Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫واصطالحا‬

‫ً‬ ‫احة لغةً‬


‫س َم َ‬
‫معنى ال َّ‬

‫احة لغةً‪:‬‬
‫معنى ال َّس َم َ‬

‫مادة (سمح) تدل على ساَل س ٍة َوسُهول ٍة‪ .‬والمسا َمحة‪ :‬المساهَلة‪ ،‬وسمح بكذا يسمح ُس ُموحً ا و َسماحه‪ :‬جاد وأعطى‪ ،‬أو وافق على ما أريد منه‬

‫احة اصطالحً ا‪:‬‬


‫معنى ال َّس َم َ‬

‫احة في االصطالح تطلق على معنيين ‪:‬‬


‫ال َّس َم َ‬

‫األول‪( :‬بذل ما ال يجب تفضاًل (‬

‫الثاني‪( :‬في معنى التَّسامح مع الغير‪ ،‬في المعامالت المختلفة‪ ،‬ويكون ذلك بتيسير‪ A‬األمور‪ ،‬والمالينة فيها‪ ،‬التي تتجلى في التيسير وعدم القهر)‬

‫احة في القرآن الكريم‬ ‫أواًل ‪ :‬الترغيب في ال َّ‬


‫س َم َ‬

‫قال هللا تعالى‪ُ :‬خ ِذ ْال َع ْف َو َوْأ ُمرْ بِ ْالعُرْ ِ‬


‫ف َوَأ ْع ِرضْ ع َِن ْال َجا ِهلِينَ [األعراف‪]199 :‬‬

‫قال السعدي‪( :‬هذه اآلية جامعة لحسن الخلق مع النَّاس‪ ،‬وما ينبغي‪ A‬في معاملتهم‪ A،‬فالذي ينبغي أن يعامل به النَّاس‪ ،‬أن يأخذ العفو‪ ،‬أي‪ :‬ما سمحت به أنفسهم‪ ،‬وما سهل عليهم من األعمال‬
‫واألخالق‪ ...‬ويتجاوز‪ A‬عن تقصيرهم‪ ،‬ويغض طرفه عن نقصهم(‬

‫وا َأ ْق َربُ لِلتَّ ْق َوى َوالَ تَن َس ُو ْا ْالفَضْ َل بَ ْينَ ُك ْ‪A‬م‬


‫َاح َوَأن تَ ْعفُ ْ‬
‫يضةً فَنِصْ فُ َما فَ َرضْ تُ ْم َإالَّ َأن يَ ْعفُونَ َأوْ يَ ْعفُ َ‪A‬و الَّ ِذي بِيَ ِد ِه ُع ْق َدةُ النِّك ِ‬
‫‪ -‬وقال سبحانه‪َ :‬وِإن طَلَّ ْقتُ ُموهُنَّ ِمن قَب ِْل َأن تَ َمسُّوهُنَّ َوقَ ْد فَ َرضْ تُ ْم لَهُنَّ فَ ِر َ‬
‫صي ٌر [البقرة‪]237 :‬‬ ‫ِإنَّ هّللا َ بِ َما تَ ْع َملُونَ بَ ِ‬

‫قال ابن عاشور‪( :‬ومعنى كون العفو أقرب للتقوى‪ ،‬أنَّ العفو أقرب إلى صفة التقوى من التمسك بالحق؛ ألن التمسك بالحق ال ينافي التقوى‪ ،‬لكنه يؤذن بتصلب صاحبه وشدته‪ ،‬والعفو يؤذن‬
‫احة والرَّحْ َمة أقرب إلى التقوى‪ ،‬من القلب الصلب الشديد؛ ألنَّ التقوى تقرب بمقدار ق َّوة الوازع‪ ،‬والوازع شرعي وطبيعي‪ ،‬وفي القلب‬
‫بسماحة صاحبه ورحمته‪ ،‬والقلب المطبوع‪ A‬على ال َّس َم َ‬
‫احة‪ ،‬لين يزعه عن المظالم والقساوة‪ ،‬فتكون التقوى أقرب إليه؛ لكثرة أسبابها فيه)‬ ‫المفطور على الرَّأفة وال َّس َم َ‬

‫َاورْ هُ ْم فِي اَأل ْم ِر }آل‬ ‫‪ -‬ونفى هللا عن رسوله الفظاظة‪ ،‬وغلظ القلب‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬فَ ِب َما َرحْ َم ٍة ِّمنَ هّللا ِ لِنتَ لَهُ ْم َولَوْ ُكنتَ فَظًّا َغلِيظَ ْالقَ ْل ِ‬
‫ب الَنفَضُّ ْ‬
‫وا ِم ْن حَوْ لِكَ فَاعْفُ َع ْنهُ ْم َوا ْستَ ْغفِرْ لَهُ ْم َوش ِ‬
‫عمران‪{159 :‬‬

