Professional Documents
Culture Documents
ممارسة الاختصاص القضائي للدولة الساحلية إزاء منشآت البترول البحريّة- المنظور الدولي
ممارسة الاختصاص القضائي للدولة الساحلية إزاء منشآت البترول البحريّة- المنظور الدولي
ممارسة الاختصاص القضائي للدولة الساحلية إزاء منشآت البترول البحريّة- المنظور الدولي
مصطفى المصري
باحث ومستشار قانوني
صص في عقود صناعة البترول
طالب دكتوراه ،تخ ّ
ماجستير بحثي في قانون األعمال.
مقدمة
تُعد مسألة االختصاص القضائي( )1للدّولة الساحليّة المتع ّلق بالبناء والتح ّكم بمنشآت البترول البحريّة إضافةً للجرائم
ال ُمرتكبة من قبل الطاقم الموجود على متنها ضمن مناطق بحريّة مختلفة مسألةً مه ّمة لدى القانون الدّولي ،إذ قد يُثار التساؤل
()2
حول سلطة االختصاص إزاء منشآت البترول وأنشطة طاقمها خارج المياه الداخليّة وبحرها اإلقليمي ).(Territorial Sea
يتورطون في جرائم مختلفة كالسرقة أو االعتداء ّ تبعًا لذلك ،عادة ً ما يكون هناك عدد من العاملين على متن المن ّ
صة البحريّة قد
أو حتّى القتل .باإلضافة إلى ذلك ،يمكن أن تؤدّي بعض األنشطة ،مثل أعمال التصميم والهندسة ،إلى خسارة الممتلكات وكذلك
اإلصابة الشخصيّة ووفاة العاملين على متنها .لهذا ،يمكن أن تكون مسألة ماهيّة القانون المدني والجزائي ال ُمطبّق فوق المنشأة،
صة عندما تكون ممارسة الدّولة الساحليّة الختصاصها القضائي فوق منشآت البترول في بعض الحاالت ،مسألة نزاع دّولي خا ّ
()3
القاري
ّ الجرف فوق و (Exclusive Economic )Zone الخالصة ّة ياالقتصاد المتحركة العاملة في المنطقة
ّ البحريّة
()4
) (Continental Shelfغير واضحة.
غالبًا ما تدّعي الدّولة الساحليّة تأكيد واليتها القضائيّة فوق المنشأة األجنبيّة في مناطق بحريّة محدّدة .كما تحاول هذه
الدّولة تنظيم أنشطة ُمعيّنة للمنشأة البحريّة ضمن نطاق تلك المناطق من خالل فرض رسوم على المنشآت/السفن األجنبيّة،
مر السنينُ ،منحت الدولة الساحليّة مزيدًا من السلطة على مساحة أوسع بالتالي ُمغازلة مفهوم االختصاص القضائي .على ّ
ظم حقوق وواجبات الدولة الساحليّة فحسب ،إنّما ين ّ
ظم وأوسع فوق المياه االقليميّة .فمنذ عام ،1892أوجد للبحر دستور ال ين ّ
أيضًا أنشطة السفن ال ُمبحرة في المناطق البحريّة المختلفة )5(.فإذا أنشأت دولة ما ،أو سمحت بإنشاء منشأة نفطيّة أو جزيرة
اصطناعيّة خارج بحرها اإلقليمي ،قد تُثار مسألة من لهُ الوالية القضائيّة على األنشطة واألشخاص العاملين على متنها .عالوةً
(متحركة أو ثابتة) وموقعها التشغيلي بشكل جذري على مسألة ّ على ذلك ،ستؤثّر الطبيعة الماديّة لمنشأة البترول البحريّة
َ ()6
االختصاص بين الدّولة الساحليّة ودولة العَلم.
أن نوعًا من السيادة اإلقليميّة فوق أعالي البحار غير متاح ،إذ يتّضح هذا األمر من خالل المادة بالمقابل ،من الواضح َّ
98من اتفاقيّة قانون البحار التي تنص على أنّه "ال يجوز أليّة دولة شرعًا أن تدّعي إخضاع أي جزء من أعالي البحار
لسيادتها" .بالتالي ،لن يكون للدولة ال ُمنشئة نفس الوالية القضائيّة الكاملة فيما يتعلّق بجميع المسائل القانونيّة المرتبطة بمنشآت
صة بها فوق أعالي البحار كما لديها على منشآتها داخل مياهها الداخليّة أو بحرها االقليميّ ،إال على سبيل البترول البحريّة الخا ّ
القياس مع االختصاص القضائي فوق السفن.
