Professional Documents
Culture Documents
4 5852740445221687242
4 5852740445221687242
4 5852740445221687242
أفكاره النقدية:
▪ مؤمن بفكرة فلسفية كانت من األفكار المؤسسة للتفكيكية.
(ه مرتبطة بفلسفة التأويلية) والتأويلية كانت من▪ مقتنع بفكرة تسىم بالتأويلية أو فلسفة الفنومنولوجيا ي
الت قامت عليها النظرية التفكيكية يف النقد والتأويلية تقول أن كل إنسان هو يرى العالم من منظوره الركائز ي
روح).
ي ويضيف منظوره عىل العالم (منطلقها
الفنومنولوح أهم قناعات ناصف النقدية فأفكاره مبثوثة تقريبا يف أغلب كتاباته حت لو لم
ي ▪ يعد التأويل
يتحدث عنها بصورة ر
مباشة.
الشوح عىل الكتاب ▪ يرصب هذا المنهج بجذوره ف أعماق الثقافة الغربية فهو منهج تطور من نظرية ر
ي
المنهج للعلوم اإلنسانية
ي الفيلولوح العام ثم علم الفهم اللغوي األشمل ثم األساس
ي المقدس إل االتجاه
الت يستخدمها اإلنسان للوصول إل المعت التفسي ي
ر ثم فنومنولوجيا الوجود والفهم الوجودي ثم نظم
األساطي والرموز.
ر الكامن وراء
▪ يقوم هذا المنهج عىل أسس فلسفية راسخة وواضحة تؤمن برصورة وجود منهج ثان ال سلطان للعلم
الشخص المنظم وأن العالم ال يمكن فهمه
ي الدقيق عليه يعتمد عىل النفاذ يف داخل الروح من خالل التأمل
اإلنساب يتجىل من خالل التأويل نفسه وقد اكتمل هذا المفهوم عىل يد
ي إال من خالل التأويل فالوجود
األلماب جادامر الذي أكد الطابع اللغوي للحقيقة اإلنسانية فالعالم يتجىل من خالل اللغة
ي الفيلسوف
الماض والحاض.
ي واليمكن معرفته إال من طريق التأويل واهتم بمفهوم الحوار وتداخل اآلفاق ربي
▪ يقدس ناصف فكرة فهم النصوص من خالل فهم أنفسنا وتداخل اآلفاق ربي النص و قارئه ومن ثم مفهوم
الحوار بيننا وضورة التفاعل المستمر واستمرار التساؤل والتأويل ورفض اإلجابات النهائية والحاسمة.
والبالغ ورأى أن البالغة يف صورتها القديمة اليمكن أن تكون كافية أو مالئمة للدراسةي ▪ رفض الياث النقدي
األدبية والنقدية يف العرص الحاض.
▪ يرى أن البالغة العربية كانت دائما قاضة ألنها كانت تبحث عن الصور الواضحة وهو يرفض هذ ويرى أنه
البد من قراءة الشعر القديم عىل أنه رمز.
المرحلة األول :رفض الياث النقدي بصورة واضحة وقاطعة وبيان التأخر يف النظرة البالغية العربية والسذاجة
العرب.
ي من وجهة نظره يف النقد
1
الت أخذها ناصف عىل البالغة:
العيوب ي
.1الرفض
الذاب يف شؤون واالستعارة وتحاول أن
ي يتحدث عن أن البالغة التهتم بفردية النص وتنكر كل ما يذكر بهذا الجانب
ترده إل قانون عام
ويتحدث عن أن البالغة تفصل فصال حادا ربي المبت والمعت فالمبت يضاف إل المعت كما يضاف الغطاء إل
وعائه.
العرب كله يقوم عىل فلسفة الكذب والجدل.
ي ويقول أن النقد
أسباب الرفض:
أوال :اللفظية:
األصىل الذي حرص الواقعة
ي فالنص قد انسلخ من مؤلفه بمثل ما انسلخ عن موقف عرصه وانسلخ من المخاطب
األول.
المبدب للواقعة األول
ي ال غرابة إذ أثرى النص نفسه بقراء جدد وهذا التوسع يف مجال القراءة نتيجة للتجاوز
وذوبانها فيما نسميه عالمية المعت وعموميته وب هذا المعت تولد واقعة الكلمة واقعة جديدة يف ضوء تحول
الواقعة إل معت فهذه العمومية وحدها تخلق واقعات قولية جديدة.
زجاجة رشب ر
غي مألى وال صفر عي كأنها
تجوب له الظلماء ر
الجرجاب:
ي رأي عبد القاهر
فأنت اآلن تعلم أنه لوال أنه قال( :تجوب له) فعلق له بتجوب لما صلحت ر
العي أن يسند تجوب إليها ولكن ال
ينبغ وكذلك لو تعلم أنه قال مثال :تجوب له الظلماء
للعي كما ي تتبي جهة التجوز(المجاز) يف جعل تجوب فعال ر ر
العي بما
عينه لم يكن له هذا الموقع والضطرب عليه معناه وانقطع السلك من حيث كان يعييه حينئذ أن يصف ر
وصفها( .عبد القاهر يهتم بنظرية النظم والعالقات ربي األلفاظ)
رأي مصطف ناصف:
الشكىل المحض
ي يب ري مصطف ناصف سطحية مثل هذا التناول لفهم الصورة وجمالها فهو وقوف عند المستوى
الحرف المقابل نعم هذا
ي التعبي
ر خي مندون الولوج إل جوهر الصورة فعبد القاهر كما يقول لنا ناصف :إن هذا ر
للبعي أو عينه والفاعل يف النحو هو الذي فعل الفعل أو اتصف به وليس هذا فاعال هذا ما يجود به علينا
ر أمدح
النحو التنافس ربي الجزء والكل قد يؤلف جزءا من معت الشاعر ولكن هذا التنافس ليس يعيف به يف داخل
منطق أرسطو.
