Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 18

‫البنية النفسية للشخصية‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫مفهوم البنية النفسية‬ ‫‪.1‬‬


‫مراحل تكوين البنية‬ ‫‪.2‬‬
‫أسس تكوين البنية النفسية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مستوى نكوص الليبيدو‬ ‫‪-‬‬
‫نوع القلق‬ ‫‪-‬‬
‫طبيعة الصراع‬ ‫‪-‬‬
‫اآلليات الدفاعية‬ ‫‪-‬‬
‫شرح تنظيم البنيات الثالثة‬ ‫‪.4‬‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪1‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫مقدمة‬

‫يعت‪11‬بر موض‪11‬وع البني‪11‬ة النفس‪11‬ية من أهم المواض‪11‬يع‪ 1‬ال‪11‬تي تش‪11‬غل الب‪11‬احثين واالكلينك‪11‬يين خصوص‪11‬ا‬
‫المحللين النفس ‪11‬انيين ‪ ،‬فالديناميكي ‪11‬ة ال ‪11‬تي توج ‪11‬ه الس ‪11‬وي والمرض ‪1‬ي‪ 1‬تعت ‪11‬بر أهم رك ‪11‬ائز وأه ‪11‬داف علم النفس‬
‫المرض‪11‬ي الن ه‪11‬ذا األخ‪11‬ير ال يرتك‪11‬ز على دراس‪11‬ة الح‪11‬االت المرض‪11‬ية فق‪11‬ط وإ نم‪11‬ا يش‪11‬مل الح‪11‬االت المتكيف‪11‬ة‬
‫السوية أيضا‪.‬‬

‫لك‪11 1 1‬ل واح‪11 1 1‬د من‪11 1 1‬ا بني‪11 1 1‬ة نفس‪11 1 1‬ية ‪ ،‬وتنظيم‪ 1‬ث‪11 1 1‬ابت ونه‪11 1 1‬ائي لمكون‪11 1 1‬ات ميتاس‪11 1 1‬يكولوجية أساس‪11 1 1‬ية لبني‪11 1 1‬ة‬
‫الشخص ‪11‬يات‪ ،‬وال ‪11‬تي تتح ‪11‬د في العناص‪1 1‬ر‪ 1‬التالي ‪11‬ة‪ :‬مس ‪11‬توى‪ 1‬نك ‪11‬وص الليبي ‪11‬دو واالن ‪11‬ا (التث ‪11‬بيت)‪ ،‬ن ‪11‬وع القلق‪،‬‬
‫طبيع‪11‬ة الص‪11‬راع‪ ،‬والعالق‪11‬ة بالموض‪11‬وع‪ 1‬واآللي‪11‬ات الدفاعي‪11‬ة األساس‪11‬ية المس‪11‬تخدمة ‪ -‬وه‪11‬ذا م‪11‬ا س‪11‬نتطرق إلي‪11‬ه‬
‫بالتفص ‪11‬يل في البحث الت ‪11‬الي‪ .-‬ف ‪11‬أي تنظيم ب ‪11‬نيوي للشخص ‪11‬ية يمكن ان يتجلى في الحي ‪11‬اة العالئقي ‪11‬ة للف ‪11‬رد‪،‬‬
‫سواء على شكل عناصر للطبع في حالة التكيف السوي‪ ،‬أو على شكل أعراض في حالة المرض ‪.‬‬

‫يمكن للبني‪11‬ة النفس‪11‬ية الس‪11‬وية أن تتح‪11‬ول إلى بني‪11‬ة نفس‪11‬ية مرض‪11‬ية ثم إلى اض‪11‬طراب‪ 1‬نفس‪11‬ي حقيقي‪،‬‬
‫وهذا ما سنوضحه فيما يلي انطالقا من تعريف البنية النفسية وأنواعها ‪ ،‬مراحل تكوينها‪ 1‬ومكوناتها ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫مفهوم البنية النفسية‪:‬‬

‫لغة‪ :‬يذكر "ابن منظور"‪ 1‬أن كلمة بنية تشتق من الفعل "بنى"‪ ،‬والذي يدل على التشييد والعمارة والكيفية‬
‫التي يكون عليها البناء وفي‪ 1‬النحو تأسس ثنائية المعنى والمبنى‪ 1‬على الطريقة التي تبنى بها وحدات‬
‫اللغة العربية‪ ،‬والتحوالت التي تحدث فيها‪ ،‬فالزيادة في المبنى زيادة في المعنى ‪ ،‬وكل تحول في البنية‬
‫يؤدي‪ 1‬لتحول في الداللة‪.‬‬

‫(ابن منظور‪)79 :1119،‬‬

‫اصطالحا‪ :‬ي‪11‬رى ج ون بياجيه أن البني‪11‬ة هي‪ ":‬نس‪11‬ق من التح‪11‬والت يحت‪11‬وي على ق‪11‬وانين خاص‪11‬ة ‪ ،‬وه‪11‬ذا‬
‫النسق يظل قائما ويزداد‪ 1‬بفضل الدور الذي تقوم به ه‪11‬ذه التح‪11‬ويالت‪ ،‬ودون أن يك‪11‬ون منش‪11‬أ التح‪11‬والت أن‬
‫تخرج عن حدود ذلك النسق "‬

‫ويعت‪11‬بر‪ 1‬البعض ب‪11‬ان‪ :‬موض‪11‬وع‪ 1‬البنيوي‪11‬ة ه‪11‬و ك‪11‬ل ه‪11‬ذه األش‪11‬ياء المحسوس‪11‬ة أو المتص‪11‬ورة والمدركة ‪،‬‬
‫وان التصور البنيوي لألشياء هو الذي يمنح البنيوية طابعها الشمولي "‬

‫(عبد الحميد‪)02 :2007 ،‬‬

‫وت‪111‬رى ميم وني(‪ )2005‬أن البني‪111‬ة هي ن‪111‬وع من ال‪111‬تركيب الخ ‪11‬اص بالكائن ‪11‬ات أو األجس‪111‬ام‪ ،‬ون‪111‬وع‬
‫ال‪11‬تركيب ه‪11‬و ال‪11‬ذي يعطي ن‪11‬وع البني‪11‬ة ويؤك‪11‬د ه‪11‬ذا المفه‪11‬وم م‪11‬ا يعرف‪11‬ه الجش‪11‬طالتيون عن البني‪11‬ة حيث تعت‪11‬بر‬
‫مجموع ال يتجزأ مدركا كليا من طرف‪ 1‬الفرد‪ ،‬وليس للجزء معنى إال بالكل‬
‫(ميموني‪)57 :2005 ،‬‬