بالتالي ،تمنح اتفاقيّة األمم المتّحدة لقانون البحار ) (UNCLOSللدولة الساحليّة حقوقًا سياديّة بدرجات متفاوتة فوق
مناطق المياه اإلقليميّة المختلفة .هذه المناطق هي -1 :المياه الداخليّة؛ -2البحر اإلقليمي؛ -3المنطقة المتاخمة؛( -4 )7المنطقة
طط أدناه) .كما ت ُمنح الدّولة الساحليّة والية قضائيّة أكثر أو أقل فوق االقتصاديّة الخالصة؛ -5أعالي البحار (أنظر المخ ّ
أن الدّولة الساحليّة تتمتّع بسيادة
صة ووضعها التشغيلي .تجدر اإلشارة هنا إلى ّ صات البحريّة حسب مكان وجود هذه المن ّ المن ّ
()9
إقليميّة كاملة فوق مياهها الداخليّة وبحرها اإلقليمي مع بعض االمتيازات.
سا على ما تقدّم ،تتمثّل أهداف البحث موضوع الدراسة في تسليط الضوء على مسألة االختصاص القضائي للدّولة تأسي ً
ً
الساحلية من الناحية الجزائيّة والمدنيّة ،وفقا للممارسات الدوليّة ،حيث تستوضح مدى السلطة الممنوحة لتلك الدّولة ضمن
نظرا لما
المناطق البحريّة المختلفة ،أي السلطات التشريعيّة والقضائيّة .وقد ارتأى الباحث االقتصار على التشريعات الدّوليّة ً
ي البحر اإلقليمي والمنطقة ي في المفهوم الدّولي ،كما سيقتصر البحث على منطقت ّ تش ّكله هذه النقطة من غموض قانون ّ
االقتصاديّة الخالصة دون سواهما لما تُعطي هاتين المنطقتين من أهميّة لممارسات األنشطة البتروليّة البحريّة.
تكمن أهمية هذه الدراسة عمليًّا في تحليل النصوص المختلفة لألسس القانونيّة ال ُمتّبعة في تحديد االختصاص القضائي
للدولة الساحليّة بموجب أحكام الممارسات الدوليّة ،وذلك عبر تسليط الضوء على أهم االتفاقيّات والقضايا الدوليّة ذات الصلة.
المتحركة )8(،وتموضعها في بلوك بحري محدّد من أجل الوصول ّ على ضوء تنفيذ األنشطة البتروليّة البحريّة بواسطة المنشآت
المتحركة ،تستطيع الدّولة الساحليّة تحديد ما إذا كان
ّ لنقطة الحفر/االنتاج ،وعبر تحديد الوضع القانوني لتلك المنشآت البتروليّة
اختصاصها القضائي شامل تلك المنشأة أم أنّها تُعتبر خاضعة الختصاص قضائي دّولي آخر (دولة ال َعلَم) ،وذلك لتجنّب تنازع
التلوث المحتمل ولضمان التشغيل اآلمن االختصاصات القضائيّة للدول وتعقيد األمور من ناحية تح ّمل المسؤوليّات القانونيّة عن ّ
لتلك المنشآت .من هذا المنطلق ،ت ُطرح إشكالية هذه الدراسة حول آلية تعامل أحكام الممارسات الدولية في تحديد االختصاص
منطقتي البحر اإلقليمي والمنطقة االقتصادية الخالصة.
ْ القضائي للدولة الساحلية على ضوء تموضع المنشأة البترولية فوق
بنا ًء على ما تقدّم ،سترتكز دراستنا على تحليل االختصاص الجزائي للدولة الساحليّة فوق منشآت البترول البحريّة (،)1
كما وتحليل االختصاص المدني للدّولة الساحليّة فوق منشآت البترول البحريّة ( ،)2عالوة على تحليل االختصاص المتعلّق
بالمسائل الجمركيّة ،الماليّة والهجرة إزاء تلك المنشآت (.)3
متنوعة من األغراض (سالمة المالحة ،حماية المنشآت والكابالت باعتماد أنظمة وإنفاذ قوانينها في بحرها اإلقليمي لمجموعة ّ
ّ
بالتلوث المحتمل) ،حتى فيما
ّ ّ
وخطوط األنابيب ،منع خرق قوانين وأنظمة الدّولة الساحليّة الجمركيّة أو الضريبيّة أو تلك المتعلقة
يتعلّق بالحق الثابت للدول األخرى في المرور البريء )22(.بالمثل ،يجوز للدّولة الساحليّة في منطقتها المتاخمة بأن تُمارس
الالزمة من أجل -1منع خرق قوانينها وأنظمتها الجمركيّة أو الضريبيّة أو المتعلّقة بالهجرة أو الص ّحة داخل إقليمها أو السلطة ّ
()23
بحرها اإلقليمي -2 .المعاقبة على أي خرق للقوانين واألنظمة المذكورة حصل داخل إقليمها أو بحرها اإلقليمي.
