الحيازة الهادئة في القانون السوداني

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 115

‫‪‬‬

‫جامعة إفريقيا العالمااية‬


‫عمادة الدراسات العميا والبحث العممي والنشر‬
‫كمية الشريعة والقانون‬
‫قسم القانون الخاص‬

‫الحيازة اليادئة في القانون السوداني‬


‫دراسة مقارنة‬
‫رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في القانون الخاص‬

‫إشراف الدكتور ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫محمود حمودة صالح منزل‬ ‫محمد صالح محمد عمي‬

‫الخرطوم‪ -‬السودان‬
‫‪1442‬ىا ‪2222 -‬م‬

‫‪017‬‬
‫استيالل‬
‫(أ)‬

‫‪018‬‬
‫استيالل‬

           (:‫قال تعالي‬

              

. ‫ ) سورة النساء‬   

،‫ركم أبػك عبيػدة عػػف جػابر بػف زيػػد عػف ابػف عبػػاس عػف النبػي صػػمى اهلل عميػو كسػػمـ‬
‫ ( مػػف حػػاز أرضػػا عمرىػػا عشػػر سػػنيف كالخصػػـ حاضػػر ال يغيػػر كال ينكػػر فيػػك‬: ‫قػػاؿ‬
.‫لمذم حازىا كال حجة لمخصكـ فييا) صحيح البخارم شرح ابف بطاؿ‬

)‫(ب‬001
‫إىداء‬

‫إلى أمي التي حممتني كىنا ‪ ،‬عمى كىف كربتني تربية حسنة‪ ،‬كأنارت قمبي بدعائيا ‪،‬‬
‫أطاؿ اهلل عمرىا‪ ،‬كمتعيا بالصحة كالعافية‪ ،‬كأحسف ثكابيا‪.‬‬
‫إلى أبي حفظو اهلل الذم شاركني عناء طمب العمـ‪.‬‬
‫إلى أساتذتي كزمالئي كرفقاء الدرب جميعا ‪.‬‬
‫إلى إخكتي كأخكاتي فردا فردا‪.‬‬
‫إلى كؿ األصدقاء ‪ ،‬كالى كؿ مف أسدل إلى نصحا كعكنا كتكجييا ‪.‬‬
‫إلى جميع ىؤالء أىدم ىذا البحث ‪.‬‬

‫(ج)‬
‫‪000‬‬
‫شكر وعرفان‬

‫هلل الحمد كالشكر مف قبؿ كمف بعد ‪ ،‬انطالقا مف قكلو تعالى‪  ( :‬‬

‫سورة إبراىيم‬ ‫‪)         ‬‬

‫أشكر اهلل تعالى الذم كفقني إلتماـ ىذا البحث بيذه الصكرة التي أرجك أف تككف‬
‫مرضية‪ ،‬ثـ أشكر إدارة جامعة إفريقيا العالمية التي أتاحت لي فرصة الدراسة ‪ ،‬ككما‬
‫أتقدـ بأسمى معاني الشكر كالتقدير ألستاذم الدكتكر محمكد حمكدة صالح الذم‬
‫تفضؿ باإلشراؼ كالتكجيو ليذا البحث‪ ،‬كقد أفادني بمالحظاتو الدقيقة جزاه اهلل عنا ‪،‬‬
‫كأساؿ اهلل أف يبارؾ لو في عممو كعممو ‪.‬‬
‫كما أخص بالشكر كمية الشريعة كالقانكف كجميع العامميف فييا‪ ،‬ككذلؾ الشكر‬
‫مكصكؿ لعمادة المكتبات كجامعة إفريقيا العالمية كمكتبة السمطة القضائية‪ ،‬كمكتبة‬
‫جامعة النيميف إلتاحتيـ لي الفرصة السانحة فميـ مني فائؽ الشكر كاالمتناف‪.‬‬

‫الباحث‬

‫(د)‬
‫‪001‬‬
‫مستخلص البحث‬
‫تناكلت الدراسة مكضكع الحيازة اليادئة في القانكف السكداني ‪ ،‬ىدفت الدراسة الي‬
‫تسميط الضكء عمي االحكاـ المتعمقة بالممكية بصفة عامة كالحيازة بصفة خاصة‪،‬‬
‫اضافة الي تكضيح كسب الممكية في الفقو االسالمي كالقانكف الكضعي‪ ،‬كتكضيح‬
‫مفيكـ الحيازة اليادئة ‪ ،‬تكمف اىمي ة البحث في انو يساىـ في نشر الثقافة االسالمية‬
‫كالقانكنية في مجاؿ كسب الممكية بالحيازة ‪ ،‬تمثمت مشكمة البحث في عدة اسئمة منيا‬
‫ما تتعمؽ بتعريؼ الحيازة كانكاعيا ‪ ،‬كسؤاؿ حكؿ ىؿ تتـ الحيازة في العقار كالمنقكؿ؟‬
‫كمف ثـ ما المقصكد بالحيازة اليادئة؟ افترضت الدراسة عدة فرضيات مف اىميا اف‬
‫الحيازة اليادئة العمنية بدكف انقطاع تؤدم الي كسب الحائز لمممكية ‪ ،‬كاف الحيازة‬
‫تؤدم الي السيطرة الفعمية كالحكمية عمي الماؿ سكاء كاف عقا ار اك مممككا ‪ ،‬كاف‬
‫الحيازة في العقار كالمنقكؿ قابؿ لمتسجيؿ كيسجؿ باسـ الحائز ‪ ،‬اتبعت الدراسة‬
‫المنيج االستقرائي التحميمي كالمنيج المقارف‪ ،‬خمصت الدراسة الي اف جميكر الفقياء‬
‫يطمقكف لفظ الحيازة عمي كضع اليد كال يعبركف بمفظ الحيازة اال ناد ار ‪ ،‬كاف طبيعة‬
‫الحيازة ىي كضع مادم قكامو السيطرة عمي العقار ‪ ،‬اكصت الدراسة بعدة تكصيات‬
‫مف اىميا ضركرة اف تككف الحيازة ل رض اليادئة العمنية بدكف انقطاع ‪ ،‬كاكصت‬
‫كذلؾ بضركرة اف يككف ىنالؾ ىدكء كسمـ كمسالمة كعدـ ارىاب كاستعماؿ القكة ‪،‬‬
‫كالعمؿ عمي تفعيؿ دكر المحاكـ المدنية الخاصة لممنازعات بيف افراد المجتمع ‪ ،‬كمف‬
‫ثـ ضركرة تطكير مفكضية قكمية ل راضي كتككف مستقمة كمسؤكلة عف فض‬
‫الن ازعات الناشئة عف حيازة العقارات كتككف ق ارراتيا ممزمة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪002‬‬
Abstract
The study dealt with the issue of quiet tenure in Sudanese law.
The study aimed to shed light on the provisions relating to
ownership in general and possession in particular, in addition to
clarifying the acquisition of ownership in Islamic jurisprudence
and positive law, and to clarify the concept of quiet tenure. The
importance of the research lies in the fact that it contributes to
spreading Islamic culture And the legal issue in the field of
acquiring ownership by possession. The research problem was
represented in several questions, including those related to the
definition of possession and its types, and a question about
whether possession takes place in real estate and movable
property? And then what is meant by quiet possession? The
study assumed several hypotheses, the most important of which
is that the quiet, overt and uninterrupted possession leads to the
acquisition of the owner of the property, that the possession
leads to the actual and judgmental control over the money,
whether it is real estate or owned, and that possession in the real
estate and movable property can be registered and recorded in
the name of the holder. The study followed the inductive
analytical method and method Comparative study, the study
concluded that the majority of jurists use the term possession
over the position of the hand and do not use the word possession
except rarely, and that the nature of possession is a physical
condition based on controlling the property. The necessity for
there to be calm, peace, peace, non-terrorism and the use of
force, and working to activate the role of special civil courts for
disputes between members of society, and then the need to
develop a national commission for lands that is independent and
responsible for resolving disputes arising from the possession of
real estate and its decisions are binding.

2
003
‫فيرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااوع‬ ‫م‬
‫(أ)‬ ‫بسممة‬ ‫‪1‬‬
‫(ب)‬ ‫استيالؿ‬ ‫‪2‬‬
‫(ج)‬ ‫إىداء‬ ‫‪3‬‬
‫(د)‬ ‫شكر كعرفاف‬ ‫‪4‬‬
‫(ه)‬ ‫فيرس المكضكعات‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫مستخمص البحث‬ ‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Abstract‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪6-3‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬أساسيات البحث‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث األكؿ ‪ :‬مقدمة البحث ‪ ،‬كأسباب اختيار المكضكع‪ ،‬كأىميتو كأىدافو‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مشكمة البحث ‪ ،‬كأسئمتو ‪ ،‬كفركضو ‪ ،‬كمنيجو كاجراءاتو‬ ‫‪9‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 10‬المبحث الثالث ‪ :‬حدكد البحث ككسائمو كأدكاتو كمصطمحاتو‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 11‬المبحث الرابع ‪ :‬الدراسات السابقة كمساىمة الرسالة في الفكر اإلنساني‪.‬‬
‫‪51-17‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬التعريف بالحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬
‫‪18‬‬ ‫‪ 12‬المبحث األكؿ ‪ :‬تعريؼ الحيازة لغة كاصطالحا‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 13‬المطمب األكؿ ‪ ":‬تعريؼ الحيازة لغة ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 14‬المطمب الثاني ‪ :‬تعريؼ الحيازة اصطالحا‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪( 15‬أ)تعريؼ الحيازة في الفقو اإلسالمي‬
‫‪24‬‬ ‫(ب)تعريؼ الحيازة في القانكف السكداني‬ ‫‪16‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪ 17‬المطمب الثالث ‪ :‬تعريؼ الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي كالقانكف السكداني‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 18‬المبحث الثاني ‪ :‬أركاف الحيازة كشركطيا في الفقو اإلسالمي كالقانكف السكداني‬
‫‪29‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬اركان الحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬ ‫‪19‬‬
‫‪35‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬شروط الحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬ ‫‪20‬‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬عناصر الحيازة وانتقاليا وزواليا في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪45‬‬ ‫المطمب االول ‪ :‬عناصر الحيازة‬ ‫‪22‬‬
‫‪48‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬انتقال الحيازة‬ ‫‪23‬‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬زوال الحيازة‬ ‫‪24‬‬
‫‪77- 53‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وسائل اكتساب الحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬ ‫‪25‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪ 26‬المبحث األول ‪ :‬كسب الحيازة بسبب إحياء االرض الموات وكسب الحيازة بسبب شبية الممك‬

‫‪)004‬‬
‫(هـ‬
‫‪55‬‬ ‫‪ 27‬المطمب األكؿ ‪ :‬كسب الحيازة بسبب إحياء األرض المكات‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ 28‬المطمب الثاني‪ :‬كسب الحيازة بسبب شبية الممؾ‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 29‬المبحااث الثاااني‪ :‬كسااب الحيااازة بساابب التقااادم المكسااب لمممكيااة وفااق قااانون المعااامالت المدنيااة لساانة‬
‫‪1891‬م وكسب حيازة األرض بسبب اإلجارة‬
‫‪62‬‬ ‫‪ 30‬المطمػب األكؿ ‪ :‬كساب الحياازة بسابب التقاادم المكساب لمممكيااة وفاق قاانون المعاامالت المدنياة لساانة‬
‫‪1891‬م‬
‫‪67‬‬ ‫‪ 31‬المطمب الثاني‪ :‬كسب حيازة األرض بسبب اإلجارة‬
‫‪71‬‬ ‫‪ 32‬المبحث الثالث ‪ :‬كسب الحيازة بسبب غصب العقار والحيازة بسبب القصاد بااللتصاق المرن‬

‫‪72‬‬ ‫‪ 33‬المطمب األكؿ ‪ :‬كسب الحيازة بسبب غصب العقار‬


‫‪77‬‬ ‫‪ 34‬المطمب الثاني ‪ :‬كسب الحيازة بسبب القصاد بااللتصاق المرن‬
‫‪96-83‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني وآثارىا‪.‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪ 36‬المبحث األكؿ ‪ :‬الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي كالقانكف السكداني‬
‫‪85‬‬ ‫‪ 37‬المطمب األكؿ‪ :‬الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي‬
‫‪92‬‬ ‫‪ 38‬المطمب الثاني ‪ :‬الحيازة اليادئة في القانكف السكداني‬
‫‪93‬‬ ‫‪ 39‬المبحث الثاني‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في الفقو اإلسالمي كالقانكف‬
‫‪94‬‬ ‫‪ 40‬المطمب األكؿ‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في الفقو اإلسالمي‬
‫‪96‬‬ ‫‪ 41‬المطمب الثاني ‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في القانكف السكداني‬
‫‪99‬‬ ‫‪ 42‬الخاتمة‬
‫‪99‬‬ ‫‪ 43‬النتائج‬
‫‪122‬‬ ‫‪ 44‬التكصيات‬
‫‪121‬‬ ‫‪ 45‬الفيارس العامة‬
‫‪124‬‬ ‫‪ 46‬المصادر كالمراجع‬

‫(و)‬
‫‪005‬‬
‫السيرة الذاتية‪V.C :‬‬
‫المعمومات الشخصية‪:‬‬
‫االسـ ‪ :‬محمد صالح محمد عمي‬
‫الجنسية ‪ :‬سكداني بالميالد‪.‬‬
‫تاريس الميالد‪ 23 :‬فبراير ‪1988‬ـ‬
‫مكاف الميالد‪ :‬الخرطكـ‬
‫السكف الحالي‪ :‬الصحافة شرؽ ـ ‪37‬ـ – ‪135‬‬
‫رقـ الجكاؿ ‪0123161988 :‬‬
‫البريد اإللكتركني ‪mohammedsaleh88813@Yahoo,.com :‬‬
‫المراحل التعميمية‪:‬‬
‫‪2017‬ن‬ ‫‪ -‬طالببم يد ببج جالببج تليال ب ا – كل ببج تليببا اج اتلدبباماا ق ببن تلدبباماا تل ببا‬
‫اح ى تآلا ‪.‬‬
‫‪ -‬يهاجة يللس مظ ن يهمج تلداماا‪.‬‬
‫‪ -‬حاصل على ا صج يحاياة ‪2018‬ن ‪.‬‬
‫‪ -‬جبلان عالي‪ -‬كل ج تليا اج اتلداماا ‪2017-2015‬ن‪.‬‬
‫‪ -‬بكالاا اس – كل ج تليا اج اتلداماا ق ن تلداماا‪2007 -‬ن‪2010-‬ن‬
‫‪ -‬تلثاما ج‪ :‬يجا ج علي تل ج علي‪ ،‬تلصحافج بم ا – ‪2005‬ن‪.‬‬
‫‪ -‬تأل اس‪ :‬يجا ج عبجهللا با عيا تأل ا ج بم ا – ‪2000‬ن‪.‬‬
‫الخبرات العممية‪:‬‬
‫محاـ كمستشار قانكني – بمكتب األستاذ أحمد عثماف سيداحمد‬
‫الدورات التدريبية‪:‬‬
‫‪ -1‬جااة أ ا ات تلطم تلياعي ‪.‬‬
‫‪ -2‬جااة في تل حك ن بياكز تلاتيج ل حك ن اتلات طج‪.‬‬
‫‪ -3‬جااة في تللغج تلااب ج بال اااا يع مدابج تليحاي ا تل اجتم ا‪.‬‬
‫‪ -4‬جااة جا ب ج ي ازا تليااق للباه ات‪.‬‬
‫‪ -5‬جااة في تللغج تإلملل ز ج بياهج تل ام كا‪.‬‬
‫‪ -5‬دكرة في الحاسب اآللي بمعيد اليكنسكك‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫الفصل األول‬
‫أساسيات البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬مقدمة البحث ‪ ،‬وأسباب اختيار الموضوع‬


‫وأىميتو وأىدافو‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مشكمة البحث ‪ ،‬وأسئمتو وفروضو ومنيجو واجراءاتو‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حدود البحث ‪ ،‬ووسائمو وأدواتو ومصطمحاتو‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الدراسات السابقة ومساىمة البحث في الفكر اإلنساني‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬
‫مقدمة البحث وأسباب اختيار الموضوع وأىميتو وأىدافو‬
‫المطمب األول‪ :‬مقدمة البحث‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أىمية الموضوع‬
‫المطمب الرابع ‪ :‬أىداف الموضوع‬

‫‪3‬‬
‫المطمب األول‬
‫مقدمة البحث‬
‫الشريعة كالقانكف يحمياف الممكية القانكنية‪ ،‬كاألصمية التي يككف أصميا كمصدرىا‬
‫الحياة الفعمية‪ ،‬كذلؾ عمى أساس قانكني كقضائي كفقا إلجراءات معينة سكاء أكانت‬
‫ىذه اإلجراءات مدنية أـ جنائية‪ ،‬كفقا لمفيكـ قانكني مكضكعي يطبؽ كفقا لقانكف‬
‫إجرائي‪ ،‬بحيث إذا تبنت الحيازة كفقا ألحكاـ الشرع كالقانكف تبنت ممكية الماؿ الذم‬
‫تمت حيازتو كما أف ىناؾ نظريتيف قانكنيتيف ‪ :‬أحدىما اكتساب الحؽ بالتقادـ‪،‬‬
‫كالثانية سقكط الحؽ بالتقادـ‪ ،‬بمعنى أف الحيازة إذا استكفت شركطيا تجعؿ الحائز‬
‫مالكان فإف كاف الشيء الذم كقعت عميو عقارات يككف الحائز مالكان لذلؾ العقار ال‬
‫ينازعو فيو أحد‪ ،‬كاف كاف العقار في منطقة خاضعة لمتسجيؿ‪ ،‬كاف التسجيؿ ىك‬
‫مظير ككماؿ الممكية كيسجؿ باسـ الحائز‪ ،‬كأما التقادـ المسقط فيك إسقاط حؽ‬
‫المالؾ كاسقاط حقو في التعرض لمحائز في استرداد الحؽ منو سكاء أكاف بتدخمو‬
‫الشخصي أك برفع دعكل قضائية‪ ،‬كفي ىذه الحالة يككف الحائز الذم استكفت‬
‫حيازتو شركطيا القانكنية مالكا لمحؽ ‪ ،‬لذلؾ جاءت ىذه الدراسة عف الحيازة اليادئة‬
‫دراسة بحثية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫مف خالؿ دراسة الباحث لقانكف المعامالت المدنية لسنة ‪1984‬ـ كعممو‬
‫بالمحاكـ كقؼ عمى قضايا الحيازة كالمنازعات التي تككف بيف أفراد المجتمع كالتي‬
‫ترفع إلى المحاكـ كالحكـ فييا إما باالكتساب أك باإلسقاط ‪ ،‬لذلؾ اختار ىذا‬
‫المكضكع لدراسة عممية بحثية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أىمية البحث ‪:‬‬
‫تكمف أىمية البحث في أنو تخدـ رسالة الجامعة كيخدـ الحقؿ العممي كالعممي "‬
‫الممارسة التطبيقية " كما أنو يساىـ في نشر الثقافة اإلسالمية كالقانكنية في مجاؿ‬
‫كسب الممكية بالحيازة‪.‬‬
‫المطمب الرابع ‪ :‬أىداف البحث ‪:‬‬
‫تتمثؿ أىداؼ البحث فيما يمى ‪:‬‬
‫‪ -‬تكمف أىداؼ ىذا البحث بالنسبة لمطالب لمحصكؿ عمى الدرجة العممية‪.‬‬
‫‪ -‬تسميط الضكء عمى األحكاـ المتعمقة بالممكية بصفة عامة كالحيازة بصفة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬تكضيح طرؽ كسب الممكية في الفقو اإلسالمي كالقانكف الكضعي‪.‬‬
‫‪ -‬تكضيح الحيازة اليادئة حسب ما جاء في ىيكؿ البحث التعريؼ بالحيازة في‬
‫الشريعة كالقانكف‪..‬‬
‫‪ -‬المساىمة في إثراء المكتبة اإلسالمية كالقانكنية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مشكمة البحث وأسئمتو وفروضو ومنيجو واجراءاتو‬
‫المطمب األول‪ :‬مشكمة البحث‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أسئمة البحث‬
‫المطمب الثالث‪ :‬فروض البحث‬
‫المطمب الرابع ‪ :‬منيج البحث واجراءاتو‬

‫‪6‬‬
‫المطمب األول‬
‫مشكمة البحث‬
‫مف المعمكـ أف ىناؾ نظريتاف قانكنيتاف ‪ :‬أحدىما اكتساب الحؽ بالتقادـ‪،‬‬
‫كالثانية سقكط الحؽ بالتقادـ بمعنى أف الحيازة إذا استكفت شركطيا تجعؿ الحائز‬
‫مالكا ‪ ،‬فإف كاف الشيء الذم كقعت عميو الحيازة عقا ار يككف الحائز مالكا لذلؾ‬
‫العقار ممكا ال ينازعو فيو أحد ‪ ،‬كاف كاف العقار في منطقة خاضعة لمتسجيؿ كاف‬
‫التسجيؿ ىك السند القانكني لمممكية فإنو يسجؿ باسـ الحائز‪ ،‬كأما التقادـ فيك إسقاط‬
‫حؽ المالؾ كاسقاط حقو في التعرض لمحائز في استرداد الحؽ منو سكاء بتدخمو‬
‫الشخصي أك برفع دعكل قضائية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أسئمة البحث ‪:‬‬
‫‪ -‬ما الحيازة كما أنكاعيا؟‬
‫‪ -‬ىؿ تتـ الحيازة في العقار كالمنقكؿ ؟‬
‫‪ -‬ما المقصكد بالحيازة اليادئة ؟‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬فروض البحث ‪:‬‬
‫يفترض الباحث عدة فركض لمعالجة ىذه المشكمة يتكصؿ إلى صحتيا كعدـ‬
‫صحتيا مف خالؿ ىذا البحث‪:‬‬
‫‪-1‬اف الحيازة اليادئة العمنية بدكف انقطاع تؤدم الي كسب الحائز لمممكية ‪.‬‬
‫‪ -2‬اف الحيازة تؤدم الي السيطرة الفعمية كالحكمية عمي الماؿ سكاء كاف عقا ار‬
‫اك مممككا ‪،‬‬
‫‪-3‬اف الحيازة في العقار كالمنقكؿ قابؿ لمتسجيؿ كيسجؿ باسـ الحائز‪.‬‬
‫المطمب الرابع ‪ :‬منيج البحث واجراءاتو‪:‬‬
‫يتبع الباحث المنيج االستقرائي التحميمي كالمنيج المقارف‪.‬‬
‫عمؿ الباحث في ىذا البحث ‪:‬‬
‫تقسيـ البحث إلى فصكؿ كمباحث كمطالب ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫االعتماد عمى المصادر األصمية في الفقو كالقانكف‪ ،‬كترقيـ اآليات كعزكىا إلى‬
‫سكرىا‪.‬‬
‫تخريج األحاديث النبكية مف مظانيا المشيكرة ‪.‬‬
‫ترجمة األعالـ الذيف يردكف في متف البحث ‪.‬‬
‫شرح المفردات الغريبة‪.‬‬
‫عمؿ الفيارس المتعارؼ عمييا في مثؿ ىذه البحكث‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫حدود البحث ووسائمو وأدواتو ومصطمحاتو‬
‫المطمب األول‪ :‬حدود البحث‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬وسائل البحث وأدواتو‬

‫‪01‬‬
‫المطمب األول‬
‫حدود البحث‬
‫يتناكؿ ىذا البحث مكضكع الحيازة اليادئة دراسة مقارنة بيف الشريعة كالقانكف‬
‫السكداني الذم تناكؿ ىذا المكضكع بصكرة مباشرة أك غير مباشرة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬وسائل وأدوات البحث‬


‫سكؼ يعتمد الباحث عمى المصادر كالمراجع التي ليا عالقة مباشرة كغير‬
‫مباشرة بالبحث مف مصادر أساسية أك مساعدة يستفيد منيا في تحميؿ األقكاؿ ‪ ،‬أما‬
‫األدكات ىي ‪:‬‬
‫المالحظة العممية المقصكدة‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫الدراسات السابقة ومساىمة الرسالة في الفكر اإلنساني‬
‫المطمب األكؿ‪ :‬دراسة بعنكاف ‪ :‬الكسائؿ المكتسبة لمممكية العقارية في‬
‫اإلسالـ كالقانكف السكداني‪ ،‬دراسة مقارنة ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬دراسة بعنكاف نزاع ممكية العقارات لممصمحة العامة في‬
‫الفقو كالقانكف الكضعي‪.‬‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬دراسة بعنكاف ‪ :‬الحيازة كأثرىا عمى الممكية ‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪.‬‬
‫المطمب الرابع ‪ :‬دراسة بعنكاف الحيازة العقارية كأحكاميا كآثارىا‪.‬‬
‫المطمب الخامس ‪ :‬دراسة بعنكاف ‪ :‬دكر الحيازة لمرىف الحيازم‪ -‬دراسة‬
‫مقارنة بيف التشريعات الكضعية كالشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫المطمب السادس ‪ :‬مساىمة الرسالة في الفكر اإلنساني‬

‫‪01‬‬
‫المطمب األول‪ -‬دراسة بعنوان‪ :‬الكسائؿ المكسبة لمممكية العقارية في الفقو اإلسالمي‬
‫كالقانكف السكداني – دراسة مقارنة‪.‬‬
‫أطركحة مقدمة لنيؿ درجة الدكتكراه في الفقو المقارف في جامعة أـ درماف اإلسالمية‬
‫كمية الشريعة كالقانكف ‪ ،‬قدميا الباحث مكسى عبدالرحيـ محمد عبدالرحمف عاـ‬
‫‪2005‬ـ‪ ،‬تشمؿ مقدمة‪ ،‬كفصؿ تمييدم‪ ،‬كخمسة فصكؿ‪ ،‬تناكؿ الباحث في الفصؿ‬
‫التمييدم مفيكـ الممكية العقارية في الجاىمية كاإلسالـ‪ ،‬كفي بقية الفصكؿ كتب عف‬
‫الكسائؿ المكسبة لمممكية العقارية المتفؽ عمييا في الفقو اإلسالمي‪.‬‬
‫كالتصرفات المك سبة لمممكية العقارية في الفقو اإلسالمي كسائؿ الممكية العقارية غير‬
‫المتفؽ عمييا في الفقو اإلسالمي ‪ ،‬كاألسباب المكسبة لمممكية العقارية في القكانيف‬
‫كاألعراؼ السكدانية‪ ،‬كالممكية العقارية كما قرره الفقو كما فسر بو القانكف‪.‬‬
‫تتفؽ الدراسة السابقة مع الدراسة الحالية في أف كال منيما يتناكؿ مفيكـ الممكية حيث‬
‫تناكؿ الباحث في دراستو مفيكـ الممكية العقارية في الجاىمية كاإلسالـ‪.‬‬
‫تختمؼ الدراسة السابقة عف الدراسة الحالية في أف الدراسة الحالية تناكلت الحيازة‬
‫اليادئة دراسة مقارنة بينما الدراسة السابقة تناكلت الكسائؿ المكسبة لمممكية العقارية‬
‫في الفقو كالقانكف اإلسالمي كالقانكف السكداني ‪ .‬كمما تختمؼ فيو الدراسة الحالية عف‬
‫الدراسة السابقة‪ ،‬أف الدراسة الحالية تتناكؿ الحيازة اليادئة التي مف غير إكراه أك‬
‫إرىاب أما السابقة فاقتصرت فقط عمى العقارات‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪-‬دراسة بعنوان‪ :‬نزع ممكية العقارات لممصمحة العامة في الفقو‬
‫كالقانكف الكضعي أطركحة مقدمة لنيؿ درجة الدكتكراه في الفقو المقارف في جامعة أـ‬
‫درماف اإلسالمية كمية الشريعة كالقانكف قدميا الباحث النكر إدريس آدـ في عاـ‬
‫‪2009‬ـ‪.‬‬
‫تتككف مف أربعة أبكاب تناكلت ‪ :‬مفيكـ الممكية كأنكاعيا كخصائصيا كحمايتيا ‪ ،‬ثـ‬
‫إجراءات نزع ممكية العقارات لممصمحة العامة كآثارىا ‪ ،‬ثـ تطكير التعكيض ككيفية‬
‫دفعو كأخي ار االستيالء المؤقت عمى العقارات لممصمحة العامة‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫تتفؽ الدراسة السابقة مع الدراسة الحالية في تناكؿ مفيكـ الممكية في العقار حيث‬
‫تكمـ الباحث في الباب األكؿ عف مفيكـ الممكية العقارية‪.‬‬
‫تختمؼ الدراسة السابقة عف الحالية في أف الدراسة الحالية تناكلت الحيازة اليادئة‬
‫بصكرة عامة أما السابقة فتناكلت نزع ممكية العقارات لممصمحة العامة في الفقو‬
‫اإلسالمي كالقانكف الكضعي‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪-‬دراسة بعنوان‪ :‬الحيازة كأثرىا عمى الممكية ( دراسة مقارنة)‬
‫رسالة مقدمة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف الخاص جامعة إفريقيا العالمية قدمو‬
‫لمطالب عبدالكىاب أحمد عمى في عاـ ‪2015‬ـ‪.‬‬
‫تتككف الدراسة مف أربعة فصكؿ ‪ ،‬جاءت تحت العناكيف التالية‪:‬‬
‫أساسيات البحث كىيكمو ‪ ،‬تـ مفيكـ الممكية كحكميا كأنكاعيا ‪ ،‬ثـ مفيكـ الحيازة‬
‫كشركطيا كعناصرىا‪ ،‬كأخي ار آثار الحيازة كتقادـ الزمف ‪.‬‬
‫أكجو االتفاؽ‪:‬‬
‫تتفؽ الدراستاف في أف كال منيما تناكؿ مفيكـ الحيازة كشركطيا كعناصرىا كانتقاليا‪.‬‬
‫أكجو االختالؼ‪:‬‬
‫تختمؼ الدراسة السابقة عف الدراسة الحالية في أف الحالية تناكلت الحيازة اليادئة في‬
‫القانكف السكداني بينما تخصصت الدراسة السابقة في أثر الحيازة عمى الممكية‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬دراسة بعنكاف "الحيازة العقارية كأحكاميا كآثارىا "‬
‫دراسة مقارنة في الشريعة كالقانكنيف السكداني كالصكمالي أطركحة مقدمة لنيؿ درجة‬
‫الدكتكراه في القانكف الخاص ‪ ،‬في جامعة إفريقيا العالمية كمية الشريعة كالقانكف قدمو‬
‫الباحث عبدالكىاب أحمد عمى عاـ ‪2019‬ـ‪.‬‬
‫تتككف ىذه األطركحة مف مقدمة كأربعة فصكؿ ‪ ،‬الفصؿ األكؿ تحدث عف أساسيات‬
‫البحث كالثانية عف مفيكـ العقار كأنكاعو كأحكاـ تممكو في الشريعة كالقانكنيف‬
‫السكداني كالصكمالي‪ ،‬كالثالث تحدث عف تعريؼ الحيازة كحكميا كشركطيا‬
‫كعناصرىا كانتقاليا كزكاليا في الشريعة كالقانكف السكداني كالصكمالي‪ ،‬كفي الباب‬
‫الرابع تحدث عف أحكاـ دعاكم حماية الحيازة كآثارىا في الشريعة كالقانكف السكداني‬
‫كالصكمالي‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫أكجو االتفاؽ ‪:‬‬
‫تتفؽ الدراسة السابقة مع الحالية في أف كال منيما تناكؿ تعريؼ الحيازة كشركطيا‬
‫كعناصرىا كانتقاليا كزكاليا في الشريعة كالقانكف السكداني ‪.‬‬
‫أكجو االختالؼ ‪:‬‬
‫تختمؼ الدراستاف في أف الحالية ركزت عمى الحيازة اليادئة في القانكف السكداني أما‬
‫السابقة فركزت عمى العقار كأنكاعو كأحكامو في الشريعة كالقانكنيف السكداني‬
‫كالصكمالي‪.‬‬
‫المطمب الخامس ‪ :‬دراسة بعنكاف ‪ :‬دكر الحيازة لمرىف الحيازم‪ -‬دراسة مقارنة بيف‬
‫التشريعات الكضعية كالشريعة اإلسالمية‪ ،‬قدميا الطالب‪ /‬بياف يكسؼ حمكد ‪،‬‬
‫أطركحة مقدمة لنيؿ درجة الدكتكراه في جامعة القاىرة‪ -‬كمية الحقكؽ عاـ ‪1986‬ـ‪.‬‬
‫تناكؿ الباحث فييا ماىية الرىف‪ ،‬كدكر الحيازة في نشكء الرىف‪ ،‬كدكر الحيازة في‬
‫نقاط الرىف‪ ،‬كااللتزامات المرتبطة بالحيازة ‪.‬‬
‫أكجو االتفاؽ ‪:‬‬
‫تتفؽ الدراسة الحالية مع الدراسة السابقة في أف كال منيما تناكؿ تعريؼ الحيازة حيث‬
‫تحدث الباحث في الباب األكؿ عف ماىية الحيازة‪.‬‬
‫أكجو االختالؼ‪:‬‬
‫تختمؼ الدراسة الحالية عف الدراسة السابقة في أف الدراسة الحالية تناكلت الحيازة‬
‫اليادئة في القانكف السكداني دراسة مقارنة بينما السابقة تناكلت " دكر الحيازة في‬
‫الرىف الحيازم‪ -‬دراسة مقارنة بيف التشريعات الكضعية كالشريعة اإلسالمية ‪ ،‬كركزت‬
‫الدراسة عمى جانب الرىف الحيازم‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى أف تناكليا في التشريعات‬
‫الكضعية مطمقا بينما الدراسة الحالية تختصر في القانكف السكداني دراسة مقارنة‪.‬‬

‫المطمب السادس ‪ :‬مساىمة الرسالة في الفكر اإلنساني‪:‬‬


‫إف مكضكع ىذا البحث مف المكضكعات الميمة في إطار السياسة المدنية المعاصرة‪،‬‬
‫حيث يتناكؿ كاقعا قانكنيا ميما ‪،‬ألف ىذا المكضكع لو عالقة كاضحة بالمعامالت‬
‫اليكمية كتصرفات الناس فيما بينيـ داخؿ المجتمعات‪ ،‬بحيث نجد مثؿ ىذه الكقائع‬

‫‪04‬‬
‫تحدث يكميا بيف فئات المجتمع كالدعاكم فيما يخص المنازعات المتعمقة بيذا‬
‫المكضكع مطركحة في جمسات المحاكـ ‪.‬‬
‫كاذا كاف ىذا االمتالؾ قد اكتسب ىذه األىمية فإنو البد أف يحدث نكعا مف‬
‫التنافس الذم قد يؤدم في النياية إلى االقتتاؿ كاالحتراب‪ ،‬كبما أف حب التممؾ‬
‫كحيازة األشياء غريزة في قمب كؿ إنساف فالبد أف يحدث التنازع كاالعتداء عمى حؽ‬
‫اآلخريف كبالتالي يككف ىذا البحث إضافة جديدة في مجاؿ الفكر اإلنساني كالحقؿ‬
‫في السكداف‬ ‫القانكني كالمدني في مجاؿ المنازعات التي قد تنشأ عف الحيازة‬
‫كسيسيـ أيضا في إثراء المكتبة العممية‪ ،‬كسد جزء مف النقص في الدراسات‬
‫كاألبحاث الميتمة بيذا الجانب‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التعريف بالحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الحيازة لغة واصطالحا‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬أركان الحيازة‪ ،‬وشروطيا في الفقو اإلسالمي‬
‫والقانون السوداني‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬عناصر الحيازة‪ ،‬وانتقاليا‪ ،‬وزواليا في الفقو‬
‫اإلسالمي‪ ،‬والقانون السوداني‬

‫‪06‬‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف الحيازة لغة واصطالحا‪.‬‬
‫المطمب األكؿ ‪ :‬تعريؼ الحيازة لغة ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬تعريؼ الحيازة اصطالحا‪.‬‬
‫(أ) تعريؼ الحيازة‪ :‬في الفقو اإلسالمي‬
‫(ب) تعريؼ الحيازة‪ :‬في القانكف السكداني‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬تعريؼ الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي كالقانكف السكداني‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫المطمب األول‬
‫تعريف الحيازة في المغة‪:‬‬
‫تأتي الحيازة بعدة معاف في المغة يذكر الباحث منيا ما يمي‪:‬‬
‫جاء في معجـ مقاييس المغة ( حكز ) الحاء كالكاك كالزام ‪ :‬أصؿ كاحد ‪ ،‬كىك‬
‫الجمع كالتجمع ‪ ،‬يقاؿ لكؿ مجمع كناحية حكز كحكزة ‪ ،‬كحمي فالف الحكزة‪ ،‬أم‬
‫المجمع كالناحية‪ ،‬ككؿ مف ضمف شيئا إلى نفسو مف ماؿ كغير ذلؾ فقد حازه حك از‬
‫كحيازة كحازه إليو كاحتازه إليو (‪ .) 1‬كقاؿ ابف منظكر(‪ .) 2‬كسيبكيو(‪ .) 3‬ىك تفعيؿ مف‬
‫حكز الشيء كالحكز مف األرض أف يتخذىا رجؿ كيبيف حدكدىا فيستحقيا فال يككف‬
‫ألحد فييا حؽ معو ‪ ،‬كذلؾ الحكز ‪ ،‬تحكز الرجؿ كتحيز إذا أراد القياـ فأبطأ ذلؾ‬
‫عميو ‪ ،‬كالحكز‪ .‬الجمع‪ ،‬ككؿ مف ضـ شيئا إلى نفسو مف ماؿ أك غير ذلؾ ‪ ،‬فقد‬
‫حازه حك از كحيازة كاحتازه إليو(‪ .) 4‬كفي تاج العركس ‪ :‬الحكز ‪ :‬الجمع كضـ الشيء‪،‬‬
‫ككؿ ضـ شيئا إلى نفسو مف ماؿ أك غير ذلؾ فقد حازه ( حك از ) الحيازة‪ ،‬كيقاؿ ‪:‬‬
‫حاز الماؿ ‪ ،‬إذا احتازه لنفسو‪ ،‬كيقاؿ ‪ ،‬الحكز‪ :‬الممؾ‪ ،‬كيقاؿ ‪:‬حازه يحكزه ‪ ،‬إذ ممكو‬
‫)‪ .‬كجاء في الحديث الشريؼ ‪ (..‬فكأنما حيزت لو الدنيا‬ ‫(‪5‬‬
‫كقبضو كاستبر بو‬

‫أحمد بف فارس بف زكريا القزكيني الرازم‪ ،‬مجمع مقاييس المغة ‪ :‬تحقيؽ عبدالسالـ محمد ىػاركف‪ ،‬دار الفكػر‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪9999 ،‬ىػ ‪9979 -‬ـ ‪ ،‬ج‪ 2‬ص ‪998 -997‬‬


‫محمد بف مكرـ بف عمي ‪ ،‬أبك الفضؿ ‪ ،‬جماؿ الديف ابف منظكر األنصارم الركيفعي اإلفريقي ‪ ،‬كلد بمصر‪،‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫كقيؿ في طرابمس الغرب ‪ ،‬عاـ ‪696‬ىػ ‪ -‬كخدـ في ديكاف اإلنشاء ‪ ،‬بالقاىرة‪ ،‬ثػـ كلػي القضػاء فػي طػرابمس كعػاد‬
‫إل ػػى مص ػػر فت ػػكفي فيي ػػا ع ػػاـ ‪799‬ى ػ ػ ‪ ،‬كم ػػف أش ػػير كتب ػػو " لس ػػاف الع ػػرب " انظ ػػر‪ :‬اإلع ػػالـ لمزركم ػػي ج‪ ،7‬ص‬
‫‪.968‬اإلعالـ‪ ،‬خير الديف ابف محمكد بف محمد بف عمى لمزركمي‪ ،‬ط‪ 5‬ج‪-7‬ص‪ ،968‬دار العمـ لممالييف‪.‬‬
‫عمرك بف عثمػاف بػف قنبػر الحػارثي بػالكالء ‪ ،‬أبػك بشػر ‪ ،‬الممقػب بسػيبكيو – أمػاـ النحػاة كأكؿ مػف بسػط عمػـ‬ ‫) ‪)3‬‬

‫النحك‪ ،‬كلػد فػي إحػدل قػرم شػيراز عػاـ ‪948‬ى ػ ‪ ،‬كقػدـ البصػرة ‪ ،‬فمػزـ الخميػؿ بػف أحمػد ‪ ،‬كصػنؼ كتابػو المسػمى‬
‫"كتاب سيبكيو في النحك " لـ يصنع قبمو كال بعػده مثمػو‪ ،‬كرحػؿ إلػى بغػداد فنػاظر الكسػائي ‪ ،‬كأجػازه الرشػيد بعشػر‬
‫آالؼ درى ػػـ ‪ ،‬تحقي ػػؽ ‪ :‬مجمكع ػػة م ػػف المحقق ػػيف بإشػ ػراؼ الش ػػيس ش ػػعيب األرن ػػاؤكط ‪ ،‬مؤسس ػػة الرس ػػالة ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫‪9465‬ىػ ‪9995 -‬ـ ‪ ،‬ج ‪ 8‬ص ‪959 ،‬‬
‫لساف العرب ج ‪ ، 5‬ص ‪949‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫تاج العركس مف جكاىر القامكس ‪ ،‬ج ‪ 5‬ص ‪926‬‬ ‫) ‪)5‬‬