السطج فيقول مصطف ناصف :إذا نظرت إل البيت ي ولكن هناك تناوال آخر أفضل للنص ال يقف عند المستوى
فالعي مثل هذه
ر العي
غي مألى وال صفر؟ والقارئ قد يقول هذا شكل ر مثال وقلت لماذا كانت هذه الزجاجة ر
العرب .نقف عند المستوى
ي وغي الممتلئة يف الشعر
ماض الزجاجة الممتلئة ر
ي غي ممتلئة وهنا نغفل كل
الزجاجة ر
الت يختلط فيهاالسطج المجرد بطريقة قاسية موقف الجمل يف الليل هو موقف اإلنسان من هذه الحياة ي ي األول
النور والظالم موقف ليس فيه إشباع تام وال حرمان مدمر إذا أنت قلت هذا بغض النظر عن وجاهته أو ضعفه
كنت أضفت شيئا إل النص.
2
الول محمد:
رأي ي
األدب تتحدد قيمته الرمزية من خارجه ال من داخله ،تتحدد قيمته الرمزية ليس بالعالقة مع نصوص أخرى ي النص
من جنسه وليس بأنواع أخرى النصوص من أجناس مختلفة بل تتحدد وفق رشوط الذات المتلقية ويقول إن
بالمتلف ،إن األجدر هو وصف هذا الشكل من الرمزية باإليحائية
ي الرمزية ال تعود لصيقة بالنص بقدر التصاقها
البالغ هو إيحاء يخضع لنظام
ي الحرة أو التأويل الحر وهذا يصعب أن نجد له مكانا داخل البالغة ،إن اإليحاء
صارم لقواعد مطردة وقابلة للضبط ولهذا قلما تعرض البالغيون للرمز بهذا المعت المقدم.
ثانيا :الوضوح:
ومسح باألركان من هو ماسح ولما قضينا من مت كل حاجة
ولم ينظر الغادي الذي هو رائح وشدت عىل دهم المهارى رحالنا
المط األباطح
ي وسالت بأعناق أخذنا بأطراف األحاديث بيننا
تصف األبيات سهولة العودة من رحلة الحج عىل القافلة وحازت هذه األبيات عىل إعجاب النقاد قديما ألن فيها
بساطة وجمال رغم بساطتها
يسيون عىل الجمال يف الوديان كأنها مياه تعيمن أعناق الجمال وهذا دليل عىل
(البيت الثالث) يتحدثون وهم ر
السي.
سهولة ر
رأي عبد القاهر:
يتحدث عبد القاهر عن الصورة يف هذا البيت فيقول :ثم زان ذلك كله باستعارة لطيفة طبق فيها مفصل التشبيه
وف حال التوجهفرصح أوال بما أومأ إليه يف األخذ بأطراف األحاديث من أنهم تنازعوا أحاديثهم عىل ظهور الرواحل ي
تسي به األباطح.
سيها بهم كالماء رالسي ووطاءة الظهر إذ جعل سالسة ر
إل المنازل وأخي بعد بشعة ر
رأي ناصف:
يرى ناصف أن يف هذا التناول يضعف من فكرة االستعارة ويقلل من إيحائها أما إذا تناولنا نفس هذه االستعارة يف
أكي غت وغموضا ويقول أن حينما نقول إن األباطح سالت بأعناق المط وننظر ضوء فكرة التفاعل بدأ المعت ر
الت أهمتنا يف هذا الفصل نشفق إل حد ما عىل اإلبل بعبارة أخرى بدت األباطح أو لنقل مليا يف فكرة التفاعل ي
ر
وتسي عىل هذا النحو ولكن الحركة تذوب وتتالش يف األرض ر األرض أقوى من المط والمط أعناقها تعلو وتهبط
السي يف الحياة وأن محاولة
تعبي عن صعوبة ر التالش ال يظهر يف ضوء فكرة المقارنة(.يقول أن الجمال تلك رر هذا
ي
تسي)
وه ر ر ر
تتالش رقاب الجمال كأنها تحتك باألرض يي وتختف كما
ي تتالش للسغ
ي اإلنسان
معاب عامة.
ي نالحظ هنا :أنه حاول استخدام البعد الرمزي الذي ليس له داللة يف النص واستخدام
3
ق إذا تصوب أو تصعد الشف
ي وكأن محمر
ن عىل رماح من زبرجد نش أعالم ياقوت ر
رأي عبد القاهر:
ربي أن الش يف جمال مثل هذه الصورة هو كون وجه الشبه ربي المشبه والمشبه به هو عدم دوران الصورة عىل
العي) ألنه المزيد يف
(يعت ال يوجد يف الحقيقة أعالم من الياقوت مرفوعة عىل رماح من زبرجد ولم تراه ر
ي العيون
ه صورة خيالية محضة). ر
(يعت ي
ي الشء عن العيون عىل أن يكون وجوده ممتنعا أصال فال تتصور إال يف الوهم
بعد ي
رأي مصطف ناصف:
أغفلوا يف نظر الكاتب االهتمام بالقراءة الرمزية لمثل هذا التصوير فكما يقول ناصف إننا النستطيع بطريقة عبد
ه رمز ر
شء يهيب بنا أن نفهمه عىل هذا النحو ،الشقائق ي حي أن كل ي القاهر أن نرى يف شقائق النعمان رمزا عىل ر
الملك وما فيه من الدم والجراح وا لقتال فالكاتب يدعو إل تناول جديد لظاهرة سميت قديما بالتشبيه فيجب
استبدال كلمة الرموز بالتشبيه (يريدنا أن نيك كلمة التشبيه جانبا ونحل محلها الرموز ونقرأ النصوص قراءة رمزية)
واألمور الت قد شاع تناولها باسم التشبيه كالتشبيه بالشقائق واليق والسيف والخمر والنجوم ر
والييا والسحاب ي
ينبغ تناولها باعتبارها رموزا مليئة بالمعت وثرية بالدالالت.
