Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
Untitled
ّ انوية
االنترناشونال كولدج _ المدرسة الثّ ّ
وحيدا في طائرة ،و ّأنها كانت تطير به ما بين أشجار الّلوز دون أن يصطدم بها" .لقد كانت لها سمعة ّ
طيبة أحرزتها ً
أي فأل شؤ ٍم في هذين الحلمين اللذين حلم بهما ابنها في
لكنها لم تنتبه إلى ّ
الصائب ألحالم اآلخرينّ ،
بتفسيرها ّ
األيام اّلتي سبقت موته.
ّ
السادسة وخمس دقائق ،إلى أن جرى تقطيعه
الساعة ّ
جميع األشخاص الذين التقى بهم منذ خروجه من البيت في ّ •
تحدث
جي ًدا ،وقد ّ
باديا عليه ،ولكن مزاجه كان ّ شيئا من ُّ
النعاس كان ً كخنزير بعد ساعة من ذلك ،يتذ ّكرون بأن ً
أي منهم متأ ّك ًدا إذا ما كان يشير بذلك
جميعا بصورة عابرة ،وقال لهم إن ذلك اليوم هو يوم بديع .ولم يكن ّ
ً معهم
1
الشمس
طاهية "فيكتوريا غوثمان" متأ ّكدة من أن المطر لم يهطل في ذلك اليوم ،قالت" :بالعكس ،لقد نشرت ّ
ال ّ •
طع ثالثة أرانب من أجل الغداء ،وهي محاطة بكالب الهثة ،عندما دخل "سنتياغو
الدفء في وقت أبكر .كانت تق ّ
ّ
صا
نصار" قر ً فقدمت له ابنتها "ديفينا فلور" اّلتي بدأت تتفتّح ،فنجان القهوة .مضغ "سنتياغو ّ
نصار" إلى المطبخّ .
ّ
بتمهل ،من دون أن يرفع نظره عن المرأتين اللتين
آخر من األسبيرين ،وجلس ليحتسي فنجان القهوة ،وهو يف ّكر ُّ
بكل جمالها .أمسك
الس ّن ،ظّلت "فيكتوريا" تحتفظ ّ
تقدمها في ّوبالرغم من ُّ
تنتزعان أحشاء األرانب قرب الموقدّ .
الس ّن
نصار" بمعصم البنت عندما اقتربت لترفع الفنجان الفارغ من أمامه ،وقال لها ":ها قد أصبحت في ّ
"سنتياغو ّ
الدامي أمامه ،وأمرته بج ّدّية ":أفلتها ّأيها األبيض .فلن تشرب من
الس ّكين ّ
المناسبة للتّرويض" .فرفعت "فيكتوريا" ّ
هذا الماء ما دمت على قيد الحياة".
2
ألنها لم تكن حينذاك سوى طفلة ،عاجزة عن اتّخاذ قرار بنفسها ،وقد
أما هي ،فلم تح ّذره ّ
كانت ترغب في أن يقتلّ .
ومتحجرة كيد ميت.
ّ أحست ّأنها باردة
كثير عندما أمسكها من معصمها بيد ّخافت ًا
عندما سبقته "ديفينا" لتفتح له الباب ،قالت ":أمسك بي ،وهذا ما كان يفعله كلما وجدني وحيدة في أحد أركان البيت، •
طريق للخروج،
ولكنني لم أشعر في ذلك اليوم بالخوف المعتاد ،و ّإنما برغبة جامحة في البكاء" .ابتعدت لتفسح له ال ّ
ّ
الرجل اّلذي لن يكون
الشيء الوحيد اّلذي استطاعت فعله من أجل ّ أي شيء آخر .و ّ لكنها لم تمتلك الجرأة لرؤية ّ
ّ
مرًة أخرى إلى
الدخول ّ
سيدة البيت ،وذلك كي يتم ّكن من ّ
البوابة متجاوزة بذلك أوامر ّ
أبدا ،هو ّأنها لم تغلق ّ
لها ً
ستعجال .وكان شخص لم تعرف هويته قط قد دفع من تحت الباب بورقة ضمن مغلف، ً البيت في حال مجيئه م
أن هناك من ينتظره لقتله ،ويكشف له كذلك عن المكان واألسباب ،وعن تفاصيل
نصار" إلى ّي ّنبه فيها "سنتياغو ّ
لكنه لم
نصار" من البيتّ ،
الرسالة على األرض عندما خرج "سنتياغو ّ أخرى دقيقة ًّ
جدا حول المكيدة .وقد كانت ّ
أي شخص آخر ّإال بعد مضي وقت طويل على اقتراف الجريمة. يرها ،ولم ترها "ديفينا" وال ّ
ّ
نصار"
الرجالن ينتظران "سنتياغو ّ الساحة هو د ّكان لبيع الحليب ،حيث كان ّ
مفتوحا في ّ
ً المحل الوحيد اّلذي كان
ُّ •
الصحفّ .إنهما :توأمان "بيدرو"
وهما يش ّدان إلى حضنيهما السكاكين الملفوفة بأوراق ّ
لقتله .فقد ناما على المقاعد ّ
و"بابلو فيكاريو" .لهما من العمر أربع وعشرون سنة .وهما متشابهان ً
تماما إلى حد يصعب معه التّمييز بينهما.
