Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫هدية العروس‬

‫وصدق الرسول إذ يقول‪« :‬بدأ اإلسالم غريبا‪ ،‬وسيعود كما بدأ غريبا‬
‫‪).‬فطوبى للغرباء‬

‫‪:‬وهذا وقت الشروع في المطلوب‪ ،‬فأقول مستعينا باهلل ومتوكال عليه‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۱‬‬


‫تنبيه مهم‪ :‬اعلم أخي المسلم أن الصالة على النبي ينبغي أن تقرن بها الصالة على اآلل کا‬
‫علمنا ذلك رسول ہللا ﷺ‪ ،‬فعن کعب بن عجرة رضي هللا عنه قال‪ :‬خرج علينا رسول ہللا ﷺ‬
‫فقلنا‪ :‬قد عرفنا كيف نسلم عليك‪ ،‬فكيف نصلي عليك؟ قال‪ :‬قولوا‪ :‬اللهم صل على محمد‬
‫وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد؛ اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد کا‬
‫‪.‬باركت على إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد [رواه البخاري ومسلم]‬

‫‪!!.‬ولذلك فإني أضيف اآلل في كل موضع ال أجد فيه ذكر اآلل فيه‪ ،‬فتنبه‬

‫هدية العروس‬
‫‪O‬‬
‫الحث على النكاح‬
‫لقد أمرنا هللا عز وجل بالنكاح لمن رغبت نفسه فيه ووجد عنده القدرة‬
‫المالية على تحمل تكاليف الزواج فقال تعالى‪« :‬فانكحوا ما طاب لكم من‬
‫النساء﴾ [النساء ‪ ،]3 :‬وحثنا الرسول ﷺ أيضا على الزواج‪ ،‬فعن عبد هللا بن‬
‫مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬كنا‬
‫هللا عنه قال‪ :‬كنا مع النبي ﷺ شبابا ال نجد شيئا‪ ،‬فقال لنا‬
‫‪،‬رسول ہللا ﷺ‪« :‬يا معشر الشباب‪ h،‬من استطاع منكم الباءة فليتزوج‬
‫فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه بالصوم‪ ،‬فإنه له‬
‫وجاء )۔‬
‫‪.‬ومعنى «الباءة»‪ :‬تكاليف الزواج والقدرة عليه‬

‫‪.‬ومعنى «الوجاء»‪ :‬الوقاية والمنع من الوقوع في الزلل‬


‫وعن عبد هللا بن عمرو بن العاص أن رسول هللا ﷺ قال‪« :‬الثنيا‬
‫متاع‪ ،‬وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة (")۔‬
‫فعلى المسلم إذا عزم على الزواج أن تكون له فيه نيات صالحة‪ ،‬ألن‬
‫‪،‬األعمال بالنيات‪ ،‬وصدق الرسول ﷺ إذ يقول‪« :‬إنما األعمال بالنية‬
‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬
‫‪.‬رواه مسلم )‪(۲‬‬

‫الحث على النكاح‬


‫لقد أمرنا هللا عز وجل بالنكاح لمن رغبت نفسه فيه ووجد عنده القدرة‬
‫المالية على تحمل تكاليف الزواج فقال تعالى‪« :‬فانكحوا ما طاب لكم من‬
‫النساء﴾ [النساء ‪ ،]3 :‬وحثنا الرسول ﷺ أيضا على الزواج‪ ،‬فعن عبد هللا بن‬
‫مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬كنا مع النبي ﷺ شبابا ال نجد شيئا‪ ،‬فقال لنا‬
‫‪،‬رسول ہللا ﷺ‪« :‬يا معشر الشباب‪ h،‬من استطاع منكم الباءة فليتزوج‬
‫فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه بالصوم‪ ،‬فإنه له‬
‫‪.‬وجاء»(‪)1‬‬

‫‪.‬ومعنى «الباءة»‪ :‬تكاليف الزواج والقدرة عليه‬

‫‪.‬ومعنى «الوجاء»‪ :‬الوقاية والمنع من الوقوع في الزلل‬


‫وعن عبد هللا بن عمرو بن العاص أن رسول ہللا ﷺ قال‪« :‬الثنيا‬
‫‪.‬متاع‪ ،‬وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة»(‪)2‬‬
‫فعلى المسلم إذا عزم على الزواج أن تكون له فيه نيات صالحة‪ ،‬ألن‬
‫‪،‬األعمال بالنيات‪ ،‬وصدق الرسول ﷺ إذ يقول‪« :‬إنما األعمال بالنية‬
‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۲‬‬

‫هدية العروس‬
‫‪).‬وإنما لكل امرئ ما نوى‬
‫فينوي بزواجه االقتداء برسول ہللا ﷺ‪ ،‬وغض بصره‪ ،‬وإحصان‬
‫فرجه‪ ،‬وتكثير عدد المسلمين‪ ،‬إلى غيرها من النيات التي جمعها اإلمام العالمة‬
‫‪.‬الشيخ علي بن أبي بكر السكران بن عبد الرحمن السقاف(؟)‬

‫‪:‬وإليك نصها‬
‫نويت بهذا التزويج والزوجة محبة هللا عز وجل‪ ،‬والسعي في تحصيل‬
‫‪.‬الولد لبقاء جنس اإلنسان‬
‫نويت محبة رسول ہللا ﷺ في تكثير مباهاته لقوله ﷺ‪« :‬تناگخوا‬
‫تكاثروا‪ ،‬فإني مباه بكم األمم يوم القيامة (‪)3‬‬
‫نويت بهذا التزويج وما يصدر مني من قول وفعل التبرك بدعاء الولد‬
‫‪.‬الصالح بعدي‪ ،‬وطلب الشفاعة بموته صغيرا إذا مات قبلي‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪:‬هو أحد أعالم أهل البيت بحضرموت‪ ،‬ولد سنة ‪ ٨١٨‬هـ‪ .‬له عدة مؤلفات‪ ،‬لعل أشهرها )‪(۲‬‬
‫معارج الهداية الى ذوق جني المعاملة في النهاية‪ ،‬وكتاب البرقة المشيقة‪ ،‬وكتاب الدر المدهش‬
‫البهي في مناقب الشيخ سعد بن علي‪ ،‬وغيرها‪ ،‬توفى بمدينة تريم‪ ،‬ودفن بمقبرة زنبل سنة ‪895‬‬
‫‪٨٩٥‬‬
‫‪ .‬رواه ابن ماجه )‪(۳‬‬

‫هدية العروس‬
‫نويت بهذا التزويج التحصن من الشيطان‪ ،‬وكسر التوقان‪ ،‬وكسر‬
‫‪.‬غوائل الشر‪ ،‬وغضّ الوسواس‬

