Professional Documents
Culture Documents
5- الكتاب االخامس
5- الكتاب االخامس
ال شك في أني أستمتع ،أيها اإلمبراطور العظيم قسطنطين -بما أنهم نفد صبرهم من خالل
الخرافات المفرطة -أنه إذا كان على أي شخص من المتدينين بحماقة أن يأخذ بيده هذا العمل الذي
نقوم به ،والذي فيه خالق كل األشياء الذي ال مثيل له .تم التأكيد على حاكم هذا العالم الالمحدود ،
حتى أنه سيهاجمه بلغة مسيئة ،وربما ،بعد أن قرأ بالكاد البداية ،سيحطمها على األرض ،ويلقيها
منه ،ويلعنها ،ويعتقد أنه ملوث ومقيد بذنب ال يمكن تبريره إذا كان عليه أن يقرأ بصبر .أو تسمع
هذه األشياء .لكننا نطالب هذا الرجل ،إذا كان ممكنا ً ،بحق الطبيعة البشرية ،أال يدين قبل أن يعرف
األمر برمته .ألنه إذا كان حق الدفاع عن أنفسهم قد أعطي للمقدسين وللخونة والسحرة ،وإذا كان
من القانوني أال يُدان أي شخص مسبقًا ،ألن قضيته لم تتم تجربتها بعد ،فال يبدو أننا نسأل ظلما ً ،
أنه إذا كان هناك أي شخص قد وقع في هذا الموضوع[ ،إذا قرأه ،يقرأها طوال الوقت ،إذا سمعها ،
فإنه يؤجل إبداء الرأي حتى النهاية .لكني أعلم عناد الرجال .لن ننجح أبدًا في الحصول على
هذا .ألنهم يخافون من أن نتغلب عليهم ،وأن نضطر مطوالً إلى االستسالم ،والحقيقة نفسها
تصرخ .لذلك يقطعون ويعيقون حتى ال يسمعون ؛ ويغمضون عيونهم لئال يروا النور الذي نقدمه
لهم .لذلك يُظهرون هم أنفسهم بوضوح عدم ثقتهم في نظامهم المهجور ،ألنهم ال يجرؤون على
.التحقيق ،وال التعامل معه ،ألنهم يعرفون أنه من السهل التغلب عليهم
كما يقول إنيوس .وألنهم يسعون بشغف إلى إدانة أولئك الذين يعرفون بوضوح أنهم أبرياء باعتبارهم
مذنبين ،فهم غير مستعدين لالتفاق على احترام البراءة نفسها ؛ كما لو كان ،في الحقيقة ،ظل ًما أكبر
أن تُدين البراءة ،عندما يثبت أنها كذلك ،أكثر من كونها غير مسموعة .لكنهم ،كما قلت ،يخافون
من أن يسمعوا ،إذا سمعوا ،فلن يكونوا قادرين على اإلدانة .ولذلك يعذبون ويقتلون ويطردون
عابدي هللا العلي أي البار .وال هم ،الذين يكرهون بشدة ،أنفسهم قادرون على تحديد أسباب
كراهيتهم .وألنهم هم أنفسهم مخطئون ،فهم غاضبون من الذين يسلكون طريق الحق ؛ وعندما
يتمكنون من تصحيح أنفسهم ،فإنهم يزيدون أخطائهم بأفعال قاسية ،ويلطخون بدم
األبرياء ،وينزعون بالعنف النفوس المكرسة هلل من األجساد الممزقة .هؤالء هم الرجال الذين نحاول
اآلن أن نتعامل معهم ونجادلهم :هؤالء هم الرجال الذين سنقودهم بعيدًا عن إقناع أحمق إلى الحقيقة ،
رجال سيشربون الدم بسهولة أكبر من شرب أقوال الصالحين .ماذا بعد؟ هل سيكون عملنا
عبثا؟ بدون معني .ألننا إن لم نكن قادرين على إنقاذ هؤالء من الموت ،الذين يسرعون إليه بأسرع
ما يمكن ؛ إذا لم نتمكن من تذكرهم من هذا الطريق الملتوي إلى الحياة والضوء ،ألنهم هم أنفسهم
يعارضون سالمتهم ؛ لكننا سنقوي أولئك الذين ينتمون إلينا ،والذين لم يُحسم رأيهم ،والذين أسسوا
وثابتوا بجذور راسخة .بالنسبة للكثير منهم يترددون ،وخاصة أولئك الذين لديهم أي معرفة
باألدب .في هذا الصدد ،الفالسفة والخطباء ،والشعراء خبثون ،ألنهم قادرون بسهولة على إيقاع
األرواح غير الحذرة بحالوة خطابهم ،وتدفق أشعارهم مع تعديل مبهج .هذه حلويات تخفي
السم .وبنا ًء على هذا ،كنت أرغب في ربط الحكمة بالدين ،حتى ال يضر هذا النظام الباطل
ضا ذات فائدة بالدراسة ؛ حتى ال تضر معرفة األدب اآلن بالدين واالستقامة فحسب ،بل قد تكون أي ً
عظيمة ،إذا كان من تعلمها يجب أن يكون أكثر تعلي ًما بالفضائل وأكثر حكمة في الحقيقة .عالوة
على ذلك ،على الرغم من أنه ال ينبغي أن يكون مفيدًا ألي شخص آخر ،فمن المؤكد أنه سيكون
كذلك بالنسبة لنا :سوف يسعد الضمير نفسه ،وسوف يفرح الذهن بأنه منخرط في نور الحقيقة ،التي
.هي غذاء الروح ،انتشر بنوع ال يُصدق من اللطف ،لكن يجب أال نيأس
".نحن ال نغني للصم"
ألن كالهما ليس في حالة سيئة للغاية بحيث ال توجد عقول[ سليمة يمكن أن ترضيها الحقيقة ،والتي
قد ترى وتتبع المسار الصحيح عند اإلشارة إليها .فقط دع الكأس يُمسح بعسل الحكمة السماوي ،
حتى يشربوا العالجات المرة على حين غرة ،دون أي إزعاج ،في حين أن حالوة الذوق األولى
بجاذبيتها تخفي ،تحت غطاء اللذة ،مرارة القسوة .نكهة .هذا هو السبب بشكل خاص في لماذا ،مع
الحكماء والمتعلمين ،ورؤساء هذا العالم ،الكتب المقدسة بال رصيد ،ألن األنبياء تحدثوا بلغة
مشتركة وبسيطة ،كما لو كانوا يتحدثون إلى الناس .ولذلك هم محتقرون من قبل أولئك الذين
يرغبون في سماع أو قراءة أي شيء سوى ما هو مصقول وبليغ .وال يستطيع أي شيء أن يبقى ثابتًا
في أذهانهم ،إال ما يسحر آذانهم بصوت أكثر هدو ًءا .لكن ما يبدو متواضعا يعتبر شائعا وسفقا
وشائعا .لذا فهم ال يعتبرون شيًئا حقيقيًا إال ما يرضي األذن ؛ ال شيء له مصداقية ،باستثناء ما يمكن
أن يثير المتعة :ال أحد يقدر موضوعًا بحقيقته ،بل من خالل تجميله .لذلك فهم ال يؤمنون بالكتابات
ضا إما جاهلون المقدسة ألنها بال حجة .لكنهم ال يصدقون حتى أولئك الذين يشرحونها ،ألنهم أي ً
تما ًما ،أو على أي حال يمتلكون القليل من التعلم .ألنه ناد ًرا ما يحدث أنهم بليغون تما ًما ؛ وسبب ذلك
واضح .ألن البالغة خاضعة للعالم ،ترغب في إظهار نفسها للناس ،وإلرضاء الشر .ألنها تحاول
في كثير من األحيان التغلب على الحقيقة ،حتى تظهر قوتها ؛ تسعى للثروة ،وترغب في
الشرف ؛ باختصار ،إنها تتطلب أعلى درجات الكرامة .لذلك يحتقر هؤالء الرعايا على أقل
تقدير .تتجنب األشياء السرية التي تتعارض مع نفسها ،بقدر ما تفرح في الدعاية ،وتتوق للجمهور
والمشاهير .ومن هنا يتبين أن الحكمة والحقيقة بحاجة إلى مناشرين مناسبين .وإذا كان أي من
المتعلمين بالصدفة قد التزم بها ،فلن يكونوا كافيين للدفاع عنها .من بين أولئك الذين أعرفهم ،لم
يكن مينوسيوس فيليكس من رتبة دنيئة بين المدافعين .كتابه ،الذي يحمل عنوان أوكتافيوس ،يعلن
مدى مالءمة حافظ الحقيقة الذي كان من الممكن أن يكون عليه ،إذا كان قد أعطى نفسه تما ًما لهذا
السعي .كان سبتميوس ترتليانوس أيضًا ماه ًرا في األدب من كل نوع .ولكن في البالغة لم يكن لديه
استعداد يذكر ،ولم يكن مصقواًل بدرجة كافية ،وغامضًا جدًا .ولذلك لم يجد شهرة كافية .لذلك ،كان
قبل كل شيء ممي ًزا ومعروفًا ،ألنه سعى إلى المجد العظيم لنفسه من مهنة فن الخطابة Cyprianus
،وكتب أشياء كثيرة جدًا تستحق اإلعجاب في صفهم الخاص .ألنه كان منعطفا في الذهن كان جاهزا
،وغزير ،ومقبول[ ،و (الذي هو أعظم تميز في األسلوب) واضح ومنفتح ؛ بحيث ال يمكنك تحديد
ما إذا كان أكثر منمقًا في الكالم ،أو أكثر استعدادًا للتفسير ،أو أكثر قوة في اإلقناع .ومع ذلك ال
يقدر أن يرضي الجهالء بالسر إال بكلماته .بما أن األشياء التي قالها هي صوفية ،و ُمعدًا بهذا
الشيء ،حتى يسمعهم المؤمنون فقط :باختصار ،اعتاد أن يسخر منه رجال هذا العصر ،الذين
تصادف أن تكون كتاباته معروفة .لقد سمعت عن رجل معين كان ماه ًرا بالفعل ،والذي من خالل
صا قد طبق على خرافات النساء العجائز ذهنًا تغيير حرف واحد دعاه كوبريانوس ،كما لو كان شخ ً
أنيقًا ومناسبًا ألشياء أفضل .لكن إذا حدث هذا لمن ال تزعج بالغته ،فما الذي يجب أن نفترض أنه
سيحدث ألولئك الذين يكون خطابهم هزياًل ومثي ًرا لالستياء ،والذين لم تكن لديهم قوة اإلقناع ،وال
البراعة في الجدل ،وال أي شدة على اإلطالق للدحض؟ الذين عرفتهم كتاباته .لقد سمعت عن رجل
معين كان ماه ًر ا بالفعل ،والذي من خالل تغيير حرف واحد دعاه كوبريانوس ،كما لو كان شخصًا
قد طبق على خرافات النساء العجائز ذهنًا أنيقًا ومناسبًا ألشياء أفضل .لكن إذا حدث هذا لمن ال
تزعج بالغته ،فما الذي يجب أن نفترض أنه سيحدث ألولئك الذين يكون خطابهم هزياًل ومثيرًا
لالستياء ،والذين لم تكن لديهم قوة اإلقناع ،وال البراعة في الجدل ،وال أي شدة على اإلطالق
للدحض؟ الذين عرفتهم كتاباته .لقد سمعت عن رجل معين كان ماه ًرا بالفعل ،والذي من خالل
صا قد طبق على خرافات النساء العجائز ذهنًا تغيير حرف واحد دعاه كوبريانوس ،كما لو كان شخ ً
أنيقًا ومناسبًا ألشياء أفضل .لكن إذا حدث هذا لمن ال تزعج بالغته ،فما الذي يجب أن نفترض أنه
سيحدث ألولئك الذين يكون خطابهم هزياًل ومثي ًرا لالستياء ،والذين لم تكن لديهم قوة اإلقناع ،وال
البراعة في الجدل ،وال أي شدة على اإلطالق للدحض؟
.ثانيًا .إلى أي مدى تم قتل الحقيقة المسيحية على يد رجال متهور
لذلك ،نظ ًر ا لوجود نواقص بيننا من المعلمين المناسبين والماهرين ،الذين قد يدحضون بشدة
األخطاء العامة ،والذين قد يدافعون عن كل سبب الحقيقة بأناقة ووفرة ،فإن هذا العوز دفع البعض
إلى المجازفة بالكتابة ضد الحقيقة ،الذي لم يكن معروفا لهم .مررت بأولئك الذين هاجموها عبثا في
األوقات السابقة .عندما كنت أقوم بتدريس التعلم الخطابي في بيثينية ،بعد أن دُعيت هناك ،وحدث
أنه في نفس الوقت تمت اإلطاحة بمعبد هللا ،كان هناك رجالن يعيشان في نفس المكان ،حيث أهان
الرجالن الحق بينما كانا يسجدان ويسقطان ،ال أعلم إن كان بمزيد من الغطرسة أو القسوة :الذي
أعلن نفسه رئيس كهنة الفلسفة .لكنه كان مدمنًا جدًا على الرذيلة ،على الرغم من أنه معلم العفة ،لم
يكن أقل التهابًا من الجشع من الشهوات ؛ في أسلوب معيشته باهظ لدرجة أنه على الرغم من أنه كان
في مدرسته حافظًا على الفضيلة ،وممدح البخل والفقر[ ،إال أنه كان يأكل في قصر أقل منه في
منزله .ومع ذلك فهو يحمي رذائل بشعره وعباءته وثرواته (التي هي أكبر حاجز) .ولكي يزيدها ،
كان يخترق بجهد رائع صداقات الحكام ؛ وفجأة ألحقهم بنفسه بسلطة اسم وهمي ،ليس فقط ألنه قد
ض ا أنه من خالل هذا التأثير يعيق جيرانه ،الذين كان يقودهم يزبدون يتخذ قراراتهم ،ولكن أي ً
منازلهم وأراضيهم ،من استعادة ممتلكاتهم .هذا الرجل ،في الحقيقة ،الذي أطاح بحججه الخاصة
بشخصيته ،أو انتقد شخصيته من خالل حججه ،وهو رقيب ثقيل وأشد متهم ضد نفسه ،في نفس
الوقت الذي تعرض فيه شخص صالح للهجوم ،قام بتقيؤ ثالثة كتب ضد الدين واالسم
المسيحيين ؛ معترفا ً ،قبل كل شيء ،بأن عمل الفيلسوف هو إصالح أخطاء البشر ،وتذكيرهم
بالطريقة الصحيحة ،أي لعبادة اآللهة ،التي من خالل قوتها وجاللتها ،كما قال ،العالم يحكم .وعدم
السماح بإغراء الرجال عديمي الخبرة بالخداع من أي شخص ،خشية أن تكون بساطتهم فريسة
ومعيشة لرجال ماكرة .لذلك قال إنه تولى هذا المنصب الجدير بالفلسفة ،حتى يتمكن من التمسك بمن
ال يرون نور الحكمة ،وليس فقط ليعودوا إلى حالة ذهنية سليمة ،بعد أن تعهدوا بعبادة اآللهة ،
ضا ،بعد أن وضعوا جانبا ً عنادهم الراسخ ،قد يتجنبوا تعذيب الجسد ،وال يرغبون عبثًا في ولكن أي ً
تحمل الجروح القاسية في أطرافهم .ولكن هذا قد يكون واض ًحا على أي أساس كان قد عمل بجد على
هذه المهمة ،فقد انطلق بغزارة في مدح األمراء ،الذين تميزت تقواهم وبصيرةهم ،كما قال هو
نفسه ،في كل من األمور األخرى ،وخاصة في الدفاع .الشعائر الدينية لآللهة .أنه ،باختصار ،
استشار مصالح الرجال ،حتى يتم تقييد الخرافات السخيفة والفاخرة ،ويمكن لجميع الرجال
االستمتاع بطقوس مقدسة مشروعة ،وقد يختبرون اآللهة المناسبة لهم .ولكن عندما أراد إضعاف
أسس ذلك الدين الذي كان يتوسل ضده ،ظهر بال عقل ،عبثًا ،وسخيفة ألن ذلك المستشار الثقل
لمصلحة اآلخرين كان يجهل ليس فقط ما يعارضه ،ولكن حتى ما يتكلم .ألنه إذا كان أي من ديننا
حاض ًر ا ،على الرغم من أنهم كانوا صامتين بسبب الوقت ،إال أنهم سخروا منه في أذهانهم ؛ منذ أن
رأوا رجالً يدعي أنه سوف ينير اآلخرين عندما كان هو نفسه أعمى ؛ أنه سيتذكر اآلخرين عن
الخطأ ،عندما كان يجهل مكان وضع قدميه ؛ أنه يوجه اآلخرين إلى الحقيقة التي لم يرها هو نفسه
شرارة في أي وقت ؛ بقدر ما سعى أستاذ الحكمة إلى قلب الحكمة .ومع ذلك ،فقد انتقد الجميع هذا ،
حيث قام بهذا العمل في ذلك الوقت على وجه الخصوص ،حيث اشتعلت القسوة البغيضة .أيها
الفيلسوف ،المتملق ،وخادم الوقت! واما هذا فكان محتقرا كما استحق باطله .ألنه لم يكتسب الشعبية
التي كان يأمل فيها ،وتحول المجد الذي سعى إليه بشغف إلى لوم ولوم .آخر كتب نفس الموضوع[
بمرارة أكبر ،وكان حينها من بين عدد القضاة ،والذي كان على وجه الخصوص مستشارًا لتفعيل
االضطهاد ؛ ولم يكتف بهذه الجريمة ،بل طارد الكتابات أولئك الذين اضطهدهم بشدة .ألنه ألف
كتابين ،ليس ضد المسيحيين ،اختبا ًرا قد يبدو أنه يهاجمهم بطريقة معادية ولكن للمسيحيين ،حتى
يُعتقد أنه يتشاور معهم بإنسانية ولطف .وقد سعى في هذه الكتابات إلى إثبات زيف الكتاب المقدس
وكأنه يناقضه تما ًما .ألنه شرح بعض الفصول التي بدت متناقضة مع نفسها ،وع ّدد الكثير من
األشياء السرية ،أنه يبدو أحيانًا أنه كان من نفس الطائفة .لكن إذا كان األمر كذلك ،فإن ما يمكن أن
يدافع عنه ديموسثينيس من تهمة المعصية ،من أصبح خانًا للدين الذي وافق عليه ،واإليمان الذي
اتخذ اسمه ،والغموض .التي كان قد تسلمها ،إال إذا وقعت الكتابات المقدسة في يديه؟ يا لالندفاع ،
إذن ،أن يجرؤ على تدمير ما لم يشرحه له أحد! كان من الجيد أنه إما لم يتعلم شيًئا أو لم يفهم
شيًئا .ألن التناقض بعيد عن الكتابات المقدسة بقدر ما هو بعيد عن اإليمان والحقيقة .ومع ذلك ،فقد
هاجم بشكل رئيسي بولس وبطرس والتالميذ اآلخرين ،بوصفهم ناشرين للخداع شهدوا في نفس
.الوقت بأنهم غير مهرة وغير متعلمين
.ثالثا .من حقيقة عقيدة المسيح ،وغرور خصومه ؛ وأن المسيح لم يكن ساح ًرا
لذلك غابت الرغبة في االختراع والمكر عن هؤالء الرجال ،ألنهم كانوا غير ماهرين .أو ما الذي
يمكن لإلنسان غير المكتسب أن يخترع أشياء تتكيف مع بعضها البعض ،ومتماسكة ،عندما تحدث
الفالسفة األكثر عل ًما ،أفالطون وأرسطو ،وأبيقور وزينو ،أنفسهم بأشياء متناقضة مع بعضهم
البعض ،وعلى عكس ذلك؟ فهذه هي طبيعة األكاذيب التي ال يمكن أن تكون متماسكة .لكن
تعاليمهم ،ألنها صحيحة ،توافق في كل مكان وتتوافق تما ًما مع نفسها ؛ وعلى هذا األساس فإنه
يؤثر على اإلقناع ألنه يقوم على خطة متسقة .لذلك لم يبتدعوا هذا الدين من أجل الكسب والمنفعة ،
ألنهم اتبعوا في الواقع ،بمبادئهم وفي الواقع ،مسار الحياة الخالي من الملذات ،واحتقروا كل ما هو
محسوب من األشياء الصالحة ،وبما أنهم لم يتحملوا الموت من أجل إيمانهم فحسب ،بل عرفوا
ض ا وتنبأوا بأنهم على وشك الموت ،وبعد ذلك سيعاني كل من اتبع نظامهم من األمور القاسية أي ً
وغير التقية .لكنه أكد أن المسيح نفسه هرب من قبل اليهود ،وبعد أن جمع مجموعة من تسعمائة
رجل ،ارتكبوا عمليات سطو .من الذي يجرؤ على معارضة سلطة كبيرة كهذه؟ يجب أن نصدق هذا
بالتأكيد ،ألن بعض أبولو قد أعلنه له في سباته .لقد هلك الكثير من اللصوص في جميع األوقات ،
وهلكوا كل يوم ،وأنت نفسك بالتأكيد تدين كثيرين :أي منهم بعد أن دُعي صلبه ،لن أقول إلها ً ،بل
رجل؟ لكن بالصدفة صدقت ذلك من ظرف أنك كرست جريمة قتل المريخ كإله ،على الرغم من أنك
ما كنت لتفعل هذا لو أن األريوباجيين صلبوه .نفس الرجل ،عندما سعى لإلطاحة بأفعاله الرائعة ،
ولم ينكرها مع ذلك ،رغب في إظهار أن أبولونيوس قام بأعمال مساوية أو حتى أعظم .الغريب أنه
أغفل ذكر أبوليوس ،الذي اعتاد الكثير من األشياء الرائعة على االرتباط به .لماذا إذن ،أيها
الشخص الذي ال معنى له ،ال يعبد أحد أبولونيوس مكان هللا؟ ما لم تفعل ذلك عن طريق الصدفة
وحدك ،الذي يستحق ذلك اإلله ،الذي سيعاقبك اإلله الحقيقي[ إلى األبد .إذا كان المسيح ساحرًا ألنه
قام بأعمال رائعة ،فمن الواضح أن أبولونيوس هو الذي حسب وصفك .عندما أراد دوميتيان أن
يعاقبه ،اختفى فجأة أثناء محاكمته ،كان أكثر مهارة من الذي اعتقل وصلب .ولكن ربما أراد من
هذا الشيء بالذات أن يثبت غطرسة المسيح ،في أنه جعل نفسه إلهًا ،حتى يبدو أن اآلخر كان أكثر
تواض ًع ا ،والذي ،على الرغم من قيامه بأعمال أعظم ،كما يعتقد هذا الشخص ،إال أنه لم يدعي.
