Professional Documents
Culture Documents
فقدان الأهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخر العهد العثماني الأسباب و النتائج PDF
فقدان الأهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخر العهد العثماني الأسباب و النتائج PDF
ملخص:
تحاول هذه الدراسة إبراز قيمة التجنيد في الجيش
الجزائري أواخر الفترة العثمانية ،مع إبراز األليات
الجديدة التي استعملها الدايات ،وكيف فشلت
سياسة التجنيد أواخر العهد العثماني؟ ملاذا تمكنت فقدان األهمية العسكرية للجيش
قوات االحتالل الفرنس ي من هزيمة الجيش الجزائري الجزائري أواخرالعهد العثماني
بسرعة فائقة ،لم يتوقعها العدو آنذاك. األسباب والنتائج
الكلمات املفتاحية:
الجزائر ،العهد العثماني ،الجيش ،االحتالل ،التجنيد
The loss of the military importance of
Abstract:
the Algerian army at the end of
This study attempts to highlight the value of
the Ottoman era:Causes and results
conscription in the Algerian army at the end of
the Ottoman period. It also highlights the new
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
mechanisms used by Deys, and how the
conscription policy failed in late Ottoman جامعة سيدي بلعباس
Algeria. Why were the French occupation
hanifi-andalous@yahoo.fr
forces able to defeat the Algerian army very
quickly? which the enemy did not expect at the
time.
Keywords:
Algeria, the Ottoman era, the army, the
occupation, the conscription
88
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
مقدمة
إن تراجع هيبة األتراك العثمانيين قد تزامن مع انتهاء الوجود اإلسباني وعودة وهران نهائيا إلى إيالة الجزائر بعد
أن ضربها زلزال عنيف أتى على معظم مبانيها سنة 1792م .وزاد الوضع تعقيدا أن فرنسا الدولة املرشحة الستالم إرث
إسبانيا ألسباب دينية (وحدة املذهب الكاثوليكي) وعائلية (حكام آل بوربون لكال البلدين) ،كانت تربط فرنسا بالجزائر
مصالح تجارية هامة 1و في بداية القرن التاسع عشر ومع انتهاء الحروب النابولونية واتفاق الدول األوروبية في مؤتمر
فينا 1815م على محاربة القرصنة ،كانت األقلية التركية تعيش فيها بينما ،توجه أنظارها للداخل لتنظم فيه وجودا
ّ
تشتد وطأتها على األهالي سنة بعد أخرى .أما سياسة التقارب مع مشايخ عسكريا يضمن لها مواصلة الجباية التي كانت
الزوايا وكسب كنف العلماء بتشييد املساجد واإلكثار من التحبيس لفائدة املدارس 2وبسبب هذا العجز عن االندماج
في صلب املجتمع املحلي تشبث أعضاء الديوان بالقرصنة (الجهاد البحري) والتي كانت تتولد عليها نزاعات مع الدول
تكلف الداي مصاريف تفوق بكثير مغانمها القليلة واملوسمية.كثيرا ما أصبح الدايات يجدون أنفسهم بين نارين :تهديد
الدول في الخارج والثورة في الداخل .وهذا الوضع املقلق لم يكن خفيا على األوروبيين لكثرة ما كان لهم من مخبرين
رسميين كالقناصل والتجار وغير الرسميين كالجواسيس والسياح.
لقد اهتمت إيالة الجزائر بمسألة التجنيد في أواخر العهد العثماني ،وبالرغم من هذه السياسة فإن هذا لم
يساهم في عملة بناء جيش نظامي قوي يعتمد عليه في األزمات ،بل ساهمت عملية فتح باب التجنيد على مصراعيه إلى
تكوين فرقة من املرتزقة ّ
همها الوحيد جمع األموال .وأمام تدهور األوضاع املالية للجزائر خالل الفترة املذكورة وانعدام
ضبط املصاريف وتحديد النفقات ،ظهر عجز مالي كبير .ومما يالحظ في هذا السياق أن الدولة اهتمت بالجانب املالي في
تسيير اإلدارة .مع العلم أن املهام املالية كانت أهم ما يطلب من املوظفين عند القيام بوظائفهم .وقد جمدت هذه املهام
نشاط املوظفين في مختلف األسالك وجعلتهم يعيشون في ظل الخوف من إجراءات العزل والتغريم .وبذلك أصبح همها
الوحيد هو التمكن من جمع أكبر كمية من املال في أقصر وقت حسب تعبير كولومب.3
ومن هذه االستنتاجات يتضح أن املؤسسة العسكرية لم تكن بمعزل عن هذه القضايا املالية ،والتي أثرت
بشكل كبير ،جعلت العديد من أفراد الجند بفرون خارج الجزائر ،ونستشف خلفيات هذه األحداث من الفرمان
الصادر عن السلطان محمود الثاني بتاريخ 11ربيع األول 1020هـ/أكتوبر1800م ،إلى حاكم تونس حسين باي يطلب منه
منع الجنود الهاربين من إيالة الجزائر من اإلقامة أو عبور تونس ،ويجب تسليمهم فورا إلى وكيل الجزائر بتونس4
العوامل ساعدت بقسط وافر في تغطية العجز املالي لإليالة بين سنتي 1801و1811م بأرباح بلغت ثمانية ماليين فرنك.5
لم تكن لهذه الوسائل أي مظهر إيجابي ،بل ساهم ذلك في نشوب ثورات عديدة وجدت في الزوايا وسيلة للتعبير عن
كراهيتها للسلطة الحاكمة ،مما انجر عنه تناقص في عدد املجندين الوافدين من املشرق ،والذين عجزت اإليالة عن
توفير مرتباتهم وتسديدها في اآلجال املحددة.