‫‪.‬نویت حفظ الفرج من الفواحش‬


‫نويت بهذا التزويج ترويح النفس وإيناسها‪ h‬بالمجالسة والنظر والمالعبة‬
‫‪.‬وإراحة للقلب وتقوية له على العبادة‬
‫نویت به تفريغ القلب عن تدبير المنزل‪ ،‬والتكفل بشغل الطبخ والكنس‬
‫‪.‬والفرش وتنظيف األواني وتهيئة أسباب المعيشة‬
‫ونويت به مجاهدة النفس ورياضتها بالرعاية والوالية‪ ،‬والقيام بحقوق‬
‫األهل‪ ،‬والصبر على أخالقهن‪ ،‬واحتمال األذى منهن‪ ،‬والسعي في إصالحهن‬
‫وإرشادهن إلى طريق الخير‪ ،‬واالجتهاد في طلب الحالل لهن‪ ،‬واألمر بتربية‬
‫األوالد‪ ،‬وطلب الرعاية من هللا على ذلك والتوفيق له واالنطراح بين يديه‬
‫‪.‬واالفتقار إليه في تحصيله‬
‫نويت هذا كله هلل تعالى‪ ،‬نويت هذا وغيره من جميع ما أتصرف فيه‬
‫‪.‬وأقوله وأفعله في هذا التزويج هللا تعالى‬
‫‪،‬ونويت بهذا التزويج ما نوى به عبادك الصالحون والعلماء العاملون‬
‫‪،‬اللهم وفقنا كا وفقتهم‪ ،‬وأعنا كما أعنتهم‪ ،‬وأتمم لنا تقصيرنا‪ ،‬وتقبل منا‬

‫هدية العروس‬
‫وال تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين‪ ،‬وأصلح لنا ذلك كله بمنك وكرمك في خير‬
‫‪.‬وعافية‬
‫اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من‬
‫‪.‬النار وأصلح لنا شأننا كله‬
‫اللهم اجعل لي في هذا التزويج وفي جميع أشيائي العون والبركة‬
‫‪،‬والسالمة‪ ،‬وسلمني من أن تشغلني عنك وأن ال تحول بيني وبين طاعتك‬
‫‪.‬واجعل لي فيه الكفاف والعفاف‬
‫اللهم إني وحركتي وسكوني وديعة‪ ،‬فاحفظني أينما كنت‪ ،‬وتولني‬
‫‪.‬بتوليتك التي توليت بها عبادك الصالحين‬
‫اللهم أعنا ووالدينا وأوالدنا وأزواجنا ومشايخنا وإخواننا وجميع‬
‫قراباتنا وأرحامنا وجميع أصحاب الحقوق ومن له أدنى حق؛ اللهم أعنا‬
‫وإياهم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين؛ اللهم اهدنا‬
‫‪.‬ووفقنا وإياهم يا رب العالمين‬

‫‪.‬اللهم أحينا وإياهم على الكتاب والسنة يا ذا الجالل واإلكرام‬


‫اللهم إنا نسألك لنا ولهم حسن الخاتمة في خير وعافية‪ ،‬وانفع بالمقبول‬
‫منا وما قربنا إليك‪ ،‬آمين؛ وصل بجاللك على أشرف المرسلين محمد خاتم‬
‫‪.‬النبيين وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‬

‫هدية العروس‬
‫‪ -‬ونهی نبینا محمد ﷺ عن التبتل – وهو االنقطاع للعبادة وترك النكاح‬

‫‪.‬ورد طلب عثمان بن مظعون رضي هللا عنه في ذلك‬


‫فعن سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه قال‪« :‬رد رسول ہللا ﷺ على‬
‫هللا عنه قال‪ :‬جاء ثالثة رهط إلى بيوت‬
‫‪.‬عثمان بن مظعون التبثل‪ ،‬ولو أذن له الختصينا»(‪)۱‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي‬
‫أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي ﷺ‪ ،‬فال أخبروا كأنهم تقالوها‬
‫وقالوا‪ :‬أين نحن من النبي ﷺ‪ ،‬قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال‬
‫‪،‬أحدهم‪ :‬أما أنا فإني أصلي الليل أبدا‪ ،‬وقال آخر‪ :‬أنا أصوم الدهر وال أفطر‬
‫وقال آخر‪ :‬أنا أعتزل النساء فال أتزوج أبدا‪ ،‬فجاء رسول ہللا ﷺ فقال‪« :‬أنتم‬
‫الذين قلتم كذا وكذا؟ أما وهللا إني ألخشاكم هللا‪ ،‬وأتقاكم له‪ ،‬لكني‬
‫أصوم وأفطر‪ ،‬وأصلي وأرقد وأتزوج النساء‪ ،‬فمن رغب عن سنتي فليس‬
‫‪.‬مني»(‪)٢‬‬
‫وال فرق في استحباب النكاح بين صغير أو كبير ما دامت النفس‬
‫ترغب فيه‪ ،‬وعنده القدرة الجسدية والمالية عليه‪ ،‬أما إذا لم يكن قادرا عليه فال‬
‫‪.‬يستحب له حينئذ‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه البخاري )‪(۲‬‬

‫فعن علقمة بن قيس النخعي قال‪ :‬كنت‬


‫مع عبد هللا‬
‫يعني‪ :‬ابن‬
‫مسعود‪ ،‬وذلك بعد كبر سنه ووفاة زوجته – فلقيه عثمان – يعني‪ :‬ابن عفان‬
‫بمنى‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا عبد الرحمن‪ ،‬إن لي إليك حاجة فخلوا‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬هل ‪-‬‬
‫لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرا تذكرك ما كنت تعهد؟ فلما رأى‬
‫‪ -‬عبد هللا أن ليس له حاجة إلى هذا أشار إلي‪ ،‬فقال‪ :‬يا علقمة‪ ،‬فانتهيت إليه‬
‫أي وصلت إليه – وهو يقول‪ :‬أما لئن قلت ذلك لقد قال لنا النبي ﷺ‪« :‬یا‬
‫معشر الشباب‪ ،‬من استطاع منكم الباءة فليتزوج‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه‬
‫‪).‬بالصوم‪ ،‬فإنه له وجاء‬
‫ولقد حرص الصحابة رضوان هللا تعالى عليهم على النكاح كونه من‬
‫‪.‬سنن النبی ﷺ حتى في حال كبر سنهم‬
‫روى ابن أبي شيبة أن شداد بن أوس رضي هللا عنه – وكان قد هب‬
‫بصره ‪ -‬قال‪« :‬زوجوني‪ ،‬فإن رسول ہللا ﷺ أوصاني أن ال ألقى هللا‬
‫‪).‬أغزيا‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬مصنف ابن أبي شيبة )‪(۲‬‬

‫مصنف ابن أبي شيبة‪ .‬۔ )‪(3‬‬


‫هدية العروس‬
‫كنت مع‬
‫‪1‬‬
‫وعن الحسن البصري قال‪ :‬قال معاذ – يعني ابن جبل – في مرضه‬
‫الذي مات فيه‪« :‬زوجوني‪ ،‬إن أكره أن ألقى هللا أعزبا»(‪)3‬‬
‫صفات الزوجة الصالحة‬
‫‪:‬لقد رغب هللا عز وجل في النكاح حيث وصف به أنبياءه فقال تعالى‬

