Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫التــــدليـــــس‬

‫التدليس عيب من عيوب االراده من اثاره ابطال العقد فاالراده المعيبه هي اراده موجوده ولكنها صدرت من‬
‫شخص غير حر في ارادته او علي غير بينه من امره وتتصل نظريه عيوب االراده بنظريه سلطان االراده اتصاال‬
‫وثيقا فاراده الفرد ولها المقام االول في توليد الروابط القانونيه وفي ترتيب اثارها يجب ان تكون ؛ عل يهدي‬
‫مختاره واال فاالراده المشوبه بعيب من العيوب ومنها ‪ ( :‬الغلط والتدليس واالكراه واستغالل الحاجه ) ليست اراده‬
‫صحيحه فال يكون لها سلطان كامل‪.‬‬
‫‪ -‬ونتصدي لعيب التدليس كعيب من عيوب االراده من حيث ‪ -:‬عالقه التدليس بالغلط و عالقته بالغش و عالقته‬
‫بالتدليس الجنائي النصب وتعريفه ثم لعناصره واثاره " جزاء التدليس"‪.‬‬

‫عالقه التدليس بالغلط ‪:‬‬


‫‪ -‬التدليس هو ايقاع التعاقد في غلط يدفعه الي التعاقد ‪ .‬فالعالقه اذا وثيقه بين التدليس والغلط ‪.‬‬
‫والتدليس ال يجعل العقد قابال لالبطال اال للغرض الذي يولده في نفس المتعاقد والتدليس بهذا التحديد يختلف عن‬
‫الغش ‪ ،‬الن التدليس انما يكون في اثناء تكوين العقد ‪ ،‬اما الغش فقد يقع بعد تكوين العقل ‪ ،‬او يقع خارجا عن‬
‫دائره العقد ‪.‬‬

‫‪ -‬وكذالك يختلف التدليس المدني عن التدليس الجنائي ( النصب ) بأن الطرق االحتياليه في النصب عنصر مستقل‬
‫قائم بذاته وتكون عادتا اشد جسامه من الطرق االحتياليه المستخدمه في التدليس المدني كما سنري ‪.‬‬
‫‪ -‬ولما كان التدليس يؤدي الي الغلط ويختلط به كما قدمنا فسنقوم بتحديد عناصر التدليس الحقا ‪.‬‬
‫تعريف التدليس ‪:‬‬
‫‪ -‬هو االلتجاء الي حيله والغش بقصد ايهام المتعاقد بغير الحقيقه لحمله علي التعاقد‪ .‬فقوام التدليس التضليل‬
‫والتمويه والخداع ‪ .‬وهو بهذه المثابه يعيب االراده اذ انه يدفع علي تعاقد ما كان الشخص يقبله لو كان مدركا‬
‫للحقيقه ‪ .‬ويشترط في هذه الحيله ان تكون غير مشروعه قانونا "كان يبيع احد االشخاص ارض معينه ولكن‬
‫بتصاميم مزوره حتي يوهم المشتري انها مثل ارض مباني او ما شبه ‪ ،‬ويتم التعاقد ‪ ،‬لحين يتفاجا المشتري‬
‫بعدها انها ارض موقوفه او ملك للدوله ‪.‬‬

‫عناصر التدليس‬
‫‪ -‬عنصران تنص الماده ‪ 125‬من القانون الجديد علي انه "‪ -1‬يجوز ابطال العقد للتدليس اذا كانت الحيل التي‬
‫لجأ اليها المتعاقدين او نائب عنه من الجسامه بحيث لوالها لما برم الطرف الثاني العقد ‪ -2.‬ويعتبر تدليسا‬
‫السقوط عمدا عن واقعه او مالبسه اذا ثبت ان المدلس عليه ما كان ما كان ليبرم العقد لو علم بتلك الواقعه او‬
‫هذه المالبسه " ‪.‬‬

