Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫برابح محمد الشيخ‪ -‬جامعة الجلفة‬

‫العالقات المغربية األوروبية عشية الحماية المزدوجة‬

‫المغرب األقصى الموقع والمكانة‪:‬‬


‫أصبح المغرب األقصى محل اهتمام أوروبي بعد نهاية القرن ‪ 19‬وبداية‬
‫القرن العشرين‪ ،‬وذك في سياق التطورات العميقة التي عاشتها القارة األوروبية‬
‫(‪)1‬‬
‫على امتداد القرنين الماضيين‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق كانت السيطرة األوروبية على الضفة الجنوبية للبحر‬
‫المتوسط تسير بشكل متسلسل يدعمه التفوق المادي والتقني وتعززه القوة العسكرية‬
‫والقواعد البحرية والمستعمرات الجديدة على الحدود الغربية من المغرب األقصى‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وفي القرن التاسع عشر ضاقت أغلب بلدان القارة األوروبية بسكانها‬
‫وفائض إنتاجها وتولدت الحاجة الملحة إلى إتباع سياسة الهيمنة والتوسع‬
‫االستعماري لتشجيع الهجرات وكانت بذلك الهجرة األوروبية أهم هجرة في العالم‬
‫‪،‬وتوسعت الحقا من أجل احتالل بلدان في أسيا وافريقيا‪ ،‬ودخلت ضمن هذا‬
‫الفضاء التوسعي دول عديدة منها المغرب األقصى لموقعه الحدودي واالستراتيجي‬
‫(‪)3‬‬
‫المطل على البحر المتوسط شماال والمحيط األطلسي غربا‪.‬‬
‫لذلك عمل األوروبيون في اتجاه مد نفوذهم نحو المغرب األقصى خاصة‬
‫بعدما احتلت فرنسا الجزائر‪ ،‬ووضعت تونس تحت حمايتها وتغيرت بشكل جلي‬
‫الظروف المحيطة بالمغرب آنذاك بعد هزيمتي آسلي ‪ 1984‬وحرب تطوان‬
‫‪ 1860-1859‬إذ حدث تطور في العالقات األوروبية المغربية‪ ،‬وصار في‬

‫‪365‬‬
‫استطاعة أي جيش أوروبي مهما كانت قوته أن يتوغل في قلب المغرب دون‬
‫القدرة على صده‪ ،‬وبدأت حينئذ مرحلة التنافس االستعماري حول المغرب ن ذلك‬
‫(‪)4‬‬
‫التنافس الذي أغرق البالد في الفوضى والبؤس‪.‬‬
‫وقد لعب موقع المغرب المتميز دو ار في فتح شهية الدول األوربية‬
‫االستعمارية بواجهاته المتوسطية واألطلسية والصحراوية‪ ،‬واطاللته على ممر‬
‫واشرافها‬ ‫بحري يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم استراتيجيا وتجاريا‪،‬‬
‫(‪)5‬‬

‫على هذا الممر جعل القارة األوربية على مرمى حجر المغرب‪ ،‬فهذه العوامل‬
‫والمعطيات ساهمت في استدراج البالد وتوريطها في شبكة العالقات السياسية‬
‫والتجارية في البحر المتوسط وفتحت المجال واسعا أمام المتنافسين األوروبيين‬
‫(‪)6‬‬
‫إليجاد سبب أو ذريعة لكسب نفوذ بالمغرب‪.‬‬
‫كما لوحت العديد من الدول األوروبية بحزمة من اإلغراءات‪ ،‬وتقديمها‬
‫للسلطان المغربي في شكل هدايا واتفاقيات بين البلدين على غرار اسبانيا وفرنسا‬
‫وبريطانيا والحقا ألمانيا‪ ،‬وأصبح هذا التنافس واضحا‪ ،‬بين هذه الدول وهو ما‬
‫خلق جوا مشحونا بين القوى المتصارعة في المنطقة للهيمنة على جزء أو أجزاء‬
‫من امتيازات المغرب‪ ،‬أكدته الزيارات المتكررة لقناصل هذه الدول لبالط السلطان‬
‫(‪)7‬‬
‫لتقديم الهدايا تارة والنصيحة تارة أخرى‪.‬‬
‫ما من شك أنه في الفترة ما بين (‪ )1863- 1840‬نجحت بعض الدول‬
‫األوربية في تحقيق مكاسب ونجاحات في المغرب باستعمال بعضها وسائل القوة‬
‫والعنف كما أشرنا في واقعة أسيلي سنة ‪ 1844‬على يد الفرنسيين‪ ،‬أو في حرب‬
‫تطوان سنة ( ‪ )1860- 1859‬أمام االسبانيين وباستعمال البعض أساليب‬
‫أخرى‪ ،‬كضغوطات السياسية والدبلوماسية والتي تجسدت في توقيع المغرب على‬
‫اتفاقية الصلح والمهادنة‪ ،‬مشفوعة باتفاقية بحرية وتجارية مع بريطانيا سنة‬
‫(‪)8‬‬
‫‪. 1856‬‬

‫‪366‬‬
‫أمام هذه الضغوطات والمد التوسعي لم يقو المغرب على مجابهة كل هذه‬
‫التحرشات بأساليب متنوعة سياسية وعسكرية واقتصادية‪ ،‬وال أحد يستطيع‬
‫مشاكسة أو الوقوف في طريق هذه القوة األوربية الصاعدة والسيما إذا تعلق األمر‬
‫(‪)9‬‬
‫بإحدى دول العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫العالقـات المغـربية الفرنسيــة‪:‬‬
‫لقد أصبح لفرنسا حدود جغرافية مع المغرب األقصى منذ احتالل الجزائر‬
‫واخضاعها عام ‪ )10(،1830‬وبعد اتساع دائرة مقاومة األمير في الغرب الجزائري‬
‫كثفت فرنسا حضورها ونشاطها على الحدود المغربية محاولة محاصرة األمير‬
‫والتضييق على نشاطه فبعد الهزيمة العسكرية التي ألحقتها فرنسا بالمغرب في‬
‫(‪)11‬‬
‫جاعلة نشاط األمير عبد القادر داخل المغرب‬ ‫معركة أسيلي سنة ‪،1844‬‬
‫ذريعة لخوض المعركة حيث تعتبر تلك الهزيمة نقطة تحول في تاريخ المغرب‬
‫وقد عمقت فرنسا وقع أثار هذا الحادث حيث قنبلت موقعين آخرين على الساحل‬
‫األطلسي للمغرب هما مدينتي طنجة والصويرة‪ ،‬وكانت صورة الخوف والهلع الذي‬
‫لحق بالسكان حسب الوصف التالي ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬في عام ‪ 1844‬هاجم الفرنسيين على ثغر الصويرة غد ار والناس‬
‫غافلون فرمى عليها من البمب آالفا ودخل الجزيرة التي فيها المساجين أهل‬
‫(‪)12‬‬
‫الجرائم‪"...‬‬
‫وبفعل الهجمات العسكرية الفرنسية أصاب المغرب هلعا شديدا‪ ،‬أثر على‬
‫المستوى الداخلي والخارجي فبخصوص السكان على المستوى الداخلي قامت عدة‬
‫انتفاضات في مناطق الريف وضواحي الصويرة والرباط‪ ،‬وعلى الصعيد الخارجي‬
‫تغيرت طبيعة العالقات األوروبية اتجاه البالد حيث أصبح السلطان عاج از عن‬
‫مقاومة مطالب األجانب إبتداءا من هذه الواقعة‪.‬‬
‫وقد أصبحت فرنسا تملي إرادتها على المخزن للحصول على امتيازات‬
‫(‪)13‬‬
‫التي تضمنها‬ ‫ومكاسب وقد أذعن هذا السلطان لهذه المكاسب واالمتيازات‪،‬‬