‫‪08‬‬
‫بحذافيرىا)(‪ .) 1‬أم جمعت كأعطيت لو مف حازه يحكزه إذا قبضو كممكو كاستتر بو ‪،‬‬
‫قاؿ الشاعر ‪:‬‬
‫إذا اجتمع اإلسالـ كالقكت لمفتي‬
‫كأضحي صحيحا جسمو كىك في أمنو‬
‫فقد ممؾ الدنيا جميعا كحازىا‬
‫كحؽ عميػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو الشك ػ ػر هلل ذم المف‬
‫كفي المصباح المنير ‪ :‬حزت الشيء أحكزه حك از ‪ ،‬كحيازة ضممتو كجمعتو‪ ،‬ككؿ مف‬

‫ضـ شيئا إلى نفسو ‪ ،‬فقد حازه كتحيز الماؿ ضـ إلى الحيز ‪ ،‬كقكلو تعالى‪ (:‬‬

‫‪.)2()    ‬أم مائال إلى جماعة مف المسمميف‪ ،‬كانحاز الرجؿ‬

‫إلى القكـ بمعنى تحيز إلييـ (‪ .) 3‬كتأتي الحيازة بمعنى التنحية كاالنفراد (‪.) 4‬‬
‫إذف مفيكـ الحيازة في المغة ما ىك في حقيقة األمر إال ضـ الشخص شيئا لنفسو ما‬
‫دامت الحيازة ال تتحقؽ إال بالسيطرة عمى الشيء‪.‬‬
‫كأيضا لمحيازة في المغة معاف كثيرة منيا ما يمي‪:‬‬
‫المعنى األول‪ :‬االستحقاق‪ :‬تأتي الحيازة بمعنى االستحقاؽ فإذا حاز شخص أرضا‬
‫كبيف حدكدىا يككف مستحقا ليا دكف غيره ‪ ،‬جاء في لساف العرب ‪ ( :‬قاؿ سيبكيو‪:‬‬
‫ىك تفعيؿ مف حزت الشيء‪ ،‬كالحكز مف األرض أف يقتنييا رجؿ كيبيف حدكدىا‬
‫فيستحقيا فال يككف ألحد حؽ معو فذلؾ الحكز ) (‪.)5‬‬

‫أبػػي عبػػداهلل محمػػد بػػف يزيػػد ابػػف ماجػػة‪ ،‬سػػنف ابػػف ماجػػة‪ ،‬تحقيػػؽ شػػعيب األرنػػاؤكط ‪ ،‬دار الرسػػالة‪ ،‬بػػاب‬ ‫) ‪) 1‬‬

‫القناعة‪ ،‬رقـ الحديث ‪ ، 4999‬ج‪ ، 2‬ص ‪9987‬‬


‫سكرة األنفاؿ ‪ ،‬اآلية (‪)96‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫صابر طعيمة عبداهلل ‪ ،‬الدكلة كالسمطة في اإلسالـ لمطباعة كالنشر ‪ ،‬ط‪2665 ،9‬ـ‪ ،‬ص ‪445‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫المعجـ الكسيط ‪ ،‬مجمع المغة العربية‪ ،‬مكتبة اإلسالمية لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ، 2‬ص ‪.266‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪ ) 5‬لساف العرب مرجع سابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪342‬‬ ‫)‬

‫‪11‬‬
‫المعني الثاني ‪ :‬الجمع والضم‪ :‬كتأتي الحيازة بمعنى الجمع كالضـ‪ ،‬جاء في لساف‬
‫العرب ‪... " :‬الحكز كالضـ ككؿ مف ضـ شيئا إلى نفسو مف ماؿ أك غير ذلؾ فقد‬
‫حاز حك از ‪ ،‬كحازه إليو كاحتازه إليو (‪.)1‬‬
‫كجاء في مختار الصحاح ‪ ( :‬الحكز) الجمع ككؿ مف ضـ شيئا إلى نفسو فقد حازه‬
‫أيضا (‪.)2‬‬
‫المعنى الثالث‪ :‬التنحية واالنفراد‪:‬‬
‫كتأتي الحيازة بمعنى التنحية كاالنفراد ‪:‬‬
‫جاء في لساف العرب ‪ " :‬كىك يعني الحكز" مف حزت الشيء إل جمعتو أك نحيتو‬
‫كمنو حديث معاذ رضي اهلل عنو( فتحكز كؿ منيـ فصمى صالة خفيفة ‪ ،‬أم تنحى‬
‫كانفرد) ‪.‬‬
‫المعنى الرابع ‪ :‬اإلحراز‬
‫تأتي الحيازة بمعنى اإلحراز تقكؿ حزت الشيء أم أحرزتو ‪ ،‬جاء في لساف العرب ‪:‬‬
‫"قاؿ بعضيـ ىك ( يعني الحكز ) في قكلؾ حزت الشيء إذا أحرزتو (‪.)3‬‬
‫يالحظ أف الحيازة في ىذا المعني األخير كردت بمعنى اإلحراز فيؿ كممتا الحيازة‬
‫تحؿ كاحدة منيا محؿ األخرل في المعنى؟ أـ أف بينيما‬ ‫كاإلحراز مترادفتاف‬
‫اختالفا في المعنى (‪.)4‬‬
‫لإلجابة عف ىذا السؤاؿ البد مف الرجكع لمغة لمعرفة معنى اإلحراز كما عرفت‬
‫معنى الحيازة فيما سبؽ ‪.‬‬
‫معنى اإلحراز في المغة‪:‬‬
‫كرد اإلحراز في المغة بمعنى الضـ كالحفظ كالصيانة‪.‬‬

‫المرجع نفسو ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 342‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫نديـ مرعشمي كأسامة مرعشمي مختار الصحاح في المغة كالعمكـ ‪ ، ،‬دار الحضارة العربية‪ ،‬بيركت‪1975 ،‬ـ‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪ ،‬ص ‪162‬‬
‫لساف العرب ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪342‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫الطيػػب الفكػػي مكسػػى ‪ ،‬حيػػازة العقػػار فػػي الفقػػو اإلسػػالمي د ارسػػة مقارنػػة ‪ ،‬بيػػركت ‪ ،‬ط أكلػػى ‪1991‬ـ‪،‬‬ ‫) ‪) 4‬‬

‫‪،‬ص‪70‬‬

‫‪10‬‬
‫إح ار از ‪ ،‬إذا حفظتو كضممتو إليؾ‬ ‫جاء في لساف العرب ‪ :‬يقاؿ أحرزت الشيء‬
‫كضمو مف األخذ ‪ ،‬ككرد اإلحراز بمعنى الحيازة أك الحكز‪.‬‬
‫جاء في لساف العرب ‪ " :‬يعنى الحكز" مف قكلؾ حزت الشيء إذا أحرزتو‪.‬‬
‫‪-2‬كأيضا جاء في لساف العرب ‪ ":‬كأحرز الشيء فيك محركز كحريز حازه كالحرز ما‬
‫حيز مف مكضع أك غيره أك لجيء إليو " (‪.)1‬‬
‫‪-3‬كاسـ المكاف مف اإلحراز ىك المحرز‪ ،‬كقد كرد الحرز بمعنى المكضع الحصيف‬
‫يقاؿ حرز حريز‪ ،‬كالحرز ما أحرزت مف مكضع غيره‪.‬‬
‫يتضح مف ىذه التعريفات أف اإلحراز لو معاف تختمؼ عف معاني الحيازة مف ذلؾ‬
‫الحفظ كالصيانة في المكضع الحصيف ‪ ،‬كالحيازة ال يشترط فييا إف تككف مكضع نا‬
‫مصكنان كحصينان ‪ ،‬كلكنيما يشتركاف في معنى الضـ ‪ ،‬كذلؾ يؤكد أف بينيما عمكما‬
‫كخصكصا فكؿ إحراز حيازة كليس كؿ حيازة إح ار از فالحيازة أعـ مف اإلحراز‪،‬‬
‫كاإلحراز أخص مف الحيازة‪.‬‬
‫فمثال إذا كضعت مبمغا مف النقكد في خزانتؾ كأغمقتيا عميو فإنؾ قد أحرزت ىذه‬
‫النقكد‪ ،‬كىي أيضا في حيازتؾ ‪ ،‬أما إذا أعددت حظيرة لحفظ الماشية ككضعت‬
‫بداخميا نقكدا فإنؾ تككف حزت ىذه النقكد‪ ،‬كلكنؾ ال تككف قد أحرزتيا ألف الحظيرة‬
‫ليست المكضع الذم تحفظ فيو النقكد‪ ،‬كألنيا أعدت لحفظ الماشية‪ ،‬ألف النقكد تحفظ‬
‫في المحافظ كالخزائف‪ ،‬كلذلؾ نجد أف الفقياء عندما يتكممكف عف شركط السرقة‬
‫الحدية‪ ،‬يشترطكف اإلحراز كال يذكركف الحيازة كذلؾ ألف السرقة تقع عمى األمكاؿ‬
‫المنقكلة كال يتصكر سرقة العقارات ألنيا غير قابمة لمتحريؾ‪ ،‬كقد جرت العادة بحفظ‬
‫ىذه األمكاؿ المنقكلة في األماكف المعدة لحفظيا كصيانتيا‪ ،‬كىي تككف دائما مكضع‬
‫حصيف يناسبيا كلذلؾ عبر الفقياء‪ ،‬عف ىذه المكاضع بالحرز (‪.)2‬‬

‫لساف العرب ج ‪ ، 5‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪333‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫حيازة العقار في الفقو اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪72‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪11‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف الحيازة في اصطالح الفقياء‪:‬‬
‫مر فػي المغػة‪ ،‬كجميػكر‬
‫معني الحيازة في اصطالح الفقياء ال يخرج عف معناىا الذم ّ‬
‫الفقياء يعبركف عف الحيازة بكضع اليد عمى الشػيء‪ ،‬كاالسػتيالء عميػو خاصػة عنػدما‬
‫يتحػػدثكف عػػف أثػػر اليػػد فػػي اإلثبػػات مػػف حيػػث التفرقػػة بػػيف المػػدعي كالمػػدعى عميػػو ‪.‬‬
‫فيجعم ػػكف كاض ػػع الي ػػد م ػػدعى عمي ػػو ‪ ،‬ألف الظ ػػاىر يش ػػيد ل ػػو بكض ػػع ي ػػده ‪،‬كيجعم ػػكف‬
‫الطرؼ اآلخر مػدعيا‪ ،‬ألف الظػاىر ال يشػيد لػو ‪ ،‬ككػذلؾ يتحػدثكف عػف كضػع اليػد‬
‫عند ترجيح البينات عند التكافؤ ‪.‬‬
‫أمػػا التعبيػػر بالحيػػازة فػػال يتعػػرض لػػو جميػػكر الفقيػػاء إال فػػي حػػاالت‪ ،‬كمػػف ذلػػؾ أف‬
‫األحن ػػاؼ عن ػػدما يتح ػػدثكف ع ػػف ش ػػركط المكى ػػكب ‪ ،‬يش ػػترطكف أف يك ػػكف مح ػػك از ‪ ،‬أم‬
‫غير مشاع فيما يقسػـ ألف ىبػة المشػاع فيمػا يقسػـ ال تجػكز عنػدىـ‪ ...‬بقػكؿ الكاسػاني‬
‫(كمنيا) أف يككف محك از فال تحكز المشاع فيما يقسـ كتحكز فيما ال يقسـ (‪.) 1‬‬
‫يعنػػي بػػذلؾ أف يكػػكف المكىػػكب مفػػر از كمقبكضػػا بيػػد المكىػػكب لػػو‪ ،‬كبػػذلؾ تجػػكز لػػو‬
‫ىبتػػو ‪ ،‬ككرد لفػػظ الحيػػازة أيضػػا فػػي شػػركط الرضػػا ‪ ،‬يقػػكؿ الكاسػػاني " كأمػػا مػػا يرجػػع‬
‫إلى المرىكف فأنكاع " منيا " الحيازة فال يصح قبض المشاع إلى أف يككف محرزا‪.‬‬
‫كأكثر الفقيػاء اسػتعماال لكممػة الحيػازة ىػـ المالكيػة عنػدما يتحػدثكف عػف الحيػازة كتقػادـ‬
‫الزماف ‪ ،‬كقد فسركا ىذه الحيازة بكضع اليد عمى الشيء كاالستيالء عميو(‪.)2‬‬
‫يق ػػكؿ الش ػػيس ال ػػدردير ‪ :‬كاف ح ػػاز أجنب ػػي غي ػػر شػ ػريؾ ف ػػي الش ػػيء المح ػػاز " عق ػػا ار "‬
‫مفعكؿ حاز " كالحيازة كضع اليد عمى الشيء كاالستيالء عميو "‬
‫كيقكؿ الحطاب "تنبيو " اليد عبارة عف القرب كاالتصاؿ كأعظميا ثياب اإلنساف التػي‬
‫عميو ‪ ،‬كنعمو كمنطقو ‪ ،‬كيميو البساط الذم ىك جالس عميو كالدابة التػي ىػك راكبيػا ‪،‬‬
‫كيمييا الدابػة التػي ىػك سػائقيا أك قائػدىا ‪ ،‬كالػدار التػي ىػك سػاكنيا ‪ ،‬فيػك دكف الدابػة‬
‫لعػػدـ االسػػتيالء عمػػى جميعيػػا‪ ،‬قػػاؿ بعػػض العممػػاء فيقػػدـ أقػػكل اليػػديف عمػػى أضػػعفيما‬
‫فمك تنازع الساكناف الدار سكم بينيما بعد إيمانيما‪ ،‬كالراكب مع الراكب‪ ،‬كالراكب مػع‬

‫عالء الديف بابكر مسعكد الحنفي ‪،‬بدائع الصنائع ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪999‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫احمد الدردير‪ ،‬مذىب اإلماـ مالؾ ‪ ،‬الشرح الصغير عمى أقرب المسالؾ ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪699‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪12‬‬
‫يمينو ‪ .‬كالمػذىب اإلباضػي ‪ ،‬ىػك المػذىب الكحيػد بعػد المػذىب المػالكي الػذم تحػدث‬
‫عف الحيازة بتكسع ككضع ليا تعاريؼ مختمفة ‪ ،‬كبيف شركطيا كأنكاعيا‪.‬‬
‫كقد عبر اإلباضية عف الحيازة بالقعكد كالشيرة كىي كممات تستكم فػي المعنػى العػاـ‬
‫لمحيازة‪ ،‬كلكف لكؿ منيا استعماليا الخاص كشركطيا عند التطبيؽ‪.‬‬
‫فم ػػدعي الحي ػػازة يس ػػمى قاع ػػدا أم كاض ػػعان ي ػػده عم ػػى الش ػػيء كمس ػػتكعبا ‪ ،‬كالمش ػػيكر‬
‫كالشيرة ىما اشتيار الحيػازة بػيف النػاس بمعنػى أنيػـ يػركف الحػائز يحػكز الشػيء المػدة‬
‫الطكيمة كال يعممكف ليا غيػر ىػذا الحػائر كىػك يتصػرؼ فيػو تصػرؼ المالػؾ فػي ممكػو‬
‫بػػال معارضػػة ‪.‬جػػاء فػػي كتػػاب النيػػؿ مػػا يمػػي ‪ " :‬الحيػػازة كالمشػػيكر شػػيء كاحػػد فػػي‬
‫اصػػطالحيـ كانمػػا اختمفػػا فػػي المفػػظ‪ ،‬كىػػذه الحيػػازة غيػػر الحيػػازة ال ػكاردة فػػي الحػػديث‬
‫بعشرة سنيف(‪ .) 1‬كجاء في كتاب النيؿ أيضا ‪ " :‬كقيؿ مدعي الحيازة قاعد " كجػاء فػي‬
‫شرحو في باب الدعاكم كالعقكد ‪ " :‬كقيؿ مدعي الحيازة قاعد " فيو ألنو أدعػى دعػكل‬
‫منفػػردة عػػف دعػػكل الخػػركج مػػف غي ػره إليػػو ‪ ،‬بػػؿ ال يمػػزـ مػػف دعػػكل الحيػػازة أنػػو كػػاف‬
‫بغيره‪ ،‬كقيؿ ألف حاصؿ الحيازة االشتماؿ عمى الممؾ كالككف باليد (‪.) 2‬‬
‫كجػػاء فػػي شػػرح كتػػاب النيػػؿ مػػا يمػػي ‪ :‬بالتصػػرؼ فيػػو مػػدة مخصكصػػة ‪ ،‬كىػػي ثػػالث‬
‫سػػنكات بمعنػػى الشػػيرة كعشػػر سػػنكات فػػي الحيػػازة ال ػكاردة فػػي الحػػديث كالشػػيرة ىػػي‬
‫إظيػػار الشػػيء بالمسػػاف أك غيػره فػػي المغػػة ‪ .‬كالتصػػرؼ فػػي األصػػؿ تمػػؾ المػػدة إظيػػا ار‬
‫لتممؾ ‪ ،‬نطؽ بو أك ينطؽ بػو ‪ ،‬مػع معرفػة تصػرفو ‪ ،‬ألنػو أخػذ فػي تعريفيػا االدعػاء ‪،‬‬
‫كىك ال يككف في حقيقتو إال بالمساف ‪ ،‬فالشيرة بمعنى الخبر(‪.) 3‬‬
‫ب‪ -‬تعريف الحيازة في القانون ‪:‬‬
‫تػػنص المػػادة ‪ 9/699‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ عمػػى اآلتػػي ‪" :‬‬
‫الحيػػازة سػػمطة فعميػػة يباشػػرىا الحػػائز بنفسػػو أك بكاسػػطة غيػره عمػػى شػػيء مػػادم بحيػػث‬
‫تككف في مظيرىا الخارجي كفي قصد الحائز مزاكلة الممكية أك لحؽ عيني آخر‪.‬‬

‫‪. 565‬‬ ‫محمد بف يكسؼ اطفيش ‪ ،‬شرح كتاب النيؿ كشفاء العميؿ ‪ ،‬ج ‪ ، 99‬ص‬ ‫) ‪)1‬‬

‫المرجع السابؽ‪ ،‬ج ‪ ، 99‬ص ‪976 - 969‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪569 -562‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪13‬‬
‫عرفت ىذه المادة الحيازة بأنيا سمطة يستعمميا الحائز عمى شػيء مػادم اسػتعماالن فعميػان ‪،‬‬
‫كذلؾ عف طريؽ أعماؿ مادية ىي األعماؿ التػي يقػكـ بيػا المالػؾ عػادة فػي اسػتعمالو لحػؽ‬
‫الممكية كاف يسكف الدار أك يؤجرىا أك يزرع األرض أك يزارعيا ‪ ،‬سكاء كاف ذلػؾ بنفسػو أك‬
‫بكاسػػطة غي ػره‪ .‬ىػػذه المػػادة تقابػػؿ المػػادة ‪ 9998‬مػػف القػػانكف المػػدني المصػػرم التػػي تعػػرؼ‬
‫الحيازة يقكليا ‪( :‬الحيػازة ىػي أف يسػيطر الشػخص سػيطرة فعميػة عمػى شػيء يجػكز التعامػؿ‬
‫فيػػو أك يسػػتعمؿ بالفعػػؿ حقػػا مػػف الحقػػكؽ "‪ .‬كتقابػػؿ المػػادة ‪ )9( 9976‬مػػف القػػانكف المػػدني‬
‫األردنػػي التػػي عرفػػت الحيػػازة بقكليػػا‪ " :‬الحيػػازة سػػيطرة فعميػػة مػػف شػػخص بنفسػػو أك بكاسػػطة‬
‫غيره عمى شيء أك حؽ يجكز التعامؿ فيو ؟‬
‫مف ىنا يتضح أف معنى الحيازة في القػانكف السػكداني ال يختمػؼ عػف معناىػا فػي القػانكنيف‬
‫المصرم كاألردني ‪ ،‬غير أف القانكف السكداني عرؼ الحيازة بأنيا سمطة فعمية بينما عرفيا‬
‫القانكناف المصرم كاألردني بأنيا سيطرة فعمية فيؿ كممة سمطة مطابقػة لكمػة سػيطرة فػي‬
‫المعنػػي أـ أف ىنالػػؾ اختالفػػا بينيمػػا(‪ .) 1‬لإلجابػػة عػػف ىػػذا الس ػؤاؿ البػػد مػػف الرجػػكع لمعنػػى‬
‫الكممتػػيف فػػي المغػػة لمعرفػػة مػػدل تطابقيمػػا أك اختالفيمػػا كالمجػػاؿ الػػذم تسػػتعمؿ فيػػو كػػؿ‬
‫كاحدة منيما في حالة االختالؼ ‪.‬‬
‫معنى السمطة في المغة‪:‬‬
‫تػػأتي السػػمطة فػػي المغػػة بمعنػػى القيػػر كالغمبػػة كمنيػػا السػػمطاف كىػػك الحجػػة كالبرىػػاف كالبينػػة‪،‬‬
‫كجا ء في لساف العرب ‪ " :‬سمط ‪:‬السالطة القير كقد سمطو اهلل فتسمط عمػييـ كاالسػـ سػمطة‬
‫بالضـ(‪.) 2‬كجاء في لساف العرب السمطاف ‪ :‬الحجة كالبرىاف ‪ ،‬ال يجمػع ألف مجػراه مجػرل‬

‫المصػػدر‪ ،‬كقػػاؿ الزجػػاج فػػي قكلػػو تعػػالى ‪     ( :‬‬

‫(‪) 3‬‬
‫‪ .‬إم حجػػة كبينػػة ‪ ،‬كقػػاؿ أبػػكبكر ‪ :‬فػػي السػػمطاف ق ػكالف‪ :‬أحػػدىا سػػمي‬ ‫‪) ‬‬

‫سمطانا لتسميطو كاآلخر سمي سمطانا ألنو حجة مف حجج اهلل(‪.) 4‬‬

‫الطيب الفكي مكسى ‪،‬حيازة العقار في الفقو اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪77‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫لساف العرب ‪ ،‬مرجع سابؽ ج ‪ ، 7‬ص ‪926‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫سكرة غافر ‪ ،‬اآلية ‪29‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫لساف العرب ‪ ،‬مرجع سابؽ ج ‪ ،4‬ص ‪964‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪14‬‬
‫معنى السيطرة في المغة ‪:‬‬
‫تأتي السيطرة في المغة بمعنػى التسػمط عمػى الشػيء كاإلشػراؼ عميػو كتعيػده‪ ،‬جػاء‬
‫في لساف العرب ‪ ( :‬المسيطر كالمصيطر المسمط عمى الشيء ليشػرؼ عميػو كيتعيػد‬
‫أحكالو كيكسب عممو ‪ ،‬كأصػمو مػف السػطر ‪ ،‬ألف الكتػاب مسػطر كالػذم يفعمػو مسػطر‬

‫كمسػػيطر‪ ،‬يقػػاؿ سػػيطرت عمييػػا‪ ،‬كفػػي القػرآف (‪.) 1( )  ‬‬

‫أم مسمط‪.‬‬
‫كتأتي السػيطرة بمعنػى الرقابػة كالحفػظ كالتعيػد ‪ .‬جػاء فػي لسػاف العػرب ‪ :‬قػاؿ الميػث ‪:‬‬
‫السيطرة مصدر المسيطر‪ ،‬كىك الرقيب كالحافظ كالمتعيد لمشيء‪.) 2( .‬‬
‫يتضػػح مػػف معنػػى الكممتػػيف فػػي المغ ػػة ‪ :‬أف بينيمػػا معنػػى مشػػتركا ىػػك الييمنػػة عم ػػى‬
‫الشيء كالقدرة عميو‪ ،‬غير أف كممة السمطة تنفرد بمعنػى القيػر‪ .‬كالحجػة كالممػؾ‪ ،‬بينمػا‬
‫تعنػي كممػة السػيطرة الرقابػة عمػى الشػيء كحفظػو كتعيػده بصػفة خاصػة ‪ ،‬كلػذلؾ فيػي‬
‫أخػػص م ػػف السػػمطة ‪ ،‬كي ػػرل الباحػػث أني ػػا الكممػػة المعبػ ػرة عػػف الحي ػػازة ‪ ،‬ألف الح ػػائز‬
‫يضع يده عمى الشيء كيشرؼ عميو كيراقبو كيتعيده بالرعاية(‪.) 3‬‬

‫سكرة الغاشية‪ ،‬اآلية ‪22‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫لساف العرب ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪964‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫الطيب الفكي ‪ ،‬حيازة العقار في الفقو اإلسالمي ‪،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪79‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪15‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬تعريف الحيازة اليادئة في القانون السوداني والفقو اإلسالمي‬
‫المقصػػكد باليػػدكء ىػػك أف يػػتمكف كاضػػع اليػػد مػػف االنتفػػاع بالشػػيء انتفاعػػا ال يشػػكبو‬
‫عنؼ أك قكة‪ ،‬كليس ىناؾ ما يعكر صفك ىػذه الحيػازة‪ ،‬كأمػا مػف يعمػد إلػى كضػع اليػد‬
‫بطريػػؽ العنػػؼ كالغصػػب كاإلك ػراه فػػإف حيازتػػو تبػػدك معيبػػة بعيػػب اإلك ػراه ‪ ،‬مػػا داـ قػػد‬
‫حصػػؿ عمػػى الحيػػازة بيػػذا الكج ػو ‪ ،‬كمػػا دامػػت القػػكة كالتيديػػد بػػاقييف لػػـ ينقطعػػا‪ ،‬تقػػكـ‬
‫الحيازة بدكر ميػـ فػي الحيػاة القانكنيػة‪ ،‬فالسػيطرة عمػى الشػيء بمػا يتفػؽ مػع طبيعتػو ‪،‬‬
‫كالتي تتسػـ باليػدكء كاالسػتقرار كالعالنيػة كالكضػكح‪ ،‬ىػي كضػع كمركػز قػانكني لمحػائز‬
‫يحميو القانكف في حػد ذاتػو‪ ،‬بصػرؼ النظػر عػف سػند الحػائز فػي حيازتػو ‪ ،‬إذ يكفػي‬
‫الحائز التدليؿ عمى قياـ حيازتو المستجمعة لشرائعيا القانكنية ليضػفي القػانكف حمايتػو‬
‫عميو ‪ ،‬أما مف يػدعي عػدـ أحقيػة الحػائز فيمػا يحػكز فعميػو عػبء اإلثبػات لمػا يدعيػو‪،‬‬
‫فإف نجح في مسعاه كاستصدر حكما قضائيا باستحقاقو الممكيػة يمكػف حينئػذ اسػترداد‬
‫الحيازة‪.‬‬
‫لكف ال يمكف غصب الحيازة أك االستيالء عمييا كرىا‪ ،‬كبالقكة مف الحػائز ‪ ،‬حتػى كلػك‬
‫ك ػػاف مس ػػنده ق ػػد انتي ػػى أك زاؿ ب ػػأثر رجع ػػي ‪ ،‬فاس ػػتقرار األكض ػػاع القانكني ػػة الظ ػػاىرة‪،‬‬
‫كتحقيؽ األمف االجتماعي مف أىـ األىداؼ القانكنية‪.‬‬
‫بجانب ذلؾ ‪ ،‬تعطػي الحيػازة مركػز األفضػمية لمحػائز فػي إثبػات ممكيتػو لمػا يحػكز أك‬
‫الكتسػػابو الحػػؽ العينػػي األصػػمي عميػػو ‪ ،‬فالحيػػازة قرينػػة قانكنيػػة عمػػى الممكيػػة تصػػمح‬
‫كحػػدىا كسػػبب قػػانكني الكتسػػاب الممكيػػة ‪ ،‬كليػػذه القرينػػة كالكسػػيمة فائػػدة عظيمػػة عنػػد‬
‫المنازعة فػي الممكيػة‪ ،‬إذ قػد يكػكف الحػائز قػد اشػترل العقػار بعقػد عرفػي غيػر مسػجؿ‬
‫معتمػدا عمػػى ضػػمير البػػائع كاحت ارمػػو لتعيداتػػو ‪ ،‬أك لعػػدـ قدرتػػو عمػػى دفػػع مصػػركفات‬
‫التسػػجيؿ ‪ ،‬أك فقػػد المشػػترم سػػنده كىػػك عقػػد البيػػع بسػػرقة أك حريػػؽ أك غيػره ‪ ،‬أك كػػاف‬
‫المالؾ كارثا لمعقػار عػف أبيػو أك عػف جػده ‪ ،‬كىكػذا‪ ،‬كلكػف لػيس بيػده سػند مكتػكب عػف‬
‫أصؿ الممكية(‪.) 1‬‬

‫مجتبي محمد عمر أحمد مكسى‪ ،‬الكجيز في الحقكؽ العينية األصمية " حؽ الممكية" ‪2695‬ـ ‪ ،‬ص ‪469‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪16‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أركان الحيازة وشروطيا في الفقو اإلسالمي‬
‫والقانون السوداني‬
‫المطمب األول‪ :‬أركان الحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬شروط الحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬

‫‪17‬‬
‫المطمب األول‬
‫أركان الحيازة‬
‫لمحيازة ركناف أساسياف ‪ ،‬األكؿ مادم كيتمثؿ في السيطرة الفعمية عمى الشيء‬
‫المحكز‪ ،‬كالثاني معنكم ‪ ،‬كيتمثؿ في نية الحيازة لمحساب الخاص أما العيكب التي‬
‫قد يعترييا فتتمثؿ في اإلكراه أك الخفاء ‪ ،‬أك الغمكض‪ ،‬كىي عيكب مؤقتة كنسبية‪.‬‬
‫األشياء التي تصمح محالً الحيازة‪:‬‬
‫تػػرد الحيػػازة عمػػى األشػػياء التػػي يمكػػف حيازتيػػا كالسػػيطرة عمييػػا‪ ،‬كىػػي األشػػياء الماديػػة‬
‫مػػف عقػػار أك منقػػكؿ (‪ .) 1‬أمػػا األشػػياء المعنكيػػة مػػف الحقػػكؽ الذىنيػػة كحػػؽ المؤلػػؼ‬
‫كبراءات االقتراع كغيرىا فيي مبػادئ كأفكػار قانكنيػة يصػعب القػكؿ بإمكانيػة السػيطرة‬
‫عمييا ماديا ‪ ،‬ككذلؾ الشأف بالنسبة لممجمكعات القانكنيػة كالتػي تضػـ عناصػر ماديػة‪،‬‬
‫كأخرل معنكية كالمحؿ التجارم كالتركة ‪ ،‬فيي األخرل ال تسرم عمييا قكاعػد الحيػازة‪،‬‬
‫إال أف دعػػكل اإلرث ال تسػػمح مػػع الػػتمكف كعػػدـ العػػذر الشػػرعي عمػػى مػػف كضػػع يػػده‬
‫عمػػى عقػػار متصػػرفا فيػػو تصػػرؼ المالػػؾ بػػال منازعػػة أك انقطػػاع مػػدة ثػػالث كثالثػػيف‬
‫سنة(‪.) 2‬‬
‫كم ػا أف الحػػؽ الشخصػػي أم عالقػػة المديكنيػػة القائمػػة بػػيف الػػدائف كالمػػديف ال تسػػرم‬
‫عمييػػا الحيػػازة‪ ،‬فػػال يتصػػكر الشػػخص أف يصػػبح الشػػخص مػػدينا آلخػػر بمجػػرد إعػػالف‬
‫الدائف بذلؾ لفترات طكيمػة ‪ ،‬أم بالتقػادـ المكسػب ‪ ،‬كاف كػاف يتصػكر أف يسػقط الحػؽ‬
‫الشخصي بالتقادـ المسقط لعدـ مطالبة الدائف بدينو‪ ،‬ليصبح دينا طبيعيا (‪.) 3‬‬
‫أما السند لحاممو فيعتبر ماال منقكال ‪ ،‬حيث ينتقؿ بمجرد تسميـ السند المثبػت لمحػؽ‪،‬‬
‫فيخ ػػتمط الح ػػؽ ذات ػػو بالكرق ػػة المثبت ػػة ل ػػو كيص ػػبح الح ػػائز لمس ػػند ى ػػك ال ػػدائف ب ػػالمبم‬
‫المسػجؿ فيػو ‪ ،‬كالحيػازة ال يتصػػكر كركدىػا عمػى األمػكاؿ التػػي ال تقبػؿ التممػؾ أساسػػا‬
‫حيث ال ترد عميو الحقكؽ الخاصة مف حيث المبػدأ ‪ ،‬كذلػؾ كػاألمكاؿ العامػة‪ ،‬فيػي ال‬

‫المادة ‪ 649‬مف قانكف المعامالت المدنية السكدانية ‪ ،‬لسنة ‪9984‬ـ‬ ‫) ‪)1‬‬

‫المادة ‪ 656‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني لسنة‪9984‬ـ‬ ‫) ‪)2‬‬

‫نبيؿ إبراىيـ سعيد ‪ ،‬الحقكؽ العينية األصمية‪ ، ،‬منشأة المعارؼ اإلسكندرية‪ ،‬ب ط ‪ ،2666،‬ص ‪489‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪18‬‬
‫يجػػكز التصػػرؼ فييػػا كال الحجػػز عمييػػا كال تممكيػػا بالتقػػادـ (‪ .) 1‬أمػػا األمػكاؿ الخاصػػة‬
‫المممككػػة لمدكلػػة أك ألحػػد األشػػخاص المعنكيػػة العامػػة األخػػرل‪ ،‬كىػػي كاف كانػػت تقبػػؿ‬
‫التعام ػ ػػؿ ‪ ،‬إال أنيػ ػ ػا ال ت ػ ػػرد عميي ػ ػػا الحي ػ ػػازة أيض ػ ػػا‪ ،‬كذات الح ػ ػػاؿ بالنس ػ ػػبة ل ارض ػ ػػي‬
‫الصػػحراكية‪ ،‬كالخاضػػعة ألحكػػاـ التقػػادـ المكسػػب‪ ،‬إال أف القػػانكف لػػـ يفػػكت التأكيػػد‬
‫عمػػى خػػركج أم ػكاؿ الدكلػػة الخاصػػة مػػف أحكػػاـ التقػػادـ ‪ ،‬ككػػذلؾ أم ػكاؿ شػػركات قطػػاع‬
‫األعماؿ العامة كاألكقاؼ الخيرية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الركن المادي " السيطرة عمى الشيء" ‪:‬‬
‫‪-9‬تعريف السيطرة وممارستيا‪:‬‬
‫يتمثؿ الركف المادم في الحيازة في السيطرة عمى الشيء المحػكز إم كضػع اليػد فعػال‬
‫عميػػو ‪ ،‬كالػػذم تختمػػؼ طريقتػػو بحسػػب طبيعػػة الشػػيء المحػػكز ذاتػػو ‪ ،‬فمػػا يتفػػؽ مػػع‬
‫بعػػض األشػػياء فػػي حيازتيػػا قػػد ال يتفػػؽ بالضػػركرة مػػع األخػػرل‪ ،‬فحيػػازة المنػػزؿ تكػػكف‬
‫بسػكناه كالمحػػؿ بممارسػػة النشػػاط المخصػػص لػػو ‪ ،‬كاألرض بزراعتيػػا كالسػػيارة برككبيػػا‬
‫كالمكاشػػي باقتنائيػػا كرعايتيػػا كالحصػػكؿ عمػػى ألبانيػػا كأص ػكافيا أك رككبيػػا إف صػػمحت‬
‫لذلؾ كالخيػؿ كالبغػاؿ كالحميػر‪ ،‬باسػتعمالو كالجمػكس عميػو ‪ ،‬ككضػع األشػياء فيػو‪ ،‬فػإف‬
‫كاف الحائز يسيطر عمى ارتفػاؽ مػركر أك ارتفػاؽ شػرب كانػت السػيطرة الماديػة عميػو‬
‫بػػالمركر فعػػال فػػي المكػػاف الم ػراد اسػػتعماؿ الحػػؽ فيػػو أك بأخػػذ الميػػاه فعػػال مػػف مػػركم‬
‫الج ػػار (‪ .) 2‬ال يش ػػترط ف ػػي الحي ػػازة أف يظ ػػؿ الح ػػائز كاض ػػعا ي ػػده طػ ػكاؿ الي ػػكـ عم ػػى‬
‫الشػػيء‪ ،‬ككػػؿ يػػكـ‪ ،‬فقػػد يغػػادر الشػػخص منزلػػو طمبػػا لمػػرزؽ أك الس ػياحة أك العػػالج أك‬
‫غيػره‪ ،‬كاألرض يتركيػػا صػػاحبيا لػػيال كيعػػكد إلييػػا نيػػا ار أك كممػػا يحتػػاج األمػػر لمباشػرة‬
‫أعماؿ الزراعة ‪ ،‬كالسيارة قد يركبيا صاحبيا طكاؿ اليكـ كقد يتركيا في مكانيػا فتػرات‬
‫طكيمػػة كفػػي ك ػػؿ ىػػذه الحػػاالت‪ ،‬كم ػػا يماثميػػا‪ ،‬ال يفقػػد الح ػػائز السػػيطرة الماديػػة عم ػػي‬
‫الش ػػيء ب ػػؿ يظ ػػؿ محتفظ ػػا بي ػػا عمي ػػو ‪ ،‬م ػػا داـ ت ػػـ بح ػػكزة ش ػػخص آخ ػػر ‪ ،‬كاذا تن ػػازع‬
‫أشخاص متعددكف عمى الحيازة افترض أف مف يباشر السيطرة المادية ىك الحائز إلى‬

‫المادة ‪ 659‬مف قانكف المعامالت المدنية كالمادة‪ 45‬مف قانكف التخطيط العمراني ‪ ،‬التصرؼ في األ ارضػي‬ ‫) ‪)1‬‬

‫لسنة ‪9994‬ـ‪،‬‬
‫عبدالرازؽ أحمد السنيكرم‪ ،‬الكسيط في شرح القانكف المدني ‪ ،‬أسباب كسب الممكية‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ‪792‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪21‬‬
‫أف يثبػت العكػس (‪ .) 1‬كال يعنػي غيػاب الشػخص فتػرة عػف منزلػو أك مزرعتػو أنػو غيػػر‬
‫مسػػيطر عمييػػا ف ػػاألمر يرجػػع لطبيعػػة الش ػػيء كمػػا تتطمب ػو الحي ػػازة مػػف أعمػػاؿ مادي ػػة‬
‫عميػػو‪ ،‬فاالسػػتمرار فػػي األعمػػاؿ ال يعنػػي بالضػػركرة كجػػكد الحػػائز ط ػكاؿ كػػؿ دقيقػػة‬
‫كثانيػػة ‪ ،‬فيػػذا أمػػر غيػػر معتػػاد فػػي كػػؿ الحيػػازات بحسػػب طبيعتيػػا‪ ،‬كلكػػف لػػيس معنػػى‬
‫ذلؾ فترات أخرل‪ ،‬فاالنقطاع غير المعتاد في أعماؿ الحيازة يفقدىا ركنيا المػادم كال‬
‫تصمح إلنتاج آثارىا (‪ .) 2‬كىػذه مسػألة تخضػع لتقػدير محكمػة المكضػكع دكف رقابػة‬
‫مف المحكمة العميا متى بنت قضاءىا عمى أسباب سابقة‪.‬‬
‫يع ػػد ع ػػدـ اس ػػتمرار الحي ػػازة م ػػف عيكبي ػػا المطمق ػػة كالت ػػي يج ػػكز لك ػػؿ ذم مص ػػمحة أف‬
‫يتمسؾ بو ‪ ،‬عمى عكس العيػكب األخػرل فيػي نسػبية كمؤقتػة‪ ،‬حيػث الحيػازة المتقطعػة‬
‫تكػػكف فػػي ذاتيػػا غيػػر مسػػتمرة بالنسػػبة لمنػػاس كافػػة ‪ ،‬فمكػػؿ ذم مصػػمحة التمسػػؾ بيػػا‬
‫ألنيػػا غيػػر مسػػتمرة بالنسػػبة لػػو أيضػػا ‪ ،‬كلكػػف عػػدـ االسػػتمرار يمكػػف أف يػػزكؿ إذا مػػا‬
‫باتت الحيازة مستمرة (‪.) 3‬‬
‫كيتحقؽ عدـ استمرار الحيازة فقدىا إذا تػـ اسػتردادىا ‪ ،‬فػال تنقطػع مػدة التقػادـ المػانع‬
‫مػػف سػػماع الػػدعكل بفقػػده الحيػػازة فػػال تعتبػػر الحيػػازة قػػد ازلػػت إذا كردت عمػػى عقػػار‬
‫كاستردىا الحائز خالؿ سنة أك رفع الدعكل باستردادىا في ىذا الميعاد (‪.) 4‬‬
‫‪-2‬ال يشترط في الحائز التمييز‪:‬‬
‫تقكـ الحيازة في ركنيا المادم عمى مباشرة أعماؿ مادية كلػيس تصػرفات قانكنيػة عمػى‬
‫الشػػيء المحػػكز ‪ ،‬بمػػا يتفػػؽ مػػع طبيعتػػو ‪ ،‬كىػػذه األعمػػاؿ قػػد يباشػػرىا الحػػائز بنفسػػو ‪،‬‬
‫كمػػا يمكػػف أف يباشػػرىا الغيػػر لحسػػاب الحػػائز ‪ ،‬لظػػركؼ معينػػة مػػف ضػػيؽ الكقػػت أك‬
‫عدـ التخصص أك انعداـ أك نقص األىميػة أك دكاعػي السػفر ‪ ،‬كبالتػالي أجػاز القػانكف‬
‫أف يعمػػف الحػػائز شخص ػان عػػديـ التمييػػز‪ ،‬كالصػػغير الػػذم لػػـ يبم ػ السػػابعة كالمجنػػكف‬
‫كالمعت ػػكه ‪ ،‬كم ػػف ب ػػاب أكل ػػى يج ػػكز أف يك ػػكف الح ػػائز ن ػػاقص األىمي ػػة‪ ،‬فيج ػػكز بغي ػػر‬

