ممارسة الاختصاص القضائي للدولة الساحلية إزاء منشآت البترول البحريّة- المنظور الدولي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫‪Originally published at the‬‬

‫‪Lebanon Law Review‬‬

‫ممارسة االختصاص القضائي للدولة الساحلية إزاء منشآت البترول‬


‫البحرية‬
‫‪-‬المنظور الدولي‪-‬‬

‫مصطفى المصري‬
‫باحث ومستشار قانوني‬
‫صص في عقود صناعة البترول‬
‫طالب دكتوراه‪ ،‬تخ ّ‬
‫ماجستير بحثي في قانون األعمال‪.‬‬

‫‪editor@lebanonlawreview.org‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫تُعد مسألة االختصاص القضائي(‪ )1‬للدّولة الساحليّة المتع ّلق بالبناء والتح ّكم بمنشآت البترول البحريّة إضافةً للجرائم‬
‫ال ُمرتكبة من قبل الطاقم الموجود على متنها ضمن مناطق بحريّة مختلفة مسألةً مه ّمة لدى القانون الدّولي‪ ،‬إذ قد يُثار التساؤل‬
‫(‪)2‬‬
‫حول سلطة االختصاص إزاء منشآت البترول وأنشطة طاقمها خارج المياه الداخليّة وبحرها اإلقليمي )‪.(Territorial Sea‬‬
‫يتورطون في جرائم مختلفة كالسرقة أو االعتداء‬ ‫ّ‬ ‫تبعًا لذلك‪ ،‬عادة ً ما يكون هناك عدد من العاملين على متن المن ّ‬
‫صة البحريّة قد‬
‫أو حتّى القتل‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن أن تؤدّي بعض األنشطة‪ ،‬مثل أعمال التصميم والهندسة‪ ،‬إلى خسارة الممتلكات وكذلك‬
‫اإلصابة الشخصيّة ووفاة العاملين على متنها‪ .‬لهذا‪ ،‬يمكن أن تكون مسألة ماهيّة القانون المدني والجزائي ال ُمطبّق فوق المنشأة‪،‬‬
‫صة عندما تكون ممارسة الدّولة الساحليّة الختصاصها القضائي فوق منشآت البترول‬ ‫في بعض الحاالت‪ ،‬مسألة نزاع دّولي خا ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫القاري‬
‫ّ‬ ‫الجرف‬ ‫فوق‬ ‫و‬ ‫‪(Exclusive‬‬ ‫‪Economic‬‬ ‫)‪Zone‬‬ ‫الخالصة‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫االقتصاد‬ ‫المتحركة العاملة في المنطقة‬
‫ّ‬ ‫البحريّة‬
‫(‪)4‬‬
‫)‪ (Continental Shelf‬غير واضحة‪.‬‬
‫غالبًا ما تدّعي الدّولة الساحليّة تأكيد واليتها القضائيّة فوق المنشأة األجنبيّة في مناطق بحريّة محدّدة‪ .‬كما تحاول هذه‬
‫الدّولة تنظيم أنشطة ُمعيّنة للمنشأة البحريّة ضمن نطاق تلك المناطق من خالل فرض رسوم على المنشآت‪/‬السفن األجنبيّة‪،‬‬
‫مر السنين‪ُ ،‬منحت الدولة الساحليّة مزيدًا من السلطة على مساحة أوسع‬ ‫بالتالي ُمغازلة مفهوم االختصاص القضائي‪ .‬على ّ‬
‫ظم حقوق وواجبات الدولة الساحليّة فحسب‪ ،‬إنّما ين ّ‬
‫ظم‬ ‫وأوسع فوق المياه االقليميّة‪ .‬فمنذ عام ‪ ،1892‬أوجد للبحر دستور ال ين ّ‬
‫أيضًا أنشطة السفن ال ُمبحرة في المناطق البحريّة المختلفة‪ )5(.‬فإذا أنشأت دولة ما‪ ،‬أو سمحت بإنشاء منشأة نفطيّة أو جزيرة‬
‫اصطناعيّة خارج بحرها اإلقليمي‪ ،‬قد تُثار مسألة من لهُ الوالية القضائيّة على األنشطة واألشخاص العاملين على متنها‪ .‬عالوةً‬
‫(متحركة أو ثابتة) وموقعها التشغيلي بشكل جذري على مسألة‬ ‫ّ‬ ‫على ذلك‪ ،‬ستؤثّر الطبيعة الماديّة لمنشأة البترول البحريّة‬
‫َ (‪)6‬‬
‫االختصاص بين الدّولة الساحليّة ودولة العَلم‪.‬‬
‫أن نوعًا من السيادة اإلقليميّة فوق أعالي البحار غير متاح‪ ،‬إذ يتّضح هذا األمر من خالل المادة‬ ‫بالمقابل‪ ،‬من الواضح َّ‬
‫‪ 98‬من اتفاقيّة قانون البحار التي تنص على أنّه "ال يجوز أليّة دولة شرعًا أن تدّعي إخضاع أي جزء من أعالي البحار‬
‫لسيادتها"‪ .‬بالتالي‪ ،‬لن يكون للدولة ال ُمنشئة نفس الوالية القضائيّة الكاملة فيما يتعلّق بجميع المسائل القانونيّة المرتبطة بمنشآت‬
‫صة بها فوق أعالي البحار كما لديها على منشآتها داخل مياهها الداخليّة أو بحرها االقليمي‪ّ ،‬إال على سبيل‬ ‫البترول البحريّة الخا ّ‬
‫القياس مع االختصاص القضائي فوق السفن‪.‬‬
‫بالتالي‪ ،‬تمنح اتفاقيّة األمم المتّحدة لقانون البحار )‪ (UNCLOS‬للدولة الساحليّة حقوقًا سياديّة بدرجات متفاوتة فوق‬
‫مناطق المياه اإلقليميّة المختلفة‪ .‬هذه المناطق هي‪ -1 :‬المياه الداخليّة؛ ‪ -2‬البحر اإلقليمي؛ ‪ -3‬المنطقة المتاخمة؛(‪ -4 )7‬المنطقة‬
‫طط أدناه)‪ .‬كما ت ُمنح الدّولة الساحليّة والية قضائيّة أكثر أو أقل فوق‬ ‫االقتصاديّة الخالصة؛ ‪ -5‬أعالي البحار (أنظر المخ ّ‬
‫أن الدّولة الساحليّة تتمتّع بسيادة‬
‫صة ووضعها التشغيلي‪ .‬تجدر اإلشارة هنا إلى ّ‬ ‫صات البحريّة حسب مكان وجود هذه المن ّ‬ ‫المن ّ‬
‫(‪)9‬‬
‫إقليميّة كاملة فوق مياهها الداخليّة وبحرها اإلقليمي مع بعض االمتيازات‪.‬‬

‫‪Figure1 . UNCLOS zone scheme.‬‬

‫سا على ما تقدّم‪ ،‬تتمثّل أهداف البحث موضوع الدراسة في تسليط الضوء على مسألة االختصاص القضائي للدّولة‬ ‫تأسي ً‬
‫ً‬
‫الساحلية من الناحية الجزائيّة والمدنيّة‪ ،‬وفقا للممارسات الدوليّة‪ ،‬حيث تستوضح مدى السلطة الممنوحة لتلك الدّولة ضمن‬
‫نظرا لما‬
‫المناطق البحريّة المختلفة‪ ،‬أي السلطات التشريعيّة والقضائيّة‪ .‬وقد ارتأى الباحث االقتصار على التشريعات الدّوليّة ً‬

‫‪Page 2 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫مقدمة‬

‫ي البحر اإلقليمي والمنطقة‬ ‫ي في المفهوم الدّولي‪ ،‬كما سيقتصر البحث على منطقت ّ‬ ‫تش ّكله هذه النقطة من غموض قانون ّ‬
‫االقتصاديّة الخالصة دون سواهما لما تُعطي هاتين المنطقتين من أهميّة لممارسات األنشطة البتروليّة البحريّة‪.‬‬
‫تكمن أهمية هذه الدراسة عمليًّا في تحليل النصوص المختلفة لألسس القانونيّة ال ُمتّبعة في تحديد االختصاص القضائي‬
‫للدولة الساحليّة بموجب أحكام الممارسات الدوليّة‪ ،‬وذلك عبر تسليط الضوء على أهم االتفاقيّات والقضايا الدوليّة ذات الصلة‪.‬‬
‫المتحركة‪ )8(،‬وتموضعها في بلوك بحري محدّد من أجل الوصول‬ ‫ّ‬ ‫على ضوء تنفيذ األنشطة البتروليّة البحريّة بواسطة المنشآت‬
‫المتحركة‪ ،‬تستطيع الدّولة الساحليّة تحديد ما إذا كان‬
‫ّ‬ ‫لنقطة الحفر‪/‬االنتاج‪ ،‬وعبر تحديد الوضع القانوني لتلك المنشآت البتروليّة‬
‫اختصاصها القضائي شامل تلك المنشأة أم أنّها تُعتبر خاضعة الختصاص قضائي دّولي آخر (دولة ال َعلَم)‪ ،‬وذلك لتجنّب تنازع‬
‫التلوث المحتمل ولضمان التشغيل اآلمن‬ ‫االختصاصات القضائيّة للدول وتعقيد األمور من ناحية تح ّمل المسؤوليّات القانونيّة عن ّ‬
‫لتلك المنشآت‪ .‬من هذا المنطلق‪ ،‬ت ُطرح إشكالية هذه الدراسة حول آلية تعامل أحكام الممارسات الدولية في تحديد االختصاص‬
‫منطقتي البحر اإلقليمي والمنطقة االقتصادية الخالصة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫القضائي للدولة الساحلية على ضوء تموضع المنشأة البترولية فوق‬
‫بنا ًء على ما تقدّم‪ ،‬سترتكز دراستنا على تحليل االختصاص الجزائي للدولة الساحليّة فوق منشآت البترول البحريّة (‪،)1‬‬
‫كما وتحليل االختصاص المدني للدّولة الساحليّة فوق منشآت البترول البحريّة (‪ ،)2‬عالوة على تحليل االختصاص المتعلّق‬
‫بالمسائل الجمركيّة‪ ،‬الماليّة والهجرة إزاء تلك المنشآت (‪.)3‬‬

‫‪Page 3 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫االختصاص الجزائي للدولة الساحلية فوق منشآت البترول البحرية‬