‫‪367‬‬
‫توقيع معاهدتين‪ ،‬إحداهما هي معاهدة الصلح مع فرنسا‪ ،‬والثانية معاهدة قبول‬
‫كافة الشروط بما فيها القضاء على حركة الجهاد التي يقوم بها عبد القادر ورسم‬
‫الحدود واعترافات الدولة المغربية لفرنسا بسيادتها على الجزائر‪ )14( ،‬ويمكن اعتبار‬
‫االتفاقيتين من األهمية بمكان ألنهما وضعتا أرضية جديدة لعالقات المغرب من‬
‫(‪)15‬‬
‫جهة وعالقات فرنسا في الجزائر من جهة ثانية‪.‬‬
‫لم يعد المخزن في صراعه مع فرنسا يقوى على مراقبة وزيادة النفوذ الفرنسي‬
‫المتسرب‪ ،‬ففرنسا حاولت كسب امتيازات جديدة في المغرب األقصى‪ ،‬وتسرعت‬
‫(‪)16‬‬
‫في مفاوضة المغرب ووقعت معه تسوية في ‪19‬أوت ‪.1863‬‬
‫وتحصلت فرنسا على امتيازات وقوانين ترعى مصالحها التجارية وأكدت‬
‫(‪)17‬‬
‫بدورها على حماية األشخاص المغاربة المحسوبين على النشاط الفرنسي‪.‬‬
‫وينص هذا القانون على أن ال يتجاوز حماية التاجر األوروبي الواحد مغربين‬
‫اثنين ويعفى المغرب المحمي من كل ضريبة ويسبب األهداف االستغاللية‬
‫البشعة فإنهم ضمنوا االتفاق بندا ينص على أن النشاط في األرياف لحساب‬
‫األوروبيين ال يسمح بإعتقال المغاربة " المحميين" من طرف المخزن إال بعد‬
‫(‪)18‬‬
‫إخبار القناصل المعنيين‪.‬‬
‫و إذا كان المخزن قد استشعر خطورة حماية األشخاص وحاول إنهائها في‬
‫بداية المفاوضات فإن األوروبيين على العكس من ذلك قد ركزوا عليها وتشبثوا‬
‫بها‪.‬‬
‫أصبحت القاعدة األساسية لالتفاقيات أساس التوغل األوروبي في المغرب‬
‫ونسجل أيضا أن فترة الثمانيات من القرن التاسع عشر شهدت تنافسا‬ ‫(‪)19‬‬
‫الحقا‬
‫استعماريا كبي ار من مؤتمر مدريد عام ‪1880‬م‪ ،‬حركته األزمة االقتصادية‬
‫األوروبية التي اجتاحت أوروبا ما بين ‪ 1881‬و‪ 1885‬فضال عن الرحالت‬
‫االستكشافية والتوسع االستعماري األوروبي في مناطق كثيرة من العالم‪ .‬فال عجب‬

‫‪368‬‬
‫أن تطبيق بنود وق اررات مؤتمر مدريد على الدول الضعيفة والمغرب األقصى على‬
‫(‪)20‬‬
‫وجه الخصوص يدخل ضمن مجال هذه األطماع‪.‬‬
‫كما عملت فرنسا على مد يدها داخل األراضي المغربية‪ ،‬بواسطة إقامة‬
‫مشاريع تربط بين القطرين ( الجزائر الفرنسية والمغرب األقصى)‪ ،‬وكان من تلك‬
‫المشاريع التي وجدت حي از من النقاش مشروع السكة الحديدية‪ ،‬فبوصول المبعوث‬
‫الفرنسي » ‪ « ordega‬في أفريل ‪ 1882‬دخل في مفاوضات مع المخزن‪ ،‬الذي‬
‫اعترف لـ "أورديقا" بحق فرنسا في مالحقة المجاهدين الجزائريين داخل التراب‬
‫(‪)21‬‬
‫المغربي وتأديبهم‪.‬‬
‫لكن السلطان المغربي لم يوافق على العرض المقدم من طرف "أورديقا"‬
‫والمتمثل في مرور خط السكة الحديدية عبر منطقة " توات" الجزائرية‪ ،‬ألن شق‬
‫هذا الخط قد يؤثر مستقبال على حركة التبادل التجاري النشط بين المغرب‬
‫(‪)22‬‬
‫إال أن إصرار المبعوث الفرنسي على هذا الطلب أظهر مؤشرات‬ ‫والسودان‪،‬‬
‫أزمة حادة تلوح في األفق بين المغرب وفرنسا واستمرت إلى نهاية ‪ ،1884‬ولما‬
‫فشل "أورديقا" في إقناع المخزن بقبول مشروع السكة الحديدية وفشل أيضا في‬
‫إقناع حكومته قصد التحرك‪ ،‬فراح يحبك مجموعة من الدسائس والمكائد بالتنسيق‬
‫مع شخصيات مغربية ذات نفوذ سياسي وديني أو ما يعرف بالطرق الصوفية‬
‫(‪)23‬‬
‫ومحاولة إقحامها في السياسة ‪.‬‬
‫وعمل هذا المبعوث على استمالة العديد من رجال الصفوية وبعض‬
‫المرابطين وكان يعتقد أنه سينجح في مفاوضاته حيث عرض على سي سليمان‬
‫بن قدور قيادة واسعة في الجنوب الغربي من الجزائر ومن ثمة إلحاق بعض‬
‫المناطق الواقعة في الجنوب الشرقي من المغرب األقصى بحكم من الجيش‬
‫(‪)24‬‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫كانت كل هذه الدسائس تقع أمام مسمع ومرأى السلطان‪ ،‬والتي باتت تهدد‬
‫سالمة وأمن التراب المغربي‪ ،‬فعمل على حراسة المناطق الحدودية وبسط نفوذه‬

‫‪369‬‬
‫عليها‪ ،‬وفي نفس الوقت كان السلطان يبحث عن مساندة بريطانيا لوقف األطماع‬
‫(‪)25‬‬
‫الفرنسية الالمتناهية في المغرب‪.‬‬
‫هذه األطماع الفرنسية المتزايدة أقلقت نواب وممثلي الدولة األنجليزية في‬
‫طنجة مما دفع ب ـ ـ "هاي" إلى طلب لقاء مستعجل وسري مع السلطان إلخباره بأن‬
‫(‪)26‬‬
‫مؤامرة خفية تدبر لفرض الحماية الفرنسية على المغرب‪.‬‬
‫أمام هذه المحاوالت والدسائس نفذ صبر سلطان الحسن األول وقرر إرسال‬
‫مبعوثه الخاص إلى باريس فكلف السيد بركاش بهذه المهمة الطالع واخبار السيد‬
‫(‪)28‬‬
‫"جول فيري"(‪ )27‬على ما يدور من أحداث قام بها ممثلهم"أورديقا" في المغرب‪،‬‬
‫وأهم شئ توصلت إليه هذه اللجنة برئاسة "بركاش" هو أن فرنسا ال تريد تصعيدا‬
‫وقطيعة مع المغرب في هذه الظروف واألوقات والسبب في ذلك انشغالها بما‬
‫يجري في الجزائر وتونس وفيتنام‪ ...‬كما أن "فيري" بعث بتطمينات للسلطان ألنه‬
‫يعي حجم المنافسة األوروبية األخرى السيما بريطانيا واسبانيا‪.‬‬
‫(‪)29‬‬

