55426743449845960

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 36

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‬

‫ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل وﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة‬

‫ﺗؤﻛد ﺟﻣﯾﻊ طروﺣﺎت ٕواﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻدارة ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ‬
‫اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻟﻌواﻣل وﻗوى ﺑﯾﺋﺔ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ‪ ،‬إذ ﯾﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺿوﺋﻬﺎ ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ‬
‫ﻼ ﻋن ﻛون ﺗﺣدﯾد أﻫداﻓﻬﺎ ورﺳم ﺧططﻬﺎ ﯾﻌﺗﻣد اﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻗدرﺗﻬﺎ‬
‫وأﺳﺗﻣراﻫﺎ وﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺿ ً‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾﱡف ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ وذﻛﻲ ‪ ،‬وﺻو ً‬
‫ﻻ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻟﻣطﻠوب اﻟذي ﯾؤدي اﻟﻰ إﺣداث‬
‫اﻟﺗوازن اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣرﻏوب ﻣﻌﻬﺎ ‪ ،‬واﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﺑدورﻩ ﻫو اﻵﺧر اﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺗﻐﯾراﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ‬
‫واﻟﻣﺗﻌددة ‪ .‬وﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل ‪ ،‬ﯾﺳﺗﻠزم اﻷﻣر ﻣن إدارة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻫﺗﻣﺎم ﺑﻛل ﻋواﻣل اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪،‬‬
‫وأﺧذﻫﺎ ﺑﻧظر اﻷﻋﺗﺑﺎر ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻧﻣوﻫﺎ ودﯾﻣوﻣﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻌد ﻣﺻد ًار ﻟﻣدﺧﻼﺗﻬﺎ ﻣن‬
‫اﻟﻣوارد واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ أﯾﺿﺎً ﺗوﺻف ﺑﺈﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻠﻣﺔ ﻟﻣﺧرﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﺋﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ‬
‫ﺗﻧﺎول اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻹدارة ‪ ،‬ﻣﻧذ أواﺧر أرﺑﻌﯾﻧﺎت وﻣطﻠﻊ‬
‫ﺧﻣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﻛل أﻧواﻋﻬﺎ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ وﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻗد أﺛﻣرت دراﺳﺎﺗﻬم ﻋن‬
‫ﺑﻠورة ﻣﻔﺎﻫﯾم وأﻧواع وﺧﺻﺎﺋص وﻣﺗﻐﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫أو ًﻻ‪ :‬ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل ﻣن ﻣﻧظورات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗوﺻف ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل ﺑﺈﻧﻬﺎ ﺷﺑﻛﺔ ﻣﻌﻘدة ﻣن اﻟﻘوى اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ‬
‫اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﻬﺎ ‪ٕ ،‬وا ﱠن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﻌد ﻣﺗﻐﯾ ًار طﺎرﺋًﺎ ﻓﺟﺎﺋﯾًﺎ ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻬﺎ ‪،‬‬
‫اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻌﻬﺎ واﻷﺳﺗﻌداد ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬وذﻟك ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﻣﺻد اًر ﻟﻼﺗﺄﻛد ‪ ،‬واﻟذي ﯾﺗطﻠب‬ ‫و ّ‬
‫ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ .‬وﻋﺎدةً ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻬﺎ ﻣن‬
‫ظروف وأﺣداث وأوﺿﺎع وﻣواﻗف ‪ ،‬ﻗد ﯾﺻﻌب اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ أو اﻟﺗﺣ ّﻛم ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل إدارﺗﻬﺎ‪،‬‬
‫وﺗﻘﺳم اﻟﻰ ﺑﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺑﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﺗَﺑﺎﯾﻧت آراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل ‪ ،‬إذ ﺗﻧﺎوﻟوﻫﺎ ﻣن زواﯾﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪،‬‬
‫وذﻟك وﻓﻘًﺎ ﻟﺗوﺟﻬﺎﺗﻬم وﻣﻧظوراﺗﻬم اﻟﻔﻛرﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد أﺳﻔرت دراﺳﺎﺗﻬم ﻋن وﺟود ﺗﻌدد وﺗﻧوع ﻓﯾﻬﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﺿﻼً ﻋن ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗﻧظﯾرﯾﺔ ﻛﺛﯾرة وﺻﻠت اﻟﻰ دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﯾﺎﺳﺎت وأﺧﺗﺑﺎرات‬
‫ﻋﻠﻣﯾﺔ ‪ ،‬ووﻓﻘًﺎ ﻷرﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪ ،‬اﻟﺣﺟم ‪ ،‬اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻐﯾﯾر ‪ ،‬واﻹﺑداع ‪ .‬وﻋﺎدةً ﻣﺎ ﯾﺗﺣدد‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺗﺧﺎذ‬
‫اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ورﺳم اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ووﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣوارد اﻷﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗوزﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت اﻟﻰ اﻟزﺑﺎﺋن ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗطوﯾر ﻗدرات‬
‫ﻣﻘﺎوﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﻬدﯾدات واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺗﻌد اﻟﺑﯾﺋﺔ ظﺎﻫرة إدارﯾﺔ ٕواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺣﯾطﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوم واﻹطﻼق وﻋدم اﻟوﺿوح ‪ ،‬وﻫذا‬
‫ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻹدارة اﻟﻰ اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗوﺟﻪ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠوب ﻓﻬﻣﻬﺎ وأدراﻛﻬﺎ‪ ،‬وأﻫﻣﯾﺔ ﺗطوﯾر ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم واﻟﺧروج ﺑﺗوﺿﯾﺢ وﺗﻔﺳﯾر ﻣﻧﺎﺳب‬
‫ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ‪ .‬وﺗﺗﻣﺛل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺛﻼً ‪ ،‬ﺑﺈﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘوى واﻟﻌواﻣل‬
‫اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺎ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ أﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﻬﺎ ‪ ،‬واﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﻣوارد‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ واﻟﻧﺎدرة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ‪ ،‬واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻷﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ‬

‫‪88‬‬
‫ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﺗﻘﻧﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬أو ﺗﺣدﯾد أﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ‪ ،‬ودﻋم أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎرﺟﯾﯾن‬
‫‪ ،‬ﻣﺛل اﻟزﺑﺎﺋن اﻟذﯾن ﯾﺷﺗرون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ‪ ،‬واﻟﻣﺻﺎرف واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺟﻬزﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣوال ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺗﻣرارﻫﺎ ‪.‬‬
‫وﻣن ﻫﻧﺎ‪ ،‬ﺗﻌرف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺈﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘوى اﻟﻣوﺟودة ﺧﺎرج ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة واﻟﻘﯾﻣﺔ ‪ ،‬وﺑﺷﻛل ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ‪ .‬وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺗوﺟد ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣن ﺣﯾث إﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ (1‬اﻟﻣﺟ ــﺎل اﻟﻌ ــﺎم اﻟ ــذي ﯾﺣ ــﯾط ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ‪ ،‬واﻟ ــذي ﯾﺷ ــﻛل اﻟﺟ ــزء اﻟﺣﯾ ــوي ﻟﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ أﻋﻣﺎﻟﻬ ــﺎ وأداء‬
‫ﻣﻬﻣﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ (2‬ﻛل اﻟﻌواﻣل واﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ اﻻدارﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ (3‬اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻣﺎدﯾــﺔ واﻟﻘـوى اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ واﻹﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﺷــﻛل ﻣﺑﺎﺷـر ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ‬
‫أﺗﺧﺎذ ﻗ اررات اﻹدارة ‪.‬‬
‫‪ (4‬ﻣﺻدر ﺗوﻟﯾد اﻟﺿﻐوط واﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﺗﻬدﯾدات واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ (5‬اﻟﻣواﻗـ ــف واﻟﻘـ ــوى واﻟﻣﻧظﻣـ ــﺎت اﻟﻣـ ــؤﺛرة ﺑﻘـ ــوة ﻓـ ــﻲ أداء اﻟﻣﻧظﻣـ ــﺔ وﺗﺣدﯾـ ــد ﻧﺟﺎﺣﻬـ ــﺎ وﻓﺷـ ــﻠﻬﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬

‫ﺗﺄﺳﯾﺳ ـﺎً ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛــل اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﺑﻛــل ﻣــﺎ ﻣوﺟــود ﺧــﺎرج ﺣــدود اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻣــن‬
‫ﻋواﻣــل ) ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ‪ ،‬أﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬أﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬دﯾﻣوﻏراﻓﯾــﺔ ‪ ،‬ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ ‪ ،‬ﺛﻘﺎﻓﯾــﺔ ‪ ،‬وﻣﺎدﯾــﺔ ( ‪ ،‬وﯾﻛــون‬
‫ﻟﻬ ــﺎ ﻗ ــدرة ﻓ ــﻲ اﻟﺗـ ــﺄﺛﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷ ــر وﻏﯾ ــر اﻟﻣﺑﺎﺷـ ــر ﻓ ــﻲ ﺗﺻـ ـرﻓﺎت اﻟﻌـ ــﺎﻣﻠﯾن وﺳ ــﻠوك اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ‪ ،‬وﻓـ ــﻲ‬
‫ﻣﻣﺎرﺳـﺎﺗﻬﺎ وﻧﺷــﺎطﺎﺗﻬﺎ ﻛﻛــل ‪ ،‬ﻓﺿـﻼً ﻋــن إﺗﺧــﺎذ اﻟﻘـرارات اﻹﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻬــﺎ ‪ .‬وﺗﻧﻘﺳــم اﻟﺑﯾﺋــﺔ‬
‫ﻼ ﻣﻧﻬﻣ ــﺎ‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣ ــﺔ اﻟ ــﻰ ﻧ ــوﻋﯾن أﺳﺎﺳ ــﯾﯾن ‪ ،‬ﻫﻣ ــﺎ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ واﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ‪ ،‬وأن ﻛـ ـ ً‬
‫ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋواﻣل أو ﻗوى ﯾﺧﺗﻠف ﺗﺄﺛﯾرﻫـﺎ ﻣـن ﻣﻧظﻣـﺔ ﻷﺧـرى ‪ ،‬وﻣـن وﻗـت ﻵﺧـر وﻟـﻧﻔس اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ‪،‬‬
‫وﺑﺣﺳب ﻣوﻗﻔﻬﺎ وظروﻓﻬﺎ واﻟﻘطﺎع أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﯾﻪ ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻻدارة ﻣﻬﻣﺔ أﺧﺗﯾﺎر وﻗﯾﺎس اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟﺑﯾﺋﯾـﺔ اﻟرﺋﯾﺳـﺔ اﻟﻣـؤﺛرة ﻓﯾﻬـﺎ ‪ ،‬اﻟـﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺟﺎﻧب ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ودراﺳﺗﻬﺎ ﻋﻠﻣﯾﺎً وﻋﻣﻠﯾﺎً‪ .‬واﻟﺷﻛل )‪ (9‬ﯾوﺿﺢ ذﻟك ﺑﺷﻛل ﺟﻠﻲ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪ :‬اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﻋواﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة‬
‫ﻣﺣددة ﻣـن اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﻣﺣﯾطـﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣـﺔ ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ‬ ‫ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻛوﻧﺎت ﻏﯾر ّ‬
‫ﺗـؤﺛر ﻓــﻲ ﻧﺷــﺎطﺎﺗﻬﺎ وﻣﻣﺎرﺳــﺎﺗﻬﺎ وأﻫــداﻓﻬﺎ ٕواﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﺗ ّﻛــون ﻣــن اﻟﻌواﻣــل أو اﻟﻘــوى اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‬
‫‪ ،‬اﻹﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ ‪ ،‬اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾــﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ ‪ ،‬واﻟﻣﺎدﯾــﺔ ‪ .‬واذا ﻣ ـﺎ أﺳــﺗطﺎﻋت اﻟﻣﻧظﻣــﺔ‬
‫ﻓﻌــﺎل ﻟﺗﺣﺻــل ﻋﻠــﻰ ﻣواردﻫــﺎ ‪ ،‬ﻓــﺄن ﻣﺟﺎﻟﻬــﺎ ﺳﯾﺗﺳــﻊ ﻓــﻲ إﻧﺗــﺎج اﻟﻣزﯾــد ﻣــن‬
‫إدارة ﻫــذﻩ اﻟﻘــوى ﺑﺷــﻛل ّ‬
‫اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت ‪ ،‬وﺟــذب اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟزﺑــﺎﺋن ‪ .‬وأﻣــﺎ إذا وﻗــﻊ اﻟﻌﻛــس ‪ ،‬أن أﺳــﺎءت اﻟﻣﻧظﻣــﺔ إدارة‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻘوى ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻓﺄن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺳﯾﺳﺣﺑون دﻋﻣﻬم‪ ،‬وﻟن ﺗﺣﺻل ﻋﻠـﻰ ﻣواردﻫـﺎ اﻟﻧـﺎدرة واﻟﻘﯾﻣـﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺿ ـﻼً ﻋ ــن ﺗﻧ ــﺎﻗص ﻣﺟﺎﻟﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﺿ ــﻌف دورﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ــد ﯾﺻ ــل اﻷﻣ ــر ﺑﻬ ــﺎ اﻟ ــﻰ أن ﯾﺗﻧﻬ ــﻲ‬
‫وﺟودﻫﺎ ﻓﺗﻔﻧﻰ ‪ ،‬وﺗﺧرج ﻣن اﻟﺳوق ﻧﻬﺎﺋﯾﺎً‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬ﺗﺷﻛل اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻘـوى أو اﻟﻌواﻣـل أو اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟﺗـﻲ ﺗﺷـ ّﻛل ﻏـﻼف اﻟﺑﯾﺋـﺔ‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ وﻣﺣﯾطﻬــﺎ‪ ،‬وﺗــؤﺛر ﻓــﻲ ﻗــدرة اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﺑﻣﺣــﯾط ﻣﻌــﯾن ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــدﺧﻼت أو اﻟﻣ ـوارد‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ .‬وﻫﻧﺎﻟــك اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻷﺳ ــﺎﻟﯾب اﻟﻣﻬﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺗﺧدم ﻓ ــﻲ ﺗﺣدﯾــد وﺗﻘﺳــﯾم ﻫــذﻩ اﻟﻌواﻣ ــل ‪،‬‬
‫وﺑﺷـ ــﻛل ﻋـ ــﺎم ﺗﺗﻣﺛـ ــل ﺑﺎﻟﻌواﻣـ ــل اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ واﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾـ ــﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ــﺔ ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫واﻟﻣﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ (1‬اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫وﻫﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻌواﻣـل اﻟﻣﻧـﺎخ اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ ﻟﻠﺑﻠـد ‪ ،‬وﻧـوع اﻟﺣﻛـم أن ﻛـﺎن دﯾﻣـوﻗراطﻲ أم دﻛﺗـﺎﺗوري‬
‫‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟوﺿﻊ اﻷﻣﻧﻲ ﻟﻪ ‪ ،‬وﻣدى وﺟود اﻟﻔﺳـﺎد واﻹرﻫـﺎب ﻓﯾـﻪ ‪ ،‬وطﺑﯾﻌـﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳـﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾـﺔ‬
‫أﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن اﻵﺧـرﯾن ﻣـن ﺧـدﻣﺎﺗﻬﺎ‪ .‬ﻓﻔـﻲ ﺳـﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل ‪ ،‬ﺗـؤﺛر اﻟﻘـواﻧﯾن اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻌﻠـق‬
‫ﺑﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ‪ ،‬ﻣﺛــل اﻟﺗﻌرﻓــﺔ اﻟﻛﻣرﻛﯾــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺳــﯾﺎرات اﻟﻣﺳــﺗوردة ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗــؤﺛر ﻓــﻲ زﺑﺎﺋﻧﻬ ــﺎ‬
‫وﻣﻧﺎﻓﺳــﯾﻬﺎ ‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻛــون أﯾﺿ ـﺎً ﻟﺿــﻐوطﺎت أﻧﺻــﺎر اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺿ ـراء ﺗــﺄﺛﯾ اًر ﻓــﻲ ﺗﻘﻠﯾــل ﺗﻠــوث اﻟﻬ ـواء‬
‫واﻟﻔﺿــﻼت اﻟﺻــﻠﺑﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬــﺎ ﻣﻧظﻣــﺎت اﻷﻋﻣــﺎل‪ .‬وﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﻔﻌــل ﺷــﯾﺋﺎً ﺣﯾــﺎل ﺣﻣﺎﯾــﺔ‬
‫اﻟﺑﯾﺋــﺔ ﻣــن اﻟﺗﻠــوث ‪ ،‬ﯾﻼﺣــظ ﺑــﺄن ﻫﻧــﺎك اﻟﻌدﯾــد ﻣــن ﻣﻧظﻣــﺎت اﻷﻋﻣــﺎل ﺗﺳــﺗﻐل اﻟﻣروﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـواﻧﯾن‬
‫ﻟﻠﻘﯾــﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎﺗﻬــﺎ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿــﺔ اﻟﻛﻠﻔــﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟﻣﺣﺻــﻠﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ ﺣــدوث اﻟﻣزﯾــد ﻣــن اﻟﻣﺷــﻛﻼت اﻟﺑﯾﺋﯾــﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺻﺣﺔ وﺳﻼﻣﺔ أﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل‪.‬‬
‫وﻋﻠــﻰ أﯾــﺔ ﺣــﺎل ‪ ،‬ﻻ ﺗﻌﻣــل اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﺑﻣﻌــزل ﻋﻣــﺎ ﯾﺣــدث ﻓــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطــﺔ‬
‫ﺑﻬـﺎ‪ ،‬اذ ﯾﻧﺑﻐـﻲ أن ﺗﻔﻬـم وﺗﻌـﻲ ﻗـ اررات ﻣﻧـﻊ أو ﺗﻧظــﯾم أو إﺗﺎﺣـﺔ أﺳـﺗﯾراد ﺑﻌـض اﻟﻣـواد اﻟﺧـﺎم أو اﻟﺳــﻠﻊ‬
‫اﻟﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــؤذي اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ ،‬وﺗﻠﺑ ــﻲ ﻣﺗطﻠﺑ ــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ ﺗﺷـ ـرﯾﻌﺎت ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ ‪ ،‬وﻣ ــﺎ ﺗﻔرﺿ ــﻪ ﻣ ــن‬
‫ﻣﺣددات ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن ﻣراﻋﺎة ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳﺗﻘرار اﻷﻣﻧﻲ‪ ،‬واﻷﺑﺗﻌـﺎد ﻋـن اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ﻣـن ﺑﻌﯾـد ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻧف واﻷرﻫﺎب واﻟﻔﺳﺎد اﻻداري اﻟذي ﯾﺿر ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل‪.‬‬
‫‪ (2‬اﻟﻌواﻣل اﻷﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫وﻫﻲ ﺗﻌﻛس ﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻛﻠﻔﺔ واﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﺗـؤﺛر ﻓـﻲ ﻗـدرة اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ أداء‬
‫اﻻﻋﻣ ــﺎل ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻲ ﺗﻌ ــد ﻣ ــن أﻫ ــم ﻋواﻣ ــل اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﻣ ــؤﺛرة ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ﻋﺑ ــر ﺗ ــوﻓﯾر اﻟﻔ ــرص وﺗﻘـ ــدﯾم‬
‫اﻟﺗﻬدﯾــدات واﻟﻣﺧــﺎطر‪ .‬وﻫﻧﺎﻟــك أﻣﺛﻠــﺔ ﻛﺛﯾ ـرة ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻛﺄﺳــﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋــدة واﻟوﺿــﻊ اﻷﻗﺗﺻــﺎدي وﻧﺳــﺑﺔ‬
‫اﻟﺑطﺎﻟــﺔ واﻟﻔﻘــر اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدد ﻣﺳــﺗوى اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت وﺳــﻌر اﻟﻣ ـواد اﻷوﻟﯾــﺔ واﻟﻣ ـوارد اﻟﺑﺷـرﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻔ ــﻲ ﺳ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛ ــﺎل ‪ ،‬ﱠ‬
‫إن اﻟﻔ ــروق ﻓ ــﻲ أﺳ ــﻌﺎر اﻟﺻ ــرف ﻟﻠﻌﻣ ــﻼت اﻟﺻ ــﻌﺑﺔ ‪ ،‬وﻣﺳ ــﺗوﯾﺎت اﻷﺟ ــور ‪،‬‬
‫واﻟﻧــﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠــﻲ اﻷﺟﻣــﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻧﺻــﯾب اﻟﻔــرد اﻟواﺣــد ﻣﻧــﻪ ‪ ،‬ﻛﻠﻬــﺎ ﺗــؤﺛر ﺑﺷــﻛل ﻛﺑﯾــر ﻓــﻲ اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻣﺣﻠﯾﺎً ودوﻟﯾﺎً ‪.‬‬
‫ﻋﻣوﻣـﺎً ﺗﺣـﺎول اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟﺣﺻــول ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـواد اﻷوﻟﯾـﺔ ‪ ،‬أو ﺗﺻــﻧﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺑﻠــد‬
‫‪Sony,‬‬ ‫‪General‬‬ ‫ﺑــﺄدﻧﻰ ﻛﻠــف اﻟﻌﻣ ــل واﻟﻣ ـواد اﻷوﻟﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﻣﺛــﺎل ذﻟ ــك ﻓﻘــد أﻏﻠﻘ ــت ﺷــرﻛﺎت )‬
‫‪ (Electric, General Motors‬ﻣﺻﺎﻧﻌﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ ‪ ،‬وﻧﻘﻠـت ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬـﺎ اﻟـﻰ‬
‫اﻟﻣﻛﺳ ــﯾك ﱠ‬
‫ﻹن ﺑﻔﻌﻠﻬ ــﺎ ﻫ ــذا ‪ ،‬ﻗ ــد ﺗ ــﺗﻣﻛن ﻣ ــن ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﻛﻠ ــف اﻟﻣﻧﺧﻔﺿ ــﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳ ــﯾن اﻟﻘ ــﺎدﻣﯾن ﻣ ــن‬
‫‪91‬‬
‫اﻟﺻــﯾن وﺗــﺎﯾوان وﻣﺎﻟﯾزﯾــﺎ وﺳــﻧﻐﺎﻓو ار ‪ .‬وﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس ذﻟــك ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳــون ﺧــﺎرج اﻟﺣــدود واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓــﻲ‬
‫دول ذات اﻷﺟ ــور اﻟﻣﻧﺧﻔﺿ ــﺔ ﻟﻬ ــم ﻣﯾـ ـزة ﺗﻧﺎﻓﺳ ــﯾﺔ ‪ ،‬ﻗ ــد ﺗﻛ ــون ﻣﻬﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺣ ــرب اﻟﻣﻔﺗوﺣ ــﺔ ﻟﺟ ــذب‬
‫اﻟزﺑــون اﻟــذي ﯾﻬﻣــﻪ اﻟﺳــﻌر أو اﻟــﺛﻣن ﻋﻧــد اﻟﺷ ـراء ‪ ،‬وﻟــذﻟك أﺟﺑــرت اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﺷــرﻛﺎت اﻷﻣﯾرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻧﻘــل ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬــﺎ اﻟــﻰ اﻟﺧــﺎرج ‪ ،‬واﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻷﻧﺗــﺎج واﻟﺗورﯾــد اﻟﺧــﺎرﺟﻲ ﻟﻛــﻲ ﺗﻧــﺎﻓس اﻟﺷــرﻛﺎت‬
‫اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ واﻟﻬﻧدﯾﺔ واﻟﻛورﯾﺔ واﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ (3‬اﻟﻌواﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﺗﻣﺛــل اﻟﻌواﻣــل اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ ﺗﻠــك اﻟﻘــوى اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻌﻠــق ﺑﻣﻧظوﻣــﺔ ﻗــﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ وﻋــﺎدات اﻟزﺑــﺎﺋن‬
‫وﺳــﻠوﻛﯾﺎﺗﻬم وﺛﻘﺎﻓــﺎﺗﻬم وﻣﻧظوﻣــﺔ ﻗــﯾﻣﻬم اﻟﺳــﺎﺋدة ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗﻘــدم ﻓرﺻ ـًﺎ وﺗﻬدﯾــدات ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺔ ‪ .‬وﻣــن ﺑــﯾن‬
‫أﻣﺛﻠﺗﻬــﺎ ‪ ،‬ﻣ ــدى اﻷﻟﺗـ ـزام ﺑ ــﺎﻟﻘﯾم اﻷﺧﻼﻗﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﻗﺑ ــل أﻓ ـراد اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ ‪ ،‬اﻟﺗوﺟ ــﻪ ﻧﺣ ــو ﻋﻣ ــل اﻟﻣـ ـرأة ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ‪ ،‬ﺣ ــﺎﻻت ﺗ ــﺄﺧر اﻟــزواج وﻛﺛـ ـرة ﻣﻌ ــدﻻت اﻟط ــﻼق ‪ ،‬أدراك ﺗﺣﻘﯾــق وﻋ ــﻲ ﺻ ــﺣﻲ أﻛﺑ ــر ‪،‬‬
‫وﻣـدى وﺟـود ﻣـدوﻧﺎت ﺳـﻠوك وظﯾﻔــﻲ ﺗـﻧظم ﻋﻣـل اﻷﻓـراد واﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت ‪ .‬وﻛـذﻟك ‪ ،‬ﻓ ﱠ‬
‫ـﺈن اﻟﻌﻣـر واﻟﺗﻌﻠــﯾم‬
‫وأﺳ ــﻠوب اﻟﺣﯾـ ــﺎة واﻷﻋـ ـراف واﻟﻘـ ــﯾم وﻋ ــﺎدات اﻷﻓ ـ ـراد ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺑـ ـﺎً ﻣـ ــﺎ ﺗﺣ ــدد زﺑـ ــﺎﺋن اﻟﻣﻧظﻣ ــﺎت وﻣـ ــدراﺋﻬﺎ‬
‫واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛـ ــﺎل ‪ ،‬ﻋـ ــﺎدةً ﻣـ ــﺎ ﯾ ـ ـرﺗﺑط اﻟطﻠـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻧﺗﺟـ ــﺎت اﻷطﻔـ ــﺎل ﺑﻧﺳـ ــب اﻟـ ــوﻻدات‬
‫وﺗوزﯾﻌﺎت اﻟﻌﻣر ﻓﻲ اﻟﺑﻠد ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ اﻷﺧـرى ﺗـؤﺛر ﻓـﻲ ﻣوﻗـف اﻟﺑﻠـد‬
‫ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪ .‬وﻫـؤﻻء اﻟزﺑـﺎﺋن ﻓـﻲ اﻟﻌـراق ﯾﻔﺿـﻠون اﻟﺳـﯾﺎرات اﻟﻣﻧﺗﺟـﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾـﺎً ‪،‬‬
‫ﺣﺗــﻰ وأن ﺗﻔوﻗــت اﻟﺳــﯾﺎرات اﻟﻌراﻗﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﯾﺎرات اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ واﻟﻛورﯾــﺔ واﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﺳــﻌر‬
‫اﻟﻣﺧﻔض ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ‪ .‬وﻣﺛﺎل آﺧر‪ ، ،‬ﻗد ﯾﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﺷـرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ واﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾـﺔ واﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻣـل‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻌـراق ﺑﻣﺟــﺎل اﻟﺗﻧﻘﯾــب وأﺳــﺗﺧراج اﻟــﻧﻔط ‪ ،‬أن ﺗﺗﻣﺎﺷــﻰ ﻣــﻊ أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻌﻣــل واﻟﻣﻣﺎرﺳــﺎت اﻟﺳــﺎﺋدة‬
‫ﻣن ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد وﺷﻌﺎﺋر وطﻘوس ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وأﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺻرة وﻣﯾﺳﺎن واﻟﻧﺎﺻرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ (4‬اﻟﻌواﻣل اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺔ‬
‫وﺗﺗﻌﻠــق ﺑﺧﺻــﺎﺋص وﺗوزﯾــﻊ اﻟﺳــﻛﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧــﺎطق واﻟﻣﺣﺎﻓظــﺎت واﻷﻗــﺎﻟﯾم واﻟــدول‪ ،‬وﻫــﻲ‬
‫ﺗؤﺛر ﻛﺛﯾ اًر ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬وﺗﻘدم ﻓرﺻﺎً وﺗﺣدﯾﺎت وﺗﻬدﯾـدات ‪ .‬وﻣـن أﻣﺛﻠـﺔ أﺑﻌﺎدﻫـﺎ زﯾـﺎدة ﻋـدد اﻟﺳـﻛﺎن‬
‫‪ ،‬اﻟﺗرﻛﯾﺑـﺔ اﻟﻌﻣرﯾـﺔ ﻷﺑﻧـﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ‪ ،‬اﻟﺟﻧـدرة أو اﻟﻧــوع اﻷﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ‪ ،‬اﻟﻬﺟـرة ﻣـن اﻟرﯾـف اﻟـﻰ اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‬
‫وﺑﺎﻟﻌﻛس ‪ ،‬ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻷﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠـد ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌواﻣـل اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾـﺔ ‪ ،‬ﺗﻌـد ﻣﺻـﺎدر ﻣﻬﻣـﺔ ﻟﻼﺗﺄﻛـد ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻓﻲ أذواق وﺣﺎﺟﺎت اﻟزﺑﺎﺋن‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫وﻓــﻲ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ‪ ،‬أن ﺗوﺟــﻪ اﻟﺷــﺑﺎب ﻓــﻲ اﻟﻌـراق ﻟﻠﻬﺟـرة اﻟــﻰ دول أوروﺑــﺎ وأﻣرﯾﻛــﺎ وأﺳــﺗراﻟﯾﺎ‬
‫وﻛﻧ ــدا وﺗرﻛﯾ ــﺎ‪ ،‬ﻗ ــد ﯾﺷ ــﻛل ﻋ ــﺎﻣﻼً دﯾﻣوﻏراﻓﯾـ ـﺎً ﻣﻬﻣـ ـﺎً ﻣ ــن ﺣﯾ ــث ﺣ ــدوث ﺣ ــﺎﻻت اﻟ ــﻧﻘص ﻓ ــﻲ اﻟﻣـ ـوارد‬
‫اﻟﺑﺷ ـرﯾﺔ اﻟﻣ ــﺎﻫرة واﻟﻛﻔ ــوءة ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ ﻗــد ﯾ ــدﻋو اﻟﻣﻧظﻣ ــﺎت اﻟﻌراﻗﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﺔ واﻟﺗﺟ ــﺎرة‬
‫واﻟﻣﻌرﻓـﺔ واﻟﻣﻘـﺎوﻻت أن ﺗﻠﺟـﺄ اﻟــﻰ ﻗـوة اﻟﻌﻣـل اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ أو اﻟﻧﺳــﺎﺋﯾﺔ ﻣـن ﺳـﻧﻐﺎﻓو ار وﺳـﯾرﯾﻼﻧﻛﺎ واﻟﻔﻠﺑــﯾن‬
‫ﻟﺳـد ﺣﺎﻟــﺔ اﻟـﻧﻘص ﻓــﻲ اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن ‪ ،‬وﻣﻣــﺎ ﻗــد ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠــﻰ ذﻟـك أرﺗﻔــﺎع ﻛﻠﻔــﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟـﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗـد ﺗزﯾــد ﻣــن‬
‫أن ﯾﻌزﻓ ـوا ﻋــن ﺷ ـراﺋﻬﺎ ‪ ،‬أو اﻟﻠﺟــوء اﻟــﻰ‬
‫ﺳــﻌر اﻟﺳــﻠﻌﺔ واﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺔ ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻗــد ﯾﺟﻌــل اﻟزﺑــﺎﺋن ْ‬
‫ﺑداﺋل اﻟﺷراء ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟرﺧﯾﺻﺔ ﻣن اﻟﺻﯾن وأﯾران وﺳورﯾﺎ ‪.‬‬
‫‪ (5‬اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‬
‫وﻫــﻲ ﺗﺗﻣﺛــل ﺑﺎﻟﻣﻬــﺎرات واﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾــﺔ واﻟﻣﻌــدات واﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ ﺗــؤﺛر ﻓــﻲ ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗﺣوﯾــل‬
‫اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ اﻟﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت وﺧـدﻣﺎت ﻣﻔﯾـدة ‪ .‬ﻓﻠﻘـد ﻧﻣـت اﻟﺗطـورات واﻟﺗﻐﯾـرات واﻟﻌواﻣـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ‬
‫ـدث ﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﻰ ﺑﺛــورة اﻷﺑﺗﻛــﺎر اﻟﺗﻘﻧــﻲ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾﻛــون ﻣــن‬
‫ﻣﻧــذ ﺑداﯾــﺔ اﻟﺣــرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ‪ ،‬وﺣـ َ‬
‫اﻟﺿــروري ﺑﻣﻛــﺎن ﻋﻠــﻰ إدارة اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻗﯾﺎﻣﻬــﺎ ﺑﺗﺣﻠﯾــل ﻋﻣﯾــق وﺷــﺎﻣل ﻟﺗــﺄﺛﯾر اﻟﻌواﻣــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ ‪،‬‬
‫ﻼ ﻋــن اﻟﺗﺻــدي ﻟﻠﺗﻧﺎﻓﺳــﯾﺔ اﻟﺷــدﯾدة اﻟﻣﺗﺄﺗﯾــﺔ ﻣــن‬
‫وﺣﺗــﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬــﺎ وﺧــدﻣﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺿ ـ ً‬
‫أﺳــﺗﺧداﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟواﺳــﻌﺔ ﻟﻬــﺎ ‪ ،‬ﺑﻬــدف اﻟوﺻــول اﻟــﻰ اﻟزﺑــﺎﺋن ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﻣﯾ ـزة ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌواﻣــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﺛ ــل أﺳ ــﺗﺣداث أﺳ ــﺎﻟﯾب أﻧﺗ ــﺎج ﺟدﯾ ــدة وأﺟﻬـ ـزة ﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ ﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن أوﺟ ــﻪ ﻋﻣﻠﯾ ــﺎت‬
‫أن ﺗزﯾ ــد ﻣ ــن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﻛ ــذﻟك‬
‫اﻟﻣﻧظﻣ ــﺎت ‪ ،‬وأﺳ ــﺗﻌﻣﺎل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ اﻟﺗﺻ ــﻧﯾﻊ اﻟﻣﺣوﺳ ــب ‪ ،‬ﯾﻣﻛ ــن ْ‬
‫اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـث اﻟﻣﺗﻘـدم ﺑﺄﻧﺷـطﺔ اﻟﺗطـوﯾر ‪ ،‬ﻓﯾـؤﺛر ﻫـو اﻵﺧـر ﻓـﻲ ﻛﯾﻔﯾـﺔ ﺗﻔﺎﻋـل‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ‪ ،‬وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺻﻣﯾم ﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﺄﺳﯾﺳـﺎً ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ‪ ،‬ﻓـ ﱠ‬
‫ـﺈن اﻟﻧﻘــل اﻟﻌــﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻟــﻪ ﺗــﺄﺛﯾرات ﻣﻬﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﯾـزة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳــﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺎت‪ ،‬إذ ﯾﺗﺣــﺗم أن ﺗﻛــون ﻋﻠــﻰ د ارﯾــﺔ ﺑﺗطوراﺗﻬــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدث ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﺻــﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ‪،‬‬
‫أن ﺗﻛون ﻟدﯾﻬﺎ ﻣﻘدرات ﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻠوﺻـول إﻟﯾﻬـﺎ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﻗـد ﺗﺣﻘـق ﺗﺧﻔـﯾض ﻓـﻲ اﻟﻛﻠﻔـﺔ أو ﺗﺣﻘـق ﻣﯾـزة‬ ‫وْ‬
‫ﺗﻔﺎﺿــﻠﯾﺔ ﻣ ــﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﯾن ‪ .‬وﻣﻣ ــﺎ ﯾ ــذﻛر ﻓ ــﻲ ﺳ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛ ــﺎل ‪ ،‬أن اﻟﺷ ــرﻛﺎت اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣطﻠ ــﻊ ﻋ ــﺎم‬
‫)‪ ( 2000‬ﻛﺎﻧت ﻗد دﻓﻌت ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ )‪ (100‬ﻣﻠﯾـون دوﻻر ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑـل اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﺣﻘـوق‬
‫ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ وﻓﻧﯾــﺔ‪ ،‬وﻛﺳــﺑت ﻣﻘﺎﺑــل ذﻟــك )‪ (100‬ﻣﻠﯾــﺎر دوﻻر ﻛﻌﺎﺋــدات ﻣــن ﻣﺳــﺗﻬﻠﻛﯾن أﻣـرﯾﻛﯾﯾن ﺑﺑﯾــﻊ‬
‫ﺳــﻠﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺔ ﻓــﻲ ﺳــوﻗﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾــر‪ .‬وﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟﺣﺎﺿــر ‪ ،‬ﻧــرى ﱠ‬
‫إن اﻟﺷــرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ راﻏﺑــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟــﺗﻌﻠم ﻣــن ﻣﻧﺎﻓﺳــﯾﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺧــﺎرج اﻵﺗــﯾن ﻣــن اﻟﺻــﯾن واﻟﯾﺎﺑــﺎن واﻟﻬﻧــد وﻛورﯾــﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾــﺔ ﻟﻐﻠــق أو ردم‬
‫اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ (6‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺎدﯾﺔ‬
‫ﺗﺷــﻣل اﻟﻌواﻣــل اﻟﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﻣﻧــﺎخ واﻟﻣﻌــﺎدن واﻟﻣ ـوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ وطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺗرﺑــﺔ ‪ ،‬ﻣــن ﺣﯾ ــث‬
‫ﻣدى ﺗواﻓرﻫﺎ وﻧدرﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟـﻧﻔط واﻟﻛﺑرﯾـت واﻟﻣـﺎء واﻟﻔوﺳـﻔﺎت واﻟﯾوراﻧﯾـوم واﻟـذﻫب واﻟﻔﺿـﺔ واﻟﻧﺣـﺎس‬
‫‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗـؤﺛر ﺑـدورﻫﺎ ﻓـﻲ أﻋﻣـﺎل اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ﻛﺎﻓـﺔ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻟﻔـرص واﻟﺗﻬدﯾـدات اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻬـﺎ‪ .‬ﻓﻘـد ﯾﻣﻛـن ﻟﻠﺷـرﻛﺎت اﻟﺻـﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﺗﺻـﻧﯾﻊ اﻟـﻧﻔط أن ﺗﺳـﺗﻔﯾد ﻣـن اﻟﻣـوارد‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺧﺻــوص ‪ ،‬ﻟﺗﻘــوم ﺑﺄﻧﺗــﺎج ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻣﺷــﺗﻘﺎت اﻟﻧﻔطﯾــﺔ ) ﺑﻧ ـزﯾن ‪ ،‬ﻏــﺎز ‪ ،‬دﻫــون ‪،‬‬
‫زﯾــوت( ‪ ،‬وﺑﯾﻌﻬــﺎ ﺑﺄﺳــﻌﺎر ﻣﻧﺧﻔﺿــﺔ ﻟﻠزﺑــﺎﺋن اﻟﻌ ـراﻗﯾﯾن ‪ ،‬ﻗﯾﺎﺳ ـﺎً ﺑﻣــﺎ ﯾﺳــﺗورد ﻣــن اﻟﺷــرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أﺳﺗﯾراد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪.‬‬
‫زﯾــﺎدةً ﻋﻠــﻰ ذﻟ ــك ‪ ،‬ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺷ ــرﻛﺎت اﻟزراﻋﯾــﺔ ﻫــﻲ اﻷﺧ ــرى أن ﺗﺳــﺗﻔﯾد ﻣ ــن طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺗرﺑ ــﺔ‬
‫اﻟﺧﺻ ــﺑﺔ ﻓ ــﻲ أﻣ ــﺎﻛن ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺷ ــﻣﺎل واﻟﺟﻧ ــوب ﻣ ــن اﻟﻌـ ـراق ﻟﺗﺗﻧ ــﺎﻓس ﻣ ــﻊ اﻟﺷ ــرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾ ــﺔ )‬
‫اﻟﺳــورﯾﺔ ‪ ،‬اﻷﯾراﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺗرﻛﯾــﺔ ‪ ،‬واﻟﻣﺻـ ـرﯾﺔ ( ﻓــﻲ أﻧﺗ ــﺎج اﻟﻔواﻛــﻪ واﻟﺧﺿ ــر اﻟﺗــﻲ ﺗﺳ ــد ﺣﺎﺟــﺔ اﻟﺳ ــوق‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﺳﺗوى دﺧل اﻟزﺑﺎﺋن ‪ ،‬وﻟﻛن ذﻟـك ﻻ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﺗﺣﻘـق ذﻟـك ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﻧﺗﺑـﻪ‬
‫ﻟﻠﻘ ــوى اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﺣﺳ ــﯾن اﻟﺗرﺑ ــﺔ وﺗ ــوﻓﯾر اﻟﻣـ ـواد اﻷوﻟﯾ ــﺔ واﻷﺳ ــﻣدة اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾ ــﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳ ــﺑﺔ‬
‫ﻟﺗطوﯾر اﻷﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﻋواﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ‬
‫وﺗﺳـﻣﻰ إﯾﺿـًﺎ ﺑ ـ ـ " ﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻣﻬﻣــﺔ أو اﻟﻧﺷـﺎط " ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛـل ﺑــﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌواﻣـل اﻟﻣــؤﺛرة اﻟﺗـﻲ ﺗﻘــﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺣدود ﺗﻌﺎﻣﻼت وﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﻠـف ﺗﺄﺛﯾرﻫـﺎ ﻣـن واﺣـدة إﻟـﻰ أﺧـرى ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬـﺎ‬
‫اﻟﺳ ــﯾطرة ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ أو اﻟ ــﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬ ــﺎ أﺣﯾﺎﻧـ ـًﺎ ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛ ــل ﺑﺎﻟزﺑ ــﺎﺋن ‪ ،‬اﻟﻣ ــوزﻋﯾن ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﯾن ‪ ،‬اﻟﻣ ــوردﯾن ‪،‬‬
‫اﻷﺗﺣــﺎدات واﻟﻧﻘﺎﺑــﺎت ‪ ،‬واﻟﺣﻛوﻣــﺔ ‪ .‬وﯾﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ أﺟـراء ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬــﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ ﻓــﻲ ظــل د ارﺳــﺔ‬
‫وﺗﺣﻠﯾ ــل ﻛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﻌواﻣ ــل اﻟﻣوﺟ ــودة ﻓ ــﻲ ﺑﯾﺋﺗﻬ ــﺎ اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ‪ ،‬إذا ﻣ ــﺎ أرادت اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ ﻣواردﻫ ــﺎ‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ وﺗﻌزﯾـزﻩ ‪ .‬وﺑﻣـرور اﻟوﻗـت ﯾﺗﻐﯾـر ﺣﺟـم وﻧطـﺎق ﻣﺟﺎﻟﻬـﺎ ﺑﺗﻐﯾـر ﺗﻠـك‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ‪.‬‬
‫ﻓـﻲ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ‪ ،‬أن اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﺻــﻧﺎﻋﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾـﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌـراق اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــرر ﺗوﺳــﯾﻊ‬
‫ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﻟﺳد ﺣﺎﺟﺎت وطﻠﺑﺎت ﻣﺟﺎﻣﯾﻊ ﺟدﯾدة ﻣـن اﻟزﺑـﺎﺋن اﻟـذﯾن ﯾطﻠﺑـون ﻣﺑـردات اﻟﻬـواء ﻓـﻲ اﻟﺻـﯾف‬
‫) ﺑﺄﻧﺗﺎج أﻧواع ﺟدﯾـدة ﻣﻧﻬـﺎ ( ﺳـﺗواﺟﻪ ﺣﺗﻣـﺎً ﻣﺟﻣوﻋـﺎت ﺟدﯾـدة ﻣـن اﻟﻘـوى ‪ ،‬وﻗـد ﺗﺣﺗـﺎج اﻟـﻰ اﻟـدﺧول‬
‫ﻓﻲ أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺗﻌﺎﻣﻼت ﺟدﯾـدة ﻓـﻲ اﻟﺑﯾﺋـﺔ ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـوارد اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ ﻣـن اﻟﻣـواد اﻷوﻟﯾـﺔ‬