ي والهالل
تفسي ناصف للنص:ر
يقول إن للشاعر منطقا آخر يسمو عىل منطق العقل ،منطق المعت المتعدد والمتعاكس السيال ،كنت هنا قد
تعبيان (التعدد وااللتباس)
كفرت بأرسطو البالغة ،حتمية الوضوح قديما وحتمية التعدد وااللتباس حديثا هما ر
تغيي.
األساطي ونفس اإلنسان من ر
ر مخترصان عن كل ماجد يف الفلسفة واللغة وبحث
(هنا يريد أن نذهب إل رؤية النص باعتباره نصا غامضا حت لو كان هذا النص كتب من شاعر يف ظروف ثقافية
الثقاف
ي مختلفة لم يكن يقصد بكتابته أن تكون كتابة رمزية ولم يخطر عىل باله الرمزية قديما ولم يكن يف محيطه
حديث عن الرمزية لكن هذا اليمنع الناقد المعاض من أن يقرأ هذا الشعر القديم قراءة رمزية فال نفهم الشقائق
عىل أنها مجرد زهرة وهذا وصف للزهرة وإنما نفهمها عىل أنها رمز).
رأي الدكتورة:
هنا التشبيه يساعدنا عىل ذلك ألن الشاعر اختار تشبيها بعيدا جدا عن المشبه (الزهرة) فاختار التشبيه بأنها رموح
بشء من اإليحاء بهذا المعت ألنه ر
الت يتم استخدامهم يف ساحات الحروب فكأن النص يسمح ي وسيوف وأعالم ي
شء من اإليحاء بالقوة ر
لماذا يختار الشاعر تشبيه الشقائق باألعالم وسيقان الشقائق بالرماح؟ ألن الشقائق فيها ي
ينبغ أن يكون هذا هو ر
بشء من هذا اإليحاء لكن ال يغي ذلك ،فهنا قد يكون النص يسمح ي وبالدم وبالمعارك إل ر
المعت الجميل وحده ونيك المعت الجميل القريب أيضا واضح الداللة والمقصود منه من قبل الشاعر ،وليست
كل النصوص تسمح بهذا فلذلك اليجب أن يتخذ من هذا الكالم قاعدة عامة يف كل النصوص.
يعت المشبه هو جزء من
(ناصف يريدنا أن نرى المشبه والمشبه به وعالقة االستعارة يف إطار عالقة تفاعلية ي
المشبه به والمشبه به هو جزء من المشبه ال يوجد انفصال بينهما)
.2التأويل
6
محمد عبد المطلب
كثية اهتم عىل وجه الخصوص بمنهج األسلوبية الذي هو طريقة حديثة لدراسة هو ناقد له كتابات نقدية ر
وغي األدبية
النصوص أيا كانت ليست بالرصورة أن تكون نصوصا أدبية فأراد توحيد الدراسة ربي النصوص األدبية ر
فيحاول أن يضع توصيفات ومواصفات للنصوص بمختلف أنواعها.
والت وضع أسسها هم نقاد غربيون.
األسلوبية طريقة مشهورة يف الدراسات الغربية ي
ما هو موقفه من البالغة العربية القديمة؟
أساسيتي:
ر نقطتي
ر كان له موقف مختلف عن ناصف نفهمه من خالل
.1أنه وضع ضوابط للحداثة (الحداثة هنا يقصد بها أي نظرية نقدية غربية حديثة).
.2أنه لم يرفض البالغة بل حاول أن ينقحها(يهذبها).
أوال :الحداثة
العرب
ي وف ضوءه حاول استخدام هذه الحداثة يف النقد الضابط الذي وضعه عبد المطلب للحداثة النقدية ي
الحديث:
حداب نقدي قريب من البالغة العربية ر موقف عبد المطلب عندما يتعامل مع الحداثة :حاول أن يجد مذهب
ي
شء للبالغة العربية ثم يحاول أن يؤسس عليه. ر
أقرب ي
أكي يقول إن إلقاء الضوء عىل مجمل موقف الكاتب يؤكد عىل اعتدال موقفه من الحداثة هذا االعتدال يظهر ف ر
ي
العرب القديم فإذا كان النقد مشبة بالتصور النقدي حي نجده وهو يتجه نحو الحداثة إنما يتجه بروح ر من موضع ر
ي
العرب
ي الغرب تتنوع فيه الرؤى والتوجهات فإن توجهه لن يكون إال لما يتوافق مع األساس الذي يقوم عليه النقد ي
األقدمي يهتموا بالدراسة اللغوية للنص ولم ر القديم والذي هو من وجهة نظره أساس لغوي أي أن النقاد العرب
العرب القديم.