‫كما أن السلطان المغربي ق أر الموقف الفرنسي "بأورديقا" اتجاه المغرب‬


‫بايجابية ذلك أن سبب التوترات والفتن في المغرب أوقفت حكومته عن أدائه‬
‫مهامه وقامت بتحويله إلى بوخاريست في منصب قنصل فرنسا‪ ،‬وهو ما اعتبره‬
‫المخزن مؤشر ايجابي في العالقات بين المغرب وفرنسا على هذا األساس قطعت‬
‫فرنسا مؤقتا الطريق على الوشاية األوروبية األخرى التي تعمل على عرقلة‬
‫(‪)30‬‬
‫مصالحها في المغرب األقصى‪.‬‬
‫بدأت السلطات االستعمارية الفرنسية تمهد السبل وتخلق األعذار لغزو‬
‫المغرب‪ ،‬لذلك اضطرت فرنسا إلى التفاهم مع الدول األوروبية كبريطانيا واسبانيا‬
‫وايطاليا وألمانيا من اجل االستحواذ على المغرب األقصى‪ ،‬فعقدت سلسلة من‬
‫االتفاقيات السرية حيث أبرمت مع ايطاليا سنة ‪ 1902‬معاهدة سرية وأطلقت فيها‬
‫فرنسا يد ايطاليا في ليبيا مقابل إطالق يدها في المغرب األقصى‪ )31(،‬ثم اتفاقية‬
‫سرية مع انجلت ار يوم ‪ 8‬أفريل ‪ 1904‬أطلقت فيها فرنسا يد بريطانيا في مصر‬

‫‪370‬‬
‫مقابل سكوتها عن احتالل فرنسا للمغرب األقصى‪ ،‬ثم اتفاقية سرية أخرى مع‬
‫(‪)32‬‬
‫اسبانيا يوم ‪ 03‬أكتوبر ‪ 1904‬القتسام المغرب األقصى فيما بينهما‪.‬‬
‫وبعدما علمت ألمانيا بهذه المحاوالت احتجت وهددت وتوترت عالقتها مع‬
‫فرنسا ودعا اإلمبراطور األلماني غيوم بطنجة ‪ 1905‬إلى عقد مؤتمر لبحث‬
‫(‪)33‬‬
‫المسالة المغربية ووضع حد لألطماع الدولية فيها‪.‬‬
‫قبلت الدول األوروبية هذه الفكرة وعقدت المؤتمر في بلدة "الجزيرة" باسبانيا‬
‫سنة ‪1906‬م‪ ،‬ودرست قضية المغرب وخرج المؤتمر بق اررات أهمها االعتراف‬
‫باستقالل المغرب كدولة ذات سيادة‪ ،‬واتباع سياسة الباب المفتوح مع جميع‬
‫الدول‪ )34(،‬ورغم ذلك تجدد الصراع بين فرنسا وألمانيا مطلع ‪ 1911‬م وربما بصورة‬
‫أكثر عنف من األولى فاضطرت فرنسا مرغمة إلى قبول تسوية تم فيها إرضاء‬
‫خصمها األلماني فأبرمت مع ألمانيا معاهدة في ‪ 04‬نوفمبر ‪ 1911‬سلمت لها‬
‫قطعة من الكونغو الفرنسي مقابل اعتراف ألمانيا بالحقوق المزعومة لفرنسا في‬
‫المغرب مع إتباع سياسة الباب المفتوح واالقتصاد الحر من المغرب األقصى‪.‬‬
‫(‪)35‬‬

‫و هكذا لم يبق على فرنسا إال أن تمد توسعها االستعماري‪ ،‬فكلفت قواته‬
‫العسكرية بالزحف من وجدة شرقا والدار البيضاء غربا في اتجاه فاس سنة ‪1911‬‬
‫م‪ ،‬وبعد المحاوالت الفرنسية وبعد التردد الذي أبداه السلطان عبد الحفيظ في توقيع‬
‫(‪)36‬‬
‫معاهدة الحماية في ‪ 30‬مارس ‪1912‬م‪.‬‬
‫العالقات المغربية االسبانية‪:‬‬
‫بعد التصريح الذي أطلقه السفير الفرنسي في مدريد سنة ‪1881‬م والقاضي‬
‫بأن فرنسا قررت اتخاذ اإلجراءات الالزمة لدعم وجودها في المغرب متى سمحت‬
‫(‪)37‬‬
‫وكانت اسبانيا تسعى لمد نفوذها في المغرب لذلك فتدخل فرنسا في‬ ‫الفرصة‪،‬‬
‫(‪)38‬‬
‫وفي السنة الموالية عقد في العاصمة االسبانية‬ ‫تونس أيقظ مخاوف اسبانيا‪،‬‬

‫‪371‬‬
‫مدريد ‪ 1882‬مؤتمر بخصوص الجغرافية االستعمارية والتجارية وكانت من‬
‫نتائجه ميالد لجنة جديدة هي‪:‬‬
‫‪La société espagnole des africaniste et des‬‬
‫‪colonisateurs.‬‬
‫و انتهت أشغال الجمعية بتقديم نشرات أن اي تهديد للمغرب هو تهديد‬
‫ضد استقالل اسبانيا نفسها وأوضحت بأنها ضد احتالل فرنسا للمغرب واحتالل‬
‫انجلت ار لطنجة كما سعت اللجنة إلى تحضير الرأي العام االسباني لالهتمام‬
‫(‪)39‬‬
‫بالمسألة المغربية‪.‬‬
‫لقد كان الظروف الداخلية السبانيا ووضعها السياسي واالقتصادي ال يسمح‬
‫لها بمثل هذه السياسة النشيطة ولم يكن في صالح تلك الظروف القيام بأي عمل‬
‫(‪)40‬‬
‫ثم ما لبث أن تغير موقفها وسياستها التي أصبحت أكثر‬ ‫في المغرب‪،‬‬
‫موضوعية وأصبحت تقوم على المحافظة على المغرب إلى غاية تحسن وضعيتها‬
‫الدبلوماسية واالقتصادية والسياسية مع نهاية ‪ 1883‬وبداية ‪ 1884‬أثمرت‬
‫الظروف والعالقات الثنائية أن تعيد التقارب في وجهات النظر بين الوزيرين‬
‫االنجليزي واالسباني في طنجة‪ ،‬كما سلكت اسبانيا سياسة المواالة ألنجلت ار‬
‫للتعبير عن عدم رضاها عما كان يقوم به وزير فرنسا "اورديقا" من ممارسات في‬
‫المغرب‪ ،‬لذلك نجد أن اسبانيا كانت تتحين الفرصة السانحة والمواتية للتحرك في‬
‫(‪)41‬‬
‫المغرب‪.‬‬
‫وخالل هذه الفترات لم تكن العالقات االسبانية مع المخزن على مايرام‬
‫حيث لم يعرف التبادل التجاري بين البلدين تطو ار بل ظل ضعيفا مما جعل اسبانيا‬
‫(‪)42‬‬
‫تأتي في المرتبة الرابعة بعد أنجلت ار وفرنسا وألمانيا‪.‬‬
‫وربما هذه المكانة الضعيفة التي ال تحسد عليها اسبانيا في المغرب‬
‫األقصى هي التي جعلتها تعمل على المحافظة على الوضع الراهن فصارت تميل‬

