Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫املجلد الثالث ‪ /‬العــدد‪ :‬الثاني (جويلية ‪ ،)0202‬ص‪101 -88‬‬

‫مجلـة الدراسات التاريخية العسكرية‬


‫‪ .‬تاريخ القبول‪..0001/ .00../.00.. :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪..0001./00 /.00...... :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تحاول هذه الدراسة إبراز قيمة التجنيد في الجيش‬
‫الجزائري أواخر الفترة العثمانية‪ ،‬مع إبراز األليات‬
‫الجديدة التي استعملها الدايات‪ ،‬وكيف فشلت‬
‫سياسة التجنيد أواخر العهد العثماني؟ ملاذا تمكنت‬ ‫فقدان األهمية العسكرية للجيش‬
‫قوات االحتالل الفرنس ي من هزيمة الجيش الجزائري‬ ‫الجزائري أواخرالعهد العثماني‬
‫بسرعة فائقة‪ ،‬لم يتوقعها العدو آنذاك‪.‬‬ ‫األسباب والنتائج‬
‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العهد العثماني‪ ،‬الجيش‪ ،‬االحتالل‪ ،‬التجنيد‬
‫‪The loss of the military importance of‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪the Algerian army at the end of‬‬
‫‪This study attempts to highlight the value of‬‬
‫‪the Ottoman era:Causes and results‬‬
‫‪conscription in the Algerian army at the end of‬‬
‫‪the Ottoman period. It also highlights the new‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬
‫‪mechanisms used by Deys, and how the‬‬
‫‪conscription policy failed in late Ottoman‬‬ ‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫‪Algeria. Why were the French occupation‬‬
‫‪hanifi-andalous@yahoo.fr‬‬
‫‪forces able to defeat the Algerian army very‬‬
‫‪quickly? which the enemy did not expect at the‬‬
‫‪time.‬‬

‫‪Keywords:‬‬
‫‪Algeria, the Ottoman era, the army, the‬‬
‫‪occupation, the conscription‬‬

‫المؤلف ‪ :‬األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬


‫البريد االلكتروني‪hanifi-andalous@yahoo.fr:‬‬

‫‪88‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬

‫مقدمة‬
‫إن تراجع هيبة األتراك العثمانيين قد تزامن مع انتهاء الوجود اإلسباني وعودة وهران نهائيا إلى إيالة الجزائر بعد‬
‫أن ضربها زلزال عنيف أتى على معظم مبانيها سنة ‪1792‬م‪ .‬وزاد الوضع تعقيدا أن فرنسا الدولة املرشحة الستالم إرث‬
‫إسبانيا ألسباب دينية (وحدة املذهب الكاثوليكي) وعائلية (حكام آل بوربون لكال البلدين)‪ ،‬كانت تربط فرنسا بالجزائر‬
‫مصالح تجارية هامة ‪1‬و في بداية القرن التاسع عشر ومع انتهاء الحروب النابولونية واتفاق الدول األوروبية في مؤتمر‬
‫فينا ‪1815‬م على محاربة القرصنة‪ ،‬كانت األقلية التركية تعيش فيها بينما‪ ،‬توجه أنظارها للداخل لتنظم فيه وجودا‬
‫ّ‬
‫تشتد وطأتها على األهالي سنة بعد أخرى‪ .‬أما سياسة التقارب مع مشايخ‬ ‫عسكريا يضمن لها مواصلة الجباية التي كانت‬
‫الزوايا وكسب كنف العلماء بتشييد املساجد واإلكثار من التحبيس لفائدة املدارس ‪2‬وبسبب هذا العجز عن االندماج‬
‫في صلب املجتمع املحلي تشبث أعضاء الديوان بالقرصنة (الجهاد البحري) والتي كانت تتولد عليها نزاعات مع الدول‬
‫تكلف الداي مصاريف تفوق بكثير مغانمها القليلة واملوسمية‪.‬كثيرا ما أصبح الدايات يجدون أنفسهم بين نارين‪ :‬تهديد‬
‫الدول في الخارج والثورة في الداخل‪ .‬وهذا الوضع املقلق لم يكن خفيا على األوروبيين لكثرة ما كان لهم من مخبرين‬
‫رسميين كالقناصل والتجار وغير الرسميين كالجواسيس والسياح‪.‬‬
‫لقد اهتمت إيالة الجزائر بمسألة التجنيد في أواخر العهد العثماني‪ ،‬وبالرغم من هذه السياسة فإن هذا لم‬
‫يساهم في عملة بناء جيش نظامي قوي يعتمد عليه في األزمات‪ ،‬بل ساهمت عملية فتح باب التجنيد على مصراعيه إلى‬
‫تكوين فرقة من املرتزقة ّ‬
‫همها الوحيد جمع األموال‪ .‬وأمام تدهور األوضاع املالية للجزائر خالل الفترة املذكورة وانعدام‬
‫ضبط املصاريف وتحديد النفقات‪ ،‬ظهر عجز مالي كبير‪ .‬ومما يالحظ في هذا السياق أن الدولة اهتمت بالجانب املالي في‬
‫تسيير اإلدارة‪ .‬مع العلم أن املهام املالية كانت أهم ما يطلب من املوظفين عند القيام بوظائفهم‪ .‬وقد جمدت هذه املهام‬
‫نشاط املوظفين في مختلف األسالك وجعلتهم يعيشون في ظل الخوف من إجراءات العزل والتغريم‪ .‬وبذلك أصبح همها‬
‫الوحيد هو التمكن من جمع أكبر كمية من املال في أقصر وقت حسب تعبير كولومب‪.3‬‬
‫ومن هذه االستنتاجات يتضح أن املؤسسة العسكرية لم تكن بمعزل عن هذه القضايا املالية‪ ،‬والتي أثرت‬
‫بشكل كبير‪ ،‬جعلت العديد من أفراد الجند بفرون خارج الجزائر‪ ،‬ونستشف خلفيات هذه األحداث من الفرمان‬
‫الصادر عن السلطان محمود الثاني بتاريخ ‪11‬ربيع األول ‪1020‬هـ‪/‬أكتوبر‪1800‬م‪ ،‬إلى حاكم تونس حسين باي يطلب منه‬
‫منع الجنود الهاربين من إيالة الجزائر من اإلقامة أو عبور تونس‪ ،‬ويجب تسليمهم فورا إلى وكيل الجزائر بتونس‪4‬‬

‫فشل سياسة التجنيد‪:‬‬


‫عرفت إيالة الجزائر منذ مطلع القرن التاسع عشر اختالال في التوازن املالي‪ ،‬وبالرغم من التجاء الحكام إلى‬
‫الزيادة في أنعاش الخزينة بواسطة الضرائب‪ ،‬بالقوة العسكرية‪ ،‬مع محاولة إحياء نشاط البحرية بتشجيع غزوات‬
‫الرايس حميدو ومالئمة الظروف الدولية التي كانت وراء حروب وتوسعات نابوليون األول في القارة األوروبية‪ ،‬كل هذه‬
‫‪89‬‬
‫فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"‬