‫أما في علم النفس المرضي يعرف جون بارجوري البنية بأنها‪ " :‬تنظيم ثابت ونهائي لمكونات ميت‪11‬ا‬
‫سيكولوجية أساسية سواء كانت الحالة مرضية أو سوية"‪.‬‬
‫(‪)Bergeret ; 1974 : 49‬‬

‫وفي هذا الص‪1‬دد يق‪1‬ول فرويد " إذا س‪1‬قط بل‪1‬ور‪ 1‬من الكريس‪1‬تال فان‪1‬ه ال يتكس‪1‬ر ب‪1‬أي ح‪1‬ال من األح‪1‬وال‬
‫ب‪1‬ل حس‪1‬ب خط‪1‬وط الض‪1‬عف‪ 1‬والق‪1‬وة ال‪1‬تي ح‪1‬دثت عن‪1‬د تكوين‪1‬ه وهي خاص‪1‬ة بك‪1‬ل جس‪1‬م‪ ،‬وه‪1‬ذه الخط‪1‬وط‪ 1‬تبقى‬

‫‪3‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫خفية حتى ينكسر‪ 1‬البلور أو يوضع‪ 1‬تحت جهاز خاص‪ ،‬وبالنسبة لبنية الشخصية فإنها تسلك نفس المدرج‬
‫‪.‬‬
‫وق‪11 1 1‬د رب‪11 1 1‬ط ب‪11 1 1‬ارجوري‪ 1‬مفه‪11 1 1‬وم البني‪11 1 1‬ة في إط‪11 1 1‬ار علم النفس المرض‪11 1 1‬ي التحليلي بمس‪11 1 1‬الة الس‪11 1 1‬واء‬
‫والالسواء‪ ،‬مرك‪1‬زا على فك‪1‬رة هشاش‪11‬ة الخ‪1‬ط الفاص‪1‬ل بينهم‪11‬ا‪ ،‬إذ أن الف‪11‬رد الس‪11‬وي يمكن أن يص‪1‬بح في أي‬
‫لحظ‪111‬ة ال س‪111‬ويا‪ 1‬وينتكس ودون أن ين‪111‬اقش بالض‪111‬رورة وض‪111‬عه الس ‪11‬وي‪ 1‬الس ‪11‬ابق‪ ،‬بش ‪11‬رط أال يتعل‪111‬ق األم‪111‬ر‬
‫بتنظيم‪ 1‬اعتم ‪11 1‬ادي (‪ )Anaclitique‬الن ه ‪11 1‬ذا التنظيم ال ينتمي إلى بني ‪11 1‬ة مؤك ‪11 1‬دة‪ .‬كم ‪11 1‬ا ي ‪11 1‬رى أن تش ‪11 1‬خيص‬
‫السواء يتطلب فحصا‪ 1‬للطريقة ال‪1‬تي يتالءم به‪1‬ا الش‪1‬خص م‪1‬ع بنيت‪1‬ه النفس‪1‬ية الخاص‪1‬ة ‪ .‬فمفه‪1‬وم‪ 1‬الس‪1‬واء لدي‪1‬ه‬
‫يتعل‪11‬ق "بحال‪11‬ة التالؤم ال‪11‬وظيفي الن‪11‬اجح ض‪11‬من بني‪11‬ة ثابت‪11‬ة فقط‪ ،‬س‪11‬واء ك‪11‬انت عص‪11‬ابية او ذهانية‪ ،‬في حين‬
‫تناسب المرضية انقطاعا ضمن نفس الخط البنيوي‪.‬‬
‫( ‪)Bergeret ;1996 :37‬‬

‫ويرى بارجوري‪ 1‬بأن السواء يجب أن يك‪1‬ون مس‪1‬تقال عن مفه‪1‬وم البني‪1‬ة‪ ،‬ذل‪1‬ك أن الف‪1‬رد بإمكان‪1‬ه أن‬
‫يك‪11‬ون س‪11‬ويا دون أن يبل‪11‬غ المس‪11‬توى‪ 1‬االودي‪11‬بي‪ ،‬يجب أن تص‪11‬نف‪ 1‬ض‪11‬من مس‪11‬توى أعلى من التنظيم الب‪11‬نيوي‬
‫الذهاني‪ .‬فالهوة ال تكون بين األسوياء من جهة والمرضى( العص‪11‬ابيين وال‪11‬ذهانيين) من جه‪11‬ة أخ‪11‬رى‪ ،‬ب‪11‬ل‬
‫تك‪11‬ون بين العص‪11‬ابيين واالس‪11‬وياء في كف‪11‬ة واح‪11‬دة من جه‪11‬ة‪ ،‬ومجموع‪11‬ة (غ‪11‬ير االس‪11‬وياء) ال‪11‬تي تض‪11‬م بقي‪11‬ة‬
‫األفراد‪ 1‬في كفة من جهة أخرى‪ ،‬وهي التي وصفت بالذهانيين وما قب‪11‬ل ال‪11‬ذهانيين على اختالف أنم‪11‬اطهم‪،‬‬
‫بم‪11‬ا فيه‪11‬ا الح‪11‬االت الحدي‪11‬ة‪ ،‬والطبعي‪11‬ة‪ ،‬واالنحرافي‪11‬ة‪ .‬و على ه‪11‬ذا األس‪11‬اس فق‪11‬د قاب‪11‬ل بين م‪11‬ا س‪11‬ماه البني‪11‬ات‬
‫الحقيقية (العصابية والذهانية)‪ ،‬مع أو بدون هيأة مرض‪1‬ية‪ ،‬وبين التنظيم‪1‬ات البس‪1‬يطة الهش‪1‬ة ال‪1‬تي تص‪1‬ارع‬
‫ض ‪11‬د االكتئ ‪11‬اب‪ ،‬وذل ‪11‬ك بواس ‪11‬طة الحي ‪11‬ل الطباعي ‪11‬ة أو الس ‪11‬يكوباتية المتنوع ‪11‬ة والمس ‪11‬ماة بـــ "ش ‪11‬به الس ‪11‬وية"‪ .‬و‬
‫يعتبر أن استقرار البنية يح‪1‬دد تط‪1‬ورا خطي‪1‬ا لتنظيم نفس‪1‬ي إم‪1‬ا عص‪1‬ابي أو ذه‪1‬اني‪ ،‬ويك‪1‬ون معوض‪1‬ا‪ 1‬بنج‪1‬اح‬
‫عن طري‪11‬ق‪ 1‬التس‪111‬وية في إط‪111‬ار نفس الخ‪111‬ط‪ ،‬واذا لم يس‪111‬عفه التماس ‪11‬ك بين تل ‪11‬ك االس ‪11‬تثمارات‪ 1‬النرجس‪111‬ية و‬
‫الموضوعية‪ ،‬ينتكس الفرد في إطار ذلك الخط العصابي أو الذهاني‪.‬‬

