Professional Documents
Culture Documents
دروس على الخط تكنولوجيا الاعلام و الاتصال
دروس على الخط تكنولوجيا الاعلام و الاتصال
محتوى المقياس:
المحور األول :والمعلومات المعلوماتية
1البيانات و المعلومات
2المعرفة
3تعريف المعلوماتية
المحور الثاني :في تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال
-1مفهوم تكنولوجيا اإلعالم و االتصال
-2مميزات وخصائص تكنولوجيا المعلومات و االتصال
-3منظومة تكنولوجيا المعلومات و االتصال
-4مكونات منظومة تكنولوجيا المعلومات
-5تطبيقات تكنولوجيا المعلومات ودوافع استخدامها
-6الشق المادي و الشق الذهني لمنظومة تكنولوجيا اإلعالم و االتصال
والتعريف الشائع للمعرفة بأنها ''معلومات مخزنة عن حقائق ومفاهيم يمكن تطبيقها
والمعرفة يمكن أن تكون معرفة موضوع أو معرفة كيف تقوم بعمل ما أو معرفة كيف تجد
معلومات ،وهي تتكون من حقائق ومعتقدات ومفاهيم وأحكام وتوقعات ،وتطبيق المعرفة
لمعالجة معلومات متوافرة حول حاالت ومشكالت معينة ،وبالنتيجة يجب النظر إلى المعرفة
الفطرية كمصدر رئيس للفوائد الكامنة ،ويجب أن تكون جزءاً هاما ً من تقييم تأثير هذه
viii
المعرفة على التنمية.
ويمكن تعريف المعرفة بأنها عبارة عن ''مجموعة المعاني والتصورات واآلراء
والمعتقدات والحقائق التي تتكون لدى اإلنسان نتيجة لمحاوالته المتكررة لفهم الظواهر
المختلفة المحيطة به''.
بعد إعطاء تعاريف لمفهومي المعلومات والمعرفة وإبراز العالقة بينهما وتوضيح
الفرق بين المفهومين وتبيين التقارب الكبير بين المصطلحين ومدى التداخل بينهما وقوة
االرتباط بين المعلومات والمعرفة ،نأتي إلى توضيح الدور وكذا األهمية ،التي تلعبها كل من
المعرفة والمعلومات في التنظيم (المنظمة) والمجتمع وكذا في المجتمع.
ونقول في هذا اإلطار أن التداخل بين المفهومين ''كمصطلحين مجردين'' نجده أي
التداخل وقوة االرتباط يتجسد في الدور والوظيفة ،وكذا األهمية التي تتمتع بها كل من
المعلومات والمعرفة في المجتمع في تركيبية التنظيمات والمؤسسات التي تعتمد في تنظيمها
على المعلومات والمعرفة.
والحقيقة التي يمكن الوقوف عليها في هذا اإلطار أيضا ً هي أن دور المعلومة كمورد
أساسي في أي نشاط بشري وقد تراجع ليسمح للمعرفة بتبؤ مكان الصدارة كمصدر قوي
وهائل يدفع إلى التقدم واالرتقاء ،وكذا كمصدر تهديد قوي وفرض نفود وهيمنة يمارسها
األقوياء بالمعرفة على الضعفاء بالجهل في المجتمع المعاصر الذي أصبحت فيه المعرفة
معياراً للتقدم وأساسا ً للتفرقة بين التقدم والتخلف.
وكذا في التنظيمات والمنظومات إذا نظرنا إلى الشق االبتدائي للمعرفة باعتباره إلهاما ً
ذاتيا ً يبدأ باإلحساس بضرورة االرتقاء والتفوق والتمايز واستخدام البحث والتطوير ( R 2
)Dمن أجل الوصول إلى هذا االرتقاء وامتالك كافة عناصر القوة وحيازتها ،وتطويرها
وتحقيق التقدم التنافسي على المؤسسات المتنافسة.
والتأكيد على أن المعلومات أداة رئيسية لمعرفة الواقع وأداة فعالة لتصور المستقبل،
ومن تم التأكيد على الدور بالغ األهمية للمعومات كأساس لتحقيق ''المعرفة''.
ويقول الدكتور على السلمي ''أن المعلومات تصف وتعرف وتشرح وتوضح
األوضاع والظروف الذاتية للمنظمات وما يحيط بها من أوضاع ،وظروف محلية وعالمية،
ومن ثم تحتل المعلومات ركنا ً هاما ً في البناء اإلداري المعاصر ،إذ هي أداة الربط األساسية
بين أجزاء التنظيم وهي الوسيلة الرئيسية لإلدارة في التنسيق والتخطيط والمتابعة ،ومن ثم
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
أصبحت المعلومات مورد من الموارد المهمة ،التي تعمل على تحقيق أهداف اإلدارة مثلها
مثل الموارد البشرية والمالية في المنظمة الحديثة''.
إن المع لومات هي أساس أي قرار يتخذه كل مسؤول في موقعه ويقدر توافر المعلومات
المناسبة في الوقت المناسب للشخص المسؤول بقدر ما تكون دقة القرار وصحته إذا كانت
نوعية القرارات التي يتخذها الفرد تتوقف على قدرته على اتخاذها فإنها تتوقف أيضا ً على
نوعية المعلومات المتصلة بالمشكلة المطروحة ،ومدى صالحية هذه المعلومات وهنا يمكن
الدافع األساسي وراء اإلنسان على تجميع المعلومات المرتبطة باالنجازات السابقة وتنظيمها
وهناك من يقول أن القرار المرفق يعتمد بنسبة %90على المعلومات و %10على اإللهام
ix
والسرعة والموهبة الشخصية.
-2مفهوم المعلوماتية:
لو أخذنا نماذج تعريف المعلوماتية وجدنا أنها تعني – بالمعنى الواسع للكلمة-
منظومة المعارف المنتمية إلى سائر أنواع المعلومات في الطبيعة والمجتمع وفي التجهيزات
التقنية سواء من حيث إنتاج وتحويل هذه المعلومات ،أو من حيث تخزينها وتوزيعها.
وبالمعنى الضيق للكلمة تعني المعلوماتية ( ) informatiqueعلما متناميا بسرعة
مذهلة ،أو تخصصا ،أو مادة علمية .هي جميعا العلم أو التخصص الذي تتخذ فيه علوم
متنوعة عديدة كالرياضيات والفيزياء والتكتيك والسيرنتيك ،وغيرها من العلوم الالزمة
لصنع الحواسيب أو نظم اإلدارة وبهذا تكون المعلوماتية علما تطبيقيا مركبا "متعدد
() x
االختصاص" أو "بين اختصاصي" وتكون المعلومات فيه موضوعا ووسيلة وهدفا.
ويقول "بيل غيتس" في كتابه " المعلوماتية بعد األنثرنيث" .واآلن وبعد أن أصبح
استخدام الكمبيوتر رخيص التكلفة بصورة مدهشة وسكن الكمبيوتر كل ركن من أركان
حياتنا ،فإننا نقف على أعتاب ثورة جديدة وستتمخض هذه الثورة عن اتصال رخيص التكلفة
على نحو غير مسبوق ،فأجهزة الكمبيوتر ستشترك كلها في منظومة واحدة لالتصال بنا،
واالتصال من اجلنا ،وباتصالها ببعضها البعض على المستوىالكوني ستكون شبكة أصبحنا
نسميها ا لطريق السريع للمعلومات ،والسلف المباشر لهذه الشبكة هو األنثرناث ،تلك
المجموعة الكبيرة من الكومبيوترات المرتبطة ببعضها البعض والتي تتبادل المعلومات
()xi
باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
لقد تحقق أغلب التقدم اإلنساني نتيجة ،ألن شخص ما اخترع أداة أفضل وأعلى كفاءة
وفعالية ،فاألدوات المادية تسرع العمل ،وتنقد الناس من الجهد البدني الشاق ،وتمثل األدوات
المعلوماتية وسائط رمزية تضخم ذكاء مستخدميها بدال من أضالعهم ،إن ما يميز هذه الفترة
من التاريخ هو الوسائل واألساليب الجديدة التي يمكن بها تغيير المعلومات ومعالجتها
والسر عات المتزايدة التي يتم بها التعامل معها واستخدامها ،وسوف تحدث قدرات الكمبيوتر
فيما يتعلق بتوفير معالجة ونقل رخيصي التكلفة عاليي السرعة للبيانات الرقمية تغيرات
()xii
جذرية في أدوات االتصال التقليدية في المنازل والمكاتب.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
إن الكمبيوترات من األجيال الجديدة تتمتع بكافة وسائط نقل المعلومات عملياتيا ،عن
طريق الراديو ،أو التلفزيون أو منظومة االتصال ،بواسطة األقمار الصناعية التي ارتبطت
صل معلوماته التي تلزمه
وتشابكت مع شبكة المعلومات العالمية ،وسمحت لكل إنسان أن يح ّ
وأن يحول المعطيات الجديدة التي تحصل عليها أثناء عمله إلى االستخدام العام ،ومعنى هذا
()xiii
أن منظومة التعليم ومبادئ اكتساب المعرفة سيَتغير كليا.
-التوجه الثالث :حدة التنافس بين الكمبيوتر الشخصي والكمبيوتر الشبكي حيث تدور
المعركة حاليا ً بين فريقين :أحداهما يتبنى فكرة أن يكون الحاسب الشخصي PCهو
أداة المستخدم للنفاد إلى شبكة االنترنات ويتزعم هذا الفريق شركة (مايكروسفت)
وفريق آخر تتزعمه شركة'' ضمن ميكر سيستيم).
تتبنى فكرة الكمبيوتر الشبكي '' ''computer –NC: networkيتسم بالبساطة بال
وحدات تخزين أو نظم تشغيل معقدة ،كمبيوتر يتعامل مع االنترنات مباشرة باعتبارها
مستودع معلوماته.
-التوجه الرابع :نحو ملحقات طرفية أكثر تنوعا ً وكفاءة تتجاوز ثنائية لوحة المفاتيح
والفأرة ،ملحقات تتعامل مع النصوص والرسوم والصور والموسيقى والكالم
وشاشات عرض ثرية األلوان التلبية مطالب فنون التشكيل وكذا ملحقات التعامل مع
نظم الواقع الخائلي.
ب .عنصر البرمجيات:
مصطلح الشق الذهني '' ''Softwareويعني كل ما هو ذهني أي ليس ماديا ً فهو يشمل
باإلضافة إلى برامج الكمبيوتر ،والدراسات والمخططات والتصميمات وما شابه ،ويشمل
كذلك محتوى الموسيقى واألفالم والنصوص والتسجيالت المسموعة ،والمرئية.
وتنقسم البرمجيات إلى ثالثة فروع رئيسية:
برمجيات التحكم في تشغيل الكمبيوتر وشبكات االتصاالت :وهي تناظر آالت التشغيل
ووسائل اإلنتاج في الصناعات التقليدية وتشمل أساسا ً نظم التشغيل ومثالها الشهير نظام
'' ''windowsونظم التحكم في شبكات نقل البيانات.
أدوات البرمجة :وتشمل لغات البرمجة وأدوات زيادة اإلنتاجية من نظم تنسيق الكلمات
وقواعد البيانات وبرمجيات العرض وأدوات تصميم الرسوم وتحرير الموسيقى وخالفه.
البرامج التطبيقية :وتغطي من منظور الثقافة مجاالت أساسية عدة هي الوسائط المعتمدة،
والنشر االلكتروني ونضم خدمات المعلومات ومعالجة اللغة آلياً.
ج-عنصر االتصاالت:
لقد ارتقى هذا العنصر من كونه عنصرا ً مكمالً إلى دور الشريك الكامل ،وقد حولته
شبكة االنترنيت وطريق معلوماتها الفائق السرعة من مجرد وسيلة لالتصال إلى وسيلة لنقل
متجهات صناعة الثقافة وأهم توجهات هذا العنصر.
.1رقمنة في كل اتجاه (شبكات رقمية ،معدات اتصال رقمية )...وهواتف رقمية وهو ما
أدى إلى توسيع نطق الخدمات الهاتفية وتنوعها.
.2االنتقال من كابالت النحاس إلى األلياف الضوئية.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
وقد انتشرت تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في شتى المجاالت على جميع المستويات
والحديث على تطبيقاتها يدفعنا إلى الحديث عن الدوافع التي كانت وراء هذا االنتشار الهائل
لتطبيقات هذه التكنولوجيا والتي نحددها أي الدوافع فيما يلي:
.1دوافع انتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات
.2زيادة اإلنتاجية:
ويقصد بها تنمية إنتاجية الموارد البشرية والمادية والطبيعة كما وكيفا ً ومن أمثلتها:
-زيادة إنتاجية عمال المصانع.
-زيادة إنتاجية عمال المكاتب.
-زيادة إنتاجية نظم التعليم.
-زيادة إنتاجية الموارد الطبيعة كاألراضي الزراعية وموارد المياه والثورة الحيوانية.
لقد أثبتت تكنولوجيا المعلومات قدرة فائقة على تقليل كلفة اإلنتاج والخدمات من خالل
تقليل العمالة وتوفير المواد الخاصة الوسيطة وتقليل استقالل الطاقة ،ومع تزايد الشق الذهني
والمكتبي في مؤسسات اإلنتاج والخدمات أصبحت إنتاجية عمالة ''الياقات البيضاء'' عامالً
ماسا ً يتوفق عليه أداء المؤسسة ككل.
وظهرت نظم أتمتة وذلك بهدف زيادة فعالية التواصل بين موظفي المكاتب وبين
مراكز اإلدارة والفروع وكذلك سرعة إنتاج الوثائق وتبادلها وتسهيل عمليات حفظ السجالت
واسترجاعها.
وال يقتصر دور تكنولوجيا المعلومات على زيادة إنتاجية الموارد البشرية والمادية بل
امتدت أيضا ً لتشمل إنتاجية الموارد الطبيعية بترشيد استغالل الموارد الصناعية والزراعية
واإلسهام في تطبيق أساليب الهندسة الوراثية وأساليب بحوث العمليات لزيادة إنتاج البيض
واللحوم.
.3تحسين الخدمات:
لعبت تكنولوجيا المعلومات دوراً حاسما ً في تحسين ،الخدمات القائمة ،واستحداث
خدمات جديدة لم تكن متوافرة من قبل ذلك في مجاالت عديدة من أبرزها خدمات المصارف
والمواصالت واالتصاالت والصحة ولم يكن الدافع وراء ذلك زيادة رفاهية طالب الخدمات
وتسهيل عمل مقدمها بقدر ما هو قصور الوسائل التقليدية في الوفاء بالمطالب المتزايدة
كنتيجة لتسارع إيقاع الحياة وتشابك عالقتها.
.4السيطرة على التعقد:
ال يوجد سالح أفضل من تكنولوجيا المعلومات تشهره البشرية في وجه ظاهرة التعقد
الذي بات يعتري جميع مظاهر الحياة الحديثة ،ويتجلى هذا التعقد في صور على جميع
المستويات ،ومن أمثلة ذلك أداء النظم االقتصادية التي تتعامل مع الجديد من المعددات
والقيود والمتغيرات الديناميكية والمشاكل البيئية كالمتغيرات المناخية التي تحتاج إلى التعامل
مع كم هائل من المعلومات السريعة التغيير ،وإمام هذه الظواهر المعتقدة على المخطط
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
والمحلل والمقيم والمصمم أن ينبعث على األمثل واألصلح واألصدق في ظل العديد من
القيود والمحددات ،المحاكات ووسائل تحليل النظم والبيانات وغيرهما.
.5دراسة ما ليس متاحا:
هناك كثير من الظواهر والمشاكل يعتدر دراستها على أساس المناخ من شواهد الواقع
فكيف يتسنى لنا بناءاً على ما هو مناخ دراسة نشأة المجرات وبداية الكون والمتغيرات
الجيولوجية التي تحدث عبر ماليين السنين؟ وكيف لنا أن نتعرف على األفكار الممكنة
للكوارث الطبيعية ؟ أو الظروف واألسباب التي يمكن أن تؤدي إليها ؟
وخدمات معلوماتية وثقافية ،أو مواد وسيطة يتناولها خبراء أو تستهلكها نظم معلوماتية
أخرى تعززها بمزيد من القيمة المضافة ومن الطبيعي أن يتبع االختالف الشاسع في طبيعة
المادة الخام التي تتعامل معها تكنولوجيا المعلومات واالتصال عن تلك التي سبقتها
(تكنولوجيا الصناعة) ،اختالف مماثل في وسائل إنتاجها ،لهذا فإننا نتحدث عن األفكار
والبرامج والبنى المعرفية ال عن الهياكل المعدنية ،وعن آالت االستنساخ ال عن آالت البخار
والكهرباء.
ولتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت روافد ستة نلخصها كالتالي:
-1تكنولوجيا عتاد الكمبيوتر.
-2التحكماألوتوماتيكي.
-3تكنولوجيا االتصاالت.
-4هندسة المعرفة.
-5البرمجيات.
-6هندسة البرمجيات.
وبصورة عامة يمكن القول أن الروافد الثالثة األولى تمثل الشق المادي " Hard
"wareفي حين تمثل الثالثة األخيرة الشق الذهني"."soft ware
-1تكنولوجيا عتاد الكمبيوتر:
الشك أن مسار ارتقاء عتاد الكمبيوتر تكنولوجيا ،ومراحله المتعاقبة يحتاج منا إلى
وقفة قصيرة ،فالمنظور التاريخي (التاريخ القريب) هو مدخلنا في تحديد التوجهات الرئيسية
لتكنولوجيا العتاد في األربعين سنة التي انقضت ،مند ظهور الكمبيوتر عام ،1948اتخذ
تطوره مسارا من عدة نقالت نوعية يرمز إليها باألجيال األربعة ،والتي كان الفيصل فيها هو
التغير الذي طرأ على العنصر المادي األساسي المستخدم في بناء وحدة المعالجة المركزية
والذاكرة.
الجيل األول :)1984( :استخدم فيه الصمام اإللكتروني كوحدة البناء الرئيسية لتطوير
حاسبات ضخمة يقدر وزنها باألطنان ،وتشغل الصاالت الكبيرة وتستهلك طاقة كهربائية
عالية.
الجيل الثاني :)1958( :حيث حل "الترانزستور" محل الصمام اإللكتروني ،ليصبح
الكمبيوتر أصغر وأكفأ وأسرع ويقلل إلى حد كبير معدل استهالك الطاقة الكهربائية.
الجيل الثالث :)1964(:وقد جاءت نتيجة استخدام شرائح الدارات المتكاملة ،حيث حلت
شريحة سيلكون واحدة ،chipمقام العديد من وحدات الترانزستور ،والعناصر اإللكترونية
الدقيقة األخرى من المقاومات ،والمكثفات ،وغيرها التي اندمجت بصورة مكثفة ،ومتكاملة
داخل البنية البلورية للشريحة المذكورة ،ومع زيادة رفاهية المكونات اإللكترونية ،انخفض
معدل استهالكها للطاقة الكهربائية بصورة كبيرة.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
الجيل الرابع :)1982( :ال يختلف هذا الجيل عن سابقيه ،إال في كثافة العناصر اإللكترونية
التي أمكن دمجها في رقيقة السسليكون ،والتي بلغت عام 1984خمسين ألف وحدة أولية في
الكسرة الواحدة ( )chipوقد اصطلح على تسميتها الدارات المتكاملة الكبيرة جدا.
))vevy- large- scale- integrated cirquit VLSI
وقد تحقق ذلك بفضل استخدام مواد جديدة ووسائل مبتكرة في تصميم وتصنيع هذه
العناصر وضبط جودة إنتاجها.
