Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
اعداد الطالب
120201742
اشراف الدكتور
إسماعيل قاسم
1
المحتويات
مقدمة 3 ...........................................................................................................................
المحور الثالث :تطوير الهيكل العام للجهاز اإلداري للدولة 24 ..................................................................
المحور السادس :آليات تنفيذ البرنامج القومي لإلصالح اإلداري 24 ............................................................
2
مقدمة
للجهاز البيروقراطي دو ار هاما نجاح الدولة أو فشلها في حل مشكالت المواطنين ،وتوفير الحد األدنى من الخدمات األساسية،
لذلك تلعب البيروقراطية في الدول وظائف سياسية واجتماعية مهمة ،كما لها عالقة جلية بالتنمية السياسية وعلى مستويين؛
على مستوى قيمي ثقافي ،وعلى مستوى مؤسسي ،وفي مقابل هذا ،للبيروقراطية أعراضا مرضية تشكل جوهر مشكالت
التنمية ،سواء في مجال بناء وتنمية الهياكل واألنظمة المؤسسية ،أو في مجال الممارسات البيروقراطية اإلدارية ،وأمام هذه
األعراض تنمو حتمية اإلنماء السياسي واإلصالح الشامل للحد من سيطرة البيروقراطية من خالل تفعيل المشاركة الشعبية،
والبيروقراطية هي البنى والهياكل التي يقوم عليها تنظيم السلطات اإلدارية وتوزيعها ،وتحديد الصالحيات وتسمية المسؤولين
وترابيتهم ،في أي إطار منظم وفق القوانين ويخضع لسلطة معينة ،ويشيع استخدامها في وصف هياكل اإلدارة الرسمية
وتعتبر اإلدارة المصرية أحد أقدم النظم البيروقراطية فى العالم ،وهي إدارة تعتمد منظومة إدارية شديدة التعقيد والمركزية،
مستندة إلى إطار تنظيمى ترهل ،يتسم فى مجمله بعدم االكتراث وضعف األداء ،األمر الذي قاد إلى تجذر موروث من عدم
الكفاءة وعدم الفاعلية يتبادران إلى الذهن كصورة ،لألسف باتت معلومة حال ذكر الجهاز اإلدارى للدولة المصرية ،سوف
استعرض في هذا التقرير مشكلة البيروقراطية في النظام اإلداري المصري ،من خالل البرنامج الوثائقي خمسون توقيعا.
حيث يرصد البرنامج الوثائقي خمسون توقيعا معاناة المصريين من اإلجراءات اإلدارية عند مراجعة الهيئات الحكومية ،بدءا
من مناقشة الرسائل الجامعية إلى استخراج الشهادات ومعامالت التعيين أو مشاكل استصدار تصاريح االستثمار.
3
البيروقراطية في الجهاز اإلداري المصري
يمكن توضيح حالة الجهاز اإلداري المصري في ثالثة بنود على النحو التالي:
تعود بدايات التعريف بالبيروقراطية كمصطلح علمي إلى منتصف القرن الثامن عشر ،وقد ارتبط هذا التعريف آنذاك بالعديد
من الظواهر السابقة على الثورة الفرنسية؛ فكلمة Bureaucracyتُنسب إلى العالم الفرنسي فينسنت دو جورني Vincent
de Gournayالذي كان أول من قام بالمزاوجة بين كلمة Bureauالتي تعني بالفرنسية (المنضدة) وكذلك (المكتب) أي
المبنى الذي يضم المنضدة والموظف الجالس أمامها ،وكلمة Cracyاليونانية والتي تعني (الحكم) وباإلنجليزية ،To Rule
ومنذ تلك البداية وأدبيات العلوم االجتماعية تتناقل مصطلح البيروقراطية بهذا المعنى الذي قدمه Gournayعام 1945
م.
