Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 29

‫‪NORDIC‬‬

‫مجلة نورديك للقانون الدولي ‪182-155 )2015 ( 84‬‬ ‫اليومية‬


‫دفتر |||‬
‫‪UNTRANSLATED_CONTENT_S‬‬

‫‪OF‬‬ ‫|||‪TART‬‬
‫|||‬
‫|||‬
‫‪UNTRANSLATED_CONTENT_E‬‬
‫الدولية‬
‫‪ND‬‬

‫القانون‬
‫‪brill.com/nord‬‬

‫فهم حقوق الطفل‪ :‬رؤية تتجاوز الضعف‬

‫جون توبين‬
‫كلية الحقوق في ملبورن‪ ،‬جامعة ملبورن‪ ،‬أستراليا‬
‫‪j.tobin@unimelb.edu.au‬‬

‫ملخص الدراسة‬

‫وتؤدي فكرة ضعف األطفال دوراً حاسما ً في الحفز على اعتماد اتفاقية األمم المتح‪SS‬دة لحق‪SS‬وق الطف‪SS‬ل‪ ،‬ولكن‬
‫هل ينبغي‪ S‬أن يوفر الض‪SS‬عف األس‪SS‬اس لحق‪SS‬وق اإلنس‪S‬ان الخاص‪S‬ة لألطف‪S‬ال ؟ ه‪S‬ل األطف‪SS‬ال معرض‪S‬ون بش‪SS‬كل‬
‫خاص مقارن‪S‬ة بالب‪S‬الغين ؟ تس‪S‬عى ه‪S‬ذه المقال‪S‬ة إلى استكش‪S‬اف فك‪S‬رة ض‪S‬عف األطف‪S‬ال في فهم مفه‪S‬وم حق‪S‬وق‬
‫الطفل‪ .‬يجادل بأن الض‪SS‬عف ليس ش‪SS‬رطًا كاذبً‪SS‬ا لألطف‪SS‬ال‪ .‬وفي ال‪SS‬وقت نفس‪SS‬ه‪ ،‬يع‪SS‬ترف التقري‪SS‬ر ب‪SS‬أن األطف‪SS‬ال‬
‫يعانون من أوجه ضعف خاصة مقارنة بالبالغين‪ .‬ومواطن الض‪SS‬عف ه‪SS‬ذه هي ال‪SS‬تي ت‪SS‬برر الحق‪SS‬وق الخاص‪SS‬ة‬
‫الممنوحة لهم بموجب االتفاقية‪ .‬إن وص‪SS‬ف األطف‪SS‬ال ب‪SS‬أنهم ض‪SS‬عفاء ينط‪SS‬وي على خط‪SS‬ر أن يتم تع‪SS‬ريفهم من‬
‫خالل نقاط ضعفهم‪ .‬لمعالج‪S‬ة الع‪SS‬واقب غ‪SS‬ير المقص‪SS‬ودة لنم‪SS‬وذج الض‪SS‬عف‪ ،‬هن‪SS‬اك حاج‪SS‬ة إلى توس‪SS‬يع مفه‪SS‬وم‬
‫األطفال بطريقة تعترف بقدراتهم المتطورة وحقهم في المشاركة‪.‬‬

‫الكلمات الرئيسة‬

‫حقوق الطفل – الضعف – القانون الدولي ‪ -‬اتفاقية حقوق الطفل‬

‫* شكر خاص على التعليقات المدروسة والبناءة على المسودات السابقة له‪S‬ذه المقال‪S‬ة من أعض‪S‬اء مجموع‪S‬ة‬
‫قراءة حقوق الطفل في جامعة كوينز بلفاست‪ ،‬وخاصة ميشيل تمبلتون وهاري شير‪ .‬ك‪SS‬ل األخط‪SS‬اء تبقى‬
‫لي‪ .‬شكرا أيضا لفلورنس سيو لمساعدتها البحثية في هذه المقال‪S‬ة‪ ،‬وال‪SS‬تي تم توف‪SS‬ير التموي‪SS‬ل له‪S‬ا من قب‪S‬ل‬
‫‪" ARC 120104 Discovery Grant dp‬حقوق الطفل‪ :‬من النظرية إلى الممارسة"‪.‬‬

‫‪KOnInKlIjKE BRIll‬‬ ‫‪nv, leIDEn, 2015 | dOI 10.1163/15718107-08402002‬‬ ‫©‬


‫توبيان‬ ‫‪15‬‬
‫‪6‬‬
‫المقدمة‬ ‫‪1‬‬

‫ما هي العالقة بين فكرة ضعف األطفال وحقوق الطفل ؟ من المؤكد أن ديباجة اتفاقية األمم المتحدة لحق‪SS‬وق‬
‫الطفل (‪ 1)CRC‬تبذل قصارى جهدها لالعتراف بوضع األطفال الض‪SS‬عيف‪ .‬وت‪SS‬ذ ِّكر ب‪SS‬أن "األمم المتح‪SS‬دة ق‪SS‬د‬
‫أعلنت في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أن من حق الطفل أن يحصل على رعاية ومس‪SS‬اعدة خاص‪SS‬تين"‪،‬‬
‫وتضع في اعتبارها أنه "كما ه‪SS‬و م‪SS‬بين في إعالن حق‪SS‬وق الطف‪SS‬ل‪ ،‬ف‪SS‬إن الطف‪SS‬ل‪ ،‬بس‪SS‬بب ع‪SS‬دم نض‪SS‬جه الب‪SS‬دني‬
‫والعقلي‪ ،‬يحتاج إلى ضمانات ورعاية خاصة"‪ .‬وهكذا يبدو أن فكرة ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال ق‪SS‬د أدت دوراً حاس‪SS‬ما ً‬
‫في الحفز على اعتماد معاهدة خاصة لحقوق اإلنسان لحماية المصالح الخاصة لألطفال‪2.‬‬
‫ولكن هل ينبغي أن ي‪SS‬وفر ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال األس‪SS‬اس لحق‪SS‬وق اإلنس‪SS‬ان الخاص‪SS‬ة لألطف‪SS‬ال ؟ وي‪SS‬رى بعض‬
‫المعلقين أن افتقار األطفال إلى القدرة واالعتماد على الكبار يعتبران في الواقع سببين لحرم‪SS‬ان األطف‪SS‬ال من‬
‫حقوقهم‪ 3.‬عالوة على ذلك‪ ،‬هل من الصحيح التأكيد على أن األطفال معرضون بشكل خاص للبالغين ؟ وقد‬
‫يعترض معلقون آخرون على هذا االدعاء ويص‪S‬رون على أن الجمي‪S‬ع‪ ،‬الب‪S‬الغين واألطف‪S‬ال على ح‪S‬د س‪S‬واء‪،‬‬
‫معرضون للخطر‪ 4.‬بدالً من ذلك‪ ،‬هل األطفال ضعفاء كما يُنظ‪SS‬ر إليهم في كث‪SS‬ير من األحي‪SS‬ان ؟ من المؤك‪SS‬د‬
‫أن المدافعين عن حقوق األطفال واألكاديميين يواصلون التأكيد على قدرة األطفال المتطورة‪ S‬ومرونتهم‪5S.‬‬

‫() الجمعي‪SS‬ة العام‪SS‬ة لألمم المتح‪SS‬دة‪ ،‬اتفاقي‪SS‬ة حق‪SS‬وق الطفل‪ 20 ،‬تش‪SS‬رين الث‪SS‬اني‪/‬نوفم‪SS‬بر‪United S،1989 S‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪.Nations, Treaty Series, vol. 1577, p‬‬
‫ويتجلى نفس الشعور في نص إعالني عام ‪ 1924‬وعام ‪ 1959‬بشأن حقوق الطف‪SS‬ل‪ .‬على س‪SS‬بيل المث‪SS‬ال‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫ينص إعالن ع‪S‬ام ‪ 1924‬على أن‪S‬ه "يجب إطع‪SS‬ام الطف‪SS‬ل الج‪SS‬ائع ؛ يجب رعاي‪SS‬ة الطف‪S‬ل الم‪S‬ريض ؛ يجب‬
‫مساعدة الطف‪S‬ل المتخل‪S‬ف ؛ يجب استص‪S‬الح الطف‪S‬ل الج‪S‬انح ؛ ويجب إي‪S‬واء الي‪S‬تيم والمغف‪S‬ل ونجاحهم‪S‬ا"‪.‬‬
‫وفكرة أن األطفال يحتاجون إلى حماية خاصة هي أيضا ً سمة من سمات العهد الدولي الخ‪SS‬اص ب‪S‬الحقوق‬
‫المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعي‪SS‬ة والثقافي‪SS‬ة‪ .‬انظ‪SS‬ر على س‪SS‬بيل‬
‫المثال المادة ‪ )1(24‬من ‪ ICCpR‬والمادة ‪ )3(10‬من ‪.ICESCR‬‬
‫على سبيل المث‪SS‬ال‪M. Guggenheim, What 's Wrong with Children' s Rights (Harvard ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪University Press, Cambridge, mA, 2005) pp. 10, 13–14; O. O’Neill, ‘Children‘ s Rights‬‬
‫‪.and Children ’s Lives’, 98 Ethics (1988) p. 463‬‬
‫() على س‪SS‬بيل المث‪S‬ال‪B. Turner, Vulnerability and Human Rights (Pennsylvania State ،‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪University Press, Philadelphia, 2006) pp. 25–26; M. Fineman, ‘The Vulnerable‬‬
‫‪Subject: Anchoring Equality in the Human Condition’, 20 Yale Journal of Law and‬‬
‫‪Feminism (2008) p. 1; J. Herring ‘Vulnerability, Children and the Law’, in M. Freeman‬‬
‫‪(ed.), Law and Childhood Studies: Current Legal Issues (Oxford University Press,‬‬
‫‪.Oxford, 2011) p. 243‬‬
‫وودهاوس "شجاعة البراءة‪ :‬األطفال كأبطال في النضال من أجل العدالة"‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪University of Illinois Law Review (2009) p. 101; S. Condly, ‘Resilience in Children: A‬‬
‫‪Review of‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫وفي سياق هذه المناقشات تسعى هذه المقالة إلى استكشاف فكرة ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال في فهم مفه‪SS‬وم حق‪SS‬وق‬
‫الطفل‪ .‬وهي منظمة في ثالثة أجزاء‪ .‬ويبحث الفرع الثاني العالقة بين ضعف األطفال وتبرير‪ S‬فك‪SS‬رة حق‪SS‬وق‬
‫اإلنسان الخاصة لألطفال‪ .‬يبحث القسم الثالث في العواقب التي تنجم عن تصور األطفال على أنهم ض‪SS‬عفاء‪.‬‬
‫أخيرً ا‪ ،‬ينظر القسم الرابع إلى ما هو أبعد من ضعف األطفال لدراسة كيفي‪SS‬ة تغي‪SS‬ير مفه‪SS‬وم الطف‪SS‬ل عن‪SS‬دما يتم‬
‫النظر إليه من خالل عدسة النهج القائم على الحقوق مع تركيزه‪ S‬على ق‪S‬درات األطف‪SS‬ال المتط‪SS‬ورة وحقهم في‬
‫المشاركة‪.‬‬
‫أساس‪S‬ا إلنك‪SS‬ار حق‪SS‬وق‬‫ً‬ ‫وتقدم االستنتاجات‪ S‬التالية‪ .‬أوالً‪ ،‬ال يوفر ضعف األطفال وانحطاطهم عن الب‪SS‬الغين‬
‫األطف‪SS‬ال بم‪SS‬وجب نظري‪SS‬ة المص‪SS‬الح‪ ،‬ب‪SS‬دالً من نظري‪SS‬ة اإلرادة‪ ،‬للحق‪SS‬وق‪ .‬ثاني‪S‬اً‪ ،‬الض‪SS‬عف ليس حال‪SS‬ة خاص‪SS‬ة‬
‫باألطفال‪ ،‬ويظل جميع البشر عرضة للخط‪SS‬ر بمع‪SS‬نى أنهم يتعرض‪SS‬ون لمخ‪SS‬اطر رف‪SS‬اههم وال يمتلك‪SS‬ون‪ S‬دائ ًم‪SS‬ا‬
‫القدرة على منع هذه المخاطر من الحدوث‪ .‬ثالثًا‪ ،‬سيكون األطفال‪ ،‬بحكم نموهم الجسدي وال‪SS‬ذهني‪ ،‬عرض‪SS‬ة‬
‫بشكل خاص للتهديدات التي تهدد رفاههم بالنسبة للبالغين‪ .‬وتوفر أوجه الضعف الخاصة هذه مبررا للحقوق‬
‫الخاصة الممنوحة لألطفال في إطار اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬
‫رابعاً‪ ،‬ينطوي وصف األطفال بأنهم ضعفاء على خطر أن يتم تعريفهم من خالل نق‪SS‬اط ض‪SS‬عفهم‪ .‬واألهم‬
‫أيض‪S‬ا على خط‪SS‬ر‬ ‫من ذلك أن هذا قد يحف‪SS‬ز الب‪SS‬الغين على القي‪SS‬ام بت‪SS‬دخالت لحماي‪SS‬ة األطف‪SS‬ال‪ ،‬ولكن‪SS‬ه ينط‪SS‬وي ً‬
‫حدوث العديد من العواقب غير المقصودة التي تمثل مشكلة عند النظر إليها مقابل المع‪SS‬ايير بم‪SS‬وجب اتفاقي‪SS‬ة‬
‫حقوق الطفل‪ .‬وهي تش‪S‬مل إمكاني‪S‬ة إس‪S‬اءة فهم ض‪S‬عف األطف‪S‬ال ؛ ع‪S‬دم االع‪S‬تراف ب‪S‬دور الب‪S‬الغين في تأوي‪S‬ل‬
‫ضعف األطفال ؛ تجسيد وإسكات األطفال واحتمال عدم اتساق تدابير الحماية مع الدعوات إلى إعادة تحدي‪SS‬د‬
‫القدرات المتطورة لألطفال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من خالل تعديل تصور األطفال لتوس‪SS‬يع نط‪SS‬اق توص‪SS‬يفهم ب‪SS‬الرجوع‬
‫إلى ق‪SS‬دراتهم المتط‪SS‬ورة وحقهم في المش‪SS‬اركة في إط‪SS‬ار ‪ ،cRC‬يمكن تحس‪SS‬ين الس‪SS‬مات اإلش‪SS‬كالية لنم‪SS‬وذج‬
‫الضعف‪.‬‬

‫األدب مع اآلثار المترتبة على التعليم"‪ 41 ،‬التعليم الحضري (‪ )2006‬ص‪ 211 .‬؛ ‪ S. Zolkoski‬و‬
‫‪L. Bullcock, ‘Resilience in Children and Youth: A Review’, 34 Children and Youth‬‬
‫‪Services Review (2012) p. 34; S. Goldstein and R. Brooks, Handbook of Resilience in‬‬
‫‪Children, 2nd edition (Springer, New York, 2013); G. Lansdown, The Evolving‬‬
‫)‪.Capacities of the Child (UnICEF, Florence, 2005‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫الضعف وتبرير‪ S‬الحقوق الخاصة لألطفال‬ ‫‪2‬‬

‫هل يجب أن تمنعهم هشاشة األطفال من االحتفاظ بحقوقهم ؟ عادة ما يرتبط تصور األطفال على‬ ‫‪2.1‬‬
‫أنهم ضعفاء بعدم نضجهم الجسدي والفك‪SS‬ري بالنس‪SS‬بة للب‪SS‬الغين‪ ،‬خاص‪SS‬ة عن‪SS‬دما يكون‪SS‬ون ص‪SS‬غارًا‪ 6.‬ويرتب‪SS‬ط‬
‫أيضً ا بافتقارهم الملحوظ إلى االستقاللية والقدرة على تأكيد حقوقهم بشكل مس‪SS‬تقل عن األش‪SS‬خاص اآلخ‪SS‬رين‬
‫وخاصة والديهم‪ .‬وبالفعل‪ ،‬يُنظر إلى ضعفهم على أنهم يعتمدون على والديهم‪ ،‬أو الب‪SS‬الغين اآلخ‪SS‬رين‪ ،‬ال‪SS‬ذين‬
‫يجب أن يضمنوا رفاه األطفال ونموهم‪ .‬إذا تم قبولها‪ ،‬ف‪S‬إن ه‪S‬ذه الج‪S‬وانب من ض‪S‬عف األطف‪S‬ال تق‪S‬دم عقب‪S‬ات‬
‫كبيرة‪ S‬لالعتراف بوضعهم كأصحاب حقوق بموجب نظرية "اإلرادة" أو "االختيار" للحقوق‪7.‬‬
‫بموجب هذه النظرية‪ ،‬تعد الق‪S‬درة على ممارس‪S‬ة الحق‪S‬وق ش‪S‬رطًا أساس‪S‬يًا الس‪S‬تحقاق‪ S‬الحق‪S‬وق‪ .‬إن‪S‬ه يعكس‪S‬‬
‫الفهم الليبرالي الغربي التقليدي للحقوق وهو متأصل بعمق في أفكار العق‪SS‬ل واالس‪SS‬تقاللية وفي نظري‪SS‬ة العق‪SS‬د‬
‫االجتماعي‪ .‬بالنسبة لمؤيدي هذا النم‪SS‬وذج‪ ،‬مث‪SS‬ل ه‪SS‬اري بريغه‪SS‬اوس‪" S،‬يبتع‪SS‬د الوكي‪SS‬ل عن النم‪SS‬وذج اللي‪SS‬برالي‬
‫للشخص المختص‪ ،‬كلما بدا أنه أقل مالءمة إلسناد الحقوق"‪ 8.‬بالنسبة إلى ‪ ،Brighouse‬نظرً ا ألنه يُنظر‬
‫إلى األطفال على أنهم يبتعدون عن هذا النموذج ألنه يُفترض أنهم يفتقرون إلى الكف‪SS‬اءة‪ ،‬فال ينبغي‪ S‬أن يح‪SS‬ق‬
‫لهم الحصول على حقوق الوكالة األساسية‪ 9.‬وهكذا‪ ،‬بموجب‪ S‬شروط نظرية "اإلرادة" للحقوق‪ ،‬كم‪SS‬ا أعلنت‬
‫أونورا أونيل الشهيرة‪ ،‬فإن "العالج الرئيسي للطفل هو أن يكبر"‪10.‬‬