هذا لنفسه .لقد حذفت في الوقت الحالي مقارنة األعمال نفسها ،ألنني تحدثت في الكتاب الثاني
والسابق باحترام االحتيال والحيل في الفن السحري .أقول إنه ال يوجد من ال يتمنى أن يصيبه ذلك
خاصة بعد الموت وهو ما يرغب به حتى أعظم الملوك .فلماذا يستعد الرجال ألنفسهم القبور
الرائعة؟ لماذا التماثيل والصور؟ لماذا يسعون ببعض األعمال الالمعة ،أو حتى الموت من أجل أبناء
وطنهم ،الستحقاق آراء الناس الصالحة؟ لماذا باختصار هل رغبت أنت بنفسك في رفع نصب
تذكاري لموهبتك ،مبنيًا بهذه الحماقة المقيتة ،كأنها من الطين ،إال أنك تتمنى الخلود من ذكر
اسمك؟ لذلك ،من الحماقة أن نتخيل أن أبولونيوس لم يرغب في ما كان يتمناه بوضوح إذا كان قادرًا
على تحقيقه ؛ ألنه ال يوجد من يرفض الخلود ،وخاصة عندما تقول إنه كان محبوبًا من قبل البعض
كإله ،وأن صورته تم إنشاؤها تحت اسم هرقل ،متوسط الشر ،وحتى اآلن يتم تكريمه من قبل
افسس .لذلك ال يمكن اعتباره إلهًا بعد الموت ،ألنه كان من الواضح أنه رجل وساحر في نفس
الوقت ؛ ولهذا السبب أثر في األلوهية تحت عنوان اسم ينتمي إلى آخر ،ألنه باسمه لم يكن قادرًا
على الحصول عليها ،ولم يجرؤ على القيام بالمحاولة .لكن من نتحدث عنه يمكن أن يُعتقد أنه إله ،
ألنه لم يكن ساح ًرا ،وكان يُعتقد أنه كذلك ألنه كان كذلك في الحقيقة .ال أقول هذا ،كما يقول ،إن
أبولونيوس لم يكن يُحسب إلهًا ،ألنه لم يكن يرغب في ذلك ،ولكن قد يكون من الواضح أننا ،الذين
لم نربط في وقت واحد اإليمان بألوهيته باألعمال الرائعة ،نحن أكثر حكمة .منك ،الذي بسبب
عجائب طفيفة يعتقد أنه إله .ليس عجيبًا أن تكون أنت بعيدًا عن حكمة هللا ،ال تفهم شيًئا على اإلطالق
مما قرأته ،منذ اليهود ،الذين قرأوا األنبياء منذ البداية كثي ًرا ،والذين لهم سر هللا .تم تعيينهم ،ومع
ذلك كانوا يجهلون ما يقرؤون .تعلم ،لذلك ،إذا كان لديك أي معنى ،أن المسيح لم نؤمن به على أنه
هللا على هذا الحساب ،ألنه فعل أشياء رائعة ،ولكن ألننا رأينا أن كل األشياء قد تم القيام بها في
حالته والتي تم إعالنها لنا من خالل نبوءة األنبياء .لقد قام بأعمال رائعة :ربما افترضنا أنه ساحر ،
كما تظن اآلن ،وافترضه اليهود بعد ذلك ،إذا لم يعلن جميع األنبياء باتفاق واحد أن المسيح سيفعل
هذه األشياء بالذات .لذلك نحن نؤمن بأنه هللا ،ليس من أعماله وأعماله العجيبة أكثر من ذلك الصليب
ضا في نفس الوقت .لذلك لم يكن ذلك بنا ًء على شهادته الذي تلعقه أنت كالب ،ألنه تم التنبؤ بذلك أي ً
(ألنه من يمكن تصديقه عندما يتكلم عن نفسه ؟ ،بل على شهادة األنبياء الذين سبق أن تنبأوا بكل ما
فعله وعانى منه بوقت طويل ،أنه اكتسب إيمانًا بألوهيته ،وهو ما كان من الممكن أن يحدث ال
ألبولونيوس وال ألبوليوس وال ألي من السحرة ؛ وال يمكن أن يحدث في أي وقت .لذلك ،عندما كان
قد سكب مثل هذه الهذيان السخيف لجهله ،عندما سعى بشغف إلى تدمير الحقيقة ،تجرأ على إعطاء
كتبه التي كانت شريرة وأعداء هللا لقب "محبة الحقيقة" .يا صدري أعمى! أيها العقل أسود أكثر من
الظالم السيمري كما يقولون! ربما كان أحد تالميذ أناكساغوراس ،الذي كانت الثلوج بالنسبة له
سوداء مثل الحبر .ولكن هذا هو العمى نفسه ،إلعطاء اسم الباطل للحقيقة ،والحق على الباطل .ال
شك في أن الرجل الماكر تمنى إخفاء الذئب تحت جلد شاة ،حتى يوقع القارئ في شرك عنوان
مخادع .فليكن صحيحا .اعترف أنك فعلت هذا من الجهل ،وليس عن الخبث :ما هي الحقيقة التي
قدمتها إلينا ،إال أنك ،كونك مدافعًا عن اآللهة ،فقد خنت أخي ًرا تلك اآللهة ذاتها؟ ألنك ،بعد أن
حددت تسبيح هللا األسمى ،الذي اعترفت بأنه ملك ،وأقوى ،وصانع كل شيء ،وينبوع الشرف ،
وأب كل شيء ،وخالق وحافظ جميع الكائنات الحية ،المملكة من كوكب المشتري الخاص
بك .وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد .وهكذا فإن استنتاجك يدينك بالحماقة
والغرور والخطأ .ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ،ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم لذلك اإلله الذي
تحاول قلب دينه .هل خنت أخيرًا تلك اآللهة؟ ألنك ،بعد أن حددت تسبيح هللا األسمى ،الذي اعترفت
بأنه ملك ،وأقوى ،وصانع كل شيء ،وينبوع الشرف ،وأب كل شيء ،وخالق وحافظ جميع
الكائنات الحية ،المملكة من كوكب المشتري الخاص بك .وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى
رتبة عبيد .وهكذا فإن استنتاجك يدينك بالحماقة والغرور والخطأ .ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ،
ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه .هل خنت أخيرًا تلك
اآللهة؟ ألنك ،بعد أن حددت تسبيح هللا األسمى ،الذي اعترفت بأنه ملك ،وأقوى ،وصانع كل شيء
،وينبوع الشرف ،وأب كل شيء ،وخالق وحافظ جميع الكائنات الحية ،المملكة من كوكب
المشتري الخاص بك .وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد .وهكذا فإن استنتاجك
يدينك بالحماقة والغرور والخطأ .ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ،ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم
لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه .انت اخذت المملكة من جوبيتر الخاص بك .وعندما طردته من
السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد .وهكذا فإن استنتاجك يدينك بالحماقة والغرور والخطأ .ألنك تؤكد
أن اآللهة موجودة ،ومع ذلك فإنك تخضعهم وتستعبدهم لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه .انت اخذت
المملكة من جوبيتر الخاص بك .وعندما طردته من السلطة العليا قللته إلى رتبة عبيد .وهكذا فإن
استنتاجك يدينك بالحماقة والغرور والخطأ .ألنك تؤكد أن اآللهة موجودة ،ومع ذلك فإنك تخضعهم
.وتستعبدهم لذلك اإلله الذي تحاول قلب دينه
بما أن الذين تحدثت عنهم قد عرضوا كتاباتهم التدنسية في وجودي ،ولحزني ،بسبب التحريض
على عدم تقوى هؤالء المتغطرسين ،ومن وعي الحقيقة نفسها ،و (كما أعتقد) يا إلهي ،لقد توليت
هذا المنصب ،حتى أنني بكل قوة عقلي قد أدحض المتهمين بالبر ؛ ال يعني ذلك أنني يجب أن أكتب
ضد هؤالء ،الذين قد يتم سحقهم ببضع كلمات ،ولكن ربما سأقوم مرة واحدة بهجوم واحد بإسقاط
كل من أثر في كل مكان ،أو قام بنفس العمل .ألنني ال أشك في أن كثيرين آخرين ،وفي أماكن
ضا في الكتابات الالتينية ،قد أقاموا نصبًا إلثمهم .وبما أنني
كثيرة ،وليس فقط في اليونانية ،ولكن أي ً
لم أتمكن من الرد عليها بشكل منفصل[ ،اعتقدت أن هذا السبب يجب أن أتوسل إليه لدرجة أنني قد
أسقط الكتاب السابقين ،مع جميع كتاباتهم ،وأقطع عن كتّاب المستقبل القوة الكاملة للكتابة
والرد .دعهم يحضرون فقط ،وسأؤثر بالتأكيد على أن أي شخص يعرف هذه األشياء ،يجب عليه
إما أن يتبنى ما أدانه من قبل ،أو أن يتوقف ،وهو بجانبه ،مطوالً عن السخرية منه .على الرغم من
أن ترتليان دافع تما ًم ا عن نفس السبب في تلك األطروحة التي تحمل عنوان االعتذار ،إال أنه ما دام
الرد على المتهمين أم ًرا واحدًا ،وهو عبارة عن دفاع أو إنكار فقط ،وشيء آخر يجب توجيهه ،
وهو ما نقوم به ،حيث يكون الجوهر .يجب احتواء النظام بأكمله ،لم أتراجع عن هذا العمل ،حتى
أكمل الموضوع ،وهو ما لم ينفذه قبريان بشكل كامل في ذلك الخطاب الذي يحاول فيه دحض
ديمتريانوس (كما يقول[ هو نفسه) وهو يهاجم الحقيقة ويصيح ضدها .أي موضوع[ لم يتعامل معه كما
كان يجب أن يفعل ؛ ألنه كان يجب أن يُدحض ليس بشهادات الكتاب المقدس ،التي اعتبرها بوضوح
باطلة وخيالية وكاذبة ،بل بالحجج والعقل .ألنه ،بما أنه كان يتصارع ضد رجل جاهل بالحقيقة ،
كان عليه أن يترك القراءات اإللهية جانبًا لبعض الوقت ،وأن يكون هذا الرجل منذ البداية جاهالً
تما ًما ،وأن يظهر له .بدرجات بدايات النور ،حتى ال ينبهر ،يُق َّدم له كل سطوعه .ألن الرضيع ال
يستطيع بسبب حنان معدته ،لتلقي تغذية من األطعمة الصلبة والقوية ،ولكن مدعومة بالحليب
السائل واللين ،حتى يتم تأكيد قوتها ،يمكن أن تتغذى على تغذية أقوى ؛ لذلك كان من الالئق أيضًا
أن يُقدم لهذا الرجل ،ألنه لم يكن قاد ًرا بعد على تلقي األشياء اإللهية ،شهادات بشرية -أي من
فالسفة ومؤرخين -لكي يتم دحضه بشكل خاص من قبل سلطاته .وبما أنه لم يفعل ذلك ،فقد
انجرفت بمعرفته المميزة بالكتابات المقدسة ،حتى أنه كان راضيا ً عن تلك األشياء وحدها التي يتألف
منها اإليمان ،فقد تعهدت ،بإذن هللا ،أن أفعل ذلك ،وفي وفي نفس الوقت تمهيدا لتقليد
اآلخرين .وإذا بدأ الرجال البليغون والمتعلمون ،من خالل نصحتي ،في الرهان على هذا الموضوع
،وسيختارون إظهار مواهبهم وقوتهم في التحدث في هذا المجال من الحقيقة ،وال يمكن ألحد أن
يشك في أن األديان الباطلة ستختفي بسرعة ،وستسقط الفلسفة تما ًما ،إذا اقتنع الجميع بأن هذا وحده
.هو الدين والحكمة الحقيقية الوحيدة .لكنني ابتعدت عن الموضوع أبعد مما كنت أتمنى
.كان هناك عدالة حقيقية تحت الساللة ،لكن تم حظرها من قبل المشتري 5.
اآلن يجب تقديم الجدل الموعود بشأن العدالة ؛ التي هي في حد ذاتها أعظم فضيلة ،أو في حد ذاتها
ضا ،الذين كانوا قبل ذلك
ينبوع الفضيلة ،التي لم يبحث عنها الفالسفة فحسب ،بل الشعراء أي ً
بكثير ،وكانوا يُعتبرون حكماء قبل أصل اسم الفلسفة .فهؤالء فهموا بوضوح أن هذه العدالة كانت
غائبة عن شؤون الرجال .وتظاهروا أنه إذ أساءوا إلى رذائل الناس ارتحلوا عن األرض ورجعوا
إلى السماء .وأنهم قد يعلمون ما يعنيه العيش بالعدل (ألنهم معتادون على إعطاء الوصايا من خالل
اإلحاطة) ،يكررون أمثلة للعدالة من أوقات زحل ،التي يسمونها العصر الذهبي ،ويربطون في أي
حالة كانت حياة اإلنسان بينما تأخرت على األرض .وهذا ال يُنظر إليه على أنه خيال شعري ،بل
حقيقة .إلى عن على ،أثناء حكم ساتورنوس ،لم يتم تأسيس العبادة الدينية لآللهة بعد ،ولم يتم حتى
اآلن فصل أي عرق في اإليمان بألوهيته ،كان من الواضح أن هللا كان يعبد .ولذلك لم تكن هناك
.خالفات وال عداوات وال حروب
ال ،وال حتى بين الغرباء :ولكن لم تكن هناك سيوف على اإلطالق لتتخلص منها .ألنه عندما كانت
العدالة حاضرة وحيوية ،كان يفكر في احترام حمايته ،حيث لم يتآمر أحد ضده ؛ أو احترام تدمير
شخص آخر ،حيث ال أحد يرغب في شيء؟
كما يروي شيشرون في قصيدته ؛ وهذا خاص بديننا" .لم يكن مسمو ًحا حتى بترسيم أو تقسيم السهل
بحدود :سعى الناس إلى كل األشياء المشتركة" ؛ بما أن هللا قد أعطى األرض للجميع ،حتى يتمكنوا
من قضاء حياتهم بشكل مشترك ،فليس هذا الجشع المجنون والمستعر قد يدعي كل األشياء لنفسه ،
وأن ما تم إنتاجه للجميع قد ال يريده أحد .وهذا القول للشاعر يجب أن يؤخذ على هذا النحو ،ليس
كإيحاء لفكرة أن األفراد في ذلك الوقت لم تكن لديهم ملكية خاصة ،ولكن يجب اعتبارها شخصية
شاعرية ؛ حتى نفهم أن الرجال كانوا ليبراليين للغاية ،لدرجة أنهم لم يحبسوا ثمار األرض التي
أنتجت لهم ،ولم يفكروا في العزلة على األشياء المخزنة ،لكنهم اعترفوا للفقراء أن يتقاسموا ثمار
: - -عملهم
وال عجب ،ألن مستودعات الخير مفتوحة للجميع بحرية .كما أن الجشع لم يعترض الهبة اإللهية ،
وبالتالي تسبب الجوع والعطش بشكل مشترك ،لكن كان الجميع على حد سواء وفي ًرا ،ألن الذين
كانت لديهم ممتلكات أعطوا بكرامة وكرامة ألولئك الذين لم يفعلوا ذلك .ولكن بعد أن تم نفي
، -ساتورنوس من السماء ،ووصل إلى التيوم
منفي من عرشه"
ألن الناس إما من خالل الخوف من الملك الجديد ،أو من تلقاء أنفسهم ،قد فسدوا وتوقفوا عن عبادة
هللا ،وبدأوا في تقدير الملك في مكان كوول ،حيث كان هو نفسه ،وهو أحد األبوين تقريبًا ،مثاالً
، -لآلخرين إلصابة التقوى
فكيف لها أن تستقر في مملكة من طرد والده من مملكته ،وضايقه بالحرب ،وطرده إلى العالم كله؟
أي أنه أدخل بين الناس الكراهية والحسد والحيلة ؛ فكانوا سامين كالحيات وجشعين كالذئاب .وهم
يفعلون هذا حقًا الذين يضطهدون الصالحين والمخلصين تجاه هللا ،ويعطون للقضاة قوة استخدام
العنف ضد األبرياء .ربما يكون المشتري قد فعل شيًئا من هذا القبيل لإلطاحة بالصالح
.وإزالته ؛ وبنا ًء على هذا ،فقد ارتبط بجعل الثعابين شرسة ،وأثار روح الذئاب
وليس بدون سبب .ألخذ عبادة هللا ،فقد الناس معرفة الخير والشر .وهكذا هلك االتصال المشترك في
الحياة من حينها ،وتدمير رباط المجتمع البشري .ثم بدأوا في مجابهة بعضهم البعض ،والتآمر ،
.واكتساب المجد ألنفسهم من سفك الدم البشري
السادس .بعد إنكار العدل ،والشهوة ،والقوانين غير العادلة ،والجرأة ،والطموح ،والفخر ،
.والوحشية ،وغيرها من الفتاوى
ومصدر كل هذه الشرور هو الشهوة .التي ،في الواقع ،تنفجر من احتقار الجاللة الحقيقية .فلم
يقتصر األمر على فشل أولئك الذين لديهم فائض في منح نصيب لآلخرين ،بل استولوا على
ممتلكات اآلخرين ،وجذبوا كل شيء لتحقيق مكاسبهم الخاصة ؛ واألشياء التي كان حتى األفراد
يجاهدون في السابق للحصول عليها لالستخدام العام للرجال ،تم نقلها اآلن إلى منازل قلة .بعيدًا ،
ُخض عوا اآلخرين بالعبودية ،بدأوا على وجه الخصوص في االنسحاب وجمع ضروريات لكي ي ِ
ً
الحياة معًا ،وإبقائهم محكمين ،حتى يتمكنوا من جعل خيرات السماء ملكا لهم ؛ ليس بسبب اللطف ،
وهو شعور ال وجود له فيهم ،لكنهم قد يجتاحون كل أدوات الشهوة والجشع .هم أيضا ،يغيرون اسم
العدالة ،ويصدرون معظم القوانين غير المتكافئة والظالمة ،من أجل الدفاع عن نهبهم وجشعهم ضد
قوة الجمهور .وبالتالي ،فقد سادوا بالسلطة بقدر ما ساد القوة ،أو الموارد ،أو الحقد .وبما أنه لم
يكن لديهم أي أثر للعدالة ،ومكاتبها اإلنسانية واإلنصاف[ والشفقة ،فقد بدأوا اآلن يفرحون في عدم
المساواة الفخورة والمتضخمة ،وجعلوا أنفسهم أعلى من الرجال اآلخرين ،من قبل حاشية من
الحاضرين ،وبواسطة بالسيف وببراعة ثيابهم .لهذا السبب اخترعوا ألنفسهم األوسمة والجلباب
األرجوانية والفساتين ،التي ،بدعم من الرعب الناتج عن الفؤوس والسيوف ،قد يحكمونهم ،كما
هو الحال بحق السادة ،ويصابون بالخوف والقلق . .كانت هذه هي الحالة التي وضع فيها هذا الملك
حياة اإلنسان ،بعد أن هزم أحد الوالدين وهربه ،ولم يستولي على مملكته ،بل أقام طغيانًا شريرًا
بالعنف والرجال المسلحين ،وأزال ذلك العصر الذهبي للعدالة ،وأجبر الرجال على أن يصبحوا
أشرا ًر ا وغير وديين ،حتى من هذا الظرف بالذات ،حتى أنه أبعدهم عن هللا لعبادة نفسه ؛ وكان
الرعب من قوته المفرطة قد ابتز هذا .فمن ذا الذي ال يخاف من الذي تمنطقه باألسلحة ،والذي أحاط
به بريق الفوالذ والسيوف؟ أو من هو الغريب الذي لم يسلم من والده حتى؟ من الذي في الحقيقة يجب
أن يخاف ،من انتصر في الحرب ،ودمره مذبحة عرق الجبابرة ،الذي كان قويًا ومتفوقًا في
القوة؟ ما الذي يتساءل عما إذا كان الجمهور كله ،تحت ضغط الخوف غير العادي ،قد استسلم
لتملق رجل واحد؟ لقد كرموه ،دفعوا له أعظم شرف .وبما أنه يُحكم على أنه نوع من الخضوع لتقليد
عادات ورذائل الملك ،فقد وضع جميع الرجال التقوى جانبًا ،لئال إذا عاشوا تقوى ،فقد يبدو أنهم
يخشون شر الملك .وهكذا ،بعد أن أفسدهم التقليد المستمر ،تخلوا عن الحق اإللهي ،وأصبحت
ممارسة العيش الشرير بالدرجات عادة .واآلن لم يبق شيء من حالة التقوى والممتازة في العصر
السابق ؛ لكن العدالة تُطرد ،وتستدرج معها الحق ،وتُترك للناس ضالالً وجهالً وعمى .لذلك كان
الشعراء جاهلين ،وغنوا أنها هربت إلى الجنة ،إلى مملكة جوبيتر .ألنه إذا كان العدل على األرض
في العصر الذي يسمونه "ذهبيًا" ،فمن الواضح أنها طردها المشتري الذي غير العصر الذهبي .لكن
