Professional Documents
Culture Documents
الوساطة الجزائية في التشريع الجزائري
الوساطة الجزائية في التشريع الجزائري
الوساطة الجزائية في التشريع الجزائري
مقدمة
عرفت غالبية التشريعات العقوبة كوسيلة فعالة للحد من ظاهرة اجلرمية ،وقد اختلفت أشكال تنفيذها وتدرجت يف
القسوة من حني إىل آخر ،وكانت السياسة اجلزائية اليت تتبعها الدول وتضع هلا اخلطط الالزمة لتطبيقها تتسم دائما بعدم
حتقيق الغاية املرجوة من العقوبة حيث غلبت محاية املصاحل العامة للنظام االجتماعي على حساب مصلحة اجلناة .
وبدأت تظهر يف األفق منذ مدة صعوبات ومشاكل للعدالة اجلزائية أدت إىل عجز هذه االخرية يف مواجهة
الظاهرة اإلجرامية اليت ما فتئت تتطور شيئا فشيئا بتطور التقدم التكنولوجي وغزوه جلميع مناحي احلياة ،وظهور أمناط
إجرامية حديثة ،بعضها عابر للدول والقارات ،وعدم متاشيها واإلجراءات التشريعية هلذا التقدم اهلائل ،فضال عن أزمة
النظام العقايب الناجم عن سلبيات عقوبة احلبس القصرية املدة ،وعجز املؤسسات العقابية عن أداء دورها املنوط هبا
الكتظاظها بأعداد كبرية من احملكوم عليهم مما حال دون تنفيذ الربامج العقابية على النحو الذي يضمن إصالح وتأهيل
احملكوم عليهم اجتماعيا ،مما دفع باملهتمني بالسياسة اجلنائية إىل التفكري وجبدية يف إجياد بدائل للدعوى اجلزائية ختتلف
عن األساليب التقليدية من متابعة وإجراءات حتقيق وحماكمة ،وظهرت بالتايل إجراءات مستحدثة ختالف الطابع الزجري
االنتقامي الذي كان ساد يف الفكر العقايب التقليدي القائم على أساس ردع اجلناة وعدم املباالة مبسألة تأهيلهم و
إصالحهم.
وتعترب الوساطة اجلزائية أحد هذه البدائل اليت اهتدت إليها التشريعات اجلنائية يف عصرنا الراهن كوهنا إجراء
مستحدث حيول دون حتريك الدعوى اجلزائية ضد اجلاين مقابل متكني اجملين عليه من تعويض عادل ويكون من شأن
اللجوء للوساطة وضع حد لإلخالل الناتج عن اجلرمية وهو إجراء حيقق العدالة اجلزائية والشعور هبا لدى االفراد ،ويوفر عن
اخلزينة العامة للدولة التكاليف الباهظة اليت ترصدها الستيعاب احملكوم عليهم داخل السجون ،وكذا يوفر على األطراف
اجلهد والوقت واملال وما قد ينجر عن ذلك من مساوئ تطال احملكوم عليهم.
غري أن املشرع اجلزائري مل يبقى مبعزل عن هذه األفكار اإلصالحية الداعية إىل تكريس بدائل حتد من املساوئ اليت
ترتبها تطبيق العقوبة السالبة للحرية ،فقد تبّن نظام الوساطة اجلزائية وكرسه يف قانون اإلجراءات اجلزائية والقانون اخلاص
حبماية الطفل ، 1حبيث اعتربه من أنظمة اإلهناء املبسرت للدعوى اجلزائية ،كونه يهدف أساسا إىل جتنيب املشتبه فيه ملخاطر
احملاكمة اجلنائية وما يرتتب عليها من سلبيات على نفسيته ،ومنه أتاح ألطراف الدعوى العمومية النيابة عامة واملتهم يف
جرائم حمددة قانونا تسويتها عن طريق نظام الوساطة اجلنائية اليت ميكن اللجوء إليها تلقائيا من طرف وكيل اجلمهورية ،أو
بناء على طلب الضحية أو املشتكي منه ،ويرتتب على تطبيقها وضع حد هنائي لإلخالل املرتتب عن اجلرمية من جهة
وإصالح األوضاع املرتتبة عنها و ضمان جرب األضرار اليت تصيب الضحية من جهة ثانية ،والتخفيض من حجم القضايا
املعروضة على احملاكم .
