Professional Documents
Culture Documents
7- الكتاب السابع
7- الكتاب السابع
حسنًا :لقد أرست األسس كما قال الخطيب الالمع .لكننا لم نضع األسس فقط ،التي قد تكون قوية
ومناسبة لدعم العمل ؛ لكننا رفعنا الصرح بأكمله بمباني عظيمة وقوية إلى القمة تقريبًا .ويبقى< أمر
أسهل بكثير إما تغطيته أو تزينه ؛ التي بدونها ،ومع ذلك ،فإن األعمال السابقة تكون عديمة الفائدة
وغير مرضية .فما الفائدة من التحرر من الديانات الباطلة أو فهم الحق؟ ما الفائدة من رؤية باطل
الحكمة الكاذبة أو معرفة ما هو صحيح؟ ما فائدة ،كما أقول ،للدفاع عن هذه العدالة السماوية؟ مما
ينفع أن تحمل عبادة هللا صعوبات< جمة وهي أعظم فضيلة ،ما لم تحضره المكافأة اإللهية من النعمة
األبدية؟ عن أي موضوع يجب أن نتحدث عنه في هذا الكتاب ،لئال يبدو كل ما مضى عبثًا وغير
مربح :إذا .يجب أن نترك هذا ،بسبب ما تم القيام به ،في حالة من عدم اليقين ،خشية أن يعتقد أي
شخص بالصدفة أن مثل هذه األعمال العظيمة يتم القيام بها عبثًا ؛ بينما ال يثق في مكافأتهم
السماوية ،التي عينها هللا لمن سيحتقر متعة األرض الحلوة الحالية مقارنة بالفضيلة المنفردة وغير
ضا ،من خالل شهادات الكتابات المقدسة وأيضًا المجزية .دعونا نلبي هذا الجزء من موضوعنا أي ً
من خالل الحجج المحتملة ،أنه قد يكون واض ًحا بشكل متسا ٍو أن األشياء المستقبلية يجب تفضيلها
على تلك الموجودة ؛ السماويات على االرض :واالزدمية للزمانية .بما أن مكافآت الرذائل مؤقتة ،
فإن مكافآت الفضائل أبدية .لذلك سأضع نظام العالم ،بحيث يمكن فهمه بسهولة متى وكيف صنعه هللا
؛ الذي لم يستطع أفالطون ،الذي تحدث عن صنع العالم ،أن يعرفه أو يشرحه ،حيث كان يجهل
السر السماوي ،الذي ال يتعلم إال بتعليم األنبياء وهللا ؛ ولذلك قال أنها خلقت إلى األبد .في حين أن
الحالة مختلفة تما ًما ،حيث أن كل ما هو صلب وثقيل< الجسم ،حيث بدأ في وقت ما ،لذلك يجب أن
يكون له نهاية .بالنسبة ألرسطو ،عندما لم يكن يرى كيف يمكن أن يموت هذا الحجم الهائل من
األشياء ،وأراد أن يفلت من هذا االعتراض ،قال إن العالم كان دائ ًما موجودًا ،وسيظل موجودًا
دائ ًما .لم ير على اإلطالق ،أن أي شيء مادي موجود يجب أن يكون له بداية في وقت ما ،وأنه ال
شيء يمكن أن يوجد على اإلطالق ما لم تكن بداية سيئة .ألننا عندما نرى أن األرض والماء والنار
تهلك وتُستهلك وتنطفئ ،والتي هي بوضوح أجزاء من العالم ،يُفهم أن هذا أمر مميت تما ًما
وأعضائه مميتة .وهكذا يحدث أن كل ما هو عرضة للدمار يجب أن يكون قد تم إنتاجه .لكن كل ما
يأتي على مرمى البصر يجب بالضرورة أن يكون ماديًا وقاباًل للتحلل .لذلك ،فإن أبيقور وحده ،
متبعًا لسلطة ديموقريطس ،تكلم حقًا في هذا األمر ،وقال إن لها بداية في وقت ما ،وأنها ستهلك في
وقت ما .ومع ذلك ،لم يكن قاد ًرا على تحديد أي سبب ،سواء من خالل األسباب أو في أي وقت
يجب تدمير هذا العمل بهذا الحجم .لكن بما أن هللا قد أعلن هذا لنا ،ولم نصل إليه بالتخمين ،بل
بتوجيهات من السماء ،سنعلمه بعناية ،حتى يتضح مطواًل لمن يرغبون في الحق ،أن الفالسفة لم
يروا ولم يفهموا الحق .ولكن لم يكن لديهم سوى معرفة بسيطة بها ،لدرجة أنهم لم يدركوا بأي شكل
من األشكال من أي مصدر أن رائحة الحكمة ،التي كانت لطيفة للغاية ومقبولة ،تنفث عليهم .في
هذه األثناء ،أعتقد أنه من الضروري توجيه اللوم ألولئك الذين هم على وشك قراءة هذا ،تلك
العقول الفاسدة والشريرة ،ألن حدة أذهانهم تضعف بسبب العواطف األرضية ،التي تثقل كل
التصورات وتجعلها ضعيفة ،إما فشل في فهم هذه األشياء التي تتعلق ،أو حتى لو فهموها ،فإنهم
سوف يختفون وال يرغبون في أن يكونوا صادقين :ألنهم منجذبون بالرذائل ،ويفضلون عن عمد
شرورهم ،من خالل اللذة التي أسرتهم ،وهم يهجرون طريق الفضيلة ،بالمرارة التي يؤذون
بها .بالنسبة ألولئك الملتهبين بالجشع والعطش النهم للثروة -ألنهم عندما باعوا أو بددوا األشياء التي
يسعدون بها ،فإنهم غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط -يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون
على ذلك .لنبذ رغباتهم الشديدة .وأيضا ً هم الذين حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول
الشاعر :من اللذة التي أسرتهم ،وهجروا طريق الفضيلة ،التي أساءوا إليها بالمرارة .بالنسبة ألولئك
الملتهبين بالجشع والعطش النهم للثروة -ألنهم عندما باعوا أو بددوا األشياء التي يسعدون بها ،فإنهم
غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط -يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون على ذلك .لنبذ رغباتهم
الشديدة .وأيضا ً هم الذين حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر :من اللذة التي أسرتهم ،
وهجروا طريق الفضيلة ،التي أساءوا إليها بالمرارة .بالنسبة ألولئك الملتهبين بالجشع والعطش النهم
للثروة -ألنهم عندما باعوا أو بددوا األشياء التي يسعدون بها ،فإنهم غير قادرين على العيش
بأسلوب بسيط -يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون على ذلك .لنبذ رغباتهم الشديدة .وأيضا ً هم الذين
حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر :إنهم غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط -
يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون من خالله على التخلي عن رغباتهم الشديدة .وأيضا ً هم الذين
حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر :إنهم غير قادرين على العيش بأسلوب بسيط -
يفضلون بال شك ذلك الذي يجبرون من خالله على التخلي عن رغباتهم الشديدة .وأيضا ً هم الذين
:حرض عليهم بتحريض الشهوات كما يقول الشاعر
نقول إننا نقدم أشياء ال تصدق بوضوح ؛ ألن تعاليم ضبط النفس تجرح آذانهم ،مما يمنعهم من
ملذاتهم التي تخلوا عنها مع أجسادهم .لكن أولئك الذين انتفخوا بالطموح أو ملتهبوا حب القوة ،بذلوا
كل جهودهم الكتساب الشرف ،لن يؤمنوا ،حتى لو حملنا الشمس بنفسه بأيدينا ،بأن التعليم الذي
يأمرهم باحتقار الجميع .القوة والشرف ،وأن يعيشوا بتواضع ،وفي مثل هذا التواضع حتى يتمكنوا
من الحصول على ضرر ،وإذا أصيبوا به ،فال يرغبون في رده .هؤالء هم الرجال الذين يصرخون
بأي شكل من األشكال ضد الحقيقة بأعين مغمضة .لكن أولئك الذين يتمتعون بعقل سليم ،أي ليسوا
منغمسين في الرذائل بحيث ال يمكن عالجها ،سيؤمنون بهذه األشياء ،وسوف يقترب منهم
بسهولة ؛ ومهما كانت األشياء التي نقولها ،فإنها ستظهر لهم منفتحة وواضحة وبسيطة ،وما هو
ضروري بشكل أساسي ،وصحيح وال يمكن تعويضه .فضيلة ال يحبذها أحد إال القادر على
اتباعها .لكن ليس من السهل على الجميع اتباعها :يمكنهم أن يفعلوا ذلك ممن مارسه الفقر والعوز ،
وجعلوا الفضيلة قادرين .ألنه إذا كان احتمال الشرور فضيلة ،فهذا يعني أنهم غير قادرين على
الفضيلة الذين عاشوا دائ ًما في التمتع باألشياء الصالحة ؛ ألنهم لم يختبروا الشرور مطلقًا ،وال
يمكنهم تحملها ،من خالل استخدامهم المستمر لفترة طويلة ورغبتهم في األشياء الجيدة ،والتي
يعرفون وحدهم .وهكذا يحدث أن الفقراء والمتواضعين ،غير المقيدين ،يؤمنون باهلل بسهولة أكبر
من األغنياء ،الذين يتورطون في العديد من العوائق ؛ نعم ،باألحرى ،مكبلين بالسالسل واألغالل ،
يتم استعبادهم إليماءة الرغبة ،سيدتهم ،التي أوقعتهم في شراك روابط ال تنفصم ؛ وال يقدرون ان
ينظروا الى السماء الن اذهانهم منحنية الى االرض وثابتة على االرض .لكن طريقة الفضيلة ال
تسمح لمن يحملون أرواح عظيمة .الطريق ضيقة جدًا يقود بها العدل اإلنسان إلى الجنة .ال أحد
يستطيع االحتفاظ بهذا إال إذا كان غير مثقل ومجهّ ًزا بشكل خفيف .بالنسبة ألولئك األثرياء ،
المحملين بالعديد من األثرياء ،يمضون في طريق الموت ،وهو طريق واسع جدًا ،حيث يحكم
الدمار مع نفوذ ممتد .إن الوصايا التي يعطيها هللا للعدالة ،واألشياء التي نقدمها في ظل تعاليم هللا
باحترام الفضيلة والحق ،مريرة وسموم لها .وإذا تجرأوا على معارضة هذه األشياء ،يجب أن
يكونوا أعداء للفضيلة والعدالة .سأنتقل اآلن إلى الجزء المتبقي من الموضوع< ،بحيث يمكن وضع
حد للعمل .لكن يبقى هذا ،أننا يجب أن نتعامل مع دينونة هللا ،التي ستثبت بعد ذلك عندما يعود ربنا
إلى األرض لنعطي كل شخص إما مكافأة أو عقابًا ،وفقًا لصحراءه .لذلك ،كما تحدثنا في الكتاب
الرابع عن مجيئه األول ،كذلك في هذا الكتاب سوف نروي مجيئه الثاني ،والذي يعترف به اليهود
ضا ويأملون به ؛ لكن عبثًا ،ألنه يجب أن يعود إلى ارتباك أولئك الذين أتى من أجلهم من قبل .ألن أي ً
الذين عاملوه بعنف في إذالله ،سيختبرونه في قوته كغالب ؛ وإن هللا يكافئهم سيحتملون كل تلك
األشياء التي يقرؤونها وال يفهمونها< ؛ بقدر ما كونهم ملوثين بكل الخطايا ،ورشهم بدم القدوس ،
كانوا مكرسين للعقاب األبدي من قبل ذلك الذي وضعوا عليه أيديهم الشريرة .لكن سيكون لدينا
.موضوع< منفصل ضد اليهود ،حيث ندينهم بالخطأ والذنب
.ثانيًا .خطأ الفالسفة والحكمة اإللهية والعصر الذهبي
اآلن دعونا نوجه أولئك الذين يجهلون الحقيقة .لقد تم تحديده من خالل ترتيب هللا العلي ،بحيث أن
هذا العصر الظالم ،بعد أن استمر في مجرى األوقات المحددة ،يجب أن ينتهي ؛ وكل الشرور
تنطفئ على الفور ،وتتذكر أرواح الصالحين إلى حياة سعيدة ،وهادئة ،هادئة ،هادئة ،باختصار ،
عصر ذهبي ،كما يسميه الشعراء ،يجب أن تزدهر ،في ظل حكم هللا نفسه .كان هذا بشكل خاص
سبب كل أخطاء الفالسفة ،أنهم لم يفهموا نظام العالم الذي يضم كل الحكمة .لكن ال يمكن فهمه من
خالل إدراكنا وذكائنا الفطري ،وهو ما رغبوا في القيام به بأنفسهم بدون معلم .لذلك وقعوا في آراء
مختلفة ومتضاربة في كثير من األحيان ،لم يكن لديهم سبيل للهروب منها ،وبقوا ثابتين في نفس
الوحل ،كما يقول الكاتب الهزلي ،ألن استنتاجهم ال يتوافق مع افتراضاتهم ؛ بقدر ما افترضوا أن
األشياء صحيحة ال يمكن تأكيدها وإثباتها دون معرفة الحقيقة واألشياء السماوية .وهذه المعرفة ،كما
سبق وقلت كثي ًرا ،ال يمكن أن توجد في اإلنسان إال إذا كانت مشتقة من تعاليم هللا .ألنه إذا كان
ضا على إجرائها ؛ لفهم ،كما هو الحال ، اإلنسان قاد ًرا على فهم األمور اإللهية ،فسيكون قادرًا أي ً
لمتابعة مسارهم .ولكنه ال يقدر أن يعمل ما يفعله هللا ألنه لبس جسدا مميتا .لذلك ال يستطيع حتى أن
يفهم ما يفعله هللا .وسواء كان هذا ممكنا ً من السهل على كل شخص قياسه ،من ضخامة األعمال
واألعمال اإللهية .ألنك إذا تأملت في العالم بكل األشياء التي يحتويها ،فسوف تفهم بالتأكيد مدى
تفوق عمل هللا على أعمال البشر .وهكذا ،بقدر االختالف بين األعمال اإللهية والبشرية ،يجب أن
تكون المسافة بين حكمة هللا واإلنسان عظيمة جدًا .ألن هللا غير قابل للفساد وخالد ،وبالتالي كامل
ضا كاملة كما هو .وال يمكن ألي شيء أن يعارضها ،ألن هللا نفسه ال ألنه أبدي ،فإن حكمته أي ً
ضا عرضة للخطأ .وكما أن يخضع ألي شيء .ولكن ألن اإلنسان خاضع للعاطفة ،فإن حكمته أي ً
أشياء كثيرة تعوق حياة اإلنسان ،فال يمكن أن تكون أبدية ،كذلك يجب أن تعرقل حكمته بأشياء
كثيرة :حتى ال تكون كاملة في إدراك الحق بالكامل .لذلك ال توجد حكمة بشرية ،إذا كانت تسعى من
تلقاء نفسها للوصول إلى مفهوم الحقيقة ومعرفتها ؛ بقدر ما يكون عقل اإلنسان ،مرتبطًا بجسد
ضعيف ،ومغلقًا في مسكن مظلم ،ال يستطيع أن يتجول بشكل عام ،وال يدرك بوضوح الحقيقة ،
التي تنتمي معرفتها إلى الطبيعة اإللهية .ألن أعماله معروفة لدى هللا وحده .لكن اإلنسان ال يستطيع
الحصول على هذه المعرفة بالتأمل أو الجدل ،بل بالتعلم واالستماع من هو وحده القادر على المعرفة
والتعليم .لذلك يقول ماركوس توليوس ،مستعا ًرا من أفالطون مشاعر سقراط ،الذي قال إن الوقت
قد حان ألن يبتعد عن الحياة ،لكنهم الذين كان ينادي أمامهم بقضيته ال يزالون على قيد الحياة ،
يقول :أيهما أفضل معروف للخالد .اآللهة .لكني أعتقد أن ال أحد يعرف .لذلك يجب أن تكون كل
طوائف الفالسفة بعيدة عن الحقيقة ،الن الذين اقاموهم كانوا رجاال .وال يمكن أن يكون لتلك األشياء
.أي أساس أو ثبات ال تدعمه أقوال األصوات اإللهية
وبما أننا نتحدث عن أخطاء الفالسفة ،فإن الرواقيين يقسمون الطبيعة إلى جزأين -الجزء الذي يؤثر
،واآلخر يتيح لنفسه إمكانية العمل .يقولون أنه في األول يحتوي على كل قوة اإلدراك ،وفي األخير
المادة ،وأن أحدهما ال يمكن أن يتصرف بدون اآلخر .فكيف يمكن أن يكون الشيء الذي يتعامل معه
والذي يتم التعامل معه نفس الشيء؟ إذا قال أحد أن الخزاف هو نفسه الطين ،أو أن الطين هو نفسه
الخزاف ،أفال يبدو واض ًحا أنه مجنون؟ لكن هؤالء الرجال يفهمون< تحت اسم واحد للطبيعة شيئين
مختلفين على نطاق واسع ،هللا والعالم ،الخالق والعمل ؛ ويقولون< إن أحدهم ال يستطيع أن يفعل شيًئا
دون اآلخر ،وكأن هللا مختلطًا في الطبيعة مع العالم .في بعض األحيان يخلطونهم معًا ،أن هللا نفسه
هو فكر العالم وأن العالم هو جسد هللا .كما لو أن العالم وهللا بدأا في الوجود في نفس الوقت ،ولم
ضا يعترفون بهذا في أوقات أخرى ،عندما يقولون إنه صنع يصنع هللا العالم بنفسه .وهم أنفسهم أي ً
من أجل الناس ،وأن هللا يمكن أن يوجد ،إن شاء ،بدون العالم ،ألن هللا هو العقل اإللهي واألبدي ،
منفصلين .وخالية من الجسد .وبما أنهم لم يتمكنوا من فهم قوته وجالله ،فقد مزجوه بالعالم ،أي
بعمله .ومن أين هذا قول فيرجيل - :وأن هللا يستطيع ،إن شاء ،أن يوجد بدون العالم ،ألن هللا هو
العقل اإللهي األبدي ،منفصالً وخاليًا من الجسد .وبما أنهم لم يتمكنوا من فهم قوته وجالله ،فقد
مزجوه بالعالم ،أي بعمله .ومن أين هذا قول فيرجيل - :وأن هللا يستطيع ،إن شاء ،أن يوجد بدون
العالم ،ألن هللا هو العقل اإللهي األبدي ،منفصالً وخاليًا من الجسد .وبما أنهم لم يتمكنوا من فهم
: -قوته وجالله ،فقد مزجوه بالعالم ،أي بعمله .ومن أين هذا قول فيرجيل
ما الذي يصبح إذنًا لقولهم ،أن العالم قد صنع ويحكمه العناية اإللهية؟ ألنه إن كان قد خلق العالم ،
فهذا يعني أنه كان موجودًا بدون العالم .إذا كان يحكمها ،فمن الواضح أنه ليس كما يحكم العقل
الجسد ،ولكن كما يحكم السيد المنزل ،كقائد للسفينة ،كقائد للعربة الحربية .ومع ذلك ،فهم ال
يختلطون بتلك األشياء التي يحكمونها .ألنه إذا كانت كل هذه األشياء التي نراها هي أعضاء في هللا ،
فإنهم يجعلون هللا غير محسوس بها ،ألن األعضاء بال حساسية ،وفانية ،ألننا نرى أن األعضاء
مميتة .يمكنني تعداد عدد المرات التي فتحت فيها األراضي التي اهتزتها الحركات المفاجئة أو
غرقت بسرعة ؛ كم مرة طغت األمواج على المدن والجزر وذهبت إلى العمق ؛ غمرت االهوار
السهول المثمرة ،جفت األنهار والبرك ؛ كما سقطت الجبال على نحو متهور أو تم تسويتها
بالسهول .دمرت العديد من المناطق وأسس العديد من الجبال بسبب النيران الكامنة والداخلية .وهذا ال
ضا أن يكون له بعض القوة على جسد يكفي ،إذا لم يشفق هللا على أعضائه ،ما لم يُسمح لإلنسان أي ً
هللا .تُبنى البحار ،وتُقطع الجبال ،وتُحفر أحشاء األرض الداخلية لجلب الثروات .لماذا يجب أن أقول
إننا ال نستطيع حتى الحرث دون تمزيق الجسد اإللهي؟ حتى نكون أشرار وغير مؤمنين في نفس
الوقت في ممارسة العنف ألعضاء هللا .إذن ،هل يتألم هللا جسده ويتحمل إضعاف نفسه ،أو يسمح
لإلنسان أن يفعل ذلك؟ ما لم يكن بالصدفة ذلك الذكاء اإللهي المختلط بالعالم وبجميع أنحاء
العالم ،تخلى عن الجانب الخارجي األول من األرض ،وانغمس في أدنى األعماق ،حتى ال يشعر
بأي ألم من التمزق المستمر .ولكن إذا كان هذا تافهًا وسخيفًا ،فإنهم هم أنفسهم كانوا مجردين من
الذكاء مثل أولئك الذين لم يدركوا أن الروح اإللهية منتشرة في كل مكان ،وأن كل األشياء متماسكة
بواسطتها ،ولكن ليس بطريقة تجعل هللا ،من هو غير قابل للفساد ،يجب أن يختلط بعناصر ثقيلة
وقابلة للفساد .لذلك فإن األصح الذي اشتقوه من أفالطون هو أن العالم خلقه هللا ،وهو أيضًا تحكمه
عنايته .لذلك كان من المالئم أن يعلم أفالطون ،وأولئك الذين لديهم نفس الرأي ،وشرح السبب ،وما
السبب ،الختراع هذا العمل العظيم ؛ لماذا أو من أجل من صنعها .لكن الرواقيين يقولون أيضًا إن