‫المادة ‪ 2 /695‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني ‪ ،‬لسنة‪9984‬ـ‬ ‫) ‪)1‬‬

‫المادة ‪ 9/646‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني ػ لسنة ‪9984‬ـ‪.‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫عبدالرازؽ احمد السنيكرم ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪845‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫المادة ‪ 2/646‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني ‪ ،‬لسنة ‪9984‬ـ‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪20‬‬
‫المميز أف يكسب الحيازة عف طريػؽ مػف ينػكب عنػو نيابػة قانكنيػة ‪ ،‬فعػديمك األىميػة‬
‫يحدد ليـ القانكف أشخاصا مسئكليف عف إدارة مصالحيـ المالية مػف األكليػاء كالقػكاـ ‪،‬‬
‫كىػ ػؤالء يمك ػػنيـ مباشػ ػرة ك ػػؿ أعم ػػاؿ الس ػػيطرة المادي ػػة لحس ػػابيـ بص ػػفة عام ػػة كى ػػك م ػػا‬
‫نصػػت عميػػو المػػادة ‪ 599‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة بنصػػيا عمػػى " يجػػكز لقػػديـ‬
‫األىمية أك ناقصيا أف يكسب الحيازة عف طريؽ مف ينكب عنو قانكنا (‪.) 1‬‬
‫‪-9‬الحيازة بالواسطة‪:‬‬
‫إف دكاعػػي السػػفر أك عػػدـ التخصػػص أك ضػػيؽ الكقػػت ‪ ،‬كغيرىػػا قػػد تضػػطر الحػػائز‬
‫لالتف ػػاؽ م ػػع الغي ػػر عم ػػى إدارة ش ػػؤكنو المالي ػػة‪ ،‬كمني ػػا القي ػػاـ بأعم ػػاؿ الحي ػػازة المادي ػػة‬
‫لحسػػاب الحػػائز ذاتػػو‪ ،‬كلػػيس لحسػػاب الكسػػيط كيشػػترط لػػذلؾ أف يحػػكز الكسػػيط باسػػـ‬
‫كلحساب الحائز‪ ،‬كأف يككف تابعا لمحػائز فػي ىػذا الشػأف أم يتمقػى أكامػره كنكاىيػو مػف‬
‫الح ػػائز ذات ػػو ‪ ،‬كبالت ػػالي تص ػػبح الحي ػػازة بالكس ػػاطة حت ػػى ك ػػأف الكس ػػيط يباش ػػرىا باس ػػـ‬
‫الحػػائز‪ ،‬ككػػاف متصػػال بػػو اتصػػاال يمزمػػو االئتمػػار بػػأكامره فيمػػا يتعمػػؽ بيػػذه الحيػػازة(‪.)2‬‬
‫كعنػػد الشػػؾ يفتػػرض أف مباشػػر الحيػػازة إنمػػا يحػػكز لنفسػػو‪ ،‬فػػإف كانػػت اسػػتم ار ار لحيػػازة‬
‫سػػابقة افتػػرض أف ىػػذا االسػػتمرار ىػػك لحسػػاب البػػادئ بيػػا فػػإذا ثبػػت قيػػاـ الحيػػازة فػػي‬
‫كقػػت سػػابؽ معػػيف ككانػػت قائمػػة حػػاال كػػاف ذلػػؾ قرينػػة عمػػى قيامػػو فػػي المػػدة مػػا بػػيف‬
‫الػػزمنيف ‪ ،‬مػػا لػػـ يقػػـ الػػدليؿ عمػػى العكػػس (‪ .) 3‬كجػػرت السػكابؽ بػػأف االضػػطرار إلػػى‬
‫االنتفاع المكسمي باألرض طبقا إلمكانيات االنتفػاع المحميػة كالز ارعػة فقػط فػي مكسػـ‬
‫األمطػػار أك بعػػد الفيضػػاف ‪ ،‬ال تعػػد انقطاعػػا لمحيػػازة (‪ .) 4‬كأقػػاـ القػػانكف قرينػػة قانكنيػػة‬
‫ببقاء الحيازة محتفظة بالصفة التي بدأت بيػا كقػت كسػبيا‪ ،‬كىػي قرينػة بسػيطة يجػكز‬
‫إثبػػات عكسػػيا بإثبػػات انقط ػػاع الحيػػازة أك التنػػازؿ عني ػػا باألدلػػة الممكنػػة كالمقنع ػػة ‪،‬‬
‫كانقطػػاع الحيػػازة س ػكاء بفعػػؿ المالػػؾ أك بمػػف ينػػكب عنػػو خػػالؿ مػػدة التقػػادـ تمغػػى أثػػر‬

‫المادة ‪ 956‬القانكف المدني المصرم ‪ ،‬المادة ‪ 869‬مف القانكف المدني الجزائرم‪.‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫مجتبي محمد عمر أحمد مكسى ‪،‬حؽ الممكية " الحقكؽ العينية ل ىمية" ط األكلى ‪2695‬ـ ‪ ،‬ص ‪ – 494‬ـ‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪ 692‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداف لسنة ‪9984‬ـ‪.‬‬


‫المادة ‪ 9/696‬مف قانكف المعامالت المدنية لسنة‪9984‬ـ ‪ ،‬كالمادة‪ 2/959‬مف القانكف المدني المصرم‬ ‫) ‪)3‬‬

‫اكربػػي كآخ ػريف ضػػد حمػػكدة أكربػػي‪ ،‬محكمػػة االسػػتئناؼ ‪ ،‬مػػالؾ السػػاقية ‪ ، 88‬بػػالرقـ ـ أ‪ 6 /‬س ـ ‪/979 /‬‬ ‫) ‪) 4‬‬

‫‪9977‬ـ مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9977‬ـ ‪ ،‬ص ‪529 -528‬‬

‫‪21‬‬
‫الحيػ ػػازة السػ ػػابقة لػ ػػذلؾ االنقطػ ػػاع كلػ ػػـ يحػ ػػدد القػ ػػانكف أك الس ػ ػكابؽ مػ ػػدة محػ ػػددة لػ ػػذلؾ‬
‫االنقطػػاع ‪ ،‬كقضػػى سػػابؽ بػػأف الشػػكاكم كالتظممػػات اإلداريػػة ال تقطػػع الحيػػازة‪ ،‬ألنيػػا‬
‫ليست إجراءات قضائية بمكجب المادة ‪ 6/4‬مف قانكف التقادـ المكسب لمممكيػة التقػادـ‬
‫المسقط لسنة ‪9928‬ـ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الركن المعنوي النية‬
‫‪-1‬معنى النية في الحيازة‪:‬‬
‫يقكـ العنصػر المعنػكم فػي الحيػازة عمػى نيػة الحػائز كقصػره فػي العمػؿ لمصػمحتو أم‬
‫فػػي حيػػازة الشػػيء لحسػػابو الخػػاص كذلػػؾ بحسػػب الحػػؽ الم ػراد كس ػبو عمػػى الشػػيء ‪،‬‬
‫فإذا كاف الحؽ المراد كسبو عمى الشيء ىك حؽ ممكية أك أم مف الحقكؽ المتنكعػة‬
‫عنيا‪ ،‬فيجب أف يككف لػدل الحػائز نيػة تممػؾ الشػيء أك اكتسػاب حػؽ ارتقػائي عميػو‬
‫مػػثال‪ ،‬بصػػفة عامػػة نيػػة الظيػػكر بمظيػػر صػػاحب حػػؽ عينػػي يجػػكز لنفسػػو كلحسػػابو‬
‫الخاص ىذه النية ىػي الػركف المعنػكم كالتػي تفػرؽ بصػفة عامػة بػيف الحػائز كبػيف مػا‬
‫قد يقكـ بذات األعماؿ المادية فقط كال يكاكبيا عنصر معنكم في نية الحيػازة لمحسػاب‬
‫الخػاص ‪ ،‬كالمسػتعير كالمسػتأجر كالككيػؿ كالنائػب القػانكني كالمػرتيف حيػا از كالحػػارس‬
‫القضػػائي في ػؤالء حػػائزكف عرضػػكف لمشػػيء أك محػػرزكف لػػو كلػػيس ح ػائزيف حقيقتػػيف‬
‫لو‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أف المػادة ‪ 9/4‬مػف قػانكف التقػادـ المكسػب لمممكيػة كالتقػادـ المسػقط‬
‫لسنة ‪9928‬ـ ‪ ،‬ال تحصر نكع العالقػات النافيػة لنيػة التممػؾ فػي صػمو الق اربػة كحػدىا‪،‬‬
‫كانمػػا مػػا يعتػػد بػػو ىػػك قيػػاـ صػػمة ال يسػػتقيـ معيػػا افتػراض النيػػة فػػي الممػػؾ كمػػا صػػمة‬
‫القربى إال نكع مف أنكاع العالقات‪ .‬فممشرع لػـ يفصػؿ أنػكاع الصػالت ‪ ،‬كلػـ يتعػرض‬
‫لدرجػ ػػة الق اربػ ػػة النافيػ ػػة لنيػ ػػة التممػ ػػؾ ‪ ،‬كتػ ػػرؾ األمػ ػػر لممعيػ ػػار المكضػ ػػكعي ال لمصػ ػػمة‬
‫الش ػػكمية ‪ ،‬إذ إف المعي ػػار الحقيق ػػي ى ػػك إمكاني ػػة افتػ ػراض الني ػػة ف ػػي التمم ػػؾ م ػػف ن ػػكع‬
‫العالقػػة‪ ،‬كلػػيس مجػػرد كجػػكد الصػػمة مػػف الناحيػػة الشػػكمية‪ ،‬كاف كانػػت الناحيػػة الشػػكمية‬
‫يمكف أف تشكؿ قرينة عمى عدـ النية لمتممؾ‪.‬‬
‫النيػػة أمػػر نفسػػي داخمػػي يقػػاـ الػػدليؿ عميػػو بكػػؿ كسػػائؿ اإلثبػػات‪ ،‬كيتضػػح مػػف األعمػػاؿ‬
‫الماديػػة لكػػف يمارسػػيا الحػػائز كانتفاعػػو بالشػػيء لمصػػمحتو ‪ ،‬مػػع عػػدـ كجػػكد سػػند آخػػر‬

‫‪22‬‬
‫لحيازتػػو ‪ ،‬كاألصػػؿ أف تتػكافر النيػػة لػدل الحػػائز ذاتػػو‪ ،‬كبالتػػالي يشػػترط أف يكػػكف لديػػو‬
‫األىمية المدركة لما يحكز كمػا يترتػب عمػى حيازتػو ‪ ،‬إال أف ذلػؾ لػـ يمنػع المشػرع مػف‬
‫إجازة الحيازة لناقص كعديمي األىمية(‪.) 1‬‬

‫مجتبي محمد عمر أحمد مكسى‪ ،‬الحقكؽ العينية األصمية‪ ،‬ط ‪2695 ، 9‬ـ ‪ ،‬ص ‪ 9‬إلى‪497‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪23‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬شروط الحيازة‬
‫كردت معظـ شركط الحيازة فػي المػادة ‪ 649‬مػف قػانكف المعػامالت المدنيػة السػكداني‬
‫لسنة ‪9984‬ـ كالتي نصت عمى‪:‬‬
‫‪ -9‬مف حاز بحسػف نيػة كبسػبب صػحيح منقػكال أك عقػا ار أك حقػا عينيػا عمػى منقػكؿ أك‬
‫عقار ممؾ لو دكف انقطاع لمدة عشػر سػنكات فػال تسػمع عميػو عنػد اإلنكػار دعػكل‬
‫الممؾ أك دعكل الحؽ العيني مف شخص ليس بذم عذر شرعي‪.‬‬
‫‪ -2‬بحسب تكافر حسف النية طكاؿ مدة الحيازة‪.‬‬
‫‪ -9‬ألغراض البند (‪ .) 1‬يعني السبب الصحيح‪.‬‬
‫(أ)االستيالء عمى األرض المكات‪.‬‬
‫(ب)انتقاؿ الممؾ باإلرث أك الكصية‪.‬‬
‫(ج)اليبة بيف األحياء بعكض أك بغير عكض‪.‬‬
‫(ك) البيع الرسمي أك العرفي‬
‫يفيـ مف ىذا النص أف شركط الحيازة ىي كما يمي‪:‬‬
‫‪ -9‬حسف النية‬
‫‪ -2‬السبب الصحيح‬
‫‪ -9‬ادعاء الممؾ‬
‫‪ -4‬استمرار الحيازة عشر سنكات دكف انقطاع‬
‫‪ -5‬سككت المدعي عف المطالبة بحقو بال عذر شرعي ‪.‬‬
‫ككردت بقية الشركط في المادة ‪ 695‬كنصيا كما يمي ‪ " :‬إذا اقترنت الحيازة بإكراه أك‬
‫حصػػمت خفيػػة أك كػػاف فييػػا سػػبب فػػال يكػػكف ليػػا أثػػر عمػػى مػػف كقػػع عميػػو اإلك ػراه أك‬
‫أخفيت عنو الحيازة أك التبس عميو أمرىا إال مف الكقػت الػذم تػزكؿ فيػو ىػذه العيػكب‬
‫تجعػػؿ الحيػػازة غيػػر صػػحيحة كال يترتػػب عمييػػا أثرىػػا كىػػي اإلك ػراه كالخفػػاء كالمػػبس ‪،‬‬
‫كمفيػػكـ المخالفػػة ليػػذه العيػػكب ‪ ،‬ىػػك أف الحيػػازة الصػػحيحة يشػػترط فييػػا أف تػػتـ بػػدكف‬
‫إكراه مف الجائز لممدعي (‪.) 2‬‬

‫الطيب الفكي مكسى ‪،‬حيازة العقار في الفقو اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪986‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪887‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪24‬‬
‫كأف تكػػكف ىػػذه الحيػػازة عمنيػػة ال خفػػاء فييػػا‪ ،‬كأف تكػػكف كاضػػحة ال لػػبس كال غمػػكض‬
‫فييا كمف ذلؾ يتضح أف شركط صحة الحيازة التي أكردتيا ىذه المادة ىي كما يمي‪:‬‬
‫‪ -9‬أف تتـ الحيازة بال إكراه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أف تككف عمنية ال خفاء فييا ‪.‬‬
‫‪ -9‬أف تككف كاضحة ال غمكض كال لبس فييا‪.‬‬
‫كعميو تككف شركط الحيازة في قانكف المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ كما يمي‪:‬‬
‫‪ -9‬حسف النية‪.‬‬
‫‪ -2‬السبب الصحيح‬
‫‪ -9‬ادعاء الحائز ممكية الشيء المحاز‪.‬‬
‫‪ -4‬أف تتـ الحيازة عمنية ال خفاء فيو‬
‫‪ -5‬أف تككف الحيازة كاضحة ال لبس فييا‪.‬‬
‫‪ -6‬أف تتـ الحيازة بال إكراه ‪.‬‬
‫‪ -7‬استمرار الحيازة عشر سنكات دكف انقطاع‪.‬‬
‫‪ -8‬سككت المدعي عف المطالبة بحقو بال عذر ‪ ،‬كفيمػا يمػي تفصػيؿ عػف كػؿ شػرط‬
‫مف شركط الحيازة كما يمي‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬حسن النية‬
‫كيشػ ػ ػػترط القػ ػ ػػانكف لصػ ػ ػػحة الحيػ ػ ػػازة أف يكػ ػ ػػكف الحػ ػ ػػائز حسػ ػ ػػف النيػ ػ ػػة كقػ ػ ػػد عرفػ ػ ػػت‬
‫المادة(‪ )9/697‬حسف النية كما يمي ‪:‬‬
‫" يعتبػػر الحػػائز حسػػف النيػػة إذا كػػاف يجيػػؿ أنػػو يعتػػدم عمػػى حػػؽ الغيػػر إال إذا كػاف‬
‫الجيػػؿ ناشػػئا عػػف خطػػأ جسػػيـ (‪ .) 1‬مػػف ىػػذا الػػنص يتضػػح لنػػا أف حسػػف النيػػة ىػػك‬
‫جيؿ الحائز أنو يعتدم عمى حؽ الغير ‪ ،‬أم أنػو حػيف اسػتيالئو عمػى الشػيء المحػاز‬
‫لػػـ يكػػف يعمػػـ أنػػو ممػػؾ ألحػػد ‪ ،‬بػػؿ يعتقػػد أنػػو ممكػػو إال إذا كػػاف االعتقػػاد خطػػأ جسػػيـ ‪،‬‬
‫كمثػاؿ الخطػأ الجسػيـ أف يكػكف الحػائز عنػد اسػػتالمو لسػند العػيف مػف البػائع لػـ يتحػػر‬
‫كلػػـ يتبػػيف كمػػا إذا كػػاف ىػػذا البػػائع مالكػػا ليػػذه العػػيف أـ ال‪ ،‬ككػػاف باسػػتطاعتو كبقميػػؿ‬

‫‪9984‬م‬ ‫المادة ( ‪ )9/677‬قانكف المعامالت المدنية السكداني لسنة‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪25‬‬
‫مػػف التحػػرم الكصػػكؿ لحقيقػػة األمػػر كلكنػػو أقػػدـ عمػػى الش ػراء دكف مبػػاالة‪ ،‬ففػػي ىػػذه‬
‫الحالة ينتفي عنو حسف النية ‪.‬‬
‫يقكؿ الػدكتكر السػنيكرم ‪ :‬كمتػى جيػؿ الحػائز أنػو يعتػدل عمػى حػؽ الغيػر فإنػو يعتبػر‬
‫فػي األصػػؿ حػػائ از بحسػف النيػػة ‪ ،‬كمػػع ذلػػؾ قػد يكػػكف فػػي جيمػػو أنػو يتعػػدل عمػػى حػػؽ‬
‫الغيػػر ارتكػػب خطػػأ جسػػيما فقػػد يكػػكف فػػي ش ػرائو لمعػػيف مػػف غيػػر مالكيػػا مػػثال فػػي‬
‫استطاعتو العمـ بحقيقة األمر أك انو بذؿ أقؿ جيد في التحرم عنػو ‪ ،‬كمػع ذلػؾ يقػدـ‬
‫عمػى الشػراء فػي رعكنػة كدكف مبػاالة ‪ ،‬فػإذا حػاز العػيف التػي اشػتراىا مػف غيػر المالػؾ‬
‫فإنو يككف قد ارتكب خطأ جسيما في جيمو أنو بحيازتو ىذه يتعدل عمػى حػؽ الغيػر‪،‬‬
‫ذلػػؾ أف الخطػػأ الجسػػيـ ممحػػؽ بسػػكء النيػػة ‪ ،‬فسػػكء النيػػة أمػػر عسػػير اإلتيػػاف ‪ ،‬أك ىػػك‬
‫يتعم ػػؽ بالنكاي ػػا الخفي ػػة فيؤخ ػػذ الخط ػػأ الجس ػػيـ قرين ػػة عمي ػػو فتك ػػكف القرين ػػة غي ػػر قابم ػػة‬
‫إلثبات العكس ‪.) 1( .‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬السبب الصحيح‪:‬‬
‫يشػػترط القػػانكف السػػكداني فػػي الحػػائز لكػػي تكػػكف حيازتػػو صػػحيحة أف يكػػكف ليػػا سػػبب‬
‫صحيح‪ ،‬كقد فسر القانكف السبب الصحيح في الفقرة الثانية مف ‪ 649‬بما يمي‪:‬‬
‫أ‪-‬االستيالء عمى األرض المكات‬
‫ب‪-‬انتقاؿ الممؾ باإلرث أك الكصية ‪.‬‬
‫ج‪-‬اليبة بيف األحياء بعكض أك بغير عكض‪.‬‬
‫د‪-‬البيع الرسمي أك العرضي‬
‫قد نصت المادة ‪ 566‬عمى التالي ‪:‬‬
‫" مف أحيي أرضا مكاتان بعيدة عف العمراف بالز ارعػة كالبنػاء‪ ،‬أك السػقي فيػك أكلػى بيػا‬
‫مػ ػػف غي ػ ػره ‪ ،‬كاإلرث كالكصػ ػػية يػ ػػنقالف الممػ ػػؾ لم ػ ػكارث ‪ ،‬كالمكصػ ػػى لػ ػػو بمجػ ػػرد مػ ػػكت‬
‫ػكرث كالمكصػػي‪ ،‬كالبيػػع ينقػػؿ المبيػػع لممشػػترم بمجػػرد تمػػاـ عقػػد البيػػع‪ ،‬كاليبػػة تنقػػؿ‬
‫المػ ّ‬
‫لمكىػػكب إلػػى المكىػػكب لػػو بعػػد تماميػػا كقػػبض المكىػػكب لػػو لممكىػػكب دكف حاجػػة إلػػى‬
‫حي ػػازة كتق ػػادـ الزم ػػاف‪ ،‬فم ػػا داـ ى ػػذا الس ػػبب الص ػػحيح ق ػػد ص ػػدر لمح ػػائز م ػػف المال ػػؾ‬

‫عبدالرازؽ احمد السنيكرم ‪ ،‬الكسيط في شرح القانكف المدني‪ ،‬أسباب كسب الممكية ‪ ،‬مرجػع سػابؽ ‪ ،‬ج ‪،9‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫ص ‪. 865‬‬

‫‪26‬‬
‫الحقيقي كمػا يفيػـ مػف ظػاىر الػنص فإنػو يكسػب الممكيػة بيػذا السػبب دكف حاجػة إلػى‬
‫حيازة كتقادـ (‪.) 1‬‬
‫كيقكؿ الدكتكر السنيكرم في تحديد معنى السبب الصحيح ما يمي‪:‬‬
‫" المفػركض أف عقػػا ار انتقمػت حيازتػػو إلػى شػػخص كأف انتقػاؿ الحيػػازة يرجػع إلػػى سػػبب‬
‫قانكني يكجب انتقالو ‪ ،‬فػإذا كػاف ىػذا السػبب قانكنيػا فيػك تصػرؼ ناقػؿ لمممكيػة كػالبيع‬
‫كالكصية‪ ،‬كلكنو مع ذلػؾ لػـ ينقمػو لمحػائز ألنػو صػادر مػف غيػر المالػؾ‪ ،‬ككػاف ينقميػا‬
‫لػػك أنػػو صػػادر مػػف المالػػؾ ‪ ،‬فيػػذا ىػػك السػػبب الصػػحيح فػػي معنػػى التقػػادـ المكسػػب‬
‫القصير(‪.) 2‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬ادعاء الحائز ممكية الشيء المحاز ‪:‬‬
‫يشترط قانكف المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ لصحة الحيازة أف يدعي الحػائز ممكيػة‬
‫الشيء المحػاز‪ ،‬يفيػـ ذلػؾ مػف نػص الفقػرة األكلػى مػف المػادة ( ‪ )649‬التػي جػاء بيػا‬
‫باعتبػػاره ممكػػا لػػو فيػػك عنػػد حيازتػػو يعتقػػد أنػػو المالػػؾ الشػػيء غيػػر معتػػد عمػػى حػػؽ‬
‫الغيػػر‪ ،‬كلػػو سػػبب صػػحيح ليػػذه الحيػػازة كحسػػف النيػػة فػػي حيازتػػو ال يعمػػـ أف الشػػيء‬
‫المحػػكز ممػػؾ لشػػخص آخػػر ‪ ،‬كينكػػر دعػػكل المػػدعي ممكيػػة الشػػيء المحػػاز كيدعيػػو‬
‫ممكػػا لنفسػػو أمػػا إذا اعتمػػد عمػػى مجػػرد الحيػػازة دكف ادعػػاء الممكيػػة فػػال تنفعػػو الحيػػازة‬
‫ميما طاؿ زمانيا (‪.) 3‬‬
‫كالقانكف األردني أيضا يشػترط لصػحة الحيػازة أف يػدعي الحػائز ممكيػة الشػيء المحػاز‬
‫كيعتبر المػاؿ المحػاز مالػو ‪ ،‬نصػت عمػى ذلػؾ المػادة (‪ )98‬التػي تقػكؿ ‪( :‬مػف حػاز‬
‫منقػ ػكال أك عق ػػا ار غي ػػر مس ػػجؿ ف ػػي دائػ ػرة التس ػػجيؿ باعتب ػػاره مالك ػػا ل ػػو‪ ،‬أم ػػا الق ػػانكف‬
‫المصػػرم فمػػـ يشػػترط ادعػػاء الحػػائز ممكيػػة الشػػيء المحػػاز بػػؿ عكػػس ذلػػؾ ‪ ،‬فقػػد نػػص‬
‫صراحة في المادة ( ‪ ) 969‬عمى الحائز الذم يحػكز ممكػان مممككػا لغيػره خمسػة عشػر‬
‫عامػا يكسػػب ممكيػة ىػػذا المػاؿ بالحيػػازة حتػى كلػػك لػـ يعمػػـ انػو مممػػكؾ لغيػره أك غصػػبو‬

‫الطيب الفكي مكسي‪ ،‬حيازة العقار في الفقو اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪229 - 222‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫عبػدالرازؽ أحمػد السػنيكرم ‪،‬الكسػيط فػي شػرح القػانكف المػدني ‪ ،‬أسػباب كسػب الممكيػة ‪،‬مرجػع سػابؽ ج ‪،9‬‬ ‫) ‪) 2‬‬

‫ص ‪. 985‬‬
‫حيازة العقار في الفقو اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪296‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪27‬‬
‫منػػو ‪ ،‬فػػال يكجػػد شػػرط بجانػػب الحيػػازة إال اسػػتمرارىا دكف انقطػػاع خمػػس عشػػر سػػنة ‪،‬‬
‫كيقكؿ نػص المػادة (‪ )978‬مػف حػاز منقػكال أك عقػا ار مػف دكف أف يكػكف مالكػا لػو ‪ ،‬أك‬
‫إذا لػػو ‪ ،‬أك إذا حػػاز حقػػا عينيػػا عمػػى منقػػكؿ أك عقػػا ار مػػف دكف أف يكػػكف ىػػذا الحػػؽ‬
‫خاصػا بػو كػاف لػو أف يكسػب ممكيػة الشػيء أك الحػؽ العينػي إذا اسػتمرت حيازتػػو دكف‬
‫انقطاع خمس عشرة سنة‪.‬‬
‫كقػػد رأينػػا أف فقيػػاء المالكيػػة ال يعتػػدكف بالحيػػازة إال إذا أدعػػى الحػػائز ممكيػػة الشػػيء‬
‫المحاز‪ ،‬أما اعتماده عمى مجرد الحيػازة فمػف يفيػد ميمػا طػاؿ الزمػاف ‪ ،‬كمػا لػـ يعتبػركا‬
‫الحي ػػازة ‪ ،‬م ػػف يعم ػػـ أف الم ػػاؿ المح ػػاز ل ػػيس مال ػػو ‪ ،‬كبن ػػاء عم ػػى ذل ػػؾ يك ػػكف الق ػػانكف‬
‫السػػكداني كاألردنػػي باشػػتراط ادعػػاء الحػػائز ممكيػػة الشػػيء المحػػاز قػػد اتفقػػا مػػع فقيػػاء‬
‫المالكية كاإلباضية فيما ذىبكا إليو مف اشتراط ادعاء الحائز الممكية(‪.) 1‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬استمرار الحيازة عشر سنوات دون انقطاع‪:‬‬
‫يش ػػترط الق ػػانكف لص ػػحة الحي ػػازة أف تس ػػتمر العش ػػر س ػػنكات دكف انقط ػػاع ف ػػي مكاجي ػػة‬
‫الم ػػدعي ال ػػذم ل ػػـ يطال ػػب بحق ػػو طيم ػػة ى ػػذه الم ػػدة كل ػػيس ل ػػو ع ػػذر ش ػػرعي ف ػػي ع ػػدـ‬
‫المطالبة‪ ،‬أما إذا انقطعت حيازة الحائز في أثناء مدة عشر سنكات بأف تخمى الحػائز‬
‫عنيا فترة ثـ عاد إلييا أك خاصمو المدعي في أثنػاء مػدة الحيػازة فػإف الحيػازة ال تفيػد‬
‫بعد ذلؾ إال إذا استمرت حيازتو الجديدة لمدة عشرة أخرل بال انقطػاع ‪ ،‬أمػا االنقطػاع‬
‫الذم يحدث بعد مضي عشػر سػنكات فػال يعتػد بػو ألف الممػؾ يكػكف قػد ثبػت لمحػائز‬
‫إذا اكتممت بقية شركط الحيازة المكجبة لكسب الممكية(‪.) 2‬‬
‫كقػػد تعػػرض لػػذلؾ فػػي سػػابقة ‪ ،‬الضػػك عبػػداهلل أحمػػد‪ ،‬ضػػد عبػػداهلل محمػػد أحمػػد‪ ،‬يقػػكؿ‬
‫قاضي المحكمة العميا عبداهلل األميف في ذلؾ ما يمي ‪:‬‬
‫إذا تكفرت الحيازة القانكنية لمدة عشر سنكات أك أكثر ‪ ،‬فإف حؽ الحػائز فػي اكتسػاب‬
‫ممكي ػػة األرض يتب ػػيف كال مك ػػاف لمح ػػديث بع ػػد ى ػػذا ع ػػف انقط ػػاع الحي ػػازة كانم ػػا يمك ػػف‬

‫المرجع السبؽ ‪ ،‬ص ‪297‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫محمد العالـ أدـ أبك زيد ‪ ،‬الممكية كالحقكؽ العينية ‪ ،‬ط‪ 9‬جامعة النيميف ‪ ،‬الخرطكـ‪ ،‬ص‪262‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪28‬‬
‫بطبيعة الحاؿ اكتساب ممكي نفس األرض بحيػازة جديػدة لمػدة عشػر سػنكات أك أكثػر‬
‫مف جانب المالؾ السابؽ أك غيره (‪.) 1‬‬
‫كلـ يفرؽ القانكف بيف العقار كالمنقكؿ ففي كمييما جعػؿ مػدة الحيػازة عشػر سػنكات مػع‬
‫كجكد حسف النية كالسبب الصحيح‪.‬‬
‫كخػػالؼ فػػي ذلػػؾ القانكنػػاف المصػػرم كاألردنػػي المػػذاف فرقػػا بػػيف العقػػار كالمنقػػكؿ فػػي‬
‫التقادـ القصير‪ ،‬فبالنسبة المنقكؿ إذا كاف الحائز حسف النية كلو سبب صحيح يكسب‬
‫الممكيػػة فػػي الحػػاؿ كذلػػؾ تطبيقػػا لقاعػػدة الحيػػازة فػػي المنقػػكؿ سػػند الممكيػػة أمػػا بالنسػػبة‬
‫لمعقػار إذا كػػاف الحػػائز حسػف النيػػة كلػػو سػبب صػػحيح فإنػػو يكسػب الممكيػػة بعػػد مضػػي‬
‫خمػػس سػػنكات فػػي القػػانكف المصػػرم " المػػادة ‪ "969/‬كفػػي األردنػػي بعػػد مضػػي سػػبع‬
‫سػ ػ ػػنكات " المػ ػ ػػادة ( ‪ )99826‬كخػ ػ ػػالؼ القػ ػ ػػانكف السػ ػ ػػكداني أيضػ ػ ػػا الفقيػ ػ ػػيف المػ ػ ػػالكي‬
‫كاإلباضػػي المػػذيف فرقػػا بػػيف مػػدة حيػػازة العقػػار كمػػدة حيػػازة المنقػػكؿ ‪ ،‬كجعػػؿ مػػدة حيػػازة‬
‫العقار أطكؿ مف حيازة المنقكؿ (‪.) 2‬‬
‫كيػػرل أنػػو البػػد مػػف التفرقػػة بػػيف العقػػار كالمنقػػكؿ فػػي حسػػاب مػػدل الحيػػازة كذلػػؾ ألف‬
‫طبيعػػة المنقػػكؿ التػػداكؿ س ػريعا بػػيف النػػاس ‪ ،‬كذلػػؾ ألف حػػائز المنقػػكؿ ال ييػػتـ عػػادة‬
‫باالحتفاظ بسند ممكيتو ألف المنقكؿ قابؿ لالستيالؾ بعكس العقار الذم بطبيعتو قابػؿ‬
‫لإلثبات كاالستقرار كييتـ النػاس باقتنائػو كاالحتفػاظ بسػند ممكيتػو الػدىر الطكيػؿ‪ ،‬لػذلؾ‬
‫تناسبو الحياة الطكيمة‪.‬‬
‫الشرط الخامس ‪ :‬سكوت المدعي عن المطالبة بال عذر شرعي‪:‬‬
‫يشترط القانكف لصحة الحيازة أف يسكت المدعي عف المطالبة بحقو طيمة مدة الحيػازة‬
‫بدكف عذر شرعي يمنعو الطالبة بحقو كمخاصػمة الحػائز ‪ ،‬فػإف سػكت حتػى انقضػاء‬
‫مدة الحيازة بال عذر ال تسمع دعكاه إف رفعيا بعد ذلؾ ‪.‬‬
‫الشرط السادس ‪ :‬أن تكون الحيازة بيدوء أو بدون إكراه ‪:‬‬
‫كيقصػد بيػذا الشػرط أف تكػكف الحيػازة ىادئػة كىػك عنػكاف ىػذا البحػث إم بمعنػى أف ال‬
‫يتـ الحصكؿ عمييا باإلكراه سكاء ماديا أك معنكيا ‪.‬‬

‫سابقة الضك عبداهلل أحمد ضد أحمد عبداهلل محمد أحمد‪ ،‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة‪ ، 9979‬ص ‪248‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫الطيب الفكي ‪ ،‬حيازة العقار في الفقو اإلسالمي ‪ ،‬ص ‪298‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪31‬‬
‫كاإلكراه المعنكم يدخؿ فيو التيديد كأف يككف التيديد ثابتا دكف انقطاع (‪.) 1‬‬
‫كاإلكراه كما نعمـ عيب مف عيكب اإلرادة يسػتكم أف يكػكف ماديػا أك معنكيػا ‪ ،‬كيسػتكم‬
‫ك ػػذلؾ كق ػػكع اإلكػ ػراه م ػػف الح ػػائز نفس ػػو مباشػ ػرة أك م ػػف غيػ ػره بش ػػرط اتص ػػاؿ اإلكػ ػراه‬
‫بالحػػائز‪ ،‬أمػػا الحػػائز الػػذم يمجػػأ أحيانػػا السػػتخداـ القػػكة أك التيديػػد دفاعػػا عػػف حيازتػػو‬
‫القائمة أصال لمنع انتزاعيػا منػو فػإف حيازتػو ال تكػكف معيبػة بعيػب عػدـ اليػدكء خالفػا‬
‫لمذم يستردىا بالقكة(‪.) 2‬‬
‫كاإلكراه كما نعمـ عيب نسبي ال يصح بو ‪ ،‬إال مف كقع عميو اإلكراه دكف غيػره‪ ،‬فػإذا‬
‫حائز لو فإف صػاحب الشػيء يسػتطيع فقػط‬
‫ا‬ ‫غصب شخص شيئا مف صاحبو كأصبح‬
‫دكف غيػ ػره أف يح ػػتج ب ػػاإلكراه كم ػػا أف الغاص ػػب ال يس ػػتطيع أف يمنع ػػو م ػػف مكاجيت ػػو‬
‫مطالبا في استرداد الحيازة(‪.) 3‬‬
‫الشرط السابع‪ :‬أن تكون الحيازة عمنية أي بدون خفاء‪:‬‬
‫يش ػػترط المش ػػرع حت ػػى يتحق ػػؽ العنص ػػر الم ػػادم ف ػػي الحي ػػازة أف تم ػػارس ى ػػذه الس ػػيطرة‬
‫عالني ػػة كبص ػػكرة ظ ػػاىرة دكف خف ػػاء ‪ ،‬كاال ف ػػإف الحي ػػازة ال تن ػػتج أم أث ػػر كال تس ػػتحؽ‬
‫الحماية‪.‬‬
‫كمعنى ىذا الكالـ أف تككف الحيازة ظاىرة غيػر خفيػة بمعنػى أف يباشػرىا الحػائز عمػى‬
‫مشيده مف الناس أك عمػى األقػؿ عمػى مشػيد مػف المالػؾ أك صػاحب الحػؽ بحيػث ال‬
‫يشػػعر ىػػذا ب ػػأف حقػػو فػػي حي ػػازة غي ػره كان ػػت الحيػػازة مشػػكبة بعي ػػب عػػدـ العالني ػػة أك‬
‫الخفاء ‪ ،‬كمف ثـ ال تككف صالحة ألف تؤدم إلى التممؾ (‪.) 4‬‬
‫كممػػا يج ػػدر ذكػ ػره أف عي ػػب الخف ػػاء ي ػػزكؿ إذا ظي ػػرت الحي ػػازة كاس ػػتطاع أف يعم ػػـ بي ػػا‬
‫صػػاحب الحػػؽ حينيػػا تكػػكف الحيػػازة صػػالحة لمتممػػؾ‪ ،‬كلكػػف مػػف الكقػػت الػػذم ظيػػرت‬

‫حسف كيػرة ‪ ،‬المػكجز فػي أحكػاـ القػانكف المػدني الحقػكؽ العينيػة األصػمية‪ ،‬منشػأة المعػارؼ اإلسػكندرية‪ .‬ط ‪9‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪9965‬ـ‪.‬‬
‫محمد العالـ آدـ ابكزيد ‪ ،‬الممكية كالحقكؽ العينية األصمية األخرل ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪264 ، 269‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪264‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫عبدالرازؽ السنيكرم‪ ،‬الكسيط في شرح القانكف المدني ‪ ،‬أسباب كسب الممكية ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪852‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪30‬‬
‫فيو ليس قبؿ ذلؾ ‪،‬إذ تعتبر المدة التػي كانػت خفيػة مػدة فاقػدة ال تحسػب ضػمف المػدة‬
‫الالزمة الكتساب الممكية(‪.) 1‬‬
‫الشرط الثامن ‪ :‬أن تكون الحيازة واضحة ال لبس فييا وال غموض ‪:‬‬
‫الشرط القانكني حتى تصبح الحيازة مؤشرة كمنتجة آلثارىػا القانكنيػة أف تكػكف كاضػحة‬
‫بدكف لبس أك غمػكض ‪ ،‬أم تكػكف غيػر مشػكبة بعيػب المػبس كالغمػكض‪ ،‬كىػذا العيػب‬
‫ينصػػب عمػػى العنصػػر كيتمقػػى بالقصػػر ‪ ،‬بينمػػا ينصػػب عيػػب الخفػػاء عمػػى العنصػػر‬
‫المادم ‪ ،‬كالمقصكد بالمبس الغمكض الذم يشكب الحيازة نتيجة احتماؿ النية أكثػر‬
‫مػػف معنػػى ممػػا يكقػػع الغيػػر فػػي غمػػكض كشػػيؾ بشػػأف الحيػػازة فػػال يعمػػـ ىػػؿ الحػػائز‬
‫يحكز لحساب نفسو أك يجكز لحساب غيػره أـ يحػكز لحسػاب نفسػو أك لغيػره معػا (‪.) 2‬‬
‫كمف العكامؿ التي تؤدم إلى المبس كجكد صػمة ق اربػة أك شػراكة أك تبعيػة بػيف الحػائز‬
‫كصػاحب الحػؽ ‪ ،‬أك كجػكد ظػركؼ تحػيط بالحيػازة تػؤدم إلػى إيقػاع المحػتج عميػو فػي‬
‫الحيازة في المبس ‪ ،‬أما إذا كقع المبس مف تمقاء نفسو دكف ظركؼ الكقكع فيػو ال يقبػؿ‬
‫االحتجاج بغمكض الحيازة(‪.) 3‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫كبمقارنة أقكاؿ فقياء الشريعة اإلسالمية كالقانكف حكؿ الكالـ عف شركط كضع اليػد‪،‬‬
‫يمكف اسػتخالص أنػو يشػترط لمشػركعيتو كضػع اليػد عمػى الشػيء سػكاء كػاف عقػا ار أك‬
‫منق ػكال أف تكػػكف الحيػػازة ىادئػػة‪ ،‬أم خاليػػة مػػف اإلك ػراه كالخػػكؼ كالمنازعػػة‪ .‬كىػػذا ىػػك‬
‫شرط سككف المحاز عميو كعدـ اعتراضو ‪ ،‬كيقابمو في القػانكف عيػب اإلكػراه‪ ،‬ككػذلؾ‬
‫مف شركط مشػركعية الحيػازة فػي الفقػو اإلسػالمي ظيػكر الحيػازة مالػؾ الشػيء المحػاز‬
‫ألعماؿ الحائز‪ ،‬كىذا ما يقابمو في القانكف عيب الخفاء كعدـ العالنية‪.‬‬
‫ككػػذلؾ اشػػترط الفقػػو اإلسػػالمي شػػرط كضػػكح الحيػػازة أم عمػػـ مالػػؾ الشػػيء المحػػاز‬
‫بحيازة الغير ‪ ،‬كيقابؿ ذلؾ في القانكف عيب الغمكض كالمبس‪.‬‬