‫(سي موسى ‪) 39-38 :2008 ،‬‬

‫تكوين بنية الشخصية‪:‬‬


‫تتمثل مراحل تكوين البنية حسب بيرجري كما جاء في (ميموني معتصم‪ )57 :2005 ،‬كالتالي‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫المرحل ة األولى‪ :‬تنطل‪11 1‬ق من ال‪11 1‬والدة ( التم‪11 1‬ايز‪ 1‬نفس‪11 1‬ي‪ -‬جس‪11 1‬دي) ت‪11 1‬دريجيا‪ 1‬يب‪11 1‬دأ التم‪11 1‬ايز لالن‪11 1‬ا م‪11 1‬ع‬ ‫‪.1‬‬
‫خروجه من الهو وهذا تحت تأثير‪ 1‬النضج والعناية والعالقة باألم‪ ،‬وهنا إذا كانت الظروف الداخلية‬
‫والخارجية مضطربة فيحدث تسجيل خطوط‪ 1‬ضعف في هذه الفترة أو تثبيت كما يقول فرويد‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪( :‬تطور الليبي‪1‬دو ويتق‪1‬دم‪ 1‬في س‪1‬يرورته)‪ :‬تط‪1‬ور العالق‪1‬ات للموض‪1‬وع وتنظيم‪ 1‬ال‪1‬دوافع‬ ‫‪.2‬‬
‫الجزئي‪11 1‬ة وتنظيم ت‪11 1‬دريجي لألولي‪11 1‬ات الدفاعي‪11 1‬ة‪ ،‬األن‪11 1‬ا يتط‪11 1‬ور‪ 1‬ويس‪11 1‬تعين باألولي‪11 1‬ات الدفاعي‪11 1‬ة حس‪11 1‬ب‬
‫المحيط الخارجي وأخطاره داخلية ناجمة عن النزوات‪.‬‬
‫مما يسمح بتكوين تدريجي‪ 1‬للشخصية وهنا يتطور الليبيدو ويتقدم‪ 1‬تبعا ل‪:‬‬
‫العالقات مع الوالدين وخصوصا األم ثم العالقات مع أفراد المحيط‬ ‫‪‬‬
‫تسقط كل التجارب النفسية على شكل صراعات‪ ،‬صدمات‪ ،‬وتقمصات ايجابية‬ ‫‪‬‬
‫تبدأ ميكانيزمات الدفاع النفسي تنتظم بطريقة تفاعلية‬ ‫‪‬‬
‫تنتظم‪ 1‬تدريجيا نفسية الفرد ‪ ،‬وتصنف‪ 1‬حسب العناصر األولية‪ ،‬فتنتج منظمة داخلي‪11‬ة ذات خط‪11‬وط‪1‬‬ ‫‪‬‬
‫انشطار‪ 1‬وتالحم والتي تكون غير قابلة للتغيير‪ 1‬فيما بعد‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مع نهاية البلوغ تتك‪11‬ون بني‪11‬ة ثابت‪11‬ة ال تتغ‪11‬ير من توجيهه‪11‬ا األساس‪11‬ي م‪11‬ا دام ص‪11‬احبها‪1‬‬ ‫‪.3‬‬
‫لم يتعرض إلى صدمات نفسية هامة ( إحب‪11‬اط كب‪11‬ير‪ ،‬ص‪11‬راعات قوي‪11‬ة‪ )...‬فيبقى ذا بني‪11‬ة عص‪11‬ابية أو‬
‫ذهاني ‪11 1‬ة س ‪11 1‬وية‪ .‬ولكن يمكن ألي ح ‪11 1‬دث أن يح ‪11 1‬دث ش ‪11 1‬رخا في البني ‪11 1‬ة وذل ‪11 1‬ك حس ‪11 1‬ب خط ‪11 1‬وط‪ 1‬الق ‪11 1‬وة‬
‫والضعف الموجودة فيها‪.‬‬
‫فالبنية العصابية يتمركز الصراع فيها ما بين األنا والنزوات أما البنية الذهانية فيقتصر‪ 1‬ثباته‪11‬ا‬
‫على سيطرة اإلنكار على جزء من الواقع مع س‪1‬يطرة ال‪1‬دفاعات القديم‪1‬ة‪ ،‬وتوج‪1‬د م‪1‬ابين ه‪1‬اتين البني‪1‬تين م‪1‬ا‬
‫يع‪11 1 1 1‬رف بالتنظيم‪11 1 1 1‬ات الحدية أو البيني‪11 1 1 1‬ة وتض‪11 1 1 1‬م األم‪11 1 1 1‬راض السيكوس‪11 1 1 1‬وماتية واألم‪11 1 1 1‬راض الس‪11 1 1 1‬يكوباتية‬
‫واالنحراف ‪11‬ات وتظه ‪11‬ر ه ‪11‬ذه الح ‪11‬االت كمنظم ‪11‬ة هش‪11‬ة أي تنظيم ‪11‬ات قابل ‪11‬ة للتغ ‪11‬ير ‪ ،‬وليس كبني ‪11‬ة ثابت ‪11‬ة ألنه ‪11‬ا‬
‫ممكن أن تتطور إلى مسار الذهان أو العصاب‬

‫إذن فان‪:‬‬

‫البنية العصابية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫الشخص ذو البنية العصابية ال يمكنه تطوير إال أع‪1‬راض عص‪1‬ابية في حال‪1‬ة ح‪1‬دوث ص‪1‬دمة كب‪1‬يرة‬
‫مثل‪ :‬الوساوس‪ ،‬الهستيريا‪ ،‬المخاوف ‪..‬‬
‫وتتس ‪11‬م البني ‪11‬ة العص ‪11‬ابية بع ‪11‬دد من الخص ‪11‬ائص منه ‪11‬ا‪ :‬نقص النض ‪11‬ج وع ‪11‬دم الكفاي ‪11‬ة والض ‪11‬عف وع ‪11‬دم‬
‫تحم‪11‬ل الض‪11‬غط ونقص تق‪11‬دير ال‪11‬ذات والقل‪11‬ق والخ‪11‬وف‪ 1‬والتمرك ‪1‬ز‪ 1‬ح‪11‬ول ال‪11‬ذات‪ ،‬وه‪11‬ذه الص‪11‬فات ت‪11‬ؤدي إلى‬
‫سوء التوافق‪ 1‬النفسي‪ ،‬مما يؤثر على سلبيا على قدرة الشخص على ممارسي حياة طبيعية ممتعة ويعوقه‬
‫عن أداء واجب‪11‬ه ك‪11‬امال‪ ،‬وعلى ال‪11‬رغم من ه‪11‬ذا ف‪11‬ان الس‪11‬لوك الع‪11‬ام للش‪11‬خص ذو البني‪11‬ة العص‪11‬ابية يظ‪11‬ل في‬
‫حدود العادي أو تكون غرابته معقولة‪.‬‬