العالم ُخلق من أجل الرجال الذين أسمعهم ،لكن أبيقور يجهل أي حساب أو من صنع الرجال
:أنفسهم .بالنسبة لوكريتيوس ،عندما قال أن العالم لم يصنعه اآللهة ،قال هكذا
" -أن أقول ،مرة أخرى ،من أجل الرجال أنهم أرادوا أن يرتبوا الطبيعة المجيدة للعالم"
هل هذا مجرد حماقة .ألية فائدة يمكن أن يمنحها امتناننا للكائنات الخالدة والمباركة ،ومن أجلنا " ،
"يجب أن يأخذوا في يدهم إلدارة كل شيء؟
ولسبب وجيه .ألنهم لم يقدموا أي سبب لماذا خلق هللا الجنس البشري أو أنشأه .إن عملنا هو تحديد
سر العالم واإلنسان ،اللذين لم يتمكنوا ،كونهم معدمين ،من الوصول< إلى ضريح الحقيقة أو
رؤيته .لذلك ،كما قلت من قبل ،عندما افترضوا ما هو حقيقي ،أي أن العالم خلقه هللا ،و ُخلق من
أجل الناس ،ومع ذلك ،بما أن حجتهم خذلتهم في العواقب ،فقد لم يتمكنوا من الدفاع عما كانوا
يفترضونه .حسنًا ،قال أفالطون ،حتى ال يجعل عمل هللا ضعيفًا وخاضعًا للدمار ،إنه سيبقى إلى
صنعت لتكون أبدية ،فلماذا إذا لم يكونوا هم من جعلها أبدية األبد .إذا تم صنعها من أجل الناس ،و ُ
بسببهم؟ إذا كانوا فناء بسبب من صنع ،كما يجب أن تكون نفسها مميتة وقابلة لالنحالل ،ألنها
ليست ذات قيمة أكبر من تلك التي صُنعت من أجلها .ولكن إذا كانت حجته متسقة ،فسوف يفهم أنها
يجب أن تهلك ألنها صنعت ،وأنه ال شيء يمكن أن يبقى إلى األبد إال ما ال يمكن المساس به .واما
من قال انها لم تصنع من اجل الناس فليس له حجة .ألنه إذا قال أن الخالق قد اخترع هذه األعمال
بهذا الحجم لحسابه الخاص ،فلماذا إذن أنتجنا؟ لماذا نستمتع بالعالم نفسه؟ ماذا يعني خلق الجنس
البشري والمخلوقات الحية األخرى؟ لماذا نعترض على مزايا اآلخرين؟ باختصار لماذا نكبر وننقص
ونهلك؟ ما السبب الكامن في إنتاجنا نفسه؟ ماذا في خالفتنا الدائمة؟ مما ال شك فيه أن هللا تمنى أن
يُنظر إلينا ،وأن نؤطر ،كما هي ،انطباعات مع تمثيالت مختلفة عن نفسه ،يمكن أن يسعد
بها .ومع ذلك ،إذا كان األمر كذلك ،فإنه سيقدر الكائنات الحية على أنها رعايته ،وخاصة
اإلنسان .ألمر من جعل كل األشياء خاضعة .ولكن بالنسبة ألولئك الذين يقولون إن العالم كان دائ ًما
موجودًا :لقد أغفلت هذه النقطة ،وهي نفسها ال يمكن أن توجد بدون بداية ،ال يستطيعون تخليص
أنفسهم منها ؛ لكني أقول هذا ،إذا كان العالم موجودًا دائ ًما ،فلن يكون له ترتيب منهجي .فماذا يمكن
أن يحدث الترتيب في ذلك الذي لم يكن له بداية؟ ألنه قبل القيام بأي شيء أو ترتيبه ،هناك حاجة إلى
مشورة يمكن تحديد كيفية القيام بها ؛ وال يمكن عمل أي شيء بدون البصيرة لخطة مستقرة .لذلك فإن
الخطة تسبق كل عمل .لذلك فإن ما لم يتم القيام به ليس له خطة .لكن العالم لديه خطة يوجد بها
ويحكمها ؛ لذلك صنعت ايضا .اذا صنعت فهي ايضا تهلك .لذلك دعهم يحددون سببًا ،إن أمكنهم ذلك
،لماذا تم صنعه في البداية أو سيتم تدميره فيما بعد .وألن أبيقور أو ديموقريطس لم يتمكنوا من
تدريس هذا ،قال إنه تم إنتاجه من تلقاء نفسه ،حيث تتجمع البذور معًا في جميع
االتجاهات ؛ وعندما يتم حلها مرة أخرى ،سيتبع ذلك الخالف والدمار .لذلك فقد شوه ما رآه بشكل
صحيح ،وبسبب جهله بالنظام أطاح بالنظام بأكمله ،واختزل العالم وكل األشياء التي حدثت فيه ،
إلى شبه حلم تافه ،إذا لم تكن هناك خطة موجودة في .الشؤون اإلنسانية .ولكن بما أن العالم وكل
أجزائه ،كما نرى ،تحكمها خطة رائعة .منذ تأطير السماء ،ومسار النجوم واألجرام السماوية ،
المتناغم حتى في التنوع نفسه ،الترتيب الثابت والرائع للفصول ،الخصب المتنوع لألراضي ،
السهول المستوية ،الدفاعات و أكوام من الجبال ،واألخضر واإلنتاجية للغابات ،واالنفجار األكثر
صحة من النوافير ،والتدفق الجائر لألنهار الموسمية ،وتدفق البحر الغني والوفير ،وعكس التنفس
المفيد للرياح ،وكل ذلك يتم إصالح األشياء بأكبر قدر من االنتظام :من هو األعمى لدرجة أنه يعتقد
أنها خلقت بدون سبب ،حيث تبرز التصرفات الرائعة لمعظم ترتيبات العناية؟ إذا لم يكن هناك شيء
على اإلطالق وال يتم بدون سبب ؛ إذا كانت تدبير هللا األسمى يتجلى من التصرف في
األشياء ،فخامته من عظمتهم ،وقوته من حكومتهم ،لذلك هم مملون ومجنون الذين قالوا أنه ال
يوجد عناية .ال ينبغي أن أعارض إذا أنكروا وجود اآللهة مع هذا الشيء ،فإنهم قد يؤكدون وجود
واحد ؛ لكن عندما فعلوا ذلك بهذه النية ،حتى يقولوا إنه ال يوجد أحد ،فمن ال يعتقد أنهم كانوا بال
.معنى هو نفسه بال معنى
رابعا .أن كل األشياء قد تم إنشاؤها لبعض االستخدامات ،حتى تلك األشياء التي تبدو
.شريرة ؛ حول ما يستمتع به الرجل في الحساب سببًا في أن يكسر جسدًا
كاف عن موضوع< العناية اإللهية في الكتاب األول .ألنه إذا كان له أي وجود ،كما
ٍ لكننا تحدثنا بشكل
يظهر من الطبيعة الرائعة ألعماله ،فال بد أن نفس العناية اإللهية هي التي خلقت اإلنسان والحيوانات
األخرى .لذلك دعونا نرى سبب وجود الجنس البشري ،حيث أنه من الواضح ،كما يقول<
الرواقيون ،أن العالم ُخ لق من أجل البشر ،على الرغم من أنهم لم يرتكبوا أي خطأ طفيف في هذا
األمر بالذات ،في قولهم لم يصنع من اجل انسان بل من اجل الناس .لتسمية فرد واحد يفهم الجنس
البشري كله .لكن هذا ينبع من حقيقة أنهم يجهلون أن إنسانًا واحدًا فقط من صنع هللا ،ويعتقدون أن
اإلنسان قد تم إنتاجه في جميع األراضي والحقول< مثل عيش الغراب .لكن هرمس لم يكن يجهل أن
اإلنسان من صنع هللا وعلى شبه هللا .لكنني أعود إلى موضوعي .ال يوجد شيء ،كما أتخيل ،تم
صنعه لحسابه الخاص ؛ ولكن كل ما يتم صنعه على اإلطالق يجب بالضرورة أن يتم لغرض
ما .فمن هو إما عديم المعنى أو غير مهتم إلى هذا الحد بحيث يحاول فعل أي شيء عشوائيًا ،والذي
ال يتوقع منه أي فائدة أو فائدة؟ من يبني بيتا ال يبنيه لهذا الغرض فقط ،ليكون بيتا ،بل يسكنه .من
يبني سفينة ال يمنح عمله لهذا الحساب ،فقط لكي تكون السفينة مرئية ،ولكن يمكن للناس اإلبحار
فيها .وبالمثل ،فإن من يصمم ويشكل أي إناء ال يفعل ذلك على هذا الحساب ،وأنه قد يبدو أنه فعل
ذلك فقط ،ولكن قد تحتوي السفينة عند صنعها على شيء ضروري لالستخدام .وبنفس الطريقة ،
فإن األشياء األخرى ،مهما كانت مصنوعة ،من الواضح أنها ليست مصنوعة بشكل زائد عن
الحاجة ،ولكن لبعض األغراض المفيدة .إنه سهل ،لذلك ،ان العالم خلقه هللا ال بسبب العالم
نفسه .النه النه عديم االحساس ال يحتاج الى دفء الشمس وال نور وال نَفَس الرياح وال رطوبة الدُشّ
وال تغذية الثمار .ولكن ال يمكن حتى القول إن هللا خلق العالم من أجله ،ألنه يمكن أن يوجد بدون
العالم ،كما فعل قبل خلقه ؛ وهللا نفسه ال يستفيد من كل تلك األشياء الموجودة فيه والتي يتم
إنتاجها .من الواضح ،إذن ،أن العالم قد تم بناؤه من أجل الكائنات الحية ،ألن الكائنات الحية تتمتع
بتلك األشياء التي يتكون منها ؛ ولكي تعيش وتوجد ،يتم توفير كل األشياء الضرورية لها في أوقات
محددة .مرة أخرى ،أن الكائنات الحية األخرى قد ُخلقت من أجل اإلنسان ،يتضح من هذا أنها
خاضعة لإلنسان ،وأعطيت لحمايته وخدمته ؛ ألنهم ،سواء كانوا من األرض أو من الماء ،فهم ال
يدركون نظام العالم كما يفهمه اإلنسان .يجب أن نجيب هنا على الفالسفة ،وخاصة على شيشرون ،
الذي يقول" :لماذا يجب على هللا ،عندما صنع كل األشياء لحسابنا ،أن يصنع كمية كبيرة جدًا من
الثعابين واألفاعي؟ لماذا يبدد الكثير من األشياء الخبيثة عن طريق البر وعن طريق البحر؟
" موضوع واسع جدًا للمناقشة ،ولكن يجب التطرق إليه بإيجاز ،كما هو الحال عابرًا .بما أن
اإلنسان يتكون من عناصر مختلفة ومتناقضة ،نفس وجسد ،أي السماء واألرض ،ما هو طفيف
وما يمكن إدراكه للحواس ،ما هو أبدي وما هو مؤقت ،ما له حساسية وذاك الذي ال معنى له ،ما
هو موطن للنور وما هو مظلم ،يتطلب العقل نفسه والضرورة أن يتم وضع كل من الخير والشر
أمام اإلنسان -األشياء الصالحة التي قد يستخدمها ،واألشياء الشريرة التي قد يحرسها ويتجنبها .فقد
ُأعطيت له حكمة بهذا المعنى ،حتى يتمكن من معرفة طبيعة الخير والشر ،أن يمارس قوة عقله في
طلب الخير وتجنب الشر .ألن الحكمة لم تُعط للحيوانات األخرى ،كان كالهما محميًا بمالبس
طبيعية وكانا مسلحين ؛ ولكن في مكان كل هؤالء أعطى لإلنسان أفضل ما هو العقل فقط .لذلك
صوره عريانًا وغير مسلح ،فتلك الحكمة قد تكون دفاعًا عنه وسترًا .لقد وضع دفاعه وزخرفته ليس
من الخارج ،ولكن ليس في الجسد ،ولكن في القلب ،ما لم تكن هناك شرور قد يحرسها ،والذي قد
يميزه عن الخير والمنفعة ،لم تكن الحكمة ضرورية له .لذلك دع ماركوس توليوس يعرف أن السبب
قد تم إعطاؤه لإلنسان ألنه قد يأخذ األسماك بسبب استخدامه الخاص ،وتجنب الثعابين واألفاعي<
حفاظًا على سالمته ؛ أو أن الخيرات والشر قد وضعت أمامه على هذا األساس ،ألنه قد نال الحكمة
التي تنشغل كل قوتها في التمييز بين الخير والشر .عظيم ،إذن ،وصحيح ،ومثير لإلعجاب هو قوة
اإلنسان وعقله وقوته ،الذي من أجله خلق هللا العالم نفسه وكل األشياء ،كل ما هو موجود ،وأعطاه
الكثير من الشرف لدرجة أنه جعله فوق الجميع .األشياء ،ألنه وحده يستطيع أن يعجب بأعمال
في مناقشة تدبير هللا األسمى في ذلك الكتاب الذي Asclepiades ،هللا .لذلك ،بشكل رائع ،يقول
كتبه إلي" :وعلى هذا الحساب ،قد يعتقد أي شخص ،ولسبب وجيه ،أن العناية اإللهية أعطت
المكان األقرب لنفسه الذي كان قاد ًرا على فهم ترتيبها .فهذه هي الشمس :من ينظر إليها حتى يفهم
سبب كونها الشمس ،وما مقدار تأثيرها على أجزاء أخرى من النظام؟ هذه هي السماء ،من ينظر
إليها؟ هذه هي األرض ،من يسكنها؟ هذا البحر ،من يبحر عليها؟ هذه هي النار ،من الذي
يستخدمها؟ " لذلك لم يرتب هللا األسمى هذه األشياء لحساب نفسه ،ألنه ال يحتاج إلى أي شيء ،بل
من أجل اإلنسان ،الذي قد يستفيد منها على النحو المناسب .من ينظر إليها حتى يفهم سبب كونها
الشمس ،وما مقدار تأثيرها على األجزاء األخرى من النظام؟ هذه هي الجنة من يتطلع اليها؟ هذه
هي االرض من يسكنها .هذا هو البحر من يبحر عليه؟ هذه هي النار ،من يستخدمها؟ "لذلك لم يرتب
هللا األسمى هذه األشياء لحسابه ،ألنه ال يحتاج إلى أي شيء ،بل من أجل اإلنسان ،الذي يمكنه
االستفادة منها على النحو المناسب .من ينظر إليها حتى يفهم سبب كونها الشمس ،وما مقدار تأثيرها
على األجزاء األخرى من النظام؟ هذه هي الجنة من يتطلع اليها؟ هذه هي االرض من يسكنها .هذا
هو البحر من يبحر عليه؟ هذه هي النار ،من يستخدمها؟ "لذلك لم يرتب هللا األسمى هذه األشياء
لحسابه ،ألنه ال يحتاج إلى أي شيء ،بل من أجل اإلنسان ،الذي يمكنه االستفادة منها على النحو
.المناسب
دعونا اآلن نحدد سبب كونه اإلنسان بنفسه .ألنه إذا كان الفالسفة يعرفون هذا بشكل سيء ،فإنهم إما
قد حافظوا على تلك األشياء التي وجدوا أنها صحيحة ،أو لم يكونوا ليقعوا في أكبر األخطاء .الن
هذا هو الشيء الرئيسي .هذه هي النقطة التي يدور حولها كل شيء .وإذا كان أحد ال يمتلك هذا ،فإن
الحقيقة كلها تبتعد عنه .هذا ،باختصار ،هو الذي يجعلهم غير متسقين مع العقل ؛ ألنه إذا كان هذا
قد سلط عليهم ،فلو كانوا يعرفون كل غموض اإلنسان ،لما كانت األكاديمية أبدًا في معارضة كاملة
لخالفاتهم ،وللجميع .الفلسفة :إ ًذ ا ،فإن هللا لم يصنع العالم من أجله ،ألنه ال يقف في حاجة إلى
مزاياه ،بل من أجل اإلنسان الذي يستخدمه ،كذلك جعل اإلنسان نفسه من أجله .مصلحة
شخصية .ما فائدة هللا في اإلنسان ،كما يقول< أبيقور ،في أنه ينبغي أن يصنعه من أجله؟ حقًا ،ليوجد
من يفهم أعماله ؛ من قد يكون قاد ًرا على اإلعجاب بفهمه ،والتعبير بصوته ،عن البصيرة التي
تظهر في ترتيبهم ،وترتيب خلقهم ،والقوة المبذولة في إكمالهم .وحاصل كل هذه األشياء أنه ينبغي
أن يعبد هللا .الن من يفهم هذه يعبده .إنه يتبعه باالحترام الواجب بصفته صانع كل شيء ،وهو أبوه
الحقيقي< ،الذي يقيس امتياز جاللته وفقًا الختراع أعماله وبدءها وإكمالها .أي حجة أكثر وضوحًا
يمكن طرحها بأن هللا خلق العالم من أجل اإلنسان ،واإلنسان من أجله ،من أنه وحده من بين جميع
الكائنات الحية قد تم تشكيله بحيث تتجه عيناه نحو السماء ،ووجهه يتجه نحو هللا ،ووجهه في شركة
مع والده ،بحيث يظهر هللا ،كما كان ،ويده ممدودة مرفوعة .اإلنسان من األرض ،ورفعه إلى
مستوى التأمل في نفسه .يقول" :ما إذن ،هل تمنح العبادة التي يدفعها اإلنسان هللا المبارك الذي ال
يملك شيًئا؟ أو إذا أعطى مثل هذا الشرف لإلنسان ليخلق العالم من أجله ،ليؤمنه" بالحكمة ليجعله
سيد كل ما هو حي ،ويحبه كابن ،لماذا جعله عرضة للموت والتعفن؟ لماذا كشف موضوع حبه لكل
الشرور؟ وهو يليق بذلك الرجل يجب أن يكون سعيدًا ،كما لو كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا باهلل ،وأبدًا
،كما هو
على الرغم من أننا قمنا بتدريس هذه األشياء في الغالب بطريقة مبعثرة في الكتب السابقة ،ومع
ذلك ،بما أن الموضوع اآلن يتطلب ذلك بشكل خاص ،ألننا تعهدنا بمناقشة موضوع الحياة
السعيدة ،يجب شرح هذه األشياء من قبلنا بعناية أكبر وبشكل كامل ،حتى يمكن معرفة الترتيب
الذي صنعه هللا وعمله ومشيئته .على الرغم من أنه كان دائ ًما قاد ًرا بروحه الخالد على إنتاج أرواح
ال تعد وال تحصى ،كما أنه أنتج المالئكة ،الذين يوجد لهم خلود دون أي خطر أو خوف من الشرور
،إال أنه ابتكر عمالً ال يوصف ،بأي طريقة يمكن أن يخلق جمهو ًرا ال حصر له من النفوس التي
اتحدت في البداية بأجساد ضعيفة وهشة ،قد يضعها في الوسط بين الخير والشر ،حتى يضع فضيلة
أمامها مؤلفة كما هي من طبيعتين ؛ أنهم قد ال يصلون إلى الخلود من خالل مسار حياة دقيق وسهل ،
ولكنهم قد يصلون إلى تلك المكافأة التي ال توصف للحياة األبدية بأقصى صعوبة وجهد كبير .لذلك ،
لكي يكسوهم بأطراف ثقيلة ومعرضة لإلصابة ،حيث لم يتمكنوا من التواجد في الفراغ األوسط ،
وغرق وزن الجسد وخطورته إلى أسفل ،قرر أن يكون المسكن والمسكن أوالً .بنيت لهم .وهكذا ،
وبطاقة وقوة ال توصف ،ابتكر أعمال العالم الفائقة .وبعد أن علق العناصر الخفيفة إلى العالء ،
وضغط على الثقيل إلى األعماق ،ق ّوى السماويات ،وأثبت األرض .ليس من الضروري في الوقت
الحاضر متابعة كل نقطة على حدة ،ألننا ناقشناها جميعًا معًا في الكتاب الثاني .لذلك وضع أنوار
السماء ،التي كان انتظامها وسطوعها وحركتها أكثر مالءمة لميزة الكائنات الحية .عالوة على
ذلك ،فقد أعطى األرض التي صممها كمسكن لهم ،وخصبًا إلخراج وإنتاج أشياء متنوعة ،حتى
أنها من خالل وفرة الفاكهة واألعشاب الخضراء يمكن أن تغذيها وفقًا لطبيعة ومتطلبات كل نوع .ثم
بعد أن أكمل كل ما يخص حالة العالم ،شكل اإلنسان من األرض نفسها ،التي أعدها له منذ البداية
كمسكن .أي أنه لبس روحه وغطى بها جسدًا أرضيًا ،حتى أنه قد يكون عرضة للخير والشر عند
ضغطه من مواد مختلفة ومتناقضة ؛ وكما أن األرض نفسها مثمرة إلنتاج الحنطة ،لذا فإن جسد
اإلنسان ،المأخوذ من األرض ،قد نال قوة إنتاج النسل ،بما أنه مكون من مادة هشة ،وال يمكن أن
يوجد إلى األبد ،عندما انقضت فترة زمنية من حياته الزمنية ،قد يرحل ،وبتسلسل دائم يجدد ما
حمله كان ضعيفًا وضعيفًا .لماذا إ ًذا جعله ضعيفًا وفانيًا وهو قد بنى العالم من أجله؟ بادئ ذي بدء ،
أنه يمكن إنتاج عدد ال حصر له من الكائنات الحية ،وأنه قد يمأل كل األرض بجمهور ؛ في الموضع
التالي ،ليضع فضيلة اإلنسان أمام اإلنسان ،أي تحمل الشرور والعمل الذي قد ينال به ثواب
الخلود .ألنه بما أن اإلنسان يتكون من جزأين ،جسد وروح ،أحدهما أرضي واآلخر سماوي ،فقد
خصصت لإلنسان حياتان :األولى زمنية ،الذي يتم تعيينه للجسم .اآلخر األبدي الذي يخص
الروح .لقد استقبلنا األول عند والدتنا ونصل إلى الثاني بالسعي ،ذلك الخلود قد ال يوجد لإلنسان
دون أي صعوبة .ذلك الدنيوي هو الجسد ،وبالتالي له نهاية ؛ ولكن هذا السماوي كالروح ،وبالتالي
ليس له حد .تلقينا األول عندما كنا جاهلين به ،والثاني عن علم ؛ ألنها تُعطى للفضيلة ال للطبيعة ،
ألن هللا أراد أن نوفر الحياة ألنفسنا في الحياة .لهذا السبب أعطانا هذه الحياة الحالية ،حتى نفقد تلك
