Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫العدد ثمانية وأربعون‬

‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬


‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫"االستحواذ على الشركات"‬


‫)دراسة وصفية تحليلية(‬

‫إعداد الباحث‪:‬‬

‫عبدالسالم محسن الوهبي‬

‫باحث لدرجة الماجستير في فقه النظام التجاري ـ كلية الشريعة والقانون بجامعة حائل‪.‬‬

‫و ازرة التعليم‬

‫عمادة الدراسات العليا‬

‫كلية الشريعة والقانون‬

‫ماجستير فقه النظام التجاري‬

‫‪930‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫تعد عمليات االندماج بين الشركات‪ ،‬أو استحواذ بعض الشركات على حصص ملكية معتبرة في شركات‬
‫أخرى‪ ،‬من العمليات التي تتكرر في مشاهدها وتتزايد بشكل مطرد مع تطور في أنماط إنجازها‪ ،‬بحيث أصبحت ميزة‬
‫من مميزات االقتصاديات الحديثة‪ ،‬خصوصا بعد انتشار ظاهرة العولمة االقتصادية واشتداد المنافسة التجارية بين‬
‫المنشآت وبروز التكتالت والتجمعات بينها للحفاظ على حصتها التسويقية وتنميتها من جهة أو من خالل ما تخطط‬
‫(‪)1‬‬
‫له من جهة أخرى من أجل الحفاظ على وجودها واستمرارها في التنافس مع غيرها من المنشآت‪.‬‬

‫كثير من تلك المنشآت أيا كان حجمها‪ ،‬ترى أن اللجوء إلى عمليات االندماج واالستحواذ وقبول‬
‫ولذلك فإن ا‬
‫الدخول فيها سيكون الوسيلة المالئمة لتحقيق رؤية المنشأة في المنافسة للوصول إلى أهدافها المرسومة مسبقا ببلوغ‬
‫حصة معينة من حجم السوق الذي تعمل به المنشأة‪ .‬وتقدر بعض الكتابات حجم عمليات االندماج واالستحواذ‬
‫الحاصلة في العالم عموما بما يعادل (‪ )35.000‬عملية عن كل سنة تشكل ما يعادل في قيمتها ‪% ٦−٤‬من قيمة‬
‫إجمالي الناتج العالمي‪ ،‬وتشير بعض التقارير المعدة محليا أن حجم االندماجات واالستحواذات يصل إلى مبلغ‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ )15.6‬مليار ريال في عام‪٢٠١٣‬م‪.‬‬

‫وبالنظر إلى ما تشهده الحياة والبيئة االقتصادية والصناعية من تطورات تقنية ونمو متسارع في وسائل‬
‫االتصاالت والنقل‪ ،‬فإن االعتماد على القدرات الذاتية للمنشآت ‪ ،‬خصوصا ذات اإلمكانيات البسيطة ورؤوس األموال‬
‫الصغيرة لن يوفر لها فرص النمو واالستمرار في المنافسة‪ .‬لذلك فإن مثل تلك المنشآت تلجأ لتحقيق أهدافها في‬
‫الدخول في عمليات االندماج لتوفير فرص وظروف أمثل وأفضل تمكنها من النمو ولتسهيل عملية الحصول على‬
‫األموال من جهات التمويل المختلفة لتنفيذ مشروعاتها واستثماراتها وذلك بضمانات رأس مالها وموجوداتها التي تزايدت‬
‫مع االندماج والتي لن تتحقق من خالل منشأة صغيرة ال يتناسب حجمها مع االئتمان التجاري الذي تريد أن يمنح لها‬

‫(‪)1‬خالد بن عبدالعزيز بن عبدهللا الرويس‪ ،‬اندماج الشركات في إجراءات تحققه ونتائج وقوعه وفق النظام التجاري السعودي‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫الملك سعود‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،29‬العدد ‪ ،2017 ،2‬ص ‪.194‬‬
‫(‪ )2‬تقرير معد من قبل وحدة الدراسات االقتصادية في الشركة السعودية لألبحاث والتسويق عن العام ‪2013‬م‪.‬‬

‫‪931‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫إلنجاز أهدافها التجارية المستقبلية ومواجهة المنافسين لها بقوة واقتدار وتمّ ك ن من استجماع الوسائل التقنية والمالية‬
‫(‪)3‬‬
‫والبشرية إلتمام مشروعها التجاري‪.‬‬

‫على أن الباعث على عملية االندماج قد ينشأ أيضا من الرغبة في تحقيق نمو المشروع الخاص بالشركة‬
‫الدامجة عن طريق ابتالع الشركات المنافسة لها بدمجها في مشروعها أو السيطرة على الشركات المنافسة باالستحواذ‬
‫عليها والتأثير في إدارتها وق ارراتها من خالل ما تملكه من نسبة مؤثرة في رأس مال الشركة األخرى تخولها القدرة في‬
‫توجيه ق ارراتها من أجل الوصول إلى أسواق جديدة واالستفادة من خبرات ووسائل التسويق والتوزيع التي كانت تتمتع‬
‫بها الشركات الداخلة في عملية االندماج أو االستحواذ‪ .‬كما ال يغيب عن البال أن الموجه لعملية االندماج أو االستحواذ‬
‫قد يكمن في كون تلك العمليات تعد وسيلة فاعلة في إدخال الشركة المندمجة أو المستحوذ على حصة فيها‪ ،‬في دورة‬
‫إنتاج الشركة الدامجة أو المستحوذة على الشركة األخرى‪ ،‬عندما تكون هذه األخيرة معتمدة على أحد الموردين لها‪،‬‬
‫مؤثر‪ ،‬من منظور إدارة المخاطر‪ ،‬بالنظر لما كان يمثله وضع الشركة‬
‫ا‬ ‫فتصبح عملية االندماج أو االستحواذ عامال‬
‫(‪)4‬‬
‫باعتمادها في دورة إنتاجها على مورد يزودها بإحدى االحتياجات المهمة فيما تقوم به الشركة من عمليات اإلنتاج‪.‬‬

‫وأيا ما كان الباعث االقتصادي أو التجاري لحصول عمليات االندماج أو ما يشابهها من عمليات التركز‬
‫االقتصادي كاالستحواذ على حصص ملكية في شركات أخرى لتحقيق هدف النمو أو البقاء في السوق والمنافسة‪،‬‬
‫فإن طريقة إتمام تلك العمليات تتركب من آليات مختلفة تتمثل أهمها في تعاقدات البيع والشراء لألسهم أو الحصص‬
‫للشركات الداخلة في تلك العمليات أو مقابلة حصص وأسهم الشركات المندمجة في رأس مال الشركة الدامجة أو‬
‫الشركة الجديدة الناشئة عن عملية االندماج بنسبة معينة لكل سهم أو حصة من األسهم أو الحصص التي ستفنى‬
‫وتعدم بعد حصول عملية االندماج وإقرارها وفق معادلة مالية توافق عليها في نهاية األمر األجهزة المعنية بتمثيل‬
‫الشركاء من مالك الحصص واألسهم في الشركات الداخلة في االندماج وفق اتفاقية االندماج المعدة بين أطرافها‬
‫وذلك بعد إقرار المؤسسات الحكومية الرقابية واإلشرافية على عمل نشاط تلك الشركات إلتمام عملية االندماج أو‬
‫االستحواذ والمضي به إلق ارره بصورته النهائية من قبل الشركات الداخلة فيه‬

‫(‪ )3‬خالد بن عبدالعزيز بن عبدهللا الرويس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،2017 ،‬ص ‪.195‬‬
‫(‪ )4‬نفس المرجع السابق‪ ،2017 ،‬ص ‪ 195‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪932‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫يعد موضوع االستحواذ على الشركات من الموضوعات الحديثة والمهمة‪ ،‬إذ يعني السيطرة الفعلية على إدارة‬
‫الشركة المستهدفة من قبل الشركة القائمة باالستحواذ‪ ،‬وبالتالي التحكم في الق اررات الصادرة عنها‪ ،‬وهو ما يؤثر على‬
‫حقوق والتزامات المساهمين فيها ‪-‬وخاصة األقلية منهم‪ -‬والمتعاملين معها‪ ،‬نظ ار لتعدد العالقات الناتجة عنها وتشعبها‪.‬‬
‫لذلك تركز إشكالية البحث على مفهوم عملية االستحواذ واألثر الذي تسببه على إدارة الشركة المستهدفة‪.‬‬

‫أهمية البحث‬

‫تكمن أهمية البحث من خالل أهمية موضوعه وهو) االستحواذ على الشركات( ‪ ،‬إذ تحتل ظاهرة االستحواذ‬
‫أهمية قانونية كبيرة‪ ،‬من حيث تكييفها القانوني‪ ،‬ولما ترتبه من آثار على إدارة الشركة المستهدفة‪ .‬ونظ ار لزيادة‬
‫عمليات االستحواذ بين الشركات التجارية بشكل كبير على المستويين المحلي والدولي في غضون العقدين األخيرين‪،‬‬
‫وتجاوبا مع ما فرضته ظاهرة العولمة والتطور التكنولوجي الهائل‪ ،‬وحدوث األزمات المالية العالمية‪ ،‬التي أوجبت‬
‫ضرورة تكوين كيانات اقتصادية كبيرة تستطيع المنافسة للبحث عن النمو والربح‪ ،‬وزيادة تدفق رؤوس األموال عبر‬
‫الحدود الوطنية للدول المختلفة‪ ،‬كان من األهمية – أيضا – تناول موضوع االستحواذ على الشركات التجارية من‬
‫خالل نظرة قانونية قائمة على منهج التحليل والتدقيق بالبحث في األحكام العامة‪ ،‬للتعرف على حقيقة االستحواذ من‬
‫الناحية القانونية‪ ،‬واإلشكاليات العملية الناتجة عن عمليات االستحواذ‪ ،‬وأثره على الشركات المتعثرة إداريا وماليا مع‬
‫بيان كيفية حماية أقلية المساهمين‪.‬‬

‫أسباب اختيار البحث (الهدف من البحث)‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على موضوع االستحواذ باعتباره من أهم وسائل تحقيق التركيز‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث تم التعريف بالغاية من االستحواذ على الشركات المستهدفة في ظل المصالح المتعارضة بين‬
‫أطراف عملية االستحواذ‪ .‬كما تهدف هذه الدراسة إلى توضيح األثر الذي تسببه عملية االستحواذ على إدارة الشركة‬
‫المستهدفة‪ ،‬وعلى أقلية المساهمين داخل الشركات المستهدفة باالستحواذ‪ ،‬وكيفية حمايتهم تشريعيا‪.‬‬

‫تساؤالت البحث‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬يتفرع من إشكالية البحث‪ ،‬التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما مفهوم االستحواذ؟ وما الغاية منه؟ ‪.‬‬


‫‪ -2‬ما هو الفرق بين اإلندماج واالستحواذ ؟ ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما أثر االستحواذ على الشخصية القانونية للشركة المستحوذ عليها ونظامها األساسي وهيكلتها اإلدارية؟ ‪.‬‬

‫‪933‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ -4‬ما هي طرق االستحواذ ؟ وما الطرق األكثر شيوعا ؟ ‪.‬‬

‫نطاق البحث‪:‬‬

‫أ‪ -‬النطاق الموضوعي‪ :‬يقتصر نطاق البحث من الناحية الموضوعية على بيان أحكام اإلستحواذ في القانون السعودي‬
‫والقانون المصري‪ .‬إال أنه يجب التنويه إلى أن نظام الشركات السعودي في الفصل الثاني من الباب الثامن تكلم‬
‫إجماال عن االندماج ولم يتعرض لالستحواذ ‪ ،‬كما أن االندماج ال يعالج في جميع حاالته وظروفه من خالل ثالث‬
‫مواد‪ ،‬وهيئة السوق بدورها أصدرت ( الئحة االندماج واالستحواذ ) المحدثة م ار ار‪ ،‬وهذه الالئحة تسد بعض النقص‬
‫وتجيب عن بعض األسئلة‪ ،‬هذه الالئحة حددت في المادة الثانية نطاق تطبيقها‪ ،‬فهي تنظم هذين اإلجرائين على‬
‫الشركات الواقعة تحت تنظيمها‪.‬‬

‫ب‪ -‬النطاق الزماني‪ :‬يتم البحث في الفترة الزمنية التي تبعت إصدار القوانين المتعلقة بموضوع البحث سواء في‬
‫المملكة العربية السعودية أو جمهورية مصر العربية‪ .‬وهذه القوانين كالتالي‪ :‬فيما يتعلق بالقانون السعودي؛ نظام‬
‫هيئة السوق المالية الصادر عام ‪1424‬هـ‪ ،‬الئحة االندماج واالستحواذ الصادرة عام ‪1428‬هـ‪ ،‬وكذلك نظام‬
‫المنافسة الصادر عام ‪1425‬هـ والئحته التنفيذية‪ .‬أما فيما يتعلق بالقانون المصري‪ ،‬القانون ‪ 159‬لسنة ‪۱۹۸۱‬‬
‫والئحته التنفيذية‪ ،‬وقانون رأس المال رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1992‬والئحته التنفيذية‪.‬‬

‫جـ‪ -‬النطاق المكاني‪ :‬ينحصر النطاق المكاني للبحث في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫منهجيه البحث‪:‬‬