‫‪94‬‬
‫اﻟﻣرﻏوﺑ ــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق اﻷﻧﺗ ــﺎج اﻟﻣطﻠ ــوب ﻣ ــن اﻟزﺑ ــﺎﺋن اﻟﻣﺣﻠﯾ ــﯾن وﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ اﻟﻣﺑ ــردات اﻟﺳ ــورﯾﺔ واﻟﺗرﻛﯾ ــﺔ‬
‫واﻷﯾراﻧﯾﺔ واﻟﻬﻧدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺣﺎول اﻟﻣﻧظﻣـﺔ إدارة اﻟﻌواﻣـل ﻓـﻲ ﺑﯾﺋﺗﻬـﺎ ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـوارد اﻟﻼزﻣـﺔ ﻹﻧﺗـﺎج اﻟﺳـﻠﻊ وﺗﻘـدﯾم‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠزﺑﺎﺋن‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﺳﯾظﻬر ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑـ ـ " ﻣﺟـﺎل اﻟﺑﯾﺋـﺔ أو ﺳـﯾﺎﻗﻬﺎ " ‪ ،‬اﻟـذي ﯾﺗﻣﺛـل‬
‫ﺑﺗﻠـك اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺳـﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬـﺎ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻟﻠزﺑــﺎﺋن وذوي اﻟﺻـﻠﺔ اﻵﺧـرﯾن‪ .‬وﯾﻣﻛــن‬
‫أن ﺗﺣــدد اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﺳــﯾﺎﻗﻬﺎ أو ﻣﺟﺎﻟﻬــﺎ ﻋــن طرﯾــق اﻟﻛﯾﻔﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــدﯾر ﺑﻬــﺎ اﻟﻌواﻣــل ﻓــﻲ ﺑﯾﺋﺗﻬــﺎ ﻟزﯾــﺎدة‬
‫ْ‬
‫ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣـوارد اﻟﻼزﻣـﺔ‪ .‬وﻓـﻲ ﻫـذ اﻟﺷـﺄن ﻧطـرح أﻣﺛﻠـﺔ ﺗوﺿـﯾﺣﯾﺔ ﻛﺛﯾـرة ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺟـﺎل ‪،‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺑﻐﯾ ــﺔ ﺣﺻ ــول ﺷ ــرﻛﺔ ﺻ ــﻧﺎﻋﺔ اﻷﻟﺑ ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣ ــدﺧﻼت ) ﻣ ــﺛﻼً اﻟﻣـ ـواد اﻷوﻟﯾ ــﺔ ( ﯾﺷ ــﺗرط ﺗﺣدﯾ ــد‬
‫ﻣﺟﻬــز اﻟﺣﻠﯾــب اﻟــذي ﺗﺗﻌﺎﻣــل ﻣﻌــﻪ ﻣــن ﺑــﯾن ﺧﯾــﺎرات اﻟﻣﺟﻬ ـزﯾن اﻟﻣوﺟــودﯾن ﻓــﻲ اﻟﺳــوق اﻟﻌراﻗﯾــﺔ ‪،‬‬
‫وﻛﯾﻔﯾــﺔ إدارة اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﻣﻌــﻪ‪ .‬وﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻷﻣ ـوال ‪ ،‬ﻓﯾﻘــﻊ ﻋﻠﯾﻬــﺎ أن ﺗﺣــدد أﯾ ـًﺎ ﻣــن اﻟﻣﺻــﺎرف‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ أو اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬـﺎ‪ ،‬وﻛﯾﻔﯾـﺔ إدارة اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻣﻌﻬـﺎ‪ ،‬ﻛـﻲ ﯾرﻏـب ﻓـﻲ ﻣﻧﺣﻬـﺎ‬
‫ﻗرﺿـﺎً أو دﯾﻧـﺎً‪ .‬ﻛﻣــﺎ إﻧـﻪ إذا أرادت اﻟﺣﺻـول ﻋﻠــﻰ اﻟزﺑـﺎﺋن ﯾﻘـﻊ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺗﺣدﯾـد ًﻣ ْـن ﺳــﯾﻘدم إﻟـﯾﻬم اﻟﺳــﻠﻊ‬
‫أو اﻟﺧــدﻣﺎت ‪ ،‬وﻣــن ﺛــم ﻛﯾﻔﯾــﺔ أرﺿــﺎﺋﻬم وﺗوطﯾــد ﻋﻼﻗــﺔ اﻟــوﻻء ﻣﻌﻬــم ﻓــﻲ ﺿــوء اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن ﻣﻧﺗﺟــﺎت‬
‫اﻷﻟﺑﺎن اﻟﻣطروﺣﺔ ﻣن ﺷرﻛﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ وﻋرﺑﯾﺔ وﻋﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺣﺎول أي ﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﯾﻛﻠﺔ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﺎ أو ﺻﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ‬
‫ﻣﺟﺎﻟﻬــﺎ وﺗ ــﺄطﯾر ﺳــﯾﺎﻗﻬﺎ وﺗوﺳ ــﯾﻌﻪ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ زﯾ ــﺎدة ﻗ ــدرﺗﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﺧﻠ ــق اﻟﻘﯾﻣــﺔ ﻟﻠزﺑ ــﺎﺋن واﻟﻣﺳ ــﺎﻫﻣﯾن‬
‫واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻏﯾرﻫم ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺳـﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل ‪ ،‬أن ﻣﺟـﺎل ﻋﻣـل ﺷـرﻛﺔ ﻷﻧﺗـﺎج طﻌـﺎم‬
‫أن ﺗُ ّﻛﯾــف ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬــﺎ ﻣــﻊ‬‫اﻷطﻔــﺎل ﯾﺗﻣﺛــل ﺑﺳــد أﺣﺗﯾﺎﺟــﺎت اﻷطﻔــﺎل وﻋــﺎﺋﻼﺗﻬم ‪ ،‬ﻓﯾﺗطﻠــب اﻷﻣــر ﻣﻧﻬــﺎ ْ‬
‫اﻟﺑﯾﺋـ ــﺔ )اﻟزﺑ ـ ــﺎﺋن ‪ ،‬اﻟﻣ ـ ــوزﻋﯾن‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ـ ــﯾن ‪ ،‬اﻟﻣ ـ ــوردﯾن ‪ ،‬اﻟﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ واﻷﺗﺣ ـ ــﺎدات ( ﻟﺣﻣﺎﯾ ـ ــﺔ ﻣﺟﺎﻟﻬ ـ ــﺎ‬
‫وﺗوﺳﯾﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب واﻟﺑﻌﯾد‪.‬‬
‫‪ ‬وﺑﺈﻣﻛ ــﺎن اﻟﺷ ــرﻛﺎت ﺗوﺳ ــﯾﻊ ﻣﺟﺎﻟﻬ ــﺎ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻟﺗوﺳ ــﻊ ﻋﺎﻟﻣﯾـ ـﺎً ‪ ،‬وﺑﻣ ــﺎ ﯾﺗ ــﯾﺢ ﻟﻬ ــﺎ ﻓرﺻـ ـﺎً ﺟدﯾ ــدة‬
‫ﻟﻸﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن ﺧﺑراﺗﻬــﺎ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﺧﻠــق ﻗﯾﻣــﺔ ﻟــذوي اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ‪ ،‬وﺧﯾــر ﻣﺛــﺎل ﻓــﻲ‬
‫ذﻟك اﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻧﺷـﺎﻫدﻫﺎ ﻓـﻲ اﻟﺳـوق اﻟﻌراﻗﯾـﺔ ﻟﺷـرﻛﺎت ﻣﺣﻠﯾـﺔ ﻛﺛﯾـرة ﻛﺎﻧـت ﻗﺑـل ﺛﻼﺛـﯾن‬
‫وﺗوﺳﻊ ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪ ،‬وأﻧﺗﻘﻠت ﻧﺣو اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺛل )‪(Nokia, Samsung, Sony‬‬
‫ﺳﻧﺔ ﻣﺿت ‪ّ ،‬‬
‫‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ﺗﺗﺄﻟف ﻋواﻣل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻗوى ﺧﺎرج اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺷﻛل ﻣﺿﻣون وﻣﺣﺗوى اﻟﻣﺣﯾط‬
‫اﻟذي ﯾؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ اًر ﻣﺑﺎﺷ اًر ﻓﻲ ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻸﻧﺗﺎج ‪ .‬ﻓﺎﻟزﺑﺎﺋن واﻟﻣوزﻋون‬
‫واﻟﻣﻧﺎﻓﺳون واﻟﻣوردون واﻷﺗﺣﺎدات واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ‪ ،‬واﻟﺣﻛوﻣﺔ ‪ ،‬ﻫم اﻟذﯾن ﯾﺷ ّﻛﻠون أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﯾن اﻟﻣﻬﻣﯾن ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ‪ ،‬واﻟﺿﻐط ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻠﺗﺻرف ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ .‬وﻫﻧﺎ‬
‫ﺳﯾﺟري ﺗوﺿﯾﺢ ﺗﺄﺛﯾرات ﻋواﻣل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗوﺿﺣﯾﺔ اﻟداﻋﻣﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫)‪(4‬‬