الحياة الحقيقية واألبدية بسبب رذائلنا ،أو نربحها بالفضيلة .ال تحتوي هذه الحياة الجسدية على الخير
الرئيسي ،ألنه ،كما ُأعطي لنا بسبب الضرورة اإللهية ،سيتم تدميرها مرة أخرى بسبب الضرورة
اإللهية .وهكذا فإن ما له نهاية ال يحتوي على الصالح الرئيسي .لكن الخير الرئيسي موجود في تلك
الحياة الروحية التي نكتسبها بأنفسنا ،ألنها ال يمكن أن تحتوي على الشر أو أن تكون لها نهاية .أي
طبيعة الموضوع< ونظام الجسد يقدمان حجة .ألن الحيوانات األخرى تميل نحو األرض ،ألنها
أرضية ،وغير قادرة على الخلود الذي من السماء ؛ واما االنسان فيستقيم وينظر نحو السماء النه
اقترب له الخلود .التي ال تأتي إال إذا أعطاها هللا لإلنسان .وإال فلن يكون هناك فرق بين العادل
والظالم ،ألن كل إنسان يولد يصبح خالدًا .فالخلود إذن ليس نتيجة الطبيعة ،بل هو ثواب الفضيلة
ومكافأتها .أخي ًر ا ،ال يسير اإلنسان في وضع مستقيم فور والدته ،بل في البداية يسير في أربع ،ألن
طبيعة جسده وهذه الحياة الحاضرة مشتركة بيننا وبين الحيوانات البكم .بعد ذلك ،عندما تتأكد قوته ،
يرفع نفسه ،ويحل لسانه حتى يتكلم بصراحة ،ولم يعد حيوانًا أخرس .وهذه الحجة تعلمنا أن اإلنسان
يولد فانيًا ؛ لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا ،عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ،أي أن يتبع البر ،الذي
يتألف من عبادة هللا ،حيث رفع هللا اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه .ويحدث هذا عندما ينحي
اإلنسان ،المطهر في المرحضة السماوية ،طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ،
وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ،يصبح رجالً كامالً وكامالً .إذا ثبت قوته يرفع نفسه ولسانه
لينطق حتى يتكلم بصراحة ولم يعد حيوانا أخرس .وهذه الحجة تعلمنا أن اإلنسان يولد فانيًا ؛ لكنه بعد
ذلك يصبح خالدًا ،عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ،أي أن يتبع البر ،الذي يتألف من عبادة
هللا ،حيث رفع هللا اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه .ويحدث هذا عندما ينحي اإلنسان ،المطهر
في المرحضة السماوية ،طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ،وبعد أن نال زيادة في
القوة اإللهية ،يصبح رجالً كامالً وكامالً .إذا ثبت قوته يرفع نفسه ولسانه لينطق حتى يتكلم بصراحة
ولم يعد حيوانا أخرس .وهذه الحجة تعلمنا أن اإلنسان يولد فانيًا ؛ لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا ،عندما
يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ،أي أن يتبع البر ،الذي يتألف من عبادة هللا ،حيث رفع هللا اإلنسان
إلى نظرة إلى السماء ونفسه .ويحدث هذا عندما ينحي اإلنسان ،المطهر في المرحضة السماوية ،
طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ،وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ،يصبح
رجالً كامالً وكامالً .لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا ،عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ،أي أن يتبع
البر ،الذي يتألف من عبادة هللا ،حيث رفع هللا اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه .ويحدث هذا
عندما ينحي اإلنسان ،المطهر في المرحضة السماوية ،طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته
الماضية ،وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ،يصبح رجالً كامالً وكامالً .لكنه بعد ذلك يصبح خالدًا
،عندما يبدأ في العيش وفقًا إلرادة هللا ،أي أن يتبع البر ،الذي يتألف من عبادة هللا ،حيث رفع هللا
اإلنسان إلى نظرة إلى السماء ونفسه .ويحدث هذا عندما ينحي اإلنسان ،المطهر في المرحضة
السماوية ،طفولته جنبًا إلى جنب مع كل تلوث حياته الماضية ،وبعد أن نال زيادة في القوة اإللهية ،
.يصبح رجالً كامالً وكامالً
لذلك ،ألن هللا قد عرض الفضيلة أمام اإلنسان ،وإن كانت النفس والجسد مترابطين ،إال أنهما
متعارضان ،ويتعارض أحدهما مع اآلخر .ما هو خير للروح شرير للجسد ،أي اجتناب الغنى ،
ونهي الملذات ،واحتقار األلم والموت .وبنفس الطريقة ،فإن األشياء التي هي خير للجسد هي
شريرة للنفس ،أي الرغبة والشهوة ،اللذان بهما الرغبة في الغنى ،ومتعة الملذات المختلفة التي
تضعف الروح وتدمرها؟ لذلك من الضروري أن يشترك العادل الحكيم في كل الشرور ،ألن الثبات
ينتصر على الشرور .لكن الظالمين في الغنى ،في الشرف ،في السلطة .الن هذه الخيرات تتعلق
ضا يعيشون حياة أرضية ،وال يمكنهم بلوغ الخلود .النهم بالجسد وهي ارضية .وهؤالء الرجال أي ً
اسلموا انفسهم للملذات اعداء الفضيلة .لذلك يجب أن تخضع هذه الحياة الزمنية لتلك الحياة األبدية
كما يخضع الجسد للنفس .إذن ،من يفضل حياة الروح يجب أن يحتقر حياة الجسد ؛ وال يقدر بأية
طريقة أخرى أن يجاهد بعد ما هو أعلى ،إال إذا احتقر ما هو أدنى .لكن من احتضن حياة الجسد ،
ووجه رغباته إلى أسفل إلى األرض ،لن يكون قاد ًرا على بلوغ تلك الحياة األعلى .ولكن من يفضل
أن يعيش حياة طيبة إلى األبد ،سيعيش حياة سيئة لفترة من الوقت ،وسيتعرض لكل المتاعب والجهد
ما دام على األرض ،حتى يكون له عزاء إلهي وسماوي .ومن يفضل أن يعيش حياة جيدة لفترة من
الزمن ،فإنه يعيش مريضا إلى األبد .ألنه سيحكم عليه بعقوبة هللا إلى العقاب األبدي ألنه فضل
الخيرات األرضية على الخيرات السماوية .لهذا السبب ،يسعى اإلنسان إلى أن يعبد هللا ويكرمه كأب
،حتى تكون له الفضيلة والحكمة ،اللذان ينتجان وحدهما `` الخلود '' .ألنه ال يوجد غيره قادر على
منح هذا الخلود ،بما أنه وحده يمتلكه ،فإنه يمنح تقوى الرجل ،التي كرم بها هللا ،هذه المكافأة ،
ليتبارك إلى األبد ،ويكون من أجله .دائما في حضرة هللا وفي مجتمع هللا .وال يمكن ألحد أن يحتمي
بذريعة أن الذنب يعود للذي صنع الخير والشر .فلماذا أراد أن يوجد هذا الشر إذا أبغضه؟ لماذا لم
يفعل الصالح فقط حتى ال يخطئ أحد ،ال أحد يرتكب الشر؟ على الرغم من أنني قد شرحت هذا في
جميع الكتب السابقة تقريبًا ،وتطرق إليه ،وإن كان قليالً ،أعاله ،إال أنه يجب ذكره مرارًا وتكرارًا
،ألن األمر برمته يدور حول هذه النقطة .ألنه ال يمكن أن تكون هناك فضيلة ما لم يكن قد عمل
أشياء معاكسة .وال يمكن أن تظهر قوة الخير على اإلطالق ،إال من خالل المقارنة بالشر .وهكذا فإن
الشر ليس إال تفسير الخير .لذلك إذا أزيل الشر ،فال بد من نزع الخير أيضًا .إذا قطعت يدك اليسرى
أو قدمك اليسرى ،فلن يكون جسدك كامالً ،ولن تبقى الحياة نفسها كما هي .وبالتالي ،من أجل
التعديل المناسب إلطار الجسم ،يتم ربط األعضاء اليسرى بشكل مناسب مع اليمين .وبنفس
الطريقة ،إذا صنعت شطرنج على حد سواء ،فلن يلعب أحد .إذا أعطيت لونًا واحدًا فقط
للسيرك ،لن يظن أحد أن األمر يستحق أن يكون متفر ًجا ،كل متعة األلعاب الشركسية يتم
صا آخر باعتباره إقصاؤها .ألن من أسس األلعاب ألول مرة كان مفضالً للون واحد ؛ لكنه قدم شخ ً
منافسًا ،حيث قد تكون هناك منافسة ،وبعض التحزب في المشهد .وهكذا ،عندما كان هللا ،عندما
ضا نقيضهم ،الذين قد يتنافسون معهم .إذا كان العدو كان يثبت الخير ،ويعطي الفضيلة ،عين أي ً
والقتال راغبين ،فال يوجد نصر .يزيل المسابقة ،وحتى الفضيلة ال شيء .كم عدد المنافسات
المتبادلة بين الرجال ،وما هي الفنون المختلفة التي يمارسونها! ومع ذلك ،لن يُنظر إلى أي شخص
على أنه متفوق في الشجاعة أو السرعة أو التميز ،إذا لم يكن سيًئا خص ًما قد ينافسه .وحيثما يكون
ضا المجد ومكافأة النصر معه .لذلك ،لكي يقوي الفضيلة نفسها النصر قاصدًا ،ال بد أن يغيب أي ً
بالممارسة المستمرة ،ويجعلها كاملة من صراعها مع الشرور ،فقد أعطى كليهما معًا ،ألن كاًل
منهما دون اآلخر غير قادر على االحتفاظ بقوتها .لذلك هناك تنوع يعتمد عليه نظام الحقيقة بأكمله .ال
يفلت من مالحظتي ما قد يُحث هنا في المعارضة من قبل أشخاص أكثر مهارة .إذا كان الخير ال
يمكن أن يوجد بدون شر ،فكيف تقول أنه قبل أن يسيء إلى هللا ،عاش اإلنسان األول في ممارسة
الخير فقط ،أم أنه سيعيش فيما بعد في ممارسة الخير فقط؟ هذا السؤال يجب أن نفحصه ،ألنني
حذفته في الكتب السابقة ،حتى أتمكن من ملء الموضوع هنا .قلنا أعاله أن طبيعة اإلنسان تتكون
من عناصر متعارضة .ألن الجسد ،ألنه أرض ،يمكن أن يُمسك به ،ذات مدة مؤقتة ،بال معنى ،
ومظلمة .ولكن النفس ،ألنها من السماء ،ال أساس لها من الصحة ،وأبدية ،ومليئة باإلحساس ،
وممتلئة بالبريق .وألن هذه الصفات تتعارض مع بعضها البعض ،يستتبع ذلك بالضرورة أن يخضع
اإلنسان للخير والشر .ينسب الخير إلى الروح ،ألنها ال تتحلل .شر للجسد النه ضعيف .لذلك ،بما
أن الجسد والروح مرتبطان ومتحدان معًا ،يجب بالضرورة أن يتماسك الخير والشر معًا ؛ وال يمكن
أن ينفصل أحدهما عن اآلخر إال إذا انفصل (الجسد والروح) .أخيرًا ُ ،أعطيت معرفة الخير والشر
في نفس الوقت لإلنسان األول ؛ ولما فهم هذا طُرد على الفور من المكان المقدس الذي ال يوجد فيه
شر .ألنه عندما كان مل ًما بما هو جيد فقط ،كان يجهل أن هذا بحد ذاته جيد .ولكن بعد أن تلقى معرفة
الخير والشر ،أصبح من غير القانوني اآلن أن يبقى في مكان السعادة هذا ،ونُفي إلى هذا العالم
المشترك ،حتى أنه قد يختبر في الحال هذين األمرين مع طبيعة الذي كان قد تعرف عليه في
الحال .من الواضح ،إذن ،أن الحكمة قد ُأعطيت لإلنسان أنه قد يفصل بين الخير والشر -أنه قد
يميز بين األشياء المفيدة واألشياء غير المواتية ،بين األشياء المفيدة واألشياء غير المجدية -حتى
يكون لديه حكم ومراعاة فيما يتعلق بـ ما يجب أن يحذر منه ،وما الذي يرغب فيه ،وما يجب
تجنبه ،وما يجب اتباعه .لذلك ال يمكن أن توجد الحكمة بدون شر .وهذا المؤلف األول للجنس
البشري ،طالما كان مل ًما بالخير فقط ،عاش كطفل ،جاهل بالخير والشر .ولكن ،في الواقع ،يجب
أن يكون اإلنسان اآلخرة حكي ًما وسعيدًا بدون أي شر .ولكن هذا ال يمكن أن يحدث ما دامت النفس
لُب َست ببيت الجسد .ولكن عندما يتم الفصل بين الجسد والروح ،عندئ ٍذ يفصل الشر عن الخير ؛ وكما
يهلك الجسد وتبقى الروح ،كذلك يهلك الشر ويبقى الخير دائ ًما .عندئ ٍذ ،بعد أن نال اإلنسان لباس
الخلود ،يكون حكي ًما وخاليًا من الشر مثل هللا .لذلك ،الذي يتمنى أن نكون على دراية بالخير فقط ،
وال سيما يرغب في ذلك ،أن نعيش بدون الجسد ،حيث يوجد الشر .ولكن إذا نزع الشر فإما الحكمة
كما قلت تؤخذ من اإلنسان الجسد .الحكمة لكي يجهل الشر .الجسم ،أنه قد ال يكون عاقاًل بها .ولكن
اآلن ،بما أن اإلنسان ُمز َّود بالحكمة ليعلم ،وجسدًا لإلدراك ،أراد هللا أن يتواجد كالهما على ح ٍد
سواء في هذه الحياة ،فقد تتفق هذه الفضيلة والحكمة .لذلك وضع اإلنسان في الوسط ،بين االثنين ،
ليكون له الحرية في إتباع الخير أو الشر .لكنه اختلط بالشر مع بعض األشياء التي تبدو جيدة ،أي
ضا اختلط بالخير بعض متنوعات وممتعة ،ليقود الناس بإغراءاتهم إلى الشر المستتر .وهو أي ً
األشياء التي تبدو شريرة -أي الشدائد والبؤس والجهد -من خالل القسوة والبغضاء التي قد تنفر
منها النفس ،إذا تعرضت لإلهانة ،من الخير المستتر .ولكن هنا نحتاج إلى منصب الحكمة ،حتى
نتمكن من رؤية العقل أكثر من الجسد ،وهو ما ال يستطيع فعله سوى قلة قليلة ؛ ألنه في حين أن
الفضيلة صعبة وناد ًرا ما توجد ،فإن المتعة شائعة وعامة .وهكذا يحدث بالضرورة أن يُحسب الحكيم
على أنه أحمق ،الذي بينما يبحث عن األشياء الصالحة التي ال تُرى ،يسمح لمن يُرى أنه ينزلق من
يديه ؛ وبينما يجتنب الشرور التي ال تُرى ،يقع في الشرور التي أمام العينين .وهو ما يحدث لنا
عندما ال نرفض التعذيب وال الموت نيابة عن اإليمان ،ألننا مدفوعون إلى أعظم الشر ،لكي نخون
اإليمان وننكر اإلله الحقيقي ،ونضحي لآللهة الميتة والموتية .هذا هو السبب في أن هللا جعل اإلنسان
فانيًا ،وجعله عرضة للشرور ،على الرغم من أنه وضع العالم من أجله ،أي أنه قد يكون قادرًا
،على الفضيلة ،وأن فضيلته قد تكافئه بالخلود .اآلن الفضيلة ،كما بينا
وألن الفالسفة لم يفهموا هذه النقطة الرئيسية ،لم يكونوا قادرين على فهم الحقيقة ،على الرغم من
أنهم في الغالب رأوا وشرحوا تلك األشياء التي تتكون منها النقطة األساسية نفسها .لكن أشخاصًا
مختلفين قدموا كل هذه األشياء ،وبطرق مختلفة ،ال يربطون بين أسباب األشياء ،وال العواقب ،
وال األسباب ،حتى يتمكنوا من االتحاد معًا وإكمال تلك النقطة الرئيسية التي تضم الكل .لكن من
السهل إظهار أن الحقيقة الكاملة تقريبًا قد قسمت بين الفالسفة والطوائف .ألننا ال نسقط الفلسفة كما
اعتاد األكاديميون على ذلك ،حيث كانت خطتهم هي الرد على كل شيء ،وهو باألحرى االفتراء
والسخرية ؛ لكننا نظهر أنه لم تكن هناك طائفة بعيدة عن الطريق ،وال فيلسوف عبث ،حتى ال يرى
شيًئا من الحقيقة .لكن بينما هم غاضبون من الرغبة في التناقض ،وهم يدافعون عن حججهم الخاصة
حتى لو كانت زائفة ،ويطيحون بحجج اآلخرين على الرغم من صحتها ،لم يفلت منهم الحقيقة
فحسب ،وهم يتظاهرون بأنهم كانوا يبحثون عنها ،بل هم هم أنفسهم .فقدها بشكل رئيسي بسبب
خطأهم .لكن لو كان هناك من يجمع الحقيقة المشتتة بين األفراد وتشتت بين الطوائف ،ويختزلها إلى
جسد ،فهو بالتأكيد لن يختلف معنا .لكن ال أحد قادر على القيام بذلك ،ما لم يكن لديه خبرة ومعرفة
بالحقيقة .لكن معرفة الحقيقة تخص فقط من علمه هللا .ألنه ال يستطيع بأي طريقة أخرى أن يرفض
األشياء الباطلة ،أو أن يختار ويوافق على ما هو صحيح ؛ ولكن حتى لو كان بالصدفة أن ينفذ
ذلك ،من المؤكد أنه سيلعب دور الفيلسوف .وعلى الرغم من أنه لم يستطع الدفاع عن هذه األشياء
بالشهادات اإللهية ،إال أن الحقيقة تشرح نفسها بنورها الخاص .لذلك فإن خطأ هؤالء ال يُصدق ،
الذين ،عندما يوافقون على أي طائفة ،ويكرسون أنفسهم لها ،يدينون اآلخرين على أنهم باطلون
وباطلة ،ويسلحون أنفسهم للقتال ،ال يعرفون ما يجب أن يدافعوا عنه وال ماذا يدحضون .؛ والهجوم
في كل مكان ،دون تمييز ،على كل ما يقدمه من يختلف معهم .بسبب هذه المزاعم األكثر عنادًا ،لم
تكن هناك فلسفة اقتربت من الحقيقة ،ألن الحقيقة الكاملة قد تضمنتها في أجزاء منفصلة .قال
أفالطون أن العالم خلقه هللا :األنبياء يتكلمون كذلك ؛ ونفس الشيء واضح من آيات العرافة .لذلك هم
مخطئون ،الذين قالوا إما أن كل األشياء قد تم إنتاجها من تلقاء نفسها أو من مجموعة من
الذرات ؛ بما أن عال ًما عظي ًما جدًا ،مزينًا جدًا وبهذا الحجم ،لم يكن من الممكن صنعه أو ترتيبه
وترتيبه بدون مؤلف أكثر مهارة ،وهذا الترتيب ذاته الذي يُدرك من خالله أن كل األشياء تبقى معًا
وأن تحكمها حاذق بأمهر عقل .يقول الرواقيون أن العالم ،وكل ما بداخله ُ ،خلق من أجل الناس:
الكتابات المقدسة تعلمنا الشيء نفسه .لذلك كان ديموقريطس مخطًئا ،إذ ظن أنهم قد انسكبوا من
األرض مثل الديدان ،دون أي مؤلف أو خطة .ألن سبب خلق اإلنسان ينتمي إلى سر إلهي .وألنه لم
يكن قاد ًرا على معرفة ذلك ،لقد جعل حياة اإلنسان ال شيء .أكد أريستو أن الرجال ولدوا لممارسة
الفضيلة ؛ كما يتم تذكيرنا ونتعلم نفس الشيء من األنبياء .لذلك ينخدع أريستيبس ،الذي جعل
اإلنسان خاضعًا للمتعة ،أي للشر ،كما لو كان وح ًشا .جادل فيريسيدس وأفالطون بأن األرواح
الذي Democritus ،مخطًئا ،مع Dicaearchusخالدة .لكن هذه عقيدة غريبة في ديننا .لذلك كان
أن هناك مناطق شيطانية ،وأن Zeno the Stoicجادل بأن األرواح هلكت مع الجسد وذابت ،علم
مساكن الخير انفصلت عن األشرار ؛ وأن األولى تمتعت بمناطق مسالمة وممتعة ،ولكن هذه
األخيرة عانت من العقاب في األماكن المظلمة وفي هاوية الوحل الرهيبة :األنبياء يظهرون نفس
الشيء .لذلك أخطأ أبيقور ،من ظن أن ذلك كان من اختراع الشعراء ،وشرح عقوبات< المناطق
الجهنمية التي يتحدث عنها ،كما يحدث في هذه الحياة .لذلك تطرق الفالسفة إلى الحقيقة الكاملة وكل
سر من أسرار ديننا المقدس .ولكن عندما نفى اآلخرون ذلك ،لم يتمكنوا من الدفاع عما وجدوه ،ألن
النظام لم يتفق مع التفاصيل< ؛ ولم يكونوا قادرين على اختزال تلك األشياء التي أدركوا أنها
صحيحة ،كما فعلنا أعاله إلى ملخص .ألن النظام ال يتفق مع التفاصيل ؛ ولم يكونوا قادرين على
