Professional Documents
Culture Documents
العلاقات المغربية الأوروبية عشية الحماية المزدوجة
العلاقات المغربية الأوروبية عشية الحماية المزدوجة
وفي القرن التاسع عشر ضاقت أغلب بلدان القارة األوروبية بسكانها
وفائض إنتاجها وتولدت الحاجة الملحة إلى إتباع سياسة الهيمنة والتوسع
االستعماري لتشجيع الهجرات وكانت بذلك الهجرة األوروبية أهم هجرة في العالم
،وتوسعت الحقا من أجل احتالل بلدان في أسيا وافريقيا ،ودخلت ضمن هذا
الفضاء التوسعي دول عديدة منها المغرب األقصى لموقعه الحدودي واالستراتيجي
()3
المطل على البحر المتوسط شماال والمحيط األطلسي غربا.
لذلك عمل األوروبيون في اتجاه مد نفوذهم نحو المغرب األقصى خاصة
بعدما احتلت فرنسا الجزائر ،ووضعت تونس تحت حمايتها وتغيرت بشكل جلي
الظروف المحيطة بالمغرب آنذاك بعد هزيمتي آسلي 1984وحرب تطوان
1860-1859إذ حدث تطور في العالقات األوروبية المغربية ،وصار في
365
استطاعة أي جيش أوروبي مهما كانت قوته أن يتوغل في قلب المغرب دون
القدرة على صده ،وبدأت حينئذ مرحلة التنافس االستعماري حول المغرب ن ذلك
()4
التنافس الذي أغرق البالد في الفوضى والبؤس.
وقد لعب موقع المغرب المتميز دو ار في فتح شهية الدول األوربية
االستعمارية بواجهاته المتوسطية واألطلسية والصحراوية ،واطاللته على ممر
واشرافها بحري يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم استراتيجيا وتجاريا،
()5
على هذا الممر جعل القارة األوربية على مرمى حجر المغرب ،فهذه العوامل
والمعطيات ساهمت في استدراج البالد وتوريطها في شبكة العالقات السياسية
والتجارية في البحر المتوسط وفتحت المجال واسعا أمام المتنافسين األوروبيين
()6
إليجاد سبب أو ذريعة لكسب نفوذ بالمغرب.
كما لوحت العديد من الدول األوروبية بحزمة من اإلغراءات ،وتقديمها
للسلطان المغربي في شكل هدايا واتفاقيات بين البلدين على غرار اسبانيا وفرنسا
وبريطانيا والحقا ألمانيا ،وأصبح هذا التنافس واضحا ،بين هذه الدول وهو ما
خلق جوا مشحونا بين القوى المتصارعة في المنطقة للهيمنة على جزء أو أجزاء
من امتيازات المغرب ،أكدته الزيارات المتكررة لقناصل هذه الدول لبالط السلطان
()7
لتقديم الهدايا تارة والنصيحة تارة أخرى.
ما من شك أنه في الفترة ما بين ( )1863- 1840نجحت بعض الدول
األوربية في تحقيق مكاسب ونجاحات في المغرب باستعمال بعضها وسائل القوة
والعنف كما أشرنا في واقعة أسيلي سنة 1844على يد الفرنسيين ،أو في حرب
تطوان سنة ( )1860- 1859أمام االسبانيين وباستعمال البعض أساليب
أخرى ،كضغوطات السياسية والدبلوماسية والتي تجسدت في توقيع المغرب على
اتفاقية الصلح والمهادنة ،مشفوعة باتفاقية بحرية وتجارية مع بريطانيا سنة
()8
. 1856
366
أمام هذه الضغوطات والمد التوسعي لم يقو المغرب على مجابهة كل هذه
التحرشات بأساليب متنوعة سياسية وعسكرية واقتصادية ،وال أحد يستطيع
مشاكسة أو الوقوف في طريق هذه القوة األوربية الصاعدة والسيما إذا تعلق األمر
()9
بإحدى دول العالم اإلسالمي.
العالقـات المغـربية الفرنسيــة:
لقد أصبح لفرنسا حدود جغرافية مع المغرب األقصى منذ احتالل الجزائر
واخضاعها عام )10(،1830وبعد اتساع دائرة مقاومة األمير في الغرب الجزائري
كثفت فرنسا حضورها ونشاطها على الحدود المغربية محاولة محاصرة األمير
والتضييق على نشاطه فبعد الهزيمة العسكرية التي ألحقتها فرنسا بالمغرب في
()11
جاعلة نشاط األمير عبد القادر داخل المغرب معركة أسيلي سنة ،1844
ذريعة لخوض المعركة حيث تعتبر تلك الهزيمة نقطة تحول في تاريخ المغرب
وقد عمقت فرنسا وقع أثار هذا الحادث حيث قنبلت موقعين آخرين على الساحل
األطلسي للمغرب هما مدينتي طنجة والصويرة ،وكانت صورة الخوف والهلع الذي
لحق بالسكان حسب الوصف التالي :
" ...في عام 1844هاجم الفرنسيين على ثغر الصويرة غد ار والناس
غافلون فرمى عليها من البمب آالفا ودخل الجزيرة التي فيها المساجين أهل
()12
الجرائم"...
وبفعل الهجمات العسكرية الفرنسية أصاب المغرب هلعا شديدا ،أثر على
المستوى الداخلي والخارجي فبخصوص السكان على المستوى الداخلي قامت عدة
انتفاضات في مناطق الريف وضواحي الصويرة والرباط ،وعلى الصعيد الخارجي
تغيرت طبيعة العالقات األوروبية اتجاه البالد حيث أصبح السلطان عاج از عن
مقاومة مطالب األجانب إبتداءا من هذه الواقعة.
