Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 33

‫‪.

‬الكتاب الخامس للعدالة‬


‫أوالً‪ :‬عدم إدانة المتهمين دون سماع قضيتهم ؛‪ ‬مما جعل الفالسفة يحتقرون الكتابات‬
‫‪.‬المقدسة ؛‪ ‬من أوائل المدافعين عن الدين المسيحي‬

‫ال شك في أني أستمتع ‪ ،‬أيها اإلمبراطور العظيم قسطنطين ‪ -‬بما أنهم نفد صبرهم من خالل‬
‫الخرافات المفرطة ‪ -‬أنه إذا كان على أي شخص من المتدينين بحماقة أن يأخذ بيده هذا العمل الذي‬
‫نقوم به ‪ ،‬والذي فيه خالق كل األشياء الذي ال مثيل له‪ .‬تم التأكيد على حاكم هذا العالم الالمحدود ‪،‬‬
‫حتى أنه سيهاجمه بلغة مسيئة ‪ ،‬وربما ‪ ،‬بعد أن قرأ بالكاد البداية ‪ ،‬سيحطمها على األرض ‪ ،‬ويلقيها‬
‫منه ‪ ،‬ويلعنها ‪ ،‬ويعتقد أنه ملوث ومقيد بذنب ال يمكن تبريره إذا كان عليه أن يقرأ بصبر‪ .‬أو تسمع‬
‫هذه األشياء‪ .‬لكننا نطالب هذا الرجل ‪ ،‬إذا كان ممكنا ً ‪ ،‬بحق الطبيعة البشرية ‪ ،‬أال يدين قبل أن يعرف‬
‫األمر برمته‪  .‬ألنه إذا كان حق الدفاع عن أنفسهم قد أعطي للمقدسين وللخونة والسحرة ‪ ،‬وإذا كان‬
‫من القانوني أال يُدان أي شخص مسبقًا ‪ ،‬ألن قضيته لم تتم تجربتها بعد ‪ ،‬فال يبدو أننا نسأل ظلما ً ‪،‬‬
‫أنه إذا كان هناك أي شخص قد وقع في هذا الموضوع[ ‪ ،‬إذا قرأه ‪ ،‬يقرأها طوال الوقت ‪ ،‬إذا سمعها ‪،‬‬
‫فإنه يؤجل إبداء الرأي حتى النهاية‪ .‬لكني أعلم عناد الرجال‪ .‬لن ننجح أبدًا في الحصول على‬
‫هذا‪ .‬ألنهم يخافون من أن نتغلب عليهم ‪ ،‬وأن نضطر مطوالً إلى االستسالم ‪ ،‬والحقيقة نفسها‬
‫تصرخ‪ .‬لذلك يقطعون ويعيقون حتى ال يسمعون ؛‪ ‬ويغمضون عيونهم لئال يروا النور الذي نقدمه‬
‫لهم‪ .‬لذلك يُظهرون هم أنفسهم بوضوح عدم ثقتهم في نظامهم المهجور ‪ ،‬ألنهم ال يجرؤون على‬
‫‪.‬التحقيق ‪ ،‬وال التعامل معه ‪ ،‬ألنهم يعرفون أنه من السهل التغلب عليهم‬

‫‪".‬الحكمة تنطلق من بينهم ‪ ،‬يلجأون إلى العنف"‬

‫كما يقول إنيوس‪  .‬وألنهم يسعون بشغف إلى إدانة أولئك الذين يعرفون بوضوح أنهم أبرياء باعتبارهم‬
‫مذنبين ‪ ،‬فهم غير مستعدين لالتفاق على احترام البراءة نفسها ؛‪ ‬كما لو كان ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬ظل ًما أكبر‬
‫أن تُدين البراءة ‪ ،‬عندما يثبت أنها كذلك ‪ ،‬أكثر من كونها غير مسموعة‪ .‬لكنهم ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬يخافون‬
‫من أن يسمعوا ‪ ،‬إذا سمعوا ‪ ،‬فلن يكونوا قادرين على اإلدانة‪ .‬ولذلك يعذبون ويقتلون ويطردون‬
‫عابدي هللا العلي أي البار‪  .‬وال هم ‪ ،‬الذين يكرهون بشدة ‪ ،‬أنفسهم قادرون على تحديد أسباب‬
‫كراهيتهم‪ .‬وألنهم هم أنفسهم مخطئون ‪ ،‬فهم غاضبون من الذين يسلكون طريق الحق ؛‪ ‬وعندما‬
‫يتمكنون من تصحيح أنفسهم ‪ ،‬فإنهم يزيدون أخطائهم بأفعال قاسية ‪ ،‬ويلطخون بدم‬
‫األبرياء ‪ ،‬وينزعون بالعنف النفوس المكرسة هلل من األجساد الممزقة‪ .‬هؤالء هم الرجال الذين نحاول‬
‫اآلن أن نتعامل معهم ونجادلهم‪ :‬هؤالء هم الرجال الذين سنقودهم بعيدًا عن إقناع أحمق إلى الحقيقة ‪،‬‬
‫رجال سيشربون الدم بسهولة أكبر من شرب أقوال الصالحين‪ .‬ماذا بعد؟‪ ‬هل سيكون عملنا‬
‫عبثا؟‪ ‬بدون معني‪  .‬ألننا إن لم نكن قادرين على إنقاذ هؤالء من الموت ‪ ،‬الذين يسرعون إليه بأسرع‬
‫ما يمكن ؛‪  ‬إذا لم نتمكن من تذكرهم من هذا الطريق الملتوي إلى الحياة والضوء ‪ ،‬ألنهم هم أنفسهم‬
‫يعارضون سالمتهم ؛‪ ‬لكننا سنقوي أولئك الذين ينتمون إلينا ‪ ،‬والذين لم يُحسم رأيهم ‪ ،‬والذين أسسوا‬
‫وثابتوا بجذور راسخة‪ .‬بالنسبة للكثير منهم يترددون ‪ ،‬وخاصة أولئك الذين لديهم أي معرفة‬
‫باألدب‪ .‬في هذا الصدد ‪ ،‬الفالسفة والخطباء ‪ ،‬والشعراء خبثون ‪ ،‬ألنهم قادرون بسهولة على إيقاع‬
‫األرواح غير الحذرة بحالوة خطابهم ‪ ،‬وتدفق أشعارهم مع تعديل مبهج‪ .‬هذه حلويات تخفي‬
‫السم‪ .‬وبنا ًء على هذا ‪ ،‬كنت أرغب في ربط الحكمة بالدين ‪ ،‬حتى ال يضر هذا النظام الباطل‬
‫ضا ذات فائدة‬ ‫بالدراسة ؛‪  ‬حتى ال تضر معرفة األدب اآلن بالدين واالستقامة فحسب ‪ ،‬بل قد تكون أي ً‬
‫عظيمة ‪ ،‬إذا كان من تعلمها يجب أن يكون أكثر تعلي ًما بالفضائل وأكثر حكمة في الحقيقة‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك ‪ ،‬على الرغم من أنه ال ينبغي أن يكون مفيدًا ألي شخص آخر ‪ ،‬فمن المؤكد أنه سيكون‬
‫كذلك بالنسبة لنا‪ :‬سوف يسعد الضمير نفسه ‪ ،‬وسوف يفرح الذهن بأنه منخرط في نور الحقيقة ‪ ،‬التي‬
‫‪.‬هي غذاء الروح ‪ ،‬انتشر بنوع ال يُصدق من اللطف ‪ ،‬لكن يجب أال نيأس‬
‫‪".‬نحن ال نغني للصم"‬

‫ألن كالهما ليس في حالة سيئة للغاية بحيث ال توجد عقول[ سليمة يمكن أن ترضيها الحقيقة ‪ ،‬والتي‬
‫قد ترى وتتبع المسار الصحيح عند اإلشارة إليها‪ .‬فقط دع الكأس يُمسح بعسل الحكمة السماوي ‪،‬‬
‫حتى يشربوا العالجات المرة على حين غرة ‪ ،‬دون أي إزعاج ‪ ،‬في حين أن حالوة الذوق األولى‬
‫بجاذبيتها تخفي ‪ ،‬تحت غطاء اللذة ‪ ،‬مرارة القسوة‪ .‬نكهة‪ .‬هذا هو السبب بشكل خاص في لماذا ‪ ،‬مع‬
‫الحكماء والمتعلمين ‪ ،‬ورؤساء هذا العالم ‪ ،‬الكتب المقدسة بال رصيد ‪ ،‬ألن األنبياء تحدثوا بلغة‬
‫مشتركة وبسيطة ‪ ،‬كما لو كانوا يتحدثون إلى الناس‪ .‬ولذلك هم محتقرون من قبل أولئك الذين‬
‫يرغبون في سماع أو قراءة أي شيء سوى ما هو مصقول وبليغ‪ .‬وال يستطيع أي شيء أن يبقى ثابتًا‬
‫في أذهانهم ‪ ،‬إال ما يسحر آذانهم بصوت أكثر هدو ًءا‪ .‬لكن ما يبدو متواضعا يعتبر شائعا وسفقا‬
‫وشائعا‪ .‬لذا فهم ال يعتبرون شيًئا حقيقيًا إال ما يرضي األذن ؛‪ ‬ال شيء له مصداقية ‪ ،‬باستثناء ما يمكن‬
‫أن يثير المتعة‪ :‬ال أحد يقدر موضوعًا بحقيقته ‪ ،‬بل من خالل تجميله‪ .‬لذلك فهم ال يؤمنون بالكتابات‬
‫ضا إما جاهلون‬ ‫المقدسة ألنها بال حجة‪ .‬لكنهم ال يصدقون حتى أولئك الذين يشرحونها ‪ ،‬ألنهم أي ً‬
‫تما ًما ‪ ،‬أو على أي حال يمتلكون القليل من التعلم‪ .‬ألنه ناد ًرا ما يحدث أنهم بليغون تما ًما ؛‪ ‬وسبب ذلك‬
‫واضح‪ .‬ألن البالغة خاضعة للعالم ‪ ،‬ترغب في إظهار نفسها للناس ‪ ،‬وإلرضاء الشر‪ .‬ألنها تحاول‬
‫في كثير من األحيان التغلب على الحقيقة ‪ ،‬حتى تظهر قوتها ؛‪ ‬تسعى للثروة ‪ ،‬وترغب في‬
‫الشرف ؛‪ ‬باختصار ‪ ،‬إنها تتطلب أعلى درجات الكرامة‪ .‬لذلك يحتقر هؤالء الرعايا على أقل‬
‫تقدير‪  .‬تتجنب األشياء السرية التي تتعارض مع نفسها ‪ ،‬بقدر ما تفرح في الدعاية ‪ ،‬وتتوق للجمهور‬
‫والمشاهير‪ .‬ومن هنا يتبين أن الحكمة والحقيقة بحاجة إلى مناشرين مناسبين‪ .‬وإذا كان أي من‬
‫المتعلمين بالصدفة قد التزم بها ‪ ،‬فلن يكونوا كافيين للدفاع عنها‪ .‬من بين أولئك الذين أعرفهم ‪ ،‬لم‬
‫يكن مينوسيوس فيليكس من رتبة دنيئة بين المدافعين‪ .‬كتابه ‪ ،‬الذي يحمل عنوان أوكتافيوس ‪ ،‬يعلن‬
‫مدى مالءمة حافظ الحقيقة الذي كان من الممكن أن يكون عليه ‪ ،‬إذا كان قد أعطى نفسه تما ًما لهذا‬
‫السعي‪ .‬كان سبتميوس ترتليانوس أيضًا ماه ًرا في األدب من كل نوع‪ .‬ولكن في البالغة لم يكن لديه‬
‫استعداد يذكر ‪ ،‬ولم يكن مصقواًل بدرجة كافية ‪ ،‬وغامضًا جدًا‪ .‬ولذلك لم يجد شهرة كافية‪ .‬لذلك ‪ ،‬كان‬
‫قبل كل شيء ممي ًزا ومعروفًا ‪ ،‬ألنه سعى إلى المجد العظيم لنفسه من مهنة فن الخطابة ‪Cyprianus‬‬
‫‪ ،‬وكتب أشياء كثيرة جدًا تستحق اإلعجاب في صفهم الخاص‪ .‬ألنه كان منعطفا في الذهن كان جاهزا‬
‫‪ ،‬وغزير ‪ ،‬ومقبول[ ‪ ،‬و (الذي هو أعظم تميز في األسلوب) واضح ومنفتح ؛‪ ‬بحيث ال يمكنك تحديد‬
‫ما إذا كان أكثر منمقًا في الكالم ‪ ،‬أو أكثر استعدادًا للتفسير ‪ ،‬أو أكثر قوة في اإلقناع‪ .‬ومع ذلك ال‬
‫يقدر أن يرضي الجهالء بالسر إال بكلماته‪ .‬بما أن األشياء التي قالها هي صوفية ‪ ،‬و ُمعدًا بهذا‬
‫الشيء ‪ ،‬حتى يسمعهم المؤمنون فقط‪ :‬باختصار ‪ ،‬اعتاد أن يسخر منه رجال هذا العصر ‪ ،‬الذين‬
‫تصادف أن تكون كتاباته معروفة‪ .‬لقد سمعت عن رجل معين كان ماه ًرا بالفعل ‪ ،‬والذي من خالل‬
‫صا قد طبق على خرافات النساء العجائز ذهنًا‬ ‫تغيير حرف واحد دعاه كوبريانوس ‪ ،‬كما لو كان شخ ً‬
‫أنيقًا ومناسبًا ألشياء أفضل‪  .‬لكن إذا حدث هذا لمن ال تزعج بالغته ‪ ،‬فما الذي يجب أن نفترض أنه‬
‫سيحدث ألولئك الذين يكون خطابهم هزياًل ومثي ًرا لالستياء ‪ ،‬والذين لم تكن لديهم قوة اإلقناع ‪ ،‬وال‬
‫البراعة في الجدل ‪ ،‬وال أي شدة على اإلطالق للدحض؟‪ ‬الذين عرفتهم كتاباته‪ .‬لقد سمعت عن رجل‬
‫معين كان ماه ًر ا بالفعل ‪ ،‬والذي من خالل تغيير حرف واحد دعاه كوبريانوس ‪ ،‬كما لو كان شخصًا‬
‫قد طبق على خرافات النساء العجائز ذهنًا أنيقًا ومناسبًا ألشياء أفضل‪ .‬لكن إذا حدث هذا لمن ال‬
‫تزعج بالغته ‪ ،‬فما الذي يجب أن نفترض أنه سيحدث ألولئك الذين يكون خطابهم هزياًل ومثيرًا‬
‫لالستياء ‪ ،‬والذين لم تكن لديهم قوة اإلقناع ‪ ،‬وال البراعة في الجدل ‪ ،‬وال أي شدة على اإلطالق‬
‫للدحض؟‪ ‬الذين عرفتهم كتاباته‪ .‬لقد سمعت عن رجل معين كان ماه ًرا بالفعل ‪ ،‬والذي من خالل‬
‫صا قد طبق على خرافات النساء العجائز ذهنًا‬ ‫تغيير حرف واحد دعاه كوبريانوس ‪ ،‬كما لو كان شخ ً‬
‫أنيقًا ومناسبًا ألشياء أفضل‪  .‬لكن إذا حدث هذا لمن ال تزعج بالغته ‪ ،‬فما الذي يجب أن نفترض أنه‬
‫سيحدث ألولئك الذين يكون خطابهم هزياًل ومثي ًرا لالستياء ‪ ،‬والذين لم تكن لديهم قوة اإلقناع ‪ ،‬وال‬
‫البراعة في الجدل ‪ ،‬وال أي شدة على اإلطالق للدحض؟‬
‫‪.‬ثانيًا‪ .‬إلى أي مدى تم قتل الحقيقة المسيحية على يد رجال متهور‬

‫لذلك ‪ ،‬نظ ًر ا لوجود نواقص بيننا من المعلمين المناسبين والماهرين ‪ ،‬الذين قد يدحضون بشدة‬
‫األخطاء العامة ‪ ،‬والذين قد يدافعون عن كل سبب الحقيقة بأناقة ووفرة ‪ ،‬فإن هذا العوز دفع البعض‬
‫إلى المجازفة بالكتابة ضد الحقيقة ‪ ،‬الذي لم يكن معروفا لهم‪ .‬مررت بأولئك الذين هاجموها عبثا في‬
‫األوقات السابقة‪ .‬عندما كنت أقوم بتدريس التعلم الخطابي في بيثينية ‪ ،‬بعد أن دُعيت هناك ‪ ،‬وحدث‬
‫أنه في نفس الوقت تمت اإلطاحة بمعبد هللا ‪ ،‬كان هناك رجالن يعيشان في نفس المكان ‪ ،‬حيث أهان‬
‫الرجالن الحق بينما كانا يسجدان ويسقطان ‪ ،‬ال أعلم إن كان بمزيد من الغطرسة أو القسوة‪ :‬الذي‬
‫أعلن نفسه رئيس كهنة الفلسفة‪ .‬لكنه كان مدمنًا جدًا على الرذيلة ‪ ،‬على الرغم من أنه معلم العفة ‪ ،‬لم‬
‫يكن أقل التهابًا من الجشع من الشهوات ؛‪ ‬في أسلوب معيشته باهظ لدرجة أنه على الرغم من أنه كان‬
‫في مدرسته حافظًا على الفضيلة ‪ ،‬وممدح البخل والفقر[ ‪ ،‬إال أنه كان يأكل في قصر أقل منه في‬
‫منزله‪ .‬ومع ذلك فهو يحمي رذائل بشعره وعباءته وثرواته (التي هي أكبر حاجز)‪ .‬ولكي يزيدها ‪،‬‬
‫كان يخترق بجهد رائع صداقات الحكام ؛‪ ‬وفجأة ألحقهم بنفسه بسلطة اسم وهمي ‪ ،‬ليس فقط ألنه قد‬
‫ض ا أنه من خالل هذا التأثير يعيق جيرانه ‪ ،‬الذين كان يقودهم يزبدون‬ ‫يتخذ قراراتهم ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫منازلهم وأراضيهم ‪ ،‬من استعادة ممتلكاتهم‪ .‬هذا الرجل ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬الذي أطاح بحججه الخاصة‬
‫بشخصيته ‪  ،‬أو انتقد شخصيته من خالل حججه ‪ ،‬وهو رقيب ثقيل وأشد متهم ضد نفسه ‪ ،‬في نفس‬
‫الوقت الذي تعرض فيه شخص صالح للهجوم ‪ ،‬قام بتقيؤ ثالثة كتب ضد الدين واالسم‬
‫المسيحيين ؛‪ ‬معترفا ً ‪ ،‬قبل كل شيء ‪ ،‬بأن عمل الفيلسوف هو إصالح أخطاء البشر ‪ ،‬وتذكيرهم‬
‫بالطريقة الصحيحة ‪ ،‬أي لعبادة اآللهة ‪ ،‬التي من خالل قوتها وجاللتها ‪ ،‬كما قال ‪ ،‬العالم يحكم‪ .‬وعدم‬
‫السماح بإغراء الرجال عديمي الخبرة بالخداع من أي شخص ‪ ،‬خشية أن تكون بساطتهم فريسة‬
‫ومعيشة لرجال ماكرة‪  .‬لذلك قال إنه تولى هذا المنصب الجدير بالفلسفة ‪ ،‬حتى يتمكن من التمسك بمن‬
‫ال يرون نور الحكمة ‪ ،‬وليس فقط ليعودوا إلى حالة ذهنية سليمة ‪ ،‬بعد أن تعهدوا بعبادة اآللهة ‪،‬‬
‫ضا ‪ ،‬بعد أن وضعوا جانبا ً عنادهم الراسخ ‪ ،‬قد يتجنبوا تعذيب الجسد ‪ ،‬وال يرغبون عبثًا في‬ ‫ولكن أي ً‬
‫تحمل الجروح القاسية في أطرافهم‪ .‬ولكن هذا قد يكون واض ًحا على أي أساس كان قد عمل بجد على‬
‫هذه المهمة ‪ ،‬فقد انطلق بغزارة في مدح األمراء ‪ ،‬الذين تميزت تقواهم وبصيرةهم ‪ ،‬كما قال هو‬
‫نفسه ‪ ،‬في كل من األمور األخرى ‪ ،‬وخاصة في الدفاع‪ .‬الشعائر الدينية لآللهة‪ .‬أنه ‪ ،‬باختصار ‪،‬‬
‫استشار مصالح الرجال ‪ ،‬حتى يتم تقييد الخرافات السخيفة والفاخرة ‪ ،‬ويمكن لجميع الرجال‬
‫االستمتاع بطقوس مقدسة مشروعة ‪ ،‬وقد يختبرون اآللهة المناسبة لهم‪ .‬ولكن عندما أراد إضعاف‬
‫أسس ذلك الدين الذي كان يتوسل ضده ‪ ،‬ظهر بال عقل ‪ ،‬عبثًا ‪ ،‬وسخيفة‪ ‬ألن ذلك المستشار الثقل‬
‫لمصلحة اآلخرين كان يجهل ليس فقط ما يعارضه ‪ ،‬ولكن حتى ما يتكلم‪ .‬ألنه إذا كان أي من ديننا‬
‫حاض ًر ا ‪ ،‬على الرغم من أنهم كانوا صامتين بسبب الوقت ‪ ،‬إال أنهم سخروا منه في أذهانهم ؛‪ ‬منذ أن‬
‫رأوا رجالً يدعي أنه سوف ينير اآلخرين عندما كان هو نفسه أعمى ؛‪ ‬أنه سيتذكر اآلخرين عن‬
‫الخطأ ‪ ،‬عندما كان يجهل مكان وضع قدميه ؛‪ ‬أنه يوجه اآلخرين إلى الحقيقة التي لم يرها هو نفسه‬
‫شرارة في أي وقت ؛‪ ‬بقدر ما سعى أستاذ الحكمة إلى قلب الحكمة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد انتقد الجميع هذا ‪،‬‬
‫حيث قام بهذا العمل في ذلك الوقت على وجه الخصوص ‪ ،‬حيث اشتعلت القسوة البغيضة‪ .‬أيها‬
‫الفيلسوف ‪ ،‬المتملق ‪ ،‬وخادم الوقت!‪ ‬واما هذا فكان محتقرا كما استحق باطله‪ .‬ألنه لم يكتسب الشعبية‬
‫التي كان يأمل فيها ‪ ،‬وتحول المجد الذي سعى إليه بشغف إلى لوم ولوم‪ .‬آخر كتب نفس الموضوع[‬
‫بمرارة أكبر ‪ ،‬وكان حينها من بين عدد القضاة ‪ ،‬والذي كان على وجه الخصوص مستشارًا لتفعيل‬
‫االضطهاد ؛‪ ‬ولم يكتف بهذه الجريمة ‪ ،‬بل طارد الكتابات أولئك الذين اضطهدهم بشدة‪ .‬ألنه ألف‬
‫كتابين ‪ ،‬ليس ضد المسيحيين ‪ ،‬اختبا ًرا قد يبدو أنه يهاجمهم بطريقة معادية ولكن للمسيحيين ‪ ،‬حتى‬
‫يُعتقد أنه يتشاور معهم بإنسانية ولطف‪ .‬وقد سعى في هذه الكتابات إلى إثبات زيف الكتاب المقدس‬
‫وكأنه يناقضه تما ًما‪ .‬ألنه شرح بعض الفصول التي بدت متناقضة مع نفسها ‪ ،‬وع ّدد الكثير من‬
‫األشياء السرية ‪ ،‬أنه يبدو أحيانًا أنه كان من نفس الطائفة‪ .‬لكن إذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فإن ما يمكن أن‬
‫يدافع عنه ديموسثينيس من تهمة المعصية ‪ ،‬من أصبح خانًا للدين الذي وافق عليه ‪ ،‬واإليمان الذي‬
‫اتخذ اسمه ‪ ،‬والغموض‪ .‬التي كان قد تسلمها ‪ ،‬إال إذا وقعت الكتابات المقدسة في يديه؟‪ ‬يا لالندفاع ‪،‬‬
‫إذن ‪ ،‬أن يجرؤ على تدمير ما لم يشرحه له أحد!‪ ‬كان من الجيد أنه إما لم يتعلم شيًئا أو لم يفهم‬
‫شيًئا‪  .‬ألن التناقض بعيد عن الكتابات المقدسة بقدر ما هو بعيد عن اإليمان والحقيقة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد‬
‫هاجم بشكل رئيسي بولس وبطرس والتالميذ اآلخرين ‪ ،‬بوصفهم ناشرين للخداع شهدوا في نفس‬
‫‪.‬الوقت بأنهم غير مهرة وغير متعلمين‬

‫‪.‬ثالثا‪ .‬من حقيقة عقيدة المسيح ‪ ،‬وغرور خصومه ؛‪ ‬وأن المسيح لم يكن ساح ًرا‬