‫وعلى الرغم من أن تصور األطفال على أنهم ضعفاء هو األقوى فيما يتعلق باألطفال األصغر س‪SS‬نا‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫فإن هذا التصور ال يزال قائما فيما يتعلق بالمراهقين‪ ،‬وإن لم يكن بنفس الق‪SS‬در‪ .‬وتث‪SS‬ير فك‪SS‬رة مقي‪SS‬اس‬
‫الضعف المتدرج هذه أيضا ً تساؤالت حول م‪S‬ا إذا ك‪S‬ان مفه‪S‬وم "الطف‪S‬ل"‪ ،‬المع‪S‬رف بأن‪S‬ه أي ش‪S‬خص‬
‫دون سن ‪ 18‬بموجب‪ S‬المادة ‪ 1‬من اتفاقية حق‪SS‬وق الطفل‪ ،‬يمكن ت‪SS‬بريره‪ .‬وفيم‪SS‬ا يتعل‪SS‬ق به‪SS‬ذه المس‪SS‬ألة‪،‬‬
‫انظ‪SS‬ر ‪J. Tobin, ‘Justifying Children' s Rights ’, 21:3 International Journal of‬‬
‫‪.Children' s Rights (2013), pp. 399–401‬‬
‫المناقشة التالية مستمدة‪ S‬من مناقشة أكثر شموالً لهذه المسألة في توبين‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬الصفحتان ‪.412–401‬‬
‫انظر ‪H. Brighouse, ‘What Rights (if any) Do Children Have?’, in D. Archard and C.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪Macleod (eds.), The Moral and Political Status of Children (Oxford University‬‬
‫‪.Press, Oxford, 2002) p‬‬
‫‪UNTRANSLATED_CONTENT_START|||Ibid.,‬‬ ‫‪pp.‬‬ ‫‪31–32.‬‬ ‫||||||‬ ‫‪9‬‬
‫‪|||UNTRANSLATED_CONTENT_END‬ومع ذلك‪ ،‬يعترف بريغهاوس‪ S‬بأن األطفال يحق لهم‬
‫الحصول على ما يصفه بأنه "حق‪SS‬وق الرعاي‪SS‬ة االجتماعي‪SS‬ة" وم‪SS‬ا يُفهم بش‪SS‬كل أك‪SS‬ثر ش‪SS‬يوعًا على أن‪SS‬ه‬
‫حقوق اقتص‪S‬ادية واجتماعي‪S‬ة‪ .‬ت‪S‬بريره له‪SS‬ذا التن‪S‬ازل ه‪S‬و أن ه‪S‬ذه الحق‪SS‬وق تتف‪S‬ق م‪SS‬ع نظري‪SS‬ة مص‪S‬لحة‬
‫الحقوق‪ .‬لكنه يجادل بأن حقوق الوكالة لألطفال ال يمكن تعديلها بموجب‪ S‬هذا الحساب للحق‪SS‬وق ألن‪SS‬ه‪،‬‬
‫على عكس البالغين‪ ،‬ليس من مصلحة األطفال أن يكون لديهم ح‪SS‬ق الوكال‪S‬ة في التن‪SS‬ازل عن حق‪SS‬وقهم‬
‫في الرعاية االجتماعية‪ .‬هذا ألنهم يفتق‪SS‬رون إلى الكف‪SS‬اءة لمعرف‪SS‬ة م‪SS‬ا ه‪SS‬و في مص‪SS‬لحتهم‪ )( .‬المرج‪SS‬ع‬
‫نفسه‪ ،‬الصفحات ‪.39–38‬‬
‫() أونيل‪ ،‬الحاشية ‪ 3‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪ .463‬انظر‪H. Ross ‘Children‘ s Rights – A Defence :‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪of Hartian Will Theory’, 22 International Journal of Children' s Rights (2014) p.‬‬
‫‪ .66‬ويجادل روس بأن األطفال‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫كما ينكر جيمس غريفين حقوق اإلنسان للرضع على أساس أنهم "ليسوا وكالء معياريين"‪ 11 .‬ويعترف‪S‬‬
‫بأن المجتمع يجب أن يكون لدي‪SS‬ه اهتم‪SS‬ام أخالقي كب‪SS‬ير باألطف‪SS‬ال‪ ،‬ويرج‪SS‬ع ذل‪SS‬ك جزئيً‪SS‬ا إلى أن‪SS‬ه س‪SS‬يكون من‬
‫الخطأ أخالقيًا حرم‪S‬ان الرض‪SS‬يع من "الحي‪SS‬اة الس‪S‬عيدة والمنتج‪S‬ة والمجزي‪S‬ة المحتمل‪S‬ة"‪ 12.‬كم‪S‬ا يع‪SS‬ترف ب‪S‬أن‬
‫ضعف األطفال يفرض التزامات جوهري‪SS‬ة على المجتم‪SS‬ع ال يفرض‪SS‬ها الق‪SS‬ادرون على رعاي‪SS‬ة أنفس‪SS‬هم‪ .‬ولكن‬
‫يجب على المرء أال "يجمع بين تبرير اللتزام وتبرير لحق"‪ 13.‬قد تكون هذه النقطة األخيرة مقنع‪SS‬ة – ليس‬
‫كل االلتزامات األخالقية يجب أن تكون حقوق اإلنسان – لكن اعتماده على وكال‪SS‬ة الش‪SS‬خص لت‪SS‬برير حق‪SS‬وق‬
‫اإلنسان أمر إشكالي‪.‬‬
‫ويعمل هذا االعتماد على إنكار حق‪S‬وق اإلنس‪SS‬ان ألق‪S‬ل أف‪S‬راد المجتم‪S‬ع نف‪SS‬وذاً‪ .‬ق‪S‬د ال يك‪S‬ون ل‪S‬دى األطف‪S‬ال‬
‫الصغار القدرة على المطالبة بالحقوق ألنفس‪S‬هم – ويض‪SS‬عون في اعتب‪S‬ارهم أن العدي‪S‬د من الب‪SS‬الغين يعتم‪SS‬دون‬
‫على اآلخرين للمطالب‪S‬ة بحق‪S‬وقهم نياب‪S‬ة عنهم – لكن نهج غ‪S‬ريفين س‪S‬يحرم ه‪S‬ؤالء األطف‪S‬ال من الح‪S‬ق في أن‬
‫يساعدهم اآلخرون في المطالب‪SS‬ة باس‪SS‬تحقاقاتهم نياب‪SS‬ة عنهم‪ .‬وس‪SS‬يجبرهم على االعتم‪SS‬اد على مص‪SS‬ادر أخ‪SS‬رى‬
‫لالل‪SS‬تزام لتحف‪SS‬يز اآلخ‪SS‬رين على تلبي‪SS‬ة احتياج‪SS‬اتهم‪ S‬وتلبي‪SS‬ة مص‪SS‬الحهم مث‪SS‬ل األعم‪SS‬ال الخيري‪SS‬ة أو األخالق أو‬
‫اإلنصاف‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬إذا تم قبول أن فكرة الحقوق كانت مدفوعة‪ ،‬من بين أمور أخ‪SS‬رى‪ ،‬بالرغب‪SS‬ة في‬
‫إنشاء أنظمة مساءلة تنظم ممارسة السلطة من خالل تقييد األقوي‪SS‬اء وتمكين‪ S‬المح‪SS‬رومين‪ ،‬ف‪SS‬إن نهج غ‪SS‬ريفين‬
‫يمثل مشكلة‪ 14.‬عندما تصبح الحقوق مشروطة بالقدرة أو الكفاءة‪ ،‬فإنها تصبح "حصرية واستبعادية" و‬

‫امتالك الحقوق بموجب‪ S‬نظرية إرادة هارتي للحق‪SS‬وق بغض النظ‪SS‬ر عن أي ق‪SS‬درة إرادي‪SS‬ة أو إدراكي‪SS‬ة‬
‫لسببين‪ .‬أوالً‪ ،‬إذا تم منح حق بموجب‪ S‬القانون ويمكن ممارسته نيابة عن الطفل من قبل شخص آخر‪،‬‬
‫فإن هارت ستتعامل‪ S‬مع هذا الموقف كما لو كان الطفل قد م‪SS‬ارس الح‪SS‬ق‪ .‬ثاني‪S‬اً‪ ،‬ح‪SS‬تى معرف‪SS‬ة الكب‪SS‬ار‬
‫بحق‪S‬وقهم غ‪S‬ير كامل‪S‬ة ألن‪S‬ه في نظ‪S‬ام الخص‪S‬ومة‪ ،‬س‪S‬يكون هن‪S‬اك دائ ًم‪S‬ا ع‪S‬دم يقين بش‪S‬أن مع‪S‬نى الح‪S‬ق‬
‫القانوني‪.‬‬
‫‪ .J. Griffin, On Human Rights (Oxford University Press, Oxford, 2009) p. 83‬ومن‬ ‫‪11‬‬
‫المث‪SS‬ير لالهتم‪SS‬ام‪ ،‬أن غ‪SS‬ريفين مس‪SS‬تعد لالع‪SS‬تراف ب‪SS‬أن "العدي‪SS‬د من األطف‪SS‬ال‪ ،‬على عكس الرض‪SS‬ع‪،‬‬
‫ق‪SS‬ادرون على الوكال‪SS‬ة المعياري‪SS‬ة" ويع‪SS‬رب‪ S‬عن "ال ش‪SS‬ك" في أن العدي‪SS‬د من األطف‪SS‬ال ل‪SS‬ديهم حق‪SS‬وق‬
‫بموجب تعريف الطفل في ‪ .cRC‬في الواق‪SS‬ع‪ ،‬ي‪SS‬دعي غ‪SS‬ريفين أن تمت‪SS‬ع األطف‪SS‬ال ب‪SS‬الحقوق يتق‪SS‬دم وفقً‪SS‬ا‬
‫الكتسابهم‪ S‬وكالة معيارية متزايدة‪ .‬على الرغم من أنه ال يقدم أي إرشادات حول كيفي‪SS‬ة تق‪SS‬ييم الوكال‪SS‬ة‬
‫المعيارية للطفل‪ ،‬إال أنه يسلط الضوء على أنه في بعض الح‪SS‬االت‪ ،‬س‪SS‬يكون من الض‪SS‬روري اح‪SS‬ترام‬
‫استقاللية األطفال الصغار جدًا‪ ،‬حيث ستتعرض كرامتهم لإلهانة بسبب عدم القيام بذلك‪.‬‬
‫() المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.84‬‬ ‫‪12‬‬
‫() المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.85‬‬ ‫‪13‬‬
‫انظر ‪K. Federle, ‘Rights Flow Downhill’, in M. Freeman (ed.), Children 's Rights:‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪Progress and Perspectives (Koninklijke Brill nv, Leiden, 2011) p. 449; M. Cordero‬‬
‫‪Arce,‘ Towards an Emancipatory Discourse of Children ’, 20:3 International‬‬
‫‪Journal of Children' s Rights (2012) p. 367 (argumenting for an understanding of‬‬
‫)‪;rights for children as an enableing tool‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫األطفال‪ ،‬الذين "لم يتمكنوا‪ S‬من تعريف أنفسهم على أنهم كائنات مؤهل‪SS‬ة"‪ ،‬يُحرم‪SS‬ون فعليً‪SS‬ا من الوص‪SS‬ول إلى‬
‫خطاب الحقوق وقدرته على التمكين والمساءلة‪15.‬‬
‫المشكلة األخرى في نموذج غريفين هي أن فهم‪SS‬ه له‪SS‬ود الش‪SS‬خص‪ ،‬م‪SS‬ع ترك‪SS‬يزه على الوكال‪SS‬ة المعياري‪SS‬ة‬
‫للفرد‪ ،‬يعكس نظرية اإلرادة أو الوكالة لحقوق اإلنسان‪ .‬وعلى الرغم من أن االستقالل الذاتي سمة محوري‪SS‬ة‬
‫في األدبيات المتعلقة بأسس حقوق اإلنسان‪ ،‬ف‪S‬إن نظري‪S‬ة اإلرادة للحق‪S‬وق والفك‪S‬رة القائل‪S‬ة ب‪S‬أن الق‪S‬درة ش‪S‬رط‬
‫مسبق الستحقاق الحقوق ليست هي األساس الوحيد الذي تستند إلي‪S‬ه الحق‪S‬وق‪ .‬النم‪S‬وذج الب‪S‬ديل الرئيس‪S‬ي ه‪S‬و‬
‫نظرية "المصلحة" للحقوق‪ 16.‬بموجب‪ S‬هذا النموذج‪ ،‬كم‪SS‬ا يوض‪SS‬ح ج‪SS‬ودين وجيبس‪SS‬ون "ال يهم أن أص‪SS‬حاب‬
‫الحقوق ليسوا في وضع يمكنهم من تأكيد الحقوق ‪ ...‬ما هو أن يكون صاحب الحق ‪ ...‬ه‪SS‬و مج‪SS‬رد أن يك‪SS‬ون‬
‫مستفيدًا مباشرً ا مقصودًا من أداء شخص آخر مل‪S‬زم ب‪S‬الواجب" لالع‪S‬تراف بمص‪S‬الح ص‪S‬احب الح‪S‬ق‪ 17.‬من‬
‫الجدير بالذكر أن العديد من العلماء ال يؤيدون هذا النموذج فحسب‪ 18 ،‬ب‪SS‬ل ه‪SS‬و النظري‪SS‬ة المفض‪SS‬لة للحق‪SS‬وق‬
‫بموجب الصكوك الدولية‪ ،‬بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل‪ .‬والشرط المسبق الوحيد للتمت‪SS‬ع بحق‪SS‬وق اإلنس‪SS‬ان‬
‫بموجب القانون الدولي هو أن يكون المدعي إنساناً‪ .‬نظرً ا ألن األطفال معترف بهم بموجب‪ S‬الق‪SS‬انون ال‪SS‬دولي‬
‫كبشر ‪ ،‬وليس مجرد أشياء‪ ،‬فإنهم ملزمون بحقوق اإلنسان بغض النظر عن ضعفهم وق‪SS‬درتهم على ممارس‪SS‬ة‬
‫وفهم معنى تلك الحقوق تما ًما‪19 .‬‬

‫إيفانز‪" ،‬القانون الدولي لحقوق اإلنسان كقوة‪/‬معرفة"‪Human Rights Quarterly (2005) p. 27 ،‬‬
‫‪.1046‬‬
‫() ‪ ،Federle‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.448‬‬ ‫‪15‬‬
‫() انظر ‪S. Brennan, ‘Children‘ s Choices or Children 's Interests: Which do their‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪( rights protect?’, in Archard and Macleod, supra note 8, p. 53‬ي‪SS‬دافع عن ”مفه‪SS‬وم‬
‫تدريجي للحقوق يشمل حماية المصالح والخيارات “)‪.‬‬
‫‪R. Goodin and D. Gibson, ‘Rights, Young and Old’, 17 Oxford Journal of Legal‬‬ ‫‪17‬‬
‫)‪Studies (1997‬‬
‫‪.p. 188‬‬
‫انظر على سبيل المثال‪N. MacCormick, ‘Children‘ s Rights: A Test Case for Theories ،‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪( .of Rights ’62 Archiv fur Recht - und Sozialphilosophie (1976) p. 305‬أعيد طبعها‬
‫باس‪SS‬م ‘ ‪Chapter 8’, in N. MacCormick, Legal Rights and Social Democracy‬‬
‫)‪( )(Clarendon Press, Oxford, 1982‬بحج‪SS‬ة أن‪SS‬ه يجب رفض نظري‪SS‬ة اإلرادة لص‪SS‬الح نظري‪SS‬ة‬
‫مصلحة الحق‪SS‬وق وإال فس‪S‬يتم من‪S‬ع األطف‪SS‬ال من التمت‪SS‬ع ب‪S‬الحقوق )؛ ‪M. Freeman, ‘The Human‬‬
‫‪( Rights of Children’, 53:1 Current Legal Problems (2010) p. 21‬بحجة أن نظرية الفائدة‬
‫"أكثر تماس ًكا ولديها قوة تفسيرية أكبر ")؛ ‪J. Raz, ‘Legal Rights ‘, 4 Oxford Journal of‬‬
‫‪ Legal Studies (1984) p. 1‬؛ ‪M. Kramer,‘ Rights without Trimings ‘, in M. Kramer,‬‬
‫‪N.H. Simmonds and N.H. Simmonds‬‬
‫‪H. Steiner (eds.), A Debate Over Rights, Philosophical Enquiries (Clarendon Press,‬‬
‫‪.Oxford, New York, 1998) p. 7‬‬
‫انظر فريمان‪ ،‬المرج‪SS‬ع نفس‪SS‬ه‪ ،‬الص‪SS‬فحات ‪( 15–9‬مناقش‪SS‬ة تغي‪SS‬ير مفه‪SS‬وم الطفول‪SS‬ة)‪ .‬ه‪SS‬ذا االع‪SS‬تراف‬ ‫‪19‬‬
‫بحاضر األطفال وليس مجرد وضع مستقبلي أو محتمل كبشر تحت‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫هل الضعف حالة خاصة باألطفال ؟‬ ‫‪2.2‬‬


‫على الرغم من أن الضعف مقبول عمو ًما كشرط يميز تجربة الطفولة‪ ،‬فهل يترتب‪ S‬على ذلك بالض‪SS‬رورة أن‬
‫البالغين غير ق‪SS‬ابلين للت‪SS‬أثر ؟ تف‪SS‬ترض المف‪SS‬اهيم الليبرالي‪SS‬ة لمرحل‪SS‬ة البل‪SS‬وغ المث‪SS‬ل األعلى للب‪SS‬الغين المس‪SS‬تقلين‬
‫والمختص‪SS‬ين والمس‪SS‬تقلين الق‪SS‬ادرين على تحدي‪SS‬د مص‪SS‬الحهم الخاص‪SS‬ة والتص‪SS‬رف وفقً‪SS‬ا له‪SS‬ا‪ .‬وهك‪SS‬ذا‪ ،‬في حين‬
‫يفترض أن األطفال غير أكفاء ومعالين‪ ،‬يفترض أن يكون الكب‪SS‬ار أكف‪SS‬اء ومس‪SS‬تقلين‪ .‬وم‪SS‬ع ذل‪SS‬ك‪ ،‬فق‪SS‬د تح‪SS‬دى‬
‫العلماء بشكل متزايد هذا المفهوم الثنائي للض‪S‬عف للق‪S‬ول ب‪S‬أن الض‪S‬عف ه‪S‬و س‪S‬مة دائم‪S‬ة وغ‪S‬ير ثابت‪S‬ة للحال‪S‬ة‬
‫اإلنسانية‪20.‬‬
‫بالنسبة لهؤالء العلماء‪ ،‬يظل جميع البشر‪ ،‬بغض النظر عن أعمارهم‪ ،‬عرض‪SS‬ة إلمكاني‪SS‬ة ح‪SS‬دوث ض‪SS‬رر‬
‫جسدي وعقلي وعاطفي‪ .‬والجدير بال‪SS‬ذكر أن واح‪SS‬دة من ه‪SS‬ؤالء العلم‪SS‬اء‪ ،‬مارث‪SS‬ا فاينم‪SS‬ان وض‪SS‬عت أطروح‪SS‬ة‬
‫الضعف لها ردا على االفتراضات المعيبة التي تبلغ المفهوم الليبرالي الغربي للبالغين بأنها عقالنية ومستقلة‬
‫ومستقلة‪ 21.‬بالنسبة إلى فاينمان‪ ،‬تعكس‪ S‬القدرة على الضعف واالعتم‪SS‬اد المتب‪SS‬ادل واالعتم‪SS‬اد على اآلخ‪SS‬رين‬
‫بشكل أفضل التجارب الحية واالحتياجات‪ S‬االجتماعية للبشر‪ 22.‬كما تشرح‪:‬‬

‫الضعف ‪ ...‬يجب أن يفهم على أنه ناشئ عن تجسيدنا ال‪SS‬ذي يحم‪SS‬ل مع‪SS‬ه إمكاني‪SS‬ة الض‪SS‬رر واإلص‪SS‬ابة‬
‫والمصيبة الحالية من األحداث الض‪SS‬ارة بش‪SS‬كل طفي‪SS‬ف إلى األح‪SS‬داث الم‪SS‬دمرة الكارثي‪SS‬ة س‪SS‬واء ك‪SS‬انت‬
‫عرضية أو متعمدة أو غير ذلك‪23.‬‬

‫في ظل مثل هذا النموذج‪ ،‬فإن الض‪SS‬عف ليس ش‪SS‬رطًا غريبً‪SS‬ا على األطف‪SS‬ال‪ .‬إنه‪SS‬ا حال‪S‬ة إنس‪SS‬انية عالمي‪SS‬ة‪ ،‬وإن‬
‫كانت خاصة‪ ،‬حيث "تتراوح قدراتنا الضعيفة من حيث الحجم واإلمكان‪SS‬ات على المس‪SS‬توى الف‪SS‬ردي"‪ 24.‬في‬
‫إطار نهج الضعف‪ ،‬تعد العالقات الشخصية والمؤسسات االجتماعية حاس‪SS‬مة لتمكين األف‪SS‬راد‪ ،‬بغض النظ‪SS‬ر‬
‫عن أعمارهم وحالتهم‪ ،‬من تقليل تأثير نقاط ضعفهم الخاصة بسبب محدودية‬