‫‪ -‬وتنص الماده ‪ 126‬من القانون الجديد علي انه " اذا صدر التدليس من غير المتعاقدين فليس للمتعاقد‬
‫المتدلس عليه ان يطلب ابطال العقد ما لم يثبت ان المتعاقد االخر كان يعلم او كان من المفروض حتما ان يعلم‬
‫بهذا التدليس " ‪.‬‬
‫ويستخلص من هذه النصوص ان للتدليس عنصرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمال طرق احتياليه وهذا هو العنصر الموضوعي‬
‫‪ -2‬تحمل علي التعاقد وهذه هو العنصر النفسي‬
‫وهذان العنصران كافيان ‪ ،‬وال اهميه بعد ذلك اذا كان تدليس قد صدر من احد المتعاقدين او من الغير ‪.‬‬
‫استعمال طرق احتياليه ‪:‬‬
‫الطرق االحتياليه تنطوي علي جانبين جانب مادي وهو الطرق الماديه التي تستعمل في التالثير في اراده الغير‬
‫وجانب معنوي وهو نيه التضليل و للوصول الي غرض غير مشروع‪.‬‬
‫فالطرق الماديه ال تقتصر عادة علي مجرد الكذب بل كثيرا ما يصحب الكذب اعمال ماديه تتدعمه الخفاء الحقيقه‬
‫عن المتعاقد فالمعيار هنا ذاتي ‪ .‬واالمثله كثيره ‪ :‬فهناك شركات وجمعيات تتخذ لها من مصادر االعالم ما ال يتفق‬

‫‪1‬‬
‫مع حقيقتها لتخدع الناس في امرها ‪ .‬وهناك افراد يظهرون بمظهر اليسار والسعه او يتخذون صفات منتحله ‪.‬‬
‫وهناك من يخفي المستندات ومن يصطنعها ومن ويزور فيها حتي يحمل الغير علي التعاقد معه علي الوجه الذي‬
‫يريده ‪.‬‬

‫‪ -‬وال يكفي مجرد المبالغه في القول ولو وصلت الي حد الكذب ما دام ذلك مألوف في التعامل ‪ ،‬كالتاجر يروج‬
‫لبضاعته فينتحل لها احسن االوصاف ‪.‬‬
‫علي انه ال يشترط في التدليس المدني ان تكون الطرق االحتياليه مستقله عن الكذب كما يشترط ذلك في النصب‬
‫الجنائي ‪.‬‬
‫‪ -‬ففي بعض االحوال يكفي الكذب ذاته طريقا احتياليا في التدليس فالمهم اذن فيها ليس انها طرق مستقله تقوم‬
‫بذاتها لتسند الكذب ‪ ،‬بل ان يكون المدلس البس علي المتعاقد وجه الحق فحمله علي التعاقد تضليال ‪.‬‬
‫فيختلف طرق النصب حيث انه هناك من يسهل غشه فيكفي للتدليس عليه مجرد الكذب وهناك من يصعب التدليس‬
‫عليه فتننصب له حبائل معقده‬

‫‪ -‬ويمكن ان يكون التدليس عمال سلبيا محضا فيكفي مجرد الكتمان طريقا احتياليا واالصل انه ليس بتدليس اال‬
‫اذا كان امرا واجب البيان فيلزم المتعاقد الذي يعلمه باالفضاء به ‪ ،‬ويعد كتمانه تدليسا وتاره يكون االلتزام‬
‫باالفضاء مصدره نص القانون وطورا يكون مصدره االتفاق الصريح ‪.‬‬

‫‪ -‬ولكن في كثير من االحيان يكون المصدر هو هذه القاعده القانونيه العامه التي تقضي بعدم جواز الغش ‪ ،‬وذلك‬
‫بأن يستخلص من الظروف ان امرا هام يأثر في التعاقد الي درجه كبيره ويدركه احد المتعاقدين ثم يكتمه عن‬
‫المتعاقد االخرالذي يجهل به فيحمله بذلك علي التعاقد نص الماده ‪ 125‬من القانون المدني‬
‫‪ -‬ونري ان الكتمان يكون تدليسا اذا توافرت فيه هذه الشروط‬
‫‪ -1‬يكون هذا االمر خطير بحيث يأثر في اراده المتعاقد الذي يجهله تأثيرا جوهريا ‪.‬‬
‫‪ -2‬ان يعرفه المتعاقد االخر ويعرف خطره ‪.‬‬
‫‪ -3‬ان يتعمد كتمه عن المتعاقد االول ‪.‬‬
‫‪ -4‬اال يعرفه المتعاقد االول او يستطيع ان يعرفه من طريق اخر ‪.‬‬