وبفحص الوثائق العثمانية اتضح أن بعض الدايات عجزوا عن تسديد مرتبات الجند .وهذا ما تؤكده رسالة
الداي عمر باشا (1811-1811م) ،إلى السلطان محمود الثاني متحدثا عن ذلك" :إننا ملزمون على دفع أتاوات ما بين
ثالثين وأربعين ألف إنكشاري ،ففي سالف الزمن كنا ندفع أجورهم على دفعة واحدة ،ولكن منذ عشر سنوات لم
تتمكن من مضاعفة أتاواتهم ،كذلك كنا نسدد أجور كل شهرين ،أما اليوم فإن تسديد أتاواتهم يتم مرة واحدة كل
أربعة أشهر بالنسبة للبعض ،وستة أشهر بالنسبة للبعض اآلخر ،وقسم ثالث تسدد أجورهم كل سنة ...يا حضرة
السلطان بالنظر إلى قلة عدد االنكشاريين ،فإننا نطلب منكم أن ترسلوا لنا عدد من الجنود من األقاليم6 "...
وتشير الوثائق العثمانية إلى حاالت كثيرة عن تدهور أوضاع الجند وفشل سياسة التجنيد التي اتبعتها اإليالة،
وهذا ما تبرزه حاالت الغيابات املتكررة ،ونرصد أمثلة ذلك في نصوص نعتبرها املصدر الوحيد ملثل هذه القضايا:
"رسالة من حسين آغا محلة الغرب إلى حسين داي في 0ذي الحجة 1021هـ1801/م ،يخبره عن غياب اثنين وثالثين
جنديا" .7ونص آخر" :رسالة من إسماعيل آغا محلة الشرق إلى حسين داي في 1020هـ1800/م ،يبلغه عن غياب خمسة
وعشرين جنديا من املحلة" .8وتذكر لنا وثيقة أخرى" :رسالة من مصطفى آغا ثوبة مستغانم إلى حسين داي في 00ذي
القعدة 1022هـ1801/م ،يبلغه عن نقص اثنين وأربعين جنديا من جنود النوبة" 9
إن الخوف من انقطاع عمليات التجنيد ،جعلت إيالة الجزائر ،تعمل على تحسين عالقاتها مع الباب العالي
باستمرار ،ذلك أن السلطات العثمانية كثيرا ما استعملت ورقة التجنيد كوسيلة للضغط على الجزائر .ففي عام
1118م –بعد احتالل بونابرت ملصر-أصدر السلطان أمر إلى الداي مصطفى باشا يأمره بإعالن الحرب على فرنسا
والعمل على إلقاء القبض على كل الرعايا الفرنسيين املوجودين بتراب اإليالة أو سجنهم وباالستيالء على سفنهم أو
إغالقها مع سجن قنصل 10فرنسا في الجزائر.11
وبالرغم من مطالب السلطان امللحة إزاء هذه القضية ،تغاضت الجزائر على مثل هذه األوامر ،فأصدر
السلطان فرمانا بموجبه تمنع سفن إياالت كل من تونس وطرابلس الغرب والجزائر من الدخول إلى املوانئ التركية .كما
أمر بطرد وكالء الجزائر املكلفين بالتجنيد في أزمير .12لقد تلكأ الداي مصطفى طويال قبل أن يتخذ موقفا حول هاته
القضية حيث اضطر في النهاية تحت ضغط الرأي العام في الداخل وإلحاحات السلطان العثماني إلى إعالن الحرب ضد
فرنسا في 01ديسمبر 1118م13.
