Untitled

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫المحاضرة الخامسة‬ ‫نظرية ال َخلق‬ ‫مقياس‪ :‬نظرية األدب‪/‬أ‪.‬بلهادي‪.

‬‬
‫‪ -‬هنال ك عالق ة محيم ة بني نظري يت اخلل ق والتعب ري على الص عيد الفلس في والف ين‪ ،‬فكالمها اس تندت إىل الفلس ""فة‬
‫المثالية الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬نش أت نظري ة اخلل ق ك ردة فع ل على تراج ع فك ر الطبق ة الوس طى إب ان أزمته ا‪ ،‬وكاحتج اج على حتول الفن‬
‫واألدب إىل سلعة يف العامل الرأس مايل‪ ،‬وكان ذلك يف أواخر القرن‪ 19‬م‪.‬‬
‫‪ -‬نادت نظرية اخللق ب الفن اخلالص الذي ي رفض االرتباط بأي قيمة مقصودة يف ح ّد ذاهتا أو توظيف جيع ل من‬
‫األدب والفن موجها خلدمة هدف ما‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم نظرية اخللق على مبدأ الفن للفن‪ ،‬أي أن تكون غاية الفن واألدب هي األدب يف حد ذاته‪.‬‬
‫‪ -‬إذا فقد كان ختليص الفن من أي قيمة (دينية‪ -‬اجتماعية ‪ -‬سياسية أو غريها) سعيًا حنو اجلمالية احملضة‪ ،‬ليصبح‬
‫حرا‪ ،‬ويصبح املقياس على العمل األديب هو مدى مقدرته على إثارة حاستنا اجلمالية‪.‬‬ ‫الفن ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬كانت فكرة العودة بالفن واألدب إىل مكانتها السامية واالبتعاد عن السوق التجارية والرأس مالية هي األساس‬
‫االجتماعي واالقتصادي واحلضاري هلا‪.‬‬
‫‪ -‬أيض ا ك ان إلخفاق ات الرومانس يني وإغ راقهم يف ذاتيتهم وتق وقعهم على أنفس هم‪ ،‬وجعلهم األدب وس يلة لبث‬
‫ع واطفهم ِ‬
‫وس ري حي اهتم‪ ،‬وع دم اهتم امهم باألس اليب التعبريي ة دور يف ش يوع تتم باملق ام األول باجلم ال األس لويب‬
‫والفين‪.‬‬
‫‪ -‬أسسها الفكرية‪ :‬تستند هذه النظرية إىل الفلسفة املثالية الذاتية كما كانت نظرية التعبري أيضا‪ ،‬بل واملغرقة يف‬
‫الذاتي ة‪ ،‬ومن الط بيعي أن تك ون أفك ار كانط وهيج ل ذات دور ب ارز يف توجيهه ا‪ ،‬فق د فص ل ك انت بني اجلمي ل‬
‫واملفيد‪ ،‬بل جعلهما متناقضني‪ ،‬ورفض الفن حني يرتبط بأية فائدة أو غاية‪.‬‬
‫‪ -‬يرى كانت بأن لكل شيء غاية إال اجلمال فأمامه حنس مبتعة تكفينا السؤال عن الغاية ولو وجد عامل ليس فيه‬
‫سوى اجلمال لكان غاية يف ح ّد ذاته‪.‬‬
‫‪ -‬مثال التفاح ة يف نظ ر الرس ام ليس ت هي نفس ها يف نظ ر الت اجر‪ ،‬ف األول ي رى مجاهلا غاي ة يف ح د ذات ه‪ ،‬ويكفي ه‬
‫االستمتاع مبنظرها وما تثريه من أحساس باجلمال‪ ،‬بينما التاجر يراها وسيلة للمنفعة والكسب‪ .‬وكذلك كانت‬
‫العالقة مع األدب‪.‬‬
‫‪ -‬بناء على ما سبق فإن احلكم النقدي جيب أن يكون ذاتيا يصدر عن الذوق غري خاضع للمنطق والعقل والسؤال‬
‫عن الغاية‪.‬‬
‫‪ -‬أما هيجل فريى أن مضمون الفن يتمثل في فكرة الجمال مهما يكن مظهرها االجتماعي والعملي‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أبرز أدباء هذه النظرية ُجوتْيِيه الذي يرى أن الفن ليس وسيلة بل غاية يف حد ذاته‪ ،‬وكان بُ ْ‬
‫ودلري أول من‬
‫ق ال بفك رة (الفن للفن)‪ ،‬وي رى ب أن موض وع الش عر هو الش عر نفس ه‪ ،‬وب ""أ ّن الش ""اعر العظيم ه ""و ال ""ذي يكتب‬
‫لمجرد المتعة فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫والبْرناس ّي(التعب ريي)‪ ،‬وهي م ذاهب فني ة ومجالي ة بالدرج ة‬‫‪ -‬متثلت ه ذه النظري ة يف املذهبني األدب يني الرم زي َ‬