‫لذلك غابت الرغبة في االختراع والمكر عن هؤالء الرجال ‪ ،‬ألنهم كانوا غير ماهرين‪ .‬أو ما الذي‬
‫يمكن لإلنسان غير المكتسب أن يخترع أشياء تتكيف مع بعضها البعض ‪ ،‬ومتماسكة ‪ ،‬عندما تحدث‬
‫الفالسفة األكثر عل ًما ‪ ،‬أفالطون وأرسطو ‪ ،‬وأبيقور وزينو ‪ ،‬أنفسهم بأشياء متناقضة مع بعضهم‬
‫البعض ‪ ،‬وعلى عكس ذلك؟‪ ‬فهذه هي طبيعة األكاذيب التي ال يمكن أن تكون متماسكة‪ .‬لكن‬
‫تعاليمهم ‪ ،‬ألنها صحيحة ‪ ،‬توافق في كل مكان وتتوافق تما ًما مع نفسها ؛‪ ‬وعلى هذا األساس فإنه‬
‫يؤثر على اإلقناع ألنه يقوم على خطة متسقة‪ .‬لذلك لم يبتدعوا هذا الدين من أجل الكسب والمنفعة ‪،‬‬
‫ألنهم اتبعوا في الواقع ‪ ،‬بمبادئهم وفي الواقع ‪ ،‬مسار الحياة الخالي من الملذات ‪ ،‬واحتقروا كل ما هو‬
‫محسوب من األشياء الصالحة ‪ ،‬وبما أنهم لم يتحملوا الموت من أجل إيمانهم فحسب ‪ ،‬بل عرفوا‬
‫ض ا وتنبأوا بأنهم على وشك الموت ‪ ،‬وبعد ذلك سيعاني كل من اتبع نظامهم من األمور القاسية‬ ‫أي ً‬
‫وغير التقية‪  .‬لكنه أكد أن المسيح نفسه هرب من قبل اليهود ‪ ،‬وبعد أن جمع مجموعة من تسعمائة‬
‫رجل ‪ ،‬ارتكبوا عمليات سطو‪ .‬من الذي يجرؤ على معارضة سلطة كبيرة كهذه؟‪ ‬يجب أن نصدق هذا‬
‫بالتأكيد ‪ ،‬ألن بعض أبولو قد أعلنه له في سباته‪ .‬لقد هلك الكثير من اللصوص في جميع األوقات ‪،‬‬
‫وهلكوا كل يوم ‪ ،‬وأنت نفسك بالتأكيد تدين كثيرين‪ :‬أي منهم بعد أن دُعي صلبه ‪ ،‬لن أقول إلها ً ‪ ،‬بل‬
‫رجل؟‪ ‬لكن بالصدفة صدقت ذلك من ظرف أنك كرست جريمة قتل المريخ كإله ‪ ،‬على الرغم من أنك‬
‫ما كنت لتفعل هذا لو أن األريوباجيين صلبوه‪ .‬نفس الرجل ‪ ،‬عندما سعى لإلطاحة بأفعاله الرائعة ‪،‬‬
‫ولم ينكرها مع ذلك ‪ ،‬رغب في إظهار أن أبولونيوس قام بأعمال مساوية أو حتى أعظم‪ .‬الغريب أنه‬
‫أغفل ذكر أبوليوس ‪ ،‬الذي اعتاد الكثير من األشياء الرائعة على االرتباط به‪ .‬لماذا إذن ‪ ،‬أيها‬
‫الشخص الذي ال معنى له ‪ ،‬ال يعبد أحد أبولونيوس مكان هللا؟‪ ‬ما لم تفعل ذلك عن طريق الصدفة‬
‫وحدك ‪ ،‬الذي يستحق ذلك اإلله ‪ ،‬الذي سيعاقبك اإلله الحقيقي[ إلى األبد‪ .‬إذا كان المسيح ساحرًا ألنه‬
‫قام بأعمال رائعة ‪ ،‬فمن الواضح أن أبولونيوس هو الذي حسب وصفك‪ .‬عندما أراد دوميتيان أن‬
‫يعاقبه ‪ ،‬اختفى فجأة أثناء محاكمته ‪ ،‬كان أكثر مهارة من الذي اعتقل وصلب‪ .‬ولكن ربما أراد من‬
‫هذا الشيء بالذات أن يثبت غطرسة المسيح ‪ ،‬في أنه جعل نفسه إلهًا ‪ ،‬حتى يبدو أن اآلخر كان أكثر‬
‫تواض ًع ا ‪ ،‬والذي ‪ ،‬على الرغم من قيامه بأعمال أعظم ‪ ،‬كما يعتقد هذا الشخص ‪ ،‬إال أنه لم يدعي‪.‬‬
‫هذا لنفسه‪  .‬لقد حذفت في الوقت الحالي مقارنة األعمال نفسها ‪ ،‬ألنني تحدثت في الكتاب الثاني‬
‫والسابق باحترام االحتيال والحيل في الفن السحري‪ .‬أقول إنه ال يوجد من ال يتمنى أن يصيبه ذلك‬
‫خاصة بعد الموت وهو ما يرغب به حتى أعظم الملوك‪ .‬فلماذا يستعد الرجال ألنفسهم القبور‬
‫الرائعة؟‪ ‬لماذا التماثيل والصور؟‪ ‬لماذا يسعون ببعض األعمال الالمعة ‪ ،‬أو حتى الموت من أجل أبناء‬
‫وطنهم ‪ ،‬الستحقاق آراء الناس الصالحة؟‪ ‬لماذا باختصار‪ ‬هل رغبت أنت بنفسك في رفع نصب‬
‫تذكاري لموهبتك ‪ ،‬مبنيًا بهذه الحماقة المقيتة ‪ ،‬كأنها من الطين ‪ ،‬إال أنك تتمنى الخلود من ذكر‬
‫اسمك؟‪  ‬لذلك ‪ ،‬من الحماقة أن نتخيل أن أبولونيوس لم يرغب في ما كان يتمناه بوضوح إذا كان قادرًا‬
‫على تحقيقه ؛‪ ‬ألنه ال يوجد من يرفض الخلود ‪ ،‬وخاصة عندما تقول إنه كان محبوبًا من قبل البعض‬
‫كإله ‪ ،‬وأن صورته تم إنشاؤها تحت اسم هرقل ‪ ،‬متوسط الشر ‪ ،‬وحتى اآلن يتم تكريمه من قبل‬
‫افسس‪ .‬لذلك ال يمكن اعتباره إلهًا بعد الموت ‪ ،‬ألنه كان من الواضح أنه رجل وساحر في نفس‬
‫الوقت ؛‪  ‬ولهذا السبب أثر في األلوهية تحت عنوان اسم ينتمي إلى آخر ‪ ،‬ألنه باسمه لم يكن قادرًا‬
‫على الحصول عليها ‪ ،‬ولم يجرؤ على القيام بالمحاولة‪ .‬لكن من نتحدث عنه يمكن أن يُعتقد أنه إله ‪،‬‬
‫ألنه لم يكن ساح ًرا ‪ ،‬وكان يُعتقد أنه كذلك ألنه كان كذلك في الحقيقة‪ .‬ال أقول هذا ‪ ،‬كما يقول ‪ ،‬إن‬
‫أبولونيوس لم يكن يُحسب إلهًا ‪ ،‬ألنه لم يكن يرغب في ذلك ‪ ،‬ولكن قد يكون من الواضح أننا ‪ ،‬الذين‬
‫لم نربط في وقت واحد اإليمان بألوهيته باألعمال الرائعة ‪ ،‬نحن أكثر حكمة‪ .‬منك ‪ ،‬الذي بسبب‬
‫عجائب طفيفة يعتقد أنه إله‪ .‬ليس عجيبًا أن تكون أنت بعيدًا عن حكمة هللا ‪ ،‬ال تفهم شيًئا على اإلطالق‬
‫مما قرأته ‪ ،‬منذ اليهود ‪ ،‬الذين قرأوا األنبياء منذ البداية كثي ًرا ‪ ،‬والذين لهم سر هللا‪ .‬تم تعيينهم ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك كانوا يجهلون ما يقرؤون‪ .‬تعلم ‪ ،‬لذلك ‪ ،‬إذا كان لديك أي معنى ‪ ،‬أن المسيح لم نؤمن به على أنه‬
‫هللا على هذا الحساب ‪ ،‬ألنه فعل أشياء رائعة ‪ ،‬ولكن ألننا رأينا أن كل األشياء قد تم القيام بها في‬
‫حالته والتي تم إعالنها لنا من خالل نبوءة األنبياء‪ .‬لقد قام بأعمال رائعة‪ :‬ربما افترضنا أنه ساحر ‪،‬‬
‫كما تظن اآلن ‪ ،‬وافترضه اليهود بعد ذلك ‪ ،‬إذا لم يعلن جميع األنبياء باتفاق واحد أن المسيح سيفعل‬
‫هذه األشياء بالذات‪  .‬لذلك نحن نؤمن بأنه هللا ‪ ،‬ليس من أعماله وأعماله العجيبة أكثر من ذلك الصليب‬
‫ضا في نفس الوقت‪ .‬لذلك لم يكن ذلك بنا ًء على شهادته‬ ‫الذي تلعقه أنت كالب ‪ ،‬ألنه تم التنبؤ بذلك أي ً‬
‫(ألنه من يمكن تصديقه عندما يتكلم عن نفسه ؟‪ ،‬بل على شهادة األنبياء الذين سبق أن تنبأوا بكل ما‬
‫فعله وعانى منه بوقت طويل ‪ ،‬أنه اكتسب إيمانًا بألوهيته ‪ ،‬وهو ما كان من الممكن أن يحدث ال‬
‫ألبولونيوس وال ألبوليوس وال ألي من السحرة ؛‪ ‬وال يمكن أن يحدث في أي وقت‪ .‬لذلك ‪ ،‬عندما كان‬
‫قد سكب مثل هذه الهذيان السخيف لجهله ‪ ،‬عندما سعى بشغف إلى تدمير الحقيقة ‪ ،‬تجرأ على إعطاء‬
‫كتبه التي كانت شريرة وأعداء هللا لقب "محبة الحقيقة"‪ .‬يا صدري أعمى!‪ ‬أيها العقل أسود أكثر من‬
‫الظالم السيمري كما يقولون!‪ ‬ربما كان أحد تالميذ أناكساغوراس ‪ ،‬الذي كانت الثلوج بالنسبة له‬
‫سوداء مثل الحبر‪ .‬ولكن هذا هو العمى نفسه ‪ ،‬إلعطاء اسم الباطل للحقيقة ‪ ،‬والحق على الباطل‪ .‬ال‬
‫شك في أن الرجل الماكر تمنى إخفاء الذئب تحت جلد شاة ‪ ،‬حتى يوقع القارئ في شرك عنوان‬
‫مخادع‪ .‬فليكن صحيحا‪  .‬اعترف أنك فعلت هذا من الجهل ‪ ،‬وليس عن الخبث‪ :‬ما هي الحقيقة التي‬
‫قدمتها إلينا ‪ ،‬إال أنك ‪ ،‬كونك مدافعًا عن اآللهة ‪ ،‬فقد خنت أخي ًرا تلك اآللهة ذاتها؟‪ ‬ألنك ‪ ،‬بعد أن‬
‫حددت تسبيح هللا األسمى ‪ ،‬الذي اعترفت بأنه ملك ‪ ،‬وأقوى ‪ ،‬وصانع كل شيء ‪ ،‬وينبوع الشرف ‪،‬‬
‫وأب كل شيء ‪ ،‬وخالق وحافظ جميع الكائنات الحية ‪ ،‬المملكة من كوكب المشتري الخاص‬
‫بك‪ .‬وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد‪ .‬وهكذا فإن استنتاجك يدينك بالحماقة‬
‫والغرور والخطأ‪ .‬ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ‪ ،‬ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم لذلك اإلله الذي‬
‫تحاول قلب دينه‪ .‬هل خنت أخيرًا تلك اآللهة؟‪ ‬ألنك ‪ ،‬بعد أن حددت تسبيح هللا األسمى ‪ ،‬الذي اعترفت‬
‫بأنه ملك ‪ ،‬وأقوى ‪ ،‬وصانع كل شيء ‪ ،‬وينبوع الشرف ‪ ،‬وأب كل شيء ‪ ،‬وخالق وحافظ جميع‬
‫الكائنات الحية ‪ ،‬المملكة من كوكب المشتري الخاص بك‪ .‬وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى‬
‫رتبة عبيد‪ .‬وهكذا فإن استنتاجك يدينك بالحماقة والغرور والخطأ‪ .‬ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ‪،‬‬
‫ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه‪ .‬هل خنت أخيرًا تلك‬
‫اآللهة؟‪  ‬ألنك ‪ ،‬بعد أن حددت تسبيح هللا األسمى ‪ ،‬الذي اعترفت بأنه ملك ‪ ،‬وأقوى ‪ ،‬وصانع كل شيء‬
‫‪ ،‬وينبوع الشرف ‪ ،‬وأب كل شيء ‪ ،‬وخالق وحافظ جميع الكائنات الحية ‪ ،‬المملكة من كوكب‬
‫المشتري الخاص بك‪ .‬وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد‪ .‬وهكذا فإن استنتاجك‬
‫يدينك بالحماقة والغرور والخطأ‪ .‬ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ‪ ،‬ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم‬
‫لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه‪ .‬انت اخذت المملكة من جوبيتر الخاص بك‪ .‬وعندما طردته من‬
‫السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد‪ .‬وهكذا فإن استنتاجك يدينك بالحماقة والغرور والخطأ‪ .‬ألنك تؤكد‬
‫أن اآللهة موجودة ‪ ،‬ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه‪ .‬انت اخذت‬
‫المملكة من جوبيتر الخاص بك‪ .‬وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد‪ .‬وهكذا فإن‬
‫استنتاجك يدينك بالحماقة والغرور والخطأ‪ .‬ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ‪ ،‬ومع ذلك فإنك تخضعهم‬
‫‪.‬وتستعبدهم لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه‬

‫‪.‬رابعا‪ .‬لماذا نُشر هذا العمل ‪ ،‬ومرة أخرى من قبل ترتليان وقبرص‬

‫بما أن الذين تحدثت عنهم قد عرضوا كتاباتهم التدنسية في وجودي ‪ ،‬ولحزني ‪ ،‬بسبب التحريض‬
‫على عدم تقوى هؤالء المتغطرسين ‪ ،‬ومن وعي الحقيقة نفسها ‪ ،‬و (كما أعتقد) يا إلهي ‪ ،‬لقد توليت‬
‫هذا المنصب ‪ ،‬حتى أنني بكل قوة عقلي قد أدحض المتهمين بالبر ؛‪ ‬ال يعني ذلك أنني يجب أن أكتب‬
‫ضد هؤالء ‪ ،‬الذين قد يتم سحقهم ببضع كلمات ‪ ،‬ولكن ربما سأقوم مرة واحدة بهجوم واحد بإسقاط‬
‫كل من أثر في كل مكان ‪ ،‬أو قام بنفس العمل‪ .‬ألنني ال أشك في أن كثيرين آخرين ‪ ،‬وفي أماكن‬
‫ضا في الكتابات الالتينية ‪ ،‬قد أقاموا نصبًا إلثمهم‪ .‬وبما أنني‬
‫كثيرة ‪ ،‬وليس فقط في اليونانية ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫لم أتمكن من الرد عليها بشكل منفصل[ ‪ ،‬اعتقدت أن هذا السبب يجب أن أتوسل إليه لدرجة أنني قد‬
‫أسقط الكتاب السابقين ‪ ،‬مع جميع كتاباتهم ‪ ،‬وأقطع عن كتّاب المستقبل القوة الكاملة للكتابة‬
‫والرد‪  .‬دعهم يحضرون فقط ‪ ،‬وسأؤثر بالتأكيد على أن أي شخص يعرف هذه األشياء ‪ ،‬يجب عليه‬
‫إما أن يتبنى ما أدانه من قبل ‪ ،‬أو أن يتوقف ‪ ،‬وهو بجانبه ‪ ،‬مطوالً عن السخرية منه‪ .‬على الرغم من‬
‫أن ترتليان دافع تما ًم ا عن نفس السبب في تلك األطروحة التي تحمل عنوان االعتذار ‪ ،‬إال أنه ما دام‬
‫الرد على المتهمين أم ًرا واحدًا ‪ ،‬وهو عبارة عن دفاع أو إنكار فقط ‪ ،‬وشيء آخر يجب توجيهه ‪،‬‬
‫وهو ما نقوم به ‪ ،‬حيث يكون الجوهر‪ .‬يجب احتواء النظام بأكمله ‪ ،‬لم أتراجع عن هذا العمل ‪ ،‬حتى‬
‫أكمل الموضوع ‪ ،‬وهو ما لم ينفذه قبريان بشكل كامل في ذلك الخطاب الذي يحاول فيه دحض‬
‫ديمتريانوس (كما يقول[ هو نفسه) وهو يهاجم الحقيقة ويصيح ضدها‪ .‬أي موضوع[ لم يتعامل معه كما‬
‫كان يجب أن يفعل ؛‪ ‬ألنه كان يجب أن يُدحض ليس بشهادات الكتاب المقدس ‪ ،‬التي اعتبرها بوضوح‬
‫باطلة وخيالية وكاذبة ‪ ،‬بل بالحجج والعقل‪ .‬ألنه ‪ ،‬بما أنه كان يتصارع ضد رجل جاهل بالحقيقة ‪،‬‬
‫كان عليه أن يترك القراءات اإللهية جانبًا لبعض الوقت ‪ ،‬وأن يكون هذا الرجل منذ البداية جاهالً‬
‫تما ًما ‪ ،‬وأن يظهر له‪ .‬بدرجات بدايات النور ‪ ،‬حتى ال ينبهر ‪ ،‬يُق َّدم له كل سطوعه‪ .‬ألن الرضيع ال‬
‫يستطيع بسبب حنان معدته ‪ ،‬لتلقي تغذية من األطعمة الصلبة والقوية ‪ ،‬ولكن مدعومة بالحليب‬
‫السائل واللين ‪ ،‬حتى يتم تأكيد قوتها ‪ ،‬يمكن أن تتغذى على تغذية أقوى ؛‪ ‬لذلك كان من الالئق أيضًا‬
‫أن يُقدم لهذا الرجل ‪ ،‬ألنه لم يكن قاد ًرا بعد على تلقي األشياء اإللهية ‪ ،‬شهادات بشرية ‪ -‬أي من‬
‫فالسفة ومؤرخين ‪ -‬لكي يتم دحضه بشكل خاص من قبل سلطاته‪ .‬وبما أنه لم يفعل ذلك ‪ ،‬فقد‬
‫انجرفت بمعرفته المميزة بالكتابات المقدسة ‪ ،‬حتى أنه كان راضيا ً عن تلك األشياء وحدها التي يتألف‬
‫منها اإليمان ‪ ،‬فقد تعهدت ‪ ،‬بإذن هللا ‪ ،‬أن أفعل ذلك ‪ ،‬وفي وفي نفس الوقت تمهيدا لتقليد‬
‫اآلخرين‪  .‬وإذا بدأ الرجال البليغون والمتعلمون ‪ ،‬من خالل نصحتي ‪ ،‬في الرهان على هذا الموضوع‬
‫‪  ،‬وسيختارون إظهار مواهبهم وقوتهم في التحدث في هذا المجال من الحقيقة ‪ ،‬وال يمكن ألحد أن‬
‫يشك في أن األديان الباطلة ستختفي بسرعة ‪ ،‬وستسقط الفلسفة تما ًما ‪ ،‬إذا اقتنع الجميع بأن هذا وحده‬
‫‪.‬هو الدين والحكمة الحقيقية الوحيدة‪ .‬لكنني ابتعدت عن الموضوع أبعد مما كنت أتمنى‬

‫‪.‬كان هناك عدالة حقيقية تحت الساللة ‪ ،‬لكن تم حظرها من قبل المشتري ‪5.‬‬

‫اآلن يجب تقديم الجدل الموعود بشأن العدالة ؛‪ ‬التي هي في حد ذاتها أعظم فضيلة ‪ ،‬أو في حد ذاتها‬
‫ضا ‪ ،‬الذين كانوا قبل ذلك‬
‫ينبوع الفضيلة ‪ ،‬التي لم يبحث عنها الفالسفة فحسب ‪ ،‬بل الشعراء أي ً‬
‫بكثير ‪ ،‬وكانوا يُعتبرون حكماء قبل أصل اسم الفلسفة‪ .‬فهؤالء فهموا بوضوح أن هذه العدالة كانت‬
‫غائبة عن شؤون الرجال‪ .‬وتظاهروا أنه إذ أساءوا إلى رذائل الناس ارتحلوا عن األرض ورجعوا‬
‫إلى السماء‪ .‬وأنهم قد يعلمون ما يعنيه العيش بالعدل (ألنهم معتادون على إعطاء الوصايا من خالل‬
‫اإلحاطة) ‪ ،‬يكررون أمثلة للعدالة من أوقات زحل ‪ ،‬التي يسمونها العصر الذهبي ‪ ،‬ويربطون في أي‬
‫حالة كانت حياة اإلنسان بينما تأخرت على األرض‪ .‬وهذا ال يُنظر إليه على أنه خيال شعري ‪ ،‬بل‬
‫حقيقة‪ .‬إلى عن على‪  ،‬أثناء حكم ساتورنوس ‪ ،‬لم يتم تأسيس العبادة الدينية لآللهة بعد ‪ ،‬ولم يتم حتى‬
‫اآلن فصل أي عرق في اإليمان بألوهيته ‪ ،‬كان من الواضح أن هللا كان يعبد‪ .‬ولذلك لم تكن هناك‬
‫‪.‬خالفات وال عداوات وال حروب‬

‫"‪ ،‬لم يكن هناك بعد سيوف مجنونة الغضب"‬

‫‪ ،‬كما يتحدث جرمانيكوس قيصر في قصيدته المترجمة من أراتوس‬


‫‪".‬ولم يعرف الخالف بين األقارب"‬

‫ال ‪ ،‬وال حتى بين الغرباء‪ :‬ولكن لم تكن هناك سيوف على اإلطالق لتتخلص منها‪ .‬ألنه عندما كانت‬
‫العدالة حاضرة وحيوية ‪ ،‬كان يفكر في احترام حمايته ‪ ،‬حيث لم يتآمر أحد ضده ؛‪ ‬أو احترام تدمير‬
‫شخص آخر ‪ ،‬حيث ال أحد يرغب في شيء؟‬

‫"لقد فضلوا بث محتوى مباشر بنمط حياة بسيط"‬

‫كما يروي شيشرون في قصيدته ؛‪ ‬وهذا خاص بديننا‪" .‬لم يكن مسمو ًحا حتى بترسيم أو تقسيم السهل‬
‫بحدود‪ :‬سعى الناس إلى كل األشياء المشتركة" ؛‪ ‬بما أن هللا قد أعطى األرض للجميع ‪ ،‬حتى يتمكنوا‬
‫من قضاء حياتهم بشكل مشترك ‪ ،‬فليس هذا الجشع المجنون والمستعر قد يدعي كل األشياء لنفسه ‪،‬‬
‫وأن ما تم إنتاجه للجميع قد ال يريده أحد‪ .‬وهذا القول للشاعر يجب أن يؤخذ على هذا النحو ‪ ،‬ليس‬
‫كإيحاء لفكرة أن األفراد في ذلك الوقت لم تكن لديهم ملكية خاصة ‪ ،‬ولكن يجب اعتبارها شخصية‬
‫شاعرية ؛‪  ‬حتى نفهم أن الرجال كانوا ليبراليين للغاية ‪ ،‬لدرجة أنهم لم يحبسوا ثمار األرض التي‬
‫أنتجت لهم ‪ ،‬ولم يفكروا في العزلة على األشياء المخزنة ‪ ،‬لكنهم اعترفوا للفقراء أن يتقاسموا ثمار‬
‫‪: - -‬عملهم‬

‫"‪.‬اآلن تيارات من الحليب ‪ ،‬اآلن تدفقت تيارات الرحيق"‬

‫وال عجب ‪ ،‬ألن مستودعات الخير مفتوحة للجميع بحرية‪ .‬كما أن الجشع لم يعترض الهبة اإللهية ‪،‬‬
‫وبالتالي تسبب الجوع والعطش بشكل مشترك ‪ ،‬لكن كان الجميع على حد سواء وفي ًرا ‪ ،‬ألن الذين‬
‫كانت لديهم ممتلكات أعطوا بكرامة وكرامة ألولئك الذين لم يفعلوا ذلك‪ .‬ولكن بعد أن تم نفي‬
‫‪ ، -‬ساتورنوس من السماء ‪ ،‬ووصل إلى التيوم‬

‫منفي من عرشه"‬

‫‪ ، "-‬بواسطة جوف ‪ ،‬وريثه األعظم‬

‫ألن الناس إما من خالل الخوف من الملك الجديد ‪ ،‬أو من تلقاء أنفسهم ‪ ،‬قد فسدوا وتوقفوا عن عبادة‬
‫هللا ‪ ،‬وبدأوا في تقدير الملك في مكان كوول ‪ ،‬حيث كان هو نفسه ‪ ،‬وهو أحد األبوين تقريبًا ‪ ،‬مثاالً‬
‫‪ ، -‬لآلخرين إلصابة التقوى‬

‫العذراء العادل على عجل هجرت األرض" ؛"‬

‫‪ ،‬ولكن ليس كما يقول شيشرون‬

‫‪".‬واستقروا في مملكة جوبيتر وفي جزء من السماء"‬

‫فكيف لها أن تستقر في مملكة من طرد والده من مملكته ‪ ،‬وضايقه بالحرب ‪ ،‬وطرده إلى العالم كله؟‬

‫‪ ،‬أعطى الثعابين السوداء سمها الضار"‬

‫وأمر الذئاب بالتجول ؛‬

‫أي أنه أدخل بين الناس الكراهية والحسد والحيلة ؛‪ ‬فكانوا سامين كالحيات وجشعين كالذئاب‪ .‬وهم‬
‫يفعلون هذا حقًا الذين يضطهدون الصالحين والمخلصين تجاه هللا ‪ ،‬ويعطون للقضاة قوة استخدام‬
‫العنف ضد األبرياء‪ .‬ربما يكون المشتري قد فعل شيًئا من هذا القبيل لإلطاحة بالصالح‬
‫‪.‬وإزالته ؛‪ ‬وبنا ًء على هذا ‪ ،‬فقد ارتبط بجعل الثعابين شرسة ‪ ،‬وأثار روح الذئاب‬

‫‪ ،‬ثم غضب الحرب الذي ال يقهر"‬

‫‪ ".‬وشهوة الكسب الجشع‬

‫وليس بدون سبب‪ .‬ألخذ عبادة هللا ‪ ،‬فقد الناس معرفة الخير والشر‪ .‬وهكذا هلك االتصال المشترك في‬
‫الحياة من حينها ‪ ،‬وتدمير رباط المجتمع البشري‪ .‬ثم بدأوا في مجابهة بعضهم البعض ‪ ،‬والتآمر ‪،‬‬
‫‪.‬واكتساب المجد ألنفسهم من سفك الدم البشري‬

‫السادس‪  .‬بعد إنكار العدل ‪ ،‬والشهوة ‪ ،‬والقوانين غير العادلة ‪ ،‬والجرأة ‪ ،‬والطموح ‪ ،‬والفخر ‪،‬‬
‫‪.‬والوحشية ‪ ،‬وغيرها من الفتاوى‬

‫ومصدر كل هذه الشرور هو الشهوة‪ .‬التي ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬تنفجر من احتقار الجاللة الحقيقية‪ .‬فلم‬
‫يقتصر األمر على فشل أولئك الذين لديهم فائض في منح نصيب لآلخرين ‪ ،‬بل استولوا على‬
‫ممتلكات اآلخرين ‪ ،‬وجذبوا كل شيء لتحقيق مكاسبهم الخاصة ؛‪ ‬واألشياء التي كان حتى األفراد‬
‫يجاهدون في السابق للحصول عليها لالستخدام العام للرجال ‪ ،‬تم نقلها اآلن إلى منازل قلة‪ .‬بعيدًا ‪،‬‬
‫ُخض عوا اآلخرين بالعبودية ‪ ،‬بدأوا على وجه الخصوص في االنسحاب وجمع ضروريات‬ ‫لكي ي ِ‬
‫ً‬
‫الحياة معًا ‪ ،‬وإبقائهم محكمين ‪ ،‬حتى يتمكنوا من جعل خيرات السماء ملكا لهم ؛‪ ‬ليس بسبب اللطف ‪،‬‬
‫وهو شعور ال وجود له فيهم ‪ ،‬لكنهم قد يجتاحون كل أدوات الشهوة والجشع‪ .‬هم أيضا ‪ ،‬يغيرون اسم‬
‫العدالة ‪ ،‬ويصدرون معظم القوانين غير المتكافئة والظالمة ‪ ،‬من أجل الدفاع عن نهبهم وجشعهم ضد‬
‫قوة الجمهور‪  .‬وبالتالي ‪ ،‬فقد سادوا بالسلطة بقدر ما ساد القوة ‪ ،‬أو الموارد ‪ ،‬أو الحقد‪ .‬وبما أنه لم‬
‫يكن لديهم أي أثر للعدالة ‪ ،‬ومكاتبها اإلنسانية واإلنصاف[ والشفقة ‪ ،‬فقد بدأوا اآلن يفرحون في عدم‬
‫المساواة الفخورة والمتضخمة ‪ ،‬وجعلوا أنفسهم أعلى من الرجال اآلخرين ‪ ،‬من قبل حاشية من‬
‫الحاضرين ‪ ،‬وبواسطة بالسيف وببراعة ثيابهم‪ .‬لهذا السبب اخترعوا ألنفسهم األوسمة والجلباب‬
‫األرجوانية والفساتين ‪ ،‬التي ‪ ،‬بدعم من الرعب الناتج عن الفؤوس والسيوف ‪ ،‬قد يحكمونهم ‪ ،‬كما‬
‫هو الحال بحق السادة ‪ ،‬ويصابون بالخوف والقلق‪ . .‬كانت هذه هي الحالة التي وضع فيها هذا الملك‬
‫حياة اإلنسان ‪ ،‬بعد أن هزم أحد الوالدين وهربه ‪ ،‬ولم يستولي على مملكته ‪ ،‬بل أقام طغيانًا شريرًا‬
‫بالعنف والرجال المسلحين ‪ ،‬وأزال ذلك العصر الذهبي للعدالة ‪ ،‬وأجبر الرجال على أن يصبحوا‬
‫أشرا ًر ا وغير وديين ‪ ،‬حتى من هذا الظرف بالذات ‪ ،‬حتى أنه أبعدهم عن هللا لعبادة نفسه ؛‪ ‬وكان‬
‫الرعب من قوته المفرطة قد ابتز هذا‪ .‬فمن ذا الذي ال يخاف من الذي تمنطقه باألسلحة ‪ ،‬والذي أحاط‬
‫به بريق الفوالذ والسيوف؟‪ ‬أو من هو الغريب الذي لم يسلم من والده حتى؟‪ ‬من الذي في الحقيقة يجب‬
‫أن يخاف ‪ ،‬من انتصر في الحرب ‪ ،‬ودمره مذبحة عرق الجبابرة ‪ ،‬الذي كان قويًا ومتفوقًا في‬
‫القوة؟‪  ‬ما الذي يتساءل عما إذا كان الجمهور كله ‪ ،‬تحت ضغط الخوف غير العادي ‪ ،‬قد استسلم‬
‫لتملق رجل واحد؟‪ ‬لقد كرموه ‪ ،‬دفعوا له أعظم شرف‪ .‬وبما أنه يُحكم على أنه نوع من الخضوع لتقليد‬
‫عادات ورذائل الملك ‪ ،‬فقد وضع جميع الرجال التقوى جانبًا ‪ ،‬لئال إذا عاشوا تقوى ‪ ،‬فقد يبدو أنهم‬
‫يخشون شر الملك‪  .‬وهكذا ‪ ،‬بعد أن أفسدهم التقليد المستمر ‪ ،‬تخلوا عن الحق اإللهي ‪ ،‬وأصبحت‬
‫ممارسة العيش الشرير بالدرجات عادة‪ .‬واآلن لم يبق شيء من حالة التقوى والممتازة في العصر‬
‫السابق ؛‪ ‬لكن العدالة تُطرد ‪ ،‬وتستدرج معها الحق ‪ ،‬وتُترك للناس ضالالً وجهالً وعمى‪ .‬لذلك كان‬
‫الشعراء جاهلين ‪ ،‬وغنوا أنها هربت إلى الجنة ‪ ،‬إلى مملكة جوبيتر‪ .‬ألنه إذا كان العدل على األرض‬
‫في العصر الذي يسمونه "ذهبيًا" ‪ ،‬فمن الواضح أنها طردها المشتري الذي غير العصر الذهبي‪ .‬لكن‬
‫تغيير العمر وطرد العدالة ال يعتبران كما قلت غير تنحية الدين اإللهي ‪ ،‬األمر الذي يؤدي وحده إلى‬
‫أن يحترم اإلنسان الرجل العزيز ‪ ،‬ويجب أن يعلم أنه مرتبط به‪ .‬برباط األخوة ‪ ،‬ألن هللا هو أب‬
‫للجميع على حد سواء ‪ ،‬وذلك لتقاسم عطايا هللا واألب المشتركين مع أولئك الذين ال يملكونها ؛‪ ‬أال‬
‫يجرح أحدًا ‪ ،‬وال يضطهد أحدًا ‪ ،‬وال يغلق بابه في وجه شخص غريب ‪ ،‬وال أن يغلق أذنه في وجه‬
‫شخص متضرع ‪ ،‬بل أن يكون رحي ًما ‪ ،‬وصال ًحا ‪ ،‬وليبراليًا ‪ ،‬وهو ما اعتقد توليوس أنه مدح مناسب‬
‫للملك‪ .‬هذا حقًا هو العدل ‪ ،‬وهذا هو العصر الذهبي ‪ ،‬الذي فسد ألول مرة عندما ملك المشتري ‪،‬‬
‫‪ ،‬وبعد ذلك بوقت قصير ‪ ،‬عندما تم تكريسه هو وجميع نسله كآلهة ‪ ،‬وعبادة العديد من اآللهة‬