‫يعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي للنصوص القانونية‪ ،‬والخاصة بأحكام اإلستحواذ على‬
‫الشركات في كل من القانون السعودي والقانوني المصري‪.‬‬

‫‪934‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫خطة البحث‬

‫اقتضت طبيعة الد ارسة تناولها من خالل مبحثين يسبقهما مبحث تمهيدي يتضمن المبحث التمهيدي بيانا‬
‫لماهية االستحواذ وصور االستحواذ‪ ،‬ويبين المبحث األول طرق االستحواذ‪ ،‬والمبحث الثاني يستعرض أثر االستحواذ‬
‫على الشركة‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫مبحث تمهيدي‪ :‬ماهية اإلستحواذ‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلستحواذ‬


‫المطلب الثاني‪ :‬صور اإلستحواذ‬

‫المبحث الول‪ :‬طرق االستحواذ‬

‫المطلب األول‪ :‬الشراء باالتفاق المباشر‬


‫المطلب الثاني‪ :‬العرض العام للشراء‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثر االستحواذ على الشركة‬

‫المطلب األول‪ :‬االحتفاظ بالشخصية المعنوية‬


‫المطلب الثاني‪ :‬تغيير هيكل الملكية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تغيير مجلس اإلدارة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تعديل النظام األساسي للشركة‬

‫‪935‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫مبحث تمهيدي‬
‫ماهية اإلستحواذ‬

‫إن اإلستحواذ هو عملية قانونية يترتب عليها أن تحصل إحدى الشركات على إدارة شركة أخرى من خالل‬
‫شراء غالبية أسهمها‪ ،)5(.‬وقد تناول المشرع السعودي أحكام االستحواذ في نظام الشركات السعودي الجديد (‪1437‬هـ)‪.‬‬

‫أما القانون المصري فقد تناول أحكام االستحواذ من خالل قانون سوق رأس المال رقم ‪ 95‬لسنة ‪1992‬‬
‫(‪)6‬‬
‫والئحته التنفيذية بالقرار الوزاري رقم ‪ 135‬لسنة ‪.1993‬‬

‫وعليه سوف نتناول مفهوم االستحواذ وصوره في مطلبين كما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‬
‫مفهوم اإلستحواذ‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلستحواذ‬


‫(‪)7‬‬
‫يقصد باإلستحواذ في اللغة بمعنى‪ :‬االستيالء فيقال‪ :‬استحوذ استحواذ على الشيء يعني‪ :‬استولى عليه‪.‬‬

‫وعرف البعض االستحواذ بانه "شراء شركة ما ألغلبية أسهم شركة أخرى‪ ،‬وبالتالي تسيطر الشركة األولى‬
‫على الشركة الثانية"‪.‬‬

‫وجاء في معجم مصطلحات حوكمة الشركات‪" :‬أنه التحكم في الشركة بطريقة عدائية أو ودية عن طريق‬
‫(‪)8‬‬
‫شراء األسهم أو من خالل البورصة"‪.‬‬

‫طاهر شوقي محمد مؤمن‪ ،‬االستحواذ على الشركة‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬المجلد ‪ ،100‬العدد ‪ ،497‬الجمعية المصرية لالقتصاد‬ ‫(‪)5‬‬

‫السياسي واإلحصاء والتشريع‪ ،‬يناير‪ ،2010 ،‬ص ‪.196‬‬


‫(‪ )6‬صدر هذا القرار في ‪ 31‬يناير ‪ 2007‬وتم تعديل هذا القرار بموجب الق اررات رقمي ‪ 930‬لسنة ‪ 477 ،1996‬لسنة ‪ ،1998‬وتم إلغاء‬
‫هذه التعديالت بموجب قرار وزير االستثمار رقم ‪ 12‬لسنة ‪ ،2007‬والذي أضاف إلى الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪1992‬‬
‫الباب الثاني عشر وتناول فيه عروض الشراء بقصد االستحواذ في المواد من ‪.358:325‬‬
‫(‪ )7‬د‪ .‬خليل الجر‪ ،‬المعجم العربي الحديث "الروس" ‪ ،‬حرف الهمزة‪.79 ،1973 ،‬‬
‫(‪ )8‬ورد ذلك التعريف في ملحق معجم (‪ .)Corporate governance glossary of terms‬راجع‪ :‬نرمين نبيل أبو العطا‪ ،‬حوكمة‬
‫الشركات والتمويل مع التطبيق على سوق المال بمصر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪،2006 ،‬‬
‫ص ‪.1‬‬

‫‪936‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫ويرى الباحث أن االستحواذ نوع من االستبداد يمكن تسميته باالستبداد االقتصادي حيث يقوم فرد أو مجموعة‬
‫بالسيطرة على إدارة إحدى الشركات وهو ما يؤدي إلى التحكم في األسواق سواء من خالل السلعة التي تنتجها الشركة‬
‫أو الخدمة التي تقدمها‪ ،‬وقد تؤدي هذه السيطرة إلى االحتكار وهو األمر الذي ال يستفيد منه سوى المستحوذ ويضر‬
‫بمصالح الشركات األخرى وحقها في المنافسة المشروعة وحق الجمهور في الحصول على سلعة أو خدمة ما بسعر‬
‫معقول وجودة عالية‪ ،‬كما يعد االستحواذ إحدى اآلليات لتكوين مجموعة الشركات وإنشاء كيان اقتصادي كبير يواجه‬
‫الكيانات االقتصادية األخرى‪ ،‬وعليه يمكننا تعريف االستحواذ بأنه عملية قانونية بين شخصين يترتب عليها حصول‬
‫أحدهما على كل او بعض حصص رأس مال إحدى الشركات سواء باتفاق مع اإلدارة أو بدون‪ ،‬وتؤدي إلى السيطرة‬
‫على مجلس إدارة الشركة المستهدفة‪.‬‬

‫ولم يتطرق قانون سوق رأس المال المصري رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1922‬والئحته التنفيذية إلى تعريف االستحواذ‪،‬‬
‫وحسن فعل المشرع السعودي بعدم إيراد تعريف لالستحواذ‪ ،‬الن ليس من مهمة المشرع إيراد التعاريف‪ ،‬بل يفسح‬
‫(‪)9‬‬
‫وكذلك فعل المشرع المصري‪.‬‬ ‫المجال للفقه للقيام بهذا الدور‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفرق بين االندماج واالستحواذ‬

‫على الرغم من تشابه اإلستراتيجية بين عقود االندماج و االستحواذ‪ ،‬من حيث دور الوسطاء‪ ،‬ومعايير تقييم‬
‫األصول‪ ،‬وإعداد الترتيبات الخاصة بتحديد مصير العقود المرتبطة بتلك الشركات‪ ،‬وحصص المساهمين‪ ،‬إال أن هناك‬
‫معياران للتفريق بين االندماج واالستحواذ هما‪:‬‬

‫‪ -1‬المقابل الممنوح‪ :‬إذا كان المقابل المدفوع لمالكي أسهم الشركة مال أي ثمن وليس حصة اعتبرت العملية‬
‫استحواذ وليس اندماج‪ ،‬أما إذا كان المقابل حصة فهو اندماج وليس استحواذ‪.‬‬
‫‪ -2‬مال الشركة‪ :‬إذا لم تنقضي الشركة بعد شراء شركة أخرى ألسهمها تكون العملية استحواذ‪ ،‬أما إذا تم إنشاء‬
‫شركة جديدة فتعبر العملية اندماج‪.‬‬

‫يتشابه كال من االستحواذ واالندماج في أنهما وسيلتين لتكوين مجموعة الشركات أو كيانات اقتصادية كبيرة‪،‬‬
‫كما أنهما يحققان نفس المزايا الناجمة عن تكوين المجموعات االقتصادية من تركيز اإلنتاج وزيادة االنتشار في‬
‫األسواق وخلق قوة احتكارية تمكنها من فرض اسعارها على السوق وبالتالي زيادة أرباحها سواء عن طريق خفض‬
‫تكاليف اإلنتاج أو زيادة اإليرادات‪ ،‬ويزداد هذا التشابه عندما يكون االستحواذ كامل‪ ،‬ومما زاد الخلط بينهما تناول‬

‫(‪ )9‬عمر ناطق يحي‪ ،‬النظام القانوني لالستحواذ على الشركات‪ ،‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة كركوك‪ ،‬المجلد ‪،6‬‬
‫العدد ‪ ،21‬مايو‪ )187-120( ،2017 ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪937‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫البعض لهما على أنهما يؤديان نفس المعنى‪ ،‬ولكن التأصيل القانوني لها يظهر وجود اختالف بينهما نوضحه فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من حيث النشأة‪:‬‬

‫ينشأ االستحواذ بموجب اتفاق بين طالب االستحواذ ومجلس إدارة الشركة المستهدفة أو المسئول عن إدارتها‪،‬‬
‫كما ينشأ بدون اتفاق عند رفض مجلس اإلدارة أو المسئول عن الشركة لمشروع االستحواذ وعندئذ يتقدم الطالب إلى‬
‫هيئة الرقابة المالية(‪ ،)10‬بمشروعه لعرض الشراء على مالكي األوراق المالية‪ ،‬بينما ينشأ االندماج باالتفاق فقط ويتم‬
‫تحرير عقد االندماج بين ممثلي الشركات المندمجة ويتضمن موافقتهم على االندماج وشروطه وكيفية إجرائه ثم يعرض‬
‫العقد على الجمعية العامة غير العادية لكل الشركات المشتركة في االندماج للمصادقة على العقد وذلك وفقا‬
‫للقانون(‪ ،)11‬كما أكدته محكمة النقض الفرنسية(‪.)12‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حيث الشكل القانوني‪:‬‬

‫ال يوجد شكل محدد لالستحواذ‪ ،‬فيمكن أن يكون طالب االستحواذ فردأ أو شركة‪ ،‬كما يشترط في محل‬
‫االستحواذ أن تكون أوراق مالية لشركة مقيدة أو غير مقيدة بالبورصة‪ ،‬واألمر ال يشمل كل األوراق المالية وما يقتصر‬
‫علب‪ -‬األسهم والسندات القابلة للتحول إلى أسهم وشهادات اإليداع(‪ ،)13‬بينما يجب في االندماج أن يتم بين شركتين‬
‫أو أكثر من الشركات التجارية "ماعدا شركة المحاصة"‪ ،‬ويجب أن ينشا عن االندماج إما إنشاء شركة مساهمة جديدة‬
‫إذا كان بطريق المزج أو أن يتم في شركة مساهمة قالمة إذا كان بطريق الضم(‪.)14‬‬

‫(‪ )10‬حلت محل كال من الهيئة المصرية للرقابة على التأمين والهيئة العامة لسوق المال و الهيئة العامة الشئون التمويل العقاري بموجب‬
‫المادة ‪ 3‬من القانون ‪ ۱۰‬لسنة ‪ ۲۰۰۹‬المتعلق بالرقابة على األسواق واألدوات المالية غير المصرفية‪ ،‬وكذلك قرار رئيس الجمهورية‬
‫رقم ‪ ۱۹۲‬لسنة ‪ ۲۰۰۹‬ويعمل بكل من القانون والقرار من ‪ 1‬يوليو ‪.۲۰۰۹‬‬
‫(‪)11‬د‪ .‬حسام الدين عبدالغني الصغير‪ :‬النظام القانوني الندماج الشركات‪ ،‬دار الفكر العربي باإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪،2004‬‬
‫ص ‪.40‬‬
‫حكم محكمة النقص الفرنسية الصادر بتاريخ ‪)Cass. Com, 6 Mai 2003, JCP 2003, n 38, p. 1327( 2003/5/6‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫(‪ )13‬راجع المادتين ‪ 326 ،1/325‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.۱۹۹۲‬‬
‫(‪ )14‬المادة ‪ ۱۳۰‬من القانون ‪ 159‬لسنة ‪ ،۱۹۸۱‬والمادة ‪ ۲۸۸‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 159‬لسنة ‪.۱۹۸۱‬‬

‫‪938‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫ثالثا‪ :‬من حيث الشخصية المعنوية‪:‬‬