‫عبدالرازؽ السنيكرم ‪ ،‬الكسيط ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪862‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫المرجع السابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪856‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫حسف كيرة ‪ ،‬مصادر الحقكؽ العينية األصمية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪969‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪31‬‬
‫ككػ ػػذلؾ اشػ ػػترط فػ ػػي الفقػ ػػو اإلس ػ ػالمي اسػ ػػتمرار قيػ ػػاـ الحػ ػػائز باألعمػ ػػاؿ المألكفػ ػػة‪ ،‬أم‬
‫استمرار الحيازة كىذا ىك عيب عدـ االستمرار فػي الكضػع القػانكني ‪ ،‬كعمػى ضػكء مػا‬
‫تقػػدـ يتبػػيف أف شػػركط صػػحة الحيػػازة فػػي الفقػػو اإلسػػالمي جػػاء بيػػا القػػانكف الكضػػعي‬
‫عند تناكلو عيكب الحيازة باعتبار أف عيكب الحيازة التي عرفيػا القػانكف ىػي األسػباب‬
‫التػي تجعػػؿ الحيػػازة غيػػر شػػرعية ‪ ،‬كبالتػػالي تتطمػػب شػػرعية الحيػػازة الشػػركط التػػي جػػاء‬
‫بي ػػا الفق ػػو اإلس ػػالمي الت ػػي تض ػػفي مش ػػركعية عم ػػى الحي ػػازة ف ػػي ح ػػاؿ تكفرى ػػا كتعتب ػػر‬
‫شركطا لصحتيا مف الناحية الشرعية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫عناصر الحيازة وانتقاليا وزواليا في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬
‫المطمب األول ‪ :‬عناصر الحيازة في الفقو والقانون‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬انتقال الحيازة في الفقو والقانون‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬زوال الحيازة في الفقو والقانون‬

‫‪33‬‬
‫المطمب األول‬
‫عناصر الحيازة‬
‫يمزم لوجود الحيازة توافر عنصرين ىما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العنصر المادي ‪:‬‬
‫يتككف العنصر المادم لمحيازة مف مجمكعة مف األعمػاؿ الماديػة التػي يقػكـ بيػا‬
‫الحائز‪ ،‬كىي أعماؿ مادية تصدر عػادة ممػف يممػؾ الشػيء أك يسػتعمؿ عميػو حقػا مػف‬
‫الحقػػكؽ العينيػػة ‪ ،‬يتػكافر ىػػذا العنصػػر فػػي األرض بزراعتيػػا أك سػػكناىا أك البنػػاء فييػػا‬
‫أك التػػرخيص لمغيػػر بشػػيء ممػػا تقػػدـ بمقابػػؿ أك بدكنػػو (‪ .) 1‬كقػػد كردت أق ػكاؿ فقيػػاء‬
‫المػػذىب الحنفػػي تفيػػد السػػيطرة الماديػػة كيتمثػػؿ ذلػػؾ فػػي قػػكليـ‪ :‬بػػزرع األرض يحصػػد‬
‫الػ ػػزرع كيقطػ ػػع الشػ ػػجر كيبنػ ػػي الػ ػػدار ‪ ،‬أمػ ػػا حيػ ػػازة المنقػ ػػكؿ فتكػ ػػكف بالسػ ػػيطرة عميػ ػػو‬
‫كاستخدامو فييا يستخدـ فيو عادة (‪.) 2‬‬
‫كف ػػي الفق ػػو الم ػػالكي كردت بالمدكن ػػة عب ػػارة ال ػػدار ف ػػي ي ػػد الرج ػػؿ كيكريي ػػا كيي ػػدـ‬
‫كيبني(‪.) 3‬‬
‫كيقكؿ ابف قدامة (‪ .) 4‬كما كاف في يػد رجػؿ مػف دار أك عقػار يتصػرؼ فيػو تصػرؼ‬
‫المالؾ بسكنو كاإلجارة كالعمارة كاليدـ يجكز أف يشيد لو بممكيتيا (‪.) 5‬‬
‫كىذا ما يراه الفقو اإلباضي حيػث كرد فيػو أف التصػرؼ يعنػي أف تتفػؽ طبيعػة المحػاز‬
‫كيسػػتخمص مػػف ىػػذا أف السػػيطرة الماديػػة س ػكاء كانػػت عمػػى العقػػار أك المنقػػكؿ تتحقػػؽ‬
‫إمػػا بالسػػيطرة بكاسػػطة الحػػائز أم االسػػتحكاذ الفعمػػي المباشػػر ليػػد الحػػائز أك بالكاسػػطة‬
‫كمباشرة الحائز السيطرة عمى العقار كالمنقكؿ بكاسطة خدمو (‪.) 6‬‬

‫صالح الديف سر الختـ عمى ‪ ،‬الكجيز في شرح دعاكم الحيازة ‪ ،‬ط‪ 9‬ص ‪22‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫ابػػف عابػػديف محمػػد بػػف عمػػر‪ ،‬المختػػار عمػػى الػػدرر المختػػار ‪ ،‬المكتبػػة التجاريػػة ‪ ،‬دار الفكػػر كالطباعػػة –‬ ‫) ‪) 2‬‬

‫بيركت ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪578‬‬


‫مالؾ بف انس‪ ،‬المدكنة الكبرل ‪ ،‬دار الكتػب العمميػة‪ ،‬بيػركت تعيينػات ‪9495‬ى ػ ‪9994 -‬ـ ‪ -‬ج ‪ ، 4‬ص‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪49‬‬
‫عبػػداهلل محمػػد بػػف قدامػػة الجمػػاعيمي المقدسػػي‪ ،‬ابػػف قدامػػة ‪ ،‬مػػف أكػػابر الحنابمػػة كمػػف تصػػانيفو ‪ ،‬المغنػ ػ ػى‬ ‫) ‪) 4‬‬

‫ت عاـ ‪ 9625‬انظر اإلعالـ لمزركمي ‪ 2 ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪67‬‬


‫محمد بف يكسؼ ‪ ،‬شرح كتاب النيؿ كشفاء العميؿ ‪ ،‬ج ‪ ، 92‬ص ‪27‬‬ ‫) ‪)5‬‬

‫ابف قدامة ‪،‬المغني‪ ،‬ج ‪ ، 96‬ص ‪942‬‬ ‫) ‪)6‬‬

‫‪34‬‬
‫نية اكتساب الحق في الفقو اإلسالمي‪:‬‬
‫النيػة ىػي العػزـ كىػػي نػكع مػف القصػد كاإلرادة ‪ ،‬كنيػػة اكتسػاب الحػؽ تتمثػؿ فػػي‬
‫العنص ػػر المعن ػػكم كى ػػي ني ػػة تمم ػػؾ الش ػػيء أك كج ػػكب تمم ػػؾ الش ػػيء ال ػػذم يحكي ػػو‬
‫كيضيفو إلى ممكو ‪.‬‬
‫كبناء عمى ذلؾ يكرد مذاىب الفقو اإلسالمي كاتجاىاتو حكؿ ىذا األمر ‪.‬‬
‫يرل الحنفية كالشافعية االىتمػاـ بكضػع اليػد كػدليؿ عمػى الممػؾ كيقػكؿ الكاسػاني "اليػد‬
‫دليؿ الممؾ "(‪ .) 1‬كيقكؿ الزيمعي ‪ .) 2( :‬دليؿ الممؾ مع التصػرؼ ‪ ،‬كيقػكؿ السرخسػي‬
‫" اليد تدؿ عمى الممؾ كسبب الممؾ ىك اليد كىك ما يشاىده كؿ أمر (‪.) 3‬‬
‫أما األصؿ لػدل غالػب فقيػاء المالكيػة أف الحيػازة دليػؿ الممػؾ ‪ ،‬كيقػكؿ فقيػاء المالكيػة‬
‫يشترط لمحيازة ادعاء الحائز ممكيتو‪.‬‬
‫كيقكؿ الحطاب مما يجب عمى الحائز إدعاء ممكو لنفسو (‪.) 4‬‬
‫كفي ذلؾ لـ يػتكمـ جميػكر الفقيػاء فػي النيػة صػراحة كمػع ذلػؾ اشػترطكا نيػة اكتسػاب‬
‫الحؽ لدل الحائز‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬العنصر المعنوي‪:‬‬
‫العنصػػر المعنػػكم يقصػػد بػػو قصػػد الحػػائز المصػػاحب لممارسػػتو األعمػػاؿ الماديػػة‬
‫عمى الشيء أك نيػة الحػائز أف يظيػر عمػى الشػيء بمظيػر المالػؾ أك مظيػر صػاحب‬
‫الحؽ العيني عميو‪ ،‬أك ىك إرادة الحيػازة لحسػاب نفسػو ‪ ،‬أمػا إذا تخمػؼ ىػذا القصػد أك‬
‫ىػذه النيػة بمعنػي أف الحػائز ال يحػكز الشػيء بقصػد الظيػكر عميػو بمظيػر المالػؾ فػال‬
‫تككف الحيازة قانكنية ‪ ،‬بؿ يعتبر مجرد حائز عضػكم ال ترتػب حيازتػو أثػ ار قانكنيػا لػو‬

‫الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪22‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫فخ ارلػديف عثمػاف الزيمعػي‪ ،‬تبيػيف الحقػائؽ فػي شػرح كنػز الرقػائؽ‪ ،‬الزيمعػي ‪ ،‬ط ‪ 9‬مطبعػة األميريػة بػكالؽ ‪،‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫القاىرة ‪9999‬ىػ ج ‪ ، 4‬ص ‪.286‬‬


‫السرخس ػػي محمػػد ب ػػف أحم ػػد بػػف أب ػػي سػػيؿ ش ػػمس األئمػػة السرخسػػي ‪ ،‬المبس ػػكط‪ ،‬دار المعرفػػة‪ ،‬بي ػػركت ‪،‬‬ ‫) ‪) 3‬‬

‫‪9999‬ـ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪49‬‬


‫الحطاب محمد عبدالرحمف الخطاب ‪ ،‬مكاىب الجميؿ في شرح مختصر خميؿ ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪229‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪35‬‬
‫مثػػاؿ ذلػػؾ " المسػػتأجر " ك" المػػكدع لديػػو " ك" الككيػػؿ" فكػػؿ مػػف حػػاز الشػػيء لحسػػاب‬
‫غيره أك نيابة عنو يخرج مف عداد الحائزيف لتخمؼ العنصر المعنكم لمحيازة‪.‬‬
‫كالحيػػازة العرضػػية ليسػػت حيػػازة ص ػحيحة ألن ػو متػػى يحػػكز العقػػار ال يحػػكزه لحسػػاب‬
‫نفسو‪ ،‬بؿ يحكزه لحساب غيره ‪ ،‬فعنصر القصر ‪ ،‬أم قصر الشػخص اسػتعماؿ الحػؽ‬
‫لحسػػاب نفسػػو‪ ،‬غيػػر مكجػػكد عنػػد الحػػائز العرضػػي‪ ،‬بػػؿ ىػػك مكجػػكد عنػػد الغيػػر الػػذم‬
‫يسػػتعمؿ الحػػؽ باسػػمو‪ ،‬فيػػذا الغيػػر ىػػك الحػػائز ‪ ،‬يباشػػر عنصػػر القصػػر أصػػيال عػػف‬
‫نفسو ‪ ،‬كيباشر عنصر السيطرة المادية بكاسطة الحائز العرض ‪ ،‬كالػذم يميػز الحػائز‬
‫العرضي أف حيازتو لمشيء حيازة مادية محضة‪ ،‬كأنو يحكزه لحسػاب غيػره‪ ،‬كأنػو يمتػزـ‬
‫برده لممالؾ ‪ ،‬كىذا االلتزاـ بالرد ىك الذم يحدد مركز الحائز العرضي كيجعؿ حيازتػو‬
‫حيازة مادية محضة أم حيازة عرضية (‪.) 1‬‬

‫صالح الديف سر الختـ عمي‪ ،‬الكجيز في شرح دعاكم الحيازة ‪ ،‬ط‪2699،‬ـ‪،‬ص ‪29‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪36‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬انتقال الحيازة‬
‫نظر القانكف في انتقاؿ الحيازة لمخمؼ العاـ أك الخػاص ‪ ،‬فبػدأ بكيفيػة االنتقػاؿ ثػـ‬
‫صفات انتقاؿ الحيازة‪.‬‬
‫‪-1‬كيفية انتقال الحيازة‪:‬‬
‫عػادة مػػا تنتقػػؿ حيػػازة األشػػياء بالتسػػميـ ‪ ،‬كىػك كأحػػد الت ازمػػات البػػائع فػػي عقػػد البيػػع‬
‫م ػػثال ي ػػتـ بالتس ػػميـ الحقيق ػػي أك الحكم ػػي أك الرم ػػزم‪ ،‬فالتس ػػميـ الحقيق ػػي يك ػػكف بكض ػػع‬
‫الشػ ػػيء تحػ ػػت تصػ ػػرؼ المشػ ػػترم مػ ػػثال مػ ػػع إعالمػ ػػو بػ ػػذلؾ ‪ ،‬كيكػ ػػكف رمزيػ ػػا بتسػ ػػميمو‬
‫مستندات كمفاتيح المبيع كتسميـ المشترم رخصة السيارة كأكراقيا كمفاتيحيا‪ ،‬أك تسػميـ‬
‫المش ػػترم لمبض ػػاعة مس ػػتندات ش ػػحنيا ممكيتي ػػا‪ ،‬كيك ػػكف التس ػػميـ حكميػ ػا بتغيي ػػر ني ػػة‬
‫الش ػػخص ‪ ،‬فم ػػك ك ػػاف المش ػػترم ح ػػائ از لممبي ػػع قب ػػؿ شػ ػرائو بأي ػػة ص ػػفة ‪ ،‬كم ػػا ل ػػك ك ػػاف‬
‫مسػػتأج ار لػػو أك مسػػتعي ار أك مكدعػػا لديػػو ‪ ،‬ثػػـ اشػػتراه مػػف مالكػػو ‪ ،‬مػػع اسػػتمرار حيازتػػو‬
‫لو‪ ،‬فإف التسميـ يككف بتغيير نية المشترم ‪ ،‬فقبػؿ البيػع كػاف مسػتأج ار لػو ‪ ،‬كبعػد البيػع‬
‫صار مالكا لو‪.‬‬
‫ال يخرج مكضكع انتقاؿ الحيازة عمى الشػيء عػف ىػذه الصػكر (‪ .) 1‬فطبقػا لمنصػكص‬
‫القانكنية ‪ ،‬تنتقؿ الحيازة كما يمي ‪:‬‬
‫أ‪-‬االنتقال الفعمي ‪ :‬تنتقؿ الحيازة إلى غير الخمؼ إذا اتفؽ الخمؼ كالسمؼ عمى ذلػؾ‬
‫ككػػاف ف ػػي اس ػػتطاعة م ػػف انتقم ػػت إلي ػػو الحيػػازة أف يس ػػيطر عم ػػى الح ػػؽ الػ ػكارد عمي ػػو‬
‫الحيازة كلك لـ يكف ىناؾ تسميـ مادم الشيء المحمؿ بيذا الحؽ (‪.) 2‬‬
‫ب‪ -‬االنتقاااالي الحكماااي ‪ :‬يج ػػكز أف ي ػػتـ نق ػػؿ الحي ػػازة دكف تس ػػميـ م ػػادم إذا اس ػػتمر‬
‫الحائز كاضعا يده لحساب مف يخمفو في الحيػازة‪ ،‬أك اسػتمر الخمػؼ كاضػعا يػده كلكػف‬
‫لحساب نفسو(‪.) 3‬‬

‫عبدالرازؽ أحمد السنيكرم‪ ،‬الكسيط ‪،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪882 -999‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪ 9984‬م‪.‬‬ ‫المادة ‪ 2/699‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني ‪ ،‬لسنة‬ ‫) ‪)2‬‬

‫المادة ‪ 9/699‬مف قانكف كاف المعامالت المدنية السكداني‪ ،‬في لسنة ‪9984‬ـ‪.‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪37‬‬
‫ج‪-‬االنتقااال الرماازي ‪ :‬تسػػميـ السػندات المعطػػاة عػػف البضػػائع المعيػػكد بيػػا إلػػى أمػػيف‬
‫النقػػؿ أك المكدعػػة فػػي المخػػازف يقػػكـ مقػػاـ تسػػميـ البضػػائع ذاتيػػا ‪ ،‬عمػػى أنػػو إذا تسػػمـ‬
‫شػػخص ىػػذه المسػػتندات كسػػمـ آخػػر البضػػاعة ذاتيػػا ككػػاف كالىمػػا حسػػف النيػػة فػػإف‬
‫األفضمية أف تككف لـ تسمـ البضاعة (‪.) 1‬‬
‫ى ػػذه الح ػػاالت تتعم ػػؽ ب ػػالخمؼ الخ ػػاص ‪ ،‬أم ػػا الخم ػػؼ الع ػػاـ ‪ ،‬كى ػػك ال ػػذم يتمق ػػى ع ػػف‬
‫السمؼ كؿ ذمتو المالية أك جزء غير معيف منيا‪ ،‬كىك الػكارث أك المكصػى لػو بحصػة‬
‫غيػػر معينػػة مػػف الشػػركة كػػالربع أك الثمػػث ‪ ،‬فتنتقػػؿ إليػػو كػػؿ الذمػػة الماليػػة ‪ ،‬كيحكزىػػا‬
‫بمجرد كفاة المكرث أك المكصي‪.‬‬
‫‪-2‬صفات الحيازة عند انتقاليا ‪:‬‬
‫أ‪-‬احتفاظ الحيازة بصفاتيا عند انتقاليا لمخمف العام ‪:‬‬
‫عنػػد انتقػػاؿ الحيػػازة لمخمػػؼ العػػاـ فػػإف الحيػػازة تحػػتفظ بصػػفاتيا حػػيف انتقاليػػا إليػػو ‪،‬‬
‫فتنتقػػؿ الحيػػازة لمخمػػؼ العػػاـ بصػػفاتيا ‪ ،‬عمػػى أنػػو إذا كػػاف السػػمؼ سػػيء النيػػة كأثبػػت‬
‫الخمؼ أنو كاف في حيازتو حسف النيػة جػاز لػو أف يتمسػؾ بحسػف نيتػو ‪ ،‬فالقاعػدة أنػو‬
‫إذا كانػػت حيػػازة السػػمؼ عرضػػية أك بيػػا عيػػب اإلك ػراه أك الخفػػاء أك الغمػػكض فإنيػػا‬
‫تنتقؿ لمخمؼ بذات األكصاؼ كالعيكب ‪ ،‬فتككف حيازة الخمؼ عرضية أيضا أك معيبػة‬
‫بػػاإلكراه أك غيػره‪ ،‬كال تصػػمح إلنتػػاج آثارىػػا القانكنيػػة ‪ ،‬فالحيػػازة تبقػػى محتفظػػة بالصػػفة‬
‫التػػي بػػدأت بيػػا كقػػت كسػػبيا ‪ ،‬مػػا لػػـ يقػػـ الػػدليؿ عمػػى العكػػس ‪ ،‬كىػػك مػػا نصػػت عميػػو‬
‫المػادة ‪ 9/699‬مػف قػانكف المعػامالت المدنيػة بقكليػا " تنتقػؿ الحيػازة إلػى الخمػؼ العػاـ‬
‫بصفاتيا عمى أنو إذا كاف السمؼ سيء النية كأثبت الخمؼ أنو كاف فػي حيازتػو حسػف‬
‫النيػػة جػػاز لػػو أف يتمسػػؾ بحسػػف نيتػػو" كاالسػػتثناء المنصػػكص عميػػو مػػف تم ػؾ القاعػػدة‬
‫يتعمؽ بحسف النية أك سكئيا‪ ،‬كليس بالعيكب األخرل‪ ،‬فإذا كاف السػمؼ سػيء النيػة ‪،‬‬
‫كتػػكفي ‪ ،‬ككػػاف الخمػػؼ حسػػف النيػػة ال يعمػػـ بسػػكء نيػػة مكرثػػو ‪ ،‬فػػإف لمخمػػؼ الحػػؽ فػػي‬
‫التمسؾ بحسف نيتو ىك‪ ،‬كترتيب اآلثار القانكنية عمى ذلؾ (‪.) 2‬‬

‫المادة ‪ 9/699‬مف قانكف المعامالت المدنية‪ ،‬لسنة ‪9984‬ـ ‪.‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫عبدالرازؽ أحمد السنيكرم ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪864‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪38‬‬
‫فإذا كجد الخمؼ ضمف الشركة منقكال أك عقارات ‪ ،‬كاعتقد أف مكرثو كاف قد اشتراه أك‬
‫أنػو تمقػاه بشػػكؿ مشػركع ‪ ،‬كظػػؿ حػائ از لػػو بحسػف نيػة‪ ،‬أم يجيػؿ أنػو يعتػػدم عمػى حػػؽ‬
‫الغير ‪ ،‬كلـ ينسب إليو أم خطػأ جسػيـ ‪ ،‬فػيمكف لػو أف يتمسػؾ بحسػف نيتػو ىػك ‪ ،‬كال‬
‫عالقة لو بسمفو في ىذه الجزئية‪.‬‬
‫ب‪-‬استغالل حيازة السمف عن حيازة الخمف الخاص‪:‬‬
‫أرل المشرع المغػايرة فػي المعاممػة بػيف الخمػؼ العػاـ كالخمػؼ الخػاص كمرجػع ذلػؾ أف‬
‫األخير يتمقى الحؽ كالحيازة بناء عمى اتفاؽ مع السمؼ ‪ ،‬كبالتالي فيناؾ اسػتقالؿ فػي‬
‫الحي ػػازة كالمعامم ػػة بينيم ػػا‪ :‬فيج ػػب أف تك ػػكف ك ػػؿ حي ػػازة ص ػػالحة إلنت ػػاج آثارى ػػا ألني ػػا‬
‫مسػػتقمة عػػف األخػػرل فحيػػازة الخمػػؼ الخػػاص حيػػازة جديػػدة مسػػتقمة عػػف حيػػازة السػػمؼ‪.‬‬
‫كتثبت ليا صػفاتيا الخاصػة‪ ،‬التػي قػد تختمػؼ أك تتفػؽ مػع حيػازة السػمؼ ‪ ،‬فقػد تكػكف‬
‫حي ػػازة الس ػػمؼ معيب ػػة‪ ،‬كتك ػػكف حي ػػازة الخم ػػؼ ص ػػحيحة خالي ػػة م ػػف العي ػػكب ‪،‬كاف أراد‬
‫الخمؼ الخػاص ضػـ حيػازة سػمفو لػو‪ ،‬كىػذا مػف حقػو ‪ ،‬فيجػب أف تكػكف كػال الحيػازتيف‬
‫صػػالحتيف إلنتػػاج آثارىػػا إلػػى كالىمػػا صػػحيحة كخاليػػة مػػف العيػػكب ‪ ،‬فيجػػكز لمخمػػؼ‬
‫الخاص أف يضـ إلى حيازة سمفو في كؿ ما يرتبو القانكف عمى الحيازة مف أثر ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬زوال الحيازة‬
‫تزكؿ الحيازة إذا تخمى الحائز عف سيطرتو الفعمية عمى الحؽ أك إذا فقد ىذه السػيطرة‬
‫بأيػػة طريقػػة أخػػرل(‪ .) 1‬كال تػػنقض الحيػػازة إذا حػػاؿ دكف السػػيطرة الفعميػػة عمػػى الحػػؽ‬
‫مانع كقتي (‪ .) 2‬كلكف الحيازة تنقض إذا اسػتمر ىػذا المػانع سػنة كاممػة‪ ،‬ككػاف ناشػئا‬
‫مػػف حيػػازة جديػػدة كقعػػت رغػػـ إرادة الحػػائز أك دكف عممػػو‪ ،‬كتحسػػب السػػنة ابتػػداء مػػف‬
‫الكقت الذم بدأت فيو الحيازة الجديدة‪ ،‬إذا بدأت عمنا‪ ،‬أك مف كقػت عمػـ الحػائز األكؿ‬
‫بي ػػا إذا ب ػػدأت خفي ػػة (‪ .) 3‬ف ػػإذا كان ػػت ل ػػدل الحي ػػازة تجتم ػػع الح ػػائز بتػ ػكافر عنص ػػرييا‬
‫المػػادم كالمعنػػكم ‪ ،‬فيػػي تػػزكؿ عنػػو أيضػػا بتخم ػي الحػػائز عػػف حيازتػػو ‪ ،‬أم بػػالنزكؿ‬
‫اإلرادم ع ػػف طبيعػ ػة العق ػػار كتس ػػميمو لممش ػػترم أك ىبتػ ػو كتس ػػميمو لممكى ػػكب ل ػػو‪ ،‬كم ػػا‬
‫تككف بفقد الركف المادم أك زكاؿ السيطرة الفعمية عمى الشيء بأم طريقػة كانػت غيػر‬
‫التخمػػي اإلرادم ‪ ،‬كاذا اسػػتمر الػػركف المعنػػكم مت ػكافر‪ ،‬فالنيػػة كحػػدىا ال تجمػػع الحيػػازة‬
‫لمحائز ‪.‬‬
‫لكػ ػػف إذا تػ ػػـ فقػ ػػد السػ ػػيطرة عمػ ػػى الحيػ ػػازة" الػ ػػركف المػ ػػادم" دكف إرادة الحػ ػػائز " الػ ػػركف‬
‫المعنػػكم" كلمػػانع كقتػػي ‪ ،‬فػػال تػػزكؿ حيازتػػو كتظػػؿ ثابتػػة لػػو حتػػى زكاؿ المػػانع الػػكقتي‪،‬‬
‫كػػأف يحػػدث ىػػذا فػػي كقػػت فيضػػاف النيػػؿ حيػػث تغط ػي الميػػاه عمػػى بعػػض األ ارضػػي‬
‫المجاكرة‪ ،‬أك إذا أغرقت مياه البحر أك البحيرات بعػض األ ارضػي ‪ ،‬فػال تػزكؿ ممكيتيػا‬
‫كال حيازتي ػػا ع ػػف أصػ ػحابيا كتع ػػكد األم ػػكر كم ػػا كان ػػت بع ػػد انحس ػػار المي ػػاه كلك ػػف إف‬
‫استمر المانع لمدة سػنة كاممػة‪ ،‬فػإف الحيػازة تنقضػي إذا كضػع شػخص آخػر يػده عمػى‬
‫الشيء غصبا عف الحائز أم يعممو رغـ إرادتػو أك بػدكف عممػو ‪ ،‬كتحسػب السػنة مػف‬
‫تاريس بػدء الحيػازة الجديػدة ‪ ،‬إذا بػدأت عمنػا لمكافػة كلػك لػـ يعمػـ بيػا الحػائز كمػف كقػت‬
‫عمـ الحائر األكؿ بيا ‪ ،‬إذا كانت خفية‪ ،‬أم غير عمنية لمكافة‪ ،‬فإف نجػح الحػائز فػي‬

‫المادة ‪ 9/646‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني لسنة ‪9984‬ـ‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪9984‬ـ‪.‬‬ ‫المادة ‪ 9/646‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني ‪ ،‬لسنة‬ ‫) ‪)2‬‬

‫المادة ‪ 4/646‬مف قانكف المعامالت المدنية السكداني ‪ ،‬لسنة ‪9984‬م‪.‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪40‬‬
‫استرداد حيازتو قبؿ مركر السنة‪ ،‬فتسقط مػدة فقػد الحيػازة‪ ،‬كال يعتبػر أنػو فقػد الحيػازة‪،‬‬
‫فيستكمؿ حيازتو السابقة كاف شيئا لـ يكف (‪.) 1‬‬
‫أث ػػر انقط ػػاع الحي ػػازة عم ػػى الحي ػػازة الس ػػابقة أم ػػر مكض ػػكعي تق ػػرر في ػػو المحكمػ ػة كفق ػػا‬
‫لظركؼ كؿ قضية‪ ،‬كالمعيار في تقرير ذلػؾ ىػك اسػتقرار حيػازة المالػؾ أك أم شػخص‬
‫آخػػر ‪ ،‬كمقابمتيػػا مػػف قبػػؿ الحػػائز الػػذم فقػػد الحيػػازة بنػػكع مػػف االستسػػالـ ‪ ،‬ألف معن ػى‬
‫ى ػ ػػذا إقػ ػ ػرار م ػ ػػف جانب ػ ػػو بح ػ ػػؽ الح ػ ػػائز الجدي ػ ػػد‪ ،‬كبالت ػ ػػالي بانقط ػ ػػاع حيازت ػ ػػو المكس ػ ػػبة‬
‫لمممكيػػة(‪ .)2‬يمغػػى مػػدة الحيػػازة السػػابقة لػػذلؾ االنقطػػاع كنصػػت المػػادة ‪ 6/4‬مػػف قػػانكف‬
‫التقادـ المكسػب لمممكيػة كالتقػادـ المسػقط عمػى حػاالت انقطػاع الحيػازة‪ ،‬إال أف ذلػؾ ال‬
‫يمن ػػع المح ػػاكـ م ػػف اس ػػتنباط كس ػػائؿ جدي ػػدة لالنقط ػػاع اس ػػتنادا إل ػػى ال ػػنص الع ػػاـ ف ػػي‬
‫المادة(‪ )9‬مف ذلؾ القانكف كالتي تشترط استم اررية الحيازة(‪.) 3‬‬

‫ص‪.996‬‬ ‫عبدالرازؽ احمد السنيكرم ‪،‬الكسيط في شرح القانكف المدني ‪ ،‬أسباب كسب الممكية ‪ ،‬الجزء ‪، 9‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫المحكمػة العميػا ‪ ،‬كرثػة حسػيف بخيػت ضػد كرثػة حسػيف عمػى األمػيف‪ ،‬بػالرقـ ـ ‪ / 4‬ط ـ ‪9976/ 926 /‬ـ‪،‬‬ ‫) ‪) 2‬‬

‫مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9975‬ـ ‪ ،‬ص‪962‬‬


‫مجتبي محمد عمػر أحمػد مكسػي‪ ،‬الػكجيز فػي الحقػكؽ العينيػة األصػمية ‪ " ،‬حػؽ الممكيػة" ط أكلػي ‪2695‬ـ‪،‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫ص ‪496‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫وسائل اكتساب الحيازة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬
‫المبحث األول ‪ :‬كسب الحيازة بسبب إحياء األرض المكات كشبية الممؾ‬
‫المطمب األكؿ ‪ :‬كسب الحيازة بسبب إحياء األرض المكات‬
‫المطمب الثاني‪ :‬كسب الحيازة بسبب شبية الممؾ‬
‫المبحاااااث الثااااااني‪ :‬كسػ ػػب الحيػ ػػازة بسػ ػػبب التقػ ػػادـ المكسػ ػػب لمممكيػ ػػة كفػ ػػؽ قػ ػػانكف‬
‫المعامالت المدنية لمسنة ‪9984‬ـ كحيازة بسبب اإلجارة األرض‪.‬‬
‫المطمػػب األكؿ ‪ :‬الحيػػازة بسػػبب التقػػادـ المكسػػب لمممكيػػة كفػػؽ قػػانكف المعػػامالت‬
‫المدنية لسنة ‪9984‬ـ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حيازة األرض بسبب اإلجارة‬
‫المبحاااث الثالاااث ‪ :‬كس ػػب الحي ػػازة بس ػػبب غص ػػب العق ػػار كالحي ػػازة بس ػػبب القص ػػاد‬
‫بااللتصاؽ المرف‪.‬‬
‫المطمب األكؿ‪ :‬كسب الحيازة بسبب غصب العقار‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬كسب الحيازة بسبب القصاد بااللتصاؽ المرف‬

‫‪42‬‬
‫المبحث األول‬
‫كسب الحيازة بسبب إحياء األرض الموات وشبية الممك‬
‫المطمب األكؿ‪ :‬كسب الحيازة بسبب إحياء األرض المكات‬
‫المطمب الثاني‪ :‬كسب الحيازة بسبب شبية الممؾ‬

‫‪43‬‬
‫المطمب األول‬
‫كسب الحيازة بسبب إحياء األرض الموات‬
‫مػ ػ ػ ػػف المتعػ ػ ػ ػػيف تعريػ ػ ػ ػػؼ األرض الم ػ ػ ػ ػكات فقيػ ػ ػ ػػا‪ ،‬فقػ ػ ػ ػػد عرفػ ػ ػ ػػت مجمػ ػ ػ ػػة األحكػ ػ ػ ػػاـ‬
‫العدلية(‪":.)1‬األراضي المكات بأنيا األراضي التي ليست ممكا ألحد‪ ،‬كال ىػي مرعػى كال‬
‫محتطبان ‪ ،‬أك مقبرة لقرية كتككف بعيدة أقصى العمراف"‪.‬‬
‫كيكرد الباحث آراء الفقياء فػي اكتسػاب الحيػازة فقػالكا ‪ :‬إف إحيػاء األرض المػكات إنمػا‬
‫يككف بإذف اإلماـ‪ ،‬كىذا رأم الجميكر مف الحنفية كالمالكية كالشافعية كالحنابمة(‪.)2‬‬
‫غيػر أف المالكيػػة يػػركف أف إحيػاء األرض المػكات يكػػكف بػػإذف اإلمػاـ حينمػػا تكػػكف تمػػؾ‬
‫األرض قريبة مف العمراف‪ ،‬أما البعيدة مف العمراف فال يتطمب إحياؤىا إذف اإلماـ(‪.) 3‬‬
‫كقد فصؿ القرافي كىك مف المالكيػة ذلػؾ ‪ ،‬بػأف ‪ " :‬اإلمػاـ مالػؾ اشػترط إحيػاء األرض‬
‫بإذف اإلماـ فيما إذا كانت األرض بالقرب مف العمارة‪.‬‬
‫أما التي تقع بعيدة عف العمراف فال يشترط فػي إحيائيػا إذف األمػاـ ‪ ،‬ألف مػا قػرب مػف‬
‫العمػراف يػػؤدم إلػػى التنػػاحر كالفػػتف‪ ،‬كادخػػاؿ الضػػرر فالبػػد فيػػو مػػف نظػػر األئمػػة ‪ ،‬كمػػا‬
‫بعد مف العمارة ال يتكقع فيو شيء مف ذلؾ ‪.‬‬
‫كل حياء عنػد جميػكر الفقيػاء يكػكف بشػؽ األنيػار ( الجػداكؿ ) كالبنػاء كغػرس الشػجر‬
‫كالبئر تحفر(‪.) 4‬‬

‫المادة ( ‪ )9276‬مف مجمة األحكاـ العدلية ‪ ،‬لعمي حيدر ‪ ، 277/9‬ط دار الجيؿ ‪ ،‬استانبكؿ ‪ ،‬تركيا‪.‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫عثمػػاف بػػف عمػػي بػػف محجػػف البػػارعي ‪ ،‬فخػػر الػػديف الزيمعػػي الحنفػػي – تبيػػيف الحقػػائؽ شػػرح كنػػز الرقػػائؽ –‬ ‫) ‪) 2‬‬

‫المطبعػة الكبػػرل األميريػػة‪ -‬بػكالؽ – القػػاىرة ‪ ،‬ط أكلػػي‪9999 ،‬ى ػ ‪ 95-94/66‬كنيايػػة المحتػػاج إلػػى شػػرح المنيػػاج‬
‫لشمس الديف محمد بف أبي العباس أحمد بف حمزة شياب الديف الرممي‪ ،‬دار الفكر بيركت‪9464 ،‬ى ػ ‪9984 ،‬ـ ‪،‬‬
‫‪ ، 999 /5‬المغنػػي‪ ،‬ألبػػي محمػػد مكفػػؽ الػػديف عبػػداهلل بػػف أحمػػد بػػف محمػػد بػػف قدامػػة الجمػػاعيمي المقدسػػي‪ ،‬مكتبػػة‬
‫القاىرة‪ ،‬بدكف ط ‪9988‬ىػ ‪9968 ،‬ـ‪.956 /8 ،‬‬
‫الق ارفػي ابػك عبػاس شػياب الػديف أحمػد بػف إدريػس بػف عبػدالرحمف المػالكي ‪ ،‬د ت ‪684 ،‬ى ػ ‪ ،‬عػالـ الكتػب ‪،‬‬ ‫) ‪) 3‬‬

‫بدكف طبعة‪ ،‬كبدكف تاريس ‪.268/9‬‬


‫أبك عمر يكسؼ بف عبداهلل بف محمػد بػف عبػد البػر بػف عاصػـ النمػرم القرطبػي ‪ ،‬تمييػد‪ ،‬تحقيػؽ ‪ :‬مصػطفي‬ ‫) ‪)4‬‬

‫بف أحمد العمكم ‪ ،‬محمد عبد الكبير البكرم ‪ ،‬نشر ك ازرة عمكـ األكقاؼ‪ ،‬كالشؤكف اإلسالمية‪ ،‬المغرب ‪9989‬ىػ ‪-‬‬
‫ص ‪.475‬‬

‫‪44‬‬
‫إف مبدأ اإلذف مف الحاكـ في حالة إحياء األرض المكات القريبػة مػف العمػراف‪ ،‬كاحيػاء‬
‫األرض البعيػػدة مػػف العم ػراف أخػػذ بػػو المشػػرع السػػكداني ‪ ،‬إذ نصػػت الفق ػرة األكل ػى مػػف‬
‫المادة (‪ )566‬مف قانكف المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬عمى أف مػف أحيػى أرضػا‬
‫مكاتا بعيدة عف العمراف بالز ارعػة كالبنػاء كالسػقي فيػك أكلػى بيػا مػف غيػره ‪ ،‬كمػف حفػر‬
‫بئ ار في أرض مكات بعيدة عف العمراف فيك أكلى بمائيا " ‪.‬‬
‫كمػػا أشػػارت الفق ػرة الثانيػػة مػػف المػػادة نفسػػيا إلػػى أف مػػف أحي ػى أرضػػا مكاتػػا ألغ ػراض‬
‫البناء الضركرم فيك أكلى بمنفعتيا كعمى ىذا فإنو ال يجػكز البنػاء فػي أمػاكف العمػراف‬
‫المخط ػػط كالم ػػنظـ ف ػػي خط ػػة إس ػػكانية مح ػػددة م ػػف س ػػمطة مختص ػػة‪ ،‬إذ يمن ػػع الق ػػانكف‬
‫العمػ ػراف غي ػػر الم ػػنظـ إال ب ػػإذف تم ػػؾ الس ػػمطات الت ػػي م ػػف ص ػػالحيتيا القانكني ػػة تحدي ػػد‬
‫األرض بصػػكرة قاطعػػة ‪ ،‬مػػع م ارعػػاة حػػؽ المػكاطنيف فػػي السػػكف الضػػركرم كفػػؽ خطػػة‬
‫مدركسػػة تتػػكلى أمرىػػا سػػمطات ك ازرة اإلسػػكاف االتحاديػػة أك الكالئيػػة أك لجػػاف اإلسػػكاف‬
‫التابعػػة لمكاليػػات أك المنػػاطؽ أك المحميػػات أك سػػمطات األ ارضػػي كفػػؽ قػػانكف التخطػػيط‬
‫العمراني لسنة ‪9994‬ـ ‪ ،‬ككفؽ قػانكف تسػكية األ ارضػي كتسػجيميا لسػنة ‪9925‬ـ ككفػؽ‬
‫قانكف الحكـ المحمي لسنة ‪9992‬ـ (‪.) 1‬‬

‫محمد أبك زيد عثماف أبك زيد ‪ ،‬تكريث الحيازات ‪ ،‬أكتكبر ‪2699‬ـ ‪ .‬ط ‪9‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪45‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬كسب الحيازة بسبب شبية الممك‬
‫حيػػازة األرض بشػػبية الممػػؾ‪ ،‬اعتب ػره المالكيػػة سػػببا مػػف أسػػباب حيػػازة األرض بقصػػد‬
‫إحيائيا كتعميرىا ‪ .‬كقػد تػرد ىػذه الحػاؿ إذا أحيػا شػخص أرضػا يعتقػد أنيػا ليسػت ممكػان‬
‫ألحد‪ ،‬كحازىػا بحسػف نيػة كيظيػر مالكيػا ‪ ،‬كفػي عيػد سػيدنا عمػر بػف الخطػاب رضػي‬
‫اهلل عنػػو أف أحػػد الصػػحابة أحيػى أرضػػا مكاتػػا فغػػرس فييػػا كعمرىػا كلػػـ يكػػف يعمػػـ أنيػػا‬
‫ألحد ثـ جاء رجؿ كأثبت بالبينة أف تمؾ األرض لو ‪.‬‬
‫فاختصػػما إلػػى سػػيدنا عمػػر بػػف الخطػػاب رضػػي اهلل عنػػو فقػػاؿ لصػػاحب األرض" إف‬
‫شئت قكمت عميكـ ما أحدث فييا الحائز فأعطيتو إياه كاف شئت أف يعطيػؾ ىػك " أم‬
‫الحائز" قيمة أرضؾ ‪ ،‬أعطاؾ إياىا كتككف األرض لمحائز " (‪.) 1‬‬
‫كىنا ترؾ سيدنا عمػر بػف الخطػاب لصػاحب األرض ليختػار أحػد الخيػاريف ألف الرجػؿ‬
‫إنمػا عمػػر األرض حيػػث ال يظػف إنيػػا ألحػػد " إم حسػف النيػػة " فػػي تمػؾ الحيػػازة التػػي‬
‫يسمييا الفقياء الحيازة بشبية الممؾ‪.‬‬
‫كأش ػػارت الم ػػادة ( ‪/697‬أ ) م ػػف ق ػػانكف المع ػػامالت المدني ػػة لس ػػنة ‪9984‬ـ إل ػػى حي ػػازة‬
‫العقػار بحسػف النيػة إذ نصػت عمػى أنػو " يعتبػر الحػائز حسػف النيػة إذا كػاف يجيػؿ أنػو‬
‫يتعدل عمى حؽ الغير إال إذا كػاف ىػذا الجيػؿ ناشػئا عػف خطػأ جسػيـ ك" حسػف النيػة‬
‫يفترض قيامو ما لـ يقـ الدليؿ عمى العكس أك بنص " (‪.) 2‬‬
‫كنصت الفقرة األكلي مف المادة ‪ 698‬مػف القػانكف نفسػو عمػى أف الحػائز يصػبح سػيء‬
‫النيػػة مػػف الكقػػت الػػذم يعمػػـ فيػػو أف حيازتػػو اعتػػداء عمػػى ح ػؽ الغيػػر بمعنػػى أف يػػؤثر‬
‫عم ػػى نفس ػػو ف ػػي امت ػػداد حيازت ػػو عم ػػى أرض الغي ػػر كق ػػد أعط ػػى الق ػػانكف الح ػػؽ لمال ػػؾ‬
‫األرض التي حازىا شخص آخر بحسف نية أك بسكء نيػة أف يطالػب باسػترداد حيازتػو‬
‫كفػػؽ مػػا تقتضػػيو الفقػرة الثانيػػة مػػف المػػادة (‪ )649‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة‬
‫‪9984‬ـ كالتي نصػت عمػى أف " الحػائز العقػار كاذا فقػد حيازتػو بسػبب حيػازة شػخص‬