لقد ساد القطب األمريكي صناعة الكمبيوتر عبر هذه األجيال األربعة من عتاد ،والتي
وفرت طاقة حسابية هائلة لم تتمكن البرامج من استغاللها ظلت الهوة تتسع بين الدقيق وتفتقر
إلى األسس العلمية الدقيقة ،وتلك هي الفجوة التي حاول القطب الياباني النفاذ منها لغرض
هيمنته على تكنولوجيا المعلومات ،وجاء االعتداء الياباني – كما وصفه البعض ممن أصابهم
الفزع في و.م.أ .وأوروبا -في صورة مشروع طموح مدته عشر سنوات ()1992 -1982
أطلقوا عليه مشروع "الجيل الخامس" الذي تبوأت فيه البرمجيات موضع الصدارة ليتوارى
العتاد خلفها.
لقد سعى مصممو الجيل الخامس إلى تطوير حاسب ذكي قادر على التحليل
والتركيب ،واالستنتاج المنطقي وحل المسائل وبرهنة النظريات وفهم النصوص ،وتأليف
المقاالت ،لقد راهنت اليابان بمصيرها في تكنولوجيا المعلومات على هندسة المعرفة
وأساليب الذكاء االصطناعي ،وهكذا برزت مالمح الخريطة "الجيومعلوماتية" في صورة
قطبين أمريكي ،وآسيوي يسعى كل منهما الحتواء اآلخر ،وكيان أوروبي يعتبر األمن
المعلوماتي أحد األهداف الرئيسية لتكتله االقتصادي والسياسي ،وانعكس هذا الوضع في
صورة ثالثة مشاريع أساسية تلت مرحلة الجيل الخامس.
-المشروع الياباني لحوسبة العالم الواقعي.
-المشروع األمريكي لتطوير نظم كومبيوتر واتصاالت عالية األداء.
-المشروع األوروبي وتمثله المرحلة الثانية لبرنامج البحوث اإلستراتيجي في مجال
تكنولوجيا المعلومات(.)xix
-2تكنولوجيا االتصاالت:
لقد صارت أركان المعمورة تقترب ،بل تندمج مع بعضها البعض عبر الكابالت األرضية
والبحرية واأللياف الضوئية وأشعة الميكرويف ،ودوائر األقمار الصناعية حتى وصل األمر
إلى الحدّ الذي توقع معه البعض حدوث أزمة مرور لألقمار الصناعية ،التي تزاحمت في
ارتفاعها الثابت بالنسبة لألرض بصورة يخشى معها تداخل موجات إرسالها ،وفقد المكان
سؤدده القديم ،وأصبح البعيد ،وشاسع البعد متاحا في متناول أيدينا ،نشاهده،
ونحاوره،ونتجسمه نؤثر فيه ونتأثر به ،وهكذا لحقت صفة "عن بعد" بالعديد من األنشطة
واألعمال – التسوق عن بعد ،االستشعار عن بعد ،عقد المؤتمرات عن بعد ،التعلم عن بعد،
تشخيص األمراض عن بعد ،اإلنتاج عن بعد ،الدردشة عن بعد ،ويتجاوز دور تكنولوجيا
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
االتصاالت كونها عنصرا مكمال لتكنولوجيا الكمبيوتر،إلى دور الشريك الكامل ،ووصل
األمر إلى حد التساؤل :هل نحن نواجه حاسبا إلكترونيا يرتبط بالعالم الخارجي من خالل
شبكة بيانات ،أو شبكة بيانات ترتبط بها حاسبات إلكترونية ضمن معدات إلكترونية أخرى
مثل أجهزة الهاتف ومعدات الفاكس وآالت تصوير المستندات وخالفه؟ ومن زاوية أخرى
()xx
من هو صاحب الكلمة العليا ،هل هو منتج المعلومة أو موزعها؟.
إن تكنولوجيا المعلومات ،هي التي توصل المراكز بالفروع ،وتقيم حلقات الوصل بين
كومبيوتر وآخر ،وبين مستخدم وآخر ،إنها وسيلة كسر لحواجز الزمان والمكان،واألداة
العملية للمشاركة في الموارد وتنمية الرغبة في التواصل إنها أكثر الوسائل فاعلية لكسر
مركزية المعلومات وجعلها أكثر ديمقراطية وجماهيرية.
ويمكن إرجاع الدور المهم الذي تلعبه تكنولوجيا االتصاالت في المجتمع الحديث إلى
عدة أسباب رئيسية يمكن تلخيصها كالتالي:
أ -تحول االقتصاد إلى العالمية :وهو أمر يصعب الفصل فيه ،فهل العالمية نتاج النتشار
شبكات المعلومات؟ أم أن انتشار شبكات المعلومات كانت أحد المظاهر التي أدت إليها
ظاهرة العالمية.
ب -مع ازدياد سرعة إيقاع حركة األعمال ،وتعقدها نمت الحاجة لسرعة تبادل المعلومات
بين مواقع العمل المختلفة داخل المؤسسة الواحدة ،وبين المؤسسات بعضها مع بعض.
ج -االتجاه لتفتيت اإلعالم الجماهيري :ليصبح أكثر تصويتا وذلك من أجل تنويع الخدمة
اإلعالمية واإلعالنية وبثها لفئات الجماهير المستهدفة بها ،وذلك بدال من أسلوب البث
المشاع الذي تلتقطه كافة الجماهير ويتطلب هذا ربط فئات الجماهير بمراكز اإلعالم.
د -لم تعد عملية اتخاذ القرارات معتمدة على المعلومات المتوافرة من داخل المنظمة
الواحدة فقط بل أصبحت تعتمد في كثير من األحيان على معلومات من خارجها ،وذلك
بسبب تشابك العالم وترابط أحداثه ،فاإلدارة الفندقية على سبيل المثال تحتاج إلى
معلومات من حركة السياحة والنقل الجوي ونشاط وكاالت السفر.
ه -االتجاه المتزايد لمؤسسات األعمال حاليا نحو تقليل حركة األفراد ،واالستعاضة عنها
باالتصاالت الهاتفية والفاكس ،وعقد المؤتمرات عن بعد ،بهدف توفير الطاقة،
وتخفيض كلفة اإلقامة والوقت الضائع في سفر األفراد ألغراض العمل.
و -إنتشار نظم األتمتة " "Qutomationوما ترتب عليها من ضرورة اتصال مواقع
اإلنتاج المختلفة بعضها مع بعض ،وربط هذه المواقع بمركز معلومات السيطرة التابع
لإلدارة المركزية عادة ،بل وتسعى بعض مؤسسات األعمال حاليا نحو مزيد من األتمتة
من خالل ربط مواقع اإلنتاج بشبكة توزيعه ضمانا لسرعة تجاوب اإلنتاج مع تقلبات
السوق وتوجهاته.
ز -االتجاه المتزايد لكسر احتكار المدينة للخدمات التعليمية ،واإلعالمية ،والثقافية،
والصحية مما تطلب معه نظم إتصاالت لمد الخدمات للمناطق الريفية والنائية.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
ح -تحول تصميم نظم الحاسبات من المركزية إلى الالمركزية ،فمعظم نظم المعلوماتية
الحديثة قد تخلصت من المخطط "األخطوبوطي" للكمبيوتر المركزي الضخم الذي
تصب فيه جميع بيانات المؤسسة ،وتنبثق منه جميع مستخرجاتها ،لقدإستبدلذلك
بمجموعة من الحاسبات الصغيرة ،أو المتوسطة الموزعة على مواقع العمل المختلفة،
والتي يتم ربطها من خالل شبكات محلية لنقل البيانات LAN Local area
Networkأو غير موجهة ".wide area Network "WAN
ويمكن أن نضيف إلى هذه األسباب التوجهات الكبرى لتكنولوجيا االتصاالت متمثلة في
النقاط التالية:
-من الصوتي إلى الرقمي.
-من اإللكترون إلى الفوتون.
-نحو الرخيص المتاح دوما.
-من الخاص إلى العام ومن المتنوع إلى المتكامل.
-من الثابت إلى النقال.
()xxi
-من السلبي أحادي االتجاه إلى اإليجابي ثنائي االتجاه.
– 3التحكم األتوماتيكي :
لقد مضى وقت غير قصير ،قبل أن يتضح للجميع أن التحكم في جوهره هو ضروب معالجة
المعلومات ،فتيار المعلومات الذي يسري داخل دائرة التحكم ،هو المقابل للتيار الكهربائي
الذي يسري داخل الدوائر الكهربية ،فمن خالل المعلومات تحدد األهداف التي يجب على
النظام التحكم التلقائي تحقيقها كمعدالت اإلنتاج ،أو الحدود المسموح بها لالنحراف عن مسار
الطيران في نظام الطيار اآللي على سبيل المثال ،وعن طريق وسائل معينة يتم تحويل هذه
األهداف إلى معلومات تغذي إلى عناصر التحكم التي تقوم بدورها بضبط آليات النظام
المتحكم فيه بالقدر المناسب لألهداف الموضوعة ونحن نحتاج إلى المعلومات أيضا لقياس
األداء الفعلي للعن صر المراد التحكم فيه ،وذلك من خالل وسائل التقدير المرتدة ،ونحتاج
عالوة على ذلك إلى نوع من معالجة المعلومات لحساب مدى الحيود بين األداء المستهدف
للنظام أدائه الفعلي ،وتحويل هذا الحيود إلى إشارات ترسل إلى عناصر التحكم لتعديل
أوضاع آلياتها إلى بعد أن يصبح هذا الحيود في نطاق الحدود المسموح بها.
وعليه فقد كان التقاء هندسة التحكم مع الكمبيوتر وسيلتها الفدة لمعالجة المعلومات
قدرا محتوما لقد لجأت هندسة التحكم إلى نظم المعلومات ،كوسيلة إلشاعة سيطرتها على
النظم المعقدة ودفع األثمنة إلى حدودها القصوى ،في حين كان الكمبيوتر ،وسيظل في حاجة
إلى عناصر التحكم األثوماتي ،فهندسة التحكم هي خط التقاء تكنولوجيا المعلومات مع الواقع،
فآليات ومغناطيسية لتحركة الروافع والمكاسب والصمامات والمؤشرات ،وتفعل وتفتح
البوابات واإلشارات وآليات التحكم هي التي تعدل من أوضاع عناصر النظار الواقع تحت
سيطرتها ،بحيث يتكيف ديناميا مع المتغيرات التي تطرأ على ظروف التشغيل.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-4البرمجيات:
البرمجيات هي التي تبعث الحياة في أوصال هذه اآللة الصماء ،هي التي تجعل ذاكرة
الكمبيوتر ،ووسائل تخزينه ،ووحدات إدخاله تبدو ،وكأنها كائن حي قادر على أن ينتج،
ويتجاوب ويتكيف ،إن البرمجيات التي تحيل عملية حل المشاكل إلى منهجية من الخطوات
المرتبة ،أو التعليمات الواضحة المتسلسلة ،أو النماذج الذهنية ذات العناصر المرتبطة ،وهي
بهذا ولهذا ،وسيلة توجيه طاقة اإلنجاز الخام الكامنة في عتاد الكمبيوتر نحو تنفيذ غايات
محددة.
فالبرمجيات هي التي تجعل من الكمبيوتر أداة لعب أو وسيلة لدعم القرار السياسي ،أو
نظاما للدفاع اإلستراتيجي...
عالوة على ذلك فإن البرمجيات تلعب دور المترجم بين اإلنسان واآللة فهي التي تعيد
صياغة تعليمات اإلنسان في صورة يمكن لآللة أن تتعامل معها ،وتحول ناتج هذه اآللة إلى
الشكل الذي يستطيع اإلنسان أن يستوعبه بسهولة ،وإذا كانت الكتب قد اختزنت فكر البشر
في صورة سكونية ،فإن البرمجيات تختزن هذا الفكر ،وهو يعمل بشكل دينامي.
عبر األجياالألربعةاألولى لتطور الكمبيوتر ،كانت سيادة النظم في قبضة العتاد وكل
ماعداه بما في ذلك البرمجيات هي عناصر مكملة له ،مع االنخفاض المستمر في كلفة العتاد،
والصعود المستمر لكلفة تطوير البرامج من جهة ومع زيادة تعقد التطبيقات من جهة أخرى
رجعت كفة البرمجيات بصورة كبيرة ،حتى بلغت حصتها من ميزانية إنشاء نظم المعلومات
%85مقارنة بالمعدات ( ،)15%وبعد المعارك بين صانع العتاد ،وصاحب شبكة
االتصاالت وبينه وبين موردي المكونات الرئيسية الداخلة في بناء عتاد تشهد الساحة حاليا ما
يمكن أن نطلق عليه بحق " أم المعارك" ونقصد بها تلك التي تدور بين صانعي العتاد
ومطوري البرمجيات ،ومن ابرز شواهدها ذلك الصراع في مجال الحاسبات الشخصية بين
شركة( )IBMرائدة صناعة العتاد ،وشركة "ميكروسوفت" " "Microsoftرائدة صناعة
البرمجيات ومطورة برنامج نظام التشغيل المعروف باسم"."ms- Dos
إن تكنولوجيا المعلومات تعيش حاليا عصر "ديكتاتورية البرمجيات" البرمجيات التي
تطورت من كونها عنصرا تابعا ومكمال للعتاد ،إلى العنصر ذي السؤدد الذي يدين له الجميع
بالوالء والطاعة ،إنه رمز سيطرة الفكر على المادة ،وحدوث تغير جذري في صلب عالقات
اإلنتاج ،يعني على المستوى االقتصادي تفوق رأس المال الذهبي على رأس المال المادي،
()xxii
وسيطرة أباطرة البرمجيات على أباطرة الصناعة التقليديين.
ونظرا ألن البرمجيات تقوم بمهام عديدة ومتنوعة فقد جرى على تقسيمها في أربعة مستويات
رئيسية:
-1برمجيات السيطرة على نظام الكمبيوتر وشبكات نقل البيانات.
-2برمجيات أدائية.
-3برمجيات تطبيقية.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-4لغات البرمجة.
وعن التوجهات الكبرى للبرمجيات يمكن أن نلخصها في النقاط التالية:
أ -من صناع العتاد إلى مطوري البرمجيات.
ب -من مغامرات الهواة إلى المؤسسات العمالقة.
ج -من قواعد البيانات البيلوغرافية إلى قواعد النصوص الكاملة.
د -من لغات البرمجة االصطناعية إلى اللغات الطبيعية.
ه -من االنغالق إلى االنفتاح.
()xxiii
و -من صالبة العتاد إلى ليونة البرمجيات والعكس.
-5هندسة المعرفة:
إن مهندسي المعرفة والذكاء االصطناعي يعتقدون أن كل شيء مهما زادت درجة تعقده
يمكن أن يصاغ في صورة منضبطة وصورية (رسمية) ،وقد قال " مارفينميسكي" أحد
الرواد األوائل لل ذكاء االصطناعي "ما الذكاء إال أن تظل تفتت إلى القدر الذي ال يصبح هناك
ذكاء" وفي تصوره أن المخ مكون من عمليات ،أو عناصر صغيرة عديدة كل منها يقوم
بمهمة معينة محددة ال تحتاج إلى ذهن أو تفكير على اإلطالق ،ولكن ما أن تتواصل هذه
العناصر مع بعضها البعض بصورة متميزة للغاية في مجتمع الذهن كما أطلق عليه حتى
يتولد الذكاء الحقيقي .خالصة ذلك أن المعرفة وملكة اكتسابها وتوليدها يمكن أن تفتت
وتسحق في صورة عدد محدود من العناصر "الذرية"،أو البدائيات التي يمكن أن تبنى منها
كل األشكال المعقدة للبنى المعرفية وآلياتها ،لقد حقق الذكاء االصطناعي عدة نجاحات في
بعض المجاالت أضفت عليه نوعا من الجدارة العلمية والعملية وهي الجدارة التي كان قد
فقدها بعد سلسلة من البدايات المتعثرة تزامنت مع بداية ظهور الكمبيوتر ،فقد شرع البعض
عندئذ في وعودهم المسرفة كما يمكن أن يحققه الكمبيوتر مخدوعين بسرعة اآللة الهائلة حتى
تشابهت عليهم إلكترونيا ،وقد كانت في حقيقة األمر أبعد ما تكون عن محاكاة هذه المعجزة
البيولوجية المتغيرة.
ومن التوجهات الكبرى لهندسة المعرفة يمكن أن نوجزها كالتالي:
-1نحو مزيد من التوسع في تطبيقات الذكاء االصطناعي.
-2من المواجهة بين الطبيعي واالصطناعي إلى التكامل بينهما.
-3من محاكاة الوظيفة إلى محاكاة الوظيفة والبنية معا.
-4من القواعد إلى المنطق ومن القاطع إلى المتميع.
-5من اكتساب المعرفة إلى التعلم ذاتيا.
-6هندسة البرمجيات:
بعد سليلة من التجارب الفاشلة في تطوير البرمجيات على اختالف مجاالتها ،ودرجة
تعقدها ومع تعاظم دور البرمجيات في نظم المعلوماتية إلى أن أصبحت أضخم بنود ميزانية
تطويرها ،أيقن الجميع أن عملية تطوير البرمجيات أعقد من أن نترك لمحاوالت الهواة من
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
مخططي البرامج ،ومحللي النظم خاصة ،وهي فئة من العاملين يصعب مراقبة معدالت
إنتاجهم واإلمساك بأخطائهم ،أو اكتشاف جوانب القصور في آدائهم ،لقد أصبح األمر يمثل
درجة من الفوضى ال يمكن التغاضي عنها ،مع زيادة اعتماد المؤسسات على نظم
المعلومات ،مما لزم معه ضرورة إخضاع عملية تطوير البرمجيات للمنهجية الهندسية،
والمحاسبية اإلدارية الدقيقة ،وخرجت إلى الوجود هندسة البرمجيات بهدف وضع أسس
ومعايير دقيقة لمهام التنفيذ واإلشراف الخاصة بجميع مراحل تطوير البرمجيات ،لقد كان
التركيز في الماضي منصبا على أعمال التصميم والبرمجة ،في حين أهملت المهام الحيوية
األخرى مثل تحديد االحتياجات ،وهي المهمة التي كانت تترك في الغالب للفنيين ،وغالبا ما
تتم بصورة مسرعة غير دقيقة لتظهر أوجه القصور في مراحل متأخرة من تنفيذ المشروع،
وتتوالى التعديالت ،وإعادة مراجعة المواصفات ،وإعادة كتابة األجزاء كبيرة من البرامج،
ويمكن باختصار تحديد الدوافع التي آدت إلى تعقد عملية تطور البرمجيات مما أدى إلى
ظهور الحاجة لهندستها إلى العوامل الرئيسية التالية:
-تتعامل نظم المعلوماتية في معظم األوقات مع نوعيات من البشر متفاوتة سواء من حيث
دورها أو مستوى مهارتها ،فهي تتعامل مع مستويات اإلدارة العليا ومع أدنى مستويات
اإلدارة العليا ومع أدنى مستويات التشغيل.
-تعقد التطبيقات مع زيادة رغبة المستخدمين في توسيع وتعميق خدمات النظم اآللية.
-لقد أصبح التغيير أحد ثوابت المجتمع الحديث ،وكان البد أن ينعكس ذلك على طبيعة
البرمجيات التي تتعامل مع هذا الواقع سريع التغير ،لقد أصبحت قابلية البرمجيات للصيانة
أي سهولة إدخال التعديالت والتحسينات عليها واحدا من أهم شروطها األساسية.
ومع تسارع إيقاع األعمال أصبحت السرعة في إدخال نظم المعلومات الجديدة
وتسميتها عامال مهما يتوقف عليه األداء الكلي لمؤسسات األعمال ،وقد تطلب ذلك إدارة
حازمة لمشاريع تطوير البرمجيات نظرا لكلفة التأخير العالية.
-دخول تطبيقات المعلومات في مجاالت جديدة ،كاإلنسانيات وتصديها لمشاكل معقدة
ومستحدثة لم تعهدها من قبل ،كمشاكل التلوث مثال ،وهي بال شك تختلف عن المشاكل
الروتينية مثل حسابات األجور ،وبالتالي فهي بحاجة إلى تخطيط أكثر تفصيال ومتابعة أكثر
دقة حتى يمكن محاصرة المجهول وغير المتوقع بأكبر قدر ممكن.