90
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
نالحظ أن عمر باشا قد ربط عالقاته بالباب العالي ،وصرح أنه على استعداد لتنفيذ أي أمر يصدره السلطان
بشأنه .وقد طلب من السلطان تسهيل تجنيد اإلنكشاريين من أزمير ،وقد وصل خالل سنتين 1010إنكشاريا 14كما أن
عمر باشا طلب من الباب العالي ّ
سرا ،توفير األسلحة للجزائر وتونس ،وطرابلس الغرب لتجهيز جيوشهم ،حتى يقفوا
ضد تهديدات األوروبيين.15
وبفحص الوثائق اتضح أنه في أوائل رمضان 1010هـ/فيفري 1811م ،تراجع الباب العالي عن قراره بمنع الجزائر
من تجنيد املتطوعين في األناضول مقابل توقف البحرية الجزائرية عن اعتراض سفن الدول التي لها عالقات مع الدولة
العثمانية أو من رعايا السلطان.16
لقد أثار اعتداء األسطول الجزائري على سفن رعايا الدولة العثمانية في بحر ايجه والبحر األبيض املتوسط
حفيظة السلطان محمود الثاني الذي أصدر عام 1011هـ1801/م ،فرمانا يمنع الجزائر من تجنيد املتطوعين من منطقة
أزمير .ويبدو أن الجزائر كانت بحاجة ماسة إلى متطوعين جدد ،فاضطر الداي حسين ،إلى إرسال اعتذار لسلطان،
الذي أبدى تفاهما للوضع وأرسل فرمانا إلى مناطق التجنيد يتضمن رفع حالة املنع ،وتعيين الحاج سعيد رئيس
الدائيات في أزمير .17وال شك أن سبب إخفاق الحكام في السيطرة على مجريات األحداث كان نتيجة لعدة عوامل منها
سياسة التجنيد الفاشلة التي اتبعها الدايات .فعندما كانت الجزائر في حاجة إلى جنود جدد لتدعيم صفوف جيشها،
قامت السلطات في أواخر العهد العثماني بإرسال الدائيات إلى تركيا لتجنيد املتطوعين .ولم يكن هؤالء ملتزمين بقواعد
التجنيد كما عهدت اإليالة من ذي قبل.
تراجع أهمية التجنيد:
لقد وقع خالل العقد الثالث من القرن التاسع عشر حدثان كان وراء تراجع وتدهور التجنيد .تمثل أحدهما في
الحرب اليونانية العثمانية18التي حولت البحر األبيض إلى ساحة قتال دائم بين اليونانيين والعثمانيين .وقد انعكس آثار
هذه الحرب على اتصاالت القائمة بين الجزائر والدولة العثمانية ،ال سيما مدينة أزمير التي كانت املصدر الرئيس ي
لتجنيد املتطوعين .وهذا ما عبر عنه الباش داي الحاج حسين بأزمير في إحدى رسائله إلى حسين باشا في مدينة الجزائر
في أول ربيع األول عام 1020هـ1801/م ،حيث أخبره بإرسال املتطوعين إلى الجزائر وطلب إرسال عشرة دائيات بغرض
املساعدة19
لقد ساهم انتشار املجاعة واألوبئة بمدينة الجزائر وغيرها من مدن اإليالة في هالك عدد كبير من السكان،
وعلى رأسهم أفراد الجند ،وفي هذا السياق ما رصده كاثكارت عن ثكنات مدينة الجزائر قبل 1180م والتي كانت مكتظة
بالجنود حسب تعبيره ،وبعد اجتياح الطاعون بمدينة الجزائر في تلك السنة ،هلك الجند ،فأصبحت الثكنات شبه
خالية20
91
فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"
ومن خالل رواية الزهار نستشف عناصر أسباب انتشار وباء الطاعون بمدينة الجزائر ،الذي يرجع بالدرجة
األولى إلى عنصر الوافدين املتطوعين القادمين من مدن األناضول حيث يذكر لنا" :وفي سنة 2022هـ2871/م ،جاء الوباء
للجزائر ،حتى وصل عدد املوات أحيانا خمسمائة جنازة كل يوم ،ويسمى بالوباء الكبير ،قيل أنه اتى من بر الترك في
مركب مع رجل يدعى ابن سماية ،وطال الوباء بالجزائر إلى سنة 2022هـ2871/م…" .21وحسب بربروجر فإن وبـاء
الطاعون جاء من طـرف
البحارة القادمين من اسطامبول22
ولم يقتصر دور األمراض الفتاكة في تناقص عدد أفراد الجيش ،بل ساهمت الثورات في إنهاكه ،باإلضافة إلى
إحالة الكثير ممن تقدموا في السن إلى التقاعد أو العجز عند القيام بأداء الواجب العسكري.
