Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 60

‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫كلية اآلداب واللغات‬

‫قسم اللغة واألدب العربي‬

‫مقياس‪ :‬اللهجات العربية‬

‫محاضرات في مقياس اللهجات العربية (السنة الثانية ماستر دراسات‬


‫لغوية)‬

‫‪‬‬
‫د‪ .‬شعيب عز الدين حبيلة‬

‫‪ -‬البريد المهني‪hebila.choayb@univ-jijel.dz :‬‬ ‫‪‬‬


“A language is a dialect with an army and navy”

Max Weinreich (D. 1969)

1
‫المحاضرة األولى‪ :‬من عدنان إلى الحجازية ومن قحطان إلى الحميرية‪:‬‬
‫مدخل تأثيلي‬
‫يتماهى الدرس اللساني‪ ‬قديما وحديثا مع التاريخ ومروياته‪ ،‬وتحضر جدلية‬

‫العدنانية (أو القيسية أو المضرية أو عرب الشمال) القحطانية (أو اليمانية أو عرب‬

‫الجنوب) في نصوص متكاثرة لعل أقدمها نص للجاحظ (ت ‪ 255‬هـ) في بيان نطق‬

‫إسماعيل (عليه السالم) ‪-‬الذي يؤمن عرب الحجاز أنهم من ذريته‪ -‬بالعربية من غير‬

‫معلم‪ ،‬وفيه‪" :‬فكيف يتعجب الجاهلون من إنطاق إسماعيل بالعربية على غير تعليم‬

‫اآلباء‪ ،‬وتأديب الحواضن؟! وهذه المسألة ربما سأل عنها بعض القحطانية ‪-‬ممن ال‬

‫علم له‪ -‬بعض العدنانية‪ ،‬وهي على القحطاني أشد‪ .‬فأما جواب العدناني فسلس النظام‬

‫سهل المخرج‪ ،‬قريب المعنى؛ ألن بني قحطان ال يدعون لقحطان نبوة‪ ‬فيعطيه اهلل‬

‫مثل هذه األعجوبة"‪ .1‬وقد نص الجاحظ نفسه على كتاب له في مقدمة «الحيوان»‬

‫القحطانية وكتاب‬
‫ّ‬ ‫اسمه‪ :‬كتاب العدنانية في الرد على القحطانية‪ ،‬وفيه‪" :‬وعبتني بكتاب‬

‫‪ -‬نذكر بأن مصطلح اللسانيات ورد ذكره عند المتقدمين في نص عزيز البن سيدة (ت ‪ 458‬هـ) يقول‬ ‫‪‬‬

‫فيه‪ ..." :‬وذلك أنه ‪ -‬أدام اهلل مدته‪ ،‬وحفظ على ملكه طالوته وجدته ‪ -‬لما جمع العلوم النافعة‪ ،‬من‬
‫الديانيات واللسانيات‪ ،‬فسلك مناهجها‪ ،‬وشهر بمقدماتها نتائجها ‪...‬إلخ"‪.‬‬
‫المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬ابن سيدة األندلسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪.)32-31-1( ،2000 ،1‬‬
‫‪ -‬من المهم أن نشير ههنا إلى أن اليهود والنصارى ال يؤمنون بنبوة إسماعيل (عليه السالم)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رسائل الجاحظ‪ ،‬عمرو بن بحر الجاحظ‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪،‬‬
‫القاهرة‪[ ،‬د ط]‪.)33/1( ،1964 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫العصبية‪ ،‬و ّأني‬
‫ّ‬ ‫حد‬
‫الحمية إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫الرد على القحطانية‪ ،‬وزعمت ّأني تجاوزت‬
‫العدنانية في ّ‬
‫ّ‬

‫القحطانية"‪.1‬‬
‫ّ‬ ‫العدنانية إال بتنقّص‬
‫ّ‬ ‫لم أصل إلى تفضيل‬

‫وكيف تصرفت الحال؛ فإن المراد بالعدنانية الشعبتان الرئيستان ربيعة ومضر‪،‬‬

‫وهما في األصل ابنا نزار بن معد بن عدنان ‪-‬حسب النسابين‪ .-‬والى العدنانية تنسب‬

‫اللهجتان الرئيستان في عربية الشمال أي (الحجازية) و(التميمية)‪ .‬وقد حفظت المصادر‬

‫نصوصا شعرية في ذم العدنانيين القحطانية‪ ،‬من ذلك نونية الكميت بن زيد األسدي‬

‫(ت ‪ 126‬هـ) ‪-‬وبنو أسد من القبائل العدنانية الكبيرة‪ -‬وفيها‪:2‬‬

‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـاحـا مـا دنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ومـا بلينـا‬ ‫"فتلـ ــك ثيـ ــاب إس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ــاعيـ ــل فينـ ــا‬
‫وأنـ ـ ـزلـ ـ ـه ـ ــم بـ ـ ـمـ ـ ـك ـ ـ ــة ق ـ ـ ــاطـ ـ ـنـ ـ ـيـ ـ ـن ـ ـ ــا‬ ‫وج ـ ـ ــدت اهلل إذ سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ــى نـ ـ ـ از ار‬
‫ولـلـن ـ ـ ــاس الـقـف ـ ـ ــا ولـن ـ ـ ــا الـجـبـيـن ـ ـ ــا‬ ‫لن ــا جع ــل المك ــارم خ ــالص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫ه ـوائ ـ مــن ف ـحــول األع ـج ـم ـي ـن ـ ـ ــا‬ ‫وم ــا ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرب ــت هج ــان بني نزار‬
‫م ـ ـط ـ ـه ـ ـم ـ ـ ــة ف ـ ـي ـ ـل ـ ـف ـ ـوا م ـ ـب ـ ـغ ـ ـل ـ ـي ـ ـن ـ ـ ــا‬ ‫ومـ ـ ــا حملوا الحمير على عتـ ـ ــاق‬
‫بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ــن خـ ـت ــون ـ ـ ــة مـ ـتـ ـزيـ ـنـ ـي ـ ـن ـ ـ ــا‬ ‫وم ـ ــا سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــموا ب ـ ــأبره ـ ــة اغتب ـ ــاط ـ ــا‬
‫وب ـ ـ ــاألعم ـ ـ ــام س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمين ـ ـ ــا البنين ـ ـ ــا‬ ‫بني األعم ـ ـ ــام زوجن ـ ـ ــا األي ـ ـ ــامى‬
‫ول ــم نـ ـع ــط ابت ـ ـ ــاوة مـ ـجـ ـتـ ـبـ ـيـ ـن ـ ـ ــا"‪.‬‬ ‫ول ـ ـ ــم نـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـل ـ ـ ــك بـ ـ ـ ـغـ ـ ـ ـي ـ ـ ــر نـ ـ ـ ـزار‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الحيوان‪ ،‬عمرو بن بحر الجاحظ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 1424 ،2‬هـ‪.)8/1( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تنظر القصيدة وشرحها ألبي رياش اليمامي‪ :‬ديوان الكميت بن زيد األسدي‪ ،‬جمع وشرح وتحقيق‪:‬‬
‫محمد نبيل طريفي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪ 425‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫والقصد من البيت األخير أن ال أحد ملك العدنانيين من غير قومهم خالف‬

‫القحطانيين الذين حكمهم الحبشة وغيرهم‪ .‬ورغم أن الثقافة الشعبية سمت العدنانيين‬

‫عربا مستعربة والقحطانيين عربا عاربة فإنا ال نجد دليال علميا نطمئن به إلى وثاقة‬

‫هذا الرأي والى بيان أصل العرب ومادتهم‪ ،‬وفي ذلكم يقول الحسين المظهري (ت ‪727‬‬

‫هـ)‪" :‬واختلف النسابون في العرب الخلص‪ :‬قيل‪ :‬هم القحطانية دون العدنانية؛ ألن‬

‫إسماعيل كان لغته سريانية كلغة الخليل عليهم السالم‪ ،‬فلما سكن الحجاز تعرب وتعلم؛‬

‫ألنه تزوج إلى جرهم وغيرهم‪ .‬وقيل‪ :‬العرب القديم العدنانية والقحطانية لم تكن عربا‬

‫عاربة‪ .‬قال األزهري‪ :‬العربي منسوب إلى عربة بلد بناه إسماعيل عليه السالم‪ ،‬والتجاذب‬

‫بين الفريقين كثير قديما وحديثا"‪ .1‬كذلك نسب قحطان إلى إسماعيل (عليه السالم)‬

‫واختار ابن خلدون أنه (يقطان) الذي ذكر في «العهد القديم» ونصه‪" :‬والجمهور على‬

‫أن قحطان هو يقطن المذكور في التوراة في ولد عابر وأن حضرموت من شعوب‬
‫ّ‬

‫قحطان"‪.2‬‬

‫الدرس العلمي يفرض تجاوز خلط النسابين ومخرجات الصراعات القبلية‪ ،‬وعدم‬

‫التسليم بكون (عدنان) و(قحطان) شخصيتين تاريخيتين حقيقيتين؛ بصرف النظر عن‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المفاتيح في شرح المصابيح‪ ،‬الحسن المظهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬نور الدين طالب وآخرون‪ ،‬دار النوادر‪ ،‬و ازرة‬
‫األوقاف الكويتية‪ ،‬ط‪.)285/6( ،2012 ،1‬‬
‫‪ - 2‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن ابن خلدون‪ ،‬تحقيق‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1988 ،2‬‬
‫(‪.)289/2‬‬
‫‪4‬‬
‫النصوص التاريخية المؤسسة لهذا التصور والتي يوصف بعضها بالقداسة‪ .‬وان النظر‬

‫العلمي ليقيود إلى رأي واحد يرتكز على تأويلية الشك وتأويلية ابثبات ‪-‬في احتمال‬

‫وجود معنى بعيد لألساطير بابضافة إلى معناها القريب‪ -‬في مقاربة هذين العلمين‬

‫األسطوريين؛ أي داللة (قحطان) على القحط وكون النون في آخره للتعريف وفق معهود‬

‫العربية الجنوبية‪ ،‬وداللة (عدنان) على العدن أي ابقامة والنون في آخره للتعريف‬

‫أيضا‪ .‬يمكن أن نستأنس في هذا بما ذهب إليه المؤرخ العراقي جواد علي (ت ‪)1987‬‬

‫‪-‬من المدرسة األلمانية‪ 1-‬من أن قحطان لم يكن جدا لكل القبائل القحطانية المعروفة‪،‬‬

‫ومن أن عدنان لم يكن جدا لجميع القبائل العدنانية‪ ،‬بل هما كنايتان عن مجموعة‬

‫قبائل‪ ،‬تدعى عند العرب بـ"الحلف"‪ ،‬وأخذ النسابون قحطانهم من التوراة‪ ،‬وهو هناك‬

‫كناية عن مجموعة قبائل مواطنها في العربية الجنوبية‪ ،‬أما "عدنان" الذي لم يرد في‬

‫التوراة أو في شعر جاهلي فيرجح أنه ظهر قبيل ابسالم‪ .‬ولكنا ننبه إلى أنه لم يسوغ‬

‫نكران وجودهما‪.‬‬

‫هذه المقاربة اللغوية تذكرنا بـ (جنة عدن) التي وردت في األلواح السومرية قبل‬

‫التوراة‪ ،‬ومن أقدم النصوص اللغوية ظاهرة الداللة في اشتقاق (عدنان) من (عدن) قول‬

‫كراع النمل (ت بعد ‪ 309‬هـ)‪" :‬وعدنان مشتق من عدن بالموضع عدونا‪ :‬إذا أقام به‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المفصل فى تاريخ العرب قبل ابسالم‪ ،‬جواد علي‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬ط‪.)133/2( ،2001 ،4‬‬
‫‪5‬‬
‫نص ألبي بكر ابن دريد (ت ‪ 321‬هـ) جامعٌ يقول فيه‪:‬‬
‫ومنه سمي المعدن" ‪ .‬ومنها ٌ‬
‫‪1‬‬

‫"وعدنان فعالن من قولهم‪ :‬عدن بالمكان فهو يعدن عدونا وهو عادن‪ ،‬أي مقيم‪ .‬ومنه‬

‫اشتقاق المعدن‪ ،‬لعدون الذهب والفضة وما أشبهه من الجوهر فيه‪ .‬ومنه اشتقاق "‬

‫جنات عدن " أي دار مقام ‪ ...‬وعدن أبين من هذا اشتقاقها‪ ،‬ألن أبين عدن بها‪ ،‬أي‬

‫أقام بها‪ ،‬وهو رجل من حمير‪ .‬وانتسب النبي صلى اهلل عليه وسلم إلى عدنان وقال‪:‬‬

‫"كذب النسابون"‪ .‬فما بعد عدنان فهي أسماء سريانية ال يوضحها االشتقاق"‪ .2‬والى‬

‫مثل هذا ذهب أبو عبيدة (ت ‪ 209‬هـ) في بيان معنى (جنات عدن)‪ ،‬قال‪﴿" :‬في‬

‫جنات ع ْدن﴾ أي خلد‪ ،‬يقال عدن فالن بأرض كذا وكذا أي أقام بها وخلد بها‪ ،‬ومنه‬

‫المعدن"‪.3‬‬

‫لقد اعتمد فاضل الربيعي هذا األصل االشتقاقي فضال عن عنايته بالعبرية‬

‫وبنقد القراءة االستشراقية للمصادر التاريخية التي عنيت بمواطن الساميين األولى‪،‬‬

‫يقول‪ ..." :‬فهذا يعني أن انتساب العرب المستعربة قاطبة إلى (عدنان) هو انتساب‬

‫إلى طور تاريخي في حياتهم انتهت فيه عمليا موجة الهجرات الكبرى وبدأت موجة‬

‫‪ - 1‬المنتخب من غريب كالم العرب‪ ،‬كراع النمل‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن أحمد العمري‪ ،‬جامعة أم القرى (معهد‬
‫البحوث العلمية واحياء التراث ابسالمي)‪ ،‬ط‪ ،1989 ،1‬ص ‪.668‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬االشتقاق‪ ،‬أبو بكر ابن دريد‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1991‬ص ‪.32-31‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مجاز القرآن‪ ،‬أبو عبيدة معمر بن المثنى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فواد سزگين‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪[ ،‬د‬
‫ط]‪ 1381 ،‬هـ‪.)263/1( ،‬‬
‫‪6‬‬
‫االستقرار والثبات في األرض؛ ولذا تصور كل ابخباريات العربية القديمة واألساطير‬