‫ك‪SS‬ان الق‪SS‬انون ال‪SS‬دولي م‪SS‬دفوعًا بش‪SS‬دة بعلم االجتم‪SS‬اع الجدي‪SS‬د للطفول‪SS‬ة ال‪SS‬ذي ظه‪SS‬ر في الس‪SS‬بعينيات‬
‫والثمانينيات‪.‬‬
‫‪UNTRANSLATED_CONTENT_START|||See‬‬ ‫‪supra‬‬ ‫‪note‬‬ ‫||||||‪4.‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪|||UNTRANSLATED_CONTENT_END‬‬
‫انظر ‪M. Fineman, ‘Cracking the Foundational Myths: Independence, Autonomy and‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪Self Sufficiency’, 8 American University Journal of Gender Social Policy and Law‬‬
‫‪.(1999) p. 18; Fineman, supra note 4, pp. 10–11‬‬
‫() فاينمان‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪ .9‬انظر أيضا تيرنر‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪( 25‬التأكيد‬ ‫‪22‬‬
‫على الحاجة إلى وضع "جسم اإلنسان في مركز" المناقشات حول حقوق اإلنسان)‪.‬‬
‫فاينمان‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫() المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.10‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫القدرة على القيام ب‪SS‬ذلك بش‪SS‬كل ف‪SS‬ردي‪ 25.‬عالوة على ذل‪SS‬ك‪ ،‬بالنس‪SS‬بة إلى فاينم‪SS‬ان‪" ،‬تش‪SS‬كل طبيع‪SS‬ة الض‪SS‬عف‬
‫البشري أساسًا لالدعاء بأن الدولة يجب أن تكون أكثر استجابة لهذا الضعف"‪26.‬‬
‫واألهم من ذلك أن المعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان تتوافق في العدي‪SS‬د من الن‪SS‬واحي م‪SS‬ع مب‪SS‬دأ الض‪SS‬عف‬
‫العالمي الذي يدعم أطروحة فاينمان‪ 27.‬غالبًا ما يكون هناك افتراض بأن جدول األعمال الحمائي في إطار‬
‫‪ cRC‬خاص باألطفال‪ 28.‬ومع ذلك‪ ،‬توفر معاهدات حقوق اإلنسان في الواق‪SS‬ع الحماي‪SS‬ة لجمي‪SS‬ع األش‪SS‬خاص‪،‬‬
‫وليس فقط األطفال‪ ،‬من تعرضهم لخطر الضرر الخارجي (الجسدي وغ‪SS‬ير الجس‪SS‬دي) من اآلخ‪SS‬رين‪ ،‬س‪SS‬واء‬
‫كان هذا الخط‪SS‬ر ي‪SS‬أتي من الجه‪SS‬ات الفاعل‪S‬ة الحكومي‪SS‬ة أو الجه‪SS‬ات الفاعل‪SS‬ة غ‪SS‬ير الحكومي‪SS‬ة‪ .‬ومن أمثل‪SS‬ة ه‪SS‬ذه‬
‫الحقوق الحمائية العامة الحق في الحياة‪ ،‬وحظر التعذيب والمعاملة القاسية والالإنسانية والمهينة‪ ،‬والحق في‬
‫ظروف إنسانية عند الحرمان من الحرية‪ ،‬وحظر التمييز‪29S.‬‬
‫وينشأ تبرير هذه الحقوق بسبب القبول بأن جميع األفراد‪ ،‬سواء كانوا بالغين أو أطف‪SS‬ال‪ ،‬يمكن أن يج‪SS‬دوا‬
‫أنفسهم في عالقات‪ ،‬سواء في المجال العام أو الخاص‪ ،‬حيث يجعلهم تفاوت‪ S‬السلطة عرضة للض‪SS‬رر‪ .‬ت‪SS‬وفر‬
‫المصلحة في تجنب مثل ه‪SS‬ذا الض‪SS‬رر األس‪SS‬اس لالع‪SS‬تراف ب‪SS‬الحقوق‪ ،‬وال‪SS‬تي تف‪SS‬رض التزام‪SS‬ات على ال‪SS‬دول‬
‫باتخاذ تدابير معقولة لحماية األفراد من مثل ه‪S‬ذا الض‪S‬رر‪ 30.‬وبالت‪S‬الي‪ ،‬من غ‪S‬ير الص‪S‬حيح اإلش‪S‬ارة إلى أن‬
‫"األطفال غير محميين من االستغالل واإليذاء‪،‬‬

‫مناقصة; ‪M. Fineman, ‘The Vulnerable Subject and the Responsive State’, 60 Emory‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪( Law Journal (2010) p. 251; Turner, supra note 4, p. 10‬بحجة أن ضعفنا يجبرنا على‬
‫الدخول في ترتيبات جماعية ألننا ال نستطيع "االس‪SS‬تجابة بنج‪SS‬اح لض‪SS‬عفنا من خالل األفع‪SS‬ال الفردي‪SS‬ة‬
‫التي تتم في عزلة ")‪.‬‬
‫() فاينمان‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.256‬‬ ‫‪26‬‬
‫أوضحت فاينمان نفسها أن "مفهوم الضعف وفكرة الشخص الضعيف بدأ كخط‪S‬اب مقن‪SS‬ع عن حق‪S‬وق‬ ‫‪27‬‬
‫اإلنسان تم تصميمه للجمهور األمريكي "‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.255 .‬‬
‫() ‪ ،Cordero Arce‬الحاشية ‪ 14‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.368‬‬ ‫‪28‬‬
‫هناك ثالثة أنواع من الحقوق بموجب اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬والتي ت‪SS‬وفر الحماي‪SS‬ة لألطف‪SS‬ال من األذى‬ ‫‪29‬‬
‫الخارجي‪ .‬وهناك أوجه حماية عام‪SS‬ة مث‪SS‬ل حظ‪SS‬ر التع‪SS‬ذيب والمعامل‪SS‬ة القاس‪SS‬ية والالإنس‪SS‬انية والمهين‪SS‬ة‬
‫وحظر عدم التمييز ؛ وهناك أوجه حماية قائمة على النشاط تنش‪SS‬أ في س‪SS‬ياقات مث‪SS‬ل ال‪SS‬نزاع المس‪SS‬لح‪،‬‬
‫وعمل األطفال االستغاللي‪ ،‬والبغاء االستغاللي والمواد اإلباحي‪SS‬ة ؛ وهن‪SS‬اك أوج‪SS‬ه حماي‪SS‬ة قائم‪SS‬ة على‬
‫الحالة‪ ،‬توجد لفئات معينة من األطفال مثل األطف‪S‬ال ال‪S‬ذين هم في رعاي‪S‬ة أح‪S‬د الوال‪S‬دين أو الوص‪SS‬ي‪،‬‬
‫واألطفال الالجئين‪ ،‬واألطفال ذوي اإلعاق‪SS‬ة‪ ،‬واألطف‪SS‬ال المح‪SS‬رومين من ب‪SS‬يئتهم األس‪SS‬رية‪ ،‬واألطف‪SS‬ال‬
‫الخاضعين للتبني‪.‬‬
‫انظر على سبيل المثال‪ ،‬اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام ‪ :20‬حظر التعذيب‪ S‬أو المعاملة‬ ‫‪30‬‬
‫أو العقوب‪SS‬ة القاس‪SS‬ية أو الالإنس‪SS‬انية أو المهين‪SS‬ة (‪ 10‬آذار‪/‬م‪SS‬ارس ‪) 1992‬؛ واللجن‪SS‬ة المعني‪SS‬ة بحق‪SS‬وق‬
‫اإلنسان‪ ،‬التعليق العام ‪ :6‬الحق في الحي‪SS‬اة (‪ 30‬نيس‪SS‬ان‪/‬أبري‪SS‬ل ‪) 1982‬؛‪ S‬واتفاقي‪SS‬ة ج‪SS‬نيف الرابع‪SS‬ة (‬
‫‪ ،)1949‬المادة ‪.24‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫اإلهمال أو سوء المعاملة بسبب اإلهمال "‪ 31‬وأن حقوق الحماية خاصة بحق‪SS‬وق األطف‪SS‬ال‪ .‬يع‪SS‬ترف الق‪SS‬انون‬
‫الدولي لحقوق اإلنسان بإمكانية إبطال جميع البشر ويطالب بتدابير من الدول لحماية الب‪SS‬الغين واألطف‪SS‬ال من‬
‫األذى واإليذاء‪.‬‬

‫هل األطفال معرضون للخطر بشكل خاص بالنسبة للبالغين ؟‬ ‫‪2.3‬‬


‫إذا كان جميع البشر ضعفاء‪ ،‬فهل ي‪SS‬ترتب على ذل‪SS‬ك‪ ،‬كم‪SS‬ا اق‪SS‬ترح جوناث‪SS‬ان ه‪SS‬يرينغ‪ ،‬أن‪SS‬ه من الخط‪SS‬أ اعتب‪SS‬ار‬
‫األطفال ضعفاء بشكل خ‪S‬اص ؟‪ 32‬إذا تم قب‪SS‬ول ه‪S‬ذا االق‪SS‬تراح‪ ،‬فس‪S‬يكون من الص‪SS‬عب ت‪SS‬برير فك‪S‬رة الحق‪SS‬وق‬
‫الخاصة لألطفال‪ .‬يوس‪S‬ع ‪ CRC‬بالتأكي‪SS‬د نط‪S‬اق الس‪SS‬يناريوهات المتعلق‪S‬ة بالب‪S‬الغين حيث يعت‪S‬بر‪ S‬األطف‪S‬ال في‬
‫حاجة إلى تدابير خاصة لحمايتهم من خطر الضرر الخارجي‪ .‬وعلى ه‪SS‬ذا النح‪SS‬و‪ ،‬هن‪SS‬اك مس‪SS‬ألة م‪SS‬ا إذا ك‪SS‬ان‬
‫يمكن تبرير إدراج هذه السيناريوهات‪ .‬على سبيل المث‪SS‬ال‪ ،‬ه‪S‬ل يحت‪SS‬اج األطف‪S‬ال إلى وض‪SS‬ع مب‪S‬ادئ توجيهي‪S‬ة‬
‫إعالمية مناسبة للحماية من المعلومات‪ S‬والمواد التي تضر برفاههم (المادة ‪) 17‬؛ هل يحتاج األطفال إلى أن‬
‫تتخذ الدول تدابير لحمايتهم من جميع أشكال العنف واإليذاء أثناء وجودهم في رعاية الوال‪SS‬دين (الم‪SS‬ادة ‪)19‬‬
‫أو المؤسسات (المادتان ‪ 3‬و ‪) 25‬؛ هل يحتاج األطفال المحرومون من بيئتهم األسرية واألطف‪SS‬ال الالجئ‪SS‬ون‬
‫واألطفال ذوو اإلعاقة إلى تدابير وقائية خاصة (المواد ‪ 20‬و ‪ 22‬و ‪) 23‬؛ وه‪SS‬ل يحت‪SS‬اج األطف‪SS‬ال الع‪SS‬املون‬
‫إلى الحماية من االستغالل (المادة ‪) 32‬؟‬
‫ليس من الضروري دراسة م‪S‬بررات ك‪S‬ل من ه‪S‬ذه الحق‪SS‬وق هن‪S‬ا‪ ،‬على ال‪S‬رغم من أن‪SS‬ه يكفي مالحظ‪SS‬ة أن‬
‫التجربة الحية لألطفال توفر أساسًا تجريبيًا‪ S‬لفرض التزام على الدول باتخاذ ت‪SS‬دابير خاص‪SS‬ة لحماي‪SS‬ة األطف‪SS‬ال‬
‫في هذه الظروف‪ .‬لنأخذ مثااًل واحدًا فقط‪ ،‬يع‪S‬اني الكث‪S‬ير من األطف‪S‬ال من العن‪S‬ف وس‪S‬وء المعامل‪S‬ة واإلهم‪S‬ال‬
‫أثناء وجودهم في رعاية شركائهم أو داخل المؤسسات‪ 33.‬بالطبع‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن البالغين ليس‪SS‬وا محص‪SS‬نين‬
‫من‬

‫‪.D. Archard, Children: Rights and Childhood (Routledge, London, 2004) p. 60‬‬ ‫‪31‬‬
‫() الرنجة‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.262‬‬ ‫‪32‬‬
‫انظر على سبيل المثال‪" ،.E. Krug et al ،‬الفصل ‪ :3‬إساءة معاملة األطفال وإهم‪SS‬الهم من ج‪SS‬انب‬ ‫‪33‬‬
‫اآلب‪SS‬اء وغ‪SS‬يرهم من مق‪SS‬دمي الرعاي‪SS‬ة"‪ ،‬في التقري‪SS‬ر الع‪SS‬المي عن العن‪SS‬ف والص‪SS‬حة (منظم‪SS‬ة الص‪SS‬حة‬
‫العالمية‪ ،‬جنيف‪)2002 ،‬‬
‫س‪ .‬بينهيرو‪" ،‬تقرير الخبير المستقل المعني بدراسة األمم المتحدة بشأن العن‪SS‬ف ض‪SS‬د األطف‪SS‬ال"‪ ،‬في‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬القرار ) ‪A/61/299 (2006‬؛ س‪" ،.‬التنس‪S‬يب خ‪S‬ارج الم‪S‬نزل لتعزي‪S‬ز‬
‫السالمة ؟ انتشار االعتداء الجسدي في الرعاية السكنية والحضانة "‪ 37 ،‬مراجعة خدمات األطف‪SS‬ال‬
‫والشباب (‪)2014‬‬
‫ص‪( 64 .‬وجدت أن ‪ ٪ 25‬من الم‪SS‬راهقين في الرعاي‪SS‬ة تعرض‪SS‬وا لس‪SS‬وء المعامل‪SS‬ة‪ ،‬مم‪SS‬ا يمث‪SS‬ل زي‪SS‬ادة‬
‫تقارب ثالثة أضعاف على عم‪SS‬وم الس‪SS‬كان)‪ .‬ق‪SS‬امت هي‪SS‬ومن رايتس ووتش بتفص‪SS‬يل معامل‪SS‬ة األطف‪SS‬ال‬
‫المحرومين من بيئتهم األسرية في عدد من التقارير بما في ذل‪SS‬ك‪ ،‬هي‪SS‬ومن رايتس ووتش‪ ،‬بال أحالم‪:‬‬
‫<‬ ‫األطف‪SSSSSSSSSSSSSSSS‬ال في الرعاي‪SSSSSSSSSSSSSSSS‬ة البديل‪SSSSSSSSSSSSSSSS‬ة في الياب‪SSSSSSSSSSSSSSSS‬ان ‪SSSSSSSS،2014‬‬
‫‪،>http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/japan0514_ForUpload_1.pdf‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫العنف عند إيداعهم في الرعاية أو داخ‪SS‬ل المؤسس‪SS‬ات خاص‪SS‬ة إذا ك‪SS‬انوا مس‪SS‬نين أو يع‪SS‬انون من حال‪SS‬ة ص‪S‬حية‬
‫عقلية‪ .‬ربما تكون تعليقات هيرينج مدفوعة بالرغبة في التأكد من أن التركيز على نق‪SS‬اط ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال ال‬
‫يخلق نقطة عمياء فيما يتعلق بنقاط ضعف البالغين ‪ 34‬أو "الفشل في تقدير المهارات والمواهب الخاصة‪...‬‬
‫‪ 35‬هذه المخاوف معقولة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن االع‪SS‬تراف ب‪SS‬أن جمي‪SS‬ع البش‪SS‬ر معرض‪SS‬ون للخط‪SS‬ر يجب أال يحجب‬
‫حقيقة أن بعض البشر أكثر عرضة للخطر من غيرهم نتيجة لسماتهم الشخصية والبيئة ال‪SS‬تي يعيش‪SS‬ون فيه‪SS‬ا‪.‬‬
‫فيما يتعلق باألطفال‪ ،‬فإن مستوى نم‪SS‬وهم الب‪SS‬دني وق‪SS‬درتهم المعرفي‪SS‬ة‪ ،‬وق‪SS‬درتهم على تأكي‪SS‬د حق‪SS‬وقهم بالنس‪SS‬بة‬
‫للبالغين‪ ،‬كتعميم‪ ،‬غالبا ً ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر األذى الخارجي من البالغين‪ ،‬سواء ك‪SS‬ان ه‪SS‬ذا الخط‪SS‬ر‬
‫في شكل إساءة من أطراف ثالثة‪ ،‬أو تأثير الكوارث الطبيعية والظروف الطبية واألمراض المعدية‪.‬‬

‫تعرض األطفال لألذى الداخلي (الذاتي )‬ ‫‪2.4‬‬


‫على الرغم من أن المعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان تقبل أن جميع البشر معرضون للضرر الخ‪SS‬ارجي‪ ،‬إال‬
‫أن لجنة حقوق الطفل تفترض أن األطفال معرضون لخطر الضرر الذاتي أو الداخلي وأن البالغين يجب أن‬
‫يتخذوا إجراءات لحماية األطفال من هذا الخطر‪ .‬على وجه التحديد‪ ،‬تسمح المادة ‪ 3‬بالتبادل في حياة الطف‪SS‬ل‬
‫حيث يكون ذل‪SS‬ك ض‪S‬روريًا لحماي‪SS‬ة مص‪SS‬الحه الفض‪SS‬لى‪ ،‬وتنص الم‪SS‬ادة ‪ 5‬على أن‪S‬ه يجب على ال‪S‬دول اح‪SS‬ترام‬
‫حقوق ومسؤوليات الوالدين واألوصياء لتوفير التوجيه والمساعدة لألطفال في ممارس‪SS‬ة حق‪SS‬وقهم‪ .‬وبالت‪SS‬الي‪،‬‬
‫تتبنى اللجنة موقفً ا مفاده أن األطفال معرضون بشكل خاص للضرر الداخلي وأن البالغين سيتعين عليهم في‬
‫كثير من األحيان اتخاذ تدابير لحماية األطف‪S‬ال من ه‪S‬ذا الض‪S‬رر – وه‪S‬و نهج يتواف‪S‬ق م‪S‬ع فك‪S‬رة فريم‪S‬ان عن‬
‫"األبوية الليبرالية"‪ 36.‬وهكذا بينما‬