ي فه متوافقة مع روح النقد يهتموا بدراسات أخرى هنا نجد عبد المطلب يتجه إل األسلوبية ي
كيت المناهج واالتجاهات الت تتعامل مع النص األدب عموما ومع هذه ر
الكية يقول موضحا موقفه هذا :لقد ر
ي ي
ظهرت بعض ألوان التعامل يف صورة غريبة باعتمادها عىل أدوات تتنافر مع النص ومن هنا نلحظ أن عملية
(يعت أن النقد بدال من أن يكشف المعت والداللة فإنه يقوم بتغطية ي الكشف عن الداللة تتحول إل عملية تغطية
الت يريدها فه ال تكشف الداللة وال تهتم بأنها تفهم الداللة ي المعت المتناول يف النص مثل عىل ذلك :التفكيكية ي
المبدع ولكنها تحاول أن تضع المعت الذي تريده عىل النص) وليس معت هذا رفض هذه االتجاهات وإنما معناه
العرب ولعل أهم ما يمكن اإلفادة منه يف هذا المجال هو األساس الذي ي أن نحاول اإلفادة منها بما يالئم النص
وف هذا تكاد تتوافق المناهج الوافدة مع ما يف انطلقت منه إذ هو يف مجمله لغوي يجعل همه جسد الصياغة أوال ي
ونبت عليه ونستكمله دون أن نأخذ بكل النتائج ي (يعت أننا نذهب إل هذا األساس ي والبالغ من أسس
ي تراثنا النقدي
الغرب الحديث) ثم يقول عىل هذا كان من المتاح محاولة التعامل مع النص بمنهج يفيد من ي الت ظهرت يف النقد ي
الت استعملها القدماء وخاصة يف مباحث البالغة والنحو. العرب ي
ي الوافد الجديد بعد تطويعه ألدوات التعامل
الغرب كان بناء عىل ما يتوافق منه مع النقد
ي وبعد ذلك يقول :ي
وف هذا يكشف عن أن امتياحه (أخذه) من النقد
الغرب التوجه اللغوي ألننا وجدنا
ي (يعت أننا أخذنا من النقد
ي العرب وتوجهه اللغوي يف قراءة النص وليس العكس
ي
7
غيها من مناهج النقد
يف ثقافته أن التعامل مع النص تعامل لغوي) ومن ثم كان اتجاه الناقد إل األسلوبية دون ر
الت ر ر
الت يتبناها حيث أنها تتماش وتتناغم مع البالغة ي
الغرب الحديث يتماش مع صورة تلك الحداثة المعتدلة يي
قامت عىل أساس لغوي.
األدب وقدمت
ي ومن ثم فإنه ال مجال لالقتصار عىل الحداثة وحدها وإنكار ما يف الياث من دراسات عالجت النص
بالجانبي معا جانب
ر تبغ لنفسها النجاح ال بد أن تهتم
إنجازات ملموسة يف هذا المجال إذ أن أية حركة نقدية ي
العرب القديم.
ي الغرب الحديث والنقد
ي النقد
أسية األخذ من الغرب وحده يقول عبد المطلب :وعلينا أن ننتبه إل أن الوقت الذي كانت فيه معظم االتجاهات ر
التعبي الصادق عن الذات وظنت ر لم تعط العطاء المنتظر ألنها تاهت يف دولة من المصطلحات الغامضة وضلت
كثي من الجهد والمحاولة يف إعادة غينا ممن قطعوا شوطا يف التحرص يمكن أن تغنينا عن ر الت عاشها ر
أن التجربة ي
مبت فقط عىل النقل فالبد أن حقيف يي المفاهيم النقدية (هذه نقطة مهمة بسبب أنه اليمكن أن أوجد فكر نقدي
األدب أو من خالل فلسفة متكاملة فهذه الفلسفة ي يكون المنهج النقدي منهج متكامل يمكن من خالله فهم العمل
الت تمكنهم من التعامل مع النص وفهمه ألنها بناء عىل ثقافة عميقة مرتكزة يف المجتمع أما بالنسبة للناقد
ه يي
وف طرحه) وفقا تبت هذا المنهج تبنيا حقيقيا ألنه لم يساهم يف إيجازه ي
العرب الذي ينقل فإنه لن يستطع ي
ي
وغ منبعها من التياؤات وغ أو بدون ي وه يف كل ذلك تهمل عن ي العرب ي
ي الت أحاطت بالمجتمع
للظروف الخاصة ي
التطبيف.
ي الت بها يمكن أن تخصب حركة النقد يف جانبه النظري وجانبه
النقدية ي
إذا عبد المطلب لم يأخذ بالحداثة كلها باعتبارها صيحة نقدية جديدة وإنما أخذ األسلوبية بالذات ألنها تقوم عىل
العرب القديم.
ي أساس لغوي الذي هو يتوافق مع األساس الذي قام عليه النقد
الغرب الحديث
ي الت يقوم عليها النقد
اعتدال موقفه يظهر أيضا بوضوح يف ابتعاده عن الخلفيات الفلسفية ي
كيه عىل الجوانب النقدية واألدبية حيث يقول وهو بصدد الحديث عن مفهوم األسلوب عند عبد القاهر: وتر ر
الدارسي يف عالمنا
ر ويعرض المحور األول لمفهوم األسلوب بدءا من منطقة الوافد الجديد الذي أثار يف أوساط
الغرب دون
ي وف هذا وذاك طال تناول الجهد العرب حركة نشطة من االستيعاب أوال ثم الكتابة عنه وحوله ثانيا ي
ي
(يعت أننا سنستبعد
ي تضف عىل هذا الموضوع لونا من الغموض ي الت قد
محاولة التعامل مع األبعاد الفلسفية ي
العرب) وهنا نجده
ي الفلسفة حت نستبعد الغموض من الدراسة النقدية حت يكون النقد قريب من القارئ والناقد
الغرب الحديث عىل عكس ما ي كثي من أفكار النقد
الت قامت عليها ر
يبعد بوضوح عن مناقشته األسس الفلسفية ي
لطف عبد البديع ومصطف ناصف يف حديثهما عن األسلوبية أو التأويل بل إنه تصدى لفكرة باتت من ي فعل
وه فكرة أسبقية اللغة عىل الكثي من التصورات النقدية يالغرب وانبنت يف ضوئها ر ي المسلمات يف الفكر النقدي
متمي
الفكر وأن اللغة والفكر ال ينفصالن فهو يرفض هذه الفكرة ويتصدى لالعياض الذي يقول بعدم وجود ر
تفكي بدون لغة وأن اللغةر كثيا أنه ليس هناكالت تعي عنها فيقول ولقد ردد علماء النفس ر لألشياء خارج الدوال ي
الت ال توجد إال منه جسده وهذا يبدو حقيقيا وخاصة بالنسبة لألفكار المجردة ي كي وإنما ي
ليست ملبسا للتف ر
التفكي اليستطيع االستغناء
ر تعت التطابق وكون(بي المسىم والمسىم به) ال ي خالل التسمية لكن شدة اليابط ر
التفكي لليجمة سواء إل لغة أخرى ر بتعبيات مختلفة وقابلية ذلك اللون منر التعبي ليس داللة عىل أنه مرتبط
ر عن
التعبي.