-1أنظر :األمر رقم 20-51املؤرخ يف 02جويلية 0251املعدل لألمر 516-66املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية ،اجلريدة الرمسية عدد ،02
الصادرة يف 02جويلية . 0251
601
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
وانطالقا مما سبق ميكن طرح اإلشكالية التالية :إىل أي مدى ميكن أن للوساطة اجلنائية آلية حتقق العدالة البديلة مع
ضمان حقوق أطراف اخلصومة ؟.
لإلجابة عن هذه اإلشكالية جيب أوال ضبط مفهوم الوساطة اجلنائية ونطاقها القانوين يف التشريع اجلزائري مث التطرق
إىل أثارها القانونية.
-1عادل علي املانع ،الوساطة يف حل املنازعات اجلنائية ،جملة احلقوق ،جامعة الكويت ،العدد ،0226 ، 04ص.04
602
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
مث انتشرت يف أوربا ،و كانت فرنسا سباقة لذلك حيث كانت الوساطة تتم مببادرة شخصية من طرف قضاة النيابة
العامة وقضاة التحقيق ،مث بدأت هيكلة هذا النظام تتبلور تدرجييا من خالل إنشاء مجعيات مساعدة الضحايا والرقابة
القضائية يف عدة م ــدن فرنسية عـلى غرونوبل ،سرتاسبورغ ،بيزونسو ،وبوردو ،ومت تكريسه بصفة هنائية من خالل القانون
الفرنسي اجلديد الصادر يف 22جانفي 5112مبوجب املادة 05فقرة 21قانون اإلجراءات اجلنائية ،أين اعتمد هذا
اإلجراء كبديل حلل املنازعات اجلزائية يتم تنفيذه بعيدا عن الدولة ولكن حتت رقابتها بدءا من املبادرة به أو قبول الطلب
إلجرائه وانتهاء بتنفيذه.1
1
-J. Bonafe – P. Schmitt : la médiation pénale en France et Aut états unis, L.G.D.J, paris, 1995,
p13 et s.
-2اشرف رمضان عبد احلميد ،الوساطة اجلنائية ودورها يف إهناء الدعوى العمومية ،دراسة مقارنة ،الطبعة األوىل ،0220 ،ص.51
-3أنظر :املادة 20من القانون رقم 50-51املؤرخ يف 51جويلية 0251املتضمن قانون الطفل ،اجلريدة الرمسية عدد 21الصادرة 51جويلية
.0251
603
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
حل للنزاع الذي يواجهونه اخلصوم بشان جرمية معينة " ، 1أو هي " ذلك اإلجراء الذي مبوجبه حياول شخص من الغري
بناء على اتفاق األطراف وضع حد وهناية حلالة االضطراب اليت أحدثتها اجلرمية عن طريق حصول اجملّن عليه على تعويض
كاف عن الضرر الذي امل به من جراء اجلرمية فضال على إعادة تأهيل اجلاين بعيدا عن جو البيئة العقابية املغلقة " .2
كما يعرفها البعض األخر بأهنا " :إجراء يتوصل مبقتضاه شخص حمايد للتقريب بني طريف اخلصومة اجلزائية ،أمال يف
إهناء النزاع الواقع بينهما ".3
وتعرف أيضا الوساطة اجلزائية هي وسيلة حلل النزعات ،واليت تؤسس على فكرة التفاوض بني اجلاين واجملين عليه
على اآلثار املرتتبة بعد وقوع اجلرمية ،واليت تقوم على تعويض اجملين عليه وتأهيل اجلناة وهي من أهم بدائل املالحقة
القضائية ،اليت تعّن هبا السياسة اجلزائية للحد من ظاهرة التجرمي والعقاب.4
ويتضح من خالل التعاريف السابقة أن جوهر الوساطة اجلنائية وهو رضا األطراف املتنازعة فضال على ضرورة
تدخل شخص ثالث حمايد ،وذلك قبل تصرف النيابة العامة يف الدعوى اجلزائية او احلكم فيها من قبل جهة احلكم .
إذا فالوساطة هبذا املعّن تقرتب من املصاحلة يف املواد اجلزائية واليت تعد سببا من أسباب انقضاء الدعوى العمومية
وذلك وفقا لنص املادة 26من قانون اإلجراءات اجلزائية ،فاملصاحلة هي وسيلة النقضاء الدعوى العمومية ،وهي اتفاق بني
مرتكب الفعل اإلجرامي والضحية ،فغالبا ما يكون الضحية شخص معنوي واهلدف منها هو تعهد اجلاين بدفع تعويض
للضحية ،ويشرتط إجازهتا قانونا ،ويرتتب عنها بالتبعية انقضاء الدعوى املدنية.