‫تمت زيارته في ‪ 20‬نوفمبر ‪ 2014‬؛ هيومن رايتس ووتش‪ ،‬تحرري المزع‪S‬وم‪ :‬من الرعاي‪S‬ة البديل‪S‬ة‬
‫إلى التش‪SSSSSSSS‬رد لش‪SSSSSSSS‬باب كاليفورنيا‪http://www.hrw.org/sites/default/ SSSSSSSS< SSSS،2010 ،‬‬
‫‪ ،> files/reports/us0410webwcover.pdf‬تمت زيارت‪SSS‬ه في ‪ 20‬نوفم‪SSS‬بر ‪ 2014‬؛ لجن‪SSS‬ة مجلس‬
‫الشيوخ المرجعية للشؤون المجتمعية‪ ،‬األستراليون المنس‪SS‬يون‪ :‬تقري‪SS‬ر عن األس‪SS‬تراليين ال‪SS‬ذين ع‪SS‬انوا‬
‫من الرعاية المؤسسية أو خارج المنزل كأطفال‪http://www.aph.gov< ،2004 ،‬‬
‫‪au /~/ media/wopapub/senate/committee/clac_ctte/completed_inquiries/2004_07/inst .‬‬
‫_‪ ،>CARE/REPORT/REPORT_pdf.ashx‬تمت زيارته في ‪ 20‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫‪J. Herring, ‘Protecting Vulnerable Adults: A Critical Review of Recent Case Law’,‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪ .21 Child and Family Law Quarterly (2009) p. 498‬انظر أيضً ا "‪M. Fineman "Elderly‬‬
‫‪as Vulnerable: Rethinking the Nature of Individual and Societal Responsibility " ،‬‬
‫‪.20 Elder Law Journal (2012) p. 71‬‬
‫() الرنجة‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.249‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪.M. Freeman, The Rights and Wrongs of Children (Pinter, London, 1983) pp. 54–60‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫من المفترض أن يعرف البالغون ما هو في مصلحتهم الفضلى‪ ،‬وال يوجد مثل هذا المبلغ المسبق لألشخاص‬
‫الذين تقل أعمارهم عن ‪ 18‬عا ًما والذين يعتبرون عرض‪S‬ة لخط‪S‬ر الض‪S‬رر ال‪S‬داخلي‪ .‬والس‪S‬ؤال ال‪S‬ذي يط‪S‬رح‬
‫نفسه هو ما إذا كان هذا التمييز له ما يبرره‪.‬‬
‫باختصار‪ ،‬الجواب هو نعم‪ .‬يخبرنا الحدس بما تؤكده األدلة – وأي شخص قام برعاية طفل‪ .‬ال يتصرف‬
‫األطفال دائ ًما بطرق تتفق مع مصالحهم الفضلى‪ .‬قد يرى الطفل الصغير الك‪SS‬رة على الطري‪SS‬ق فق‪SS‬ط في حين‬
‫أن الشخص األكبر سنًا سيرى (على أمل) السيارة القادمة ؛ قد يرى الطفل الصغير اإلش‪SS‬باع ال‪SS‬ذي ي‪SS‬أتي من‬
‫تناول الحلوى في حين أن الشخص األكبر سنًا سيرى (على أمل) العواقب الصحية ؛ قد يرى المراهق قبول‬
‫األقران الذي يأتي مع تعاطي المخدرات أو شرب الكح‪SS‬ول ولكن الش‪SS‬خص األك‪SS‬بر س‪S‬نًا س‪SS‬يرى (على أم‪SS‬ل)‬
‫عواقب الصحة ونم‪S‬ط‪ S‬الحي‪S‬اة‪ .‬ب‪S‬الطبع‪ ،‬ينغمس‪ S‬الب‪SS‬الغون بش‪S‬كل روتي‪S‬ني‪ S‬ومتك‪S‬رر‪ S‬في األنش‪SS‬طة ال‪SS‬تي ت‪S‬ؤذي‬
‫أنفسهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يحاول قانون حقوق اإلنسان منع البالغين من القيام بهذه األنشطة‪ ،‬مما يثير سؤااًل آخر‬
‫حول ما إذا كانت هذه المعاملة التفضيلية مبررة‪.‬‬
‫الجواب هو أنه من المفترض أن يكون لدى البالغين القدرة على فهم عواقب أفعالهم وبالتالي فهم أح‪SS‬رار‬
‫في الموافقة على مشاركتهم في األنشطة التي قد تش‪SS‬كل خط‪SS‬رً ا على مص‪SS‬الحهم الخاص‪SS‬ة‪ 37.‬ال ينطب‪SS‬ق ه‪SS‬ذا‬
‫المجموع‪ S‬المسبق على األطفال‪ ،‬الذين يفترض أن تتطور ق‪S‬دراتهم م‪S‬ع تق‪S‬دم العم‪S‬ر‪ ،‬وهي فك‪S‬رة يش‪S‬ير إليه‪SS‬ا‬
‫إيكيالر باسم "التحديد الذاتي الديناميكي"‪ 38 .‬وبالتالي‪ ،‬تفترض المواد ‪ 3‬و ‪ 5‬و ‪ 18‬من اتفاقية حقوق الطفل‬
‫أنه ستكون هناك مناسبات يتطلب فيها ضعف الطفل أن يتصرف اآلباء والبالغون نيابة عن األطفال لحماي‪SS‬ة‬
‫مصالحهم الفضلى‪.‬‬
‫واألهم من ذلك‪ ،‬أن هذا االفتراض قابل للدحض وال يوفر للب‪SS‬الغين س‪SS‬لطة مطلق‪SS‬ة لتنظيم ك‪SS‬ل ج‪SS‬انب من‬
‫جوانب حياة الطفل حتى يبلغوا سن ‪ 18‬عا ًما‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬تظل هذه القوة خاضعة لق‪SS‬درات الطف‪SS‬ل‬
‫كاف على‬ ‫ٍ‬ ‫المتطورة‪ ،‬والتي تتوقع أنه ستكون هناك مناسبات يجب فيها احترام آراء األطفال الذين لديهم فهم‬
‫الرغم من أنها قد تتعارض مع وجهات النظ‪SS‬ر ال‪SS‬تي يعتنقه‪SS‬ا أح‪SS‬د الوال‪S‬دين أو الب‪SS‬الغين اآلخ‪SS‬رين‪ 39.‬بعب‪SS‬ارة‬
‫أخرى‪ ،‬مستوى الطفل‬

‫ويظل هذا االفتراض ق‪S‬ابالً لل‪S‬دحض‪ ،‬ويس‪S‬مح ق‪S‬انون حق‪S‬وق اإلنس‪S‬ان بتنظيم س‪S‬لوك الش‪S‬خص الب‪S‬الغ‬ ‫‪37‬‬
‫عندما يتبين أن الشخص البالغ يفتقر إلى القدرة أو االستقالل الذاتي التخاذ قرارات مس‪SS‬تنيرة‪ S.‬ستنش‪SS‬أ‬
‫هذه المشكلة في حاالت المرض العقلي أو حيث تؤدي حاالت مث‪SS‬ل الض‪SS‬مور إلى اإلض‪SS‬رار بالق‪SS‬درة‬
‫المعرفية للبالغين‪ .‬من المهم أن ندرك أن القدرة على تنظيم سلوك شخص بالغ في مثل هذه الظروف‬
‫ال تزال مثيرة للجدل‪.‬‬
‫‪J. Eekelaar, ‘The Interests of the Child and the Child' s Wishes: The Role of‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪Dynamic Self Determinism ’, in P. Alston (ed.), The Best Interests of the Child:‬‬
‫‪Reconciling Culture and Human Rights (Oxford University Press, Oxford, 1994) p.‬‬
‫‪.54‬‬
‫وينشأ هذا التوتر بانتظام في سياق العالج الطبي أو حص‪SS‬ول األطف‪SS‬ال على الخ‪SS‬دمات الطبي‪SS‬ة‪ .‬انظ‪SS‬ر‬ ‫‪39‬‬
‫على سبيل المثال ‪Gillick v. West Norfolk and Wisbech Area Health Authority‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫ال يتم تعري‪S‬ف الض‪SS‬عف من خالل وض‪S‬عهم كش‪S‬خص يق‪SS‬ل عم‪SS‬ره عن ‪ 18‬عا ًم‪SS‬ا‪ .‬في الواق‪S‬ع‪ ،‬يس‪S‬لط المرك‪SS‬ز‬
‫الضوء على فكرة أنه فيما يتعلق باألطفال الذين يظهرون الكفاءة فيم‪S‬ا يتعل‪S‬ق بقض‪S‬ية معين‪S‬ة‪ ،‬س‪S‬تكون هن‪S‬اك‬
‫نقطة يتم فيها مواءمة تقييم مصالح الطفل الفضلى وردعها من خالل وجهات نظر الطفل الخاصة‪.‬‬

‫عواقب نموذج الطفل الضعيف‬ ‫‪3‬‬

‫وفي الجزء الثاني‪ ،‬قيل إن ضعف األطفال ال يمنعهم من التمسك بحقوق اإلنسان ؛ وأن الض‪SS‬عف ليس حال‪SS‬ة‬
‫خاصة باألطفال‪ ،‬ولكن األطفال يعانون من أوجه ضعف خاصة بالنسبة للبالغين بحكم تطور نم‪SS‬وهم الب‪SS‬دني‬
‫والعقلي ووضعهم داخل المجتمع‪ .‬عالوة على ذل‪S‬ك‪ ،‬ت‪S‬وفر نق‪S‬اط الض‪S‬عف الخاص‪S‬ة ه‪S‬ذه‪ ،‬ال‪S‬تي تتواف‪S‬ق م‪S‬ع‬
‫أساس‪S‬ا للحق‪SS‬وق الخاص‪SS‬ة ال‪SS‬تي يتمت‪SS‬ع به‪SS‬ا األطف‪SS‬ال بم‪SS‬وجب اتفاقي‪SS‬ة حق‪SS‬وق الطفل‪.‬‬‫ً‬ ‫التجارب الحية لألطفال‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن وصف األطفال بأنهم ضعفاء أو لديهم نقاط ضعف له م‪SS‬ا ي‪SS‬برره‪ .‬عالوة على ذل‪SS‬ك‪ ،‬في إط‪SS‬ار‬
‫أطروحة فاينمان‪ ،‬يخلق الض‪SS‬عف التزا ًم‪SS‬ا أخالقيً‪SS‬ا نياب‪SS‬ة عن الدول‪SS‬ة لتهيئ‪SS‬ة الظ‪SS‬روف ال‪SS‬تي س‪SS‬تدعم األطف‪SS‬ال‬
‫والبالغين على حد سواء لتقليل إمكانياتهم‪ S.‬وبالمث‪SS‬ل‪ ،‬بم‪SS‬وجب‪ S‬نظري‪SS‬ة حق‪SS‬وق المص‪SS‬لحة‪ ،‬ف‪SS‬إن رف‪SS‬ع مص‪SS‬لحة‬
‫الطفل في حمايته من أشكال مختلفة من الضرر الخارجي والداخلي لحقوق اإلنسان المحددة بم‪SS‬وجب‪ S‬اتفاقية‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬يخلق التزا ًم ا على الدول باتخاذ جميع التدابير المعقولة لحماية الطفل من مثل هذه األضرار‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن نموذج الضعف‪ ،‬حتى لو امتد إلى جميع البش‪S‬ر‪ ،‬ال يخل‪S‬و من جانب‪S‬ه المظلم‪ .‬ه‪S‬ذا ألن‪S‬ه في‬
‫الممارسة العملية‪ ،‬يمكن أن يؤدي وصف الطفل أو األطفال على أنهم ضعفاء إلى عواقب على‬

‫[‪ ]1986‬أ‪ .‬ج‪( 112 .‬المملكة المتحدة) (الحظ اللورد فريزر من توليبلتون أن "مبدأ الق‪SS‬انون ‪ ...‬أن‬
‫حقوق الوالدين مستمدة من واجب الوالدين وال توجد إال طالما كانت ضرورية لحماية شخص الطفل‬
‫وممتلكاته ")‪.‬؛ ‪.Re Marion 14 Fam‬‬
‫)‪( L.R. 427(1990) (Austl.‬يرى نيكلسون ‪ cj‬أن السماح ألحد الوالدين أو الوصي بسلطة تقديرية‬
‫غير مقيدة للموافقة على تعقيم طفلهما "يعكس موقفًا يذكرنا بـ‪ "...‬قرارات أجار إليس المروع‪SS‬ة "‪...‬‬
‫في أواخر الق‪SS‬رن التاس‪SS‬ع عش‪SS‬ر‪ ،‬مؤك‪SS‬داً س‪SS‬لطة األب على طفل‪SS‬ه"‪ ،‬ص‪) 448 .‬؛ جمعي‪SS‬ة المح‪SS‬امين‬
‫المسيحيين ضد وزير الصحة الوطني واآلخرين [‪ 4 S]2004‬الكل أ ‪( T (S. Afr.) 31‬مع مالحظة‬
‫أنه في ظروف القضية‪" ،‬افترضت الهيئة التشريعية أنه سيكون هناك نساء دون س‪SS‬ن ‪ 18‬عا ًم‪SS‬ا وم‪SS‬ا‬
‫فوقها غير قادرين على إعطاء موافقة مستنيرة‪ S‬وبالنسبة لهذه الفئة‪ ،‬يتطلب القانون مس‪SS‬اعدة الوال‪SS‬دين‬
‫أو بعض المساعدات األخرى في إعطاء الموافقة المستنيرة"‪ S،‬ولكن تحدي‪SS‬د م‪SS‬ا إذا ك‪SS‬ان الف‪SS‬رد ق‪SS‬ادرً ا‬
‫على إعطاء الموافقة يجب ردعه من قبل أخصائي طبي‪ ،‬وليس من قبل والدي الفرد‪ ،‬ص ‪.)49‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫معاملة هذا الطفل أو األطفال التي هي إشكالية‪ ،‬وخاصة عندما ينظر إليها ضد مفهوم األطفال المقدمة تحت‬
‫‪ .cRC‬الهدف من هذا القسم من المقالة هو تحديد بعض هذه العواقب اإلشكالية‪.‬‬

‫سوء فهم ضعف األطفال‬ ‫‪3.1‬‬


‫غالبً‪SS‬ا م‪SS‬ا يف‪SS‬ترض الب‪SS‬الغون أن األطف‪SS‬ال معرض‪SS‬ون لع‪S‬دد ال يحص‪S‬ى من المخ‪SS‬اطر ال‪SS‬تي تخص األطف‪SS‬ال –‬
‫فالمشي إلى المدرسة وحده ينطوي على خطر االختطاف من قبل شخص غ‪S‬ريب أو التع‪SS‬رض للض‪SS‬رب من‬
‫قبل سيارة عند عبور الطري‪SS‬ق ؛ تس‪SS‬لق س‪SS‬يارة ش‪SS‬جرة ‪ -‬ي‪SS‬ؤدي إلى خط‪SS‬ر الس‪SS‬قوط وكس‪SS‬ر أح‪SS‬د األط‪SS‬راف ؛‬
‫استخدام سكين لقطع بعض الفاكهة ينطوي على خطر اإلصابة ؛ ال‪SS‬دواء ال‪SS‬ذاتي اإلدارة ينط‪SS‬وي على خط‪SS‬ر‬
‫تناول الجرعة الخاطئة‪ .‬من المؤكد أن هناك إمكانية‪ ،‬وإن كانت بعيدة في كثير من األحيان‪ ،‬أن كل من ه‪SS‬ذه‬
‫المخاطر قد تتحقق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يزال هناك سؤال حول ما إذا كانت مجرد إمكاني‪SS‬ة الض‪SS‬رر كافي‪S‬ة للب‪S‬الغين‬
‫التخاذ تدابير تدخلية لمنع األطفال من القيام بأي من هذه األنشطة‪.‬‬
‫ويمكن النظر إلى مفه‪SS‬وم الض‪SS‬عف على أن‪SS‬ه يت‪SS‬ألف من عنص‪SS‬رين‪ :‬التع‪SS‬رض إلمكاني‪SS‬ة اإلض‪SS‬رار برف‪SS‬اه‬
‫الفرد‪ ،‬واالفتقار إلى القدرة على حماية نفسه من ذلك الضرر أو القدرة المحدودة على ذل‪SS‬ك‪ 40.‬من األهمي‪SS‬ة‬
‫بمكان أن يكون احتمال حدوث الضرر وقدرة الشخص على حماية نفسه من هذا الضرر أمرًا ب‪SS‬الغ األهمي‪SS‬ة‬
‫في تحديد ما إذا كان التدخل مطلوبًا من طرف ثالث أو أطراف أخرى لحماية ذلك الش‪SS‬خص‪ .‬بش‪SS‬كل حاس‪SS‬م‪،‬‬
‫إذا كان من المفترض أن يكون األطفال ضعفاء ويتم تعريفهم من خالل ض‪S‬عفهم‪ ،‬فهن‪S‬اك خط‪S‬ر من أن تق‪S‬ييم‬
‫ضعفهم سوف يتجاهل احتمال حدوث الض‪SS‬رر ويخيم علي‪SS‬ه افتراض‪SS‬ات ح‪SS‬ول افتق‪SS‬ارهم إلى الس‪SS‬عة لحماي‪SS‬ة‬
‫أنفسهم‪ .‬عندما يحدث هذا‪ ،‬سيتبنى البالغون أجندات حماية مفرطة‪ ،‬وهي ليست غير ض‪SS‬رورية فحس‪SS‬ب‪ ،‬ب‪SS‬ل‬
‫من المحتمل أن تكون ضارة بنمو األطفال‪.‬‬
‫توفر معاملة لعب األطفال مثااًل جيدًا على هذه النقطة‪ .‬تظهر األبحاث المعاصرة أن اللعب لديه ع‪SS‬دد من‬
‫اإليجابيات‬

‫انظر ‪D. Schroder and E. Gefenas, ‘Vulnerability Too Vague and Too Broad’, 19‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪( Cambridge Quarterly of Healthcare Ethics (2009) p. 117‬تعريف الضعف على أن‪SS‬ه‬
‫"احتمال كبير لتكبد ضرر يمكن تحديده مع االفتقار إلى ح‪SS‬د كب‪SS‬ير إلى الق‪SS‬درة و‪/‬أو الوس‪SS‬ائل لحماي‪SS‬ة‬
‫النفس ")‪ .‬فيما يتعلق بالمفاهيم األخرى للضعف‪ ،‬انظر تيرنر أعاله الحاشية ‪ ،4‬الص‪SS‬فحات ‪29–26‬‬
‫(مع مالحظ‪SS‬ة األبع‪SS‬اد البيولوجي‪SS‬ة والعاطفي‪SS‬ة للض‪SS‬عف والترك‪SS‬يز على المخ‪SS‬اطر داخ‪SS‬ل البيئ‪SS‬ة وع‪SS‬دم‬
‫استقرار الظروف الشخصية )؛ فاينمان‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬ص‪( 9 .‬مع التركيز على تجس‪SS‬يدنا ال‪SS‬ذي‬
‫"يحمل اإلمكانية الحالية لألذى واإلصابة والمصيبة من السلبية إلى األحداث الكارثي‪SS‬ة الكارثي‪SS‬ة ") ؛‬
‫الرنجة‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬ص‪( 245 .‬مع التركيز على خطر الضرر الذي سيواجهه الظرفية) ؛ ر‪.‬‬
‫إ‪ .‬جودين‪ ،‬حماية الضعفاء (مطبعة جامعة شيكاغو‪ ،‬ش‪SS‬يكاغو‪ )1985 ،‬ص‪( 110 .‬يص‪SS‬ف الض‪SS‬عف‬
‫بأنه حالة حياتنا عندما نكون تحت" تهديد األذى ")‪.‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫آثاره على نمو األطفال‪ 41.‬ولهذا السبب اتخذت لجنة حقوق الطفل وجهة نظر ال لبس فيها مفاده‪SS‬ا أن‪SS‬ه ليس‬
‫فقط يلعب بُعدًا أساسيًا وحيويًا للطفولة‪ ،‬ولكنه يساهم أيضً ا في صحة الطفل ورفاهه ويع‪SS‬زز "تنمي‪SS‬ة اإلب‪SS‬داع‬
‫والخي‪SS‬ال والثق‪SS‬ة ب‪SS‬النفس والكف‪SS‬اءة الذاتي‪SS‬ة‪ ،‬وك‪SS‬ذلك الق‪SS‬وة والمه‪SS‬ارات الجس‪SS‬دية واالجتماعي‪SS‬ة والمعرفي‪SS‬ة‬
‫والعاطفية"‪ 42.‬وأشارت أيضً ا إلى أن "اللعب والترفي‪SS‬ه يس‪SS‬هالن ق‪S‬درات األطف‪SS‬ال على التف‪SS‬اوض واس‪SS‬تعادة‬
‫التوازن العاطفي وح‪SS‬ل النزاع‪SS‬ات واتخ‪SS‬اذ الق‪SS‬رارات"‪ 43.‬وبالت‪SS‬الي‪ ،‬ب‪SS‬دالً من أن يك‪SS‬ون اللعب مج‪SS‬رد متع‪SS‬ة‬
‫لألطفال‪ ،‬فإن لديه القدرة على الحد من ضعف األطفال من خالل زيادة قدرتهم على االستجابة والتعامل مع‬
‫التهديدات التي تهدد صحتهم ورفاههم‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬غالبًا ما يكون لعب األطفال موضوع تنظيم مفرط من قبل الب‪SS‬الغين ال‪SS‬ذين يرغب‪SS‬ون في تقلي‪SS‬ل‬
‫خطر إيذاء األطفال ألنفسهم عند القيام بأنشطة اللعب‪ 44.‬كما يوضح جيل‪ ،‬فإن القلق من القضاء على جميع‬
‫مخاطر الضرر من لعب األطفال مدفوع بنموذج‪ S‬عجز الطفولة ال‪SS‬ذي يف‪SS‬ترض أن يك‪SS‬ون في‪SS‬ه األطف‪SS‬ال ً‬
‫هش‪S‬ا‬
‫للغاية و "غير قادرين على تعلم كيفية االعتناء بأنفسهم أو إدارة سالمتهم"‪ 45 .‬هذا على الرغم من حقيقة أن‬
‫األبحاث تشير إلى أن األطفال ليسوا فقط أكثر قدرة من البالغين‬