تغيير العمر وطرد العدالة ال يعتبران كما قلت غير تنحية الدين اإللهي ،األمر الذي يؤدي وحده إلى
أن يحترم اإلنسان الرجل العزيز ،ويجب أن يعلم أنه مرتبط به .برباط األخوة ،ألن هللا هو أب
للجميع على حد سواء ،وذلك لتقاسم عطايا هللا واألب المشتركين مع أولئك الذين ال يملكونها ؛ أال
يجرح أحدًا ،وال يضطهد أحدًا ،وال يغلق بابه في وجه شخص غريب ،وال أن يغلق أذنه في وجه
شخص متضرع ،بل أن يكون رحي ًما ،وصال ًحا ،وليبراليًا ،وهو ما اعتقد توليوس أنه مدح مناسب
للملك .هذا حقًا هو العدل ،وهذا هو العصر الذهبي ،الذي فسد ألول مرة عندما ملك المشتري ،
،وبعد ذلك بوقت قصير ،عندما تم تكريسه هو وجميع نسله كآلهة ،وعبادة العديد من اآللهة
لكن هللا ،بصفته أبًا متسام ًحا ،عندما اقتربت آخر مرة ،أرسل رسواًل إلعادة تلك الشيخوخة ،
والعدالة التي تم القضاء عليها ،حتى ال يتأثر الجنس البشري بأخطاء كبيرة ودائمة .لذلك عاد ظهور
ذلك الوقت الذهبي ،وأعيد العدل إلى األرض ،ولكن تم تكليف قلة منهم .وهذا العدل ما هو إال عبادة
اإلله الواحد التقية والدينية .ولكن ربما يميل البعض إلى التساؤل ،لماذا ،إذا كانت هذه عدالة ،فهي
ال تُمنح للبشرية جمعاء ،وكل الجمهور ال يوافق عليها .هذه مسألة جدال كبير ،لماذا احتفظ هللا
بالفرق عندما أعطى العدل لألرض .وهذا ما أوضحته في مكان آخر ،وكلما سنحت فرصة مواتية
يجب توضيح ذلك .يكفي اآلن باختصار شديد أن ندل عليها :هذه الفضيلة ال يمكن تمييزها ،ما لم
يكن لها رذائل تعارضها ؛ وال يكون كامال ما لم تمارسه الشدائد .ألن هللا قصد أن يكون هناك هذا
التمييز بين الخير والشر ،حتى نعرف من الشر صفة الخير ،وكذلك صفة الشر من الخير .وال
يمكن فهم طبيعة أحدهما إذا ُأزيل اآلخر .لذلك لم يستبعد هللا الشر حتى تكون طبيعة الفضيلة
واضحة .فكيف يمكن للصبر أن يحتفظ بمعناه واسمه إذا لم يكن هناك شيء اضطررنا لتحمله؟ فكيف
يستحق اإليمان المكرس إللهه الثناء ،إال إذا كان هناك من أراد أن يبعدنا عن هللا؟ ألنه على هذا
الحساب سمح للظالمين أن يكونوا أقوى ،حتى يتمكنوا من إجبارهم على الشر ؛ وعلى هذا الحساب
أن تكون أكثر عددًا ،قد تكون تلك الفضيلة ثمينة ،ألنها نادرة .وهذه النقطة بالذات أظهرها
كوينتيليان بشكل مثير لإلعجاب وباختصار في "الرأس المكتوم" .يقول" :أية فضيلة يمكن أن تكون
في البراءة ،لو لم تؤ ِّد ندرة هذه الفضيلة إلى المديح؟ ولكن ألن الكراهية والرغبة والغضب هي التي
توفرها الطبيعة تدفع الناس بشكل أعمى إلى ذلك الشيء الذي يطبقونه فيه .أنفسهم ،فإن التحرر من
الخطأ يبدو أنه خارج عن قوة اإلنسان .وإال ،إذا أعطت الطبيعة لجميع الناس عواطف متساوية ،
فلن تكون التقوى شيًئا " .ألم يمدحها ندرتها؟ ولكن نظ ًرا ألن الكراهية والرغبة والغضب توفرها
الطبيعة ،فإنهم يدفعون الناس بشكل أعمى إلى ذلك الشيء الذي يطبقون عليه أنفسهم ،ويبدو أن
التحرر من الخطأ يتجاوز قوة اإلنسان .وإال ،إذا أعطت الطبيعة لجميع البشر عواطف متساوية ،
فلن تكون التقوى شيًئا " .ألم يمدحها ندرتها؟ ولكن نظ ًرا ألن الكراهية والرغبة والغضب توفرها
الطبيعة ،فإنهم يدفعون الناس بشكل أعمى إلى ذلك الشيء الذي يطبقون عليه أنفسهم ،ويبدو أن
التحرر من الخطأ يتجاوز قوة اإلنسان .وإال ،إذا أعطت الطبيعة لجميع البشر عواطف متساوية ،
".فلن تكون التقوى شيًئا
ما مدى صحة هذا ،وضرورة القضية نفسها تعلم .ألنه إذا كان من الفضيلة مقاومة الشرور والرذائل
بالثبات ،فمن الواضح أنه بدون الشر والرذيلة ،ال توجد فضيلة كاملة ؛ ولكي يجعل هللا هذا كامالً
وكامالً ،احتفظ بما يتعارض معه ،والذي قد ينافسه .ألن الشرور التي تضايقه تثيره ينال
االستقرار .وبما يتناسب مع التكرار الذي يتم حثه به فصاعدًا ،هو الحزم الذي يتم تقويته به .من
الواضح أن هذا هو السبب الذي يؤدي إلى أنه على الرغم من إرسال العدالة إلى الرجال ،إال أنه ال
يمكن القول بوجود عصر ذهبي .ألن هللا لم ينزع الشر حتى يحتفظ بهذا التنوع الذي وحده يحفظ سر
.الدين اإللهي
ثامنا .العدل معروف للجميع ،لكن غير محصور ؛ لمعبد هللا الحقيقي ،وعبادته ،أنه يجوز إخضاع
.جميع الضحايا
لذلك ،الذين يعتقدون أنه ال يوجد شخص عادل ،لديهم العدالة أمام أعينهم ،لكنهم غير مستعدين
لتمييزها .ما سبب وصفه بالقصائد أو في كل خطابهم متذمرين من غيابه ،في حين أنه من السهل
عليهم أن يكونوا جيدين إذا رغبوا في ذلك؟ لماذا ترسمون على أنفسكم أن العدالة ال قيمة لها ،
أمكنك ،
ِ وتتمنى أن تسقط من السماء ،كما كانت ،ممثلة في صورة ما؟ ها هي قدامك .اقبليها ،إذا
ثديك ؛ وال تتخيلوا أن هذا صعب أو غير مالئم للعصر .كن عادالً وصالحًا ،ِ وضعيها في بيت
وسيتبعك العدل الذي تسعى إليه من تلقاء نفسها .اترك كل فكر شرير من قلوبك ،وسيعود إليك
العصر الذهبي في الحال ،الذي ال يمكنك تحقيقه بأية وسيلة أخرى غير البدء في عبادة اإلله
الحقيقي .لكنك تتوق إلى العدالة على األرض ،بينما تستمر عبادة اآللهة الباطلة ،والتي ال يمكن أن
تتحقق .لكن لم يكن ذلك ممكنًا حتى في ذلك الوقت الذي تتخيله ،ألن اآللهة الذين تعبدهم عن طريق
اإليمان لم يتم إنتاجهم بعد ،ويجب أن تكون عبادة اإلله الواحد قد سادت في جميع أنحاء
األرض ؛ من هذا اإلله الذي يبغض الشر ويطلب الصالح .الذي ليس هيكله حجارة أو خزفًا ،بل هو
إنسان يحمل صورة هللا .وهذا الهيكل ليس مزينًا بهدايا من الذهب والمجوهرات الفاسدة ،بل بوظائف
الفضائل الدائمة .تعلم ،إذا ترك لك أي ذكاء ،أن الناس أشرار وظالمون ألن اآللهة تُعبد ؛ وأن كل
الشرور تزداد يوميا في شؤون الرجال على هذا الحساب ،الن هللا صانع هذا العالم وحاكمه قد
اهمل .ألنه ،على عكس ما هو صواب ،تم تبني الخرافات الباطلة ؛ وأخيرًا ،ألنك ال تسمح لعدد
.قليل من الناس أن يعبد هللا
الرابطة المقدسة والمصونة للعالقة اإللهية ،لن تكون هناك مؤامرات ،بقدر ما
أعد لمدمري النفوس ،الذين يرون من خالل الجرائم السرية ،وحتى األفكار نفسها .لن يكون هناك
احتيال أو نهب لو أنهم تعلموا ،من خالل تعليمات هللا ،أن يكتفوا بما هو خاص بهم ،وإن كان
قليالً ،حتى يفضلوا األشياء الصلبة واألبدية على األشياء الضعيفة والقابلة للتلف .لن يكون هناك
زنى وفجور ودعارة النساء ،لو كان معروفا ً للجميع ،أن هللا يدين كل ما يسعى وراءه وراء الرغبة
في اإلنجاب .كما أن الضرورة لن تجبر المرأة على إهانة حياءها ،والسعي لنفسها للحصول على
أكثر أشكال الرزق فظاعة ؛ ألن الذكور أيضا سيكبحون شهواتهم ،والمساهمات الدينية لألثرياء
ستساعد المعوزين .لذلك ،كما قلت ،لن تكون هذه الشرور على األرض ،إذا كان هناك بالموافقة
العامة مراعاة عامة لقانون هللا ،إذا كان يتم القيام بهذه األشياء من قبل كل ما يؤديه شعبنا بمفرده .ما
مدى سعادة وذهبية حالة الشؤون اإلنسانية ،إذا كان اللطف والتقوى والسالم والبراءة واإلنصاف
واالعتدال واإليمان في جميع أنحاء العالم قد اتخذوا مسكنهم! باختصار ،لن تكون هناك حاجة إلى
الكثير من القوانين المتنوعة لحكم البشر ،ألن شريعة هللا وحدها ستكون كافية للبراءة الكاملة ؛ ولن
تكون هناك حاجة للسجون ،أو سيوف الحكام ،أو رعب العقوبات ،ألن كمال التعاليم اإللهية التي
غرست في صدور الرجال ستوجههم في حد ذاتها إلى أعمال العدالة .ولكن الناس اآلن أشرار بسبب
جهلهم بما هو حق وخير .وهذا بالفعل رأى شيشرون .ألنه يتحدث عن موضوع الشرائع يقول" :بما
أن العالم ،بجميع أجزائه التي تتفق مع بعضها البعض ،يتماسك ويعتمد على طبيعة واحدة ونفس
الطبيعة ،كذلك فإن جميع الرجال ،الذين يتم الخلط بينهم بشكل طبيعي ،يختلفون من خالل الفساد ؛
وال يفهمون أنهم مرتبطون بالدم ،و أنهم جميعًا يخضعون لنفس الوصاية :ألنه إذا تم وضع ذلك في
االعتبار ،فمن المؤكد أن الرجال سيعيشون حياة اآللهة " .لذلك فإن العبادة الظالمة وغير التقية
لآللهة قد أدخلت كل الشرور التي من خاللها يدمر البشر بعضهم البعض .ألنهم لم يتمكنوا من
االحتفاظ بتقواهم ،الذين ،كأطفال ضالين ومتمردين ،تخلوا عن سلطة كوت ،الوالد المشترك
للجميع .نختلف من خالل الفساد .وال يفهمون أنهم مرتبطون بالدم ،وأنهم جميعًا يخضعون لنفس
الوصاية :إذا تم وضع هذا في االعتبار ،فمن المؤكد أن الرجال سيعيشون حياة اآللهة .لقد أدخلت
اآللهة كل الشرور التي من خاللها يدمر البشر بعضهم البعض ،ألنهم لم يتمكنوا من االحتفاظ
بتقواهم ،الذين ،كأطفال ضالين ومتمردين ،تخلوا عن سلطة كوت ،الوالد المشترك
للجميع .نختلف من خالل الفساد .وال يفهمون أنهم مرتبطون بالدم ،وأنهم جميعًا يخضعون لنفس
الوصاية :إذا تم وضع هذا في االعتبار ،فمن المؤكد أن الرجال سيعيشون حياة اآللهة .لقد أدخلت
اآللهة كل الشرور التي من خاللها يدمر البشر بعضهم البعض ،ألنهم لم يتمكنوا من االحتفاظ
.بتقواهم ،الذين ،كأطفال ضالين ومتمردين ،تخلوا عن سلطة كوت ،الوالد المشترك للجميع
لكنهم في بعض األحيان يرون أنهم أشرار ويمدحون حالة العصور السابقة ويخمنون أن العدالة غائبة
بسبب شخصياتهم وصحاريهم ؛ ألنهم ،على الرغم من أنها تقدم نفسها ألعينهم ،فإنهم ال يفشلون في
استقبالها أو التعرف عليها فحسب ،بل إنهم يكرهونها بشدة ويضطهدونها ويسعون إلى
إبعادها .لنفترض ،في هذه األثناء ،أن هي التي نتبعها ليست عدالة :كيف سيستقبلونها من
يتصورون أنها العدالة الحقيقية ،إذا كانت ستأتي ،عندما يعذبون ويقتلون أولئك الذين يعترفون هم
أنفسهم بأنهم مقلدون من العدل ،ألنهم يؤدون أعماال جيدة وعادلة ؛ بينما ،إذا كان عليهم أن يقتلوا
األشرار فقط ،فإنهم يستحقون أن ال يراهم العدل ،من لم يكن له سبب آخر لمغادرة األرض غير
سفك دم اإلنسان؟ فكم بالحري عندما يقتلون الصالحين ويحسبون أتباع العدالة أنفسهم أعداء ،نعم ،
أكثر من أعداء ؛ الذين ،على الرغم من أنهم يبحثون بشغف عن حياتهم وممتلكاتهم وأوالدهم بالسيف
والنار ،إال أنهم ينجو من احتاللهم ؛ ويوجد مكان للرأفة حتى بين السالح .أو إذا كانوا قد عقدوا
العزم على تحمل قسوتهم إلى أقصى حد ،فلن يتم عمل أي شيء آخر تجاههم ،إال أنهم يُقتلون أو
يُقتادون إلى العبودية! لكن هذا ال يوصف ،وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ،وال يعتبر أحد
مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء من جميع الرجال .لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ،
أي الرجال الذين يتفوقون على الوحوش البرية في الشراسة ،ويهدرون قطيع هللا اللطيف - ،على
الرغم من أنهم يبحثون بشغف عن حياتهم وممتلكاتهم وأوالدهم بالسيف والنار ،إال أنهم يُنقذون
عندما يُخضعون ؛ ويوجد مكان للرأفة حتى بين السالح .أو إذا كانوا قد عقدوا العزم على تحمل
قسوتهم إلى أقصى حد ،فلن يتم عمل أي شيء آخر تجاههم ،إال أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى
العبودية! لكن هذا ال يوصف ،وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ،وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من
أولئك الذين هم أبرياء من جميع الرجال .لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ،أي الرجال
الذين يتفوقون[ على الوحوش البرية في الشراسة ،ويهدرون قطيع هللا اللطيف - ،على الرغم من
أنهم يبحثون بشغف عن حياتهم وممتلكاتهم وأوالدهم بالسيف والنار ،إال أنهم يُنقذون عندما
يُخضعون ؛ ويوجد مكان للرأفة حتى بين السالح .أو إذا كانوا قد عقدوا العزم على تحمل قسوتهم إلى
أقصى حد ،فلن يتم عمل أي شيء آخر تجاههم ،إال أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى العبودية! لكن هذا ال
يوصف ،وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ،وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء
من جميع الرجال .لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ،أي الرجال الذين يتفوقون على
الوحوش البرية في الشراسة ،ويهدرون قطيع هللا اللطيف - ،لم يُفعل شيء لهم أكثر من ذلك ،إال
أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى العبودية! لكن هذا ال يوصف ،وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ،
وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء من جميع الرجال .لذلك يجرؤ معظم األشرار
على ذكر العدل ،أي الرجال الذين يتفوقون على الوحوش البرية في الشراسة ،ويهدرون قطيع هللا
اللطيف - ،لم يُفعل شيء لهم أكثر من ذلك ،إال أنهم يُقتلون أو يُقتادون إلى العبودية! لكن هذا ال
يوصف ،وهو ما يحدث تجاه الجهالء بالجريمة ،وال يعتبر أحد مذنبًا أكثر من أولئك الذين هم أبرياء
من جميع الرجال .لذلك يجرؤ معظم األشرار على ذكر العدل ،أي الرجال الذين يتفوقون على
، -الوحوش البرية في الشراسة ،ويهدرون قطيع هللا اللطيف
واما هؤالء فلم يجننوا من جراء سخط الجوع بل من سخط القلب .وال يطوفون في ضباب أسود بل
بالنهب المكشوف .كما أن وعيهم بجرائمهم ال يذكرهم أبدًا من تدنيس االسم المقدس والمقدس للعدالة
بهذا الفم المبلل بدماء األبرياء ،مثل فكي الوحوش .ما الذي يجب أن نقول عنه بشكل خاص هو
سبب هذه الكراهية المفرطة والمثابرة؟
كما يقول الشاعر كأنهم مستوحى من الروح اإللهي ،أم أنهم يخجلون من أن يكونوا سيئين في
حضرة العدل والصالح؟ أم هو باألحرى من كال السببين؟ ألن الحقيقة دائ ًما ما تكون مكروهة في هذا
الحساب ،ألن الذي يخطئ يرغب في أن يكون له مجااًل ح ًرا للخطيئة ،ويعتقد أنه ال يستطيع بأي
طريقة أخرى التمتع بأمان أكثر بمتعة أفعاله الشريرة ،مما لو لم يكن هناك من يخطئه .قد
يستاء .لذلك فهم يسعون تما ًما إلى إبادةهم ونقلهم كشهود على جرائمهم وشرورهم ،ويعتقدون أنهم
:قساة من أجل
بأنفسهم ،كما لو أن حياتهم قد ُأنكرت .فلماذا يجب أن يكون أي شخص صال ًحا بشكل غير معقول[ ،
من يجب أن يلومهم عندما يفسدون اآلداب العامة بالعيش الكريم؟ لماذا ال ينبغي أن يكون كلهم
أشرارًا وجشعًا وغير عفيفين وزناة وحنثوا باليمين وطامعين ومحتالين؟ لماذا ال ينبغي أن يُبعدوا عن
الطريق ،الذين يخجلون في وجودهم من أن يعيشوا حياة شريرة ،الذين ،وإن لم يكن بالكلمات ،
ألنهم صامتون ،ولكن من خالل مسار حياتهم ذاته ،على عكس حياتهم ،يهاجمونهم .ويضربون
جبين الخطاة .ألن من يختلف معهم يظهر ليوبخهم .كما أنه ال ينبغي أن نتساءل كثي ًرا عما إذا كانت
هذه األشياء قد تم القيام بها تجاه البشر ،ألنه من أجل نفس السبب ،قام األشخاص الذين وضعوا
على الرجاء ،وغير جاهلين باهلل ،ضد هللا نفسه ؛ ونفس الضرورة يتبع الصالح الذي هاجم صاحب
البر نفسه .لذلك يضايقونهم ويعذبونهم بأنواع العقوبات المدروسة ،وال يفكرون كثي ًرا في قتل من
يكرهون ،إال إذا كانت القسوة تسخر من أجسادهم .ولكن إذا تخلى أي شخص من خالل الخوف من
األلم أو الموت ،أو بسبب غدره ،عن القسم السماوي ،ووافق على التضحيات المميتة ،فهذه يثني
عليها ويحملها بشرف ،حتى يغري اآلخرين بوفرة .ولكن بالنسبة ألولئك الذين ق ّدروا إيمانهم عاليا ً
ولم ينكروا أنهم عبدة هلل ،فإنهم يسقطون بكل قوة مذبحهم ،وكأنهم متعطشون للدماء .وهم يدعونهم
يائسين ألنهم ال يشفقون على أجسادهم بأي حال من األحوال .كأن أي شيء يمكن أن يكون أكثر
يأسًا ،من تعذيب وتمزيق من تعرف أنه بريء .وهكذا لم يبق إحساس بالخزي بين الذين يغيب عنهم
كل شعور طيب ،وهم يردون على الرجال العادلين الذين يوبخونهم بما يليق بهم .ألنهم يدعونهم غير
مؤمنين ،كونهم هم أنفسهم أتقياء ،ومنكمشون من سفك دم اإلنسان ؛ بينما ،إذا اعتبروا أفعالهم