‫انتقال العرب من طور (العرب العاربة = البدوية) إلى طور (العرب المستعربة =‬

‫الجديدة والمستقرة) بوصفه انتقاال فعليا من مرحلة االنتساب للجد األعلى القديم‬

‫(قحطان) إلى الجد األعلى‪ ،‬الجديد (عدنان)؛ ولذلك يقال إن العرب تحدروا من جدين‪.‬‬

‫وفي اسم (قحطان) ال شك‪ ،‬كل العناصر الدالة على طور القحط والبداوة والترحال‬

‫وشظف العيش‪ ،‬بينما في اسم (عدنان) كل العناصر الدالة على العكس ‪ ...‬إلخ"‪.1‬‬

‫هذه القسمة ‪-‬حسب الربيعي‪ -‬قسمة أنطولوجية عبر عنها بلغة رمزية للداللة على‬

‫ثنائية البدو والفالحين أو ثنائية الراعي والفالح في الثقافة السومرية؛ وبهذا يمكن أن‬

‫نعلل أصول الصراع بين العدنانيين والقحطانيين وما أثر عنهم من هجاء‪.‬‬

‫نص واحد نسب إلى أبي عمرو بن العالء (ت ‪ 174‬هـ) يميز فيه بين لسان‬

‫عرب الشمال وبين لسان عرب الجنوب يمكن أن يؤسس لما سيأتي من محاضرات‪،‬‬

‫هو قوله‪" :‬ما لسان ح ْمير وأقاصي اليمن لساننا وال عربيتهم عربيتنا"‪ .2‬إنه يظهر الفروق‬

‫الكبيرة بين اللسانين وان كانوا مجمعين على أن أصلهما واحد‪ ،‬بل إن الدرس اللساني‬

‫‪ - 1‬إرم ذات العماد‪ :‬من مكة إلى أورشليم البحث عن الجنة‪ ،‬فاضل الربيعي‪ ،‬رياض الريس للكتب والنشر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪.395‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد علي منصور‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.)137/1( ،1998 ،1‬‬
‫‪7‬‬
‫ظل قرونا يرى باألصل الواحد للغات ويأخذ بالرواية التوراتية المشتهرة حول (بلبلة‬

‫األلسن) وهو ما نجده في شعر منحول إلى (يعرب بن قحطان) يقول فيه‪:‬‬

‫وذو البيــان واللس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان األس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهــل‬ ‫"أن ــا ابن قحط ــان الهم ــام األفض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫نحو يمين الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمس في تمهـ ـ ــل‬ ‫ن ـ ـ ـ ـفـ ـ ـ ــرت واألمـ ـ ـ ــة فـ ـ ـ ــي ت ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ــل‬
‫وكـن ـ ـ ــت مـن ـهــم ذا الــرعـي ـ ـ ــل األول"‪.1‬‬
‫وانما أراد بيمين الشمس اليمن‪ ،‬وقصة بلبلة األلسن هذه وردت في التوارة؛ إذ‬

‫األسطورة تقول‪( :‬وكانت األرض كلها لغة واحدة)‪ ،‬والحق أن تأثيل (بابل) هو (باب‬

‫إيل) أي باب اهلل أو باب اآللهة‪.‬‬

‫وال نغفل أن ننبه إلى أن السيوطي (ت ‪ 911‬هـ) نقل أن (األسطور) من لغات‬

‫حمير‪ ،‬فقال‪" :‬وأخرج جويبر في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى‪﴿ :‬في الكتاب‬

‫مسطو ار﴾ قال‪ :‬مكتوبا وهي لغة حميرية يسمون الكتاب أسطو ار"‪ .2‬ومهما يكن فإنا نريد‬

‫باألسطورة ههنا الحكاية الرمزية التأسيسية ال المفهوم السلبي الذي اتصل بها في‬

‫المخيال العربي عامة‪ .‬ويمكن أن نقدم ختاما مساهمة تأثيلية نعرض فيها مثاال عن‬

‫الظواهر اللهجية التي سنعرض لها في قادم المحاضرات؛ ذلك اببدال بين (عدن)‬

‫و(وطن)‪ ،‬أي إنا نعتقد أن العين من (عدن) أبدلت واوا الستثقال الهمزة في عامة‬

‫‪ - 1‬معجم ما استعجم من أسماء البالد والمواضع‪ ،‬أبو عبيد األندلسي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1403 ،3‬‬
‫هـ‪.)1401/4( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ابتقان في علوم القرآن‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الهيئة المصرية‬
‫العامة للكتاب‪[ ،‬د ط]‪.)108/2( ،1974 ،‬‬
‫‪8‬‬
‫اللهجات العربية ‪-‬إذ العادة أن تبدل العين همزة أو أن تبدل الهمزة عينا في الساميات‪-‬‬

‫‪ ،‬وأبدلت الدال طاء‪ ،‬والمفهوم في مصطلح (الوطن) واحد أي الداللة على مكان‬

‫ابقامة‪ ،‬وقد اجتمع األصالن في نص واحد من نوادر أبي مسحل (ت ‪ 230‬هـ)‪ ،‬قال‪:‬‬

‫"وعدن يعدن عدنا وعدونا‪ ،‬ورمأ بالبالد‪ ،‬وأدن‪ ،‬وأثمل‪ ،‬وألحم‪ ،‬وحب ‪ ،‬ولب ‪ ،‬وحلس‪،‬‬

‫بمعنى أقام بالبالد‪ ،‬وأوطن"‪ .1‬ومثل هذا اببدال بين المفردة العربية (الحرج) الدالة‬

‫على الخشب الذي يحمل عليه الميت أو (التابوت) وبين المفردة ابنجليزية ‪(The‬‬

‫)‪ ark‬الدالة على المفهوم نفسه‪ ،‬فقدأبدلت الحاء ألفا وأبدلت الجيم كافا‪ ،‬والقاعدة ما‬

‫قاله أبو زكريا الفراء (ت ‪ 207‬هـ) في الباب‪" :‬إذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا‬

‫في اللغات"‪ ،2‬ولكن ما المراد بمصطلح (اللغات) عند الفراء في هذا النص وعند غيره‬

‫من المتقدمين؟‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نوادر أبي مسحل‪ ،‬عبد الوهاب أبو مسحل‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ - 2‬معاني القرآن‪ ،‬أبو زكريا الفراء‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد يوسف النجاتي وآخرون‪ ،‬دار المصرية للتأليف والترجمة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ط‪[ ،1‬د ت]‪.)241/3( ،‬‬
‫‪9‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬من اللسان إلى اللغة ومن اللغة إلى اللهجة‪ :‬مدخل‬

‫اصطالحي‬

‫قبل التفصيل في مباحث اللهجات العربية ال بد من مدخل اصطالحي نظهر‬

‫فيه معهود المتقدمين والمتأخرين من اصطالح؛ ألجل أن ال يضطرب الطالب في فهم‬

‫النصوص ‪-‬خاصة المتقدمة‪ -‬التي تعرض للهجات؛ ذلك أن مصطلحات علوم العربية‬

‫أكثرها لم يثبت على حال‪ ،‬ولم تزل متغيرة باختالف الزمن وباختالف المؤلفات‬

‫وباختالف المؤلفين أيضا‪ .‬أما المصطلح القرآني والعربي األول الذي يؤدي مفهوم‬

‫(اللغة) فهو (اللسان)‪ ،‬وتشترك العربية وأخواتها من اللغات السامية (العروبية) في‬

‫الداللة على عضو النطق بمادة (ل س ن)‪ ،‬فهو في العربية (اللسان) وكذلك في‬

‫الحبشية وفي اآلرامية‪ ،‬وفي العبرية )‪ ،(Lason‬وفي السريانية )‪ ،(Lessana‬وفي‬

‫اآلشورية )‪ ،1(Lisanu‬ولقد حاول إبراهيم أنيس (ت ‪ )1977‬في مؤلفه في اللهجات‬

‫العربية إحصاء الموارد القرآنية التي استعمل فيها (اللسان) بهذا المعنى االصطالحي‬

‫فانتهى إلى أنها ثمانية‪ ،‬يقول‪" :‬ويظهر أن العرب القدماء في العصور الجاهلية وصدر‬

‫ابسالم لم يكونوا يعبرون عما نسميه نحن (اللغة) إال بكلمة (اللسان)‪ ،‬تلك الكلمة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية‪ ،‬حازم علي كمال الدين‪ ،‬مكتبة اآلداب‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.348-347‬‬
‫‪10‬‬
‫المشتركة اللفظ والمعنى في معظم اللغات السامية شقيقات اللغة العربية‪ .‬وقد يستأنس‬

‫لهذ ا الرأي بما جاء في القرآن الكريم من استعمال كلمة (اللسان) وحدها في معنى اللغة‬

‫‪ 8‬مرات"‪.1‬‬

‫يمكن أن نجادل في هذا الرقم؛ ألن التحقيق يطلب عددا أكبر؛ مع موارد قرآنية‬

‫يمكن أن يختلف تأويلها بين (العضو) وبين (اللغة)‪ ،‬ولكن المعول في هذا كله كتب‬

‫المتقدمين التي تعتمد في الغالب األعم مصطلح (اللسان) للداللة على مفهوم (اللغة)‪،‬‬

‫وبه وسم عدد من هذه المؤلفات‪ ،‬نحو (لسان العرب) البن منظور (ت ‪ 711‬هـ)‪ ،‬وقبله‬

‫رسالة ابن أبي الدنيا (الصمت وآداب اللسان) (ت ‪ 281‬هـ)‪ ،‬ورسالة الحافظ ابن عبد‬

‫البر (ت ‪ 463‬هـ) (أدب المجالسة وحمد اللسان)‪ ،‬وكتاب ابن مكي أبي حفص (ت‬

‫‪ 501‬هـ) في الصواب اللغوي (تثقيف اللسان وتنقيح الجنان)‪ ،‬ومن أمالي ابن عساكر‬

‫أبي القاسم (ت ‪ 571‬هـ) (ذم ذي الوجهين واللسانين)‪ ،‬وكتاب ابن هشام اللخمي (ت‬

‫‪ 577‬هـ) في الصواب اللغوي (المدخل إلى تقويم اللسان)‪ ،‬وكذلك معجم جمال الدين‬

‫ابن الجوزي (ت ‪ 597‬هـ) (تقويم اللسان)‪ ،‬ومن كتب المتأخرين (تقويم اللسانين) لمحمد‬

‫تقي الدين الهاللي (ت ‪ .)1987‬ومثلما هو ظاهر فإن أكثر المؤلفات التي وسمت‬

‫عنواناتها‪ ‬بمصطلح (اللسان) إنما في بيان األخطاء اللغوية عند العامة من المتقدمين‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬في اللهجات العربية‪ ،‬إبراهيم أنيس‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،8‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -‬نقول في جمع (عنوان) (عنوانات) ال (عناوين) لمن حكم القياس ال االستعمال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫وعند أكثر المعاصرين‪ ،‬من مثل قولهم‪ :‬تنبأ بكذا يريدون حدس وتوقع وتفرس والعربية‬

‫ال تعرف للفعل إال معنى واحدا هو (ادعاء النبوة)‪.‬‬

‫العربية ليست بدعا من اللغات في أخذها مفهوم (اللغة) األول أي (اللسان) من‬

‫العضو نفسه‪ ،‬فهو في اللغات الرومانيقية وابنلجيزية يرجع إلى أصل التيني واحد هو‬

‫(‪ )lingua‬أي العضو الناطق‪ (langue) :‬بالفرنسية‪ ،‬وبابنجليزية (‪،)language‬‬

‫وأقربها إلى األصل الالتيني المصطلح ابسباني (‪ )lengua‬وابيطالي (‪،)Lingua‬‬

‫أما المصطلح األلماني المستعمل فهو (‪ ،)Sprache‬مثاله كتاب المستشرق األلماني‬

‫يوهان فك (‪( )Johann Fück‬ت ‪( )1974‬العربية‪ :‬دراسات في اللغة واللهجات‬

‫واألساليب = ‪Arabiya: Untersuchungen zur arabischen Sprach und‬‬

‫‪ )Stilgeschichte‬ويرجع المصطلح إلى اللغات الجرمانية الغربية أكبر فروع اللغات‬

‫الجرمانية‪ ،‬ومنه الفعل ابنجليزي (‪ .)To speak‬ولنذكر نماذج من استعمال المصطلح‬

‫‪-‬عدا نص أبي عمرو بن العالء سالف الذكر‪ -‬وهي نماذج من المعاجم؛ إذ اللهجات‬

‫أكثر ما تذكر فيها‪ ،‬أي هي مظانها‪:‬‬

‫قال صاحب العين‪" :‬واللجلجة‪ :‬كالم الرجل بلسان غير بين‪ ،‬وهو يلجل لسانه‪ ،‬وقد‬

‫تلجل لسانه‪ ،‬قال‪ :‬ومنطق بلسان غير لجالج"‪ .1‬وجاء في تهذيب اللغة‪" :‬واللسان يذكر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كتاب العين‪ ،‬الخليل الفراهيدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم السامرائي ومهدي المخزومي‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪،‬‬
‫[د ط]‪[ ،‬د ت]‪.)20/6( ،‬‬
‫‪12‬‬
‫ويؤنث؛ فمن أنثه جمعه ألسنا‪ ،‬ومن ذكره جمعه ألسنة‪ .‬واذا أردت باللسان اللغة أنثت‪،‬‬

‫يقال‪ :‬فالن يتكلم بلسان قومه"‪ .1‬وجاء في الصحاح‪" :‬ويقال‪ :‬قد ترجم كالمه‪ ،‬إذا فسره‬

‫بلسان آخر‪ .‬ومنه الترجمان‪ ،‬والجمع التراجم"‪ .2‬بيد أن استعمال مصطلح (اللسان) عند‬

‫المتقدمين للداللة على مفهوم (اللغة) عند المعاصرين ليس على إطالقه‪ ،‬فقد يذكر‬

‫ضه السحر بلسان‬


‫ويراد به (اللهجة) ولكنه نادر‪ ،‬مثلما نسب إلى عكرمة من قوله‪ :‬الع ْ‬

‫قريش‪.‬‬

‫مثلما استعمل المتقدمون مصطلح (اللسان) للداللة على مفهوم (اللغة) استعملوا‬

‫مصطلح (اللغة) للداللة على مفهوم (اللهجة)‪ ،‬ومن أشهر المؤلفات التي اشتملت على‬

‫هذا المصطلح‪ ،‬كتاب (اللغات في القرآن) المنسوب البن عباس‪ ،‬وكتاب (فيه لغات‬

‫القرآن) ألبي زكريا الفراء‪ ،‬وكتاب «التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض‬