‫حول البحث في فوائد اللعب‪ ،‬انظر على سبيل المثال‪S. Lester and W. Russell, Children 's ،‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪Right to Play: An Examination of the Importance of Play in the Lives of Children‬‬
‫‪Worldwide (Bernard Van Leer Foundation, The Hague, 2010); J. Sattelmair and J.‬‬
‫‪Ratey,‘ Physically Active Play and Cognition: An Academic Matter? ’, 3 American‬‬
‫‪;Journal of Play (2009) p. 365‬‬
‫ك‪ .‬روس‪SS‬كوس وج‪ .‬كريس‪SS‬تي‪ "،‬اكتس‪SS‬اب أرض‪SS‬ية في فهم العالق‪SS‬ة بين اللعب ومح‪SS‬و األمي‪SS‬ة"‪6 ،‬‬
‫‪Un‬‬ ‫‪ American Journal of Play (2013) p. 83‬؛ ‪icef، Sport، Recreation and Play،‬‬
‫‪ ،> 2004، <http :// www.unicef.org/publications/files/5571_SPORT_EN.pdf‬تمت‬
‫زيارته في ‪ 20‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫لجنة حقوق الطفل‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ 17‬بش‪S‬أن ح‪SS‬ق الطف‪SS‬ل في الراح‪S‬ة والترفي‪S‬ه واللعب واألنش‪SS‬طة‬ ‫‪42‬‬
‫الترفيهية والحياة الثقافية والفنون (المادة ‪ ،crc/C/gc/17 (2014) ،)31‬الفقرة‪.9 .‬‬
‫مناقصة‬ ‫‪43‬‬
‫انظر على سبيل المثال‪ M. Kernan ،‬و ‪" ،D. Devine‬أن تكون محصورً ا في الداخل ؟ البن‪SS‬اء من‬ ‫‪44‬‬
‫الطفولة الجيدة واللعب في الهواء الطلق في التعليم في مرحل‪SS‬ة الطفول‪SS‬ة المبك‪SS‬رة وإع‪SS‬دادات الرعاي‪SS‬ة‬
‫في أيرلندا‪ 24 ،‬األطفال والمجتمع‪ )2010( S‬ص‪ 372 .‬؛‪ .P S‬ترانتر و ‪ .S‬شارب‪" ،‬األطفال وذروة‬
‫النفط‪ :‬فرصة في أزمة"‪ 15 ،‬المجلة الدولية لحقوق الطفل (‪ )2007‬ص ‪ 186–185‬؛‬
‫‪H.‬‬ ‫‪Rosin,‬‬ ‫‪‘The‬‬ ‫‪Overprotected‬‬ ‫‪Kid’,‬‬ ‫‪The‬‬
‫‪Atlantic, 19 March 2014,‬‬
‫‪<http://www.theatlantic‬‬
‫‪com/features/archive/2014/03/hey - parents - leave - those - kids - alone/358631.‬‬
‫‪ ،>/‬تمت زيارته في ‪ 20‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫‪T. Gill, No Fear: Growing Up in a Risk Averse Society (Calouste Gulbenkian‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪ .Foundation, London, 2007) p. 38‬كما تفاقمت النف‪S‬ور من لعب األطف‪S‬ال بس‪S‬بب‪ S‬نم‪S‬و "ثقاف‪S‬ة‬
‫التعويض" التي تحركها مخ‪SS‬اوف من التقاض‪SS‬ي والتع‪SS‬ويض‪ S‬إذا ك‪SS‬ان الطف‪SS‬ل يع‪SS‬اني من إص‪S‬ابة أثن‪SS‬اء‬
‫اللعب‪ .‬على سبيل المثال‪H. Shier (ed.)، iPA Global Consultations on Children 's Right ،‬‬
‫‪.to Play Report (International Play Association، Faringdon، 2010) p. 37‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫في كثير من األحيان نفترض‪ ،‬ولكن مستوى معقول من المخاطرة هو في الواقع مهم لنمو األطفال‪ 46 .‬على‬
‫هذا النحو‪ ،‬يمكن للتركيز على ضعفهم أن يعمي البالغين عن إدراك قدرة األطفال ويؤدي إلى تقييم‪SS‬ات‪ S‬غ‪SS‬ير‬
‫دقيقة لضعفهم‪ ،‬مما يؤدي بدوره إلى خطر تدخالت الكبار التي تؤدي إلى نتائج عكسية لنمو األطفال‪.‬‬

‫دور الكبار في بناء ضعف األطفال‬ ‫‪3.2‬‬


‫هناك خطر آخر مرتبط بنهج الض‪S‬عف وه‪S‬و أن الب‪S‬الغين ق‪S‬د يفش‪S‬لون في قب‪S‬ول أو إدراك دورهم في بن‪S‬اء أو‬
‫التأثير على مستوى ضعف الطفل تجاه مخاطر معينة‪ .‬هناك خطر من أن يص‪SS‬بح ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال أساس ‪S‬يًا‪،‬‬
‫بدالً من أن يُنظر إليه على أنه متغير أو عرضي بالفعل‪ ،‬ألنه يعتبر سمة حتمية ومتأصلة في الطفولة‪ .‬وم‪SS‬ع‬
‫ذل‪S‬ك‪ ،‬ف‪S‬إن ه‪S‬ذا النهج ال يع‪S‬ترف ب‪S‬أن تص‪S‬رفات الب‪S‬الغين في تع‪S‬املهم م‪S‬ع األطف‪S‬ال يمكن أن تزي‪S‬د من ق‪S‬درة‬
‫األطفال على الصمود وقدرتهم على حماية أنفسهم من خط‪SS‬ر األذى‪ ،‬مم‪SS‬ا يقل‪SS‬ل من ض‪SS‬عفهم‪ .‬ب‪SS‬دالً من ذل‪SS‬ك‪،‬‬
‫يمكن لمثل هذه اإلجراءات أو اإلغفاالت أن تزيد في الواقع من تعرض األطفال لمخاطر معينة‪ 47 .‬في ظ‪SS‬ل‬
‫هذا النهج‪ ،‬بعيدًا عن كونه ثابتًا أو محددًا‪ ،‬غالبًا ما يتأثر مستوى ضعف األطفال بتفاعالتهم مع البالغين‪.‬‬
‫على س‪SS‬بيل التوض‪SS‬يح‪ ،‬ض‪SS‬ع في اعتب‪SS‬ارك ممارس‪SS‬ات مث‪SS‬ل المش‪SS‬اركة في العالق‪SS‬ات الجنس‪SS‬ية واس‪SS‬تهالك‬
‫الكحول‪ .‬وتنطوي‪ S‬هاتان الممارستان على مخاطر تهدد ص‪S‬حة الم‪S‬راهقين ورف‪S‬اههم‪ .‬تش‪S‬ير األبح‪S‬اث إلى أن‬
‫التعليم الفعال ونمذجة األدوار القوية من قبل اآلباء وغيرهم من البالغين ستمكن األطف‪SS‬ال من حماي‪SS‬ة أنفس‪SS‬هم‬
‫بشكل أفضل من المخاطر المرتبطة بكلتا الممارستين‪ .‬على سبيل المث‪SS‬ال‪ ،‬عن‪S‬دما يتع‪SS‬رض الش‪SS‬باب للتثقي‪SS‬ف‬
‫الجنسي الجيد‪ ،‬فمن المرجح أن يؤخروا ظهورهم الجنسي ألول مرة‪ ،‬وأن يستخدموا وسائل منع الحمل وأن‬
‫يكون لديهم عدد أقل من الشركاء الجنسيين‪ 48.‬في المقاب‪SS‬ل‪ ،‬ب‪SS‬رامج التربي‪SS‬ة الجنس‪SS‬ية ذات الج‪SS‬ودة الرديئ‪SS‬ة‪،‬‬
‫وتلك‬

‫المرج‪SS‬ع نفسه‪ ،‬نقالً عن ‪ Frost‬؛ ‪" ،E. Sandseter and L. Kennair‬لعب األطف‪SS‬ال المحف‪SS‬وف‬ ‫‪46‬‬
‫بالمخاطر من منظور تطوري‪ :‬التأثيرات المضادة للفوبيا للتج‪SS‬ارب المث‪SS‬يرة"‪Evolutionary 9:2 ،‬‬
‫‪.Psychology (2011) pp. 257–284‬‬
‫راجع‪ ،‬الرنجة‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الص‪SS‬فحات ‪( 255–253‬مناقش‪SS‬ة الط‪SS‬رق ال‪SS‬تي يمكن لألطف‪SS‬ال من‬ ‫‪47‬‬
‫خاللها زيادة ضعف البالغين)‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،.D. Kirby et al ،‬تأثير برامج التربية الجنسية وفيروس نقص المناعة البشرية‬ ‫‪48‬‬
‫على الس‪S‬لوكيات الجنس‪S‬ية للش‪S‬باب في البل‪S‬دان النامي‪S‬ة والمتقدم‪S‬ة (المنظم‪S‬ة الدولي‪S‬ة لص‪S‬حة األس‪S‬رة‪،‬‬
‫<‬ ‫تراينج‪SSSSSSSSSSSSSSSSS‬ل ب‪SSSSSSSSSSSSSSSSS‬ارك‪ ،‬ن‪SSSSSSSSSSSSSSSSS‬ورث كاروالين‪SSSSSSSSSSSSSSSSS‬ا‪SSSSSSSSS،)2005 ،‬‬
‫‪ ،> https://www.iywg.org/sites/iywg/files/youth_research_wp_2.pdf‬تمت زيارت‪SSSSS‬ه في‬
‫‪ 21‬نوفمبر ‪ 2014‬؛ د‪ .‬كيربي‪ ،‬اإلجابات الناشئة ‪ :2007‬نتائج األبحاث حول برامج الح‪SS‬د من حم‪SS‬ل‬
‫المراهقات واألمراض المنقولة جنسيا ً (الحملة الوطنية لمنع الحم‪S‬ل في س‪S‬ن المراهق‪S‬ة والحم‪S‬ل غ‪S‬ير‬
‫المخطط له‪ ،‬واشنطن العاصمة‪https :// thencampaign< ،)2007 ،‬‬
‫‪ ،>org/sites/default/files/resource-primary-download/EA2007_full_0.pdf .‬تمت زيارته‬
‫في ‪ 21‬نوفم‪SS‬بر ‪ 2014‬؛ د‪ .‬ك‪SS‬يربي وآخ‪SS‬رون‪" ،.‬الجنس وب‪SS‬رامج التعليم مرحباض‪SS‬د‪ :‬تأثيره‪SS‬ا على‬
‫الجنسية‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫ركزت على نهج "فقط قل ال" أو "االمتناع عن ممارسة الجنس فقط"‪ ،‬لم يكن لها تأثير ي‪SS‬ذكر على الس‪SS‬لوك‬
‫الجنسي للشباب‪ 49.‬في حين أنه فيما يتعلق باستهالك الكحول‪ ،‬تشير األبح‪SS‬اث إلى أن ش‪SS‬رب الوال‪SS‬دين يتنب‪S‬أ‪S‬‬
‫بسلوكيات‪ S‬الشرب الشراهة وزيادة احتمال استهالك الكحول من قبل الشباب والمراهقين‪50.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن تصرفات اآلب‪SS‬اء والب‪SS‬الغين يمكن أن تقل‪SS‬ل من ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال‪ .‬على العكس من ذل‪SS‬ك‪ ،‬إذا‬
‫تخلى اآلباء وغيرهم من البالغين عن أي مسؤولية عن تثقيف األطفال حول ه‪SS‬ذه الممارس‪SS‬ات‪ ،‬أو حجب‪SS‬وا أو‬
‫منعوا بالفعل الوصول إلى المعلومات ذات الصلة‪ ،‬فهناك خطر من أن هذا سيزيد فعليًا من ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال‬
‫عن طري‪SS‬ق تقلي‪SS‬ل ق‪SS‬درتهم على حماي‪SS‬ة أنفس‪SS‬هم من األض‪SS‬رار المرتبط‪SS‬ة به‪SS‬ذه الممارس‪SS‬ات‪ .‬في ظ‪SS‬ل ه‪SS‬ذه‬
‫السيناريوهات‪ ،‬بعيدًا عن كونها أساسية‪ ،‬فإن ضعف الطف‪SS‬ل س‪SS‬يتأثر فعليً‪SS‬ا بالت‪SS‬داخالت ال‪SS‬تي يواجهونه‪SS‬ا م‪SS‬ع‬
‫البالغين من حيث التعرض للمعلومات والممارسات االجتماعي‪SS‬ة‪ ،‬وه‪SS‬ذا يمكن أن يقل‪SS‬ل أو يزي‪SS‬د من مس‪SS‬توى‬
‫ضعف الطفل‪51.‬‬

‫سلوكيات الشباب في جميع أنحاء العالم"‪ 40 ،‬مجلة صحة المراهقين (‪)2007‬‬


‫‪U NESCO,‬‬ ‫‪International guidelines on sexuality education; an evidence ;206-217‬‬
‫‪informed approach to effective sex, relationships and hiv/sTi education, (Unesco,‬‬
‫)‪,Paris, 2009‬‬
‫< ‪ ،>http://www.refworld.org/docid/4a69b8902.html‬تمت زيارته في ‪ 21‬تشرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمبر‪.2014 S‬‬
‫أ‪ .‬ديسينسو‪ S‬وآخرون‪" .‬التدخالت للحد من ح‪SS‬االت الحم‪SS‬ل غ‪SS‬ير المقص‪SS‬ودة بين الم‪SS‬راهقين‪ :‬مراجع‪SS‬ة‬ ‫‪49‬‬
‫منهجية للتجارب العشوائية الخاضعة للرقابة"‪ 324 ،‬المجلة الطبية البريطانية (‪)2002‬‬
‫‪Guttmacher Institute, Review of Key Findings of “Emerging Answers 2007” ;6‬‬
‫‪Report‬‬ ‫‪on‬‬ ‫‪Sex‬‬ ‫‪Education‬‬ ‫‪Programs,‬‬ ‫‪2007,‬‬ ‫<‬
‫‪http://www.guttmacher.org/media/evidencecheck/2007/11/07/‬‬
‫‪Advisory_Emerging_Answers_2007.pdf >, visited on 21 November 2014; D.‬‬
‫‪Kirby, ‘The Impact of Abstinence and Comprehensive Sex and STD/HIv Education‬‬
‫‪Programmes on Adolescent Sexual Behaviour’, 5:3 Sexuality Research and Social‬‬
‫‪;Policy (2008) pp. 18−27‬‬
‫‪K.F. Stanger - Hall and D.W. Hall, ‘Abstinence - only Education and Teen‬‬
‫‪Pregnancy Rates: Why We Need Comprehensive Sex Education IN the u.S.’, 6:10‬‬
‫)‪,PLOS One (2011‬‬
‫< ‪http://www.plosone.org/article/info%3Adoi‬‬
‫‪ ،>%2F10.1371%2Fjournal.pone.0024658‬مقابل في ‪ 21‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫س‪ .‬م‪ .‬ري‪SS‬ان وآخ‪SS‬رون‪" .‬عوام‪SS‬ل األب‪SS‬وة واألموم‪SS‬ة المرتبط‪SS‬ة بانخف‪SS‬اض اس‪SS‬تخدام الكح‪SS‬ول في س‪SS‬ن‬ ‫‪50‬‬
‫المراهقة‪ :‬مراجعة منهجية للدراسات الطولية"‪ 44:9 ،‬المجلة األسترالية والنيوزيلندية للطب النفسي‬
‫(‪ )2010‬الصفحات ‪ 783-774‬؛‪" ،W. Pedersen and T. von Soest S‬التنشئة االجتماعية للشرب‬
‫بنهم‪ :‬دراسة طولية قائمة على السكان مع التركيز على الت‪SS‬أثيرات األبوي‪S‬ة"‪ 133:2 ،‬االعتم‪SS‬اد على‬
‫المخدرات والكحول (‪ )2013‬الصفحات ‪ 592-587‬؛‪" .K. Little et al S‬التنبؤ‪ S‬الطولي باألضرار‬
‫المرتبطة باستهالك الكحول بين الشباب"‪ 47:12 ،‬استخدام المواد وإساءة اس‪SS‬تخدامها (‪ )2012‬ص‬
‫‪( 1317-1303‬مما يشير إلى ت‪S‬أثير اس‪S‬تهالك الكح‪S‬ول األب‪S‬وي على اس‪S‬تهالك الكح‪S‬ول من ‪18–17‬‬
‫سنة من العمر)‪.‬‬
‫انظر ‪H. Shier, ‘Children as Public Actors: Navigating the Tensions’, 24 Children‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪( and Society (2010) p. 24‬الكتابة عن التوترات بين القضاء على المخاطر التي يتع‪SS‬رض له‪SS‬ا‬
‫األطفال ودعمهم لتحديد المخاطر وتقييمها من أجل حماية أنفسهم من األذى)‪.‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫موضوعية وإسكات األطفال‬ ‫‪3.3‬‬


‫ومن الشواغل المشتركة مع التركيز على ضعف األطفال أنه ي‪SS‬ؤدي إلى إض‪S‬فاء الط‪S‬ابع الموض‪SS‬وعي عليهم‬
‫وإسكاتهم‪ 52.‬حتى مع أفضل النوايا‪ ،‬يمكن أن يصبح األطفال بسهولة موضع قلق وت‪SS‬دخل من قب‪SS‬ل الب‪SS‬الغين‬
‫الملتزمين بمصالحهم الفض‪S‬لى دون عن‪S‬اء التش‪SS‬اور م‪S‬ع األطف‪S‬ال ح‪SS‬ول ه‪S‬ذه الت‪S‬دخالت‪ .‬مث‪S‬ل ه‪S‬ذا النهج ه‪SS‬و‬
‫عرض كالسيكي لنموذج الرفاهية‪ ،‬والذي يدعمه مبدأ المصالح الفضلى‪ .‬في إطار ه‪SS‬ذا النم‪S‬وذج‪ ،‬يُنظ‪SS‬ر إلى‬
‫األطفال على أنهم ضعفاء ويحتاجون إلى المساعدة‪ ،‬لكن قدراتهم ووكالتهم وخبراتهم المتطورة ينظ‪SS‬ر إليه‪SS‬ا‬
‫البالغون بش‪SS‬كل مب‪SS‬الغ في‪SS‬ه‪ .‬ص‪S‬حيح أن األطف‪S‬ال يُنظ‪S‬ر إليهم على األق‪S‬ل في إط‪S‬ار ه‪S‬ذا النم‪S‬وذج (إن لم يكن‬
‫جسديًا‪ ،‬فعلى األقل بمعنى‪ S‬أن ل‪SS‬ديهم عالق‪SS‬ات مس‪SS‬تقلة في مس‪SS‬ألة معين‪SS‬ة)‪ .‬في الواق‪SS‬ع‪ ،‬هن‪SS‬اك ال‪SS‬تزام بم‪SS‬وجب‬
‫نموذج الرعاية االجتماعية باتخاذ تدابير لمعالجة ضعف األطفال وحمايتهم من األذى‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال يوجد شرط بأن يتم االستماع إلى األطفال واالستماع‪ S‬إليهم‪ .‬ويفترض أنها تفتقر إلى الكفاءة‬
‫والق‪S‬درة على المس‪S‬اعدة في تص‪S‬ميم وتط‪S‬وير‪ S‬أي ت‪S‬دابير أو ت‪S‬دخالت لض‪S‬مان حمايته‪S‬ا‪ S‬الفعال‪S‬ة‪ .‬في المقاب‪S‬ل‪،‬‬
‫يفترض أن يكون البالغون مستودعات لهذه الحكمة‪ ،‬والتي سيمنحونها‪ S‬لصالح األطفال‪ .‬في إطار هذا النهج‪،‬‬
‫يصبح ضعف األطفال سمة مميزة تحجب ق‪SS‬درة الب‪SS‬الغين على التع‪SS‬رف على إمكان‪SS‬ات األطف‪SS‬ال في التبص‪SS‬ر‬
‫والفهم فيما يتعلق بمصالحهم الخاصة‪.‬‬
‫ويمكن رؤية مثال على هذا النهج في نتائج تقرير صدر مؤخراً في أس‪SS‬تراليا عن تجرب‪SS‬ة األطف‪SS‬ال ال‪SS‬ذين‬
‫ُعيِّن لهم محامون مستقلون لألطفال في إجراءات محاكم األسرة‪ 53.‬يتمثل‪ S‬دور هؤالء المح‪SS‬امين في العم‪SS‬ل‬
‫لصالح األطفال وال‪SS‬دفاع عن ه‪SS‬ذه المص‪SS‬الح أم‪SS‬ام المحكم‪SS‬ة‪ .‬بش‪SS‬كل ملح‪SS‬وظ‪ ،‬أش‪SS‬ار البحث إلى أن ‪ ٪ 83‬من‬
‫‪ ICs‬فهموا دورهم كجمع أدلة على مصالح الطفل الفضلى أمام المحكمة‪ 54.‬ومع ذلك‪ ،‬لم تتخذ جميع ‪ICs‬‬
‫الموقف القائل بأن آراء األطفال لعبت دورً ا حيويًا في المساهمة في األدلة المتعلقة بمص‪SS‬الحهم الفض‪SS‬لى‪ .‬في‬
‫الواقع‪ ،‬أشار البحث إلى أن "[ ج] تباين كبير‪ S‬في الممارسة فيما يتعلق بالغرض من االجتم‪SS‬اع م‪SS‬ع األطف‪SS‬ال‬
‫والشباب "‪ 55 ،‬وأن "[ م]‬

