Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 68

‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫السنة الدراسية‪:‬‬ ‫إعداد‪ /‬د‪ .‬كعواش عبد الرحمان‬


‫‪2023/2022‬‬

‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬


‫دروس موضوعة على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس‬
‫تخصص إعالم واتصال‬
‫الرابط على ‪:e.learning‬‬

‫محتوى المقياس‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬والمعلومات المعلوماتية‬
‫‪1‬البيانات و المعلومات‬
‫‪ 2‬المعرفة‬
‫‪ 3‬تعريف المعلوماتية‬
‫المحور الثاني‪ :‬في تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬
‫‪-1‬مفهوم تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‬
‫‪ -2‬مميزات وخصائص تكنولوجيا المعلومات و االتصال‬
‫‪ -3‬منظومة تكنولوجيا المعلومات و االتصال‬
‫‪-4‬مكونات منظومة تكنولوجيا المعلومات‬
‫‪-5‬تطبيقات تكنولوجيا المعلومات ودوافع استخدامها‬
‫‪-6‬الشق المادي و الشق الذهني لمنظومة تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‬

‫المحور الثالث‪ -‬تطور تكنولوجيا وسائل اإلعالم‬


‫‪-1‬تحوالت الصحافة المطبوعة‬
‫‪-2‬تحوالت اإلذاعة‬
‫‪-3‬تحوالت السينما‬
‫‪-4‬تحوالت التلفزيون‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫المحور الرابع ‪:‬تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ومجتمع المعلومات‬


‫‪ -1‬مجتمع المعلومات‬
‫‪-‬تعريفه‬
‫‪-‬خصائصه‬
‫‪-‬أبعاده ومعاييره‬
‫‪-2‬المجتمع مابعد الصناعي‬
‫‪-‬تعريفه‬
‫‪-‬خصائصه‬
‫‪-3‬المجتمع الصناعي األعلى‬
‫‪-4‬المجتمع التيليماتي‬

‫المحور الخامس‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و مجتمع المعرفة‬


‫‪-1‬المعرفة ووظائفها‬
‫‪-2‬المعرفة وتكنولوجيا المعلومات‬
‫‪-3‬مفهوم مجتمع المعرفة‬
‫‪-4‬األبعاد المختلفة لمجتمع المعرفة‬
‫‪-5‬خصائص مجتمع المعرفة‬

‫المحور السادس‪ :‬واقع تكنولوجيا االعالم و االتصال في المجتمعات العربية‬

‫الواقع المعلوماتي في الوطن العربي‬


‫‪-‬المشاكل التي تحد من تطور الشبكة العربية للمعلومات‬
‫‪-‬معوقات البنى التحتية لتكنولوجيات االعالم و االتصاالت‬

‫المحور األول‪ :‬المعلومات المعلوماتية‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم البيانات والمعلومات و المعرفة‬


‫على الرغم من عدم وضوح الحدود الفاصلة من المصطلحين والمفهومين‬
‫''المعلومات'' و''المعرفة'' إال أنها ليس وجهين لعملة واحدة‪:‬‬
‫فالمعلومات هي ما ينتج من معالجة البيانات التي تتزايد في البيئة‪ ،‬وهي تزيد مستوى‬
‫المعرفة لمن يحصل عليها‪ ،‬وهذا يعني أن المعرفة هو أعلى شأن من المعلومات فنحن نسعى‬
‫للحصول على المعلومات لكي نعرف –أو نزيد معارفنا‪-‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وتتواجد المعرفة في العديد من األماكن مثل قواعد المعرفة‪ ،‬وقواعد البيانات‬


‫وخزانات الملفات وأدمغة األفراد وتنتشر عبر المجتمع ومنظماته‪.‬‬
‫وعادة ما تتوافر المعرفة بهيئتين‪ :‬معرفة واضحة ومعرفة ضمنية‪.‬‬
‫‪ ‬المعرفة الواضحة‪ :‬يسهل نقلها والمشاركة فيها ومن أمثلتها –بالنسبة للمنظمات‬
‫مواصفات منتوج معين أو صيغة علمية‪ ،‬أو برنامج حاسوب‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمجتمعات‪ :‬تتمثل في القوانين والتشريعات التعليمات وما إلى ذلك‪....‬‬
‫والمعرفة الضمنية‪ :‬فهي شخصية إلى حد بعيد وهناك صعوبات بالغة في تحديد‬
‫‪i‬‬
‫معالمها والتعرف عليها‪ ،‬لديك فمن الصعب أن لم يكن من المستحيل تناقلها والمشاركة فيها‬
‫والتعريف العلمي للمعلومات يتمثل في أنها خاصية البيانات النابعة والناتجة بواسطة عمليات‬
‫أجريت عليها من قبل‪ ،‬وقد تتمثل العملية في نقل البيانات أو في اختيارها أو تنظيمها أو‬
‫تحليلها‪ ،‬أي أن المعلومات تعتمد على العملية المنتجة لها‪.‬‬
‫وإذا استعرضنا المفهوم بطريقة أكثر تعمقا ً نجد أن كلمة ''معلومات'' مشتقة من كلمة‬
‫' 'علم'' وترجع إلى كلمة ''معلم'' أي الثر الذي يستدل به عن الطريق‪ .‬كما أنها تعني شرح أو‬
‫توضيح شيء ما‪ .‬كما تحدده اللغة الالتينية المستمدة منها‪ ،‬وتستخدم هذه الكلمة في اللغة‬
‫الفرنسية للداللة على فحوى عملية االتصال‪ ،‬ولتوصيل رسالة أو إثارة وبذلك فإنها تمثل‬
‫عملية التخزين واإلرسال والتحويل للرسالة أو اإلشارة‪.‬‬
‫وهناك اختالف بين كلمة (معلومات) و(بيانات ‪)DATA‬‬
‫فكلمة بيانات مشتقة من كلمة ''بين'' وهي '' البيان'' أي ما يتبين به الشيء من الداللة‪،‬‬
‫وبذلك تمثل الحقائق أو البراهين أو اآلراء أو الرموز أو اإلحصاءات‪ ...‬التي ال عالقة بين‬
‫بعضها ببعض كما أنها لم تفسر أو تستخدم‪ ،‬أي ليس لها معنى حقيقي وال يؤثر في رد الفعل‬
‫‪ii‬‬
‫أو السلوك لدى من يستقبلها‪.‬‬
‫وعندما ترتبط هذه البيانات معا ً وتنظم‪ ،‬وتفسر بغية االستخدام أي يصبح لها مضمونا ً‬
‫ذا معنى محدد يؤثر على سلوك أو رد فعل من يستلمها‪ ،‬فإن هذه البيانات تصبح معلومات‪،‬‬
‫وينظر إلى المعلومات كقيم توصل إلى اليقين عن طريق‪:‬‬
‫‪ .1‬توضيح حدود ما يحصل عليه الفرد باألخبار عن مضمون شيء ما كان غامضا ً‬
‫أو غير معرف‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد لها معنى معين مؤشر في عملية اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ .3‬مساندة عملية حل المشاكل المحتاجة إلى كم كبير من المعلومات‪.‬‬
‫وت عتبر المعلومات مرحلة وسط بين البيانات والمعرفة والمفهوم الذي يحول األفكار‬
‫أو اآلراء إلى أفعال وتصرفات تتعدى مفهوم المعلومات هو ما يطلق عليه (المعرفة) وتشتق‬
‫من كلمة (عرف) وهي الوضع الذي يثبت فيه العرف‪ ،‬فهي معلومات مجمعة ومنظمة‬
‫ومستخدمة تؤدي إلى الحل أو الخبرة أو السلوك المتخذ بالفعل‪.‬‬
‫وتتمثل هذه التعارف لكل من البيانات والمعلومات والمعرفة في المعادلة التالية‪:‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫الحقائق والبيانات‬ ‫المالحظة ‪ +‬التمعن والتفكير فيها‬


‫المعلومات‬ ‫البيانات ‪ +‬التجميع ‪ +‬التنظيم‬
‫المعرفة‬ ‫المعلومات ‪ +‬التجميع ‪ +‬التنظيم‬
‫‪iii‬‬
‫الحل‪ ،‬القرار‪ ،‬التقدم‬ ‫المعرفة ‪ +‬الفعل‬
‫أما المعلومات أو مفهوم المعلومات‪ ،‬الذي كثير ما يرتبط بمفهوم المعرفة فيعرفه‬
‫المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات ''هي البيانات التي تمت معالجتها‬
‫لتحقيق هدف معين أو الستعمال محدد لألغراض اتخاذ القرارات‪ ،‬أي البيانات التي أصبح‬
‫لها قيمة بعد تحليلها أو تفسيرها أو تجميعها في شكل دي معنى‪ ،‬والتي يمكن تداولها‬
‫‪iv‬‬
‫وتسجيلها ونشرها وتوزيعها في صورة رسمية‪ ،‬أو غير رسمية وفي أي شكل''‪.‬‬
‫وللمعلومات عدة خصائص ومميزات‪ :‬منها السيولة والتمتع والوفرة‪ ،‬لدى يسعى‬
‫منتوجها إلى وضع القيود على انسيابها لخلق نوع من الندرة المصطنعة حتى تصبح المعلومة‬
‫سلعة تخضع لقانون العرض والطلب كما أنها ال تتأثر باالستهالك‪ ،‬فهي عادة ما تنمو مع‬
‫زيادة استهالكها لهذا السبب هناك ارتباط وثيق بين معدل استهالك المجتمعات للمعلومات‬
‫وقدرتها على توليد المعارف الجديدة‪.‬‬
‫ويختلف النظر إلى المعلومات مع اختالف منظور من يتعامل معها فهي بالنسبة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬السياسي‪ :‬مصدر القوة وأداة السيطرة‬
‫‪ -‬المدير‪ :‬أداة لدعم اتخاذ القرار‬
‫‪ -‬العالم‪ :‬وسيلة حل المشاكل ومادة لتوليد المعارف الجديدة‪.‬‬
‫‪v‬‬
‫‪ -‬اإلعالمي‪ :‬مضمون الرسالة اإلعالمية‪.‬‬
‫وشتان هو الفرق بين المعلومات والمعارف فهي –أي المعارف‪ -‬تسمو فوق‬
‫المعلومات باشتمالها بجانب المعلومات على الخبرات والقدرة على االستنتاج واستخالص‬
‫الحكمة من قلب ضوضاء تلك المعلومات‪.‬‬
‫وتراكم المعلومات ال يعني زيادة المعرفة فكما يمكن للحكمة كما يقول ''سي اس‬
‫اليوت'' أن تضيع في خصم المعرفة‪ ،‬يمكن أن تقول أن المعرفة بدورها تضيع في خصم‬
‫المعلومات بل أن المعلومات ذاتها يمكن أن تضيع هي األخرى تحت وابل البيانات المتدفقة‪.‬‬
‫ومن جانب آخر ال تتوقف عملية اكتساب المعرفة عند حدود اإللمام بها بل يجب أن‬
‫‪vi‬‬
‫تكتمل باستيعابها وتعميقها وتوظيفها‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن المعرفة مصطلح قديم‪ ،‬إال أنه بدا يأخذ معنى جديداً في السنوات‬
‫األخيرة‪ ،‬ويتمحور هذا المعنى الجديد حول كون المعرفة سالحا ً فعاالً يمكن ألي منظمة من‬
‫المنظمات‪ ،‬وأي مجتمع من المجتمعات فيما لو أداة بشكل جيد‪ ،‬أن يستخدمه لتحقيق تقدم‬
‫تنافس على المجتمعات األخرى والمعرفة قد تخص األساليب‪ ،‬أو اإلجراءات أو األحداث أو‬
‫‪vii‬‬
‫األدوار أو البحث في المجتمع أو المنظمة نفسها‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫والتعريف الشائع للمعرفة بأنها ''معلومات مخزنة عن حقائق ومفاهيم يمكن تطبيقها‬
‫والمعرفة يمكن أن تكون معرفة موضوع أو معرفة كيف تقوم بعمل ما أو معرفة كيف تجد‬
‫معلومات‪ ،‬وهي تتكون من حقائق ومعتقدات ومفاهيم وأحكام وتوقعات‪ ،‬وتطبيق المعرفة‬
‫لمعالجة معلومات متوافرة حول حاالت ومشكالت معينة‪ ،‬وبالنتيجة يجب النظر إلى المعرفة‬
‫الفطرية كمصدر رئيس للفوائد الكامنة‪ ،‬ويجب أن تكون جزءاً هاما ً من تقييم تأثير هذه‬
‫‪viii‬‬
‫المعرفة على التنمية‪.‬‬
‫ويمكن تعريف المعرفة بأنها عبارة عن ''مجموعة المعاني والتصورات واآلراء‬
‫والمعتقدات والحقائق التي تتكون لدى اإلنسان نتيجة لمحاوالته المتكررة لفهم الظواهر‬
‫المختلفة المحيطة به''‪.‬‬
‫بعد إعطاء تعاريف لمفهومي المعلومات والمعرفة وإبراز العالقة بينهما وتوضيح‬
‫الفرق بين المفهومين وتبيين التقارب الكبير بين المصطلحين ومدى التداخل بينهما وقوة‬
‫االرتباط بين المعلومات والمعرفة‪ ،‬نأتي إلى توضيح الدور وكذا األهمية‪ ،‬التي تلعبها كل من‬
‫المعرفة والمعلومات في التنظيم (المنظمة) والمجتمع وكذا في المجتمع‪.‬‬
‫ونقول في هذا اإلطار أن التداخل بين المفهومين ''كمصطلحين مجردين'' نجده أي‬
‫التداخل وقوة االرتباط يتجسد في الدور والوظيفة‪ ،‬وكذا األهمية التي تتمتع بها كل من‬
‫المعلومات والمعرفة في المجتمع في تركيبية التنظيمات والمؤسسات التي تعتمد في تنظيمها‬
‫على المعلومات والمعرفة‪.‬‬
‫والحقيقة التي يمكن الوقوف عليها في هذا اإلطار أيضا ً هي أن دور المعلومة كمورد‬
‫أساسي في أي نشاط بشري وقد تراجع ليسمح للمعرفة بتبؤ مكان الصدارة كمصدر قوي‬
‫وهائل يدفع إلى التقدم واالرتقاء‪ ،‬وكذا كمصدر تهديد قوي وفرض نفود وهيمنة يمارسها‬
‫األقوياء بالمعرفة على الضعفاء بالجهل في المجتمع المعاصر الذي أصبحت فيه المعرفة‬
‫معياراً للتقدم وأساسا ً للتفرقة بين التقدم والتخلف‪.‬‬
‫وكذا في التنظيمات والمنظومات إذا نظرنا إلى الشق االبتدائي للمعرفة باعتباره إلهاما ً‬
‫ذاتيا ً يبدأ باإلحساس بضرورة االرتقاء والتفوق والتمايز واستخدام البحث والتطوير ( ‪R 2‬‬
‫‪ )D‬من أجل الوصول إلى هذا االرتقاء وامتالك كافة عناصر القوة وحيازتها‪ ،‬وتطويرها‬
‫وتحقيق التقدم التنافسي على المؤسسات المتنافسة‪.‬‬
‫والتأكيد على أن المعلومات أداة رئيسية لمعرفة الواقع وأداة فعالة لتصور المستقبل‪،‬‬
‫ومن تم التأكيد على الدور بالغ األهمية للمعومات كأساس لتحقيق ''المعرفة''‪.‬‬
‫ويقول الدكتور على السلمي ''أن المعلومات تصف وتعرف وتشرح وتوضح‬
‫األوضاع والظروف الذاتية للمنظمات وما يحيط بها من أوضاع‪ ،‬وظروف محلية وعالمية‪،‬‬
‫ومن ثم تحتل المعلومات ركنا ً هاما ً في البناء اإلداري المعاصر‪ ،‬إذ هي أداة الربط األساسية‬
‫بين أجزاء التنظيم وهي الوسيلة الرئيسية لإلدارة في التنسيق والتخطيط والمتابعة‪ ،‬ومن ثم‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫أصبحت المعلومات مورد من الموارد المهمة‪ ،‬التي تعمل على تحقيق أهداف اإلدارة مثلها‬
‫مثل الموارد البشرية والمالية في المنظمة الحديثة''‪.‬‬
‫إن المع لومات هي أساس أي قرار يتخذه كل مسؤول في موقعه ويقدر توافر المعلومات‬
‫المناسبة في الوقت المناسب للشخص المسؤول بقدر ما تكون دقة القرار وصحته إذا كانت‬
‫نوعية القرارات التي يتخذها الفرد تتوقف على قدرته على اتخاذها فإنها تتوقف أيضا ً على‬
‫نوعية المعلومات المتصلة بالمشكلة المطروحة‪ ،‬ومدى صالحية هذه المعلومات وهنا يمكن‬
‫الدافع األساسي وراء اإلنسان على تجميع المعلومات المرتبطة باالنجازات السابقة وتنظيمها‬
‫وهناك من يقول أن القرار المرفق يعتمد بنسبة ‪ %90‬على المعلومات و‪ %10‬على اإللهام‬
‫‪ix‬‬
‫والسرعة والموهبة الشخصية‪.‬‬
‫‪-2‬مفهوم المعلوماتية‪:‬‬
‫لو أخذنا نماذج تعريف المعلوماتية وجدنا أنها تعني – بالمعنى الواسع للكلمة‪-‬‬
‫منظومة المعارف المنتمية إلى سائر أنواع المعلومات في الطبيعة والمجتمع وفي التجهيزات‬
‫التقنية سواء من حيث إنتاج وتحويل هذه المعلومات‪ ،‬أو من حيث تخزينها وتوزيعها‪.‬‬
‫وبالمعنى الضيق للكلمة تعني المعلوماتية (‪ ) informatique‬علما متناميا بسرعة‬
‫مذهلة‪ ،‬أو تخصصا‪ ،‬أو مادة علمية‪ .‬هي جميعا العلم أو التخصص الذي تتخذ فيه علوم‬
‫متنوعة عديدة كالرياضيات والفيزياء والتكتيك والسيرنتيك‪ ،‬وغيرها من العلوم الالزمة‬
‫لصنع الحواسيب أو نظم اإلدارة وبهذا تكون المعلوماتية علما تطبيقيا مركبا "متعدد‬
‫(‪) x‬‬
‫االختصاص" أو "بين اختصاصي" وتكون المعلومات فيه موضوعا ووسيلة وهدفا‪.‬‬
‫ويقول "بيل غيتس" في كتابه " المعلوماتية بعد األنثرنيث"‪ .‬واآلن وبعد أن أصبح‬
‫استخدام الكمبيوتر رخيص التكلفة بصورة مدهشة وسكن الكمبيوتر كل ركن من أركان‬
‫حياتنا‪ ،‬فإننا نقف على أعتاب ثورة جديدة وستتمخض هذه الثورة عن اتصال رخيص التكلفة‬
‫على نحو غير مسبوق‪ ،‬فأجهزة الكمبيوتر ستشترك كلها في منظومة واحدة لالتصال بنا‪،‬‬
‫واالتصال من اجلنا‪ ،‬وباتصالها ببعضها البعض على المستوىالكوني ستكون شبكة أصبحنا‬
‫نسميها ا لطريق السريع للمعلومات‪ ،‬والسلف المباشر لهذه الشبكة هو األنثرناث‪ ،‬تلك‬
‫المجموعة الكبيرة من الكومبيوترات المرتبطة ببعضها البعض والتي تتبادل المعلومات‬
‫(‪)xi‬‬
‫باستخدام التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫لقد تحقق أغلب التقدم اإلنساني نتيجة‪ ،‬ألن شخص ما اخترع أداة أفضل وأعلى كفاءة‬
‫وفعالية‪ ،‬فاألدوات المادية تسرع العمل‪ ،‬وتنقد الناس من الجهد البدني الشاق‪ ،‬وتمثل األدوات‬
‫المعلوماتية وسائط رمزية تضخم ذكاء مستخدميها بدال من أضالعهم‪ ،‬إن ما يميز هذه الفترة‬
‫من التاريخ هو الوسائل واألساليب الجديدة التي يمكن بها تغيير المعلومات ومعالجتها‬
‫والسر عات المتزايدة التي يتم بها التعامل معها واستخدامها‪ ،‬وسوف تحدث قدرات الكمبيوتر‬
‫فيما يتعلق بتوفير معالجة ونقل رخيصي التكلفة عاليي السرعة للبيانات الرقمية تغيرات‬
‫(‪)xii‬‬
‫جذرية في أدوات االتصال التقليدية في المنازل والمكاتب‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫إن الكمبيوترات من األجيال الجديدة تتمتع بكافة وسائط نقل المعلومات عملياتيا‪ ،‬عن‬
‫طريق الراديو‪ ،‬أو التلفزيون أو منظومة االتصال‪ ،‬بواسطة األقمار الصناعية التي ارتبطت‬
‫صل معلوماته التي تلزمه‬
‫وتشابكت مع شبكة المعلومات العالمية‪ ،‬وسمحت لكل إنسان أن يح ّ‬
‫وأن يحول المعطيات الجديدة التي تحصل عليها أثناء عمله إلى االستخدام العام‪ ،‬ومعنى هذا‬
‫(‪)xiii‬‬
‫أن منظومة التعليم ومبادئ اكتساب المعرفة سيَتغير كليا‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬في تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪:‬‬


‫‪ .1‬مفهوم تكنولوجيا المعلومات‪:‬‬
‫ينظر إلى تكنولوجيا المعلومات على أنها التقنيات والعمليات والنظريات ذات العالقة‬
‫بجمع المعلومات‪ ،‬وتخزينها واسترجاعها وبثها ولهذا فهي تضم التقنيات الدائرة حول‬
‫االتصاالت الالسلكية وحقول المعرفة الناشئة عنها كالذكاء االصطناعي والتخصصات‬
‫‪xiv‬‬
‫القائمة كعلم المعلومات والمكتبات‪.‬‬
‫وهي ليست أداة استهالكية أو وسيلة تسلية‪ ،‬وإنما هي الوسيلة الوحيدة للبقاء في‬
‫مجتمع القرن الواحد والعشرين وهي تتكون من العرض والتجهيزات مثل أجهزة الكمبيوتر‪،‬‬
‫ومكوناتها وأجهزة االتصاالت وصناعة اإللكترونيات أما الجانب الثاني فهو الطلب على‬
‫تطبيقات المعلومات في قطاع االقتصاد وصناعة خدمات المعلومات‪ ،‬والمطبوعات‬
‫‪xv‬‬
‫اإللكترونية أو النشر اإللكتروني وفي البث اإلذاعي والتلفزيوني وإدارة أنظمة المعلومات‪.‬‬
‫وقد أحدث تطبيق تكنولوجيا المعلومات ثورة في القيم واالتجاهات وأنماط الحياة‬
‫وبخاصة الجوانب السيوسيو ثقافية واالقتصادية‪.‬‬
‫وقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات منظومة قائمة على عناصر داخلية ولها تأثيرها‬
‫على العناصر المكونة للمنظومة االجتماعية المتمثلة في الثقافة واالقتصاد والسياسة ولها‬
‫عالقة مع التكنولوجيات األخرى كاتكنولوجيا الزراية والصناعية ولتكنولوجيا الطب والتعليم‬
‫واإلعالم وغيرها وتتعامل مع فئات اجتماعية مختلفة منها اإلعالميون ومستخدمو نظم‬
‫المعلومات والتربيون وغيرهم‪.‬‬
‫وسنوضح في هذا المقام العناصر الداخلية المكونة لتكنولوجيا المعلومات التي‬
‫اندمجت في شبكة االنترنات وهي عنصر العتاد والبرمجيات واالتصاالت‪.‬‬
‫أ‪ .‬عنصر العتاد‪:‬‬
‫وينقسم إلى فرعين أساسين‪ :‬الكومبيوتر وملحقاته ويمكن تلخيص توجيهات تطور شق‬
‫العتاد في القائمة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوجه األول‪ :‬نحو األصغر واألسرع واألرخص واألسهل استخداما ً‬
‫‪ -‬التوجه الثاني‪ :‬من المركزية والتالحق إلى الالمركزية والتوازي ويقصد بها مركزية‬
‫الذاكرة (ذاكرة وحيدة) ومركزية المعالجة الحسابية والمنطقية (وحدة معالجة وحيدة)‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -‬التوجه الثالث‪ :‬حدة التنافس بين الكمبيوتر الشخصي والكمبيوتر الشبكي حيث تدور‬
‫المعركة حاليا ً بين فريقين‪ :‬أحداهما يتبنى فكرة أن يكون الحاسب الشخصي ‪ PC‬هو‬
‫أداة المستخدم للنفاد إلى شبكة االنترنات ويتزعم هذا الفريق شركة (مايكروسفت)‬
‫وفريق آخر تتزعمه شركة'' ضمن ميكر سيستيم)‪.‬‬
‫تتبنى فكرة الكمبيوتر الشبكي ''‪ ''computer –NC: network‬يتسم بالبساطة بال‬
‫وحدات تخزين أو نظم تشغيل معقدة‪ ،‬كمبيوتر يتعامل مع االنترنات مباشرة باعتبارها‬
‫مستودع معلوماته‪.‬‬
‫‪ -‬التوجه الرابع‪ :‬نحو ملحقات طرفية أكثر تنوعا ً وكفاءة تتجاوز ثنائية لوحة المفاتيح‬
‫والفأرة‪ ،‬ملحقات تتعامل مع النصوص والرسوم والصور والموسيقى والكالم‬
‫وشاشات عرض ثرية األلوان التلبية مطالب فنون التشكيل وكذا ملحقات التعامل مع‬
‫نظم الواقع الخائلي‪.‬‬
‫ب‪ .‬عنصر البرمجيات‪:‬‬
‫مصطلح الشق الذهني ''‪ ''Software‬ويعني كل ما هو ذهني أي ليس ماديا ً فهو يشمل‬
‫باإلضافة إلى برامج الكمبيوتر‪ ،‬والدراسات والمخططات والتصميمات وما شابه‪ ،‬ويشمل‬
‫كذلك محتوى الموسيقى واألفالم والنصوص والتسجيالت المسموعة‪ ،‬والمرئية‪.‬‬
‫وتنقسم البرمجيات إلى ثالثة فروع رئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬برمجيات التحكم في تشغيل الكمبيوتر وشبكات االتصاالت‪ :‬وهي تناظر آالت التشغيل‬
‫ووسائل اإلنتاج في الصناعات التقليدية وتشمل أساسا ً نظم التشغيل ومثالها الشهير نظام‬
‫''‪ ''windows‬ونظم التحكم في شبكات نقل البيانات‪.‬‬
‫‪ ‬أدوات البرمجة‪ :‬وتشمل لغات البرمجة وأدوات زيادة اإلنتاجية من نظم تنسيق الكلمات‬
‫وقواعد البيانات وبرمجيات العرض وأدوات تصميم الرسوم وتحرير الموسيقى وخالفه‪.‬‬
‫‪ ‬البرامج التطبيقية‪ :‬وتغطي من منظور الثقافة مجاالت أساسية عدة هي الوسائط المعتمدة‪،‬‬
‫والنشر االلكتروني ونضم خدمات المعلومات ومعالجة اللغة آلياً‪.‬‬

‫ج‪-‬عنصر االتصاالت‪:‬‬
‫لقد ارتقى هذا العنصر من كونه عنصرا ً مكمالً إلى دور الشريك الكامل‪ ،‬وقد حولته‬
‫شبكة االنترنيت وطريق معلوماتها الفائق السرعة من مجرد وسيلة لالتصال إلى وسيلة لنقل‬
‫متجهات صناعة الثقافة وأهم توجهات هذا العنصر‪.‬‬
‫‪ .1‬رقمنة في كل اتجاه (شبكات رقمية‪ ،‬معدات اتصال رقمية‪ )...‬وهواتف رقمية وهو ما‬
‫أدى إلى توسيع نطق الخدمات الهاتفية وتنوعها‪.‬‬
‫‪ .2‬االنتقال من كابالت النحاس إلى األلياف الضوئية‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ .3‬انتشار المعدات النقالة من هواتف محمولة وحواسيب جيب‪ ،‬وكتب‪ ،‬ومذكرات‬


‫إلكترونية‪.‬‬
‫‪ .4‬إندماج خدمات الهواتف مع خدمات الفاكس‪ ،‬والبريد اإللكتروني‪ ،‬والبحث عن‬
‫المعلومات واإلبحار في االنترنيت‪.‬‬
‫‪ .5‬خصخصة مؤسسات االتصاالت الوطنية‪ ،‬وهي الظاهرة التي انتقلت من أمريكا إلى‬
‫اليبان ومعظم دول أوروبا‪ ،‬وقد صاحب عملية الخصخصة إطالق المناقسة بين‬
‫مؤسسات االتصاالت وشركات تيليفزيون الكابل‪ ،‬وشركات الكمبيوتر لتقديم فائمة‬
‫الخدمات الهاتفية‪ ،‬والمعلوماتية واإلعالمية نفسها بعد أن تداخلت هذه الخدمات بفضل‬
‫ً ‪xvi‬‬
‫الرقمنة أساسا‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي دخلنا في العام ‪ 2000‬توسع مفهوم تكنولوجيا المعلومات ليشمل ليس‬
‫فقط الحاسوب‪ .‬واالتصاالت بل أيضا ً هناك مكون آخر هو إلكترونيات المستهلك‪ ،‬وهو عبارة‬
‫عن أجهزة إلكترونية تستخدم لتلبية رغبات وطلبات الناس والتي تشمل التلفزيون ومسجالت‬
‫الدسك لليزرية وأجهزة الستي ريو‪ ...‬والصوت‪....‬الخ‪ ،‬فباإلضافة إلى شركات الحاسوب‬
‫واالتصاالت المختلفة مثل‪ Dijitel. Appel. IBM :‬وغيرها يمكن إضافة شركات أخرى‬
‫تنتج اإللكترونيات مثل ‪ Sunny – Kaak‬وغيرها وتغير الوسائط المتعددة ‪.Multimedia‬‬
‫وجه تكنولوجيا المعلومات مما أدى إلى فسح الطريق أمام إلكترونيات المستهلك‬
‫لالستخدام حيث أصبح الناس يتوقعون مشاهدة الصور والصوت جنبا ً إلى جنب مع‬
‫‪xvii‬‬
‫المعلومات والنص‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬مكونات تكنولوجيا المعلومات‬


‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وقد انتشرت تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في شتى المجاالت على جميع المستويات‬
‫والحديث على تطبيقاتها يدفعنا إلى الحديث عن الدوافع التي كانت وراء هذا االنتشار الهائل‬
‫لتطبيقات هذه التكنولوجيا والتي نحددها أي الدوافع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬دوافع انتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات‬
‫‪ .2‬زيادة اإلنتاجية‪:‬‬
‫ويقصد بها تنمية إنتاجية الموارد البشرية والمادية والطبيعة كما وكيفا ً ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة إنتاجية عمال المصانع‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة إنتاجية عمال المكاتب‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة إنتاجية نظم التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة إنتاجية الموارد الطبيعة كاألراضي الزراعية وموارد المياه والثورة الحيوانية‪.‬‬
‫لقد أثبتت تكنولوجيا المعلومات قدرة فائقة على تقليل كلفة اإلنتاج والخدمات من خالل‬
‫تقليل العمالة وتوفير المواد الخاصة الوسيطة وتقليل استقالل الطاقة‪ ،‬ومع تزايد الشق الذهني‬
‫والمكتبي في مؤسسات اإلنتاج والخدمات أصبحت إنتاجية عمالة ''الياقات البيضاء'' عامالً‬
‫ماسا ً يتوفق عليه أداء المؤسسة ككل‪.‬‬
‫وظهرت نظم أتمتة وذلك بهدف زيادة فعالية التواصل بين موظفي المكاتب وبين‬
‫مراكز اإلدارة والفروع وكذلك سرعة إنتاج الوثائق وتبادلها وتسهيل عمليات حفظ السجالت‬
‫واسترجاعها‪.‬‬
‫وال يقتصر دور تكنولوجيا المعلومات على زيادة إنتاجية الموارد البشرية والمادية بل‬
‫امتدت أيضا ً لتشمل إنتاجية الموارد الطبيعية بترشيد استغالل الموارد الصناعية والزراعية‬
‫واإلسهام في تطبيق أساليب الهندسة الوراثية وأساليب بحوث العمليات لزيادة إنتاج البيض‬
‫واللحوم‪.‬‬
‫‪ .3‬تحسين الخدمات‪:‬‬
‫لعبت تكنولوجيا المعلومات دوراً حاسما ً في تحسين‪ ،‬الخدمات القائمة‪ ،‬واستحداث‬
‫خدمات جديدة لم تكن متوافرة من قبل ذلك في مجاالت عديدة من أبرزها خدمات المصارف‬
‫والمواصالت واالتصاالت والصحة ولم يكن الدافع وراء ذلك زيادة رفاهية طالب الخدمات‬
‫وتسهيل عمل مقدمها بقدر ما هو قصور الوسائل التقليدية في الوفاء بالمطالب المتزايدة‬
‫كنتيجة لتسارع إيقاع الحياة وتشابك عالقتها‪.‬‬
‫‪ .4‬السيطرة على التعقد‪:‬‬
‫ال يوجد سالح أفضل من تكنولوجيا المعلومات تشهره البشرية في وجه ظاهرة التعقد‬
‫الذي بات يعتري جميع مظاهر الحياة الحديثة‪ ،‬ويتجلى هذا التعقد في صور على جميع‬
‫المستويات‪ ،‬ومن أمثلة ذلك أداء النظم االقتصادية التي تتعامل مع الجديد من المعددات‬
‫والقيود والمتغيرات الديناميكية والمشاكل البيئية كالمتغيرات المناخية التي تحتاج إلى التعامل‬
‫مع كم هائل من المعلومات السريعة التغيير‪ ،‬وإمام هذه الظواهر المعتقدة على المخطط‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫والمحلل والمقيم والمصمم أن ينبعث على األمثل واألصلح واألصدق في ظل العديد من‬
‫القيود والمحددات‪ ،‬المحاكات ووسائل تحليل النظم والبيانات وغيرهما‪.‬‬
‫‪ .5‬دراسة ما ليس متاحا‪:‬‬
‫هناك كثير من الظواهر والمشاكل يعتدر دراستها على أساس المناخ من شواهد الواقع‬
‫فكيف يتسنى لنا بناءاً على ما هو مناخ دراسة نشأة المجرات وبداية الكون والمتغيرات‬
‫الجيولوجية التي تحدث عبر ماليين السنين؟ وكيف لنا أن نتعرف على األفكار الممكنة‬
‫للكوارث الطبيعية ؟ أو الظروف واألسباب التي يمكن أن تؤدي إليها ؟‬

‫‪-2‬تعريف تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪:‬‬


‫تعرف على أنها‪ " :‬أي أداة أو وسيلة تساعد على إنتاج‪ ،‬أو توزيع‪ ،‬أو تخزين‪،‬أو‬
‫استقبال أو عرض البيانات (المعلومات)"‪.‬‬
‫"هي مجموع التقنيات‪،‬أو األدوات‪،‬أو الوسائل‪،‬أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها‬
‫لمعالجة المضمون‪ ،‬أو المحتوى الذي يراد توصيله من خالل عملية االتصال الجماهيري‪ ،‬أو‬
‫الشخصي أو التنظيمي‪ ،‬أو الجمعي‪ ،‬والتي يتم من خاللها جمع المعلومات‪ ،‬والبيانات‬
‫المسموعة‪ ،‬أو المكتوبة أو المصورة أو الرقمية من خالل الحاسبات اإللكترونية‪ ،‬وغيرها من‬
‫الوسائل‪ ،‬ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات‪ ،‬واستخراجها في الوقت المناسب‪ ،‬ونشرها فيما‬
‫بعد ونقلها من مكان آلخر‪ ،‬وتبادلها‪.‬‬
‫وعرفت تكنولوجيا المعلومات على أنها‪:‬‬
‫"مجمل المعارف والخبرات المتراكمة‪ ،‬والمتاحة واألدوات والوسائل المادية‬
‫والتنظيمية‪ ،‬واإلدارية المستخدمة في جمع المعلومات ومعالجتها وإنتاجها وتخزينها‪،‬‬
‫واسترجاعها ونشرها‪ ،‬وتبادلها (أي توصيلها إلى األفراد والمجتمعات‪ ،‬أو تجربة تطبيق ذلك‬
‫علميا"‪.‬‬
‫ويمكن القوا بأن لتكنولوجيا االتصال جانبان‪:‬‬
‫األول‪ :‬فكري‪،‬أو معرفي ويتمثل في علم االتصال‪ ،‬وهو العلم الذي يعنى بدراسة‬
‫وسائل االتصال‪ ،‬ومعالجتها‪ ،‬ومستوياتها ودراسة العملية االتصالية والجوانب المحيطة‬
‫بالموقف االتصالي‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬مادي‪ ،‬أو تقني ويتمثل في التطبيق العلمي لالكتشافات‪ ،‬أو االقتراحات‬
‫والتجارب في مجال العلوم ونقلها وتبادلها كالطباعة‪ ،‬وأساليب معالجة النصوص والتصوير‬
‫الفوتوغرافي‪،‬واالتصاالت السلكية والالسلكية(‪.)xviii‬‬

‫‪ -2‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪( :‬الشق المادي‪ /‬الشق الذهني)‪:‬‬


‫نحدّد في هذا الجزء المادة الخام التي تتعامل معها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫والتي هي وسائل اإلنتاج التي تعالج البيانات والمعلومات والمعارف وتحولها إلى سلع‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وخدمات معلوماتية وثقافية‪ ،‬أو مواد وسيطة يتناولها خبراء أو تستهلكها نظم معلوماتية‬
‫أخرى تعززها بمزيد من القيمة المضافة ومن الطبيعي أن يتبع االختالف الشاسع في طبيعة‬
‫المادة الخام التي تتعامل معها تكنولوجيا المعلومات واالتصال عن تلك التي سبقتها‬
‫(تكنولوجيا الصناعة)‪ ،‬اختالف مماثل في وسائل إنتاجها‪ ،‬لهذا فإننا نتحدث عن األفكار‬
‫والبرامج والبنى المعرفية ال عن الهياكل المعدنية‪ ،‬وعن آالت االستنساخ ال عن آالت البخار‬
‫والكهرباء‪.‬‬
‫ولتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت روافد ستة نلخصها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬تكنولوجيا عتاد الكمبيوتر‪.‬‬
‫‪ -2‬التحكماألوتوماتيكي‪.‬‬
‫‪ -3‬تكنولوجيا االتصاالت‪.‬‬
‫‪-4‬هندسة المعرفة‪.‬‬
‫‪ -5‬البرمجيات‪.‬‬
‫‪ -6‬هندسة البرمجيات‪.‬‬
‫وبصورة عامة يمكن القول أن الروافد الثالثة األولى تمثل الشق المادي " ‪Hard‬‬
‫‪"ware‬في حين تمثل الثالثة األخيرة الشق الذهني"‪."soft ware‬‬
‫‪ -1‬تكنولوجيا عتاد الكمبيوتر‪:‬‬
‫الشك أن مسار ارتقاء عتاد الكمبيوتر تكنولوجيا‪ ،‬ومراحله المتعاقبة يحتاج منا إلى‬
‫وقفة قصيرة‪ ،‬فالمنظور التاريخي (التاريخ القريب) هو مدخلنا في تحديد التوجهات الرئيسية‬
‫لتكنولوجيا العتاد في األربعين سنة التي انقضت‪ ،‬مند ظهور الكمبيوتر عام ‪ ،1948‬اتخذ‬
‫تطوره مسارا من عدة نقالت نوعية يرمز إليها باألجيال األربعة‪ ،‬والتي كان الفيصل فيها هو‬
‫التغير الذي طرأ على العنصر المادي األساسي المستخدم في بناء وحدة المعالجة المركزية‬
‫والذاكرة‪.‬‬
‫الجيل األول‪ :)1984( :‬استخدم فيه الصمام اإللكتروني كوحدة البناء الرئيسية لتطوير‬
‫حاسبات ضخمة يقدر وزنها باألطنان‪ ،‬وتشغل الصاالت الكبيرة وتستهلك طاقة كهربائية‬
‫عالية‪.‬‬
‫الجيل الثاني‪ :)1958( :‬حيث حل "الترانزستور" محل الصمام اإللكتروني‪ ،‬ليصبح‬
‫الكمبيوتر أصغر وأكفأ وأسرع ويقلل إلى حد كبير معدل استهالك الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫الجيل الثالث‪ :)1964(:‬وقد جاءت نتيجة استخدام شرائح الدارات المتكاملة‪ ،‬حيث حلت‬
‫شريحة سيلكون واحدة ‪ ،chip‬مقام العديد من وحدات الترانزستور‪ ،‬والعناصر اإللكترونية‬
‫الدقيقة األخرى من المقاومات‪ ،‬والمكثفات‪ ،‬وغيرها التي اندمجت بصورة مكثفة‪ ،‬ومتكاملة‬
‫داخل البنية البلورية للشريحة المذكورة‪ ،‬ومع زيادة رفاهية المكونات اإللكترونية‪ ،‬انخفض‬
‫معدل استهالكها للطاقة الكهربائية بصورة كبيرة‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫الجيل الرابع‪ :)1982( :‬ال يختلف هذا الجيل عن سابقيه‪ ،‬إال في كثافة العناصر اإللكترونية‬
‫التي أمكن دمجها في رقيقة السسليكون‪ ،‬والتي بلغت عام ‪ 1984‬خمسين ألف وحدة أولية في‬
‫الكسرة الواحدة (‪ )chip‬وقد اصطلح على تسميتها الدارات المتكاملة الكبيرة جدا‪.‬‬
‫)‪)vevy- large- scale- integrated cirquit VLSI‬‬
‫وقد تحقق ذلك بفضل استخدام مواد جديدة ووسائل مبتكرة في تصميم وتصنيع هذه‬
‫العناصر وضبط جودة إنتاجها‪.‬‬
‫لقد ساد القطب األمريكي صناعة الكمبيوتر عبر هذه األجيال األربعة من عتاد‪ ،‬والتي‬
‫وفرت طاقة حسابية هائلة لم تتمكن البرامج من استغاللها ظلت الهوة تتسع بين الدقيق وتفتقر‬
‫إلى األسس العلمية الدقيقة‪ ،‬وتلك هي الفجوة التي حاول القطب الياباني النفاذ منها لغرض‬
‫هيمنته على تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وجاء االعتداء الياباني – كما وصفه البعض ممن أصابهم‬
‫الفزع في و‪.‬م‪.‬أ‪ .‬وأوروبا‪ -‬في صورة مشروع طموح مدته عشر سنوات (‪)1992 -1982‬‬
‫أطلقوا عليه مشروع "الجيل الخامس" الذي تبوأت فيه البرمجيات موضع الصدارة ليتوارى‬
‫العتاد خلفها‪.‬‬
‫لقد سعى مصممو الجيل الخامس إلى تطوير حاسب ذكي قادر على التحليل‬
‫والتركيب‪ ،‬واالستنتاج المنطقي وحل المسائل وبرهنة النظريات وفهم النصوص‪ ،‬وتأليف‬
‫المقاالت‪ ،‬لقد راهنت اليابان بمصيرها في تكنولوجيا المعلومات على هندسة المعرفة‬
‫وأساليب الذكاء االصطناعي‪ ،‬وهكذا برزت مالمح الخريطة "الجيومعلوماتية" في صورة‬
‫قطبين أمريكي‪ ،‬وآسيوي يسعى كل منهما الحتواء اآلخر‪ ،‬وكيان أوروبي يعتبر األمن‬
‫المعلوماتي أحد األهداف الرئيسية لتكتله االقتصادي والسياسي‪ ،‬وانعكس هذا الوضع في‬
‫صورة ثالثة مشاريع أساسية تلت مرحلة الجيل الخامس‪.‬‬
‫‪ -‬المشروع الياباني لحوسبة العالم الواقعي‪.‬‬
‫‪ -‬المشروع األمريكي لتطوير نظم كومبيوتر واتصاالت عالية األداء‪.‬‬
‫‪ -‬المشروع األوروبي وتمثله المرحلة الثانية لبرنامج البحوث اإلستراتيجي في مجال‬
‫تكنولوجيا المعلومات(‪.)xix‬‬
‫‪ -2‬تكنولوجيا االتصاالت‪:‬‬
‫لقد صارت أركان المعمورة تقترب‪ ،‬بل تندمج مع بعضها البعض عبر الكابالت األرضية‬
‫والبحرية واأللياف الضوئية وأشعة الميكرويف‪ ،‬ودوائر األقمار الصناعية حتى وصل األمر‬
‫إلى الحدّ الذي توقع معه البعض حدوث أزمة مرور لألقمار الصناعية‪ ،‬التي تزاحمت في‬
‫ارتفاعها الثابت بالنسبة لألرض بصورة يخشى معها تداخل موجات إرسالها‪ ،‬وفقد المكان‬
‫سؤدده القديم‪ ،‬وأصبح البعيد‪ ،‬وشاسع البعد متاحا في متناول أيدينا‪ ،‬نشاهده‪،‬‬
‫ونحاوره‪،‬ونتجسمه نؤثر فيه ونتأثر به‪ ،‬وهكذا لحقت صفة "عن بعد" بالعديد من األنشطة‬
‫واألعمال – التسوق عن بعد‪ ،‬االستشعار عن بعد‪ ،‬عقد المؤتمرات عن بعد‪ ،‬التعلم عن بعد‪،‬‬
‫تشخيص األمراض عن بعد‪ ،‬اإلنتاج عن بعد‪ ،‬الدردشة عن بعد‪ ،‬ويتجاوز دور تكنولوجيا‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫االتصاالت كونها عنصرا مكمال لتكنولوجيا الكمبيوتر‪،‬إلى دور الشريك الكامل‪ ،‬ووصل‬
‫األمر إلى حد التساؤل‪ :‬هل نحن نواجه حاسبا إلكترونيا يرتبط بالعالم الخارجي من خالل‬
‫شبكة بيانات‪ ،‬أو شبكة بيانات ترتبط بها حاسبات إلكترونية ضمن معدات إلكترونية أخرى‬
‫مثل أجهزة الهاتف ومعدات الفاكس وآالت تصوير المستندات وخالفه؟ ومن زاوية أخرى‬
‫(‪)xx‬‬
‫من هو صاحب الكلمة العليا‪ ،‬هل هو منتج المعلومة أو موزعها؟‪.‬‬
‫إن تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬هي التي توصل المراكز بالفروع‪ ،‬وتقيم حلقات الوصل بين‬
‫كومبيوتر وآخر‪ ،‬وبين مستخدم وآخر‪ ،‬إنها وسيلة كسر لحواجز الزمان والمكان‪،‬واألداة‬
‫العملية للمشاركة في الموارد وتنمية الرغبة في التواصل إنها أكثر الوسائل فاعلية لكسر‬
‫مركزية المعلومات وجعلها أكثر ديمقراطية وجماهيرية‪.‬‬
‫ويمكن إرجاع الدور المهم الذي تلعبه تكنولوجيا االتصاالت في المجتمع الحديث إلى‬
‫عدة أسباب رئيسية يمكن تلخيصها كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحول االقتصاد إلى العالمية‪ :‬وهو أمر يصعب الفصل فيه‪ ،‬فهل العالمية نتاج النتشار‬
‫شبكات المعلومات؟ أم أن انتشار شبكات المعلومات كانت أحد المظاهر التي أدت إليها‬
‫ظاهرة العالمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مع ازدياد سرعة إيقاع حركة األعمال‪ ،‬وتعقدها نمت الحاجة لسرعة تبادل المعلومات‬
‫بين مواقع العمل المختلفة داخل المؤسسة الواحدة‪ ،‬وبين المؤسسات بعضها مع بعض‪.‬‬
‫ج‪ -‬االتجاه لتفتيت اإلعالم الجماهيري‪ :‬ليصبح أكثر تصويتا وذلك من أجل تنويع الخدمة‬
‫اإلعالمية واإلعالنية وبثها لفئات الجماهير المستهدفة بها‪ ،‬وذلك بدال من أسلوب البث‬
‫المشاع الذي تلتقطه كافة الجماهير ويتطلب هذا ربط فئات الجماهير بمراكز اإلعالم‪.‬‬
‫د‪ -‬لم تعد عملية اتخاذ القرارات معتمدة على المعلومات المتوافرة من داخل المنظمة‬
‫الواحدة فقط بل أصبحت تعتمد في كثير من األحيان على معلومات من خارجها‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب تشابك العالم وترابط أحداثه‪ ،‬فاإلدارة الفندقية على سبيل المثال تحتاج إلى‬
‫معلومات من حركة السياحة والنقل الجوي ونشاط وكاالت السفر‪.‬‬
‫ه‪ -‬االتجاه المتزايد لمؤسسات األعمال حاليا نحو تقليل حركة األفراد‪ ،‬واالستعاضة عنها‬
‫باالتصاالت الهاتفية والفاكس‪ ،‬وعقد المؤتمرات عن بعد‪ ،‬بهدف توفير الطاقة‪،‬‬
‫وتخفيض كلفة اإلقامة والوقت الضائع في سفر األفراد ألغراض العمل‪.‬‬
‫و‪ -‬إنتشار نظم األتمتة "‪ "Qutomation‬وما ترتب عليها من ضرورة اتصال مواقع‬
‫اإلنتاج المختلفة بعضها مع بعض‪ ،‬وربط هذه المواقع بمركز معلومات السيطرة التابع‬
‫لإلدارة المركزية عادة‪ ،‬بل وتسعى بعض مؤسسات األعمال حاليا نحو مزيد من األتمتة‬
‫من خالل ربط مواقع اإلنتاج بشبكة توزيعه ضمانا لسرعة تجاوب اإلنتاج مع تقلبات‬
‫السوق وتوجهاته‪.‬‬
‫ز‪ -‬االتجاه المتزايد لكسر احتكار المدينة للخدمات التعليمية‪ ،‬واإلعالمية‪ ،‬والثقافية‪،‬‬
‫والصحية مما تطلب معه نظم إتصاالت لمد الخدمات للمناطق الريفية والنائية‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫ح‪ -‬تحول تصميم نظم الحاسبات من المركزية إلى الالمركزية‪ ،‬فمعظم نظم المعلوماتية‬
‫الحديثة قد تخلصت من المخطط "األخطوبوطي" للكمبيوتر المركزي الضخم الذي‬
‫تصب فيه جميع بيانات المؤسسة‪ ،‬وتنبثق منه جميع مستخرجاتها‪ ،‬لقدإستبدلذلك‬
‫بمجموعة من الحاسبات الصغيرة‪ ،‬أو المتوسطة الموزعة على مواقع العمل المختلفة‪،‬‬
‫والتي يتم ربطها من خالل شبكات محلية لنقل البيانات ‪LAN Local area‬‬
‫‪ Network‬أو غير موجهة "‪.wide area Network "WAN‬‬
‫ويمكن أن نضيف إلى هذه األسباب التوجهات الكبرى لتكنولوجيا االتصاالت متمثلة في‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬من الصوتي إلى الرقمي‪.‬‬
‫‪ -‬من اإللكترون إلى الفوتون‪.‬‬
‫‪ -‬نحو الرخيص المتاح دوما‪.‬‬
‫‪ -‬من الخاص إلى العام ومن المتنوع إلى المتكامل‪.‬‬
‫‪ -‬من الثابت إلى النقال‪.‬‬
‫(‪)xxi‬‬
‫‪ -‬من السلبي أحادي االتجاه إلى اإليجابي ثنائي االتجاه‪.‬‬
‫‪ – 3‬التحكم األتوماتيكي ‪:‬‬
‫لقد مضى وقت غير قصير‪ ،‬قبل أن يتضح للجميع أن التحكم في جوهره هو ضروب معالجة‬
‫المعلومات‪ ،‬فتيار المعلومات الذي يسري داخل دائرة التحكم‪ ،‬هو المقابل للتيار الكهربائي‬
‫الذي يسري داخل الدوائر الكهربية‪ ،‬فمن خالل المعلومات تحدد األهداف التي يجب على‬
‫النظام التحكم التلقائي تحقيقها كمعدالت اإلنتاج‪ ،‬أو الحدود المسموح بها لالنحراف عن مسار‬
‫الطيران في نظام الطيار اآللي على سبيل المثال‪ ،‬وعن طريق وسائل معينة يتم تحويل هذه‬
‫األهداف إلى معلومات تغذي إلى عناصر التحكم التي تقوم بدورها بضبط آليات النظام‬
‫المتحكم فيه بالقدر المناسب لألهداف الموضوعة ونحن نحتاج إلى المعلومات أيضا لقياس‬
‫األداء الفعلي للعن صر المراد التحكم فيه‪ ،‬وذلك من خالل وسائل التقدير المرتدة‪ ،‬ونحتاج‬
‫عالوة على ذلك إلى نوع من معالجة المعلومات لحساب مدى الحيود بين األداء المستهدف‬
‫للنظام أدائه الفعلي‪ ،‬وتحويل هذا الحيود إلى إشارات ترسل إلى عناصر التحكم لتعديل‬
‫أوضاع آلياتها إلى بعد أن يصبح هذا الحيود في نطاق الحدود المسموح بها‪.‬‬
‫وعليه فقد كان التقاء هندسة التحكم مع الكمبيوتر وسيلتها الفدة لمعالجة المعلومات‬
‫قدرا محتوما لقد لجأت هندسة التحكم إلى نظم المعلومات‪ ،‬كوسيلة إلشاعة سيطرتها على‬
‫النظم المعقدة ودفع األثمنة إلى حدودها القصوى‪ ،‬في حين كان الكمبيوتر‪ ،‬وسيظل في حاجة‬
‫إلى عناصر التحكم األثوماتي‪ ،‬فهندسة التحكم هي خط التقاء تكنولوجيا المعلومات مع الواقع‪،‬‬
‫فآليات ومغناطيسية لتحركة الروافع والمكاسب والصمامات والمؤشرات‪ ،‬وتفعل وتفتح‬
‫البوابات واإلشارات وآليات التحكم هي التي تعدل من أوضاع عناصر النظار الواقع تحت‬
‫سيطرتها‪ ،‬بحيث يتكيف ديناميا مع المتغيرات التي تطرأ على ظروف التشغيل‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -4‬البرمجيات‪:‬‬
‫البرمجيات هي التي تبعث الحياة في أوصال هذه اآللة الصماء‪ ،‬هي التي تجعل ذاكرة‬
‫الكمبيوتر‪ ،‬ووسائل تخزينه‪ ،‬ووحدات إدخاله تبدو‪ ،‬وكأنها كائن حي قادر على أن ينتج‪،‬‬
‫ويتجاوب ويتكيف‪ ،‬إن البرمجيات التي تحيل عملية حل المشاكل إلى منهجية من الخطوات‬
‫المرتبة‪ ،‬أو التعليمات الواضحة المتسلسلة‪ ،‬أو النماذج الذهنية ذات العناصر المرتبطة‪ ،‬وهي‬
‫بهذا ولهذا‪ ،‬وسيلة توجيه طاقة اإلنجاز الخام الكامنة في عتاد الكمبيوتر نحو تنفيذ غايات‬
‫محددة‪.‬‬
‫فالبرمجيات هي التي تجعل من الكمبيوتر أداة لعب أو وسيلة لدعم القرار السياسي‪ ،‬أو‬
‫نظاما للدفاع اإلستراتيجي‪...‬‬
‫عالوة على ذلك فإن البرمجيات تلعب دور المترجم بين اإلنسان واآللة فهي التي تعيد‬
‫صياغة تعليمات اإلنسان في صورة يمكن لآللة أن تتعامل معها‪ ،‬وتحول ناتج هذه اآللة إلى‬
‫الشكل الذي يستطيع اإلنسان أن يستوعبه بسهولة‪ ،‬وإذا كانت الكتب قد اختزنت فكر البشر‬
‫في صورة سكونية‪ ،‬فإن البرمجيات تختزن هذا الفكر‪ ،‬وهو يعمل بشكل دينامي‪.‬‬
‫عبر األجياالألربعةاألولى لتطور الكمبيوتر‪ ،‬كانت سيادة النظم في قبضة العتاد وكل‬
‫ماعداه بما في ذلك البرمجيات هي عناصر مكملة له‪ ،‬مع االنخفاض المستمر في كلفة العتاد‪،‬‬
‫والصعود المستمر لكلفة تطوير البرامج من جهة ومع زيادة تعقد التطبيقات من جهة أخرى‬
‫رجعت كفة البرمجيات بصورة كبيرة ‪،‬حتى بلغت حصتها من ميزانية إنشاء نظم المعلومات‬
‫‪ %85‬مقارنة بالمعدات (‪ ،)15%‬وبعد المعارك بين صانع العتاد‪ ،‬وصاحب شبكة‬
‫االتصاالت وبينه وبين موردي المكونات الرئيسية الداخلة في بناء عتاد تشهد الساحة حاليا ما‬
‫يمكن أن نطلق عليه بحق " أم المعارك" ونقصد بها تلك التي تدور بين صانعي العتاد‬
‫ومطوري البرمجيات‪ ،‬ومن ابرز شواهدها ذلك الصراع في مجال الحاسبات الشخصية بين‬
‫شركة(‪ )IBM‬رائدة صناعة العتاد‪ ،‬وشركة "ميكروسوفت" "‪ "Microsoft‬رائدة صناعة‬
‫البرمجيات ومطورة برنامج نظام التشغيل المعروف باسم"‪."ms- Dos‬‬
‫إن تكنولوجيا المعلومات تعيش حاليا عصر "ديكتاتورية البرمجيات" البرمجيات التي‬
‫تطورت من كونها عنصرا تابعا ومكمال للعتاد‪ ،‬إلى العنصر ذي السؤدد الذي يدين له الجميع‬
‫بالوالء والطاعة‪ ،‬إنه رمز سيطرة الفكر على المادة‪ ،‬وحدوث تغير جذري في صلب عالقات‬
‫اإلنتاج‪ ،‬يعني على المستوى االقتصادي تفوق رأس المال الذهبي على رأس المال المادي‪،‬‬
‫(‪)xxii‬‬
‫وسيطرة أباطرة البرمجيات على أباطرة الصناعة التقليديين‪.‬‬
‫ونظرا ألن البرمجيات تقوم بمهام عديدة ومتنوعة فقد جرى على تقسيمها في أربعة مستويات‬
‫رئيسية‪:‬‬
‫‪ -1‬برمجيات السيطرة على نظام الكمبيوتر وشبكات نقل البيانات‪.‬‬
‫‪ -2‬برمجيات أدائية‪.‬‬
‫‪ -3‬برمجيات تطبيقية‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -4‬لغات البرمجة‪.‬‬
‫وعن التوجهات الكبرى للبرمجيات يمكن أن نلخصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬من صناع العتاد إلى مطوري البرمجيات‪.‬‬
‫ب‪ -‬من مغامرات الهواة إلى المؤسسات العمالقة‪.‬‬
‫ج‪ -‬من قواعد البيانات البيلوغرافية إلى قواعد النصوص الكاملة‪.‬‬
‫د‪ -‬من لغات البرمجة االصطناعية إلى اللغات الطبيعية‪.‬‬
‫ه‪ -‬من االنغالق إلى االنفتاح‪.‬‬
‫(‪)xxiii‬‬
‫و‪ -‬من صالبة العتاد إلى ليونة البرمجيات والعكس‪.‬‬
‫‪ -5‬هندسة المعرفة‪:‬‬
‫إن مهندسي المعرفة والذكاء االصطناعي يعتقدون أن كل شيء مهما زادت درجة تعقده‬
‫يمكن أن يصاغ في صورة منضبطة وصورية (رسمية)‪ ،‬وقد قال " مارفينميسكي" أحد‬
‫الرواد األوائل لل ذكاء االصطناعي "ما الذكاء إال أن تظل تفتت إلى القدر الذي ال يصبح هناك‬
‫ذكاء" وفي تصوره أن المخ مكون من عمليات‪ ،‬أو عناصر صغيرة عديدة كل منها يقوم‬
‫بمهمة معينة محددة ال تحتاج إلى ذهن أو تفكير على اإلطالق‪ ،‬ولكن ما أن تتواصل هذه‬
‫العناصر مع بعضها البعض بصورة متميزة للغاية في مجتمع الذهن كما أطلق عليه حتى‬
‫يتولد الذكاء الحقيقي‪ .‬خالصة ذلك أن المعرفة وملكة اكتسابها وتوليدها يمكن أن تفتت‬
‫وتسحق في صورة عدد محدود من العناصر "الذرية"‪،‬أو البدائيات التي يمكن أن تبنى منها‬
‫كل األشكال المعقدة للبنى المعرفية وآلياتها‪ ،‬لقد حقق الذكاء االصطناعي عدة نجاحات في‬
‫بعض المجاالت أضفت عليه نوعا من الجدارة العلمية والعملية وهي الجدارة التي كان قد‬
‫فقدها بعد سلسلة من البدايات المتعثرة تزامنت مع بداية ظهور الكمبيوتر‪ ،‬فقد شرع البعض‬
‫عندئذ في وعودهم المسرفة كما يمكن أن يحققه الكمبيوتر مخدوعين بسرعة اآللة الهائلة حتى‬
‫تشابهت عليهم إلكترونيا‪ ،‬وقد كانت في حقيقة األمر أبعد ما تكون عن محاكاة هذه المعجزة‬
‫البيولوجية المتغيرة‪.‬‬
‫ومن التوجهات الكبرى لهندسة المعرفة يمكن أن نوجزها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬نحو مزيد من التوسع في تطبيقات الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫‪ -2‬من المواجهة بين الطبيعي واالصطناعي إلى التكامل بينهما‪.‬‬
‫‪ -3‬من محاكاة الوظيفة إلى محاكاة الوظيفة والبنية معا‪.‬‬
‫‪ -4‬من القواعد إلى المنطق ومن القاطع إلى المتميع‪.‬‬
‫‪ -5‬من اكتساب المعرفة إلى التعلم ذاتيا‪.‬‬
‫‪ -6‬هندسة البرمجيات‪:‬‬
‫بعد سليلة من التجارب الفاشلة في تطوير البرمجيات على اختالف مجاالتها‪ ،‬ودرجة‬
‫تعقدها ومع تعاظم دور البرمجيات في نظم المعلوماتية إلى أن أصبحت أضخم بنود ميزانية‬
‫تطويرها‪ ،‬أيقن الجميع أن عملية تطوير البرمجيات أعقد من أن نترك لمحاوالت الهواة من‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫مخططي البرامج‪ ،‬ومحللي النظم خاصة‪ ،‬وهي فئة من العاملين يصعب مراقبة معدالت‬
‫إنتاجهم واإلمساك بأخطائهم‪ ،‬أو اكتشاف جوانب القصور في آدائهم‪ ،‬لقد أصبح األمر يمثل‬
‫درجة من الفوضى ال يمكن التغاضي عنها‪ ،‬مع زيادة اعتماد المؤسسات على نظم‬
‫المعلومات‪ ،‬مما لزم معه ضرورة إخضاع عملية تطوير البرمجيات للمنهجية الهندسية‪،‬‬
‫والمحاسبية اإلدارية الدقيقة‪ ،‬وخرجت إلى الوجود هندسة البرمجيات بهدف وضع أسس‬
‫ومعايير دقيقة لمهام التنفيذ واإلشراف الخاصة بجميع مراحل تطوير البرمجيات‪ ،‬لقد كان‬
‫التركيز في الماضي منصبا على أعمال التصميم والبرمجة‪ ،‬في حين أهملت المهام الحيوية‬
‫األخرى مثل تحديد االحتياجات‪ ،‬وهي المهمة التي كانت تترك في الغالب للفنيين‪ ،‬وغالبا ما‬
‫تتم بصورة مسرعة غير دقيقة لتظهر أوجه القصور في مراحل متأخرة من تنفيذ المشروع‪،‬‬
‫وتتوالى التعديالت‪ ،‬وإعادة مراجعة المواصفات‪ ،‬وإعادة كتابة األجزاء كبيرة من البرامج‪،‬‬
‫ويمكن باختصار تحديد الدوافع التي آدت إلى تعقد عملية تطور البرمجيات مما أدى إلى‬
‫ظهور الحاجة لهندستها إلى العوامل الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تتعامل نظم المعلوماتية في معظم األوقات مع نوعيات من البشر متفاوتة سواء من حيث‬
‫دورها أو مستوى مهارتها‪ ،‬فهي تتعامل مع مستويات اإلدارة العليا ومع أدنى مستويات‬
‫اإلدارة العليا ومع أدنى مستويات التشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬تعقد التطبيقات مع زيادة رغبة المستخدمين في توسيع وتعميق خدمات النظم اآللية‪.‬‬
‫‪ -‬لقد أصبح التغيير أحد ثوابت المجتمع الحديث‪ ،‬وكان البد أن ينعكس ذلك على طبيعة‬
‫البرمجيات التي تتعامل مع هذا الواقع سريع التغير‪ ،‬لقد أصبحت قابلية البرمجيات للصيانة‬
‫أي سهولة إدخال التعديالت والتحسينات عليها واحدا من أهم شروطها األساسية‪.‬‬
‫ومع تسارع إيقاع األعمال أصبحت السرعة في إدخال نظم المعلومات الجديدة‬
‫وتسميتها عامال مهما يتوقف عليه األداء الكلي لمؤسسات األعمال‪ ،‬وقد تطلب ذلك إدارة‬
‫حازمة لمشاريع تطوير البرمجيات نظرا لكلفة التأخير العالية‪.‬‬
‫‪ -‬دخول تطبيقات المعلومات في مجاالت جديدة‪ ،‬كاإلنسانيات وتصديها لمشاكل معقدة‬
‫ومستحدثة لم تعهدها من قبل‪ ،‬كمشاكل التلوث مثال‪ ،‬وهي بال شك تختلف عن المشاكل‬
‫الروتينية مثل حسابات األجور‪ ،‬وبالتالي فهي بحاجة إلى تخطيط أكثر تفصيال ومتابعة أكثر‬
‫دقة حتى يمكن محاصرة المجهول وغير المتوقع بأكبر قدر ممكن‪.‬‬
‫ويمكن حصر التوجهات الكبرى لهندسة البرمجيات في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬من األسلوب العشوائي إلى الضبط الهندسي‪.‬‬
‫ب‪ -‬من المستخدم المتلقي إلى المستخدم المشترك‪.‬‬
‫(‪)xxiv‬‬
‫ج‪ -‬من اإلحالل إلى التغيير الشامل‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫الشكل رقم ‪ 2‬يوضح منظومة تكنولوجيا المعلومات‪:‬‬