‫‪.‬ولقد أرسلنا رسال من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية» [الرعد ‪]٣٨ :‬‬
‫وقال أيضا‪« :‬لقد كان لكم في رسول هللا أسوة حسنة لمن كان‬
‫‪.‬يرجو هللا واليوم اآلخر وذكر هللا كثيرا﴾ [األحزاب ‪]٢١ :‬‬
‫والرسول عليه الصالة والسالم تزوج عددا من النسوة‪ ،‬ولكن ما صفةً‬

‫المرأة التي ينبغي أن يحرص على زواجها المسلم؟‬


‫لإلجابة على هذا السؤال ينبغي لنا أن نعلم أن النبي ﷺ قد أرشدنا إلى‬
‫‪:‬بعض هذه الصفات؛ ومنها‬

‫الدين ‪1.‬‬
‫‪،‬لقوله عليه الصالة والسالم‪« :‬تنكح المرأة ألربع‪ :‬لمالها‪ ،‬ولحسبها‬
‫‪»).‬ولجمالها‪ ،‬ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك‬

‫‪.‬ومعنى «الحسب» في الحديث‪ :‬أي النسب‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫البكر ‪۲.‬‬

‫‪:‬ألن النبي عليه الصالة والسالم قال لجابر بن عبد هللا رضي هللا عنها‬
‫هل تزوجت بكرا أم ثيبا؟ فقال‪ :‬تزوجت ثيبا؛ فقال‪« :‬هال بكرا تالعبها‬
‫‪»).‬وتالعبك‬

‫الولود ‪3.‬‬
‫لقوله عليه الصالة والسالم‪« :‬تزوجوا الودود الولود‪ ،‬فإني مكاثر بكم‬
‫وعن معقل بن يسار قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول ہللا ﷺ فقال‪ :‬إني‬
‫أصبت امرأة ذات حسب‪ h‬ومنصب إال أنها ال تلد‪ ،‬أفأتزوجها؟ فنهاه؛ ثم أتاه‬
‫الثانية فنهاه؛ ثم أتاه الثالثة فنهاه‪ ،‬وقال‪« :‬تزوجوا الولود الودود‪ ،‬فإني مكاثر‬
‫‪ .‬بكم»(‪)۳‬‬
‫‪ .٤‬خفيفة المهر‬
‫‪.‬ألن النبي ﷺ قد أصدق بعض نسائه اثنتي عشر أوقية ونشا‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه الحاكم وأبو داود )‪(۲‬‬

‫‪.‬رواه النسائي )‪(۳‬‬


‫هدية العروس‬
‫فعن أبي سلمة رضي هللا عنه أنه سأل عائشة رضي هللا عنها عن صداق‬
‫النبي ﷺ فقالت‪ :‬ثنتا عشر أوقية ونش‪ ،‬فقال لها‪ :‬وما النش؟ قالت‪ :‬نصف‬
‫‪.‬أوقية‬

‫‪:‬وعن أبي العجفاء السلمي قال‪ :‬خطبنا عمر بن الخطاب رحمه هللا فقال‬
‫أال ال تغالوا بصدق النساء‪ h،‬فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند هللا‬
‫لكان أوالكم بها النبي ﷺ ما أصدق رسول ہللا ﷺ امرأة من نسائه وال‬
‫‪).‬أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشر أوقية‬
‫فإذا وجد الرجل المرأة المناسبة يندب له النظر إليها‪ ،‬ألن النبي ﷺ قد‬
‫أمر بذلك المغيرة بن شعبة رضي هللا عنه عند ما أخبره أنه خطب امرأة‪ ،‬فقال‬
‫‪»().‬عليه الصالة والسالم‪« :‬انظر إليها‪ ،‬فإنه أخرى أن يؤدم بينكما‬
‫‪،‬والنظر يكون للوجه والكفين فقط‪ ،‬ألن المرأة المخطوبة ال تزال أجنبية‬
‫‪.‬فال يحل النظر إليها إال لحاجة‬
‫والنظر إلى الوجه يعرف به الجمال‪ ،‬والنظر إلى الكفين يعرف به خصوبة‬
‫‪.‬الجسم ونعومته‬

‫‪.‬رواه أبو داود )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه الحاكم والترمذي )‪(۲‬‬

‫‪١٤‬‬
‫آداب الزفاف‬
‫هدية العروس‬
‫ينبغي لكل مسلم أن يحرص على تعاليم نبيه ﷺ المتعلقة بالنكاح‪ ،‬فمن‬
‫‪،‬ذلك‪ :‬إشهار النكاح‪ ،‬وذلك برفع الصوت وضرب الدف وإعالن النكاح‬
‫لقوله عليه الصالة والسالم‪« :‬فضل ما بين الحالل والحرام الدف‬
‫‪.‬والصوت»(‪)۱‬‬
‫وقال أيضا‪« :‬أعلنوا هذا النكاح‪ ،‬واجعلوه في المساجد‪ h،‬واضربوا‬
‫‪.‬عليه الدفوف»(‪)1‬‬

‫‪:‬ويسن قبل عقد النكاح قراءة الخطبة المعروفة بخطبة النكاح‪ ،‬وهي‬
‫عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬علمنا رسول ہللا ﷺ خطبة‬
‫‪،‬الحاجة‪« :‬إن الحمد هلل‪ ،‬نستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ به من شرور أنفسنا‬
‫من يهد هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال‬
‫‪.‬هللا‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‬

‫يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق«‬
‫منها زوجها وبث منهما رجاال كثيرا ونساء واتقوا هللا الذي تساءلون به‬
‫‪.‬واألرحام إن هللا كان عليكم رقيبا﴾ [النساء ‪]1 :‬‬

‫‪.‬رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد )‪(۱‬‬

‫رواه الترمذي والبيهف )‪(۲‬‬

‫هدية العروس‬
‫يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا حق تقاته وال تموتن إال وأنتم«‬
‫مسلمون﴾ [آل عمران ‪]۱۰۲ :‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوال سديدا‪ ،‬يصلح لكم«‬
‫أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا ورسوله فقد فاز فوزا‬
‫‪.‬عظي ًما﴾ [األحزاب ‪)۱(»]۷۱ ،۷۰ :‬‬
‫ثم بعد ذلك يعقد عقد النكاح‪ ،‬ويسن بعد العقد تهنئة العروس‪ ،‬فعن‬
‫أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي ﷺ كان إذا رفأ اإلنسان إذا تزوج‬
‫‪.‬بارك هللا لك وبارك عليك وجمع بينكما في الخير»(‪«)٢‬‬

‫‪:‬قال‬
‫ما يفعله اذا دخل على اهله‬
‫فإذا دخل الرجل على أهله ينبغي له أن يصلي ركعتين كما كان السلف‬
‫‪.‬يفعلون ذلك‬
‫فعن أبي وائل قال‪ :‬جاء رجل من بجيلة إلى عبد هللا – يعني ابن مسعود‬
‫فقال‪ :‬إني تزوجت جارية بكرا وإني قد خشيت أن تفركني – أي تبغضني ‪-‬‬