‫‪372‬‬
‫أكثر نحو سياسة التقارب واالنضمام إلى األحالف الدولية الموجهة ضد فرنسا‬
‫في أحوال كثيرة‪.‬‬
‫لقد عملت اسبانيا على تحسين عالقاتها مع السلطان المغربي‪ ،‬وذلك إليجاد‬
‫موطأ قدم ما لبثت أن تجددت األزمة في العالقات بين البلدين اثر انتزاع األسبان‬
‫اإلذن من السلطان بتوسيع حدودهم الترابية في مليلية ولما قرروا بناء بعض‬
‫المنشآت بجوار ضريح سيدي ورياش عمد السلطان إلى هدمه فتطورت الحادثة‬
‫إلى حرب حقيقية بين قبيلة قليعة الزناتية من جهة والجيش االسباني المدعم‬
‫بالمدافع واإلمدادات وثارت القبائل القاطنة على الحدود لنصرة إخوانهم من الريف‪.‬‬
‫(‪)43‬‬

‫كانت اسبانيا تخشى من تدخل دولي في قضيتها وأنها ليست مستعدة‬


‫لخوض غمار أي حرب سواء مع المغرب أو غيره‪ ،‬لذلك حاولت أن تصل إلى‬
‫حل المشكل مع السلطان وديا‪.‬‬
‫انتهت األزمة االسبانية المغربية بعقد اتفاقية بين الطرفين وكان ذلك في‬
‫حدود ‪ 5‬مارس ‪1894‬م وهي االتفاقية التي وصفها "كامبوس" بأنها مشرفة‬
‫السبانيا وللسلطان ولكن االتفاقية لم تكن في حقيقة األمر والواقع سوى شروطا‬
‫(‪)44‬‬
‫أملتها اسبانيا على المغرب‪.‬‬
‫إن الظروف الدولية وحتى ظروف المغرب الداخلية لم تكن في صالح‬
‫المسالة المغربية إذ ازدادت األمور تعقيدا بعد وفاة السلطان في ‪ 06‬جوان ‪،1894‬‬
‫وتولى ابنه السلطان عبد العزيز ولم يكن قد تجاوز السادسة عشر من عمره‪ ،‬وقد‬
‫فتحت بذلك صفحة جديدة في تاريخ المغرب األقصى كدولة تتداعى عليها الدول‬
‫األوروبية وكانت نهاية تلك الظروف فرض الحماية الفرنسية واالسبانية على‬
‫(‪)45‬‬
‫المغرب األقصى ‪1912‬م‪.‬‬
‫إن االتفاقية المبرمة بين الطرفين بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 1912‬والتي جلبها‬
‫معه السفير الفرنسي أوجين رينيو ‪ E.Regenant‬إلى فاس ليعرضها على موالي‬

‫‪373‬‬
‫عبد الحفيظ في شروطها النهائية لتطبيق نظام الحماية‪ ،‬لقد حاول السلطان التحفظ‬
‫ورفض بعض البنود والشروط إال أنه لم ينجح أمام المناقشات الحادة والضغوط‬
‫(‪)46‬‬
‫الهائلة من الجانب الفرنسي بضرورة قبول التي هيأها دهاقنة االستعمار‪.‬‬
‫كما حاول السلطان المغربي معارضة البندين األول والثاني خاصة ما تعلق‬
‫بنقطة تقسيم المغرب إلى ثالث مناطق‪ ،‬فرنسية واسبانية ودولية‪ ،‬ومسألة توسيع‬
‫االحتالل بدون استشارة السلطان‪ ،‬ثم اضطر في النهاية إلى توقيع ما يسمى‬
‫باتفاقية الحماية يوم ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 1330‬الموافق لـ ‪ 30‬مارس ‪ 1912‬م هو‬
‫(‪)47‬‬
‫والسفير الفرنسي‪.‬‬
‫وهكذا تحصلت اسبانيا على أهدافها من خالل معاهدة الحماية التي‬
‫بموجبها ضمنت لنفسها منطقة كبيرة تحت سلطتها ووصايتها‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫االتفاقية الفرنسية االسبانية المؤرخة في ‪ 27‬نوفمبر ‪ ،1912‬وهكذا صدقت إلى‬
‫حد كبير تنبؤات جول فيري حول هذا االتفاق في خضم المفاوضات الصعبة بين‬
‫الطرفين حيث قال في هذا الصدد‪:‬‬
‫"‪ ...‬يجب التخلص من األسبان رغم كونهم حلفاء وغير لطفاء يجب‬
‫إعطاؤهم منطقة مغربية يقاتلون من أجلها ويصرفون عليها األموال الكثيرة دون‬
‫أن يحصلوا على نتائج تذكر ويمكن اعتبار ذلك وسيلة وحيدة إللهائهم وصرف‬
‫(‪)48‬‬
‫أنظارهم عما يخصنا من قضايا‪"...‬‬
‫ومن أهم القضايا والمسائل التي تناولتها هذه المعاهدة يمكن الوقوف على‬
‫بعض مضامينها ومنها‪:‬‬
‫"‪ ...‬تعترف فرنسا أن من حقوق اسبانيا في المنطقة االسبانية أن تسهر‬
‫على الراحة العمومية وتقدم مساعدتها للحكومة المغربية إلدخال اإلصالحات‬
‫اإلدارية واالقتصادية والمالية والعدلية التي تحتاج إليها تلك المنطقة كما تساعدها‬
‫على سن القوانين والضوابط الجديدة وتنقيح الموجود مما ذكر‪ ،‬وجميع النواحي‬
‫المشتملة عليها منطقة النفوذ االسباني تظل تحت سلطتي السلطان المدنية‬

‫‪374‬‬
‫والدينية وفقا لهذا االتفاق وتصير إدارة النواحي المحكي عنها والتي تتألف من‬
‫المنطقة االسبانية تحت مراقبة مقيم عام اسباني وخليفة سلطاني يختاره السلطان‬
‫(‪)49‬‬
‫من بين شخصين مغربين تقدمها دولة اسبانيا للسلطان‪."...‬‬
‫أصدرت الحكومة االسبانية مرسوما ملكيا بتاريخ ‪ 17‬فبراير ‪ 1913‬تضمن‬
‫أهم التعليمات التنظيمية للتدخل االسباني بالمغرب وأقامت سلطات الحماية‬
‫االسبانية نظاما إداريا شبيها في جوهره بنظام اإلقامة العامة الفرنسية بالمغرب‬
‫الخاضع للحماية الفرنسية وان تعددت األسماء‪ ،‬فاتخذت من تطوان عاصمة‬
‫لسلطتها وأنشأت إقامة عامة كنظام إداري يسهر على مراقبة وتسيير كافة‬
‫المصالح والمؤسسات المغربية واالسبانية في شمال المغرب وجنوبه الموصوف‬
‫(‪)50‬‬
‫بمناطق نفوذها‪.‬‬
‫العالقات المغـربية البريطانيـة ‪:‬‬
‫لعب الوزير المفوض "هاي" دو ار كبي ار في توطيد العالقات المغربية‬
‫االنجليزية حيث كان من ابرز ممثلي أوروبا في المغرب لعمادته للسلك‬
‫(‪)51‬‬
‫كما إن بريطانيا كانت بالمغرب ممثلة‬ ‫الدبلوماسي وطول إقامته بالمغرب‪،‬‬
‫لدول أوروبية أخرى مثل النمساء والمجر وهولندا والدنمارك ونظ ار لتأثير انجلت ار‬
‫في المغرب ومكانتها لدى المخزن صارت بمثابة حامية للمغرب وأصبح المفوض‬
‫(‪)52‬‬
‫بمثابة مستشار للسلطان‪.‬‬
‫استغل "هاي" الوزير المفوض البريطاني بالمغرب العالقة الوطيدة الت ي‬
‫كانت تربط المخزن بعناصر أجنبية أخرى وفي مقدمتهم "ماكلين" مع مجموعة‬
‫من األعوان الذين يشكلون شبكة موزعين عبر مختلف مصالح المخزن خاصة‬
‫حول الوزير سي عباس بن العربي مختار وأيضا كاتبه الفقيه سي الطاهر ابن‬
‫(‪)53‬‬
‫حلون‪.‬‬
‫بعدما وثق "هاي" عالقاته بأعوان المخزن نجح في كسب ثقة السلطان‬
‫الذي بقي يبجله طيلة سنوات وأغتنم هذه العالقة حيث وجد الفرصة سانحة حينما‬

