارة ،والعمل على تضمين هذه االتفاقيات جميع الجوانب المتعلقة
باألهداف المرجوة ،واإلجراءات التي يتعين اتخاذها وكذا المؤشرات ونظام التتبع والتقييم الواجب اعتماده؛
-اعتماد آليات مناسبة من قبل قطاع إصالح اإلدارة والقطاعات الوزارية المانحة ،من أجل ضمان تتبع وتقييم
مستمرين للدعم العمومي المرصود لفائدة األعمال االجتماعية وتضمين نتائج هذا التقييم في التقرير االجتماعي؛
-حث القطاعات الوزارية على اعتماد مقاربة واضحة ومندمجة ومشتركة لتنظيم دعم األعمال االجتماعية وفق
معايير موضوعية ونوعية موحدة؛
-ترشيد وتنسيق جهود القطاعات الوزارية في مجال دعم األعمال االجتماعية وذلك عن طريق تشجيع التعاون في
تقديم الخدمات بالشكل الكفيل بتحقيق استهداف أوسع لموظفي وأعوان الدولة.
بينت الوزارة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة أن تنزيل توصيات المجلس من قبلها يعترضه غياب نص
قانوني يخول لها االختصاص في مجال تتبع األعمال االجتماعية باإلدارات العمومية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2830
وتجدر اإلشارة إلى أن مؤسسات األعمال االجتماعية قد شهدت إحداث مؤسسة جديدة في فاتح شتنبر 2022هي
«مؤسسة مشتركة للنهوض باألعمال االجتماعية لفائدة موظفي وأعوان اإلدارات العمومية" .وينضوي تحت لواء هذه
المؤسسة المشتركة موظفو وأعوان كل من رئاسة الحكومة ،واألمانة العامة للحكومة ،ووزارة الصناعة والتجارة،
ووزارة االنتقال الطاقي والتنمية المستدامة ،ووزارة السياحة والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي والتضامني،
ووزارة التضامن واإلدماج االجتماعي واألسرة ،ووزارة اإلدماج االقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات،
ووزارة االستثمار وااللتقائية وتقييم السياسات العمومية ،ووزارة العالقات مع البرلمان ،ووزارة االنتقال الرقمي
وإصالح اإلدارة ،والمندوبية السامية للتخطيط ،والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
ثانيا .تتبع التوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات
قامت المجالس الجهوية للحسابات بتوجيه مراسالت إلى مختلف األجهزة التي خضعت للمراقبة خالل سنة ،2018حيث بلغ
عدد التوصيات الصادرة في هذا اإلطار ما مجموعه 2.927توصية ،همت 217جهازا (جماعات ترابية ،عقود للتدبير
المفوض ،مجموعات جماعات ترابية ،ووكاالت مستقلة لتوزيع الماء والكهرباء).
ومن خالل مختلف األجوبة المتوصل بها من طرف المجالس الجهوية للحسابات ،تبين أن األجهزة المعنية تفاعلت بشكل
إيجابي مع التوصيات الصادرة إليها ،مما كان له األثر اإليجابي على تحسين بعض جوانب التدبير ،غير أن بعض اإلكراهات
حالت دون تطبيق بعض التوصيات.
.1تفاعل إيجابي لألجهزة المعنية مع التوصيات
كما يبرز ذلك الجدول الموالي ،بلغ عدد التوصيات المنجزة 1.682توصية ،مقابل 950توصية في طور اإلنجاز و295
توصية غير منجزة:
غير المنجزة في طور اإلنجاز المنجزة مجموع
التوصيات المجالس الجهوية للحسابات
النسبة العدد النسبة العدد النسبة العدد
الصادرة
%27 25 %45 42 %28 26 93 م.ج.ح لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة
%10 20 %33 67 %57 115 202 م.ج.ح للحسابات لجهة الشرق
%5 12 %41 106 %54 140 258 م.ج.ح لجهة فاس ـ مكناس
%20 61 %19 59 %61 191 311 م.ج.ح لجهة الرباط-سال-القنيطرة
%4 7 %31 54 %65 114 175 م.ج.ح لجهة بني مالل ـ خنيفرة
%11 69 %36 228 %54 345 642 م.ج.ح لجهة الدار البيضاء ـ سطات
%5 17 %26 89 %69 237 343 م.ج.ح لجهة مراكش آسفي
%17 42 %46 113 %37 92 247 م.ج.ح لجهة درعة ـ تافياللت
%4 10 %27 61 %69 154 225 م.ج.ح لجهة سوس ماسة
%8 26 %29 95 %63 202 323 م.ج.ح لجهة كلميم واد نون
%6 5 %33 30 %61 56 91 م.ج.ح لجهة العيون الساقية الحمراء
%6 1 %35 6 %59 10 17 م.ج.ح لجهة الداخلة -وادي الذهب
%10 295 %33 950 %57 1.682 2.927 المجموع
وهكذا ،وانطالقا من البيانات المدرجة في الجدول أعاله ،يتبين أن نسبة االستجابة للتوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية
للحسابات ،سواء بتنفيذها ( 1.682توصية) أو بالشروع في ذلك ( 950توصية) ،بلغت %90في حين أن نسبة التوصيات
غير المنجزة ( 295توصية) وصلت إلى ،%10وهو ما يعكس ،في المجمل ،تفاعال إيجابيا لألجهزة المعنية مع توصيات
المجالس الجهوية للحسابات ،ويبرز أيضا المجهودات والتدابير المتخذة من أجل تحسين طرق تدبيرها والرفع من أدائها.
وحري باإلشارة أيضا إلى أن نسبة االستجابة لتوصيات المجالس الجهوية للحسابات قد عرفت ارتفاعا خالل سنة 2018
مقارنة بسنة ،2017إذ انتقلت من %81إلى .%89
.2أثر ملموس لتنفيذ التوصيات
تحرص المجالس الجهوية للحسابات أثناء عمليات تتبع تنفيذ التوصيات على رصد الجوانب التي تبرز أثر المهمات الرقابية
المنجزة.
وفي هذا السياق ،وإضافة إلى كونها ساهمت في تصحيح مجموعة من الممارسات غير القانونية ،فقد كان للتوصيات التي
أصدرتها المجالس الجهوية للحسابات أثر إيجابي على تحسين األداء على عدة مستويات ،وذلك من خالل مجموعة من
العناصر والمعطيات ،تتجلى أساسا فيما يلي:
2831 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
التعاقدية (االستثمارات الواجب تنفيذها ،صيانة المعدات والتجهيزات المخصصة للمرفق ،طبيعة الخدمات المقدمة ووتيرتها
وجودتها ،كميات النفايات المجمعة وباقي الخدمات المنجزة ،)...وذلك من خالل إحداث لجن لتتبع التدبير المفوض لخدمات
النظافة ووضع نظام داخلي خاص بها مع الحرص على عقد اجتماعاتها بشكل دوري ،فضال عن تعزيز المصلحة المكلفة
بهذا المرفق بالموارد البشرية الكافية .وبالموازاة مع ذلك ،باشرت مجموعة من الجماعات ،بشراكة مع جمعيات ،حمالت
تحسيسية من أجل توعية الساكنة بأهمية االنخراط الفعال في تدبير المرفق ،فضال عن مسك سجالت للشكايات من أجل رصد
المخالفات ذات الصلة بالمرفق وتبليغها للمفوض إليه ،وكذا اعتماد استمارة لتقييم جودة خدمات النظافة بناء على مؤشرات
موثوقة لألداء.
وارتباطا بمرفق التطهير السائل ،وفي إطار العمل على معالجة بعض المشاكل البيئية التي تم رصدها في التقارير الرقابية
الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات ،اتخذت بعض الجماعات مجموعة من التدابير ،من أهمها :تقوية شبكة التطهير
السائل قصد تعميمها والتنسيق مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إلخراج مخططات مديرية للتطهير السائل
إلى حيز الوجود ،وإعداد الدراسات التقنية لمشاريع إنجاز شبكات التطهير السائل .كما شرعت بعض الجماعات في إنجاز
محطات لمعالجة المياه العادمة ،بعد تخصيص االعتمادات المالية الالزمة القتناء العقارات المحتضنة لهذه المحطات .وعالقة
بحماية المحيط البيئي لألودية من التلوث بالنفايات والمياه العادمة ،قامت بعض الجماعات بتنقية األودية في حدود اإلمكانيات
المتاحة وبتبليط جوانب األودية وتهيئتها مع وضع سياج وقائي يساهم في حمايتها من التلوث ،فضال عن القيام بعمليات
تحسيسية لفائدة الساكنة.
تدبير المشاريع التنموية :إجراءات عملية من أجل تنفيذ واستغالل أفضل
قامت مجموعة من الجماعات باعتماد معايير واضحة في برمجة المشاريع ،وإنجاز الدراسات التقنية القبلية الالزمة بتنسيق
مع الشركاء من أجل وضع تصورات متكاملة حول المشاريع المقررة ،فضال عن تسوية أو الشروع في تسوية الوضعية
القانونية للعقارات وبالخصوص تلك التي أنجزت عليها مشاريع.
كما عملت مجموعة من الجماعات على بحث السبل الكفيلة بتنسيق مع األطراف المعنية إلخراج بعض المشاريع إلى حيز
الوجود واتخاذ التدابير الكفيلة باستغالل أنجع للمشاريع المنجزة وضمان استدامتها.
تدبير الموارد المالية :تحسن في مردودية بعض الرسوم والواجبات مع الحاجة إلى دعم أكبر للجهود
المبذولة
ساهم تنفيذ التوصيات الصادرة عن المجالس الجهوية للحسابات في تحسين مردودية مجموعة من الرسوم والواجبات .ويعزى
التحسن المسجل على هذا المستوى إلى مجموعة من التدابير ،منها:
-التدابير التنظيمية :عبر تعزيز شساعة المداخيل وتمكينها من كافة الموارد المادية والبشرية مما أدى إلى الرفع
من مردوديتها ومن فعالية أدائها وتقوية المؤهالت المهنية للموظفين ،فضال عن اعتماد هياكل تنظيمية تتضمن
إحداث مصالح للوعاء الضريبي واإلحصاء والمراقبة ،وكذا تعديل قراراتها الجبائية وتضمينها بعض الرسوم
والواجبات التي لم تكن مدرجة بها .باإلضافة إلى الرفع من درجة التنسيق بين مختلف المصالح الجماعية ذات
الصلة بمصلحة الجبايات (مصلحة الرخص التجارية ،مصلحة التعمير ،مصلحة الممتلكات )... ،ووضع آليات
للمراقبة الداخلية بما يضمن الحفاظ على موارد الجماعة؛
-التدابير العملية :من خالل القيام سنويا بعمليات اإلحصاء واالستعانة ،عند االقتضاء ،بمكاتب دراسات وإعداد
تطبيقات معلوماتية لضبط أفضل للوعاء الضريبي ولتحيين قائمة الملزمين .باإلضافة إلى مباشرة عمليات الفرض
التلقائي للرسوم واإلصدار الدوري ألوامر التحصيل ،وسلك المساطر القانونية للحيلولة دون تقادم الديون العمومية
(توجيه رسائل وإشعارات للمعنيين باألمر وتكليف محامين ،عند االقتضاء ،من أجل رفع دعاوى قضائية ضد
المدينين الذين لم يستجيبوا لإلنذارات الموجهة إليهم)؛
-التدابير الموازية :المتمثلة على الخصوص في تشجيع المبادرات الذاتية التي تهدف إلى خلق رواج اقتصادي
وتجاري وبالتالي توسيع الوعاء الضريبي ،والقيام بحمالت تحسيسية من أجل حث الملزمين بالرسوم اإلقرارية
على وضع إقراراتهم داخل اآلجال القانونية.
تدبير الطلبيات العمومية وضبط النفقات :تحسن في األداء
مكنت اإلجراءات المتخذة في هذا اإلطار من تحسين تدبير الطلبيات العمومية ،ال سيما من خالل إعمال مبدأ المنافسة وضبط
الحاجيات وإعداد قاعدة بيانات للموردين والخدماتيين والمقاولين ،فضال عن تتبع إنجاز األشغال وإشراك رؤساء المصالح
في عمليات التسلم واإلشهاد على الخدمة المنجزة واالستعانة ،عند االقتضاء ،بذوي الخبرة حسب طبيعة الخدمة .باإلضافة
إلى إعداد الدراسات القبلية وتحديد أماكن األشغال بدقة ومحتواها وكذا صياغة دفاتر الشروط الخاصة صياغة مالئمة وتوثيق
جميع األشغال المنجزة من خالل مسك دفاتر الورش وجداول المنجزات والوضعيات والجرود ومحاضر تسلم األشغال.
2833 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
كما عملت مجموعة من الجماعات على احترام النصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية ،خاصة تلك المتعلقة
بالعروض المتضمنة أثمانا مفرطة أو منخفضة بكيفية غير عادية ،وبآجال أداء مستحقات أصحاب الصفقات ،وبتقديم شواهد
التأمين واإلدالء بباقي الوثائق المتعلقة بالتنفيذ كتصاميم جرد المنشآت المنفذة.
وفيما يرتبط باإلعانات المقدمة للجمعيات ،فقد اعتمدت عدة جماعات مجموعة من الضوابط من أجل تقديم الدعم ،من خالل
تحديد معايير واضحة لالستفادة من الدعم العمومي وربطه ببرامج وأهداف محددة بشكل يتضمن مراقبة مآل هذه األموال
وطرق استعمالها ،وتتبع مجال صرف هذه اإلعانات ونشر إعالنات للجمعيات من أجل وضع طلبات الدعم واعتماد دفاتر
تحمالت نموذجية تؤطر عمليات توزيع الدعم على الجمعيات ومطالبة تلك التي تستفيد من الدعم المالي بتقديم جميع المستندات
والوثائق التي توضح كيفية وطرق صرف اإلعانات الممنوحة لها وكذا تقديم برامجها السنوية إلى الجماعات المعنية.
تدبير الممتلكات :مجال في حاجة إلى مزيد الضبط
اتخذت مجموعة من الجماعات عدة تدابير قانونية من أجل حماية ممتلكاتها وتثمينها ،من خالل مباشرة مسطرتي التحفيظ
والتسجيل مع تخصيص الموارد المالية الالزمة لذلك .كما حرصت بعض الجماعات على ضبط عمليات استغالل الملك
الجماعي العام وحمايته من الترامي عليه مع اللجوء ،عند الضرورة ،للقضاء المختص.