‫‪.‬سابعا‪ .‬عن مجيء يسوع وثمرته ؛‪ ‬وفرائض وفاعليات تلك السن‬

‫لكن هللا ‪ ،‬بصفته أبًا متسام ًحا ‪ ،‬عندما اقتربت آخر مرة ‪ ،‬أرسل رسواًل إلعادة تلك الشيخوخة ‪،‬‬
‫والعدالة التي تم القضاء عليها ‪ ،‬حتى ال يتأثر الجنس البشري بأخطاء كبيرة ودائمة‪ .‬لذلك عاد ظهور‬
‫ذلك الوقت الذهبي ‪ ،‬وأعيد العدل إلى األرض ‪ ،‬ولكن تم تكليف قلة منهم‪ .‬وهذا العدل ما هو إال عبادة‬
‫اإلله الواحد التقية والدينية‪ .‬ولكن ربما يميل البعض إلى التساؤل ‪ ،‬لماذا ‪ ،‬إذا كانت هذه عدالة ‪ ،‬فهي‬
‫ال تُمنح للبشرية جمعاء ‪ ،‬وكل الجمهور ال يوافق عليها‪ .‬هذه مسألة جدال كبير ‪ ،‬لماذا احتفظ هللا‬
‫بالفرق عندما أعطى العدل لألرض‪ .‬وهذا ما أوضحته في مكان آخر ‪ ،‬وكلما سنحت فرصة مواتية‬
‫يجب توضيح ذلك‪ .‬يكفي اآلن باختصار شديد أن ندل عليها‪ :‬هذه الفضيلة ال يمكن تمييزها ‪ ،‬ما لم‬
‫يكن لها رذائل تعارضها ؛‪ ‬وال يكون كامال ما لم تمارسه الشدائد‪ .‬ألن هللا قصد أن يكون هناك هذا‬
‫التمييز بين الخير والشر ‪ ،‬حتى نعرف من الشر صفة الخير ‪ ،‬وكذلك صفة الشر من الخير‪ .‬وال‬
‫يمكن فهم طبيعة أحدهما إذا ُأزيل اآلخر‪ .‬لذلك لم يستبعد هللا الشر حتى تكون طبيعة الفضيلة‬
‫واضحة‪  .‬فكيف يمكن للصبر أن يحتفظ بمعناه واسمه إذا لم يكن هناك شيء اضطررنا لتحمله؟‪ ‬فكيف‬
‫يستحق اإليمان المكرس إللهه الثناء ‪ ،‬إال إذا كان هناك من أراد أن يبعدنا عن هللا؟‪ ‬ألنه على هذا‬
‫الحساب سمح للظالمين أن يكونوا أقوى ‪ ،‬حتى يتمكنوا من إجبارهم على الشر ؛‪ ‬وعلى هذا الحساب‬
‫أن تكون أكثر عددًا ‪ ،‬قد تكون تلك الفضيلة ثمينة ‪ ،‬ألنها نادرة‪ .‬وهذه النقطة بالذات أظهرها‬
‫كوينتيليان بشكل مثير لإلعجاب وباختصار في "الرأس المكتوم"‪ .‬يقول‪" :‬أية فضيلة يمكن أن تكون‬
‫في البراءة ‪ ،‬لو لم تؤ ِّد ندرة هذه الفضيلة إلى المديح؟ ولكن ألن الكراهية والرغبة والغضب هي التي‬
‫توفرها الطبيعة تدفع الناس بشكل أعمى إلى ذلك الشيء الذي يطبقونه فيه‪ .‬أنفسهم ‪ ،‬فإن التحرر من‬
‫الخطأ يبدو أنه خارج عن قوة اإلنسان‪ .‬وإال ‪ ،‬إذا أعطت الطبيعة لجميع الناس عواطف متساوية ‪،‬‬
‫فلن تكون التقوى شيًئا "‪ .‬ألم يمدحها ندرتها؟‪ ‬ولكن نظ ًرا ألن الكراهية والرغبة والغضب توفرها‬
‫الطبيعة ‪ ،‬فإنهم يدفعون الناس بشكل أعمى إلى ذلك الشيء الذي يطبقون عليه أنفسهم ‪ ،‬ويبدو أن‬
‫التحرر من الخطأ يتجاوز قوة اإلنسان‪ .‬وإال ‪ ،‬إذا أعطت الطبيعة لجميع البشر عواطف متساوية ‪،‬‬
‫فلن تكون التقوى شيًئا "‪ .‬ألم يمدحها ندرتها؟‪ ‬ولكن نظ ًرا ألن الكراهية والرغبة والغضب توفرها‬
‫الطبيعة ‪ ،‬فإنهم يدفعون الناس بشكل أعمى إلى ذلك الشيء الذي يطبقون عليه أنفسهم ‪ ،‬ويبدو أن‬
‫التحرر من الخطأ يتجاوز قوة اإلنسان‪ .‬وإال ‪ ،‬إذا أعطت الطبيعة لجميع البشر عواطف متساوية ‪،‬‬
‫‪ ".‬فلن تكون التقوى شيًئا‬

‫ما مدى صحة هذا ‪ ،‬وضرورة القضية نفسها تعلم‪ .‬ألنه إذا كان من الفضيلة مقاومة الشرور والرذائل‬
‫بالثبات ‪ ،‬فمن الواضح أنه بدون الشر والرذيلة ‪ ،‬ال توجد فضيلة كاملة ؛‪ ‬ولكي يجعل هللا هذا كامالً‬
‫وكامالً ‪ ،‬احتفظ بما يتعارض معه ‪ ،‬والذي قد ينافسه‪ .‬ألن الشرور التي تضايقه تثيره ينال‬
‫االستقرار‪ .‬وبما يتناسب مع التكرار الذي يتم حثه به فصاعدًا ‪ ،‬هو الحزم الذي يتم تقويته به‪ .‬من‬
‫الواضح أن هذا هو السبب الذي يؤدي إلى أنه على الرغم من إرسال العدالة إلى الرجال ‪ ،‬إال أنه ال‬
‫يمكن القول بوجود عصر ذهبي‪  .‬ألن هللا لم ينزع الشر حتى يحتفظ بهذا التنوع الذي وحده يحفظ سر‬
‫‪.‬الدين اإللهي‬

‫ثامنا‪ .‬العدل معروف للجميع ‪ ،‬لكن غير محصور ؛‪ ‬لمعبد هللا الحقيقي ‪ ،‬وعبادته ‪ ،‬أنه يجوز إخضاع‬
‫‪.‬جميع الضحايا‬
‫لذلك ‪ ،‬الذين يعتقدون أنه ال يوجد شخص عادل ‪ ،‬لديهم العدالة أمام أعينهم ‪ ،‬لكنهم غير مستعدين‬
‫لتمييزها‪  .‬ما سبب وصفه بالقصائد أو في كل خطابهم متذمرين من غيابه ‪ ،‬في حين أنه من السهل‬
‫عليهم أن يكونوا جيدين إذا رغبوا في ذلك؟‪ ‬لماذا ترسمون على أنفسكم أن العدالة ال قيمة لها ‪،‬‬
‫أمكنك ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وتتمنى أن تسقط من السماء ‪ ،‬كما كانت ‪ ،‬ممثلة في صورة ما؟‪ ‬ها هي قدامك‪ .‬اقبليها ‪ ،‬إذا‬
‫ثديك ؛‪ ‬وال تتخيلوا أن هذا صعب أو غير مالئم للعصر‪ .‬كن عادالً وصالحًا ‪،‬‬‫ِ‬ ‫وضعيها في بيت‬
‫وسيتبعك العدل الذي تسعى إليه من تلقاء نفسها‪ .‬اترك كل فكر شرير من قلوبك ‪ ،‬وسيعود إليك‬
‫العصر الذهبي في الحال ‪ ،‬الذي ال يمكنك تحقيقه بأية وسيلة أخرى غير البدء في عبادة اإلله‬
‫الحقيقي‪  .‬لكنك تتوق إلى العدالة على األرض ‪ ،‬بينما تستمر عبادة اآللهة الباطلة ‪ ،‬والتي ال يمكن أن‬
‫تتحقق‪ .‬لكن لم يكن ذلك ممكنًا حتى في ذلك الوقت الذي تتخيله ‪ ،‬ألن اآللهة الذين تعبدهم عن طريق‬
‫اإليمان لم يتم إنتاجهم بعد ‪ ،‬ويجب أن تكون عبادة اإلله الواحد قد سادت في جميع أنحاء‬
‫األرض ؛‪ ‬من هذا اإلله الذي يبغض الشر ويطلب الصالح‪ .‬الذي ليس هيكله حجارة أو خزفًا ‪ ،‬بل هو‬
‫إنسان يحمل صورة هللا‪ .‬وهذا الهيكل ليس مزينًا بهدايا من الذهب والمجوهرات الفاسدة ‪ ،‬بل بوظائف‬
‫الفضائل الدائمة‪ .‬تعلم ‪ ،‬إذا ترك لك أي ذكاء ‪ ،‬أن الناس أشرار وظالمون ألن اآللهة تُعبد ؛‪ ‬وأن كل‬
‫الشرور تزداد يوميا في شؤون الرجال على هذا الحساب ‪ ،‬الن هللا صانع هذا العالم وحاكمه قد‬
‫اهمل‪ .‬ألنه ‪ ،‬على عكس ما هو صواب ‪ ،‬تم تبني الخرافات الباطلة ؛‪ ‬وأخيرًا ‪ ،‬ألنك ال تسمح لعدد‬
‫‪.‬قليل من الناس أن يعبد هللا‬

‫ولكن إذا كان هللا يعبد فقط ‪ ،‬لكان هناك‬

‫ال تكون الخالفات والحروب ‪ ،‬كما يفعل الرجال‬

‫‪،‬اعلموا أنهم أبناء إله واحد‪ .‬و‬

‫لذلك ‪ ،‬من بين أولئك الذين كانوا متصلين‬

‫الرابطة المقدسة والمصونة للعالقة اإللهية ‪ ،‬لن تكون هناك مؤامرات ‪ ،‬بقدر ما‬

‫سيعرفون أي نوع من عقوبات هللا‬

‫أعد لمدمري النفوس ‪ ،‬الذين يرون من خالل الجرائم السرية ‪ ،‬وحتى األفكار نفسها‪ .‬لن يكون هناك‬
‫احتيال أو نهب لو أنهم تعلموا ‪ ،‬من خالل تعليمات هللا ‪ ،‬أن يكتفوا بما هو خاص بهم ‪ ،‬وإن كان‬
‫قليالً ‪ ،‬حتى يفضلوا األشياء الصلبة واألبدية على األشياء الضعيفة والقابلة للتلف‪ .‬لن يكون هناك‬
‫زنى وفجور ودعارة النساء ‪ ،‬لو كان معروفا ً للجميع ‪ ،‬أن هللا يدين كل ما يسعى وراءه وراء الرغبة‬
‫في اإلنجاب‪  .‬كما أن الضرورة لن تجبر المرأة على إهانة حياءها ‪ ،‬والسعي لنفسها للحصول على‬
‫أكثر أشكال الرزق فظاعة ؛‪ ‬ألن الذكور أيضا سيكبحون شهواتهم ‪ ،‬والمساهمات الدينية لألثرياء‬
‫ستساعد المعوزين‪ .‬لذلك ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬لن تكون هذه الشرور على األرض ‪ ،‬إذا كان هناك بالموافقة‬
‫العامة مراعاة عامة لقانون هللا ‪ ،‬إذا كان يتم القيام بهذه األشياء من قبل كل ما يؤديه شعبنا بمفرده‪ .‬ما‬
‫مدى سعادة وذهبية حالة الشؤون اإلنسانية ‪ ،‬إذا كان اللطف والتقوى والسالم والبراءة واإلنصاف‬
‫واالعتدال واإليمان في جميع أنحاء العالم قد اتخذوا مسكنهم!‪ ‬باختصار ‪ ،‬لن تكون هناك حاجة إلى‬
‫الكثير من القوانين المتنوعة لحكم البشر ‪ ،‬ألن شريعة هللا وحدها ستكون كافية للبراءة الكاملة ؛‪ ‬ولن‬
‫تكون هناك حاجة للسجون ‪ ،‬أو سيوف الحكام ‪ ،‬أو رعب العقوبات ‪ ،‬ألن كمال التعاليم اإللهية التي‬
‫غرست في صدور الرجال ستوجههم في حد ذاتها إلى أعمال العدالة‪ .‬ولكن الناس اآلن أشرار بسبب‬
‫جهلهم بما هو حق وخير‪ .‬وهذا بالفعل رأى شيشرون‪ .‬ألنه يتحدث عن موضوع الشرائع يقول‪" :‬بما‬
‫أن العالم ‪ ،‬بجميع أجزائه التي تتفق مع بعضها البعض ‪ ،‬يتماسك ويعتمد على طبيعة واحدة ونفس‬
‫الطبيعة ‪ ،‬كذلك فإن جميع الرجال ‪ ،‬الذين يتم الخلط بينهم بشكل طبيعي ‪ ،‬يختلفون من خالل الفساد ؛‬
‫وال يفهمون أنهم مرتبطون بالدم ‪ ،‬و أنهم جميعًا يخضعون لنفس الوصاية‪ :‬ألنه إذا تم وضع ذلك في‬
‫االعتبار ‪ ،‬فمن المؤكد أن الرجال سيعيشون حياة اآللهة "‪ .‬لذلك فإن العبادة الظالمة وغير التقية‬
‫لآللهة قد أدخلت كل الشرور التي من خاللها يدمر البشر بعضهم البعض‪ .‬ألنهم لم يتمكنوا من‬
‫االحتفاظ بتقواهم ‪ ،‬الذين ‪ ،‬كأطفال ضالين ومتمردين ‪ ،‬تخلوا عن سلطة كوت ‪ ،‬الوالد المشترك‬
‫للجميع‪ .‬نختلف من خالل الفساد‪ .‬وال يفهمون أنهم مرتبطون بالدم ‪ ،‬وأنهم جميعًا يخضعون لنفس‬
‫الوصاية‪ :‬إذا تم وضع هذا في االعتبار ‪ ،‬فمن المؤكد أن الرجال سيعيشون حياة اآللهة‪ .‬لقد أدخلت‬
‫اآللهة كل الشرور التي من خاللها يدمر البشر بعضهم البعض ‪ ،‬ألنهم لم يتمكنوا من االحتفاظ‬
‫بتقواهم ‪ ،‬الذين ‪ ،‬كأطفال ضالين ومتمردين ‪ ،‬تخلوا عن سلطة كوت ‪ ،‬الوالد المشترك‬
‫للجميع‪ .‬نختلف من خالل الفساد‪ .‬وال يفهمون أنهم مرتبطون بالدم ‪ ،‬وأنهم جميعًا يخضعون لنفس‬
‫الوصاية‪ :‬إذا تم وضع هذا في االعتبار ‪ ،‬فمن المؤكد أن الرجال سيعيشون حياة اآللهة‪ .‬لقد أدخلت‬
‫اآللهة كل الشرور التي من خاللها يدمر البشر بعضهم البعض ‪ ،‬ألنهم لم يتمكنوا من االحتفاظ‬
‫‪.‬بتقواهم ‪ ،‬الذين ‪ ،‬كأطفال ضالين ومتمردين ‪ ،‬تخلوا عن سلطة كوت ‪ ،‬الوالد المشترك للجميع‬

‫‪.‬تاسعا‪ .‬عن جرائم األشرار والتعذيب على المسيحيين‬

‫لكنهم في بعض األحيان يرون أنهم أشرار ويمدحون حالة العصور السابقة ويخمنون أن العدالة غائبة‬
‫بسبب شخصياتهم وصحاريهم ؛‪ ‬ألنهم ‪ ،‬على الرغم من أنها تقدم نفسها ألعينهم ‪ ،‬فإنهم ال يفشلون في‬
‫استقبالها أو التعرف عليها فحسب ‪ ،‬بل إنهم يكرهونها بشدة ويضطهدونها ويسعون إلى‬
‫إبعادها‪  .‬لنفترض ‪ ،‬في هذه األثناء ‪ ،‬أن هي التي نتبعها ليست عدالة‪ :‬كيف سيستقبلونها من‬
‫يتصورون أنها العدالة الحقيقية ‪ ،‬إذا كانت ستأتي ‪ ،‬عندما يعذبون ويقتلون أولئك الذين يعترفون هم‬
‫أنفسهم بأنهم مقلدون من العدل ‪ ،‬ألنهم يؤدون أعماال جيدة وعادلة ؛‪ ‬بينما ‪ ،‬إذا كان عليهم أن يقتلوا‬
‫األشرار فقط ‪ ،‬فإنهم يستحقون أن ال يراهم العدل ‪ ،‬من لم يكن له سبب آخر لمغادرة األرض غير‬
‫سفك دم اإلنسان؟‪  ‬فكم بالحري عندما يقتلون الصالحين ويحسبون أتباع العدالة أنفسهم أعداء ‪ ،‬نعم ‪،‬‬
‫أكثر من أعداء ؛‪  ‬الذين ‪ ،‬على الرغم من أنهم يبحثون بشغف عن حياتهم وممتلكاتهم وأوالدهم بالسيف‬
‫والنار ‪ ،‬إال أنهم ينجو من احتاللهم ؛‪ ‬ويوجد مكان للرأفة حتى بين السالح‪ .‬أو إذا كانوا قد عقدوا‬
‫العزم على تحمل قسوتهم إلى أقصى حد ‪ ،‬فلن يتم عمل أي شيء آخر تجاههم ‪ ،‬إال أنهم يُقتلون أو‬
‫يُقتادون إلى العبودية!‪  ‬لكن هذا ال يوصف ‪ ،‬وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ‪ ،‬وال يعتبر أحد‬
‫مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء من جميع الرجال‪ .‬لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ‪،‬‬
‫أي الرجال الذين يتفوقون على الوحوش البرية في الشراسة ‪ ،‬ويهدرون قطيع هللا اللطيف ‪ - ،‬على‬
‫الرغم من أنهم يبحثون بشغف عن حياتهم وممتلكاتهم وأوالدهم بالسيف والنار ‪ ،‬إال أنهم يُنقذون‬
‫عندما يُخضعون ؛‪ ‬ويوجد مكان للرأفة حتى بين السالح‪ .‬أو إذا كانوا قد عقدوا العزم على تحمل‬
‫قسوتهم إلى أقصى حد ‪ ،‬فلن يتم عمل أي شيء آخر تجاههم ‪ ،‬إال أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى‬
‫العبودية!‪  ‬لكن هذا ال يوصف ‪ ،‬وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ‪ ،‬وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من‬
‫أولئك الذين هم أبرياء من جميع الرجال‪ .‬لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ‪ ،‬أي الرجال‬
‫الذين يتفوقون[ على الوحوش البرية في الشراسة ‪ ،‬ويهدرون قطيع هللا اللطيف ‪ - ،‬على الرغم من‬
‫أنهم يبحثون بشغف عن حياتهم وممتلكاتهم وأوالدهم بالسيف والنار ‪ ،‬إال أنهم يُنقذون عندما‬
‫يُخضعون ؛‪ ‬ويوجد مكان للرأفة حتى بين السالح‪ .‬أو إذا كانوا قد عقدوا العزم على تحمل قسوتهم إلى‬
‫أقصى حد ‪ ،‬فلن يتم عمل أي شيء آخر تجاههم ‪ ،‬إال أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى العبودية!‪ ‬لكن هذا ال‬
‫يوصف ‪ ،‬وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ‪ ،‬وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء‬
‫من جميع الرجال‪  .‬لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ‪ ،‬أي الرجال الذين يتفوقون على‬
‫الوحوش البرية في الشراسة ‪ ،‬ويهدرون قطيع هللا اللطيف ‪ - ،‬لم يُفعل شيء لهم أكثر من ذلك ‪ ،‬إال‬
‫أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى العبودية!‪ ‬لكن هذا ال يوصف ‪ ،‬وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ‪،‬‬
‫وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء من جميع الرجال‪ .‬لذلك يجرؤ معظم األشرار‬
‫على ذكر العدل ‪ ،‬أي الرجال الذين يتفوقون على الوحوش البرية في الشراسة ‪ ،‬ويهدرون قطيع هللا‬
‫اللطيف ‪ - ،‬لم يُفعل شيء لهم أكثر من ذلك ‪ ،‬إال أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى العبودية!‪ ‬لكن هذا ال‬
‫يوصف ‪ ،‬وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ‪ ،‬وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء‬
‫من جميع الرجال‪  .‬لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ‪ ،‬أي الرجال الذين يتفوقون على‬
‫‪ ، -‬الوحوش البرية في الشراسة ‪ ،‬ويهدرون قطيع هللا اللطيف‬

‫‪ ،‬مثل الذئاب الهزيلة المندفعة من عرينها"‬

‫هدير الجوع الفاسد‬

‫‪ ".‬يقود في الليل للتجول‬

‫واما هؤالء فلم يجننوا من جراء سخط الجوع بل من سخط القلب‪ .‬وال يطوفون في ضباب أسود بل‬
‫بالنهب المكشوف‪ .‬كما أن وعيهم بجرائمهم ال يذكرهم أبدًا من تدنيس االسم المقدس والمقدس للعدالة‬
‫بهذا الفم المبلل بدماء األبرياء ‪ ،‬مثل فكي الوحوش‪ .‬ما الذي يجب أن نقول عنه بشكل خاص هو‬
‫سبب هذه الكراهية المفرطة والمثابرة؟‬

‫"‪ ،‬هل الحقيقة تنتج الكراهية"‬

‫كما يقول الشاعر كأنهم مستوحى من الروح اإللهي ‪ ،‬أم أنهم يخجلون من أن يكونوا سيئين في‬
‫حضرة العدل والصالح؟‪ ‬أم هو باألحرى من كال السببين؟‪ ‬ألن الحقيقة دائ ًما ما تكون مكروهة في هذا‬
‫الحساب ‪ ،‬ألن الذي يخطئ يرغب في أن يكون له مجااًل ح ًرا للخطيئة ‪ ،‬ويعتقد أنه ال يستطيع بأي‬
‫طريقة أخرى التمتع بأمان أكثر بمتعة أفعاله الشريرة ‪ ،‬مما لو لم يكن هناك من يخطئه‪ .‬قد‬
‫يستاء‪ .‬لذلك فهم يسعون تما ًما إلى إبادةهم ونقلهم كشهود على جرائمهم وشرورهم ‪ ،‬ويعتقدون أنهم‬
‫‪:‬قساة من أجل‬

‫بأنفسهم ‪ ،‬كما لو أن حياتهم قد ُأنكرت‪ .‬فلماذا يجب أن يكون أي شخص صال ًحا بشكل غير معقول[ ‪،‬‬
‫من يجب أن يلومهم عندما يفسدون اآلداب العامة بالعيش الكريم؟‪ ‬لماذا ال ينبغي أن يكون كلهم‬
‫أشرارًا وجشعًا وغير عفيفين وزناة وحنثوا باليمين وطامعين ومحتالين؟‪ ‬لماذا ال ينبغي أن يُبعدوا عن‬
‫الطريق ‪ ،‬الذين يخجلون في وجودهم من أن يعيشوا حياة شريرة ‪ ،‬الذين ‪ ،‬وإن لم يكن بالكلمات ‪،‬‬
‫ألنهم صامتون ‪ ،‬ولكن من خالل مسار حياتهم ذاته ‪ ،‬على عكس حياتهم ‪ ،‬يهاجمونهم‪ .‬ويضربون‬
‫جبين الخطاة‪ .‬ألن من يختلف معهم يظهر ليوبخهم‪ .‬كما أنه ال ينبغي أن نتساءل كثي ًرا عما إذا كانت‬
‫هذه األشياء قد تم القيام بها تجاه البشر ‪ ،‬ألنه من أجل نفس السبب ‪ ،‬قام األشخاص الذين وضعوا‬
‫على الرجاء ‪ ،‬وغير جاهلين باهلل ‪ ،‬ضد هللا نفسه ؛‪ ‬ونفس الضرورة يتبع الصالح الذي هاجم صاحب‬
‫البر نفسه‪ .‬لذلك يضايقونهم ويعذبونهم بأنواع العقوبات المدروسة ‪ ،‬وال يفكرون كثي ًرا في قتل من‬
‫يكرهون ‪ ،‬إال إذا كانت القسوة تسخر من أجسادهم‪ .‬ولكن إذا تخلى أي شخص من خالل الخوف من‬
‫األلم أو الموت ‪ ،‬أو بسبب غدره ‪ ،‬عن القسم السماوي ‪ ،‬ووافق على التضحيات المميتة ‪ ،‬فهذه يثني‬
‫عليها ويحملها بشرف ‪ ،‬حتى يغري اآلخرين بوفرة‪ .‬ولكن بالنسبة ألولئك الذين ق ّدروا إيمانهم عاليا ً‬
‫ولم ينكروا أنهم عبدة هلل ‪ ،‬فإنهم يسقطون بكل قوة مذبحهم ‪ ،‬وكأنهم متعطشون للدماء‪ .‬وهم يدعونهم‬
‫يائسين ألنهم ال يشفقون على أجسادهم بأي حال من األحوال‪ .‬كأن أي شيء يمكن أن يكون أكثر‬
‫يأسًا ‪ ،‬من تعذيب وتمزيق من تعرف أنه بريء‪ .‬وهكذا لم يبق إحساس بالخزي بين الذين يغيب عنهم‬
‫كل شعور طيب ‪ ،‬وهم يردون على الرجال العادلين الذين يوبخونهم بما يليق بهم‪ .‬ألنهم يدعونهم غير‬
‫مؤمنين ‪ ،‬كونهم هم أنفسهم أتقياء ‪ ،‬ومنكمشون من سفك دم اإلنسان ؛‪ ‬بينما ‪ ،‬إذا اعتبروا أفعالهم‬
‫وأعمال أولئك الذين يدينونهم غير تقية ‪ ،‬فإنهم سيفهمون اآلن كم هي زائفة ‪ ،‬ويستحقون أكثر كل تلك‬
‫األشياء التي يقولون أو يفعلونها ضد الخير‪ .‬ألنهم ليسوا من بيننا ‪ ،‬بل هم من يحاصرون الطرق‬
‫بالسالح ويمارسون القرصنة عن طريق البحر‪ .‬أو إذا لم يكن في وسعهم مهاجمة السموم سراً ؛‪ ‬الذين‬
‫يقتلون زوجاتهم ليأخذوا مهورهم ‪ ،‬أو أزواجهن حتى يتزوجوا من الزناة ؛‪ ‬من يخنق األبناء‬
‫المولودين من نفسه ‪ ،‬أو إذا كانوا متدينين جدًا ‪ ،‬ففضحهم ؛‪ ‬الذين يمنعون شهواتهم المحارم ال من‬
‫ابنة وال أخت وال أم وال كاهنة ؛‪ ‬الذين يتآمرون ضد مواطنيهم وبلدهم ؛‪ ‬الذين ال يخافون‬
‫الكيس‪ .‬الذين ‪ ،‬بخير ‪ ،‬يرتكبون المقدسات ‪ ،‬وينهبون هياكل اآللهة الذين يعبدونهم ؛‪ ‬وللحديث عن‬
‫األشياء الخفيفة التي يمارسونها عادة ‪ ،‬الذين يصطادون الميراث ‪ ،‬ويصوغون الوصايا ‪ ،‬إما يزيلون‬
‫أو يستبعدون الورثة العادلين ؛‪ ‬الذين يمارسون الدعارة للشهوة‪ .‬الذين ‪ ،‬باختصار ‪ ،‬غير مدركين لما‬
‫ولدوا ‪ ،‬يتعاملون مع النساء في حالة سلبية ؛‪ ‬الذين ‪ ،‬في انتهاك لجميع اللياقة ‪ ،‬يلوثون ويهينون أقدس‬
‫جزء من أجسادهم ؛‪ ‬الذين يشوهون أنفسهم ‪ ،‬والذين هم أكثر تكفي ًرا ‪ ،‬ليكونوا كهنة دين ؛‪ ‬الذين ال‬
‫يدخرون حتى في حياتهم ‪ ،‬بل يبيعون حياتهم لتنتزعهم في األماكن العامة ؛‪ ‬الذين ‪ ،‬إذا جلسوا كقضاة‬
‫‪ ،‬أفسدتهم رشوة ‪ ،‬إما أن يدمروا األبرياء أو يطلقوا سراح المذنب دون عقاب ؛‪ ‬الذين يدركون السماء‬
‫نفسها بالسحر ‪ ،‬كأن األرض ال تحتواء شرهم‪ .‬هذه الجرائم ‪ ،‬كما أقول ‪ ،‬وأكثر من ذلك ‪ ،‬يرتكبها‬
‫بوضوح أولئك الذين يعبدون اآللهة‪ .‬وسط هذه الجرائم بهذا العدد والضخامة ‪ ،‬أي مكان للعدالة؟‪ ‬ولقد‬
‫جمعت القليل فقط من بين العديد ‪ ،‬ليس لغرض اللوم ‪ ،‬ولكن إلظهار طبيعتها‪ .‬دع أولئك الذين‬
‫يرغبون في معرفة الجميع يأخذون كتب سينيكا ‪ ،‬الذي كان في نفس الوقت أكثر وصفًا حقيقيًا واتها ًما‬
‫ضا وصف بإيجاز وإيجاز تلك الحياة المظلمة في‬ ‫شديدًا لآلداب العامة والرذائل‪ .‬لكن لوسيليوس أي ً‬
‫هذه اآليات‪" :‬ولكن اآلن من الصباح إلى الليل ‪ ،‬في األعياد والنهار العادي على حد سواء ‪ ،‬يعرض‬
‫كل الناس واآلباء باتفاق واحد أنفسهم في المنتدى ‪ ،‬وال يبتعدون عنه أبدًا‪ .‬لقد سلموا أنفسهم جميعًا‬
‫لنفس المسعى والفن ‪ ،‬حتى يتمكنوا من الخداع بحذر ‪ ،‬والقتال غدراً ‪ ،‬والتعامل مع اإلطراء ‪،‬‬
‫والتظاهر بأنه رجل صالح ‪ ،‬واالنتظار ‪ ،‬كما لو كان الجميع‪ .‬كانوا أعداء للجميع "‪ .‬ولكن أي من هذه‬
‫األشياء يمكن أن يوضع على عاتق شعبنا ‪ ،‬الذي معه الدين كله هو العيش بال ذنب وبال بقعة؟‪ ‬لذلك ‪،‬‬
‫فهم يرون أنهم هم وشعبهم يفعلون تلك األشياء التي قلناها ‪ ،‬لكننا ال نمارس شيًئا آخر سوى ما هو‬
‫عادل وجيد ‪ ،‬فقد يفعلون ‪  ،‬إذا كان لديهم أي فهم ‪ ،‬فقد أدركوا من هذا ‪ ،‬أن الذين يفعلون الصالح هم‬
‫أتقياء ‪ ،‬وأن الذين يرتكبون األفعال الشريرة هم أنفسهم غير تقوى‪ .‬ألنه من المستحيل أن يخطئ‬
‫الذين ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ‪ ،‬أي في الدين ‪ ،‬وهو رئيس كل‬
‫شيء‪ .‬أما المعصية ‪ ،‬إذا تم تناولها في أهمها ‪ ،‬فسيتبعها سائر البقية‪ .‬ولذلك يستحيل أال ينخدع‬
‫المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا‪ .‬بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام‬
‫األول ‪ ،‬فإنها تحافظ على مسارها في اآلخرين‪ .‬وهكذا يحدث ‪ ،‬على كال الجانبين ‪ ،‬يمكن معرفة‬
‫شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها‪ .‬كل من أن الذين يفعلون الخير هم‬
‫أتقياء ‪ ،‬وأن الذين يرتكبون األفعال الشريرة هم أنفسهم غير تقوى‪ .‬ألنه من المستحيل أن يخطئ‬
‫الذين ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ‪ ،‬أي في الدين ‪ ،‬وهو رئيس كل‬
‫شيء‪ .‬أما المعصية ‪ ،‬إذا تم تناولها في أهمها ‪ ،‬فسيتبعها سائر البقية‪ .‬ولذلك يستحيل أال ينخدع‬
‫المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا‪ .‬بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام‬
‫األول ‪ ،‬فإنها تحافظ على مسارها في اآلخرين‪ .‬وهكذا يحدث ‪ ،‬على كال الجانبين ‪ ،‬يمكن معرفة‬
‫شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها‪ .‬كل من أن الذين يفعلون الخير هم‬
‫أتقياء ‪ ،‬وأن الذين يرتكبون األفعال الشريرة هم أنفسهم غير تقوى‪ .‬ألنه من المستحيل أن يخطئ‬
‫الذين ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ‪ ،‬أي في الدين ‪ ،‬وهو رئيس كل‬
‫شيء‪ .‬أما المعصية ‪ ،‬إذا تم تناولها في أهمها ‪ ،‬فسيتبعها سائر البقية‪ .‬ولذلك يستحيل أال ينخدع‬
‫المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا‪ .‬بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام‬
‫األول ‪ ،‬فإنها تحافظ على مسارها في اآلخرين‪ .‬وهكذا يحدث ‪ ،‬على كال الجانبين ‪ ،‬يمكن معرفة‬
‫شخصية الموضوع الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها‪ .‬ألنه من المستحيل أن يخطئ الذين‬
‫ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ‪ ،‬أي في الدين ‪ ،‬وهو رئيس كل شيء‪ .‬أما‬
‫المعصية ‪ ،‬إذا تم تناولها في أهمها ‪ ،‬فسيتبعها سائر البقية‪ .‬ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال‬
‫حياتهم في الدين أيضًا‪ .‬بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ‪ ،‬فإنها تحافظ‬
‫على مسارها في اآلخرين‪ .‬وهكذا يحدث ‪ ،‬على كال الجانبين ‪ ،‬يمكن معرفة شخصية الموضوع‬
‫الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها‪ .‬ألنه من المستحيل أن يخطئ الذين ال يخطئون في كل‬
‫تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ‪ ،‬أي في الدين ‪ ،‬وهو رئيس كل شيء‪ .‬أما المعصية ‪ ،‬إذا تم‬
‫تناولها في أهمها ‪ ،‬فسيتبعها سائر البقية‪ .‬ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال حياتهم في الدين‬
‫أيضًا‪  .‬بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ‪ ،‬فإنها تحافظ على مسارها في‬
‫اآلخرين‪ .‬وهكذا يحدث ‪ ،‬على كال الجانبين ‪ ،‬يمكن معرفة شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة‬
‫اإلجراءات التي يتم تنفيذها‪ .‬ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا‪ .‬بقدر‬
‫ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ‪ ،‬فإنها تحافظ على مسارها في‬
‫اآلخرين‪ .‬وهكذا يحدث ‪ ،‬على كال الجانبين ‪ ،‬يمكن معرفة شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة‬
‫اإلجراءات التي يتم تنفيذها‪ .‬ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا‪ .‬بقدر‬
‫ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ‪ ،‬فإنها تحافظ على مسارها في‬
‫اآلخرين‪ .‬وهكذا يحدث ‪ ،‬على كال الجانبين ‪ ،‬يمكن معرفة شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة‬
‫‪.‬اإلجراءات التي يتم تنفيذها‬