‫يترتب على عملية االستحواذ احتفاظ أطرافها كال بشخصيته المعنوية وبالتالي يكون لكل طرف ذمة مالية‬
‫مستقلة وممثل قانوني باسمه ولكل شركة اسم وموطن مستقل وجنسية مستقلة كما يجوز الحكم بشهر إفالس الشركة(‪،)15‬‬
‫وكل ما يتمتع به المستحوذ هو تمثيله في الجمعية العامة ومجلس اإلدارة بحسب نسبة ما يملكه من رأس مالها‪ ،‬بينما‬
‫يترتب على االندماج زوال شركتين فالمتين إذا كان بطريق المزج أو يزال إحداهما إذا كان بطريق الضم‪ ،‬وبالتالي‬
‫انقضاء شخصيتها القانونية‪ ،‬وتعد الشركة المندمج فيها‪ ،‬أو الشركة الناتجة عن االندماج خلفا عاما للشركات المندمجة‬
‫وتحل محلها حلوة قانونية فيما لها من حقوق وما عليها من التزامات(‪ ،)16‬ويالحظ أن العملية يترتب عليها فناء شركة‬
‫على األقل‪ ،‬فإذا اقتصرت على مجرد نقل جزء من موجودات شركة قائمة إلى شركة أخرى قائمة أو مزمع تأسيسها‬
‫فال يعد ذلك من قبيل االندماج كما ال يعد اندماجا دخول شركة كشريك في شركة أخرى ولو كانت تملك معظم أسهمها‬
‫وتهيمن تبعا لذلك على إدارتها(‪ ،)17‬وهو ما أيده القضاء بقوله أنه ال يعد اندماجا شراء إحدى الشركات األسهم شركة‬
‫أخرى إذ كل ما تتمتع به الشركة األولى المشترية بالنسبة للثانية ال يعدو تمثيلها في الجمعية العامة لها بنسبة ما‬
‫تملكه من أسهمها مع احتفاظ كل من الشركتين بشخصيتها مستقلة عن األخرى(‪ ،)18‬كما ال يعد اندماجا مجرد نقل‬
‫قطاع من نشاط شركة إلى شركة أخرى كحصة عينية في رأسمالها طالما بقيت الشركة األولى محتفظة بشخصيتها‬
‫القانونية وذمتها المالية فتظل هي المسئولة وحدها عن الديون التي ترتبت في ذمتها قبل الغير ولو تعلقت بالنشاط‬
‫(‪)19‬‬
‫الذي انتقل إلى الشركة األخرى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬من حيث الشروط‪:‬‬

‫تختلف شروط االستحواذ بحسب موقف الشركة المستهدفة من القيد بالبورصة من عدمه‪ ،‬فإذا كانت غير‬
‫مقيدة فيم االستحواذ وفقا لشروط االتفاق أما إذا كانت مقيدة فتختلف الشروط حسب نسبة االستحواذ فإذا كانت في‬
‫حدود ثلث رأس المال أو حقوق التصويت فيتم الشراء من البورصة وفقا لقواعد التداول مع اإلفصاح عن العملية لهيئة‬

‫(‪ )15‬د‪ .‬هاني صالح سري الدين‪ :‬الشركات التجارية الخاصة في القانون المصري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص ‪79‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري شركات األموال"‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية باإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪ ،۱۹۸۲‬ص‪.224‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫(‪ )17‬د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار نشر الثقافة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،1951 ،1‬ص ‪.636‬‬
‫محكمة القاهرة االبتدائية‪ ،‬جلسة ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1954‬مجلة التشريع والقضاء‪ ،‬س‪ ،۷‬ص ‪.45‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫(‪ )19‬الطعن رقم ‪ 679‬سنة ‪ 40‬ق جلسة ‪ 1976/4/19‬س ‪ 27‬ص ‪ ،977‬راجع‪ :‬د‪ .‬أحمد حسني‪ ،‬مجموعة قضاء النقض التجاري‪،‬‬
‫منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1982 ،‬ص ‪270‬‬

‫‪939‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫الرقابة المالية وإدارة البورصة خالل يومين من إتمام العملية(‪ ،)20‬أما إذا كانت نسبة االستحواذ تتعدى الثلث فيتم ذلك‬
‫وفقا إلجراءات وشروط عرض الشراء بإيداع مشروع العرض لدى هيئة الرقابة المالية(‪ ،)21‬بينما يشترط في االندماج‬
‫(‪)22‬‬
‫أن يتم بكرار يصدر من الجمعية العامة غير العادية لكل من الشركتين المندمجة والمندمج فيها‪.‬‬

‫كما يشترط في االندماج الحصول على ترخيص بذلك من الوزير المختص "وزير االستثمار"(‪ ،)23‬وموافقة‬
‫اللجنة المختصة بإدارة تأسيس الشركات بالهيئة العامة لالستثمار والمناطق الحرة"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫صور اإلستحواذ‬

‫تختلف صور اإلستحواذ وفقا للنسبة المستحوذ عليها في الشركة األخرى‪ ،‬إال أن غالبية الفقهاء يضعونها في‬
‫تصنيفين هما‪ :‬إستحواذ األقلية‪ ،‬وإستحواذ األغلبية‪ ،‬وهو ما سنخصص له الفرعين التاليين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إستحواذ األقلية‬

‫نقصد بعمليات استحواذ األقلية‪ ،‬تلك التي يترتب عليها الحصول على نسبة أقل من ‪ %50‬من رأس مال‬
‫الشركة المستهدفة أو حقوق التصويت فيها(‪ ،)24‬وتتعدد صور استحواذ األقلية والتي يمكن إيضاحها كما جاءت‬
‫بالقانون‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا ترتب على عقد عملية بالبورصة تجاوز ما يملكه أحد األشخاص ‪ %10‬من األسهم االسمية إلحدى الشركات‬
‫التي طرحت أسهما لها في اكتتاب عام‪ ،‬أو إذا تجاوز ما يملكه أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة أو أحد العاملين بها‬
‫من أسهم اسمية ‪ %5‬من رأس مال الشركة‪ ،‬فيجب على طالب االستحواذ إخطار الشركة المستهدفة قبل عقد العملية‬
‫بأسبوعين على األقل وتقوم الشركة بدورها خالل اسبوع من إخطارها بإبالغ كل مساهم يملك ‪ %1‬على األقل من‬
‫(‪)25‬‬
‫رأس المال‪ ،‬ويتعين اتخاذ هذه اإلجراءات أيضأ قبل عقد كل عملية تجاوز نسبة ‪ %15‬من رأس مال الشركة‪.‬‬

‫(‪ )20‬المواد ‪ 332 ،331‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬


‫(‪ )21‬المادة ‪ 235‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫المادة ‪ 135‬من القانون ‪ 159‬لسنة ‪ ،1981‬والمادة ‪ 292‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪ .1981‬راجع د‪ .‬محمد أحمد‬ ‫(‪)22‬‬

‫محرز‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬ص ‪.617‬‬


‫(‪ )23‬المادة ‪ 130‬من القانون ‪ 159‬لسنة ‪ ،1981‬والمادة ‪ 294‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1981‬‬
‫)‪chron. 1887. Schmidt (D), les droits de minoritaires et les offres publiques, D. 2007, n 27,(24‬‬
‫مشار إليه في‪ :‬طاهر شوقي محمد مؤمن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫‪940‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪- ۲‬على كل من يقوم بعملية يستحوذ بها على ‪ %5‬من حقوق التصويت أو الملكية أو مضاعفاتها بما ال يجاوز‬
‫الثلث من أسهم إحدى الشركات التي طرحت أسهما لها في اكتتاب عام من خالل عمليات السوق المفتوح سواء عن‬
‫طريق عملية واحدة أو عدة عمليات‪ ،‬أن يقوم باإلفصاح عن تلك العملية أو العمليات إلى إدارة البورصة وهيئة الرقابة‬
‫المالية (حلت محل هيئة سوق المال من ‪ 1‬يوليو ‪ ۲۰۰۹‬بموجب القانون ‪ ۱۰‬لسنة ‪ )۲۰۰۹‬خالل يومين من تاريخ‬
‫إتمام العملية‪ ،‬على أن يتضمن إخطار اإلفصاح تعريف كافي بالمستحوذ ونسبة مساهمته في الشركة المستهدفة بعد‬
‫إتمام العملية‪ ،‬وعدد ونوع األسهم محل العملية وسعر التنفيذ‪ ،‬واسم وعنوان شركات الوساطة المالية التي قامت‬
‫بالعملية‪ ،‬وبيان كافي عن األشخاص المرتبطة بالمستحوذ‪ ،‬وبيان خطة المشتري المستقبلية وتوجهاته فيما يتصل‬
‫بإدارة الشركة إذا بلغت نسبة االستحواذ ‪ ۲۰%‬أو أكثر بما ال يجاوز الثلث من رأس مال الشركة المستهدفة أو حقوق‬
‫التصويت فيها(‪ ،)26‬كما يلتزم باإلفصاح أيضا وفق اإلجراءات والبيانات السابقة متى قام بالعملية أحد أعضاء مجلس‬
‫(‪)27‬‬
‫إدارة الشركة المستهدفة أو أحد العاملين بها إذا استحوذ على ‪ %3‬أو مضاعفاتها من أسهم تلك الشركة‪.‬‬

‫وفي الحالتين السابقتين الستحواذ األقلية تتم العمليات وفقا لقواعد التداول السارية بالبورصة دون االلتزام بتقديم‬
‫عرض شراء طالما أن العمليات في حدود ثلث رأس مال الشركة المستهدفة أو ثلث حقوق التصويت(‪ ،)28‬وإذا تقدم‬
‫طالب االستحواذ في الحاالت السابقة بعرض شراء‪ ،‬فيعد عرض شراء اختياري ويلزم تقديم مشروع عرض شراء‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا ترتب على العملية تجاوز ملكية ثلث رأس مال الشركة أو ثلث حقوق التصويت فيها وكانت نسبة التجاوز في‬
‫حدود ‪ "%36.33" 3%‬جاز لهيئة الرقابة المالية بصفة مؤقتة إعفائه من تقديم عرض شراء إجباري بشرط أن يقوم‬
‫بالتصرف في الزيادة "‪ "%3‬خالل ستة أشهر على األكثر من تاريخ اإلستحواذ عليها‪ ،‬وال تخول األسهم محل التجاوز‬
‫(‪)29‬‬
‫لصاحبها حقوقا في التصويت خالل المدة المشار إليها‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا ترتب على العملية تجاوز ملكية ثلث رأس المال أو حقوق التصويت في الشركة المستهدفة وال تجاوز نصف‬
‫رأس المال أو حقوق التصويت سواء بمفرده أو من خالل األشخاص المرتبطة‪ ،‬يجب على طالب االستحواذ تقديم‬
‫(‪)30‬‬
‫عرض شراء إجباري‪.‬‬

‫(‪ )26‬المادة ‪ 332‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬


‫(‪ )27‬المادة ‪ 333‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )28‬المادة ‪ 331‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )29‬المادة ‪ 1/353‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )30‬المادة ‪ 4/353‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬

‫‪941‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫ثانيا‪ :‬إستحواذ األغلبية‬

‫تتحقق عمليات استحواذ األغلبية متى ترتب عليها الحصول على أكثر من ‪ %50‬من رأس مال الشركة‬
‫المستهدفة أو حقوق التصويت فيها‪ ،‬سواء قام بها شخص بمفرده أو من خالل األشخاص المرتبطة(‪ ،)31‬ويمكن حصر‬
‫صور استحواذ األغلبية في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الحصول على أكثر من نصف رأس المال أو حقوق التصويت وال تجاوز ثالثة ارباع رأس المال أو حقوق‬
‫التصويت وهنا يجب على طالب االستحواذ تقديم عرض شراء إجباري متى قام خالل اثني عشر شه ار متتالية بزيادة‬
‫النسبة التي يمتلكها في الشركة المستهدفة بما يتجاوز ‪ %2‬على األكثر من رأس المال أو حقوق التصويت‪ ،‬كما‬
‫يسري االلتزام بتقديم عرض شراء إجباري إذا زادت نسبة ما يمتلكه في أي وقت على ثالثة أرباع رأس المال أو حقوق‬
‫(‪)32‬‬
‫التصويت‪.‬‬

‫ويجب في عرض الشراء اإلجباري أن يكون باتا غير معلق على شرط‪ ،‬ومع ذلك يجوز لهيئة الرقابة المالية‬
‫وألسباب جدية أن توافق على أن يكون إتمام عرض الشراء اإلجباري معلقا على شرط الحصول على نسبة ‪ %75‬من‬
‫(‪)33‬‬
‫رأس المال أو حقوق التصويت في غير ذلك من الحاالت‪.‬‬

‫‪ -2‬الحصول على نسبة ‪ %90‬أو أكثر من رأس المال وحقوق التصويت في إحدى الشركات الخاضعة ألحكام‬
‫االستحواذ وفي هذه الحالة يتم االستحواذ من خالل عرض ش ارء إجباري‪ ،‬وحماية لألقلية يجوز ألي من المساهمين‬
‫الحائزين على ‪ %3‬على األقل من رأس المال أن يطلبوا من هيئة الرقابة المالية خالل األثنى شهرة التالية الستحواذ‬
‫األغلبية على النسبة المشار إليها "‪ %90‬أو أكثر" إخطار األغلبية بتقديم عرض لشراء حصص األقلية‪ ،‬وتعلن الهيئة‬

‫(‪ )31‬يقصد باألشخاص المرتبطة كما جاء بالمادة ‪ ۳۲۹‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 15‬لسنة ‪ ۱۹۹۲‬هم األشخاص الذين يجمع بينهم‬
‫اتفاق بغرض االستحواذ او السيطرة الفعلية على إحدى الشركات الخاضعة ألحكام هذا الباب سواء كان هذا االتفاق مكتوبا أو غير‬
‫مكتوب‪ ،‬ويعد من األشخاص المرتبطة األشخاص الطبيعيون واي من اقاربهم حتى الدرجة الثانية‪ ،‬واألشخاص االعتبارية والكيانات‬
‫واالتحادات والروابط والتجمعات المالية المكونة من شخصين أو أكثر التي تكون غالبية اسهم او حصص إحداها مملوكة مباشرة او‬
‫بطريق غير مباشر للطرف األخر او يكون مالكها شخصا واحدة‪ ،‬كما يعد من األشخاص المرتبطة األشخاص الخاضعون للسيطرة‬
‫الفعلية لشخص آخر‪.‬‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 353‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫المادة ‪ 2/254‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)33‬‬