مخولة لتطبيق قانونها الجزائي على فإن هذا القياس مع المادّتين 21و 33ال يُثبت ب َّ
أن الدّولة الساحليّة ّ الرغم من ذلكّ ، على ّ
المتحركة كسفينة الحفر ،في بحرها اإلقليمي .تُطبّق أحكام
ّ المنشآت ّما يس ال ، ّة) يالدول التشريعات في قصّ ن(ال ّة يالبترول المنشآت
ّ
المادّتين المذكورتين فقط على اإلجراءات الوقائيّة والعقابيّة فيما يتعلق داخل وعلى متن المنشأة البحريّة.
أن االصطدام هو فعل يحدث بين السفن المبحرة أو بين السفن المبحرة وسفن أشارت اتفاقيّات التصادم لعام )71(1852إلى َّ
المالحة الداخليّة )71(،كما أشارت إلى التصادم وأي حادث مالحي آخر يتعلّق بسفينة بحريّة )72(.لم تحدّد هذه االتفاقيّات مصطلح
بأن التشريع المحلّي يجب أن ّ
يقرر ما إذا "المركب البحري" ) (Vesselأو "السفينة" ) .(Shipلذلك ،من الممكن االستنتاج َّ
()73
كانت أحكام هذه االتفاقيّة قابلة للتطبيق على االصطدامات التي تحدث بين السفن ومنشآت البترول البحريّة.
أن أحكامها ستُطبّق على جميع المراكب المتواجدة في أشارت االتفاقيّة الدوليّة لمنع التصادم في البحار لعام )74(1872إلى َّ
أعالي البحار ،وك ّل المياه المتّصلة بها والصالحة للمالحة )75(.كما َّ
عرفت السفينة بأنّها كل أنواع المراكب المائيّة )76(.بالتالي،
صة سفن المتحركة من أي نوع ،وخا ّّ بأن أحكام هذه االتفاقيّة قد تنطبق فقط على منشآت البترول البحريّة من المر ّجح القول َّ
الحفر.
خاتمة
تنص أحكام اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار على قواعد محدّدة تتع ّلق باالختصاص القضائي إزاء منشآت البترول
البحريّة .ضمن المياه الداخليّة والبحر اإلقليمي ،يسري القانون الجزائي والقانون المدني للدّولة الساحليّة فوق منشآت البترول
المتحركة ،ال
ّ البحريّة .مع ذلك ،هناك آراء وممارسات مختلفة بين الدّول تتعلّق بالقانون المعمول به على متن المنشآت البحريّة
المتحركة على أنّها سفن ،يمكن تطبيق نهج الدّولة
ّ صات البترولسيّما سفن الحفر في المياه الداخليّة .إذا تعاملت دولة ما مع من ّ
الساحليّة باعتبارها سفنًا أجنبيّة في موانئها ومياهها الداخليّة بالنظر إلى كونها سفينة حفر .في الحاالت التي ّ
تمر فيها سفينة الحفر
عبر البحر االقليمي ،دون أن تشارك في عمليات استكشاف أو استغالل موارده الطبيعيّة ،قد تخضع لنفس األنظمة التي تخضع
والمتحركة المملوكة
ّ مارة عبر البحر االقليمي .كما يجوز إنفاذ قانونها الجزائي على متن منشآت البترول الثابتةلها سفينة أجنبيّة ّ
لدول أجنبيّة تعمل في استكشاف واستغالل النفط والغاز.