‫إعرابه ومعانيه» لهشام بن أحمد الوقشي (ت ‪ 489‬هـ)‪ .‬والمعاجم وكتب اللغة مألى‬

‫باستعمال هذا المصطلح‪ ،‬مثاله قول صاحب العين‪" :‬الق ْمعل‪ :‬القدح الض ْخم بلغة‬

‫هذْيل"‪ .3‬والحق أن استعمال المصطلح ظل مضطربا فقد يستعمل ويراد به المفهوم‬

‫‪ - 1‬تهذيب اللغة‪ ،‬أبو منصور األزهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪.)296/12( ،2001 ،1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الصحاح‪ ،‬أبو نصر الجوهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪.)1928 /5( ،1987‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬كتاب العين‪ ،‬مصدر سابق‪.)300/2( ،‬‬
‫‪13‬‬
‫المعاصر مثاله قول صاحب العين‪" :‬وكنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون‬

‫وكانوا يتكلمون بلغة تقارب العربية"‪ ،1‬وقوله أيضا‪" :‬العل ْوش‪ :‬الذئب بلغة حمير‪ ،‬وهي‬

‫مخالفة لكالم العرب‪ ،‬ألن الشينات كلّها قبل الالم‪."2‬‬

‫تعريفات اللهجة عند المعاصرين‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف إبراهيم أنيس‪" :‬اللهجة في االصطالح العلمي الحديث هي مجموعة من‬

‫الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة‪ ،‬ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد‬

‫هذه البيئة‪ .‬وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات‪،‬‬

‫لكل منها خصائصها‪ ،‬ولكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية‬

‫التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض‪ ،‬وفهم ما قد يدور بينهم‬

‫من حديث‪ ،‬فهما يتوقف على قدر الرابطة التي تربط بين هذه اللهجات‪ .‬وتلك‬

‫البيئة الشاملة التي تتألف من عدة لهجات‪ ،‬هي التي اصطلح على تسميتها‬

‫باللغة‪ .‬فالعالقة بين اللغة واللهجة هي العالقة بين العام والخاص"‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)205/1( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)256/1( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬في اللهجات العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬ذكر معجم اللغة العربية المعاصرة الذي أشرف عليه أحمد مختار عمر أربعة‬

‫معان للهجة هي‪:1‬‬

‫اللهجة‪-‬‬
‫فالن فصيح‪ /‬صادق ْ‬
‫‪ - 1 -‬لغة ابنسان التي جبل عليها فاعتادها " ٌ‬

‫لهجة عالية"‪.‬‬

‫اجتماعية عن‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2 -‬طريقة من طرق األداء في اللُّغة‪ّ ،‬‬
‫تتميز بها طبقة أو فئة‬

‫أخرى "ل ْهجة التُّ ّجار‪ -‬ل ْهجة قروية‪ /‬مصرية" ‪ٌ °‬‬
‫كالم شديد اللّهجة‪ :‬متسم بالحدة‬

‫والع ْنف‪.‬‬

‫إلحاح على نبر‬


‫ٌ‬ ‫بشدة حزنه من لهجته‪ -‬في ل ْهجته‬
‫‪ - 3 -‬ج ْرس الكالم "أحسست ّ‬

‫بعض الحروف"‪.‬‬

‫‪ - 4 -‬لغة محلية تختلف عن اللُّغة الفصحى من حيث اللفظ والقواعد والمفردات‬

‫عامّية‪ /‬محلّية"‪.‬‬
‫"لهجة دارجة‪ّ /‬‬

‫‪ -‬تعريف موسوعة الروس الفرنسية‪" :‬اللهجة‪ :‬مجموع المنطوقات [اللغات المحلية]‬

‫التي تقدم خصائص مشتركة‪ ،‬وتكون سماتها المميزة المهيمنة واضحة المعالم‬

‫عند الناطقين بها‪ .‬اللهجات تهجيات مختلفة من اللغة المستعملة في منطقة‬

‫جغرافية و‪/‬أو اجتماعية محدودة أكثر من اللغة نفسها‪ ،‬ال يوجد فرق لساني بين‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬أحمد مختار عمر وآخرون‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪/3( ،2008 ،1‬‬
‫‪.)2041‬‬
‫‪15‬‬
‫اللغة واللهجة‪ ،‬في الحالين نجد نظاما معجميا ونحويا وصوتيا كامال؛ فاالختالف‬

‫ذو طبيعة اجتماعية وسياسية وثقافية"‪.1‬‬

‫‪ -‬تعريف قاموس أكسفورد ابنجليزي‪" :‬اللهجة شكل من أشكال اللغة المتحدث بها‬

‫في منطقة ما مع القواعد والمفردات والتلفظ الذي قد يكون مختلفا عن األشكال‬

‫األخرى للغة نفسها"‪.2‬‬

‫نختم هذه المحاضرة ببيان مصطلحين آخرين هما (العامية) و(علم اللهجات)‪ ،‬أما‬

‫الع امية فقد اقترنت باالبتذال نسبة إلى عامة الناس الذين يفضلون (االقتصاد) على‬

‫(التحقيق) في مخاطباتهم‪ ،‬كذلك كانت عند المتقدمين من غير ياء نسبة أي قولهم‬

‫مثال (لحن العامة)‪ ،‬ولكنها اقترنت عند المتأخرين ‪-‬بياء النسبة مفردة وجمعا‬

‫(عاميات)‪ -‬بمفهوم اللهجة نفسه‪ ،‬من ذلك كتاب «معجم تيمور الكبير في األلفاظ‬

‫العامية» لمؤلفه أحمد تيمور باشا (ت ‪ ،)1930‬والذي قدم له حسين نصار (ت‬

‫‪ )2017‬معرفا العامية بقوله‪" :‬اللغة التي نتخاطب بها في كل يوم‪ ،‬عما يعرض لنا من‬

‫شئون حياتنا مهما اختلفت أقدارنا ومنازلنا‪ :‬لسان المتعلمين منا وغير المتعلمين‪ ،‬على‬

‫اختالف فئاتهم وحرفهم‪ ،‬والمثقفين وغير المثقفين‪ ،‬أهل الصحراء وأهل الوادي‪ ،‬من‬

‫سكن منهم المدن ومن استوطن الريف ‪ ...‬وقد تتباعد مواضع االتصال بين العربية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نص مترجم عن النسخة ابلكترونية من موسوعة الروس بتصرف يسير‪ ،‬مدخل )‪.(Dialecte‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نص مترجم عن النسخة ابلكترونية من قاموس أكسفورد‪ ،‬مدخل )‪ .(Dialect‬وهو تعريف معجمي‬
‫قريب مما جاء في معجم كامبردج ابنجليزي‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫والعاميات بسبب القبائل التي ينتمي اليها جمهور هذا القطر أو ذاك‪ ،‬فتتصل عامية‬

‫أحد األقطار بلهجة بني تميم‪ ،‬وعامية ثان بأهل الحجاز‪ ،‬وعامية ثالث بأهل اليمن"‪.1‬‬

‫وقد يجتمع المصطلحان في عنوانات مؤلفات المعاصرين نحو «قاموس اللهجة العامية‬

‫في السودان» لعون الشريف قاسم‪.‬‬

‫وأما علم اللهجات (‪ )Dialectology‬ففرع عن اللسانيات االجتماعية أو علم اللغة‬

‫االجتماعي (‪ ،)Sociolinguistics‬ويعرف بأنه‪" :‬علم يدرس الظواهر والعوامل‬

‫المختلفة المتعلقة بحدوث صور من الكالم في لغة من اللُّغات"‪ .2‬كذلك عرفه علي عبد‬

‫الواحد وافي بموضوعه فقال‪ " :‬وموضوعه‪ :‬دراسة الظواهر المتعلقة بانقسام اللغة إلى‬

‫لهجات تختلف باختالف البالد أو باختالف الجماعات الناطقة بها ‪ ...‬وما إلى ذلك"‪.3‬‬

‫من األعمال التي خصصت لهذا العلم كتاب السوسيولساني البريطاني كيث مالكوم‬

‫بيتي )‪ (K. M. Petyt‬وعنوانه‪« :‬دراسة اللهجة‪ :‬مدخل إلى علم اللهجات» ( ‪The‬‬

‫‪ ،)study of dialect: an introduction to dialectology‬الذي نشر سنة ‪1980‬‬

‫واشتمل على مائتين وثالث وأربعين (‪ )243‬صفحة‪ ،‬وعلى ثمانية (‪ )8‬فصول أولها‬

‫في الفرق بين ثالثة مصطلحات هي (‪ )Language‬و)‪ (Dialect‬و)‪ ،(Accent‬والتي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬معجم تيمور الكبير في األلفاظ العامية‪ ،‬أحمد تيمور‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين نصار‪ ،‬دار الكتب والوثائق‬
‫القومية بالقاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.)6/1( ،2002 ،2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬مرجع سابق‪.)2041 /3( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬علم اللغة‪ ،‬علي عبد الواحد وافي‪ ،‬نهضة مصر للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪[ ،1‬د ت]‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪17‬‬
‫تقابل في العربية المعاصرة (اللغة) و(اللهجة) و(اللحن)‪ ،‬ومثلما استطردنا فذكرنا‬

‫مصطلحا آخر هو (العامية)‪ ،‬ذكر المؤلف مصطلحا آخر يأتي بعد المصطلحات‬

‫الثالثة هو )‪ (Patois‬وهو يؤدي المعنى نفسه الذي يؤديه مصطلح (العامية) في‬

‫العربية في غالب األحيان‪ ،‬وان اقترن بطبقة معينة من المجمتمع وتحديدا الطبقات‬

‫الدنيا )‪ (lower strata of society‬خالف مصطلح )‪ (Dialect‬الذي يقترن‬

‫بالطبقات المختلفة‪ .1‬ودرس في الفصل الثاني تطور علم اللهجات بين عامي (‪)1800‬‬

‫و(‪ ،)1950‬وفيه ينص على أن أهم عمل في علم اللهجات في الزمن الحديث ظهر‬

‫في ألمانيا سنة ‪ 1821‬من قبل عالم فقه اللغة األلماني ومؤسس البحث اللهجي الحديث‬

‫في ألمانيا )‪( (Johann Andreas Schmeller‬ت ‪ )1852‬وعنوانه‪« :‬لهجات‬

‫بافاريا» (‪ )Die Mundarten Bayerns‬وفيه قدم عرضا تاريخيا جغرافيا ونحويا للغة‬

‫األلمانية مع أطلس للهجات األلمانية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- See: The study of dialect: an introduction to dialectology, K. M. Petyt,‬‬
‫‪Boulder, Colorado: Westview Press, USA, FE, 1980, p 24.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- ibid.p 38.‬‬
‫‪18‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬لغز اللوجوس ودعوى اقتراض مصطلح (اللغة)‪:‬‬

‫يقابل اللهجة في ابنجليزية مصطلح )‪ ،(Dialect‬وفي الفرنسية )‪،(Dialecte‬‬


‫وفي ابسبانية )‪ ،(Dialecto‬وفي ابيطالية )‪ ،(Dialetto‬وفي األلمانية )‪،(Dialekt‬‬
‫ولكنها جميعها ترجع إلى ابغريقية القديمة‪ ،‬أي إلى المقطعين )‪ (Diá‬بمعنى‪ :‬عبر‪،‬‬
‫داخل‪ ،‬من خالل‪ ،‬و)‪ (légō‬بمعنى‪ :‬أتكلم‪ ،‬وهذا المقطع يرجع إلى )‪ (Logos‬الذي‬
‫اختلف في داللته أيما خالف؛ ألنه استعمل في المعجم الالهوتي والفسلفي (مثال عند‬
‫أفالطون) للمتقدمين؛ إذ هي دالة عند بعضهم على (الكلمة) أي الشيء العامل في‬
‫الكون والخالق له والكائن فيه أو (كلمة اهلل)‪ ،‬وهي دالة على (العقل) أيضا‪ ،‬كذلك طور‬
‫الشيخ األكبر محيي الدين ابن عربي نظريته الخاصة حول المصطلح‪ ،‬والذي يعنينا‬
‫قول عدد من المتأخرين بأن )‪ (Logos‬هي أصل المصطلح العربي (لغة) وفي ذلكم‬
‫يقول محمود فهمي حجازي (ت ‪" :)2019‬أما كلمة "لغة" فترجع إلى أصل غير سامي‪،‬‬
‫إنها من الكلمة اليونانية ‪ Logos‬ومعناها‪ :‬كلمة‪ ،‬كالم‪ ،‬لغة‪ .‬وقد دخلت الكلمة العربية‬
‫في وقت مبكر‪ ،‬فاللغويون العرب جامعو اللغة في القرن الثاني للهجرة تحدثوا عن لغات‬
‫القبائل وكثي ار ما وصفت الصيغة اللغوية التي اعتبروها ثانوية أو جانبية بأنها "لغة"‬
‫وقالوا مثال‪ :‬إن كلمة شهد أو كبر فيها أربع لغات شهد شهد‪ ،‬شهد شهد وكذلك كبر‪.‬‬
‫فاللغات هنا هي الصيغ أو األشكال الفرعية‪ .‬ولكنهم تحدثوا أيضا عن اللغة بالمعنى‬
‫االصطالحي الذي نعرفه اليوم لكمة‪ :‬كالم‪ ،‬قالوا‪ :‬لغته فاسدة أو لغته جيدة‪ ،‬ثم تغيرت‬
‫داللة هذه الكلمة في العربية إلى أن حلت شيئا فشيئا محل كلمة "لسان" إن الحديث‬

‫‪19‬‬
‫عن تاريخ حياة أي كلمة تاريخ طويل فالكلمة تعيش وتتفاعل‪ ،‬والمعنى هو حصيلة‬
‫المالبسات التي عاشتها الكلمة"‪.1‬‬

‫قال باألصل ابغريقي لمصطلح (اللغة) غير واحد من المتأخرين منهم حسن ظاظا‪،‬‬

‫ونصه‪" :‬واننا ونحن ال نجد شاهدا واحدا عن استعمال العرب لكلمة لغة بهذا المعنى‬

‫األعربي‬
‫ا‬ ‫العلمي الذي نعنيه‪ ،‬ونظ ار لما بدا من اضطراب اللغويين في اشتقاقها‪ ،‬وتردد‬

‫في ضبط جمعها‪ ،‬لنميل إلى القول بأنها من أصل يوناني هو كلمة (لوغوس) التي‬

‫معناها األصلي (كلمة) و(كالم)‪ ...‬لكن متى دخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية؟ ال‬

