Professional Documents
Culture Documents
Ulum Qur'an 2
Ulum Qur'an 2
DTU 2022
أمهية االستنباط:
شروط املستنبِط:
.1سالمة االعتقاد واملقصد واالبتعاد عن العقائد الباطلة واألهواء والبدع.
.2أن يعرف مصادر اإلسالم( ،القرآن والسنة واإلَجاع والقياس.)،
.3أن يكون عاملا ابللغة ،والنحو ،والبالغة وعلوم اللغة العربية األخرى وقواعدها
ً
.4وأن يعرف علوم القرآن األخرى كالناسخ واملنسوخ ،واملكي واملدين وأسباب النزول والعام
واخلاص واملطلق واملقيد وحنو ذلك.
.5أن يكون على علم ابلتفسري وطرقه ومناهجه وأنواعه.
.6أن يكون على علم ابملنطق ،وعلوم احلديث ،وأصول الفقه وقواعده.
.7فهم الواقع وحسن تنزيل النصوص على الوقائع
عدال متخلقا أبخالق اإلسالم متبعا للمنهج العلمي الصحيح يف االستنباط. .8أن يكون ً
أنواع االستنباط:
النوع األول :ما يكون من اآلية مبفردها دون ضم آية أخرى إليها.
ومن أمثلته :استنباط صحة أنكحة الكف ار م ن قول ه تع اىل( :وامرأته محالة احلطب).
النوع الثاين :ما يكون بضم آية إىل آية.
ومثاله :استنباط أن أقل م دة احلم ل س تة أش هر من قوله تع اىل( :والوالدات يرضعن أوالدهن حولني
كاملني) البقرة ،233 :مع قوله تعاىل( :ومحله وفصاله ثالثون شهرا) األحقاف.15 :
األدوات اليت حيتاج إليه املفسر :هي احلروف واالمساء واألفعال والظروف اليت ُيتلف الكالم واالستنباط
ابختالف معانيها ومواقعها من اجلملة.
ومعرفة معاين هذه األدوات متكن املفسر من معرفة معاين ودالالت ألفاظ وآايت القرآن ،ومن هذه احلروف
واألدوات ما أييت:
"اهلمزة":
ت َ َّ ِ
َّارُك ْم َخ ْريٌ آَنءَ اللْي ِل﴾ ،والثاين االستفهام حنو﴿ :أَ ُكف ُ أتيت على وجهني :نداء القريب حنو﴿ :أ ََّم ْن ُه َو قَان ٌ
ِم ْن أُولَئِ ُك ْم﴾.
وقد خترج عن االستفهام احلقيقي الذي هو طلب ال َف ْهم إىل معان أخر:
ت َهلُْم أ َْم َملْ تَ ْستَ ْغ ِف ْر َهلُْم﴾. -1التسويةَ ﴿ :س َواءٌ َعلَْي ِه ْم أ ْ
َستَ ْغ َف ْر َ
-2اإلنكار اإلبطاِل :وهذه تقتضي أن ما بعدها غري واقع ،وأن مدعيه كاذب؛ حنو﴿ :أَفَأ ْ
َص َفا ُك ْم َربُّ ُك ْم
ني َو َّاختَ َذ ِم َن الْ َمالئِ َك ِة إِ ََن ًث﴾ ،فإن دخلت على مثبت نفته ،وإن دخلت على نفي أثبتت ما بعده؛ ِ
ِابلْبَن َ
اَّللُ بِ َكاف َعْب َدهُ﴾ أي :هللا كاف عبده. حنو﴿ :أَلَْي َ
س َّ
-3اإلنكار التوبيخي :فيقتضي أن ما بعدها واقع ،وأن فاعله ملوم؛ حنو﴿ :أَتَ ْعبُ ُدو َن َما تَْن ِحتُو َن﴾.