‫‪ (1‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن‬
‫ﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﻋداد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن وأﻧواﻋﻬم وﻣواﻗﻌﻬم وﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﻣﻬﺎرات‬
‫اﻟﻣوﺟودة وﺿﻐوط اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻛل اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣوارد ‪ ،‬وﻛﺳب اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔﻘﻬﺎ اﻟزﺑون أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد اﻟﻣﺎﻫرﯾن واﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﻌﻣل ‪،‬‬
‫وﻫم ﻛﻣﺗﻐﯾر ﺑﯾﺋﻲ ﻣﻬم ﯾﺟﻌل ﻣن ﻧدرة اﻟﻣوارد وأزدﯾﺎد ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ أﻣ اًر ﺣﺗﻣﯾﺎً ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﺑزﯾﺎدة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻗد ﯾﺻﻌب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺣﻠﯾﺎً أو ﻋﺎﻟﻣﯾﺎً‪ .‬وﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎرات ‪ ،‬إذ ﺗﻧﺎﻗﺻت‬
‫ﻗدرة اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣﯾرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد وﻛﺳب اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺳﺑب ﻛﺛرة‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن وﻛورﯾﺎ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ُ ،‬ﯾﻌﱠرف اﻟﻣﻧﺎﻓﺳون ﺑﺈﻧﻬم اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو‬
‫ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﻣﻧظﻣﺎت أﺧرى ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﺻل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻣﺟﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻣﺛل‬
‫اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد أو اﻟﻣدﺧﻼت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﻌراق ﻣﺛﻼً ﯾﻼﺣظ‬
‫ﺗﻧﺎﻓس ﺷرﻛﺎت ‪ ،‬ﻣﺛل ) ‪ (Kia, Jeep,Tayota,Ford‬ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟزﺑﺎﺋن اﻟذﯾن ﯾرﻏﺑون‬
‫ﺑﺄﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﯾﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻔﺎرﻫﺔ واﻟراﻗﯾﺔ واﻟﻣﺗﯾﻧﺔ ‪ .‬واﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣﯾرﯾﻛﯾﺔ ﺑدورﻫﺎ ﺗواﺟﻪ ﺧﺎرج ﺑﻠدﻫﺎ‬
‫ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن ﺷرﻛﺎت داﺧل اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ‪ ،‬وﻣن ﺧﺎرﺟﻬﺎ‪ .‬واﻟﻔروع اﻷوروﺑﯾﺔ ﻟـ ـ ) ‪Ford,‬‬
‫‪ (General Motors‬ﻻ ﺗﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷوروﺑﯾﺔ ﻣﺛل )‪ (BMW‬ﻓﺣﺳب ‪ ،‬ﺑل ﻣﻊ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ واﻟﻛورﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺛل )‪. (Tayota, Honda‬‬
‫ﻟﻘد أﻧﺷﺎت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻷول ﻣن ﻋﺎم ) ‪( 2000‬‬
‫ﻣﺻﺎﻧﻌﺎً ذات ﻗدرات أﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ‪ ،‬وﺻﻠت اﻟﻰ )‪ ( 750000‬ﺳﯾﺎرة ﺟدﯾدة ﺳﻧوﯾًﺎ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﺗﻛون ﻗد ﻫددت ﻛل ﻣن )‪ (Ford‬؛ )‪ (Fiat‬؛ )‪ . (Volkswagen‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪،‬‬
‫أن ﺗﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻧﻔﺳﻪ ‪،‬‬‫ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺷرﻛﺎت ْ‬
‫واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﻛﺎﺗﻬم اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﻐرض اﻟﺗﻬﯾؤ واﻷﺳﺗﻌداد ﻟﻣواﺟﻬﺔ أﯾﺔ ﺗﻬدﯾدات أو ﻣﺧﺎطر‬
‫‪96‬‬
‫ﻼ ﻋن ﻣﻼﺣظﺔ اﻷﺣداث واﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ‪ ،‬وﺗﺣدﯾد‬
‫ﺗﺻدر ﻣﻧﻬم ﻧﺣوﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﺿ ً‬
‫ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺟدﯾدة وﺗطوﯾر اﻟﻣوﺟود ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬وﺻوﻻً ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎت ورﻏﺑﺎت‬
‫اﻟزﺑﺎﺋن ‪ ،‬واﻟوﻓﺎء ﺑﺗوﻗﻌﺎﺗﻬم اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻣن وﻗت اﻟﻰ آﺧر ﺑﺣﻛم ﺗﻐﯾر اﻷذواق واﻟﻣودﯾﻼت‬
‫اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ (2‬اﻟزﺑﺎﺋن‬
‫ﯾﺷ ــﺎر اﻟ ــﻰ اﻟزﺑ ــﺎﺋن ﺑ ــﺈﻧﻬم اﻷﻓـ ـراد أو ‪ /‬واﻟﺷ ــرﻛﺎت اﻷﺧ ــرى اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣﺻ ــل ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺧرﺟ ــﺎت‬
‫ﺷــرﻛﺎت ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻣــن ﺳــﻠﻊ وﺧــدﻣﺎت ﻣﻘﺎﺑــل أﻣ ـوال ﺗﺣﺻــل ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣﺑﺎﺷ ـرةً أو ﺑﺷــﻛل ﻏﯾــر ﻣﺑﺎﺷــر ﻋــن‬
‫طرﯾــق أﻓـ ـراد أو ﺷ ــرﻛﺎت أﺧ ــرى وﺳــﯾطﺔ ‪ ،‬ﻣﺛ ــل وﻛ ــﺎﻻت اﻟﺑﯾ ــﻊ أو ﺗﺟــﺎر اﻟﺗﺟزﺋ ــﺔ أو اﻟﺟﻣﻠ ــﺔ‪ .‬وﯾﻌ ــد‬
‫اﻟﺗﻐﯾﱡر ﻓﻲ اﻟزﺑﺎﺋن وأﻧواﻋﻬم وأذواﻗﻬم وأﺣﺗﯾﺎﺟـﺎﺗﻬم وطﻠﺑـﺎﺗﻬم ﻗـوة ﻛﺑﯾـرة أﺧـرى ﻣـؤﺛرة ﻓـﻲ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ‪ ،‬إذ‬
‫ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ أﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓـﻲ ادارة اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻣﻌﻬـم‪ ،‬وﻛﺳـب وﱠدﻫـم وﺗﺄﯾﯾـدﻫم ورﺿـﺎﻫم ووﻻﺋﻬـم‪،‬‬
‫وﻋﻠﻰ أن ﺗﻘوم ﺑﺗﻐﯾﯾر ﺗﻠك اﻷﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻣﺎ ﺗﻐﯾرت رﻏﺑﺎﺗﻬم وﺗﻧوﻋت ﺗوﻗﻌﺎﺗﻬم ‪.‬‬
‫ﻓــﻲ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ‪ ،‬ﺷــرﻛﺔ ﻧﺳــﺗﻠﺔ ) أو ﻧﺳــﻠﺔ ( اﻟﺳوﯾﺳـرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ ﻓــﻲ أﻧﺗــﺎج اﻷطﻌﻣــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻠﺑـﺔ ﺗﻣﺗﻠـك ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬـﺎ )‪ (NIDO, CERELAC, ENSURE‬اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻷطﻔـﺎل ﺳـﻣﻌﺔ وﺷـﻬرة‬
‫ﻗوﯾﺔ ﻟﻘوة ﻣﺳﺗوى ﺟودﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ أن ﺗﺣـوز ﻋﻠـﻰ دﻋـم اﻟزﺑـﺎﺋن ﻓـﻲ ﻛـل أﻧﺣـﺎء اﻟﻌـﺎﻟم ‪ ،‬وﺗﺳـﯾطر‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺻـ ــﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة ﻣـ ــن اﻟﺳ ــوق ‪ .‬وﺑﺗ ازﯾـ ــد اﻟطﻠ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟ ــﺎت اﻟﺧﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻣ ـ ـواد اﻟﻣﺿـ ــﺎﻓﺔ‬
‫واﻟﻌﺿــوﯾﺔ واﻟﻣطﯾﺑــﺎت اﻟﺻــﻧﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﻗــد دﻓــﻊ اﻷﻣــر ﺑﻬــﺎ اﻟــﻰ ﺗﻐﯾﯾــر ﺗرﻛﯾﺑــﺔ ﺑﻌــض ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬــﺎ ‪ ،‬ﻟﺗﺑﻘــﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ زﺑﺎﺋﻧﻬﺎ اﻟداﺋﻣﯾﯾن ‪ ،‬وﻻ ﺗﺧﺳر أﯾﺎً ﻣﻧﻬم ‪ ،‬ﻻ ﺑل إﻧﻬﺎ ﺗﻛﺳب زﺑﺎﺋن ﺟدد ﻣن ﯾوم اﻟﻰ آﺧر‪.‬‬
‫ﺗﺄﺳﯾﺳًﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪ ،‬ﺗﻣﺛل ﻣﺳـﺄﻟﺔ أﺷـﺑﺎع ﺣﺎﺟـﺎت اﻟزﺑـﺎﺋن وﺗﻠﺑﯾـﺔ ﺗوﻗﻌـﺎﺗﻬم ﻓـﻲ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ‬
‫ﺗﺣدﯾﺎً ﺟدﯾداً ‪ ،‬ﻷﻧﻬـم ﺑـﺎﺗوا ﯾﺧﺗﻠﻔـون ﻣـن ﺑﻠـد ﻵﺧـر‪ .‬ﻓﻔـﻲ ﺳـﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل ‪ ،‬أن اﻟزﺑـﺎﺋن ﻓـﻲ أوروﺑـﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻋﻛـ ــس اﻷﻣ ـ ـرﯾﻛﯾﯾن ﻻ ﯾﺣﺑـ ــون اﻟﺣﺑ ـ ـوب اﻟﻣﺣـ ــﻼة أو اﻟﻣ ـ ـواد اﻟدﺳـ ــﻣﺔ ﻓـ ــﻲ أﻧ ـ ـواع ﻣﻧﺗﺟـ ــﺎت اﻟﺣﻠﯾـ ــب‬
‫اﻟﻣﺟﻔــف‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل اﻟﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ أن ﺗﻘــوم ﺑﺗﻌــدﯾل ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬــﺎ ﻟــﺗﻼﺋم اﻟــذوق اﻷوروﺑــﻲ ‪ ،‬وﺣﺗــﻰ‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ أو اﻟﻌراﻗﻲ ﻣﻧﻪ‪ .‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺄﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺷـرﻛﺔ اﻟﺳوﯾﺳـرﯾﺔ‪ ،‬وﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻـرة‬
‫أن ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺟﻌـل ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬـﺎ ﻣﻼﺋﻣـﺔ ﻟـذوق اﻟزﺑـﺎﺋن وﺗﻔﺿـﯾﻼﺗﻬم ‪ ،‬إذا ﻣـﺎ أرادت ﺟـذب اﻟﻣزﯾـد‬
‫ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬واﻟﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘداﻣﻰ ﻣﻧﻬم ‪.‬‬
‫ﻣوﻟﯾن‬ ‫‪ (3‬اﻟﻣﺟﻬزﯾن و ُ‬
‫اﻟﻣ ﱢ‬
‫ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺔ إدارة ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺟﻬزﯾن واﻟﻣﻣوﻟﯾن‬
‫ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ اﻟﻣوارد واﻟﻣواد واﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﺑوﻧﻬﺎ ‪ ،‬وأن ﺗﺗﻛون ﻟدﯾﻬﺎ ﻋدة ﺧﯾﺎرات ﻹدارة‬
‫‪97‬‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺗﺄﻣﯾن ﺗﺟﻬﯾز ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻬﺎ ‪ ،‬أو ﻟﺗﺻرﯾف ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ وﻗت ﻣﻧﺎﺳب ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذا‬
‫اﻟﺻدد‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑرى أن ﺗﻘرر ﻫل ﺗﺷﺗري ﻣدﺧﻼﺗﻬﺎ أم ﺗﻘوم ﺑﺗﺻﻧﯾﻌﻬﺎ ذاﺗﯾﺎً ؟‬
‫ﻼ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟـ ـ " ﺷرﻛﺔ ﻧﺳﺗﻠﺔ اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ﻗدر ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺞ )‪ (NIDO‬ﻟﻠﺣﻠﯾب اﻟﺟﺎف "‬
‫وﻫل ﻣﺛ ً‬
‫أن ﺗﻘوم ﺑﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣواﺷﻲ واﻟدواﺟن وزراﻋﺔ اﻟﻔواﻛﻪ واﻟﺧﺿروات ؟ وﻫل ﯾﺗّوﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌﻠب‬
‫اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ أو اﻟﻛﺎرﺗوﻧﯾﺔ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ؟ وﻫل ﺗﺷﺗري ﻛل ﺗﻠك اﻟﻣواد ﻣن اﻟﻣﺟﻬزﯾن واﻟﻣوردﯾن ؟ وﻏﯾرﻫﺎ‬
‫ﻣن ﺗﺳﺎؤﻻت ﻛﺛﯾرة ﺗﺻب ﺑﺄﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻟﺻﻧﻊ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪ ،‬أم اﻟﺷراء ﻣن ﻣﺟﻬزﯾن؟‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺑل ﻣن أي ﺑﻠد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬ﻓﻠو ﻟم ﺗﻠﺟﺄ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ واﻟﻛورﯾﺔ اﻟﻰ اﻟﺗورﯾد اﻷﺟﻧﺑﻲ ‪ ،‬ﻛوﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﻟﺗﺧﻔﯾض ﻛﻠف ﻣوادﻫﺎ اﻷوﻟﯾﺔ ﺑﺷراﺋﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺟﻬزﯾن ﻓﻲ اﻟﺻﯾن ‪ ،‬ﻟﻛﺎﻧت ﻗد ﻓﻘدت ﻣﯾزﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ وراء اﻟﺗورﯾد اﻷﺟﻧﺑﻲ ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل‪ ،‬وﺟدت ﺷرﻛﺔ ) ‪( AT&T‬‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺄﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ " ﺷرﻛﺗﻲ ) ‪ ( Hitachi‬؛ ) ‪" ( Panasonic‬‬
‫اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﺟﯾب اﻵﻟﻲ ﻟﻠﻬواﺗف ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺑدأت ﺑﺷراء وﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣوادﻫﺎ اﻷوﻟﯾﺔ ﺧﺎرج‬
‫ﺑﻠدﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﯾوان واﻟﺻﯾن وﻫوﻧك ﻛوﻧك ‪ ،‬ووﺻوﻟﻬﺎ اﻟﻰ ﻣواد أوﻟﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟﻛﻠﻔﺔ ‪ ،‬واﻟذي ﻣ ّﻛﻧﻬﺎ‬
‫ﻣن ﺗﻘﻠﯾل أﺳﻌﺎرﻫﺎ ‪ ،‬وأﺳﺗﻌﺎدة ﺟزًء ﻣن ﺣﺻﺔ اﻟﺳوق ﻣن ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗطورة‬
‫اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺿﺎﻫﯾﻬم أﺣد ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺣﯾوي‪.‬‬
‫‪ (4‬اﻟﻣوزﻋﯾن‬
‫ﯾﺗﻌﻠق ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﻋداد وأﻧواع وطﺑﯾﻌﺔ اﻟوﻛﺎﻻت أو اﻟﻣﻛﺎﺗب أو اﻟﻔروع أو اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗواﻓرة ﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ‪ .‬ﻓﻠﻘد ﺗزاﯾدت اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗوزﯾﻊ‬
‫اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﺗﺳوﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺗﺑﺎﯾن أذواق وﻣزاﺟﺎت وﻫواﺟس اﻟزﺑﺎﺋن ﻣن ﺑﻠد‬
‫ﻵﺧر‪ ،‬ﻓﺄن ﺣﻣﻼت اﻷﻋﻼن واﻟﺗﺳوﯾق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺳﺗﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب‬
‫ﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﺑﻬﺎ اﻟزﺑﺎﺋن اﻷﺟﺎﻧب ) ﻣن دوﻟﺔ أﺧرى( ‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن‬
‫وﻛورﯾﺎ وﺳﻧﻐﺎﻓو ار ﯾﺗﺣﻛم اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﺑﻧظم اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬وأن ﻣﺛل ﻫذا اﻷﺟراء ﻗد ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ‬
‫ﺷرﻛﺎﺗﻬﺎ اﻟدﺧول اﻟﻰ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ‪ .‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺄن اﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت ﻗد ﯾﺻﺑﺢ ﺻﻌﺑﺎً ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺷرﻛﺔ ﻣﻌﻘدة ‪ ،‬وﯾﺣﺗﺎج اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻰ‬
‫اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﻧﺟﺎح ‪.‬‬
‫واﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن‪ ،‬ﻫو " ﻫل ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ‬
‫ﻣﺑﯾﻌﺎﺗﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺑﻠد‪ ،‬وﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ؟ وﻫل ﯾﺗّوﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﯾﻊ ﻟﺗﺎﺟر ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق‬
‫‪98‬‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ؟ أم ﻫل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎت ﻣﻊ ﺷرﻛﺔ وﻛﺎﻻت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ ‪ ،‬وﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ‬
‫ﺑﺗﺳوﯾق ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ؟ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ ﺑﻠدان ﻋدة أن ﺗوزن وﺗﻘﯾﱢم ﺗﻠك اﻟﺧﯾﺎرات وﺗﺗﺧذ‬
‫اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ؟ وﻣن ﯾﺗّﻣﻌن ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﺑﻌد ﻋﺎم )‪ ، (2003‬ﯾﺟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺗﻌﺗﻣد ﻓﺗﺢ اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ وﻛﺎﻻت‬
‫ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎﯾر وزﯾوت اﻟﺳﯾﺎرات واﻷﺟﻬزة اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ واﻟﺷوﻛوﻻﺗﻪ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻫﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ‬
‫ﺷﻛل اﻟﻣوزﻋﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﯾن أو اﻟوﺣﯾدﯾن ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺎرد اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠوﻛﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وﺷرﻛﺔ‬
‫ﺻﻘر اﻟﺟزﯾرة ﻟﻠوﻛﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ (5‬اﻷﺗﺣﺎدات واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت‬
‫ﺗﻌد اﻷﺗﺣﺎدات واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ﻣن ﺑﯾن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻬﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻛل ﺑﻠد ﻫﻧﺎﻟك اﻟﻌدﯾد ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻋﻼوةً ﻋﻠﻰ وﻛﺎﻻت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻬﺗم ﺑﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓرص اﻟﻌﻣل واﻷﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن أﻧﻬﺎ ﻣﻠﺗزﻣﺔ‬
‫اً‬ ‫وﺑﺣﯾث ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻣﺎرس ﺿﻐطﺎً‬
‫وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﻟدول‬
‫ً‬ ‫ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻓذة‪.‬‬
‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﺗﺄﻣﯾن أﺟور اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻷﺧرى ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻓﻲ‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺗﻬم ﻣن اﻟطرد واﻟﻌزل واﻟﻌﻧف واﻷﺿطﻬﺎد واﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس ﻋﻼﻗﺎت ﻗوﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة ‪ ،‬وأرﺳﺎء ﻋﻼﻗﺎت ﻗوﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬم ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻣﺛﻼً ‪ ،‬أذا ﻣﺎ أﺳﺳت‬
‫ﺷرﻛﺔ ﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻣﺻﻧﻌًﺎ ﻓﻲ ﻟﺑوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻓﺈن ﻓرﯾق اﻹدارة اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ ﯾطﺎﻟب ﺑﻔﻬم‬
‫طﻣوﺣﺎت وأﺣﺗﯾﺎﺟﺎت وطﻠﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﺟور واﻟﻛﻔﺎءة أو اﻷﻫﻠﯾﺔ واﻟﺗﻘﺎﻋد‬
‫واﻟﺿﻣﺎن اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺻﺣﻲ ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﻛﯾﯾف أﺳﻠوب ادارﺗﻬﺎ ﻟﯾﻼﺋم طﻣوﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن‪ .‬وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﻧﻼﺣظﻪ اﻟﯾوم ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠب‬
‫ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻟﺗزام ﺑﻣﻌﺎﯾﯾر وﺗﻌﻠﯾﻣﺎت وﻟواﺋﺢ اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت واﻷﺗﺣﺎدات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ (6‬اﻟﺣﻛوﻣﺔ‬
‫ﻟﻛل ﺑﻠد ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدار‬
‫ﺑﻬﺎ اﻷﻋﻣﺎل ‪ .‬ﻓﺎﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﻧدﯾﺔ واﻟﺻﯾﻧﯾﺔ واﻟﻛورﯾﺔ واﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل اﻟﻰ اﻟﻌراق‬
‫ﺗﻌﻠم ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻣﺎﺷﻲ ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟﻪ‪ ،‬وﺗطﻠﻌﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺔ‬
‫ﻣﺛﻼً‪ ،‬ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ّ‬
‫‪99‬‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﯾم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ‪ .‬وﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻷﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ‬
‫)دول اﻟﺷﻧﻛن(‪ ،‬إذ ﱠ‬
‫إن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻫﻲ واﺣدة ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﺷرة‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻣﯾﺔ ﻟﻪ ‪ .‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ذﻟك ﯾﺳﻬل ﻋﻣل اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول‪ ،‬إﻻﱠ أﻧﻪ‬
‫ﯾﺳﺎﻋد أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺷرﻛﺎﺗﻬم اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻷم‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ‪ ،‬إذ أﻧﻬم ﯾﺷﺗﻛون ﻣن أن اﻟﺗﻌرﻓﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ‬
‫ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻷوروﺑﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻛﻔوﺋﯾن ‪ ،‬وﺗﻐﻠق اﻟﺳوق أﻣﺎم ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم اﻷﻛﺛر ﻛﻔﺎءة ‪.‬‬
‫وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ‪ ،‬ﯾﺗّﻌﻣد ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن اﻟﻰ ﺗﺷﻛﯾل ﺟﺑﻬﺔ ﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻟﻠﻘﺿﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ أي ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌراق ‪ ،‬إذ ﯾﻧﺎدي اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن‬
‫واﻟﻣزارﻋﯾن ﻣﻧذ ﻋﺎم )‪ (2003‬ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻌراﻗﻲ‪ ،‬إﻻﱠ إﻧﻪ ﻟم ﯾﺟد آذاﻧﺎً ﺻﺎﻏﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺟﻌل أن ﺗﻐﻠق ﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص واﻟﻣﺧﺗﻠط‬
‫واﻟﻌﺎم وﺗﻛﺛر ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻟﺗﺻل اﻟﻰ )‪ (%28‬ﺑﺣﺳب أﺣﺻﺎءات و ازرة اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻟﻌﺎم‬
‫)‪. (2014‬‬

‫‪100‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫ﺗﺗﻣﯾّز ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ورأس‬
‫اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وﺗﻧوع اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ‪ ،‬وﺗطور اﻟﺟودة واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق‬
‫أﻓﺿل ﻗدر ﻣن اﻷﺷﺑﺎع ﻟﻠزﺑﺎﺋن ‪ .‬ﻓﻠﻘد ﺗﻌﻣ ﱠ‬
‫ق ﺗوﺟﻪ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ﻧﺣو اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻧﻣو‬
‫واﻷﺗﺳﺎع واﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ اﻷﻧﺗﺎج ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻐﯾرة ‪ .‬ﻛﻣﺎ أزدادت‬
‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺎت وﺣﺟﻣﻬﺎ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أزداد ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻋﻧد اﻷﺧذ‬
‫ﺑﻧظر اﻷﻋﺗﺑﺎر ﺣﺟم اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘوة اﻷﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫أو ًﻻ‪ :‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧظﻣﺎت وﺗطورﻫﺎ‬
‫ﯾزداد ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻌﻘدة ﺑﺎﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗوﺟﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﻧﺣو‬
‫أﻣﺗﻼك أو ﺷراء ﻣﻧظﻣﺎت أﺧرى ‪ ،‬وذﻟك ﻷﻋﺗﺑﺎرات أﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬أو اﻷﻧدﻣﺎج ﻣﻊ‬
‫ﻣﻧظﻣﺎت ﻧﺎﺟﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﯾداﻧﻬﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﺗﻛوﯾن ﻣﻧظﻣﺔ أﻋﻣﺎل ﺟدﯾدة أﻛﺛر ﻗوة وﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬وأﻛﺑر ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻻﻋﻣﺎل اﻟرﻫﯾب ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛل ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل ﺑﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﻛل اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﯾطﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧظﻣﺎت‬
‫)‪( 5‬‬
‫وﺗطورﻫﺎ ‪ ،‬وﺗوﺟد ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺎﻣﺔ ﻻﺑ ﱠد ﻣن ﺗﺣدﯾدﻫﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻣن أﺑرزﻫﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬ ‫‪(1‬‬
‫أﺻﺑﺣت ﺑﯾﺋﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺎت أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾداً ‪ ،‬وأﺷﻣل ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل‬
‫ﻗﺑل ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ظل ﺗﺟﺎوز ﺣدود اﻟزﻣن واﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ‪ ،‬وأﻧﻔﺗﺎح اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ ﺑﺳﺑب‬
‫اﻟﺗطور اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻷﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﺷﺑﻛﻲ ‪ .‬وﻟﻘد أﺧذ اﻟوﺿﻊ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﯾوم ﺑـ ـ " ﻋوﻟﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل" ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺣرﯾﺔ ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال واﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻷﻓراد ﻋﺑر اﻟﺣدود‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ .‬ﻛﻣﺎ أﺿﺣت اﻷﺳواق ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠد ﻣﻌﺎرك ﺷرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدﯾن اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن‬
‫اﻷﺟﺎﻧب اﻟذﯾن ﺻﺎروا ﯾﺗﻘﺎﺗﻠون ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﯾوم‬
‫ﺗﻛﺳب ﺷرﻛﺔ )‪ (Coca-Cola‬ﺣواﻟﻰ )‪ (%75‬ﻣن إﯾراداﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﺎرج اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة )اﻟﺑﻠد‬
‫اﻷم( ‪ .‬وﯾﻣﻛن أﻋطﺎء اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت ﺣول ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة‬
‫وﺗطورﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺣدﺛت ردود أﻓﻌﺎل ﻋﻧﯾﻔﺔ ﻧﺣو اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ‪ ،‬ﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻏذﺗﻬﺎ وﺻدرﺗﻬﺎ اﻟﻰ اﻟدول اﻷﺧرى ‪ ،‬وﺑﺣﯾث ﻓﺗﺣت ﺣدودﻫﺎ ﻟﺗﺗدﻓق ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻓﻛﺎر‬