وأعمال أولئك الذين يدينونهم غير تقية ،فإنهم سيفهمون اآلن كم هي زائفة ،ويستحقون أكثر كل تلك
األشياء التي يقولون أو يفعلونها ضد الخير .ألنهم ليسوا من بيننا ،بل هم من يحاصرون الطرق
بالسالح ويمارسون القرصنة عن طريق البحر .أو إذا لم يكن في وسعهم مهاجمة السموم سراً ؛ الذين
يقتلون زوجاتهم ليأخذوا مهورهم ،أو أزواجهن حتى يتزوجوا من الزناة ؛ من يخنق األبناء
المولودين من نفسه ،أو إذا كانوا متدينين جدًا ،ففضحهم ؛ الذين يمنعون شهواتهم المحارم ال من
ابنة وال أخت وال أم وال كاهنة ؛ الذين يتآمرون ضد مواطنيهم وبلدهم ؛ الذين ال يخافون
الكيس .الذين ،بخير ،يرتكبون المقدسات ،وينهبون هياكل اآللهة الذين يعبدونهم ؛ وللحديث عن
األشياء الخفيفة التي يمارسونها عادة ،الذين يصطادون الميراث ،ويصوغون الوصايا ،إما يزيلون
أو يستبعدون الورثة العادلين ؛ الذين يمارسون الدعارة للشهوة .الذين ،باختصار ،غير مدركين لما
ولدوا ،يتعاملون مع النساء في حالة سلبية ؛ الذين ،في انتهاك لجميع اللياقة ،يلوثون ويهينون أقدس
جزء من أجسادهم ؛ الذين يشوهون أنفسهم ،والذين هم أكثر تكفي ًرا ،ليكونوا كهنة دين ؛ الذين ال
يدخرون حتى في حياتهم ،بل يبيعون حياتهم لتنتزعهم في األماكن العامة ؛ الذين ،إذا جلسوا كقضاة
،أفسدتهم رشوة ،إما أن يدمروا األبرياء أو يطلقوا سراح المذنب دون عقاب ؛ الذين يدركون السماء
نفسها بالسحر ،كأن األرض ال تحتواء شرهم .هذه الجرائم ،كما أقول ،وأكثر من ذلك ،يرتكبها
بوضوح أولئك الذين يعبدون اآللهة .وسط هذه الجرائم بهذا العدد والضخامة ،أي مكان للعدالة؟ ولقد
جمعت القليل فقط من بين العديد ،ليس لغرض اللوم ،ولكن إلظهار طبيعتها .دع أولئك الذين
يرغبون في معرفة الجميع يأخذون كتب سينيكا ،الذي كان في نفس الوقت أكثر وصفًا حقيقيًا واتها ًما
ضا وصف بإيجاز وإيجاز تلك الحياة المظلمة في شديدًا لآلداب العامة والرذائل .لكن لوسيليوس أي ً
هذه اآليات" :ولكن اآلن من الصباح إلى الليل ،في األعياد والنهار العادي على حد سواء ،يعرض
كل الناس واآلباء باتفاق واحد أنفسهم في المنتدى ،وال يبتعدون عنه أبدًا .لقد سلموا أنفسهم جميعًا
لنفس المسعى والفن ،حتى يتمكنوا من الخداع بحذر ،والقتال غدراً ،والتعامل مع اإلطراء ،
والتظاهر بأنه رجل صالح ،واالنتظار ،كما لو كان الجميع .كانوا أعداء للجميع " .ولكن أي من هذه
األشياء يمكن أن يوضع على عاتق شعبنا ،الذي معه الدين كله هو العيش بال ذنب وبال بقعة؟ لذلك ،
فهم يرون أنهم هم وشعبهم يفعلون تلك األشياء التي قلناها ،لكننا ال نمارس شيًئا آخر سوى ما هو
عادل وجيد ،فقد يفعلون ،إذا كان لديهم أي فهم ،فقد أدركوا من هذا ،أن الذين يفعلون الصالح هم
أتقياء ،وأن الذين يرتكبون األفعال الشريرة هم أنفسهم غير تقوى .ألنه من المستحيل أن يخطئ
الذين ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ،أي في الدين ،وهو رئيس كل
شيء .أما المعصية ،إذا تم تناولها في أهمها ،فسيتبعها سائر البقية .ولذلك يستحيل أال ينخدع
المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا .بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام
األول ،فإنها تحافظ على مسارها في اآلخرين .وهكذا يحدث ،على كال الجانبين ،يمكن معرفة
شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها .كل من أن الذين يفعلون الخير هم
أتقياء ،وأن الذين يرتكبون األفعال الشريرة هم أنفسهم غير تقوى .ألنه من المستحيل أن يخطئ
الذين ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ،أي في الدين ،وهو رئيس كل
شيء .أما المعصية ،إذا تم تناولها في أهمها ،فسيتبعها سائر البقية .ولذلك يستحيل أال ينخدع
المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا .بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام
األول ،فإنها تحافظ على مسارها في اآلخرين .وهكذا يحدث ،على كال الجانبين ،يمكن معرفة
شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها .كل من أن الذين يفعلون الخير هم
أتقياء ،وأن الذين يرتكبون األفعال الشريرة هم أنفسهم غير تقوى .ألنه من المستحيل أن يخطئ
الذين ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ،أي في الدين ،وهو رئيس كل
شيء .أما المعصية ،إذا تم تناولها في أهمها ،فسيتبعها سائر البقية .ولذلك يستحيل أال ينخدع
المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا .بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام
األول ،فإنها تحافظ على مسارها في اآلخرين .وهكذا يحدث ،على كال الجانبين ،يمكن معرفة
شخصية الموضوع الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها .ألنه من المستحيل أن يخطئ الذين
ال يخطئون في كل تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ،أي في الدين ،وهو رئيس كل شيء .أما
المعصية ،إذا تم تناولها في أهمها ،فسيتبعها سائر البقية .ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال
حياتهم في الدين أيضًا .بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ،فإنها تحافظ
على مسارها في اآلخرين .وهكذا يحدث ،على كال الجانبين ،يمكن معرفة شخصية الموضوع
الرئيسي من حالة اإلجراءات التي يتم تنفيذها .ألنه من المستحيل أن يخطئ الذين ال يخطئون في كل
تصرفات حياتهم في النقطة األساسية ،أي في الدين ،وهو رئيس كل شيء .أما المعصية ،إذا تم
تناولها في أهمها ،فسيتبعها سائر البقية .ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال حياتهم في الدين
أيضًا .بقدر ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ،فإنها تحافظ على مسارها في
اآلخرين .وهكذا يحدث ،على كال الجانبين ،يمكن معرفة شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة
اإلجراءات التي يتم تنفيذها .ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا .بقدر
ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ،فإنها تحافظ على مسارها في
اآلخرين .وهكذا يحدث ،على كال الجانبين ،يمكن معرفة شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة
اإلجراءات التي يتم تنفيذها .ولذلك يستحيل أال ينخدع المخطئون طوال حياتهم في الدين أيضًا .بقدر
ما تكون التقوى إذا حافظت على حكمها في المقام األول ،فإنها تحافظ على مسارها في
اآلخرين .وهكذا يحدث ،على كال الجانبين ،يمكن معرفة شخصية الموضوع[ الرئيسي من حالة
.اإلجراءات التي يتم تنفيذها
ومن الجدير بالتحقيق في تقواهم أن يفهم من أفعالهم الرحيمة والتقوية ما هي صفة األشياء التي
يقومون[ بها خالفًا لشرع التقوى .وألنني قد ال يبدو أنني أهاجم أي شخص بقسوة ،فسوف آخذ
.شخصية من الشعراء ،وشخصية هي أعظم مثال على التقوى
وماذا يكون أرحم من هذه التقوى؟ أي أرحم من أن يضحى الموتى ويطعم النار بدماء البشر كما
بالزيت؟ لكن ربما لم يكن هذا خطأ البطل نفسه ،بل خطأ الشاعر ،الذي لوث بالشر المميز "رجل
: -متميز بتقواه" .فأين يا شاعر تلك التقوى التي كثيرا ما تمدحها؟ انظروا إلى األنفس التقية
،لماذا ،إذن ،في نفس الوقت الذي كان يرسل فيه الرجال مكبلين ليذبحوا ،هل قال
لما أمر أن يقتل من في يده عوضا عن البهائم؟ لكن هذا ،كما قلت ،لم يكن خطأه -ألنه ربما لم يتلق
تعليما ً ليبراليا ً -ولكن ذنبك ؛ ألنك ،مع أنك علمت ،كنت تجهل طبيعة التقوى ،وتعتقد أن هذا العمل
الشرير والمقيت له هو ممارسة التقوى الالئقة .من الواضح أنه يُدعى تقيا ً في هذا الحساب فقط ،ألنه
أحب والده .لماذا يجب أن أقول ذلك
ماذا او ما! هل يمكن ألحد أن يتخيل أنه كانت فيه فضيلة من أطلق عليه الجنون كالقش ،متناسيا ظل
أبيه .الذي توسل به لم يقدر على كبح جماح سخطه؟ لذلك لم يكن تقويًا بأي حال من األحوال لم يكتف
بذبح الذين ال يقاومون[ ،بل حتى المتوسلين .وهنا سيقول قائل :وماذا إذن ،أو أين ،أو ما هي صفة
التقوى؟ إنه حقًا من يجهل الحروب ،الذين يحافظون على الوئام مع الجميع ،والذين هم ودودون
حتى مع أعدائهم ،والذين يحبون جميع الناس كأخوة ،والذين يعرفون كيف يكبحون غضبهم ،
ويهدئون كل عاطفة العقل بهدوء .حكومة .إذن ،ما أعظم ضباب ،ما أعظم سحابة الظالم واألخطاء
،التي انتشرت فوق صدور الرجال الذين ،عندما يعتقدون أنهم أتقياء بشكل خاص ،يصبحون غير
تقويين بشكل خاص؟ فكلما ك ّرموا تلك الصور الترابية دينيا ً ،وكلما زاد أشرارهم تجاه اسم األلوهية
الحقيقية .ولذلك غالبًا ما يتم مضايقتهم بمزيد من الشرور األكبر كمكافأة على معصيتهم ؛ وألنهم ال
يعرفون سبب هذه الشرور ،فإن اللوم كله ينسب إلى الثروة ،وتجد فلسفة أبيقور مكانًا يعتقد أنه ال
شيء يمتد لآللهة ،وأنهم ال يتأثرون بالفضل وال يتأثرون بالغضب ،غالبًا ما يرون محتقريهم سعداء
وعبادهم في بؤس .وهذا يحدث على هذا األساس ،ألنه عندما يبدو أنهم متدينون وصالحون
بطبيعتهم ،يُعتقد أنهم ال يستحقون شيًئا من هذا النوع الذي يعانون منه غالبًا .ومع ذلك ،فإنهم
يواسون أنفسهم باتهامهم بالثروة ؛ وال يرون أنها لو كان لها وجود ما كانت لتؤذي عبادها .لذلك فإن
هذا النوع من التقوى يتبعه عقاب ؛ واإلله الذي أساء شر الرجال الفاسدين في عبادتهم الدينية يعاقبهم
بمصيبة شديدة ؛ الذين ،على الرغم من أنهم يعيشون مع القداسة في أعظم اإليمان والبراءة ،ومع
ذلك ألنهم يعبدون اآللهة التي تعتبر طقوسها غير التقية والدنيسة رجسًا لإلله الحقيقي ،مغتربون عن
العدل واسم التقوى الحقيقية .كما أنه ليس من الصعب توضيح سبب عدم قدرة عبدة اآللهة على أن
يكونوا صالحين وعادلين .فكيف يمتنعون عن سفك الدماء الذين يعبدون اآللهة المتعطشة للدماء
المريخ وبيلونا؟ أو كيف سيجنبون والديهم الذين يعبدون المشتري الذي طرد والده؟ أو كيف يجنون
أطفالهم الذين يعبدون زحل؟ كيف يحافظون على العفة الذين يعبدون آلهة عارية وزانية ،ومن تزني
نفسها كما هي بين اآللهة .كيف سيمنعون أنفسهم من النهب والخداع الذين هم على دراية بسرقة
مرقوريوس ،الذي يعلم أن الخداع ليس جز ًءا من االحتيال بل من الذكاء؟ كيف سيكبحون شهواتهم
الذين يعبدون المشتري ،وهرقل ،وليبر ،وأبولو ،واآلخرين ،الذين ال يعرف المتعلمون زناهم
ضا في المسارح ،وجعلوا موضوعًا وفجورهم مع الرجال والنساء فحسب ،بل يتم تحديدها أي ً
األغاني ،بحيث تكون سيئة السمعة للجميع؟ من بين هذه األشياء ،هل من الممكن أن يكون الرجال
عادلين ،والذين ،على الرغم من كونهم صالحين بطبيعتهم ،سيتم تدريبهم على الظلم من قبل اآللهة
.ذاتها؟ فلكي ترضي اإلله الذي تعبده ،هناك حاجة إلى تلك األشياء التي تعرف أنه يرضيها ويسعدها
ال أحد يستطيع أن يصف بشكل الئق قسوة هذا الوحش ،الذي يتكئ في مكان واحد ،ومع ذلك يحتدم
بأسنانه الحديدية في جميع أنحاء العالم ،وال يقتصر على تمزق أطراف البشر ،بل يكسر عظامهم
ض ا ،ويحتدم على رمادهم ، .حتى ال يكون هناك مكان لدفنهم ،كأن الذين يعترفون باهلل قصدوا أي ً
ذلك ،يجب زيارة قبورهم ،وليس باألحرى أن يصلوا هم أنفسهم إلى محضر هللا .أي وحشية هذا ،
أي غضب ،أي جنون ،حرمان األحياء من الضوء ،واألرض لألموات؟ لذلك أقول إنه ليس هناك
ما هو أكثر بؤسًا من هؤالء الرجال الذين وجدت الضرورة أو جعلوا وزراء غضب شخص آخر ،
أقمار صناعية ألمر غير ودي .ألن ذلك لم يكن إكرا ًما أو تمجيدًا للكرامة ،بل كان حك ًما على
ضا لعقاب هللا األبدي .لكن من المستحيل ربط األشياء التي أدوها بشكل فردي اإلنسان بالتعذيب ،وأي ً
في جميع أنحاء العالم .ما هو عدد المجلدات التي تحتوي على أنواع ال حصر لها ومتنوعة من
القسوة؟ ألن كل واحد ،بعد أن اكتسب القوة ،هيج وفقًا لشخصيته .البعض ،من خالل الجبن المفرط
،مضى إلى أبعد مما ُأمر به ؛ وهكذا تصرف اآلخرون من خالل كراهيتهم الخاصة ضد
الصالحين ؛ البعض من خالل ضراوة العقل الطبيعية .البعض من خالل الرغبة في اإلرضاء ،وأنهم
من خالل هذه الخدمة قد يمهدون الطريق إلى المناصب العليا :كان البعض سريعًا للذبح ،كفرد في
فريجيا ،الذي أحرق مجموعة كاملة من الناس ،مع مكان اجتماعهم .لكن كلما كان أكثر قسوة ،وجد
أنه أكثر رحمة .لكن هذا هو أسوأ أنواع المضطهدين الذين يغريهم المظهر الزائف بالرأفة ؛ هو
األكثر قسوة ،وهو الجالد األكثر قسوة ،الذي يقرر عدم قتل أي شخص .لذلك ال يمكن أن نقول ما
هي طرق التعذيب العظيمة والمخيفة التي ابتكرها القضاة من هذا النوع ،حتى يتمكنوا من الوصول[
إلى تحقيق غرضهم .لكنهم يفعلون هذه األشياء ليس فقط على هذا الحساب ،حتى يتمكنوا من التباهي
بأنهم لم يقتلوا أيًا من األبرياء ،ألنني سمعت بنفسي بعض التباهي بأن إدارتهم كانت في هذا الصدد
ضا من أجل الحسد ،لئال يُهزموا هم أنفسهم ،أو ينال اآلخرون المجد دون إراقة دماء - ،ولكن أي ً
بسبب فضيلتهم .وبالتالي ،في ابتكار أنماط للعقاب ،ال يفكرون في أي شيء آخر غير النصر .ألنهم
يعلمون أن هذه منافسة ومعركة .رأيت في بيثينية الحاكم مبته ًجا بفرح رائع ،وكأنه قد أخضع أمة
من البرابرة ،ألن من قاوم لمدة عامين بروح عظيمة ظهر مطوالً ليخضع .ولذلك ،فإنهم يؤكدون
أنهم قد ينتصرون على أجسادهم ويلحقون بها آال ًما رهيبة ،وال يتجنبون أي شيء آخر غير أن
الضحايا قد ال يموتون تحت التعذيب :كما لو أن الموت وحده ،في الحقيقة ،يمكن أن يجعلهم
ضا .بما يتناسب مع قساوتهم لن ينتج مجد فضيلة أعظم .لكنهم بحماقة عنيدة سعداء ،وكأن التعذيب أي ً
يأمرون بتقديم رعاية جادة للمتعذبين ،وتجديد أطرافهم ألشكال أخرى من التعذيب ،وإمدادهم بدماء
جديدة للعقاب .ما الذي يمكن أن يكون تقيًا جدًا ،طيبًا جدًا ،إنسانيًا جدًا؟ لم يكونوا ليقدموا مثل هذه
الرعاية المقلقة لمن يحبونه .هذا هو تأديب اآللهة :فهذه األعمال تدرب عبادها .هذه هي الطقوس
المقدسة التي يطلبونها .عالوة على ذلك ،اخترع معظم القتلة األشرار قوانين شريرة ضد
األتقياء .لقراءة كل من المراسيم التدنيس والخالفات الظالمة من الفقهاء .جمع دوميتيوس ،في كتابه
صا شريرة من األمراء ،ليُظهر من خالل العقوبات التي السابع ،المتعلق بمنصب الحاكم ،نصو ً
.يجب أن يزوروا بها الذين اعترفوا بأنهم عباد هلل
ماذا ستفعل ألولئك الذين يطلقون اسم العدالة على التعذيب الذي يمارسه الطغاة القدامى ،الذين
احتدموا بشدة ضد األبرياء ؛ وعلى الرغم من كونهم معلمين للظلم والقسوة ،هل ترغب في الظهور
بالعدل والحصافة ،العميان والبليد ،والجهل باألمور والحقيقة؟ هل العدل مكروه لكم أيها العقول[
المتروكة حتى أنكم تعتبرونها مساوية ألعظم الجرائم؟ هل البراءة تائهة تما ًما في عينيك ،لدرجة أنك
ال تعتقد أنها تستحق الموت فقط ،لكن من المحترم أن ال ترتكب جريمة ،وأن يكون لها صدر طاهر
من كل عدوى بالذنب؟ وبما أننا نتحدث بشكل عام مع أولئك الذين يعبدون اآللهة ،فدعنا نحصل على
إذن منك لفعل الخير معك ؛ ألن هذا هو قانوننا ،وهذا شأننا ،وهذا ديننا .إن ظهرنا لكم حكماء اقتدوا
بنا .إذا كنت أحمق أو احتقرنا أو حتى ضحك علينا ،اذا سمحت؛ الن حماقتنا تنفعنا .لماذا تمزق لماذا
تصيبنا؟ نحن ال نحسد حكمتك .نحن نفضل حماقةنا هذه -نحن نحتضن هذا .نحن نؤمن أن هذا ينفعنا
- ،أن نحبك ،ونمنح كل األشياء لك ،من يكرهنا .يوجد في كتابات شيشرون مقطعًا ال يتعارض مع
الحقيقة ،في ذلك الخالف الذي يراه فوريوس ضد العدالة" :أسأل "،يقول " ،إذا كان يجب أن يكون
هناك رجالن ،ويجب أن يكون أحدهما ممتا ًزا .اإلنسان ،على أعلى مستوى من النزاهة ،وأكبر
عدالة ،وإيمان رائع ،واآلخر يتميز بالجريمة والجرأة ؛ وإذا كان يجب على الدولة أن تكون في مثل
هذا الخطأ بحيث تعتبر ذلك الرجل الصالح شري ًرا ،شريرًا ،ومقيتًا ،ولكن يجب أن تفكر فيه.