.3إكراهات تعوق تنفيذ بعض التوصيات
حسب المعطيات المستقاة من أجوبة األجهزة المعنية حول تتبع التوصيات الصادرة سنة ،2018فإن نسبة التوصيات غير
المنجزة بلغت .%11وقد عزت هذه األجهزة عدم تنفيذ هذه التوصيات إلى مجموعة من العوامل المرتبطة أساسا بمحدودية
الموارد البشرية والمالية وبطول المساطر التي تقتضيها بعض اإلجراءات وكذا بارتباط تنفيذ بعض التوصيات بأطراف
أخرى ،فضال عن اإلكراهات التي فرضتها األزمة الصحية نتيجة انتشار جائحة "كوفيد ."19
موارد مالية وبشرية محدودة
تشكل محدودية الموارد المالية أحد أهم العوامل التي تحول دون تمكن األجهزة المعنية من تنفيذ توصيات المجالس الجهوية
للحسابات ،ال سيما تلك التي تقتضي بطبيعتها التوفر على اعتمادات مالية مهمة ،كتنفيذ بعض المشاريع التنموية أو إنجاز
بعض التجهيزات المضمنة في تصاميم التهيئة أو تحسين البنية التحتية أو اقتناء أوعية عقارية وتملكها وتسوية وضعيتها
القانونية.
كما أن مجموعة من الجماعات تعرف خصاصا ،كميا ونوعيا ،على مستوى مواردها البشرية ،األمر الذي ال يسعفها في تنفيذ
بعض التوصيات ،خاصة حينما يتعلق األمر بتوصيات يستلزم تنفيذها التوفر على موارد بشرية ذات دراية خاصة ببعض
الجوانب القانونية أو المحاسبية أو التقنية ،أو توصيات تستوجب عددا كافيا من الموظفين (تعزيز بعض المصالح بالموارد
البشرية ،عدم تركيز بعض المهام ،القيام ببعض المهام الرقابية أو اإلشرافية.)...
إكراهات ذات طبيعة قانونية
يقتضي تنفيذ بعض التوصيات مباشرة مساطر قانونية تستلزم آجاال محددة الستيفائها أو إصدار وثائق أو مقررات أو إخضاعها
للمراقبة اإلدارية والتأشير عليها من قبل الجهات المختصة ،وهو األمر الذي يحول دون تنفيذ بعض التوصيات ،كما هو الشأن
مثال بالنسبة لوثائق التعمير التي يستوجب إعدادها واعتمادها المرور بعدة مراحل مسطرية ،أو بالنسبة العتماد استراتيجية
للتدبير المندمج للنفايات الصلبة والتي تقتضي سلفا إعداد مخططات مديرية عماالتية أو إقليمية لتدبير النفايات المنزلية
والمماثلة لها ،وكذا بالنسبة لبعض تصاميم التهيئة التي يتوقف إعدادها على المصادقة على مخططات توجيه التهيئة العمرانية
لمجاالت أوسع تغطي النفوذ الترابي للجماعات المعنية بالتوصية.
وفي السياق ذاته ،لم تستطع مجموعة من الجماعات تنفيذ بعض التوصيات ذات الصلة بممتلكات تستغلها (تحفيظ ،الرفع من
السومة الكرائية ،سلك المساطر القانونية في حق األشخاص الذين ال يؤدون واجبات االستغالل )....بسبب عدم توفرها على
ما يثبت ملكيتها لهذه الممتلكات أو عدم توفرها على وثائق ضرورية لمباشرة مسطرة التحفيظ أو بالنظر إلى الطبيعة القانونية
لبعض العقارات (أراض ساللية مثال).
تنفيذ بعض التوصيات رهين بإجراءات وتدابير موازية تتخذها أطراف أخرى
تعزو مجموعة من الجماعات عدم تنفيذ بعض التوصيات إلى تعدد األطراف المعنية بها ،والتي يتعين عليها هي األخرى اتخاذ
تدابير وإجراءات ذات صلة بموضوع التوصية ،وهو األمر الذي ال يكون دائما متاحا ،خاصة بالنظر إلى اإلطار القانوني
والمؤسساتي لهذه األطراف والذي يقتضي اعتماد مساطر وإجراءات مغايرة لتلك المعمول بها على مستوى الجماعات الترابية.
باإلضافة إلى ذلك ،أشارت بعض الجماعات إلى أن تباينا في وجهات النظر بين األجهزة المعنية حال دون تنفيذ بعض
التوصيات (كما هو الحال مثال بالنسبة لعمليات اقتناء العقارات وتحفيظها ،حيث تتباين وجهات النظر بين األطراف المعنية
بشأن العملية التي تسبق األخرى :أداء مبلغ االقتناء أو مباشرة عملية التحفيظ؟)
وفي نفس السياق ،فإن بعض الجماعات بررت عدم قدرتها على تنفيذ بعض التوصيات إلى عدم استجابة بعض األطراف
لطلباتها المتعلقة بمدها بمعطيات ومعلومات ضرورية لتنفيذ هذه التوصيات ،كما هو الشأن بالنسبة للبيانات الضرورية من
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2834
أجل ضبط الوعاء الضريبي للجماعة أو تفعيل حق المراقبة تجاه بعض الملزمين أو إصدار المراسالت واإلشعارات واألوامر
بالتحصيل.
تداعيات جائحة "كوفيد "19-أثرت على تنفيذ بعض التوصيات
شكلت الظروف االستثنائية التي نجمت عن األزمة الصحية المرتبطة بانتشار جائحة "كوفيد "19-عامال مهما من العوامل
التي حالت دون تنفيذ بعض التوصيات ،خاصة في ظل إقرار السلطات الحكومية المعنية مجموعة من التدابير الرامية إلى
الحد من تداعيات الجائحة على الجانب االقتصادي .وهمت هذه التوصيات ،على الخصوص ،الجوانب الجبائية (تفعيل حق
المراقبة وتصحيح المبالغ المصرح بها ،الرفع من مبالغ اإليجار ،مباشرة المساطر القانونية في حق بعض الملزمين الذين ال
يؤدون ما بذمتهم )...وكذا أجرأة بعض اتفاقيات الشراكة ،ال سيما تلك المرتبطة ببرامج العمل ،وتنفيذ أو استكمال بعض
المشاريع.
وكخالصة عامة ،وفي ضوء النتائج التي أسفرت عنها عمليات تتبع تنفيذ التوصيات ،فإن المجلس يسجل تحسنا في نسب تنفيذ
التوصيات الصادرة عن المحاكم المالية مما يبرز التفاعل اإليجابي لألجهزة المراقبة ،كما ستحرص هذه المحاكم على القيام
بمهام ميدانية على مستوى األجهزة التي عرفت نسب تنفيذ محدودة .وستساهم المنصة الرقمية التي وضعها المجلس خالل
سنة 2022في الرفع من فعالية ونجاعة عملية التتبع.
الفصل الخامس :ملخص التقرير حول تنفيذ قانون المالية لسنة 2020
تم تنفيذ قانون المالية لسـنة 2020في سياق استثنائي مرتبط بانتشار جائحة كوفيد 19وفي ظل سنة تميزت بالجفاف مع
التأثيرات الناتجة عن ذلك على مختلف المستويات الصحية واالقتصادية واالجتماعية .وبتعليمات ملكية سامية ،بادرت
السلطات العمومية إلى اتخاذ مجموعة من التدابير المالئمة لمواجهة هذه الظرفية على األمد القصير والمتوسط بهدف التخفيف
من االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لألزمة من خالل الدعم المالي المباشر لألسر المتضررة والحرص على الحفاظ على
مناصب الشغل ومواكبة المقاوالت الصغرى والمتوسطة عبر االستفادة من قروض مضمونة وبشروط ميسرة .كما استهدفت
هذه التدابير التحكم في مصادر التموين وضمـان اسـتقرار االقتصـاد الوطني.
ويتضح أن الظرفية االستثنائية لألزمة أبانت عن ضرورة مواصلة اإلصالحات الهيكلية التي اعتمدتها بالدنا على مستوى
القطاع العام في مجال التدبير الميزانياتي والمحاسباتي .وفي هذا الصدد يواكب المجلس األعلى للحسابات تنفيذ هذه
اإلصالحات ويحث على تسريع وتيرتها من خالل مهماته الدورية وإصداره للتوصيات المالئمة وتتبعها.
وفي هذا المجال ،فقد واصلت الحكومة اعتماد التدبير الميزانياتي المرتكز على النتائج من خالل منهجية نجاعة األداء .كما
عرفت سنة 2020دخول مقتضيات القانون التنظيمي لقانون المالية المتعلقة بالتصديق على حسابات الدولة حيز التنفيذ.
وتتوخى هذه الخالصة للتقرير الذي أعده المجلس األعلى للحسابات عرض النتائج النهائية لتنفيذ قانون المالية برسم سنة
2020في عالقة مع التدابير المتخذة لمواجهة آثار األزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد ،19وكذا مالحظات المجلس حول
تدبير الشأن العمومي من خالل منهجية نجاعة األداء وحول التقدم في إعداد البيانات المالية والمحاسبية الالزم تقديمها قصد
التصديق على حسابات الدولة برسم السنة المالية 2020من طرف المجلس األعلى للحسابات.
أوال .نتائج تنفيذ قانون المالية لسنة 452020في ظل األزمة الصحية كوفيد19-
لمواجهة تداعيات األزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد ،19اتخذت السلطات مجموعة من اإلجراءات والتدابير المستعجلة
واالستثنائية للحد من انتشار الفيروس ،والتخفيف من اآلثار الناجمة عنه وكذا عن قرارات اإلغالق االحترازية التي تم اتخاذها
منذ مارس . 2020كما تم إنشاء لجنة لليقظة االقتصادية على مستوى وزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة بهدف تتبع
ومراقبة تطور الوضع االقتصادي وتحديد التدابير المالئمة لدعم القطاعات المتأثرة.
وفي هذا السياق اتخذت الحكومة تدابير وآليات مختلفة لتدبير ميزانية سنة ،2020انطلقت بإحداث صندوق خاص لتدبير
تداعيات الجائحة ،ذي طابع تضامني ،وواكبها اعتماد قانون المالية المعدل ،الذي جعل من أبرز أهدافه الحفاظ على صحة
المواطنين ،ودعم االقتصاد الوطني من خالل الحفاظ على القدرة الشرائية لألفراد واألسر المتضررة من إعالن حالة الطوارئ
الصحية والتوقف المؤقت لنشاط بعض المؤسسات وكذا دعم المقاوالت التي اضطرت إلى خفض مستوى نشاطها.
وتتجلى النتائج البارزة لتنفيذ قانون المالية برسم سنة 12020في الخالصات التالية:
45بناء على مشروع قانون التصفية رقم 20.22المتعلق بتنفيذ قانون المالية للسنة المالية 2020
2835 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
.1المداخيل
انخفاض المداخيل الجبائية
ساهمت الموارد الجبائية في خزينة الدولة ،خالل سنة ،2020بما مجموعه 201,5مليار درهم وهو ما يمثل %81من
مجموع المداخيل العادية لميزانية الدولة .وتشكل الضرائب المباشرة وغير المباشرة %89من مجموع الموارد الجبائية ،تليها
رسوم التسجيل والتمبر بنسبة %6والرسوم الجمركية بنسبة .%5
ومقارنة مع سنة ،2019عرفت الموارد الجبائية المسجلة برسم السنة المالية 2020انخفاضا بنسبة ،%8,6ويعزى هذا
االنخفاض إلى التراجع المهم لمداخيل الضرائب المباشرة (ناقص )%9وغير المباشرة (ناقص )%7,1والرسوم الجمركية
(ناقص )%1,6ورسوم التسجيل والتمبر (ناقص .)%19,8
المداخيل غير الجبائية
وصلت المداخيل غير الجبائية 46المحصلة برسم سنة ( ،2020دون احتساب المداخيل المسجلة برسم التسديدات من الحسابات
المرصدة ألمور خصوصية بمبلغ 20,3مليار درهم) ،إلى مبلغ قدره 25,9مليار درهم .وبإضافة التسديدات المذكورة أعاله،
يصبح المبلغ اإلجمالي لهذه المداخيل ما مجموعه 46,3مليار درهم ،بارتفاع نسبته %14,7مقارنة مع سنة ( 2019زائد
5,9مليار درهم) .وتكون بذلك قد شكلت نسبة %18,7من مجموع الموارد العادية مقابل %15,5في السنة التي سبقتها.
.2النفقات
بلغت النفقات اإلجمالية برسم ميزانية الدولة لسنة ،2020ما مجموعه 548,5مليار درهم ،موزعة على الشكل التالي:
334,1 :مليار درهم (دون احتساب استهالكات الدين العمومي
• الميزانية العامة
المتوسط والطويل األجل الذي بلغ 68,7مليار درهم).
143,6 :مليار درهم • الحسابات الخصوصية للخزينة
2,1 :مليار درهم. • مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة
▪ الميزانية العامة
نفقات الموظفين واألعوان
بلغت نفقات الموظفين واألعوان برسم سنة ،2020ما مجموعه 133,5مليار درهم ،أي ما يعادل % 98,1من االعتمادات
النهائية ،مواصلة بذلك منحاها التصاعدي ومسجلة ارتفاعا نسبته %19,5مقارنة بسنة .2019
يعتبر أهم تأثير على نفقات الموظفين واألعوان ذلك المتعلق بدخول مقتضيات القانون التنظيمي لقانون المالية ،التي نصت
على إدراج مساهمات الدولة في إطار أنظمة االحتياط االجتماعي والتقاعد ضمن فصل نفقات الموظفين ،حيز التنفيذ اعتبارا
من فاتح يناير .2020وتجدر اإلشارة إلى أن هذه المساهمات كانت تدرج سابقا ضمن فصل النفقات المشتركة ،وقد أعيد
تصنيفها داخل نفقات الموظفين واألعوان بمبلغ 18.410مليون درهم مع قانون المالية لسنة .2020
وبذلك ارتفعت حصة نفقات الموظفين واألعوان بالميزانية العامة حيث مثلت على التوالي %62من ميزانية التسيير للميزانية
العامة للدولة و %33من مجموع نفقات الميزانية العامة للدولة و %36من موارد الميزانية العامة المحصلة برسم سنة .2020
وعلى سبيل اإلشارة ،فإن نفقات الموظفين واألعوان ،دون احتساب مساهمات الدولة في االحتياط االجتماعي
والتقاعد ،ارتفعت بنسبة %3مقارنة مع سنة ،2019حيث بلغت 115,12مليار درهم سنة 2020مقابل
111,77مليار درهم سنة .2019
46تتكون المداخيل غير الجبائية من عائدات االحتكار واالستغالالت والمساهمات المالية للدولة ومداخيل الخوصصة ومداخيل أخرى.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2836
47أحدث هذا الصندوق بموجب المرسوم رقم 2.20.269الذي تم نشره بالجريدة الرسمية في 22رجب 17( 1441مارس ،)2020طبقا للمادة 26
من القانون التنظيمي للمالية التي تنص على أنه " يج وز في حالة االستعجال والضرورة الملحة وغير المتوقعة أن تحدث خالل السنة المالية حسابات
خصوصية للخزينة بموجب مراسيم طبقا للفصل 70من الدستور .ويتم إخبار اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان مسبقا بذلك .ويجب عرض هذه
المراسيم على البرلمان بقصد المصادقة عليها في أقرب قانون للمالية ".
