Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 36

‫‪.

‬كتاب السابع‪ .‬لحياة سعيدة‬


‫‪.‬عن العالم ‪ ،‬وأولئك الذين هم على وشك اإليمان ‪ ،‬والذين ليسوا كذلك ؛‪ ‬وبهذه اللوم على النفاق ‪I.‬‬

‫حسنًا‪ :‬لقد أرست األسس كما قال الخطيب الالمع‪ .‬لكننا لم نضع األسس فقط ‪ ،‬التي قد تكون قوية‬
‫ومناسبة لدعم العمل ؛‪ ‬لكننا رفعنا الصرح بأكمله بمباني عظيمة وقوية إلى القمة تقريبًا‪ .‬ويبقى< أمر‬
‫أسهل بكثير إما تغطيته أو تزينه ؛‪ ‬التي بدونها ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن األعمال السابقة تكون عديمة الفائدة‬
‫وغير مرضية‪ .‬فما الفائدة من التحرر من الديانات الباطلة أو فهم الحق؟‪ ‬ما الفائدة من رؤية باطل‬
‫الحكمة الكاذبة أو معرفة ما هو صحيح؟‪ ‬ما فائدة ‪ ،‬كما أقول ‪ ،‬للدفاع عن هذه العدالة السماوية؟‪ ‬مما‬
‫ينفع أن تحمل عبادة هللا صعوبات< جمة وهي أعظم فضيلة ‪ ،‬ما لم تحضره المكافأة اإللهية من النعمة‬
‫األبدية؟‪ ‬عن أي موضوع يجب أن نتحدث عنه في هذا الكتاب ‪ ،‬لئال يبدو كل ما مضى عبثًا وغير‬
‫مربح‪ :‬إذا‪  .‬يجب أن نترك هذا ‪ ،‬بسبب ما تم القيام به ‪ ،‬في حالة من عدم اليقين ‪ ،‬خشية أن يعتقد أي‬
‫شخص بالصدفة أن مثل هذه األعمال العظيمة يتم القيام بها عبثًا ؛‪ ‬بينما ال يثق في مكافأتهم‬
‫السماوية ‪ ،‬التي عينها هللا لمن سيحتقر متعة األرض الحلوة الحالية مقارنة بالفضيلة المنفردة وغير‬
‫ضا ‪ ،‬من خالل شهادات الكتابات المقدسة وأيضًا‬ ‫المجزية‪ .‬دعونا نلبي هذا الجزء من موضوعنا أي ً‬
‫من خالل الحجج المحتملة ‪ ،‬أنه قد يكون واض ًحا بشكل متسا ٍو أن األشياء المستقبلية يجب تفضيلها‬
‫على تلك الموجودة ؛‪ ‬السماويات على االرض‪ :‬واالزدمية للزمانية‪ .‬بما أن مكافآت الرذائل مؤقتة ‪،‬‬
‫فإن مكافآت الفضائل أبدية‪ .‬لذلك سأضع نظام العالم ‪ ،‬بحيث يمكن فهمه بسهولة متى وكيف صنعه هللا‬
‫؛‪  ‬الذي لم يستطع أفالطون ‪ ،‬الذي تحدث عن صنع العالم ‪ ،‬أن يعرفه أو يشرحه ‪ ،‬حيث كان يجهل‬
‫السر السماوي ‪ ،‬الذي ال يتعلم إال بتعليم األنبياء وهللا ؛‪ ‬ولذلك قال أنها خلقت إلى األبد‪ .‬في حين أن‬
‫الحالة مختلفة تما ًما ‪ ،‬حيث أن كل ما هو صلب وثقيل< الجسم ‪ ،‬حيث بدأ في وقت ما ‪ ،‬لذلك يجب أن‬
‫يكون له نهاية‪  .‬بالنسبة ألرسطو ‪ ،‬عندما لم يكن يرى كيف يمكن أن يموت هذا الحجم الهائل من‬
‫األشياء ‪ ،‬وأراد أن يفلت من هذا االعتراض ‪ ،‬قال إن العالم كان دائ ًما موجودًا ‪ ،‬وسيظل موجودًا‬
‫دائ ًما‪ .‬لم ير على اإلطالق ‪ ،‬أن أي شيء مادي موجود يجب أن يكون له بداية في وقت ما ‪ ،‬وأنه ال‬
‫شيء يمكن أن يوجد على اإلطالق ما لم تكن بداية سيئة‪ .‬ألننا عندما نرى أن األرض والماء والنار‬
‫تهلك وتُستهلك وتنطفئ ‪ ،‬والتي هي بوضوح أجزاء من العالم ‪ ،‬يُفهم أن هذا أمر مميت تما ًما‬
‫وأعضائه مميتة‪ .‬وهكذا يحدث أن كل ما هو عرضة للدمار يجب أن يكون قد تم إنتاجه‪ .‬لكن كل ما‬
‫يأتي على مرمى البصر يجب بالضرورة أن يكون ماديًا وقاباًل للتحلل‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإن أبيقور وحده ‪،‬‬
‫متبعًا لسلطة ديموقريطس ‪ ،‬تكلم حقًا في هذا األمر ‪ ،‬وقال إن لها بداية في وقت ما ‪ ،‬وأنها ستهلك في‬
‫وقت ما‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن قاد ًرا على تحديد أي سبب ‪ ،‬سواء من خالل األسباب أو في أي وقت‬
‫يجب تدمير هذا العمل بهذا الحجم‪  .‬لكن بما أن هللا قد أعلن هذا لنا ‪ ،‬ولم نصل إليه بالتخمين ‪ ،‬بل‬
‫بتوجيهات من السماء ‪ ،‬سنعلمه بعناية ‪ ،‬حتى يتضح مطواًل لمن يرغبون في الحق ‪ ،‬أن الفالسفة لم‬
‫يروا ولم يفهموا الحق‪ .‬ولكن لم يكن لديهم سوى معرفة بسيطة بها ‪ ،‬لدرجة أنهم لم يدركوا بأي شكل‬
‫من األشكال من أي مصدر أن رائحة الحكمة ‪ ،‬التي كانت لطيفة للغاية ومقبولة ‪ ،‬تنفث عليهم‪ .‬في‬
‫هذه األثناء ‪ ،‬أعتقد أنه من الضروري توجيه اللوم ألولئك الذين هم على وشك قراءة هذا ‪ ،‬تلك‬
‫العقول الفاسدة والشريرة ‪ ،‬ألن حدة أذهانهم تضعف بسبب العواطف األرضية ‪ ،‬التي تثقل كل‬
‫التصورات وتجعلها ضعيفة ‪ ،‬إما فشل في فهم هذه األشياء التي تتعلق ‪ ،‬أو حتى لو فهموها ‪ ،‬فإنهم‬
‫سوف يختفون وال يرغبون في أن يكونوا صادقين‪ :‬ألنهم منجذبون بالرذائل ‪ ،‬ويفضلون عن عمد‬
‫شرورهم ‪ ،‬من خالل اللذة التي أسرتهم ‪ ،‬وهم يهجرون طريق الفضيلة ‪ ،‬بالمرارة التي يؤذون‬
‫بها‪  .‬بالنسبة ألولئك الملتهبين بالجشع والعطش النهم للثروة ‪ -‬ألنهم عندما باعوا أو بددوا األشياء التي‬
‫يسعدون بها ‪ ،‬فإنهم غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط ‪ -‬يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون‬
‫على ذلك‪ .‬لنبذ رغباتهم الشديدة‪ .‬وأيضا ً هم الذين حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول‬
‫الشاعر‪  :‬من اللذة التي أسرتهم ‪ ،‬وهجروا طريق الفضيلة ‪ ،‬التي أساءوا إليها بالمرارة‪ .‬بالنسبة ألولئك‬
‫الملتهبين بالجشع والعطش النهم للثروة ‪ -‬ألنهم عندما باعوا أو بددوا األشياء التي يسعدون بها ‪ ،‬فإنهم‬
‫غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط ‪ -‬يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون على ذلك‪ .‬لنبذ رغباتهم‬
‫الشديدة‪ .‬وأيضا ً هم الذين حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر‪ :‬من اللذة التي أسرتهم ‪،‬‬
‫وهجروا طريق الفضيلة ‪ ،‬التي أساءوا إليها بالمرارة‪ .‬بالنسبة ألولئك الملتهبين بالجشع والعطش النهم‬
‫للثروة ‪ -‬ألنهم عندما باعوا أو بددوا األشياء التي يسعدون بها ‪ ،‬فإنهم غير قادرين على العيش‬
‫بأسلوب بسيط ‪ -‬يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون على ذلك‪ .‬لنبذ رغباتهم الشديدة‪ .‬وأيضا ً هم الذين‬
‫حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر‪ :‬إنهم غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط ‪-‬‬
‫يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون من خالله على التخلي عن رغباتهم الشديدة‪ .‬وأيضا ً هم الذين‬
‫حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر‪ :‬إنهم غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط ‪-‬‬
‫يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون من خالله على التخلي عن رغباتهم الشديدة‪ .‬وأيضا ً هم الذين‬
‫‪:‬حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر‬

‫"اسرع في الجنون والنار"‬

‫نقول إننا نقدم أشياء ال تصدق بوضوح ؛‪ ‬ألن تعاليم ضبط النفس تجرح آذانهم ‪ ،‬مما يمنعهم من‬
‫ملذاتهم التي تخلوا عنها مع أجسادهم‪ .‬لكن أولئك الذين انتفخوا بالطموح أو ملتهبوا حب القوة ‪ ،‬بذلوا‬
‫كل جهودهم الكتساب الشرف ‪ ،‬لن يؤمنوا ‪ ،‬حتى لو حملنا الشمس بنفسه بأيدينا ‪ ،‬بأن التعليم الذي‬
‫يأمرهم باحتقار الجميع‪ .‬القوة والشرف ‪ ،‬وأن يعيشوا بتواضع ‪ ،‬وفي مثل هذا التواضع حتى يتمكنوا‬
‫من الحصول على ضرر ‪ ،‬وإذا أصيبوا به ‪ ،‬فال يرغبون في رده‪ .‬هؤالء هم الرجال الذين يصرخون‬
‫بأي شكل من األشكال ضد الحقيقة بأعين مغمضة‪ .‬لكن أولئك الذين يتمتعون بعقل سليم ‪ ،‬أي ليسوا‬
‫منغمسين في الرذائل بحيث ال يمكن عالجها ‪ ،‬سيؤمنون بهذه األشياء ‪ ،‬وسوف يقترب منهم‬
‫بسهولة ؛‪  ‬ومهما كانت األشياء التي نقولها ‪ ،‬فإنها ستظهر لهم منفتحة وواضحة وبسيطة ‪ ،‬وما هو‬
‫ضروري بشكل أساسي ‪ ،‬وصحيح وال يمكن تعويضه‪ .‬فضيلة ال يحبذها أحد إال القادر على‬
‫اتباعها‪  .‬لكن ليس من السهل على الجميع اتباعها‪ :‬يمكنهم أن يفعلوا ذلك ممن مارسه الفقر والعوز ‪،‬‬
‫وجعلوا الفضيلة قادرين‪ .‬ألنه إذا كان احتمال الشرور فضيلة ‪ ،‬فهذا يعني أنهم غير قادرين على‬
‫الفضيلة الذين عاشوا دائ ًما في التمتع باألشياء الصالحة ؛‪ ‬ألنهم لم يختبروا الشرور مطلقًا ‪ ،‬وال‬
‫يمكنهم تحملها ‪ ،‬من خالل استخدامهم المستمر لفترة طويلة ورغبتهم في األشياء الجيدة ‪ ،‬والتي‬
‫يعرفون وحدهم‪  .‬وهكذا يحدث أن الفقراء والمتواضعين ‪ ،‬غير المقيدين ‪ ،‬يؤمنون باهلل بسهولة أكبر‬
‫من األغنياء ‪ ،‬الذين يتورطون في العديد من العوائق ؛‪ ‬نعم ‪ ،‬باألحرى ‪ ،‬مكبلين بالسالسل واألغالل ‪،‬‬
‫يتم استعبادهم إليماءة الرغبة ‪ ،‬سيدتهم ‪ ،‬التي أوقعتهم في شراك روابط ال تنفصم ؛‪ ‬وال يقدرون ان‬
‫ينظروا الى السماء الن اذهانهم منحنية الى االرض وثابتة على االرض‪ .‬لكن طريقة الفضيلة ال‬
‫تسمح لمن يحملون أرواح عظيمة‪ .‬الطريق ضيقة جدًا يقود بها العدل اإلنسان إلى الجنة‪ .‬ال أحد‬
‫يستطيع االحتفاظ بهذا إال إذا كان غير مثقل ومجهّ ًزا بشكل خفيف‪ .‬بالنسبة ألولئك األثرياء ‪،‬‬
‫المحملين بالعديد من األثرياء ‪ ،‬يمضون في طريق الموت ‪ ،‬وهو طريق واسع جدًا ‪ ،‬حيث يحكم‬
‫الدمار مع نفوذ ممتد‪  .‬إن الوصايا التي يعطيها هللا للعدالة ‪ ،‬واألشياء التي نقدمها في ظل تعاليم هللا‬
‫باحترام الفضيلة والحق ‪ ،‬مريرة وسموم لها‪ .‬وإذا تجرأوا على معارضة هذه األشياء ‪ ،‬يجب أن‬
‫يكونوا أعداء للفضيلة والعدالة‪ .‬سأنتقل اآلن إلى الجزء المتبقي من الموضوع< ‪ ،‬بحيث يمكن وضع‬
‫حد للعمل‪  .‬لكن يبقى هذا ‪ ،‬أننا يجب أن نتعامل مع دينونة هللا ‪ ،‬التي ستثبت بعد ذلك عندما يعود ربنا‬
‫إلى األرض لنعطي كل شخص إما مكافأة أو عقابًا ‪ ،‬وفقًا لصحراءه‪ .‬لذلك ‪ ،‬كما تحدثنا في الكتاب‬
‫الرابع عن مجيئه األول ‪ ،‬كذلك في هذا الكتاب سوف نروي مجيئه الثاني ‪ ،‬والذي يعترف به اليهود‬
‫ضا ويأملون به ؛‪ ‬لكن عبثًا ‪ ،‬ألنه يجب أن يعود إلى ارتباك أولئك الذين أتى من أجلهم من قبل‪ .‬ألن‬ ‫أي ً‬
‫الذين عاملوه بعنف في إذالله ‪ ،‬سيختبرونه في قوته كغالب ؛‪ ‬وإن هللا يكافئهم سيحتملون كل تلك‬
‫األشياء التي يقرؤونها وال يفهمونها< ؛‪ ‬بقدر ما‪ ‬كونهم ملوثين بكل الخطايا ‪ ،‬ورشهم بدم القدوس ‪،‬‬
‫كانوا مكرسين للعقاب األبدي من قبل ذلك الذي وضعوا عليه أيديهم الشريرة‪ .‬لكن سيكون لدينا‬
‫‪.‬موضوع< منفصل ضد اليهود ‪ ،‬حيث ندينهم بالخطأ والذنب‬
‫‪.‬ثانيًا‪ .‬خطأ الفالسفة والحكمة اإللهية والعصر الذهبي‬

‫اآلن دعونا نوجه أولئك الذين يجهلون الحقيقة‪ .‬لقد تم تحديده من خالل ترتيب هللا العلي ‪ ،‬بحيث أن‬
‫هذا العصر الظالم ‪ ،‬بعد أن استمر في مجرى األوقات المحددة ‪ ،‬يجب أن ينتهي ؛‪ ‬وكل الشرور‬
‫تنطفئ على الفور ‪ ،‬وتتذكر أرواح الصالحين إلى حياة سعيدة ‪ ،‬وهادئة ‪ ،‬هادئة ‪ ،‬هادئة ‪ ،‬باختصار ‪،‬‬
‫عصر ذهبي ‪ ،‬كما يسميه الشعراء ‪ ،‬يجب أن تزدهر ‪ ،‬في ظل حكم هللا نفسه‪ .‬كان هذا بشكل خاص‬
‫سبب كل أخطاء الفالسفة ‪ ،‬أنهم لم يفهموا نظام العالم الذي يضم كل الحكمة‪ .‬لكن ال يمكن فهمه من‬
‫خالل إدراكنا وذكائنا الفطري ‪ ،‬وهو ما رغبوا في القيام به بأنفسهم بدون معلم‪ .‬لذلك وقعوا في آراء‬
‫مختلفة ومتضاربة في كثير من األحيان ‪ ،‬لم يكن لديهم سبيل للهروب منها ‪ ،‬وبقوا ثابتين في نفس‬
‫الوحل ‪ ،‬كما يقول الكاتب الهزلي ‪ ،‬ألن استنتاجهم ال يتوافق مع افتراضاتهم ؛‪ ‬بقدر ما افترضوا أن‬
‫األشياء صحيحة ال يمكن تأكيدها وإثباتها دون معرفة الحقيقة واألشياء السماوية‪ .‬وهذه المعرفة ‪ ،‬كما‬
‫سبق وقلت كثي ًرا ‪ ،‬ال يمكن أن توجد في اإلنسان إال إذا كانت مشتقة من تعاليم هللا‪ .‬ألنه إذا كان‬
‫ضا على إجرائها ؛‪ ‬لفهم ‪ ،‬كما هو الحال ‪،‬‬ ‫اإلنسان قاد ًرا على فهم األمور اإللهية ‪ ،‬فسيكون قادرًا أي ً‬
‫لمتابعة مسارهم‪ .‬ولكنه ال يقدر أن يعمل ما يفعله هللا ألنه لبس جسدا مميتا‪ .‬لذلك ال يستطيع حتى أن‬
‫يفهم ما يفعله هللا‪ .‬وسواء كان هذا ممكنا ً من السهل على كل شخص قياسه ‪ ،‬من ضخامة األعمال‬
‫واألعمال اإللهية‪ .‬ألنك إذا تأملت في العالم بكل األشياء التي يحتويها ‪ ،‬فسوف تفهم بالتأكيد مدى‬
‫تفوق عمل هللا على أعمال البشر‪ .‬وهكذا ‪ ،‬بقدر االختالف بين األعمال اإللهية والبشرية ‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون المسافة بين حكمة هللا واإلنسان عظيمة جدًا‪ .‬ألن هللا غير قابل للفساد وخالد ‪ ،‬وبالتالي كامل‬
‫ضا كاملة كما هو‪ .‬وال يمكن ألي شيء أن يعارضها ‪ ،‬ألن هللا نفسه ال‬ ‫ألنه أبدي ‪ ،‬فإن حكمته أي ً‬
‫ضا عرضة للخطأ‪ .‬وكما أن‬ ‫يخضع ألي شيء‪ .‬ولكن ألن اإلنسان خاضع للعاطفة ‪ ،‬فإن حكمته أي ً‬
‫أشياء كثيرة تعوق حياة اإلنسان ‪ ،‬فال يمكن أن تكون أبدية ‪ ،‬كذلك يجب أن تعرقل حكمته بأشياء‬
‫كثيرة‪ :‬حتى ال تكون كاملة في إدراك الحق بالكامل‪ .‬لذلك ال توجد حكمة بشرية ‪ ،‬إذا كانت تسعى من‬
‫تلقاء نفسها للوصول إلى مفهوم الحقيقة ومعرفتها ؛‪ ‬بقدر ما يكون عقل اإلنسان ‪ ،‬مرتبطًا بجسد‬
‫ضعيف ‪ ،‬ومغلقًا في مسكن مظلم ‪ ،‬ال يستطيع أن يتجول بشكل عام ‪ ،‬وال يدرك بوضوح الحقيقة ‪،‬‬
‫التي تنتمي معرفتها إلى الطبيعة اإللهية‪ .‬ألن أعماله معروفة لدى هللا وحده‪ .‬لكن اإلنسان ال يستطيع‬
‫الحصول على هذه المعرفة بالتأمل أو الجدل ‪ ،‬بل بالتعلم واالستماع من هو وحده القادر على المعرفة‬
‫والتعليم‪ .‬لذلك يقول ماركوس توليوس ‪ ،‬مستعا ًرا من أفالطون مشاعر سقراط ‪ ،‬الذي قال إن الوقت‬
‫قد حان ألن يبتعد عن الحياة ‪ ،‬لكنهم الذين كان ينادي أمامهم بقضيته ال يزالون على قيد الحياة ‪،‬‬
‫يقول‪ :‬أيهما أفضل معروف للخالد‪ .‬اآللهة‪ .‬لكني أعتقد أن ال أحد يعرف‪ .‬لذلك يجب أن تكون كل‬
‫طوائف الفالسفة بعيدة عن الحقيقة ‪ ،‬الن الذين اقاموهم كانوا رجاال‪ .‬وال يمكن أن يكون لتلك األشياء‬
‫‪.‬أي أساس أو ثبات ال تدعمه أقوال األصوات اإللهية‬

‫‪.‬ثالثا‪ .‬الطبيعة والعالم ؛‪ ‬ولوم من الروايات والمالحم‬

‫وبما أننا نتحدث عن أخطاء الفالسفة ‪ ،‬فإن الرواقيين يقسمون الطبيعة إلى جزأين ‪ -‬الجزء الذي يؤثر‬
‫‪ ،‬واآلخر يتيح لنفسه إمكانية العمل‪ .‬يقولون أنه في األول يحتوي على كل قوة اإلدراك ‪ ،‬وفي األخير‬
‫المادة ‪ ،‬وأن أحدهما ال يمكن أن يتصرف بدون اآلخر‪ .‬فكيف يمكن أن يكون الشيء الذي يتعامل معه‬
‫والذي يتم التعامل معه نفس الشيء؟‪  ‬إذا قال أحد أن الخزاف هو نفسه الطين ‪ ،‬أو أن الطين هو نفسه‬
‫الخزاف ‪ ،‬أفال يبدو واض ًحا أنه مجنون؟‪ ‬لكن هؤالء الرجال يفهمون< تحت اسم واحد للطبيعة شيئين‬
‫مختلفين على نطاق واسع ‪ ،‬هللا والعالم ‪ ،‬الخالق والعمل ؛‪ ‬ويقولون< إن أحدهم ال يستطيع أن يفعل شيًئا‬
‫دون اآلخر ‪ ،‬وكأن هللا مختلطًا في الطبيعة مع العالم‪ .‬في بعض األحيان يخلطونهم معًا ‪ ،‬أن هللا نفسه‬
‫هو فكر العالم وأن العالم هو جسد هللا‪ .‬كما لو أن العالم وهللا بدأا في الوجود في نفس الوقت ‪ ،‬ولم‬
‫ضا يعترفون بهذا في أوقات أخرى ‪ ،‬عندما يقولون إنه صنع‬ ‫يصنع هللا العالم بنفسه‪ .‬وهم أنفسهم أي ً‬
‫من أجل الناس ‪ ،‬وأن هللا يمكن أن يوجد ‪ ،‬إن شاء ‪ ،‬بدون العالم ‪ ،‬ألن هللا هو العقل اإللهي واألبدي ‪،‬‬
‫منفصلين‪ .‬وخالية من الجسد‪ .‬وبما أنهم لم يتمكنوا من فهم قوته وجالله ‪ ،‬فقد مزجوه بالعالم ‪ ،‬أي‬
‫بعمله‪ .‬ومن أين هذا قول فيرجيل‪ - :‬وأن هللا يستطيع ‪ ،‬إن شاء ‪ ،‬أن يوجد بدون العالم ‪ ،‬ألن هللا هو‬
‫العقل اإللهي األبدي ‪ ،‬منفصالً وخاليًا من الجسد‪ .‬وبما أنهم لم يتمكنوا من فهم قوته وجالله ‪ ،‬فقد‬
‫مزجوه بالعالم ‪ ،‬أي بعمله‪ .‬ومن أين هذا قول فيرجيل‪ - :‬وأن هللا يستطيع ‪ ،‬إن شاء ‪ ،‬أن يوجد بدون‬
‫العالم ‪ ،‬ألن هللا هو العقل اإللهي األبدي ‪ ،‬منفصالً وخاليًا من الجسد‪ .‬وبما أنهم لم يتمكنوا من فهم‬
‫‪: -‬قوته وجالله ‪ ،‬فقد مزجوه بالعالم ‪ ،‬أي بعمله‪ .‬ومن أين هذا قول فيرجيل‬

‫روح لهيبها السماوي"‬

‫‪ ،‬يضيء في كل عضو من اإلطار‬

‫‪ ".‬ويقلب الجبار كله‬

‫ما الذي يصبح إذنًا لقولهم ‪ ،‬أن العالم قد صنع ويحكمه العناية اإللهية؟‪ ‬ألنه إن كان قد خلق العالم ‪،‬‬
‫فهذا يعني أنه كان موجودًا بدون العالم‪ .‬إذا كان يحكمها ‪ ،‬فمن الواضح أنه ليس كما يحكم العقل‬
‫الجسد ‪ ،‬ولكن كما يحكم السيد المنزل ‪ ،‬كقائد للسفينة ‪ ،‬كقائد للعربة الحربية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فهم ال‬
‫يختلطون بتلك األشياء التي يحكمونها‪ .‬ألنه إذا كانت كل هذه األشياء التي نراها هي أعضاء في هللا ‪،‬‬
‫فإنهم يجعلون هللا غير محسوس بها ‪ ،‬ألن األعضاء بال حساسية ‪ ،‬وفانية ‪ ،‬ألننا نرى أن األعضاء‬
‫مميتة‪  .‬يمكنني تعداد عدد المرات التي فتحت فيها األراضي التي اهتزتها الحركات المفاجئة أو‬
‫غرقت بسرعة ؛‪ ‬كم مرة طغت األمواج على المدن والجزر وذهبت إلى العمق ؛‪ ‬غمرت االهوار‬
‫السهول المثمرة ‪ ،‬جفت األنهار والبرك ؛‪ ‬كما سقطت الجبال على نحو متهور أو تم تسويتها‬
‫بالسهول‪  .‬دمرت العديد من المناطق وأسس العديد من الجبال بسبب النيران الكامنة والداخلية‪ .‬وهذا ال‬
‫ضا أن يكون له بعض القوة على جسد‬ ‫يكفي ‪ ،‬إذا لم يشفق هللا على أعضائه ‪ ،‬ما لم يُسمح لإلنسان أي ً‬
‫هللا‪ .‬تُبنى البحار ‪ ،‬وتُقطع الجبال ‪ ،‬وتُحفر أحشاء األرض الداخلية لجلب الثروات‪ .‬لماذا يجب أن أقول‬
‫إننا ال نستطيع حتى الحرث دون تمزيق الجسد اإللهي؟‪ ‬حتى نكون أشرار وغير مؤمنين في نفس‬
‫الوقت في ممارسة العنف ألعضاء هللا‪ .‬إذن ‪ ،‬هل يتألم هللا جسده ويتحمل إضعاف نفسه ‪ ،‬أو يسمح‬
‫لإلنسان أن يفعل ذلك؟‪ ‬ما لم يكن بالصدفة ذلك الذكاء اإللهي المختلط بالعالم وبجميع أنحاء‬
‫العالم ‪  ،‬تخلى عن الجانب الخارجي األول من األرض ‪ ،‬وانغمس في أدنى األعماق ‪ ،‬حتى ال يشعر‬
‫بأي ألم من التمزق المستمر‪ .‬ولكن إذا كان هذا تافهًا وسخيفًا ‪ ،‬فإنهم هم أنفسهم كانوا مجردين من‬
‫الذكاء مثل أولئك الذين لم يدركوا أن الروح اإللهية منتشرة في كل مكان ‪ ،‬وأن كل األشياء متماسكة‬
‫بواسطتها ‪ ،‬ولكن ليس بطريقة تجعل هللا ‪ ،‬من هو غير قابل للفساد ‪ ،‬يجب أن يختلط بعناصر ثقيلة‬
‫وقابلة للفساد‪  .‬لذلك فإن األصح الذي اشتقوه من أفالطون هو أن العالم خلقه هللا ‪ ،‬وهو أيضًا تحكمه‬
‫عنايته‪  .‬لذلك كان من المالئم أن يعلم أفالطون ‪ ،‬وأولئك الذين لديهم نفس الرأي ‪ ،‬وشرح السبب ‪ ،‬وما‬
‫السبب ‪ ،‬الختراع هذا العمل العظيم ؛‪ ‬لماذا أو من أجل من صنعها‪ .‬لكن الرواقيين يقولون أيضًا إن‬
‫العالم ُخلق من أجل الرجال الذين أسمعهم ‪ ،‬لكن أبيقور يجهل أي حساب أو من صنع الرجال‬
‫‪:‬أنفسهم‪ .‬بالنسبة لوكريتيوس ‪ ،‬عندما قال أن العالم لم يصنعه اآللهة ‪ ،‬قال هكذا‬

‫‪" -‬أن أقول ‪ ،‬مرة أخرى ‪ ،‬من أجل الرجال أنهم أرادوا أن يرتبوا الطبيعة المجيدة للعالم"‬

‫‪: -‬ثم قدم‬

‫هل هذا مجرد حماقة‪ .‬ألية فائدة يمكن أن يمنحها امتناننا للكائنات الخالدة والمباركة ‪ ،‬ومن أجلنا ‪" ،‬‬
‫"يجب أن يأخذوا في يدهم إلدارة كل شيء؟‬

