ومن أبرز أساليب التربية اإلسالمية أسلوب ( الحوار ) ..
فقد انطلق اإلسالم في
حياة الناس من قاعدة أصيلة في تفكيره ،وهى اعتبار العقل قوة صالحة للحكم على األشياء وميزانا ً يزن به صحة القضايا وفسادها ،وعلى هذا األساس كان البد للعقل من الحركة الدائبة التي تصول وتجول وتحاكم وتجادل ،وكان البد للدين الذي يحترم العقل أن يفسح المجال لذلك فيما يقدم من مفاهيم وما يطرح من قضايا (.)١ ولعل من أشد األمور ضرورة لوصول الحوار إلى هدفه التربوى وجود األجواء الهادفة للتفكير الذاتي ،والذي يمثل فيه اإلنسان نفسه وفكره ،واالبتعاد عن األجواء االنفعالية التي تبعد اإلنسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكير ،فإنه قد يخضع في قناعاته وأفكاره للجو االجتماعي الذي تنطلق فيه الجماعة في أجواء انفعالية حماسية لتأييد فكرة معينة ،أو رفض فكرة خاصة ،فيستسلم اإلنسان لها استسالما ً ال شعوريا ً كنتيجة طبيعية النصهاره بالجو العام وذوبانه فيه ()1 والبد لكل من طرفي الحوار ،من التعرف إلى الفكرة التى ينطلقان في طريق اثباتها ونفيها ألن الجهل بها وتفاصيلها يحول الحوار إلى أسلوب من أساليب الشتائم والمهاترات التي يغطى فيها كل منهما ضعفه وعجزه عن الوقوف موقف المدافع القوى عن فكرته ،بينما تجعل المعرفة كال منهما داعيا ً لما يطرح من فكر ( . )٣وقد أعطانا القرآن الكريم بعض النماذج البشرية التي وقفت ضد الرسالة والرسول من دون معرفة ،مثل قوله تعالى :ها أنتم هؤالء حاججتم فيما لكم به علم ،فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم وهللا يعلم وأنتم ال تعلمون ()1 وألن الحياة تيار متصل الجريان من األحداث والوقائع التي قد تتصل بالمتعلم من قريب أو من بعيد كان على المربى أال يتركها تذهب سدى بغير توجيه وحسن استثمار ،وقد قام القرآن الكريم ،وهو دستور األخالق باستغالل األحداث في تربية اإلنسان استغالالً طيبا ً واضحاً. )•(1 محمد حسين فضل هللا :الحوار في القرآن ،بيروت ،الدار اإلسالمية ، ۱۹۷۹ ،ص ۲۹ " ( )۲المرجع السابق ص ٤٤ ( )۳المرجع السابق ،ص ٥٠ ( )٤آل عمران . ٦٦ / ££ . الممسوحة ضوئيا بـ Cs CamScanner