‫العوامل ساعدت بقسط وافر في تغطية العجز املالي لإليالة بين سنتي ‪ 1801‬و‪1811‬م بأرباح بلغت ثمانية ماليين فرنك‪.5‬‬
‫لم تكن لهذه الوسائل أي مظهر إيجابي‪ ،‬بل ساهم ذلك في نشوب ثورات عديدة وجدت في الزوايا وسيلة للتعبير عن‬
‫كراهيتها للسلطة الحاكمة‪ ،‬مما انجر عنه تناقص في عدد املجندين الوافدين من املشرق‪ ،‬والذين عجزت اإليالة عن‬
‫توفير مرتباتهم وتسديدها في اآلجال املحددة‪.‬‬
‫وبفحص الوثائق العثمانية اتضح أن بعض الدايات عجزوا عن تسديد مرتبات الجند‪ .‬وهذا ما تؤكده رسالة‬
‫الداي عمر باشا (‪1811-1811‬م)‪ ،‬إلى السلطان محمود الثاني متحدثا عن ذلك‪" :‬إننا ملزمون على دفع أتاوات ما بين‬
‫ثالثين وأربعين ألف إنكشاري‪ ،‬ففي سالف الزمن كنا ندفع أجورهم على دفعة واحدة‪ ،‬ولكن منذ عشر سنوات لم‬
‫تتمكن من مضاعفة أتاواتهم‪ ،‬كذلك كنا نسدد أجور كل شهرين‪ ،‬أما اليوم فإن تسديد أتاواتهم يتم مرة واحدة كل‬
‫أربعة أشهر بالنسبة للبعض‪ ،‬وستة أشهر بالنسبة للبعض اآلخر‪ ،‬وقسم ثالث تسدد أجورهم كل سنة‪ ...‬يا حضرة‬
‫السلطان بالنظر إلى قلة عدد االنكشاريين‪ ،‬فإننا نطلب منكم أن ترسلوا لنا عدد من الجنود من األقاليم‪6 "...‬‬

‫وتشير الوثائق العثمانية إلى حاالت كثيرة عن تدهور أوضاع الجند وفشل سياسة التجنيد التي اتبعتها اإليالة‪،‬‬
‫وهذا ما تبرزه حاالت الغيابات املتكررة‪ ،‬ونرصد أمثلة ذلك في نصوص نعتبرها املصدر الوحيد ملثل هذه القضايا‪:‬‬
‫"رسالة من حسين آغا محلة الغرب إلى حسين داي في ‪ 0‬ذي الحجة ‪1021‬هـ‪1801/‬م‪ ،‬يخبره عن غياب اثنين وثالثين‬
‫جنديا"‪ .7‬ونص آخر‪" :‬رسالة من إسماعيل آغا محلة الشرق إلى حسين داي في ‪1020‬هـ‪1800/‬م‪ ،‬يبلغه عن غياب خمسة‬
‫وعشرين جنديا من املحلة"‪ .8‬وتذكر لنا وثيقة أخرى‪" :‬رسالة من مصطفى آغا ثوبة مستغانم إلى حسين داي في ‪ 00‬ذي‬
‫القعدة ‪1022‬هـ‪1801/‬م‪ ،‬يبلغه عن نقص اثنين وأربعين جنديا من جنود النوبة" ‪9‬‬

‫إن الخوف من انقطاع عمليات التجنيد‪ ،‬جعلت إيالة الجزائر‪ ،‬تعمل على تحسين عالقاتها مع الباب العالي‬
‫باستمرار‪ ،‬ذلك أن السلطات العثمانية كثيرا ما استعملت ورقة التجنيد كوسيلة للضغط على الجزائر‪ .‬ففي عام‬
‫‪1118‬م –بعد احتالل بونابرت ملصر‪-‬أصدر السلطان أمر إلى الداي مصطفى باشا يأمره بإعالن الحرب على فرنسا‬
‫والعمل على إلقاء القبض على كل الرعايا الفرنسيين املوجودين بتراب اإليالة أو سجنهم وباالستيالء على سفنهم أو‬
‫إغالقها مع سجن قنصل‪ 10‬فرنسا في الجزائر‪.11‬‬
‫وبالرغم من مطالب السلطان امللحة إزاء هذه القضية‪ ،‬تغاضت الجزائر على مثل هذه األوامر‪ ،‬فأصدر‬
‫السلطان فرمانا بموجبه تمنع سفن إياالت كل من تونس وطرابلس الغرب والجزائر من الدخول إلى املوانئ التركية‪ .‬كما‬
‫أمر بطرد وكالء الجزائر املكلفين بالتجنيد في أزمير‪ .12‬لقد تلكأ الداي مصطفى طويال قبل أن يتخذ موقفا حول هاته‬
‫القضية حيث اضطر في النهاية تحت ضغط الرأي العام في الداخل وإلحاحات السلطان العثماني إلى إعالن الحرب ضد‬
‫فرنسا في ‪ 01‬ديسمبر ‪1118‬م‪13.‬‬

‫‪90‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬

‫نالحظ أن عمر باشا قد ربط عالقاته بالباب العالي‪ ،‬وصرح أنه على استعداد لتنفيذ أي أمر يصدره السلطان‬
‫بشأنه‪ .‬وقد طلب من السلطان تسهيل تجنيد اإلنكشاريين من أزمير‪ ،‬وقد وصل خالل سنتين ‪ 1010‬إنكشاريا‪ 14‬كما أن‬
‫عمر باشا طلب من الباب العالي ّ‬
‫سرا‪ ،‬توفير األسلحة للجزائر وتونس‪ ،‬وطرابلس الغرب لتجهيز جيوشهم‪ ،‬حتى يقفوا‬
‫ضد تهديدات األوروبيين‪.15‬‬
‫وبفحص الوثائق اتضح أنه في أوائل رمضان ‪ 1010‬هـ‪/‬فيفري ‪1811‬م‪ ،‬تراجع الباب العالي عن قراره بمنع الجزائر‬
‫من تجنيد املتطوعين في األناضول مقابل توقف البحرية الجزائرية عن اعتراض سفن الدول التي لها عالقات مع الدولة‬
‫العثمانية أو من رعايا السلطان‪.16‬‬
‫لقد أثار اعتداء األسطول الجزائري على سفن رعايا الدولة العثمانية في بحر ايجه والبحر األبيض املتوسط‬
‫حفيظة السلطان محمود الثاني الذي أصدر عام ‪1011‬هـ‪1801/‬م‪ ،‬فرمانا يمنع الجزائر من تجنيد املتطوعين من منطقة‬
‫أزمير‪ .‬ويبدو أن الجزائر كانت بحاجة ماسة إلى متطوعين جدد‪ ،‬فاضطر الداي حسين‪ ،‬إلى إرسال اعتذار لسلطان‪،‬‬
‫الذي أبدى تفاهما للوضع وأرسل فرمانا إلى مناطق التجنيد يتضمن رفع حالة املنع‪ ،‬وتعيين الحاج سعيد رئيس‬
‫الدائيات في أزمير‪ .17‬وال شك أن سبب إخفاق الحكام في السيطرة على مجريات األحداث كان نتيجة لعدة عوامل منها‬
‫سياسة التجنيد الفاشلة التي اتبعها الدايات‪ .‬فعندما كانت الجزائر في حاجة إلى جنود جدد لتدعيم صفوف جيشها‪،‬‬
‫قامت السلطات في أواخر العهد العثماني بإرسال الدائيات إلى تركيا لتجنيد املتطوعين‪ .‬ولم يكن هؤالء ملتزمين بقواعد‬
‫التجنيد كما عهدت اإليالة من ذي قبل‪.‬‬
‫تراجع أهمية التجنيد‪:‬‬
‫لقد وقع خالل العقد الثالث من القرن التاسع عشر حدثان كان وراء تراجع وتدهور التجنيد‪ .‬تمثل أحدهما في‬
‫الحرب اليونانية العثمانية‪18‬التي حولت البحر األبيض إلى ساحة قتال دائم بين اليونانيين والعثمانيين‪ .‬وقد انعكس آثار‬
‫هذه الحرب على اتصاالت القائمة بين الجزائر والدولة العثمانية‪ ،‬ال سيما مدينة أزمير التي كانت املصدر الرئيس ي‬
‫لتجنيد املتطوعين‪ .‬وهذا ما عبر عنه الباش داي الحاج حسين بأزمير في إحدى رسائله إلى حسين باشا في مدينة الجزائر‬
‫في أول ربيع األول عام ‪1020‬هـ‪1801/‬م‪ ،‬حيث أخبره بإرسال املتطوعين إلى الجزائر وطلب إرسال عشرة دائيات بغرض‬
‫املساعدة‪19‬‬