بموجب المادة 61.2من اتفاقيّة قانون البحار ،تتمتّع الدّولة الساحليّة باالختصاص القضائي الحصري ،بما في ذلك القانون
القاري والمنطقة االقتصاديّة الخالصة .وتمتدّ تلك الحقوق الحصريّة لتشمل
ّ الجزائي ،فوق منشآت البترول ال ُمقامة على جرفها
القاري أو منطقتها االقتصاديّة الخالصة.
ّ جرفها على قائمةالمنشآت التي تديرها دول غير الدّولة الساحليّة ال
صات البترول أو فيما يتعلّق بها للقانون الدّولي الخاص .إذ تُطبّق قواعد
تخضع مسألة االختصاص القضائي المدني فوق من ّ
ً
القانون الدّولي عندما تكون األضرار واإلصابات ناتجة عن خطأ أو خرقا للقانون الدّولي .بدوره ،وضعت العديد من البلدان
أحكا ًما تتعلّق باالختصاص القضائي المدني فوق أو على متن منشآت البترول.
تتمتّع الدّولة الساحليّة وف ًقا ألحكام اتفاقيّة قانون البحار بسلطة قضائيّة حصريّة فوق منشآت البترول القائمة على جرفها
القاري أو منطقتها االقتصاديّة الخالصة في المسائل التي تتعلّق بقوانين وأنظمة الجمارك ،الضرائب ،الص ّحة ،السالمة والهجرة. ّ
عيّنت األخيرة بشكل واضح وفق بدوره ،س ّنت العديد من البلدان أحكا ًما تشريعيّة معيّنة تتعلّق بتلك المسائل المذكورة ،حيث ُ
أحكام االتفاقيّة.
الرغم من الصالحيات ال ُمعطاة للدّولة الساحليّة لممارسة اختصاصاتها إزاء منشآت البترول البحريّة ،ال بدّ من وعليه ،على ّ
ً
تعديل بعض نصوص اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار مستقبال بإصدار صياغة جديدة تعالج بشكل أوضح مدى سلطة الدّولة
المباشرة فوق متن المنشأة البحريّة وكيفيّة اتخاذ االجراءات الجزائيّة و/أو المدنيّة على متنها.
المراجع
إن قواعد اإلختصاص القضائي الدّولي هي مجموعة القواعد التي تبيّن حدود والية المحاكم في ما يخص العالقات (ّ )1
القانونيّة ذات العنصر األجنبي إزاء محاكم الدول األجنبيّة التي تنازع هذا االختصاص .كما تجدر اإلشارة إلى ّ
أن
صة دوليًّا يجب أن تتمتّع باألسبقيّة في العرض قبل مسألة تنازع القوانين ،فقبل البحث مسألة البحث عن المحكمة المخت ّ
ً
أن يحدّد القاضي المعروض أمامه النزاع ما هو القانون الواجي التطبيق على الخصومة ،عليه ّأوال أن يبحث عن مدى
اختصاصه من عدمه للنظر في النزاع وذلك باعتبار موضوع تنازع االختصاص مسألة أوليّة.
( )2تش ّكل المياه الداخليّة (باستثناء ما هو منصوص عليه في الجزء الرابع) بأنّها المياه الواقعة على الجانب المواجه ّ
للبر
من خط األساس للبحر اإلقليمي جز ًءا من المياه الداخليّة للدولة .أشارت اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار على أنّه
ميال بحريًّا مقيسة من خطوط األساس الحق في أن تحدّد عرض بحرها اإلقليمي بمسافة ال تتجاوز ً 12 ّ لك ّل دولة
والذي يُعتبر هذا األخير الحد األدنى للجزر على امتداد الساحل .أنظر المادة 3عرض البحر اإلقليمي ،المادة 5خط
األساسي العادي والمادة 9المياه اإلقليمية من الجزء الثاني البحر اإلقليمي والمنطقة المتاخمة وذلك من اتفاقيّة األمم
المتحدة لقانون البحار المو ّقعة بتاريخ 1892/12/11في مونتيغوباي (الجاماييك) وقد أُدخلت حيّز التنفيذ بتاريخ
،1884/11/16وقد صادق عليها لبنان بموجب قانون رقم 285تاريخ ،1884/2/22الجريدة الرسميّة ،العدد ،11
تاريخ ،1884/3/11ص.11 .