‫‪ .1‬االختصاص الجزائي للدولة الساحلية فوق منشآت البترول البحرية‬


‫نطاق البحار اإلقليمية‬
‫(‪)11‬‬
‫تمتدّ السيادة الوطنيّة التي تتمتّع بها الدّولة الساحليّة على أراضيها إلى الحدّ الخارجي للمياه الداخليّة والبحر اإلقليمي‪.‬‬
‫الجوي فوق البحر اإلقليمي وكذلك إلى قاعه وباطن أرضه‪ ،‬وتُمارس هذه السيادة ضمن النطاق‬ ‫كما تمتدّ هذه السيادة إلى الحيّز ّ‬
‫ُ‬ ‫(‪)12‬‬
‫بحق المرور البريء للسفن ذات األعالم األجنبيّة (إذا اعتبرت منشأة البترول‬ ‫ّ‬ ‫التشريعي والقضائي‪ )11(،‬ولكنّها تكون مقيّدة‬
‫ّإال أنّه من ّ‬
‫حق الدّولة‬ ‫)‬‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬
‫مارة عبر بحرها اإلقليمي دون تمييز في ال َعلَم ودون رسوم عبور‪.‬‬ ‫البحريّة على أنّها سفينة)(‪ )13‬ال ّ‬
‫الالزمة في بحرها اإلقليمي لمنع أي مرور ال يكون بريئًا‪ ،‬م ّما يعني أنّه يجب ّأال تشارك السفينة في أي‬ ‫الساحليّة اتخاذ التدابير ّ‬
‫خطيرا يُخالف‬
‫ً‬ ‫من األنشطة المختلفة ال ُمدرجة في المادة ‪ 18‬من االتفاقيّة (مثل االنخراط في أي عمل يكون "تلويثًا مقصودًا أو‬
‫(‪)15‬‬
‫االتفاقيّة)‪.‬‬
‫ظم اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار بدقّة ممارسة االختصاص الجزائي على متن أو فيما يتعلّق بمنشأة بترول‬
‫َب ْيدَ أنَّه ال ت ُن ّ‬
‫في البحر اإلقليمي‪ ،‬بالتالي يجب مناقشته بموجب المبادئ العا ّمة للقانون الدّولي واألحكام ذات الصلة لإلتفاقيّة وممارسات‬
‫الدّول‪.‬‬
‫بادئ ذي بدء‪ ،‬يُمكن اعتبار أنواع معيّنة من منشآت البترول‪ ،‬مثل سفن الحفر )‪ ،(Drilling ships‬بمثابة سفن وبالتالي‬
‫فهي تخضع لنفس نظام القانون الدّولي التي تخضع لهُ السفن عندما تتواجد في البحر اإلقليمي لدولة ساحليّة لغرض المرور‬
‫فإن الوضع القانوني يختلف إذا كانت سفن الحفر هذه موجودة في البحر اإلقليمي لدولة ساحليّة بغرض‬ ‫البريء‪ )16(.‬مع ذلك‪َّ ،‬‬
‫حفر اآلبار أو استخراج البترول‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬إذا ت ّم ارتكاب أنشطة جرميّة‪ ،‬من هي الدّولة التي لها اختصاص التد ّخل‪ ،‬الدولة‬
‫صة نفطيّة ثابتة مملوكة لدولة‬
‫الساحليّة أم الدّولة المالكة لسفينة الحفر؟ ماذا سيكون الوضع القانوني عند ارتكاب جريمة على من ّ‬
‫أو لشركة أجنبيّة في المياه اإلقليميّة لدولة ساحليّة‪.‬‬
‫تمر عبر البحر اإلقليمي‪ ،‬دون أن تشارك في األنشطة االستكشافيّة أو اإلنتاجيّة‬ ‫من الواضح أنّه إذا كانت سفينة الحفر ّ‬
‫للموارد الطبيعيّة وفقًا للمادة ‪ 27‬واألحكام األخرى ذات الصلة من اتفاقيّة قانون البحار‪ ،‬فإنّها تخضع للقوانين والمراسيم نفسها‬
‫أن منشأة‬‫كسفن تجاريّة وحكوميّة تعمل لغرض تجاري‪ .‬بنا ًء على تلك القوانين واألحكام ذات الصلة‪ ،‬فبدون دليل ُمسبق على ّ‬
‫بتروليّة (باعتبارها سفينةً) ترفع علَ ًما أجنبيًّا تنتهك القواعد الدوليّة داخل الوالية التنظيميّة للدّولة الساحليّة‪ّ ،‬‬
‫فإن قيام األخيرة‬
‫بإيقاف أو تفتيش منشأة أجنبيّة داخل مياهها من المحتمل أن يعرقل مرورها البريء وبالتالي انتهاك أحكام اتفاقيّة قانون‬
‫البحار‪ )17(.‬بالمقابل‪ ،‬عندما يش ّكل سلوك أحد أفراد الطاقم على متن المنشأة األجنبيّة داخل البحر اإلقليمي للدّولة الساحليّة جريمةً‬
‫التحرك وتوقيف الفاعل والتحقيق معه بصدد الجريمة ال ُمرتكبة‪ ،‬ولكن فقط إذا‬ ‫ّ‬ ‫بموجب قوانين تلك األخيرة‪ ،‬يجوز لها حينها‬
‫امتدّت نتائج الجريمة إلى الدّولة الساحليّة‪ )19(،‬أو إذا كانت الجريمة تزعزع سلم الدّولة أو بحسن النظام في البحر اإلقليمي‪ ،‬أو‬
‫بنا ًء لطلب ربّان السفينة أو ممثل دبلوماسي أو موظف قنصلي لدولة ال َعلَم مساعدة السلطات المحليّة‪ .‬كما تعترف المادة ‪ 27‬بحق‬
‫الدّولة الساحليّة بالصعود على السفينة وإجراء اعتقاالت والتحقيق بالجرائم المتعلّقة باالتجار غير المشروع بالمخدّرات أو المواد‬
‫التي تؤثّر على العقل‪ ،‬حيث أنّه ال يمكن تفسير وضع الشرط األخير ّإال على أساس االتجاه المتزايد نحو "دوليّة" االختصاص‬
‫(‪)18‬‬
‫القضائي في جرائم محدّدة كاالختطاف والمخدّرات واإلرهاب‪ ،‬على سبيل المقارنة مع الحالة التاريخيّة للقرصنة‪.‬‬
‫ارة خالل البحر اإلقليمي‪ ،‬من أجل توقيف أي‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ال يجوز للدّولة الساحليّة أن تتّخذ تدابير على ظهر منشأة أجنبيّة م ّ‬
‫شخص أو إجراء أي تحقيق بصدد أيّة جريمة ارتُكبت قبل دخول المنشأة البحر اإلقليمي إذا كانت األخيرة قادمة من ميناء أجنبي‬
‫(‪)21‬‬
‫ومارة فقط خالل البحر اإلقليمي دون دخول المياه الداخليّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫َب ْيدَ أنّه عند انخراط سفينة الحفر بأنشطة االستكشاف واإلنتاج بإذن من الدّولة الساحليّة ضمن بحرها اإلقليمي أو فيما ّ‬
‫يتعلق‬
‫بمنشآت البترول الثابتة التي تملكها شركات نفط أجنبيّة أو دول غير الدّولة الساحليّة‪ ،‬ففي هذا الوضع القانوني للمنشأة األجنبيّة‬
‫تمر عبر البحر‬ ‫ال يمكن تطبيق المادة ‪ 27‬من االتفاقيّة التي تُعنى صراحةً باالختصاص الجزائي على متن سفينة أجنبيّة ّ‬
‫اإلقليمي‪ .‬لذلك‪ ،‬بالنظر لالختصاص القضائي الحصري للدّولة الساحليّة فوق بحرها اإلقليمي‪ ،‬مع مراعاة حقيقة ّ‬
‫أن اتفاقيّة األمم‬
‫أن أيًّا من قواعد القانون الدّولي وأحكام قانون‬‫المتّحدة لقانون البحار ال تُعالج هذه المسألة بشكل مباشر‪ ،‬من ال ُمر ّجح ضمنًا َّ‬
‫البحار ال تحول دون إنفاذ قانون الجزائي للدّولة الساحليّة إزاء منشآت البترول البحريّة التي تملكها دول غير الدّولة‬
‫سا على ذلك‪ ،‬يمكن القول أيضًا أنّه من خالل المادّتين ‪ 21‬و‪ 33‬من اتفاقيّة قانون البحار‪ ،‬قد تكون الدّولة‬ ‫الساحليّة‪ )21(.‬قيا ً‬
‫الساحليّة قادرة على تطبيق قانونها الجزائي على منشآت البترول البحريّة في بحارها اإلقليميّة‪ .‬تُمنح الدّولة الساحليّة الحق‬

‫‪Page 4 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫االختصاص الجزائي للدولة الساحلية فوق منشآت البترول البحرية‬

‫متنوعة من األغراض (سالمة المالحة‪ ،‬حماية المنشآت والكابالت‬ ‫باعتماد أنظمة وإنفاذ قوانينها في بحرها اإلقليمي لمجموعة ّ‬
‫ّ‬
‫بالتلوث المحتمل)‪ ،‬حتى فيما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخطوط األنابيب‪ ،‬منع خرق قوانين وأنظمة الدّولة الساحليّة الجمركيّة أو الضريبيّة أو تلك المتعلقة‬
‫يتعلّق بالحق الثابت للدول األخرى في المرور البريء‪ )22(.‬بالمثل‪ ،‬يجوز للدّولة الساحليّة في منطقتها المتاخمة بأن تُمارس‬
‫الالزمة من أجل ‪ -1‬منع خرق قوانينها وأنظمتها الجمركيّة أو الضريبيّة أو المتعلّقة بالهجرة أو الص ّحة داخل إقليمها أو‬ ‫السلطة ّ‬
‫(‪)23‬‬
‫بحرها اإلقليمي‪ -2 .‬المعاقبة على أي خرق للقوانين واألنظمة المذكورة حصل داخل إقليمها أو بحرها اإلقليمي‪.‬‬
‫مخولة لتطبيق قانونها الجزائي على‬ ‫فإن هذا القياس مع المادّتين ‪ 21‬و‪ 33‬ال يُثبت ب َّ‬
‫أن الدّولة الساحليّة ّ‬ ‫الرغم من ذلك‪ّ ،‬‬ ‫على ّ‬
‫المتحركة كسفينة الحفر‪ ،‬في بحرها اإلقليمي‪ .‬تُطبّق أحكام‬
‫ّ‬ ‫المنشآت‬ ‫ّما‬ ‫ي‬‫س‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ّة)‬ ‫ي‬‫الدول‬ ‫التشريعات‬ ‫في‬ ‫قص‬‫ّ‬ ‫ن‬‫(ال‬ ‫ّة‬ ‫ي‬‫البترول‬ ‫المنشآت‬
‫ّ‬
‫المادّتين المذكورتين فقط على اإلجراءات الوقائيّة والعقابيّة فيما يتعلق داخل وعلى متن المنشأة البحريّة‪.‬‬