‫عيسػػى بػػف مكسػػى التطيم ػػي ‪ ،‬كاسػػمو بالكامػػؿ عيسػػي بػػف مكسػػي بػػف أحمػػد بػػف يكسػػؼ بػػف مكسػػى كيكنػػي‬ ‫) ‪) 1‬‬

‫باالصب ‪ ،‬كتاب الجدار كلي القضاء بطميطمػة بػالقرب مػف قرطبػة‪ ،‬كلػد فػي سػنة ‪244‬ى ػ كتػكفي عػاـ ‪959‬ى ػ تػاريس‬
‫عمماء األندلس " ص ‪.298‬‬
‫الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 9/697‬مف قانكف المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ‪.‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪46‬‬
‫آخػػر بحسػػف نيػػة أك بسػػكء نيػػة أف يطالػػب خػػالؿ السػػنة التاليػػة لفقػػدىا ردىػػا إليػػو‪ ،‬فػػإذا‬
‫فقد الحيازة حقبة بدأ سرياف السنة مف كقت انكشػافيا " كبمعنػى ذلػؾ أف يبػادر مػف فقػد‬
‫حيازة أرضػو بالكيفيػة المحػددة فػي المػادة المتقدمػة برفػع الػدعكل لنيػؿ حقػو فػي الحيػازة‬
‫دكف إبطػػاء ‪ ،‬لػػئال تضػػيع الفرصػػة عميػػو ‪ ،‬كأكل ػى أف ىػػذه الفت ػرة غيػػر كافيػػة‪ ،‬كأنػػو مػػف‬
‫األفضؿ أف يمػنح فاقػد الحيػازة فرصػة سػنتيف عمػى األقػؿ مػف تػاريس عممػو بفقػد حيازتػو‬
‫لمنفعة أرضو‪ ،‬حتى يدبر أمره لرفع الدعكل‪ ،‬كقد تدخؿ قكة قاىرة كالمرض تعجزه عػف‬
‫رفػػع الػػدعكل فػػي السػػنة التاليػػة كمػػدة السػػنتيف فتػرة مريحػػة لػػو لترتيػػب أكضػػاعو يسػػتثنى‬
‫لو رفع الدعكل ليحصؿ عمى حقو في الحيازة(‪.) 1‬‬

‫محمد أبك زيد عثماف أبك زيد ‪ ،‬تكريث الحيازات ‪،‬ط‪ ،9‬أكتكبر ‪2699‬ـ‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪47‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫كسب الحيازة بسبب التقادم المكسب لمممكية وفق قانون‬
‫المعامالت المدنية لسنة ‪1891‬م وكسب الحيازة بسبب االجارة‬
‫المطمب األكؿ ‪ :‬كسب الحيازة بسبب التقادـ المكسب لمممكية كفؽ قانكف‬
‫المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حيازة األرض بسبب اإلجارة‬

‫‪48‬‬
‫المطمب األول‬
‫كسب الحيازة بسبب التقادم المكسب لمممكية وفق قانون‬
‫المعامالت المدنية لسنة ‪1891‬م‬
‫بصدكر قانكف المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬تـ إلغاء قانكف التقادـ المكسب‬
‫لمممكية كالمسقط لسنة ‪9928‬ـ ‪ ،‬كقد كرد في المادة ‪ 9/649‬مف القانكف الصادر‬
‫نص مفاده " أف مف حاز بحسف نية كبسبب صحيح منقكال ‪ ،‬أك عقا ار أك حقا عينيا‬
‫عمى منقكؿ ؛ أك عقار باعتباره ممكا لو دكف انقطاع لمدة عشر سنكات ‪ ،‬فال يسمع‬
‫عمييا عند اإلنكار دعكل الممؾ‪ ،‬أك دعكل الحؽ العيني مف شخص ليس بذم‬
‫عذر‪ ،‬كنصت الفقرة الثانية مف المادة المتقدمة عمى أنو يجب أف يتكافر حسف النية‬
‫طكاؿ مدة الحيازة‪:‬‬
‫كبمفيكـ تمؾ المادة أف السبب الصحيح يعني ‪:‬‬
‫‪ -9‬االستيالء عمى األرض المكات‪.‬‬
‫‪ -2‬انتقاؿ الممكية باإلرث أك الكصية‪.‬‬
‫‪ -9‬اليبة بيف األحياء بعكض أك بغير عكض‪.‬‬
‫‪ -4‬البيع الرسمي أك العرفي‪.‬‬
‫كيفيـ مف ىذه المادة أف شخصا إذا حػاز أرضػا مكاتػا أك حػاز أرضػا يعتقػد أنيػا أرض‬
‫مكات‪ ،‬كىك يجيؿ أنو يعتدم عمى حيازة شخص آخر‪ ،‬كحازىا بحسػف نيػة معتقػدا أنيػا‬
‫ليسػػت آلخػػر‪ ،‬كامتػػدت حيازتػػو لمػػدة عشػػر سػػنكات حيػػازة مسػػتقرة كعمنيػػة دكف انقطػػاع‪،‬‬
‫كلـ ينازعو أحد حتى انقضاء الفترة الزمنية‪ ،‬فال تسمع عميو عنػد اإلنكػار دعػكل الممػؾ‬
‫مف شخص ليس بذم عذر شرعي‪.‬‬
‫كيشػػترط لتطبيػػؽ حكػػـ المػػادة المتقدمػػة مػػركر الػػزمف المػػانع لسػػماع الػػدعكل كىػػك عشػػر‬
‫سنكات عمى أال يككف ىناؾ مانع شرعي خالؿ تمؾ المدة كاألعذار الشرعية ىي‪:‬‬
‫كػػكف المػػدعي صػػغي انر‪ ،‬أك مجنكنػػا‪ ،‬أك معتكىػػا س ػكاء كػػاف لػػو أك لػػـ يكػػف لػػو ‪ ،‬أك مػػع‬
‫قيـ لو‪ ،‬أك لـ يكف أك ككنو في سفر كاقامة في بمد آخر كيبدأ حسػاب الػزمف مػف‬
‫كجكد ّ‬
‫بمكغ الصغير‪ ،‬كىك يرل الحائز عمى أرضو يحكزىػا دكف انقطػاع كمػرت عشػر سػنكات‬
‫عمػػى تمػػؾ الحالػػة فينػػا ال تسػػمع الػػدعكل منػػو بعػػد مػػركر تمػػؾ الفت ػرة ككػػذلؾ لػػك عػػاد‬

‫‪51‬‬
‫المسػػافر مػػف سػػفره كعمػػـ بحيػػازة الحػائز ألرضػػو‪ ،‬كمػػرت سػػنكات عشػػر بعػػد العػػكدة كلػػـ‬
‫يبػػادر برفػػع دع ػكاه عمػػى الحػػائز قبػػؿ مضػػي تمػػؾ المػػدة‪ ،‬فػػال تسػػمع ىػػذه الػػدعكل بعػػد‬
‫مركر تمؾ السػنكات العشػر‪ .‬لكػف إذا بمػ الصػبي رشػدان كمػرت عمػى حيػازة أرضػو تسػع‬
‫سػنكات فمػػو رفػػع الػػدعكل السػترداد الحيػػازة‪ ،‬ككػػذلؾ الحػػاؿ بالنسػبة لممسػػافر بعػػد عكدتػػو‬
‫لػػك مػػرت عمػػى حيػػازة الحػػائز ألرضػػو تسػػع سػػنكات مػػثال فيمكنػػو رفػػع دع ػكاه السػػترداد‬
‫حيازتو‪.‬‬
‫ككسػػب منفعػػة لػ رض بالحيػػازة عمػػى نحػػك مػػا ذكػػر آنفػػا لػػو أصػػؿ فػػي الفقػػو اإلسػػالمي‬
‫فق ػػد كرد ف ػػي درر األحك ػػاـ (‪ .) 1‬نق ػػال ع ػػف ج ػػامع الفض ػػكلييف أف رج ػػال تص ػػرؼ ف ػػي‬
‫األراضي األميرية " الحككمية" عشر سنيف يثبت لو حؽ القرار كال تؤخػذ مػف يػده ألف‬
‫حيازتو امتدت تمؾ المدة الطكيمة دكف منازع في حيازتو‪.‬‬
‫كيتف ػػؽ المالكي ػػة م ػػع الحنفي ػػة ف ػػي الػ ػرأم نفس ػػو‪ ،‬ج ػػاء ف ػػي تبصػ ػرة الحك ػػاـ ف ػػي أص ػػكؿ‬
‫األقضية كمناىج األحكاـ ما نصو " فػإف ذىػب الػذم بيػده الممػؾ " الحيػازة" إلػى إثبػات‬
‫اعتمػػاره لػػو ‪ ،‬فيكت ػػب فػػي ذلػػؾ " القاض ػػي" عقػػدا يعػػرؼ في ػػو شػػيكده فالنػػا‪ ،‬كيعممكن ػػو‬
‫يعتمر الممؾ المحدكد بكذا ‪ ،‬كيستغمو كيتصرؼ فيو تصرؼ ذم الممؾ فػي ممكػو منػذ‬
‫أزيد مف عشرة أعكاـ تقدمت حتى اآلف ‪ ،‬كفالف القائـ عميو " أم مػدعي الممػؾ" فيػو‬
‫المعػػركؼ عنػػدىـ حاضػػر‪ ،‬عػػالـ بػػذلؾ سػػاكف ‪ ،‬ال يغيػػر عمي ػو " أم كاضػػع اليػػد " كال‬
‫يعترضو ‪ ،‬كال ينازعو في ذلؾ بطكؿ المدة المػذككرة‪ ،‬تاركػان لمقيػاـ عميػو مػف غيػر عػذر‬
‫يعممكنػػو فػػي ذلػػؾ – ثبػػت ىػػذا فػػي االعتمػػار‪ ،‬كلػػـ يكػػف عنػػد القػػائـ فيػػي " أم المالػػؾ‬
‫الحقيقي" يبقى المكضع الػذم كػاف بيػده كيحكػـ لػو بػو ‪ ،‬كاف لػـ يػدع فيػو بيعػا كال غيػره‬
‫‪،‬ب عػػد أف يحمػػؼ أنػػو ال يعمػػـ لمقػػائـ منػػو حقػػا " (‪ .) 2‬كيفيػػـ مػػف سػػياؽ ىػػذا الػػنص أف‬
‫الحػػائز عمػػى ممػػؾ الغيػػر أف امتػػدت حيازتػػو عش ػرة أع ػكاـ أك أزيػػد منيػػا حيػػازة مسػػتقرة‪،‬‬
‫رغػػـ عمػػـ المالػػؾ الػػذم حيػػزت أرضػػو ‪ ،‬كسػػاكف عػػف اسػػترداد حيػػازة أرضػػو كىػػك يػػرل‬
‫ذلؾ‪ ،‬فالحائز ىنػا يكتسػب حيػازة لػ رض ألف المالػؾ لػيس لػو عػذر شػرعي يمنعػو مػف‬

‫عمي حيدر ‪،‬األحكاـ شرح مجمة األحكاـ العدلية‪ ،‬مطبعة دار الجيؿ استانبكؿ تركيا ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬ص ‪.964‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫إب ػراىيـ بػػف عمػػي بػػف محمػػد بػػف فرحػػكف ‪،‬تبص ػرة األحكػػاـ فػػي أصػػكؿ األقضػػية كمنػػاىج األحكػػاـ ‪ ،‬ط دار‬ ‫) ‪) 2‬‬

‫الكتب العممية ت سنة ‪ 799‬ىػ ‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪50‬‬
‫مقاض ػػاة الح ػػائز ألرض ػػو قب ػػؿ انقض ػػاء تم ػػؾ الفتػ ػرة الطكيم ػػة كال يفي ػػـ مم ػػا أكرده الفقي ػػو‬
‫المالكي ابف فرحػكف (‪ .) 1‬أف الحيػازة تمػت بالغصػب أك بػالقكة كانمػا تكػكف تمػؾ الحيػازة‬
‫التي يعنييا تمت بحسف النية‪.‬‬
‫كىنالؾ تطبيقات قانكنية مػف الفائػدة بيانيػا كىػي سػابقة‪ :‬عثمػاف عمػكؼ كآخػركف مػالؾ‬
‫الس ػػاقية ‪ 99‬أـ طرف ػػة ض ػػد كرث ػػة الحس ػػف محم ػػد ج ػػاد اهلل كآخػ ػريف‪ :‬كق ػػد أرس ػػت ى ػػذه‬
‫السابقة مبدأ مفاده ‪ ،‬أف قانكف المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬يعترؼ بسػقكط حػؽ‬
‫المالػػؾ فػػي اس ػػترداد حيازتػػو مػػف الح ػػائز الػػذم ح ػػاز أرضػػو بحسػػف الني ػػة لمػػدة عش ػػر‬
‫سنكات بشرط أف تستند تمؾ الحيازة إلى سبب صحيح‪.‬‬
‫ككانت كقائع الػدعكل تػتمخص فػي أف المػدعيف طػالبكا بتممػؾ األ ارضػي التػي حازكىػا‬
‫بحسػػف النيػػة ‪ ،‬كبسػػبب صػػحيح لمػػدة امتػػدت عشػػر سػػنكات كطػػالبكا بتغييػػر سػػجؿ عػػدد‬
‫(‪ )56‬عكدا مف الحصص ‪ 9‬ك‪ 2‬ك‪ 9‬في السابقة (‪ )99‬المممككة لممطعكف ضدىـ‪.‬‬
‫شػطبت محكمػة المكضػكع الػدعكل اسػتنادا إلػى المػادة ‪ 9/ 649‬مػف قػانكف المعػػامالت‬
‫المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬كالػػذم يقػػرر أف الػػذم حػػاز أرض المالػػؾ لمػػدة عشػػر سػػنكات‪،‬‬
‫كبحسػػف ني ػػة كبس ػػبب ص ػػحيح إنم ػػا يعطي ػػو الق ػػانكف الح ػػؽ ف ػػي اس ػػتمرار حيازت ػػو ‪ ،‬ألف‬
‫دعػػكل المالػػؾ بعػػد ىػػذه المػػدة ال تسػػمع إذا طالػػب باسػػترداد حيازت ػو ‪ ،‬كال يقػػرر حكػػـ‬
‫الم ػػدة الم ػػذككرة أف يتمم ػػؾ الح ػػائز األرض الت ػػي تممكي ػػا بالتق ػػادـ المكس ػػب عم ػػى ني ػػج‬
‫القانكف القديـ لسنة ‪9928‬ـ كالذم ألغى‪.‬‬
‫أيدت محكمة االستئناؼ ىذا الحكـ ككذلؾ المحكمة العميا (‪.) 2‬‬
‫اس ػػتندت المحكم ػػة العمي ػػا ع ػػف رأيي ػػا القائ ػػؿ بأن ػػو يتع ػػذر تس ػػجيؿ األرض الت ػػي حازىػ ػا‬
‫الح ػ ػػائز بحس ػ ػػف الني ػ ػػة‪ ،‬كبس ػ ػػبب ص ػ ػػحيح كف ػ ػػؽ حك ػ ػػـ الم ػ ػػادة ( ‪ )9/649‬م ػ ػػف ق ػ ػػانكف‬
‫المع ػػامالت المدني ػػة لس ػػنة ‪9984‬ـ كذل ػػؾ إل ػػى اس ػػـ الح ػػائز نظػ ػ ار ألف ق ػػانكف التق ػػادـ‬
‫المسػػقط كالتقػػادـ المكسػػب لسػػنة ‪9928‬ـ قػػد ألغػػى بمكجػػب نػػص المػػادة ( ‪ )649‬مػػف‬

‫ابف فرحػكف ‪ ،‬ىػك إبػراىيـ بػف عمػى بػف محمػد بػف فرحػكف ‪ ،‬مغربػي األصػؿ كتػكلى القضػاء‪ ،‬كالمدينػة صػاحب‬ ‫) ‪)1‬‬

‫كتػػاب تبص ػرة الحك ػػاـ فػػي أصػػكؿ األقضػػية كمنػػاىج األحكػػاـ‪ ،‬تػػكفي سػػنة ‪799‬ىػ ػ ‪ ،‬األعػػالـ‪ ،‬ط‪،9‬مرجػػع سػػابؽ‪،‬‬
‫ص‪.52‬‬
‫) ‪) 2‬‬
‫سػػابقة كرثػػة عثمػػاف عمػػكؼ كآخ ػريف ضػػد كرثػػة الحسػػف محمػػد جػػاد اهلل ـ ع ‪ /‬ط‪ ،‬ـ ‪9987 926 /‬ـ مجمػػة‬
‫األحكاـ القضائية لسنة ‪9989‬ـ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الق ػػانكف المتق ػػدـ ذكػ ػره كبمكجب ػػو س ػػقط ح ػػؽ المال ػػؾ ف ػػي اس ػػترداد الحي ػػازة كل ػػيس كس ػػب‬
‫الممكيػػة ‪ ،‬كال تعطػػي المػػادة المػػذككرة الصػػالحية لممحكمػػة لتقريػػر تسػػجيؿ األرض التػػي‬
‫حازىػػا المػػدعي بسػػبب صػػحيح كيتعػػذر ذلػػؾ كىػػذا ىػػك السػػبب الػػداعي إلػػى تأييػػد حكػػـ‬
‫االستئناؼ‪.‬‬
‫في تقدير الباحث أف المادة (‪ )9‬مف قانكف المعامالت المدنية لسػنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬نصػت‬
‫عمػػى أف تسترشػػد المحػػاكـ فػػي تطبيػػؽ أحكػػاـ ىػػذا القػػانكف كتفسػػير الكممػػات كالعبػػارات‬
‫الػ ػ ػكاردة في ػ ػػو‪ ،‬كك ػ ػػذلؾ ف ػ ػػي حال ػ ػػة غي ػ ػػاب ال ػ ػػنص بالمب ػ ػػادئ الش ػ ػػرعية كتتب ػ ػػع القكاع ػ ػػد‬
‫المنصكص عمييا في قانكف أصكؿ األحكاـ القضائية لسنة ‪9989‬ـ ‪.‬‬
‫كمػػا داـ أف المحكمػػة العميػػا فػػي السػػابقة المشػػار إلييػػا كصػػمت إلػػى قناعػػة بػػأف المػػادة‬
‫(‪ )649‬مف قانكف المعامالت المدنيػة ال تسػعفيا فػي تسػجيؿ األرض التػي حػاز عمييػا‬
‫المدعي لمدة عشر سنكات بحسف نية كبسبب صحيح ‪ ،‬فكاف عمى المحكمة العميػا أف‬
‫تسترشد بالمبػادئ الشػرعية ألف فقيػاء المالكيػة كمػنيـ ابػف فرحػكف فػي التبصػرة‪ ،‬قػاؿ ‪:‬‬
‫إف الذم حاز أرض الغير لمدة عشر سنكات أك أزيد منيا بسػبب صػحيح كبحسػف نيػة‬
‫" يبقى المكضع الذم بيده كيحكـ لو بو ) (‪.) 1‬‬
‫كالحكـ بحيازتو ل رض يعني تسجيؿ األرض لو كفػؽ الػدعكل المرفكعػة مػف الحػائز ‪،‬‬
‫كمػػف المبػػادئ الشػػرعية رد الحقػػكؽ إلػػى أىميػػا كاذا ظمػػت األرض مسػػجمة باسػػـ مالكيػػا‬
‫الس ػػابؽ كحازى ػػا الغي ػػر كم ػػا ف ػػي ى ػػي الحال ػػة ف ػػي ال ػػدعكل المش ػػار إليي ػػا كف ػػي الس ػػابقة‬
‫المتق ػػدـ ذكرى ػػا ‪ ،‬كذل ػػؾ لم ػػدة عش ػػر س ػػنكات أك أكث ػػر كف ػػؽ الم ػػادة (‪ )649‬م ػػف ق ػػانكف‬
‫المعػػامالت ‪ ،‬فػػإف الن ازعػػات قػػد تحػػدث فػػي األرض مػػا بػػيف المالػػؾ السػػابؽ كالمسػػجمة‬
‫باسمو األرض كمالؾ الحيازة‪ ،‬إذا لـ تسػجؿ األرض التػي حازىػا إلػى اسػمو كلػف تنتقػؿ‬
‫تمؾ األرض إلى الخمؼ العاـ بصػكرة سمسػة كبطػرؽ شػرعية‪ ،‬غيػر أف السػابقة ـ ع ‪/‬‬
‫ط ـ ‪9992 /984 /‬ـ أرست مبدأ مفاده أنو يجكز لمحائز الػذم يػدعي اكتسػاب ممكيػة‬
‫أرض بالتقػ ػػادـ‪ ،‬رفػ ػػع دعػ ػػكل لتعػ ػػديؿ السػ ػػجؿ كفقػ ػػا لممػ ػػادة (‪ )85‬مػ ػػف قػ ػػانكف تسػ ػػكية‬
‫األ ارض ػػي كتس ػػجيميا لس ػػنة ‪9925‬ـ ‪ ،‬كذل ػػؾ إذا تػ ػكافرت ش ػػركط الحي ػػازة المنص ػػكص‬
‫عمييػػا فػػي المػػادة ( ‪ )649‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬كفػػي ىػػذه‬

‫ابف فرحكف ‪ ،‬تبصرة األحكاـ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.59‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪52‬‬
‫السػػابقة اسػػتند القاضػػي العػػالـ زكػػي عبػػد الػػرحمف ‪ ،‬قاضػػي المحكمػػة العميػػا إلػػى حجػػة‬
‫كرأم سديد فقاؿ ‪ ( :‬فطالما كانت تمؾ الشػركط مػف شػأنيا جعػؿ الحيػازة مػف القػكة بمػا‬
‫يمكػػف الحػػائز مػػف حرمػػاف المالػػؾ مػػف ممكػػو إلػػى األبػػد فإنػػو مػػف بػػاب أكلػػى أف تكػػكف‬
‫أساس ػػا الكتس ػػاب الممكي ػػة أك يح ػػؽ لمح ػػائز كألن ػػو اس ػػتكفى ش ػػركط الم ػػادة (‪ )649‬م ػػف‬
‫قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة أف يرفػػع دعػػكل لتعػػديؿ سػػجؿ األرض المتنػػازع عمييػػا سػكاء‬
‫ك ػػاف الح ػػؽ ممكي ػػة ع ػػيف أك ممكي ػػة منفع ػػة (‪ .) 1‬كعندئ ػػذ لمحكم ػػة المكض ػػكع الح ػػؽ ف ػػي‬
‫تع ػػديؿ الس ػػجؿ اس ػػتنادا إل ػػى الم ػػادة (‪ )85‬م ػػف ق ػػانكف تس ػػكية األرض كتس ػػجيميا لس ػػنة‬
‫‪9925‬ـ كالتػػي تعطػػي الصػػالحية لممحكمػػة فػػي ذلػػؾ إذا طمػػب مػػف يحػػكز أرض النػزاع‬
‫بمركر الزمف حيازة ىادئة كمستقرة‪.‬‬
‫كنسػػكؽ نػػص المػػادة (‪ )85‬الػػذم يعطػػي السػػمطة لمحكمػػة المكضػػكع فػػي تعػػديؿ السػػجؿ‬
‫في األحكاؿ التالية‪:‬‬
‫(أ)إذا تػػـ تسػػجيؿ شػػخص كمالػػؾ لػ رض أك امتيػػاز عػػف طريػػؽ الخطػػأ أك اإلغفػػاؿ أك‬
‫عف طريؽ أم قيد تـ الحصكؿ عميو عف طريؽ الغش أك حدث عمى سبيؿ الغمط‪.‬‬
‫(ب)فػي أم حالػػة أخػرل إذا رأت المحكمػػة بسػبب أم خطػػأ ‪ ،‬أك إغفػاؿ فػػي السػػجؿ أك‬
‫بسبب أم قيد تـ الحصكؿ عميو عف طريؽ الغش أك الغمط‪.‬‬
‫(ج)إذا طمػ ػػب أم ش ػ ػػخص ي ػ ػػدعي أن ػ ػػو اكتس ػ ػػب ممكي ػ ػػة األرض بم ػ ػػركر ال ػ ػػزمف عم ػ ػػى‬
‫المحكم ػػة تع ػػديؿ الس ػػجؿ‪ ،‬كتنطب ػػؽ الحال ػػة األكل ػػى كى ػػي أف المس ػػتندات المقدم ػػة أم ػػاـ‬
‫رئيس التسجيالت مزكرة كقاـ بتسجيؿ األرض كظيرت حقيقة أنيػا مػزكرة(‪ .) 2‬أك كمػف‬
‫يحمؿ عقد إجارة مزكرة أك تنازؿ مغشكش فيذه األحكاؿ التي عنتيا المادة (‪.)85‬‬
‫كاذا تـ تعديؿ السجؿ إلى المالؾ الحقيقي كفػؽ المػادة المػذككرة ‪ ،‬كحصػؿ عمػى شػيادة‬
‫بحث لقطعتو يحؽ لو حيازة أرضو‪.‬‬
‫كىنالػػؾ سػػابقة سػػبو عبػػد الػػرحمف ضػػد محمػػد عمػػى إبػراىيـ بػػالرقـ ـ ع ‪ /‬ط ـ ‪/998 /‬‬
‫‪9987‬ـ(‪.) 3‬‬

‫السابقة القضائية ـ ع ‪/‬ط ـ‪9992 /984 /‬ـ ‪ ،‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9992‬ـ‬ ‫) ‪)1‬‬

‫السابقة القضائية ـ ع ‪ :‬ط ـ ‪2665 /858 /‬ـ‪ ،‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪2666‬ـ‪ ،‬ص‪.998‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫مجمة األحكاـ القضائية ‪ ،‬لسنة ‪9989‬ـ ‪ ،‬ص ‪.254 – 256‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪53‬‬
‫فقػػد أرسػػت مبػػدأ مفػػاده أف الحػػائز عمػػى أرض بحسػػف نيػػة كبسػػبب صػػحيح مثػػؿ اليبػػة‬
‫كالبيػػع كالكصػػية كالمي ػراث لمػػدة عشػػر سػػنكات بػػال انقطػػاع كعمنيػػة كىادئػػة فػػإف حيػػازة‬
‫العيف مف قبؿ الحائز تككف بسبب صحيح كذلؾ كفػؽ حكػـ المػادة ( ‪ )649‬مػف قػانكف‬
‫المعامالت المدنية لسنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬كمحصمة كقػائع الػدعكل االبتدائيػة لمسػابقة ىػي أف‬
‫المدعيػػة رفعػػت دعػػكل بػػأف المػػدعى عميػػو تعػػدل عمػػى أرضػػيا المقػػدرة بخمسػػة أعػكاـ‬
‫بالحص ػػة ‪ 99‬بالس ػػاقية الك ػػرك أـ عشػ ػرة بمرك ػػز ال ػػدامر كأب ػػرزت ش ػػيادة البح ػػث عم ػػى‬
‫الممكية كطالبت باإلخالء كازالة التعدم‪.‬‬
‫المدعى عميو أنكر التعدم كدفع بػأف كالػدة المدعيػة باعػت أرض النػزاع إلػى كالػده فػي‬
‫كقت سابؽ كبعػد كفػاة كالػده ظػؿ يحػكز أرض النػزاع مػف ‪9955‬ـ " تػاريس كفػاة كالػده "‬
‫كامتدت حيازتو مدة خمسة كثالثيف عاما مف تاريس رفع الدعكل‪.‬‬
‫كقبؿ تسجيؿ كالده األرض باسمو تكفي كانتقمت الحيازة إلى المدعى عميػو كظػؿ يحػكز‬
‫أرض النػ ػزاع لم ػػدة (‪ )95‬س ػػنة كف ػػي ع ػػاـ ‪9989‬ـ انتق ػػؿ س ػػجؿ األرض إل ػػى المدعي ػػة‬
‫باإلرث مف كالدىا‪ ،‬كلذلؾ طالبت المدعى عميو بإزالة التعدم‪.‬‬
‫رأت محكمة المكضكع أف المدعى عميػو حػاز أرض النػزاع بسػبب صػحيح كىػك اإلرث‬
‫مف كالده ‪ ،‬ككانت الحيازة بنية التممػؾ ‪ ،‬كلػـ يثبػت لممحكمػة سػكء نيػة كالػده مػف شػرائو‬
‫ألرض النزاع‪ ،‬كصدر حكـ لصالح المدعى عميو ‪ ،‬برفض دعكل المدعية ‪ ،‬كبػالطعف‬
‫أيػ ػػدت المحكمػ ػػة العميػ ػػا ق ػ ػرار االسػ ػػتئناؼ مسػ ػػتندة إلػ ػػى حكػ ػػـ المػ ػػادة (‪ )649‬كرأت أف‬
‫الم ػػدعى عمي ػػو ح ػػاز أرض النػ ػزاع بس ػػبب ص ػػحيح كى ػػك اإلرث م ػػف كال ػػده لم ػػدة خم ػػس‬
‫عش ػرة سػػنة مض ػػافا إلػػى مػػدة حي ػػازة كالػػده ل ػ رض حي ػػازة دكف انقطػػاع كبحسػػف الني ػػة‬
‫باعتبػػاره مالكػػا لػ رض‪ ،‬كالسػػبب الصػػحيح لكالػػد المػػدعي عميػػو بػػاإلرث كانتقػػاؿ الحيػػازة‬
‫إلػػى الخمػػؼ العػػاـ تحكمػػو المػػادة ‪ 9/699‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ‬
‫كال تكجد مخالفة ليذه المادة ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫كال تكجػػد كسػػيمة قانكنيػػة لتعػػديؿ سػػجؿ أرض الن ػزاع إلػػى كالػػد المػػدعى عميػػو إال برفػػع‬
‫دعكل مدنية عمى كرثة مكرث المدعيػة مػف قبػؿ كرثػة كالػد المػدعى عميػو طبقػا لممػادة‬
‫‪/85‬ج مف قػانكف تسػكية األ ارضػي كتسػجيميا لسػنة ‪9925‬ـ ‪ ،‬ككفػؽ مػا أرسػتو السػابقة‬
‫المادة ‪ /4‬ط ـ ‪9992 -9984 ،‬ـ ‪ ،‬مف مبدأ(‪.) 1‬‬

‫محمد أبكزيد عثماف ابكزيد ‪ ،‬تكريث الحيازات ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪55‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حيازة العقار باإلجارة‬
‫إجارة الدولة لألفراد والمؤسسات ‪:‬‬
‫إف مبػػدأ ممكيػػة الدكلػػة ل ارضػػي كضػػعو سػػيدنا عمػػر بػػف الخطػػاب إذ جعػػؿ ممكيػػة‬
‫أرض الع ػراؽ تتبػػع لبيػػت المػػاؿ‪ ،‬كتظػػؿ بيػػد مالكيػػا نظيػػر خ ػراج يؤدكنػػو لبيػػت المػػاؿ‬
‫كالخراج أجرة تؤخذ عف أرض فتحيا المسممكف ) (‪ .) 1‬إذا تركت لمالكييا (‪.) 2‬‬
‫كفػػي الفقػػو الحنفػػي كرد رأم مفػػاده ‪ ،‬أنػػو ( إذا أذف السػػمطاف أك ككيمػػو ألحػػد بإحيػػاء‬
‫األرض عمى أف ينتفع بيا فقط ‪ ،‬كال يتممكيا فيتصرؼ ذلؾ الشخص فػي تمػؾ األرض‬
‫عمى الكجو الذم يأذف بو ‪ ،‬كلكف ال يممؾ ( رقبة ) تمؾ األرض (‪.) 3‬‬
‫كنفي ػػـ م ػػف ى ػػذه الم ػػادة أف لمحي ػػي األرض ب ػػإذف الس ػػمطات فق ػػط أف ينتف ػػع ب ػػاألرض‬
‫بالز ارعػػة عمييػػا أك بنػػاء دار‪ .‬كرقبػػة األرض تكػػكف ممكػػا لبيػػت المػػاؿ كتسػػمى األرض‬
‫بالص ػػفة الم ػػذككرة" األرض" األميري ػػة‪ ،‬كاف ق ػػانكف المع ػػامالت المدني ػػة أص ػػاب عن ػػدما‬
‫ن ػ ػػص ف ػ ػػي الفقػ ػ ػرة األكل ػ ػػى م ػ ػػف الم ػ ػػادة (‪ )559‬عم ػ ػػى أف األرض هلل كرس ػ ػػكلو كالدكل ػ ػػة‬
‫مسػػتخمفة عمييػػا كمسػػئكلة عنيػػا ‪ ،‬كمالكػػة لعينيػػا كتعتبػػر جميػػع األ ارضػػي مػػف أم نػػكع‬
‫كالتػػي ال تكػػكف مسػػجمة قبػػؿ تػػاريس العمػػؿ بيػػذا القػػانكف(‪ .) 4‬كمػػا لػػك كانػػت قػػد سػػجمت‬
‫باس ػػـ الدكل ػػة كاف أحك ػػاـ ق ػػانكف تس ػػكية األ ارض ػػي كتس ػػجيميا لس ػػنة ‪9925‬ـ ق ػػد ركع ػػي‬
‫بشأنيا‪.‬‬
‫كنصت الفقرة الثانية مف ذات المادة عمى أنػو " عمػى الػرغـ مػف نػص البنػد (‪ )9‬تعتبػر‬
‫ممكية عيف كؿ ممكية عقاريػة تػـ تسػجيميا بالممػؾ الحػر فػي اسػـ صػاحبيا قبػؿ صػدكر‬
‫ىػػذا القػػانكف كتظػػؿ بػػذلؾ حتػػى لػػك انتقمػػت لمغيػػر بػػأم تصػػرؼ ناقػػؿ لمممكيػػة بػػالبيع أك‬
‫اليبة أك الكصية أك العارية‪.‬‬

‫أبك يكسؼ يعقكب بف إبراىيـ بف حبيب بف سعد بػف صػيتة األنصػارم‪ ،‬تػكفي ‪982‬ى ػ كتػاب الخػراج المكتبػة األزىريػة‬ ‫) ‪)1‬‬

‫لمتراث ‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬طو عبد الرؤكؼ سعد ‪ :‬سعد حسف محمد ‪ ،‬دكف طبعة دكف تاريس ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫المػػاكردم ‪ ،‬أبػػك الحسػػف عمػػى بػػف محمػػد بػػف محمػػد بػػف حبيػػب البصػػرم البغػػدادم‪ ،‬األحكػػاـ السػػمطانية‪ ،‬دار‬ ‫) ‪) 2‬‬

‫الحديث‪ ،‬القاىرة‪ ، ،‬ص ‪292‬‬


‫عمي حيدر ‪ ،‬درر الحكاـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ 289 – 282/9‬طبعة دار الجيؿ ‪.‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫قػانكف المعػامالت المدنيػة لسػنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬صػدر كػأمر مؤقػت رقػـ ‪ 6‬سػنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬كأصػبح قػانكف رقػـ ‪8‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫لسنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬كصدر بتاريس ‪9984/2/94‬ـ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫كنصت الفقرة الثالثة مف المادة المتقدمة عمػى أنػو " تعتبػر ممكيػة منفعػة كػؿ ممكيػة يػتـ‬
‫اكتسابيا بمكجب أحكاـ ىذا القانكف ككفؽ الفقرات الػثالث مػف المػادة آنفػة الػذكر كىػي‬
‫(‪ )559‬فػػإف الدكلػػة ىػػي إلػػي تمػػنح األفػراد كالمؤسسػػات منػػافع األرض بغػػرض الز ارعػػة‬
‫أك الس ػػكف من ػػذ ص ػػدكر ق ػػانكف المع ػػامالت المدني ػػة ف ػػي ‪9984//94‬ـ‪ .‬كاف الس ػػمطات‬
‫التنفيذية ممثمة في ك ازرة اإلسكاف االتحادية كالكالئيػة كالمجنػة الزراعيػة كلجنػة األ ارضػي‬
‫بالمنطقة أك المحمية كمفتشي األ ارضػي أك مػديرييا ليػـ سػمطة مػنح األ ارضػي لالنتفػاع‬
‫بيا‪.‬‬
‫صدر قانكف التخطيط العمراني لسنة ‪9994‬ـ مكضحا األسس كالضكابط التي يتـ بيػا‬
‫منح منافع األرض المممككة لمدكلة مع مراعاة أحكاـ قانكف المعامالت لسنة ‪9984‬ـ‪،‬‬
‫ال ػػذم ن ػػص ف ػػي الفقػ ػرة األكل ػػي م ػػف الم ػػادة (‪ )569‬عم ػػى أف ي ارع ػػي ف ػػي م ػػنح األرض‬
‫كالعقارات السكنية ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -9‬يجب تخصيص المنفعة ل سرة كمما كاف ذلؾ ممكنػا عمميػا ‪ ،‬كازاء ذلػؾ فػإف لجنػة‬
‫التخط ػػيط تق ػػكـ ب ػػإدراج األش ػػخاص بكش ػػؼ الحص ػػر كالت ػػرقيـ بع ػػد إني ػػاء الباح ػػث‬
‫االجتماعي عممػو فػي المنطقػة المطمكبػة تخطيطيػا تمييػدا لمتخصػيص ‪ ،‬ككممػا زاد‬
‫أفػراد األسػرة الػػذيف يعػػكليـ الشػػخص المػػدرج كانػػت لديػػو األكلكيػػة فػػي مػػنح القطعػػة‬
‫بالمنفع ػػة كالس ػػمطات اإلداري ػػة تس ػػتعيف بالمجن ػػة الش ػػعبية ف ػػي إع ػػداد كش ػػؼ حص ػػر‬
‫أسماء األشخاص المزمع منحيـ القطع‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تمنع منفعة األرض لمسكف ‪ ،‬تقػؿ عػف مػائتي متػر مربػع فػي المػدف كال تقػؿ عػف‬
‫أربعمائة متر في القرل كاألرياؼ‪.‬‬
‫‪ -9‬ال يسمح لمعمراف المستديـ دكف فتح طرؽ مؤدية إلى الشكارع الرئيسية‪.‬‬
‫كأف المجنػػة المكمفػػة بػػالتخطيط تقػػكـ بفحػػص حػػاالت الم ػكاطنيف المدرجػػة أسػػماؤىـ قبػػؿ‬
‫تكزيع األراضي كبعد تكزيع القطػع ‪ ،‬فالشػخص الػذم ال يرضػى بػالمكقع المخصػص‬
‫لػػو ‪ ،‬قػػد يتمسػػؾ بػػالمكقع السػػابؽ لػػو الػػذم كػػاف يقػػيـ فيػػو قبػػؿ تنفيػػذ الخطػػة اإلسػػكانية ‪،‬‬
‫كاف الن ازع ػػات الت ػػي ت ػػدكر ف ػػي مث ػػؿ ى ػػذه األحػ ػكاؿ ‪ ،‬تق ػػكـ لج ػػاف التخط ػػيط المختص ػػة‬
‫بحميػػا(‪ .) 1‬فالمتضػػرر عميػػو التقػػدـ بمظممتػػو لػػدل لجنػػة االسػػتئنافات المككنػػة مػػف قبػػؿ‬