( )3أشارت المادة 55النظام القانوني المميز للمنطقة االقتصادية الخالصة من الجزء الخامس المنطقة االقتصادية
الخالصة على أنّها المنطقة الواقعة وراء البحر اإلقليمي ومالصقة له ،كما أشارت المادة 57عرض المنطقة
االقتصادية على أنّها ال تمتدّ أكثر من 211ميل بحري من خطوط األساس التي يُقاس منها عرض البحر اإلقليمي .كما
صت المادة 76تعريف الجرف القاري على أنّه "يشمل ألي دولة ساحليّة قاع وباطن أرض المساحات المغمورة ن ّ
[ ]...حتّى الطرف الخارجي للحافّة القاريّة ،أو إلى مسافة 211ميل بحري من خطوط األساس [."]...
(4) Hossein Esmaeili, PhD Dissertation entitled “The Legal Regime of Offshore Oil Rigs in
International Law”, Faculty of Law at University of New South Wales, Australia, 1999,
P. 142.
(5) Anne Bardin, Coastal State’s Jurisdiction over Foreign Vessels, Pace International Law
Review, Vol. 14, Issue 1, April 2002, P. 29.
( )6لالستزادة في موضوع الطبيعة الماديّة لمنشأة البترول البحريّة ووضعها القانوني أنظر :مصطفى المصري ،الوضع
القانوني لمنشآت البترول البحرية المتحركة -المنظور الدولي ،مجلّة الحقوق والعلوم السياسيّة ،كليّة الحقوق والعلوم
السياسيّة واإلداريّة ،الجامعة اللبنانيّة ،المجلّد ،2العدد ،2121 ،31ص.ص.371-346 .
( )7أشارت المادة 33من اتفاقيّة قانون البحار إلى أنّه للدولة الساحليّة ،في منطقة محاذية للبحر االقليمي تُس ّمى منطقة
متاخمة ،تُمارس الدولة الساحليّة سيطرتها الالزمة من أجل منع خرق قوانينها مرعيّة اإلجراء على أن ال تمتد هذه
ميال بحريًّا من خطوط األساس التي يُقاس منها البحر اإلقليمي. المنطقة المتاخمة إلى أبعد من ً 24
( )9أنظر المادة 2.1من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
( )8ألغراض هذه الدراسة ،تُعتبر "منشآت البترول البحرية المتحركة" على أنها تشمل المنشآت البحريّة التالية:
A. Floating Rigs:
1- Semi-Submersible
2- Drillships
)3- Floating Production, Storage and Offloading Units (FPSOs
B. Bottom Supported:
4- Tension Leg Platforms
5- Jackup Platforms
)6- Single Point Anchor Reservoir (SPAR
أن شروط تطبيق الصالحيّة اإلقليميّة للدولة اللبنانيّة ُمناط بـ -1وقوع الجريمة كليًّا أو جزئيًّا ( )11تجدر اإلشارة هنا إلى َّ
-2داخل النطاق اإلقليمي اللبناني ،وهذا األخير ذو وجهان :اإلقليم الطبيعي واإلقليم اإلعتباري .بالتالي ،أشارت المادة 17.1من
قانون العقوبات اللّبناني بأنّه يُعتبر البحر اإلقليمي من األقاليم الطبيعيّة للدولة وهو يخضع لسيادة الدّولة حتى تستطيع الدفاع عن
أغراضها األمنيّة واالقتصاديّة ،فإذا وقعت جريمة فإنّها تُعا َمل وكأ ّنها وقعت في األرض اللبنانيّة.
( )11المادة 2.2من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار .لالستزادة أنظر :منصوري محمد ،مذكرة ماستر بعنوان صالحيات
الدولة الساحلية على مناطقها البحرية في إطار اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار (مونتيغوباي 11ديسمبر ،)1892كليّة
الحقوق في جامعة قسنطينة ،-1-الجزائر ،2114 ،ص.55 .
ّ
( )12أشارت المادة 19من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار إلى معنى المرور بأنه المالحة خالل البحر اإلقليمي لغرض
اجتياز هذا البحر دون دخول المياه الداخليّة أو التوقّف في مرسى أو في مرفق مينائي يقع خارج المياه الداخليّة [ ،]...كما أشارت
يضر بسلم الدّولة الساحليّة أو بحسن نظامها أو بأمانها [.]...ّ المادة 18إلى معنى المرور البريء بأنّه المرور الذي ال
( )13للمزيد من المعلومات حول تعريف السفينة حسب القضايا والممارسات الدّوليّة ،أنظر :مصطفى المصري ،مرجع
سابق ،ص 353 .وما يليها.