2837 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
رابعا .التوصيات
يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي:
▪ بخصوص اعتماد قانون المالية المعدل:
العمل على تعديل المنظومة القانونية المتعلقة بقانون المالية من أجل تأطير أفضل لمسطرة تعديل قانون المالية وكيفية دراسته
والمصادقة عليه.
▪ بخصوص تنزيل ورش نجاعة األداء:
-من أجل تجاوز النقائص التي تشوب نظام تقديم الحساب المرتبط بنجاعة األداء ،المتمثلة أساسا في تقديم تقرير
نجاعة األداء في شكل تقييم بعد اإلنجاز من طرف وزارة االقتصاد والمالية لجميع القطاعات والمؤسسات بشكل
موجز في تقرير واحد يرفق بمشروع قانون التصفية ،سنتين تقريبا بعد انتهاء السنة المالية المعنية ،يوصي المجلس
بتقديم تقارير نجاعة األداء لكل قطاع ومؤسسة على حدة من طرف المسؤول عنها أمام نفس الهيئات الرقابية (اللجان
البرلمانية المختصة) ،التي تقدم أمامها مشاريع نجاعة األداء ،مباشرة بعد انتهاء السنة المعنية (عند تقديم مشاريع
الميزانية للسنة الموالية)؛
-اعتماد مقاربة من شأنها أن تجعل من قانون المالية اآللية الرئيسية لترجمة األولويات المحددة من طرف الحكومة
والعمل على أن تعكس البرامج المدرجة في إطار مشاريع نجاعة األداء االستراتيجيات القطاعية؛
-العمل على تحسيس جميع المتدخلين في منهجية نجاعة األداء ،على المستوى المركزي والالمركزي ،بأهمية آليات
قيادة البرامج والعمل على تفعيل جميع مكوناتها وعلى الخصوص أنظمة المعلومات ومراقبة التسيير والمراقبة
الداخلية.
▪ بخصوص تنفيذ الميزانية:
-تحسين توقعات المداخيل غير الجبائية؛
-تتبع النفقات الجبائية بشكل دوري والقيام بدراسات حول جدوى استمرار العمل بها.
▪ بخصوص الحسابات المرصدة ألمور خصوصية:
-إنجاز تقييم شامل حول الحسابات المرصدة ألمور خصوصية في أفق مراجعة حصص الرسوم المرصدة لها ،مع
الحرص على عدم تخصيص موارد تفوق ما هو ضروري لتغطية نفقاتها؛
-مواصلة الجهود الرامية إلى تقليص عدد الحسابات المرصدة ألمور خصوصية والحذف التدريجي للنفقات التي
يمكن إدراجها في إطار الميزانية العامة للدولة ،كالنفقات المتعلقة بالموظفين ،التي تكتسي طابعا اعتياديا وشبه
نظامي.
▪ بخصوص مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة:
-ضبط أنجع للتوقعات المتعلقة بموارد مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة المسجلة بقوانين المالية؛
-اتخاذ اإلجراءات الضرورية من أجل تحسين الموارد الذاتية لمرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة من أجل تعزيز
استقالليتها المالية وذلك بتحسين جودة الخدمات المقدمة والعمل على بذل مجهود أكبر في تحصيل مداخيلها ،مع
دراسة إمكانية تسقيف الموارد الذاتية للمرافق التي تسجل مداخيل تفوق حاجياتها.
الذين تنحصر صالحيتهم محليا في نطاق حدود ترابية معينة .أما الفئات الملزمة أمام المجلس األعلى للحسابات ،فهي تشمل
أعضاء الحكومة والشخصيات المماثلة لهم ورؤساء دواوينهم وأعضاء الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري وبعض فئات
الموظفين واألعوان العموميين فيما تختص المجالس الجهوية للحسابات بتدبير تصريحات بعض فئات المنتخبين المحليين
وبعض فئات الموظفين واألعوان العموميين كل حسب نفوذه الترابي.
وتهدف مهمة تتبع ومراقبة التصاريح بالممتلكات إلى تكريس مبادئ المساءلة والمحاسبة والشفافية وحماية المال العام ومحاربة
الرشوة وترسيخ أخالقيات المرفق العام ،إذ يهدف نظام التصريح بالممتلكات المعتمد إلى تتبع تطور القيمة النقدية لممتلكات
الملزمين للتأكد من اتساقها مع المداخيل المتحصل عليها خالل فترة توليهم لوظيفة عمومية ذات عالقة بتدبير المال العام تحت
طائلة وجود حاالت االثراء غير المشروع أو استغالل النفوذ أو تضارب المصالح.
لذلك ،حرص المجلس على ممارسة هذا االختصاص في إطار منظومة رقابية شاملة ترتكز على منهجية المراقبة المندمجة
من أجل إقامة جسور بين هذا االختصاص ومختلف االختصاصات األخرى الموكولة للمحاكم المالية ،سواء القضائية أو غير
القضائية ،سواء عند برمجة المهمات الرقابية أو خالل تنفيذها وإصدار التقارير عن النتائج التي تسفر عنها ومعالجتها.
في نفس السياق ،اعتمد المجلس ،منذ مطلع سنة ،2019مسطرة التحميل اإللكتروني لقوائم الملزمين بالمنصة الرقمية التي
أعدها لفائدة مخاطبيه من ممثلي السلطات الحكومية ،وذلك من أجل إضفاء الفعالية والمرونة على اإلجراءات ذات الصلة
بعملية االدالء بهذه التصريحات ،اعتبارا لألهمية القصوى التي تكتسيها هذه العملية كمرحلة أولى وأساسية في مسلسل المراقبة
للحد من حاالت التأخير المسجلة في هذا الشأن.
ويرصد التقرير التالي ،باإلضافة إلى الحصيلة العامة ألنشطة تلقي وتتبع ومراقبة التصريح اإلجباري بالممتلكات لسنة ،2021
المالحظات التي أسفر عنها فحص وتحليل قوائم الملزمين من فئة الموظفين واألعوان العموميين والتصاريح المودعة من
طرفهم لدى المجلس ،السيما فيما يتعلق بكيفيات تعبئة نموذج التصريح وتتبع ومقارنة البيانات المضمنة به ومدى اتساقها من
حيث الشكل.
تجدر اإلشارة إلى أن المجلس ينكب حاليا على استكمال مسطرة مراقبة هذه التصاريح من حيث الجوهر وصحة البيانات
والمعلومات المضمنة بها من أجل التأكد من مدى اتساق ثروة وممتلكات الملزمين مع المداخيل المصرح بها .وسيتم نشر
المالحظات التي ستسفر عنها هذه المراقبة في التقرير السنوي للمجلس برسم سنة .2022
أوال .الحصيلة العامة ألنشطة إيداع وتلقي وتتبع ومراقبة التصريح اإلجباري بالممتلكات لسنة 2021
بلغ عدد التصاريح المودعة برسم سنة 2021بالنسبة لجميع الفئات الخاضعة ما مجموعه 7.803تصريح .وبهذا ،فقد وصل
مجموع التصاريح المودعة منذ سنة 2010إلى غاية متم سنة ،2021إلى 347.038تصريحا تخص ما يفوق 100.000
ملزم من مختلف الفئات على مستوى المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات.
.1حصيلة عملية تلقي وتتبع التصاريح بالممتلكات الخاصة بفئات أعضاء الحكومة ورؤساء
دواوينهم والشخصيات المماثلة ألعضاء الحكومة وأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس
المستشارين
تتلقى كتابة الضبط بالمجلس األعلى للحسابات التصاريح بالممتلكات الخاصة بأعضاء الحكومة ورؤساء دواوينهم
والشخصيات المماثلة لهم وأعضاء الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري ،وكذا المسؤولون اآلخرون المعينون بظهير
شريف ،باإلضافة إلى بعض فئات الموظفين واألعوان العموميين الذين يمارسون صالحياتهم على مجموع التراب الوطني.
وبالنسبة ألعضاء المحكمة الدستورية وأعضاء غرفتي البرلمان ،فيدلون بالتصريح بممتلكاتهم لدى األمانة العامة للهيئة
المحدثة بالمجلس األعلى للحسابات ،طبقا ألحكام القوانين التنظيمية على التوالي رقم 29.93المتعلق بالمجلس الدستوري
ورقم 27.11المتعلق بمجلس النواب و 28.11المتعلق بمجلس المستشارين وتتولى هذه الهيئة تلقي تصريحات هذه الفئات،
ومراقبتها وتتبعها .وقد حددت األحكام القانونية ذات الصلة تأليف هذه الهيئة التي تتكون من الرئيس األول للمجلس األعلى
للحسابات بصفته رئيسا ،ورئيس الغرفة األولى ورئيس الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض ،باإلضافة لمستشارين بكل من
الغرفتين سالفتي الذكر ،وكذا األمين العام للهيئة الذي يعينه الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات من بين األطر العليا
للمجلس.
أما بالنسبة لمنتخبي مجالس الجماعات الترابية والغرف المهنية ،وكذا الموظفين واألعوان العموميين الخاضعين لهذا
االختصاص ،الذين يمارسون صالحياتهم داخل الحدود الترابية للجهة ،فيقومون بإيداع تصاريحهم بالممتلكات بكتابة الضبط
بالمجلس الجهوي للحسابات المختص.
في هذا اإلطار ،وتفعيال لهذه المقتضيات ،وبطلب من الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات ،تم تعيين مستشاري محكمة
النقض سالفي الذكر ،أعضاء بالهيئة من طرف الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية بتاريخ 02أغسطس .2022
وتعمل هذه الهيئة المختلطة في إطار المقتضيات القانونية االنتقالية المنظمة لشروط وكيفيات تدبير التصريح بالممتلكات للفئات
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2840
سالفة الذكر ،في انتظار تنزيل أحكام الفقرة الرابعة من الفصل 147التي أناطت بالمجلس األعلى للحسابات حصريا مهمة
تتبع ومراقبة التصريح بالممتلكات لجميع فئات الملزمين.
▪ أعضاء الحكومة ورؤساء دواوينهم والشخصيات المماثلة لهم
تميزت سنة 2021بإجراء االنتخابات العامة للتجديد الشامل ألعضاء غرفتي البرلمان ومجالس الجماعات الترابية والغرف
المهنية ،انبثق عنها تعيين حكومة جديدة من األغلبية البرلمانية بتاريخ 08أكتوبر .2021
وتبعا لذلك ،تلقى المجلس األعلى للحسابات التصاريح بالممتلكات بمناسبة بداية االنتداب أو التعيين بالنسبة ألعضاء الحكومة
ورؤساء دواوينهم وأعضاء مجلسي النواب والمستشارين.
فيما يخص أعضاء الحكومة
تنص المادة 41من القانون التنظيمي .رقم 065.13يتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها في
الباب المتعلق باألحكام الختامية واالنتقالية خاصة الفقرة 3منه على" :وتظل سارية المفعول ،بصفة انتقالية ،جميع األحكام
التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالوضع القانوني ألعضاء الحكومة الجاري بها العمل عند دخول هذا القانون التنظيمي حيز
التنفيذ :إلى حين تعويضها وفق أحكامه".
ونظرا ألن المقصود باألحكام التي تبقى سارية المفعول المشار إليها ،هو مقتضيات الظهير الشريف رقم 1.08.72الصادر
في 20من شوال 20( 1429أكتوبر )2008بتتميم الظهير الشريف 1.74.331الصادر في 11من ربيع اآلخر 23( 1395
أبريل )1975بشأن حالة أعضاء الحكومة وتأليف دواوينهم ،فإن الفصل 2المكرر ثالث مرات منه يقضي بأنه يتعين على
العضو في الحكومة أن يصرح ،داخل أجل التسعين ( )90يوما الموالية لتعيينه ،بمجموع نشاطاته المهنية والمهام االنتخابية
التي يمارسها والممتلكات التي يملكها أو يملكها أوالده القاصرون أو يقوم بتدبيرها وكذا المداخيل التي استلمها خالل السنة
السابقة للسنة التي تم تعيينه فيها .كما يتعين عليه في حالة انتهاء مهمته ألي سبب آخر غير الوفاة ،أن يقوم بالتصريح
المنصوص عليه أعاله ،داخل أجل التسعين ( )90يوما يحتسب ابتداء من تاريخ انتهاء المهمة المذكورة.
وفي هذا اإلطار ،وبعد التعيين الملكي للحكومة الجديدة بتاريخ 08أكتوبر ،2021قام جميع أعضاء الحكومة بإيداع التصريح
بممتلكاتهم المتعلقة بهم بمناسبة بداية المهام ،وذلك لدى كتابة الضبط بالمجلس األعلى للحسابات.
بالنسبة للشخصيات المماثلة ألعضاء الحكومة
توصل المجلس األعلى للحسابات من األمانة العامة للحكومة بتاريخ 26فبراير 2019بقائمة تسع شخصيات مماثلة ألعضاء
الحكومة من حيث الوضعية اإلدارية ،أدلى سبعة منهم بالتصريح األولي أو التصريح بمثابة التجديد ،في حين تخلف اثنين
منهم ،وذلك إلى حدود 30نوفمبر .2022
رؤساء دواوين أعضاء الحكومة
توصل المجلس من األمين العام للحكومة بقائمة ستة رؤساء دواوين ألعضاء الحكومة المعينة وذلك إلى متم شهر نوفمبر
.2022وقد قام خمسة منهم ،باإلدالء بالتصريح بممتلكاتهم بمناسبة استالم المهام ،بينما أدلى ثالثة رؤساء دواوين آخرين
بتصاريحهم ،لم ترد أسماؤهم ضمن القائمة المتوصل بها ،حيث تم تحميل المعلومات الخاصة بهم عند إدالئهم بالتصريح لدى
كتابة الضبط بالمجلس.
أما فيما يخص رؤساء دواوين أعضاء الحكومة اآلخرين ،فإن المجلس لم يتوصل بعد بقوائمهم االسمية وال بالتصريح
بممتلكاتهم.
▪ أعضاء مجلس النواب
طبقا للمادتين 85.المكررة و 85المكررة مرتين من القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس النواب ،يلزم أعضاء مجلس
النواب بإيدا ع التصريح بممتلكاتهم بمناسبة بداية االنتداب لدى األمانة العامة لهيئة تلقي وتتبع ومراقبة التصريحات ألعضاء
مجلس النواب داخل أجل التسعين ( )90يوما الموالية لتاريخ افتتاح الوالية التشريعية الذي صادف 08أكتوبر .2021
في هذا اإلطار ،تلقت األمانة العامة للهيئة المذكورة 394تصريحا بالممتلكات بينما تخلف عن إيداعه ثالثة أعضاء من
المجلس المذكور .أما بالنسبة ألعضاء مجلس النواب المنتهية واليتهم برسم الوالية التشريعية ،2021-2016فقد سجلت
األمانة العامة عدم إيداع 71تصريحا برسم نهاية االنتداب عن نفس الفترة.