‫نطاق المنطقة االقتصادية الخالصة والجرف القاري‬


‫أن هذا المفهوم ُمقيّد داخل المنطقة االقتصاديّة الخالصة‬ ‫أحد أهم مبادئ القانون الدّولي للبحار مبدأ حريّة البحار‪ّ .‬إال َّ‬
‫ً‬
‫القاري ببعض الحقوق الحصريّة للدّولة الساحليّة إزاء تلك المناطق‪ .‬نتيجة لالختصاص القضائي غير الواضح من‬ ‫ّ‬ ‫والجرف‬
‫جانب الدّولة الساحليّة إزاء ما وراء البحار اإلقليميّة‪ ،‬قد تتداخل مبادئ القانون الدّولي وقانون الدّولة الساحليّة فيما يتعلّق بتطبيق‬
‫اختصاصها الجزائي فوق منشآت البترول البحريّة‪ ،‬عالوة ً على احتمال نشوب نزاع بين قانون الدّولة الساحليّة وقوانين الدول‬
‫(‪)24‬‬
‫األخرى المعنيّة‪.‬‬
‫بأن حقوق الدّولة الساحليّة فيما يتعلّق‬
‫قضت محكمة العدل الدوليّة في قضيّة )‪َّ “North Sea Continental Shelf”(25‬‬
‫القاري التي تش ّكل امتدادًا طبيعيًّا ألراضيها البريّة داخل البحر وتحته‪ ،‬قائمة بحكم الواقع ومنذ بدايته‪ ،‬بحكم سيادتها‬
‫ّ‬ ‫بالجرف‬
‫على األرض‪ ،‬وامتدادًا لها في ممارسة حقوقها السياديّة بهدف استكشاف البحر واستغالل موارده الطبيعيّة‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬حقوقها‬
‫صها‪ ،‬فهذا شأن خاص بها‪ ،‬ولكن ال‬ ‫"حصرية" بحيث إذا لم تختر الد ّولة الساحليّة استكشاف أو استغالل مناطق الجرف التي تخ ّ‬
‫(‪)26‬‬
‫يجوز ألي شركة أو دولة أخرى القيام بذلك دون موافقتها‪.‬‬
‫القاري حقوقًا سياديّة ألغراض‬
‫ّ‬ ‫بموجب أحكام اتفاقيّة األمم المتّحدة لقانون البحار‪ ،‬تمارس الدّولة الساحليّة على الجرف‬
‫القاري و"انفصاله‬
‫ّ‬ ‫الجرف‬ ‫حدود‬ ‫استكشاف واستغالل مواردها الطبيعيّة‪ )27(.‬يتعامل مفهوم الحقوق "السياديّة" مع معنى و‬
‫إن عبارة "ألغراض استكشاف واستغالل مواردها الطبيعيّة"‬ ‫القانوني عن المياه ومواردها الطبيعيّة الحيّة"‪ .‬عالوة على ذلك‪َّ ،‬‬
‫يُقصد بها حصر الحقوق السياديّة للدّولة الساحليّة في قاع البحر ومواردها الطبيعيّة(‪ )29‬وترك موارد المياه ّ‬
‫حرة‪ .‬بالتالي‪ ،‬ال‬
‫القاري‪ )28(.‬لهذا‪ ،‬من‬
‫ّ‬ ‫تدخل الموارد غير الطبيعيّة نطاق الحقوق السياديّة للدّولة الساحليّة حتّى لو كانت موجودة في الجرف‬
‫خولة ممارسة االختصاص القضائي الجزائي والسيطرة على األنشطة والطاقم الموجودين‬ ‫المنطقي القول ّ‬
‫بأن الدّولة الساحليّة ُم َّ‬
‫(‪)31‬‬
‫على متن المنشأة البحريّة (بغض النظر عن جنسيّتهم)‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تتمتّع الدّولة الساحليّة في المنطقة االقتصاديّة الخالصة بحقوق سياديّة لغرض استكشاف واستغالل‬
‫وحفظ الموارد الطبيعيّة للمياه التي تعلو البحر ولقاع البحر وباطن أرضه كما واستكشاف واالستغالل االقتصادي‪ )31(،‬عالوة‬
‫خولة لتفسير‬ ‫على تمتّع تلك الدّولة بوالية قضائيّة خالصة (حصريّة) على المنشآت البتروليّة‪ )32(.‬م ّما يعني َّ‬
‫أن الدّولة الساحليّة ُم ّ‬
‫(‪)33‬‬
‫وتطبيق قوانينها وأنظمتها‪ ،‬بما في ذلك القانون الجزائي‪ ،‬في حدود منطقتها االقتصاديّة الخالصة‪.‬‬
‫تسمح اتفاقيّة قمع األعمال غير المشروعة المو ّجهة ضدّ سالمة المالحة البحريّة(‪ )34‬للدول األطراف بتجريم بعض األعمال‬
‫الجرميّة المتع ّمدة‪ ،‬مثل ممارسة عمل من أعمال العنف ضدّ شخص على ظهر السفينة أو تدمير السفينة(‪ )35‬أو إلحاق الضرر بها‬
‫المجرمة)‪ )36(،‬وإلقاء العقوبة‬‫ّ‬ ‫يعرض المالحة اآلمنة للخطر (باإلضافة إلى غيرها من األفعال‬ ‫أو بطاقمها األمر الذي قد ّ‬
‫المناسبة التي تأخذ بعين االعتبار خطورة تلك الجرائم‪ .‬ت ُطبّق أحكام هذه االتفاقيّة إذا كانت السفينة تُبحر أو تزمع االبحار في مياه‬
‫واقعة وراء الحدود الخارجيّة للبحر اإلقليمي لدولة ما‪ ،‬أو الحدود الجانبيّة لهذا البحر مع الدول المجاورة‪ )37(.‬تجدر اإلشارة إلى‬
‫المتحركة مثل‬
‫ّ‬ ‫أن هذه االتفاقية ال تتناول ّإال الجرائم المتعلّقة بالسفن‪ .‬بمعنى أنّه تخضع أنواعًا معيّنة من منشآت البترول‬ ‫َّ‬
‫المنشآت الغاطسة )‪ (Submersible Drilling Barge‬أو سفن الحفر )‪ (Drill Ships‬لقواعد االتفاقيّة ألنّها تُعتبر "سفنًا"‬
‫أن بروتوكول ‪ 1899‬الخاص بها قد‬ ‫لغايات االتفاقيّة‪ )39(،‬دون المنشآت البحريّة الثابتة (المثبّتة بشكل دائم في قاع البحر)‪َ .‬ب ْيدَ َّ‬
‫صات (المنشآت) الثابتة‪ .‬تُطبّق أحكام بروتوكول‬
‫)‬‫‪38‬‬ ‫(‬
‫تعامل بشكل خاص مع قضيّة األعمال غير المشروعة المو ّجهة ضدّ المن ّ‬
‫لقاري للدّولة الساحليّة‪ ،‬كما تنطبق أيضًا وفق المادة ‪ 1‬منه‪ ،‬مع ما يستلزم‬ ‫صات الثابتة(‪ )41‬القائمة على الجرف ا ّ‬ ‫‪ 2115‬على المن ّ‬
‫مكر ًرا ثانيًا عندما تُرتكب الجرائم‬ ‫مكر ًرا و‪ّ 2‬‬ ‫من تعديل‪ ،‬المواد الالزمة(‪ )41‬على األفعال الجرميّة التي تنص عليها المواد ‪ 2‬و‪ّ 2‬‬

‫‪Page 5 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫االختصاص الجزائي للدولة الساحلية فوق منشآت البترول البحرية‬

‫الالزمة إلقرار‬ ‫يخول البروتوكول الدول األطراف التخاذ التدابير ّ‬


‫القاري‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫صات ثابتة تقع على الجرف‬ ‫على متن أو ضدّ من ّ‬
‫مكر ًرا ثانيًا عند ارتكاب الجرم ضدّ من ّ‬
‫صة ثابتة‬ ‫مكر ًرا و‪ّ 2‬‬
‫اختصاصها القانوني على الجرائم المنصوص عنها في المواد ‪ 2‬و‪ّ 2‬‬
‫القاري لتلك الدّولة أو من قبل أحد رعاياها‪ )42(.‬بالتالي‪ ،‬ال يجوز للدّول األطراف‬
‫ّ‬ ‫أو على متنها أثناء تواجدها على الجرف‬
‫القاري ألغراض‬ ‫ّ‬ ‫صات ثابتة على جرفها‬ ‫ّ‬
‫تطبيق قانونها الجزائي على جميع الجرائم المرتكبة على متن السفن أو فيما يتعلق بمن ّ‬
‫االتفاقيّة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يُعتقد أ َّن االختصاص الجزائي للدّولة الساحليّة قد ت ّم توسيعه ألغراض البروتوكول الخاص بها‪ ،‬في جرائم‬
‫صات الثابتة والتي تُعتبر خطوة ً بنّاءة نحو إنشاء صك دّولي فيما يتعلّق بتطبيق القانون المختص فوق‬ ‫معيّنة‪ ،‬لتشمل المن ّ‬
‫صات الثابتة‪.‬‬
‫المن ّ‬
‫صة لتطبيق قانونها الجزائي على األنشطة إزاء منشآت‬‫سن عدد من البلدان تشريعات خا ّ‬ ‫بالنسبة للممارسات الدّوليّة‪َّ ،‬‬
‫القاري والمنطقة االقتصاديّة الخالصة‪ ،‬نستذكر أهمها‪:‬‬
‫البترول البحريّة على الجرف ّ‬
‫أشار قانون الجرائم المرتكبة في البحر األسترالي لعام ‪ )43(2111‬على َّ‬
‫أن الوالية القضائيّة الجزائيّة األستراليّة تنطبق على‬
‫الجرائم المرتكبة في المنطقة الواقعة خارج حدود المنطقة المالصقة وداخلها(‪ (Adjacent Area) )44‬كما تنطبق على الجرائم‬
‫(‪)45‬‬
‫القاري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المرتكبة في منطقة تطوير البترول المشتركة فيما يتعلّق باستكشاف واستغالل الجرف‬
‫(‪)46‬‬
‫مع المنشآت البتروليّة البحريّة داخل هاتين‬ ‫القاري القبرصي‬
‫ّ‬ ‫يتعامل قانون المنطقة االقتصاديّة الخالصة والجرف‬
‫المنطقتين‪ ،‬ألغراض االختصاص الجزائي‪ ،‬كما لو كانت تقع في منطقة نيقوسيا‪.‬‬
‫)‪(47‬‬