ّ
( )14أنظر المواد 24 ،17و 26من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
( )15أنظر المواد 21.1 ،18و ،25.1المرجع أعاله.
(16) Hossein Esmaeili, Op. Cit., P. 114.
( )17المادة 24من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
ُ ّ
أن المادة 15من قانون العقوبات اللبناني على أنه تعد الجريمة ُمقترفة في األرض ( )19تجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى ّ
ّ
اللبنانيّة -1 :إذا ت ّم على هذه األرض أحد العناصر التي تؤلف الجريمة أو فعل من أفعال جريمة غير مجتزئة أو فعل اشتراك
أصلي أو فرعي -2 .إذا حصلت النتيجة في هذه األرض أو كان متوقّعًا حصولها فيها .لالستزادة في هذا الموضوع أنظر :سمير
عالية وهيثم عالية ،الوسيط في شرح قانون العقوبات -القسم العام ،مجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة
األولى ،2111 ،ص 149 .وما يليها.
(19) Hossein Esmaeili, Op. Cit., P. 115; Anne Bardin, Op. Cit., P. 37.
( )21المادة 27.5من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
ُ
( )21أشارت إليه المادة 17.5من قانون العقوبات اللبناني إلى أنّه يمتدّ تطبيق الشريعة الجزائيّة فوق األراضي التي تعتبر
متحركة أم ال).
ّ صات الثابتة وهل هي المشرع نوع هذه المن ّ
ّ صات الثابتة (دون أن يذكر بحكم األرض اللبنانيّة ومنها المن ّ
( )22المادة 21الفقرات (أ)( ،ب)( ،ج)( ،و)( ،ح) من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
( )23المادة ،33المرجع أعاله.
(24) Hossein Esmaeil, Op. Cit., P. 118.
;(25) North Sea Continental Shelf Cases (Federal Republic of GERMANY/DENMARK
Federal Republic of GERMANY/NETHERLANDS), Judgment, I.C.J. Reports, 20 Feb 1969, P. 22
at [¶ 19].
( )26وهذا ما أشارت إليه فيما بعد المادة 77.2من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
( )27المادة ،77.1المرجع أعاله.
( )29تتألّف الموارد الطبيعيّة من الموارد المعدنيّة وغيرها من الموارد غير الحيّة لقاع البحر وباطن أرضها .للمزيد أنظر
المادة ،77.4المرجع أعاله.
القاري .لهذاَّ ،
إن ّ ( )28على سبيل المثال ،ال يقع حطام السفينة الملقاة على الجرف في نطاق الحقوق السياديّة فوق الجرف
الحقوق السياديّة تتميّز بعدم شموليّة النطاق المادّي .حول هذه النقطة ،يجب التمييز بين الحقوق السياديّة والسيادة اإلقليميّة.
Yoshifumi Tanaka, The International Law of the Sea, Cambridge University Press, 2012, P.
142.
القاري هي حقوق مكانية (إقليمية) بمعنى أنّه يمكن ممارستها فقط داخل ّ إن الحقوق على الجرف ( )31من حيث المبدأَّ ،
الحيّز المعيّن بغض النظر عن جنسيّة الطاقم أو السفنId, P. 143 .
( )31المادة 56.1من اتفاقيّة األمم المتّحدة لقانون البحار.
( )32المادة ،61.2المرجع أعاله.
بأن االتفاقيّة توسّع ( )33إذا ت ّمت قراءة المادة 77من اتفاقيّة قانون البحار باالقتران مع المواد 61 ،56و 91يمكن فهم َّ
القاري والمنطقةّ الحقوق السياديّة واالختصاص القضائي للدّولة الساحليّة لتشمل جميع الجزر االصطناعيّة والمنشآت على الجرف
االقتصاديّة الخالصة .أنظر أيضًا في الطبيعة القانونيّة للمنطقة االقتصاديّة الخالصة واختالف اآلراء حولها :صالح الدين عامر،
القانون الدولي للبحار -دراسة ألهم أحكام اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لعام ،1892دار النهضة العربيّة ،1893 ،ص.
251وما يليها.
( )34الموقّعة بتاريخ 1899/3/11في روما-إيطاليا ،أُدخلت حيّز التنفيذ بتاريخ 1882/3/1؛ صادق عليها لبنان بموجب
قانون رقم 281تاريخ ،1884/2/22الجريدة الرسميّة ،العدد ،12تاريخ ،1884/3/24ص.12 .