‫البنية الذهانية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن الش‪11‬خص ذو البني‪11‬ة الذهاني‪11‬ة ال يمكن‪11‬ه تط‪11‬وير إال ال‪11‬ذهان في حال‪11‬ة ح‪11‬دوث ص‪11‬دمة كب‪11‬يرة حيث‬
‫تتفكك الشخصية بشكل كامل‪ ،‬وتتحطم الدفاعات النفسية وتضعف‪ 1،‬ويبدو‪ 1‬السلوك العام غريبا شاذا ب‪11‬دائيا‬
‫مضطربا بشكل واض‪1‬ح بعي‪1‬دا عن طبيع‪1‬ة الف‪1‬رد ال س‪1‬يما في ح‪1‬االت النك‪1‬وص الش‪1‬ديد‪ ،‬وال يس‪1‬اير المع‪1‬ايير‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتؤثر لتجارب والخبرات الداخلية على السلوك‪.‬‬

‫البنية الحدية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وبين ه ‪11 1 1‬اتين البني ‪11 1 1‬تين توج ‪11 1 1‬د م ‪11 1 1‬ا يس ‪11 1 1‬مى بالح ‪11 1 1‬االت الحدي ‪11 1 1‬ة أو البيني ‪11 1 1‬ة‪ ،‬وهي تض ‪11 1 1‬م األم ‪11 1 1‬راض‬
‫السيكوس ‪11‬وماتية والس ‪11‬يكوباتية واالنحراف ‪11‬ات‪ 1‬وهي ال تكتس ‪11‬ي تنظيم وثب ‪11‬ات البني ‪11‬ة ب ‪11‬ل هي تنظيم ‪11‬ات‪ 1‬قابل ‪11‬ة‬
‫للتغير‪.‬‬

‫أسس تكوين البنية النفسية‪:‬‬


‫تتحدد المكونات الميتاسيكولوجية األساس‪1‬ية لبني‪11‬ة الشخص‪11‬ية بخمس‪1‬ة أبع‪11‬اد‪ ،‬ويك‪11‬ون التش‪11‬خيص على أس‪11‬اس‬
‫على هذه المكونات‪:‬‬
‫مستوى نكوص الليبيدو و األنا (التثبيت)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫البني ة الذهانية‪ :‬النك ‪11‬وص ال يتع ‪11‬دى المرحل ‪11‬ة الش ‪11‬رجية األولى‪ ،‬واالن ‪11‬ا ينكص إلى مرحل ‪11‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫الالتمايز أو تمايز بدائي مما يجعله ضعيفا ال يلعب دور الوسيط ويقع تحت سيطرة الهو‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫البني ة العص ابية‪ :‬يك‪11 1‬ون نك‪111‬وص الليبي‪11 1‬دو في المرحل ‪11‬ة االوديبي ‪11‬ة ويتج ‪11‬اوز الف‪11 1‬ترة الثاني‪11 1‬ة من‬ ‫‪-‬‬
‫المرحل ‪11 1‬ة الش ‪11 1‬رجية ( مث ‪11 1‬ل م ‪11 1‬ا نج ‪11 1‬ده في العص ‪11 1‬اب االس ‪11 1‬تحواذي)‪ ،‬األن ‪11 1‬ا تم ‪11 1‬ايز كلي ‪11 1‬ة وتم ‪11 1‬ايز‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫البني ة الحدية‪ :‬مرحل‪11 1 1‬ة بين الش‪11 1 1‬رجية األولى والثاني‪11 1 1‬ة والمرحل‪11 1 1‬ة القض‪11 1 1‬يبية لم تلعب دوره‪11 1 1‬ا‬ ‫‪-‬‬
‫التنظيمي‪ ،‬األنا تمايز لكن ما زال اتكاليا وتلعب الصدمة كتهديد للكيان النرجس‪1‬ي‪)intégrité( 1‬‬
‫مما يؤدي إلى تبعية اتكالية للموضوع‪.‬‬

‫القلق‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫في البنية الذهانية‪ :‬مصدر‪ 1‬القلق التجزؤ‪ ،‬اليأس والموت التالشي‬ ‫‪-‬‬
‫البنية العصابية‪ :‬مهما كان العصاب فان قلق الخصاء (‪ )Castration‬هو المس‪11‬يطر‪ 1‬على ه‪11‬ذه البني‪11‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬قلق اإلثم والغلطة ويعاش في الحاضر‪ 1‬ومركز‪ 1‬على ماضي شهواني‪)Erotisé( 1‬‬
‫البنية الحدية‪ :‬القلق خاص بضياع الموضوع (األم) واالنهيار‬ ‫‪-‬‬

‫العالقة بالموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫البنية الذهانية‪ :‬عالق‪11‬ة نرجس‪11‬ية كامل‪11‬ة ألنه‪11‬ا مندمج‪11‬ة في نرجس‪11‬ية األلم ت‪11‬ؤدي‪ 1‬إلى التوح‪11‬د واالنط‪11‬واء‪1‬‬ ‫‪-‬‬
‫والتخلي عن الموضوع وتوظيف‪ 1‬الواقع مع تك‪11‬وين واق‪1‬ع جدي‪1‬د من خالل اله‪11‬ذيان والهلوس‪11‬ة فهي إذن‬
‫عالقة أحادية اذ يعتقد انه وأمه شخص واحد‪.‬‬
‫البنية العصابية‪ :‬العالقة ثالثية تناسلية "طفل‪ /‬أم‪ /‬أب"‬ ‫‪-‬‬
‫البنية الحدية‪ :‬عالقة ثنائي‪11‬ة تختل‪11‬ف عن الذهاني‪11‬ة ألنه‪11‬ا اتكالي‪11‬ة وليس‪11‬ت اندماجي‪11‬ة ‪ ،‬يطمح في أن يحب‬ ‫‪-‬‬
‫من األخر الكبير‬

‫الصراع‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫البني ة الذهانية‪ :‬بين اله‪11‬و والواق‪11‬ع‪ ،‬وال يك‪11‬ون بين األن‪11‬ا والواق ‪1‬ع‪ 1‬الن األن‪11‬ا ال‪11‬ذهاني غ‪11‬ير موج‪11‬ود‪ 1‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫ب ‪11‬دائي ال يق ‪11‬وى على دور الوس ‪11‬يط‪ 1‬بين الواق ‪11‬ع واله ‪11‬و ال ‪11‬ذي ي ‪11‬رفض س ‪11‬يطرته‪ ،‬تف ‪11‬وق الم ‪11‬درج األولي‬
‫ومبدأ اللذة‬
‫البنية العصابية‪ :‬صراع جنسي بين األنا األعلى والدوافع‪( 1‬رغبات ونزوات) مما يؤدي إلى الش‪11‬عور‪1‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالذنب وقلق‪ 1‬الخصاء‬