‫قال السعدي‪( :‬أي‪ :‬برحمة هللا لك وألصحابك‪ ،‬منَّ هللا عليك أن ألنت لهم جانبك‪ ،‬وخفضت لهم جناحك‪ ،‬وترققت عليهم‪ ،‬وحسنت لهم خلقك‪ ،‬فاجتمعوا عليك وأحبوك‪ ،‬وامتثلوا أمرك‪َ .‬ولَوْ‬
‫ُكنتَ فَظًّا أي‪ :‬سيئ الخلق َغلِيظَ ْالقَ ْل ِ‬
‫ب أي‪ :‬قاسيه‪ ،‬الَنفَضُّ ْ‬
‫وا ِم ْن حَوْ لِكَ ألنَّ هذا يُنفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيِّئ(‬

‫َص َّدقُ ْ‬
‫وا خَ ْي ٌر لَّ ُك ْم ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ }البقرة‪{280 :‬‬ ‫‪ -‬وقال تعالى‪َ :‬وِإن َكانَ ُذو ُعس َْر ٍة فَن َِظ َرةٌ ِإلَى َم ْي َس َر ٍة َوَأن ت َ‬

‫ففي هذه اآلية (وجَّه هللا الدائنين إلى التيسير على المدينين المعسرين‪ ،‬فعلَّمهم هللا بذلك سماحة النفس‪ ،‬وحسن التغاضي عن المعسرين)‬

‫سنَّة النَّبويَّة‬
‫احة في ال ُّ‬
‫س َم َ‬
‫ثانيًا‪ :‬الترغيب في ال َّ‬

‫عن جابر بن عبد هللا‪ ،‬رضي هللا عنهما أنَّ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪(( :‬رحم هللا رجاًل سمحً ا إذا باع‪ ،‬وإذا اشترى‪ ،‬وإذا اقتضى ))‬

‫احة‪ ،‬وحسن المعاملة‪ ،‬واستعمال معالي األخالق ومكارمها‪ A،‬وترك المشاحة والرقة في البيع‪ ،‬وذلك سبب إلى وجود البركة فيه؛ ألن النَّبي عليه السالم ال‬‫قال ابن بطال‪( :‬فيه الحضُّ على ال َّس َم َ‬
‫يحض أمته إال على ما فيه النفع لهم‪ ،‬في الدنيا واآلخرة)‬

‫وقال المناوي‪(( ...( :‬رحم هللا عبدًا)) دعاء أو خبر‪ ،‬وقرينة االستقبال المستفاد من‪(( .‬إذا)) تجعله دعاء‪َ (( .‬س ْمحً ا))‪ A‬بفتح فسكون‪ ،‬جوادًا أو متساهاًل ‪ ،‬غير مضايق في األمور‪ ،‬وهذا صفة‬
‫مشبَّهة تدل على الثبوت؛ ولذا كرر أحوال البيع والشراء والتقاضي‪ ،‬حيث قال‪(( :‬إذا باع‪ ،‬سمحً ا إذا اشترى‪ ،‬سمحً ا إذا قضى)) أي‪ :‬وفى ما عليه بسهولة‪(( .‬سمحً ا إذا اقتضى)) أي‪ :‬طلب‬
‫قضاء حقه‪ ،‬وهذا مسوق للحث على المسامحة في المعاملة‪ ،‬وترك المشاححة والتضييق في الطلب‪ ،‬والتَّخلُّق بمكارم األخالق‪ ،‬وقال القاضي‪ :‬رتَّب الدعاء على ذلك؛ ليدل على أنَّ السهولة‬
‫والتسامح سبب الستحقاق الدعاء‪ ،‬ويكون أهاًل للرحمة واالقتضاء والتقاضي‪ ،‬وهو طلب قضاء الحق)‬

‫‪ -‬وعن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ((أال أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هيِّن سهل ))‬

‫قال القاري‪( :‬أي‪ :‬تحرم على كل سهل طلق حليم‪ ،‬ليِّن الجانب‪ ،‬قيل‪ :‬هما يطلقان على اإلنسان بالتثقيل والتخفيف‪(( .‬قريب))‪ A‬أي‪ :‬من النَّاس بمجالستهم في محافل الطاعة‪ ،‬ومالطفتهم‪ A‬قدر‬
‫الطاعة‪(( .‬سهل))‪ A‬أي‪ :‬في قضاء حوائجهم‪ ،‬أو معناه‪ A‬أنَّه سمح القضاء‪ ،‬سمح االقتضاء‪ ،‬سمح البيع‪ ،‬سمح الشراء)‬