‫‪ -‬واكثر ما يكون الكتمان تدليسا في عقود التأمين ‪.‬‬


‫ويبقي الجانب المعنوي هو نيه التضليل للوصول الي غرض غير مشروع فأذا انعدمت فال يكون هناك تدليس‬
‫كالتاجر يبرز ما يعرضه في احسن صوره ‪ ،‬وهو ال يقصد التضليل بل يريد استهواء الناس ‪.‬‬
‫وقد توجد نيه التضليل ولكن يقصد بها الوصول الي غرض مشروع ‪ ،‬كما اذا استعمل المودع طرقا احتياليه‬
‫للحصول من المودع عنه ‪ ،‬وتبين انه شخصا غير امين علي اقرار بالوديعه ‪.‬‬

‫التدليس هو الدافع الي التعاقد‬


‫‪ -‬ويجب ان يكون التدليس هو الدافع الي التعاقد ‪ .‬وقاضي الموضوع هو الذي يبت في ذلك ‪ ،‬فقدر مبلغ اثر‬
‫التدليس في نفس العاقد المخدوع ليقرر ما اذا كان هذا التدليس هو الدافع الي التعاقد ويسترشد في ذلك بما‬
‫تواضع عليه الناس في تعاملهم وبحاله المتعاقد الشخصيه من سن وذكاء وعلم وتجارب ‪ .‬ويميز الفقه بين‬
‫التدليس الدافع وهو التدليس بالتحديد الذي قمناه التدليس غير الدافع وهو تدليس ال يحمل علي التعاقد وانما‬
‫غري بقبول شروط ابهظ فال يكون سببا في ابطال العقد ‪ ،‬بل يقتصر على تعويض يسترد به العاقد المخدوع ما‬
‫غرمه بسبب هذا التدليس وفقا لقواعد المسئولية التقصيرية ‪.‬‬

‫‪ -‬وهذ التمييز منتقد ‪ .‬ذلك ان التدليس الذي يغري على التعاقد بشروط ابهظ هو تدليس دفع الى التعاقد بهذه‬
‫الشروط ‪ ،‬وال يمكن فصل االراده في ذاتها عن الشروط التي تحركت في دائرتها فالتدليس هنا يعيب االرادة‬
‫ويكون العاقد المخدوع مخيرا بين ابطال العقد (يبقى في دائرة العقد) او ان يستبقيه مكتفيا بتعويض عن الضر‬
‫الذي اصابه بسبب التدليس (انتقل الى دائرة المسئولية التقصيرية) ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اتصال المتعاقد االخر بالتدليس ‪:‬‬
‫‪ -‬يشترط المشرع ان يكون التدليس صادرا من احد المتعاقدين او نائب عنه لحمل االخر على التعاقد ‪ .‬وحيث ان‬
‫التدليس يعيد الرضا بالنظر الى الغرض الناتج عنه ‪ ،‬لذلك يتعين االعتداد بالتدليس سواء صدر من المتعاقد االخر‬
‫او نائب عنه او صدر عن الغير ‪ ،‬النه لدى الحالتين يعيب رضا المتعاقد المخدوع ‪ ،‬لكن االعتداد بالتدليس ‪ ،‬على‬
‫هذا النحو في جميع االحوال ‪ ،‬يؤدي الى عدم استقرار المعامالت ‪.‬‬

‫‪ -‬ولذلك في حالة صدور التدليس من الغير نجد ان القوانين العربيه لم تجعل هذا التدليس سببا البطال العقد في‬
‫جميع االحوال ‪ ،‬بل اشترطت مراعاه الستقرار التعامل وحتى ال يفاجأ العاقد االخر بابطال العقد ‪ ،‬ان يكون العاقد‬
‫االخر عالما وقت ابرام العقد ‪ ،‬او كان من المفروض حتما ان يعلم بهذا التدليس الصادر من الغير ‪ ،‬فاذا لم يتحقق‬
‫هذا الشرط ‪ ،‬فليس للمتعاقد المخدوع سوى الرجوع بالتعويض على الغير الذي صدر منه التدليس طبقا الحكام‬
‫المسئولية التقصيرية ‪ ،‬حيث ان التدليس يعتبر عمال غير مشروع "مادة ‪ 126‬مدني "‬