-1مدحت عبد احلليم رمضان ،اإلجراءات املوجزة إلهناء الدعوى اجلزائية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،5111 ،ص.01
-2ياسر بن حممد سعيد ،الوساطة اجلنائية يف النظم املعاصرة ،مذكرة ماجستري ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،0255 ،ص.25
-3هشام مفضى اجملايل ،الوساطة اجلنائية وسيلة غري تقليدية يف حل النزعات اجلزائية ( دراسة مقارنة ) ،رسالة دكتوراه ،كلية احلقوق ،جامعة عني
الشمس ،0222 ،ص.41
-4رامي متويل عبد الوهاب ابراهيم القاضي ،الوساطة كبديل عن العقوبة اجلنائية ( دراسة مقارنة ) ،رسالة دكتوراه ،كلية احلقوق ،جامعة القاهرة،
،0252ص.25
604
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
حيث يعترب البعض أن الوساطة صورة من صور الصلح اجلزائي وذلك تأسيسا على أن املشرع يشرتط يف الوساطة
اتفاق مجيع األطراف وهي بالتايل مبثابة جملس صلح ،والوساطة والصلح كالمها طرفان غري تقليديني يف إهناء اخلصومات
اجلزائية ،غري أن هذا الرأي انتقد من حيث األثر املرتتب على كليهما إذ يرتتب عن الصلح اجلنائي انقضاء الدعوى
اجلزائية ، 1يف حني ال متنع الوساطة النيابة العامة من مباشرة الدعوى اجلزائية يف بعض األنظمة القانونية لفرنسا.
أما اجلانب اآلخر من الفقه يعترب أن الوساطة صورة من صور الصلح املدين من حيث إشراكها يف أمر تسوية
التبعات املالية الناشئة عن اجلرمية ،إال أن ذلك ال حيول دون حتريك الدعوى اجلنائية والسري فيها ،كما أهنم خيلصون يف
تكييف الوساطة على هذا النحو بأهنا عقد بني الطرفني ،لكن هذا الرأي انتقد من حيث أن الصلح املدين قد يتم بتدخل
طرف ثالث اختياريا ،يف حني أن الوساطة اجلزائية جيب أن تتم حبضور الغري) الوسيط (اإلجباري ، 2كما قيل يف نقده أن
الوساطة أداة خاصة للسياسة اجلنائية فهي ال تشبه الصلح املدين.
-1عبد العزيز سعد ،شروط ممارسة الدعوى املدنية أمام احملاكم اجلزائية ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر ،5110 ،ص.01
-2عبد الرمحان خلفي ،احلق يف الشكوى كقيد على املتابعة اجلزائية ( دراسة تاصيلية وحتليلية مقارنة ) ،منشورات احلليب احلقوقية ،بريوت،0250 ،
ص.52
606
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
ثانيا -الوساطة بناء على طلب الضحية:
مكن املشرع اجلزائري مبوجب التعديل األخري لقانون اإلجراءات اجلزائية ضحية جرمية من طلب إجراء الوساطة أمام
وكيل اجلم هورية ،والضحية هو كل شخص مضرور من اجلرمية سواء أصيب بضرر مباشر أو غري مباشر ،فاألصل يف طلب
الضحية حىت بعد حتريك الدعوى العمومية انه يتلخص يف تقدمي طلب بتعويض املادي عن الضرر الذي امل به كنتيجة عن
السلوك اإلجرامي الذي اقرتفه اجلاين أمام جهة احلكم ،فالضابط األول اخلاص بتعويض اجملين عليه ميثل وسيلة بديلة
للدعوى اجملين عليه املدنية حبيث ميكن الوصول لتعويض عادل بصورة ودية.1
فالضحية جيوز له تقدمي طلب أمام وكيل اجلمهورية من اجل إجراء الوساطة عندما يكون السلوك اإلجرامي الذي
تعرض له من بني السلوكات اإلجرامية اليت مشلها إجراء الوساطة ،وإذا كان السلوك اإلجرامي خارج عن نطاق الوساطة من
حيث احملل فان طلب الضحية سيقابل برفض من قبل وكيل اجلمهورية لكونه طلب غري قانوين.2
-1املخالفات يف قانون العقوبات هي األفعال اإلجرامية املعاقب عنها ،كعقوبة أصلية من يوم واحد حبسا على األقل إىل شهرين على األكثر وبالغرامة
من ألفني 2000دينار جزائري إىل عشرين ألف 20.000دينار جزائري ،لإلشارة أن مثة عديد املخالفات اليت ال تقع إضرارا بضحية حمددة
بعينه ،فكيف ميكن تصور وقوع الوساطة ؟ ومع من تتم؟ إال إذا كانت النيابة العامة تستثين هذه الطائفة من املخالفات بناء على سلطة املالءمة.