‫فقال عبد هللا‪ :‬إن اإللف من هللا‪ ،‬وإن الفرك من الشيطان‪ ،‬ليكره إليه ‪-‬‬

‫‪.‬رواه أبو داود والترمذي )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه الحاكم والترمذي وأبو داود )‪(۲‬‬

‫هدية العروس‬
‫‪.‬ما أحل هللا له‪ ،‬فإذا أدخلت عليك فمرها فلتصل خلفك ركعتين‬
‫وروى ابن أبي شيبة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال‪ :‬تزوجت وأنا‬
‫مملوك‪ ،‬فدعوت نفرا من أصحاب النبي ﷺ فيهم ابن مسعود وأبو ذر‬
‫‪،‬وحذيفة رضي هللا عنهم قال‪ :‬وأقيمت الصالة قال‪ :‬فذهب أبو ذر ليتقدم‬
‫فقالوا‪ :‬إليك‪ ،‬قال‪ :‬أو كذلك؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فتقدمت إليهم وأنا عبد‬
‫مملوك وعلموني‪ ،‬فقالوا‪ :‬إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين‪ ،‬ثم سل هللا‬
‫‪ .‬تعالى من خير ما دخل عليك وتعوذ من شره ثم شأنك وشأن أهلك‬
‫وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي هللا عنها قالت‪ :‬كانت ال تزف بالمدينة‬
‫جارية إلى زوجها حتى يمر بها في المسجد فتصلي فيه ‪ -‬قال أبو بكر‪ :‬قال‪ :‬أراه‬
‫‪.‬قال‪ :‬ركعتين – وحتى يمر بها على أزواج النبي ﷺ فيدعون لها‬
‫مقدمة‬
‫ثم يقترب من زوجته ويسلم عليها ويمسك ناصيتها – وهي ‪.‬‬
‫‪،‬الرأس ‪ -‬وليقل‪« :‬اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه‬
‫‪.‬بك من شرها وشر ما جبلت عليه‬

‫‪a. Pre‬‬

‫**‬

‫فعن عبد هللا بن عمرو بن العاص عن النبي ﷺ قال‪« :‬إذا تزوج ‪..‬‬
‫أحدكم أو اشترى خادما فليقل‪ :‬اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها‬
‫عليه‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه‪ ،‬وإذا اشترى بعيرا‬
‫فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك»‪ .‬قال أبو داود‪ :‬وزاد أبو سعيد‪ :‬ثم‬

‫هدية العروس‬
‫‪).‬ليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة في المرأة والخادم‬
‫وعن عبد هللا بن عمرو بن العاص عن النبي ﷺ قال‪« :‬إذا أفاد‬
‫أحدكم امرأة أو خادما أو دابة فليأخذ بناصيتها وليقل‪ :‬اللهم إني‬
‫أسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما‬
‫‪.‬جبلت عليه»(‪)2‬‬
‫وينبغي للزوج مالطفة عروسه ليذهب عنها الخوف والحياء‪ ،‬فعن‬
‫أسماء بنت يزيد رضي هللا عنها قالت‪ :‬إني قينت(‪ )3‬عائشة لرسول ہللا ﷺ ثم‬
‫جئته فدعوته لجلوتها)‪ ،‬فجاء‪ h‬فجلس إلى جنبها‪ ،‬فأتي بعس لبن(‪ )٥‬فشرب‪ h،‬ثم‬
‫ناولها النبي ﷺ فخفضت رأسها واستحيت‪ ،‬قالت أساء‪ :‬فانتهرتها‪ ،‬وقلت‬
‫‪.‬لها‪ :‬خذي من يد النبي ﷺ قالت‪ :‬فأخذت‪ h‬فشربت شيئا(‪)1‬‬
‫فإذا أراد الدخول بأهله فليقل‪ :‬بسم هللا‪ ،‬اللهم جنّبنا الشيطان وجنب‬
‫‪:‬الشيطان ما رزقتنا‪ .‬فعن ابن عباس رضي هللا عنها قال‪ :‬قال النبي ﷺ‬

‫‪.‬رواه أبو داود )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه الحاكم وابن ماجه والبيهقي )‪(۲‬‬

‫‪.‬القينة‪ :‬المرأة التي تجهز العروس للزوج )‪(3‬‬

‫‪.‬لجلوتها‪ :‬أي ألعطيه عروسه مزينة )‪(4‬‬

‫‪.‬العس‪ :‬القدح الكبير )‪(5‬‬

‫‪.‬رواه أحمد )‪(6‬‬

‫)‪(۳‬‬
‫‪۱۷۰‬‬
‫ا ما این‬

‫‪۱۸‬‬
‫هدية العروس‬
‫لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال‪ :‬بسم هللا‪ ،‬اللهم جنبنا الشيطان وجنب«‬

‫‪.‬الشيطان ما رزقتنا‪ ،‬فإن قضى هللا بينهما ولذا لم يضره الشيطان أبدا»(‪)۱‬‬
‫وليمة الزواج‬
‫يسن للمستطيع أن يولم بعد الدخول بزوجته‪ ،‬وذلك بدعوة من يشاء‬
‫من أهله وأصدقائه‪ ،‬ويستحب أن يدعو الفقراء‪ ،‬وال تكون وليمته خاصة‬
‫باألغنياء‪ ،‬ألن النبي ﷺ قد نهى عن ذلك بقوله‪« :‬بئس الطعام طعام الوليمة‬
‫يدعى إليه األغنياء ويترك المساكين‪ ،‬فمن لم يأت الدعوة فقد عصى هللا‬
‫‪ ().‬ورسوله‬
‫ويجب عليه أن تكون وليمته خالية من المخالفات الشرعية كاختالط‬
‫‪.‬الرجال بالنساء‪ h،‬واستعمال آالت اللهو المحرمة كالمزمار واألوتار‬
‫فعن أنس بن مالك رضي هللا عنه أن النبي ﷺ رأی علی عبد الرحمن بن‬
‫عوف رضي هللا عنه أثر صفرة‪ ،‬قال‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬إني تزوجت امرأة على‬
‫‪ .‬وزن نواة من ذهب قال‪« :‬بارك هللا لك‪ ،‬أولم ولو بشاة»(‪)۳‬‬

‫‪.‬رواه البخاري )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۲‬‬


‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۳‬‬

‫هدية العروس‬
‫والوليمة ليست واجبة‪ ،‬فمن لم يستطع فليس عليه أي حرج‪ ،‬وصدق‬
‫‪.‬هللا إذ يقول‪« :‬ال يكلف هللا نفسا إال وسعها لها﴾ [البقرة ‪]٢٨٦ :‬‬
‫وليت مجتمعاتنا‪ h‬اليوم تتخلى عن بعض العادات والتقاليد التي تقف‬
‫عائقا أمام الكثير من الشباب عن الزواج بمجرد التفكير في األموال الباهضة‬
‫‪.‬المطلوبة للزواج سواء المهر أم الوليمة أم األثاث المبالغ فيه أحيانا‬
‫واعلم أخي أن إجابة الدعوة لوليمة النكاح واجبة اإلجابة؛ فمن دعي‬
‫لها ولم يجب ولم يكن له عذر كان عليه إثم لقول النبي ﷺ‪« :‬إذا دعي‬
‫‪.‬أحدكم إلى الوليمة فليأتها»(‪)1‬‬
‫وعن عبد هللا‬
‫‪۱۹‬‬
‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۲‬‬