‫() الرنجة‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحات ‪.248–247‬‬ ‫‪52‬‬


‫‪ ،.R. Kaspiew et al‬تقرير عن محامي األطفال المستقلين‪ :‬التقرير النهائي‪( ،‬المعه‪SS‬د األس‪SS‬ترالي‬ ‫‪53‬‬
‫للدراس‪SSSSSSS‬ات األس‪SSSSSSS‬رية‪http://www.ag.gov.au/Publications/Documents/ < SSSS.)2013 ،‬‬
‫‪IndependentChildrensLawyersStudy/IndependentChildrensLawyersStudyReport‬‬
‫‪ Publication.pdf -‬؟>‪ ،‬تمت زيارته في ‪ 21‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫() المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.30‬‬ ‫‪54‬‬
‫() المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.42‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫أشارت استطالعات الرأي إلى أن االجتماع م‪SS‬ع األطف‪SS‬ال أو الش‪SS‬باب لم يكن بالض‪SS‬رورة ج‪SS‬ز ًءا روتينيً‪S‬ا‪ S‬من‬
‫ممارستهم‪56".‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬عندما تمت مقابلة األطف‪SS‬ال ح‪SS‬ول تج‪SS‬ربتهم‪ S‬في اإلس‪SS‬اءة‪ ،‬أع‪SS‬رب البعض عن اس‪SS‬تيائهم‬
‫ويأسهم من الطريقة التي تم بها التقليل من شأن آرائهم من قبل محاميهم‪:‬‬

‫حسنا‪ ،‬أشعر أنه كان مضيعة لل‪SS‬وقت حق‪SS‬ا‪ .‬ال أعتق‪SS‬د أنه‪SS‬ا ك‪SS‬انت ض‪SS‬رورية بالفع‪SS‬ل وأنه‪SS‬ا تس‪SS‬ببت‪ S‬في‬
‫مشاكل أكثر مما لو لم تكن هناك ‪ ...‬من المحتمل أنها لم تستمع ‪ ...‬وتجاهلت ما قلناه "‪ .‬أليكس‬
‫"أعتقد أن أسوأ شيء ربما قيل أن هذا الشخص لديه أفض‪SS‬ل مص‪SS‬لحة ل‪SS‬ك عن‪SS‬دما ال يمث‪SS‬ل وجه‪SS‬ة‬
‫نظرك في الواقع‪ .‬أعتقد أنه يخلق فكرة مفادها أن وجه‪SS‬ة نظ‪S‬رك ليس‪S‬ت في مص‪SS‬لحتك الفض‪S‬لى و ‪...‬‬
‫إنه نوع من التفكير في أن وجهة نظ‪SS‬رك ليس‪SS‬ت في الواق‪S‬ع األفض‪S‬ل بالنس‪S‬بة ل‪S‬ك وال يمكن‪SS‬ك التفك‪S‬ير‬
‫بشكل مستقيم‪ S،‬فأنت لست كبيرً ا بما يكفي أو لس‪S‬ت ناض‪S‬جًا بم‪S‬ا يكفي ليك‪S‬ون ل‪S‬ديك ‪ ...‬ه‪S‬ذا‪ ،‬أم‪ ،‬الفهم‬
‫العقلي‪ .‬هذا ‪ ...‬يمكنهم‪ S‬اتخ‪SS‬اذ الق‪SS‬رار نياب‪SS‬ة عن‪SS‬ك ‪ ...‬أن‪SS‬ا أرفض ذل‪SS‬ك بجدي‪SS‬ة‪ ،‬ألنه‪SS‬ا اعتق‪SS‬دت أن‪SS‬ني ال‬
‫أستطيع اتخاذ قرار‪ .‬الكالن‬
‫الليلة الماضية كان سيئا ً جدا على األرجح أنها لم تستمع مثل‪ ،‬كانت‪ S‬تسألنا أسئلة ونخبره‪SS‬ا‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫بعد ذلك لم تهتم بما قلناه‪ .‬وتجاهلت ما قلناه‪[ .‬سامانثا]‪( 57S‬التأكيد مضاف)‬

‫يجب توخي الحذر عند تفسير أهمية هذه العناصر‪ ،‬حيث كان حجم العينة ص‪S‬غيرً ا‪ .‬وم‪S‬ع ذل‪S‬ك‪ ،‬من الواض‪S‬ح‬
‫أنه في حين أن تعيين ‪ ICS‬مدفوع بالرغب‪SS‬ة في لفت االنتب‪SS‬اه‪ S‬إلى المص‪SS‬الح الفض‪SS‬لى لألطف‪SS‬ال في إج‪SS‬راءات‬
‫قانون األسرة‪ ،‬فإن أدلة الممارسة تشير إلى أن بعض المحامين البالغين يفش‪SS‬لون في تق‪SS‬دير إمكان‪SS‬ات تجرب‪SS‬ة‬
‫األطفال فيما يتعلق بحياتهم الخاصة لإلبالغ عن تحديد مصالحهم الفضلى‪.‬‬

‫التركيز على الحماية يخلق خطر عدم االتساق‬ ‫‪3.4‬‬


‫يتمثل أحد الشواغل النهائية المرتبطة بالتركيز على ضعف الطفل في إمكانية إعطاء األولوية للنهج الوقائية‬
‫بطريقة تخلق عدم اتساق مع واقع قدرة األطفال المتطورة‪ S،‬وفي الواقع أحكام ‪ cRC‬نفسها‪ .‬مرة أخ‪SS‬رى‪ ،‬من‬
‫المرجح أن يحدث هذا الخطر حيث يتم تصور األطفال من حيث ضعفهم الستبعاد أي‬

‫(‪ ) 56‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.41‬‬


‫(‪ ) 57‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات ‪.136–135‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫خصائص أو صفات أخرى قد يمتلكونها‪ .‬توفر مسألة متى يجب تحميل الطفل المسؤولية الجنائية عن أفعاله‬
‫أو أفعالها وه ًما حول كيفية تحقق هذا الخطر‪.‬‬
‫من جانبها‪ ،‬أوصت لجنة حقوق الطف‪SS‬ل م‪S‬رارً ا وتك‪S‬رارً ا ب‪S‬أن ترف‪SS‬ع ال‪S‬دول الح‪SS‬د األدنى لس‪S‬ن المس‪SS‬ؤولية‬
‫الجنائية "إلى سن ‪ 12‬عا ًم‪S‬ا كح‪S‬د أدنى مطل‪S‬ق للس‪S‬ن وأن تس‪S‬تمر‪ S‬في زيادت‪SS‬ه إلى مس‪S‬توى س‪S‬ن أعلى"‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال‪ 14 ،‬أو ‪ 16.58‬كما أشادت بالدول التي فعلت ذلك‪ ،‬بما في ذلك تلك التي ال يمكن فيه‪SS‬ا مقاض‪SS‬اة‬
‫أي شخص دون سن ‪ 18‬عا ًم ا على جرائم جنائية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬رحبت اللجنة‪ ،‬في مالحظاتها الختامية‬
‫بشأن نيجيريا‪" ،‬بالمعلومات التي قدمتها الدولة الطرف وال‪SS‬تي تفي‪S‬د ب‪SS‬أن مش‪S‬روع المرس‪S‬وم الجدي‪SS‬د المتعل‪S‬ق‬
‫باألطفال سيحدد الح‪S‬د األدنى لس‪S‬ن المس‪S‬ؤولية الجنائي‪S‬ة عن‪S‬د ‪ 18‬عام‪S‬ا ً "()‪ 59.‬عالوة على ذل‪S‬ك‪ ،‬في س‪S‬ياق‬
‫القانون الجنائي الدولي‪ ،‬ال توجد قدرة للمحكمة الجنائية الدولية على مقاضاة األشخاص الذين تقل أعم‪SS‬ارهم‬
‫عن ‪ 18‬عا ًما بسبب جرائم الحرب أو الجرائم ض‪S‬د اإلنس‪SS‬انية أو االنتهاك‪SS‬ات‪ S‬الجس‪SS‬يمة التفاقي‪S‬ات‪ S‬ج‪S‬نيف‪60.‬‬
‫كما ال يوجد صخب لخفض هذه العتبة العمرية لتمكين مقاضاة األطفال‪61.‬‬
‫إن الرغبة في عزل األطفال عن نظ‪S‬ام العدال‪S‬ة الجنائي‪S‬ة أم‪S‬ر غ‪S‬ير مفه‪S‬وم لع‪S‬دد من األس‪S‬باب‪ .‬في س‪S‬ياق‬
‫القانون الجنائي الدولي‪ ،‬غالبً‪SS‬ا م‪SS‬ا يتم إك‪SS‬راه األطف‪SS‬ال على ال‪SS‬نزاع المس‪SS‬لح وبالت‪SS‬الي هم ض‪SS‬حايا أنفس‪SS‬هم‪62 .‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬على المستوى المحلي‪ ،‬تعد العديد من أنظمة العدالة الجنائية أم‪SS‬اكن وحش‪SS‬ية حيث العقوب‪SS‬ة‬
‫قاسية والظروف داخل السجون غير إنسانية ومهينة‪ 63.‬وبالتالي‪ ،‬هناك سبب وجيه لحماية األطفال‬

‫لجن‪SS‬ة حق‪SS‬وق الطف‪S‬ل‪ ،‬التعلي‪SS‬ق الع‪SS‬ام رقم ‪ :10‬حق‪SS‬وق األطف‪SS‬ال في قض‪SS‬اء األح‪SS‬داث‪cRC/C/gc/10، ،‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪ ،2007‬الفقرات‪.33 - 32 .‬‬
‫لجنة حقوق الطفل‪ ،‬المالحظات الختامية‪ :‬نيجيريا‪ ،crc/C/15/Add61 ،S‬الفقرة ‪.39‬‬ ‫‪59‬‬
‫() الجمعية العام‪SS‬ة لألمم المتح‪SS‬دة‪ ،‬نظ‪SS‬ام روم‪SS‬ا األساس‪SS‬ي للمحكم‪SS‬ة الجنائي‪SS‬ة الدولية‪ 1 ،‬تم‪SS‬وز‪/‬يولي‪SS‬ه‬ ‫‪60‬‬
‫‪ ،2002‬األمم المتح‪SSS‬دة‪ ،‬مجموع‪SSS‬ة المعاه‪SSS‬دات‪ ،‬المجل‪SSS‬د ‪ ،2187‬الم‪SSS‬ادة ‪” :26‬ال يك‪SSS‬ون للمحكم‪SSS‬ة‬
‫[المحكمة الجنائي‪SS‬ة الدولية] أي والي‪SS‬ة قض‪SS‬ائية على أي ش‪SS‬خص ك‪SS‬ان دون س‪SS‬ن الثامن‪SS‬ة عش‪SS‬رة وقت‬
‫ارتكاب الجريمة المزعومة“‪.‬‬
‫‪M. Drumbl, Re - Imagining Child Soldiers in International Law and Policy (Oxford‬‬ ‫‪61‬‬
‫‪.University Press, Oxford, 2013), p. 126‬‬
‫‪G. Machel, Promotion and Protection of the Rights of Children: Impact of Armed‬‬ ‫‪62‬‬
‫‪.Conflict on Children, UnICEF A/51/306, 1996, pp. 15–22‬‬
‫انظر على سبيل المثال‪ ،‬ش مكتب‪ S‬المفوض السامي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ش مكتب المخدرات والجريمة‬ ‫‪63‬‬
‫والممثل الخاص لألمين العام المع‪SS‬ني ب‪S‬العنف ض‪S‬د األطف‪S‬ال‪ ،‬التقري‪SS‬ر المش‪SS‬ترك للمفوض‪S‬ية الس‪S‬امية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬مكتب‪ S‬األمم المتحدة المعني بالمخ‪SS‬درات والجريم‪SS‬ة والممثل‪SS‬ة الخاص‪SS‬ة لألمين الع‪SS‬ام‬
‫المعنية بالعنف ضد األطف‪S‬ال بش‪S‬أن من‪S‬ع العن‪S‬ف ض‪S‬د األطف‪S‬ال والتص‪S‬دي ل‪S‬ه في إط‪S‬ار نظ‪S‬ام قض‪S‬اء‬
‫األحداث‪ ،‬أ‪ HRC/21/25، 2012/‬؛ ش ‪ ،ICEF‬التعذيب وسوء المعاملة في س‪S‬ياق قض‪S‬اء األح‪S‬داث‬
‫التقرير النهائي للبحوث في أرمينيا وأذربيجان وجورجيا‪،‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫من التعرض لهذه البيئات بسبب ضعفها بالنسبة للبالغين‪.‬‬


‫ومع ذلك‪ ،‬في حين أن هذه الدوافع الحمائية ق‪SS‬د تك‪SS‬ون مقص‪SS‬ودة بش‪SS‬كل جي‪SS‬د‪ ،‬إال أنه‪SS‬ا تخل‪SS‬ق خط‪SS‬ر ع‪SS‬دم‬
‫االتساق مع واقع قدرة األطفال المتطورة‪ ،‬والتي يتم االع‪SS‬تراف به‪SS‬ا بم‪SS‬وجب ‪ cRC‬و‪ ،‬تش‪SS‬ير إلى "عملي‪SS‬ات‬
‫النضج والتعلم التي يكتسب األطفال من خاللها تدريجيا ً المعرف‪SS‬ة والمنافس‪SS‬ة والفهم"‪ 64.‬على ال‪SS‬رغم من أن‬
‫ديباجة اتفاقية حقوق الطف‪S‬ل تؤك‪S‬د على ض‪S‬عف األطف‪S‬ال وح‪S‬اجتهم إلى رعاي‪S‬ة وحماي‪S‬ة خاص‪S‬ة‪ ،‬ف‪S‬إن النص‬
‫الفرعي يعتمد‪ S‬مفهو ًما أكثر شمواًل للطفولة‪ ،‬والذي يمتد إلى االعتراف بقدراتهم المتطورة بم‪SS‬وجب الم‪SS‬ادة ‪5‬‬
‫والحق في التعبير‪ S‬عن آرائهم في جميع المسائل ال‪SS‬تي ت‪SS‬ؤثر عليهم بم‪SS‬وجب الم‪SS‬ادة ‪ .12‬وق‪SS‬د ﻻحظت اللجن‪SS‬ة‬
‫نفسها أن هذه المواد تتطلب تحوﻻ في الطريقة التي ينظر بها إلى اﻷطفال‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬اع‪SS‬ترفت ب‪SS‬أن‬
‫"تبني وكالة الطفل الصغير – كمشارك في األسرة والمجتم‪S‬ع‪ S‬المحلي والمجتم‪S‬ع‪ – S‬غالبً‪SS‬ا م‪SS‬ا يتم تجاهل‪SS‬ه أو‬
‫رفضه باعتباره غير مناسب على أساس العمر وع‪SS‬دم النض‪S‬ج"‪ 65 ،‬وأوض‪S‬ح أن الم‪SS‬ادة ‪" 12‬تع‪SS‬زز وض‪SS‬ع‬
‫الطفل الصغير كمشارك نشط في تعزيز‪ S‬وحماية ومراعاة حقوقه"‪66.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يجب توخي الحذر لمواءمة هذا التحول مع اعتراف أكبر بقدرة الطفل ووكالته مع نهج يس‪SS‬عى‬
‫إلى حماية األطفال من المسؤولية الجنائي‪SS‬ة عن أفع‪SS‬الهم‪ .‬من المؤك‪SS‬د أن العدي‪SS‬د من األطف‪SS‬ال ال‪SS‬ذين يرتكب‪SS‬ون‬
‫جرائم جنائية محلية‪ ،‬بل وجرائم دولية‪ ،‬سيتصرفون تحت اإلك‪SS‬راه واإلك‪SS‬راه‪ .‬وم‪SS‬ع ذل‪SS‬ك‪ ،‬إذا ك‪SS‬ان ال ب‪SS‬د من‬
‫االعتراف بق‪SS‬درات األطف‪SS‬ال المتط‪SS‬ورة‪ ،‬فيجب أن يك‪SS‬ون ذل‪SS‬ك مص‪SS‬حوبًا بقب‪SS‬ول أن‪SS‬ه ال ت‪SS‬زال هن‪SS‬اك إمكاني‪SS‬ة‬
‫لشخص دون سن ‪ 18‬عا ًم ا للقيام طواعية بأعمال ترضي العناصر العقلية والبدنية للجريمة‪67.‬‬

‫كازاخستان وقيرغيزستان وجمهورية مولدوفا وطاجيكستان وأوكرانيا‪http :// www< ،2013 ،‬‬
‫‪unicef.org/ceecis/Ttorture_and _ill treatment_in_the_Context_of_Juvenile_EN.pdf .‬‬
‫>‪ ،‬تمت زيارته في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 2014‬؛ االتحاد األمريكي للحريات المدنية‪ ،‬وحيد وخائف‪ :‬األطفال‬
‫(‪ACl‬‬ ‫المحتجزون في الحبس االنفرادي والعزل في مراكز احتجاز األح‪SS‬داث والمراف‪SS‬ق اإلص‪SS‬الحية‬
‫‪ ،U‬نيويورك‪.)2014 ،‬‬
‫لجنة حقوق الطفل‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :7‬إعمال حقوق الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة‪crc/C/gc ،‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪./7/Rev.1, 2007, para. 17‬‬
‫() المرجع نفسه‪ ،‬الفقرة ‪14 .17‬‬ ‫‪65‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪66‬‬
‫انظر على سبيل المثال‪" ،J. Rikhof ،‬الجنود األطف‪SS‬ال‪ :‬ه‪SS‬ل يجب مع‪SS‬اقبتهم ؟"‪Sword & 6–5 ،‬‬ ‫‪67‬‬
‫‪Scale: Canadian Bar Association National Military Law Section Newsletter (2009)،‬‬
‫‪ ،> < http://www.cba.org/ CBA/sections_military/pdf/SwordandScale09.pdf‬تمت‬
‫زيارته في ‪ 26‬نوفمبر ‪ 2014‬؛‪ ،J. Boyden S‬األطفال‪ ،‬الح‪SS‬رب واالض‪SS‬طراب الع‪SS‬المي في الق‪SS‬رن‬
‫الحادي والعشرين‪ :‬مراجعة للنظريات و‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫ومن المؤكد أن ضعف مثل هذا الطفل يتطلب اتخاذ تدابير لحمايته من نظام العدالة الجنائية القاسي ال‪SS‬ذي ال‬
‫يتسق مع التركيز في إعادة اإلدماج بموجب المادة ‪ 40‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬سيكون من غ‪SS‬ير‬
‫المتسق بالنسبة لضعفهم أن يحول دون تحميلهم المسؤولية الجنائية عن أفعالهم‪.‬‬
‫أيض‪S‬ا في مجموع‪S‬ة من المج‪S‬االت األخ‪S‬رى ال‪S‬تي أدى فيه‪S‬ا‬ ‫هذا الخط‪S‬ر من ع‪S‬دم االتس‪S‬اق يط‪S‬رح نفس‪S‬ه ً‬
‫التركيز على ضعف األطفال إلى تبني أجندات داعمة يحتمل أن تتعارض مع فكرة قدرة األطفال المتطورة‪.‬‬
‫ولنتأمل على سبيل المث‪S‬ال مس‪SS‬ألة عم‪S‬ل األطف‪S‬ال ومش‪SS‬اركة األطف‪SS‬ال في الص‪SS‬راعات المس‪S‬لحة‪ .‬هن‪S‬اك داف‪S‬ع‬
‫مفهوم لحماية األطفال من األضرار المرتبطة بهذه األنشطة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المطالب‪SS‬ة ب‪SS‬االعتراف بالق‪SS‬درات‬
‫المتطورة‪ S‬لألطف‪SS‬ال واالس‪S‬تماع‪ S‬إلى آرائهم تمث‪S‬ل تح‪SS‬ديًا ألولئ‪SS‬ك الب‪SS‬الغين ال‪S‬ذين يفض‪SS‬لون أن يقتص‪S‬ر النق‪S‬اش‬
‫المحيط بهذه القضايا على المناقشات حول كيفي‪SS‬ة اس‪SS‬تبعادهم من المش‪SS‬اركة في مث‪SS‬ل ه‪S‬ذه األنش‪SS‬طة من أج‪S‬ل‬
‫حمايتهم من األذى‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ال يزال هناك خطر من أن نموذج الضعف قد يثير‪ S‬في الواقع أجن‪SS‬دات حمائي‪SS‬ة‬
‫يصعب التوفيق بينها وبين القدرات المتطورة ونماذج مشاركة األطفال التي تدعم ‪.cRC‬‬