‫القاري واستغالل موارده الطبيعيّة(‪ )49‬على َّ‬


‫أن منشآت البترول‬ ‫ّ‬ ‫يتض ّمن القانون الفرنسي المتع ّلق باستكشاف الجرف‬
‫مقر المحاكم التي تقع ضمن‬
‫ّ‬ ‫ومناطق األمان تخضع للقانون الجزائي وأصول اإلجراءات الجزائيّة المعمول بها في‬
‫(‪)48‬‬
‫اختصاصها‪.‬‬
‫القاري‪ ،‬حيث يُطبّق‬
‫ّ‬ ‫القاري البريطاني لعام ‪ )51(1864‬إلى وضع أحكام تتع ّلق باستكشاف الجرف‬ ‫ّ‬ ‫يهدف قانون الجرف‬
‫(‪)51‬‬
‫القانون الجزائي والمدني على األفعال أو اإلغفاالت التي تحدث في مياه إقليميّة معيّنة ويتعامل مع مسألة المالحقة القضائيّة‬
‫)‪(52‬‬
‫للجرائم المنصوص عنها في هذا القانون‪.‬‬
‫صت المادة ‪ 17.5‬من قانون العقوبات على أ ّنه تُطبّق الشريعة الجزائيّة فوق‬ ‫أ ّما فيما يتع ّلق بالتشريعات اللبنانيّة‪ ،‬فقد ن ّ‬
‫ّ‬
‫القاري‪ .‬بالتالي‪ ،‬أكد األخير بتطبيق التشريع الجزائي اللبناني بمختلف‬
‫ّ‬ ‫المنطقة المتاخمة والمنطقة االقتصاديّة الخالصة والجرف‬
‫التطورات فوق المياه االقليميّة اللبنانيّة‪ ،‬األمر الذي يستتبع‪ ،‬والحال هذه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫قوانينه بمادّة وحيدة دون تعديلها العتبارات مواكبة‬
‫صات م ّما يترك فجوة قانونيّة قد تستعملها‬
‫صة باجراءات المالحقة الجزائيّة فوق المن ّ‬ ‫النّقص الحاد ّ في التشريعات الجزائيّة المخت ّ‬
‫لتهرب من جرائمها ال ُمرتكبة‪.‬‬‫لزمة من أجل ا ّ‬ ‫الشركات ال ُم َّ‬

‫‪Page 6 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫االختصاص المدني للدولة الساحلية فوق منشآت البترول البحرية‬

‫‪ .2‬االختصاص المدني للدولة الساحلية فوق منشآت البترول البحرية‬


‫دعاوى التعويض عن األضرار‪ ،‬اإلصابة والوفاة‬
‫صة البترول البحريّة‪ )53(.‬بالمقابل‪ ،‬تتواجد مخاطر محتملة قد ّ‬
‫يتعرض لها‬ ‫عادة ً ما يعمل عدد كبير من العاملين على متن من ّ‬
‫صة‪ ،‬مثل السقوط من على الحفارات أو الرافعات أو أجزاء أخرى منها‪ ،‬عالوة على اإلصابات الناتجة عن سقوط‬ ‫طاقم المن ّ‬
‫األجسام‪ ،‬كذلك الجروح من األدوات والمعدّات المختلفة‪.‬‬
‫ال يحتوي القانون الدّولي على أي أحكام تتعلّق بمسألة أي قانون واجب تطبيقه في الدعاوى المدنيّة للتعويض عن األضرار‬
‫فإن القانون الواجب التطبيق في مسألة إصابة مدنيّة أو وفاة هي‬ ‫صة بترول بحريّة‪ .‬لذلك‪ّ ،‬‬
‫أو اإلصابات الوقعة على متن من ّ‬
‫ص ة‪.‬‬
‫تخص القانون الدّولي الخاص في عمومه سواء في مجال القانون الواجب التطبيق أو في تعيين الجهة القضائيّة المخت ّ‬
‫ّ‬ ‫مسألة‬
‫أشارت اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار إلى أحكام معيّنة فيما يتعلّق باالختصاص المدني(‪ )54‬كما هو مطبّق على السفن‬
‫األجنبيّة في البحر اإلقليمي‪ )55(،‬ولكنّها ال تسلّط الضوء على وجه التحديد في تطبيق أي اختصاص مدني فيما يتعلّق بمنشآت‬
‫البترول ال ُمقامة في المياه االقليميّة (ال سيّما إذا قدّمت الدعوى المدنيّة بمعزل عن الدعوى الجزائيّة في تشريعات الدّولة‬
‫التلوث بالبترول الناجمة عن‬
‫ّ‬ ‫صا مدنيًّا فيما يتعلّق بإصابات وأضرار‬
‫الداخليّة)‪ .‬مع ذلك‪ ،‬قد يكون للدّولة الساحليّة اختصا ً‬
‫المنشآت البحريّة بنا ًء على سيادتها داخل بحرها اإلقليمي‪ )56(.‬قد ّمت العديد من الدول تشريعات تتعلّق باالختصاص القضائي‬
‫المدني على متن أو فيما يتعلّق بمنشآت البترول البحريّة‪ ،‬نستذكر أه ّمها‪:‬‬
‫عالجت تشريعات الواليات المتحدة األمريكيّة وسوابقها القضائيّة إلى حدّ ما اإلصابات الشخصيّة والوفيّات على متن‬
‫منشآت البترول‪ .‬يحتوي قانون تعويض ع ّمال الموانئ(‪ )57‬على أحكام للتعويض فيما يتعلّق باإلصابات المهنيّة‪ ،‬األمراض‪،‬‬
‫القاري للواليات المتحدة‪ )59(.‬كما يتناول قانون‬
‫ّ‬ ‫اإلعاقات والوفاة ضدّ أصحاب العمل على متن منشأة بحريّة تتواجد على الجرف‬
‫ُصرح ب َّ‬
‫أن القوانين المدنيّة والجزائيّة لكل‬ ‫القاري‪ ،‬وي ّ‬
‫ّ‬ ‫القاري(‪ )58‬مسألة حاالت اإلصابة الشخصيّة على الجرف‬ ‫ّ‬ ‫أراضي الجرف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والية متالصقة‪ ،‬سارية المفعول في الوقت الحالي أو التي ت ّم تبنيها أو تعديلها أو التي سيتم إلغاؤها فيما بعد‪ ،‬على أنها قانون‬
‫القاري الخارجي والجزر االصطناعيّة والهياكل‬ ‫ّ‬ ‫الواليات المتحدة بالنسبة لذلك الجزء من باطن األرض وقاع البحر من الجرف‬
‫الثابتة )‪ (Fixed Structures‬القائمة عليها‪ ،‬والتي ستكون داخل منطقة الوالية إذا امتدّت حدودها باتجاه البحر إلى الحدود‬
‫(‪)61‬‬
‫القاري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الخارجيّة للجرف‬
‫عالوة على ما سبق‪ ،‬يُطبّق قانون الص ّحة والسالمة في العمل لعام ‪ 1874‬لدى المملكة المتّحدة(‪ (U.K.) )61‬على األنشطة‬
‫والمنشآت البحريّة ذات الصلة‪" ،‬وجميع العمليّات المتعلّقة بمسح وإعداد قاع البحر للتركيب البحري" وعلى بعض األنشطة‬
‫(‪)62‬‬
‫المتعلّقة بتشغيل المنشآت البحريّة كالتفتيش‪ ،‬االختبار‪ ،‬البناء والصيانة‪.‬‬
‫أ ّما فيما يتعلّق بالتشريعات اللبنانيّة‪ ،‬لم تُشر القوانين والمراسيم ذات الصلة بشكل مباشر على تطبيق القوانين المدنيّة فوق‬
‫(‪)63‬‬
‫ي الموجبات والعقود‬ ‫المنشآت البتروليّة البحريّة‪ ،‬ولكن أشارت بشكل عام إلى إجراءات الوقاية والصحة والسالمة في قانون ّ‬
‫وقانون العمل‪ )64(،‬كما أشار إلى ذلك قانون رقم ‪ 2111/132‬المتعلّق باألنشطة البتروليّة في المياه البحريّة اللبنانيّة واتفاقيّة‬
‫(‪)65‬‬
‫(‪)67‬‬
‫االستكشاف واإلنتاج للرقعتين ‪ 4‬و‪ )66(،8‬باإلضافة إلى المرسوم المتعلّق باألنظمة والقواعد المتعلّقة باألنشطة البتروليّة‪.‬‬

‫اصطدام السفن بمنشآت البترول البحرية وفق االتفاقيات الدولية‬


‫(اتصاال) عرضيًّا بين سفينتين أو بين سفينة وجسم عائم آخر‪ .‬بينما‬ ‫ً‬ ‫كلمة "تصادم" في سياق قانون البحار تعني حادثًا‬
‫متورطة في تصادم مع سفينة أخرى أو منشأة‬ ‫ّ‬ ‫ع ُّرفت دعوى التصادم(‪ )69‬بأنّها دعوى مرفوعة فيما يتعلّق بخسارة أو تلف سفينة‬
‫نظرا ّ‬
‫ألن‬ ‫طها الدعوى‪ً .‬‬ ‫نفطيّة أو رصيف بحري‪ ،‬حيث يكون التحقّق من الخطأ وتحديد األضرار هي المسألة األساسيّة التي تخ ّ‬
‫المتحركة ال تُعتبر سفنًا في القانون الدّولي‪َّ ،‬‬
‫فإن االتفاقيّات‬ ‫ّ‬ ‫المنشآت البتروليّة الثابتة وحتّى أنواعًا ُمعيّنة من المنشآت البحريّة‬
‫أن منشآت‬ ‫الدوليّة المتعلّقة بالتصادم ال تنطبق على منشآت البترول ّإال في الحاالت التي تنص فيها االتفاقيّة أو يُستنتج منها ب َّ‬
‫(‪)68‬‬
‫البترول هي موضوع االتفاقيّة‪.‬‬
‫إن مسألة اصطدام السفن بمنشآت البترول وفق القانون الدّولي تُثير قضيّةً مثيرة ً للجدل‪ ،‬وهي ما إذا كانت تُعتبر منشآت‬
‫َّ‬
‫متحركة في البحر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صة كأشياء غير‬ ‫البترول موضوع اتفاقيّات االصطدام سفنًا أو تدخل ضمن فئتها الخا ّ‬