‫ندري"‪ .2‬وقال بهذا األصل محمد محمود غالي (ت ‪.3)2016‬‬

‫ولكن القائلين بهذا لم يؤسسوا لرأيهم بأدلة مادية غير التشابه الصوتي بين الكلمتين‪،‬‬

‫فيصح من العربي أن يعكس القضية فيقول إن )‪ (Logos‬مأخوذ من (اللغة)‪ ،‬ويصح‬

‫من المتجرد أن يقول إن أصلهما واحد وان خفي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬علم اللغة العربية‪ ،‬مح مود فهمي حجازي‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪ ،‬ص‬
‫‪.312‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اللسان وابنسان‪ :‬مدخل إلى معرفة اللغة‪ ،‬حسن ظاظا‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪ ،1990 ،2‬ص ‪.121‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬أيمة النحاة في التاريخ‪ ،‬محمد محمود غالي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪ ،1976 ،1‬ص ‪.6‬‬
‫‪20‬‬
‫إن الجامع بين األصلين (‪ )Logos‬و(لغة) هو الفعل السامي (لغز) بمعنى‬

‫تحدث كالما غامضا‪ ،‬وهو في العبرية كذلك‪ ،‬وفي السريانية (‪ )Lcez‬بمعنى تكلم‪،1‬‬

‫قال ابن فارس‪ " :‬لغز‪ :‬اللغز‪ :‬ميلك بالشيء عن وجهه‪ .‬واللغيزاء ممدود‪ :‬أن يحفر‬

‫اليربوع ثم يميل في حفره ليعمي على طالبه‪ .‬واأللغاز‪ :‬طرق تلتوي وتشكل على سالكها‪،‬‬

‫غز"‪ .2‬وهذا النص من األهمية بمكان؛ إذ يقدم األصل األول لما يعرفه‬
‫غز ول ٌ‬
‫الواحد ل ٌ‬

‫المتأخرون من معنى (اللغز)‪ ،‬ومعناه األول مثل معنى (اللغة) األول بمعنى اللهجة‪،‬‬

‫أي ميلها عن اللسان أو عن القاعدة‪ ،‬وقد يظن أن هذا من باب التخمين وأن فيه شيئا‬

‫من الت ُّ‬


‫حكم‪ ،‬والحق أن هذا ابيراد مردود بنص وقفت عليه ينسب إلى ابن األعرابي ‪-‬‬

‫وقوله عندي مقدم على غيره من جماع اللغة‪ -‬يقول فيه‪ " :‬لغا فالن عن الصواب وعن‬

‫الطريق إذا مال عنه قال واللغة أخذت من هذا ألن هؤالء تكلموا بكالم مالوا فيه عن‬

‫لغة هؤالء اآلخرين"‪.3‬‬

‫تتوافر النصوص في مؤلفات المتقدمين؛ لتثبت عالقة بين معنى (اللغز) األول‬

‫وبين مفهوم (اللهجة) أو (اللغة) باالصطالح القديم‪ ،‬من ذلك قول صاحب العين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية‪ ،‬حازم علي كمال الدين‪ ،‬مكتبة اآلداب‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.348‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مجمل اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬زهير عبد المحسن سلطان‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪ ،1986 ،2‬ص ‪.810‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬شرح أدب الكاتب البن قتيبة‪ ،‬أبو منصور ابن الجواليقي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د‬
‫ت]‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪21‬‬
‫"اللُّ ْغز‪ ،‬واللغز لغةٌ‪ :‬ما أ ْلغزت العرب من كالم فشبه ْ‬
‫ت معناه"‪ .1‬وقول ابن األعرابي‪:‬‬

‫"اللُّ ْغز‪ :‬الحفر الملتوي واللُّغز الكالم الملبس‪ ،‬قال‪ :‬وهي اللُّغز واللغز واللغيزى"‪ .2‬وقول‬

‫أبي عبيد الهروي‪" :‬وأصل اللغيزي من اللغز وهي حجرة اليرابيع تكون ذات جهتين‬

‫تدخل من جهة وتخرج من أخرى وكذلك معاريض الكالم ومالحنه"‪ .3‬ويذكر المعنى‬

‫األول للغز بإ ازء مصطلح آخر يؤدي مفهوم (اللهجة) هو (اللحن) وجمعه المالحن‬

‫مثلما سبق في آخر نص‪ ،‬وهو أيضا من ميل اللسان؛ وفيه قال صاحب العين‪" :‬اللحن‪:‬‬

‫ما تلحن إليه بلسانك‪ ،‬أي‪ :‬تميل إليه بقولك"‪ ،4‬وذكر ابن سيدة (اللغز) و(اللحن) في‬

‫باب واحد‪ ،‬فنقل عن أبي عبيد‪ " :‬لح ْنت له ألحن لحنا‪ :‬إذا قلت له قوال يفهمه ع ْنك‬

‫يخفى على غيره"‪ .5‬وان حمل بعد ذلك على الخطأ في الكالم وعلى السماع أو الغناء‬
‫و ْ‬

‫فإنه محمول ابتداء على مفهوم اللهجة‪ ،‬قال كراع النمل‪" :‬ويقال‪ :‬تكلم فالن بلحنه‪ ،‬أي‪:‬‬

‫بلغته"‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كتاب العين‪ ،‬مصدر سابق‪.)383/4( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تهذيب اللغة‪ ،‬مصدر سابق‪.)78/8( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الغريبين في القرآن والحديث‪ ،‬أبو عبيد الهروي‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬أحمد فريد المزيدي‪ ،‬مكتبة نزار‬
‫مصطفى الباز‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪.)1692 /5( ،1999 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬كتاب العين‪ ،‬مصدر سابق‪.)229/3( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المخصص‪ ،‬ابن سيدة‪ ،‬تحقيق‪ :‬خليل إبراهم جفال‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1996 ،1‬‬
‫(‪.)21/4‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المنجد في اللغة‪ ،‬كراع النمل‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد مختار عمر وضاحي عبد الباقي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪ ،1988 ،2‬ص ‪.322‬‬
‫‪22‬‬
‫ولكن كيف تطور الفعل (لغز) إلى (لغا يلغو)؟ من المعروف أن العامة تبدل‬

‫ال ازي جيما والجيم زايا‪ ،‬ولكنه قليل خالف إبدال الجيم ياء‪ .‬ولكنا نذكر فرضية الحذف‬

‫ابتداء قبل فرضية اببدال‪ ،‬أي هو حذف من (اللغيزى) ال اللغز‪ ،‬وقد اجتمعا في نص‬

‫واحد البن والد (ت ‪ 248‬هـ)؛ ذلك قوله‪" :‬ومن المقصور المضموم أوله مما يكتب‬

‫فعيلي وهو موضع من جحرة اليربوع ويقال‬


‫مشدد الغين بوزن ّ‬
‫لغيزي‪ّ .‬‬
‫جميعه بالياء‪ّ .‬‬

‫لغيزي‪ .‬ولغي‪ .‬جمع لغة يكتب بالياء"‪ .1‬وقد تضعف‬


‫لكل كالم ليس بمستقيم واضح ّ‬

‫هذه الفرضية إذا ما عملنا أن حذف األصول في العربية نادر نحو (درس المنا) بدل‬

‫(درس المنازل) في البيت الشهير للبيد‪ ،‬ومثل قول العرب (هم بين حاذ وقاذ) يريدون‬

‫(هم مبين حاذف وقاذف)‪ ،‬ولكن هذا الحذف تطلبه عادة الضرورة الشعرية وهو‬

‫موصوف بالشذوذ‪.‬‬

‫ثم إنهم قالوا إن التاء في (لغة) عوض عن الم الكلمة ‪-‬وهو مجمعون على أن‬

‫(اللغة) كلمة ناقصة‪ -‬أي عن الواو من (لغوة)‪ ،‬وان كنا نعلم أن التاء أخت الزاي في‬

‫الجهر؛ فإنا نتجاوز هذا كله إلى مقاربة أخرى ال نحكم فيها قواعد العربية المعيارية‬

‫الحجازية‪ ،‬بل نخمن أصوال سابقة نرمم بها العالقة بين (اللوجوس) وبين (اللغة)‪ ،‬وهنا‬

‫ال بد أن أستحضر أطروحة (اللغة البدئية) عند إبراهيم الكوني‪ ،‬ونصين من كتابه‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المقصور والممدود‪ ،‬ابن والد التيميمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬بولس برونله‪ ،‬مطبعة ليدن‪[ ،‬د ط]‪ ،1900 ،‬ص‬
‫‪.112‬‬
‫‪23‬‬
‫التأثيلي «ملحمة المفاهيم» في جزئه الثالث‪ ،‬األول قوله‪" :‬فالزاي في الواقع‪ ،‬هي ذاتها‬

‫السين محرفة تحريفا صوتيا خفيفا جدا‪ .‬وهو أمر ال يخلو من داللة مجازية اعتاد العقل‬

‫البدئي أن يخاطبنا بها دائما عندما يريد أن ينقل لنا رسالة توحي بانتماء كلمات محددة‬

‫إلى أرومة‪ ‬ساللية واحدة فينعتها بملفوظات تنتمي إلى عائلة صوتية واحدة ‪...‬إلخ"‪.1‬‬

‫وهذا النص يفيدنا في بيان العالقة بين (لوجوس) وبين (لغز) ‪-‬مع استحضارنا أن‬

‫مفهوم اللوجوس نفسه يعد لغ از‪-‬؛ فبينهما إبدال في لغة بدئية‪ .‬والثاني قوله‪" :‬إذا كانت‬

‫الحروف الثالثة (الالم وال ارء والنون) قد حق لها أن تتبادل األدوار دون أن يتأثر‬

‫المعنى في الكلمة حتى صارت بمثابة الحرف الواحد ال بسبب انتمائها إلى ساللة‬

‫الحروف ُّ‬
‫الذلق ‪ ...‬فإن حروفا ساكنة مثل الزاي والهاء والشين قد استعارت ذات المزية‬

‫يوم تبادلت األدوار في لسان الطوارق لتصبح بمثابة حرف واحد؛ وذلك بسبب انتمائها‬

‫‪ -‬األرومة بفتح الهمزة (تميمية) أصل الشي مثل أرومة األضراس وأرومة الشجر والنبات‪ ،‬وهي في‬ ‫‪‬‬

‫األصل من (األرم) بمعنى‪ :‬القطع‪ ،‬وعليك أن تعي أن أكثر الكلمات التي تدل على أصل الشيء ترجع‬
‫إلى معنى القطع (راجع في هذا مقالنا‪ :‬العربية بين الفعل والفلع‪ :‬دراسة معجمية في مركزية فعل القطع‬
‫في المعجم العربي‪ ،‬مجلة أمارات في اللغة واألدب والنقد‪ ،‬المجلد‪ ،5 :‬العدد‪ .)2 :‬ومثلما يصح أن تقول‬
‫أرومة يمكن أن تقول أريبة‪ ،‬وعليك أن تلحظ العالقة الصوتية بين (أرومة) وبين )‪ (Origin‬ابنجليزية‪،‬‬
‫و)‪ (Origine‬الفرنسية وابيطالية‪ ،‬و)‪ (Origen‬ابسبانية ‪ ...‬إلخ‪ ،‬مع استحضارك أن الفعل رجن وأرجن‬
‫يرجن رجنا يؤدي المعنى نفسه للفعل عدن يعدن عدونا أي أقام بالمكان من غير أن يبرحه‪.‬‬
‫‪ - 1‬ملحمة المفاهيم‪ ،‬إبراهيم الكوني‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.10‬‬
‫‪24‬‬
‫إلى أرومة داللية واحدة ‪ ...‬إلخ"‪ .1‬وهذا النص يفيدنا في بيان اببدال الذي حدث بين‬

‫ال ازء من (لغز) وبين الهاء ال التاء من (لغة)‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬اللهجات العربية ومستويات اللغة‪:‬‬

‫ترجع الفروق الرئيسة بين اللهجات العربية القديمة والحديثة إلى المستوى‬

‫الصوتي‪ ،‬ولم يسبق إب ارهيم أنيس إلى هذا حين قال‪" :‬أما الصفات التي تتميز بها‬

‫اللهجة فتكاد تنحصر في األصوات وطبيعتها‪ ،‬وكيفية صدورها‪ .‬فالذي يفرق بين لهجة‬

‫وأخرى هو بعض االختالف الصوتي في غالب األحيان"‪ .2‬فقبله قال يوهان فك في‬

‫مؤلفه العربية الذي نشر باأللمانية سنة ‪ ..." :1950‬فعلى غرار البدويين من غير‬

‫العرب‪ ،‬كقبائل الترك مثال‪ ،‬لم تكن لهجات القبائل البدوية بالجزيرة العربية بعيدة‬

‫االختالف من الوجهة اللغوية بحيث ال يمكن التفاهم‪ ،‬حتى بين القبائل المتباعدة بعضها‬

‫عن بعض في السكنى والجوار‪ ،‬إذ أغلب الفروق ‪-‬فيما يظهر‪ -‬كانت ترجع إلى طبيعة‬

‫اختالف األصوات والقوالب والمفردات؛ أو على األقل هذه هي الفروق التي لفتت أنظار‬

‫النحاة واللغويين ابسالميين‪ ،‬الذين نعتمد على أخبارهم في معارفنا عن اللهجات‬

‫البدوية"‪ .3‬وحكم اللهجات هو نفسه حكم اللغات حال الدراسة؛ أي إن الفروق الناشئة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬في اللهجات العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬العربية‪ ،‬يوهان فك‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الحليم النجار‪ ،‬المركز القومي للترجمة‪[ ،‬د ط]‪ ،2014 ،‬ص ‪.8-7‬‬
‫‪25‬‬
‫عن عاملي (التفريق اللغوي) و(التوحيد اللغوي) تشمل المستويات اللغوية جميعها؛ فنجد‬

‫فروقا في المستوى الصوتي (وهي الفروق الغالبة في باب اللهجات) وفروقا في المستوى‬

‫الداللي وفروقا في المستوى التركيبي‪.‬‬

‫أما المستوى الصوتي فنجد فيه ظواهر عدة أكثرها ذيوعا اببدال ثم القلب فالحذف‪،‬‬

‫فاببدال أو البدل إقامة حرف مقام حرف آخر‪ ،1‬ويقسم إلى مقيس وغير مقيس‪ ،‬ومثال‬

‫غير المقيس ما ذكره أبو البقاء العكبري من إبدال الباء ياء في (األرانب) أي (األراني)‪،‬‬