الشخص األكثر ش ًرا ليكون على أعلى مستوى من النزاهة واإليمان ؛ وإذا ،وفقًا لرأي جميع
المواطنين ،يجب مضايقة الرجل الصالح ،وجره بعيدًا ،وحرمانه من يديه ،وإخراج عينيه ،
وإدانته ،والتقييد ،والوسم ،والنفي ،والعوز ،وأخي ًرا ،يجب أن يبدو للجميع ،بحق ،أنهم األكثر
بؤسًا ؛ ولكن ،من ناحية أخرى ،إذا كان ينبغي مدح هذا الرجل الشرير وتكريمه ومحبته من قبل
الجميع -إذا كان ينبغي منحه كل الشرف ،وكل األوامر ،وكل الثروة ،وكل الوفرة - ،باختصار ،
إذا يجب أن يحكم عليه من خالل تقدير كل رجل ممتاز ،واألكثر استحقاقًا من كل ثروة - ،من
الذي ،أصلي ،سيكون مجنونًا لدرجة الشك في أيهما يفضل أن يكون؟ "بالتأكيد طرح هذا كأنه قد
تنبأ بما سيحدث لنا من شرور ،وبأي طريقة بسبب البر ؛ ألن شعبنا يعاني كل هذه األشياء من خالل
فساد المخطئين .هوذا الدولة ،أو باألحرى العالم بأسره ،يقع في مثل هذا الخطأ ،لدرجة أنها
تضطهد وتعذب وتدين وتقتل الرجال الصالحين والصالحين ،كما لو كانوا أشرا ًرا وغير تقوى .فيما
يتعلق بما يقوله ،أنه ال أحد مفتونًا جدًا بالشك في أيهما يفضل أن يكون ،فهو بالفعل ،باعتباره
الشخص الذي يناضل ضد العدالة ،يعتقد أن هذا الرجل الحكيم يفضل أن يكون سيًئا .إذا كان حسن
السمعة من حسن السمعة .ولكن أيمكن أن تغيب عنا هذه الالمباالة ،حتى نفضل ما هو باطل على
الحق؟ أم أن شخصية رجلنا الصالح تعتمد على أخطاء الناس أكثر مما تعتمد على ضميرنا ودينونة
هللا؟ أو هل يغرينا كل ازدهار ،حتى ال نختار الخير الحقيقي ،وإن كان مصحوبًا بكل شر ،من
الخير الزائف مع كل رخاء؟ ليحتفظ الملوك بممالكهم ،ويحتفظ األغنياء بثرواتهم ،كما يقول[
بلوتوس ،والحكماء حكمتهم :دعهم يتركون لنا حماقتنا ،التي من الواضح أنها حكمة ،من حقيقة
أنهم يحسدوننا على امتالكها :يحسد الجاهل ولكن من هو نفسه أحمق؟ لكنهم ليسوا من الحمقى حتى
الحسد .لكن من حقيقة متابعتهم لنا بمثل هذه العناية والقلق ،فإنهم يسمحون بأننا لسنا حمقى .فلماذا
يغتاظون بهذه القسوة ،إال إذا كانوا يخافون من أن يقوى العدل يو ًما بعد يوم ،فيتركون مع آلهتهم
،الفاسدة؟ إذا كان عباد اآللهة حكماء ونحن حمقى
.الثالث عشر .زيادة وعقاب المسيحيين
ولكن بما أن عددنا يتزايد باستمرار من عابدي اآللهة ،لكنه ال ينقص أبدًا ،وال حتى في االضطهاد
نفسه ،ألن البشر قد يرتكبون الخطيئة ويتنجسوا بالتضحية ،لكن ال يمكن إبعادهم عن هللا ،من أجل
الحق يسود بقوته الخاصة - ،من هناك ،أصلي ،أحمق وأعمى جدًا حتى ال يرى في أي جانب
توجد الحكمة؟ ولكنهم عميهم الخبث والغضب الذي ال يستطيعون الرؤية .ويعتقدون أن هؤالء هم من
الحمقى الذين ،عندما يكون في وسعهم تجنب العقوبات ،يفضلون مع ذلك أن يتعرضوا للتعذيب وأن
يُقتلوا ؛ في حين أنهم قد يرون من هذا الظرف بالذات ،أنه ليس من الحماقة أن العديد من اآلالف في
جميع أنحاء العالم يتفقون مع نفس العقل .ألنه إذا وقعت النساء في الخطأ من خالل ضعف جنسهن
(بالنسبة لهؤالء األشخاص يطلقون عليه أحيانًا الخرافات األنثوية واألنيقة) ،فإن الرجال بال شك
حكماء .إذا كان األوالد ،إذا كان الشباب مرتجلون خالل سنهم ،فإن البالغين وكبار السن لديهم بال
شك حكم ثابت .إذا كانت إحدى المدن غير حكيمة ،فمن الواضح أن المدن األخرى التي ال حصر لها
ال يمكن أن تكون حمقاء .إذا كانت إحدى المقاطعات أو األمة الواحدة بدون حكمة ،فيجب أن يكون
لدى البقية فهم لما هو صواب .ولكن بما أن القانون اإللهي قد تم استالمه من الشروق حتى غروب
الشمس ،فإن كل جنس وكل عصر وأمة وبلد ،بعقل واحد ونفسه ،يطيع هللا -ألنه يوجد في كل
مكان نفس الصبر ، .نفس ازدراء الموت -كان عليهم أن يفهموا أن هناك سببًا ما في هذا األمر ،أنه
ال يخلو من سبب يتم الدفاع عنه حتى الموت ،وأن هناك بعض األساس والصالبة ،التي ال تحرر
هذا الدين من األذى والتحرش فحسب ،بل تزيدها دائ ًما وتقويها .ألنه في هذا الصدد أيضًا يظهر
خبث أولئك الذين يعتقدون أنهم قد أطاحوا بدين هللا تما ًما إذا أفسدوا الرجال ،في حين سُمح لهم
بإرضاء هللا أيضًا ؛ وال يوجد عابد هلل شرير جدًا وال يعود ،عندما تُمنح الفرصة له ،إلرضاء هللا ،
ضا بتفان أكبر .ألن وعي الخطيئة والخوف من العقاب يجعالن اإلنسان أكثر تدينا ً ،واإليمان وذلك أي ً
ً
أقوى دائما والذي يتم استبداله بالتوبة .إذا هم أنفسهم عندما يعتقدون أن اآللهة قد غضبت منهم ،مع
ذلك ،يؤمنون أنهم مسترضون بالهدايا والتضحيات والبخور ،فما السبب وراء تخيلهم أن إلهنا غير
رحيم وعنيف للغاية ،بحيث يبدو أنه من المستحيل بالنسبة له أن يكون مسيحيًا ،يكون باإلكراه
وضدًا له .سوف يسكب الخمر آللهتهم؟ ما لم يعتقدوا عن طريق الصدفة أن أولئك الذين أصيبوا
بالعدوى في يوم من األيام على وشك تغيير رأيهم ،حتى يتمكنوا اآلن من البدء من تلقاء أنفسهم في
القيام بما فعلوه تحت تأثير التعذيب .من الذي يتولى عن طيب خاطر هذا الواجب الذي بدأ
بالضرر؟ من ،عندما يرى الندوب على جانبه ،ال يكره اآللهة أكثر ،الذين يحمل بسببهم آثار
العقاب الدائم والعالمات المطبوعة على جسده؟ وهكذا يحدث أنه عندما يُعطى السالم من
السماء ،يعود الذين ابتعدوا عنا ،ويضاف حشد جديد من اآلخرين بسبب الطبيعة الرائعة للفضيلة
المعروضة .فعندما يرى الناس أن الرجال قد تمزقهم أنواع مختلفة من التعذيب ،وأنهم يحتفظون
بصبرهم دون إخضاع بينما الجالدون مرهقون ،فإنهم يعتقدون ،كما هو الحال بالفعل ،أنه ال
موافقة الكثيرين وال ثبات الموت .ال معنى له ،وهذا الصبر نفسه ال يمكن أن يتغلب على مثل هذا
التعذيب العظيم دون معونة هللا .اللصوص والرجال ذوو الهيكل القوي غير قادرين على تحمل هذا
النوع من التمزقات .النهم يغلبهم االلم النهم معدومون الصبر في نفوسهم .لكن في حالتنا (ناهيك عن
الرجال) ،يتغلب األوالد والنساء المرهفون في صمت على جالديهم ،وحتى النار ال تقدر أن تبتز
منهم أنينًا .دع الرومان يذهبون ويفتخرون في موتيوس أو ريجولوس ،الشخص الذي سلم نفسه
ليقتله العدو ،ألنه كان يخجل من أن يعيش أسيرًا ؛ أخذ اآلخر من قبل العدو ،عندما رأى أنه ال
يستطيع الهروب من الموت ،وضع يده على الموقد المحترق ،لكي يكفر عن جريمته للعدو الذي
أراد قتله ،وبهذه العقوبة نال العفو .الذي لم يكن يستحقه .هوذا الجنس الضعيف والعمر الهش
يحتمالن التمزق في الجسد كله ،والحرق :ليس بالضرورة ،إذ يجوز لهما الهروب إذا رغبن في
ذلك ؛ بل بمحض إرادتهم ،ألنهم يتوكلون على هللا .ألنه خجل أن يعيش في األسر .أخذ اآلخر من
قبل العدو ،عندما رأى أنه ال يستطيع الهروب من الموت ،وضع يده على الموقد المحترق ،لكي
يكفر عن جريمته للعدو الذي أراد قتله ،وبهذه العقوبة نال العفو .الذي لم يكن يستحقه .هوذا الجنس
الضعيف والعمر الهش يحتمالن التمزق في الجسد كله ،والحرق :ليس بالضرورة ،إذ يجوز لهما
الهروب إذا رغبن في ذلك ؛ بل بمحض إرادتهم ،ألنهم يتوكلون على هللا .ألنه خجل أن يعيش في
األسر .أخذ اآلخر من قبل العدو ،عندما رأى أنه ال يستطيع الهروب من الموت ،وضع يده على
الموقد المحترق ،لكي يكفر عن جريمته للعدو الذي أراد قتله ،وبهذه العقوبة نال العفو .الذي لم يكن
يستحقه .هوذا الجنس الضعيف والعمر الهش يحتمالن التمزق في الجسد كله ،والحرق :ليس
بالضرورة ،إذ يجوز لهما الهروب إذا رغبن في ذلك ؛ بل بمحض إرادتهم ،ألنهم يتوكلون على
هللا .وبهذه العقوبة نال العفو الذي لم يستحقه .هوذا الجنس الضعيف والعمر الهش يحتمالن التمزق
في الجسد كله ،والحرق :ليس بالضرورة ،إذ يجوز لهما الهروب إذا رغبن في ذلك ؛ بل بمحض
إرادتهم ،ألنهم يتوكلون على هللا .وبهذه العقوبة نال العفو الذي لم يستحقه .هوذا الجنس الضعيف
والعمر الهش يحتمالن التمزق في الجسد كله ،والحرق :ليس بالضرورة ،إذ يجوز لهما الهروب إذا
.رغبن في ذلك ؛ بل بمحض إرادتهم ،ألنهم يتوكلون على هللا
وال شيء يمكن أن يكون أكثر صحة من هذا ،إذا تمت اإلشارة إلى أولئك الذين ال يرفضون
التعذيب ،وال نوع من الموت ،حتى ال ينحرفوا عن اإليمان والعدالة ؛ الذين ال يرتعدون من أوامر
الطغاة وال سيوف الحكام حتى ال يحافظوا على حرية حقيقية وراسخة مع ثبات العقل ،أي الحكمة
يجب مراعاتها في هذا وحده .فمن هو هذا المتكبر الذي رفع عين ّي حتى يمنعني من رفع عين ّي إلى
السماء .من يفرض عل ّي ضرورة إما عبادة ما ال أرغب في عبادته أو االمتناع عن عبادة ما أريد أن
أعبده؟ ما الذي سيتبقى لنا اآلن ،إذا كان حتى هذا ،الذي يجب أن يتم بمحض إرادته ،سيبتزني من
نزوة شخص آخر؟ ال أحد سيؤثر على هذا ،إذا كانت لدينا أي شجاعة على احتقار الموت
واأللم .ولكن إذا كان لدينا هذا الثبات ،لماذا يُحكم علينا بالغباء عندما نفعل تلك األشياء التي يمدحها
الفالسفة؟ سينيكا ،في اتهامه للرجال بعدم االتساق ،يقول بحق أن أعلى فضيلة يبدو لهم أنها تكمن
في عظمة الروح ؛ ومع ذلك ،فإن نفس األشخاص يعتبرون من يحتقر الموت مجنونًا ،وهذا من
الواضح أنه عالمة على أعظم انحراف .لكن أتباع الديانات الباطلة يحثون على ذلك بنفس الحماقة
التي يفشلون بها في فهم اإلله الحقيقي ؛ وهذه العرافة اإلريثريه تسميها "أصم وبال معنى" ،ألنهم ال
يسمعون وال يدركون األشياء اإللهية ،بل يخشون ويعبدون صورة ترابية مقولبة بأصابعهم .ومع
ذلك ،فإن نفس األشخاص يعتبرون من يحتقر الموت مجنونًا ،وهذا من الواضح أنه عالمة على
أعظم انحراف .لكن أتباع الديانات الباطلة يحثون على ذلك بنفس الحماقة التي يفشلون بها في فهم
اإلله الحقيقي ؛ وهذه العرافة اإلريثريه تسميها "أصم وبال معنى" ،ألنهم ال يسمعون وال يدركون
األشياء اإللهية ،بل يخشون ويعبدون صورة ترابية مقولبة بأصابعهم .ومع ذلك ،فإن نفس
األشخاص يعتبرون من يحتقر الموت مجنونًا ،وهذا من الواضح أنه عالمة على أعظم
انحراف .لكن أتباع الديانات الباطلة يحثون على ذلك بنفس الحماقة التي يفشلون بها في فهم اإلله
الحقيقي ؛ وهذه العرافة اإلريثريه تسميها "أصم وبال معنى" ،ألنهم ال يسمعون وال يدركون األشياء
.اإللهية ،بل يخشون ويعبدون صورة ترابية مقولبة بأصابعهم
لكن السبب الذي يجعلهم يتصورون من أجله أولئك الحكماء الحمقى له أسباب قوية للدعم (ألنهم ال
ينخدعون بدون سبب) .وهذا يجب أن نوضحه بجدية حتى يتمكنوا من التعرف مطوالً (إذا كان ذلك
ممكناً) على أخطائهم .العدالة بطبيعتها لها مظهر معين من الحماقة ،وأنا قادر على تأكيد ذلك من
خالل الشهادات اإللهية والبشرية .لكن ربما ال ينبغي لنا أن ننجح معهم ،إال إذا علمناهم من سلطاتهم
أنه ال يمكن ألحد أن يكون عادالً ،وهي مسألة متحدة مع الحكمة الحقيقية ،ما لم يظهر أي ً
ضا أنه
أحمق .كان كارنيديس فيلسوفًا من الطائفة األكاديمية .والشخص الذي ال يعرف ما هي القوة التي كان
يمتلكها في المناقشة ،وأي بالغة ،وأي حصافة ،سوف يفهم مع ذلك شخصية الرجل نفسه من مدح
شيشرون أو لوسيليوس ،يُظهر نبتون في كتاباته ،وهو يتحدث عن موضوع[ شديد الصعوبة ،أنه ال
إلى الحياة .هذا كارناديس Carneades ،أن يعيد Orcusيمكن تفسير ذلك ،حتى لو كان على
عندما أرسله األثينيون كسفير إلى روما ،تنازع كثيرًا حول موضوع[ العدالة ،في جلسة االستماع
لغالبا وكاتو ،اللذين كانا رقيبًا ،وكانا في ذلك الوقت أعظم الخطباء .لكن في اليوم التالي ،أطاح
نفس الرجل بحجته من خالل نزاع على العكس من ذلك ،وأزال العدالة التي أشاد بها في اليوم
السابق ،وليس في الواقع بجاذبية فيلسوف ،يجب أن تكون حذره حازمة و استقر رأيه ،ولكن كما
كان من خالل نوع من ممارسة الجدل الخطابي من كال الجانبين .وقد اعتاد أن يفعل هذا ،حتى
في شيشرون ،يذكر تلك المناقشة . L. Furius ، يتمكن من دحض اآلخرين الذين يؤكدون أي شيء
التي تم فيها اإلطاحة بالعدالة .أعتقد أنه بقدر ما كان يناقش موضوع[ الدولة ،فقد فعل ذلك ليقدم
الدفاع والثناء على ذلك الذي كان يعتقد أنه بدونه ال يمكن أن تُحكم الدولة .لكن كارنيديس ،أنه قد
يدحض أرسطو وأفالطون ،دعاة العدالة ،في ذلك الخالف األول جمع كل الحجج التي ُزعمت باسم
العدالة ،والتي قد تكون قادرة على اإلطاحة بها ،كما فعل .ألنه كان من السهل جدًا زعزعة العدالة ،
حيث لم يكن لها جذور ،حيث لم يكن هناك في ذلك الوقت على األرض ،بحيث يمكن أن يدرك
الفالسفة طبيعتها أو صفاتها .ويمكنني أن أتمنى أن يكون لدى الرجال ،الكثيرين ومن مثل هذه
ضا ،بما يتناسب مع بالغتهم وروحهم ،الستكمال الدفاع عن هذه الفضيلة الشخصية ،معرفة أي ً
األعظم ،الذي له أصله في الدين مبدأه في اإلنصاف! لكن أولئك الذين كانوا يجهلون ذلك الجزء
األول ال يمكنهم امتالك الجزء الثاني .لكنني أود أوالً أن أوضح ما هو عليه ،بإيجاز وإيجاز ،بحيث
يمكن فهم أن الفالسفة كانوا يجهلون العدالة ،ولم يتمكنوا من الدفاع عما لم يكونوا على دراية
به .على الرغم من أن العدالة تشمل جميع الفضائل معًا ،إال أن هناك فضائلتان ،رئيس الكل ،ال
يمكن تمزيقها وفصلها عنها -التقوى واإلنصاف .ألن اإلخالص ،واالعتدال ،واالستقامة ،والبراءة
،والنزاهة ،وأشياء أخرى من هذا النوع ،سواء بشكل طبيعي أو من خالل تدريب الوالدين ،قد
توجد في هؤالء الرجال الذين يجهلون العدالة ،كما كانوا موجودين دائ ًما ؛ للرومان القدماء ،الذين
اعتادوا أن يفتخروا بالعدل ،تستخدم بشكل واضح للتمجيد في تلك الفضائل التي (كما قلت) قد تنبثق
من العدل ،وتنفصل عن الينبوع نفسه .أما التقوى واإلنصاف[ فهما عروقه :ففي هذين النافرين
يحصر العدل كله .لكن مصدره وأصله في األول ،وكل قوته وطريقته في الثاني .لكن التقوى ليست
حقًا ،كما قلنا في مكان آخر .إذا كانت معرفة هللا Trismegistusسوى مفهوم عن هللا ،كما عرفه
تقوى ،ومجمل هذه المعرفة هو أنك تعبده ،فمن الواضح أنه جاهل بالعدل وال يمتلك معرفة
هللا .فكيف يعرف العدالة نفسها ،ومن يجهل المصدر الذي تنشأ منه؟ في الواقع ،تحدث أفالطون
عن أشياء كثيرة باحترام اإلله الواحد ،الذي قال بواسطته أن العالم مؤطر ؛ ولم يتكلم في الدين النه
كان يحلم باهلل ولم يعرفه .ولكن إذا كان هو نفسه أو أي شخص آخر قد رغب في استكمال الدفاع عن
العدالة ،فعليه أوالً أن يطيح بأديان اآللهة ،ألنهم يعارضون التقوى .وألن سقراط حاول فعالً فعل
ذلك ُ ،ألقي به في السجن ؛ حتى في ذلك الوقت يمكن رؤية ما سيحدث ألولئك الرجال الذين بدأوا في
الدفاع عن العدالة الحقيقية وخدمة هللا الوحيد .وبالتالي ،فإن الجزء اآلخر من العدالة هو
اإلنصاف .ومن الواضح أنني ال أتحدث عن اإلنصاف في الحكم الجيد ،على الرغم من أن هذا أيضًا
جدير بالثناء في رجل عادل ،ولكن عن جعل نفسه مساويًا لآلخرين ،وهو ما يسميه شيشرون
باإلنصاف .ألن هللا ،الذي ينتج البشر ويعطيهم نفسًا ،أراد أن يكون الجميع متساوين ،أي
متساوون .لقد فرض على الجميع نفس الظروف المعيشية ؛ لقد صنع كل شيء للحكمة .لقد وعد
بالخلود للجميع .ال أحد ينقطع عن منافعه السماوية .ألنه كما يوزع على الجميع على حد سواء نوره
الواحد ،يرسل ينابيعه للجميع ،ويمدهم بالطعام ،ويمنح نو ًما أكثر متعة ؛ فيعطي كل العدل
والفضيلة .ليس في عينيه أحد عبد وال سيد أحد ؛ ألنه إذا كان للجميع نفس األب ،فنحن جميعًا أبناء ،
بحق متسا ٍو .ليس احد فقير امام هللا اال الذي بال عدل .ليس احد غني اال مملوء فضائل .باختصار ،ال
أحد ممتاز ،إال الذي كان صالحًا وبريًئا .ما من أحد مشهور ،إال الذي بكثرة أعمال الرحمة ؛ ما من
أحد أكمل إال الذي مأل كل درجات الفضيلة .لذلك لم يستطع الرومان وال اليونانيون أن يمتلكوا
العدل ،ألنه كان لديهم رجال يختلفون عن بعضهم البعض بدرجات عديدة ،من الفقراء إلى
األغنياء ،ومن المتواضعين إلى األقوياء .باختصار ،من األفراد إلى أعلى سلطات الملوك .ألنه في
الحاالت التي ال يتساوى فيها الجميع ،ال يوجد إنصاف ؛ وعدم المساواة في حد ذاته يستبعد العدالة ،
التي تكمن قوتها الكاملة في هذا ،وهي تجعل أولئك المتساوين الذين وصلوا بنفس القدر إلى حالة
.هذه الحياة
لذلك ،بما أن هذين النافرين للعدالة قد تغيرتا ،فإن كل الفضيلة وكل الحق يُنزعان ،ويعود العدل
نفسه إلى الجنة .وعلى هذا األساس لم يكتشف الفالسفة الخير الحقيقي ،ألنهم كانوا يجهلون أصله
وآثاره :التي لم تنكشف إال لشعبنا .فيقول قائل أليس بينكم فقير وآخر غني .بعض العبيد وآخرون
سادة؟ أال يوجد فرق بين األفراد؟ ال يوجد؛ وال يوجد أي سبب آخر يجعلنا نمنح بعضنا البعض اسم
اإلخوة ،إال أننا نعتقد أننا متساوون .ألنه بما أننا نقيس كل األشياء البشرية ليس بالجسد بل بالروح ،
وإن كانت حالة األجساد مختلفة ،إال أنه ليس لدينا خدام ،لكننا نعتبرهم أخوة في الروح ونتحدث
معهم ،في الدين كخدم رفقاء .كما أن الثروات ال تجعل الرجال مشهورين ،إال أنهم قادرون على
جعلهم أكثر برو ًزا من خالل األعمال الصالحة .ألن الناس أغنياء ،ليس ألنهم يمتلكون الثروة ،
ولكن ألنهم يستخدمونها في أعمال العدل .والذين يبدو أنهم فقراء هم أغنياء ،ألنهم ليسوا في حاجة ،
وال يرغبون في شيء .ومع ذلك ،فإننا في تواضع العقل على قدم المساواة ،األحرار مع العبيد ،
واألغنياء مع الفقراء ،ومع ذلك فإننا في نظر هللا نتميز بالفضيلة .وكل واحد أعلى بما يتناسب مع
عدالته األكبر .ألنه إذا كان من العدل أن يضع اإلنسان نفسه في نفس المستوى حتى مع من هم في
المرتبة األدنى ،على الرغم من أنه يتفوق في هذا الشيء بالذات ،فإنه جعل نفسه مساويًا لمن هم
دونه ؛ ومع ذلك ،إذا كان قد تصرف ليس فقط كمتسا ٍو ،ولكن حتى باعتباره أدنى منزلة ،من
الواضح أنه سيحصل على مرتبة أعلى من الكرامة في دينونة هللا ألنه بالتأكيد ،بما أن كل األشياء
في هذه الحياة الزمنية هشة وقابلة لالنحالل ،فإن الرجال يفضلون أنفسهم على اآلخرين ويتنافسون
على الكرامة ؛ مما ال يوجد شيء أكثر قذ ًرا ،وال شيء مجرد متعجرف ،وال شيء أبعد من سلوك
رجل حكيم :ألن هذه األشياء األرضية تتعارض تما ًما مع األشياء السماوية .ألن حكمة الناس هي
أعظم جهالة عند هللا ،والغباء هو أعظم حكمة كما بينت .لذلك فهو متواضع ومذل في نظر هللا الذي