وقد أصبحت فرنسا تملي إرادتها على المخزن للحصول على امتيازات
()13
التي تضمنها ومكاسب وقد أذعن هذا السلطان لهذه المكاسب واالمتيازات،
367
توقيع معاهدتين ،إحداهما هي معاهدة الصلح مع فرنسا ،والثانية معاهدة قبول
كافة الشروط بما فيها القضاء على حركة الجهاد التي يقوم بها عبد القادر ورسم
الحدود واعترافات الدولة المغربية لفرنسا بسيادتها على الجزائر )14( ،ويمكن اعتبار
االتفاقيتين من األهمية بمكان ألنهما وضعتا أرضية جديدة لعالقات المغرب من
()15
جهة وعالقات فرنسا في الجزائر من جهة ثانية.
لم يعد المخزن في صراعه مع فرنسا يقوى على مراقبة وزيادة النفوذ الفرنسي
المتسرب ،ففرنسا حاولت كسب امتيازات جديدة في المغرب األقصى ،وتسرعت
()16
في مفاوضة المغرب ووقعت معه تسوية في 19أوت .1863
وتحصلت فرنسا على امتيازات وقوانين ترعى مصالحها التجارية وأكدت
()17
بدورها على حماية األشخاص المغاربة المحسوبين على النشاط الفرنسي.
وينص هذا القانون على أن ال يتجاوز حماية التاجر األوروبي الواحد مغربين
اثنين ويعفى المغرب المحمي من كل ضريبة ويسبب األهداف االستغاللية
البشعة فإنهم ضمنوا االتفاق بندا ينص على أن النشاط في األرياف لحساب
األوروبيين ال يسمح بإعتقال المغاربة " المحميين" من طرف المخزن إال بعد
()18
إخبار القناصل المعنيين.
و إذا كان المخزن قد استشعر خطورة حماية األشخاص وحاول إنهائها في
بداية المفاوضات فإن األوروبيين على العكس من ذلك قد ركزوا عليها وتشبثوا
بها.
أصبحت القاعدة األساسية لالتفاقيات أساس التوغل األوروبي في المغرب
ونسجل أيضا أن فترة الثمانيات من القرن التاسع عشر شهدت تنافسا ()19
الحقا
استعماريا كبي ار من مؤتمر مدريد عام 1880م ،حركته األزمة االقتصادية
األوروبية التي اجتاحت أوروبا ما بين 1881و 1885فضال عن الرحالت
االستكشافية والتوسع االستعماري األوروبي في مناطق كثيرة من العالم .فال عجب
368
أن تطبيق بنود وق اررات مؤتمر مدريد على الدول الضعيفة والمغرب األقصى على
()20
وجه الخصوص يدخل ضمن مجال هذه األطماع.
كما عملت فرنسا على مد يدها داخل األراضي المغربية ،بواسطة إقامة
مشاريع تربط بين القطرين ( الجزائر الفرنسية والمغرب األقصى) ،وكان من تلك
المشاريع التي وجدت حي از من النقاش مشروع السكة الحديدية ،فبوصول المبعوث
الفرنسي » « ordegaفي أفريل 1882دخل في مفاوضات مع المخزن ،الذي
اعترف لـ "أورديقا" بحق فرنسا في مالحقة المجاهدين الجزائريين داخل التراب
()21
المغربي وتأديبهم.
لكن السلطان المغربي لم يوافق على العرض المقدم من طرف "أورديقا"
والمتمثل في مرور خط السكة الحديدية عبر منطقة " توات" الجزائرية ،ألن شق
هذا الخط قد يؤثر مستقبال على حركة التبادل التجاري النشط بين المغرب
()22
إال أن إصرار المبعوث الفرنسي على هذا الطلب أظهر مؤشرات والسودان،
أزمة حادة تلوح في األفق بين المغرب وفرنسا واستمرت إلى نهاية ،1884ولما
فشل "أورديقا" في إقناع المخزن بقبول مشروع السكة الحديدية وفشل أيضا في
إقناع حكومته قصد التحرك ،فراح يحبك مجموعة من الدسائس والمكائد بالتنسيق
مع شخصيات مغربية ذات نفوذ سياسي وديني أو ما يعرف بالطرق الصوفية
()23
ومحاولة إقحامها في السياسة .
وعمل هذا المبعوث على استمالة العديد من رجال الصفوية وبعض
المرابطين وكان يعتقد أنه سينجح في مفاوضاته حيث عرض على سي سليمان
بن قدور قيادة واسعة في الجنوب الغربي من الجزائر ومن ثمة إلحاق بعض
المناطق الواقعة في الجنوب الشرقي من المغرب األقصى بحكم من الجيش
()24
الفرنسي.
كانت كل هذه الدسائس تقع أمام مسمع ومرأى السلطان ،والتي باتت تهدد
سالمة وأمن التراب المغربي ،فعمل على حراسة المناطق الحدودية وبسط نفوذه
369
عليها ،وفي نفس الوقت كان السلطان يبحث عن مساندة بريطانيا لوقف األطماع
()25
الفرنسية الالمتناهية في المغرب.
هذه األطماع الفرنسية المتزايدة أقلقت نواب وممثلي الدولة األنجليزية في
طنجة مما دفع ب ـ ـ "هاي" إلى طلب لقاء مستعجل وسري مع السلطان إلخباره بأن
()26
مؤامرة خفية تدبر لفرض الحماية الفرنسية على المغرب.
أمام هذه المحاوالت والدسائس نفذ صبر سلطان الحسن األول وقرر إرسال
مبعوثه الخاص إلى باريس فكلف السيد بركاش بهذه المهمة الطالع واخبار السيد
()28
"جول فيري"( )27على ما يدور من أحداث قام بها ممثلهم"أورديقا" في المغرب،
وأهم شئ توصلت إليه هذه اللجنة برئاسة "بركاش" هو أن فرنسا ال تريد تصعيدا
وقطيعة مع المغرب في هذه الظروف واألوقات والسبب في ذلك انشغالها بما
يجري في الجزائر وتونس وفيتنام ...كما أن "فيري" بعث بتطمينات للسلطان ألنه
يعي حجم المنافسة األوروبية األخرى السيما بريطانيا واسبانيا.