ر ه الدليل عىل أن المحتوى يظل منفصال عن أو داخل اللغة ذاتها ي
8
(شح للدكتورة)ر
الت تسبق
ه ي وه :ال أسبقية للفكر عىل اللغة وعندما نقول أن اللغة يهناك مقولة ارتكز عليها مصطف ناصف ي
كبي
وتعت أنه ليس هناك حقائق ثابتة خارج اللغة وتكون اللغة إل حد ر
ي فف هذه الحالة تكون نظرية غربية الفكر ي
نست وهنا عبد المطلب يرفض هذا ويرى أنه توجد أفكار خارج اللغة ونستطيع أن نوجد حقائق قبل وجود ي فهمها
شء واحد. ر
اللغة وليس معت ارتباط اللغة بالفكر أنهم ي
الغرب وكل عوالقه
ي وف هذا يبدو موقف الكاتب مختلفا اختالفا بينا عن موقف ناصف الذي قبل المذهب النقدي ي
هفه ليست حداثة مطلقة أو خالصة إنما ي الت يتبناها الناقد ي
الفلسفية والفكرية فهذه صورة معتدلة للحداثة ي
العرب بل تحاول تطويره واإلفادة منه.
ي اغ خصوصيتنا الثقافية وتهتم بالياث النقدي
حداثة تر ي
ثانيا :البالغة المنقحة
الت أراد استبعادها من البالغة حت تسلم البالغة وتكون موائمة للعرص
الت رآها يف البالغة العربية ي
العيوب ي
الحديث:
)1الشكلية:
تحسي الكالم بعدر القزويت عىل أنه :علم يعرف به وجوه
ي شكىل بصورة مفرطة فيعرفهي علم البديع مبحث
المعاب) ووضوح الداللة (علم الداللة).
ي رعاية تطبيقه عىل مقتص الحال (علم
يقول رجاء عيد عن علم البديع :لقد اندفع النقاد إل ذلك الشف يف تلمس أنواع شت تسىم بديعا وكلها
جرجاب السابق كما ضاع صوت ابن رشيق ي مالحظات حزينة هشة ال تتعدى اللفظة والجملة وضاع صوت
وهو يقول :العرب ال تنظر يف أعطاف شعرها بأن تجانس أو تطابق أو تقابل لفظة بلفظة كما يفعل
المحدثون ولكن نظرها يف فصاحة الكالم وجزالته وإتقان بنية الشعر.
تزيي يلحق بالكالم وأنها تابعة الحقة لما عرففالمعتقد الذي ساد هو النظر إل تلك األنواع بأنها تلوين أو ر
المعاب والبيان.
ي بعلىم
ي
محمد عبد المطلب لم يقف نفس الموقف مع النقاد المعاضين يف رفضهم لعلم البديع ولكنه رأى أننا
سننظر إل علم البديع نظرة عميقة ونحاول أن ننظر له نظرة مختلفة تخلصه من الشكلية الذي يتصف
بها.
الت حاول أن يدمج فيها علم البديع ويخلصه من ماه المالحظة ي كيف نظر عبد المطلب إل علم البديع؟ ي
هذه الشكلية؟
ه التكرار نالحظ أن كل مباحث البديع تتصف بالتكرار فالطباق والمقابلة تكرار .1هذه المالحظة ي
لفط فهنا دائما عندنا يف
ي لفط يف أواخر الكلمات والجناس والرصاع تكرار ي معنوي والسجع تكرار
وه التكرار وهذا التكرار هو األساس الذي يجب أن كل مباحث البديع هناك بنية عميقة تجمعها ي
نرى من خالله مباحث البديع.
.2عند تحليل األبيات يقوم بدمج تحليله ويستخدم التكرار ولكن من خالله دمجه بالمعت.
9
أب سنة:
قال ي
يخيفت أن يقبل الشتاء عاريا
ي
ويقبل الربيع دون خرصة
والصيف دونما سماء
تخيفت المفاجأة
ي
يخيفت التوقع المرير
ي
يخيفت الصباح مقبال ومدبرا
ي
يخيفت المساء مقبال ومدبرا
ي
الشتاء – الصيف /المفاجأة – التوقع /الصباح – المساء /مقبل – مدبر = طباق
الشاعر يريد أن يحدثنا عن شعور الخوف من المجهول وأيضا من المعلوم فاألبيات هنا كلها استخدمت هذا
لك توصل معت معينا وهو الخوف من المعلوم والمجهول. البديع (الطباق والمقابلة والتكرار) بكثافة ي
الطبيغ و من الربيع الغريب الذي دون خرصة ومن الصيف دون السماء الصافية ويخاف
ي يخاف الشاعر من الشتاء
الشء العادي فيخيفه الصباح ويخيفه المساء هذا الشعور المتلبس بالخوف ر
من المفاجأة ومن التوقع ويخيفه ي
شء تعلق ر
تحسيت ولكنه ي
ي خارح أو
ي استطعنا أن نصل إليه من خالل الظواهر البديعية فالبديع ليس مجرد شكل
برؤية الشاعر يف جوهرها.