كان يجب أن يكون ظاهرًا ومرتفعًا على األرض .ناهيك عن أن هذه الخيرات الدنيوية الحالية التي
يُمنح لها شرف عظيم تتعارض مع الفضيلة ،وتضعف من قوة العقل ،ما من نبل ،كما أصلي ،
يمكن أن يكون راس ًخا ،وما هي الموارد ،وما هي القوة ،بما أن هللا قادر أن يجعل الملوك أنفسهم
أدنى من األدنى؟ ولذلك فقد استشار هللا مصلحتنا في وضع هذا على وجه الخصوص بين الوصايا
اإللهية" :من يرفع نفسه يذل ،ومن يذل نفسه يعظم" .وتعلم كمال هذه الوصية أن من سيضع نفسه
ببساطة في مستوى مع الرجال اآلخرين ،ويحمل نفسه بتواضع ،هو محترم ممتاز والمع في نظر
لهذا الغرض" - :األشياء التي تعتبر Euripidesهللا .ألن المشاعر ليست خاطئة والتي تم تقديمها في
".هنا ش ًرا هي خير محترم في الجنة
لقد شرحت سبب عدم قدرة الفالسفة على إيجاد العدالة أو الدفاع عنها .اآلن أعود إلى ما كنت
أقصده .لذلك ،بما أن حجج الفالسفة كانت ضعيفة ،فقد تولى كارناديس المهمة الجريئة المتمثلة في
دحضها ،ألنه أدرك أنها قادرة على تفنيدها .كان جوهر خالفه كما يلي" :أن الرجال سنوا قوانين
ألنفسهم ،من أجل مصلحتهم الخاصة ،تختلف في الواقع وفقًا لشخصياتهم ،وفي حالة نفس
األشخاص غالبًا ما يتغيرون وفقًا للعصر :ولكن كان هناك ال يوجد قانون طبيعي :أن كل البشر
والحيوانات األخرى قد تحملهم إرشاد الطبيعة لمصلحتهم الخاصة ؛ لذلك لم تكن هناك عدالة ،أو إن
وجدت ،كانت أعظم حماقة ،ألنها أضرت بنفسها بالترويج لها .مصالح اآلخرين " .وقدم هذه
الحجج" :يجب على جميع األمم التي ازدهرت مع السيادة ،حتى الرومان أنفسهم ،الذين كانوا سادة
العالم كله ،إذا أرادوا أن يكونوا عادلين ،أي الستعادة ممتلكات اآلخرين ،يجب أن يعودوا إلى
األكواخ ،واالستلقاء في العوز والبؤس " .ثم ترك موضوعات عامة ،وتناول التفاصيل .يقول" :إذا
كان الرجل الصالح له عبد هارب ،أو منزل غير صحي ومصاب ،وهو وحده يعلم هذه العيوب ،
وعلى هذا الحساب يعرضها للبيع ،فهل يصرح بأن العبد هارب ،والبيت الذي يعرضه للبيع مصاب
بالعدوى أم يخفيه عن المشتري ،وإن أخرجه فهو حسن حقًا ،ألنه ال يخدع ،ومع ذلك يُحكم عليه
بالغباء ،ألنه إما سيفعل .البيع بسعر منخفض أو ال تبيع على اإلطالق .إذا أخفى ذلك ،فهو حكيم حقًا
،ألنه سيتشاور مع مصلحته ؛ بل هو ايضا يكون شريرا النه يخدع .ومرة أخرى ،إذا وجد من
يفترض أنه يبيع خام النحاس وهو ذهب ،أو الرصاص وهو من الفضة ،فهل يصمت حتى يشتريه
بسعر زهيد؟ أم يعطي معلومات عنها فيشتريها بثمن باهظ؟ من الواضح أنه يبدو من الحماقة تفضيل
شرائها بثمن باهظ " .ومنه أراد أن يفهم ،أن كل من العدل والصالح أحمق ،وأن الحكيم شرير ؛
ومع ذلك فقد يكون ذلك ممكنًا .يحدث بال خراب ،أن يرضي الناس بالفقر ،لذلك انتقل إلى أشياء
أعظم ،ال يمكن أن يكون فيها أحد عاداًل دون أن يكون هناك خطر على حياته .ال تأخذ ممتلكات
شخص آخر .ما الذي سيفعله الرجل الصالح إذا كان قد تعرض لحادث غرق ،وكان شخص أضعف
منه قد استولى على لوح خشبي؟ أفال يطرده عن الخشبة حتى يصطدم بها ويسندها ،خاصة وأنه ال
يوجد شاهد في وسط البحر؟ إذا كان حكيما سيفعل ذلك .ألنه يجب أن يهلك هو نفسه ما لم يعمل على
هذا النحو .ولكن إذا اختار أن يموت بدالً من أن ينزل باآلخر عنفًا ،فهو في هذه الحالة عادل ،لكنه
ضا ،إذا تم هزيمة جيش شعبه ، أحمق ،ألنه ال يدخر حياته بينما يحافظ على حياة اآلخر .وهكذا أي ً
وبدأ العدو في الضغط عليهم ،وكان ذلك الرجل العادل قد التقى برجل جريح على ظهر حصان ،
فهل سيتجنب ذلك حتى يقتل هو نفسه ،أو سيطرحه عن حصانه ،حتى يهرب هو نفسه من
العدو؟ ان فعل هذا يكون حكيما ولكنه شرير ايضا .إذا لم يفعل ذلك ،فسيكون عادالً ،ولكنه أيضًا
أحمق بالضرورة" .لذلك ،عندما قسّم العدالة إلى قسمين ،قائالً إن أحدهما كان مدنيًا ،واآلخر
طبيعيًا ،فقد خرب كليهما :ألن الجزء هو الحكمة ،ولكن ليس العدالة ؛ لكن الجزء الطبيعي هو
العدل ،ولكن ليس الحكمة .هذه الحجج دقيقة وحادة تما ًما ،مثل ماركوس توليوس لم يكن قادرًا على
دحضها .ألنه عندما يمثل ليليوس على أنه رد على فوريوس ،وتحدث في نيابة عن العدالة ،مر بهم
كمنزل دون دحضهم ؛ بحيث يبدو أن اليليوس نفسه لم يدافع عن العدالة الطبيعية ،التي سقطت تحت
.تهمة الحماقة ،ولكن تلك العدالة المدنية التي اعترف فوريوس بأنها حكمة ،ولكن غير عادل
باإلشارة إلى مناقشتنا الحالية ،فقد أوضحت كيف تحمل العدالة شبه الحماقة ،بحيث يبدو أن هؤالء
ال ينخدعون بدون سبب ممن يعتقدون أن رجال ديننا حمقى في الظهور وكأنهم يفعلون مثل هذه
األشياء كما اقترح .أدرك اآلن أن هناك حاجة إلى تعهد أكبر مني ،إلظهار سبب رغبة هللا في إحاطة
نظرًا ألن Furius ،العدالة بمظهر الحماقة ،وإزالتها من أعين الناس ،عندما أجبت أوالً على
كاف .رد عليه .الذي ،على الرغم من أنه كان رجالً حكي ًما ،كما دُعي ،لمٍ ليليوس لم يقم بذلك بشكل
يكن قاد ًرا على أن يكون مدافعًا عن العدالة الحقيقية ،ألنه لم يكن لديه مصدر العدل وينبوعه .لكن
هذا الدفاع أسهل بالنسبة لنا ،الذين بفضل[ فضل السماء ،هذه العدالة مألوفة ومعروفة جيدًا ،والذين
يعرفون ذلك ليس باالسم ،ولكن في الواقع .بالنسبة ألفالطون وأرسطو ،كانا يرغبان بإرادة صادقة
في الدفاع عن العدالة ،وكانا سيحدثان شيًئا ،إذا كانت مساعيهما الحميدة ،وبالغتهما ،وحيويتهما
ضا بمعرفة األشياء اإللهية .وهكذا تم إهمال عملهم ،كونه باطاًل وعديم الفائدة :ولم الذهنية مدعومة أي ً
ً
يتمكنوا من إقناع أي شخص بالعيش وفقا لمبادئهم ،ألن هذا النظام ليس له أساس من السماء .لكن
يجب أن يكون عملنا أكثر يقينًا ،ألننا نتعلم من هللا .ألنهم كانوا يمثلون العدل بالكلمات ،ويصورونه
عندما ال يكون في األفق .ولم يكونوا قادرين على تأكيد تأكيداتهم من خالل األمثلة الحالية .ألن
المستمعين ربما أجابوا بأنه من المستحيل العيش كما وصفوا في نزاعهم ؛ بحيث ال يوجد حتى اآلن
ضا باألمثلة المستمدةمن اتبع مسار الحياة هذا .لكننا نظهر حقيقة أقوالنا ليس فقط بالكلمات ،ولكن أي ً
من الحقيقة .لذلك فهم كارنيديس ما هي طبيعة العدالة ،إال أنه لم يدرك بما فيه الكفاية أنها ليست
حماقة .على الرغم من أنني أبدو لنفسي أفهم ما هي النية التي فعلها .ألنه لم يكن يعتقد حقًا أن العدل
هو أحمق .ولكن عندما علم أنه لم يكن كذلك ،لكنه لم يفهم سبب ظهوره على هذا النحو ،فقد أراد أن
يظهر أن الحقيقة مخفية ،وأنه قد يحافظ على عقيدة طائفته ،التي يتمثل رأيها الرئيسي " ،ال يمكن
فهم أي شيء بشكل كامل " .ألنه لم يكن يعتقد حقًا أن العدل هو أحمق .ولكن عندما علم أنه لم يكن
كذلك ،لكنه لم يفهم سبب ظهوره على هذا النحو ،فقد أراد أن يظهر أن الحقيقة مخفية ،وأنه قد
يحافظ على عقيدة طائفته ،التي يتمثل رأيها الرئيسي " ،ال يمكن فهم أي شيء بشكل كامل " .ألنه
لم يكن يعتقد حقًا أن العدل هو أحمق .ولكن عندما علم أنه لم يكن كذلك ،لكنه لم يفهم سبب ظهوره
على هذا النحو ،فقد أراد أن يظهر أن الحقيقة مخفية ،وأنه قد يحافظ على عقيدة طائفته ،التي يتمثل
".رأيها الرئيسي " ،ال يمكن فهم أي شيء بشكل كامل
دعونا نرى ،إذن ،ما إذا كان للعدالة أي اتفاق مع الحماقة .فالرجل الصالح ،كما يقول ،إذا لم يأخذ
من الجريح حصانه ،ومن غرق السفينة لوح خشبه ،حتى يحافظ على حياته ،فهو أحمق .بادئ ذي
بدء ،أنكر أنه يمكن بأي حال من األحوال أن يتواجد رجل عادل حقًا في ظروف من هذا
النوع ؛ فاإلنسان العادل ليس في عداوة ألي إنسان ،وال يرغب في أي شيء على اإلطالق يكون
مل ًكا لآلخر .فلماذا يسافر أو ماذا يطلب من أرض أخرى وهي تكفيه؟ أو لماذا يخوض الحرب ،
ويختلط بأهواء اآلخرين ،وعقله منشغل بسالم دائم مع الناس؟ ال شك أنه سوف يسعد بالبضائع
األجنبية أو بدم اإلنسان ،الذي ال يعرف كيف يسعى للربح ،من يكتفي بأسلوب معيشته ،ويرى أنه
ليس فقط نفسه يذبح ،بل أن يكون حاض ًرا مع من يفعلها ،ويراقبها! لكني أغفلت هذه األشياء ،ألنه
من الممكن أن يُجبر الرجل حتى ضد إرادته على الخضوع لهذه األشياء .هل تعتقد إذن يا فوريوس -
أو باألحرى يا كارناديس ،ألن كل هذا الكالم هو له -تعتقد أن العدالة غير مجدية ،وغير ضرورية
للغاية ،ومحتقرة من هللا ،بحيث ال تملك قوة وال تأثير في حد ذاته يمكن أن يفيد للحفاظ عليها؟ لكن
من الواضح أن أولئك الذين يجهلون سر اإلنسان ،والذين يشيرون بالتالي إلى كل األشياء إلى هذه
الحياة الحاضرة ،ال يمكنهم أن يعرفوا مدى قوة العدالة .فعندما يناقشون موضوع[ الفضيلة ،مع أنهم
يدركون أنها مليئة باألعمال والبؤس ،ومع ذلك يقولون أنه يجب البحث عنه من أجله ؛ ألنهم ال
يرون بأي حال مكافآتها األبدية الخالدة .وهكذا ،بإحالتهم كل األشياء إلى الحياة الحاضرة ،فإنهم
إجماالً يختزلون الفضيلة إلى حماقة ،ألنها تخضع لمثل هذه األعمال العظيمة في هذه الحياة عبثا ً
وبدون غرض .لكن المزيد حول هذا الموضوع[ في فرصة أخرى .في غضون ذلك ،دعونا نتحدث
عن العدالة ،كما بدأنا ،والتي تكون قوتها عظيمة جدًا ،حتى أنها عندما ترفع عينها إلى السماء ،
بحق ،إن قوة البراءة عظيمة جدًا ،بحيث أينما Flaccusفإنها تستحق كل شيء من هللا .لذلك قال
كانت ،فإنها ال تحتاج إلى سالح وال قوة لحمايتها - :ألنه يخضع لمثل هذه األعمال العظيمة في هذه
الحياة عبثًا وبدون غرض .لكن المزيد حول هذا الموضوع في فرصة أخرى .في غضون ذلك ،
دعونا نتحدث عن العدالة ،كما بدأنا ،والتي تكون قوتها عظيمة جدًا ،حتى أنها عندما ترفع عينها
بحق ،إن قوة البراءة عظيمة جدًا Flaccus ،إلى السماء ،فإنها تستحق كل شيء من هللا .لذلك قال
بحيث أينما كانت ،فإنها ال تحتاج إلى سالح وال قوة لحمايتها - :ألنه يخضع لمثل هذه األعمال
العظيمة في هذه الحياة عبثًا وبدون غرض .لكن المزيد حول هذا الموضوع[ في فرصة أخرى .في
غضون ذلك ،دعونا نتحدث عن العدالة ،كما بدأنا ،والتي تكون قوتها عظيمة جدًا ،حتى أنها
بحق ،إن قوة Flaccusعندما ترفع عينها إلى السماء ،فإنها تستحق كل شيء من هللا .لذلك قال
: -البراءة عظيمة جدًا ،بحيث أينما كانت ،فإنها ال تحتاج إلى سالح وال قوة لحمايتها
اقتراض
.األسهم السامة
حكاية
لذلك من المستحيل أن يكون الرجل الصديق غير محمي من وصاية السماء وسط أخطار العواصف
ضا إعفاء األشراروالحروب .وأنه حتى لو كان في البحر بصحبة أبنائه ورجال مذنبين ،فال ينبغي أي ً
،حتى تتحرر هذه الروح العادلة والبريئة من الخطر ،أو على أي حال يمكن الحفاظ عليها بمفردها
بينما يموت الباقون . .لكن لنفترض أن الحالة التي يقترحها الفيلسوف ممكنة :فماذا سيفعل الرجل
الصالح إذا التقى برجل جريح على حصان ،أو رجل غرقى على لوح خشبي؟ أنا لست راغبًا في
االعتراف بأنه سيموت بدالً من قتل شخص آخر .ولن يأخذ العدل ،الذي هو خير اإلنسان الرئيسي ،
بهذا الحساب اسم الحماقة .فماذا يكون أفضل وأعز لإلنسان من البراءة؟ ويجب أن يكون هذا هو
األكثر كمااًل ،كلما وصلت به إلى أقصى الحدود ،واخترت أن تموت بدالً من أن تنتقص من طابع
البراءة .وهو يقول[ إنه من الحماقة الحفاظ على حياة شخص آخر في حالة تنطوي على تدمير حياة
المرء .إذن هل تعتقد أنه من الحماقة أن تموت حتى من أجل الصداقة؟ لماذا ،إذن ،هؤالء األصدقاء
الفيثاغوريون الذين امتدحتهم أنت ،الذين قدم أحدهم نفسه للطاغية كضمان لحياة اآلخر ،واآلخر في
الوقت المحدد ،عندما كان ضمانه اآلن قيد التنفيذ ،بنفسه ،وأنقذه بمداخلة؟ الذين لم تكن فضيلتهم
في مثل هذا المجد ،عندما كان أحدهم على استعداد للموت من أجل صديقه ،واآلخر حتى من أجل
كلمته التي تم التعهد بها ،إذا اعتبروا حمقى .حسنًا ،بسبب هذه الفضيلة ذاتها ،كافأهم الطاغية
بالحفاظ على كليهما ،وهكذا تغيرت شخصية الرجل األكثر قسوة .عالوة على ذلك ،قيل إنه ناشدهم
أن يعترفوا به كطرف ثالث في صداقتهم ،ومن الواضح أنه لم يعتبرهم حمقى ،بل كرجال صالحين
وحكماء .لذلك ال أفهم لماذا ،بما أن الموت من أجل الصداقة والكالم هو أعظم مجد ،فليس مجيدًا
للرجل أن يموت حتى من أجل براءته .لذلك هم أكثر من حمقى الذين ينسبون إلينا أننا على استعداد
للموت من أجل هللا ،عندما يمجدون أنفسهم إلى السماء بأعلى درجات الثناء على من كان على
استعداد للموت من أجل رجل .باختصار ،الختتام هذا الجدل ،يعلم العقل نفسه أنه من المستحيل أن
يكون اإلنسان في الحال عادالً وغبيًا وحكي ًما وظال ًما .ألن الجاهل ال يعرف ما هو عادل
وصالح .وبالتالي يخطئ دائ ًما .النه كما هو قد سبى رذائل .وال يمكنه أن يقاومهم بأي شكل من
األشكال ،ألنه يفتقر إلى الفضيلة التي يجهلها .ولكن الرجل الصالح يمتنع عن كل ذنب ،ألنه ال
يستطيع أن يفعل غير ذلك ،رغم أنه يعرف الصواب والخطأ .ولكن من يقدر أن يميز بين الصواب
والخطأ إال الحكيم؟ وهكذا يحدث ،أنه ال يمكن أن يكون عادالً من هو الجاهل ،وال حكي ًما غير
عادل .وإن كان هذا صحي ًحا ،فمن الواضح أن من لم يأخذ لو ًحا من رجل غارق في السفينة ،أو
حصان من جريح ،ليس أحمقًا ؛ ألن هذه خطيئة ،والحكيم يمتنع عن الخطيئة .ومع ذلك ،أنا نفسي
ض ا أعترف أن لها هذا المظهر ،من خالل خطأ الرجال ،الذين يجهلون الطابع الخاص لكل أي ً
شيء .وبالتالي فإن مجمل هذا التساؤل ال يتم دحضه بالحجج بقدر ما يتم دحضه بالتعريف .لذلك فإن
الحماقة هي الضالل في األفعال واألقوال ،من خالل الجهل بما هو حق وخير .لذلك فهو ليس أحمق
ال يشفق حتى على منع األذى لآلخر ،وهذا شر .وهذا ،في الواقع ،يملي العقل والحقيقة نفسها .ألننا
نرى أنه في جميع الحيوانات ،ألنها تفتقر إلى الحكمة ،فإن الطبيعة هي التي توفر اإلمدادات
لنفسها .لذلك يجرحون اآلخرين حتى يستفيدوا من أنفسهم ،ألنهم ال يفهمون أن اإليذاء أمر
شرير .لكن اإلنسان الذي يعرف الخير والشر يمتنع عن إضراره حتى بأضراره التي ال يستطيع
حيوان بال سبب أن يفعلها ؛ وعلى هذا األساس تُحسب البراءة من بين فضائل اإلنسان
الرئيسية .واآلن يبدو من خالل هذه األشياء أنه أحكم اإلنسان الذي يفضل الهالك على أن يرتكب
ضر ًر ا ،حتى يحافظ على هذا اإلحساس بالواجب الذي يميز به عن الخليقة األغبياء .لمن لم يبيّن
خطأ من يعرض الذهب للبيع ليشتريه بمبلغ زهيد ،أو من ال يعترف أنه يعرض للبيع عبداً هاربًا أو
بيتًا مصابًا ، .مع التركيز على مكاسبه أو منفعته ،ليس رجالً حكي ًما ،كما تمنى كارناديس أن
ضا في الحيوانات األغبياء :إما عندما يظهر ،ولكنه ماكر ومكر .والمكر والمكر موجودان أي ً
يتربصون اآلخرين ،ويأخذونهم بالخداع فيلتهمهم ؛ أو عندما يتجنبون أفخاخ اآلخرين بشتى
الطرق .لكن الحكمة تقع على عاتق اإلنسان وحده .ألن الحكمة هي الفهم إما بقصد فعل الخير
والحق ،أو االمتناع عن األقوال واألفعال غير الالئقة .اآلن الرجل الحكيم ال يكرس نفسه أبدًا للسعي
وراء الكسب ،ألنه يحتقر هذه المزايا األرضية :وال يسمح ألي شخص أن يخدع ،ألنه من واجب
الرجل الصالح تصحيح أخطاء الناس وإحضارها .العودة إلى الطريق الصحيح .ألن طبيعة اإلنسان
.اجتماعية وصالحة ،وفيها االحترام وحده يرتبط باهلل
ولكن مما ال شك فيه أن هذا هو السبب الذي يجعله يبدو أحمق من يفضل أن يكون في حاجة .أو
الموت بدالً من إلحاق األذى أو أخذ ممتلكات شخص آخر ،أي ألنهم يعتقدون أن اإلنسان قد دمره
الموت .ومن هذا اإلقناع ،تنشأ جميع أخطاء عامة الناس وكذلك الفالسفة .ألنه إذا لم يكن لدينا وجود
بعد الموت ،فمن المؤكد أنه جزء من أكثر الناس غبا ًء أال يروج لمصالح الحياة الحاضرة ،وقد
تستمر طويالً ،وقد تزخر بكل المزايا .ولكن من يتصرف على هذا النحو يجب بالضرورة أن يبتعد
عن سيادة العدل .ولكن إذا بقي لإلنسان حياة أطول وأفضل -وهذا ما نتعلمه من حجج الفالسفة
العظماء ومن إجابات العرافين ،وكلمات األنبياء اإللهية -إنه جزء من اإلنسان الحكيم أن يحتقر هذه
الحياة الحاضرة بمزاياها ،حيث يتم تعويض خسارتها بالكامل بالخلود .يقول نفس المدافع عن العدالة
،ليليوس ،في شيشرون" :الفضيلة كلها تتمنى الشرف ؛ وال يوجد أي مكافأة أخرى للفضيلة" .هناك
بالفعل فضيلة أخرى ،وهي الفضيلة التي ال يمكنك أن تفترضها يا ليليوس ؛ النك لم تكن تعرف
الكتابات المقدسة .وهذه المكافأة تحصل عليها بسهولة وال تتطلبها بقسوة .أنت مخطئ جدًا ،إذا كنت
تعتقد أن اإلنسان يمكن أن يدفع أج ًرا للفضيلة ،ألنك أنت بصدق قلت في مكان آخر" :ما الثروات
التي ستقدمها لهذا الرجل؟ ما هي األوامر؟ أي ممالك؟ من يأمر بهذه األشياء؟ كإنسان ،يحكم على
مزاياه بأن تكون إلهية " .من ،لذلك ،هل تظن أنك رجل حكيم ،يا ليليوس ،عندما تناقض نفسك ،
وبعد فترة وجيزة تبتعد عن الفضيلة التي أعطيتها لها؟ لكن من الواضح أن الجهل بالحقيقة يجعل
رأيك غير مؤكد ومتردد .في المكان التالي ،ماذا تضيف؟" ولكن إذا كان كل جاحد الجميل ،أو
العديد من الحسودين ،أو األعداء األقوياء ،يحرمون الفضيلة من مكافآتها" .أوه ،ما أضعفك ،يا له
من عديم القيمة ،هل مثلت الفضيلة ،إذا أمكن حرمانها من أجرها! ألنه إذا حكمت على أن خيراتها
إلهية ،كما قلت ،فكيف يمكن أن يكون هناك أي جاحد ،وحسد ،وقوي للغاية ،بحيث يمكنه أن
يحرم الفضيلة من تلك الخيرات التي منحتها له اآللهة؟ يقول" :من المؤكد أنها تسعد نفسها بالعديد من
وسائل الراحة ،وال سيما تدعم نفسها بجمالها الخاص" .بما يريحك؟ بأي جمال؟ ألن هذا الجمال
غالبًا ما يُتهم به كخطأ ،ويتحول إلى عقاب .ماذا لو ،كما قال فوريوس ،يجب جر الرجل بعيدًا ،
والمضايقة ،والنفي ،والحاجة ،والحرمان من يديه ،وإخماد عينيه ،وإدانته ،وتقييده بالسالسل ،
وحرقه ،وتعذيبه تعذيبًا بائسًا أيضًا ؟ هل ستفقد الفضيلة أجرها أم تهلك نفسها؟ بدون معني .لكنها
ستنال أجرها من هللا القاضي ،وستعيش وتزدهر دائ ًما .وإذا أزلت هذه األشياء ،فال شيء في حياة
اإلنسان يمكن أن يظهر على أنه عديم الجدوى ،ومن األحمق ،مثل الفضيلة ،التي قد يعلمنا الخير
الطبيعي والشرف فيها أن الروح ليست مميتة ،وأن المكافأة اإللهية هي .عين لها هللا .ولكن على هذا
