4 5852740445221687242

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫مصطف ناصف‪:‬‬‫ى‬

‫الحال وله كتابات نقدية عدة‪.‬‬


‫ي‬ ‫المشاهي يف العرص‬
‫ر‬ ‫هو ناقد من كبار النقاد‬
‫العرب الحديث‪.‬‬
‫ي‬ ‫هو من البارزين يف ساحة النقد‬

‫أفكاره النقدية‪:‬‬
‫▪ مؤمن بفكرة فلسفية كانت من األفكار المؤسسة للتفكيكية‪.‬‬
‫(ه مرتبطة بفلسفة التأويلية) والتأويلية كانت من‬‫▪ مقتنع بفكرة تسىم بالتأويلية أو فلسفة الفنومنولوجيا ي‬
‫الت قامت عليها النظرية التفكيكية يف النقد والتأويلية تقول أن كل إنسان هو يرى العالم من منظوره‬ ‫الركائز ي‬
‫روح)‪.‬‬
‫ي‬ ‫ويضيف منظوره عىل العالم (منطلقها‬
‫الفنومنولوح أهم قناعات ناصف النقدية فأفكاره مبثوثة تقريبا يف أغلب كتاباته حت لو لم‬
‫ي‬ ‫▪ يعد التأويل‬
‫يتحدث عنها بصورة ر‬
‫مباشة‪.‬‬
‫الشوح عىل الكتاب‬ ‫▪ يرصب هذا المنهج بجذوره ف أعماق الثقافة الغربية فهو منهج تطور من نظرية ر‬
‫ي‬
‫المنهج للعلوم اإلنسانية‬
‫ي‬ ‫الفيلولوح العام ثم علم الفهم اللغوي األشمل ثم األساس‬
‫ي‬ ‫المقدس إل االتجاه‬
‫الت يستخدمها اإلنسان للوصول إل المعت‬ ‫التفسي ي‬
‫ر‬ ‫ثم فنومنولوجيا الوجود والفهم الوجودي ثم نظم‬
‫األساطي والرموز‪.‬‬
‫ر‬ ‫الكامن وراء‬
‫▪ يقوم هذا المنهج عىل أسس فلسفية راسخة وواضحة تؤمن برصورة وجود منهج ثان ال سلطان للعلم‬
‫الشخص المنظم وأن العالم ال يمكن فهمه‬
‫ي‬ ‫الدقيق عليه يعتمد عىل النفاذ يف داخل الروح من خالل التأمل‬
‫اإلنساب يتجىل من خالل التأويل نفسه وقد اكتمل هذا المفهوم عىل يد‬
‫ي‬ ‫إال من خالل التأويل فالوجود‬
‫األلماب جادامر الذي أكد الطابع اللغوي للحقيقة اإلنسانية فالعالم يتجىل من خالل اللغة‬
‫ي‬ ‫الفيلسوف‬
‫الماض والحاض‪.‬‬
‫ي‬ ‫واليمكن معرفته إال من طريق التأويل واهتم بمفهوم الحوار وتداخل اآلفاق ربي‬
‫▪ يقدس ناصف فكرة فهم النصوص من خالل فهم أنفسنا وتداخل اآلفاق ربي النص و قارئه ومن ثم مفهوم‬
‫الحوار بيننا وضورة التفاعل المستمر واستمرار التساؤل والتأويل ورفض اإلجابات النهائية والحاسمة‪.‬‬
‫والبالغ ورأى أن البالغة يف صورتها القديمة اليمكن أن تكون كافية أو مالئمة للدراسة‬‫ي‬ ‫▪ رفض الياث النقدي‬
‫األدبية والنقدية يف العرص الحاض‪.‬‬
‫▪ يرى أن البالغة العربية كانت دائما قاضة ألنها كانت تبحث عن الصور الواضحة وهو يرفض هذ ويرى أنه‬
‫البد من قراءة الشعر القديم عىل أنه رمز‪.‬‬

‫ناصف له مرحلتان يف تناوله للياث‪:‬‬

‫المرحلة األول‪ :‬رفض الياث النقدي بصورة واضحة وقاطعة وبيان التأخر يف النظرة البالغية العربية والسذاجة‬
‫العرب‪.‬‬
‫ي‬ ‫من وجهة نظره يف النقد‬

‫‪1‬‬
‫الت أخذها ناصف عىل البالغة‪:‬‬
‫العيوب ي‬
‫‪ .1‬الرفض‬
‫الذاب يف شؤون واالستعارة وتحاول أن‬
‫ي‬ ‫يتحدث عن أن البالغة التهتم بفردية النص وتنكر كل ما يذكر بهذا الجانب‬
‫ترده إل قانون عام‬
‫ويتحدث عن أن البالغة تفصل فصال حادا ربي المبت والمعت فالمبت يضاف إل المعت كما يضاف الغطاء إل‬
‫وعائه‪.‬‬
‫العرب كله يقوم عىل فلسفة الكذب والجدل‪.‬‬
‫ي‬ ‫ويقول أن النقد‬
‫أسباب الرفض‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اللفظية‪:‬‬
‫األصىل الذي حرص الواقعة‬
‫ي‬ ‫فالنص قد انسلخ من مؤلفه بمثل ما انسلخ عن موقف عرصه وانسلخ من المخاطب‬
‫األول‪.‬‬
‫المبدب للواقعة األول‬
‫ي‬ ‫ال غرابة إذ أثرى النص نفسه بقراء جدد وهذا التوسع يف مجال القراءة نتيجة للتجاوز‬
‫وذوبانها فيما نسميه عالمية المعت وعموميته وب هذا المعت تولد واقعة الكلمة واقعة جديدة يف ضوء تحول‬
‫الواقعة إل معت فهذه العمومية وحدها تخلق واقعات قولية جديدة‪.‬‬

‫زجاجة رشب ر‬
‫غي مألى وال صفر‬ ‫عي كأنها‬
‫تجوب له الظلماء ر‬
‫الجرجاب‪:‬‬
‫ي‬ ‫رأي عبد القاهر‬
‫فأنت اآلن تعلم أنه لوال أنه قال‪( :‬تجوب له) فعلق له بتجوب لما صلحت ر‬
‫العي أن يسند تجوب إليها ولكن ال‬
‫ينبغ وكذلك لو تعلم أنه قال مثال‪ :‬تجوب له الظلماء‬
‫للعي كما ي‬ ‫تتبي جهة التجوز(المجاز) يف جعل تجوب فعال ر‬ ‫ر‬
‫العي بما‬
‫عينه لم يكن له هذا الموقع والضطرب عليه معناه وانقطع السلك من حيث كان يعييه حينئذ أن يصف ر‬
‫وصفها‪( .‬عبد القاهر يهتم بنظرية النظم والعالقات ربي األلفاظ)‬
‫رأي مصطف ناصف‪:‬‬
‫الشكىل المحض‬
‫ي‬ ‫يب ري مصطف ناصف سطحية مثل هذا التناول لفهم الصورة وجمالها فهو وقوف عند المستوى‬
‫الحرف المقابل نعم هذا‬
‫ي‬ ‫التعبي‬
‫ر‬ ‫خي من‬‫دون الولوج إل جوهر الصورة فعبد القاهر كما يقول لنا ناصف‪ :‬إن هذا ر‬
‫للبعي أو عينه والفاعل يف النحو هو الذي فعل الفعل أو اتصف به وليس هذا فاعال هذا ما يجود به علينا‬
‫ر‬ ‫أمدح‬
‫النحو التنافس ربي الجزء والكل قد يؤلف جزءا من معت الشاعر ولكن هذا التنافس ليس يعيف به يف داخل‬
‫منطق أرسطو‪.‬‬
‫السطج فيقول مصطف ناصف‪ :‬إذا نظرت إل البيت‬ ‫ي‬ ‫ولكن هناك تناوال آخر أفضل للنص ال يقف عند المستوى‬
‫فالعي مثل هذه‬
‫ر‬ ‫العي‬
‫غي مألى وال صفر؟ والقارئ قد يقول هذا شكل ر‬ ‫مثال وقلت لماذا كانت هذه الزجاجة ر‬
‫العرب‪ .‬نقف عند المستوى‬
‫ي‬ ‫وغي الممتلئة يف الشعر‬
‫ماض الزجاجة الممتلئة ر‬
‫ي‬ ‫غي ممتلئة وهنا نغفل كل‬
‫الزجاجة ر‬
‫الت يختلط فيها‬‫السطج المجرد بطريقة قاسية موقف الجمل يف الليل هو موقف اإلنسان من هذه الحياة ي‬ ‫ي‬ ‫األول‬
‫النور والظالم موقف ليس فيه إشباع تام وال حرمان مدمر إذا أنت قلت هذا بغض النظر عن وجاهته أو ضعفه‬
‫كنت أضفت شيئا إل النص‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الول محمد‪:‬‬
‫رأي ي‬
‫األدب تتحدد قيمته الرمزية من خارجه ال من داخله‪ ،‬تتحدد قيمته الرمزية ليس بالعالقة مع نصوص أخرى‬ ‫ي‬ ‫النص‬
‫من جنسه وليس بأنواع أخرى النصوص من أجناس مختلفة بل تتحدد وفق رشوط الذات المتلقية ويقول إن‬
‫بالمتلف‪ ،‬إن األجدر هو وصف هذا الشكل من الرمزية باإليحائية‬
‫ي‬ ‫الرمزية ال تعود لصيقة بالنص بقدر التصاقها‬
‫البالغ هو إيحاء يخضع لنظام‬
‫ي‬ ‫الحرة أو التأويل الحر وهذا يصعب أن نجد له مكانا داخل البالغة‪ ،‬إن اإليحاء‬
‫صارم لقواعد مطردة وقابلة للضبط ولهذا قلما تعرض البالغيون للرمز بهذا المعت المقدم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوضوح‪:‬‬
‫ومسح باألركان من هو ماسح‬ ‫ولما قضينا من مت كل حاجة‬
‫ولم ينظر الغادي الذي هو رائح‬ ‫وشدت عىل دهم المهارى رحالنا‬
‫المط األباطح‬
‫ي‬ ‫وسالت بأعناق‬ ‫أخذنا بأطراف األحاديث بيننا‬