‫‪ -‬وعن أبي موسى األشعري رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬إنَّ هللا خلق آدم من قبضة قبضها من جميع األرض‪ ،‬فجاء بنو آدم على قدر األرض‪ ،‬جاء منهم‬
‫األحمر‪ ،‬واألبيض‪ ،‬واألسود‪ ،‬وبين ذلك‪ ،‬والسهل‪ ،‬والحزن‪ ،‬والخبيث‪ ،‬والطيب ))‬

‫قال الطيبي‪( :‬ولما كانت األوصاف األربعة ظاهرة في اإلنسان واألرض‪ ،‬أجريت على حقيقتها‪ A،‬وُأ ِّولت األربعة األخيرة؛ ألنَّها من األخالق الباطنة‪ ،‬فإنَّ المعني بالسهل‪ :‬الرفق واللين‪،‬‬
‫وبالحزن‪ :‬الخرق والعنف‪ ،‬وبالطيِّب‪ :‬الذي يعني به األرض العذبة‪ ،‬المؤمن الذي هو نفع كله‪ ،‬بالخبيث‪ :‬الذي يراد به األرض السبخة‪ ،‬الكافر الذي هو ضر كله‪ ،‬والذي سبق له الحديث هو‬
‫األمور الباطنة؛ ألنَّها داخلة في حديث القدر بالخير والشر‪ ،‬وأما األمور الظاهرة من األلوان‪ ،‬وإن كانت مقدرة فال اعتبار لها فيه)‬
‫(والنفس السَّمحة كاألرض الطَّيِّـبَة الهيِّنَة المستوية‪ ،‬فهي لكل ما يراد منها من خير صالحة‪ ،‬إن أردت عبورها هانت‪ ،‬وإن أردت حرثها وزراعتها النت‪ ،‬وإن أردت البناء فيها سهلت‪ ،‬وإن‬
‫شئت النوم عليها تمهدت)‬

‫‪ -‬وعن حذيفة رضي هللا عنه قال‪(( :‬أتى هللا بعبد من عباده آتاه هللا مااًل ‪ ،‬فقال له‪ :‬ماذا عملت فى الدنيا؟ ‪ -‬قال وال يكتمون هللا حديثًا – قال‪ :‬يا رب آتيتني‪ A‬مالك‪ ،‬فكنت أبايع النَّاس‪ ،‬وكان من‬
‫خلقي الجواز‪ ،‬فكنت أتيسَّر على الموسر‪ ،‬وأنظر المعسر‪ .‬فقال هللا‪ :‬أنا أحق بذا منك‪ ،‬تجاوزوا عن عبدي ))‬

‫قال النووي‪( :‬والتَّجاوز والتَّجوز معناهما‪ ،‬المسامحة في االقتضاء‪ ،‬واالستيفاء‪ A،‬وقبول ما فيه نقص يسير‪ ،‬كما قال وأتجوَّز في ال ِّس َّكة‪ ،‬وفي هذه األحاديث فضل إنظار المعسر والوضع عنه‪،‬‬
‫إ َّما كل الدين‪ ،‬وإما بعضه من كثير‪ ،‬أو قليل‪ ،‬وفضل المسامحة في االقتضاء وفي االستيفاء‪ ،‬سواء استوفي من موسر أو معسر‪ ،‬وفضل الوضع من الدين‪ ،‬وأنَّه ال يحتقر شيء من أفعال‬
‫الخير‪ ،‬فلعله سبب السعادة والرَّحْ َمة)‬

‫صب ِْر َوت ََواصَوْ ا بِ ْال َمرْ َح َم ِة [البلد‪ ]17 :‬وهذا أعلى من ذاك‪ ،‬وهو أن يكون صبَّارً ا شكورً ا‪ ،‬فيه سماحة‬
‫احة والصبر‪ ،‬فخلقان في النفس‪ .‬قال تعالى‪َ :‬وت ََواصَوْ ا بِال َّ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وأما ال َّس َم َ‬
‫بالرَّحْ َمة لإلنسان‪ ،‬وصبر على المكاره‪ ،‬وهذا ضد الذي خلق هلوعًا‪ ،‬إذا مسه الشر جزوعًا‪ ،‬وإذا مسه الخير منوعًا؛ فإنَّ ذاك ليس فيه سماحة عند النعمة‪ ،‬وال صبر عند المصيبة)‬