‫نہیں‬
‫‪.‬رواه مسلم‬

‫‪Loreto‬‬
‫بن عمر رضي هللا عنها قال‪ :‬قال رسول ہللا ﷺ‪« :‬إذا‬
‫‪.‬دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب»(‪)2‬‬
‫وإجابة الدعوة للزواج واجبة حتى على الصائم شريطة أن ال يكون في‬
‫‪.‬الزواج أي منكرات ينهي الشرع عنها‬
‫فعن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول ہللا ﷺ‪« :‬إذا دعي‬
‫‪.‬أحدكم فليجب‪ ،‬فإن كان صائما قليصل‪ ،‬وإن كان مفطرا فليطعم»(‪)۳‬‬

‫هدية العروس‬
‫قال اإلمام النووي في شرح هذا الحديث‪ :‬فليصل‪ :‬قال الجهور‪ :‬معناه‬
‫‪،‬فليدع ألهل الطعام بالمغفرة والبركة ونحو ذلك؛ وأصل الصالة‪ :‬الدعاء‬
‫‪.‬ومنه قوله تعالى‪« :‬وصل عليهم * [التوبة ‪]103 :‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد‪ :‬الصالة الشرعية بالركوع والسجود أي يشتغل بالصالة‬
‫‪.‬ليحصل له فضلها وليتبرك أهل المكان والحاضرون‬
‫‪،‬فليطعم‪ :‬ذهب بعض العلماء إلى وجوب األكل من وليمة النكاح‬
‫وبعضهم قال‪ :‬بالندب‬
‫قال اإلمام النووي في شرح مسلم‪ :‬وإذا قيل بوجوب األكل فأقله‬
‫‪.‬لقمة‪ ،‬وال تلزمه الزيادة‪ ،‬ألنه يسمى أكال‬
‫‪۲۰‬‬
‫‪live‬‬
‫وال يجب على الصائم اإلفطار‪ ،‬ويستحب له ذلك إن كان يعلم أن‬
‫‪.‬صاحب الوليمة يشق عليه صيامه ولم يكن صومه فرضا‬
‫قال النووي في شرح مسلم‪ :‬وأما الصائم فال خالف أنه ال يجب عليه‬
‫‪،‬األكل‪ ،‬لكن إن كان فرضا لم يجز له األكل‪ ،‬ألن الفرض ال يجوز الخروج منه‬
‫وإن كان نفال جاز الفطر وتركه‪ ،‬فإن كان يشق على صاحب الطعام فاألفضل‬
‫‪.‬الفطر‪ ،‬وإال فإتمام الصيام‬

‫‪ -‬هدية العروس‬
‫ما يحل للرجل من زوجته‬
‫‪۲۱‬‬
‫يحل للرجل أن يستمتع بكل شيء من زوجته إال ما ورد الشرع بالنهي‬
‫عنه صراحة‪ ،‬فيحل له أن يجامع زوجته بأي كيفية شاء مقبال ومدبرا أو على‬
‫جنب شريطة أن يكون ذلك في القبل‪ ،‬وأن ال تكون حائضا لقول هللا عز‬
‫وجل‪( :‬ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في‬
‫المحيض وال تقربوهن حتى يظهرن فإذا تظهرن فأتوهن من حيث أمركم‬
‫هللا إن هللا يحب التوابين ويحب المتطهرين) [البقرة ‪]۲۲۲ :‬۔‬
‫‪.‬وكذلك إذا كانت زوجته نفاسا فإنها تحرم عليه‬
‫ولعل سائال يسأل ما يحل للرجل من زوجته إذا كانت حائضا؟‬
‫والجواب‪ :‬يحل للرجل تقبيل زوجته وإن كانت حائضا‪ ،‬وإذا أراد‬
‫مباشرتها – أي احتضانها ‪ -‬فال بأس بذلك شريطة أن ال يجامعها‪ h‬ما دامت‬
‫حائضا‪ ،‬وعليه قبل ذلك أن يأمر زوجته أن تتزر – أي تستر عورتها – وذلك‬
‫‪.‬خوفا من الوقوع في المحذور‬
‫فعن أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬كانت إحدانا إذا كانت‬
‫خائضا فأراد رسول ہللا ﷺﷺ أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم‬
‫‪).‬يباشرها‪ ،‬قالت‪ :‬وأيكم يملك إربه كما كان النبي ﷺ يملك إربه؟‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫هدية العروس‬
‫‪.‬ومعنى «يملك إربه»‪ :‬يملك شهوته‪ ،‬و«اإلرب»‪ :‬الوطر‬
‫وعن أنس بن مالك رضي هللا عنه أن اليهود كانوا ال يجلسون مع‬
‫الحائض في بيت وال يأكلون وال يشربون‪ ،‬قال‪ :‬فذكر ذلك للنبي ﷺ‪ ،‬فأنزل‬
‫»هللا‪« :‬ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض‬

‫‪»).‬؛ فقال رسول ہللا ﷺ‪« :‬إصنعوا كل شيء إال الجماع]البقرة ‪[۲۲۲ :‬‬

‫‪:‬وال يحل للرجل أن يأتي زوجته في دبرها لقول هللا تبارك وتعالى‬

‫‪.‬نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم﴾ [البقرة ‪]٢٢٣ :‬‬
‫ولقد قال المفسرون ‪« :‬نساؤكم حرث لكم»‪ :‬أي محل زرعكم‬
‫‪.‬الولد‬

‫‪.‬قال ابن عباس رضي هللا عنها‪ :‬الحرث‪ :‬موضع الولد‬

‫‪.‬فأتوا حرثكم»‪ :‬أي محله‪ ،‬وهو القبل‬

‫‪ .‬آني» ‪ :‬كيف«‬

‫‪.‬شئتم ‪ :‬من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار‬


‫واآلية نزلت ردا لقول اليهود‪ :‬من أتى امرأته في قبلها أي من جهة‬
‫‪.‬دبرها جاء الولد أحول‬

‫‪ .‬رواه ابن ماجه )‪(۱‬‬

‫هدية العروس‬
‫وعن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنها أن يهود‬
‫هللا عنها أن يهود كانت تقول‪ :‬إذا أتيت‬
‫‪:‬المرأة من دبرها في قبلها ثم حملت كان ولدها أحول قال‪ :‬فأنزلت‬