‫لقد ساهم انتشار املجاعة واألوبئة بمدينة الجزائر وغيرها من مدن اإليالة في هالك عدد كبير من السكان‪،‬‬
‫وعلى رأسهم أفراد الجند‪ ،‬وفي هذا السياق ما رصده كاثكارت عن ثكنات مدينة الجزائر قبل ‪1180‬م والتي كانت مكتظة‬
‫بالجنود حسب تعبيره‪ ،‬وبعد اجتياح الطاعون بمدينة الجزائر في تلك السنة‪ ،‬هلك الجند‪ ،‬فأصبحت الثكنات شبه‬
‫خالية‪20‬‬

‫‪91‬‬
‫فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"‬

‫ومن خالل رواية الزهار نستشف عناصر أسباب انتشار وباء الطاعون بمدينة الجزائر‪ ،‬الذي يرجع بالدرجة‬
‫األولى إلى عنصر الوافدين املتطوعين القادمين من مدن األناضول حيث يذكر لنا‪" :‬وفي سنة ‪2022‬هـ‪2871/‬م‪ ،‬جاء الوباء‬
‫للجزائر‪ ،‬حتى وصل عدد املوات أحيانا خمسمائة جنازة كل يوم‪ ،‬ويسمى بالوباء الكبير‪ ،‬قيل أنه اتى من بر الترك في‬
‫مركب مع رجل يدعى ابن سماية‪ ،‬وطال الوباء بالجزائر إلى سنة ‪2022‬هـ‪2871/‬م…"‪ .21‬وحسب بربروجر فإن وبـاء‬
‫الطاعون جاء من طـرف‬
‫البحارة القادمين من اسطامبول‪22‬‬

‫ولم يقتصر دور األمراض الفتاكة في تناقص عدد أفراد الجيش‪ ،‬بل ساهمت الثورات في إنهاكه‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إحالة الكثير ممن تقدموا في السن إلى التقاعد أو العجز عند القيام بأداء الواجب العسكري‪.‬‬
‫بإمكان القارئ أن يستشف من خالل اإلحصائيات الخاصة بالتجنيد‪ ،‬الصعوبات التي كانت تواجهها عمليات‬
‫جلب املتطوعين إلى الجزائر‪ ،‬وهذا منذ مستهل القرن التاسع عشر‪ .‬ونالحظ من خالل جدول قدوم املتطوعين إلى‬
‫الجزائر‪ ،‬أن أعداد املجندين منذ ‪1801‬م وإلى غاية االحتالل الفرنس ي سنة ‪1810‬م كان في تناقص مستمر رغم محاوالت‬
‫بعض الدايات إعطاء حركة نشيطة لهذه العملية‪.23‬‬

‫جدول رقم ‪ )2( :‬قدوم املتطوعين (‪2782 - 2722‬م) إلى الجزائر –‬

‫املعدل السنوي‬ ‫عدد املجندين‬ ‫التاريخ‬


‫‪ 011‬مجندا‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪ 1801 – 1801‬م‬

‫‪ 211‬مجندا‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪ 1800 – 1810‬م‬

‫‪ 211‬مجندا‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪ 1810 – 1800‬م‬

‫والظاهر أن األرقام الواردة في دفتر أجور اإلنكشارية ال تعكس لنا حقيقة عدد املجندين في اإليالة ويبدو هذا‬
‫من خالل إحصاء محمد باشا (‪1811‬م)‪ ،‬الذي وصل عددهم في عهده أربعة آالف مجند منهم سبعمائة خارج الخدمة‪،24‬‬
‫وبسبب قدوم متطوعين جدد بلغ عدد املجندين في عهد الداي عمر ‪1010‬م مجندا جديدا‪ .25‬ويذكر القنصل األمريكي‬
‫شالر أن علي باشا قتل من اإلنكشارية ألف وخمسمائة‪ ،26‬أما الذين تمكنوا من الفرار فيذكر الشريف الزهار أنه‬
‫جهز لهم الحمالت ملطاردتهم في جميع أنحاء اإليالة بعد أن قتل منهم خلقا كثيرا بيده ونفي بعضهم)‪ .(26‬وقد استعان‬
‫الداي علي خوجة بجموع الكراغلة وفرق زواوة عام‪1811‬م لقمع ثورة االنكشارية‪ ،‬والتي ذهب ضحيتها حسب تعبير دي‬

‫‪92‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬

‫غرامون(‪)De Grammont‬حوالي ألفين ومائتين من الجنود‪ ،‬من بينهم مائة وخمسين ضابطا‪ ،‬إلى جانب اتخاذ تدابير صارمة‬
‫أهمها توقيف التجنيد من املشرق‪.27‬‬
‫ويبدو أن محاولة الداي حسين الرامية إلى تنشيط عملية التجنيد داخل اإليالة‪ ،‬كانت وراء حادثة املروحة عام‬
‫‪1801‬م‪ ،‬حيث تشير رسالة الداي حسين إلى الصدر األعظم في نفس السنة والتي يلتمس من خاللها السماح بجمع‬
‫املتطوعين لفائدة الجزائر‪" :‬منذ عدة سنوات لم تتحصل األوجاق على فرق عسكرية من األناضول‪ ،‬وهو في حاجة إلى‬
‫فرق تركية‪ ،‬ولهذا نرجو من حضرتكم املوافقة على إرسال بعض الفرق من املتطوعين من أزمير واملناطق الساحلية‬
‫لإلمبراطورية"‪.28‬‬
‫ومن خالل رصد الوثائق العثمانية استطعنا أن نسجل مدى االهتمام الكبير الذي أبدته حكومة الباب العالي‬
‫إلى الجزائر‪ ،‬وخاصة بعد إصالحات ‪1800‬م‪ 29‬وفي هذا السياق تشير وثيقة بتاريخ ‪11‬‬ ‫بخصوص إرسال متطوعين جدد‬
‫جمادى الثانية ‪1020‬هـ‪/‬ديسمبر ‪1800‬م‪" :‬رسالة الحاج حسين باش دائي الجزائر من مدينة أزمير يعلم فيها بإنشاء نظام‬
‫االنكشارية من طرف الباب العالي وسماح السلطات العثمانية بإختيار أحسن الجنود إلرسالهم إلى اإليالة‪ ،‬وهذا ما‬
‫مكنه من جمع ما بين ‪ 20‬و ‪ 10‬متطوعا"‪ .30‬ومن الواضح أن تناقص عدد أفراد الجيش عشية االحتالل كان في تزايد‬
‫مستمر‪ ،‬وهذا ما سجله رين (‪31 )Rinn‬‬