‫ولسبب وجيه‪ .‬ألنهم لم يقدموا أي سبب لماذا خلق هللا الجنس البشري أو أنشأه‪ .‬إن عملنا هو تحديد‬
‫سر العالم واإلنسان ‪ ،‬اللذين لم يتمكنوا ‪ ،‬كونهم معدمين ‪ ،‬من الوصول< إلى ضريح الحقيقة أو‬
‫رؤيته‪  .‬لذلك ‪ ،‬كما قلت من قبل ‪ ،‬عندما افترضوا ما هو حقيقي ‪ ،‬أي أن العالم خلقه هللا ‪ ،‬و ُخلق من‬
‫أجل الناس ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬بما أن حجتهم خذلتهم في العواقب ‪ ،‬فقد لم يتمكنوا من الدفاع عما كانوا‬
‫يفترضونه‪ .‬حسنًا ‪ ،‬قال أفالطون ‪ ،‬حتى ال يجعل عمل هللا ضعيفًا وخاضعًا للدمار ‪ ،‬إنه سيبقى إلى‬
‫صنعت لتكون أبدية ‪ ،‬فلماذا إذا لم يكونوا هم من جعلها أبدية‬ ‫األبد‪ .‬إذا تم صنعها من أجل الناس ‪ ،‬و ُ‬
‫بسببهم؟‪ ‬إذا كانوا فناء بسبب من صنع ‪ ،‬كما يجب أن تكون نفسها مميتة وقابلة لالنحالل ‪ ،‬ألنها‬
‫ليست ذات قيمة أكبر من تلك التي صُنعت من أجلها‪ .‬ولكن إذا كانت حجته متسقة ‪ ،‬فسوف يفهم أنها‬
‫يجب أن تهلك ألنها صنعت ‪ ،‬وأنه ال شيء يمكن أن يبقى إلى األبد إال ما ال يمكن المساس به‪ .‬واما‬
‫من قال انها لم تصنع من اجل الناس فليس له حجة‪ .‬ألنه إذا قال أن الخالق قد اخترع هذه األعمال‬
‫بهذا الحجم لحسابه الخاص ‪ ،‬فلماذا إذن أنتجنا؟‪ ‬لماذا نستمتع بالعالم نفسه؟‪ ‬ماذا يعني خلق الجنس‬
‫البشري والمخلوقات الحية األخرى؟‪ ‬لماذا نعترض على مزايا اآلخرين؟‪ ‬باختصار لماذا نكبر وننقص‬
‫ونهلك؟‪ ‬ما السبب الكامن في إنتاجنا نفسه؟‪ ‬ماذا في خالفتنا الدائمة؟‪ ‬مما ال شك فيه أن هللا تمنى أن‬
‫يُنظر إلينا ‪ ،‬وأن نؤطر ‪ ،‬كما هي ‪ ،‬انطباعات مع تمثيالت مختلفة عن نفسه ‪ ،‬يمكن أن يسعد‬
‫بها‪  .‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فإنه سيقدر الكائنات الحية على أنها رعايته ‪ ،‬وخاصة‬
‫اإلنسان‪ .‬ألمر من جعل كل األشياء خاضعة‪ .‬ولكن بالنسبة ألولئك الذين يقولون إن العالم كان دائ ًما‬
‫موجودًا‪ :‬لقد أغفلت هذه النقطة ‪ ،‬وهي نفسها ال يمكن أن توجد بدون بداية ‪ ،‬ال يستطيعون تخليص‬
‫أنفسهم منها ؛‪ ‬لكني أقول هذا ‪ ،‬إذا كان العالم موجودًا دائ ًما ‪ ،‬فلن يكون له ترتيب منهجي‪ .‬فماذا يمكن‬
‫أن يحدث الترتيب في ذلك الذي لم يكن له بداية؟‪ ‬ألنه قبل القيام بأي شيء أو ترتيبه ‪ ،‬هناك حاجة إلى‬
‫مشورة يمكن تحديد كيفية القيام بها ؛‪ ‬وال يمكن عمل أي شيء بدون البصيرة لخطة مستقرة‪ .‬لذلك فإن‬
‫الخطة تسبق كل عمل‪ .‬لذلك فإن ما لم يتم القيام به ليس له خطة‪ .‬لكن العالم لديه خطة يوجد بها‬
‫ويحكمها ؛‪ ‬لذلك صنعت ايضا‪ .‬اذا صنعت فهي ايضا تهلك‪ .‬لذلك دعهم يحددون سببًا ‪ ،‬إن أمكنهم ذلك‬
‫‪ ،‬لماذا تم صنعه في البداية أو سيتم تدميره فيما بعد‪ .‬وألن أبيقور أو ديموقريطس لم يتمكنوا من‬
‫تدريس هذا ‪ ،‬قال إنه تم إنتاجه من تلقاء نفسه ‪ ،‬حيث تتجمع البذور معًا في جميع‬
‫االتجاهات ؛‪ ‬وعندما يتم حلها مرة أخرى ‪ ،‬سيتبع ذلك الخالف والدمار‪ .‬لذلك فقد شوه ما رآه بشكل‬
‫صحيح ‪ ،‬وبسبب جهله بالنظام أطاح بالنظام بأكمله ‪ ،‬واختزل العالم وكل األشياء التي حدثت فيه ‪،‬‬
‫إلى شبه حلم تافه ‪ ،‬إذا لم تكن هناك خطة موجودة في‪ .‬الشؤون اإلنسانية‪ .‬ولكن بما أن العالم وكل‬
‫أجزائه ‪ ،‬كما نرى ‪ ،‬تحكمها خطة رائعة‪ .‬منذ تأطير السماء ‪ ،‬ومسار النجوم واألجرام السماوية ‪،‬‬
‫المتناغم حتى في التنوع نفسه ‪ ،‬الترتيب الثابت والرائع للفصول ‪ ،‬الخصب المتنوع لألراضي ‪،‬‬
‫السهول المستوية ‪ ،‬الدفاعات و أكوام من الجبال ‪ ،‬واألخضر واإلنتاجية للغابات ‪ ،‬واالنفجار األكثر‬
‫صحة من النوافير ‪ ،‬والتدفق الجائر لألنهار الموسمية ‪ ،‬وتدفق البحر الغني والوفير ‪ ،‬وعكس التنفس‬
‫المفيد للرياح ‪ ،‬وكل ذلك يتم إصالح األشياء بأكبر قدر من االنتظام‪ :‬من هو األعمى لدرجة أنه يعتقد‬
‫أنها خلقت بدون سبب ‪ ،‬حيث تبرز التصرفات الرائعة لمعظم ترتيبات العناية؟‪ ‬إذا لم يكن هناك شيء‬
‫على اإلطالق وال يتم بدون سبب ؛‪ ‬إذا كانت تدبير هللا األسمى يتجلى من التصرف في‬
‫األشياء ‪  ،‬فخامته من عظمتهم ‪ ،‬وقوته من حكومتهم ‪ ،‬لذلك هم مملون ومجنون الذين قالوا أنه ال‬
‫يوجد عناية‪  .‬ال ينبغي أن أعارض إذا أنكروا وجود اآللهة مع هذا الشيء ‪ ،‬فإنهم قد يؤكدون وجود‬
‫واحد ؛‪  ‬لكن عندما فعلوا ذلك بهذه النية ‪ ،‬حتى يقولوا إنه ال يوجد أحد ‪ ،‬فمن ال يعتقد أنهم كانوا بال‬
‫‪.‬معنى هو نفسه بال معنى‬

‫رابعا‪  .‬أن كل األشياء قد تم إنشاؤها لبعض االستخدامات ‪ ،‬حتى تلك األشياء التي تبدو‬
‫‪.‬شريرة ؛‪ ‬حول ما يستمتع به الرجل في الحساب سببًا في أن يكسر جسدًا‬

‫كاف عن موضوع< العناية اإللهية في الكتاب األول‪ .‬ألنه إذا كان له أي وجود ‪ ،‬كما‬
‫ٍ‬ ‫لكننا تحدثنا بشكل‬
‫يظهر من الطبيعة الرائعة ألعماله ‪ ،‬فال بد أن نفس العناية اإللهية هي التي خلقت اإلنسان والحيوانات‬
‫األخرى‪  .‬لذلك دعونا نرى سبب وجود الجنس البشري ‪ ،‬حيث أنه من الواضح ‪ ،‬كما يقول<‬
‫الرواقيون ‪ ،‬أن العالم ُخ لق من أجل البشر ‪ ،‬على الرغم من أنهم لم يرتكبوا أي خطأ طفيف في هذا‬
‫األمر بالذات ‪ ،‬في قولهم لم يصنع من اجل انسان بل من اجل الناس‪ .‬لتسمية فرد واحد يفهم الجنس‬
‫البشري كله‪ .‬لكن هذا ينبع من حقيقة أنهم يجهلون أن إنسانًا واحدًا فقط من صنع هللا ‪ ،‬ويعتقدون أن‬
‫اإلنسان قد تم إنتاجه في جميع األراضي والحقول< مثل عيش الغراب‪ .‬لكن هرمس لم يكن يجهل أن‬
‫اإلنسان من صنع هللا وعلى شبه هللا‪ .‬لكنني أعود إلى موضوعي‪ .‬ال يوجد شيء ‪ ،‬كما أتخيل ‪ ،‬تم‬
‫صنعه لحسابه الخاص ؛‪ ‬ولكن كل ما يتم صنعه على اإلطالق يجب بالضرورة أن يتم لغرض‬
‫ما‪  .‬فمن هو إما عديم المعنى أو غير مهتم إلى هذا الحد بحيث يحاول فعل أي شيء عشوائيًا ‪ ،‬والذي‬
‫ال يتوقع منه أي فائدة أو فائدة؟‪ ‬من يبني بيتا ال يبنيه لهذا الغرض فقط ‪ ،‬ليكون بيتا ‪ ،‬بل يسكنه‪ .‬من‬
‫يبني سفينة ال يمنح عمله لهذا الحساب ‪ ،‬فقط لكي تكون السفينة مرئية ‪ ،‬ولكن يمكن للناس اإلبحار‬
‫فيها‪  .‬وبالمثل ‪ ،‬فإن من يصمم ويشكل أي إناء ال يفعل ذلك على هذا الحساب ‪ ،‬وأنه قد يبدو أنه فعل‬
‫ذلك فقط ‪ ،‬ولكن قد تحتوي السفينة عند صنعها على شيء ضروري لالستخدام‪ .‬وبنفس الطريقة ‪،‬‬
‫فإن األشياء األخرى ‪ ،‬مهما كانت مصنوعة ‪ ،‬من الواضح أنها ليست مصنوعة بشكل زائد عن‬
‫الحاجة ‪ ،‬ولكن لبعض األغراض المفيدة‪ .‬إنه سهل ‪ ،‬لذلك ‪ ،‬ان العالم خلقه هللا ال بسبب العالم‬
‫نفسه‪ .‬النه النه عديم االحساس ال يحتاج الى دفء الشمس وال نور وال نَفَس الرياح وال رطوبة الدُشّ‬
‫وال تغذية الثمار‪  .‬ولكن ال يمكن حتى القول إن هللا خلق العالم من أجله ‪ ،‬ألنه يمكن أن يوجد بدون‬
‫العالم ‪ ،‬كما فعل قبل خلقه ؛‪ ‬وهللا نفسه ال يستفيد من كل تلك األشياء الموجودة فيه والتي يتم‬
‫إنتاجها‪  .‬من الواضح ‪ ،‬إذن ‪ ،‬أن العالم قد تم بناؤه من أجل الكائنات الحية ‪ ،‬ألن الكائنات الحية تتمتع‬
‫بتلك األشياء التي يتكون منها ؛‪ ‬ولكي تعيش وتوجد ‪ ،‬يتم توفير كل األشياء الضرورية لها في أوقات‬
‫محددة‪ .‬مرة أخرى ‪ ،‬أن الكائنات الحية األخرى قد ُخلقت من أجل اإلنسان ‪ ،‬يتضح من هذا أنها‬
‫خاضعة لإلنسان ‪ ،‬وأعطيت لحمايته وخدمته ؛‪ ‬ألنهم ‪ ،‬سواء كانوا من األرض أو من الماء ‪ ،‬فهم ال‬
‫يدركون نظام العالم كما يفهمه اإلنسان‪ .‬يجب أن نجيب هنا على الفالسفة ‪ ،‬وخاصة على شيشرون ‪،‬‬
‫الذي يقول‪" :‬لماذا يجب على هللا ‪ ،‬عندما صنع كل األشياء لحسابنا ‪ ،‬أن يصنع كمية كبيرة جدًا من‬
‫الثعابين واألفاعي؟ لماذا يبدد الكثير من األشياء الخبيثة عن طريق البر وعن طريق البحر؟‬
‫"‪ ‬موضوع واسع جدًا للمناقشة ‪ ،‬ولكن يجب التطرق إليه بإيجاز ‪ ،‬كما هو الحال عابرًا‪ .‬بما أن‬
‫اإلنسان يتكون من عناصر مختلفة ومتناقضة ‪ ،‬نفس وجسد ‪ ،‬أي السماء واألرض ‪ ،‬ما هو طفيف‬
‫وما يمكن إدراكه للحواس ‪ ،‬ما هو أبدي وما هو مؤقت ‪ ،‬ما له حساسية وذاك الذي ال معنى له ‪ ،‬ما‬
‫هو موطن للنور وما هو مظلم ‪ ،‬يتطلب العقل نفسه والضرورة أن يتم وضع كل من الخير والشر‬
‫أمام اإلنسان ‪ -‬األشياء الصالحة التي قد يستخدمها ‪ ،‬واألشياء الشريرة التي قد يحرسها ويتجنبها‪ .‬فقد‬
‫ُأعطيت له حكمة بهذا المعنى ‪ ،‬حتى يتمكن من معرفة طبيعة الخير والشر ‪ ،‬أن يمارس قوة عقله في‬
‫طلب الخير وتجنب الشر‪ .‬ألن الحكمة لم تُعط للحيوانات األخرى ‪ ،‬كان كالهما محميًا بمالبس‬
‫طبيعية وكانا مسلحين ؛‪ ‬ولكن في مكان كل هؤالء أعطى لإلنسان أفضل ما هو العقل فقط‪ .‬لذلك‬
‫صوره عريانًا وغير مسلح ‪ ،‬فتلك الحكمة قد تكون دفاعًا عنه وسترًا‪ .‬لقد وضع دفاعه وزخرفته ليس‬
‫من الخارج ‪ ،‬ولكن ليس في الجسد ‪ ،‬ولكن في القلب ‪ ،‬ما لم تكن هناك شرور قد يحرسها ‪ ،‬والذي قد‬
‫يميزه عن الخير والمنفعة ‪ ،‬لم تكن الحكمة ضرورية له‪ .‬لذلك دع ماركوس توليوس يعرف أن السبب‬
‫قد تم إعطاؤه لإلنسان ألنه قد يأخذ األسماك بسبب استخدامه الخاص ‪ ،‬وتجنب الثعابين واألفاعي<‬
‫حفاظًا على سالمته ؛‪  ‬أو أن الخيرات والشر قد وضعت أمامه على هذا األساس ‪ ،‬ألنه قد نال الحكمة‬
‫التي تنشغل كل قوتها في التمييز بين الخير والشر‪ .‬عظيم ‪ ،‬إذن ‪ ،‬وصحيح ‪ ،‬ومثير لإلعجاب هو قوة‬
‫اإلنسان وعقله وقوته ‪ ،‬الذي من أجله خلق هللا العالم نفسه وكل األشياء ‪ ،‬كل ما هو موجود ‪ ،‬وأعطاه‬
‫الكثير من الشرف لدرجة أنه جعله فوق الجميع‪ .‬األشياء ‪ ،‬ألنه وحده يستطيع أن يعجب بأعمال‬
‫في مناقشة تدبير هللا األسمى في ذلك الكتاب الذي ‪ Asclepiades ،‬هللا‪ .‬لذلك ‪ ،‬بشكل رائع ‪ ،‬يقول‬
‫كتبه إلي‪"  :‬وعلى هذا الحساب ‪ ،‬قد يعتقد أي شخص ‪ ،‬ولسبب وجيه ‪ ،‬أن العناية اإللهية أعطت‬
‫المكان األقرب لنفسه الذي كان قاد ًرا على فهم ترتيبها‪ .‬فهذه هي الشمس‪ :‬من ينظر إليها حتى يفهم‬
‫سبب كونها الشمس ‪ ،‬وما مقدار تأثيرها على أجزاء أخرى من النظام؟ هذه هي السماء ‪ ،‬من ينظر‬
‫إليها؟ هذه هي األرض ‪ ،‬من يسكنها؟ هذا البحر ‪ ،‬من يبحر عليها؟ هذه هي النار ‪ ،‬من الذي‬
‫يستخدمها؟ "‪  ‬لذلك لم يرتب هللا األسمى هذه األشياء لحساب نفسه ‪ ،‬ألنه ال يحتاج إلى أي شيء ‪ ،‬بل‬
‫من أجل اإلنسان ‪ ،‬الذي قد يستفيد منها على النحو المناسب‪ .‬من ينظر إليها حتى يفهم سبب كونها‬
‫الشمس ‪ ،‬وما مقدار تأثيرها على األجزاء األخرى من النظام؟‪ ‬هذه هي الجنة من يتطلع اليها؟‪ ‬هذه‬
‫هي االرض من يسكنها‪ .‬هذا هو البحر من يبحر عليه؟‪ ‬هذه هي النار ‪ ،‬من يستخدمها؟ "لذلك لم يرتب‬
‫هللا األسمى هذه األشياء لحسابه ‪ ،‬ألنه ال يحتاج إلى أي شيء ‪ ،‬بل من أجل اإلنسان ‪ ،‬الذي يمكنه‬
‫االستفادة منها على النحو المناسب‪ .‬من ينظر إليها حتى يفهم سبب كونها الشمس ‪ ،‬وما مقدار تأثيرها‬
‫على األجزاء األخرى من النظام؟‪ ‬هذه هي الجنة من يتطلع اليها؟‪ ‬هذه هي االرض من يسكنها‪ .‬هذا‬
‫هو البحر من يبحر عليه؟‪  ‬هذه هي النار ‪ ،‬من يستخدمها؟ "لذلك لم يرتب هللا األسمى هذه األشياء‬
‫لحسابه ‪ ،‬ألنه ال يحتاج إلى أي شيء ‪ ،‬بل من أجل اإلنسان ‪ ،‬الذي يمكنه االستفادة منها على النحو‬
‫‪.‬المناسب‬

‫‪.‬خامساً‪ :‬خلق اإلنسان ‪ ،‬وتنظيم العالم ‪ ،‬ورئيس الخير‬

‫دعونا اآلن نحدد سبب كونه اإلنسان بنفسه‪ .‬ألنه إذا كان الفالسفة يعرفون هذا بشكل سيء ‪ ،‬فإنهم إما‬
‫قد حافظوا على تلك األشياء التي وجدوا أنها صحيحة ‪ ،‬أو لم يكونوا ليقعوا في أكبر األخطاء‪ .‬الن‬
‫هذا هو الشيء الرئيسي‪ .‬هذه هي النقطة التي يدور حولها كل شيء‪ .‬وإذا كان أحد ال يمتلك هذا ‪ ،‬فإن‬
‫الحقيقة كلها تبتعد عنه‪  .‬هذا ‪ ،‬باختصار ‪ ،‬هو الذي يجعلهم غير متسقين مع العقل ؛ ألنه إذا كان هذا‬
‫قد سلط عليهم ‪ ،‬فلو كانوا يعرفون كل غموض اإلنسان ‪ ،‬لما كانت األكاديمية أبدًا في معارضة كاملة‬
‫لخالفاتهم ‪ ،‬وللجميع‪ .‬الفلسفة‪ :‬إ ًذ ا ‪ ،‬فإن هللا لم يصنع العالم من أجله ‪ ،‬ألنه ال يقف في حاجة إلى‬
‫مزاياه ‪ ،‬بل من أجل اإلنسان الذي يستخدمه ‪ ،‬كذلك جعل اإلنسان نفسه من أجله‪ .‬مصلحة‬
‫شخصية‪ .‬ما فائدة هللا في اإلنسان ‪ ،‬كما يقول< أبيقور ‪ ،‬في أنه ينبغي أن يصنعه من أجله؟‪ ‬حقًا ‪ ،‬ليوجد‬
‫من يفهم أعماله ؛‪ ‬من قد يكون قاد ًرا على اإلعجاب بفهمه ‪ ،‬والتعبير بصوته ‪ ،‬عن البصيرة التي‬
‫تظهر في ترتيبهم ‪ ،‬وترتيب خلقهم ‪ ،‬والقوة المبذولة في إكمالهم‪ .‬وحاصل كل هذه األشياء أنه ينبغي‬
‫أن يعبد هللا‪ .‬الن من يفهم هذه يعبده‪ .‬إنه يتبعه باالحترام الواجب بصفته صانع كل شيء ‪ ،‬وهو أبوه‬
‫الحقيقي< ‪ ،‬الذي يقيس امتياز جاللته وفقًا الختراع أعماله وبدءها وإكمالها‪ .‬أي حجة أكثر وضوحًا‬
‫يمكن طرحها بأن هللا خلق العالم من أجل اإلنسان ‪ ،‬واإلنسان من أجله ‪ ،‬من أنه وحده من بين جميع‬
‫الكائنات الحية قد تم تشكيله بحيث تتجه عيناه نحو السماء ‪ ،‬ووجهه يتجه نحو هللا ‪ ،‬ووجهه في شركة‬
‫مع والده ‪ ،‬بحيث يظهر هللا ‪ ،‬كما كان ‪ ،‬ويده ممدودة مرفوعة‪ .‬اإلنسان من األرض ‪ ،‬ورفعه إلى‬
‫مستوى التأمل في نفسه‪ .‬يقول‪" :‬ما إذن ‪ ،‬هل تمنح العبادة التي يدفعها اإلنسان هللا المبارك الذي ال‬
‫يملك شيًئا؟ أو إذا أعطى مثل هذا الشرف لإلنسان ليخلق العالم من أجله ‪ ،‬ليؤمنه" بالحكمة ليجعله‬
‫سيد كل ما هو حي ‪ ،‬ويحبه كابن ‪ ،‬لماذا جعله عرضة للموت والتعفن؟ لماذا كشف موضوع حبه لكل‬
‫الشرور؟ وهو يليق بذلك الرجل يجب أن يكون سعيدًا ‪ ،‬كما لو كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا باهلل ‪ ،‬وأبدًا‬
‫‪ ،‬كما هو‬

‫على الرغم من أننا قمنا بتدريس هذه األشياء في الغالب بطريقة مبعثرة في الكتب السابقة ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬بما أن الموضوع اآلن يتطلب ذلك بشكل خاص ‪ ،‬ألننا تعهدنا بمناقشة موضوع الحياة‬
‫السعيدة ‪ ،‬يجب شرح هذه األشياء من قبلنا بعناية أكبر وبشكل كامل ‪ ،‬حتى يمكن معرفة الترتيب‬
‫الذي صنعه هللا وعمله ومشيئته‪ .‬على الرغم من أنه كان دائ ًما قاد ًرا بروحه الخالد على إنتاج أرواح‬
‫ال تعد وال تحصى ‪ ،‬كما أنه أنتج المالئكة ‪ ،‬الذين يوجد لهم خلود دون أي خطر أو خوف من الشرور‬
‫‪ ،‬إال أنه ابتكر عمالً ال يوصف ‪ ،‬بأي طريقة يمكن أن يخلق جمهو ًرا ال حصر له من النفوس التي‬
‫اتحدت في البداية بأجساد ضعيفة وهشة ‪ ،‬قد يضعها في الوسط بين الخير والشر ‪ ،‬حتى يضع فضيلة‬
‫أمامها مؤلفة كما هي من طبيعتين ؛‪ ‬أنهم قد ال يصلون إلى الخلود من خالل مسار حياة دقيق وسهل ‪،‬‬
‫ولكنهم قد يصلون إلى تلك المكافأة التي ال توصف للحياة األبدية بأقصى صعوبة وجهد كبير‪ .‬لذلك ‪،‬‬
‫لكي يكسوهم بأطراف ثقيلة ومعرضة لإلصابة ‪ ،‬حيث لم يتمكنوا من التواجد في الفراغ األوسط ‪،‬‬
‫وغرق وزن الجسد وخطورته إلى أسفل ‪ ،‬قرر أن يكون المسكن والمسكن أوالً‪ .‬بنيت لهم‪ .‬وهكذا ‪،‬‬
‫وبطاقة وقوة ال توصف ‪ ،‬ابتكر أعمال العالم الفائقة‪ .‬وبعد أن علق العناصر الخفيفة إلى العالء ‪،‬‬
‫وضغط على الثقيل إلى األعماق ‪ ،‬ق ّوى السماويات ‪ ،‬وأثبت األرض‪ .‬ليس من الضروري في الوقت‬
‫الحاضر متابعة كل نقطة على حدة ‪ ،‬ألننا ناقشناها جميعًا معًا في الكتاب الثاني‪ .‬لذلك وضع أنوار‬
‫السماء ‪ ،‬التي كان انتظامها وسطوعها وحركتها أكثر مالءمة لميزة الكائنات الحية‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬فقد أعطى األرض التي صممها كمسكن لهم ‪ ،‬وخصبًا إلخراج وإنتاج أشياء متنوعة ‪ ،‬حتى‬
‫أنها من خالل وفرة الفاكهة واألعشاب الخضراء يمكن أن تغذيها وفقًا لطبيعة ومتطلبات كل نوع‪ .‬ثم‬
‫بعد أن أكمل كل ما يخص حالة العالم ‪ ،‬شكل اإلنسان من األرض نفسها ‪ ،‬التي أعدها له منذ البداية‬
‫كمسكن‪ .‬أي أنه لبس روحه وغطى بها جسدًا أرضيًا ‪ ،‬حتى أنه قد يكون عرضة للخير والشر عند‬
‫ضغطه من مواد مختلفة ومتناقضة ؛‪ ‬وكما أن األرض نفسها مثمرة إلنتاج الحنطة ‪ ،‬لذا فإن جسد‬
‫اإلنسان ‪ ،‬المأخوذ من األرض ‪ ،‬قد نال قوة إنتاج النسل ‪ ،‬بما أنه مكون من مادة هشة ‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫يوجد إلى األبد ‪ ،‬عندما انقضت فترة زمنية من حياته الزمنية ‪ ،‬قد يرحل ‪ ،‬وبتسلسل دائم يجدد ما‬
‫حمله كان ضعيفًا وضعيفًا‪ .‬لماذا إ ًذا جعله ضعيفًا وفانيًا وهو قد بنى العالم من أجله؟‪ ‬بادئ ذي بدء ‪،‬‬
‫أنه يمكن إنتاج عدد ال حصر له من الكائنات الحية ‪ ،‬وأنه قد يمأل كل األرض بجمهور ؛‪ ‬في الموضع‬
‫التالي ‪ ،‬ليضع فضيلة اإلنسان أمام اإلنسان ‪ ،‬أي تحمل الشرور والعمل الذي قد ينال به ثواب‬
‫الخلود‪  .‬ألنه بما أن اإلنسان يتكون من جزأين ‪ ،‬جسد وروح ‪ ،‬أحدهما أرضي واآلخر سماوي ‪ ،‬فقد‬
‫خصصت لإلنسان حياتان‪ :‬األولى زمنية ‪ ،‬الذي يتم تعيينه للجسم‪ .‬اآلخر األبدي الذي يخص‬
‫الروح‪  .‬لقد استقبلنا األول عند والدتنا ونصل إلى الثاني بالسعي ‪ ،‬ذلك الخلود قد ال يوجد لإلنسان‬
‫دون أي صعوبة‪ .‬ذلك الدنيوي هو الجسد ‪ ،‬وبالتالي له نهاية ؛‪ ‬ولكن هذا السماوي كالروح ‪ ،‬وبالتالي‬
‫ليس له حد‪ .‬تلقينا األول عندما كنا جاهلين به ‪ ،‬والثاني عن علم ؛‪ ‬ألنها تُعطى للفضيلة ال للطبيعة ‪،‬‬
‫ألن هللا أراد أن نوفر الحياة ألنفسنا في الحياة‪ .‬لهذا السبب أعطانا هذه الحياة الحالية ‪ ،‬حتى نفقد تلك‬
‫الحياة الحقيقية واألبدية بسبب رذائلنا ‪ ،‬أو نربحها بالفضيلة‪ .‬ال تحتوي هذه الحياة الجسدية على الخير‬
‫الرئيسي ‪ ،‬ألنه ‪ ،‬كما ُأعطي لنا بسبب الضرورة اإللهية ‪ ،‬سيتم تدميرها مرة أخرى بسبب الضرورة‬
‫اإللهية‪ .‬وهكذا فإن ما له نهاية ال يحتوي على الصالح الرئيسي‪ .‬لكن الخير الرئيسي موجود في تلك‬
‫الحياة الروحية التي نكتسبها بأنفسنا ‪ ،‬ألنها ال يمكن أن تحتوي على الشر أو أن تكون لها نهاية‪ .‬أي‬
‫طبيعة الموضوع< ونظام الجسد يقدمان حجة‪ .‬ألن الحيوانات األخرى تميل نحو األرض ‪ ،‬ألنها‬
‫أرضية ‪ ،‬وغير قادرة على الخلود الذي من السماء ؛‪ ‬واما االنسان فيستقيم وينظر نحو السماء النه‬
‫اقترب له الخلود‪ .‬التي ال تأتي إال إذا أعطاها هللا لإلنسان‪ .‬وإال فلن يكون هناك فرق بين العادل‬
‫والظالم ‪ ،‬ألن كل إنسان يولد يصبح خالدًا‪ .‬فالخلود إذن ليس نتيجة الطبيعة ‪ ،‬بل هو ثواب الفضيلة‬
‫ومكافأتها‪ .‬أخي ًر ا ‪ ،‬ال يسير اإلنسان في وضع مستقيم فور والدته ‪ ،‬بل في البداية يسير في أربع ‪ ،‬ألن‬
‫طبيعة جسده وهذه الحياة الحاضرة مشتركة بيننا وبين الحيوانات البكم‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬عندما تتأكد قوته ‪،‬‬
‫يرفع نفسه ‪ ،‬ويحل لسانه حتى يتكلم بصراحة ‪ ،‬ولم يعد حيوانًا أخرس‪ .‬وهذه الحجة تعلمنا أن اإلنسان‬
‫يولد فانيًا ؛‪ ‬لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا ‪ ،‬عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ‪ ،‬أي أن يتبع البر ‪ ،‬الذي‬
‫يتألف من عبادة هللا ‪ ،‬حيث رفع هللا اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه‪ .‬ويحدث هذا عندما ينحي‬
‫اإلنسان ‪ ،‬المطهر في المرحضة السماوية ‪ ،‬طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ‪،‬‬
‫وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ‪ ،‬يصبح رجالً كامالً وكامالً‪ .‬إذا ثبت قوته يرفع نفسه ولسانه‬
‫لينطق حتى يتكلم بصراحة ولم يعد حيوانا أخرس‪ .‬وهذه الحجة تعلمنا أن اإلنسان يولد فانيًا ؛‪ ‬لكنه بعد‬
‫ذلك يصبح خالدًا ‪ ،‬عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ‪ ،‬أي أن يتبع البر ‪ ،‬الذي يتألف من عبادة‬
‫هللا ‪ ،‬حيث رفع هللا اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه‪ .‬ويحدث هذا عندما ينحي اإلنسان ‪ ،‬المطهر‬
‫في المرحضة السماوية ‪ ،‬طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ‪ ،‬وبعد أن نال زيادة في‬
‫القوة اإللهية ‪ ،‬يصبح رجالً كامالً وكامالً‪ .‬إذا ثبت قوته يرفع نفسه ولسانه لينطق حتى يتكلم بصراحة‬
‫ولم يعد حيوانا أخرس‪ .‬وهذه الحجة تعلمنا أن اإلنسان يولد فانيًا ؛‪ ‬لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا ‪ ،‬عندما‬
‫يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ‪ ،‬أي أن يتبع البر ‪ ،‬الذي يتألف من عبادة هللا ‪ ،‬حيث رفع هللا اإلنسان‬
‫إلى نظرة إلى السماء ونفسه‪ .‬ويحدث هذا عندما ينحي اإلنسان ‪ ،‬المطهر في المرحضة السماوية ‪،‬‬
‫طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ‪ ،‬وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ‪ ،‬يصبح‬
‫رجالً كامالً وكامالً‪ .‬لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا ‪ ،‬عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ‪ ،‬أي أن يتبع‬
‫البر ‪ ،‬الذي يتألف من عبادة هللا ‪ ،‬حيث رفع هللا اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه‪ .‬ويحدث هذا‬
‫عندما ينحي اإلنسان ‪ ،‬المطهر في المرحضة السماوية ‪ ،‬طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته‬
‫الماضية ‪ ،‬وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ‪ ،‬يصبح رجالً كامالً وكامالً‪ .‬لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا‬
‫‪ ،‬عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ‪ ،‬أي أن يتبع البر ‪ ،‬الذي يتألف من عبادة هللا ‪ ،‬حيث رفع هللا‬
‫اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه‪ .‬ويحدث هذا عندما ينحي اإلنسان ‪ ،‬المطهر في المرحضة‬
‫السماوية ‪ ،‬طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ‪ ،‬وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ‪،‬‬
‫‪.‬يصبح رجالً كامالً وكامالً‬