األساس أراد هللا إخفاء الفضيلة نفسها تحت صفة الحماقة ،أن يكون سر الحقيقة ودينه س ّراً .أنه قد
يُظهر غرور وخطأ هذه الخرافات ،وتلك الحكمة األرضية التي ترفع نفسها بشكل كبير ،وتُظهر
قدرًا كبي ًرا من الرضا عن الذات ،وأن الصعوبة التي يتم طرحها مطواًل ،وأن المسار األكثر ضيقًا
قد يؤدي إلى المكافأة السامية خلود .لقد أوضحت ،كما أعتقد ،لماذا يحظى شعبنا بالتقدير من
الحمقى .إن اختيار التعرض للتعذيب والقتل ،بدالً من أخذ البخور في ثالثة أصابع ،وإلقائه على
صا على حياة اآلخرين الموقد ،يبدو من الحماقة ،في حالة تعرض الحياة للخطر ،أن نكون أكثر حر ً
من حياة المرء .ملك .ألنهم ال يعرفون كم هو عظيم من عمل المعصية أن يعبدوا أي شيء آخر غير
هللا ،الذي صنع السماء واألرض ،الذي خلق الجنس البشري ،ونفخ فيهم روح الحياة ،وأعطاهم
الضوء .ولكن إذا كان هو أضعف العبيد الذين هربوا وهجروا سيده ،وإذا حُكم عليه أكثر من غيره
بالجلد والسالسل ،والسجن ،والصليب ،وكل شر ؛ وإذا كان االبن ،على نفس المنوال ،يُعتقد أنه
مهجور وعديم التقوى الذي هجر والده ،فال يجوز له أن يطيعه ،وعلى هذا الحساب يعتبر مستحقًا
للحرمان من الميراث ،وإزالة اسمه إلى األبد من عائلته - ، .فكم بالحري من ترك هللا ،الذي فيه
يلتقي االسمان اللذان لهما نفس الخشوع ،الرب واألب على حد سواء؟ فما فائدة من يشتري عبدًا
غير الغذاء الذي يمده به لمصلحته؟ ومن يلد ابنا ً ليس في وسعه أن يحبل أو يولد أو يعيش ؛ الذي
يتضح منه أنه ليس األب ،بل هو أداة التوليد فقط .إذن ،ما هي العقوبات التي يستحقها ،من هجره
الذي هو السيد واآلب الحقيقيان ،ولكن تلك التي عينها هللا بنفسه؟ الذي اعد نار ابدية لالرواح
.الشريرة .وهذا هو نفسه يهدد من قبل أنبيائه للكفار والمتمردين
لذلك ،فليعلم أولئك الذين يدمرون أرواحهم وأرواح اآلخرين كم يرتكبون جريمة ال يمكن
تبريرها ؛ في المقام األول ،ألنهم يتسببون في موتهم من خالل خدمة معظم الشياطين المهجورة ،
الذين حكم عليهم هللا بعقوبات[ أبدية ؛ في الموضع التالي ،ألنهم ال يسمحون لآلخرين بأن يعبد هللا ،
لكنهم يسعون إلى تحويل الناس جانبًا إلى طقوس مميتة ،والسعي بأقصى قدر من االجتهاد حتى ال
تكون هناك حياة بدون جرح على األرض ،التي تتطلع إلى السماء بحالتها .مؤمن .ماذا سأسميهم
غير الرجال البائسين ،الذين يطيعون تحريضات ناهبيهم ،الذين يعتقدون أنهم آلهة؟ الذين ال يعرفون
شرطهم وال أصلهم وال أسماءهم وال طبيعتهم ؛ لكنهم متشبثين بإقناع الشعب يخطئون عن طيب
خاطر ويفضلون حماقاتهم .وإذا سألتهم عن أسباب إقناعهم ،فال يمكنهم التنازل عن أي منها ،لكنهم
يلجأون إلى حكم أسالفهم ،قائلين إنهم كانوا حكماء ،وأنهم وافقوا عليهم ،وأنهم يعرفون ما هو
األفضل ؛ وبالتالي فإنهم يحرمون أنفسهم من كل قوة اإلدراك :إنهم يودعون العقل ،بينما يثقون
بأخطاء اآلخرين .وهكذا ،فإنهم متورطون في جهل كل شيء ،فهم ال يعرفون أنفسهم وال
آلهتهم .وهل سيصلون إلى الجنة ألنهم كانوا على استعداد للخطأ بأنفسهم ،وأن يكونوا غير حكيمين
ضا ليكونوا رفقاء شرهم ،كما لو كانوا على وشك الحصول بأنفسهم! لكنهم يسرعون باآلخرين أي ً
على الراحة من هالك الكثيرين .لكن هذا الجهل بالذات يجعلهم يتصرفون بقسوة في اضطهاد
الحكماء .وهم يتظاهرون بأنهم يروجون لرفاهيتهم ،أنهم يرغبون في استرجاعها بعقل سليم .هل
يسعون بعد ذلك إلى التأثير في ذلك عن طريق المحادثة ،أو بإعطاء سبب ما؟ بدون معني؛ لكنهم
يسعون لتطبيقه بالقوة والتعذيب .أيها العشق الرائع واألعمى! يُعتقد أن هناك عقاًل سيًئا في من يسعى
للحفاظ على إيمانه ،لكنه عقل جيد في الجالد .هل هناك إذن عقل سيئ في أولئك الذين ،ضد كل
قانون إنساني ،ضد كل مبدأ من مبادئ العدالة ،يتعرضون للتعذيب ،أو باألحرى ،في أولئك الذين
يلحقون أجساد األبرياء بمثل هذه األشياء ،مثل اللصوص األكثر قسوة ،وال أشد األعداء غضبًا ،
وال أكثر البرابرة وحشية مارسوها على اإلطالق؟ هل يخدعون أنفسهم إلى هذا الحد بحيث ينقلون
ويغيرون أسماء الخير والشر بشكل متبادل؟ فلماذا ال يسمون نهارا ليال -شمس ظلمة؟ عالوة على
ذلك ،إنه نفس الوقاحة أن نطلق على الصالح اسم الشر ،للحكيم اسم أحمق ،على اسم غير تقي .إلى
جانب هذا ،إذا كان لديهم أي ثقة في الفلسفة أو في البالغة ،فليسلحوا أنفسهم ،ودحض حججنا هذه
إذا كانوا قادرين ؛ دعهم يقابلونا يدا بيد ويفحصوا كل نقطة .يليق بهم أن يدافعوا عن آلهتهم ،لئال
تزداد أمورنا (كما تزداد كل يوم) فتفرور مقاماتهم ومقابرهم وسخائرهم الباطلة .وألنهم ال
يستطيعون أن يؤثروا شيًئا بالعنف (ألن دين هللا يزداد كلما ظل مظلو ًما) ،فليعملوا باألحرى
باستخدام العقل والنصائح .ليخرج كهنتهم إلى الوسط ،سواء كانوا أقل شأنا أو أكبر ؛ فالمنهم ،يبشر
،وكذلك ذبيحة الملوك والكهنة وخدام خرافاتهم .دعهم يدعونا إلى اجتماع ؛ ليحثنا على عبادة
آلهتهم .دعهم يقنعوننا بأن هناك العديد من الكائنات التي تحكم إلهها وعنايتها كل األشياء ؛ دعهم
يوضحون كيف تم نقل أصول وبدايات طقوسهم المقدسة وآلهةهم إلى البشر ؛ دعهم يشرحون ما هو
مصدرهم ومبدأهم ؛ ليحددوا أج ًرا في عبادتهم ،وأي عقاب ينتظر اإلهمال .لماذا يرغبون في أن
يعبدهم الرجال؟ ما تساهم به تقوى الناس لهم ،إذا كانوا مباركين :وليؤكدوا كل هذه األمور ليس
بتأكيدهم (ألن سلطة اإلنسان الفاني ليس لها وزن) ،ولكن ببعض الشهادات اإللهية ،كما نفعل
نحن .ال يوجد سبب للعنف واإلصابة ،الن الدين ال يمكن فرضه بالقوة .يجب أن يتم األمر بالكلمات
وليس بالضربات ،حتى تتأثر اإلرادة .دعهم يخفون سالح عقولهم .إذا كان نظامهم صحي ًحا ،فليكن
تأكيده .نحن على استعداد لالستماع ،إذا كانوا يعلمون ؛ بينما هم صامتون ،نحن بالتأكيد ال نعطيهم
أي ائتمان ،ألننا ال نستسلم لهم حتى في غضبهم .فليقتدوا بنا في بيان نظام األمر كله ،ألننا ال نغري
كما يقولون ؛ لكننا نعلم ،نثبت ،نظهر .وهكذا ال نعتقل أحدًا ضد إرادته ،ألنه غير صالح لخدمة هللا
الذي يفتقر إلى اإليمان والتفاني ؛ ومع ذلك ال أحد يبتعد عنا ألن الحقيقة نفسها تقبض عليه .دعهم
يعلمون بهذه الطريقة ،إذا كان لديهم أي ثقة في الحق ؛ ليتكلموا لينطقوا .دعهم يغامرون ،أقول ،أن
تناقش معنا شيًئا من هذا القبيل ؛ ومن ثم بالتأكيد سيسخرون من خطأهم وحماقتهم من قبل النساء
المسنات ،اللواتي يحتقرنهن ،ومن قبل أوالدنا .ألنهم ،بما أنهم أذكياء بشكل خاص ،يعرفون من
ضا أن الطقوس نفسها ،التي الكتب جنس اآللهة ومآثرهم وأوامرهم وموتهم ومقابرهم ؛ قد يعلمون أي ً
بدأوا فيها ،كان مصدرها إما أفعال بشرية ،أو إصابات ،أو وفيات .إنه جزء من الجنون المذهل أن
يتخيلوا أنهم آلهة ال يمكنهم إنكار أنهم بشر ؛ أو إذا كان يجب أن يكونوا وقحين لدرجة إنكار ذلك ،
فإن كتاباتهم وكتابات شعوبهم ستدحضهم ؛ باختصار ،بدايات الطقوس المقدسة ستدينهم .قد
يعرفون ،لذلك ،حتى من هذا الشيء بالذات ،ما أعظم االختالف بين الحق والباطل .ألنهم هم
أنفسهم بكل بالغتهم عاجزون عن اإلقناع ،بينما غير المهرة وغير المتعلمين قادرون ،ألن األمر
نفسه والحقيقة تتحدث .فلماذا يغضبون ،في حين أنهم يرغبون في تخفيف حماقتهم ،فإنهم
يزيدونها؟ التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير .وال يمكن أن تتحد الحقيقة بالعنف أو العدل
بالقسوة .لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ،لئال يسخر منهم
شعبنا ويهجرهم شعبهم .بالنسبة لعامة الناس ،في الغالب ،إذا تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت
في ذكرى الموتى ،فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة" .ومن ثم طقوس الرهبة
الصوفية" ألنهم هم أنفسهم بكل بالغتهم عاجزون عن اإلقناع ،بينما غير المهرة وغير المتعلمين
قادرون ،ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث .فلماذا يغضبون ،في حين أنهم يرغبون في تخفيف
حماقتهم ،فإنهم يزيدونها؟ التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير .وال يمكن أن تتحد الحقيقة بالعنف
أو العدل بالقسوة .لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ،لئال
يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم .بالنسبة لعامة الناس ،في الغالب ،إذا تأكدوا من أن هذه األسرار
قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ،فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة" .ومن ثم طقوس
الرهبة الصوفية" ألنهم هم أنفسهم بكل بالغتهم عاجزون عن اإلقناع ،بينما غير المهرة وغير
المتعلمين قادرون ،ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث .فلماذا يغضبون ،في حين أنهم يرغبون في
تخفيف حماقتهم ،فإنهم يزيدونها؟ التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير .وال يمكن أن تتحد الحقيقة
بالعنف أو العدل بالقسوة .لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ،
لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم .بالنسبة لعامة الناس ،في الغالب ،إذا تأكدوا من أن هذه
األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ،فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة" .ومن ثم
طقوس الرهبة الصوفية" ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث .فلماذا يغضبون ،في حين أنهم يرغبون
في تخفيف حماقتهم ،فإنهم يزيدونها؟ التعذيب والتقوى[ مختلفان بشكل كبير .وال يمكن أن تتحد
الحقيقة بالعنف أو العدل بالقسوة .لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء
اإللهية ،لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم .بالنسبة لعامة الناس ،في الغالب ،إذا تأكدوا من أن
هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ،فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة" .ومن
ثم طقوس الرهبة الصوفية" ألن األمر نفسه والحقيقة تتحدث .فلماذا يغضبون ،في حين أنهم
يرغبون في تخفيف حماقتهم ،فإنهم يزيدونها؟ التعذيب والتقوى مختلفان بشكل كبير .وال يمكن أن
تتحد الحقيقة بالعنف أو العدل بالقسوة .لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق
باألشياء اإللهية ،لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم .بالنسبة لعامة الناس ،في الغالب ،إذا
تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ،فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح
للعبادة" .ومن ثم طقوس الرهبة الصوفية" أو العدالة بقسوة .لكنهم لسبب وجيه ال يجرؤون على تعليم
أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ،لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم شعبهم .بالنسبة لعامة الناس ،في
الغالب ،إذا تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى ،فسوف يدينونهم ويبحثون عن
شيء أصح للعبادة" .ومن ثم طقوس الرهبة الصوفية" أو العدالة بقسوة .لكنهم لسبب وجيه ال
يجرؤون على تعليم أي شيء يتعلق باألشياء اإللهية ،لئال يسخر منهم شعبنا ويهجرهم
شعبهم .بالنسبة لعامة الناس ،في الغالب ،إذا تأكدوا من أن هذه األسرار قد ُأنشئت في ذكرى الموتى
" ،فسوف يدينونهم ويبحثون عن شيء أصح للعبادة" .ومن ثم طقوس الرهبة الصوفية
تم وضعها من قبل رجال ماكرة ،حتى ال يعرف الناس ما يعبدون .ولكن بما أننا على دراية بأنظمتهم
،فلماذا ال يصدقوننا نحن الذين يعرفون كليهما ،أو يحسدوننا ألننا فضلنا الحقيقة على الباطل؟ لكنهم
يقولون ،يجب الدفاع عن الطقوس الدينية العامة .يا لها من نزعة شريفة يضلها البؤساء! ألنهم
يدركون أنه ال يوجد بين الرجال أفضل من الدين ،وأنه يجب الدفاع عن هذا بكل قوتنا ؛ ولكن كما
هم مخدوعون في أمر الدين نفسه ،كذلك هم في طريقة الدفاع عنه .فالدين يجب الدفاع عنه ليس
بالقتل بل بالموت .ليس بالقسوة بل بالصبر .ال بالذنب بل بحسن النية .تنتمي إلى الشرور ،ولكن هذا
األخير للبضائع ؛ ويجب أن يكون للخير مكان في الدين ال الشر .ألنك إذا كنت ترغب في الدفاع عن
الدين بإراقة الدماء والتعذيب والذنب ،فلن يكون من الممكن الدفاع عنه بعد اآلن ،بل سيتم تلويثه
وتدنيسه .فليس هناك شيء يتعلق باإلرادة الحرة بقدر ما يتعلق بالدين ؛ وفيه إذا كان عقل المصلي
غير ميال إليه ينتزع الدين دفعة واحدة ويزول من الوجود .لذلك فإن الطريقة الصحيحة هي أن تدافع
عن الدين بالصبر أو بالموت .حيث يكون الحفاظ على اإليمان مرضيًا هلل نفسه ،ويضيف سلطانًا
على الدين .ألنه إذا كان من حفظ إيمانه لملكه في بعض األعمال الالمعة في هذه الحرب األرضية ،
فإنه إذا استمر في الحياة ،ألنه أكثر حبًا وقبواًل ،وإذا سقط ،ينال أعظم المجد ،ألنه مات من أجل
زعيمه .فكم بالحري اإليمان تجاه هللا ،حاكم الكل ،القادر على دفع أجر الفضيلة ،ليس لألحياء
فقط ،بل لألموات أيضًا! لذلك فإن عبادة هللا ،بما أنها تنتمي إلى الحرب السماوية ،تتطلب أكبر قدر
من اإلخالص واإلخالص .فكيف سيحب هللا المصلي ،إن لم يكن محبوبًا منه ،أو يمنح الملتمس ما
يطلبه عندما يقترب ليصلي صالته بغير صدق أو توقير؟ لكن هؤالء الرجال ،عندما يأتون لتقديم
صا بهم -ال استقامة ذهنية ،وال خشوع أو الذبائح ،ال يقدمون آللهتهم شيًئا من الداخل ،وال شيًئا خا ً
خوف .لذلك ،عندما أكملت الذبائح التي ال قيمة لها ،فإنهم يتركون دينهم تما ًما في الهيكل ،ومع
الهيكل ،كما وجدوه ؛ وال تجلب معهم شيئا وال تسترجع شيئا .ومن هنا فإن هذا النوع من الشعائر
الدينية ال يمكن أن يجعل الناس صالحين ،وال أن تكون حازمة وغير قابلة للتغيير .وهكذا يُبعد الناس
عنهم بسهولة ،ألنه لم يتم تعلم أي شيء فيهم فيما يتعلق بالحياة ،وال شيء يتعلق بالحكمة ،وال
شيء باإليمان .فما هو دين هؤالء اآللهة؟ ما هي قوتها ما تخصصه؟ ما اصله؟ ما هو مبدأها؟ ما
أساسه؟ ما هو جوهرها؟ ما هو اتجاهها؟ أو بماذا يعد ليحفظه اإلنسان بأمانة ويدافع عنه بجرأة؟ ال
أرى فيه سوى طقوس خاصة باألصابع فقط .لكن ديننا على هذا الحساب راسخ وصلب وغير قابل
للتغيير ،ألنه يعلم العدل ،ألنه دائ ًما معنا ،ألن لها وجودها بالكلية في روح العابد ،ألن لها عقل
الذبيحة .في ذلك الدين ال يشترط شيء آخر سوى دم الحيوانات ودخان البخور وسفك اإلراقة بال
معنى .ولكن في عقلنا هذا ،عقل صالح ،وصدر نقي ،وحياة بريئة :هذه الطقوس يتردد عليها
زانيات غير عفيفات دون أي تمييز ،عن طريق قواسم وقحة ،من قبل عاهرات قذرة ؛ يرتادها
المصارعون واللصوص واللصوص والسحرة الذين ال يصلون إال الرتكاب الجرائم دون
عقاب .فماذا يسأل السارق عندما يذبح أو المصارع إال أن يقتلوا؟ ما هو السام إال أن يفلت من
المالحظة؟ ما الزانية اال لكي تخطئ الى االقصى .ما الزانية ،ولكن إما موت زوجها ،أم أن عفتها
قد تستر؟ ما هي الوكيل ،لكنها قد تحرم الكثير من ممتلكاتهم؟ فماذا السارق اال فيزيد
خصومات .لكن في ديننا ليس هناك مكان حتى لإلساءة البسيطة والعادية .وإذا أتى أحد إلى ذبيحة بال
ضمير سليم ،فإنه يسمع ما يندد به هللا من تهديدات :إن هللا ،كما أقول ،من يرى مخابئ القلب ،
الذي يعادي الخطايا دائ ًما ،ويحتاج إلى العدل ،الذي يتطلب الوالء .ما هو مكان هنا للعقل الشرير أو
للصالة الشريرة؟ لكن هؤالء الرجال التعساء ال يفهمون من جرائمهم مدى شر العبادة ،ألنهم ،بعد
أن تدنستهم جميع الجرائم ،يأتون للصالة ؛ وهم يتخيلون أنهم يقدمون ذبيحة تقية إذا غسلوا
جلدهم ؛ كما لو أن أي تيارات يمكن أن تغسل أو تطهر البحار ،الشهوات المغلقة في صدورهم .فكم
باألحرى تطهير العقل الذي تدنسه الشهوات الشريرة ،وطرد كل الرذائل من طبقة واحدة من
.الفضيلة واإليمان! ألن من يفعل هذا ،مع أنه يحمل جسدا نجسا دنيسا ،فهو طاهر بما فيه الكفاية
الحادي والعشرون .من عبادة اآللهة األخرى واإلله الحقيقي والحيوانات التي استعبدها
.المصريون
لكنهم ،ألنهم ال يعرفون الغرض أو طريقة العبادة ،يقعون بشكل أعمى وال شعوري في الممارسة
المعاكسة .هكذا يعبدون أعداءهم ،يسترضون الضحايا من اللصوص والقتلة ،ويضعون أرواحهم
ضا ،ألن اآلخرين ال يهلكون بهذه لتحرق بالبخور على مذابح كريهة .الرجال البؤساء غاضبون أي ً
الطريقة ،مع عمى عقلي ال يُصدق .فماذا يرون من ال يرى الشمس؟ كما لو كانوا آلهة ،فإنهم
سيحتاجون إلى مساعدة الرجال ضد محتقريهم .فلماذا هم غاضبون منا إذا لم يكن لديهم القدرة على
التأثير في أي شيء؟ ما لم يكونوا قد دمروا آلهتهم ،الذين ال يثقون في قوتهم ،فإنهم يكونون أكثر
تدينًا من أولئك الذين ال يعبدونها على اإلطالق .يقول شيشرون ،في قوانينه ،وهو يأمر الرجال
باالقتراب بقداسة من الذبائح " ،فليلبسوا التقوى ،فليضعوا ثرواتهم جانبا ً ،فإن عمل أحد على خالف
ذلك ،فاهلل نفسه يكون المنتقم" .هذا كالم جيد .النه ليس من الصواب اليأس من هللا الذي تعبدونه على
هذا النحو النك تظن انه قوي .فكيف ينتقم من ذنوب عباده إذا كان ال يقدر على االنتقام لخطابه؟ لذلك
أود أن أسألهم لمن يظنون أنهم يؤدون خدمة في إجبارهم على التضحية ضد إرادتهم ،فهل هو لمن
يجبرونهم؟ لكن هذا ليس من اللطف الذي يصنع لمن يرفضه .لكن يجب أن نستشير مصالحهم ،حتى
رغم إرادتهم ،ألنهم ال يعرفون ما هو الخير .لماذا إذن يقومون بمضايقتهم وتعذيبهم وإضعافهم
بقسوة ،إذا كانوا يرغبون في سالمتهم؟ أو من أين يكون التقوى شري ًرا لدرجة أنهم إما يهلكون بهذه
الطريقة البائسة ،أو جعلهم عديمي الفائدة ،أولئك الذين يرغبون في تعزيز رفاهيتهم؟ أم أنهم
يخدمون اآللهة؟ لكن هذه ليست تضحية يتم ابتزازها من شخص ضد إرادته .النها ما لم تقدم بشكل
عفوي ومن النفس فهي لعنة .عندما يضحي الرجال ،مضط ًرا بالحرمان ،بالجروح ،بالسجن ،عن
طريق التعذيب .إذا كانوا آلهة يعبدون بهذه الطريقة ،إذا كان لهذا السبب فقط ،ال ينبغي أن يعبدوا ،
ألنهم يريدون أن يُعبدوا بهذه الطريقة :هم بال شك مستحقون لبغض الناس ،ألن اإلراقة تقدم لهم.