ويمكن حصر التوجهات الكبرى لهندسة البرمجيات في النقاط التالية:
أ -من األسلوب العشوائي إلى الضبط الهندسي.
ب -من المستخدم المتلقي إلى المستخدم المشترك.
()xxiv
ج -من اإلحالل إلى التغيير الشامل.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
منظومة االقتصاد
منظومةالسياسة
المنظومة االجتماعية
مستخدمو نظم
شبكات ملحقات المعلومات
محلية طرفية
المحور الثالث -تطور تكنولوجيا وسائل اإلعالم:
و تنسق خالل عملية صف الجريدة،كما يستعان اآلن بأقراص الليزر المدمجة في تخزين
إعداد الصحيفة السابقة ،وربطت مراكز المعلومات الصحيفة ببنوك المعلومات المحلية
والدولية وشبكاتها ،وطورت أساليب طباعة الصحف في أكثر من موقع في الوقتنفسه من
خالل تحسين أسلوب اإلرسال وتسريع هو ذلك إلصدار الطباعات الدولية واإلقليمية
والمحلية من الصحف.
ولعل من أهم التحوالت في قطاع الصحافة المطبوعة إمكان االستفادة من ''الطريق
السريع للمعلومات ''حيث تعرض بواسطة اليوم لقرائها ''نشرات إلكترونية''على شبكة
الشابكة(االنترنيت).هذا التحول يشكل تطورا تقنيا كبيرا ألن تقنيات ''الوسط المتعدد'' تمكن
الصحفي من إرفاق الرسومات والصور والبيانات المكملة للنص .كما تمكن القارئ من
الحصول على أشكال متميزة لصحيفته بفضل إمكان اختيار موضوعات محددة بواسطة
''الكلمات المفتاحية''ويمكن أيضا أن يصل بحسب اهتماماته إلى مصادر معلومات تكمل
قراءاته ،أو يستطيع أن يتصل مباشرة بكاتب المقال فيطلعه على ردود فعله وتعليقاته أو
()1
يتواصل مع قارئ آخر لتبادل اآلراء.
وبناء على ما سبق ،يمكننا القول :إن تحوالت الصحافة المطبوعة تتمثل بــــ:
– 1-2النشر المكتبي:
النشر المكتبي desk publishingتعبير استخدام في مجال الصحافة اليومية للداللة
على استعمال الحاسوب وبرامج الحاسوب إلنتاج الصحيفة .لهذا االستعمال تأثيرات سواء
على مستوى وتيرة العمل في الجريدة وإنتاجها أو على مستوى تخزين المواد في الجريدة
بهدف إعادة استخدامها عند الحاجة كمصدر من مصادر الملومات األولية.
قبل الدخول في التفاصيل ال بدا من توضيح الفرق بين استخدام الحاسوب كطابعة للمادة
الصحفية واستخدامه كمنتج المادة الصحفية ،في الحالة األولى يقوم المستخدم بطبع النص
الصحفي ومن ثم فإن الحاسوب ينفذ دور الطابعة typewriterفقط ،أما في الحالة الثانية فإن
الحاسوب فضال عن دور الطابعة ينفذ عمليات لها عالقة بتصميم الصحيفة وإخراجها
وتوزيع المواد الصحفية من النصوص وصور ورسومات داخل الصفحات .ومن ثم فإن أثر
استخدام تكنولوجيا النشر المكتبي في الصحف يمكن مالحظته في أمرين ،األمر األول هو
التأثير في مستوى أسلوب العمل داخل الصحيفة،أما األمر الثاني فهو التأثير في مستوى
تخزين النصوص المنشورة واستخراجها.
-على مستوى العمل داخل الصحيفة:
دخول الحاسوب ونظام النشر المكتبي إلى الصحيفة اليومية حمل كثيرا من التغيير في سير
العمل داخل غرف التحرير وغرف اإلنتاج والتصميم واإلخراج ،ويمكن تلخيص أهم النتائج
باآلتي:
()1حسن عماد مكاوي :تكنولوجيا االتصال الحديثة في عصر العولمة ،القاهرة ،الدار المصرية اللبنانية،1993 ،ص ص
.276،246
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
* االعتماد على الحاسوب كوسيلة أثر في طريقة تلقي األخبار اليومية من وكاالت األنباء
التي تشترك معها الصحيفة .فالجريدة التي تستخدم الحاسوب تستقبل تقارير وكاالت األنباء
عن طريق وسيط أنباء وهو نظام لمعالجة األخبار الواردة من الوكاالت يقوم بعملية استقال
اإلخبار ثم يوزعها أوتوماتيكيا على المحررين ،فالمحرر يملك خيار االطالع على جميع
األخبار الواردة إلى الصحيفة دون تحديد موضعي أو جغرافي ،ويملك أيضا تلقي خيار
االطالع على األخبار التي تهمه فقط مع تحديد جغرافي إذ شاء .فالمحرر الذي يهتم باألخبار
العملية أو المسؤول عن صفحة العلوم داخل الجريدة يملك خيار استقبال األخبار والتحقيقات
التي لها عالقة بموضوع صفحته فقط وبذلك فهو غير معني باألخبار السياسية التي تثبتها
وكاالت األنباء الصحفية التي يعمل فيها،طبعا في هذه الحالة فإن الحاسوب سوف يكون
مزودا بتعليمات تعينه على توزيع األخبار وتصنيفها حسب الموضوع والمكان ومصدر
المادة الصحفية.
* االعتماد على الحاسوب كوسيلة إلكترونية أثر في طريقة تصميم الصحيفة
وإخراجها،فتصميم الصفحات وإخراجها يتم بشكل آلي وعلى الشاشة مباشرة وليس يدويا كما
هو الحال مع الصحف التي تتبع األسلوب التقليدي في إنتاج الصحيفة.
* االعتماد على الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية أثر على استقبال الصور من الوكاالت
المتخصصة،فالصور يستقبلها وسيط صور يسمح للمحرر بالبحث عن صور معينة ويسمح
له أيضا باختيار الصور المناسبة لنصه الصحفي ،بعد اختيار الصورة يمكن للمحرر أن
يحولها بواسطة الشبكة الداخلية إلى مصمم الصفحة أو إعطاء المصمم رقم الصورة المطلوبة
بعدها يقوم المصمم بجلب الصورة إلكترونيا ويضعها في مكانها المحدد داخل الصفحة.
* االعتماد على الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية أثر في طريقة النشر الدولي للصحيفة
،فاليوم ترسل الصفحات كلها إلى مواقع الطباعة في البلدان التي تطبع أو تصدر فيها
الصحيفة بواسطة خط هاتفي ISDNأو بواسطة قنوات األقمار االصطناعية من مكان إنتاج
الصحيفة.الصفحات التي تحتوي على نصوص فقط يستغرق إرسالها أقلمن دقيقة أما
الصفحات التي تحتوي على صور ورسومات وشعارات LOGOSفإن إرسالها يستغرق
وقتا أطول.
* االعتماد على الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية يسهل عملية تجهيز النصوص قبل التخزين
داخل قواعد المعلومات فكل نص صحفي يفقد بعضا من تفاصيله الببليوغرافية بفعل إخراجه
من الصفحة التي ورد فيها(مثل ،العنوان ،اسم الكاتب) .أما التفاصيل التي يجب إضافتها إلى
كل نص بعد إخراجه من الصفحة فهي على األقل اسم الصحيفة ،تاريخ النشر ،رقم العدد
ورقم الصفحة.
-2-2النشر اإللكتروني:
على عكس ما هو سائد في معظم االستخدامات األكاديمية والمهنية هناك فرق بين تقنية
النشر المكتبي وتقنية النشر اإللكتروني،ما يجمع بينها هو االعتماد على الحاسوب في النشر
والتخزين واالسترجاع ،أماما يفرقهما فيكمن في طبيعة الوظائف المناطة بكل منهما وكما
ذكرنا آنفا فإن تقنية النشر المكتبي تختزل العمل التقليدي من االعتماد على المهارات اليدوية
في إنتاج الصحيفة إلى االعتماد الكلي على الحاسوب وبرامج الطباعة والنشر في استقبال
األخبار والصور وفي التصميم واإلخراج،أما النشر اإللكتروني فيستدعي التوفير اإللكتروني
لنصوص الصحيفة وصورها كمصدر معلومات فوري من خالل شبكة االبكة (اإلنترنيت) أو
على أقراص مدمجة أو من خالل الشبكة الداخلية للصحيفة ،ويستطيع المستفيد الوصول إلى
النصوص من خالل برامج خاصة بالبحث واالسترجاع.وعلى الرغم من الفرق بين التقنيتين
غالبا ما يمزج المتخصصون بين المصطلحين عند تناولهم موضوعات تتعلق بتكنولوجيا
النشر ويوحدنها في مصطلح واحد هو النشر المكتبي اإللكتروني.DTEP
-3تحوالت اإلذاعة
تمر خدمات الراديو التقليدية حاليا تحول التوسع في استخدام محطات الراديو منخفضة القوة
( )low-power-stationsالتي تخاطب عددا محدودا من األفراد أو الجماعات
الصغيرة.وكذلك تتجه محطات الراديو نحو استخدام نظام التشكيل بالتردد FMلإلرسال
اإلذاعي بدال من نظام التشكيل باالتساع ،AMومن المعروف أن استخدام ترددات FM
تقلص من اتساع النطاق الجغرافي لمحطات الراديو ،ومن ثم يزداد التوجه نحو مخاطبة
أعداد أقل من الجماهير ذات الخصائص المتشابهة.
ويتحدث الخبراء اآلن عن مفهوم جديد لإلذاعة يعتمد على اإلذاعات المحدودة أو
الضيقة ( )Nqrroz-Castويشير هذا المفهوم إلى أن اإلذاعات الضيقة سوف تخاطب
جماعات أقل عددا وأكثر تجانسا.
الراديو الرقمي (:)Digital Radio
تكنولوجيا البث اإلذاعي الرقمي مثلها مثل تكنولوجيا البث التلفازي الرقمي فهي تتيح
إرسال عدة قنوات صوتية في حزمة صغيرة من الترددات وتستقبل برامجه بواسطة هوائية
صغيرة.بمعنى آخر فإن هذه التكنولوجيا تشغل مساحة أصغر من الطيف ( .)spectrumعلى
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
سبيل المثال نجد أن سبع قنوات تناظرية يمكن أن تشغل حاليا نحو MHz9في حين أن
القنوات نفسها لو تحولت إلى البث الرقمي فإنها ستشتغل بحد أقصى .MHz1.5تبث
المحطات الرقمية إرسالها بواسطة موجات تنتقل عبر األثير شاغلة جزءا من الطيف لكل
تردد .تقوم التكنولوجيا الرقمية بضغط عددا أكبر من القنوات في كل جزء من أجزاء الطيف
من خالل توفير القنوات في صورة رقمية ،ثم تنقل عددا من تلك القنوات بهذا الشكل المرمز
في صورة موجات ،وأخيرا يتم فك تلك الرموز عند وصولها إلى المستمع .هذه العملية تعني
أنه على التردد نفسه يكون هناك مزيج من المحطات المرمزة أو المشفرة التي ال يمكن
اعتراضها إال بواسطة جهاز خاص لفك الشفرة ) (decoderأو ما يعرف بجهاز االستقبال
الرقمي للتلفاز .أما في حالة الراديو فإن جهاز فك الشفرة يكون مبنيا داخل جهاز الراديو
نفسه.اإلشارة الرقمية للراديو يمكنها حمل ثماني محطات أو قنوات إلى تسع على الموجات
نفسها.
العديد من الدراسات تسعى من ناحية أخرى إلى تطوير تكنولوجيا جديدة تسمى
( ) IBOCيمكنها بث البرامج اإلذاعية الرقمية ضمن قنوات اإلرسال التقليدي.اإلشارات
الرقمية يتم إرسالها داخل قنوات بث موجات FMوAMالتقليدية نفسها مما يجعل باإلمكان
تحويل اإلشارات المرساة جميعها إلى األسلوب الرقمي لتنتفي الحاجة لشراء جهاز راديو
رقمي خاص .وفي الواليات المتحدة األمريكية بدأت في الظهور محطات رقمية تبث
برامجها عبر األقمار الصناعية ويطلق عليها محطات Sمقابل موجات FMوAMالتي
ظهرت في األربعينيات،وسوف تؤدي هذه المحطات الجديدة إلى إمكانية تغطية مساحات
شاسعة باإلرسال ال يمكن للبث التقليدي المحدود الوصول إليها .ويتطلب البث الفضائي شراء
راديو صغير للسيارة يحتوي على بطاقات توضع في فتحة الكاسيت أو جهاز عرض القرص
المدمج مع طبق فضائي صغير يوضع خارج السيارة.هذه الخدمات الرقمية تتضمن رسوما
شهرية في حدود عشرة دوالرات .وتعود أهمية البث الرقمي الموجه نحو المستمعين في
السيارات ووسائل النقل األخرى إلى أن الراديو في السيارة له التلفاز نفسه في المنزل ومن
ثم فإن وجود البث الفضائي في السيارة يصبح ضرورة عصرية ألن الراديو العادي بموجاته
التقليدي FMو AMلم يعد يغطي طموحات المستمعين الواسعة وبرامجها المختارة ألن
النظام الرقمي يحتوي على عدد أكبر وأشمل من القنوات بشكل يكفي لتلبية احتياجات
المستمعين المتنامي.
*إمكانية استقالل البيانات على شاشات الراديو الرقمي وبث المعلومات الرقمية عن حالة
المرور وإمكانية التسوق على الخطوط اإللكترونية،حيث سيتم تزويد بعض أجهزة االستقبال
بأزرار خاصة إلتمام عملية الشراء عند الرغبة في اقتناء أي سلعة تعلن عنها المحطة،و
يرتبط جهاز الراديو بهاتف ينفذ عملية االتصال لشراء السلع.
راديو الشبكة(اإلنترنت)(:)internet Radio
أصبحت أعداد متزايدة من المحطات تبث برامجها بواسطة الشابكة (اإلنترنت)،وما
يساعد على زيادة أعداد تلك المحطات هو أن معظم اإلصدارات الحديثة من برامج
التصفح( ) browsersتحتوي على قدرات ذاتية لالستماع للراديو،كما أن أجهزة الحاسوب
أصبحت تحتوي على بطاقة راديو( )radio cardداخلية وإن كانت حسب الطلب إال أنها
متوافرة .ومع أن هذه البرامج واألجهزة مصممة اللتقاط البث التناظري إال أنه يمكن
تصميمها اللتقاط البث الرقمي في المستقبل.من ناحية أخرى فإن االنتشار الكبير للشبكة
وبشكل خاص في المكاتب التجارية والتي تتمتع كثير منها بخطوط ربط سريعة بالشبكة
(االنترنت) سوف تجعل جهاز الحاسوب يحل محل جهاز الراديو التقليدي في االستماع إلى
الموسيقى واألخبار من خالل ساعات العمل والسيما أن إرسال الراديو داخل المباني
التجارية الكبيرة يكون متقطعا ويفتقد للوضوح.كل هذه التطورات تعني أن استعمال
الحاسوب(الكمبيوتر) لسماع برامج الراديو ستكون في ازدياد سواء في المنزل أو في
المكتب.
أعلنت هيئة اإلذاعة البريطانيةBBCعن خطط إلطالق خدمات الشابكة (اإلنترنت)
متعددة الوسائط وبمجموعة متنامية من اللغات.وهي تهدف إلى أن تكون الرائدة في مجال
تقديم األخبار مباشرة على الشبكة ،وتخدم ومن ثم عددا هائال من المستمعين والمشاهدين
الذين سيتسنى لهم وفي كل أنحاء العالم فرصة التعامل مباشرة مع مذيعي شبكة BBCعبر
الشبكة،إذ سيتمتع المستمعون من متابعة برامج الشبكة مباشرة بواسطة الشبكة(اإلنترنت)
واإلذاعة على حد السواء.كما أنهم سيتمكنون أيضا من مشاهدة صور فيديو حية على
الشبكة،ويمكنهم كذلك التفاعل والمشاركة في النقاش الذي يتمحور كل مرة حول موضوع
معين عبر الهاتف أو البريد اإللكتروني،وبعدما يتوقف بث البرنامج على الهواء يستمر تبادل
اآلراء على موقع اإلذاعة على الشبكة(اإلنترنت).
آخر التطورات التكنولوجية في هذا المجال هو العمل على إنتاج أجهزة جديدة صغيرة
تجعل باإلمكان االستماع إلى المحطات اإلذاعية على الشبكة دون الحاجة إلى جهاز حاسوب
(كمبيوتر) شخصي.
تكنولوجيا جديدة لالسترجاع والبحث داخل محتوى برامج الراديو:
تتمثل إحدى الصعوبات إحدى الصعوبات التي يواجهها الراديو في عدم سهولة
استرجاع()retrieveالبرامج بعد إذاعتها بأسابيع أو أشهر،ففي كثير من الحاالت ال يكون
هناك نسخ للبرنامج).(transcripts
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
وإذا وجدت تلك النسخ فإنها تكون على شكل مادة مطبوعة يصعب البحث داخلها و مع
أن شركات البث تقوم بحفظ نسخ من البرامج القديمة إال أن تلك النسخ ال تكون مفهرسة
باستثناء اسم البرنامج وتاريخه في عام 2000تم اختبار تكنولوجيا جديدة على
الشابكة(األنترنت) عبارة عن فهرس()Indexيحتوي على 7195ساعة من المحتوى
اإلذاعي ل 6613برنامج بعضها يعود إلى شهر آذار1999وال يتم تحديث ذلك الفهرس
يوميا.وحتى يقوم المستخدم باستماع فأن كلما عليه القيام به هو الذهاب إلى الموقع والبحث
عن الموضوع الذي يريده باستخدام لوحة المفاتيح حيث تقوم الخدمة باسترجاع المقطوعات
الصوتية التي يمكن للمستخدم االستماع إليها )(keywordعبر حاسبة الشخصي فقط.
- 4تحوالت السينما:
السينما الرقمية(:)E.Cinima
نالت السينما نصيبها أيضا من الجدل الدائر تأثير تكنولوجيا اإلعالم الجديد ،وقد توقع
بعضهم أن تؤدي تلك التطورات إلى إلغاء الحاجة للذهاب إلى دور عرض األفالم
السينمائية.يتمثل أحد التغيرات التي تشهدها صناعة السينما حاليا في أن العدد األكبر لمرتادي
دور العرض أصبح من جيل الشباب وصغار السن الذين أصبحت خيارات الترفيه أمامهم
اليوم كبيرة ومتنوعة أكثر من أي وقت مضى،وهذا أدى إلى انخفاض الطلب على تذاكر
األفالم السينمائية.
عموما فإن صناعة السينما ستكون قادرة على مواجهة التطورات التكنولوجية الجديدة
بل،االستفادة منها لتعزيز موقفها التنافسي .قبل نحو أربعين عاما مثال شهدت صناعة السينما
األمريكية انخفاضا مؤثرا في دخلها تمكنت من تجاوزه بطرائق جديدة مبتكرة فقد أصبحت
مركز إنتاج أساسي لصناعة التلفاز الجديدة ،كما أنها تمكنت بالمثل من االستفادة من النمو
الكبير في مجاالت أشرطة الفيديو والكابل التلفازي .وترى اإلنتاج السينمائي في هوليود اليوم
فرصا ً جديدة للربح من خالل إنتاج أفالم عالية الوضوح()High définition films
لشبكات التلفاز والكابل ولدور العرض الخاصة باألفالم السينمائية.