اختزال تلك األشياء التي أدركوا أنها صحيحة ،كما فعلنا أعاله إلى ملخص .ألن النظام ال يتفق مع
التفاصيل ؛ ولم يكونوا قادرين على اختزال تلك األشياء التي أدركوا أنها صحيحة ،كما فعلنا أعاله
.إلى ملخص
.ثامنا .خلود الروح
لذلك ،فإن الخير الرئيسي الوحيد هو الخلود ،الذي نشأنا وولدنا منه في األصل .لهذا نوجه
مسارنا ؛ الطبيعة البشرية تعتبر هذا ؛ لهذه الفضيلة ترفعنا .وألننا اكتشفنا هذا الخير ،يبقى أننا يجب
ضا عن الخلود نفسه .إن حجج أفالطون ،على الرغم من أنها تساهم كثيرًا في أن نتحدث أي ً
الموضوع ،إال أنها ال تملك قوة كافية إلثبات الحقيقة وملؤها ،ألنه لم يلخص ويجمع في واحدة خطة
كل هذا اللغز العظيم ،ولم يفهم الرئيس .جيد .ألنه على الرغم من إدراكه للحقيقة التي تحترم خلود
النفس ،إال أنه لم يتكلم باحترامها كما لو كانت الصالح األساسي .لذلك فنحن قادرون على استنباط
الحقيقة بعالمات أكثر يقينًا ؛ الننا لم نجمعه بظن مشكوك فيه بل عرفناه بأمر من هللا .هكذا استنتج
أفالطون أن كل ما له إدراك في حد ذاته ،ويتحرك دائ ًما ،فهو خالد ؛ ألن ما ليس له بداية حركة
ليس على وشك أن يكون له نهاية ،ألنه ال يمكن أن يهجر من تلقاء نفسه .لكن هذه الحجة ستمنح
الوجود األبدي حتى للحيوانات الغبية ،ما لم يكن قد ميز عن طريق إضافة الحكمة .وأضاف ،
لذلك ،أنه قد يفلت من هذا االرتباط المشترك ،أن روح اإلنسان ال يمكن أن تكون غير خالدة ،لما
لها من مهارة رائعة في االختراع ،وسرعة في التفكير ،واستعدادها في اإلدراك والتعلم ،وذاكرة
اإلنسان .الماضي ،وبصيرة المستقبل ،ومعرفته بالفنون والموضوعات< التي ال تعد وال تحصى ،
والتي ال تمتلكها الكائنات الحية األخرى ،تبدو إلهية وسماوية ؛ بسبب الروح التي تتص ّور مثل هذه
األشياء العظيمة وتحتوي على مثل هذه العظائم ،ال يوجد أصل على األرض ،ألنه ليس له أي
مزيج أرضي متحد معه .لكن ما هو ثقيل في اإلنسان ،وقابل لالنحالل ،يجب أن يتم حله في
األرض ؛ في حين أن ما هو طفيف ودقيق غير قادر على االنقسام ،وعندما يتحرر من مسكن الجسد
،كما من السجن ،يطير إلى السماء وإلى طبيعته .هذا ملخص موجز لمبادئ أفالطون ،والتي تم
ضا من نفس المشاعر ،ومعلمه شرحها بشكل واسع وغزير في كتاباته .كان فيثاغورس سابقًا أي ً
الذي ذكر شيشرون أنه كان أول من تحدث باحترام خلود الروح .وعلى الرغم من Pherecydes ،
أن كل هؤالء قد برعوا في البالغة ،إال أنه في هذه المسابقة على األقل ،لم يكن لدى أولئك الذين
وأخيراً Democritus ،أوالً ،ثم Dicaearchusجادلوا ضد هذا الرأي سلطة أقل ؛
حتى يتم التشكيك في األمر نفسه الذي كانوا يتنازعون بشأنه .أخي ًرا ،بعد أن حدد Epicurus:
ضا آراء كل هؤالء الذين يحترمون الخلود والموت ،أعلن أنه ال يعرف ما هي توليوس أي ً
الحقيقة .قال" :أي من هذه اآلراء صحيح ،قد يرى بعض هللا" .ومرة أخرى يقول< في مكان آخر:
"بما أن كل هذه اآلراء قد تعلّمها مدافعون ،فال يمكن التكهن بما هو مؤكد" .لكننا لسنا بحاجة إلى
.العرافة ،ألن األلوهية نفسها قد كشفت لنا الحقيقة
من خالل هذه الحجج ،التي لم يخترعها أفالطون وال أي شخص آخر ،يمكن إثبات عدم أخالقية
النفوس وإدراكها :ما هي الحجج التي سنجمعها بإيجاز ،ألن خطابي يسارع إلى ربط دينونة هللا
العظيمة ،والتي سيتم االحتفال بها في األرض في اقتراب نهاية العالم .قبل كل شيء ،بما أن هللا ال
يمكن أن يراه اإلنسان ،لئال يتخيل أحد من هذا الظرف أن هللا غير موجود ،ألنه لم يراه بالعين
الفانية ،من بين الترتيبات الرائعة األخرى ،صنع أشياء كثيرة هي قوتها .ظاهر ،لكن الجوهر ال
يُرى ،كالصوت والرائحة والريح ،أنه من خالل الرمز ومثال هذه األشياء قد ندرك هللا من خالل
قوته وعمله وأعماله ،على الرغم من أنه لم يقع تحت أنظار أعيننا .ما اوضح من الصوت او اقوى
من الريح .أم أقوى من الرائحة؟ ومع ذلك ،عندما يتم حملها في الهواء وتصل إلى حواسنا ،وتدفعها
بفعاليتها ،ال يتم تمييزها بالبصر ،ولكن يتم إدراكها من قبل أجزاء أخرى من الجسم .وبنفس
الطريقة ،ال يجب أن ندرك هللا من خالل البصر أو أي إحساس ضعيف آخر ؛ ولكن يجب أن تراه
أعين العقل ،ألننا نرى أعماله الالمعة والرائعة .بالنسبة ألولئك الذين أنكروا تما ًما وجود هللا ،ال
ضا ،الذين يتألفون ،بشكل يجب أن أرفض تسميتهم بالفالسفة فحسب ،بل يجب أن أنكر اسمهم أي ً
مشابه جدًا للحيوانات البكم ،من الجسد فقط ،وال يميزون شيًئا عقلهم ،وإشارة كل شيء إلى
الحواس الجسدية ،الذين اعتقدوا أنه ال يوجد شيء سوى ما تراه بأعينهم .وألنهم رأوا أن الشدائد
حلّت باألشرار ،أو حدث االزدهار للصالح ،فقد اعتقدوا أن كل األشياء كانت تتم بالثروة ،وأن
العالم أنشأته الطبيعة ،وليس العناية اإللهية .ومن ثم وقعوا في الحال في السخافات التي أعقبت
بالضرورة مثل هذا الشعور .ولكن إذا كان هناك إله غير مادي وغير مرئي وأبدي ،فمن المصداقية
أن الروح ،بما أنها ال تُرى ،ال تموت بعد خروجها من الجسد ؛ ألنه من الواضح أن هناك شيًئا
يُدرك ويكون قويًا ولكنه ال يظهر في األفق .ولكن ،كما يقال ،من الصعب أن نفهم بالعقل كيف
يمكن للروح أن تحتفظ بإدراكها بدون تلك األجزاء من الجسد التي يوجد فيها مكتب اإلدراك .ماذا
عن هللا؟ هل من السهل أن نفهم كيف يكون قويا ً بدون جسد؟ ولكن إذا كانوا يؤمنون بوجود
اآللهة ،إذا كانت موجودة ،وهي خالية من الجسد بشكل واضح ،فال بد أن النفوس البشرية موجودة
بنفس الطريقة ،حيث يُدرك من العقل نفسه والتمييز أن هناك تشابهًا معينًا بين اإلنسان وهللا .أخيرًا ،
هذا الدليل الذي رآه حتى ماركوس توليوس قوي بدرجة كافية :أنه يمكن تمييز خلود الروح من حقيقة
أنه ال يوجد حيوان آخر لديه أي معرفة باهلل ؛ والدين هو الشيء الوحيد الذي يميز اإلنسان عن
الخليقة األغبياء .وبما أن هذا يقع على عاتق اإلنسان وحده ،فإنه يشهد بالتأكيد على أننا قد نهدف
ونرغب وننمي ما هو على وشك أن يكون مألوفًا وقريبًا جدًا .يمكن ألي شخص ،عندما ينظر إلى
طبيعة الحيوانات األخرى ،التي جعلتها تدبير هللا األسمى مذلّة ،بأجساد تنحني وتسجد إلى
األرض ،حتى يُفهم من هذا أنه ليس لديهم جماع مع السماء ،ال يفهمون أن اإلنسان وحده من بين
جميع الحيوانات هو سماوي وإلهي ،وجسده المرتفع عن األرض ،ومظهره المرتفع ،ووضعه
المستقيم ،يذهب بحثًا عن أصله ، .ويحتقر ،كما كان ،دناء األرض ،يصل إلى ما هو على العالء ،
ألنه يدرك أن أعلى خير هو أن يبحث عنه في أعلى مكان ،ويضع في اعتباره حالته التي خلقها هللا.
أن أطلق على هذا المظهر تأماًل في Trismegistusإنه المع ،يتطلع إلى خالقه؟ وكان من حق
هللا ،والذي ال وجود له في الحيوانات البكم .إ ًذا بما أن الحكمة التي تُعطى لإلنسان وحده ليست سوى
معرفة هللا ،فمن الواضح أن النفس ال تهلك وال تتحلل ،بل تبقى إلى األبد ،ألنها تبحث عن هللا
األبدي وتحبه ،بدافع من طبيعته ذاتها مدر ًكا إما من مصدره أو إلى ما هو على وشك العودة .عالوة
على ذلك ،ليس دلياًل بسيطًا على الخلود أن اإلنسان وحده يستخدم العنصر السماوي .ألن طبيعة
العالم تتكون من عنصرين متعارضين -النار والماء -أحدهما مخصص للسماء ،واآلخر لألرض ،
واآلخر مخلوقات حية ،ألنها من األرض والفانية ،استفد من العنصر األرضي والثقيل :اإلنسان
وحده يستخدم النار ،التي هي عنصر نور يرتفع إلى األعلى وسماوي .واما االشياء التي هي ثقيلة
بالموت والنور ترفع الى الحياة .ألن الحياة عالية والموت في األسفل .وبما أنه ال يمكن أن يكون
هناك ضوء بدون نار ،لذلك ال يمكن أن تكون هناك حياة بدون ضوء .لذلك فإن النار هي عنصر
النور والحياة .الذي يتبين منه أن اإلنسان الذي يستخدمها هو شريك في حالة خالدة ،ألن ما يسبب
الحياة مألوف له .إن عطية الفضيلة لإلنسان وحده هي دليل عظيم على أن النفوس خالدة .ألن هذا ال
يتوافق مع الطبيعة إذا انطفأت الروح ؛ ألنه يضر هذه الحياة الحاضرة .من أجل تلك الحياة
األرضية ،التي نعيشها مع الحيوانات األغبياء ،يسعى كالهما إلى الحصول على المتعة ،من خالل
الثمار المتنوعة والمقبولة التي يسعد بها ،ويتجنب األلم الذي تؤدي قساوته ،بأحاسيسه غير السارة ،
إلى إيذاء طبيعة الكائنات الحية .ويسعى إليصالهم إلى الموت الذي يذوب الكائن الحي .إذا كانت
الفضيلة ،إ ًذا ،تمنع اإلنسان من تلك الخيرات المرغوبة بشكل طبيعي ،ودفعه لتحمل الشرور التي
يتم تجنبها بشكل طبيعي ،ويترتب على ذلك أن الفضيلة شر ،وتعارض الطبيعة ؛ ويجب بالضرورة
أن يُحكم عليه بأنه أحمق من يالحقه ،ألنه يجرح نفسه بتجنب الخيرات الحالية والسعي إلى الشرور
المتساوية ،دون أمل في الحصول على فائدة أكبر .ألنه عندما يُسمح لنا بالتمتع بأجمل الملذات ،
يجب أال نبدو بال معنى إذا كان علينا أال نفضل العيش في تواضع ،أو في عوز ،أو احتقار ،أو
خزي ،أو أال نعيش على اإلطالق ،بل نتعذب بها .األلم ،ولكي نموت ،فحينما ال نربح شيًئا من
هذه الشرور لنعوضنا عن اللذة التي تخلينا عنها؟ ولكن إذا لم تكن الفضيلة ش ًرا ،وعملت بشرف
بقدر ما تحتقر الملذات الخبيثة والمخزية ،وبكل شجاعة ال تخشى األلم وال الموت ،فتقوم
بواجبها ،لذلك يجب أن تحصل على خير أعظم من األشياء التي تحتقرها .ولكن بعد الموت ،فأي
خير آخر يمكن أن نأمله غير الخلود؟
.عاشراً :النكات والضرر والحياة والموت
دعونا اآلن بدورنا ننتقل إلى تلك األشياء التي تتعارض مع الفضيلة ،والتي يمكن من خاللها أيضًا
االستدالل على خلود الروح .كل الرذائل لفترة .ألنهم متحمسون للحاضر .تهدأ اندفاعة الغضب بعد
االنتقام ؛ لذة الجسد تنهي الشهوة .يتم تدمير الرغبة إما من خالل التمتع الكامل باألشياء التي تسعى
إليها ،أو من خالل إثارة المشاعر األخرى ؛ الطموح عندما ينال األوسمة التي كان يرغب فيها يفقد
قوته .وبالمثل فإن الرذائل األخرى غير قادرة على الصمود والبقاء ،لكنها تنتهي بالمتعة ذاتها التي
يرغبون فيها .لذلك ينسحبون ويعودون .لكن الفضيلة أبدية بال انقطاع .وال يستطيع من أخذها مرة أن
يخرج عنها .أو إذا كان يجب أن يحدث أي انقطاع إذا كان بإمكاننا االستغناء عنها في أي وقت ،
فستعود الرذائل التي تعارض الفضيلة دائ ًما .لذلك لم يتم اإلمساك بها ،إذا تخلت عن موقعها ،إذا
انسحبت في أي وقت .ولكن عندما تكون قد أنشأت لنفسها مسكنًا راس ًخا ،يجب بالضرورة أن تشارك
في كل عمل ؛ وال يمكنها أن تطرد بأمانة وتهرب من الرذائل ،ما لم تحصن الثدي الذي يسكنه
بحراسة دائمة .لذلك ،فإن مدة الفضيلة نفسها التي ال تنقطع تظهر أن نفس اإلنسان ،إذا نالت
الفضيلة ،تظل ثابتة ،ألن الفضيلة أبدية ،والعقل البشري وحده هو الذي ينال الفضيلة .لذلك ،بما
أن الرذائل تتعارض مع الفضيلة ،يجب بالضرورة أن تختلف األنظمة بأكملها عن بعضها البعض
وأن تتعارض مع بعضها البعض .ألن الرذائل هي فوضى واضطرابات الروح .استنادا ،على العكس
من ذلك ،هو الوداعة وهدوء العقل .ألن الرذائل مؤقتة وقصيرة األمد .الفضيلة دائمة وثابتة ومتسقة
دائ ًما مع نفسها .ألن ثمار الرذائل ،أي الملذات ،على حد سواء ،قصيرة ومؤقتة ،لذلك فإن ثمر
الفضيلة ومكافأتها أبديان .ألن ميزة الرذائل فورية ،وبالتالي فإن ميزة الفضيلة هي المستقبل .وهكذا
يحدث أنه في هذه الحياة ال توجد مكافأة على الفضيلة ،ألن الفضيلة نفسها ال تزال موجودة .ألنه
عندما تكتمل الرذائل في أدائها ،يتبعها اللذة والمكافآت ؛ لذلك ،إذا انتهت الفضيلة ،يتبع
أجرها .ولكن الفضيلة ال تنتهي إال بالموت ،ألن أسمى مقامها في الموت ،لذلك أجر الفضيلة بعد
الموت .في حالة جيدة ،أدرك شيشرون ،في `` نزاعات يوسكوالن '' ،مع الشك ،أن الصالح
الرئيسي ال يصيب اإلنسان إال بعد الموت .يقول" :سيذهب الرجل بروح واثقة ،إذا حدثت
الظروف ،إلى الموت حيث تأكدنا من وجود إما الخير الرئيسي أو عدم وجود شر" .فالموت إذن ال
يطفئ اإلنسان ،بل يقره بمكافأة الفضيلة .لكن من أفسد نفسه ،كما يقول الكاتب نفسه ،بالرذائل
والجرائم ،وكان عبدًا للمتعة ،فإنه حقًا ،يُدان ،سيعاني من العقاب األبدي ،الذي تسميه الكتابات
المقدسة الموت الثاني ،وهو في نفس الوقت أبدي .ومليء بأقسى العذاب .ألنه كما تقدم لإلنسان
حياتان ،إحداهما للروح واألخرى للجسد ؛ لذلك تم اقتراح حالتين وفاة -واحدة تتعلق بالجسد ،
والتي يجب أن يخضع لها الجميع وفقًا للطبيعة ،واآلخر يتعلق بالروح التي تكتسب بالشر وتتجنبها
الفضيلة .ألن هذه الحياة مؤقتة ولها حدود ثابتة ،ألنها تنتمي إلى الجسد .وهكذا فإن الموت كذلك
.مؤقت وله نهاية ثابتة ألنه يصيب الجسد
لذلك ،عندما تنتهي األوقات التي حددها هللا للموت ،سينتهي الموت نفسه .وألن الموت الزمني يتبع
الحياة الزمنية ،فإنه يترتب على ذلك صعود األرواح مرة أخرى إلى الحياة األبدية ،ألن الموت
الزمني قد نال نهاية .مرة أخرى ،كما أن حياة الروح أبدية ،حيث تتلقى فيها الثمار اإللهية التي ال
توصف لخلودها ؛ كما يجب أن يكون موته أبديًا ،حيث يعاني من عقوبات دائمة وعذابات ال حصر
لها بسبب أخطائه .لذلك فاألشياء في هذا الوضع ،أن أولئك الذين يسعدون في هذه الحياة ،المتعلقة
بالجسد واألرض ،على وشك أن يكونوا بائسين إلى األبد ،ألنهم قد استمتعوا بالفعل باألشياء الجيدة
التي يفضلونها ،والتي تحدث ألولئك الذين يعبدون .آلهة باطلة وإهمال اإلله الحق .في الموضع
التالي ،أولئك الذين ،باتباع البر ،كانوا بائسين ،ومحتقرون وفقراء في هذه الحياة ،وكثيرًا ما
تعرضوا للمضايقات باإلهانات واألذى بسبب البر نفسه ،ألن الفضيلة ال يمكن أن تتحقق بطريقة
أخرى ،على وشك أن يكونوا سعداء دائ ًما ،ألنهم قد تحملوا الشرور بالفعل ،فقد يستمتعون أيضًا
بضائع .وهو ما يحدث بوضوح ألولئك الذين ،بعد أن احتقروا آلهة األرض وخيراتهم الضعيفة ،
يتبعون ديانة هللا السماوية ،التي تكون خيراتها أبدية ،كما هو الذي أعطاها .ماذا أقول عن أعمال
الجسد والروح؟ أال يظهرون أن النفس ال تخضع للموت؟ ألنه ،بالنسبة للجسد ،بما أنه هو نفسه
ضعيف وفاني ،فإن كل األعمال التي ينتجها تكون قابلة للتلف بنفس القدر .ألن توليوس يقول أنه ال
يوجد شيء تصنعه يد اإلنسان لم يتم اختزاله في وقت ما إلى الدمار ،إما من خالل األذى الذي يسببه
الرجال ،أو طوال الوقت الذي يدمر كل شيء .لكننا نرى حقًا أن إنتاجات العقل خالدة .ألن كثيرين
ممن ك ّرسوا أنفسهم الزدراء األشياء الحاضرة ،ق ّدموا للذكرى آثار عبقريتهم وأعمالهم العظيمة ،
اكتسبوا بوضوح من خالل هؤالء اس ًما ال يفنى لعقلهم وفضائلهم .لذلك ،إذا كانت أعمال الجسد مميتة
لهذا السبب ،ألن الجسد نفسه فاني ،فيترتب على ذلك أن الروح تظهر أنها خالدة من هذا ،ألننا
ضا ،تعلن شهوات الجسد والنفس أن أحدهما فاني نرى أن نتاجها ليس مميتًا .وبنفس الطريقة أي ً
واآلخر أبدي .ألن الجسد ال يريد إال ما هو مؤقت ،أي الطعام والشراب واللباس والراحة واللذة .وال
يمكنه أن يرغب أو يصل إلى هذه األشياء بالذات دون موافقة ومساعدة الروح .لكن النفس نفسها
تشتهي أشياء كثيرة ال تمتد إلى واجب الجسد أو التمتع به ؛ وهؤالء ليسوا واهنين بل أبدية كشهرة
الفضيلة وتذكر االسم .ألن النفس حتى في معارضة الجسد تشتهي عبادة هللا ،التي تتمثل في االمتناع
عن الشهوات ،وتحمل األلم ،واحتقار الموت .مما يُصدق أن الروح ال تهلك ،بل تنفصل عن الجسد
،ألن الجسد ال يستطيع أن يفعل شيًئا بدون الروح ،لكن الروح تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة
وعظيمة بدون الجسد .لماذا يجب أن أذكر أن تلك األشياء المرئية للعيون ،والقادرة على أن تلمسها
اليد ،ال يمكن أن تكون أبدية ،ألنها تعترف بالعنف الخارجي؟ لكن تلك األشياء التي ال تالمس وال
تالمس البصر ،ولكنها تظهر فقط في قوتها وطريقتها وتأثيرها ،هي أبدية ألنها ال تتعرض للعنف
ضا على البصر واللمس ،فإن من الخارج؟ ولكن إذا كان الجسد فانيًا من هذا القبيل ،ألنه منفتح أي ً
.الروح خالدة لهذا السبب ،ألنه ال يمكن لمسها أو رؤيتها
اآلن دعونا ندحض حجج أولئك الذين يتمسكون بآراء معاكسة ،والتي ذكرها لوكريتيوس في كتابه
الثالث .بما أن الروح ،كما يقول ،تولد مع الجسد ،يجب بالضرورة أن تموت مع الجسد .لكن
الحالتين ليستا متشابهتين .ألن الجسد صلب وقادر على اإلمساك بالعين واليد ؛ ولكن الروح طائشة ،