ورغم أن البيروقراطية كحقيقة أو كظاهرة تعني وجود جهاز ما -بغض النظر عن مسماه -يقوم بمهمة إنجاز واجبات إدارية
معقدة ومتداخلة ،يعود وجودها إلى ما قبل الدولة بمفهومها الحديث إال أن تعريف البيروقراطية والنظر إليها ودراستها والبحث
فيها ،كل هذا يعود إلى ما قبل الثورة الفرنسية بعقود قليلة .قد باتت هناك "حاجة مجتمعية مصرية" تدعو وتطالب وتنادي
دوما عن "البيروقراطية"
نصحت بأن نفتش ً
ُ وتحتج وتعتصم مطالبة بالتطوير ،وقد آن األوان لالستجابة لها ،وال أبالغ إذا ما
في كل هذه السياقات والبيروقراطية من حيث النظرية والتطبيق ارتبطت على الدوام بتعقد المهام المطلوب إنجازها في الحياة
دوما محالً للنقد من جميع االتجاهات .وينظر إلى األلمانى ماكس فيبر Max Weberعلى أنه رائد
المعاصرة مما جعلها ً
4
تحسينا فى
ً والوضوح ،وتجنب الغموض والوحدة وتقليل النزعات وخفض النفقات واحترام التدرج الرئاسي ،وكل ذلك يعنى
في هذا السياق تقوم بين الجهاز اإلداري والحكومة أوثق وأخطر العالقات في النظم السياسية المعاصرة؛ فالجهاز اإلداري
يضع السياسات العامة موضع التنفيذ ،بينما الحكومة تقوم بتحديد هذه السياسات ،وتقوم بالتأكد من كفاءة تحقيق الجهاز
اإلداري لها ،وتدخل عليها التعديالت المالئمة .هذه العملية ،ال تتم في إطار نظري واضح المعالم من ناحية هذا التقسيم
المتخصص؛ فالسياسات العامة تخضع لتأثيرات متعددة من الجهاز اإلداري الذي يستطيع االشتراك في تحديدها بصورة غير
مباشرة وخالل مداخل متعددة .ولكن ال بد من الوقوف بتأثير الجهاز اإلداري عند حدود معينة ال يجب أن يتخطاها .وإال
أصبح هو المسئول عن الغاية والوسيلة معا وهو ما ال يستقيم مع العرف وال المنطق العلمي لإلدارة .إذن السياسات العامة
إن ارتباط والء الجهاز اإلداري "بالمهنة أو االحترافية" أكثر من "الجماهير أو الرضاء العام" يعني أن منظمات الجهاز
اإلداري –في غياب العمل السياسي المعبر عن الجماهير -تعمل دون إحساس بحاجات جمهوره وبأهمية هذا الرضاء العام،
وهذا يمثل نقطة ضعف خطيرة في حياة أية منظمة توجد في المجتمع وترتبط بجمهورها أو عمالئها ،الذي يقرر مدى الرضا
أو درجة قبول ناتج عملياتها ومن ثَ َّم يصبح عامال حاسما في تقرير كفاءتها وفي تطورها ،بل قد يؤدي انخفاض الرضا العام
إلى انهيار الحكومة ذاتها وهذا ما ينقلنا للحديث باختصار عن الرضاء العامُ .ي ِّ
عرف البعض الرضاء العام بأنه "إحساس
المواطن بفاعلية السياسة العامة الموصلة إليه في تدعيم مكانته االجتماعية ،وإحساسه بالمسؤولية العامة ،وتمكينه من
الرضاء العام هو "تقدير أو تقييم ألداء الخدمة ،والمبني بدرجة كبيرة على وجهات النظر عن التوصيل الفعلي للخدمة".
وأيضا الرضاء العام هو "إحساس المواطن باألثر اإليجابي للسياسات العامة ممثال في تلبية المنظمات العامة لمطالبه
5
وكيفا" .إنه في النهاية مفهوم ديناميكي متغير بمعنى أنه يختلف من مواطن إلى آخر وفقا
كما ًواحتياجاته وتوقعاته وذلك ًّ
ألولوية مطالبه واحتياجاته وتوقعاته ،ويتغير من سياسة عامة إلى أخرى ومن فترة زمنية إلى غيرها .ويمكن استخدام مفهوم
"الرضاء العام" كأداة فعالة في تطوير منظمات الجهاز اإلداري؛ وذلك من خالل إجراء قياسه كتعبير عن جدوى الخدمة
المقدمة ثم السعي نحو التطوير .وتتعدد أساليب قياس الرضاء العام :الشكاوى-جماعات التركيز-المالحظة-استطالع
الرأي.