دخلت التكنولوجيا الجديدة بقوة إلى المجال السينمائي فحولته إلى صناعة مثيرة في
قدراتها وأدائها،فما نشاهده اليوم من لقطات لحيوانات خرافية على الشاشة ومناظر مبهرة
ليس سوى أنواع من الخدع التي أدى الحاسوب (الكمبيوتر) وبعض التقنيات المتطورة دورا
أساسيا في إنجازها.وهناك بوادر تشير إلى أن الصناعات تقف اآلن على عتبة تغيرات شاملة
ستغير وضعها االقتصادي والتكنولوجي على حد سواء ،فالصور التي تستعرض على
الشاشة البيضاء ستكون أكثر صفاء وسيصاحبها أسلوب جديد في المؤثرات الفنية على
مسرح األحداث الجارية ضمن السيناريو المعروف.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
وقد قام أصحاب دور عرض األفالم بطرح الجديد من أجهزة عرض األفالم الرقمية
في بداية عام 2002حيث تم االستعاضة وقتها عن البكرات الثقيلة ألفالم 35مليمترا التي
يبلغ قطرها عدة أقدام بأجهزة عرض إلكترونية تعمل بأشرطة ممغنطة أو أقراص رقمية التي
تعتمد على الرقائق اإللكترونية وماليين المرايا المتناهية الصغر بهدف إظهار الصور بدقة
أكثر وبألوان مطابقة لألصل وكأن المشاهد الجارية تحصل فعال أما المتفرج.
وبفضل هذه التكنولوجيا الجديدة لن يكون هناك حاجة الستيراد آالف البكرات
السينمائية،فإذا علمنا أن كل نسخة مصورة تكلف 2000دوالر وأن عند إخراجها وعرضها
بالطرائق التقليدية .غير أن هذه النفقات سيكون باإلمكان تخفيضها بدرجة كبيرة بفضل
التكنولوجيا الجديدة،فالمشاهدة السينمائية سترسل مباشرة إلى دور العرض من خالل شبكة
االتصاالت عبر األقمار الصناعية،وبذلك ستكون الفائدة عامة ألنها ستشمل دور العروض
السينمائية فضال عن اإلستديوهات التي تجري بداخلها مشاهدة األفالم.
ويصاحب هذا األسلوب المتطور في عرض األفالم جودة فنية ونوعية إذ إن عملية
االستنساخ التقليديةللنسخة األصلية تفقد المشاهد بعض جودتها ووضوحها ،ويمكن مالحظة
ذلك بعد عرض هذه األفالم مرات عديدة حيث تظهر آثار التلف واالستهالك من كثرة
االستخدام.هذه المشكلة أصبح باإلمكان التغلب عليها من خالل استخدام ماكينة (تيليسيني)
التي تستنسخ األشرطة الرقمية لتكون مطابقة لألصل .وتقوم العارضات الرقمية بإظهار
الصور من خالل المعلومات المخزنة في الحاسوب (الكمبيوتر)بدال من االستخدام القديم الذي
يعتمد على استخدام إضاءة قوية خالل دوران الشريط الذي يصور أحداث الفيلم.وتتم العملية
بأسلوب يشبه عمل محرك القرص المدمج أو نظام األقراص الرقمية المتعددة الوسائط ،حيث
تترجم المعلومات إلى صوت وصورة في الوقت نفسه .تجرى عملية نقل األفالم إلى دور
العرض بهيئة أشرطة إلكترونية أو أقراص مدمجة ،غير أنه من المتوقع أن تتم العملية عبر
األقمار الصناعية في المستقبل.
هذا االبتكار سيكون مفيدا ألصحاب دور العرض الذي يهمهم أن يكون أول من يحصل على
النسخ األولى من األفالم الرائجة حيث يعاني سكان المدن الصغير من تأخر مشاهدتها لمثل
هذه األفالم عدة أسابيع إلى حين وصولها إلى أماكنهم .أما اآلن فقد أصبح من الممكن التغلب
على هذه العقبات بفضل التكنولوجيا الرقمية واالتصاالت الفضائية.
أفالم الشبكة (االنترنيت)(:)Internt films
أصبح الشبكة (االنترنيت) وسيلة جديدة لتوزيع األفالم السينمائية وعرضها ،وكان فيلم
WhatDreams May Comeمن بطولة (روبن وبليمز) الحائز على جائزة أفضل
مؤثرات صوتية أول فيلم يجرى توزيعه وعرضه على الشبكة (االنترنيت).
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
ورغم عرض عدد من األفالم القصيرة على الشبكة إال أن Quantum Projectهو أول
فيلم سينمائي طويل يبث بهذه الطريقة.
ويمكن للمشاهدين تحميل الفيلم ومشاهدته على حواسيبهم (كمبيوتراتهم) الشخصية مقابل
دوالرين إلى أربعة د والرات،وعند استخدام جهاز مودم عادي فإن عملية تحميل الفيلم سوف
تحتاج إلى وقت طويل ،كما أن الصور المعروضة سوف تكون أقل وضوحا من المستوى
الذي يطمح له المشاهد،خاصة عند مقارنتها باألفالم المعروضة في دور السينما أو حتى
أفالم الفيديو ،لذلك فإن المهتمين في هذا المجال يتطلعون إلى انتشار وسائل االرتباط السريع
بالشبكة (باالنترنت)مثل ISDMو DSLوالكابل التلفزيوني وغيرها التي سوف تسهم في
حل مشكلة البطيء في تحميل األفالم على االنترنت وتحسين جودة عرضها .وتترقب
استديوهات هوليود بحذر وقائع هذه التكنولوجيا الجديدة وتأثيرها في مستقبل صناعتها
وتوزيع منتجاتها.علما أن معظم األفالم المعروضة حاليا على الشبكة (االنترنت) هي من
األفالم القديمة أو تلك التي تعد أفالما غير رائجة جدا،ومن ثم فإنها ال تشكل تهديدا على ما
هو معروض في صاالت العروض السينمائية.غير أن نجاح الشبكة في تحسين أدائها كان
واضحا من خالل عرض فيلم (مشروع بلير الساحر) فعلى الرغم من تكلفته القليلة إال أنه
لفت األنظار الى أهمية الشبكة المستقبلية في عالم التوزيع السينمائي.
السينما المنزلية ):(House Cinima
وأخيرا ،من التحوالت التي شهدها قطاع السينما ظهور (السينما المنزلية) التي أسرت
المشاهدين بنقاوة الصوت وجمال الصورة ومكنتهم من االستمتاع بأفضل األفالم السينمائية
في منازلهم بدال من الذهاب السينما .حيث وفرت شركة (فيليبس) أحدث نظام للسينما
المنزلية DVDوجهاز استقبال ومجموعة مكبرات الصوت التي يتراوح عددها أربعة وستة
مكبرات .ويوفر هذا النظام خيارين :األول يحمل اسم LX300والثاني LX35000وهما
يحتويان على ماسح متطور للصور يقدم صورا دقيقة وغنية باأللوان كما يقدم LX35000
تجهيزات إضافية مع خيارات باأللوان الصفراء الداكنة والرمادية الرولية .وبفضل
المضخات ومكبرات صوت المتضمنة في هذا النظام يمكن التمتع باإلحساس الحقيقي بالنظام
الصوتي؛ فمن خالل أنظمة دولبى الرقمية وأفنية DTSالمرمزة ونظام ماتريكس للصوت
المحيط تمكن المشاهدون من التمتع بصوت رائع مثل صوت الطائرة الحربية عند مرورها
وصوت الطلقات النارية ،مما منحهم إحساسا كما لو أنهم يعيشون داخل الفيلم ويشاركون في
أحداثه ،فضال عن العديد من الميزات مثل التحكم بنمط الصورة والصوت المطلوبين
وإتاحة( )40قناة للضبط المسبق.
5
-5تحوالت التلفاز:
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
من ناحية أخرى فإنه في الوقت الذي لم يكد بعضهم يبدأ فيه بالتفكير في اقتناء تلفاز
عالي الوضوح ) ) HDTVفإن اليابان أسدرت مؤخرا الستار عما يعرف بالتلفاز فائق
الوضوح )ULTRA DEFINITION TVأو اختصار،)UDTVفقد اتحدت أكثر من
100شركة ومنظمة إلنتاج هذا التلفاز الذي يعتمد على تكنولوجيا رقمية متفوقة
تستخدم 2000خط أي نحو ضعف الرقم المستخدم في التلفاز عالي الوضوح وقد بدأ العمل في
إنتاج هذا التلفاز مع بداية عام2005م.
مع كل تلك الميزات التي يوفرها التلفاز عالي الوضوح إال أنه يواجه عددا من الصعوبات
التي قد تؤدي إلى انتشاره بشكل كبير،ومن تلك العقبات:
* ارتفاع التكلفة بالنسبة إلى المستهلك.
* تتطلب عملية التحول إلى النظام الجديد استثمار مبالغ كبيرة،هذا في الوقت الذي مازالت
الشكوك تحوم فيه حول مدى اهتمام المشاهدين بالحصول على تلفاز أكثر وضوحا أو قنوات
أكثر عددا من تلك التي يحصلون عليها حاليا.
* تتم عملية اإلرسال المستخدمة في األنظمة الحالية على ذبذبات غير مالئمة لالستخدام في
التلفاز عالي الوضوح الذي يحتاج إلى عرض نطاق أكبر تستوعبه التكنولوجيا الحالية،يكمن
حل هذه المشكلة في استخدام وسائل الضغط الرقمية التي تعمل على ضغط إشارات التلفاز
عالي الوضوح بحيث تصبح قادرة على المرور عبر قنوات التلفاز الحالية.
التلفاز الرقمي):(DIGITAL TV
حتى عهد قريب كانت بث برامج التلفاز تعتمد على تحويل الصورة والصوت إلى
إشارات من الموجات التي يجري بثها عبر األجواء ليلتقطها الهوائي في المنازل،أما حاليا
فإن التلفاز الرقمي واإلذاعة الرقمية هي أحدث التطورات التي بدأت زحفها نحو المنازل
والتي أصبح بإمكان المشاهدين معها التمتع بالميزات والخدمات المتفاعلة التي توفرها
تكنولوجيا التلفاز الرقمي من طلب وجبات الطعام السريعة إلى حجز تذاكر السفر ومتابعة
أسعار األسهم وأخبار المال والسياسة والرياضة عبر شاشات التلفاز الجديد،فضال عن
الدخول على اإلنترنتعبر التلفاز بدال من أجهزة الحاسوب الشخصي.
وتختلف تكنولوجيا التلفاز الرقمي عن تكنولوجيا التلفاز التقليدية التناظرية analogبأن
الصورة والصوت في التلفاز الرقمي يتم تحويلها إلى إشارات ثنائية من األصفار واآلحاد أي
بالنظام نفسه الذي تستخدمه أجهزة الحاسوب (الكمبيوتر)نفسه.هذه اإلشارات يتم استقبالها
بواسطة هوائي التلفاز الذي يقوم ذاتيا أومن خالل جهاز خارجي إضافي بفك الرموز
المستقبلة إما في التلفاز التقليدي فيحول الصوت والصورة إلى أمواج إلكترومغناطيسية تحدد
جودتها مدى نقاء الصورة والصوت على الشاشة.
وتنتشر شبكات التلفاز الرقمي حاليا سواء بالبث عبر األقمار الصناعية أو الكابالت أو
البث من المحطات األرضية ،وهي تجعل باإلمكان عن طريق استخدام تكنولوجيا
الضغط).(compressingإرسال عدد أكبر من البرامج على الموجة الهوائية نفسها التي
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
وفي حين استخدم نظام الكابل واتسع انتشاره في الواليات المتحدة وأوروبا الغربية،
تعثر تطبيقه في الدول األخرى وال سيما دول العالم الثالث لما يرتبط به من تكلفة مادية
عالية ،وظهرت بدال منه أنظمة سميت بالكابل الهوائي.
تمكن بفضل التلفاز الكابلي من الحصول على خدمة تلفازيه عالية الجودة ،كما أمكنهم
االختيار بين قنوات متعددة إذ يمكن لبعض النظم الكابلية أن تتيح نحو مئة قناة
تلفازيه،وسوف يرتفع هذا العدد إلى نحو ألف قناة عندما تستخدم كابالت األلياف
الضوئية( )FiberOpticsوبذالك فسوف ال يكون المشاهد مجبرا على تلقي مضمون معين
مفروض عليه من قبال الحكومات أو الهيئات العامة أو الخاصة.
ويمكننا القو ل :أن التلفاز الكابلي أحدث طفرة هائلة في مجال الخدمة التلفازية إذ تمكن
من إمداد المشتركين بخدمات برامجية متميزة من خالل مئات القنوات المتخصصة على
مدى األربع والعشرين ساعة،كما أعطى المعلنين فرصة ذهبية للوصول إلى جماهيره
المستهدفة بسرعة وسهولة.
بعيدة،وأصبحت قنوات التلفازية قادرة على توصيل برامجها إلى جميع أنحاء العالم .إال أن
التطور األكبر الذي أحدثته أقمار االتصال هو القدرة على تحقيق اآلنية في نقل األخبار
والمعلومات والبرامج من دول العالم المختلفة،وهذا أدى إلى تقديم المادة اإلعالمية في زمن
حدوثها،وسهل للتلفاز الوصول إلى إدراك المشاهد وجعله يتعايش مع األحداث بشكل مباشر.
-1مجتمع المعلومات:
يقول السيد ياسين :أنه مع مرور الزمن تبين قصور مصطلح ''ما بعد الصناعة'' الذي
أطلق على المجتمع عن التعبير عن جوهر التغير الكيفي الذي حدث ،ومن هما صك العلماء
االجتماعيون مصطلحا ً آخر رؤوا أنه أوفى بالغرض ،وأكثر دقة في التعبير ،وهو مصطلح
''مجتمع المعلومات'' وذلك أن أبرز ملمح المجتمع الجديد أنه يقوم أساسا ً على إنتاج
المعلومات ،وتداولها من خالل آلية غير مسبوقة هي الحاسب اآللي الذي أدت أجياله المتعاقبة
إلى إحداث ثورة فكرية كبرى في مجال إنتاج المعارف اإلنسانية وتوزيعها واستهالكها ،وإذا
ما أضفنا إلى ذلك القفزة الكبرى في تكنولوجيا االتصال ،وخصوصا ً في مجال األقمار
الصناعية واستخداماتها الواسعة ،وتحديداً في مجال البث التلفزيوني الكوني ،الذي بحكم آليته
يتجاوز الحدود الجغرافية ،وينفد إلى مختلف األقطار التي تنتمي إلى ثقافات مختلفة ،األمر
الذ ي من شأنه أن يؤثر ،عبر الرسائل اإلعالمية المتعددة ،في القيم واالتجاهات ،والعادات،
ألدركنا أننا بصدد تكون عالم جديد غير مسبوق ،تصبح فيه العبارة الشهيرة التي مفادها أن
العالم أصبح قرية صغيرة قاصرة كثيرا ً عن وصف أثرا ً التغيرات التي يتعمق مجراها كب
xxv
يوم.
ويعتب ر الياباني ''يونجي ماسودا'' أول من أطلق مصطلح مجتمع المعلومات على
المجتمع المعاصر بحيث يطرح تصوره حول تحول مجتمع اليانان إلى مجتمع مغاير بشدة
xxvi
في أشكال تنظيماته ،ومؤسساته ،وصناعاته.
ويرى بعض الباحثين أن مصطلح مجتمع اإلعالم والمعلومات بدأن في الظهور في
الخم سينات من القرن العشرين ،على يد ''قرتزما تشلب'' الذي قام بتصنيف ثالثين ()30
صناعة وتقسيمها إلى فئات أساسية هي:
-1األبحاث والتطوير
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-2التعليم
-3وسائل االتصال
-4المعلومات.
وهناك من يقول أن هذا المصطلح ظهر في مطلع الستينات من (هذا) القرن 20على
يد ''ماكلوهان'' في كتابه ''مجرد غوتمبرغ'' وعلى الرغم من أن هذه العبارة خلت عالم
النسيان إال أنها عادت إلى الظهور في بروكسل عام 1994عندما عرض المحافظ األوروبي
xxvii
''ماركن بن جامان'' حول الطرق السريعة لإلعالم والمعلومات.
وفي تعريف لهذا المجتمع ترى الدكتورة ''تريمان متولي'' أن مجتمع المعلومات هو
''المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات ،والحسابات اآللية ،وشبكات
االتصال أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية ،تلك التي تضم سلعا ً وخدمات جديدة مع
التزايد المستمر ،للقوة العاملة المعلوماتية ،التي تقوم بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر ،وتوزيع،
وتسويق هذه السلع ،والخدمات''.
والبد من اإلشارة إلى أن هناك عدداً من التعريفات لمجتمع المعلومات ،وعموما ً فإنه
المجتمع الذي يعتمد اعتماداً أساسيا ً على المعلومات الوفيرة :كمورد استثماري ،وكسلعة
xxviii
إستراتيجية ،وكمصدر للدخل القومي ،وكمجال للقوى العاملة.
ونذكر هنا األسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات:
بحيث ترجع أصول مجتمعات المعلومات إلى تطورين مرتبطين ببعضهما البعض
هما:
-1التطور االقتصادي طويل األجل
-2التغير التكنولوجي.
حيث ساهم في عملية التنمية االقتصادية بشكل واضح .إذ لتكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت تأثيرها الواضح في النمو االقتصادي ،ويالحظ أنه يمكن تطبيقها على نطاق
واسع وفي ظروف مختلفة ،كما أن إمكانياتها في تزايد مستمر.
وفضالً عن هذا فإن تكاليفها تتجه نحو االنخفاض بصورة واضحة ،وقد أدى هذا
ببعض االقتصاديين مثل '' ''Frémanإلى القول بأن تكنولوجيا المعلومات ،واالتصاالت
سوف تحدث موجة طويلة جديدة من النمو االقتصادي دافعة لنشأة ،وتطور مجتمعات
المعلومات.
أما التطور األول فإن بنية االقتصاد قد شهدت تغيرات كبيرة على امتداد الزمن فقد بدأ
األمر باالعتماد –في المجتمع الزراعي على المواد األولية الطاقة الطبيعية ،والجهد البشري-
وفي المرحلة الثانية مرحلة المجتمع الصناعي على الطاقة المولدة مثل الكهرباء والغاز .أما
مجتمع المعلومات فإنه يعتمد في تطوره بصفة أساسية على المعلومات وشبكات الحاسبات
xxix
ونقل البيانات.
وبتمييز مجتمع المعلومات بعدة خصائص تعارف عليها الباحثون وهي:
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
وهناك خاصية أخرى نوردها هنا تميز مجتمع المعلومات هي ظهور قطاع
المعلومات تقطاع مهم من قطاعات االقتصاد ،باإلضافة إلى قطاعات الزراعة ،والخدمات،
وذلك منذ الستينات من هذا القرن ،حيث أصبح إنتاج المعلومة وتجهيزها ،وتوزيعها نشاطا ً
اقتصاديا ً رئيسيا ً في عدد من الدول في العالم.
وفي كل مجتمعات المعلومات تقريبا ً نجد أن قطاع المعلومات ينمو بصورة أسرع من
نمو االقتصاد الكلي .فقد قدر االتحاد الدولي لالتصاالت بعيدة المدى أن قطاع المعلومات قد
نما على المستوى العالمي عام .94بمعدل أكثر من ،%5بينما كان نمو االقتصاد العالمي
بصفة عامة بمعدل أقل من %3وهكذا فإن من المالمح البارزة اآلن ،التحول من اقتصاد
الصناعات إلى المعلومات ،والتحول من االقتصاد الوطني ،إلى االقتصاد العالمي ،ومن إنتاج
xxxi
البضائع ،والسلع إلى إنتاج المعلومات.