‫‪.‬ونساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم» [البقرة ‪)۱(]٢٢٣ :‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي ﷺ قال‪« :‬ال ينظر هللا عز‬
‫‪.‬وجل إلى رجل جامع امرأته في دبرها»(‪)2‬‬
‫وعن خزيمة بن ثابت رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول ہللا ﷺ‪ّ :‬‬
‫«إن هللا‬
‫‪.‬ال يستحي من الحق (ثالث مرات) ال تأتوا النساء في أدبارهن»(‪)۳‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي ﷺ قال‪« :‬ملعون من أتى امرأته‬
‫ﷺ‬
‫‪ .‬في دبرها»(‪)4‬‬
‫وإذا أراد الرجل أن يجامع امرأته أكثر من مرة في آن واحد يسن له أن‬
‫‪.‬يتوضأ ثم يعاود الجماع‬
‫فعن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول ہللا ﷺ‪« :‬إذا أتى‬
‫‪.‬أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ»(ه)‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه ابن ماجه والبيهقي )‪(۲‬‬

‫‪.‬رواه ابن ماجه وأحمد والبيهقي )‪(۳‬‬

‫‪.‬رواه أبو داود وأحمد )‪(4‬‬

‫)‪(5‬‬

‫‪.‬رواه مسلم‬

‫‪-٠٢٤‬‬
‫حقوق الزوجة على زوجها‬
‫يتهاون بعض الرجال في حقوق زوجاتهم‪ ،‬وال بد من إعطاء كل ذي‬
‫‪،‬حق حقه‪ ،‬وقد أوصانا الرسول ﷺ باإلحسان إليهن واللطف في معاملتهن‬
‫والمرأة في طبعها تختلف عن الرجال‪ ،‬لذلك جعل هللا تبارك وتعالى القوامة‬
‫بيد الرجال‪ ،‬والمرأة قد تغير على زوجها أشد الغيرة‪ ،‬فيجب عدم القسوة‬
‫‪.‬عليها إن رأى منها ذلك‬
‫هدية العروس‬
‫فعن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬كان النبي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬كان النبی ﷺ عند بعض نسائه‬
‫فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام‪ ،‬فضربت التي النبي ﷺ‬
‫في بيتها يد الخادم‪ ،‬فسقطت‪ h‬الصحفة فانفلقت‪ ،‬فجمع النبي ﷺ فلق‬
‫الصحفة‪ ،‬ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة‪ ،‬ويقول‪ :‬غارت‬
‫أمكم‪ ،‬ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها‪ ،‬فدفع‬
‫الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها‪ ،‬وأمسك المكسورة في بيه‬
‫‪.‬التي كسرت(‪)۱‬‬

‫‪:‬ولعل أهم حقوق الزوجة ما يلي‬

‫‪.‬رواه البخاري )‪(۱‬‬

‫هدية العروس‬
‫المهر ‪1.‬‬
‫وهو حق للزوجة لقوله تعالى‪« :‬وآتُوا النّساء صدقاتهن نحلة فإن‬
‫‪.‬طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ﴾ [النساء ‪]4 :‬‬

‫‪.‬ومعنى «الصدقات»‪ :‬أي المهور‬

‫‪.‬ومعنى «النحلة»‪ :‬أي العطية‬


‫‪٢٥‬‬
‫النفقة ‪۲.‬‬
‫فيجب على الزوج أن يوفر لزوجته المأكل والمشرب والمسكن‪ ،‬وأن‬
‫يكسوها إذا اكتسى‪ ،‬ويختلف ذلك باختالف إمكانيات الزوج المالية‪ ،‬لقوله‬
‫تعالى‪« :‬وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ال تكلف نفس إال‬
‫‪.‬وسعها [البقرة ‪]٢٣٣ :‬‬
‫وعن حيدة بن معاوية بن قشير رضي هللا عنه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‬
‫ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال‪« :‬أن تطعمها‪ h‬إذا طعمت‪ ،‬وتكسوها إذا‬
‫‪»).‬اكتسيت‪ ،‬وال تضرب الوجه‪ ،‬وال تقبح‪ ،‬وال تهجر إال في البيت‬

‫‪.‬قال أبو داود‪ :‬وال تقبح‪ :‬أن تقول‪ :‬قبحك هللا‬

‫‪.‬رواه أبو داود )‪(۱‬‬

‫‪٢٦‬‬
‫هدية العروس‬
‫المعاشرة بالمعروف ‪3.‬‬

‫‪:‬على الزوج أن يعاشر زوجته معاشرة حسنة لقول هللا تبارك وتعالى‬

‫‪.‬وعاشروهن بالمعروف» [النساء ‪]19 :‬‬


‫‪،‬ولقول النبي ﷺ‪« :‬استوصوا بالنساء خيرا‪ ،‬فإنّهن عندكم غوان‬
‫ليس تملكون منهن شيئا إال أن يأتين بفاحشة‪ h‬مبينة‪ ،‬فإن فعلن‬
‫فاهجروهن في المضاجع‪ ،‬واضربوهن ضربا غير مبرج‪ ،‬فإن أطعتكم فال‬
‫تبغوا عليهن سبيال‪ ،‬إن لكم من نسائكم حقا‪ ،‬ولنسائكم عليكم‬
‫حقا؛ فأما حقكم على نسائكم فال يوظئن فرشكم من تكرهون‪ ،‬وال‬
‫يأذن في بيوتكن لمن تكرهون‪ ،‬أال وحقهن أن تحسنوا إليهن في‬
‫‪»).‬كسوتهن وطعامهن‬
‫‪،‬وينبغي للرجل أن يصبر على زوجته‪ ،‬وال يستعجل في الحكم عليها‬
‫فتركيبتها غير تركيبة الرجال‪ ،‬وقد قال عليه الصالة والسالم‪« :‬المرأة‬
‫گالضلع‪ ،‬إن أقمتها كسرتها‪ ،‬وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها‬
‫‪»().‬عوب‬

‫رواه الترمذي وابن ماجه‪(۱) h‬‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۲‬‬

‫هدية العروس‬
‫وعن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول ہللا ﷺ‪« :‬ال يفرك مؤمن‬
‫‪).‬مؤمنة إن كرة منها خلقا رضي منها آخر‬

‫‪.‬ومعنى «ال يفرك»‪ :‬أي ال يبغض‬


‫‪۲۷‬‬
‫رایا اور ان کے‬
‫عدم الضرب المبرح ‪4.‬‬
‫فال يحق للرجل أن يضرب زوجته ضربا مبرحا – أي ضربا شديدا‬
‫بحيث يكسر عظا أو يحدث شينا – وليس معنى قوله تعالى‪« :‬واهجروهن‬
‫في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فال تبغوا عليهن سبيال ّ‬
‫إن هللا‬
‫كان عليا كبيرا [النساء ‪ ]34 :‬مطلق الضرب‪ ،‬بل المقصود‪ :‬أدبوهن‬
‫بالضرب اليسير‪ ،‬ولقد قال عليه الصالة والسالم‪ . . .« :‬واضربوهن ضربا‬
‫‪.‬غير مبرج»(‪)1‬‬