‫‪.‬عاشراً للبيتي الزائفة والدين الباطل والحقيقي‬

‫ومن الجدير بالتحقيق في تقواهم أن يفهم من أفعالهم الرحيمة والتقوية ما هي صفة األشياء التي‬
‫يقومون[ بها خالفًا لشرع التقوى‪ .‬وألنني قد ال يبدو أنني أهاجم أي شخص بقسوة ‪ ،‬فسوف آخذ‬
‫‪.‬شخصية من الشعراء ‪ ،‬وشخصية هي أعظم مثال على التقوى‬

‫‪ ، "-‬أكثر شجاعة ‪ ،‬أكثر ورعًا ‪ ،‬أو أكثر صدقًا‬

‫ما هي براهين العدل التي قدمها لنا؟‬

‫هناك يمشون ويداهم مربوطتان خلفك بسرعة"‬

‫السجناء الضحية ‪ ،‬مصممة‬

‫‪ ".‬للذبح فوق النيران‬

‫وماذا يكون أرحم من هذه التقوى؟‪ ‬أي أرحم من أن يضحى الموتى ويطعم النار بدماء البشر كما‬
‫بالزيت؟‪  ‬لكن ربما لم يكن هذا خطأ البطل نفسه ‪ ،‬بل خطأ الشاعر ‪ ،‬الذي لوث بالشر المميز "رجل‬
‫‪: -‬متميز بتقواه"‪ .‬فأين يا شاعر تلك التقوى التي كثيرا ما تمدحها؟‪ ‬انظروا إلى األنفس التقية‬

‫‪ ،‬أربعة شبان تعساء من ساللة سولمو"‬

‫‪ ،‬وأربعة من يوفينز يسمونه أبهم‬

‫يأخذ حيا ‪ ،‬محكوما عليه بالنزيف‬

‫‪ ".‬إلى ظل باالس على محرقة باالس‬

‫‪ ،‬لماذا ‪ ،‬إذن ‪ ،‬في نفس الوقت الذي كان يرسل فيه الرجال مكبلين ليذبحوا ‪ ،‬هل قال‬

‫‪" ،‬ال أريد أن أمنح السالم الحي"‬

‫لما أمر أن يقتل من في يده عوضا عن البهائم؟‪ ‬لكن هذا ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬لم يكن خطأه ‪ -‬ألنه ربما لم يتلق‬
‫تعليما ً ليبراليا ً ‪ -‬ولكن ذنبك ؛‪ ‬ألنك ‪ ،‬مع أنك علمت ‪ ،‬كنت تجهل طبيعة التقوى ‪ ،‬وتعتقد أن هذا العمل‬
‫الشرير والمقيت له هو ممارسة التقوى الالئقة‪ .‬من الواضح أنه يُدعى تقيا ً في هذا الحساب فقط ‪ ،‬ألنه‬
‫أحب والده‪ .‬لماذا يجب أن أقول ذلك‬

‫"‪ ،‬الجيد امتلك نداءهم ‪ AEneas‬إن"‬

‫وبعد ذبحهم؟‪ ‬ألنه ‪ ،‬على الرغم من أنه مؤلف من نفس األب ‪ ،‬و‬

‫"بحلول بزوغ فجر الشاب لولوس"‬

‫‪ ،‬لم يشفق عليهم‬

‫"عيش الغضب يؤجج كل وريد"‬

‫ماذا او ما!‪  ‬هل يمكن ألحد أن يتخيل أنه كانت فيه فضيلة من أطلق عليه الجنون كالقش ‪ ،‬متناسيا ظل‬
‫أبيه‪ .‬الذي توسل به لم يقدر على كبح جماح سخطه؟‪ ‬لذلك لم يكن تقويًا بأي حال من األحوال لم يكتف‬
‫بذبح الذين ال يقاومون[ ‪ ،‬بل حتى المتوسلين‪ .‬وهنا سيقول قائل‪ :‬وماذا إذن ‪ ،‬أو أين ‪ ،‬أو ما هي صفة‬
‫التقوى؟‪ ‬إنه حقًا من يجهل الحروب ‪ ،‬الذين يحافظون على الوئام مع الجميع ‪ ،‬والذين هم ودودون‬
‫حتى مع أعدائهم ‪ ،‬والذين يحبون جميع الناس كأخوة ‪ ،‬والذين يعرفون كيف يكبحون غضبهم ‪،‬‬
‫ويهدئون كل عاطفة العقل بهدوء‪ .‬حكومة‪ .‬إذن ‪ ،‬ما أعظم ضباب ‪ ،‬ما أعظم سحابة الظالم واألخطاء‬
‫‪ ،‬التي انتشرت فوق صدور الرجال الذين ‪ ،‬عندما يعتقدون أنهم أتقياء بشكل خاص ‪ ،‬يصبحون غير‬
‫تقويين بشكل خاص؟‪ ‬فكلما ك ّرموا تلك الصور الترابية دينيا ً ‪ ،‬وكلما زاد أشرارهم تجاه اسم األلوهية‬
‫الحقيقية‪ .‬ولذلك غالبًا ما يتم مضايقتهم بمزيد من الشرور األكبر كمكافأة على معصيتهم ؛‪ ‬وألنهم ال‬
‫يعرفون سبب هذه الشرور ‪ ،‬فإن اللوم كله ينسب إلى الثروة ‪ ،‬وتجد فلسفة أبيقور مكانًا يعتقد أنه ال‬
‫شيء يمتد لآللهة ‪ ،‬وأنهم ال يتأثرون بالفضل وال يتأثرون بالغضب ‪ ،‬غالبًا ما يرون محتقريهم سعداء‬
‫وعبادهم في بؤس‪ .‬وهذا يحدث على هذا األساس ‪ ،‬ألنه عندما يبدو أنهم متدينون وصالحون‬
‫بطبيعتهم ‪ ،‬يُعتقد أنهم ال يستحقون شيًئا من هذا النوع الذي يعانون منه غالبًا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإنهم‬
‫يواسون أنفسهم باتهامهم بالثروة ؛‪ ‬وال يرون أنها لو كان لها وجود ما كانت لتؤذي عبادها‪ .‬لذلك فإن‬
‫هذا النوع من التقوى يتبعه عقاب ؛‪ ‬واإلله الذي أساء شر الرجال الفاسدين في عبادتهم الدينية يعاقبهم‬
‫بمصيبة شديدة ؛‪  ‬الذين ‪ ،‬على الرغم من أنهم يعيشون مع القداسة في أعظم اإليمان والبراءة ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ألنهم يعبدون اآللهة التي تعتبر طقوسها غير التقية والدنيسة رجسًا لإلله الحقيقي ‪ ،‬مغتربون عن‬
‫العدل واسم التقوى الحقيقية‪ .‬كما أنه ليس من الصعب توضيح سبب عدم قدرة عبدة اآللهة على أن‬
‫يكونوا صالحين وعادلين‪ .‬فكيف يمتنعون عن سفك الدماء الذين يعبدون اآللهة المتعطشة للدماء‬
‫المريخ وبيلونا؟‪ ‬أو كيف سيجنبون والديهم الذين يعبدون المشتري الذي طرد والده؟‪ ‬أو كيف يجنون‬
‫أطفالهم الذين يعبدون زحل؟‪ ‬كيف يحافظون على العفة الذين يعبدون آلهة عارية وزانية ‪ ،‬ومن تزني‬
‫نفسها كما هي بين اآللهة‪  .‬كيف سيمنعون أنفسهم من النهب والخداع الذين هم على دراية بسرقة‬
‫مرقوريوس ‪ ،‬الذي يعلم أن الخداع ليس جز ًءا من االحتيال بل من الذكاء؟‪ ‬كيف سيكبحون شهواتهم‬
‫الذين يعبدون المشتري ‪ ،‬وهرقل ‪ ،‬وليبر ‪ ،‬وأبولو ‪ ،‬واآلخرين ‪ ،‬الذين ال يعرف المتعلمون زناهم‬
‫ضا في المسارح ‪ ،‬وجعلوا موضوعًا‬ ‫وفجورهم مع الرجال والنساء فحسب ‪ ،‬بل يتم تحديدها أي ً‬
‫األغاني ‪ ،‬بحيث تكون سيئة السمعة للجميع؟‪ ‬من بين هذه األشياء ‪ ،‬هل من الممكن أن يكون الرجال‬
‫عادلين ‪ ،‬والذين ‪ ،‬على الرغم من كونهم صالحين بطبيعتهم ‪ ،‬سيتم تدريبهم على الظلم من قبل اآللهة‬
‫‪.‬ذاتها؟‪  ‬فلكي ترضي اإلله الذي تعبده ‪ ،‬هناك حاجة إلى تلك األشياء التي تعرف أنه يرضيها ويسعدها‬

‫‪.‬الحادي عشر‪ .‬من قسوة المرتفعات ضد المسيحيين‬


‫لذلك ‪ ،‬ألن العدالة ثقيلة وغير سارة ألولئك الرجال الذين يتفقون مع شخصية آلهتهم ‪ ،‬فإنهم يمارسون‬
‫بعنف ضد األبرار نفس المعصية التي يظهرونها في أشياء أخرى‪ .‬وليس بدون سبب تحدث عنهم‬
‫األنبياء كحيوانات‪ .‬لذلك قال ماركوس توليوس بامتياز‪" :‬ألنه إذا لم يكن هناك من ال يفضل أن يموت‬
‫على أن يتحول إلى شخصية وحش ‪ ،‬على الرغم من أنه على وشك أن يكون له عقل رجل ‪ ،‬فكم‬
‫يكون أكثر بؤسًا‪ .‬أن تكون ذات عقل وحشي في صورة رجل! بالنسبة لي ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬يبدو األمر‬
‫أسوأ بكثير من أن العقل أفضل من الجسد "‪ .‬لذلك هم ينظرون بازدراء إلى أجساد الوحوش ‪ ،‬مع‬
‫أنهم هم أنفسهم أقسى من هؤالء‪ .‬ويفتخرون بأنفسهم بسبب هذا أنهم ولدوا رجااًل ‪ ،‬على الرغم من‬
‫أنهم ال يملكون شيًئا يخص اإلنسان إال المالمح والشخصية المرموقة‪ .‬ألي قوقاز ‪ ،‬أي الهند ‪ ،‬أي ما‬
‫كانت هيركانيا تغذي الوحوش على اإلطالق‪ .‬متوحش ومتعطش للدماء؟‪ ‬ألن حنق كل الوحوش‬
‫يحتدم حتى تشبع شهيتها‪ .‬وعندما يهدأ جوعهم ‪ ،‬يهدأ على الفور‪ .‬إنه حقًا وحش بأمره وحده‬

‫مع بثور من بقايا ذبح"‬

‫‪ ".‬الحقل المحاصر الصارم‬

‫‪ ،‬اآلالم الرهيبة ‪ ،‬سرب الرعب البري"‬

‫‪ ".‬والموت يبدو قاتما في كثير من الصور‬

‫ال أحد يستطيع أن يصف بشكل الئق قسوة هذا الوحش ‪ ،‬الذي يتكئ في مكان واحد ‪ ،‬ومع ذلك يحتدم‬
‫بأسنانه الحديدية في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬وال يقتصر على تمزق أطراف البشر ‪ ،‬بل يكسر عظامهم‬
‫ض ا ‪ ،‬ويحتدم على رمادهم‪ ، .‬حتى ال يكون هناك مكان لدفنهم ‪ ،‬كأن الذين يعترفون باهلل قصدوا‬ ‫أي ً‬
‫ذلك ‪ ،‬يجب زيارة قبورهم ‪ ،‬وليس باألحرى أن يصلوا هم أنفسهم إلى محضر هللا‪ .‬أي وحشية هذا ‪،‬‬
‫أي غضب ‪ ،‬أي جنون ‪ ،‬حرمان األحياء من الضوء ‪ ،‬واألرض لألموات؟‪ ‬لذلك أقول إنه ليس هناك‬
‫ما هو أكثر بؤسًا من هؤالء الرجال الذين وجدت الضرورة أو جعلوا وزراء غضب شخص آخر ‪،‬‬
‫أقمار صناعية ألمر غير ودي‪ .‬ألن ذلك لم يكن إكرا ًما أو تمجيدًا للكرامة ‪ ،‬بل كان حك ًما على‬
‫ضا لعقاب هللا األبدي‪ .‬لكن من المستحيل ربط األشياء التي أدوها بشكل فردي‬ ‫اإلنسان بالتعذيب ‪ ،‬وأي ً‬
‫في جميع أنحاء العالم‪ .‬ما هو عدد المجلدات التي تحتوي على أنواع ال حصر لها ومتنوعة من‬
‫القسوة؟‪ ‬ألن كل واحد ‪ ،‬بعد أن اكتسب القوة ‪ ،‬هيج وفقًا لشخصيته‪ .‬البعض ‪ ،‬من خالل الجبن المفرط‬
‫‪ ،‬مضى إلى أبعد مما ُأمر به ؛‪ ‬وهكذا تصرف اآلخرون من خالل كراهيتهم الخاصة ضد‬
‫الصالحين ؛‪ ‬البعض من خالل ضراوة العقل الطبيعية‪ .‬البعض من خالل الرغبة في اإلرضاء ‪ ،‬وأنهم‬
‫من خالل هذه الخدمة قد يمهدون الطريق إلى المناصب العليا‪ :‬كان البعض سريعًا للذبح ‪ ،‬كفرد في‬
‫فريجيا ‪ ،‬الذي أحرق مجموعة كاملة من الناس ‪ ،‬مع مكان اجتماعهم‪ .‬لكن كلما كان أكثر قسوة ‪ ،‬وجد‬
‫أنه أكثر رحمة‪  .‬لكن هذا هو أسوأ أنواع المضطهدين الذين يغريهم المظهر الزائف بالرأفة ؛‪ ‬هو‬
‫األكثر قسوة ‪ ،‬وهو الجالد األكثر قسوة ‪ ،‬الذي يقرر عدم قتل أي شخص‪ .‬لذلك ال يمكن أن نقول ما‬
‫هي طرق التعذيب العظيمة والمخيفة التي ابتكرها القضاة من هذا النوع ‪ ،‬حتى يتمكنوا من الوصول[‬
‫إلى تحقيق غرضهم‪  .‬لكنهم يفعلون هذه األشياء ليس فقط على هذا الحساب ‪ ،‬حتى يتمكنوا من التباهي‬
‫بأنهم لم يقتلوا أيًا من األبرياء ‪ ،‬ألنني سمعت بنفسي بعض التباهي بأن إدارتهم كانت في هذا الصدد‬
‫ضا من أجل الحسد ‪ ،‬لئال يُهزموا هم أنفسهم ‪ ،‬أو ينال اآلخرون المجد‬ ‫دون إراقة دماء ‪ - ،‬ولكن أي ً‬
‫بسبب فضيلتهم‪  .‬وبالتالي ‪ ،‬في ابتكار أنماط للعقاب ‪ ،‬ال يفكرون في أي شيء آخر غير النصر‪ .‬ألنهم‬
‫يعلمون أن هذه منافسة ومعركة‪ .‬رأيت في بيثينية الحاكم مبته ًجا بفرح رائع ‪ ،‬وكأنه قد أخضع أمة‬
‫من البرابرة ‪ ،‬ألن من قاوم لمدة عامين بروح عظيمة ظهر مطوالً ليخضع‪ .‬ولذلك ‪ ،‬فإنهم يؤكدون‬
‫أنهم قد ينتصرون على أجسادهم ويلحقون بها آال ًما رهيبة ‪ ،‬وال يتجنبون أي شيء آخر غير أن‬
‫الضحايا قد ال يموتون تحت التعذيب‪ :‬كما لو أن الموت وحده ‪ ،‬في الحقيقة ‪ ،‬يمكن أن يجعلهم‬
‫ضا‪ .‬بما يتناسب مع قساوتهم لن ينتج مجد فضيلة أعظم‪ .‬لكنهم بحماقة عنيدة‬ ‫سعداء ‪ ،‬وكأن التعذيب أي ً‬
‫يأمرون بتقديم رعاية جادة للمتعذبين ‪ ،‬وتجديد أطرافهم ألشكال أخرى من التعذيب ‪ ،‬وإمدادهم بدماء‬
‫جديدة للعقاب‪ .‬ما الذي يمكن أن يكون تقيًا جدًا ‪ ،‬طيبًا جدًا ‪ ،‬إنسانيًا جدًا؟‪ ‬لم يكونوا ليقدموا مثل هذه‬
‫الرعاية المقلقة لمن يحبونه‪ .‬هذا هو تأديب اآللهة‪ :‬فهذه األعمال تدرب عبادها‪ .‬هذه هي الطقوس‬
‫المقدسة التي يطلبونها‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬اخترع معظم القتلة األشرار قوانين شريرة ضد‬
‫األتقياء‪ .‬لقراءة كل من المراسيم التدنيس والخالفات الظالمة من الفقهاء‪ .‬جمع دوميتيوس ‪ ،‬في كتابه‬
‫صا شريرة من األمراء ‪ ،‬ليُظهر من خالل العقوبات التي‬ ‫السابع ‪ ،‬المتعلق بمنصب الحاكم ‪ ،‬نصو ً‬
‫‪.‬يجب أن يزوروا بها الذين اعترفوا بأنهم عباد هلل‬

‫‪.‬ثاني عشر‪ .‬القيمة الحقيقية ؛‪ ‬وتقدير المواطن الطيب أو السيئ‬

‫ماذا ستفعل ألولئك الذين يطلقون اسم العدالة على التعذيب الذي يمارسه الطغاة القدامى ‪ ،‬الذين‬
‫احتدموا بشدة ضد األبرياء ؛‪ ‬وعلى الرغم من كونهم معلمين للظلم والقسوة ‪ ،‬هل ترغب في الظهور‬
‫بالعدل والحصافة ‪ ،‬العميان والبليد ‪ ،‬والجهل باألمور والحقيقة؟‪ ‬هل العدل مكروه لكم أيها العقول[‬
‫المتروكة حتى أنكم تعتبرونها مساوية ألعظم الجرائم؟‪ ‬هل البراءة تائهة تما ًما في عينيك ‪ ،‬لدرجة أنك‬
‫ال تعتقد أنها تستحق الموت فقط ‪ ،‬لكن من المحترم أن ال ترتكب جريمة ‪ ،‬وأن يكون لها صدر طاهر‬
‫من كل عدوى بالذنب؟‪ ‬وبما أننا نتحدث بشكل عام مع أولئك الذين يعبدون اآللهة ‪ ،‬فدعنا نحصل على‬
‫إذن منك لفعل الخير معك ؛‪ ‬ألن هذا هو قانوننا ‪ ،‬وهذا شأننا ‪ ،‬وهذا ديننا‪ .‬إن ظهرنا لكم حكماء اقتدوا‬
‫بنا‪ .‬إذا كنت أحمق أو احتقرنا أو حتى ضحك علينا ‪ ،‬اذا سمحت؛‪ ‬الن حماقتنا تنفعنا‪ .‬لماذا تمزق لماذا‬
‫تصيبنا؟‪ ‬نحن ال نحسد حكمتك‪ .‬نحن نفضل حماقةنا هذه ‪ -‬نحن نحتضن هذا‪ .‬نحن نؤمن أن هذا ينفعنا‬
‫‪ - ،‬أن نحبك ‪ ،‬ونمنح كل األشياء لك ‪ ،‬من يكرهنا‪ .‬يوجد في كتابات شيشرون مقطعًا ال يتعارض مع‬
‫الحقيقة ‪ ،‬في ذلك الخالف الذي يراه فوريوس ضد العدالة‪" :‬أسأل ‪ "،‬يقول ‪" ،‬إذا كان يجب أن يكون‬
‫هناك رجالن ‪ ،‬ويجب أن يكون أحدهما ممتا ًزا‪ .‬اإلنسان ‪ ،‬على أعلى مستوى من النزاهة ‪ ،‬وأكبر‬
‫عدالة ‪ ،‬وإيمان رائع ‪ ،‬واآلخر يتميز بالجريمة والجرأة ؛ وإذا كان يجب على الدولة أن تكون في مثل‬
‫هذا الخطأ بحيث تعتبر ذلك الرجل الصالح شري ًرا ‪ ،‬شريرًا ‪ ،‬ومقيتًا ‪ ،‬ولكن يجب أن تفكر فيه‪.‬‬
‫الشخص األكثر ش ًرا ليكون على أعلى مستوى من النزاهة واإليمان ؛ وإذا ‪ ،‬وفقًا لرأي جميع‬
‫المواطنين ‪ ،‬يجب مضايقة الرجل الصالح ‪ ،‬وجره بعيدًا ‪ ،‬وحرمانه من يديه ‪ ،‬وإخراج عينيه ‪،‬‬
‫وإدانته ‪ ،‬والتقييد ‪ ،‬والوسم ‪ ،‬والنفي ‪ ،‬والعوز ‪ ،‬وأخي ًرا ‪ ،‬يجب أن يبدو للجميع ‪ ،‬بحق ‪ ،‬أنهم األكثر‬
‫بؤسًا ؛‪  ‬ولكن ‪ ،‬من ناحية أخرى ‪ ،‬إذا كان ينبغي مدح هذا الرجل الشرير وتكريمه ومحبته من قبل‬
‫الجميع ‪ -‬إذا كان ينبغي منحه كل الشرف ‪ ،‬وكل األوامر ‪ ،‬وكل الثروة ‪ ،‬وكل الوفرة ‪ - ،‬باختصار ‪،‬‬
‫إذا يجب أن يحكم عليه من خالل تقدير كل رجل ممتاز ‪ ،‬واألكثر استحقاقًا من كل ثروة ‪ - ،‬من‬
‫الذي ‪ ،‬أصلي ‪ ،‬سيكون مجنونًا لدرجة الشك في أيهما يفضل أن يكون؟ "بالتأكيد طرح هذا كأنه قد‬
‫تنبأ بما سيحدث لنا من شرور ‪ ،‬وبأي طريقة بسبب البر ؛‪ ‬ألن شعبنا يعاني كل هذه األشياء من خالل‬
‫فساد المخطئين‪  .‬هوذا الدولة ‪ ،‬أو باألحرى العالم بأسره ‪ ،‬يقع في مثل هذا الخطأ ‪ ،‬لدرجة أنها‬
‫تضطهد وتعذب وتدين وتقتل الرجال الصالحين والصالحين ‪ ،‬كما لو كانوا أشرا ًرا وغير تقوى‪ .‬فيما‬
‫يتعلق بما يقوله ‪ ،‬أنه ال أحد مفتونًا جدًا بالشك في أيهما يفضل أن يكون ‪ ،‬فهو بالفعل ‪ ،‬باعتباره‬
‫الشخص الذي يناضل ضد العدالة ‪ ،‬يعتقد أن هذا الرجل الحكيم يفضل أن يكون سيًئا‪ .‬إذا كان حسن‬
‫السمعة من حسن السمعة‪ .‬ولكن أيمكن أن تغيب عنا هذه الالمباالة ‪ ،‬حتى نفضل ما هو باطل على‬
‫الحق؟‪  ‬أم أن شخصية رجلنا الصالح تعتمد على أخطاء الناس أكثر مما تعتمد على ضميرنا ودينونة‬
‫هللا؟‪ ‬أو هل يغرينا كل ازدهار ‪ ،‬حتى ال نختار الخير الحقيقي ‪ ،‬وإن كان مصحوبًا بكل شر ‪ ،‬من‬
‫الخير الزائف مع كل رخاء؟‪ ‬ليحتفظ الملوك بممالكهم ‪ ،‬ويحتفظ األغنياء بثرواتهم ‪ ،‬كما يقول[‬
‫بلوتوس ‪ ،‬والحكماء حكمتهم‪ :‬دعهم يتركون لنا حماقتنا ‪ ،‬التي من الواضح أنها حكمة ‪ ،‬من حقيقة‬
‫أنهم يحسدوننا على امتالكها‪ :‬يحسد الجاهل ولكن من هو نفسه أحمق؟‪ ‬لكنهم ليسوا من الحمقى حتى‬
‫الحسد‪  .‬لكن من حقيقة متابعتهم لنا بمثل هذه العناية والقلق ‪ ،‬فإنهم يسمحون بأننا لسنا حمقى‪ .‬فلماذا‬
‫يغتاظون بهذه القسوة ‪ ،‬إال إذا كانوا يخافون من أن يقوى العدل يو ًما بعد يوم ‪ ،‬فيتركون مع آلهتهم‬
‫‪ ،‬الفاسدة؟‪ ‬إذا كان عباد اآللهة حكماء ونحن حمقى‬
‫‪.‬الثالث عشر‪ .‬زيادة وعقاب المسيحيين‬