()29
370
مقابل سكوتها عن احتالل فرنسا للمغرب األقصى ،ثم اتفاقية سرية أخرى مع
()32
اسبانيا يوم 03أكتوبر 1904القتسام المغرب األقصى فيما بينهما.
وبعدما علمت ألمانيا بهذه المحاوالت احتجت وهددت وتوترت عالقتها مع
فرنسا ودعا اإلمبراطور األلماني غيوم بطنجة 1905إلى عقد مؤتمر لبحث
()33
المسالة المغربية ووضع حد لألطماع الدولية فيها.
قبلت الدول األوروبية هذه الفكرة وعقدت المؤتمر في بلدة "الجزيرة" باسبانيا
سنة 1906م ،ودرست قضية المغرب وخرج المؤتمر بق اررات أهمها االعتراف
باستقالل المغرب كدولة ذات سيادة ،واتباع سياسة الباب المفتوح مع جميع
الدول )34(،ورغم ذلك تجدد الصراع بين فرنسا وألمانيا مطلع 1911م وربما بصورة
أكثر عنف من األولى فاضطرت فرنسا مرغمة إلى قبول تسوية تم فيها إرضاء
خصمها األلماني فأبرمت مع ألمانيا معاهدة في 04نوفمبر 1911سلمت لها
قطعة من الكونغو الفرنسي مقابل اعتراف ألمانيا بالحقوق المزعومة لفرنسا في
المغرب مع إتباع سياسة الباب المفتوح واالقتصاد الحر من المغرب األقصى.
()35
و هكذا لم يبق على فرنسا إال أن تمد توسعها االستعماري ،فكلفت قواته
العسكرية بالزحف من وجدة شرقا والدار البيضاء غربا في اتجاه فاس سنة 1911
م ،وبعد المحاوالت الفرنسية وبعد التردد الذي أبداه السلطان عبد الحفيظ في توقيع
()36
معاهدة الحماية في 30مارس 1912م.
العالقات المغربية االسبانية:
بعد التصريح الذي أطلقه السفير الفرنسي في مدريد سنة 1881م والقاضي
بأن فرنسا قررت اتخاذ اإلجراءات الالزمة لدعم وجودها في المغرب متى سمحت
()37
وكانت اسبانيا تسعى لمد نفوذها في المغرب لذلك فتدخل فرنسا في الفرصة،
()38
وفي السنة الموالية عقد في العاصمة االسبانية تونس أيقظ مخاوف اسبانيا،
371
مدريد 1882مؤتمر بخصوص الجغرافية االستعمارية والتجارية وكانت من
نتائجه ميالد لجنة جديدة هي:
La société espagnole des africaniste et des
colonisateurs.
و انتهت أشغال الجمعية بتقديم نشرات أن اي تهديد للمغرب هو تهديد
ضد استقالل اسبانيا نفسها وأوضحت بأنها ضد احتالل فرنسا للمغرب واحتالل
انجلت ار لطنجة كما سعت اللجنة إلى تحضير الرأي العام االسباني لالهتمام
()39
بالمسألة المغربية.
لقد كان الظروف الداخلية السبانيا ووضعها السياسي واالقتصادي ال يسمح
لها بمثل هذه السياسة النشيطة ولم يكن في صالح تلك الظروف القيام بأي عمل
()40
ثم ما لبث أن تغير موقفها وسياستها التي أصبحت أكثر في المغرب،
موضوعية وأصبحت تقوم على المحافظة على المغرب إلى غاية تحسن وضعيتها
الدبلوماسية واالقتصادية والسياسية مع نهاية 1883وبداية 1884أثمرت
الظروف والعالقات الثنائية أن تعيد التقارب في وجهات النظر بين الوزيرين
االنجليزي واالسباني في طنجة ،كما سلكت اسبانيا سياسة المواالة ألنجلت ار
للتعبير عن عدم رضاها عما كان يقوم به وزير فرنسا "اورديقا" من ممارسات في
المغرب ،لذلك نجد أن اسبانيا كانت تتحين الفرصة السانحة والمواتية للتحرك في
()41
المغرب.
وخالل هذه الفترات لم تكن العالقات االسبانية مع المخزن على مايرام
حيث لم يعرف التبادل التجاري بين البلدين تطو ار بل ظل ضعيفا مما جعل اسبانيا
()42
تأتي في المرتبة الرابعة بعد أنجلت ار وفرنسا وألمانيا.
وربما هذه المكانة الضعيفة التي ال تحسد عليها اسبانيا في المغرب
األقصى هي التي جعلتها تعمل على المحافظة على الوضع الراهن فصارت تميل
372
أكثر نحو سياسة التقارب واالنضمام إلى األحالف الدولية الموجهة ضد فرنسا
في أحوال كثيرة.
لقد عملت اسبانيا على تحسين عالقاتها مع السلطان المغربي ،وذلك إليجاد
موطأ قدم ما لبثت أن تجددت األزمة في العالقات بين البلدين اثر انتزاع األسبان
اإلذن من السلطان بتوسيع حدودهم الترابية في مليلية ولما قرروا بناء بعض
المنشآت بجوار ضريح سيدي ورياش عمد السلطان إلى هدمه فتطورت الحادثة
إلى حرب حقيقية بين قبيلة قليعة الزناتية من جهة والجيش االسباني المدعم
بالمدافع واإلمدادات وثارت القبائل القاطنة على الحدود لنصرة إخوانهم من الريف.