عرفت المادة " 1.1السفينة" لغايات اتفاقيّة قمع األعمال غير المشروعة (ال ُمعدّلة الح ًقا وفق بروتوكول 2115الذي ّ ()35
ّ
قر في لندن-المملكة المتحدة بتاريخ 2115/11/14وأدخل حيّز التنفيذ تاريخ )2111/7/29بأنها أي مركب مهما كان نوعه غير ّ أ ُ َّ
ي مركب عائم مثبّت تثبيتًا دائ ًما بقاع البحر ،بما في ذلك الزوارق ذات الدفع الديناميكي ،والمراكب القابلة للتشغيل المغمور ،وأ ّ
آخر.
( )36المادة ،3المرجع أعاله.
( )37المادة ،4المرجع أعاله.
(38) For more information about the Submersible Barge, see: Claiborne McCarty v. SERVICE
CONTRACTING, INC., U.S. District Court, E.D. Louisiana (Baton Rouge Division) [25/9/1970],
317 F. Supp. 629, P. 630.
صة الثابتة" بأنّها الجزيرة االصطناعيّة ،أو منشأة ،أو هيكل م ّما قد ثُبّت تثبيتًا دائ ًما بقاع البحر عرفت المادة " 1.3المن ّ َّ ()38
بغرض استكشاف أو استغالل الموارد أو أليّة أغراض اقتصاديّة أخرى .بروتوكول قمع األعمال غير المشروعة المو ّجهة ضدّ
القاري (الذي عد َّل بروتوكول سنة )1899والّذي عُقد في لندن-المملكة ّ صات الثابتة لعام 2115القائمة في الجرف سالمة المن ّ
المتّحدة بتاريخ 2115/11/14وأدخل حيّز التنفيذ تاريخ .2111/7/29
إن مصطلح المنشأة الثابتة ُمرادف لمصطلح المنصة الثابتة. ( )41ألغراض هذا البحثّ ،
مكر ًرا و 5و5
( )41أحكام الفقرات الفرعية ( 1ج) و(د) و(ه) و(و) و(ز) و(ح) و( 2أ) من المادة ،1وأحكام المواد ّ 2
مكر ًرا ،من اتفاقيات قمع األعمال مكر ًرا ثانيًا وّ 12 مكر ًرا وّ 11 مكر ًرا و ،7وأحكام المواد من 11الي ، 16بما فيها المواد ّ 11 ّ
غير المشروعة الموجهة ضد سالمة المالحة البحرية ،في صيغتها المعدلة بموجب بروتوكول عام 2115التفاقية قمع األعمال
غير المشروعة الموجهة ضد سالمة المالحة البحرية.
( )42لالستزادة أنظر المادة 3من بروتوكول .2115
(43) Australian Act. N. 13 (2000) relating to the Crimes at the Sea, as amended by Act. N. 31,
2014.
(44) Id, Schedule 1, Part 6.
(45) Id, Part 3; Part 3A; Schedule 1, Part 2.
(46) Act N. 64(I) relating to the Exclusive Economic Zone and Continental Shelf Law (2004),
as amended by Act N. 97(I), 2014.
(47) Id, Part IV: 8B-1 (a); 9.
(48) Act N. 68-1181 relating to the exploration of the Continental Shelf and the Exploitation
– of its Natural Resources (1968), Repealed by Ordinance No. 2016-1687 of December 8, 2016
Art. 57.
(49) Id, Art. 42-54.
(50) UK Continental Shelf Act N. 28 (1964), as amended by the Act. N. 62, 2019.
(51) Id, Section 7 (1)(2)(3).
(52) Id, Section 7 (4).
صة البترول البحريّة أثناء مرحلة تطوير األنشطة البتروليّة من 25إلى 51 ( )53قد يصل عدد المقاولين على متن من ّ
ً
مقاوال.
ّ
بالتصرفات والوقائع المتعلقة باألشخاص ّ ( )54يُقصد باالختصاص المدني هنا ،مدى اختصاص سلطات الدّولة الساحليّة
التي تحدث على متن المنشأة البحريّة ،وكذلك مدى االختصاص على المنشأة ذاتها ،أي مدى جواز توقيع الحجز االحتياطي أو
التنفيذي عليها.