‫‪375‬‬
‫أقدمت فرنسا على احتالل تونس ‪ 1881‬م وكذلك وجد في تحركات "أورديقا" في‬
‫المغرب األقصى فرصة سانحة السترجاع مكانة بريطانيا مستغال ثقته بالسلطان‪،‬‬
‫ومن حسن حظ "هاي" أن هذه الظروف السالفة الذكر دفعت السلطان نفسه إلى‬
‫(‪)54‬‬
‫بعدما رأى بعينه احتالل تونس هو النتيجة الطبيعية‬ ‫اللجوء إلى أنجلترا‪،‬‬
‫الحتالل الجزائر وهي النتيجة نفسها التي ستؤول ال محالة إليها مصير المغرب‬
‫األقصى‪ ،‬لذلك طلب السلطان من المفوض البريطاني من ضرورة تحرك بريطانيا‬
‫واتخاذ الخطوات الحاسمة‪ ،‬وبالفعل أقدمت بريطانيا على تحذير فرنسا من أي‬
‫(‪)55‬‬
‫خطوة من شأنها أن تؤدي إلى فرض الحماية على المغرب‪.‬‬
‫كان "هاي" من الشخصيات القليلة المدركة لحقيقة األطماع الفرنسية في‬
‫المغرب والعارفة بالشأن المغربي في أبعد تفاصيله‪ ،‬لذلك نجده يسعى للتقريب‬
‫بين األطراف المختلفة حول المغرب ويراقب بشكل دائمة المؤامرات الفرنسية في‬
‫المغرب التي يحيكها "أورديقا" ويخبر السلطان ببعض دسائسه وخططه التي‬
‫(‪)56‬‬
‫انتهت في مجملها للفشل‪.‬‬
‫و في هذه الفترة زار المغرب الرحالة "ستيفيليد" عام ‪ 1883‬م‪ ،‬وهو شخص‬
‫قريب من الحكومة البريطانية وكتب كتابا بعنوان (المغرب) موضحا في ثناياه‬
‫أهمية هذا البلد واقترح على حكومته احتالل مراكش قائال ‪ ..." :‬يجب على أنجلت ار‬
‫أن تتخذ لها في البالد نواة مستعمرة وهذه النواة في رأيه سوف تتسع إلى أن تصير‬
‫منتجة للقمح الذي يمكن أنجلت ار من أن تستغني عن باقي العالم ولو تضاعف‬
‫(‪)57‬‬
‫عدد سكانها"‪.‬‬
‫لقد شهدت العالقات البريطانية المغربية تطو ار متسارعا بسبب العالقات‬
‫‪« sur‬‬ ‫المتأزمة بين المغرب وفرنسا‪ ،‬فمنذ وصول المفوض البريطاني الجديد‬
‫» ‪ châles Smith‬إلى مدينة طنجة في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،1891‬شرع في رسم‬
‫برنامج بريطانيا في المغرب مهتما بثالث نقاط‪ :‬مضاعفة العالقات التجارية بين‬
‫البلدين‪ ،‬وتقديم المساعدة الكافية للمؤسسات االنجليزية في المغرب‪ ،‬والتعجيل‬

‫‪376‬‬
‫(‪)58‬‬
‫والشئ المهم الذي جاء به هذا‬ ‫بتطبيق كل المعاهدات الموقعة بين البلدين‪.‬‬
‫المفوض الجديد " سميث" هو أنه اتجه إلى مدينة فاس للتحدث مع السلطان‬
‫باسمه بريطانيا والدول التي يمثلها في المغرب وليطلب منه عقد معاهدة تجارية‬
‫تشمل على شروط جديدة من أجل الحصول على حقوق الملكية لألجانب في‬
‫(‪)59‬‬
‫المغرب وحقوق االمتيازات التجارية األخرى‪.‬‬
‫أمام هذا الطلب البريطاني لجأ السلطان إلى عقد مجلس للعلماء في ‪25‬‬
‫ماي ‪1892‬م يهدف إلى مناقشة مطالب سميث وانتهى األمر المجلس برفض‬
‫(‪)60‬‬
‫المطالب التي تقدم بها المفوض سميث إلى السلطان‪.‬‬
‫نجحت بريطانيا مطلع القرن ‪ 20‬من توطيد عالقاتها مع المخزن المغربي‪،‬‬
‫مما أكسبها العديد من االمتيازات التجارية لفائدة شركائها وتجارها الذين توافدوا‬
‫(‪)61‬‬
‫ومن الواضح أن بريطانيا كانت‬ ‫بشكل كبير على المغرب خالل هذه الفترة‪،‬‬
‫دائما تسعى لتطبيق سياسة الحفاظ على الوضع الذي أصبح عليه المغرب‬
‫(‪)62‬‬
‫األقصى أمام زيادة حدة التنافس األوروبي‪.‬‬
‫إن الزيارات المتكررة لإلنجليز واستقبال السلطان للسفير البريطاني نيكلسون‬
‫"‪ "Nichelson‬أواخر يناير ‪ 1902‬بشكل مستمر أعطى صورة واضحة عن‬
‫التقارب الكبير واألفضلية السياسية والتجارية التي يتمتع بها االنجليز في المغرب‬
‫(‪)63‬‬
‫ابتداء من هذه الفترة‪.‬‬
‫وقد جاء في إحدى التقارير الفرنسية العسكرية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪1902‬‬
‫ما يعكس وبشكل واضح االنزعاج الكبير من الطرف الفرنسي على هذا التقارب‬
‫المغربي البريطاني وقد ورد فيه مايلي‪..." :‬ومن حسن الحظ أن حكومتنا قد‬
‫أرسلت على عجل ممثلنا بطنجة إلى الرباط بعد أيام قليلة من وصول السفارة‬
‫البريطانية‪ ،‬وال شك أن سفيرنا بالبالط الشريف قد ساهم في جعل السلطان عيد‬
‫العزيز بعيد التفكير ويعرقل المحادثات التي كانت جارية مع االنجليز‪ ،‬إن هذه‬