‫‪942‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫قرارها فإذا قبلت الطلب تقوم بإعالنه إلى المساهم أو المساهمين الحائزين على األغلبية الذين يلتزمون بتقديم عرض‬
‫(‪)34‬‬
‫الشراء خالل المدة التي تحددها الهيئة‪.‬‬

‫‪ -۳‬الحصول على نسبة ‪ %100‬من رأس المال أو حقوق التصويت في إحدى الشركات الخاضعة ألحكام االستحواذ‬
‫ويتم ذلك من خالل عرض شراء إجباري وفيه تتحقق عملية االستحواذ الكامل وتكون إدارة الشركة المستهدفة خاضعة‬
‫السيطرة طالب االستحواذ وفي هذه الحالة ال يوجد أي مشاكل ألقلية المساهمين‪.‬‬

‫المادة ‪ 357‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)34‬‬

‫‪943‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المبحث األول‬
‫طرق االستحواذ‬

‫تختلف طريقة االستحواذ على الشركة بحسب موقف الشركة من القيد بجداول البورصة وكذلك بحسب قيامها‬
‫بطرح اوراقها المالية في اكتتاب عام‪ ،‬فإذا كانت الشركة غير مفيدة بالبورصة ولم تقم بطرح أي من أوراقها المالية في‬
‫اكتتاب عام يتم االستحواذ عليها عن طريق الشراء باالتفاق المباشر‪ ،‬أما إذا كانت الشركة قد طرحت جزء من أوراقها‬
‫المالية في اكتئاب عام أو من خالل طرح عام ومفيدة بجداول البورصة فيتم االستحواذ عليها من خالل العرض العام‬
‫للشراء‪ ،‬وعليه يكون هناك طريقين لالستحواذ نوضحها تباعا‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الشراء باالتفاق المباشر‬

‫يعد الشراء باالتفاق المباشر وسيلة لالستحواذ على الشركة الغير مقيدة بالبورصة وفي نفس الوقت لم تقم‬
‫بطرح جزء من أوراقها المالية في اكتتاب عام أو من خالل طرح عام‪ ،‬وبموجب هذه الوسيلة يتم االتفاق مباشرة بين‬
‫طرفي‪ .‬العملية وهما طالب االستحواذ والمسئول عن التصرف في الشركة المستهدفة ويتم االستحواذ من أسواق االتفاق‬
‫المباشر(‪ ،)35‬وهي اسواق غير منظمة وتخضع فيها العمليات حسب ما يرد من بنود وشروط في االتفاق المبرم بين‬
‫(‪)36‬‬
‫األطراف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التكييف القانوني لالتفاق‪:‬‬

‫يتم االتفاق من خالل إبداء طالب االستحواذ رغبته في تملك الشركة كلها أو بعضها‪ ،‬ويتم توجيه هذه الرغبة‬
‫إلى المسئول عن التصرف وإدارة الشركة فإذا القت قبوال كنا بصدد توافر إرادتين هما إرادة طالب االستحواذ وهي‬
‫بمثابة إيجاب وإرادة المسئول عن الشركة وهي بمثابة قبول‪ ،‬وتالقي اإلرادتين يعبر عنه بركن الرضا‪ ،‬كما يرد االتفاق‬
‫على أموال الشركة سواء كانت أموال منقولة أو عقارية وسواء كانت األموال المنقولة مادية أو معوية‪ ،‬وقد استقرت‬
‫أحكام القضاء على أن الشركة تعد مالكة للحصص واألموال والمنقوالت‪ ،‬ويكون لها ذمة مالية مستقلة عن ذمة‬
‫الشركاء المشتركين فيها(‪ ،)37‬وبالتالي يمكن التصرف في هذه األموال بشرط أن يكون الباعث على االتفاق مشروعة‪،‬‬
‫فإذا توافرت نية التملك واالستحواذ على الشركة للسيطرة على إدارتها‪ ،‬كان الهدف مشروعا ما لم يوجد نص في النظام‬

‫)‪Procédures collecitives, LGDJ. Solus (H), Ghostin (J), la Sécurité des Marches Financiers Face aux(35‬‬
‫‪2003, n 9, p. 9.‬‬
‫)‪(36‬‬
‫‪Solus (HI), Ghestin (J), op. cit., n9, p. 9.‬‬
‫(‪)37‬حكم استئناف القاهرة الدائرة التاسعة التجارية في القضية رقم ‪ ۲۹۸‬سنة ‪ 4‬ق جلسة ‪ ،1957/11/26‬موسوعة القضاء في المواد‬
‫التجارية‪ ،‬أ‪ .‬عبدالمعين لطفي جمعة‪ ،‬رقم ‪ ،۱۱۷۰‬ص ‪ .45‬مشار إليه في‪ :‬طاهر شوقي محمد مؤمن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬

‫‪944‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫األساسي للشركة يمنع التصرف في أصول الشركة كلها أو بعضها إال بإتباع إجراءات محددة‪ ،‬فهنا يجب اتخاذ‬
‫اإلجراءات لمشروعية التصرف‪ ،‬فإذا تحققت األركان السابقة من رضا ومحل وسبب مشروع كنا بصدد عقد شراء على‬
‫أن يكون المقابل المالي للشراء نقدية أو الجزء النقدي غالب على الجزء العيني وإال كنا بصدد عقد مقايضة‪.‬‬

‫والشراء والبيع كلمتان من أسماء الضد تستخدم كل منهما مكان األخرى‪ ،‬غير أن البيع يطلق على ما خرج‬
‫من الملك‪ ،‬والشراء يطلق على ما دخل في الملك‪ ،‬والشراء لغة البيع وجاء بالمعجم أن شراه يعني باعه(‪ ،)38‬كما جاء‬
‫بالقران الكريم وشروه بثمن بخس(‪ ،)39‬وعليه يكون اتفاق الشراء والبيع وجهان لعقد واحد‪ ،‬فما يكون بيع من وجه يكون‬
‫شراء من وجه آخر‪ ،‬غير أنه يطلق عليه عقد البيع إذا كان اإليجاب صادر عن شخص يملك شيء يريد بيعه بينما‬
‫يطلق عليه عقد الشراء إذا كان اإليجاب صادر عن شخص يرغب في تملك شيء مملوك للغير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطبيعة التجارية التفاق الشراء‪:‬‬

‫العقود بصفة عامة يجب أن يتوافر بها عناصر معينة تشمل الرضا والمحل والسبب‪ ،‬وقد استقر العرف على‬
‫وجود نوعين من العقود هما العقود المدنية والعقود التجارية رغم انتقاد الفقه لهذا التقسيم(‪ ،)40‬كما أقر القانون المصري‬
‫هذا التقسيم حيث جاء بالمادة ‪ 3‬من القانون ‪ ۱۷‬لسنة ‪" ۱۹۹۹‬إذا كان العقد تجارية بالنسبة إلى أحد طرفيه‪ ،‬فال‬
‫تسري أحكام القانون التجاري إال على التزامات هذا الطرف وحده‪ ،‬وتسري على التزامات الطرف األخر أحكام القانون‬
‫المدني ما لم ينص القانون على غير ذلك‪ ،‬وعليه بعد العقد تجاريا متى صد عليه معيار العمل التجاري من جانب‬
‫(‪)41‬‬
‫أحد طرفيه‪ ،‬ويد العمل تجاريا إذا كان متعلقة باستغالل مشروع تجاري أو إذا قام به التاجر لحاجات تجارته‪.‬‬

‫ووفقا التفاق الشراء نجد أن محله هو أموال الشركة المستهدفة باالستحواذ وهذه األموال إما لشركة مساهمة‬
‫أو شركة توصية باألسهم‪ ،‬وكلتا الشركتين تتمثل أموالهما في األوراق المالية الصادرة عنهما‪ ،‬وتعد األوراق المالية من‬
‫األموال المنقولة المعنوية(‪ ،)42‬ومن ناحية أخرى نجد أن طرفي االتفاق هما طالب االستحواذ والمسئول عن إدارة‬

‫المعجم الوجيز‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬طبعة خاصة بو ازرة التربية والتعليم‪ ،‬باب شراء‪ ،‬سنة ‪ ،1990‬ص ‪.342‬‬ ‫(‪)38‬‬

‫من اآلية ‪ 20‬سورة يوسف‪.‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫(‪ )40‬ذهب غالبية الفقه إلى عدم صحة هذا التقسيم ألن العقد ال تتغير اركانه و عناصره‪ ،‬كما أن النظرية العامة لاللتزام تطبق على كافة‬
‫العقود دون تفرقه‪ ،‬لذا فإن اصطالح "العقد التجاري رغم شيوعه إال انه يعوزه الدقة والتهديد ‪ -‬راجع في ذلك‪ :‬د‪ .‬محمود سمير‬
‫الشرقاوي‪ :‬القانون التجاري الجزء الثاني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬سنة ‪ ،1984‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )41‬د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬الموجز في القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬سنة ‪ ،۱۹۷۸‬ص‪.۳۳۳‬‬
‫(‪ )42‬د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري المصري "الجزء الثاني" العقود واألوراق التجارية‪ ،‬مطبعة اتحاد الجامعات‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬سنة ‪ ،۱۹۰۰‬ص ‪.4‬‬

‫‪945‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫الشركة والتصرف فيها‪ .‬أما عن طالب االستحواذ فقد يكون شخص طبيعي أو شخص معنوي وبالتالي فد يكون غير‬
‫تاجر او تاجر‪ ،‬بينما المسئول عن التصرف في الشركة فعادة ما يكون شخص طبيعي يمثل شخص معنوي وهو‬
‫(‪)43‬‬
‫الشركة المستهدفة‪ ،‬وتأسيس الشركات التجارية بعد عمل تجاري‪.‬‬

‫وعليه يكون عقد الشراء بالنسبة للمسئول عن التصرف في الشركة تجارية دائما بينما يكون العقد لطالب‬
‫االستحواذ مدنية إذا كان غير تاجر‪ ،‬ويسري بشأنه أحكام القانون المدني‪ ،‬أما إذا كان تاج ار فيسري بشأنه أحكام‬
‫القانون التجاري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اآلثار القانونية التفاق الشراء‪:‬‬

‫يخضع اتفاق الشراء في األصل لمبدا حرية التعاقد‪ ،‬فيجوز للمتعاقدين أن يبرموا عقدهم بالطريقة التي تروق‬
‫لهم‪ ،‬وال يتدخل المشرع في أمر العقد إال لتحريم الشروط المخالفة للنظام العام أو القواعد اآلمرة في القانون‪ ،‬وعامة‬
‫(‪)44‬‬
‫فإن المشرع ترك المجال واسعا لما يتفق عليه األطراف وما يجري عليه العرف‪.‬‬

‫ويرتب العقد على الطرفين التزامات لكي يسري االتفاق في مواجهتهما وأمام الغير وتتمثل تلك االلتزامات في‬
‫التزامات على المشتري وأخرى على البائع‪.‬‬

‫‪ -1‬التزامات المشتري‬

‫يلتزم المشتري طالب االستحواذ" بالتزامين هما‪ :‬دفع الثمن وتسلم الشركة‪.‬‬

‫أ‪ -‬دفع الثمن‪:‬‬

‫الثمن لغة هو العوض الذي يؤخذ على التراضي في مقابل المبيع عينا كان أو سلعة(‪ ،)45‬واصطالحا هو‬
‫المقابل المالي الذي يتم دفعه إلى البائع نظير الشيء المبيع‪ ،‬ويشترط في الثمن أن يتم دفعه نقدا حتى بعد االتفاق‬
‫بيعة أو شراء‪ ،‬أما إذا تم الدفع عينا كنا بصدد عقد مقايضة‪ ،‬وهو األمر الذي أكده المشرع عند تعريفه للبيع بقوله‬
‫(‪)46‬‬
‫"عقد يلتزم به البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا مالية اخر مقابل ثمن نقدي‪.‬‬

‫(‪ )43‬المادة ‪/4‬ج من قانون التجارة رقم ‪ ۱۷‬لسنة ‪.۱۹۹۹‬‬


‫د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫(‪)44‬‬

‫المعجم الوجيز‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬طبعة خاصة بو ازرة التربية والتعليم‪ ،‬سنة ‪ ،1990‬باب ثمن‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫(‪)45‬‬

‫المادة ‪ 418‬من القانون المدني‪.‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫‪946‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫وال يلزم أن يتم دفع كامل الثمن نقدا‪ ،‬فيجوز أن يتم بجزء نقدي واخر عيني على أن تكون قيمة الجزء العيني‬
‫أدنى من الجزء النقدي حتى يسري عليه أحكام البيع التجاري(‪ ،)47‬كما يجوز االتفاق على أي طريقة للسداد سواء كان‬
‫الثمن معجال أو مؤجال او على أقساط طبقا لمبدا حرية التعاقد‪.‬‬