‫النظر إلى ما هو أبعد من الضعف‬ ‫‪4‬‬

‫في حين سعى الجزء الثاني من المق‪S‬ال إلى ت‪SS‬برير فك‪S‬رة ض‪S‬عف األطف‪SS‬ال‪ ،‬س‪S‬عى الج‪S‬زء الث‪S‬الث إلى تس‪S‬ليط‬
‫الضوء على المخ‪S‬اطر والمخ‪SS‬اطر عن‪S‬دما يتم‪S‬يز‪ S‬األطف‪S‬ال حص‪S‬ريًا ب‪S‬الرجوع إلى نق‪S‬اط ض‪SS‬عفهم‪ .‬في الج‪S‬زء‬
‫األخير من المقال‪ ،‬أقدم بعض األفكار ح‪S‬ول كيفي‪S‬ة تج‪S‬اوز ه‪S‬ذه المخ‪S‬اطر من خالل تق‪S‬ديم تص‪S‬ور مف‪S‬اهيمي‬
‫لألطفال حيث ال يزال ضعفهم يتم اكتشافه والتحقق من صحته‪ ،‬ولكنه متوازن ومستنير بالقدرات المتط‪SS‬ورة‬
‫والحقوق التشاركية لألطفال‪ ،‬والتي تعتبر أساسية لتصور األطفال في إطار نهج قائم على الحقوق‪.‬‬
‫يلخص الجدول ‪ 1‬العواقب المحتملة المرتبطة بتصور األطفال في إطار نموذج‪ S‬الضعف مقارنة بالنت‪SS‬ائج‬
‫في إطار نهج قائم على الحقوق‪ .‬واألهم من ذلك أن النهج القائم على الحقوق ال ينكر أن األطفال يعانون من‬
‫نقاط ضعف ويقبل أن التدابير ستكون مطلوب‪SS‬ة لحماي‪SS‬ة األطف‪SS‬ال من مختل‪SS‬ف التهدي‪SS‬دات لحق‪SS‬وقهم ورف‪SS‬اههم‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن النهج القائم على الحقوق ال يضع مفهو ًما‪ S‬لألطفال‬

‫أدب عن مساهمات األطفال في العنف المسلح (دار الملكة إليزابيث‪ ،‬جامعة أكسفورد‪ ،‬ورقة العمل‬
‫رقم ‪) 2006 ،138‬؛ درومبل‪ ،‬الحاشية ‪ 61‬أعاله‪ ،‬الصفحات ‪.107–103‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫‪TABle‬‬ ‫‪1‬‬

‫قائم على الحقوق‬ ‫نهج الضعف نهج‬

‫األشخاص الذين لهم استحقاقات المساعدة‬ ‫أهداف التدخل‬


‫الحماية ضرورية ولكن القدرة على اتخاذ‬ ‫في حاجة إلى الحماية‬
‫القرارات المدعومة‬
‫الكفؤة‬ ‫القدرات المتطورة غير‬
‫القدرة على الصمود بشكل مستقل عن‬ ‫تعتمد‪ S‬على رفاهية البالغين‬
‫بالغين‬
‫ضحايا المساعدة والمتلقون السلبيون لها‬ ‫الضحايا والوكالء والمتعاونون المحتملون‬
‫امتالك الخبرة‬ ‫االفتقار إلى الخبرة‬
‫(الذين شوهدوا وسمعوا و‬ ‫إسكات المشاركين النشطين (الذين شوهدوا ولكن لم يسمعوا)‬
‫استمع إلى)‬

‫حصريًا من خالل عدسة نقاط ضعفهم والتعرف على قدراتهم المتطورة‪S.‬‬

‫األشخاص المستحقون للمساعدة‬ ‫‪4.1‬‬


‫في حين أن األطفال يخاطرون بالتخفيض إلى أهداف التدخل في إطار نموذج الق‪SS‬درة على الض‪SS‬عف‪ ،‬يعت‪SS‬بر‬
‫األطفال خاضعين الستحقاقات المساعدة بموجب نهج قائم على الحقوق‪ 68.‬من جانبها‪ ،‬أوضحت اللجن‪SS‬ة أن‬
‫‪ cRC‬يتطلب‪:‬‬

‫ويلزم التحول عن المعتقدات التقليدية التي تنظر إلى الطفولة المبكرة‪ S‬بصورة رئيسية على أنها ف‪SS‬ترة‬
‫إع‪S‬داد اجتم‪SS‬اعي للك‪S‬ائن البش‪S‬ري غ‪SS‬ير الناض‪S‬ج في اتج‪S‬اه اكتس‪SS‬اب مكان‪S‬ة الش‪SS‬خص الب‪SS‬الغ الناض‪S‬ج‪.‬‬
‫وتقضي االتفاقية بوجوب‪ S‬احترام األطفال‪ ،‬بمن فيهم األطف‪SS‬ال الص‪SS‬غار ج‪SS‬داً‪ ،‬بوص‪SS‬فهم أشخاص‪S‬ا ً من‬
‫حقهم هم أن يكونوا‪ S‬كذلك‪69.‬‬

‫وهذا أمر مهم إلى حد أن األطفال ال يظل‪SS‬ون معتم‪SS‬دين على األعم‪SS‬ال الخيري‪SS‬ة أو التقديري‪SS‬ة أو اإلحس‪SS‬ان من‬
‫الب‪SS‬الغين لتق‪SS‬ديم الحماي‪SS‬ة والرعاي‪SS‬ة لهم في إط‪SS‬ار نم‪SS‬وذج الض‪SS‬عف‪ .‬على العكس من ذل‪SS‬ك‪ ،‬األطف‪SS‬ال ل‪SS‬ديهم‬
‫استحقاق‬

‫شوز‪ ،‬اتفاقية الهاي بشأن اختطاف األطفال‪ :‬تحليل نقدي (هارت‪ ،‬أكسفورد‪)2013 ،‬‬ ‫‪68‬‬
‫ص‪١٠٩‬‬
‫() لجنة حقوق الطفل‪ ،‬الحاشية ‪ 64‬أعاله‪ ،‬الفقرة ‪.5 .5‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫للمطالبة بحقوقهم بموجب اتفاقية حقوق الطفل والمطالبة بالمساءلة من الدول لض‪SS‬مان اس‪SS‬تيفاء اس‪SS‬تحقاقاتهم‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫تطوير القدرات ودعم عملية صنع القرار‬ ‫‪4.2‬‬


‫وفي إطار نموذج الضعف‪ ،‬هناك خطر أن يتحمل البالغون المسؤولية الحصرية عن حماية األطف‪SS‬ال بس‪SS‬بب‬
‫تصور أن األطفال يفتقرون إلى الكفاءة والقدرة على حماية مص‪SS‬الحهم الخاص‪SS‬ة‪ .‬ومن ش‪SS‬أن اتب‪SS‬اع نهج ق‪SS‬ائم‬
‫على الحقوق أن يسلم بأن هذا النهج سيكون ضروريا ً في كثير‪ S‬من الح‪SS‬االت‪ ،‬ال س‪SS‬يما م‪SS‬ع ص‪SS‬غار األطف‪SS‬ال‪،‬‬
‫لضمان التمتع‪ S‬الفعلي بحقوق الطفل‪ .‬ومع ذل‪S‬ك‪ ،‬ب‪S‬دالً من اف‪S‬تراض أن األطف‪S‬ال غ‪S‬ير أكف‪S‬اء‪ ،‬ال يس‪S‬عى النهج‬
‫القائم على الحقوق إلى االعتراف بقدرة األطفال المتطورة‪ S‬فحسب‪ ،‬بل يتطلب أيضً ا أن يدعم الكبار األطفال‬
‫لتطوير قدراتهم على صنع القرار‪.‬‬
‫نقاط ضعف األطفال ليست مجرد أساس إلضفاء الشرعية على تداخل الب‪SS‬الغين في حي‪SS‬اة األطف‪SS‬ال‪ .‬ومن‬
‫المؤكد أن المادة ‪ 5‬تحترم حقوق الوالدين واألشخاص اآلخرين المس‪SS‬ؤولين عن رعاي‪SS‬ة تنش‪SS‬ئة الطف‪SS‬ل‪ .‬وم‪SS‬ع‬
‫ذلك‪ ،‬يجب ممارسة هذه الحقوق والمسؤوليات بطريقة توفر "التوجيه والمساعدة" للطفل لتمكينه من التمت‪SS‬ع‬
‫بحقوقه بموجب‪ S‬اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬بطريقة تتفق‪ S‬مع قدراته المتطورة‪ .‬ولذلك يجب على الكبار أن يدعموا‬
‫األطفال في قدرتهم على ممارسة حقوقهم والتمتع بها والمطالبة به‪SS‬ا‪ ،‬ب‪SS‬دالً من اس‪SS‬تبدال مص‪SS‬الحهم الخاص‪SS‬ة‬
‫تلقائيا ً بمصالح أطفالهم‪71.‬‬

‫القدرة على الصمود والخبرة والوكالة والتعاون‬ ‫‪4.3‬‬


‫ينطوي نموذج الضعف على خطر افتراض أن األطفال غير أكفاء ويعتمدون على البالغين‪ .‬ه‪SS‬ذا االف‪SS‬تراض‬
‫يمكن أن يعمي البالغين‬

‫انظر بشكل عام‪" ،M. Freeman ،‬لماذا ال يزال من المهم أخذ الحقوق على محمل الجد"‪15 ،‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪.International Journal of Children 's Rights (2007) p‬‬
‫التمي‪SS‬يز بين ص‪SS‬نع الق‪SS‬رار الم‪SS‬دعوم والمس‪SS‬تبدل ه‪SS‬و س‪SS‬مة من س‪SS‬مات خط‪SS‬اب حق‪SS‬وق ع‪SS‬دم الق‪SS‬درة‪.‬‬ ‫‪71‬‬
‫باختص‪SS‬ار‪ ،‬يح‪SS‬دث اتخ‪SS‬اذ الق‪SS‬رار الم‪SS‬دعوم عن‪SS‬دما يك‪SS‬ون ل‪SS‬دى الف‪SS‬رد ذي اإلعاق‪SS‬ة الق‪SS‬درة على اتخ‪SS‬اذ‬
‫القرارات بنفسه‪ ،‬بمساعدة فرد آخر أو طرف ثالث‪ .‬ويترتب‪ S‬على اتخاذ القرار باإلنابة اتخ‪SS‬اذ الق‪SS‬رار‬
‫بالكامل من قبل طرف ثالث أو وكيل‪ ،‬نيابة عن الف‪SS‬رد ذي اإلعاق‪SS‬ة‪ ،‬غ‪SS‬ير الق‪SS‬ادر على اتخ‪SS‬اذ الق‪SS‬رار‬
‫بنفسه بسبب‪ S‬طبيعة إعاقته‪ .‬لمزيد من المناقش‪SS‬ة له‪S‬ذه األس‪SS‬اليب‪ ،‬انظ‪SS‬ر بش‪S‬كل ع‪S‬ام‪ .S ،‬ثم‪" ،‬التط‪SS‬ور‬
‫واالبتكار في قوانين الوصاية" ‪ 35‬مراجعة قانون سيدني (‪ )2013‬ص‪ 133 .‬؛ ‪ T. Carney‬و‬
‫‪F. Beaupert, ‘Public and Private Bricolage – Challenges Balancing Law, Services‬‬
‫‪and Civil Society in Advancing c Rpd Supported Decision - Making’, 36 University‬‬
‫‪ .of New South Wales Law Journal (2013) p. 175‬من األمور ذات األهمية الحاسمة لهذه‬
‫المقالة أن التحول نحو المجموع المسبق لصالح اتخاذ القرارات المدعومة في خطاب حقوق اإلعاق‪SS‬ة‬
‫مناسب أيضً ا في سياق المناقشات حول حقوق الطفل‪.‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫‪TABle‬‬ ‫‪2‬‬

‫بحث حول األطفال في ظل نموذج‬ ‫البحث مع األطفال ومن قبلهم ومن أجلهم‬
‫الضعف‬ ‫في إطار نهج قائم على الحقوق‬

‫موضوع التحقيق‬
‫البحوث التي تجرى مع األطفال وبواسطتهم‬ ‫البحوث المتعلقة بالطفل‬
‫ال دور في سؤال البحث أو المنهجية أو التقييم أو‬ ‫الدور المحتمل في تصميم سؤال البحث‬
‫النشر‬ ‫ومنهجية البحث والتقييم‪ S‬والنشر‬
‫شوهد وسمع وشارك بنشاط‬ ‫شوهد ولكن لم يسمع‬

‫القدرة على إدراك أن األطفال غالبا ً ما يمتلكون القدرة على الصمود‪ ،‬حتى في الظروف ال‪SS‬تي يكون‪SS‬ون فيه‪SS‬ا‬
‫ضعفاء‪ ،‬وسيكون لديهم القدرة على كل من الوكالة الذاتية والتعاون النشط مع البالغين‪ .‬وتوفر مس‪SS‬ألة البحث‬
‫مع األطفال ومن قبلهم ومن أجلهم مثاال جيدا على هذه النقطة‪ .‬يوضح الجدول ‪ 2‬الس‪S‬مات الرئيس‪S‬ية لنم‪S‬وذج‬
‫البحث التقليدي ال‪S‬ذي يتم في‪S‬ه تعري‪SS‬ف األطف‪S‬ال من خالل ض‪SS‬عفهم‪ .‬إنهم يخ‪SS‬اطرون ب‪S‬أن يص‪SS‬بحوا موض‪SS‬وع‬
‫استفسار للباحثين وليس لهم دور في تط‪SS‬وير س‪SS‬ؤال البحث‪ ،‬أو جم‪SS‬ع وتق‪SS‬ييم البيان‪SS‬ات‪ .‬في المقاب‪SS‬ل‪ ،‬في ظ‪SS‬ل‬
‫النهج القائم على الحقوق‪ ،‬يتم تصور األطفال كمواضيع يمكن للباحثين التعاون معه‪SS‬ا ‪ 72‬وبالفع‪SS‬ل كب‪SS‬احثين‪S‬‬
‫مستقلين أنفسهم‪ 73.‬وهذا يفتح إمكانية أن يكون لألطفال دور نشط في تطوير أس‪SS‬ئلة البحث وجم‪SS‬ع البيان‪SS‬ات‬
‫وتقييمها‪ S‬ونشرها‪.‬‬
‫بموجب‪ S‬كال النموذجين‪ ،‬يجب الحفاظ على المعايير‪ S‬األخالقية المناسبة لتقليل احتم‪S‬ال ح‪S‬دوث أي ض‪S‬رر‬
‫يتعرض له الطفل أثناء‬

‫انظ‪SS‬ر ‪L. Lundy and L. McEvoy ‘Children‘ s Rights and Research Processes:‬‬ ‫‪72‬‬
‫‪Assisting Children to (in)Formed Views ’, 19 Childhood (2011) p. 129; L. Lundy et‬‬
‫‪" .al‬العم‪SS‬ل م‪SS‬ع األطف‪SS‬ال كب‪SS‬احثين مش‪SS‬اركين‪ :‬نهج مس‪SS‬تنير‪ S‬باتفاقي‪SS‬ات األمم المتح‪SS‬دة بش‪SS‬أن حق‪SS‬وق‬
‫الطفل"‪ 22 ،‬التعليم المبكر والتنمية (‪ )2011‬ص‪.714 .‬‬
‫انظ‪SS‬ر ‪" ،M. Kellet‬البحث بقي‪SS‬ادة الطف‪SS‬ل من البداي‪SS‬ة إلى االس‪SS‬تقبال‪ :‬قض‪SS‬ايا االبتك‪SS‬ار‪ S‬المنهجي‬ ‫‪73‬‬
‫والتطور"‪ 7 ،‬إدارة االتصاالت الفصلية (‪)2012‬‬
‫الص‪SSS‬فحات ‪ 25–5‬؛‪M. Kelly, ‘Empowering Children and Young People as SSS‬‬
‫‪Researchers: Overcoming Barriers and Building Capacity’, 4 Child Indicators‬‬
‫‪ Research (2011) p. 205‬؛ ‪M. Kellet, Rethinking Children and Children: Attitudes in‬‬
‫) ‪Contemporary Society (Continuum, London, 2010‬؛ ‪H. Shier (ed.), Learn to Live‬‬
‫‪without Violence: Transformative Research by Children and Young People‬‬
‫)‪,(cesesmA and University of Central Lancashire, 2012‬‬
‫‪http://www.harryshier.net/docs/CESESMA-‬‬ ‫<‬
‫‪ ،>Learn_to_live_without_violence.pdf‬تمت زيارته في ‪ 26‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪.2014 S‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫البحث‪ 74‬ومع ذلك‪ ،‬في حين أن نموذج الضعف يخاطر باالنشغال بضعف األطف‪S‬ال‪ ،‬ف‪S‬إن النهج الق‪S‬ائم على‬
‫الحقوق يسعى باستمرار إلى االع‪SS‬تراف بالق‪SS‬درات والخ‪SS‬برات المتط‪SS‬ورة‪ S‬لألطف‪SS‬ال‪ ،‬وعن‪SS‬د االقتض‪SS‬اء‪ ،‬إقام‪SS‬ة‬
‫تعاون مع األطفال‪.‬‬

‫في حين أن نهج الضعف ينطوي على خطر إسكات األطفال‪ ،‬فإن السمة األساسية للنهج القائم‬ ‫‪4.4‬‬
‫على الحقوق هي أن البالغين يجب أال يستمعوا إلى األطفال فحسب‪ ،‬بل يجب أن يبحثوا بنشاط عن آرائهم‬
‫وأن يعاملوهم بجدية‪ .‬وينشأ هذا االلتزام بموجب‪ S‬المادة ‪ 12‬من االتفاقية‪ ،‬التي تنص على ما يلي‪" :‬تكفل‬
‫الدول األطراف للطفل القادر على تكوين آرائه الخاصة الحق في التعبير‪ S‬عن تلك اآلراء بحرية في جميع‬
‫المسائل التي تؤثر على الطفل‪ ،‬مع إيالء آراء الطفل االعتبار الواجب وفقا لسن الطفل ونضجه"‪75.‬‬
‫يمثل االلتزام خروجً ا جذريًا عن تصورات الطفول‪S‬ة الس‪S‬ابقة‪ .‬على س‪SS‬بيل المث‪S‬ال‪ ،‬بم‪S‬وجب‪ S‬مب‪S‬دأ الس‪S‬لطة‬
‫األبوية ‪ ،‬حيث كان األطفال حرفيا ملكا لوالدهم‪ ،‬لم يتم رؤية األطفال أو س‪SS‬ماعهم‪ .‬بم‪SS‬وجب‪ S‬نم‪SS‬وذج الرعاي‪SS‬ة‬
‫االجتماعية‪ ،‬الذي يرتكز على ضعف األطفال‪ ،‬يمكن رؤية األطفال‪ ،‬ولكن ال يوجد توق‪SS‬ع ب‪SS‬أن يتم س‪SS‬ماعهم‪.‬‬
‫في المقابل‪ ،‬يتطلب مفهوم الطفولة في ظل ‪ cRC‬أن يتم رؤية األطفال وسماعهم واالستماع إليهم‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن االلتزام بضمان فرصة لألطفال للتعبير‪ S‬عن آرائهم يتطلب من الدول اتخاذ ت‪SS‬دابير‬
‫إيجابية لتمكين األطفال من التعبير عن آرائهم بطرق مناسبة لسنهم ومستوى نضجهم‪ 76.‬لن تك‪SS‬ون الط‪SS‬رق‬
‫التقليدية التي تركز على الكبار لتسهيل المشاركة في عمليات صنع القرار متاح‪SS‬ة أو مناس‪SS‬بة دائ ًم‪SS‬ا لألطف‪SS‬ال‬
‫للتعبير‪ S‬عن آرائهم‪ .‬على حد تعبير إيريس يونغ‪ ،‬فإن "شروط الخطاب" قد تجعل "افتراض‪SS‬ات" أن األطف‪SS‬ال‬
‫ال يش‪SS‬اركون‪ ،‬وق‪SS‬د تم‪SS‬يز‪ S‬اإلج‪SS‬راءات البيني‪SS‬ة أس‪SS‬اليب التعب‪SS‬ير للب‪SS‬الغين الس‪SS‬تبعاد أنم‪SS‬اط تعب‪SS‬ير األطف‪SS‬ال‪77.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬تتطلب المادة ‪ 12‬مفاهيم جديدة للمشاركة لديها القدرة على تحويل عملية صنع القرار و‬