‫ولكن بما أن عددنا يتزايد باستمرار من عابدي اآللهة ‪ ،‬لكنه ال ينقص أبدًا ‪ ،‬وال حتى في االضطهاد‬
‫نفسه ‪ ،‬ألن البشر قد يرتكبون الخطيئة ويتنجسوا بالتضحية ‪ ،‬لكن ال يمكن إبعادهم عن هللا ‪ ،‬من أجل‬
‫الحق يسود بقوته الخاصة ‪ - ،‬من هناك ‪ ،‬أصلي ‪ ،‬أحمق وأعمى جدًا حتى ال يرى في أي جانب‬
‫توجد الحكمة؟‪ ‬ولكنهم عميهم الخبث والغضب الذي ال يستطيعون الرؤية‪ .‬ويعتقدون أن هؤالء هم من‬
‫الحمقى الذين ‪ ،‬عندما يكون في وسعهم تجنب العقوبات ‪ ،‬يفضلون مع ذلك أن يتعرضوا للتعذيب وأن‬
‫يُقتلوا ؛‪  ‬في حين أنهم قد يرون من هذا الظرف بالذات ‪ ،‬أنه ليس من الحماقة أن العديد من اآلالف في‬
‫جميع أنحاء العالم يتفقون مع نفس العقل‪ .‬ألنه إذا وقعت النساء في الخطأ من خالل ضعف جنسهن‬
‫(بالنسبة لهؤالء األشخاص يطلقون عليه أحيانًا الخرافات األنثوية واألنيقة) ‪ ،‬فإن الرجال بال شك‬
‫حكماء‪  .‬إذا كان األوالد ‪ ،‬إذا كان الشباب مرتجلون خالل سنهم ‪ ،‬فإن البالغين وكبار السن لديهم بال‬
‫شك حكم ثابت‪  .‬إذا كانت إحدى المدن غير حكيمة ‪ ،‬فمن الواضح أن المدن األخرى التي ال حصر لها‬
‫ال يمكن أن تكون حمقاء‪ .‬إذا كانت إحدى المقاطعات أو األمة الواحدة بدون حكمة ‪ ،‬فيجب أن يكون‬
‫لدى البقية فهم لما هو صواب‪ .‬ولكن بما أن القانون اإللهي قد تم استالمه من الشروق حتى غروب‬
‫الشمس ‪ ،‬فإن كل جنس وكل عصر وأمة وبلد ‪ ،‬بعقل واحد ونفسه ‪ ،‬يطيع هللا ‪ -‬ألنه يوجد في كل‬
‫مكان نفس الصبر‪ ، .‬نفس ازدراء الموت ‪ -‬كان عليهم أن يفهموا أن هناك سببًا ما في هذا األمر ‪ ،‬أنه‬
‫ال يخلو من سبب يتم الدفاع عنه حتى الموت ‪ ،‬وأن هناك بعض األساس والصالبة ‪ ،‬التي ال تحرر‬
‫هذا الدين من األذى والتحرش فحسب ‪ ،‬بل تزيدها دائ ًما وتقويها‪ .‬ألنه في هذا الصدد أيضًا يظهر‬
‫خبث أولئك الذين يعتقدون أنهم قد أطاحوا بدين هللا تما ًما إذا أفسدوا الرجال ‪ ،‬في حين سُمح لهم‬
‫بإرضاء هللا أيضًا ؛‪ ‬وال يوجد عابد هلل شرير جدًا وال يعود ‪ ،‬عندما تُمنح الفرصة له ‪ ،‬إلرضاء هللا ‪،‬‬
‫ضا بتفان أكبر‪ .‬ألن وعي الخطيئة والخوف من العقاب يجعالن اإلنسان أكثر تدينا ً ‪ ،‬واإليمان‬ ‫وذلك أي ً‬
‫ً‬
‫أقوى دائما والذي يتم استبداله بالتوبة‪ .‬إذا هم أنفسهم عندما يعتقدون أن اآللهة قد غضبت منهم ‪ ،‬مع‬
‫ذلك ‪ ،‬يؤمنون أنهم مسترضون بالهدايا والتضحيات والبخور ‪ ،‬فما السبب وراء تخيلهم أن إلهنا غير‬
‫رحيم وعنيف للغاية ‪ ،‬بحيث يبدو أنه من المستحيل بالنسبة له أن يكون مسيحيًا ‪ ،‬يكون باإلكراه‬
‫وضدًا له‪ .‬سوف يسكب الخمر آللهتهم؟‪ ‬ما لم يعتقدوا عن طريق الصدفة أن أولئك الذين أصيبوا‬
‫بالعدوى في يوم من األيام على وشك تغيير رأيهم ‪ ،‬حتى يتمكنوا اآلن من البدء من تلقاء أنفسهم في‬
‫القيام بما فعلوه تحت تأثير التعذيب‪ .‬من الذي يتولى عن طيب خاطر هذا الواجب الذي بدأ‬
‫بالضرر؟‪  ‬من ‪ ،‬عندما يرى الندوب على جانبه ‪ ،‬ال يكره اآللهة أكثر ‪ ،‬الذين يحمل بسببهم آثار‬
‫العقاب الدائم والعالمات المطبوعة على جسده؟‪ ‬وهكذا يحدث أنه عندما يُعطى السالم من‬
‫السماء ‪  ،‬يعود الذين ابتعدوا عنا ‪ ،‬ويضاف حشد جديد من اآلخرين بسبب الطبيعة الرائعة للفضيلة‬
‫المعروضة‪  .‬فعندما يرى الناس أن الرجال قد تمزقهم أنواع مختلفة من التعذيب ‪ ،‬وأنهم يحتفظون‬
‫بصبرهم دون إخضاع بينما الجالدون مرهقون ‪ ،‬فإنهم يعتقدون ‪ ،‬كما هو الحال بالفعل ‪ ،‬أنه ال‬
‫موافقة الكثيرين وال ثبات الموت‪ .‬ال معنى له ‪ ،‬وهذا الصبر نفسه ال يمكن أن يتغلب على مثل هذا‬
‫التعذيب العظيم دون معونة هللا‪ .‬اللصوص والرجال ذوو الهيكل القوي غير قادرين على تحمل هذا‬
‫النوع من التمزقات‪ .‬النهم يغلبهم االلم النهم معدومون الصبر في نفوسهم‪ .‬لكن في حالتنا (ناهيك عن‬
‫الرجال) ‪ ،‬يتغلب األوالد والنساء المرهفون في صمت على جالديهم ‪ ،‬وحتى النار ال تقدر أن تبتز‬
‫منهم أنينًا‪  .‬دع الرومان يذهبون ويفتخرون في موتيوس أو ريجولوس ‪ ،‬الشخص الذي سلم نفسه‬
‫ليقتله العدو ‪ ،‬ألنه كان يخجل من أن يعيش أسيرًا ؛‪ ‬أخذ اآلخر من قبل العدو ‪ ،‬عندما رأى أنه ال‬
‫يستطيع الهروب من الموت ‪ ،‬وضع يده على الموقد المحترق ‪ ،‬لكي يكفر عن جريمته للعدو الذي‬
‫أراد قتله ‪ ،‬وبهذه العقوبة نال العفو‪ .‬الذي لم يكن يستحقه‪ .‬هوذا الجنس الضعيف والعمر الهش‬
‫يحتمالن التمزق في الجسد كله ‪ ،‬والحرق‪ :‬ليس بالضرورة ‪ ،‬إذ يجوز لهما الهروب إذا رغبن في‬
‫ذلك ؛‪ ‬بل بمحض إرادتهم ‪ ،‬ألنهم يتوكلون على هللا‪ .‬ألنه خجل أن يعيش في األسر‪ .‬أخذ اآلخر من‬
‫قبل العدو ‪ ،‬عندما رأى أنه ال يستطيع الهروب من الموت ‪ ،‬وضع يده على الموقد المحترق ‪ ،‬لكي‬
‫يكفر عن جريمته للعدو الذي أراد قتله ‪ ،‬وبهذه العقوبة نال العفو‪ .‬الذي لم يكن يستحقه‪ .‬هوذا الجنس‬
‫الضعيف والعمر الهش يحتمالن التمزق في الجسد كله ‪ ،‬والحرق‪ :‬ليس بالضرورة ‪ ،‬إذ يجوز لهما‬
‫الهروب إذا رغبن في ذلك ؛‪ ‬بل بمحض إرادتهم ‪ ،‬ألنهم يتوكلون على هللا‪ .‬ألنه خجل أن يعيش في‬
‫األسر‪  .‬أخذ اآلخر من قبل العدو ‪ ،‬عندما رأى أنه ال يستطيع الهروب من الموت ‪ ،‬وضع يده على‬
‫الموقد المحترق ‪ ،‬لكي يكفر عن جريمته للعدو الذي أراد قتله ‪ ،‬وبهذه العقوبة نال العفو‪ .‬الذي لم يكن‬
‫يستحقه‪  .‬هوذا الجنس الضعيف والعمر الهش يحتمالن التمزق في الجسد كله ‪ ،‬والحرق‪ :‬ليس‬
‫بالضرورة ‪ ،‬إذ يجوز لهما الهروب إذا رغبن في ذلك ؛‪ ‬بل بمحض إرادتهم ‪ ،‬ألنهم يتوكلون على‬
‫هللا‪ .‬وبهذه العقوبة نال العفو الذي لم يستحقه‪ .‬هوذا الجنس الضعيف والعمر الهش يحتمالن التمزق‬
‫في الجسد كله ‪ ،‬والحرق‪ :‬ليس بالضرورة ‪ ،‬إذ يجوز لهما الهروب إذا رغبن في ذلك ؛‪ ‬بل بمحض‬
‫إرادتهم ‪ ،‬ألنهم يتوكلون على هللا‪ .‬وبهذه العقوبة نال العفو الذي لم يستحقه‪ .‬هوذا الجنس الضعيف‬
‫والعمر الهش يحتمالن التمزق في الجسد كله ‪ ،‬والحرق‪ :‬ليس بالضرورة ‪ ،‬إذ يجوز لهما الهروب إذا‬
‫‪.‬رغبن في ذلك ؛‪ ‬بل بمحض إرادتهم ‪ ،‬ألنهم يتوكلون على هللا‬

‫‪.‬الرابع عشر‪ .‬من حصن المسيحيين‬

‫ضا ‪ ،‬ليس في الفعل ‪ ،‬بل‬


‫لكن هذه هي الفضيلة الحقيقية ‪ ،‬التي يتباهى بها الفالسفة المتكبرون أي ً‬
‫بكلمات جوفاء ‪ ،‬قائلين إنه ال يوجد شيء يناسب جاذبية الرجل الحكيم وثباته حتى يتمكن من إبعاده‬
‫عن عواطفه وهدفه‪ .‬من دون معذبين ‪ ،‬بل أن األمر يستحق وقته أن يعاني من التعذيب والموت بدالً‬
‫من أن يخون األمانة أو يبتعد عن واجبه ‪ ،‬أو أن يقهره الخوف من الموت أو شدة األلم ‪ ،‬يرتكب أي‬
‫‪ ،‬ظلم‪ .‬ما لم يظهر لهم فالكوس بالصدفة وهو يهذي في كلماته ‪ ،‬عندما يقول‬

‫‪.‬ليس غضب المليون الذي يأمر بالشر"‬

‫‪ ،‬ليس العذاب القريب في حواجب الطاغية‬

‫يهز الرجل المستقيم الحازم‬

‫‪ ".‬في كمال روحه الراسخ‬

‫وال شيء يمكن أن يكون أكثر صحة من هذا ‪ ،‬إذا تمت اإلشارة إلى أولئك الذين ال يرفضون‬
‫التعذيب ‪ ،‬وال نوع من الموت ‪ ،‬حتى ال ينحرفوا عن اإليمان والعدالة ؛‪ ‬الذين ال يرتعدون من أوامر‬
‫الطغاة وال سيوف الحكام حتى ال يحافظوا على حرية حقيقية وراسخة مع ثبات العقل ‪ ،‬أي الحكمة‬
‫يجب مراعاتها في هذا وحده‪ .‬فمن هو هذا المتكبر الذي رفع عين ّي حتى يمنعني من رفع عين ّي إلى‬
‫السماء‪ .‬من يفرض عل ّي ضرورة إما عبادة ما ال أرغب في عبادته أو االمتناع عن عبادة ما أريد أن‬
‫أعبده؟‪  ‬ما الذي سيتبقى لنا اآلن ‪ ،‬إذا كان حتى هذا ‪ ،‬الذي يجب أن يتم بمحض إرادته ‪ ،‬سيبتزني من‬
‫نزوة شخص آخر؟‪  ‬ال أحد سيؤثر على هذا ‪ ،‬إذا كانت لدينا أي شجاعة على احتقار الموت‬
‫واأللم‪ .‬ولكن إذا كان لدينا هذا الثبات ‪ ،‬لماذا يُحكم علينا بالغباء عندما نفعل تلك األشياء التي يمدحها‬
‫الفالسفة؟‪  ‬سينيكا ‪ ،‬في اتهامه للرجال بعدم االتساق ‪ ،‬يقول بحق أن أعلى فضيلة يبدو لهم أنها تكمن‬
‫في عظمة الروح ؛‪ ‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن نفس األشخاص يعتبرون من يحتقر الموت مجنونًا ‪ ،‬وهذا من‬
‫الواضح أنه عالمة على أعظم انحراف‪ .‬لكن أتباع الديانات الباطلة يحثون على ذلك بنفس الحماقة‬
‫التي يفشلون بها في فهم اإلله الحقيقي ؛‪ ‬وهذه العرافة اإلريثريه تسميها "أصم وبال معنى" ‪ ،‬ألنهم ال‬
‫يسمعون وال يدركون األشياء اإللهية ‪ ،‬بل يخشون ويعبدون صورة ترابية مقولبة بأصابعهم‪ .‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن نفس األشخاص يعتبرون من يحتقر الموت مجنونًا ‪ ،‬وهذا من الواضح أنه عالمة على‬
‫أعظم انحراف‪  .‬لكن أتباع الديانات الباطلة يحثون على ذلك بنفس الحماقة التي يفشلون بها في فهم‬
‫اإلله الحقيقي ؛‪ ‬وهذه العرافة اإلريثريه تسميها "أصم وبال معنى" ‪ ،‬ألنهم ال يسمعون وال يدركون‬
‫األشياء اإللهية ‪ ،‬بل يخشون ويعبدون صورة ترابية مقولبة بأصابعهم‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن نفس‬
‫األشخاص يعتبرون من يحتقر الموت مجنونًا ‪ ،‬وهذا من الواضح أنه عالمة على أعظم‬
‫انحراف‪  .‬لكن أتباع الديانات الباطلة يحثون على ذلك بنفس الحماقة التي يفشلون بها في فهم اإلله‬
‫الحقيقي ؛‪  ‬وهذه العرافة اإلريثريه تسميها "أصم وبال معنى" ‪ ،‬ألنهم ال يسمعون وال يدركون األشياء‬
‫‪.‬اإللهية ‪ ،‬بل يخشون ويعبدون صورة ترابية مقولبة بأصابعهم‬

‫‪.‬الخامس عشر‪ .‬من الحكمة والحكمة والحيوية والمساواة والعدل‬

‫لكن السبب الذي يجعلهم يتصورون من أجله أولئك الحكماء الحمقى له أسباب قوية للدعم (ألنهم ال‬
‫ينخدعون بدون سبب)‪ .‬وهذا يجب أن نوضحه بجدية حتى يتمكنوا من التعرف مطوالً (إذا كان ذلك‬
‫ممكناً) على أخطائهم‪ .‬العدالة بطبيعتها لها مظهر معين من الحماقة ‪ ،‬وأنا قادر على تأكيد ذلك من‬
‫خالل الشهادات اإللهية والبشرية‪ .‬لكن ربما ال ينبغي لنا أن ننجح معهم ‪ ،‬إال إذا علمناهم من سلطاتهم‬
‫أنه ال يمكن ألحد أن يكون عادالً ‪ ،‬وهي مسألة متحدة مع الحكمة الحقيقية ‪ ،‬ما لم يظهر أي ً‬
‫ضا أنه‬
‫أحمق‪ .‬كان كارنيديس فيلسوفًا من الطائفة األكاديمية‪ .‬والشخص الذي ال يعرف ما هي القوة التي كان‬
‫يمتلكها في المناقشة ‪ ،‬وأي بالغة ‪ ،‬وأي حصافة ‪ ،‬سوف يفهم مع ذلك شخصية الرجل نفسه من مدح‬
‫شيشرون أو لوسيليوس ‪ ،‬يُظهر نبتون في كتاباته ‪ ،‬وهو يتحدث عن موضوع[ شديد الصعوبة ‪ ،‬أنه ال‬
‫إلى الحياة‪ .‬هذا كارناديس ‪ Carneades ،‬أن يعيد ‪ Orcus‬يمكن تفسير ذلك ‪ ،‬حتى لو كان على‬
‫عندما أرسله األثينيون كسفير إلى روما ‪ ،‬تنازع كثيرًا حول موضوع[ العدالة ‪ ،‬في جلسة االستماع‬
‫لغالبا وكاتو ‪ ،‬اللذين كانا رقيبًا ‪ ،‬وكانا في ذلك الوقت أعظم الخطباء‪ .‬لكن في اليوم التالي ‪ ،‬أطاح‬
‫نفس الرجل بحجته من خالل نزاع على العكس من ذلك ‪ ،‬وأزال العدالة التي أشاد بها في اليوم‬
‫السابق ‪ ،‬وليس في الواقع بجاذبية فيلسوف ‪ ،‬يجب أن تكون حذره حازمة و استقر رأيه ‪ ،‬ولكن كما‬
‫كان من خالل نوع من ممارسة الجدل الخطابي من كال الجانبين‪ .‬وقد اعتاد أن يفعل هذا ‪ ،‬حتى‬
‫في شيشرون ‪ ،‬يذكر تلك المناقشة ‪. L. Furius ، ‬يتمكن من دحض اآلخرين الذين يؤكدون أي شيء‬
‫التي تم فيها اإلطاحة بالعدالة‪ .‬أعتقد أنه بقدر ما كان يناقش موضوع[ الدولة ‪ ،‬فقد فعل ذلك ليقدم‬
‫الدفاع والثناء على ذلك الذي كان يعتقد أنه بدونه ال يمكن أن تُحكم الدولة‪ .‬لكن كارنيديس ‪ ،‬أنه قد‬
‫يدحض أرسطو وأفالطون ‪ ،‬دعاة العدالة ‪ ،‬في ذلك الخالف األول جمع كل الحجج التي ُزعمت باسم‬
‫العدالة ‪ ،‬والتي قد تكون قادرة على اإلطاحة بها ‪ ،‬كما فعل‪ .‬ألنه كان من السهل جدًا زعزعة العدالة ‪،‬‬
‫حيث لم يكن لها جذور ‪ ،‬حيث لم يكن هناك في ذلك الوقت على األرض ‪ ،‬بحيث يمكن أن يدرك‬
‫الفالسفة طبيعتها أو صفاتها‪ .‬ويمكنني أن أتمنى أن يكون لدى الرجال ‪ ،‬الكثيرين ومن مثل هذه‬
‫ضا ‪ ،‬بما يتناسب مع بالغتهم وروحهم ‪ ،‬الستكمال الدفاع عن هذه الفضيلة‬ ‫الشخصية ‪ ،‬معرفة أي ً‬
‫األعظم ‪ ،‬الذي له أصله في الدين مبدأه في اإلنصاف!‪ ‬لكن أولئك الذين كانوا يجهلون ذلك الجزء‬
‫األول ال يمكنهم امتالك الجزء الثاني‪ .‬لكنني أود أوالً أن أوضح ما هو عليه ‪ ،‬بإيجاز وإيجاز ‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن فهم أن الفالسفة كانوا يجهلون العدالة ‪ ،‬ولم يتمكنوا من الدفاع عما لم يكونوا على دراية‬
‫به‪ .‬على الرغم من أن العدالة تشمل جميع الفضائل معًا ‪ ،‬إال أن هناك فضائلتان ‪ ،‬رئيس الكل ‪ ،‬ال‬
‫يمكن تمزيقها وفصلها عنها ‪ -‬التقوى واإلنصاف‪ .‬ألن اإلخالص ‪ ،‬واالعتدال ‪ ،‬واالستقامة ‪ ،‬والبراءة‬
‫‪ ،‬والنزاهة ‪ ،‬وأشياء أخرى من هذا النوع ‪ ،‬سواء بشكل طبيعي أو من خالل تدريب الوالدين ‪ ،‬قد‬
‫توجد في هؤالء الرجال الذين يجهلون العدالة ‪ ،‬كما كانوا موجودين دائ ًما ؛‪ ‬للرومان القدماء ‪ ،‬الذين‬
‫اعتادوا أن يفتخروا بالعدل ‪ ،‬تستخدم بشكل واضح للتمجيد في تلك الفضائل التي (كما قلت) قد تنبثق‬
‫من العدل ‪ ،‬وتنفصل عن الينبوع نفسه‪ .‬أما التقوى واإلنصاف[ فهما عروقه‪ :‬ففي هذين النافرين‬
‫يحصر العدل كله‪ .‬لكن مصدره وأصله في األول ‪ ،‬وكل قوته وطريقته في الثاني‪ .‬لكن التقوى ليست‬
‫حقًا ‪ ،‬كما قلنا في مكان آخر‪ .‬إذا كانت معرفة هللا ‪ Trismegistus‬سوى مفهوم عن هللا ‪ ،‬كما عرفه‬
‫تقوى ‪ ،‬ومجمل هذه المعرفة هو أنك تعبده ‪ ،‬فمن الواضح أنه جاهل بالعدل وال يمتلك معرفة‬
‫هللا‪ .‬فكيف يعرف العدالة نفسها ‪ ،‬ومن يجهل المصدر الذي تنشأ منه؟‪ ‬في الواقع ‪ ،‬تحدث أفالطون‬
‫عن أشياء كثيرة باحترام اإلله الواحد ‪ ،‬الذي قال بواسطته أن العالم مؤطر ؛‪ ‬ولم يتكلم في الدين النه‬
‫كان يحلم باهلل ولم يعرفه‪ .‬ولكن إذا كان هو نفسه أو أي شخص آخر قد رغب في استكمال الدفاع عن‬
‫العدالة ‪ ،‬فعليه أوالً أن يطيح بأديان اآللهة ‪ ،‬ألنهم يعارضون التقوى‪ .‬وألن سقراط حاول فعالً فعل‬
‫ذلك ‪ُ ،‬ألقي به في السجن ؛‪  ‬حتى في ذلك الوقت يمكن رؤية ما سيحدث ألولئك الرجال الذين بدأوا في‬
‫الدفاع عن العدالة الحقيقية وخدمة هللا الوحيد‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن الجزء اآلخر من العدالة هو‬
‫اإلنصاف‪  .‬ومن الواضح أنني ال أتحدث عن اإلنصاف في الحكم الجيد ‪ ،‬على الرغم من أن هذا أيضًا‬
‫جدير بالثناء في رجل عادل ‪ ،‬ولكن عن جعل نفسه مساويًا لآلخرين ‪ ،‬وهو ما يسميه شيشرون‬
‫باإلنصاف‪ .‬ألن هللا ‪ ،‬الذي ينتج البشر ويعطيهم نفسًا ‪ ،‬أراد أن يكون الجميع متساوين ‪ ،‬أي‬
‫متساوون‪ .‬لقد فرض على الجميع نفس الظروف المعيشية ؛‪ ‬لقد صنع كل شيء للحكمة‪ .‬لقد وعد‬
‫بالخلود للجميع‪ .‬ال أحد ينقطع عن منافعه السماوية‪ .‬ألنه كما يوزع على الجميع على حد سواء نوره‬
‫الواحد ‪ ،‬يرسل ينابيعه للجميع ‪ ،‬ويمدهم بالطعام ‪ ،‬ويمنح نو ًما أكثر متعة ؛‪ ‬فيعطي كل العدل‬
‫والفضيلة‪ .‬ليس في عينيه أحد عبد وال سيد أحد ؛‪ ‬ألنه إذا كان للجميع نفس األب ‪ ،‬فنحن جميعًا أبناء ‪،‬‬
‫بحق متسا ٍو‪ .‬ليس احد فقير امام هللا اال الذي بال عدل‪ .‬ليس احد غني اال مملوء فضائل‪ .‬باختصار ‪ ،‬ال‬
‫أحد ممتاز ‪ ،‬إال الذي كان صالحًا وبريًئا‪ .‬ما من أحد مشهور ‪ ،‬إال الذي بكثرة أعمال الرحمة ؛‪ ‬ما من‬
‫أحد أكمل إال الذي مأل كل درجات الفضيلة‪ .‬لذلك لم يستطع الرومان وال اليونانيون أن يمتلكوا‬
‫العدل ‪ ،‬ألنه كان لديهم رجال يختلفون عن بعضهم البعض بدرجات عديدة ‪ ،‬من الفقراء إلى‬
‫األغنياء ‪ ،‬ومن المتواضعين إلى األقوياء‪ .‬باختصار ‪ ،‬من األفراد إلى أعلى سلطات الملوك‪ .‬ألنه في‬
‫الحاالت التي ال يتساوى فيها الجميع ‪ ،‬ال يوجد إنصاف ؛‪ ‬وعدم المساواة في حد ذاته يستبعد العدالة ‪،‬‬
‫التي تكمن قوتها الكاملة في هذا ‪ ،‬وهي تجعل أولئك المتساوين الذين وصلوا بنفس القدر إلى حالة‬
‫‪.‬هذه الحياة‬

‫‪.‬السادس عشر‪ .‬من واجبات الرجل العادل ‪ ،‬وحقوق المسيحيين‬

‫لذلك ‪ ،‬بما أن هذين النافرين للعدالة قد تغيرتا ‪ ،‬فإن كل الفضيلة وكل الحق يُنزعان ‪ ،‬ويعود العدل‬
‫نفسه إلى الجنة‪  .‬وعلى هذا األساس لم يكتشف الفالسفة الخير الحقيقي ‪ ،‬ألنهم كانوا يجهلون أصله‬
‫وآثاره‪ :‬التي لم تنكشف إال لشعبنا‪ .‬فيقول قائل أليس بينكم فقير وآخر غني‪ .‬بعض العبيد وآخرون‬
‫سادة؟‪ ‬أال يوجد فرق بين األفراد؟‪ ‬ال يوجد؛‪ ‬وال يوجد أي سبب آخر يجعلنا نمنح بعضنا البعض اسم‬
‫اإلخوة ‪ ،‬إال أننا نعتقد أننا متساوون‪ .‬ألنه بما أننا نقيس كل األشياء البشرية ليس بالجسد بل بالروح ‪،‬‬
‫وإن كانت حالة األجساد مختلفة ‪ ،‬إال أنه ليس لدينا خدام ‪ ،‬لكننا نعتبرهم أخوة في الروح ونتحدث‬
‫معهم ‪ ،‬في الدين كخدم رفقاء‪ .‬كما أن الثروات ال تجعل الرجال مشهورين ‪ ،‬إال أنهم قادرون على‬
‫جعلهم أكثر برو ًزا من خالل األعمال الصالحة‪ .‬ألن الناس أغنياء ‪ ،‬ليس ألنهم يمتلكون الثروة ‪،‬‬
‫ولكن ألنهم يستخدمونها في أعمال العدل‪ .‬والذين يبدو أنهم فقراء هم أغنياء ‪ ،‬ألنهم ليسوا في حاجة ‪،‬‬
‫وال يرغبون في شيء‪  .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإننا في تواضع العقل على قدم المساواة ‪ ،‬األحرار مع العبيد ‪،‬‬
‫واألغنياء مع الفقراء ‪ ،‬ومع ذلك فإننا في نظر هللا نتميز بالفضيلة‪ .‬وكل واحد أعلى بما يتناسب مع‬
‫عدالته األكبر‪  .‬ألنه إذا كان من العدل أن يضع اإلنسان نفسه في نفس المستوى حتى مع من هم في‬
‫المرتبة األدنى ‪ ،‬على الرغم من أنه يتفوق في هذا الشيء بالذات ‪ ،‬فإنه جعل نفسه مساويًا لمن هم‬
‫دونه ؛‪ ‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا كان قد تصرف ليس فقط كمتسا ٍو ‪ ،‬ولكن حتى باعتباره أدنى منزلة ‪ ،‬من‬
‫الواضح أنه سيحصل على مرتبة أعلى من الكرامة في دينونة هللا ألنه بالتأكيد ‪ ،‬بما أن كل األشياء‬
‫في هذه الحياة الزمنية هشة وقابلة لالنحالل ‪ ،‬فإن الرجال يفضلون أنفسهم على اآلخرين ويتنافسون‬
‫على الكرامة ؛‪ ‬مما ال يوجد شيء أكثر قذ ًرا ‪ ،‬وال شيء مجرد متعجرف ‪ ،‬وال شيء أبعد من سلوك‬
‫رجل حكيم‪ :‬ألن هذه األشياء األرضية تتعارض تما ًما مع األشياء السماوية‪ .‬ألن حكمة الناس هي‬
‫أعظم جهالة عند هللا ‪ ،‬والغباء هو أعظم حكمة كما بينت‪ .‬لذلك فهو متواضع ومذل في نظر هللا الذي‬
‫كان يجب أن يكون ظاهرًا ومرتفعًا على األرض‪ .‬ناهيك عن أن هذه الخيرات الدنيوية الحالية التي‬
‫يُمنح لها شرف عظيم تتعارض مع الفضيلة ‪ ،‬وتضعف من قوة العقل ‪ ،‬ما من نبل ‪ ،‬كما أصلي ‪،‬‬
‫يمكن أن يكون راس ًخا ‪ ،‬وما هي الموارد ‪ ،‬وما هي القوة ‪ ،‬بما أن هللا قادر أن يجعل الملوك أنفسهم‬
‫أدنى من األدنى؟‪  ‬ولذلك فقد استشار هللا مصلحتنا في وضع هذا على وجه الخصوص بين الوصايا‬
‫اإللهية‪" :‬من يرفع نفسه يذل ‪ ،‬ومن يذل نفسه يعظم"‪ .‬وتعلم كمال هذه الوصية أن من سيضع نفسه‬
‫ببساطة في مستوى مع الرجال اآلخرين ‪ ،‬ويحمل نفسه بتواضع ‪ ،‬هو محترم ممتاز والمع في نظر‬
‫لهذا الغرض‪" - :‬األشياء التي تعتبر ‪ Euripides‬هللا‪ .‬ألن المشاعر ليست خاطئة والتي تم تقديمها في‬
‫‪".‬هنا ش ًرا هي خير محترم في الجنة‬