‫منظومة االقتصاد‬
‫منظومةالسياسة‬
‫المنظومة االجتماعية‬

‫التكنولوجيا األخرى‬ ‫الفئات االجتماعية‬


‫‪ ‬التكنولوجيا الحيوية‬ ‫نظم‬
‫‪ ‬إعالميون‬
‫تشغيل‬
‫‪ ‬تكنولوجيا التعليم‬
‫‪ ‬تكنولوجيا اإلعالم‬
‫برامج‬ ‫أدوات‬
‫‪ ‬تكنولوجيا الفنون‬ ‫برمجيات‬ ‫‪ ‬تربويون‬
‫تطبيقية‬ ‫برمجية‬
‫‪ ‬تكنولوجيا الصناعة‬
‫‪ ‬تكنولوجيا الزراعة‬
‫‪ ‬تكنولوجيا النقل‬ ‫االنترنت‬
‫والمواصالت‬
‫‪ ‬مخططون ومحللون‬
‫‪ ‬تكنولوجيا الطب‬
‫والدواء‬ ‫شبكات‬ ‫اتصاالت‬ ‫عتاد‬ ‫حواسب‬
‫خارجية‬

‫‪ ‬مستخدمو نظم‬
‫شبكات‬ ‫ملحقات‬ ‫المعلومات‬
‫محلية‬ ‫طرفية‬
‫المحور الثالث‪ -‬تطور تكنولوجيا وسائل اإلعالم‪:‬‬

‫عناصر البنى التحتية‬


‫سياسة المعلومات وتنظيمها‬
‫الموارد البشرية‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -1‬تطور تكنولوجيا وسائل اإلعالم‪:‬‬


‫إن التطورات التكنولوجية التي شهدها النصف الثاني من القرن العشرين وبدايات‬
‫القرن الواحد والعشرين يتضاءل أمامها كل ما تحقق في عدة قرون سابقة ولعل من أبرز‬
‫مظاهرها االندماج الذي حدث بين ظاهرتي تفجر المعلومات وثورة االتصال الخامسة‪.‬‬
‫ويتمثل المظهر البارز لتفجر المعلومات في استخدام الحاسوب في تخزين خالصة ما أنتجه‬
‫الفكرالبشري واسترجاعه في أقل حيز متاح وبأسرع وقت ممكن ‪.‬أما ثورة االتصال‬
‫الخامسة فقد تجسدت في استخدام األقمار الصناعية في نقل األنباء والبيانات والصور عبر‬
‫(‪)1‬‬
‫الدول والقارات بطريقة فورية‪.‬‬
‫تشتمل تكنولوجيا اإلعالم الجديدة على عدد كبير من أشكال تكنولوجيا االتصال عن بعد‬
‫وتتمثل بــــ‪:‬‬
‫‪ 1-‬تكنولوجيا الحواسيب‪.‬‬
‫‪ 2-‬تكنولوجيا االتصال الكابلي‪.‬‬
‫‪ 3-‬تكنولوجيا األقمار الصناعية‪.‬‬
‫‪ 4-‬تكنولوجيا الميكروفون‪.‬‬
‫‪ 5-‬تكنولوجيا األلياف الضوئية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 6-‬تكنولوجيا االتصاالت الرقمية‪.‬‬
‫وقد أح دث دخول تكنولوجيا الحديثة إلى وسائل اإلعالم الجماهيرية تحوالت كبرى في‬
‫أسلوب عملها يكاد يصل درجة االنقالب الجدري هدا التحوالت طالت جميع وسائل اإلعالم‬
‫المطبوعة منها والمسموعة والمرئية‪.‬‬
‫‪ 2-‬تحوالت الصحافة المطبوعة ‪:‬‬
‫شهدت التسعينيات المزيد من تحوالت الصحف (جرائد ومجالت) إلى اآللية الكاملة في‬
‫عملية اإلنتاج من خالل إدخال الحواسيب واالتصاالت السلكية والالسلكية في معظم مراحل‬
‫اإلنتاج بدءا من توصيل المواد الصحفية إلى مقر الصحيفة باالستعانة بأجهزة الفاكس يميل‬
‫الحواسيب‪،‬وفي عمليات المعالجة واإلنتاج الطباعي وتحرير النصوص والصور على‬
‫شاشات الحواسيب وانتهاء بعملية اإلخراج الكامل والتجهيز للصفحات على الشاشات‪ ،‬ومنها‬
‫إلى المجهز اآللي للصفحات أو الطابعة الفيلمية(‪)image setter‬حيث تخرج الصفحات‬
‫مجهزة من الحاسوب إلى السطح الطابع (‪ )computer to plates‬مباشرة‪،‬وهناك توظيف‬
‫كبير للتكنولوجيا الرقمية في التقاط الصور الفوتوغرافية وفي معالجتها فنيا إلى جانب المواد‬
‫المصورة األخرى‪.‬‬
‫كما تطورت أساليب توثيق المعلومات الصحفية بحيث اختفى األرشيف التقليدي حتى‬
‫المصغرات الفيلمية بشكلها التقليدي ليحل محلها األرشيف االلكتروني الذي تجهز محتوياته‬
‫(‪)1‬نبيل علي‪ :‬الثقافة العربية وعصر المعلومات‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬صص ‪.345 ،344‬‬
‫(‪)2‬سعود الكاتب‪ :‬اإلعالم القديم واإلعالم الجديد‪ ،‬شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر‪ ،‬جدة ‪ ،2002،‬ص ‪.20‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫و تنسق خالل عملية صف الجريدة‪،‬كما يستعان اآلن بأقراص الليزر المدمجة في تخزين‬
‫إعداد الصحيفة السابقة ‪،‬وربطت مراكز المعلومات الصحيفة ببنوك المعلومات المحلية‬
‫والدولية وشبكاتها‪ ،‬وطورت أساليب طباعة الصحف في أكثر من موقع في الوقتنفسه من‬
‫خالل تحسين أسلوب اإلرسال وتسريع هو ذلك إلصدار الطباعات الدولية واإلقليمية‬
‫والمحلية من الصحف‪.‬‬
‫ولعل من أهم التحوالت في قطاع الصحافة المطبوعة إمكان االستفادة من ''الطريق‬
‫السريع للمعلومات ''حيث تعرض بواسطة اليوم لقرائها ''نشرات إلكترونية''على شبكة‬
‫الشابكة(االنترنيت)‪.‬هذا التحول يشكل تطورا تقنيا كبيرا ألن تقنيات ''الوسط المتعدد'' تمكن‬
‫الصحفي من إرفاق الرسومات والصور والبيانات المكملة للنص ‪.‬كما تمكن القارئ من‬
‫الحصول على أشكال متميزة لصحيفته بفضل إمكان اختيار موضوعات محددة بواسطة‬
‫''الكلمات المفتاحية''ويمكن أيضا أن يصل بحسب اهتماماته إلى مصادر معلومات تكمل‬
‫قراءاته ‪،‬أو يستطيع أن يتصل مباشرة بكاتب المقال فيطلعه على ردود فعله وتعليقاته أو‬
‫(‪)1‬‬
‫يتواصل مع قارئ آخر لتبادل اآلراء‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬يمكننا القول‪ :‬إن تحوالت الصحافة المطبوعة تتمثل بــــ‪:‬‬
‫‪ – 1-2‬النشر المكتبي‪:‬‬
‫النشر المكتبي ‪ desk publishing‬تعبير استخدام في مجال الصحافة اليومية للداللة‬
‫على استعمال الحاسوب وبرامج الحاسوب إلنتاج الصحيفة ‪.‬لهذا االستعمال تأثيرات سواء‬
‫على مستوى وتيرة العمل في الجريدة وإنتاجها أو على مستوى تخزين المواد في الجريدة‬
‫بهدف إعادة استخدامها عند الحاجة كمصدر من مصادر الملومات األولية‪.‬‬
‫قبل الدخول في التفاصيل ال بدا من توضيح الفرق بين استخدام الحاسوب كطابعة للمادة‬
‫الصحفية واستخدامه كمنتج المادة الصحفية‪ ،‬في الحالة األولى يقوم المستخدم بطبع النص‬
‫الصحفي ومن ثم فإن الحاسوب ينفذ دور الطابعة ‪ typewriter‬فقط ‪،‬أما في الحالة الثانية فإن‬
‫الحاسوب فضال عن دور الطابعة ينفذ عمليات لها عالقة بتصميم الصحيفة وإخراجها‬
‫وتوزيع المواد الصحفية من النصوص وصور ورسومات داخل الصفحات ‪.‬ومن ثم فإن أثر‬
‫استخدام تكنولوجيا النشر المكتبي في الصحف يمكن مالحظته في أمرين‪ ،‬األمر األول هو‬
‫التأثير في مستوى أسلوب العمل داخل الصحيفة‪،‬أما األمر الثاني فهو التأثير في مستوى‬
‫تخزين النصوص المنشورة واستخراجها‪.‬‬
‫‪ -‬على مستوى العمل داخل الصحيفة‪:‬‬
‫دخول الحاسوب ونظام النشر المكتبي إلى الصحيفة اليومية حمل كثيرا من التغيير في سير‬
‫العمل داخل غرف التحرير وغرف اإلنتاج والتصميم واإلخراج ‪ ،‬ويمكن تلخيص أهم النتائج‬
‫باآلتي‪:‬‬
‫(‪)1‬حسن عماد مكاوي‪ :‬تكنولوجيا االتصال الحديثة في عصر العولمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪،1993 ،‬ص ص‬
‫‪.276،246‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫* االعتماد على الحاسوب كوسيلة أثر في طريقة تلقي األخبار اليومية من وكاالت األنباء‬
‫التي تشترك معها الصحيفة‪ .‬فالجريدة التي تستخدم الحاسوب تستقبل تقارير وكاالت األنباء‬
‫عن طريق وسيط أنباء وهو نظام لمعالجة األخبار الواردة من الوكاالت يقوم بعملية استقال‬
‫اإلخبار ثم يوزعها أوتوماتيكيا على المحررين ‪،‬فالمحرر يملك خيار االطالع على جميع‬
‫األخبار الواردة إلى الصحيفة دون تحديد موضعي أو جغرافي ‪،‬ويملك أيضا تلقي خيار‬
‫االطالع على األخبار التي تهمه فقط مع تحديد جغرافي إذ شاء‪ .‬فالمحرر الذي يهتم باألخبار‬
‫العملية أو المسؤول عن صفحة العلوم داخل الجريدة يملك خيار استقبال األخبار والتحقيقات‬
‫التي لها عالقة بموضوع صفحته فقط وبذلك فهو غير معني باألخبار السياسية التي تثبتها‬
‫وكاالت األنباء الصحفية التي يعمل فيها‪،‬طبعا في هذه الحالة فإن الحاسوب سوف يكون‬
‫مزودا بتعليمات تعينه على توزيع األخبار وتصنيفها حسب الموضوع والمكان ومصدر‬
‫المادة الصحفية‪.‬‬
‫* االعتماد على الحاسوب كوسيلة إلكترونية أثر في طريقة تصميم الصحيفة‬
‫وإخراجها‪،‬فتصميم الصفحات وإخراجها يتم بشكل آلي وعلى الشاشة مباشرة وليس يدويا كما‬
‫هو الحال مع الصحف التي تتبع األسلوب التقليدي في إنتاج الصحيفة‪.‬‬
‫* االعتماد على الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية أثر على استقبال الصور من الوكاالت‬
‫المتخصصة‪،‬فالصور يستقبلها وسيط صور يسمح للمحرر بالبحث عن صور معينة ويسمح‬
‫له أيضا باختيار الصور المناسبة لنصه الصحفي‪ ،‬بعد اختيار الصورة يمكن للمحرر أن‬
‫يحولها بواسطة الشبكة الداخلية إلى مصمم الصفحة أو إعطاء المصمم رقم الصورة المطلوبة‬
‫بعدها يقوم المصمم بجلب الصورة إلكترونيا ويضعها في مكانها المحدد داخل الصفحة‪.‬‬
‫* االعتماد على الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية أثر في طريقة النشر الدولي للصحيفة‬
‫‪،‬فاليوم ترسل الصفحات كلها إلى مواقع الطباعة في البلدان التي تطبع أو تصدر فيها‬
‫الصحيفة بواسطة خط هاتفي ‪ ISDN‬أو بواسطة قنوات األقمار االصطناعية من مكان إنتاج‬
‫الصحيفة‪.‬الصفحات التي تحتوي على نصوص فقط يستغرق إرسالها أقلمن دقيقة أما‬
‫الصفحات التي تحتوي على صور ورسومات وشعارات ‪ LOGOS‬فإن إرسالها يستغرق‬
‫وقتا أطول‪.‬‬

‫‪ -‬على مستوى تخزين النصوص واسترجاعها‪:‬‬


‫* االعتماد على الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية أثر في طريقة حفظ النصوص الصحفية‬
‫‪،‬النص المنتج بواسطة الحاسوب يمكن حفظه كنص وليس كصورة فقط‪.‬‬
‫* االعتماد عل ى الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية سهل عملية تصحيح النصوص الصحفية‬
‫من األخطاء‪.‬فالمادة الصحفية المحفوظة على شكل نص يمكن تصحيحها بسهولة وحفظها من‬
‫جديد‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫* االعتماد على الحاسوب كوسيلة نشر إلكترونية يسهل عملية تجهيز النصوص قبل التخزين‬
‫داخل قواعد المعلومات فكل نص صحفي يفقد بعضا من تفاصيله الببليوغرافية بفعل إخراجه‬
‫من الصفحة التي ورد فيها(مثل‪ ،‬العنوان‪ ،‬اسم الكاتب)‪ .‬أما التفاصيل التي يجب إضافتها إلى‬
‫كل نص بعد إخراجه من الصفحة فهي على األقل اسم الصحيفة‪ ،‬تاريخ النشر‪ ،‬رقم العدد‬
‫ورقم الصفحة‪.‬‬

‫‪ -2-2‬النشر اإللكتروني‪:‬‬
‫على عكس ما هو سائد في معظم االستخدامات األكاديمية والمهنية هناك فرق بين تقنية‬
‫النشر المكتبي وتقنية النشر اإللكتروني‪،‬ما يجمع بينها هو االعتماد على الحاسوب في النشر‬
‫والتخزين واالسترجاع‪ ،‬أماما يفرقهما فيكمن في طبيعة الوظائف المناطة بكل منهما وكما‬
‫ذكرنا آنفا فإن تقنية النشر المكتبي تختزل العمل التقليدي من االعتماد على المهارات اليدوية‬
‫في إنتاج الصحيفة إلى االعتماد الكلي على الحاسوب وبرامج الطباعة والنشر في استقبال‬
‫األخبار والصور وفي التصميم واإلخراج‪،‬أما النشر اإللكتروني فيستدعي التوفير اإللكتروني‬
‫لنصوص الصحيفة وصورها كمصدر معلومات فوري من خالل شبكة االبكة (اإلنترنيت) أو‬
‫على أقراص مدمجة أو من خالل الشبكة الداخلية للصحيفة‪ ،‬ويستطيع المستفيد الوصول إلى‬
‫النصوص من خالل برامج خاصة بالبحث واالسترجاع‪.‬وعلى الرغم من الفرق بين التقنيتين‬
‫غالبا ما يمزج المتخصصون بين المصطلحين عند تناولهم موضوعات تتعلق بتكنولوجيا‬
‫النشر ويوحدنها في مصطلح واحد هو النشر المكتبي اإللكتروني‪.DTEP‬‬
‫‪ -3‬تحوالت اإلذاعة‬

‫تمر خدمات الراديو التقليدية حاليا تحول التوسع في استخدام محطات الراديو منخفضة القوة‬
‫(‪ )low-power-stations‬التي تخاطب عددا محدودا من األفراد أو الجماعات‬
‫الصغيرة‪.‬وكذلك تتجه محطات الراديو نحو استخدام نظام التشكيل بالتردد ‪FM‬لإلرسال‬
‫اإلذاعي بدال من نظام التشكيل باالتساع ‪ ،AM‬ومن المعروف أن استخدام ترددات ‪FM‬‬
‫تقلص من اتساع النطاق الجغرافي لمحطات الراديو‪ ،‬ومن ثم يزداد التوجه نحو مخاطبة‬
‫أعداد أقل من الجماهير ذات الخصائص المتشابهة‪.‬‬
‫ويتحدث الخبراء اآلن عن مفهوم جديد لإلذاعة يعتمد على اإلذاعات المحدودة أو‬
‫الضيقة (‪ )Nqrroz-Cast‬ويشير هذا المفهوم إلى أن اإلذاعات الضيقة سوف تخاطب‬
‫جماعات أقل عددا وأكثر تجانسا‪.‬‬
‫الراديو الرقمي (‪:)Digital Radio‬‬
‫تكنولوجيا البث اإلذاعي الرقمي مثلها مثل تكنولوجيا البث التلفازي الرقمي فهي تتيح‬
‫إرسال عدة قنوات صوتية في حزمة صغيرة من الترددات وتستقبل برامجه بواسطة هوائية‬
‫صغيرة‪.‬بمعنى آخر فإن هذه التكنولوجيا تشغل مساحة أصغر من الطيف (‪ .)spectrum‬على‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫سبيل المثال نجد أن سبع قنوات تناظرية يمكن أن تشغل حاليا نحو ‪ MHz9‬في حين أن‬
‫القنوات نفسها لو تحولت إلى البث الرقمي فإنها ستشتغل بحد أقصى ‪ .MHz1.5‬تبث‬
‫المحطات الرقمية إرسالها بواسطة موجات تنتقل عبر األثير شاغلة جزءا من الطيف لكل‬
‫تردد ‪.‬تقوم التكنولوجيا الرقمية بضغط عددا أكبر من القنوات في كل جزء من أجزاء الطيف‬
‫من خالل توفير القنوات في صورة رقمية ‪،‬ثم تنقل عددا من تلك القنوات بهذا الشكل المرمز‬
‫في صورة موجات ‪،‬وأخيرا يتم فك تلك الرموز عند وصولها إلى المستمع‪ .‬هذه العملية تعني‬
‫أنه على التردد نفسه يكون هناك مزيج من المحطات المرمزة أو المشفرة التي ال يمكن‬
‫اعتراضها إال بواسطة جهاز خاص لفك الشفرة )‪ (decoder‬أو ما يعرف بجهاز االستقبال‬
‫الرقمي للتلفاز‪ .‬أما في حالة الراديو فإن جهاز فك الشفرة يكون مبنيا داخل جهاز الراديو‬
‫نفسه‪.‬اإلشارة الرقمية للراديو يمكنها حمل ثماني محطات أو قنوات إلى تسع على الموجات‬
‫نفسها‪.‬‬
‫العديد من الدراسات تسعى من ناحية أخرى إلى تطوير تكنولوجيا جديدة تسمى‬
‫(‪ ) IBOC‬يمكنها بث البرامج اإلذاعية الرقمية ضمن قنوات اإلرسال التقليدي‪.‬اإلشارات‬
‫الرقمية يتم إرسالها داخل قنوات بث موجات ‪FM‬و‪AM‬التقليدية نفسها مما يجعل باإلمكان‬
‫تحويل اإلشارات المرساة جميعها إلى األسلوب الرقمي لتنتفي الحاجة لشراء جهاز راديو‬
‫رقمي خاص‪ .‬وفي الواليات المتحدة األمريكية بدأت في الظهور محطات رقمية تبث‬
‫برامجها عبر األقمار الصناعية ويطلق عليها محطات ‪S‬مقابل موجات ‪FM‬و‪AM‬التي‬
‫ظهرت في األربعينيات‪،‬وسوف تؤدي هذه المحطات الجديدة إلى إمكانية تغطية مساحات‬
‫شاسعة باإلرسال ال يمكن للبث التقليدي المحدود الوصول إليها‪ .‬ويتطلب البث الفضائي شراء‬
‫راديو صغير للسيارة يحتوي على بطاقات توضع في فتحة الكاسيت أو جهاز عرض القرص‬
‫المدمج مع طبق فضائي صغير يوضع خارج السيارة‪.‬هذه الخدمات الرقمية تتضمن رسوما‬
‫شهرية في حدود عشرة دوالرات ‪.‬وتعود أهمية البث الرقمي الموجه نحو المستمعين في‬
‫السيارات ووسائل النقل األخرى إلى أن الراديو في السيارة له التلفاز نفسه في المنزل ومن‬
‫ثم فإن وجود البث الفضائي في السيارة يصبح ضرورة عصرية ألن الراديو العادي بموجاته‬
‫التقليدي ‪FM‬و‪ AM‬لم يعد يغطي طموحات المستمعين الواسعة وبرامجها المختارة ألن‬
‫النظام الرقمي يحتوي على عدد أكبر وأشمل من القنوات بشكل يكفي لتلبية احتياجات‬
‫المستمعين المتنامي‪.‬‬

‫ميزات البث اإلذاعي الرقمي‪:‬‬


‫* يوفر البث اإلذاعي الرقمي إرساال صوتيا فائق النقاوة يماثل نقاوة الصوت في األقراص‬
‫المدمجة مع تحرره من المؤثرات الخارجية التي يمكن أن تؤثر في البث التقليدي‪.‬‬
‫*عدد أكبر من المحطات مع توفير خيارات أكبر للمستمعين من القنوات المتخصصة‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫*إمكانية استقالل البيانات على شاشات الراديو الرقمي وبث المعلومات الرقمية عن حالة‬
‫المرور وإمكانية التسوق على الخطوط اإللكترونية‪،‬حيث سيتم تزويد بعض أجهزة االستقبال‬
‫بأزرار خاصة إلتمام عملية الشراء عند الرغبة في اقتناء أي سلعة تعلن عنها المحطة‪،‬و‬
‫يرتبط جهاز الراديو بهاتف ينفذ عملية االتصال لشراء السلع‪.‬‬
‫راديو الشبكة(اإلنترنت)(‪:)internet Radio‬‬
‫أصبحت أعداد متزايدة من المحطات تبث برامجها بواسطة الشابكة (اإلنترنت)‪،‬وما‬
‫يساعد على زيادة أعداد تلك المحطات هو أن معظم اإلصدارات الحديثة من برامج‬
‫التصفح(‪ ) browsers‬تحتوي على قدرات ذاتية لالستماع للراديو‪،‬كما أن أجهزة الحاسوب‬
‫أصبحت تحتوي على بطاقة راديو(‪ )radio card‬داخلية وإن كانت حسب الطلب إال أنها‬
‫متوافرة‪ .‬ومع أن هذه البرامج واألجهزة مصممة اللتقاط البث التناظري إال أنه يمكن‬
‫تصميمها اللتقاط البث الرقمي في المستقبل‪.‬من ناحية أخرى فإن االنتشار الكبير للشبكة‬
‫وبشكل خاص في المكاتب التجارية والتي تتمتع كثير منها بخطوط ربط سريعة بالشبكة‬
‫(االنترنت) سوف تجعل جهاز الحاسوب يحل محل جهاز الراديو التقليدي في االستماع إلى‬
‫الموسيقى واألخبار من خالل ساعات العمل والسيما أن إرسال الراديو داخل المباني‬
‫التجارية الكبيرة يكون متقطعا ويفتقد للوضوح‪.‬كل هذه التطورات تعني أن استعمال‬
‫الحاسوب(الكمبيوتر) لسماع برامج الراديو ستكون في ازدياد سواء في المنزل أو في‬
‫المكتب‪.‬‬
‫أعلنت هيئة اإلذاعة البريطانية‪BBC‬عن خطط إلطالق خدمات الشابكة (اإلنترنت)‬
‫متعددة الوسائط وبمجموعة متنامية من اللغات‪.‬وهي تهدف إلى أن تكون الرائدة في مجال‬
‫تقديم األخبار مباشرة على الشبكة‪ ،‬وتخدم ومن ثم عددا هائال من المستمعين والمشاهدين‬
‫الذين سيتسنى لهم وفي كل أنحاء العالم فرصة التعامل مباشرة مع مذيعي شبكة ‪BBC‬عبر‬
‫الشبكة‪،‬إذ سيتمتع المستمعون من متابعة برامج الشبكة مباشرة بواسطة الشبكة(اإلنترنت)‬
‫واإلذاعة على حد السواء‪.‬كما أنهم سيتمكنون أيضا من مشاهدة صور فيديو حية على‬
‫الشبكة‪،‬ويمكنهم كذلك التفاعل والمشاركة في النقاش الذي يتمحور كل مرة حول موضوع‬
‫معين عبر الهاتف أو البريد اإللكتروني‪،‬وبعدما يتوقف بث البرنامج على الهواء يستمر تبادل‬
‫اآلراء على موقع اإلذاعة على الشبكة(اإلنترنت)‪.‬‬
‫آخر التطورات التكنولوجية في هذا المجال هو العمل على إنتاج أجهزة جديدة صغيرة‬
‫تجعل باإلمكان االستماع إلى المحطات اإلذاعية على الشبكة دون الحاجة إلى جهاز حاسوب‬
‫(كمبيوتر) شخصي‪.‬‬
‫تكنولوجيا جديدة لالسترجاع والبحث داخل محتوى برامج الراديو‪:‬‬
‫تتمثل إحدى الصعوبات إحدى الصعوبات التي يواجهها الراديو في عدم سهولة‬
‫استرجاع(‪)retrieve‬البرامج بعد إذاعتها بأسابيع أو أشهر‪،‬ففي كثير من الحاالت ال يكون‬
‫هناك نسخ للبرنامج)‪.(transcripts‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وإذا وجدت تلك النسخ فإنها تكون على شكل مادة مطبوعة يصعب البحث داخلها و مع‬
‫أن شركات البث تقوم بحفظ نسخ من البرامج القديمة إال أن تلك النسخ ال تكون مفهرسة‬
‫باستثناء اسم البرنامج وتاريخه في عام ‪ 2000‬تم اختبار تكنولوجيا جديدة على‬
‫الشابكة(األنترنت) عبارة عن فهرس(‪)Index‬يحتوي على ‪ 7195‬ساعة من المحتوى‬
‫اإلذاعي ل ‪ 6613‬برنامج بعضها يعود إلى شهر آذار‪1999‬وال يتم تحديث ذلك الفهرس‬
‫يوميا‪.‬وحتى يقوم المستخدم باستماع فأن كلما عليه القيام به هو الذهاب إلى الموقع والبحث‬
‫عن الموضوع الذي يريده باستخدام لوحة المفاتيح حيث تقوم الخدمة باسترجاع المقطوعات‬
‫الصوتية التي يمكن للمستخدم االستماع إليها )‪(keyword‬عبر حاسبة الشخصي فقط‪.‬‬

‫‪ - 4‬تحوالت السينما‪:‬‬
‫السينما الرقمية(‪:)E.Cinima‬‬
‫نالت السينما نصيبها أيضا من الجدل الدائر تأثير تكنولوجيا اإلعالم الجديد ‪،‬وقد توقع‬
‫بعضهم أن تؤدي تلك التطورات إلى إلغاء الحاجة للذهاب إلى دور عرض األفالم‬
‫السينمائية‪.‬يتمثل أحد التغيرات التي تشهدها صناعة السينما حاليا في أن العدد األكبر لمرتادي‬
‫دور العرض أصبح من جيل الشباب وصغار السن الذين أصبحت خيارات الترفيه أمامهم‬
‫اليوم كبيرة ومتنوعة أكثر من أي وقت مضى‪،‬وهذا أدى إلى انخفاض الطلب على تذاكر‬
‫األفالم السينمائية‪.‬‬
‫عموما فإن صناعة السينما ستكون قادرة على مواجهة التطورات التكنولوجية الجديدة‬
‫بل‪،‬االستفادة منها لتعزيز موقفها التنافسي‪ .‬قبل نحو أربعين عاما مثال شهدت صناعة السينما‬
‫األمريكية انخفاضا مؤثرا في دخلها تمكنت من تجاوزه بطرائق جديدة مبتكرة فقد أصبحت‬
‫مركز إنتاج أساسي لصناعة التلفاز الجديدة ‪،‬كما أنها تمكنت بالمثل من االستفادة من النمو‬
‫الكبير في مجاالت أشرطة الفيديو والكابل التلفازي‪ .‬وترى اإلنتاج السينمائي في هوليود اليوم‬
‫فرصا ً جديدة للربح من خالل إنتاج أفالم عالية الوضوح(‪)High définition films‬‬
‫لشبكات التلفاز والكابل ولدور العرض الخاصة باألفالم السينمائية‪.‬‬
‫دخلت التكنولوجيا الجديدة بقوة إلى المجال السينمائي فحولته إلى صناعة مثيرة في‬
‫قدراتها وأدائها‪،‬فما نشاهده اليوم من لقطات لحيوانات خرافية على الشاشة ومناظر مبهرة‬
‫ليس سوى أنواع من الخدع التي أدى الحاسوب (الكمبيوتر) وبعض التقنيات المتطورة دورا‬
‫أساسيا في إنجازها‪.‬وهناك بوادر تشير إلى أن الصناعات تقف اآلن على عتبة تغيرات شاملة‬
‫ستغير وضعها االقتصادي والتكنولوجي على حد سواء‪ ،‬فالصور التي تستعرض على‬
‫الشاشة البيضاء ستكون أكثر صفاء وسيصاحبها أسلوب جديد في المؤثرات الفنية على‬
‫مسرح األحداث الجارية ضمن السيناريو المعروف‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وقد قام أصحاب دور عرض األفالم بطرح الجديد من أجهزة عرض األفالم الرقمية‬
‫في بداية عام ‪ 2002‬حيث تم االستعاضة وقتها عن البكرات الثقيلة ألفالم ‪ 35‬مليمترا التي‬
‫يبلغ قطرها عدة أقدام بأجهزة عرض إلكترونية تعمل بأشرطة ممغنطة أو أقراص رقمية التي‬
‫تعتمد على الرقائق اإللكترونية وماليين المرايا المتناهية الصغر بهدف إظهار الصور بدقة‬
‫أكثر وبألوان مطابقة لألصل وكأن المشاهد الجارية تحصل فعال أما المتفرج‪.‬‬
‫وبفضل هذه التكنولوجيا الجديدة لن يكون هناك حاجة الستيراد آالف البكرات‬
‫السينمائية‪،‬فإذا علمنا أن كل نسخة مصورة تكلف ‪ 2000‬دوالر وأن عند إخراجها وعرضها‬
‫بالطرائق التقليدية‪ .‬غير أن هذه النفقات سيكون باإلمكان تخفيضها بدرجة كبيرة بفضل‬
‫التكنولوجيا الجديدة‪،‬فالمشاهدة السينمائية سترسل مباشرة إلى دور العرض من خالل شبكة‬
‫االتصاالت عبر األقمار الصناعية‪،‬وبذلك ستكون الفائدة عامة ألنها ستشمل دور العروض‬
‫السينمائية فضال عن اإلستديوهات التي تجري بداخلها مشاهدة األفالم‪.‬‬