يمكن كذلك النظر من خالل مفهوم ''مجتمع المعلومات'' الذي أطلقه البياني ''يونجي
ماسودا'' في تصور طرحه حول تحول مجتمع البيان إلى مجتمع مغاير بشدة في أشكال
تنظيماته ومؤسساته وصناعاته ،وكمحاولة منه لتفسير هذا التغير في المجتمع الذي ازدادت
فيه أهمية المعلومات وأصبحت المعلومة تتدخل في كل األنشطة ،والصناعات كما تمثل
المادة الخام لقطاعات كبيرة من قطاعات المجتمع المعاصر ،وظهور منظمات تعتمد كلية
على المعلومات مثل :مؤسسات الجرائد والبنوك وشركات التأمين .....والمصالح الحكومية
وغيرها.
ونشير هنا إلى معايير مجتمع المعلومات ،وتأكد على دور المعلومة وأهميتها وقيمتها
بحيث أصبحت المعيار المحدد والحقيقي ألي مجتمع يريد بلوغ درجة التقدم والرقي ،وهذه
المعايير كما حددها ''وليام مارتين''.
.1المعيار التكنولوجي :تصبح تكنولوجيا المعلومات مصدر القوة األساسية ويحدث انتشار
واسع لتطبيقات المعلومات في المكاتب والمصانع والتعليم والمنزل.
.2المعيار االجتماعي :يتأكد دور المعلومات كوسيلة لالرتقاء بمستوى المعيشة وينشر
وعي الكمبيوتر والمعلومات ويتاح للعامة ،والخاصة معلومات على مستوى عال من
الجودة.
.3المعيار االقتصادي :تبرز المعلومات كعامل اقتصادي وأساسي سواء كمورد اقتصادي
أو كخدمة أو سلعة وكمصدر للقيمة المضافة وكمصدر لخلق فرص جديدة للعمالة.
.4المعيار السياسي :تؤدي حرية المعلومات إلى تطوير وبلورة العملية السياسية وذلك من
خالل مشاركة أكبر من قبل الجماهير وزيادة معدل إجماع الرأي.
.5المعيار الثقافي :اإلعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات كاحترام الملكية الدهنية والحرص
على حرمة النية الشخصية والصدق اإلعالمي واألمانة العلمية وذلك من خالل توزيع
xxxii
هذه القيم من أجل الصالح القومي وصالح األفراد على حد السواء.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
التقليدية متوائمة مع الطابع المعلومي للثورة الجديدة في العلم والتكنولوجيا ،ثورة المعارف
والمعلومات.
إن ثورة المعارف والمعلومات وثورة االتصاالت ،فتحت الباب على مصراعيه
الحتماالت الحديث عن مجتمعات ما بعد صناعية تتفاوت تسربا ً واستيعاباً ،واستثماراً لموارد
المعلومات وتكنولوجيتها.
وتعتبر نظرية المجتمع بعد الصناعي أنه تبعا ً لمستوى التقنية أو ما يسمى الحتمية
التكنولوجية تغلب في المجتمع ،وبصورة تسلسلية تتابعية مجاالت النشاط االقتصادي
التالية:
-1المجال األولي (اإلنتاج الزراعي).
-2المجال الثاني أو الثانوي (الصناعة)
-3المجال الثالث ،حالياً ،مجال الخدمات ،والذي يكتسب فيه العلم والتعليم دورا ً ريادياً.
وتمتاز كل المراحل الثالث المذكورة سابقا ً بأشكال خاصة بها ،للتنظيم االجتماعي
وهي على التوالي:
-1الكنيسة والجيش في المجتمع الزراعي
-2الشركة أو االتحاد '' ''Corporationفي المجتمع الصناعي.
-3الجامعات في المجتمع بعد الصناعي.
كما أن كل مرحلة تميزت بهيمنة فئة معينة ،وهي على التوالي:
.1رجال الدين واإلقطاعين.
.2رجال األعمال.
.3العلماء واإلختصاصيون المهنيون.
وهكذا تكن الفئة المحظية في المجتمع بعد الصناعي هي النخبة التكنوقراطية وهذا هو
الجانب التفاؤلي من هذه النظرية.
ولتكوين تصور حول موقع (المجتمع بعد الصناعي) من خارطة تطور البشرية كما
سبق أو رسم كإرهاصات وتوجيهات مقبلة الحقا ً حتى في إطار نظريات المجتمع الصناعي
السابقة .يكون من الجدير بنا العودة إلى ''روستو'' والتذكير بنظريته المعروفة (مراحل النمو
االقتصادي) وهذه المراحل لديه هي التالية:
-1المجتمع التقليدي ق(المرحلة الممتدة حتى نهاية االقطاعية)
-2مرحلة المقدمات أو الممهدات أو (المجتمع االنتقالي) بمثابة االنتقال إلى الرأسمالية قبل
االحتكارية.
-3مرحلة االنطالق أو التحول الذي يمكن اعتباره مبدئيا ً تطور الرأسمالية قبل االحتكارية
إلى الرأسمالية االحتكارية.
-4مرحلة النضوج :المجتمع الصناعي
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-5عصر المستوى العالي لالستهالك الجماهيري .هذا ما ينطبق عمليا ً على مفهوم معين
ومثل ومواصفات اعتبرت من خصائص ما عرف الحقا ً بالمجتمع بعد الصناعي على ما
نعتقد.
ومقارنة بالمجتمع الصناعي يمكن أن نذكر الخصائص التالية للمجتمع بعد
الصناعي:
+1ظهور نظريات المجتمع الصناعي أتى في أعقاب اندالع الثورة العلمية التقنية
أواسط القرن ،20بعد الحرب ع .II
+ 1ظهور نظريات المجتمع بعد الصناعي ارتبط بمرحلة جديدة في ثورة العلوم
والتكنولوجيا أي ما يعرف بالثورة الصناعية الثالثة (أو الثورة السيبرنيتيكية)
+2اقتصاد المجتمع الصناعي يخلق الوفرة فيغني جزئيا ً عن العمل.
+2واقتصاد المجتمع بعد الصناعي افترض أن الحاجة إلى العمل فيه تكاد تكون
تنتفي تقريباً.
+ 3اتسم المجتمع الصناعي بحدوث تغيرات اجتماعية هيكلية ،والسيما بتحوالت في
بنية الطبقة العاملة باتجاه مزيد من التخصص ،والتثقيف ،وتحول العمل اليدوي وتدريجيا ً إلى
نوع من العمل العقلي والفيزيائي إلى فكري.
+3في المجتمع بعد الصناعي تفترض آراء واجتهادات معينة ،فستؤدي الثورة
السيبرنيتيكية إلى تالشي الطبقة العاملة فعلياً.
وهذا ما رآه عالم المستقبليات ''هيرمان كان'' األمريكي بحيث ذكر هذه الصفة في
المجتمعات الرأسمالية و(اإلشتراكية) التي ستصل المرحلة (بعد الصناعية) سنة 2000وتبلغ
مرحلة اإلزدهار والوفرة وتغني أكثر الناس عن العمل ،وذلك في صلة بالثورة
xxxv
السيبرنيتيكية.
وقام ''نيسبيت'' وهو عالم أمريكي بوضع وتحديد اتجاهات ،أو توجهات أساسية تأتي
بمثابة مقارنة بين مجتمعين قائم ومقبل .قديم وجديد صناعي وما بعد صناعي .أعتبر أنها
تحدد تطور مجتمع و.م.أ الديمقراطي الحر على مدى العقود القريبة.
وهذه التوجهات هي:
-1من المجتمع الصناعي إلى المجتمع المعلومي المؤسس على إنتاج المعلومات،
والمعارف.
-2من التقانة /التكنولوجيا /العالية إلى الثقافة اإلنسانية المتمحورة على اإلنسان.
-3من االقتصاد الوطني أو القومي إلى االقتصاد العالمي '' ''Globalالمتمركز على
''التبعية المتبادلة''.
-4من اإلدارة المتمحورة على أمد طويل إلى التخطيط قصير األمد.
-5من المركزية إلى الالمركزية في االقتصاد وفي السياسة.
-6من الضمان أو التأمين المؤسسي إلى الضمان الذاتي ،وإلى (العمالة الذاتية).
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
الشبكات الحاسوبية والبريد اإللكتروني ،والهاتف ،والتلفزة .ووسائل االتصال عبر التوابع
الصنعية (أو ما يعرف باألقمار الصناعية) وما إلى ذلك.
واألساس التقني لنشوء ''التليماتيك'' كمنظومة واحدة هو الحوسبة المتصاعدة،
والمتصارعة لكافة الوسائل التقليدية المتعاملة مع المعلومات نقالً ومعالجة ،وحفظاً.
وقد شهدت التقانة الحاسوبية ثورة حقيقية ،وأصلية في مجال اإلعالم الجماهيري كما
في مجال المعلومات .إجماالً وبصورة أعم ،وقد وضعت طرق جديدة ''للتيليماتيك'' في خدمة
السياسة والعلم ،والعمل اإليديولوجي .إذ باتت تستخدم على نطاق واسع طرق ''تيلماتية''
معروفة اآلن مثل :المحاضرات عن بعد ،والحوارات عن بعد ،والمؤتمرات عن بعد،
وسيزداد دور التيليماتيك وأهميته في التبادل اإلعالمي (المعلومي) دولياً .والسيما مع
تطورات التقدم العلمي ،التقني الذي سيرفع ويزيد األهمية االجتماعية لخدمات اإلعالم،
والمعلومات.
ومن المفكرين المنظرين للمجتمع التيليماتي الفرنسي '' ''Paniatowskuiواألمريكي
'' ''G.Martinوالمفكر الفرنسي الذي كان وزير سابق في الحكومة الفرنسية األولى في عهد
''شيراك'' قد استخدم مصطلح '' ''Telematiqueبدالً من كلمة '' ''Informatiqueفي كتاب
صدر في باريس سنة 1978نظر فيه للمجتمع ''التيلماتي'' وعرف به ،معتبراً أن هذا
المجتمع هو بمثابة مرحلة أكثر رفعة ،وإرتقاء بالمقارنة مع المجتمع الرأسمالية ،وكذا
االشتراكي الماركسي ،وأن لهذا المجتمع منطقه الخاص وإمكاناته التي لم يسبق لها مثيل.
إن زيادة حجم الذاكرة ،ومضاعفة وكحديث نظم المعلومات ،وما يرافق ذلك من
تغييرات ممكنة في نماذج وموديالت السلطة ،كل ذلك يشكل قفزة حضارية يمكن مقارنتها
بالقفزة الحضارية في مدينة ما بعد اختراع الكتابة سابقاً.
وحين يستخدم '' ''Paniatowskuiمصطلح (الثورة التيلماتية) فهو يقصد به أساسا ً
التغيرات الحاصلة في التقنية الحاسوبية.
أما '' ''G.Martinفقد أصدر كتابين األول عام 1978بعنوان ''المجتمع الموصل''
والثاني سنة 1981بعنوان ''المجتمع التيلماتي تحدي المستقبل'' ،وهو يدعو إلى تطوير ما
يعرف بالتلفزة التفاعلية كي يكون ''رد فعل'' الحضور والمشاهدين مأخوذا ً بالحسبان ،وله
اعتباره ،وهذا يمكن أن يؤمن إجراء مراجعات لحظية تمهد مستقبالً إلنهاء العداوات
xxxvii
االجتماعية ،وتضمن تطوراً مستقرا ً غير صدامي في المجتمع.
ومفهوم المجتمع التنكنتروني هو لصاحبه ''بريجيزنسكي'' وهو مستوحى من الطابع التقنوي
و(التروني) لعصرنا ،الذي يتميز باستخدام الدقائق الفيزيائية في شتى المجاالت مثل
''بوزيترون'' ،و''نيترون'' و''الكترون'' .مع التأكيد الخاص على أهمية هذه الدقيقة (إلكترون)،
فهو القاسم المشترك لكافة الحواسب ،وتكنولوجيا المعلومات الحديثة إذ هي جميعا ً آالت
حاسبة إلكترونية
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
توزيع األراضي أو أمور آخرتهم فيما يخص أسرار التحنيط ،ودفن الموتى ،وطقوس
المعابد ،وأظهر هذا النسق الهيروغليني عجزه عن تحقيق مطالب أهل التجارة في العصور
القديمة.
وظهرت إلى الوجود األبجدية الفينيقية التي استطاعت أن تعبر عن المفاهيم المجردة
للن شاط التجاري من بيانات المكسب والخسارة ،وكان الغرض األساسي لنظام المعلومات هذا
هو تسجيل المعرفة بواسطة الكتبة والكهنة وهو ما أدى إلى صعود سلطة أصحاب التجارة
على حساب سلطة أهل الدين.
وسادت األبجدية الفينيقية األلفبائية ،إلى أن ظهرت آلة الطباعة في منتصف القرن
الخامس عشر على يد ''غوتمبورغ'' وتحرر بفضل طبع االنجيل –الفرد المسيحي من سلطة
رجال الدين القائمة على احتكار المعرفة الدينية وغيرت بذلك وظيفة المعلومات إلى ''نشر
المعرفة'' ال مجرد تسجيلها.
وانتشرت بعدها المعلومات والمعرفة بشكل مثير لالنتباه مشكلة ما يعرف اليوم
بظاهرة إنفجار المعرفة والمعلومات وظهر الكمبيوتر ألول مرة في منتصف القرن العشرين
كآلة مثلى لمعالجة المعلومات ،قادرة على ''توظيف المعرفة'' ال مجرد التحكم فيها ونشرها
وذلك عن طريق البرمجة في تحويل المعرفة الخامدة إلى معرفة تصميم المباني،
والمحركات ،والر سوم ،واألزياء وتراقب الميزانيات وتدعم القرارات وتعلم الصغار والكبار
ثم توليد المعرفة الجديدة بفضل الذكاء اإلصطناعي ويتوازي مع طموح الذكاء االصطناعي
طموح آخر في مجال تكنولوجيا الواقع الخائلي أو ''االفتراضي'' أو العالم الوهمي ''التي
تسعى إلى سرعة اكتساب الخبرات وتخزين الخبرات نفسها أي تعليب المعرفة سابقة
التوظيف (وبالشكل التالي للتأكيد على كل ما سبق ذكره).
والشكل رقم 3التالي يوضح عالقة المعرفة بتكنولوجيا المعلومات وفن تطور نظام المعلومات
(المعرفة) الزمني:
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-2المعرفة :
يورد محمد محمد الحاج حسن الكمالي تعريفات عديدة للمعرفة نورد منها ما يلي:
-1المعرفة هي إدراك الشيء بإحدى الحواس.
-2المعرفة هي العلم مطلقات تصورا ً كان أم تصديقاً.
-3المعرفة هي إدراك الجزئي سواء كان مفهوما ً جزئيا ً أو حكما ً جزئياً.
-4المعرفة هي إدراك الذي هو بعد الجهل.
ويعرف مراد وهبة المعرفة في مجمعه الفلسفي بأنها ''فعل بالذات المعارفة في إدراك
موضوع ما ،وتعريفه بحيث ال يبقى فيه أي غموض أو التباس''.
وكل هاته التعريفات نأكد على أن المعرفة هي اإلدراك والتمييز ،سواء كان شام ً
ال
للموضوع كله ،أو جزء منه .ويمكن تعريف المعرفة بأنها عبارة عن ''مجموعة المعاني
والتصورات واآلراء والمعتقدات والحقائق التي تتكون لدى اإلنسان نتيجة لمحاوالته
المتكررة لفهم الظواهر المختلفة المحيطة به''.
وتراكم المعلومات ال يعني زيادة المعرفة فكما يمكن للحكمة كما يقول ''سي اس
اليوت'' أن تضيع في خصم المعرفة ،يمكن أن تقول أن المعرفة بدورها تضيع في خصم
المعلومات بل أن المعلومات ذاتها يمكن أن تضيع هي األخرى تحت وابل البيانات المتدفقة.
ومن جانب آخر ال تتوقف عملية اكتساب المعرفة عند حدود اإللمام بها بل يجب أن
xxxix
تكتمل باستيعابها وتعميقها وتوظيفها.
ولما أصبح تجميع المعلومات وكمية تراكمها ،ال يعبر بالضرورة عن درجة التقدم وال
يأخذ كمقياس للتطور أو كمعيار من المعايير التي تميز مجتمع المعلومات .أصبح الحديث
اآلن عن المفهوم الذي يحول اآلراء واألفكار والمعلومات إلى أفعال وتصرفات عن طريق
تجميع وتنظيم المعلومات باستعمال التقنيات المتطورة ونظم المعلومات والنظم المعرفية
المتطورة والفائقة التطور والتي تنتج أو تساهم في إنتاج المعرفة التي تصنع القوة وتوفر
المال وتخلق المواد الخام وتصبح محور الصراع في المجتمع وفي عالم األلفية الثالثة.
وانطالقا ً من كل هذا فنحن ال نبالغ أدنى مبالغة إذا قلنا بأن مفهوم ''مجتمع المعلومات''
الذي أطلق كتفسير للتحوالت المرتبطة أساسا ً بالمعلومات قد أثبت فشله في مسايرة هذا
التحول والتطور الرهيب والسريع بحيث أصبحت المعرفة واإلبداع من أهم العوامل المؤثرة
والمحددة لقيام مجتمع اختلفت المفاهيم التي أطلقت عليه والتي اخترنا منها مفهوم مجتمع
المعرفة
لقد أصبحت المعرفة مصدر ثروة ،ومؤشر قوة ليس فقط عبر تحويل بعض معطياتها
إلى منتجات متطورة عالية المورد االقتصادي ،واإلستراتيجي بل أيضا ً بكينونة المعرفة ذاتها
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
كعنصر تنمية إنسانية لبناء أي أمة تطمح إلى مكان الئق تحت شمس القرن الواحد
xl
والعشرين ،واألفراد أي مجتمع ينشد االنسجام مع شروط العصر.
والظروف التي يمر بها العالم اليوم جعلت من المجتمع اإلنساني خصباً ،ومهيئا ً
للمزيد من التحوالت والتغيرات التي سوف تترك أثرها على كل جوانب الحياة ،وتفاصيلها
الدقيقة والشاملة فالزمن أخذ يتحرك بسرعة نتيجة النمو المتعاظم للمعرفة ،بعد أن تغيرت
المعرفة تغيراً جذرياً ،فإذا كان العلم في الماضي ال يتجدد إلى بعد قرون ،فإن المعرفة
المعاصرة تزداد بالضعف كل سبع سنوات إنه تسارع مذهل يكفي للتدليل عليه سنويا ً بوضع
40ألف مصطلح جديد في مختلف ميادين العلوم وفي كل دقيقتين يصدر مقال علمي في جهة
xli
ما من العالم.
وإذا نظرنا إلى المعرفة على أنها كل أنواع األفكار ،وكل نماذج وأساليب الفكر ،بدءا
من المأثور الشعبي ،وحتى العلم الموضوعي على حد تعبير ''ميرتون'' فإن ''دور كايم'' يقول
أن األفكار والمقوالت والمعاني ،والمفهومات ذات أصول اجتماعية أنها مخلوقات اجتماعية
تاريخية ،وهناك مقوالت اجتماعية عامة مثلما توجد مقوالت مجتمعية خاصة لكن األفكار
بعد تبلورها ،ونسق المعرفة بعد تمييزه داخل البيئة االجتماعية ،والثقافية ينحو إلى
االستقالل ،ويصير إطار عاما ً لفهم الواقع االجتماعي باعتباره كال موحداً .ولتوجيه الفعل
xlii
االجتماعي وتنظيم العالقات والسلوك االجتماعي.
ويرى أن األفكار األساسية وأدوات التحليل وأساليب الفكر التي توجه الفكر المنطقي
نحو فهم الظاهرة وصياغة الخبرات ،واستخالص الحقائق ،وبناء الحضارات قد أفرزها
النشاط االجتماعي لإلنسان خالل سعيه الستخالص ما يشبع حاجاته المتعددة ،والمتجددة
وخالل كفاحه من أجل السيطرة على الطبيعة والمجتمع من أجل تحقيق ذاته وتسهيل حياته.