()43
373
عبد الحفيظ في شروطها النهائية لتطبيق نظام الحماية ،لقد حاول السلطان التحفظ
ورفض بعض البنود والشروط إال أنه لم ينجح أمام المناقشات الحادة والضغوط
()46
الهائلة من الجانب الفرنسي بضرورة قبول التي هيأها دهاقنة االستعمار.
كما حاول السلطان المغربي معارضة البندين األول والثاني خاصة ما تعلق
بنقطة تقسيم المغرب إلى ثالث مناطق ،فرنسية واسبانية ودولية ،ومسألة توسيع
االحتالل بدون استشارة السلطان ،ثم اضطر في النهاية إلى توقيع ما يسمى
باتفاقية الحماية يوم 11ربيع الثاني 1330الموافق لـ 30مارس 1912م هو
()47
والسفير الفرنسي.
وهكذا تحصلت اسبانيا على أهدافها من خالل معاهدة الحماية التي
بموجبها ضمنت لنفسها منطقة كبيرة تحت سلطتها ووصايتها ،وذلك من خالل
االتفاقية الفرنسية االسبانية المؤرخة في 27نوفمبر ،1912وهكذا صدقت إلى
حد كبير تنبؤات جول فيري حول هذا االتفاق في خضم المفاوضات الصعبة بين
الطرفين حيث قال في هذا الصدد:
" ...يجب التخلص من األسبان رغم كونهم حلفاء وغير لطفاء يجب
إعطاؤهم منطقة مغربية يقاتلون من أجلها ويصرفون عليها األموال الكثيرة دون
أن يحصلوا على نتائج تذكر ويمكن اعتبار ذلك وسيلة وحيدة إللهائهم وصرف
()48
أنظارهم عما يخصنا من قضايا"...
ومن أهم القضايا والمسائل التي تناولتها هذه المعاهدة يمكن الوقوف على
بعض مضامينها ومنها:
" ...تعترف فرنسا أن من حقوق اسبانيا في المنطقة االسبانية أن تسهر
على الراحة العمومية وتقدم مساعدتها للحكومة المغربية إلدخال اإلصالحات
اإلدارية واالقتصادية والمالية والعدلية التي تحتاج إليها تلك المنطقة كما تساعدها
على سن القوانين والضوابط الجديدة وتنقيح الموجود مما ذكر ،وجميع النواحي
المشتملة عليها منطقة النفوذ االسباني تظل تحت سلطتي السلطان المدنية
374
والدينية وفقا لهذا االتفاق وتصير إدارة النواحي المحكي عنها والتي تتألف من
المنطقة االسبانية تحت مراقبة مقيم عام اسباني وخليفة سلطاني يختاره السلطان
()49
من بين شخصين مغربين تقدمها دولة اسبانيا للسلطان."...
أصدرت الحكومة االسبانية مرسوما ملكيا بتاريخ 17فبراير 1913تضمن
أهم التعليمات التنظيمية للتدخل االسباني بالمغرب وأقامت سلطات الحماية
االسبانية نظاما إداريا شبيها في جوهره بنظام اإلقامة العامة الفرنسية بالمغرب
الخاضع للحماية الفرنسية وان تعددت األسماء ،فاتخذت من تطوان عاصمة
لسلطتها وأنشأت إقامة عامة كنظام إداري يسهر على مراقبة وتسيير كافة
المصالح والمؤسسات المغربية واالسبانية في شمال المغرب وجنوبه الموصوف
()50
بمناطق نفوذها.
العالقات المغـربية البريطانيـة :
لعب الوزير المفوض "هاي" دو ار كبي ار في توطيد العالقات المغربية
االنجليزية حيث كان من ابرز ممثلي أوروبا في المغرب لعمادته للسلك
()51
كما إن بريطانيا كانت بالمغرب ممثلة الدبلوماسي وطول إقامته بالمغرب،
لدول أوروبية أخرى مثل النمساء والمجر وهولندا والدنمارك ونظ ار لتأثير انجلت ار
في المغرب ومكانتها لدى المخزن صارت بمثابة حامية للمغرب وأصبح المفوض
()52
بمثابة مستشار للسلطان.
استغل "هاي" الوزير المفوض البريطاني بالمغرب العالقة الوطيدة الت ي
كانت تربط المخزن بعناصر أجنبية أخرى وفي مقدمتهم "ماكلين" مع مجموعة
من األعوان الذين يشكلون شبكة موزعين عبر مختلف مصالح المخزن خاصة
حول الوزير سي عباس بن العربي مختار وأيضا كاتبه الفقيه سي الطاهر ابن
()53
حلون.
بعدما وثق "هاي" عالقاته بأعوان المخزن نجح في كسب ثقة السلطان
الذي بقي يبجله طيلة سنوات وأغتنم هذه العالقة حيث وجد الفرصة سانحة حينما
375
أقدمت فرنسا على احتالل تونس 1881م وكذلك وجد في تحركات "أورديقا" في
المغرب األقصى فرصة سانحة السترجاع مكانة بريطانيا مستغال ثقته بالسلطان،
ومن حسن حظ "هاي" أن هذه الظروف السالفة الذكر دفعت السلطان نفسه إلى
()54
بعدما رأى بعينه احتالل تونس هو النتيجة الطبيعية اللجوء إلى أنجلترا،
الحتالل الجزائر وهي النتيجة نفسها التي ستؤول ال محالة إليها مصير المغرب
األقصى ،لذلك طلب السلطان من المفوض البريطاني من ضرورة تحرك بريطانيا
واتخاذ الخطوات الحاسمة ،وبالفعل أقدمت بريطانيا على تحذير فرنسا من أي
()55
خطوة من شأنها أن تؤدي إلى فرض الحماية على المغرب.