‫‪101‬‬
‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺟدﯾدة ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬وﺑﻣﺎ أدى اﻟﻰ ﺗﺳرﯾﻊ ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺳﻣﺎح‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ﻟﺗﻛون أﻛﺛر ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ‪ .‬وﻣﻊ ذﻟك ‪ ،‬ﺻﺎر ﻫﻧﺎﻟك‬
‫ﺗﺧوﻓًﺎ ﻣﺗزاﯾدًا ﻣن ﻗﺑل اﻷﻓراد ﱠ‬
‫ﺑﺈن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪ ،‬ﻗد ﺗﺧﻔض اﻷﺟور ‪ ،‬وﺗزﯾد ﻣن أﻧﻌدام اﻷﻣﺎن اﻟوظﯾﻔﻲ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﺑﻣﺎ ﯾوﻗﻊ ذﻟك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﺑﺎط وﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل واﻟﺧوف ﻣن‬
‫اﻟﻣﺟﻬول ﻟدى اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ٍ‬
‫ﺣد ﺳواء‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻧظرﯾًﺎ ‪ ،‬ﻟﻘد ﺣﺻﻠت اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوًا ﻣن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﺗﯾﺎزات وﺗراﺧﯾص ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‬
‫ﻼ ﻋن ﺗوﺳﻊ ﻗدرﺗﻬﺎ‬
‫ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟﻛﻠﻔﺔ ﻟﻠدول اﻟﻐﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺳﺑت ﻫﻲ اﻷﺧرى أرﺑﺎﺣﺎً طﺎﺋﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﺿ ً‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟواردة ﻏﯾر اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ إﻧﻬﺎ أﺧذت ﺗﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻷﻛﺛر ﺗطو ًار ‪ ،‬ﻣﺛل‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﺗﺻﺎدات اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌوﯾﺻﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﻓﻘﺎً ﻟرأي اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺧﺑراء ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﺑﺄن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ‬
‫اﻟﻐرب ﻟﯾﺳوا ﻣﺳﺗﻌدﯾن ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﺳرﯾﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣدث وﺗﺧﻠق اﻟﯾوم ﻧراﻫﺎ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ‬
‫ﺗﺿﻣﺣل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب ‪ ،‬وﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻓﺎﺋﺿﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻻﺣﻘﺎً ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾﺗطﻠب اﻟﺳﻌﻲ اﻟﺳرﯾﻊ ﻷﻛﺗﺳﺎب ﻣﻬﺎرات ﺟدﯾدة ﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ أﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ‪.‬‬
‫ث‪ -‬ﻋﻣوﻣﺎً ‪ ،‬ﯾﺗطﻠب اﻟوﺿﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﻌوﻟﻣﻲ ﺗﻘدﯾم ﻣﺑررات ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻷﺳﺗﻣرارﻫﺎ ‪ ،‬ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣﻣل‬
‫ﻼ ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻟﯾﻛون اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻣواطﻧﯾن ﺻﺎﻟﺣﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬ﻓﺿ ً‬
‫اﻟﺑﯾﺋﺔ ٕواداﻣﺗﻬﺎ ‪ ،‬ودﻋم ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣل اﻵﻣن واﻟﺳﻠﯾم ‪ ،‬وﺗوﻓﯾر ظروف اﻟﻌﻣل اﻟﻼﺋﻘﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻌﺎﻣل‬
‫ﺑﻌداﻟﺔ وأﻧﺻﺎف ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ‪ ،‬واﻷﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم أﺟور ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﻟﯾﻬم ﺗﺻب ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟدول اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ج‪ -‬وأﺧﯾ ًار ‪ ،‬ﻓﻘد أﺻﺑﺣت اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﺣﯾﺎة ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ؛ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬
‫ﺻﺎرت ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺻﯾر ﻛل ﺻﻧﺎﻋﺔ وﻋﺎﻣل ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﱠ‬
‫إن ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺳﻔر واﻷﺗﺻﺎﻻت ‪ ،‬ﻗد أدﺗﺎ ﻫﻲ‬
‫أن‬ ‫اﻷﺧرى اﻟﻰ ﺧﻠق ﻓرص ﻋﻣل رﺧﯾﺻﺔ ﺧﺎرج ﺣدود اﻟوطن اﻟواﺣد ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﱠ‬
‫ﻓﺈن ﻫذا ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ْ‬
‫ﯾﺧﻠق ﻓرﺻﺎً ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻫب واﻷﻓراد اﻟﻣﺑدﻋﯾن ﺑوﺻﻔﻬم ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻣﯾزة‬
‫ﻌوﻟﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣ ﱠ‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ُ‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬ ‫‪(2‬‬
‫ﻻ ﻧﺑﺎﻟﻎ إذا ﻗﻠﻧﺎ ﱠ‬
‫ﺑﺈن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ‪ ،‬ﻗد ﻏﯾﱠرت ﻧﻣط ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وطرﯾﻘﺔ‬
‫ﻋﻣل اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺣوﻟت ﺛورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرﯾن ‪،‬‬
‫ﺑﺄن ﯾﻛون ﻛل ﺷﻲء ﻣﻠﻣوس ﺑﺻﯾﻐﺔ أﻓﻛﺎر أﺻﺑﺣت ﻫﻲ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻷﻗﺗﺻﺎد اﻹﺑداﻋﻲ اﻟﺟدﯾد ‪،‬‬
‫ْ‬
‫‪102‬‬
‫وذﻟك ﺑﺣﻛم ﻛون ﻛل ﺑﻠد وﻣﻧظﻣﺔ وﻓرد أﺧذوا ﯾﻌﺗﻣدون ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ .‬وﻫذا اﻟﺷﻲء ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﺧوص ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺻﺎر ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﺿﺣًﺎ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ‪ ،‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن واﻟﻣﺣﺗرﻓﯾن ﺑوﺻﻔﻬم اﻟﻌﺎﻣل اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺗوظﯾف اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪ ،‬واﻷﺳﺗﻔﺎدة ﻣن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻊ اﻷﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋن أﺳواق اﻟزﺑﺎﺋن واﻟﻣوردﯾن واﻟﻣﻣوﻟﯾن‬
‫اﻷﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أﺧذت اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﺗﺣرك ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت وﺧﺎرﺟﻬﺎ ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﻟﺗﺗﻧﺎول ﺗﺧزﯾن وأﺳﺗرﺟﺎع‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺷﺎﻣﻠ ًﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺗوﻟﯾد وأﻋداد اﻟﺗﻘﺎرﯾر ‪ ،‬اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻲ ورﺳم‬
‫اﻟﺧطط ‪ ،‬إﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ‪ ،‬اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ‪ ،‬اﻟﺗﺧطﯾط اﻟوظﯾﻔﻲ ‪ ،‬ﺗﺧطﯾط اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪،‬‬
‫ﻼ ﻋن ﺗﺻﻣﯾم وﺗﻬﯾﺋﺔ أﻧظﻣﺔ ﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ ﻛﺛﯾرة‬
‫ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت وﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺿ ً‬
‫ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ٕوادارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻷﻧﺗﺎج‪.‬‬

‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻷﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬ ‫‪(3‬‬


‫ﻏﯾر اﻷﻧﺗرﻧﯾت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟزﺑﺎﺋن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ) اﻟﺷرﻛﺎت ( ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻟﯾب‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟﻘد ﱠ‬
‫اﻷﻛﺛر ﻋﻣﻘًﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺧﯾﻠﻪ ‪ ،‬ﻓﻬو ﻟم ﯾﻛن ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾق ‪ ،‬وﻻ وﺳﯾﻠﺔ إﻋﻼﻧﯾﺔ‬
‫أﺧرى ‪ ،‬وﻻ طرﯾﻘﺔ ﻟﺗﺳرﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻓﺣﺳب ‪ ،‬ﺑل ﻫو اﻷﺳﺎس ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻹﻧﺗﺎﺟﻲ‬
‫واﻟﺗﺟﺎري واﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ اﻟﺟدﯾد‪ ،‬وﻋﺑر ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫أ‪ُ -‬ﯾﻣ ﱢﻛن اﻹﻧﺗرﻧﯾت اﻟزﺑﺎﺋن ﻣن ﺗطوﯾر ﺗوﻗﻌﺎﺗﻬم ﻋن اﻟراﺣﺔ واﻟﺳرﻋﺔ وﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﺳﻌر‬
‫واﻟﺧدﻣﺔ‪ .‬وﻣﺛﻠﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ واﺳﻌﺔ ﺟدًا ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج إﻟﻰ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻹﻣدادات‬
‫واﻟﻠوﺟﺳﺗﯾﺎت ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﯾﻔﺗﺢ اﻷﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺗرﻧﯾت اﻵﻓﺎق ﻧﺣو أﻧﺷﺎء وﺗﺄﺳﯾس ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺟدﯾدة ﺗﻬدف اﻟﻰ‬
‫ﺗطوﯾر ﻧظم اﻟدﻋم ‪ ،‬ﻣﺛل ﺷﺑﻛﺎت اﻷﻟﯾﺎف اﻟﺑﺻرﯾﺔ ‪ ،‬ﺑرﻣﺟﯾﺎت إدارة ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﺗورﯾد ‪ ،‬ﺑرﻧﺎﻣﺞ إدارة‬
‫ﻋﻼﻗﺎت اﻟزﺑون ‪ ،‬ﻧظم ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺧزون ‪ ،‬واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺳواء‬
‫أﻛﺎن ذﻟك ﺑﯾن ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ﻧﻔﺳﻬﺎ ‪ ،‬أو اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻧﺣو اﻟزﺑون‪.‬‬
‫أﺧذت اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺗزاﯾد ﺑﺎﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ت‪-‬‬
‫ﻼ رﺋﯾﺳﺎً ﻓﻲ ﺗﺳﻌﯾر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ .‬واﻟﯾوم ﺗﺧﻔض ﻣواﻗﻊ‬
‫واﻷﻧﺗرﻧﯾت ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﯾﻌد ﻋﺎﻣ ً‬
‫‪103‬‬
‫اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ ) ﻛﺄﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ( أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﺿﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳوﻗﺔ ﺿد ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ‪ ،‬وﺑﺷﻛل ﺻﺎر ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﺷﺗرﯾن اﻟﺗﻌرف ﺑﺳرﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﻗل‬
‫ﱢ‬ ‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت‬
‫ﺳﻌر ﻣﻣﻛن ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻﻔﺢ اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﻟﻛﺗروﻧﻲ‪.‬‬
‫ث‪ -‬ﺗوﻓر ﻣﺣرﻛﺎت اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻟﻠﻣﺷﺗرﯾن اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ ﺣول اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣن أي وﻗت ﻣﺿﻰ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬اﻟﻛﺗب‪ ،‬اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ‪،‬‬
‫اﻟﺳﻔر واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺟوﻫرات ‪ ،‬دﻓﻊ اﻟﻔواﺗﯾر ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت ‪ ،‬اﻷﺗﺻﺎﻻت ‪ ،‬اﻟﻔﻧﺎدق ‪ ،‬اﻟﻌﻘﺎرات ‪،‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ‪ ،‬اﻟﺑرﻣﺟﯾﺎت‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺗوﺟد ﺣﻘﯾﻘﺔ واﺣدة ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬وﻫﻲ ﱠ‬
‫ﺑﺈن ﻛل ﻣن اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻫم اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ .‬وﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﺷدﯾدة اﻟﺗﻘﻠب ﻣﺎ ﺗزال ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ اﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺟدي ﻣﻊ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺧﺻوﺻًﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺟذب وﺗﺣﻔﯾز واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣوﻫوﺑﺔ‬
‫ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ اﻷداء اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﻣﺗﻣﯾز‪.‬‬

‫اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ‬ ‫‪(4‬‬


‫ﯾﺗﻐﯾر ﻋدد اﻻﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺷﻛﻠون اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﺗﻧوﻋﻬم ﺑﺳرﻋﺔ ﻣذﻫﻠﺔ ‪ ،‬وﯾﺗوﻗﻊ ﻣﻔﻛرو‬
‫اﻹدارة ﺑﺈﻧﻪ ﺳﯾﻛون ﻫﻧﺎك أﻧﺧﻔﺎﺿﺎً ﻓﻲ ﻧﻣو ﻗوة اﻟﻌﻣل ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻣﻘﺗﺑل اﻟﻌﻣر ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣدى‬
‫اﻟﻌﻘود اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أﻣرﯾﻛﺎ ﺳوف ﯾﺷﻛل اﻟﺑﯾض ﻏﯾر اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﯾن‬
‫اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺿﺋﯾﻠﺔ ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ‪ ،‬اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﱠ‬
‫ﺑﺈن ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن رﺑﻊ اﻟﺳﻛﺎن ﺳﯾﻛوﻧوا‬
‫ﻣن اﻵﺳﯾوﯾﯾن واﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣن أﺻل أﻓرﯾﻘﻲ ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺳﺗﻘﻔز ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻷﻧﺎث ﻓﻲ اﻟﻌﻣل إﻟﻰ‬
‫)‪ ، (%60‬ﻗﯾﺎﺳًﺎ ﺑـ ـ )‪ (%50‬ﻗﺑل ﻋﻘدﯾن ﻣن اﻟزﻣن‪ .‬وزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪ ،‬ﺗﻌﻛس ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺗﻐﯾرات‬
‫اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻌﺎﻣل ٍ‬
‫ﺗﺣد ﻛﺑﯾر ﻣؤﺛر ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﯾﺷﻛل اﻟﺗوﺟﻪ ﺑﻌﯾد اﻷﻣد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ﻧﺣو اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺑدأ اﻟﺗﻘﺎﻋد اﻟﻣﺑﻛر ﺑﺳن دون اﻟ ـ )‪ (60‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪ ،‬أو دوﻧﻪ اﻟﻰ )‪ (55‬ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول ذات ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ‪ ،‬ﻗﯾﺎﺳًﺎ ﺑﻣﺎ ﻣﻌﻣول ﺑﻪ‬
‫ﺣﺎﻟﯾﺎً اﻟﻣﺣدد ﺑﻣﺗوﺳط ﻋﻣر ﺗﻘﺎﻋد )‪ (65‬ﺳﻧﺔ‪ .‬وﻫﻧﺎﻟك ﺗوﺟﻪ ﻣﺗزاﯾد ﻟﺣواﻟﻲ )‪ (%75‬ﻣن‬
‫اﻟﻣﺗﻘﺎﻋدﯾن اﻟذﯾن ﯾرﯾدون إطﻼق ﻣﻬن ﺟدﯾدة ﻟﻬم ﺑﻌد إﺣﺎﻟﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﯾش‬
‫اﻟرﻏﯾد واﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌوﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻘﯾد ‪ ،‬وﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺻﻌﺎب اﻟذي ﺟﻠﺑﺗﻪ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬
‫اﻟﺟدﯾدة واﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫ب‪ -‬ﺗوﺟد ﺗﺄﺛﯾرات ﻛﺛﯾرة ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم‬
‫اﻟﻣﻌروض ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣوﻫوﺑﯾن ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ‪ ،‬واﻟذي ﺳﯾﻛون ﺟذﺑﻬم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬم‬
‫ﻼ ﻋن ﻣواﺟﻬﺔ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﻛل‬
‫ﻋﻠﻰ رأس أوﻟوﯾﺎت إدارة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ‪ ،‬ﻓﺿ ً‬
‫ﺟدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧوع اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻷﺛﻧﻲ واﻟﻣذﻫﺑﻲ واﻟﻌرﻗﻲ واﻟطﺎﺋﻔﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﺳﻌﯾﺎً ﻟدﻓﻌﻬﺎ ﻧﺣو اﻷداء اﻟﻣﺗﻔوق اﻟذي ﺳﯾﻛون ﻫو اﻵﺧر ﺗﺣدﯾﺎً ﻛﺑﯾ اًر وﻣﺳﺗﻣ اًر أﻣﺎم‬
‫اﻟﻣدراء ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬم اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‪.‬‬
‫ت‪ -‬إن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﺔ واﻟﻣزدﻫرة ‪ ،‬ﻫﻲ َﻣ ْن ﺗﺣﺗﺿن اﻷﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة وﺗراﻋﻲ اﻟﺗﻧوع‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟزﺑﺎﺋن ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ‪ ،‬ﺑدﻻً ﻣن ﻣﺣﺎرﺑﺗﻬﺎ أو ﻏض اﻟﻧظر ﻋﻧﻬﺎ‪ .‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ‬
‫ﺑﺈﻧﻪ ﺳﺗظﻬر اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟداﻋﯾﺔ اﻟﻰ أﺷراك اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻧﺳﺎء واﻷﻗﻠﯾﺎت اﻷﺛﻧﯾﺔ أو اﻟﻌرﻗﯾﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ إﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ورﺳم ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬وﺿﻣﻬم ﻓﻲ ﻋﺿوﯾﺔ ﻣﺟﺎﻟس اﻹدارة أﯾﺿﺎً‪.‬‬
‫وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﱠ‬
‫إن ﺗﻧوع اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وأﺣﺗواﺋﻬم ﻟم ﺗﻛن ﻣﺟرد ﻣﯾزة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻌﺎﺻرة ‪،‬‬
‫ﺑل ﺗﻛون ﺿرورة ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻔﻠﺳﻔﺔ إدارة ﻧﺎﺟﺣﺔ ﻟﻠﻔوز ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺷدﯾدة وﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟرﯾﺎدﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗطوﯾر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻣﯾﱡز اﻹداري واﻟﺗﻔوق اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪ :‬ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻹدارة ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫وﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ ﺑﺄﺳﺗﻣرار ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗظﻬر اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺎﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﺑﯾﻊ أو ﺷراء اﻷﺻول أو ﺧطوط اﻷﻋﻣﺎل ﻋن طرﯾق ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺳﺎرات ‪ ،‬أو ﻋن طرﯾق ﺗﺳرﯾﺢ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ‪ ،‬أو ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻧﺎﺻب واﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﻣﺎﻟﯾﺎً ‪ .‬وﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ‪ ،‬ﱠ‬
‫إن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺳﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻣﯾق ﻓﻲ أﻋﻣﺎل‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت وأدوار اﻟﻣدراء واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌًﺎ‪ ،‬وأﺳواق اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ وأذواق اﻟزﺑﺎﺋن وﻣطﺎﻟب أﺻﺣﺎب‬
‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻛﺎﻓﺔ ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ‪ :‬ﺗﺗوﺟﻪ ﻣﺑﺎدئ إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻛﻣﻣﺎرﺳﺔ إدارﯾﺔ ﺟدﯾدة اﻟﻰ‬ ‫‪(1‬‬
‫أﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟزﺑﺎﺋن ‪ ،‬وﻋﻣل اﻷﺷﯾﺎء ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ ﻣن أول ﻣرة ‪ ،‬واﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﺗدرﯾﺟﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر‪،‬‬
‫واﻟﺿﺑط اﻷﺣﺻﺎﺋﻲ ﻟﻠﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﯾﺟري اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت‬
‫اﻹدارﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺎت ‪ ،‬وأﺳﺗﺧدام اﻟﺧﺑرات‬
‫اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ ‪ ،‬واﻟﺑراﻋﺔ ﻓﻲ ﻣواﻗﻊ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬وﺗطوﯾر اﻟﻔرق اﻟﻣﺗﻌددة اﻟوظﺎﺋف ﻟﺗﻘدﯾم‬
‫ﻼ ﻋن ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪ٕ ،‬واﻋﺎدة اﻟﻧظر ﺑﻣﻧﺎﻫﺟﻬﺎ‬ ‫اﻟﺣﻠول ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﻌﻘدة ‪ ،‬ﻓﺿ ً‬
‫وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺟدﯾدة‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫إﻋﺎدة ﻫﻧدﺳﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ‪ :‬ﺗﻧﺗﻘل اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ﻣﺎ وراء ﺗﺣﻘﯾق ادارة‬ ‫‪(2‬‬
‫اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ إﻟﻰ ﻧﻬﺞ أﻛﺛر ﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗﺻﻣﯾم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻬﻧدﺳﺔ‬
‫‪ ،‬إذ ﯾﺗم اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو إﻋﺎدة ﺗﺻﻣﯾم اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺟذري ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻛﻠﻔﺔ واﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻟﺳرﻋﺔ‪ .‬وﺗﻛون اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻫﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ ) ﻣﺛل اﻟﺷراء وأﻧﺟﺎز‬
‫اﻟطﻠﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺗطوﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ‪ ،‬أو إﺻدار اﻻﺋﺗﻣﺎن ( ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم إﻋﺎدة اﻟﻬﻧدﺳﺔ ﺑواﺣدة أو أﻛﺛر ﻣن‬
‫أﻧواع اﻟﻣدﺧﻼت ﻟﺧﻠق اﻷﻧﺗﺎج ذو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠزﺑون ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن إﯾﺟﺎد ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺣﺗﺿن‬
‫اﻟﺗﻐﯾﯾر ‪ ،‬ﺑدﻻً ﻣن ﻣﻘﺎوﻣﺗﻪ ‪ ،‬واﻷﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺣﻛﯾﻣﺔ واﻷﺗﺻﺎﻻت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻷﺗﺟﺎﻫﺎت واﻟﺟواﻧب‪ .‬وﻻ ﺗﺳﺗﻛﻣل ﺟﻬود ﺗﻐﯾرات إﻋﺎدة اﻟﻬﻧدﺳﺔ ‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟوظﺎﺋف ووﺻﻔﻬﺎ‬
‫‪ ،‬أﺧﺗﺑﺎر اﻷﻓراد وأﺧﺗﯾﺎرﻫم ‪ ،‬اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗطوﯾر ‪ ،‬إدارة وﺗﻘﯾﯾم اﻷداء ‪ ،‬ﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺳﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ ‪،‬‬
‫وﻧظﺎم اﻷﺟور واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ‪ ،‬وﺗﻧظﯾم ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ‪.‬‬
‫اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻷداء ‪ :‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺧﻔﺿت ﻓرﻧﺳﺎ واﻟﻣﺎﻧﯾﺎ واﻟﯾﺎﺑﺎن ﻋدد ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل‬ ‫‪(3‬‬
‫اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﺑﯾن )‪ ، (2002 -1970‬ﱠ‬
‫ﻓﺈن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدﻩ ﻗد أﺿﺎﻓت ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻣل ﺑﻣﻘدار )‪(%20‬‬
‫ﻣﺳﺎء ‪ ،‬وﺑﻌدﻫﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻌﻣل ‪ ،‬وأﺻﺑﺢ‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬وﺳﺎﻋﺎت اﻟداوم ﺻﺎرت ﻣن )‪ (9‬ﺻﺑﺎﺣﺎً اﻟﻰ )‪(5‬‬
‫ﺑﺄن ﯾﻛون وﻗت اﻟﻌﻣل‬
‫اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻬم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻫو وﻗت اﻹﻧﺗﺎج ‪ .‬وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ ْ‬
‫ﻣرﻧًﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣل وﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد أﺧذت اﻟﻣﻧظﻣﺎت‬
‫اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻛﺑﯾرة ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣرﻧﺔ ‪ .‬ﻓﺎﻷﻓراد ﻫم ﻣن ُﯾﺳﯾﱡرون اﻟﻣﻧظﻣﺎت ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﻛﯾف ﯾﺗم أﺧﺗﯾﺎرﻫم وﺗدرﯾﺑﻬم وﺗﺳﯾﯾرﻫم وﺗﻘﯾﯾﻣﻬم ﺳﯾﺣدد ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻣل‬
‫ﺗﺣدﯾﺎً ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻬﺎﺋﺟﺔ واﻟﻣﺗﻘﻠﺑﺔ ‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﻛون‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻹدارة ﻣوﻫﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ظل أﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌرﻓﺔ ٕوادارة اﻟﺗﻌﻠم‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻗدر ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺈﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟواﻗﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ‬
‫ﻋﺎﻟم أﻋﻣﺎل ﯾﺗﺳم ﺑﺳرﻋﺔ وﺗﯾرة اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﺳﺔ ‪ ،‬وﻧدرة وﺟود ﻓرص اﻟﻌﻣل‬
‫واﻷﺳﺗﺧدام ‪ ،‬ﻓﻼﺑ ﱠد ﻣن ﺗﻐﯾﯾر اﻷﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ‪،‬‬
‫واﻟﺗﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺗﺣول ﻧﺣو أﺷﻛﺎل ﺟدﯾدة ﻣن اﻹدارة واﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرﯾن ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻣن‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫)‪(6‬‬