‫لذلك ‪ ،‬ألن هللا قد عرض الفضيلة أمام اإلنسان ‪ ،‬وإن كانت النفس والجسد مترابطين ‪ ،‬إال أنهما‬
‫متعارضان ‪ ،‬ويتعارض أحدهما مع اآلخر‪ .‬ما هو خير للروح شرير للجسد ‪ ،‬أي اجتناب الغنى ‪،‬‬
‫ونهي الملذات ‪ ،‬واحتقار األلم والموت‪ .‬وبنفس الطريقة ‪ ،‬فإن األشياء التي هي خير للجسد هي‬
‫شريرة للنفس ‪ ،‬أي الرغبة والشهوة ‪ ،‬اللذان بهما الرغبة في الغنى ‪ ،‬ومتعة الملذات المختلفة التي‬
‫تضعف الروح وتدمرها؟‪  ‬لذلك من الضروري أن يشترك العادل الحكيم في كل الشرور ‪ ،‬ألن الثبات‬
‫ينتصر على الشرور‪ .‬لكن الظالمين في الغنى ‪ ،‬في الشرف ‪ ،‬في السلطة‪ .‬الن هذه الخيرات تتعلق‬
‫ضا يعيشون حياة أرضية ‪ ،‬وال يمكنهم بلوغ الخلود‪ .‬النهم‬ ‫بالجسد وهي ارضية‪ .‬وهؤالء الرجال أي ً‬
‫اسلموا انفسهم للملذات اعداء الفضيلة‪ .‬لذلك يجب أن تخضع هذه الحياة الزمنية لتلك الحياة األبدية‬
‫كما يخضع الجسد للنفس‪ .‬إذن ‪ ،‬من يفضل حياة الروح يجب أن يحتقر حياة الجسد ؛‪ ‬وال يقدر بأية‬
‫طريقة أخرى أن يجاهد بعد ما هو أعلى ‪ ،‬إال إذا احتقر ما هو أدنى‪ .‬لكن من احتضن حياة الجسد ‪،‬‬
‫ووجه رغباته إلى أسفل إلى األرض ‪ ،‬لن يكون قاد ًرا على بلوغ تلك الحياة األعلى‪ .‬ولكن من يفضل‬
‫أن يعيش حياة طيبة إلى األبد ‪ ،‬سيعيش حياة سيئة لفترة من الوقت ‪ ،‬وسيتعرض لكل المتاعب والجهد‬
‫ما دام على األرض ‪ ،‬حتى يكون له عزاء إلهي وسماوي‪ .‬ومن يفضل أن يعيش حياة جيدة لفترة من‬
‫الزمن ‪ ،‬فإنه يعيش مريضا إلى األبد‪ .‬ألنه سيحكم عليه بعقوبة هللا إلى العقاب األبدي ألنه فضل‬
‫الخيرات األرضية على الخيرات السماوية‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬يسعى اإلنسان إلى أن يعبد هللا ويكرمه كأب‬
‫‪ ،‬حتى تكون له الفضيلة والحكمة ‪ ،‬اللذان ينتجان وحدهما `` الخلود ''‪ .‬ألنه ال يوجد غيره قادر على‬
‫منح هذا الخلود ‪ ،‬بما أنه وحده يمتلكه ‪ ،‬فإنه يمنح تقوى الرجل ‪ ،‬التي كرم بها هللا ‪ ،‬هذه المكافأة ‪،‬‬
‫ليتبارك إلى األبد ‪ ،‬ويكون من أجله‪ .‬دائما في حضرة هللا وفي مجتمع هللا‪ .‬وال يمكن ألحد أن يحتمي‬
‫بذريعة أن الذنب يعود للذي صنع الخير والشر‪ .‬فلماذا أراد أن يوجد هذا الشر إذا أبغضه؟‪ ‬لماذا لم‬
‫يفعل الصالح فقط حتى ال يخطئ أحد ‪ ،‬ال أحد يرتكب الشر؟‪ ‬على الرغم من أنني قد شرحت هذا في‬
‫جميع الكتب السابقة تقريبًا ‪ ،‬وتطرق إليه ‪ ،‬وإن كان قليالً ‪ ،‬أعاله ‪ ،‬إال أنه يجب ذكره مرارًا وتكرارًا‬
‫‪ ،‬ألن األمر برمته يدور حول هذه النقطة‪ .‬ألنه ال يمكن أن تكون هناك فضيلة ما لم يكن قد عمل‬
‫أشياء معاكسة‪ .‬وال يمكن أن تظهر قوة الخير على اإلطالق ‪ ،‬إال من خالل المقارنة بالشر‪ .‬وهكذا فإن‬
‫الشر ليس إال تفسير الخير‪ .‬لذلك إذا أزيل الشر ‪ ،‬فال بد من نزع الخير أيضًا‪ .‬إذا قطعت يدك اليسرى‬
‫أو قدمك اليسرى ‪ ،‬فلن يكون جسدك كامالً ‪ ،‬ولن تبقى الحياة نفسها كما هي‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬من أجل‬
‫التعديل المناسب إلطار الجسم ‪ ،‬يتم ربط األعضاء اليسرى بشكل مناسب مع اليمين‪ .‬وبنفس‬
‫الطريقة ‪ ،‬إذا صنعت شطرنج على حد سواء ‪ ،‬فلن يلعب أحد‪ .‬إذا أعطيت لونًا واحدًا فقط‬
‫للسيرك ‪ ،‬لن يظن أحد أن األمر يستحق أن يكون متفر ًجا ‪ ،‬كل متعة األلعاب الشركسية يتم‬
‫صا آخر باعتباره‬ ‫إقصاؤها‪ .‬ألن من أسس األلعاب ألول مرة كان مفضالً للون واحد ؛‪ ‬لكنه قدم شخ ً‬
‫منافسًا ‪ ،‬حيث قد تكون هناك منافسة ‪ ،‬وبعض التحزب في المشهد‪ .‬وهكذا ‪ ،‬عندما كان هللا ‪ ،‬عندما‬
‫ضا نقيضهم ‪ ،‬الذين قد يتنافسون معهم‪ .‬إذا كان العدو‬ ‫كان يثبت الخير ‪ ،‬ويعطي الفضيلة ‪ ،‬عين أي ً‬
‫والقتال راغبين ‪ ،‬فال يوجد نصر‪ .‬يزيل المسابقة ‪ ،‬وحتى الفضيلة ال شيء‪ .‬كم عدد المنافسات‬
‫المتبادلة بين الرجال ‪ ،‬وما هي الفنون المختلفة التي يمارسونها!‪ ‬ومع ذلك ‪ ،‬لن يُنظر إلى أي شخص‬
‫على أنه متفوق في الشجاعة أو السرعة أو التميز ‪ ،‬إذا لم يكن سيًئا خص ًما قد ينافسه‪ .‬وحيثما يكون‬
‫ضا المجد ومكافأة النصر معه‪ .‬لذلك ‪ ،‬لكي يقوي الفضيلة نفسها‬ ‫النصر قاصدًا ‪ ،‬ال بد أن يغيب أي ً‬
‫بالممارسة المستمرة ‪ ،‬ويجعلها كاملة من صراعها مع الشرور ‪ ،‬فقد أعطى كليهما معًا ‪ ،‬ألن كاًل‬
‫منهما دون اآلخر غير قادر على االحتفاظ بقوتها‪ .‬لذلك هناك تنوع يعتمد عليه نظام الحقيقة بأكمله‪ .‬ال‬
‫يفلت من مالحظتي ما قد يُحث هنا في المعارضة من قبل أشخاص أكثر مهارة‪ .‬إذا كان الخير ال‬
‫يمكن أن يوجد بدون شر ‪ ،‬فكيف تقول أنه قبل أن يسيء إلى هللا ‪ ،‬عاش اإلنسان األول في ممارسة‬
‫الخير فقط ‪ ،‬أم أنه سيعيش فيما بعد في ممارسة الخير فقط؟‪ ‬هذا السؤال يجب أن نفحصه ‪ ،‬ألنني‬
‫حذفته في الكتب السابقة ‪ ،‬حتى أتمكن من ملء الموضوع هنا‪ .‬قلنا أعاله أن طبيعة اإلنسان تتكون‬
‫من عناصر متعارضة‪ .‬ألن الجسد ‪ ،‬ألنه أرض ‪ ،‬يمكن أن يُمسك به ‪ ،‬ذات مدة مؤقتة ‪ ،‬بال معنى ‪،‬‬
‫ومظلمة‪  .‬ولكن النفس ‪ ،‬ألنها من السماء ‪ ،‬ال أساس لها من الصحة ‪ ،‬وأبدية ‪ ،‬ومليئة باإلحساس ‪،‬‬
‫وممتلئة بالبريق‪  .‬وألن هذه الصفات تتعارض مع بعضها البعض ‪ ،‬يستتبع ذلك بالضرورة أن يخضع‬
‫اإلنسان للخير والشر‪ .‬ينسب الخير إلى الروح ‪ ،‬ألنها ال تتحلل‪ .‬شر للجسد النه ضعيف‪ .‬لذلك ‪ ،‬بما‬
‫أن الجسد والروح مرتبطان ومتحدان معًا ‪ ،‬يجب بالضرورة أن يتماسك الخير والشر معًا ؛‪ ‬وال يمكن‬
‫أن ينفصل أحدهما عن اآلخر إال إذا انفصل (الجسد والروح)‪ .‬أخيرًا ‪ُ ،‬أعطيت معرفة الخير والشر‬
‫في نفس الوقت لإلنسان األول ؛‪ ‬ولما فهم هذا طُرد على الفور من المكان المقدس الذي ال يوجد فيه‬
‫شر‪ .‬ألنه عندما كان مل ًما بما هو جيد فقط ‪ ،‬كان يجهل أن هذا بحد ذاته جيد‪ .‬ولكن بعد أن تلقى معرفة‬
‫الخير والشر ‪ ،‬أصبح من غير القانوني اآلن أن يبقى في مكان السعادة هذا ‪ ،‬ونُفي إلى هذا العالم‬
‫المشترك ‪ ،‬حتى أنه قد يختبر في الحال هذين األمرين مع طبيعة الذي كان قد تعرف عليه في‬
‫الحال‪ .‬من الواضح ‪ ،‬إذن ‪ ،‬أن الحكمة قد ُأعطيت لإلنسان أنه قد يفصل بين الخير والشر ‪ -‬أنه قد‬
‫يميز بين األشياء المفيدة واألشياء غير المواتية ‪ ،‬بين األشياء المفيدة واألشياء غير المجدية ‪ -‬حتى‬
‫يكون لديه حكم ومراعاة فيما يتعلق بـ ما يجب أن يحذر منه ‪ ،‬وما الذي يرغب فيه ‪ ،‬وما يجب‬
‫تجنبه ‪ ،‬وما يجب اتباعه‪ .‬لذلك ال يمكن أن توجد الحكمة بدون شر‪ .‬وهذا المؤلف األول للجنس‬
‫البشري ‪ ،‬طالما كان مل ًما بالخير فقط ‪ ،‬عاش كطفل ‪ ،‬جاهل بالخير والشر‪ .‬ولكن ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬يجب‬
‫أن يكون اإلنسان اآلخرة حكي ًما وسعيدًا بدون أي شر‪ .‬ولكن هذا ال يمكن أن يحدث ما دامت النفس‬
‫لُب َست ببيت الجسد‪ .‬ولكن عندما يتم الفصل بين الجسد والروح ‪ ،‬عندئ ٍذ يفصل الشر عن الخير ؛‪ ‬وكما‬
‫يهلك الجسد وتبقى الروح ‪ ،‬كذلك يهلك الشر ويبقى الخير دائ ًما‪ .‬عندئ ٍذ ‪ ،‬بعد أن نال اإلنسان لباس‬
‫الخلود ‪ ،‬يكون حكي ًما وخاليًا من الشر مثل هللا‪ .‬لذلك ‪ ،‬الذي يتمنى أن نكون على دراية بالخير فقط ‪،‬‬
‫وال سيما يرغب في ذلك ‪ ،‬أن نعيش بدون الجسد ‪ ،‬حيث يوجد الشر‪ .‬ولكن إذا نزع الشر فإما الحكمة‬
‫كما قلت تؤخذ من اإلنسان الجسد‪ .‬الحكمة لكي يجهل الشر‪ .‬الجسم‪ ،‬أنه قد ال يكون عاقاًل بها‪ .‬ولكن‬
‫اآلن ‪ ،‬بما أن اإلنسان ُمز َّود بالحكمة ليعلم ‪ ،‬وجسدًا لإلدراك ‪ ،‬أراد هللا أن يتواجد كالهما على ح ٍد‬
‫سواء في هذه الحياة ‪ ،‬فقد تتفق هذه الفضيلة والحكمة‪ .‬لذلك وضع اإلنسان في الوسط ‪ ،‬بين االثنين ‪،‬‬
‫ليكون له الحرية في إتباع الخير أو الشر‪ .‬لكنه اختلط بالشر مع بعض األشياء التي تبدو جيدة ‪ ،‬أي‬
‫ضا اختلط بالخير بعض‬ ‫متنوعات وممتعة ‪ ،‬ليقود الناس بإغراءاتهم إلى الشر المستتر‪ .‬وهو أي ً‬
‫األشياء التي تبدو شريرة ‪ -‬أي الشدائد والبؤس والجهد ‪ -‬من خالل القسوة والبغضاء التي قد تنفر‬
‫منها النفس ‪ ،‬إذا تعرضت لإلهانة ‪ ،‬من الخير المستتر‪ .‬ولكن هنا نحتاج إلى منصب الحكمة ‪ ،‬حتى‬
‫نتمكن من رؤية العقل أكثر من الجسد ‪ ،‬وهو ما ال يستطيع فعله سوى قلة قليلة ؛‪ ‬ألنه في حين أن‬
‫الفضيلة صعبة وناد ًرا ما توجد ‪ ،‬فإن المتعة شائعة وعامة‪ .‬وهكذا يحدث بالضرورة أن يُحسب الحكيم‬
‫على أنه أحمق ‪ ،‬الذي بينما يبحث عن األشياء الصالحة التي ال تُرى ‪ ،‬يسمح لمن يُرى أنه ينزلق من‬
‫يديه ؛‪ ‬وبينما يجتنب الشرور التي ال تُرى ‪ ،‬يقع في الشرور التي أمام العينين‪ .‬وهو ما يحدث لنا‬
‫عندما ال نرفض التعذيب وال الموت نيابة عن اإليمان ‪ ،‬ألننا مدفوعون إلى أعظم الشر ‪ ،‬لكي نخون‬
‫اإليمان وننكر اإلله الحقيقي ‪ ،‬ونضحي لآللهة الميتة والموتية‪ .‬هذا هو السبب في أن هللا جعل اإلنسان‬
‫فانيًا ‪ ،‬وجعله عرضة للشرور ‪ ،‬على الرغم من أنه وضع العالم من أجله ‪ ،‬أي أنه قد يكون قادرًا‬
‫‪ ،‬على الفضيلة ‪ ،‬وأن فضيلته قد تكافئه بالخلود‪ .‬اآلن الفضيلة ‪ ،‬كما بينا‬

‫‪.‬السادس‪ .‬لماذا خلق العالم والرجل‪ .‬كم هو غير صالح هو عبادة اآللهة الزائفة‬


‫اآلن دعونا نحدد الحجة بأكملها بتعريف موجز‪ .‬لهذا ُخلق العالم لكي نولد ؛‪ ‬لقد ولدنا من أجل هذه‬
‫الغاية ‪ ،‬لنتعرف على خالق العالم وأنفسنا ‪ -‬هللا ؛‪ ‬نحن نعترف به لهذه الغاية ‪ ،‬لكي نعبده‪ .‬نحن نعبده‬
‫من أجل هذه الغاية حتى ننال الخلود كمكافأة على أعمالنا ‪ ،‬ألن عبادة هللا تتكون من أعظم‬
‫األعمال ؛‪ ‬من أجل هذه الغاية ‪ ،‬نُكافأ بالخلود ‪ ،‬حتى نكون مثل المالئكة ‪ ،‬يمكننا أن نخدم اآلب‬
‫األسمى والرب إلى األبد ‪ ،‬وقد نكون إلى األبد ملكوتًا هلل‪ .‬هذا هو مجموع كل شيء ‪ ،‬هذا سر هللا ‪،‬‬
‫هذا سر العالم ‪ ،‬الذي اغتربوا منه ‪ ،‬الذين كرسوا أنفسهم ‪ ،‬بعد اإلشباع الحالي ‪ ،‬للسعي وراء‬
‫الخيرات األرضية والضعيفة ‪ ،‬وبواسطة المتع المميتة غرقت كما كانت في الوحل والوحل أرواحهم‬
‫التي ولدت من أجل المساعي السماوية‪ .‬دعونا اآلن ‪ ،‬في المكان التالي ‪ ،‬نتساءل عما إذا كان هناك‬
‫أي شيء معقول< في عبادة هذه اآللهة‪ .‬ألنهم إذا كثروا ‪ ،‬إذا كانوا يعبدونهم لهذا الحساب فقط ‪،‬‬
‫ليمنحهم الثروات واالنتصارات واألوسمة وكل األشياء التي ال فائدة منها إال في الوقت الحاضر ؛‪ ‬إذا‬
‫تم إنتاجنا بدون سبب ‪ -‬إذا لم يتم استخدام العناية اإللهية في إنتاج الرجال ‪ -‬إذا تم إحضارنا بالصدفة‬
‫ألنفسنا ‪ ،‬ومن أجل سعادتنا ‪ -‬إذا لم نكن شيًئا بعد الموت ‪ - ،‬ماذا يمكن أن تكون زائدة عن الحاجة ‪،‬‬
‫وفارغة ‪ ،‬وعبثا ‪ ،‬مثل شؤون اإلنسان ‪ ،‬والعالم نفسه؟‪ ‬والتي ‪ ،‬على الرغم من ضخامة حجمها ‪ ،‬وتم‬
‫بناؤها بمثل هذا الترتيب الرائع ‪ ،‬ومع ذلك فهي مشغولة بموضوعات< تافهة‪ .‬فلماذا تحرّك نسمة‬
‫الرياح الغيوم؟‪  ‬لماذا تشرق البروق ‪ ،‬وتزمجر الرعد ‪ ،‬أو تسقط األمطار ‪ ،‬لتخرج األرض نموها ‪،‬‬
‫وتغذي نتاجها المتنوع؟‪ ‬لماذا ‪ ،‬باختصار ‪ ،‬يجب أن تعمل كل الطبيعة بحيث ال يوجد شيء ينقصه‬
‫تلك األشياء التي تدوم حياة اإلنسان ‪ ،‬إذا كانت باطلة ‪ ،‬إذا هلكنا تما ًما ‪ ،‬إذا لم يكن فينا شيء أكثر‬
‫فائدة هلل؟‪  ‬ولكن إذا كان الكالم غير قانوني ‪ ،‬ولم يكن من الممكن التفكير في أنه ممكن ‪ ،‬فإن ما تراه‬
‫متوافقًا مع العقل لم يتم إنشاؤه بسبب سبب ما من األهمية ‪ ،‬فما السبب الذي يمكن أن يكون هناك في‬
‫هذه األخطاء الفاسدة األديان ‪ ،‬وفي هذا اإلقناع الفالسفة الذي يتخيلون به أن األرواح تهلك؟‪ ‬بالتأكيد‬
‫ال يوجد‪ .‬لماذا يقولون لماذا تزود اآللهة الرجال بانتظام بكل شيء في موسمها؟‪ ‬وهل نقدم لهم الذرة‬
‫والخمر ورائحة البخور ودم البهائم؟‪ ‬ما ال يقبله الخالدون ‪ ،‬ألنها هالكة‪ .‬وال يمكن أن تكون ذات فائدة‬
‫لكائنات معدومة األجساد ‪ ،‬ألن هذه األشياء قد أعطيت الستخدام أولئك الذين يمتلكون أجسادًا ؛‪ ‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬إذا طلبوا هذه األشياء ‪ ،‬فيمكنهم منحها ألنفسهم عندما يرغبون‪ .‬وسواء هلكت األرواح أو‬
‫وجدت إلى األبد ‪ ،‬ما هو المبدأ الذي ينطوي عليه عبادة اآللهة ‪ ،‬أو من أنشأ العالم؟‪ ‬لماذا ‪ ،‬أو متى ‪،‬‬
‫أو إلى متى ‪ ،‬أو إلى أي مدى أنتج الرجال ‪ ،‬أو على أي حساب؟‪ ‬لماذا ينهضون ويموتون ويخلفون‬
‫بعضهم البعض ‪ ،‬متجددة؟‪ ‬ما الذي تناله اآللهة من عبادة من هم على وشك أن ال وجود لهم بعد‬
‫الموت؟‪ ‬ماذا يفعلون ‪ ،‬بماذا يعدون ‪ ،‬بماذا يهددون ‪ ،‬والذي يستحق الرجال أو اآللهة؟‪ ‬أو إذا بقيت‬
‫النفوس بعد الموت ‪ ،‬فماذا يفعلون أو هم على وشك أن يفعلوا احتراما ً لهم؟‪ ‬ما حاجتهم إلى كنز من‬
‫بيت النفوس؟‪ ‬من أي مصدر ينشأون هم أنفسهم؟‪ ‬كيف ‪ ،‬ولماذا ‪ ،‬ومن أين هم هذا العدد‬
‫الكبير؟‪  ‬وهكذا يحدث ‪ ،‬أنه إذا ابتعد يون عن مجموع األشياء التي قمنا بتكوينها أعاله ‪ ،‬فإن كل نظام‬
‫يتم تدميره ‪ ،‬وكل األشياء تعود إلى ال شيء‪ .‬ماذا يفعلون أم أنهم على وشك أن يفعلوا احترامهم؟‪ ‬ما‬
‫حاجتهم إلى كنز من بيت النفوس؟‪ ‬من أي مصدر ينشأون هم أنفسهم؟‪ ‬كيف ‪ ،‬ولماذا ‪ ،‬ومن أين هم‬
‫هذا العدد الكبير؟‪  ‬وهكذا يحدث ‪ ،‬أنه إذا ابتعد يون عن مجموع األشياء التي قمنا بتكوينها أعاله ‪ ،‬فإن‬
‫كل نظام يتم تدميره ‪ ،‬وكل األشياء تعود إلى ال شيء‪ .‬ماذا يفعلون أم أنهم على وشك أن يفعلوا‬
‫احترامهم؟‪ ‬ما حاجتهم إلى كنز من بيت النفوس؟‪ ‬من أي مصدر ينشأون هم أنفسهم؟‪ ‬كيف ‪ ،‬ولماذا ‪،‬‬
‫ومن أين هم هذا العدد الكبير؟‪ ‬وهكذا يحدث ‪ ،‬أنه إذا ابتعد يون عن مجموع األشياء التي قمنا بتكوينها‬
‫‪.‬أعاله ‪ ،‬فإن كل نظام يتم تدميره ‪ ،‬وكل األشياء تعود إلى ال شيء‬

‫‪.‬سابعا‪ .‬من مجموعة متنوعة من الفالسفة ‪ ،‬وحقيقتهم‬

‫وألن الفالسفة لم يفهموا هذه النقطة الرئيسية ‪ ،‬لم يكونوا قادرين على فهم الحقيقة ‪ ،‬على الرغم من‬
‫أنهم في الغالب رأوا وشرحوا تلك األشياء التي تتكون منها النقطة األساسية نفسها‪ .‬لكن أشخاصًا‬
‫مختلفين قدموا كل هذه األشياء ‪ ،‬وبطرق مختلفة ‪ ،‬ال يربطون بين أسباب األشياء ‪ ،‬وال العواقب ‪،‬‬
‫وال األسباب ‪ ،‬حتى يتمكنوا من االتحاد معًا وإكمال تلك النقطة الرئيسية التي تضم الكل‪ .‬لكن من‬
‫السهل إظهار أن الحقيقة الكاملة تقريبًا قد قسمت بين الفالسفة والطوائف‪ .‬ألننا ال نسقط الفلسفة كما‬
‫اعتاد األكاديميون على ذلك ‪ ،‬حيث كانت خطتهم هي الرد على كل شيء ‪ ،‬وهو باألحرى االفتراء‬
‫والسخرية ؛‪  ‬لكننا نظهر أنه لم تكن هناك طائفة بعيدة عن الطريق ‪ ،‬وال فيلسوف عبث ‪ ،‬حتى ال يرى‬
‫شيًئا من الحقيقة‪  .‬لكن بينما هم غاضبون من الرغبة في التناقض ‪ ،‬وهم يدافعون عن حججهم الخاصة‬
‫حتى لو كانت زائفة ‪ ،‬ويطيحون بحجج اآلخرين على الرغم من صحتها ‪ ،‬لم يفلت منهم الحقيقة‬
‫فحسب ‪ ،‬وهم يتظاهرون بأنهم كانوا يبحثون عنها ‪ ،‬بل هم هم أنفسهم‪ .‬فقدها بشكل رئيسي بسبب‬
‫خطأهم‪  .‬لكن لو كان هناك من يجمع الحقيقة المشتتة بين األفراد وتشتت بين الطوائف ‪ ،‬ويختزلها إلى‬
‫جسد ‪ ،‬فهو بالتأكيد لن يختلف معنا‪ .‬لكن ال أحد قادر على القيام بذلك ‪ ،‬ما لم يكن لديه خبرة ومعرفة‬
‫بالحقيقة‪ .‬لكن معرفة الحقيقة تخص فقط من علمه هللا‪ .‬ألنه ال يستطيع بأي طريقة أخرى أن يرفض‬
‫األشياء الباطلة ‪ ،‬أو أن يختار ويوافق على ما هو صحيح ؛‪ ‬ولكن حتى لو كان بالصدفة أن ينفذ‬
‫ذلك ‪ ،‬من المؤكد أنه سيلعب دور الفيلسوف‪ .‬وعلى الرغم من أنه لم يستطع الدفاع عن هذه األشياء‬
‫بالشهادات اإللهية ‪ ،‬إال أن الحقيقة تشرح نفسها بنورها الخاص‪ .‬لذلك فإن خطأ هؤالء ال يُصدق ‪،‬‬
‫الذين ‪ ،‬عندما يوافقون على أي طائفة ‪ ،‬ويكرسون أنفسهم لها ‪ ،‬يدينون اآلخرين على أنهم باطلون‬
‫وباطلة ‪ ،‬ويسلحون أنفسهم للقتال ‪ ،‬ال يعرفون ما يجب أن يدافعوا عنه وال ماذا يدحضون‪ .‬؛‪ ‬والهجوم‬
‫في كل مكان ‪ ،‬دون تمييز ‪ ،‬على كل ما يقدمه من يختلف معهم‪ .‬بسبب هذه المزاعم األكثر عنادًا ‪ ،‬لم‬
‫تكن هناك فلسفة اقتربت من الحقيقة ‪ ،‬ألن الحقيقة الكاملة قد تضمنتها في أجزاء منفصلة‪ .‬قال‬
‫أفالطون أن العالم خلقه هللا‪ :‬األنبياء يتكلمون كذلك ؛‪ ‬ونفس الشيء واضح من آيات العرافة‪ .‬لذلك هم‬
‫مخطئون ‪ ،‬الذين قالوا إما أن كل األشياء قد تم إنتاجها من تلقاء نفسها أو من مجموعة من‬
‫الذرات ؛‪ ‬بما أن عال ًما عظي ًما جدًا ‪ ،‬مزينًا جدًا وبهذا الحجم ‪ ،‬لم يكن من الممكن صنعه أو ترتيبه‬
‫وترتيبه بدون مؤلف أكثر مهارة ‪ ،‬وهذا الترتيب ذاته الذي يُدرك من خالله أن كل األشياء تبقى معًا‬
‫وأن تحكمها حاذق بأمهر عقل‪ .‬يقول الرواقيون أن العالم ‪ ،‬وكل ما بداخله ‪ُ ،‬خلق من أجل الناس‪:‬‬
‫الكتابات المقدسة تعلمنا الشيء نفسه‪ .‬لذلك كان ديموقريطس مخطًئا ‪ ،‬إذ ظن أنهم قد انسكبوا من‬
‫األرض مثل الديدان ‪ ،‬دون أي مؤلف أو خطة‪ .‬ألن سبب خلق اإلنسان ينتمي إلى سر إلهي‪ .‬وألنه لم‬
‫يكن قاد ًرا على معرفة ذلك ‪ ،‬لقد جعل حياة اإلنسان ال شيء‪ .‬أكد أريستو أن الرجال ولدوا لممارسة‬
‫الفضيلة ؛‪ ‬كما يتم تذكيرنا ونتعلم نفس الشيء من األنبياء‪ .‬لذلك ينخدع أريستيبس ‪ ،‬الذي جعل‬
‫اإلنسان خاضعًا للمتعة ‪ ،‬أي للشر ‪ ،‬كما لو كان وح ًشا‪ .‬جادل فيريسيدس وأفالطون بأن األرواح‬
‫الذي ‪ Democritus ،‬مخطًئا ‪ ،‬مع ‪ Dicaearchus‬خالدة‪ .‬لكن هذه عقيدة غريبة في ديننا‪ .‬لذلك كان‬
‫أن هناك مناطق شيطانية ‪ ،‬وأن ‪ Zeno the Stoic‬جادل بأن األرواح هلكت مع الجسد وذابت ‪ ،‬علم‬
‫مساكن الخير انفصلت عن األشرار ؛‪ ‬وأن األولى تمتعت بمناطق مسالمة وممتعة ‪ ،‬ولكن هذه‬
‫األخيرة عانت من العقاب في األماكن المظلمة وفي هاوية الوحل الرهيبة‪ :‬األنبياء يظهرون نفس‬
‫الشيء‪ .‬لذلك أخطأ أبيقور ‪ ،‬من ظن أن ذلك كان من اختراع الشعراء ‪ ،‬وشرح عقوبات< المناطق‬
‫الجهنمية التي يتحدث عنها ‪ ،‬كما يحدث في هذه الحياة‪ .‬لذلك تطرق الفالسفة إلى الحقيقة الكاملة وكل‬
‫سر من أسرار ديننا المقدس‪ .‬ولكن عندما نفى اآلخرون ذلك ‪ ،‬لم يتمكنوا من الدفاع عما وجدوه ‪ ،‬ألن‬
‫النظام لم يتفق مع التفاصيل< ؛‪ ‬ولم يكونوا قادرين على اختزال تلك األشياء التي أدركوا أنها‬
‫صحيحة ‪ ،‬كما فعلنا أعاله إلى ملخص‪ .‬ألن النظام ال يتفق مع التفاصيل ؛‪ ‬ولم يكونوا قادرين على‬
‫اختزال تلك األشياء التي أدركوا أنها صحيحة ‪ ،‬كما فعلنا أعاله إلى ملخص‪ .‬ألن النظام ال يتفق مع‬
‫التفاصيل ؛‪  ‬ولم يكونوا قادرين على اختزال تلك األشياء التي أدركوا أنها صحيحة ‪ ،‬كما فعلنا أعاله‬
‫‪.‬إلى ملخص‬