‫‪.‬السابع عشر‪ .‬من مساواة وحكمة وحماقة المسيحيين‬

‫لقد شرحت سبب عدم قدرة الفالسفة على إيجاد العدالة أو الدفاع عنها‪ .‬اآلن أعود إلى ما كنت‬
‫أقصده‪  .‬لذلك ‪ ،‬بما أن حجج الفالسفة كانت ضعيفة ‪ ،‬فقد تولى كارناديس المهمة الجريئة المتمثلة في‬
‫دحضها ‪ ،‬ألنه أدرك أنها قادرة على تفنيدها‪ .‬كان جوهر خالفه كما يلي‪" :‬أن الرجال سنوا قوانين‬
‫ألنفسهم ‪ ،‬من أجل مصلحتهم الخاصة ‪ ،‬تختلف في الواقع وفقًا لشخصياتهم ‪ ،‬وفي حالة نفس‬
‫األشخاص غالبًا ما يتغيرون وفقًا للعصر‪ :‬ولكن كان هناك ال يوجد قانون طبيعي‪ :‬أن كل البشر‬
‫والحيوانات األخرى قد تحملهم إرشاد الطبيعة لمصلحتهم الخاصة ؛ لذلك لم تكن هناك عدالة ‪ ،‬أو إن‬
‫وجدت ‪ ،‬كانت أعظم حماقة ‪ ،‬ألنها أضرت بنفسها بالترويج لها‪ .‬مصالح اآلخرين "‪ .‬وقدم هذه‬
‫الحجج‪" :‬يجب على جميع األمم التي ازدهرت مع السيادة ‪ ،‬حتى الرومان أنفسهم ‪ ،‬الذين كانوا سادة‬
‫العالم كله ‪ ،‬إذا أرادوا أن يكونوا عادلين ‪ ،‬أي الستعادة ممتلكات اآلخرين ‪ ،‬يجب أن يعودوا إلى‬
‫األكواخ ‪ ،‬واالستلقاء في العوز والبؤس "‪ .‬ثم ترك موضوعات عامة ‪ ،‬وتناول التفاصيل‪ .‬يقول‪" :‬إذا‬
‫كان الرجل الصالح له عبد هارب ‪ ،‬أو منزل غير صحي ومصاب ‪ ،‬وهو وحده يعلم هذه العيوب ‪،‬‬
‫وعلى هذا الحساب يعرضها للبيع ‪ ،‬فهل يصرح بأن العبد هارب ‪ ،‬والبيت الذي يعرضه للبيع مصاب‬
‫بالعدوى أم يخفيه عن المشتري ‪ ،‬وإن أخرجه فهو حسن حقًا ‪ ،‬ألنه ال يخدع ‪ ،‬ومع ذلك يُحكم عليه‬
‫بالغباء ‪ ،‬ألنه إما سيفعل‪ .‬البيع بسعر منخفض أو ال تبيع على اإلطالق‪ .‬إذا أخفى ذلك ‪ ،‬فهو حكيم حقًا‬
‫‪ ،‬ألنه سيتشاور مع مصلحته ؛‪ ‬بل هو ايضا يكون شريرا النه يخدع‪ .‬ومرة أخرى ‪ ،‬إذا وجد من‬
‫يفترض أنه يبيع خام النحاس وهو ذهب ‪ ،‬أو الرصاص وهو من الفضة ‪ ،‬فهل يصمت حتى يشتريه‬
‫بسعر زهيد؟‪ ‬أم يعطي معلومات عنها فيشتريها بثمن باهظ؟‪ ‬من الواضح أنه يبدو من الحماقة تفضيل‬
‫شرائها بثمن باهظ "‪ .‬ومنه أراد أن يفهم ‪ ،‬أن كل من العدل والصالح أحمق ‪ ،‬وأن الحكيم شرير ؛‬
‫ومع ذلك فقد يكون ذلك ممكنًا‪ .‬يحدث بال خراب ‪ ،‬أن يرضي الناس بالفقر ‪ ،‬لذلك انتقل إلى أشياء‬
‫أعظم ‪ ،‬ال يمكن أن يكون فيها أحد عاداًل دون أن يكون هناك خطر على حياته‪ .‬ال تأخذ ممتلكات‬
‫شخص آخر‪  .‬ما الذي سيفعله الرجل الصالح إذا كان قد تعرض لحادث غرق ‪ ،‬وكان شخص أضعف‬
‫منه قد استولى على لوح خشبي؟‪  ‬أفال يطرده عن الخشبة حتى يصطدم بها ويسندها ‪ ،‬خاصة وأنه ال‬
‫يوجد شاهد في وسط البحر؟‪ ‬إذا كان حكيما سيفعل ذلك‪ .‬ألنه يجب أن يهلك هو نفسه ما لم يعمل على‬
‫هذا النحو‪ .‬ولكن إذا اختار أن يموت بدالً من أن ينزل باآلخر عنفًا ‪ ،‬فهو في هذه الحالة عادل ‪ ،‬لكنه‬
‫ضا ‪ ،‬إذا تم هزيمة جيش شعبه ‪،‬‬ ‫أحمق ‪ ،‬ألنه ال يدخر حياته بينما يحافظ على حياة اآلخر‪ .‬وهكذا أي ً‬
‫وبدأ العدو في الضغط عليهم ‪ ،‬وكان ذلك الرجل العادل قد التقى برجل جريح على ظهر حصان ‪،‬‬
‫فهل سيتجنب ذلك حتى يقتل هو نفسه ‪ ،‬أو سيطرحه عن حصانه ‪ ،‬حتى يهرب هو نفسه من‬
‫العدو؟‪ ‬ان فعل هذا يكون حكيما ولكنه شرير ايضا‪ .‬إذا لم يفعل ذلك ‪ ،‬فسيكون عادالً ‪ ،‬ولكنه أيضًا‬
‫أحمق بالضرورة‪" .‬لذلك ‪ ،‬عندما قسّم العدالة إلى قسمين ‪ ،‬قائالً إن أحدهما كان مدنيًا ‪ ،‬واآلخر‬
‫طبيعيًا ‪ ،‬فقد خرب كليهما‪ :‬ألن الجزء هو الحكمة ‪ ،‬ولكن ليس العدالة ؛ لكن الجزء الطبيعي هو‬
‫العدل ‪ ،‬ولكن ليس الحكمة‪ .‬هذه الحجج دقيقة وحادة تما ًما ‪ ،‬مثل ماركوس توليوس لم يكن قادرًا على‬
‫دحضها‪ .‬ألنه عندما يمثل ليليوس على أنه رد على فوريوس ‪ ،‬وتحدث في نيابة عن العدالة ‪ ،‬مر بهم‬
‫كمنزل دون دحضهم ؛ بحيث يبدو أن اليليوس نفسه لم يدافع عن العدالة الطبيعية ‪ ،‬التي سقطت تحت‬
‫‪.‬تهمة الحماقة ‪ ،‬ولكن تلك العدالة المدنية التي اعترف فوريوس بأنها حكمة ‪ ،‬ولكن غير عادل‬

‫‪ ،‬الثامن عشر‪ .‬من العدل والحكمة والحماقة‬

‫باإلشارة إلى مناقشتنا الحالية ‪ ،‬فقد أوضحت كيف تحمل العدالة شبه الحماقة ‪ ،‬بحيث يبدو أن هؤالء‬
‫ال ينخدعون بدون سبب ممن يعتقدون أن رجال ديننا حمقى في الظهور وكأنهم يفعلون مثل هذه‬
‫األشياء كما اقترح‪  .‬أدرك اآلن أن هناك حاجة إلى تعهد أكبر مني ‪ ،‬إلظهار سبب رغبة هللا في إحاطة‬
‫نظرًا ألن ‪ Furius ،‬العدالة بمظهر الحماقة ‪ ،‬وإزالتها من أعين الناس ‪ ،‬عندما أجبت أوالً على‬
‫كاف‪ .‬رد عليه‪ .‬الذي ‪ ،‬على الرغم من أنه كان رجالً حكي ًما ‪ ،‬كما دُعي ‪ ،‬لم‬‫ٍ‬ ‫ليليوس لم يقم بذلك بشكل‬
‫يكن قاد ًرا على أن يكون مدافعًا عن العدالة الحقيقية ‪ ،‬ألنه لم يكن لديه مصدر العدل وينبوعه‪ .‬لكن‬
‫هذا الدفاع أسهل بالنسبة لنا ‪ ،‬الذين بفضل[ فضل السماء ‪ ،‬هذه العدالة مألوفة ومعروفة جيدًا ‪ ،‬والذين‬
‫يعرفون ذلك ليس باالسم ‪ ،‬ولكن في الواقع‪ .‬بالنسبة ألفالطون وأرسطو ‪ ،‬كانا يرغبان بإرادة صادقة‬
‫في الدفاع عن العدالة ‪ ،‬وكانا سيحدثان شيًئا ‪ ،‬إذا كانت مساعيهما الحميدة ‪ ،‬وبالغتهما ‪ ،‬وحيويتهما‬
‫ضا بمعرفة األشياء اإللهية‪ .‬وهكذا تم إهمال عملهم ‪ ،‬كونه باطاًل وعديم الفائدة‪ :‬ولم‬ ‫الذهنية مدعومة أي ً‬
‫ً‬
‫يتمكنوا من إقناع أي شخص بالعيش وفقا لمبادئهم ‪ ،‬ألن هذا النظام ليس له أساس من السماء‪ .‬لكن‬
‫يجب أن يكون عملنا أكثر يقينًا ‪ ،‬ألننا نتعلم من هللا‪ .‬ألنهم كانوا يمثلون العدل بالكلمات ‪ ،‬ويصورونه‬
‫عندما ال يكون في األفق‪ .‬ولم يكونوا قادرين على تأكيد تأكيداتهم من خالل األمثلة الحالية‪ .‬ألن‬
‫المستمعين ربما أجابوا بأنه من المستحيل العيش كما وصفوا في نزاعهم ؛‪ ‬بحيث ال يوجد حتى اآلن‬
‫ضا باألمثلة المستمدة‬‫من اتبع مسار الحياة هذا‪ .‬لكننا نظهر حقيقة أقوالنا ليس فقط بالكلمات ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫من الحقيقة‪  .‬لذلك فهم كارنيديس ما هي طبيعة العدالة ‪ ،‬إال أنه لم يدرك بما فيه الكفاية أنها ليست‬
‫حماقة‪ .‬على الرغم من أنني أبدو لنفسي أفهم ما هي النية التي فعلها‪ .‬ألنه لم يكن يعتقد حقًا أن العدل‬
‫هو أحمق‪  .‬ولكن عندما علم أنه لم يكن كذلك ‪ ،‬لكنه لم يفهم سبب ظهوره على هذا النحو ‪ ،‬فقد أراد أن‬
‫يظهر أن الحقيقة مخفية ‪ ،‬وأنه قد يحافظ على عقيدة طائفته ‪ ،‬التي يتمثل رأيها الرئيسي ‪ " ،‬ال يمكن‬
‫فهم أي شيء بشكل كامل "‪ .‬ألنه لم يكن يعتقد حقًا أن العدل هو أحمق‪ .‬ولكن عندما علم أنه لم يكن‬
‫كذلك ‪ ،‬لكنه لم يفهم سبب ظهوره على هذا النحو ‪ ،‬فقد أراد أن يظهر أن الحقيقة مخفية ‪ ،‬وأنه قد‬
‫يحافظ على عقيدة طائفته ‪ ،‬التي يتمثل رأيها الرئيسي ‪ " ،‬ال يمكن فهم أي شيء بشكل كامل "‪ .‬ألنه‬
‫لم يكن يعتقد حقًا أن العدل هو أحمق‪ .‬ولكن عندما علم أنه لم يكن كذلك ‪ ،‬لكنه لم يفهم سبب ظهوره‬
‫على هذا النحو ‪ ،‬فقد أراد أن يظهر أن الحقيقة مخفية ‪ ،‬وأنه قد يحافظ على عقيدة طائفته ‪ ،‬التي يتمثل‬
‫‪ ".‬رأيها الرئيسي ‪ " ،‬ال يمكن فهم أي شيء بشكل كامل‬

‫دعونا نرى ‪ ،‬إذن ‪ ،‬ما إذا كان للعدالة أي اتفاق مع الحماقة‪ .‬فالرجل الصالح ‪ ،‬كما يقول ‪ ،‬إذا لم يأخذ‬
‫من الجريح حصانه ‪ ،‬ومن غرق السفينة لوح خشبه ‪ ،‬حتى يحافظ على حياته ‪ ،‬فهو أحمق‪ .‬بادئ ذي‬
‫بدء ‪ ،‬أنكر أنه يمكن بأي حال من األحوال أن يتواجد رجل عادل حقًا في ظروف من هذا‬
‫النوع ؛‪  ‬فاإلنسان العادل ليس في عداوة ألي إنسان ‪ ،‬وال يرغب في أي شيء على اإلطالق يكون‬
‫مل ًكا لآلخر‪ .‬فلماذا يسافر أو ماذا يطلب من أرض أخرى وهي تكفيه؟‪ ‬أو لماذا يخوض الحرب ‪،‬‬
‫ويختلط بأهواء اآلخرين ‪ ،‬وعقله منشغل بسالم دائم مع الناس؟‪ ‬ال شك أنه سوف يسعد بالبضائع‬
‫األجنبية أو بدم اإلنسان ‪ ،‬الذي ال يعرف كيف يسعى للربح ‪ ،‬من يكتفي بأسلوب معيشته ‪ ،‬ويرى أنه‬
‫ليس فقط نفسه يذبح ‪ ،‬بل أن يكون حاض ًرا مع من يفعلها ‪ ،‬ويراقبها!‪ ‬لكني أغفلت هذه األشياء ‪ ،‬ألنه‬
‫من الممكن أن يُجبر الرجل حتى ضد إرادته على الخضوع لهذه األشياء‪ .‬هل تعتقد إذن يا فوريوس ‪-‬‬
‫أو باألحرى يا كارناديس ‪ ،‬ألن كل هذا الكالم هو له ‪ -‬تعتقد أن العدالة غير مجدية ‪ ،‬وغير ضرورية‬
‫للغاية ‪ ،‬ومحتقرة من هللا ‪ ،‬بحيث ال تملك قوة وال تأثير في حد ذاته يمكن أن يفيد للحفاظ عليها؟‪ ‬لكن‬
‫من الواضح أن أولئك الذين يجهلون سر اإلنسان ‪ ،‬والذين يشيرون بالتالي إلى كل األشياء إلى هذه‬
‫الحياة الحاضرة ‪ ،‬ال يمكنهم أن يعرفوا مدى قوة العدالة‪ .‬فعندما يناقشون موضوع[ الفضيلة ‪ ،‬مع أنهم‬
‫يدركون أنها مليئة باألعمال والبؤس ‪ ،‬ومع ذلك يقولون أنه يجب البحث عنه من أجله ؛‪ ‬ألنهم ال‬
‫يرون بأي حال مكافآتها األبدية الخالدة‪ .‬وهكذا ‪ ،‬بإحالتهم كل األشياء إلى الحياة الحاضرة ‪ ،‬فإنهم‬
‫إجماالً يختزلون الفضيلة إلى حماقة ‪ ،‬ألنها تخضع لمثل هذه األعمال العظيمة في هذه الحياة عبثا ً‬
‫وبدون غرض‪ .‬لكن المزيد حول هذا الموضوع[ في فرصة أخرى‪ .‬في غضون ذلك ‪ ،‬دعونا نتحدث‬
‫عن العدالة ‪ ،‬كما بدأنا ‪ ،‬والتي تكون قوتها عظيمة جدًا ‪ ،‬حتى أنها عندما ترفع عينها إلى السماء ‪،‬‬
‫بحق ‪ ،‬إن قوة البراءة عظيمة جدًا ‪ ،‬بحيث أينما ‪ Flaccus‬فإنها تستحق كل شيء من هللا‪ .‬لذلك قال‬
‫كانت ‪ ،‬فإنها ال تحتاج إلى سالح وال قوة لحمايتها‪ - :‬ألنه يخضع لمثل هذه األعمال العظيمة في هذه‬
‫الحياة عبثًا وبدون غرض‪ .‬لكن المزيد حول هذا الموضوع في فرصة أخرى‪ .‬في غضون ذلك ‪،‬‬
‫دعونا نتحدث عن العدالة ‪ ،‬كما بدأنا ‪ ،‬والتي تكون قوتها عظيمة جدًا ‪ ،‬حتى أنها عندما ترفع عينها‬
‫بحق ‪ ،‬إن قوة البراءة عظيمة جدًا ‪ Flaccus ،‬إلى السماء ‪ ،‬فإنها تستحق كل شيء من هللا‪ .‬لذلك قال‬
‫بحيث أينما كانت ‪ ،‬فإنها ال تحتاج إلى سالح وال قوة لحمايتها‪ - :‬ألنه يخضع لمثل هذه األعمال‬
‫العظيمة في هذه الحياة عبثًا وبدون غرض‪ .‬لكن المزيد حول هذا الموضوع[ في فرصة أخرى‪ .‬في‬
‫غضون ذلك ‪ ،‬دعونا نتحدث عن العدالة ‪ ،‬كما بدأنا ‪ ،‬والتي تكون قوتها عظيمة جدًا ‪ ،‬حتى أنها‬
‫بحق ‪ ،‬إن قوة ‪ Flaccus‬عندما ترفع عينها إلى السماء ‪ ،‬فإنها تستحق كل شيء من هللا‪ .‬لذلك قال‬
‫‪: -‬البراءة عظيمة جدًا ‪ ،‬بحيث أينما كانت ‪ ،‬فإنها ال تحتاج إلى سالح وال قوة لحمايتها‬

‫من ال عيب في حياته ‪ ،‬طاهر من المكر ‪ ،‬ال داعي له"‬

‫اقتراض‪ ‬‬

‫!أو قوس أو سهام المستنقع يا فسكسي‬

‫إنه يعتمد في الدفاع على أي جعبة تعج بها‬

‫‪.‬األسهم السامة‬

‫‪ ،‬األفريقي[ المثير ‪ Syrtes‬على الرغم من أن طريقه يكون على طول‬

‫‪ ،‬أو الوديان القوقازية ‪ ،‬حيث ال يجد الضيف ملجأ‬

‫تيار غريب معها ‪ Hydaspes ،‬أو البنوك التي‬

‫حكاية‬

‫‪ ".‬اللعقات المتدفقة الضعيفة‬

‫لذلك من المستحيل أن يكون الرجل الصديق غير محمي من وصاية السماء وسط أخطار العواصف‬
‫ضا إعفاء األشرار‬‫والحروب‪ .‬وأنه حتى لو كان في البحر بصحبة أبنائه ورجال مذنبين ‪ ،‬فال ينبغي أي ً‬
‫‪ ،‬حتى تتحرر هذه الروح العادلة والبريئة من الخطر ‪ ،‬أو على أي حال يمكن الحفاظ عليها بمفردها‬
‫بينما يموت الباقون‪ . .‬لكن لنفترض أن الحالة التي يقترحها الفيلسوف ممكنة‪ :‬فماذا سيفعل الرجل‬
‫الصالح إذا التقى برجل جريح على حصان ‪ ،‬أو رجل غرقى على لوح خشبي؟‪ ‬أنا لست راغبًا في‬
‫االعتراف بأنه سيموت بدالً من قتل شخص آخر‪ .‬ولن يأخذ العدل ‪ ،‬الذي هو خير اإلنسان الرئيسي ‪،‬‬
‫بهذا الحساب اسم الحماقة‪ .‬فماذا يكون أفضل وأعز لإلنسان من البراءة؟‪ ‬ويجب أن يكون هذا هو‬
‫األكثر كمااًل ‪ ،‬كلما وصلت به إلى أقصى الحدود ‪ ،‬واخترت أن تموت بدالً من أن تنتقص من طابع‬
‫البراءة‪ .‬وهو يقول[ إنه من الحماقة الحفاظ على حياة شخص آخر في حالة تنطوي على تدمير حياة‬
‫المرء‪ .‬إذن هل تعتقد أنه من الحماقة أن تموت حتى من أجل الصداقة؟‪ ‬لماذا ‪ ،‬إذن ‪ ،‬هؤالء األصدقاء‬
‫الفيثاغوريون الذين امتدحتهم أنت ‪ ،‬الذين قدم أحدهم نفسه للطاغية كضمان لحياة اآلخر ‪ ،‬واآلخر في‬
‫الوقت المحدد ‪ ،‬عندما كان ضمانه اآلن قيد التنفيذ ‪ ،‬بنفسه ‪ ،‬وأنقذه بمداخلة؟‪ ‬الذين لم تكن فضيلتهم‬
‫في مثل هذا المجد ‪ ،‬عندما كان أحدهم على استعداد للموت من أجل صديقه ‪ ،‬واآلخر حتى من أجل‬
‫كلمته التي تم التعهد بها ‪ ،‬إذا اعتبروا حمقى‪ .‬حسنًا ‪ ،‬بسبب هذه الفضيلة ذاتها ‪ ،‬كافأهم الطاغية‬
‫بالحفاظ على كليهما ‪ ،‬وهكذا تغيرت شخصية الرجل األكثر قسوة‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬قيل إنه ناشدهم‬
‫أن يعترفوا به كطرف ثالث في صداقتهم ‪ ،‬ومن الواضح أنه لم يعتبرهم حمقى ‪ ،‬بل كرجال صالحين‬
‫وحكماء‪ .‬لذلك ال أفهم لماذا ‪ ،‬بما أن الموت من أجل الصداقة والكالم هو أعظم مجد ‪ ،‬فليس مجيدًا‬
‫للرجل أن يموت حتى من أجل براءته‪ .‬لذلك هم أكثر من حمقى الذين ينسبون إلينا أننا على استعداد‬
‫للموت من أجل هللا ‪ ،‬عندما يمجدون أنفسهم إلى السماء بأعلى درجات الثناء على من كان على‬
‫استعداد للموت من أجل رجل‪  .‬باختصار ‪ ،‬الختتام هذا الجدل ‪ ،‬يعلم العقل نفسه أنه من المستحيل أن‬
‫يكون اإلنسان في الحال عادالً وغبيًا وحكي ًما وظال ًما‪ .‬ألن الجاهل ال يعرف ما هو عادل‬
‫وصالح‪ .‬وبالتالي يخطئ دائ ًما‪ .‬النه كما هو قد سبى رذائل‪ .‬وال يمكنه أن يقاومهم بأي شكل من‬
‫األشكال ‪ ،‬ألنه يفتقر إلى الفضيلة التي يجهلها‪ .‬ولكن الرجل الصالح يمتنع عن كل ذنب ‪ ،‬ألنه ال‬
‫يستطيع أن يفعل غير ذلك ‪ ،‬رغم أنه يعرف الصواب والخطأ‪ .‬ولكن من يقدر أن يميز بين الصواب‬
‫والخطأ إال الحكيم؟‪ ‬وهكذا يحدث ‪ ،‬أنه ال يمكن أن يكون عادالً من هو الجاهل ‪ ،‬وال حكي ًما غير‬
‫عادل‪ .‬وإن كان هذا صحي ًحا ‪ ،‬فمن الواضح أن من لم يأخذ لو ًحا من رجل غارق في السفينة ‪ ،‬أو‬
‫حصان من جريح ‪ ،‬ليس أحمقًا ؛‪ ‬ألن هذه خطيئة ‪ ،‬والحكيم يمتنع عن الخطيئة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬أنا نفسي‬
‫ض ا أعترف أن لها هذا المظهر ‪ ،‬من خالل خطأ الرجال ‪ ،‬الذين يجهلون الطابع الخاص لكل‬ ‫أي ً‬
‫شيء‪  .‬وبالتالي فإن مجمل هذا التساؤل ال يتم دحضه بالحجج بقدر ما يتم دحضه بالتعريف‪ .‬لذلك فإن‬
‫الحماقة هي الضالل في األفعال واألقوال ‪ ،‬من خالل الجهل بما هو حق وخير‪ .‬لذلك فهو ليس أحمق‬
‫ال يشفق حتى على منع األذى لآلخر ‪ ،‬وهذا شر‪ .‬وهذا ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬يملي العقل والحقيقة نفسها‪ .‬ألننا‬
‫نرى أنه في جميع الحيوانات ‪ ،‬ألنها تفتقر إلى الحكمة ‪ ،‬فإن الطبيعة هي التي توفر اإلمدادات‬
‫لنفسها‪  .‬لذلك يجرحون اآلخرين حتى يستفيدوا من أنفسهم ‪ ،‬ألنهم ال يفهمون أن اإليذاء أمر‬
‫شرير‪  .‬لكن اإلنسان الذي يعرف الخير والشر يمتنع عن إضراره حتى بأضراره التي ال يستطيع‬
‫حيوان بال سبب أن يفعلها ؛‪ ‬وعلى هذا األساس تُحسب البراءة من بين فضائل اإلنسان‬
‫الرئيسية‪  .‬واآلن يبدو من خالل هذه األشياء أنه أحكم اإلنسان الذي يفضل الهالك على أن يرتكب‬
‫ضر ًر ا ‪ ،‬حتى يحافظ على هذا اإلحساس بالواجب الذي يميز به عن الخليقة األغبياء‪ .‬لمن لم يبيّن‬
‫خطأ من يعرض الذهب للبيع ليشتريه بمبلغ زهيد ‪ ،‬أو من ال يعترف أنه يعرض للبيع عبداً هاربًا أو‬
‫بيتًا مصابًا‪ ، .‬مع التركيز على مكاسبه أو منفعته ‪ ،‬ليس رجالً حكي ًما ‪ ،‬كما تمنى كارناديس أن‬
‫ضا في الحيوانات األغبياء‪ :‬إما عندما‬ ‫يظهر ‪ ،‬ولكنه ماكر ومكر‪ .‬والمكر والمكر موجودان أي ً‬
‫يتربصون اآلخرين ‪ ،‬ويأخذونهم بالخداع فيلتهمهم ؛‪ ‬أو عندما يتجنبون أفخاخ اآلخرين بشتى‬
‫الطرق‪ .‬لكن الحكمة تقع على عاتق اإلنسان وحده‪ .‬ألن الحكمة هي الفهم إما بقصد فعل الخير‬
‫والحق ‪ ،‬أو االمتناع عن األقوال واألفعال غير الالئقة‪ .‬اآلن الرجل الحكيم ال يكرس نفسه أبدًا للسعي‬
‫وراء الكسب ‪ ،‬ألنه يحتقر هذه المزايا األرضية‪ :‬وال يسمح ألي شخص أن يخدع ‪ ،‬ألنه من واجب‬
‫الرجل الصالح تصحيح أخطاء الناس وإحضارها‪ .‬العودة إلى الطريق الصحيح‪ .‬ألن طبيعة اإلنسان‬
‫‪.‬اجتماعية وصالحة ‪ ،‬وفيها االحترام وحده يرتبط باهلل‬