‫جزاء التدليس ‪:‬‬


‫‪ -‬ان االثر المترتب على التدليس هو جعل العقد قابال لالبطال باعتباره عيبا في الرضا ‪ ،‬وكذلك اعطاء الحق‬
‫للمطالبة بالتعويض ان كان له مقتضى وذلك العتباره عمال غير مشروع ‪ .‬كما انه يقع على عاتق العاقد المدلس‬
‫عليه عبء االثبات ‪ ،‬كما انه ال يجوز له ان يتمسك بالتدليس على وجه يتعارض منه على حسن النية ولنرى ذلك‬
‫تفصيال في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬قابلية العقد لالبطال والتعويض ان كان له محل ‪.‬‬
‫اذا توافرت شروط التمسك بالتدليس فان ذلك يعطي للعاقد المدلس عليه الحق في ان يطالب بابطال العقد‬
‫والتعويض ان كان له مقتضى او يقتصر فقط على طلب التعويض مع االبقاء على العقد وذلك حسب ما يراه محققا‬
‫في مصلحته ‪ ،‬حيث ان االبطال مقرر لمصلحته ‪ .‬وازدواجية الجزاء ترجع الى تبعية التدليس فهو من ناحية يعيب‬
‫االرادة نتيجة للغرض الناتج عنه ومن ناحية اخرى فانه يعتبر عمال غير مشروع ممن وقع منه وهو على هذا‬
‫الوجه يخول المتعاقد المدلس عليه الحق في المطالبة بالتعويض عن الضرر الناجم له عنه طبقا لقواعد‬
‫المسئولية التقصيرية وذلك ان لم يكن ابطال العقد وحده كافيا لرفع ما حاق به من اضرار ‪.‬‬

‫‪-2‬عبء االثبات‪.‬‬
‫‪-‬على طالب االبطال للتدليس عبء اثبات حصول التدليس من المتعاقد االخر او من نائبه او علمه او استطاعة‬
‫علمه اذا كان واقعا من الغير فالبينة على من ادعى ويجوز اثبات التدليس بكافة طرق االثبات بل اننا نجد انه اكثر‬
‫يسرا في االثبات من الغلط ‪ ،‬وذلك الن الطرق االحتيالية تكون في الغالب وسائل مادية يسهل اثباتها ‪ ،‬بينما الغلط‬
‫امر نفسي ال يتيسر دائما اثباته ‪ .‬وتقدير ثبوت او عدم ثبوت التدليس الذي يجيز ابطال العقد من المسائل التي‬
‫تستقل بها محكمة الموضوع ‪.‬‬

‫‪ -3‬ال يجوز التمسك بالتدليس على وجه يتعارض مع حسن النية‪.‬‬


‫ورأينا ان المتعاقد المدلس عليه ابطال العقد والتعويض ان كان له محل كما يمكنه ان يبقى على العقد ويطلب‬
‫التعويض فقط ان وجد ذلك محققا لمصلحته فاذا اختار العقد المدلس عليه ابطال العقد وورد عليه المتعاقد االخر‬
‫تعديل الشروط على الوجه الذي يرفع الضرر ‪ ،‬فانه يكون في االصرار على طلب االبطال عند اذ ما يتعارض مع‬
‫حسن النية تطبيقا للمبدأ الوارد في صدد الغلط ويقتصر حق العاقد المخدوع على التعويض على ان هذه القاعده ال‬
‫تنطبق اال في الحالة التي يكون التدليس فيها صدر من الغير اما اذا كان التدليس صادرا من المتعاقد االخر فال‬
‫يجوز ان ينسب تعسف الى المتعاقد المدلس عليه اذا اصر على ابطال العقد ‪ ،‬رغم العقد المقدم ‪ ،‬لكي يتحلل من‬
‫عالقنه بمن اظهر نحوه نية واضحه بتعمده تضليلة‪.‬‬

‫انظر في الوسيط في شرح القانون المدني الجزء االول " مصادر االلتزام " عبد الرزاق السنهوري (‪ 327 : 318‬الفقرة ‪. ) 183‬‬

‫تم بحمد هللا‬


‫مقدم من الطالب‪ /‬اشرف عبدالونيس مفتاح عبدالونيس رزق‬
‫رقم الكشف ‪89‬‬
‫مجموعة ‪2‬‬

‫‪3‬‬

You might also like