‫‪7‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫البني ة الحدية‪ :‬ص ‪11‬راع بين اله ‪11‬و واألن ‪11‬ا ‪ ،‬وال ‪11‬ذي لم يبل ‪11‬غ المس ‪11‬توى التناس ‪11‬لي‪ ،‬أم ‪11‬ا االوديب لم يلعب‬ ‫‪-‬‬
‫دوره المنظم‪ ،‬ويبقي نظام نرجسي‪ 1‬مع قلق فقدان الموضوع ومهدد باالنهيار ‪.‬‬

‫اآلليات الدفاعية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫البنية الذهانية‪ :‬نفي أو تجاه‪11‬ل الواق‪11‬ع (اإلنك‪11‬ار)‪ ،‬م‪11‬ع ازدواج األن‪11‬ا (االنش‪11‬طار)‪ ،‬اإلس‪11‬قاط‪ ،‬النك‪11‬وص‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التماهي االسقاطي‬
‫البنية العصابية‪ :‬الكبت‪ ،‬اإلزاحة‪ ،‬النقل‪ ،‬التثبيت‪ ،‬التبرير‪ ،‬العزل‪ ،‬التكوين العكسي‬ ‫‪-‬‬
‫البني ة الحدية‪ :‬ازدوج الص ‪11 1‬ورة الهوامي ‪11 1‬ة‪ ،‬ويرك ‪11 1‬ز الب ‪11 1‬احثون هن ‪11 1‬ا على تقس ‪11 1‬يم الحق ‪11 1‬ل العالئقي إلى‬ ‫‪-‬‬
‫جزأين‪:‬‬
‫األول‪ :‬يبقى فهم وتقدير صحيح للواقع مما يعني تكيف صحيح‬
‫والثاني‪ :‬تقدير مثالي وفي نفس الوقت نفعي للواقع أي اتكالي‪.‬‬

‫إن ازدواج الصورة الهوامية ال يشكل تجزءا لالنا بل نوع من الدفاع ضد تهدي‪11‬د التج‪11‬زؤ‪ ،‬حيث‬
‫يقول فرويد‪ 1‬في هذا اإلطار " لكي ال يتجزأ األنا (‪ )Se déforme‬يعوج ويتشوه دون أن ينكسر"‪1‬‬
‫(ميموني‪)69 :2005 ،‬‬

‫ويشرح "بارجوري" في الجدول التالي المكونات األساسية لبنية الشخصية‪:‬‬

‫مستوى‬ ‫العالقة‬ ‫الميكانيزمات‬ ‫طبيعة‬ ‫البعد‬


‫نكوص‬ ‫بالموضو‬ ‫الدفاع االساسية‬ ‫طبيعة القلق‬ ‫الصراع‬ ‫المسيطر على‬ ‫نوع البنية‬
‫الليبيدو‬ ‫ع‬ ‫التنظيم‬
‫المرحل‪11 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1‬ة‬ ‫تناسلي‬ ‫الكبت‬ ‫من االخصاء‬ ‫األنا األعلى‬ ‫األنا األعلى‬
‫االوديبية‬ ‫العزل‬ ‫مع الهو‬ ‫ة‬ ‫البني‬
‫التكوين العكسي‬ ‫العصابية‬

‫‪8‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫المرحل‪11 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1‬ة‬ ‫اندماجي‬ ‫نفي الواقع‬ ‫‪-‬‬ ‫من التفكك‬ ‫الهو مع‬
‫التناسلية‬ ‫ازدواج االنا‬ ‫‪-‬‬ ‫من الموت‬ ‫الواقع‬ ‫الهو‬
‫من الفناء‬ ‫البنية الذهانية‬

‫المرحلة‬ ‫اتكالي‬ ‫الخ‪11 1 1 1 1 1 1 1 1 1‬وف من ازدواج الصورة‬ ‫مثال االنا‬ ‫مثال األنا‬
‫الشرجية‬ ‫الهوامية‬ ‫فق ‪11 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1‬دان‬ ‫مع الهو‬
‫االنشطار‪1‬‬ ‫الموضوع‪1‬‬ ‫والواقع‬ ‫البنية الحدية‬

‫‪))Bergeré ;1974 :140‬‬

‫ومم‪11‬ا س‪11‬بق يظه‪11‬ر جلي‪11‬ا أن البني‪11‬ة ال تكتم‪11‬ل نهائي‪11‬ا إال بنهاي‪11‬ة مرحل‪11‬ة المراهق‪11‬ة‪ ،‬فالنس‪11‬بة للطف‪11‬ل ال‬
‫نتكلم عن بنية ذهانية أو عصابية‪ ،‬بل عن تنظيمات ذهانية أو عصابية قابلة للتغيير‪ ،‬وذلك بفضل ع‪11‬دة‬
‫عوامل داخلية وخارجية ‪ ،‬ومع ذلك نستطيع ان نستفيد من مفهوم البنية عند الطفل الن االضطراب هن‪11‬د‬
‫الطفل والمراهق يبين للنفس‪1‬اني خط‪1‬وط الض‪1‬عف‪ 1‬والق‪1‬وة في نم‪1‬وه‪ ،‬ف‪1‬إذا ظه‪1‬رت عن‪1‬د الطف‪1‬ل أع‪1‬راض ذات‬
‫طابع عصابي ‪ ،‬فهذا ال يعني بالضرورة ان‪1‬ه سيص‪1‬بح عص‪11‬ابيا أو ذا بني‪11‬ة عص‪11‬ابية‪ ،‬ولكن يمكن وه‪11‬و في‬
‫س‪11‬يرورة النم‪1‬و أن يش‪11‬فى وه‪1‬ذا بفع‪11‬ل اإلمكان‪11‬ات التطوري‪11‬ة الهائل‪11‬ة ال‪11‬تي يمتلكه‪1‬ا ‪ ،‬أو يط‪11‬ور عص‪1‬ابا منظم‪11‬ا‬
‫على أس‪1‬اس بني‪11‬ة عص‪1‬ابية منظم‪1‬ة ‪ ،‬أو ينكص أك‪1‬ثر م‪1‬ع رداءة الظ‪11‬روف الداخلي‪1‬ة والخ‪1‬ارج ويط‪1‬ور ذهان‪1‬ا‬
‫أو بنية ذهانية ‪.‬‬