‫ويصاحب هذا األسلوب المتطور في عرض األفالم جودة فنية ونوعية إذ إن عملية‬
‫االستنساخ التقليديةللنسخة األصلية تفقد المشاهد بعض جودتها ووضوحها ‪،‬ويمكن مالحظة‬
‫ذلك بعد عرض هذه األفالم مرات عديدة حيث تظهر آثار التلف واالستهالك من كثرة‬
‫االستخدام‪.‬هذه المشكلة أصبح باإلمكان التغلب عليها من خالل استخدام ماكينة (تيليسيني)‬
‫التي تستنسخ األشرطة الرقمية لتكون مطابقة لألصل‪ .‬وتقوم العارضات الرقمية بإظهار‬
‫الصور من خالل المعلومات المخزنة في الحاسوب (الكمبيوتر)بدال من االستخدام القديم الذي‬
‫يعتمد على استخدام إضاءة قوية خالل دوران الشريط الذي يصور أحداث الفيلم‪.‬وتتم العملية‬
‫بأسلوب يشبه عمل محرك القرص المدمج أو نظام األقراص الرقمية المتعددة الوسائط ‪،‬حيث‬
‫تترجم المعلومات إلى صوت وصورة في الوقت نفسه‪ .‬تجرى عملية نقل األفالم إلى دور‬
‫العرض بهيئة أشرطة إلكترونية أو أقراص مدمجة‪ ،‬غير أنه من المتوقع أن تتم العملية عبر‬
‫األقمار الصناعية في المستقبل‪.‬‬

‫هذا االبتكار سيكون مفيدا ألصحاب دور العرض الذي يهمهم أن يكون أول من يحصل على‬
‫النسخ األولى من األفالم الرائجة حيث يعاني سكان المدن الصغير من تأخر مشاهدتها لمثل‬
‫هذه األفالم عدة أسابيع إلى حين وصولها إلى أماكنهم‪ .‬أما اآلن فقد أصبح من الممكن التغلب‬
‫على هذه العقبات بفضل التكنولوجيا الرقمية واالتصاالت الفضائية‪.‬‬
‫أفالم الشبكة (االنترنيت)(‪:)Internt films‬‬
‫أصبح الشبكة (االنترنيت) وسيلة جديدة لتوزيع األفالم السينمائية وعرضها ‪،‬وكان فيلم‬
‫‪ WhatDreams May Come‬من بطولة (روبن وبليمز) الحائز على جائزة أفضل‬
‫مؤثرات صوتية أول فيلم يجرى توزيعه وعرضه على الشبكة (االنترنيت)‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫ورغم عرض عدد من األفالم القصيرة على الشبكة إال أن ‪ Quantum Project‬هو أول‬
‫فيلم سينمائي طويل يبث بهذه الطريقة‪.‬‬
‫ويمكن للمشاهدين تحميل الفيلم ومشاهدته على حواسيبهم (كمبيوتراتهم) الشخصية مقابل‬
‫دوالرين إلى أربعة د والرات‪،‬وعند استخدام جهاز مودم عادي فإن عملية تحميل الفيلم سوف‬
‫تحتاج إلى وقت طويل ‪،‬كما أن الصور المعروضة سوف تكون أقل وضوحا من المستوى‬
‫الذي يطمح له المشاهد‪،‬خاصة عند مقارنتها باألفالم المعروضة في دور السينما أو حتى‬
‫أفالم الفيديو ‪،‬لذلك فإن المهتمين في هذا المجال يتطلعون إلى انتشار وسائل االرتباط السريع‬
‫بالشبكة (باالنترنت)مثل ‪ISDM‬و ‪ DSL‬والكابل التلفزيوني وغيرها التي سوف تسهم في‬
‫حل مشكلة البطيء في تحميل األفالم على االنترنت وتحسين جودة عرضها ‪.‬وتترقب‬
‫استديوهات هوليود بحذر وقائع هذه التكنولوجيا الجديدة وتأثيرها في مستقبل صناعتها‬
‫وتوزيع منتجاتها‪.‬علما أن معظم األفالم المعروضة حاليا على الشبكة (االنترنت) هي من‬
‫األفالم القديمة أو تلك التي تعد أفالما غير رائجة جدا‪،‬ومن ثم فإنها ال تشكل تهديدا على ما‬
‫هو معروض في صاالت العروض السينمائية‪.‬غير أن نجاح الشبكة في تحسين أدائها كان‬
‫واضحا من خالل عرض فيلم (مشروع بلير الساحر) فعلى الرغم من تكلفته القليلة إال أنه‬
‫لفت األنظار الى أهمية الشبكة المستقبلية في عالم التوزيع السينمائي‪.‬‬
‫السينما المنزلية )‪:(House Cinima‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬من التحوالت التي شهدها قطاع السينما ظهور (السينما المنزلية) التي أسرت‬
‫المشاهدين بنقاوة الصوت وجمال الصورة ومكنتهم من االستمتاع بأفضل األفالم السينمائية‬
‫في منازلهم بدال من الذهاب السينما‪ .‬حيث وفرت شركة (فيليبس) أحدث نظام للسينما‬
‫المنزلية ‪ DVD‬وجهاز استقبال ومجموعة مكبرات الصوت التي يتراوح عددها أربعة وستة‬
‫مكبرات ‪ .‬ويوفر هذا النظام خيارين ‪ :‬األول يحمل اسم‪ LX300‬والثاني ‪ LX35000‬وهما‬
‫يحتويان على ماسح متطور للصور يقدم صورا دقيقة وغنية باأللوان كما يقدم ‪LX35000‬‬
‫تجهيزات إضافية مع خيارات باأللوان الصفراء الداكنة والرمادية الرولية‪ .‬وبفضل‬
‫المضخات ومكبرات صوت المتضمنة في هذا النظام يمكن التمتع باإلحساس الحقيقي بالنظام‬
‫الصوتي؛ فمن خالل أنظمة دولبى الرقمية وأفنية ‪DTS‬المرمزة ونظام ماتريكس للصوت‬
‫المحيط تمكن المشاهدون من التمتع بصوت رائع مثل صوت الطائرة الحربية عند مرورها‬
‫وصوت الطلقات النارية‪ ،‬مما منحهم إحساسا كما لو أنهم يعيشون داخل الفيلم ويشاركون في‬
‫أحداثه‪ ،‬فضال عن العديد من الميزات مثل التحكم بنمط الصورة والصوت المطلوبين‬
‫وإتاحة(‪ )40‬قناة للضبط المسبق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-5‬تحوالت التلفاز‪:‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫التلفاز عالي الوضوح )‪:(High DefinytionTelevision‬‬


‫نظام التلفاز الحالي المستخدم في الواليات المتحدة وهو نظام ‪Television ( NTSC‬‬
‫‪ )System Committee National‬الذي تم تطويره في الثالثينيات واألربعينيات ثم‬
‫أدخلت عليه األلوان في الخمسينيات‪.‬هذا النظام يتم العمل به بشكل عام في دول شمال القارة‬
‫األمريكية وفي اليابان ‪،‬في حين تستخدم معظم دول العالم األخرى إما نظام ‪(PAL)Phase‬‬
‫‪(Memory)SECAM‬‬ ‫‪ Alternatiog Line‬وهو النظام األوربي أو نظام‬
‫‪ WithSequentialColor‬الذي تم تطويره في فرنسا واستخدم في مكان يعرف باإلتحاد‬
‫السوفيتي فضال عن بعض دول الشرق األوسط وشمال أفريقية‪ .‬هذه األنظمة تختلف في‬
‫كفاءتها أال أنها جميعا تعاني من عيوب في نقاء الصورة واأللوان‪ ،‬وهي مشاكل يمكن رؤيتها‬
‫بوضوح عند استخدام شاشات العرض الكبيرة‪.‬‬
‫هذه المشاكل أدت إلى تطوير ما يعرف بالتلفاز عالي الوضوح أو اختصارا ‪HDTV‬‬
‫الذي يعد التطور الرئيسي األهم من نوعه في تكنولوجيا التلفاز منذ اختراع التلفاز الملون في‬
‫الخمسينات‪.‬ويسعى مصمموه إلى جعله اختراعا يجمع في داخله ثالثة أنواع مختلفة من‬
‫التكنولوجيا وهي تكنولوجيا التلفاز وتكنولوجيا الحاسوب وتكنولوجيا األفالم بحيث يصبح‬
‫تلفازا متعدد الوسائط‪ .‬ومع أن تلك النقلة لم تحدث بعد إال أن التلفاز عالي الوضوح‬
‫(‪ ) HDTV‬يوفر حاليا الميزات التالية‪:‬‬
‫* درجة وضوح أعلى نظرا إلى كون الصورة تتكون من نحو ‪ 1100‬خط مقارنة ب ‪525‬‬
‫خطا فقط لنظام ‪ NTSC‬و‪ 625‬خطا لكل من‪ PAL‬و‪.SECAM‬‬
‫* نقاوة الصورة تزيد بنحو ‪ 400‬إلى ‪ %500‬نظرا إلى كون شاشة التلفاز عالي الوضوح‬
‫(‪ )HDTV‬يتم تقسيمها إلى شبكة من ‪ *1920 1080‬نقطة ضوئية (‪ )Pixel‬مقارنة بـــ‬
‫‪*340 420‬نقطة ضوئية فقط نظام (‪.)NTSC‬‬
‫* نسبة عرض الصورة التليفزيونية إلى ارتفاعها (‪ )Rtio Aspect‬في التلفاز عالي‬
‫الوضوح هي‪ 16‬إلى‪ 9‬مقارنة ب ‪4‬إلى ‪ 3‬في األنظمة األخرى مما يعني أنها أعرض من‬
‫ونظرا إلى أن(‪ )HDTV‬يتمتع بدرجة وضوح‬ ‫الشاشة التقليدية بمقدار ‪25‬‬
‫أعلى(‪)RESOLUTION‬فإن باإلمكان زيادة حجم الشاشة مع االستمرار في الحصول على‬
‫صورة عالية الوضوح ‪.‬‬
‫* حركة الصورة في التلفاز عالي الوضوح تتم بشكل أكثر ساللة وانسيابية نظرا إلى انه‬
‫يعمل بواقع‪ 60‬إطارا في الثانية وهو نسبة األطر المستخدمة في نظام ‪NTSC‬نفسها‪.‬‬
‫* ال وجود لصورة الطيف أو الظل التي كثيرا ما تظهر في التلفاز العادي‪.‬‬
‫* درجة صوت عالية الوضوح تماثل نقاوة الصوت في األقراص المدمجة(‪.)CD‬‬
‫* التلفاز عالي الوضوح حسن من وسائل نقل األلوان بشكل أصبحت تبدو معه أكثر وضوحا‬
‫وأقرب إلى الطبيعة إن التلفاز عالي الوضوح سوف يجعل من عملية مشاهدة فيلم على التلفاز‬
‫عملية ممتعة ومماثلة لمشاهدة األفالم السينمائية في صالة العرض‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫من ناحية أخرى فإنه في الوقت الذي لم يكد بعضهم يبدأ فيه بالتفكير في اقتناء تلفاز‬
‫عالي الوضوح )‪ ) HDTV‬فإن اليابان أسدرت مؤخرا الستار عما يعرف بالتلفاز فائق‬
‫الوضوح‪ )ULTRA DEFINITION TV‬أو اختصار‪،)UDTV‬فقد اتحدت أكثر من‬
‫‪100‬شركة ومنظمة إلنتاج هذا التلفاز الذي يعتمد على تكنولوجيا رقمية متفوقة‬
‫تستخدم‪ 2000‬خط أي نحو ضعف الرقم المستخدم في التلفاز عالي الوضوح وقد بدأ العمل في‬
‫إنتاج هذا التلفاز مع بداية عام‪2005‬م‪.‬‬
‫مع كل تلك الميزات التي يوفرها التلفاز عالي الوضوح إال أنه يواجه عددا من الصعوبات‬
‫التي قد تؤدي إلى انتشاره بشكل كبير‪،‬ومن تلك العقبات‪:‬‬
‫* ارتفاع التكلفة بالنسبة إلى المستهلك‪.‬‬
‫* تتطلب عملية التحول إلى النظام الجديد استثمار مبالغ كبيرة‪،‬هذا في الوقت الذي مازالت‬
‫الشكوك تحوم فيه حول مدى اهتمام المشاهدين بالحصول على تلفاز أكثر وضوحا أو قنوات‬
‫أكثر عددا من تلك التي يحصلون عليها حاليا‪.‬‬
‫* تتم عملية اإلرسال المستخدمة في األنظمة الحالية على ذبذبات غير مالئمة لالستخدام في‬
‫التلفاز عالي الوضوح الذي يحتاج إلى عرض نطاق أكبر تستوعبه التكنولوجيا الحالية‪،‬يكمن‬
‫حل هذه المشكلة في استخدام وسائل الضغط الرقمية التي تعمل على ضغط إشارات التلفاز‬
‫عالي الوضوح بحيث تصبح قادرة على المرور عبر قنوات التلفاز الحالية‪.‬‬
‫التلفاز الرقمي)‪:(DIGITAL TV‬‬
‫حتى عهد قريب كانت بث برامج التلفاز تعتمد على تحويل الصورة والصوت إلى‬
‫إشارات من الموجات التي يجري بثها عبر األجواء ليلتقطها الهوائي في المنازل‪،‬أما حاليا‬
‫فإن التلفاز الرقمي واإلذاعة الرقمية هي أحدث التطورات التي بدأت زحفها نحو المنازل‬
‫والتي أصبح بإمكان المشاهدين معها التمتع بالميزات والخدمات المتفاعلة التي توفرها‬
‫تكنولوجيا التلفاز الرقمي من طلب وجبات الطعام السريعة إلى حجز تذاكر السفر ومتابعة‬
‫أسعار األسهم وأخبار المال والسياسة والرياضة عبر شاشات التلفاز الجديد‪،‬فضال عن‬
‫الدخول على اإلنترنتعبر التلفاز بدال من أجهزة الحاسوب الشخصي‪.‬‬
‫وتختلف تكنولوجيا التلفاز الرقمي عن تكنولوجيا التلفاز التقليدية التناظرية ‪ analog‬بأن‬
‫الصورة والصوت في التلفاز الرقمي يتم تحويلها إلى إشارات ثنائية من األصفار واآلحاد أي‬
‫بالنظام نفسه الذي تستخدمه أجهزة الحاسوب (الكمبيوتر)نفسه‪.‬هذه اإلشارات يتم استقبالها‬
‫بواسطة هوائي التلفاز الذي يقوم ذاتيا أومن خالل جهاز خارجي إضافي بفك الرموز‬
‫المستقبلة إما في التلفاز التقليدي فيحول الصوت والصورة إلى أمواج إلكترومغناطيسية تحدد‬
‫جودتها مدى نقاء الصورة والصوت على الشاشة‪.‬‬
‫وتنتشر شبكات التلفاز الرقمي حاليا سواء بالبث عبر األقمار الصناعية أو الكابالت أو‬
‫البث من المحطات األرضية‪ ،‬وهي تجعل باإلمكان عن طريق استخدام تكنولوجيا‬
‫الضغط)‪.(compressing‬إرسال عدد أكبر من البرامج على الموجة الهوائية نفسها التي‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫تستخدمها التكنولوجيا التناظرية مقابلقناة واحدة للتلفاز التقليدي الحالي‪،‬فضال عن ميزة‬


‫الجودة العالية للصورة والصوت في التلفاز الرقمي‪.‬‬
‫ميزات التلفاز الرقمي‪:‬‬
‫* صورة وصوت عالية الجودة تفوق تلك التي يمثلها النظام التماثلي تجعل من عملية مشاهدة‬
‫األفالم على التلفاز عملية مشابهة لمشاهدتها داخل قاعات السينما من حيث نقاوة الصورة‬
‫ووضوح الصوت الذي يماثل نقاوة صوت األقراص المدمجة‪.‬‬
‫* عدد خيارات أكبر من القنوات والبرامج حيث يوفر التلفاز الرقمي عدة قنوات على عرض‬
‫النطاق‪ bandwidth‬المستخدم لبث برامج واحد بالنظام التماثلي الحالي‪.‬‬
‫* التلفاز الرقمي قادر على تقديم خدمات وسائط متعددة تشمل على الصوت والصورة‬
‫والبيانات والنصوص‪.‬‬
‫*إمكانية الدخول إلى البريد اإللكتروني واإلنترنت‪.‬‬
‫*خدمات متفاعلة من المشاهد والبرامج المعروضة فالصفحات التلفازية التي تعرض‬
‫نصوص األخبار وبمختلف أنواعها حاليا يمكن أن تعرض الصور أيضا مع إمكانية إضافة‬
‫وصالت إلكترونية مباشرة مع الشركات المعلنة‪.‬‬
‫*إمكانية الحصول على صورة عالية الوضوح للتلفاز المتنقل‪،‬فالتلفاز التناظري ال يمكنه‬
‫توفير صورة جيدة في حال االستقبال المتحرك مثل التلفاز المثبتة في السيارات‬
‫والقطارات‪،‬بل حتى في أجهزة التلفاز القصيرة المحمولة باليد‪.‬‬
‫التلفاز الكابلي (‪:)câble TV‬‬
‫بدأت خدمة التلفاز الكابلي في األربعينات من القرن العشرين في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية وذلك لعدم قدرة اإلشارة التلفازية على الوصول إلى المناطق البعيد ة‪،‬أو االستقبال‬
‫الناس الذين يقيمون في بعض المناطق النائية إلشارة تلفازيه ضعيفة أوغير واضحة‪ ،‬أو بها‬
‫قدر كبير من التداخل مع موجات أخرى ‪.‬وتم تأسيس أول نظام كابلي في الجزء الجنوبي من‬
‫والية بن سلفانيا عام ألف ‪ 1946‬بهدف تحسين الخدمة التلفازية‪،‬وبحلول ‪ 1950‬بلغ عدد‬
‫شركات الكابل في الواليات المتاحة حوالي سبعين شركة(‪.)25‬‬
‫وفي ‪ 1975‬استخدمه شركة هوم بوكس أوفيس ‪ HBO‬األقمار الصناعية لمزج‬
‫اإلرسال ألتلفازي الكابلي باإلرسال الفضائي‪ ،‬وبذلك كانت أول شبكة كابلية تستخدم األقمار‬
‫الصناعية ومع بداية الثمانينات من القرن العشرين بدأ الحديث خاصة حول الكابالت‪ ،‬وارتفع‬
‫بسرعة عدد البلدان التي يخدمها الكابل ألتلفازي‪ ،‬وبلغ الدخل من التلفاز السلكي عام ‪1982‬‬
‫نحو بليونيين ونصف البليون من الدوالرات‪،‬وبلغت نسبة من يستقبلون اإلرسال ألتلفازي‬
‫بالطريقة السلكية عام ‪ )/45( 1987‬من المنازل‪،‬وفي عام ‪ 1994‬ارتفعت النسبة إلى ‪/97‬‬
‫(‪.)26‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وفي حين استخدم نظام الكابل واتسع انتشاره في الواليات المتحدة وأوروبا الغربية‪،‬‬
‫تعثر تطبيقه في الدول األخرى وال سيما دول العالم الثالث لما يرتبط به من تكلفة مادية‬
‫عالية‪ ،‬وظهرت بدال منه أنظمة سميت بالكابل الهوائي‪.‬‬
‫تمكن بفضل التلفاز الكابلي من الحصول على خدمة تلفازيه عالية الجودة ‪،‬كما أمكنهم‬
‫االختيار بين قنوات متعددة إذ يمكن لبعض النظم الكابلية أن تتيح نحو مئة قناة‬
‫تلفازيه‪،‬وسوف يرتفع هذا العدد إلى نحو ألف قناة عندما تستخدم كابالت األلياف‬
‫الضوئية(‪ )FiberOptics‬وبذالك فسوف ال يكون المشاهد مجبرا على تلقي مضمون معين‬
‫مفروض عليه من قبال الحكومات أو الهيئات العامة أو الخاصة‪.‬‬
‫ويمكننا القو ل‪ :‬أن التلفاز الكابلي أحدث طفرة هائلة في مجال الخدمة التلفازية إذ تمكن‬
‫من إمداد المشتركين بخدمات برامجية متميزة من خالل مئات القنوات المتخصصة على‬
‫مدى األربع والعشرين ساعة‪،‬كما أعطى المعلنين فرصة ذهبية للوصول إلى جماهيره‬
‫المستهدفة بسرعة وسهولة‪.‬‬

‫البث التلفيوني المباشر عبر األقمار الصناعية ‪(BROADEASTS SATELLITE‬‬


‫)‪:TV‬‬
‫عرف البث المباشرفي مجال اإلذاعة أنه كل مادة تبث حية أي غير مسجلة‪.‬ويقصد به‬
‫نوعية من البرامج التي تبث على الهواء‪،‬أو التي يكون المشاهد عنصرا رئيسيا مشاركا فيها‪.‬‬
‫أما البث المباشر من خالل األقمار الصناعية فهو ظاهرة حديثة نسبيا‪،‬وهو إمكانية‬
‫وصول اإلشارة إلى أجهزة االستقبال ألتلفازي في البيوت مباشرة بعد تركيب معدات صغيرة‬
‫إضافية دون المرور بمحطات أرضية لالستقبال‪.‬‬
‫ووفقا لهذا التعريف فإن البث المباشر يشمل االستقبال لفرد أو الجماعي‪،‬ويقصد‬
‫باالستقبال الفردي‪ :‬إمكانية تلقي الفرد لإلشارة من قمر االتصاالت بوسائل بسيطة وال سيما‬
‫الهوائيات الصغيرة‪،‬في حين يقصد باالستقبال الجماعي استقبال اإلشارات عن طريق‬
‫تجهيزات لالستقبال معقدة وهوائيات أكبر من التي يستخدمها الفرد من اجل استخدام‬
‫مجموعة من األفراد أو لالستخدام العام في منطقة محدودة أو بنظام توزيع يغطي منطقة‬
‫معينة‪.‬‬
‫وأقمار االتصال)‪(Communication Satellite‬هي أساس الشبكات الفضائية ولها‬
‫قنوات مرئية وصوتية تختلف طاقاتها باختالف الغرض الذي أطلقت من أجله و الرقعة‬
‫المطلوب تغطيتها والمجاالت التي تستخدمها‪.‬‬
‫أدى استخدام أقمار االتصال في مجال التلفاز إلى حدوث تغير ملموس للبث ألتلفازي‬
‫‪،‬فقد أمكن التغلب على المشاكل التي كانت تعيق نقل البرامج التلفازية إلى مناطق‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫بعيدة‪،‬وأصبحت قنوات التلفازية قادرة على توصيل برامجها إلى جميع أنحاء العالم‪ .‬إال أن‬
‫التطور األكبر الذي أحدثته أقمار االتصال هو القدرة على تحقيق اآلنية في نقل األخبار‬
‫والمعلومات والبرامج من دول العالم المختلفة‪،‬وهذا أدى إلى تقديم المادة اإلعالمية في زمن‬
‫حدوثها‪،‬وسهل للتلفاز الوصول إلى إدراك المشاهد وجعله يتعايش مع األحداث بشكل مباشر‪.‬‬

‫المحور الرابع ‪:‬تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ومجتمع المعلومات‪:‬‬

‫‪ -1‬مجتمع المعلومات‪:‬‬
‫يقول السيد ياسين‪ :‬أنه مع مرور الزمن تبين قصور مصطلح ''ما بعد الصناعة'' الذي‬
‫أطلق على المجتمع عن التعبير عن جوهر التغير الكيفي الذي حدث‪ ،‬ومن هما صك العلماء‬
‫االجتماعيون مصطلحا ً آخر رؤوا أنه أوفى بالغرض‪ ،‬وأكثر دقة في التعبير‪ ،‬وهو مصطلح‬
‫''مجتمع المعلومات'' وذلك أن أبرز ملمح المجتمع الجديد أنه يقوم أساسا ً على إنتاج‬
‫المعلومات‪ ،‬وتداولها من خالل آلية غير مسبوقة هي الحاسب اآللي الذي أدت أجياله المتعاقبة‬
‫إلى إحداث ثورة فكرية كبرى في مجال إنتاج المعارف اإلنسانية وتوزيعها واستهالكها‪ ،‬وإذا‬
‫ما أضفنا إلى ذلك القفزة الكبرى في تكنولوجيا االتصال‪ ،‬وخصوصا ً في مجال األقمار‬
‫الصناعية واستخداماتها الواسعة‪ ،‬وتحديداً في مجال البث التلفزيوني الكوني‪ ،‬الذي بحكم آليته‬
‫يتجاوز الحدود الجغرافية‪ ،‬وينفد إلى مختلف األقطار التي تنتمي إلى ثقافات مختلفة‪ ،‬األمر‬
‫الذ ي من شأنه أن يؤثر‪ ،‬عبر الرسائل اإلعالمية المتعددة‪ ،‬في القيم واالتجاهات‪ ،‬والعادات‪،‬‬
‫ألدركنا أننا بصدد تكون عالم جديد غير مسبوق‪ ،‬تصبح فيه العبارة الشهيرة التي مفادها أن‬
‫العالم أصبح قرية صغيرة قاصرة كثيرا ً عن وصف أثرا ً التغيرات التي يتعمق مجراها كب‬
‫‪xxv‬‬
‫يوم‪.‬‬
‫ويعتب ر الياباني ''يونجي ماسودا'' أول من أطلق مصطلح مجتمع المعلومات على‬
‫المجتمع المعاصر بحيث يطرح تصوره حول تحول مجتمع اليانان إلى مجتمع مغاير بشدة‬
‫‪xxvi‬‬
‫في أشكال تنظيماته‪ ،‬ومؤسساته‪ ،‬وصناعاته‪.‬‬
‫ويرى بعض الباحثين أن مصطلح مجتمع اإلعالم والمعلومات بدأن في الظهور في‬
‫الخم سينات من القرن العشرين‪ ،‬على يد ''قرتزما تشلب'' الذي قام بتصنيف ثالثين (‪)30‬‬
‫صناعة وتقسيمها إلى فئات أساسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬األبحاث والتطوير‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -2‬التعليم‬
‫‪ -3‬وسائل االتصال‬
‫‪ -4‬المعلومات‪.‬‬
‫وهناك من يقول أن هذا المصطلح ظهر في مطلع الستينات من (هذا) القرن ‪ 20‬على‬
‫يد ''ماكلوهان'' في كتابه ''مجرد غوتمبرغ'' وعلى الرغم من أن هذه العبارة خلت عالم‬
‫النسيان إال أنها عادت إلى الظهور في بروكسل عام ‪ 1994‬عندما عرض المحافظ األوروبي‬
‫‪xxvii‬‬
‫''ماركن بن جامان'' حول الطرق السريعة لإلعالم والمعلومات‪.‬‬
‫وفي تعريف لهذا المجتمع ترى الدكتورة ''تريمان متولي'' أن مجتمع المعلومات هو‬
‫''المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات‪ ،‬والحسابات اآللية‪ ،‬وشبكات‬
‫االتصال أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية‪ ،‬تلك التي تضم سلعا ً وخدمات جديدة مع‬
‫التزايد المستمر‪ ،‬للقوة العاملة المعلوماتية‪ ،‬التي تقوم بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر‪ ،‬وتوزيع‪،‬‬
‫وتسويق هذه السلع‪ ،‬والخدمات''‪.‬‬
‫والبد من اإلشارة إلى أن هناك عدداً من التعريفات لمجتمع المعلومات‪ ،‬وعموما ً فإنه‬
‫المجتمع الذي يعتمد اعتماداً أساسيا ً على المعلومات الوفيرة‪ :‬كمورد استثماري‪ ،‬وكسلعة‬
‫‪xxviii‬‬
‫إستراتيجية‪ ،‬وكمصدر للدخل القومي‪ ،‬وكمجال للقوى العاملة‪.‬‬
‫ونذكر هنا األسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات‪:‬‬
‫بحيث ترجع أصول مجتمعات المعلومات إلى تطورين مرتبطين ببعضهما البعض‬
‫هما‪:‬‬
‫‪ -1‬التطور االقتصادي طويل األجل‬
‫‪ -2‬التغير التكنولوجي‪.‬‬
‫حيث ساهم في عملية التنمية االقتصادية بشكل واضح‪ .‬إذ لتكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت تأثيرها الواضح في النمو االقتصادي‪ ،‬ويالحظ أنه يمكن تطبيقها على نطاق‬
‫واسع وفي ظروف مختلفة‪ ،‬كما أن إمكانياتها في تزايد مستمر‪.‬‬
‫وفضالً عن هذا فإن تكاليفها تتجه نحو االنخفاض بصورة واضحة‪ ،‬وقد أدى هذا‬
‫ببعض االقتصاديين مثل ''‪ ''Fréman‬إلى القول بأن تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬واالتصاالت‬
‫سوف تحدث موجة طويلة جديدة من النمو االقتصادي دافعة لنشأة‪ ،‬وتطور مجتمعات‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫أما التطور األول فإن بنية االقتصاد قد شهدت تغيرات كبيرة على امتداد الزمن فقد بدأ‬
‫األمر باالعتماد –في المجتمع الزراعي على المواد األولية الطاقة الطبيعية‪ ،‬والجهد البشري‪-‬‬
‫وفي المرحلة الثانية مرحلة المجتمع الصناعي على الطاقة المولدة مثل الكهرباء والغاز‪ .‬أما‬
‫مجتمع المعلومات فإنه يعتمد في تطوره بصفة أساسية على المعلومات وشبكات الحاسبات‬
‫‪xxix‬‬
‫ونقل البيانات‪.‬‬
‫وبتمييز مجتمع المعلومات بعدة خصائص تعارف عليها الباحثون وهي‪:‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫(‪ -)1‬زيادة أهمية المعلومات‪:‬‬