ويذكر ''دور كايم'' الوظائف االجتماعية للمعرفة رغم أنها ال تحصى فإن أهمها:
-االتصال:
يقول دور كايم إذا لم يتفق الناس على األفكار األساسية الجوهرية في كل لحظة إذا لم
يكن لديهم نفس المفهوم للزمان ،والمكان ،والعدد...الخ ،فإن أي اتصال بين عقولهم يصبح
مستحيل كما تستحيل حياتهم معاً.
-االتساق األخالقي والتناغم الفكري:
إن المفهومات والمبادئ المشتركة هي محور االتساق االجتماعي واالتفاق حول
معايير ،وقيم توجه الس لوك وتضبط الفعل االجتماعي وتساعد أعضاء المجتمع على التكيف
مع النظام االجتماعي العام ،والنظم االجتماعية األساسية ،كما أن قوام الشرعية واالمتثال
وتواصل األجيال ،تتسم جميعا ً عبر عمليات التنشئة واالجتماعية والتربية الذي ينقل خاللها
الجيل األول معارفهم إلى األجيال الصاعدة ،وبذلك تتم عملية نقل التراث الثقافي ،والمعرفي
من جيل إلى جيل ،فيدعم االستقرار وتجرى عملية التطور االجتماعي.
-التصنيف التكامل:
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
منذ تعقد المجتمع وتشعب عالقاته وتنوعت أنشطته ،وتمايزت أبنيته االجتماعية،
وتعددت األدوار وتخصص الناس في وظائف أصبح المجتمع الحديث في حاجة إلى اتفاق
عام حول ضرورة العمل المشترك في إطار معايير يحترمها الجميع ،وبذلك تسود المعيارية،
والتكامل ويتوفر للمجتمع حد أدنى من السلم ،واألمن االجتماعي ،الذين ال غنى عنهما
الستقرار المجتمع ،واستمراره وتوفر المعرفة والثقافة االجتماعية الرئيسية ذلك الدليل العقلي
لتصنيف طبقات المجتمع ،وفئاته ،وقواه ،كما توفر معرفة األهداف الثقافية ،والوسائل
xliii
المشروعة لتحقيقها.
وقد أصبح الحديث عن مجتمع المعرفة بمنزلة (موضة) شائعة في أوساط المثقفين في
الخارج وهذا المفهوم وإذا كان غامضا ً بعض الشيء إال أنه يشير إلى توافر مستويات عليا
من التعليم والبحث ،والتنمية ،وتكنولوجيا المعلومات ،واالتصال ،ومجتمع المعرفة سوف
يتحقق على أرض الواقع بصورة كاملة ،وواضحة بأسرع مما يضمن الكثيرون ،ويستند
أنصار هذا الرأي إلى المقولة الشهيرة عن أن (المعرفة قوة) للتدليل على أن إنتاج المعرفة،
وليس فقط حيازة المعلومات هو الوسيلة الوحيدة لضمان البقاء ،واالستمرار في الوجود بل،
وتحقيق السيطرة ،والهيمنة في عصر سوف يتميز بالصراع السياسي ،واالقتصادي،
والعلمي ،والثقافي لفرض الذات على اآلخرين.
ويقول ''إدواردو بورتلال'' األستاذ بجامعة ''ريو دي جانيرو'' الفيديرالية أن مجتمع
المعرفة يمثل برنامجا ً متكامالً مخصصا ً للفعل ،وأن ذلك الفعل سوف يتضمن التعليم،
والعلوم الثقافية ،واالتصال مجتمعة كلها في وجدة متكاملة ،ومتماسكة .وأن إنتاج المعرفة
سوف يكون سلعية رابحة تحمل معها السيطرة السياسية ،والمكانة االجتماعية ،والهيمنة
xliv
الثقافية ،واالقتصادية على المجتمعات األخرى.
-3مفهوم مجتمع المعرفة :
لعل الوصول إلى مفهوم محدد للمعرفة ،أمر يفتقر للسهولة بمثل ما يفتقر إلى االتفاق
بين أصحاب الفكر على تعريف محدد له ،ألن المعرفة عملية جدلية معقدة تحدث بأشكال
مختلفة ،ولها مراحلها ودرجاتها فى التطور ،وتتضمن مساهمة قوى اإلنسان المختلفة عبر
التجربة والممارسة المرتبطة بطبيعة وشكل النمو االجتماعى االقتصادى من التطور بين هذه
المجموعة البشرية أو تلك،
ومن ثم تتردد فى الساحة الفكرية للدراسة الحالية مفاهيم ومصطلحات بعضها قريب
من بعض فى المعنى والداللة ،ويختلف بعضه عن اآلخر فى وجوه أخرى ،ومن أهم هذه
،مجتمع Information Societyالمفاهيم والمصطلحات الثالثية :مجتمع المعلومات
، Learning Societyمجتمع التعلم Knowledge Societyالمعرفة
-مجتمع المعلومات :هو المجتمع الذى يعتمد فى تطوره ونموه بصورة رئيسية على
المعلومات والحاسبات اآللية وشبكات االتصال ،أى أنه يعتمد على ما يسميه البعض
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
بالتكنولوجيا الفكرية تلك التى تضم سلعا ً وخدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة
المعلوماتية التى تقوم بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر وتوزيع وتسويق هذه السلع
والخدمات والتناقص المستمر للثورة العاملة
وبتعبير آخر هو المجتمع الذى تستخدم فيه المعلومات والمعرفة والتكنولوجيا
المرتبطة بهما على نحو يؤثر على إنتاج المجتمع ،وطرق تعليمه ،والعالقات االجتماعية بين
أفراده ،وسياساته ومختلف أوجه الحياة األخرى ،أو أنه مجتمع تكون فيه عمليات النفاذ إلى
المعلومات والبحث عنها ،واستخدام المعلومات وإنتاجها ،وكذلك تبادل المعلومات هى
[
العمليات األساسية المؤثرة فى حياة األفراد والمؤسسات كافة
-مجتمع التعلم :وهو المجتمع الذى يمثل دورة االرتقاء المجتمعى ،حيث يزخر المجتمع
بكثير من الكائنات القادرة على التعلم ذاتياً ،وذلك بعد أن أصبحت ملكة الذكاء غير
مقصورة على الكائن البشرى دون سواه ،بل أصبحت خاصية موزعة على اآلالت
واألدوات والنظم والمؤسسات ،وذلك بفضل هندسة الذكاء االصطناعى وآليات التحكم
التلقائى ،ومجتمع التعلم المنشود له ذكاؤه الجمعى ،وذاكرته الجمعية ،وشبكة أعصابه
الجمعية (وتمثلها حاليا ً شبكة االنترنت) ،وله كذلك وعيه الجمعى المتمثل فى حصاد
معارفه ومدركاته وخبراته ،بل له أيضا ً ال وعيه الجمعى ،الذى يعمل تحت طبقات
متراكمة من القيم والمعتقدات واأليديولوجيات واألعراف وما شابه
-مجتمع المعرفة :هو المجتمع الذى يستند إلى قدرة نوعية من التنظيم وإيجاد آليات راقية
وعقالنية فى مجال التيسير ،وترتيب الحياة ،والتحكم فى الموارد المتاحة ،وحسن
استثمارها وتوظيفها ،وخاصة إيالء الموارد البشرية الموقع المالئم فى تحقيق النمو
االقتصادى ،كما يعنى هذا المفهوم كذلك تطوير أنماط التصرف والتحكم فى القدرات
المتنوعة
وبتعبير آخر هو المجتمع القائم والقادر على إنتاج واستغالل المعرفة محليا ً وتطبيقها
ونشرها معتمداً فى ذلك على ما لديه من موارد وإمكانات ذاتية محلية ،عالوة على كون
صناعة المعرفة قطاعا ً اقتصاديا ً قائما ً بذاته
و يمكن أن نتعرف على مجتمع المعرفة على أنه صيغة حضارية لنموذج المجتمع المعاصر
الذى الحت بوادره فى األفق إدراكا ً منا للفرق الكبير بين المعلومات وبين المعرفة بأسلوب
حياة يتميز فى الفكر والوجدان والسلوك والعمل ،وبأن المعرفة فيه هى المعرفة المتجددة ،
وبأن التوظيف المعرفى هو التشغيل الفعال للموجودات أو األصول المعرفية ولحسن
استثمارها قوة نمو للفرد وتقدم المجتمع ،ومن ثم فهو مجتمع اإلنسان المجدد ،والذكاء
المشترك ،والعقل الفعال ،والمعلومة الدقيقة
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
فمجتمع المعرفة هو المجتمع القائم على استثمار المعرفة كأهم مورد للتنمية االقتصادية
والنماء االجتماعى بصفة عامة ،ومجتمع اقتصاد المعرفة هو أساس مجتمع المعرفة ،باعتبار
أنه يمثل جيالً جديدا ً يتخذ من المعرفة وسيلة رئيسة لتوليد الثروة وزيادتها ،وبذلك يمثل
مجتمع المعرفة قفزة جديدة على طريق تكنولوجيا المعلومات واستثمار العنصر البشرى
-دورة المعرفة:
-توليد المعرفة :حيث تنطلق المعرفة من التفاعل بين الحقائق والمعارف المتوافرة من
جهة ،وبين عقل اإلنسان وقدرته على التفكير واإلبداع من جهة أخرى
-نشر المعرفة :تنقل اإلنسان الذى يحتاج إلى المعرفة بشتى أنواعها ،وعلى ذلك فإن
ضرورة اكتساب المعرفة بالنسبة لإلنسان تماثل ضرورة الحصول على الغذاء
-استثمار المعرفة :فقوة المعرفة تأتى من توظيفها بكفاءة فى كافة شئون الحياة ،وال شك أن
للبيئة (التى تعمل دورة المعرفة فى إطارها) تأثيراً كبيراً على حيوية دورة المعرفة فى
توليدها ونشرها وتوظيفها
من هذا المنظور يمكن تصور أن "عملية نقل المعرفة" تستند إلى التنوع فى اآلليات
واألنشطة لنقل المعرفة داخل وعبر المؤسسات التعليمية والبحثية القومية ،تلك الرؤيا تستند
على الوظيفة الرئيسة للمؤسسات التعليمية والبحثية وهى "نقل المعرفة" بما تتخللها من
عمليات فرعية -ولكل عملية فرعية هدف – على الوجه اآلتى :
-1ربط المعرفة :بهدف ربط مناخ اإلعداد الداخلى للمؤسسات التعليمية والبحثية بظروف
ومتطلبات مجتمع المعرفة تحقيقا ً للفوائد المتبادلة للمخرجات
-2الوعى بالمعرفة :بهدف ترويج الخدمات المعرفية التى يمكن للمؤسسات التعليمية،
البحثية تقديمها للمجتمع الخارجى
-3إنتاج المعرفة :بهدف قيام المؤسسات التعليمية والبحثية بتشجيع ترويج منتجات المعرفة
إلى المجتمع الخارجى حتى يمكن وضعها حيز التطبيق
-4إتاحة المعرفة :بهدف طرح مجموعة من الوسائل التى تجعل المعرفة فى نطاق
االستخدام واستفادة لجميع أفراد المجتمع
ومع أهمية هذه العناصر فإن العنصر األساسى المميز لهذا المجتمع هو "إنتاج
المعرفة" باعتبار المعرفة أحد الركائز األساسية التى يقوم عليها االقتصاد الجديد "االقتصاد
المعرفى" – أو ما يسمى "تجارة المعرفة" [ ]41الذى تحل فيه المعرفة محل العمل ورأس
المال ،ومن ثم أصبح إنتاج المعرفة بمعناها الحديث مهنة قائمةبذاتها تتضمن العمل والتعاون
بين العلماء والباحثين والفنيين واإلداريين تحت مسميات متعددة مثل الجامعات ومراكز
البحوث واألكاديميات والجمعيات العلمية وهيئات النشر ..هى إذن عملية معقدة تشمل جوانب
مادية وإدارية وتنظيمية وقيمية ومعيارية
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
إذا كان الفكر قد استقر على تسمية هذه الحقبة اإلنسانية بمجتمع المعرفة ،فإنه فى ظل مجتمع
المعرفة ،أصبحت مجتمعات اليوم ترنو نحو االستخدام المتعاظم والكثيف للمعرفة العلمية
والتكنولوجية فى مختلف مجاالت الحياة وعلى كافة األصعدة ،مما كان له تأثيراته الواضحة
على م جمل أنشطة اإلنسان ،ومن ثم يجوز القول مجتمع كثيف المعرفة ،وتكنولوجيا كثيفة
المعرفة ،وعمل كثيف المعرفة ،وإنتاج كثيف المعرفة ،وفى هذا السياق يمكن رصد بعض
أبعاد مالمح مجتمع المعرفة وخصائصه ومؤشراته ،ومن أبرزها ما يلى
-1البعد االقتصادى :ويتمثل فى أن المعلومة هى السلعة أو الخدمة الرئيسة والمصدر
األساسى للقيمة المضافة وتوفير فرص العمل وترشيد االقتصاد ،وهذا يعنى أن المجتمع
الذى ينتج المعلومة ويستعملها فى مختلف شرايين اقتصاده ونشاطاته المختلفة هو
المجتمع الذى يستطيع أن ينافس ويفرض نفسه
-2البعد التكنولوجى :ويتمثل فى انتشار وسيادة تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها فى مختلف
مجاالت الحياة فى المصنع أو المزرعة ،فى المكتب والمدرسة ،فى البيت والشارع ،وهذا
يعنى كذلك ضرورة االهتمام بالوسائط اإلعالمية والمعلوماتية وتكييفها وتطويعها طبقا ً
للظروف الموضوعية لكل مجتمع سواء فيما يتعلق بالعتاد أو البرمجيات ،كما يعنى البعد
التكنولوجى لثورة المعلومات توفير البنية الالزمة من وسائل اتصال وتكنولوجيا
االتصاالت الحديثة وجعلها فى متناول جميع أفراد المجتمع
-3البعد االجتماعي :ويتمثل فى سيادة درجة معينة من الثقافة المعلوماتية فى المجتمع
وزيادة مستوى الوعى بتكنولوجيا المعلومات وأهمية المعلومة ودورها فى الحياة اليومية
لإلنسان والمجتمع هنا مطالب بتوفير الوسائط والمعلومات الضرورية من حيث الكم
والكيف ومعدل التجدد وسرعة التطوير للفرد ،خاصة إذا علمنا أن التغيير سيطال أسس
العمل نفسها ،ذلك أن العمل فى أى حقل كان سيتوقف على إدارة المعلومات والتصرف
بها عبر األدمغة االصطناعية ووسائل اإلعالم ،ولذا سنشهد والدة فاعل بشرى جديد هو
اإلنسان العددى الذى ينتمى إلى عمال المعرفة (ذوو الياقات البيضاء) الذين يقللون الهوة
بين العمل الذهنى وبين العمل اليدوى ،إذ ال فاعلية فى العمل من غير معرفة قوامها
االختصاص والقدرة على قراءة رموز الشاشات ،مما سيطرح إطاراً مفهوميا ً جديداً هو
"العمالة المعرفية"
-4البعد الثقافى :ويتمثل فى إعطاء أهمية قصوى للمعلومة والمعرفة ،واالهتمام بالقدرات
اإلبداعية لألشخاص وتوفير إمكانية حرية التفكير واإلبداع والعدالة فى توزيع العلم
والمعرفة والخدمات بين الطبقات المختلفة فى المجتمع ،كما يعنى نشر الوعى والثقافة فى
الحياة اليومية للفرد والمؤسسة والمجتمع ككل
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-5البعد السياسى :ويتمثل فى إشراك الجماهير فى اتخاذ القرارات بطريقة رشيدة وعقالنية
مبنية على استعمال المعلومة ،وهذا بطبيعة الحال ال يحدث إال بتوسيع حرية تداول
المعلومات وتوفير مناخ سياسى مبنى على الديمقراطية والعدالة والمساواة وإقحام
الجماهير فى عملية اتخاذ القرارات والمشاركة السياسية الفعالة
-6البعد التربوى :ويتمثلفى أن اإلنسان سيصب حهو رأس المال البشرى الذى يبدع ويبتكر
ويفكر وينتج المعرفة ،أى سيصبح محورا ً رئيسا ً وجوهريا ً لحركة هذا المجتمع
إن مجتمع المعرفة ال يقتصر على إنتاج المعلومة وتداولها ،وإنما يحتاج إلى ثقافة تقيم
وتحترم من ينتج هذه المعلومة ويستثمرها فى المجال الصحيح ،مما يتطلب إيجاد محيط
ثقافى واجتماعى وسياسى يؤمن بالمعرفة ودورها فى الحياة اليومية للمجتمع
-3تحقيق أعلى درجة متقدمة من مجتمع المعرفة ستتمثل بمرحلة تتسم بإبداع المعرفة ،من
خالل مشاركة جماهيرية فعالة ،والهدف النهائى منها هو التكوين الكامل لمجتمع المعرفة
الكونى ،وهو ما يجرى اآلن بخطى سريعة من خالل استخدام شبكة االنترنت عالميا ً
-4تكنولوجيا المعلومات قادرة على أن تمحو ما خلفته ثورة التصنيع من مشكالت بيئية
واقتصادية وأخالقية ،وبالتالى تقدم بيئة نظيفة ينعم بها مجتمع المعرفة
-5تعدد فئات المستفيدين :يتواجد فى مجتمع المعرفة المعاصر فئات متعددة تتعامل مع
المعلومات واإلفادة منها فى خططها وبرامجها وبحوثها ودراساتها وأنشطتها المختلفة
وفقا ً لتخصصاتها ومستوياتها وطبيعة أعمالها ،ويقسمون إلى أربع فئات فرعية :
-منتجو المعلومات (منشئو المعلومات وجامعوها)
-مجهزو المعلومات (يستقبلون المعلومات ويستخدمونها)
-موزعو المعلومات (ينقلون المعلومات من المنشأ إلى المتلقى)
-بيئة المعلومات (تقوم على التكنولوجيا لألنشطة المعلوماتية)
-6تتزايد بصفة مطردة كميات المعلومات المنتجة على أوعية ال ورقية ،كاألشرطة،
واألقراص الممغنطة ،واسطوانات الفيديو ،واألقراص الضوئية ،وغيرها من األشكال
غير التقليدية ،وبالتالى سينعكس ذلك على طبيعة التعليم وشكله
-7تنظم أجهزة المعلومات المعاصرة ،وتدار عن طريق استخدام التقنيات المتطورة ،بدالً من
xlv
المهام اليدوية أو الميكنة التقليدية ،والتى تتطلب عمالً متواصال
: 6خصائص مجتمع المعرفة :
يتسم مجتمع المعرفة بالعديد من الخصائص والسمات من أبرزها:
تقلص قيود الزمان والمكان :فقد أدت التطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة إلى
تطورات مذهلة مصاحبة فى شبكة االتصال ،وظهور الشبكة الدولية للمعلومات
(االنترنت) ،وقد أدى ذلك إلى تقلص قيود الزمان والمكان ،حيث أتاحت هذه التقنيات
الفرص أمام اإلنسان للتواجد فى كل مكان وفى كل وقت وفى اللحظة نفسها
االندماج بين مجاالت المعرفة المختلفة :بمعنى االنتشار الواسع والسريع إلى مجاالت
المعرفة األخرى ،فتتطور بدورها وينشأ عنه ما يطلق عليه "القيمة المعرفية
المضافة" ،وقد أدى ذلك إلى بروز مساحات معرفية جديدة ،وظهور تنظيرات أكثر
جدة فى مجاالت المعرفة المتداولة ،األمر الذى أدى إلى بروز تقنيات إبداعية جديدة
فى هذه المجاالت المعرفية
- تطوير منهجيات علمية حديثة لحل المشكالت والتعامل مع الظواهر المختلفة :األمر
الذى مهد إلى تعاظم الحاجة إلى منهجيات وأساليب علمية جديدة تمكن من اإلفادة من
هذ ا الطوفان المعرفى المتدفق فى التعامل مع الظواهر فى تعقيداتها الجديدة
وإشكالياتها المتجددة
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-اعتماد معايير جديدة لقياس قوة المجتمعات ،وإرساء مفاهيم وقواعد جديدة للتراكم
الرأسمالى :فقد أصبح مصدر القوة الحقيقى ألى مجتمع هو ما يمتلكه أبناء هذا
المجتمع من معارف ومعلومات حديثة ومتجددة وقابلة للتطبيق وللتوظيف ،ومع
اعتماد تلك المعايير الجديدة لقوة المجتمعات بدأت تتصاعد الكتابات حول إرساء
قواعد جديدة للتراكم الرأسمالى ،وإرساء مفاهيم جديدة لرأس المال ،مثل :مفهوم
رأس المال الفكرى ،الذى يعترف باألهمية الحاسمة للفكر واإلبداع فى تطور
المجتمعات وتحقيق تقدمها وريادتها ،ومفهوم رأس المااللعقلى الذى يعترف بأن
القدرات العقلية الخالقة للبشر فى أى مجتمع تمثل معينا ً ال ينضب ،ومفهوم رأس
المال المعرفى الذى يشير إلى مصدر القوة الجديد ألى مجتمع هو "المعرفة فى يد
الكثرة" وليس "األموال فى يد القلة" وهكذا بات من المؤكد أن الحياة الهامشية فى
ظل مجتمع المعرفة هى حياة " المحرومين معرفياً"
ظهور أساليب جديدة للتقسيم الدولى للعمل ،تبوأت بموجبه التكنولوجيا مكان
األيديولوجيا فى صناعة شكل النظام العالمى الجديد ،وتحديد شكل العالقات الدولية
فى هذا النظام فى المجاالت المختلفة ،اقتصادية وسياسية وثقافية وتربوية
أصبحت المعارف والمعلومات مقوما ً اجتماعيا ً قائما ً بذاته ،وعنصراً فاعالً بالغ
التأثير فى حياة األفراد والمجتمعات ،وأصبح تغيرها يحطم معه أدواراً اجتماعية
مستقرة ،وينشئ أخرى مستحدثة ونتيجة لذلك أصبحت الوظائف والمهن تتغير هى
األخرى بمعدالت لم تر البشرية لها من قبل مثيالً ،حيث باتت تتغير بوتيرة متسارعة
استجابة لسرعة التغيرات العلمية والتكنولوجية
التغير الجذرى فى مفهوم العمل ومجاالته وآلياته ومهاراته ،مما أسهم فى بروز
مجموعات جديدة من األعمال والوظائف المرتبطة بالمعارف والمعلومات ،وأصبحت
التجارة الرابحة هى "تجارة المعرفة" ،وبات التجار األكثر حظا ً هم تجار المعلومات
أسهمت تقنية المعلوماتية فى بلورة ثقافة إلكترونية زادت من عمليات التالقح الثقافى
بين المجتمعات ،وإتاحة الفرص أمام األفراد لمقارنة "صورة الذات" مع "صورة
اآلخر" وما يرتبط بذلك من رضا وقناعة أو تمرد وعصيان ،ولقد ساعدت تقنية
المعلوماتية فى انتشار لغة إلكترونية تعتمد على الرمز ،مما كان له أثره على طريقة
التفكير وتحقيق نوع من "التوحد اللغوى" بين أفراد مجتمع المعرفة على اختالف
مشاربهم الثقافية
تفجر الكثير من القضايا األخالقية والخالفية :فمما ال شك فيه أن ما شهده مجتمع
المعرفة من تطورات علمية مذهلة فى شتى فروع المعرفة بصفة عامة وفى علوم
الحياة (البيولوجى) بصفة خاصة من شأنه أن يفجر العديد من القضايا األخالقية التى
يمكن أن تتعارض مع إرث من القيم االجتماعية وأدلتها الدينية التى استقرت فى
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
الوجدان على مدى آالف السنين مثل إمكانية استنساخ البشر وعمليات تخليق قطع
غيار بشرية باالعتماد على معطيات الخريطة الجينية ،ونقل األعضاء من الموتى ،بل
ومن األحياء األصحاء إلى المرضى ،إلى غير ذلك من القضايا المشابهة
ويتميز مجتم ع المعرفة بعدد من الميزات والخصائص منها توافر مستوى عال من
التعليم ،ونمو متزايد في قوة العمل التي تملك المعرفة وتستطيع التعامل معها ،وكذلك القدرة
على اإلنتاج باستخدام الذكاء الصناعي ،وتحول مؤسسات المجتمع الخاصة ،والحكومية،
ومنظمات المجتمع المدني إلى هيئات ،ومنظمات (ذكية) مع االحتفاظ بأشكال المعرفة
المختلفة في بنوك المعلومات وإمكان إعادة صياغتها وتشكيلها وتحويلها إلى خطط تنظيمية
وذلك فضال عن وجود مراكز للبحوث القادرة على إنتاج المعرفة واالستفادة من الخبرات
المتراكمة والمساعدة في خلق وتوفير المناخ الثقافي الذي يمكنه فهم مغزى هذه التغيرات
والتجديدات ويتقبلها ويتجاوب معها.
