‫حادثة التسرب النفطي في خليج المكسيك‬

‫مكان وموقع الحادث ‪ -:‬خليج المكسيك‬

‫وصف الحادثة ‪ -:‬حادثة التسرب النفطي في خليج المكسيك وتعتبر األخطر على العالم والتي تسببت به‬
‫منصة بحرية هي "ديبووتر هوريزون " التي تشغلها ترانس أوشن ليميتيد وهي الشركة التي تستثمر مكمن‬
‫ماكوندا الواقعة تحت خليج المكسيك وهذا المكمن الملكي واالستئجار لشركة بريتش بتروليوم للنفط‪ .‬و كارثة‬
‫خليج المكسيك فريدة من نوعها إذ لم يسبق وأن تدفقت كميات بهذا الحجم ولهذه المدة وعلى عمق ‪ 1500‬متر‬
‫في البحر‪.‬‬

‫في مساء العشرين من شهر أبريل من عام ‪ 2010‬نشب حريق هائل في منصة حفر اآلبار النفطية " ديبووتر‬
‫هوريزون" وكان سبب الحريق هو تسرب غاز طبيعي إلى المنصة من أنبوب سحب النفط مما تسبب في‬
‫إصابة ‪ 17‬شخص من عمال المنصة باإلضافة إلى فقدان ‪11‬عامل لم يتم العثور عليهم ‪ .‬بعد يومين من‬
‫مكافحة الحريق غرقت المنصة النفطية إلى قاع الخليج وبهذا كانت بداية المتاعب لشركة بريتش بتروليوم‬
‫التي إستأجرت المنصة للحفر البئر النفطية ‪.‬‬

‫الكمية المسربة أو المنسكبة ‪ -:‬أربعة ماليين برميل من النفط لوثت مياه المنطقة وسواحلها وقدر الخبراء‬
‫كمية النفط التي تلوث خليج المكسيك منذ انفجار منصة "ديب ووتر هواريزن" في ‪ 20‬نيسان‪/‬ابريل بما بين‬
‫‪ 60‬الفا و‪ 94‬الف طن‪.‬‬

‫أسباب حادثة التسرب النفطي في خليج المكسيك‪.‬‬

‫تعددت األسباب وتتباين حسب كل جهة وكل دارسة وممكن أن نلخصها في النقاط التالية‪:‬‬

‫أن أنبوبا ً عالقا ً كان وراء انفجار منصة ديبووتر هورايزون‪ ،‬حيث أن السبب األول للحادث هو عدم‬ ‫‪‬‬
‫انغالق كابس القص بشكل كامل الن جزءا من أنبوب قنوات الحفر كان عالقا فيه‬
‫ألقت لجنة التحقيق الرئاسية للواليات المتحدة األمريكية في التسرب النفطي في خليج المكسيك باللوم‬ ‫‪‬‬
‫على الخليط اإلسمنتي الذي استخدمته في بئر النفط الخاصة بشركة «بريتش بتروليوم» باعتباره أحد‬
‫العوامل التي أدت إلى انفجار البئر‪.‬‬
 ‫هاليبرتون من جهتها اعترفت أنها لم تجر اختبار االستقرار على خليط اإلسمنت الذي استخدم فعليا‬ ‫‪‬‬
‫في البئر‪ .‬وقالت هاليبرتون أن شركة بريتش بتروليوم طلبت تغيير التركيبة التقليدية لخليط اإلسمنت‬
‫الذي تقوم به وإضافة نسبة أعلى من مادة كيميائية تؤدي إلى إبطاء تصلب الخليط‪* .‬‬
‫أصدرت شركة النفط البريطانية بريتش بتروليوم ‪ PB‬تقريرا حول حادث التسرب النفطي‪ ،‬حيث جاء‬ ‫‪‬‬
‫فيه انه لم يكن هناك عامل واحد وراء الحادث‪ ،‬ولكن القرارات التي اتخذتها الشركات وأطقم العمل‬
‫المتعددة كانت مسؤولة عن كارثة خليج المكسيك‬