‫‪UN‬‬ ‫انظ‪SS‬ر على س‪SS‬بيل المث‪SS‬ال‪ICEF Office of Research, Ethical Research Involving ،‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪Children:‬‬ ‫‪Getting‬‬ ‫‪Started,‬‬ ‫‪2013,‬‬
‫‪<http://childethics.com/wp-content/uploads/2013/10/ERIC-compendium-Getting‬‬
‫‪ ،> Started-section-only.pdf-‬تمت زيارته في ‪ 21‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫() انظر الحاشية ‪ 1‬أعاله‪ ،‬المادة ‪.12‬‬ ‫‪75‬‬
‫لجنة حقوق الطفل‪ ،‬التعلي‪SS‬ق الع‪SS‬ام رقم ‪ :12‬ح‪SS‬ق الطف‪SS‬ل في االس‪SS‬تماع‪ S‬إليه‪،cRC/C/gc/12، 2009 ،‬‬ ‫‪76‬‬
‫الفقرات‪.49 ،34 ،19 .‬‬
‫‪I. Young, Inclusion and Democracy (Oxford University Press, Oxford, 2010) p. 53‬‬ ‫‪77‬‬
‫(اإلشارة إلى هذه المعض‪SS‬لة على أنه‪SS‬ا اس‪SS‬تبعاد داخلي على النقيض من االس‪SS‬تبعاد الخ‪SS‬ارجي حيث ال‬
‫يُسمح لألطفال حتى بالمشاركة في العملية التداولية)‪.‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫جعلها أك‪SS‬ثر ش‪SS‬مولية من خالل جلب وجه‪SS‬ات النظ‪SS‬ر في اللعب ال‪SS‬تي من ش‪SS‬أنها أن ت‪SS‬ذهب خالف ذل‪SS‬ك غ‪SS‬ير‬
‫مسموع‪78S.‬‬
‫وهذا له عواقب وخيمة محتمل‪S‬ة عن‪S‬د معالج‪S‬ة المف‪S‬اهيم المتعلق‪SS‬ة بض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال المف‪SS‬ترض‪ .‬في المق‪S‬ام‬
‫األول‪ ،‬يتطلب األمر إجراء محادثة مع األطفال أنفسهم لتقييم فهمهم لنقاط ضعفهم‪ .‬كما يتطلب ح‪SS‬وارً ا ح‪SS‬ول‬
‫طبيعة أي من األمور التي ستكون مطلوب‪S‬ة لمعالج‪S‬ة نق‪S‬اط الض‪S‬عف ه‪S‬ذه‪ .‬واألهم من ذل‪S‬ك‪ ،‬أن الم‪S‬ادة ‪ 12‬ال‬
‫تطالب البالغين بالتخلي عن تقييمهم‪ ،‬وال تحملهم مسؤولية اتخ‪SS‬اذ ت‪SS‬دابير لمعالج‪SS‬ة م‪SS‬واطن ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال‪.‬‬
‫والواقع أنه ال ينطبق‪ S‬إال على األطفال القادرين على تكوين رأي بشأن المسائل التي تؤثر عليهم‪ ،‬وح‪SS‬تى في‬
‫ذلك الحين‪ ،‬فإن الشرط هو أنه يجب إيالء االعتبار الواجب آلراء الطفل في ض‪SS‬وء س‪SS‬نه ومس‪SS‬توى نض‪SS‬جه‪.‬‬
‫‪ 79‬وبالتالي فإن المادة ‪ 12‬ال تسعى إلى إزاحة دور الب‪SS‬الغين تما ًم‪SS‬ا في حماي‪SS‬ة األطف‪SS‬ال من أوج‪SS‬ه القص‪SS‬ور‬
‫لديهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه يتطلب إعادة توجيه االتجاه التاريخي لتحديد نقاط ضعف األطفال ومعالجتها‪ S‬حص‪SS‬ريًا‬
‫من منظور البالغين‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬في ظل النهج الق‪S‬ائم على الحق‪S‬وق‪ ،‬س‪S‬تكون هن‪S‬اك مناس‪S‬بات ال ي‪S‬زال يتعين فيه‪S‬ا على الب‪S‬الغين‬
‫تحمل المسؤولية الوحيدة عن اتخاذ القرارات لمعالجة نقاط ض‪S‬عف األطف‪S‬ال‪ .‬ولكن س‪S‬تكون هن‪S‬اك مناس‪S‬بات‬
‫أخرى يتعين فيها على البالغين واألطفال إجراء تقييم لضعف األطف‪SS‬ال وأي ت‪SS‬دابير تخفي‪SS‬ف بش‪SS‬كل تع‪SS‬اوني‪،‬‬
‫واألكثر إثارة للجدل‪ ،‬عندما يتعين على البالغين نقل عملية التقييم وصنع القرار إلى األطف‪SS‬ال أنفس‪SS‬هم عن‪SS‬دما‬
‫يكونون مؤهلين للقيام بذلك‪80.‬‬

‫العنوان األصلي‪The Need for a Broader Kaleidoscope :‬‬ ‫‪5‬‬

‫في كتابه لعام ‪ ،2006‬اختراع الطفولة‪ ،‬كتب هيو كانينغهام أن هناك فرقًا مذهالً بين الطفولة اليوم والطفولة‬
‫كما هي‪.‬‬

‫انظر ‪N. Thomas, ‘Towards a Theory of Children' s Participation ’, 15 International‬‬ ‫‪78‬‬


‫‪.Journal of Children' s Rights (2007) p. 199‬‬
‫() انظر بصفة عامة لجنة حقوق الطفل‪ ،‬الحاشية ‪ 74‬أعاله‪ ،‬الفقرتان ‪ 20‬و ‪30-26 .21‬‬ ‫‪79‬‬
‫‪J. Tobin, ‘Justifying Children' s Rights ’, 21 International Journal of Children' s‬‬ ‫‪80‬‬
‫)‪Rights (2013‬‬
‫‪ .395-441‬األدبيات المتعلقة بمشاركة األطفال واسعة ومتنامية‪ .‬انظر على سبيل المثال‪،R. Hart ،‬‬
‫مشاركة األطفال‪ :‬من التوكنية إلى المشاركة‪ ،‬بحث إينوشنتي مقال ‪،1992 ،4‬‬
‫<‪http://www.unicef-irc.org/publications/pdf/childrens_participation.pdf>, visited on‬‬
‫‪21 November 2014 (adapting Arnstein 's work to illustrate a ladder of participation‬‬
‫;)‪with children that spans from manipulation and tokenism to child directed action‬‬
‫‪R. Hinton,‘ Children ‘s Participation and Good Governance: Limitations of the‬‬
‫‪Theoretical Literature’, 16 International Journal of Children 's Rights (2008) p. 287‬‬
‫‪(critiquing Hart' s work for‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪UndeRSTAndIng‬‬ ‫‪CHIldREn‬‬ ‫‪RIgHTS‬‬

‫وقد عاش معظم األلفية الماضية‪" :‬كان من المفترض أن األطفال في الماضي لديهم قدرات ن‪SS‬ادرا م‪SS‬ا نعتق‪SS‬د‬
‫اآلن أن لديهم ‪ ...‬لذلك نحن على منح أطفالنا طفولة طويل‪SS‬ة وس‪SS‬عيدة بحيث‪ S‬نقل‪SS‬ل من ق‪SS‬دراتهم وق‪SS‬درتهم على‬
‫الصمود"‪81.‬‬
‫من المؤكد أنه يجب الحرص على عدم إضفاء الطابع الرومانسي على الوقت الذي تم فيه التع‪SS‬رف على‬
‫مرون‪S‬ة األطف‪S‬ال وق‪SS‬درتهم ألن ال‪S‬دوافع وراء ه‪SS‬ذا الش‪S‬عور ك‪S‬انت في كث‪SS‬ير من األحي‪S‬ان مفي‪SS‬دة‪ .‬تاريخي‪S‬ا‪ ،‬تم‬
‫استخدام قدرة األطفال (وغالبا ما يستمر‪ S‬استخدامها) واستغاللها بطريقة أو بأخرى‪ 82 .‬في هذا الصدد‪ ،‬كان‬
‫التحول إلى التركيز على ضعف األطفال في إطار نموذج الرعاية مع تركيزه على مص‪S‬الح الطف‪S‬ل الفض‪S‬لى‬
‫مفهو ًما و "مفيدًا جدًا لألطفال" ألنه يتطلب إعادة توجيه بعيدًا عن التركيز الحصري على مص‪SS‬الح الوال‪SS‬دين‬
‫والكبار إلى مراعاة مصالح الطفل‪ 83.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن توصيف األطف‪SS‬ال من خالل عدس‪SS‬ة الض‪SS‬عف ال يخل‪SS‬و‬
‫من "الجانب المظلم"‪ 84‬وغالبًا ما يجعل األطفال خاضعين ألجندات حمائي‪SS‬ة لم تس‪SS‬كتهم‪ S‬فحس‪SS‬ب‪ ،‬ب‪SS‬ل ك‪SS‬انت‬
‫ضارة بصحتهم ورفاههم‪.‬‬
‫لم تسع هذه المقالة إلى إنكار ضعف األطفال بالنسبة للب‪SS‬الغين ولم تس‪SS‬عى إلى إدان‪SS‬ة مفه‪SS‬وم الض‪SS‬عف‪ .‬في‬
‫الواقع‪ ،‬كما أوضح هيرينغ وفينمان‪ ،‬فإن تبني فكرة الضعف العالمي هو‬

‫إنشاء "تسلسل هرمي خطي" لألساليب التشاركية) ؛ ‪ .J‬هارت وآخرون‪ ،‬األطفال يغ‪SS‬يرون ع‪SS‬المهم‪:‬‬
‫فهم وتقييم مشاركة األطفال في التنمية (‪( )plAn، Surrey، 2004‬قب‪SS‬ول الحاج‪SS‬ة إلى أن‪SS‬ه في بعض‬
‫السياقات يجب على البالغين حماية األطفال‪ ،‬وعلى هذا النحو‪ ،‬لن تكون العمليات الموجه‪SS‬ة لألطف‪SS‬ال‬
‫مناس‪SS‬بة دائ ًم‪SS‬ا ولكن يجب استش‪SS‬ارة الطف‪SS‬ل كح‪SS‬د أدنى وأخ‪SS‬ذ وجه‪SS‬ات نظ‪SS‬ره بعين االعتب‪SS‬ار) ؛ ‪P.‬‬
‫‪Treseder, Empowering Children and Young People Training Manual: Promoting‬‬
‫‪Involvement in Decision Making (Save the Children, UK, 1997); H. Shier,‬‬
‫& ‪‘Pathways to Participation: Openings Opportunities and Obligations’, 15 Child‬‬
‫‪( Society (2001) p. 115‬بحجة أن المشاركة النشطة "تتطلب التزا ًما صريحً ا من جانب الب‪SS‬الغين‬
‫بتقاسم سلطتهم ؛ أي إعطاء بعض منه ")؛ ‪ .N‬توماس‪" ،‬نحو نظرية مش‪SS‬اركة الطف‪S‬ل"‪ 15 ،‬المجل‪S‬ة‬
‫الدولي‪SS‬ة لحق‪SS‬وق الطف‪SS‬ل (‪ )2007‬ص‪( .199 .‬التأكي‪SS‬د على الحاج‪SS‬ة إلى التأكي‪SS‬د على مس‪SS‬توى الق‪SS‬وة‬
‫النشطة ومدخالت األطفال يتمتعون بالعملية وتأثيرها على صنع القرار)‪.‬‬
‫‪.H. Cunningham. The Invention of Childhood (bbc Books, London, 2006 ) p. 45‬‬ ‫‪81‬‬
‫في س‪SS‬ياق عمال‪SS‬ة األطف‪SS‬ال‪ ،‬انظ‪SS‬ر على س‪SS‬بيل المث‪SS‬ال‪J. Humphries, Childhood and Child ،‬‬ ‫‪82‬‬
‫‪Labour in the British Industrial Revolution (Cambridge University Press,‬‬
‫)‪( Cambridge, 2011‬بالتفصيل الظروف االستغاللية التي غالبا ً ما يعاني منها األطف‪SS‬ال في الق‪SS‬وى‬
‫العامل‪SSSS‬ة )؛ ‪Ilo, Global Child Labour Trends 2008 to 2012 (Ilo, 2013),‬‬
‫‪،><http://www.ilo.org/ipecinfo/product/ download.do?type=document&id=23015‬‬
‫تمت زيارته في ‪ 21‬نوفمبر ‪( 2014‬مع مالحظ‪SS‬ة التحس‪SS‬ينات‪ S‬في المس‪SS‬توى الع‪SS‬المي لالس‪SS‬تغالل بين‬
‫األطفال في أسواق العمل ولكن مع مالحظة مستويات كبيرة‪ S‬من االستغالل)‪.‬‬
‫‪.J. Eekelaar, Family Law and Personal Life (oUp, Oxford, 2008) p. 159‬‬ ‫‪83‬‬
‫مناقصة‬ ‫‪84‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫توبي‪S‬ا‬ ‫‪1‬‬

‫لالعتراف بترابطنا‪ S‬وقيمة عالقاتنا وحساسيتنا‪ S‬والحاجة إلى رعاي‪SS‬ة بعض‪SS‬نا البعض‪ 85.‬وم‪SS‬ع ذل‪SS‬ك‪ ،‬ال ت‪SS‬زال‬
‫هناك حاجة إلى نهج أكثر توازنا ودقة عند فهم طبيعة ض‪S‬عف األطف‪S‬ال‪ .‬ق‪S‬د يك‪S‬ون ض‪S‬عف الطف‪S‬ل "حاض‪S‬رً ا‬
‫سلس‪S‬ا ومبنيً‪SS‬ا اجتماعيً‪SS‬ا‬
‫ودائ ًما"‪ 86 ،‬ولكنه بعيد عن أن يكون محددًا‪ .‬سيكون م‪SS‬دى وطبيع‪SS‬ة ض‪SS‬عف الطف‪SS‬ل ً‬
‫ويعتم‪SS‬د على الظ‪S‬روف الشخص‪SS‬ية واالجتماعي‪SS‬ة للطف‪S‬ل‪ .‬على ه‪S‬ذا النح‪SS‬و‪ ،‬يجب أن نظ‪SS‬ل "مرت‪SS‬ابين" بش‪SS‬أن‬
‫االدعاءات المقدمة فيما يتعلق بضعف األطفال ألن احتياجات األطفال وقدراتهم يتم تحدي‪SS‬دها دائ ًم‪SS‬ا من قب‪SS‬ل‬
‫البالغين‪87.‬‬
‫سعت هذه المقالة أيضً ا إلى توسيع‪ S‬المشكال الذي يتم من خالله رؤية األطف‪SS‬ال وبن‪SS‬ائهم من قب‪SS‬ل الب‪SS‬الغين‬
‫من خالل تحدي االفتراضات حول عج‪S‬ز األطف‪S‬ال لص‪S‬الح االع‪S‬تراف بق‪S‬دراتهم المتط‪S‬ورة وم‪S‬رونتهم‪ .‬كم‪S‬ا‬
‫سعت إلى التأكيد على حاجة البالغين إلى االعتراف بتواطئهم في بن‪SS‬اء نق‪SS‬اط ض‪SS‬عف األطف‪SS‬ال والتأكي‪SS‬د على‬
‫الحاجة إلى حوار مناسب للعمر بين البالغين واألطفال فيما يتعلق بفهم نقاط الضعف هذه‪ .‬مثل ه‪S‬ذا الح‪S‬وار‪،‬‬
‫الذي يتم فيه سماع وجهات نظر األطف‪SS‬ال وأخ‪SS‬ذها على محم‪SS‬ل الج‪SS‬د‪ ،‬يخل‪SS‬ق إمكاني‪SS‬ة لجمي‪SS‬ع األط‪SS‬راف لفهم‬
‫طبيعة ضعف األطفال بشكل أفضل ويثير أيضً ا احتمال أن يكون األطفال أنفسهم أكثر تمكينًا لتأكيد حق‪SS‬وقهم‬
‫والدفاع عن مصالحهم‪.‬‬
‫في نهاية المطاف‪ ،‬الحص‪SS‬انة ليس‪SS‬ت خي‪SS‬ارا ألي إنس‪SS‬ان (ح‪SS‬تى س‪SS‬وبرمان ك‪SS‬ان ض‪SS‬عفه – الكريبت‪SS‬ونيت)‪S.‬‬
‫ولذلك فإن الت‪SS‬دابير الوقائي‪SS‬ة ض‪SS‬رورية للتخفي‪SS‬ف من التهدي‪SS‬دات العدي‪SS‬دة ال‪SS‬تي تتع‪SS‬رض له‪SS‬ا ص‪SS‬حة األطف‪SS‬ال‬
‫(والكبار في الواقع) ورف‪SS‬اههم‪ .‬لكن النم‪SS‬وذج الوق‪SS‬ائي ال‪SS‬ذي يؤك‪SS‬د على ض‪SS‬عف الطف‪SS‬ل على حس‪SS‬اب قدرات‪SS‬ه‬
‫المتط‪SS‬ورة لن يفع‪SS‬ل الكث‪SS‬ير لزي‪SS‬ادة ق‪SS‬درة األطف‪SS‬ال على الص‪SS‬مود وق‪SS‬درتهم على حماي‪SS‬ة أنفس‪SS‬هم من األذى‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن التحدي ال‪S‬ذي يواج‪S‬ه الب‪S‬الغين ه‪SS‬و االل‪S‬تزام به‪SS‬ذا المفه‪SS‬وم األوس‪S‬ع لألطف‪SS‬ال على أنهم ض‪SS‬عفاء‬
‫ومرنون‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬العمل م‪SS‬ع األطف‪SS‬ال لتمكينهم‪ S‬من تعظيم ق‪SS‬دراتهم على الحماي‪SS‬ة الذاتي‪SS‬ة واالعتم‪SS‬اد‬
‫المتبادل‪.‬‬

‫انظر فاينمان‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪( 11‬تبني‪ S‬فكرة الضعف كمفهوم قادر على تلبية احتياجات‬ ‫‪85‬‬
‫موضوعات الحياة الحقيقية )؛ هيرينغ‪ S،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحات ‪( 256–255‬بحجة أن الض‪SS‬عف‬
‫فض‪SS‬يلة وليس رذيل‪SS‬ة ألن‪SS‬ه يعكس حقيق‪SS‬ة أن البش‪SS‬ر م‪SS‬ترابطون وبالت‪SS‬الي يق‪SS‬درون العالق‪SS‬ات واأللف‪SS‬ة‬
‫والرعاية)‪.‬‬
‫() فاينمان‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪.‬‬ ‫‪86‬‬
‫() الرنجة‪ ،‬الحاشية ‪ 4‬أعاله‪ ،‬الصفحة ‪.248‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪RDIC‬‬ ‫ال‪joURnAl oF InTERnATIOnAl lAW 84 (2015) 155-182‬‬


‫حقوق الطبع والنشر لـ ‪ Nordic Journal of International Law‬هي ملك لـ ‪ Martinus Nijhoff‬وال يجوز نسخ محتواها أو‬
‫إرساله بالبريد اإللكتروني‪ S‬إلى مواقع متعددة أو نشره على ‪ Listerv‬دون إذن كتابي صريح من صاحب حقوق الطبع والنشر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن‬
‫للمستخدمين طباعة المقاالت أو تحميلها أو إرسالها بالبريد اإللكتروني وذلك لالستخدام الشخصي‪.‬‬

You might also like