كان "هاي" من الشخصيات القليلة المدركة لحقيقة األطماع الفرنسية في
المغرب والعارفة بالشأن المغربي في أبعد تفاصيله ،لذلك نجده يسعى للتقريب
بين األطراف المختلفة حول المغرب ويراقب بشكل دائمة المؤامرات الفرنسية في
المغرب التي يحيكها "أورديقا" ويخبر السلطان ببعض دسائسه وخططه التي
()56
انتهت في مجملها للفشل.
و في هذه الفترة زار المغرب الرحالة "ستيفيليد" عام 1883م ،وهو شخص
قريب من الحكومة البريطانية وكتب كتابا بعنوان (المغرب) موضحا في ثناياه
أهمية هذا البلد واقترح على حكومته احتالل مراكش قائال ..." :يجب على أنجلت ار
أن تتخذ لها في البالد نواة مستعمرة وهذه النواة في رأيه سوف تتسع إلى أن تصير
منتجة للقمح الذي يمكن أنجلت ار من أن تستغني عن باقي العالم ولو تضاعف
()57
عدد سكانها".
لقد شهدت العالقات البريطانية المغربية تطو ار متسارعا بسبب العالقات
« sur المتأزمة بين المغرب وفرنسا ،فمنذ وصول المفوض البريطاني الجديد
» châles Smithإلى مدينة طنجة في 03ديسمبر ،1891شرع في رسم
برنامج بريطانيا في المغرب مهتما بثالث نقاط :مضاعفة العالقات التجارية بين
البلدين ،وتقديم المساعدة الكافية للمؤسسات االنجليزية في المغرب ،والتعجيل
376
()58
والشئ المهم الذي جاء به هذا بتطبيق كل المعاهدات الموقعة بين البلدين.
المفوض الجديد " سميث" هو أنه اتجه إلى مدينة فاس للتحدث مع السلطان
باسمه بريطانيا والدول التي يمثلها في المغرب وليطلب منه عقد معاهدة تجارية
تشمل على شروط جديدة من أجل الحصول على حقوق الملكية لألجانب في
()59
المغرب وحقوق االمتيازات التجارية األخرى.
أمام هذا الطلب البريطاني لجأ السلطان إلى عقد مجلس للعلماء في 25
ماي 1892م يهدف إلى مناقشة مطالب سميث وانتهى األمر المجلس برفض
()60
المطالب التي تقدم بها المفوض سميث إلى السلطان.
نجحت بريطانيا مطلع القرن 20من توطيد عالقاتها مع المخزن المغربي،
مما أكسبها العديد من االمتيازات التجارية لفائدة شركائها وتجارها الذين توافدوا
()61
ومن الواضح أن بريطانيا كانت بشكل كبير على المغرب خالل هذه الفترة،
دائما تسعى لتطبيق سياسة الحفاظ على الوضع الذي أصبح عليه المغرب
()62
األقصى أمام زيادة حدة التنافس األوروبي.
إن الزيارات المتكررة لإلنجليز واستقبال السلطان للسفير البريطاني نيكلسون
" "Nichelsonأواخر يناير 1902بشكل مستمر أعطى صورة واضحة عن
التقارب الكبير واألفضلية السياسية والتجارية التي يتمتع بها االنجليز في المغرب
()63
ابتداء من هذه الفترة.
وقد جاء في إحدى التقارير الفرنسية العسكرية ،مؤرخ في 28ماي 1902
ما يعكس وبشكل واضح االنزعاج الكبير من الطرف الفرنسي على هذا التقارب
المغربي البريطاني وقد ورد فيه مايلي..." :ومن حسن الحظ أن حكومتنا قد
أرسلت على عجل ممثلنا بطنجة إلى الرباط بعد أيام قليلة من وصول السفارة
البريطانية ،وال شك أن سفيرنا بالبالط الشريف قد ساهم في جعل السلطان عيد
العزيز بعيد التفكير ويعرقل المحادثات التي كانت جارية مع االنجليز ،إن هذه
377
المفاوضات على كل حال لم تنتج عنها أي نتيجة آنية مباشرة وظاهرة وبهذا
()64
أبعد كل خطر بالنسبة لنا"..
وبالفعل فإن فرنسا عملت كل ما في وسعها إلبعاد بريطانيا وعرقلة
مشاريعها في المغرب متبعة في ذلك أساليب عديدة مثل تهديد السلطان أحيانا
والتلويح باستعمال القوة العسكرية وتارة إتباع سياسة منح القروض واإلعانات
وكلها أشكال وصور تدفع بها فرنسا للحفاظ على نفوذها ومشاريعه في المغرب
()65
األقصى.
إن العالقات المغربية البريطانية غلب عليها في مجملها المبادالت التجارية
وكسب االمتيازات مثل شراء وتمليك الرعايا البريطانيين لألراضي في المغرب،
وتصدير مختلف البضائع باتجاه جبل طارق وأوروبا ،ويبدوا أن بريطانيا أمام
اإللحاح واإلصرار الفرنسي المتواجد في المغرب أدركت صعوبة التغلغل العسكري
()66
في المنطقة ولجأت للبحث عن أهداف مالية وتجارية فقط.
لقد رأت بريطانيا أنه من األنسب لمصالحها التجارية ونفوذها في مضيق
جبل طارق أن تفاوض فرنسا على المستعمرات األخرى خدمة لمصالحها
()67
االستعمارية.
وفي إطار االتفاقيات السرية بين الدول األوروبية ،فاوضت فرنسا كل الدول
األوروبية متفردة بما في ذلك ايطاليا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا ،لتنفر باحتالل
المغرب األقصى لوحدها فكانت أبرمت اتفاقية سرية مع بريطانيا بتاريخ 08أفريل
1904بموجبها أطلقت فرنسا يد بريطانيا في مصر مقابل سكوتها عن احتاللها
()68
للمغرب األقصى.