‫‪Page 7 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫االختصاص المدني للدولة الساحلية فوق منشآت البترول البحرية‬

‫أن االصطدام هو فعل يحدث بين السفن المبحرة أو بين السفن المبحرة وسفن‬ ‫أشارت اتفاقيّات التصادم لعام ‪ )71(1852‬إلى َّ‬
‫المالحة الداخليّة‪ )71(،‬كما أشارت إلى التصادم وأي حادث مالحي آخر يتعلّق بسفينة بحريّة‪ )72(.‬لم تحدّد هذه االتفاقيّات مصطلح‬
‫بأن التشريع المحلّي يجب أن ّ‬
‫يقرر ما إذا‬ ‫"المركب البحري" )‪ (Vessel‬أو "السفينة" )‪ .(Ship‬لذلك‪ ،‬من الممكن االستنتاج َّ‬
‫(‪)73‬‬
‫كانت أحكام هذه االتفاقيّة قابلة للتطبيق على االصطدامات التي تحدث بين السفن ومنشآت البترول البحريّة‪.‬‬
‫أن أحكامها ستُطبّق على جميع المراكب المتواجدة في‬ ‫أشارت االتفاقيّة الدوليّة لمنع التصادم في البحار لعام ‪ )74(1872‬إلى َّ‬
‫أعالي البحار‪ ،‬وك ّل المياه المتّصلة بها والصالحة للمالحة‪ )75(.‬كما َّ‬
‫عرفت السفينة بأنّها كل أنواع المراكب المائيّة‪ )76(.‬بالتالي‪،‬‬
‫صة سفن‬ ‫المتحركة من أي نوع‪ ،‬وخا ّ‬‫ّ‬ ‫بأن أحكام هذه االتفاقيّة قد تنطبق فقط على منشآت البترول البحريّة‬ ‫من المر ّجح القول َّ‬
‫الحفر‪.‬‬

‫‪Page 8 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫اختصاص الدولة الساحلية إزاء المسائل الجمركية‪ ،‬المالية والهجرة‬

‫‪ .3‬اختصاص الدولة الساحلية إزاء المسائل الجمركية‪ ،‬المالية والهجرة‬


‫وفقًا ألحكام المادة ‪ 61.2‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪ ،‬تتمتّع الدّولة الساحليّة بالوالية الخالصة (الحصريّة) على‬
‫الجزر االصطناعيّة والمنشآت والتركيبات‪ ،‬بما في ذلك الوالية المتعلّقة بالقوانين واألنظمة الجمركيّة والضريبيّة والصحيّة‬
‫وقوانين وأنظمة السالمة والهجرة‪ .‬بالتالي‪ ،‬يُمكن طرح عدد من األسئلة القانونيّة الدوليّة المتعلّقة بتلك األمثلة المذكورة في المادة‬
‫‪ 61.2‬من االتفاقيّة‪ .‬كما ال يتّضح من أحكام اتفاقيّة قانون البحار أي دولة لها االختصاص القضائي‪ ،‬على سبيل المثال فيما يتعلّق‬
‫القاري للدّولة الساحليّة التي يتم إنشاؤها وتشغيلها من قبل دولة‬ ‫ّ‬ ‫بالجمارك والهجرة‪ ،‬فوق المنشآت البتروليّة القائمة على الجرف‬
‫أجنبيّة بإذن من الدّولة المضيفة‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالمسائل الجمركية‬


‫لزمة إحضار السلع والمعدّات إلى المنشآت البحريّة الستخدامها في األنشطة البتروليّة أو ألغراض تتعلّق‬ ‫يجوز للشركة ال ُم َّ‬
‫أن قوانين وأنظمة الجمارك للدّولة الساحليّة ستُطبّق فيما يتعلّق بتلك المنشآت في مياهها الداخليّة‬ ‫بتلك األنشطة‪ .‬ال شكّ في َّ‬
‫وبحرها اإلقليمي بسبب بسط سيادة الدّولة الساحليّة فوق أراضيها ومياهها الداخليّة حت ّى بحرها اإلقليمي‪.‬‬
‫أن الدّولة الساحليّة‪ ،‬بغض النظر ع ّمن يمتلك أو يبني منشأة‬ ‫يُفهم من صياغة المادة ‪ 61.2‬من اتفاقيّة قانون البحار على َّ‬
‫القاري أو المنطقة االقتصاديّة الخالصة‪ ،‬الدّولة الساحليّة أم الشركة األجنبيّة‪ ،‬لها اختصاص فيما‬‫ّ‬ ‫البترول فوق منطقت ْي الجرف‬
‫ولكن األمر الذي يخلق تعقيدات إداريّة‪ .‬من الممكن القول بأنَّه من الصعب تطبيق‬ ‫َّ‬ ‫يتعلّق بقوانين الجمارك إزاء تلك المناطق‪،‬‬
‫أن قوانين الجمارك‪،‬‬ ‫القوانين واألنظمة الجمركيّة للدّولة الساحليّة عندما يتم إنشاء المنشآت وتشغيلها من قبل دولة أخرى‪َ .‬ب ْيدَ َّ‬
‫على عكس القوانين الجزائيّة‪ ،‬ال تُعتبر مسألة نزاع دّولي خطير فيما يتعلّق بمنشآت البترول‪ ،‬حيث يرجع ذلك جزئيًّا إلى َّ‬
‫أن‬
‫وأن كميّة البضائع والمعدّات المستوردة إلى المنشآت محدودة‪.‬‬ ‫صة البترول َّ‬‫عددًا محدودًا من األشخاص يعملون على متن من ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرغم من الصعوبات اإلدارية‪ ،‬فإن الدّولة الساحليّة لها اختصاص قضائي في جميع الحاالت فيما يتعلق‬ ‫لذلك‪ ،‬نستنتج أنّه على ّ‬
‫أن مسألة‬‫القاري والمنطقة االقتصاديّة الخالصة‪ .‬تجدر اإلشارة إلى َّ‬‫ّ‬ ‫صات البحريّة فوق الجرف‬ ‫بقانون الجمارك إزاء تلك المن ّ‬
‫االختصاص ال ُمتعلّق بقوانين وأنظمة الجمارك على المنشآت البحريّة في أعالي البحار (المنطقة) خارج حدود الوالية الوطنيّة لم‬
‫(‪)77‬‬
‫تحدّدها اتفاقيّة األمم المتّحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫سن عدد من الدول تشريعات محليّة تحتوي على بعض األحكام التي تُطبّق على الرسوم‬ ‫بالنسبة للممارسات الدوليّة‪ّ ،‬‬
‫القاري والمنطقة االقتصاديّة الخالصة‪ .‬من أه ّمها القانون الفرنسي المتعلّق‬
‫ّ‬ ‫الجرف‬ ‫فوق‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫الجمركيّة إزاء منشآت البترول البحر‬
‫خول ضبّاط الجمارك فحص المنشآت والجزر االصطناعيّة‬ ‫ّ‬
‫القاري واستغالل موارده الطبيعيّة والذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫باستكشاف الجرف‬
‫القاري‬
‫ّ‬ ‫والتركيبات في أي وقت‪ ،‬كما سمح لهم بتفتيش وسائل النقل ال ُمستخدمة الستكشاف أو استغالل الموارد الطبيعيّة للجرف‬
‫(‪)79‬‬
‫أو المنطقة االقتصاديّة الخالصة داخل مناطق األمان‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالمسائل المالية‬


‫مرة‬
‫تتعلق بمنشآت البترول‪ّ .‬‬‫تُعتبر المسائل الماليّة الحكوميّة‪ ،‬التأمين والضرائب من أهم األمثلة على القضايا الماليّة التي ّ‬
‫أخرى‪ ،‬على غرار المسائل الجمركيّة‪ ،‬تتمتّع الدّولة الساحليّة باالختصاص القضائي فيما يتعلّق بتلك المسائل فوق المنشآت في‬
‫القاري والمنطقة االقتصاديّة الخالصة‪ .‬بالتالي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بحرها اإلقليمي‪ ،‬وبموجب المادة ‪ 61.2‬من اتفاقيّة قانون البحار‪ ،‬على الجرف‬
‫القاري أو المنطقة االقتصاديّة الخالصة بإذن‬
‫ّ‬ ‫في الحاالت التي تُنشئ فيها شركة بترول أجنبيّة منشأة بحريّة فوق منطقة الجرف‬
‫من الدّولة الساحليّة‪ ،‬قد يكون لهذه األخيرة االختصاص القضائي فيما يتعلّق ببعض المسائل الماليّة مثل الضرائب‪ .‬مع ذلك‪ّ ،‬‬
‫فإن‬
‫المسائل الماليّة المنطبقة على المنشآت البتروليّة التي أقامتها شركة أجنبيّة موضوعًا للبتّ فيها عبر اتفاق ثنائي‪.‬‬
‫أن السلطة(‪ )78‬ليس لديها االختصاص القضائي المتعلّق بالمسائل الماليّة مثل فرض‬ ‫تجدر اإلشارة في هذا الصدد‪ ،‬إلى ّ‬
‫(‪)91‬‬
‫صات الحفر واإلنتاج في منطقة قاع البحر الدّوليّة‪.‬‬
‫الضرائب على من ّ‬
‫القاري والمنطقة االقتصاديّة‬
‫ّ‬ ‫وضعت بعض الدّول أحكا ًما فيما يتعلّق بالمسائل الماليّة إزاء منشآت البترول فوق الجرف‬
‫نص التشريع الفرنسي على أنّه ألغراض تطبيق قوانين الضرائب‪ ،‬يجب اعتبار الموارد نفسها ُمستخرجة من‬ ‫الخالصة‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫(‪)91‬‬
‫القاري الفرنسي‪ .‬كما أشار قانون التشريعات الضريبيّة المتعلقة باألحكام الضريبيّة اللبناني على إعفاء الشركات من‬ ‫ّ‬ ‫الجرف‬
‫(‪)92‬‬
‫ضريبة األمالك المبينّة بخصوص اإلنشاءات‪ ،‬التركيبات والمركبات ال ُمستخدمة للقيام باألنشطة البتروليّة‪.‬‬