‫إنعكاسات حادثة التسرب النفطي على البيئة‬

‫توقع المسؤولون في خليج المكسيك أن تسبب هذا التسرب النفطي بدمار شامل للبيئة المائية من أسماك‬
‫وكائنات بحرية حية‪ ،‬ليس لتك الفترة فقط بل تمتد آثارها لسنوات عديدة ‪ ،‬وهذه الكارثة البيئية بكل المقاييس‬
‫تعد أكبر حادثة تلوث بحري منذ حادثة غرق ناقلة النفط إكسوزن فالدير ‪ ،‬وقد تسبب هذا التسرب النفطي‬
‫بدمار شامل للبيئة المائية من أسماك وكائنات بحرية حية‪ ،‬وكذلك بتلويث قاع الخليج بزيوت نفطية ثقيلة‬
‫وصلت آثارها إلى والية فلوريدا شماال ومنها إلى المحيط األطلنطي شرقا ً حيث واصل التسرب النفطي من‬
‫أحد آبار شركة بريت بترو ليوم في خليج المكسيك قذف ‪ 5‬آالف برميل من النفط الخام يوميا ً المحيط ‪ ،‬دون‬
‫وجود أي مؤشر حقيقي على إمكانية وقف هذه الكارثة الكبرى في وقت قريب في تلك الفترة ‪.‬‬

‫وقد قال علماء إن التسرب النفطي الناجم عن احتراق وغرق منصة التنقيب في خليج المكسيك يدخل مجال‬
‫تيار لوب الذي قد يجرفه إلى فلوريدا والساحل الشرقي للواليات المتحدة‪ ،‬وازداد قلق العلماء من تحرف‬
‫التيارات المائية معها النفط المتسرب لتصل إلى والية فلوريدا‪ ،‬األمر الذي أدى إلى أضرار بالشعاب‬
‫المرجانية وقضي على المزيد من الحياة البرية والبحرية هنا‪.‬‬

‫إن التسرب النفطي في خليج المكسيك ترك انعكاسات كبيرة على البيئة البحرية في المكسيك وتتمثل في ما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫سبب تفوق صغار الدالفين التي لفظها البحر بالعشرات على شواطئ واليات أالباما والميسيسيبي‬ ‫‪‬‬
‫ولويزيانا خالل الثالثة أشهر التي تلت الحادث لم يحدد بعد‪ ،‬ولكن صدمة المياه الباردة التي يمكن أن‬
 ‫تكون السبب في موجة من حاالت النفوق ولتناقص أعداد الدالفين وازدياد حاالت النفوق له عالقة‬
‫بالتسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك ‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يشير عدد من الباحثين إلى أن درجات حرارة المياه في الخليج انخفضت بسرعة من‬
‫‪ 16‬درجة مئوية إلى ‪ 7‬درجات مئوية‪ ،‬بسبب ازدياد كميات مياه الثلوج الذائبة والتي تصب في‬
‫الخليج‪ .‬والجدير بالذكر هنا أن معدل وفيات صغار الدالفين من فصيلة ‪،‬خمسة آالالف دولفين في‬
‫منطقة يمثل ضعف المعدل السنوي بعشر مرات ‪ ،‬علما بأن هذا هو موسم وضع إناث الدالفين‬
‫لصغارها‪.‬‬
‫و يواصل العلماء ونشطاء البيئة مناقشة التأثيرات الممكنة للتسرب النفطي على النظام اإليكولوجي‬
‫الهش في خليج المكسيك على المدى الطويل‪ ،‬وما يعنيه كل ذلك بالنسبة لسكان منطقة ساحل خليج‬
‫المكسيك‪ .‬أثار عدد من البيئيين وسكان المنطقة من جديد تخوفات بشأن مشاكل صحية مستمرة‬
‫يحملون مسؤوليتها إلى مواد نفطية كيماوية في الماء والهواء‪.‬‬
‫ويشار إلى أنه في نهاية عام ‪ 2010‬تم جمع حوالي ‪ 7‬آالف حيوان بحري ميت من منطقة التسرب‬
‫النفطي في خليج المكسيك؛ وذلك مقارنة مع نحو ‪ 250‬ألف حيوان ميت تم إحصاؤها بعد الكارثة‬
‫البيئية التي نتجت عن اصطدام ناقلة النفط ‘‘ایکسون فالديز "بسلسلة صخور في أالسكا عام ‪.1989‬‬