‫تصف األبيات سهولة العودة من رحلة الحج عىل القافلة وحازت هذه األبيات عىل إعجاب النقاد قديما ألن فيها‬
‫بساطة وجمال رغم بساطتها‬
‫يسيون عىل الجمال يف الوديان كأنها مياه تعيمن أعناق الجمال وهذا دليل عىل‬
‫(البيت الثالث) يتحدثون وهم ر‬
‫السي‪.‬‬
‫سهولة ر‬
‫رأي عبد القاهر‪:‬‬
‫يتحدث عبد القاهر عن الصورة يف هذا البيت فيقول‪ :‬ثم زان ذلك كله باستعارة لطيفة طبق فيها مفصل التشبيه‬
‫وف حال التوجه‬‫فرصح أوال بما أومأ إليه يف األخذ بأطراف األحاديث من أنهم تنازعوا أحاديثهم عىل ظهور الرواحل ي‬
‫تسي به األباطح‪.‬‬
‫سيها بهم كالماء ر‬‫السي ووطاءة الظهر إذ جعل سالسة ر‬
‫إل المنازل وأخي بعد بشعة ر‬

‫رأي ناصف‪:‬‬
‫يرى ناصف أن يف هذا التناول يضعف من فكرة االستعارة ويقلل من إيحائها أما إذا تناولنا نفس هذه االستعارة يف‬
‫أكي غت وغموضا ويقول أن حينما نقول إن األباطح سالت بأعناق المط وننظر‬ ‫ضوء فكرة التفاعل بدأ المعت ر‬
‫الت أهمتنا يف هذا الفصل نشفق إل حد ما عىل اإلبل بعبارة أخرى بدت األباطح أو لنقل‬ ‫مليا يف فكرة التفاعل ي‬
‫ر‬
‫وتسي عىل هذا النحو ولكن الحركة تذوب وتتالش يف األرض‬ ‫ر‬ ‫األرض أقوى من المط والمط أعناقها تعلو وتهبط‬
‫السي يف الحياة وأن محاولة‬
‫تعبي عن صعوبة ر‬ ‫التالش ال يظهر يف ضوء فكرة المقارنة‪(.‬يقول أن الجمال تلك ر‬‫ر‬ ‫هذا‬
‫ي‬
‫تسي)‬
‫وه ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تتالش رقاب الجمال كأنها تحتك باألرض ي‬‫ي‬ ‫وتختف كما‬
‫ي‬ ‫تتالش‬ ‫للسغ‬
‫ي‬ ‫اإلنسان‬
‫معاب عامة‪.‬‬
‫ي‬ ‫نالحظ هنا‪ :‬أنه حاول استخدام البعد الرمزي الذي ليس له داللة يف النص واستخدام‬

‫‪3‬‬
‫ق إذا تصوب أو تصعد‬ ‫الشف‬
‫ي‬ ‫وكأن محمر‬
‫ن عىل رماح من زبرجد‬ ‫نش‬ ‫أعالم ياقوت ر‬
‫رأي عبد القاهر‪:‬‬
‫ربي أن الش يف جمال مثل هذه الصورة هو كون وجه الشبه ربي المشبه والمشبه به هو عدم دوران الصورة عىل‬
‫العي) ألنه المزيد يف‬
‫(يعت ال يوجد يف الحقيقة أعالم من الياقوت مرفوعة عىل رماح من زبرجد ولم تراه ر‬
‫ي‬ ‫العيون‬
‫ه صورة خيالية محضة)‪.‬‬ ‫ر‬
‫(يعت ي‬
‫ي‬ ‫الشء عن العيون عىل أن يكون وجوده ممتنعا أصال فال تتصور إال يف الوهم‬
‫بعد ي‬
‫رأي مصطف ناصف‪:‬‬
‫أغفلوا يف نظر الكاتب االهتمام بالقراءة الرمزية لمثل هذا التصوير فكما يقول ناصف إننا النستطيع بطريقة عبد‬
‫ه رمز‬ ‫ر‬
‫شء يهيب بنا أن نفهمه عىل هذا النحو‪ ،‬الشقائق ي‬ ‫حي أن كل ي‬ ‫القاهر أن نرى يف شقائق النعمان رمزا عىل ر‬
‫الملك وما فيه من الدم والجراح وا لقتال فالكاتب يدعو إل تناول جديد لظاهرة سميت قديما بالتشبيه فيجب‬
‫استبدال كلمة الرموز بالتشبيه (يريدنا أن نيك كلمة التشبيه جانبا ونحل محلها الرموز ونقرأ النصوص قراءة رمزية)‬
‫واألمور الت قد شاع تناولها باسم التشبيه كالتشبيه بالشقائق واليق والسيف والخمر والنجوم ر‬
‫والييا والسحاب‬ ‫ي‬
‫ينبغ تناولها باعتبارها رموزا مليئة بالمعت وثرية بالدالالت‪.‬‬
‫ي‬ ‫والهالل‬
‫تفسي ناصف للنص‪:‬‬‫ر‬
‫يقول إن للشاعر منطقا آخر يسمو عىل منطق العقل‪ ،‬منطق المعت المتعدد والمتعاكس السيال‪ ،‬كنت هنا قد‬
‫تعبيان (التعدد وااللتباس)‬
‫كفرت بأرسطو البالغة‪ ،‬حتمية الوضوح قديما وحتمية التعدد وااللتباس حديثا هما ر‬
‫تغيي‪.‬‬
‫األساطي ونفس اإلنسان من ر‬
‫ر‬ ‫مخترصان عن كل ماجد يف الفلسفة واللغة وبحث‬
‫(هنا يريد أن نذهب إل رؤية النص باعتباره نصا غامضا حت لو كان هذا النص كتب من شاعر يف ظروف ثقافية‬
‫الثقاف‬
‫ي‬ ‫مختلفة لم يكن يقصد بكتابته أن تكون كتابة رمزية ولم يخطر عىل باله الرمزية قديما ولم يكن يف محيطه‬
‫حديث عن الرمزية لكن هذا اليمنع الناقد المعاض من أن يقرأ هذا الشعر القديم قراءة رمزية فال نفهم الشقائق‬
‫عىل أنها مجرد زهرة وهذا وصف للزهرة وإنما نفهمها عىل أنها رمز)‪.‬‬
‫رأي الدكتورة‪:‬‬
‫هنا التشبيه يساعدنا عىل ذلك ألن الشاعر اختار تشبيها بعيدا جدا عن المشبه (الزهرة) فاختار التشبيه بأنها رموح‬
‫بشء من اإليحاء بهذا المعت ألنه‬ ‫ر‬
‫الت يتم استخدامهم يف ساحات الحروب فكأن النص يسمح ي‬ ‫وسيوف وأعالم ي‬
‫شء من اإليحاء بالقوة‬ ‫ر‬
‫لماذا يختار الشاعر تشبيه الشقائق باألعالم وسيقان الشقائق بالرماح؟ ألن الشقائق فيها ي‬
‫ينبغ أن يكون هذا هو‬ ‫ر‬
‫بشء من هذا اإليحاء لكن ال ي‬‫غي ذلك‪ ،‬فهنا قد يكون النص يسمح ي‬ ‫وبالدم وبالمعارك إل ر‬
‫المعت الجميل وحده ونيك المعت الجميل القريب أيضا واضح الداللة والمقصود منه من قبل الشاعر‪ ،‬وليست‬
‫كل النصوص تسمح بهذا فلذلك اليجب أن يتخذ من هذا الكالم قاعدة عامة يف كل النصوص‪.‬‬
‫يعت المشبه هو جزء من‬
‫(ناصف يريدنا أن نرى المشبه والمشبه به وعالقة االستعارة يف إطار عالقة تفاعلية ي‬
‫المشبه به والمشبه به هو جزء من المشبه ال يوجد انفصال بينهما)‬

‫تعليق الول محمد عىل رأي ناصف‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫مي الواسع دون داللة نصية من أسهل ما يكون فأي معت متعدد مقبول يجب أن يكون له داللة من‬ ‫قال أن الي ر‬
‫النص وال يرفض المعت القادم من النص لفظا‪.‬‬
‫وقد ناقش هذا االتهام من قبل ناصف لمفهوم الصورة يف البالغة العربية فيقول إن اعتماد االستعارة عىل فكرة‬
‫(يعت عندنا المشبه والمشبه به ولكن محذوف المشبه ألنه واضح وجئنا بالمشبه به فقط وهما‬ ‫ي‬ ‫المشابهة‬
‫كوهي قوله‪ :‬إن‬ ‫الغرب حداثة وينقل عن جان‬ ‫ر‬
‫عنرصان متمايزان ليس بينهم اندماج) موجود يف أكي نصوص النقد‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫متغية وبتنوع هذه‬
‫ر‬ ‫الثاب عالقة‬
‫تغي المعت ليس بطبيعة الحال فضلة إذ يوجد ربي المدلول األول والمدلول ي‬ ‫ر‬
‫العالقة يتم إفراز أنواع من المجازات نحن نتحدث عن االستعارة إذا كانت العالقة تعتمد عىل المشابهة (فليس‬
‫غي ممكن) ونتحدث‬ ‫سنلغ تماما فكرة المشابهة من االستعارة هذا ر‬‫ي‬ ‫معت أننا نتحدث يف إطار نقدي حديث أننا‬
‫الميتونوم إذا كانت العالقة تعتمد عىل المجاورة وعن مجاز الكلية والجزئية إذا كانت عالقة الجزء‬
‫ي‬ ‫عن المجاز‬
‫بالتميي التقليدي ربي المعت األول‬
‫ر‬ ‫الول إل أن ريتشاردز نفسه لم يستطع أن يتخىل عن االحتفاظ‬ ‫بالكل وقد أشار ي‬
‫وغيها‬
‫الوال إل أن موقف الكاتب الرافض لعبارات مثل المشابهة ر‬ ‫ي‬ ‫الثاب أي معت المعت ومن ثم يخلص‬
‫ي‬ ‫والمعت‬
‫لم يعقبه تقديم بديل جيد لها فمصطف ناصف كما يقول‪ :‬الذي يدعوا إل هجر مصطلح أو مفهوم المشابهة لم‬
‫يكف هذا التجوز حت‬‫يكف القول أن هناك تجوزا يف المعت وكف وهل ي‬ ‫يقد أية إمكانية بديلة لوصف جديد فهل ي‬
‫تكون الصورة األدبية موفقة بمعت آخر أيضا إذا كان البالغيون يقدمون عىل وصف مادة الشعر باستعمال أدوات‬
‫التخىل عن هذه األدوات القديمة دون أن يمكنهم من‬
‫ي‬ ‫ما بغض النظر عن قيمتها العلمية فإن ناصف يدعوهم إل‬
‫أدوات أخرى ر‬
‫أكي فاعلية لوصف الشعر‪.‬‬

‫كوهي هو رشح من الدكتورة مش بقيت قوله‪.‬‬


‫ر‬ ‫قوسي وسط قول‬
‫ر‬ ‫البي‬
‫‪ #‬ر‬

‫‪ .2‬التأويل‬

‫العرب يجب أن يملك الكلمة التملكه‬


‫ي‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬يقول يف كتاب آخر أن البالغة العربية درس قيم يف العقل‬
‫وه أفضل مفتاح للثقافة العربية لو أحسنا قراءتها ويقول‬
‫األدب ي‬
‫ي‬ ‫الكلمة فالبالغة ثروة كيى وهذا مانسميه النقد‬
‫أكي مما نسميه جمال األسلوب ولكننا نتناول البالغة عارية من‬‫إن البالغة كانت مولعة بالبحث عن قوة النفس ر‬
‫النقاش والتفصيالت أي عارية من الروح والقلق‪.‬‬
‫ما هذا التناقض يف موقف ناصف؟ هل فعال عنده تناقض يف الرؤيا؟ هل كان يرى البالغة قائمة عىل الكذب‬
‫ه مفتاح الثقافة العربية؟ كيف تفش هذا التناقض؟‬ ‫والجدل ثم بعد ذلك يرى أن البالغة ي‬
‫الماض يدعونا إل‬
‫ي‬ ‫▪ يف الحقيقة ليس هناك تناقضا يف موقف ناصف إنما الذي فعله ناصف هو أنه كان يف‬
‫هجر البالغة ألنها تتحدث عن الوضوح اآلن ناصف لم يعد يتحدث عن البالغة بصورة سيئة ألنه استخدم‬
‫معها نفس السالح حيث أنه قرأ البالغة نفسها قراءة رمزية أي أنه قرأ كالم النقاد العرب قراءة رمزية فإذا كان‬
‫العرب يتحدث عن التشبيه فهو يقول أن هنا التشبيه ليس تشبيها وإنما رمز أي أنه ّأول البالغة العربية‬
‫ي‬ ‫الناقد‬
‫نفسها‪.‬‬
‫ق إذا تصوب أو تصعد‬ ‫الشف‬
‫ي‬ ‫وكأن محمر‬
‫‪5‬‬
‫ن عىل رماح من زبرجد‬ ‫أعالم ياقوت ر‬
‫نش‬
‫رأي عبد القاهر‪:‬‬
‫التفصيىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫يرى أن ش جمال هذا القول هو غرابة التشبيه الناتج عن وجه الشبه‬
‫رأي ناصف‪:‬‬
‫يقرأ قول عبد القاهر باعتباره اهتماما من عبد القاهر بعالم أسطوري فيقول ناصف عىل لسان عبد القاهر‪ :‬أن عبد‬
‫غي العالم ومشوق إل تركيب الندري كيف خطر لذهنه أكان العالم الذي يراه مضطربا‬ ‫القاهر ال يمل من ذكر عالم ر‬
‫متدافعا؟ أكان عبد القاهر يبحث عن تشابه أم كان فيما كان يبحث عن استبدال عالم بعالم؟ عالم قد تظن ألول‬
‫(يعت إذا كان عبد القاهر يقول أن‬
‫ي‬ ‫وهلة أنك تعرف شيئا عنه ولكنك ماتلبث أن تنكر شيئا منه وأن تجده غريبا‪.‬‬
‫هنا الموضوع فيه غرابة فإن ناصف يرى أن بحث عبد القاهر عن الغرابة هو اهتمام من عبد القاهر بعالم‬
‫أسطوري خيا يل)‪.‬‬
‫رأي الدكتورة‪:‬‬
‫بالطبع كالم عبد القاهر اليحتمل هذا التأويل الذي رآه ناصف ولكن ناصف يف مرحلة متأخرة بدل من أن يرفض‬
‫لك تستديم ألفكاره وتعي عن أفكاره يف القراءة الرمزية أو‬ ‫البالغة بصورة فجة أو مرفوضة نجده هنا يؤول البالغة ي‬
‫التأويلية ففهم كالم عبد القاهر عىل أنه رؤية رمزية أو رؤية تأويلية للعالم‪.‬‬
‫هنا نجد أن ناصف ثابت عىل موقفه يف رفض البالغة سواء كان هذا الرفض رفضا حقيقيا أو كان رفضا يف الباطن‬
‫وإن كان يف الظاهر أنه منسجم معه‪.‬‬

‫ه األمور الذي يدعونا ناصف لتجاوزها؟‬ ‫ما ي‬


‫األصىل للنص‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬تجاوز المعت‬
‫‪ .2‬تجاوز المعت الذي أراده الناقد من النص‪.‬‬
‫َ‬
‫المخاطب األول من النص‪.‬‬ ‫‪ .3‬تجاوز الفهم الذي فهمه‬

‫‪6‬‬
‫محمد عبد المطلب‬

‫كثية اهتم عىل وجه الخصوص بمنهج األسلوبية الذي هو طريقة حديثة لدراسة‬ ‫هو ناقد له كتابات نقدية ر‬
‫وغي األدبية‬
‫النصوص أيا كانت ليست بالرصورة أن تكون نصوصا أدبية فأراد توحيد الدراسة ربي النصوص األدبية ر‬
‫فيحاول أن يضع توصيفات ومواصفات للنصوص بمختلف أنواعها‪.‬‬
‫والت وضع أسسها هم نقاد غربيون‪.‬‬
‫األسلوبية طريقة مشهورة يف الدراسات الغربية ي‬
‫ما هو موقفه من البالغة العربية القديمة؟‬
‫أساسيتي‪:‬‬
‫ر‬ ‫نقطتي‬
‫ر‬ ‫كان له موقف مختلف عن ناصف نفهمه من خالل‬
‫‪ .1‬أنه وضع ضوابط للحداثة (الحداثة هنا يقصد بها أي نظرية نقدية غربية حديثة)‪.‬‬
‫‪ .2‬أنه لم يرفض البالغة بل حاول أن ينقحها(يهذبها)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحداثة‬
‫العرب‬
‫ي‬ ‫وف ضوءه حاول استخدام هذه الحداثة يف النقد‬ ‫الضابط الذي وضعه عبد المطلب للحداثة النقدية ي‬
‫الحديث‪:‬‬
‫حداب نقدي قريب من البالغة العربية‬ ‫ر‬ ‫موقف عبد المطلب عندما يتعامل مع الحداثة‪ :‬حاول أن يجد مذهب‬
‫ي‬
‫شء للبالغة العربية ثم يحاول أن يؤسس عليه‪.‬‬ ‫ر‬
‫أقرب ي‬
‫أكي‬ ‫يقول إن إلقاء الضوء عىل مجمل موقف الكاتب يؤكد عىل اعتدال موقفه من الحداثة هذا االعتدال يظهر ف ر‬
‫ي‬
‫العرب القديم فإذا كان النقد‬ ‫مشبة بالتصور النقدي‬ ‫حي نجده وهو يتجه نحو الحداثة إنما يتجه بروح ر‬ ‫من موضع ر‬
‫ي‬
‫العرب‬
‫ي‬ ‫الغرب تتنوع فيه الرؤى والتوجهات فإن توجهه لن يكون إال لما يتوافق مع األساس الذي يقوم عليه النقد‬ ‫ي‬
‫األقدمي يهتموا بالدراسة اللغوية للنص ولم‬ ‫ر‬ ‫القديم والذي هو من وجهة نظره أساس لغوي أي أن النقاد العرب‬
‫العرب القديم‪.‬‬
‫ي‬ ‫فه متوافقة مع روح النقد‬ ‫يهتموا بدراسات أخرى هنا نجد عبد المطلب يتجه إل األسلوبية ي‬
‫كيت المناهج واالتجاهات الت تتعامل مع النص األدب عموما ومع هذه ر‬
‫الكية‬ ‫يقول موضحا موقفه هذا‪ :‬لقد ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ظهرت بعض ألوان التعامل يف صورة غريبة باعتمادها عىل أدوات تتنافر مع النص ومن هنا نلحظ أن عملية‬
‫(يعت أن النقد بدال من أن يكشف المعت والداللة فإنه يقوم بتغطية‬ ‫ي‬ ‫الكشف عن الداللة تتحول إل عملية تغطية‬
‫الت يريدها‬ ‫فه ال تكشف الداللة وال تهتم بأنها تفهم الداللة ي‬ ‫المعت المتناول يف النص مثل عىل ذلك‪ :‬التفكيكية ي‬
‫المبدع ولكنها تحاول أن تضع المعت الذي تريده عىل النص) وليس معت هذا رفض هذه االتجاهات وإنما معناه‬
‫العرب ولعل أهم ما يمكن اإلفادة منه يف هذا المجال هو األساس الذي‬ ‫ي‬ ‫أن نحاول اإلفادة منها بما يالئم النص‬
‫وف هذا تكاد تتوافق المناهج الوافدة مع ما يف‬ ‫انطلقت منه إذ هو يف مجمله لغوي يجعل همه جسد الصياغة أوال ي‬
‫ونبت عليه ونستكمله دون أن نأخذ بكل النتائج‬ ‫ي‬ ‫(يعت أننا نذهب إل هذا األساس‬ ‫ي‬ ‫والبالغ من أسس‬
‫ي‬ ‫تراثنا النقدي‬
‫الغرب الحديث) ثم يقول عىل هذا كان من المتاح محاولة التعامل مع النص بمنهج يفيد من‬ ‫ي‬ ‫الت ظهرت يف النقد‬ ‫ي‬
‫الت استعملها القدماء وخاصة يف مباحث البالغة والنحو‪.‬‬ ‫العرب ي‬
‫ي‬ ‫الوافد الجديد بعد تطويعه ألدوات التعامل‬
‫الغرب كان بناء عىل ما يتوافق منه مع النقد‬
‫ي‬ ‫وبعد ذلك يقول‪ :‬ي‬
‫وف هذا يكشف عن أن امتياحه (أخذه) من النقد‬
‫الغرب التوجه اللغوي ألننا وجدنا‬
‫ي‬ ‫(يعت أننا أخذنا من النقد‬
‫ي‬ ‫العرب وتوجهه اللغوي يف قراءة النص وليس العكس‬
‫ي‬
‫‪7‬‬
‫غيها من مناهج النقد‬
‫يف ثقافته أن التعامل مع النص تعامل لغوي) ومن ثم كان اتجاه الناقد إل األسلوبية دون ر‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت يتبناها حيث أنها تتماش وتتناغم مع البالغة ي‬
‫الغرب الحديث يتماش مع صورة تلك الحداثة المعتدلة ي‬‫ي‬
‫قامت عىل أساس لغوي‪.‬‬
‫األدب وقدمت‬
‫ي‬ ‫ومن ثم فإنه ال مجال لالقتصار عىل الحداثة وحدها وإنكار ما يف الياث من دراسات عالجت النص‬
‫بالجانبي معا جانب‬
‫ر‬ ‫تبغ لنفسها النجاح ال بد أن تهتم‬
‫إنجازات ملموسة يف هذا المجال إذ أن أية حركة نقدية ي‬
‫العرب القديم‪.‬‬
‫ي‬ ‫الغرب الحديث والنقد‬
‫ي‬ ‫النقد‬
‫أسية األخذ من الغرب وحده‬ ‫يقول عبد المطلب‪ :‬وعلينا أن ننتبه إل أن الوقت الذي كانت فيه معظم االتجاهات ر‬
‫التعبي الصادق عن الذات وظنت‬ ‫ر‬ ‫لم تعط العطاء المنتظر ألنها تاهت يف دولة من المصطلحات الغامضة وضلت‬
‫كثي من الجهد والمحاولة يف إعادة‬ ‫غينا ممن قطعوا شوطا يف التحرص يمكن أن تغنينا عن ر‬ ‫الت عاشها ر‬
‫أن التجربة ي‬
‫مبت فقط عىل النقل فالبد أن‬ ‫حقيف ي‬‫ي‬ ‫المفاهيم النقدية (هذه نقطة مهمة بسبب أنه اليمكن أن أوجد فكر نقدي‬
‫األدب أو من خالل فلسفة متكاملة فهذه الفلسفة‬ ‫ي‬ ‫يكون المنهج النقدي منهج متكامل يمكن من خالله فهم العمل‬
‫الت تمكنهم من التعامل مع النص وفهمه ألنها بناء عىل ثقافة عميقة مرتكزة يف المجتمع أما بالنسبة للناقد‬
‫ه ي‬‫ي‬
‫وف طرحه) وفقا‬ ‫تبت هذا المنهج تبنيا حقيقيا ألنه لم يساهم يف إيجازه ي‬
‫العرب الذي ينقل فإنه لن يستطع ي‬
‫ي‬
‫وغ منبعها من التياؤات‬ ‫وغ أو بدون ي‬ ‫وه يف كل ذلك تهمل عن ي‬ ‫العرب ي‬
‫ي‬ ‫الت أحاطت بالمجتمع‬
‫للظروف الخاصة ي‬
‫التطبيف‪.‬‬
‫ي‬ ‫الت بها يمكن أن تخصب حركة النقد يف جانبه النظري وجانبه‬
‫النقدية ي‬
‫إذا عبد المطلب لم يأخذ بالحداثة كلها باعتبارها صيحة نقدية جديدة وإنما أخذ األسلوبية بالذات ألنها تقوم عىل‬
‫العرب القديم‪.‬‬
‫ي‬ ‫أساس لغوي الذي هو يتوافق مع األساس الذي قام عليه النقد‬
‫الغرب الحديث‬
‫ي‬ ‫الت يقوم عليها النقد‬
‫اعتدال موقفه يظهر أيضا بوضوح يف ابتعاده عن الخلفيات الفلسفية ي‬
‫كيه عىل الجوانب النقدية واألدبية حيث يقول وهو بصدد الحديث عن مفهوم األسلوب عند عبد القاهر‪:‬‬ ‫وتر ر‬
‫الدارسي يف عالمنا‬
‫ر‬ ‫ويعرض المحور األول لمفهوم األسلوب بدءا من منطقة الوافد الجديد الذي أثار يف أوساط‬
‫الغرب دون‬
‫ي‬ ‫وف هذا وذاك طال تناول الجهد‬ ‫العرب حركة نشطة من االستيعاب أوال ثم الكتابة عنه وحوله ثانيا ي‬
‫ي‬
‫(يعت أننا سنستبعد‬
‫ي‬ ‫تضف عىل هذا الموضوع لونا من الغموض‬ ‫ي‬ ‫الت قد‬
‫محاولة التعامل مع األبعاد الفلسفية ي‬
‫العرب) وهنا نجده‬
‫ي‬ ‫الفلسفة حت نستبعد الغموض من الدراسة النقدية حت يكون النقد قريب من القارئ والناقد‬
‫الغرب الحديث عىل عكس ما‬ ‫ي‬ ‫كثي من أفكار النقد‬
‫الت قامت عليها ر‬
‫يبعد بوضوح عن مناقشته األسس الفلسفية ي‬
‫لطف عبد البديع ومصطف ناصف يف حديثهما عن األسلوبية أو التأويل بل إنه تصدى لفكرة باتت من‬ ‫ي‬ ‫فعل‬
‫وه فكرة أسبقية اللغة عىل‬ ‫الكثي من التصورات النقدية ي‬‫الغرب وانبنت يف ضوئها ر‬ ‫ي‬ ‫المسلمات يف الفكر النقدي‬
‫متمي‬
‫الفكر وأن اللغة والفكر ال ينفصالن فهو يرفض هذه الفكرة ويتصدى لالعياض الذي يقول بعدم وجود ر‬
‫تفكي بدون لغة وأن اللغة‬‫ر‬ ‫كثيا أنه ليس هناك‬‫الت تعي عنها فيقول ولقد ردد علماء النفس ر‬ ‫لألشياء خارج الدوال ي‬
‫الت ال توجد إال من‬‫ه جسده وهذا يبدو حقيقيا وخاصة بالنسبة لألفكار المجردة ي‬ ‫كي وإنما ي‬
‫ليست ملبسا للتف ر‬
‫التفكي اليستطيع االستغناء‬
‫ر‬ ‫تعت التطابق وكون‬‫(بي المسىم والمسىم به) ال ي‬ ‫خالل التسمية لكن شدة اليابط ر‬
‫التفكي لليجمة سواء إل لغة أخرى‬ ‫ر‬ ‫بتعبيات مختلفة وقابلية ذلك اللون من‬‫ر‬ ‫التعبي ليس داللة عىل أنه مرتبط‬
‫ر‬ ‫عن‬
‫التعبي‪.‬‬
‫ر‬ ‫ه الدليل عىل أن المحتوى يظل منفصال عن‬ ‫أو داخل اللغة ذاتها ي‬

‫‪8‬‬
‫(شح للدكتورة)‬‫ر‬
‫الت تسبق‬
‫ه ي‬ ‫وه‪ :‬ال أسبقية للفكر عىل اللغة وعندما نقول أن اللغة ي‬‫هناك مقولة ارتكز عليها مصطف ناصف ي‬
‫كبي‬
‫وتعت أنه ليس هناك حقائق ثابتة خارج اللغة وتكون اللغة إل حد ر‬
‫ي‬ ‫فف هذه الحالة تكون نظرية غربية‬ ‫الفكر ي‬
‫نست وهنا عبد المطلب يرفض هذا ويرى أنه توجد أفكار خارج اللغة ونستطيع أن نوجد حقائق قبل وجود‬ ‫ي‬ ‫فهمها‬
‫شء واحد‪.‬‬ ‫ر‬
‫اللغة وليس معت ارتباط اللغة بالفكر أنهم ي‬
‫الغرب وكل عوالقه‬
‫ي‬ ‫وف هذا يبدو موقف الكاتب مختلفا اختالفا بينا عن موقف ناصف الذي قبل المذهب النقدي‬ ‫ي‬
‫ه‬‫فه ليست حداثة مطلقة أو خالصة إنما ي‬ ‫الت يتبناها الناقد ي‬
‫الفلسفية والفكرية فهذه صورة معتدلة للحداثة ي‬
‫العرب بل تحاول تطويره واإلفادة منه‪.‬‬
‫ي‬ ‫اغ خصوصيتنا الثقافية وتهتم بالياث النقدي‬
‫حداثة تر ي‬
‫ثانيا‪ :‬البالغة المنقحة‬
‫الت أراد استبعادها من البالغة حت تسلم البالغة وتكون موائمة للعرص‬
‫الت رآها يف البالغة العربية ي‬
‫العيوب ي‬
‫الحديث‪:‬‬
‫‪ )1‬الشكلية‪:‬‬
‫تحسي الكالم بعد‬‫ر‬ ‫القزويت عىل أنه‪ :‬علم يعرف به وجوه‬
‫ي‬ ‫شكىل بصورة مفرطة فيعرفه‬‫ي‬ ‫علم البديع مبحث‬
‫المعاب) ووضوح الداللة (علم الداللة)‪.‬‬
‫ي‬ ‫رعاية تطبيقه عىل مقتص الحال (علم‬
‫يقول رجاء عيد عن علم البديع‪ :‬لقد اندفع النقاد إل ذلك الشف يف تلمس أنواع شت تسىم بديعا وكلها‬
‫جرجاب السابق كما ضاع صوت ابن رشيق‬ ‫ي‬ ‫مالحظات حزينة هشة ال تتعدى اللفظة والجملة وضاع صوت‬
‫وهو يقول‪ :‬العرب ال تنظر يف أعطاف شعرها بأن تجانس أو تطابق أو تقابل لفظة بلفظة كما يفعل‬
‫المحدثون ولكن نظرها يف فصاحة الكالم وجزالته وإتقان بنية الشعر‪.‬‬
‫تزيي يلحق بالكالم وأنها تابعة الحقة لما عرف‬‫فالمعتقد الذي ساد هو النظر إل تلك األنواع بأنها تلوين أو ر‬
‫المعاب والبيان‪.‬‬
‫ي‬ ‫بعلىم‬
‫ي‬
‫محمد عبد المطلب لم يقف نفس الموقف مع النقاد المعاضين يف رفضهم لعلم البديع ولكنه رأى أننا‬
‫سننظر إل علم البديع نظرة عميقة ونحاول أن ننظر له نظرة مختلفة تخلصه من الشكلية الذي يتصف‬
‫بها‪.‬‬
‫الت حاول أن يدمج فيها علم البديع ويخلصه من‬ ‫ماه المالحظة ي‬ ‫كيف نظر عبد المطلب إل علم البديع؟ ي‬
‫هذه الشكلية؟‬
‫ه التكرار نالحظ أن كل مباحث البديع تتصف بالتكرار فالطباق والمقابلة تكرار‬ ‫‪ .1‬هذه المالحظة ي‬
‫لفط فهنا دائما عندنا يف‬
‫ي‬ ‫لفط يف أواخر الكلمات والجناس والرصاع تكرار‬ ‫ي‬ ‫معنوي والسجع تكرار‬
‫وه التكرار وهذا التكرار هو األساس الذي يجب أن‬ ‫كل مباحث البديع هناك بنية عميقة تجمعها ي‬
‫نرى من خالله مباحث البديع‪.‬‬
‫‪ .2‬عند تحليل األبيات يقوم بدمج تحليله ويستخدم التكرار ولكن من خالله دمجه بالمعت‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أب سنة‪:‬‬
‫قال ي‬
‫يخيفت أن يقبل الشتاء عاريا‬
‫ي‬
‫ويقبل الربيع دون خرصة‬
‫والصيف دونما سماء‬
‫تخيفت المفاجأة‬
‫ي‬
‫يخيفت التوقع المرير‬
‫ي‬
‫يخيفت الصباح مقبال ومدبرا‬
‫ي‬
‫يخيفت المساء مقبال ومدبرا‬
‫ي‬
‫الشتاء – الصيف ‪ /‬المفاجأة – التوقع ‪ /‬الصباح – المساء ‪ /‬مقبل – مدبر = طباق‬
‫الشاعر يريد أن يحدثنا عن شعور الخوف من المجهول وأيضا من المعلوم فاألبيات هنا كلها استخدمت هذا‬
‫لك توصل معت معينا وهو الخوف من المعلوم والمجهول‪.‬‬ ‫البديع (الطباق والمقابلة والتكرار) بكثافة ي‬
‫الطبيغ و من الربيع الغريب الذي دون خرصة ومن الصيف دون السماء الصافية ويخاف‬
‫ي‬ ‫يخاف الشاعر من الشتاء‬
‫الشء العادي فيخيفه الصباح ويخيفه المساء هذا الشعور المتلبس بالخوف‬ ‫ر‬
‫من المفاجأة ومن التوقع ويخيفه ي‬
‫شء تعلق‬ ‫ر‬
‫تحسيت ولكنه ي‬
‫ي‬ ‫خارح أو‬
‫ي‬ ‫استطعنا أن نصل إليه من خالل الظواهر البديعية فالبديع ليس مجرد شكل‬
‫برؤية الشاعر يف جوهرها‪.‬‬
‫الت ال‬
‫الت تستطيع نقل رؤية الشاعر وتخينا عن مخاوفه ي‬ ‫ه ي‬‫أب سنة رفيى أن المقابلة ي‬ ‫يحلل عبد المطلب قول ي‬
‫فه تارة مخاوف من المعلوم وتارة مخاوف من المجهول‪.‬‬ ‫حد لها ي‬
‫أب دالمة‪:‬‬
‫يقول ي‬
‫وأقبح الكفر واإلفالس بالرجل‬ ‫ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا‬
‫الدين – الدنيا = طباق ‪ /‬أحسن الدين – أقبح الكفر = مقابلة‬

‫أب الطيب‪:‬‬
‫يقول ي‬
‫وأنثت وبياض الصبح يغرى يب‬
‫ي‬ ‫أزورهم وسواد الليل يشفع يل‬
‫هناك ناقد قديم يفاضل بي المقابلة والطباق ف البيتي فيقول‪ :‬قد رجح بيت أب الطيب عىل بيت أب دالمة ر‬
‫بكية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫غي مخصص بالرجال وبيت‬ ‫المقابلة مع سهولة النظم وبأن قافية هذا ممكنة وقافية ذاك مستدعاة فإن ماذكره ر‬
‫أب الطيب لجودة المقابلة فإن ضد الليل المحض هو النهار ال الصبح‪.‬‬‫أب دالمة أفضل من بيت ي‬ ‫ي‬
‫ه مليمة‬‫وغيهم (الكمية – هل ي‬ ‫هذا كل ما لفت انتباه الناقد القديم يف موضوع المقابلة والطباق والجناس ر‬
‫غينا من مبحث البديع وطورناه فلم‬ ‫بالداللة أم ال؟) فلهذا السبب رفض الناقد الحديث مبحث البديع لكن إذا ر‬
‫أب سنة نجد هنا أن‬‫يعد يخترص عىل هذه األمور الشكلية المحضة واهتم بالداللة كما فعل عبد المطلب يف نص ي‬
‫العرب الحديث‪.‬‬
‫ي‬ ‫الت تلم به وسيكون مبحث البديع حينها موائم للنقد‬
‫الكثي من العيوب ي‬
‫ر‬ ‫البديع سيتحرر من‬

‫‪10‬‬
‫قواني‬
‫ر‬ ‫‪ )2‬المعيارية‪ :‬ي‬
‫تعت‬
‫جانبي‪:‬‬
‫ر‬ ‫رأى محمد عبد المطلب أن البالغة العربية يمكن النظر إليها من‬
‫كبيا يف التعرف عىل بنية الجملة وتوصيف أجزائها وهذا الجانب هو المطلوب‬ ‫األول‪ :‬أنها بذلت جهدا ر‬
‫بقاؤه من البالغة العربية واإلنجاز الذي تم تحقيقه فيه يكاد يقيب من حد الكمال‪.‬‬
‫معايي ثابتة تحكم اإلبداع وهذا الجانب البد من تجاوزه‬
‫ر‬ ‫الثاب‪ :‬هو تحويل ذلك التعريف والتوصيف إل‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الحداب‪.‬‬ ‫حت تتواأم البالغة مع األسلوبية والنقد‬
‫ي‬
‫قول عبد القاهر‪:‬‬
‫تأمل اآلن هذه األبيات كلها واستقرها واحدا واحدا وانظر إل موقعها يف نفسك وإل ما تجده من اللطف والظرف‬
‫إذ ا أنت مررت بموضع الحذف منها ثم فليت النفس عما تجد وألطفت النظر فيما تحس به ثم تكلف أن ترد‬
‫ماحذف الشاعر وأن تخرجه إل لفظك وتوقعه يف سمعك فإنك تعلم أن الذي قلت كما قلت وأن رب حذف هو‬
‫قالدة الجيد وقاعدة التجويد‪.‬‬
‫شت يحس دون أن يلمس ولم‬ ‫(معت الكالم) عبد القاهر هنا لم يضع معيار لجماليات حذف المبتدأ وقال أنها ر‬
‫يحاول أن يقي أو يرى أسباب جماليات حذف المبتدأ ترك األمر واسعا‪.‬‬

‫قول فخر الدين ارازي‪:‬‬


‫تقني وقال‪ :‬أورد الشيخ اإلمام (عبد القاهر) أبياتا ر‬
‫كثية حذف فيها المبتدأ وحكم‬ ‫لم يقبل فتح باب الحذف دون ر‬
‫بحسن ذلك الحذف ولكنه لم يذكر علته ويشبه أن يكون السبب هو أن بلغ يف استحقاق الوصف بما جعل وصفا‬
‫له إل حيث يعلم بالرصورة أن ذلك الوصف ليس إال له‪.‬‬

‫رأي محمد عبد المطلب‪:‬‬


‫البالغ أحدهما تصور سمح مهمته كشف اإلمكانات اللغوية يف النص ونص‬
‫ي‬ ‫نمطي للتصور‬
‫ر‬ ‫هذان النصان يعكسان‬
‫التقني ووضع القواعد‪.‬‬
‫ر‬ ‫آخر مهمته‬

‫‪ )3‬الثنائية‪:‬‬
‫قول المثقب العبدي‪:‬‬
‫وديت‬
‫ي‬ ‫أهذا دينه أبدا‬ ‫وضيت‬
‫ي‬ ‫تقول وقد درأت لها‬
‫يقيت‬
‫ي‬ ‫عىل وال‬
‫يبف ي‬‫أما ي‬ ‫أكل الدهر حل وارتحال‬
‫الشاعر يقول أنه والناقة يس ريون معا من مكان إل آخر وال ترتاح الناقة يف رفقته دائما هما يف سفر فالناقة‬
‫تعيض عىل هذا الحال‪.‬‬
‫نظرة الناقد القديم‪:‬‬
‫طرفي فيها ثنائية منفصلة ربي الناقة والشاعر رفيى الثنائية بأن الناقة‬
‫ر‬ ‫يرى الثنائية أنها مجاز أي استعارة‬
‫تشبه اإلنسان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نظرة الناقد الحديث‪( :‬يحول الثنائية للتفاعل)‬
‫فه ليست مجرد تشبيه غرضه التجسيم بل حدث تفاعل ربي‬ ‫الناقة هنا أصبحت جزء من كينونة اإلنسان ي‬
‫الشاعر والناقة وهذا التفاعل هو الذي يريد أن يخرجه لنا الشاعر فيخلع الشاعر احساسه وتعبه من خالل‬
‫ه ليست مجرد تشبيه عادي وإنما جزء ال يتجزأ عنه‪.‬‬ ‫حديثه مع الناقة ف ي‬
‫أب تمام‪:‬‬
‫قول ي‬
‫بكفيك ما ماريت يف أنه برد‬ ‫حواش الحلم لو أن حلمه‬ ‫ر‬ ‫رقيق‬
‫ي‬
‫يتحدث الشاعر عن شخص مادحا إياه بأنه رقيق يف حلمه ويقول أن ذلك الحلم الذي يتصف به لو أنك مسكته‬
‫بيدك لشعرت بأنه ناعم كاليد‪.‬‬
‫تناول اآلمدي لهذا البيت‪:‬‬
‫رفض هذا التشبيه ألنه وضع قواعد محددة للتشبيه فيقوم برفض أي تشبيه يخرج عن هذه القواعد وهنا الحلم‬
‫حش ناعم‪.‬‬ ‫بشء‬‫ر‬
‫ي‬ ‫صفة ومن قواعده أن الصفة اليمكن أن نشبهها ي‬
‫يقول‪ :‬والخطأ يف هذا البيت ظاهر ي‬
‫ألب ما علمت أحدا من شعراء الجاهلية واإلسالم وصف الحلم بالرقة إنما‬
‫الت أضج عليها المجاز‬ ‫يوصف بالعظم والرجحان والثقل والرزانة ونحو ذلك فهو يعكس صورة تلك المواضعة ي‬
‫غ القديم فالمجاز يبدو أنه يخضع لمواضعة عرفية كالحقيقة تماما‪.‬‬‫يف التصور البال ي‬

‫محمود شاكر‬

‫‪12‬‬
‫الجرجاب‪.‬‬
‫ي‬ ‫المحققي حقق كتاب أشار البالغة ودالئل اإلعجاز لعبد القاهر‬
‫ر‬ ‫من أفضل‬
‫العرب القديم نظرة مختلفة عن ناصف و محمد عبد المطلب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫نظر إل الياث النقدي‬
‫الذوف – التشعيث – النغم ‪ ،‬موضوعات جديدة تماما ليس لها سابق يف‬ ‫ي‬ ‫تحدث عن موضوعات مثل‪ :‬المنهج‬
‫كتب النقد‪.‬‬
‫وف نفس الوقت يتحدث عن موضوعات جديدة؟‬ ‫كيف يرتكز شاكر عىل الياث القديم ي‬
‫العرب القديم فلم ير يف الياث معطيات جاهزة قابلة لالستخدام‬‫ي‬ ‫➢ هنا ي‬
‫تأب طريقة شاكر يف تناول الياث‬
‫والتطبيق يف صورة قواعد نقدية أو رسوم بالغية وإنما نظر للياث باعتباره مادة خصبة ثرية قابلة للتوليد فهو‬
‫وإن كان ينطلق من الياث إال أنه قادر عىل تجاوزه واإلتيان بالجديد فالتعامل الصالح مع الياث هو التعامل‬
‫المثمر الذي ينطلق منه‪.‬‬
‫العرب القديم؟‬
‫ي‬ ‫ما هو موقف شاكر من النقد‬
‫وجد أنه قاض عن تلبية احتياجاتنا النقدية الجديدة‪.‬‬
‫جاهىل يدغ تأبط‬
‫ي‬ ‫له كتاب مهم يدغ (نمط صعب ونمط مخيف) يف هذا الكتاب يأخذ قصيدة مشهورة لشاعر‬
‫الكثي من الموضوعات النقدية و يتحدث شاكر عن‬ ‫ر‬ ‫رشا ثم يعيد قرائتها قراءة جديدة خالل هذه القصيدة يطرح‬
‫الجاهىل وعن الطريقة الواجبة من أجل تمثل القصيدة تمثال صحيحا يقوم عىل معرفة ما لحقها من‬ ‫ي‬ ‫الشعر‬
‫اإلسباغ (اإلطناب) أو التعرية (اإليجاز) وعىل معرفة أسلوب كل شاعر منهم يف احتياله عىل اإلبانة الموجزة عن‬
‫غي ذلك ثم‬ ‫الت تتخلل األلفاظ مركبة يف جملتها عن قصد وعمد وإرادة إل ر‬ ‫غوامض ما يف نفسه وعىل الوشائج ي‬
‫أكي رشوح الشعر تدلنا عىل أن هؤالء‬ ‫ينتقل إل الحديث عن مناهج القدماء ف التعامل مع الشعر فيقول‪ :‬مراجعة ر‬
‫ي‬
‫أكيهم أقرب إل أصحاب اللغة (ينقدوا نقد لغوي) وأهل النحو أو إل العلماء باألدب عامة وجمهرة‬ ‫الشاح كان ر‬ ‫ر‬
‫تفسي ألفاظ اللغة وعىل بعض مايتصل بالنحو عند حاجتهم إل البيان عن تركيب األبيات‬ ‫ر‬ ‫رشوحهم مبنية عىل‬
‫يشحونها وعىل أخبار الشعراء والقبائل وعىل ذكر الحوادث (كل هذه األمور قبل الشعر وال تدخل يف صميم‬ ‫الت ر‬
‫ي‬
‫غي مجتمعة‬ ‫وه تفاريق ر‬‫فبي للمتأمل أنهم ضفوا أكي جهدهم يف النظر إل لغة األبيات ي‬ ‫الشعر نفسه) ومع ذلك ر‬
‫فت متكامل) ولم‬ ‫والمعاب جزئية لم ينظروا إل القصيدة ككل ولم يفهموا القصيدة كعمل ي‬‫ي‬ ‫(يعت أن األلفاظ جزئية‬
‫ي‬
‫ام الشاعر يف شعره فلم يبق إال فئة النقاد‬‫يبالوا شيئا بالنظر يف جملة القصيدة وما ينتظمها أو يتخللها من مر ي‬
‫والذين تحولوا عن تأصيل واستيفاء قواعده وشق سبله إل تأصيل علم البالغة والبيان وبناء قواعدهما أو إل نقد‬
‫(يعت ينقدوا جملة أو الشطر) دون نقد جملة القصيدة واإلبانة عن معانيها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫التفاريق‬

‫يتبي أنه ليس معت أن شاكر ينطلق من الياث أنه يقبل بالياث كما هو وهكذا نجد أن ما انته إليه شاكر يف‬‫فهنا ر‬
‫غي قادرة عىل تلبية‬ ‫فه وحدها بصورتها القائمة ر‬
‫الت وصلت لنا من مناهج القدماء يشوبه نقص ي‬ ‫شأن الحصيلة ي‬
‫حاجة النقد يف التعامل مع القصيدة وكان من المفيض أن يستكمل النقاد المحدثون ما بناه أجدادهم بدال من أن‬
‫يسي يف طريقه إلينا متكامال يمد‬
‫يتنكبوا طريقهم وينرصفوا عنه إل مناهج غريبة عنهم فلو قدر لياث العربية أن ر‬
‫أوله آخره النته زماننا إل ظهور جيل من رشاح الشعر ونقاده قد توفرت لهم إحاطة الماض ري باللغة وإبداع‬
‫المحدثي‪.‬‬
‫ر‬

‫ثالث موضوعات من خاللها استطاع شاكر أن يحاول إيجاد منهج نقدي جديد‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫الذوف‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬المنهج‬
‫العرب وأحيانا يقول أنه من وضع هذا المنهج أي أن له أقوال‬
‫ي‬ ‫يرى أن هذا المنهج هو منهج قديم وراسخ من الياث‬
‫الذوف‪.‬‬
‫ي‬ ‫متناقضة فيما يخص المنهج‬
‫الذوف مأخوذ من الياث بروحه لكن ليس كمنهج متكامل‪.‬‬
‫ي‬ ‫يف الحقيقة أن المنهج‬
‫وه‬
‫الجاهىل ي‬
‫ي‬ ‫الت اخيتها آنفا يف شأن الشعر‬
‫سي يب ي‬
‫ه ر‬ ‫يقول محمود شاكر‪ :‬كانت ر‬
‫سي يب يف كل هذا الذي أقرؤه ي‬
‫غي ذلك وكيف يستقيم عىل المعت طلبا للحق وكيف يلتوي طلبا‬ ‫تذوق الكالم وتذوق األلفاظ والجمل وإل ر‬
‫للمغالطة أو الزهو‪.‬‬
‫ونيا وأخبارا تروى وعلما يكتب أو يستخرج‬‫حديت عن منهج ف تذوق الكالم شعرا ر‬ ‫ر‬ ‫ويقول أيضا‪ :‬وهذا هو جوهر‬
‫ي ي‬ ‫ي‬
‫خف يف نفس‬ ‫وف ألفاظه البد أثر ظاهر أو وسم ي‬‫فف نظم كل كالم ي‬
‫ألن ذلك كله إنما هو إبانة عما تموج به النفوس ي‬
‫فمنهج يف تذوق الكالم معت كل العناية باستنباط هذه الدفائن وباستدراجها يف مكامنها ومعالجة نظم‬‫ي‬ ‫قائله‬
‫كي عىل‬ ‫الكالم ولفظه ومعالجة تتيح يل أن أنفض الظالم عن مصونها وأميط اللثام عن أخف أشارها (هنا يتم الي ر‬
‫الياكيب)‪.‬‬
‫الجاهىل ترجيعا خفيا غامضا كأنه حفيف نسيم تسمع حسه وهو يتخلل أعواد‬ ‫ي‬ ‫ثم يقول‪ :‬وجدت يومئذ يف الشعر‬
‫ينته إليك من بعيد يف سكون ليل داج وأنت محفوف بفضاء متباعد‬ ‫ي‬ ‫شج‬
‫ي‬ ‫رني صوت‬ ‫نبات عميم متكاثف أو ر‬
‫األطراف وكان هذا اليجيع الذي آنسته مشيكا ربي شعراء الجاهلية الذين قرأت شعره ثم يمتاز شاعر عن شاعر‬
‫بجرس ونغمة وشمائل تتهادى فيها ألفاظه ثم يختلف شعر كل شاعر منهم يف قصيدة من شعره وبدندنة تعلو‬
‫وتخفت تبعا لحركة وجدانه مع كل غرض من أغراضه يف هذا الشعر وب هذا التذوق المتتابع الذي ألفته صار لكل‬
‫الجاهىل وطعمه وشذاه ورائحته ّبينا عندي بل صار‬
‫ي‬ ‫شعر عندي مذاق وطعم وشذا ورائحة وصار مذاق الشعر‬
‫األدب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫يدلت عىل أصحابه (هنا ينظر لصورة اإلنسان الكاتب خلف العمل‬
‫ي‬ ‫تمي بعض من بعض داال‬
‫ر‬
‫لك يحدث فرق يف القراءة النقدية فال تقوم القراءة النقدية عىل قراءة‬
‫الت أضافها شاكر للنقد القديم ي‬
‫هذه اإلضافة ي‬
‫األدب‪.‬‬
‫ي‬ ‫األدب يف انسجامه وترى اإلنسان الكامن خلف العمل‬ ‫ي‬ ‫الياكيب واأللفاظ وحدها وإنما تحاول أن ترى العمل‬
‫يعتقد شاكر أن منهجه هذا يجمع ربي الجدة واألصالة فهو أحيانا يحدثنا أنه فيما قام به مبتدع لم يسبق إليه وأنه‬
‫غي مثال سابق ولكنه يعود ويؤكد أنه لم يفعل سوى القيام بتجميع وتصنيف منهج قد‬ ‫يؤلف ما يؤلفه عىل ر‬
‫أصلت أصوله ووضعت قواعده يف الياث فليس له إال فضيلة الجمع والتوضيح ومن ثم يكون دوره فيه هو معاناة‬
‫لتبي دروبه ومسالكه ثم إزالة الغبار الذي طمس معالمه‪.‬‬
‫كانت منه ر‬
‫هكذا كان رأي شاكر يف منهجه فهو من جهة منهج جديد اتبع فيه أسلوبا جديدا جعله متخوفا من طرح ماطبقه يف‬
‫العرب يجده المؤلف يف كل‬
‫ي‬ ‫كتابه المتبت عىل سبيل المثال عىل الناس ومن جهة أخرى هو منهج راسخ يف الياث‬
‫ما قرأه مطبقا بوضوح‪.‬‬

‫األولي سنجده يتحدث عن دراسته وتأمله للصياغة والياكيب ومعالجة نظم الكالم ولفظه‬ ‫ر‬ ‫االقتباسي‬
‫ر‬ ‫إذا تأملنا‬
‫فهو يقرأ بأناة وإتقان باحثا ومالحظا لما يف تراكيب العبارات عن أشار وخصائص ثم إذا أعدنا النظر يف االقتباس‬

‫‪14‬‬
‫شء آخر أال وهو اإلنسان فالكالم يدرس عىل أنه إبانة عما تموج به النفس فللشعر‬ ‫ر‬
‫الثالث سنجده يتحدث عن ي‬
‫الجاهىل نغمه وإيحاؤه الخاص‪.‬‬
‫ي‬
‫المتنت لسيف الدولة يف رثاء األخت الصغرى لخولة‪:‬‬
‫ي‬ ‫يقول‬
‫ُ َ َ ُ َ‬ ‫نون َش َ‬
‫َ َ َ َ ُ‬
‫فسه فيك َعدال‬ ‫القسم ن‬
‫جعل ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫خص ري َج ً‬
‫ورا‬ ‫ِ‬ ‫قاسمتك الم‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫رن َ ّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ؤاد َو َسىل‬
‫شى ع ِن الف ِ‬ ‫د‬ ‫ف ِإذا ِقست ما أخذن ِبما أغ‬
‫َ َ َ َّ َ َ َّ َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َّ َّ َ َ‬
‫وتبينت أن جدك أعىل‬ ‫َوت َيقنت أن َحظك أوف‬
‫شخصي ظلما وجعل قسمته فيها بعض العدل وإذا قست ما تركه الموت‬
‫ر‬ ‫رشح البيت‪ :‬يقول أن الموت قاسمك يف‬
‫مع ما أخذه سيطيب فؤادك لما تركته وتتأكد أن حظك أفضل فيما أخذت وبف لك وعلمت أن نصيبك أعىل‪.‬‬
‫والمتنت‪.‬‬
‫ي‬ ‫القراءة المتعمقة لهذه األبيات من قبل شاكر أكدت له بأن هناك عالقة ربي أخت سيف الدولة‬

‫ثانيا‪ :‬وحدة القصيدة‬


‫تغيي بيت عن بيت أو تقديم بيت مكان‬ ‫الوحدة العضوية‪ :‬أن تكون القصيدة بناء ي‬
‫فت متكامل كالجسد ال يمكن ر‬
‫بيت آخر‪.‬‬
‫تغيي أماكن األبيات‪.‬‬
‫الوحدة الموضوعية‪ :‬أن تكون القصيدة تتحدث عن موضوع واحد لكن يمكن ر‬
‫شاكر تحدث عن وحدة القصيدة لكنه لم يستخدم مصطلح الوحدة الموضوعية وال الوحدة العضوية بل استخدم‬
‫مصطلح جديد تماما يسىم بالتشعيث وهو صطلح موجود أساسا يف علم العروض‪.‬‬
‫كيف استخدم شاكر مصطلح التشعيث‪:‬‬
‫أي قصيدة يتحكم فيها ثالث أزمنة‪:‬‬
‫التأثي نفس الشاعر وهو زمن مؤقت البد من انقضائه بانقضاء‬
‫ر‬ ‫‪ .1‬زمن الحدث‪ :‬وهو أي حدث مسؤول عن‬
‫الحدث نفسه‪.‬‬
‫التغت‪ :‬هو إحساس الشاعر بأنه يريد الدندنة ويكون إحساس شي ع‪.‬‬‫ي‬ ‫‪ .2‬زمن‬
‫معي يتجاوب مع‬
‫ام عىل تقسيم ر‬ ‫‪ .3‬زمن النفس‪ :‬هو زمن الشاعر عندما يقول القصيدة ويبنيها بناء ي‬
‫فت ودر ي‬
‫هذه اللحظة الفنية‪.‬‬

‫مفهوم الوحدة الموضوعية‬


‫ي‬ ‫أراد شاكر أن يفهم ترابط القصيدة ووحدة القصيدة العربية بطريقة مختلفة عن‬
‫والوحدة العضوية فأراد أن يطرح مفهوم له بعد آخر ومن خالل هذه القصيدة استطاع أن ر‬
‫يشح هذا المفهوم‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫هذه القصيدة قالها تأبط رشا بعد أن ثأر لخاله‪:‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫لقتيال دمه ما يطل‬ ‫إن بالشعب الذي دون سلع‬
‫َّ ّ‬
‫أنا بالعبء له مستقل‬ ‫عىل وول‬
‫قذف العبء ي‬
‫ٌ‬
‫مصع عقدته ما تحل‬ ‫مت ابن أخت‬ ‫ووراء الثأر ّ‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ٌ‬
‫الس َّم َصل‬
‫رق أفغ ينفث َ‬ ‫مطرق يرشح موتا كما أط‬

‫يقول الشاعر‪ :‬إن المكان الذي يعيش فيه ال ي‬


‫ينبغ للقتيل أن يذهب دمه هدرا ويقول أن عبأ أخذ الثأر قذف عليه‬
‫وهو مستقل وحده بالتكليف بأخذ الثأر‬
‫مصع الرجل الشديد‬
‫ما نالحظه يف األبيات أ نها ليس فيها حنق أو غيظ من الذين قتلوا خاله وإنما فيها غيظ من أقاربه الذين لم‬
‫يساعدوه ولم يهموا ألخذ الثأر للميت أي كأنهم تركوه وحده وتباطأوا وتكاسلوا عن أخذ الثأر للقتيل الذي مات‪.‬‬

‫‪16‬‬

You might also like