‫شرح تنظيم البنيات النفسية الثالثة‪:‬‬


‫البنية العصابية (‪: )La Structure névrotique‬‬ ‫‪‬‬
‫عن‪1‬د ال‪1‬والدة يك‪1‬ون المول‪1‬ود‪ 1‬الجدي‪1‬د في مرحل‪1‬ة الالتم‪1‬ايز النفس‪1‬ي الجس‪1‬مي كم‪1‬ا قلن‪1‬ا س‪1‬ابقا‪ ،‬ثم يم‪1‬ر‬
‫بتط‪111‬ور‪ 1‬ع‪111‬ادي في مرحل‪111‬ة الطفول‪111‬ة األولى ‪ ،‬ولكن الخل‪111‬ل يح‪111‬دث في المرحل ‪11‬ة القض ‪11‬يبية‪ ،‬إذ ال يس‪111‬تطيع‬
‫الطفل حل الصراع االوديبي ‪ ،‬كما أن الفترة المسئولة عن هذه البنية حس‪1‬ب "ب‪1‬ارجوري"‪ 1‬تع‪1‬ود إلى نهاي‪1‬ة‬
‫المرحل‪11‬ة الش‪11‬رجية (القبض أو االحتب‪11‬اس‪ 1 ، )Rétention -‬ونتيج‪11‬ة للص‪11‬راع االودي‪11‬بي وتغيراته‪ ،‬تح‪11‬دث‬
‫تثبيتات قوية أو نكوصات جد مهمة‪ ،‬االنا س‪11‬يكون قب‪1‬ل تنظيمي‪ 1‬بطريق‪11‬ة ثابت‪1‬ة ونهائية‪ ،‬وذل‪1‬ك حس‪1‬ب نظ‪1‬ام‬

‫‪9‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫عالئقي ودف‪11‬اعي للش‪11‬كل العص‪11‬ابي ‪ ،‬أي يمكن أن يك‪11‬ون للف‪11‬رد اس‪11‬تعداد عص‪11‬ابي لكن لم يتم بع‪11‬د والش كل‬
‫رقم (‪ )01‬يوضح أكثر التطور البنائي العصابي‪:‬‬

‫التمايز نفسي جسمي‬

‫تطور عادي‬

‫الصراع االوديبي‬
‫الطفولة‬

‫انا عصابي قبل تنظيمي‬

‫الكمون‬

‫أنا ذهاني تنظيمي‬ ‫أنا عصابي تنظيمي‬


‫المراهق‬
‫‪10‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫ذهان‬ ‫عصاب‬ ‫النضج‬

‫الشكل رقم (‪ : )01‬الشكل البنائي العصابي‬

‫( ‪)Bergeré ;1974 :198‬‬

‫في هذه اللحظة الصراعات الداخلي‪11‬ة والخارجي‪1‬ة تب‪11‬دو أك‪11‬ثر ح‪11‬دة ‪ ،‬واالن‪11‬ا وص‪11‬ل تقريب‪1‬ا إلى إفس‪1‬اد‬
‫العالقة االيجابية ‪ ،‬كما انه لجا إلى استعمال أنظمة دفاعية عالئقية اتكالية أكثر ‪ ،‬والتي تجاوزت التوفير‬
‫البس‪11‬يط ل( الغرائ‪11‬ز‪ -‬األن‪11‬ا األعلى)‪ ،‬وه‪11‬ذا التنظيم‪ 1‬ال يس‪11‬تطيع التغ‪11‬ير بع‪11‬د ذل‪11‬ك إذا تع‪11‬رض ص‪11‬احب ه‪11‬ذا‬
‫الخ ‪11‬ذ للم ‪11‬رض ‪ ،‬وبالت ‪11‬الي‪ 1‬ال يمكن أن يش ‪11‬كل إال واح ‪11‬دة من ه ‪11‬ذه العص ‪11‬ابات المعت ‪11‬ادة‪ :‬هس ‪11‬تيريا القل ‪11‬ق أو‬
‫التحول ‪ ،‬او العصاب الوسواسي ‪.‬‬

‫البنية الذهانية (‪: )La Structure psychotique‬‬ ‫‪‬‬


‫يش‪11‬ير ب‪11‬ارجوري‪ 1‬أن الب‪11‬احثين المعاص‪11‬رين ي‪11‬رون أن البني‪11‬ة الذهاني‪11‬ة موس‪11‬ومة عن‪11‬د نقط‪11‬ة االنطالق‬
‫بمجموع‪11‬ة من االحباط‪11‬ات المبك‪11‬رة وال‪11‬تي تع‪11‬ود في األص‪11‬ل الى العالق‪11‬ة ب‪11‬األم‪ ،‬فأالن‪11‬ا تع‪11‬رض إلى تثبيت‪11‬ات‬
‫أساس‪11‬ية ونكوص‪11‬ات مهم‪11‬ة (‪ 1،)Régression‬وتك‪11‬ون م‪11‬ا قب‪11‬ل تنظيمي‪11‬ة على ه‪11‬ذا المس‪11‬توى‪ 1‬وبص‪11‬فة ذهاني‪11‬ة‬
‫ويح‪11 1 1‬دث ه‪11 1 1‬ذا أثن‪11 1 1‬اء المرحل‪11 1 1‬ة الفمي‪11 1 1‬ة ‪ ،‬او أثن‪11 1 1‬اء الج‪11 1 1‬زء األول من المرحلي‪11 1 1‬ة الش‪11 1 1‬رجية (‪Phase de‬‬
‫‪ )réjection‬وصيغة هذا التنظيم‪ 1‬تتعرض لصمت متطور‪ 1‬أثناء مرحلة الكم‪1‬ون‪ ،‬فيح‪1‬دث توق‪1‬ف‪1‬‬ ‫‪anal‬‬
‫للتطور‪ 1‬البنيوي‪. 1‬‬
‫وق ‪11‬دوم مرحل ‪11‬ة المراهق ‪11‬ة يفج ‪11‬ر ويخ ‪11‬رج ك ‪11‬ل االض ‪11‬طرابات والتش ‪11‬وهات البنيوي ‪11‬ة فتح ‪11‬دث تغ ‪11‬يرات‬
‫واض‪111‬طرابات معت‪111‬برة ‪ ،‬وال‪111‬تي تع‪111‬رف على المس‪111‬توى‪ 1‬الب‪111‬نيوي ‪ ،‬وفي‪ 1‬ه ‪11‬ذه اللحظ ‪11‬ة يص ‪11‬بح الك‪111‬ل محل‪،‬‬
‫والف‪11‬رد يمل‪11‬ك حظ‪11‬ا قليال في أن ي‪11‬رى مح‪11‬ور تط‪11‬ور‪ 1‬أن‪11‬اه (أي األن‪11‬ا ال‪11‬ذي يمثل‪11‬ه ) ‪ ،‬وي‪11‬ترك‪ 1‬الخ‪11‬ط ال‪11‬ذهاني‬