‫فوائد سماحة النَّفس‬

‫يستطيع سمح النفس الهين اللين‪ ،‬أن يغنم في حياته أكبر قسط من السعادة وهناءة‪ A‬العيش؛ ألنه بخلقه هذا يتكيَّف مع األوضاع الطبيعية واالجتماعية بسرعة‪ ،‬مهما كانت غير مالئمة لما‬ ‫‪-1‬‬
‫يحب‪.‬‬
‫ويستطيع‪ A‬أن يستقبل المقادير بالرضى والتسليم‪ ،‬مهما كانت مكروهة للنفوس‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اح ة والبشر ولين الجانب‪ ،‬والتغاضي عن السيئات والنقائص‪ ،‬فإذا دعاه الواجب‬ ‫ويستطيع‪ A‬سمح النفس الهين اللين‪ ،‬أن يظفر بأكبر‪ A‬قسط من محبة النَّاس له‪ ،‬وثقة النَّاس به؛ ألنه يعاملهم بال َّس َم َ‬ ‫‪-3‬‬
‫إلى تقديم النصح‪ ،‬كان في نصحه رفيقًا لـيِّنًا‪ ،‬سمحً ا هيِّنًا‪ ،‬يسر بالنصيحة‪ ،‬وال يريد الفضيحة‪ ،‬يسد الثغرات‪ ،‬وال ينشر الزاَّل ت والعثرات‪.‬‬
‫احة في األمور المادية‪ ،‬فإذا باع كان سمحً ا‪ ،‬وإذا اشترى كان سمحً ا‪ ،‬وإذا أخذ كان سمحً ا‪ ،‬وإذا أعطى كان سمحً ا‪ ،‬وإذا قضى ما عليه كان سمحً ا‪ ،‬وإذا اقتضى ما‬ ‫ويعامل النَّاس أيضً ا بال َّس َم َ‬ ‫‪-4‬‬
‫له كان سمحً ا‪.‬‬
‫ويجلب سمح النفس‪ ،‬الهيِّن الليِّن لنفسه‪ ،‬الخير الدنيوي بتسامحه؛ وذلك ألنَّ النَّاس يحبون المتسامح الهيِّن الليِّن‪ ،‬فيميلون إلى التعامل معه‪ ،‬فيكثر عليه الخير بكثرة‪ A‬محبيه والواثقين به‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ويجلب سمح النفس الهيِّن الليِّن لنفسه رضى هللا تعالى والخير األخروي العظيم‪ ،‬ما ابتغى بسماحته رضوان هللا عز وجل)‬ ‫‪-6‬‬

‫احة‬
‫س َم َ‬
‫صور ال َّ‬

‫النَّاس على اختالف مستوياتهم‪ ،‬واختالف نماذجهم الخلقية‪ ،‬يوجد فيهم من يتمتعون بخلق سماحة النفس‪ ،‬فهم هيِّنون ليِّنون سمحاء‪ ،‬ويوجد فيهم آخرون نكدون‪ ،‬متشددون‪ ،‬يتذمرون من كل‬
‫شيء ال يوافق هواهم وصور سماحة النفس كثيرة‪ A‬فمنها‪:‬‬