‫‪377‬‬
‫المفاوضات على كل حال لم تنتج عنها أي نتيجة آنية مباشرة وظاهرة وبهذا‬
‫(‪)64‬‬
‫أبعد كل خطر بالنسبة لنا‪"..‬‬
‫وبالفعل فإن فرنسا عملت كل ما في وسعها إلبعاد بريطانيا وعرقلة‬
‫مشاريعها في المغرب متبعة في ذلك أساليب عديدة مثل تهديد السلطان أحيانا‬
‫والتلويح باستعمال القوة العسكرية وتارة إتباع سياسة منح القروض واإلعانات‬
‫وكلها أشكال وصور تدفع بها فرنسا للحفاظ على نفوذها ومشاريعه في المغرب‬
‫(‪)65‬‬
‫األقصى‪.‬‬
‫إن العالقات المغربية البريطانية غلب عليها في مجملها المبادالت التجارية‬
‫وكسب االمتيازات مثل شراء وتمليك الرعايا البريطانيين لألراضي في المغرب‪،‬‬
‫وتصدير مختلف البضائع باتجاه جبل طارق وأوروبا‪ ،‬ويبدوا أن بريطانيا أمام‬
‫اإللحاح واإلصرار الفرنسي المتواجد في المغرب أدركت صعوبة التغلغل العسكري‬
‫(‪)66‬‬
‫في المنطقة ولجأت للبحث عن أهداف مالية وتجارية فقط‪.‬‬
‫لقد رأت بريطانيا أنه من األنسب لمصالحها التجارية ونفوذها في مضيق‬
‫جبل طارق أن تفاوض فرنسا على المستعمرات األخرى خدمة لمصالحها‬
‫(‪)67‬‬
‫االستعمارية‪.‬‬
‫وفي إطار االتفاقيات السرية بين الدول األوروبية‪ ،‬فاوضت فرنسا كل الدول‬
‫األوروبية متفردة بما في ذلك ايطاليا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا‪ ،‬لتنفر باحتالل‬
‫المغرب األقصى لوحدها فكانت أبرمت اتفاقية سرية مع بريطانيا بتاريخ ‪ 08‬أفريل‬
‫‪ 1904‬بموجبها أطلقت فرنسا يد بريطانيا في مصر مقابل سكوتها عن احتاللها‬
‫(‪)68‬‬
‫للمغرب األقصى‪.‬‬
‫العالقات المغــربية األلمانية ‪:‬‬
‫استفادت ألمانيا كثي ار من التنافس الفرنسي البريطاني على المغرب‪ ،‬ذلك‬
‫أن بسمارك عشية انعقاد مؤتمر مدريد صرح بأنه ليس أللمانيا أي مصالح في‬
‫المغرب لكن التنسيق الذي حدث بين ألمانيا وأنجلت ار ترك المؤتمر يقرر مبدأ حرية‬

‫‪378‬‬
‫التجارة والمساواة فيها لكل الدول‪ ،‬مما جعل ألمانيا تخرج من المؤتمر بحقوق مالية‬
‫(‪)69‬‬
‫متماثلة مع بقية الدول وهي التي لم تكن لتطمح لها‪.‬‬
‫ومع مرور الوقت عمل الدبلوماسيون والساسة األلمان على االستفادة من‬
‫(‪)70‬‬
‫هذه الحقوق الجديدة المكتسبة في المغرب األقصى‪.‬‬
‫لقد غلب الطابع التجاري والمبادالت على مجمل العالقات المغربية‬
‫األلمانية إلى نهاية القرن التاسع عشر‪ ،‬وكانت ألمانيا تجاري غريمتها فرنسا‬
‫وتشجعها في سياستها الخارجية التوسعية و هذا كله لكسب ودها وعدم معارضتها‬
‫(‪)71‬‬
‫مستقبال للقضية الجوهرية األساسية وهي قضية األلزاس واللورين‪.‬‬
‫و بخصوص القضية المغربية فإن ألمانيا كانت تساند المشاريع الفرنسية‬
‫في المغرب األقصى من خالل المجهودات والمساعي التي كان يقوم بها "أورديقا"‬
‫الرامية إلى فرض الحماية على المغرب حيث صرح وزير ألمانيا ‪ weber‬في‬
‫إحدى اللقاءات ألورديقا بأن ألمانيا ال يمكنها معارضة السياسة الفرنسية في‬
‫(‪)72‬‬
‫المغرب تحت أي سبب‪.‬‬
‫لم يصمد الموقف األلماني الداعم للسياسة الفرنسية في المغرب طويال‪،‬‬
‫حيث حدثت تطورات اقتصادية في الداخل األلماني جعلت بسمارك يقوم بتشجيع‬
‫الشركات األلمانية والمؤسسات التجارية لترويج بضاعتها وضرورة االستفادة من‬
‫(‪)73‬‬
‫السوق المغربية بموجب مؤتمر مدريد‪.‬‬
‫ومنذ سنة ‪ 1885‬لم تعد ألمانيا تدعم السياسة التوسعية الفرنسية في‬
‫المغرب إال ظاهريا فقط خصوصا مع أن مصالح ألمانيا تطورت كثي ار بالمقارنة‬
‫(‪)74‬‬
‫مع سنة ‪ 1873‬م ‪.‬‬
‫لقد أرسلت ألمانيا مبعوثها "تستا" إلى المغرب وكان يسعى لجعل هذه البعثة‬
‫الدبلوماسية مرحلة جديدة في العالقات األلمانية ‪ -‬المغربية‪ ،‬وكان ذلك في ‪17‬‬
‫أكتوبر ‪1885‬م‪ ،‬كما أن "تستا" استعان بالمترجم منصور ماء الصالح وكذلك‬

‫‪379‬‬
‫علي أبو طالب لشرح مهمته الجديدة في المغرب األقصى والتصدي ألطماع‬
‫(‪)75‬‬
‫الدول األخرى‪.‬‬
‫مع قدوم تستا إلى المغرب شرعت الشركات األلمانية بفتح فروع لها هناك‬
‫منها هامبورغ وبريم‪ ،‬كما عرضت بالشاطئ المغربي بضائع تجارية ومنتجات‬
‫ألمانية وخالل هذه النشاطات تعرفت الشركات األلمانية على السوق المغربية‬
‫(‪)76‬‬
‫واحتياجاتها في الدار البيضاء وتم ربط صالت وعالقات مع تجار مغاربة‪.‬‬
‫لقد نجحت ألمانيا في إبرام معاهدة تجارية سنة ‪ 1890‬تسمح بموجبها‬
‫لأللمان أن يشتروا بأنفسهم وبكل حرية في األسواق المغربية المواد التي عينتها‬
‫المعاهدة‪ ،‬كما تحصل األلمان على حق استيراد الحبوب وتحديد الرسوم على‬
‫الواردات والصادرات‪ ،‬ومنذ تلك المعاهدة‪ ،‬شرع األلمان في توسيع نشاطاتهم‬
‫التجارية وتقوية مصالحهم االقتصادية وذلك بربط التجارة األلمانية باألسواق‬
‫المغربية عبر الموانئ األلمانية بين هامبورغ والموانئ المغربية وبين ألمانيا وافريقيا‬
‫(‪)77‬‬
‫الغربية مرو ار بالموانئ المغربية‪.‬‬
‫ظلت سياسة ألمانيا تجاه المغرب منذ بداية عالقتها السياسية تعتبر المغرب‬
‫ورقة للعب في مسرح سياسة التوازنات األوروبية ولذلك فرغم جهود السلطان‬
‫الهادفة لموازنة التدخل الفرنسي بنفوذ ألماني‪ ،،‬عملت ألمانيا ما في وسعها إليجاد‬
‫أرضية كان الهدف منها مساواة ألمانيا بالدول األخرى فيما يتعلق بتوزيع النفوذ‬
‫(‪)78‬‬
‫والممتلكات خارج أوروبا ‪.‬‬
‫كما كان لزيارة اإلمبراطور األلماني غليوم الثاني لمدينة طنجة في ‪31‬‬
‫مارس ‪ 1905‬وقع كبير في موازين العالقات والتجاذبات األوروبية الموجودة في‬
‫المغرب األقصى‪ ،‬وكانت هذه الزيارة هي أكبر زيارة لمسؤول دولة أوروبية في‬
‫مثل حجم اإلمبراطور األلماني‪ ،‬وأثناء زيارته صرح غليوم الثاني "‪ ...‬بأنه يزور‬
‫ملك المغرب بصفته عاهال مستقال وبأنه يأمل أن يظل المغرب مفتوحا للمنافسة‬