▪ أعضاء مجلس المستشارين
كما هو الشأن بالنسبة ألعضاء مجلس النواب ،فإن أعضاء مجلس المستشارين ملزمون بإيداع التصريح بممتلكاتهم بمناسبة
بداية االنتداب ،لدى األمانة العامة لهيئة تلقي وتتبع ومراقبة التصريحات ألعضاء مجلس المستشارين داخل أجل التسعين
( )90يوما الموالية لتاريخ افتتاح الوالية التشريعية ،طبقا للمادتين 54المكرة و 54المكررة مرتين من القانون التنظيمي
رقم 28.11المتعلق بمجلس المستشارين.
2841 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
بهذا الخصوص ،أدلى جميع أعضاء مجلس المستشارين المائة والعشرين ( )120بالتصريح بممتلكاتهم .أما بالنسبة لألعضاء
المنتهية واليتهم برسم الوالية التشريعية ،2021-2016فقد سجلت األمانة العامة للهيئة ،إلى حدود 30شتنبر ،2022عدم
إيداع 12تصريحا برسم نهاية االنتداب.
.2حصيلة عملية تلقي وتتبع التصاريح بالممتلكات الخاصة بفئة الموظفين واألعوان العموميين
والمنتخبين المحليين الملزمين
▪ بخصوص عملية التلقي
خالل سنة ،2021تلقى المجلس األعلى للحسابات 1.501تصريحا بالممتلكات ،منها 279تصريحا عن فئة الموظفين
واألعوان العموميين الخاضعين ،و 1.222عن الفئات األخرى خالل الفترة من فاتح يناير 2021إلى غاية 30شتنبر .2022
وبذلك ،بلغ عدد التصاريح المودعة لدى المجلس األعلى للحسابات منذ دخول منظومة التصريح بالممتلكات حيز التطبيق في
سنة 2010ما مجموعه 49.153تصريحا ،كما يوضح ذلك الجدول التالي:
أما بالنسبة للمجالس الجهوية للحسابات ،فقد بلغ عدد التصاريح المودعة لديها 1.796تصريحا عن فئة الموظفين واألعوان
العموميين الملزمين خالل نفس الفترة ،في حين بلغ عدد تصاريح المنتخبين المحليين الملزمين 4.506تصريحا ،كما يوضح
ذلك الجدول التالي:
عدد التصاريح المودعة لدى المجالس الجهوية للحسابات عن فئة الموظفين واألعوان العموميين والمنتخبين المحليين الملزمين
عن الفترة 2021 – 2010
عدد التصاريح المودعة
السنوات مجلس الحسابات المعني
المجموع موظفون منتخبون
225 160 65 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة طنجة-تطوان – الحسيمة
33.959 29.877 4.082 2021-2010
544 154 390 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة الشرق
40.963 34.449 6.514 2021-2010
641 118 523 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة فاس – مكناس
46.185 39.710 6.475 2021-2010
567 127 440 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط – سال – القنيطرة
33.611 29.868 3.743 2021-2010
532 136 396 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة بني مالل – خنيفرة
10.714 8.871 1.843 2021-2010
1.937 547 1.390 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء – سطات
36.501 34.037 2.464 2021-2010
613 232 381 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة مراكش – آسفي
39.244 34.749 4.495 2021-2010
715 165 550 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة درعة – تافياللت
9 361 6.642 2.719 2021-2010
386 104 282 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة سوس – ماسة
29.410 26.232 3.178 2021-2010
34 24 10 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة كلميم – واد نون
4.027 3.634 393 2021-2010
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2842
بهذا ،يكون عدد التصاريح المودعة لدى المجالس الجهوية للحسابات عن فئة المنتخبين المحليين الملزمين
قد بلغ ما مجموعه 36.728تصريحا منذ دخول منظومة التصريح بالممتلكات حيز التطبيق في سنة 2010
في حين بلغ هذا العدد عن فئة الموظفين واألعوان العموميين الملزمين ،خالل نفس الفترة ،ما مجموعه
261.157تصريحا ،أي بما مجموعه 297.885تصريحا.
▪ بخصوص عملية تتبع التصاريح
خالل سنة ،2021وجهت المحاكم المالية 5.679إنذارا للملزمين الموظفين واألعوان العموميين الذين أخلوا بواجب التصريح
وذلك بناء على المعطيات المحملة بالمنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض .ويتعلق األمر ب 4.398منهم لم يدلوا بالتصريح
األولي أو لم يجددوه ،وب 1.281لم يدلوا بالتصريح بمناسبة انتهاء المهام.
أما بالنسبة ل لمنتخبين أعضاء مكاتب الجماعات الترابية والغرف المهنية المخلين بواجب التصريح بالممتلكات ،فقد وجهت
المجالس الجهوية للحسابات 5.021إنذارا منذ 15يونيو ،2022منها 1.228موجهة للمنتخبين المخلين بواجب إيداع
التصاريح الموالية لمباشرة المهام أو التجديد الدوري ،فيما 3.793تم توجيهه للمنتخبين المخلين بإيداع التصريح الموالي
لنهاية االنتداب.
يجدر التذكير ،في هذا الصدد ،بأن المادة 7من القانون رقم 54.06المتعلق بإحداث التصريح اإلجباري لبعض منتخبي
المجالس المحلية والغرف المهنية وبعض فئات الموظفين أو األعوان العموميين بممتلكاتهم ،تمنح الملزمين من فئة المنتخبين
المنذرين أجل ستين ( ) 60يوما أيضا ،من تاريخ التوصل باإلنذار قصد تسوية الوضعية ،وإذا لم يقم المعنيون باألمر بتسوية
وضعيتهم داخل هذه اآلجال ،يرفع رئيس المجلس الجهوي للحسابات المختص األمر إلى رئيس الحكومة الذي يصدر مرسوما
معلال بعزل الممتنع عن التصريح من عضوية المجلس الترابي أو الغرفة المهنية .ويتخذ وزير الداخلية قرارا بتوقيف المعني
باألمر مؤقتا إلى حين صدور مرسوم العزل.
أما بالنسبة للملزمين من فئة الموظفين واألعوان العموميين ،فإن نفس القانون يمنح المنذرين منهم أجل ستين يوما ( )60من
تاريخ التوصل باإلنذار قصد تسوية الوضعية ،وإذا لم يقم المعنيون باألمر بتسوية وضعيتهم داخل هذه اآلجال ،يرفع الرئيس
األول للمجلس األعلى للحسابات األمر للسلطة الحكومية التابع لها الملزم المخل ،حيث يتعرض هذا األخير للعزل من الوظيفة
أو فسخ العقد ،من طرف السلطة الحكومية التي لها حق التأديب بالرغم من كل المقتضيات المخالفة ،طبقا ألحكام المادة 11
من القانون رقم 54.06سالف الذكر.
وعندما يتعلق األمر بعدم التصريح بمناسبة انتهاء المهام أو االنتداب ألي سبب من األسباب غير الوفاة ،تتم إحالة الملف على
الجهة القضائية المختصة قصد تطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي.
ثانيا .نتائج فحص قوائم الملزمين بالتصريح بالممتلكات
تكتسي قوائم الملزمين بالتصريح اإلجباري بالممتلكات أهمية كبرى في تحديد نطاق اختصاص التصريح بالممتلكات ،حيث
حدد القانون لكل فئة من الملزمين السلطة المؤهلة لتحديد وحصر القائمة المتعلقة بها وتحيينها ،حسب المهام والسلط الموجبة
للتصريح.
وبالنظر إلى اإلكراهات التي اعترت ممارسة هذا االختصاص ،والمتعلقة باألساس بوضع قوائم الملزمين بالتصريح وشروط
وكيفيات حصرها وتوجيهها إلى المحاكم المالية ،وكذا آثارها على عمليتي التتبع والمراقبة ،فقد أولى المجلس عناية خاصة
لفحص وتحليل القوائم المودعة لديه ،بهدف تجاوز النقائص التي تشوبها وبالتالي الرفع من فعالية منظومة التصريح اإلجباري
بالممتلكات في تخليق الحياة العامة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
2843 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
في هذا اإلطار ،أسفرت عملية فحص وتحليل قوائم الملزمين من فئة الموظفين واألعوان العموميين الذين يشكلون أكثر من
%90من مجموع الملزمين ،عن تسجيل مالحظات تتعلق بكيفية تحديد وتصنيف المهام الموجبة للتصريح بالممتلكات طبقا
للمقتضيات ذات الصلة ،وأخرى تخص السلطة المؤهلة لوضع وحصر هذه القوائم.
.1بشأن تحديد المهام الموجبة للتصريح بالممتلكات ومدى التقيد بالمقتضيات القانونية المتعلقة
بالقوائم
حددت المادة الثانية من القانون رقم 54.06سالف الذكر فئة الموظفين واألعوان العموميين الملزمين
بالتصريح بممتلكاتهم في:
• األشخاص المعينون في مناصبهم بظهير شريف؛
• الموظفون واألعوان التابعون للدولة والجماعات المحلية والمنشآت العامة والهيئات األخرى المخول لهم سلطة:
-األمر بصرف النفقات وقبض المداخيل أو ممارسة مهمة مراقب أو محاسب عمومي طبقا ألحكام
القانون رقم 61-99المتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين؛
تحديد وعاء الضرائب والرسوم وكل عائد آخر مأذون به بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية -
الجاري بها العمل؛
قبض وتحصيل الضرائب والرسوم والعائدات والمداخيل واألجرة عن الخدمات المقدمة والمخصصة -
للدولة والجماعات المحلية والمنشآت العامة والهيئات األخرى كما تم تعريفها في المادة األولى من
القانون رقم 69-00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى؛
اإلذن بمنح امتياز أو بتفويت أو باستغالل ملك أو مرفق عمومي أو خاص تابع للدولة أو الجماعات -
المحلية أو المؤسسات العامة؛
القيام بتدبير األموال وحفظ القيم والسندات وتسلم الودائع والكفاالت؛ -
مهام المراقبة ومعاينة المخالفات لنصوص تشريعية وتنظيمية خاصة وزجر المخالفات المذكورة؛ -
تسليم الرخص أو اإلجازات أو األذون أو االعتمادات؛ -
تسجيل أو تقييد امتياز أو حق عيني أو حق غير مادي. -
الموظفون واألعوان ،غير أولئك المشار إليهم أعاله ،المكلفون بمهمة عمومية والحاصلون على تفويض •
باإلمضاء فيما يتعلق باألعمال واإلجراءات المشار إليها في البند 2أعاله أو بأعمال قد يكون لها أثر مباشر
أو غير مباشر على المال العام.
كما تضيف المادة 14من نفس القانون فئة رابعة من الملزمين تتشكل من الموظفين أو األعوان العموميين الذين تجعلهم
مهامهم أو مسؤولياتهم في وضعية مماثلة لألشخاص المشار إليهم في المادة 2أعاله ،والذين يمكن للحكومة أن تخضعهم
للتصريح اإلجباري بالممتلكات ،أخذا في االعتبار التنظيم الحكومي واإلداري.
وإذا كانت أهمية تحديد المهام والسلط الموجبة للتصريح تتجلى في تبيان وتقييم درجة المخاطر على المال العام ،التي تحف
المنصب أو المهام التي يشغلها الملزم ،فقد تم في هذا الشأن تسجيل المالحظات التالية:
إعمال سلطة تقديرية واسعة في تحديد المهام الموجبة للتصريح
إذا كانت فئة الملزمين الواردين في الفقرتين 1و 2من المادة 2ال تطرح أي إشكال بالنظر إلى التحديد الواضح لهذه المهام،
والتي ترتبط بمعيار سلطة التعيين (ظهير شريف) ومعيار ممارسة السلطة المالية داخل جهاز عمومي ،فإن الفئتين الواردتين
في الفقرة 3من نفس المادة وفي المادة 14تمنح للسلطة الحكومية المؤهلة لحصر اللوائح سلطة تقديرية واسعة في تحديد
األشخاص الملزمين ،سواء عند تحديد األعمال التي يكون لها أثر مباشر أو غير مباشر على المال العام ،أو التي ترتبط
بخصوصيات جهاز معين ومدى تشابههما بالمهام المشار إليها في الفقرتين 1و.2
وقد ترتب عن التوسيع في إعمال هذه السلطة التقديرية إدراج موظفين وأعوان ضمن الملزمين ال يمارسون مهام أو صالحيات
ذات صلة بتدبير المال العام.
عدم الدقة في تحديد المهام والسلط الموجبة للتصريح في القوائم
بالرغم من كون المهام والسلط الموجبة للتصريح تعتبر العنصر األساسي في تحديد الصفة الموجبة للتصريح وبالتالي إدراج
المسؤولين المعنيين ضمن قوائم الملزمين ،فقد لوحظ من خالل فحص قوائم األشخاص الملزمين بالتصريح لدى المجلس
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2844
األعلى للحسابات ،والبالغ عددهم 15.439ملزما أن عدد الملزمين الذين تم تحديد المهام الموكولة إليهم في هذه القوائم بشكل
دقيق بلغ ،5.206أي بنسبة ال تتجاوز % 34من مجموع الملزمين .في حين لم يتم تحديد المهام ل 9.837ملزم ،أي ما يمثل
%64من مجموع الملزمين المعنيين.
عدم شمولية قوائم الملزمين
يتضح من خالل مراجعة قاعدة المعطيات المتعلقة بالتصاريح المودعة ،أن عدد األشخاص المصنفين طبقا لمعيار التعيين
بظهير شريف ،لم يتجاوز 360ملزما من مجموع الملزمين ،أي ما يمثل %2فقط ،علما أن هناك ملزمين معينين في مناصبهم
بظهير شريف ( 3.422من رجال السلطة) لم يصنفوا ضمن هذه الفئة.
كما تبين أن أشخاصا يتقلدون مهمة آمر بالصرف ،وفقا للتعريف الوارد في القانون رقم 61-99المتعلق بتحديد مسؤولية
اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين العموميين ،لم ترد بياناتهم ضمن القائمة ،السيما في قطاعات التربية الوطنية
والتعليم العالي والصحة.
في نفس السياق ،أظهر الفحص اقتصار بعض القوائم على ملزم واحد فقط ،على الرغم من كون الهياكل التنظيمية للمؤسسات
المعنية تخول لمسؤوليها سلطات ومهام لها أثر مباشر على تدبير المال العام ،ويتعلق األمر بقطاعات الفالحة والتربية الوطنية
والتعليم األولي والصحة والتكوين المهني والطافة والمعادن.
باإلضافة إلى ذلك ،فقد طال التقصير في شمولية القوائم ،قطاعات حكومية لم تدرج مسؤولي مؤسسات عمومية تابعة لها
ضمن قوائم الملزمين .ويتعلق األمر بسبع ( )07مؤسسات عمومية من أصل 260مؤسسة أو شركة عمومية.