فمجتمع المعرفة يختلف عن مجتمع المعلومات الذي يقوم على استخدام تكنولوجيا
المعلومات واالتصال في أنه مجتمع قادر على إنتاج البرمجيات (أشكال المعرفة المختلفة)،
وليس فقط استخدام أو حتى إنتاج المعدات الصلبة أو األجهزة التي تستخدم في الحصول على
المعرفة ،وإذا كان العمل في المجتمع الصناعي يعتمد على المعرفة المتاحة ،فإن المعرفة في
مجتمع المعرفة المستقبلي تعتبر هي (العمل) ولذا تحتاج هذه المعرفة إلى مراجعة مستمرة
كما تحتاج إلى تكنولوجيا المعلومات حتى يمكن تحويلها إلى مشروعات وسلع تقوم عليها
اقتصاديات المعرفة في المجتمع الجديد.
وإذا كانت التجربة والتعليم هما المصدرين األساسين للمعرفة فإن المشكلة التي يتعين
التصدي لها هي تحديد نوع المعرفة التي سوف يحتاج إليها مجتمع المستقبل ،والتي يمكن
تطبيقها ،وتسويقها ألن المعرفة التي ال تباع وال تشترى سوف تعتبر عديمة الجدوى والفائدة.
ولقد ساعدت الثورة اإللكترونية على فتح مجاالت عدة ومتنوعة تبشر بإمكان قيام
مجتمع معرفة إلكترونية وكما هو الشأن في كثير من مجاالت العلم والتكنولوجيا كانت و.م.أ،
أسبق من دول العالم في وضع المبادئ األولى لتأسيس هذه المعرفة ،وبعدما انتهت أوروبا
إلى ضرورة اللحاق بأمريكا في هذا المجال وبدأت منذ قمة لشبونة ،في مارس 2000تدفع
باقتصادياتها إلى االزدهار والتنافس باالعتماد على المعرفة اإللكترونية.
ووضعت لتحقيق هذا الهدف خطة مستقبلية تعرف باسم (خطة العمل ألوروبا
اإللكترونية لعام ،)2000وترتب على وضع هذه الخطة ،وتنفيذها ،اتجاه اإلقتصاد األوروبي
إلى المعرفة اإللكترونية ،وازدياد االعتماد على األنترنت ،وعلى التكنولوجيا الرقيمة،
وتفوقت أوروبا على أمريكا في استخدام بعض هذه الوسائل المعلوماتية ،فنجد أوروبا على
سبيل المثال أن %68من السكان يستخدمون الهاتف المحمول بينما ال تزيد النسبة عن %43
فقط في أمريكا.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
وبدأت أوروبا تخطو خطوات واسعة نحو التحول إلى مجتمع جديد يعتمد على
المعومات التي تنتجها له تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا اإللكترونية.
ويقوم بإعداد كوادر جديدة مؤهلة تأهيال خاصا ً لضمان استمرار النظام الجديد،
وتطويره تمهيداً للتحول إلى إنتاج المعرفة على نطاق واسع.
وقد حدث في النصف القرن الماضي زيادة في القدرة على إنتاج المعرفة على نحو
منتظم ،ومخطط ،وهكذا فإن حجم البحث ،والتطوير الذي نفذته الشركات ،والصناعة
الخاصة قد إز داد باستمرار .وتبقى الجامعات المراكز الرئيسية للبحث األكاديمي ،والعلمي.
غير أن الصناعة هي التي ترعى وتنفذ معظم البحث التطبيقي.
وزاد اتفاق العالم على البحث والتطوير على 500مليار دوالر عام ( 1999وانفقت
الشركات الثالثمئة األولى في العالم اكفر من 203مليار دوالر على البحث والتطوير فيها،
وإزداد إنفاقها %33عام 1999بالمقارنة مع ما أنفقته عام ،1996وهي تكرس معدل
%4.9من قيمة مبيعاتها للبحث والتطوير ،وتكرس بعض الشركات %35من مبيعاتها
للبحث والتطوير ونخصص شركات تقانة المعلومات والشركات الدوائية للبحث والتطوير
نسبة أعلى من مبيعاتها (تتراوح بين %10و.)%50
لقد أصبح إنتاج المعرفة العلمية حاليا ً جزءاً من عملية أكبر حجماً .يكون فيها
االكتشاف ،والتطبيق واالستخدام في حالة من التكامل الوثيق من خالل التوسع في السوق من
أجل المعرفة والقدرة على تسويق العلم وليست التكنولوجيا .وتكمن القوى الدافعة وراء
العرض والطلب المتزايد على المعرفة الصالحة للتسويق في تقوية المنافسة الدولية في مجال
األعمال المالية التجارية وفي الصناعة وينعكس هذا في انتقال راديكالي في طريقة إنتاج
المعرفة العلمية من الطريقة التقليدية إلى الطريقة المعاصرة حيث تصبح هذه األخيرة هي
السائدة والمسيطرة التي من خصائصها أنها صيفت بشكل جذاب.
واالفتراض األساسي إلنتاج المعرفة الجديدة هو علم الطريق إلى السوق ،والمعرفة
في حد ذاتها تصبح س لعة يتم االتجار فيها ،ويتم توجيه البحوث وفق أهداف اجتماعية تقنية،
xlvi
في بيئة متسمة بالطابع التطبيقي.
ويمكن إجمال سمات مجتمع المعرفة فيما يلى :االتصالية العالية – المشاركة الفعالة
فى إغناء المحتوى الرقمى – نشر المعرفة – دعم التطوير والبحث العلمى – إتاحة التعليم
المتطور والنفاذ إلى الثقافة والمعرفة والتقنيات الحديثة لجميع أفراد المجتمع – النمو
االقتصادى المعتمد على التكنولوجيا المتطورة وهو ما يدعى باقتصاد المعرفة
: 7مؤشرات مجتمع المعرفة :
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
ثمة مؤشرات عدة يمكن االعتماد عليها فى تحديد وصف مجتمع المعرفة وفيما يلى شرح
موجز لكل من هذه المؤشرات [: ]45
-1الكثافة االتصالية :ويقاس بعدد الهواتف الثابتة والنقالة لكل مائة فرد ،وسعة شبكات
االتصاالت من حيث معدل تدفق البيانات عبرها
-2التقدم التكنولوجى :ويقاس بعدد الكمبيوترات ،وعدد مستخدمى االنترنت ،وحيازة
األجهزة اإللكترونية كأجهزة الفاكس والهواتف ،وما شابه من قبل األفراد والجماعات
والمؤسسات
-3اإلنجاز التكنولوجى :ويقاس بعدد براءات االختراع ،وعدد تراخيص استخدام التكنولوجيا
،سواء المستوردة أو المصدرة ،وحجم صادرات منتجات التكنولوجيا العالية Licenses
والمتوسطة منسوبا ً إلى إجمالى الصادرات
-4الجاهزية الشبكية :ويقاس بمستوى البنية التحتية لمجتمع المعرفة فى القطاعات الرئيسة
الثالثة :الحكومى والخاص واألهلى ،ومدى تأهل األفراد واألسواق ،ومدى تجاوب البيئة
التشريعية والتنظيمية مع النقلة النوعية لمجتمع المعرفة
-5استخدام وسائل اإلعالم :ويقاس بداللة عدد وسائل اإلعالم الجماهيرى من أجهزة الراديو
والتليفزيون والصحف والمجالت ،وعدد ساعات االستماع والمشاهدة ومعدالت القراءة
ومعدالت استهالك الورق ،عالوة على مدى اعتماد اإلعالم الجماهيرى على المصادر
المحلية ،منسوبا ً إلى المصادر الخارجية كوكاالت األبناء العالمية والبرامج التلفزيونية
المستوردة
-6الذكاء المعلوماتى :وهو من أصعب المؤشرات قياسا ً نظراً إلى حداثة مفهوم الذكاء
ما بين األفراد والجماعات ،ويمكن قياسه Synergeticsالجمعى وليد التفاعليات
،وحلقات النقاش Virtual Communitiesبصورة تقريبية بعدد الجماعات الخائلية
عبر االنترنت ،وعناصر الربط بين مواقعها ،وكذلك ظواهر التضافر المعرفى األخرى
من قبيل مشاريع التطوير الجماعية ،واألوراق العلمية التى يشترك فيها أكثر من مؤلف،
وعدد اللقاءات العلمية ونطاق الموضوعات التى تتناولها
-7الرقم القياسى للنفاذ الرقمى :وهو رقم قياسى جديد ويقوم على أساس عدة عوامل تؤثر
فى قدرة بلد ما على النفاذ إلى تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت وهى البنية التحتية،
واالستطاعة المادية والمعرفة والتوعية من حيث سعة نطاق تبادل المعارف والمعلومات
-8مدى االنخراط فى حركة العولمة :وهو مؤشر غير مباشر لقياس الفجوة المعرفية
الرقمية ،ويقاس عادة بمدى االندماج فى السوق العالمية الذى يشمل – ضمن ما يشمل –
مدى تقارب األسعار العالمية من المحلية ،ومدى تنافسية العنصر البشرى عالمياً ،وحجم
االستثمارات األجنبية والمبادالت المالية عبر الحدود ،وحجم المكالمات الهاتفية الدولية
الذاهبة والواردة
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
وتجمل مؤشرات مجتمع المعرفةفى مدى االهتمام بالبحث والتنمية واالعتماد على الكمبيوتر
واالنترنت والقدرة التنافسية فى مجال إنتاج ونشر المعرفة على مستوى العالم ،ومع أهمية
هذه العناصر ،فإن العنصر األساسى المميز لهذا المجتمع هو إنتاج المعرفة واعتبارها إحدى
الركائز األساسية التى يقوم عليها االقتصاد الجديد الذى تحل فيه المعرفة محل العمل ورأس
المال
ونلخص في الجدول رقم 1الطرق التقليدية والطرق الجديدة لإلنتاج المعرفي في المجتمع
الحديث والمجتمع المعاصر.
الطريقة الجديدة رقم ()2 الطريقة التقليدية رقم ()1
متخطية حدود التنظيم أحادية أو متعددة التنظيم
بيئة السوق بيئة إدراكية
غير هرمية ومتغايرة الخواص وأشكال غير هرمية ومتجانسة وأشكال ثابتة للتنظيم
ثابتة للتنظيم
تفاعالت نشيطة بين الممتثلين العاملين وغير في الغالب مقصورة على البيئة األكاديمية
العاملين
أكثر قابلية للتفسير اجتماعيا ً ومنعكسة على أكثر قابلية للتفسير بالنسبة للمجموعات
ذاتها المناظرة
مدى واسع من معايير السيطرة على النوعية السيطرة على النوعية العلمية
اإلكتشاف والتطبيق ال ينفصالن اإلكتشاف سابق على التطبيق
توزيع اجتماعي على نطاق واسع للمعرفة قيود على توزيع المعرفة
المجلة الدولية للعلوم االجتماعية .عدد 115سنة 50اليونسكو ،ص 111
إن أكثر األعمال االقتصادية تتصف بكونها مقصودة Iententionnelوحرة وهي خصائص
أساسية المعرفة ،وتبين اإلمتياز الجوهري إلنتاج المعرفة وبما أن إنتاج المعرفة تقام بطريقة
حرة أيضا ً البد لها من عملية البحث والتطوير ( .)R&Dلحفظ أعمال االبتكار واإلختراع
(براءات االختراع) عن طريق مراكز البحث والتطوير ،وهذه هي المؤسسات األساسية
لإلنتاج المعرفة ويتخذ هذا اإلنتاج المعرفي عدة أنواع للبحث ،فهناك المعارف التي تتيح
الفهم المعمق لقوانين الطبيعة ،أو المجتمع والمعارف التي تدعم الحل للمشاكل العملية وهذا
ال يعني وجود حدود بين العلم والتكنولوجيا ولهذا فهناك ترابط بين عمليات البحث القاعدية
وعمليات البحث التطبيقية.
واتبعت الدول المتقدمة منذ الحرب العالمية الثانية سياسات علمية نتجت عنها إبداعات
تكنولوجية كان أبرزها إنجاز القنبلة الذرية ،وسطرت مشاريع علمية خصصت لها الظروف
المالئمة كإنشاء المراكز النووية والصعود إلى الفضاء ،غير أن المنهاج ،والطرق التي
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
اعتمدت خالل تلك الفترة ،لم تكن كافية لتحقيق التنمية وحل المشاكل المدنية كالقضاء على
الفقر والتخلف.
لدى اختارت بلدان عديدة تمركز سياستها للبحث والتطوير ،بوزارة واحدة هي وزارة
العلم التي تنتمي إليها كل مراكز البحث والتطوير ،وأخذت السياسات العلمية ،والتكنولوجية
لهذه البلدان على عاتقها وضع األهداف والسهر على تطبيقها وديناميكيتها ،والرفع من
الرصيد العلمي وتثمين نتائج البحوث وتطبيقها اقتصادياً.
لقد ساهمت تطورات تكنولوجيا المعلومات من تقليل ثمن المعلومات ،ومنحت
الفرصة للجميع في الحصول عليها ،ومكنت من فهم أحسن لدور المعلومات في تحقيق القوة
االقتصادية للبلدان وكذا في قدرات هذه األخيرة على التنافس في السوق العالمية.
وأدت هذه التكنولوجيا إلى أحداث تغيرات جذرية في النظم االقتصادية لمختلف
البلدان وغيرت من نمط العالقات الدولية ،وحققت نوع من التوازن في السيطرة على البحث
وعولمته ،فبعد أن اقتصر احتكار هذا الميدان على عدد من الدول استطاعت دول أخرى
اللحاق بها ،ومنافستها نذكر منها الهند ،تايوان ،كوريا الجنوبي ...ومن هنا يتبين أن التمركز
العالمي للموارد العلمية ،والتقنين لم تعد تمتلكه الدول األكثر تصنيعا ً فقط ،بل حتى دول
صغيرة ،هكذا لم يعد التصنيع حكرا ً على الشمال ،بل شهد امتداده على جميع البلدان.
إن القضية التي تواجه العالم اليوم تتصل بمدى التعامل مع ظاهرة المعلوماتية المعاصرة،
والتجاوب معها ،والنهوض بتبعات ذلك التعامل إليقاظ المجتمع ككل ،لكي يتجاوب مع هذه
التقنية المتطورة ،وتحويلها إلى عناصر يمكن استثمارها في التطور والتقدم.