‫جدول رقم(‪ :)0‬عدد أفراد الجيش اإلنكشاري في األقاليم الجزائرية‬


‫عدد الجنود‬ ‫املنطقة‬
‫‪ 121‬جنديا‬ ‫مدينة الجزائر‬
‫‪ 10‬صبايجيا (فارسا)‬ ‫بايليك التيطري‬
‫‪ 100‬جنديا‬
‫‪ 110‬جنديا‬ ‫وهران‬

‫استطعنا أن نرصد من واقع الوثائق انحطاط قيمة التجنيد الذي صار يتم بين صفوف اإلنكشارية املسرحين‬
‫عن الخدمة في األناضول حيث تشير الوثيقة‪" :‬رسالة من الحاج خليل باش دائي الجزائر في أزمير إلى حسين باشا بتاريخ‬
‫‪ 11‬جمادى الثانية ‪1020‬هـ‪/‬ديسمبر ‪1800‬م‪ ،‬يخبره عن الصعوبات التي صارت تعرقل عملية تجنيد املتطوعين بسبب‬
‫إنشاء النظام الجديد في الدولة العثمانية‪ .‬وأن التجنيد صار يتم بين صفوف االنكشارية املسرحين ويعلمه بإرسال‬
‫خمسين متطوعا إلى الجزائر" ‪32‬‬

‫وبإمكان القارئ أن يستشف من مصدر معاصر لألحداث أمثلة على ذلك‪" :‬كان من أسباب انحطاط البالد‬
‫إرسال مندوبين إلى أزمير يجمعون األجناد‪ ،‬وبدال أن يتبع هؤالء املندوبون الطريقة القديمة التي لم تكن تسمح بأن يجند‬
‫‪93‬‬
‫فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"‬

‫في امليليشيا إال الرجال النزهاء الذين لهم جاه ومكانة‪ ،‬فإنهم كانوا يفتحون أبواب امليليشيا ألي كان حتى ألناس كانوا قد‬
‫أدبوا و أدينوا‪ .‬وكان يوجد من بين املجندين يهود ويونانيون ختنوا أنفسهم‪ ...‬صارت تلك امليليشيا التي ال مبدأ لها ترتكب‬
‫املخالفات ضد البدو والقبائل‪ ،‬ثم قام هؤالء البؤساء بإشعال الثورات وقلب قادة الدولة بحسب هواهم" ‪ 33‬وتعتبر‬
‫سياسة التجنيد إحدى العوامل األساسية التي كانت وراء تدهور األوضاع وفساد املؤسسة العسكرية‪ ،‬فبعدما كان‬
‫الجيش يدافع عن البالد‪ ،‬أصبح مصدر ومنبع الفوض والقالقل‪ .‬وبالرغم من ذلك ظل باب التجنيد مفتوحا حتى أواخر‬
‫الحكم العثماني بالجزائر‪ ،‬حيث تكشف لنا وثيقة هي عبارة عن رسالة من محمود بن أمين السكة وكيل الجزائر في‬
‫تونس إلى ابراهيم وكيل الحرج في ‪ 00‬رجب ‪1021‬هـ‪1800/‬م‪ ،‬يخبره فيها بوصول سفينة إلى حلق الوادي بتونس وعلى متنها‬
‫‪ 82‬متطوعا جديدا متوجهين إلى الجزائر‪34‬‬

‫وألخذ فكرة تقريبية عن عدد القوات النظامية العاملة البرية في إيالة الجزائر خالل فترات مختلفة‪ ،‬نثبت الجدول‬
‫التالي‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ )8‬عدد القوات النظامية العاملة البرية في إيالة الجزائرخالل فترات مختلفة‬
‫العدد‬ ‫الفترة‬ ‫املصدر‬
‫‪ 1800‬رجال‬ ‫‪ 1110‬م‬ ‫وثيقة سرية إسبانية ‪35‬‬

‫‪ 10000‬رجال‬ ‫‪ 1011‬م‬ ‫غراماي (‪Gramaye‬‬

‫‪ 0000‬رجال‬ ‫‪ 1002‬م‬ ‫هايدو (‪)Haedo‬‬


‫‪ 00000‬رجال‬ ‫‪ 1012‬م‬ ‫دان (‪)Dan‬‬
‫ما بين ‪ 1100‬و ‪ 10000‬رجال‬ ‫‪ 1112-1100‬م‬ ‫شاو (‪)Shaw‬‬
‫‪ 10000‬رجال‬ ‫‪ 1102‬م‬ ‫طاس ي (‪)Tassy‬‬
‫‪ 10000‬رجال‬ ‫‪ 1101– 1102‬م‬ ‫بايصونال (‪)Paysonnel‬‬
‫‪ 00000‬مشاة وفرسان‬ ‫‪ 1101‬م‬ ‫فو (‪)Fau‬‬
‫‪ 1000‬رجال‬ ‫‪ 1102‬م‬ ‫ستانداري (‪)Standari‬‬
‫ما بين ‪ 1000‬و ‪ 8000‬رجال‬ ‫‪ 1188‬م‬ ‫فانتوردي بارادي (‪)N.de Paradis‬‬
‫‪ 10000‬رجال‬ ‫‪ 1111‬م‬ ‫كيرس ي (‪)Kercy‬‬
‫‪ 10000‬رجال‬ ‫‪ 1808‬م‬ ‫بوتان (‪)Boutin‬‬
‫‪ 10000‬رجال‬ ‫‪ 1801‬م‬ ‫دي بواتافيل (‪)Dubois Thanville‬‬
‫‪ 2000‬رجال‬ ‫‪ 1802 – 1810‬م‬ ‫شالر (‪)Shaler‬‬
‫‪ 1801‬رجال‬ ‫‪ 1801‬م‬ ‫تشريفات (‪)Tachrifat‬‬

‫‪94‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬

‫و في يوم ‪ 1‬فبراير ‪1810‬م‪ ،‬أعلنت فرنسا التعبئة في الجيش وبدأت االستعدادات لتجهيز الحملة‪ .‬وفي ‪ 10‬مارس بعثت‬
‫فرنسا‪ ،‬بمذكرة إلى الحكومات األوروبية تخطرها بالقرار الذي اتخذته وأكدت في نفس الوقت أن استعداداتها العسكرية‬
‫تستهدف الجزائر لوحدها‪ .‬وعلى أن الحكومة الفرنسية لم تذكر األسباب بل قدمت أسباب واهبة مثل حادثة املروحة لتبرير‬
‫الغزو‪ .‬وتكشف لنا وثيقة التي هي عبارة عن تقرير أرسله أحد املخبرين إلى الداي حسين‪ ،‬يخبره حول املعارضة التي ظهرت في‬
‫مجلس الشيوخ الفرنس ي حول إقرار إعالن الحرب ضد الجزائر‪ ،‬وإثارة مسألة الديون التي ترتبت على فرنسا من جانب الجزائر‬
‫واملقدرة بسبعة ماليين فرنك‪.36‬‬
‫وقد فند "مارسيل أمريت" أسباب الغزو الفرنس ي للجزائر حيث يقول‪" :‬لم يكن هدف فرنسا من الحملة القضاء على‬
‫القرصنة ألن القرصنة توقفت منذ عام ‪1818‬م‪ ،‬والدليل على ذلك‪ ،‬أننا لم نجد في سجل الغنائم البحرية الجزائرية سوى ‪10‬‬
‫سفينة إسبانية‪ ،‬وسفينتين بابويتين‪ ،‬وأن هاتين الدولتين كانتا في حرب مع الجزائر‪ .‬كما أن قضية تحرير األسرى املسيحيين‪ ،‬لم‬
‫تكن سببا لشن حملة عسكرية ضد الجزائر‪ ،‬ألنه لم يكن يوجد في سجون الجزائر سوى مائة سجين‪ ،‬كانوا يعتبرون أسرى‬
‫حرب" ‪37‬‬