‫‪.‬التاسع عشر‪ .‬من العبادة وتعذبات المسيحيين ‪ ،‬وحق األب والسيد‬

‫ولكن مما ال شك فيه أن هذا هو السبب الذي يجعله يبدو أحمق من يفضل أن يكون في حاجة‪ .‬أو‬
‫الموت بدالً من إلحاق األذى أو أخذ ممتلكات شخص آخر ‪ ،‬أي ألنهم يعتقدون أن اإلنسان قد دمره‬
‫الموت‪ .‬ومن هذا اإلقناع ‪ ،‬تنشأ جميع أخطاء عامة الناس وكذلك الفالسفة‪ .‬ألنه إذا لم يكن لدينا وجود‬
‫بعد الموت ‪ ،‬فمن المؤكد أنه جزء من أكثر الناس غبا ًء أال يروج لمصالح الحياة الحاضرة ‪ ،‬وقد‬
‫تستمر طويالً ‪ ،‬وقد تزخر بكل المزايا‪ .‬ولكن من يتصرف على هذا النحو يجب بالضرورة أن يبتعد‬
‫عن سيادة العدل‪ .‬ولكن إذا بقي لإلنسان حياة أطول وأفضل ‪ -‬وهذا ما نتعلمه من حجج الفالسفة‬
‫العظماء ومن إجابات العرافين ‪ ،‬وكلمات األنبياء اإللهية ‪ -‬إنه جزء من اإلنسان الحكيم أن يحتقر هذه‬
‫الحياة الحاضرة بمزاياها ‪ ،‬حيث يتم تعويض خسارتها بالكامل بالخلود‪ .‬يقول نفس المدافع عن العدالة‬
‫‪ ،‬ليليوس ‪ ،‬في شيشرون‪" :‬الفضيلة كلها تتمنى الشرف ؛ وال يوجد أي مكافأة أخرى للفضيلة"‪ .‬هناك‬
‫بالفعل فضيلة أخرى ‪ ،‬وهي الفضيلة التي ال يمكنك أن تفترضها يا ليليوس ؛‪ ‬النك لم تكن تعرف‬
‫الكتابات المقدسة‪ .‬وهذه المكافأة تحصل عليها بسهولة وال تتطلبها بقسوة‪ .‬أنت مخطئ جدًا ‪ ،‬إذا كنت‬
‫تعتقد أن اإلنسان يمكن أن يدفع أج ًرا للفضيلة ‪ ،‬ألنك أنت بصدق قلت في مكان آخر‪" :‬ما الثروات‬
‫التي ستقدمها لهذا الرجل؟ ما هي األوامر؟ أي ممالك؟ من يأمر بهذه األشياء؟ كإنسان ‪ ،‬يحكم على‬
‫مزاياه بأن تكون إلهية "‪ .‬من ‪ ،‬لذلك ‪  ،‬هل تظن أنك رجل حكيم ‪ ،‬يا ليليوس ‪ ،‬عندما تناقض نفسك ‪،‬‬
‫وبعد فترة وجيزة تبتعد عن الفضيلة التي أعطيتها لها؟‪ ‬لكن من الواضح أن الجهل بالحقيقة يجعل‬
‫رأيك غير مؤكد ومتردد‪ .‬في المكان التالي ‪ ،‬ماذا تضيف؟‪" ‬ولكن إذا كان كل جاحد الجميل ‪ ،‬أو‬
‫العديد من الحسودين ‪ ،‬أو األعداء األقوياء ‪ ،‬يحرمون الفضيلة من مكافآتها"‪ .‬أوه ‪ ،‬ما أضعفك ‪ ،‬يا له‬
‫من عديم القيمة ‪ ،‬هل مثلت الفضيلة ‪ ،‬إذا أمكن حرمانها من أجرها!‪ ‬ألنه إذا حكمت على أن خيراتها‬
‫إلهية ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬فكيف يمكن أن يكون هناك أي جاحد ‪ ،‬وحسد ‪ ،‬وقوي للغاية ‪ ،‬بحيث يمكنه أن‬
‫يحرم الفضيلة من تلك الخيرات التي منحتها له اآللهة؟‪ ‬يقول‪" :‬من المؤكد أنها تسعد نفسها بالعديد من‬
‫وسائل الراحة ‪ ،‬وال سيما تدعم نفسها بجمالها الخاص"‪ .‬بما يريحك؟‪ ‬بأي جمال؟‪ ‬ألن هذا الجمال‬
‫غالبًا ما يُتهم به كخطأ ‪ ،‬ويتحول إلى عقاب‪ .‬ماذا لو ‪ ،‬كما قال فوريوس ‪ ،‬يجب جر الرجل بعيدًا ‪،‬‬
‫والمضايقة ‪ ،‬والنفي ‪ ،‬والحاجة ‪ ،‬والحرمان من يديه ‪ ،‬وإخماد عينيه ‪ ،‬وإدانته ‪ ،‬وتقييده بالسالسل ‪،‬‬
‫وحرقه ‪ ،‬وتعذيبه تعذيبًا بائسًا أيضًا ؟‪ ‬هل ستفقد الفضيلة أجرها أم تهلك نفسها؟‪ ‬بدون معني‪ .‬لكنها‬
‫ستنال أجرها من هللا القاضي ‪ ،‬وستعيش وتزدهر دائ ًما‪ .‬وإذا أزلت هذه األشياء ‪ ،‬فال شيء في حياة‬
‫اإلنسان يمكن أن يظهر على أنه عديم الجدوى ‪ ،‬ومن األحمق ‪ ،‬مثل الفضيلة ‪ ،‬التي قد يعلمنا الخير‬
‫الطبيعي والشرف فيها أن الروح ليست مميتة ‪ ،‬وأن المكافأة اإللهية هي‪ .‬عين لها هللا‪ .‬ولكن على هذا‬
‫األساس أراد هللا إخفاء الفضيلة نفسها تحت صفة الحماقة ‪ ،‬أن يكون سر الحقيقة ودينه س ّراً‪ .‬أنه قد‬
‫يُظهر غرور وخطأ هذه الخرافات ‪ ،‬وتلك الحكمة األرضية التي ترفع نفسها بشكل كبير ‪ ،‬وتُظهر‬
‫قدرًا كبي ًرا من الرضا عن الذات ‪ ،‬وأن الصعوبة التي يتم طرحها مطواًل ‪ ،‬وأن المسار األكثر ضيقًا‬
‫قد يؤدي إلى المكافأة السامية خلود‪ .‬لقد أوضحت ‪ ،‬كما أعتقد ‪ ،‬لماذا يحظى شعبنا بالتقدير من‬
‫الحمقى‪ .‬إن اختيار التعرض للتعذيب والقتل ‪ ،‬بدالً من أخذ البخور في ثالثة أصابع ‪ ،‬وإلقائه على‬
‫صا على حياة اآلخرين‬ ‫الموقد ‪ ،‬يبدو من الحماقة ‪ ،‬في حالة تعرض الحياة للخطر ‪ ،‬أن نكون أكثر حر ً‬
‫من حياة المرء‪ .‬ملك‪ .‬ألنهم ال يعرفون كم هو عظيم من عمل المعصية أن يعبدوا أي شيء آخر غير‬
‫هللا ‪ ،‬الذي صنع السماء واألرض ‪ ،‬الذي خلق الجنس البشري ‪ ،‬ونفخ فيهم روح الحياة ‪ ،‬وأعطاهم‬
‫الضوء‪ .‬ولكن إذا كان هو أضعف العبيد الذين هربوا وهجروا سيده ‪ ،‬وإذا حُكم عليه أكثر من غيره‬
‫بالجلد والسالسل ‪ ،‬والسجن ‪ ،‬والصليب ‪ ،‬وكل شر ؛‪ ‬وإذا كان االبن ‪ ،‬على نفس المنوال ‪ ،‬يُعتقد أنه‬
‫مهجور وعديم التقوى الذي هجر والده ‪ ،‬فال يجوز له أن يطيعه ‪ ،‬وعلى هذا الحساب يعتبر مستحقًا‬
‫للحرمان من الميراث ‪ ،‬وإزالة اسمه إلى األبد من عائلته‪ - ، .‬فكم بالحري من ترك هللا ‪ ،‬الذي فيه‬
‫يلتقي االسمان اللذان لهما نفس الخشوع ‪ ،‬الرب واألب على حد سواء؟‪ ‬فما فائدة من يشتري عبدًا‬
‫غير الغذاء الذي يمده به لمصلحته؟‪ ‬ومن يلد ابنا ً ليس في وسعه أن يحبل أو يولد أو يعيش ؛‪ ‬الذي‬
‫يتضح منه أنه ليس األب ‪ ،‬بل هو أداة التوليد فقط‪ .‬إذن ‪ ،‬ما هي العقوبات التي يستحقها ‪ ،‬من هجره‬
‫الذي هو السيد واآلب الحقيقيان ‪ ،‬ولكن تلك التي عينها هللا بنفسه؟‪ ‬الذي اعد نار ابدية لالرواح‬
‫‪.‬الشريرة‪ .‬وهذا هو نفسه يهدد من قبل أنبيائه للكفار والمتمردين‬

‫‪.‬من الغرور والجرائم الخرافات الواضحة ‪ ،‬وتعذبات المسيحيين‪XX. ‬‬

‫لذلك ‪ ،‬فليعلم أولئك الذين يدمرون أرواحهم وأرواح اآلخرين كم يرتكبون جريمة ال يمكن‬
‫تبريرها ؛‪  ‬في المقام األول ‪ ،‬ألنهم يتسببون في موتهم من خالل خدمة معظم الشياطين المهجورة ‪،‬‬
‫الذين حكم عليهم هللا بعقوبات[ أبدية ؛‪ ‬في الموضع التالي ‪ ،‬ألنهم ال يسمحون لآلخرين بأن يعبد هللا ‪،‬‬
‫لكنهم يسعون إلى تحويل الناس جانبًا إلى طقوس مميتة ‪ ،‬والسعي بأقصى قدر من االجتهاد حتى ال‬
‫تكون هناك حياة بدون جرح على األرض ‪ ،‬التي تتطلع إلى السماء بحالتها‪ .‬مؤمن‪ .‬ماذا سأسميهم‬
‫غير الرجال البائسين ‪ ،‬الذين يطيعون تحريضات ناهبيهم ‪ ،‬الذين يعتقدون أنهم آلهة؟‪ ‬الذين ال يعرفون‬
‫شرطهم وال أصلهم وال أسماءهم وال طبيعتهم ؛‪ ‬لكنهم متشبثين بإقناع الشعب يخطئون عن طيب‬
‫خاطر ويفضلون حماقاتهم‪ .‬وإذا سألتهم عن أسباب إقناعهم ‪ ،‬فال يمكنهم التنازل عن أي منها ‪ ،‬لكنهم‬
‫يلجأون إلى حكم أسالفهم ‪ ،‬قائلين إنهم كانوا حكماء ‪ ،‬وأنهم وافقوا عليهم ‪ ،‬وأنهم يعرفون ما هو‬
‫األفضل ؛‪ ‬وبالتالي فإنهم يحرمون أنفسهم من كل قوة اإلدراك‪ :‬إنهم يودعون العقل ‪ ،‬بينما يثقون‬
‫بأخطاء اآلخرين‪ .‬وهكذا ‪ ،‬فإنهم متورطون في جهل كل شيء ‪ ،‬فهم ال يعرفون أنفسهم وال‬
‫آلهتهم‪  .‬وهل سيصلون إلى الجنة ألنهم كانوا على استعداد للخطأ بأنفسهم ‪ ،‬وأن يكونوا غير حكيمين‬
‫ضا ليكونوا رفقاء شرهم ‪ ،‬كما لو كانوا على وشك الحصول‬ ‫بأنفسهم!‪ ‬لكنهم يسرعون باآلخرين أي ً‬
‫على الراحة من هالك الكثيرين‪ .‬لكن هذا الجهل بالذات يجعلهم يتصرفون بقسوة في اضطهاد‬
‫الحكماء‪ .‬وهم يتظاهرون بأنهم يروجون لرفاهيتهم ‪ ،‬أنهم يرغبون في استرجاعها بعقل سليم‪ .‬هل‬
‫يسعون بعد ذلك إلى التأثير في ذلك عن طريق المحادثة ‪ ،‬أو بإعطاء سبب ما؟‪ ‬بدون معني؛‪ ‬لكنهم‬
‫يسعون لتطبيقه بالقوة والتعذيب‪ .‬أيها العشق الرائع واألعمى!‪ ‬يُعتقد أن هناك عقاًل سيًئا في من يسعى‬
‫للحفاظ على إيمانه ‪ ،‬لكنه عقل جيد في الجالد‪ .‬هل هناك إذن عقل سيئ في أولئك الذين ‪ ،‬ضد كل‬
‫قانون إنساني ‪ ،‬ضد كل مبدأ من مبادئ العدالة ‪ ،‬يتعرضون للتعذيب ‪ ،‬أو باألحرى ‪ ،‬في أولئك الذين‬
‫يلحقون أجساد األبرياء بمثل هذه األشياء ‪ ،‬مثل اللصوص األكثر قسوة ‪ ،‬وال أشد األعداء غضبًا ‪،‬‬
‫وال أكثر البرابرة وحشية مارسوها على اإلطالق؟‪ ‬هل يخدعون أنفسهم إلى هذا الحد بحيث ينقلون‬
‫ويغيرون أسماء الخير والشر بشكل متبادل؟‪ ‬فلماذا ال يسمون نهارا ليال ‪ -‬شمس ظلمة؟‪ ‬عالوة على‬
‫ذلك‪  ،‬إنه نفس الوقاحة أن نطلق على الصالح اسم الشر ‪ ،‬للحكيم اسم أحمق ‪ ،‬على اسم غير تقي‪ .‬إلى‬
‫جانب هذا ‪ ،‬إذا كان لديهم أي ثقة في الفلسفة أو في البالغة ‪ ،‬فليسلحوا أنفسهم ‪ ،‬ودحض حججنا هذه‬
‫إذا كانوا قادرين ؛‪ ‬دعهم يقابلونا يدا بيد ويفحصوا كل نقطة‪ .‬يليق بهم أن يدافعوا عن آلهتهم ‪ ،‬لئال‬
‫تزداد أمورنا (كما تزداد كل يوم) فتفرور مقاماتهم ومقابرهم وسخائرهم الباطلة‪ .‬وألنهم ال‬
‫يستطيعون أن يؤثروا شيًئا بالعنف (ألن دين هللا يزداد كلما ظل مظلو ًما) ‪ ،‬فليعملوا باألحرى‬
‫باستخدام العقل والنصائح‪ .‬ليخرج كهنتهم إلى الوسط ‪ ،‬سواء كانوا أقل شأنا أو أكبر ؛‪ ‬فالمنهم ‪ ،‬يبشر‬
‫‪ ،‬وكذلك ذبيحة الملوك والكهنة وخدام خرافاتهم‪ .‬دعهم يدعونا إلى اجتماع ؛‪ ‬ليحثنا على عبادة‬
‫آلهتهم‪  .‬دعهم يقنعوننا بأن هناك العديد من الكائنات التي تحكم إلهها وعنايتها كل األشياء ؛‪ ‬دعهم‬
‫يوضحون كيف تم نقل أصول وبدايات طقوسهم المقدسة وآلهةهم إلى البشر ؛‪ ‬دعهم يشرحون ما هو‬
‫مصدرهم ومبدأهم ؛‪ ‬ليحددوا أج ًرا في عبادتهم ‪ ،‬وأي عقاب ينتظر اإلهمال‪ .‬لماذا يرغبون في أن‬
‫يعبدهم الرجال؟‪ ‬ما تساهم به تقوى الناس لهم ‪ ،‬إذا كانوا مباركين‪ :‬وليؤكدوا كل هذه األمور ليس‬
‫بتأكيدهم (ألن سلطة اإلنسان الفاني ليس لها وزن) ‪ ،‬ولكن ببعض الشهادات اإللهية ‪ ،‬كما نفعل‬
‫نحن‪ .‬ال يوجد سبب للعنف واإلصابة ‪ ،‬الن الدين ال يمكن فرضه بالقوة‪ .‬يجب أن يتم األمر بالكلمات‬
‫وليس بالضربات ‪ ،‬حتى تتأثر اإلرادة‪ .‬دعهم يخفون سالح عقولهم‪ .‬إذا كان نظامهم صحي ًحا ‪ ،‬فليكن‬
‫تأكيده‪ .‬نحن على استعداد لالستماع ‪ ،‬إذا كانوا يعلمون ؛‪ ‬بينما هم صامتون ‪ ،‬نحن بالتأكيد ال نعطيهم‬
‫أي ائتمان ‪ ،‬ألننا ال نستسلم لهم حتى في غضبهم‪ .‬فليقتدوا بنا في بيان نظام األمر كله ‪ ،‬ألننا ال نغري‬
‫كما يقولون ؛‪ ‬لكننا نعلم ‪ ،‬نثبت ‪ ،‬نظهر‪ .‬وهكذا ال نعتقل أحدًا ضد إرادته ‪ ،‬ألنه غير صالح لخدمة هللا‬
‫الذي يفتقر إلى اإليمان والتفاني ؛‪ ‬ومع ذلك ال أحد يبتعد عنا ألن الحقيقة نفسها تقبض عليه‪ .‬دعهم‬
‫يعلمون بهذه الطريقة ‪ ،‬إذا كان لديهم أي ثقة في الحق ؛‪ ‬ليتكلموا لينطقوا‪ .‬دعهم يغامرون ‪ ،‬أقول ‪ ،‬أن‬
‫تناقش معنا شيًئا من هذا القبيل ؛‪ ‬ومن ثم بالتأكيد سيسخرون من خطأهم وحماقتهم من قبل النساء‬
‫المسنات ‪ ،‬اللواتي يحتقرنهن ‪ ،‬ومن قبل أوالدنا‪ .‬ألنهم ‪ ،‬بما أنهم أذكياء بشكل خاص ‪ ،‬يعرفون من‬
‫ضا أن الطقوس نفسها ‪ ،‬التي‬ ‫الكتب جنس اآللهة ومآثرهم وأوامرهم وموتهم ومقابرهم ؛‪ ‬قد يعلمون أي ً‬
‫بدأوا فيها ‪ ،‬كان مصدرها إما أفعال بشرية ‪ ،‬أو إصابات ‪ ،‬أو وفيات‪ .‬إنه جزء من الجنون المذهل أن‬
‫يتخيلوا أنهم آلهة ال يمكنهم إنكار أنهم بشر ؛‪ ‬أو إذا كان يجب أن يكونوا وقحين لدرجة إنكار ذلك ‪،‬‬
‫فإن كتاباتهم وكتابات شعوبهم ستدحضهم ؛‪ ‬باختصار ‪ ،‬بدايات الطقوس المقدسة ستدينهم‪ .‬قد‬
‫يعرفون ‪ ،‬لذلك ‪ ،‬حتى من هذا الشيء بالذات ‪ ،‬ما أعظم االختالف بين الحق والباطل‪ .‬ألنهم هم‬
‫أنفسهم بكل بالغتهم عاجزون عن اإلقناع ‪ ،‬بينما غير المهرة وغير المتعلمين قادرون ‪ ،‬ألن األمر‬
‫نفسه والحقيقة تتحدث‪ .‬فلماذا يغضبون ‪ ،‬في حين أنهم يرغبون في تخفيف حماقتهم ‪ ،‬فإنهم‬
‫يزيدونها؟‪ ‬التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير‪ .‬وال يمكن أن تتحد الحقيقة بالعنف أو العدل‬
‫بالقسوة‪  .‬لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ‪ ،‬لئال يسخر منهم‬
‫شعبنا ويهجرهم شعبهم‪  .‬بالنسبة لعامة الناس ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬إذا تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت‬
‫في ذكرى الموتى ‪ ،‬فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة‪" .‬ومن ثم طقوس الرهبة‬
‫الصوفية"‪ ‬ألنهم هم أنفسهم بكل بالغتهم عاجزون عن اإلقناع ‪ ،‬بينما غير المهرة وغير المتعلمين‬
‫قادرون ‪ ،‬ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث‪ .‬فلماذا يغضبون ‪ ،‬في حين أنهم يرغبون في تخفيف‬
‫حماقتهم ‪ ،‬فإنهم يزيدونها؟‪ ‬التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير‪ .‬وال يمكن أن تتحد الحقيقة بالعنف‬
‫أو العدل بالقسوة‪  .‬لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ‪ ،‬لئال‬
‫يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم‪ .‬بالنسبة لعامة الناس ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬إذا تأكدوا من أن هذه األسرار‬
‫قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ‪ ،‬فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة‪" .‬ومن ثم طقوس‬
‫الرهبة الصوفية"‪ ‬ألنهم هم أنفسهم بكل بالغتهم عاجزون عن اإلقناع ‪ ،‬بينما غير المهرة وغير‬
‫المتعلمين قادرون ‪ ،‬ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث‪ .‬فلماذا يغضبون ‪ ،‬في حين أنهم يرغبون في‬
‫تخفيف حماقتهم ‪ ،‬فإنهم يزيدونها؟‪ ‬التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير‪ .‬وال يمكن أن تتحد الحقيقة‬
‫بالعنف أو العدل بالقسوة‪ .‬لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ‪،‬‬
‫لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم‪ .‬بالنسبة لعامة الناس ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬إذا تأكدوا من أن هذه‬
‫األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ‪ ،‬فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة‪" .‬ومن ثم‬
‫طقوس الرهبة الصوفية"‪ ‬ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث‪ .‬فلماذا يغضبون ‪ ،‬في حين أنهم يرغبون‬
‫في تخفيف حماقتهم ‪ ،‬فإنهم يزيدونها؟‪ ‬التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير‪ .‬وال يمكن أن تتحد‬
‫الحقيقة بالعنف أو العدل بالقسوة‪ .‬لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء‬
‫اإللهية ‪ ،‬لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم‪ .‬بالنسبة لعامة الناس ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬إذا تأكدوا من أن‬
‫هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ‪ ،‬فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة‪" .‬ومن‬
‫ثم طقوس الرهبة الصوفية"‪ ‬ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث‪ .‬فلماذا يغضبون ‪ ،‬في حين أنهم‬
‫يرغبون في تخفيف حماقتهم ‪ ،‬فإنهم يزيدونها؟‪ ‬التعذيب والتقوى مختلفان بشكل كبير‪ .‬وال يمكن أن‬
‫تتحد الحقيقة بالعنف أو العدل بالقسوة‪ .‬لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق‬
‫باألشياء اإللهية ‪ ،‬لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم‪ .‬بالنسبة لعامة الناس ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬إذا‬
‫تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ‪ ،‬فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح‬
‫للعبادة‪" .‬ومن ثم طقوس الرهبة الصوفية"‪ ‬أو العدالة بقسوة‪ .‬لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم‬
‫أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ‪ ،‬لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم‪ .‬بالنسبة لعامة الناس ‪ ،‬في‬
‫الغالب ‪ ،‬إذا تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ‪ ،‬فسوف يدينونهم ويبحثون عن‬
‫شيء أصح للعبادة‪" .‬ومن ثم طقوس الرهبة الصوفية"‪ ‬أو العدالة بقسوة‪ .‬لكنهم لسبب وجيه ال‬
‫يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ‪ ،‬لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم‬
‫شعبهم‪  .‬بالنسبة لعامة الناس ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬إذا تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى‬
‫"‪ ،‬فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة‪" .‬ومن ثم طقوس الرهبة الصوفية‬

‫تم وضعها من قبل رجال ماكرة ‪ ،‬حتى ال يعرف الناس ما يعبدون‪ .‬ولكن بما أننا على دراية بأنظمتهم‬
‫‪ ،‬فلماذا ال يصدقوننا نحن الذين يعرفون كليهما ‪ ،‬أو يحسدوننا ألننا فضلنا الحقيقة على الباطل؟‪ ‬لكنهم‬
‫يقولون ‪ ،‬يجب الدفاع عن الطقوس الدينية العامة‪ .‬يا لها من نزعة شريفة يضلها البؤساء!‪ ‬ألنهم‬
‫يدركون أنه ال يوجد بين الرجال أفضل من الدين ‪ ،‬وأنه يجب الدفاع عن هذا بكل قوتنا ؛‪ ‬ولكن كما‬
‫هم مخدوعون في أمر الدين نفسه ‪ ،‬كذلك هم في طريقة الدفاع عنه‪ .‬فالدين يجب الدفاع عنه ليس‬
‫بالقتل بل بالموت‪ .‬ليس بالقسوة بل بالصبر‪ .‬ال بالذنب بل بحسن النية‪ .‬تنتمي إلى الشرور ‪ ،‬ولكن هذا‬
‫األخير للبضائع ؛‪ ‬ويجب أن يكون للخير مكان في الدين ال الشر‪ .‬ألنك إذا كنت ترغب في الدفاع عن‬
‫الدين بإراقة الدماء والتعذيب والذنب ‪ ،‬فلن يكون من الممكن الدفاع عنه بعد اآلن ‪ ،‬بل سيتم تلويثه‬
‫وتدنيسه‪ .‬فليس هناك شيء يتعلق باإلرادة الحرة بقدر ما يتعلق بالدين ؛‪ ‬وفيه إذا كان عقل المصلي‬
‫غير ميال إليه ينتزع الدين دفعة واحدة ويزول من الوجود‪ .‬لذلك فإن الطريقة الصحيحة هي أن تدافع‬
‫عن الدين بالصبر أو بالموت‪ .‬حيث يكون الحفاظ على اإليمان مرضيًا هلل نفسه ‪ ،‬ويضيف سلطانًا‬
‫على الدين‪ .‬ألنه إذا كان من حفظ إيمانه لملكه في بعض األعمال الالمعة في هذه الحرب األرضية ‪،‬‬
‫فإنه إذا استمر في الحياة ‪ ،‬ألنه أكثر حبًا وقبواًل ‪ ،‬وإذا سقط ‪ ،‬ينال أعظم المجد ‪ ،‬ألنه مات من أجل‬
‫زعيمه‪  .‬فكم بالحري اإليمان تجاه هللا ‪ ،‬حاكم الكل ‪ ،‬القادر على دفع أجر الفضيلة ‪ ،‬ليس لألحياء‬
‫فقط ‪ ،‬بل لألموات أيضًا!‪  ‬لذلك فإن عبادة هللا ‪ ،‬بما أنها تنتمي إلى الحرب السماوية ‪ ،‬تتطلب أكبر قدر‬
‫من اإلخالص واإلخالص‪ .‬فكيف سيحب هللا المصلي ‪ ،‬إن لم يكن محبوبًا منه ‪ ،‬أو يمنح الملتمس ما‬
‫يطلبه عندما يقترب ليصلي صالته بغير صدق أو توقير؟‪ ‬لكن هؤالء الرجال ‪ ،‬عندما يأتون لتقديم‬
‫صا بهم ‪ -‬ال استقامة ذهنية ‪ ،‬وال خشوع أو‬ ‫الذبائح ‪ ،‬ال يقدمون آللهتهم شيًئا من الداخل ‪ ،‬وال شيًئا خا ً‬
‫خوف‪ .‬لذلك ‪ ،‬عندما أكملت الذبائح التي ال قيمة لها ‪ ،‬فإنهم يتركون دينهم تما ًما في الهيكل ‪ ،‬ومع‬
‫الهيكل ‪ ،‬كما وجدوه ؛‪ ‬وال تجلب معهم شيئا وال تسترجع شيئا‪ .‬ومن هنا فإن هذا النوع من الشعائر‬
‫الدينية ال يمكن أن يجعل الناس صالحين ‪ ،‬وال أن تكون حازمة وغير قابلة للتغيير‪ .‬وهكذا يُبعد الناس‬
‫عنهم بسهولة ‪ ،‬ألنه لم يتم تعلم أي شيء فيهم فيما يتعلق بالحياة ‪ ،‬وال شيء يتعلق بالحكمة ‪ ،‬وال‬
‫شيء باإليمان‪ .‬فما هو دين هؤالء اآللهة؟‪ ‬ما هي قوتها‪ ‬ما تخصصه؟‪ ‬ما اصله؟‪ ‬ما هو مبدأها؟‪ ‬ما‬
‫أساسه؟‪ ‬ما هو جوهرها؟‪ ‬ما هو اتجاهها؟‪ ‬أو بماذا يعد ليحفظه اإلنسان بأمانة ويدافع عنه بجرأة؟‪ ‬ال‬
‫أرى فيه سوى طقوس خاصة باألصابع فقط‪ .‬لكن ديننا على هذا الحساب راسخ وصلب وغير قابل‬
‫للتغيير ‪ ،‬ألنه يعلم العدل ‪ ،‬ألنه دائ ًما معنا ‪ ،‬ألن لها وجودها بالكلية في روح العابد ‪ ،‬ألن لها عقل‬
‫الذبيحة‪  .‬في ذلك الدين ال يشترط شيء آخر سوى دم الحيوانات ودخان البخور وسفك اإلراقة بال‬
‫معنى‪  .‬ولكن في عقلنا هذا ‪ ،‬عقل صالح ‪ ،‬وصدر نقي ‪ ،‬وحياة بريئة‪ :‬هذه الطقوس يتردد عليها‬
‫زانيات غير عفيفات دون أي تمييز ‪ ،‬عن طريق قواسم وقحة ‪ ،‬من قبل عاهرات قذرة ؛‪ ‬يرتادها‬
‫المصارعون واللصوص واللصوص والسحرة الذين ال يصلون إال الرتكاب الجرائم دون‬
‫عقاب‪ .‬فماذا يسأل السارق عندما يذبح أو المصارع إال أن يقتلوا؟‪ ‬ما هو السام إال أن يفلت من‬
‫المالحظة؟‪ ‬ما الزانية اال لكي تخطئ الى االقصى‪ .‬ما الزانية ‪ ،‬ولكن إما موت زوجها ‪ ،‬أم أن عفتها‬
‫قد تستر؟‪ ‬ما هي الوكيل ‪ ،‬لكنها قد تحرم الكثير من ممتلكاتهم؟‪ ‬فماذا السارق اال فيزيد‬
‫خصومات‪ .‬لكن في ديننا ليس هناك مكان حتى لإلساءة البسيطة والعادية‪ .‬وإذا أتى أحد إلى ذبيحة بال‬
‫ضمير سليم ‪ ،‬فإنه يسمع ما يندد به هللا من تهديدات‪ :‬إن هللا ‪ ،‬كما أقول ‪ ،‬من يرى مخابئ القلب ‪،‬‬
‫الذي يعادي الخطايا دائ ًما ‪ ،‬ويحتاج إلى العدل ‪ ،‬الذي يتطلب الوالء‪ .‬ما هو مكان هنا للعقل الشرير أو‬
‫للصالة الشريرة؟‪ ‬لكن هؤالء الرجال التعساء ال يفهمون من جرائمهم مدى شر العبادة ‪ ،‬ألنهم ‪ ،‬بعد‬
‫أن تدنستهم جميع الجرائم ‪ ،‬يأتون للصالة ؛‪ ‬وهم يتخيلون أنهم يقدمون ذبيحة تقية إذا غسلوا‬
‫جلدهم ؛‪ ‬كما لو أن أي تيارات يمكن أن تغسل أو تطهر البحار ‪ ،‬الشهوات المغلقة في صدورهم‪ .‬فكم‬
‫باألحرى تطهير العقل الذي تدنسه الشهوات الشريرة ‪ ،‬وطرد كل الرذائل من طبقة واحدة من‬
‫‪.‬الفضيلة واإليمان!‪  ‬ألن من يفعل هذا ‪ ،‬مع أنه يحمل جسدا نجسا دنيسا ‪ ،‬فهو طاهر بما فيه الكفاية‬

‫الحادي والعشرون‪ .‬من عبادة اآللهة األخرى واإلله الحقيقي والحيوانات التي استعبدها‬
‫‪.‬المصريون‬