مستعصية على اللمس والبصر .الجسد يتكون من األرض ويصلب .ليس للروح أي شيء ملموس ،
وال شيء له وزن أرضي ،كما قال أفالطون .ألنه ال يمكن أن يكون لها مثل هذه القوة العظيمة ،هذه
المهارة العظيمة ،مثل هذه السرعة الكبيرة ،ما لم تستمد مصدرها من السماء .لذلك فإن الجسد ،بما
أنه مكون من عنصر ثقيل وقابل للفساد ،وهو ملموس ومرئي ،فهو فاسد ويموت< ؛ وال هي قادرة
على صد العنف ،ألنها تحت األنظار وتحت اللمس .لكن الروح التي تتجنب كل لمسة بضعفها ،
يمكن أن تذوب بال هجوم .لذلك ،على الرغم من أنهما مرتبطان ببعضهما البعض منذ والدتهما ،فإن
الواحد الذي يتكون من مادة أرضية هو ،كما كان ،إناء اآلخر ،الذي ينطلق من النعومة السماوية ،
عندما يفصل أي عنف بينهما ،والذي االنفصال< يسمى الموت ،ثم يعود كل واحد إلى طبيعته
الخاصة .ما كان من االرض ينقضي الى االرض .ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ،
ألن الروح اإللهي أبدي .بخير ،كتب لوكريتيوس نفسه ،متناسيًا ما أكده ،وأي عقيدة دافع عنها ،
هذه اآليات - :على الرغم من أنهما مرتبطان ببعضهما البعض منذ والدتهما ،واآلخر الذي يتكون
من مادة أرضية هو ،كما كان ،إناء اآلخر ،الذي يخرج من النعومة السماوية ،عندما يفصل أي
عنف بينهما ،وهذا االنفصال< هو يسمى الموت ،ثم يعود كل واحد إلى طبيعته .ما كان من االرض
ينقضي الى االرض .ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ،ألن الروح اإللهي
أبدي .بخير ،كتب لوكريتيوس نفسه ،متناسيًا ما أكده ،وأي عقيدة دافع عنها ،هذه اآليات - :على
الرغم من أنهما مرتبطان ببعضهما البعض منذ والدتهما ،واآلخر الذي يتكون من مادة أرضية هو ،
كما كان ،إناء اآلخر ،الذي يخرج من النعومة السماوية ،عندما يفصل أي عنف بينهما ،وهذا
االنفصال< هو يسمى الموت ،ثم يعود كل واحد إلى طبيعته .ما كان من االرض ينقضي< الى
االرض .ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ،ألن الروح اإللهي أبدي .بخير ،كتب
لوكريتيوس نفسه ،متناسيًا ما أكده ،وأي عقيدة دافع عنها ،هذه اآليات - :ما كان من االرض
ينقضي الى االرض .ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ،ألن الروح اإللهي
أبدي .بخير ،كتب لوكريتيوس نفسه ،متناسيًا ما أكده ،وأي عقيدة دافع عنها ،هذه اآليات - :ما كان
من االرض ينقضي الى االرض .ما هو من نفس سماوي يبقى ثابتًا ويزدهر دائ ًما ،ألن الروح
: -اإللهي أبدي .بخير ،كتب لوكريتيوس نفسه ،متناسيًا ما أكده ،وأي عقيدة دافع عنها ،هذه اآليات
ضا ما كان من األرض سابقًا يعود إلى األرض ،وما أرسل من حدود األثير تحمله أرباع السماء "
أي ً
".مرة أخرى
لكن هذه اللغة لم يكن ليستخدمها ،الذي ادعى أن النفوس هلكت مع األجساد ؛ لكنه غلبه الحق ،
وسرقه النظام الحقيقي< على حين غرة .عالوة على ذلك ،فإن ذلك االستنتاج ذاته الذي يستخلصه ،
أن الروح تعاني من االنحالل ،أي أنها تهلك مع الجسد ،حيث يتم إنتاجهما معًا ،هو في نفس الوقت
خاطئ وقادر على التحول إلى االتجاه المعاكس .الن الجسد ال يهلك مع الروح .ولكن عندما تغادر
الروح تبقى كاملة لعدة أيام .وكثيرا ما تبقى كاملة عن طريق االستعدادات الطبية لفترة طويلة
جدا .ألنه إذا هلك كالهما معًا ،حيث يتم إنتاجهما معًا ،فلن تغادر الروح بسرعة وتهجر الجسد ،
ضا ،بينما بقي النفس فيه ،سوف ولكن كالهما سيتشتت على حد سواء في وقت واحد ؛ والجسد أي ً
تذوب وتهلك بمجرد أن تغادر الروح :نعم ،حقًا ،الجسد ،في حالة ذوبان ،ستختفي الروح ،حيث
تتدفق الرطوبة من إناء مكسور .ألنه إذا كان الجسد األرضي والضعيف بعد رحيل الروح ال يتدفق
ويهدر في الحال إلى األرض التي ينشأ منها ،فإن النفس غير الضعيفة تدوم إلى األبد ،ألن أصلها
أبدي .يقول :بما أن الفهم يزداد عند األوالد ،ويشتد عند الشباب ،ويقل في الشيخوخة ،فواضح أنه
مميت .أوالً ،الروح ليست نفس الشيء مثل العقل ؛ ألنه شيء نعيشه ،شيء آخر نعكسه .ألن ذهن
النائمين هو الساكن وليس الروح .وفي المجانين ينطفئ العقل وتبقى الروح .ولذلك ال يقال إنهم بال
روح ،بل أن يحرموا من عقلهم .لذلك فإن العقل ،أي الفهم ،إما أن يزداد أو ينقص حسب
العمر .الروح دائما في حالتها الخاصة .ومن الوقت الذي تتلقى فيه قوة التنفس ،فإنها تظل كما هي
حتى النهاية ،حتى يتم إرسالها من حبس الجسد ،وتطير عائدة إلى مسكنها .ثانيا ً ،الروح ،رغم أنها
موحى بها من هللا ،لكنها محاصرة في مسكن مظلم من جسد أرضي ،فهي ال تمتلك المعرفة التي
تنتمي إلى األلوهية .لذلك يسمع كل شيء ويتعلمه ويتلقى الحكمة بالتعلم والسمع .والشيخوخة ال
تنقص الحكمة بل تزيدها إذا فات سن الشباب فضيلة .وإذا كانت الشيخوخة المفرطة قد أضعفت
األطراف ،فليس من ذنب العقل إذا اختفى البصر ،إذا أخدر اللسان ،أو أصم السمع ،لكنه ذنب
البدن .لكن الذاكرة ،كما يقال ،تفشل .ما عجب إذا كان العقل يضطهده خراب البيت المتساقط ،
وينسى الماضي ،ال يوشك أن يكون إلهيًا على أي حالة أخرى غير أن يكون قد هرب من السجن
ضا لأللم والحزن ،وتفقد حواسها من خالل الذي حُبس فيه؟ لكن النفس ،كما يُقال ،تخضع أي ً
السكر ،حيث من الواضح أنها هشة ومميتة .وبنا ًء على ذلك ،فإن الفضيلة والحكمة ضروريان ،
بحيث يمكن إبطال الحزن ،الذي ينجم عن المعاناة ورؤية األشياء التي ال تستحق ،بالثبات ،ويمكن
التغلب على هذه المتعة ،ليس فقط باالمتناع عن الشرب ،ولكن أيضا من أشياء أخرى .ألنه إذا كان
يفتقر إلى الفضيلة ،إذا تم التخلي عنه للذة ،وبالتالي أصبح مخنثًا ،سيصبح خاضعًا للموت ،ألن
الفضيلة ،كما بينا ،هي صانع الخلود ،ولذة الموت .لكن الموت ،كما أشرت ،ال ينطفئ ويدمر
تما ًما ،ولكنه الزيارات بالعذاب األبدي .ألن النفس ال تستطيع أن تهلك كليا ألنها استمدت أصلها من
روح هللا األزلي .يقول إن النفس عاقلة حتى بالنسبة لمرض الجسد ،وتعاني من نسيان
ضا في كثير من األحيان .ولذلك ،فإن هذا هو سبب نفسها ؛ وعندما ينمو المرض ،يتم شفاؤه أي ً
استخدام الفضيلة بشكل خاص ،وأن العقل -وليس الروح -قد ال يضايقه أي ألم في الجسد ،أو
يتعرض للنسيان .وبما أن هذا يقع في جزء معين من الجسم ،فعندما يبطل أي عنف مرضي هذا
الجزء ،يتم نقله من مكانه ؛ و كأنها مهتزة تنحرف عن مقامها على وشك العودة عندما يكون العالج
والصحة قد أعاد تشكيل مسكنه .ألن الروح ،بما أن الروح متحدة بالجسد ،إذا كانت تفتقر إلى
الفضيلة ،فإنها تمرض من عدوى الجسد ،ومن مشاركة ضعفها يمتد الضعف إلى العقل .ولكن
عندما تنفصل عن الجسد فإنها تزدهر من تلقاء نفسها .ولن يهاجمها اآلن أي حالة من الضعف ،ألنها
تركت غطاءها الهش .كما يقول ،عندما تُمزق العين وتنفصل< عن الجسد ،ال تستطيع أن ترى شيًئا ،
ضا جزء من ضا ،عندما تنفصل ،ال تستطيع أن تدرك شيًئا ،ألنها نفسها أي ً
كذلك الروح أي ً
الجسد .هذا خطأ ويختلف عن الحالة المفترضة ؛ الن النفس ليست جزء من الجسد بل في الجسد .بما
أن ما هو موجود في السفينة ليس جز ًءا من السفينة ،وهذه األشياء التي في البيت ال يقال إنها جزء
من البيت .فالعقل ليس جز ًءا من الجسد ،ألن الجسد إما إناء الروح أو وعاء الروح .اآلن ،هذه حجة
فارغة أكثر بكثير تقول أن الروح تبدو مميتة ألنها ال تخرج بسرعة من الجسد ،ولكنها تتكشف
تدريجيا ً من جميع األعضاء ،بد ًءا من أقصى القدمين ؛ كما لو كانت أبدية ،فإنها ستنفجر في لحظة
واحدة من الزمن ،والتي تحدث في أولئك الذين يموتون بحد السيف .وأما الذين يموتون بالمرض ،
فإنهم يتنفسون أرواحهم لفترة أطول ،بحيث تنفث الروح كما تبرد األطراف .ألنه بما أنه موجود في
مادة الدم ،كما هو الحال في الزيت ،فإن هذه المادة تستهلكها حرارة الحمى ،يجب أن تصبح
أطراف األطراف باردة ؛ نظ ًرا ألن األوردة األكثر نحافة تمتد إلى أطراف الجسم ،وتجف التيارات
المتطرفة واألصغر عندما يفشل الينبوع .ومع ذلك ،ال يجب االفتراض أنه بسبب فشل إدراك
الجسد ،فإن حساسية الروح تنطفئ وتهلك .إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل
الجسد ،بل الجسد هو الذي يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ،ألنه يجتذب معها كل
إحساس .ولكن بما أن الروح بحضورها تمنح الجسد إحساسًا ،وتسببه في أن يعيش ،فمن المستحيل
أال تعيش وتدرك بنفسها ،ألنها في حد ذاتها وعي وحياة .لما يقول :وتجف التيارات المتطرفة
واألصغر عندما يفشل الينبوع .ومع ذلك ،ال يجب االفتراض أنه بسبب فشل إدراك الجسد ،فإن
حساسية الروح تنطفئ وتهلك .إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ،بل الجسد
هو الذي يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ،ألنه يجتذب معها كل إحساس .ولكن بما أن الروح
بحضورها تمنح الجسد إحساسًا ،وتسببه في أن يعيش ،فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ،
ألنها في حد ذاتها وعي وحياة .لما يقول :وتجف التيارات المتطرفة واألصغر عندما يفشل
الينبوع .ومع ذلك ،ال يجب االفتراض أنه بسبب فشل إدراك الجسد ،فإن حساسية الروح تنطفئ
وتهلك .إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ،بل الجسد هو الذي يصبح بال
معنى عندما تنطلق الروح ،ألنه يجتذب معها كل إحساس .ولكن بما أن الروح بحضورها تمنح
الجسد إحساسًا ،وتسببه في أن يعيش ،فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ،ألنها في حد ذاتها
وعي وحياة .لما يقول :إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ،بل الجسد هو الذي
يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ،ألنه يجتذب معها كل إحساس .ولكن بما أن الروح بحضورها
تمنح الجسد إحساسًا ،وتسببه في أن يعيش ،فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ،ألنها في حد
ذاتها وعي وحياة .لما يقول :إذ ليست الروح هي التي ال معنى لها عندما يفشل الجسد ،بل الجسد هو
الذي يصبح بال معنى عندما تنطلق الروح ،ألنه يجتذب معها كل إحساس .ولكن بما أن الروح
بحضورها تمنح الجسد إحساسًا ،وتسببه في أن يعيش ،فمن المستحيل أال تعيش وتدرك بنفسها ،
:ألنها في حد ذاتها وعي وحياة .لما يقول
ولكن إذا كانت أذهاننا خالدة ،فلن تشتكي عندما تموت كثي ًرا من انحاللها ألنها ستفرح بالمرور إلى"
" ،الخارج والتخلي عن لباسها مثل الثعبان
لم أر أحداً اشتكى من انحالله بالموت .لكنه ربما رأى بعض الفلسفة األبيقورية حتى في الموت ،
ومع أنفاسه األخيرة تتحدث عن انحالله .كيف يعرف هل يشعر بأنه في حالة انحالل ،أم أنه يتحرر
من الجسد مع غباء لسانه عند رحيله؟ طالما أنه يدرك وقوة الكالم ،فإنه لم يتحلل بعد ؛ عندما يكون
قد عانى من التفكك ،فهو اآلن غير قادر على اإلدراك أو الكالم ،لذلك إما أنه غير قادر على
الشكوى من حله ،أو أنه لم يعد قاد ًرا على ذلك .لكن يقال ،إنه يفهم قبل أن يخضع للحل ،أنه يجب
أن يخضع لها .لماذا يجب أن أذكر أننا نرى العديد من المحتضرين ،ال يشتكون من أنهم يمرون بحل
،ولكن يشهدون أنهم يفقدون وعيهم ،وانطلقوا في رحلتهم وسيرهم؟ وهم يشيرون إلى ذلك
باإلشارة ،أو إذا كانوا ال يزالون قادرين ،فإنهم يعبرون عنها أيضًا بصوتهم .مما يتضح أنه ليس
انحالاًل ،بل انفصااًل ؛ وهذا يدل على أن الروح ال تزال موجودة .تعارض الحجج األخرى للنظام
األبيقوري فيثاغورس ،الذي يؤكد أن األرواح تهاجر من أجساد متهالكة مع تقدم العمر والموت ،
وتقبل في األجساد الجديدة والمولودة حديثًا ؛ وأن نفس النفوس تتكاثر دائ ًما في وقت واحد في
إنسان ،وفي وقت آخر في شاة ،وفي وقت آخر في وحش بري ،وفي وقت آخر في طائر ؛ وأنهم
خالدون على هذا األساس ،ألنهم غالبًا ما يغيرون مساكنهم ،المكونة من أجساد مختلفة
ومختلفة .وهذا رأي رجل ال معنى له ،بما أنها سخيفة وتستحق أن تكون العبًا مسرحيًا أكثر من
كونها مدرسة فلسفة ،فال ينبغي حتى دحضها بجدية ؛ الن من يفعل هذا يبدو انه يخشى ان يؤمن به
احد .لذلك يجب أن نمر بتلك األشياء التي نوقشت نيابة عن الباطل ضد الباطل .يكفي دحض هذه
.األمور المخالفة للحقيقة
لقد أوضحت ،كما أعتقد ،أن الروح ال تخضع لالنحالل .يبقى أن أحضر شهودًا يمكن من خالل
سلطتي تأكيد حججي .ولن أدعي اآلن شهادة األنبياء ،الذين يتألف نظامهم وعرافةهم من هذا وحده ،
التعليم القائل بأن اإلنسان ُخلق لعبادة هللا .ونيل الخلود منه .لكنني أفضل تقديم أولئك الذين ال
يستطيعون إال أن يؤمنوا برفض الحقيقة .قدم هرمس ،الذي يصف طبيعة اإلنسان ،حتى يظهر كيف
خلقه هللا ،هذه العبارة" :ونفس الشيء من طبيعتين -الخالدة والماسية -صنعت طبيعة واحدة ،هي
طبيعة اإلنسان ،مما جعل هذا نفسه خالد جزئيًا وفانيًا جزئيًا ؛ وبذلك جعله في الوسط ،بين تلك
الطبيعة التي كانت إلهية وخالدة ،لذلك دعونا نسعى للحصول على شهادة أعظم .سأل بعض
السياسيين أبولو من ميليتس عما إذا كانت الروح ستبقى بعد الموت أو ستحل .فأجاب في هذه اآليات:
-لذلك دعونا نسعى للحصول على شهادة أعظم .سأل بعض السياسيين أبولو من ميليتس عما إذا
: -كانت الروح ستبقى بعد الموت أو ستحل .فأجاب في هذه اآليات
طالما أن النفس مرتبطة بالقيود بالجسد ،وتدرك معاناة قابلة للفساد ،فإنها تخضع آلالم مميتة ؛ "
ولكن عندما تجد ،بعد هزال الجسد ،انحالاًل سريعًا جدًا للفناء ،فإنها تتحمل تما ًما في الهواء ،ال
".يشيخ أبدًا ،ويظل دائ ًما غير مصاب ؛ ألن العناية اإللهية البكر جعلت هذه الشخصية
ماذا تقول قصائد العرافة؟ أال يعلنون أن األمر كذلك ،عندما يقولون إن الوقت سيأتي عندما يدين هللا
األحياء واألموات؟ -من سنقدم سلطته فيما بعد .لذلك فإن رأي ديموقريطس وأبيقور وديكايرشوس
بشأن انحالل الروح خاطئ .ولم يجرؤوا على التحدث عن هالك األرواح ،في حضور أي ساحر ،
كان يعلم أن األرواح تُستدعى من المناطق السفلية بواسطة تعويذات معينة ،وأنها في متناول اليد ،
وتتيح لإلنسان أن يراها .العيون والكالم والتنبؤ باألحداث المستقبلية ؛ وإذا كان عليهم أن يغامروا
بذلك ،فسيهزمهم الواقع نفسه ،واألدلة المقدمة لهم .ولكن ألنهم لم يفهموا طبيعة الروح ،وهو أمر
خفي لدرجة أنه يفلت من أعين العقل البشري ،قالوا إنه يهلك .ماذا عن أريستوكسينوس ،الذي أنكر
وجود أي روح على اإلطالق ،حتى وهي تعيش في الجسد؟ لكن كما هو الحال مع صوت القيثارة
المتناغم ،واإلجهاد الذي يسميه الموسيقيون االنسجام ،ينتج عن شد األوتار ،لذلك اعتقد أن قوة
اإلدراك موجودة في األجساد من الترابط بين العناصر الحيوية ،ومن قوة األطراف .مما ال يمكن أن
يقال أكثر من أي شيء ال معنى له .حقًا كانت عيناه غير مصابة ،لكن قلبه كان أعمى ،ولم ير أنه
يعيش به ،وكان لديه العقل الذي تصور به هذا الفكر بالذات .ولكن حدث هذا للعديد من الفالسفة ،
.أنهم لم يؤمنوا بوجود أي شيء غير ظاهر للعيون
ورد في أسرار الكتابات المقدسة أن أمي ًرا من العبرانيين ،مضط ًرا بسبب نقص الذرة ،قد مر إلى
مصر مع جميع أفراد أسرته وأقاربه .وعندما نمت ذريته ،التي بقيت لفترة طويلة في مصر ،إلى
أمة عظيمة ،واضطهدها نير العبودية الثقيل الذي ال يطاق ،ضرب هللا مصر بجلطة ال شفاء منها ،
وحرر شعبه ،وقادهم في وسط البحر ، .عندما قطعت األمواج وانفصلت على كال الجانبين ،ذهب
الناس على أرض جافة .وحاول ملك المصريين أن يالحقهم وهم هربوا ،وعاد البحر إلى مكانه ،
انقطع مع كل قومه .وهذا العمل الالمع والرائع للغاية ،على الرغم من أنه أظهر في الوقت الحاضر
ضا بمثابة نذير وشكل لعمل أعظم ،الذي كان نفس اإلله على وشك للرجال قوة هللا ،إال أنه كان أي ً
القيام به في آخر اكتمال لألزمنة ،ألنه سيحرر شعبه من عبودية العالم القمعية .ولكن منذ ذلك الوقت
كان شعب هللا واحدًا ،وفي أمة واحدة فقط ،تعرضت مصر للضرب فقط .ولكن اآلن ،ألن شعب هللا
مجتمعين من جميع اللغات ،ويسكنون بين جميع األمم ،ويضطهدون من قبل أولئك الذين يسمعون
حكمهم ،يجب أن يتم ضرب كل األمم ،أي العالم كله ،الضربات السماوية ،لكي يتحرر الصالحين
الذين يعبدون هللا .وكما ُأعطيت بعد ذلك العالمات التي تم من خاللها إظهار الدمار القادم
للمصريين ،هكذا في المرة األخيرة ستحدث المعجزات الرائعة في جميع عناصر العالم ،والتي
يمكن من خاللها فهم الدمار الوشيك من قبل جميع األمم .وبالتالي ،مع اقتراب نهاية هذا العالم ،يجب