‫وابدال السين ياء في (سادس) أي (سادي)‪ ،‬والمقيس عنده نوعان‪:‬‬

‫‪ -1‬الزم مطرد‪ :‬ما أبدل لعلة فإنه الزم حيث وجدت العلة ما لم يمنع منه مانع‬

‫كإبدال الواو والياء ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما‪.‬‬

‫‪ -2‬الزم غير مطرد‪ :‬مثل إبدال الياء من الواو في أعياد‪.‬‬

‫وأما اببدال الجائز فغير الالزم وغير المطرد‪ ،‬وهذه القسمة التي أتى بها العكبري‬

‫تشمل اببدال اللغوي (وهو الذي يعنينا في مبحث اللهجات) وتشمل اببدال الصرفي‪.2‬‬

‫والفرق بينهما أن حروف اببدال الصرفي معدودة وقد جمعت في قولهم (طويت دائما)‪،‬‬

‫أما اببدال اللغوي فيقع في الحروف جميعها‪ ،‬ويقع اببدال اللغوي في األصل والفرع‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬اللباب في علل البناء وابعراب‪ ،‬أبو البقاء العكبري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد ابله النبهان‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬ط‪.)284/2( ،1995 ،1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر في هذا‪ :‬إبدال الحروف في اللهجات العربية‪ ،‬سلمان السحيمي‪ ،‬مكتبة الغرباء األثرية‪ ،‬المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ص ‪ 71‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫مثل هتن وهتل‪ ،‬فيقال أيضا‪ :‬تهتان وتهتال‪ ،‬وهذا خالف اببدال الصرفي فيقال (قام)‬

‫فقط وال يقال (قوم)؛ ذلك أن األلف فيه مبدلة ضرورة من الواو؛ والقاعدة أن اببدال‬

‫اللغوي هو اببدال غير الضروري‪ ،‬وسمى السيوطي اببدال الصرفي (اببدال الشائع)‬

‫وسمى اببدال اللغوي (اببدال غير الشائع)‪.‬‬

‫وينبغي أن ننبه إلى الفرق بين (اببدال) و(العوض) ‪-‬وان استخدم المصطلحان‬

‫عند المتقدمين للداللة على مفهوم واحد في نصوص عدة‪-‬؛ ذلك أن البدل يتقيد بمكان‬

‫المبدل منه خالف العوض‪ ،‬كذلك نجد عالقة صوتية بين البدل والمبدل منه خالف‬

‫العوض والمعوض به‪ ،‬والقاعدة ما قرره ابن جني من أن كل عوض بدال وليس كل‬

‫بدل عوضا‪ ،‬فالتاء مثال من (زنة) عوض عن فاء الفعل أي الواو من (وزن)‪.‬‬

‫وقد وضعوا لإلبدال اللغوي شروطا أهمها التقارب الصوتي‪ :‬والقصد أنا نحكم بأن‬

‫بين المفردتين الدالتين على معنى واحد إبداال إذا تقارب الحرفان من جهة المخرج‬

‫والصفات مثل الدال والطاء والتاء‪ ،‬نحو قولهم‪ :‬فزت وفزد‪ .‬هذا وان الحكم بكون المفردة‬

‫أصال أو فرعا في باب اببدال اللغوي يظل عسي ار وهو مبحث فيلولوجي غاية في‬

‫التعقيد ومتصل اتصاال وثيقا بإشكالية أصل اللغات نفسها؛ لذا يكثر اببدال بين‬

‫الحروف التي تنتمي إلى أرومة واحدة من مثل العربية والعبرية ففي العبرية نقول (إم)‬

‫بمعنى (إ ْن) أي (إذا) ونسمي نبات (الدفلى) (دفنا)‪ ،‬ونقول في (صرخ) (صرح) بالحاء‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ألف غير واحد في اببدال‪ ،‬ولكن أهم عمل جامع فيه كتاب أبي الطيب اللغوي‬

‫(ت ‪ 351‬هـ) الذي ظن ده ار أنه مفقود وقد نشر في مجلدين بتحقيق عز الدين‬

‫التنوخي (ت ‪( )1966‬شارح عينية ابن سينا) سنة ‪ ،1960‬قسمه مؤلفه إلى أبواب‬

‫مثل‪ :‬باب الباء والذال‪ ،‬وباب الثاء والكاف‪ ،‬وهذي نماذج منه‪:‬‬

‫‪" -‬وقالوا‪ :‬المحراث والمحراك‪ :‬الخشبة التي تحرك بها النار"‪.1‬‬

‫‪" -‬ويقال‪ :‬جلعت المرأة قناعها وخلعت‪ ،‬والجلع والخلع واخد"‪.2‬‬

‫‪" -‬ويقال‪ :‬مدحته أمدحه مدحا‪ ،‬ومدهته أمدهه مدها"‪.3‬‬

‫‪" -‬ويقال‪ :‬صهدته الشمس تصهده‪ ،‬وصهرته تصهره‪ :‬إذا آلمت دماغه"‪.4‬‬

‫‪" -‬األصمعي‪ :‬الجرم والجسم واحد‪ ،‬ويقال‪ :‬رأيت جرم ابنسان وجسمه؛ أبو عمرو‪:‬‬

‫يقال رجل جريم وجسيم بمعنى واحد"‪.5‬‬

‫مما تعلق باببدال وبغيره من الظواهر اللهجية ما نسب إلى قبائل بحيالها من ظواهر‬

‫وصمت بأنها لغات فاسدة‪ ،‬وغالبا ما تذكر في قبال لهجة قريش الموسومة بالفصاحة‪،‬‬

‫ويروى عن أبي العباس ثعلب قوله‪" :‬ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم‪،‬‬

‫‪ - 1‬اببدال‪ ،‬أبو الطيب اللغوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عز الدين التنوخي‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪[ ،‬د ط]‪،1960 ،‬‬
‫(‪.)201/1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)213/1( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)316/1( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)363/1( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)40/2( ،‬‬
‫‪28‬‬
‫وكشكشة ربيعة‪ ،‬وكسكسة هوازن‪ ،‬وتضجع قيس‪ ،‬وعجرفية ضبة‪ ،‬وتلتلة بهراء"‪ .1‬ونقل‬

‫األصمعي األصمعي عن شعبة عن قتادة قال‪" :‬قال معاوية يوما‪ :‬أي الناس أفصح‬

‫فقام رجل من السماط فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين قوم ارتفعوا عن ف ارتية العراق وتياسروا‬

‫عن كشكشة بكر وتيامنوا عن عنعنة تميم ليس فيهم غمغمة قضاعة وال طمطانية‬

‫حمير قال‪ :‬فمن هم قال قومك قريش"‪.2‬‬

‫وقد جمعها أحمد تيمور باشا (ت ‪ )1930‬في رسالته «لهجات العرب» شارحا إياها‪،‬‬

‫وهذي شروحها مأخوذة من المصادر اللغوية المتقدمة‪:‬‬

‫العنعنة‪ :‬إبدال الهمزة من (أن) عينا‪ ،‬نحو‪ :‬ظننت عن عبد اهلل قائم‪.3‬‬

‫الكشكشة‪ :‬قولها مع كاف ضمير المؤنث‪ :‬إنكش ورأيتكش وأعطيتكش؛ تفعل هذا في‬

‫الوقف‪ ،‬فإذا وصلت أسقطت الشين‪.4‬‬

‫الكسكسة‪ :‬فقولهم أعطيتكس ومنكس وعنكس؛ وهذا في الوقف دون الوصل‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مجالس ثعلب‪ ،‬أبو العباس ثعلب‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪ ،‬ص ‪ .21‬المسائل البصريات‪ ،‬أبو علي الفارسي‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد الشاطر‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬ط‪ .)362/1( ،1985 ،1‬الخصائص‪ ،‬أبو الفتح ابن جني‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ ،‬ط‪[ ،4‬د ت]‪.)13/2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬غريب الحديث‪ ،‬أبو سليمان الخطابي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الكريم إبراهيم الغرباوي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪[ ،‬د‬
‫ط]‪.)254/2( ،1982 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬الخصائص‪ ،‬مصدر سابق‪.)13/2( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)14/2( ،‬‬
‫‪29‬‬
‫عجرفية ضبة‪ :‬لم ينصوا على شيئ بين في شرحها‪ ،‬ولكن قال ابن سيدة‪ " :‬وعجرفية‬

‫ضبة أراها تقعرهم في الكالم"‪.1‬‬

‫التلتلة‪ :‬تقول‪ :‬تعلمون وتفعلون وتصنعون بكسر أوائل الحروف‪.2‬‬

‫فحفحة هذيل‪ :‬إبدال الحاء عينا من (حتى)‪ ،‬أي قولهم (عتى)‪.‬‬

‫طمطمانية وطمطمة حمير‪ :‬إبدال الم التعريف ميما‪ ،‬نحو طاب امهواء في طاب‬

‫الهواء‪.3‬‬

‫شنشنة اليمن‪ :‬إبدال الكاف شينا مطلقا‪ ،‬نحو قولهم‪ :‬لبيش في لبيك‪.4‬‬

‫عجعجة قضاعة‪ :‬إبدال الياء المشددة جيما‪ ،‬نحو قولهم في تميمي‪ :‬تميم ‪.5‬‬

‫وتم اليمن‪ :‬الوتم في لغة اليمن تجعل السين تاء كالنات في الناس‪.6‬‬

‫ياء وال كسرة‪.7‬‬


‫الوهم‪ :‬في لغة ك ْلب يقولون‪ :‬منه ْم وعنهم وبينه ْم وان لم يكن قبل الهاء ٌ‬
‫ْ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬مصدر سابق‪.)433/2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سر صناعة ابعراب‪ ،‬عثمان ابن جني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.)242/1( ،2000 ،1‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد علي منصور‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.)177/1( ،1998 ،1‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)176/1( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫الو ْكم‪ :‬في لغة ربيعة وهم قوم من ك ْلب يقولون‪ :‬عليكم وبكم حيث كان قبل الكاف ياء‬

‫أو كسرة‪.1‬‬

‫االستنطاء‪ :‬في لغة سعد بن بكر وهذيل واألزد وقيس واألنصار تجعل العين الساكنة‬

‫أعطي‪.2‬‬
‫كأنطي في ْ‬
‫نونا إذا جاورت الطاء ْ‬

‫فراتية أو لخلخانية العراق‪ :‬اللكنة من قولهم لخ في كالمه إذا جاء به ملتبسا‪.3‬‬

‫غمغمة قضاعة‪ :‬صوت ال يفهم تقطيع حروفه‪.4‬‬

‫بقي أن نذكر القلب وأمثلته؛ ألن (الحذف) ليس فيه كثير كالم‪ ،‬ومثاله (الود) من‬

‫(الوتد) بلغة تميم‪ ،‬أما القلب فهو إقامة حرف مقام حرف تقديما وتأخيرا‪ ،‬ومثلما أرينا‬

‫خلطا بين اببدال والعوض من جهة االصطالح؛ كذلك يتجوز المتقدمون فيطلقون‬

‫اببدال على القلب والقلب على اببدال‪ ،‬وينماز القلب بقيد التقديم والتأخير‪ ،‬ويسمى‬

‫قلبا لغويا أو مكانيا خالف القلب الصرفي المتعلق بالتغاير بين الهمزة وبين حروف‬

‫العلة‪ ،‬وأظهر مثال عنه الفعالن (جبذ وجذب) ويذكر باطراد في المعاجم نحو قول أبي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬شرح درة الغواص في أوهام الخواص‪ ،‬أحمد بن محمد الخفاجي المصري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الحفيظ‬
‫فرغلي علي قرني‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص ‪.652‬‬
‫‪ - 4‬خزانة األدب ولب لباب لسان العرب‪ ،‬عبد القادر البغدادي‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪،‬‬
‫مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.)465/11( ،1997 ،4‬‬
‫‪31‬‬
‫منصور األزهري‪ " :‬قال بعضهم‪ :‬جعفه وجفعه‪ ،‬إذا صرعه‪ .‬وهذا مقلوب‪ ،‬كما قالوا‪:‬‬

‫جذب وجبذ"‪ .1‬وسنذكر نماذج منه مما جاء في المعاجم وكتب اللغة‪:‬‬

‫الفرج ْين تلبسه‬


‫منصوح ْ‬
‫غير ْ‬
‫‪ " -‬الخْيلع والخ ْيعل مقلوب‪ ،‬وهو من الثياب ْ‬

‫العروس"‪.2‬‬

‫‪" -‬العضفاج الضخم السمين الرخو‪ .‬وعضفجته‪ :‬عظم بطنه وكثرة لحمه‪ .‬وقد‬

‫يقال‪ :‬عفضاج بمعنى عضفاج‪ ،‬مقلوب"‪.3‬‬

‫‪" -‬الطريق‪ ،‬قال رؤبة‪" :‬ساوى بأيديهن من قصد اللمق" وهو اللقم‪ ،‬مقلوب"‪.4‬‬

‫‪ " -‬لبكت الشيء وبكلته إذا خلطته"‪.5‬‬

‫وب‪ :‬أن يأكل الرجل بال مضغ إذا خاف أن ي ْسبق"‪.6‬‬


‫‪" -‬واالدغام واالدماغ م ْقل ٌ‬

‫‪" -‬وقرمش الشيء وقرشمه مقلوب‪ ،‬إذا جمعه"‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تهذيب اللغة‪ ،‬مصدر سابق‪.)247/1( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬كتاب العين‪ ،‬مصدر سابق‪.)119/1( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)310/2( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)173/5( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬غريب الحديث‪ ،‬القاسم بن سالم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد المعيد خان‪ ،‬مطبعة دائرة المعارف العثمانية‪،‬‬
‫حيدر آباد‪ -‬الدكن‪ ،‬ط‪.)416/3( ،1964 ،1‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المنتخب من غريب كالم العرب‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬جمهرة اللغة‪ ،‬أبو بكر ابن دريد‪ ،‬تحقيق‪ :‬رمزي منير بعلبكي‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.)1152 /2( ،1987‬‬
‫‪32‬‬
‫‪" -‬وقال أبو عمرو‪ :‬أصابه بذح في رجله‪ ،‬أي شق‪ ،‬وهو مثل الذبح‪ ،‬وكأنه‬

‫مقلوب"‪.1‬‬

‫‪" -‬وقال أبو عبيد في باب المقلوب‪ :‬أهبذ وأهذب‪ ،‬إذا أسرع"‪.2‬‬

‫‪" -‬اللجز‪ :‬مقلوب اللزج"‪.3‬‬

‫‪ " -‬والمقاط‪ :‬حبل‪ ،‬مثل القماط‪ ،‬مقلوب منه"‪.4‬‬

‫‪ " -‬الباء والالم والتاء أصل واحد‪ ،‬وهو االنقطاع‪ .‬وكأنه من المقلوب عن بتل‪.‬‬

‫يقول العرب‪ :‬تكلم حتى بلت"‪.5‬‬

‫‪ " -‬فأما قولهم عسعس الليل‪ ،‬إذا أدبر‪ ،‬فخارج عن هذين األصلين‪ .‬والمعنى في‬

‫ذلك أنه مقلوب من سعسع‪ ،‬إذا مضى"‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تهذيب اللغة‪ ،‬مصدر سابق‪.)274/4( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)144/6( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الصحاح‪ ،‬مصدر سابق‪.)894/3( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)1161 /3( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬مقاييس اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪[ ،‬د ط]‪،1979 ،‬‬
‫(‪.)295/1‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)43/4( ،‬‬
‫‪33‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬اللهجات العربية والقراءات القرآنية‪:‬‬

‫ذكرنا في المحاضرة السابقة نماذج عن اببدال وعن القلب وهما أصال المستوى‬

‫الصوتي وان تداخال مع المستوى الصرفي‪ ،‬وقد ارتأينا أن نرجئ ذكر الفروق بين‬

‫اللهجات العربية مما له تعلق بالداللة وبالنحو إلى هذا المبحث؛ ذلك أن المدونات‬

‫األولى وصلت بين تغاير دالالت المفردات عند القبائل العربية وبين القرآن الكريم؛‬

‫كذلك وصلت الخالف النحوي بينها بالقراءات القرآنية وباألخص علم توجيه القراءات‪.‬‬

‫والقصد من تغاير دالالت المفردات أن تأتي بمعنى في لهجة قبيلة أكثر‪ ،‬وأن تأتي‬

‫بمعنى آخر عند قبيلة أو أكثر‪ ،‬نحو (الم ْذهب) الذي يأتي بمعنى (المتوضأ) بلغة أهل‬

‫الحجاز‪ ،‬أو أن يؤدى معنى الشيء بمفردة وبمادة عند قبيلة وأن يؤدى بمفردة أو مادة‬

‫مغايرة عند غيرها‪ ،‬نحو قولهم‪" :‬الج ْ أزة‪ُّ :‬‬


‫الشقة المؤخرة من البيت‪ ،‬بلغة بني شيبان‪،‬‬

‫وغيرهم يسميها‪ :‬الم ْردح"‪.1‬‬

‫جمعت هذه المفردات وهذه الدالالت ‪-‬مما ورد منها في القرآن الكريم‪ -‬في «كتاب‬

‫اللغات في القرآن» المنسوب البن عباس برواية ابن سحنون السامري (ت ‪،)386‬‬

‫ذكرت فيه لهجات قريش وهذيل وكنانة واألوس والخزرج وخثعم وقيس عيالن وسعد‬

‫العشيرة وجرهم واليمن وأزدشنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ولخم وحضرموت وسدوس‬

‫وغسان وبني حنيفة وتغلب وطيء وعامر بن صعصعة ومزينة وثقيف‬


‫والحجاز وأنمار ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كتاب الجيم‪ ،‬مصدر سابق‪.)116/1( ،‬‬
‫‪34‬‬
‫وجذام والفرس والنبط ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وليس المراد من ذكرها أنها وردت كذلك بمعانيها في‬

‫القرآن الكريم؛ إنما ذكرت لبيان أن بعض القبائل يريدون بها غير ما تريده أكثر القبائل‬

‫العربية‪ ،‬ولنذكر نماذج منه‪:‬‬

‫‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬وآتوا النساء صدقاتهن نحلةٌ﴾ يعني فريضة بلغة قيس عيالن‪.1‬‬

‫‪﴿ -‬وقد أفضى بعضكم إلى بعض﴾ ابفضاء الجماع بلغة خزاعة‪.2‬‬

‫‪﴿ -‬أّيهم أش ُّد على الرحمن عتّيا﴾ يعين أعظم افتراء بلغة قريش‪.3‬‬

‫‪﴿ -‬ألقى الشيطان في أمنيته﴾ يعني فكرته بلغة قريش‪.4‬‬

‫‪ ﴿ -‬من كل جانب‪ ،‬دحو ار﴾ يعني طردا والمدحور المطرودن بلغة كنانة‪.5‬‬

‫‪﴿ -‬اشمأ ّزت قلوب﴾ يعني مالت بلغة تميم وأشعر‪.6‬‬

‫‪﴿ -‬وأصلح بالهم﴾ يعني حالهم بلغة هذيل‪.7‬‬

‫‪﴿ -‬ما قطعتم من لينة﴾ يعني النخل بلغة األوس‪.8‬‬

‫‪ - 1‬كتاب اللغات في القرآن‪ ،‬ابن سحنون السامري‪ ،‬تحقيق‪ :‬صالح الدين المنجد‪ ،‬مطبعة الرسالة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪ ،1946 ،1‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪35‬‬
‫‪﴿ -‬قاتلهم اهلل﴾ يعني لعنهم بلغة الخزرج‪.1‬‬

‫‪﴿ -‬واذا البحار سجرت﴾ يعني جمعت بلغة خثعم‪.2‬‬

‫أما ما تعلق بالخالف النحوي فهي مسائل معدودة‪ ،‬جمع طرفا منها إبراهيم أنيس‪،3‬‬

‫ونحن نذكرها بشيء من الوجازة‪:‬‬

‫‪ -‬تقسيم (ما) النافية إلى حجازية وتميمية؛ إذ خبرها منصوب عند الحجازيين‪،‬‬

‫مرفوع عند التميميين‪ ،‬وكيما تعمل عمل (ليس) عند الحجازيين ال بد من شروط‬

‫هي‪ :‬أن ال يفصل بينها وبين اسمها (إن)‪ ،‬وأن ال ينتقض نفي خبرها بـ (إال)‪،‬‬

‫وأن ال يتقدم خبرها اسمها‪ .‬مثال ذلك‪:4‬‬

‫تأخر جزاؤه‪( .‬حجازية)‪.‬‬


‫• ما المخلص مضاعا وان ّ‬

‫• ما المخلص مضاعٌ وان تأخر جزاؤه‪( .‬تميمية)‪.‬‬

‫قال األشموني (ت ‪ 1100‬هـ) في قوله ﴿الذين يظاهرون م ْنك ْم م ْن نسائه ْم‬

‫ما هن أمهاته ْم﴾ [المجادلة‪«" :]2 :‬الذين» مبتدأ‪ ،‬خبره «ما هن أمهاتهم» و«ما»‬

‫هي‪ :‬الحجازية التي ترفع االسم وتنصب الخبر‪ ،‬فـ «هن» اسمها‪ ،‬و«أمهاتهم»‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬في اللهجات العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 82‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬النحو المصفى‪ ،‬محمد عيد‪ ،‬مكتبة الشباب‪ ،‬ط‪ ،1971 ،1‬ص ‪.262‬‬
‫‪36‬‬
‫بشر» وكذا‪« :‬فما منكم من أحد عنه حاجزين» على قراءة‬
‫خبرها‪ ،‬ومثله‪« :‬ما هذا ا‬

‫العامة «أمهاتهم» بالنصب وقرئ‪« :‬أمهاتهم» بالرفع على لغة تميم"‪.1‬‬

‫‪ -‬نصب الخبر بعد (إن) النافية في لهجة أهل العالية‪ ،‬قال أبو حيان األندلسي‪:‬‬

‫" (إن) النافية أجاز إعمالها إعمال (ما) الحجازية الكسائي‪ ،‬وأكثر الكوفيين‪،‬‬

‫وابن السراج‪ ،‬والفارسي‪ ،‬وابن جني‪ ،‬ومنع من ذلك الفراء وأكثر البصريين‪،‬‬

‫واختلفوا على سيبويه‪ ،‬والمبرد ‪ ...‬والصحيح جواز إعمالها؛ إذ قد ثبت ذلك لغة‬

‫نثر ونظما‪ ،‬ومن النثر «إن ذلك نافعك وال ضارك»‪« ،‬وان أحد‬
‫ألهل العالية ا‬

‫خير من أحد إال بالعافية»"‪.2‬‬


‫ا‬

‫‪ -‬صرف ما ال ينصرف في لهجة بني أسد فيؤنثون باب (سكران) بالتاء‪ ،‬ويستغنون‬

‫فيه ب ـ (فعالنة) عن (فعلى) بخالف غيرهم من العرب‪.3‬‬

‫‪ -‬عمل (لعل) في اسمها ج ار عند بني عقيل‪ ،‬قال ابن الناظم (ت ‪ 686‬هـ)‪" :‬وأما‬

‫(لعل) فتكون حرف جر في لغة بني عقيل‪ ،‬روى ذلك عنهم أبو زيد‪ .‬وحكي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬منار الهدى في بيان الوقف واالبتدا‪ ،‬أحمد بن محمد األشموني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحيم الطرهوني‪ ،‬دار‬
‫الحديث ‪ -‬القاهرة‪[ ،‬د ط]‪.)325/2( ،2008 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ارتشاف الضرب من لسان العرب‪ ،‬أبو حيان األندلسي‪ ،‬تحقيق وشرح ودراسة‪ :‬رجب عثمان محمد‪،‬‬
‫مكتبة الخانجي بالقاهرة‪ ،‬ط‪.)1208 /3( ،1998 ،1‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬شرح الكافية الشافية‪ ،‬جمال الدين ابن مالك‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد المنعم أحمد هريدي‪ ،‬جامعة أم القرى‬
‫مركز البحث العلمي واحياء التراث ابسالمي كلية الشريعة والدراسات ابسالمية مكة المكرمة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.)1441 /3( ،1982‬‬
‫‪37‬‬
‫الجر بها أيضا الفراء وغيره‪ .‬وروي في المها األخيرة الفتح والكسر‪ .‬وأنشد‬

‫باللغتين قول الشاعر‪[ :‬من الوافر]‬

‫لعل اهلل فضلكم علينا ‪ ...‬بشيء أن أمكم شريم"‪.1‬‬

‫‪ -‬تعمل (متى) عمل (من) الجارة في لهجة هذيل‪ ،‬قال ابن مالك‪" :‬وأما (متى)‬

‫فهي في لغة هذيل حرف جر بمعنى (من)‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫شربن بماء البحر ثم ترفعت ‪ ...‬متى لج خضر لهن نئي‬

‫ومن كالمهم‪" :‬أخرجها متى كمه"‪ ،‬يريدون‪ :‬من كمه"‪.2‬‬

‫نفى إبراهيم أنيس أن تكون هذه النماذج من اللهجات‪ ،‬ونسبها إلى صنع النحاة؛‬

‫وهذا فرع عن موقفه من قضية ابعراب؛ ولكن رأيه هذا قائم على التخمين‪ ،‬وان ال فإن‬

‫أكثر هذه النماذج موصوف بالشذوذ‪ .‬هذا ومن أراد االستزادة في عالقة اللهجات العربية‬

‫بالقراءات القرآنية فعليه بكتاب «اللهجات العربية في القراءات القرآنية» لعبده الراجحي‬

‫(ت ‪ )2010‬الذي نشره سنة ‪ ،1996‬واشتمل على أربعة أبواب (الباب الرابع خصص‬

‫للمستويات اللغوية) وأطلس لغوي مهم‪ ،‬يقول في صدر كتابه‪" :‬فالقراءات القرآنية إذم‬

‫هي المرآة الصادقة التي تعكس الواقع اللغوي الذي كان سائدا في شبه الجزيرة قبل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك‪ ،‬بدر الدين ابن الناظم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪.256‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬شرح الكافية الشافية‪ ،‬مصدر سابق‪.)784 /2( ،‬‬
‫‪38‬‬
‫ابسالم‪ ،‬ونحن نعتبر القراءات القرآنية آصل المصادر جميعا في معرفة اللهجات‬

‫العربية"‪ .1‬ومثل هذه األعمال تعرض مختلف الظواهر اللهجية التي مازت بين‬

‫اللهجات‪ ،‬من مثل ابظهار عند الحجازيين وابدغام عند التميميين‪ ،‬ومن مثل الفتح‬

‫وابمالة‪ ،‬والتذكير والتأنيث ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اللهجات العربية في القراءات القرآنية‪ ،‬عبده الراجحي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬ابسكندرية‪[ ،‬د ط]‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ص ‪.83‬‬
‫‪39‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬اللهجات العربية بين الحجازية والتميمية‪:‬‬

‫المجموعتان الرئيستان اللتان يمكن أن تدرسا في باب اللهجات العربية هي‬

‫(الحجازية) الغربية والتي تسمى قرشية أيضا‪ ،‬والتميمية الشرقية والتي تسمى نجدية‬

‫أيضا‪ ،‬يقول صبحي إبراهيم الصالح‪ " :‬فهذه القسمة الثنائية الرئيسة للهجات العربية‬

‫الباقية‪ ,‬هي الحد األدنى لتلك المجموعة الواسعة من الوحدات اللغوية المنعزلة‬

‫المستقلة"‪ ،1‬ويستحيل ‪-‬حسبه‪ -‬دون هذه القسمة تعليل الفروق التي نجدها في العربية‪،‬‬

‫والحكم ههنا بالتغليب إذ يتعذر علينا أن نضع حدودا للهجات؛ ولذ يقول جوزيف‬

‫فندريس (ت ‪" :)1960‬هناك خالف بين تكون اللغات المشتركة واللهجات‪ .‬اللهجات‬

‫تنشأ فجاءة من التعاون الطبيعي لألحداث اللغوية‪ .‬إذ توجد اللهجة في كل مكان توجد‬

‫فيه صور تكلم متجاورة ذات خصائص مشتركة وتشابه محسوس في المظهر العام‬

‫لدى المتكلمين‪ .‬فاللهجات ال يمكن تحديدها إال على وجه التقريب‪ .‬وقد قلنا إننا إذا‬

‫جمعنا كل المعايير اللغوية‪ ،‬لم نستطع بها أن نخط حدودا للهجة من اللهجات"‪.2‬‬

‫هذه المقابلة بين لهجة الحجازيين أو الحضر وبين لهجة التميميين أو البدو من‬

‫القدم بمكان‪ ،‬وقد شملت المستويات اللغوية كلها‪ ،‬من مثل الفروق الداللية؛ فالخريف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬دراسات في فقه اللغة‪ ،‬صبحي إب ارهيم صالح‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪ ،1960 ،1‬ص ‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اللغة‪ ،‬جوزيف فندريس‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الحميد الدواخلى ومحمد القصاص‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪،‬‬
‫‪ ،1950‬ص ‪.326‬‬
‫‪40‬‬
‫في لغة تميم يسمى (الحميم)‪ ،1‬والهجرس عند الحجازيين القرد وعند التميميين الثعلب‪،2‬‬