عدم اعتماد معايير موحدة في اإلدراج في القوائم برسم نفس القطاع
في هذا الصدد ،لوحظ اختالف وتباين في المعايير المعتمدة من طرف نفس السلطة الحكومية المؤهلة لحصر قوائم الملزمين
عند تحديد الملزمين داخل أجهزة تتوفر على نفس االختصاصات وتعتمد نفس الهيكل التنظيمي ،كما هو الشأن بالنسبة
لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بقطاع التربية الوطنية ،حيث ضمت قوائم ست ( )06أكاديميات رؤساء مراكز إقليمية
في حين استثنت األكاديميات األخرى هذا المنصب من قائمة ملزميها .نفس األمر يتعلق بالمراكز االستشفائية الجامعية بقطاع
الصحة ،حيث أدرج ملزم واحد فقط بقائمة مركز استشفائي جامعي بينما أدرج 70ملزما بمركز استشفائي آخر.
وتبعا لما سبق ،يتبين أن تطبيق مقتضيات المادتين 2و 14المشار إليهما أعاله ،والمتعلقة بالمهام والسلط الموجبة للتصريح،
يتم بطرق ومستويات متباينة تفتقر لمعايير منسجمة وشاملة ،إذ أن ممارسة نفس المهام أو نفس السلط ال يترتب عنه بالضرورة
إدراج المسؤولين المعنيين بقائمة الملزمين ،سواء بين األجهزة العمومية بصفة عامة أو بين أجهزة متشابهة أو حتى داخل
نفس الجهاز.
لذا ،يوصي المجلس بإعادة النظر في تحديد المهام والسلط الموجبة لإلدراج بقائمة الملزمين ،وضرورة تصنيفها مراعاة
للفئات المحددة بالمادتين 2و 14من القانون رقم 54.06من خالل اعتماد معايير موحدة بشأن إعمال السلطة التقديرية.
.2بشأن السلطة المؤهلة لوضع القوائم وحصرها وتحيينها
طبقا للمادة 6من القانون 54.06المذكور أعاله ،توجه السلطة الحكومية التابع لها الملزم بالتصريح ،إلى رئيس مجلس
الحسابات المختص قائمة بأسماء الموظفين واألعوان العموميين الملزمين ،وكذا التغييرات التي يمكن أن تدخل عليها ،وذلك
باعتبارها صاحبة االختصاص في وضع وحصر قوائم األشخاص الملزمين العاملين بالمصالح المركزية والالممركزة
وبالمؤسسات العمومية التابعة لها.
ونظرا لألهمية القصوى التي تكتسي هذه العملية ،فقد أسند منشور الوزير األول رقم 3/2010الصادر بتاريخ ،2010/03/10
أل عضاء الحكومة والمندوبين السامين والمندوب العام مسؤولية حصر قوائم األشخاص الملزمين ،مفصلة حسب كل فئة من
الفئات األربعة الواردة في المادتين 2و 14من القانون 54.06سالف الذكر.
في هذا المجال ،لوحظ ما يلي:
بشأن تحديد السلطة المؤهلة لوضع وحصر القوائم
قبل اعتما د المنصة اإللكترونية لتحميل قوائم الملزمين من طرف ممثلي السلطة الحكومية في فبراير ،2019كان المجلس
األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات تتوصل بقوائم يتم حصرها وتوقيعها من طرف مسؤولين من مستويات مختلفة
(مدير مركزي أو رئيس قسم أو رئيس مصلحة) ،بدون إرفاقها بقرار التفويض في اإلمضاء من طرف السلطة صاحبة
االختصاص األصلي.
وبعد صدور منشور رئيس الحكومة رقم 01/2019بتاريخ 08يناير ،2019الذي يقتضي تعيين مخاطب برسم كل قطاع
حكومي يعهد إليه تحميل وتحيين قوائم الملزمين بالتصريح المنتمين إلى أسالكه ،واعتماد المنصة اإللكترونية ،صارت عملية
وضع وحصر القوائم المادية وتم االستغناء ضمنيا عن القوائم الموجهة على الحامل الورقي ،األمر الذي يتعذر معه تحديد
الجهة التي تولت وضع وحصر هذه القوائم.
2845 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
-تعبئة نماذج بشكل ناقص وغير كامل ،حيث أنها ال تضم الصفحات السبعة ( )07بكاملها ،كما حددها الملحق
بالمرسوم رقم 2.09.207سالف الذكر؛
-تسجيل تفاسير مختلفة لنفس المكون بالنموذج كالخلط بين تاريخ التوظيف وتاريخ التعيين في المهمة أو إدراج
الممتلكات العقارية ضمن األموال المنقولة أو التصريح بالراتب السنوي اإلجمالي وليس الصافي في إطار المداخيل
المستلمة للسنة السابقة للتعيين .ويرجع ذلك أساسا إلى قراءات غير موحدة لمكونات النموذج،
-بيانات محررة بخط غير واضح أو تم التشطيب عليها بدل تعبئة النموذج من جديد؛
-اللجوء إلى نسخ مصورة من التصريح السابق لإلدالء بالتصريح بمناسبة التجديد؛
-تعدد األخطاء المتعلقة باالختيار الصحيح للصفحة أو الجدول المعني بالمعطيات كتعبئة معطيات عن مداخيل في
جدول غير معني دون ذكرها بين المنقوالت.
-إغفال تعبئة جميع المعطيات اإلدارية الخاصة بالملزم كتاريخ التعيين أو المهام ،أو الرقم االستداللي لألجر ،أو
تاريخ االزدياد أو المعطيات المتعلقة بالممتلكات العقارية من رقم المرجع العقاري والقيمة الشرائية أو مساحة
العقار وأصله أو تاريخ تملكه أو المعطيات المتعلقة باألموال المنقولة من قبيل قيمتها الشرائية وصنفها وتاريخ
تملكها أو القيمة األحادية للسندات وعددها أو إغفال اإلدالء برقم الحساب البنك.
.2من حيث تطابق المضمون واتساقه
في هذا اإلطار ،يالحظ من خالل فحص مدى تطابق واتساق البيانات المضمنة بالتصاريح ،أن بعض التصاريح بالممتلكات
يشوبها عدم اتساق المعطيات ضمن نفس التصريح ،حيث يتم اإلقرار مثال بديون في إطار المداخيل المستلمة خالل السنة
السابقة للتعيين ،أو اإلدالء بالمدة المتبقية لسداد الدين بدل األقساط الشهرية والمبلغ الباقي سداده وذلك في غياب معطيات عن
تاريخ الدين أو الجهة المقرضة.
كما أظهرت المقارنة بين التصاريح المتتالية لنفس الملزم عدم اتساق المعطيات بين هذه التصاريح واختالف في البيانات
المصرح بها ،من قبيل:
-عدم التصريح بالمداخيل المستلمة خالل السنة السابقة للتعيين عند التصريح األولي وتدارك األمر الحقا بمناسبة
تجديد التصريح؛
-تغيير في بيانات القرض من تصريح آلخر وفي المعطيات الخاصة بالقيمة الشرائية وبتاريخ التملك وبالحصة في
الملكية بين التصريح األولي وتصريح التجديد؛
-إغفال التصريح بمآل عقار في التصريحات الموالية أو بعقارات في التصريح األولي رغم أن تاريخ التملك يعود
لسنوات سابقة؛
-عدم التصريح بجميع الممتلكات المدلى بها في تصريح سابق واالكتفاء بإضافة عقار دون تحديد طبيعته.
وكما يتبين من خالل المالحظات أعاله ،فإن نموذج التصريح بالممتلكات ،الملحق بالمرسوم رقم 2.09.207المذكور أعاله،
يستلزم إعادة النظر في بلورته حتى يصبح نموذجا واضحا وسهل االستيعاب من طرف جميع الملزمين بما يحد من هامش
التأويل واالختالف في تحديد الغرض من البيانات موضوع التعبئة .كما يتعين اعتماد التعبئة اإللكترونية للتصريح بالممتلكات
قصد تيسير ولوج قواعد المعطيات لدى اإلدارات والمؤسسات العمومية للتبادل اإللكتروني للمعطيات وتسريع وتبسيط البحث
والتحري بشأن صحة المعلومات المصرح بها.
48المادتان 44و 45من القانون التنظيمي رقم 29.11المتعلق باألحزاب السياسية والمادة 96من القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق بمجلس
النواب والمادة 97من القانون التنظيمي رقم 28.11المتعلق بمجلس المستشارين والمادة 158من القانون التنظيمي رقم 59.11المتعلق بانتخاب
2847 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
أعضاء مجالس الجماعات الترابية والمادة 131من القانون رقم 57.11المتعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل االتصال
السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية واالستفتائية.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2848
مليون درهم ،بما فيها مصاريف الحمالت االنتخابية برسم االقتراعات المذكورة ،مقابل 122,07مليون درهم سنة ،2020
و 145,73مليون درهم سنة .2019
.1إرجاع مبالغ الدعم برسم استحقاقات سابقة أو الدعم السنوي عن السنوات الفارطة
عمال بالمقتضيات التشريعية والتنظيمية ذات الصلة ،قام 22حزبا بإرجاع جزء من الدعم الممنوح لها إلى الخزينة بما
مجموعه 7,09مليون درهم خالل سنة 2020و 7,53مليون درهم خالل سنة 2021و 18,28مليون درهم خالل سنة .2022
وفي المقابل ،سجل المجلس أن 13حزبا لم يقم بإرجاع مبالغ الدعم إلى الخزينة بما مجموعه 4,22مليون درهم ،تتعلق بالدعم
الممنوح لها برسم استحقاقات انتخابية سابقة (اقتراعات 4شتنبر 2015و 2أكتوبر 2015و 7أكتوبر ،)2016وكذا برسم
الدعم السنوي عن سنوات 2017و 2020و .2021وتتوزع هذه المبالغ على الشكل التالي:
1,12 -مليون درهم ،تهم مبالغ الدعم غير المستحق (حاصل الفرق بين مبلغ التسبيق الممنوح للحزب برسم مساهمة
الدولة في تمويل حمالته االنتخابية والمبلغ العائد له على ضوء النتائج المحصل عليها برسم االقتراع المعني)،
والدعم غير المستعمل (حاصل الفرق بين مبلغ الدعم الممنوح للحزب ومجموع المصاريف المنجزة)؛
1,82 -مليون درهم ،تهم مبالغ الدعم غير المستعمل أو المستعمل لغير الغايات التي منح من أجلها (حاصل الفرق
بين مبلغ الدعم ومجموع المصاريف المنجزة أو مبلغ الدعم الذي تم صرفه ألداء نفقات ال تندرج ضمن أوجه
الصرف المحددة ضمن المقتضيات التنظيمية ذات الصلة أو تم إنجازها خارج الفترة المخصصة لمصاريف الحملة
االنتخابية)؛
1,28 -مليون درهم ،تهم مبالغ الدعم الذي لم يتم إثبات صرفه بوثائق اإلثبات المنصوص عليها في القوانين
واألنظمة ذات الصلة.
.2أهم الخالصات والتوصيات المتعلقة بتدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية برسم 2020
سجل التقرير المنجز من طرف المجلس األعلى للحسابات بهذا الخصوص عدة خالصات ،همت أساسا:
• اإلشهاد بصحة الحسابات المقدمة
من أصل ثالثين ( )30حزبا الذين أدلوا بحساباتهم برسم السنة المالية ،2020سجل المجلس أن سبعة وعشرين ( )27حزبا
قدموا حسابات مشهود بصحتها من طرف خبير محاسب مقيد في هيئة الخبراء المحاسبين ،مقابل ثمانية وعشرين ( )28حزبا
برسم سنة ،2019منها خمسة وعشرون ( )25حزبا أدلوا بحسابات مشهود بصحتها بدون تحفظ ،وحزبان ( )02قدما حسابين
مشهود بصحتهما بتحفظ.
كما قام حزب واحد ( )01عن سنة ،2020مقابل ثالثة ( )03أحزاب برسم سنة ،2019بتقديم تقرير خبير محاسب لم يراع
في وضعه صيغة اإلشهاد الواردة ضمن المعيار 5700من دليل معايير التدقيق القانوني والتعاقدي والمحدد من طرف المجلس
الوطني لهيئة الخبراء المحاسبين بالمغرب.
في ما قدم حزبان ( )02عن سنة ،2020مقابل حزب واحد ( )01عن سنة ،2019حسابيهما السنويين دون تقديم تقرير الخبير
المحاسب.
• الوثائق المكونة للحسابات السنوية
لم تقم أربعة ( )04أحزاب برسم سنة ،2020مقابل خمسة ( )05أحزاب عن سنة ،2019بتقديم كل الجداول المكونة لقائمة
المعلومات التكميلية والمنصوص عليها في القرار المشترك لوزير الداخلية ووزير االقتصاد والمالية رقم 1078.09المتعلق
بالمخطط المحاسبي الموحد لألحزاب السياسية .كما أن حزبين اثنين ( )02عن سنة ،2020مقابل ثالثة ( )03أحزاب عن
سنة ،2019لم يدليا بجرد مستندات اإلثبات المنصوص عليه في المادة 44من القانون التنظيمي رقم 29.11المتعلق باألحزاب
السياسية.
• مسك المحاسبة
قامت ثمانية ( )08أحزاب برسم كل من سنة 2019و 2020بمسك المحاسبة وفق الدليل العام للمعايير المحاسبية دون مراعاة
المالءمات المنصوص عليها في المخطط المحاسبي الموحد لألحزاب السياسية .كما أن أحد عشر ( )11حزبا عن سنة 2020
وعشرة ( )10أحزاب برسم سنة ،2019لم يقوموا بإدراج مبالغ الدعم الواجب إرجاعها إلى الخزينة على مستوى الموازنة
بالحساب رقم ":445الدولة -دائنة" .إضافة إلى ذلك ،سجل المجلس عدم مسك حساب "الصندوق" من طرف حزب واحد
( )01برسم سنة ،2020مقابل ثالثة ( )03أحزاب عن سنة 2019رغم أدائه عدة نفقات نقدا.
2849 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
• فحص النفقات
بلغ مجموع النفقات المصرح بصرفها من طرف األحزاب السياسية سنة 2020ما مجموعه 122,07مليون درهم ،مقابل
145,73مليون درهم سنة .2019وسجل المجلس ،في هذا الصدد ،مالحظات بخصوص صرف نفقات بمبلغ إجمالي قدره
1,33مليون درهم ،أي بنسبة %1,09من مجموع النفقات المصرح بصرفها ،مقابل 2,34مليون درهم سنة ،2019أي
بنسبة .%1,60وتخص هذه المالحظات:
-نفقات لم يتم بشأنها تقديم وثائق اإلثبات المطلوبة 929.709,20 :درهم ،أي بنسبة %0,76من مجموع النفقات
المصرح بصرفها ،مقابل 1.899,394,08درهم سنة 2019؛
-نفقات تم بشأنها تقديم وثائق إثبات غير كافية 54.728,50 :درهم ،أي ما يمثل %0,04من مجموع النفقات،
مقابل 48.250,00درهم سنة 2019؛
-نفقات تم بشأنها تقديم وثائق في غير اسم الحزب 344.243,64 :درهم ،أي ما نسبته %0,28من مجموع النفقات،
مقابل 396.529,91درهم سنة .2019
• توصيات المجلس األعلى للحسابات
أصدر المجلس عدة توصيات ضمنها في تقريره حول تدقيق حسابات األحزاب السياسية وكذا فحص صحة نفقاتها المتعلقة
بالدعم العمومي برسم سنة .2020في هذا اإلطار ،سجل المجلس تنفيذ السلطات الحكومية المختصة للتوصيات الصادرة
عنه ،السيما من خالل إصدار وتحيين عدة نصوص قانونية وتنظيمية تهم نظام تمويل األحزاب السياسية والحمالت االنتخابية.