‫‪11‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫الذي لم يكن مثبت بالكامل ‪ ،‬والذي سوف يجمد تطوره القادم في إطار البنية العصابية وفي هذه اللحظة‬
‫األخ‪11 1‬يرة يمكن في حال‪11 1‬ة الم‪11 1‬رض إعط‪11 1‬اء ميالد عص‪11 1‬اب كالس‪11 1‬يكي من الن‪11 1‬وع الهس‪11 1‬تيري أو القه‪11 1‬ري ‪،‬‬
‫والشكل رقم (‪ )02‬يوضح تطور البنية الذهانية ‪:‬‬

‫ال تمايز نفسي جسمي‬

‫تجديد جد مبكر لالنا‬

‫الطفولة‬
‫أنا ذهاني قبل تنظيمي‬

‫الكمون‬

‫أنا ذهاني تنظيمي‬ ‫أنا عصابي تنظيمي‬ ‫المراهق‬

‫‪12‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫ذهان‬ ‫عصاب‬
‫النضج‬

‫وخالل مرحلة المراهقة وفي اغلب الحاالت يكمل األنا ال‪1‬ذهاني قب‪1‬ل تنظيمي ببس‪1‬اطة تط‪1‬وره في‬
‫ص‪11‬ميم الخ‪11‬ط ال‪11‬ذهاني وال‪11‬ذي ك‪11‬ان موج‪11‬ودا‪ 1‬في‪11‬ه من قبل‪ ،‬وملتزم‪1‬ا‪ 1‬بطريق‪11‬ة كافية‪ ،‬وس‪11‬ينتظم‪ 1‬بطريق‪11‬ة نهائي‪11‬ة‬
‫تحت شكل البنية الذهانية حقيقية ومستقرة ‪ ،‬وإ ذا وقع الفرد تحت المرض أي (انكسر الكريس‪11‬تال) بس‪11‬بب‬
‫حادث داخلي أو خارجي‪ ،‬يمكن أن نرى بروز‪ 1‬الذهان بعدة أشكال حقيقة ‪.‬‬

‫التنظيم الحدي‪: )Aménagement limite( :‬‬ ‫‪‬‬


‫يق ‪11‬ع التنظيم الح ‪11‬دي م ‪11‬ابين البني ‪11‬ة العص ‪11‬ابية والذهاني ‪11‬ة ‪ ،‬إذ يؤك ‪11‬د ب ‪11‬ار ج ‪11‬وري أن األن ‪11‬ا يك ‪11‬ون‬
‫متج‪11 1‬اوزا‪ 1‬وب‪11 1‬دون عوائق‪ ،‬في حين تح‪11 1‬دث احباط‪11 1‬ات الس‪11 1‬ن األول تثبيت‪11 1‬ات م‪11 1‬ا قب‪11 1‬ل ذهاني‪11 1‬ة ملتص‪11 1‬قة‬
‫ومؤس‪11‬فة‪ ،‬وأثن‪11‬اء االس‪11‬تعداد‪ 1‬للتط‪11‬ور‪ 1‬االودي‪11‬بي الع‪11‬ادي يتع‪11‬رض الف‪11‬رد لص‪11‬دمات نفس‪11‬ية مهم‪11‬ة ‪ ،‬وتأخ‪1‬ذ‪1‬‬
‫ه ‪11‬ذه الص ‪11‬دمة ط ‪11‬ابع ع ‪11‬اطفي وج ‪11‬داني‪ ، 1‬بحيث تك ‪11‬ون مس ‪11‬ئولة عن إح ‪11‬داث هي ‪11‬اج أو ث ‪11‬ورة غريزي ‪11‬ة ‪،‬‬
‫وال‪111‬تي تظه‪111‬ر على ش‪111‬كل أن‪111‬ا غ‪111‬ير منتظم‪ 1‬وغ‪111‬ير ناض‪111‬ج على مس ‪11‬توى التجه ‪11‬يز (‪، 11)équipement‬‬
‫والتكيف‪ ،1‬وال‪1‬دفاعات (‪ 1، 1)Les défense‬ونأخ‪1‬ذ مث‪1‬ال على ذل‪1‬ك‪ :‬حال‪1‬ة اإلغ‪1‬واء الجنس‪1‬ي من ط‪1‬رف‪1‬‬
‫راشد ‪ ،‬فان الطفل يكون مشبع في ه‪1‬ذه اللحظ‪1‬ة وبش‪1‬كل ج‪1‬د مبك‪1‬ر ‪ ،‬وج‪1‬د ع‪1‬نيف وج‪1‬د مكث‪1‬ف بعالقت‪1‬ه‬
‫بالمعطي ‪11‬ات‪ 1‬االوديبي ‪11‬ة ‪ ،‬وه ‪11‬ذا الت ‪11‬أثير أو الهي ‪11‬اج التناس ‪11‬لي (‪ )émoi génital‬يش ‪11‬كل ص ‪11‬دمة عاطفي ‪11‬ة‬
‫حقيقي‪11 1‬ة ‪ ،‬وتلعب ه‪11 1‬ذه الص‪11 1‬دمة دور المفس‪11 1‬دات األولى للتنظيم (‪،)Premier désorganisateur‬‬
‫وللتطور النفسي للفرد‪ ،‬فهي تبقى عالقة ومتوقفة في حقل التطور الليبيدي ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫وه‪11 1‬ذا التط‪11 1‬ور‪ 1‬يش‪11 1‬اهد في الح‪11 1‬ال وأحيان‪11 1‬ا لم‪11 1‬دة ج‪11 1‬د طويلة‪ ،‬في‪11 1‬دخل الف‪11 1‬رد في ش‪11 1‬به كم‪11 1‬ون (‬
‫‪ ، )Pseudo-latente‬جد مبكر‪ ،‬وجد مس‪1‬تمر من الك‪1‬ون الع‪1‬ادي‪ ،‬ويش‪1‬كل ش‪1‬به الك‪1‬ون المبك‪1‬ر ت‪1‬أثير‬
‫كب‪11‬ير ويك‪11‬ون المس‪11‬ئول‪ 1‬على س‪11‬يرورة المراح‪11‬ل الالحقة‪ ،‬خصوص‪11‬ا مرحل‪11‬ة الث‪11‬وران والغلي‪11‬ان الع‪11‬اطفي‬
‫والوج‪11‬داني المعروف‪11‬ة في المراهقة‪ ،‬إض‪11‬افة إلى ع‪11‬دم النض‪11‬ج الع‪11‬اطفي فيتش‪11‬كل م‪11‬ا يس‪11‬مى ب "الج‪11‬ذع‬
‫التنظيمي‪ 1‬المش ‪11 1 1‬ترك " للح ‪11 1 1‬االت الحدودي ‪11 1 1‬ة ‪ ،‬والش كل رقم (‪ )03‬يوض ح أك ثر التش كل التنظيمي‬
‫الحدي ‪:‬‬