608
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
ولعل العربة يف هذا التحديد ،أن النظام القانوين اجلزائري مل يعرف هذا اإلجراء إال مؤخرا وإنه باملقارنة ببعض الدول
العربية فإن اجلزائر كانت سباقة لتبين هذا اإلجراء ،ولكن يف حدود معينة إذ مل تتبني للجهات القائمة على تنفيذه مواطن
الضعف فيه أو مواطن القصور يف إجراءاته ليتسّن مستقبال وضع القواعد املناسبة لتفعيل هذا اإلجراء ورمبا توسيع جمال
اجلرائم اليت ميكن أن تكون حمال له أو الرتاجع متاما عن إجراء الوساطة إذا أثبت الواقع العملي عدم جدواها.
خاتمة
تعد الوساطة وسيلة من وسائل معاجلة ظاهرة اإلجرام البسيط وأعطت لوكيل اجلمهورية خيارا جديدا للخيارات
املتاحة أمامه ملواجهة اجلرمية يف إطار سلطة املالئمة وهي حفظ الدعوى أو حتريك الدعوى للوصول إىل معاقبة اجلاين،
فأضاف املشرع خيارا جديدا ،وهو ان يعلق حتريك الدعوى العمومية على شرط عدم وجود اتفاق بني اخلصوم عن طريق
الوساطة ،والضابط يف اختياره هو جسامة الفعل املرتكب ،ويستهدي وكيل اجلمهورية يف ذلك بالعقوبة املقررة للجرمية
واالضطراب الذي حلق بالنظام العام نتيجة هلا وجسامة الضرر الذي حلق باجملين عليه ،ومن هنا ميكن القول أن املشرع
611
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
اجلزائري اهتدى إىل توفري إجراء بدائل ملواجهة اجلرائم البسيطة ،وذلك من اجل احملافظة على بعض العالقات وحلماية بعض
املصاحل.
ومتثل الوساطة صورة من صور العدالة اليت تقوم على التفاوض للوصول لتعويض عادل يف ضوء الضرر املرتتب على
اجلرمية ومسؤولية اجلاين مع الرغبة يف ختفيف رد الفعل اجلنائي ،ولذلك نرى ان نظام الوساطة أعاد للمجين عليه دوره يف
حتقيق العدالة اجلنائية حيث انه باملوافقة على الوساطة مينح للمتهم فرصة أن يساحمه اجملين عليه ،وصار اجملين عليه طرفا هاما
يف املنازعات املتعلقة باجلرائم البسيطة.
كما تساعد الوساطة على وضع حلول أكثر إنسانية ومرونة للمنازعات اجلنائية ،وتعيد للعدالة اجلنائية مصداقيتها
حيث حتد من قرارات احلفظ وتفرض تعويضا حقيقيا مقابل اخلطأ الذي ارتكبه اجلاين ،كما تؤدي إىل حتقيق العدالة السريعة
ويف وقت قريب من حتقق اجلرمية حبيث يتحقق التعويض يف أسابيع قليلة من وقوع الضرر ،وبالتايل تتسم الوساطة بالعملية
يف الرد الفعال على النشاط اإلجرامي ،وتتسم باملرونة كذلك يف تقدير صورة و كيفية التعويض .
وتعد الوساطة اجلزائية بديال لتطبيق العقوبات السالبة للحرية والعقوبات البديلة اليت أثبتت فشلها يف مواجهة ظاهرة
اإلجرام البسيط ،ومل يعد الردع هو الصورة الوحيدة املقررة ملواجهة العنف اإلجرامي ،كما أهنا تعد وسيلة إلعادة تأهيل
وإدماج اجلاين بعيدا عن جو املؤسسات العقابية واآلثار السلبية اليت ميكن أن ختلفها يف نفسية اجلاين.