‫‪.‬ثامنا‪ .‬خلود الروح‬

‫لذلك ‪ ،‬فإن الخير الرئيسي الوحيد هو الخلود ‪ ،‬الذي نشأنا وولدنا منه في األصل‪ .‬لهذا نوجه‬
‫مسارنا ؛‪ ‬الطبيعة البشرية تعتبر هذا ؛‪ ‬لهذه الفضيلة ترفعنا‪ .‬وألننا اكتشفنا هذا الخير ‪ ،‬يبقى أننا يجب‬
‫ضا عن الخلود نفسه‪ .‬إن حجج أفالطون ‪ ،‬على الرغم من أنها تساهم كثيرًا في‬ ‫أن نتحدث أي ً‬
‫الموضوع ‪ ،‬إال أنها ال تملك قوة كافية إلثبات الحقيقة وملؤها ‪ ،‬ألنه لم يلخص ويجمع في واحدة خطة‬
‫كل هذا اللغز العظيم ‪ ،‬ولم يفهم الرئيس‪ .‬جيد‪ .‬ألنه على الرغم من إدراكه للحقيقة التي تحترم خلود‬
‫النفس ‪ ،‬إال أنه لم يتكلم باحترامها كما لو كانت الصالح األساسي‪ .‬لذلك فنحن قادرون على استنباط‬
‫الحقيقة بعالمات أكثر يقينًا ؛‪ ‬الننا لم نجمعه بظن مشكوك فيه بل عرفناه بأمر من هللا‪ .‬هكذا استنتج‬
‫أفالطون أن كل ما له إدراك في حد ذاته ‪ ،‬ويتحرك دائ ًما ‪ ،‬فهو خالد ؛‪ ‬ألن ما ليس له بداية حركة‬
‫ليس على وشك أن يكون له نهاية ‪ ،‬ألنه ال يمكن أن يهجر من تلقاء نفسه‪ .‬لكن هذه الحجة ستمنح‬
‫الوجود األبدي حتى للحيوانات الغبية ‪ ،‬ما لم يكن قد ميز عن طريق إضافة الحكمة‪ .‬وأضاف ‪،‬‬
‫لذلك ‪ ،‬أنه قد يفلت من هذا االرتباط المشترك ‪ ،‬أن روح اإلنسان ال يمكن أن تكون غير خالدة ‪ ،‬لما‬
‫لها من مهارة رائعة في االختراع ‪ ،‬وسرعة في التفكير ‪ ،‬واستعدادها في اإلدراك والتعلم ‪ ،‬وذاكرة‬
‫اإلنسان‪ .‬الماضي ‪ ،‬وبصيرة المستقبل ‪ ،‬ومعرفته بالفنون والموضوعات< التي ال تعد وال تحصى ‪،‬‬
‫والتي ال تمتلكها الكائنات الحية األخرى ‪ ،‬تبدو إلهية وسماوية ؛‪ ‬بسبب الروح التي تتص ّور مثل هذه‬
‫األشياء العظيمة وتحتوي على مثل هذه العظائم ‪ ،‬ال يوجد أصل على األرض ‪ ،‬ألنه ليس له أي‬
‫مزيج أرضي متحد معه‪ .‬لكن ما هو ثقيل في اإلنسان ‪ ،‬وقابل لالنحالل ‪ ،‬يجب أن يتم حله في‬
‫األرض ؛‪  ‬في حين أن ما هو طفيف ودقيق غير قادر على االنقسام ‪ ،‬وعندما يتحرر من مسكن الجسد‬
‫‪ ،‬كما من السجن ‪ ،‬يطير إلى السماء وإلى طبيعته‪ .‬هذا ملخص موجز لمبادئ أفالطون ‪ ،‬والتي تم‬
‫ضا من نفس المشاعر ‪ ،‬ومعلمه‬ ‫شرحها بشكل واسع وغزير في كتاباته‪ .‬كان فيثاغورس سابقًا أي ً‬
‫الذي ذكر شيشرون أنه كان أول من تحدث باحترام خلود الروح‪ .‬وعلى الرغم من ‪Pherecydes ،‬‬
‫أن كل هؤالء قد برعوا في البالغة ‪ ،‬إال أنه في هذه المسابقة على األقل ‪ ،‬لم يكن لدى أولئك الذين‬
‫وأخيراً ‪ Democritus ،‬أوالً ‪ ،‬ثم ‪ Dicaearchus‬جادلوا ضد هذا الرأي سلطة أقل ؛‬
‫حتى يتم التشكيك في األمر نفسه الذي كانوا يتنازعون بشأنه‪ .‬أخي ًرا ‪ ،‬بعد أن حدد ‪Epicurus: ‬‬
‫ضا آراء كل هؤالء الذين يحترمون الخلود والموت ‪ ،‬أعلن أنه ال يعرف ما هي‬ ‫توليوس أي ً‬
‫الحقيقة‪ .‬قال‪" :‬أي من هذه اآلراء صحيح ‪ ،‬قد يرى بعض هللا"‪ .‬ومرة أخرى يقول< في مكان آخر‪:‬‬
‫"بما أن كل هذه اآلراء قد تعلّمها مدافعون ‪ ،‬فال يمكن التكهن بما هو مؤكد"‪ .‬لكننا لسنا بحاجة إلى‬
‫‪.‬العرافة ‪ ،‬ألن األلوهية نفسها قد كشفت لنا الحقيقة‬

‫‪.‬تاسعا‪ .‬خلود الروح والخلود‬

‫من خالل هذه الحجج ‪ ،‬التي لم يخترعها أفالطون وال أي شخص آخر ‪ ،‬يمكن إثبات عدم أخالقية‬
‫النفوس وإدراكها‪ :‬ما هي الحجج التي سنجمعها بإيجاز ‪ ،‬ألن خطابي يسارع إلى ربط دينونة هللا‬
‫العظيمة ‪ ،‬والتي سيتم االحتفال بها في األرض في اقتراب نهاية العالم‪ .‬قبل كل شيء ‪ ،‬بما أن هللا ال‬
‫يمكن أن يراه اإلنسان ‪ ،‬لئال يتخيل أحد من هذا الظرف أن هللا غير موجود ‪ ،‬ألنه لم يراه بالعين‬
‫الفانية ‪ ،‬من بين الترتيبات الرائعة األخرى ‪ ،‬صنع أشياء كثيرة هي قوتها‪ .‬ظاهر ‪ ،‬لكن الجوهر ال‬
‫يُرى ‪ ،‬كالصوت والرائحة والريح ‪ ،‬أنه من خالل الرمز ومثال هذه األشياء قد ندرك هللا من خالل‬
‫قوته وعمله وأعماله ‪ ،‬على الرغم من أنه لم يقع تحت أنظار أعيننا ‪ .‬ما اوضح من الصوت او اقوى‬
‫من الريح‪ .‬أم أقوى من الرائحة؟‪ ‬ومع ذلك ‪ ،‬عندما يتم حملها في الهواء وتصل إلى حواسنا ‪ ،‬وتدفعها‬
‫بفعاليتها ‪ ،‬ال يتم تمييزها بالبصر ‪ ،‬ولكن يتم إدراكها من قبل أجزاء أخرى من الجسم‪ .‬وبنفس‬
‫الطريقة ‪ ،‬ال يجب أن ندرك هللا من خالل البصر أو أي إحساس ضعيف آخر ؛‪ ‬ولكن يجب أن تراه‬
‫أعين العقل ‪ ،‬ألننا نرى أعماله الالمعة والرائعة‪ .‬بالنسبة ألولئك الذين أنكروا تما ًما وجود هللا ‪ ،‬ال‬
‫ضا ‪ ،‬الذين يتألفون ‪ ،‬بشكل‬ ‫يجب أن أرفض تسميتهم بالفالسفة فحسب ‪ ،‬بل يجب أن أنكر اسمهم أي ً‬
‫مشابه جدًا للحيوانات البكم ‪ ،‬من الجسد فقط ‪ ،‬وال يميزون شيًئا عقلهم ‪ ،‬وإشارة كل شيء إلى‬
‫الحواس الجسدية ‪ ،‬الذين اعتقدوا أنه ال يوجد شيء سوى ما تراه بأعينهم‪ .‬وألنهم رأوا أن الشدائد‬
‫حلّت باألشرار ‪  ،‬أو حدث االزدهار للصالح ‪ ،‬فقد اعتقدوا أن كل األشياء كانت تتم بالثروة ‪ ،‬وأن‬
‫العالم أنشأته الطبيعة ‪ ،‬وليس العناية اإللهية‪ .‬ومن ثم وقعوا في الحال في السخافات التي أعقبت‬
‫بالضرورة مثل هذا الشعور‪ .‬ولكن إذا كان هناك إله غير مادي وغير مرئي وأبدي ‪ ،‬فمن المصداقية‬
‫أن الروح ‪ ،‬بما أنها ال تُرى ‪ ،‬ال تموت بعد خروجها من الجسد ؛‪ ‬ألنه من الواضح أن هناك شيًئا‬
‫يُدرك ويكون قويًا ولكنه ال يظهر في األفق‪ .‬ولكن ‪ ،‬كما يقال ‪ ،‬من الصعب أن نفهم بالعقل كيف‬
‫يمكن للروح أن تحتفظ بإدراكها بدون تلك األجزاء من الجسد التي يوجد فيها مكتب اإلدراك‪ .‬ماذا‬
‫عن هللا؟‪ ‬هل من السهل أن نفهم كيف يكون قويا ً بدون جسد؟‪ ‬ولكن إذا كانوا يؤمنون بوجود‬
‫اآللهة ‪  ،‬إذا كانت موجودة ‪ ،‬وهي خالية من الجسد بشكل واضح ‪ ،‬فال بد أن النفوس البشرية موجودة‬
‫بنفس الطريقة ‪ ،‬حيث يُدرك من العقل نفسه والتمييز أن هناك تشابهًا معينًا بين اإلنسان وهللا‪ .‬أخيرًا ‪،‬‬
‫هذا الدليل الذي رآه حتى ماركوس توليوس قوي بدرجة كافية‪ :‬أنه يمكن تمييز خلود الروح من حقيقة‬
‫أنه ال يوجد حيوان آخر لديه أي معرفة باهلل ؛‪ ‬والدين هو الشيء الوحيد الذي يميز اإلنسان عن‬
‫الخليقة األغبياء‪  .‬وبما أن هذا يقع على عاتق اإلنسان وحده ‪ ،‬فإنه يشهد بالتأكيد على أننا قد نهدف‬
‫ونرغب وننمي ما هو على وشك أن يكون مألوفًا وقريبًا جدًا‪ .‬يمكن ألي شخص ‪ ،‬عندما ينظر إلى‬
‫طبيعة الحيوانات األخرى ‪ ،‬التي جعلتها تدبير هللا األسمى مذلّة ‪ ،‬بأجساد تنحني وتسجد إلى‬
‫األرض ‪ ،‬حتى يُفهم من هذا أنه ليس لديهم جماع مع السماء ‪ ،‬ال يفهمون أن اإلنسان وحده من بين‬
‫جميع الحيوانات هو سماوي وإلهي ‪ ،‬وجسده المرتفع عن األرض ‪ ،‬ومظهره المرتفع ‪ ،‬ووضعه‬
‫المستقيم ‪ ،‬يذهب بحثًا عن أصله‪ ، .‬ويحتقر ‪ ،‬كما كان ‪ ،‬دناء األرض ‪ ،‬يصل إلى ما هو على العالء ‪،‬‬
‫ألنه يدرك أن أعلى خير هو أن يبحث عنه في أعلى مكان ‪ ،‬ويضع في اعتباره حالته التي خلقها هللا‪.‬‬
‫أن أطلق على هذا المظهر تأماًل في ‪ Trismegistus‬إنه المع ‪ ،‬يتطلع إلى خالقه؟‪ ‬وكان من حق‬
‫هللا ‪ ،‬والذي ال وجود له في الحيوانات البكم‪ .‬إ ًذا بما أن الحكمة التي تُعطى لإلنسان وحده ليست سوى‬
‫معرفة هللا ‪ ،‬فمن الواضح أن النفس ال تهلك وال تتحلل ‪ ،‬بل تبقى إلى األبد ‪ ،‬ألنها تبحث عن هللا‬
‫األبدي وتحبه ‪ ،‬بدافع من طبيعته ذاتها مدر ًكا إما من مصدره أو إلى ما هو على وشك العودة‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك ‪ ،‬ليس دلياًل بسيطًا على الخلود أن اإلنسان وحده يستخدم العنصر السماوي‪ .‬ألن طبيعة‬
‫العالم تتكون من عنصرين متعارضين ‪ -‬النار والماء ‪ -‬أحدهما مخصص للسماء ‪ ،‬واآلخر لألرض ‪،‬‬
‫واآلخر مخلوقات حية ‪ ،‬ألنها من األرض والفانية ‪ ،‬استفد من العنصر األرضي والثقيل‪ :‬اإلنسان‬
‫وحده يستخدم النار ‪ ،‬التي هي عنصر نور يرتفع إلى األعلى وسماوي‪ .‬واما االشياء التي هي ثقيلة‬
‫بالموت والنور ترفع الى الحياة‪ .‬ألن الحياة عالية والموت في األسفل‪ .‬وبما أنه ال يمكن أن يكون‬
‫هناك ضوء بدون نار ‪ ،‬لذلك ال يمكن أن تكون هناك حياة بدون ضوء‪ .‬لذلك فإن النار هي عنصر‬
‫النور والحياة‪  .‬الذي يتبين منه أن اإلنسان الذي يستخدمها هو شريك في حالة خالدة ‪ ،‬ألن ما يسبب‬
‫الحياة مألوف له‪  .‬إن عطية الفضيلة لإلنسان وحده هي دليل عظيم على أن النفوس خالدة‪ .‬ألن هذا ال‬
‫يتوافق مع الطبيعة إذا انطفأت الروح ؛‪ ‬ألنه يضر هذه الحياة الحاضرة‪ .‬من أجل تلك الحياة‬
‫األرضية ‪ ،‬التي نعيشها مع الحيوانات األغبياء ‪ ،‬يسعى كالهما إلى الحصول على المتعة ‪ ،‬من خالل‬
‫الثمار المتنوعة والمقبولة التي يسعد بها ‪ ،‬ويتجنب األلم الذي تؤدي قساوته ‪ ،‬بأحاسيسه غير السارة ‪،‬‬
‫إلى إيذاء طبيعة الكائنات الحية‪ .‬ويسعى إليصالهم إلى الموت الذي يذوب الكائن الحي‪ .‬إذا كانت‬
‫الفضيلة ‪ ،‬إ ًذا ‪ ،‬تمنع اإلنسان من تلك الخيرات المرغوبة بشكل طبيعي ‪ ،‬ودفعه لتحمل الشرور التي‬
‫يتم تجنبها بشكل طبيعي ‪ ،‬ويترتب على ذلك أن الفضيلة شر ‪ ،‬وتعارض الطبيعة ؛‪ ‬ويجب بالضرورة‬
‫أن يُحكم عليه بأنه أحمق من يالحقه ‪ ،‬ألنه يجرح نفسه بتجنب الخيرات الحالية والسعي إلى الشرور‬
‫المتساوية ‪ ،‬دون أمل في الحصول على فائدة أكبر‪ .‬ألنه عندما يُسمح لنا بالتمتع بأجمل الملذات ‪،‬‬
‫يجب أال نبدو بال معنى إذا كان علينا أال نفضل العيش في تواضع ‪ ،‬أو في عوز ‪ ،‬أو احتقار ‪ ،‬أو‬
‫خزي ‪ ،‬أو أال نعيش على اإلطالق ‪ ،‬بل نتعذب بها‪ .‬األلم ‪ ،‬ولكي نموت ‪ ،‬فحينما ال نربح شيًئا من‬
‫هذه الشرور لنعوضنا عن اللذة التي تخلينا عنها؟‪ ‬ولكن إذا لم تكن الفضيلة ش ًرا ‪ ،‬وعملت بشرف‬
‫بقدر ما تحتقر الملذات الخبيثة والمخزية ‪ ،‬وبكل شجاعة ال تخشى األلم وال الموت ‪ ،‬فتقوم‬
‫بواجبها ‪ ،‬لذلك يجب أن تحصل على خير أعظم من األشياء التي تحتقرها‪ .‬ولكن بعد الموت ‪ ،‬فأي‬
‫خير آخر يمكن أن نأمله غير الخلود؟‬
‫‪.‬عاشراً‪ :‬النكات والضرر والحياة والموت‬

‫دعونا اآلن بدورنا ننتقل إلى تلك األشياء التي تتعارض مع الفضيلة ‪ ،‬والتي يمكن من خاللها أيضًا‬
‫االستدالل على خلود الروح‪ .‬كل الرذائل لفترة‪ .‬ألنهم متحمسون للحاضر‪ .‬تهدأ اندفاعة الغضب بعد‬
‫االنتقام ؛‪ ‬لذة الجسد تنهي الشهوة‪ .‬يتم تدمير الرغبة إما من خالل التمتع الكامل باألشياء التي تسعى‬
‫إليها ‪ ،‬أو من خالل إثارة المشاعر األخرى ؛‪ ‬الطموح عندما ينال األوسمة التي كان يرغب فيها يفقد‬
‫قوته‪  .‬وبالمثل فإن الرذائل األخرى غير قادرة على الصمود والبقاء ‪ ،‬لكنها تنتهي بالمتعة ذاتها التي‬
‫يرغبون فيها‪ .‬لذلك ينسحبون ويعودون‪ .‬لكن الفضيلة أبدية بال انقطاع‪ .‬وال يستطيع من أخذها مرة أن‬
‫يخرج عنها‪  .‬أو إذا كان يجب أن يحدث أي انقطاع إذا كان بإمكاننا االستغناء عنها في أي وقت ‪،‬‬
‫فستعود الرذائل التي تعارض الفضيلة دائ ًما‪ .‬لذلك لم يتم اإلمساك بها ‪ ،‬إذا تخلت عن موقعها ‪ ،‬إذا‬
‫انسحبت في أي وقت‪ .‬ولكن عندما تكون قد أنشأت لنفسها مسكنًا راس ًخا ‪ ،‬يجب بالضرورة أن تشارك‬
‫في كل عمل ؛‪  ‬وال يمكنها أن تطرد بأمانة وتهرب من الرذائل ‪ ،‬ما لم تحصن الثدي الذي يسكنه‬
‫بحراسة دائمة‪  .‬لذلك ‪ ،‬فإن مدة الفضيلة نفسها التي ال تنقطع تظهر أن نفس اإلنسان ‪ ،‬إذا نالت‬
‫الفضيلة ‪ ،‬تظل ثابتة ‪ ،‬ألن الفضيلة أبدية ‪ ،‬والعقل البشري وحده هو الذي ينال الفضيلة‪ .‬لذلك ‪ ،‬بما‬
‫أن الرذائل تتعارض مع الفضيلة ‪ ،‬يجب بالضرورة أن تختلف األنظمة بأكملها عن بعضها البعض‬
‫وأن تتعارض مع بعضها البعض‪ .‬ألن الرذائل هي فوضى واضطرابات الروح‪ .‬استنادا‪ ،‬على العكس‬
‫من ذلك ‪ ،‬هو الوداعة وهدوء العقل‪ .‬ألن الرذائل مؤقتة وقصيرة األمد‪ .‬الفضيلة دائمة وثابتة ومتسقة‬
‫دائ ًما مع نفسها‪  .‬ألن ثمار الرذائل ‪ ،‬أي الملذات ‪ ،‬على حد سواء ‪ ،‬قصيرة ومؤقتة ‪ ،‬لذلك فإن ثمر‬
‫الفضيلة ومكافأتها أبديان‪ .‬ألن ميزة الرذائل فورية ‪ ،‬وبالتالي فإن ميزة الفضيلة هي المستقبل‪ .‬وهكذا‬
‫يحدث أنه في هذه الحياة ال توجد مكافأة على الفضيلة ‪ ،‬ألن الفضيلة نفسها ال تزال موجودة‪ .‬ألنه‬
‫عندما تكتمل الرذائل في أدائها ‪ ،‬يتبعها اللذة والمكافآت ؛‪ ‬لذلك ‪ ،‬إذا انتهت الفضيلة ‪ ،‬يتبع‬
‫أجرها‪ .‬ولكن الفضيلة ال تنتهي إال بالموت ‪ ،‬ألن أسمى مقامها في الموت ‪ ،‬لذلك أجر الفضيلة بعد‬
‫الموت‪ .‬في حالة جيدة ‪ ،‬أدرك شيشرون ‪ ،‬في `` نزاعات يوسكوالن '' ‪ ،‬مع الشك ‪ ،‬أن الصالح‬
‫الرئيسي ال يصيب اإلنسان إال بعد الموت‪ .‬يقول‪" :‬سيذهب الرجل بروح واثقة ‪ ،‬إذا حدثت‬
‫الظروف ‪ ،‬إلى الموت حيث تأكدنا من وجود إما الخير الرئيسي أو عدم وجود شر"‪ .‬فالموت إذن ال‬
‫يطفئ اإلنسان ‪ ،‬بل يقره بمكافأة الفضيلة‪ .‬لكن من أفسد نفسه ‪ ،‬كما يقول الكاتب نفسه ‪ ،‬بالرذائل‬
‫والجرائم ‪ ،‬وكان عبدًا للمتعة ‪ ،‬فإنه حقًا ‪ ،‬يُدان ‪ ،‬سيعاني من العقاب األبدي ‪ ،‬الذي تسميه الكتابات‬
‫المقدسة الموت الثاني ‪ ،‬وهو في نفس الوقت أبدي‪ .‬ومليء بأقسى العذاب‪ .‬ألنه كما تقدم لإلنسان‬
‫حياتان ‪ ،‬إحداهما للروح واألخرى للجسد ؛‪ ‬لذلك تم اقتراح حالتين وفاة ‪ -‬واحدة تتعلق بالجسد ‪،‬‬
‫والتي يجب أن يخضع لها الجميع وفقًا للطبيعة ‪ ،‬واآلخر يتعلق بالروح التي تكتسب بالشر وتتجنبها‬
‫الفضيلة‪ .‬ألن هذه الحياة مؤقتة ولها حدود ثابتة ‪ ،‬ألنها تنتمي إلى الجسد‪ .‬وهكذا فإن الموت كذلك‬
‫‪.‬مؤقت وله نهاية ثابتة ألنه يصيب الجسد‬

‫‪.‬الحادي عشر‪ .‬في آخر األوقات ‪ ،‬والروح والجسد‬

‫لذلك ‪ ،‬عندما تنتهي األوقات التي حددها هللا للموت ‪ ،‬سينتهي الموت نفسه‪ .‬وألن الموت الزمني يتبع‬
‫الحياة الزمنية ‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك صعود األرواح مرة أخرى إلى الحياة األبدية ‪ ،‬ألن الموت‬
‫الزمني قد نال نهاية‪  .‬مرة أخرى ‪ ،‬كما أن حياة الروح أبدية ‪ ،‬حيث تتلقى فيها الثمار اإللهية التي ال‬
‫توصف لخلودها ؛‪ ‬كما يجب أن يكون موته أبديًا ‪ ،‬حيث يعاني من عقوبات دائمة وعذابات ال حصر‬
‫لها بسبب أخطائه‪  .‬لذلك فاألشياء في هذا الوضع ‪ ،‬أن أولئك الذين يسعدون في هذه الحياة ‪ ،‬المتعلقة‬
‫بالجسد واألرض ‪ ،‬على وشك أن يكونوا بائسين إلى األبد ‪ ،‬ألنهم قد استمتعوا بالفعل باألشياء الجيدة‬
‫التي يفضلونها ‪ ،‬والتي تحدث ألولئك الذين يعبدون‪ .‬آلهة باطلة وإهمال اإلله الحق‪ .‬في الموضع‬
‫التالي ‪ ،‬أولئك الذين ‪ ،‬باتباع البر ‪ ،‬كانوا بائسين ‪ ،‬ومحتقرون وفقراء في هذه الحياة ‪ ،‬وكثيرًا ما‬
‫تعرضوا للمضايقات باإلهانات واألذى بسبب البر نفسه ‪ ،‬ألن الفضيلة ال يمكن أن تتحقق بطريقة‬
‫أخرى ‪ ،‬على وشك أن يكونوا سعداء دائ ًما ‪ ،‬ألنهم قد تحملوا الشرور بالفعل ‪ ،‬فقد يستمتعون أيضًا‬
‫بضائع‪  .‬وهو ما يحدث بوضوح ألولئك الذين ‪ ،‬بعد أن احتقروا آلهة األرض وخيراتهم الضعيفة ‪،‬‬
‫يتبعون ديانة هللا السماوية ‪ ،‬التي تكون خيراتها أبدية ‪ ،‬كما هو الذي أعطاها‪ .‬ماذا أقول عن أعمال‬
‫الجسد والروح؟‪ ‬أال يظهرون أن النفس ال تخضع للموت؟‪ ‬ألنه ‪ ،‬بالنسبة للجسد ‪ ،‬بما أنه هو نفسه‬
‫ضعيف وفاني ‪ ،‬فإن كل األعمال التي ينتجها تكون قابلة للتلف بنفس القدر‪ .‬ألن توليوس يقول أنه ال‬
‫يوجد شيء تصنعه يد اإلنسان لم يتم اختزاله في وقت ما إلى الدمار ‪ ،‬إما من خالل األذى الذي يسببه‬
‫الرجال ‪ ،‬أو طوال الوقت الذي يدمر كل شيء‪ .‬لكننا نرى حقًا أن إنتاجات العقل خالدة‪ .‬ألن كثيرين‬
‫ممن ك ّرسوا أنفسهم الزدراء األشياء الحاضرة ‪ ،‬ق ّدموا للذكرى آثار عبقريتهم وأعمالهم العظيمة ‪،‬‬
‫اكتسبوا بوضوح من خالل هؤالء اس ًما ال يفنى لعقلهم وفضائلهم‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا كانت أعمال الجسد مميتة‬
‫لهذا السبب ‪ ،‬ألن الجسد نفسه فاني ‪ ،‬فيترتب على ذلك أن الروح تظهر أنها خالدة من هذا ‪ ،‬ألننا‬
‫ضا ‪ ،‬تعلن شهوات الجسد والنفس أن أحدهما فاني‬ ‫نرى أن نتاجها ليس مميتًا‪ .‬وبنفس الطريقة أي ً‬
‫واآلخر أبدي‪  .‬ألن الجسد ال يريد إال ما هو مؤقت ‪ ،‬أي الطعام والشراب واللباس والراحة واللذة‪ .‬وال‬
‫يمكنه أن يرغب أو يصل إلى هذه األشياء بالذات دون موافقة ومساعدة الروح‪ .‬لكن النفس نفسها‬
‫تشتهي أشياء كثيرة ال تمتد إلى واجب الجسد أو التمتع به ؛‪ ‬وهؤالء ليسوا واهنين بل أبدية كشهرة‬
‫الفضيلة وتذكر االسم‪ .‬ألن النفس حتى في معارضة الجسد تشتهي عبادة هللا ‪ ،‬التي تتمثل في االمتناع‬
‫عن الشهوات ‪ ،‬وتحمل األلم ‪ ،‬واحتقار الموت‪ .‬مما يُصدق أن الروح ال تهلك ‪ ،‬بل تنفصل عن الجسد‬
‫‪ ،‬ألن الجسد ال يستطيع أن يفعل شيًئا بدون الروح ‪ ،‬لكن الروح تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة‬
‫وعظيمة بدون الجسد‪  .‬لماذا يجب أن أذكر أن تلك األشياء المرئية للعيون ‪ ،‬والقادرة على أن تلمسها‬
‫اليد ‪ ،‬ال يمكن أن تكون أبدية ‪ ،‬ألنها تعترف بالعنف الخارجي؟‪ ‬لكن تلك األشياء التي ال تالمس وال‬
‫تالمس البصر ‪ ،‬ولكنها تظهر فقط في قوتها وطريقتها وتأثيرها ‪ ،‬هي أبدية ألنها ال تتعرض للعنف‬
‫ضا على البصر واللمس ‪ ،‬فإن‬ ‫من الخارج؟‪ ‬ولكن إذا كان الجسد فانيًا من هذا القبيل ‪ ،‬ألنه منفتح أي ً‬
‫‪.‬الروح خالدة لهذا السبب ‪ ،‬ألنه ال يمكن لمسها أو رؤيتها‬

‫‪.‬ثاني عشر‪ .‬الروح والجسد واتحادهم وانفصالهم وعودتهم‬

‫اآلن دعونا ندحض حجج أولئك الذين يتمسكون بآراء معاكسة ‪ ،‬والتي ذكرها لوكريتيوس في كتابه‬
‫الثالث‪  .‬بما أن الروح ‪ ،‬كما يقول ‪ ،‬تولد مع الجسد ‪ ،‬يجب بالضرورة أن تموت مع الجسد‪ .‬لكن‬
‫الحالتين ليستا متشابهتين‪ .‬ألن الجسد صلب وقادر على اإلمساك بالعين واليد ؛‪ ‬ولكن الروح طائشة ‪،‬‬
‫مستعصية على اللمس والبصر‪ .‬الجسد يتكون من األرض ويصلب‪ .‬ليس للروح أي شيء ملموس ‪،‬‬
‫وال شيء له وزن أرضي ‪ ،‬كما قال أفالطون‪ .‬ألنه ال يمكن أن يكون لها مثل هذه القوة العظيمة ‪ ،‬هذه‬
‫المهارة العظيمة ‪ ،‬مثل هذه السرعة الكبيرة ‪ ،‬ما لم تستمد مصدرها من السماء‪ .‬لذلك فإن الجسد ‪ ،‬بما‬
‫أنه مكون من عنصر ثقيل وقابل للفساد ‪ ،‬وهو ملموس ومرئي ‪ ،‬فهو فاسد ويموت< ؛‪ ‬وال هي قادرة‬
‫على صد العنف ‪ ،‬ألنها تحت األنظار وتحت اللمس‪ .‬لكن الروح التي تتجنب كل لمسة بضعفها ‪،‬‬
‫يمكن أن تذوب بال هجوم‪ .‬لذلك ‪ ،‬على الرغم من أنهما مرتبطان ببعضهما البعض منذ والدتهما ‪ ،‬فإن‬
‫الواحد الذي يتكون من مادة أرضية هو ‪ ،‬كما كان ‪ ،‬إناء اآلخر ‪ ،‬الذي ينطلق من النعومة السماوية ‪،‬‬
‫عندما يفصل أي عنف بينهما ‪ ،‬والذي االنفصال< يسمى الموت ‪ ،‬ثم يعود كل واحد إلى طبيعته‬
‫الخاصة‪ .‬ما كان من االرض ينقضي الى االرض‪ .‬ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ‪،‬‬
‫ألن الروح اإللهي أبدي‪ .‬بخير ‪ ،‬كتب لوكريتيوس نفسه ‪ ،‬متناسيًا ما أكده ‪ ،‬وأي عقيدة دافع عنها ‪،‬‬
‫هذه اآليات‪ - :‬على الرغم من أنهما مرتبطان ببعضهما البعض منذ والدتهما ‪ ،‬واآلخر الذي يتكون‬
‫من مادة أرضية هو ‪ ،‬كما كان ‪ ،‬إناء اآلخر ‪ ،‬الذي يخرج من النعومة السماوية ‪ ،‬عندما يفصل أي‬
‫عنف بينهما ‪ ،‬وهذا االنفصال< هو يسمى الموت ‪ ،‬ثم يعود كل واحد إلى طبيعته‪ .‬ما كان من االرض‬
‫ينقضي الى االرض‪ .‬ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ‪ ،‬ألن الروح اإللهي‬
‫أبدي‪ .‬بخير ‪ ،‬كتب لوكريتيوس نفسه ‪ ،‬متناسيًا ما أكده ‪ ،‬وأي عقيدة دافع عنها ‪ ،‬هذه اآليات‪ - :‬على‬
‫الرغم من أنهما مرتبطان ببعضهما البعض منذ والدتهما ‪ ،‬واآلخر الذي يتكون من مادة أرضية هو ‪،‬‬
‫كما كان ‪ ،‬إناء اآلخر ‪ ،‬الذي يخرج من النعومة السماوية ‪ ،‬عندما يفصل أي عنف بينهما ‪ ،‬وهذا‬
‫االنفصال< هو يسمى الموت ‪ ،‬ثم يعود كل واحد إلى طبيعته‪ .‬ما كان من االرض ينقضي< الى‬
‫االرض‪ .‬ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ‪ ،‬ألن الروح اإللهي أبدي‪ .‬بخير ‪ ،‬كتب‬
‫لوكريتيوس نفسه ‪ ،‬متناسيًا ما أكده ‪ ،‬وأي عقيدة دافع عنها ‪ ،‬هذه اآليات‪ - :‬ما كان من االرض‬
‫ينقضي الى االرض‪ .‬ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ‪ ،‬ألن الروح اإللهي‬
‫أبدي‪ .‬بخير ‪ ،‬كتب لوكريتيوس نفسه ‪ ،‬متناسيًا ما أكده ‪ ،‬وأي عقيدة دافع عنها ‪ ،‬هذه اآليات‪ - :‬ما كان‬
‫من االرض ينقضي الى االرض‪ .‬ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ‪ ،‬ألن الروح‬
‫‪: -‬اإللهي أبدي‪ .‬بخير ‪ ،‬كتب لوكريتيوس نفسه ‪ ،‬متناسيًا ما أكده ‪ ،‬وأي عقيدة دافع عنها ‪ ،‬هذه اآليات‬