‫احة في التعامل مع اآلخرين‪:‬‬ ‫ال َّس َم َ‬ ‫‪-1‬‬


‫((خدمت النَّب َّي صلى هللا عليه وسلم عشر سنين‪ ،‬فما قال لي‪ :‬أف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويكون ذلك بعدم التشديد‪ ،‬وعدم الغلظة في التعامل مع اآلخرين‪ ،‬حتى ولو كان خاد ًما‪ ،‬فعن أنس رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫وال‪ :‬لم صنعت؟ وال‪ :‬أال صنعت؟ ))‬
‫احة في البيع والشراء‪:‬‬ ‫ال َّس َم َ‬ ‫‪-2‬‬
‫احة في البيع والشراء‪ ،‬بأن ال يكون البائع مغاليًا في الربح‪ ،‬ومكثرً ا في المساومة‪ ،‬بل عليه أن يكون كريم النفس‪ .‬وبالمقابل على المشتري أيضً ا أن يتساهل‪ ،‬وأن ال يدقق‬ ‫َ َ‬‫م‬ ‫س‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫وتكون‬
‫في الفروق القليلة‪ ،‬وأن يكون كري ًما مع البائع وخاصة إذا كان فقيرً ا‪.‬‬
‫احة في قضاء الحوائج‪:‬‬ ‫ال َّس َم َ‬ ‫‪-3‬‬
‫فإن الذي يقضي حوائج النَّ اس‪ ،‬فينفس كربتهم وييسر على معسرهم‪ ،‬ييسر هللا عنه في الدنيا واآلخرة‪ ،‬فعن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال‪(( :‬من‬
‫نفَّ س عن مؤمن كربة من كرب الدنيا‪ ،‬نفس هللا عنه كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن يسَّر على معسر‪ ،‬يسَّر هللا عليه في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومن ستر مسل ًما‪ ،‬ستره هللا في الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫وهللا في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ))‬
‫احة في االقتضاء‪:‬‬ ‫ال َّس َم َ‬ ‫‪-4‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َصدقوا خَ ْي ٌر لك ْم ِإن كنت ْم تَ ْعل ُمونَ [البقرة‪]280 :‬‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال تعالى‪َ :‬وِإن كانَ ذو ُعس َْر ٍة فن َِظ َرة ِإلى َم ْي َس َر ٍة َو ن ت َ‬
‫َص َّدقُ ْ‬
‫وا خَ ْي ٌر لَّ ُك ْم ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ إما بإسقاطها أو بعضها)‬ ‫(وِإن َكانَ المدين ُذو ُعس َْر ٍة ال يجد وفاء فَن َِظ َرةٌ ِإلَى َم ْي َس َر ٍة وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به َوَأن ت َ‬ ‫قال السعدي‪َ :‬‬
‫اح ة في االقتضاء أن يراعي حال المدين‪ ،‬وأن ال يطالبه بشدة وأمام النَّاس‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬من طلب حقًّا‪ ،‬فليطلبه في عفاف‪ ،‬واف أو غير واف‬ ‫فمن ال َّس َم َ‬

‫وسائل اكتساب خلق سماحة النفس‬

‫هناك عدة وسائل الكتساب‪ A‬خلق سماحة النفس‪ ،‬منها‪:‬‬

‫اح ة‪ ،‬والفوائد التي يجنونها في العاجلة واآلجلة‪ ،‬والسعادة التي يظفرون بها في الحياة الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫التأمل في الترغيبات التي رغب هللا بها الذين يتحلون بخلق ال َّس َم َ‬ ‫‪-1‬‬
‫حذر هللا منها‪ A‬النكدين المتشدِّدين العسيرين‪ ،‬وما يجلبه لهم خلقهم وظواهره السلوكية‪ ،‬من مضار عاجلة وآجلة‪ ،‬ومتاعب وآالم كثيرة‪ A،‬وخسارة مادية‬ ‫التأمل في المحاذير التي َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ومعنوية)‪A‬‬

‫نماذج من سماحة النَّبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫احة‪ ،‬يحكي لنا أنس رضي هللا عنه ما القاه من النَّبي صلى هللا عليه وسلم من حسن المعاملة‬
‫كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سمحً ا في تعامله وهو المثل األكمل في ال َّس َم َ‬
‫((خدمت النَّبي صلى هللا عليه وسلم عشر سنين‪ ،‬فما قال لي‪ :‬أف‪ ،‬وال‪ :‬لم صنعت؟ وال‪ :‬أال صنعت؟‪))  ‬‬‫ُ‬ ‫فيقول‪ :‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬وعنه أيضً ا قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من أحسن الناس خلقا‪ ،‬فأرسلني يو ًم ا لحاجة‪ ،‬فقلت‪ :‬وهللا ال أذهب‪ ،‬وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫فخرجت حتى أمر على صبيان‪ ،‬وهم يلعبون في السوق‪ ،‬فإذا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي‪ ،‬قال‪ :‬فنظرت إليه وهو يضحك‪ ،‬فقال‪(( :‬يا أنيس ذهبت حيث‬
‫أمرتك؟ قلت‪ :‬نعم أنا أذهب يا رسول هللا‪))  ‬‬
‫‪ -‬ومن سماحته صلى هللا عليه وسلم قضاء حوائج النَّاس‪ ،‬فعن أنس رضي هللا عنه قال‪( :‬إن كانت األمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فتنطلق به حيث‬
‫شاءت‪)  ‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬ومن سماحته صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬عفوه عمن أراد قتله‪ ،‬فعن جابر رضي هللا عنه أنه غزا مع النبي صلى هللا عليه وسلم قِبَ َل نجد‪ ،‬فلما قفل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قفل معهم‬
‫فأدركتهم القائلة في واد كثير‪ A‬العضاه‪ ،‬فنزل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وتفرق النَّاس يستظلون بالشجر‪ ،‬ونزل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تحت سمرة‪ ،‬فعلق بها سيفه‪ ،‬ونمنا نومة‪،‬‬
‫فإذا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يدعونا‪ ،‬وإذا عنده أعرابي فقال‪(( :‬إن هذا اخترط عل َّي سيفي وأنا نائم‪ ،‬فاستيقظت وهو في يده صلتًا قال‪ :‬من يمنعك مني؟ قلت‪ :‬هللا ثالثًا‪ ،‬ولم يعاقبه‬
‫وجلس‪))  ‬‬
‫‪ -‬ومن سماحته صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬تعامله مع األعرابي الذي جذب رداءه بشدة؛ ليأمر له بعطاء‪ ،‬فعن أنس رضي هللا عنه قال‪(( :‬كنت أمشي مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعليه‬
‫برد نجراني غليظ الحاشية‪ ،‬فأدركه أعرابي‪ ،‬فجبذه بردائه جبذة شديدة‪ ،‬ورجع نبي هللا صلى هللا عليه وسلم في نحر األعرابي‪ ،‬حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا محمد مر لي من مال هللا الذي عندك‪ ،‬فالتفت إليه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ثم ضحك‪ ،‬ثم أمر له بعطاء‬