وحسب رأينا فإن املشرع اجلزائري كان على صواب ملا أخد بنظام الوساطة اجلزائية خاصة بالنسبة لألحداث كونه
يهدف لإلصالح ذات البني وهتذيب االطفال عوض سياسة الزجر والعقاب كون الوساطة هي سالح ذو حدين تعاجل
اجلرمية عند وقوعها بصفة مؤقتة عن طريق جرب الضرر مهما كانت طبيعته ومتنع االحداث من االختالط مع ذوي النفوس
الشريرة من احملكوم عليهم ،كون جانح اليوم هو جمرم الغد ،لكن من االحسن البحث عن هيئة ادارية خاصة تتكفل
بإجراءات الوساطة لألحداث بعيدا عن أروقة احملاكم او مقرات الشرطة القضائية حىت نقيهم من الوصم االحنرايف.
وانطالقا مما سبق وضمانا لفاعلية هذا اإلجراء يف منظومتنا القانونية وذلك سعيا لتحقيق العدالة اجلزائية من جهة،
وختطي آثار أزمة العدالة اجلزائية من بطء يف اإلجراءات وعدم فعالية أنظمة تطبيق العقوبات والتكاليف املادية الضخمة اليت
تتطلبها حتقيق هذه العدالة ،فإننا نقرتح التوصيات التالية:
-إعطاء النيابة العامة السلطة التقديرية يف حتديد اجلرائم اليت ينبغي ان تكون حمال للوساطة اجلزائية يف مواد اجلنح
واملخالفات واستثناء اجلنايات.
-ضرورة اسناد اجراءات الوساطة جلهات إدارية بشرط ان تعمل هذه اجلهات حتت تصرف النيابة العامة وذلك من
أجل ختفيف الضغط الواقع على عاتق النيابة العامة.
612
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
قائمة المراجع:
-5عادل علي املانع ،الوساطة يف حل املنازعات اجلنائية ،جملة احلقوق ،جامعة الكويت ،العدد .0226 ، 04
-0اشرف رمضان عبد احلميد ،الوساطة اجلنائية ودورها يف إهناء الدعوى العمومية ،دراسة مقارنة ،الطبعة األوىل،
.0220
-2مدحت عبد احلليم رمضان ،اإلجراءات املوجزة إلهناء الدعوى اجلزائية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.5111 ،
-0ياسر بن حممد سعيد ،الوساطة اجلنائية يف النظم املعاصرة ،مذكرة ماجستري ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
الرياض.0255 ،
-1هشام مفضى اجملايل ،الوساطة اجلنائية وسيلة غري تقليدية يف حل النزعات اجلزائية ( دراسة مقارنة ) ،رسالة دكتوراه،
كلية احلقوق ،جامعة عني الشمس.0222 ،
-6رامي متويل عبد الوهاب ابراهيم القاضي ،الوساطة كبديل عن العقوبة اجلنائية ( دراسة مقارنة ) ،رسالة دكتوراه ،كلية
احلقوق ،جامعة القاهرة.0252 ،
-4عبد العزيز سعد ،شروط ممارسة الدعوى املدنية أمام احملاكم اجلزائية ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر.5110 ،
-2عبد الرمحان خلفي ،احلق يف الشكوى كقيد على املتابعة اجلزائية ( دراسة تأصيلية وحتليلية مقارنة ) ،منشورات احلليب
احلقوقية ،بريوت.0250 ،
-1حممد سيف النصر عبد املنعم ،بدائل العقوبة السالبة للحرية يف التشريعات اجلنائية احلديثة ،دار النهضة العربية،
القاهرة.5111 ،
613
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة5252: عدد25 : مجلد52 :
-52حممود طه جالل ،أصول التجرمي والعقاب يف السياسة اجلنائية املعاصرة ،الطبعة األوىل ،دار النهضة العربية،
.0221
-55خلفي عبد الرمحان ،اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري واملقارن ،الطبعة الثانية ،دار بلقيس ،اجلزائر.0256 ،
50- J. Bonafe – P. Schmitt : la médiation pénale en France et Aut états unis,
L.G.D.J, paris, 1995.
-50القانون رقم 50-51املؤرخ يف 51جويلية 0251املتضمن قانون الطفل ،اجلريدة الرمسية عدد 21الصادرة 51
جويلية .0251
-52األمر رقم 20-51املؤرخ يف 02جويلية 0251املعدل لألمر 516-66املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية،
اجلريدة الرمسية عدد ،02الصادرة يف 02جويلية .0251
614