الت ال
الت تستطيع نقل رؤية الشاعر وتخينا عن مخاوفه ي ه يأب سنة رفيى أن المقابلة ي يحلل عبد المطلب قول ي
فه تارة مخاوف من المعلوم وتارة مخاوف من المجهول. حد لها ي
أب دالمة:
يقول ي
وأقبح الكفر واإلفالس بالرجل ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا
الدين – الدنيا = طباق /أحسن الدين – أقبح الكفر = مقابلة
أب الطيب:
يقول ي
وأنثت وبياض الصبح يغرى يب
ي أزورهم وسواد الليل يشفع يل
هناك ناقد قديم يفاضل بي المقابلة والطباق ف البيتي فيقول :قد رجح بيت أب الطيب عىل بيت أب دالمة ر
بكية ي ي ر ي ر
غي مخصص بالرجال وبيت المقابلة مع سهولة النظم وبأن قافية هذا ممكنة وقافية ذاك مستدعاة فإن ماذكره ر
أب الطيب لجودة المقابلة فإن ضد الليل المحض هو النهار ال الصبح.أب دالمة أفضل من بيت ي ي
ه مليمةوغيهم (الكمية – هل ي هذا كل ما لفت انتباه الناقد القديم يف موضوع المقابلة والطباق والجناس ر
غينا من مبحث البديع وطورناه فلم بالداللة أم ال؟) فلهذا السبب رفض الناقد الحديث مبحث البديع لكن إذا ر
أب سنة نجد هنا أنيعد يخترص عىل هذه األمور الشكلية المحضة واهتم بالداللة كما فعل عبد المطلب يف نص ي
العرب الحديث.
ي الت تلم به وسيكون مبحث البديع حينها موائم للنقد
الكثي من العيوب ي
ر البديع سيتحرر من
10
قواني
ر )2المعيارية :ي
تعت
جانبي:
ر رأى محمد عبد المطلب أن البالغة العربية يمكن النظر إليها من
كبيا يف التعرف عىل بنية الجملة وتوصيف أجزائها وهذا الجانب هو المطلوب األول :أنها بذلت جهدا ر
بقاؤه من البالغة العربية واإلنجاز الذي تم تحقيقه فيه يكاد يقيب من حد الكمال.
معايي ثابتة تحكم اإلبداع وهذا الجانب البد من تجاوزه
ر الثاب :هو تحويل ذلك التعريف والتوصيف إل ي
ر
الحداب. حت تتواأم البالغة مع األسلوبية والنقد
ي
قول عبد القاهر:
تأمل اآلن هذه األبيات كلها واستقرها واحدا واحدا وانظر إل موقعها يف نفسك وإل ما تجده من اللطف والظرف
إذ ا أنت مررت بموضع الحذف منها ثم فليت النفس عما تجد وألطفت النظر فيما تحس به ثم تكلف أن ترد
ماحذف الشاعر وأن تخرجه إل لفظك وتوقعه يف سمعك فإنك تعلم أن الذي قلت كما قلت وأن رب حذف هو
قالدة الجيد وقاعدة التجويد.
شت يحس دون أن يلمس ولم (معت الكالم) عبد القاهر هنا لم يضع معيار لجماليات حذف المبتدأ وقال أنها ر
يحاول أن يقي أو يرى أسباب جماليات حذف المبتدأ ترك األمر واسعا.
)3الثنائية:
قول المثقب العبدي:
وديت
ي أهذا دينه أبدا وضيت
ي تقول وقد درأت لها
يقيت
ي عىل وال
يبف يأما ي أكل الدهر حل وارتحال
الشاعر يقول أنه والناقة يس ريون معا من مكان إل آخر وال ترتاح الناقة يف رفقته دائما هما يف سفر فالناقة
تعيض عىل هذا الحال.
نظرة الناقد القديم:
طرفي فيها ثنائية منفصلة ربي الناقة والشاعر رفيى الثنائية بأن الناقة
ر يرى الثنائية أنها مجاز أي استعارة
تشبه اإلنسان.
11
نظرة الناقد الحديث( :يحول الثنائية للتفاعل)
فه ليست مجرد تشبيه غرضه التجسيم بل حدث تفاعل ربي الناقة هنا أصبحت جزء من كينونة اإلنسان ي
الشاعر والناقة وهذا التفاعل هو الذي يريد أن يخرجه لنا الشاعر فيخلع الشاعر احساسه وتعبه من خالل
ه ليست مجرد تشبيه عادي وإنما جزء ال يتجزأ عنه. حديثه مع الناقة ف ي
أب تمام:
قول ي
بكفيك ما ماريت يف أنه برد حواش الحلم لو أن حلمه ر رقيق
ي
يتحدث الشاعر عن شخص مادحا إياه بأنه رقيق يف حلمه ويقول أن ذلك الحلم الذي يتصف به لو أنك مسكته
بيدك لشعرت بأنه ناعم كاليد.