‫ب‪ -‬استالم الشركة‪:‬‬

‫لما كانت الشركة شخص معنوي‪ ،‬وعملية االستالم تتعلق بشيء مادي محسوس‪ ،‬لذا فإن استالم الشركة يتم‬
‫من خالل األوراق الخاصة بالشركة والتي تتصل بالدفاتر واألموال سواء كانت منقولة أو عقارية‪ ،‬ويقع االستالم عندما‬
‫يتم وضع المستندات وأوراق الملكية للشركة تحت يد المشتري بحيث يتمكن من السيطرة عليها بحيازتها وقيامه بحرية‬
‫التصرف فيها بعد ذلك‪.‬‬

‫‪ -۲‬التزامات البائع‬

‫يقع على البائع االلتزام بالتسليم للشيء المبيع ونقل الملكية والضمان‪.‬‬

‫أ‪ -‬االلتزام بالتسليم‪:‬‬

‫التسليم طبقا للمادة ‪ 345‬من القانون المدني هو وضع الشيء تحت تصرف المشتري بحيث يستطيع حيازته‬
‫واالنتفاع به بدون عائق‪ ،‬والتسليم عملية مادية لذا فإن عملية تسليم الشركة تتم عند وضع المستندات واألوراق الدالة‬
‫على الملكية تحت يد المشتري بحيث يتمكن من التصرف فيها كيفما شاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬االلتزام بنقل الملكية‪:‬‬

‫نقل الملكية في عقد البيع التجاري يرد دائما على منقوالت‪ ،‬وتختلف طريقة نقل ملكية المنقول بحسب ما إذا‬
‫كان معينة بالنوع أو معينة بالذات‪ ،‬فتنتقل الملكية باإلفراز والتجنيب إذا كان معينة بالنوع "م ‪ ۲۰۰‬من القانون المدني"‬
‫وبمجرد التعاقد إذا كان معينا بالذات م ‪ ۲۰۹‬من القانون المدني"‪ ،‬وتعد شركات المساهمة وشركات التوصية باألسهم‬
‫بما تصدره من اوراق مالية من األموال المنقولة المعنوية ولذا عند التصرف فيها يتم تعيينها بالذات وبالتالي تنتقل‬
‫فور وبمجرد إبرامه(‪.)48‬‬
‫الملكية فيها بمجرد التعاقد‪ ،‬وهو المبدأ العام المقرر في مصر والذي يعتبر العقد ناقل للملكية ا‬

‫المادة ‪ 1/88‬من قانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪.1999‬‬ ‫(‪)47‬‬

‫د‪ .‬علي سيد قاسم‪ ،‬شرط االحتفاظ بالملكية ونظام اإلفالس‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص ‪.17‬‬ ‫(‪)48‬‬

‫‪947‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫ج‪ -‬االلتزام بالضمان‪:‬‬

‫وفقا للقواعد العامة يلتزم البائع بالضمان‪ ،‬والضمان نوعان هما ضمان االستحقاق وضمان العيوب الخفية‪،‬‬
‫أما عن ضمان االستحقاق فهو امتناع البائع عن كل فعل مادي او قانوني من شأنه إعالة المشتري من االنتفاع‬
‫بالشيء المبيع‪ ،‬كما يضمن البائع التعرض القانوني الصادر من الغير‪ ،‬وهو أمر ممكن حدوثه عمال للمشتري في‬
‫عقد شراء الشركة‪ ،‬وبالتالي يحق للمشتري التمسك بهذا الضمان متى حدث تعرض له سواء من البائع أو من الغير‪.‬‬
‫(‪)49‬‬

‫أما عن ضمان العيوب الخفية فهو يتعلق عادة بالمنقوالت المادية وهي في الغالب تقع عمال في البيوع‬
‫التجارية المتعلقة بالسلع والبضائع‪ ،‬لذا فإن هذا الضمان غير منصور عمال في عقود شراء الشركات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫العرض العام للشراء‬

‫يتم االستحواذ على الشركة المصدرة لألوراق المالية والمفيدة في جداول البورصة من خالل العرض العام‬
‫للشراء‪ ،‬والعرض العام للشراء عند الفقهاء هو تعهد غير قابل للرجوع فيه موجه إلى المساهمين في إحدى الشركات‬
‫التي يجري تداول اسهمها في البورصة بشراء كمية من األسهم المملوكة لهم بسعر محدد‪ ،‬وغالبة اعلى من سعر‬
‫البورصة أو مقابل إعطائهم أسهم بديلة(‪ ،)50‬كما عرفه بيكون ‪ Picon‬بأنه وسيلة طبيعية لنيل السلطة في الشركة(‪،)51‬‬
‫وجاء بالمادة األولى من الئحة ‪ COB‬رقم ‪ 89/3‬أن العرض العام هو إجراء يسمح لشخص طبيعي أو معنوي بان‬
‫يعلن للكافة أنه ينوي االستحواذ على كل أو جزء من صكوك شركة مقيدة في الجدول الرسمي أو في السوق الثانية‬
‫(‪)52‬‬
‫أو متداولة خارج السوق في بورصة األوراق المالية‪.‬‬

‫وقد جاء بالقانون المصري أن عرض الشراء هو العرض المطروح على مالكي األوراق المالية محل العرض‬
‫سواء كان مقابل الشراء نقدية أو مبادلة بأوراق مالية أخرى أو عرضا مختلطة وسواء كان العرض إجباريا أو‬
‫(‪)53‬‬
‫اختياريا‪.‬‬

‫(‪ )49‬د‪ .‬طاهر شوقي مؤمن‪ ،‬االستحواذ علي الشركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫(‪ )50‬د‪ .‬عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬العروض العامة للشراء في البورصة‪ ،‬بحث بمجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫المنصورة‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،43‬ص‪.6‬‬
‫(‪ )51‬د‪ .‬طاهر شوقي مؤمن‪ ،‬االستحواذ علي الشركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫)‪(52‬‬
‫‪Vauplanc (11). Bornct (1-P), droit de la bourse, éditions lilcc, 1994, n 296, p. 2014.‬‬
‫مشار إليه‪ :‬د‪ .‬طاهر شوقي مؤمن‪ ،‬االستحواذ علي الشركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫المادة ‪ 326‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)53‬‬

‫‪948‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫وإن كان لنا أري فيمكننا تعريف العرض العام للشراء بأنه طلب شراء عدد من األوراق المالية "أسهم ‪ -‬سندات‬
‫قابلة للتحول إلى اسهم ‪ -‬شهادات إيداع" المتداولة في البورصة وتمثل نسبة في رأس مال إحدى الشركات فإذا كانت‬
‫النسبة أكثر من الثلث كان العرض إجبارية وقد يكون مقابل الشراء نقدي أو مبادلة بأوراق مالية أخرى أو مختلطة‬
‫بينهما وقد يكون طلب الشراء اتفاقا أو بدونه وذلك وفقا لإلجراءات التي تحددها هيئة الرقابة المالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صور العرض العام‪:‬‬

‫تتعدد الصور المختلفة للعرض العام ويمكن تقسيمها تقسيمات عدة وذلك بحسب الضابط المستخدم وهي(‪:)54‬‬

‫‪ -1‬بحسب مقابل الوفاء‪:‬‬

‫مقابل الوفاء هو الثمن الذي يتم دفعه لشراء األوراق المالية الممثلة إلحدى الشركات وهناك ثالثة صور‬
‫للمقابل‪:‬‬

‫أ‪ -‬المقابل النقدي ويطلق عليه العرض العام للشراء‪.‬‬

‫ب‪ -‬مبادلة بأوراق مالية أخرى ويطلق عليه العرض العام للتبادل‪.‬‬

‫ج‪ -‬المقابل المختلط وفيه يكون مقابل الشراء مزيج بين جزء نقدي وجزء عيني عادة ما يكون اسهم او سندات في‬
‫شركة أخرى مملوكة لمقدم العرض‪.‬‬

‫‪ -۲‬بحسب كمية الشراء‪:‬‬

‫إذا كان العرض ينصب على طلب عدد من األوراق المالية تمثل نسبة ‪ %100‬من رأس مال الشركة‬
‫المستهدفة كان العرض كليا‪ ،‬أما إذا كان العرض يستهدف نسبة أقل من ‪ %100‬كان العرض جزئيا‪.‬‬

‫(‪ )54‬د‪ .‬طاهر شوقي مؤمن‪ ،‬االستحواذ علي الشركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 223‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪949‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ -٣‬بحسب االتفاق‪:‬‬

‫قد يتم تقديم العرض باالتفاق المسبق مع مجلس إدارة الشركة المستهدفة فيسمى العرض وديا‪ ،‬أما إذا تم تقديم‬
‫العرض إلى مجلس إدارة الشركة المستهدفة ورفضه‪ ،‬يلجأ مقدم العرض إلى جمهور المساهمين من خالل إعالن‬
‫بالصحف فيكون العرض عدائي وغير ودي‪.‬‬

‫‪ -4‬بحسب اإللزام القانوني‪:‬‬

‫أجاز القانون لكل شخص يرغب في االستحواذ على أسهم إحدى الشركات بما ال يجاوز ثلث رأس مالها او‬
‫ثلث حقوق التصويت بها أن يجري العمليات وفقا القواعد التداول بالبورصة دون التزام بتقديم عرض شراء(‪ ،)55‬ويسمى‬
‫العرض االختياري‪ ،‬بينما يلزم تقديم عرض شراء إجباري في حالة االستحواذ على ثلث رأس المال أو ثلث حقوق‬
‫التصويت أو أكثر(‪.)56‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط العرض العام‪:‬‬

‫‪ -1‬العرض العام إيجاب عام موجه إلى جميع مساهمي الشركة المستهدفة ويجب في اإليجاب أن يكون باتا بحيث‬
‫يلتزم صاحبه بالبقاء عليه طوال فترة سريانه إال إذا تحقق حدث جوهري ضار فيجوز سحب العرض والعدول عنه أو‬
‫تعديل شروطه بعد موافقة هيئة الرقابة المالية أو رئيسها بحسب األحوال(‪ ،)57‬كما يجب أن يكون جديا ومنجزة غير‬
‫معلق على شرط باستثناء شرط الحصول على نسبة ‪ %75‬من رأس المال أو حقوق التصويت إذا كان االستحواذ‬
‫بقصد االندماج أو الحصول على ‪ %51‬في غير ذلك من الحاالت(‪.)58‬‬

‫‪ -۲‬تحقيق المساواة ليس فقط للمساهمين وإنما ألصحاب العروض حال تعددهم‪ ،‬عندئذ تلتزم الشركة المستهدفة‬
‫بالمساواة بين اصحاب العروض فال تخص أيا منهم بمعلومات تضن بها على اآلخرين(‪.)59‬‬

‫‪ -٣‬تحقيق الشفافية من خالل التزام صاحب العرض والشركة المستهدفة بنشر المعلومات التفصيلية والصحيحة عن‬
‫العرض بطريقة تكفل للمساهمين إجراء موازنة بين فوائد قبول العرض ورفضه‪ ،‬كما يلتزم صاحب العرض باإلفصاح‬
‫عن نواياه وخططه المستقبلية تجاه الشركة والعاملين فيها ودائنيها في حالة نجاح العرض‪ ،‬كما يلتزم صاحب العرض‬

‫المادة ‪ 231‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)55‬‬

‫المادة ‪ 353‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)56‬‬

‫المادتين ‪ 345 ،344‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)57‬‬

‫المادة ‪ 354‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)58‬‬

‫د‪ .‬عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬العروض العامة للشراء من البورصة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫(‪)59‬‬

‫‪950‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫ببيان األشخاص المرتبطة سواء كان االرتباط معلن أو غير معلن وفي هذا قضت محكمة استئناف باريس بأن االتحاد‬
‫غير المعلن لمقدم العرض مع مساهمين آخرين يخالف مبادئ الشفافية وينتقص من مشروعية العرض‪.‬‬

‫‪ -4‬يجب في العرض أن يكون محدد المدة بحيث ال يجوز أن تقل مدة ‪ .‬شريان العرض عن عشرين يوما في حاالت‬
‫التزام مجلس إدارة الشركة المستهدفة براي من مستشار مستقل‪ ،‬وال تقل عن عشرة أيام في غير ذلك من الحاالت‪،‬‬
‫وفي كل األحوال ال يجوز أن تزيد فترة سريان العرض على ثالثين يوما يبدا احتسابها من اليوم التالي للنشر‪.‬‬

‫‪ -5‬يجب أن يكون محل العرض اسهم او سندات قابلة للتحول إلى أسهم أو شهادات إيداع وفقا للقانون‪.‬‬

‫‪ -6‬يجب أن يتم العرض كتابة وهو شرط مفهوم ضمنا من إلزام صاحب العرض بإخطار مجلس إدارة الشركة‬
‫(‪)60‬‬
‫المستهدفة وإتخاذ إجراءات النشر في الصحف اليومية إلعالم كافة المساهمين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار العرض العام‪:‬‬

‫‪ -١‬بالنسبة لمقدم العرض‪:‬‬

‫أ‪ -‬االلتزام بالمحافظة على سرية المعلومات المرتبطة بالعرض المحتمل واتخاذ اإلجراءات لمنع تسريبها حتى ال تؤثر‬
‫على حركة أسعار التداول لألسهم المستهدفة‪.‬‬