العالقات المغــربية األلمانية :
استفادت ألمانيا كثي ار من التنافس الفرنسي البريطاني على المغرب ،ذلك
أن بسمارك عشية انعقاد مؤتمر مدريد صرح بأنه ليس أللمانيا أي مصالح في
المغرب لكن التنسيق الذي حدث بين ألمانيا وأنجلت ار ترك المؤتمر يقرر مبدأ حرية
378
التجارة والمساواة فيها لكل الدول ،مما جعل ألمانيا تخرج من المؤتمر بحقوق مالية
()69
متماثلة مع بقية الدول وهي التي لم تكن لتطمح لها.
ومع مرور الوقت عمل الدبلوماسيون والساسة األلمان على االستفادة من
()70
هذه الحقوق الجديدة المكتسبة في المغرب األقصى.
لقد غلب الطابع التجاري والمبادالت على مجمل العالقات المغربية
األلمانية إلى نهاية القرن التاسع عشر ،وكانت ألمانيا تجاري غريمتها فرنسا
وتشجعها في سياستها الخارجية التوسعية و هذا كله لكسب ودها وعدم معارضتها
()71
مستقبال للقضية الجوهرية األساسية وهي قضية األلزاس واللورين.
و بخصوص القضية المغربية فإن ألمانيا كانت تساند المشاريع الفرنسية
في المغرب األقصى من خالل المجهودات والمساعي التي كان يقوم بها "أورديقا"
الرامية إلى فرض الحماية على المغرب حيث صرح وزير ألمانيا weberفي
إحدى اللقاءات ألورديقا بأن ألمانيا ال يمكنها معارضة السياسة الفرنسية في
()72
المغرب تحت أي سبب.
لم يصمد الموقف األلماني الداعم للسياسة الفرنسية في المغرب طويال،
حيث حدثت تطورات اقتصادية في الداخل األلماني جعلت بسمارك يقوم بتشجيع
الشركات األلمانية والمؤسسات التجارية لترويج بضاعتها وضرورة االستفادة من
()73
السوق المغربية بموجب مؤتمر مدريد.
ومنذ سنة 1885لم تعد ألمانيا تدعم السياسة التوسعية الفرنسية في
المغرب إال ظاهريا فقط خصوصا مع أن مصالح ألمانيا تطورت كثي ار بالمقارنة
()74
مع سنة 1873م .
لقد أرسلت ألمانيا مبعوثها "تستا" إلى المغرب وكان يسعى لجعل هذه البعثة
الدبلوماسية مرحلة جديدة في العالقات األلمانية -المغربية ،وكان ذلك في 17
أكتوبر 1885م ،كما أن "تستا" استعان بالمترجم منصور ماء الصالح وكذلك
379
علي أبو طالب لشرح مهمته الجديدة في المغرب األقصى والتصدي ألطماع
()75
الدول األخرى.
مع قدوم تستا إلى المغرب شرعت الشركات األلمانية بفتح فروع لها هناك
منها هامبورغ وبريم ،كما عرضت بالشاطئ المغربي بضائع تجارية ومنتجات
ألمانية وخالل هذه النشاطات تعرفت الشركات األلمانية على السوق المغربية
()76
واحتياجاتها في الدار البيضاء وتم ربط صالت وعالقات مع تجار مغاربة.
لقد نجحت ألمانيا في إبرام معاهدة تجارية سنة 1890تسمح بموجبها
لأللمان أن يشتروا بأنفسهم وبكل حرية في األسواق المغربية المواد التي عينتها
المعاهدة ،كما تحصل األلمان على حق استيراد الحبوب وتحديد الرسوم على
الواردات والصادرات ،ومنذ تلك المعاهدة ،شرع األلمان في توسيع نشاطاتهم
التجارية وتقوية مصالحهم االقتصادية وذلك بربط التجارة األلمانية باألسواق
المغربية عبر الموانئ األلمانية بين هامبورغ والموانئ المغربية وبين ألمانيا وافريقيا
()77
الغربية مرو ار بالموانئ المغربية.
ظلت سياسة ألمانيا تجاه المغرب منذ بداية عالقتها السياسية تعتبر المغرب
ورقة للعب في مسرح سياسة التوازنات األوروبية ولذلك فرغم جهود السلطان
الهادفة لموازنة التدخل الفرنسي بنفوذ ألماني ،،عملت ألمانيا ما في وسعها إليجاد
أرضية كان الهدف منها مساواة ألمانيا بالدول األخرى فيما يتعلق بتوزيع النفوذ
()78
والممتلكات خارج أوروبا .
كما كان لزيارة اإلمبراطور األلماني غليوم الثاني لمدينة طنجة في 31
مارس 1905وقع كبير في موازين العالقات والتجاذبات األوروبية الموجودة في
المغرب األقصى ،وكانت هذه الزيارة هي أكبر زيارة لمسؤول دولة أوروبية في
مثل حجم اإلمبراطور األلماني ،وأثناء زيارته صرح غليوم الثاني " ...بأنه يزور
ملك المغرب بصفته عاهال مستقال وبأنه يأمل أن يظل المغرب مفتوحا للمنافسة
380
السلمية لجميع الدول ،وأنه قرر أن يحمي المصالح األلمانية بالمغرب بكل ما
()79
لديه من قوة "...
كان لهذه الزيارة المهمة لإلمبراطور األلماني إلى المغرب في تلك الظروف
صدى واسعا في األوساط المغربية والسياسية فقد اعتبرها الكثيرون ضربة قوية
وجهت للفرنسيين ولنفوذهم المتزايد في المغرب األقصى ،ورأى فيه المغاربة تأييدا
قويا الستقالل المغرب وموقفا حازما ضد األطماع الفرنسية ،كما وقف السلطان
()80
والمخزن على برهان صدق ألمانيا في معارضتها للمشاريع الفرنسية.