‫وفي نفس السيا ق أضاف "أمريت" أنه‪" :‬بعد حصار طويل‪ ،‬لم تجد فرنسا حادثا جديدا تبرر به حملتها العسكرية‪ ،‬لذا‬
‫اتخذت من قضية قصف سفينتها البروفانس‪ ،38‬من قبل الجزائر‪ ،‬سببا لتنفيذ مشروعها إال أن هذا السبب ال يكفي أن يكون‬
‫مبررا‪ ،‬ألن القصف كان مجرد خطأ ارتكبه الجنود الجزائريين‪ ،‬وأن الداي قام بعزل املسؤولين عن هذه الحادثة"‪ 39‬وقبل إنهاء‬
‫التحضيرات طبع الفرنسيون بيانا سريا‪ ،‬قام العمالء والجواسيس والقناصل بتوزيع عدة نسخ منه في مختلف أرجاء الجزائر‪،‬‬
‫وكان الهدف الرئيس ي من هذا البيان هو إضعاف معنويات الجزائريين وبالتالي التخلي عن مساندة حكومة الداي‪ ،‬ومما جاء في‬
‫البيان املذكور‪" :‬أن الفرنسيين جاءوا إلى الجزائر لتأديب الداي الذي أساء إلى شرف فرنسا بسبب جهله‪ ،‬وليس الحتالل البالد‪.‬‬
‫فطلبوا من األهالي االنضمام إلى الفرنسيين والتعاون معهم ضد األتراك‪ ،‬وأنهم يضمنون لهم أراضيهم وأمالكهم‪ ،‬وسيحترمون‬
‫مقدساتهم بما فيها املساجد‪40‬‬

‫والظاهر أنه كان للبيان الذي وزعه الفرنسيون تأثير كبير على بعض األشخاص‪ ،‬وكان هؤالء قد اقتنعوا بأن‬
‫الفرنسيين قد جاءوا "محررين"‪ ،‬للجزائريين من سلطة األتراك‪ ،‬فأصبح هؤالء من أنصار الحل السلمي‪ ،‬وقد تسبب البيان‬
‫"الغامض الفارغ" الذي كان مقصودا به الدعاية فقط‪ ،‬في شل الطاقة املحاربة لدى بعض الجزائرين‪ ،41‬وبخصوص‬
‫التحضيرات العسكرية عن الجانب الجزائري تطلعنا رسالة بعث بها الحاج محمد مفتي الجزائر إلى شقيقه بأزمير قبل الحملة‪:‬‬
‫"يخبره باالستعدادات العسكرية للجزائر من تحصين األبراج بألف مدفع‪ ،‬واعتناء الجنود بأسلحتهم‪ ،‬ومواضبتهم مع الداي علي‬
‫القيام بشعائر اإلسالم من صالة وصيام والسماع لدروس الوعظ واإلرشاد"‪42‬‬

‫نزلت القوات البرية الفرنسية بسيدي فرج بتاريخ ‪ 12‬جوان ‪1810‬م‪ ،‬وتطلعنا رواية أحمد باي عن الظروف التي تم فيها‬
‫إنزال القوات الفرنسية حيث يقول‪" :‬إن العدو نزل في غرب الجزائر برجاله وفرسانه‪ ،‬ولكن لم يكن أحد يملك الجنود‬
‫والفرسان لرده‪ ،‬كما أنه لم يكن ثمة شخص مستعد ملحاربته‪ ،‬مما سمح للعدو أن ينزل جنوده ويحفر الخنادق وينصب‬
‫‪95‬‬
‫فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"‬

‫مدافعه ويحارب املسلمين املشتتين الذين ال يملكون البارود والذخيرة‪...‬إن منطقة سيدي فرج كانت خالية من املدافع‬
‫والخنادق‪ ،‬وكان هناك فقط اثنا عشر مدفعا نصبت في بدء إعالن الحرب" ‪ ،‬وإن ما توفر من معطيات بخصوص عمليات‬
‫اإلنزال نجدها عند حمدان خوجة الذي أضاف‪" :‬وفي اليوم الذي نزل فيه املارشال دي بورمون مع جيشه لم يكن تحت تصرف‬
‫اآلغا سوى ‪ 100‬فارس ولم يكن مع باي قسنطينة إال عدد قليل من الجنود"‪43‬‬

‫وفي أول مواجهة مع الجيش الفرنس ي أثبتت القوات الجزائرية عجزها وضعفها في مواجهة املحتل‪ .‬فقد تمكن‬
‫الفرنسيون من نزول بسيدي فرج دون مقاومة تذكر‪ ،‬وتمكنوا بعد ذلك من تحطيم كل الدفاعات التي لم تكن سوى ‪ 10‬مدفعا‬
‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬أما الجزائريون فانسحبوا إلى هضبة أوسطى والي (اسطاوالي) في انتظار الدعم من مختلف جهات اإليالة‪.‬‬
‫رغم االستعدادات الظاهرية‪ ،‬فإن الداي بدل أن يستعمل القوات في الهجوم ضد الفرنسيين في سيدي فرج أبقاها‬
‫بعيدة عن العاصمة بعدة كيلومترات‪ ،‬وكان الداي ينظر بثقة إلى جنوده وتحصيناته‪ ،‬وكان يعتقد أن القصبة ال تهزم وأنها‬
‫تستطيع أن تقاوم عدة سنوات‪ ،‬ولم يدعم معسكرات سوى ببعض مئات من الجنود ويفيدنا نص وثيقة بمعلومات عن محاولة‬
‫ابراهيم آغا القيام بالتحضيرات العسكرية في منطقة سيدي فرج بتاريخ ‪ 00‬ذي الحجة ‪1021‬هـ‪1810/‬م‪" :‬رسالة من إبراهيم‬
‫آغا العرب املوجود بسيدي فرج إلى حسين باشا يترقب نزول الفرنسيين‪ ،‬ويطلب إرسال املؤن للجيش مثل العنب والسمن‬
‫والزيت والبشماط والشعير‪ ،‬كما يطلب إرسال مختصين في حفر املتاريس (الخنادق) وإخباره بقدوم بعض فرسان القبائل من‬
‫أجل املقاومة‪ ،‬ولكنهم رفضوا االنضمام إلى جيش اآلغا"‪.44‬وحسب رواية بفايفر فإن هزيمة الجيش الجزائري في معركة‬
‫أسطاويلي تعود إلى هروب القبائل وانسحابها من ميدان القتال‪ ،‬مما أتاح الفرصة للقوات الفرنسية بطلق الهتافات‪ :‬هيا‪ ...‬يحيا‬
‫امللك فاستولوا على الذخيرة والخيام ما بين ستمائة وثمانمائة خيمة‪ ،‬إلى جانب املدفعية الجزائرية‪.45‬‬
‫وبالرغم من ذلك فإن حسين باشا كان يصر على اإلبقاء على اآلغا حتى هزيمته في أسطاوالي‪ .‬ويحمل حمدان خوجة‬
‫الداي حسين مسؤولية تعيينه "لآلغا إبراهيم" قائد للجيش ليحارب فرنسا‪" :‬بدون جيش منظم وبدون دخيرة وبدون مؤونة‬
‫وبدون شعير للخيل وبدون املقدرة الضرورية على مواجهة الحرب"‪.46‬‬
‫عند الهزيمة في أسطاوالي (‪ 11‬جوان ‪1810‬م) هرب إبراهيم آغامن امليدان وترك خلفه الجيش والخيام‪ ،‬والفرقة‬
‫املوسيقية واألعالم‪ ،47‬وأمام هذه األوضاع املزرية‪ ،‬عزله حسين باشا ودعا املفتي (شيخ اإلسالم) "ابن العنابي‪48‬وأعطاه سيفا‬
‫وأمره بجمع الشعب وإقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البالد‪ .‬كان املفتي رجال خاضعا ولكنه ال يصلح للقيادة‪ .49‬وفي نفس الوقت‬
‫كان الجيش الفرنس ي يقترب من قطعة موالي حسن (قلعة اإلمبراطور) زاد ذلك فقدان األمل بنجاح الحملة‪ ،‬أما قيادة الجيش‬
‫فتوالها باي التيطري مصطفى بومرزاق‪ .‬ورغم أن القائد الجديد كان يمتاز بالشجاعة والتجربة فإنه اكتفى بجمع الغنائم‬
‫واختيار البنادق الطويلة إلطالق الرصاص على الفرنسيين‪50‬‬

‫ومن سوء حظ الداي حسين أنه أوكل مهمة الدفاع عن حصن موالي حسن‪" ،‬للخزناجي مصطفى"‪ ،‬الذي كان حسب‬
‫"حمدان خوجة" يتآمر على الداي ويسعى لالستيالء على الحكم ثم يعقد صلحا مع فرنسا وفق شروطهم وعندما تحرك الجيش‬
‫الفرنس ي نحو حصن موالي حسن‪ ،‬اضطر الخزناجي إلى نسف مخزن البارود الصغير الذي كان في القلعة فأحدث ذلك ضجة‬
‫اهتزت له املدينة‪51‬‬

‫‪96‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬

‫ونستشف هدف هذه الرواية من خالل الزهار الذي تحدث عن عنف املعركة التي أدت إلى مقتل الكثير من الفريقين‪،‬‬
‫ومن بين الناجيين الخزناجي الذي أمر بإشعال النار في مخزن البارود في الحصن مما نتج عنه انفجار كبير‪ ،‬بسبب هلعا بين‬
‫السكان‪52‬‬

‫وبعد استيالء القوات الفرنسية على قلة موالي حسن جمع حسين باشا أمناء الطوائف وأعيان املدينة وأعضاء‬
‫الحكومة لألخذ برأيهم بين مواصلة املقاومة أو االستسالم‪ .‬وقد وضع أمامهم السؤال التالي‪ :‬هل تعتقدون أنه من الصواب‬
‫مواصلة املقاومة ضد الفرنسيين أو يجب تسليم املدينة إليهم والتوقيع معهم على معاهدة استسالم؟ ‪53‬وشيئا فشيئا بدأت روح‬
‫الهزيمة تدب في أوصال الجهاز اإلداري والجهاز االجتماعي‪ ،‬وهذا راجع بالدرجة األولى إلى البيان الذي وزعه الفرنسيون وكان له‬
‫أثر على نفسية الجزائريين وقد تحدثنا عن ذلك فيما سبق وفي ‪ 2‬جويلية ‪1810‬م أرسل الداي حسين وفدا يتكون من كاتبه‬
‫مصطفى مصحوبا بالقنصل اإلنجليزي‪ ،‬إلى جانب أحمد بوضربة وحسن بن حمدان بن عثمان خوجة كمترجمين إلى مقر‬
‫القيادة الفرنسية للتفاوض مع دي بورمون‪ ،‬واالتفاق معه على شروط االستسالم‪ .‬والظاهر أن مصطفى كان يهدف إلى‬
‫التفاوض باسم الخزناجي ألنه كان عضوا في املؤامرة ضد الداي‪ 54‬غير أن دي بورمون حسب الرواية الفرنسية رفض املؤامرة‬
‫وقبل باقتراح حسين داي ينص على االستسالم حيث تم التوقيع عليه بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪1810‬م‪.‬ومما جاء في بنود معاهدة‬
‫االستسالم ‪ 55‬التي وقعها الداي حسين مع القائد الفرنس ي دي بورمون‪" :‬أن تسلم جميع حصون املدينة وامليناء للقوات‬
‫الفرنسية قبل الساعة العاشرة‪ ،‬في ‪ 1‬جويلية ‪1810‬م‪ ،‬وفي نفس الوقت يضمن قائد الحملة للقوات االنكشارية نفس الحقوق‬
‫والحماية التي يضمنها للداي وحاشيته"‪56‬‬

‫وفي ‪ 10‬جويلية غادر الداي حسين مدينة الجزائر على متن سفينة فرنسية تدعى (جان دارك ‪ ،)Jeanne Darc‬برفقة‬
‫حاشيته املتكونة من ‪ 18‬رجال وامرأة‪ ،57‬في حين بدأ قائد الحملة في ترحيل ألفين وخمسمائة انكشاريا من الجزائر على متن سفن‬
‫بياستير إسبانية كمنحة للسفر‪58‬أما االنكشارية املتزوجين فقد سمح لهم بالبقاء مع أسرهم‪ ،‬غير أنه سرعان ما شملهم قرار‬
‫الترحيل بحجة رفضهم البقاء في الجزائر خوفا من انتقام الحضر واليهود بمدينة الجزائر‪59‬‬

‫والواقع أن السبب الحقيقي الذي كان وراء طرد االنكشارية هو التخوف الفرنس ي من إثارة هؤالء للثورة واالضطرابات‬
‫‪1020‬هـ‪1810/‬م‪ ،‬بخصوص رسائل وجهت إليه بشأن‬ ‫مستقبال‪ ،‬فقد جاء في تقرير عمر أفندي محتسب أزمير بتاريخ‬
‫االنكشارية العزاب الذين اخرجوا من الجزائر بعد سقوطها‪ ،‬وقد تم ترحيل ‪ 0100‬على متن أربع سفن فرنسية إلى املدن التالية‪:‬‬
‫سالونيك‪ ،‬أولة‪ ،‬فوجة‪ ،‬فقد عبر املحتسب "بأن هؤالء من األرذال والفوضويين الذين ال يسمح لهم بالتوجه نحو مدينة أزمير"‬
‫‪ ،60‬إذن هكذا كان مصير الجيش االنكشاري وهو يغادر الجزائر للمرة األخيرة‪ ،‬فقد تم القضاء على السلطة العثمانية السياسية‬
‫(الداي) والعسكرية (االنكشارية)‪.‬‬
‫ومن العوامل التي ساهمت في هزيمة القوات الجزائرية‪ ،‬نقص التحضير النفس ي للمحاربين‪ ،‬واستخدام الفرنسيين‬
‫أسلحة أكثر تقدما وخططا حربية مدروسة منذ أيام نابوليون‪ .61‬والخطأ االستراتيجي الذي وقع فيه الداي حسين هو عزل وقتل‬
‫اآلغا يحي بعد اتهامه بالتآمر ضده وكان يتولى القيادة العامة للجيش منذ اثني عشرة سنة مما أكسبه خبرة واسعة وتجربة في كل‬
‫ما يتعلق بفنون الحرب والتنظيم العسكري‪ ،‬كما كان يحظى بالطاعة واالحترام لدى الجنود‪ ،‬ويتمتع بشعبية واسعةوأوكل‬
‫‪97‬‬
‫فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"‬