-4التقرير :ومعناه محلك املخاطب على اإلقرار واالعرتاف أبمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه ،وجيب أن
ت َه َذا﴾ مفعوال أو غري ذلك ،وقوله تعاىل﴿ :أَأَنْ َ
ت فَ َعلْ َ فاعال أو ً فعال أو ً يليها الشيء الذي تقرره به ً
حمتمل إلرادة االستفهام احلقيقي أبن يكونوا مل يعلموا أبنه الفاعل ،وإلرادة التقرير؛ أبن يكونوا قد علموا،
وعليه فهو من ابب التقرير ابلفاعل ،ويشهد له إجابته بقوله﴿ :بَ ْل فَ َعلَهُ َكبِريُُه ْم َه َذا﴾ مما يدل على أهنم
سألوا عن الفاعل.
ك َأتْ ُم ُرَك أَ ْن نَْرتُ َك َما يَ ْعبُ ُد َ
آاب ُؤ ََن﴾. َصالتُ َبأ َ -5التهكم :حنوَ ﴿ :اي ُش َعْي ُ
ِ ِ ِِ
َسلَ ْمتُ ْم﴾ أي :أسلموا. ني أَأ ْاب َو ْاألُميِ َين أُوتُوا الْكتَ َ -6األمر :حنوَ ﴿ :وقُ ْل للَّذ َ
ك َكيف م َّد ِ ِ ِ
الظ َّل﴾. -7التعجب :حنو﴿ :أََملْ تَ َر إ َىل َرب َ ْ َ َ
ِِِ
وهبُ ْم﴾. ين َآمنُوا أَ ْن َختْ َش َع قُلُ ُ -8االستبطاء :حنو﴿ :أََملْ َأيْن للَّذ َ
"إذ":
األصل فيها أهنا للزمان املاضي ،واشرتط أن تكون ظرفًا أو مضافًا إليها الظرف ،مثلَ ﴿ :وأَنْتُ ْم ِحينَئِذ
تَْنظُُرو َن﴾.
إذا كانت البالغة مطابقة الكالم ملقتضى حال املخاطب مع فصاحة الكالم ،فالقرآن الكرمي مثل أعلى يف
هذا املضمار ،كما هو مثل أعلى يف كل شيء ،وقد تعدد خطاب القرآن بتعدد املخاطبني من حيث إرادة
العموم أو اخلصوص أو غري ذلك.
خربا ،فإنه خطاب يُراد به اإلعالم .ومن بني خماطبات القرآن :اخلطاب العام وسواء أكان اخلطاب طلبًا أم ً
اَّللُ الَّ ِذي َخلَ َق ُك ْم ُُثَّ َرَزقَ ُك ْم ُُثَّ ُميِيتُ ُك ْم ُُثَّ ُْحييِي ُك ْم﴾ ،فقد خلق اجلميع ال استثناء من ذلك. للجميع؛ كقولهَّ ﴿ :
ول بَلِ ْغ﴾. الر ُس ُواخلطاب اخلاص للفرد الواحد؛ كقولهَ ﴿ :اي أَيُّ َها َّ
َّاس اتَّ ُقوا َربَّ ُك ْم﴾ ،ويدخل يف هذا اخلطاب ومنها :اخلطاب العام املراد به َجاعة معينة؛ كقولهَ ﴿ :اي أَيُّ َها الن ُ
األطفال واجملانني الذين مل يُكلفوا أو ارتفع عنهم التكليف.
َّيب إِذَا طَلَّ ْقتُ ُم النِ َساءَ﴾ ،فقد نُودي هو صلى ومنها :اخلطاب اخلاص املراد به العموم؛ كقولهَ ﴿ :اي أَيُّ َها النِ ُّ
ووجه اخلطاب جلميع األمة. هللا عليه وسلمُ ،
ت َعلَْي ُك ْم﴾ ،فإن هذا اخلطاب هلم يت الَِّيت أَنْ َع ْم ُ ِ ِ ِ
ومنها :خطاب النوع؛ كقولهَ ﴿ :اي بَِين إ ْسر َ
ائيل اذْ ُك ُروا ن ْع َم َ
فقط .أما املسلمون فقد أمروا أن يذكروا املنعِم﴿ :فَاذْ ُك ُر ِوين أَذْ ُك ْرُك ْم﴾.