‫محمد محمكد ابك قصيصة ‪ ،‬بحث المعالجات القانكنية لنزاعات األراضي ‪ ،‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9995‬ـ‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلدارة الخاصة بالخطة اإلسكانية كما ىك مكضػح فػي قػانكف التخطػيط العم ارنػي لسػنة‬
‫‪9994‬ـ ‪ ،‬كال يمجأ المكاطف إلى المحػاكـ إال إذا اسػتنفذ كػؿ الخطػكات التػي مػف شػأنيا‬
‫إيجػػاد الحػػؿ المناسػػب عبػػر لجػػاف االسػػتئناؼ كلجػػاف التخطػػيط‪ ،‬كيمكػػف لممػػتظمـ أف‬
‫يطعف في قرار لجنة االستئنافات العميا أماـ كزير اإلسكاف كبعد ذلؾ يحؽ لػو الطعػف‬
‫في قرار الكزير إف لػـ يػرض بقػ ارره أمػاـ المحكمػة اإلداريػة ‪ ،‬كال يحػؽ لممحػاكـ النظػر‬
‫فػػي الن ازعػػات الخاصػػة بتمميػػؾ ارض مممككػػة لمدكلػػة كالتػػي تنشػػأ بػػيف األشػػخاص عقػػب‬
‫منح القطػع فػي الخطػط اإلسػكانية ألف ميمػة حػؿ تمػؾ الن ازعػات مػف اختصػاص لجػاف‬
‫التخطػػيط بمراحميػػا المختمفػػة فقػػد كرد فػػي سػػابقة كرثػػة أحمػػد عيسػػى عػػكيس ضػػد عمػػر‬
‫محمػػد ش ػريؼ ـ ع ‪/‬ط ـ ‪9999 /966 /‬ـ مػػا يفيػػد أف الفق ػرة" ‪ "8‬مػػف المػػادة " ‪"559‬‬
‫مػػف ق ػػانكف المع ػػامالت المدني ػػة لس ػػنة ‪9984‬ـ تعػػديؿ لس ػػنة ‪ 9996‬نص ػػت عم ػػى ع ػػدـ‬
‫اختصػػاص المحػػاكـ فػػي نظػػر الن ازعػػات المتعمقػػة بتمميػػؾ أم أرض تكػػكف ممكػػا لمدكلػػة‪،‬‬
‫بمعنػػى أف عػػدـ االختصػػاص ينشػػأ حينيػػا برفػػع أحػػد األف ػراد دعػػكل ضػػد الدكلػػة فػػي‬
‫النزاعات المتعمقة باألراضي المممككة لمدكلة كيطالب بتمميؾ تمؾ األرض‪.‬‬
‫كى ػػذا التع ػػديؿ عمػ ػػى النح ػػك الم ػػذككر آنفػ ػػا ال يس ػػمب المح ػػاكـ اختصاصػ ػػيا ف ػػي نظػ ػػر‬
‫الن ازعػػات بػػيف األشػػخاص حػػكؿ منفعػػة األ ارضػػي المممككػػة العػػيف لمدكلػػة كأييػػـ أحػػؽ‬
‫بالحيازة كانما الحظر ينطبػؽ فػي حالػة النػزاع حػكؿ الممكيػة فػي مكاجيػة الدكلػة(‪.)1‬كفػي‬
‫الحاالت التي ال تككف الدكلة طرفا في النػزاع يمكػف أف ينػازع رعاياىػا – حػكؿ الحيػازة‬
‫األفضػػؿ فػػي األرض المس ػػجمة باسػػـ الحككم ػػة أك التػػي يفتػػرض أني ػػا مسػػجمة باس ػػميا‬
‫كىي األرض التي لـ تسجؿ كفقا لقانكف تسكية األراضي كتسجيميا لسنة ‪9925‬ـ‪.‬‬
‫كاألرض المسجمة باسـ الحككمة يجكز ل فراد أف يتنػازعكا حػكؿ حيازتيػا كاالنتفػاع بيػا‬
‫لمسكف ‪ ،‬كيخضع ذلؾ لمقانكف‪ ،‬كأف الذم لو الحؽ بالتفضيؿ ىك الػذم لػو سػندات مػف‬
‫الدكلػػة بمنفعػػة تمػػؾ األرض كذلػػؾ باتبػػاع الطػػرؽ كاإلج ػراءات السػػميمة لمحصػػكؿ عمػػى‬
‫تمؾ المستندات كالمنح مف الدكلة لو الحيازة األفضؿ (‪.) 2‬‬

‫مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9992‬ـ ‪ ،‬ص ‪995‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9989‬ـ ص ‪ 289‬سابقة آدـ جبريؿ عبداهلل ضد فاطمة محمد أحمد األخيرة ليا‬ ‫) ‪)2‬‬

‫عقد بمنح القطعة بالمنفعة ‪ ،‬كالمدعي كىك األكؿ ال يممؾ أم كثيقة أك مستند لحيازة األرض‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫كاذا استقرت ق اررات التخصيص لممستحقيف في الخطة اإلسػكانية يتخطػى كافػة طعػكف‬
‫االستئنافات فالسند الذم تمنحػو الدكلػة لممسػتحؽ ىػك عقػد مػنح القطعػة فيػتـ إبػراـ عقػد‬
‫بػػيف الدكلػػة كيمثميػػا مفػػتش أك مػػدير األ ارضػػي كطػػرؼ أكؿ ‪ ،‬كالمسػػتحؽ كطػػرؼ ثػػاف‬
‫كذلػػؾ بأكرنيػػؾ (‪ )9‬كتسػػتخرج ثػػالث صػػكر مػػف العقػػد‪ ،‬فالصػػكرة األكلػػى تسػػمـ لمطػػرؼ‬
‫الثاني " مستحؽ منفعة األرض" كالصكرة الثانيػة ترسػؿ إلػى مكتػب التسػجيالت بغػرض‬
‫تسجيؿ القطعة الممنكحة باسـ الطرؼ الثاني كالصكرة الثالثة تحفظ بمكتب األراضي‪.‬‬
‫كعمػػى المتعاقػػد " الطػػرؼ الثػػاني " أف يبػػادر بتسػػجيؿ قطعػػة أرضػػو باسػػمو لػػدل مكتػػب‬
‫التسػػجيالت بعػػد سػػداد الرسػػكـ المقػػررة كممكيػػة منفعػػة ( حكػػر ) كيحػػؽ لػػو حيػػازة العقػػار‬
‫عمى سبيؿ االنتفاع ليمارس عميو حقكقو في االستغالؿ كاالستعماؿ ‪.‬‬
‫كنصػػت المػػادة (‪ )922‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ عمػػى أنػػو ( تصػػح‬
‫إجارة األرض الزراعية مع بياف ما يزرع فييا‪ ،‬أك تخيير المستأجر أف يػزرع مػا يشػاء‪،‬‬
‫كنص ػػت الم ػػادة (‪ )924‬م ػػف الق ػػانكف نفس ػػو ‪ ،‬عم ػػى أن ػػو إذا اس ػػتأجر ش ػػخص األرض‬
‫لمزراعة شممت اإلجارة جميع حقكقيا‪ ،‬كال تدخؿ األدكات الزراعية كما يتصػؿ بػاألرض‬
‫اتصػػاؿ ق ػرار أال بػػنص فػػي العقػػد ‪ ،‬كاذا شػػمؿ العقػػد إجػػارة األدكات الزراعيػػة كاآلالت‬
‫الزراعيػػة كجػػب عمػػى المسػػتأجر أف يتعيػػدىا بالصػػيانة‪ ،‬كأف يسػػتعمميا طبقػػا لممػػألكؼ ‪،‬‬
‫كقد يتكفى المستأجر قبؿ انتياء مدة اإلجارة كىنا تنتقؿ منفعة اإلجارة إلى الكرثػة طبقػا‬
‫لممادة ‪ 4/929‬مػف قػانكف المعػامالت المدنيػة التػي تػنص عمػى أنػو " ال تنتيػي اإلجػارة‬
‫بكفاة المتعاقديف عمى أنو يجكز لكرثة المستأجر فسس العقد إذا أثبتيػا أف أعبػاء العقػد‬
‫أصػ ػػبحت بس ػ ػػبب كف ػ ػػاة م ػ ػػكرثيـ أثق ػ ػػؿ م ػ ػػف أف تتحممي ػ ػػا مػ ػ ػكاردىـ أك تتج ػ ػػاكز ح ػ ػػدكد‬
‫حػػاجتيـ"‪ .‬كمػػف الناحيػػة الفقييػػة أف منفعػػة اإلجػػارة تػػكرث عمػػى نحػػك مػػا تقػػدـ كلكػػف ال‬
‫نجػ ػػد ليػ ػػا أث ػ ػ ار فػ ػػي التطبيقػ ػػات القضػ ػػائية ‪ ،‬بمعنػ ػػى أنػ ػػو إذا حصػ ػػرت تركػ ػػة المتػ ػػكفى‬
‫المستأجر ‪ ،‬فإف اإلعالـ الشرعي يقضي بثبػكت كفاتػو كانحصػار إرثػو ‪ ،‬كال يشػير إلػى‬
‫أف المتكفى كاف يستأجر أرضا زراعية أك خالفيا بػؿ يتػرؾ اسػتمرار منفعػة اإلجػارة أك‬
‫ع ػػدـ اس ػػتمرارىا طبق ػػا لظ ػػركؼ الكرث ػػة في ػػـ ال ػػذيف يح ػػددكف ك ػػؿ ذل ػػؾ كى ػػذا إذا كان ػػت‬
‫اإلجارة مف شخص مالؾ العقار زراعيا كاف أك سكنيا ممكية عيف أك ممكية منفعة(‪.)1‬‬

‫محمد أبك زيد عثماف‪ ،‬تكريث الحيازات ‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪61‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫كسب الحيازة بسبب غصب العقار والحيازة‬
‫بسبب القصاد بااللتصاق المرن‬
‫المطمب األكؿ ‪ :‬كسب الحيازة بسبب غصب العقار‬
‫المطمب الثاني‪ :‬كسب الحيازة بسبب القصاد بااللتصاؽ المرف‬

‫‪60‬‬
‫المطمب األول‬
‫كسب الحيازة بسبب غصب العقار‬
‫عػرؼ أبػك حنيفػػة (‪ .) 1‬كأبػك يكسػػؼ (‪.) 2‬الغصػب فقػػاال ‪ :‬ىػك إ ازلػػة يػد المالػػؾ عػف مالػػو‬
‫المقكـ عمى سبيؿ المجاىرة كالمغالبة (‪.) 3‬‬
‫كجػػاء فػػي ن ػكازؿ القصػػدم ‪ " :‬إف الغصػػب ىػػك االنتفػػاع بممػػؾ الغيػػر مػػع قصػػد تممػػؾ‬
‫العيف المغصكبة "(‪.) 4‬‬
‫ف ػػي كاق ػػع االم ػػر أف أب ػػا حنيف ػػة كأب ػػا يكس ػػؼ ال يري ػػاف الغص ػػب ف ػػي العق ػػار ب ػػؿ يك ػػكف‬
‫الغص ػػب ف ػػي المنق ػػكؿ ‪ ،‬ألف الغص ػػب عن ػػدىما إ ازل ػػة ي ػػد المال ػػؾ ع ػػف مال ػػو بفع ػػؿ ف ػػي‬
‫الماؿ‪ ،‬كال يتصكر عنػدىما فػي العقػار لعػدـ تكقػع إتػالؼ المغصػكب إذا كػاف عقػا ار كال‬
‫يترتػػب عمػػى ذلػػؾ الضػػماف عندئػػذ(‪ .) 5‬كفػػي اإلمكػػاف اسػػترداد العقػػار بحالتػػو كقػػاال‪ :‬لػػك‬
‫غص ػػب ش ػػخص أرض ػػا فبنػ ػى عميي ػػا‪ ،‬أك غ ػػرس فيي ػػا ف ػػال ينقط ػػع مم ػػؾ المال ػػؾ بس ػػبب‬
‫الغصػػب فيقػػاؿ لمغاصػػب‪ :‬اقمػػع البنػػاء كالغػػرس كردىػػا فارغػػة ‪ ،‬ألف األرض بحاليػػا لػػـ‬
‫تتغير‪.‬‬
‫أما عند المالكية فإف غصب العقار لدكاعي احيائو بالز ارعػة‪ ،‬أك بالسػكف بإقامػة البنػاء‬
‫عميو يعتبر كسيمة مف كسائؿ كسب الحيازة حتى كلك كانت طارئة‪.‬‬
‫كيتفؽ المالكية مع الحنفية في أف يؤمر الغاصب الحائز بقمػع غ ارسػو كبيػدـ بنائػو ألف‬
‫يده يد غاصبة كىك " سيء النية" ‪.‬‬

‫أبك حنيفة الككفي‪ ،‬أبك حنيفة‪ :‬النعماف بف ثابت اليمني ‪ ،‬مؤسػس المػذىب الحنفػي‪ ،‬تيػذيب الكمػاؿ لممربػي ‪،‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيركت ط ‪9986 ، 9466 ، 9‬ـ‪497/29 ،‬‬


‫أبػػك يكسػػؼ ‪ :‬يعقػػكب بػػف إب ػراىيـ بػػف حبيػػب األنصػػارم الكػػكفي البغػػدادم ‪ ،‬أبػػك يكسػػؼ صػػاحب اإلمػػاـ ابػػي‬ ‫) ‪) 2‬‬

‫حنيفة‪ ،‬كتمميذه‪ ،‬كأكؿ مف نشر مذىبو األعالـ ‪ ،‬لمزركمي ‪.‬‬


‫بدائع الصنائع ‪ ،‬لمكاساني ‪ ، 949/7‬كتاب الصعب ‪ ،‬طبعة دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫نكازؿ القصػدم ‪ ،‬لمقصػدم بػف مختػار بػف عثمػاف القصػدم المػالكي ‪ ،492 /9‬ط‪ .9‬دار ابػف حػزـ ‪ ،‬بيػركت‬ ‫) ‪)4‬‬

‫لبناف‪.‬‬
‫بدائع الصنائع لمكاساني ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.947 /7‬‬ ‫) ‪)5‬‬

‫‪61‬‬
‫كيستدؿ عمى ذلؾ جميػكر الفقيػاء مػف الحنفيػة كالمالكيػة بمػا رآه بعػض الصػحابة‪ ،‬فقػد‬
‫ركل عػػركة بػػف الزبيػػر (‪ .) 1‬عػػف أبيػػو أف رجػػال غػػرس فػػي أرض رجػػؿ مػػف األنصػػار‬
‫فاحتكما إلى رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسػمـ فقضػى ل نصػارم عمػى اآلخػر بػأف ينػزع‬
‫نخمو ‪.) 2( .‬‬
‫كاف الرسػػكؿ صػػمى اهلل عميػػو كسػػمـ قضػػى بػػذلؾ ألف ذلػػؾ الرجػػؿ إنمػػا غػػرس فػػي أرض‬
‫ذلػ ػػؾ األنصػ ػػارم متعػ ػػديا ‪ ،‬كثبػ ػػت أف األنصػ ػػارم ىػ ػػك مالػ ػػؾ األرض كيسػ ػػتحؽ أرضػ ػػو‬
‫كنصػػت الفقػرة الثانيػػة مػػف المػػادة ‪ 642‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ ‪،‬‬
‫عمى أنو إذا كاف فقد الحيػازة بػالقكة فممحػائز فػي جميػع األحػكاؿ أف يسػترد خػالؿ السػنة‬
‫التاليػػة حيازتػػو مػػف المتعػػدم ‪ ،‬كلػػو أف يرفػػع فػػي الميعػػاد القػػانكني حتػػى لػػك كػػاف مػػف‬
‫اغتصب أرضو سيء النية أك حسف النية‪.‬‬
‫كالمال ػػؾ الحقيق ػػي لمحيػ ػػازة ف ػػي الحالػ ػػة ى ػػذه يح ػػؽ لػ ػػو رف ػػع الػ ػػدعكل الس ػػترداد حيازتػ ػػو‬
‫ل ػ رض‪ ،‬إذا كػػاف يسػػتند فػػي حيازتػػو عمػػى حػػؽ التفضػػيؿ إم لديػػو سػػند قػػانكني عمػػى‬
‫حيازتػػو التػػي افتقػػدىا‪،‬كفي الكقػػت نفسػػو إف الحػػائز سػػيء النيػػة أك حسػػف النيػػة لػػيس‬
‫لديو سند قانكني يسػتند إليػو دفاعػا عػف حيازتػو التػي طػرأت عػف طريػؽ التعػدم ‪ ،‬كىػذا‬
‫ما أشارت إليػو المػادة ‪ 642‬مػف قػانكف المعػامالت المدنيػة لسػنة ‪9984‬ـ بنصػيا أنيػا‬
‫إذا لـ يكف مف فقد الحيازة قد انقضت عمى حيازتػو سػنة مػف كقػت فقػدىا فػال يجػكز لػو‬
‫أف يسػػترد الحيػػازة إال مػػف شػػخص ال يسػػتند إلػػى حيازتػػو الحػػؽ بالتفضػػيؿ كاذا لػػـ يكػػف‬
‫لدييما سند أك تعادلت سنداتيما كانت الحيازة ل حؽ أم األسبؽ في التاريس‪ ،‬كأحيانػا‬
‫تكػكف الظػركؼ التػػي طػرأت فييػا الحيػازة غامضػة يشػػكبيا المػبس كيعػػرؼ ذلػؾ بالحيػػازة‬
‫المسػػتترة ‪ ،‬لػػذلؾ مػػف فقػػد الحيػػازة التػػي تمػػت بصػػكرة مسػػتترة ‪ ،‬كلػػـ يكػػف فػػي كسػػع مػػف‬
‫فقدىا أف يعمـ ذلؾ ‪ ،‬فتبػدأ المػدة التػي يرفػع خالليػا دعػكل اسػترداد الحيػازة مػف تػاريس‬

‫القافي ‪ ،‬أبك العباس شياب الديف أحمد بف إدريس بف عبد الػرحمف المػالكي الػذخيرة ‪ ،‬ت ‪684‬ى ػ ‪ ،‬بيػركت ‪،‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫ط‪9994 ، 9‬ـ‪ ،‬ص ‪.268‬‬


‫عركة بف الزبير بف العكاـ بف خكيمد مف الفقياء المشيكريف ‪ ،‬كلد في أكائػؿ خالفػة عمػر بػف الخطػاب ‪94-‬ى ػ‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪ -‬تيػػذيب التيػػذيب ألبػػي الفضػػؿ أحمػػد بػػف عمػػى بػػف محمػػد أحمػػد بػػف حجػػر العسػػقالني ‪ ،‬مطبعػػة دائػرة المعػػارؼ‬
‫النظامية‪ ،‬اليند ‪ ،‬ط‪9926 ، 9‬ىػ ‪ ،‬ص ‪.962 -959‬‬

‫‪62‬‬
‫عمػ ػػو بفقػ ػػده حيػ ػػازة أرضػ ػػو ال انكشػ ػػاؼ فقػ ػػده لمحيازة‪،‬كتبػ ػػدأ السػ ػػنة التاليػ ػػة مػ ػػف تػ ػػاريس‬
‫انكشاؼ فقده لمحيازة‪.‬‬
‫ومن التطبيقات القضائية ‪:‬‬
‫فق ػ ػػد أرس ػ ػػت س ػ ػػابقة جبري ػ ػػؿ عب ػ ػػداهلل ض ػ ػػد فاطم ػ ػػة محم ػ ػػد أحم ػ ػػد ب ػ ػػالرقـ ـ ع‪ /‬ط ـ ‪/‬‬
‫‪9989/267‬ـ مبػػدأ مفػػاده ‪ " :‬أف الحيػػازة ل ػ رض المممككػػة لمدكلػػة اسػػتنادا إلػػى أكراؽ‬
‫ثبكتية كاتبعت في الحصكؿ عمييا إجراءات قانكنية‪ ،‬ىي الحيازة األفضؿ التي تسػتحؽ‬
‫حماية القانكف مف الحيازة العشكائية دكف إجراءات قانكنية(‪.) 1‬‬
‫فحػػائز العقػػد بمكجػػب األكرنيػػؾ (‪ )99‬مقػػدـ كلػػو حػػؽ التفضػػيؿ عمػػى الحػػائز عشػكائيا‪،‬‬
‫كىناؾ سػكابؽ قضػائية أرسػت المبػدأ نفسػو‪ ،‬ففػي سػابقة محمػد مالػؾ ضػد فاطمػة سػعيد‬
‫عثمػػاف رقػػـ ـ ع‪/‬ط ـ ‪2669 /‬ـ (‪ .) 2‬كرد مػػا يفيػػد بأنػػو إذا تعػػددت الحيػػازات الفعميػػة‬
‫عمى أرض النزاع‪ ،‬فإف الحيازة األفضؿ ىي الحيازة األسبؽ ‪.‬‬
‫كالحيازة الحكمية ىي التي تستند عمػى أركاؽ كمسػتندات ثبكتيػة يتحصػؿ عمييػا الحػائز‬
‫بأف يتبع كؿ اإلجراءات المطمكبة بما في ذلؾ مكافقة الدكلة‪.‬‬
‫كاستقر القضاء عمى أف الحيازة الحكمية ىي األفضؿ مف الحيازة الفعمية العشكائية‪.‬‬
‫كمحصػمة الكقػػائع فػػي السػػابقة المػػذككرة أف المطعػػكف ضػػدىا ( المدعيػػة) أقامػػت دعػػكل‬
‫مدنيػػة عمػػى الطػػاعف " المػػدعى عميػػو " مدعيػػة أنيػػا الحػػائزة عمػػى القطعػػة رقػػـ ‪9/547‬‬
‫مربع ‪( 4‬الشقمة ) كأف الطاعف تعدل عمػى القطعػة كأقػاـ مبػاني عمييػا‪ ،‬كطالبػت بإ ازلػة‬
‫التع ػػدم كاإلخ ػػالء‪ ،‬كبمخاطب ػػة محكم ػػة المكض ػػكع محمي ػػة الح ػػاج يكس ػػؼ أف ػػادت كف ػػؽ‬
‫مسػػتند ادعػػاء رقػػـ ( ‪ )9‬بػػأف القطعػػة باسػػـ المدعيػػة ( المطعػػكف ضػػدىا ) فػػي كشػػؼ‬
‫حصر األسماء كالترقيـ ‪ ،‬كىي في حيازتيا‪.‬‬
‫أصدرت محكمة المكضكع حكميا بثبكت حؽ المدعية في حيػازة القطعػة محػؿ النػزاع‬
‫كبإزالة التعدم " أم المباني " محكمة استئناؼ بحرم كشرؽ النيؿ أيدت الحكـ ‪ ،‬كفػي‬

‫مجمػػة األحكػػاـ القضػػائية لسػػنة ‪9989‬ـ ‪ ،‬ص ‪ ، 289‬ثبػػت أف المطعػػكف ضػػدىا تعاقػػدت مػػع الدكلػػة عمػػى‬ ‫) ‪) 1‬‬

‫منحي ػػا أرض النػ ػزاع بممكي ػػة منفع ػػة كلػ ػـ تك ػػف ق ػػد س ػػجمت القطع ػػة ل ػػدل التس ػػجيالت ل ػػذلؾ حكم ػػت المحكم ػػة العمي ػػا‬
‫لصالحيا ألف حيازتيا حكمية‪.‬‬
‫مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪2669‬ـ ‪ ،‬ص ‪.986‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪63‬‬
‫طعف قرار محكمة االسػتئناؼ أمػاـ المحكمػة العميػا ‪ ،‬قػررت األخيػرة أف حيػازة المدعيػة‬
‫مشػػركعة كاتبعػػت اإلج ػراءات القانكنيػػة السػػميمة كحػػازت القطعػػة مكضػػكع الن ػزاع بحػػؽ‬
‫التفضػػيؿ ‪ ،‬بينمػػا الطػػاعف " المػػدعى عميػػو" حيازتػػو عش ػكائية لػػـ تسػػتند إلػػى أسػػباب‬
‫قانكنية ‪ ،‬بينما المدعية حيازتيا حكمية ‪ ،‬كىي األفضػؿ مػف الحيػازة الفعميػة العشػكائية‪،‬‬
‫طالمػ ػػا أف أرض الن ػ ػزاع غيػ ػػر مسػ ػػجمة كفػ ػػؽ قػ ػػانكف تسػ ػػكية األرض كتسػ ػػجيميا لس ػ ػػنة‬
‫‪9925‬ـ(‪ .) 1‬كىنالؾ سابقة غير منشكرة تعضد الرأم نفسو – كىي سابقة ميدم حسف‬
‫عثمػػاف‪ ،‬ضػػد أحم ػػد عمػػر أحم ػػد بػػالرقـ ـ ع‪/‬ط ـ‪9995 / 9 /‬ـ مجم ػػة األحكػػاـ لس ػػنة‬
‫‪995‬ـ ‪ ،‬تقكؿ ىذه السابقة ‪ :‬أف الحيازة الحكمية أفضؿ مف الحيػازة الفعميػة العشػكائية‪،‬‬
‫كسػػابقة عكاطػػؼ إدريػػس ضػػد التكمػػة كككػػك رقػػـ ـ ع‪/،‬ط ـ‪2669/99 /‬ـ أرسػػت مبػػدأ‬
‫مفاده ‪:‬‬
‫إذا خصصت األرض بكاسػطة لجنػة األ ارضػي المختصػة كتػـ تسػجيميا لمػف خصصػت‬
‫لو فال يجكز إلغاء ىذا التسجيؿ إال بدعكل مدنية كفػؽ شػركط المػادة (‪ )85‬مػف قػانكف‬
‫تسػػكية األ ارضػػي كتسػػجيميا لسػػنة ‪9925‬ـ ) (‪ .) 2‬كال مجػػاؿ أمػػاـ المحكمػػة العميػػا لمػػدفع‬
‫بالحيازة الفعمية أك الدفع بعدـ مراعاة أسس المنح كالتخصيص(‪.) 3‬‬
‫كانما السبيؿ الكحيد المتاح ىػك المطالبػة بتعػديؿ السػجؿ بمكجػب المػادة ‪ 85‬مػف قػانكف‬
‫تسػ ػػكية األ ارضػ ػػي كتسػ ػػجيميا لسػ ػػنة ‪9925‬ـ إذا ت ػ ػكافرت شػ ػػركطيا كعػ ػػكدا إلػ ػػى كقػ ػػائع‬
‫الػػدعكل االبتدائيػػة لمسػػابقة المتقػػدـ ذكرىػػا " سػػابقة عكاطػػؼ إدريػػس عيسػػى ضػػد التكمػػة‬
‫كككػػك ‪ ،‬كىػػي أف المدعيػػة رفعػػت دعكاىػػا ضػػد المػػدعي عمييمػػا الطػػاعنيف بأنيػػا المالػػؾ‬
‫المسػػجؿ لمعقػػار ‪9959‬ـ مربػػع (‪ )46‬أـ بػػدة كاف المػػدعى عمييمػػا تعػػديا عمػػى القطعػػة‬
‫بالحيػػازة ‪ ،‬كطالب ػػت المدعي ػػة ب ػػاإلخالء كا ازل ػػة المبػػاني ‪ ،‬كبع ػػد س ػػماع البين ػػات حكم ػػت‬
‫محكمة المكضكع باإلخالء كازالة المباني‪.‬‬
‫كباستئناؼ الحكـ صدر قرار االستئناؼ مؤيدا لمحكػـ االبتػدائي ‪ ،‬كمػف ثػـ كػاف الطعػف‬
‫محػػؿ السػػابقة‪ ،‬كقالػػت المحكمػػة العميػػا فييػػا " إف الػػدفاع ل ػف يقػػكـ عمػػى الحيػػازة الفعميػػة‬

‫مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪2669‬ـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.989‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪2669‬ـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.986‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪2669‬ـ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.262‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪64‬‬
‫التػػي ال تنفػػي مسػػؤكلية التعػػدم ‪ ،‬كال تقػػكـ عمػػى سػػند شػػرعي ‪ ،‬طالمػػا أف أرض الن ػزاع‬
‫مسجمة كفؽ قانكف تسكية األراضي كتسػجيميا لسػنة ‪9925‬ـ ‪ ،‬فػإف الحيػازة الفعميػة فػي‬
‫الحالة ىذه غير منتجة ‪ ،‬كال يمتفت إلػى الػدفع القػائـ مػف المػدعى عمييمػا بػأف المدعيػة‬
‫خالفت أسس المنح كالتخصػيص ‪ ،‬لػذلؾ أيػدت المحكمػة العميػا الحكػـ االبتػدائي المؤيػد‬
‫باالسػ ػػتئناؼ ‪ ،‬كذلػ ػػؾ الفت ػ ػراض أف أسػ ػػس المػ ػػنح مػ ػػف لجنػ ػػة األ ارضػ ػػي ركعيػ ػػت قبػ ػػؿ‬
‫التسػػجيؿ ‪ ،‬ككػػاف عمػػى الم ػدعى عمييمػػا الطػػاعنيف مناىضػػة ق ػرار المػػنح عػػف طريػػؽ‬
‫االسػػتئناؼ لػػدل لجنػػة االسػػتئناؼ العميػػا التخطػػيط كىػػي لجنػػة إداريػػة إال أنيمػػا فكتػػا كػػؿ‬
‫الطعكف اإلدارية حتى مرحمة التسجيؿ ‪.‬‬
‫كيتبيف مما تقدـ أف المنفعػة المسػجمة يحمييػا القػانكف فػي حػدكد االنتفػاع الحقيقػي كفػؽ‬
‫حكػػـ المػػادة ‪ 569‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬كقػػد أسػػب القػػانكف‬
‫حمايتػػو حتػػى لممنفعػػة غيػػر المسػػجمة‪ ،‬كأش ػرنا إلػػى سػػابقة جبريػػؿ عبػػد اهلل ضػػد فاطمػػة‬
‫محم ػػد أحم ػػد ‪ ،‬كثب ػػت أف الم ػػدعى عميي ػػا تعاق ػػدت م ػػع الدكل ػػة إلتم ػػاـ تس ػػجيؿ القطع ػػة‬
‫الممنكح ػػة لي ػػا ل ػػدل التس ػػجيالت‪ ،‬كرغ ػػـ ذل ػػؾ أثبت ػػت المحكم ػػة العمي ػػا حقي ػػا ف ػػي حي ػػازة‬
‫القطعة التي تستند إلى سند شرعي (‪.) 1‬‬

‫محمد ابكزيد عثماف أبكزيد ‪ ،‬تكريث الحيازات ‪ ،‬ط ‪2699 9‬ـ ‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪65‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حيازة األرض بالقصاد وبااللتصاق المرن‬
‫يكتسب حؽ ممكية األرض كحيازتيا بالقصػاد‪ .‬كحػؽ القصػاد عػرؼ معػركؼ فػي‬
‫المديرية الشػمالية‪ ،‬كنيػر النيػؿ كشػماؿ الخرطػكـ‪ ،‬منػذ زمػف بعيػد قبػؿ بدايػة االسػتعمار‬
‫اإلنجميزم ‪.‬‬
‫كمنذ القدـ ظؿ النػاس يضػعكف يػدىـ عمػى تمػؾ الرقعػة الجديػدة مػف األرض التػي تنشػأ‬
‫مػ ػػف ترسػ ػػب طمػ ػػي النيػ ػػر قصػ ػػاد أرض جػ ػػركفيـ " السػ ػػمككة " بصػ ػػكرة تدريجيػ ػػة غيػ ػػر‬
‫محسكسػػة بمػػركر سػػنكات عديػػدة ‪ ،‬كتمتصػػؽ(‪ .) 1‬بػػأرض جػػركفيـ كالتػػي تبػػدأ مػػف أسػػفؿ‬
‫الشط إلى اتجاه منتصؼ النير‪.‬‬
‫كق ػػد تك ػػكف ى ػػذه األرض الجدي ػػدة الممتص ػػقة ف ػػكؽ أعم ػػى منس ػػكب مج ػػرل الني ػػر كق ػػت‬
‫فيضانو العادم‪ .‬كاذا كػاف مسػتكل األرض دكف ذلػؾ كتكػكف مغمػكرة عمػى الػدكاـ بميػاه‬
‫النيػػر اعتبػػر ذلػػؾ الجػػزء مػػف مجػػرل النيػػر كاذا غطػػى الفيضػػاف غيػػر العػػادم(‪ .)2‬تمػػؾ‬
‫األرض التػي تككنػت بفعػؿ الطمػػي فػإف ذلػؾ ال يمنػع مػػف تممػؾ المػالؾ المجػاكريف ليػػا‬
‫عن ػػد انكش ػػاؼ الني ػػر بح ػػؽ القص ػػاد أعطػ ػى م ػػالؾ الج ػػركؼ (المس ػػجمة) ذل ػػؾ الح ػػؽ‬
‫المفضي إلى حيازتيـ لػ رض الجديػدة‪ ،‬أك المنكشػؼ عنيػا النيػر فيػذا الحػؽ معػركؼ‬
‫عرفا كاف القاعدة الفقيية تقكؿ ‪ :‬المعركؼ عرفػا كالمشػركط شػرطا كالتعيػيف بػالعرؼ‬
‫كالتعييف بالنص (‪.) 3‬‬
‫كفي قػانكف أصػكؿ األحكػاـ لسػنة ‪9989‬ـ ىنػاؾ نػص صػريح يحػدد استرشػاد القاضػي‬
‫عنػد غيػاب الػنص بػالعرؼ الػذم ال يخػالؼ مبػدأ مػف مبػادئ الشػريعة اإلسػالمية كذلػؾ‬
‫لقكلػػو تعػػالى ‪ .) 4( (     ( :‬كقػػد نصػػت المػػادة (‪ )662‬مػػف‬

‫قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ عمػػى " أف األرض التػػي تتكػػكف مػػف طمػػي‬
‫يجمبو النير بطريقة تدريجية غير محسكسة أك يأتي بيا السيؿ تكػكف مممككػة بالمنفعػة‬

‫االلتصػػاؽ يعنػػي اتحػػاد شػػيء تػػابع بشػػيء أصػػمي بحيػػث يتممػػؾ مالػػؾ الشػػيء األصػػمي التػػابع " بتصػػرؼ مػػف كتػػاب‬ ‫) ‪) 1‬‬

‫االلتصاؽ كسبب مف أسباب كسب الممكية‪ ،‬لجماؿ خميؿ ‪ ،‬النشار ‪ ،‬كمية الشريعة جامعة األزىر‪ ،‬ص ‪.56 -55‬‬
‫الفيضاف غير العادم ‪ :‬ىك الفيضاف الكبيػر كفيضػاف عػاـ ‪9946‬ـ ‪ ،‬ك‪9988‬ـ ك‪9994‬ـ كأف ذلػؾ معػركؼ‬ ‫) ‪)2‬‬

‫بالمديرية الشمالية كنير النيؿ كبقية مدف السكداف المطمة عمى النيؿ األزرؽ كاألبيض‪.‬‬
‫الشيس أحمد الرزؽ‪ ،‬شرح لمقكاعد الفقيية ‪ ،‬طباعة دار القمـ‪ ،‬ط ‪ 5‬دمشؽ ‪.996-995/26‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫سكرة األعراؼ ‪ ،‬اآلية ‪.999‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪66‬‬
‫لمم ػػالؾ ال ػػذيف التص ػػقت بأرض ػػيـ ‪ ،‬كتقاب ػػؿ ى ػػذه الم ػػادة ‪ ،‬الم ػػادة (‪ )998‬م ػػف الق ػػانكف‬
‫المػػدني المصػػرم التػػي أكردت نفػػس المبػػدأ المتقػػدـ بقكليػػا " األ ارضػػي التػػي تتكػػكف مػػف‬
‫طمػػي يجمبػػو النيػػر بطريقػػة تدريجيػػة غيػػر محسكسػػة تكػػكف ممكػػا لممػػالؾ المجػػاكريف "‬
‫كيفيػػـ مػػف سػػياؽ الػػنص أف يترسػػب الطمػػي بمرحمػػة كػػؿ فيضػػاف‪ ،‬كقػػد يحػػدث أف تمػػؾ‬
‫الجزر تككف مغمكرة جزئيا كقت الفيضاف كتظير بعد انكشػاؼ النيػر ‪ ،‬كعمميػة اليػداـ‬
‫تسمى " طرح النير " كتككف الجزر حديثة التككيف تؤكؿ ممكيتيػا لمدكلػة كبػذلؾ نصػت‬
‫المادة ( ‪ )9/664‬مف قانكف المعامالت المدنيػة لسػنة ‪9984‬ـ عمػى أف الجػزر الكبيػرة‬
‫كالصػغيرة التػي تتكػػكف بصػكرة طبيعيػػة فػي مجػارم النيػػر أك مجػارم الميػػاه تعتبػر ممكػػا‬
‫لمدكلة ما لـ تخضع لحكـ المادة (‪ )662‬أك (‪ )665‬مف القانكف المشار إليو ‪.‬‬
‫كي ػ ػػكرد البحػ ػ ػػث الس ػ ػػابقة ـ ع ‪ /‬ط ‪9989/924 /‬ـ(‪ .) 1‬كالتػ ػ ػػي ص ػ ػػدرت قبػ ػ ػػؿ قػ ػ ػػانكف‬
‫المعامالت المدنية ‪ ،‬كأرست مبدأ مفاده ‪:‬‬
‫أ‪-‬أف حؽ القصاد العرفي يجرم في اتجاه النير بحيث يحكـ لصاحب الساقية العمكيػة‬
‫ألرض السػػمككة ‪ :‬مباشػرة حتػػى منتصػػؼ النيػػر كحػػؽ القصػػاد يتطمػػب أف تكػػكف أرض‬
‫الن ػزاع مباش ػرة أسػػفؿ األرض المسػػجمة كال يكجػػد فاصػػؿ كػػالخكر يفصػػؿ بػػيف الجزي ػرة‬
‫كالسػػمككة كقضػػت المحكمػػة بتسػػجيؿ الجزي ػرة باسػػـ الدكلػػة‪ .‬كيفيػػـ مػػف ذلػػؾ المبػػدأ أف‬
‫أرض الجزيػ ػ ػ ػرة ل ػ ػ ػػـ تمتص ػ ػ ػػؽ ب ػ ػ ػػأرض الس ػ ػ ػػمككة المتاخم ػ ػ ػػة ألرض الس ػ ػ ػػاقية العمكي ػ ػ ػػة‪.‬‬
‫كالمسػػجمتيف كفػػؽ قػػانكف تسػػكية األ ارضػػي كتسػػجيميا لسػػنة ‪9925‬ـ بشػػرط أال يح ػكز‬
‫أحػػد تمػػؾ الجزي ػرة عمػػى سػػبيؿ السػػماح مػػف قبػػؿ ‪ ،‬أك برخصػػة مػػف الدكلػػة‪ ،‬لػػذلؾ فػػإف‬
‫تسػػجيميا باسػػـ الدكلػػة أت ػى متفقػػا مػػع حكػػـ المػػادة ( ‪ )9/664‬مػػف ق ػانكف المعػػامالت‬
‫المدنية لسنة ‪9984‬ـ‪.‬‬
‫كالمبدأ نفسو أرستو سابقة مالؾ الساقية ‪ 988‬أكربي ضد حمكدة أكربػي (‪ .) 2‬عمػى أف‬
‫اختفػػاء األرض باليػػداـ تحػػت المػػاء أليػػة مػػدة يقطػػع فتػرة الحيػػازة السػػابقة‪ ،‬كاف األرض‬
‫التي تظير أث ار لميداـ ‪ ،‬أك الغمر تعتبر أرضا جديدة كتعتبر ممكا لمدكلة ‪ ،‬كذلؾ كفػؽ‬
‫زمف المادة ‪ 559‬مػف قػانكف المعػامالت المدنيػة لسػنة ‪9984‬ـ كالػذم يعتبػر أف الدكلػة‬