‫‪106‬‬
‫أ‪ -‬ﺗَ ﱢ‬
‫ﺣول ﻫﯾﻛل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻬرﻣﻲ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل ﻋﻣودﯾًﺎ )ﺣﯾث ﻧزول ﺳﻠطﺔ اﻷواﻣر ﻣن‬
‫اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻰ اﻷدﻧﻰ ( إﻟﻰ ﺷﺑﻛﺎت ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟذﯾن ﯾﺗﺣﻣﻠون‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣدراء ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷداء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﺗﻣﯾز ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺧﻔض اﻷﻋﻣﺎل اﻟروﺗﯾﻧﯾﺔ ) ﻣﺷﻐﻠو آﻟﺔ اﻟﺣﯾﺎﻛﺔ ‪ ،‬ﻋﺎﻣل اﻟﺑداﻟﺔ ‪ ،‬طﺑﱠﺎع اﻟﻛﺗب‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻧﺻوﺻﻬﺎ ( ‪ ،‬واﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻓرص اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب‬
‫اﻟﻣروﻧﺔ واﻹﺑداع واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﻣﻊ اﻷﻓراد ﻣن ﻓﺋﺎت اﻟﻣدراء ‪ ،‬اﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن ‪،‬‬
‫اﻟﻣﺑرﻣﺟﯾن ‪ ،‬اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ‪ ،‬واﻟﻣﺻﻣﻣﯾن واﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﯾن ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ﻋدم ﺣﺻر أرﺗﺑﺎط دﻓﻊ اﻷﺟور واﻟرواﺗب ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ اﻷﻓراد ‪ ،‬أو ﻣدة‬
‫ﺑﻘﺎﺋﻬم أو ﺧدﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬ﺑل رﺑط ذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﻘدﻣوﻧﻪ ﻣن أﻋﻣﺎل ﺗرﺗﺑط ﺑﺄﺿﺎﻓﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد اﻟﻰ اﻟﻣﻬﺎرات واﻷداء اﻟﻣﺗﻣﯾز‪.‬‬
‫ث‪ -‬ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﺗﻧﺎط ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻧﻣوذج ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻧﺷطﺔ اﻷﻋﻣﺎل ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‬
‫أو اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟداﺋﻣﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬ﺑل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺎط ذﻟك ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟوﻗﺗﯾﯾن ‪ .‬وﻓﻲ‬
‫أن ﺗﺳﺗﻌﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﺑﻣﺻﺎدر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻸﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﻘدرات‬ ‫اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ‪ ،‬ﯾﻣﻛن ْ‬
‫ﺟوﻫرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺛل إدارة اﻟرواﺗب وﺧدﻣﺎت اﻟﻧﻘل وﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺑﻌﯾدة ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺢ‬
‫إﺟﺎزات اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ﺗطوﯾر أﺷﻛﺎل ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ أﻋﺗﻣﺎد اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻣﺻﻔوﻓﻲ اﻟﺷﺑﻛﻲ اﻟﻰ‬
‫ﺟﺎﻧب إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ ) ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺗﻘﻠﯾص ﻋدد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ( ‪ ،‬وأﻋﺗﻣﺎد ﺑراﻣﺞ إدارة اﻟﺟودة ‪ٕ ،‬واﻋﺎدة‬
‫ﻫﻧدﺳﺔ إﺟراءات اﻟﻌﻣل ‪ ،‬وﺗطﺑﯾق اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد اﻟﻌﻣل وﻗواﻋد اﻷداء‪.‬‬
‫ح ‪ -‬اﻟﻌﻣل ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻓﺗراﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد اﻟﻰ ﻓرق ﻋﻣل ﻣن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ أﻧﺟﺎز‬
‫اﻟﻣﺷروع ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﯾﻠم ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﻣن ﺛَ ﱠم ﯾﺣل اﻟﻔرﯾق ﻋﻧد اﻷﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻪ ‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﻧظﻣﺎت‬
‫اﻷﻓﺗراﺿﯾﺔ ﺳﺗﺗوﺳﻊ ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺳﺗﺷﺎرات اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻬﻧدﺳﯾﺔ واﻟدﻓﺎع‬
‫واﻟﺑﺣوث اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺄﻋدادﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣﺗﻌددة اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ودﯾﻧﺎﻣﻛﯾﺔ اﻟﻔﺿﺎء اﻷﻟﻛﺗروﻧﻲ ‪،‬‬
‫ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗوﻓﯾرﻫﺎ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻣن اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ‪ ،‬واﻟﻣؤﺗﻣرات ﻋن ﺑﻌد ‪ ،‬واﻟﺑرﻣﺟﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ) داﺧل ﺷرﻛﺔ ﺷﺑﻛﺎت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ( اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬل ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل‬
‫ﺗرﻏب اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻓﻲ أﻣﺗﻼك ﻛﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة وﻣﺳﺗﻣرة ﻣن اﻟﻣوارد ‪ ،‬ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن إدارة‬
‫ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ وأرﺿﺎء أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ‪ٕ .‬وا ﱠن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ آﻧﻔًﺎ ‪ ،‬ﺗﺳﺑب ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪ ،‬وﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ذﻟك ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺣﻛم اﻟﻣدراء ﻓﻲ ﺗدﻓق اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧون ﺑﺣﺎﺟﺔ‬
‫أن ﯾﺗم أﺧﺗﯾﺎر وﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﺑﺟزأﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻬﺎ ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ اﻟﺑﯾﺋﻲ‪ .‬وﺑﻌد ْ‬
‫واﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣؤﺷرات واﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻣل ﻣراﺟﻌﺔ دﻗﯾﻘﺔ وﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻧﺷورة وﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﻧﺷورة‪ ،‬أو ﻣﺎ ﺗﻌرف ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدر اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ‪ (7).‬وﻋﺎدةً ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣﺻﺎدر اﻷوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑﻼت‬
‫ﻣﻊ اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن زﺑﺎﺋن وﻋﺎﻣﻠﯾن وﻣوردﯾن وﺳﯾﺎﺳﯾﯾن وأﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وطﻠﺑﺔ ‪ ،‬زﯾﺎدةً‬
‫ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻧدوات واﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وورش اﻟﻌﻣل واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﻣن ﻣﻌﺎرض وﻟﻘﺎءات‬
‫وزﯾﺎرات ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ وﻣﯾداﻧﯾﺔ‪ .‬وأﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ‪ ،‬ﻓﺗﺗﻣﺛل ﺑﺎﻟﻣﺟﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ واﻟﺻﺣف واﻷدﻟﺔ واﻟﻧﺷرات اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﺗﻘﺎرﯾر اﻷداء واﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث وﻣواﻗﻊ‬
‫اﻻﻧﺗرﻧﯾت ذات اﻟﺻﻠﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌدﯾد ﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺑؤ ﻓﻲ اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ‪،‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﻋﺎدةً ﻣﺎ ﺗﻘﺳم اﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻫﻣﺎ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟوﺻﻔﯾﺔ واﻟﻛﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫)‪(8‬‬

‫‪ (1‬أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺑــؤ اﻟوﺻــﻔﯾﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ اﻟﺧﺑ ـرة واﻟﺣــدس اﻟﺷﺧﺻــﻲ ﻟﻠﻣــدراء‬
‫واﻟﺧﺑـراء واﻟﻣﺳﺗﺷــﺎرﯾن ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أﺳـﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌواﻣــل اﻟﺑﯾﺋﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺻــﻌب‬
‫ﻗﯾﺎﺳﻬﺎ وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ اﻟﻰ ﻗﯾم رﻗﻣﯾﺔ أو ﻛﻣﯾﺔ ‪ .‬وﻣن ﺑﯾن أﻫم ﻫذﻩ اﻻﺳﺎﻟﯾب اﻷﻛﺛر أﺳﺗﺧداﻣﺎً‪ ،‬ﻫﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أﺳﻠوب اﻟﺗﺧﻣﯾن ‪ :‬وﺧﯾر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﯾﺎم اﻓدارة ﺑﺄﺳﺗﻘﺻـﺎء آراء اﻟزﺑـﺎﺋن ﻋـن ﻣـدى ﻛـون ﻟـدﯾﻬم‬
‫ﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺷـراء ﻣﻧــﺗﺞ ﻣﻌــﯾن ‪ ،‬وﻣــﺎ ﯾــدور ﺣوﻟــﻪ ﻣــن ﻣﺟــﺎﻻت وﺟواﻧــب ﻣﻬﻣــﺔ‪ .‬وﻏﺎﻟﺑـﺎً ﻣــﺎ ﯾﺳــﺗﻌﻣل ﻫــذا‬
‫اﻷﺳ ــﻠوب ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﺗﻧﺑ ــؤ ﺑﺎﻟطﻠ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺳ ــﻠﻊ اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬إذ ﯾﻛ ــون ﻋ ــدد اﻟﻣﺳ ــﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣﺣ ــددًا‬
‫وﻣﻌروﻓﺎً‪.‬‬
‫ب‪ -‬أﺳـــﻠوب دﻟﻔـــﻲ‪ :‬طﺑﻘـ ـﺎً ﻟﻬ ــذا اﻷﺳ ــﻠوب ﯾ ــﺗم أﺧﺗﯾ ــﺎر ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻣ ــدراء واﻟﺧﺑـ ـراء وذوي اﻟـ ـرأي‬
‫ﻟﻣﻧﺎﻗﺷ ــﺔ ﻓﻛـ ـرة ﺗط ــرح ﻟﻠﺣـ ـوار واﻟﻧﻘ ــﺎش ‪ ،‬وﯾﺟ ــري أﺧﺗﯾ ــﺎر ﻣﻧﺳ ــﻘﺎً ﻣرﻣوﻗـ ـﺎً ﻣ ــن ﺑﯾ ــﻧﻬم ﯾﺗ ــوﻟﻰ ﺗﺻ ــﻣﯾم‬
‫اﻷﺳـﺋﻠﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدم ﻟﻠﻣﺷـﺎرﻛﯾن ﻓــﻲ اﻷﺟﺗﻣــﺎع ‪ ،‬وﯾرﻓـق ﺑﻬــﺎ ﺗﻌﻠﯾﻣــﺎت ﻟﺗوﺿـﯾﺢ طرﯾﻘــﺔ اﻷﺟﺎﺑــﺔ ‪ ،‬وﻣــن‬

‫‪108‬‬
‫ﺛُـ ﱠم أﺳـﺗﻼﻣﻬﺎ وﺗﻔرﯾﻐﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺟـداول أو أﺷـﻛﺎل ﺑﯾﺎﻧﯾــﺔ ‪ ،‬ﺗﺑـﯾن ﻣـدى اﻷﺗﻔـﺎق ﻣـن ﻋدﻣـﻪ ﺣـول اﻟﻣوﺿــوع‬
‫‪ ،‬وﺑﻌــدﻫﺎ ﯾﺟــري ﺗﻘــدﯾم ﻣﻠﺧــص ﺑﺎﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ وأرﺳــﺎﻟﻪ اﻟــﻰ ﻛــل ﻣﺷــﺎرك ‪ ،‬وﺳ ـؤاﻟﻪ ﻋﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن ﻣــﺎ ﯾـزال‬
‫ﻣﺗﻣﺳــﻛًﺎ ﺑ أرﯾــﻪ أم ﻻ‪ ،‬وﻫــل ﺗوﺟــد ﺗﻌــدﯾﻼت أو ﻣﻼﺣظــﺎت ﯾــود ﺗﻘــدﯾﻣﻬﺎ‪ .‬وﻏﺎﻟﺑ ـًﺎ ﻣــﺎ ﯾــﺗم أﺳــﺗﺧدام ﻫــذا‬
‫اﻷﺳــﻠوب ﻟﻠﺗﻧﺑــؤ ﺑــﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻷﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ واﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻣــﺛﻼً ‪ ،‬ﯾﺟــري أﺳﺗﻘﺻــﺎء آراء‬
‫اﻟﺧﺑـراء ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﻋﻣﻠﯾــﺎت ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻟﻣﻌرﻓــﺔ رأﯾﻬــم ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﻣــدى اﻷﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن أدﺧــﺎل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ‪ ،‬وﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟرﺑﺣﯾﺔ‪.‬‬
‫ت‪ -‬أﺳـﻠوب اﻟﻌﺻــف اﻟــذﻫﻧﻲ ‪ :‬ﺑﻣوﺟـب ﻫــذا اﻷﺳـﻠوب ﯾــﺗم ﻋـرض اﻟﻣوﺿـوع ﻓـﻲ ﺟﻠﺳــﺔ رﺳـﻣﯾﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﺷـﺎرﻛﯾن ﻓـﻲ أﺟﺗﻣـﺎع ﻣﻌـﯾن ‪ ،‬وﻣطــﺎﻟﺑﺗﻬم ﺑﺗﻘـدﯾم أﻛﺑـر ﻋـدد ﻣﻣﻛــن ﻣـن اﻷﻓﻛـﺎر اﻟذﻛﯾـﺔ واﻟﺳــﺧﯾﻔﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣوﺿـوع أو اﻟﻔﻛـرة اﻟﻣطروﺣـﺔ ﻟﻠﺣـوار واﻟﻧﻘـﺎش ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ أن ﯾ ارﻋـﻰ ﺗﺄﺟﯾـل ﺗﻘﯾـﯾم اﻷﻓﻛـﺎر‬
‫ﻣﺳ ــﺑﻘﺎً ‪ ،‬وﺗﺷ ــﺟﯾﻊ أي ﻓﻛـ ـرة ﻣطروﺣ ــﺔ ﻣﻬﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﻗوﯾ ــﺔ أم ﺿ ــﻌﯾﻔﺔ ‪ ،‬واﻷﻫﺗﻣ ــﺎم ﺑﻛﻣﯾ ــﺔ اﻷﻓﻛ ــﺎر ‪،‬‬
‫وﻟــﯾس ﻓــﻲ ﻧوﻋﯾﺗﻬــﺎ‪ .‬وزﯾــﺎدةً ﻋﻠــﻰ ذﻟــك‪ ،‬ﯾــﺗم إﺿــﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻــر ﺟدﯾــدة ﻋﻠــﻰ اﻷﻓﻛــﺎر اﻟﻣطروﺣــﺔ ‪ ،‬أو‬
‫ﺣــذف ﺑﻌﺿــﻬﺎ‪ ،‬أو رﺑطﻬــﺎ ﺑﺄﻓﻛــﺎر أﺧــرى ‪ ،‬وﺑﺣﯾــث ﯾﺗﻌــﺎظم ﺗﻛﺎﻣــل أدوار اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ اﻟﺟﻠﺳــﺔ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺗﺗﻧﺎﻗص‪ .‬وﯾوﺻﻲ اﻟﺑﻌض ﺑﺄﺳﺗﻌﻣﺎل أﺳـﻠوب اﻟﻌﺻـف اﻟـذﻫﻧﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣواﻗـف اﻟﺗـﻲ ﺗﺗطﻠـب ﻛﻣـﺎً ﻫـﺎﺋﻼً‬
‫ﻣــن اﻷﻓﻛ ــﺎر ﻟﻣواﺟﻬ ــﺔ رﺻ ــد وﻓﺣ ــص اﻟﻣﺷــﻛﻼت اﻟﺑﯾﺋﯾ ــﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻧﺑ ــؤ ﺑﺎﻟﻌواﻣ ــل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ذات اﻟﺻ ــﻠﺔ‬
‫ﺑﺗﺧﻣ ــﯾن اﻟوﺿ ــﻊ اﻟﺑﯾﺋ ــﻲ اﻟﻣﺗوﻗ ــﻊ اﻟ ــذي ﺗواﺟﻬ ــﻪ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺣدﯾ ــد اﻟﻛﯾﻔﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾ ــﺗم ﻣ ــن ﺧﻼﻟﻬ ــﺎ‬
‫اﻷﺳﺗﻌداد ﻟﻣﺟﺎراﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ (2‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺑؤ اﻟﻛﻣﯾـﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ ‪ :‬اﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب اﻟوﺳـﺎﺋل اﻟوﺻـﻔﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﺑـؤ ﺑﺎﻟﻌواﻣـل اﻟﺑﯾﺋﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ‪ ،‬ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺣﻠــل اﻹداري أن ﯾﺳــﺗﻌﯾن ﺑﻛــل اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻛﻣﯾــﺔ اﻟﻣﻣﻛﻧــﺔ ﻟﻣﻌﺎوﻧﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺗوﺻل اﻟﻰ ﺗﻧﺑؤ ﻧﺎﺟﺢ ﻟﻣﺎ ﯾﺣـﯾط ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻣـن ظـروف وﻣواﻗـف ﺑﯾﺋﯾـﺔ ﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻣﺗﻐﯾـرة ‪ .‬وﻣـن ﺑـﯾن‬
‫)‪(9‬‬
‫أﻫم ﻫذﻩ اﻻﺳﺎﻟﯾب‪ ،‬ﻫﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أﺳــﻠوب اﻟﺳﻠﺳــﻠﺔ اﻟزﻣﻧﯾــﺔ ‪ :‬ﯾﻘــوم ﻋﻠــﻰ أﻓﺗ ـراض ﱠ‬
‫إن ﻣــﺎ ﯾﺣــدث ﻓــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ ﯾﺗﻛــرر وﻗوﻋــﻪ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪ ،‬وﺗظل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﻧﺑؤ ﻛﻣﺎ ﻫـﻲ دون ﺣـدوث أي ﺗﻐﯾﯾـر‪ .‬وﻟﻌـ ﱠل ذﻟـك‬
‫ﯾﺧــﺎﻟف اﻷﻣــر اﻟواﻗــﻊ ‪ ،‬ﻷن ﻣــﺎ ﯾﺣــدث ﻓــﻲ ﺳــوق ﺗﺻ ـرﯾف اﻟﻌﻣﻠــﺔ اﻟﺻــﻌﺑﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌ ـراق أو ﺗرﻛﯾــﺎ أو‬
‫ﺳــورﯾﺎ ﻣــﺛﻼً ﻻ ﯾﻣﻛــن أﻓﺗـراض أﺳــﺗﻣ اررﻩ ﻏــداً ‪ ،‬وﻣﻣــﺎ ﯾﺗطﻠــب ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ‪ ،‬أﺟـراء اﻟﺗﻌــدﯾﻼت ﻓــﻲ‬
‫ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗﻧﺑــؤ اﻟﺗــﻲ ﺗــﺄﺗﻲ ﻣــن ﺗطﺑﯾــق اﻷﺳــﻠوب وﻓﻘـﺎً ﻟﻠﺗوﻗﻌــﺎت اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺗﻐﯾــر أي ﻋﺎﻣــل ﻣــن ﻋواﻣــل‬
‫اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺗﺄﺛرة ﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ب‪ -‬أﺳﻠوب اﻷﺣﺻﺎء اﻷﺳﺗدﻻﻟﻲ ‪ :‬ﯾﺣﺎول ﻣﺛـل ﻫـذا اﻷﺳـﻠوب اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن ﺑﻌـض اﻟﻣﺗﻐﯾـرات وﺗﺣدﯾـد‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل أﺣﺻﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣـدراء ﺗوﻗـﻊ ﻗﯾﻣـﺎً ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾـرات ‪ ،‬وﺗﺣدﯾـد‬
‫ﺗﺄﺛﯾرﻫــﺎ اﻟﻣﺣﺗﻣــل ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﺎﻣــل اﻟﺑﯾﺋــﻲ اﻟﻣ ـراد اﻟﺗﻧﺑــؤ ﺑــﻪ ﺑﺷــﻛل ﻛﻣــﻲ ﺑﺄﺳــﺗﻌﻣﺎل ﺗﺣﻠــﯾﻼت اﻷﻧﺣــدار‬
‫واﻟﻣﺳ ــﺎر وﻏﯾرﻫـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻷﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻟﻛﺛﯾـ ـرة ‪ ،‬واﻟﺗـ ــﻲ أﺧـ ــذ ﯾﺳـ ــﻬل ﺗطﺑﯾﻘﻬ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺿـ ــوء ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺑرﻣﺟـ ــﺔ‬
‫اﻟﺣﺎﺳـ ــوﺑﯾﺔ واﻟﺑ ـ ـراﻣﺞ اﻟﺟـ ــﺎﻫزة ‪ ،‬وﻣﻧﻬـ ــﺎ )‪ ، (SPSS‬أو ﻣـ ــﺎ ﯾﺳـ ــﻣﻰ ﺑﺣزﻣـ ــﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘـ ــﺎت اﻷﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﺟﺎﻫزة ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻋﺎدةً ﻣﺎ ﺗﺟﻌل اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾـﺔ اﻟﻣـذﻛورة آﻧﻔـﺎً اﻟﻣﻧظﻣـﺎت أﻛﺛـر ﺗﻌﻘﯾـداً ‪ ،‬وأﻗـل أﺳـﺗﻘ ار اًر ‪ ،‬وأﻋظـم‬
‫ﻓﻘـ ًار‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾـزداد ﻣﺳــﺗوى اﻟﻼﺗﺄﻛـد أو اﻟﻼﯾﻘــﯾن اﻟـذي ﺗواﺟﻬــﻪ ‪ .‬واﻟﺷـﻛل )‪ (10‬ﯾوﺿــﺢ ذﻟـك ﺑﺷــﻛل‬
‫)‪(10‬‬
‫ﺟﻠﻲ‪.‬‬

‫‪ (2‬اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ‬ ‫‪ (1‬اﻟﺗﻌﻘﯾد‬

‫)ﻣﺳﺗﻘرة اﻟﻰ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة(‬ ‫) ﺑﺳﯾطﺔ اﻟﻰ ﻣﻌﻘدة (‬

‫‪ (3‬اﻟﻐﻧﻰ‬

‫) ﻏﻧﯾﺔ اﻟﻰ ﻓﻘﯾرة(‬

‫اﻟﺷﻛل )‪ (10‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل‬

‫‪ (1‬اﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫ﯾﻣﺛل اﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﺑﯾﺋﻲ داﻟﺔ ﻗوة وﻋدد وﺗراﺑط ﻋواﻣل ﺑﯾﺋﯾﺔ ﻋﺎﻣـﺔ وﺧﺎﺻـﺔ ‪ ،‬ﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ‬
‫إدارﺗﻬــﺎ واﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻋﺑــر ﻣــﺎ ﯾــﺗم أﺟ ارﺋــﻪ ﻣــن رﺻــد وﺗﻘﯾــﯾم ﺑﯾﺋــﻲ ‪ .‬وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﻣــﺎ ﻛــﺎن‬
‫ﻼ ﻋــن زﯾــﺎدة اﻟﻼﺗﺄﻛــد‬
‫ﻋــدد اﻟﻌواﻣــل ﻛﺑﯾـ ًار‪ ،‬وأزداد اﻷﺧــﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬــﺎ ‪ ،‬ﻛﻠﻣــﺎ ﯾــزداد اﻟﺗﻌﻘﯾــد اﻟﺑﯾﺋــﻲ‪ ،‬ﻓﺿـ ً‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ وﺻــﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻧﺑــؤ ﺑﻬــﺎ‪ .‬ﻓﻔــﻲ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ‪ ،‬ﱠ‬
‫إن ﺷــرﻛﺔ )‪ (Ford‬اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻟﻠﺳــﯾﺎرات ‪ ،‬ﻗــد‬
‫أﻋﺗــﺎدت ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ ﻣوادﻫــﺎ اﻷوﻟﯾــﺔ ﻣــن ﺣ ـواﻟﻲ ) ‪ ( 3000‬ﻣﺟﻬـ اًز ‪ ،‬وﻟﺗﻘﻠﯾــل ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻼﺗﺄﻛــد‬
‫‪110‬‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻣـل ﻣـﻊ ﻫـذا اﻟﻌـدد اﻟﻛﺑﯾـر ﻣـن اﻟﻣﺟﻬـزﯾن واﻟﻣـوردﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﯾن ‪ ،‬ﺷـرﻋت ﺑﺈﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‬
‫ﻟﺗﻘﻠﯾـل ﻋـدد اﻟﻣﺟﻬـزﯾن ‪ ،‬ﺑﻬـدف ﺗﻘﻠﯾـل اﻟﺗﻌﻘﯾـد اﻟﺑﯾﺋـﻲ ‪ ،‬ﻓﻘـد ﻗﺎﻣـت ﺑﺗﻘﻠﯾﻠـﻪ اﻟـﻰ )‪ (500‬ﻣﺟﻬـ اًز ‪ ،‬وﺑﻣــﺎ‬
‫ﺣﻘق اﻟﺳﻬوﻟﺔ واﻟﺑﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹدارة ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻌﻬم ‪.‬‬
‫وﻧﺿرب ﻣﺛﺎﻻً آﺧ اًر ‪ ،‬ﻟﻧﻔﺗرض ﺟدﻻً ﺑﺈﻧـﻪ ﺣـدث ﺗﻘـدﻣﺎً ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎً ﻣﻔﺎﺟﺋـﺎً ‪ ،‬ﻗـد ﯾـؤدي ﺑﺷ ٍ‬
‫ـرﻛﺔ‬
‫ﻣــﺎ أن ﺗﺗــرك ﺟﻣﯾــﻊ ﻣﺻ ــﺎﻧﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ ‪ ،‬وﻣﺛــل ﻫ ــذا اﻟﻌﺎﻣــل اﻟﺗﻛﻧوﻟــوﺟﻲ ﻓ ــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾ ــد‬
‫ﺳﯾﺗﺳـﺑب ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾـد ﻓـﻲ إﺣــداث ﺗذﺑـذب ﻛﺑﯾـر ﻓــﻲ ﺳـﻌر أﺳـﻬﻣﻬﺎ ‪ ،‬ورﺑﻣـﺎ ﯾــؤدي اﻟـﻰ ﺣـدوث أﺿــطراب‬
‫ﻓـﻲ اﻷﺳـواق اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ‪ ،‬إذا ﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟﺷــرﻛﺔ ﻋﻣﻼﻗـﺔ وﻣــؤﺛرة ﻓــﻲ اﻷﻗﺗﺻــﺎد اﻟﻘــوﻣﻲ ﻟﻠﺑﻠــد ‪ ،‬ﻣﺛــل‬
‫)‪ (Ford‬اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات‪ .‬وﻗد ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ‪ ،‬ﺗﻌﻘﯾد آﺧـر ﯾﺗﻣﺛـل ﺑﺗوﻗـف اﻟزﺑـﺎﺋن ﻋـن ﺷـراء اﻟﺳـﯾﺎرات‬
‫اﻟﻣﺻــﻧﻌﺔ ‪ ،‬ﻟﺣــﯾن ظﻬــور ط ـراز ﺟدﯾــد ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﺣدﯾﺛــﺔ‪ ،‬واﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺳــﺗﻌﻘﺑﻬﺎ أﯾﻘــﺎف اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻋــن‬
‫ُ‬
‫اﻟﻌﻣل ‪ ،‬وﺗدﻫور اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺧﺳﺎرات اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ (2‬دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫ﻐﯾـر اﻟﻌواﻣــل ﻓــﻲ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻣــرور‬‫ﺗﻌﻛـس دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ داﻟـﺔ ﻣــدى وﺳــرﻋﺔ ﺗَ ّ‬
‫اﻟوﻗــت ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗزﯾــد ﻣــن اﻟﻼﺗﺄﻛــد اﻟﺑﯾﺋــﻲ اﻟــذي ﺗواﺟﻬــﻪ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ‪ .‬وﺗﻌــد اﻟﺑﯾﺋــﺔ ﻣﺳــﺗﻘرة أذا ﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت‬
‫اﻟﻌواﻣــل ﺗ ــؤﺛر ﻓــﻲ ﺗﺟﻬﯾ ــز اﻟﻣ ـوارد ﺑﺷ ــﻛل ﯾﻣﻛــن اﻟﺗﻧﺑ ــؤ ﺑﻬــﺎ ‪ ،‬وﺗﻛ ــون ﻏﯾــر ﻣﺳ ــﺗﻘرة ) دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾ ــﺔ أو‬
‫ﻣﺗﺣرﻛﺔ ( إذا ﻟم ﯾﻛن ﺑﺄﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻐﯾـر ﺑﻬـﺎ ﻫـذﻩ اﻟﻌواﻣـل ﺑﻣـرور اﻟوﻗـت ‪.‬‬
‫ﻓﻔــﻲ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛ ــﺎل ‪ ،‬إذا ﻣــﺎ ﺗﻐﯾ ــرت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﺑ ــﺄطراد ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻫ ــو اﻟﺣــﺎل ﻓـ ـﻲ ﺻــﻧﺎﻋﺔ اﻟﺣواﺳ ــﯾب‬
‫واﻟﻬواﺗـ ــف اﻟﻧﻘّﺎﻟـ ــﺔ واﻷﺟﻬ ـ ـزة اﻷﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ واﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻔـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺗﻌﺗﺑـ ــر اﻟﺑﯾﺋـ ــﺔ دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾـ ــﺔ‪،‬‬
‫واﻟﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻣــل ﻓــﻲ ﺑﯾﺋــﺔ ﻣﺗﺣرﻛــﺔ وﻏﯾــر ﻣﺳــﺗﻘرة ‪ ،‬ﯾﺗوﺟــب أن ﺗﺳــﻌﻰ اﻟــﻰ اﻟﺗﻧﺑــؤ ﺑﻬــﺎ ﻟﺗﻘﻠﯾــل‬
‫اﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ اﻟذي ﺗواﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب‪.‬‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛ ــﺎل ‪ ،‬ﯾﺗ ــﯾﺢ وﺟ ــود اﻷﺳـ ـواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ــﺔ اﻟﻛﺑﯾـ ـرة اﻟﺟدﯾ ــدة اﻟﻣﺗ ــﺎح دﺧوﻟﻬ ــﺎ أﻣ ــﺎم‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑرى ) ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓـﻲ اﻟﺻـﯾن واﻟﯾﺎﺑـﺎن وﻛورﯾـﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾـﺔ وﺷـرﻗﻲ أوروﺑـﺎ ( ‪ ،‬وأﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ‬
‫اﻟوﺻــول اﻟــﻰ اﻟﻣ ـوارد اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ واﻟﺧﺑ ـرات اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ‪ ،‬ﻓرﺻ ـﺎً ﻛﺑﯾ ـرة ﻣواﺗﯾــﺔ ﻟﺗوﺳــﯾﻊ ﻣﺟﺎﻟﻬــﺎ ‪ ،‬وﺧﻠــق‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ‪ .‬وﻟﻛن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ‪ ،‬ﻧود اﻟﺗـذﻛﯾر ﺑﺄﱢﻧـﻪ ﺑﺗﻧﺎﻓﺳـﯾﺔ اﻟﺷـرﻛﺎت‬
‫ﻓــﻲ اﻟــداﺧل واﻟﺧــﺎرج ‪ ،‬ﺗﺻــﺑﺢ اﻟﺑﯾﺋــﺔ أﻛﺛــر ﺗﻌﻘﯾــداً ‪ ،‬وﯾﺟــب إدارة اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻌواﻣــل اﻟﺑﯾﺋﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺗراﺑطﺔ ودﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ‪ ،‬وﺧﺻوﺻﺎًﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗوﺳﻊ اﻟﺷـرﻛﺎت ﻋﺎﻟﻣﯾـﺎً‪ ،‬وﺑﻣـﺎ ﯾﻛـون اﻟﺗﻧﺑـؤ ﻓـﻲ اﻟﺑﯾﺋـﺔ‬
‫واﻟﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ أﻛﺛر ﺻﻌوﺑﺔ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ (3‬ﻏﻧﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫ﯾﻣﺛــل ﻏﻧــﻰ اﻟﺑﯾﺋــﺔ داﻟــﺔ ﻣﻘــدار وﻛﻣﯾــﺔ اﻟﻣـ ـوارد ﻟﺗﻌزﯾــز ﻣﺟــﺎل اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ‪ ،‬وﻋــﺎدةً ﻣــﺎ ﯾﻛ ــون‬
‫اﻟﻼﺗﺄﻛ ــد ﻓ ــﻲ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﻐﻧﯾ ــﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿـ ـﺎً ‪ ،‬وذﻟ ــك ﻟﻛﺛـ ـرة اﻟﻣـ ـوارد وﺗﻧوﻋﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﺗﻛ ــون ﻏﯾ ــر ﻣﺿ ــطرة اﻟ ــﻰ‬
‫أن ﺗﻌﻣـل‬‫اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت ‪ .‬ﻓﻘـد ﺗﺟـد اﻟﺷـرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ واﻟﻌراﻗﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗرﯾـد ْ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ اﻟﺣﯾوﯾــﺔ ﺑﺑﻐــداد ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻛﺑﯾـرة ﻣــن اﻟﻌﻠﻣــﺎء اﻟﻣﺗﻣﯾـزﯾن ﻟﺗﺧﺗــﺎر‬
‫ﻣــن ﺑﯾــﻧﻬم ‪ ،‬وذﻟــك ﻟوﺟــود اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﺟﺎﻣﻌــﺎت ) ﺑﻐــداد‪ ،‬اﻟﻣﺳﺗﻧﺻ ـرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻧﻬ ـرﯾن ‪ ،‬اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ (‪.‬‬
‫وأﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﻔﻘﯾـرة اﻟﻣ ـوارد ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻧﺟــد أرﺗﻔــﺎع ﻣﺳــﺗوى اﻟﻼﺗﺄﻛــد ﻟﻧــدرة اﻟﻣ ـوارد وﻗﻠﺗﻬــﺎ ‪ ،‬وﺑﻣــﺎ ﯾــدﻓﻊ‬
‫ﻛﺛرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت ‪.‬‬
‫ﯾﻌزى ﻓﻘر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻰ ﺳﺑﺑﯾن ﻣﻬﻣﯾن ‪ ،‬ﻫﻣﺎ وﺟود اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻠـد ﻓﻘﯾـر أو ﻣﺣﺎﻓظـﺔ أو أﻗﻠـﯾم‬
‫ﻫــش‪ ،‬و‪ /‬أو وﺟــود ﻣﺳــﺗوى ﻋـ ٍ‬
‫ـﺎل ﻣــن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗﺗﻧــﺎﻓس اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻟﻣ ـوارد اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻔــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﻔﻘﯾ ـرة ﺗﺷ ـﻛل إدارة ﻣﻌــﺎﻣﻼت اﻟﻣ ـوارد اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻷﻋظــم أﻣــﺎم اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺑﻛــل ﻣــﺎ‬
‫ﯾﺄﺗﯾﻬ ــﺎ ﻣ ــن ﻗ ــوة ﻟﺟ ــذب اﻟزﺑ ــﺎﺋن‪ ،‬أو اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ أﻓﺿ ــل اﻟﻣـ ـواد اﻻوﻟﯾ ــﺔ ‪ ،‬أو أﺣ ــدث اﻟﺗﻘﻧﯾ ــﺎت ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻗــد ﺗﺳــﺑب ﺗﻠــك اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــن اﻟﻼﺗﺄﻛــد اﻟﺑﯾﺋــﻲ ‪ .‬وﻫــذا ﯾﻌﻧــﻲ ‪ ،‬ﺑﺄﻧــﻪ ﯾﺻــﻌب‬
‫اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣ ـوارد ﻓــﻲ ﺑﯾﺋــﺔ ﻓﻘﯾ ـرة وﻏﯾــر ﻣﺳــﺗﻘرة وﻣﻌﻘــدة ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺗواﺟــﻪ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﻼﺗﺄﻛــد‬
‫اﻟﺑﯾﺋــﻲ اﻷﻋظــم ‪ .‬وﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻧــرى اﻟﻌﻛــس ﻣــن ذﻟــك ﻓــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﻐﻧﯾــﺔ واﻟﻣﺳــﺗﻘرة واﻟﺑﺳــﯾطﺔ ‪ ،‬إذ ﯾﺳــﻬل‬
‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد ‪ ،‬وﯾﻧﺧﻔض ﻣﺳﺗوى اﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪.‬‬
‫وأﺑﺳـط ﻣﺛـﺎل ﯾﻣﻛــن طرﺣـﻪ ﻓـﻲ ﻫــذا اﻟﺷـﺄن ‪ ،‬ﻫـو ﻣــﺎ واﺟﻬﺗـﻪ ﺷـرﻛﺎت ﺧطــوط ﺟوﯾـﺔ أﻣرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫ﻣﺛـل )‪ (Amarican United,and Dalta‬ﻣــن ﺑﯾﺋــﺔ ﻏﯾـر ﻣؤﻛــدة ‪ ،‬ﻗــد ﺳـﺎﻋدت ﺷــرﻛﺎت ﺧطــوط‬
‫وﺳـﻌت ﻋﻣﻠﻬـﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾـﺎً ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل زﯾـﺎدة ﻣﺳـﺗوى‬ ‫ﺟوﯾـﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ اﻟﻛﻠﻔـﺔ ﻣﺛـل )‪ (South West‬اﻟﺗـﻲ ّ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻧﺎﻋﺔ ‪ .‬وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ‪ ،‬أﻧــﻪ ﺑزﯾــﺎدة ﻓﻘــر اﻟﺑﯾﺋــﺔ ) ﻗﻠــﺔ ﻋــدد اﻟﻣﺳــﺎﻓرﯾن( ‪ ،‬ﯾــزداد‬
‫اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻋﻠﯾﻬم )اﻟﻣوارد( ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺗﺿطر ﺷـرﻛﺔ اﻟﺧطـوط اﻟﺟوﯾـﺔ اﻟﻌراﻗﯾـﺔ ﻣـﺛﻼً ﻟﺗﻘـدﯾم أﺳـﻌﺎر ﻣﺧﻔﺿـﺔ‬
‫ﻟﺟــذﺑﻬم ‪ .‬وﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾــد أن ﺑﯾﺋــﺔ ﺻــﻧﺎﻋﺔ اﻟﺧطــوط اﻟﺟوﯾــﺔ ﺗﻌــد ﺑﯾﺋــﺔ ﻣﻌﻘــدة ‪ ،‬ﻓــﺄذا ﺧﻔﺿــت ﻫــذﻩ اﻟﺷــرﻛﺔ‬
‫أﺳﻌﺎرﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺎت اﻟطﯾران اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾـﺔ واﻟﺗرﻛﯾـﺔ ﺗﺧﻔـﯾض اﻷﺳـﻌﺎر ﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻣﺟﺎﻟﻬـﺎ ‪ ،‬وﻟﻛـن‬
‫ﺗﺄﺛﯾر ذﻟك ﺳﯾﻛون زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘـﯾض ﻣـن ذﻟـك ‪ ،‬ﺗﻌـد ﺑﯾﺋـﺔ ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻷدوﯾـﺔ ﺑﯾﺋـﺔ ﻣؤﻛـدة ﻧﺳـﺑﯾﺎً ‪ .‬ﻓﻔـﻲ ﺳـﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل‬
‫‪ ،‬أن ﺷــرﻛﺎت ﻛﺑــرى ‪ ،‬ﻣﺛــل ‪(Hoffmann–La Roche, Merck, Novartis, Bristol-‬‬
‫)‪ Myers Squibb, Johnson & Johnson‬اﻟﺗـﻲ ﺗﻧـﺗﺞ اﻟﻌﻘـﺎﻗﯾر اﻟطﺑﯾـﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺣﺎﺻـﻠﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫‪112‬‬
‫اﻷﻣﺗﯾـ ــﺎز‪ ،‬إذ إﻧﻬـ ــﺎ ﺗﻌـ ــد اﻟﻣﺟﻬـ ــز اﻟوﺣﯾـ ــد ﻟﻸدوﯾـ ــﺔ اﻟﺟدﯾـ ــدة ﻣﻧـ ــذ ﻋﺷ ـ ـرات اﻷﻋ ـ ـوام ‪ ،‬وﺑﺄﻣﻛـ ــﺎن ﻫـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺷـرﻛﺎت ﺗﺣﻣﯾـل ﻣﻧﺗﺟﻬـﺎ أﺳــﻌﺎر ﻋﺎﻟﯾـﺔ ‪ ،‬ﻷﻧﻬـﺎ ﻻ ﺗواﺟــﻪ ﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﺷـدﯾدة ‪ ،‬وﻟــﯾس أﻣـﺎم اﻟزﺑـﺎﺋن ﺧﯾــﺎ ٍار‬
‫أﺧـ ًار ‪ ،‬ﺳــوى ﺷـراء اﻟــدواء ‪ .‬وﻫــذا ﯾﻌﻧــﻲ أن ﺷ ـرﻛﺎت اﻷدوﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺛﺎﻟﻧــﺎ ﻫــذا‪ ،‬ﺗوﺟــد ﻓــﻲ ﺑﯾﺋــﺔ ﻣﺳــﺗﻘرة‬
‫وﻏﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣوارد ‪ ،‬ﺣﯾث اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾط أر أي ﺗﻐﯾﯾر ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻷﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠدواء‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً‪ :‬إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت إدارة ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫ﺗﻌﺗﻣــد اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻋﻠــﻰ ﺑﯾﺋﺗﻬــﺎ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣ ـوارد اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻬــﺎ ﻟﻠﺑﻘــﺎء واﻟﺗطــور ‪ٕ ،‬وا ﱠن‬
‫أن ﺗـدﯾر ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬـﺎ‬
‫ﺗواﻓرﻫﺎ ﯾﺳﺗﻧد اﻟـﻰ ﺗﻌﻘﯾـدﻫﺎ ودﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺗﻬـﺎ وﻏﻧﺎﻫـﺎ ﻛﻣـﺎ أﺳـﻠﻔﻧﺎ ‪ .‬وﺗﺣـﺎول اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ْ‬
‫ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻟﺿﻣﺎن وﺻوﻟﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣـد ﻋﻠﯾﻬـﺎ ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗرﯾـد أن ﯾﻛـون وﺻـوﻟﻬﺎ ﻟﻬـﺎ ﯾﺳـﻬل‬
‫اﻟﺗﻧﺑؤ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻪ ﻗـدر اﻟﻣﺳـﺗطﺎع ‪ .‬وﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ادارة ﻣﺟـﺎﻟﯾن ﻣﻬﻣـﯾن ﻣـن أﻋﺗﻣﺎدﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻣ ـ ـوارد ‪ ،‬ﻫﻣـ ــﺎ‪ :‬اﻟﺗـ ــﺄﺛﯾر ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻧظﻣـ ــﺎت اﻷﺧـ ــرى ﻟﻠﺣﺻـ ــول ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ـوارد ‪ ،‬اﻷﺳـ ــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟـ ــﺎت‬
‫)‪(10‬‬
‫وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﺗـ ــدﺑﱡر ﻣﺳـ ــﺄﻟﺔ اﻷﻋﺗﻣﺎدﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻐﯾـ ــر‪ ،‬واﻟوﺻـ ــول اﻟـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ـوارد اﻟﻧـ ــﺎدرة ‪ ،‬ﺗﺿـ ــﻊ اﻟﻣﻧظﻣـ ــﺎت‬
‫أﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻋدة ‪ ،‬ﻓﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟـدول ﻣﺛـل أﻣرﯾﻛـﺎ وﻓرﻧﺳـﺎ وروﺳـﯾﺎ واﻟﺻـﯾن اﻟﺗـﻲ ﺗﺣـﺎول‬
‫إﯾﺟــﺎد ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﺗزﯾــد ﻣــن ﻗــدرﺗﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗــﺄﺛﯾر ﺑﺷــؤون اﻟﻌــﺎﻟم ﻛﻛــل ‪ ،‬وﺑﺧﺎﺻ ـ ًﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺗﺳــﻠﯾﺢ ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻫـﻲ اﻷﺧـرى ﺗﺟـد أﺳـﺎﻟﯾﺑﺎً ﻟزﯾـﺎدة ﺗﺄﺛﯾرﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺑﯾﺋـﺔ اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ ‪ .‬وﻋﻠـﻰ أﯾـﺔ ﺣـﺎل ‪،‬‬
‫ﯾﻌــد اﻟوﺻــول ﻟﻠﻣ ـوارد أﻣ ـ اًر ﻓــﻲ ﻏﺎﯾــﺔ اﻷﻫﻣﯾــﺔ ‪ ،‬إذ ﯾﻧطــوي ﻋﻠــﻰ اﻟﻼﺗﺄﻛــد اﻟﺑﯾﺋــﻲ وﻣﺷــﻛﻼت أﺧــرى‬
‫ﻣﺻ ـ ــﺎﺣﺑﺔ ﻟ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟزﺑ ـ ــﺎﺋن ﻣﺗﻘﻠﺑ ـ ــون ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ـ ــون ﺑ ـ ــﺎرﻋون ‪ ،‬واﻟﻣ ـ ــوردون ﻣﺿ ـ ــﺎرﺑون ‪ ،‬واﻟﻧﻘ ـ ــﺎﺑﯾون‬
‫ﻣداﻓﻌون ‪ ،‬وأﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣواﺟﻬون ‪.‬‬
‫ﺗﺣﺗـﺎج اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ﻟﺗﻘﻠﯾــل اﻟﻼﺗﺄﻛـد اﻟــﻰ إﺑﺗﻛـﺎر إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺗﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﻧظﻣــﺎت‬
‫ﻓﻲ ادارة اﻷﻋﺗﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـوارد ﻓـﻲ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ ‪ ،‬وﺑﻣـﺎ ﯾﺗـﯾﺢ ﺿـﻣﺎن ﺑﻘﺎﺋﻬـﺎ وﺗوﺳـﯾﻊ‬
‫ﻣﺟﺎﻟﻬــﺎ‪ .‬ﻓﻔــﻲ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ‪ ،‬ﺗﻛــون اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﺑﺣﺎﺟــﺔ اﻟــﻰ ادارة ﻋﻼﻗﺎﺗﻬــﺎ ﻣــﻊ اﻟﻣﺟﻬـزﯾن واﻟﻣﻣــوﻟﯾن‬
‫واﻟﻧﻘﺎﺑـ ــﺎت واﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ واﻟزﺑـ ــﺎﺋن ‪ .‬وﻫﻧﺎﻟـ ــك اﺳـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻛﺛﯾ ـ ـرة ﯾﻣﻛـ ــن أﺗﺑﺎﻋﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ادارة اﻷﻋﺗﻣﺎدﯾـ ــﺔ‬
‫)‪(12‬‬
‫اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد ﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ (1‬ﺑﻧﺎء اﻟﺳـﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾـدة ‪ :‬ﯾﺣﺗـرم اﻟزﺑـون اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ‪ ،‬وﯾﺛـق ﺑﻬـﺎ ﺑﺳـﺑب ﻣـﺎ ﯾﻠﻣﺳـﻪ ﻣـن ﺻـدق وأﻣﺎﻧـﺔ‬
‫وﻧ ازﻫــﺔ ﻓ ــﻲ ﻋﻣﻠﻬ ــﺎ ‪ .‬ﻓﻔ ــﻲ ﺳ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛ ــﺎل ‪ ،‬أن دﻓ ــﻊ اﻟﻔـ ـواﺗﯾر) ﻗـ ـواﺋم اﻟﺣﺳ ــﺎب( ﻓ ــﻲ وﻗﺗﻬ ــﺎ اﻟﻣﺣ ــدد ‪،‬‬
‫وﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟودة ﯾﺳﻬﻣﺎن ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾدة ‪ ،‬وﺗطـوﯾر أواﺻـر اﻟﺛﻘـﺔ ﻣـﻊ اﻟﻣﺟﻬـزﯾن‬
‫واﻟﻣــوردﯾن واﻟزﺑــﺎﺋن واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ‪ .‬وأﺑﺳــط ﻣﺛــﺎل أن ﺗﻛ ــون ﻟورﺷــﺔ ﺗﺻــﻠﯾﺢ ﺳــﯾﺎرات ﺳــﻣﻌﺔ ﺣﺳــﻧﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫‪113‬‬
‫ﻣﺟــﺎل ﺟــودة اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻣﻘدﻣــﺔ واﻷﺳــﻌﺎر اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ ‪ ،‬ﻓــﺄن اﻟزﺑــﺎﺋن ﺳــﯾﻌﺎودون اﻟﺗﻌﺎﻣــل ﻣﻌﻬــﺎ ‪ ،‬ﻋﻧــدﻣﺎ‬
‫ﺗﺣﺗ ــﺎج ﺳ ــﯾﺎراﺗﻬم ﻟﻠﺗﺻ ــﻠﯾﺢ ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺻ ــﯾﻐﺔ ﺗﻛ ــون اﻟورﺷ ــﺔ ‪ ،‬ﻗ ــد ادارت ﻋﻼﻗﺎﺗﻬ ــﺎ ﻣ ــﻊ اﻟزﺑ ــﺎﺋن‬
‫ﺑﻧﺟﺎح ‪.‬‬
‫‪ (2‬اﻷﺳﺗﻘطﺎب ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ‪ :‬ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب ﻓﻲ ﻛﺳـب ﻣﻧﺎﻓﺳـﯾﻬﺎ اﻟـﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬـﺎ ﺣﺻـﺔ أو‬
‫ﺣــق ﺑﻣــﺎ ﺗﻔﻌﻠــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻣﺻــﺎﻟﺣﻬم ‪ .‬ﻓﺷــرﻛﺎت أﻧﺗــﺎج اﻷدوﯾــﺔ ﺗُرﺿــﻲ اﻷطﺑــﺎء ﺑرﻋﺎﯾﺗﻬــﺎ‬
‫ﻟﻠﻣــؤﺗﻣرات اﻟطﺑﯾــﺔ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ ﺗﻌــﺎطﻔﻬم ﻣــﻊ ﻣﺻــﺎﻟﺣﻬﺎ‪ .‬وﻣــن اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺷــﺎﺋﻌﺔ ﻟﻸﺳــﺗﻘطﺎب ‪،‬‬
‫وﻫــو ﻣﺷ ــﺎرﻛﺔ اﻟزﺑــﺎﺋن واﻟﻣ ــوردﯾن‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬ ــم ﺿــﻣن أﺻ ــﺣﺎب اﻟﻣﺻ ــﺎﻟﺢ ‪ ،‬وﻣــﻧﺣﻬم دو اًر ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾ ــر‬
‫اﻷﺳـﺗراﺗﯾﺟﻲ ‪ .‬وأﺑــرز ﻣﺛــﺎل ﻣــن واﻗﻌﻧـﺎ اﻟﻌ ارﻗــﻲ ﻣــﺎ ﺗﺳــﺗﺧدﻣﻪ اﻟﻣـدارس اﻷﻫﻠﯾــﺔ ﻣــن إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺿــم‬
‫أوﻟﯾﺎء أﻣور اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟس اﻷﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت‪.‬‬
‫‪ (3‬اﻟﻌﻘـــود ﺑﻌﯾـــدة اﻷﻣـــد ‪ :‬ﯾﺗﻣﺛ ــل اﻟﻐــرض ﻣــن اﻟﻌﻘــود ﺑﻌﯾــدة اﻷﻣــد ﻓــﻲ ﺗﻘﻠﯾــل اﻟﻛﻠــف ﻋــن طرﯾ ــق‬
‫اﻟﻣﺷ ــﺎرﻛﺔ ﻓـــﻲ اﻟﻣـ ـوارد أو اﻟﻣﺧ ــﺎطر اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻧط ــوي ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﻟﺑﺣ ــث واﻟﺗط ــوﯾر واﻟﺗﺳ ــوﯾق واﻟﻧﺷ ــﺎطﺎت‬
‫اﻷﺧـرى ‪ ،‬ﻓﻬـو أﻗـل اﻟﺻــﯾﻎ رﺳـﻣﯾﺔ ‪ ،‬إذ ﻻ ﺷـﻲء ﯾـرﺑط ﺑـﯾن اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ﺳــوى أﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﻌﻘـد ‪ .‬وﯾﻣﻛــن‬
‫ﻟﻠﻌﻘــد أن ﯾﻛــون ﺷــﻔوﯾﺎً أو ﺗﺣرﯾرﯾـﺎً ﻣﻌﻠﻧـﺎً أو ﻏﯾــر ﻣﻌﻠــن ‪ ،‬وﻗــد ﺗﻛــون ﻋرﺿــﯾﺔ ‪ .‬ﻓﻘــد ﯾﺟﺗﻣــﻊ رؤوﺳــﺎء‬
‫اﻟﺷــرﻛﺎت ﻋﻠــﻰ ﻣﺎﺋــدة طﻌــﺎم ﺑﺷــﻛل ﻣﻧــﺗظم ﻟﺗﺷــﺎرك اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪ ،‬وﺳــﺑل ﺗﺣﺳــﯾن ﻣﻧــﺗﺞ ﻣﻌــﯾن ‪ ،‬وﻗــد‬
‫ﺗﻛــون ﺗﺣرﯾرﯾــﺔ ﻟﺗﺣدﯾــد أﺟـراءات ﺗﺑــﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت أو اﻟﺗﺷــﺎرك ﻓــﻲ اﻟﻣ ـوارد ‪ ،‬وذﻟــك ﺳــﻌﯾﺎً ﻟﻸﺳــﺗﻔﺎدة‬
‫ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺳـﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل ‪ ،‬ﻗـد ﺗﺑـرم ﺷـرﻛﺔ ﺗﺻـﻧﯾﻊ اﻟﺣﺑـوب اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ‬
‫ﻟوزراة اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻋﻘدًا ﻣـﻊ اﻟﻔﻼﺣـﯾن اﻟـذﯾن ﯾزرﻋـون اﻟـذرة واﻟﺣﻧطـﺔ واﻟﺷـﻌﯾر اﻟـذي ﺗﺣﺗﺎﺟـﻪ ﻟﻣـدة‬
‫ﺧﻣﺳﺔ ﺳﻧوات ‪ .‬ﻓﺎﻟﺷرﻛﺔ ﻫـذﻩ ﻗـد ﺗواﻓـق ﻋﻠـﻰ دﻓـﻊ ﺳـﻌر ﻣﻌـﯾن ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺻـﯾل‪ ،‬ﺑﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن‬
‫اﻟﺳــﻌر اﻟﺳــﺎﺋد ﻓــﻲ اﻟﺳــوق ‪ .‬وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ‪ ،‬ﻗــد ﯾ ـرﺑﺢ ﻛــل ﻣــن اﻟط ـرﻓﯾن ﻷﻧﺗﻔــﺎء وﺟــود ﻣﺻــدر‬
‫ﻼ‪.‬‬
‫اﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ‪ ،‬أﻻ وﻫو اﻟﺗذﺑذب ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑ ً‬
‫‪ (4‬اﻟﺗﺣــــــﺎﻟف اﻹﺳــــــﺗراﺗﯾﺟﻲ ‪ :‬ﯾﻌـ ـ ــد اﻟﺗﺣـ ـ ــﺎﻟف اﻻﺳـ ـ ــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟوﻗـ ـ ــت اﻟﺣﺎﺿـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن أﻛﺛـ ـ ــر‬
‫اﻷﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺷﯾوﻋﺎً ﻓـﻲ إدارة اﻷﻋﺗﻣﺎدﯾـﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ اﻟﺗﻌﺎﺿـدﯾﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺗﻣﺛـل أﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ‬
‫ﺗﻠ ــزم ﺷ ــرﻛﺗﯾن أو أﻛﺛ ــر ﻟﻠﺗﺷ ــﺎرك ﻓ ــﻲ ﻣواردﻫﻣ ــﺎ ﻟﺗﻛ ــوﯾن ﻓ ــرص ﻋﻣ ــل ﻣﺷ ــﺗرﻛﺔ ﺑﯾ ــﻧﻬم‪ (15).‬ﻓﻔ ــﻲ ﻋ ــﺎم‬
‫)‪ (2005‬ﺷــﻛﻠت ﺷــرﻛﺗﻲ )‪ ، (Microsoft‬و )‪ (MTV‬ﺗﺣﺎﻟﻔ ـًﺎ أﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾًﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ ﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ‪Apple-‬‬
‫)‪ . (iPod‬وﺷ ــﻛﻠت ﻓ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎم ﻧﻔﺳ ــﻪ )‪ (Intel) ، (BMW‬ﺗﺣﺎﻟﻔـ ـﺎً ﻷدﺧ ــﺎل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ )‪ (Intel‬ﻓ ــﻲ‬
‫ﻣﻧﺗﺟــﺎت )‪ . (BMW‬وﺑﺷــﻛل ﻋــﺎم ‪ ،‬ﺗﻠﺟــﺄ اﻟﺷــرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ اﻟﻛﺑﯾـرة ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﺻــﻧﺎﻋﺔ وأﺳــﺗﺧراج‬