ذما؛ كقولهَ ﴿ :اي أَيُّ َها الْ َكافُِرو َن﴾. ين َآمنُوا﴾ ،أو ًّ َّ ِ
مدحا؛ كقولهَ ﴿ :اي أَيُّ َها الذ َ وقد يتضمن خطاب النوع ً
كما قد يتضمن خطاب الشخص إكر ًاما له؛ حنو :نداء سيدَن حممد دون سائر األنبياء بلفظ النيب أو
الرسول.
وقد يتضمن خطاب الشخص إهانته والتهكم به؛ كقوله﴿ :فَِإنَّ ِ
ت الْ َع ِز ُيز
ك أَنْ َيم﴾ وقوله﴿ :ذُ ْق إِنَّ َ ك َرج ٌ َ
الْ َك ِرميُ﴾.
ك ومنها :خطاب اجلميع بلفظ الواحد لبيان مسئولية كل فرد عن نفسه﴿ :اي أَيُّها ِْ
األنْ َسا ُن َما َغَّرَك بَِربِ َ َ َ
الْ َك ِرِمي﴾.
ات﴾.الرسل ُكلُوا ِمن الطَّيِب ِ
َ َ تعظيما له؛ كقولهَ ﴿ :اي أَيُّ َها ُّ ُ ُ وقد يعكس فيخاطب الواحد بلفظ اجلمع ً
ومن املعلوم أنه ال نيب مع سيدَن حممد وال نيب بعده ،والدليل على إرادته هبذا اخلطاب قوله بعد﴿ :فَ َذ ْرُه ْم
ِيف َغ ْمَرُِتِ ْم َح َّىت ِحني﴾.
وسى﴾ ،والتقدير :واي هارون .، ومنها :خطاب االثنني بلفظ الواحد؛ كقوله عن فرعون﴿ :فَ َم ْن َربُّ ُك َما َاي ُم َ
وأفرد موسى ابلنداء إما إلدالله عليه ابلرتبية ،وإما ألن هارون كان أفصح من موسى فأعرض فرعون عنه.
أنواعه وطرقه:
من خالل التعريف يتبني أن للتفسري ابملأثور أنواع منها:
أوالً :تفسري القرآن ابلقرآن:
ت ِم ْن لَ ُد ْن َح ِكيم َخبِري﴾ هود ،1:فرتد آايت ِ
آايتُهُ ُُثَّ فُصلَ ْ
ت َ
قال هللا سبحانه وتعاىل﴿ :الر كِتَاب أ ِ
ُحك َم ْ
ٌ ْ
من القرآن حمكمة يف موضع وأييت بينها وتفصيلها يف موضع آخر ،وهذا النوع هو أصح وأقوى أنواع وطرق
ومناهج التفسري؛ فالقرآن يفسر بعضه بعضا.
وقد اعتىن هبذا الطريق من السلف املفسر عبد الرمحن بن زيد بن أسلم ،وقد ظهر هذا واضحاً من خالل
املروايت عنه يف تفسري الطربي ،وقد كان البن كثري عناية هبذا الطريق يف تفسريه.
وممَّن ألف يف هذا الطريق األمري الصنعاين (حممد بن إمساعيل) (ت1181:ه ) ،وعنوان كتابه« :مفاتيح
الرضوان يف تفسري الذكر ابآلثر والقرآن».
وأفضل مؤلَّف موجود اآلن يف هذا النوع من التفسري ابملأثور هو تفسري :أضواء البيان يف إيضاح القرآن
ابلقرآن للشنقيطي (ت1393:ه ) الذي أمساه «أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن».