Professional Documents
Culture Documents
محاضرات اللهجات العربية ماستر 2 د شعيب حبيلة
محاضرات اللهجات العربية ماستر 2 د شعيب حبيلة
د .شعيب عز الدين حبيلة
1
المحاضرة األولى :من عدنان إلى الحجازية ومن قحطان إلى الحميرية:
مدخل تأثيلي
يتماهى الدرس اللساني قديما وحديثا مع التاريخ ومروياته ،وتحضر جدلية
العدنانية (أو القيسية أو المضرية أو عرب الشمال) القحطانية (أو اليمانية أو عرب
إسماعيل (عليه السالم) -الذي يؤمن عرب الحجاز أنهم من ذريته -بالعربية من غير
معلم ،وفيه" :فكيف يتعجب الجاهلون من إنطاق إسماعيل بالعربية على غير تعليم
اآلباء ،وتأديب الحواضن؟! وهذه المسألة ربما سأل عنها بعض القحطانية -ممن ال
علم له -بعض العدنانية ،وهي على القحطاني أشد .فأما جواب العدناني فسلس النظام
سهل المخرج ،قريب المعنى؛ ألن بني قحطان ال يدعون لقحطان نبوة فيعطيه اهلل
مثل هذه األعجوبة" .1وقد نص الجاحظ نفسه على كتاب له في مقدمة «الحيوان»
القحطانية وكتاب
ّ اسمه :كتاب العدنانية في الرد على القحطانية ،وفيه" :وعبتني بكتاب
-نذكر بأن مصطلح اللسانيات ورد ذكره عند المتقدمين في نص عزيز البن سيدة (ت 458هـ) يقول
فيه ..." :وذلك أنه -أدام اهلل مدته ،وحفظ على ملكه طالوته وجدته -لما جمع العلوم النافعة ،من
الديانيات واللسانيات ،فسلك مناهجها ،وشهر بمقدماتها نتائجها ...إلخ".
المحكم والمحيط األعظم ،ابن سيدة األندلسي ،تحقيق :عبد الحميد هنداوي ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
ط.)32-31-1( ،2000 ،1
-من المهم أن نشير ههنا إلى أن اليهود والنصارى ال يؤمنون بنبوة إسماعيل (عليه السالم).
1
-رسائل الجاحظ ،عمرو بن بحر الجاحظ ،تحقيق وشرح :عبد السالم محمد هارون ،مكتبة الخانجي،
القاهرة[ ،د ط].)33/1( ،1964 ،
2
العصبية ،و ّأني
ّ حد
الحمية إلى ّ
ّ الرد على القحطانية ،وزعمت ّأني تجاوزت
العدنانية في ّ
ّ
القحطانية".1
ّ العدنانية إال بتنقّص
ّ لم أصل إلى تفضيل
وكيف تصرفت الحال؛ فإن المراد بالعدنانية الشعبتان الرئيستان ربيعة ومضر،
وهما في األصل ابنا نزار بن معد بن عدنان -حسب النسابين .-والى العدنانية تنسب
نصوصا شعرية في ذم العدنانيين القحطانية ،من ذلك نونية الكميت بن زيد األسدي
ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـاحـا مـا دنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ومـا بلينـا "فتلـ ــك ثيـ ــاب إس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ــاعيـ ــل فينـ ــا
وأنـ ـ ـزلـ ـ ـه ـ ــم بـ ـ ـمـ ـ ـك ـ ـ ــة ق ـ ـ ــاطـ ـ ـنـ ـ ـيـ ـ ـن ـ ـ ــا وج ـ ـ ــدت اهلل إذ سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ــى نـ ـ ـ از ار
ولـلـن ـ ـ ــاس الـقـف ـ ـ ــا ولـن ـ ـ ــا الـجـبـيـن ـ ـ ــا لن ــا جع ــل المك ــارم خ ــالص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات
ه ـوائ ـ مــن ف ـحــول األع ـج ـم ـي ـن ـ ـ ــا وم ــا ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرب ــت هج ــان بني نزار
م ـ ـط ـ ـه ـ ـم ـ ـ ــة ف ـ ـي ـ ـل ـ ـف ـ ـوا م ـ ـب ـ ـغ ـ ـل ـ ـي ـ ـن ـ ـ ــا ومـ ـ ــا حملوا الحمير على عتـ ـ ــاق
بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ــن خـ ـت ــون ـ ـ ــة مـ ـتـ ـزيـ ـنـ ـي ـ ـن ـ ـ ــا وم ـ ــا سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــموا ب ـ ــأبره ـ ــة اغتب ـ ــاط ـ ــا
وب ـ ـ ــاألعم ـ ـ ــام س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمين ـ ـ ــا البنين ـ ـ ــا بني األعم ـ ـ ــام زوجن ـ ـ ــا األي ـ ـ ــامى
ول ــم نـ ـع ــط ابت ـ ـ ــاوة مـ ـجـ ـتـ ـبـ ـيـ ـن ـ ـ ــا". ول ـ ـ ــم نـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـل ـ ـ ــك بـ ـ ـ ـغـ ـ ـ ـي ـ ـ ــر نـ ـ ـ ـزار
1
-الحيوان ،عمرو بن بحر الجاحظ ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط 1424 ،2هـ.)8/1( ،
2
-تنظر القصيدة وشرحها ألبي رياش اليمامي :ديوان الكميت بن زيد األسدي ،جمع وشرح وتحقيق:
محمد نبيل طريفي ،دار صادر ،بيروت ،ط ،2000 ،1ص 425وما بعدها.
3
والقصد من البيت األخير أن ال أحد ملك العدنانيين من غير قومهم خالف
القحطانيين الذين حكمهم الحبشة وغيرهم .ورغم أن الثقافة الشعبية سمت العدنانيين
عربا مستعربة والقحطانيين عربا عاربة فإنا ال نجد دليال علميا نطمئن به إلى وثاقة
هذا الرأي والى بيان أصل العرب ومادتهم ،وفي ذلكم يقول الحسين المظهري (ت 727
هـ)" :واختلف النسابون في العرب الخلص :قيل :هم القحطانية دون العدنانية؛ ألن
إسماعيل كان لغته سريانية كلغة الخليل عليهم السالم ،فلما سكن الحجاز تعرب وتعلم؛
ألنه تزوج إلى جرهم وغيرهم .وقيل :العرب القديم العدنانية والقحطانية لم تكن عربا
عاربة .قال األزهري :العربي منسوب إلى عربة بلد بناه إسماعيل عليه السالم ،والتجاذب
بين الفريقين كثير قديما وحديثا" .1كذلك نسب قحطان إلى إسماعيل (عليه السالم)
واختار ابن خلدون أنه (يقطان) الذي ذكر في «العهد القديم» ونصه" :والجمهور على
أن قحطان هو يقطن المذكور في التوراة في ولد عابر وأن حضرموت من شعوب
ّ
قحطان".2
الدرس العلمي يفرض تجاوز خلط النسابين ومخرجات الصراعات القبلية ،وعدم
التسليم بكون (عدنان) و(قحطان) شخصيتين تاريخيتين حقيقيتين؛ بصرف النظر عن
1
-المفاتيح في شرح المصابيح ،الحسن المظهري ،تحقيق :نور الدين طالب وآخرون ،دار النوادر ،و ازرة
األوقاف الكويتية ،ط.)285/6( ،2012 ،1
- 2تاريخ ابن خلدون ،عبد الرحمن ابن خلدون ،تحقيق :خليل شحادة ،دار الفكر ،بيروت ،ط،1988 ،2
(.)289/2
4
النصوص التاريخية المؤسسة لهذا التصور والتي يوصف بعضها بالقداسة .وان النظر
العلمي ليقيود إلى رأي واحد يرتكز على تأويلية الشك وتأويلية ابثبات -في احتمال
وجود معنى بعيد لألساطير بابضافة إلى معناها القريب -في مقاربة هذين العلمين
األسطوريين؛ أي داللة (قحطان) على القحط وكون النون في آخره للتعريف وفق معهود
العربية الجنوبية ،وداللة (عدنان) على العدن أي ابقامة والنون في آخره للتعريف
أيضا .يمكن أن نستأنس في هذا بما ذهب إليه المؤرخ العراقي جواد علي (ت )1987
-من المدرسة األلمانية 1-من أن قحطان لم يكن جدا لكل القبائل القحطانية المعروفة،
ومن أن عدنان لم يكن جدا لجميع القبائل العدنانية ،بل هما كنايتان عن مجموعة
قبائل ،تدعى عند العرب بـ"الحلف" ،وأخذ النسابون قحطانهم من التوراة ،وهو هناك
كناية عن مجموعة قبائل مواطنها في العربية الجنوبية ،أما "عدنان" الذي لم يرد في
التوراة أو في شعر جاهلي فيرجح أنه ظهر قبيل ابسالم .ولكنا ننبه إلى أنه لم يسوغ
نكران وجودهما.
هذه المقاربة اللغوية تذكرنا بـ (جنة عدن) التي وردت في األلواح السومرية قبل
التوراة ،ومن أقدم النصوص اللغوية ظاهرة الداللة في اشتقاق (عدنان) من (عدن) قول
كراع النمل (ت بعد 309هـ)" :وعدنان مشتق من عدن بالموضع عدونا :إذا أقام به،
1
-ينظر :المفصل فى تاريخ العرب قبل ابسالم ،جواد علي ،دار الساقي ،ط.)133/2( ،2001 ،4
5
نص ألبي بكر ابن دريد (ت 321هـ) جامعٌ يقول فيه:
ومنه سمي المعدن" .ومنها ٌ
1
"وعدنان فعالن من قولهم :عدن بالمكان فهو يعدن عدونا وهو عادن ،أي مقيم .ومنه
اشتقاق المعدن ،لعدون الذهب والفضة وما أشبهه من الجوهر فيه .ومنه اشتقاق "
جنات عدن " أي دار مقام ...وعدن أبين من هذا اشتقاقها ،ألن أبين عدن بها ،أي
أقام بها ،وهو رجل من حمير .وانتسب النبي صلى اهلل عليه وسلم إلى عدنان وقال:
"كذب النسابون" .فما بعد عدنان فهي أسماء سريانية ال يوضحها االشتقاق" .2والى
مثل هذا ذهب أبو عبيدة (ت 209هـ) في بيان معنى (جنات عدن) ،قال﴿" :في
جنات ع ْدن﴾ أي خلد ،يقال عدن فالن بأرض كذا وكذا أي أقام بها وخلد بها ،ومنه
المعدن".3
لقد اعتمد فاضل الربيعي هذا األصل االشتقاقي فضال عن عنايته بالعبرية
وبنقد القراءة االستشراقية للمصادر التاريخية التي عنيت بمواطن الساميين األولى،
يقول ..." :فهذا يعني أن انتساب العرب المستعربة قاطبة إلى (عدنان) هو انتساب
إلى طور تاريخي في حياتهم انتهت فيه عمليا موجة الهجرات الكبرى وبدأت موجة
- 1المنتخب من غريب كالم العرب ،كراع النمل ،تحقيق :محمد بن أحمد العمري ،جامعة أم القرى (معهد
البحوث العلمية واحياء التراث ابسالمي) ،ط ،1989 ،1ص .668
2
-االشتقاق ،أبو بكر ابن دريد ،تحقيق وشرح :عبد السالم محمد هارون ،دار الجيل ،بيروت ،ط،1
،1991ص .32-31
3
-مجاز القرآن ،أبو عبيدة معمر بن المثنى ،تحقيق :محمد فواد سزگين ،مكتبة الخانجي ،القاهرة[ ،د
ط] 1381 ،هـ.)263/1( ،
6
االستقرار والثبات في األرض؛ ولذا تصور كل ابخباريات العربية القديمة واألساطير
انتقال العرب من طور (العرب العاربة = البدوية) إلى طور (العرب المستعربة =
الجديدة والمستقرة) بوصفه انتقاال فعليا من مرحلة االنتساب للجد األعلى القديم
(قحطان) إلى الجد األعلى ،الجديد (عدنان)؛ ولذلك يقال إن العرب تحدروا من جدين.
وفي اسم (قحطان) ال شك ،كل العناصر الدالة على طور القحط والبداوة والترحال
وشظف العيش ،بينما في اسم (عدنان) كل العناصر الدالة على العكس ...إلخ".1
هذه القسمة -حسب الربيعي -قسمة أنطولوجية عبر عنها بلغة رمزية للداللة على
ثنائية البدو والفالحين أو ثنائية الراعي والفالح في الثقافة السومرية؛ وبهذا يمكن أن
نعلل أصول الصراع بين العدنانيين والقحطانيين وما أثر عنهم من هجاء.
نص واحد نسب إلى أبي عمرو بن العالء (ت 174هـ) يميز فيه بين لسان
عرب الشمال وبين لسان عرب الجنوب يمكن أن يؤسس لما سيأتي من محاضرات،
هو قوله" :ما لسان ح ْمير وأقاصي اليمن لساننا وال عربيتهم عربيتنا" .2إنه يظهر الفروق
الكبيرة بين اللسانين وان كانوا مجمعين على أن أصلهما واحد ،بل إن الدرس اللساني
- 1إرم ذات العماد :من مكة إلى أورشليم البحث عن الجنة ،فاضل الربيعي ،رياض الريس للكتب والنشر،
بيروت ،ط ،2000 ،1ص .395
2
-المزهر في علوم اللغة وأنواعها ،جالل الدين السيوطي ،تحقيق :فؤاد علي منصور ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،ط.)137/1( ،1998 ،1
7
ظل قرونا يرى باألصل الواحد للغات ويأخذ بالرواية التوراتية المشتهرة حول (بلبلة
األلسن) وهو ما نجده في شعر منحول إلى (يعرب بن قحطان) يقول فيه:
وذو البيــان واللس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان األس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهــل "أن ــا ابن قحط ــان الهم ــام األفض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل
نحو يمين الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمس في تمهـ ـ ــل ن ـ ـ ـ ـفـ ـ ـ ــرت واألمـ ـ ـ ــة فـ ـ ـ ــي ت ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ــل
وكـن ـ ـ ــت مـن ـهــم ذا الــرعـي ـ ـ ــل األول".1
وانما أراد بيمين الشمس اليمن ،وقصة بلبلة األلسن هذه وردت في التوارة؛ إذ
األسطورة تقول( :وكانت األرض كلها لغة واحدة) ،والحق أن تأثيل (بابل) هو (باب
حمير ،فقال" :وأخرج جويبر في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى﴿ :في الكتاب
مسطو ار﴾ قال :مكتوبا وهي لغة حميرية يسمون الكتاب أسطو ار" .2ومهما يكن فإنا نريد
باألسطورة ههنا الحكاية الرمزية التأسيسية ال المفهوم السلبي الذي اتصل بها في
المخيال العربي عامة .ويمكن أن نقدم ختاما مساهمة تأثيلية نعرض فيها مثاال عن
الظواهر اللهجية التي سنعرض لها في قادم المحاضرات؛ ذلك اببدال بين (عدن)
و(وطن) ،أي إنا نعتقد أن العين من (عدن) أبدلت واوا الستثقال الهمزة في عامة
- 1معجم ما استعجم من أسماء البالد والمواضع ،أبو عبيد األندلسي ،عالم الكتب ،بيروت ،ط1403 ،3
هـ.)1401/4( ،
2
-ابتقان في علوم القرآن ،جالل الدين السيوطي ،تحقيق :محمد أبو الفضل إبراهيم ،الهيئة المصرية
العامة للكتاب[ ،د ط].)108/2( ،1974 ،
8
اللهجات العربية -إذ العادة أن تبدل العين همزة أو أن تبدل الهمزة عينا في الساميات-
،وأبدلت الدال طاء ،والمفهوم في مصطلح (الوطن) واحد أي الداللة على مكان
ابقامة ،وقد اجتمع األصالن في نص واحد من نوادر أبي مسحل (ت 230هـ) ،قال:
"وعدن يعدن عدنا وعدونا ،ورمأ بالبالد ،وأدن ،وأثمل ،وألحم ،وحب ،ولب ،وحلس،
بمعنى أقام بالبالد ،وأوطن" .1ومثل هذا اببدال بين المفردة العربية (الحرج) الدالة
على الخشب الذي يحمل عليه الميت أو (التابوت) وبين المفردة ابنجليزية (The
) arkالدالة على المفهوم نفسه ،فقدأبدلت الحاء ألفا وأبدلت الجيم كافا ،والقاعدة ما
قاله أبو زكريا الفراء (ت 207هـ) في الباب" :إذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا
في اللغات" ،2ولكن ما المراد بمصطلح (اللغات) عند الفراء في هذا النص وعند غيره
من المتقدمين؟
1
-نوادر أبي مسحل ،عبد الوهاب أبو مسحل[ ،د ط][ ،د ت] ،ص .9
- 2معاني القرآن ،أبو زكريا الفراء ،تحقيق :أحمد يوسف النجاتي وآخرون ،دار المصرية للتأليف والترجمة،
مصر ،ط[ ،1د ت].)241/3( ،
9
المحاضرة الثانية :من اللسان إلى اللغة ومن اللغة إلى اللهجة :مدخل
اصطالحي
النصوص -خاصة المتقدمة -التي تعرض للهجات؛ ذلك أن مصطلحات علوم العربية
أكثرها لم يثبت على حال ،ولم تزل متغيرة باختالف الزمن وباختالف المؤلفات
وباختالف المؤلفين أيضا .أما المصطلح القرآني والعربي األول الذي يؤدي مفهوم
(اللغة) فهو (اللسان) ،وتشترك العربية وأخواتها من اللغات السامية (العروبية) في
الداللة على عضو النطق بمادة (ل س ن) ،فهو في العربية (اللسان) وكذلك في
العربية إحصاء الموارد القرآنية التي استعمل فيها (اللسان) بهذا المعنى االصطالحي
فانتهى إلى أنها ثمانية ،يقول" :ويظهر أن العرب القدماء في العصور الجاهلية وصدر
ابسالم لم يكونوا يعبرون عما نسميه نحن (اللغة) إال بكلمة (اللسان) ،تلك الكلمة
1
-ينظر :معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية ،حازم علي كمال الدين ،مكتبة اآلداب،
القاهرة ،ط ،2008 ،1ص .348-347
10
المشتركة اللفظ والمعنى في معظم اللغات السامية شقيقات اللغة العربية .وقد يستأنس
لهذ ا الرأي بما جاء في القرآن الكريم من استعمال كلمة (اللسان) وحدها في معنى اللغة
8مرات".1
يمكن أن نجادل في هذا الرقم؛ ألن التحقيق يطلب عددا أكبر؛ مع موارد قرآنية
يمكن أن يختلف تأويلها بين (العضو) وبين (اللغة) ،ولكن المعول في هذا كله كتب
المتقدمين التي تعتمد في الغالب األعم مصطلح (اللسان) للداللة على مفهوم (اللغة)،
وبه وسم عدد من هذه المؤلفات ،نحو (لسان العرب) البن منظور (ت 711هـ) ،وقبله
رسالة ابن أبي الدنيا (الصمت وآداب اللسان) (ت 281هـ) ،ورسالة الحافظ ابن عبد
البر (ت 463هـ) (أدب المجالسة وحمد اللسان) ،وكتاب ابن مكي أبي حفص (ت
501هـ) في الصواب اللغوي (تثقيف اللسان وتنقيح الجنان) ،ومن أمالي ابن عساكر
أبي القاسم (ت 571هـ) (ذم ذي الوجهين واللسانين) ،وكتاب ابن هشام اللخمي (ت
577هـ) في الصواب اللغوي (المدخل إلى تقويم اللسان) ،وكذلك معجم جمال الدين
ابن الجوزي (ت 597هـ) (تقويم اللسان) ،ومن كتب المتأخرين (تقويم اللسانين) لمحمد
تقي الدين الهاللي (ت .)1987ومثلما هو ظاهر فإن أكثر المؤلفات التي وسمت
عنواناتها بمصطلح (اللسان) إنما في بيان األخطاء اللغوية عند العامة من المتقدمين
1
-في اللهجات العربية ،إبراهيم أنيس ،مكتبة األنجلو المصرية ،القاهرة ،ط ،1996 ،8ص .17
-نقول في جمع (عنوان) (عنوانات) ال (عناوين) لمن حكم القياس ال االستعمال.
11
وعند أكثر المعاصرين ،من مثل قولهم :تنبأ بكذا يريدون حدس وتوقع وتفرس والعربية
العربية ليست بدعا من اللغات في أخذها مفهوم (اللغة) األول أي (اللسان) من
العضو نفسه ،فهو في اللغات الرومانيقية وابنلجيزية يرجع إلى أصل التيني واحد هو
-عدا نص أبي عمرو بن العالء سالف الذكر -وهي نماذج من المعاجم؛ إذ اللهجات
قال صاحب العين" :واللجلجة :كالم الرجل بلسان غير بين ،وهو يلجل لسانه ،وقد
تلجل لسانه ،قال :ومنطق بلسان غير لجالج" .1وجاء في تهذيب اللغة" :واللسان يذكر
1
-كتاب العين ،الخليل الفراهيدي ،تحقيق :إبراهيم السامرائي ومهدي المخزومي ،دار ومكتبة الهالل،
[د ط][ ،د ت].)20/6( ،
12
ويؤنث؛ فمن أنثه جمعه ألسنا ،ومن ذكره جمعه ألسنة .واذا أردت باللسان اللغة أنثت،
يقال :فالن يتكلم بلسان قومه" .1وجاء في الصحاح" :ويقال :قد ترجم كالمه ،إذا فسره
بلسان آخر .ومنه الترجمان ،والجمع التراجم" .2بيد أن استعمال مصطلح (اللسان) عند
المتقدمين للداللة على مفهوم (اللغة) عند المعاصرين ليس على إطالقه ،فقد يذكر
قريش.
مثلما استعمل المتقدمون مصطلح (اللسان) للداللة على مفهوم (اللغة) استعملوا
مصطلح (اللغة) للداللة على مفهوم (اللهجة) ،ومن أشهر المؤلفات التي اشتملت على
هذا المصطلح ،كتاب (اللغات في القرآن) المنسوب البن عباس ،وكتاب (فيه لغات
القرآن) ألبي زكريا الفراء ،وكتاب «التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض
إعرابه ومعانيه» لهشام بن أحمد الوقشي (ت 489هـ) .والمعاجم وكتب اللغة مألى
باستعمال هذا المصطلح ،مثاله قول صاحب العين" :الق ْمعل :القدح الض ْخم بلغة
- 1تهذيب اللغة ،أبو منصور األزهري ،تحقيق :محمد عوض مرعب ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت،
ط.)296/12( ،2001 ،1
2
-الصحاح ،أبو نصر الجوهري ،تحقيق :أحمد عبد الغفور عطار ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط،4
.)1928 /5( ،1987
3
-كتاب العين ،مصدر سابق.)300/2( ،
13
المعاصر مثاله قول صاحب العين" :وكنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون
وكانوا يتكلمون بلغة تقارب العربية" ،1وقوله أيضا" :العل ْوش :الذئب بلغة حمير ،وهي
الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة ،ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد
هذه البيئة .وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات،
التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض ،وفهم ما قد يدور بينهم
من حديث ،فهما يتوقف على قدر الرابطة التي تربط بين هذه اللهجات .وتلك
البيئة الشاملة التي تتألف من عدة لهجات ،هي التي اصطلح على تسميتها
1
-المصدر نفسه.)205/1( ،
2
-المصدر نفسه.)256/1( ،
3
-في اللهجات العربية ،مرجع سابق ،ص .16
14
-ذكر معجم اللغة العربية المعاصرة الذي أشرف عليه أحمد مختار عمر أربعة
اللهجة-
فالن فصيح /صادق ْ
- 1 -لغة ابنسان التي جبل عليها فاعتادها " ٌ
لهجة عالية".
اجتماعية عن
ّ - 2 -طريقة من طرق األداء في اللُّغةّ ،
تتميز بها طبقة أو فئة
أخرى "ل ْهجة التُّ ّجار -ل ْهجة قروية /مصرية" ٌ °
كالم شديد اللّهجة :متسم بالحدة
والع ْنف.
بعض الحروف".
عامّية /محلّية".
"لهجة دارجةّ /
التي تقدم خصائص مشتركة ،وتكون سماتها المميزة المهيمنة واضحة المعالم
جغرافية و/أو اجتماعية محدودة أكثر من اللغة نفسها ،ال يوجد فرق لساني بين
1
-معجم اللغة العربية المعاصرة ،أحمد مختار عمر وآخرون ،عالم الكتب ،ط/3( ،2008 ،1
.)2041
15
اللغة واللهجة ،في الحالين نجد نظاما معجميا ونحويا وصوتيا كامال؛ فاالختالف
-تعريف قاموس أكسفورد ابنجليزي" :اللهجة شكل من أشكال اللغة المتحدث بها
نختم هذه المحاضرة ببيان مصطلحين آخرين هما (العامية) و(علم اللهجات) ،أما
الع امية فقد اقترنت باالبتذال نسبة إلى عامة الناس الذين يفضلون (االقتصاد) على
(التحقيق) في مخاطباتهم ،كذلك كانت عند المتقدمين من غير ياء نسبة أي قولهم
مثال (لحن العامة) ،ولكنها اقترنت عند المتأخرين -بياء النسبة مفردة وجمعا
(عاميات) -بمفهوم اللهجة نفسه ،من ذلك كتاب «معجم تيمور الكبير في األلفاظ
العامية» لمؤلفه أحمد تيمور باشا (ت ،)1930والذي قدم له حسين نصار (ت
)2017معرفا العامية بقوله" :اللغة التي نتخاطب بها في كل يوم ،عما يعرض لنا من
شئون حياتنا مهما اختلفت أقدارنا ومنازلنا :لسان المتعلمين منا وغير المتعلمين ،على
اختالف فئاتهم وحرفهم ،والمثقفين وغير المثقفين ،أهل الصحراء وأهل الوادي ،من
سكن منهم المدن ومن استوطن الريف ...وقد تتباعد مواضع االتصال بين العربية
1
-نص مترجم عن النسخة ابلكترونية من موسوعة الروس بتصرف يسير ،مدخل ).(Dialecte
2
-نص مترجم عن النسخة ابلكترونية من قاموس أكسفورد ،مدخل ) .(Dialectوهو تعريف معجمي
قريب مما جاء في معجم كامبردج ابنجليزي.
16
والعاميات بسبب القبائل التي ينتمي اليها جمهور هذا القطر أو ذاك ،فتتصل عامية
أحد األقطار بلهجة بني تميم ،وعامية ثان بأهل الحجاز ،وعامية ثالث بأهل اليمن".1
وقد يجتمع المصطلحان في عنوانات مؤلفات المعاصرين نحو «قاموس اللهجة العامية
المختلفة المتعلقة بحدوث صور من الكالم في لغة من اللُّغات" .2كذلك عرفه علي عبد
الواحد وافي بموضوعه فقال " :وموضوعه :دراسة الظواهر المتعلقة بانقسام اللغة إلى
لهجات تختلف باختالف البالد أو باختالف الجماعات الناطقة بها ...وما إلى ذلك".3
من األعمال التي خصصت لهذا العلم كتاب السوسيولساني البريطاني كيث مالكوم
بيتي ) (K. M. Petytوعنوانه« :دراسة اللهجة :مدخل إلى علم اللهجات» ( The
واشتمل على مائتين وثالث وأربعين ( )243صفحة ،وعلى ثمانية ( )8فصول أولها
1
-معجم تيمور الكبير في األلفاظ العامية ،أحمد تيمور ،تحقيق :حسين نصار ،دار الكتب والوثائق
القومية بالقاهرة ،مصر ،ط.)6/1( ،2002 ،2
2
-معجم اللغة العربية المعاصرة ،مرجع سابق.)2041 /3( ،
3
-علم اللغة ،علي عبد الواحد وافي ،نهضة مصر للطباعة والنشر ،ط[ ،1د ت] ،ص .7
17
تقابل في العربية المعاصرة (اللغة) و(اللهجة) و(اللحن) ،ومثلما استطردنا فذكرنا
مصطلحا آخر هو (العامية) ،ذكر المؤلف مصطلحا آخر يأتي بعد المصطلحات
الثالثة هو ) (Patoisوهو يؤدي المعنى نفسه الذي يؤديه مصطلح (العامية) في
العربية في غالب األحيان ،وان اقترن بطبقة معينة من المجمتمع وتحديدا الطبقات
بالطبقات المختلفة .1ودرس في الفصل الثاني تطور علم اللهجات بين عامي ()1800
و( ،)1950وفيه ينص على أن أهم عمل في علم اللهجات في الزمن الحديث ظهر
في ألمانيا سنة 1821من قبل عالم فقه اللغة األلماني ومؤسس البحث اللهجي الحديث
بافاريا» ( )Die Mundarten Bayernsوفيه قدم عرضا تاريخيا جغرافيا ونحويا للغة
1
- See: The study of dialect: an introduction to dialectology, K. M. Petyt,
Boulder, Colorado: Westview Press, USA, FE, 1980, p 24.
2
- ibid.p 38.
18
المحاضرة الثالثة :لغز اللوجوس ودعوى اقتراض مصطلح (اللغة):
19
عن تاريخ حياة أي كلمة تاريخ طويل فالكلمة تعيش وتتفاعل ،والمعنى هو حصيلة
المالبسات التي عاشتها الكلمة".1
قال باألصل ابغريقي لمصطلح (اللغة) غير واحد من المتأخرين منهم حسن ظاظا،
ونصه" :واننا ونحن ال نجد شاهدا واحدا عن استعمال العرب لكلمة لغة بهذا المعنى
األعربي
ا العلمي الذي نعنيه ،ونظ ار لما بدا من اضطراب اللغويين في اشتقاقها ،وتردد
في ضبط جمعها ،لنميل إلى القول بأنها من أصل يوناني هو كلمة (لوغوس) التي
معناها األصلي (كلمة) و(كالم) ...لكن متى دخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية؟ ال
ولكن القائلين بهذا لم يؤسسوا لرأيهم بأدلة مادية غير التشابه الصوتي بين الكلمتين،
1
-علم اللغة العربية ،مح مود فهمي حجازي ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع[ ،د ط][ ،د ت] ،ص
.312
2
-اللسان وابنسان :مدخل إلى معرفة اللغة ،حسن ظاظا ،دار القلم ،دمشق ،الدار الشامية ،بيروت،
ط ،1990 ،2ص .121
3
-ينظر :أيمة النحاة في التاريخ ،محمد محمود غالي ،دار الشروق ،جدة ،ط ،1976 ،1ص .6
20
إن الجامع بين األصلين ( )Logosو(لغة) هو الفعل السامي (لغز) بمعنى
تحدث كالما غامضا ،وهو في العبرية كذلك ،وفي السريانية ( )Lcezبمعنى تكلم،1
قال ابن فارس " :لغز :اللغز :ميلك بالشيء عن وجهه .واللغيزاء ممدود :أن يحفر
اليربوع ثم يميل في حفره ليعمي على طالبه .واأللغاز :طرق تلتوي وتشكل على سالكها،
غز" .2وهذا النص من األهمية بمكان؛ إذ يقدم األصل األول لما يعرفه
غز ول ٌ
الواحد ل ٌ
المتأخرون من معنى (اللغز) ،ومعناه األول مثل معنى (اللغة) األول بمعنى اللهجة،
أي ميلها عن اللسان أو عن القاعدة ،وقد يظن أن هذا من باب التخمين وأن فيه شيئا
وقوله عندي مقدم على غيره من جماع اللغة -يقول فيه " :لغا فالن عن الصواب وعن
الطريق إذا مال عنه قال واللغة أخذت من هذا ألن هؤالء تكلموا بكالم مالوا فيه عن
تتوافر النصوص في مؤلفات المتقدمين؛ لتثبت عالقة بين معنى (اللغز) األول
وبين مفهوم (اللهجة) أو (اللغة) باالصطالح القديم ،من ذلك قول صاحب العين:
1
-ينظر :معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية ،حازم علي كمال الدين ،مكتبة اآلداب،
القاهرة ،ط ،2008 ،1ص .348
2
-مجمل اللغة ،أحمد بن فارس ،دراسة وتحقيق :زهير عبد المحسن سلطان ،مؤسسة الرسالة ،بيروت،
ط ،1986 ،2ص .810
3
-شرح أدب الكاتب البن قتيبة ،أبو منصور ابن الجواليقي ،دار الكتاب العربي ،بيروت[ ،د ط][ ،د
ت] ،ص .32
21
"اللُّ ْغز ،واللغز لغةٌ :ما أ ْلغزت العرب من كالم فشبه ْ
ت معناه" .1وقول ابن األعرابي:
"اللُّ ْغز :الحفر الملتوي واللُّغز الكالم الملبس ،قال :وهي اللُّغز واللغز واللغيزى" .2وقول
أبي عبيد الهروي" :وأصل اللغيزي من اللغز وهي حجرة اليرابيع تكون ذات جهتين
تدخل من جهة وتخرج من أخرى وكذلك معاريض الكالم ومالحنه" .3ويذكر المعنى
األول للغز بإ ازء مصطلح آخر يؤدي مفهوم (اللهجة) هو (اللحن) وجمعه المالحن
مثلما سبق في آخر نص ،وهو أيضا من ميل اللسان؛ وفيه قال صاحب العين" :اللحن:
ما تلحن إليه بلسانك ،أي :تميل إليه بقولك" ،4وذكر ابن سيدة (اللغز) و(اللحن) في
باب واحد ،فنقل عن أبي عبيد " :لح ْنت له ألحن لحنا :إذا قلت له قوال يفهمه ع ْنك
يخفى على غيره" .5وان حمل بعد ذلك على الخطأ في الكالم وعلى السماع أو الغناء
و ْ
فإنه محمول ابتداء على مفهوم اللهجة ،قال كراع النمل" :ويقال :تكلم فالن بلحنه ،أي:
بلغته".6
1
-كتاب العين ،مصدر سابق.)383/4( ،
2
-تهذيب اللغة ،مصدر سابق.)78/8( ،
3
-الغريبين في القرآن والحديث ،أبو عبيد الهروي ،تحقيق ودراسة :أحمد فريد المزيدي ،مكتبة نزار
مصطفى الباز ،المملكة العربية السعودية ،ط.)1692 /5( ،1999 ،
4
-كتاب العين ،مصدر سابق.)229/3( ،
5
-المخصص ،ابن سيدة ،تحقيق :خليل إبراهم جفال ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،ط،1996 ،1
(.)21/4
6
-المنجد في اللغة ،كراع النمل ،تحقيق :أحمد مختار عمر وضاحي عبد الباقي ،عالم الكتب ،القاهرة،
ط ،1988 ،2ص .322
22
ولكن كيف تطور الفعل (لغز) إلى (لغا يلغو)؟ من المعروف أن العامة تبدل
ال ازي جيما والجيم زايا ،ولكنه قليل خالف إبدال الجيم ياء .ولكنا نذكر فرضية الحذف
ابتداء قبل فرضية اببدال ،أي هو حذف من (اللغيزى) ال اللغز ،وقد اجتمعا في نص
واحد البن والد (ت 248هـ)؛ ذلك قوله" :ومن المقصور المضموم أوله مما يكتب
هذه الفرضية إذا ما عملنا أن حذف األصول في العربية نادر نحو (درس المنا) بدل
(درس المنازل) في البيت الشهير للبيد ،ومثل قول العرب (هم بين حاذ وقاذ) يريدون
(هم مبين حاذف وقاذف) ،ولكن هذا الحذف تطلبه عادة الضرورة الشعرية وهو
موصوف بالشذوذ.
ثم إنهم قالوا إن التاء في (لغة) عوض عن الم الكلمة -وهو مجمعون على أن
(اللغة) كلمة ناقصة -أي عن الواو من (لغوة) ،وان كنا نعلم أن التاء أخت الزاي في
الجهر؛ فإنا نتجاوز هذا كله إلى مقاربة أخرى ال نحكم فيها قواعد العربية المعيارية
الحجازية ،بل نخمن أصوال سابقة نرمم بها العالقة بين (اللوجوس) وبين (اللغة) ،وهنا
ال بد أن أستحضر أطروحة (اللغة البدئية) عند إبراهيم الكوني ،ونصين من كتابه
1
-المقصور والممدود ،ابن والد التيميمي ،تحقيق :بولس برونله ،مطبعة ليدن[ ،د ط] ،1900 ،ص
.112
23
التأثيلي «ملحمة المفاهيم» في جزئه الثالث ،األول قوله" :فالزاي في الواقع ،هي ذاتها
السين محرفة تحريفا صوتيا خفيفا جدا .وهو أمر ال يخلو من داللة مجازية اعتاد العقل
البدئي أن يخاطبنا بها دائما عندما يريد أن ينقل لنا رسالة توحي بانتماء كلمات محددة
إلى أرومة ساللية واحدة فينعتها بملفوظات تنتمي إلى عائلة صوتية واحدة ...إلخ".1
وهذا النص يفيدنا في بيان العالقة بين (لوجوس) وبين (لغز) -مع استحضارنا أن
مفهوم اللوجوس نفسه يعد لغ از-؛ فبينهما إبدال في لغة بدئية .والثاني قوله" :إذا كانت
الحروف الثالثة (الالم وال ارء والنون) قد حق لها أن تتبادل األدوار دون أن يتأثر
المعنى في الكلمة حتى صارت بمثابة الحرف الواحد ال بسبب انتمائها إلى ساللة
الحروف ُّ
الذلق ...فإن حروفا ساكنة مثل الزاي والهاء والشين قد استعارت ذات المزية
يوم تبادلت األدوار في لسان الطوارق لتصبح بمثابة حرف واحد؛ وذلك بسبب انتمائها
-األرومة بفتح الهمزة (تميمية) أصل الشي مثل أرومة األضراس وأرومة الشجر والنبات ،وهي في
األصل من (األرم) بمعنى :القطع ،وعليك أن تعي أن أكثر الكلمات التي تدل على أصل الشيء ترجع
إلى معنى القطع (راجع في هذا مقالنا :العربية بين الفعل والفلع :دراسة معجمية في مركزية فعل القطع
في المعجم العربي ،مجلة أمارات في اللغة واألدب والنقد ،المجلد ،5 :العدد .)2 :ومثلما يصح أن تقول
أرومة يمكن أن تقول أريبة ،وعليك أن تلحظ العالقة الصوتية بين (أرومة) وبين ) (Originابنجليزية،
و) (Origineالفرنسية وابيطالية ،و) (Origenابسبانية ...إلخ ،مع استحضارك أن الفعل رجن وأرجن
يرجن رجنا يؤدي المعنى نفسه للفعل عدن يعدن عدونا أي أقام بالمكان من غير أن يبرحه.
- 1ملحمة المفاهيم ،إبراهيم الكوني ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت ،ط ،2006 ،1ص .10
24
إلى أرومة داللية واحدة ...إلخ" .1وهذا النص يفيدنا في بيان اببدال الذي حدث بين
ترجع الفروق الرئيسة بين اللهجات العربية القديمة والحديثة إلى المستوى
الصوتي ،ولم يسبق إب ارهيم أنيس إلى هذا حين قال" :أما الصفات التي تتميز بها
اللهجة فتكاد تنحصر في األصوات وطبيعتها ،وكيفية صدورها .فالذي يفرق بين لهجة
وأخرى هو بعض االختالف الصوتي في غالب األحيان" .2فقبله قال يوهان فك في
مؤلفه العربية الذي نشر باأللمانية سنة ..." :1950فعلى غرار البدويين من غير
العرب ،كقبائل الترك مثال ،لم تكن لهجات القبائل البدوية بالجزيرة العربية بعيدة
االختالف من الوجهة اللغوية بحيث ال يمكن التفاهم ،حتى بين القبائل المتباعدة بعضها
عن بعض في السكنى والجوار ،إذ أغلب الفروق -فيما يظهر -كانت ترجع إلى طبيعة
اختالف األصوات والقوالب والمفردات؛ أو على األقل هذه هي الفروق التي لفتت أنظار
البدوية" .3وحكم اللهجات هو نفسه حكم اللغات حال الدراسة؛ أي إن الفروق الناشئة
1
-المرجع نفسه ،ص .17
2
-في اللهجات العربية ،مرجع سابق ،ص .17
3
-العربية ،يوهان فك ،ترجمة :عبد الحليم النجار ،المركز القومي للترجمة[ ،د ط] ،2014 ،ص .8-7
25
عن عاملي (التفريق اللغوي) و(التوحيد اللغوي) تشمل المستويات اللغوية جميعها؛ فنجد
فروقا في المستوى الصوتي (وهي الفروق الغالبة في باب اللهجات) وفروقا في المستوى
أما المستوى الصوتي فنجد فيه ظواهر عدة أكثرها ذيوعا اببدال ثم القلب فالحذف،
فاببدال أو البدل إقامة حرف مقام حرف آخر ،1ويقسم إلى مقيس وغير مقيس ،ومثال
غير المقيس ما ذكره أبو البقاء العكبري من إبدال الباء ياء في (األرانب) أي (األراني)،
-1الزم مطرد :ما أبدل لعلة فإنه الزم حيث وجدت العلة ما لم يمنع منه مانع
وأما اببدال الجائز فغير الالزم وغير المطرد ،وهذه القسمة التي أتى بها العكبري
تشمل اببدال اللغوي (وهو الذي يعنينا في مبحث اللهجات) وتشمل اببدال الصرفي.2
والفرق بينهما أن حروف اببدال الصرفي معدودة وقد جمعت في قولهم (طويت دائما)،
أما اببدال اللغوي فيقع في الحروف جميعها ،ويقع اببدال اللغوي في األصل والفرع
1
-ينظر :اللباب في علل البناء وابعراب ،أبو البقاء العكبري ،تحقيق :عبد ابله النبهان ،دار الفكر،
دمشق ،ط.)284/2( ،1995 ،1
2
-ينظر في هذا :إبدال الحروف في اللهجات العربية ،سلمان السحيمي ،مكتبة الغرباء األثرية ،المدينة
المنورة ،ط ،1995 ،1ص 71وما بعدها.
26
مثل هتن وهتل ،فيقال أيضا :تهتان وتهتال ،وهذا خالف اببدال الصرفي فيقال (قام)
فقط وال يقال (قوم)؛ ذلك أن األلف فيه مبدلة ضرورة من الواو؛ والقاعدة أن اببدال
اللغوي هو اببدال غير الضروري ،وسمى السيوطي اببدال الصرفي (اببدال الشائع)
وينبغي أن ننبه إلى الفرق بين (اببدال) و(العوض) -وان استخدم المصطلحان
عند المتقدمين للداللة على مفهوم واحد في نصوص عدة-؛ ذلك أن البدل يتقيد بمكان
المبدل منه خالف العوض ،كذلك نجد عالقة صوتية بين البدل والمبدل منه خالف
العوض والمعوض به ،والقاعدة ما قرره ابن جني من أن كل عوض بدال وليس كل
بدل عوضا ،فالتاء مثال من (زنة) عوض عن فاء الفعل أي الواو من (وزن).
وقد وضعوا لإلبدال اللغوي شروطا أهمها التقارب الصوتي :والقصد أنا نحكم بأن
بين المفردتين الدالتين على معنى واحد إبداال إذا تقارب الحرفان من جهة المخرج
والصفات مثل الدال والطاء والتاء ،نحو قولهم :فزت وفزد .هذا وان الحكم بكون المفردة
أصال أو فرعا في باب اببدال اللغوي يظل عسي ار وهو مبحث فيلولوجي غاية في
التعقيد ومتصل اتصاال وثيقا بإشكالية أصل اللغات نفسها؛ لذا يكثر اببدال بين
الحروف التي تنتمي إلى أرومة واحدة من مثل العربية والعبرية ففي العبرية نقول (إم)
بمعنى (إ ْن) أي (إذا) ونسمي نبات (الدفلى) (دفنا) ،ونقول في (صرخ) (صرح) بالحاء.
27
ألف غير واحد في اببدال ،ولكن أهم عمل جامع فيه كتاب أبي الطيب اللغوي
(ت 351هـ) الذي ظن ده ار أنه مفقود وقد نشر في مجلدين بتحقيق عز الدين
التنوخي (ت ( )1966شارح عينية ابن سينا) سنة ،1960قسمه مؤلفه إلى أبواب
مثل :باب الباء والذال ،وباب الثاء والكاف ،وهذي نماذج منه:
" -ويقال :صهدته الشمس تصهده ،وصهرته تصهره :إذا آلمت دماغه".4
" -األصمعي :الجرم والجسم واحد ،ويقال :رأيت جرم ابنسان وجسمه؛ أبو عمرو:
مما تعلق باببدال وبغيره من الظواهر اللهجية ما نسب إلى قبائل بحيالها من ظواهر
وصمت بأنها لغات فاسدة ،وغالبا ما تذكر في قبال لهجة قريش الموسومة بالفصاحة،
ويروى عن أبي العباس ثعلب قوله" :ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم،
- 1اببدال ،أبو الطيب اللغوي ،تحقيق :عز الدين التنوخي ،مجمع اللغة العربية ،دمشق[ ،د ط]،1960 ،
(.)201/1
2
-المصدر نفسه.)213/1( ،
3
-المصدر نفسه.)316/1( ،
4
-المصدر نفسه.)363/1( ،
5
-المصدر نفسه.)40/2( ،
28
وكشكشة ربيعة ،وكسكسة هوازن ،وتضجع قيس ،وعجرفية ضبة ،وتلتلة بهراء" .1ونقل
األصمعي األصمعي عن شعبة عن قتادة قال" :قال معاوية يوما :أي الناس أفصح
فقام رجل من السماط فقال :يا أمير المؤمنين قوم ارتفعوا عن ف ارتية العراق وتياسروا
عن كشكشة بكر وتيامنوا عن عنعنة تميم ليس فيهم غمغمة قضاعة وال طمطانية
وقد جمعها أحمد تيمور باشا (ت )1930في رسالته «لهجات العرب» شارحا إياها،
العنعنة :إبدال الهمزة من (أن) عينا ،نحو :ظننت عن عبد اهلل قائم.3
الكشكشة :قولها مع كاف ضمير المؤنث :إنكش ورأيتكش وأعطيتكش؛ تفعل هذا في
1
-مجالس ثعلب ،أبو العباس ثعلب[ ،د ط][ ،د ت] ،ص .21المسائل البصريات ،أبو علي الفارسي،
تحقيق :محمد الشاطر ،مطبعة المدني ،ط .)362/1( ،1985 ،1الخصائص ،أبو الفتح ابن جني ،الهيئة
المصرية العامة للكتاب ،ط[ ،4د ت].)13/2( ،
2
-غريب الحديث ،أبو سليمان الخطابي ،تحقيق :عبد الكريم إبراهيم الغرباوي ،دار الفكر ،دمشق[ ،د
ط].)254/2( ،1982 ،
3
-ينظر :الخصائص ،مصدر سابق.)13/2( ،
4
-المصدر نفسه ،الموضع نفسه.
5
-المصدر نفسه.)14/2( ،
29
عجرفية ضبة :لم ينصوا على شيئ بين في شرحها ،ولكن قال ابن سيدة " :وعجرفية
طمطمانية وطمطمة حمير :إبدال الم التعريف ميما ،نحو طاب امهواء في طاب
الهواء.3
شنشنة اليمن :إبدال الكاف شينا مطلقا ،نحو قولهم :لبيش في لبيك.4
عجعجة قضاعة :إبدال الياء المشددة جيما ،نحو قولهم في تميمي :تميم .5
وتم اليمن :الوتم في لغة اليمن تجعل السين تاء كالنات في الناس.6
1
-المحكم والمحيط األعظم ،مصدر سابق.)433/2( ،
2
-سر صناعة ابعراب ،عثمان ابن جني ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط.)242/1( ،2000 ،1
- 3ينظر :المزهر في علوم اللغة وأنواعها ،جالل الدين السيوطي ،تحقيق :فؤاد علي منصور ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،ط.)177/1( ،1998 ،1
4
-المصدر نفسه.)176/1( ،
5
-المصدر نفسه ،الموضع نفسه.
6
-المصدر نفسه ،الموضع نفسه.
7
-المصدر نفسه ،الموضع نفسه.
30
الو ْكم :في لغة ربيعة وهم قوم من ك ْلب يقولون :عليكم وبكم حيث كان قبل الكاف ياء
أو كسرة.1
االستنطاء :في لغة سعد بن بكر وهذيل واألزد وقيس واألنصار تجعل العين الساكنة
أعطي.2
كأنطي في ْ
نونا إذا جاورت الطاء ْ
بقي أن نذكر القلب وأمثلته؛ ألن (الحذف) ليس فيه كثير كالم ،ومثاله (الود) من
(الوتد) بلغة تميم ،أما القلب فهو إقامة حرف مقام حرف تقديما وتأخيرا ،ومثلما أرينا
خلطا بين اببدال والعوض من جهة االصطالح؛ كذلك يتجوز المتقدمون فيطلقون
اببدال على القلب والقلب على اببدال ،وينماز القلب بقيد التقديم والتأخير ،ويسمى
قلبا لغويا أو مكانيا خالف القلب الصرفي المتعلق بالتغاير بين الهمزة وبين حروف
العلة ،وأظهر مثال عنه الفعالن (جبذ وجذب) ويذكر باطراد في المعاجم نحو قول أبي
1
-المصدر نفسه ،الموضع نفسه.
2
-المصدر نفسه ،الموضع نفسه.
- 3ينظر :شرح درة الغواص في أوهام الخواص ،أحمد بن محمد الخفاجي المصري ،تحقيق :عبد الحفيظ
فرغلي علي قرني ،دار الجيل ،بيروت ،ط ،1996 ،1ص .652
- 4خزانة األدب ولب لباب لسان العرب ،عبد القادر البغدادي ،تحقيق وشرح :عبد السالم محمد هارون،
مكتبة الخانجي ،القاهرة ،ط.)465/11( ،1997 ،4
31
منصور األزهري " :قال بعضهم :جعفه وجفعه ،إذا صرعه .وهذا مقلوب ،كما قالوا:
جذب وجبذ" .1وسنذكر نماذج منه مما جاء في المعاجم وكتب اللغة:
العروس".2
" -العضفاج الضخم السمين الرخو .وعضفجته :عظم بطنه وكثرة لحمه .وقد
" -الطريق ،قال رؤبة" :ساوى بأيديهن من قصد اللمق" وهو اللقم ،مقلوب".4
1
-تهذيب اللغة ،مصدر سابق.)247/1( ،
2
-كتاب العين ،مصدر سابق.)119/1( ،
3
-المصدر نفسه.)310/2( ،
4
-المصدر نفسه.)173/5( ،
5
-غريب الحديث ،القاسم بن سالم ،تحقيق :محمد عبد المعيد خان ،مطبعة دائرة المعارف العثمانية،
حيدر آباد -الدكن ،ط.)416/3( ،1964 ،1
6
-المنتخب من غريب كالم العرب ،مصدر سابق ،ص .270
7
-جمهرة اللغة ،أبو بكر ابن دريد ،تحقيق :رمزي منير بعلبكي ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط،1
.)1152 /2( ،1987
32
" -وقال أبو عمرو :أصابه بذح في رجله ،أي شق ،وهو مثل الذبح ،وكأنه
مقلوب".1
" -وقال أبو عبيد في باب المقلوب :أهبذ وأهذب ،إذا أسرع".2
" -الباء والالم والتاء أصل واحد ،وهو االنقطاع .وكأنه من المقلوب عن بتل.
" -فأما قولهم عسعس الليل ،إذا أدبر ،فخارج عن هذين األصلين .والمعنى في
1
-تهذيب اللغة ،مصدر سابق.)274/4( ،
2
-المصدر نفسه.)144/6( ،
3
-الصحاح ،مصدر سابق.)894/3( ،
4
-المصدر نفسه.)1161 /3( ،
5
-مقاييس اللغة ،أحمد بن فارس ،تحقيق :عبد السالم محمد هارون ،دار الفكر[ ،د ط]،1979 ،
(.)295/1
6
-المصدر نفسه.)43/4( ،
33
المحاضرة الخامسة :اللهجات العربية والقراءات القرآنية:
ذكرنا في المحاضرة السابقة نماذج عن اببدال وعن القلب وهما أصال المستوى
الصوتي وان تداخال مع المستوى الصرفي ،وقد ارتأينا أن نرجئ ذكر الفروق بين
اللهجات العربية مما له تعلق بالداللة وبالنحو إلى هذا المبحث؛ ذلك أن المدونات
األولى وصلت بين تغاير دالالت المفردات عند القبائل العربية وبين القرآن الكريم؛
كذلك وصلت الخالف النحوي بينها بالقراءات القرآنية وباألخص علم توجيه القراءات.
والقصد من تغاير دالالت المفردات أن تأتي بمعنى في لهجة قبيلة أكثر ،وأن تأتي
بمعنى آخر عند قبيلة أو أكثر ،نحو (الم ْذهب) الذي يأتي بمعنى (المتوضأ) بلغة أهل
الحجاز ،أو أن يؤدى معنى الشيء بمفردة وبمادة عند قبيلة وأن يؤدى بمفردة أو مادة
جمعت هذه المفردات وهذه الدالالت -مما ورد منها في القرآن الكريم -في «كتاب
اللغات في القرآن» المنسوب البن عباس برواية ابن سحنون السامري (ت ،)386
ذكرت فيه لهجات قريش وهذيل وكنانة واألوس والخزرج وخثعم وقيس عيالن وسعد
العشيرة وجرهم واليمن وأزدشنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ولخم وحضرموت وسدوس
1
-كتاب الجيم ،مصدر سابق.)116/1( ،
34
وجذام والفرس والنبط ...إلخ ،وليس المراد من ذكرها أنها وردت كذلك بمعانيها في
القرآن الكريم؛ إنما ذكرت لبيان أن بعض القبائل يريدون بها غير ما تريده أكثر القبائل
-قوله تعالى﴿ :وآتوا النساء صدقاتهن نحلةٌ﴾ يعني فريضة بلغة قيس عيالن.1
﴿ -وقد أفضى بعضكم إلى بعض﴾ ابفضاء الجماع بلغة خزاعة.2
﴿ -أّيهم أش ُّد على الرحمن عتّيا﴾ يعين أعظم افتراء بلغة قريش.3
﴿ -من كل جانب ،دحو ار﴾ يعني طردا والمدحور المطرودن بلغة كنانة.5
- 1كتاب اللغات في القرآن ،ابن سحنون السامري ،تحقيق :صالح الدين المنجد ،مطبعة الرسالة ،القاهرة،
ط ،1946 ،1ص .24
2
-المصدر نفسه ،الموضع نفسه.
3
-المصدر نفسه ،ص .36
4
-المصدر نفسه ،ص .37
5
-المصدر نفسه ،ص .41
6
-المصدر نفسه ،ص .43
7
-المصدر نفسه ،ص .45
8
-المصدر نفسه ،ص .48
35
﴿ -قاتلهم اهلل﴾ يعني لعنهم بلغة الخزرج.1
أما ما تعلق بالخالف النحوي فهي مسائل معدودة ،جمع طرفا منها إبراهيم أنيس،3
-تقسيم (ما) النافية إلى حجازية وتميمية؛ إذ خبرها منصوب عند الحجازيين،
مرفوع عند التميميين ،وكيما تعمل عمل (ليس) عند الحجازيين ال بد من شروط
هي :أن ال يفصل بينها وبين اسمها (إن) ،وأن ال ينتقض نفي خبرها بـ (إال)،
ما هن أمهاته ْم﴾ [المجادلة«" :]2 :الذين» مبتدأ ،خبره «ما هن أمهاتهم» و«ما»
هي :الحجازية التي ترفع االسم وتنصب الخبر ،فـ «هن» اسمها ،و«أمهاتهم»
1
-المصدر نفسه ،ص .49
2
-المصدر نفسه ،ص .53
3
-ينظر :في اللهجات العربية ،مرجع سابق ،ص 82وما بعدها.
4
-ينظر :النحو المصفى ،محمد عيد ،مكتبة الشباب ،ط ،1971 ،1ص .262
36
بشر» وكذا« :فما منكم من أحد عنه حاجزين» على قراءة
خبرها ،ومثله« :ما هذا ا
-نصب الخبر بعد (إن) النافية في لهجة أهل العالية ،قال أبو حيان األندلسي:
" (إن) النافية أجاز إعمالها إعمال (ما) الحجازية الكسائي ،وأكثر الكوفيين،
وابن السراج ،والفارسي ،وابن جني ،ومنع من ذلك الفراء وأكثر البصريين،
واختلفوا على سيبويه ،والمبرد ...والصحيح جواز إعمالها؛ إذ قد ثبت ذلك لغة
نثر ونظما ،ومن النثر «إن ذلك نافعك وال ضارك»« ،وان أحد
ألهل العالية ا
-صرف ما ال ينصرف في لهجة بني أسد فيؤنثون باب (سكران) بالتاء ،ويستغنون
-عمل (لعل) في اسمها ج ار عند بني عقيل ،قال ابن الناظم (ت 686هـ)" :وأما
(لعل) فتكون حرف جر في لغة بني عقيل ،روى ذلك عنهم أبو زيد .وحكي
1
-منار الهدى في بيان الوقف واالبتدا ،أحمد بن محمد األشموني ،تحقيق :عبد الرحيم الطرهوني ،دار
الحديث -القاهرة[ ،د ط].)325/2( ،2008 ،
2
-ارتشاف الضرب من لسان العرب ،أبو حيان األندلسي ،تحقيق وشرح ودراسة :رجب عثمان محمد،
مكتبة الخانجي بالقاهرة ،ط.)1208 /3( ،1998 ،1
- 3ينظر :شرح الكافية الشافية ،جمال الدين ابن مالك ،تحقيق :عبد المنعم أحمد هريدي ،جامعة أم القرى
مركز البحث العلمي واحياء التراث ابسالمي كلية الشريعة والدراسات ابسالمية مكة المكرمة ،ط،1
.)1441 /3( ،1982
37
الجر بها أيضا الفراء وغيره .وروي في المها األخيرة الفتح والكسر .وأنشد
-تعمل (متى) عمل (من) الجارة في لهجة هذيل ،قال ابن مالك" :وأما (متى)
نفى إبراهيم أنيس أن تكون هذه النماذج من اللهجات ،ونسبها إلى صنع النحاة؛
وهذا فرع عن موقفه من قضية ابعراب؛ ولكن رأيه هذا قائم على التخمين ،وان ال فإن
أكثر هذه النماذج موصوف بالشذوذ .هذا ومن أراد االستزادة في عالقة اللهجات العربية
بالقراءات القرآنية فعليه بكتاب «اللهجات العربية في القراءات القرآنية» لعبده الراجحي
(ت )2010الذي نشره سنة ،1996واشتمل على أربعة أبواب (الباب الرابع خصص
للمستويات اللغوية) وأطلس لغوي مهم ،يقول في صدر كتابه" :فالقراءات القرآنية إذم
هي المرآة الصادقة التي تعكس الواقع اللغوي الذي كان سائدا في شبه الجزيرة قبل
1
-شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك ،بدر الدين ابن الناظم ،تحقيق :محمد باسل عيون السود ،دار
الكتب العلمية ،ط ،2000 ،1ص .256
2
-شرح الكافية الشافية ،مصدر سابق.)784 /2( ،
38
ابسالم ،ونحن نعتبر القراءات القرآنية آصل المصادر جميعا في معرفة اللهجات
العربية" .1ومثل هذه األعمال تعرض مختلف الظواهر اللهجية التي مازت بين
اللهجات ،من مثل ابظهار عند الحجازيين وابدغام عند التميميين ،ومن مثل الفتح
1
-اللهجات العربية في القراءات القرآنية ،عبده الراجحي ،دار المعرفة الجامعية ،ابسكندرية[ ،د ط]،
،1996ص .83
39
المحاضرة السادسة :اللهجات العربية بين الحجازية والتميمية:
(الحجازية) الغربية والتي تسمى قرشية أيضا ،والتميمية الشرقية والتي تسمى نجدية
أيضا ،يقول صبحي إبراهيم الصالح " :فهذه القسمة الثنائية الرئيسة للهجات العربية
الباقية ,هي الحد األدنى لتلك المجموعة الواسعة من الوحدات اللغوية المنعزلة
المستقلة" ،1ويستحيل -حسبه -دون هذه القسمة تعليل الفروق التي نجدها في العربية،
والحكم ههنا بالتغليب إذ يتعذر علينا أن نضع حدودا للهجات؛ ولذ يقول جوزيف
فندريس (ت " :)1960هناك خالف بين تكون اللغات المشتركة واللهجات .اللهجات
تنشأ فجاءة من التعاون الطبيعي لألحداث اللغوية .إذ توجد اللهجة في كل مكان توجد
فيه صور تكلم متجاورة ذات خصائص مشتركة وتشابه محسوس في المظهر العام
لدى المتكلمين .فاللهجات ال يمكن تحديدها إال على وجه التقريب .وقد قلنا إننا إذا
جمعنا كل المعايير اللغوية ،لم نستطع بها أن نخط حدودا للهجة من اللهجات".2
هذه المقابلة بين لهجة الحجازيين أو الحضر وبين لهجة التميميين أو البدو من
القدم بمكان ،وقد شملت المستويات اللغوية كلها ،من مثل الفروق الداللية؛ فالخريف
1
-دراسات في فقه اللغة ،صبحي إب ارهيم صالح ،دار العلم للماليين ،ط ،1960 ،1ص .66
2
-اللغة ،جوزيف فندريس ،ترجمة :عبد الحميد الدواخلى ومحمد القصاص ،مكتبة األنجلو المصرية،
،1950ص .326
40
في لغة تميم يسمى (الحميم) ،1والهجرس عند الحجازيين القرد وعند التميميين الثعلب،2
وقد سبق إلى ذكر الفروق بين الحجازية والتميمية سيبويه (ت 180هـ) من المتقدمين،
مثاله (هلم) التي تثبت على حال واحد عند بني تميم ،قال -مما نقله ابن سيدة" :-هلم
في لغة أهل الحجاز تكون للواحد واالثنين والجميع والذكر واألنثى بلفظ واحد .وأما في
لغة بني تميم فإنهم يجرونه مجرى قولك :رد ،يقولون للواحد :هلم ،كقولك :رد ،ولالثنين
هلما كقولك :ردا ،وللجمع هلموا كقولك :ردوا ،ولألنثى هلمي كقولك :ردي وللثنتين:
ونحن نعرض بعد قائمة بالمفردات التي معناها واحد في اللهجات العربية ولكن
اختلف نطقها بين الحجازيين والتميميين مع ابحالة إلى ما كان منها مطروقا في
القراءات القرآنية؛ فال تأثير لتغاير الحركات خالف عدد كبير من المفردات التي تعد
من األغالط ،من مثل (يهم) التي من االهتمام ،و(يهم) التي من الهم والحزن ،و(يهم)
1
-ينظر :األزمنة وتلبية الجاهلية ،محمد بن المستنير قطرب ،تحقيق :حاتم صالح الضامن ،مؤسسة
الرسالة ،ط ،1985 ،2ص .23
2
-ينظر :لسان العرب ،محمد بن مكرم ابن منظور ،دار صادر ،بيروت ،ط 1414 ،3هـ.)247/6( ،
3
-المحكم والمحيط األعظم ،مصدر سابق.)328/4( ،
41
جدول مقارنة بين األلفاظ الحجازية والتميمية:
ُّ
الز ْعم الز ْعم
ظ ْلنا وظ ْلتم ظلنا وظلتم (من ظل يظل)
وجع ْييجع ،وبلغة قيس ياجع من غير وجع ْيوجع ،ال ت ْوجل
3
هذه زوجته هذه زوجه
1
-ينظر :كتاب الجيم ،مصدر سابق.)92/8( ،
قرئ قوله تعالى﴿ :و ْانظ ْر إلى إلهك الذي ظْلت علْيه عاكفا﴾ [طه ]97 :بالقراءتين.
2
-نصه في الجيم" :وجْلت ووجعت وما أ ْشبه هذا فيها ثالث لغات :أهل الحجاز يقولون :وجع ْيوجع،
مهموز".
وبنو تميم :يْيجع ،وقيس :ياجع غْير ْ
كتاب الجيم ،مصدر سابق.)305/3( ،
3
-ينظر :لسان العرب ،مصدر سابق.)292/2( ،
42
1
ق ْمع وض ْلع قمع وضلع
2
سكارى وكسالى وغيارى سكارى وكسالى وغيارى
3
[تميم وقيس]
4
فاضت نفسه [تميم وقيس وقضاعة] فاظت نفسه [الحجاز وطيئ]
5
معيق ،الطبيخ [قلب] عميق ،البطيخ [نوع من األشربة]
6
الح ْوب
الحوب [بمعنى ابثم]
- 1ينظر :إصالح المنطق ،ابن السكيت ،تحقيق :محمد مرعب ،دار إحياء التراث العربي ،ط،2002 ،1
ص .79
2
-ينظر :المصدر نفسه ،ص .102
-بها نزل القرآن الكريم من قوله﴿ :ول ْوال أ ْن كتب الله علْيهم اْلجالء لعذبه ْم في ُّ
الدْنيا﴾ [الحشر.]3 :
3
-الزاهر في معاني كلمات الناس ،أبو بكر األنباري ،تحقيق :حاتم صالح الضامن ،مؤسسة الرسالة،
بيروت ،ط.)482/1( ،1992 ،1
4
-المصدر نفسه.)347/2( ،
5
-ينظر :تهذيب اللغة ،مصدر سابق.)115/7( ،)191/1( ،
- بها قرئ قوله﴿ :وآتوا اْليتامى أ ْمواله ْم وال تتبدلوا اْلخبيث بالطيب وال تأْكلوا أ ْمواله ْم إلى أ ْموالك ْم إنه كان
ير ﴾ [النساء.]2 :
حوبا كب ا
6
-المصدر نفسه.)173/5( ،
43
1
القصيا [وهو القياس] القصوى
2
ق ْنيان (تميم وضبة) قنوان (قيس)
ق ْنوان (مثل العنقود من العنب)
3
ربوة
ربوة وربوة
4
فعل األمر من الرؤية نحو :ر ذاك ،وريا ا أر ذاك ورأيا
5
أمليت عليه [تميم وقيس] أمللت عليه [الحجاز وبنو أسد]
6
ي
الهد ُّ
اله ْدي (ما يهدى إلى البيت)
1
-المصدر نفسه.)175/9( ،
ان
-بها قرئ من قوله﴿ :فأ ْخر ْجنا مْنه خض ار ن ْخرج مْنه حبًّا متراكبا ومن الن ْخل م ْن طْلعها قْنو ٌ
2
الزناء الزنا
3
ربما [تميم وبكر وقيس]
ربما
4
ابسحات (أي من الفعل أسحت)
السحت (أي من الفعل سحت)
5
الضعف ال ُّ
ضعف
1
-ينظر :المحكم والمحيط األعظم ،مصدر سابق.)230/2( ،
2
-ينظر :المصدر نفسه.)91/9( ،
-قرئ باللغتين من قوله﴿ :ربما يوُّد الذين كفروا ل ْو كانوا م ْسلمين﴾ [الحجر .]2 :ق أر نافع وعاصم
ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وابن عامر (فيسحتكم) من الفعل الحجازي (سحت) ،وق أر
عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي (فيسحتكم) بضم الياء وكسر الحاء من الفعل التيميمي (أسحت).
ينظر :كتاب السبعة في القراءات ،أبو بكر بن مجاهد ،تحقيق :شوقي ضيف ،دار المعارف ،مصر ،ط،2
1400هـ ،ص .419
4
-شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم ،مصدر سابق.)3006/5( ،
-وردت القراءة بهما جميعا.
5
-ينظر :المصدر نفسه.)3969 /6( ،
45
1
الغلظة الغلظة (الحجاز وأسد)
2
أفتن يفتن فتن يفتن
3
اللُّ ْقطة اللُّقطة (ما يلتقط من غير التماس)
4
سخن الماء بالضم ،وسخنت عينه سخن الماء ،وسخنت عينه
5
فرغ ي ْفرغ فرغ يفرغ
6
مبرور مأجور (بتقدير أنت) مبرو ار مأجو ار (بتقدير اذهب)
7
جبر يجبر أجبر يجبر
8
الوتر الوتر
1
-ينظر :المصدر نفسه.)4985 /8( ،
2
-ينظر :المصدر نفسه.)5093 /8( ،
3
-ينظر :شرح الفصيح ،ابن هشام اللخمي ،تحقيق :مهدي عبيد جاسم ،ط ،1988 ،1ص .161
4
-ينظر :تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح ،شهاب الدين المقرئ ،تحقيق :عبد الملك بن
عيضة الثبيتي ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة[ ،د ط] ،1997 ،ص .402
5
-ينظر :المطلع على ألفاظ المقنع ،شمس الدين البعلي ،تحقيق :محمود األرناؤوط وياسين محمود
الخطيب ،مكتبة السوادي للتوزيع ،ط ،2003 ،1ص .401
6
-ينظر :لسان العرب ،مصدر سابق.)53/4( ،
7
-ينظر :المصدر نفسه.)116/4( ،
8
-ينظر :المصدر نفسه.)273/5( ،
46
ُّ 1 ُّ
ضل ْلت أضل ضل ْلت أضل
2
الرضوان [قيس وتميم]
ُّ الرضوان
3
ص ْدقة جمعها صدقات صدقة (صداق) جمعها صدقات
1
-ينظر :المصدر نفسه.)390/11( ،
2
-ينظر :المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،أبو العباس الفيومي ،المكتبة العلمية – بيروت[ ،د
ط][ ،د ت].)229/1( ،
3
-ينظر :المصدر نفسه.)335/1( ،
47
ملحقات:
الجنوبية
الشمالية
اآلرامية الكنعانية
العربية الشمالية
العبرية
الفينيقية المؤابية الكنعانية القديمة األجريتية
العربية الجنوبية
48
خريطة القبائل التي اشتهرت لهجاتها ،في اللهجات العربية ،مرجع سابق ،ص
.335
49
ثبت المصادر والمراجع:
-القرآن الكريم.
.2اببدال ،أبو الطيب اللغوي ،تحقيق :عز الدين التنوخي ،مجمع اللغة العربية،
.3ابتقان في علوم القرآن ،جالل الدين السيوطي ،تحقيق :محمد أبو الفضل
.4ارتشاف الضرب من لسان العرب ،أبو حيان األندلسي ،تحقيق وشرح ودراسة:
.5إرم ذات العماد :من مكة إلى أورشليم البحث عن الجنة ،فاضل الربيعي ،رياض
.7االشتقاق ،أبو بكر ابن دريد ،تحقيق وشرح :عبد السالم محمد هارون ،دار
50
.8إصالح المنطق ،ابن السكيت ،تحقيق :محمد مرعب ،دار إحياء التراث العربي،
ط.2002 ،1
.9أيمة النحاة في التاريخ ،محمد محمود غالي ،دار الشروق ،جدة ،ط.1976 ،1
.10تاريخ ابن خلدون ،عبد الرحمن ابن خلدون ،تحقيق :خليل شحادة ،دار الفكر،
.11تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح ،شهاب الدين المقرئ ،تحقيق:
عبد الملك بن عيضة الثبيتي ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة[ ،د ط].1997 ،
.12تهذيب اللغة ،أبو منصور األزهري ،تحقيق :محمد عوض مرعب ،دار إحياء
.13جمهرة اللغة ،أبو بكر ابن دريد ،تحقيق :رمزي منير بعلبكي ،دار العلم للماليين،
.14الحيوان ،عمرو بن بحر الجاحظ ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط1424 ،2
هـ.
.15خزانة األدب ولب لباب لسان العرب ،عبد القادر البغدادي ،تحقيق وشرح :عبد
.16الخصائص ،أبو الفتح ابن جني ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،ط[ ،4د ت].
.17دراسات في فقه اللغة ،صبحي إب ارهيم صالح ،دار العلم للماليين ،ط.1960 ،1
51
.18دراسات في فقه اللغة ،صبحي إب ارهيم صالح ،دار العلم للماليين ،ط.1960 ،1
.19ديوان الكميت بن زيد األسدي ،جمع وشرح وتحقيق :محمد نبيل طريفي ،دار
.20رسائل الجاحظ ،عمرو بن بحر الجاحظ ،تحقيق وشرح :عبد السالم محمد
.21الزاهر في معاني كلمات الناس ،أبو بكر األنباري ،تحقيق :حاتم صالح
.22سر صناعة ابعراب ،عثمان ابن جني ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط،1
.2000
.23شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك ،بدر الدين ابن الناظم ،تحقيق :محمد
.24شرح أدب الكاتب البن قتيبة ،أبو منصور ابن الجواليقي ،دار الكتاب العربي،
.25شرح الفصيح ،ابن هشام اللخمي ،تحقيق :مهدي عبيد جاسم ،ط.1988 ،1
.26شرح الكافية الشافية ،جمال الدين ابن مالك ،تحقيق :عبد المنعم أحمد هريدي،
جامعة أم القرى مركز البحث العلمي واحياء التراث ابسالمي كلية الشريعة
52
.27شرح درة الغواص في أوهام الخواص ،أحمد بن محمد الخفاجي المصري،
تحقيق :عبد الحفيظ فرغلي علي قرني ،دار الجيل ،بيروت ،ط.1996 ،1
.28شرح نقائض جرير والفرزدق ،أبو عبيدة معمر بن المثنى ،تحقيق :محمد إبراهيم
حور ووليد محمود خالص ،المجمع الثقافي ،أبو ظبي ،ابمارات ،ط.1998 ،2
.29شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم ،نشوان الحميري ،تحقيق :حسين بن
عبد اهلل العمري وآخران ،دار الفكر المعاصر (بيروت -لبنان) ،دار الفكر (دمشق
.30الصحاح ،أبو نصر الجوهري ،تحقيق :أحمد عبد الغفور عطار ،دار العلم
.31العربية ،يوهان فك ،ترجمة :عبد الحليم النجار ،المركز القومي للترجمة[ ،د
ط].2014 ،
.32علم اللغة العربية ،محمود فهمي حجازي ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع،
.33علم اللغة ،علي عبد الواحد وافي ،نهضة مصر للطباعة والنشر ،ط[ ،1د ت].
.34غريب الحديث ،أبو سليمان الخطابي ،تحقيق :عبد الكريم إبراهيم الغرباوي،
53
.35غريب الحديث ،القاسم بن سالم ،تحقيق :محمد عبد المعيد خان ،مطبعة دائرة
.36الغريبين في القرآن والحديث ،أبو عبيد الهروي ،تحقيق ودراسة :أحمد فريد
المزيدي ،مكتبة نزار مصطفى الباز ،المملكة العربية السعودية ،ط.1999 ،
.37في اللهجات العربية ،إبراهيم أنيس ،مكتبة األنجلو المصرية ،القاهرة ،ط،8
.1996
.38كتاب الجيم ،أبو عمرو الشيباني ،تحقيق :إبراهيم األبياري ،الهيئة العامة لشئون
.39كتاب السبعة في القراءات ،أبو بكر بن مجاهد ،تحقيق :شوقي ضيف ،دار
.41كتاب اللغات في القرآن ،ابن سحنون السامري ،تحقيق :صالح الدين المنجد،
.42اللباب في علل البناء وابعراب ،أبو البقاء العكبري ،تحقيق :عبد ابله النبهان،
54
.43لسان العرب ،محمد بن مكرم ابن منظور ،دار صادر ،بيروت ،ط1414 ،3
هـ.
.44اللسان وابنسان :مدخل إلى معرفة اللغة ،حسن ظاظا ،دار القلم ،دمشق ،الدار
.45اللغة ،جوزيف فندريس ،ترجمة :عبد الحميد الدواخلى ومحمد القصاص ،مكتبة
.46اللغة ،جوزيف فندريس ،ترجمة :عبد الحميد الدواخلى ومحمد القصاص ،مكتبة
.49مجاز القرآن ،أبو عبيدة معمر بن المثنى ،تحقيق :محمد فواد سزگين ،مكتبة
.51مجمل اللغة ،أحمد بن فارس ،دراسة وتحقيق :زهير عبد المحسن سلطان،
55
.52المحكم والمحيط األعظم ،ابن سيدة األندلسي ،تحقيق :عبد الحميد هنداوي،
.53المخصص ،ابن سيدة ،تحقيق :خليل إبراهم جفال ،دار إحياء التراث العربي،
.54المذكر والمؤنث ،أبو بكر األنباري ،تحقيق :محمد عبد الخالق عضيمة،
جمهورية مصر العربية -و ازرة األوقاف -المجلس األعلى للشؤون ابسالمية -
.55المزهر في علوم اللغة وأنواعها ،جالل الدين السيوطي ،تحقيق :فؤاد علي
.56المزهر في علوم اللغة وأنواعها ،جالل الدين السيوطي ،تحقيق :فؤاد علي
.57المسائل البصريات ،أبو علي الفارسي ،تحقيق :محمد الشاطر ،مطبعة المدني،
ط.1985 ،1
.58المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،أبو العباس الفيومي ،المكتبة العلمية
.59المطلع على ألفاظ المقنع ،شمس الدين البعلي ،تحقيق :محمود األرناؤوط
56
.60معاني القراءات ،أبو منصور األزهري ،تحقيق :مركز البحوث في كلية اآلداب
.61معاني القرآن ،أبو زكريا الفراء ،تحقيق :أحمد يوسف النجاتي وآخرون ،دار
.62معجم اللغة العربية المعاصرة ،أحمد مختار عمر وآخرون ،عالم الكتب ،ط،1
.2008
.63معجم تيمور الكبير في األلفاظ العامية ،أحمد تيمور ،تحقيق :حسين نصار،
.64معجم ما استعجم من أسماء البالد والمواضع ،أبو عبيد األندلسي ،عالم الكتب،
.65معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية ،حازم علي كمال الدين ،مكتبة
.66معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية ،حازم علي كمال الدين ،مكتبة
.68المفصل فى تاريخ العرب قبل ابسالم ،جواد علي ،دار الساقي ،ط.2001 ،4
57
.69مقاييس اللغة ،أحمد بن فارس ،تحقيق :عبد السالم محمد هارون ،دار الفكر،
.70المقصور والممدود ،ابن والد التيميمي ،تحقيق :بولس برونله ،مطبعة ليدن[ ،د
ط].1900 ،
ط.2006 ،1
.72منار الهدى في بيان الوقف واالبتدا ،أحمد بن محمد األشموني ،تحقيق :عبد
.73المنتخب من غريب كالم العرب ،كراع النمل ،تحقيق :محمد بن أحمد العمري،
جامعة أم القرى (معهد البحوث العلمية واحياء التراث ابسالمي) ،ط.1989 ،1
.74المنجد في اللغة ،كراع النمل ،تحقيق :أحمد مختار عمر وضاحي عبد الباقي،
.79نوادر أبي مسحل ،عبد الوهاب أبو مسحل[ ،د ط][ ،د ت].
58
80. The study of dialect: an introduction to dialectology, K. M.
Petyt, Boulder, Colorado: Westview Press, USA, FE, 1980.
59