‫‪Page 9 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫اختصاص الدولة الساحلية إزاء المسائل الجمركية‪ ،‬المالية والهجرة‬

‫فيما يتعلق بمسائل الهجرة‬


‫منطقي القول بأ ّنه يتواجد عدد كبير من العاملين على متن منشآت البترول البحريّة‪ .‬والعديد منهم راعايا أجانب ليسوا من‬
‫الدّولة الساحليّة‪ .‬بدورها‪ ،‬تمنح اتفاقيّة قانون البحار االختصاص القضائي إزاء منشآت البترول البحريّة ال ُمقيمة فوق منطقة‬
‫القاري بما يتعلّق بمسائل الهجرة إلى الدّولة الساحليّة من أجل السيطرة على حركة‬ ‫ّ‬ ‫المنطقة االقتصاديّة الخالصة والجرف‬
‫الحق في وضع أحكام تتعلّق بتوظيف األشخاص وتنقّالتهم عبر‬ ‫ّ‬ ‫األشخاص ألغراض الهجرة‪ .‬هذا يعني ّ‬
‫أن للدّولة الساحليّة‬
‫منشآت البترول في المنطقتين المذكورتين‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أنّه على ّ‬
‫الرغم من إنشاء شركة‪/‬دولة أجنبيّة لمنشأة بحريّة بإذن‬
‫من الدّولة الساحليّة‪ ،‬تسري قوانين وأنظمة األخيرة ما لم يُتّفق على خالف ذلك‪.‬‬

‫‪Page 10 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫خاتمة‬

‫خاتمة‬
‫تنص أحكام اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار على قواعد محدّدة تتع ّلق باالختصاص القضائي إزاء منشآت البترول‬
‫البحريّة‪ .‬ضمن المياه الداخليّة والبحر اإلقليمي‪ ،‬يسري القانون الجزائي والقانون المدني للدّولة الساحليّة فوق منشآت البترول‬
‫المتحركة‪ ،‬ال‬
‫ّ‬ ‫البحريّة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬هناك آراء وممارسات مختلفة بين الدّول تتعلّق بالقانون المعمول به على متن المنشآت البحريّة‬
‫المتحركة على أنّها سفن‪ ،‬يمكن تطبيق نهج الدّولة‬
‫ّ‬ ‫صات البترول‬‫سيّما سفن الحفر في المياه الداخليّة‪ .‬إذا تعاملت دولة ما مع من ّ‬
‫الساحليّة باعتبارها سفنًا أجنبيّة في موانئها ومياهها الداخليّة بالنظر إلى كونها سفينة حفر‪ .‬في الحاالت التي ّ‬
‫تمر فيها سفينة الحفر‬
‫عبر البحر االقليمي‪ ،‬دون أن تشارك في عمليات استكشاف أو استغالل موارده الطبيعيّة‪ ،‬قد تخضع لنفس األنظمة التي تخضع‬
‫والمتحركة المملوكة‬
‫ّ‬ ‫مارة عبر البحر االقليمي‪ .‬كما يجوز إنفاذ قانونها الجزائي على متن منشآت البترول الثابتة‬‫لها سفينة أجنبيّة ّ‬
‫لدول أجنبيّة تعمل في استكشاف واستغالل النفط والغاز‪.‬‬
‫بموجب المادة ‪ 61.2‬من اتفاقيّة قانون البحار‪ ،‬تتمتّع الدّولة الساحليّة باالختصاص القضائي الحصري‪ ،‬بما في ذلك القانون‬
‫القاري والمنطقة االقتصاديّة الخالصة‪ .‬وتمتدّ تلك الحقوق الحصريّة لتشمل‬
‫ّ‬ ‫الجزائي‪ ،‬فوق منشآت البترول ال ُمقامة على جرفها‬
‫القاري أو منطقتها االقتصاديّة الخالصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جرفها‬ ‫على‬ ‫قائمة‬‫المنشآت التي تديرها دول غير الدّولة الساحليّة ال‬
‫صات البترول أو فيما يتعلّق بها للقانون الدّولي الخاص‪ .‬إذ تُطبّق قواعد‬
‫تخضع مسألة االختصاص القضائي المدني فوق من ّ‬
‫ً‬
‫القانون الدّولي عندما تكون األضرار واإلصابات ناتجة عن خطأ أو خرقا للقانون الدّولي‪ .‬بدوره‪ ،‬وضعت العديد من البلدان‬
‫أحكا ًما تتعلّق باالختصاص القضائي المدني فوق أو على متن منشآت البترول‪.‬‬
‫تتمتّع الدّولة الساحليّة وف ًقا ألحكام اتفاقيّة قانون البحار بسلطة قضائيّة حصريّة فوق منشآت البترول القائمة على جرفها‬
‫القاري أو منطقتها االقتصاديّة الخالصة في المسائل التي تتعلّق بقوانين وأنظمة الجمارك‪ ،‬الضرائب‪ ،‬الص ّحة‪ ،‬السالمة والهجرة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عيّنت األخيرة بشكل واضح وفق‬ ‫بدوره‪ ،‬س ّنت العديد من البلدان أحكا ًما تشريعيّة معيّنة تتعلّق بتلك المسائل المذكورة‪ ،‬حيث ُ‬
‫أحكام االتفاقيّة‪.‬‬
‫الرغم من الصالحيات ال ُمعطاة للدّولة الساحليّة لممارسة اختصاصاتها إزاء منشآت البترول البحريّة‪ ،‬ال بدّ من‬ ‫وعليه‪ ،‬على ّ‬
‫ً‬
‫تعديل بعض نصوص اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار مستقبال بإصدار صياغة جديدة تعالج بشكل أوضح مدى سلطة الدّولة‬
‫المباشرة فوق متن المنشأة البحريّة وكيفيّة اتخاذ االجراءات الجزائيّة و‪/‬أو المدنيّة على متنها‪.‬‬

‫‪Page 11 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫المراجع‬

‫المراجع‬
‫إن قواعد اإلختصاص القضائي الدّولي هي مجموعة القواعد التي تبيّن حدود والية المحاكم في ما يخص العالقات‬ ‫(‪ّ )1‬‬
‫القانونيّة ذات العنصر األجنبي إزاء محاكم الدول األجنبيّة التي تنازع هذا االختصاص‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫أن‬
‫صة دوليًّا يجب أن تتمتّع باألسبقيّة في العرض قبل مسألة تنازع القوانين‪ ،‬فقبل‬ ‫البحث مسألة البحث عن المحكمة المخت ّ‬
‫ً‬
‫أن يحدّد القاضي المعروض أمامه النزاع ما هو القانون الواجي التطبيق على الخصومة‪ ،‬عليه ّأوال أن يبحث عن مدى‬
‫اختصاصه من عدمه للنظر في النزاع وذلك باعتبار موضوع تنازع االختصاص مسألة أوليّة‪.‬‬
‫(‪ )2‬تش ّكل المياه الداخليّة (باستثناء ما هو منصوص عليه في الجزء الرابع) بأنّها المياه الواقعة على الجانب المواجه ّ‬
‫للبر‬
‫من خط األساس للبحر اإلقليمي جز ًءا من المياه الداخليّة للدولة‪ .‬أشارت اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار على أنّه‬
‫ميال بحريًّا مقيسة من خطوط األساس‬ ‫الحق في أن تحدّد عرض بحرها اإلقليمي بمسافة ال تتجاوز ‪ً 12‬‬ ‫ّ‬ ‫لك ّل دولة‬
‫والذي يُعتبر هذا األخير الحد األدنى للجزر على امتداد الساحل‪ .‬أنظر المادة ‪ 3‬عرض البحر اإلقليمي‪ ،‬المادة ‪ 5‬خط‬
‫األساسي العادي والمادة ‪ 9‬المياه اإلقليمية من الجزء الثاني البحر اإلقليمي والمنطقة المتاخمة وذلك من اتفاقيّة األمم‬
‫المتحدة لقانون البحار المو ّقعة بتاريخ ‪ 1892/12/11‬في مونتيغوباي (الجاماييك) وقد أُدخلت حيّز التنفيذ بتاريخ‬
‫‪ ،1884/11/16‬وقد صادق عليها لبنان بموجب قانون رقم ‪ 285‬تاريخ ‪ ،1884/2/22‬الجريدة الرسميّة‪ ،‬العدد ‪،11‬‬
‫تاريخ ‪ ،1884/3/11‬ص‪.11 .‬‬
‫(‪ )3‬أشارت المادة ‪ 55‬النظام القانوني المميز للمنطقة االقتصادية الخالصة من الجزء الخامس المنطقة االقتصادية‬
‫الخالصة على أنّها المنطقة الواقعة وراء البحر اإلقليمي ومالصقة له‪ ،‬كما أشارت المادة ‪ 57‬عرض المنطقة‬
‫االقتصادية على أنّها ال تمتدّ أكثر من ‪ 211‬ميل بحري من خطوط األساس التي يُقاس منها عرض البحر اإلقليمي‪ .‬كما‬
‫صت المادة ‪ 76‬تعريف الجرف القاري على أنّه "يشمل ألي دولة ساحليّة قاع وباطن أرض المساحات المغمورة‬ ‫ن ّ‬
‫[‪ ]...‬حتّى الطرف الخارجي للحافّة القاريّة‪ ،‬أو إلى مسافة ‪ 211‬ميل بحري من خطوط األساس [‪."]...‬‬
‫‪(4) Hossein Esmaeili, PhD Dissertation entitled “The Legal Regime of Offshore Oil Rigs in‬‬
‫‪International Law”, Faculty of Law at University of New South Wales, Australia, 1999,‬‬
‫‪P. 142.‬‬
‫‪(5) Anne Bardin, Coastal State’s Jurisdiction over Foreign Vessels, Pace International Law‬‬
‫‪Review, Vol. 14, Issue 1, April 2002, P. 29.‬‬
‫(‪ )6‬لالستزادة في موضوع الطبيعة الماديّة لمنشأة البترول البحريّة ووضعها القانوني أنظر‪ :‬مصطفى المصري‪ ،‬الوضع‬
‫القانوني لمنشآت البترول البحرية المتحركة‪ -‬المنظور الدولي‪ ،‬مجلّة الحقوق والعلوم السياسيّة‪ ،‬كليّة الحقوق والعلوم‬
‫السياسيّة واإلداريّة‪ ،‬الجامعة اللبنانيّة‪ ،‬المجلّد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2121 ،31‬ص‪.‬ص‪.371-346 .‬‬
‫(‪ )7‬أشارت المادة ‪ 33‬من اتفاقيّة قانون البحار إلى أنّه للدولة الساحليّة‪ ،‬في منطقة محاذية للبحر االقليمي تُس ّمى منطقة‬
‫متاخمة‪ ،‬تُمارس الدولة الساحليّة سيطرتها الالزمة من أجل منع خرق قوانينها مرعيّة اإلجراء على أن ال تمتد هذه‬
‫ميال بحريًّا من خطوط األساس التي يُقاس منها البحر اإلقليمي‪.‬‬ ‫المنطقة المتاخمة إلى أبعد من ‪ً 24‬‬
‫(‪ )9‬أنظر المادة ‪ 2.1‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫(‪ )8‬ألغراض هذه الدراسة‪ ،‬تُعتبر "منشآت البترول البحرية المتحركة" على أنها تشمل المنشآت البحريّة التالية‪:‬‬
‫‪A. Floating Rigs:‬‬
‫‪1- Semi-Submersible‬‬
‫‪2- Drillships‬‬
‫)‪3- Floating Production, Storage and Offloading Units (FPSOs‬‬
‫‪B. Bottom Supported:‬‬
‫‪4- Tension Leg Platforms‬‬
‫‪5- Jackup Platforms‬‬
‫)‪6- Single Point Anchor Reservoir (SPAR‬‬
‫أن شروط تطبيق الصالحيّة اإلقليميّة للدولة اللبنانيّة ُمناط بـ ‪ -1‬وقوع الجريمة كليًّا أو جزئيًّا‬ ‫(‪ )11‬تجدر اإلشارة هنا إلى َّ‬
‫‪ -2‬داخل النطاق اإلقليمي اللبناني‪ ،‬وهذا األخير ذو وجهان‪ :‬اإلقليم الطبيعي واإلقليم اإلعتباري‪ .‬بالتالي‪ ،‬أشارت المادة ‪ 17.1‬من‬
‫قانون العقوبات اللّبناني بأنّه يُعتبر البحر اإلقليمي من األقاليم الطبيعيّة للدولة وهو يخضع لسيادة الدّولة حتى تستطيع الدفاع عن‬
‫أغراضها األمنيّة واالقتصاديّة‪ ،‬فإذا وقعت جريمة فإنّها تُعا َمل وكأ ّنها وقعت في األرض اللبنانيّة‪.‬‬