وفيما يلي أبرز التوصيات الصادرة عن المجلس:
-مواصلة المجهودات المبذولة من طرف السلطات الحكومية المختصة واألحزاب السياسية المعنية بإرجاع ،إلى
الخزينة ،مبالغ الدعم غير المبررة ( 4,22مليون درهم) ،وعند االقتضاء اتخاذ اإلجراءات الالزمة في حق
األحزاب التي لم تقم بتسوية وضعيتها تجاه الخزينة؛
-العمل على تنظيم دورات تكوينية أخرى لفائدة األطر اإلدارية لألحزاب السياسية بغرض تيسير استعمالها للمخطط
المحاسبي الموحد وإعداد دليل للمساطر المحاسبية ونظام معلوماتي مشترك بين األحزاب السياسية؛
-السعي لتحقيق مزيد من الشفافية في الحسابات المالية ،وذلك من خالل الحرص على:
تقديم الوثائق المكونة للحسابات السنوية داخل اآلجال المقررة في القانون التنظيمي رقم 29.11المتعلق -
باألحزاب السياسية؛
اإلشهاد بصحة الحسابات المدلى بها وفق مقتضيات القرار المشترك لوزير الداخلية ووزير االقتصاد والمالية -
رقم 1078.09المتعلق بالمخطط المحاسبي لألحزاب السياسية ،ووفق المعيار 5700من "دليل معايير
التدقيق القانوني والتعاقدي" للهيئة الوطنية للخبراء المحاسبين؛
العمل على مسك المحاسبة وفق مقتضيات "الدليل العام للمعايير المحاسبية" مع مراعاة المالءمات المنصوص -
عليها في المخطط المحاسبي الموحد لألحزاب السياسية.
تتوخى إرساء منظومة للتواصل تكتسي طابعا استباقيا وتساهم في الرفع من أثر أعمال المحاكم المالية عبر توفير المعلومة
لكل األطراف ذات العالقة ،في الوقت المالئم وبالصيغة المناسبة.
وفي السياق نفسه ،يعمل المجلس أيضا ،في حدود صالحيته ،على تعزيز قدرات اإلنصات إلى المواطنين والمجتمع المدني
من خالل تطوير منصة رقمية ت فاعلية وعلى إرساء منهجية إلشعار األطراف المعنية بالمآالت المخصصة للشكايات ذات
الصلة بتدبير الشأن العمومي.
أما بخصوص التحول الرقمي ،والذي ازدادت أهميته ال سيما مع األزمة الصحية األخيرة ،فإنه يهدف إلى ضمان استعمال
ناجع وفعال لتكنولوجيا المعلومات واالتصال الحديثة من طرف المحاكم المالية خالل ممارسة مختلف اختصاصاتها.
ويكمن هذا التحول في إرساء ثقافة رقمية داخل المحاكم المالية وضمان تمكينها من التقنيات الحديثة من أجل تحقيق قيمة
مضافة لممارسة اختصاصاتها ،وتعزيز تحليل المعطيات وتبسيط المساطر وتجويد عمليات إعداد التقارير واإلبالغ عن نتائج
المهام الرقابية والرفع من إنتاجيتها .كما يتوخى التحول الرقمي تشجيع العمل التشاركي وتبادل المستندات ورقمنة الحسابات
وباقي الوثائق الموجهة للمحاكم المالية ،وضمان مرونة وانفتاح وأمن نظام المعلومات ،وكذا حماية الممتلكات المعلوماتية
للمحاكم المالية .ويحظى هذا الورش المهيكل بدعم من عدة مؤسسات وطنية ودولية ذات خبرة واسعة في هذا المجال من أجل
مواكبة تأهيل النظام المعلوماتي للمجلس في احترام تام للمعايير الجاري بها العمل ،ال سيما تلك المرتبطة بتجميع المعلومات
واستغاللها وكذا ضمان األمن المعلوماتي.
وعلى صعيد آخر ،ال يمكن ألي إصالح أو تطوير لمناهج العمل أن يبلغ أهدافه ما لم يتم توفير الموارد البشرية القادرة على
مواكبة هذه التحوالت .لذلك ،فإن العنصر البشري يشكل الرافعة األساسية من أجل تحقيق األهداف االستراتيجية للمحاكم
المالية ،حيث يتم إيالؤه عناية خاصة تتجلى من خالل عدة مستويات.
فبالنظر إلى نوعية المهام المسندة للمحاكم المالية واختالفها ،ومن بينها مهام ذات طبيعة خاصة تمارس من طرف عدد محدود
من األجهزة العليا المماثلة ،تتعلق ،باإلضافة إلى التصديق على الحسابات ،بمراقبة التصاريح اإلجبارية بالممتلكات وبتدقيق
حسابات األحزاب السياسية وبفحص نفقات الحمالت االنتخابية ،فإن عمليات التوظيف بالمحاكم المالية تحظى باهتمام خاص
مع ما يستلزمه ذلك من صرامة في عملية االنتقاء ،من خالل استهداف التخصصات التي تتالءم ومهام المحاكم المالية والتي
بإمكانها أن تقدم القيمة المضافة ألعمالها ،حيث تسعى هذه المحاكم إلى توظيف كفاءات ذات الخبرة في مجاالت معينة مرتبطة
بالمهن المستقبلية والقطاعات المتطورة ،كمجاالت تحليل المعطيات والبيانات الضخمة والقيام بعمليات التدقيق داخل البيئات
المرقمنة .وفي السياق ذاته ،تعمل على تعزيز ذلك بتطوير القدرات عبر برنامج متكامل للتكوين األساسي والمستمر ،وهو ما
يضمن لهذه المحاكم ممارسة اختصاصاتها وفق أفضل شروط الجودة واآلجال والقيام بعمليات التأهيل المالئمة والضرورية
من أجل مواكبة التحوالت والتغيرات التي يعرفها المحيط الخارجي.
وعالوة على ذلك ،ومن أجل ضمان انسجامها مع التوجهات االستراتيجية الجديدة ،عرفت هيكلة المحاكم المالية ،بما في ذلك
وظائف الدعم ،إعادة تنظيم خالل سنة .2022
وهكذا ،فقد تم اعتماد توزيع جديد للصالحيات القطاعية لغرف المجلس ،مع دعم آليات التنسيق بين مختلف مكونات المحاكم
المالية عبر إحداث تنسيقي ة عامة ألعمال هذه المحاكم .كما تم من خالل هذه الهيكلة الجديدة ،إيالء عناية خاصة للجوانب
المتعلقة بأخالقيات القاضي المالي ،حيث تم إحداث وحدة تعنى بتكريس المبادئ والقيم التي يتعين على القاضي المالي مراعاتها
والتحلي بها سواء خالل ممارسة عمله أو حتى خارجه.
أما على مستوى وظائف الدعم ،فقد تم إحداث أقطاب جديدة تعنى بنظم المعلوميات والتحول الرقمي ،وبدعم المهن (المعايير
المهنية ،التوثيق وتحليل البيانات) ،وبالتواصل ،وبالتعاون ،وكذا بالشؤون القانونية ،إضافة إلى تلك المنوط بها تدبير الموارد
البشرية والمالية والمادية ،التي كانت محدثة من قبل.
ومن أجل تكريس مقومات الحكامة الجيدة ،فقد تمت ،خالل سنة ،2021حركية واسعة شملت مسؤولي مختلف الوحدات سواء
على المستوى المركزي أو الجهوي ،وخضعت لمعايير الكفاءة واالستحقاق ومبدأ التناوب المنصوص عليه في مدونة المحاكم
المالية ،حيث أسندت بعض مناصب المسؤولية إلى قاضيات وقضاة شباب ،وهو ما يشكل رافدا للتنوع والتكامل بين مسؤولين
راكموا خبرات مهمة داخل المحاكم المالية ومسؤولين من الجيل الجديد.
ثانيا .أنشطة الدعم والتعاون الدولي :نحو تعزيز موارد المحاكم المالية وتكريس انفتاحها وإشعاعها
تقدم مختلف أقطاب المجلس األعلى للحسابات الدعم المادي والمهني لغرف المجلس وللمجالس الجهوية للحسابات ،بما يسمح
لها بتنفيذ مهامها الرقابية في أفضل الظروف .وتشمل آليات الدعم هاته ،على الخصوص ،الجوانب المرتبطة بتدبير الوسائل
المالية والمادية وتدبير الموارد البشرية وتقوية قدراتها المهنية وكذا نظم المعلومات والتحول الرقمي واتخاذ التدابير الالزمة
في مجال التعاون ،فضال عن الدعم الذي يقدمه قطب كتابة الضبط وتدبير الحسابات بالنظر إلى المهام الجسيمة المنوطة به
في تنفيذ مختلف إجراءات المحاكم المالية.
2851 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
-المرتكز :3تطوير قدرات بنيات الدعم بالمحاكم المالية وتعزيز الحكامة الداخلية.
ويروم هذا المخطط المديري الذي يتماشى مع التوجهات االستراتيجية للمجلس تطوير معارف ومهارات قضاة وأطر المحاكم
المالية وكذا مصاحبتهم في سياق معقد وبيئة متغيرة .ويسعى المجلس من خالل الخطط التشغيلية السنوية لهذا المخطط إلى
تنمية القدرات الالزمة لتطوير هذه المرتكزات.
وقد واصل مركز التكوين سنة 2021تنظيم أنشطته المتعلقة بعقد الدورات التكوينية المتعلقة بالخطة التشغيلية لذات السنة
القائمة على تلبية االحتياجات المهنية لقضاة وأطر المحاكم المالية ،مستعينا في ذلك بشركاء محليين وأجنبيين مختصين مشهود
لهم بالتميز ،وذلك بهدف إغناء محتوى البرامج التكوينية .وقد تم في هذا اإلطار تنظيم 22دورة تكوينية تمحورت حول
المجاالت التالية:
-رقابة التسيير وتقييم البرامج والمشاريع العمومية؛
-الرقابة القضائية؛
-تدبير الميزانية والتدبير المرتكز على النتائج؛
-اإلدارة االستراتيجية للمشاريع العمومية؛
-التخطيط االستراتيجي والحكامة المالية للجماعات الترابية؛
-الرقابة على النظم المعلوماتية؛
-التوثيق واالتصال وتدبير المعلومة؛
-مجاالت أفقية أخرى.
وتجدر اإلشارة إلى أنه تم تنظيم معظم هذه الدورات عن بعد نظرا للظروف االستثنائية التي فرضتها جائحة "كوفيد ."19-أما
بالنسبة للخطة التشغيلية لسنة ،2022فقد برمج المجلس األعلى للحسابات 22دورة تدريبية.
كما تم تنظيم العديد من اللقاءات العلمية والتواصلية لفائدة األطراف ذات العالقة الداخليين ،من بينها اللقاء التواصلي الذي
نظمه المجلس عن بعد خالل شهر شتنبر 2021لفائدة األطر المكلفة بالتنظيم المالي واإلداري والتواصل باألحزاب السياسية
والمنظمات النقابية حول "كيفية إيداع حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية والمترشحين".
وفي إطار التعاون مع األجهزة العليا للرقابة بالقارة اإلفريقية ،واصل المجلس سلسلة لقاءاته التكوينية والعلمية لفائدة القضاة
والمدققين المنتسبين لهذه األجهزة من خالل تنظيم ندوة عن بعد حول" الرقابة على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة" ،شارك
فيها أكثر من 100مشارك ينتمون إلى 14بلدا إفريقيا.
باإلضافة إلى ذلك وفي إطار انفتاحه على محيطه الخارجي ،قام المجلس سنة 2021بتنظيم سلسلة محاضرات لفائدة قضاته
وموظفيه تم إلقاؤها من طرف مسؤولين على رأس وزارات وهيآت ومؤسسات كبرى عمومية وخاصة تناولت مواضيع ذات
االهتمام المشترك .ويتعلق األمر بما يلي:
-الوزارة المنتدبة المكلفة بالميزانية؛
-بنك المغرب؛
-المديرية العامة ألمن نظم المعلومات ،التابعة إلدارة الدفاع الوطني؛
-وكالة التنمية الرقمية؛
-مجموعة البنك الشعبي؛
-مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط؛
-الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية؛
-جامعة محمد السادس متعددة التخصصات.
وفي إطار محور التكوين األساسي ،وبعد أن تلقى الفوج الجديد للمحلقين القضائيين المتكون من 49ملحقا قضائيا تكوينا نظريا
وتطبيقيا امتد لمدة ستة ( )06أشهر بمركز التكوين ،تابع هؤالء الملحقون تدريبا لمدة 18شهرا بالمجالس الجهوية للحسابات،
حيث مكان تعيينهم ،وذلك بهدف تمكينهم من تطبيق المعارف والمهارات المكتسبة في سياق مهني حقيقي وإعدادهم لمزاولة
مهامهم المستقبلية تحت تأطير رؤساء هذه المجالس.
2853 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
.4كتابة الضبط
تعتبر كتابة الضبط العمود الفقري للمجلس األعلى للحسابات ،إذ تساهم في اإلسراع بإنجاز مخرجاته من خالل تتبعها لسير
مساطره وتبليغ إجراءاته.
وقد انخرطت كتابة الضبط خالل سنة 2021في العديد من المشاريع المندرجة في إطار المخطط االستراتيجي للمحاكم المالية،
الغاية منها الرفع من وتيرة العمل والنجاعة في األداء.
أ .مكتب الضبط الرقمي
تفعيال لمشروع مكتب الضبط الرقمي ،اعتمدت كتابة الضبط على تطبيق تدبير المراسالت والذي يهدف إلى تسجيل جميع
المراسالت الصادرة عن المجلس والواردة عليه وتتبع تبليغها إلى األشخاص الذاتيين والمعنويين المعنيين بها .وفي هذا
الصدد ،قام مكتب الضبط بتسجيل ورقمنة 3.102مراسلة واردة و 3.629مراسلة صادرة عن المجلس .كما مكن ممثلي
الغرف والمصالح اإلدارية من االطالع وتحميل هذه المراسالت وتتبع مآل تبليغها من خالل حسابات خاصة بهم.