أن تخضع حالة الشؤون اإلنسانية للتغيير ،ومن خالل انتشار الشر ؛ حتى أن أوقاتنا هذه ،التي زاد
فيها اإلثم والمعصية حتى إلى أعلى درجة ،يمكن الحكم عليها بأنها سعيدة وتقريبا ً ذهبية بالمقارنة
مع ذلك الشر الذي ال يمكن عالجه .ألن البر سوف يتناقص ،وسوف يزداد المعصية والجشع
والرغبة والشهوة بشكل كبير ،بحيث إذا حدث بعد ذلك وجود أي رجال صالحين ،فسيكونون فريسة
لألشرار ،وسيتعرضون للمضايقة من جميع الجوانب من قبل ظالمين بينما األشرار وحدهم في
البذخ ،أما الصالح فيصيبه في كل االفتراء والعوز .ستُخفق كل العدالة ،وستتلف القوانين .لن يكون
لدى أي شخص بعد ذلك أي شيء باستثناء ما تم اكتسابه أو الدفاع عنه باليد :الجرأة والعنف يمتلكان
كل شيء .ال إيمان بين الناس وال سالم وال لطف وال خزي وال حق .وبالتالي لن يكون هناك أمن وال
حكومة وال راحة من الشرور .الن كل االرض تكون في حالة اضطراب .سوف تحتدم الحروب في
كل مكان .كل االمم يقاتلون ويقاومون بعضهم بعضا .ستواصل الدول المجاورة صراعات مع
بعضها البعض ؛ وقبل كل شيء ،ستدفع مصر عقوبات خرافاتها الحمقاء ،وستغطى بالدم كما لو
كان نهرًا .بعد ذلك ،سوف يجتاز السيف العالم ،ويقطع كل شيء ،ويضع كل األشياء في أسفلها
كحصاد .و -يخشى ذهني من ربط األمر ،لكنني سأربطه ،ألنه على وشك الحدوث -سيكون سبب
هذا الخراب واالرتباك ؛ ألن االسم الروماني الذي يحكم العالم به اآلن ،تنزع من االرض وترجع
الحكومة الى اسيا .والشرق سيتحكم مرة أخرى ،والغرب اختزل إلى العبودية .وال ينبغي أن يبدو
رائعًا ألي شخص ،إذا كانت مملكة مدورة بمثل هذا االتساع ،وزادت لفترة طويلة من قبل الكثير
من الرجال ،وباختصار مدعومة بمثل هذه الموارد العظيمة ،فسوف تسقط في وقت ما .ال يوجد
شيء مهيأ بالقوة البشرية ال يمكن للقوة البشرية أن تدمره بنفس القدر ،ألن أعمال البشر
ض ا ممالك أخرى في األزمنة السابقة ،على الرغم من ازدهارها لفترة طويلة ،تم مميتة .وهكذا أي ً
تدميرها .ألنه قيل أن المصريين والفرس واليونانيين واآلشوريين كانوا يحكمون العالم .وبعد هالكهم
جميعهم جاء الرومان ايضا .وبقدر ما يتفوقون على جميع الممالك األخرى في الحجم ،وسيسقطون
مع سقوط أكبر بكثير ،ألن تلك المباني التي هي أعلى من غيرها يكون لها وزن أكبر في
السقوط .لذلك لم يقسم سينيكا أوقات المدينة الرومانية حسب العصور بغير مهارة .ألنه قال أن في
البداية كانت طفولتها في عهد الملك رومولوس ،الذي بواسطته نشأت روما ،وكما كانت
متعلمة ؛ ثم طفولتها تحت حكم الملوك اآلخرين ،الذين زادوا بها وصُنعت مع أنظمة تعليم
ومؤسسات أكثر تعددًا ؛ لكن مطوالً ،في عهد تاركينيوس ،عندما بدأت اآلن كما ينبغي أن تكبر ،لم
تتحمل العبودية ؛ وبعد أن تخلت عن نير االستبداد المتغطرس فضلت طاعة القوانين على طاعة
الملوك .وعندما انتهى شبابها بنهاية الحرب البونيقية ،بدأت في أن تكون رجولية مطوالً بقوة
مؤكدة .ألنه عندما أخذت قرطاج بعيدا ،التي كانت منذ فترة طويلة منافسها في السلطة ،مدت يديها
برا وبحرا على العالم كله ،حتى بعد إخضاع كل الملوك واألمم ،عندما فشلت مواد الحرب اآلن ،
أساءت استخدام قوتها ،ودمرت نفسها بها .كانت هذه هي الشيخوخة األولى ،عندما تمزقها الحروب
األهلية واالضطهاد من قبل الشر المعوي ،وعادت مرة أخرى إلى حكومة حاكم واحد ،حيث كانت
تدور إلى الطفولة الثانية .ألنها فقدت الحرية التي دافعت عنها تحت توجيهات وسلطة بروتوس ،فقد
تقدمت في السن ،كما لو كانت ال تملك القوة لدعم نفسها ،إال إذا كانت تعتمد على مساعدة
حكامها .ولكن إذا كانت هذه األمور على هذا النحو ،فماذا يبقى إال أن الموت يتبع الشيخوخة؟ وألنه
سيحدث ،فإن نبوءات األنبياء تعلن بإيجاز تحت غطاء أسماء أخرى ،حتى ال يفهمها أحد
بسهولة .ومع ذلك ،تقول العرافات صراحة أن روما محكوم عليها بالهالك ،وهذا في الواقع بحكم
هللا ،ألنها حملت اسمه في الكراهية ؛ وألنه عدو البر ،فقد أهلك الناس الذين حفظوا
ضا تلقى النهر الذي . Hystaspesالحق ضا ،الذي كان مل ًكا قدي ًما جدًا لميدي الميديين ،ومنه أي ً
أي ً
اسمه ،نقل إلى ذكرى األجيال القادمة حل ًما رائعًا عند تفسير الصبي الذي Hydaspesيسمى اآلن
نطق بالتنبؤات ،وأعلن قبل ذلك بوقت طويل تأسيس أمة طروادة ،أن اإلمبراطورية الرومانية
ضا ،الذي كان مل ًكا . Hystaspesواسمها سينزعان من العالم .دمرت الناس الذين حفظوا الحق أي ً
ضا تلقى النهر الذي يسمى اآلناسمه ،نقل إلى Hydaspesقدي ًما جدًا لميدي الميديين ،ومنه أي ً
ذكرى األجيال القادمة حل ًما رائعًا عند تفسير الصبي الذي نطق بالتنبؤات ،وأعلن قبل ذلك بوقت
طويل تأسيس أمة طروادة ،أن اإلمبراطورية الرومانية واسمها سينزعان من العالم .دمرت الناس
ضا تلقى . Hystaspesالذين حفظوا الحق ضا ،الذي كان مل ًكا قدي ًما جدًا لميدي الميديين ،ومنه أي ًأي ً
اسمه ،نقل إلى ذكرى األجيال القادمة حل ًما رائعًا عند تفسير Hydaspesالنهر الذي يسمى اآلن
الصبي الذي نطق بالتنبؤات ،وأعلن قبل ذلك بوقت طويل تأسيس أمة طروادة ،أن اإلمبراطورية
.الرومانية واسمها سينزعان من العالم
لكن ،اختبار أي شخص يجب أن يعتقد أن هذا ال يصدق ،سأوضح كيف سيحدث .أوالً ،سوف
تتوسع المملكة ،وسوف تتضاءل القوة الرئيسية ،الموزعة بين كثيرين ومنقسمة .ثم تزرع الخالفات
األهلية على الدوام .ولن تكون هناك راحة من الحروب المميتة ،حتى يقوم عشرة ملوك في نفس
الوقت ،الذين سيقسمون العالم ،ال ليحكموه ،بل ليفنضوه .فهؤالء الذين زادوا جيوشهم إلى حد كبير
،وبعد أن تركوا زراعة الحقول ،التي هي بداية االنقالب والكارثة ،سوف يهدمون ويتشققون<
ويلتهمون كل شيء .ثم ينشأ ضده فجأة أقوى عدو من الحدود المتطرفة للمنطقة الشمالية ،والذي ،
بعد أن دمر ثالثة من هذا العدد الذين سيكونون بعد ذلك في حيازة آسيا ،سيتم قبولهم في التحالف من
قبل اآلخرين ،ويجب أن يؤلف أميرا للجميع .سوف يضايق العالم بقاعدة ال تطاق ؛ يمزج بين اآللهة
والبشر .يخترع أشياء غير صالحة للتواصل ،ومكروهة ؛ يتأمل في مخططات جديدة في صدره ،
حتى يتمكن من تشكيل الحكومة لنفسه :سيغير القوانين ،ويعين قوانينه الخاصة ؛ سوف يلوث وينهب
ويفسد ويقتل .وبشكل مطول ،سيتم تغيير االسم ونقل مقر الحكومة ،وسيتبع ذلك ارتباك واضطراب
للبشرية .ثم ،في الحقيقة ،سيأتي وقت مقيت ورجس ،ال تكون فيه الحياة ممتعة ألي إنسان .تنقلب
ضا بالزالزل المستمرة وفيضانات المياه ، المدن تماما وتهلك .ليس فقط بالنار والسيف ،ولكن أي ً
واألمراض المتكررة والمجاعات المتكررة .ألن الجو سوف يتلوث وتصبح فاسدة ووبائية -في وقت
من األوقات بسبب هطول أمطار غير متوقعة ،وفي وقت آخر بسبب الجفاف القاحل ،واآلن بسبب
نزالت البرد ،واآلن بسبب درجات الحرارة المفرطة .وال االرض تعطي ثمرها لالنسان .ال حقل
وال شجرة وال كرمة تنتج شيئا .ولكن بعد أن يعطوا الرجاء األعظم في الزهر ،يفشلون في
كاف للشرب ؛ فتتحول المياه الى دم او
ٍ الثمر .وتجف الينابيع مع االنهار .بحيث ال يكون هناك إمداد
مرارة .بسبب هذه األشياء ،ستهلك الوحوش على األرض ،والطيور في الهواء ،واألسماك في
البحر .المعجزات الرائعة أيضا في السماء ستربك عقول البشر بأعظم الرعب ،وقطارات
المذنبات ،وظالم الشمس ،ولون القمر ،وانزالق النجوم المتساقطة .وال ،ومع ذلك ،هل ستتم هذه
األشياء بالطريقة المعتادة؟ ولكن ستظهر فجأة نجوم مجهولة وغير مرئية بالعيون .ستكون الشمس
مظلمة إلى األبد ،حتى ال يكون هناك فرق بين الليل والنهار ؛ سوف يفشل القمر اآلن ،ليس لمدة
ثالث ساعات فقط ،بل ينتشر بالدم الدائم ،وسوف يمر بحركات غير عادية ،حتى ال يكون من
السهل على اإلنسان التأكد من مسارات األجرام السماوية أو نظام األزمنة ؛ النه اما صيف في الشتاء
او شتاء في الصيف .ثم يقصر العام ويقل< الشهر ويقصر اليوم في حيز قصير .وستسقط النجوم
بأعداد كبيرة ،فتظهر السماء كلها مظلمة بال أنوار .وستسقط ايضا اعلى الجبال وتسوى
السهل .سيصبح البحر غير قابل للمالحة .ولكي ال يكون هناك شيء يريده شرور البشر واألرض ،
: -يجب سماع البوق من السماء ،وهو ما تنبأ به العرافة بهذه الطريقة
ثم يرتجف الجميع ويرتجفون من هذا الصوت الحزين .ولكن حينئذ ،بغضب هللا على الرجال الذين
لم يعرفوا البر ،يسود السيف والنار والجوع والمرض .وفوق كل شيء ،الخوف يتدلى دائ ًما .ثم
يدعون هللا وال يسمع لهم .مطلوب الموت لكنه لن يأتي .وال يهدأ الليل خوفهم وال يقترب النوم من
عيونهم بل القلق واليقظة يبتلعان نفوس الناس .فيحزنون وينوحون ويحرقون اسنانهم .يهنئون الموتى
وينوحون االحياء .من خالل هذه الشرور والعديد من الشرور األخرى سيكون هناك خراب على
: -األرض ،وسيكون العالم مشوهًا ومهجو ًرا ،وهو ما يتم التعبير عنه في آيات العرافة
ألن الجنس البشري سوف يُستهلك حتى ال يتبقى إال الجزء العاشر من البشر .ومن حيث خرج الف
نادرا يخرج مئة .ومن عبدة هللا ايضا قسمان يهلكان .والجزء الثالث ،الذي يجب أن يكون قد تم إثباته
،.سيبقى
لكنني سأوضح بشكل أكثر وضو ًحا الطريقة التي يحدث بها هذا .عندما تقترب نهاية األوقات< ،سيتم
إرسال نبي عظيم من هللا ليحول الناس إلى معرفة هللا ،وسوف ينال القوة للقيام بأشياء رائعة .حيثما
ال يسمعه الناس يغلق السماء ويمنع هطول امطارها .فيحول ماءهم الى دم ويعذبهم بالعطش
والجوع .وإذا حاول أحد أن يجرحه ،تخرج نار من فمه وتضرب ذلك الرجل .بهذه المعجزات
والقوى سيحول الكثيرين إلى عبادة هللا .وعندما تُنجز أعماله ،ينهض ملك آخر من سوريا ،مولودًا
من روح شرير ،الذي يطيح بالجنس البشري ويدمره ،ويقضي مع نفسه على ما تركه الشر
السابق .يقاتل نبي هللا ويغلب عليه ويقتله ويجعله غير مدفون .ولكن بعد اليوم الثالث يعود .وبينما
الجميع ينظرون ويتعجبون يخطف الى السماء .لكن هذا الملك لن يكون مخزيًا في نفسه فحسب ،بل
سيكون أيضًا نبيًا لألكاذيب ؛ وسيؤلف ويسمي نفسه هللا ويأمر أن يُعبد كابن هللا ؛ وستعطيه القوة
لعمل آيات وعجائب ،قد يغري بها الناس على أن يعبدوه .سيأمر النار أن تنزل من السماء ،
والشمس تقف وتترك مسارها ،وصورة تتكلم ؛ وستعمل هذه األشياء بكلمته ،التي بها يغري به
العديد من المعجزات حتى من الحكماء .ثم سيحاول أن يهدم هيكل هللا ويضطهد الصالحين .ويكون
هناك ضيق وضيقة؟ مثل لم يكن هناك من قبل من بداية العالم .كل من يؤمنون به ويتحدون به ،
سوف يميزونه كغنم .ولكن الذين يرفضون عالمته إما أن يهربوا إلى الجبال ،أو ،عند االستيالء
عليهم ،يقتلون بتعذيب مدروس .ويغلف الرجال الصالحين بكتب األنبياء فيحرقهم .ويعطيه سلطانا
ليخرب كل االرض لمدة اثنين واربعين شهرا .سيكون هذا هو الوقت الذي يُطرح فيه البر ،وتُبغض
البراءة ؛ حيث يفترس األشرار الخير كاألعداء .ال يُحفظ القانون وال النظام وال النظام العسكري ؛ ال
يجوز ألي شخص تبجيل األقفال الشائنة ،أو االعتراف بواجب التقوى ،وال ممارسة الجنس الشفقة
أو الطفولة ؛ كل شيء يخلط ويختلط بالحق ،وضد قوانين الطبيعة .فتكون األرض خربة كما لو
كانت بنهب واحد عادي .عندما تحدث هذه األشياء ،فإن األبرار وأتباع الحق سيفصلون أنفسهم عن
األشرار ،ويهربون إلى العزلة .وعندما يسمع عن هذا ،يأتي الملك الفاسد ،ملتهبًا بالغضب ،بجيش
عظيم ،وسيحضر كل قواته ،وسيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ،حتى يستولي
عليهم .لكنهم ،عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ،سوف يدعون هللا بصوت
عال ،ويطلبون عون السماء ؛ فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك ٍ
كل االشرار بالنار والسيف .عندما تحدث هذه األشياء ،فإن األبرار وأتباع الحق سيفصلون أنفسهم
عن األشرار ،ويهربون إلى العزلة .وعندما يسمع عن هذا ،يأتي الملك الفاسد ،ملتهبًا بالغضب ،
بجيش عظيم ،وسيحضر كل قواته ،وسيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ،حتى يستولي
عليهم .لكنهم ،عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ،سوف يدعون هللا بصوت
عال ،ويطلبون عون السماء ؛ فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك ٍ
كل االشرار بالنار والسيف .عندما تحدث هذه األشياء ،فإن األبرار وأتباع الحق سيفصلون أنفسهم
عن األشرار ،ويهربون إلى العزلة .وعندما يسمع عن هذا ،يأتي الملك الفاسد ،ملتهبًا بالغضب ،
بجيش عظيم ،وسيحضر كل قواته ،وسيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ،حتى يستولي
عليهم .لكنهم ،عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ،سوف يدعون هللا بصوت
عال ،ويطلبون عون السماء ؛ فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك ٍ
كل االشرار بالنار والسيف .ملتهبًا بالغضب ،يأتي بجيش عظيم ،وسيحضر كل قواته ،سيحيط بكل
الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ،فيستولي عليهم .لكنهم ،عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل
عال ،ويطلبون عون السماء ؛ فيسمعهم هللا ويرسل جانب ومحاصرين ،سوف يدعون هللا بصوت ٍ
من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك كل االشرار بالنار والسيف .ملتهبًا بالغضب ،يأتي
بجيش عظيم ،وسيحضر كل قواته ،سيحيط بكل الجبل الذي سيقيم فيه الصالحون ،فيستولي
عليهم .لكنهم ،عندما يرون أنفسهم محاصرين من كل جانب ومحاصرين ،سوف يدعون هللا بصوت
عال ،ويطلبون عون السماء ؛ فيسمعهم هللا ويرسل من السماء ملكا عظيما لينقذهم ويحررهم ويهلك ٍ
.كل االشرار بالنار والسيف
.الثامن عشر .من ثروات العالم في آخر مرة ،واألشياء التي تنبأ بها المدافعون عن الهدوء
أن هذه األمور ستحدث هكذا ،أعلن جميع األنبياء من وحي هللا ،وكذلك الكهان بتحريض من
الذي ذكرته أعاله ،بعد أن وصف إثم هذه المرة األخيرة Hystaspes ، ،الشياطين .بالنسبة إلى
يقول إن األتقياء والمؤمنين ،بعد انفصالهم عن األشرار ،سيمدون أيديهم إلى السماء بالبكاء والحزن
،وسوف يطلبون حماية المشتري :أن المشتري سوف ينظر إلى األرض ،ويسمع أصوات الناس ،
وسوف يقضي على األشرار .كل ما هو صحيح ماعدا واحد ،أنه ينسب إلى المشتري تلك األشياء
ض ا تم سحبه من الحساب ،ليس بدون خداع من جانب الشياطين ،أي أن التي سيفعلها هللا .لكن هذا أي ً
ابن هللا سيرسل بعد ذلك ،الذي ،بعد أن دمر كل األشرار ،سيطلق األتقياء .التي ،مع ذلك ،لم
تخفي هيرميس .ألنه في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان الرسالة الكاملة ،بعد تعداد الشرور التي
تحدثنا عنها ،أضاف هذه األشياء" :ولكن عندما تحدث هذه األشياء ،إذن الذي هو الرب واآلب وهللا
،وخالق اإلله األول ،ينظر إلى ما يحدث ،ويقاوم االضطراب بإرادته ،أي الخير ،ويذكر الشر
التائه والتطهير ،ويغمره جزئيًا بالكثير من الماء ،ويحرقه جزئيًا أسرع حريق ،وأحيانًا يضغط
ضا أنه لن
عليها بالحروب واألوبئة ،أحضر عالمه إلى حالته القديمة وأعاده " .تظهر العرافات أي ً
يكون هناك خالف أن يرسل أبوه األعلى ابن هللا ،ليحرر األبرار من أيدي األشرار ،ويقضي على
: -األشرار ،مع طغاةهم القساة .فكتب أحدهم
ضا راغبًا في هالك مدينة البركة ،ويقتل< ملك اآللهة ضده جميع الملوك العظماء والرجال "
يأتي أي ً
.النشطاء
سوف يسلب نير العبودية الذي ال يطاق الذي يوضع على عنقنا ،وسوف يتخلص من القوانين غير "
".التقية والسالسل العنيفة
فالعالم مضطهد ،ألن موارد البشر لن تكفي لإلطاحة باستبداد ذي قوة هائلة ،بقدر ما سيضغط على
العالم األسير بجيوش كبيرة من اللصوص ؛ تلك الكارثة العظيمة ستظل في حاجة إلى المساعدة
اإللهية .لذلك ،فإن هللا ،الذي يثيره كل من الخطر المشكوك فيه ومن رثاء الصالحين البائس ،
سيرسل على الفور مخلصًا .ثم ينفتح وسط السماء في جوف الليل وظالمه ،حتى يظهر نور هللا
: -النازل في كل العالم كبرق :تكلمت العرافة عنه بهذه الكلمات
هذه هي الليلة التي نحتفل بها في يقظة لمجيء ملكنا وإلهنا :ألي ليلة معنى مزدوج ؛ ألنه فيها نال
الحياة عندما تألم ،وبعد ذلك هو على وشك أن يأخذ ملكوت العالم .فهو المنقذ والقاضي والمنتقم
والملك وهللا الذي نسميه المسيح الذي قبل أن ينزل يعطي هذه اآلية :سوف يسقط فجأة من السماء
سيف ،ليعلم الصالحون أن قائد الحرب المقدسة على وشك النزول .وسوف ينزل مع مجموعة من