بإمكان القارئ أن يستشف من خالل اإلحصائيات الخاصة بالتجنيد ،الصعوبات التي كانت تواجهها عمليات
جلب املتطوعين إلى الجزائر ،وهذا منذ مستهل القرن التاسع عشر .ونالحظ من خالل جدول قدوم املتطوعين إلى
الجزائر ،أن أعداد املجندين منذ 1801م وإلى غاية االحتالل الفرنس ي سنة 1810م كان في تناقص مستمر رغم محاوالت
بعض الدايات إعطاء حركة نشيطة لهذه العملية.23
والظاهر أن األرقام الواردة في دفتر أجور اإلنكشارية ال تعكس لنا حقيقة عدد املجندين في اإليالة ويبدو هذا
من خالل إحصاء محمد باشا (1811م) ،الذي وصل عددهم في عهده أربعة آالف مجند منهم سبعمائة خارج الخدمة،24
وبسبب قدوم متطوعين جدد بلغ عدد املجندين في عهد الداي عمر 1010م مجندا جديدا .25ويذكر القنصل األمريكي
شالر أن علي باشا قتل من اإلنكشارية ألف وخمسمائة ،26أما الذين تمكنوا من الفرار فيذكر الشريف الزهار أنه
جهز لهم الحمالت ملطاردتهم في جميع أنحاء اإليالة بعد أن قتل منهم خلقا كثيرا بيده ونفي بعضهم) .(26وقد استعان
الداي علي خوجة بجموع الكراغلة وفرق زواوة عام1811م لقمع ثورة االنكشارية ،والتي ذهب ضحيتها حسب تعبير دي
92
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
غرامون()De Grammontحوالي ألفين ومائتين من الجنود ،من بينهم مائة وخمسين ضابطا ،إلى جانب اتخاذ تدابير صارمة
أهمها توقيف التجنيد من املشرق.27
ويبدو أن محاولة الداي حسين الرامية إلى تنشيط عملية التجنيد داخل اإليالة ،كانت وراء حادثة املروحة عام
1801م ،حيث تشير رسالة الداي حسين إلى الصدر األعظم في نفس السنة والتي يلتمس من خاللها السماح بجمع
املتطوعين لفائدة الجزائر" :منذ عدة سنوات لم تتحصل األوجاق على فرق عسكرية من األناضول ،وهو في حاجة إلى
فرق تركية ،ولهذا نرجو من حضرتكم املوافقة على إرسال بعض الفرق من املتطوعين من أزمير واملناطق الساحلية
لإلمبراطورية".28
ومن خالل رصد الوثائق العثمانية استطعنا أن نسجل مدى االهتمام الكبير الذي أبدته حكومة الباب العالي
إلى الجزائر ،وخاصة بعد إصالحات 1800م 29وفي هذا السياق تشير وثيقة بتاريخ 11 بخصوص إرسال متطوعين جدد
جمادى الثانية 1020هـ/ديسمبر 1800م" :رسالة الحاج حسين باش دائي الجزائر من مدينة أزمير يعلم فيها بإنشاء نظام
االنكشارية من طرف الباب العالي وسماح السلطات العثمانية بإختيار أحسن الجنود إلرسالهم إلى اإليالة ،وهذا ما
مكنه من جمع ما بين 20و 10متطوعا" .30ومن الواضح أن تناقص عدد أفراد الجيش عشية االحتالل كان في تزايد
مستمر ،وهذا ما سجله رين (31 )Rinn
استطعنا أن نرصد من واقع الوثائق انحطاط قيمة التجنيد الذي صار يتم بين صفوف اإلنكشارية املسرحين
عن الخدمة في األناضول حيث تشير الوثيقة" :رسالة من الحاج خليل باش دائي الجزائر في أزمير إلى حسين باشا بتاريخ
11جمادى الثانية 1020هـ/ديسمبر 1800م ،يخبره عن الصعوبات التي صارت تعرقل عملية تجنيد املتطوعين بسبب
إنشاء النظام الجديد في الدولة العثمانية .وأن التجنيد صار يتم بين صفوف االنكشارية املسرحين ويعلمه بإرسال
خمسين متطوعا إلى الجزائر" 32
وبإمكان القارئ أن يستشف من مصدر معاصر لألحداث أمثلة على ذلك" :كان من أسباب انحطاط البالد
إرسال مندوبين إلى أزمير يجمعون األجناد ،وبدال أن يتبع هؤالء املندوبون الطريقة القديمة التي لم تكن تسمح بأن يجند
93
فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"
في امليليشيا إال الرجال النزهاء الذين لهم جاه ومكانة ،فإنهم كانوا يفتحون أبواب امليليشيا ألي كان حتى ألناس كانوا قد
أدبوا و أدينوا .وكان يوجد من بين املجندين يهود ويونانيون ختنوا أنفسهم ...صارت تلك امليليشيا التي ال مبدأ لها ترتكب
املخالفات ضد البدو والقبائل ،ثم قام هؤالء البؤساء بإشعال الثورات وقلب قادة الدولة بحسب هواهم" 33وتعتبر
سياسة التجنيد إحدى العوامل األساسية التي كانت وراء تدهور األوضاع وفساد املؤسسة العسكرية ،فبعدما كان
الجيش يدافع عن البالد ،أصبح مصدر ومنبع الفوض والقالقل .وبالرغم من ذلك ظل باب التجنيد مفتوحا حتى أواخر
الحكم العثماني بالجزائر ،حيث تكشف لنا وثيقة هي عبارة عن رسالة من محمود بن أمين السكة وكيل الجزائر في
تونس إلى ابراهيم وكيل الحرج في 00رجب 1021هـ1800/م ،يخبره فيها بوصول سفينة إلى حلق الوادي بتونس وعلى متنها
82متطوعا جديدا متوجهين إلى الجزائر34
وألخذ فكرة تقريبية عن عدد القوات النظامية العاملة البرية في إيالة الجزائر خالل فترات مختلفة ،نثبت الجدول