( )55المادة 29من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار .لالستزادة أنظر :بوزيدي خالد ،مذ ّكرة ماستر بعنوان "النظام
القانوني لسيادة الدولة على إقليمها البحري" ،كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة في جامعة أبي بقر بلقايد ،الجزائر ،2114 ،ص.
43وما يليها.
( )56المادة 2من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
(57) Longshoremen’s and Harbor Workers Compensation Act of 1972 (LHWCA), 33 U.S.C.
Ch. 18, § 901 et seq., as amended through Pub. L. 98-426, § 28 (a)-(g), Enacted Sept. 28, 1984.
(58) Id, § 904, 906.
(59) Outer Continental Lands Act of 1953, 43 U.S.C. Ch. 29, SubChapter III, § 1331 et seq.,
as amended through Pub. L. 95-372, § 203(b), Enacted Sep. 18, 1978.
(60) Id, § 1333 (a)-(2)(A).
(61) Health and Safety at Work Act of 1974.
(62) Statutory Instruments (SI) 1977 No. 1232, § 4 (1)-(a)(b).
( )63أشارت المادة 647من قانون الموجبات والعقود اللبناني على صاحب العمل توفير ما يلزم من شروط السالمة
والص ّحة ،وأن يسهر على اآلالت واألدوات بحيث ال ينجم عنها خطر على صحة األجراء وحياتهم ،وأن يقوم بكل تدبير واجب
تستلزمه ماهيّة العمل لحماية حياو األجراء.
( )64أنظر المادتين 61و 62من قانون العمل اللبناني .كذلك المرسوم رقم .2114/11912
( )65أنظر المواد 55 ،54و.58
( )66أنظر المادة .17.1
( )67أنظر المواد 134 ،133 ،131 ،128 ،123 ،114 ،98و.135
(68) Hossein Esmaeili, Op. Cit., P. 132.
( )68مصطفى المصري ،مرجع سابق ،ص.357-356 .
( )71االتفاقيّة الدوليّة المتعلّقة بقواعد االختصاص القضائي المدني في مسائل االصطدام واالتفاقيّة الدوليّة لتوحيد بعض
القواعد المتعلّقة باالختصاص الجزائي في مسائل االصطدام أو حوادث المالحة األخرى .كلتاهما وقّعتا في بروكسل بتاريخ
.1852/5/11
ّ
( )71المادة 1.1من اتفاقيّة االصطدام المتعلقة باالختصاص القضائي المدني.
( )72المادة 1من اتفاقيّة االصطدام المتعلّقة بتوحيد بعض قواعد االختصاص الجزائي.
عرف قانون التجارة البحريّة اللبناني السفينة بأنّها كل مركب صالح للمالحة أيًّا كان محموله أو تسميته ،وتعتبر جز ًءا َّ ()73
التفرعات الضروريّة الستثمارها .يُنظر أيضًا في المواد المتعلّقة بالتصادم البحري .244-233 ّ من السفينة جميع
عدّلت الحقًا بتاريخ
أقرت في 1872/11/21وأدخلت حيّز التنفيذ بتاريخ ُ ( 1877/7/15 ( )74عُقدت هذه االتفاقيّة في لندنّ ،
.)1885/11/4إنض ّم إليها لبنان بموجب رقم 285تاريخ ،2111/12/31الجريدة الرسميّة ،العدد ،3تاريخ ،2111/1/11ص.
.83
( )75القاعدة ) ،1(aالمرجع أعاله.
( )76القاعد ) ،3(aالمرجع أعاله.
( )77تعني "المنطقة" قاع البحر والمحيطات وباطن أرضها خارج حدود الوالية الوطنيّة .أنظر بشأن المسائل الجمركيّة
والمالية في المنطق المواد التالية ،162.2 (o)(i) ،160.2 (f)(ii) ،193 ،147.2 (1) :المادة 17.1من الملحق 3وذلك من
اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار.
(78) Art. 35.
عرفت المادة ) 1.1 (2من اتفاقيّة األمم المتحدة لقانون البحار "السلطة" بأنّها السلطة الدّوليّة لقاع البحر. َّ ()78
( )91أنظر المادتين 171و ،193.1المرجع أعاله.
(81) Art. 33.
( )92المادة 15من قانون رقم ،2117/57الجريدة الرسميّة ،العدد ،49تاريخ ،2117/11/12ص.3484 .