‫ب‪ -‬االلتزام باإلفصاح عن نبته في تقديم العرض وعليه التقدم بالعرض خالل مدة ال تزيد على ستين يوما من‬
‫اإلفصاح وإذا تقاعس يمتنع عليه التقدم باي عرض على الشركة المستهدفة خالل الستة أشهر التالية النتهاء المدة‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫ج‪ -‬االلتزام بإيداع مشروعي عرض الشراء ومذكرة المعلومات لدى الهيئة بطلب على النموذج المعد لذلك مع ضمان‬
‫صحة البيانات الواردة بهما‪.‬‬

‫د‪ -‬االلتزام بإخطار الشركة المستهدفة بمشروع العرض ومذكرة المعلومات في ذات يوم اعتمادها من الهيئة مع نشر‬
‫إعالن العرض خالل يومين من تاريخ االعتماد‪.‬‬

‫هـ‪ -‬عدم تعديل شروط العرض إال بعد موافقة الهيئة وقبل خمسة أيام على تاريخ انتهاء فترة سريان العرض بشرط أن‬
‫(‪)61‬‬
‫يكون التعديل لصالح مالكي األوراق المالية المستهدفة وأال تقل مدة سريان العرض بعد نشر التعديل عن يومين‪.‬‬

‫(‪ )60‬د‪ .‬طاهر شوقي مؤمن‪ ،‬االستحواذ علي الشركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫(‪ )61‬المادة ‪ 344‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬

‫‪951‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫و‪ -‬عدم سحب العرض أو العدول عنه أثناء سريانه إال في حالة تحقق حدث جوهري ضار وبعد موافقة رئيس‬
‫(‪)62‬‬
‫الهيئة‪.‬‬

‫ز‪ -‬االلتزام بالشراء من جميع مالكي األسهم الذين استجابوا للعرض وإذا تجاوزت األوراق المعروضة للبيع لعدد األسهم‬
‫المطلوبة في غير حاالت عرض الشراء اإلجباري وجب الشراء من الجميع بنسبة ما عرضه كل منهم إلى مجموع‬
‫األسهم المطلوبة مع جبر الكسور لصالح صغار المساهمين ويجب تنفيذ عمليات الشراء خالل خمسة أيام على األكثر‬
‫(‪)63‬‬
‫من تاريخ اإلعالن عن نتيجة العرض‪.‬‬

‫‪ -۲‬بالنسبة لمنافسي مقدم العرض‪:‬‬

‫يقصد بالمنافس لمقدم العرض هو أي شخص طبيعي أو معنوي يتقدم بعرض على عرض معتمد من الهيئة‪،‬‬
‫ويلتزم المنافس بتقديم مشروع عرضه ومذكرة المعلومات وفقا لإلجراءات المتبعة بطلب إلى الهيئة ويجب لقبول طلب‬
‫اإلبداع أن يكون س عر الشراء نادية وان يزيد سعر الشراء على ‪ %2‬من سعر العرض األصلي أو أخر عرض‬
‫منافس بحسب األحوال ويجوز للهيئة قبول مشروع العرض المنافس ولو لم يتضمن سعر أعلى إذا كان هناك تعديل‬
‫(‪)64‬‬
‫جوهري في الشروط المقترحة لمصلحة مالكي األوراق المالية‪.‬‬

‫‪ -۳‬بالنسبة للشركة المستهدفة بالعرض‪:‬‬

‫أ‪ -‬التزام مجلس إدارة الشركة بمراعاة تحقيق مصلحة الشركة‪ ،‬واالمتناع عن أي عمل من شأنه أن يقيد أو يحول بين‬
‫(‪)65‬‬
‫مالكي األوراق المالية وتقييمها وفقا ألسس التقييم السليمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬االلتزام باإلفصاح فور استالمها إخطا ار كتابية من صاحب العرض بنيته في تقديم عرض الشراء ويتم اإلفصاح‬
‫إلى الهيئة والبورصة‪ ،‬كما يجب اإلفصاح في حال التوقيع على مذكرة تفاهم أو خطاب نوايا أو اتفاق أو مستندات‬
‫مماثلة أو مفاوضات جدية بشأن عرض الشراء المحتمل‪ ،‬كما يجب اإلفصاح حال حدوث تأثير ملموس على التداول‪،‬‬
‫(‪)66‬‬
‫أو أسعار األسهم نتيجة انتشار معلومات أو توقعات بتقديم عرض شراء محتمل‪.‬‬

‫(‪ )62‬المادة ‪ 345‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬


‫(‪ )63‬المادة ‪ 348‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )64‬المادة ‪ 346‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )65‬المادة ‪ 328‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )66‬المادة ‪ 330‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬

‫‪952‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫ج‪ -‬يجوز إصدار بيان توضح فيها رأي مجلس إدارتها في مدى جدوى العرض ونتائجه واهميته للشركة والمساهمين‬
‫والعاملين بها خالل خمسة عشر يوما من تاريخ نشر المعلومات عن عرض الشراء ويكون إبداء الرأي وجوبي في‬
‫حاالت العرض العام للتبادل أو العرض المختلط أو إذا كان سعر الشراء يقل عن متوسط سعر التداول بالبورصة‬
‫(‪)67‬‬
‫خالل الستة أشهر السابقة على تاريخ إيداع مشروع العرض‪.‬‬

‫د‪ -‬يجوز للهيئة إلزام الشركة المستهدفة بتعيين مستشار مستقل معتمد لديها لتقديم تقرير بتقييم عرض الشراء ويجب‬
‫اإلفصاح عن التقرير خالل مدة ال تتجاوز خمسة عشر يوما من تاريخ نشر المعلومات عن عرض الشراء وقبل انتهاء‬
‫(‪)68‬‬
‫فترة سريانه بما ال يقل عن خمسة أيام وذلك بغض النظر عن راي مجلس إدارتها في العرض‪.‬‬

‫‪ - 4‬بالنسبة لمساهمي الشركة المستهدفة‪:‬‬

‫أ‪ -‬التمتع بالمساواة بين جميع المساهمين وبين األشخاص المعنية بالعرض وتحقيق الشفافية بالحصول على المعلومات‬
‫الكافية وإتاحة الفرصة المناسبة والتوقيت المالئم لتقييم العرض‪.‬‬

‫ب‪ -‬قبول تعديل شروط العرض متى كان في مصلحتهم وفي حال عدم قبول التعديل يجوز لهم سحب أوامر البيع‬
‫قبل انتهاء فترة سريان العرض‪.‬‬

‫ج‪ -‬االستجابة للعرض بإصدار أوامرهم للبيع إلى إحدى شركات السمسرة في األوراق المالية خالل فترة سريان العرض‬
‫(‪)69‬‬
‫ويجوز لهم العدول طوال الفترة‪.‬‬

‫د‪ -‬يجوز ألقلية المساهمين الحائزين على ‪ %3‬على األقل من رأس المال في حالة استحواذ مساهم منفرد او من‬
‫خالل األشخاص المرتبطة على ‪ %90‬أو أكثر من رأس المال أو حقوق التصويت أن يطلبوا من الهيئة خالل االثني‬
‫(‪)70‬‬
‫عشر شه ار التالية لالستحواذ إخطار األغلبية بتقديم عرض شراء حصص األقلية‪.‬‬

‫هـ‪ -‬إيقاف حقوق التصويت المتعلقة بأسهم الشركة المستهدفة في أول اجتماع لغلق العرض متى كان صاحب العرض‬
‫يستهدف االستحواذ على أكثر من نصف رأس المال أو حقوق التصويت‪ ،‬وكذلك االستحواذ على أكثر من ثلثي رأس‬

‫(‪ )67‬المادة ‪ 2/338‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬


‫(‪ )68‬المادة ‪ 3/338‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )69‬المادة ‪ 348‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬
‫(‪ )70‬المادة ‪ 1/357‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬

‫‪953‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المال أو حقوق التصويت‪ ،‬كما تتوقف الحقوق غير العادية للمديرين الحائزين على األسهم متى كان صاحب العرض‬
‫يرغب في االستحواذ على أكثر من نصف رأس المال أو حقوق التصويت(‪.)71‬‬

‫‪ -5‬بالنسبة لهيئة الرقابة المالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلشراف على عروض الشراء والتأكد من تطبيق مبادئ الشفافية والمساواة ومراعاة مصالح الشركة المستهدفة‬
‫وحرية المنافسة وتقديم العرض والمزايدة عليها‪.‬‬

‫ب‪ -‬قبول مشروع العرض ومذكرة المعلومات متى استوفي البيانات والمستندات المطلوبة وعليها إخطار البورصة‬
‫بقبول المشروع لتقوم بدورها بنشره‪.‬‬

‫ج‪ -‬يجوز لرئيس الهيئة إيقاف التداول على أسهم الشركة المستهدفة بمجرد إيداع مشروع العرض وكذلك إيقاف التداول‬
‫األسهم الشركات األخرى المعنية بالعرض في حاالت عروض التبادل أو العروض المختلطة‪.‬‬

‫د‪ -‬على الهيئة اإلعالن خالل يومين من تاريخ إيداع مشروع العرض ومذكرة المعلومات عن اعتماد المشروع من‬
‫عدمه ولها طلب أية معلومات لمراجعة المشروع ويتم احتساب مدة جديدة يومين" تبدأ من تاريخ استالم هذه المعلومات‬
‫ويمكن للهيلة رفض المشروع أو طلب تعديله إذا رأت اشتماله على عناصر تهدر المبادئ الحاكمة للعرض‪.‬‬

‫هـ‪ -‬إذا اعتمدت مشروع العرض ومذكرة المعلومات تقوم بنشر قرارها لدى البورصة وتحديد بدء إعادة التداول لألوراق‬
‫التي تم إيقاف تداولها عند إيداع المشروع‪. .‬‬

‫و‪ -‬الموافقة على تعديل شروط عرض الشراء متى كان في صالح مالكي األوراق المالية‪ ،‬ولها الموافقة على شحب‪.‬‬
‫العرض‪ :‬أو العدول عنه في حالة تحقق حدث جوهري ضار‪ ،‬كما لها حق قبول مشروع العرض المنافس حتى ولو‬
‫لم يتضمن سعرة أعلى‪.‬‬

‫ز‪ -‬التصريح لمقدم العرض بتقديم عرض جديد خالل مدة الحظر "ستة أشهر من تاريخ سحب العرض أو العدول‬
‫وتمتد إلى اثني عشر شه ار في حالة عرض الشراء اإلجباري" ألسباب جدية تقدرها‪.‬‬

‫ح‪ -‬قبول طلب األقلية للتصرف في حصصهم إلى األغلبية عند استحواذهم على ‪ %90‬أو أكثر من رأس المال أو‬
‫وحقوق التصويت‪ ،‬وتقوم بإعالن الطلب لألغلبية الذين يلتزمون بتقديم عرض شراء خالل المدة التي تحددها‪.‬‬

‫المواد ‪ 45/231 ،44/231 ،43/231‬من قواعد (‪ )AMF‬الفرنسية‪ ،‬الكتاب الثاني‪.‬‬ ‫(‪)71‬‬

‫‪954‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ -6‬بالنسبة إلدارة البورصة‪:‬‬

‫أ‪ -‬نشر المعلومات عن مشروع عرض الشراء ومذكرة المعلومات على شاشاتها فور تليها إخطا ار من الهيبة بتبول‬
‫إيداع المشروع‪.‬‬

‫ب‪ -‬نشر اإلخطارات فور تلقيها من األشخاص أو الكيانات التي استحوذت على عدد من األوراق المالية بما ال يقل‬
‫عن ‪ %0.5‬من رأس مال أو حلول التصويت في الشركة المستهدفة وذلك من تاريخ إيداع مشروع عرض الشراء‬
‫(‪)72‬‬
‫ومذكرة المعلومات وحتى تاريخ تنفيذ العمليات الخاصة بعرض الشراء‪ ،‬ويتم اإلخطار عقب نهاية جلسة التداول‪.‬‬

‫المادة ‪ 349‬من الالئحة التنفيذية للقانون ‪ 95‬لسنة ‪.1992‬‬ ‫(‪)72‬‬

‫‪955‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫أثر االستحواذ على الشركة‬

‫األطرف فيها واألشخاص المعنيين‪ ،‬وهم الشركة‬


‫ا‬ ‫إن اآلثار القانونية لعمليات االستحواذ تقوم علي الشركات‬
‫المستحوذة والشركة المستحوذ عليها وأقلية المساهمين في الشركة المستحوذ عليها بعد إتمام عملية االستحواذ بنجاح‪،‬‬
‫وبالتالي ينبغي تكييف العالقة القانونية بين الشركتين المستحوذة والمستحوذ عليها بعد إتمام عملية االستحواذ وحصول‬
‫الشركة األول علي حصة مؤثرة في رأس مال الشركة الثانية‪ ،‬وما هي المسئولية التي تتحملها الشركة المستحوذة لو‬
‫(‪)73‬‬
‫حدث ضرر للغير أو للشركة المستحوذ عليها نتيجة عملية االستحواذ أو لتدخلها بإدارة الشركة األخيرة‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫االحتفاظ بالشخصية المعنوية‬