التالي:
جدول رقم( )8عدد القوات النظامية العاملة البرية في إيالة الجزائرخالل فترات مختلفة
العدد الفترة املصدر
1800رجال 1110م وثيقة سرية إسبانية 35
94
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
و في يوم 1فبراير 1810م ،أعلنت فرنسا التعبئة في الجيش وبدأت االستعدادات لتجهيز الحملة .وفي 10مارس بعثت
فرنسا ،بمذكرة إلى الحكومات األوروبية تخطرها بالقرار الذي اتخذته وأكدت في نفس الوقت أن استعداداتها العسكرية
تستهدف الجزائر لوحدها .وعلى أن الحكومة الفرنسية لم تذكر األسباب بل قدمت أسباب واهبة مثل حادثة املروحة لتبرير
الغزو .وتكشف لنا وثيقة التي هي عبارة عن تقرير أرسله أحد املخبرين إلى الداي حسين ،يخبره حول املعارضة التي ظهرت في
مجلس الشيوخ الفرنس ي حول إقرار إعالن الحرب ضد الجزائر ،وإثارة مسألة الديون التي ترتبت على فرنسا من جانب الجزائر
واملقدرة بسبعة ماليين فرنك.36
وقد فند "مارسيل أمريت" أسباب الغزو الفرنس ي للجزائر حيث يقول" :لم يكن هدف فرنسا من الحملة القضاء على
القرصنة ألن القرصنة توقفت منذ عام 1818م ،والدليل على ذلك ،أننا لم نجد في سجل الغنائم البحرية الجزائرية سوى 10
سفينة إسبانية ،وسفينتين بابويتين ،وأن هاتين الدولتين كانتا في حرب مع الجزائر .كما أن قضية تحرير األسرى املسيحيين ،لم
تكن سببا لشن حملة عسكرية ضد الجزائر ،ألنه لم يكن يوجد في سجون الجزائر سوى مائة سجين ،كانوا يعتبرون أسرى
حرب" 37
وفي نفس السيا ق أضاف "أمريت" أنه" :بعد حصار طويل ،لم تجد فرنسا حادثا جديدا تبرر به حملتها العسكرية ،لذا
اتخذت من قضية قصف سفينتها البروفانس ،38من قبل الجزائر ،سببا لتنفيذ مشروعها إال أن هذا السبب ال يكفي أن يكون
مبررا ،ألن القصف كان مجرد خطأ ارتكبه الجنود الجزائريين ،وأن الداي قام بعزل املسؤولين عن هذه الحادثة" 39وقبل إنهاء
التحضيرات طبع الفرنسيون بيانا سريا ،قام العمالء والجواسيس والقناصل بتوزيع عدة نسخ منه في مختلف أرجاء الجزائر،
وكان الهدف الرئيس ي من هذا البيان هو إضعاف معنويات الجزائريين وبالتالي التخلي عن مساندة حكومة الداي ،ومما جاء في
البيان املذكور" :أن الفرنسيين جاءوا إلى الجزائر لتأديب الداي الذي أساء إلى شرف فرنسا بسبب جهله ،وليس الحتالل البالد.
فطلبوا من األهالي االنضمام إلى الفرنسيين والتعاون معهم ضد األتراك ،وأنهم يضمنون لهم أراضيهم وأمالكهم ،وسيحترمون
مقدساتهم بما فيها املساجد40
والظاهر أنه كان للبيان الذي وزعه الفرنسيون تأثير كبير على بعض األشخاص ،وكان هؤالء قد اقتنعوا بأن
الفرنسيين قد جاءوا "محررين" ،للجزائريين من سلطة األتراك ،فأصبح هؤالء من أنصار الحل السلمي ،وقد تسبب البيان
"الغامض الفارغ" الذي كان مقصودا به الدعاية فقط ،في شل الطاقة املحاربة لدى بعض الجزائرين ،41وبخصوص
التحضيرات العسكرية عن الجانب الجزائري تطلعنا رسالة بعث بها الحاج محمد مفتي الجزائر إلى شقيقه بأزمير قبل الحملة:
"يخبره باالستعدادات العسكرية للجزائر من تحصين األبراج بألف مدفع ،واعتناء الجنود بأسلحتهم ،ومواضبتهم مع الداي علي
القيام بشعائر اإلسالم من صالة وصيام والسماع لدروس الوعظ واإلرشاد"42
نزلت القوات البرية الفرنسية بسيدي فرج بتاريخ 12جوان 1810م ،وتطلعنا رواية أحمد باي عن الظروف التي تم فيها
إنزال القوات الفرنسية حيث يقول" :إن العدو نزل في غرب الجزائر برجاله وفرسانه ،ولكن لم يكن أحد يملك الجنود
والفرسان لرده ،كما أنه لم يكن ثمة شخص مستعد ملحاربته ،مما سمح للعدو أن ينزل جنوده ويحفر الخنادق وينصب
95
فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"
مدافعه ويحارب املسلمين املشتتين الذين ال يملكون البارود والذخيرة...إن منطقة سيدي فرج كانت خالية من املدافع
والخنادق ،وكان هناك فقط اثنا عشر مدفعا نصبت في بدء إعالن الحرب" ،وإن ما توفر من معطيات بخصوص عمليات
اإلنزال نجدها عند حمدان خوجة الذي أضاف" :وفي اليوم الذي نزل فيه املارشال دي بورمون مع جيشه لم يكن تحت تصرف
اآلغا سوى 100فارس ولم يكن مع باي قسنطينة إال عدد قليل من الجنود"43
وفي أول مواجهة مع الجيش الفرنس ي أثبتت القوات الجزائرية عجزها وضعفها في مواجهة املحتل .فقد تمكن
الفرنسيون من نزول بسيدي فرج دون مقاومة تذكر ،وتمكنوا بعد ذلك من تحطيم كل الدفاعات التي لم تكن سوى 10مدفعا
كما ذكرنا سابقا ،أما الجزائريون فانسحبوا إلى هضبة أوسطى والي (اسطاوالي) في انتظار الدعم من مختلف جهات اإليالة.