‫وقد سبق إلى ذكر الفروق بين الحجازية والتميمية سيبويه (ت ‪ 180‬هـ) من المتقدمين‪،‬‬

‫مثاله (هلم) التي تثبت على حال واحد عند بني تميم‪ ،‬قال ‪-‬مما نقله ابن سيدة‪" :-‬هلم‬

‫في لغة أهل الحجاز تكون للواحد واالثنين والجميع والذكر واألنثى بلفظ واحد‪ .‬وأما في‬

‫لغة بني تميم فإنهم يجرونه مجرى قولك‪ :‬رد‪ ،‬يقولون للواحد‪ :‬هلم‪ ،‬كقولك‪ :‬رد‪ ،‬ولالثنين‬

‫هلما كقولك‪ :‬ردا‪ ،‬وللجمع هلموا كقولك‪ :‬ردوا‪ ،‬ولألنثى هلمي كقولك‪ :‬ردي وللثنتين‪:‬‬

‫كاالثنين‪ ،‬ولجماعة ابناث هلممن كقولك‪ :‬ارددن"‪.3‬‬

‫ونحن نعرض بعد قائمة بالمفردات التي معناها واحد في اللهجات العربية ولكن‬

‫اختلف نطقها بين الحجازيين والتميميين مع ابحالة إلى ما كان منها مطروقا في‬

‫القراءات القرآنية؛ فال تأثير لتغاير الحركات خالف عدد كبير من المفردات التي تعد‬

‫من األغالط‪ ،‬من مثل (يهم) التي من االهتمام‪ ،‬و(يهم) التي من الهم والحزن‪ ،‬و(يهم)‬

‫التي من العزم على فعل الشيء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬األزمنة وتلبية الجاهلية‪ ،‬محمد بن المستنير قطرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬حاتم صالح الضامن‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1985 ،2‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 1414 ،3‬هـ‪.)247/6( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬مصدر سابق‪.)328/4( ،‬‬
‫‪41‬‬
‫جدول مقارنة بين األلفاظ الحجازية والتميمية‪:‬‬

‫المفردة التميمية‬ ‫المفردة الحجازية‬

‫نكل‬ ‫نكل (أي جبن)‬

‫الك ْلمة‬ ‫الكلمة‬

‫ُّ‬
‫الز ْعم‬ ‫الز ْعم‬

‫ازر‬ ‫أزر (جمع إزار)‬

‫استحيت (من الفعل (استحى)‬ ‫استحييت (من الفعل استحيا)‬

‫جبذ [قلب]‬ ‫جذب‬

‫دوية‬ ‫داوية‪( 1‬مفازة ملساء)‬

‫‪‬‬
‫ظ ْلنا وظ ْلتم‬ ‫ظلنا وظلتم (من ظل يظل)‬

‫وجع ْييجع‪ ،‬وبلغة قيس ياجع من غير‬ ‫وجع ْيوجع‪ ،‬ال ت ْوجل‬

‫همز‪ ،2‬ال ت ْيجل [تميم وقيس]‬

‫‪3‬‬
‫هذه زوجته‬ ‫هذه زوجه‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬كتاب الجيم‪ ،‬مصدر سابق‪.)92/8( ،‬‬
‫قرئ قوله تعالى‪﴿ :‬و ْانظ ْر إلى إلهك الذي ظْلت علْيه عاكفا﴾ [طه‪ ]97 :‬بالقراءتين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬نصه في الجيم‪" :‬وجْلت ووجعت وما أ ْشبه هذا فيها ثالث لغات‪ :‬أهل الحجاز يقولون‪ :‬وجع ْيوجع‪،‬‬
‫مهموز"‪.‬‬
‫وبنو تميم‪ :‬يْيجع‪ ،‬وقيس‪ :‬ياجع غْير ْ‬
‫كتاب الجيم‪ ،‬مصدر سابق‪.)305/3( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مصدر سابق‪.)292/2( ،‬‬
‫‪42‬‬
‫‪1‬‬
‫ق ْمع وض ْلع‬ ‫قمع وضلع‬

‫‪2‬‬
‫سكارى وكسالى وغيارى‬ ‫سكارى وكسالى وغيارى‬

‫برْئت من المرض‬ ‫ْأ‬


‫برت من المرض‬

‫مطرف‪ ،‬ومصحف‪ ،‬ومغزل‬ ‫مطرف [كساء]‪ ،‬ومصحف‪ ،‬ومغزل‬

‫قد ج ّل الرجل عن بلدته يج ُّل جال‪ ،‬وجلوال‬ ‫‪‬‬


‫جال فالن عن منزله يجلو جالء‬

‫‪3‬‬
‫[تميم وقيس]‬

‫‪4‬‬
‫فاضت نفسه [تميم وقيس وقضاعة]‬ ‫فاظت نفسه [الحجاز وطيئ]‬

‫‪5‬‬
‫معيق‪ ،‬الطبيخ [قلب]‬ ‫عميق‪ ،‬البطيخ [نوع من األشربة]‬

‫‪6‬‬
‫الح ْوب‬ ‫‪‬‬
‫الحوب [بمعنى ابثم]‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬إصالح المنطق‪ ،‬ابن السكيت‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مرعب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ط‪،2002 ،1‬‬
‫ص ‪.79‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -‬بها نزل القرآن الكريم من قوله‪﴿ :‬ول ْوال أ ْن كتب الله علْيهم اْلجالء لعذبه ْم في ُّ‬
‫الدْنيا﴾ [الحشر‪.]3 :‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪ ،‬أبو بكر األنباري‪ ،‬تحقيق‪ :‬حاتم صالح الضامن‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪.)482/1( ،1992 ،1‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)347/2( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة‪ ،‬مصدر سابق‪.)115/7( ،)191/1( ،‬‬
‫‪ - ‬بها قرئ قوله‪﴿ :‬وآتوا اْليتامى أ ْمواله ْم وال تتبدلوا اْلخبيث بالطيب وال تأْكلوا أ ْمواله ْم إلى أ ْموالك ْم إنه كان‬
‫ير ﴾ [النساء‪.]2 :‬‬
‫حوبا كب ا‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)173/5( ،‬‬
‫‪43‬‬
‫‪1‬‬
‫القصيا [وهو القياس]‬ ‫القصوى‬

‫‪2‬‬
‫ق ْنيان (تميم وضبة) قنوان (قيس)‬ ‫‪‬‬
‫ق ْنوان (مثل العنقود من العنب)‬

‫‪3‬‬
‫ربوة‬ ‫‪‬‬
‫ربوة وربوة‬

‫‪4‬‬
‫فعل األمر من الرؤية نحو‪ :‬ر ذاك‪ ،‬وريا ا أر ذاك ورأيا‬

‫‪5‬‬
‫أمليت عليه [تميم وقيس]‬ ‫أمللت عليه [الحجاز وبنو أسد]‬

‫‪6‬‬
‫ي‬
‫الهد ُّ‬ ‫‪‬‬
‫اله ْدي (ما يهدى إلى البيت)‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)175/9( ،‬‬
‫ان‬
‫‪ -‬بها قرئ من قوله‪﴿ :‬فأ ْخر ْجنا مْنه خض ار ن ْخرج مْنه حبًّا متراكبا ومن الن ْخل م ْن طْلعها قْنو ٌ‬
‫‪‬‬

‫دانيةٌ﴾ [األنعام‪ ،]99 :‬وقرئ في الشواذ بغيرها‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)239/9( ،‬‬
‫قر عاصم وابن عامر بفتح‬
‫‪ -‬قرئت باللغتين من قوله‪﴿ :‬كمثل جنة برْبوة أصابها واب ٌل﴾ [البقرة‪ .]265 :‬أ‬ ‫‪‬‬

‫وقر الباقون برفعها‪ ،‬أما قراءة الكسر فغير جائزة‪.‬‬


‫الراء أ‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)196/15( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)229/15( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه‪.)254/15( ،‬‬
‫‪ -‬ورد في القرآن الكريم من قوله‪﴿ :‬وال ت ْحلقوا رءوسك ْم حتى يْبلغ اْله ْدي محله﴾ [البقرة‪ ،]196 :‬والقراءة‬ ‫‪‬‬

‫بالتخفيف ولكن ق أر الحسن ومجاهد وغيرها بالتشديد‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫‪ -‬المسائل البصريات‪ ،‬مصدر سابق‪.)468/1( ،‬‬
‫وبهذه اللغة بيت الفرزدق (وهو مثل جرير من بني تميم)‪:‬‬
‫مقلّدات‬ ‫ي‬
‫الهد ّ‬ ‫وأعناق‬ ‫لى‬
‫ب مكة والمص ّ‬ ‫حل ْفت بر ّ‬
‫ينظر‪ :‬شرح نقائض جرير والفرزدق‪ ،‬أبو عبيدة معمر بن المثنى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد إبراهيم حور ووليد محمود‬
‫خالص‪ ،‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬ابمارات‪ ،‬ط‪.)888/3( ،1998 ،2‬‬
‫‪44‬‬
‫‪1‬‬
‫عاث في األرض فسادا‬ ‫عثي في األرض فسادا‬

‫‪2‬‬
‫الزناء‬ ‫الزنا‬

‫‪3‬‬
‫ربما [تميم وبكر وقيس]‬ ‫‪‬‬
‫ربما‬

‫‪4‬‬
‫ابسحات (أي من الفعل أسحت)‬ ‫‪‬‬
‫السحت (أي من الفعل سحت)‬

‫‪5‬‬
‫الضعف‬ ‫‪‬‬ ‫ال ُّ‬
‫ضعف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬مصدر سابق‪.)230/2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)91/9( ،‬‬
‫‪ -‬قرئ باللغتين من قوله‪﴿ :‬ربما يوُّد الذين كفروا ل ْو كانوا م ْسلمين﴾ [الحجر‪ .]2 :‬ق أر نافع وعاصم‬ ‫‪‬‬

‫بالتخفيف‪ ،‬وق أر الباقون بالتشديد‪ ،‬وق أر األعشى عن أبي بكر‬


‫عن عاصم بضم الباء مخففة‪ ،‬أي (ربما)‪ ،‬ونجد فيها لغة ثالثة ال تصح القراءة بها‪ ،‬هي (ربتما)‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬معاني القراءات‪ ،‬أبو منصور األزهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬مركز البحوث في كلية اآلداب ‪ -‬جامعة الملك‬
‫سعود المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪.)67/2( ،1991 ،1‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم‪ ،‬نشوان الحميري‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين بن عبد اهلل العمري‬
‫وآخران‪ ،‬دار الفكر المعاصر (بيروت ‪ -‬لبنان)‪ ،‬دار الفكر (دمشق ‪ -‬سورية)‪ ،‬ط‪.)2337 /4( ،1999 ،1‬‬
‫‪ -‬قرئ باللغتين من قوله‪﴿ :‬وْيلك ْم ال ت ْفتروا على الله كذبا في ْسحتك ْم بعذاب﴾ [طه‪ ،]61 :‬فق أر ابن كثير‬ ‫‪‬‬

‫ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وابن عامر (فيسحتكم) من الفعل الحجازي (سحت)‪ ،‬وق أر‬
‫عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي (فيسحتكم) بضم الياء وكسر الحاء من الفعل التيميمي (أسحت)‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬كتاب السبعة في القراءات‪ ،‬أبو بكر بن مجاهد‪ ،‬تحقيق‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪ 1400‬هـ‪ ،‬ص ‪.419‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم‪ ،‬مصدر سابق‪.)3006/5( ،‬‬
‫‪ -‬وردت القراءة بهما جميعا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)3969 /6( ،‬‬
‫‪45‬‬
‫‪1‬‬
‫الغلظة‬ ‫الغلظة (الحجاز وأسد)‬

‫‪2‬‬
‫أفتن يفتن‬ ‫فتن يفتن‬

‫‪3‬‬
‫اللُّ ْقطة‬ ‫اللُّقطة (ما يلتقط من غير التماس)‬

‫‪4‬‬
‫سخن الماء بالضم‪ ،‬وسخنت عينه‬ ‫سخن الماء‪ ،‬وسخنت عينه‬

‫‪5‬‬
‫فرغ ي ْفرغ‬ ‫فرغ يفرغ‬

‫‪6‬‬
‫مبرور مأجور (بتقدير أنت)‬ ‫مبرو ار مأجو ار (بتقدير اذهب)‬

‫بعير وشعير‬ ‫بعير وشعير‬

‫‪7‬‬
‫جبر يجبر‬ ‫أجبر يجبر‬

‫‪8‬‬
‫الوتر‬ ‫الوتر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)4985 /8( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)5093 /8( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬شرح الفصيح‪ ،‬ابن هشام اللخمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬مهدي عبيد جاسم‪ ،‬ط‪ ،1988 ،1‬ص ‪.161‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح‪ ،‬شهاب الدين المقرئ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الملك بن‬
‫عيضة الثبيتي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪[ ،‬د ط]‪ ،1997 ،‬ص ‪.402‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المطلع على ألفاظ المقنع‪ ،‬شمس الدين البعلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود األرناؤوط وياسين محمود‬
‫الخطيب‪ ،‬مكتبة السوادي للتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ‪.401‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مصدر سابق‪.)53/4( ،‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)116/4( ،‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)273/5( ،‬‬
‫‪46‬‬
‫ُّ ‪1‬‬ ‫ُّ ‪‬‬
‫ضل ْلت أضل‬ ‫ضل ْلت أضل‬

‫‪2‬‬
‫الرضوان [قيس وتميم]‬
‫ُّ‬ ‫الرضوان‬

‫‪3‬‬
‫ص ْدقة جمعها صدقات‬ ‫صدقة (صداق) جمعها صدقات‬

‫‪ -‬هما مثل (زللت) و(زللت) وقد قرئ بهما جميعا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)390/11( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬أبو العباس الفيومي‪ ،‬المكتبة العلمية – بيروت‪[ ،‬د‬
‫ط]‪[ ،‬د ت]‪.)229/1( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.)335/1( ،‬‬
‫‪47‬‬
‫ملحقات‪:‬‬

‫شجرة اللغات السامية‬

‫اللغات السامية الغربية‬ ‫اللغات السامية الشرقية (البابلية اآلشورية‬


‫[اآلكادية])‬

‫الجنوبية‬
‫الشمالية‬

‫اآلرامية‬ ‫الكنعانية‬

‫العربية الشمالية‬
‫العبرية‬
‫الفينيقية‬ ‫المؤابية‬ ‫الكنعانية القديمة‬ ‫األجريتية‬
‫العربية الجنوبية‬