في عام 1805م أنشأ محمد على ديوان الوالي ليختص بضبط المدينة أي العاصمة وربطها ،والفصل في المشاكل بين
األهالي واألجانب على السواء ،وبعد خمس سنوات تغير االسم إلى "الديوان الخديوي" ثم أصبح "الديوان" والذي تضخم سنة
بعد أخرى وانقسم إلى أقالم مختلفة أخذت في التضخم هي األخرى ،وتعددت الدواوين .وفي عام 1837م صدر قانون
"السياستنامة" -وهو القانون األساسي للدولة والذي يعد أول دستور مكتوب عرفته مصر في تاريخها الحديث -الذي ألغى
الدواوين والمجالس الموجودة ،وحصر السلطة في سبعة دواوين ُس ِّميت دواوين العموم يرأس كل منها موظف يسمي "الك
تخدا" ،وهي :الديوان العالي (نواة نظارة الداخلية) -ديوان الجهادية-ديوان البحر-ديوان كافة اإليرادات-ديوان المدارس-
في عام 1857م أصدر خديوي مصر محمد سعيد باشا إرادة َسِّنية برفع ثالثة دواوين إلى مستوى النظارات مع تعديل
اختصاصها وأسمائها ،وهي :نظارة الداخلية-نظارة الجهادية-نظارة المالية ،وعين لكل منها ناظرا ،وفي عام 1858م عين
ناظ ار لديوان الخارجية ،وفي عام 1864م أنشئت نظارة لألعمال الهندسية التي كانت ضمن اختصاص نظارة الداخلية
وأُطلق عليها نظارة األشغال ،في عام 1872م أنشئ ديوان الحقانية ليختص بأعمال القضاء والتي كانت من اختصاص
نظارة الداخلية.
6
وفي عام 1914م أعلنت إنجلت ار حمايتها على مصر وأصبحت مصر سلطنة بعد أن ظلت خديوية ،وأُطلق على النظارات
(و ازرات) وعلى النظار (وزراء) ،وتوالى إنشاء الو ازرات فتأسست و ازرة الصحة عام 1936م ،وو ازرة الشؤون البلدية والقروية
عام 1937م ،ثم و ازرة الشؤون االجتماعية عام 1939م ،وتطور األمر حتى وصلنا إلى التشكيل الحالي المعروف ،هذا وقد
ِّ
أُنشئت أول مدرسة لإلدارة في عام 1868م في عهد الخديوي إسماعيل ،وكانت تضم اإلدارة واأللسن ً
معا تحت مسمى
"مدرسة اإلدارة واأللسن" وتقوم بتعليم اللغات وكذا اإلدارة للوظائف الملكية ،وجاء أول تنظيم لشؤون الموظفين في مصر
وهو عدد من األوامر والفرمانات الخديوية التي صدرت عام 1883م ،وكان أول كادر يحدد المرتبات للرتب المدنية قد
صدر بأمر من الخديوي سعيد باشا عام 1862م مع مقابلة الترتيب (الدرجة) المدنية بما يناظرها من رتبة عسكرية مثل
رتبة ثانية ممتازة تقابل رتبة اللواء ،وصدر أول كادر لدرجات الموظفين وترقياتهم عام 1907م ،ثم كادر آخر عام 1921م،
ثم ثالث عام 1939م ،والذي استمر حتى قيام ثورة يوليو 1952م حين أ ُِّسس أول جهاز خدمة مدنية في مصر مكون من:
اإلدارة العامة لالختيار والتمرين-اإلدارة العامة للميزانية-اإلدارة العامة لشؤون الموظفين-واإلدارة العامة للتشريع والبحوث،
وأول قانون منظم يحكم شئون العاملين صدر في 1951م برقم ،15وبدأ تطبيقه أول يوليو 1952م ،والقوانين المنظمة
حاليا هي القانون رقم 58لسنة 1971م الخاص بالعاملين في الحكومة ،والقانون رقم 42لسنة 1978م
للعاملين في مصر ً
الخاص بالعاملين في الدولة ،والقانون رقم 48لسنة 1979م الخاص بنظام العاملين بالقطاع العام ،والقانـون رقم 203لسنة
أما عن محاوالت اإلصالح اإلداري فيمكننا تتبعها تاريخيا منذ أول محاولة عام 1830م حين صدر أمر ٍ
عال تنص مادته ً
األولى على أنه "يجب أن يكون للمصالح الحكومية األميرية نظام خاص بها ،وأن تُ َّ
قرر درجات مستخدميها" ،وتعددت
اإلجراءات حتى وصلنا إلى عام 1910م حين أُنشئ المجلس األعلى للموظفين ،وتال ذلك عدة إجراءات خاصة بشروط
التعيين وتعديل المرتبات ،وفي 1948م تم إنشاء ديوان الموظفين والمعاشات في و ازرة المالية ،وتضمنت محاوالت اإلصالح
اإلداري كذلك استخدام خبراء أجانب لتقديم النصح والمشورة نحو التطوير فجاء الخبير البريطاني "بول
7
عددا من التوصيات بعد أن َّ
شخص سنكر " A.P.Sinkerعام 1950م ،والذي قدم تقريره المشهور بتقرير "سنكر" متضمنا ً
أهم مشكالت الجهاز اإلداري المصري في :التدخل الحزبي-التضخم في عدد الموظفين-انخفاض مستوى المرتبات-نظام
ثم جاء الخبيران األمريكي "لوثر جوليك " Luther Gulickواإلنجليزي "جيمس بوليك" ، Games Pollekوتالهما الخبير
اإلداري على المستويين التشريعي والتنفيذي خالل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وحتى اليوم ،ولكن لم
نشعر حتى اليوم بنتائج حقيقية أو عوائد قيمة ،ومن ثم يثور هذا التساؤل :لماذا -مع تعدد محاوالت وإجراءات اإلصالح
اإلداري خالل أكثر من تسعة عقود -لم يتم تطوير الجهاز اإلداري المصري بالصورة المنشودة.