‫لكنهم ‪ ،‬ألنهم ال يعرفون الغرض أو طريقة العبادة ‪ ،‬يقعون بشكل أعمى وال شعوري في الممارسة‬
‫المعاكسة‪  .‬هكذا يعبدون أعداءهم ‪ ،‬يسترضون الضحايا من اللصوص والقتلة ‪ ،‬ويضعون أرواحهم‬
‫ضا ‪ ،‬ألن اآلخرين ال يهلكون بهذه‬ ‫لتحرق بالبخور على مذابح كريهة‪ .‬الرجال البؤساء غاضبون أي ً‬
‫الطريقة ‪ ،‬مع عمى عقلي ال يُصدق‪ .‬فماذا يرون من ال يرى الشمس؟‪ ‬كما لو كانوا آلهة ‪ ،‬فإنهم‬
‫سيحتاجون إلى مساعدة الرجال ضد محتقريهم‪ .‬فلماذا هم غاضبون منا إذا لم يكن لديهم القدرة على‬
‫التأثير في أي شيء؟‪ ‬ما لم يكونوا قد دمروا آلهتهم ‪ ،‬الذين ال يثقون في قوتهم ‪ ،‬فإنهم يكونون أكثر‬
‫تدينًا من أولئك الذين ال يعبدونها على اإلطالق‪ .‬يقول شيشرون ‪ ،‬في قوانينه ‪ ،‬وهو يأمر الرجال‬
‫باالقتراب بقداسة من الذبائح ‪" ،‬فليلبسوا التقوى ‪ ،‬فليضعوا ثرواتهم جانبا ً ‪ ،‬فإن عمل أحد على خالف‬
‫ذلك ‪ ،‬فاهلل نفسه يكون المنتقم"‪ .‬هذا كالم جيد‪ .‬النه ليس من الصواب اليأس من هللا الذي تعبدونه على‬
‫هذا النحو النك تظن انه قوي‪ .‬فكيف ينتقم من ذنوب عباده إذا كان ال يقدر على االنتقام لخطابه؟‪ ‬لذلك‬
‫أود أن أسألهم لمن يظنون أنهم يؤدون خدمة في إجبارهم على التضحية ضد إرادتهم ‪ ،‬فهل هو لمن‬
‫يجبرونهم؟‪ ‬لكن هذا ليس من اللطف الذي يصنع لمن يرفضه‪ .‬لكن يجب أن نستشير مصالحهم ‪ ،‬حتى‬
‫رغم إرادتهم ‪ ،‬ألنهم ال يعرفون ما هو الخير‪ .‬لماذا إذن يقومون بمضايقتهم وتعذيبهم وإضعافهم‬
‫بقسوة ‪ ،‬إذا كانوا يرغبون في سالمتهم؟‪ ‬أو من أين يكون التقوى شري ًرا لدرجة أنهم إما يهلكون بهذه‬
‫الطريقة البائسة ‪ ،‬أو جعلهم عديمي الفائدة ‪ ،‬أولئك الذين يرغبون في تعزيز رفاهيتهم؟‪ ‬أم أنهم‬
‫يخدمون اآللهة؟‪ ‬لكن هذه ليست تضحية يتم ابتزازها من شخص ضد إرادته‪ .‬النها ما لم تقدم بشكل‬
‫عفوي ومن النفس فهي لعنة‪ .‬عندما يضحي الرجال ‪ ،‬مضط ًرا بالحرمان ‪ ،‬بالجروح ‪ ،‬بالسجن ‪ ،‬عن‬
‫طريق التعذيب‪  .‬إذا كانوا آلهة يعبدون بهذه الطريقة ‪ ،‬إذا كان لهذا السبب فقط ‪ ،‬ال ينبغي أن يعبدوا ‪،‬‬
‫ألنهم يريدون أن يُعبدوا بهذه الطريقة‪ :‬هم بال شك مستحقون لبغض الناس ‪ ،‬ألن اإلراقة تقدم لهم‪.‬‬
‫بالدموع واألنين والدم يسيل من جميع األطراف‪ .‬لكننا ‪ ،‬على العكس من ذلك ‪ ،‬ال نطالب بإجبار أي‬
‫شخص ‪ ،‬سواء أكان راغبًا أم غير راغب ‪ ،‬على عبادة إلهنا ‪ ،‬الذي هو إله جميع الناس ؛‪ ‬وال نغضب‬
‫إذا كان أحد ال يعبده‪  .‬فنحن نثق في عظمة من له القدرة على االنتقام من ازدراء نفسه ‪ ،‬كما أن لديه‬
‫القدرة على االنتقام من البالء واألذى التي لحقت بخدمه‪ .‬ولذلك ‪ ،‬عندما نعاني مثل هذه األمور غير‬
‫التقية ‪ ،‬فإننا ال نقاوم حتى في الكالم ؛‪ ‬لكننا ننتقم من هللا ‪ ،‬ليس ألنهم يتصرفون من سيبدو أنهم‬
‫مدافعون عن آلهتهم ‪ ،‬ويغضبون بال قيود ضد أولئك الذين ال يعبدونها‪ .‬ومنه يمكن أن نفهم كيف أنه‬
‫ليس من الجيد عبادة آلهتهم ‪ ،‬إذ كان يجب أن ينقاد الناس إلى الخير بالخير ال بالشر ؛‪ ‬ولكن ألن هذا‬
‫شر ‪ ،‬حتى وظيفته تفتقر إلى الخير‪ .‬لكن أولئك الذين يدمرون األنظمة الدينية يجب أن يعاقبوا‪ .‬لقد‬
‫دمرناهم بطريقة أسوأ من أمة المصريين الذين يعبدون أبشع صور البهائم واألبقار ‪ ،‬ويعبدون‬
‫كاآللهة بعض األشياء التي من العار التحدث عنها؟‪ ‬هل فعلنا ما هو أسوأ من هؤالء الذين ‪ ،‬عندما‬
‫يقولون إنهم يعبدون اآللهة ‪ ،‬ولكنهم يسخرون منها علنًا وبشكل مخجل؟‪ ‬أي دين هذا ‪ ،‬أو ما هو‬
‫عظمة هذه الجاللة ‪ ،‬التي تعبد في المعابد ويسخر منها في المسارح؟‪ ‬والذين فعلوا هذه األشياء ال‬
‫يعانون من انتقام اإلله المجروح ‪ ،‬بل يذهبون بعيدًا مكرمين و ُمم َّدحين‪ .‬هل ندمرهم بطريقة أسوأ من‬
‫بعض الفالسفة الذين يقولون أنه ال توجد آلهة على اإلطالق ‪ ،‬ولكن كل األشياء تنتج بشكل عفوي ‪،‬‬
‫وأن كل األشياء التي تتم بالصدفة؟‪ ‬هل ندمرهم بطريقة أسوأ من األبيقوريين[ الذين يعترفون بوجود‬
‫اآللهة ‪ ،‬لكن ينكرون أنهم ينظرون إلى شيء ويقولون[ إنهم ليسوا غاضبين وال يتأثرون‬
‫بالرضا؟‪ ‬وبهذه الكلمات ‪ ،‬يقنعون الرجال بوضوح بأنهم ال يجب أن يُعبدوا على اإلطالق ‪ ،‬ألنهم ال‬
‫يهتمون بعبادهم ‪ ،‬وال يغضبون من الذين ال يعبدونهم‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬عندما يجادلون ضد‬
‫المخاوف ‪ ،‬فإنهم يحاولون عدم التأثير في أي شيء آخر غير أنه ال ينبغي ألحد أن يخاف اآللهة‪ .‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن هذه األشياء يسمعها الرجال عن طيب خاطر ‪ ،‬وتناقش مع اإلفالت من العقاب‪ .‬إنهم ال‬
‫يسعون إلى إحداث أي شيء آخر غير أنه ال ينبغي ألحد أن يخاف اآللهة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن هذه األشياء‬
‫يسمعها الرجال عن طيب خاطر ‪ ،‬وتناقش مع اإلفالت من العقاب‪ .‬إنهم ال يسعون إلى إحداث أي‬
‫شيء آخر غير أنه ال ينبغي ألحد أن يخاف اآللهة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن هذه األشياء يسمعها الرجال عن‬
‫‪.‬طيب خاطر ‪ ،‬وتناقش مع اإلفالت من العقاب‬

‫‪.‬الثاني والعشرون‪ .‬من غضب الشياطين ضد المسيحيين وخطأ غير مؤمنين‬

‫لذلك فهم ال يغضبون علينا بسبب هذا ‪ ،‬ألن آلهتهم ال نعبدها ‪ ،‬ولكن ألن الحقيقة في صالحنا ‪ ،‬والتي‬
‫(كما قيل حقًا) تنتج الكراهية‪ .‬فماذا نفكر ‪ ،‬لكنهم يجهلون ما يعانون منه؟‪ ‬ألنهم يتصرفون بغضب‬
‫أعمى وغير معقول[ ‪ ،‬وهو ما نراه ‪ ،‬لكنهم جاهلون به‪ .‬الن الرجال ليسوا هم الذين يضطهدون النهم‬
‫ليس لهم سبب غضب على االبرياء‪ .‬لكن تلك األرواح الملوثة والمهجورة والتي تعرف الحقيقة‬
‫بواسطتها وتكرهها تتسلل إلى أذهانهم ‪ ،‬وتحثهم في جهلهم على الغضب‪ .‬فهؤالء ما دام سالم في‬
‫شعب هللا فهربوا من الص ّديقين واتقوهم‪ .‬وعندما يمسكون بأجساد الرجال ويضايقون[ أرواحهم ‪ ،‬فإنهم‬
‫يحتمون عليهم ‪ ،‬وباسم اإلله الحقيقي[ هربوا‪ .‬ألنهم عندما يسمعون هذا االسم يرتعدون ويصرخون‬
‫صموا وضُربوا ؛‪ ‬ولسؤالهم من هم ومن أين أتوا وكيف تسللوا إلى رجل ‪،‬‬ ‫ويؤكدون أنهم قد ُو ِ‬
‫اعترف بذلك‪ .‬وهكذا ‪ ،‬فإنهم يتعرضون للتعذيب والعذاب بقوة االسم اإللهي ‪ ،‬ويخرجون من‬
‫الرجل‪ .‬بسبب هذه الضربات والتهديدات ‪ ،‬فإنهم يكرهون دائ ًما الرجال المقدسين والعدل‪ .‬وألنهم غير‬
‫قادرين بأنفسهم على إيذائهم ‪ ،‬فإنهم يالحقون بكراهية عامة أولئك الذين يرون أنهم يؤلمونهم ‪،‬‬
‫ويمارسون القسوة ‪ ،‬بكل ما يمكن أن يستخدموه من عنف ‪ ،‬حتى يضعفوا إيمانهم بسبب األلم ‪ ،‬أو ‪،‬‬
‫إذا كانوا غير قادرين على إحداث ذلك ‪ ،‬فقد يأخذهم كلهم من األرض ‪ ،‬حتى ال يكون هناك ما يكبح‬
‫شرهم‪ .‬ما الرد الذي يمكن تقديمه على الجانب اآلخر ال يغفل عنه‪ .‬فلماذا إذن ‪ ،‬هذا اإلله الفائق‬
‫القوة ‪ ،‬ذلك الجبار ‪ ،‬الذي تعترف بأنه يترأس كل شيء ‪ ،‬ورب الجميع ‪ ،‬يسمح بهذه األشياء ‪ ،‬وال‬
‫ينتقم وال يدافع عن عباده؟‪ ‬لماذا ‪ ،‬باختصار ‪ ،‬أولئك الذين ال يعبدون له أغنياء وقويون‬
‫وسعداء؟‪ ‬ولماذا يتمتعون بالشرف والدولة الملكية ‪ ،‬ويخضع هؤالء األشخاص لقوتهم ونفوذهم؟‪ ‬يجب‬
‫ضا أن نعطي سببًا لذلك ‪ ،‬حتى ال يبقى خطأ‪ .‬هذا هو السبب بشكل خاص وراء االعتقاد بأن‬ ‫علينا أي ً‬
‫الدين ليس له قوة هللا ‪ ،‬ألن البشر يتأثرون بظهور الخيرات األرضية والحاضرة ‪ ،‬والتي ال تشير بأي‬
‫حال إلى رعاية العقل ؛‪ ‬وألنهم يرون أن الصالحين بال هذه الخيرات ‪ ،‬وأن الظالمين كثيرون‬
‫فيها ‪  ،‬كالهما يحكم على أن عبادة هللا ال قيمة لها ‪ ،‬حيث ال يرون هذه األشياء محتواة ‪ ،‬ويتخيلون أن‬
‫طقوس اآللهة األخرى صحيحة ‪ ،‬ألن عبادهم يتمتعون بالثروات والشرف والممالك‪ .‬لكن أولئك الذين‬
‫يؤيدون هذا الرأي ال يفكرون باهتمام في قوة اإلنسان وطريقته ‪ ،‬التي تتكون كليًا في العقل وليس في‬
‫الجسد‪ .‬النهم ال يرون اكثر مما يرى اي الجسد‪ .‬وألن هذا يجب رؤيته والتعامل معه فهو ضعيف‬
‫وضعيف ومميت‪  .‬وهي تخص كل تلك الخيرات التي هي رغبتهم وإعجابهم ‪ ،‬ثروتهم ‪ ،‬شرفهم ‪،‬‬
‫وحكوماتهم ‪ ،‬ألنها تجلب الملذات للجسد ‪ ،‬وبالتالي فهي عرضة لالنحالل مثل الجسد نفسه‪ .‬وأما‬
‫‪ ،‬النفس التي يتكون فيها اإلنسان وحده ألنها ال تتعرض لبصر العينين ‪ ،‬وال يمكن رؤية خيراتها‬

‫‪.‬الثالث والعشرون‪ .‬من العدل والصبر من المسيحيين‬

‫ستكون مهمة مطولة الستنباط جميع مظاهر الفضيلة ‪ ،‬وإظهار االحترام لكل شخص كم هو‬
‫ضروري لإلنسان الحكيم والعادل أن يكون بعيدًا عن تلك الخيرات ‪ ،‬التي يؤدي التمتع بها من قبل‬
‫الظالمين إلى عبادة آلهتهم‪ .‬أن يُنظر إليه على أنه حقيقي وفعال‪ .‬فيما يتعلق بتحقيقنا الحالي ‪ ،‬سيكون‬
‫كافيا ً إلثبات وجهة نظرنا من حالة فضيلة واحدة‪ .‬فالصبر ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬فضيلة عظيمة ورائدة‬
‫تمدحها أصوات الناس والفالسفة والخطباء على حد سواء بأعلى درجات الثناء‪ .‬ولكن إذا كان ال‬
‫يمكن إنكار أن هذه فضيلة من أعلى األنواع ‪ ،‬فمن الضروري أن يكون الرجل العادل والحكيم تحت‬
‫سلطة الظالمين ‪ ،‬من أجل الصبر ؛‪ ‬فالصبر هو الذي يحمل برباطة جأش الشرور التي تقع علينا أو‬
‫تقع علينا‪  .‬لذلك فإن الرجل العادل والحكيم ألنه يمارس الفضيلة يصبر على نفسه‪ .‬لكنه سيكون حرا‬
‫تماما من هذا إذا لم يكن يعاني من ضيق‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬فإن الرجل الذي يعيش في رخاء ينفد‬
‫صبره ‪ ،‬وال يتمتع بأعظم فضيلة‪ .‬أنا أسميه غير صبور ‪ ،‬ألنه ال يعاني من أي شيء‪ .‬كما أنه غير‬
‫قادر على الحفاظ على البراءة ‪ ،‬وهي فضيلة خاصة بالرجل العادل والحكيم‪ .‬لكنه غالبًا ما يتصرف‬
‫ض ا ‪ ،‬ويرغب في ممتلكات اآلخرين ‪ ،‬ويستولي على ما رغب فيه بالظلم ‪ ،‬ألنه‬ ‫بشكل غير عادل أي ً‬
‫ً‬
‫بال فضيلة ‪ ،‬وخاضع للرذيلة والخطيئة ؛‪ ‬وينسى ضعفه ‪ ،‬منتفخا بعقل مبتهج بالوقاحة‪ .‬من هذا‬
‫المنطلق يكثر الظالمون والجهلون باهلل بالثروة والقوة واألكرام‪ .‬ألن كل هذه هي مكافآت الظلم ‪ ،‬ألنها‬
‫ال يمكن أن تكون أبدية ‪ ،‬ويتم البحث عنها من خالل الشهوة والعنف‪ .‬لكن الرجل العادل والحكيم ‪،‬‬
‫ألنه يعتبر كل هذه األشياء على أنها بشر ‪ ،‬كما قال اليليوس ‪ ،‬وممتلكاته هي إلهية ‪ ،‬ال يرغب في أي‬
‫شيء يخص غيره ‪ ،‬لئال يجرح أي شخص على اإلطالق انتها ًكا لقواعد السلوك‪ .‬قانون االنسانية‪ .‬وال‬
‫يشتاق ألي سلطة أو شرف حتى ال يؤذي أحدًا‪ .‬ألنه يعلم أن هللا نفسه ينتج الكل ‪ ،‬وبنفس الحالة ‪،‬‬
‫ويجمعهم حق األخوة‪ .‬لكن كونه قانعًا بما هو عليه ‪ ،‬وذلك قليالً ‪ ،‬ألنه يدرك ضعفه ‪ ،‬فإنه ال يسعى‬
‫إلى أي شيء يتجاوز ما قد يدعم حياته ؛‪ ‬وحتى مما عنده ينصب على المعوز نصيبا ألنه تقوى‪ .‬لكن‬
‫التقوى فضيلة عظيمة جدا‪ .‬يضاف إلى هذا ‪ ،‬أنه يحتقر الملذات الضعيفة والشريرة التي من أجلها‬
‫ضا ‪ ،‬الذي ليس له كبرياء أو وقاحة ‪ ،‬ال‬ ‫يشتهي الثروات ؛‪ ‬ألنه معتدل ‪ ،‬ومتحكم في أهوائه‪ .‬وهو أي ً‬
‫يرفع نفسه عاليا ً ‪ ،‬وال يرفع رأسه في غطرسة ؛‪ ‬لكنه هادئ ومسالم ‪ ،‬متواضع ومهذب ‪ ،‬ألنه يعرف‬
‫حالته‪ .‬ألنه ‪ ،‬إذن ‪ ،‬ال يؤذي أحداً ‪ ،‬وال يرغب في ممتلكات اآلخرين ‪ ،‬وال يدافع حتى عن ملكه إذا‬
‫أخذ منه بالعنف ‪ ،‬ألنه يعرف كيف يتحمل حتى مع االعتدال الضرر الذي لحق به ‪ ،‬ألنه موهوب‬
‫بالفضيلة ؛‪ ‬من الضروري أن يخضع اإلنسان العادل للظالم ‪ ،‬وأن يُهان الحكيم من قبل األحمق ‪،‬‬
‫حتى يخطئ الواحد لظلمه ‪ ،‬ويكون لآلخر فضيلة في نفسه ألنه عادل‪ .‬ولكن إذا أراد أي شخص أن‬
‫يعرف بشكل كامل لماذا يسمح هللا لألشرار والظالمين أن يصبحوا أقوياء وسعيدًا وغنيًا ‪ ،‬ومن ناحية‬
‫أخرى ‪ ،‬يعاني األتقياء من أن يكونوا متواضعين وبائسين وفقراء ‪ ،‬فليأخذ كتاب سينيكا الذي يحمل‬
‫العنوان ‪" ،‬لماذا تحدث شرور كثيرة للرجل الطيب ‪ ،‬على الرغم من وجود العناية اإللهية ؛"‪ ‬في أي‬
‫كتاب قال أشياء كثيرة ‪ ،‬ليس بجهل هذا العالم ‪ ،‬ولكن بحكمة ‪ ،‬وتقريبا ً بإلهام إلهي‪ .‬يقول‪" :‬هللا يعتبر‬
‫الرجال أوالده ‪ ،‬لكنه يسمح للفاسدين واألشرار أن يعيشوا في رفاهية ورقة ‪ ،‬ألنه ال يظنهم مستحقين‬
‫لتقويمه‪ .‬ولكنه كثي ًرا ما يوبخ الصالح الذي يحبه ‪ ،‬و من خالل العمل المستمر يمارسهم لممارسة‬
‫الفضيلة‪ :‬وال يسمح لهم بالفساد واإلفساد بسبب البضائع الهشة والقابلة للتلف "‪ .‬والتي يجب أن ال‬
‫يبدو غريبا ً ألحد إذا كان هللا يوبخنا في كثير من األحيان بسبب أخطائنا‪ .‬نعم ‪ ،‬باألحرى ‪ ،‬عندما‬
‫نتعرض للمضايقات والضغط ‪ ،‬فإننا نشكر بشكل خاص أبينا األكثر تساهاًل ‪ ،‬ألنه ال يسمح لفسادنا‬
‫باالنتشار إلى أبعد الحدود ‪ ،‬ولكنه يصححها بالضربات والضربات‪ .‬مما نفهم منه أننا موضع اعتبار‬
‫هلل ‪ ،‬ألنه يغضب عندما نخطئ‪ .‬ألنه في حين أنه كان من الممكن أن يمنح شعبه ثروات وممالك على‬
‫حد سواء ‪ ،‬كما أعطاها من قبل لليهود ‪ ،‬الذين نحن خلفاؤهم وأسالفهم ؛‪ ‬على هذا الحساب ‪ ،‬يريدهم‬
‫أن يعيشوا تحت سلطة وحكم اآلخرين ‪ ،‬لئال يفسدهم سعادة الرخاء ‪ ،‬يجب أن ينزلقوا في الرفاهية‬
‫ويحتقروا تعاليم هللا ؛‪  ‬مثل أسالفنا ‪ ،‬الذين ‪ ،‬في كثير من األحيان ‪ ،‬أضعفتهم هذه السلع األرضية‬
‫والضعيفة ‪ ،‬خرج عن االنضباط وقطع قيود القانون‪ .‬لذلك توقع إلى أي مدى سيوفر الراحة لعباده إذا‬
‫كان عليهم حفظ وصاياه ‪ ،‬ومع ذلك يصلحهم إذا لم يطيعوا وصاياه‪ .‬لذلك ‪ ،‬لئال يكونوا فاسدين‬
‫بالراحة كما كان آباؤهم بالتساهل ‪ ،‬كانت إرادته أن يُضطهدوا من قبل أولئك الذين وضعهم تحت‬
‫سلطتهم ‪ ،‬ليثبتهم عند التذبذب ‪ ،‬ويجددهم إلى الثبات عند الفساد ‪ ،‬ومحاولة إثباتهم عندما يكونون‬
‫مؤمنين‪ .‬فكيف يمكن للجنرال أن يثبت بسالة جنوده إال إذا كان له عدو؟‪ ‬ومع ذلك فقد ظهر له خصم‬
‫ضد إرادته ‪ ،‬ألنه هالك وقادر على اإلخضاع ؛‪ ‬ولكن ألن هللا ال يمكن أن يقاوم ‪ ،‬فإنه هو نفسه يثير‬
‫أعداء اسمه ‪ ،‬ال ليحاربوا هللا نفسه ‪ ،‬بل ضد جنوده ليثبت إخالصهم وأمانة عبيده ‪ ،‬أو يقويهم ‪ ،‬حتى‬
‫ضا سبب آخر يجعله يسمح بمواصلة االضطهاد ضدنا ‪،‬‬ ‫يصحح ضياع تأديبهم بجلد الضيق‪ .‬هناك أي ً‬
‫حتى يزداد شعب هللا‪ .‬كما أنه ليس من الصعب توضيح سبب أو كيفية حدوث ذلك‪ .‬بادئ ذي بدء ‪،‬‬
‫هناك أعداد كبيرة مدفوعة من عبادة اآللهة الزائفة بسبب كراهيتهم للقسوة‪ .‬فمن ال يتردد في مثل هذه‬
‫التضحيات؟‪ ‬ثانيا ً ‪ ،‬البعض مسرور بالفضيلة واإليمان نفسه‪ .‬يشك البعض أنه ليس بدون سبب أن‬
‫عبادة اآللهة تعتبر شريرة من قبل الكثير من الرجال ‪ ،‬بحيث يفضلون الموت على فعل ما يفعله‬
‫اآلخرون حتى يحافظوا على حياتهم‪ .‬هناك من يرغب في معرفة ما هو هذا الخير الذي يدافع عنه‬
‫حتى الموت ‪ ،‬والذي يُفضل على كل ما هو لطيف ومحبوب في هذه الحياة ‪ ،‬ال ضياع الخيرات ‪ ،‬وال‬
‫النور ‪ ،‬وال األلم الجسدي ‪ ،‬وال العذاب‪ .‬من العناصر الحيوية تردعهم‪ .‬هذه األشياء لها تأثير‬
‫كبير‪ .‬لكن هذه األسباب أدت دائ ًما إلى زيادة عدد متابعينا بشكل خاص‪ .‬الناس الذين يقفون حولهم‬
‫يسمعونهم وهم يقولون في وسط هذه العذابات ذاتها إنهم ال يضحون بالحجارة التي صنعتها يد‬
‫اإلنسان ‪ ،‬بل لإلله الحي الذي في السماء‪ :‬كثيرون يفهمون أن هذا صحيح ‪ ،‬ويعترفون بذلك‪ .‬في‬
‫صدورهم‪  .‬ثم بعد ذلك ‪ ،‬كما هو معتاد في أمور عدم اليقين وهم يستفسرون عن بعضهم البعض ‪ ،‬ما‬
‫سبب هذه المثابرة ‪ ،‬والعديد من األمور المتعلقة بالدين ‪ ،‬يتم تعلمها في الخارج ومالحظتها بعناية من‬
‫خالل الشائعات بين بعضها البعض ؛‪ ‬وألن هذه األشياء جيدة ال يمكن أن يفشلوا في إرضائها‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك ‪ ،‬فإن االنتقام الذي يتبع ‪ ،‬كما يحدث دائ ًما ‪ ،‬يدفع الرجال إلى حد كبير إلى اإليمان‪ .‬كما أنه‬
‫ليس سببًا بسيطً ا أن أرواح الشياطين النجسة ‪ ،‬بعد أن حصلت على اإلذن ‪ ،‬ألقت نفسها في أجساد‬
‫كثيرين ؛‪  ‬وعندما يتم طرد هؤالء بعد ذلك ‪ ،‬فإن الذين تم شفاؤهم يتمسكون بالدين ‪ ،‬الذي عانوا من‬
‫قوتهم‪ .‬هذه األسباب العديدة مجتمعة معًا تكسب بشكل رائع حشدًا عظي ًما إلى هللا‪ .‬هل هو سبب بسيط‬
‫أن أرواح الشياطين النجسة ‪ ،‬بعد أن حصلت على اإلذن ‪ ،‬ألقت نفسها في أجساد كثيرين ؛‪ ‬وعندما‬
‫يتم طرد هؤالء بعد ذلك ‪ ،‬فإن الذين تم شفاؤهم يتمسكون بالدين ‪ ،‬الذي عانوا من قوتهم‪ .‬هذه األسباب‬
‫العديدة مجتمعة معًا تكسب بشكل رائع حشدًا عظي ًما إلى هللا‪ .‬هل هو سبب بسيط أن أرواح الشياطين‬
‫النجسة ‪ ،‬بعد أن حصلت على اإلذن ‪ ،‬ألقت نفسها في أجساد كثيرين ؛‪ ‬وعندما يتم طرد هؤالء بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن الذين تم شفاؤهم يتمسكون بالدين ‪ ،‬الذي عانوا من قوتهم‪ .‬هذه األسباب العديدة مجتمعة معًا‬
‫‪.‬تكسب بشكل رائع حشدًا عظي ًما إلى هللا‬

‫‪.‬الرابع والعشرون‪ .‬من االنتقام اإللهي الذي أثر على جالدين المسيحيين‬

‫أيا ً كان ما يخطط له األمراء األشرار ضدنا ‪ ،‬فإن هللا نفسه يسمح به‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن معظم‬
‫المضطهدين الظالمين ‪ ،‬الذين كان اسم هللا موضوعًا للعيب واالستهزاء ‪ ،‬يجب أال يفكروا في أنهم‬
‫سيهربون دون عقاب ‪ ،‬ألنهم كانوا ‪ ،‬كما كانوا ‪ ،‬خدام سخطه علينا‪ .‬ألنهم سيعاقبون بحكم هللا ‪،‬‬
‫الذي ‪ ،‬بعد أن حصل على القوة ‪ ،‬أساء استعمالها إلى درجة غير إنسانية ‪ ،‬بل وأهان هللا في‬
‫غطرستهم ‪ ،‬ووضع اسمه األبدي تحت أقدامهم ‪ ،‬ليتم داسهم بفظاظة وشر‪ . .‬على هذا الحساب ‪ ،‬يعد‬
‫ضا ‪ ،‬على الرغم من أنه معتاد‬ ‫بأنه سينتقم منهم بسرعة ويبيد الوحوش الشريرة من األرض‪ .‬لكنه أي ً‬
‫على االنتقام من اضطهاد شعبه حتى في عالمنا الحاضر ‪ ،‬فإنه يأمرنا ‪ ،‬على أية حال ‪ ،‬أن ننتظر‬
‫بصبر يوم الدينونة السماوية ‪ ،‬حيث يكرم أو يعاقب هو نفسه كل إنسان حسب رغباته‪ .‬لذلك ال تدع‬
‫أرواح المدنسين تتوقع أن أولئك الذين يدوسون عليهم بهذه الطريقة سيحتقرون وال ينالون‬
‫العذاب‪ .‬أولئك الذئاب المفترسة والنهم الذين عذبوا أروا ًحا عادلة وبريئة ‪ ،‬دون ارتكاب أي جرائم ‪،‬‬
‫سيقابلون بالتأكيد مكافأتهم‪ .‬فقط دعنا نتعب ‪ ،‬حتى ال يعاقب الناس أي شيء آخر فينا سوى البر‬
‫وحده‪ :‬دعونا نجاهد بكل قوتنا التي قد نستحقها في الحال على يد هللا لالنتقام من معاناتنا‬
‫ومكافأتنا‪ .‬أولئك الذئاب المفترسة والنهم الذين عذبوا أروا ًحا عادلة وبريئة ‪ ،‬دون ارتكاب أي جرائم ‪،‬‬
‫سيقابلون بالتأكيد مكافأتهم‪ .‬فقط دعنا نتعب ‪ ،‬حتى ال يعاقب الناس أي شيء آخر فينا سوى البر‬
‫وحده‪ :‬دعونا نجاهد بكل قوتنا التي قد نستحقها في الحال على يد هللا لالنتقام من معاناتنا‬
‫ومكافأتنا‪ .‬أولئك الذئاب المفترسة والنهم الذين عذبوا أروا ًحا عادلة وبريئة ‪ ،‬دون ارتكاب أي جرائم ‪،‬‬
‫سيقابلون بالتأكيد مكافأتهم‪ .‬فقط دعنا نتعب ‪ ،‬حتى ال يعاقب الناس أي شيء آخر فينا سوى البر‬
‫‪.‬وحده‪ :‬دعونا نجاهد بكل قوتنا التي قد نستحقها في الحال على يد هللا لالنتقام من معاناتنا ومكافأتنا‬

You might also like