‫ال تمايز نفسي جسدي‬

‫تطور عادي‬

‫صدمات غير تنظيمية‬


‫الطفولة‬
‫مبكرة‬

‫شبه كمون مبكر‬

‫الكمون‬
‫‪14‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫جذع تنظيمي‬
‫مشترك‬
‫المراهق‬

‫النضج‬

‫الشكل رقم (‪ : )03‬الشكل التنظيمي الحدي‬

‫وال يمكن اعتب ‪11 1‬ار ه ‪11 1‬ذا الج ‪11 1‬ذع المش ‪11 1‬ترك‪ 1‬كبني ‪11 1‬ة حقيقي ‪11 1‬ة ‪ ،‬بمع ‪11 1‬نى البني ‪11 1‬ة الذهاني ‪11 1‬ة أو البني ‪11 1‬ة‬
‫العصابية‪ ،‬فبأخذ المعايير‪ 1‬العادية للتثبيت ‪ ،‬والصالبة في األنواع ‪ ،‬والخصوص‪11‬ية النهائي‪1‬ة ألي تنظيم‬
‫‪ ،‬فالح ‪11‬االت الحدودي ‪11‬ة تق ‪11‬ع في وض ‪11‬عية منتظم ‪11‬ة ‪ ،‬ولكنه ‪11‬ا ليس ‪11‬ت مثبت ‪11‬ة بنيويا‪ ،‬فهي عب ‪11‬ارة عن جه ‪11‬د‬
‫بس ‪11‬يط نس ‪11‬بيا غ‪11‬ير مس ‪11‬تقر‪ ،‬ومكل ‪1‬ف‪ 1‬بالنس‪11‬بة لالنا‪ ،‬وال ‪11‬ذي يق ‪11‬ع بين خطين كب ‪11‬يرين للبني‪11‬ات الحقيقي‪11‬ة ‪،‬‬
‫األول الخ ط ال ذهاني وال ‪11‬ذي يك ‪11‬ون متج ‪11‬اوزا أم ‪11‬ا الث ‪11‬اني الخ ط العص ابي‪ ،‬فال يمكن أن يص ‪11‬اب من‬
‫حيث التطور الغريزي ونضج األنا ‪.‬‬

‫إذن‪:‬‬
‫بنية نفسية مرضية‬ ‫بنية نفسية (ذهانية أو عصابية ) سويةصدمة نفسية مبكرة‬

‫ظروف! وعوامل محفزة‬ ‫ظهور االضطراب النفسي‬

‫‪15‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫خاتمة‬

‫نس ‪11‬تخلص مم ‪11‬ا س ‪11‬بق ان ‪11‬ه توج ‪11‬د (‪ )03‬بني ‪11‬ات نفس ‪11‬ية أساس ‪11‬ية ‪ :‬ذهاني ‪11‬ة عص ‪11‬ابية وحدي ‪11‬ة تتش ‪11‬كل‬
‫للف‪11 1‬رد من‪11 1‬ذ ال‪11 1‬والدة‪ ،‬فيب‪11 1‬دأ األن‪11 1‬ا ت‪11 1‬دريجيا‪ 1‬في عملي‪11 1‬ة الالتم‪11 1‬ايز النفس‪11 1‬ي الجس‪11 1‬مي‪ ،‬وتتط‪11 1‬ور‪ 1‬العالق‪11 1‬ات‬
‫بالموض‪11‬وع‪ 1‬م‪11‬ع انتظ‪11‬ام وتفاع‪11‬ل اآللي‪11‬ات الدفاعي‪11‬ة لالن‪11‬ا حس‪11‬ب ت‪11‬أثير العوام‪11‬ل الداخلي‪11‬ة والخارجي‪11‬ة وم‪11‬ع‬
‫نهاي ‪11‬ة البل ‪11‬وغ تك ‪11‬ون البني ‪11‬ة ثابت ‪11‬ة وأساس ‪11‬ية ويبقى الف ‪11‬رد ذو بني ‪11‬ة عص ‪11‬ابية أو ذهاني ‪11‬ة س ‪11‬وية ‪ ،‬ولكن إذا‬
‫تع‪11 1‬رض الطف‪11 1‬ل إلى ص‪11 1‬دمات نفس‪11 1‬ية هام‪11 1‬ة ومبك‪11 1‬رة في مرحل‪11 1‬ة الطفول‪11 1‬ة مث‪11 1‬ل‪ :‬الحرم‪11 1‬ان الع‪11 1‬اطفي ‪،‬‬
‫التن ‪11 1‬اقض الوج‪11 1 1‬داني‪ ،‬التح‪11 1 1‬رش أو القس ‪11 1‬وة أو العن ‪11 1‬ف ‪ ...‬فس ‪11 1‬تتحول البني ‪11 1‬ة النفس‪11 1 1‬ية من الس‪11 1 1‬واء إلى‬
‫الم ‪11‬رض‪ ،‬وتبقى كامن ‪11‬ة أي بني ‪11‬ة نفس ‪11‬ية مرض ‪11‬ية خفي ‪11‬ة ل ‪11‬دى الف ‪11‬رد إلى حين ظه ‪11‬ور‪ 1‬عوام ‪11‬ل وظ ‪11‬روف‬
‫محفزة فتتحول‪ 1‬البنية النفسية المرضية إلى اضطراب نفسي حقيقي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

‫وشكرا‪...‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫العربية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ابن منظور(‪ ،)1119‬جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار المعارف‪ :‬لبنان‬ ‫‪.1‬‬
‫سي موسى عبد الرحمن (‪ 1،)2008‬علم النفس المرضي التحليلي و االسقاطي‪ ،‬ال‪11‬ديوان الوط‪11‬ني‬ ‫‪.2‬‬
‫للمطبوعات الجامعية‪ :‬الجزائر‪1‬‬
‫عبد الحميد (‪ ،)2007‬وحسن علي‪ ،‬تعريف مصطلح البنية‪ ،‬موقع الثقافة االلكتروني‬ ‫‪.3‬‬
‫ميم ‪11‬وني‪ 1‬ب ‪11‬درة معتص ‪11‬م (‪ 1 1،)2005‬االض طرابات النفس ية والعقلي ة عن د الطف ل والمراهق‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ :‬الجزائر‪.‬‬

‫األجنبية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5. Bergeret  J et all ; Abrégé de psychologie ;Masson ; Paris 1974 ‬‬

‫‪17‬‬
‫البنية النفسية للشخصية‬

6. Bergerer J ; Personnality normale et pathologique ;3E ; Dunod ;


Paris ;1996 

18

You might also like