‫‪Page 12 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫المراجع‬

‫(‪ )11‬المادة ‪ 2.2‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪ .‬لالستزادة أنظر‪ :‬منصوري محمد‪ ،‬مذكرة ماستر بعنوان صالحيات‬
‫الدولة الساحلية على مناطقها البحرية في إطار اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار (مونتيغوباي ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،)1892‬كليّة‬
‫الحقوق في جامعة قسنطينة‪ ،-1-‬الجزائر‪ ،2114 ،‬ص‪.55 .‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )12‬أشارت المادة ‪ 19‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار إلى معنى المرور بأنه المالحة خالل البحر اإلقليمي لغرض‬
‫اجتياز هذا البحر دون دخول المياه الداخليّة أو التوقّف في مرسى أو في مرفق مينائي يقع خارج المياه الداخليّة [‪ ،]...‬كما أشارت‬
‫يضر بسلم الدّولة الساحليّة أو بحسن نظامها أو بأمانها [‪.]...‬‬‫ّ‬ ‫المادة ‪ 18‬إلى معنى المرور البريء بأنّه المرور الذي ال‬
‫(‪ )13‬للمزيد من المعلومات حول تعريف السفينة حسب القضايا والممارسات الدّوليّة‪ ،‬أنظر‪ :‬مصطفى المصري‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ 353 .‬وما يليها‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )14‬أنظر المواد ‪ 24 ،17‬و‪ 26‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫(‪ )15‬أنظر المواد ‪ 21.1 ،18‬و‪ ،25.1‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪(16) Hossein Esmaeili, Op. Cit., P. 114.‬‬
‫(‪ )17‬المادة ‪ 24‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫أن المادة ‪ 15‬من قانون العقوبات اللبناني على أنه تعد الجريمة ُمقترفة في األرض‬ ‫(‪ )19‬تجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫اللبنانيّة ‪ -1 :‬إذا ت ّم على هذه األرض أحد العناصر التي تؤلف الجريمة أو فعل من أفعال جريمة غير مجتزئة أو فعل اشتراك‬
‫أصلي أو فرعي‪ -2 .‬إذا حصلت النتيجة في هذه األرض أو كان متوقّعًا حصولها فيها‪ .‬لالستزادة في هذا الموضوع أنظر‪ :‬سمير‬
‫عالية وهيثم عالية‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العقوبات‪ -‬القسم العام‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2111 ،‬ص‪ 149 .‬وما يليها‪.‬‬
‫‪(19) Hossein Esmaeili, Op. Cit., P. 115; Anne Bardin, Op. Cit., P. 37.‬‬
‫(‪ )21‬المادة ‪ 27.5‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫ُ‬
‫(‪ )21‬أشارت إليه المادة ‪ 17.5‬من قانون العقوبات اللبناني إلى أنّه يمتدّ تطبيق الشريعة الجزائيّة فوق األراضي التي تعتبر‬
‫متحركة أم ال)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صات الثابتة وهل هي‬ ‫المشرع نوع هذه المن ّ‬
‫ّ‬ ‫صات الثابتة (دون أن يذكر‬ ‫بحكم األرض اللبنانيّة ومنها المن ّ‬
‫(‪ )22‬المادة ‪ 21‬الفقرات (أ)‪( ،‬ب)‪( ،‬ج)‪( ،‬و)‪( ،‬ح) من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫(‪ )23‬المادة ‪ ،33‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪(24) Hossein Esmaeil, Op. Cit., P. 118.‬‬
‫;‪(25) North Sea Continental Shelf Cases (Federal Republic of GERMANY/DENMARK‬‬
‫‪Federal Republic of GERMANY/NETHERLANDS), Judgment, I.C.J. Reports, 20 Feb 1969, P. 22‬‬
‫‪at [¶ 19].‬‬
‫(‪ )26‬وهذا ما أشارت إليه فيما بعد المادة ‪ 77.2‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫(‪ )27‬المادة ‪ ،77.1‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫(‪ )29‬تتألّف الموارد الطبيعيّة من الموارد المعدنيّة وغيرها من الموارد غير الحيّة لقاع البحر وباطن أرضها‪ .‬للمزيد أنظر‬
‫المادة ‪ ،77.4‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫القاري‪ .‬لهذا‪َّ ،‬‬
‫إن‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )28‬على سبيل المثال‪ ،‬ال يقع حطام السفينة الملقاة على الجرف في نطاق الحقوق السياديّة فوق الجرف‬
‫الحقوق السياديّة تتميّز بعدم شموليّة النطاق المادّي‪ .‬حول هذه النقطة‪ ،‬يجب التمييز بين الحقوق السياديّة والسيادة اإلقليميّة‪.‬‬
‫‪Yoshifumi Tanaka, The International Law of the Sea, Cambridge University Press, 2012, P.‬‬
‫‪142.‬‬
‫القاري هي حقوق مكانية (إقليمية) بمعنى أنّه يمكن ممارستها فقط داخل‬ ‫ّ‬ ‫إن الحقوق على الجرف‬ ‫(‪ )31‬من حيث المبدأ‪َّ ،‬‬
‫الحيّز المعيّن بغض النظر عن جنسيّة الطاقم أو السفن‪Id, P. 143 .‬‬
‫(‪ )31‬المادة ‪ 56.1‬من اتفاقيّة األمم المتّحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫(‪ )32‬المادة ‪ ،61.2‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫بأن االتفاقيّة توسّع‬ ‫(‪ )33‬إذا ت ّمت قراءة المادة ‪ 77‬من اتفاقيّة قانون البحار باالقتران مع المواد ‪ 61 ،56‬و‪ 91‬يمكن فهم َّ‬
‫القاري والمنطقة‬‫ّ‬ ‫الحقوق السياديّة واالختصاص القضائي للدّولة الساحليّة لتشمل جميع الجزر االصطناعيّة والمنشآت على الجرف‬
‫االقتصاديّة الخالصة‪ .‬أنظر أيضًا في الطبيعة القانونيّة للمنطقة االقتصاديّة الخالصة واختالف اآلراء حولها‪ :‬صالح الدين عامر‪،‬‬
‫القانون الدولي للبحار‪ -‬دراسة ألهم أحكام اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لعام ‪ ،1892‬دار النهضة العربيّة‪ ،1893 ،‬ص‪.‬‬
‫‪ 251‬وما يليها‪.‬‬
‫(‪ )34‬الموقّعة بتاريخ ‪ 1899/3/11‬في روما‪-‬إيطاليا‪ ،‬أُدخلت حيّز التنفيذ بتاريخ ‪1882/3/1‬؛ صادق عليها لبنان بموجب‬
‫قانون رقم ‪ 281‬تاريخ ‪ ،1884/2/22‬الجريدة الرسميّة‪ ،‬العدد ‪ ،12‬تاريخ ‪ ،1884/3/24‬ص‪.12 .‬‬