‫عدم ضرب الوجه ‪.‬‬


‫ألن ضرب الوجه قد يحدث بالمرأة ضررا‪ ،‬ولقد نهى النبي ﷺ عن‬
‫ذلك‬
‫‪.‬فقال‪ . . .« :‬وال تضرب الوجة»(‪)۳‬‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۲‬‬


‫‪.‬رواه أبو داود والبيهقي )‪(۳‬‬

‫‪۲۸‬‬
‫حقوق الزوج على زوجته‬
‫هدية العروس‬
‫للزوج الكثير من الحقوق على زوجته‪ ،‬ولقد عبر النبي ﷺ عن هذه‬
‫الحقوق بقوله‪« :‬لو كنت آمرا أحدا أن يسجد ألحد ‪ ،‬ألمرت المرأة أن‬
‫‪.‬تسجد لزوجها»(‪)۱‬‬
‫قال المباركفوري في شرح هذا الحديث‪ :‬وفي هذا غاية المبالغة لوجوب‬
‫‪.‬إطاعة المرأة في حق زوجها‪ ،‬فإن السجدة ال تحل لغير هللا‬
‫قال ابن القيم في الحاشية (‪ ... :)١٢٦/6‬ال يصلح لبشر أن يسجد‬
‫لبشر‪ ،‬ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر ألمرت المرأة أن تسجد لزوجها من‬
‫‪.‬عظم حقه عليها‬

‫‪.‬رواه الترمذي )‪(۱‬‬

‫‪:‬ولعل أهم هذه الحقوق ما يلي‬

‫الطاعة المطلقة في غير معصية هللا‪ ،‬ألن هللا تبارك وتعالى قد جعل ‪1.‬‬
‫القوامة بيد الرجال‪ ،‬فقال تعالى‪« :‬الرجال قوامون على النساء‬
‫‪].‬النساء ‪[34 :‬‬
‫‪،‬فعلى المرأة أن تطيع زوجها وتستأذنه إذا أرادت الخروج من بيتها‬
‫‪.‬بل وفي كل أمورها‬

‫هدية العروس‬
‫‪ . ٢‬أن تجيبه إذا دعاها للفراش‪ ،‬ويحرم عليها االمتناع إال إذا كانت على‬
‫غير طهر‪ ،‬فإنه يحرم عليها حينئذ تمكينه من نفسها‪ ،‬فإن امتنعت عن‬
‫زوجها بغير مبرر فهي آثمة‪ ،‬لما جاء عن أبي هريرة رضي هللا عنه‬
‫عن النبي ﷺ قال‪« :‬إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت‪ ،‬فبات‬
‫‪»).‬غضبان عليها‪ ،‬لعنتها المالئكة حتى تصبح‬

‫أن ال تدخل بيته إال من يأذن له زوجها بالدخول‪ ،‬فيحرم على ‪3.‬‬
‫الزوجة إدخال شخص تعلم أن زوجها يكرهه وال يأذن له‬
‫بالدخول في بيته‪ ،‬فقد قال رسول ہللا ﷺ‪« :‬ولكم عليهن أن ال‬
‫‪.‬يوطئن فرشكم أحدا تكرهونة»(‪)1‬‬

‫و ‪laal‬‬
‫مما يؤسف له أن شاعت بين المسلمين اليوم الكثيرة من األخطاء يرون‬
‫أنها ال بأس بها وال حرج فيها‪ ،‬والحق أنها مخالفة لديننا الحنيف ولهدي نبينا‬
‫‪:‬؛ ومن تلك األخطاء‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه مسلم )‪(۲‬‬


‫من‬
‫أخطائنا الشائعة‬

‫*‬

‫دخول أقرباء الزوج على زوجته ‪۱.‬‬


‫يتساهل بعض الناس في دخول بعض أقربائهم على زوجاتهم بحجة‬
‫أنهم أسرة واحدة وأنه ال داعي للتشدد في الدين؛ والحق أن ذلك عين الجهل‬
‫ألن النبي ﷺ قد نهى عن دخول الرجال األجانب على النساء حتى ولو كان‬
‫‪.‬أخو الزوج‬
‫هدية العروس‬
‫فعن عقبة بن عامر رضي هللا عنه أن النبي ﷺ قال‪« :‬إياكم والدخول‬
‫على النّساء»‪ ،‬فقال رجل من األنصار‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أفرأيت الحمو؟ فقال‬
‫‪.‬عليه الصالة والسالم‪« :‬الحمو الموت»(‪)۱‬‬

‫‪.‬و«الحمو» هو‪ :‬أخو الزوج‬


‫‪ .٢‬الخلوة بالمرأة األجنبية‬
‫ال يحق للرجل االختالء بالمرأة األجنبية وال العكس‪ ،‬ألن النبي ﷺ قد‬
‫حذر من‬
‫ذلك‪ ،‬فعن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أن النبي ﷺ قال‪« :‬ال‬
‫‪ ().‬يخلون أحدكم بامرأة‪ ،‬فإن الشيطان ثالثهما‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه الحاكم وأحمد )‪(۲‬‬

‫‪Palla‬‬
‫هدية العروس‬
‫ال يحق للعريس أن يتخلف عن صالة الجمعة‪3. h‬‬
‫بعض الشباب يتساهل بصالة الجمعة‪ h،‬ويدعي أنه معذور عنها صبيحة‬
‫عرسه؛ والحق أن صالة الجمعة فرض عين‪ ،‬ويجب على المسلم حضورها‪ ،‬ولم‬
‫يرد دليل من الكتاب أو السنة يرخص لمن تزوج بالتخلف عن الجمعة‪ ،‬وهللا‬
‫‪.‬أعلم‬

‫جهاز المرأة ‪4.‬‬


‫يبالغ بعض الرجال في جهاز بناتهم‪ ،‬وليس من العيب أن يكرم الرجل‬
‫‪،‬ابنته بما أنعم هللا عليه من الخير‪ ،‬ولكن ينبغي عليه أن يراعي شعور اآلخرين‬
‫فكثير من الناس غير قادر أن يجهز ابنته مثل جاره أو ربا مثل أخيه‪ ،‬فعلى‬
‫‪.‬المسلم ترك اإلسراف والتبذير‬
‫وإذا نظرنا إلى جهاز سيدتنا فاطمة الزهراء والتي جهزها النبي ﷺ‬
‫‪.‬وهي أحب بناته إليه فقد كان عبارة عن خميل وقربة ووسادة حشوها إذخر‬
‫فعن علي رضي هللا عنه قال‪« :‬جهز رسول ہللا ﷺ فاطمة في خميل‬
‫‪.‬وقربة ووسادة حشوها إذخره‬