‫ال تؤثر عملية االستحواذ علي بقاء الشخصية المعنوية للشركة المستحوذ عليها سواء كان االستحواذ جزئي‬
‫أو كلي‪ ،‬وهذه الصفة لعمليات االستحواذ التي تميزها عن عمليات االندماج بين الشركات والتي يترتب عليها انقضاء‬
‫الضم‬ ‫بطريق‬ ‫اإلندماج‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫األقل‬ ‫علي‬ ‫الشركات‬ ‫إحدى‬
‫أو انقضاء الشركتين المندمجتين إذا كان بطريق المزج‪ ،‬ويترتب علي ذلك احتفاظ الشركة المستحوذ عليها بشخصيتها‬
‫المعنوية بقاء اسمها التجاري وعالمتها التجارية وموطنها وجنسيتها واستقالل ذمتها المالية عن المساهمين فيها وهذا‬
‫(‪)74‬‬
‫من البديهي بالشركة المساهمة‪ ،‬وأيضا االحتفاظ بحقها بالتقاضي وبممثلها القانوني‪.‬‬

‫وبذلك فإنها تواصل ثبوت لها الحقوق وتحملها االلتزامات‪ ،‬وهذه نتائج مبدأ االستم اررية للشخصية المعنوية‬
‫للشركة المستحوذ عليها‪ ،‬بقاء العقود والتعهدات التي ابرمتها مع الغير منتجة ألثارها وال تتأثر الحقوق وااللتزامات‬
‫الناشئة نتيجة إتمام عملية االستحواذ بقصد السيطرة والتحكم في إدارة الشركة المستحوذ عليها من خالل تعيين أغلبية‬
‫مجلس اإلدارة أو التحكم في الق اررات الصادرة منه أو من الجمعية العامة للشركة‪ ،‬وتبقي كذلك دون تأثر بعملية‬
‫االستحواذ المنازعات القضائية الخاصة بالشركة كما هي‪ ،‬فتبقي هي صاحبة الصفة في الدعاوى القضائية رغم‬
‫خضوعها للسيطرة واعادة هيكلة رأس المال فيها‪ ،‬وذلك ألن العبرة بشخصية الشركة المعنوية وال عبرة لتغيير أشخاص‬
‫ومازلت‬
‫ا‬ ‫المساهمين في الشركة المستحوذ عليها‪ ،‬فما دام لشركة شخصية معنوية مستقلة عن شخصية من يمثلها‬

‫أحمد حسن وسمي‪ ،‬اآلثار االقتصادية والقانونية لعمليات االستحواذ على إدارة الشركة المساهمة المقيدة في سوق األوراق المالية‪،‬‬ ‫(‪)73‬‬

‫دراسة مقارنة‪ ،‬المجلة القانونية‪ ،‬مجلة علمية محكمة‪،‬‬


‫(‪)74‬د‪ .‬طاهر شوقي مؤمن‪ ،‬االستحواذ علي الشركات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪ 230‬و ص ‪.237‬‬

‫‪956‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫قائمة هذه الشخصية ولم تنقضي بعد فال إنقطاع لسير الخصومة عند نجاح عملية االستحواذ‪ ،‬حتي ولو تم تغيير‬
‫(‪)75‬‬
‫الممثل القانوني للشركة ألنه من المقرر قانونا أن تغيير ممثل الشركة أثناء حياتها ال أثر له في سير الدعاوى‪.‬‬

‫والسؤال الذي يجب اإلجابة عليه هنا هو إذا أدت عملية االستحواذ إلي تفرد مساهم واحد أو عدة مساهمين‬
‫بملكية رأس مال الشركة المستحوذ عليها وسواء كان هذا المساهم أو المساهمين شخص طبيعي أو شخص معنوي‪،‬‬
‫ما أثر ذلك علي خاصية تعدد الشركات في الشركة وخاصة في ظل القوانين التي تتطلب حدا أدني لعدد المساهمين‬
‫في شركات المساهمة على سبيل المثال؟‪.‬‬

‫في التشريع المصري ‪ ،‬فانه بموجب التعديل الجديد لقانون الشركات رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬بالقانون رقم ‪4‬‬
‫لسنة ‪ 2018‬أيضا سمح بتكوين شركة محدودة المسئولية من شخص واحد‪ ،‬وفيما يخص موضوع بحثنا هو عمليات‬
‫األورق المالية‪ ،‬وهي شركات مساهمة في الغالب‪ ،‬وفي‬
‫ا‬ ‫االستحواذ التي ترد علي الشركات المقيد لها اسهم في سوق‬
‫التطبيق العملي فإن الشركات المستحوذة في الغالب أيضا تكون شركات مساهمة كبري‪ ،‬فبعد إتمام عملية االستحواذ‬
‫علي إدارة الشركة المستهدفة باإلستحواذ فتقوم بإعادة هيكلة الملكية في رأس المال فيها سواء بين المساهمين في‬
‫(‪)76‬‬
‫الشركة المستحوذة أو إدخال مساهمين جدد‪.‬‬

‫وذلك لتكييف أوضاع الشركة المستحوذ عليها وفق القوانين واألنظمة التي تتم عملية االستحواذ طبقا لها‪،‬‬
‫وبما أن عملية االستحواذ ال تؤثر علي الشخصية المعنوية للشركة المستحوذ عليها فإنها تبقي محتفظة بذمتها المالية‬
‫المستقلة وبحقها في التقاضي‪ ،‬وكل األثار التي تترتب علي الشخصية القانونية التي يكلفها القانون لألشخاص المعنوية‬
‫لتحقيق الفرض وممارسة النشاط الذي أنشئت من أجله الشركة‪.‬‬

‫وأن احتفاظ الشركة المستحوذ عليها بشخصيتها القانونية يحقق مصلحتين مصلحة الشركة ذاتها‪ ،‬وذلك لما‬
‫تقوم به من دور اقتصادي في الحياة التجارية وأيضا إذا كانت من الشركات المتعثرة وتواجه أزمة مالية فأن عملية‬
‫االستحواذ تعتبر فرصة لتفادي انقضاء الشركة من خالل إشهار إفالسها وتصفيتها إذا توقفت عن أداء ديونها التجارية‪،‬‬
‫وأيضا يعتبر االستحواذ فرصة لتوسع نشاطها وتطويره‪ ،‬ومن مصلحة الغير الذي له تعامالت مع الشركة المستحوذ‬
‫استمرر تمتعها بالشخصية القانونية حتي ال تتأثر حقوقه تجاههم وخاصة حق التقاضي وما يترتب عليه من‬
‫ا‬ ‫عليها‬

‫ابرهيم السيد‪ ،‬اإلستحواذ على الشركات التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،2014 ،‬ص ‪.339‬‬
‫ينظر د‪ .‬نهاد احمد ا‬ ‫(‪)75‬‬

‫(‪)76‬د‪ .‬سمير برهان ارغب‪ ،‬النظام القانوني للعرض العام لشراء األسهم‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪256‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬

‫‪957‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫االستثمارت المالية بدال من نظرية الخالفة‬


‫ا‬ ‫إجرءات التقاضي تتناسب وحركة الحياة التجارية و‬
‫أثار قانونية متعددة في ا‬
‫(‪)77‬‬
‫أو الحلول والتي تطبق في حالة اإلندماج بين الشركات‪.‬‬

‫وأيضا من مصلحة الغير في بقاء الشخصية القانونية للشركة المستحوذ عليها‪ ،‬هو بقاء العقود والتعهدات‬
‫(‪)78‬‬
‫التزماتهم الناشئة عن تلك العقود بعملية االستحواذ‪.‬‬
‫التي أبرمتها مع الغير منتجة ألثارها‪ ،‬وال تتأثر حقوقهم وال ا‬

‫استمرر الشخصية المعنوية‬


‫ا‬ ‫هذا ما يخص إثر عملية االستحواذ علي الشركة المستحوذ عليها من ناحية‬
‫للشركة وما ترتب علي ذلك من آثار مرتبطة بهذه الشخصية القانونية من حيث ذمة مالية مستقلة وصالحيتها بثبوت‬
‫بااللتزمات‪ ،‬ولها حق الخصومة في جميع الدعاوي التي تخص نشاطها‪.‬‬
‫ا‬ ‫لها حقوق وتكليفها‬

‫المطلب الثاني‬
‫تغيير هيكل الملكية‬

‫احتمال تعديل عقد تأسيس الشركة أو (نظامها األساسي وفقا للتشريعات المقارنة) وإعادة انتخاب أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة علي ضوء التغيير الذي حدث في هيكل الملكية في رأس المال بعد إتمام عملية االستحواذ علي الشركة‬
‫المستحوذ عليها‪ :‬ينص النظام السعودي للشركات التجارية علي أن يعد المؤسسون عقدا للشركة موقع من قبلهم أو‬
‫من قبل ممثليهم القانونيين‪ ،‬ويجب أن يتضمن هذا العقد كحد أدني غرض الشركة ومركز إدارتها والطبيعة العامة‬
‫للعمل الذي ستؤديه ورأس مال الشركة وتقسيمه إلي أسهم وعدد األعضاء المنتخبين في مجلس إدارة الشركة المساهمة‬
‫الخاصة‪ ،‬وغيرها من البيانات التي تشترطها القوانين والشروط التي يجب أن ال تخالف أحكام القوانين واللوائح الخاصة‬
‫بالشركات‪.‬‬

‫ويعتبر بمثابة دستور الشركة‪ ،‬وبما أن قابلة أسهم الشركات المساهمة للتداول سواء أسهم المؤسسين أو غيرهم‬
‫من المساهمين مما يؤدي إلي تغيير مالكي األسهم الذين قد يكون لهم أهداف أخرى غير أهداف المؤسسين وبالنتيجة‬
‫يمكن للمالكين الجدد بعد نجاح عملية االستحواذ طلب تعديل عقد تأسيس الشركة أو نظامها األساسي بما يتفق مع‬
‫أهدافهم‪ ،‬وأن الجهة المختصة بتعديل عقد الشركة هي الجمعية العامة للشركة وعلي أساس أصوات األغلبية من‬
‫(‪)79‬‬
‫مالكي األسهم المكتتب بها والتي تم تسديد أقساطها المستحقة‪ ،‬ما لم يتطلب عقد الشركة نسبة أعلي من ذلك‪.‬‬

‫برهيم السيد‪ ،‬اإلستحواذ على الشركات التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ، ،2014 ،‬ص ص ‪.586-585‬‬
‫(‪)77‬د‪ .‬نهاد احمد إ ا‬
‫حزم عوض المطيري‪ ،‬التنظيم التشريعي لعروض الشراء بقصد االستحواذ وحماية أقلية المساهمين في شركات المساهمة وفقا‬
‫(‪)78‬نورة ا‬
‫للقانون الكويتي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2017 ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪)79‬د‪ .‬أحمد بركات مصطفي‪ ،‬االتفاقات المتعلقة بحق التصويت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ، 2013 ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪958‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫وذلك ألن القانون السعودي لم ينص علي جمعية عامة عادية وغير عادية مثل المشرع المصري والفرنسي‪،‬‬
‫(‪)80‬‬
‫بل هي جمعية عامة واحدة للمساهمين يكون لكل مساهم عددا من األصوات يساوي عدد األسهم التي يملكها‪.‬‬

‫في التشريعات التي أخذت بنظام الجمعيتين يكون تعديل عقد التأسيس أو نظامها األساسي من اختصاصات‬
‫الجمعية العامة غير العادية بموجب نص المادة (‪ )68‬من القانون ‪ 159‬لسنة ‪1981‬المصري‪ .‬وبما أن عملية‬
‫االستحواذ هدفها الرئيسي تحقيق السيطرة الفعلية علي إدارة الشركة المستهدفة من خالل السيطرة وتحقيق األغلبية في‬
‫األجهزة اإلدارية للشركة‪ ،‬وبما أن مجلس اإلدارة هو الجهة التي تتولي اإلدارة الفعلية للشركة‪ .‬ففي الغالب أن يسعي‬
‫الشخص الذي نجح باإلستحواذ إلي إعادة تشكيل مجلس اإلدارة وبالصورة التي تجعله خاضعا لسيطرته‪ .‬ويشترط أن‬
‫تصل نسبة االستحواذ إلي أكثر من نصف رأس المال في الشركة المستحوذ عليها لتحقيق هذا الهدف ألن تغيير‬
‫مجلس اإلدارة يعتبر من األمور الغير عادية وتتطلب أغلبية عالية في الجمعية العامة لتحقق هذا التغيير‪ ،‬وتستطيع‬
‫الشركة المستحوذة من القيام بتعيين أو عزل أغلبية أعضاء مجلس اإلدارة في الشركة المستحوذ عليها‪ ،‬بتملك أغلبية‬
‫األسهم التي تعطي الحق في التصويت في الجمعية العامة للشركة المستحوذ عليها بحيث تتحكم الشركة المستحوذة‬
‫ارت الصادرة من الجمعية العامة للشركة المستحوذ عليها‪ ،‬بتعيين أو عزل أعضاء مجلس إدارة الشركة األخيرة‪،‬‬
‫بالقر ا‬
‫وأيضا يمكن أن تملك الشركة المستحوذة عددا من األسهم الممتازة الصادرة عن الشركة المستحوذ عليها والتي تعطي‬
‫(‪)81‬‬
‫لمالكها أصوات متعددة في الجمعية العامة في ظل التشريعات التي تجيز ذلك ومنها التشريع الفرنسي‪.‬‬