‫ضا ما كان من األرض سابقًا يعود إلى األرض ‪ ،‬وما أرسل من حدود األثير تحمله أرباع السماء "‬
‫أي ً‬
‫"‪.‬مرة أخرى‬

‫لكن هذه اللغة لم يكن ليستخدمها ‪ ،‬الذي ادعى أن النفوس هلكت مع األجساد ؛‪ ‬لكنه غلبه الحق ‪،‬‬
‫وسرقه النظام الحقيقي< على حين غرة‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬فإن ذلك االستنتاج ذاته الذي يستخلصه ‪،‬‬
‫أن الروح تعاني من االنحالل ‪ ،‬أي أنها تهلك مع الجسد ‪ ،‬حيث يتم إنتاجهما معًا ‪ ،‬هو في نفس الوقت‬
‫خاطئ وقادر على التحول إلى االتجاه المعاكس‪ .‬الن الجسد ال يهلك مع الروح‪ .‬ولكن عندما تغادر‬
‫الروح تبقى كاملة لعدة أيام‪ .‬وكثيرا ما تبقى كاملة عن طريق االستعدادات الطبية لفترة طويلة‬
‫جدا‪ .‬ألنه إذا هلك كالهما معًا ‪ ،‬حيث يتم إنتاجهما معًا ‪ ،‬فلن تغادر الروح بسرعة وتهجر الجسد ‪،‬‬
‫ضا ‪ ،‬بينما بقي النفس فيه ‪ ،‬سوف‬ ‫ولكن كالهما سيتشتت على حد سواء في وقت واحد ؛‪ ‬والجسد أي ً‬
‫تذوب وتهلك بمجرد أن تغادر الروح‪ :‬نعم ‪ ،‬حقًا ‪ ،‬الجسد ‪ ،‬في حالة ذوبان ‪ ،‬ستختفي الروح ‪ ،‬حيث‬
‫تتدفق الرطوبة من إناء مكسور‪ .‬ألنه إذا كان الجسد األرضي والضعيف بعد رحيل الروح ال يتدفق‬
‫ويهدر في الحال إلى األرض التي ينشأ منها ‪ ،‬فإن النفس غير الضعيفة تدوم إلى األبد ‪ ،‬ألن أصلها‬
‫أبدي‪  .‬يقول‪ :‬بما أن الفهم يزداد عند األوالد ‪ ،‬ويشتد عند الشباب ‪ ،‬ويقل في الشيخوخة ‪ ،‬فواضح أنه‬
‫مميت‪ .‬أوالً ‪ ،‬الروح ليست نفس الشيء مثل العقل ؛‪ ‬ألنه شيء نعيشه ‪ ،‬شيء آخر نعكسه‪ .‬ألن ذهن‬
‫النائمين هو الساكن وليس الروح‪ .‬وفي المجانين ينطفئ العقل وتبقى الروح‪ .‬ولذلك ال يقال إنهم بال‬
‫روح ‪ ،‬بل أن يحرموا من عقلهم‪ .‬لذلك فإن العقل ‪ ،‬أي الفهم ‪ ،‬إما أن يزداد أو ينقص حسب‬
‫العمر‪ .‬الروح دائما في حالتها الخاصة‪ .‬ومن الوقت الذي تتلقى فيه قوة التنفس ‪ ،‬فإنها تظل كما هي‬
‫حتى النهاية ‪ ،‬حتى يتم إرسالها من حبس الجسد ‪ ،‬وتطير عائدة إلى مسكنها‪ .‬ثانيا ً ‪ ،‬الروح ‪ ،‬رغم أنها‬
‫موحى بها من هللا ‪ ،‬لكنها محاصرة في مسكن مظلم من جسد أرضي ‪ ،‬فهي ال تمتلك المعرفة التي‬
‫تنتمي إلى األلوهية‪ .‬لذلك يسمع كل شيء ويتعلمه ويتلقى الحكمة بالتعلم والسمع‪ .‬والشيخوخة ال‬
‫تنقص الحكمة بل تزيدها إذا فات سن الشباب فضيلة‪ .‬وإذا كانت الشيخوخة المفرطة قد أضعفت‬
‫األطراف ‪ ،‬فليس من ذنب العقل إذا اختفى البصر ‪ ،‬إذا أخدر اللسان ‪ ،‬أو أصم السمع ‪ ،‬لكنه ذنب‬
‫البدن‪ .‬لكن الذاكرة ‪ ،‬كما يقال ‪ ،‬تفشل‪ .‬ما عجب إذا كان العقل يضطهده خراب البيت المتساقط ‪،‬‬
‫وينسى الماضي ‪ ،‬ال يوشك أن يكون إلهيًا على أي حالة أخرى غير أن يكون قد هرب من السجن‬
‫ضا لأللم والحزن ‪ ،‬وتفقد حواسها من خالل‬ ‫الذي حُبس فيه؟‪ ‬لكن النفس ‪ ،‬كما يُقال ‪ ،‬تخضع أي ً‬
‫السكر ‪ ،‬حيث من الواضح أنها هشة ومميتة‪ .‬وبنا ًء على ذلك ‪ ،‬فإن الفضيلة والحكمة ضروريان ‪،‬‬
‫بحيث يمكن إبطال الحزن ‪ ،‬الذي ينجم عن المعاناة ورؤية األشياء التي ال تستحق ‪ ،‬بالثبات ‪ ،‬ويمكن‬
‫التغلب على هذه المتعة ‪ ،‬ليس فقط باالمتناع عن الشرب ‪ ،‬ولكن أيضا من أشياء أخرى‪ .‬ألنه إذا كان‬
‫يفتقر إلى الفضيلة ‪ ،‬إذا تم التخلي عنه للذة ‪ ،‬وبالتالي أصبح مخنثًا ‪ ،‬سيصبح خاضعًا للموت ‪ ،‬ألن‬
‫الفضيلة ‪ ،‬كما بينا ‪ ،‬هي صانع الخلود ‪ ،‬ولذة الموت‪ .‬لكن الموت ‪ ،‬كما أشرت ‪ ،‬ال ينطفئ ويدمر‬
‫تما ًما ‪ ،‬ولكنه الزيارات بالعذاب األبدي‪ .‬ألن النفس ال تستطيع أن تهلك كليا ألنها استمدت أصلها من‬
‫روح هللا األزلي‪  .‬يقول إن النفس عاقلة حتى بالنسبة لمرض الجسد ‪ ،‬وتعاني من نسيان‬
‫ضا في كثير من األحيان‪ .‬ولذلك ‪ ،‬فإن هذا هو سبب‬ ‫نفسها ؛‪ ‬وعندما ينمو المرض ‪ ،‬يتم شفاؤه أي ً‬
‫استخدام الفضيلة بشكل خاص ‪ ،‬وأن العقل ‪ -‬وليس الروح ‪ -‬قد ال يضايقه أي ألم في الجسد ‪ ،‬أو‬
‫يتعرض للنسيان‪  .‬وبما أن هذا يقع في جزء معين من الجسم ‪ ،‬فعندما يبطل أي عنف مرضي هذا‬
‫الجزء ‪ ،‬يتم نقله من مكانه ؛‪ ‬و كأنها مهتزة تنحرف عن مقامها‪ ‬على وشك العودة عندما يكون العالج‬
‫والصحة قد أعاد تشكيل مسكنه‪ .‬ألن الروح ‪ ،‬بما أن الروح متحدة بالجسد ‪ ،‬إذا كانت تفتقر إلى‬
‫الفضيلة ‪ ،‬فإنها تمرض من عدوى الجسد ‪ ،‬ومن مشاركة ضعفها يمتد الضعف إلى العقل‪ .‬ولكن‬
‫عندما تنفصل عن الجسد فإنها تزدهر من تلقاء نفسها‪ .‬ولن يهاجمها اآلن أي حالة من الضعف ‪ ،‬ألنها‬
‫تركت غطاءها الهش‪ .‬كما يقول ‪ ،‬عندما تُمزق العين وتنفصل< عن الجسد ‪ ،‬ال تستطيع أن ترى شيًئا ‪،‬‬
‫ضا جزء من‬ ‫ضا ‪ ،‬عندما تنفصل ‪ ،‬ال تستطيع أن تدرك شيًئا ‪ ،‬ألنها نفسها أي ً‬
‫كذلك الروح أي ً‬
‫الجسد‪ .‬هذا خطأ ويختلف عن الحالة المفترضة ؛‪ ‬الن النفس ليست جزء من الجسد بل في الجسد‪ .‬بما‬
‫أن ما هو موجود في السفينة ليس جز ًءا من السفينة ‪ ،‬وهذه األشياء التي في البيت ال يقال إنها جزء‬
‫من البيت‪ .‬فالعقل ليس جز ًءا من الجسد ‪ ،‬ألن الجسد إما إناء الروح أو وعاء الروح‪ .‬اآلن ‪ ،‬هذه حجة‬
‫فارغة أكثر بكثير تقول أن الروح تبدو مميتة ألنها ال تخرج بسرعة من الجسد ‪ ،‬ولكنها تتكشف‬
‫تدريجيا ً من جميع األعضاء ‪ ،‬بد ًءا من أقصى القدمين ؛‪ ‬كما لو كانت أبدية ‪ ،‬فإنها ستنفجر في لحظة‬
‫واحدة من الزمن ‪ ،‬والتي تحدث في أولئك الذين يموتون بحد السيف‪ .‬وأما الذين يموتون بالمرض ‪،‬‬
‫فإنهم يتنفسون أرواحهم لفترة أطول ‪ ،‬بحيث تنفث الروح كما تبرد األطراف‪ .‬ألنه بما أنه موجود في‬
‫مادة الدم ‪ ،‬كما هو الحال في الزيت ‪ ،‬فإن هذه المادة تستهلكها حرارة الحمى ‪ ،‬يجب أن تصبح‬
‫أطراف األطراف باردة ؛‪ ‬نظ ًرا ألن األوردة األكثر نحافة تمتد إلى أطراف الجسم ‪ ،‬وتجف التيارات‬
‫المتطرفة واألصغر عندما يفشل الينبوع‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال يجب االفتراض أنه بسبب فشل إدراك‬
‫الجسد ‪ ،‬فإن حساسية الروح تنطفئ وتهلك‪ .‬إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل‬
‫الجسد ‪ ،‬بل الجسد هو الذي يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ‪ ،‬ألنه يجتذب معها كل‬
‫إحساس‪ .‬ولكن بما أن الروح بحضورها تمنح الجسد إحساسًا ‪ ،‬وتسببه في أن يعيش ‪ ،‬فمن المستحيل‬
‫أال تعيش وتدرك بنفسها ‪ ،‬ألنها في حد ذاتها وعي وحياة‪ .‬لما يقول‪ :‬وتجف التيارات المتطرفة‬
‫واألصغر عندما يفشل الينبوع‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال يجب االفتراض أنه بسبب فشل إدراك الجسد ‪ ،‬فإن‬
‫حساسية الروح تنطفئ وتهلك‪ .‬إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ‪ ،‬بل الجسد‬
‫هو الذي يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ‪ ،‬ألنه يجتذب معها كل إحساس‪ .‬ولكن بما أن الروح‬
‫بحضورها تمنح الجسد إحساسًا ‪ ،‬وتسببه في أن يعيش ‪ ،‬فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ‪،‬‬
‫ألنها في حد ذاتها وعي وحياة‪ .‬لما يقول‪ :‬وتجف التيارات المتطرفة واألصغر عندما يفشل‬
‫الينبوع‪  .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال يجب االفتراض أنه بسبب فشل إدراك الجسد ‪ ،‬فإن حساسية الروح تنطفئ‬
‫وتهلك‪  .‬إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ‪ ،‬بل الجسد هو الذي يصبح بال‬
‫معنى عندما تنطلق الروح ‪ ،‬ألنه يجتذب معها كل إحساس‪ .‬ولكن بما أن الروح بحضورها تمنح‬
‫الجسد إحساسًا ‪ ،‬وتسببه في أن يعيش ‪ ،‬فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ‪ ،‬ألنها في حد ذاتها‬
‫وعي وحياة‪ .‬لما يقول‪  :‬إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ‪ ،‬بل الجسد هو الذي‬
‫يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ‪ ،‬ألنه يجتذب معها كل إحساس‪ .‬ولكن بما أن الروح بحضورها‬
‫تمنح الجسد إحساسًا ‪ ،‬وتسببه في أن يعيش ‪ ،‬فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ‪ ،‬ألنها في حد‬
‫ذاتها وعي وحياة‪ .‬لما يقول‪  :‬إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ‪ ،‬بل الجسد هو‬
‫الذي يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ‪ ،‬ألنه يجتذب معها كل إحساس‪ .‬ولكن بما أن الروح‬
‫بحضورها تمنح الجسد إحساسًا ‪ ،‬وتسببه في أن يعيش ‪ ،‬فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ‪،‬‬
‫‪:‬ألنها في حد ذاتها وعي وحياة‪ .‬لما يقول‬

‫ولكن إذا كانت أذهاننا خالدة ‪ ،‬فلن تشتكي عندما تموت كثي ًرا من انحاللها ألنها ستفرح بالمرور إلى"‬
‫"‪ ،‬الخارج والتخلي عن لباسها مثل الثعبان‬

‫لم أر أحداً اشتكى من انحالله بالموت‪ .‬لكنه ربما رأى بعض الفلسفة األبيقورية حتى في الموت ‪،‬‬
‫ومع أنفاسه األخيرة تتحدث عن انحالله‪ .‬كيف يعرف هل يشعر بأنه في حالة انحالل ‪ ،‬أم أنه يتحرر‬
‫من الجسد مع غباء لسانه عند رحيله؟‪ ‬طالما أنه يدرك وقوة الكالم ‪ ،‬فإنه لم يتحلل بعد ؛‪ ‬عندما يكون‬
‫قد عانى من التفكك ‪ ،‬فهو اآلن غير قادر على اإلدراك أو الكالم ‪ ،‬لذلك إما أنه غير قادر على‬
‫الشكوى من حله ‪ ،‬أو أنه لم يعد قاد ًرا على ذلك‪ .‬لكن يقال ‪ ،‬إنه يفهم قبل أن يخضع للحل ‪ ،‬أنه يجب‬
‫أن يخضع لها‪  .‬لماذا يجب أن أذكر أننا نرى العديد من المحتضرين ‪ ،‬ال يشتكون من أنهم يمرون بحل‬
‫‪ ،‬ولكن يشهدون أنهم يفقدون وعيهم ‪ ،‬وانطلقوا في رحلتهم وسيرهم؟‪ ‬وهم يشيرون إلى ذلك‬
‫باإلشارة ‪ ،‬أو إذا كانوا ال يزالون قادرين ‪ ،‬فإنهم يعبرون عنها أيضًا بصوتهم‪ .‬مما يتضح أنه ليس‬
‫انحالاًل ‪ ،‬بل انفصااًل ؛‪ ‬وهذا يدل على أن الروح ال تزال موجودة‪ .‬تعارض الحجج األخرى للنظام‬
‫األبيقوري فيثاغورس ‪ ،‬الذي يؤكد أن األرواح تهاجر من أجساد متهالكة مع تقدم العمر والموت ‪،‬‬
‫وتقبل في األجساد الجديدة والمولودة حديثًا ؛‪ ‬وأن نفس النفوس تتكاثر دائ ًما في وقت واحد في‬
‫إنسان ‪ ،‬وفي وقت آخر في شاة ‪ ،‬وفي وقت آخر في وحش بري ‪ ،‬وفي وقت آخر في طائر ؛‪ ‬وأنهم‬
‫خالدون على هذا األساس ‪ ،‬ألنهم غالبًا ما يغيرون مساكنهم ‪ ،‬المكونة من أجساد مختلفة‬
‫ومختلفة‪ .‬وهذا رأي رجل ال معنى له ‪ ،‬بما أنها سخيفة وتستحق أن تكون العبًا مسرحيًا أكثر من‬
‫كونها مدرسة فلسفة ‪ ،‬فال ينبغي حتى دحضها بجدية ؛‪ ‬الن من يفعل هذا يبدو انه يخشى ان يؤمن به‬
‫احد‪  .‬لذلك يجب أن نمر بتلك األشياء التي نوقشت نيابة عن الباطل ضد الباطل‪ .‬يكفي دحض هذه‬
‫‪.‬األمور المخالفة للحقيقة‬

‫‪.‬الثالث عشر‪ .‬الروح ‪ ،‬والشهادات المتعلقة بخلودها‬

‫لقد أوضحت ‪ ،‬كما أعتقد ‪ ،‬أن الروح ال تخضع لالنحالل‪ .‬يبقى أن أحضر شهودًا يمكن من خالل‬
‫سلطتي تأكيد حججي‪  .‬ولن أدعي اآلن شهادة األنبياء ‪ ،‬الذين يتألف نظامهم وعرافةهم من هذا وحده ‪،‬‬
‫التعليم القائل بأن اإلنسان ُخلق لعبادة هللا‪ .‬ونيل الخلود منه‪ .‬لكنني أفضل تقديم أولئك الذين ال‬
‫يستطيعون إال أن يؤمنوا برفض الحقيقة‪ .‬قدم هرمس ‪ ،‬الذي يصف طبيعة اإلنسان ‪ ،‬حتى يظهر كيف‬
‫خلقه هللا ‪ ،‬هذه العبارة‪" :‬ونفس الشيء من طبيعتين ‪ -‬الخالدة والماسية ‪ -‬صنعت طبيعة واحدة ‪ ،‬هي‬
‫طبيعة اإلنسان ‪ ،‬مما جعل هذا نفسه خالد جزئيًا وفانيًا جزئيًا ؛ وبذلك جعله في الوسط ‪ ،‬بين تلك‬
‫الطبيعة التي كانت إلهية وخالدة ‪ ،‬لذلك دعونا نسعى للحصول على شهادة أعظم‪ .‬سأل بعض‬
‫السياسيين أبولو من ميليتس عما إذا كانت الروح ستبقى بعد الموت أو ستحل‪ .‬فأجاب في هذه اآليات‪:‬‬
‫‪ -‬لذلك دعونا نسعى للحصول على شهادة أعظم‪ .‬سأل بعض السياسيين أبولو من ميليتس عما إذا‬
‫‪: -‬كانت الروح ستبقى بعد الموت أو ستحل‪ .‬فأجاب في هذه اآليات‬

‫طالما أن النفس مرتبطة بالقيود بالجسد ‪ ،‬وتدرك معاناة قابلة للفساد ‪ ،‬فإنها تخضع آلالم مميتة ؛ "‬
‫ولكن عندما تجد ‪ ،‬بعد هزال الجسد ‪ ،‬انحالاًل سريعًا جدًا للفناء ‪ ،‬فإنها تتحمل تما ًما في الهواء ‪ ،‬ال‬
‫‪ ".‬يشيخ أبدًا ‪ ،‬ويظل دائ ًما غير مصاب ؛ ألن العناية اإللهية البكر جعلت هذه الشخصية‬

‫ماذا تقول قصائد العرافة؟‪ ‬أال يعلنون أن األمر كذلك ‪ ،‬عندما يقولون إن الوقت سيأتي عندما يدين هللا‬
‫األحياء واألموات؟ ‪ -‬من سنقدم سلطته فيما بعد‪ .‬لذلك فإن رأي ديموقريطس وأبيقور وديكايرشوس‬
‫بشأن انحالل الروح خاطئ‪ .‬ولم يجرؤوا على التحدث عن هالك األرواح ‪ ،‬في حضور أي ساحر ‪،‬‬
‫كان يعلم أن األرواح تُستدعى من المناطق السفلية بواسطة تعويذات معينة ‪ ،‬وأنها في متناول اليد ‪،‬‬
‫وتتيح لإلنسان أن يراها‪ .‬العيون والكالم والتنبؤ باألحداث المستقبلية ؛‪ ‬وإذا كان عليهم أن يغامروا‬
‫بذلك ‪ ،‬فسيهزمهم الواقع نفسه ‪ ،‬واألدلة المقدمة لهم‪ .‬ولكن ألنهم لم يفهموا طبيعة الروح ‪ ،‬وهو أمر‬
‫خفي لدرجة أنه يفلت من أعين العقل البشري ‪ ،‬قالوا إنه يهلك‪ .‬ماذا عن أريستوكسينوس ‪ ،‬الذي أنكر‬
‫وجود أي روح على اإلطالق ‪ ،‬حتى وهي تعيش في الجسد؟‪ ‬لكن كما هو الحال مع صوت القيثارة‬
‫المتناغم ‪ ،‬واإلجهاد الذي يسميه الموسيقيون االنسجام ‪ ،‬ينتج عن شد األوتار ‪ ،‬لذلك اعتقد أن قوة‬
‫اإلدراك موجودة في األجساد من الترابط بين العناصر الحيوية ‪ ،‬ومن قوة األطراف‪ .‬مما ال يمكن أن‬
‫يقال أكثر من أي شيء ال معنى له‪ .‬حقًا كانت عيناه غير مصابة ‪ ،‬لكن قلبه كان أعمى ‪ ،‬ولم ير أنه‬
‫يعيش به ‪ ،‬وكان لديه العقل الذي تصور به هذا الفكر بالذات‪ .‬ولكن حدث هذا للعديد من الفالسفة ‪،‬‬
‫‪.‬أنهم لم يؤمنوا بوجود أي شيء غير ظاهر للعيون‬

‫‪.‬الرابع عشر‪ .‬في األوقات األولى واألخيرة في العالم‬


‫بما أننا تحدثنا عن خلود الروح ‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك أننا نعلم كيف ومتى تُعطى لإلنسان ؛‪ ‬لكي‬
‫ض ا أخطاء فسادهم وحماقتهم ‪ ،‬الذين يتخيلون أن بعض البشر أصبحوا آلهة بمراسيم‬ ‫يروا في هذا أي ً‬
‫وعقائد البشر ؛‪  ‬إما ألنهم اخترعوا الفنون ‪ ،‬أو ألنهم علموا استخدام منتجات معينة من األرض ‪ ،‬أو‬
‫ألنهم اكتشفوا أشياء مفيدة لحياة البشر ‪ ،‬أو ألنهم ذبحوا وحو ًشا متوحشة‪ .‬إلى أي مدى كانت هذه‬
‫األشياء تستحق الخلود التي أظهرناها في الكتب السابقة ‪ ،‬وسنظهر اآلن ‪ ،‬أنه قد يكون من الواضح‬
‫أن البر وحده هو الذي يوفر لإلنسان الحياة األبدية ‪ ،‬وأن هللا وحده هو الذي يمنح األجر‪ .‬من الحياة‬
‫األبدية‪ .‬بالنسبة ألولئك الذين قيل إنهم ُخلِّدوا بمزاياهم ‪ ،‬بقدر ما لم يمتلكوا البر وال أي فضيلة‬
‫حقيقية ‪ ،‬لم ينالوا ألنفسهم الخلود ‪ ،‬بل الموت بخطاياهم وشهواتهم ؛‪ ‬وال يستحقون أجر السماء ‪ ،‬بل‬
‫عذاب الجحيم الذي يصيبهم مع كل عبادهم‪ .‬وأظهر أن وقت هذه الدينونة يقترب ‪ ،‬حتى يُعطى الثواب‬
‫المستحق للصالحين ‪ ،‬وقد يُنزل الشرير بالعقوبة المستحقة‪ .‬قال أفالطون والعديد من الفالسفة‬
‫اآلخرين ‪ ،‬بما أنهم كانوا يجهلون أصل كل األشياء ‪ ،‬وتلك الفترة األولية التي نشأ فيها العالم ‪ ،‬أن‬
‫آالف العصور قد مرت منذ اكتمال هذا الترتيب الجميل للعالم ؛‪ ‬وفي هذا ربما اتبعوا الكلدان ‪ ،‬الذين ‪،‬‬
‫كما قال شيشرون في كتابه األول عن العرافة ‪ ،‬يقولون بحماقة أنهم يمتلكون في ذكرىهم أربعمائة‬
‫وسبعين ألف سنة ؛‪  ‬في هذه المسألة ‪ ،‬ألنهم اعتقدوا أنه ال يمكن إدانتهم ‪ ،‬اعتقدوا أنهم يتمتعون‬
‫بالحرية في الكالم الكاذب‪  .‬لكننا نحن الذين يحثنا الكتاب المقدس على معرفة الحق ‪ ،‬نعرف بداية‬
‫ونهاية العالم ‪ ،‬واحترا ًم ا سنتحدث عنه اآلن في نهاية عملنا ‪ ،‬حيث أوضحنا احترام البداية في الكتاب‬
‫الثاني‪  .‬لذلك فليعلم الفالسفة ‪ ،‬الذين يعددون آالف العصور من بداية العالم ‪ ،‬أن ستة آالف سنة لم‬
‫تكتمل بعد ‪ ،‬وأنه عند اكتمال هذا العدد يجب أن يتم اإلكمال ‪ ،‬ويعاد تشكيل حالة الشؤون اإلنسانية‬
‫من أجل األفضل ‪ ،‬الذي يجب أن يكون الدليل عليه مرتبطًا أوالً ‪ ،‬أن األمر نفسه قد يكون‬
‫واضحًا‪  .‬أكمل هللا العالم وهذا العمل الرائع للطبيعة في غضون ستة أيام ‪ ،‬كما وردت في أسرار‬
‫الكتاب المقدس ‪ ،‬وكرس اليوم السابع الذي استراح فيه من أعماله‪ .‬لكن هذا هو يوم السبت ‪ ،‬الذي‬
‫استُقبل اسمه بلغة العبرانيين من الرقم ‪ ،‬حيث يكون اليوم السابع هو الرقم الشرعي والكامل‪ .‬النه‬
‫سبعة ايام بالثورات التي تصنع دوائر السنين بالترتيب‪ .‬وهناك سبعة نجوم لم يتم تحديدها ‪ ،‬وسبعة‬
‫نجوم تسمى الكواكب ‪ ،‬يعتقد أن حركاتها المختلفة وغير المتكافئة تسبب تنوع الظروف‬
‫واألوقات‪  .‬لذلك ‪ ،‬بما أن جميع أعمال هللا قد اكتملت في ستة أيام ‪ ،‬يجب أن يستمر العالم في حالته‬
‫الحالية خالل ستة عصور ‪ ،‬أي ستة آالف سنة‪ .‬ألن يوم هللا العظيم محدود بدائرة من ألف سنة ‪ ،‬كما‬
‫يبين النبي ‪ ،‬الذي يقول "في عينيك يا رب ألف سنة مثل يوم واحد"‪ .‬وبما أن هللا جاهد خالل تلك‬
‫األيام الستة في خلق مثل هذه األعمال العظيمة ‪ ،‬فإن دينه وحقيقته يجب أن يعمال خالل هذه الستة‬
‫آالف سنة ‪ ،‬بينما يسود الشر ويسود‪ .‬ومرة أخرى ‪ ،‬بما أن هللا ‪ ،‬بعد أن أكمل أعماله ‪ ،‬استراح في‬
‫اليوم السابع وباركه ‪ ،‬في نهاية السنة الستة آالف ‪ ،‬يجب القضاء على كل شر من األرض ‪ ،‬ويملك‬
‫البر أللف سنة ؛‪ ‬ويجب أن يكون هناك طمأنينة وراحة من العمل الذي تحمله العالم اآلن طويالً‪ .‬لكن‬
‫كيف سيحدث ذلك سأشرح بترتيبه‪ .‬لقد قلنا مرا ًرا أن األشياء األقل أهمية واألشياء ذات األهمية‬
‫الصغيرة هي أشكال وظالل سابقة ألشياء عظيمة ؛‪ ‬ألن يومنا هذا ‪ ،‬الذي يحده شروق وغروب‬
‫الشمس ‪ ،‬هو تمثيل لذلك الطين العظيم الذي تعلق عليه دائرة األلف سنة حدودها‪ .‬وبنفس الطريقة‬
‫ضا ‪ ،‬أيد تشكيل اإلنسان األرضي للمستقبل تكوين الشعب السماوي‪ .‬ألنه عندما اكتمل كل ما كان‬ ‫أي ً‬
‫ضا ‪ ،‬وأدخله إلى هذا العالم‬ ‫معدًا الستخدام اإلنسان ‪ ،‬أخي ًرا ‪ ،‬في اليوم السادس ‪ ،‬صنع اإلنسان أي ً‬
‫كمنزل اآلن مهيأ بعناية ؛‪  ‬لذلك اآلن في اليوم السادس العظيم يتشكل اإلنسان الحقيقي بكلمة هللا ‪ ،‬أي‬
‫صنع من أجل البر من خالل تعاليم هللا ووصاياه‪ .‬وحينئ ٍذ تك َّون من األرض‬ ‫أن الشعب المقدس قد ُ‬
‫عام في هذا العالم‪ .‬حتى اآلن من هذا العصر األرضي تشكل رجالً‬ ‫ٍ‬ ‫ألف‬ ‫يعيش‬ ‫إنسان فاس ٌد ناقصٌ لكي‬
‫ٌ‬
‫كامالً ‪ ،‬لكي يحيا من قبل هللا ‪ ،‬يمكنه أن يحكم في نفس العالم خالل ألف سنة‪ .‬ولكن بأي طريقة يتم‬
‫اإلكمال ‪ ،‬وما هي الغاية التي تنتظر شؤون البشر ‪ ،‬إذا قام أحد بفحص الكتابات اإللهية فسوف يتأكد‬
‫ضا ‪ ،‬التي تتفق مع السماوي ‪ ،‬تعلن نهاية كل شيء وإسقاطه بعد‬ ‫منها‪ .‬لكن أصوات أنبياء العالم أي ً‬
‫وقت قصير ‪ ،‬واصفة أنها كانت آخر شيخوخة للعالم المنهك والضائع‪ .‬لكن األشياء التي قالها األنبياء‬
‫والعرافون على وشك الحدوث قبل أن تأتي النهاية األخيرة على العالم ‪ ،‬سأخضع ‪ ،‬ويتم جمعها‬
‫وتراكمها من جميع الجهات‪ .‬إذا قام أحد بفحص الكتابات اإللهية فسوف يتأكد‪ .‬لكن أصوات أنبياء‬
‫ض ا ‪ ،‬التي تتفق مع السماوي ‪ ،‬تعلن نهاية كل شيء وإسقاطه بعد وقت قصير ‪ ،‬واصفة أنها‬ ‫العالم أي ً‬
‫كانت آخر شيخوخة للعالم المنهك والضائع‪ .‬لكن األشياء التي قالها األنبياء والعرافون على وشك‬
‫الحدوث قبل أن تأتي النهاية األخيرة على العالم ‪ ،‬سأخضع ‪ ،‬ويتم جمعها وتراكمها من جميع‬
‫ضا ‪ ،‬التي تتفق‬‫الجهات‪ .‬إذا قام أحد بفحص الكتابات اإللهية فسوف يتأكد‪ .‬لكن أصوات أنبياء العالم أي ً‬
‫مع السماوي ‪ ،‬تعلن نهاية كل شيء وإسقاطه بعد وقت قصير ‪ ،‬واصفة أنها كانت آخر شيخوخة للعالم‬
‫المنهك والضائع‪  .‬لكن األشياء التي قالها األنبياء والعرافون على وشك الحدوث قبل أن تأتي النهاية‬
‫‪.‬األخيرة على العالم ‪ ،‬سأخضع ‪ ،‬ويتم جمعها وتراكمها من جميع الجهات‬