تناول اآلمدي لهذا البيت:
رفض هذا التشبيه ألنه وضع قواعد محددة للتشبيه فيقوم برفض أي تشبيه يخرج عن هذه القواعد وهنا الحلم
حش ناعم. بشءر
ي صفة ومن قواعده أن الصفة اليمكن أن نشبهها ي
يقول :والخطأ يف هذا البيت ظاهر ي
ألب ما علمت أحدا من شعراء الجاهلية واإلسالم وصف الحلم بالرقة إنما
الت أضج عليها المجاز يوصف بالعظم والرجحان والثقل والرزانة ونحو ذلك فهو يعكس صورة تلك المواضعة ي
غ القديم فالمجاز يبدو أنه يخضع لمواضعة عرفية كالحقيقة تماما.يف التصور البال ي
محمود شاكر
12
الجرجاب.
ي المحققي حقق كتاب أشار البالغة ودالئل اإلعجاز لعبد القاهر
ر من أفضل
العرب القديم نظرة مختلفة عن ناصف و محمد عبد المطلب. ي نظر إل الياث النقدي
الذوف – التشعيث – النغم ،موضوعات جديدة تماما ليس لها سابق يف ي تحدث عن موضوعات مثل :المنهج
كتب النقد.
وف نفس الوقت يتحدث عن موضوعات جديدة؟ كيف يرتكز شاكر عىل الياث القديم ي
العرب القديم فلم ير يف الياث معطيات جاهزة قابلة لالستخدامي ➢ هنا ي
تأب طريقة شاكر يف تناول الياث
والتطبيق يف صورة قواعد نقدية أو رسوم بالغية وإنما نظر للياث باعتباره مادة خصبة ثرية قابلة للتوليد فهو
وإن كان ينطلق من الياث إال أنه قادر عىل تجاوزه واإلتيان بالجديد فالتعامل الصالح مع الياث هو التعامل
المثمر الذي ينطلق منه.
العرب القديم؟
ي ما هو موقف شاكر من النقد
وجد أنه قاض عن تلبية احتياجاتنا النقدية الجديدة.
جاهىل يدغ تأبط
ي له كتاب مهم يدغ (نمط صعب ونمط مخيف) يف هذا الكتاب يأخذ قصيدة مشهورة لشاعر
الكثي من الموضوعات النقدية و يتحدث شاكر عن ر رشا ثم يعيد قرائتها قراءة جديدة خالل هذه القصيدة يطرح
الجاهىل وعن الطريقة الواجبة من أجل تمثل القصيدة تمثال صحيحا يقوم عىل معرفة ما لحقها من ي الشعر
اإلسباغ (اإلطناب) أو التعرية (اإليجاز) وعىل معرفة أسلوب كل شاعر منهم يف احتياله عىل اإلبانة الموجزة عن
غي ذلك ثم الت تتخلل األلفاظ مركبة يف جملتها عن قصد وعمد وإرادة إل ر غوامض ما يف نفسه وعىل الوشائج ي
أكي رشوح الشعر تدلنا عىل أن هؤالء ينتقل إل الحديث عن مناهج القدماء ف التعامل مع الشعر فيقول :مراجعة ر
ي
أكيهم أقرب إل أصحاب اللغة (ينقدوا نقد لغوي) وأهل النحو أو إل العلماء باألدب عامة وجمهرة الشاح كان ر ر
تفسي ألفاظ اللغة وعىل بعض مايتصل بالنحو عند حاجتهم إل البيان عن تركيب األبيات ر رشوحهم مبنية عىل
يشحونها وعىل أخبار الشعراء والقبائل وعىل ذكر الحوادث (كل هذه األمور قبل الشعر وال تدخل يف صميم الت ر
ي
غي مجتمعة وه تفاريق رفبي للمتأمل أنهم ضفوا أكي جهدهم يف النظر إل لغة األبيات ي الشعر نفسه) ومع ذلك ر
فت متكامل) ولم والمعاب جزئية لم ينظروا إل القصيدة ككل ولم يفهموا القصيدة كعمل يي (يعت أن األلفاظ جزئية
ي
ام الشاعر يف شعره فلم يبق إال فئة النقاديبالوا شيئا بالنظر يف جملة القصيدة وما ينتظمها أو يتخللها من مر ي
والذين تحولوا عن تأصيل واستيفاء قواعده وشق سبله إل تأصيل علم البالغة والبيان وبناء قواعدهما أو إل نقد
(يعت ينقدوا جملة أو الشطر) دون نقد جملة القصيدة واإلبانة عن معانيها. ي التفاريق
يتبي أنه ليس معت أن شاكر ينطلق من الياث أنه يقبل بالياث كما هو وهكذا نجد أن ما انته إليه شاكر يففهنا ر
غي قادرة عىل تلبية فه وحدها بصورتها القائمة ر
الت وصلت لنا من مناهج القدماء يشوبه نقص ي شأن الحصيلة ي
حاجة النقد يف التعامل مع القصيدة وكان من المفيض أن يستكمل النقاد المحدثون ما بناه أجدادهم بدال من أن
يسي يف طريقه إلينا متكامال يمد
يتنكبوا طريقهم وينرصفوا عنه إل مناهج غريبة عنهم فلو قدر لياث العربية أن ر
أوله آخره النته زماننا إل ظهور جيل من رشاح الشعر ونقاده قد توفرت لهم إحاطة الماض ري باللغة وإبداع
المحدثي.
ر
ثالث موضوعات من خاللها استطاع شاكر أن يحاول إيجاد منهج نقدي جديد:
13
الذوف
ي أوال :المنهج
العرب وأحيانا يقول أنه من وضع هذا المنهج أي أن له أقوال
ي يرى أن هذا المنهج هو منهج قديم وراسخ من الياث
الذوف.