‫‪.‬رواه النسائي )‪(۱‬‬

‫هدية العروس‬
‫‪:‬وصدق السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب(‪ )۱‬إذ يقول‬
‫والفخر ليس بالحرير والذهب وال بلبس سندس وال قصـب‬
‫ففي نساء الفرس والنصارى مـن الحـلي مـا غـال مـقـدارا‬
‫وكلـه فـان وإن جـاء األجـل أفضت إلى ما قدمت من العمل‬
‫ما الفخر إال بالعفاف والتقى وفعـل مـا كـان بـهـن أليقـا‬
‫‪۰۳۲‬‬
‫ه‪ .‬زفاف العروس‬
‫يرغب بعض المسلمين في تقليد الغرب والشرق‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬أن الزوج‬
‫ليلة عرسه يدخل عند النساء ليأخذ عروسه إلى غرفتها وتزفه النسوة بالدف‬
‫والغناء‪ ،‬وذلك محرم؛ فدخول الرجل على النساء‪ h‬محرم في كل الحاالت‪ ،‬وال‬
‫‪.‬فرق بين ليلة عرسه وغيرها‬

‫تهنئة العروس ‪6.‬‬


‫‪،‬لقد علمنا الرسول ﷺ أن نبارك للعروس بقولنا له‪( :‬بارك هللا لك‬
‫هو أحد أعالم أهل البيت بحضرموت‪ .‬له كتب في األصول والفقه وغيرهما‪ ،‬وله مشاركة في )‪(1‬‬
‫كافة‪ h‬العلوم‪ ،‬وشعره جيد حتى لقب [قريع البلغاء]‪ .‬ولقد ألف السيد حسين بن محمد الهدار‬
‫كتيبا فيه أسماه (شاعر اليمن المجهول)‪ ،‬وله دور في اإلصالح السياسي‪ ،‬توفي رحمه هللا بالهند‬
‫‪.‬سنة ‪ ١٣٤١‬هـ‪ ،‬واألبيات من ديوانه وهو مطبوع‬

‫هدية العروس‬
‫‪:‬وبارك عليك‪ ،‬وجمع بينكما في الخير)؛ ولكن بعض الناس يقولون له‬

‫‪.‬وتلك من عادة الجاهلية ‪)،‬بالرفاء والبنين(‬


‫فعن عبد هللا‬
‫هللا عنه فخرج علينا‪ ،‬فقلنا‪ :‬بالرفاء والبنين‪ ،‬فقال‪ :‬مه‪ ،‬ال تقولوا ذلك‪ ،‬فإن‬
‫النبی ﷺ قد نهانا عن ذلك‪ ،‬وقال‪« :‬قولوا‪ :‬بارك هللا لها فيك‪ ،‬وبارك لك‬
‫‪.‬فيها»(‪)1‬‬
‫بن محمد بن عقيل قال‪ :‬تزوج عقيل بن أبي طالب رضي‬
‫‪.‬ومعنى «بالرفأ»‪ :‬أي باإلنفاق والبركة‬

‫‪.‬و«مه»‪ :‬كلمة زجر بمعنى‪ :‬اكفف‬

‫المستحاضة ‪.‬‬
‫وهي المرأة التي ال يتوفق عنها الدم في غير أيام حيضها‪ .‬ولها حكم‬
‫خاص بها؛ فعلى المرأة إن كانت مستحاضة أن تغسل فرجها وتتوضأ لكل‬
‫‪،‬وذلك بعد الغسل من حيضتها‪ ،‬وال يجب عليها الغسل لكل فرض‬
‫‪.‬وعليها المواالة بين الوضوء والصالة‬
‫فعن أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬جاءت فاطمة بنت أبي‬
‫حبيش رضي هللا عنها إلى النبي ﷺ فقالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إني امرأة أستحاض‬
‫‪،‬صالة‬
‫‪.‬رواه أحمد )‪(۱‬‬

‫هدية العروس‬
‫فال أطهر‪ ،‬أفأدع الصالة؟ فقال‪« :‬ال‪ ،‬إنّما ذلك عرق‪ ،‬وليس بالحيضة‪ ،‬فإذا‬
‫‪).‬أقبلت الحيضة فدعي الصالة‪ ،‬وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي‬
‫وما دامت المرأة تصلي فإنه يحق لزوجها أن يأتيها وإن كانت‬
‫‪.‬مستحاضة‬
‫‪٣٤‬‬
‫قال اإلمام الشافعي‪ :‬فال أمر هللا تعالى باعتزال الحيض‪ ،‬وأباحهن بعد‬
‫الطهر والتطهير‪ ،‬ودلت السنة على أن المستحاضة‪ h‬تصلي‪ ،‬دل ذلك على أن‬
‫لزوج المستحاضة إصابتها إن شاء هللا تعالى‪ ،‬ألن هللا أمر باعتزالهن وهن غير‬
‫‪.‬طواهر‪ ،‬وأباح أن يؤتين طواهر‬
‫وقال اإلمام مالك‪ :‬األمر عندنا أن المستحاضة إذا صلت أن لزوجها أن‬
‫‪.‬يصيبها‬
‫ه‪ .‬القدوم من السفر‬
‫‪:‬ينبغي للرجل إذا غاب عن بيته ثم أراد العودة إلى أهله بعد طول غيبة‬
‫أن ال يدخل على أهله ليال‪ ،‬ألن النبي ﷺ قد نهى عن‬
‫‪.‬ذلك‬
‫فعن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنها قال‪« :‬نهى رسول ہللا ﷺ أن‬
‫‪().‬يطرق الرجل أهله ليال‪ ،‬أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۱‬‬

‫‪.‬رواه البخاري ومسلم )‪(۲‬‬

‫هدية العروس‬
‫ولعل السبب في النهي عن الدخول ليال عدم استعداد المرأة لمالقاة‬
‫زوجها‪ ،‬فقد قال عليه الصالة والسالم‪« :‬أمهلوا كي تمتشط الشعنة‬
‫‪().‬وتستجد المغيبة‬
‫برای این کاری که با‬
‫‪.‬رواه مسلم )‪(۱‬‬
‫‪٣٥‬‬
‫‪.‬ومعنى «تستحد»‪ :‬أي تزيل شعر عورتها‬
‫ومعنى «المغيبة»‪ :‬أي التي غاب عنها زوجها‬
‫أما إذا أشعر أهله بموعد قدومه فال بأس أن يدخل عليهم أي وقت‬
‫‪.‬شاء‪ ،‬ألن النبي ﷺ قد أرسل في إحدى غزواته برسول يخبر بقدومهم‬
‫السلمان‬
‫‪٠٣٦‬‬
‫مقدمة‬
‫الحث على النكاح‬
‫‪ .....‬صفات الزوجة الصالحة‬
‫آداب الزفاف‬
‫ما يفعله اذا دخل على اهله‬
‫‪ .‬وليمة الزواج‬
‫ما يحل للرجل من زوجته‬
‫حقوق الزوجة على زوجها‬
‫حقوق الزوج على زوجته‬
‫من أخطائنا الشائعة‬
‫فهرس‬
‫‪....‬‬
‫فہرس‬
‫هدية العروس‬
‫‪۳.‬‬

‫‪O......‬‬

‫‪۱۱.....‬‬

‫‪14 ....‬‬

‫‪...‬‬

‫‪15‬‬

‫‪۱۸.....‬‬

‫‪۲۱.‬‬

‫‪٢٤ ....‬‬

‫‪۲۸ .....‬‬

‫‪۲۹......‬‬

‫‪36..‬‬

You might also like