‫وباإلضافة إلي ملكية الشركة المستحوذة لعدد من األسهم العادية بحيث تتمكن في النهاية من تحقيق السيطرة‬
‫علي أغلبية األصوات في الجمعية العامة للشركة المستحوذ عليها‪ ،‬وقد يكون للشركة المستحوذة سلطة تعيين أو‬
‫عزل أعضاء مجلس إدارة الشركة المستحوذ عليها دون أن تملك الشركة األولى أغلبية األسهم التي تمكنها من السيطرة‬
‫علي ق اررات الجمعية العامة في الشركة الثانية‪ ،‬ويحدث ذلك في حالة وجود نص في عقد الشركة المستحوذ عليها‬
‫أو نظامها األساسي يقضي بحق الشركة المستحوذة في تعيين أعضاء مجلس اإلدارة في الشركة المستحوذ عليها‬
‫وذلك من خالل استطاعتها إجراء تعديل علي عقد تأسيس الشركة الثانية أو نظامها األساسي وإدراج مثل هذا النص‪،‬‬
‫عند استحواذها في وقت سابق لألغلبية التي تمكنها من إجراء هذا التعديل‪ .‬أو يوجد هناك اتفاق تعاقدي بين الشركتين‬

‫(‪)80‬راجع الئحة االندماج واالستحواذ الصادرة عام ‪1428‬هـ‪.‬‬


‫(‪)81‬د‪ .‬أحمد بركات مصطفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 29‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪959‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫يعطي الحق للشركة المستحوذة في تعيين أو عزل أعضاء مجلس اإلدارة في الشركة المستحوذ عليها ودون تملكها‬
‫(‪)82‬‬
‫األغلبية في جمعيتها العامة‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم يتضح أن أثر عمليات االستحواذ والسيطرة الفعلية علي إدارة الشركة المستحوذ عليها‬
‫يتضح بسلطة الشركة المستحوذة علي تعيين أو عزل أعضاء مجلس اإلدارة في الشركة المستحوذ عليها عن طريق‬
‫تملك أغلبية األصوات داخل جمعيتها العامة أو من خالل وجود نص في عقدها أو نظامها األساسي يعطيها هذا‬
‫الحق في التحكم بالشركة‪ ،‬أو وجود اتفاق تعاقدي بين الشركتين يسمح لها بهذا التحكم باإلدارة‪ ،‬أو وجود اتفاقات‬
‫(‪)83‬‬
‫تصويت بين المساهمين في الجمعية العامة للتصويت باتجاه معين‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫تغيير مجلس اإلدارة‬

‫يتم تكوين مجلس اإلدارة من المساهمين في الشركة وذلك إلدارة شئون الشركة وتمثيلها أمام الغير‪ ،‬وعادة ما‬
‫يتم التكوين بحسب نسبة المساهمة في رأس ‪ .‬المال وبالتالي إذا حدث تغيير في نسب رأس المال نتيجة عملية‬
‫االستحواذ ترتب على ذلك تغيير في أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وعادة ما تهدف عملية االستحواذ إلى السيطرة على‬
‫الشركة من خالل مجلس اإلدارة وعن طريق السيطرة على رأس المال‪.‬‬

‫وتختص الجمعية العامة غير العادية بانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة وعزلهم‪ ،‬وال يكون انعقاد الجمعية العامة‬
‫غير العادية صحيحة إال إذا حضره مساهمون يمثلون ربع رأس المال على األقل ما لم ينص نظام الشركة على نسبة‬
‫أعلى بشرط أال تجاوز نصف رأس المال‪ ،‬فإذا لم يتوافر الحد األدنى في االجتماع األول وجب الدعوة إلى اجتماع‬
‫ثان يعقد خالل الثالثين يوما التالية لالجتماع األول ويجوز أن يتضمن نظام الشركة االكتفاء بالدعوة إلى االجتماع‬
‫األول إذا حدد فيها موعد االجتماع الثاني‪ ،‬ويعد االجتماع الثاني صحيحة أيا كان عدد األسهم الممثلة فيه‪ ،‬وتصدر‬
‫ق اررات الجمعية العامة باألغلبية المطلقة لألسهم الممثلة في االجتماع‪ ،‬وعليه يتضح إمكانية تغيير مجلس اإلدارة‬
‫والسيطرة عليهم من خالل السيطرة على رأس المال باعتباره المدخل للسيطرة على الشركة وهو ما يمكن تحقيقه من‬
‫خالل عملية االستحواذ‪.‬‬

‫د‪ .‬محمود سمير الشرقاوي‪ ،‬المشروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيلة لقيامه‪ ،‬بدون ناشر‪،1976 ،‬‬ ‫(‪)82‬‬

‫ص ص ‪.52-51‬‬
‫(‪ )83‬د‪ .‬احمد بركات مصطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 46‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪960‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المطلب الرابع‬
‫تعديل النظام األساسي للشركة‬

‫ال يتم إنشاء الشركة إال بموجب عقد ابتدائي ونظام أساسي يحرره المؤسسون على النموذج المعد لذلك‬
‫ويتضمن النظام األساسي كافة البيانات الواردة في العقد االبتدائي ويعد بمثابة دستور الشركة الذي يحدد غرضها‬
‫ومدتها ومركز إدارتها ومقدار رأس مالها ويحدد طريقة اإلدارة وكيفية مراقبة اإلدارة وكيفية حل الشركة وتصفيتها‪،‬‬
‫ويجوز للمؤسسين إضافة أية شروط ال تخالف أحكام القانون واللوائح‪ ،‬ونظ ار لتداول اسهم المؤسسين وغيرهم من‬
‫المساهمين مما يؤدي إلى تغيير مالكي األسهم الذين قد يكون لديهم أهداف أخرى غير المؤسسين وبالتالي يمكن‬
‫للمالكين الجدد بعد عملية االستحواذ طلب تعديل النظام األساسي للشركة‪.‬‬

‫وتختص الجمعية العامة غير العادية بتعديل نظام الشركة بشرط أال يترتب عليه زيادة التزامات المساهمين‬
‫أو المساس بحقوق المساهم األساسية والتي يستمدها بصفته شريك‪.‬‬

‫ويتم اجتماع الجمعية العامة غير العادية بناء على دعوة مجلس اإلدارة كما يجب على المجلس الدعوة متى‬
‫طلب ذلك عدد من المساهمين يمثلون ‪ %10‬من رأس المال على األقل وألسباب جدية وبشرط أن يودع الطالبون‬
‫أسهمهم مركز الشرك ة أو أحد البنوك المعتمدة‪ ،‬وال يجوز سحب هذه األسهم إال بعد فض اجتماع الجمعية‪ ،‬وإذا لم‬
‫يقم المجلس بدعوة الجمعية خالل شهر من تقديم الطلب كان للطالبين أن يتقدموا إلى الجهة اإلدارية المختصة "الهيئة‬
‫العامة لالستثمار والمناطق الحرة التي تتولى توجيه الدعوة‪ ،‬وال يكون االجتماع صحيحا إال إذا حضره مساهمون‬
‫يمثلون نصف رأس المال على األقل فإذا لم يتوافر الحد األدنى في االجتماع األول وجبت الدعوة إلى اجتماع ثاني‬
‫يعقد خالل الثالثين يوم التالية لالجتماع األول ويعد االجتماع الثاني صحيحا إذا حضره عدد من المساهمين يمثل‬
‫ربع رأس المال على األقل‪ ،‬وتصدر الق اررات بأغلبية ثلثي األسهم الممثلة في االجتماع إال إذا تعلق القرار بزيادة رأس‬
‫المال أو خفضه أو حل الشركة قبل الميعاد أو تغيير الغرض األصلي أو إدماجها فيشترط أن تصدر الق اررات بأغلبية‬
‫(‪)84‬‬
‫ثالثة أرباع األسهم الممثلة في االجتماع‪.‬‬

‫(‪ )84‬د‪ .‬احمد بركات مصطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.80-78‬‬

‫‪961‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫المراجع العربية‬

‫أحمد بركات مصطفي‪ ،‬االتفاقات المتعلقة بحق التصويت‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2013 ،‬‬
‫أحمد حسن وسمي‪ ،‬اآلثار االقتصادية والقانونية لعمليات االستحواذ على إدارة الشركة المساهمة المقيدة في سوق‬
‫األوراق المالية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المجلة القانونية‪ ،‬مجلة علمية محكمة‪،‬‬
‫أحمد حسني‪ ،‬مجموعة قضاء النقض التجاري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1982 ،‬‬
‫حسام الدين عبدالغني الصغير‪ :‬النظام القانوني الندماج الشركات‪ ،‬دار الفكر العربي باإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫سنة ‪.2004‬‬
‫حكم استئناف القاهرة الدائرة التاسعة التجارية في القضية رقم ‪ ۲۹۸‬سنة ‪ 4‬ق جلسة ‪.1957/11/26‬‬
‫حكم محكمة القاهرة االبتدائية‪ ،‬جلسة ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1954‬مجلة التشريع والقضاء‪ ،‬س‪.۷‬‬
‫حكم محكمة النقص الفرنسية الصادر بتاريخ ‪، JCP 2003، 6 Mai 2003،Cass. Com( 2003/5/6‬‬
‫‪) p. 1327،n 38‬‬
‫خالد بن عبدالعزيز بن عبدهللا الرويس‪ ،‬اندماج الشركات في إجراءات تحققه ونتائج وقوعه وفق النظام التجاري‬
‫السعودي‪ ،‬مجلة جامعة الملك سعود‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬المجلد ‪ ،29‬العدد ‪2017 ،2‬م‪.‬‬
‫خليل الجر‪ ،‬المعجم العربي الحديث "الروس" ‪ ،‬حرف الهمزة‪.1973 ،‬‬
‫سميحة القليوبي‪ ،‬الموجز في القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬سنة ‪.۱۹۷۸‬‬
‫سمير برهان ارغب‪ ،‬النظام القانوني للعرض العام لشراء األسهم‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫طاهر شوقي محمد مؤمن‪ ،‬االستحواذ على الشركة‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬المجلد ‪ ،100‬العدد ‪ ،497‬الجمعية‬
‫المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع‪ ،‬يناير‪.2010 ،‬‬
‫الطعن رقم ‪ 679‬سنة ‪ 40‬ق جلسة ‪ 1976/4/19‬س ‪ 27‬ص ‪.977‬‬
‫عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬العروض العامة للشراء في البورصة‪ ،‬بحث بمجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪.2008 ،43‬‬
‫عبدالمعين لطفي جمعة‪ ،‬موسوعة القضاء في المواد التجارية‪ ، ،‬رقم ‪.۱۱۷۰‬‬
‫علي سيد قاسم‪ ،‬شرط االحتفاظ بالملكية ونظام اإلفالس‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬

‫‪962‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد ثمانية وأربعون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬تشرين األول – ‪2022‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫عمر ناطق يحي‪ ،‬النظام القانوني لالستحواذ على الشركات‪ ،‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة‬
‫كركوك‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،21‬مايو‪. )187-120( ،2017 ،‬‬
‫الئحة االندماج واالستحواذ الصادرة عام ‪1428‬هـ‪.‬‬
‫محسن شفيق‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري المصري "الجزء الثاني" العقود واألوراق التجارية‪ ،‬مطبعة اتحاد‬
‫الجامعات‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪.۱۹۰۰‬‬
‫‪ ،------‬الوسيط في القانون التجاري‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار نشر الثقافة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪.1951 ،1‬‬
‫محمد أحمد محرز‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫محمود سمير الشرقاوي‪ :‬القانون التجاري الجزء الثاني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬سنة ‪.1984‬‬
‫‪ :-------------‬المشروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيلة لقيامه‪ ،‬بدون ناشر‪.1976 ،‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري شركات األموال"‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية باإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪.۱۹۸۲‬‬
‫المعجم الوجيز‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬طبعة خاصة بو ازرة التربية والتعليم‪ ،‬باب شراء‪ ،‬سنة ‪.1990‬‬
‫نرمين نبيل أبو العطا‪ ،‬حوكمة الشركات والتمويل مع التطبيق على سوق المال بمصر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫ابرهيم السيد‪ ،‬اإلستحواذ على الشركات التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.2014 ،‬‬
‫نهاد احمد ا‬
‫حزم عوض المطيري‪ ،‬التنظيم التشريعي لعروض الشراء بقصد االستحواذ وحماية أقلية المساهمين في‬
‫نورة ا‬
‫شركات المساهمة وفقا للقانون الكويتي‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2017 ،‬‬
‫هاني صالح سري الدين‪ :‬الشركات التجارية الخاصة في القانون المصري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2002‬‬

‫المراجع االجنبية‬

‫‪Schmidt (D)، les droits de minoritaires et les offres publiques، D. 2007، n 27 ،chron.‬‬
‫‪1887.‬‬
‫‪Solus (H)، Ghostin (J)، la Sécurité des Marches Financiers Face aux Procédures‬‬
‫‪collecitives، LGDJ. 2003، n 9، p. 9.‬‬
‫‪Vauplanc (11). Bornct (1-P)، droit de la bourse، éditions lilcc، 1994، n 296.‬‬

‫‪963‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬

You might also like