ي متناقضة فيما يخص المنهج
الذوف مأخوذ من الياث بروحه لكن ليس كمنهج متكامل.
ي يف الحقيقة أن المنهج
وه
الجاهىل ي
ي الت اخيتها آنفا يف شأن الشعر
سي يب ي
ه ر يقول محمود شاكر :كانت ر
سي يب يف كل هذا الذي أقرؤه ي
غي ذلك وكيف يستقيم عىل المعت طلبا للحق وكيف يلتوي طلبا تذوق الكالم وتذوق األلفاظ والجمل وإل ر
للمغالطة أو الزهو.
ونيا وأخبارا تروى وعلما يكتب أو يستخرجحديت عن منهج ف تذوق الكالم شعرا ر ر ويقول أيضا :وهذا هو جوهر
ي ي ي
خف يف نفس وف ألفاظه البد أثر ظاهر أو وسم يفف نظم كل كالم ي
ألن ذلك كله إنما هو إبانة عما تموج به النفوس ي
فمنهج يف تذوق الكالم معت كل العناية باستنباط هذه الدفائن وباستدراجها يف مكامنها ومعالجة نظمي قائله
كي عىل الكالم ولفظه ومعالجة تتيح يل أن أنفض الظالم عن مصونها وأميط اللثام عن أخف أشارها (هنا يتم الي ر
الياكيب).
الجاهىل ترجيعا خفيا غامضا كأنه حفيف نسيم تسمع حسه وهو يتخلل أعواد ي ثم يقول :وجدت يومئذ يف الشعر
ينته إليك من بعيد يف سكون ليل داج وأنت محفوف بفضاء متباعد ي شج
ي رني صوت نبات عميم متكاثف أو ر
األطراف وكان هذا اليجيع الذي آنسته مشيكا ربي شعراء الجاهلية الذين قرأت شعره ثم يمتاز شاعر عن شاعر
بجرس ونغمة وشمائل تتهادى فيها ألفاظه ثم يختلف شعر كل شاعر منهم يف قصيدة من شعره وبدندنة تعلو
وتخفت تبعا لحركة وجدانه مع كل غرض من أغراضه يف هذا الشعر وب هذا التذوق المتتابع الذي ألفته صار لكل
الجاهىل وطعمه وشذاه ورائحته ّبينا عندي بل صار
ي شعر عندي مذاق وطعم وشذا ورائحة وصار مذاق الشعر
األدب).
ي يدلت عىل أصحابه (هنا ينظر لصورة اإلنسان الكاتب خلف العمل
ي تمي بعض من بعض داال
ر
لك يحدث فرق يف القراءة النقدية فال تقوم القراءة النقدية عىل قراءة
الت أضافها شاكر للنقد القديم ي
هذه اإلضافة ي
األدب.
ي األدب يف انسجامه وترى اإلنسان الكامن خلف العمل ي الياكيب واأللفاظ وحدها وإنما تحاول أن ترى العمل
يعتقد شاكر أن منهجه هذا يجمع ربي الجدة واألصالة فهو أحيانا يحدثنا أنه فيما قام به مبتدع لم يسبق إليه وأنه
غي مثال سابق ولكنه يعود ويؤكد أنه لم يفعل سوى القيام بتجميع وتصنيف منهج قد يؤلف ما يؤلفه عىل ر
أصلت أصوله ووضعت قواعده يف الياث فليس له إال فضيلة الجمع والتوضيح ومن ثم يكون دوره فيه هو معاناة
لتبي دروبه ومسالكه ثم إزالة الغبار الذي طمس معالمه.
كانت منه ر
هكذا كان رأي شاكر يف منهجه فهو من جهة منهج جديد اتبع فيه أسلوبا جديدا جعله متخوفا من طرح ماطبقه يف
العرب يجده المؤلف يف كل
ي كتابه المتبت عىل سبيل المثال عىل الناس ومن جهة أخرى هو منهج راسخ يف الياث
ما قرأه مطبقا بوضوح.
األولي سنجده يتحدث عن دراسته وتأمله للصياغة والياكيب ومعالجة نظم الكالم ولفظه ر االقتباسي
ر إذا تأملنا
فهو يقرأ بأناة وإتقان باحثا ومالحظا لما يف تراكيب العبارات عن أشار وخصائص ثم إذا أعدنا النظر يف االقتباس
14
شء آخر أال وهو اإلنسان فالكالم يدرس عىل أنه إبانة عما تموج به النفس فللشعر ر
الثالث سنجده يتحدث عن ي
الجاهىل نغمه وإيحاؤه الخاص.
ي
المتنت لسيف الدولة يف رثاء األخت الصغرى لخولة:
ي يقول
ُ َ َ ُ َ نون َش َ
َ َ َ َ ُ
فسه فيك َعدال القسم ن
جعل ِ
َ َ َ خص ري َج ً
ورا ِ قاسمتك الم
ّ ُ رن َ ّ َ َ َ َ ََ َ َ َ
ؤاد َو َسىل
شى ع ِن الف ِ د ف ِإذا ِقست ما أخذن ِبما أغ
َ َ َ َّ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َّ َّ َ َ
وتبينت أن جدك أعىل َوت َيقنت أن َحظك أوف
شخصي ظلما وجعل قسمته فيها بعض العدل وإذا قست ما تركه الموت
ر رشح البيت :يقول أن الموت قاسمك يف
مع ما أخذه سيطيب فؤادك لما تركته وتتأكد أن حظك أفضل فيما أخذت وبف لك وعلمت أن نصيبك أعىل.
والمتنت.
ي القراءة المتعمقة لهذه األبيات من قبل شاكر أكدت له بأن هناك عالقة ربي أخت سيف الدولة
16