‫‪Page 13 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫المراجع‬

‫عرفت المادة ‪" 1.1‬السفينة" لغايات اتفاقيّة قمع األعمال غير المشروعة (ال ُمعدّلة الح ًقا وفق بروتوكول ‪ 2115‬الذي‬ ‫ّ‬ ‫(‪)35‬‬
‫ّ‬
‫قر في لندن‪-‬المملكة المتحدة بتاريخ ‪ 2115/11/14‬وأدخل حيّز التنفيذ تاريخ ‪ )2111/7/29‬بأنها أي مركب مهما كان نوعه غير‬ ‫ّ‬ ‫أ ُ َّ‬
‫ي مركب عائم‬ ‫مثبّت تثبيتًا دائ ًما بقاع البحر‪ ،‬بما في ذلك الزوارق ذات الدفع الديناميكي‪ ،‬والمراكب القابلة للتشغيل المغمور‪ ،‬وأ ّ‬
‫آخر‪.‬‬
‫(‪ )36‬المادة ‪ ،3‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫(‪ )37‬المادة ‪ ،4‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪(38) For more information about the Submersible Barge, see: Claiborne McCarty v. SERVICE‬‬
‫‪CONTRACTING, INC., U.S. District Court, E.D. Louisiana (Baton Rouge Division) [25/9/1970],‬‬
‫‪317 F. Supp. 629, P. 630.‬‬
‫صة الثابتة" بأنّها الجزيرة االصطناعيّة‪ ،‬أو منشأة‪ ،‬أو هيكل م ّما قد ثُبّت تثبيتًا دائ ًما بقاع البحر‬ ‫عرفت المادة ‪" 1.3‬المن ّ‬ ‫َّ‬ ‫(‪)38‬‬
‫بغرض استكشاف أو استغالل الموارد أو أليّة أغراض اقتصاديّة أخرى‪ .‬بروتوكول قمع األعمال غير المشروعة المو ّجهة ضدّ‬
‫القاري (الذي عد َّل بروتوكول سنة ‪ )1899‬والّذي عُقد في لندن‪-‬المملكة‬ ‫ّ‬ ‫صات الثابتة لعام ‪ 2115‬القائمة في الجرف‬ ‫سالمة المن ّ‬
‫المتّحدة بتاريخ ‪ 2115/11/14‬وأدخل حيّز التنفيذ تاريخ ‪.2111/7/29‬‬
‫إن مصطلح المنشأة الثابتة ُمرادف لمصطلح المنصة الثابتة‪.‬‬ ‫(‪ )41‬ألغراض هذا البحث‪ّ ،‬‬
‫مكر ًرا و‪ 5‬و‪5‬‬
‫(‪ )41‬أحكام الفقرات الفرعية ‪( 1‬ج) و(د) و(ه) و(و) و(ز) و(ح) و‪( 2‬أ) من المادة ‪ ،1‬وأحكام المواد ‪ّ 2‬‬
‫مكر ًرا‪ ،‬من اتفاقيات قمع األعمال‬ ‫مكر ًرا ثانيًا و‪ّ 12‬‬ ‫مكر ًرا و‪ّ 11‬‬ ‫مكر ًرا و‪ ،7‬وأحكام المواد من ‪ 11‬الي‪ ، 16‬بما فيها المواد ‪ّ 11‬‬ ‫ّ‬
‫غير المشروعة الموجهة ضد سالمة المالحة البحرية‪ ،‬في صيغتها المعدلة بموجب بروتوكول عام ‪ 2115‬التفاقية قمع األعمال‬
‫غير المشروعة الموجهة ضد سالمة المالحة البحرية‪.‬‬
‫(‪ )42‬لالستزادة أنظر المادة ‪ 3‬من بروتوكول ‪.2115‬‬
‫‪(43) Australian Act. N. 13 (2000) relating to the Crimes at the Sea, as amended by Act. N. 31,‬‬
‫‪2014.‬‬
‫‪(44) Id, Schedule 1, Part 6.‬‬
‫‪(45) Id, Part 3; Part 3A; Schedule 1, Part 2.‬‬
‫‪(46) Act N. 64(I) relating to the Exclusive Economic Zone and Continental Shelf Law (2004),‬‬
‫‪as amended by Act N. 97(I), 2014.‬‬
‫‪(47) Id, Part IV: 8B-1 (a); 9.‬‬
‫‪(48) Act N. 68-1181 relating to the exploration of the Continental Shelf and the Exploitation‬‬
‫– ‪of its Natural Resources (1968), Repealed by Ordinance No. 2016-1687 of December 8, 2016‬‬
‫‪Art. 57.‬‬
‫‪(49) Id, Art. 42-54.‬‬
‫‪(50) UK Continental Shelf Act N. 28 (1964), as amended by the Act. N. 62, 2019.‬‬
‫‪(51) Id, Section 7 (1)(2)(3).‬‬
‫‪(52) Id, Section 7 (4).‬‬
‫صة البترول البحريّة أثناء مرحلة تطوير األنشطة البتروليّة من ‪ 25‬إلى ‪51‬‬ ‫(‪ )53‬قد يصل عدد المقاولين على متن من ّ‬
‫ً‬
‫مقاوال‪.‬‬
‫ّ‬
‫بالتصرفات والوقائع المتعلقة باألشخاص‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )54‬يُقصد باالختصاص المدني هنا‪ ،‬مدى اختصاص سلطات الدّولة الساحليّة‬
‫التي تحدث على متن المنشأة البحريّة‪ ،‬وكذلك مدى االختصاص على المنشأة ذاتها‪ ،‬أي مدى جواز توقيع الحجز االحتياطي أو‬
‫التنفيذي عليها‪.‬‬
‫(‪ )55‬المادة ‪ 29‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪ .‬لالستزادة أنظر‪ :‬بوزيدي خالد‪ ،‬مذ ّكرة ماستر بعنوان "النظام‬
‫القانوني لسيادة الدولة على إقليمها البحري"‪ ،‬كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة في جامعة أبي بقر بلقايد‪ ،‬الجزائر‪ ،2114 ،‬ص‪.‬‬
‫‪ 43‬وما يليها‪.‬‬
‫(‪ )56‬المادة ‪ 2‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫‪(57) Longshoremen’s and Harbor Workers Compensation Act of 1972 (LHWCA), 33 U.S.C.‬‬
‫‪Ch. 18, § 901 et seq., as amended through Pub. L. 98-426, § 28 (a)-(g), Enacted Sept. 28, 1984.‬‬
‫‪(58) Id, § 904, 906.‬‬

‫‪Page 14 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬


‫مصطفى المصري‬ ‫‪Lebanon Law Review‬‬ ‫المراجع‬

‫‪(59) Outer Continental Lands Act of 1953, 43 U.S.C. Ch. 29, SubChapter III, § 1331 et seq.,‬‬
‫‪as amended through Pub. L. 95-372, § 203(b), Enacted Sep. 18, 1978.‬‬
‫‪(60) Id, § 1333 (a)-(2)(A).‬‬
‫‪(61) Health and Safety at Work Act of 1974.‬‬
‫‪(62) Statutory Instruments (SI) 1977 No. 1232, § 4 (1)-(a)(b).‬‬
‫(‪ )63‬أشارت المادة ‪ 647‬من قانون الموجبات والعقود اللبناني على صاحب العمل توفير ما يلزم من شروط السالمة‬
‫والص ّحة‪ ،‬وأن يسهر على اآلالت واألدوات بحيث ال ينجم عنها خطر على صحة األجراء وحياتهم‪ ،‬وأن يقوم بكل تدبير واجب‬
‫تستلزمه ماهيّة العمل لحماية حياو األجراء‪.‬‬
‫(‪ )64‬أنظر المادتين ‪ 61‬و‪ 62‬من قانون العمل اللبناني‪ .‬كذلك المرسوم رقم ‪.2114/11912‬‬
‫(‪ )65‬أنظر المواد ‪ 55 ،54‬و‪.58‬‬
‫(‪ )66‬أنظر المادة ‪.17.1‬‬
‫(‪ )67‬أنظر المواد ‪ 134 ،133 ،131 ،128 ،123 ،114 ،98‬و‪.135‬‬
‫‪(68) Hossein Esmaeili, Op. Cit., P. 132.‬‬
‫(‪ )68‬مصطفى المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.357-356 .‬‬
‫(‪ )71‬االتفاقيّة الدوليّة المتعلّقة بقواعد االختصاص القضائي المدني في مسائل االصطدام واالتفاقيّة الدوليّة لتوحيد بعض‬
‫القواعد المتعلّقة باالختصاص الجزائي في مسائل االصطدام أو حوادث المالحة األخرى‪ .‬كلتاهما وقّعتا في بروكسل بتاريخ‬
‫‪.1852/5/11‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )71‬المادة ‪ 1.1‬من اتفاقيّة االصطدام المتعلقة باالختصاص القضائي المدني‪.‬‬
‫(‪ )72‬المادة ‪ 1‬من اتفاقيّة االصطدام المتعلّقة بتوحيد بعض قواعد االختصاص الجزائي‪.‬‬
‫عرف قانون التجارة البحريّة اللبناني السفينة بأنّها كل مركب صالح للمالحة أيًّا كان محموله أو تسميته‪ ،‬وتعتبر جز ًءا‬ ‫َّ‬ ‫(‪)73‬‬
‫التفرعات الضروريّة الستثمارها‪ .‬يُنظر أيضًا في المواد المتعلّقة بالتصادم البحري ‪.244-233‬‬ ‫ّ‬ ‫من السفينة جميع‬
‫عدّلت الحقًا بتاريخ‬
‫أقرت في ‪ 1872/11/21‬وأدخلت حيّز التنفيذ بتاريخ ‪ُ ( 1877/7/15‬‬ ‫(‪ )74‬عُقدت هذه االتفاقيّة في لندن‪ّ ،‬‬
‫‪ .)1885/11/4‬إنض ّم إليها لبنان بموجب رقم ‪ 285‬تاريخ ‪ ،2111/12/31‬الجريدة الرسميّة‪ ،‬العدد ‪ ،3‬تاريخ ‪ ،2111/1/11‬ص‪.‬‬
‫‪.83‬‬
‫(‪ )75‬القاعدة )‪ ،1(a‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫(‪ )76‬القاعد )‪ ،3(a‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫(‪ )77‬تعني "المنطقة" قاع البحر والمحيطات وباطن أرضها خارج حدود الوالية الوطنيّة‪ .‬أنظر بشأن المسائل الجمركيّة‬
‫والمالية في المنطق المواد التالية‪ ،162.2 (o)(i) ،160.2 (f)(ii) ،193 ،147.2 (1) :‬المادة ‪ 17.1‬من الملحق ‪ 3‬وذلك من‬
‫اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬
‫‪(78) Art. 35.‬‬
‫عرفت المادة )‪ 1.1 (2‬من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار "السلطة" بأنّها السلطة الدّوليّة لقاع البحر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪)78‬‬
‫(‪ )91‬أنظر المادتين ‪ 171‬و‪ ،193.1‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪(81) Art. 33.‬‬
‫(‪ )92‬المادة ‪ 15‬من قانون رقم ‪ ،2117/57‬الجريدة الرسميّة‪ ،‬العدد ‪ ،49‬تاريخ ‪ ،2117/11/12‬ص‪.3484 .‬‬

‫‪Page 15 of 15‬‬ ‫‪©2021 HAQQ, LLC.‬‬

You might also like