‫السابقة ـ ع ‪/‬ؾ‪9989/994/‬ـ مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9989‬ـ لسنة ‪9989‬ـ ص‪296‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫سابقة أكربي ضد حمكدة أكربي ‪ ،‬ـ أ ‪ /‬أ ـ‪9988 /979 /‬ـ مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9977‬ـ ص ‪.528‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪67‬‬
‫مالك ػػو لع ػػيف أي ػػة أرض م ػػف أم ن ػػكع كالت ػػي ال تك ػػكف مس ػػجمة قب ػػؿ ت ػػاريس العم ػػؿ بي ػػذا‬
‫القانكف كتككف بالمنفعة في أم تاريس آخر‪.‬‬
‫كيكرد الباحث سابقة عبداهلل حسف نكر الجميؿ ضد ميرغني محمد عثمػاف كآخػريف فقػد‬
‫أرست مبدأ مفاده (‪.) 1‬‬
‫أنو إذا ثبتت ممكية أرض بالمرف‪ ،‬ككانت مغمكرة بمػاء‪ ،‬ثػـ ظيػرت بعػد أف انحسػرت‬
‫عنيػػا المػػاء فػػإف مػػف حػػؽ صػػاحب المػػرف أف يمػػارس حقكقػػو عمييػػا إذ إف القاعػػدة إذا‬
‫ثبػػت المػػرف فإنػػو ال يػػنقض كال يفقػػده صػػاحبو أبػػدا غيػػر أنػػو يخضػػع لقػػانكف كضػػع اليػػد‬
‫(حيازة األرض) كلالستفادة البد مف بياف تفصيمي لكقائع السابقة إذ إف محصمة كقػائع‬
‫تمػػؾ الػػدعكل االبتدائيػػة ىػػي ‪ :‬أف المػػدعيف ىػػـ المػػالككف المسػػجمكف لمحصػػص (‪22‬‬
‫ك‪ 27‬ك‪ 24‬ك‪ 25‬ك‪ 9‬ك‪ 95‬ك‪ " 9‬بالسػػاقية نم ػرة (‪ )9‬جزي ػرة سػػميمة كرفيػػدة بػػالخكجالب‬
‫إال أف المػػدعى عمػػييـ تعػػدكا عمػػى جزي ػرة رفيػػدة بػػالخكجالب بػػالخرطكـ بحػػرم ككػػذلؾ‬
‫تعدكا عمى تمؾ الحصص مكضػكع الػدعكة كانيػا مسػجمة بأسػماء المػدعيف طبقػا لقػانكف‬
‫تس ػػكية األ ارض ػػي كتس ػػجيميا ‪ ،‬كأكدع الم ػػدعكف ش ػػيادات بح ػػث لتم ػػؾ القط ػػع مكض ػػكع‬
‫الن ػزاع ‪ ،‬كلػػـ يعت ػػرض عمييػػا المػػدعي عم ػػييـ‪ ،‬لكػػنيـ دفع ػكا ب ػػأنيـ ظم ػكا يزرعػػكف تم ػػؾ‬
‫القطع الزراعية محؿ الدعكل ألكثر مػف عشػريف عامػا أك حازكىػا حيػازة ىادئػة مسػتقرة‬
‫ط ػكاؿ تمػػؾ المػػدة كطػػالبكا بػػدعكل فرعيػػة إلثبػػات كضػػع يػػدىـ عمػػى تمػػؾ القطػػع محػػؿ‬
‫النزاع استمعت محكمة المكضكع إلى بينات االدعاء كالنفي كثبت ليا كجػكد خػط مػرف‬
‫بػػيف الخػػكجالب بالضػػفة الشػػرقية كبػػيف منطقػػة سػػيرك مػػكطف المػػدعى عمػػييـ‪ ،‬كأف خػػط‬
‫المػػرف حػػدد بسػػياج حديػػدم فػػي عػػاـ ‪9928‬ـ منػػذ أيػػاـ اإلنجميػػز ‪ ،‬كثبػػت كػػؿ ذلػػؾ أمػػاـ‬
‫محكمة المكضكع شيادة المساح المختص كبعض شػيكد االدعػاء أف تمػؾ القطػع كمػف‬
‫بينيا جزيرتا سميمة كرفيدة تابعة لممدعيف " القاطنيف) بالخكجالب ألف الجزيػرتيف بائنػة‬
‫ككضػ ػػكح الش ػ ػمس أنيمػ ػػا كاقعتػ ػػاف شػ ػػرؽ خػ ػػط المػ ػػرف إلػ ػػى اتجػ ػػاه الخػ ػػكجالب كتتبعػ ػػاف‬
‫لممدعيف كفػؽ شػيادات البحػث الصػادرة كقضػت محكمػة المكضػكع بإ ازلػة آثػار التعػدم‬
‫كلـ تبيف ما دفع بو المدعى عمييـ مف حيازتيـ ألرض النزاع ألكثر مػف عشػريف عامػا‬

‫انظر السابقة القضائية ـ ع ‪ /‬ط ـ ‪9988 /96 /‬ـ مجمة األحكاـ القضائية ‪9988‬ـ ‪ ،‬ص ‪.269 -255‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪68‬‬
‫كتأيي ػػد الحك ػػـ بقػ ػرار االس ػػتئناؼ كص ػػدر قػ ػرار المحكم ػػة العمي ػػا مؤي ػػدا لمحك ػػـ االبت ػػدائي‬
‫كاالستئنافي كصار الحكـ سابقة منشكرة(‪.) 1‬‬
‫كاسػػتندت المحكمػػة العميػػا فػػي حكميػػا إلػػى سػػابقة الحسػػف بػػابكر الخضػػر ضػػد محمػػد‬
‫محمػػد عم ػي كآخ ػريف كالتػػي أرسػػت مبػػدأ مفػػاده أنػػو " إذا أثبتػػت ممكيػػة األرض بػػالمرف‬
‫ككانػػت األرض مغمػػكرة بمػػاء ثػػـ ظيػػرت فيمػػا بعػػد فػػإف مػػف حػػؽ صػػاحب المػػرف أف‬
‫يم ػػارس حقكق ػػو عميي ػػا إذ إف القاع ػػدة مت ػػى م ػػا ثب ػػت الم ػػرف فإن ػػو ال ي ػػنقض كال يفق ػػده‬
‫صاحبو أبدا غيػر أنػو يخضػع لقػانكف كضػع اليػد " الحيػازة " كىػذا مػا لػـ يثبتػو المػدعى‬
‫عمييـ‪ ،‬كفشمت الدعكل المرفكعػة مػنيـ لػذلؾ صػدر الحكػـ مػف المحكمػة العميػا يقضػي‬
‫بإزالة المدعى عمييـ لمتعدم كاخالئيـ عػف جزيرتػي سػميمة كرفيػدة كغنػي عػف البيػاف ‪:‬‬
‫أف ىػػذا الحكػػـ رغ ػـ صػػدكره فػػي ظػػؿ قػػانكف التقػػادـ المكسػػب‪ ،‬كالتقػػادـ المسػػقط لعػػاـ‬
‫‪9928‬ـ كالػػذم تػػـ إلغػػاؤه‪ ،‬كصػػدكر قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ كالػػذم تػػـ‬
‫إلغػػاؤه لصػػدكر قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ إال أنػػو يتفػػؽ تمامػػا مػػع نػػص‬
‫المادة ( ‪ )9/665‬مف القػانكف المشػار إليػو كىػي تػنص عمػى أف األرض التػي ينكشػؼ‬
‫عنيا تككف مممككة المنفعة لممالؾ الذيف تقع األرض المنكشفة قصاد أ ارضػييـ كيحػؽ‬
‫ليـ تممكيا إلى خط مفترض في منتصؼ النير‪ ،‬كىػك خػط المػرف الػذم يفصػؿ شػرؽ‬
‫الني ػػر كغ ػػرب الني ػػر لك ػػف تمػ ػؾ األرض الت ػػي ينكش ػػؼ عني ػػا الني ػػر ق ػػد تخض ػػع أحيان ػػا‬
‫لمحي ػػازة ككض ػػع الي ػػد م ػػف قب ػػؿ آخػ ػريف ال ص ػػمة بتم ػػؾ األرض الكاقع ػػة قص ػػاد األرض‬
‫المنكشفة ‪.‬‬
‫يم ػػر ع ػػاـ بع ػػد ع ػػاـ ‪ ،‬كف ػػي حقيق ػػة األم ػػر أف ترس ػػب ال ػػذرات العالق ػػة بمي ػػاه الفيض ػػاف‬
‫بالجركؼ يتـ بطريقة تدريجية غيػر محسكسػة كأثرىػا ال يمحػظ إال بتػراكـ الطمػي مككنػا‬
‫بذلؾ رقعػة جديػدة مػف األرض إال بعػد سػنكات مػف الفيضػانات المتكػررة بعػد كػؿ عػاـ‬
‫كالػرأم القػػانكني الػكارد بالنسػػبة لممػػادتيف المتقػػدمتيف لػػو أصػػؿ فػػي الفقػػو اإلسػػالمي فقػػد‬
‫كرد فػػي المػػادة (‪ )9246‬مػػف مجمػػة شػػرح األحكػػاـ العدليػػة نقػػال عػػف فقيػػاء الحنفيػػة أف‬
‫الطمي الذم يأتي بو النيػر عمػى أ ارضػي أحػد ‪ ،‬ىػك ممكػو كال يسػكغ ألحػد أف يتعػرض‬

‫) ‪)1‬‬
‫انظر السابقة القضائية ـ ع ‪ /‬ط ـ ‪9988 /96 /‬ـ مجمة األحكاـ القضائية ‪،‬المرجع السابؽ ‪. 269،‬‬

‫‪71‬‬
‫لػو (‪ .) 1‬كيػػرل مصػػنؼ شػػرح مجمػة األحكػػاـ أف الطمػػي الػػذم يػأتي بػػو النيػػر أك السػػيؿ‬
‫إلى أراضي أحد ىك ممكو ‪ ،‬كلك كاف ىػذا الطمػي بمقػدار ذراع أك أكثػر ‪ ،‬كلػيس ألحػد‬
‫أخذه كاذا أخذه يضمف ألنو باجتماع التراب ( الطمي) في ممكو قد أصبح ذلؾ التػراب‬
‫مف أجزاء ممكو كال يتعمؽ بو حؽ الغير‪.‬‬
‫كالمب ػػدأ بنفس ػػو كالػ ػكارد بالم ػػادة ( ‪ )662‬م ػػف ق ػػانكف المع ػػامالت المدني ػػة لس ػػنة ‪9984‬ـ‬
‫كالمتعمؽ باألرض التي يجمبيا السػيؿ ‪ ،‬نػص عميػو فػي المبسػكط‪ ،‬يقػكؿ الػنص‪ :‬طػيف‬
‫يجتمع فػي أرض رجػؿ مػف السػيؿ يكػكف لػو " (‪ .) 2‬كاف الحػائز عمػى األرض المترسػبة‬
‫بفعػػؿ طمػػي ميػػاه النيػػر ‪ ،‬ىػػك السػػيؿ بحكػػـ المػػادة (‪ )662‬آنفػػة الػػذكر لػػو الحػػؽ فػػي‬
‫المطالبة بتسػجيؿ األرض الجديػدة إف كانػت قصػاد أرض سػمككتو (‪ .) 3‬كممتصػقة بيػا‪،‬‬
‫كيتـ التسجيؿ بإجراء تسكية بتكصية ضابط التسكية بتسجيؿ األرض لمحائز‪.‬‬
‫إف معظػػـ أ ارضػػي السػػمككة (الجػػركؼ ) مسػػجمة ممكيػػة عػػيف باسػػـ مالكيػػا فػػي الكاليػػة‬
‫الش ػػمالية كني ػػر الني ػػؿ ‪ ،‬ف ػػارض الس ػػاقية " األرض العمكي ػػة" لمس ػػمككة تك ػػكف مس ػػجمة‬
‫باألرقػػاـ العاديػػة لمسػػاقية رقػػـ (‪ )9‬مػػثال كالسػػمككة التػػي تقػػع أسػػفميا تأخػػذ رقمػػا بالكسػػر‬
‫(‪ )9/9‬كفي األغمػب فػإف الكحػدة القياسػية لمسػاقية كالسػمككة ىػي القيػراط كاألسػيـ ‪ ،‬أك‬
‫الحبؿ كالذراع أك العظـ أك القصبة ‪.‬‬
‫إف األرض الجديدة المككنة مف طمي النير كالسيؿ إذا تـ تسػجيميا كفػؽ قػانكف تسػكية‬
‫األ ارضػ ػػي كتس ػ ػػجيميا لس ػ ػػنة ‪9925‬ـ مض ػ ػػافة إلػ ػػى أرض الس ػ ػػمككة بإح ػ ػػدل الكح ػ ػػدات‬
‫القياسػػية المػػذككرة باسػػـ حائزىػػا ‪ ،‬فػػإف أرض السػػمككة بعػػد اإلضػػافة إذا تػػكفي الحػػائز‬
‫قابمة لإلرث كلكف قبؿ التسجيؿ ال تكرث األرض الجديدة المككنة مف الطمي‪.‬‬
‫األرض الت ػػي تك ػػكف مغم ػػكرة بمي ػػاه الفيض ػػاف‪ ،‬كتنكش ػػؼ بع ػػد انحس ػػار مي ػػاه الفيض ػػاف‬
‫كبحكػػـ العػػرؼ تكػػكف حيازتيػػا لمالػػؾ السػػمككة الكاقعػػة قصػػاد تمػػؾ األرض المنكشػػفة‪،‬‬

‫درر الحكاـ شرح مجمة األحكاـ‪ ،‬عمي حيدر ‪ ،‬ج ‪ ،259/2‬ص ‪254‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫محمد بف أحمد بف أبي سيؿ شمس األئمة السرخسي ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪259/99‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫السػمككة ىػي أرض الجػركؼ التػي تمػي الشػط نحػك النيػر كسػميت بالسػمككة ألنيػا تػزرع غالبػا بالسػمككة كىػي‬ ‫) ‪)3‬‬

‫آلة خشبية‪ ،‬العرؽ كاألرض المديرية الشمالية د‪ .‬بكمديف الطيب ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬ص ‪86‬‬

‫‪70‬‬
‫كمػػف الحػػائز أف تمتػػد حيػػازة مالػػؾ السػػمككة ل ػ رض المنكشػػؼ عنيػػا النيػػر إلػػى خػػط‬
‫المرف(‪.)1‬الذم يفصؿ منتصؼ النير‪.‬‬
‫كقػػد نصػػت المػػادة ( ‪ )665‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة لسػػنة ‪9984‬ـ الفقػرة األكلػػى‬
‫منيا عمى أف األراضي التي ينكشػؼ عنيػا النيػر تكػكف مممككػة المنفعػة لممػالؾ الػذيف‬
‫تق ػػع األرض المنكش ػػفة قص ػػاد أ ارضػ ػييـ‪ ،‬كيح ػػؽ لي ػػـ تممكي ػػا إل ػػى خ ػػط جغ ارف ػػي ف ػػي‬
‫منتصػػؼ مجػػرل النيػػر‪ ،‬مػػا لػػـ يكجػػد عػػرؼ يقضػػي بغيػػر ذلػػؾ‪ ،‬كيػػكرد الباحػػث سػػابقة‬
‫أىػػالي القكلػػد قبمػػي ضػػد الطػػاعنيف أصػػحاب جزي ػرة كػػكمي كىػػاركف حسػػيف الصػػائ ‪،‬‬
‫كالتػػي أرسػػت مبػػدأ يفيػػد أف حػػؽ القصػػاد يجػػرم فػػي اتجػػاه النيػػر بحيػػث يحكػػـ لصػػاحب‬
‫السػػاقية بػػأرض السػػمككة أك الجزي ػرة السػػفمى المتاخمػػة ألرضػػو مباش ػرة حتػػى منتصػػؼ‬
‫النير كأف تككف أرض النزاع مباشرة أسفؿ األرض المسجمة(‪.) 2‬‬
‫طرح النير‪:‬‬
‫قػػد يحػػدث أف النيػػر فػػي أكقػػات فيضػػانو كبقػػكة تيػػاره الجػػارؼ كاندفاعػػو قػػد يحػػكؿ جػػزءا‬
‫مػف أرض السػػاحؿ مػػف مكانػو إلػػى مكػػاف آخػر‪ ،‬كذلػػؾ بفعػػؿ اليػداـ الػذم يجػػرؼ طمػػي‬
‫الساحؿ كنتيجة لذلؾ قد تظيػر رقعػة أرض جديػدة فػي مجػرل النيػر بعػد تػراكـ الطمػي‬
‫المتحػػكؿ مػػف ذلػػؾ السػػاحؿ إل ػى تمػػؾ الرقعػػة التػػي يرتفػػع منسػػكبيا فػػكؽ أعمػػى منسػػكب‬
‫المياه كبذلؾ يبدأ ظيكر الجزر التي تحيطيا المياه مف جميع الجيات‪.‬‬

‫خط المرف ‪ ،‬خط كىمي في منتصؼ النير‪ ،‬كيفصؿ الضفة الشرقية عف الضفة الغربية‪ ،‬كىػك فاصػؿ بػيف‬ ‫) ‪)1‬‬

‫طرفيف مف األرض انظر السابقة بمجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪9979‬ـ ‪ ،‬ص ‪989‬‬
‫سابقة أىالي القكلػد قبمػي ضػد الطػاعنيف أصػحاب جزيػرة كػكمي كىػاركف حسػيف الصػائ ‪ ،‬ـ ع‪/‬ط ـ ‪/994 :‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪9989‬ـ ‪ ،‬المجمة القضائية لسنة ‪9989‬ـ ‪ ،‬ص ‪.969‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني وآثارىا‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي كالقانكف السكداني‬


‫المطمب األكؿ ‪ :‬الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الحيازة اليادئة في القانكف السكداني‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في الفقو اإلسالمي كالقانكف‬
‫المطمب األكؿ ‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في الفقو اإلسالمي‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في القانكف السكداني‬

‫‪72‬‬
‫المبحث األول‬
‫الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬
‫المطمب األكؿ ‪ :‬الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الحيازة اليادئة في القانكف السكداني‬

‫‪73‬‬
‫المطمب األول‬
‫الحيازة اليادئة في الفقو اإلسالمي‬
‫الفقو اإلسالمي يعتبر الحيازة دليال عمى الممػؾ ‪ ،‬كيعتبػر الحػائز مالكػا لمػا يحػكزه‬
‫م ػػا داـ غي ػػر مغتصػ ػػب كال معث ػػر ‪ ،‬كذلػ ػػؾ ألف الحي ػػازة إذا كان ػػت مسػ ػػتندة عم ػػى حػ ػػؽ‬
‫يعت ػػرؼ ب ػػو الش ػػارع الحػ ػائز كحي ػػازة المال ػػؾ لم ػػا يممػ ػؾ ‪ ،‬ككحي ػػازة المنتف ػػع كالمس ػػتأجر‬
‫كالمستعير‪ ،‬تككف حيازة محترمة كتجػد الحمايػة مػف الشػارع الحكػيـ فػال يجػكز ألحػد أف‬
‫يتعدل عمييا أك يسمبيا مف صاحبيا‪ ،‬كاذا حصؿ عمييا تعد‪ ،‬يمنػع المعتػدل كيػرد مػاؿ‬
‫المعتػػدم عمي ػػو لص ػػاحبو بعػػد أف يثب ػػت صػ ػاحب الم ػػاؿ مشػػركعية حيازت ػػو‪ ،‬بػ ػأف يثب ػػت‬
‫بالبين ػة الشػػرعية أك أم حػػؽ لػػو عمػػى ىػػذا المػػاؿ‪ ،‬ككػػذلؾ يمكنػػو أف‬
‫ّ‬ ‫ممكيتػػو ليػػذا المػػاؿ‬
‫يثب ػػت حيازت ػػو الطكيم ػػة لي ػػذا الم ػػاؿ كتص ػػرفو في ػػو تص ػػرؼ الم ػػالؾ بحض ػػكر الم ػػدعي‬
‫كسػػككتو عػػف المطالبػػة بػػو بػػال عػػذر شػػرعي‪ ،‬ىػػذا عنػػد مػػف يرتػػب مػػف الفقيػػاء عمػػى‬
‫الحي ػػازة آث ػػا ار معين ػػة تتػ ػراكح ب ػػيف من ػػع الم ػػدعي م ػػف س ػػماع ال ػػدعكل كاكتس ػػاب الح ػػائز‬
‫الممكية بيذه الحيازة(‪.)1‬‬
‫الحيازة بمعناىا العاـ عند الفقياء ‪ ،‬ىي كضع اليد عمى كؿ الشيء كاالستيالء عميو ‪.‬‬
‫كقػػد تكػػكف ىػػذه الحيػػازة مسػػتندة إلػػى حػػؽ يعتػػرؼ بػػو الشػػارع الحكػػيـ الحػػائز ‪ ،‬كقػػد ال‬
‫تككف مستندة عمى حؽ يعترؼ بو الشارع الحائز‪.‬‬
‫فالحيازة التي مستندة إلى حؽ يعترؼ بو الشارع الحائز نكعاف ‪:‬‬
‫أكليمػػا ‪ :‬حيػػازة المالػػؾ بمػػا يممػػؾ ‪ ،‬كػػاف يكػػكف لشػػخص دار مالػػؾ لعينيػػا كسػػاكف فييػػا‬
‫فتجتمػػع عنػػده ممكيػػة المنفعػػة‪ ،‬كىػػذه ىػػي الحيػػازة الحقيقيػػة التػػي ال تختمػػؼ فػػي معناىػػا‬
‫عف الممكية‪ ،‬كيدخؿ فػي ىػذا النػكع مػف الحيػازة حيػازة األمػكاؿ المباحػة كإحيػاء األرض‬
‫المكات‪ ،‬كاالستيالء عمى الك كالركاز كالصيد كنحك ذلؾ (‪.)2‬‬
‫كذلػػؾ ألف الشػػارع الحكػػيـ يرتػػب عمييػػا انتقػػاؿ الممكيػػة بعػػد اكتمػػاؿ شػػركط االسػػتيالء‬
‫كاإلحياء كيصير الحائز مستندا إلى حؽ يعترؼ لو بو الشارع‪.‬‬

‫الطيب الفكي مكسى ‪،‬حيازة العقار ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪929‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪89‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪74‬‬
‫كالنػػكع الث ػػاني‪ :‬م ػػف الحيػػازة المس ػػتندة إل ػػى حػػؽ يعت ػػرؼ ب ػػو الشػػارع الح ػػائز ى ػػك حي ػػازة‬
‫المنتفع لحيازة المستأجر كالمستعير ‪ .‬كذلؾ ألف المنتفع يحكز العيف بإذف مػف المالػؾ‬
‫كيممػػؾ منفعتيػػا بمكجػػب عقػػد أك اتفػػاؽ بينيمػػا‪ ،‬كلػػذلؾ تكػػكف حيػػازة مسػػتندة إلػػى حػػؽ‬
‫يعترؼ بو الشارع‪ ،‬كىك ما يسمى في القكانيف بالحيازة العرضية ‪.‬‬
‫كالحيازة غير المستندة إلى حؽ يعترؼ بو الشارع الحائز ىي حيازة السػارؽ كالغاصػب‬
‫كالمنتيػػب كالمخػػتمس ‪ ،‬كنحػػك ذلػػؾ كمػػع أف ىػػذه الحيػػازة ال تعتبػػر حيػػازة كتنػػتج أثرىػػا‬
‫بص ػػرؼ النظ ػػر عم ػػا إذا ك ػػاف الح ػػائز محق ػػا أك غي ػػر مح ػػؽ‪ ،‬فم ػػيس ىن ػػاؾ ت ػػالزـ ب ػػيف‬
‫الحيػػازة ككجػػكد حػػؽ الحػػائز‪ ،‬كلكػػف ىنػػاؾ فرقػػا كبيػ ار بػػيف الحيػػازتيف مػػف حيػػث الحمايػػة‬
‫المقررة ليما كاآلثار المترتبة عمييا‪.‬‬
‫فالحيازة المستندة إلػى حػؽ يقػره الشػارع كيعتػرؼ بػو تجػد الحمايػة الكافيػة مػف الشػارع ‪،‬‬
‫فال يجكز ألحد أف يتعدل عمييا أك يسمبيا مف صاحبيا‪.‬‬
‫فمالػػؾ العػػيف ممكػػو محتػػرـ ال يجػػكز التعػػدم عميػػو ‪ ،‬كاذا حصػػؿ التعػػدم يمنػػع التعػػدم‬
‫كي ػػرد المس ػػركؽ كالمغص ػػكب لص ػػاحبو‪ ،‬كذل ػػؾ الش ػػأف ف ػػي ح ػػؽ المس ػػتأجر كالمس ػػتعير‬
‫كنحكىمػػا‪ ،‬أمػػا الحيػػازة التػػي ال تسػػتند إلػػى حػػؽ يقػره الشػػارع الحػػائز ‪ ،‬فػػال تجػػد الحمايػػة‬
‫مف الشارع بؿ العكس تجد العقكبة الرادعة (‪.)1‬‬
‫يق ػػكؿ الكاس ػػاني كى ػػك يتح ػػدث ع ػػف الش ػػيادة بالتس ػػامح كش ػػركط ص ػػحتيا كالت ػػي تخ ػػكؿ‬
‫لمش ػػاىد أف يش ػػيد بالمم ػػؾ لمح ػػائز المتص ػػرؼ ف ػػي الش ػػيء المح ػػاز‪ ،‬تص ػػرؼ الش ػػخص‬
‫المالػػؾ فػػي ممكػػو بػػال منػػازع ثػػـ تحصػػؿ الشػػيادة كمػػا تحصػػؿ بمعاينػػة المشػػيكد بػػو ‪،‬‬
‫كيحصؿ بمعاينة دليمو ‪ ،‬بأف يرل ثكبا أك دا ار في يػد إنسػاف يسػتعممو اسػتعماؿ المػالؾ‬
‫مف غير منازع حتػى لػك خاصػمو غيػره فيػو‪ ،‬يحػؿ لػو أف يشػيد بالممػؾ لصػاحب اليػد ‪،‬‬
‫ألف اليػػد المتصػػرفة فػػي المػػاؿ مػػف غيػػر منػػازع دليػػؿ المالػػؾ فيػػو (‪ .)2‬ىػػذا الػػذم أكرده‬
‫الكاساني يفيـ منو أف فقياء المذىب الحنفي يقرركف ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -0‬كضع اليد عمى الماؿ كالتصرؼ فيو يقفاف دليال عمى الممكية ‪.‬‬
‫‪ -1‬عمى أف يككف ىذا التصرؼ غير مصحكب بنزاع ‪.‬‬

‫الطيب الفكي ‪ ،‬حيازة العقار‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫) ‪ ) 2‬الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪.267‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -2‬يعتبركف التصرؼ بال منازع مف أقكل األدلة عمى الممؾ بؿ لعمو ال يكجد دليػؿ‬
‫أقكل مف ذلؾ في األمكاؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتمادا عمى ذلؾ فإف الشاىد إذا أرل ثكبا أك دابة أك دا ار أك نحػك ذلػؾ فػي يػد‬
‫رجػػؿ يسػػتعممو اسػػتعماؿ الشػػخص المالػػؾ فػػي ممك ػو مػػف غيػػر منػػازع يجػػكز لػػو‬
‫شرعا أف يشيد لو بالممؾ ليذه األشياء‪.‬‬
‫كالمالكيػػة أيضػػا يعتبػػركف اليػػد داللػػة عمػػى الممػػؾ إذا تحققػػت سػػيطرة الحػػائز كتصػػرؼ‬
‫فػػي الشػػيء المحػػاز تصػػرؼ المػػالؾ بػػال منػػازع كلػػـ يػػدخميا بتعػػد أك غصػػب أك إعػػارة‬
‫كنح ػػك ذل ػػؾ‪ ،‬كق ػػد ف ػػرؽ المالكي ػػة ب ػػيف ن ػػكعيف م ػػف الحي ػػازة‪ ،‬حي ػػازة يق ػػكـ فيي ػػا الح ػػائز‬
‫بالتصػػرؼ فػػي الشػػيء المحػػاز تصػػرؼ المالػػؾ فػػي ممكػػو ‪ ،‬كالمحػػكز عميػػو حاضػػر يػراه‬
‫يقػػكـ بي ػذه التصػػرفات كال يعتػػرض بػػال عػػذر شػػرعي حتػػى تنقضػػي مػػدة الحيػػازة كىػػي‬
‫عشر سنكات‪ ،‬ففي ىذه الحالػة ال تسػمح لممحػكز عميػو حجػة كيسػتحؽ الحػائز الشػيء‬
‫المحاز بداللة اليد دكف بينة أخرل (‪.)1‬‬
‫جاء في المدكنة في رد اإلماـ عمػى السػؤاؿ الػذم كجػو إليػو بخصػكص الشػخص الػذم‬
‫يحػػكز دا ار لمػػدة عشػػر سػػنكات كأقػػاـ البينػػة أنيػػا ممكػػو ‪ ،‬قػػاؿ مالػػؾ ‪ ( :‬إذا كػػاف حاضػ ار‬
‫يراه يبني كييدـ كيكرم فال حجة لو ) (‪.)2‬‬
‫كالفػػرع الثػػاني مػػف الحيػػازة‪ ،‬حيػػازة يقػػكـ فييػػا الحػػائز بالتصػػرفات فػػي الشػػيء المحػػاز‪،‬‬
‫تصرؼ المالؾ في ممكو كلكف في غيبة المحكز عميو‪ ،‬ففي ىذه الحالػة فػإف الحيػازة ال‬
‫تدؿ عمى الممؾ كال تفيد الحائز ألف المحكز عميو يككف معذك ار بغيبتو ‪ ،‬كتسػمع دعػكاه‬
‫كلكػف إذا تطػػاكؿ زمػػاف الحيػازة كأتػى الحػػائز ببينػػة تشػػيد عمػى أف الممػػؾ انتقػػؿ لمحػػائز‬
‫بش ارء أك ىبة ك نحػك ذلػؾ ‪ ،‬ففػي ىػذه الحالػة تقبػؿ البينػة السػماعية كترجػع عمػى بينػة‬
‫المحكز عميو بالممؾ (‪.)3‬‬
‫يقػػكؿ الشػػيس الػػدردير ‪ ( :‬كقػػدمت بينػػة البػػت عمػػى بينػػة السػػماع ‪ ،‬إال أف تشػػيد بينػػة‬
‫السماع بنقؿ الممؾ لذلؾ الشيء المدعي بو ‪ ،‬كالمدعي إنو لو كأقاـ بينػة البػت ‪ ،‬فتقػدـ‬

‫الطيب الفكي ‪ ،‬حيازة العقار ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪252‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫اإلماـ مالؾ بف أنس‪ ،‬المدكنة الكبرل ‪،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف ‪9495‬ىػ ‪9994 -‬ـ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪.49‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫حيازة العقار ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.252‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫‪76‬‬
‫بينػو السػماع بػأف ذلػػؾ الشػيء المتنػازع فيػو قػػد انتقػؿ بممػؾ جديػد مػػف أبػي القػائـ أكجػػده‬
‫لسػػماع جديػػد بش ػراء أك ىبػػة أك صػػدقة‪ ،‬كالمكضػػكع أف صػػاحب بينػػة السػػماع حػػائز‬
‫الشيء المتنازع فيو كال بينة كالكالـ فالكالـ في حيازة ال يثبت فييا الممؾ(‪.)1‬‬
‫كالحنابمة يركف أف اليد تدؿ عمى الممؾ كتجيز لمشاىد أف يشيد لكاضع اليد بالممؾ إذا‬
‫رآه يتصرؼ تصرؼ المالؾ باليدـ كالبناء كاإلعارة كنحك ذلؾ ‪ ،‬كيرل البعض اآلخػر‬
‫أنو ال يشيد لو بالممؾ بؿ يشيد لو باليد كالتصرؼ فقط ‪ ،‬يقكؿ ابػف قدامػة فػي المقنػع‪:‬‬
‫( كاف رأم شيئا في يد إنساف يتصرؼ فيو تصرؼ المالؾ مػف الػنقض كالبنػاء كنحكىػا‬
‫جاز أف يشيد لو بالممؾ كيتحمؿ أال يشيد لو إال باليد كالتصرؼ ) ‪.)2( .‬‬
‫يفي ػػـ م ػػف ى ػػذا ال ػػنص أف المعتم ػػد ف ػػي الم ػػذىب الحنبم ػػي أف ال يش ػػترط ف ػػي الش ػػيادة‬
‫بالممؾ لكاضع اليػد أف يػرد الشػاىد بتصػرؼ فػي الشػيء مػدة طكيمػة كمػا ىػك ظػاىر‬
‫النص‪ ،‬كعمى القكؿ المعتمد فإنو يجكز لمشاىد أف يشيد لكاضع اليد بالممػؾ بنػاء عمػى‬
‫كضع اليد كالتصرؼ تصػرؼ المػالؾ بػالنقض كالبنػاء كاإلعػارة كنحػك ذلػؾ إف لػـ تطػؿ‬
‫مرة كضع اليد‪.‬‬
‫كيرل اإلباضية أيضا أف اليد تدؿ عمى الممػؾ شػريطة أف يتصػرؼ الحػائز فػي الشػيء‬
‫تصرؼ المالؾ فػي ممكػو مػدة معينػة ‪ ،‬كيشػترط كػذلؾ أف تػتـ الحيػازة بػال معارضػة فػي‬
‫تمؾ المدة (‪.)3‬‬
‫يقػكؿ شػػارح كتػػاب النيػؿ‪ :‬كالقاعػػدة فػػي األصػؿ كفػػي غيػػر أصػؿ عمػػى اإلطػػالؽ‪ ( :‬مػػف‬
‫كاف بيده )‪ ،‬مع يمينو ألف اليد دليؿ عمى الممؾ كىذا فػي غيػر األصػؿ ‪ ،‬كأمػا األصػؿ‬
‫فمحمكؿ عميو ألف مف شكاىد األصؿ بيده يسكنو أك يعمره قد زاد اتصاال بدعكاه عمػى‬
‫مف لـ يشاىد بيده (‪.)4‬‬

‫الطيب الفكي مكسي ‪،‬حيازة العقار ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.259‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫بف محمد بف عبداهلل بػف محمػد ابػف مفمػح ‪ ،‬المبػدع فػي شػرح المقنػع إبػراىيـ ‪ ،‬دار الكتػب العمميػة ‪ ،‬بيػركت‪،‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫لبناف ‪ ،‬ط ‪9498 ،9‬ىػ ‪9997 -‬ـ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪.289‬‬


‫الطيب الفكي مكسى ‪ ،‬حيازة العقار ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.257‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫اطفيش ‪ ،‬محمد يكسؼ أطفػيش‪ ،‬النيػؿ كشػفاء العميػؿ ‪ ،‬مكتبػة اإلرشػاد السػعكدية ج ط ‪9972 ، 2‬ـ‪ ،‬ج‪،6‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫ص ‪.676 – 275‬‬

‫‪77‬‬
‫الػػذم كجػػب التنبيػػو إليػػو أف الم ػراد ( باألصػػؿ ) فػػي ىػػذا الػػنص ىػػك العقػػار ‪ ،‬كالم ػراد‬
‫بغير األصؿ ىك المنقكؿ ‪ ،‬كيمكف تخميص آراء فقياء اإلباضية في التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يتفقكف مع غيرىـ مف فقياء المذاىب األخػرل أف اليػد تػدؿ عمػى الممػؾ شػريطة‬
‫أف يتصرؼ الحائز في الشيء المحاز تصرؼ الشخص المالؾ في ممكو ‪.‬‬
‫‪ -2‬يشترطكف أف تتـ الحيازة بال منازعة ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الحيازة اليادئة في القانون السوداني‬
‫اعتبر القانكف السكداني الحيازة كتقادـ الزمف سببيف مف أسباب كسب الممكية ‪،‬‬
‫فالقانكف السكداني عندما عدد أسباب كسب الممكية في الباب التاسع عشر جعػؿ مػف‬
‫بيني ػا الحيػػازة كتقػػادـ الػػزمف‪ ،‬كخصػػص ليػػا عنكانػػا فػػي الفصػػؿ الثالػػث عشػػر مػػف ىػػذا‬
‫الب ػػاب كى ػػك " كس ػػب الممكي ػػة بالحي ػػازة" كق ػػد أكرد حك ػػـ الحي ػػازة كش ػػركطيا ف ػػي الم ػػادة‬
‫(‪ )649‬كجعػػؿ عن ػكاف ىػػذه المػػادة " التقػػادـ المكسػػب لمممكيػػة" كلكنػػو فػػي صػػمب ىػػذه‬
‫المادة نص عمى أف الحيػازة المكتممػة الشػركط تمنػع المػدعي مػف سػماع الػدعكل‪ ،‬كلػـ‬
‫ينص عمى أنيا تكسب الممكية ‪.‬‬
‫كنصػػت المػػادة ‪ 649‬مػػف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة السػػكداني لسػػنة ‪ 1984‬عمػػى ‪:‬‬
‫(مف حاز بحسف نية‪ ،‬كبسبب صحيح منقكال أك عقػا ار أك حقػا عينيػا عمػى منقػكؿ ‪ ،‬أك‬
‫عقار باعتباره ممكا لو دكف انقطػاع لمػدة عشػر سػنكات فػال يسػمع عميػو عنػد اإلنكػار‬
‫دعكل الممؾ أك دعكل الحؽ مف شخص ليس بذم عذر شرعي (‪.)1‬‬
‫نصػػت المػػادة (‪ )2‬مػػف قػػانكف التقػػادـ المكسػػب لمممكيػػة كالتقػػادـ المسػػقط لسػػنة ‪0817‬ـ‬
‫عم ػػي ‪ ( :‬يج ػػكز ألم ش ػػخص بش ػػرط أال يك ػػكف منتفعػ ػان أف يكس ػػب ممكي ػػة االرض إذا‬
‫حازىا حيازة ىادئة كمسػتمرة لمػدة عشػر سػنكات عمػى أنػو فػي حالػة ادعػاء التممػؾ فػي‬
‫مكاجيػػة الحككمػػة تكػػكف مػػدة التقػػادـ المكسػػب لمممكيػػة عش ػريف سػػنة (‪.)2‬فالمػػادة تػػنص‬
‫نصػػا ص ػريحا عمػػى أف الحػػائز يكسػػب ممكيػػة األرض بالحيػػازة بعػػد اكتمػػاؿ شػػركطيا‬
‫شػريطة أال تكػػكف منتفعػػة‪ ،‬كنخمػػص مػػف ذلػػؾ إلػػى أف قػػانكف التقػػادـ المكسػػب لمممكيػػة‬
‫كالتقػػادـ المسػػقط لسػػنة ‪0817‬ـ لػػـ يكتػػؼ بمنػػع المػػدعي مػػف سػػماع الػػدعكل‪ ،‬بػػؿ نػػص‬
‫عمى أف الحائز يكسب الممكية بالتقادـ‪.‬‬
‫أمػػا قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة السػػكداني لسػػنة ‪1984‬ـ‪ ،‬فقػػد جعػػؿ الحيػػازة المكتممػػة‬
‫الشػػركط كالخاليػػة مػػف العيػػكب مانعػػة مػػف سػػماع الػػدعكل‪ ،‬كاعتبػػر منػػع سػػماع الػػدعكل‬
‫مسػػقطا لحػػؽ المػػدعي كمكسػػبا الممكيػػة لمحػػائز‪ ،‬ككػػذلؾ لػػـ يفػػرؽ فػػي ذلػػؾ بػػيف العقػػار‬

‫قانكف المعامالت المدنية السكداني لسنة ‪9984‬ـ ‪ ،‬المادة ( ‪.)649‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫قانكف التقادـ المكسب كالتقادـ المسقط لسنة‪9928‬ـ‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪81‬‬
‫كالمنقػكؿ فػػي مػػدة الحيػػازة ‪ ،‬فجعػؿ مػػدة الحيػػازة فػػي كمييمػا عشػػر سػػنكات ‪ ،‬لقػػد اسػػتقر‬
‫قضػػاء المحكمػػة العميػػا عمػػى أف قػػانكف المعػػامالت المدنيػػة يقضػػي فػػي المػػادة (‪)649‬‬
‫منػػو بسػػقكط حػػؽ المالػػؾ فػػي المطالبػػة بالحيػػازة مػػف الحػػائز الػػذم دامػػت حيازتػػو دكف‬
‫انقطاع لمدة عشر سنكات‪ ،‬كبحسف نية كبسبب صػحيح ‪ ،‬كفػي نفػس الكقػت ‪ ،‬يقضػي‬
‫فػػي نفػػس المػػادة الم ػذككرة باكتسػػاب الممكيػػة العقاريػػة لمحػػائز عمػػى العقػػار إذا دامػػت‬
‫حيازت ػػو دكف انقط ػػاع لم ػػدة عش ػػر س ػػنكات كبحس ػػف ني ػػة كبس ػػبب ص ػػحيح‪ ،‬كف ػػي نف ػػس‬
‫الكقت يقضي في نفس المادة المذككرة باكتسػاب الممكيػة العقاريػة لمحػائز عمػى العقػار‬
‫إذا دامػػت حيازتػػو دكف انقطػػاع كمالػػؾ ككانػػت الحيػػازة بحسػػف نيػػة كتسػػتند إلػػى سػػبب‬
‫صحيح‪.‬‬
‫كم ػػف المالح ػػظ أف ق ػػانكف المع ػػامالت المدني ػػة لس ػػنة ‪1984‬ـ ق ػػد ت ػػأثر ت ػػأثي ار كاض ػػحا‬
‫بالقػػانكف المػػدني األردنػػي حيػػث إف القػػانكف األردنػػي لػػـ يػػرد فيػػو ذكػػر بكسػػب ممكيػػة‬
‫الشػػيء المحػػاز لمحػػائز بالحيػػازة‪ ،‬كانمػػا كرد فييػػا منػػع سػػماع الػػدعكل‪ ،‬فقػػد جػػاء فػػي‬
‫المادة (‪ )1181‬ما يمي ‪:‬‬
‫( مف حاز منقػكال أك عقػا ار غيػر مسػجؿ فػي دائػرة التسػجيؿ باعتبػاره مالكػا لػو أك حػاز‬
‫حقػػا عينيػػا عمػػى منقػػكؿ أك حقػػا عينيػػا غيػػر مسػػجؿ عمػػى عقػػار كاسػتمرت حيازتػػو دكف‬
‫انقطاع خمس عشرة سنة فال تسمع عميو عند اإلنكار دعكل الممؾ ‪ ،‬أك دعكل الحػؽ‬
‫العينػػي مػػف أحػػد ل ػػيس بػػذم عػػذر ش ػػرعي(‪ .)1‬كتػػنص المػػادة ( ‪ )0071‬عم ػػى ‪ ( :‬إذا‬
‫كقع ػػت الحي ػػازة عم ػػى عق ػػار أك ح ػػؽ عين ػػي عق ػػارم ‪ ،‬كك ػػاف غي ػػر مس ػػجؿ ف ػػي دائػ ػرة‬
‫التسجيؿ كاقترنت الحيازة بحسف نية كاستندت في الكقت ذاتو إلى سػبب صػحيح فػإف‬
‫المدة التي تمنع مف سماع الدعكل سبع سنكات (‪.)2‬‬
‫كعمى الرغـ مف أف نصػكص القػانكف المػدني األردنػي لػـ يػرد فييػا مػا يفيػد أف الحيػازة‬
‫تكس ػػب الح ػػائز الممكي ػػة إال أن ػػو كض ػػع عنكان ػػا لمم ػػادتيف الم ػػذككرتيف يق ػػكؿ ‪( :‬م ػػركر‬
‫الزماف يكسب الممكية )‪.‬‬