‫في مجتمع المعلومات ازدادت أهمية هذه األخيرة‪ ،‬وأصبحت المعلومة تتدخل في كل‬
‫األنشطة‪ ،‬والصناعات‪ ،‬كما تمثل المادة الخام لقطاعات كبيرة من قطاعات المجتمع‬
‫المعاصر‪ ،‬مشكلة ما يطلق عليه ''صناعة المعلومات'' فما هو متوفر من إمكانيات‪ ،‬أو أشياء‬
‫يم كن أن يصبح أكثر أهمية من خالل إضافة بعض المعلومات إليه فالعمالة غير الفنية عند‬
‫تعليمها وامتالكها المعلومات تصبح عمالة ماهرة ومنتجة كبيرة إلى حد كبير‪ ،‬ونتجة لذلك‬
‫أصبح ينظر للمعلومات كمورد أساسي يمكن أن يباع ويشتري‪.‬‬
‫(‪ -)2‬انفجار المعرفة‪( :‬المعلومات)‬
‫يرى العديد من الباحثين أن المعلومات المنتجة في الحقبة المعاصرة أكثر أهمية مما‬
‫أنتج في كل تاريخ البشرية‪ ،‬كما أن المعلومات تتزايد بمعدالت كبيرة نتيجة التطورات‬
‫الحديثة التي يشهدها العالم‪ ،‬ونتيجة بزوغ التخصصات الجديدة‪ ،‬وتداخل المعارف البشرية‪،‬‬
‫ونمو القوى المنتجة والمستهلكة والمستفيدة من المعلومات‪ ،‬ورصيد المعلومات ال يتناقص بل‬
‫يتراكم‪ ،‬مكونا ظاهرة انفجار المعلومات‪.‬‬
‫(‪ -)3‬نمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة على المعلومات‪:‬‬
‫ويتميز هذا المجتمع أيضا ً بظهور منظمات تعتمد كلية على المعلومات‪ ،‬مثل مؤسسات‬
‫الجرائد‪ ،‬واألخبار واالستعالمات‪ ،‬والبنوك‪ ،‬وشركات التأمين والمصالح الحكومية‪ ،‬وقد‬
‫أصبحت هذه المنظمات تعتمد على التكنولوجيا بعدما كانت تعالج المعلومات بطريقة يدوية‪.‬‬
‫(‪ -)4‬تعدد فئات المتعاملين مع المعلومات‪:‬‬
‫أوجد مجتمع المعلومات فئات كبيرة تتعامل مع المعلومات وتنتقل بها ونجذ على سبيل‬
‫المثال‪:‬‬
‫‪ -1‬المديرون وأصحاب الخبرات التي تشتغل في األمور المالية والمحاسبية‪ ،‬والتخطيطية‬
‫والتسويقية‪ ،‬واإلدارة‪.‬‬
‫‪ -2‬المهنيون من محامين‪ ،‬وأطباء ومحاسبين ومهنسين‬
‫‪ -3‬العاملون في تخزين المعلومات‪ ،‬واسترجاعها‪ ،‬كأخصائي المعلومات‪ ،‬وأمناء المكتبات‬
‫والموثقين‪ ،‬ومبرمجي الكمبيوتر وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -4‬العاملون في نقل وتوصيل المعلومات والمعارف‪ .‬كعمال البريد‪ ،‬والبرق‪ ،‬والهتاف‬
‫والصحفيين‪ ،‬واإلعالميين‪ ،‬والمعلمين وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -5‬العلماء والفنانون‪ ،‬والمصممون وغيرهم ممن يقدرون على خلق وإنتاج معلومات جديدة‪،‬‬
‫أو يعيدون تشكيل نماذج جديدة من واقع المعلومات الموجودة‪.‬‬
‫(‪ -)5‬االستغناء عن الورق وبروز المبتكرات التي تطورت بشكل كبير جداً كالكمبيوتر‪،‬‬
‫واألقراص المضغوطة وأسطوانات الفيديو‪ ،‬واألقراص الضوئية التي أصبحت بديالً عن‬
‫استعمال الورق في تدوين المعلومات‪ ،‬ويتنبأ الكثيرون بأن مراكز المعلومات والتوثيق‬
‫‪xxx‬‬
‫والمكتبات سوف تصبح مستقبالً مستودعات ال ورقية للمعلومات‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وهناك خاصية أخرى نوردها هنا تميز مجتمع المعلومات هي ظهور قطاع‬
‫المعلومات تقطاع مهم من قطاعات االقتصاد‪ ،‬باإلضافة إلى قطاعات الزراعة‪ ،‬والخدمات‪،‬‬
‫وذلك منذ الستينات من هذا القرن‪ ،‬حيث أصبح إنتاج المعلومة وتجهيزها‪ ،‬وتوزيعها نشاطا ً‬
‫اقتصاديا ً رئيسيا ً في عدد من الدول في العالم‪.‬‬
‫وفي كل مجتمعات المعلومات تقريبا ً نجد أن قطاع المعلومات ينمو بصورة أسرع من‬
‫نمو االقتصاد الكلي‪ .‬فقد قدر االتحاد الدولي لالتصاالت بعيدة المدى أن قطاع المعلومات قد‬
‫نما على المستوى العالمي عام ‪ .94‬بمعدل أكثر من ‪ ،%5‬بينما كان نمو االقتصاد العالمي‬
‫بصفة عامة بمعدل أقل من ‪ %3‬وهكذا فإن من المالمح البارزة اآلن‪ ،‬التحول من اقتصاد‬
‫الصناعات إلى المعلومات‪ ،‬والتحول من االقتصاد الوطني‪ ،‬إلى االقتصاد العالمي‪ ،‬ومن إنتاج‬
‫‪xxxi‬‬
‫البضائع‪ ،‬والسلع إلى إنتاج المعلومات‪.‬‬
‫يمكن كذلك النظر من خالل مفهوم ''مجتمع المعلومات'' الذي أطلقه البياني ''يونجي‬
‫ماسودا'' في تصور طرحه حول تحول مجتمع البيان إلى مجتمع مغاير بشدة في أشكال‬
‫تنظيماته ومؤسساته وصناعاته‪ ،‬وكمحاولة منه لتفسير هذا التغير في المجتمع الذي ازدادت‬
‫فيه أهمية المعلومات وأصبحت المعلومة تتدخل في كل األنشطة‪ ،‬والصناعات كما تمثل‬
‫المادة الخام لقطاعات كبيرة من قطاعات المجتمع المعاصر‪ ،‬وظهور منظمات تعتمد كلية‬
‫على المعلومات مثل‪ :‬مؤسسات الجرائد والبنوك وشركات التأمين‪ .....‬والمصالح الحكومية‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ونشير هنا إلى معايير مجتمع المعلومات‪ ،‬وتأكد على دور المعلومة وأهميتها وقيمتها‬
‫بحيث أصبحت المعيار المحدد والحقيقي ألي مجتمع يريد بلوغ درجة التقدم والرقي‪ ،‬وهذه‬
‫المعايير كما حددها ''وليام مارتين''‪.‬‬
‫‪ .1‬المعيار التكنولوجي‪ :‬تصبح تكنولوجيا المعلومات مصدر القوة األساسية ويحدث انتشار‬
‫واسع لتطبيقات المعلومات في المكاتب والمصانع والتعليم والمنزل‪.‬‬
‫‪ .2‬المعيار االجتماعي‪ :‬يتأكد دور المعلومات كوسيلة لالرتقاء بمستوى المعيشة وينشر‬
‫وعي الكمبيوتر والمعلومات ويتاح للعامة‪ ،‬والخاصة معلومات على مستوى عال من‬
‫الجودة‪.‬‬
‫‪ .3‬المعيار االقتصادي‪ :‬تبرز المعلومات كعامل اقتصادي وأساسي سواء كمورد اقتصادي‬
‫أو كخدمة أو سلعة وكمصدر للقيمة المضافة وكمصدر لخلق فرص جديدة للعمالة‪.‬‬
‫‪ .4‬المعيار السياسي‪ :‬تؤدي حرية المعلومات إلى تطوير وبلورة العملية السياسية وذلك من‬
‫خالل مشاركة أكبر من قبل الجماهير وزيادة معدل إجماع الرأي‪.‬‬
‫‪ .5‬المعيار الثقافي‪ :‬اإلعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات كاحترام الملكية الدهنية والحرص‬
‫على حرمة النية الشخصية والصدق اإلعالمي واألمانة العلمية وذلك من خالل توزيع‬
‫‪xxxii‬‬
‫هذه القيم من أجل الصالح القومي وصالح األفراد على حد السواء‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪-2‬المجتمع ما بعد الصناعي‪:‬‬


‫قام ''دانيال بيل'' بوضع نظرية ''المجتمع ما بعد الصناعي'' كمفهوم أطلق على‬
‫المجتمع المعاصر وكتفسير لطبيعة التطور وعوامله وأسبابه‪ ،‬وجاءت صياغة هذه النظرية‬
‫سنة ‪ 1973‬في كتابه المعروف ''المجتمع بعد الصناعي المقبل'' الذي يؤسس فيه ويجدد‬
‫التأكيد لطموحات ومساعي ممثلي العلم‪ ،‬من أجل المشاركة في إدارة المجتمع وقيادته‪.‬‬
‫و''دانيال بيل'' هو عالم اجتماع أمريكي ولد سنة ‪ 1919‬في نيويورك‪ ،‬من مجاالت‬
‫اهتمامه واختصاصه‪ ،‬فلسفة التاريخ‪ ،‬وتاريخ الفكر االجتماع‪ ،‬والتنبؤ االجتماعي‪،‬‬
‫واالتجاهات السياسية في تاريخيتها‪.‬‬
‫ويعتقد ''بيل'' بوجود شرخ بين الثقافة‪ ،‬والبنية االجتماعية في و‪.‬م‪.‬أ وغيرها من‬
‫الدول‪ ،‬معتبراً ذلك ظاهرة شمولية كاسحة‪ ،‬وطاغية كما يعتبر الثقافة الغربية المعاصرة ''ضد‬
‫مؤسساتية'' (أو معادية للمؤسساتية) ومناقضة لمبادئ االقتصاد الرأسمالي‪ .‬لذا فهو يرى قيام‬
‫(توتر اجتماعي) بين طالئع المثقفين وجملة المبادئ االقتصادية –اإلنتاجية والحكومية‪-‬‬
‫السياسية‪.‬‬
‫وكرد على واقع عد التطابق بين الثقافة والظواهر الروحية منهجه والنظام القائم من‬
‫‪xxxiii‬‬
‫جهة أخرى‪ ،‬يطرح ''بيل'' مسألة التجنيد الفكري‪ ،‬وضروراته‪.‬‬
‫وباتت تسمية المجتمع بعد الصناعي أحد رموز المرحلة الجديدة في التطور‬
‫االجتماعي التاريخي‪ .‬وهي تسمية واسعة االنتشار في األدبيات االجتماعية الحديثة‪ ،‬السيما‬
‫في علم السياسة وعلم المستقبل في العالم ككل وفي الغرب بخاصة‪.‬‬
‫وهي نظرية أصبحت بمثابة حلقة في سلسلة‪ ،‬وتطوير الحق لنظريات المجتمع‬
‫الصناعي التي القت شعبية واسعة في الستينات‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تنوع محتويات هذه النظرية‪ ،‬إال أنها إجماالً طامحة إلى لعب دور‬
‫النظرية (السوسيولوجية العامة) لتطور البشرية التدريجي‪ ،‬والتاريخي فيها مقسوم إلى ثالث‬
‫مراحل رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬المجتمع قبل الصناعي (أي الزراعي)‬
‫‪ -2‬المجتمع الصناعي (في العالم المتقدم الرأسمالي واالشتراكي سابقا ً على حد سواء)‬
‫‪ -3‬المجتمع بعد الصناعي لدى ''بيل'' أو ''التكنتروني'' لدى ''بريجزنسكي'' أو ''الصناعي‬
‫‪xxxiv‬‬
‫األعلى'' لدى توفلر‪.‬‬
‫والمجتمع بعد الصناعي حسب تعريف ''بيل'' هو مجتمع المعرفة الذي تبدأ فيه‬
‫التجديدات بالصدور عن الدراسات العلمية‪ ،‬وتتحول المعرفة النظرية فيه إلى ثروة‬
‫استراتيجية‪ ،‬كما يحتل الكادر العلمي‪ ،‬العلي المفتاحية في إدارة التطور االجتماعي‬
‫االقتصادي لمجتمع معين‪ ،‬ويعتبر هذا كله بمثابة تعبير متجدد عن الطروحات التكنوقراطية‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫التقليدية متوائمة مع الطابع المعلومي للثورة الجديدة في العلم والتكنولوجيا‪ ،‬ثورة المعارف‬
‫والمعلومات‪.‬‬
‫إن ثورة المعارف والمعلومات وثورة االتصاالت‪ ،‬فتحت الباب على مصراعيه‬
‫الحتماالت الحديث عن مجتمعات ما بعد صناعية تتفاوت تسربا ً واستيعاباً‪ ،‬واستثماراً لموارد‬
‫المعلومات وتكنولوجيتها‪.‬‬
‫وتعتبر نظرية المجتمع بعد الصناعي أنه تبعا ً لمستوى التقنية أو ما يسمى الحتمية‬
‫التكنولوجية تغلب في المجتمع‪ ،‬وبصورة تسلسلية تتابعية مجاالت النشاط االقتصادي‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬المجال األولي (اإلنتاج الزراعي)‪.‬‬
‫‪ -2‬المجال الثاني أو الثانوي (الصناعة)‬
‫‪ -3‬المجال الثالث‪ ،‬حالياً‪ ،‬مجال الخدمات‪ ،‬والذي يكتسب فيه العلم والتعليم دورا ً ريادياً‪.‬‬
‫وتمتاز كل المراحل الثالث المذكورة سابقا ً بأشكال خاصة بها‪ ،‬للتنظيم االجتماعي‬
‫وهي على التوالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الكنيسة والجيش في المجتمع الزراعي‬
‫‪ -2‬الشركة أو االتحاد ''‪ ''Corporation‬في المجتمع الصناعي‪.‬‬
‫‪ -3‬الجامعات في المجتمع بعد الصناعي‪.‬‬
‫كما أن كل مرحلة تميزت بهيمنة فئة معينة‪ ،‬وهي على التوالي‪:‬‬
‫‪ .1‬رجال الدين واإلقطاعين‪.‬‬
‫‪ .2‬رجال األعمال‪.‬‬
‫‪ .3‬العلماء واإلختصاصيون المهنيون‪.‬‬
‫وهكذا تكن الفئة المحظية في المجتمع بعد الصناعي هي النخبة التكنوقراطية وهذا هو‬
‫الجانب التفاؤلي من هذه النظرية‪.‬‬
‫ولتكوين تصور حول موقع (المجتمع بعد الصناعي) من خارطة تطور البشرية كما‬
‫سبق أو رسم كإرهاصات وتوجيهات مقبلة الحقا ً حتى في إطار نظريات المجتمع الصناعي‬
‫السابقة‪ .‬يكون من الجدير بنا العودة إلى ''روستو'' والتذكير بنظريته المعروفة (مراحل النمو‬
‫االقتصادي) وهذه المراحل لديه هي التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬المجتمع التقليدي ق(المرحلة الممتدة حتى نهاية االقطاعية)‬
‫‪ -2‬مرحلة المقدمات أو الممهدات أو (المجتمع االنتقالي) بمثابة االنتقال إلى الرأسمالية قبل‬
‫االحتكارية‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة االنطالق أو التحول الذي يمكن اعتباره مبدئيا ً تطور الرأسمالية قبل االحتكارية‬
‫إلى الرأسمالية االحتكارية‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة النضوج‪ :‬المجتمع الصناعي‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -5‬عصر المستوى العالي لالستهالك الجماهيري‪ .‬هذا ما ينطبق عمليا ً على مفهوم معين‬
‫ومثل ومواصفات اعتبرت من خصائص ما عرف الحقا ً بالمجتمع بعد الصناعي على ما‬
‫نعتقد‪.‬‬
‫ومقارنة بالمجتمع الصناعي يمكن أن نذكر الخصائص التالية للمجتمع بعد‬
‫الصناعي‪:‬‬
‫‪ +1‬ظهور نظريات المجتمع الصناعي أتى في أعقاب اندالع الثورة العلمية التقنية‬
‫أواسط القرن ‪ ،20‬بعد الحرب ع ‪.II‬‬
‫‪ + 1‬ظهور نظريات المجتمع بعد الصناعي ارتبط بمرحلة جديدة في ثورة العلوم‬
‫والتكنولوجيا أي ما يعرف بالثورة الصناعية الثالثة (أو الثورة السيبرنيتيكية)‬
‫‪ +2‬اقتصاد المجتمع الصناعي يخلق الوفرة فيغني جزئيا ً عن العمل‪.‬‬
‫‪ +2‬واقتصاد المجتمع بعد الصناعي افترض أن الحاجة إلى العمل فيه تكاد تكون‬
‫تنتفي تقريباً‪.‬‬
‫‪ + 3‬اتسم المجتمع الصناعي بحدوث تغيرات اجتماعية هيكلية‪ ،‬والسيما بتحوالت في‬
‫بنية الطبقة العاملة باتجاه مزيد من التخصص‪ ،‬والتثقيف‪ ،‬وتحول العمل اليدوي وتدريجيا ً إلى‬
‫نوع من العمل العقلي والفيزيائي إلى فكري‪.‬‬
‫‪ +3‬في المجتمع بعد الصناعي تفترض آراء واجتهادات معينة‪ ،‬فستؤدي الثورة‬
‫السيبرنيتيكية إلى تالشي الطبقة العاملة فعلياً‪.‬‬
‫وهذا ما رآه عالم المستقبليات ''هيرمان كان'' األمريكي بحيث ذكر هذه الصفة في‬
‫المجتمعات الرأسمالية و(اإلشتراكية) التي ستصل المرحلة (بعد الصناعية) سنة ‪ 2000‬وتبلغ‬
‫مرحلة اإلزدهار والوفرة وتغني أكثر الناس عن العمل‪ ،‬وذلك في صلة بالثورة‬
‫‪xxxv‬‬
‫السيبرنيتيكية‪.‬‬
‫وقام ''نيسبيت'' وهو عالم أمريكي بوضع وتحديد اتجاهات‪ ،‬أو توجهات أساسية تأتي‬
‫بمثابة مقارنة بين مجتمعين قائم ومقبل‪ .‬قديم وجديد صناعي وما بعد صناعي‪ .‬أعتبر أنها‬
‫تحدد تطور مجتمع و‪.‬م‪.‬أ الديمقراطي الحر على مدى العقود القريبة‪.‬‬
‫وهذه التوجهات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬من المجتمع الصناعي إلى المجتمع المعلومي المؤسس على إنتاج المعلومات‪،‬‬
‫والمعارف‪.‬‬
‫‪ -2‬من التقانة‪ /‬التكنولوجيا‪ /‬العالية إلى الثقافة اإلنسانية المتمحورة على اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -3‬من االقتصاد الوطني أو القومي إلى االقتصاد العالمي ''‪ ''Global‬المتمركز على‬
‫''التبعية المتبادلة''‪.‬‬
‫‪ -4‬من اإلدارة المتمحورة على أمد طويل إلى التخطيط قصير األمد‪.‬‬
‫‪ -5‬من المركزية إلى الالمركزية في االقتصاد وفي السياسة‪.‬‬
‫‪ -6‬من الضمان أو التأمين المؤسسي إلى الضمان الذاتي‪ ،‬وإلى (العمالة الذاتية)‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -7‬من الديمقراطية التمثيلية (‪ )Representative‬إلى الديمقراطية المشاركة‪.‬‬


‫‪ -8‬من البنى (الجماهيرية) اإلجتماعية االقتصادية الهرمية أو التسلسلية أو العمودية إلى‬
‫البنى الجماهيرية أو الجماعية –‪ -Mass‬األفقية‪.‬‬
‫‪ -9‬من الخيار الثنائي –الخيار بين جانبين‪ -‬إلى الخيارات والخلول متعددة الجوانب‬
‫(‪)Multialternative‬‬
‫‪ -10‬من التوجه للعيش في المدن الكبيرة شمال و‪.‬م‪.‬أ إلى التوجه للعيش في المدن الصغيرة‬
‫والمتوسطة جنوب‪ ،‬وغرب و‪.‬م‪.‬أ‪.‬‬
‫هذه هي التوجهات األساسية التي أورتها (مجموعة نيسبت) والتي تعبر عن االنتقال‬
‫من مجتمع صناعي إلى مجتمع (بعد صناعي)) بثياب مجتمع (معلوماتي) وبأخذ الخيارين‬
‫األساسيين‪ :‬الخيار المتعاطف مع تحقيق وطأة الصناعوية‪ ،‬والحتمية التكنولوجية‪،‬‬
‫والمركزية‪ ،‬والمحلية والتخطيط قصير األجل‪ .‬إنه الخيار الذي يكرس اعتماد الفرد على‬
‫الذات‪ ،‬وكذا الجماعة‪ .‬وعدم انتظار العون من المؤسسات الكبرى أو الدولة‪.‬‬
‫‪-3‬المجتمع الصناعي األعلى‪:‬‬
‫وهو وصف أطلقه المفكر األمريكي ''ألفين طوفلر'' حدد مالمح هذا المجتمع الذي قال‬
‫بأنها بدأت عام ‪ 1956‬عندما تجاوز عدد العاملين في قطاع اإلعالم كل عدد العاملين في‬
‫القطاعات اإلنتاجية األخرى في و‪.‬م‪.‬أ‪.‬‬
‫ويقول طوفلر أنه إذا كانت الزراعة هي أولى مراحل التنمية االقتصادية‪ ،‬والتصنيع‬
‫هو المرحلة الثانية‪ ،‬فإن البشرية اآلن تشهد مرحلة ثالثة ففي حوالي ‪ 1956‬أصبحت‬
‫الو‪.‬م‪.‬أأول قوة كبرى في العالم يتحول أكثر من ‪ %50‬من العاملين فيها خارج مجال‬
‫الزراعة‪ .‬حيث فاق عدد من أصطلح على تسميتهم بذوي الياقات البيضاء‪ ،‬العاملين في مجال‬
‫التجارة‪ ،‬واإلدارة والمواصالت‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وغيرها من الخدمات‪ ،‬عدد أصحاب الياقات‬
‫الزرقاء من عمال المصانع‪ ،‬والحرفين‪ .‬وهكذا ولد اقتصاد خدمات في العالم ليتم تدشين ما‬
‫يمكن أن نطلق عليه ما يعد التصنيع أو المجتمع ''الصناعي األعلى''‪.‬‬
‫ويفهم من المذهب الصناعي أو الصناعوية (‪ )industrialisme‬عند طوفلر‪ ،‬التنمية‬
‫الصناعية‪ ،‬ويفهم من االنتقال إلى ما بعد الصناعوية (‪ )Post industrialisme‬نوعا ً من‬
‫نزع التصنيع (‪ )Deindustrialization‬أو التخلي عنه في المجتمع حسب وعلى قدر تطور‬
‫‪xxxvi‬‬
‫المجال غير اإلنتاجي‪ .‬حسب رؤية العالم األسترالي (بيدهم)‪.‬‬
‫‪-4‬المجتمع التيليماتي (التيليماتيكي)‪:‬‬
‫قد ال نحصل على مفهوم ''التيلماتيك'' أو على تعريفات له إال في بعض المعاجم‪،‬‬
‫والموسوعات المتخصصة الحديثة‪.‬‬
‫‪ Tél‬في اإلغريقية تعني ''عن بعد'' أما الكلمة ككل فتشير إلى المنظومة المحوسبة‪.‬‬
‫والموحدة لوسائط االتصال الجماهري‪ .‬إنها هيكلة أو ''بنية أساسية'' معلومية جديدة للمجتمع‬
‫مع التركيز على الجانب اإلعالمي من الهيكل المعلومي األشمل واألوسع‪ .‬وفيها تتوحد‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫الشبكات الحاسوبية والبريد اإللكتروني‪ ،‬والهاتف‪ ،‬والتلفزة‪ .‬ووسائل االتصال عبر التوابع‬
‫الصنعية (أو ما يعرف باألقمار الصناعية) وما إلى ذلك‪.‬‬
‫واألساس التقني لنشوء ''التليماتيك'' كمنظومة واحدة هو الحوسبة المتصاعدة‪،‬‬
‫والمتصارعة لكافة الوسائل التقليدية المتعاملة مع المعلومات نقالً ومعالجة‪ ،‬وحفظاً‪.‬‬
‫وقد شهدت التقانة الحاسوبية ثورة حقيقية‪ ،‬وأصلية في مجال اإلعالم الجماهيري كما‬
‫في مجال المعلومات‪ .‬إجماالً وبصورة أعم‪ ،‬وقد وضعت طرق جديدة ''للتيليماتيك'' في خدمة‬
‫السياسة والعلم‪ ،‬والعمل اإليديولوجي‪ .‬إذ باتت تستخدم على نطاق واسع طرق ''تيلماتية''‬
‫معروفة اآلن مثل‪ :‬المحاضرات عن بعد‪ ،‬والحوارات عن بعد‪ ،‬والمؤتمرات عن بعد‪،‬‬
‫وسيزداد دور التيليماتيك وأهميته في التبادل اإلعالمي (المعلومي) دولياً‪ .‬والسيما مع‬
‫تطورات التقدم العلمي‪ ،‬التقني الذي سيرفع ويزيد األهمية االجتماعية لخدمات اإلعالم‪،‬‬
‫والمعلومات‪.‬‬
‫ومن المفكرين المنظرين للمجتمع التيليماتي الفرنسي ''‪ ''Paniatowskui‬واألمريكي‬
‫''‪ ''G.Martin‬والمفكر الفرنسي الذي كان وزير سابق في الحكومة الفرنسية األولى في عهد‬
‫''شيراك'' قد استخدم مصطلح ''‪ ''Telematique‬بدالً من كلمة ''‪ ''Informatique‬في كتاب‬
‫صدر في باريس سنة ‪ 1978‬نظر فيه للمجتمع ''التيلماتي'' وعرف به‪ ،‬معتبراً أن هذا‬
‫المجتمع هو بمثابة مرحلة أكثر رفعة‪ ،‬وإرتقاء بالمقارنة مع المجتمع الرأسمالية‪ ،‬وكذا‬
‫االشتراكي الماركسي‪ ،‬وأن لهذا المجتمع منطقه الخاص وإمكاناته التي لم يسبق لها مثيل‪.‬‬
‫إن زيادة حجم الذاكرة‪ ،‬ومضاعفة وكحديث نظم المعلومات‪ ،‬وما يرافق ذلك من‬
‫تغييرات ممكنة في نماذج وموديالت السلطة‪ ،‬كل ذلك يشكل قفزة حضارية يمكن مقارنتها‬
‫بالقفزة الحضارية في مدينة ما بعد اختراع الكتابة سابقاً‪.‬‬
‫وحين يستخدم ''‪ ''Paniatowskui‬مصطلح (الثورة التيلماتية) فهو يقصد به أساسا ً‬
‫التغيرات الحاصلة في التقنية الحاسوبية‪.‬‬
‫أما ''‪ ''G.Martin‬فقد أصدر كتابين األول عام ‪ 1978‬بعنوان ''المجتمع الموصل''‬
‫والثاني سنة ‪ 1981‬بعنوان ''المجتمع التيلماتي تحدي المستقبل''‪ ،‬وهو يدعو إلى تطوير ما‬
‫يعرف بالتلفزة التفاعلية كي يكون ''رد فعل'' الحضور والمشاهدين مأخوذا ً بالحسبان‪ ،‬وله‬
‫اعتباره‪ ،‬وهذا يمكن أن يؤمن إجراء مراجعات لحظية تمهد مستقبالً إلنهاء العداوات‬
‫‪xxxvii‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتضمن تطوراً مستقرا ً غير صدامي في المجتمع‪.‬‬
‫ومفهوم المجتمع التنكنتروني هو لصاحبه ''بريجيزنسكي'' وهو مستوحى من الطابع التقنوي‬
‫و(التروني) لعصرنا‪ ،‬الذي يتميز باستخدام الدقائق الفيزيائية في شتى المجاالت مثل‬
‫''بوزيترون''‪ ،‬و''نيترون'' و''الكترون''‪ .‬مع التأكيد الخاص على أهمية هذه الدقيقة (إلكترون)‪،‬‬
‫فهو القاسم المشترك لكافة الحواسب‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات الحديثة إذ هي جميعا ً آالت‬
‫حاسبة إلكترونية‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫المحور الخامس‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و مجتمع المعرفة‬