‫نماذج من سماحة السلف مع غير المسلمين‬

‫في خالفة أبي بكر رضي هللا عنه‪ ،‬كتب‪ A‬خالد بن الوليد رضي هللا عنه في عقد الذمة ألهل الحيرة بالعراق ‪-‬وكانوا من النصارى‪( :-‬وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫أصابته آفة من اآلفات‪ ،‬أو كان غنيًّا فافتقر‪ ،‬وصار أهل دينه يتصدقون عليه‪ ،‬طرحت جزيته‪ ،‬وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله)‬
‫وأوصى عمر رضي هللا عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة أن يُوفَى لهم بعهدهم‪ ،‬وأن يقاتل من ورائهم وأن ال يكلفوا فوق طاقته‬ ‫‪-‬‬
‫وذبحت لعبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما‪ ،‬شاة في أهله‪ ،‬فلما جاء‪ ،‬قال‪ :‬أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪(( :‬ما‬ ‫‪-‬‬
‫زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت‪ A‬أنَّه سيورثه‪))  ‬‬
‫وفي خالفة عمر بن عبد العزيز رحمه هللا كتب إلى عدي بن أرطأة‪( :‬وانظر من قبلك من أهل الذمة‪ ،‬قد كبرت سنه‪ ،‬وضعفت قوته‪ ،‬وولَّت عنه المكاسب‪ ،‬فأجر عليه من بيت‬ ‫‪-‬‬
‫مال المسلمين ما يصلحه)‬

‫عالمات سمح النفس‬

‫احة منها‪: ‬‬
‫هناك عالمات للمتصف بخلق ال َّس َم َ‬

‫طالقة الوجه‪ ،‬واستقبال النَّاس بالبشر‪ ،‬ومشاركتهم‪ A‬بالسمع والفكر والقلب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وطلق الوجه حسن البشر بالنَّاس‪ ،‬محبب إليهم‪ ،‬مألوف في نفوسهم‪ ،‬قريب إلى قلوبهم‪.‬‬
‫وقد حث الرسول صلى هللا عليه وسلم على هذه الظاهرة بقوله وعمله‪ ،‬فمن ذلك ما جاء عن جابر رضي هللا عنه‪ ،‬إذ قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬كل معروف‬
‫صدقة‪ ،‬وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق‪ ،‬وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك‪))  ‬‬
‫وهكذا يكون سمح النفس طلق الوجه باس ًما مشرق المحيَّا‪ ،‬بخالف النكد الصعب‪ ،‬حتى يبدو كأنه قَ ِرف من كل شيء‪ ،‬فإذا واجه النَّاس واجههم بسحنة منقبضة‪ ،‬ال انبساط فيها‬
‫وال بشر‪ ،‬وإذا اجتمع معهم‪ ،‬لم يشاركهم بمشاعره وال بحواسِّه‪ ،‬وكان بينهم‪ A‬كأنه غريب عنهم‪ ،‬وكأنهم غرباء عنه‪ ...‬وهذا الوضع يجعله ممقوتًا مكروهًا بعيدًا عن قلوب النَّاس؛‬
‫ألنَّه وضع يالزمه في معظم أحواله بسبب‪ A‬نكد نفسه المالزم له‪...‬‬
‫مبادرة النَّاس بالتحية والسالم والمصافحة وحسن المحادثة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فمن كان سمح النفس بادر إلى هذه المحاسن‪ ،‬ووجودها في اإلنسان طبيعية غير متكلفة‪ ،‬يدل على أنه سمح هيِّن ليِّن رقيق حاشية النفس‪ ،‬ألوف ودود ال فظ وال غليظ‪.‬‬
‫حسن المصاحبة والمعاشرة والتغاضي وعدم التشدد في األمور‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫فمن كان سمح النفس‪ ،‬كان حسن المصاحبة إلخوانه‪ ،‬وألهله‪ ،‬وألوالده‪ A،‬ولخدمه‪ ،‬ولكل من يخالطه‪ ،‬ولكل من يرعاه‪.‬‬
‫وكان حسن المعاشرة خفيف المحاسبة والمؤاخذة‪ ،‬متغاضيًا عن المخالفات التي تتعلق به‪ ،‬ال يتشدد في األمور‪ ،‬وال يعظِّم الصغائر‪ ،‬بل يلتمس العذر لمن يقصر معه‪ ،‬أو ال‬
‫يعطيه من االحترام أو الخدمة حقه‪.‬‬