‫القانكف األردني المادة (‪)9989‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫القانكف األردني نفس ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬المادة (‪)9982‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪80‬‬
‫إما المذكرة اإليضاحية ليذا القانكف فقد اعتبرت الحيازة كمركر الزماف مكسبة الممكية‬
‫لمحائز‪ ،‬كقد جاء بيا ما يمي ‪ ( :‬مػركر الزمػاف المكسػب مػف أىػـ األدلػة عمػى الممكيػة‬
‫كالحقكؽ العينية األخػرل‪ ،‬كبػو يسػتقر التعامػؿ كيػأمف مػف يتعامػؿ مػع حػائز العػيف أنػو‬
‫يتعامػػؿ مػػع شػػخص يسػػتطيع أف يثبػػت إنػػو المالػػؾ كيكفػػي فػػي إثبػػات ذلػػؾ أف يكػػكف‬
‫الحػػائز لمعػػيف ظػػؿ حػػائ از ليػػا المػػدة الكاجبػػة لعػػدـ سػػماع الػػدعكل عميػػو بالممكيػػة أك‬
‫بػػالحؽ العينػػي فضػػال عػػف أف مػػركر الزمػػاف يقػػكـ ديػػال عممي ػان عمػػى الممكيػػة‪ ،‬كاف لػػو‬
‫كظيفػػة اجتماعيػػة أخػػرل إذ يصػػبح الكضػػع الفعمػػي مطابقػػا لمكضػػع القػػانكني كيص ػبح‬
‫مف يحكز العيف مػدة معينػة ىػك المالػؾ كتنقمػب الحيػازة كضػعان كاقعيػان إلػى ممكيػة كىػي‬
‫كضع قانكني مشركع كبذلؾ يطمئف الناس إلى التعامؿ مع حائز العيف (‪.)1‬‬
‫كعم ػػى ذل ػػؾ أف الق ػػانكنيف الس ػػكداني كاألردن ػػي أدرج ػػا الحي ػػازة كتق ػػادـ الزم ػػاف ض ػػمف‬
‫األسػػباب المكسػػبة لمممكيػػة عمػػى الػػرغـ مػػف أف نصػػكص مكادىػػا لػػـ يػػرد فييػػا ذكػػر بػػأف‬
‫الحيازة تكسب الحائز الممكية ‪ ،‬كاكتفت فقط يمنع المحػكز عميػو مػف سػماع الػدعكل‪،‬‬
‫كقػػد تػػأثر فػػي ذلػػؾ بالمػػذىب الحنفػػي الػػذم يػػرل أف كضػػع اليػػد مػػع تقػػادـ الػػزمف يمنػػع‬
‫المػػدعي مػػف سػػماع الػػدعكل غيػػر أف فقيػػاء األحنػػاؼ قػػرركا أف مػػركر الػػزمف ال يثبػػت‬
‫حق ػا لكاضػػع اليػػد كيظػػؿ كاضػػع اليػػد مػػدينا لممػػدعي ميمػػا طػػاؿ الػػزمف‪ ،‬كعمػػى ذلػػؾ ال‬
‫تكػػكف الحيػػازة مكسػػبة لمممكيػػة فػػي المػػذىب الحنفػػي ‪ ،‬كلكنيػػا مانعػػة فقػػط مػػف سػػماع‬
‫دعكل المدعي‪.‬‬

‫المذكرات اإليضاحية لمقانكف المدني األردني ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.7-4‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪81‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الحيازة اليادئة وأثرىا في‬
‫الفقو اإلسالمي والقانون السوداني‬
‫المطمب األكؿ‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في الفقو اإلسالمي‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الحيازة اليادئة كأثرىا في القانكف السكداني‬

‫‪82‬‬
‫المطمب األول‬
‫الحيازة اليادئة وأثرىا في الفقو اإلسالمي‬
‫ال يقػػر الفقيػػاء المسػػممكف التقػػادـ بنكعيػػو ‪ ،‬المكسػػب كالمسػػقط تأسيس ػان عمػػى الحػػديث‬
‫الشػريؼ‪ ( :‬ال يسػػقط حػؽ أمػػرئ مسػػمـ كاف قػػدـ )‪ ،‬فيترتػػب عمػػى ذلػػؾ أف األصػػؿ ىػػك‬
‫أف الح ػػؽ ال يكتس ػػب كال يس ػػقط بم ػػركر ال ػػزمف ‪ ،‬فكض ػػع الي ػػد عم ػػى غي ػػر المب ػػاح م ػػف‬
‫األش ػػياء ال يكس ػػب حق ػػا ميم ػػا ط ػػاؿ ال ػػزمف‪ ،‬كم ػػا أف ت ػػرؾ المطالب ػػة ب ػػالحؽ ال يس ػػقط‬
‫الحػؽ(‪.)1‬فاكتسػاب الحقػػكؽ كسػقكطيا بالتقػادـ حكػػـ ينػافي العدالػة كالخمػػؽ ‪ ،‬كيكفػي فػػي‬
‫ذلػػؾ أف يصػػير الغاصػػب أك السػػارؽ مالكػػا (‪.)2‬إال أف المتػػأخريف مػػف فقيػػاء المالكيػػة‬
‫كالحنفيػػة قػػد أخػػذكا بمبػػدأ مػػركر الػػزمف‪ ،‬ال كمكسػػب لمحػػؽ أك مسػػقط لػػو ‪ ،‬بػػؿ كمػػانع‬
‫مػف سػماع الػػدعكل يسػتفيد منػو كاضػػع اليػد كالمػديف‪ ،‬أمػػا الحػؽ فبػاؽ عمػػى حالػو ‪ ،‬فمػػا‬
‫يسقط إذف ىي الدعكل كلػيس الحػؽ نفسػو‪ ،‬فمػك رد القاضػي دعػكل الػدائف مػثال بسػبب‬
‫مػػركر الػػزمف فػػإف المػػدعى عميػػو يبقػػى مػػدينان لممػػدعي كيكػػكف قػػد ىضػػـ حقػػو‪ ،‬كقػػد بنػى‬
‫ىػ ػؤالء الفقي ػػاء ع ػػدـ س ػػماع ال ػػدعكل لم ػػركر ال ػػزمف‪ ،‬عم ػػى االستحس ػػاف كالض ػػركرات‬
‫العممي ػػة ض ػػمانا الس ػػتقرار المع ػػامالت كمنع ػػا لالحتي ػػاؿ كالتزكي ػػر كال ػػدعاكل الباطم ػػة‪،‬‬
‫كعممكا ذلؾ بقرينة الكفاء المستنتجة مف السككت ‪ ،‬كبعدـ ككف الحؽ ظاى ار بعػد مػركر‬
‫الزمف ‪ ،‬كنسػياف الشػيكد أك مػكتيـ أك غيػابيـ(‪ .)3‬كاسػتدؿ فقيػاء الحنفيػة كالمالكيػة بػأف‬
‫التقادـ يمنع مف سماع الدعكل باألدلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬المالكية استدلكا بحديث ( مػف حػاز شػيئا عشػر سػنيف فيػك لػو ) (‪ .)4‬ككجػو الداللػة مػف‬
‫الحديث أنو دؿ عمى أف الحيػازة دليػؿ عمػى الممػؾ بعػد مػركر عشػر سػنيف كبالتػالي ال‬
‫تسمع الدعكل بعد مركر ذلؾ الزمف‪.‬‬

‫محمد كحيد الديف سكار‪ ،‬الكجيز في الممكية كالحقكؽ العينية األصمية ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.275‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫كىبة الزحيمي‪ ،‬الفقو اإلسالمي كأدلتو ‪ ،‬ط ‪ 9‬ج ‪ ، 4‬دار الفكر ‪9464‬ىػ ‪9985 -‬ـ‪ ،‬ص ‪.2966‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫محمد كحيد الديف ‪ ،‬الكجيز في الممكية‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.275‬‬ ‫) ‪)3‬‬

‫مجمة األحكاـ العدلية ‪،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.224‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬قالكا إف عػدـ سػماع الػدعكل لمػركر الػزمف ألف العػرؼ يكذبػو ألف سػككتو تمػؾ المػدة‬
‫دليػ ػػؿ عمػ ػػى صػ ػػدؽ الحػ ػػائز ‪ ،‬لجػ ػػرم العػ ػػادة أف اإلنسػ ػػاف ال يسػ ػػكت عػ ػػف ممكػ ػػو تمػ ػػؾ‬
‫المدة(‪.)1‬‬
‫إف ترؾ الدعكل كالمطالبة بالحؽ فترة طكيمػة مػف الػزمف مػع القػدرة عمػى إقامتيػا يػدؿ‬
‫عمى عدـ كجكد الحؽ ظاى ار ‪ ،‬فقطعا لمحيؿ كالتزكير ينبغي عدـ سماعيا(‪.)2‬‬
‫كفػػي مجمػػة األحكػػاـ العدليػػة يعتبػػر مػػركر الػػزمف مانعػػا مػػف سػػماع الػػدعكل دكف تمييػػز‬
‫بيف دعاكل الممؾ كدعاكم الػديف ‪ ،‬أمػا المػدة التػي ال تسػمع بعػدىا الػدعكل فقػد ذىػب‬
‫بعض الفقياء المسمميف إلى أنيا ثالثكف سنة‪ ،‬كذىب آخركف إلى أنيا ثالث كثالثػكف‬
‫سنة كمنيـ مف حددىا بست كثالثيف سنة (‪ .)3‬أما المجمة فقػد جعمتيػا خمسػا كعشػريف‬
‫سنة‪ ،‬فيما عدا الدعاكل العائدة ألصؿ الكقؼ حيث ال تسمع بعد مػركر سػت كثالثػيف‬
‫سنة(‪.)4‬‬

‫محمد بف عرفة الدسكقي المالكي‪ ،‬حاشية الدسكقي عمى الشرح الكبير ‪ ،‬دار الفكر ج‪ ،4‬ص ‪.294‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫زيف بف نجيـ الحنفي‪ ،‬البحر الرائؽ شرح كنز الرقائؽ ‪ ،‬دار المعرفة لمطباعة كالنشػر‪ ،‬بيػركت‪ ،‬لبنػاف‪ ،‬ط ‪،2‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫ج‪ ، 7‬ص ‪.228‬‬


‫المكس ػػكعة الفقيي ػػة الككيتي ػػة‪ ،‬ك ازرة األكق ػػاؼ كالش ػػؤكف اإلس ػػالمية‪ ،‬الككي ػػت ط‪9464 ،2‬ى ػ ػ‪9427 -‬ى ػ ػ ج‪،4‬‬ ‫)‬ ‫) ‪3‬‬

‫ص‪.294‬‬
‫الحقكؽ العينية األصمية( حؽ الممكية) ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.497‬‬ ‫) ‪)4‬‬

‫‪84‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الحيازة اليادئة وأثرىا في القانون السوداني‬
‫سبؽ القكؿ أف الحيازة كاقعة مادية كأنيا ليست حقا في حد ذاتيا ‪ ،‬لذلؾ يدكر السؤاؿ‬
‫حػػكؿ األثػػر القػػانكني لمحيػػازة كمػػدل ىػذا األثػػر الػذم يترتػػب عمػػى ثبػػكت كاقعػػة الحيػػازة‬
‫بشػػركطيا القانكنيػػة المعركفػػة كخمكىػػا مػػف العيػػكب التػػي قػػد تشػػكبيا فتحػػدث عػػف ذلػػؾ‬
‫األثر‪:‬‬
‫‪ -‬اآلثػػار القانكنيػػة لمحيػػازة كرد بعضػػيا ص ػراحة بالمػػادة ‪ 2/1/0/530‬مػػف قػػانكف‬
‫المعامالت المدنية السكداني لسنة ‪0873‬ـ التي تق أر كما يمي ‪:‬‬
‫‪ -0‬مف كاف حائ از لمحؽ اعتبر صاحبو حتى يقكـ الدليؿ عمى العكس ‪.‬‬
‫‪ -1‬لحائز العقار إذا فقد الحيازة أف يطمب خالؿ السػنة التاليػة لفقػدىا ردىػا إليػو ‪،‬‬
‫فإذا كاف فقد الحيازة ففيو بدء سرياف مف كقت انكشافو ‪.‬‬
‫‪ -2‬يجكز لمف كاف حائ از لحساب غيره أف يطمب استرداد الحيازة‪.‬‬
‫كمف آثار الحيازة ما كرد صراحة بالمادة ‪ 644‬معػامالت مدنيػة لسػنة ‪1984‬ـ (لحػائز‬
‫العقػػار إذا اسػػتمرت حيازتػػو سػػنة كاممػػة ثػػـ كقػػع لػػو تعػػرض فػػي حيازتػػو أف يرفػػع خػػالؿ‬
‫السنة التالية دعكل بمنع ىذا التعرض )‪.‬‬
‫كمف آثار الحيازة ما كرد صػراحة بالمػادة ‪ 1/645‬مػف قػانكف المعػامالت المدنيػة لسػنة‬
‫‪1984‬ـ (لحػ ػػائز العقػ ػػار إذا اسػ ػػتمرت حيازتػ ػػو سػ ػػنة كاممػ ػػة كخش ػ ػي ألسػ ػػباب معقكلػ ػػة‬
‫التعرض لو مف جراء أعماؿ جديدة تيدد حيازتو ‪ ،‬أف يرفػع دعػكل كقػؼ ىػذه األعمػاؿ‬
‫طالما أنيا لـ تتـ كلـ ينقض عاـ عمى البدء فييا)‪.‬‬
‫كت ػػنص الم ػػادة ‪ 2/645‬مع ػػامالت عم ػػى م ػػا يم ػػي ( لممحكم ػػة أف تحك ػػـ بع ػػدـ اس ػػتمرار‬
‫األعماؿ أك أف تأذف باستمرارىا‪..‬‬
‫مما تقدـ يمكف تمخيص اآلثار القانكنية التي تترتب عمي الحيازة عمى النحك التالي‪:‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬األثر األول لمحيازة‬
‫‪-1‬افترض أن الحائز لمحق ىو صاحبو‬
‫فػػرؽ المشػػرع عمػػدا بػػيف ( حيػػازة الحػػؽ ) كبػػيف ( حيػػازة العقػػار ) فرتػػب عمػػى (حيػػازة‬
‫الحػؽ) افتػراض أف حػائز الحػؽ ىػك صػاحبو حتػى يثبػت العكػس ‪ ،‬بينمػا لػـ يرتػػب ذات‬
‫األثر القانكني عمى حيػازة العقػار‪ ،‬بػؿ رتػب عمػى حيػازة العقػار الحػؽ فػي اسػترداد تمػؾ‬

‫‪85‬‬
‫الحيػازة فقػػط كلػػيس ثبػػكت الممػػؾ ألف دعػػكل الحيػػازة تختمػػؼ عػػف دعػػكل الممػػؾ فالحيػػازة‬
‫ال يؤسس عمييػا الحكػـ بالممكيػة‪ ،‬بػؿ يحكػـ بػاإلذف باالسػتمرار فػي الحيػازة أكردىػا فقػط‬
‫كيبقى حؽ الممؾ في استرداد الحيازة بدعكل قائمة ليا لـ يسقط بمكجب القانكف(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحق في إقامة دعوى استرداد حيازة العقار‬
‫والحصول عمى اإلذن باالستمرار فييا‬
‫مف اآلثار القانكنية الميمة لكاقعة الحيازة نشكء الحائز في استرداد حيػازة العقػار التػي‬
‫انتزعػػت منػػو ‪ ،‬كالحػػؽ فػػي اسػػترداد الحيػػازة ال يمتػػد إلػػى حػػؽ كسػػب الممكيػػة‪ ،‬ذلػػؾ أف‬
‫الحػػائز قػػد يكػػكف مالكػػا مسػػجال كفقػػد حيازتػػو ( سػػيطرتو كىيمنتػػو الفعميػػة عمػػى العقػػار)‬
‫كيريد استرداد ىػذه السػيطرة الفعميػة مػف المعتػدم عمػى تمػؾ الحيػازة ‪ ،‬كبالتػالي ال يػدكر‬
‫البحث في مكضكع تعديؿ السجؿ أك كسب الممكية‪ ،‬كقد يككف الحائز حػائ از فعميػا كقػع‬
‫اعتداء عمى حيازتو الفعميػة مػف مالػؾ أك مػف حػائز فعمػي آخػر‪ ،‬كيريػد اسػترداد حيازتػو‬
‫الفعمية اسػتنادا عمػى كاقعػة حيازتػو كال يػدكر البحػث ىنػا عػف حػؽ الممكيػة كيتصػكر أف‬
‫ترفػػع دعػػكل اسػػترداد الحيػػازة ضػػد المالػػؾ نفسػػو‪ ،‬اسػػترداد الحيػػازة ىنػػا يعنػػي الحصػػكؿ‬
‫عم ػػى اإلذف باالس ػػتمرار فيي ػػا كالحص ػػكؿ عم ػػى أم ػػر بإزالة(التع ػػدم) الكاق ػػع عم ػػى تم ػػؾ‬
‫الحيػػازة كقػػد يشػػمؿ األمػػر بمنػػع اسػػتمرار األعمػػاؿ التػػي تيػػدد حيازتػػو فتجتمػػع دعػػاكل‬
‫الحي ػػازة ال ػػثالث ف ػػي دع ػػكل كاح ػػدة األذف باس ػػتمرار الحي ػػازة مظي ػػر م ػػف مظ ػػاىر ح ػػؽ‬
‫االنتفاع ىنا بغػض النظػر عػف كػكف حػؽ االنتفػاع ىنػا حقػا تبعيػا لحػؽ الممكيػة بالنسػبة‬
‫لممالؾ أك حقا مستقال عف الممكية بالنسبة لمحائز فقط (‪.)2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في إقامة دعوى منع التعرض لحيازة العقار‬
‫يترتب عمى ( الحيازة) نشكء حؽ قانكني لمحائز يخكلو إقامة دعكل منع التعػرض كفقػا‬
‫لمشركط الكاردة بقانكف المعامالت المدنية لسنة ‪1984‬ـ‪ ،‬في المادة ‪ 644‬نظر دعػكل‬
‫اسػترداد الحيػػازة( لحػائز العقػػار إذا اسػتمرت حيازتػػو سػنة كاممػػة ثػـ كقػػع لػو تعػػرض فػػي‬
‫حيازتػػو أف يرفػػع خػػالؿ السػػنة التاليػػة دعػػكل بمنػػع ىػػذا التعػػرض ) كالغػػرض مػػف دعػػكل‬
‫منػع التعػرض ىػك منػع اآلخػريف مػف تعكيػر صػفك كىػدكء حيازتػو لمعقػار‪ ،‬فيػي األخػرل‬

‫صالح الديف سر الختـ ‪،‬الكجيز في دعاكم الحيازة ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫صالح الديف سر الختـ عمي‪،‬المكسكعة القانكنية ( ‪ )96‬الكجيز في شرح دعاكل الحيازة‪ ، ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪96‬‬ ‫) ‪)2‬‬

‫‪86‬‬
‫دعػػكل ال عالقػػة ليػػا بالممكيػػة‪ ،‬بػػؿ بالحيػػازة كاالسػػتمرار فييػػا ‪ ،‬كابعػػاد الفضػػكلييف عػػف‬
‫العقار كمنعيـ مف اكتساب حقكؽ عميو أك سمب حيازتو منػو‪ ،‬فالحيػازة يحمييػا القػانكف‬
‫عف طريؽ دعاكل الحيازة‪ ،‬فكؿ دعكل مف دعاكم الحيازة تحمي حائز العقػار كحيازتػو‬
‫ف ػػي مرحم ػػة م ػػف م ارح ػػؿ التع ػػرض لي ػػا ف ػػدعكل كق ػػؼ األعم ػػاؿ الجدي ػػدة تحم ػػي الح ػػائز‬
‫كالحي ػػازة ف ػػي مرحم ػػة مبكػ ػرة م ػػف م ارح ػػؿ التع ػػرض لمحي ػػازة كى ػػي مرحم ػػة ب ػػدء التع ػػرض‬
‫لمحيازة بأعماؿ جديدة لـ تتـ بعد أف قاـ بيػا المتعػدم عمػى الحيػازة القائمػة‪ ،‬أمػا دعػكل‬
‫المنػػع فيػػي دعػػكل تيػػدؼ إلػػى منػػع اسػػتمرار األعمػػاؿ الجديػػدة بمنػػع التعػػرض لحيػػازة‬
‫الحػػائز‪ ،‬أمػػا دعػػكل اسػػتمرار الحيػػازة فيػػي تػػتـ بعػػد تحػػكؿ التعػػرض إلػػى كاقػػع باكتمػػاؿ‬
‫األعماؿ الجديدة كتحكليا إلى سمب كامؿ لمحيازة ‪ ،‬كمػف ثػـ فػإف السػبيؿ لحمايػة حيػازة‬
‫الحائز ىك الحكـ بإبعاد المعتػدم كرد الحيػازة إلػى الحػائز بػأمر القضػاء كذلػؾ بمكجػب‬
‫دعكل استرداد الحيازة‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬الحق في إقامة دعوة وقف األعمال الجديدة‪:‬‬
‫مف اآلثار الميمػة التػي تترتػب عمػى كاقعػة الحيػازة حػؽ الحػائز فػي حمايػة تمػؾ الحيػازة‬
‫مػػف أم أعمػػاؿ تشػػكؿ خط ػ ار عمييػػا كتيديػػدا لكجكدىػػا عػػف طريػػؽ إقامػػة دعػػكل كقػػؼ‬
‫األعمػػاؿ الجديػػدة ‪ ،‬المػػادة ‪ 2/1/645‬معػػامالت مدنيػػة لسػػنة ‪1984‬ـ‪ ،‬بين ػت األحكػػاـ‬
‫الخاصة بدعكل كقؼ األعمػاؿ الجديػدة ‪ ،‬لػيس لػو أف يأخػذ القػانكف بيػده كيبعػد الحػائز‬
‫بػػالقكة مػػف العقػػار المحػػكز ‪ ،‬بػػؿ يتعػػيف عميػػو أف يسػػمؾ السػػبؿ القانكنيػػة السػػميمة إلثبػػات‬
‫دعكل الممؾ أك استرداد الحيازة أك كقؼ األعماؿ الجديدة أك منع التعرض(‪.)1‬‬

‫صالح الديف سر الختـ ‪،‬الكجيز في شرح دعاكم الحيازة ‪،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪99‬‬ ‫) ‪)1‬‬

‫‪87‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫كتحتكم عمى النتائج كالتكصيات‪:‬‬
‫الحمػػد هلل حمػػدا كثيػ ار طيبػػا مباركػػا فيػػو‪ ،‬كالشػػكر لػػو كالثنػػاء الجميػػؿ عمػػى تكفيقػػو ‪،‬‬
‫كتيسػػيره لػػي بإتمػػاـ ىػػذا البحػػث‪ ،‬كالصػػالة كالسػػالـ عمػػى سػػيدنا محمػػد صػػمى اهلل عميػػو‬
‫كسمـ ‪ ،‬كآلو الطيبيف الطاىريف كصحبو الكراـ تسميما كثيرا‪.‬‬
‫ثـ أما بعد‪:‬‬
‫فيػػذا جيػػد ال يخم ػك مػػف الػػنقص كالتقصػػير ‪ ،‬فمػػا كػػاف فيػػو مػػف ص ػكاب مػػف اهلل‬
‫كحده‪ ،‬كما كاف فيو مف خطأ فمف نفسي كالشيطاف كاستغفر اهلل منو ‪.‬‬
‫كقد تكصؿ البحث إلى عدد مف النتائج كالتكصيات يكردىا الباحث فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج ‪:‬‬
‫‪ -1‬جميػػكر الفقي ػػاء يطمق ػػكف الحي ػػازة ( كضػػع الي ػػد ) كال يعب ػػركف بمف ػػظ الحي ػػازة إال‬
‫ناد ار كأف أكثر مف عبر بمفظ الحيازة ىـ فقياء المالكية كاإلباضية‪.‬‬
‫‪ -2‬طبيعة الحيازة ىي كضػع مػادم قكامػو السػيطرة عمػى العقػار أك الحػؽ العينػي‬
‫س ػػيطرة فعمي ػػة‪ ،‬في ػػي ليس ػػت بح ػػؽ أك ح ػػؽ شخص ػػي كانم ػػا ى ػػي كاقع ػػة مادي ػػة‬
‫بسيطة‪.‬‬
‫‪ -3‬الحيػػازة القانكنيػػة ىػػي السػػيطرة الفعميػػة عمػػى العقػػار بنيػػة تممكػػو ‪ ،‬كتػػؤدم إلػػى‬
‫ػر لتممػؾ الحػؽ ‪ ،‬أمػا الحيػازة‬
‫كسب الحؽ بالتقادـ الطكيؿ باعتبارىا قرينة كمظي ان‬
‫العرضػػية فيػػي السػػيطرة الفعميػػة عمػػى الشػػيء بحيػػث يكػػكف حػػائزة لحسػػاب غيػره‬
‫كليس لحساب نفسو‪ ،‬بمعنى حيازة الحؽ دكف تكافر نية استعمالو ‪.‬‬
‫‪ -4‬العنصر المعنكم ىك الذم يميز بيف الحيازة القانكنية كالحائزة العرضية‪.‬‬
‫‪ -5‬الحي ػػازة تنتق ػػؿ م ػػف ح ػػائز إل ػػى آخ ػػر بس ػػبب ع ػػاـ‪ ،‬كبس ػػبب خ ػػاص‪ ،‬كم ػػا ت ػػزكؿ‬
‫الحيازة بفقد أحد عنصرييا أك عنصرييا معا‪.‬‬
‫‪ -6‬س ػػبب حماي ػػة الحي ػػازة جع ػػؿ المش ػػرع قرين ػػة عم ػػى الممكي ػػة ‪ ،‬أم يفت ػػرض في ػػو‬
‫الحائز أنو مالؾ لما يحكز‪ ،‬حتى يثبت العكس ‪ ،‬كذلؾ إلػى أنيػا تتعمػؽ بحمايػة‬

‫‪88‬‬
‫األمػػف كالسػػكينة كاالسػػتقرار ‪ .‬النظػػاـ العػػاـ فػػي المجتمػػع ‪ ،‬أف ذلػػؾ يػػؤدم إلػػى‬
‫عدـ المجكء إلى العنؼ الذم ال يقره الشرع كالقانكف‪.‬‬
‫‪ -7‬أىػػـ أثػػر لمحيػػازة ىػػك عػػبء اإلثبػػات إذ يكفػػي الحػػائز أف يثبػػت كاقعػػة الحيػػازة‬
‫دكف أف يثب ػػت س ػػببيا ‪ ،‬فيف ػػرض الق ػػانكف أف الح ػػائز ى ػػك ص ػػاحب الح ػػؽ ال ػػذم‬
‫يحػػكزه‪ ،‬كأف الظػػاىر معػػو كيقػػؼ مكقػػؼ المػػدعي عميػػو ‪ ،‬كاذا لػػـ يػػدع خػػالؼ‬
‫ذلؾ يككف في مكقؼ المدعى كيتحمؿ عبء اإلثبات‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬أف تك ػػكف الحي ػػازة لػ ػ رض اليادئ ػػة العمني ػػة ب ػػدكف انقط ػػاع لمم ػػدة القانكني ػػة كب ػػو‬
‫تكسب الحائز الممكية‪.‬‬
‫‪ -2‬أف يككف ىنالؾ ىدكء كسمـ كمسالمة كعدـ اإلرىػاب كاسػتعماؿ القػكة كاسػتمرار‬
‫الحيازة لممدة القانكنية تصبح حيازة ىادئة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تفعيؿ دكر المحاكـ المدنية الخاصة لممنازعات بيف أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫الفيارس العامة‬

‫فيرس اآليات القرآنية‬

‫فيرس األحاديث النبوية‬

‫فيرس األعالم‬

‫فيرس المصادر والمراجع‬

‫‪010‬‬
‫فيرس اآليات القرآنية‬

‫السورة الصفحة‬ ‫اآلياااااااااااااااااااااااااة‬


)‫(ب‬ ‫النساء‬         (

           

)          

)‫(د‬ ‫ إبراىيـ‬         (

)   

)20( ‫األنفاؿ‬ )    (

)25( ‫غافر‬ )       (

)26( ‫الغاشية‬ )   (

)72( ‫األعراؼ‬ )     (

011
‫فيرس األحاديث النبوية‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬
‫‪19‬‬ ‫‪ (..‬فكأنما حيزت لو الدنيا بحذافيرىا)‬
‫‪21‬‬ ‫فتحكز كؿ منيـ فصمى صالة خفيفة ‪ ،‬أم تنحى كانفرد)‬
‫( ّ‬
‫‪93‬‬ ‫( ال يسقط حؽ أمرئ مسمـ كاف قدـ )‪،‬‬
‫‪93‬‬ ‫( مف حاز شيئا عشر سنيف فيك لو )‬

‫فيرس األعالم ‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫األعالـ‬

‫‪19‬‬ ‫الزركمي‬

‫‪23‬‬ ‫الكاساني‬

‫‪45‬‬ ‫ابف قدامة‬

‫‪46‬‬ ‫الزيمعي‬

‫‪67‬‬ ‫ابف فرحكف‬

‫‪78‬‬ ‫أبك يكسؼ‬

‫‪012‬‬
‫المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القرآن الكريم ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬كتب السنة ‪،‬‬
‫‪ -1‬أبكعبداهلل محمد بف يزيد القزكيني‪ ،‬سنف ابف ماجة ‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬شعيب األرنؤكط‬
‫كآخركف‪ ،‬دار الرسالة العالمية‪ ،‬ط ‪1430 ،1‬ق – ‪2009‬ـ‪.‬‬
‫‪-1‬ابف بطاؿ أبك الحسف عمى بف خمؼ بف عبد الممؾ شرح صحيح البخارم تحقيؽ‬
‫أبك تميـ ياسر بف إبراىيـ‪ ،‬مكتبة الرشيد – السعكدية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط ‪0312 : 1‬ىػ ‪-‬‬
‫‪1112‬ـ ‪ ،‬ج ‪ ، 15‬ص ‪.363‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كتب الفقو‪ :‬الفقو الحنفي‬
‫‪ .1‬عمي حيدر‪ ،‬درر الحكاـ شرح مجمة األحكاـ ‪ ،‬دار العمـ لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد بف أحمد بف ابي سيؿ شمس األئمة‪ ،‬السرخسي‪ ،‬المبسكط ‪ ، :‬دار‬
‫المعرفة‪ -‬بيركت ‪ ،‬د ‪ .‬ط ‪1414 ،‬ىػ ‪1993 -‬ـ ‪.‬‬
‫‪، ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪ .3‬الكاساني أبكبكر بف مسعكد بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‬
‫دار الكتاب العربي ‪.‬‬
‫‪ .4‬ابف عابديف الحصكفي‪ ،‬حاشية رد المحتار عمى الدر المختار ‪ ،‬شرح تنكير‬
‫األبصار‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيركت ‪1386 ،‬ىػ ‪.‬‬
‫الزيمعي الحنفي عثماف بف عمى بف محجف البادعي‪ ،‬تبييف‬ ‫‪ .5‬فخر الديف‬
‫‪ ، ،‬المطبعة الكبرل‪ ،‬األميرية ‪ ،‬بكالؽ ‪،‬‬ ‫الحقائؽ ‪ ،‬شرح كنز الرقائؽ‬
‫القاىرة‪1313 ،‬ىػ‪.‬‬
‫في الخالفة‬ ‫‪ .6‬مجمة األحكاـ العدلية‪ ،‬لجنة مككنة مف عدة عمماء كفقياء‬
‫العثمانية‪.‬‬

‫‪013‬‬
‫الفقو المالكي‪:‬‬
‫‪ .7‬محمد بف محمد بف عبدالرحمف الخطاب ‪،‬مكاىب الجميؿ في شرح مختصر‬
‫خميؿ ‪ ،‬تحقيؽ ‪ ،‬الشيس زكريا عميرات‪ ،‬دار عالـ الكتب لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع‪.‬‬
‫‪ .8‬القرافي أبي عباس شياب الديف احمد بف إدريس بف عبدالرحمف المالكي ‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪684 ،‬ىػ‪ -‬عالـ الكتب ‪ ،‬بدكف طبعة‪ ،‬كبدكف تاريس ‪2008/1/1‬ـ‬
‫‪ .9‬بف مختار بف عثماف القصرم المالكي‪ ،‬نكازؿ القصرم ‪ ،‬لمقصرم ‪،432/3 ،‬‬
‫الطبعة األكلي ‪ ،‬دار ابف حزـ ‪ ،‬بيركت لبناف‪.‬‬
‫‪ .10‬أحمد الدردير ‪،‬الشرح الصغير عمى أقرب المسالؾ‪ ،‬ميذب ‪ ،‬اإلماـ مالؾ ‪،‬‬
‫ج‪ ، 5‬طبعة دار المعارؼ ‪ ،‬مصرم ‪1974‬ـ‪.‬‬
‫‪ .11‬محمد بف عرفة الدسكقي المالكي ‪ ،‬حاشية الدسكقي عمى الشرح الكبير ‪ ،‬دار‬
‫الفكر ط‪1998 ، 1‬ـ ‪ ،‬بيركت‪.‬‬
‫‪ .12‬اإلماـ مالؾ بف أنس ‪،‬المدكنة الكبرل ‪ ،‬دار المكتبة العممية ‪ ،‬بيركت – لبناف‬
‫‪1415‬ىػ ‪1994 -‬ـ‪.‬‬
‫دار المعرفة‬ ‫‪ .13‬زيف بف نجيـ الحنفي ‪،‬البحر الرائؽ ‪ ،‬شرح كنز الرقائؽ‪،‬‬
‫لمطباعة كالنشر بيركت ‪ ،‬لبناف ‪1415‬ىػ‪1994 -‬ـ‪.‬‬
‫الفقو الحنبمي‪:‬‬
‫‪ .14‬تحقيؽ عبدالرحمف بف محمد قاسـ ‪،‬ابف تيمية‪ ،‬مجمكعة الفتاكم‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪1402‬ىػ‪.‬‬
‫كتب اإلباضية‪:‬‬
‫‪ .15‬محمد يكسؼ أطفيش‪ ،‬النيؿ كشفاء العميؿ ‪ ،‬مكتبة لإلرشاد السعكدية‪ ،‬جدة‬
‫ط‪1972 ، 2‬ـ‪.‬‬
‫مذاىب فقيية أخرى‪:‬‬
‫‪ .16‬المكسكعة الفقيية الككيتية‪ ،‬ك ازرة األكقاؼ كالشؤكف اإلسالمية – الككيت‬
‫‪1404‬ىػ ‪1470 -‬ىػ‬

‫‪014‬‬
‫‪ .17‬كىبة الزحيمي ‪ ،‬الفقو اإلسالمي كأدلتو ‪ ،‬الطبعة األكلي ‪ ،‬دار الفكر ‪1404‬ىػ‬
‫‪1985 -‬ـ‬
‫النصوص القانونية"‬
‫‪ .18‬قانكف المعامالت المدنية السكداني لسنة ‪0873‬ـ‪.‬‬
‫‪ .19‬قانكف التخطيط العمراني كالتصرؼ في األراضي لسنة ‪1994‬ـ‪.‬‬
‫‪ .20‬قانكف التقادـ المكسب كالتقادـ المسقط لسنة ‪1928‬ـ‬
‫‪ .21‬القانكف المدني المصرم‪ ،‬المادة ‪ .950‬لسنة ‪1948‬ـ‬
‫‪ .22‬القانكف المدني الجزائرم‪ ،‬المادة ‪ .809‬لسنة ‪2008‬ـ‬
‫‪ .23‬القانكف المدني األردني‪ ،‬المادة ‪ .1181‬لسنة ‪1976‬ـ‬
‫المذكرات التفسيرية لمقوانين‬
‫‪ .24‬المذكرات اإليضاحية لمقانكف المدني األردني ج ‪ ، 2‬ص ‪704‬‬
‫مجالت األحكام القضائية‪:‬‬
‫‪ .25‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪1977‬ـ ـ أ ط ـ ‪1977 /373 /‬ـ‬
‫‪ .26‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪1974‬ـ ـ ا ط ـ ‪1979 / 248‬ـ‬
‫‪ .27‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪ 1976‬ـ أ ‪/‬ط ـ ‪1976/120 /‬ـ‬
‫‪ .28‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪1992‬ـ ـ ع ‪ /،‬ط ـ‪ /‬ط ـ ؛ ‪1984‬ـ‪1992،‬ـ‬
‫‪ .29‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ‪2000‬ـ ـ ع ‪/،‬ط ـ ‪2005 /858 /‬ـ‬
‫‪ .30‬مجمة األحكاـ القضائية لسنة ـ أ‪ /‬ط ـ ‪1981/134 /‬ـ لسنة ‪1989‬ـ‬
‫‪ .31‬مجمة األحكاـ القضائية ـ ع ‪ /‬ط ـ ‪1988/30 /‬ـ‬
‫كتب شروح القانون والفقو‪:‬‬
‫‪ .21‬الطيػػب الفكػػي مكسػػى ‪ ،‬حيػػازة العقػػارات مػػف الفقػػو اإلسػػالمي‪ -‬د ارسػػة مقارنػػة ط ‪0‬‬
‫بيركت ‪0300‬ىػ ‪0880 -‬ـ ‪ ،‬ط ‪ 1‬ب ت ‪.‬‬
‫‪ .22‬أصكؿ القانكف المدني ‪ ،‬حسف كبيرة ‪ ،‬منشأة المعارؼ – اإلسكندرية ‪0854 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .23‬الحق ػػكؽ العيني ػػة األص ػػمية‪ ،‬محم ػػد كحي ػػد ال ػػديف سػ ػكار‪ ،‬مكتب ػػة ‪،‬دار الثقاف ػػة لمنش ػػر‬
‫كالتكزيع ‪ ،‬ط ‪0884 ،0‬ـ‪.‬‬
‫‪ .24‬مجتبػػي محمػػد عمػػر أحمػػد مكسػػى ‪،‬الػػكجيز فػػي الحقػػكؽ العينيػػة األصػػمية حػػؽ‬
‫الممكية ‪1104 ،‬ـ‪ ،‬ط أكلي‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫‪ .25‬عبدالرازؽ احمد السػنيكرم الكسػيط‪ ،‬فػي شػرح القػانكف المػدني ‪ ،‬أسػباب كسػب‬
‫الممكية ‪ ،‬ج ‪ ، 8‬ط جديدة ‪.‬‬
‫‪ .26‬محمػ ػػد العػ ػػالـ آدـ أبكزيػ ػػد ‪ ،‬الممكيػ ػػة كالحقػ ػػكؽ العينيػ ػػة األصػ ػػمية األخػ ػػرل ‪،‬‬
‫جامعة النيميف ‪ ،‬الخرطكـ ‪1118‬ـ‪.‬‬
‫‪ .27‬صابر طعيمة‪ ،‬الدكلة كالسمطة ‪ ،‬مكتبة مدبكلي ‪ ،‬ط ‪1114 ، 0‬ـ‬
‫‪ .28‬حسػػف كي ػرة ‪ ،‬المػػكجز فػػي أحكػػاـ القػػانكف المػػدني الحقػػكؽ العينيػػة األصػػمية ‪،‬‬
‫منشأة المعارؼ باإلسكندرية ‪ ،‬ط ‪0884 ، 3‬ـ ‪. ،‬‬
‫‪ .31‬صػػالح الػػديف سػػر الخػػتـ عمػػي ‪،‬الػػكجيز فػػي شػػرح دعػػاكم الحيػػازة ‪ ،‬الطبعػػة‬
‫األكلي ‪1108‬ـ‬
‫‪ .30‬محمد أبكزيد عثماف ‪ ،‬تكريث الحيازات ‪ ،‬ط ‪ 0‬أكتكبر ‪1108‬ـ ‪.‬‬
‫كتب التراجم‪:‬‬
‫‪ .31‬خيػػر الػػديف محمػػد بػػف محمػػد بػػف عمػػى بػػف فػػارس ‪ ،‬الزركمػػي – األعػػالـ‪ -‬دار‬
‫العمـ لممالييف ‪ ،‬ط ‪1104‬ـ‪1111 ،‬ـ‬
‫كتب المغة ‪:‬‬
‫‪ .32‬محمد بف مكر بف عمى أبك الفضؿ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬جماؿ الديف ابػف منظػكر‪،‬‬
‫دار صادرات ‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪0303 ، 2‬ىػ‬
‫‪ .33‬المعجػػـ الكسػػيط ‪ ،‬مجمػػع المغػػة العربيػػة‪ ،‬مكتبػػة اإلسػػالمية لمطباعػػة كالنشػػر ‪،‬‬
‫كالتكزيع ‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ .34‬زيف الديف أبكعبداهلل محمد بف أبػي بكػر بػف عبػدالقادر الحنفػي الػرازم‪ ،‬مختػار‬
‫الصحاح تحقيػؽ يكسػؼ الشػيس ‪ ،‬محمػد ‪ ،‬دار الحضػارة ‪ ،‬العربيػة ‪ ،‬بيػركت‪،‬‬
‫‪0864‬ـ‪.‬‬

‫‪016‬‬

You might also like