رغم االستعدادات الظاهرية ،فإن الداي بدل أن يستعمل القوات في الهجوم ضد الفرنسيين في سيدي فرج أبقاها
بعيدة عن العاصمة بعدة كيلومترات ،وكان الداي ينظر بثقة إلى جنوده وتحصيناته ،وكان يعتقد أن القصبة ال تهزم وأنها
تستطيع أن تقاوم عدة سنوات ،ولم يدعم معسكرات سوى ببعض مئات من الجنود ويفيدنا نص وثيقة بمعلومات عن محاولة
ابراهيم آغا القيام بالتحضيرات العسكرية في منطقة سيدي فرج بتاريخ 00ذي الحجة 1021هـ1810/م" :رسالة من إبراهيم
آغا العرب املوجود بسيدي فرج إلى حسين باشا يترقب نزول الفرنسيين ،ويطلب إرسال املؤن للجيش مثل العنب والسمن
والزيت والبشماط والشعير ،كما يطلب إرسال مختصين في حفر املتاريس (الخنادق) وإخباره بقدوم بعض فرسان القبائل من
أجل املقاومة ،ولكنهم رفضوا االنضمام إلى جيش اآلغا".44وحسب رواية بفايفر فإن هزيمة الجيش الجزائري في معركة
أسطاويلي تعود إلى هروب القبائل وانسحابها من ميدان القتال ،مما أتاح الفرصة للقوات الفرنسية بطلق الهتافات :هيا ...يحيا
امللك فاستولوا على الذخيرة والخيام ما بين ستمائة وثمانمائة خيمة ،إلى جانب املدفعية الجزائرية.45
وبالرغم من ذلك فإن حسين باشا كان يصر على اإلبقاء على اآلغا حتى هزيمته في أسطاوالي .ويحمل حمدان خوجة
الداي حسين مسؤولية تعيينه "لآلغا إبراهيم" قائد للجيش ليحارب فرنسا" :بدون جيش منظم وبدون دخيرة وبدون مؤونة
وبدون شعير للخيل وبدون املقدرة الضرورية على مواجهة الحرب".46
عند الهزيمة في أسطاوالي ( 11جوان 1810م) هرب إبراهيم آغامن امليدان وترك خلفه الجيش والخيام ،والفرقة
املوسيقية واألعالم ،47وأمام هذه األوضاع املزرية ،عزله حسين باشا ودعا املفتي (شيخ اإلسالم) "ابن العنابي48وأعطاه سيفا
وأمره بجمع الشعب وإقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البالد .كان املفتي رجال خاضعا ولكنه ال يصلح للقيادة .49وفي نفس الوقت
كان الجيش الفرنس ي يقترب من قطعة موالي حسن (قلعة اإلمبراطور) زاد ذلك فقدان األمل بنجاح الحملة ،أما قيادة الجيش
فتوالها باي التيطري مصطفى بومرزاق .ورغم أن القائد الجديد كان يمتاز بالشجاعة والتجربة فإنه اكتفى بجمع الغنائم
واختيار البنادق الطويلة إلطالق الرصاص على الفرنسيين50
ومن سوء حظ الداي حسين أنه أوكل مهمة الدفاع عن حصن موالي حسن" ،للخزناجي مصطفى" ،الذي كان حسب
"حمدان خوجة" يتآمر على الداي ويسعى لالستيالء على الحكم ثم يعقد صلحا مع فرنسا وفق شروطهم وعندما تحرك الجيش
الفرنس ي نحو حصن موالي حسن ،اضطر الخزناجي إلى نسف مخزن البارود الصغير الذي كان في القلعة فأحدث ذلك ضجة
اهتزت له املدينة51
96
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
ونستشف هدف هذه الرواية من خالل الزهار الذي تحدث عن عنف املعركة التي أدت إلى مقتل الكثير من الفريقين،
ومن بين الناجيين الخزناجي الذي أمر بإشعال النار في مخزن البارود في الحصن مما نتج عنه انفجار كبير ،بسبب هلعا بين
السكان52
وبعد استيالء القوات الفرنسية على قلة موالي حسن جمع حسين باشا أمناء الطوائف وأعيان املدينة وأعضاء
الحكومة لألخذ برأيهم بين مواصلة املقاومة أو االستسالم .وقد وضع أمامهم السؤال التالي :هل تعتقدون أنه من الصواب
مواصلة املقاومة ضد الفرنسيين أو يجب تسليم املدينة إليهم والتوقيع معهم على معاهدة استسالم؟ 53وشيئا فشيئا بدأت روح
الهزيمة تدب في أوصال الجهاز اإلداري والجهاز االجتماعي ،وهذا راجع بالدرجة األولى إلى البيان الذي وزعه الفرنسيون وكان له
أثر على نفسية الجزائريين وقد تحدثنا عن ذلك فيما سبق وفي 2جويلية 1810م أرسل الداي حسين وفدا يتكون من كاتبه
مصطفى مصحوبا بالقنصل اإلنجليزي ،إلى جانب أحمد بوضربة وحسن بن حمدان بن عثمان خوجة كمترجمين إلى مقر
القيادة الفرنسية للتفاوض مع دي بورمون ،واالتفاق معه على شروط االستسالم .والظاهر أن مصطفى كان يهدف إلى
التفاوض باسم الخزناجي ألنه كان عضوا في املؤامرة ضد الداي 54غير أن دي بورمون حسب الرواية الفرنسية رفض املؤامرة
وقبل باقتراح حسين داي ينص على االستسالم حيث تم التوقيع عليه بتاريخ 1جويلية 1810م.ومما جاء في بنود معاهدة