‫سماحة اإلسالم‬

‫اح ة عفوهللا ومغفرته للمذنبين من عباده‪ ،‬وحلمه تبارك وتعالى على عباده‪ ،‬وتيسير‬ ‫احة‪ ،‬فإنَّ ال َّس َم َ‬
‫احة من خلق اإلسالم نفسه‪ ،‬فمن ال َّس َم َ‬ ‫كما دعا اإلسالم المسلمين إلى التحلي بخلق ال َّس َم َ‬
‫الشريعة عليهم‪ ،‬وتخفيف التكاليف عنهم‪ ،‬ونهيهم عن الغلو في الدين‪ ،‬ونهيهم عن التشديد في الدين على عباد هللا‬

‫قال تعالى‪ :‬ي ُِري ُد هّللا ُ بِ ُك ُم ْاليُس َْر َوالَ ي ُِري ُد بِ ُك ُم ْال ُعس َْر‪[ ‬البقرة‪ ]185 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫ج َولَـ ِكن ي ُِري ُد ِليُطَه ََّر ُك ْ‪A‬م َولِيُتِ َّم نِ ْع َمتَهُ َعلَ ْي ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُكرُونَ ‪[ ‬المائدة‪ ]6 :‬‬‫وقال‪َ  :‬ما ي ُِري ُد هّللا ُ لِيَجْ َع َل َعلَ ْي ُكم ِّم ْن َح َر ٍ‬ ‫‪-‬‬
‫ض ِعيفا‪[ ‬النساء‪ ]28 :‬‬ ‫ً‬ ‫ق اِإل ن َسانُ َ‬ ‫وقال سبحانه‪ :‬ي ُِري ُد هّللا ُ َأن يُخَ فِّفَ عَن ُك ْم َوخلِ َ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬إنَّ الدين يسر‪ ،‬ولن يشا َّد الدين أحد إال غلبه‪ ،‬فسددوا وقاربوا وأبشروا‪ ،‬واستعينوا بالغدوة‪ ،‬والروحة‪ ،‬وشيء من الدلجة‪))  ‬‬ ‫‪-‬‬
‫ونهى النَّبي عن التنطع والتَّشدد في الدين‪ ،‬فعن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬هلك المتنطعون‪ ))  ‬قالها ثالثاً‬ ‫‪-‬‬
‫ق عليهم‪ ،‬فاشقق عليه‪ ،‬ومن ولي من أمر أمتي شيًئا فرفق بهم‪،‬‬ ‫ودعا الرسول صلى هللا عليه وسلم على من يشق على المسلمين فقال‪(( :‬اللهم من ولي من أمر أمتي شيًئا فش َّ‬ ‫‪-‬‬
‫فارفق به‪))  ‬‬
‫وأمر بالتخفيف على المسلمين ونهى عن التثقيل في أمور الدين فعن أبي مسعود رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪(( :‬أتى رج ٌل النَّب َّي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬إني ألتأخر عن صالة الغداة‬ ‫‪-‬‬
‫من أجل فالن مما يطيل بنا‪ ،‬قال‪ :‬فما رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذ‪ A،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا أيها النَّاس إنَّ منكم منفِّرين‪ ،‬فأيُّكم ما صلى‬
‫بالنَّاس فليتجو َّْز‪ ،‬فإنَّ فيهم المريض‪ ،‬والكبير‪ ،‬وذا الحاجة‪))  ‬‬
‫ومن سماحة اإلسالم‪ ،‬تيسيره لشؤون مناسك الحج‪ ،‬فعن عبد هللا بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهما‪(( :‬أنَّ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس‬ ‫‪-‬‬
‫يسألونه‪ ،‬فجاءه رجل‪ ،‬فقال‪ :‬لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح‪ ،‬فقال‪ :‬اذبح وال حرج‪ ،‬فجاء آخر فقال‪ :‬لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي‪ ،‬قال‪ :‬ارم وال حرج‪ ،‬فما سئل النَّبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم عن شيء قُ ِّد َم وال ُأ ِّخر‪ ،‬إال قال‪ :‬افعل وال حرج‪))  ‬‬
‫سماحة اإلسالم في التعامل مع غير المسلمين؛ فاإلسالم لم تقتصر سماحته على المسلمين فحسب‪ ،‬بل شمل غير المسلمين‪ ،‬من اليهود والنصارى‪ ،‬والمشركين‪ ،‬حتى في حالة‬ ‫‪-‬‬
‫الحرب‪ ،‬فنهى اإلسالم عن قتل األطفال‪ ،‬والنساء‪ ،‬والشيوخ‪ ،‬والعجزة‪ ،‬فعن بريدة رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( ‬إذا أ َّمر أميرً ا على جيش‪ ،‬أو سريَّة‪،‬‬
‫أوصاه في خاصته بتقوى‪ A‬هللا‪ ،‬ومن معه من المسلمين خيرً ا‪ ،‬ثم قال‪ :‬اغزوا باسم هللا‪ ،‬في سبيل هللا‪ ،‬قاتلوا من كفر باهلل‪ ،‬اغزوا وال تغلوا‪ ،‬وال تغدروا‪ ،‬وال تمثلوا‪ ،‬وال تقتلوا‬
‫وليدًا‪ ،‬وإذا لقيت عدوَّك من المشركين فادعهم إلى ثالث خصال ‪-‬أو خالل‪ :-‬فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم‪ ،‬وكفَّ عنهم‪ ،‬ثم ادعهم إلى اإلسالم‪))  ‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬إذا فتحتم مصر‪ ،‬فاستوصوا بالقبط خيرً ا‪ ،‬فإن لهم ذمةً ورح ًما‪))  ‬‬ ‫‪-‬‬