وبالنظر لحجم الشكايات والوقع الذي يتركه أثر معالجتها على المشتكين ،سجلت كتابة الضبط 659شكاية واردة على المجلس
تم إيداعها من طرف المواطنين أو بعض األجهزة العمومية .كما قامت بإعداد بطائق تعريفية لكل شكاية وتصنيفها حسب
اختصاص غرف المجلس األعلى للحسابات أو المجالس الجهوية للحسابات قبل إحالتها عليها قصد المعالجة.
ب .الدليل المرجعي للخاضعين لرقابة المحاكم المالية
شكل حصر وتوفير الوثائق والمعلومات المتعلقة بـوضعيات المراكز المحاسبية من جهة واألشخاص الطبيعيين الخاضعين
لهذه الرقابة من جهة أخرى أهم األهداف المسطرة لمشروع توحيد الدليل المرجعي للخاضعين لرقابة المحاكم المالية .وقد
ساهم هذا المشروع من خالل التطبيق المعلوماتي " "ASSUJETTISفي تسهيل الحصول على المعلومات المطلوبة من
طرف قضاة المحاكم المالية وتسريع وتيرة عملهم .كما سمح هذا التطبيق المعلوماتي بتحميل الوثائق المتحصل عليها من لدن
مصالح وزارة االقتصاد والمالية ومصالح وزارة العدل المتعلقة بقرارات التعيين أو اإلعفاء الخاصة بالمحاسبين العموميين
وكذا محاضر أدائهم اليمين القانونية ،باإلضافة إلى قرارات إحداث المراكز المحاسبية أو حذفها .في هذا اإلطار ،تمت معالجة
وتحيين 1.298معلومة متعلقة بالمحاسبين العموميين والمراكز المحاسبية وكذا تحميل 230وثيقة متعلقة بوضعيات
المحاسبين والمراكز المحاسبية.
ج .التقديم الالمادي للحسابات
حسابات مرافق الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية
توصلت كتابة الضبط بـما مجموعه 529حسابا يهم مرافق الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية ،من ضمنها 199حسابا
تم تقديمها في إطار مشروع نزع الطابع المادي عن الوثائق أي بنسبة ،%38ويتعلق األمر بـ 33حسابا لمحصلي إدارة
الجمارك والضرائب غير المباشرة و 166بيانا محاسبيا للمؤسسات والمقاوالت العمومية.
ومواكبة منها لورش التقديم الالمادي للحسابات والبيانات المحاسبية ،ساهمت كتابة الضبط في أشغال االجتماعات التي عقدتها
اللجان الثنائية بين المجلس األعلى للحسابات ومصالح وزارة االقتصاد والمالية بغية اإلسراع في تمكين محاسبي اإلدارة
الجبائية والخزينة العامة للمملكة من تقديم حساباتهم الرقمية في أفق سنة 2022على غرار ما هو معمول به حاليا بالنسبة
لمحصلي إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة.
كما انخرطت خالل االجتماعات األولية مع مصالح وزارة االقتصاد والمالية في مناقشة كيفيات تقديم الحساب السنوي الخاص
باستخدام األموال والمساعدات العمومية التي تتلقاها الجمعيات.
وشاركت في أشغال االجتماعات التي عقدها المجلس األعلى للحسابات مع مصالح وزارة العدل في إطار اإلعداد للتقديم
الالمادي لحسابات كتاب الضبط بمحاكم المملكة.
الحسابات السنوية لألحزاب السياسية
وعالقة بنزع الطابع المادي عن الوثائق ،واصلت كتابة الضبط تلقي الحسابات السنوية لألحزاب السياسية باعتماد:
-اإليداع الالمادي :عبر المنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض ،حيث بلغ عددها 26حسابا أي بمعدل %76؛
-اإليداع المادي :حيث تم وضع 03حسابات بمكتب الضبط بالمجلس.
حسابات الحمالت االنتخابية
▪ حسابات الحمالت االنتخابية للمترشحين
بعد إعالن نتائج االستحقاقات االنتخابية التشريعية والجهوية والجماعية التي عرفتها بالدنا خالل شهري شتنبر وأكتوبر
2021؛ وفي إطار مسطرة فحص حسابات الحمالت االنتخابية ،شاركت كتابة الضبط في فعاليات اليوم التواصلي الذي نظمه
المجلس األعلى للحسابات مع ممثلي األحزاب السياسية والمنظمات النقابية باعتماد تقنية التناظر عن بعد ،حيث سلطت الضوء
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2854
على دورها في عملية تلقي هذه الحسابات ،انطالقا من مرحلة االستقبال والتوجيه ،مرورا بمرحلة التحقق من هوية المصرح
أو المودع وكذا شكليات تقديم الحساب ،وصوال إلى مرحلة التسلم واستخراج وصل اإليداع.
كما تواصلت مع ما يفوق 1.300وكيل الئحة الترشيح ومساعديه من أجل مواكبتهم في عملية التسجيل القبلي باعتبارها
ممارسة جديدة نهجها المجلس إلنجاح هذه العملية ،وكذا لإلجابة عن تساؤالتهم حول الجوانب ذات الصلة بهذه العملية.
وبتنسيق مع كتابات الضبط بالمجالس الجهوية للحسابات ،نُ ِّ ّ
ظمت عملية تلقي حسابات وكالء لوائح الترشيح الملزمين بإيداعها
داخل اآلجال القانونية ،والذين قدر عددهم بـما مجموعه 5.146مترشحا.
ومن أجل تتبع سير هذه العملية ،قامت كتابة الضبط ،بالتنسيق مع قسم نظم المعلوميات بالمجلس ،بإعداد منصات رقمية
الغرض منها مواكبة عملية إيداع هذه الحسابات على صعيد المحاكم المالية:
المنصة األولى تعنى بالتسجيل القبلي للمترشح حيث يقوم بتعبئة بطاقة المعلومات الخاصة به ،حيث بلغ عدد التسجيالت القبلية
11.000تسجيل.
المنصة الثانية تمكن من تنظيم تدفق مودعي الحسابات عبر تحديد مواعيد قبل الحضور إلى مقرات المحاكم المالية ،حيث تم
تسجيل 1.122موعدا بالمجلس األعلى للحسابات.
المنصة الثالثة تتعلق بتسجيل الحسابات المودعة بكتابات الضبط بالمحاكم المالية في النظام المعلوماتي المعد لهذا الغرض.
وقد عرفت هذه العملية إيداع ما مجموعه 4.605حسابا.
▪ حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية
باعتماد التقديم الالمادي ،بلغ عدد حسابات الحمالت االنتخابية لألحزاب السياسية والمنظمات النقابية المودعة بالمنصة الرقمية
89حسابا ،أي ما يمثل %90من مجموع الحسابات الواجب إيداعها ،منها 26حسابا يخص انتخاب أعضاء مجلس النواب،
و 23تهم انتخاب أعضاء مجالس الجماعات ،و 22تتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجهات .أما بالنسبة النتخاب أعضاء مجلس
المستشارين ،فقد بلغ مجموع الحسابات المودعة 18حسابا ،منها 10أودعتها األحزاب السياسية وثمانية ( )08قدمتها
المنظمات النقابية.
أما التقديم المادي ،فقد هم 10حسابات ،منها أربعة ( )04حسابات النتخاب أعضاء مجلس المستشارين ،وستة ( )06حسابات
النتخاب أعضاء مجلس النواب ،وأعضاء مجالس الجهات ،وأعضاء مجالس الجماعات (حسابان لكل هيئة).
وقد تم توجيه كافة هذه الحسابات إلى الغرفة المختصة من أجل مواصلة المسطرة.
د .رقمنة مخرجات المحاكم المالية
تابعت كتابة الضبط سعيها في الحفاظ على الموروث المعلوماتي للمحاكم المالية ،حيث قامت برقمنة المخرجات الصادرة
خالل العشرين سنة الماضية وإعداد بطائق تتضمن بيانات وصفية عن كل صنف استعدادا لتحميلها في نظام معلوماتي .وقد
همت هذه العملية الوثائق التالية:
عدد الوثائق المرقمنة المسطرة
9.463 قرارات التدقيق والبت في الحسابات
342 قرارات التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية
325 قرارات الطعون
170 التقارير الخاصة
10.300 المجموع اإلجمالي
ه .إصدار وثائق تحصيل الغرامات المقررة في القرارات واألحكام الصادرة عن المحاكم المالية
تفعيال للمسطرة المتعلقة بتحصيل الغرامات الصادرة عن المحاكم المالية ،قامت كتابة الضبط بإعداد 123مختصرا للقرارات
واألحكام الصادرة عن المحاكم المالية في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،وكذا 32بيانا لإلصدار ،تم
توجيهها لخزنة العماالت واألقاليم قصد مباشرة مسطرة تحصيل ما مجموعه 2.763.900,00درهما .وبناء على ذلك ،تم
إشعار األشخاص المعنيين باألمر ،قصد التوجه إلى مصالح الخزينة العامة للمملكة لتسديد الغرامات الصادرة في حقهم.
كما قامت كتابة الضبط بتبليغ رؤساء الجماعات الترابية بالنسخ التنفيذية للقرارات واألحكام الصادرة في ميدان التأديب المالي
والقاضية بإرجاع المبالغ لفائدة الجماعات والتي بلغ مجموعها 1.181.989,55درهما.
2855 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
.5نظم المعلومات
في إطار التنزيل التدريجي لمخططه االستراتيجي ،قام المجلس بإنجاز عدة مشاريع من أجل تطوير نظامه المعلوماتي الذي
يعتبر دعامة أساسية في العمل الرقابي.
ففي مجال تتبع التصريح بنفقات الحمالت االنتخابية من طرف المرشحين الملزمين ،قام المجلس بتطوير تطبيقات مندمجة،
وهي التطبيق المتعلق بالتسجيل القبلي للملزم بتصريح المصاريف االنتخابية ،والتطبيق المرتبط بحجز موعد على المنصة
المخصصة لذلك ،وكذا تطبيق تلقي تصاريح المصاريف االنتخابية.
أما فيما يخص تتبع المساعدات المالية المقدمة للجمعيات ،فقد تم تطوير تطبيق من أجل تتبع المساعدات المقدمة من طرف
اإلدارات والمؤسسات العمومية للجمعيات قصد تنفيذ مشاريعها .وسيمكن هذا المشروع من الحصول على المعطيات الرقمية
والملفات اإللكترونية الخاصة بالجمعيات المستفيدة من الدعم العمومي واالستعماالت المخصصة لها .
أما في مجال تتبع تنفيذ التوصيات من طرف األجهزة الخاضعة للرقابة ،فقد وضع المجلس منصة إلكترونية رهن إشارة
األجهزة المعنية قصد إطالع المحاكم المالية على تطور اإلنجازات الخاصة بالتوصيات الصادرة في إطار مهام مراقبة
التسيير .وتكرس هذه المنصة االختيار االستراتيجي للمجلس للتواصل اإللكتروني مع األجهزة وتطويره بشكل دوري ودائم.
وفي مجال اقتناء وتطوير برنامج خاص بتتبع المهام الرقابية ،قام المجلس بتطوير برنامج يهدف إلى تتبع مراحل المسطرة
المتبعة في إطار المهام المتعلقة بمراقبة التسيير ابتداء من البرمجة إلى نهاية المهمة بإنجاز التقرير النهائي ،مع إمكانية
االحتفاظ بالوثائق والمستندات الخاصة بكل مهمة.
وفيما يتعلق بنزع الطابع المادي عن عملية تقديم الحسابات ،باشرت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عملية التقديم
الالمادي للحسابات .وتبقى هاته التجربة قابلة للتطوير لتسهيل عملية التلقي وتسريعها .كما قطع المجلس أشواطا مهمة في
مشاوراته مع المديرية العامة للضرائب والخزينة العامة للمملكة من أجل رقمنة الحسابات المقدمة وتحديد الكيفية المالئمة
لضمان التوصل بها بطريقة آمنة.
ويحاول المجلس ،في هذا اإلطار ،أن يضع التدابير الكفيلة بإيجاد حل للكم الهائل من الحسابات الورقية المقدمة وما يستدعيه
ذلك من إكراهات في التوثيق والمحافظة عليها ،وذلك من خالل اللجوء إلى نزع الطابع المادي عن عملية تقديم الحسابات،
وهو ما سيساهم أيضا في جعل عمليات التدقيق والبت أكثر فاعلية ونجاعة.
ويعتزم المجلس أيضا إنشاء منصة لتتبع الشكايات ووضع نظام خاص لتلقي الشكايات من طرف العموم والتي تندرج
مواضيعها في إطار اختصاصات المحاكم المالية ،والرامية أساسا إلى تدعيم وحماية قيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة.
كما تم وضع نظام تتبع االختصاصات القضائية للنيابة العامة لدى المحاكم المالية والذي من خالله يتم تتبع مراحل النظر في
القضايا الرائجة في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،وكذا ملفات التدقيق والبت في الحسابات ،كما يسهل
هذا النظام تصنيف المالحظات والمؤاخذات موضوع الملفات حسب تكييفها القانوني ،وتحميل الملتمسات ومستنتجات النيابة
العامة.
ويصاحب إنجاز هذه التطبيقات ووضعها رهن إشارة مستخدميها ،التجديد الدوري للبنية التحتية لألجهزة المعلوماتية التي
تضم هاته التطبيقات .كما يتم تحديث أمن شبكات المعلوميات الخاصة بالمحاكم المالية من خالل اقتناء الحلول والبرامج
المتخصصة في هذا المجال.
.6التعاون الدولي
يعمل المجلس األعلى للحسابات على تعزيز التعاون مع األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ،سواء على المستوى الثنائي
أو متعدد األطراف ،وذلك لمواكبة القضايا الناشئة التي تهم الرقابة على المالية العمومية وتبادل المعارف والتجارب
والممارسات الفضلى مع األجهزة الرقابية النظيرة بغرض الرفع من مردوديتها وتفعيل أثر نتائجها ومستخرجاتها .فبرسم سنة
، 2021وبالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهها تنظيم اللقاءات الدولية جراء جائحة "كوفيد ،"19-تمكن المجلس
األعلى للحسابات من المشاركة عبر تقنية التواصل عن بعد في مجموعة من الفعاليات الدولية ،وتنظيم العديد من اللقاءات
والندوات.