‫‪114‬‬
‫اﻟــﻧﻔط داﺧــل اﻟﻌـراق اﻟــﻰ اﻟﺷــﻛل اﻟرﺳــﻣﻲ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻟﺗﺣﺎﻟﻔــﺎت اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ‬
‫وﺻوﻟﻬﺎ ﻟﻠﻣوارد ‪.‬‬
‫‪ (5‬اﻟﺗواطــؤ واﻷﺣﺗﻛــﺎر‪ :‬ﯾﻌــد اﻟﺗواطـؤ اﺗﻔﺎﻗـﺎً ﺳـرﯾًﺎ ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﯾن ﻟﻠﺗﺷــﺎرك ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻟﻐــرض ﻏﯾــر‬
‫ﻗ ــﺎﻧوﻧﻲ أو ﻣﺧﺎدﻋـ ــﺔ وﻣﻧـ ــﺎورة ‪ ،‬ﻣﺛ ــل أﺑﻘـ ــﺎء اﻷﺳـ ــﻌﺎر ﻣرﺗﻔﻌ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺻ ــﻧﺎﻋﺔ رﻗﺎﻗـ ــﺎت اﻟـ ــذاﻛرة‬
‫اﻟوﻣﺿــﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﻣ ـؤاﻣرة ﺑــﯾن اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻟﺗﻘﻠﯾــل اﻟﻼﺗﺄﻛــد اﻟﺗﻧﺎﻓﺳــﻲ اﻟــذي ﺗواﺟﻬــﻪ ‪ .‬وأﻣــﺎ اﻷﺣﺗﻛــﺎر ‪،‬‬
‫ﻓﻬ ــو أﺗﻔ ــﺎق ﺑ ــﯾن ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﺷ ــرﻛﺎت ﺗﺗواﻓ ــق ﻓﯾﻣ ــﺎ ﺑﯾﻧﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻧﺳ ــﯾق أﻧﺷ ــطﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻓﻌﻠ ــت ﺷ ــرﻛﺔ‬
‫)‪ ، (Samsung‬وﺑﻌ ــض اﻟﺷ ــرﻛﺎت اﻷﺧ ــرى اﻟﻣﻧﺗﺟ ــﺔ ﻓ ــﻲ أﺣﺗﻛ ــﺎر أﻧﺗ ــﺎج وﺗﺳ ــوﯾق رﻗﺎﻗ ــﺎت اﻟ ــذاﻛرة‬
‫ﻓﺈن اﻟﺗواطؤ واﻷﺣﺗﻛـﺎر ﯾزﯾـدان ﻣـن أﺳـﺗﻘرار وﻏﻧـﻰ ﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ‪ ،‬وﯾﻘﻠّـﻼن ﻣـن‬ ‫اﻟوﻣﺿﯾﺔ ‪ .‬وﻋﻠﯾﻪ ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻼ ﻏﯾــر ﻗــﺎﻧوﻧﻲ وﻣﺷــﯾن ﻟﻛــون ﻓﯾــﻪ ﺣﺎﻟــﺔ‬ ‫ﺗﻌﻘﯾــد اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳــﯾن ‪ ،‬ﻏﯾــر أﻧﻬﻣــﺎ ﯾﻌــدان ﻋﻣ ـ ً‬
‫ﺗﺂﻣرﯾﺔ ﺿـد اﻟزﺑـﺎﺋن واﻟﺷـرﻛﺎت اﻷﺧـرى اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـﻊ ﺧـﺎرج اﻷﺗﻔـﺎق ‪ .‬وﻗـد ﺗﺗـﺂﻣر اﻟﺷـرﻛﺎت أﯾﺿـﺎً ﺑﺷـﻛل‬
‫ﺻ ــرح ﺑﻌ ــض ﺷ ــرﻛﺎت‬ ‫ﺷ ــﻔوي ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﺗﺻـ ـرﯾﺣﺎت اﻟﻌﻠﻧﯾ ــﺔ ﻹﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳ ــﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﺗُ ّ‬
‫اﻟطﯾران ﺑرﻓﻊ أﺳﻌﺎرﻫﺎ ‪ ،‬وﺗﻧﺗظر ﻓﯾﻣﺎ اذا ﻛﺎن ﺑﺄﻣﻛﺎن ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻬﺎ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ﺗﻠك اﻷﺳﻌﺎر ‪.‬‬
‫‪ (6‬اﻷرﺗﺑــﺎط ﺑطــرف ﺛﺎﻟــث ‪ :‬وﻫــﻲ ﺗﻣﺛــل ﻫﯾﺋــﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﺗﺗــﯾﺢ ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﺗﺷــﺎرك ﻓــﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ‪،‬‬
‫وﺗﻧظــﯾم اﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻧــﺎﻓس ﺑﻬــﺎ ‪ .‬وﻣﺛﺎﻟﻬــﺎ ﺗﻠــك اﻟﻧﻘﺎﺑــﺎت واﻷﺗﺣــﺎدات اﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﻣﻬﻣ ــﺔ‬
‫ﺗﻣﻛـﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳــﯾن ﻣــن اﻟﺷــرﻛﺎت ﻓـﻲ اﻟﺻــﻧﺎﻋﺔ اﻟواﺣــدة ﻣــن اﻷﻟﺗﻘـﺎء اﻟﻔﻧــﻲ وﺗﺑــﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ‪ٕ .‬وا ﱠن‬
‫ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋـل ﻣـن ﺧـﻼل اﻟطـرف ‪ ،‬ﻗـد ﯾﻘﻠـل ﻣـن ﺧـوف أو ﻏـدر ﺷـرﻛﺔ ﺑـﺄﺧرى أو ﺣﺗـﻰ ﺧـداﻋﻬﺎ ‪ ،‬أو‬
‫ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺗﺑﻧـﻲ ﺳﯾﺎﺳـﺎت ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺻـﻧﺎﻋﺔ أو اﻟﻣﻧﺗﺟـﺎت اﻟوطﻧﯾـﺔ ‪ .‬وﻛـذﻟك ﻣـن‬
‫أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ أﺳواق اﻷﺳﻬم وﻏرف اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وﻫﯾﺋﺎت رﺟـﺎل اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺗـﻲ وﺟـدت ﻟﺗﻧظـﯾم اﻟﻌﻼﻗـﺔ‬
‫ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳ ــﯾن ﻋ ــن طرﯾ ــق وﺿ ــﻊ ﻗـ ـواﻧﯾن وﻣﻌ ــﺎﯾﯾر ﺗﺳ ــﺎﻋد ﻋﻠ ــﻰ ﺗـ ـوازن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﺔ‬
‫اﻟواﺣدة‪ ،‬وزﯾﺎدة ﻏﻧﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗﻘﻠﯾل ﺗﻌﻘﯾدﻫﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت‪.‬‬
‫‪ (7‬اﻷﻧــدﻣﺎج واﻷﺳــﺗﺣواذ ‪ :‬وﻫــو اﻟﺳــﻼح اﻷﺧﯾــر اﻟــذي ﺗﻣﻠﻛــﻪ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻓــﻲ اﻷﻋﺗﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟــﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﻧﺎﻓﺳـ ــﯾﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ـوارد ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻷﻧـ ــدﻣﺎج ﻣـ ــﻊ ﻣﻧظﻣـ ــﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳـ ــﺔ ‪ ،‬أو اﻻﺳـ ــﺗﺣواذ ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ‪.‬‬
‫ﺣﺳﻧﺎن ﻣن اﻟﻣﻛﺎﻧـﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳـﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣـﺔ ‪ ،‬وﯾﺗﯾﺣـﺎن ﻟﻬـﺎ ﺗوﺳـﯾﻊ وﺗﻌزﯾـز ﻣﺟﺎﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻓﺎﻷﻧدﻣﺎج واﻷﺳﺗﺣواذ ُﯾ ّ‬
‫وزﯾﺎدة ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣـن اﻟزﺑـﺎﺋن ‪ .‬ﻓﻔـﻲ ﺳـﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل ‪ ،‬ﯾﻣﻛـن‬
‫أن ﯾﺳ ــﺗﺣوذ اﻟﻣﺻ ــرف اﻟ ــوطﻧﻲ اﻷﺳ ــﻼﻣﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺻ ــﺎرف اﻷﻫﻠﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﻐﯾرة اﻟﻣوﺟ ــودة ﻓ ــﻲ ﺑﯾﺋ ــﺔ‬ ‫ْ‬
‫اﻟﻣﺻ ــﺎرف اﻟﻣﺣﻠﯾ ــﺔ ﻟﺗﻛـ ــوﯾن أﻛﺑ ــر ﻣﺻـ ــرف أﺳ ــﻼﻣﻲ ﻓـــﻲ اﻟﻌ ـ ـراق ‪ ،‬وﯾﻛ ــون ﺑﺄﻣﻛﺎﻧـ ــﻪ اﻟﺗﻧ ــﺎﻓس ﻣـ ــﻊ‬
‫ﻣﺻـرﻓﻲ اﻟ ارﻓــدﯾن واﻟرﺷــﯾد اﻟﺣﻛــوﻣﯾﯾن ‪ ،‬وﻛــذﻟك ﻣــﻊ ﻓــروع اﻟﻣﺻــﺎرف اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ اﻟداﺧﻠــﺔ ﻟﺳــوق اﻟﻣــﺎل‬
‫اﻟﻌراﻗﻲ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل‬
‫ﯾﺗوﺟــﻪ اﻟﻌــﺎﻟم ﺑﺄﺟﻣﻌــﻪ ﻟد ارﺳــﺔ أﺧﻼﻗﯾــﺎت ﻣﻧظﻣــﺎت اﻷﻋﻣــﺎل واﻟــدور اﻟﻘﯾــﺎدي ﻹداراﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﺗطوﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﺿـﻼً ﻋـن ﻣراﺟﻌـﺔ وﺗﺣﻠﯾـل اﻷﺳـس واﻟﻘواﻋـد اﻟﺗـﻲ ﺗُﻣ ﱠﻛـن اﻟﻣـدراء ﻓـﻲ‬
‫ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﻣﻌﺿ ــﻼت اﻷﺧﻼﻗﯾ ــﺔ ﻋﺑ ــر ﺗط ــوﯾر اﻟﺳ ــﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣ ــﻲ ﻟﻬ ــﺎ‪ .‬ﻓﻠﻘ ــد أدى ﻛﺛـ ـرة اﻟﺳ ــﻠوﻛﯾﺎت‬
‫اﻟﻼأﺧﻼﻗﯾ ــﺔ اﻟ ــﻰ ﺷ ــد أﻧﺗﺑ ــﺎﻩ وﺗرﻛﯾ ــز اﻹدارة ﻧﺣ ــو د ارﺳ ــﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾ ــﺎت واﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﺗواﺟﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻً‪ :‬أﺧﻼﻗﯾﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل‬
‫ـﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻧﺎوﻟﻧ ــﺎﻩ ﻓ ــﻲ ﺑﯾﺋ ــﺔ اﻷﻋﻣ ــﺎل ﺗﺣﺗ ــﺎج اﻟﻣﻧظﻣ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﻣرﺣﻠ ــﺔ اﻟراﻫﻧ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﺑﻧ ــﺎء‬
‫ﺑﻧ ـ ً‬
‫وﺗطـوﯾر ﻧظــﺎم أﺧﻼﻗﯾــﺎت اﻹدارة ﻟﺗﺳــﯾﯾر وﺗوﺟﯾــﻪ ﺳــﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن واﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻷﺗﺟــﺎﻩ اﻟﺻــﺣﯾﺢ‬
‫‪ ،‬وذﻟــك ﻋﺑــر ﺗزوﯾــد اﻟﻣــدراء ﺑــﺎﻷدوات اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟوﻧﻬــﺎ ﻟﻣواﺟﻬــﺔ‬
‫اﻟﻣﺷ ــﻛﻼت اﻟﻛﺛﯾـ ـرة اﻟﺗ ــﻲ ﻣ ــن ﺑﯾﻧﻬ ــﺎ ‪ :‬ﻫ ــدر اﻟﻣ ــﺎل اﻟﻌ ــﺎم ‪ ،‬ﺿ ــﯾﺎع وﻗ ــت اﻟﻌﻣ ــل ‪ ،‬اﻟرﺷ ــوة ‪ ،‬ﺗﻐﻠﯾ ــب‬
‫اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﺛـ ـرة اﻟﺗـ ــﺎﻟف واﻟﺿ ــﺎﺋﻊ ﻣـ ــن اﻟﻣـ ـواد‪ ،‬ﺳ ـ ـرﻗﺎت اﻟﻣـ ـواد واﻷدوات واﻟﻣﻣﺗﻠﻛـ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻣﺛــل ﻣﻔﻬــوم " اﻷﺧﻼﻗﯾــﺎت" ‪ ،‬ﺑﺷــﻛل ﻋــﺎم ﻗــﯾم وﻣﻌﺗﻘــدات اﻟﻣــدراء واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ‪ ،‬ﺑﺷــﺄن ﻣــﺎ ﻫــو‬
‫ﺻـ ــﺣﯾﺢ وﺧـ ــﺎطﺊ أو ﺟﯾـ ــد ورديء ‪ .‬وﯾﻣﺛـ ــل ﻣﻔﻬـ ــوم " اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ " اﻟﻘﺿـ ــﯾﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾـ ــﺔ‬
‫اﻷوﻟــﻰ ﻓــﻲ أﻟﺗ ـزام اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ أو اﻹﺳــﻬﺎم ﻓــﻲ ﺗﺣﺳــﯾن ﺑﯾﺋــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻣــل ﻓﯾــﻪ‪.‬‬
‫)‪(13‬‬

‫وﺗُﻌـ ﱠـرف أﺧﻼﻗﯾــﺎت اﻹدارة ‪ ،‬ﺑﺈﻧﻬــﺎ ﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺳــﻠوك اﻹداري واﻟﺣﻛــم اﻷﺧﻼﻗــﻲ ﻟﻠﻣــدراء اﻟــذﯾن ﯾﻔﺗــرض‬
‫أن ﯾﻣﯾــزوا ﺑــﯾن اﻟﺻــﺣﯾﺢ واﻟﺧطــﺄ ﻓــﻲ أﺛﻧــﺎء ﺗــﺄدﯾﺗﻬم اﻷﻋﻣــﺎل واﻟﻣﻬﻣــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ‪ .‬وﺑﺎﻷﺳــﺎس‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛـل ﻗـﯾم وﻣﻌﺗﻘـدات وﻗواﻋـد أﺧﻼﻗﯾـﺔ ﺣﺎﻛﻣـﺔ ﻟﻠطرﯾﻘـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻧﺑﻐـﻲ أن ﯾﺗﺻـرف ﺑﻬـﺎ أﺣـدﻫم إزاء‬
‫اﻵﺧر‪ ،‬وﻫﻲ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺷﻛل ﺟزًء ﻣﻬﻣًﺎ ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل‪.‬‬
‫أن ﺗﻣـ ــﺎرس ﺑـ ــدورﻫﺎ أﻓﻌـ ــﺎﻻً وﺳـ ــﻠوﻛﯾﺎت ﺗﺗﺳـ ــﺑب ﺑﺎﻟﺿـ ــرر‬
‫ﻻ ﯾﻔﺗـ ــرض ﺑﻣﻧظﻣـ ــﺎت اﻷﻋﻣـ ــﺎل ْ‬
‫ﻟﺳــﻣﻌﺗﻬﺎ واﻷﺳــﺎءة ﻹداراﺗﻬــﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺳــﻣﺢ ﻟﻣــدراﺋﻬﺎ واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬــﺎ ﺑﺎﻷﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن ﻣ ـواﻗﻌﻬم اﻟوظﯾﻔﯾــﺔ‬
‫أن ﺗﻌﻣــل ﺑﻬــﺎ‬
‫ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﺳــﻠوﻛﯾﺎت ﻻأﺧﻼﻗﯾــﺔ أو ﻣﺷــﯾﻧﺔ‪ .‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ ‪ ،‬ﺗوﺟــد أوﻟوﯾــﺎت ﯾﺟــب ْ‬
‫اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻟﺗﺣدﯾــد طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺎت اﻷﺧﻼﻗﯾــﺔ اﻟﻣطﻠــوب ﻣﻣﺎرﺳــﺗﻬﺎ ﻓﯾﻬــﺎ ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﯾوﺿــﺣﻬﺎ اﻟﺷــﻛل‬
‫)‪(14‬‬
‫)‪ ، (11‬وﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ (1‬ﺗطــوﯾر اﻟﺣﺎﺟــﺔ ﻟوظﯾﻔــﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻬﯾﻛــل اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ‪ :‬ﺗﺗــوﻟﻰ ﻣﻬﻣــﺔ اﻟﺗوﻋﯾــﺔ ﺑﺄﺧﻼﻗﯾــﺎت‬
‫اﻹدارة واﻟوظﯾﻔـﺔ واﻷﻋﻣـﺎل ‪ ،‬وﺑﺣﯾـث ﺗﺷـﺟﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣواﺋﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻘـﯾم واﻟﺳـﻠوك ﻓـﻲ ﻋﺻـر ﻣـﺎ ﯾﺳـﻣﻰ‬
‫ﺑﺎﻹدارة اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﺛﻘف واﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺿراء‪.‬‬
‫‪ (2‬ﺧﻠـــق ﺛﻘﺎﻓـــﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾـــﺔ أﺧﻼﻗﯾـــﺔ ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛ ــل ﺑﺗط ــوﯾر اﻷﻟﺗ ـزام اﻟﺷﺧﺻ ــﻲ ﻟﻠﻣ ــدراء اﻟﻣؤﯾ ــد ﻟﻠﻘ ــﯾم‬
‫داﺧﻠﻬــﺎ ‪ ،‬وﻧﻘﻠﻬ ــﺎ إﻟ ــﻰ اﻟﻣرؤوﺳ ــﯾن ﺑﻛــل أﻣﺎﻧ ــﺔ وﺻ ــدق ‪ ،‬ﺑﺣﻛ ــم ﻣﻧﻔﻌﺗﻬــﺎ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣ ــﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ‬
‫ﻛﻛ ــل‪ .‬ﻓﻣ ــﺎذا ﻟ ــو ﺗٌــرك اﻟﻌ ــﺎﻣﻠون ﻋﻠ ــﻰ أﻫـ ـواﺋﻬم ﯾﻔﻌﻠ ــون ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ إﻧﻬ ــم ﺳﯾﺳ ــﻌون ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق أﻫ ــداﻓﻬم‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬واﻷﺿرار ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ (3‬إﻋـــداد ﻣـــدوﻧﺎت وظﯾﻔﯾـــﺔ ﻟﻸﺧـــﻼق ‪ :‬ﺗﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻟﺳ ــﻠوك اﻟﻔ ــردي ﻟﻠﻌ ــﺎﻣﻠﯾن واﻟﺳ ــﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣ ــﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺔ ﻛﻛــل ‪ ،‬وﺑﺷــﻛل ﯾﻣﻧ ــﻊ وﯾﻧﺑــذ اﻟﺗﺻ ـرﻓﺎت اﻟﺧﺎطﺋ ــﺔ واﻟﻣﺷــﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﻣﺛــل ﻗﺑ ــول اﻟرﺷــوة ﻓــﻲ ﺑﯾﺋ ــﺔ‬
‫اﻷﻋﻣــﺎل ﻛﻌﻧﺻــر ﻫــﺎدف ﻟﻠﺗــﺄﺛﯾر ﻓــﻲ اﻟﻣــدراء ﻛــﻲ ﯾــؤدي واﺟﺑــﺎﺗﻬم ﺑﺷــﻛل ﻻأﺧﻼﻗــﻲ ‪ٕ ،‬واﺑـرام اﻟﻌﻘــود‬
‫ﻏﯾر اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ أو ﺗﺟﺎﻫل ﻟواﺋﺢ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺳﻼﻣﺔ ‪ ،‬أو اﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ اﻷﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻟﯾﺳــت ﻫﻧﺎﻟــك ﻣﻌــﺎﯾﯾر أﺧﻼﻗﯾــﺔ ﻣﺣــددة ‪ ،‬أو ﻗــﯾم أﺧﻼﻗﯾــﺎت ﺛﺎﺑﺗــﺔ ﺗﺣــدد اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻘوﯾﻣــﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻛــل اﻷﺣ ـوال ﯾﻌﺗﻣــد ذﻟــك ﻋﻠــﻰ ﻣوﺟﻬــﺎت داﺧﻠﯾــﺔ ﯾﻣﻛــن ﺗﺳــﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑـ ـ ـ " اﻟﺿــﻣﯾر‬
‫اﻟﺣــﻲ" ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻗــد ﻻ ﺗﺧﺿــﻊ ﻟﻘـواﻧﯾن أو أﻧظﻣــﺔ ﺧﺎرﺟﯾــﺔ ‪ .‬ﻓــﺎﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠـواﺋﺢ واﻷﻧظﻣــﺔ وﺣــدﻫﺎ ﻗــد ﻻ‬
‫ﺗﻛﻔﻲ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﺗﻘﺗرن ﺑـﺎﻷﻟﺗزام اﻷدﺑـﻲ واﻟﻣﺑـدﺋﻲ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن‪ .‬وﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ‪ ،‬ﯾﻣﺛـل اﻟﺳـﻠوك‬
‫اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻧﻣط اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﺻـﺣﯾﺢ اﻟـذي ﯾﻘـوم ﺑـﻪ اﻟﻌـﺎﻣﻠون ﻓـﻲ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ‪ ،‬وﯾـؤﺛر ﻓـﻲ ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬـﺎ ﺑﺻـورة‬
‫ﻣﺑﺎﺷ ـرة أو ﻏﯾــر ﻣﺑﺎﺷ ـرة ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛــل ﺗﺄﺛﯾ ارﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻷداء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ اﻟﻛﻠﯾــﺔ ﻟﻬ ـﺎ‪ ،‬وﻓــﻲ‬
‫وﻻء اﻟزﺑﺎﺋن ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻠون ﯾﺳﻠﻛون أﻧﻣﺎطﺎً ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫أن ﺗ ارﻗ ــب اﻟﻣﻧظﻣـ ــﺔ ﺳ ــﻠوﻛﯾﺎت اﻷﻓ ـ ـراد اﻟﻌ ــﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬـ ــﺎ ‪ ،‬وﺗﺣـ ــدد‬
‫ـﺎء ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟ ــك ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐـ ــﻲ ْ‬
‫ﺑﻧ ـ ً‬
‫أﺳــﺑﺎﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﺣــﺎول ﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻣﺳــوﻏﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﻌﻠﻬــم ﯾﺳــﻠﻛوا ﻣﺛــل ﻫــذا اﻟﺳــﻠوك دون ﻏﯾـرﻩ ‪ .‬ﻓﻠــو ﻛــﺎن‬
‫أﺣ ــد اﻟﻌ ــﺎﻣﻠﯾن ﻣﺷﺎﻛﺳـ ـًﺎ ﻣﻧﺎﻓﻘـ ـًﺎ ) ﺻ ــﻌب اﻟﻣـ ـراس ( ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﯾﻣﻧ ــﻊ اﻵﺧـ ـرﯾن ﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــل ‪ ،‬وﯾﻛ ــون‬
‫ﻣﺻــدر إزﻋــﺎج وأرﺗﺑــﺎك ﻟﻬــم وﺑﺻــورة ﻣﺗﻛــررة ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻣــﺎ أﺳــﺗطﺎﻋت اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻋﺑــر إدارﺗﻬــﺎ أن ﺗﻔﻬــم‬
‫أﺳ ــﺑﺎب ﻣﺛ ــل ﻫ ــذا اﻟﺳ ــﻠوك ‪ ،‬ﺳ ــﯾﻛون ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬ ــﺎ ﺗﻐﯾﯾـ ـرﻩ وﺗوﺟﯾﻬ ــﻪ ﻟﯾﻛ ــون ﻧﻣطـ ـﺎً إﯾﺟﺎﺑﯾـ ـﺎً أﺧﻼﻗﯾـ ـﺎً ﻓ ــﻲ‬
‫)‪(15‬‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻪ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛون ﺗرﻛﯾزﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾر ﻓـﻲ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ أو ﺑﯾﺋـﺔ اﻷﻋﻣـﺎل‪ ،‬ﻓ ــﺎﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻔﻘـودة ﯾﻧﺑﻐـﻲ أن‬
‫ﺗﺗﻣﺣور ﻧﺣو اﻟﻣﺣﺎور اﻵﺗﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ (1‬إﺟراء دراﺳﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ‪ :‬ﺗﺗﻧـﺎول ﻛﯾﻔﯾـﺔ ﺧﻠـق ﺑﯾﺋـﺔ ﻋﻣـل ﺳـﻠﯾﻣﺔ أﺧﻼﻗﯾـﺎً ‪ ،‬وﺗﻧﺷـﺋﺔ ﻣـدراء ﯾﺗﻣﺗﻌـون‬
‫ﺑﺳﻠوﻛﯾﺎت وظﯾﻔﯾﺔ ﻗوﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ‪.‬‬
‫‪ (2‬ﺗﺣدﯾــد ﻛﯾــف ﯾﺗﺻــرف اﻟﻣــدراء أوﻻ وأﺧﯾ ـراً ‪ :‬ﺑﺣﯾــث ﺗﺗﺷــﻛل اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن ﻗوﻟﺑﺗﻬــﺎ ﻟﺻــﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻌﯾدًا ﻋن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺿﯾﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ (3‬دراﺳـــﺔ ﺳـــﺑل إﯾﺟـــﺎد ﺑﯾﺋـــﺔ أﻋﻣـــﺎل ﻏﯾـــر ﻓﺎﺳـــدة ‪ :‬ﺗط ــوﯾر اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣ ــﺔ ‪،‬‬
‫واﻷﺑﺗﻌــﺎد ﻋــن اﻷﻧﺷــﻐﺎل ﻟﻸﺷــﺎرة إﻟــﻰ اﻟــذﻧب واﻟﻌﻘوﺑــﺔ اﻟﻣﺷــددة ٕواﺣﺑــﺎط اﻟﻣــدراء ‪ ،‬وﺿــﯾﺎع اﻟﻣواطﻧــﺔ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟدﯾﻬم‪.‬‬
‫ﻟﻘـد طـرَح اﻟﺑـﺎﺣﺛون ﻗﺿــﺎﯾﺎ ﻋدﯾـدة ﻟﺗﻧظـﯾم اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑــﯾن إدارة اﻟﻣﻧظﻣـﺔ واﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﯾطﻬــﺎ ‪،‬‬
‫وﻣن أﺑرزﻫﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ (1‬اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣدراء ﺑﺈﻧﻬم ﺟزء ﻣن ﻧظﺎم أو ﺛﻘﺎﻓﺔ أﻋـم وأﺷـﻣل ﻣـن اﻟﻌﻣـل ‪ ،‬ﻣﺛـل اﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ ‪ ،‬اﻟوﺣـدة‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﻛﺎﻟﻘﺳم أو اﻟﺷﻌﺑﺔ ‪ ،‬اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ‪ ،‬اﻟﻔرﯾق ‪ ،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل‪ ،‬واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻛﺑر‪.‬‬