‫القتبانية‬ ‫الحضرمية‬ ‫السبئية‬ ‫المعينية‬

‫العربية الباقية‬ ‫العربية البائدة‬

‫اللحيانية‬ ‫الصفوية‬ ‫الثمودية‬

‫حجازية غربية (قرشية)‬ ‫نجدية شرقية (تميمية)‬

‫شجرة اللغات السامية حسب منثور صبحي الصالح‬

‫‪48‬‬
‫خريطة القبائل التي اشتهرت لهجاتها‪ ،‬في اللهجات العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.335‬‬

‫‪49‬‬
‫ثبت المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ .1‬إبدال الحروف في اللهجات العربية‪ ،‬سلمان السحيمي‪ ،‬مكتبة الغرباء األثرية‪،‬‬

‫المدينة المنورة‪ ،‬ط‪.1995 ،1‬‬

‫‪ .2‬اببدال‪ ،‬أبو الطيب اللغوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عز الدين التنوخي‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪،‬‬

‫دمشق‪[ ،‬د ط]‪.1960 ،‬‬

‫‪ .3‬ابتقان في علوم القرآن‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل‬

‫إبراهيم‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪[ ،‬د ط]‪.1974 ،‬‬

‫‪ .4‬ارتشاف الضرب من لسان العرب‪ ،‬أبو حيان األندلسي‪ ،‬تحقيق وشرح ودراسة‪:‬‬

‫رجب عثمان محمد‪ ،‬مكتبة الخانجي بالقاهرة‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬

‫‪ .5‬إرم ذات العماد‪ :‬من مكة إلى أورشليم البحث عن الجنة‪ ،‬فاضل الربيعي‪ ،‬رياض‬

‫الريس للكتب والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬

‫‪ .6‬األزمنة وتلبية الجاهلية‪ ،‬محمد بن المستنير قطرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬حاتم صالح‬

‫الضامن‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪.1985 ،2‬‬

‫‪ .7‬االشتقاق‪ ،‬أبو بكر ابن دريد‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار‬

‫الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ .8‬إصالح المنطق‪ ،‬ابن السكيت‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مرعب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬

‫ط‪.2002 ،1‬‬

‫‪ .9‬أيمة النحاة في التاريخ‪ ،‬محمد محمود غالي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪.1976 ،1‬‬

‫‪ .10‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن ابن خلدون‪ ،‬تحقيق‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪.1988 ،2‬‬

‫‪ .11‬تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح‪ ،‬شهاب الدين المقرئ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬

‫عبد الملك بن عيضة الثبيتي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪[ ،‬د ط]‪.1997 ،‬‬

‫‪ .12‬تهذيب اللغة‪ ،‬أبو منصور األزهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬دار إحياء‬

‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬

‫‪ .13‬جمهرة اللغة‪ ،‬أبو بكر ابن دريد‪ ،‬تحقيق‪ :‬رمزي منير بعلبكي‪ ،‬دار العلم للماليين‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬

‫‪ .14‬الحيوان‪ ،‬عمرو بن بحر الجاحظ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1424 ،2‬‬

‫هـ‪.‬‬

‫‪ .15‬خزانة األدب ولب لباب لسان العرب‪ ،‬عبد القادر البغدادي‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد‬

‫السالم محمد هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1997 ،4‬‬

‫‪ .16‬الخصائص‪ ،‬أبو الفتح ابن جني‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬ط‪[ ،4‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .17‬دراسات في فقه اللغة‪ ،‬صبحي إب ارهيم صالح‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪.1960 ،1‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ .18‬دراسات في فقه اللغة‪ ،‬صبحي إب ارهيم صالح‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪.1960 ،1‬‬

‫‪ .19‬ديوان الكميت بن زيد األسدي‪ ،‬جمع وشرح وتحقيق‪ :‬محمد نبيل طريفي‪ ،‬دار‬

‫صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬

‫‪ .20‬رسائل الجاحظ‪ ،‬عمرو بن بحر الجاحظ‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد السالم محمد‬

‫هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪[ ،‬د ط]‪.1964 ،‬‬

‫‪ .21‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪ ،‬أبو بكر األنباري‪ ،‬تحقيق‪ :‬حاتم صالح‬

‫الضامن‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1992 ،1‬‬

‫‪ .22‬سر صناعة ابعراب‪ ،‬عثمان ابن جني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪.2000‬‬

‫‪ .23‬شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك‪ ،‬بدر الدين ابن الناظم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬

‫باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬

‫‪ .24‬شرح أدب الكاتب البن قتيبة‪ ،‬أبو منصور ابن الجواليقي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬

‫بيروت‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .25‬شرح الفصيح‪ ،‬ابن هشام اللخمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬مهدي عبيد جاسم‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬

‫‪ .26‬شرح الكافية الشافية‪ ،‬جمال الدين ابن مالك‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد المنعم أحمد هريدي‪،‬‬

‫جامعة أم القرى مركز البحث العلمي واحياء التراث ابسالمي كلية الشريعة‬

‫والدراسات ابسالمية مكة المكرمة‪ ،‬ط‪.1982 ،1‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ .27‬شرح درة الغواص في أوهام الخواص‪ ،‬أحمد بن محمد الخفاجي المصري‪،‬‬

‫تحقيق‪ :‬عبد الحفيظ فرغلي علي قرني‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬

‫‪ .28‬شرح نقائض جرير والفرزدق‪ ،‬أبو عبيدة معمر بن المثنى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد إبراهيم‬

‫حور ووليد محمود خالص‪ ،‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬ابمارات‪ ،‬ط‪.1998 ،2‬‬

‫‪ .29‬شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم‪ ،‬نشوان الحميري‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين بن‬

‫عبد اهلل العمري وآخران‪ ،‬دار الفكر المعاصر (بيروت ‪ -‬لبنان)‪ ،‬دار الفكر (دمشق‬

‫‪ -‬سورية)‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬

‫‪ .30‬الصحاح‪ ،‬أبو نصر الجوهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬دار العلم‬

‫للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1987 ،4‬‬

‫‪ .31‬العربية‪ ،‬يوهان فك‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الحليم النجار‪ ،‬المركز القومي للترجمة‪[ ،‬د‬

‫ط]‪.2014 ،‬‬

‫‪ .32‬علم اللغة العربية‪ ،‬محمود فهمي حجازي‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫[د ط]‪[ ،‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .33‬علم اللغة‪ ،‬علي عبد الواحد وافي‪ ،‬نهضة مصر للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪[ ،1‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .34‬غريب الحديث‪ ،‬أبو سليمان الخطابي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الكريم إبراهيم الغرباوي‪،‬‬

‫دار الفكر‪ ،‬دمشق‪[ ،‬د ط]‪.1982 ،‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ .35‬غريب الحديث‪ ،‬القاسم بن سالم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد المعيد خان‪ ،‬مطبعة دائرة‬

‫المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ -‬الدكن‪ ،‬ط‪.1964 ،1‬‬

‫‪ .36‬الغريبين في القرآن والحديث‪ ،‬أبو عبيد الهروي‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬أحمد فريد‬

‫المزيدي‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪.1999 ،‬‬

‫‪ .37‬في اللهجات العربية‪ ،‬إبراهيم أنيس‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،8‬‬

‫‪.1996‬‬

‫‪ .38‬كتاب الجيم‪ ،‬أبو عمرو الشيباني‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪ ،‬الهيئة العامة لشئون‬

‫المطابع األميرية‪ ،‬القاهرة‪[ ،‬د ط]‪.1974 ،‬‬

‫‪ .39‬كتاب السبعة في القراءات‪ ،‬أبو بكر بن مجاهد‪ ،‬تحقيق‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬دار‬

‫المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ 1400 ،2‬هـ‪.‬‬

‫‪ .40‬كتاب العين‪ ،‬الخليل الفراهيدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم السامرائي ومهدي المخزومي‪،‬‬

‫دار ومكتبة الهالل‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .41‬كتاب اللغات في القرآن‪ ،‬ابن سحنون السامري‪ ،‬تحقيق‪ :‬صالح الدين المنجد‪،‬‬

‫مطبعة الرسالة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1946 ،1‬‬

‫‪ .42‬اللباب في علل البناء وابعراب‪ ،‬أبو البقاء العكبري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد ابله النبهان‪،‬‬

‫دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.1995 ،1‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ .43‬لسان العرب‪ ،‬محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،3‬‬

‫هـ‪.‬‬

‫‪ .44‬اللسان وابنسان‪ :‬مدخل إلى معرفة اللغة‪ ،‬حسن ظاظا‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدار‬

‫الشامية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1990 ،2‬‬

‫‪ .45‬اللغة‪ ،‬جوزيف فندريس‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الحميد الدواخلى ومحمد القصاص‪ ،‬مكتبة‬

‫األنجلو المصرية‪.1950 ،‬‬

‫‪ .46‬اللغة‪ ،‬جوزيف فندريس‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الحميد الدواخلى ومحمد القصاص‪ ،‬مكتبة‬

‫األنجلو المصرية‪.1950 ،‬‬

‫‪ .47‬اللهجات العربية في القراءات القرآنية‪ ،‬عبده الراجحي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬

‫ابسكندرية‪[ ،‬د ط]‪.1996 ،‬‬

‫‪ .48‬اللهجات العربية في القراءات القرآنية‪ ،‬عبده الراجحي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬

‫ابسكندرية‪[ ،‬د ط]‪.1996 ،‬‬

‫‪ .49‬مجاز القرآن‪ ،‬أبو عبيدة معمر بن المثنى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فواد سزگين‪ ،‬مكتبة‬

‫الخانجي‪ ،‬القاهرة‪[ ،‬د ط]‪ 1381 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ .50‬مجالس ثعلب‪ ،‬أبو العباس ثعلب‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .51‬مجمل اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬زهير عبد المحسن سلطان‪،‬‬

‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1986 ،2‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ .52‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬ابن سيدة األندلسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الحميد هنداوي‪،‬‬

‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬

‫‪ .53‬المخصص‪ ،‬ابن سيدة‪ ،‬تحقيق‪ :‬خليل إبراهم جفال‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬

‫‪ .54‬المذكر والمؤنث‪ ،‬أبو بكر األنباري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد الخالق عضيمة‪،‬‬

‫جمهورية مصر العربية ‪ -‬و ازرة األوقاف ‪ -‬المجلس األعلى للشؤون ابسالمية ‪-‬‬

‫لجنة إحياء التراث‪[ ،‬د ط]‪.1981 ،‬‬

‫‪ .55‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد علي‬

‫منصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬

‫‪ .56‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد علي‬

‫منصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬

‫‪ .57‬المسائل البصريات‪ ،‬أبو علي الفارسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد الشاطر‪ ،‬مطبعة المدني‪،‬‬

‫ط‪.1985 ،1‬‬

‫‪ .58‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬أبو العباس الفيومي‪ ،‬المكتبة العلمية‬

‫– بيروت‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .59‬المطلع على ألفاظ المقنع‪ ،‬شمس الدين البعلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود األرناؤوط‬

‫وياسين محمود الخطيب‪ ،‬مكتبة السوادي للتوزيع‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ .60‬معاني القراءات‪ ،‬أبو منصور األزهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬مركز البحوث في كلية اآلداب‬

‫‪ -‬جامعة الملك سعود المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬

‫‪ .61‬معاني القرآن‪ ،‬أبو زكريا الفراء‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد يوسف النجاتي وآخرون‪ ،‬دار‬

‫المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪[ ،1‬د ت]‪.‬‬

‫‪ .62‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬أحمد مختار عمر وآخرون‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪.2008‬‬

‫‪ .63‬معجم تيمور الكبير في األلفاظ العامية‪ ،‬أحمد تيمور‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين نصار‪،‬‬

‫دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.2002 ،2‬‬

‫‪ .64‬معجم ما استعجم من أسماء البالد والمواضع‪ ،‬أبو عبيد األندلسي‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪ 1403 ،3‬هـ‪.‬‬

‫‪ .65‬معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية‪ ،‬حازم علي كمال الدين‪ ،‬مكتبة‬

‫اآلداب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

‫‪ .66‬معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية‪ ،‬حازم علي كمال الدين‪ ،‬مكتبة‬

‫اآلداب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

‫‪ .67‬المفاتيح في شرح المصابيح‪ ،‬الحسن المظهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬نور الدين طالب‬

‫وآخرون‪ ،‬دار النوادر‪ ،‬و ازرة األوقاف الكويتية‪ ،‬ط‪.2012 ،1‬‬

‫‪ .68‬المفصل فى تاريخ العرب قبل ابسالم‪ ،‬جواد علي‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬ط‪.2001 ،4‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .69‬مقاييس اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬

‫[د ط]‪.1979 ،‬‬

‫‪ .70‬المقصور والممدود‪ ،‬ابن والد التيميمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬بولس برونله‪ ،‬مطبعة ليدن‪[ ،‬د‬

‫ط]‪.1900 ،‬‬

‫‪ .71‬ملحمة المفاهيم‪ ،‬إبراهيم الكوني‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬

‫ط‪.2006 ،1‬‬

‫‪ .72‬منار الهدى في بيان الوقف واالبتدا‪ ،‬أحمد بن محمد األشموني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد‬

‫الرحيم الطرهوني‪ ،‬دار الحديث ‪ -‬القاهرة‪[ ،‬د ط]‪.2008 ،‬‬

‫‪ .73‬المنتخب من غريب كالم العرب‪ ،‬كراع النمل‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن أحمد العمري‪،‬‬

‫جامعة أم القرى (معهد البحوث العلمية واحياء التراث ابسالمي)‪ ،‬ط‪.1989 ،1‬‬

‫‪ .74‬المنجد في اللغة‪ ،‬كراع النمل‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد مختار عمر وضاحي عبد الباقي‪،‬‬

‫عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1988 ،2‬‬

‫‪ .75‬النحو المصفى‪ ،‬محمد عيد‪ ،‬مكتبة الشباب‪ ،‬ط‪.1971 ،1‬‬

‫‪ .76‬النسخة ابلكترونية من قاموس أكسفورد‪.‬‬

‫‪ .77‬النسخة ابلكترونية من معجم كامبردج ابنجليزي‪.‬‬

‫‪ .78‬النسخة ابلكترونية من موسوعة الروس‪.‬‬

‫‪ .79‬نوادر أبي مسحل‪ ،‬عبد الوهاب أبو مسحل‪[ ،‬د ط]‪[ ،‬د ت]‪.‬‬

‫‪58‬‬
80. The study of dialect: an introduction to dialectology, K. M.
Petyt, Boulder, Colorado: Westview Press, USA, FE, 1980.

59

You might also like