االستسالم 55التي وقعها الداي حسين مع القائد الفرنس ي دي بورمون" :أن تسلم جميع حصون املدينة وامليناء للقوات
الفرنسية قبل الساعة العاشرة ،في 1جويلية 1810م ،وفي نفس الوقت يضمن قائد الحملة للقوات االنكشارية نفس الحقوق
والحماية التي يضمنها للداي وحاشيته"56
وفي 10جويلية غادر الداي حسين مدينة الجزائر على متن سفينة فرنسية تدعى (جان دارك ،)Jeanne Darcبرفقة
حاشيته املتكونة من 18رجال وامرأة ،57في حين بدأ قائد الحملة في ترحيل ألفين وخمسمائة انكشاريا من الجزائر على متن سفن
بياستير إسبانية كمنحة للسفر58أما االنكشارية املتزوجين فقد سمح لهم بالبقاء مع أسرهم ،غير أنه سرعان ما شملهم قرار
الترحيل بحجة رفضهم البقاء في الجزائر خوفا من انتقام الحضر واليهود بمدينة الجزائر59
والواقع أن السبب الحقيقي الذي كان وراء طرد االنكشارية هو التخوف الفرنس ي من إثارة هؤالء للثورة واالضطرابات
1020هـ1810/م ،بخصوص رسائل وجهت إليه بشأن مستقبال ،فقد جاء في تقرير عمر أفندي محتسب أزمير بتاريخ
االنكشارية العزاب الذين اخرجوا من الجزائر بعد سقوطها ،وقد تم ترحيل 0100على متن أربع سفن فرنسية إلى املدن التالية:
سالونيك ،أولة ،فوجة ،فقد عبر املحتسب "بأن هؤالء من األرذال والفوضويين الذين ال يسمح لهم بالتوجه نحو مدينة أزمير"
،60إذن هكذا كان مصير الجيش االنكشاري وهو يغادر الجزائر للمرة األخيرة ،فقد تم القضاء على السلطة العثمانية السياسية
(الداي) والعسكرية (االنكشارية).
ومن العوامل التي ساهمت في هزيمة القوات الجزائرية ،نقص التحضير النفس ي للمحاربين ،واستخدام الفرنسيين
أسلحة أكثر تقدما وخططا حربية مدروسة منذ أيام نابوليون .61والخطأ االستراتيجي الذي وقع فيه الداي حسين هو عزل وقتل
اآلغا يحي بعد اتهامه بالتآمر ضده وكان يتولى القيادة العامة للجيش منذ اثني عشرة سنة مما أكسبه خبرة واسعة وتجربة في كل
ما يتعلق بفنون الحرب والتنظيم العسكري ،كما كان يحظى بالطاعة واالحترام لدى الجنود ،ويتمتع بشعبية واسعةوأوكل
97
فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"
الداي القيادة العامة للجيش إلى صهره اآلغا ابراهيم الذي قيل عنه بحق أنه "لم يكن قائدا ممتازا في يوم من األيام ،ولم يكن
يعرف الش يء الكثير عن التكتيك العسكري".62ولم يفعل اآلغا إبراهيم عندما وصل الجيش الفرنس ي إلى سواحل سيدي فرج،
رغم أنه كان يعلم باملكان الذي تدخل منه الحملة إلى الجزائر ،كما أنه اطلع على أخبار الحملة فيما يخص مكونات الجيش
الفرنس ي 63وما فعله هو جمع سكان "متيجة" ملواجهة القوات الفرنسية وهؤالء بدورهم لم يكونوا يعرفون شيئا من أمور الحرب
سوء بيع الحليب ،أما الفرسان العرب الذين يتمتعون بخبرة حربية والذين جاءوا إلى مدينة الجزائر ملساعدته ،فكانوا يقيمون
في أطراف املدينة64
كما رفض اآلغا إبراهيم األخذ بنصيحة الحاج أحمد باي قسنطينة الذي قال بأنه ليس من السياسة في ش يء أن تجمع
قواتنا في نقطة واحدة ،وإن من الواجب توزيعها بحيث يحمل جزء منها غرب سيدي فرج حتى تمنع العدو من تحقيق هدفه وهو
الوصول إلى العاصمة ،ولكن اآلغا إبراهيم تشبث بخطته وأجاب الباي بقوله" :إنكم ال تعرفون التكتيك األوروبي ،إنه يتعارض
كل املعارضة مع التكتيك العربي".65
وقد أثبتت األحداث بعد ذلك انه (اآلغا) كان جاهال بالتكتيكين معا ،حيث جمع القوات والعتاد في منطقة الحراش
الواقعة شرقي العاصمة ،والتي تبعد عن منطقة سيدي فرج بحوالي أربعين كيلومترا66و بناء على هذا ،ال داعي إلى االستغراب إذا
رأينا إيالة الجزائر تسقط هي األولى تحت نير االستعمار ،إذا كانت سلطة الداي تمثل أحسن تمثيل تلك الفجوة التي طاملا أشار
إليها بعض الباحثين والتي فصلت منذ عقود في بالد املغرب بين الدولة واملجتمع أو بين نظام الحكم والقاعدة اإلنتاجية67وعلى
هذا النحو فقد الجيش أهميته بسبب الثورات وتحكم اليهود في املنافذ املالية ،وضعت األسطول مقابل التقدم الذي شهدته
دول أوروبا ،مما سهل على فرنسا نجاح حملتها على الجزائر سنة 1830م.