‫‪ (2‬ﻻ ﯾﻌــد اﻟﻧظــﺎم أو اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ ﺣﺎوﯾــﺔ ﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺗﺣــوي أﻏ ارﺿ ـًﺎ وأﺷـ ً‬
‫ـﯾﺎء ﻛﺛﯾ ـرة ‪ ،‬ﺑــل إن اﻟﻣــدراء‬
‫ﯾﻌﯾﺷــون ﻓــﻲ أﻧظﻣــﺔ ﻣﺗﻌــددة ‪ ،‬وﯾﺗــﺄﺛرون ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠــﺔ أو اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻠــداﻧﻬم ‪ ،‬وﻣــﺎ ﯾﺣــﯾط‬
‫ﺑﻬــم ﻣــن دول أﺧــرى ‪ ،‬ﻣــن ﺣﯾــث ﻣــﺎذا ﺗرﯾــد ‪ ،‬وﻛﯾــف ﺗﻌــﯾش ‪ ،‬وﺑﻣــﺎذا ﯾﻔﻛــر ﻣواطﻧﯾﻬــﺎ ‪ ،‬وﻫــل ﯾﻣﻛــن‬
‫اﻷﺳﺗﻔﺎدة ﻣن طروﺣﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﻧﻘل وﺗﺣوﯾل اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣؤﺷرات اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ اﻟﻰ واﻗﻊ ﻋﻣﻠﻲ ﻣﻠﻣوس‪.‬‬
‫‪ (3‬أﻫﻣﯾ ــﺔ أدراك اﻟﻣ ــدراء ﺑ ـ ﱠ‬
‫ـﺈن اﻟﻣﻧظﻣ ــﺎت ﺗ ــؤﺛر وﺗﺗ ــﺄﺛر أﺣ ــداﻫﺎ ﺑ ــﺎﻷﺧرى ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ أﻧﻬ ــﺎ ﺗﻣﺛ ــل أﻧظﻣ ــﺔ‬
‫ﺗﺟﺎوﺑﯾﺔ ﺗﺄﺧذ وﺗﻌطﻲ وﺗﺗﻔﺎﻋل ‪ ،‬وذات ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﺗداؤﺑﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ‪.‬‬
‫‪ (4‬ﺗﻌـد ﻋﻣﻠﯾــﺎت اﻟﻧظــﺎم ﻟﯾﺳـت ﺟﺎﻣــدة ‪ ،‬واﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻫــﻲ أﻛﺛـر ﻣــن ذﻟــك ﺑﺄﻧﻬـﺎ ﻋﻣﻠﯾــﺔ إدارﯾــﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ‬

‫‪118‬‬
‫دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻷﻓﻌﺎل وردود أﻓﻌﺎل ﻣﺗﻛررة وﻣﺳﺗﻣرة ﻋﻠﻰ اﻟدوام‪.‬‬
‫‪ (4‬ﺗرﻛﯾــز اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻋﻠــﻰ ﺧﻠــق ﺛﻘﺎﻓــﺔ ذات ﻗﯾﻣــﺔ ﻣﻌﻧوﯾــﺔ وأﻋﺗﺑﺎرﯾــﺔ ﺗﺷــﺟﻊ وﺗﻌــزز أداء اﻟﻣــدراء ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺟراء ﺗﻐﯾﯾرات ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻬم وأداﺋﻬم اﻟـوظﯾﻔﻲ وأﺣﺗـواﺋﻬم ووﻻﺋﻬـم ﻟﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﺿـﻼً‬
‫ﻋن ﺗﻌزﯾز إﻟﺗزاﻣﻬم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ أﺗﺟﺎﻫﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪ :‬اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬


‫ﻏﺎﻟﺑ ـ ـﺎً ﻣـ ــﺎ ﯾـ ـ ـرﺗﺑط أﻣـ ــر ﺑﻧـ ــﺎء أرﺿ ـ ــﯾﺔ ﺧﺻـ ــﺑﺔ ﻟﻠﺳـ ــﻠوﻛﯾﺎت اﻹدارﯾ ـ ــﺔ اﻟﻧﺎﺿـ ــﺟﺔ ﻟﻠﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ‬
‫ﻼ ﻋﻠـﻰ إﺷـﺑﺎع ﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن‬
‫اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑـ ـ " إﯾﺟـﺎد ﺑﯾﺋـﺔ ﻋﻣـل أﺧﻼﻗﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ﺗﻌﻣـل ﻓﻌـ ً‬
‫‪ ،‬وﺗــوﻓﯾر ظــروف ﻋﻣــل إﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﺗــﻧﻌﻛس ﺑــدورﻫﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﺳــﯾن اﻷداء اﻟــوظﯾﻔﻲ وزﯾــﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ ‪،‬‬
‫إن ﺗﺗﻌﺎﻣــل اﻹدارة ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻣــﻊ ﻗﺿــﺎﯾﺎ ذات‬
‫وﺗطــوﯾر ﺟــودة اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻟﻠزﺑــﺎﺋن ‪ .‬وﯾﻣﻛــن ْ‬
‫ﺻﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء أو اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻸرﺿﯾﺔ اﻟﺧﺻﺑﺔ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺑﻧﻰ اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ (1‬ﺗط ــوﯾر ﺳﯾﺎﺳ ــﺎت إﺣﺟ ــﺎم اﻟﻣ ــدراء ﻋ ــن اﻟﺳـ ـرﻗﺔ واﻟﺗﻼﻋ ــب ﺑ ــﺄﻣوال اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﻘﻠﯾ ــل ﻣﻣﺎرﺳ ــﺎت‬
‫اﻟرﺷــوة وﺗﻌــﺎطﻲ اﻟﻬــداﯾﺎ وﻗﺑــول اﻟﻌطﺎﯾــﺎ‪ ،‬زﯾــﺎدةً ﻋﻠــﻰ دﻋــم إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﻧــﺎﺟﺢ ‪ ،‬واﻟﻘﺿــﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ظواﻫر اﻟﺗﺧﻠف اﻹداري واﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫‪ (2‬اﻟﺳــﻌﻲ ﻧﺣــو ﺗﺧﻔــﯾض ﺣــﺎﻻت اﻟﺗــﺄﺧﯾر واﻟﻐﯾــﺎب واﻟﺗﻣــﺎرض‪ ،‬وﺗﻘﻠﯾــل اﻟﺣ ـوادث واﻹﺻــﺎﺑﺎت ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧرﯾب اﻟﻣﺗﻌﻣـد ﻟﻸﺟﻬـزة واﻟﻣﻌـدات واﻟﻣﻛـﺎﺋن واﻟﻣﻣﺗﻠﻛـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻷﺧـرى‪ ،‬وذﻟـك ﻣـن ﺧـﻼل‬
‫دﻋم إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ (3‬ﺗــوﻓﯾر ﻓ ــرص زﯾــﺎدة اﻟﺣﻔ ــز ﻧﺣــو اﻵﻣ ــﺎن ‪ ،‬وﺑﻧــﺎء اﻟﻣﻧ ــﺎخ اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ اﻟﺳ ــﻠﯾم ‪ ،‬واﻷﻫﺗﻣــﺎم ﺑﺣﻘ ــوق‬
‫اﻟﻣدراء واﻟﻌﻣل ﺑﻣﺑدأ ﺗﻛﺎﻓؤ وﻋداﻟﺔ اﻟﻔرص ﻓﻲ اﻷﺳﺗﺧدام واﻟﻣﻛﺎﻓﺂت واﻟﺗدرﯾب واﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟوظﯾﻔﻲ‪.‬‬
‫‪ (4‬اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻟطﺎﻗـﺔ واﻟﻣﯾـﺎﻩ واﻟﻣﺣﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻌﻣـل ‪ ،‬واﻟﺗﺷـﺟﯾﻊ ﻋﻠـﻰ ﺗﻘﻠﯾـل ﻛﻠـف اﻟﺿـﯾﺎع‬
‫واﻟﺗﻠف ﻓﻲ اﻟﻣوارد واﻟوﻗت واﻟﺟﻬد واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬
‫‪ (5‬ﺗﺣﯾﯾد اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ وﻧﺑذ اﻟﻌرﻗﯾـﺔ واﻟﻣذﻫﺑﯾـﺔ واﻟﺗطـرف ﻓـﻲ اﻟوظﯾﻔـﺔ ‪ ،‬واﻟﺣـد ﻣـن ﻣﻣﺎرﺳـﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺿـ ً‬
‫ﻼ‬
‫ﻋن إدارة اﻟﺧﻼﻓﺎت واﻟﻧزاﻋﺎت وﺧﻠق ﺟو اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻟﺗﻌﺎون واﻟﻣﻼطﻔﺎت اﻟﺑﻧﺎءة‪.‬‬
‫‪ (6‬اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟدﻋم اﻹﯾﺟـﺎﺑﻲ واﻟﺗﻌزﯾـز اﻟـداﻋم ﻟﻠﻣـدراء ‪ ،‬ﺑـد ً‬
‫ﻻ ﻣـن أﺳـﺗﺧدام ﻟﻐـﺔ اﻟﺗﻬدﯾـد واﻟﻌﻘوﺑـﺔ‬
‫‪ ،‬ﻓﺿـﻼً ﻋــن اﻟﺗوﺟــﻪ ﻧﺣــو ﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺳــﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻟﻠﺳــﻠوﻛﯾﺎت ﻏﯾــر اﻟﻣرﻏوﺑــﺔ ‪ ،‬وﺧﺻوﺻـﺎً اﻟﻣﺿـرة‬
‫ﺑﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ (7‬أﺳﺗﺧدام إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻣطورة ﻓﻲ ادارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﻣﺟـﺎﻻت اﻷﺧﺗﯾـﺎر واﻷﺳـﺗﻘطﺎب ﻟﻠﻣـدراء‪،‬‬
‫اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت واﻷﺟور‪ ،‬اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗطوﯾر‪ ،‬وﺗﻘﯾﯾم اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ‪.‬‬
‫‪ (8‬ﻗﯾﺎس ورﻗﺎﺑـﺔ اﻟﺳـﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻼأﺧﻼﻗﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗـؤدي إﻟـﻰ ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻷﻓﻌـﺎل اﻟﻣﺷـﯾﻧﺔ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻣـدراء‬
‫‪ ،‬وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﺣﻠﯾــل أﺣــداث ووﻗــﺎﺋﻊ ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻟﺗﻠــك اﻷﻓﻌــﺎل وﻧﺗﺎﺋﺟﻬــﺎ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺗﺻــﻣﯾم ﻣــداﺧل‬
‫ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﻬدف ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫وأﺧﯾـ اًر وﻟــﯾس آﺧـ اًر ‪ ،‬ﻓﻠﻘــد أﺟﻣــﻊ اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻓــﻲ اﻹدارة واﻟﺗﻧظــﯾم ‪ ،‬ﺑـ ﱠ‬
‫ـﺈن اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ﯾﺟب أن ﺗﺗﻧﺎول ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ (1‬وﺿــﻊ ﺧطــط وﺑـراﻣﺞ ﺑﻌﯾــدة اﻷﻣــد ﻣــن ﻗﺑــل اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﺗــرك ﺗــﺄﺛﯾ اًر إﯾﺟﺎﺑﯾ ـﺎً واﺿــﺣﺎً ﻓــﻲ ﺣﯾــﺎة‬
‫اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬وﺗﺗطﻠب اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺣﺳﺑﺎن اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬
‫‪ (2‬رﺳــم ﺻــورة اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾــﺔ اﻟﻣﻣﯾـزة ﺑــﯾن اﻟﻣﻧظﻣــﺔ واﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻣــل ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﺑﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل أن ﺗﻛــون‬
‫ﻣﺷــﺎرﻛﺗﻬﺎ ﻗﯾﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺣــل ﻣﺷــﻛﻼت اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣــن ﺗﻠــوث وﺑطﺎﻟــﺔ وﺗﺿــﺧم وﻓﻘــر وظﻠــم وﻓﺳــﺎد وﻋﻧــف‬
‫وﻋدم إﻧﺻﺎف‪.‬‬
‫‪ (3‬ﺗﻘــدﯾم ﺟﻬ ــود واﻋﯾ ــﺔ وﻣﻧظﻣ ــﺔ ﻣوﺟﻬ ــﺔ ﻧﺣ ــو ﺗﻌظ ــﯾم اﻟﺗ ــﺄﺛﯾر اﻹﯾﺟ ــﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣ ــﺎت واﻟﺣ ــد ﻣ ــن ﺗﺄﺛﯾرﻫ ــﺎ‬
‫اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ) أن ﻛﺎﻧوا أﻓراد أو ﺟﻣﺎﻋﺎت ‪ ،‬وﺑﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ(‪.‬‬
‫‪ (4‬ﺗـوﻓﯾر أﻟﺗـزام ﻣــن ﻗﺑـل اﻹدارة ﺣــول ﻣﺿــﻣون اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﻧﺎﺻــﺣﺔ ‪ ،‬وﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ ﺑطرﯾﻘـﺔ ﺻــﺣﯾﺣﺔ ﺗﻌﻛــس‬
‫اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻟﻶﺧرﯾن ﺑﺄﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻧظﻣﺔ ﺷرﻋﯾﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺔ‬

‫‪120‬‬
‫ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﺑﻌض اﻟﻣﻔﻛرﯾن‬
Ethical ‫( اﻟﺳ ﻠوك اﻷﺧﻼﻗ ﻲ‬3 ‫( اﻟﺗﻐﯾ رات اﻟﺳ ﻛﺎﻧﯾﺔ‬2 ‫( ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻐﯾرة‬1
Behavior Population Changes Changing Business Environment
Unethical ‫( اﻟﺳﻠوك اﻟﻼأﺧﻼﻗﻲ‬6 Flexible ‫( ﻣروﻧ ﺔ اﻟﻌﻣ ل واﻷداء‬5 Internal ‫( اﻟﺑﯾﺋ ﺔ اﻟداﺧﻠﯾ ﺔ‬4
Behavior Working and Performance Environment
Administrative ‫( اﻟﻔﺳ ﺎد اﻹداري‬9 Predict ‫( أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺑؤ اﻟوﺻﻔﯾﺔ‬8 External ‫( اﻟﺑﯾﺋ ﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾ ﺔ‬7
Corruption Descriptive Methods Environment
Waste of ‫( ھ در اﻟﻣ ﺎل اﻟﻌ ﺎم‬12 Delphi ‫( أﺳ ﻠوب دﻟﻔ ﻲ‬11 General ‫( اﻟﺑﯾﺋ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‬10
Public Money method Environment
‫( ﻣﻣﺎرﺳ ﺎت اﻟرﺷ وة وﺗﻌ ﺎطﻲ‬15 ‫( أﺳ ﻠوب اﻟﻌﺻ ف اﻟ ذھﻧﻲ‬14 ‫( اﻟﺑﯾﺋ ﺔ اﻟﺧﺎﺻ ﺔ أو ﺑﯾﺋ ﺔ اﻟﻣﮭﻣ ﺔ‬13
Bribery and Abuse ‫اﻟﮭ داﯾﺎ‬ Brainstorming Method Task Environment
Gifts Practices
‫( ﺗﻐﻠﯾ ب اﻟﻣﺻ ﻠﺣﺔ اﻟﺷﺧﺻ ﯾﺔ‬18 Time ‫( أﺳﻠوب اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ‬17 Political ‫( اﻟﻌواﻣ ل اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ‬16
Giving Priority to Self-Interest Series Method Factors
‫( أﻧﺣ راف أﺧﻼﻗﯾ ﺎت اﻟﻌ ﺎﻣﻠﯾن‬21 ‫( أﺳ ﻠوب اﻷﺣﺻ ﺎء اﻷﺳ ﺗدﻻﻟﻲ‬20 ‫( اﻟﻌواﻣ ل اﻷﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ‬19
Deviation of Ethics for Employees Inferential Statistical Method Economic Factors
"‫( ﻋﺎﻟم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ "ﺳ ﻛﻧر‬24 ‫ﻲ‬ ‫د اﻟﺑﯾﺋ‬ ‫( اﻟﻼﺗﺄﻛ‬23 Social ‫( اﻟﻌواﻣل اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬22
School of Environmental Factors
psychoanalysis Skinner Uncertainty
‫( ﻟﻐﺔ اﻟﺗﮭدﯾد واﻟﻌﻘوﺑﺔ‬27 ‫ﻲ‬ ‫د اﻟﺑﯾﺋ‬ ‫( اﻟﺗﻌﻘﯾ‬26 ‫( اﻟﻌواﻣ ل اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾ ﺔ‬25
Language of Threats & Punishment Environmental Complexity Demographics Factors
‫ ( ﺛﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻣﻧظﻣ ﺔ‬30 ‫ﺔ‬ ‫ﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾ‬ ‫( اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛ‬29 ‫( اﻟﻌواﻣ ل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ﺔ‬28
Organizational Culture Environmental Dynamics Technological Factors
‫( ﻣدوﻧ ﺔ اﻟﺳ ﻠوك اﻷﺧﻼﻗ ﻲ‬33 ‫ﺎرﻛﺔ‬ ‫ﺗﻘطﺎب ﺑﺎﻟﻣﺷ‬ ‫( اﻷﺳ‬32 Physical ‫( اﻟﻌواﻣ ل اﻟﻣﺎدﯾ ﺔ‬31
Codes Of Ethics Polarization to Participate Factors
Ethics ‫( اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼق‬36 Good ‫( اﻟﺳ ﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾ دة‬35 Customers ‫( اﻟزﺑﺎﺋن‬34
Training Reputation

‫( ﺛﻘﺎﻓ ﺔ ﺳ ﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻧزاھ ﺔ‬39 Long-term ‫( اﻟﻌﻘود ﺑﻌﯾدة اﻷم‬38 Unions ‫( اﻷﺗﺣ ﺎدات واﻟﻧﻘﺎﺑ ﺎت‬37
Culture Behaviors Integrity Contracts and Syndicates
Social ‫( اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ﺔ‬42 ‫( اﻟﺗﺣ ﺎﻟف اﻹﺳ ﺗراﺗﯾﺟﻲ‬41 Distributors ‫( اﻟﻣوزﻋون‬40
Responsibility Strategic Alliance
‫( اﻟﺧ دﻣﺎت اﻟﺗطوﻋﯾ ﺔ واﻟﺧﯾرﯾ ﺔ‬45 ‫( اﻟﺗواط ؤ واﻷﺣﺗﻛ ﺎر‬44 Competitors ‫( اﻟﻣﻧﺎﻓﺳون‬43
Voluntary & Charitable Services Collusion and Monopoly
Social ‫( اﻟرﺑﺣﯾ ﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ﺔ‬48 ‫( اﻷرﺗﺑ ﺎط ﺑط رف ﺛﺎﻟ ث‬47 Government ‫( اﻟﺣﻛوﻣﺔ‬46
Profitability Correlation third party
Customer ‫( ﺣﻘ وق اﻟزﺑ ﺎﺋن‬51 ‫ﺗﺣواذ‬ ‫دﻣﺎج واﻷﺳ‬ ‫( اﻷﻧ‬50 Suppliers ‫( اﻟﻣوردون‬49
Rights Mergers and Acquisition
Ethical ‫( اﻟﻣﻌﺿ ﻠﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾ ﺔ‬54 Ethics ‫( اﻷﺧﻼق‬53 ‫ون‬ ‫زون واﻟﻣﻣوﻟ‬ ‫( اﻟﻣﺟﮭ‬52
dilemma Processors and Financiers
E- ‫( اﻟﺗﺟ ﺎرة اﻷﻟﻛﺗروﻧﯾ ﺔ‬57 ‫( أﺧﻼﻗﯾ ﺎت اﻹدارة‬56 Globalization ‫( اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬55
commerce Management Ethics

121
‫‪ ‬أﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻌﺔ واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬
‫وﺣدد ﻧوﻋﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺗوﺿﯾﺣﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب ‪.‬‬ ‫‪ّ (1‬‬
‫ﻋرف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ّ ،‬‬

‫‪ (2‬ﻗَ ـ ّـدم أﻣﺛﻠ ــﺔ ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ ﻣ ــن واﻗ ــﻊ ﻣﺟﺗﻣﻌ ــك ﻋ ــن ﺑﻌ ــض اﻟﻌواﻣ ــل اﻟﻣﻛوﻧ ــﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ) اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ‪ ،‬اﻹﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ‪،‬‬

‫اﻟﻣ ّﻛوﻧــﺔ‬ ‫ِ‬


‫اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺎدﯾــﺔ( ‪ ،‬وﻛــذﻟك إﻋــط أﻣﺛﻠــﺔ واﻗﻌﯾــﺔ أﺧــرى ﻋــن ﺑﻌــض اﻟﻌواﻣــل ُ‬
‫ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ) اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن‪ ،‬اﻟزﺑﺎﺋن ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻬزﯾن واﻟﻣﻣوﻟﯾن ‪ ،‬اﻟﻣوزﻋﯾن‪ ،‬اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت واﻷﺗﺣﺎدات ‪ ،‬واﻟﺣﻛوﻣﺔ(‪.‬‬

‫‪ (3‬ﻛﯾــف ﺗ ــؤﺛر اﻟﺗﻐﯾ ـرات اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾــﺔ ) اﻟﺳ ــﻛﺎﻧﯾﺔ( ‪ ،‬وزﯾ ــﺎدة اﻟﺗﻧــوع ﻓ ــﻲ ﺑﯾﺋ ــﺔ أﻋﻣــﺎل اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎﻟﯾب إدارة‬

‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧﻠﻬﺎ ‪ ،‬واﻟزﺑﺎﺋن ﺧﺎرﺟﻬﺎ ؟‬

‫‪ (4‬ﻣــﺎ ﻫــﻲ أﺑــرز ﻣﺻــﺎدر اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟرﺋﯾﺳــﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ؟ وﻣــﺎ ﻫــﻲ أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺑــؤ اﻟوﺻــﻔﯾﺔ واﻟﻛﻣﯾــﺔ ﻟﻬــﺎ‪،‬‬

‫وﺑﺗﺣدﯾد ﻣﻘﺗﺿب ﻣﻊ اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ ؟‬

‫‪ (5‬ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻼﺗﺄﻛد اﻟﺑﯾﺋﻲ اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل وﺣﯾﺎﺗﻬﺎ وأﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ؟‬

‫‪ (6‬ﻟﻣــﺎذا ﯾﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــدراء ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﺳــﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾــل اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ‪ ،‬ﺑﺷــﻛل دوري ﻟﺗﺣدﯾــد‬

‫ﻣﺻﺎدر اﻟﻼﺗﺄﻛد ﻓﯾﻬﺎ ؟‬

‫‪ (7‬ﻧﺎﻗش اﻟﻌﺑﺎرة اﻵﺗﯾﺔ ‪ " :‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ادارة اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣـدراء ﺗﺣدﯾـد‬

‫اﻟﻌواﻣل أو اﻟﻘوى ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺗﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﻋدد اﻟﻘوى اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬أﻧﻣﺎط اﻟﺗداﺧل واﻟﺗراﺑط ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻘوى اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ت‪ -‬ﻣدى ﺗﻐﯾر ﺗﻠك اﻟﻘوى اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ث‪ -‬ﻧطﺎق وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻓﻘر اﻟﺑﯾﺋﺗﯾن ) اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ( ‪ ،‬أو ﻏﻧﺎﻫﻣﺎ‪.‬‬

‫‪ (8‬أﺟب ﺑ ـ )ﺻﺢ( أو )ﺧطﺄ( ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﺗﺗﻣﺛل ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﻬﺎ‬

‫‪ ،‬وﻗدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﯾﺗﻣﺛـل ﻣﺟـﺎل اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﺳـﻠﻊ واﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬـﺎ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ‪ ،‬واﻟزﺑـﺎﺋن اﻟـذﯾن ﺗﻘـدﻣﻬﺎ ﻟﻬـم ﻓـﻲ اﻟﺑﻠـدان‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬

‫ت‪ -‬ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﺗﺑﺗﻛر اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ وﺗوﺳﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪122‬‬

You might also like