‫الداي القيادة العامة للجيش إلى صهره اآلغا ابراهيم الذي قيل عنه بحق أنه "لم يكن قائدا ممتازا في يوم من األيام‪ ،‬ولم يكن‬
‫يعرف الش يء الكثير عن التكتيك العسكري"‪.62‬ولم يفعل اآلغا إبراهيم عندما وصل الجيش الفرنس ي إلى سواحل سيدي فرج‪،‬‬
‫رغم أنه كان يعلم باملكان الذي تدخل منه الحملة إلى الجزائر‪ ،‬كما أنه اطلع على أخبار الحملة فيما يخص مكونات الجيش‬
‫الفرنس ي‪ 63‬وما فعله هو جمع سكان "متيجة" ملواجهة القوات الفرنسية وهؤالء بدورهم لم يكونوا يعرفون شيئا من أمور الحرب‬
‫سوء بيع الحليب‪ ،‬أما الفرسان العرب الذين يتمتعون بخبرة حربية والذين جاءوا إلى مدينة الجزائر ملساعدته‪ ،‬فكانوا يقيمون‬
‫في أطراف املدينة‪64‬‬

‫كما رفض اآلغا إبراهيم األخذ بنصيحة الحاج أحمد باي قسنطينة الذي قال بأنه ليس من السياسة في ش يء أن تجمع‬
‫قواتنا في نقطة واحدة‪ ،‬وإن من الواجب توزيعها بحيث يحمل جزء منها غرب سيدي فرج حتى تمنع العدو من تحقيق هدفه وهو‬
‫الوصول إلى العاصمة‪ ،‬ولكن اآلغا إبراهيم تشبث بخطته وأجاب الباي بقوله‪" :‬إنكم ال تعرفون التكتيك األوروبي‪ ،‬إنه يتعارض‬
‫كل املعارضة مع التكتيك العربي"‪.65‬‬
‫وقد أثبتت األحداث بعد ذلك انه (اآلغا) كان جاهال بالتكتيكين معا‪ ،‬حيث جمع القوات والعتاد في منطقة الحراش‬
‫الواقعة شرقي العاصمة‪ ،‬والتي تبعد عن منطقة سيدي فرج بحوالي أربعين كيلومترا‪66‬و بناء على هذا‪ ،‬ال داعي إلى االستغراب إذا‬
‫رأينا إيالة الجزائر تسقط هي األولى تحت نير االستعمار‪ ،‬إذا كانت سلطة الداي تمثل أحسن تمثيل تلك الفجوة التي طاملا أشار‬
‫إليها بعض الباحثين والتي فصلت منذ عقود في بالد املغرب بين الدولة واملجتمع أو بين نظام الحكم والقاعدة اإلنتاجية‪67‬وعلى‬
‫هذا النحو فقد الجيش أهميته بسبب الثورات وتحكم اليهود في املنافذ املالية‪ ،‬وضعت األسطول مقابل التقدم الذي شهدته‬
‫دول أوروبا‪ ،‬مما سهل على فرنسا نجاح حملتها على الجزائر سنة ‪1830‬م‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬للمزيد من التفاصيل راجع‪:‬‬


‫ناصر الدين‪ ،‬سعيدوني‪ " ،‬وضعية املراكز اإلقليمية بالجزائر نموذج‪ :‬حصن القالة‪ :‬من مركز إسالمي إلى محطة عثمانية"‪ ،‬املجلة التاريخية العربية للدراسات‬
‫العثمانية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬تونس‪ ،‬أوت ‪1112‬م‪ ،‬ص ‪ ،.182-101‬ص ‪.182-101‬‬
‫‪ 2‬حول موضوع األوقاف أنظر الدراسة القيمة‪:‬‬
‫ناصر الدين‪ ،‬سعيدوني‪ ،‬دراسات تاريخية في مكتبة والوقف والجباية والفترة الحديثة‪ ،‬بيروت‪:‬دار الغرب اإلسالمي ‪،0001،‬ص‪.011-111‬‬
‫‪3 Marcel,.Colombe l’Algérie Turque, in, initiation à l’Algérie, Maison Neuve, Paris 1957, PP.115-116.‬‬
‫‪ 4‬مجموعة وثائق تاريخ الجزائر العثماني باملكتبة الوطنية ‪ ،‬رقم‪ ،1110 :‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.110‬‬
‫‪ 5‬حول نشاط الرايس حميدو‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Devoulx,A « un exploit des Algériens en 1802 », in, R.A, (N°9), 1865, PP.126-127.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Devoulx,A , Le registre des prises maritimes, Alger, Jourdan, 1872.pp.70-80‬‬
‫‪ 6‬عبد الجليل‪ ،‬التميمي‪ ،‬بحوث ووثائق في التاريخ املغربي (‪1811-1810‬م)‪ ،‬ط‪ ،0‬الجزائر‪ :‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬زغوان‪ :‬مركز الدراسات والبحوث عن‬
‫الواليات العربية في العهد العثماني‪1181 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.120‬‬
‫‪ 7‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.001‬‬
‫‪ 8‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.001‬‬

‫‪98‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬

‫‪ 9‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.100‬‬


‫‪ 10‬قنصل فرنسا جان سانت أندري (‪1118-1110()J.Von saint, André‬م)‪.‬‬
‫‪11‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.01‬‬
‫‪ 12‬نفسه‪.‬‬
‫‪ 13‬جمال‪ ،‬قنان‪ ،‬معاهدات الجزائر مع فرنسا ‪1810-1011‬م‪ ،‬الجزائر‪:‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪1181،‬م‪ ،.‬ص ‪.110‬‬
‫‪14 Colombe (Marcel), « Contribution à l’étude du recrutement de l’Odjaq d’Alger dans les dernières années de l’histoire de la régence », in,‬‬
‫‪R.A (N°87), 1943, PP.165-183. P.169.‬‬
‫‪ 15‬عبد الجليل‪ ،‬التميمي‪ ،‬بحوث‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 16‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.01‬‬
‫‪ 17‬خط همايون عدد‪ ،11010 :‬تاريخ ‪1011‬هـ‪.‬‬
‫‪18‬حول الحرب اليونانية العثمانية‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪Devoulx, « Recherches sur la coopération »…, op.cit, PP.129-136/207-211‬‬

‫‪ 19‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.180‬‬


‫‪20‬كاثكارت‪ ،‬مذكرات أسير الداي كاثكارت قنصل أمريكا في املغرب‪( ،‬ترجمة وتعليق‪ :‬اسماعيل العربي)‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان املطبوعات الجامعية‪1180 ،‬م‪ ،.‬ص‬
‫‪.100‬‬
‫‪ 21‬الزهار‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫واملالحظ أن مدينة الجزائر قد عرفت طوال العهد العثماني ثالث موجات متتالية من وباء الطاعون‪ ،‬املرحلة األولى (‪1188-1118‬م)‪ ،‬والثانية (‪1802-1110‬م)‪،‬‬
‫والثالثة (‪1800-1810‬م)‪ - .‬للمزيد راجع‪-:‬‬
‫‪Saïdouni (Nacerddine), L’Algérois Rural à la fin de l’époque Ottomane (1791-1830), Beyrouth, Dar Al-Garb-Al-Islami, 2001.,‬‬
‫‪PP.358-367‬‬