‫األوىل‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة الشعر (األدب) باحلياة‪ :‬يرى براديل أن احلياة متلك احلقيقة ولكنها ال ترضي اخليال أما الشعر فإنه يرضي‬
‫اخليال وال ميتلك احلقيقة كاملة‪ ،‬لذلك فالشعر ليس هو احلياة بل مها ظاهرتان متوازيتان‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن تسريا احلياة واألدب يف خطني متوازيني دون أن يتقاطعا‪ ،‬ومىت حدث لك التقاطع فسد األدب ألنه‬
‫سيصبح موجها لغاية أخرى من غايات احلياة‪ ،‬وسيكون على حساب اجلانب اجلمايل فيه‪.‬‬
‫‪ -‬وي رى أيض ا ب أن التجرب ة الش عورية غاي ة يف ح ّد ذاهتا‪ ،‬واحلكم على الش عر يتطلب ال دخول يف دراس ة التجرب ة‬
‫وتتبع قوانينها‪ ،‬وأن الفن ال جيب أن يوضع مقابال للمنفعة اإلنسانية ألنه حبد اته منفعة‪.‬‬
‫‪ -‬الشعر واملوضوع‪ :‬ليس للفكرة أو احملتوى قيمة عند أصحاب نظرية اخللق واملهم يف األمر هو كيف استطاع‬
‫األديب أن حيول هذا املوضوع الذي اختاره من موضوع خارجي إىل عمل فين‪.‬‬
‫‪ -‬حنن ال نقرأ العمل األديب من أجل موضوعه‪ ،‬والفرق بني الشعراء حني يكتبون يف موضوع واحد دليل على أن‬
‫اخللق الفين يعود بالدرجة األوىل إىل طبيعة الشاعر ومقدرته الفنية ومدى سيطرته على جتربته ومتكنه من عناصر‬
‫فنه‪.‬‬
‫‪ -‬ليس العمل الفين نتيجة للعواطف كما رأى أصحاب نظرية التعبري ولكنه نتيجة لقوة اخللق واالبتكار وجعل‬
‫اللغة قادرة على اإلحياء والتأثري‪.‬‬
‫‪ -‬اللغة واخللق‪ :‬العمل األديب كائن شكله الفنان الشاعر من ذاته‪ ،‬واللغة مادة األدب‪ ،‬ومعىن اخللق األديب يكمن‬
‫يف سيطرة األديب على اللغة مبا يضفيه عليها من ذاته وروحه‪ ،‬فاللغة موسيقاه وألوانه وخياله وقيمة العمل تكمن‬
‫يف العالقة اليت تنشأ بني اللغة والتجربة الشعورية‪ ،‬والفروق الدقيقة اليت تنشأ من هذه العالقة‪ ،‬فمن خالهلا يتفاوت‬
‫األدباء‪ ،‬وتتفاوت األعمال األدبية‪.‬‬
‫‪ -‬الش اعر ال جيب أن يع رب عن انفعال ه بش كل مباش ر حني يت أثر مبوض وع م ا‪ ،‬ولكن ه مط الب ب البحث عن مع ادل‬
‫موض وعي ي وازي جتربت ه‪ ،‬حبيث حيول عواطف ه وأفك اره إىل م ركب جدي د‪ ،‬وب ذلك يك ون ل ه شخص يتان األوىل‬
‫تنفعل والثانية حتول‪.‬‬
‫‪ -‬وال يبلغ األديب درجة النضج إال إذا متكن من االنفصال عن ذاته املنفعلة لينتقل بعمله من حميط الذاتية إىل أفق‬
‫املوضوعية‪ ،‬أي من التعبري عن الذات إىل اخللق واالبتكار‪.‬‬
‫‪ -‬يه دف ِإلْيُ وت إىل تأكي د فك رتني أساس يتني‪ :‬أوال‪ :‬ه دم مقول ة أن األدب تعب ري عن ال ذات أو الشخص ية‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أن قيمة العمل األديب ليست فيما حيتويه من مشاعر ذاتية أو جتارب شخصية ولكن مبا يتضمنه من مقدرة‬
‫فنية وصياغة‪.‬‬
‫‪ -‬ك ان هلذه األفك ار انعكاس ها على النق د املوض وعي ال ذي جيع ل حتلي ل القص يدة من جه ة التش كيل اللغ وي‬
‫واألنساق واهليئات والرتاكيب وحتليل الرموز والدالالت‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬بشكل عام قامت نظرية اخللق على االهتمام بفنية العمل األديب ورفع راية اجلمال الذي جعل غاية يف حد ذاته‪.‬‬
‫وبالتايل فقد ركزت على ماهية النص األديب ومهشت ما يتعلق مبصدره أو وظيفته‪.‬‬
‫‪ -‬جيب على الناس أن يتوجهوا حنو الفن وليس على الفن أن يتوجه إىل الناس‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like