‫احة في واحة الشعر‬


‫س َم َ‬
‫ال َّ‬

‫قال أوس بن حجر‪:‬‬

‫إنَّ الذي تحذرين قد وقعا‬ ‫أيتها النفسُ أجملي جزعًا‬

‫والحز َم والقوى جمعا‬ ‫إنَّ الذي جمع ال َّس َم َ‬


‫احة والنجدةَ‬

‫وقال محمد بن أشكاب العجمي‪:‬‬

‫الجميل‬
‫ِ‬ ‫بالفعال‬
‫ِ‬ ‫فص ِل الوع َد‬
‫ِ‬ ‫للصديق بوع ٍد‬
‫ِ‬ ‫وإذا جدتَ‬

‫البخيل‬
‫ِ‬ ‫إنَّما المط ُل في عدا ِ‬
‫ت‬ ‫اح ِة مط ٌل‬
‫ليس في وع ِد ذي ال َّس َم َ‬

‫وقال الشافعي‪:‬‬

‫احةُ والوفا ُء‬


‫وشيمتُكَ ال َّس َم َ‬ ‫األهوال جلدًا‬
‫ِ‬ ‫وكن رجاًل على‬
‫ْ‬

‫و َسرَّك َأ ْن يَكونَ لها ِغطَا ُء‬ ‫وإن كثرت عيوبُكَ في البرايا‬

‫يُغطِّيه كما َ‬
‫قيل السَّخا ُء‬ ‫تَ َستَّر بالسَّخَ ا ِء ف ُكلُّ َع ْي ٍ‬
‫ب‬

‫مآن َما ُء‬


‫لظ ِ‬‫ار لِ ْ‬
‫فَما في النَّ ِ‬ ‫بخيل‬
‫ٍ‬ ‫احةَ ِمن‬
‫وال تر ُج ال َّس َم َ‬

‫وقال آخر‪:‬‬

‫يل وقاحة‬
‫وفيهَا على البَ ِخ ِ‬ ‫قد تحابى الجواد نائبة ال َّد ْهر‬

‫وأخرى تذو ُد عنها ال َّس َم َ‬


‫احة‬ ‫كم َرأينَا من ن ْع َم ٍة قادها ْالب ُْخل‬

You might also like