‫‪22 A.Berbrugger, « un mémoire sur la peste en Algérie depuis 1552 jusqu’en 1819 in, exploitation scientifique de l’Algérie, 1847, T2, P.225.‬‬
‫‪23 M.Colombe, « contribution »…, op.cit, P.180.‬‬
‫‪24 Boyer (Pierre), la vie quotidienne à Alger à la veille de l’intervention Française, Paris, Hachette, 1963.t, P.94.‬‬
‫‪ 25‬عبد الجليل‪ ،‬التميمي‪ ،‬بحوث‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪26‬مذكرات وليام شالر‪ ،‬قنصل أمريكا في الجزائر‪( ،‬ترجمة‪ :‬اسماعيل العربي)‪ ،‬الجزائر‪ :‬الشركة الوطنية للنشر و التوزيع‪1180 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.110‬‬

‫‪ 27‬مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار‪( ،‬تحقيق‪ :‬أحمد توفيق املدني)‪ ،‬ط‪ ،0‬الجزائر‪ :‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪1180 ،‬م‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪28 Grammont (H.D.de), Histoire d’Alger sous la domination Turque, 1515-1830, Paris, E.Leroux, 1887., PP.381-382.‬‬
‫‪29 Kuran (Erküment), « La lettre du dernier Dey au grand Vizir de l’empire Ottoman », in R.A, (N°96), 1952, P.192.‬‬
‫‪30‬بادر السلطان محمود الثاني عام ‪1800‬م بإصالحات عميقة داخل النظام الجديد بإصالحات عميقة داخل النظام الجديد على غرار التنظيمات العسكرية‬
‫األوروبية‪ .‬لكن مشروعه باء بالفشل وتم اغتياله على يد عناصر الجيش‪.‬‬
‫‪ 31‬مجموعة ‪ ،1110‬امللف األول ورقة ‪.001‬‬

‫‪99‬‬
‫فقدان األهمية العسكرية للجيش الجزائري أواخرالعهد العثماني " األسباب والنتائج"‬

‫‪32 Rinn, Louis,Le royaume d'Alger sous le dernier dey, Alger, Adolphe Jourdan,1900,PP.136-142.‬‬
‫‪33‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.110‬‬
‫‪34‬حمدان‪ ،‬خوجة‪ ،‬املرآة‪( ،‬تقديم وتعريب وتحقيق‪ :‬محمد العربي الزبيري)‪ ،‬ط‪ ،0‬الجزائر‪ :‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪1180 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.121‬‬
‫‪35‬مج ‪ ،1101‬ورقة ‪.21‬‬
‫‪ 36‬أحمد توفيق‪ ،‬املدني‪ ،‬حرب الثالثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا (‪1110-1210‬م)‪ ،‬الجزائر‪ :‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪1110 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.018‬‬
‫‪ 37‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.180‬‬
‫‪38 Marcel,Emerit, « une cause de l’expédition d’Alger ; le trésor de la casbah », in, Actes du 89, congrès des sociétés savantes d’Alger, 1954,‬‬
‫‪P.172.‬‬
‫‪ 39‬في ‪ 10‬جويلية ‪1801‬م‪ ،‬قدم وفد فرنس ي برئاسة دوالبروتونيار (‪ )la Brotonniere‬على ظهر سفينته (‪ )La provence‬للتفاوض مع حكومة الداي‪ ،‬وحل‬
‫املشكلة العالقة بين البلدين غير أن هذه املفاوضات باءت بالفشل‪ .‬وعندما غادرت السفينة امليناء اقترحت من بطاريات ودفاعات العاصمة‪ ،‬فاضطر‬
‫الطوبجية إلى إطالق النار عليها‪ ،‬للمزيد راجع‪ :‬حمدان‪ ،‬خوجة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.182-181‬‬
‫‪40 Emerit (Marcel), « l’état intellectuel et moral de l’Algérie en 1830 », in R.H.M.C, Juillet-Septembre, 1954, P.172.‬‬

‫‪ 41‬حمدان‪ ،‬خوجة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬

‫‪ 42‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.111‬‬


‫‪ 43‬حمدان‪ ،‬خوجة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫‪ 44‬مج ‪ ،1110‬امللف األول‪ ،‬ورقة ‪.111‬‬
‫‪ 45‬بفايفر‪ ،‬سيمون‪ ،‬مذكرات جزائرية عشية االحتالل (ترجمة وتقديم وتعليق‪ :‬د‪.‬أبو العيد دودو)‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار هومة‪1118 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 46‬حمدان‪ ،‬خوجة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 47‬نفسه‪.‬‬
‫‪ 48‬ألف ابن العنابي كتابا بغرض إصالح جيش اإليالة‪ ،‬وقد حث إلى اقتباس النمط العسكري األوروبي‪ ،‬واإلصالحات العسكرية التي عمل بها محمد علي باشا‬
‫أنظر‪ :‬محمد بن محمود‪ ،‬بن العنابي‪ ،‬السعي املحمود في نظام الجنود‪( ،‬تقديم وتحقيق‪ :‬محمد بن عبد الكريم)‪ ،‬الجزائر‪ :‬املؤسسة الوطنية‬ ‫حاكم مصر‪.‬‬
‫للكتاب‪1181 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 49‬نفسه‬
‫‪ 50‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ 51‬نفسه‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 52‬الزهار‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪53‬حمدان‪ ،‬خوجة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪54‬ا ملصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.001-000‬‬
‫‪55‬أنظر تفاصيل املعاهدة في‪:‬حمدان‪ ،‬خوجة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.002-001‬‬
‫‪56 Copie du registres manuscrit des arrêts du gouvernement général de l’Algérie de‬‬
‫‪p.1 1830 à 1834, in, manuscrit de la bibliothèque nationale d’Alger, sous le numéro 3306‬‬

‫‪57‬سيمون‪ ،‬بفايفر‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪100‬‬
‫األستاذ الدكتور حنيفي هاليلي‬

58 Le marchant (E), L’Europe et la conquête d’Alger d’après des documents originaux tirés des archives de l’état, Paris, Perrin et Cie, 1913.,
PP.287-288.
59 Nettement (Alfred), Histoire de la conquête d’Alger écrite sur les documents inédits et authentiques, Paris, Jacques le coffre, 1856, P.467.
.‫هـ‬1020 ‫ تاريخ‬،00110 :‫ عدد‬،‫خط همايون‬60
.211 ‫ ص‬،.‫م‬1180 ،‫ الجزائر املؤسسة الوطنية للكتاب‬،)‫ أبو القاسم سعد هللا‬:‫ (ترجمة وتعليق‬،‫م‬1810-1100 ‫ الجزائر وأوروبا‬،)‫ جون (ب‬،‫وولف‬61
.110 ‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ الزهار‬62
.188 ‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ خوجة‬،‫حمدان‬63
.181 ‫ ص‬،‫املصدر نفسه‬64
.110 ‫ ص‬،‫نفسه‬65
.110 ‫ ص‬،‫ نفسه‬66
67 Azan (Paul), l’expédition d’Alger en 1830, Paris, 1931., P.88

101

You might also like