واستمر النفوذ األلماني يتزايد في المغرب األقصى وشمل الجوانب التجارية
والتمليك وشراء األراضي وتشكلت بذلك جالية ألمانية ناشطة أصبح لها دور في
()81
الحياة العامة.
هذا التزايد والنفوذ الواسع الذي أصبح يحتله األلمان في المغرب أزعج كثي ار
فرنسا وعطل مشاريعها التوسعية كما أن اسبانيا رأت فيه منافسة أوروبية جديدة
()82
لها في مناطق نفوذها التقليدية.
ومع مرور الوقت رأت فرنسا ضرورة الجلوس مع األلمان حول القضية
المغربية وايجاد حل توافقي يرضي األلمان ويحافظ للفرنسيين على مكانتهم
السياسية واالقتصادية في المغرب ،ومثلما فعلت فرنسا مع باقي الدول بحل هذه
القضية بواسطة التصديق على معاهدات واتفاقيات ثنائية سرية تضمن مصالح
البلدين ،اتجهت في نفس االتجاه وعقدت اتفاقا مع ألمانيا لدراسة القضية المغربية
والتنازالت الواردة فيها مقابل وضع مستعمرة الكونغو على طاولة النقاش كحل
بديل في حال الوصول إلى طريق مسدود في التفاوض ،وفي سنة 1911تجدد
النزاع الفرنسي -األلماني وبصورة أعنف فاضطرت فرنسا إلى إرضاء خصمها
ليخلوا لها الجو في المغرب األقصى ،فعقدت مع ألمانيا معاهدة 4نوفمبر 1911
سلمت لها قطعة من الكونغو الفرنسي مقابل اعتراف ألمانيا بالحقوق المزعومة
381
لفرنسا بالمغرب مع إتباع سياسة الباب المفتوح واالقتصاد الحر في المغرب
()83
األقصى.
ومهما يكن من أمر فإن المغرب األقصى فرضت عليه جملة من التوصيات
و المعاهدات و االتفاقيات السياسية و التجارية هي التي عجلت بقبوله الوضع
الدولي المتداخل مع مختلف المصالح األوروبية ،كان فيها لألسف المغرب هو
أضعف تلك الحلقات و انتهى التنافس و االحتدام األوروبي بفرض الحماية
المزدوجة عليه مطلع القرن العشرين
-1موريس كروزي .تاريخ الحضارات العام ،ترجمة يوسف واتمرو ،المجلد السادس عشر ،منشورات
عويدات ،بيروت ،1967 ،ص 125وما بعدها.
-2نفسه ،المجلد السابع ،ص ,14
-3جفري ،برون ،الحضارة األوروبية في القرن ،19ترجمة عبلة حجاب ،منشورات المكتبة االهلية ،بيروت
،1963ص14
-4البزاز محمد األمين ،اإلصالحات والمشكل الصحي في المغرب خالل ق ،19ندوة اإلصالح والمجتمع،
منشورات كلية اآلداب ،الرباط ،1986 ،ص 230
-5حسن صبحي ،التنافس االستعماري األوروبي في المغرب ( ،)1904- 1884الطبعة ،1دار المعارف،
مصر ،1965 ،ص .12
-6نفسه ،ص.19
-7ابن الصغير خالد ،المغرب وبريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر ،1886-1856منشورات ك .أ.
ر مطبعة النجاح ،الدار البيضاء 1997 ،ص .37
-8نفسه ،ص . 87
-9إبراهيم حركات ،المغرب عبر التاريخ ج ، 3ط ،1دار الرشيد الحديثة ،الدار البيضاء 1985ص 98
-10زين العابدين العلوي ،المغرب األقصى من عهد الحسن األول إلى الحسن الثاني ،ج ،1المطبعة
الوراقية ،الرباط 2008ص33
-11أحمد بن خالد الناصري أبو العباس ،االستقصاء في أخبار دول المغرب األقصى ،ج ،8
الدار البيضاء ،دون تاريخ ، ،ج ،9ص 49
-12حركات ،المرجع السابق ،ص 210
-13ابن زيدان عبد الرحمان ،العالقات السياسية للدولة العلوية ،المطبعة الملكية ،الرباط ،1999،ص 96
-14المعاهدة األولى كانت في 10سبتمبر ،1844والثانية في 18ماي 1845م ،حول هاتين االتفاقيتين
عد إلى ،حركات ،المرجع السابق ،ص 209
-15ابن زيدان عبد الرحمان ،المرجع السابق ،ص 109
382
16 -J. Brugnon; Amin; a ; boutaleb, martinet, histoire du Maroc , Paris ; 1976, p.p
289- 290
17 -ibid, p 212
-18حسن صبحي ،المرجع السابق ،ص .23
-19عالل الفاسي ،الحركات االستقاللية في المغرب العربي دار الطباعة المغربية ،تطوان دون
تاريخ ،ص ،102ص .119
20- Djamel guenane, les relations franco – allemandes et les affaires marocaines
de 1901 à 1911 .S.N.E.D. Alger ; 1975, p 13
-21زين العابدين العلوي ،المرجع السابق ،ص .102
22- Miege jean- louis , une mission française a Marrakech , en 1882,s.l.1968 ; p
96.
23 -Ibid. p 101.