الصباح ،ال يزاالنطيبة" .وكانا في ذلك ّ
ومما جاء في محضر التحقيق ":لهما مظهر غليظ ولكنهما من طبيعة ّّ
نصار"ّ .إال أن صاحبة
السوداء اّلتي ارتدياها لحفلة العرس .أيقظتهما الغريزة عندما خرج "سنتياغو ّ
يرتديان البدالت ّ
ردد باستمرار":كانت
للسّيد المطران" .وكانت ت ّ
اما ّ
بالرب .اتركاه إلى ما بعد ،وليكن ذلك احتر ً
المحل قالت لهما ":حبًّا ّ
ّ
لكنه لم يمنعها.
توسلها أخر الجريمةّ ،
الروح القدس"ُّ .
تلك نفحة إلهام من ّ
نصار" يحسبان تكاليف حفلة الزفاف الباهظة .فقال لها ":هكذا سيكون
الراوي ،كانت مع "سنتياغو ّ
"مارغوت" أخت ّ •
قرًار زواجه في عيد الميالد من "فلو ار ميغيل" .وعندما
حفل عرسي .لن يمتد بكم العمر لحساب تكاليفه" .فقد كان م ّ
دعته لتناول الفطور في بيت عائلتها ،أصر على ال ّذهاب إلى البيت لي ّبدل ثيابه ،على أن يلحق بها خالل ربع
خبئه.
بأنهم سيقتلونه ،وأرادت أن ت ّ
إلحاحا غر ًيبا ،وكأنها كانت على علم ّ
ً الرغم من أنها ألحت عليه ساعة على ّ
المرة األخيرة اّلتي تراه فيها.
وكانت تلك هي ّ
أي منهم إذا ما كان
نصار" سيقتل .لم يتساءل ّ كثيرون من أولئك اّلذين كانوا في الميناء كانوا يعرفون ّ
أن "سنتياغو ّ •
بأنه من المستحيل ّأال يكون قد علم.
جميعا ّ
ً نصار" على علم باألمر ،فقد بدا لهم "سنتياغو ّ
أن أخته "مارغوت" كانت من األشخاص القالئل اّلذين كانوا يجهلون ّأنه سيقتل .وقد كان غر ًيبا ّأال
الراوي ّ
يقول ّ •
الراوي
تعلم بذلك .قالت للمحّقق ":لو ّأنني كنت أعلم ،الصطحبته إلى بيتنا حتّى لو اضطررت إلى تقييده" .يتابع ّ
بكل األمور قبل جميع من في البيت،
قائال بأن األكثر غرابة هو أن أمه كذلك لم تكن تعلم ،مع ّأنها كانت تعرف ّ
ً
سرّية مع أهل القرية،
الصالة .كانت تبدو وكأن لها خيوط اتّصال ّ
بالرغم من ّأنها لم تخرج منذ سنوات ،وال حتى إلى ّ
ّ
أحيانا بأخبار سابقة لوقوعها ما كان لها أن تعرفها ّإال بفنون
ً وخصوصا اّلذين هم في مثل سّنها ،وكانت تفاجئنا
ً
فجرا.
الصباح بنبض المأساة اّلتي كانت تتكامل منذ الثّالثة ً
فإنها لم تشعر في ذلك ّ
الكهانة .ومع ذلكّ ،
3
تزوجت في اليوم
الرائعة "أنخيال فيكاريو" التي ّ
كامال ،فالصبية ّ
ً بعد أن مر المطران ،علمت "مارغوت" بالخبر •
ثم
بأنني أنا اّلتي ستموت"ّ .
السابق ،أعيدت إلى بيت والديها ،ألن زوجها وجدها غير عذراء .قالت ":أحسست ّّ
نصار"
تم توريط "سنتياغو ّ
فسر لي كيف ّ
أحدا لم يستطع أن ي ّ
فإن ً
تابعت ":ولكن بقدر ما قّلبوا األمر على وجوههّ ،
المسكين في خديعة كتلك".
عرابة
الداخل عن البكاء .أخبرت أمها بما سمعت .واألم كانت ّ عادت "مارغوت" إلى البيت ،وهي تمسك نفسها من ّ •
نصار" في العماد ،كما كانت على صلة قرابة د ٍم مع والدة العروس اّلتي أعيدت إلى منزل أهلها .وما
"سنتياغو ّ
نصار" لتح ّذر أمه ،إذ وبحسب
كادت تنتهي من سماع الخبر ،حتّى انتعلت حذاءها لتذهب إلى بيت "سنتياغو ّ
بأن أواصر
عدال أن يعرف الجميع أن ابنها سيقتل وتبقى هي الوحيدة اّلتي ال تعلم .وعندما ذ ّكرها زوجها ّ
رأيها ،ليس ً
4