‫أهم اآلثار التي نتجت عن حادثة التسرب النفطي فيما يلي ‪:‬‬

‫هذه الحادثة قد أغلقت المجال أمام الفرص الواعدة لصيد األسماك في خليج المكسيك‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وقد لحق التلوث النفطي كذلك ضرراً بصناعة السياحة الكوبية المتركزة في الشواطئ والتي حققت‬ ‫‪.2‬‬
‫أكثر من ملياري دوالر عام ‪ 2009‬أي ما نسبته ‪ % 20‬من دخل كوبا من العمالت األجنبية‪.‬‬
‫مما ال شك فيه أن الكارثة سيكون لها تأثير كبير في مستقبل عمليات الحفر واإلنتاج في المياه العميقة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫حيث إن زيادة الروتين في الحصول على تراخيص العمل‪ ،‬اإلجراءات وتشديد متطلبات السالمة‪،‬‬
‫ستبطئ بصورة كبيرة مجمل عمليات االستكشاف واإلنتاج‪ ،‬حيث سيتأثر كل شيء بدءا من منح‬
‫التراخيص إلى إزالة المعدات وغلق البئر بعد نفاد االحتياطي من المتوقع أيضا أن تتأثر العمليات في‬
‫خليج المكسيك بصورة خاصة أكثر من غيرها‪ ،‬لكن عديدا من البلدان األخرى ستسعى أيضا إلى‬
‫تشديد اللوائح والتشريعات وإجراءات السالمة الخاصة بعمليات المياه العميقة‪.‬‬

‫االجراءات المتخذة أو طرق المعالجة ‪-:‬‬

 ‫الفرع األول‪ :‬الحلول المتخذة من طرف شركة بريتش بيتر وليوم‬ ‫‪.1‬‬

‫توجد العديد من المنظمات والشركات الخاصة التي تستحدث بعض الطرق لتنظيف النفط المتسرب‪ ،‬وفيما‬
‫يلي بيان أهم الطرق المستخدمة‪:‬‬

‫الطرق الميكانيكية‪ :‬تستخدم الشركات المتعهدة بالتعامل مع تسرب النفط طرقا ً ميكانيكية باألساس‬ ‫‪-‬‬
‫لتنظيف آثار التسرب‪ ،‬وفيما يلي ثالثة أنواع من األدوات الميكانيكية المستخدمة في احتواء النفط‬
‫المتسرب والتعامل معه ‪:‬‬
‫الحواجز الطافية‪ :‬من السهل تنظيف النفط إذا كان مجتمعا ً بالكامل في بقعة واحدة‪ ،‬ولذا فهناك معدات‬ ‫‪-‬‬
‫يطلق‪.‬عليها اسم حواجز طافية تعمل بمثابة سور لتسييج البقعة النفطية والحيلولة دون انتشارها أو‬
‫طفوها بعيداً‪،‬‬
‫الكاشطات‪ :‬بعد احتواء النفط‪ ،‬ال بد من إزالته من على سطح المياه بواسطة الكاشطات‪ ،‬وهي آالت‬ ‫‪-‬‬
‫تقوم بامتصاص النفط مثل المكنسة الكهربائية‪ ،‬وانتشاله عبر سد إلى خزان‪ ،‬ويمكن أن تساعد هذه‬
‫الطريقة على إنقاذ كميات كبيرة من النفط‪.‬‬
‫الماصات ‪ :‬وهي مواد تمص البقع السائلة عن طريق االمتصاص أو االهتزاز‪ ،‬ويعني األخير تغطية‬ ‫‪-‬‬
‫النفط لبعض المواد‪،‬عن طريق تشكيل طبقة سائلة على أسطحها‬
‫الطرق الكيميائية‪ :‬تعمل المواد الكيميائية مثل المطهرات على تفكيك النفط العائم إلى جزيئات‬ ‫‪-‬‬
‫صغيرة أو قطرات حتى ال تتشكل طبقة نفطية على سطح المياه‪ ،‬وتقوم هذه الكيماويات بتذويب طبقة‬
‫النفط لتصبح قطيرات صغيرة تتفرق أو تختلط بالمياه‬
‫الطرق الفيزيائية (اإلحراق) ‪ :‬يمكن التخلص فعليا ً من من كميات النفط المتسرب باستخدام طريقة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلحراق‪ ،‬على أن تبلغ كثافة النفط المتسرب ثالثة ملليمترات كحد أدنى وأن يكون حديثا بما يكفي‬
‫إلنجاح هذه العملية‪.‬‬