-24عالل الخديمي ،التدخل األجنبي والمقاومة بالمغرب ،ط ،2إفريقيا الشرق األوسط ،الدار البيضاء ،
،1994ص.198
-25نفسه ،ص .211
-26زين العابدين بن العلوي ،المرجع السابق ،ص .128
-27هو رئيس وزراء فرنسا ،شغل هذا المنصب من سبتمبر 1880إلى نوفمبر ،1881ثم من فبراير 1883
إلى مارس ،1885وهو من كبار ساسة فرنسا المؤيدين لفكرة التوسع االستعماري لفرنسا ،انظر صبحي،
المرجع السابق ،ص 97
-28استقبل فيري السيد بركاش يوم ، 1884/05/12راجع حسن صبحي ،المرجع السابق ،ص 102
; 29 -Archives des affaires étrangères et coopération européennes Courneuve
B.14 . SERIE MAROCAIN
_ 30عالل الخديمي ،المرجع السابق ،ص97
-31نفسه ،ص99
-32محمد خير فارس ،تنظيم الحماية الفرنسية في المغرب ،ط ،1دمشق ،1972 ،ص 114
33 -Djamel guenane, opcit ; pp 13- 16
-34محمد خير فارس ،المرجع السابق ،ص 186
-35نفسه119 ،
-36حول بنود ونص معاهدة الحماية ،انظر إبراهيم مياسي ،توسع االستعمار الفرنسي ،منشورات متحف
المجاهد ،1996 ،ص .150 -149
37- Miege jean –louis , op.cit, p 74
38 -Ibid, p 75
-39محمد خير فارس ،المرجع السابق ،ص 129
-40نفسه ،ص 129
-41محمد خير فارس ،المرجع السابق ،ص 130
-42عمر أفا ،التجارة المغربية في القرن التاسع عشر
،383دار األمان ،الرباط ،2006 ،ص 51
-43إبراهيم حركات ،المرجع السابق ،ج ،3ص .273
-44حسين صبحي ،المرجع السابق ،ص 148
-45إبراهيم حركات ،المرجع السابق ،ص 275
-46زين العابدين العلوي ،المغرب من عهد الحسن األول إلى عهد الحسن الثاني ،ج ،2المطبعة الوراقية ،
الرباط ،المغرب ،2008 ،ص 382
-47نفسه ،ص .383
-48عبد الرحيم برادة ،اسبانيا والمنطقة الشمالية المغربية ، 1956 – 1931ج ،1إفريقيا الشرق ،الدار
البيضاء ،2007 ،ص .127
-49زين العابدين العلوي ،المغرب من عهد الحسن األول إلى عهد الحسن الثاني ،المرجع السابق ،ص
ص 101 -99
-50محمد داود ،تاريخ تطوان ،المصدر السابق ،ص . 400ويمكن مراجعة أيضا خير فارس ،تنظيم
الحماية ،المرجع السابق ،ص ،211وكذالك زين العابدين العلوي ،المرجع السابق ،ص ص .106 – 103
-51هاي هو الوزير المفوض البريطاني ،سليل أسرة بريطانية دبلوماسية ،استمر في منصبه في المغرب
األقصى حوالي نصف قرن حول هذه الشخصية راجع ابن زيدان عبد الرحمان ،العالقات السياسية في الدولة
العلوية ،تحقيق عبد اللطيف الشاذلي ،المطبعة الملكية ،الرباط ،1991 ،ص ص 97- 96
-52خير فارس ،المرجع السابق ،ص .93
53 Miege, le Maroc ; op.cit., pp 77 -78
-54عبد الكريم محمود غرايبية ،دراسات في تاريخ إفريقيا العربية ( ، )1918-1958م جامعة دمشق،
1968ص79
-55حسن صبحي ،التنافس األوروبي ،..المرجع السابق ،ص .54
56 -Miege , le Maroc , op.cit., p 46
-57محمد العربي معريش ،المغرب األقصى في عهد السلطان الحسن األول ،رسالة ماجستير في التاريخ
الحديث والمعاصر ،1986 -1985 ،معهد التاريخ ،جامعة الجزائر ،2ص .226
-58محمد العربي معريش ،المرجع السابق ،ص .288
-59حسن صبحي ،المرجع السابق ،ص . 114
-60نفسه ،ص 115
-61عمر افا ،التجارة المغربية في القرن التاسع عشر ،المرجع السابق ،ص ص 403- 402
-62حسين صبحي ،المرجع السابق ،ص 39
-63زين العابدين العلوي ،المرجع السابق ،ج ،1ص .255
-64حول نص الرسالة أو التقرير كامال راجع ،زين العابدين العلوي ،المرجع السابق ،ص 256
-65خير فارس ،المرجع السابق ،ص 101
- 66نفسه ،ص 103
-67حسن صبحي ،المرجع السابق ،ص .47
384
-68أمحمد جالل ،التوسع األوروبي في المغرب أواخر القرن 19وأوائل القرن ق ،20مطبعة فضالة،
المحمدية ،المغرب ،1987 ،ص ص .104 – 103
-69أمحمد جالل ،المرجع السابق ،ص 106
-70محمد خير فارس ،المرجع السابق ،ص .137
-71عبد المجيد نعنعي ،أوروبا في بعض األزمة الحديثة والمعاصرة ،دار النهضة العربية ،بيروت،1983 ،
ص 16
-72محمد خير فارس ،المرجع السابق ،ص 111
-73نفسه ،ص 111
74 -Miege , le maroc , op. cit, p 96
75 -ibid, p p 170 -171
-76خير فارس ،المرجع السابق ،ص 112
-77حسن صبحي ،المرجع السابق ،ص 48
-78عبد المجيد نعنعي ،المرجع السابق ،ص 118
-79حول تلك الزيارة وتفاصيلها ،راجع عالل الخديمي ،التدخل األجنبي ،...المرجع السابق ،ص .57
-80خير فارس ،المرجع السابق ،ص .137
-81عالل الخديمي ،المرجع السابق ،ص .58
- 82صبحي ،المرجع السابق ،ص 79
Djamel Guenane , op.cit, p p -83حول هذا االتفاق بخصوص القضية المغربية راجع:
14 – 15
وهناك مقال لنفس الكاتب منشور باللغة العربية في مجلة التاريخ الصادرة عن المركز الوطني للدراسات
التاريخية ،العدد ،20سنة ،1985ص ص 72- 51بعنوان المسائل اإلفريقية في السياسة األوروبية قبل
الحرب الكبرى.
385