‫‪.‬الخامس عشر‪ .‬لتدمير العالم وتغيير اإلمبراطوريات‬

‫ورد في أسرار الكتابات المقدسة أن أمي ًرا من العبرانيين ‪ ،‬مضط ًرا بسبب نقص الذرة ‪ ،‬قد مر إلى‬
‫مصر مع جميع أفراد أسرته وأقاربه‪ .‬وعندما نمت ذريته ‪ ،‬التي بقيت لفترة طويلة في مصر ‪ ،‬إلى‬
‫أمة عظيمة ‪ ،‬واضطهدها نير العبودية الثقيل الذي ال يطاق ‪ ،‬ضرب هللا مصر بجلطة ال شفاء منها ‪،‬‬
‫وحرر شعبه ‪ ،‬وقادهم في وسط البحر‪ ، .‬عندما قطعت األمواج وانفصلت على كال الجانبين ‪ ،‬ذهب‬
‫الناس على أرض جافة‪ .‬وحاول ملك المصريين أن يالحقهم وهم هربوا ‪ ،‬وعاد البحر إلى مكانه ‪،‬‬
‫انقطع مع كل قومه‪ .‬وهذا العمل الالمع والرائع للغاية ‪ ،‬على الرغم من أنه أظهر في الوقت الحاضر‬
‫ضا بمثابة نذير وشكل لعمل أعظم ‪ ،‬الذي كان نفس اإلله على وشك‬ ‫للرجال قوة هللا ‪ ،‬إال أنه كان أي ً‬
‫القيام به في آخر اكتمال لألزمنة ‪ ،‬ألنه سيحرر شعبه من عبودية العالم القمعية‪ .‬ولكن منذ ذلك الوقت‬
‫كان شعب هللا واحدًا ‪ ،‬وفي أمة واحدة فقط ‪ ،‬تعرضت مصر للضرب فقط‪ .‬ولكن اآلن ‪ ،‬ألن شعب هللا‬
‫مجتمعين من جميع اللغات ‪ ،‬ويسكنون بين جميع األمم ‪ ،‬ويضطهدون من قبل أولئك الذين يسمعون‬
‫حكمهم ‪ ،‬يجب أن يتم ضرب كل األمم ‪ ،‬أي العالم كله ‪ ،‬الضربات السماوية ‪ ،‬لكي يتحرر الصالحين‬
‫الذين يعبدون هللا‪ .‬وكما ُأعطيت بعد ذلك العالمات التي تم من خاللها إظهار الدمار القادم‬
‫للمصريين ‪ ،‬هكذا في المرة األخيرة ستحدث المعجزات الرائعة في جميع عناصر العالم ‪ ،‬والتي‬
‫يمكن من خاللها فهم الدمار الوشيك من قبل جميع األمم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬مع اقتراب نهاية هذا العالم ‪ ،‬يجب‬
‫أن تخضع حالة الشؤون اإلنسانية للتغيير ‪ ،‬ومن خالل انتشار الشر ؛‪ ‬حتى أن أوقاتنا هذه ‪ ،‬التي زاد‬
‫فيها اإلثم والمعصية حتى إلى أعلى درجة ‪ ،‬يمكن الحكم عليها بأنها سعيدة وتقريبا ً ذهبية بالمقارنة‬
‫مع ذلك الشر الذي ال يمكن عالجه‪ .‬ألن البر سوف يتناقص ‪ ،‬وسوف يزداد المعصية والجشع‬
‫والرغبة والشهوة بشكل كبير ‪ ،‬بحيث إذا حدث بعد ذلك وجود أي رجال صالحين ‪ ،‬فسيكونون فريسة‬
‫لألشرار ‪ ،‬وسيتعرضون للمضايقة من جميع الجوانب من قبل ظالمين‪ ‬بينما األشرار وحدهم في‬
‫البذخ ‪ ،‬أما الصالح فيصيبه في كل االفتراء والعوز‪ .‬ستُخفق كل العدالة ‪ ،‬وستتلف القوانين‪ .‬لن يكون‬
‫لدى أي شخص بعد ذلك أي شيء باستثناء ما تم اكتسابه أو الدفاع عنه باليد‪ :‬الجرأة والعنف يمتلكان‬
‫كل شيء‪ .‬ال إيمان بين الناس وال سالم وال لطف وال خزي وال حق‪ .‬وبالتالي لن يكون هناك أمن وال‬
‫حكومة وال راحة من الشرور‪ .‬الن كل االرض تكون في حالة اضطراب‪ .‬سوف تحتدم الحروب في‬
‫كل مكان‪ .‬كل االمم يقاتلون ويقاومون بعضهم بعضا‪ .‬ستواصل الدول المجاورة صراعات مع‬
‫بعضها البعض ؛‪  ‬وقبل كل شيء ‪ ،‬ستدفع مصر عقوبات خرافاتها الحمقاء ‪ ،‬وستغطى بالدم كما لو‬
‫كان نهرًا‪  .‬بعد ذلك ‪ ،‬سوف يجتاز السيف العالم ‪ ،‬ويقطع كل شيء ‪ ،‬ويضع كل األشياء في أسفلها‬
‫كحصاد‪  .‬و‪ -‬يخشى ذهني من ربط األمر ‪ ،‬لكنني سأربطه ‪ ،‬ألنه على وشك الحدوث ‪ -‬سيكون سبب‬
‫هذا الخراب واالرتباك ؛‪ ‬ألن االسم الروماني الذي يحكم العالم به اآلن ‪ ،‬تنزع من االرض وترجع‬
‫الحكومة الى اسيا‪ .‬والشرق سيتحكم مرة أخرى ‪ ،‬والغرب اختزل إلى العبودية‪ .‬وال ينبغي أن يبدو‬
‫رائعًا ألي شخص ‪ ،‬إذا كانت مملكة مدورة بمثل هذا االتساع ‪ ،‬وزادت لفترة طويلة من قبل الكثير‬
‫من الرجال ‪ ،‬وباختصار مدعومة بمثل هذه الموارد العظيمة ‪ ،‬فسوف تسقط في وقت ما‪ .‬ال يوجد‬
‫شيء مهيأ بالقوة البشرية ال يمكن للقوة البشرية أن تدمره بنفس القدر ‪ ،‬ألن أعمال البشر‬
‫ض ا ممالك أخرى في األزمنة السابقة ‪ ،‬على الرغم من ازدهارها لفترة طويلة ‪ ،‬تم‬ ‫مميتة‪ .‬وهكذا أي ً‬
‫تدميرها‪ .‬ألنه قيل أن المصريين والفرس واليونانيين واآلشوريين كانوا يحكمون العالم‪ .‬وبعد هالكهم‬
‫جميعهم جاء الرومان ايضا‪ .‬وبقدر ما يتفوقون على جميع الممالك األخرى في الحجم ‪ ،‬وسيسقطون‬
‫مع سقوط أكبر بكثير ‪ ،‬ألن تلك المباني التي هي أعلى من غيرها يكون لها وزن أكبر في‬
‫السقوط‪ .‬لذلك لم يقسم سينيكا أوقات المدينة الرومانية حسب العصور بغير مهارة‪ .‬ألنه قال أن في‬
‫البداية كانت طفولتها في عهد الملك رومولوس ‪ ،‬الذي بواسطته نشأت روما ‪ ،‬وكما كانت‬
‫متعلمة ؛‪ ‬ثم طفولتها تحت حكم الملوك اآلخرين ‪ ،‬الذين زادوا بها وصُنعت مع أنظمة تعليم‬
‫ومؤسسات أكثر تعددًا ؛‪ ‬لكن مطوالً ‪ ،‬في عهد تاركينيوس ‪ ،‬عندما بدأت اآلن كما ينبغي أن تكبر ‪ ،‬لم‬
‫تتحمل العبودية ؛‪  ‬وبعد أن تخلت عن نير االستبداد المتغطرس فضلت طاعة القوانين على طاعة‬
‫الملوك‪ .‬وعندما انتهى شبابها بنهاية الحرب البونيقية ‪ ،‬بدأت في أن تكون رجولية مطوالً بقوة‬
‫مؤكدة‪ .‬ألنه عندما أخذت قرطاج بعيدا ‪ ،‬التي كانت منذ فترة طويلة منافسها في السلطة ‪ ،‬مدت يديها‬
‫برا وبحرا على العالم كله ‪ ،‬حتى بعد إخضاع كل الملوك واألمم ‪ ،‬عندما فشلت مواد الحرب اآلن ‪،‬‬
‫أساءت استخدام قوتها ‪ ،‬ودمرت نفسها بها‪ .‬كانت هذه هي الشيخوخة األولى ‪ ،‬عندما تمزقها الحروب‬
‫األهلية واالضطهاد من قبل الشر المعوي ‪ ،‬وعادت مرة أخرى إلى حكومة حاكم واحد ‪ ،‬حيث كانت‬
‫تدور إلى الطفولة الثانية‪ .‬ألنها فقدت الحرية التي دافعت عنها تحت توجيهات وسلطة بروتوس ‪ ،‬فقد‬
‫تقدمت في السن ‪ ،‬كما لو كانت ال تملك القوة لدعم نفسها ‪ ،‬إال إذا كانت تعتمد على مساعدة‬
‫حكامها‪  .‬ولكن إذا كانت هذه األمور على هذا النحو ‪ ،‬فماذا يبقى إال أن الموت يتبع الشيخوخة؟‪ ‬وألنه‬
‫سيحدث ‪ ،‬فإن نبوءات األنبياء تعلن بإيجاز تحت غطاء أسماء أخرى ‪ ،‬حتى ال يفهمها أحد‬
‫بسهولة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬تقول العرافات صراحة أن روما محكوم عليها بالهالك ‪ ،‬وهذا في الواقع بحكم‬
‫هللا ‪ ،‬ألنها حملت اسمه في الكراهية ؛‪ ‬وألنه عدو البر ‪ ،‬فقد أهلك الناس الذين حفظوا‬
‫ضا تلقى النهر الذي ‪. Hystaspes‬الحق‬ ‫ضا ‪ ،‬الذي كان مل ًكا قدي ًما جدًا لميدي الميديين ‪ ،‬ومنه أي ً‬
‫أي ً‬
‫اسمه ‪ ،‬نقل إلى ذكرى األجيال القادمة حل ًما رائعًا عند تفسير الصبي الذي ‪ Hydaspes‬يسمى اآلن‬
‫نطق بالتنبؤات ‪ ،‬وأعلن قبل ذلك بوقت طويل تأسيس أمة طروادة ‪ ،‬أن اإلمبراطورية الرومانية‬
‫ضا ‪ ،‬الذي كان مل ًكا ‪. Hystaspes‬واسمها سينزعان من العالم‪ .‬دمرت الناس الذين حفظوا الحق‬ ‫أي ً‬
‫ضا تلقى النهر الذي يسمى اآلن‬‫اسمه ‪ ،‬نقل إلى ‪ Hydaspes‬قدي ًما جدًا لميدي الميديين ‪ ،‬ومنه أي ً‬
‫ذكرى األجيال القادمة حل ًما رائعًا عند تفسير الصبي الذي نطق بالتنبؤات ‪ ،‬وأعلن قبل ذلك بوقت‬
‫طويل تأسيس أمة طروادة ‪ ،‬أن اإلمبراطورية الرومانية واسمها سينزعان من العالم‪ .‬دمرت الناس‬
‫ضا تلقى ‪. Hystaspes‬الذين حفظوا الحق‬ ‫ضا ‪ ،‬الذي كان مل ًكا قدي ًما جدًا لميدي الميديين ‪ ،‬ومنه أي ً‬‫أي ً‬
‫اسمه ‪ ،‬نقل إلى ذكرى األجيال القادمة حل ًما رائعًا عند تفسير ‪ Hydaspes‬النهر الذي يسمى اآلن‬
‫الصبي الذي نطق بالتنبؤات ‪ ،‬وأعلن قبل ذلك بوقت طويل تأسيس أمة طروادة ‪ ،‬أن اإلمبراطورية‬
‫‪.‬الرومانية واسمها سينزعان من العالم‬

‫‪.‬السادس عشر‪ .‬لتدمير العالم ‪ ،‬ونباه هللا‬

‫لكن ‪ ،‬اختبار أي شخص يجب أن يعتقد أن هذا ال يصدق ‪ ،‬سأوضح كيف سيحدث‪ .‬أوالً ‪ ،‬سوف‬
‫تتوسع المملكة ‪ ،‬وسوف تتضاءل القوة الرئيسية ‪ ،‬الموزعة بين كثيرين ومنقسمة‪ .‬ثم تزرع الخالفات‬
‫األهلية على الدوام‪ .‬ولن تكون هناك راحة من الحروب المميتة ‪ ،‬حتى يقوم عشرة ملوك في نفس‬
‫الوقت ‪ ،‬الذين سيقسمون العالم ‪ ،‬ال ليحكموه ‪ ،‬بل ليفنضوه‪ .‬فهؤالء الذين زادوا جيوشهم إلى حد كبير‬
‫‪ ،‬وبعد أن تركوا زراعة الحقول ‪ ،‬التي هي بداية االنقالب والكارثة ‪ ،‬سوف يهدمون ويتشققون<‬
‫ويلتهمون كل شيء‪ .‬ثم ينشأ ضده فجأة أقوى عدو من الحدود المتطرفة للمنطقة الشمالية ‪ ،‬والذي ‪،‬‬
‫بعد أن دمر ثالثة من هذا العدد الذين سيكونون بعد ذلك في حيازة آسيا ‪ ،‬سيتم قبولهم في التحالف من‬
‫قبل اآلخرين ‪ ،‬ويجب أن يؤلف أميرا للجميع‪ .‬سوف يضايق العالم بقاعدة ال تطاق ؛‪ ‬يمزج بين اآللهة‬
‫والبشر‪ .‬يخترع أشياء غير صالحة للتواصل ‪ ،‬ومكروهة ؛‪ ‬يتأمل في مخططات جديدة في صدره ‪،‬‬
‫حتى يتمكن من تشكيل الحكومة لنفسه‪ :‬سيغير القوانين ‪ ،‬ويعين قوانينه الخاصة ؛‪ ‬سوف يلوث وينهب‬
‫ويفسد ويقتل‪ .‬وبشكل مطول ‪ ،‬سيتم تغيير االسم ونقل مقر الحكومة ‪ ،‬وسيتبع ذلك ارتباك واضطراب‬
‫للبشرية‪  .‬ثم ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬سيأتي وقت مقيت ورجس ‪ ،‬ال تكون فيه الحياة ممتعة ألي إنسان‪ .‬تنقلب‬
‫ضا بالزالزل المستمرة وفيضانات المياه ‪،‬‬ ‫المدن تماما وتهلك‪ .‬ليس فقط بالنار والسيف ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫واألمراض المتكررة والمجاعات المتكررة‪ .‬ألن الجو سوف يتلوث‪ ‬وتصبح فاسدة ووبائية ‪ -‬في وقت‬
‫من األوقات بسبب هطول أمطار غير متوقعة ‪ ،‬وفي وقت آخر بسبب الجفاف القاحل ‪ ،‬واآلن بسبب‬
‫نزالت البرد ‪ ،‬واآلن بسبب درجات الحرارة المفرطة‪ .‬وال االرض تعطي ثمرها لالنسان‪ .‬ال حقل‬
‫وال شجرة وال كرمة تنتج شيئا‪ .‬ولكن بعد أن يعطوا الرجاء األعظم في الزهر ‪ ،‬يفشلون في‬
‫كاف للشرب ؛‪ ‬فتتحول المياه الى دم او‬
‫ٍ‬ ‫الثمر‪ .‬وتجف الينابيع مع االنهار‪ .‬بحيث ال يكون هناك إمداد‬
‫مرارة‪  .‬بسبب هذه األشياء ‪ ،‬ستهلك الوحوش على األرض ‪ ،‬والطيور في الهواء ‪ ،‬واألسماك في‬
‫البحر‪  .‬المعجزات الرائعة أيضا في السماء ستربك عقول البشر بأعظم الرعب ‪ ،‬وقطارات‬
‫المذنبات ‪ ،‬وظالم الشمس ‪ ،‬ولون القمر ‪ ،‬وانزالق النجوم المتساقطة‪ .‬وال ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬هل ستتم هذه‬
‫األشياء بالطريقة المعتادة؟‪ ‬ولكن ستظهر فجأة نجوم مجهولة وغير مرئية بالعيون‪ .‬ستكون الشمس‬
‫مظلمة إلى األبد ‪ ،‬حتى ال يكون هناك فرق بين الليل والنهار ؛‪ ‬سوف يفشل القمر اآلن ‪ ،‬ليس لمدة‬
‫ثالث ساعات فقط ‪ ،‬بل ينتشر بالدم الدائم ‪ ،‬وسوف يمر بحركات غير عادية ‪ ،‬حتى ال يكون من‬
‫السهل على اإلنسان التأكد من مسارات األجرام السماوية أو نظام األزمنة ؛‪ ‬النه اما صيف في الشتاء‬
‫او شتاء في الصيف‪ .‬ثم يقصر العام ويقل< الشهر ويقصر اليوم في حيز قصير‪ .‬وستسقط النجوم‬
‫بأعداد كبيرة ‪ ،‬فتظهر السماء كلها مظلمة بال أنوار‪ .‬وستسقط ايضا اعلى الجبال وتسوى‬
‫السهل‪ .‬سيصبح البحر غير قابل للمالحة‪ .‬ولكي ال يكون هناك شيء يريده شرور البشر واألرض ‪،‬‬
‫‪: -‬يجب سماع البوق من السماء ‪ ،‬وهو ما تنبأ به العرافة بهذه الطريقة‬

‫‪".‬البوق من السماء ينطق صوته المبكى"‬

‫ثم يرتجف الجميع ويرتجفون من هذا الصوت الحزين‪ .‬ولكن حينئذ ‪ ،‬بغضب هللا على الرجال الذين‬
‫لم يعرفوا البر ‪ ،‬يسود السيف والنار والجوع والمرض‪ .‬وفوق كل شيء ‪ ،‬الخوف يتدلى دائ ًما‪ .‬ثم‬
‫يدعون هللا وال يسمع لهم‪ .‬مطلوب الموت لكنه لن يأتي‪ .‬وال يهدأ الليل خوفهم وال يقترب النوم من‬
‫عيونهم بل القلق واليقظة يبتلعان نفوس الناس‪ .‬فيحزنون وينوحون ويحرقون اسنانهم‪ .‬يهنئون الموتى‬
‫وينوحون االحياء‪  .‬من خالل هذه الشرور والعديد من الشرور األخرى سيكون هناك خراب على‬
‫‪: -‬األرض ‪ ،‬وسيكون العالم مشوهًا ومهجو ًرا ‪ ،‬وهو ما يتم التعبير عنه في آيات العرافة‬

‫‪".‬سيُسلب العالم من الجمال ‪ ،‬من خالل تدمير البشر"‬

‫ألن الجنس البشري سوف يُستهلك حتى ال يتبقى إال الجزء العاشر من البشر‪ .‬ومن حيث خرج الف‬
‫نادرا يخرج مئة‪ .‬ومن عبدة هللا ايضا قسمان يهلكان‪ .‬والجزء الثالث ‪ ،‬الذي يجب أن يكون قد تم إثباته‬
‫‪ ،.‬سيبقى‬

‫‪.‬السابع عشر‪ .‬النبي الكاذب ‪ ،‬ومتاعب الصالح ‪ ،‬وهالكه‬

‫لكنني سأوضح بشكل أكثر وضو ًحا الطريقة التي يحدث بها هذا‪ .‬عندما تقترب نهاية األوقات< ‪ ،‬سيتم‬
‫إرسال نبي عظيم من هللا ليحول الناس إلى معرفة هللا ‪ ،‬وسوف ينال القوة للقيام بأشياء رائعة‪ .‬حيثما‬
‫ال يسمعه الناس يغلق السماء ويمنع هطول امطارها‪ .‬فيحول ماءهم الى دم ويعذبهم بالعطش‬
‫والجوع‪ .‬وإذا حاول أحد أن يجرحه ‪ ،‬تخرج نار من فمه وتضرب ذلك الرجل‪ .‬بهذه المعجزات‬
‫والقوى سيحول الكثيرين إلى عبادة هللا‪ .‬وعندما تُنجز أعماله ‪ ،‬ينهض ملك آخر من سوريا ‪ ،‬مولودًا‬
‫من روح شرير ‪ ،‬الذي يطيح بالجنس البشري ويدمره ‪ ،‬ويقضي مع نفسه على ما تركه الشر‬
‫السابق‪ .‬يقاتل نبي هللا ويغلب عليه ويقتله ويجعله غير مدفون‪ .‬ولكن بعد اليوم الثالث يعود‪ .‬وبينما‬
‫الجميع ينظرون ويتعجبون يخطف الى السماء‪ .‬لكن هذا الملك لن يكون مخزيًا في نفسه فحسب ‪ ،‬بل‬
‫سيكون أيضًا نبيًا لألكاذيب ؛‪ ‬وسيؤلف ويسمي نفسه هللا ويأمر أن يُعبد كابن هللا ؛‪ ‬وستعطيه القوة‬
‫لعمل آيات وعجائب ‪ ،‬قد يغري بها الناس على أن يعبدوه‪ .‬سيأمر النار أن تنزل من السماء ‪،‬‬
‫والشمس تقف وتترك مسارها ‪ ،‬وصورة تتكلم ؛‪ ‬وستعمل هذه األشياء بكلمته ‪ ،‬التي بها يغري به‬
‫العديد من المعجزات حتى من الحكماء‪ .‬ثم سيحاول أن يهدم هيكل هللا ويضطهد الصالحين‪ .‬ويكون‬
‫هناك ضيق وضيقة؟‪ ‬مثل لم يكن هناك من قبل من بداية العالم‪ .‬كل من يؤمنون به ويتحدون به ‪،‬‬
‫سوف يميزونه كغنم‪ .‬ولكن الذين يرفضون عالمته إما أن يهربوا إلى الجبال ‪ ،‬أو ‪ ،‬عند االستيالء‬
‫عليهم ‪ ،‬يقتلون بتعذيب مدروس‪ .‬ويغلف الرجال الصالحين بكتب األنبياء فيحرقهم‪ .‬ويعطيه سلطانا‬
‫ليخرب كل االرض لمدة اثنين واربعين شهرا‪ .‬سيكون هذا هو الوقت الذي يُطرح فيه البر ‪ ،‬وتُبغض‬
‫البراءة ؛‪ ‬حيث يفترس األشرار الخير كاألعداء‪ .‬ال يُحفظ القانون وال النظام وال النظام العسكري ؛‪ ‬ال‬
‫يجوز ألي شخص تبجيل األقفال الشائنة ‪ ،‬أو االعتراف بواجب التقوى ‪ ،‬وال ممارسة الجنس الشفقة‬
‫أو الطفولة ؛‪ ‬كل شيء يخلط ويختلط بالحق ‪ ،‬وضد قوانين الطبيعة‪ .‬فتكون األرض خربة كما لو‬
‫كانت بنهب واحد عادي‪  .‬عندما تحدث هذه األشياء ‪ ،‬فإن األبرار وأتباع الحق سيفصلون أنفسهم عن‬
‫األشرار ‪ ،‬ويهربون إلى العزلة‪ .‬وعندما يسمع عن هذا ‪ ،‬يأتي الملك الفاسد ‪ ،‬ملتهبًا بالغضب ‪ ،‬بجيش‬
‫عظيم ‪ ،‬وسيحضر كل قواته ‪ ،‬وسيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ‪ ،‬حتى يستولي‬
‫عليهم‪  .‬لكنهم ‪ ،‬عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ‪ ،‬سوف يدعون هللا بصوت‬
‫عال ‪ ،‬ويطلبون عون السماء ؛‪ ‬فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك‬ ‫ٍ‬
‫كل االشرار بالنار والسيف‪  .‬عندما تحدث هذه األشياء ‪ ،‬فإن األبرار وأتباع الحق سيفصلون أنفسهم‬
‫عن األشرار ‪ ،‬ويهربون إلى العزلة‪ .‬وعندما يسمع عن هذا ‪ ،‬يأتي الملك الفاسد ‪ ،‬ملتهبًا بالغضب ‪،‬‬
‫بجيش عظيم ‪ ،‬وسيحضر كل قواته ‪ ،‬وسيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ‪ ،‬حتى يستولي‬
‫عليهم‪  .‬لكنهم ‪ ،‬عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ‪ ،‬سوف يدعون هللا بصوت‬
‫عال ‪ ،‬ويطلبون عون السماء ؛‪ ‬فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك‬ ‫ٍ‬
‫كل االشرار بالنار والسيف‪  .‬عندما تحدث هذه األشياء ‪ ،‬فإن األبرار وأتباع الحق سيفصلون أنفسهم‬
‫عن األشرار ‪ ،‬ويهربون إلى العزلة‪ .‬وعندما يسمع عن هذا ‪ ،‬يأتي الملك الفاسد ‪ ،‬ملتهبًا بالغضب ‪،‬‬
‫بجيش عظيم ‪ ،‬وسيحضر كل قواته ‪ ،‬وسيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ‪ ،‬حتى يستولي‬
‫عليهم‪  .‬لكنهم ‪ ،‬عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ‪ ،‬سوف يدعون هللا بصوت‬
‫عال ‪ ،‬ويطلبون عون السماء ؛‪ ‬فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك‬ ‫ٍ‬
‫كل االشرار بالنار والسيف‪ .‬ملتهبًا بالغضب ‪ ،‬يأتي بجيش عظيم ‪ ،‬وسيحضر كل قواته ‪ ،‬سيحيط بكل‬
‫الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ‪ ،‬فيستولي عليهم‪ .‬لكنهم ‪ ،‬عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل‬
‫عال ‪ ،‬ويطلبون عون السماء ؛‪ ‬فيسمعهم هللا ويرسل‬ ‫جانب ومحاصرين ‪ ،‬سوف يدعون هللا بصوت ٍ‬
‫من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك كل االشرار بالنار والسيف‪ .‬ملتهبًا بالغضب ‪ ،‬يأتي‬
‫بجيش عظيم ‪ ،‬وسيحضر كل قواته ‪ ،‬سيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ‪ ،‬فيستولي‬
‫عليهم‪  .‬لكنهم ‪ ،‬عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ‪ ،‬سوف يدعون هللا بصوت‬
‫عال ‪ ،‬ويطلبون عون السماء ؛‪ ‬فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك‬ ‫ٍ‬
‫‪.‬كل االشرار بالنار والسيف‬

‫‪.‬الثامن عشر‪ .‬من ثروات العالم في آخر مرة ‪ ،‬واألشياء التي تنبأ بها المدافعون عن الهدوء‬

‫أن هذه األمور ستحدث هكذا ‪ ،‬أعلن جميع األنبياء من وحي هللا ‪ ،‬وكذلك الكهان بتحريض من‬
‫الذي ذكرته أعاله ‪ ،‬بعد أن وصف إثم هذه المرة األخيرة ‪ Hystaspes ، ،‬الشياطين‪ .‬بالنسبة إلى‬
‫يقول إن األتقياء والمؤمنين ‪ ،‬بعد انفصالهم عن األشرار ‪ ،‬سيمدون أيديهم إلى السماء بالبكاء والحزن‬
‫‪ ،‬وسوف يطلبون حماية المشتري ‪ :‬أن المشتري سوف ينظر إلى األرض ‪ ،‬ويسمع أصوات الناس ‪،‬‬
‫وسوف يقضي على األشرار‪ .‬كل ما هو صحيح ماعدا واحد ‪ ،‬أنه ينسب إلى المشتري تلك األشياء‬
‫ض ا تم سحبه من الحساب ‪ ،‬ليس بدون خداع من جانب الشياطين ‪ ،‬أي أن‬ ‫التي سيفعلها هللا‪ .‬لكن هذا أي ً‬
‫ابن هللا سيرسل بعد ذلك ‪ ،‬الذي ‪ ،‬بعد أن دمر كل األشرار ‪ ،‬سيطلق األتقياء‪ .‬التي ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬لم‬
‫تخفي هيرميس‪  .‬ألنه في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان الرسالة الكاملة ‪ ،‬بعد تعداد الشرور التي‬
‫تحدثنا عنها ‪ ،‬أضاف هذه األشياء‪" :‬ولكن عندما تحدث هذه األشياء ‪ ،‬إذن الذي هو الرب واآلب وهللا‬
‫‪ ،‬وخالق اإلله األول ‪ ،‬ينظر إلى ما يحدث ‪ ،‬ويقاوم االضطراب بإرادته ‪ ،‬أي الخير ‪ ،‬ويذكر الشر‬
‫التائه والتطهير ‪ ،‬ويغمره جزئيًا بالكثير من الماء ‪ ،‬ويحرقه جزئيًا أسرع حريق ‪ ،‬وأحيانًا يضغط‬
‫ضا أنه لن‬
‫عليها بالحروب واألوبئة ‪ ،‬أحضر عالمه إلى حالته القديمة وأعاده "‪ .‬تظهر العرافات أي ً‬
‫يكون هناك خالف أن يرسل أبوه األعلى ابن هللا ‪ ،‬ليحرر األبرار من أيدي األشرار ‪ ،‬ويقضي على‬
‫‪: -‬األشرار ‪ ،‬مع طغاةهم القساة‪ .‬فكتب أحدهم‬

‫ضا راغبًا في هالك مدينة البركة ‪ ،‬ويقتل< ملك اآللهة ضده جميع الملوك العظماء والرجال "‬
‫يأتي أي ً‬
‫‪.‬النشطاء‬

‫‪: -‬أيضا عرافة أخرى‬

‫"‪.‬ثم يرسل هللا مل ًكا من الشمس ‪ ،‬فيوقف كل األرض عن حرب كارثية"‬

‫‪: -‬ومرة أخرى‬

‫سوف يسلب نير العبودية الذي ال يطاق الذي يوضع على عنقنا ‪ ،‬وسوف يتخلص من القوانين غير "‬
‫"‪.‬التقية والسالسل العنيفة‬

‫‪.‬التاسع عشر‪ .‬عن مجيء المسيح إلى الحكم وتجاوز النبي الكاذب‬

‫فالعالم مضطهد ‪ ،‬ألن موارد البشر لن تكفي لإلطاحة باستبداد ذي قوة هائلة ‪ ،‬بقدر ما سيضغط على‬
‫العالم األسير بجيوش كبيرة من اللصوص ؛‪ ‬تلك الكارثة العظيمة ستظل في حاجة إلى المساعدة‬
‫اإللهية‪  .‬لذلك ‪ ،‬فإن هللا ‪ ،‬الذي يثيره كل من الخطر المشكوك فيه ومن رثاء الصالحين البائس ‪،‬‬
‫سيرسل على الفور مخلصًا‪ .‬ثم ينفتح وسط السماء في جوف الليل وظالمه ‪ ،‬حتى يظهر نور هللا‬
‫‪: -‬النازل في كل العالم كبرق‪ :‬تكلمت العرافة عنه بهذه الكلمات‬