الهوامش:
98
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
22 A.Berbrugger, « un mémoire sur la peste en Algérie depuis 1552 jusqu’en 1819 in, exploitation scientifique de l’Algérie, 1847, T2, P.225.
23 M.Colombe, « contribution »…, op.cit, P.180.
24 Boyer (Pierre), la vie quotidienne à Alger à la veille de l’intervention Française, Paris, Hachette, 1963.t, P.94.
25عبد الجليل ،التميمي ،بحوث ،...املرجع السابق ،ص .11
26مذكرات وليام شالر ،قنصل أمريكا في الجزائر( ،ترجمة :اسماعيل العربي) ،الجزائر :الشركة الوطنية للنشر و التوزيع1180 ،م ،.ص .110
27مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار( ،تحقيق :أحمد توفيق املدني) ،ط ،0الجزائر :الشركة الوطنية للنشر والتوزيع1180 ،م ،ص .110
28 Grammont (H.D.de), Histoire d’Alger sous la domination Turque, 1515-1830, Paris, E.Leroux, 1887., PP.381-382.
29 Kuran (Erküment), « La lettre du dernier Dey au grand Vizir de l’empire Ottoman », in R.A, (N°96), 1952, P.192.
30بادر السلطان محمود الثاني عام 1800م بإصالحات عميقة داخل النظام الجديد بإصالحات عميقة داخل النظام الجديد على غرار التنظيمات العسكرية
األوروبية .لكن مشروعه باء بالفشل وتم اغتياله على يد عناصر الجيش.
31مجموعة ،1110امللف األول ورقة .001
99
فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"
32 Rinn, Louis,Le royaume d'Alger sous le dernier dey, Alger, Adolphe Jourdan,1900,PP.136-142.
33مج ،1110امللف األول ،ورقة .110
34حمدان ،خوجة ،املرآة( ،تقديم وتعريب وتحقيق :محمد العربي الزبيري) ،ط ،0الجزائر :الشركة الوطنية للنشر والتوزيع1180 ،م ،.ص .121
35مج ،1101ورقة .21
36أحمد توفيق ،املدني ،حرب الثالثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا (1110-1210م) ،الجزائر :الشركة الوطنية للنشر والتوزيع1110 ،م ،.ص .018
37مج ،1110امللف األول ،ورقة .180
38 Marcel,Emerit, « une cause de l’expédition d’Alger ; le trésor de la casbah », in, Actes du 89, congrès des sociétés savantes d’Alger, 1954,
P.172.
39في 10جويلية 1801م ،قدم وفد فرنس ي برئاسة دوالبروتونيار ( )la Brotonniereعلى ظهر سفينته ( )La provenceللتفاوض مع حكومة الداي ،وحل
املشكلة العالقة بين البلدين غير أن هذه املفاوضات باءت بالفشل .وعندما غادرت السفينة امليناء اقترحت من بطاريات ودفاعات العاصمة ،فاضطر
الطوبجية إلى إطالق النار عليها ،للمزيد راجع :حمدان ،خوجة ،املصدر السابق ،ص .182-181
40 Emerit (Marcel), « l’état intellectuel et moral de l’Algérie en 1830 », in R.H.M.C, Juillet-Septembre, 1954, P.172.
100
األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي
58 Le marchant (E), L’Europe et la conquête d’Alger d’après des documents originaux tirés des archives de l’état, Paris, Perrin et Cie, 1913.,
PP.287-288.
59 Nettement (Alfred), Histoire de la conquête d’Alger écrite sur les documents inédits et authentiques, Paris, Jacques le coffre, 1856, P.467.
.هـ1020 تاريخ،00110 : عدد،خط همايون60
.211 ص،.م1180 ، الجزائر املؤسسة الوطنية للكتاب،) أبو القاسم سعد هللا: (ترجمة وتعليق،م1810-1100 الجزائر وأوروبا،) جون (ب،وولف61
.110 ص، املصدر السابق، الزهار62
.188 ص، املصدر السابق، خوجة،حمدان63
.181 ص،املصدر نفسه64
.110 ص،نفسه65
.110 ص، نفسه66
67 Azan (Paul), l’expédition d’Alger en 1830, Paris, 1931., P.88
101