يصور كثير من الباحثين المجتمع المصري على أنه أكثر المجتمعات مركزية ،وقد وضع “ماكس فيبر" النموذج المصري
كأحد النظم المركزية األساسية ،واعتبر نظام الموظفين في "مصر الفرعونية" النموذج التاريخي الذي سارت عليه البيروقراطية
فيما بعد .ويرى الدكتور "جمال حمدان" أن المركزية الصارخة طبيعيا وإداريا هي من أبرز مالمح الشخصية المصرية،
وهى صفة متوطنة ألنها قديمة قدم األهرام ومزمنة حتى اليوم ،وأنه إلى جانب الطبيعة والتضاريس -عدم وجود تضاريس
وعرة أو مناخ متباين -يوجد عامل مهم يدعو إلى مزيد من المركزية وهو العامل الوظيفي؛ فالبيئة فيضيه والمجتمع نهري؛
ولهذا أصبح الري مرادفا للتنظيم بل التنظيم المركزي الذي يخضع فيه الجميع طواعية لسلطة عامة مطلقة ،وكان هذا من
أسس أقوى عوامل ظهور الوحدة السياسية المبكرة في مصر ،كما أنه َّ
علم الشعب النظام الذي هو أساس الحضارة ،إال أنه َّ
أيضا لدور الحكومة الطاغي ،وأرسى نواة الموظفين الثقيلة ،وأصبحت البيروقراطية المركزية عنص ار أصيال في مركب
الحضارة المصرية.
8
إن تاريخ مصر السياسي واالجتماعي يبين في وضوح تام أن البيروقراطية كأسلوب للحكم واإلدارة كانت متبعة في مصر
القديمة أيام الفراعنة وعلى مر السنين ،وهنا يمكن اعتبار عصر بداية األسرات فترة "تكوين" بالنسبة لنظم اإلدارة التي نشأت
بدائية ثم أصبحت فيما بعد أساسا لكل التنظيمات الكبيرة التي طبقت في الفترات التالية ،فإذا ما رجعنا إلى العصور األولى
لوجدنا جذور البيروقراطية تتمثل في شخصية "الكاتب الجالس القرفصاء" في أيام الفراعنة ،ثم "شيخ البلد" في مصر القديمة،
ومع مرور الوقت تأكدت سمات المركزية والبيروقراطية وتضخم الجهاز اإلداري واستشرى ،وأصبح الموظفون يشعرون
بأهمية خاصة ويمارسون سلطاتهم بطريقة تعسفية واستبدادية مشتقة من شخصية الحاكم .وسير التاريخ يدلنا على أن رخاء
مصر وازدهارها واستقرار العمران فيها كان رهنا بدرجة أو بأخرى بدور الجهاز اإلداري ،ومن هنا تأتي أهمية العمل على
تطويره وإصالحه واعتبار ذلك عملية ديناميكية مستمرة ،وإلى جانب هذا الملمح المميز للبيروقراطية المصرية وهو "المركزية
الشديدة" يمكن طرح السمات التالية كـ مشكالت وأمراض الجهاز االداري المصري التي انتهى إليها الخبراء والمتخصصون:
• عدم وضوح أهداف العمل في اإلدارة الحكومية ،وغياب معايير تقييم األداء ،وانفصال األنشطة في تلك اإلدارة بشكل
واضح عن أهداف وتوجهات الخطة القومية للتنمية.
• إهدار حق الجماهير في المشاركة في إدارة الخدمات ،والرقابة على أداء وحدات اإلدارة الحكومية.