‫"‪.‬عندما يأتي ‪ ،‬ستكون هناك نار وظالم في وسط الليل األسود"‬

‫هذه هي الليلة التي نحتفل بها في يقظة لمجيء ملكنا وإلهنا‪ :‬ألي ليلة معنى مزدوج ؛‪ ‬ألنه فيها نال‬
‫الحياة عندما تألم ‪ ،‬وبعد ذلك هو على وشك أن يأخذ ملكوت العالم‪ .‬فهو المنقذ والقاضي والمنتقم‬
‫والملك وهللا الذي نسميه المسيح الذي قبل أن ينزل يعطي هذه اآلية‪ :‬سوف يسقط فجأة من السماء‬
‫سيف ‪ ،‬ليعلم الصالحون أن قائد الحرب المقدسة على وشك النزول‪ .‬وسوف ينزل مع مجموعة من‬
‫المالئكة إلى وسط األرض ‪ ،‬وهناك ستمر أمامه نار ال تطفأ ‪ ،‬وقوة المالئكة ستسلم إلى أيدي ذلك‬
‫الجمهور العادل الذي أحاط بالجبل ‪ ،‬وهم من الساعة الثالثة حتى المساء يقتل‪ ‬ويسيل الدم كالنيل‪ .‬وكل‬
‫جيوشه تنجو الشرير وحده وتهلك قوته منه‪ .‬اآلن هذا هو الذي يُدعى ضد المسيح‪ .‬بل يدعو نفسه كذبا‬
‫المسيح ويحارب الحق فيهرب منه‪ .‬وسوف يجدد الحرب في كثير من األحيان ‪ ،‬وغالبًا ما يتم غزوها‬
‫‪ ،‬حتى في المعركة الرابعة ‪ ،‬حيث يتم قتل جميع األشرار وإخضاعهم وأسرهم ‪ ،‬وسيدفع مطواًل‬
‫عقوبة جرائمه‪ .‬لكن األمراء والطغاة اآلخرين الذين ضايقوا العالم معه ‪ ،‬سيُقادون إلى الملك‬
‫بسالسل‪ .‬فينتهرهم ويوبخهم ويعاقبهم على جرائمهم ويدينهم ويأمرهم بالعذاب المستحق‪ .‬وهكذا ‪،‬‬
‫ينطفئ الشر ويقضي< على المعصية ‪ ،‬يكون العالم في راحة ‪ ،‬الذين تعرضوا للخطأ والشر لعدة‬
‫عصور ‪ ،‬تحملوا عبودية رهيبة‪ .‬لن تُعبد بعد اآللهة التي صنعتها األيدي ؛‪ ‬لكن التماثيل التي تُطرد‬
‫من معابدهم وأرائكهم ‪ ،‬تُعطى للنار وتُحرق مع هداياهم الرائعة‪ :‬التي أعلنت العرافة أيضًا ‪ ،‬وفقًا‬
‫‪: -‬لألنبياء ‪ ،‬على وشك الحدوث‬
‫‪".‬لكن البشر سوف يكسرون الصور وكل الثروة"‬

‫‪: -‬كما قطعت العرافة اإلريثراينية الوعد نفسه‬

‫‪.‬وتحرق اعمال يد اآللهة‬

‫لحكم المسيح والمسيحيين والروح‪XX. ‬‬

‫بعد هذه األشياء ستُفتح المناطق الدنيا ‪ ،‬ويقوم األموات مرة أخرى ‪ ،‬الذين سيدينهم نفس الملك وهللا ‪،‬‬
‫والذي سيعطي له اآلب األعظم القوة العظيمة للحكم والحكم‪ .‬واحترا ًما لهذا الحكم والحكم ‪ ،‬فهو‬
‫‪ Erythraean: -‬موجود في العرافة‬

‫عندما يحصل هذا على إنجازه المصير ‪ ،‬وتأتي دينونة هللا الخالد اآلن إلى البشر ‪ ،‬فإن الدينونة "‬
‫"‪.‬العظيمة ستحل على البشر وعلى البداية‬

‫‪: -‬ثم في آخر‬

‫"‪.‬وحينئ ٍذ تظهر فجوة األرض فوضى< طرطيرية ؛ وسيأتي جميع الملوك إلى كرسي هللا"‬

‫‪: -‬وفي مكان اخر في نفسه‬

‫أتدحرج على طول السماوات ‪ ،‬سأفتح كهوف األرض ؛ وبعد ذلك سأقيم الموتى ‪ ،‬أفقدًا القدر ولسعة"‬
‫"‪.‬الموت ؛ وبعد ذلك سأدعوهم إلى الحكم ‪ ،‬وأدين حياة الرجال األتقياء وغير الصالحين‬

‫ومع ذلك ‪ ،‬لن يحكم هللا على جميع الرجال ‪ ،‬ولكن أولئك الذين مارسوا دين هللا فقط‪ .‬ألن أولئك الذين‬
‫لم يعرفوا هللا ‪ ،‬بما أنه ال يمكن إصدار حكم عليهم بتبرئتهم ‪ ،‬فقد سبق الحكم عليهم وإدانتهم ‪ ،‬ألن‬
‫الكتاب المقدس يشهد أن األشرار لن يقوموا للدينونة‪ .‬لذلك فإن الذين عرفوا هللا سيحاكمون ‪،‬‬
‫وأعمالهم ‪ ،‬أي أعمالهم الشريرة ‪ ،‬ستُقارن وتزن مقابل أعمالهم الصالحة ‪ ،‬حتى إذا كان الصالحون‬
‫والعدلون أكثر ووزنًا ‪ ،‬فيمكن إعطاؤهم حياة نعمة‪ .‬ولكن إذا تجاوز الشر ‪ ،‬فقد يحكم عليهم‬
‫بالعقاب‪ .‬وهنا ‪ ،‬ربما ‪ ،‬سيقول< قائل‪ :‬إذا كانت الروح خالدة ‪ ،‬فكيف تُص َّور على أنها قادرة على‬
‫المعاناة ومعقولة للعقاب؟<‪ ‬ألنه إذا عوقب بسبب صحرائه ‪ ،‬من الواضح أنه سيكون محسوسًا باأللم ‪،‬‬
‫ضا للموت ‪ ،‬وال حتى لأللم ‪ ،‬فهذا يعني أنه غير قادر على‬ ‫وحتى الموت‪ .‬إذا لم يكن معر ً‬
‫المعاناة‪  .‬وهكذا يقابل الرواقيون هذا السؤال أو الحجة‪ :‬أن أرواح البشر تستمر في الوجود ‪ ،‬وال تُبيد‬
‫بتدخل الموت‪ :‬عالوة على ذلك ‪ ،‬فإن أرواح أولئك الذين كانوا عادلين وطاهرين وغير قادرين على‬
‫المعاناة‪ .‬وسعداء بالعودة إلى المساكن السماوية التي نشأوا منها ‪ ،‬أو إلى بعض السهول السعيدة ‪،‬‬
‫حيث يمكنهم االستمتاع بملذات رائعة ؛‪ ‬ولكن أن األشرار ‪ ،‬بما أنهم دنسوا أنفسهم بالعواطف الشريرة‬
‫‪ ،‬لديهم نوع من الطبيعة الوسطى ‪ ،‬بين الطبيعة الخالدة والفانية ‪ ،‬ولديهم شيء من الضعف ‪ ،‬من‬
‫عدوى الجسد ؛‪ ‬مستعبدة لشهواتها وشهواتها ‪ ،‬يتعاقدون وصمة عار ال تمحى وصمة عار ؛‪ ‬وعندما‬
‫يصبح هذا متأصاًل تما ًم ا عبر طول الوقت ‪ ،‬يتم تسليم األرواح إلى طبيعتها ‪ ،‬بحيث ‪ ،‬على الرغم من‬
‫أنها ال يمكن أن تنطفئ تما ًما ‪ ،‬ألنها من عند هللا ‪ ،‬فإنها مع ذلك تصبح عرضة للعذاب من خالل‬
‫‪: -‬تلوث الجسد ‪ ،‬الذي يحترق بالذنوب ينتج عنه شعور باأللم‪ .‬أي عاطفة يعبر عنها الشاعر‬

‫‪ ،‬كال ‪ ،‬عندما هربت الحياة أخيرًا‬

‫‪ ،‬وترك الجسد باردًا وميتًا‬


‫ثم هناك ال يمر‬

‫‪:‬تراث الطين المؤلم‬

‫العديد من وصمة عار طويلة التعاقد‬

‫‪.‬يجب أن تبقى القوة في أعماق الحبوب‬

‫لذا فإنهم يتحملون المعاناة الجزائية‬

‫‪ ".‬لجريمة قديمة ‪ ،‬لجعلهم طاهرين‬

‫هذه األشياء قريبة من الحقيقة‪ .‬ألن النصف عند فصله عن الجسد يكون كما يقول الشاعر مثل‬

‫‪ ،‬ال رؤية لليل النعاس"‬

‫" ‪ ،‬ال يوجد نصف تيار متجدد الهواء خفيف جدًا‬

‫ألنها روح ‪ ،‬وبضعفها الشديد غير قادر على إدراكها ‪ ،‬ولكن فقط من جانبنا نحن الجسديين ولكننا‬
‫‪.‬قادرون على أن يدركنا هللا ‪ ،‬ألنه ملك له أن يكون قاد ًرا على فعل كل شيء‬

‫‪.‬الحادي والعشرون‪ .‬من أحداث وعقوبات النفوس‬

‫أوالً وقبل كل شيء ‪ ،‬نقول إن قوة هللا عظيمة جدًا ‪ ،‬لدرجة أنه يدرك حتى األشياء غير المادية ‪،‬‬
‫ويديرها كما يشاء‪ .‬حتى المالئكة يخافون هللا ‪ ،‬ألنهم يمكن أن يوبخهم بطريقة ال توصف‪ .‬وتخافه‬
‫الشياطين ألنهم يعذبونهم ويعاقبونهم‪  .‬إذن ‪ ،‬ما هو العجب إذا كانت النفوس ‪ ،‬رغم أنها خالدة ‪ ،‬قادرة‬
‫مع ذلك على أن تتألم على يد هللا؟‪ ‬نظ ًرا ألنهم ال يملكون شيًئا صلبًا وملموسًا في أنفسهم ‪ ،‬فال يمكن‬
‫أن يتعرضوا للعنف من الكائنات الصلبة والجسدية ؛‪ ‬ولكن ألنهم يعيشون في أرواحهم فقط ‪ ،‬فإنهم‬
‫قادرون على أن يتعامل معهم هللا وحده ‪ ،‬وطاقته وجوهره روحي‪ .‬لكن ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬تخبرنا الكتابات‬
‫المقدسة بالطريقة التي يجب أن يخضع بها األشرار للعقاب‪ .‬ألنهم ارتكبوا خطايا في‬
‫أجسادهم ‪ ،‬ويعودون يلبسون اللحم لكي يكفروا في اجسادهم‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬لن يكون ذلك الجسد الذي‬
‫لبس به هللا اإلنسان ‪ ،‬مثل هذا جسدنا األرضي ‪ ،‬ولكنه غير قابل للتدمير ‪ ،‬ومستمر إلى األبد ‪ ،‬حتى‬
‫يتمكن من الصمود أمام التعذيب والنار األبدية ‪ ،‬التي تختلف طبيعتها عن هذا‪ .‬نيراننا ‪ ،‬التي‬
‫نستخدمها لألغراض الضرورية للحياة ‪ ،‬والتي يتم إخمادها ما لم يتم إطفاؤها بوقود بعض‬
‫المواد‪ .‬لكن تلك النار اإللهية تعيش دائ ًما من تلقاء نفسها ‪ ،‬وتزدهر بدون أي غذاء ؛‪ ‬وال يختلط به‬
‫دخان ‪ ،‬بل هو نقي ساِئل ومائع على طريقة الماء‪ .‬ألنه ال يتم حثه ألعلى بأية قوة ‪ ،‬مثل نارنا ‪ ،‬التي‬
‫تلوث الجسد األرضي ‪ ،‬الذي به ممسك به ‪ ،‬والدخان المختلط ‪ ،‬يجبر على القفز إلى األمام ‪ ،‬وأن‬
‫تطير صعودًا إلى طبيعة السماء بحركة رعشة‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن نفس النار اإللهية ‪ ،‬بنفس القوة‬
‫والقوة ‪ ،‬ستحرق األشرار وتشكلهم مرة أخرى ‪ ،‬وستحل محل قدر ما ستأكله من أجسادهم ‪ ،‬وستزود‬
‫نفسها بالتغذية األبدية‪ :‬انتقل الشعراء إلى نسر تيتيوس‪ .‬وهكذا ‪ ،‬دون أي هدر لألجساد ‪ ،‬التي تستعيد‬
‫جوهرها ‪ ،‬فإنها ستحترق فقط وتؤثر عليها بشعور من األلم‪ .‬ولكن عندما يدين األبرار ‪ ،‬فإنه‬
‫ضا بالنار‪ .‬ثم أولئك الذين تزيد خطاياهم إما وزنًا أو عددًا ‪ ،‬تحرقهم النار وتحرقهم‪ .‬ألن‬ ‫سيحاكمهم أي ً‬
‫لهم في أنفسهم شيء من هللا يصد ويرفض عنف اللهب‪ .‬قوة البراءة عظيمة لدرجة أن اللهب ينكمش‬
‫منها دون أن يؤذيها‪ .‬الذي أخذ من هللا هذا السلطان أنه يحرق األشرار وهو تحت إمرة‬
‫الصديقين‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال ينبغي ألحد أن يتخيل أن األرواح تُدان على الفور‪ .‬بعد الموت‪ .‬ألن الجميع‬
‫محتجزون في مكان واحد ومشترك ‪ ،‬إلى أن يحين الوقت الذي سيحقق فيه القاضي الكبير في‬
‫صحرائهم‪ .‬ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم سوف ينالون مكافأة الخلود ؛‪ ‬ولكن الذين ظهرت‬
‫خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى ‪ ،‬بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ‪،‬‬
‫محكوم عليهم بعقوبة معينة‪ .‬وهو تحت امر الصالحين‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال ينبغي ألحد أن يتخيل أن‬
‫األرواح تُدان على الفور‪ .‬بعد الموت‪ .‬ألن الجميع محتجزون في مكان واحد ومشترك ‪ ،‬إلى أن يحين‬
‫الوقت الذي سيحقق فيه القاضي الكبير في صحرائهم‪ .‬ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم‬
‫سوف ينالون مكافأة الخلود ؛‪ ‬ولكن الذين ظهرت خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى‬
‫‪ ،‬بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ‪ ،‬محكوم عليهم بعقوبة معينة‪ .‬وهو تحت امر‬
‫الصالحين‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال ينبغي ألحد أن يتخيل أن األرواح تُدان على الفور‪ .‬بعد الموت‪ .‬ألن الجميع‬
‫محتجزون في مكان واحد ومشترك ‪ ،‬إلى أن يحين الوقت الذي سيحقق فيه القاضي الكبير في‬
‫صحرائهم‪ .‬ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم سوف ينالون مكافأة الخلود ؛‪ ‬ولكن الذين ظهرت‬
‫خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى ‪ ،‬بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ‪،‬‬
‫محكوم عليهم بعقوبة معينة‪ .‬ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم سوف ينالون مكافأة‬
‫الخلود ؛‪ ‬ولكن الذين ظهرت خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى ‪ ،‬بل سيختبئون في‬
‫نفس الظلمة مع األشرار ‪ ،‬محكوم عليهم بعقوبة معينة‪ .‬ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم‬
‫سوف ينالون مكافأة الخلود ؛‪ ‬ولكن الذين ظهرت خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى‬
‫‪ ،.‬بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ‪ ،‬محكوم عليهم بعقوبة معينة‬

‫‪.‬الثاني والعشرون‪ .‬خطأ الشعراء وعودة الروح من المناطق الدنيا‬

‫يتخيل البعض أن هذه األشياء من نسج الشعراء ‪ ،‬ال يعرفون من أين استقبلها الشعراء ‪ ،‬ويقولون إن‬
‫هذه األمور مستحيلة ؛‪ ‬وال عجب أن هذا يظهر لهم‪ .‬فاألمر روايه الشعراء بطريقة مغايرة‬
‫للحقيقة‪  .‬ألنهم على الرغم من أنهم أقدم بكثير من المؤرخين والخطباء وغيرهم من الكتاب ‪ ،‬إال أنهم‬
‫كانوا يجهلون سر السر اإللهي ‪ ،‬وقد بلغهم ذكر القيامة المستقبلية بإشاعة غامضة ‪ ،‬إال أنهم سلموها‪.‬‬
‫ضا بأنهم لم‬
‫إلى األسفل ‪ ،‬عند سماعها بإهمال وخفة ‪ ،‬على غرار قصة مصطنعة‪ .‬ومع ذلك شهدوا أي ً‬
‫‪ ،‬يتبعوا سلطة مؤكدة ‪ ،‬بل مجرد رأي ‪ ،‬كما قال مارو ‪ ،‬الذي يقول‬

‫‪".‬أي أذن لها لحية فليعلن اللسان"‬

‫على الرغم من أنهم أفسدوا جزئيًا أسرار الحقيقة ‪ ،‬إال أن األمر نفسه وجد أنه أكثر صحة ‪ ،‬ألنه يتفق‬
‫جزئيًا مع األنبياء‪ :‬وهو ما يكفي بالنسبة لنا كدليل على األمر‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬تم احتواء بعض األسباب‬
‫في خطأهم‪  .‬ألنه عندما أعلن األنبياء بإعالنات مستمرة أن ابن هللا على وشك أن يدين األموات ‪ ،‬ولم‬
‫يفلت هذا اإلعالن من إدراكهم ؛‪ ‬نظ ًرا ألنهم افترضوا أنه ال يوجد حاكم آخر للسماء سوى كوكب‬
‫المشتري ‪ ،‬فقد ذكروا أن ابن المشتري كان مل ًكا في المناطق السفلية ‪ ،‬ولكن ليس أبولو ‪ ،‬أو ليبر ‪ ،‬أو‬
‫مرقوريوس ‪ ،‬الذين من المفترض أن يكونوا آلهة السماء ‪ ،‬ولكن واحد‪ .‬الذي كان بشريًا وعادالً ‪،‬‬
‫سواء كان مينوس أو إياكوس أو رادامانثوس‪ .‬لذلك ‪ ،‬بترخيصهم الشعري ‪ ،‬أفسدوا ما حصلوا‬
‫عليه ؛‪ ‬أو‪ ،‬الرأي الذي تبعثر في أفواه مختلفة وخطابات مختلفة ‪ ،‬غيّر الحقيقة‪ .‬فبقدر ما تنبأوا أنه بعد‬
‫_ ‪:‬مرور ألف عام في المناطق السفلية ‪ ،‬يجب إعادتهم للحياة مرة أخرى ‪ ،‬كما قال مارو‬

‫كل هذا ‪ ،‬عندما قيل عشر مرات"‬

‫‪ ،‬دارت عجلة القدر‬

‫صوت إلهي من بعيد وواسع‬


‫‪ Lethe ،‬يستدعي حتى جانب نهر‬

‫‪ ،‬لكي يجتازوا األرض مرة أخرى‬

‫‪ ،‬عدم تذكر األشياء من قبل‬

‫وبتوق أعمى‬

‫" ‪:‬لعودة األجساد الجسدية‬

‫لم يالحظهم هذا األمر ‪ ،‬أن األموات سيقومون مرة أخرى ‪ ،‬ليس بعد ألف سنة من موتهم ‪ ،‬ولكن‬
‫عندما يعودون إلى الحياة مرة أخرى ‪ ،‬قد يحكمون مع هللا ألف سنة‪ .‬ألن هللا سيأتي ‪ ،‬بعد أن طهّر‬
‫العالم من كل دنس ‪ ،‬ليعيد أرواح الصالحين إلى أجسادهم المتجددة ‪ ،‬ويرفعهم إلى نعمة أبدية ‪ ،‬لذلك‬
‫فإن األشياء األخرى صحيحة ما عدا ماء النسيان الذي هم فيه‪ .‬متظاهرين على هذا الحساب ‪ ،‬حتى ال‬
‫يعترض أحد‪ :‬فلماذا ‪ ،‬إذن ‪ ،‬لم يتذكروا أنهم كانوا على قيد الحياة في وقت من األوقات< ‪ ،‬أو من كانوا‬
‫‪ ،‬أو ما هي األشياء التي أنجزوها؟‪ ‬لكن مع ذلك ال يُعتقد أنه محتمل ‪ ،‬واألمر برمته مرفوض ‪ ،‬كما‬
‫لو كان مخترعًا بشكل خرافي ورائع‪ .‬ولكن عندما نؤيد عقيدة القيامة ‪ ،‬وعلمنا أن األرواح ستعود إلى‬
‫حياة أخرى ‪ ،‬ال تنسى نفسها ‪ ،‬بل تمتلك نفس اإلدراك والشكل ‪ ،‬لقد قوبلنا بهذا االعتراض‪ :‬لقد مرت‬
‫عصور عديدة اآلن ؛‪ ‬أي فرد نشأ من الموت ‪ ،‬من خالل‪ .‬مثاله قد نعتقد أنه ممكن؟‪ ‬لكن القيامة ال‬
‫يمكن أن تتم بينما يسود اإلثم‪ .‬في هذا العالم يُقتل الرجال بالعنف ‪ ،‬بالسيف ‪ ،‬بالكمين ‪ ،‬بالسموم ‪،‬‬
‫ويُزورهم الجرحى ‪ ،‬والعوز ‪ ،‬والسجن ‪ ،‬والتعذيب ‪ ،‬والتحريم‪ .‬أضف إلى هذا أن البر مكروه ‪ ،‬وأن‬
‫كل من يرغب في اتباع هللا ليس فقط في الكراهية ‪ ،‬بل يتعرض للمضايقات بكل اللوم ‪ ،‬ويعذبه أنواع‬
‫مختلفة من العقوبات ‪ ،‬ويقود إلى عبادة اآللهة التي صنعت بأيدي‪ ، .‬ليس عن طريق العقل أو‬
‫الحقيقة ‪ ،‬ولكن من خالل تمزق رهيب في أجسادهم‪ .‬إذن ‪ ،‬هل يجب على الرجال أن ينهضوا مرة‬
‫أخرى إلى هذه األشياء نفسها ‪ ،‬أو أن يعودوا إلى حياة يستحيل عليهم فيها أن يكونوا آمنين؟‪ ‬بما أن‬
‫الصالح يحظى بتقدير ضئيل للغاية ‪ ،‬ويسهل نقله بعيدًا ‪ ،‬فما الذي يمكن أن نفترض أنه سيحدث إذا‬
‫كان أي شخص عائد من الموت قد استعاد حياته من خالل الشفاء من حالته السابقة؟‪ ‬من المؤكد أنه‬
‫سيُبعد عن أعين الناس ‪ ،‬لئال إذا شوهد أو سمع ‪ ،‬يجب على جميع الرجال باتفاق واحد أن يتركوا‬
‫اآللهة ويراهنون على عبادة ودين اإلله الواحد‪ .‬لذلك من الضروري أن تكون القيامة مرة واحدة فقط‬
‫بعد زوال الشر ‪ ،‬ألنه يليق بأال يموت من قام من جديد وال يتأذى بأي شكل من األشكال ‪ ،‬قد يكونون‬
‫قادرين على أن يمروا بحياة سعيدة ُألغي موتهم‪ .‬لكن الشعراء ‪ ،‬وهم يعلمون أن هذه الحياة تزخر بكل‬
‫الشرور ‪ ،‬أدخلوا نهر النسيان ‪ ،‬لئال ترفض النفوس ‪ ،‬متذ ّكرة أعمالهم وشرورهم ‪ ،‬العودة إلى‬
‫‪: -‬المناطق العليا ؛‪ ‬من أين يقول< فيرجيل‬

‫ويمكن أن تفكر في الحمل ‪ l‬أيها األب"‬

‫‪ ،‬تلك النفوس السعيدة التي ستغادرها هذه المملكة‬

‫‪ ،‬واطلبوا السماء العليا‬

‫مع الطين البطيء لم شمل؟‬

‫‪ ،‬هذا الشوق الرهيب إلى النور‬

‫" من أين يأتي ‪ ،‬ويقول< ‪ ،‬ولماذا؟‬


‫ألنهم لم يعرفوا كيف أو متى يجب أن يحدث‪ .‬ولذلك افترضوا أن النفوس ولدت من جديد ‪ ،‬وأنهم‬
‫ضا يقول أفالطون ‪ ،‬وهو يناقش طبيعة‬ ‫عادوا من جديد إلى الرحم ‪ ،‬وعادوا إلى الطفولة‪ .‬ومن أين أي ً‬
‫الروح ‪ ،‬أنه قد يُعرف من هذا أن األرواح خالدة وإلهية ‪ ،‬ألن عقول األوالد مطواعة وسهلة‬
‫اإلدراك ‪ ،‬وألنهم يفهمون بسرعة الموضوعات< التي يتعلمونها‪ ، .‬وأنهم لم يبدوا بعد ذلك وكأنهم‬
‫يتعلمون ألول مرة ‪ ،‬ولكن لذكرهم إلى أذهانهم وتذكرهم‪ :‬في أي مسألة كان الرجل الحكيم يؤمن‬
‫‪.‬بالشعراء بحماقة شديدة‬

‫‪.‬الثالث والعشرون‪ .‬قيامة الروح وأدلة هذه الحقيقة‬

‫لذلك لن يولدوا ثانية ‪ ،‬وهو أمر مستحيل ‪ ،‬بل سيقومون< من جديد ‪ ،‬ويلبسهم هللا بأجساد ‪ ،‬ويتذكرون‬
‫حياتهم السابقة وكل أفعالها ؛‪ ‬وكونهم في حيازة الخيرات السماوية ‪ ،‬ويتمتعون بمتعة الموارد التي ال‬
‫تعد وال تحصى ‪ ،‬فإنهم سيشكرون هللا في حضوره المباشر ‪ ،‬ألنه دمر كل شر ‪ ،‬وألنه رفعهم إلى‬
‫ضا أن يتحدثوا بها بشكل فاسد‬ ‫مملكته وإلى الحياة األبدية‪ .‬واحترا ًما لقيامة القيامة حاول الفالسفة أي ً‬
‫مثل الشعراء‪ .‬أكد فيثاغورس أن األرواح انتقلت إلى أجساد جديدة ؛‪ ‬بل بالحماقة انهم انتقلوا من‬
‫يقول ‪ Euphorbus. ‬الناس الى البهائم ومن البهائم الى البشر‪ .‬وأنه هو نفسه قد تمت استعادته من‬
‫كريسيبوس بشكل أفضل ‪ ،‬من يتحدث عن شيشرون على أنه يدعم رواق الرواقيين ‪ ،‬الذين ‪ ،‬في‬
‫الكتب التي كتبها عن العناية اإللهية ‪ ،‬عندما كان يتحدث عن تجديد العالم ‪ ،‬قدم هذه الكلمات‪" :‬ولكن‬
‫بما أن األمر كذلك ‪ ،‬فمن الواضح أن ال شيء مستحيل ‪ ،‬وأننا ‪ ،‬بعد موتنا ‪ ،‬في فترات معينة حان‬
‫الوقت مرة أخرى ‪ ،‬ونستعيد هذه الحالة التي نحن فيها اآلن "‪ .‬لكن دعونا نعود من اإلنسان إلى‬
‫‪: -‬األشياء اإللهية‪ .‬وهكذا تتكلم العرافة‬

‫ألنه من الصعب تصديق الجنس البشري بأكمله ؛ ولكن عندما يأتي حكم العالم والفانين اآلن ‪ ،‬وهو "‬
‫ما سيؤسسه هللا بنفسه ‪ ،‬ويدين غير التقوى والقدس في نفس الوقت ‪ ،‬عندئ ٍذ يرسل األشرار‪ .‬للظالم‬
‫بالنار‪ .‬ولكن كل القديسين سيعيشون مرة أخرى على األرض ‪ ،‬ويعطيهم هللا في نفس الوقت روحًا‬
‫" ‪.‬وكرامة وحياة‬

‫لكن إن لم يكن األنبياء وحدهم ‪ ،‬بل حتى الشعراء والشعراء والفالسفة ‪ ،‬يتفقون على أنه ستكون هناك‬
‫قيامة لألموات ‪ ،‬فال يسألنا أحد كيف يكون ذلك ممكنًا‪ :‬ألنه ال يمكن تخصيص سبب لألعمال‬
‫اإللهية ؛‪  ‬ولكن إذا شكل هللا اإلنسان منذ البداية بطريقة ال توصف ‪ ،‬فقد نعتقد أنه يمكن استعادة‬
‫‪.‬اإلنسان القديم من قبل الذي خلق اإلنسان الجديد‬

‫‪.‬الرابع والعشرون‪ .‬للعالم المتجدد‬

‫اآلن سأخضع للباقي‪ .‬لذلك سيأتي ابن هللا األعظم واألقوى ليدين األحياء واألموات< ‪ ،‬كما تشهد‬
‫‪: -‬العرافة وتقول‬

‫ألنه عندئذ سيكون هناك ارتباك للبشر في جميع أنحاء األرض ‪ ،‬عندما يأتي القدير نفسه على "‬
‫"‪.‬كرسي حكمه ليدين أرواح األحياء واألموات ‪ ،‬وكل العالم‬

‫لكنه ‪ ،‬عندما يهلك اإلثم ‪ ،‬وينفذ دينونته العظيمة ‪ ،‬ويذكر للحياة الصالحين ‪ ،‬الذين عاشوا من البداية ‪،‬‬
‫سيخاطبون بين الناس ألف سنة ‪ ،‬وسيحكمهم بأكبر قدر من العدل‪ .‬التي تعلنها العرافة في مكان‬
‫‪: -‬آخر ‪ ،‬وهي تنطق بتنبؤاتها الملهمة‬

‫"‪.‬اسمعوني ‪ ،‬أيها البشر ‪ ،‬ملك أبدي"‬


‫حينئ ٍذ لن يموت الذين سيبقون أحياء في أجسادهم ‪ ،‬ولكن خالل تلك األلف سنة سينتجون جمهوراً ال‬
‫حصر له ‪ ،‬ويكون نسلهم مقدسين ومحبوبين من هللا ؛‪ ‬ولكن الذين سيقامون من االموات يرأسون‬
‫االحياء كقضاة‪ .‬لكن األمم لن تنقرض كليًا ‪ ،‬لكن بعضها سيُترك كنصر هلل ‪ ،‬حتى تكون مناسبة‬
‫ضا ‪ ،‬سيقيد رئيس‬‫النتصار األبرار ‪ ،‬وقد تخضع للعبودية الدائمة‪ .‬في نفس الوقت تقريبًا أي ً‬
‫الشياطين ‪ ،‬وهو صانع كل الشرور ‪ ،‬بالسالسل ‪ ،‬وسُجن خالل آالف السنين من الحكم السماوي الذي‬
‫يسود فيه البر في العالم ‪ ،‬حتى يتمكن من ذلك‪ .‬ال تدبروا شر على شعب هللا‪ .‬بعد مجيئه سيأخذ‬
‫الصديقون من كل األرض ‪ ،‬وإلتمام الدينونة ‪ ،‬ستُغرس المدينة المقدسة في وسط األرض ‪ ،‬حيث‬
‫‪: -‬يسكن هللا نفسه الباني مع الصديقين ‪ ،‬متسلطين فيها‪ .‬وتميز العرافة هذه المدينة عندما تقول‬