أ .أنشطة المجلس في إطار التعاون متعدد األطراف
شارك المجلس األعلى للحسابات ،خالل سنة ،2021في العديد من األنشطة المهنية مع مجموعة من المنظمات والجهات
الدولية ،ويتعلق األمر بما يلي:
• المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة (اإلنتوساي)
باعتباره عضوا في منظمة اإلنتوساي ،استفاد قضاة المجلس خالل سنة 2021من بعض الفعاليات المبرمجة من طرف هذه
المنظمة ،والتي همت على الخصوص المواضيع التالية:
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2856
-التنمية المستدامة ودور األجهزة العليا للرقابة (اللقاء المنظم من طرف مجموعة العمل حول الرقابة البيئية
ومجموعة العمل حول أهداف التنمية المستدامة بخصوص الدليل )5202؛
-تدقيق القطاع العام وتطور ممارسات الحكامة أثناء وبعد الطوارئ (المؤتمر العلمي والعملي الدولي األول
لإلنتوساي ،المنظم عن بعد تحت رعاية رئاسة المنظمة)؛
-اجتماع لجنة قيادة مجموعة عمل اإلنتوساي حول الرقابة البيئية بتاريخ 23و 24شتنبر .2021
• المنظمة العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (األرابوساي)
شارك المجلس األعلى للحسابات عبر تقنيات االتصال عن بعد في جل اللقاءات وورشات التكوين التي أشرفت عليها المنظمة
العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة والتي تطرقت لمواضيع متنوعة من ضمنها:
-البيانات الضخمة (اللقاء التدريبي المنظم من 18إلى 22يناير )2021؛
-التدقيق من منظور بيئي (اللقاء التدريبي المنظم ما بين 22و 25مارس )2021؛
-رقابة االلتزام (اللقاء التدريبي المنظم من 29إلى 31مارس )2021؛
-تقييم اإليرادات في مجال الصناعات االستخراجية (ورشة منظمة على مرحلتين :يوم 07يونيو ،ومن 13إلى 17
يونيو )2021؛
-توثيق العمل الرقابي (اللقاء التدريبي عن بعد بتاريخ 23و 24شتنبر )2021؛
-الرقابة على الدين العام (اللقاء التدريبي عن بعد المنظم ما بين 03و 07أكتوبر )2021؛
-الرقابة على األداء (اللقاء التدريبي عن بعد المنظم ما بين 25و 27أكتوبر )2021؛
-تدقيق الجهات التي تحصل على دعم مالي من الدولة (اللقاء التدريبي المنظم من 8إلى 11نونبر )2021؛
-تحليل وتقييم الحساب الختامي للدولة (اللقاء التدريبي المنظم ما بين 22إلى 24نونبر )2021؛
-المحاسبـة الحكـومية المبنـية على أساس االستحقاق في ضوء المعايير الدولية "( "IPSASاللقاء التدريبي المنظم
من 20إلى 23دجنبر .)2021
كما شارك المجلس األعلى للحسابات في عدد من االجتماعات اإلقليمية همت ما يلي:
-التقرير اإلقليمي لقياس أداء األجهزة العليا للرقابة المالية (االجتماع األول للفريق المكلف بإعداد هذا التقرير بتاريخ
03مارس )2021؛
-دور األجهزة العليا للرقابة في التدقيق في ظل الكوارث (االجتماع المنعقد من 29نونبر إلى 01دجنبر )2021؛
-رقابة الجودة على األعمال الرقابية (االجتماع المنظم ما بين 06إلى 09دجنبر .)2021
• مبادرة تنمية اإلنتوساي )(IDI
تقوم مبادرة تنمية اإلنتوساي بتنظيم عدة أنشطة لدعم عمل األجهزة العليا للرقابة على المستوى الدولي .ومن بين أنشطتها
التي عرفت مشاركة المجلس األعلى للحسابات تلك التي انصبت حول ما يلي:
-عرض نتائج االستبيان الدولي حول توجهات األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بخصوص ممارساتها المهنية
خالل الفترة ( 2019-2017لقاء منظم عن بعد بتاريخ 16شتنبر )2021؛
-أثر تدقيق األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (المؤتمر الدولي المنظم عن بعد من طرف مبادرة تنمية
اإلنتوساي بتاريخ 30نونبر )2021؛
-االبتكارات من أجل األثر :محور اعتماد التكنولوجيا ومشاركة المواطنين في الرقابة المالية (لقاء منظم عن بعد
بتاريخ 10نونبر .)2021
عالوة على ذلك ،شارك المجلس ابتداء من نونبر 2021في برنامج «االستراتيجية وقياس األداء واإلبالغ" الذي نظمته مبادرة
تنمية اإلنتوساي بالتعاون مع منظمة األرابوساي بهدف دعم قدرات األجهزة المشاركة في مجال اإلدارة االستراتيجية.
• بعثة صندوق النقد الدولي
شارك وفد من المجلس األعلى للحسابات ترأسته السيدة الرئيس األول في اجتماع عن بعد يوم الثالثاء 7دجنبر 2021مع
بعثة صندوق النقد الدولي ،وذلك في إطار المشاورات السنوية بين السلطات المغربية وصندوق النقد الدولي بموجب المادة
الرابعة من اتفاقيته التأسيسية.
2857 الجريدة الرسمية عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023
وتمت خالل هذا اللقاء مناقشة مجموعة من المواضيع تمحورت أساسا حول إعداد وإنجاز السياسات العمومية ومواكبتها على
مستوى المحاكم المالية ،باإلضافة إلى الوضعية الراهنة للمالية العمومية في ارتباط بتطور المديونية وإنجاز بعض أصناف
النفقات ،وكذا تتبع ومراقبة النفقات العمومية المتعلقة بجائحة "كوفيد."19-
كما تم التطرق خالل هذا االجتماع إلى دور المجلس األعلى للحسابات في تتبع وتنزيل القانون التنظيمي لقانون المالية ،خاصة
في مجال التحضير لمهمة التصديق على حسابات الدولة كاختصاص منوط بالمجلس األعلى للحسابات.
ب .أنشطة المجلس األعلى للحسابات في إطار التعاون الثنائي
• برنامج التعاون "شراكة" مع محكمة الحسابات الهولندية
في إطار برنامج التعاون القائم بين المجلس األعلى للحسابات ومحكمة الحسابات الهولندية ،شارك وفد من المجلس عبر تقنية
التواصل عن بعد في فعاليات اختتام برنامج التعاون الدولي "شراكة" الذي نظم يومي 27و 28أكتوبر .2021وقد تضمن
جدول أعمال هذا اللقاء عرض حصيلة األنشطة المنجزة خالل الفترة 2021-2016بتعاون بين محكمة الحسابات الهولندية
ومجموعة من األجهزة العليا للرقابة المالية في المنطقة العربية والتي همت مجاالت متعددة كتدبير المالية العمومية والتنمية
المستدامة والصحة والنزاهة.
• جهاز المراقب والمدقق العام بجمهورية الهند
في إطار عالقات التعاون التي تجمع المجلس بجهاز المراقب والمدقق العام بجمهورية الهند ،شارك قضاة المجلس عن بعد
في ورشة وبرنامج تدريبي تم تنظيمهما من طرف المركز الدولي للتدقيق البيئي والتنمية المستدامة ) (iCEDحول موضوعي:
-تدقيق الصناعات االستخراجية (الورشة الرقمية المنظمة ما بين 15و 19مارس )2021؛
-الرقابة البيئية (البرنامج التدريبي الدولي المنظم ما بين 22و 26نونبر وبين 29نونبر و 03دجنبر .)2021
• التعاون مع المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية بكيبك ()ENAP
نظم المجلس األعلى للحسابات بتعاون مع المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية بكيبك ،يوم األربعاء 30يونيو 2021دورة
تكوينية عن بعد حول دور المؤسسات العليا للرقابة المالية في تتبع ودراسة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
• مكتب المراقب العام بكيبك
نظم المجلس األعلى للحسابات يوم الثالثاء 02نونبر 2021ندوة حول التدبير المرتكز على النتائج قام بتأطيره خبير من
مكتب المراقب العام بكيبك.
• مكتب مساءلة الحكومة بالواليات المتحدة األمريكية )(GAO
شارك المجلس األعلى للحسابات في اللقاء المنظم عن بعد حول تدقيق أنظمة تكنولوجيا المعلومات المنظم من طرف مكتب
مساءلة الحكومة بالواليات المتحدة األمريكية وفريق عمل تدقيق تكنولوجيا المعلومات التابع لإلنتوساي بتاريخ 21غشت
.2021
• المنظمة الدولية للفرنكوفونية )(OIF
في إطار مهمة المراجعة الخارجية لحسابات المنظمة الدولية للفرنكوفونية ( )OIFالمنوطة بالمجلس األعلى للحسابات
بالمملكة المغربية ،قام فريق قضاة المجلس بمراجعة حسابات هذه المنظمة برسم السنة المالية ،2020وذلك خالل الفترة من
19إلى 28يوليوز 2021بمقر المنظمة الدولية للفرنكوفونية في باريس .كما قام هذا الفريق أيضا بالمهمة المرحلية للتدقيق
المالي للسنة المالية 2021بباريس خالل الفترة من 13إلى 17دجنبر .2021
وخالل سنة ،2021شارك المجلس في مختلف هيئات المنظمة الدولية للفرنكفونية .حيث تم تقديم التقرير ورأي المراجعة
حول البيانات المالية المتعلقة بالسنة المالية 2020أمام المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية المنعقد عن بعد في 10ديسمبر .2021
باإلضافة إلى ذلك ،ووفقا للنصوص التي تحكم المنظمة الدولية للفرنكوفونية ،شارك المجلس في اجتماعات لجنة التدقيق في
هذه المنظمة ،حيث حضر مدير المراجعة الخارجية أربعة اجتماعات للجنة المذكورة خالل سنة .2021
• افتحاص المشاريع الممولة جزئيا من طرف بعض الهيئات التابعة لمنظمة األمم المتحدة
على غرار السنوات الماضية ،وفي إطار المساعدة التي يقدمها المجلس للحكومة طبقا لمقتضيات مدونة المحاكم المالية ،قام
المجلس األعلى للحسابات بافتحاص الحسابات المالية لمجموعة من المشاريع الممولة بمساهمة من الهيئات التابعة لألمم
المتحدة خاصة برنامج األمم المتحدة اإلنمائي وصندوق األمم المتحدة للسكان وصندوق األمم المتحدة للطفولة .كما قام المجلس
بالتقييم الجزئي للقدرات التدبيرية ولمنظومة الرقابة الداخلية لمجموعة من المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية
التي تعمل ،بشراكة مع الهيئات األممية سالفة الذكر ،على تنفيذ هذه المشاريع أو المرشحة لحملها وتدبيرها مستقبال.
عدد 7175مكرر – 14شعبان 7( 1444مارس )2023 الجريدة الرسمية 2858
وهكذا ،قام المجلس خالل سنة 2021بافتحاص أحد عشر ( )11مشروعا من بينها عشرة ( )10مشاريع ساهم في تمويلهما
برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ومشروع واحد بمساهمة صندوق األمم المتحدة للطفولة حيث تم تدقيق حساباتها المقدمة برسم
السنة المالية .2020
وفي نفس السياق ،قام المجلس بإنجاز ثمان ( )8مهام رقابية متعلقة بالتقييم الجزئي للقدرات التدبيرية ولمنظومة الرقابة
الداخلية ،برسم سنة ،2021لثالث ( )3مؤسسات حكومية ولخمس ( )5منظمات غير حكومية تتولى تنفيذ المشاريع المذكورة
أو مرشحة لحملها وتدبيرها مستقبال.
وفي هذا الصدد ،تم التأكد من توفر هذه المؤسسات على اإلمكانيات الضرورية (موارد بشرية مؤهلة ونظام رقابة داخلية
سليم )...تسمح لها بتدبير هذه المشاريع وفق المساطر المتعارف عليها وإنجازها طبقا لبرنامج العمل المسطر لها .كما تمكنها
من الحفاظ على الموارد المالية الموضوعة رهن إشارتها وصرفها حسب ما رصدت له ووفق القوانين المعمول بها.
وقد تم خالل هذه المهام االنكباب على عدة محاور من بينها ما يلي:
-النتائج المفصلة لعمليات التدقيق واالفتحاص؛
-وتيرة إنجاز المشاريع ومدى تقدمها ومطابقتها لبرامج العمل الخاصة بها؛
-توفر نظام رقابة داخلية سليم؛
-جرد وتدبير الوسائل الموضوعة رهن إشارة حاملي المشاريع.
وبعد االنتهاء من مهام تدقيق وافتحاص المشاريع وكذا تقييم القدرات التدبيرية للمؤسسات والمنظمات المعنية ،تم إعداد
التقارير المتعلقة بها وتبليغها ،مرفقة بالوثائق المحاسبية ذات الصلة بعدما تم التصديق عليها من قبل المستشارين المكلفين
بإجراء هذه المهام ،إلى كل من وزارة الخارجية والتعاون اإلفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وبرنامج األمم المتحدة
اإلنمائي.
• مشاركة المجلس في عملية التصديق على حسابات االتحاد االفريقي برسم سنة 2021
يتم سنويا التصديق على حسابات االتحاد اإلفريقي من طرف "مجلس مراجعي الحسابات الخارجيين" المؤلف من إحدى عشر
( )11رئيس لألجهزة العليا للرقابة المالية؛ ستة ( )6منهم دائمي العضوية ،من بينهم المغرب ،في حين يتم انتخاب األعضاء
الخمسة اآلخرين الذين يمثل كل واحد منهم منطقة من مناطق إفريقيا الخمس .وتسند رئاسة هذا المجلس لعضو من بين
األعضاء لمدة سنتين عمال بمبدأ التناوب.
وتقوم "لجنة عمليات مراجعة الحسابات" بأعمال مراجعة حسابات االتحاد اإلفريقي .وتتألف هذه اللجنة من أعضاء يمثلون
المؤسسات العليا للرقابة الممثلة في "مجلس مراجعي الحسابات الخارجيين" سالف الذكر .وتتمثل مهمتهم في ضمان اإلشراف
على سير عملية مراجعة الحسابات وفقا لالستراتيجية المعتمدة .وتسند رئاسة هذه اللجنة لممثل الجهاز األعلى للرقابة الذي
يرأس "مجلس مراجعي الحسابات الخارجيين".
وعلى مستوى مفوضية االتحاد اإلفريقي ،تغطي عمليات مراجعة الحسابات مختلف عناصر الحسابات السنوية أو ما يصطلح
عليه "مواضيع المراجعة" كشراء السلع والخدمات ،وإدارة االستثمار ،ونظام المعلومات ،وإدارة الموارد البشرية ،وأموال
الشركاء ،ونفقات السفر ،إلخ .ويتولى كل جهاز أعلى للرقابة مشارك مراجعة أحد هذه المواضيع .وعلى مستوى أجهزة
االتحاد اإلفريقي ،يفحص مراجعو الحسابات جميع العمليات المحاسبية والتشغيلية للهيئة ،وهذا من خالل نهج قائم على تحليل
المخاطر.
وقد شارك المجلس األعلى للحسابات في أعمال التدقيق الخارجي لالتحاد اإلفريقي ألول مرة في سنة .2019
وفيما يتعلق بالسنة المالية ،2021شارك المجلس األعلى للحسابات ،ممثال بأربعة قضاة ،في تدقيق حسابات مفوضية االتحاد
اإلفريقي حيث تولى مراجعة الجوانب المتعلقة بالموارد البشرية ،فضال عن تدقيق حسابات البرلمان اإلفريقي.