‫‪ -1‬مجتمع المعرفة وتكنولوجيا المعلومات‪:‬‬
‫إن انتشار تكنولوجيا وانصهارها في الكيان المجتمعي سيجعل من المعرفة أهم أسس‬
‫السلطة وإبراز عوامل الترابط اإلجتماعي‪ ،‬يعني ذلك أن غياب المعرفة وعتمة المعلومات‬
‫سيؤديان في النهاية إلى تفكيك المجتمع وتفسخه ''إن إشاعة المعرفة وإتاحة المعلومات‬
‫تزيدان من فعالية المجتمع وحيويته ومنسوب ديمقراطية ومناعته ضد أساليب االستبداد‬
‫والغزو الثقافي‪ ،‬وكما هو معروف فإن تكنولوجيا المعلومات صنيعة االمتزاج الخصب‬
‫لثالثية العتاد ''‪ ''hardwar‬والبرمجيات ''‪ ''Softwar‬وشبكات االتصاالت '' ‪Com.‬‬
‫‪ '' Hetwarts‬وعلى مدى نصف القرن الماضي ارتقت تكنولوجيا المعلومات بصورة غير‬
‫مسبوقة لتتوالى أجيالها ويتسارع معدل ظهورها وارتقائها‪.‬‬
‫ونأخذ المبادرة هنا للحديث عن عنصر البرمجيات لنقول أن مسار تطور البرمجيات‬
‫كان الفيصل فيه هو طبيعة االستخدامات السائدة لنظم الكمبيوتر‪.‬‬
‫لقد استخدم الكمبيوتر في ''عصره الحجري'' كآلة حاسبة ضخمة لمعالجة البيانات‬
‫‪ DATA‬واقتصرت تطبيقاته على المجاالت اإلدارية والتجارية‪.‬‬
‫وتطور الكمبيوتر بعد ذلك ليصبح آلة لمعالجة المعلومات '' ‪information‬‬
‫‪ '' procesing‬ليبرز العالقة بين البيانات الخام من أجل استخالص المعلومات مصفاة في‬
‫صورة كليات ومؤشرات وتحليالت إحصائية‪ ،‬ومن أمثلة تطبيقات معالجة المعلومات نظم‬
‫دعم القرار وبنوك المعلومات‪.‬‬
‫ومع تطور أساليب الذكاء اإلصطناعي ارتقت هذه اآللة (الكمبيوتر) لتصبح آلة‬
‫لمعالجة المعرف ''‪.''Knowledgeprocessing‬‬
‫وهكذا خرج إلى الوجود مفهوم هندسة المعرفة ونظمها الخبيرة التي تحاكي الخبير‬
‫البشري كتلك المستخدمة في تشخيص األمراض‪ ،‬وتصحيح النصوص‪ ،‬وتلقين العلوم وتوالي‬
‫ظهور النظم الذكية من نظم تقرأ وتسمع وترى وتميز المسافات‪ ،‬واألشكال‪ ،‬ونظم تفهم‬
‫وتحلل وتحل المسائل وتبرهن النظريات وتتخذ القرارات بل تؤلف النصوص وتولد‬
‫‪xxxviii‬‬
‫األشكال‪ ،‬ومنها تضم ذكية ذات قدرة ذاتية لتطوير نفسها بنفسها‪.‬‬
‫والحديث عن تكنولوجيا المعلومات والمعرفة هو حديث عن عالقة عكسية تقابلية فكما‬
‫أوضحنا عالقة تكنولوجيا المعلومات بالمعرفة بالشكل الذي يصبح فيه الكمبيوتر آلة لمعالجة‬
‫المعارف‪ ،‬نتطرق إلى الحديث عن العالقة بين المعرفة وتكنولوجيا المعلومات من خالل‬
‫توضيح الدور الذي تلعبه المعرفة‪.‬‬
‫داخل المنظومة االجتماعية في سلسلة المراحل الزمنية وفقا ً لنظام المعلومات‬
‫(المعرفة)السائد في المجتمع‪.‬‬
‫لقد بدأت الكتابة الهيروغليفية في لغة المصريين القدامي‪ ،‬والتي كانت حكرا ً على‬
‫كهنة الفراعنة لتصبح وسيلتهم الحتكار المعرفة سواء فيما يخص أمور دنياهم من معلومات‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫توزيع األراضي أو أمور آخرتهم فيما يخص أسرار التحنيط‪ ،‬ودفن الموتى‪ ،‬وطقوس‬
‫المعابد‪ ،‬وأظهر هذا النسق الهيروغليني عجزه عن تحقيق مطالب أهل التجارة في العصور‬
‫القديمة‪.‬‬
‫وظهرت إلى الوجود األبجدية الفينيقية التي استطاعت أن تعبر عن المفاهيم المجردة‬
‫للن شاط التجاري من بيانات المكسب والخسارة‪ ،‬وكان الغرض األساسي لنظام المعلومات هذا‬
‫هو تسجيل المعرفة بواسطة الكتبة والكهنة وهو ما أدى إلى صعود سلطة أصحاب التجارة‬
‫على حساب سلطة أهل الدين‪.‬‬
‫وسادت األبجدية الفينيقية األلفبائية‪ ،‬إلى أن ظهرت آلة الطباعة في منتصف القرن‬
‫الخامس عشر على يد ''غوتمبورغ'' وتحرر بفضل طبع االنجيل –الفرد المسيحي من سلطة‬
‫رجال الدين القائمة على احتكار المعرفة الدينية وغيرت بذلك وظيفة المعلومات إلى ''نشر‬
‫المعرفة'' ال مجرد تسجيلها‪.‬‬
‫وانتشرت بعدها المعلومات والمعرفة بشكل مثير لالنتباه مشكلة ما يعرف اليوم‬
‫بظاهرة إنفجار المعرفة والمعلومات وظهر الكمبيوتر ألول مرة في منتصف القرن العشرين‬
‫كآلة مثلى لمعالجة المعلومات‪ ،‬قادرة على ''توظيف المعرفة'' ال مجرد التحكم فيها ونشرها‬
‫وذلك عن طريق البرمجة في تحويل المعرفة الخامدة إلى معرفة تصميم المباني‪،‬‬
‫والمحركات‪ ،‬والر سوم‪ ،‬واألزياء وتراقب الميزانيات وتدعم القرارات وتعلم الصغار والكبار‬
‫ثم توليد المعرفة الجديدة بفضل الذكاء اإلصطناعي ويتوازي مع طموح الذكاء االصطناعي‬
‫طموح آخر في مجال تكنولوجيا الواقع الخائلي أو ''االفتراضي'' أو العالم الوهمي ''التي‬
‫تسعى إلى سرعة اكتساب الخبرات وتخزين الخبرات نفسها أي تعليب المعرفة سابقة‬
‫التوظيف (وبالشكل التالي للتأكيد على كل ما سبق ذكره)‪.‬‬
‫والشكل رقم ‪ 3‬التالي يوضح عالقة المعرفة بتكنولوجيا المعلومات وفن تطور نظام المعلومات‬
‫(المعرفة) الزمني‪:‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪-2‬المعرفة ‪:‬‬
‫يورد محمد محمد الحاج حسن الكمالي تعريفات عديدة للمعرفة نورد منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المعرفة هي إدراك الشيء بإحدى الحواس‪.‬‬
‫‪ -2‬المعرفة هي العلم مطلقات تصورا ً كان أم تصديقاً‪.‬‬
‫‪ -3‬المعرفة هي إدراك الجزئي سواء كان مفهوما ً جزئيا ً أو حكما ً جزئياً‪.‬‬
‫‪ -4‬المعرفة هي إدراك الذي هو بعد الجهل‪.‬‬
‫ويعرف مراد وهبة المعرفة في مجمعه الفلسفي بأنها ''فعل بالذات المعارفة في إدراك‬
‫موضوع ما‪ ،‬وتعريفه بحيث ال يبقى فيه أي غموض أو التباس''‪.‬‬
‫وكل هاته التعريفات نأكد على أن المعرفة هي اإلدراك والتمييز‪ ،‬سواء كان شام ً‬
‫ال‬
‫للموضوع كله‪ ،‬أو جزء منه‪ .‬ويمكن تعريف المعرفة بأنها عبارة عن ''مجموعة المعاني‬
‫والتصورات واآلراء والمعتقدات والحقائق التي تتكون لدى اإلنسان نتيجة لمحاوالته‬
‫المتكررة لفهم الظواهر المختلفة المحيطة به''‪.‬‬
‫وتراكم المعلومات ال يعني زيادة المعرفة فكما يمكن للحكمة كما يقول ''سي اس‬
‫اليوت'' أن تضيع في خصم المعرفة‪ ،‬يمكن أن تقول أن المعرفة بدورها تضيع في خصم‬
‫المعلومات بل أن المعلومات ذاتها يمكن أن تضيع هي األخرى تحت وابل البيانات المتدفقة‪.‬‬
‫ومن جانب آخر ال تتوقف عملية اكتساب المعرفة عند حدود اإللمام بها بل يجب أن‬
‫‪xxxix‬‬
‫تكتمل باستيعابها وتعميقها وتوظيفها‪.‬‬
‫ولما أصبح تجميع المعلومات وكمية تراكمها‪ ،‬ال يعبر بالضرورة عن درجة التقدم وال‬
‫يأخذ كمقياس للتطور أو كمعيار من المعايير التي تميز مجتمع المعلومات‪ .‬أصبح الحديث‬
‫اآلن عن المفهوم الذي يحول اآلراء واألفكار والمعلومات إلى أفعال وتصرفات عن طريق‬
‫تجميع وتنظيم المعلومات باستعمال التقنيات المتطورة ونظم المعلومات والنظم المعرفية‬
‫المتطورة والفائقة التطور والتي تنتج أو تساهم في إنتاج المعرفة التي تصنع القوة وتوفر‬
‫المال وتخلق المواد الخام وتصبح محور الصراع في المجتمع وفي عالم األلفية الثالثة‪.‬‬
‫وانطالقا ً من كل هذا فنحن ال نبالغ أدنى مبالغة إذا قلنا بأن مفهوم ''مجتمع المعلومات''‬
‫الذي أطلق كتفسير للتحوالت المرتبطة أساسا ً بالمعلومات قد أثبت فشله في مسايرة هذا‬
‫التحول والتطور الرهيب والسريع بحيث أصبحت المعرفة واإلبداع من أهم العوامل المؤثرة‬
‫والمحددة لقيام مجتمع اختلفت المفاهيم التي أطلقت عليه والتي اخترنا منها مفهوم مجتمع‬
‫المعرفة‬
‫لقد أصبحت المعرفة مصدر ثروة‪ ،‬ومؤشر قوة ليس فقط عبر تحويل بعض معطياتها‬
‫إلى منتجات متطورة عالية المورد االقتصادي‪ ،‬واإلستراتيجي بل أيضا ً بكينونة المعرفة ذاتها‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫كعنصر تنمية إنسانية لبناء أي أمة تطمح إلى مكان الئق تحت شمس القرن الواحد‬
‫‪xl‬‬
‫والعشرين‪ ،‬واألفراد أي مجتمع ينشد االنسجام مع شروط العصر‪.‬‬
‫والظروف التي يمر بها العالم اليوم جعلت من المجتمع اإلنساني خصباً‪ ،‬ومهيئا ً‬
‫للمزيد من التحوالت والتغيرات التي سوف تترك أثرها على كل جوانب الحياة‪ ،‬وتفاصيلها‬
‫الدقيقة والشاملة فالزمن أخذ يتحرك بسرعة نتيجة النمو المتعاظم للمعرفة‪ ،‬بعد أن تغيرت‬
‫المعرفة تغيراً جذرياً‪ ،‬فإذا كان العلم في الماضي ال يتجدد إلى بعد قرون‪ ،‬فإن المعرفة‬
‫المعاصرة تزداد بالضعف كل سبع سنوات إنه تسارع مذهل يكفي للتدليل عليه سنويا ً بوضع‬
‫‪ 40‬ألف مصطلح جديد في مختلف ميادين العلوم وفي كل دقيقتين يصدر مقال علمي في جهة‬
‫‪xli‬‬
‫ما من العالم‪.‬‬
‫وإذا نظرنا إلى المعرفة على أنها كل أنواع األفكار‪ ،‬وكل نماذج وأساليب الفكر‪ ،‬بدءا‬
‫من المأثور الشعبي‪ ،‬وحتى العلم الموضوعي على حد تعبير ''ميرتون'' فإن ''دور كايم'' يقول‬
‫أن األفكار والمقوالت والمعاني‪ ،‬والمفهومات ذات أصول اجتماعية أنها مخلوقات اجتماعية‬
‫تاريخية‪ ،‬وهناك مقوالت اجتماعية عامة مثلما توجد مقوالت مجتمعية خاصة لكن األفكار‬
‫بعد تبلورها‪ ،‬ونسق المعرفة بعد تمييزه داخل البيئة االجتماعية‪ ،‬والثقافية ينحو إلى‬
‫االستقالل‪ ،‬ويصير إطار عاما ً لفهم الواقع االجتماعي باعتباره كال موحداً‪ .‬ولتوجيه الفعل‬
‫‪xlii‬‬
‫االجتماعي وتنظيم العالقات والسلوك االجتماعي‪.‬‬
‫ويرى أن األفكار األساسية وأدوات التحليل وأساليب الفكر التي توجه الفكر المنطقي‬
‫نحو فهم الظاهرة وصياغة الخبرات‪ ،‬واستخالص الحقائق‪ ،‬وبناء الحضارات قد أفرزها‬
‫النشاط االجتماعي لإلنسان خالل سعيه الستخالص ما يشبع حاجاته المتعددة‪ ،‬والمتجددة‬
‫وخالل كفاحه من أجل السيطرة على الطبيعة والمجتمع من أجل تحقيق ذاته وتسهيل حياته‪.‬‬
‫ويذكر ''دور كايم'' الوظائف االجتماعية للمعرفة رغم أنها ال تحصى فإن أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬االتصال‪:‬‬
‫يقول دور كايم إذا لم يتفق الناس على األفكار األساسية الجوهرية في كل لحظة إذا لم‬
‫يكن لديهم نفس المفهوم للزمان‪ ،‬والمكان‪ ،‬والعدد‪...‬الخ‪ ،‬فإن أي اتصال بين عقولهم يصبح‬
‫مستحيل كما تستحيل حياتهم معاً‪.‬‬
‫‪ -‬االتساق األخالقي والتناغم الفكري‪:‬‬
‫إن المفهومات والمبادئ المشتركة هي محور االتساق االجتماعي واالتفاق حول‬
‫معايير‪ ،‬وقيم توجه الس لوك وتضبط الفعل االجتماعي وتساعد أعضاء المجتمع على التكيف‬
‫مع النظام االجتماعي العام‪ ،‬والنظم االجتماعية األساسية‪ ،‬كما أن قوام الشرعية واالمتثال‬
‫وتواصل األجيال‪ ،‬تتسم جميعا ً عبر عمليات التنشئة واالجتماعية والتربية الذي ينقل خاللها‬
‫الجيل األول معارفهم إلى األجيال الصاعدة‪ ،‬وبذلك تتم عملية نقل التراث الثقافي‪ ،‬والمعرفي‬
‫من جيل إلى جيل‪ ،‬فيدعم االستقرار وتجرى عملية التطور االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬التصنيف التكامل‪:‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫منذ تعقد المجتمع وتشعب عالقاته وتنوعت أنشطته‪ ،‬وتمايزت أبنيته االجتماعية‪،‬‬
‫وتعددت األدوار وتخصص الناس في وظائف أصبح المجتمع الحديث في حاجة إلى اتفاق‬
‫عام حول ضرورة العمل المشترك في إطار معايير يحترمها الجميع‪ ،‬وبذلك تسود المعيارية‪،‬‬
‫والتكامل ويتوفر للمجتمع حد أدنى من السلم‪ ،‬واألمن االجتماعي‪ ،‬الذين ال غنى عنهما‬
‫الستقرار المجتمع‪ ،‬واستمراره وتوفر المعرفة والثقافة االجتماعية الرئيسية ذلك الدليل العقلي‬
‫لتصنيف طبقات المجتمع‪ ،‬وفئاته‪ ،‬وقواه‪ ،‬كما توفر معرفة األهداف الثقافية‪ ،‬والوسائل‬
‫‪xliii‬‬
‫المشروعة لتحقيقها‪.‬‬
‫وقد أصبح الحديث عن مجتمع المعرفة بمنزلة (موضة) شائعة في أوساط المثقفين في‬
‫الخارج وهذا المفهوم وإذا كان غامضا ً بعض الشيء إال أنه يشير إلى توافر مستويات عليا‬
‫من التعليم والبحث‪ ،‬والتنمية‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬واالتصال‪ ،‬ومجتمع المعرفة سوف‬
‫يتحقق على أرض الواقع بصورة كاملة‪ ،‬وواضحة بأسرع مما يضمن الكثيرون‪ ،‬ويستند‬
‫أنصار هذا الرأي إلى المقولة الشهيرة عن أن (المعرفة قوة) للتدليل على أن إنتاج المعرفة‪،‬‬
‫وليس فقط حيازة المعلومات هو الوسيلة الوحيدة لضمان البقاء‪ ،‬واالستمرار في الوجود بل‪،‬‬
‫وتحقيق السيطرة‪ ،‬والهيمنة في عصر سوف يتميز بالصراع السياسي‪ ،‬واالقتصادي‪،‬‬
‫والعلمي‪ ،‬والثقافي لفرض الذات على اآلخرين‪.‬‬
‫ويقول ''إدواردو بورتلال'' األستاذ بجامعة ''ريو دي جانيرو'' الفيديرالية أن مجتمع‬
‫المعرفة يمثل برنامجا ً متكامالً مخصصا ً للفعل‪ ،‬وأن ذلك الفعل سوف يتضمن التعليم‪،‬‬
‫والعلوم الثقافية‪ ،‬واالتصال مجتمعة كلها في وجدة متكاملة‪ ،‬ومتماسكة‪ .‬وأن إنتاج المعرفة‬
‫سوف يكون سلعية رابحة تحمل معها السيطرة السياسية‪ ،‬والمكانة االجتماعية‪ ،‬والهيمنة‬
‫‪xliv‬‬
‫الثقافية‪ ،‬واالقتصادية على المجتمعات األخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم مجتمع المعرفة ‪:‬‬
‫لعل الوصول إلى مفهوم محدد للمعرفة‪ ،‬أمر يفتقر للسهولة بمثل ما يفتقر إلى االتفاق‬
‫بين أصحاب الفكر على تعريف محدد له‪ ،‬ألن المعرفة عملية جدلية معقدة تحدث بأشكال‬
‫مختلفة‪ ،‬ولها مراحلها ودرجاتها فى التطور‪ ،‬وتتضمن مساهمة قوى اإلنسان المختلفة عبر‬
‫التجربة والممارسة المرتبطة بطبيعة وشكل النمو االجتماعى االقتصادى من التطور بين هذه‬
‫المجموعة البشرية أو تلك‪،‬‬
‫ومن ثم تتردد فى الساحة الفكرية للدراسة الحالية مفاهيم ومصطلحات بعضها قريب‬
‫من بعض فى المعنى والداللة‪ ،‬ويختلف بعضه عن اآلخر فى وجوه أخرى‪ ،‬ومن أهم هذه‬
‫‪ ،‬مجتمع ‪Information Society‬المفاهيم والمصطلحات الثالثية ‪ :‬مجتمع المعلومات‬
‫‪ ، Learning Society‬مجتمع التعلم ‪Knowledge Society‬المعرفة‬

‫‪-‬مجتمع المعلومات ‪ :‬هو المجتمع الذى يعتمد فى تطوره ونموه بصورة رئيسية على‬
‫المعلومات والحاسبات اآللية وشبكات االتصال‪ ،‬أى أنه يعتمد على ما يسميه البعض‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫بالتكنولوجيا الفكرية تلك التى تضم سلعا ً وخدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة‬
‫المعلوماتية التى تقوم بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر وتوزيع وتسويق هذه السلع‬
‫والخدمات والتناقص المستمر للثورة العاملة‬
‫وبتعبير آخر هو المجتمع الذى تستخدم فيه المعلومات والمعرفة والتكنولوجيا‬
‫المرتبطة بهما على نحو يؤثر على إنتاج المجتمع‪ ،‬وطرق تعليمه‪ ،‬والعالقات االجتماعية بين‬
‫أفراده‪ ،‬وسياساته ومختلف أوجه الحياة األخرى‪ ،‬أو أنه مجتمع تكون فيه عمليات النفاذ إلى‬
‫المعلومات والبحث عنها‪ ،‬واستخدام المعلومات وإنتاجها‪ ،‬وكذلك تبادل المعلومات هى‬
‫[‬
‫العمليات األساسية المؤثرة فى حياة األفراد والمؤسسات كافة‬
‫‪-‬مجتمع التعلم ‪ :‬وهو المجتمع الذى يمثل دورة االرتقاء المجتمعى‪ ،‬حيث يزخر المجتمع‬
‫بكثير من الكائنات القادرة على التعلم ذاتياً‪ ،‬وذلك بعد أن أصبحت ملكة الذكاء غير‬
‫مقصورة على الكائن البشرى دون سواه‪ ،‬بل أصبحت خاصية موزعة على اآلالت‬
‫واألدوات والنظم والمؤسسات‪ ،‬وذلك بفضل هندسة الذكاء االصطناعى وآليات التحكم‬
‫التلقائى‪ ،‬ومجتمع التعلم المنشود له ذكاؤه الجمعى‪ ،‬وذاكرته الجمعية‪ ،‬وشبكة أعصابه‬
‫الجمعية (وتمثلها حاليا ً شبكة االنترنت)‪ ،‬وله كذلك وعيه الجمعى المتمثل فى حصاد‬
‫معارفه ومدركاته وخبراته‪ ،‬بل له أيضا ً ال وعيه الجمعى‪ ،‬الذى يعمل تحت طبقات‬
‫متراكمة من القيم والمعتقدات واأليديولوجيات واألعراف وما شابه‬

‫‪ -‬مجتمع المعرفة ‪ :‬هو المجتمع الذى يستند إلى قدرة نوعية من التنظيم وإيجاد آليات راقية‬
‫وعقالنية فى مجال التيسير‪ ،‬وترتيب الحياة‪ ،‬والتحكم فى الموارد المتاحة‪ ،‬وحسن‬
‫استثمارها وتوظيفها‪ ،‬وخاصة إيالء الموارد البشرية الموقع المالئم فى تحقيق النمو‬
‫االقتصادى‪ ،‬كما يعنى هذا المفهوم كذلك تطوير أنماط التصرف والتحكم فى القدرات‬
‫المتنوعة‬
‫وبتعبير آخر هو المجتمع القائم والقادر على إنتاج واستغالل المعرفة محليا ً وتطبيقها‬
‫ونشرها معتمداً فى ذلك على ما لديه من موارد وإمكانات ذاتية محلية‪ ،‬عالوة على كون‬
‫صناعة المعرفة قطاعا ً اقتصاديا ً قائما ً بذاته‬

‫و يمكن أن نتعرف على مجتمع المعرفة على أنه صيغة حضارية لنموذج المجتمع المعاصر‬
‫الذى الحت بوادره فى األفق إدراكا ً منا للفرق الكبير بين المعلومات وبين المعرفة بأسلوب‬
‫حياة يتميز فى الفكر والوجدان والسلوك والعمل‪ ،‬وبأن المعرفة فيه هى المعرفة المتجددة ‪،‬‬
‫وبأن التوظيف المعرفى هو التشغيل الفعال للموجودات أو األصول المعرفية ولحسن‬
‫استثمارها قوة نمو للفرد وتقدم المجتمع‪ ،‬ومن ثم فهو مجتمع اإلنسان المجدد‪ ،‬والذكاء‬
‫المشترك‪ ،‬والعقل الفعال‪ ،‬والمعلومة الدقيقة‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫فمجتمع المعرفة هو المجتمع القائم على استثمار المعرفة كأهم مورد للتنمية االقتصادية‬
‫والنماء االجتماعى بصفة عامة‪ ،‬ومجتمع اقتصاد المعرفة هو أساس مجتمع المعرفة‪ ،‬باعتبار‬
‫أنه يمثل جيالً جديدا ً يتخذ من المعرفة وسيلة رئيسة لتوليد الثروة وزيادتها‪ ،‬وبذلك يمثل‬
‫مجتمع المعرفة قفزة جديدة على طريق تكنولوجيا المعلومات واستثمار العنصر البشرى‬

‫‪-‬دورة المعرفة‪:‬‬
‫‪-‬توليد المعرفة ‪ :‬حيث تنطلق المعرفة من التفاعل بين الحقائق والمعارف المتوافرة من‬
‫جهة‪ ،‬وبين عقل اإلنسان وقدرته على التفكير واإلبداع من جهة أخرى‬
‫‪-‬نشر المعرفة ‪ :‬تنقل اإلنسان الذى يحتاج إلى المعرفة بشتى أنواعها‪ ،‬وعلى ذلك فإن‬
‫ضرورة اكتساب المعرفة بالنسبة لإلنسان تماثل ضرورة الحصول على الغذاء‬
‫‪ -‬استثمار المعرفة ‪ :‬فقوة المعرفة تأتى من توظيفها بكفاءة فى كافة شئون الحياة‪ ،‬وال شك أن‬
‫للبيئة (التى تعمل دورة المعرفة فى إطارها) تأثيراً كبيراً على حيوية دورة المعرفة فى‬
‫توليدها ونشرها وتوظيفها‬
‫من هذا المنظور يمكن تصور أن "عملية نقل المعرفة" تستند إلى التنوع فى اآلليات‬
‫واألنشطة لنقل المعرفة داخل وعبر المؤسسات التعليمية والبحثية القومية‪ ،‬تلك الرؤيا تستند‬
‫على الوظيفة الرئيسة للمؤسسات التعليمية والبحثية وهى "نقل المعرفة" بما تتخللها من‬
‫عمليات فرعية ‪ -‬ولكل عملية فرعية هدف – على الوجه اآلتى ‪:‬‬
‫‪-1‬ربط المعرفة ‪ :‬بهدف ربط مناخ اإلعداد الداخلى للمؤسسات التعليمية والبحثية بظروف‬
‫ومتطلبات مجتمع المعرفة تحقيقا ً للفوائد المتبادلة للمخرجات‬
‫‪-2‬الوعى بالمعرفة ‪ :‬بهدف ترويج الخدمات المعرفية التى يمكن للمؤسسات التعليمية‪،‬‬
‫البحثية تقديمها للمجتمع الخارجى‬
‫‪-3‬إنتاج المعرفة ‪ :‬بهدف قيام المؤسسات التعليمية والبحثية بتشجيع ترويج منتجات المعرفة‬
‫إلى المجتمع الخارجى حتى يمكن وضعها حيز التطبيق‬
‫‪-4‬إتاحة المعرفة ‪ :‬بهدف طرح مجموعة من الوسائل التى تجعل المعرفة فى نطاق‬
‫االستخدام واستفادة لجميع أفراد المجتمع‬
‫ومع أهمية هذه العناصر فإن العنصر األساسى المميز لهذا المجتمع هو "إنتاج‬
‫المعرفة" باعتبار المعرفة أحد الركائز األساسية التى يقوم عليها االقتصاد الجديد "االقتصاد‬
‫المعرفى" – أو ما يسمى "تجارة المعرفة" [‪ ]41‬الذى تحل فيه المعرفة محل العمل ورأس‬
‫المال‪ ،‬ومن ثم أصبح إنتاج المعرفة بمعناها الحديث مهنة قائمةبذاتها تتضمن العمل والتعاون‬
‫بين العلماء والباحثين والفنيين واإلداريين تحت مسميات متعددة مثل الجامعات ومراكز‬
‫البحوث واألكاديميات والجمعيات العلمية وهيئات النشر‪ ..‬هى إذن عملية معقدة تشمل جوانب‬
‫مادية وإدارية وتنظيمية وقيمية ومعيارية‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪-4‬أبعاد ومالمح مجتمع المعرفة‪:‬‬

‫إذا كان الفكر قد استقر على تسمية هذه الحقبة اإلنسانية بمجتمع المعرفة‪ ،‬فإنه فى ظل مجتمع‬
‫المعرفة‪ ،‬أصبحت مجتمعات اليوم ترنو نحو االستخدام المتعاظم والكثيف للمعرفة العلمية‬
‫والتكنولوجية فى مختلف مجاالت الحياة وعلى كافة األصعدة‪ ،‬مما كان له تأثيراته الواضحة‬
‫على م جمل أنشطة اإلنسان‪ ،‬ومن ثم يجوز القول مجتمع كثيف المعرفة‪ ،‬وتكنولوجيا كثيفة‬
‫المعرفة‪ ،‬وعمل كثيف المعرفة‪ ،‬وإنتاج كثيف المعرفة‪ ،‬وفى هذا السياق يمكن رصد بعض‬
‫أبعاد مالمح مجتمع المعرفة وخصائصه ومؤشراته‪ ،‬ومن أبرزها ما يلى‬
‫‪-1‬البعد االقتصادى ‪ :‬ويتمثل فى أن المعلومة هى السلعة أو الخدمة الرئيسة والمصدر‬
‫األساسى للقيمة المضافة وتوفير فرص العمل وترشيد االقتصاد‪ ،‬وهذا يعنى أن المجتمع‬
‫الذى ينتج المعلومة ويستعملها فى مختلف شرايين اقتصاده ونشاطاته المختلفة هو‬
‫المجتمع الذى يستطيع أن ينافس ويفرض نفسه‬
‫‪-2‬البعد التكنولوجى ‪ :‬ويتمثل فى انتشار وسيادة تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها فى مختلف‬
‫مجاالت الحياة فى المصنع أو المزرعة‪ ،‬فى المكتب والمدرسة‪ ،‬فى البيت والشارع‪ ،‬وهذا‬
‫يعنى كذلك ضرورة االهتمام بالوسائط اإلعالمية والمعلوماتية وتكييفها وتطويعها طبقا ً‬
‫للظروف الموضوعية لكل مجتمع سواء فيما يتعلق بالعتاد أو البرمجيات‪ ،‬كما يعنى البعد‬
‫التكنولوجى لثورة المعلومات توفير البنية الالزمة من وسائل اتصال وتكنولوجيا‬
‫االتصاالت الحديثة وجعلها فى متناول جميع أفراد المجتمع‬
‫‪-3‬البعد االجتماعي ‪ :‬ويتمثل فى سيادة درجة معينة من الثقافة المعلوماتية فى المجتمع‬
‫وزيادة مستوى الوعى بتكنولوجيا المعلومات وأهمية المعلومة ودورها فى الحياة اليومية‬
‫لإلنسان والمجتمع هنا مطالب بتوفير الوسائط والمعلومات الضرورية من حيث الكم‬
‫والكيف ومعدل التجدد وسرعة التطوير للفرد‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن التغيير سيطال أسس‬
‫العمل نفسها‪ ،‬ذلك أن العمل فى أى حقل كان سيتوقف على إدارة المعلومات والتصرف‬
‫بها عبر األدمغة االصطناعية ووسائل اإلعالم‪ ،‬ولذا سنشهد والدة فاعل بشرى جديد هو‬
‫اإلنسان العددى الذى ينتمى إلى عمال المعرفة (ذوو الياقات البيضاء) الذين يقللون الهوة‬
‫بين العمل الذهنى وبين العمل اليدوى‪ ،‬إذ ال فاعلية فى العمل من غير معرفة قوامها‬
‫االختصاص والقدرة على قراءة رموز الشاشات‪ ،‬مما سيطرح إطاراً مفهوميا ً جديداً هو‬
‫"العمالة المعرفية"‬
‫‪-4‬البعد الثقافى ‪ :‬ويتمثل فى إعطاء أهمية قصوى للمعلومة والمعرفة‪ ،‬واالهتمام بالقدرات‬
‫اإلبداعية لألشخاص وتوفير إمكانية حرية التفكير واإلبداع والعدالة فى توزيع العلم‬
‫والمعرفة والخدمات بين الطبقات المختلفة فى المجتمع‪ ،‬كما يعنى نشر الوعى والثقافة فى‬
‫الحياة اليومية للفرد والمؤسسة والمجتمع ككل‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪-5‬البعد السياسى ‪ :‬ويتمثل فى إشراك الجماهير فى اتخاذ القرارات بطريقة رشيدة وعقالنية‬
‫مبنية على استعمال المعلومة‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال ال يحدث إال بتوسيع حرية تداول‬
‫المعلومات وتوفير مناخ سياسى مبنى على الديمقراطية والعدالة والمساواة وإقحام‬
‫الجماهير فى عملية اتخاذ القرارات والمشاركة السياسية الفعالة‬
‫‪-6‬البعد التربوى ‪ :‬ويتمثلفى أن اإلنسان سيصب حهو رأس المال البشرى الذى يبدع ويبتكر‬
‫ويفكر وينتج المعرفة‪ ،‬أى سيصبح محورا ً رئيسا ً وجوهريا ً لحركة هذا المجتمع‬
‫إن مجتمع المعرفة ال يقتصر على إنتاج المعلومة وتداولها‪ ،‬وإنما يحتاج إلى ثقافة تقيم‬
‫وتحترم من ينتج هذه المعلومة ويستثمرها فى المجال الصحيح‪ ،‬مما يتطلب إيجاد محيط‬
‫ثقافى واجتماعى وسياسى يؤمن بالمعرفة ودورها فى الحياة اليومية للمجتمع‬