‫‪".‬والمدينة التي صنعها هللا هذا جعلها أكثر لمعانًا من النجوم والشمس والقمر"‬

‫عندئ ٍذ يُنزع هذا الظلمة من العالم الذي تنتشر فيه السماء وتظلم ‪ ،‬ويتلقى القمر سطوع الشمس ‪ ،‬ولن‬
‫يتضاءل أكثر‪ :‬لكن الشمس ستصبح أكثر إشراقًا بسبع مرات مما هي عليه اآلن‪ .‬؛‪ ‬فتفتح االرض‬
‫خصبتها وتنتج ثمرًا واف ًرا من رضائها‪ .‬تقطر الجبال الصخرية بالعسل‪ .‬ستجري جداول من النبيذ ‪،‬‬
‫وتتدفق األنهار باللبن‪ :‬باختصار ‪ ،‬سوف يفرح العالم نفسه ‪ ،‬وتفرح الطبيعة كلها ‪ ،‬ويتم إنقاذها‬
‫وتحررها من سيطرة الشر والمعصية ‪ ،‬والذنب والخطأ‪ .‬طوال هذا الوقت لن تتغذى الوحوش بالدم‬
‫وال الطيور عن طريق الفرائس‪ .‬ولكن كل االشياء تكون مطمئنة وهادئة‪ .‬تقف األسود والعجول معًا‬
‫عند المذود ‪ ،‬وال يحمل الذئب الخراف ‪ ،‬ال يصطاد الكلب فريسة ؛‪ ‬لن يؤذي الصقور والنسور‪ .‬يلعب‬
‫الرضيع مع الثعابين‪  .‬باختصار ‪ ،‬ستتحقق هذه األشياء التي تحدث عنها الشعراء على أنها حدثت في‬
‫عهد زحل‪  .‬الذي نشأ خطأ من هذا المصدر ‪ - ،‬أن األنبياء يقدمون ويتحدثون عن العديد من األحداث‬
‫المستقبلية كما تم إنجازها بالفعل‪ .‬ألن الرؤى جاءت أمام أعينهم من الروح اإللهي ‪ ،‬ورأوا هذه‬
‫األشياء كما هي ‪ ،‬وقد حدثت وتكملت في أعينهم‪ .‬وعندما انتشرت الشهرة تدريجيا ً إلى الخارج ‪ ،‬فإن‬
‫تنبؤاتهم ‪ ،‬ألن أولئك الذين لم يكونوا على دراية بأسرار الدين لم يعرفوا سبب قولهم ‪ ،‬اعتقدوا أن كل‬
‫هذه األشياء قد تحققت بالفعل في العصور القديمة ‪ ،‬والتي من الواضح أنه ال يمكن تحقيقها وتحقيقها‪.‬‬
‫‪،‬تحت حكم رجل‪ .‬لكن عندما‬

‫والبحار نفسه لن يتخلى عن البحر وال"‬

‫‪.‬يجب مقايضة بضائع الصنوبر البحري ؛‪ ‬كل االرض تنتج كل شيء‬

‫‪.‬ال تحتمل االرض المسلفة وال الكرم خطاف التقليم‬

‫‪.‬كما يفقد الحرث القوي الثيران من النير‬

‫‪ ،‬ينمو السهل باللون األصفر بدرجات مع آذان الذرة الناعمة‬

‫‪ ،‬يجب أن يتدلى العنب الخجول على العليق غير المزروع‬

‫‪.‬والبلوط الصلب يقطر العسل الندي‬

‫ولن يتعلم الصوف تقليد األلوان المختلفة ؛‬

‫‪.‬ولكن الكبش نفسه في المروج يغير جبته‬

‫اآلن للحصول على أرجواني خجول لطيف ‪ ،‬اآلن لصبغ الزعفران ؛‬


‫‪.‬يجب أن يغطي القرمزي من تلقاء نفسه الحمالن أثناء إطعامها‬

‫‪ ".‬ويعيد ماعزهم إلى بيوتهم ضروعهم المنتفخة باللبن‪ .‬وال تخشى القطعان األسود الضخمة‬

‫‪: -‬هكذا يتكلم ‪ Erythraean‬ما هي األشياء التي تنبأ بها الشاعر حسب آيات العرافة الكميانية‪ .‬لكن‬

‫لكن الذئاب ال تحارب الحمالن على الجبال ‪ ،‬ويأكل الوشق العشب مع األطفال ‪ ،‬وتتغذى الخنازير "‬
‫بالعجول وجميع القطعان ‪ ،‬ويأكل األسد آكل القشر في المذود ‪ ،‬وتنام الثعابين مع الرضع المحرومين‬
‫"‪.‬من الطعام‪ .‬أمهاتهم‬

‫‪: -‬وفي مكان آخر يتحدث عن خصوبة كل شيء‬

‫وحينئذ يعطي هللا فرحا عظيما ‪ ،‬ألن األرض واألشجار وقطعان األرض التي ال تعد وال تحصى "‬
‫ستعطي اإلنسان ثمر الكرمة الحقيقي والعسل الحلو والحليب األبيض والذرة التي هي أفضل ما في‬
‫‪ ".‬كل شيء للبشر‬

‫‪: -‬وأخرى بنفس الطريقة‬

‫األرض المقدسة لألتقياء فقط ستنتج كل هذه األشياء ‪ ،‬تيار العسل من الصخر ومن الينبوع ‪" ،‬‬
‫‪".‬وسيجري حليب الطعام الشهي لكل األبرار‬

‫لذلك سيعيش الناس حياة هادئة ‪ ،‬مليئة بالموارد ‪ ،‬ويملكون مع هللا ؛‪ ‬وسيأتي ملوك األمم من أقاصي‬
‫األرض بالهدايا والقرابين ‪ ،‬لعبادة وإكرام الملك العظيم ‪ ،‬الذي سيشتهر اسمه ويكرمه من قبل جميع‬
‫‪.‬األمم الذين يتاجرون في السماء ‪ ،‬ومن الملوك الذين حكم على األرض‬

‫‪ ،‬الخامس والعشرون‪ .‬في آخر األوقات ‪ ،‬وفي مدينة روما‬

‫هذه هي األمور التي تحدث عنها األنبياء وهم على وشك الحدوث فيما بعد‪ :‬لكنني لم أعتبر أن من‬
‫الضروري تقديم شهاداتهم وكلماتهم ‪ ،‬ألنها ستكون مهمة ال تنتهي‪ .‬كما أن حدود كتابي لن تستقبل‬
‫مثل هذا العدد الكبير من الموضوعات ‪ ،‬ألن الكثيرين منهم يتكلمون بنفس واحدة بأشياء‬
‫متشابهة ؛‪ ‬وفي الوقت نفسه ‪ ،‬لئال يتأثر القراء بالضجر إذا كان عل ّي تجميع األشياء التي تم جمعها‬
‫ونقلها جميعًا ؛‪  ‬عالوة على ذلك ‪ ،‬لكي أؤكد تلك األشياء التي قلتها ‪ ،‬ليس من خالل كتاباتي الخاصة ‪،‬‬
‫ولكن بطريقة خاصة من خالل كتابات اآلخرين ‪ ،‬وقد أظهر أنه ليس فقط بيننا ‪ ،‬ولكن حتى مع أولئك‬
‫األشخاص الذين يسبوننا ‪ ،‬الحقيقة محفوظة ‪ ،‬التي يرفضون االعتراف بها‪ .‬ولكن من يرغب في‬
‫معرفة هذه األشياء بدقة أكبر قد يستمد من الينبوع نفسه ‪ ،‬وسوف يعرف أشياء تستحق اإلعجاب‬
‫أكثر مما لدينا في هذه الكتب‪ .‬ربما يسأل البعض اآلن متى توشك هذه األشياء التي تحدثنا عنها على‬
‫أن تتحقق؟‪  ‬لقد أوضحت أعاله ‪ ،‬أنه عند اكتمال ستة آالف عام ‪ ،‬يجب أن يحدث هذا التغيير ‪ ،‬وأن‬
‫اليوم األخير من االستنتاج المتطرف يقترب اآلن‪ .‬يجوز لنا أن نعرف احترام العالمات التي ينطق‬
‫بها األنبياء ‪ ،‬ألنها أنبأت بالعالمات التي نتوقع بواسطتها إتمام األزمنة من يوم آلخر ‪ ،‬ونخشى‬
‫منها‪  .‬ومع ذلك ‪ ،‬عندما يتم االنتهاء من هذا المبلغ ‪ ،‬فإن أولئك الذين يقومون بالتدريس ‪ ،‬والذين كتبوا‬
‫باحترام العصر ‪ ،‬وجمعهم من الكتابات المقدسة ومن مختلف التواريخ ‪ ،‬ما مدى أهمية عدد السنوات‬
‫منذ بداية العالم‪ .‬وعلى الرغم من اختالفها ‪ ،‬ويختلف مقدار العدد الذي يحسبونه اختالفًا كبي ًرا ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإن كل التوقعات ال تتجاوز حد مائتي عام‪ .‬يعلن الموضوع< نفسه أن سقوط العالم وخرابه‬
‫سيحدثان قريبًا ؛‪  ‬إال أنه بينما تظل مدينة روما ‪ ،‬يبدو أنه ال يمكن الخوف من أي شيء من هذا‬
‫النوع‪ .‬ولكن عندما تسقط عاصمة العالم هذه ‪ ،‬وستبدأ في أن تكون شارعًا ‪ ،‬والذي يقول العرافون إنه‬
‫سيحدث ‪ ،‬فمن يستطيع أن يشك في أن النهاية قد وصلت اآلن إلى شؤون الرجال والعالم بأسره؟‪ ‬إنها‬
‫تلك المدينة ‪ ،‬تلك فقط ‪ ،‬التي ما زالت تدعم كل شيء ؛‪ ‬وإله السماء يجب أن نتوسل إليه ونتوسل إليه‬
‫‪ -‬إذا ‪ ،‬بالفعل ‪ ،‬يمكن أن تتأخر ترتيباته وقراراته ‪ -‬لئال يأتي ‪ ،‬في وقت أقرب مما نعتقد ‪ ،‬ذلك‬
‫الطاغية البغيض الذي سيأخذ التاجر عمالً عظيما ً ‪ ،‬واستخرج تلك العين ‪ ،‬بالدمار الذي العالم نفسه‬
‫‪.‬على وشك السقوط‪ .‬لنعد اآلن لنبين األشياء األخرى التي ستتبع بعد ذلك‬

‫‪ ،‬السادس والعشرون‪ .‬على فقدان الشيطان ‪ ،‬والحكم الثاني واألعظم‬

‫قلنا قبل قليل أنه سيحدث في بداية العهد المقدس ‪ ،‬أن رئيس الشياطين سيكون مقيدًا باهلل‪ .‬لكنه أيضًا ‪،‬‬
‫عندما تبدأ آالف السنين من المملكة ‪ ،‬أي سبعة آالف من العالم ‪ ،‬في االنتهاء ‪ ،‬وسوف ينفجر من‬
‫جديد ‪ ،‬ويخرج من السجن ‪ ،‬ويخرج ويجمع كل األمم ‪ ،‬فحينئذ يكون التجار سلطان الصديقين‬
‫ليحاربوا المدينة المقدسة‪ .‬وتجمع من كل العالم جماعة ال تعد وال تحصى من االمم وتحاصر المدينة‬
‫وتحاصرها‪ .‬فياتي غضب هللا االخير على االمم ويهلكهم تماما‪ .‬وأواًل يهز األرض بعنف ‪ ،‬وبحركتها‬
‫تتشقق جبال سوريا ‪ ،‬وتغرق التالل بشدة ‪ ،‬وتسقط اسوار جميع المدن ويوقف هللا الشمس لئال يغرب‬
‫ثالثة ايام ويضرمها‪ .‬وستنزل الحرارة المفرطة والحروق الشديدة على الشعب المعادي والشرقي ‪،‬‬
‫وستنزل أمطار من الكبريت وحجارة البَ َرد وقطرات من نار ؛‪ ‬وتذوب أرواحهم من خالل الحر ‪،‬‬
‫ويسحق البرد أجسادهم ‪ ،‬ويضربون بعضهم البعض بالسيف‪ .‬تمتلئ الجبال من الجثث وتغطى السهل‬
‫بالعظام‪  .‬واما شعب هللا في تلك االيام الثالثة سيختبئون تحت مغاير االرض حتى ينتهي غضب هللا‬
‫على االمم والدينونة االخيرة‪ .‬ثم يخرج الص ّديقون من مخابئهم فيجدون كل شيء مغطاة بالجثث‬
‫والعظام‪ .‬ولكن كل جنس االشرار يبيد‪ .‬ولن تكون بعد امة في هذا العالم اال امة هللا وحدها‪ .‬ثم سبع‬
‫سنين متواصلة لن يمس الوعر وال تقطع اخشاب من الجبال بل تحترق اذرع االمم‪ .‬واآلن ال حرب‬
‫اال سالم وراحة ابدية‪ .‬ولكن عندما تكتمل األلف سنة ‪ ،‬يجدد هللا العالم ‪ ،‬وتنطوي السماوات معًا ‪،‬‬
‫ضا كالثلج‪ .‬؛‪ ‬فيعملون دائ ًما في‬‫وتتغير األرض ‪ ،‬ويحول هللا البشر إلى شبه المالئكة ‪ ،‬ويصبحون أبي ً‬
‫عيني القدير ويقدمون ذبائح لربهم ويخدمونه إلى األبد‪ .‬في نفس الوقت ستحدث تلك القيامة الثانية‬
‫والعلنية للجميع ‪ ،‬الذي فيه يرفع الظالمون إلى عقوبات أبدية‪ .‬هؤالء هم الذين عبدوا أعمال أيديهم ‪،‬‬
‫والذين إما كانوا يجهلون رب العالم ووالدهم أو أنكروا ذلك‪ .‬ولكن سيدهم وعبيده سيُقبض عليهم‬
‫ويُحكم عليهم بالعقاب ‪ ،‬الذين سيحرقون معهم كل عصابة األشرار ‪ ،‬وفقًا ألفعالهم ‪ ،‬إلى األبد بنار‬
‫أبدية أمام المالئكة والصالحين‪ .‬هذه هي عقيدة األنبياء القديسين التي نتبعها نحن المسيحيين‪ .‬هذه هي‬
‫حكمتنا ‪ ،‬الذين يعبدون األشياء الضعيفة ‪ ،‬أو يحتفظون بفلسفة فارغة ‪ ،‬يستهزئون بالحماقة‬
‫والغرور ‪ ،‬ألننا لسنا معتادين على الدفاع عنها والتأكيد عليها عالنية ‪ ،‬ألن هللا يأمرنا بالهدوء‬
‫والصمت إلخفاء سره ‪ ،‬وأن نحفظه في ضميرنا‪ .‬وأال يجاهدوا في الجدل الدؤوب ضد الجهالء‬
‫بالحق ‪ ،‬والذين يهاجمون هللا ودينه بصرامة ليس من أجل التعلم ‪ ،‬بل من أجل اللوم والسخرية‪ .‬ألن‬
‫السر يجب أن يتم إخفاؤه وتغطيته بأمانة ‪ ،‬خاصة من قبلنا نحن الذين نحمل اسم اإليمان‪ .‬لكنهم‬
‫ضا يخترعون بعض األشياء البغيضة احترا ًما‬ ‫يتهمون صمتنا كأنه نتيجة ضمير شرير‪ .‬ومن هنا أي ً‬
‫للقديسين والبرياء ‪ ،‬ويؤمنون عن طيب خاطر باختراعاتهم‪ .‬عنوان قسطنطين يريد في بعض رسائل‬
‫كما هو موجود في ‪ Migne ،‬البريد اإللكتروني‪ .‬والطبعات ‪ ،‬ولكن تم إدراجها في النص من قبل‬
‫لكن كل التخيالت قد صمت اآلن أيها ‪ Lactantius. ‬بعض الرسائل الهامة ‪ ،‬ووفقًا ألسلوب وروح‬
‫اإلمبراطور المقدس‪ ‬منذ أن أقامك هللا العظيم لترميم بيت العدل ولحماية الجنس البشري ؛‪ ‬ألنه بينما‬
‫أنت تحكم الدولة الرومانية ‪ ،‬لم نعد نعتبر نحن عبدة هللا ملعونين وغير تقوى‪ .‬بما أن الحق اآلن ينبثق‬
‫من الغموض ‪ ،‬ويظهر للعيان ‪ ،‬فنحن ال نُلوم على أننا ظالمون نسعى ألداء أعمال البر‪ .‬لم يعد أحد‬
‫يلومنا باسم هللا‪ .‬ال أحد منا ‪ ،‬الذي هو وحده من جميع الرجال المتدينين ‪ ،‬لم يعد يسمى غير‬
‫متدين‪ .‬منذ احتقارنا لصور األموات ‪ ،‬نعبد هللا الحي والحقيقي‪ <.‬لقد رفعتك تدبير اإلله األعلى إلى‬
‫الكرامة اإلمبراطورية ‪ ،‬حتى تتمكن من التقوى الحقيقية من إلغاء المراسيم الضارة لآلخرين ‪،‬‬
‫وتصحيح العيوب ‪ ،‬وتزويد اآلباء باآلباء‪ .‬الرأفة من أجل سالمة الناس ‪ - ،‬باختصار ‪ ،‬إبعاد األشرار‬
‫من الدولة ‪ ،‬الذين سقطوا بسبب التقوى الفائقة ‪ ،‬وسلمهم هللا بين يديك ‪ ،‬بحيث يمكن أن يكون واضحًا‬
‫للجميع في ما يتألف الجالل الحقيقي ‪ .‬ألن الذين أرادوا أن يزيلوا عبادة هللا السماوي الذي ال مثيل‬
‫له ‪ ،‬لكي يدافعوا عن الخرافات غير التقية ‪ ،‬فإنهم في حالة خراب‪ .‬ولكن أنت ‪ ،‬الذي تدافع عن اسمه‬
‫وتحبّه ‪ ،‬وتتفوق في الفضيلة واالزدهار ‪ ،‬تنعم بأمجادك الخالدة بأكبر قدر من السعادة‪ .‬إنهم يعانون‬
‫وعانوا من عقاب الذنب‪ .‬إن يد هللا اليمنى القوية تحميك من كل األخطار‪ .‬يمنحك حك ًما هادًئا وهادًئا ‪،‬‬
‫مع أسمى آيات التهاني من جميع الرجال‪ .‬وليس بغير استحقاق أن يختارك رب العالم وحاكمه‬
‫تفضيالً على سائر الناس الذين من خالله يجدد دينه المقدس ‪ ،‬بما أنك لم تكن وحدك موجودًا من‬
‫الجميع ‪ ،‬فمن يستطيع أن يقدم مثااًل فائقًا للفضيلة والقداسة‪ :‬حيث قد ال تكون متساويًا فحسب ‪ ،‬بل‬
‫ضا ‪ ،‬وهو أمر عظيم جدًا ‪ ،‬يتفوق على مجد األمراء القدامى ‪ ،‬الذين مع ذلك تقدر شهرتهم بين‬ ‫أي ً‬
‫جيد‪ .‬في الواقع ‪ ،‬ربما كانوا بطبيعتهم يشبهون الصالحين فقط‪ .‬ألن من يجهل هللا ‪ ،‬حاكم الكون ‪ ،‬قد‬
‫يصل إلى ما يشبه البر ‪ ،‬لكنه ال يستطيع أن يصل إلى البر نفسه‪ .‬لكنك ‪ ،‬من خالل القداسة الفطرية‬
‫لشخصيتك ‪ ،‬ومن خالل اعترافك بالحق وباهلل في كل عمل ‪ ،‬تقوم بتنفيذ أعمال البر بالكامل‪ .‬لذلك‬
‫كان من المناسب ‪ ،‬في ترتيب حالة الجنس البشري ‪ ،‬أن يستخدم اإلله سلطتك وخدمتك‪ .‬الذين‬
‫ندعوهم بالصالة اليومية ‪ ،‬أنه قد يحرسك بشكل خاص على من أراد أن يكون وصيًا على العالم‪:‬‬
‫عندها قد يلهمك بشخصية يمكنك من خاللها أن تستمر دائ ًما في حب االسم اإللهي‪ .‬ألن هذا يخدم‬
‫‪.‬الجميع ‪ ،‬لك من أجل السعادة ‪ ،‬ولآلخرين للراحة‬

‫‪.‬السابع والعشرون‪ .‬تشجيع وتأكيد لألفضل‬

‫بما أننا أكملنا الدورات السبع للعمل الذي قمنا به ‪ ،‬وتقدمنا إلى الهدف ‪ ،‬يبقى أننا نحث الجميع على‬
‫اتباع الحكمة مع الدين الصحيح ‪ ،‬التي تعتمد قوتها ووظيفتها على هذا ‪ ،‬أي ازدراء األشياء‬
‫الدنيوية‪ ، .‬وبغض النظر عن األخطاء التي احتجزنا بها سابقًا بينما كنا نخدم األشياء الضعيفة ‪،‬‬
‫ونرغب في األشياء الضعيفة ‪ ،‬قد يتم توجيهنا إلى المكافآت األبدية للكنز السماوي‪ .‬ولكي نحصل‬
‫على هذه ‪ ،‬يجب التخلص من ملذات الحياة الحاضرة الجذابة في أسرع وقت ممكن ‪ ،‬مما يهدئ‬
‫أرواح الرجال بحالوة خبيثة‪ .‬ما أعظم السعادة التي يجب أن نفكر بها ‪ ،‬أن ننسحب من بقع األرض‬
‫هذه ‪ ،‬وأن نذهب إلى ذلك األب األكثر عدالة واألب المتسامح ‪ ،‬الذي يريح مكان العمل ‪ ،‬في مكان‬
‫الموت ‪ ،‬الحياة ‪ ،‬في مكان الظلمة ‪ ،‬في الظلمة ‪ ،‬وفي مكان الخيرات القصيرة واألرضية ‪ ،‬يعطي‬
‫األشياء األبدية والسماوية‪ :‬التي تكافئ بها المشقات والبؤس التي نحتملها في هذا العالم ‪ ،‬في إنجاز‬
‫أعمال البر ‪ ،‬ال يمكن بأي حال من األحوال يمكن مقارنتها ومعادلتها‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا أردنا أن نكون‬
‫‪ ،‬حكماء وسعداء ‪ ،‬فال يجب فقط أن تنعكس أقوال تيرينس هذه ونقترحها علينا‬

‫"أنه يجب علينا أن نطحن في المطحنة ‪ ،‬يجب أن نُهزم ‪ ،‬ونُقيّد باألغالل ؛"‬

‫ولكن يجب أن نتحمل أشياء أكثر رعبًا بكثير من هذه ‪ ،‬وهي السجن والقيود والتعذيب‪ :‬يجب أن تمر‬
‫اآلالم ‪ ،‬باختصار ‪ ،‬الموت نفسه يجب أن يتم تحمله وتحمله ‪ ،‬عندما يكون واض ًحا لضميرنا أن تلك‬
‫المتعة الضعيفة لن تكون بال عقاب ‪ ،‬وال فضيلة بغير جزاء إلهي‪ .‬لذلك ‪ ،‬يجب على الجميع أن يسعوا‬
‫إما أن يوجهوا أنفسهم إلى الطريق الصحيح بأسرع ما يمكن ‪ ،‬أو بعد أن مارسوا الفضائل‬
‫ومارسوها ‪ ،‬وأداء أعمال هذه الحياة بصبر ‪ ،‬ليستحقوا أن يكون هللا هو المعزي لهم‪ .‬ألبينا وربنا ‪،‬‬
‫الذي بنى السماء وعززها ‪ ،‬ووضع فيها الشمس ‪ ،‬مع األجرام السماوية األخرى ‪ ،‬الذي وزن‬
‫األرض بقوته وسياجها بالجبال ‪ ،‬وأحاطها بالبحر ‪ ،‬وقسمها باألنهار‪ .‬و‪ ‬والذي صنع واكمل من العدم‬
‫كل ما في صنعة العالم هذه‪ .‬بعد أن الحظ أخطاء الرجال ‪ ،‬أرسل مرشدًا ‪ ،‬قد يفتح لنا طريق البر‪:‬‬
‫فلنتبعه جميعًا ‪ ،‬دعونا نسمعه ‪ ،‬دعونا نطيعه بأكبر قدر من التفاني ‪ ،‬ألنه وحده ‪ ،‬كما يقول‬
‫لوكريتيوس ‪ " ،‬تطهير صدور الرجال بمفاهيم الصدق ‪ ،‬وتحديد حد للشهوة والخوف ‪ ،‬وشرح ما هو‬
‫الصالح الرئيسي الذي نسعى جميعًا للوصول< إليه ‪ ،‬وأشار إلى الطريق الذي قد نصل إليه على طول‬
‫" ‪.‬مسار ضيق‪ .‬في مسار مباشر‬

‫ضا ‪ ،‬حتى ال يخشى أحد طريق الفضيلة بسبب‬ ‫ولم يكتف باإلشارة إلى ذلك ‪ ،‬بل سبقنا فيه أي ً‬
‫صعوبتها‪ .‬دع طريق الهالك والخداع ‪ ،‬إن أمكن ‪ ،‬هج ًرا ‪ ،‬حيث يخفي الموت ‪ ،‬مغطاة بمتعة‬
‫اللذة‪ .‬وكلما كان كل شخص تقريبًا ‪ ،‬مع تقدم سنواته في السن ‪ ،‬يرى أنه اقتراب ذلك اليوم الذي يجب‬
‫أن يبتعد فيه عن هذه الحياة ‪ ،‬دعه يفكر في كيفية تركها في نقاء ‪ ،‬وكيف يمكن أن يأتي إلى القاضي‬
‫في البراءة‪ ‬ليس كما يفعلون ‪ ،‬الذين يُنكر النور لعقولهم المظلمة ‪ ،‬الذين ‪ ،‬عندما تفشل قوة أجسادهم‬
‫اآلن ‪ ،‬يتم تحذيرهم في هذه الضرورة الملحة األخيرة ‪ ،‬أنه ينبغي عليهم بحماس وحماس أكبر أن‬
‫يطبقوا أنفسهم إلرضاء شهواتهم ‪ .‬من أي الهاوية يحرر كل فرد نفسه في حين يباح له ‪ ،‬ما دامت‬
‫الفرصة حاضرة ‪ ،‬ودعوه يلجأ إلى هللا بكل عقله ‪ ،‬لكي ينتظر دون قلق ذلك اليوم ‪ ،‬حيث يحكم هللا ‪،‬‬
‫حاكم العالم وربه ‪ ،‬على أعمال وأفكار كل فرد‪ .‬مهما كانت األشياء المرغوبة هنا ‪ ،‬فال يجب أن‬
‫ضا ‪ ،‬وليحكم على أن روحه ذات قيمة أكبر من تلك األشياء‬ ‫يتجاهلها فحسب ‪ ،‬بل يجب أن يتجنبها أي ً‬
‫الخادعة ‪ ،‬التي يكون امتالكها غير مؤكد وعابر ؛‪ ‬ألنهم يأخذون رحيلهم كل طين ‪ ،‬ويخرجون‬
‫بسرعة أكبر بكثير مما دخلوا ‪ ،‬وإذا سمح لنا باالستمتاع بهم حتى النهاية ‪ ،‬فال يزال يتعين عليهم ‪،‬‬
‫دون شك ‪ ،‬أن يتركوا لآلخرين‪ .‬ال يمكننا أن نأخذ أي شيء معنا ‪ ،‬إال حياة مكتملة وبراءة‪ .‬سيظهر‬
‫هذا الرجل أمام هللا بموارد وفيرة ‪ ،‬وسيظهر ذلك اإلنسان في البذخ ‪ ،‬الذي يجب أن ينتمي إليه ضبط‬
‫النفس والرحمة ‪ ،‬الصبر والمحبة وااليمان‪ .‬هذا هو ميراثنا الذي ال ينتزع من أحد وال ينتقل إلى‬
‫آخر‪ .‬ومن هناك من يرغب في توفير هذه البضائع والحصول عليها لنفسه؟‪ ‬فليأت الجياع ‪ ،‬حتى‬
‫بفم ممتلئ ماء الخالص‬ ‫ت العطشان ‪ ،‬فيخرج ٍ‬ ‫يتغذوا بالطعام السماوي ‪ ،‬قد يتركوا جوعهم الدائم ؛‪ ‬ليأ ِ‬
‫من ينبوع دائم التدفق‪ .‬بهذا الطعام والشراب اإللهي يرى األعمى ‪ ،‬والصم يسمعون ‪ ،‬والبكم يتكلمون‬
‫‪ ،‬واألعرج يمشون ‪ ،‬ويكون الحمقى حكماء ‪ ،‬ويكون المرضى أقوياء ‪ ،‬ويعود األموات للحياة مرة‬
‫أخرى‪  .‬فمن داس بفضيلته على فساد األرض ‪ ،‬فإن الحكم األسمى والصادق سيرفعه إلى الحياة وإلى‬
‫النور األبدي‪ .‬ال يثق أحد بالثروات ‪ ،‬ال أحد في شارات السلطة ‪ ،‬وال أحد حتى في السلطة الملكية‪:‬‬
‫هذه األشياء ال تجعل اإلنسان خالدًا‪ .‬ألن كل من يرفض السلوك فيصبح رجالً ‪ ،‬وبعد األمور‬
‫الحاضرة ‪ ،‬يسجد على األرض ‪ ،‬يعاقب باعتباره فا ًرا عن ربه وقائده وأبيه‪ .‬دعونا إذن نوجه أنفسنا‬
‫إلى البر ‪ ،‬الذي سيقودنا وحده ‪ ،‬كرفيق ال ينفصم ‪ ،‬إلى هللا ؛‪ ‬و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ‪،‬‬
‫دعونا نخدم هللا بخدمة ال تكل ‪ ،‬دعونا نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ‪ ،‬دعونا نتعامل بجرأة مع العدو‬
‫الذي نعرفه ‪ ،‬الذي ينتصر وينتصر على خصمنا المهزوم ‪ ،‬قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة‬
‫الذي وعد به هو‪ .‬ألن كل من يرفض السلوك فيصبح رجالً ‪ ،‬وبعد األمور الحاضرة ‪ ،‬يسجد على‬
‫األرض ‪ ،‬يعاقب باعتباره فا ًرا عن ربه وقائده وأبيه‪ .‬دعونا إذن نوجه أنفسنا إلى البر ‪ ،‬الذي سيقودنا‬
‫وحده ‪ ،‬كرفيق ال ينفصم ‪ ،‬إلى هللا ؛‪ ‬و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ‪ ،‬دعونا نخدم هللا بخدمة ال‬
‫تكل ‪ ،‬دعونا نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ‪ ،‬دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ‪ ،‬الذي ينتصر‬
‫وينتصر على خصمنا المهزوم ‪ ،‬قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو‪ .‬ألن كل‬
‫من يرفض السلوك فيصبح رجالً ‪ ،‬وبعد األمور الحاضرة ‪ ،‬يسجد على األرض ‪ ،‬يعاقب باعتباره‬
‫فا ًرا عن ربه وقائده وأبيه‪  .‬دعونا إذن نوجه أنفسنا إلى البر ‪ ،‬الذي سيقودنا وحده ‪ ،‬كرفيق ال ينفصم ‪،‬‬
‫إلى هللا ؛‪  ‬و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ‪ ،‬دعونا نخدم هللا بخدمة ال تكل ‪ ،‬دعونا نحافظ على‬
‫وظائفنا وساعاتنا ‪ ،‬دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ‪ ،‬الذي ينتصر وينتصر على خصمنا‬
‫المهزوم ‪ ،‬قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو‪ .‬الذي سيقودنا وحده ‪ ،‬كرفيق ال‬
‫ينفصم ‪ ،‬إلى هللا ؛‪ ‬و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ‪ ،‬دعونا نخدم هللا بخدمة ال تكل ‪ ،‬دعونا‬
‫نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ‪ ،‬دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ‪ ،‬الذي ينتصر وينتصر‬
‫على خصمنا المهزوم ‪ ،‬قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو‪ .‬الذي سيقودنا‬
‫وحده ‪ ،‬كرفيق ال ينفصم ‪ ،‬إلى هللا ؛‪ ‬و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ‪ ،‬دعونا نخدم هللا بخدمة ال‬
‫تكل ‪ ،‬دعونا نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ‪ ،‬دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ‪ ،‬الذي ينتصر‬
‫‪.‬وينتصر على خصمنا المهزوم ‪ ،‬قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو‬

You might also like