وهناك تأثير متبادل وعكسي بين كل من المعلوماتية ،والبحث وباقي أنشطة المجتمع
المعاصر ،فعلى سبيل المثال تعتبر المعلوماتية ضرورة أساسية للبحث العلمي ،بدونها يتأثر
البحث بالسلبية والجمود ،وعدم التأثير فالمضمون األساسي للبحث العلمي هو المعلومة ،وما
يتصل بها من أساليب وتقنيات ،تسهم في تجميعها ،وتحليلها ،وتخزينها ،ونقلها ،واستخدامها.
وعلى الصعيد العربي ،واإلسالمي عملت بعض المشاريع الهادفة نحو التحكم في
المعلوماتية وتوصيلها إلى الباحث العربي ،واإلسالمي لخدمته ،وقد كان لجامعة الدول
العربي ،والمنظمة العربية للتربية والثقافة ،والعلوم وبمساندة علمية ،وفنية ومالية من منظمة
(اليونسكو)وبرنامج األمم المتحدة للتنمية " "UNDPالريادة في الدعوة إلى إنشاء شبكة
المعلومات العربية بين الدول العربية ،ولكن هذا المشروع لم يكتمل حتى اآلن.
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
كما أن المنظمة اإلسالمية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية التابعة إلى منظمة المؤتمر
اإلسالمي ،ومقرها الرئيسي مدينة جدة بالسعودية ،تبنت أحد المشاريع في إنشاء شبكة لنظام
معلوم ات علمي وتقني بين البالد اإلسالمية ،ولكنها لقيت صعابا مالية من حيث التمويل كما
أن مشروع القمر الصناعي العربي الذي أطلق حديثا ما زال قاصرا ،ويالقي صعابا جمة في
االستفادة منه.
أما على الصعيد القطري ،أو الوطني ،فهناك محاوالت هادفة على مستوى األقطار
العربية إلنشاء شبكات ،وضم معلومات وطنية لخدمتها ،ففي المملكة العربية السعودية،
وتحت ريادة المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا ،أنجزت بعض الجهود نحو التنسيق في
مجاالت المعلومات وخدمتها وتقنياتها على مستوى المملكة ،كما أن المركز يتصل بقواعد
البيانات الخارجية ،ويوفر احتياجات المملكة من معلومات الخارجية ،ويسهم في هذا االتجاه
أيضا المركز الوطني للمعلومات المالية ،واالقتصادية التابع لوزارة المالية في توفير
احتياجات المملكة من المعلومات االقتصادية والمالية النابعة من الخارج عن طريق الوصول
()xlvii
المباشر بشبكات وقواعد وخدمات هذه المعلومات.
أما على المستوى الوطني لجمهورية مصر فيوجد عدد من المشروعات اتجاه االستفادة
من المعلومات لخدمة البحث العلمي ،واإلدارة والتعليم.
ففي مجال البحث العلمين وبمعاونة "وكالة المعونة األمريكية للتنمية" ""USAID
أنشئت شبكة للمعلومات العلمية والتكنولوجية ESTINETللحصول على المعلومات من
قواعد البيانات وشبكتها في الواليات المتحدة األمريكية بالقطاعات السبعة التي تضمها هذه
الشبكة ،وهي قطاع الزراعة ،وقطاع الصحة من خالل مركز التعليم الطبي ،ومستشفى
جامعة عين شمس التخصصي ،وقطاع الصناعة من خالل مركز تنمية التصميمات الهندسية
والصناعية.
وقطاع الطاقة من خالل جهاز تخطيط الطاقة ،وقاع التعمير من خالل مركز البحوث
والدراسات بوزارة اإلسكان ،وقطاع العلم والتكنولوجيا من خالل المركز القومي لإلعالم،
والتوثيق ،وقطاع البحوث االجتماعية والجنائية من خالل المركز القومي للبحوث
االجتما عية ،والجنائية ،باإلضافة إلى هذه القطاعات يوجد فرعان للشبكة بمعهد الدراسات
العليا ،والبحوث بجامعة اإلسكندرية وجامعة قناة السويس باإلسماعيلية ،إال أن البحث في هذه
الشبكة ،وتوصيل المعلومات ال يزال يتم بطريقة بطيئة بسبب عدم بناء قواعد المعلومات
المحلية ،كما أن مدى ارتباط هذه الشبكة بما هو متوفر بالفعل في البيئة المصرية يعتبر
()xlviii
منفصال إلى حد كبير.
-2المشكالت التي تحد من تطور ونمو الشبكة العربية للمعلومات :
-1قصور السياسة الوطنية والعربية للمعلومات:
بحيث يعتبر التنظيم الوطني للمعلومات ،بما يشمله هذا التنظيم من وضع السياسة
القومية للمعلومات ركيزة أساسية لوجود شبكة عربية للمعلومات وإذا كانت هناك في الوقت
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
الحاضر ،بعض األنشطة المعلوماتية البارزة في عدد من الدول العربية ،كنظام معلومات
للعلوم والتكنولوجيا بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بمصر ،أو نظام معلومات علمي
وتقني مرتبط بهيئات التخطيط بأعلى مستويات الدولة في المغرب ،أو استخدام قواعد
المعلومات األجنبية على أقراص الليزر أو على الخط المباشر بجامعة قطر ،فمعظم هذه
األنشطة ال تتم داخل إطار سياسة وطنية للمعلومات تعمل على تحقيق أهداف وطنية أو
قومية واضحة ،كما أنها ال تتم لخدمة أولويات واحتياجات التنمية المتوازنة بين القطاعات
االقتصادية داخل الدولة أو بين الدول في إطار الوطن العربي.
-2الفجوة بين التخطيط والتطبيق:
هناك عامالن يتعلقان بالزمن الذي يستغرقه تطبيق الشبكة ،أولها الفجوة الزمنية بين
استيعاب مفهوم الشبكة وأهميتها ،وبين أول نشاط إجرائي يتم على أساس منتظم ،أما العامل
الثاني فهو يتمثل في الفجوة الزمنية أيضا بين بداية الشبكة وبين اكتمالها.
والشبكة العربية للمعلومات مازالت في مرحلة االستيعاب والتخطيط ،وهاته المرحلة
مرت ذاتها بثالث مراحل أولها قامت به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إدارة
التوثيق والمعلومات) في منتصف السبعينات حين نشرت دراسات عن توفير المعلومات
بأجهزة التوثيق بالوطن العربي.
والمرحلة الثانية تمثلت في استيعاب مفهوم الشبكة ،وتمت في منتصف الثمانينات،
وجاءت بمبادرة من األمانة العامة للجامعة العربية بإنشائها لمركز التوثيق والمعلومات
والمرحلة الثالثة نشهدها في منتصف التسعينات على يد إدارة التوثيق ،والمعلومات بالمنظمة
العربية للتربية ،والثقافة والعلوم بتنظيمها لندوة إستراتيجية التوثيق ،والمعلومات في الوطن
العربي.
-3ضعف الصناعة العربية للمعلومات و االتصاالت:
ليس هناك مشروعات اقتصادية عربية عمالقة مشتركة ،كما هو الحال بالنسبة
للتكتالت االقتصادية المعاصرة في العالم ،التي تتطلب خدمات معلومات على مستوى عالي
من الكفاءة ،ويصبح األمر أكثر خطورة عند الحديث عن الصناعات المعلوماتية التي تشكل
اقتصاد المعلومات في النظام االقتصادي العالمي ،ذلك ألن معظم الدول العربية تعتمد في هذا
المجال الحيوي على الدول األجنبية ،في استيراد تكنولوجيا المعلومات ،واالتصاالت ويتم
ذلك دون االختيار السليم للتكنولوجيا المالئمة ودون تطويعها الحتياجات وأهداف األقطار
العربية ،وذلك يؤدي إلى تبعية دائمة لمصدر التكنولوجيا الذي وقع عليه االختيار.
-4تناقص الدعم المالي لمشروعات البنية األساسية المعلوماتية القطرية والعربية:
وهذه هي المشكلة األساسية التي تتبع منها معظم المشكالت األخرى ،ومع زيادة
تكاليف منتجات وخدمات المعلومات (الدوريات العلمية ،الكتب ،خدمات البحث اآللي،
والحصول على المعلومات )...لجأت معظم المكتبات الجامعية ،والبحثية العربية إلى تقليص
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
-2قصور خدمات المعلومات ،وضمور الطلب على المتاح منها من قبل الطالب،
والباحثين ،وعدم استغالل المعلومات المتوافرة في عملية اتخاذ القرارات التي
يسودها الحدس والعفوية.
-3تضخم البيروقراطية ،وبرودة تجاوبها مع المشاكل االجتماعية ،وتقديس اإلجراءات
على حساب األهداف.
-4استخدام الواجهات العلمية ،والثقافة إلضفاء المشروعية على الممارسات ،والهياكل
االجتماعية وتفشي ظاهرة النفاق االجتماعي.
-5عدم وجود صناعة عربية للبرمجيات وعدم االهتمام بالتشريعات الخاصة بحماية
الملكية الفكرية.
-6ضعف البنى األساسية لنظم المعلومات المتمثل في غياب السياسات الوطنية،
وضعف التكامل العربي ،وعدم تجاوب نظم التعليم الرسمي مع مطالب إعداد
األجيال القادمة.
-7ضعف النشر عموما ،والنشر العلمي خاصة ،وبطئ حركة الترجمة ،وانخفاض
معدالت إصدار الكتب ،والمجالت العلمية والمهنية.
-8تحول كثير من علمائنا للعلم إلى رواة عنه وعن إنجازاته في مجال الكومبيوتر
والمعلومات التي تسير لدى الكثير من نزعة القص أو الحكى.
-9االعتماد على الخبرة األجنبية في كثير من مشاريع نظم المعلومات العربية سواء في
()lii
التصميم أو التصوير أو التشغيل.
-4معوقات البنى التحتية لتكنولوجيات االتصاالت:
وقد تبين ضعف وهشاشة البنية التحتية االتصالية في الدول العربية بوجه عام ،مع
بعض االستثناءات الجيدة في اإلمارات ،والبحرين ،وقطر ،وعمان ،وهناك دول في سبيلها
إلى االنتهاء من تحديث وتحسين بنيتها التحتية االتصالية مثل األردن ،والسعودية ومصر.
ويعرف المكتب األمريكي لتقسيم التكنولوجيا "أن البنية التحتية لالتصاالت هي
التركيبة التي تشمل التسهيالت التكنولوجية ،واإلجراءات الدستورية التي تساند االتصاالت
من خالل استخدام اإلذاعة واألفالم وتسجيالت الفيديو ...والكوابل ،والبريد ...الخ.
والمشكلة أن البنية التحتية لالتصاالت في البلدان العربية أعمق من مجرد التحديث ،إذ
أن سعة االتصال مثال باألنترنت المتوفرة حاليا في أحسن األحوال كما في حالة مصر،
واإلمارات العربية 128كيلوبايت ،kbلكن المتاح عالميا سرعة اتصال تبلغ 1.54ميجابيت
،mbو mb54مع مالحظة أن الميجابيت الواحد يساوي ،kb1000وبذلك يتضح التفاوت
الشديد في البنية التحتية االتصالية في الدول العربية ،والدول المتقدمة.
عالوة على االنخفاض الشديد ألعداد المستخدمين العرب لالنترنت فاإلحصائيات تشير
إلى أن 151مليون مستخدم انترنيت في العالم ،بزيادة قدرها %51مقارنة بعام ،1997
و 800ألف مستخدم في الدول العربية ،وصل عددهم إلى حوالي 2مليون و 400ألف
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
مستخدم مع منتصف عام ،2000مع الفرق في الحجم الساعي بين مستخدمي الدول
المتقدمة ،ومستخدمي اإلنترنت في الدول العربية ،لعدة أسباب منها:
انخفاض تكلفة االتصال في الدول المتقدمة ،بالمقارنة مع الدول العربية ،وضعف البنية
التحتية االتصالية ،وعدم انتشار الكمبيوتر في قطاع التعليم وانتشار األمة الهجائية بالكمبيوتر
وانخفاض نسبة الوعي بأهمية اإلنترنت التعليمية ،والثقافية والعلمية واالقتصادية والسياحية
وندرة المواقع العربية.
وإضافة إلى هذه المعايير التي توضح التخلف المعلوماتي في المجموعات العربية،
نضيف إليها مميزات ،وواقع البحث في المجتمعات العربية التي نلخصه في النقاط التالية:
-1ضعف التمويل :إذ ال يحضى لهذا الميدان إال القليل ال يتعدى نسبة .%0.3
-2قلة األجهزة داخل مراكز ،ومؤسسات البحث.
-3قلة المعلومات وانعدام أو نقص في نظم المعلومات داخل مؤسسات البحث ،مما يدفع
بالباحث إلى االعتماد على نفسه في الوصول إلى المعلومة ،وهذا ما يزيد من أعباءه،
وكثيرا ما يجعله في اتصال أكبر مع ما يحدث بالخارج ،ويتركه يهتم أكثر بمشاكل ال
تهم مجتمعه.
-4الباحث يعاني من نقص حرية اإلعالم ،وإمكانيات الوصول إلى المعلومات،
وبيروقراطية التسيير ،بالرغم من أن الوسائل الحديثة للمعلومات قد تمكنت نوعا ما
من تكسير هذه الحواجز في هذه البلدان.
-5صعوبة نشر البحوث وقلة عددها.
-6ضعف العالقة بين البحوث ،وقطاعات التنمية لغياب إستراتيجية واضحة مما ال
يسمح بانتقال المنتجات المبدعة لالستغالل الصناعي ،أو تكون هذه المنتجات غير
موافقة تماما للواقع االجتماعي لهذه البلدان.
-7غياب إستراتيجيات عمل وسياسات محددة للبحوث بخطط ممولة إلى جانب تجاهل
أهمية التعاون ،وتبادل الخبرات بين الباحثين مما يتسبب في تشتت الجهود ،وإهدار
()liii
الطاقات ،واألموال وضعف في اإلنتاجية اإلبداعية.
والبحث العلمي سواء كان بحثا ،أو تطبيقا ،ما هو إال تفاعل مع المعلومات وبلورة لها،
من حيث التجمع ،والتحليل واالستقراء والنشر ،فيستمد من حصيلة المعلومات المتاحة
للباحث ،ويضيف إليها إنتاجها ،المتمثل في تقارير البحوث ،والدراسات وخالفه ،ومن هنا
يمكن النظر إلى البحث العلمي ،سواء كان على مستوى الباحث ،أو فريق البحث ،أو منظمة
األبحاث ،بأنه يمثل إدارة واعية رشيدة للمعلومات.
ويوضح الجدول رقم 2إسهام الدول العشرين األوائل في اإلنتاج الفكري العلمي
()1994-1990
Country N° of papers %Of world
contributions
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
iعماد عبد الوهاب الصباغ :المجلة العربية للمعلومات ،مرجع سابق ،ص .42-41
iiمحمد محمد الهادي :التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر ،مرجع سابق ،ص .54
iiiالمرجع نفسه ،ص .56
ivالمجلة العربية للمعلومات :قسم المكتبات والوثائق ،كلية اآلداب ،جامعة السلطان قابوس ،مجلة ،16عدد ،2تونس ،1995
ص .5
vد .نبيل علي :العرب وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .51
viنبيل علي :الثقافة العربية وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .309
viiد .عماد عبد الوهاب الصباع ،المجلة العربية للمعلومات ،مرجع سابق ،ص .38
viiiالمجلة العربية ،3000عدد ،2001 – 3ص .264
ixالمجلة العربية للمعلومات ،العدد ،2تونس ،1995المجلة ،16ص .7
( )xمعن النقري ،مرجع سابق ،ص .15
( )xiبيل غيتس ،ترجمةعبد السالم رضوان :المعلوماتية بعد االنترناث،سلسلة عالم المعرفة،1998،ص .13
()xiiالمرجعنفسه ،ص .37
( )xiiiمعن النقري ،مرجع سابق ،ص .16
xivار .جي هارتلي ،مايكل كيلي :ترجمة عبد الرزاق مصطفى يونس ،مرجع سابق ،ص .236
xvأحمد محمد الصالح ،االنترنات والمعلومات بين األغنياء والفقراء ،دار األمين للنشر والتوزيع ،2001 ،ص .25
xviنبيل علي :الثقافة العربية وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .84
xviiعالء عبد السالمي :تكنولوجيا المعلومات :دار المنهاج للنشر والتوزيع – األردن ،ط.2000 ،2
()xviiiمحمد محمدالهادي ،مرجع سابق ،ص . 60
()xixالمرجع نفسه ،صص . 72 ،70
()xxالمرجعنفسه ،صص .93 ،92
()xxiنبيل علي :العرب وعصر المعلومات ،مرجع سبق ذكره ،ص . 95
()xxiiالمرجع نفسه،ص ص .117 ،116
()xxiiiنبيل علي :الثقافة العربية وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .84
()xxivالمرجع نفسه ،ص ص . 157 ، 156
xxvالسيد ياسين :الثورة الكونية ومجتمع المعلومات ،نحو ما بعد الحداثة ،مرجع سابق ،ص .29
xxviنبيل علي :العرب وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .9
xxviiمجلة العربي (الكويتية) .عدد 468نوفمبر ،97ص .200
xxviiiمحمد فتحي عبد الهادي :المعلومات وتكنولوجيا المعلومات :على أعتاب قرن جديد :مكتبة الدار العربية للكتاب ،ط،1
أفريل ،2000ص .13
xxixالمرجع نفسه ،ص .19
xxxمحمد محمد الهادي :تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها ،دار الشروق ،القاهرة ،بدون طبعة ،1989 ،ص .24-23
xxxiمحمد فتحي عبد الهادي ،مرجع سابق ،ص .19
xxxiiنبيل علي :العرب وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .275
xxxiiiالمرجع نفسه ،ص ..
xxxivالمرجع نفسه ،ص .91-90
xxxvالمرجع نفسه ،ص .95
xxxviمعنى النفري :مرجع سابق ،ص .98-97
xxxviiالمرجع نفسه ،ص .100
xxxviiiنبيل علي :العرب وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .71-70
xxxixنبيل علي :الثقافة العربية وعصر المعلومات ،مرجع سابق ،ص .309
xlزكي الميالد :المسألة الحضارية :كيف نبتكر مستقبلنا في عالم متغير ،المركز الثقافي العربي ،ط.1999 ،1
xliسليمان إبراهيم العسكري :اعاقات مجتمع المعرفة ،مجلة العربي الكويتية ،عدد ،541ديسمبر ،2003ص .8
xliiنبيل رمزي :علم اجتماع المعرفة :المدخل والمنظورات ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،ط ،1992 ،1ص .64
xliiiالمرجع نفسه ،ص .67
مقياس :تكنولوجيا اإلعالم واالتصال دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال
xlivأحمد أبو زيد :المعرفة ......صناعة المستقبل ،مرجع سابق ،ص .30-29
xlvصالح الدين محمد توفيق و هانى محمد يونس موسى ،دور التعلم اإللكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى دراسة
استشرافية" ،قسم أصول التربية -كلية التربية – جامعة بنها تم نشر البحث في مجلة كلية التربية بشبين الكوم – جامعة
المنوفية ،عدد2007، 3م ص.26-18
: Alikazanigilxlviترجمة عبد الحميد فهمي الجمال :السلطة والعلم :أساليب شبيهة بالسوق لتسيير شؤون المجتمع وإنتاج
المعرفة ،المجلة الدولية للعلوم االجتماعية ،عدد ،155مارس ،98ص .112
( )xlviiمحمد محمد الهادي :التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر ،مرجع سبق ذكره ،ص .31
( )xlviiiالمرجع نفسه ،ص .32
( )xlixأحمد بدر و آخرون :السياسة المعلوماتية وإستراتيجية التنمية ،دار غريب للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2001 ،ص
ص .190 ،185
( )lالمرجع نفسه ،ص .41
( )liمحمد محمد الهادي :التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر ،مرجع سبق ذكره ،ص .35
( )liiنبيل علي :العرب وعصر العولمة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .277،279
( )liiiمجلة المستقبل العربي ،ص 21