بالدموع واألنين والدم يسيل من جميع األطراف .لكننا ،على العكس من ذلك ،ال نطالب بإجبار أي
شخص ،سواء أكان راغبًا أم غير راغب ،على عبادة إلهنا ،الذي هو إله جميع الناس ؛ وال نغضب
إذا كان أحد ال يعبده .فنحن نثق في عظمة من له القدرة على االنتقام من ازدراء نفسه ،كما أن لديه
القدرة على االنتقام من البالء واألذى التي لحقت بخدمه .ولذلك ،عندما نعاني مثل هذه األمور غير
التقية ،فإننا ال نقاوم حتى في الكالم ؛ لكننا ننتقم من هللا ،ليس ألنهم يتصرفون من سيبدو أنهم
مدافعون عن آلهتهم ،ويغضبون بال قيود ضد أولئك الذين ال يعبدونها .ومنه يمكن أن نفهم كيف أنه
ليس من الجيد عبادة آلهتهم ،إذ كان يجب أن ينقاد الناس إلى الخير بالخير ال بالشر ؛ ولكن ألن هذا
شر ،حتى وظيفته تفتقر إلى الخير .لكن أولئك الذين يدمرون األنظمة الدينية يجب أن يعاقبوا .لقد
دمرناهم بطريقة أسوأ من أمة المصريين الذين يعبدون أبشع صور البهائم واألبقار ،ويعبدون
كاآللهة بعض األشياء التي من العار التحدث عنها؟ هل فعلنا ما هو أسوأ من هؤالء الذين ،عندما
يقولون إنهم يعبدون اآللهة ،ولكنهم يسخرون منها علنًا وبشكل مخجل؟ أي دين هذا ،أو ما هو
عظمة هذه الجاللة ،التي تعبد في المعابد ويسخر منها في المسارح؟ والذين فعلوا هذه األشياء ال
يعانون من انتقام اإلله المجروح ،بل يذهبون بعيدًا مكرمين و ُمم َّدحين .هل ندمرهم بطريقة أسوأ من
بعض الفالسفة الذين يقولون أنه ال توجد آلهة على اإلطالق ،ولكن كل األشياء تنتج بشكل عفوي ،
وأن كل األشياء التي تتم بالصدفة؟ هل ندمرهم بطريقة أسوأ من األبيقوريين[ الذين يعترفون بوجود
اآللهة ،لكن ينكرون أنهم ينظرون إلى شيء ويقولون[ إنهم ليسوا غاضبين وال يتأثرون
بالرضا؟ وبهذه الكلمات ،يقنعون الرجال بوضوح بأنهم ال يجب أن يُعبدوا على اإلطالق ،ألنهم ال
يهتمون بعبادهم ،وال يغضبون من الذين ال يعبدونهم .عالوة على ذلك ،عندما يجادلون ضد
المخاوف ،فإنهم يحاولون عدم التأثير في أي شيء آخر غير أنه ال ينبغي ألحد أن يخاف اآللهة .ومع
ذلك ،فإن هذه األشياء يسمعها الرجال عن طيب خاطر ،وتناقش مع اإلفالت من العقاب .إنهم ال
يسعون إلى إحداث أي شيء آخر غير أنه ال ينبغي ألحد أن يخاف اآللهة .ومع ذلك ،فإن هذه األشياء
يسمعها الرجال عن طيب خاطر ،وتناقش مع اإلفالت من العقاب .إنهم ال يسعون إلى إحداث أي
شيء آخر غير أنه ال ينبغي ألحد أن يخاف اآللهة .ومع ذلك ،فإن هذه األشياء يسمعها الرجال عن
.طيب خاطر ،وتناقش مع اإلفالت من العقاب
لذلك فهم ال يغضبون علينا بسبب هذا ،ألن آلهتهم ال نعبدها ،ولكن ألن الحقيقة في صالحنا ،والتي
(كما قيل حقًا) تنتج الكراهية .فماذا نفكر ،لكنهم يجهلون ما يعانون منه؟ ألنهم يتصرفون بغضب
أعمى وغير معقول[ ،وهو ما نراه ،لكنهم جاهلون به .الن الرجال ليسوا هم الذين يضطهدون النهم
ليس لهم سبب غضب على االبرياء .لكن تلك األرواح الملوثة والمهجورة والتي تعرف الحقيقة
بواسطتها وتكرهها تتسلل إلى أذهانهم ،وتحثهم في جهلهم على الغضب .فهؤالء ما دام سالم في
شعب هللا فهربوا من الص ّديقين واتقوهم .وعندما يمسكون بأجساد الرجال ويضايقون[ أرواحهم ،فإنهم
يحتمون عليهم ،وباسم اإلله الحقيقي[ هربوا .ألنهم عندما يسمعون هذا االسم يرتعدون ويصرخون
صموا وضُربوا ؛ ولسؤالهم من هم ومن أين أتوا وكيف تسللوا إلى رجل ، ويؤكدون أنهم قد ُو ِ
اعترف بذلك .وهكذا ،فإنهم يتعرضون للتعذيب والعذاب بقوة االسم اإللهي ،ويخرجون من
الرجل .بسبب هذه الضربات والتهديدات ،فإنهم يكرهون دائ ًما الرجال المقدسين والعدل .وألنهم غير
قادرين بأنفسهم على إيذائهم ،فإنهم يالحقون بكراهية عامة أولئك الذين يرون أنهم يؤلمونهم ،
ويمارسون القسوة ،بكل ما يمكن أن يستخدموه من عنف ،حتى يضعفوا إيمانهم بسبب األلم ،أو ،
إذا كانوا غير قادرين على إحداث ذلك ،فقد يأخذهم كلهم من األرض ،حتى ال يكون هناك ما يكبح
شرهم .ما الرد الذي يمكن تقديمه على الجانب اآلخر ال يغفل عنه .فلماذا إذن ،هذا اإلله الفائق
القوة ،ذلك الجبار ،الذي تعترف بأنه يترأس كل شيء ،ورب الجميع ،يسمح بهذه األشياء ،وال
ينتقم وال يدافع عن عباده؟ لماذا ،باختصار ،أولئك الذين ال يعبدون له أغنياء وقويون
وسعداء؟ ولماذا يتمتعون بالشرف والدولة الملكية ،ويخضع هؤالء األشخاص لقوتهم ونفوذهم؟ يجب
ضا أن نعطي سببًا لذلك ،حتى ال يبقى خطأ .هذا هو السبب بشكل خاص وراء االعتقاد بأن علينا أي ً
الدين ليس له قوة هللا ،ألن البشر يتأثرون بظهور الخيرات األرضية والحاضرة ،والتي ال تشير بأي
حال إلى رعاية العقل ؛ وألنهم يرون أن الصالحين بال هذه الخيرات ،وأن الظالمين كثيرون
فيها ،كالهما يحكم على أن عبادة هللا ال قيمة لها ،حيث ال يرون هذه األشياء محتواة ،ويتخيلون أن
طقوس اآللهة األخرى صحيحة ،ألن عبادهم يتمتعون بالثروات والشرف والممالك .لكن أولئك الذين
يؤيدون هذا الرأي ال يفكرون باهتمام في قوة اإلنسان وطريقته ،التي تتكون كليًا في العقل وليس في
الجسد .النهم ال يرون اكثر مما يرى اي الجسد .وألن هذا يجب رؤيته والتعامل معه فهو ضعيف
وضعيف ومميت .وهي تخص كل تلك الخيرات التي هي رغبتهم وإعجابهم ،ثروتهم ،شرفهم ،
وحكوماتهم ،ألنها تجلب الملذات للجسد ،وبالتالي فهي عرضة لالنحالل مثل الجسد نفسه .وأما
،النفس التي يتكون فيها اإلنسان وحده ألنها ال تتعرض لبصر العينين ،وال يمكن رؤية خيراتها
ستكون مهمة مطولة الستنباط جميع مظاهر الفضيلة ،وإظهار االحترام لكل شخص كم هو
ضروري لإلنسان الحكيم والعادل أن يكون بعيدًا عن تلك الخيرات ،التي يؤدي التمتع بها من قبل
الظالمين إلى عبادة آلهتهم .أن يُنظر إليه على أنه حقيقي وفعال .فيما يتعلق بتحقيقنا الحالي ،سيكون
كافيا ً إلثبات وجهة نظرنا من حالة فضيلة واحدة .فالصبر ،على سبيل المثال ،فضيلة عظيمة ورائدة
تمدحها أصوات الناس والفالسفة والخطباء على حد سواء بأعلى درجات الثناء .ولكن إذا كان ال
يمكن إنكار أن هذه فضيلة من أعلى األنواع ،فمن الضروري أن يكون الرجل العادل والحكيم تحت
سلطة الظالمين ،من أجل الصبر ؛ فالصبر هو الذي يحمل برباطة جأش الشرور التي تقع علينا أو
تقع علينا .لذلك فإن الرجل العادل والحكيم ألنه يمارس الفضيلة يصبر على نفسه .لكنه سيكون حرا
تماما من هذا إذا لم يكن يعاني من ضيق .من ناحية أخرى ،فإن الرجل الذي يعيش في رخاء ينفد
صبره ،وال يتمتع بأعظم فضيلة .أنا أسميه غير صبور ،ألنه ال يعاني من أي شيء .كما أنه غير
قادر على الحفاظ على البراءة ،وهي فضيلة خاصة بالرجل العادل والحكيم .لكنه غالبًا ما يتصرف
ض ا ،ويرغب في ممتلكات اآلخرين ،ويستولي على ما رغب فيه بالظلم ،ألنه بشكل غير عادل أي ً
ً
بال فضيلة ،وخاضع للرذيلة والخطيئة ؛ وينسى ضعفه ،منتفخا بعقل مبتهج بالوقاحة .من هذا
المنطلق يكثر الظالمون والجهلون باهلل بالثروة والقوة واألكرام .ألن كل هذه هي مكافآت الظلم ،ألنها
ال يمكن أن تكون أبدية ،ويتم البحث عنها من خالل الشهوة والعنف .لكن الرجل العادل والحكيم ،
ألنه يعتبر كل هذه األشياء على أنها بشر ،كما قال اليليوس ،وممتلكاته هي إلهية ،ال يرغب في أي
شيء يخص غيره ،لئال يجرح أي شخص على اإلطالق انتها ًكا لقواعد السلوك .قانون االنسانية .وال
يشتاق ألي سلطة أو شرف حتى ال يؤذي أحدًا .ألنه يعلم أن هللا نفسه ينتج الكل ،وبنفس الحالة ،
ويجمعهم حق األخوة .لكن كونه قانعًا بما هو عليه ،وذلك قليالً ،ألنه يدرك ضعفه ،فإنه ال يسعى
إلى أي شيء يتجاوز ما قد يدعم حياته ؛ وحتى مما عنده ينصب على المعوز نصيبا ألنه تقوى .لكن
التقوى فضيلة عظيمة جدا .يضاف إلى هذا ،أنه يحتقر الملذات الضعيفة والشريرة التي من أجلها
ضا ،الذي ليس له كبرياء أو وقاحة ،ال يشتهي الثروات ؛ ألنه معتدل ،ومتحكم في أهوائه .وهو أي ً
يرفع نفسه عاليا ً ،وال يرفع رأسه في غطرسة ؛ لكنه هادئ ومسالم ،متواضع ومهذب ،ألنه يعرف
حالته .ألنه ،إذن ،ال يؤذي أحداً ،وال يرغب في ممتلكات اآلخرين ،وال يدافع حتى عن ملكه إذا
أخذ منه بالعنف ،ألنه يعرف كيف يتحمل حتى مع االعتدال الضرر الذي لحق به ،ألنه موهوب
بالفضيلة ؛ من الضروري أن يخضع اإلنسان العادل للظالم ،وأن يُهان الحكيم من قبل األحمق ،
حتى يخطئ الواحد لظلمه ،ويكون لآلخر فضيلة في نفسه ألنه عادل .ولكن إذا أراد أي شخص أن
يعرف بشكل كامل لماذا يسمح هللا لألشرار والظالمين أن يصبحوا أقوياء وسعيدًا وغنيًا ،ومن ناحية
أخرى ،يعاني األتقياء من أن يكونوا متواضعين وبائسين وفقراء ،فليأخذ كتاب سينيكا الذي يحمل
العنوان " ،لماذا تحدث شرور كثيرة للرجل الطيب ،على الرغم من وجود العناية اإللهية ؛" في أي
كتاب قال أشياء كثيرة ،ليس بجهل هذا العالم ،ولكن بحكمة ،وتقريبا ً بإلهام إلهي .يقول" :هللا يعتبر
الرجال أوالده ،لكنه يسمح للفاسدين واألشرار أن يعيشوا في رفاهية ورقة ،ألنه ال يظنهم مستحقين
لتقويمه .ولكنه كثي ًرا ما يوبخ الصالح الذي يحبه ،و من خالل العمل المستمر يمارسهم لممارسة
الفضيلة :وال يسمح لهم بالفساد واإلفساد بسبب البضائع الهشة والقابلة للتلف " .والتي يجب أن ال
يبدو غريبا ً ألحد إذا كان هللا يوبخنا في كثير من األحيان بسبب أخطائنا .نعم ،باألحرى ،عندما
نتعرض للمضايقات والضغط ،فإننا نشكر بشكل خاص أبينا األكثر تساهاًل ،ألنه ال يسمح لفسادنا
باالنتشار إلى أبعد الحدود ،ولكنه يصححها بالضربات والضربات .مما نفهم منه أننا موضع اعتبار
هلل ،ألنه يغضب عندما نخطئ .ألنه في حين أنه كان من الممكن أن يمنح شعبه ثروات وممالك على
حد سواء ،كما أعطاها من قبل لليهود ،الذين نحن خلفاؤهم وأسالفهم ؛ على هذا الحساب ،يريدهم
أن يعيشوا تحت سلطة وحكم اآلخرين ،لئال يفسدهم سعادة الرخاء ،يجب أن ينزلقوا في الرفاهية
ويحتقروا تعاليم هللا ؛ مثل أسالفنا ،الذين ،في كثير من األحيان ،أضعفتهم هذه السلع األرضية
والضعيفة ،خرج عن االنضباط وقطع قيود القانون .لذلك توقع إلى أي مدى سيوفر الراحة لعباده إذا
كان عليهم حفظ وصاياه ،ومع ذلك يصلحهم إذا لم يطيعوا وصاياه .لذلك ،لئال يكونوا فاسدين
بالراحة كما كان آباؤهم بالتساهل ،كانت إرادته أن يُضطهدوا من قبل أولئك الذين وضعهم تحت
سلطتهم ،ليثبتهم عند التذبذب ،ويجددهم إلى الثبات عند الفساد ،ومحاولة إثباتهم عندما يكونون
مؤمنين .فكيف يمكن للجنرال أن يثبت بسالة جنوده إال إذا كان له عدو؟ ومع ذلك فقد ظهر له خصم
ضد إرادته ،ألنه هالك وقادر على اإلخضاع ؛ ولكن ألن هللا ال يمكن أن يقاوم ،فإنه هو نفسه يثير
أعداء اسمه ،ال ليحاربوا هللا نفسه ،بل ضد جنوده ليثبت إخالصهم وأمانة عبيده ،أو يقويهم ،حتى
ضا سبب آخر يجعله يسمح بمواصلة االضطهاد ضدنا ، يصحح ضياع تأديبهم بجلد الضيق .هناك أي ً
حتى يزداد شعب هللا .كما أنه ليس من الصعب توضيح سبب أو كيفية حدوث ذلك .بادئ ذي بدء ،
هناك أعداد كبيرة مدفوعة من عبادة اآللهة الزائفة بسبب كراهيتهم للقسوة .فمن ال يتردد في مثل هذه
التضحيات؟ ثانيا ً ،البعض مسرور بالفضيلة واإليمان نفسه .يشك البعض أنه ليس بدون سبب أن
عبادة اآللهة تعتبر شريرة من قبل الكثير من الرجال ،بحيث يفضلون الموت على فعل ما يفعله
اآلخرون حتى يحافظوا على حياتهم .هناك من يرغب في معرفة ما هو هذا الخير الذي يدافع عنه
حتى الموت ،والذي يُفضل على كل ما هو لطيف ومحبوب في هذه الحياة ،ال ضياع الخيرات ،وال
النور ،وال األلم الجسدي ،وال العذاب .من العناصر الحيوية تردعهم .هذه األشياء لها تأثير
كبير .لكن هذه األسباب أدت دائ ًما إلى زيادة عدد متابعينا بشكل خاص .الناس الذين يقفون حولهم
يسمعونهم وهم يقولون في وسط هذه العذابات ذاتها إنهم ال يضحون بالحجارة التي صنعتها يد
اإلنسان ،بل لإلله الحي الذي في السماء :كثيرون يفهمون أن هذا صحيح ،ويعترفون بذلك .في
صدورهم .ثم بعد ذلك ،كما هو معتاد في أمور عدم اليقين وهم يستفسرون عن بعضهم البعض ،ما
سبب هذه المثابرة ،والعديد من األمور المتعلقة بالدين ،يتم تعلمها في الخارج ومالحظتها بعناية من
خالل الشائعات بين بعضها البعض ؛ وألن هذه األشياء جيدة ال يمكن أن يفشلوا في إرضائها .عالوة
على ذلك ،فإن االنتقام الذي يتبع ،كما يحدث دائ ًما ،يدفع الرجال إلى حد كبير إلى اإليمان .كما أنه
ليس سببًا بسيطً ا أن أرواح الشياطين النجسة ،بعد أن حصلت على اإلذن ،ألقت نفسها في أجساد
كثيرين ؛ وعندما يتم طرد هؤالء بعد ذلك ،فإن الذين تم شفاؤهم يتمسكون بالدين ،الذي عانوا من
قوتهم .هذه األسباب العديدة مجتمعة معًا تكسب بشكل رائع حشدًا عظي ًما إلى هللا .هل هو سبب بسيط
أن أرواح الشياطين النجسة ،بعد أن حصلت على اإلذن ،ألقت نفسها في أجساد كثيرين ؛ وعندما
يتم طرد هؤالء بعد ذلك ،فإن الذين تم شفاؤهم يتمسكون بالدين ،الذي عانوا من قوتهم .هذه األسباب
العديدة مجتمعة معًا تكسب بشكل رائع حشدًا عظي ًما إلى هللا .هل هو سبب بسيط أن أرواح الشياطين
النجسة ،بعد أن حصلت على اإلذن ،ألقت نفسها في أجساد كثيرين ؛ وعندما يتم طرد هؤالء بعد
ذلك ،فإن الذين تم شفاؤهم يتمسكون بالدين ،الذي عانوا من قوتهم .هذه األسباب العديدة مجتمعة معًا
.تكسب بشكل رائع حشدًا عظي ًما إلى هللا
أيا ً كان ما يخطط له األمراء األشرار ضدنا ،فإن هللا نفسه يسمح به .ومع ذلك ،فإن معظم
المضطهدين الظالمين ،الذين كان اسم هللا موضوعًا للعيب واالستهزاء ،يجب أال يفكروا في أنهم
سيهربون دون عقاب ،ألنهم كانوا ،كما كانوا ،خدام سخطه علينا .ألنهم سيعاقبون بحكم هللا ،
الذي ،بعد أن حصل على القوة ،أساء استعمالها إلى درجة غير إنسانية ،بل وأهان هللا في
غطرستهم ،ووضع اسمه األبدي تحت أقدامهم ،ليتم داسهم بفظاظة وشر . .على هذا الحساب ،يعد
ضا ،على الرغم من أنه معتاد بأنه سينتقم منهم بسرعة ويبيد الوحوش الشريرة من األرض .لكنه أي ً
على االنتقام من اضطهاد شعبه حتى في عالمنا الحاضر ،فإنه يأمرنا ،على أية حال ،أن ننتظر
بصبر يوم الدينونة السماوية ،حيث يكرم أو يعاقب هو نفسه كل إنسان حسب رغباته .لذلك ال تدع
أرواح المدنسين تتوقع أن أولئك الذين يدوسون عليهم بهذه الطريقة سيحتقرون وال ينالون
العذاب .أولئك الذئاب المفترسة والنهم الذين عذبوا أروا ًحا عادلة وبريئة ،دون ارتكاب أي جرائم ،
سيقابلون بالتأكيد مكافأتهم .فقط دعنا نتعب ،حتى ال يعاقب الناس أي شيء آخر فينا سوى البر
وحده :دعونا نجاهد بكل قوتنا التي قد نستحقها في الحال على يد هللا لالنتقام من معاناتنا
ومكافأتنا .أولئك الذئاب المفترسة والنهم الذين عذبوا أروا ًحا عادلة وبريئة ،دون ارتكاب أي جرائم ،
سيقابلون بالتأكيد مكافأتهم .فقط دعنا نتعب ،حتى ال يعاقب الناس أي شيء آخر فينا سوى البر
وحده :دعونا نجاهد بكل قوتنا التي قد نستحقها في الحال على يد هللا لالنتقام من معاناتنا
ومكافأتنا .أولئك الذئاب المفترسة والنهم الذين عذبوا أروا ًحا عادلة وبريئة ،دون ارتكاب أي جرائم ،
سيقابلون بالتأكيد مكافأتهم .فقط دعنا نتعب ،حتى ال يعاقب الناس أي شيء آخر فينا سوى البر
.وحده :دعونا نجاهد بكل قوتنا التي قد نستحقها في الحال على يد هللا لالنتقام من معاناتنا ومكافأتنا