‫‪380‬‬
‫السلمية لجميع الدول‪ ،‬وأنه قرر أن يحمي المصالح األلمانية بالمغرب بكل ما‬
‫(‪)79‬‬
‫لديه من قوة ‪"...‬‬
‫كان لهذه الزيارة المهمة لإلمبراطور األلماني إلى المغرب في تلك الظروف‬
‫صدى واسعا في األوساط المغربية والسياسية فقد اعتبرها الكثيرون ضربة قوية‬
‫وجهت للفرنسيين ولنفوذهم المتزايد في المغرب األقصى‪ ،‬ورأى فيه المغاربة تأييدا‬
‫قويا الستقالل المغرب وموقفا حازما ضد األطماع الفرنسية‪ ،‬كما وقف السلطان‬
‫(‪)80‬‬
‫والمخزن على برهان صدق ألمانيا في معارضتها للمشاريع الفرنسية‪.‬‬
‫واستمر النفوذ األلماني يتزايد في المغرب األقصى وشمل الجوانب التجارية‬
‫والتمليك وشراء األراضي وتشكلت بذلك جالية ألمانية ناشطة أصبح لها دور في‬
‫(‪)81‬‬
‫الحياة العامة‪.‬‬
‫هذا التزايد والنفوذ الواسع الذي أصبح يحتله األلمان في المغرب أزعج كثي ار‬
‫فرنسا وعطل مشاريعها التوسعية كما أن اسبانيا رأت فيه منافسة أوروبية جديدة‬
‫(‪)82‬‬
‫لها في مناطق نفوذها التقليدية‪.‬‬
‫ومع مرور الوقت رأت فرنسا ضرورة الجلوس مع األلمان حول القضية‬
‫المغربية وايجاد حل توافقي يرضي األلمان ويحافظ للفرنسيين على مكانتهم‬
‫السياسية واالقتصادية في المغرب‪ ،‬ومثلما فعلت فرنسا مع باقي الدول بحل هذه‬
‫القضية بواسطة التصديق على معاهدات واتفاقيات ثنائية سرية تضمن مصالح‬
‫البلدين‪ ،‬اتجهت في نفس االتجاه وعقدت اتفاقا مع ألمانيا لدراسة القضية المغربية‬
‫والتنازالت الواردة فيها مقابل وضع مستعمرة الكونغو على طاولة النقاش كحل‬
‫بديل في حال الوصول إلى طريق مسدود في التفاوض‪ ،‬وفي سنة ‪ 1911‬تجدد‬
‫النزاع الفرنسي ‪ -‬األلماني وبصورة أعنف فاضطرت فرنسا إلى إرضاء خصمها‬
‫ليخلوا لها الجو في المغرب األقصى‪ ،‬فعقدت مع ألمانيا معاهدة ‪ 4‬نوفمبر ‪1911‬‬
‫سلمت لها قطعة من الكونغو الفرنسي مقابل اعتراف ألمانيا بالحقوق المزعومة‬

‫‪381‬‬
‫لفرنسا بالمغرب مع إتباع سياسة الباب المفتوح واالقتصاد الحر في المغرب‬
‫(‪)83‬‬
‫األقصى‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر فإن المغرب األقصى فرضت عليه جملة من التوصيات‬
‫و المعاهدات و االتفاقيات السياسية و التجارية هي التي عجلت بقبوله الوضع‬
‫الدولي المتداخل مع مختلف المصالح األوروبية ‪ ،‬كان فيها لألسف المغرب هو‬
‫أضعف تلك الحلقات و انتهى التنافس و االحتدام األوروبي بفرض الحماية‬
‫المزدوجة عليه مطلع القرن العشرين‬

‫‪ -1‬موريس كروزي ‪ .‬تاريخ الحضارات العام‪ ،‬ترجمة يوسف واتمرو ‪ ،‬المجلد السادس عشر‪ ،‬منشورات‬
‫عويدات‪ ،‬بيروت‪ ،1967 ،‬ص‪ 125‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬ص ‪,14‬‬
‫‪ -3‬جفري‪ ،‬برون‪ ،‬الحضارة األوروبية في القرن ‪ ،19‬ترجمة عبلة حجاب‪ ،‬منشورات المكتبة االهلية‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،1963‬ص‪14‬‬
‫‪ -4‬البزاز محمد األمين‪ ،‬اإلصالحات والمشكل الصحي في المغرب خالل ق ‪ ،19‬ندوة اإلصالح والمجتمع‪،‬‬
‫منشورات كلية اآلداب‪ ،‬الرباط‪ ،1986 ،‬ص ‪230‬‬
‫‪ -5‬حسن صبحي‪ ،‬التنافس االستعماري األوروبي في المغرب (‪ ،)1904- 1884‬الطبعة ‪ ،1‬دار المعارف‪،‬‬
‫مصر‪ ،1965 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -6‬نفسه ‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -7‬ابن الصغير خالد‪ ،‬المغرب وبريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر ‪ ،1886-1856‬منشورات ك ‪.‬أ‪.‬‬
‫ر مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪ 1997 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -8‬نفسه‪ ،‬ص ‪. 87‬‬
‫‪ -9‬إبراهيم حركات‪ ،‬المغرب عبر التاريخ ج ‪ ، 3‬ط ‪ ،1‬دار الرشيد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 1985‬ص ‪98‬‬
‫‪ -10‬زين العابدين العلوي‪ ،‬المغرب األقصى من عهد الحسن األول إلى الحسن الثاني‪ ،‬ج‪ ،1‬المطبعة‬
‫الوراقية‪ ،‬الرباط ‪ 2008‬ص‪33‬‬
‫‪ -11‬أحمد بن خالد الناصري أبو العباس ‪ ،‬االستقصاء في أخبار دول المغرب األقصى‪ ،‬ج ‪،8‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬دون تاريخ‪ ، ،‬ج‪ ،9‬ص ‪49‬‬
‫‪ -12‬حركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪210‬‬
‫‪ -13‬ابن زيدان عبد الرحمان‪ ،‬العالقات السياسية للدولة العلوية‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪ ،1999،‬ص ‪96‬‬
‫‪ -14‬المعاهدة األولى كانت في ‪ 10‬سبتمبر ‪ ،1844‬والثانية في ‪ 18‬ماي ‪ 1845‬م‪ ،‬حول هاتين االتفاقيتين‬
‫عد إلى ‪ ،‬حركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪209‬‬
‫‪ -15‬ابن زيدان عبد الرحمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪109‬‬

‫‪382‬‬
‫‪16 -J. Brugnon; Amin; a ; boutaleb, martinet, histoire du Maroc , Paris ; 1976, p.p‬‬
‫‪289- 290‬‬
‫‪17 -ibid, p 212‬‬
‫‪ -18‬حسن صبحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -19‬عالل الفاسي ‪ ،‬الحركات االستقاللية في المغرب العربي دار الطباعة المغربية ‪ ،‬تطوان دون‬
‫تاريخ‪ ،‬ص ‪ ،102‬ص ‪.119‬‬
‫‪20- Djamel guenane, les relations franco – allemandes et les affaires marocaines‬‬
‫‪de 1901 à 1911 .S.N.E.D. Alger ; 1975, p 13‬‬
‫‪ -21‬زين العابدين العلوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪22- Miege jean- louis , une mission française a Marrakech , en 1882,s.l.1968 ; p‬‬
‫‪96.‬‬
‫‪23 -Ibid. p 101.‬‬
‫‪ -24‬عالل الخديمي‪ ،‬التدخل األجنبي والمقاومة بالمغرب‪ ،‬ط‪ ،2‬إفريقيا الشرق األوسط‪ ،‬الدار البيضاء ‪،‬‬
‫‪ ،1994‬ص‪.198‬‬
‫‪ -25‬نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -26‬زين العابدين بن العلوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -27‬هو رئيس وزراء فرنسا‪ ،‬شغل هذا المنصب من سبتمبر ‪ 1880‬إلى نوفمبر ‪ ،1881‬ثم من فبراير ‪1883‬‬
‫إلى مارس ‪ ،1885‬وهو من كبار ساسة فرنسا المؤيدين لفكرة التوسع االستعماري لفرنسا‪ ،‬انظر صبحي‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪97‬‬
‫‪ -28‬استقبل فيري السيد بركاش يوم ‪ ، 1884/05/12‬راجع حسن صبحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪102‬‬
‫; ‪29 -Archives des affaires étrangères et coopération européennes Courneuve‬‬
‫‪B.14 . SERIE MAROCAIN‬‬
‫‪ _ 30‬عالل الخديمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪97‬‬
‫‪ -31‬نفسه‪ ،‬ص‪99‬‬
‫‪ -32‬محمد خير فارس‪ ،‬تنظيم الحماية الفرنسية في المغرب‪ ،‬ط ‪ ،1‬دمشق‪ ،1972 ،‬ص ‪114‬‬
‫‪33 -Djamel guenane, opcit ; pp 13- 16‬‬
‫‪ -34‬محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪186‬‬
‫‪ -35‬نفسه‪119 ،‬‬
‫‪ -36‬حول بنود ونص معاهدة الحماية‪ ،‬انظر إبراهيم مياسي‪ ،‬توسع االستعمار الفرنسي‪ ،‬منشورات متحف‬
‫المجاهد‪ ،1996 ،‬ص ‪.150 -149‬‬
‫‪37- Miege jean –louis , op.cit, p 74‬‬
‫‪38 -Ibid, p 75‬‬
‫‪ -39‬محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪129‬‬
‫‪ -40‬نفسه‪ ،‬ص ‪129‬‬
‫‪ -41‬محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪130‬‬
‫‪ -42‬عمر أفا‪ ،‬التجارة المغربية في القرن التاسع عشر‬
‫‪ ،383‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،2006 ،‬ص ‪51‬‬
‫‪ -43‬إبراهيم حركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.273‬‬
‫‪ -44‬حسين صبحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪148‬‬
‫‪ -45‬إبراهيم حركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪275‬‬
‫‪ -46‬زين العابدين العلوي‪ ،‬المغرب من عهد الحسن األول إلى عهد الحسن الثاني‪ ،‬ج ‪ ،2‬المطبعة الوراقية ‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2008 ،‬ص ‪382‬‬
‫‪ -47‬نفسه‪ ،‬ص ‪.383‬‬
‫‪ -48‬عبد الرحيم برادة‪ ،‬اسبانيا والمنطقة الشمالية المغربية ‪ ، 1956 – 1931‬ج ‪ ،1‬إفريقيا الشرق‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،2007 ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -49‬زين العابدين العلوي‪ ،‬المغرب من عهد الحسن األول إلى عهد الحسن الثاني ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫ص ‪101 -99‬‬
‫‪ -50‬محمد داود‪ ،‬تاريخ تطوان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ . 400‬ويمكن مراجعة أيضا خير فارس‪ ،‬تنظيم‬
‫الحماية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،211‬وكذالك زين العابدين العلوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.106 – 103‬‬
‫‪ -51‬هاي هو الوزير المفوض البريطاني‪ ،‬سليل أسرة بريطانية دبلوماسية‪ ،‬استمر في منصبه في المغرب‬
‫األقصى حوالي نصف قرن حول هذه الشخصية راجع ابن زيدان عبد الرحمان‪ ،‬العالقات السياسية في الدولة‬
‫العلوية‪ ،‬تحقيق عبد اللطيف الشاذلي‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪ ،1991 ،‬ص ص ‪97- 96‬‬
‫‪ -52‬خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪53 Miege, le Maroc ; op.cit., pp 77 -78‬‬
‫‪ -54‬عبد الكريم محمود غرايبية‪ ،‬دراسات في تاريخ إفريقيا العربية (‪ ، )1918-1958‬م جامعة دمشق‪،‬‬
‫‪ 1968‬ص‪79‬‬
‫‪ -55‬حسن صبحي‪ ،‬التنافس األوروبي ‪ ،..‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪56 -Miege , le Maroc , op.cit., p 46‬‬
‫‪ -57‬محمد العربي معريش‪ ،‬المغرب األقصى في عهد السلطان الحسن األول‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ‬
‫الحديث والمعاصر‪ ،1986 -1985 ،‬معهد التاريخ ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2‬ص ‪.226‬‬
‫‪ -58‬محمد العربي معريش‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ -59‬حسن صبحي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ -60‬نفسه‪ ،‬ص ‪115‬‬
‫‪ -61‬عمر افا‪ ،‬التجارة المغربية في القرن التاسع عشر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪403- 402‬‬
‫‪ -62‬حسين صبحي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪39‬‬
‫‪ -63‬زين العابدين العلوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.255‬‬
‫‪ -64‬حول نص الرسالة أو التقرير كامال راجع‪ ،‬زين العابدين العلوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪256‬‬
‫‪ -65‬خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪101‬‬
‫‪ - 66‬نفسه ‪ ،‬ص ‪103‬‬
‫‪ -67‬حسن صبحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪384‬‬
‫‪ -68‬أمحمد جالل‪ ،‬التوسع األوروبي في المغرب أواخر القرن ‪ 19‬وأوائل القرن ق ‪ ،20‬مطبعة فضالة‪،‬‬
‫المحمدية‪ ،‬المغرب‪ ،1987 ،‬ص ص ‪.104 – 103‬‬
‫‪ -69‬أمحمد جالل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪106‬‬
‫‪ -70‬محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -71‬عبد المجيد نعنعي‪ ،‬أوروبا في بعض األزمة الحديثة والمعاصرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪،1983 ،‬‬
‫ص ‪16‬‬
‫‪ -72‬محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ -73‬نفسه‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪74 -Miege , le maroc , op. cit, p 96‬‬
‫‪75 -ibid, p p 170 -171‬‬
‫‪ -76‬خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪112‬‬
‫‪ -77‬حسن صبحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ -78‬عبد المجيد نعنعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪118‬‬
‫‪ -79‬حول تلك الزيارة وتفاصيلها‪ ،‬راجع عالل الخديمي‪ ،‬التدخل األجنبي ‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -80‬خير فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -81‬عالل الخديمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ - 82‬صبحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪79‬‬
‫‪Djamel Guenane , op.cit, p p‬‬ ‫‪ -83‬حول هذا االتفاق بخصوص القضية المغربية راجع‪:‬‬
‫‪14 – 15‬‬
‫وهناك مقال لنفس الكاتب منشور باللغة العربية في مجلة التاريخ الصادرة عن المركز الوطني للدراسات‬
‫التاريخية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬سنة ‪ ،1985‬ص ص ‪ 72- 51‬بعنوان المسائل اإلفريقية في السياسة األوروبية قبل‬
‫الحرب الكبرى‪.‬‬

‫‪385‬‬

You might also like