المالئكة إلى وسط األرض ،وهناك ستمر أمامه نار ال تطفأ ،وقوة المالئكة ستسلم إلى أيدي ذلك
الجمهور العادل الذي أحاط بالجبل ،وهم من الساعة الثالثة حتى المساء يقتل ويسيل الدم كالنيل .وكل
جيوشه تنجو الشرير وحده وتهلك قوته منه .اآلن هذا هو الذي يُدعى ضد المسيح .بل يدعو نفسه كذبا
المسيح ويحارب الحق فيهرب منه .وسوف يجدد الحرب في كثير من األحيان ،وغالبًا ما يتم غزوها
،حتى في المعركة الرابعة ،حيث يتم قتل جميع األشرار وإخضاعهم وأسرهم ،وسيدفع مطواًل
عقوبة جرائمه .لكن األمراء والطغاة اآلخرين الذين ضايقوا العالم معه ،سيُقادون إلى الملك
بسالسل .فينتهرهم ويوبخهم ويعاقبهم على جرائمهم ويدينهم ويأمرهم بالعذاب المستحق .وهكذا ،
ينطفئ الشر ويقضي< على المعصية ،يكون العالم في راحة ،الذين تعرضوا للخطأ والشر لعدة
عصور ،تحملوا عبودية رهيبة .لن تُعبد بعد اآللهة التي صنعتها األيدي ؛ لكن التماثيل التي تُطرد
من معابدهم وأرائكهم ،تُعطى للنار وتُحرق مع هداياهم الرائعة :التي أعلنت العرافة أيضًا ،وفقًا
: -لألنبياء ،على وشك الحدوث
".لكن البشر سوف يكسرون الصور وكل الثروة"
بعد هذه األشياء ستُفتح المناطق الدنيا ،ويقوم األموات مرة أخرى ،الذين سيدينهم نفس الملك وهللا ،
والذي سيعطي له اآلب األعظم القوة العظيمة للحكم والحكم .واحترا ًما لهذا الحكم والحكم ،فهو
Erythraean: -موجود في العرافة
عندما يحصل هذا على إنجازه المصير ،وتأتي دينونة هللا الخالد اآلن إلى البشر ،فإن الدينونة "
".العظيمة ستحل على البشر وعلى البداية
".وحينئ ٍذ تظهر فجوة األرض فوضى< طرطيرية ؛ وسيأتي جميع الملوك إلى كرسي هللا"
أتدحرج على طول السماوات ،سأفتح كهوف األرض ؛ وبعد ذلك سأقيم الموتى ،أفقدًا القدر ولسعة"
".الموت ؛ وبعد ذلك سأدعوهم إلى الحكم ،وأدين حياة الرجال األتقياء وغير الصالحين
ومع ذلك ،لن يحكم هللا على جميع الرجال ،ولكن أولئك الذين مارسوا دين هللا فقط .ألن أولئك الذين
لم يعرفوا هللا ،بما أنه ال يمكن إصدار حكم عليهم بتبرئتهم ،فقد سبق الحكم عليهم وإدانتهم ،ألن
الكتاب المقدس يشهد أن األشرار لن يقوموا للدينونة .لذلك فإن الذين عرفوا هللا سيحاكمون ،
وأعمالهم ،أي أعمالهم الشريرة ،ستُقارن وتزن مقابل أعمالهم الصالحة ،حتى إذا كان الصالحون
والعدلون أكثر ووزنًا ،فيمكن إعطاؤهم حياة نعمة .ولكن إذا تجاوز الشر ،فقد يحكم عليهم
بالعقاب .وهنا ،ربما ،سيقول< قائل :إذا كانت الروح خالدة ،فكيف تُص َّور على أنها قادرة على
المعاناة ومعقولة للعقاب؟< ألنه إذا عوقب بسبب صحرائه ،من الواضح أنه سيكون محسوسًا باأللم ،
ضا للموت ،وال حتى لأللم ،فهذا يعني أنه غير قادر على وحتى الموت .إذا لم يكن معر ً
المعاناة .وهكذا يقابل الرواقيون هذا السؤال أو الحجة :أن أرواح البشر تستمر في الوجود ،وال تُبيد
بتدخل الموت :عالوة على ذلك ،فإن أرواح أولئك الذين كانوا عادلين وطاهرين وغير قادرين على
المعاناة .وسعداء بالعودة إلى المساكن السماوية التي نشأوا منها ،أو إلى بعض السهول السعيدة ،
حيث يمكنهم االستمتاع بملذات رائعة ؛ ولكن أن األشرار ،بما أنهم دنسوا أنفسهم بالعواطف الشريرة
،لديهم نوع من الطبيعة الوسطى ،بين الطبيعة الخالدة والفانية ،ولديهم شيء من الضعف ،من
عدوى الجسد ؛ مستعبدة لشهواتها وشهواتها ،يتعاقدون وصمة عار ال تمحى وصمة عار ؛ وعندما
يصبح هذا متأصاًل تما ًم ا عبر طول الوقت ،يتم تسليم األرواح إلى طبيعتها ،بحيث ،على الرغم من
أنها ال يمكن أن تنطفئ تما ًما ،ألنها من عند هللا ،فإنها مع ذلك تصبح عرضة للعذاب من خالل
: -تلوث الجسد ،الذي يحترق بالذنوب ينتج عنه شعور باأللم .أي عاطفة يعبر عنها الشاعر
هذه األشياء قريبة من الحقيقة .ألن النصف عند فصله عن الجسد يكون كما يقول الشاعر مثل
ألنها روح ،وبضعفها الشديد غير قادر على إدراكها ،ولكن فقط من جانبنا نحن الجسديين ولكننا
.قادرون على أن يدركنا هللا ،ألنه ملك له أن يكون قاد ًرا على فعل كل شيء
أوالً وقبل كل شيء ،نقول إن قوة هللا عظيمة جدًا ،لدرجة أنه يدرك حتى األشياء غير المادية ،
ويديرها كما يشاء .حتى المالئكة يخافون هللا ،ألنهم يمكن أن يوبخهم بطريقة ال توصف .وتخافه
الشياطين ألنهم يعذبونهم ويعاقبونهم .إذن ،ما هو العجب إذا كانت النفوس ،رغم أنها خالدة ،قادرة
مع ذلك على أن تتألم على يد هللا؟ نظ ًرا ألنهم ال يملكون شيًئا صلبًا وملموسًا في أنفسهم ،فال يمكن
أن يتعرضوا للعنف من الكائنات الصلبة والجسدية ؛ ولكن ألنهم يعيشون في أرواحهم فقط ،فإنهم
قادرون على أن يتعامل معهم هللا وحده ،وطاقته وجوهره روحي .لكن ،مع ذلك ،تخبرنا الكتابات
المقدسة بالطريقة التي يجب أن يخضع بها األشرار للعقاب .ألنهم ارتكبوا خطايا في
أجسادهم ،ويعودون يلبسون اللحم لكي يكفروا في اجسادهم .ومع ذلك ،لن يكون ذلك الجسد الذي
لبس به هللا اإلنسان ،مثل هذا جسدنا األرضي ،ولكنه غير قابل للتدمير ،ومستمر إلى األبد ،حتى
يتمكن من الصمود أمام التعذيب والنار األبدية ،التي تختلف طبيعتها عن هذا .نيراننا ،التي
نستخدمها لألغراض الضرورية للحياة ،والتي يتم إخمادها ما لم يتم إطفاؤها بوقود بعض
المواد .لكن تلك النار اإللهية تعيش دائ ًما من تلقاء نفسها ،وتزدهر بدون أي غذاء ؛ وال يختلط به
دخان ،بل هو نقي ساِئل ومائع على طريقة الماء .ألنه ال يتم حثه ألعلى بأية قوة ،مثل نارنا ،التي
تلوث الجسد األرضي ،الذي به ممسك به ،والدخان المختلط ،يجبر على القفز إلى األمام ،وأن
تطير صعودًا إلى طبيعة السماء بحركة رعشة .وبالتالي ،فإن نفس النار اإللهية ،بنفس القوة
والقوة ،ستحرق األشرار وتشكلهم مرة أخرى ،وستحل محل قدر ما ستأكله من أجسادهم ،وستزود
نفسها بالتغذية األبدية :انتقل الشعراء إلى نسر تيتيوس .وهكذا ،دون أي هدر لألجساد ،التي تستعيد
جوهرها ،فإنها ستحترق فقط وتؤثر عليها بشعور من األلم .ولكن عندما يدين األبرار ،فإنه
ضا بالنار .ثم أولئك الذين تزيد خطاياهم إما وزنًا أو عددًا ،تحرقهم النار وتحرقهم .ألن سيحاكمهم أي ً
لهم في أنفسهم شيء من هللا يصد ويرفض عنف اللهب .قوة البراءة عظيمة لدرجة أن اللهب ينكمش
منها دون أن يؤذيها .الذي أخذ من هللا هذا السلطان أنه يحرق األشرار وهو تحت إمرة
الصديقين .ومع ذلك ،ال ينبغي ألحد أن يتخيل أن األرواح تُدان على الفور .بعد الموت .ألن الجميع
محتجزون في مكان واحد ومشترك ،إلى أن يحين الوقت الذي سيحقق فيه القاضي الكبير في
صحرائهم .ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم سوف ينالون مكافأة الخلود ؛ ولكن الذين ظهرت
خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى ،بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ،
محكوم عليهم بعقوبة معينة .وهو تحت امر الصالحين .ومع ذلك ،ال ينبغي ألحد أن يتخيل أن
األرواح تُدان على الفور .بعد الموت .ألن الجميع محتجزون في مكان واحد ومشترك ،إلى أن يحين
الوقت الذي سيحقق فيه القاضي الكبير في صحرائهم .ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم
سوف ينالون مكافأة الخلود ؛ ولكن الذين ظهرت خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى
،بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ،محكوم عليهم بعقوبة معينة .وهو تحت امر
الصالحين .ومع ذلك ،ال ينبغي ألحد أن يتخيل أن األرواح تُدان على الفور .بعد الموت .ألن الجميع
محتجزون في مكان واحد ومشترك ،إلى أن يحين الوقت الذي سيحقق فيه القاضي الكبير في
صحرائهم .ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم سوف ينالون مكافأة الخلود ؛ ولكن الذين ظهرت
خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى ،بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ،
محكوم عليهم بعقوبة معينة .ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم سوف ينالون مكافأة
الخلود ؛ ولكن الذين ظهرت خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى ،بل سيختبئون في
نفس الظلمة مع األشرار ،محكوم عليهم بعقوبة معينة .ثم أولئك الذين تمت الموافقة على تقواهم
سوف ينالون مكافأة الخلود ؛ ولكن الذين ظهرت خطاياهم وجرائمهم إلى النور لن يقوموا< مرة أخرى
،.بل سيختبئون في نفس الظلمة مع األشرار ،محكوم عليهم بعقوبة معينة
يتخيل البعض أن هذه األشياء من نسج الشعراء ،ال يعرفون من أين استقبلها الشعراء ،ويقولون إن
هذه األمور مستحيلة ؛ وال عجب أن هذا يظهر لهم .فاألمر روايه الشعراء بطريقة مغايرة
للحقيقة .ألنهم على الرغم من أنهم أقدم بكثير من المؤرخين والخطباء وغيرهم من الكتاب ،إال أنهم
كانوا يجهلون سر السر اإللهي ،وقد بلغهم ذكر القيامة المستقبلية بإشاعة غامضة ،إال أنهم سلموها.
ضا بأنهم لم
إلى األسفل ،عند سماعها بإهمال وخفة ،على غرار قصة مصطنعة .ومع ذلك شهدوا أي ً
،يتبعوا سلطة مؤكدة ،بل مجرد رأي ،كما قال مارو ،الذي يقول
على الرغم من أنهم أفسدوا جزئيًا أسرار الحقيقة ،إال أن األمر نفسه وجد أنه أكثر صحة ،ألنه يتفق
جزئيًا مع األنبياء :وهو ما يكفي بالنسبة لنا كدليل على األمر .ومع ذلك ،تم احتواء بعض األسباب
في خطأهم .ألنه عندما أعلن األنبياء بإعالنات مستمرة أن ابن هللا على وشك أن يدين األموات ،ولم
يفلت هذا اإلعالن من إدراكهم ؛ نظ ًرا ألنهم افترضوا أنه ال يوجد حاكم آخر للسماء سوى كوكب
المشتري ،فقد ذكروا أن ابن المشتري كان مل ًكا في المناطق السفلية ،ولكن ليس أبولو ،أو ليبر ،أو
مرقوريوس ،الذين من المفترض أن يكونوا آلهة السماء ،ولكن واحد .الذي كان بشريًا وعادالً ،
سواء كان مينوس أو إياكوس أو رادامانثوس .لذلك ،بترخيصهم الشعري ،أفسدوا ما حصلوا
عليه ؛ أو ،الرأي الذي تبعثر في أفواه مختلفة وخطابات مختلفة ،غيّر الحقيقة .فبقدر ما تنبأوا أنه بعد
_ :مرور ألف عام في المناطق السفلية ،يجب إعادتهم للحياة مرة أخرى ،كما قال مارو
وبتوق أعمى
لم يالحظهم هذا األمر ،أن األموات سيقومون مرة أخرى ،ليس بعد ألف سنة من موتهم ،ولكن
عندما يعودون إلى الحياة مرة أخرى ،قد يحكمون مع هللا ألف سنة .ألن هللا سيأتي ،بعد أن طهّر
العالم من كل دنس ،ليعيد أرواح الصالحين إلى أجسادهم المتجددة ،ويرفعهم إلى نعمة أبدية ،لذلك
فإن األشياء األخرى صحيحة ما عدا ماء النسيان الذي هم فيه .متظاهرين على هذا الحساب ،حتى ال
يعترض أحد :فلماذا ،إذن ،لم يتذكروا أنهم كانوا على قيد الحياة في وقت من األوقات< ،أو من كانوا
،أو ما هي األشياء التي أنجزوها؟ لكن مع ذلك ال يُعتقد أنه محتمل ،واألمر برمته مرفوض ،كما
لو كان مخترعًا بشكل خرافي ورائع .ولكن عندما نؤيد عقيدة القيامة ،وعلمنا أن األرواح ستعود إلى
حياة أخرى ،ال تنسى نفسها ،بل تمتلك نفس اإلدراك والشكل ،لقد قوبلنا بهذا االعتراض :لقد مرت
عصور عديدة اآلن ؛ أي فرد نشأ من الموت ،من خالل .مثاله قد نعتقد أنه ممكن؟ لكن القيامة ال
يمكن أن تتم بينما يسود اإلثم .في هذا العالم يُقتل الرجال بالعنف ،بالسيف ،بالكمين ،بالسموم ،
ويُزورهم الجرحى ،والعوز ،والسجن ،والتعذيب ،والتحريم .أضف إلى هذا أن البر مكروه ،وأن
كل من يرغب في اتباع هللا ليس فقط في الكراهية ،بل يتعرض للمضايقات بكل اللوم ،ويعذبه أنواع
مختلفة من العقوبات ،ويقود إلى عبادة اآللهة التي صنعت بأيدي ، .ليس عن طريق العقل أو
الحقيقة ،ولكن من خالل تمزق رهيب في أجسادهم .إذن ،هل يجب على الرجال أن ينهضوا مرة
أخرى إلى هذه األشياء نفسها ،أو أن يعودوا إلى حياة يستحيل عليهم فيها أن يكونوا آمنين؟ بما أن
الصالح يحظى بتقدير ضئيل للغاية ،ويسهل نقله بعيدًا ،فما الذي يمكن أن نفترض أنه سيحدث إذا
كان أي شخص عائد من الموت قد استعاد حياته من خالل الشفاء من حالته السابقة؟ من المؤكد أنه
سيُبعد عن أعين الناس ،لئال إذا شوهد أو سمع ،يجب على جميع الرجال باتفاق واحد أن يتركوا
اآللهة ويراهنون على عبادة ودين اإلله الواحد .لذلك من الضروري أن تكون القيامة مرة واحدة فقط
بعد زوال الشر ،ألنه يليق بأال يموت من قام من جديد وال يتأذى بأي شكل من األشكال ،قد يكونون
قادرين على أن يمروا بحياة سعيدة ُألغي موتهم .لكن الشعراء ،وهم يعلمون أن هذه الحياة تزخر بكل
الشرور ،أدخلوا نهر النسيان ،لئال ترفض النفوس ،متذ ّكرة أعمالهم وشرورهم ،العودة إلى
: -المناطق العليا ؛ من أين يقول< فيرجيل
لذلك لن يولدوا ثانية ،وهو أمر مستحيل ،بل سيقومون< من جديد ،ويلبسهم هللا بأجساد ،ويتذكرون
حياتهم السابقة وكل أفعالها ؛ وكونهم في حيازة الخيرات السماوية ،ويتمتعون بمتعة الموارد التي ال
تعد وال تحصى ،فإنهم سيشكرون هللا في حضوره المباشر ،ألنه دمر كل شر ،وألنه رفعهم إلى
ضا أن يتحدثوا بها بشكل فاسد مملكته وإلى الحياة األبدية .واحترا ًما لقيامة القيامة حاول الفالسفة أي ً
مثل الشعراء .أكد فيثاغورس أن األرواح انتقلت إلى أجساد جديدة ؛ بل بالحماقة انهم انتقلوا من
يقول Euphorbus. الناس الى البهائم ومن البهائم الى البشر .وأنه هو نفسه قد تمت استعادته من
كريسيبوس بشكل أفضل ،من يتحدث عن شيشرون على أنه يدعم رواق الرواقيين ،الذين ،في
الكتب التي كتبها عن العناية اإللهية ،عندما كان يتحدث عن تجديد العالم ،قدم هذه الكلمات" :ولكن
بما أن األمر كذلك ،فمن الواضح أن ال شيء مستحيل ،وأننا ،بعد موتنا ،في فترات معينة حان
الوقت مرة أخرى ،ونستعيد هذه الحالة التي نحن فيها اآلن " .لكن دعونا نعود من اإلنسان إلى
: -األشياء اإللهية .وهكذا تتكلم العرافة
ألنه من الصعب تصديق الجنس البشري بأكمله ؛ ولكن عندما يأتي حكم العالم والفانين اآلن ،وهو "
ما سيؤسسه هللا بنفسه ،ويدين غير التقوى والقدس في نفس الوقت ،عندئ ٍذ يرسل األشرار .للظالم
بالنار .ولكن كل القديسين سيعيشون مرة أخرى على األرض ،ويعطيهم هللا في نفس الوقت روحًا
" .وكرامة وحياة
لكن إن لم يكن األنبياء وحدهم ،بل حتى الشعراء والشعراء والفالسفة ،يتفقون على أنه ستكون هناك
قيامة لألموات ،فال يسألنا أحد كيف يكون ذلك ممكنًا :ألنه ال يمكن تخصيص سبب لألعمال
اإللهية ؛ ولكن إذا شكل هللا اإلنسان منذ البداية بطريقة ال توصف ،فقد نعتقد أنه يمكن استعادة
.اإلنسان القديم من قبل الذي خلق اإلنسان الجديد
اآلن سأخضع للباقي .لذلك سيأتي ابن هللا األعظم واألقوى ليدين األحياء واألموات< ،كما تشهد
: -العرافة وتقول
ألنه عندئذ سيكون هناك ارتباك للبشر في جميع أنحاء األرض ،عندما يأتي القدير نفسه على "
".كرسي حكمه ليدين أرواح األحياء واألموات ،وكل العالم
لكنه ،عندما يهلك اإلثم ،وينفذ دينونته العظيمة ،ويذكر للحياة الصالحين ،الذين عاشوا من البداية ،
سيخاطبون بين الناس ألف سنة ،وسيحكمهم بأكبر قدر من العدل .التي تعلنها العرافة في مكان
: -آخر ،وهي تنطق بتنبؤاتها الملهمة
".والمدينة التي صنعها هللا هذا جعلها أكثر لمعانًا من النجوم والشمس والقمر"
عندئ ٍذ يُنزع هذا الظلمة من العالم الذي تنتشر فيه السماء وتظلم ،ويتلقى القمر سطوع الشمس ،ولن
يتضاءل أكثر :لكن الشمس ستصبح أكثر إشراقًا بسبع مرات مما هي عليه اآلن .؛ فتفتح االرض
خصبتها وتنتج ثمرًا واف ًرا من رضائها .تقطر الجبال الصخرية بالعسل .ستجري جداول من النبيذ ،
وتتدفق األنهار باللبن :باختصار ،سوف يفرح العالم نفسه ،وتفرح الطبيعة كلها ،ويتم إنقاذها
وتحررها من سيطرة الشر والمعصية ،والذنب والخطأ .طوال هذا الوقت لن تتغذى الوحوش بالدم
وال الطيور عن طريق الفرائس .ولكن كل االشياء تكون مطمئنة وهادئة .تقف األسود والعجول معًا
عند المذود ،وال يحمل الذئب الخراف ،ال يصطاد الكلب فريسة ؛ لن يؤذي الصقور والنسور .يلعب
الرضيع مع الثعابين .باختصار ،ستتحقق هذه األشياء التي تحدث عنها الشعراء على أنها حدثت في
عهد زحل .الذي نشأ خطأ من هذا المصدر - ،أن األنبياء يقدمون ويتحدثون عن العديد من األحداث
المستقبلية كما تم إنجازها بالفعل .ألن الرؤى جاءت أمام أعينهم من الروح اإللهي ،ورأوا هذه
األشياء كما هي ،وقد حدثت وتكملت في أعينهم .وعندما انتشرت الشهرة تدريجيا ً إلى الخارج ،فإن
تنبؤاتهم ،ألن أولئك الذين لم يكونوا على دراية بأسرار الدين لم يعرفوا سبب قولهم ،اعتقدوا أن كل
هذه األشياء قد تحققت بالفعل في العصور القديمة ،والتي من الواضح أنه ال يمكن تحقيقها وتحقيقها.