‫الشكل رقم ‪ 4‬يوضح منظومة المعرفة الرقمية‪:‬‬

‫البيئة التنظيمية لمجتمع المعرفة‬


‫‪-5‬مالمح ومعالم مجتمع المعرفة‬
‫‪-1‬المنفعة المعلوماتية من خالل إنشاء بنية تحتية معلوماتية تقوم على أساس الحواسب اآللية‬
‫العامة المتاحة لكل الناس فى صورة شبكات المعلومات المتعددة‪ ،‬وبنوك المعلومات التى‬
‫ستصبح هى بذاتها رمز المجتمع‬
‫‪-2‬الصناعة القائدة هى صناعة المعلومات التى ستهيمن على البناء الصناعى‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪-3‬تحقيق أعلى درجة متقدمة من مجتمع المعرفة ستتمثل بمرحلة تتسم بإبداع المعرفة‪ ،‬من‬
‫خالل مشاركة جماهيرية فعالة‪ ،‬والهدف النهائى منها هو التكوين الكامل لمجتمع المعرفة‬
‫الكونى‪ ،‬وهو ما يجرى اآلن بخطى سريعة من خالل استخدام شبكة االنترنت عالميا ً‬
‫‪-4‬تكنولوجيا المعلومات قادرة على أن تمحو ما خلفته ثورة التصنيع من مشكالت بيئية‬
‫واقتصادية وأخالقية‪ ،‬وبالتالى تقدم بيئة نظيفة ينعم بها مجتمع المعرفة‬
‫‪-5‬تعدد فئات المستفيدين ‪ :‬يتواجد فى مجتمع المعرفة المعاصر فئات متعددة تتعامل مع‬
‫المعلومات واإلفادة منها فى خططها وبرامجها وبحوثها ودراساتها وأنشطتها المختلفة‬
‫وفقا ً لتخصصاتها ومستوياتها وطبيعة أعمالها‪ ،‬ويقسمون إلى أربع فئات فرعية ‪:‬‬
‫‪-‬منتجو المعلومات (منشئو المعلومات وجامعوها)‬
‫‪-‬مجهزو المعلومات (يستقبلون المعلومات ويستخدمونها)‬
‫‪-‬موزعو المعلومات (ينقلون المعلومات من المنشأ إلى المتلقى)‬
‫‪-‬بيئة المعلومات (تقوم على التكنولوجيا لألنشطة المعلوماتية)‬
‫‪-6‬تتزايد بصفة مطردة كميات المعلومات المنتجة على أوعية ال ورقية‪ ،‬كاألشرطة‪،‬‬
‫واألقراص الممغنطة‪ ،‬واسطوانات الفيديو‪ ،‬واألقراص الضوئية‪ ،‬وغيرها من األشكال‬
‫غير التقليدية‪ ،‬وبالتالى سينعكس ذلك على طبيعة التعليم وشكله‬
‫‪-7‬تنظم أجهزة المعلومات المعاصرة‪ ،‬وتدار عن طريق استخدام التقنيات المتطورة‪ ،‬بدالً من‬
‫‪xlv‬‬
‫المهام اليدوية أو الميكنة التقليدية‪ ،‬والتى تتطلب عمالً متواصال‬
‫‪ : 6‬خصائص مجتمع المعرفة ‪:‬‬
‫يتسم مجتمع المعرفة بالعديد من الخصائص والسمات من أبرزها‪:‬‬
‫‪ ‬تقلص قيود الزمان والمكان ‪ :‬فقد أدت التطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة إلى‬
‫تطورات مذهلة مصاحبة فى شبكة االتصال‪ ،‬وظهور الشبكة الدولية للمعلومات‬
‫(االنترنت)‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى تقلص قيود الزمان والمكان‪ ،‬حيث أتاحت هذه التقنيات‬
‫الفرص أمام اإلنسان للتواجد فى كل مكان وفى كل وقت وفى اللحظة نفسها‬
‫‪ ‬االندماج بين مجاالت المعرفة المختلفة ‪ :‬بمعنى االنتشار الواسع والسريع إلى مجاالت‬
‫المعرفة األخرى‪ ،‬فتتطور بدورها وينشأ عنه ما يطلق عليه "القيمة المعرفية‬
‫المضافة"‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى بروز مساحات معرفية جديدة‪ ،‬وظهور تنظيرات أكثر‬
‫جدة فى مجاالت المعرفة المتداولة‪ ،‬األمر الذى أدى إلى بروز تقنيات إبداعية جديدة‬
‫فى هذه المجاالت المعرفية‬
‫‪- ‬تطوير منهجيات علمية حديثة لحل المشكالت والتعامل مع الظواهر المختلفة ‪ :‬األمر‬
‫الذى مهد إلى تعاظم الحاجة إلى منهجيات وأساليب علمية جديدة تمكن من اإلفادة من‬
‫هذ ا الطوفان المعرفى المتدفق فى التعامل مع الظواهر فى تعقيداتها الجديدة‬
‫وإشكالياتها المتجددة‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪-‬اعتماد معايير جديدة لقياس قوة المجتمعات‪ ،‬وإرساء مفاهيم وقواعد جديدة للتراكم‬ ‫‪‬‬
‫الرأسمالى ‪ :‬فقد أصبح مصدر القوة الحقيقى ألى مجتمع هو ما يمتلكه أبناء هذا‬
‫المجتمع من معارف ومعلومات حديثة ومتجددة وقابلة للتطبيق وللتوظيف‪ ،‬ومع‬
‫اعتماد تلك المعايير الجديدة لقوة المجتمعات بدأت تتصاعد الكتابات حول إرساء‬
‫قواعد جديدة للتراكم الرأسمالى‪ ،‬وإرساء مفاهيم جديدة لرأس المال‪ ،‬مثل ‪ :‬مفهوم‬
‫رأس المال الفكرى‪ ،‬الذى يعترف باألهمية الحاسمة للفكر واإلبداع فى تطور‬
‫المجتمعات وتحقيق تقدمها وريادتها‪ ،‬ومفهوم رأس المااللعقلى الذى يعترف بأن‬
‫القدرات العقلية الخالقة للبشر فى أى مجتمع تمثل معينا ً ال ينضب‪ ،‬ومفهوم رأس‬
‫المال المعرفى الذى يشير إلى مصدر القوة الجديد ألى مجتمع هو "المعرفة فى يد‬
‫الكثرة" وليس "األموال فى يد القلة" وهكذا بات من المؤكد أن الحياة الهامشية فى‬
‫ظل مجتمع المعرفة هى حياة " المحرومين معرفياً"‬
‫ظهور أساليب جديدة للتقسيم الدولى للعمل‪ ،‬تبوأت بموجبه التكنولوجيا مكان‬ ‫‪‬‬
‫األيديولوجيا فى صناعة شكل النظام العالمى الجديد‪ ،‬وتحديد شكل العالقات الدولية‬
‫فى هذا النظام فى المجاالت المختلفة‪ ،‬اقتصادية وسياسية وثقافية وتربوية‬
‫أصبحت المعارف والمعلومات مقوما ً اجتماعيا ً قائما ً بذاته‪ ،‬وعنصراً فاعالً بالغ‬ ‫‪‬‬
‫التأثير فى حياة األفراد والمجتمعات‪ ،‬وأصبح تغيرها يحطم معه أدواراً اجتماعية‬
‫مستقرة‪ ،‬وينشئ أخرى مستحدثة ونتيجة لذلك أصبحت الوظائف والمهن تتغير هى‬
‫األخرى بمعدالت لم تر البشرية لها من قبل مثيالً‪ ،‬حيث باتت تتغير بوتيرة متسارعة‬
‫استجابة لسرعة التغيرات العلمية والتكنولوجية‬
‫التغير الجذرى فى مفهوم العمل ومجاالته وآلياته ومهاراته‪ ،‬مما أسهم فى بروز‬ ‫‪‬‬
‫مجموعات جديدة من األعمال والوظائف المرتبطة بالمعارف والمعلومات‪ ،‬وأصبحت‬
‫التجارة الرابحة هى "تجارة المعرفة"‪ ،‬وبات التجار األكثر حظا ً هم تجار المعلومات‬
‫أسهمت تقنية المعلوماتية فى بلورة ثقافة إلكترونية زادت من عمليات التالقح الثقافى‬ ‫‪‬‬
‫بين المجتمعات‪ ،‬وإتاحة الفرص أمام األفراد لمقارنة "صورة الذات" مع "صورة‬
‫اآلخر" وما يرتبط بذلك من رضا وقناعة أو تمرد وعصيان‪ ،‬ولقد ساعدت تقنية‬
‫المعلوماتية فى انتشار لغة إلكترونية تعتمد على الرمز‪ ،‬مما كان له أثره على طريقة‬
‫التفكير وتحقيق نوع من "التوحد اللغوى" بين أفراد مجتمع المعرفة على اختالف‬
‫مشاربهم الثقافية‬
‫تفجر الكثير من القضايا األخالقية والخالفية ‪ :‬فمما ال شك فيه أن ما شهده مجتمع‬ ‫‪‬‬
‫المعرفة من تطورات علمية مذهلة فى شتى فروع المعرفة بصفة عامة وفى علوم‬
‫الحياة (البيولوجى) بصفة خاصة من شأنه أن يفجر العديد من القضايا األخالقية التى‬
‫يمكن أن تتعارض مع إرث من القيم االجتماعية وأدلتها الدينية التى استقرت فى‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫الوجدان على مدى آالف السنين مثل إمكانية استنساخ البشر وعمليات تخليق قطع‬
‫غيار بشرية باالعتماد على معطيات الخريطة الجينية‪ ،‬ونقل األعضاء من الموتى‪ ،‬بل‬
‫ومن األحياء األصحاء إلى المرضى‪ ،‬إلى غير ذلك من القضايا المشابهة‬

‫ويتميز مجتم ع المعرفة بعدد من الميزات والخصائص منها توافر مستوى عال من‬
‫التعليم‪ ،‬ونمو متزايد في قوة العمل التي تملك المعرفة وتستطيع التعامل معها‪ ،‬وكذلك القدرة‬
‫على اإلنتاج باستخدام الذكاء الصناعي‪ ،‬وتحول مؤسسات المجتمع الخاصة‪ ،‬والحكومية‪،‬‬
‫ومنظمات المجتمع المدني إلى هيئات‪ ،‬ومنظمات (ذكية) مع االحتفاظ بأشكال المعرفة‬
‫المختلفة في بنوك المعلومات وإمكان إعادة صياغتها وتشكيلها وتحويلها إلى خطط تنظيمية‬
‫وذلك فضال عن وجود مراكز للبحوث القادرة على إنتاج المعرفة واالستفادة من الخبرات‬
‫المتراكمة والمساعدة في خلق وتوفير المناخ الثقافي الذي يمكنه فهم مغزى هذه التغيرات‬
‫والتجديدات ويتقبلها ويتجاوب معها‪.‬‬
‫فمجتمع المعرفة يختلف عن مجتمع المعلومات الذي يقوم على استخدام تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال في أنه مجتمع قادر على إنتاج البرمجيات (أشكال المعرفة المختلفة)‪،‬‬
‫وليس فقط استخدام أو حتى إنتاج المعدات الصلبة أو األجهزة التي تستخدم في الحصول على‬
‫المعرفة‪ ،‬وإذا كان العمل في المجتمع الصناعي يعتمد على المعرفة المتاحة‪ ،‬فإن المعرفة في‬
‫مجتمع المعرفة المستقبلي تعتبر هي (العمل) ولذا تحتاج هذه المعرفة إلى مراجعة مستمرة‬
‫كما تحتاج إلى تكنولوجيا المعلومات حتى يمكن تحويلها إلى مشروعات وسلع تقوم عليها‬
‫اقتصاديات المعرفة في المجتمع الجديد‪.‬‬
‫وإذا كانت التجربة والتعليم هما المصدرين األساسين للمعرفة فإن المشكلة التي يتعين‬
‫التصدي لها هي تحديد نوع المعرفة التي سوف يحتاج إليها مجتمع المستقبل‪ ،‬والتي يمكن‬
‫تطبيقها‪ ،‬وتسويقها ألن المعرفة التي ال تباع وال تشترى سوف تعتبر عديمة الجدوى والفائدة‪.‬‬
‫ولقد ساعدت الثورة اإللكترونية على فتح مجاالت عدة ومتنوعة تبشر بإمكان قيام‬
‫مجتمع معرفة إلكترونية وكما هو الشأن في كثير من مجاالت العلم والتكنولوجيا كانت و‪.‬م‪.‬أ‪،‬‬
‫أسبق من دول العالم في وضع المبادئ األولى لتأسيس هذه المعرفة‪ ،‬وبعدما انتهت أوروبا‬
‫إلى ضرورة اللحاق بأمريكا في هذا المجال وبدأت منذ قمة لشبونة‪ ،‬في مارس ‪ 2000‬تدفع‬
‫باقتصادياتها إلى االزدهار والتنافس باالعتماد على المعرفة اإللكترونية‪.‬‬
‫ووضعت لتحقيق هذا الهدف خطة مستقبلية تعرف باسم (خطة العمل ألوروبا‬
‫اإللكترونية لعام ‪ ،)2000‬وترتب على وضع هذه الخطة‪ ،‬وتنفيذها‪ ،‬اتجاه اإلقتصاد األوروبي‬
‫إلى المعرفة اإللكترونية‪ ،‬وازدياد االعتماد على األنترنت‪ ،‬وعلى التكنولوجيا الرقيمة‪،‬‬
‫وتفوقت أوروبا على أمريكا في استخدام بعض هذه الوسائل المعلوماتية‪ ،‬فنجد أوروبا على‬
‫سبيل المثال أن ‪ %68‬من السكان يستخدمون الهاتف المحمول بينما ال تزيد النسبة عن ‪%43‬‬
‫فقط في أمريكا‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وبدأت أوروبا تخطو خطوات واسعة نحو التحول إلى مجتمع جديد يعتمد على‬
‫المعومات التي تنتجها له تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا اإللكترونية‪.‬‬
‫ويقوم بإعداد كوادر جديدة مؤهلة تأهيال خاصا ً لضمان استمرار النظام الجديد‪،‬‬
‫وتطويره تمهيداً للتحول إلى إنتاج المعرفة على نطاق واسع‪.‬‬
‫وقد حدث في النصف القرن الماضي زيادة في القدرة على إنتاج المعرفة على نحو‬
‫منتظم‪ ،‬ومخطط‪ ،‬وهكذا فإن حجم البحث‪ ،‬والتطوير الذي نفذته الشركات‪ ،‬والصناعة‬
‫الخاصة قد إز داد باستمرار‪ .‬وتبقى الجامعات المراكز الرئيسية للبحث األكاديمي‪ ،‬والعلمي‪.‬‬
‫غير أن الصناعة هي التي ترعى وتنفذ معظم البحث التطبيقي‪.‬‬
‫وزاد اتفاق العالم على البحث والتطوير على ‪ 500‬مليار دوالر عام (‪ 1999‬وانفقت‬
‫الشركات الثالثمئة األولى في العالم اكفر من ‪ 203‬مليار دوالر على البحث والتطوير فيها‪،‬‬
‫وإزداد إنفاقها ‪ %33‬عام ‪ 1999‬بالمقارنة مع ما أنفقته عام ‪ ،1996‬وهي تكرس معدل‬
‫‪ %4.9‬من قيمة مبيعاتها للبحث والتطوير‪ ،‬وتكرس بعض الشركات ‪ %35‬من مبيعاتها‬
‫للبحث والتطوير ونخصص شركات تقانة المعلومات والشركات الدوائية للبحث والتطوير‬
‫نسبة أعلى من مبيعاتها (تتراوح بين ‪ %10‬و‪.)%50‬‬
‫لقد أصبح إنتاج المعرفة العلمية حاليا ً جزءاً من عملية أكبر حجماً‪ .‬يكون فيها‬
‫االكتشاف‪ ،‬والتطبيق واالستخدام في حالة من التكامل الوثيق من خالل التوسع في السوق من‬
‫أجل المعرفة والقدرة على تسويق العلم وليست التكنولوجيا‪ .‬وتكمن القوى الدافعة وراء‬
‫العرض والطلب المتزايد على المعرفة الصالحة للتسويق في تقوية المنافسة الدولية في مجال‬
‫األعمال المالية التجارية وفي الصناعة وينعكس هذا في انتقال راديكالي في طريقة إنتاج‬
‫المعرفة العلمية من الطريقة التقليدية إلى الطريقة المعاصرة حيث تصبح هذه األخيرة هي‬
‫السائدة والمسيطرة التي من خصائصها أنها صيفت بشكل جذاب‪.‬‬
‫واالفتراض األساسي إلنتاج المعرفة الجديدة هو علم الطريق إلى السوق‪ ،‬والمعرفة‬
‫في حد ذاتها تصبح س لعة يتم االتجار فيها‪ ،‬ويتم توجيه البحوث وفق أهداف اجتماعية تقنية‪،‬‬
‫‪xlvi‬‬
‫في بيئة متسمة بالطابع التطبيقي‪.‬‬

‫ويمكن إجمال سمات مجتمع المعرفة فيما يلى ‪ :‬االتصالية العالية – المشاركة الفعالة‬
‫فى إغناء المحتوى الرقمى – نشر المعرفة – دعم التطوير والبحث العلمى – إتاحة التعليم‬
‫المتطور والنفاذ إلى الثقافة والمعرفة والتقنيات الحديثة لجميع أفراد المجتمع – النمو‬
‫االقتصادى المعتمد على التكنولوجيا المتطورة وهو ما يدعى باقتصاد المعرفة‬
‫‪ : 7‬مؤشرات مجتمع المعرفة ‪:‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫ثمة مؤشرات عدة يمكن االعتماد عليها فى تحديد وصف مجتمع المعرفة وفيما يلى شرح‬
‫موجز لكل من هذه المؤشرات [‪: ]45‬‬
‫‪-1‬الكثافة االتصالية ‪ :‬ويقاس بعدد الهواتف الثابتة والنقالة لكل مائة فرد‪ ،‬وسعة شبكات‬
‫االتصاالت من حيث معدل تدفق البيانات عبرها‬
‫‪-2‬التقدم التكنولوجى ‪ :‬ويقاس بعدد الكمبيوترات‪ ،‬وعدد مستخدمى االنترنت‪ ،‬وحيازة‬
‫األجهزة اإللكترونية كأجهزة الفاكس والهواتف‪ ،‬وما شابه من قبل األفراد والجماعات‬
‫والمؤسسات‬
‫‪-3‬اإلنجاز التكنولوجى ‪ :‬ويقاس بعدد براءات االختراع‪ ،‬وعدد تراخيص استخدام التكنولوجيا‬
‫‪ ،‬سواء المستوردة أو المصدرة‪ ،‬وحجم صادرات منتجات التكنولوجيا العالية ‪Licenses‬‬
‫والمتوسطة منسوبا ً إلى إجمالى الصادرات‬
‫‪-4‬الجاهزية الشبكية ‪ :‬ويقاس بمستوى البنية التحتية لمجتمع المعرفة فى القطاعات الرئيسة‬
‫الثالثة ‪ :‬الحكومى والخاص واألهلى‪ ،‬ومدى تأهل األفراد واألسواق‪ ،‬ومدى تجاوب البيئة‬
‫التشريعية والتنظيمية مع النقلة النوعية لمجتمع المعرفة‬
‫‪-5‬استخدام وسائل اإلعالم ‪ :‬ويقاس بداللة عدد وسائل اإلعالم الجماهيرى من أجهزة الراديو‬
‫والتليفزيون والصحف والمجالت‪ ،‬وعدد ساعات االستماع والمشاهدة ومعدالت القراءة‬
‫ومعدالت استهالك الورق‪ ،‬عالوة على مدى اعتماد اإلعالم الجماهيرى على المصادر‬
‫المحلية‪ ،‬منسوبا ً إلى المصادر الخارجية كوكاالت األبناء العالمية والبرامج التلفزيونية‬
‫المستوردة‬
‫‪-6‬الذكاء المعلوماتى ‪ :‬وهو من أصعب المؤشرات قياسا ً نظراً إلى حداثة مفهوم الذكاء‬
‫ما بين األفراد والجماعات‪ ،‬ويمكن قياسه ‪Synergetics‬الجمعى وليد التفاعليات‬
‫‪ ،‬وحلقات النقاش ‪Virtual Communities‬بصورة تقريبية بعدد الجماعات الخائلية‬
‫عبر االنترنت‪ ،‬وعناصر الربط بين مواقعها‪ ،‬وكذلك ظواهر التضافر المعرفى األخرى‬
‫من قبيل مشاريع التطوير الجماعية‪ ،‬واألوراق العلمية التى يشترك فيها أكثر من مؤلف‪،‬‬
‫وعدد اللقاءات العلمية ونطاق الموضوعات التى تتناولها‬
‫‪-7‬الرقم القياسى للنفاذ الرقمى ‪ :‬وهو رقم قياسى جديد ويقوم على أساس عدة عوامل تؤثر‬
‫فى قدرة بلد ما على النفاذ إلى تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت وهى البنية التحتية‪،‬‬
‫واالستطاعة المادية والمعرفة والتوعية من حيث سعة نطاق تبادل المعارف والمعلومات‬
‫‪-8‬مدى االنخراط فى حركة العولمة ‪ :‬وهو مؤشر غير مباشر لقياس الفجوة المعرفية‬
‫الرقمية‪ ،‬ويقاس عادة بمدى االندماج فى السوق العالمية الذى يشمل – ضمن ما يشمل –‬
‫مدى تقارب األسعار العالمية من المحلية‪ ،‬ومدى تنافسية العنصر البشرى عالمياً‪ ،‬وحجم‬
‫االستثمارات األجنبية والمبادالت المالية عبر الحدود‪ ،‬وحجم المكالمات الهاتفية الدولية‬
‫الذاهبة والواردة‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫وتجمل مؤشرات مجتمع المعرفةفى مدى االهتمام بالبحث والتنمية واالعتماد على الكمبيوتر‬
‫واالنترنت والقدرة التنافسية فى مجال إنتاج ونشر المعرفة على مستوى العالم‪ ،‬ومع أهمية‬
‫هذه العناصر‪ ،‬فإن العنصر األساسى المميز لهذا المجتمع هو إنتاج المعرفة واعتبارها إحدى‬
‫الركائز األساسية التى يقوم عليها االقتصاد الجديد الذى تحل فيه المعرفة محل العمل ورأس‬
‫المال‬
‫ونلخص في الجدول رقم ‪ 1‬الطرق التقليدية والطرق الجديدة لإلنتاج المعرفي في المجتمع‬
‫الحديث والمجتمع المعاصر‪.‬‬
‫الطريقة الجديدة رقم (‪)2‬‬ ‫الطريقة التقليدية رقم (‪)1‬‬
‫متخطية حدود التنظيم‬ ‫أحادية أو متعددة التنظيم‬
‫بيئة السوق‬ ‫بيئة إدراكية‬
‫غير هرمية ومتغايرة الخواص وأشكال غير‬ ‫هرمية ومتجانسة وأشكال ثابتة للتنظيم‬
‫ثابتة للتنظيم‬
‫تفاعالت نشيطة بين الممتثلين العاملين وغير‬ ‫في الغالب مقصورة على البيئة األكاديمية‬
‫العاملين‬
‫أكثر قابلية للتفسير اجتماعيا ً ومنعكسة على‬ ‫أكثر قابلية للتفسير بالنسبة للمجموعات‬
‫ذاتها‬ ‫المناظرة‬
‫مدى واسع من معايير السيطرة على النوعية‬ ‫السيطرة على النوعية العلمية‬
‫اإلكتشاف والتطبيق ال ينفصالن‬ ‫اإلكتشاف سابق على التطبيق‬
‫توزيع اجتماعي على نطاق واسع للمعرفة‬ ‫قيود على توزيع المعرفة‬
‫المجلة الدولية للعلوم االجتماعية‪ .‬عدد ‪ 115‬سنة ‪ 50‬اليونسكو‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫إن أكثر األعمال االقتصادية تتصف بكونها مقصودة ‪ Iententionnel‬وحرة وهي خصائص‬
‫أساسية المعرفة‪ ،‬وتبين اإلمتياز الجوهري إلنتاج المعرفة وبما أن إنتاج المعرفة تقام بطريقة‬
‫حرة أيضا ً البد لها من عملية البحث والتطوير (‪ .)R&D‬لحفظ أعمال االبتكار واإلختراع‬
‫(براءات االختراع) عن طريق مراكز البحث والتطوير‪ ،‬وهذه هي المؤسسات األساسية‬
‫لإلنتاج المعرفة ويتخذ هذا اإلنتاج المعرفي عدة أنواع للبحث‪ ،‬فهناك المعارف التي تتيح‬
‫الفهم المعمق لقوانين الطبيعة‪ ،‬أو المجتمع والمعارف التي تدعم الحل للمشاكل العملية وهذا‬
‫ال يعني وجود حدود بين العلم والتكنولوجيا ولهذا فهناك ترابط بين عمليات البحث القاعدية‬
‫وعمليات البحث التطبيقية‪.‬‬
‫واتبعت الدول المتقدمة منذ الحرب العالمية الثانية سياسات علمية نتجت عنها إبداعات‬
‫تكنولوجية كان أبرزها إنجاز القنبلة الذرية‪ ،‬وسطرت مشاريع علمية خصصت لها الظروف‬
‫المالئمة كإنشاء المراكز النووية والصعود إلى الفضاء‪ ،‬غير أن المنهاج‪ ،‬والطرق التي‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫اعتمدت خالل تلك الفترة‪ ،‬لم تكن كافية لتحقيق التنمية وحل المشاكل المدنية كالقضاء على‬
‫الفقر والتخلف‪.‬‬
‫لدى اختارت بلدان عديدة تمركز سياستها للبحث والتطوير‪ ،‬بوزارة واحدة هي وزارة‬
‫العلم التي تنتمي إليها كل مراكز البحث والتطوير‪ ،‬وأخذت السياسات العلمية‪ ،‬والتكنولوجية‬
‫لهذه البلدان على عاتقها وضع األهداف والسهر على تطبيقها وديناميكيتها‪ ،‬والرفع من‬
‫الرصيد العلمي وتثمين نتائج البحوث وتطبيقها اقتصادياً‪.‬‬
‫لقد ساهمت تطورات تكنولوجيا المعلومات من تقليل ثمن المعلومات‪ ،‬ومنحت‬
‫الفرصة للجميع في الحصول عليها‪ ،‬ومكنت من فهم أحسن لدور المعلومات في تحقيق القوة‬
‫االقتصادية للبلدان وكذا في قدرات هذه األخيرة على التنافس في السوق العالمية‪.‬‬
‫وأدت هذه التكنولوجيا إلى أحداث تغيرات جذرية في النظم االقتصادية لمختلف‬
‫البلدان وغيرت من نمط العالقات الدولية‪ ،‬وحققت نوع من التوازن في السيطرة على البحث‬
‫وعولمته‪ ،‬فبعد أن اقتصر احتكار هذا الميدان على عدد من الدول استطاعت دول أخرى‬
‫اللحاق بها‪ ،‬ومنافستها نذكر منها الهند‪ ،‬تايوان‪ ،‬كوريا الجنوبي‪ ...‬ومن هنا يتبين أن التمركز‬
‫العالمي للموارد العلمية‪ ،‬والتقنين لم تعد تمتلكه الدول األكثر تصنيعا ً فقط‪ ،‬بل حتى دول‬
‫صغيرة‪ ،‬هكذا لم يعد التصنيع حكرا ً على الشمال‪ ،‬بل شهد امتداده على جميع البلدان‪.‬‬

‫المحور السادس‪ :‬واقع تكنولوجيا االعالم و االتصال في المجتمعات العربية ‪:‬‬

‫إن القضية التي تواجه العالم اليوم تتصل بمدى التعامل مع ظاهرة المعلوماتية المعاصرة‪،‬‬
‫والتجاوب معها‪ ،‬والنهوض بتبعات ذلك التعامل إليقاظ المجتمع ككل‪ ،‬لكي يتجاوب مع هذه‬
‫التقنية المتطورة‪ ،‬وتحويلها إلى عناصر يمكن استثمارها في التطور والتقدم‪.‬‬
‫وهناك تأثير متبادل وعكسي بين كل من المعلوماتية‪ ،‬والبحث وباقي أنشطة المجتمع‬
‫المعاصر‪ ،‬فعلى سبيل المثال تعتبر المعلوماتية ضرورة أساسية للبحث العلمي‪ ،‬بدونها يتأثر‬
‫البحث بالسلبية والجمود‪ ،‬وعدم التأثير فالمضمون األساسي للبحث العلمي هو المعلومة‪ ،‬وما‬
‫يتصل بها من أساليب وتقنيات‪ ،‬تسهم في تجميعها‪ ،‬وتحليلها‪ ،‬وتخزينها‪ ،‬ونقلها‪ ،‬واستخدامها‪.‬‬
‫وعلى الصعيد العربي‪ ،‬واإلسالمي عملت بعض المشاريع الهادفة نحو التحكم في‬
‫المعلوماتية وتوصيلها إلى الباحث العربي‪ ،‬واإلسالمي لخدمته‪ ،‬وقد كان لجامعة الدول‬
‫العربي‪ ،‬والمنظمة العربية للتربية والثقافة‪ ،‬والعلوم وبمساندة علمية‪ ،‬وفنية ومالية من منظمة‬
‫(اليونسكو)وبرنامج األمم المتحدة للتنمية "‪ "UNDP‬الريادة في الدعوة إلى إنشاء شبكة‬
‫المعلومات العربية بين الدول العربية‪ ،‬ولكن هذا المشروع لم يكتمل حتى اآلن‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫كما أن المنظمة اإلسالمية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية التابعة إلى منظمة المؤتمر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومقرها الرئيسي مدينة جدة بالسعودية‪ ،‬تبنت أحد المشاريع في إنشاء شبكة لنظام‬
‫معلوم ات علمي وتقني بين البالد اإلسالمية‪ ،‬ولكنها لقيت صعابا مالية من حيث التمويل كما‬
‫أن مشروع القمر الصناعي العربي الذي أطلق حديثا ما زال قاصرا‪ ،‬ويالقي صعابا جمة في‬
‫االستفادة منه‪.‬‬
‫أما على الصعيد القطري‪ ،‬أو الوطني‪ ،‬فهناك محاوالت هادفة على مستوى األقطار‬
‫العربية إلنشاء شبكات‪ ،‬وضم معلومات وطنية لخدمتها‪ ،‬ففي المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫وتحت ريادة المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬أنجزت بعض الجهود نحو التنسيق في‬
‫مجاالت المعلومات وخدمتها وتقنياتها على مستوى المملكة‪ ،‬كما أن المركز يتصل بقواعد‬
‫البيانات الخارجية‪ ،‬ويوفر احتياجات المملكة من معلومات الخارجية‪ ،‬ويسهم في هذا االتجاه‬
‫أيضا المركز الوطني للمعلومات المالية‪ ،‬واالقتصادية التابع لوزارة المالية في توفير‬
‫احتياجات المملكة من المعلومات االقتصادية والمالية النابعة من الخارج عن طريق الوصول‬
‫(‪)xlvii‬‬
‫المباشر بشبكات وقواعد وخدمات هذه المعلومات‪.‬‬
‫أما على المستوى الوطني لجمهورية مصر فيوجد عدد من المشروعات اتجاه االستفادة‬
‫من المعلومات لخدمة البحث العلمي‪ ،‬واإلدارة والتعليم‪.‬‬
‫ففي مجال البحث العلمين وبمعاونة "وكالة المعونة األمريكية للتنمية" "‪"USAID‬‬
‫أنشئت شبكة للمعلومات العلمية والتكنولوجية ‪ ESTINET‬للحصول على المعلومات من‬
‫قواعد البيانات وشبكتها في الواليات المتحدة األمريكية بالقطاعات السبعة التي تضمها هذه‬
‫الشبكة‪ ،‬وهي قطاع الزراعة‪ ،‬وقطاع الصحة من خالل مركز التعليم الطبي‪ ،‬ومستشفى‬
‫جامعة عين شمس التخصصي‪ ،‬وقطاع الصناعة من خالل مركز تنمية التصميمات الهندسية‬
‫والصناعية‪.‬‬
‫وقطاع الطاقة من خالل جهاز تخطيط الطاقة‪ ،‬وقاع التعمير من خالل مركز البحوث‬
‫والدراسات بوزارة اإلسكان‪ ،‬وقطاع العلم والتكنولوجيا من خالل المركز القومي لإلعالم‪،‬‬
‫والتوثيق‪ ،‬وقطاع البحوث االجتماعية والجنائية من خالل المركز القومي للبحوث‬
‫االجتما عية‪ ،‬والجنائية‪ ،‬باإلضافة إلى هذه القطاعات يوجد فرعان للشبكة بمعهد الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬والبحوث بجامعة اإلسكندرية وجامعة قناة السويس باإلسماعيلية‪ ،‬إال أن البحث في هذه‬
‫الشبكة‪ ،‬وتوصيل المعلومات ال يزال يتم بطريقة بطيئة بسبب عدم بناء قواعد المعلومات‬
‫المحلية‪ ،‬كما أن مدى ارتباط هذه الشبكة بما هو متوفر بالفعل في البيئة المصرية يعتبر‬
‫(‪)xlviii‬‬
‫منفصال إلى حد كبير‪.‬‬
‫‪ -2‬المشكالت التي تحد من تطور ونمو الشبكة العربية للمعلومات ‪:‬‬
‫‪ -1‬قصور السياسة الوطنية والعربية للمعلومات‪:‬‬
‫بحيث يعتبر التنظيم الوطني للمعلومات‪ ،‬بما يشمله هذا التنظيم من وضع السياسة‬
‫القومية للمعلومات ركيزة أساسية لوجود شبكة عربية للمعلومات وإذا كانت هناك في الوقت‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫الحاضر‪ ،‬بعض األنشطة المعلوماتية البارزة في عدد من الدول العربية‪ ،‬كنظام معلومات‬
‫للعلوم والتكنولوجيا بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بمصر‪ ،‬أو نظام معلومات علمي‬
‫وتقني مرتبط بهيئات التخطيط بأعلى مستويات الدولة في المغرب‪ ،‬أو استخدام قواعد‬
‫المعلومات األجنبية على أقراص الليزر أو على الخط المباشر بجامعة قطر‪ ،‬فمعظم هذه‬
‫األنشطة ال تتم داخل إطار سياسة وطنية للمعلومات تعمل على تحقيق أهداف وطنية أو‬
‫قومية واضحة‪ ،‬كما أنها ال تتم لخدمة أولويات واحتياجات التنمية المتوازنة بين القطاعات‬
‫االقتصادية داخل الدولة أو بين الدول في إطار الوطن العربي‪.‬‬
‫‪ -2‬الفجوة بين التخطيط والتطبيق‪:‬‬
‫هناك عامالن يتعلقان بالزمن الذي يستغرقه تطبيق الشبكة‪ ،‬أولها الفجوة الزمنية بين‬
‫استيعاب مفهوم الشبكة وأهميتها‪ ،‬وبين أول نشاط إجرائي يتم على أساس منتظم‪ ،‬أما العامل‬
‫الثاني فهو يتمثل في الفجوة الزمنية أيضا بين بداية الشبكة وبين اكتمالها‪.‬‬
‫والشبكة العربية للمعلومات مازالت في مرحلة االستيعاب والتخطيط‪ ،‬وهاته المرحلة‬
‫مرت ذاتها بثالث مراحل أولها قامت به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إدارة‬
‫التوثيق والمعلومات) في منتصف السبعينات حين نشرت دراسات عن توفير المعلومات‬
‫بأجهزة التوثيق بالوطن العربي‪.‬‬
‫والمرحلة الثانية تمثلت في استيعاب مفهوم الشبكة‪ ،‬وتمت في منتصف الثمانينات‪،‬‬
‫وجاءت بمبادرة من األمانة العامة للجامعة العربية بإنشائها لمركز التوثيق والمعلومات‬
‫والمرحلة الثالثة نشهدها في منتصف التسعينات على يد إدارة التوثيق‪ ،‬والمعلومات بالمنظمة‬
‫العربية للتربية‪ ،‬والثقافة والعلوم بتنظيمها لندوة إستراتيجية التوثيق‪ ،‬والمعلومات في الوطن‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ -3‬ضعف الصناعة العربية للمعلومات و االتصاالت‪:‬‬
‫ليس هناك مشروعات اقتصادية عربية عمالقة مشتركة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة‬
‫للتكتالت االقتصادية المعاصرة في العالم‪ ،‬التي تتطلب خدمات معلومات على مستوى عالي‬
‫من الكفاءة‪ ،‬ويصبح األمر أكثر خطورة عند الحديث عن الصناعات المعلوماتية التي تشكل‬
‫اقتصاد المعلومات في النظام االقتصادي العالمي‪ ،‬ذلك ألن معظم الدول العربية تعتمد في هذا‬
‫المجال الحيوي على الدول األجنبية‪ ،‬في استيراد تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬واالتصاالت ويتم‬
‫ذلك دون االختيار السليم للتكنولوجيا المالئمة ودون تطويعها الحتياجات وأهداف األقطار‬
‫العربية‪ ،‬وذلك يؤدي إلى تبعية دائمة لمصدر التكنولوجيا الذي وقع عليه االختيار‪.‬‬
‫‪ -4‬تناقص الدعم المالي لمشروعات البنية األساسية المعلوماتية القطرية والعربية‪:‬‬
‫وهذه هي المشكلة األساسية التي تتبع منها معظم المشكالت األخرى‪ ،‬ومع زيادة‬
‫تكاليف منتجات وخدمات المعلومات (الدوريات العلمية‪ ،‬الكتب‪ ،‬خدمات البحث اآللي‪،‬‬
‫والحصول على المعلومات ‪ )...‬لجأت معظم المكتبات الجامعية‪ ،‬والبحثية العربية إلى تقليص‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫ميزانياتها وإلغاء الكثير من اشتراكاتها في الدوريات العالمية‪ ،‬ومعلوم أن الهدف األساسي‬