‫وقد فشلت كل المحاوالت السابقة ولم تتمكن الشركة من إيقاف التسرب النفطي اال بواسطة عملية ( ستاتيك‬
‫كيل)أو القتل الساكن وتقضي بضخ مواد كافية من وحل الحفر لدفع النفط إلى أعماق البئر و إغالقها‪ ،‬وقد‬
‫استمرت ثماني ساعات ‪.‬‬
 ‫الفرع الثاني‪ :‬االجراءات المتخذة من طرف الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫‪.2‬‬
‫أعلنت حالة طوارئ على سواحل خليج المكسيك والمناطق القريبة منه لتجنب وصول النفط‬ ‫‪-‬‬
‫المتسرب إلى تلك المناطق ‪.‬‬
‫عرض أوباما في بداية الحادثة التسرب خطط لتنظيف آثار التسرب النفطي ‪ ،‬حيث قام أوباما بالسماح‬ ‫‪-‬‬
‫بإرسال ‪17‬ألف من الحرس الوطني من الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬حيث عمل الحرس الوطني‬
‫على تنظيف الشواطئ ومساعدة المتضررين ‪.‬‬
‫طالب أوباما من شركة بريتش بتروليوم بتأسيس صندوق مالي مؤقت لتعويض األشخاص واألعمال‬ ‫‪-‬‬
‫المتضررة من التسرب النفطي‬
‫أعلن باراك أوباما على تعيين مايكل بروموفيتش ليشرف على محاوالت إدارته ‪ ،‬للتعجيل بإصالح‬ ‫‪-‬‬
‫النظام الالئحي والرقابي على تنقيب على النفط في البحار‪،‬آخذا خطط جديدة آلليات الرقابة بدال من‬
‫األساليب القديمة الرديئة مع التركيز بالدرجة األولى على االعتبارات البيئية والسالمة ‪.‬‬
‫أعلنت الحكومة األمريكية لجنة مكونة من سبعة أشخاص قامت بدراسة التسرب النفطي في خليج‬ ‫‪-‬‬
‫المكسيك وكيفية تجنبه وقوعه مستقبال ‪ ،‬وتضم اللجنة األكاديمية األمريكية واختصاصيين في شؤون‬
‫البيئة ‪.‬‬
‫إعالن البيت األبيض األمر بتعليق أعمال الحفر في المياه العميقة لمدة ستة أشهر بعد الحادثة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
 ‫المراجع‬

، ‫ مذكرة ليسانس في العلوم االقتصادية‬، ‫ حادثة التسرب النفطي في خليج المكسيك‬، ‫بن حنيش سهام‬ )1
2011-2010 ‫جامعة ورقلة‬
‫ الصناعة النفطية البحرية و أثرها على البيئة دراسة حالة أزمة‬، ‫ إيمان مزوار‬، ‫نور الهدي حدادى‬ )2
2013-2012 ، ‫ جامعة ورقلة‬،‫ مذكرة ماجستير‬،‫خليج المكسيك‬
https://m.dw.com/ar/ )3
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-
%D8%AD%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%88%D9%86-
%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D8%B0%D9%87%D8%A8-
%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB
%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%83/a-
6259201
https://www.aleqt.com/2010/10/04/a”ticl’_450642.html )4
https://www.france24.com/ar/20100530-top-kill-fails-bp-oil-spill-leak-gulf- )5
usa-louisiana-august
https://almalnews.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA )6
%D8%B3%D8%B1%D8%A8-
%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7%D9%”A-
%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B3%D9%”A%D9%83-
/%D9%81%D9%8A-2010-%D8%A3%D8%AF%D9%89-%D8%A5