،تحت حكم رجل .لكن عندما
".ويعيد ماعزهم إلى بيوتهم ضروعهم المنتفخة باللبن .وال تخشى القطعان األسود الضخمة
: -هكذا يتكلم Erythraeanما هي األشياء التي تنبأ بها الشاعر حسب آيات العرافة الكميانية .لكن
لكن الذئاب ال تحارب الحمالن على الجبال ،ويأكل الوشق العشب مع األطفال ،وتتغذى الخنازير "
بالعجول وجميع القطعان ،ويأكل األسد آكل القشر في المذود ،وتنام الثعابين مع الرضع المحرومين
".من الطعام .أمهاتهم
وحينئذ يعطي هللا فرحا عظيما ،ألن األرض واألشجار وقطعان األرض التي ال تعد وال تحصى "
ستعطي اإلنسان ثمر الكرمة الحقيقي والعسل الحلو والحليب األبيض والذرة التي هي أفضل ما في
".كل شيء للبشر
األرض المقدسة لألتقياء فقط ستنتج كل هذه األشياء ،تيار العسل من الصخر ومن الينبوع " ،
".وسيجري حليب الطعام الشهي لكل األبرار
لذلك سيعيش الناس حياة هادئة ،مليئة بالموارد ،ويملكون مع هللا ؛ وسيأتي ملوك األمم من أقاصي
األرض بالهدايا والقرابين ،لعبادة وإكرام الملك العظيم ،الذي سيشتهر اسمه ويكرمه من قبل جميع
.األمم الذين يتاجرون في السماء ،ومن الملوك الذين حكم على األرض
هذه هي األمور التي تحدث عنها األنبياء وهم على وشك الحدوث فيما بعد :لكنني لم أعتبر أن من
الضروري تقديم شهاداتهم وكلماتهم ،ألنها ستكون مهمة ال تنتهي .كما أن حدود كتابي لن تستقبل
مثل هذا العدد الكبير من الموضوعات ،ألن الكثيرين منهم يتكلمون بنفس واحدة بأشياء
متشابهة ؛ وفي الوقت نفسه ،لئال يتأثر القراء بالضجر إذا كان عل ّي تجميع األشياء التي تم جمعها
ونقلها جميعًا ؛ عالوة على ذلك ،لكي أؤكد تلك األشياء التي قلتها ،ليس من خالل كتاباتي الخاصة ،
ولكن بطريقة خاصة من خالل كتابات اآلخرين ،وقد أظهر أنه ليس فقط بيننا ،ولكن حتى مع أولئك
األشخاص الذين يسبوننا ،الحقيقة محفوظة ،التي يرفضون االعتراف بها .ولكن من يرغب في
معرفة هذه األشياء بدقة أكبر قد يستمد من الينبوع نفسه ،وسوف يعرف أشياء تستحق اإلعجاب
أكثر مما لدينا في هذه الكتب .ربما يسأل البعض اآلن متى توشك هذه األشياء التي تحدثنا عنها على
أن تتحقق؟ لقد أوضحت أعاله ،أنه عند اكتمال ستة آالف عام ،يجب أن يحدث هذا التغيير ،وأن
اليوم األخير من االستنتاج المتطرف يقترب اآلن .يجوز لنا أن نعرف احترام العالمات التي ينطق
بها األنبياء ،ألنها أنبأت بالعالمات التي نتوقع بواسطتها إتمام األزمنة من يوم آلخر ،ونخشى
منها .ومع ذلك ،عندما يتم االنتهاء من هذا المبلغ ،فإن أولئك الذين يقومون بالتدريس ،والذين كتبوا
باحترام العصر ،وجمعهم من الكتابات المقدسة ومن مختلف التواريخ ،ما مدى أهمية عدد السنوات
منذ بداية العالم .وعلى الرغم من اختالفها ،ويختلف مقدار العدد الذي يحسبونه اختالفًا كبي ًرا ،ومع
ذلك فإن كل التوقعات ال تتجاوز حد مائتي عام .يعلن الموضوع< نفسه أن سقوط العالم وخرابه
سيحدثان قريبًا ؛ إال أنه بينما تظل مدينة روما ،يبدو أنه ال يمكن الخوف من أي شيء من هذا
النوع .ولكن عندما تسقط عاصمة العالم هذه ،وستبدأ في أن تكون شارعًا ،والذي يقول العرافون إنه
سيحدث ،فمن يستطيع أن يشك في أن النهاية قد وصلت اآلن إلى شؤون الرجال والعالم بأسره؟ إنها
تلك المدينة ،تلك فقط ،التي ما زالت تدعم كل شيء ؛ وإله السماء يجب أن نتوسل إليه ونتوسل إليه
-إذا ،بالفعل ،يمكن أن تتأخر ترتيباته وقراراته -لئال يأتي ،في وقت أقرب مما نعتقد ،ذلك
الطاغية البغيض الذي سيأخذ التاجر عمالً عظيما ً ،واستخرج تلك العين ،بالدمار الذي العالم نفسه
.على وشك السقوط .لنعد اآلن لنبين األشياء األخرى التي ستتبع بعد ذلك
قلنا قبل قليل أنه سيحدث في بداية العهد المقدس ،أن رئيس الشياطين سيكون مقيدًا باهلل .لكنه أيضًا ،
عندما تبدأ آالف السنين من المملكة ،أي سبعة آالف من العالم ،في االنتهاء ،وسوف ينفجر من
جديد ،ويخرج من السجن ،ويخرج ويجمع كل األمم ،فحينئذ يكون التجار سلطان الصديقين
ليحاربوا المدينة المقدسة .وتجمع من كل العالم جماعة ال تعد وال تحصى من االمم وتحاصر المدينة
وتحاصرها .فياتي غضب هللا االخير على االمم ويهلكهم تماما .وأواًل يهز األرض بعنف ،وبحركتها
تتشقق جبال سوريا ،وتغرق التالل بشدة ،وتسقط اسوار جميع المدن ويوقف هللا الشمس لئال يغرب
ثالثة ايام ويضرمها .وستنزل الحرارة المفرطة والحروق الشديدة على الشعب المعادي والشرقي ،
وستنزل أمطار من الكبريت وحجارة البَ َرد وقطرات من نار ؛ وتذوب أرواحهم من خالل الحر ،
ويسحق البرد أجسادهم ،ويضربون بعضهم البعض بالسيف .تمتلئ الجبال من الجثث وتغطى السهل
بالعظام .واما شعب هللا في تلك االيام الثالثة سيختبئون تحت مغاير االرض حتى ينتهي غضب هللا
على االمم والدينونة االخيرة .ثم يخرج الص ّديقون من مخابئهم فيجدون كل شيء مغطاة بالجثث
والعظام .ولكن كل جنس االشرار يبيد .ولن تكون بعد امة في هذا العالم اال امة هللا وحدها .ثم سبع
سنين متواصلة لن يمس الوعر وال تقطع اخشاب من الجبال بل تحترق اذرع االمم .واآلن ال حرب
اال سالم وراحة ابدية .ولكن عندما تكتمل األلف سنة ،يجدد هللا العالم ،وتنطوي السماوات معًا ،
ضا كالثلج .؛ فيعملون دائ ًما فيوتتغير األرض ،ويحول هللا البشر إلى شبه المالئكة ،ويصبحون أبي ً
عيني القدير ويقدمون ذبائح لربهم ويخدمونه إلى األبد .في نفس الوقت ستحدث تلك القيامة الثانية
والعلنية للجميع ،الذي فيه يرفع الظالمون إلى عقوبات أبدية .هؤالء هم الذين عبدوا أعمال أيديهم ،
والذين إما كانوا يجهلون رب العالم ووالدهم أو أنكروا ذلك .ولكن سيدهم وعبيده سيُقبض عليهم
ويُحكم عليهم بالعقاب ،الذين سيحرقون معهم كل عصابة األشرار ،وفقًا ألفعالهم ،إلى األبد بنار
أبدية أمام المالئكة والصالحين .هذه هي عقيدة األنبياء القديسين التي نتبعها نحن المسيحيين .هذه هي
حكمتنا ،الذين يعبدون األشياء الضعيفة ،أو يحتفظون بفلسفة فارغة ،يستهزئون بالحماقة
والغرور ،ألننا لسنا معتادين على الدفاع عنها والتأكيد عليها عالنية ،ألن هللا يأمرنا بالهدوء
والصمت إلخفاء سره ،وأن نحفظه في ضميرنا .وأال يجاهدوا في الجدل الدؤوب ضد الجهالء
بالحق ،والذين يهاجمون هللا ودينه بصرامة ليس من أجل التعلم ،بل من أجل اللوم والسخرية .ألن
السر يجب أن يتم إخفاؤه وتغطيته بأمانة ،خاصة من قبلنا نحن الذين نحمل اسم اإليمان .لكنهم
ضا يخترعون بعض األشياء البغيضة احترا ًما يتهمون صمتنا كأنه نتيجة ضمير شرير .ومن هنا أي ً
للقديسين والبرياء ،ويؤمنون عن طيب خاطر باختراعاتهم .عنوان قسطنطين يريد في بعض رسائل
كما هو موجود في Migne ،البريد اإللكتروني .والطبعات ،ولكن تم إدراجها في النص من قبل
لكن كل التخيالت قد صمت اآلن أيها Lactantius. بعض الرسائل الهامة ،ووفقًا ألسلوب وروح
اإلمبراطور المقدس منذ أن أقامك هللا العظيم لترميم بيت العدل ولحماية الجنس البشري ؛ ألنه بينما
أنت تحكم الدولة الرومانية ،لم نعد نعتبر نحن عبدة هللا ملعونين وغير تقوى .بما أن الحق اآلن ينبثق
من الغموض ،ويظهر للعيان ،فنحن ال نُلوم على أننا ظالمون نسعى ألداء أعمال البر .لم يعد أحد
يلومنا باسم هللا .ال أحد منا ،الذي هو وحده من جميع الرجال المتدينين ،لم يعد يسمى غير
متدين .منذ احتقارنا لصور األموات ،نعبد هللا الحي والحقيقي <.لقد رفعتك تدبير اإلله األعلى إلى
الكرامة اإلمبراطورية ،حتى تتمكن من التقوى الحقيقية من إلغاء المراسيم الضارة لآلخرين ،
وتصحيح العيوب ،وتزويد اآلباء باآلباء .الرأفة من أجل سالمة الناس - ،باختصار ،إبعاد األشرار
من الدولة ،الذين سقطوا بسبب التقوى الفائقة ،وسلمهم هللا بين يديك ،بحيث يمكن أن يكون واضحًا
للجميع في ما يتألف الجالل الحقيقي .ألن الذين أرادوا أن يزيلوا عبادة هللا السماوي الذي ال مثيل
له ،لكي يدافعوا عن الخرافات غير التقية ،فإنهم في حالة خراب .ولكن أنت ،الذي تدافع عن اسمه
وتحبّه ،وتتفوق في الفضيلة واالزدهار ،تنعم بأمجادك الخالدة بأكبر قدر من السعادة .إنهم يعانون
وعانوا من عقاب الذنب .إن يد هللا اليمنى القوية تحميك من كل األخطار .يمنحك حك ًما هادًئا وهادًئا ،
مع أسمى آيات التهاني من جميع الرجال .وليس بغير استحقاق أن يختارك رب العالم وحاكمه
تفضيالً على سائر الناس الذين من خالله يجدد دينه المقدس ،بما أنك لم تكن وحدك موجودًا من
الجميع ،فمن يستطيع أن يقدم مثااًل فائقًا للفضيلة والقداسة :حيث قد ال تكون متساويًا فحسب ،بل
ضا ،وهو أمر عظيم جدًا ،يتفوق على مجد األمراء القدامى ،الذين مع ذلك تقدر شهرتهم بين أي ً
جيد .في الواقع ،ربما كانوا بطبيعتهم يشبهون الصالحين فقط .ألن من يجهل هللا ،حاكم الكون ،قد
يصل إلى ما يشبه البر ،لكنه ال يستطيع أن يصل إلى البر نفسه .لكنك ،من خالل القداسة الفطرية
لشخصيتك ،ومن خالل اعترافك بالحق وباهلل في كل عمل ،تقوم بتنفيذ أعمال البر بالكامل .لذلك
كان من المناسب ،في ترتيب حالة الجنس البشري ،أن يستخدم اإلله سلطتك وخدمتك .الذين
ندعوهم بالصالة اليومية ،أنه قد يحرسك بشكل خاص على من أراد أن يكون وصيًا على العالم:
عندها قد يلهمك بشخصية يمكنك من خاللها أن تستمر دائ ًما في حب االسم اإللهي .ألن هذا يخدم
.الجميع ،لك من أجل السعادة ،ولآلخرين للراحة
بما أننا أكملنا الدورات السبع للعمل الذي قمنا به ،وتقدمنا إلى الهدف ،يبقى أننا نحث الجميع على
اتباع الحكمة مع الدين الصحيح ،التي تعتمد قوتها ووظيفتها على هذا ،أي ازدراء األشياء
الدنيوية ، .وبغض النظر عن األخطاء التي احتجزنا بها سابقًا بينما كنا نخدم األشياء الضعيفة ،
ونرغب في األشياء الضعيفة ،قد يتم توجيهنا إلى المكافآت األبدية للكنز السماوي .ولكي نحصل
على هذه ،يجب التخلص من ملذات الحياة الحاضرة الجذابة في أسرع وقت ممكن ،مما يهدئ
أرواح الرجال بحالوة خبيثة .ما أعظم السعادة التي يجب أن نفكر بها ،أن ننسحب من بقع األرض
هذه ،وأن نذهب إلى ذلك األب األكثر عدالة واألب المتسامح ،الذي يريح مكان العمل ،في مكان
الموت ،الحياة ،في مكان الظلمة ،في الظلمة ،وفي مكان الخيرات القصيرة واألرضية ،يعطي
األشياء األبدية والسماوية :التي تكافئ بها المشقات والبؤس التي نحتملها في هذا العالم ،في إنجاز
أعمال البر ،ال يمكن بأي حال من األحوال يمكن مقارنتها ومعادلتها .لذلك ،إذا أردنا أن نكون
،حكماء وسعداء ،فال يجب فقط أن تنعكس أقوال تيرينس هذه ونقترحها علينا
"أنه يجب علينا أن نطحن في المطحنة ،يجب أن نُهزم ،ونُقيّد باألغالل ؛"
ولكن يجب أن نتحمل أشياء أكثر رعبًا بكثير من هذه ،وهي السجن والقيود والتعذيب :يجب أن تمر
اآلالم ،باختصار ،الموت نفسه يجب أن يتم تحمله وتحمله ،عندما يكون واض ًحا لضميرنا أن تلك
المتعة الضعيفة لن تكون بال عقاب ،وال فضيلة بغير جزاء إلهي .لذلك ،يجب على الجميع أن يسعوا
إما أن يوجهوا أنفسهم إلى الطريق الصحيح بأسرع ما يمكن ،أو بعد أن مارسوا الفضائل
ومارسوها ،وأداء أعمال هذه الحياة بصبر ،ليستحقوا أن يكون هللا هو المعزي لهم .ألبينا وربنا ،
الذي بنى السماء وعززها ،ووضع فيها الشمس ،مع األجرام السماوية األخرى ،الذي وزن
األرض بقوته وسياجها بالجبال ،وأحاطها بالبحر ،وقسمها باألنهار .و والذي صنع واكمل من العدم
كل ما في صنعة العالم هذه .بعد أن الحظ أخطاء الرجال ،أرسل مرشدًا ،قد يفتح لنا طريق البر:
فلنتبعه جميعًا ،دعونا نسمعه ،دعونا نطيعه بأكبر قدر من التفاني ،ألنه وحده ،كما يقول
لوكريتيوس " ،تطهير صدور الرجال بمفاهيم الصدق ،وتحديد حد للشهوة والخوف ،وشرح ما هو
الصالح الرئيسي الذي نسعى جميعًا للوصول< إليه ،وأشار إلى الطريق الذي قد نصل إليه على طول
" .مسار ضيق .في مسار مباشر
ضا ،حتى ال يخشى أحد طريق الفضيلة بسبب ولم يكتف باإلشارة إلى ذلك ،بل سبقنا فيه أي ً
صعوبتها .دع طريق الهالك والخداع ،إن أمكن ،هج ًرا ،حيث يخفي الموت ،مغطاة بمتعة
اللذة .وكلما كان كل شخص تقريبًا ،مع تقدم سنواته في السن ،يرى أنه اقتراب ذلك اليوم الذي يجب
أن يبتعد فيه عن هذه الحياة ،دعه يفكر في كيفية تركها في نقاء ،وكيف يمكن أن يأتي إلى القاضي
في البراءة ليس كما يفعلون ،الذين يُنكر النور لعقولهم المظلمة ،الذين ،عندما تفشل قوة أجسادهم
اآلن ،يتم تحذيرهم في هذه الضرورة الملحة األخيرة ،أنه ينبغي عليهم بحماس وحماس أكبر أن
يطبقوا أنفسهم إلرضاء شهواتهم .من أي الهاوية يحرر كل فرد نفسه في حين يباح له ،ما دامت
الفرصة حاضرة ،ودعوه يلجأ إلى هللا بكل عقله ،لكي ينتظر دون قلق ذلك اليوم ،حيث يحكم هللا ،
حاكم العالم وربه ،على أعمال وأفكار كل فرد .مهما كانت األشياء المرغوبة هنا ،فال يجب أن
ضا ،وليحكم على أن روحه ذات قيمة أكبر من تلك األشياء يتجاهلها فحسب ،بل يجب أن يتجنبها أي ً
الخادعة ،التي يكون امتالكها غير مؤكد وعابر ؛ ألنهم يأخذون رحيلهم كل طين ،ويخرجون
بسرعة أكبر بكثير مما دخلوا ،وإذا سمح لنا باالستمتاع بهم حتى النهاية ،فال يزال يتعين عليهم ،
دون شك ،أن يتركوا لآلخرين .ال يمكننا أن نأخذ أي شيء معنا ،إال حياة مكتملة وبراءة .سيظهر
هذا الرجل أمام هللا بموارد وفيرة ،وسيظهر ذلك اإلنسان في البذخ ،الذي يجب أن ينتمي إليه ضبط
النفس والرحمة ،الصبر والمحبة وااليمان .هذا هو ميراثنا الذي ال ينتزع من أحد وال ينتقل إلى
آخر .ومن هناك من يرغب في توفير هذه البضائع والحصول عليها لنفسه؟ فليأت الجياع ،حتى
بفم ممتلئ ماء الخالص ت العطشان ،فيخرج ٍ يتغذوا بالطعام السماوي ،قد يتركوا جوعهم الدائم ؛ ليأ ِ
من ينبوع دائم التدفق .بهذا الطعام والشراب اإللهي يرى األعمى ،والصم يسمعون ،والبكم يتكلمون
،واألعرج يمشون ،ويكون الحمقى حكماء ،ويكون المرضى أقوياء ،ويعود األموات للحياة مرة
أخرى .فمن داس بفضيلته على فساد األرض ،فإن الحكم األسمى والصادق سيرفعه إلى الحياة وإلى
النور األبدي .ال يثق أحد بالثروات ،ال أحد في شارات السلطة ،وال أحد حتى في السلطة الملكية:
هذه األشياء ال تجعل اإلنسان خالدًا .ألن كل من يرفض السلوك فيصبح رجالً ،وبعد األمور
الحاضرة ،يسجد على األرض ،يعاقب باعتباره فا ًرا عن ربه وقائده وأبيه .دعونا إذن نوجه أنفسنا
إلى البر ،الذي سيقودنا وحده ،كرفيق ال ينفصم ،إلى هللا ؛ و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ،
دعونا نخدم هللا بخدمة ال تكل ،دعونا نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ،دعونا نتعامل بجرأة مع العدو
الذي نعرفه ،الذي ينتصر وينتصر على خصمنا المهزوم ،قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة
الذي وعد به هو .ألن كل من يرفض السلوك فيصبح رجالً ،وبعد األمور الحاضرة ،يسجد على
األرض ،يعاقب باعتباره فا ًرا عن ربه وقائده وأبيه .دعونا إذن نوجه أنفسنا إلى البر ،الذي سيقودنا
وحده ،كرفيق ال ينفصم ،إلى هللا ؛ و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ،دعونا نخدم هللا بخدمة ال
تكل ،دعونا نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ،دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ،الذي ينتصر
وينتصر على خصمنا المهزوم ،قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو .ألن كل
من يرفض السلوك فيصبح رجالً ،وبعد األمور الحاضرة ،يسجد على األرض ،يعاقب باعتباره
فا ًرا عن ربه وقائده وأبيه .دعونا إذن نوجه أنفسنا إلى البر ،الذي سيقودنا وحده ،كرفيق ال ينفصم ،
إلى هللا ؛ و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ،دعونا نخدم هللا بخدمة ال تكل ،دعونا نحافظ على
وظائفنا وساعاتنا ،دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ،الذي ينتصر وينتصر على خصمنا
المهزوم ،قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو .الذي سيقودنا وحده ،كرفيق ال
ينفصم ،إلى هللا ؛ و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ،دعونا نخدم هللا بخدمة ال تكل ،دعونا
نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ،دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ،الذي ينتصر وينتصر
على خصمنا المهزوم ،قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو .الذي سيقودنا
وحده ،كرفيق ال ينفصم ،إلى هللا ؛ و "بينما يحكم الروح هذه األطراف" ،دعونا نخدم هللا بخدمة ال
تكل ،دعونا نحافظ على وظائفنا وساعاتنا ،دعونا نتعامل بجرأة مع العدو الذي نعرفه ،الذي ينتصر
.وينتصر على خصمنا المهزوم ،قد نحصل عليه من الرب أن أجر البسالة الذي وعد به هو