‫الذي يوضح ألي شبكة معلومات وطنية‪ ،‬أو إقليمية هو المشاركة في المصادر والخدمات‪.‬‬
‫هذا إضافة إلى عدة صعوبات تتعلق بعدم تحقيق االستخدام الفعال لخدمات وقواعد‬
‫البيانات وكذا عدم تهيئة البنية الداعمة لتطبيق سياسة وطنية للمعلومات‪ ،‬وصعوبات تتعلق‬
‫بأزمة اللغة العربية‪ ،‬والحاجز اللغوي مع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫وبالنسبة للقدرات االتصالية المعلوماتية للدول العربية فتحتل هذه الدول ‪ %8.1‬من‬
‫مساحة العالم االتصالية (المرتبة السادسة) عام ‪ ،1987‬بينما احتلت أوروبا المرتبة األولى‬
‫بنسبة ‪ %25.9‬وأمريكا الشمالية المرتبة الثانية بنسبة ‪ %21.1‬وأمريكا الجنوبية لمرتبة‬
‫الرابعة بنسبة ‪ %14.9‬واألوقيانوس المرتبة الخامسة ‪ %8.6‬وآسيا المرتبة الثالثة‬
‫(‪)xlix‬‬
‫‪.%18.9‬‬
‫أما فيما يخص ويتصل بخلق وإنتاج التكنولوجيا المتقدمة في مجال المعلوماتية‪ ،‬فإن‬
‫الجهود التي تبذل في هذا اإلطار على الصعيد العربي تعتبر محدودة إلى حد كبير‪ ،‬وفي إطار‬
‫أجهزة الكمبيوتر فهناك بعض الدراسات‪ ،‬والمشروعات المبدئية نحو جميع األجهزة‪،‬‬
‫وخاصة الميكروكمبيوتر‪ ،‬أو تصنيع بعض النماذج التي تتفاعل مع اللغة العربية‪ ،‬أما فيما‬
‫يتصل بتطوير البرامج أو البرمجيات‪ ،‬ومنها قواعد البيانات‪ ،‬ونظم المعلومات اإلدارية‬
‫(‪)l‬‬
‫المتكاملة فإنها تعتبر نادرة وفي حكم المعدومة حتى اآلن‪.‬‬
‫إن اإلنتاج الدولي من صناعة المعلومات‪ ،‬أو صناعة المعرفة في السوق الدولي يقدر‬
‫حاليا بأكثر من ‪ 200‬بليون دوالر سنويا‪ ،‬ويمثل ذلك حوالي ‪ %40‬من إجمالي القيمة‬
‫الصناعية‪ ،‬أو الناتج الصناعي القومي‪ ،‬وهذا الواقع الملموس يمثل الفجوة التي تزيد اتساعا‬
‫بين الشمال المتسم بالصناعة والمعلوماتية والجنوب ودول العالم الثالث التي لم تأخذ بعد‬
‫بثورة المعلوماتية المعاصرة‪ ،‬بل إن حصة الدول اإلفريقية كلها في سوق المعلوماتية‪ ،‬يمثل‬
‫جزءا هامشيا في مجال المعلوماتية والبحث العلمي اتجاه تطوير أساليب ونظم المعلوماتية‬
‫يمثل أقل من ‪ %0.5‬من الناتج القومي لدول إفريقيا وبينما ما تخصصه الدول المتقدمة لذلك‬
‫يقرب من ‪ %5‬من ناتجها القومي‪.‬‬
‫هذه الحقيقة تدعو الدول النامية ومن بينها الدول العربية أن تراجع أولويتها المتعلقة‬
‫(‪)li‬‬
‫بمجال المعلوماتية‪ ،‬وتطويرها لخدمة جهود التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪-3‬مظاهر هذا التخلف المعلوماتي في المجتمعات العربية‬
‫‪-1‬غياب الروح العلمية‪ :‬والذي ينعكس في مظاهر اجتماعية كانعدام الثقة في البحث‬
‫العلمي وجدوى الحلول العلمية‪ ،‬وعدم تقدير العلميين وانقطاع معظم المتعلمين عن تحصيل‬
‫العلم‪ ،‬ومن الشواهد الثانوية‪ ،‬بدائية الحوار‪ ،‬وعدم احترام حدود التخصص العلمي‪ ،‬والمهني‪،‬‬
‫وتفشي االنتهازية العلمية خاصة في حقل المعلومات الذي يمثل مجاال خصبا لها‪.‬‬
‫‪ -1‬قتل الروح االنتهازية لدى النشئ وتكسير صمم المبتكرين والمبدعين وسيطرة‬
‫متوسطي األداء وإنصاف الموهوبين على المراكز الحساسة‪.‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ -2‬قصور خدمات المعلومات‪ ،‬وضمور الطلب على المتاح منها من قبل الطالب‪،‬‬
‫والباحثين‪ ،‬وعدم استغالل المعلومات المتوافرة في عملية اتخاذ القرارات التي‬
‫يسودها الحدس والعفوية‪.‬‬
‫‪ -3‬تضخم البيروقراطية‪ ،‬وبرودة تجاوبها مع المشاكل االجتماعية‪ ،‬وتقديس اإلجراءات‬
‫على حساب األهداف‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام الواجهات العلمية‪ ،‬والثقافة إلضفاء المشروعية على الممارسات‪ ،‬والهياكل‬
‫االجتماعية وتفشي ظاهرة النفاق االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم وجود صناعة عربية للبرمجيات وعدم االهتمام بالتشريعات الخاصة بحماية‬
‫الملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -6‬ضعف البنى األساسية لنظم المعلومات المتمثل في غياب السياسات الوطنية‪،‬‬
‫وضعف التكامل العربي‪ ،‬وعدم تجاوب نظم التعليم الرسمي مع مطالب إعداد‬
‫األجيال القادمة‪.‬‬
‫‪ -7‬ضعف النشر عموما‪ ،‬والنشر العلمي خاصة‪ ،‬وبطئ حركة الترجمة‪ ،‬وانخفاض‬
‫معدالت إصدار الكتب‪ ،‬والمجالت العلمية والمهنية‪.‬‬
‫‪ -8‬تحول كثير من علمائنا للعلم إلى رواة عنه وعن إنجازاته في مجال الكومبيوتر‬
‫والمعلومات التي تسير لدى الكثير من نزعة القص أو الحكى‪.‬‬
‫‪ -9‬االعتماد على الخبرة األجنبية في كثير من مشاريع نظم المعلومات العربية سواء في‬
‫(‪)lii‬‬
‫التصميم أو التصوير أو التشغيل‪.‬‬
‫‪-4‬معوقات البنى التحتية لتكنولوجيات االتصاالت‪:‬‬
‫وقد تبين ضعف وهشاشة البنية التحتية االتصالية في الدول العربية بوجه عام‪ ،‬مع‬
‫بعض االستثناءات الجيدة في اإلمارات‪ ،‬والبحرين‪ ،‬وقطر‪ ،‬وعمان‪ ،‬وهناك دول في سبيلها‬
‫إلى االنتهاء من تحديث وتحسين بنيتها التحتية االتصالية مثل األردن‪ ،‬والسعودية ومصر‪.‬‬
‫ويعرف المكتب األمريكي لتقسيم التكنولوجيا "أن البنية التحتية لالتصاالت هي‬
‫التركيبة التي تشمل التسهيالت التكنولوجية‪ ،‬واإلجراءات الدستورية التي تساند االتصاالت‬
‫من خالل استخدام اإلذاعة واألفالم وتسجيالت الفيديو ‪ ...‬والكوابل‪ ،‬والبريد ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫والمشكلة أن البنية التحتية لالتصاالت في البلدان العربية أعمق من مجرد التحديث‪ ،‬إذ‬
‫أن سعة االتصال مثال باألنترنت المتوفرة حاليا في أحسن األحوال كما في حالة مصر‪،‬‬
‫واإلمارات العربية ‪ 128‬كيلوبايت ‪ ،kb‬لكن المتاح عالميا سرعة اتصال تبلغ ‪ 1.54‬ميجابيت‬
‫‪ ،mb‬و ‪ mb54‬مع مالحظة أن الميجابيت الواحد يساوي ‪ ،kb1000‬وبذلك يتضح التفاوت‬
‫الشديد في البنية التحتية االتصالية في الدول العربية‪ ،‬والدول المتقدمة‪.‬‬
‫عالوة على االنخفاض الشديد ألعداد المستخدمين العرب لالنترنت فاإلحصائيات تشير‬
‫إلى أن ‪ 151‬مليون مستخدم انترنيت في العالم‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ %51‬مقارنة بعام ‪،1997‬‬
‫و‪ 800‬ألف مستخدم في الدول العربية‪ ،‬وصل عددهم إلى حوالي ‪ 2‬مليون و‪ 400‬ألف‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫مستخدم مع منتصف عام ‪ ،2000‬مع الفرق في الحجم الساعي بين مستخدمي الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬ومستخدمي اإلنترنت في الدول العربية‪ ،‬لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫انخفاض تكلفة االتصال في الدول المتقدمة‪ ،‬بالمقارنة مع الدول العربية‪ ،‬وضعف البنية‬
‫التحتية االتصالية‪ ،‬وعدم انتشار الكمبيوتر في قطاع التعليم وانتشار األمة الهجائية بالكمبيوتر‬
‫وانخفاض نسبة الوعي بأهمية اإلنترنت التعليمية‪ ،‬والثقافية والعلمية واالقتصادية والسياحية‬
‫وندرة المواقع العربية‪.‬‬
‫وإضافة إلى هذه المعايير التي توضح التخلف المعلوماتي في المجموعات العربية‪،‬‬
‫نضيف إليها مميزات‪ ،‬وواقع البحث في المجتمعات العربية التي نلخصه في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ضعف التمويل‪ :‬إذ ال يحضى لهذا الميدان إال القليل ال يتعدى نسبة ‪.%0.3‬‬
‫‪ -2‬قلة األجهزة داخل مراكز‪ ،‬ومؤسسات البحث‪.‬‬
‫‪ -3‬قلة المعلومات وانعدام أو نقص في نظم المعلومات داخل مؤسسات البحث‪ ،‬مما يدفع‬
‫بالباحث إلى االعتماد على نفسه في الوصول إلى المعلومة‪ ،‬وهذا ما يزيد من أعباءه‪،‬‬
‫وكثيرا ما يجعله في اتصال أكبر مع ما يحدث بالخارج‪ ،‬ويتركه يهتم أكثر بمشاكل ال‬
‫تهم مجتمعه‪.‬‬
‫‪ -4‬الباحث يعاني من نقص حرية اإلعالم‪ ،‬وإمكانيات الوصول إلى المعلومات‪،‬‬
‫وبيروقراطية التسيير‪ ،‬بالرغم من أن الوسائل الحديثة للمعلومات قد تمكنت نوعا ما‬
‫من تكسير هذه الحواجز في هذه البلدان‪.‬‬
‫‪ -5‬صعوبة نشر البحوث وقلة عددها‪.‬‬
‫‪ -6‬ضعف العالقة بين البحوث‪ ،‬وقطاعات التنمية لغياب إستراتيجية واضحة مما ال‬
‫يسمح بانتقال المنتجات المبدعة لالستغالل الصناعي‪ ،‬أو تكون هذه المنتجات غير‬
‫موافقة تماما للواقع االجتماعي لهذه البلدان‪.‬‬
‫‪ -7‬غياب إستراتيجيات عمل وسياسات محددة للبحوث بخطط ممولة إلى جانب تجاهل‬
‫أهمية التعاون‪ ،‬وتبادل الخبرات بين الباحثين مما يتسبب في تشتت الجهود‪ ،‬وإهدار‬
‫(‪)liii‬‬
‫الطاقات‪ ،‬واألموال وضعف في اإلنتاجية اإلبداعية‪.‬‬
‫والبحث العلمي سواء كان بحثا‪ ،‬أو تطبيقا‪ ،‬ما هو إال تفاعل مع المعلومات وبلورة لها‪،‬‬
‫من حيث التجمع‪ ،‬والتحليل واالستقراء والنشر‪ ،‬فيستمد من حصيلة المعلومات المتاحة‬
‫للباحث‪ ،‬ويضيف إليها إنتاجها‪ ،‬المتمثل في تقارير البحوث‪ ،‬والدراسات وخالفه‪ ،‬ومن هنا‬
‫يمكن النظر إلى البحث العلمي‪ ،‬سواء كان على مستوى الباحث‪ ،‬أو فريق البحث‪ ،‬أو منظمة‬
‫األبحاث‪ ،‬بأنه يمثل إدارة واعية رشيدة للمعلومات‪.‬‬
‫ويوضح الجدول رقم ‪ 2‬إسهام الدول العشرين األوائل في اإلنتاج الفكري العلمي‬
‫(‪)1994-1990‬‬
‫‪Country‬‬ ‫‪N° of papers %Of‬‬ ‫‪world‬‬
‫‪contributions‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪1- U.S.A‬‬ ‫‪999.835‬‬ ‫‪31.53‬‬


‫‪2- U.K‬‬ ‫‪240.882‬‬ ‫‪7.36‬‬
‫‪3- Japan‬‬ ‫‪199.565‬‬ ‫‪6.32‬‬
‫‪4- Germany‬‬ ‫‪169.859‬‬ ‫‪5.38‬‬
‫‪5- France‬‬ ‫‪136.779‬‬ ‫‪4.33‬‬
‫‪6- Canada‬‬ ‫‪118.572‬‬ ‫‪3.75‬‬
‫‪7- Russia‬‬ ‫‪118.114‬‬ ‫‪3,74‬‬
‫‪8- Italy‬‬ ‫‪81.869‬‬ ‫‪2.59‬‬
‫‪9- Netherlands‬‬ ‫‪58.058‬‬ ‫‪1.84‬‬
‫‪10- Australia‬‬ ‫‪55.973‬‬ ‫‪1.77‬‬
‫‪11- India‬‬ ‫‪52.376‬‬ ‫‪1.66‬‬
‫‪12- Spain‬‬ ‫‪46.790‬‬ ‫‪1.48‬‬
‫‪13- Sweden‬‬ ‫‪44.228‬‬ ‫‪1.40‬‬
‫‪14- Swizerland‬‬ ‫‪39.618‬‬ ‫‪1.25‬‬
‫‪Muslim countries‬‬ ‫‪36.908‬‬ ‫‪1.17‬‬
‫‪15- China‬‬ ‫‪29.955‬‬ ‫‪0.94‬‬
‫‪16- Israel‬‬ ‫‪28.109‬‬ ‫‪0.89‬‬
‫‪17- Belgium‬‬ ‫‪25.873‬‬ ‫‪0.82‬‬
‫‪18- Denmark‬‬ ‫‪23.150‬‬ ‫‪0.73‬‬
‫‪19- Poland‬‬ ‫‪21.426‬‬ ‫‪0.68‬‬
‫‪20- Finaland‬‬ ‫‪18.018‬‬ ‫‪0.57‬‬
‫‪21-arab countries‬‬ ‫‪17.432‬‬ ‫‪0.55‬‬
‫المصدر‪ :‬جالل الغندور‪ ،‬أحمد بدر‪ ،‬ناريمان إسماعيل متولي‪ ،‬السياسة المعلوماتية‬
‫وإستراتيجية التنمية‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫مازالت البلدان العربية تسجل تأخرا في المشهد الثقافي العالمي الجديد على رغم‬
‫المجهودات المبذولة على المستويات االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ولعل مؤشر ارتفاع‬
‫نسبة األمية ذو داللة خاصة هنا‪ ،‬إذ هي تقع بين ‪ %13‬و ‪ %56‬من إجمالي سكان المنطقة‬
‫العربية وإذا ما نظرنا إلى موقع الوطن العربي في "السوق العالمية للثقافة" فإننا نالحظ أن‬
‫بونا شاسعا مازال يفصلنا عن غيرنا من التجمعات اإلقليمية األخرى‪.‬‬
‫_جدول رقم ‪ 3‬يوضح موقع الوطن العربي في مجال الصناعة السينمائية‪( :‬مقارنة بين‬
‫الدول العربية وبلدان أخرى في مجال السينما)‪.‬‬
‫المداخيل‬ ‫اإلرتياد‬ ‫السنــــة عدد قاعات عـــدد‬ ‫البلـــد‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫بالمليون دوالر‬ ‫السنوي‬ ‫الكراسي‬ ‫السينما‬


‫بالمليون‬
‫‪37‬‬ ‫‪9,12‬‬ ‫‪160000‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫مصر‬
‫‪103‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪1310000‬‬ ‫‪185‬‬ ‫المغرب ‪1995‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪238000‬‬ ‫‪55‬‬ ‫سوريا ‪1993‬‬
‫‪392135‬‬ ‫‪15‬‬ ‫_‬ ‫‪320‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫تركيا‬
‫‪888‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪7740000‬‬ ‫‪1495‬‬ ‫المكسيك ‪1995‬‬
‫‪4523‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪9192000‬‬ ‫‪4365‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪905‬‬ ‫‪15,2‬‬ ‫_‬ ‫‪1176‬‬ ‫السويد ‪1995‬‬
‫‪5250‬‬ ‫‪1210‬‬ ‫_‬ ‫‪26586‬‬ ‫و‪ .‬م‪ .‬أ ‪1994‬‬

‫‪-‬جدول رقم ‪ 4‬يوضح استيراد األفالم في بعض الدول العربية واألوروبية‪:‬‬


‫من و‪.‬م‪.‬أ نسبة مؤوية‬ ‫عدد األفالم‬ ‫السنـــة‬ ‫البلـــد‬
‫‪%70 ,9‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫مصر‬
‫‪%47 ,1‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫المغرب‬
‫‪%65 ,7‬‬ ‫‪271‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫األردن‬
‫‪%83‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫لبنان‬
‫‪%42 ,8‬‬ ‫‪477‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪%57‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪%64‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫إيطاليا‬
‫و يصنف التقرير العالمي للتنمية البشرية العالم إلى ثالث مجموعات في مجال التقدم‬
‫التكنولوجي المجموعة األولى التي تتحكم بشكل مطلق في هذا المجال تسمى بـ "مجموعة‬
‫القادة" وتصدرها و‪.‬م‪.‬أ التي يبلغ حجم صادراتها في المواد ذات المحتوى التكنولوجي‬
‫المرتفع ‪ 206‬مليار دوالر تليها اليابان بـ ‪ 126‬مليار دوالر‪ ،‬أما المجموعة الثانية فتضم‬
‫البلدان القادرة على القيادة وتضم ‪ 19‬بلدا من أوروبا وأمريكا الالتينية‪ ،‬والمجموعة الثالثة‬
‫هي مجموعة المستعملين الدينامكيين وتضم أربع دول عربية فقط هي تونس وسوريا ومصر‬
‫والجزائر‪ ،‬وتشمل المجموعة األخيرة البلدان التي تقع في الهامش وأغلبها دول إفريقية‪،‬‬
‫ومازال الكثير ينتظر البلدان العربية في مجال تكنولوجيا االتصاالت فهي تقع في آخر ترتيب‬
‫الدول المستعملة لألنترنات كما يوضح الجدول التالي رقم(‪:)5‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫(نسبة‬ ‫(نسبة ‪2000‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫المنطقــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬


‫مؤوية)‬ ‫مؤوية)‬
‫‪%54 ,3‬‬ ‫‪%26 ,3‬‬ ‫و ‪ .‬م‪ .‬أ‬
‫‪%28 ,2‬‬ ‫بلدان (‪ )OCDE‬ذات الدخل المرتفع خارج ‪%6 ,9‬‬
‫‪%3 ,2‬‬ ‫‪%0 ,8‬‬ ‫و‪.‬م‪.‬أ‬
‫‪%2 ,3‬‬ ‫‪%0 ,5‬‬ ‫أمريكا الالتينية ومنطقة الكاريبي‬
‫‪%3 ,9‬‬ ‫‪%0 ,8‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادي‬
‫‪%0 ,6‬‬ ‫مجموعة البلدان المستقلة (أوروبا الشرقية) ‪%0 ,2‬‬
‫‪%0 ,4‬‬ ‫‪%0 ,1‬‬ ‫البلدان العربية‬
‫‪%0 ,4‬‬ ‫‪%0 ,04‬‬ ‫إفريقيا وجنوب الصحراء‬
‫‪%6 ,7‬‬ ‫‪%2 ,4‬‬ ‫آسيا الجنوبية‬
‫العالم‬
‫المصدر‪Rapport mondial sur le développement humain 2001, paris :‬‬
‫‪programme des nation unies pour le développement 2001‬‬
‫الجدول ‪ 06‬يوضح عدد مستخدمي األنترنت حسب الجهات (تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪)2000‬‬
‫السكان‬ ‫االرتباط نسبة ولوج االنترنت عدد‬ ‫تاريخ‬ ‫البلد‬
‫(بالماليين)‬ ‫(بالنسبة المؤوية)‬ ‫باالنترنت‬
‫‪32.82‬‬ ‫‪% 1.52‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪23.34‬‬ ‫‪% 6.00‬‬ ‫العربية السعودية ‪1999‬‬
‫‪0.69‬‬ ‫‪% 23.6‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫البحرين‬
‫‪74.72‬‬ ‫‪% 0.80‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫مصر‬
‫‪3.34‬‬ ‫‪% 35.00‬‬ ‫اإلمارات المتحدة ‪1993‬‬
‫‪27.14‬‬ ‫‪% 0.05‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫العراق‬
‫‪5.70‬‬ ‫‪% 5.00‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫األردن‬
‫‪2.18‬‬ ‫‪% 11.00‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫الكويت‬
‫‪4.43‬‬ ‫‪% 9.00‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫لبنان‬
‫‪5.50‬‬ ‫‪% 0.36‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪31.69‬‬ ‫‪% 1.58‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫المغرب‬
‫‪2.91‬‬ ‫‪% 0.34‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪3.23‬‬ ‫‪% 5.00‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫عمان‬
‫‪3.40‬‬ ‫‪% 3.00‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫فلسطين‬
‫‪0.65‬‬ ‫‪% 9.18‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫قطر‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪38.11‬‬ ‫‪% 0.22‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫السودان‬


‫‪19.23‬‬ ‫‪% 1.00‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫سوريا‬
‫‪9.92‬‬ ‫‪% 5.55‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫تونس‬
‫‪16.68‬‬ ‫‪% 0.59‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫اليمن‬
‫‪314.90‬‬ ‫‪% 1.78‬‬ ‫المجموع‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪i‬عماد عبد الوهاب الصباغ‪ :‬المجلة العربية للمعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42-41‬‬
‫‪ii‬محمد محمد الهادي‪ :‬التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪iii‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪iv‬المجلة العربية للمعلومات‪ :‬قسم المكتبات والوثائق‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة السلطان قابوس‪ ،‬مجلة ‪ ،16‬عدد‪ ،2‬تونس ‪،1995‬‬
‫ص ‪.5‬‬
‫‪ v‬د‪ .‬نبيل علي‪ :‬العرب وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪vi‬نبيل علي‪ :‬الثقافة العربية وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ vii‬د‪ .‬عماد عبد الوهاب الصباع‪ ،‬المجلة العربية للمعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪viii‬المجلة العربية ‪ ،3000‬عدد ‪ ،2001 – 3‬ص ‪.264‬‬
‫‪ ix‬المجلة العربية للمعلومات‪ ،‬العدد ‪ ،2‬تونس ‪ ،1995‬المجلة ‪ ،16‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ )x‬معن النقري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ )xi‬بيل غيتس‪ ،‬ترجمةعبد السالم رضوان ‪ :‬المعلوماتية بعد االنترناث‪،‬سلسلة عالم المعرفة‪،1998،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪)xii‬المرجعنفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ )xiii‬معن النقري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ xiv‬ار‪ .‬جي هارتلي‪ ،‬مايكل كيلي‪ :‬ترجمة عبد الرزاق مصطفى يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪ xv‬أحمد محمد الصالح‪ ،‬االنترنات والمعلومات بين األغنياء والفقراء‪ ،‬دار األمين للنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪xvi‬نبيل علي‪ :‬الثقافة العربية وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ xvii‬عالء عبد السالمي‪ :‬تكنولوجيا المعلومات‪ :‬دار المنهاج للنشر والتوزيع – األردن‪ ،‬ط‪.2000 ،2‬‬
‫(‪)xviii‬محمد محمدالهادي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫(‪)xix‬المرجع نفسه ‪،‬صص ‪. 72 ،70‬‬
‫(‪)xx‬المرجعنفسه‪ ،‬صص ‪.93 ،92‬‬
‫(‪)xxi‬نبيل علي‪ :‬العرب وعصر المعلومات ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬
‫(‪)xxii‬المرجع نفسه‪،‬ص ص ‪.117 ،116‬‬
‫(‪)xxiii‬نبيل علي‪ :‬الثقافة العربية وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫(‪)xxiv‬المرجع نفسه ‪،‬ص ص ‪. 157 ، 156‬‬
‫‪ xxv‬السيد ياسين‪ :‬الثورة الكونية ومجتمع المعلومات‪ ،‬نحو ما بعد الحداثة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪xxvi‬نبيل علي‪ :‬العرب وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪xxvii‬مجلة العربي (الكويتية)‪ .‬عدد ‪ 468‬نوفمبر ‪ ،97‬ص ‪.200‬‬
‫‪ xxviii‬محمد فتحي عبد الهادي‪ :‬المعلومات وتكنولوجيا المعلومات‪ :‬على أعتاب قرن جديد‪ :‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫أفريل ‪ ،2000‬ص ‪.13‬‬
‫‪xxix‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪xxx‬محمد محمد الهادي‪ :‬تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،1989 ،‬ص ‪.24-23‬‬
‫‪ xxxi‬محمد فتحي عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪xxxii‬نبيل علي‪ :‬العرب وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ xxxiii‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪..‬‬
‫‪xxxiv‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.91-90‬‬
‫‪xxxv‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ xxxvi‬معنى النفري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98-97‬‬
‫‪xxxvii‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪xxxviii‬نبيل علي‪ :‬العرب وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71-70‬‬
‫‪xxxix‬نبيل علي‪ :‬الثقافة العربية وعصر المعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪xl‬زكي الميالد‪ :‬المسألة الحضارية‪ :‬كيف نبتكر مستقبلنا في عالم متغير‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫‪ xli‬سليمان إبراهيم العسكري‪ :‬اعاقات مجتمع المعرفة‪ ،‬مجلة العربي الكويتية‪ ،‬عدد ‪ ،541‬ديسمبر ‪ ،2003‬ص ‪.8‬‬
‫‪ xlii‬نبيل رمزي‪ :‬علم اجتماع المعرفة‪ :‬المدخل والمنظورات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص ‪.64‬‬
‫‪xliii‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫مقياس‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬ ‫دروس على الخط موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس إعالم واتصال‬

‫‪ xliv‬أحمد أبو زيد‪ :‬المعرفة‪ ......‬صناعة المستقبل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30-29‬‬
‫‪ xlv‬صالح الدين محمد توفيق و هانى محمد يونس موسى ‪،‬دور التعلم اإللكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى دراسة‬
‫استشرافية"‪ ،‬قسم أصول التربية ‪ -‬كلية التربية – جامعة بنها تم نشر البحث في مجلة كلية التربية بشبين الكوم – جامعة‬
‫المنوفية ‪،‬عدد‪2007، 3‬م ص‪.26-18‬‬

‫‪ : Alikazanigilxlvi‬ترجمة عبد الحميد فهمي الجمال‪ :‬السلطة والعلم‪ :‬أساليب شبيهة بالسوق لتسيير شؤون المجتمع وإنتاج‬
‫المعرفة‪ ،‬المجلة الدولية للعلوم االجتماعية‪ ،‬عدد ‪ ،155‬مارس ‪ ،98‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ )xlvii‬محمد محمد الهادي‪ :‬التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ )xlviii‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ )xlix‬أحمد بدر و آخرون ‪ :‬السياسة المعلوماتية وإستراتيجية التنمية‪ ،‬دار غريب للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص‬
‫ص ‪.190 ،185‬‬
‫(‪ )l‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ )li‬محمد محمد الهادي‪ :‬التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫(‪ )lii‬نبيل علي‪ :‬العرب وعصر العولمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.277،279‬‬
‫(‪ )liii‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬ص ‪21‬‬

You might also like