9
• تعدد األجهزة والجهات اإلدارية التي يضطر المواطن -أو المستثمر -للتعامل معها إلنجاز معاملة محددة.
• عدم اعتراف وحدات اإلدارة الحكومية بما يصدر عن بعضها البعض من مستندات وشهادات ،وإصرار كل منها على
أن يتقدم المواطن في كل مرة بالمستندات األصلية المعدة خصيصا لكل جهة (الجهات الحكومية تتعامل كجزر منفصلة).
• فشل القانون رقم 5لسنة 1991م -قانون القيادات -في تحقيق أهدافه ،وانحراف التطبيق عن األسس التي تضمنها
القانون.
• عدم تناسب األجور والمكافآت للعاملين مع األهميات النسبية لألعمال التي يقومون بها ،وإهدار األسس العامة لنظام
ترتيب الوظائف.
• تعارض وتضارب المصالح بين بعض موظفي الدولة الذين يجمعون بين الوظيفة وعضوية المجالس التشريعية.
• غياب أسلوب يربط بين نتائج تقييم أداء الموظف وتجديد صالحيته لالستمرار في الوظيفة.
10
وإذا أردنا التركيز على أهم المثالب والعيوب التنظيمية لإلدارة الحكومية في مصر ،وجدنا ما يلي:
.1العقلية المصلحية الضيقة؛ فكل جهة إدارية وكل موظف حكومي حريص كل الحرص على تأكيد امتيازاته وتضخم
اختصاصاته على حساب الجهات األخرى ،ولكنه أيضا شديد المهارة في تحويل و"زحلقة" كافة المشكالت والموضوعات
المعقدة على غيره بحجة أنها ليست من اختصاصه ولسان حاله يقول" :ياعم أنا مالي" التركيز على شكل "الو ازرة"
كهيكل للتنظيم الرئاسي ،على حين أن ثمة أنشطة تتطلب جهة تخطيط ورقابة ومتابعة يتعين أن تكون أعلى من الو ازرات
أو على األقل مختلفة عنها من حيث الطبيعة القانونية والتنظيمية .ومن األمثلة على ذلك وقوع التخطيط ،والعالقات
الثقافية الخارجية ،والرقابة في اختصاص و ازرات وليس لجانا عليا أو مجالس قومية مثال وهو األسلوب األفضل.
.2تتميز الو ازرات نفسها بشكل تنظيمي نمطي التدرج والترتيب ينطبق على كافة الو ازرات بصورة ِّ
تذكر باألسلوب الفرنسي
للتنظيم وبطريقة ال تتكيف مع الطبيعة الخاصة لنشاط كل و ازرة خصوصا في دولة يتسع دور الحكومة فيها ليشمل
.3كذلك تتميز الو ازرات بتضخم تنظيمها الداخلي بصورة غير عادية وبكثرة مكاتب الوزراء والوكالء والمديرين وما يسمى
.4يتميز التنظيم اإلداري بعدم وضوح فضال عن عدم وعي الموظفين لوجود التفرقة بين اإلداريين Lineوالفنيين Staff
داخل المنظمة ،ولسنا ندعي أن هذه التفرقة حقيقية أو ضرورية خصوصا في ظروف التنمية وإنما كل ما نعنيه هو أن
هذه التفرقة غير مفهومة على اإلطالق من جانب اإلداريين المصريين سواء على المستوى النظري أو المستوى العملي.
.5المبالغة أحيانا في اللجوء إلى صيغة "الجهاز المركزي" في التنظيم الحكومي ويبدو أنه كلما ظهرت مشكالت في التنسيق
كانت هذه الصيغة هي الحل المقترح لدرجة أنه اقتُ ِّرح مرة إقامة جهاز مركزي للمباني الحكومية .من ناحية أخرى اقترح
11
البعض إلغاء كافة األجهزة المركزية وضم مسؤولياتها إلى الو ازرات الموجودة بالفعل ومن ذلك إدماج الجهاز المركزي
المبالغة في عدد أجهزة الرقابة وتداخل االختصاصات فيما بينها ،فعندنا من جهات الرقابة ما يلي:
-أجهزة ذات طبيعة قانونية وقضائية ،وهي مجلس الدولة والنيابة اإلدارية والرقابة اإلدارية.
-أجهزة خاصة تزيد أو تقل صفتها الرقابية بحسب الظروف السياسية والتنظيمية وذلك من قبيل وزير الدولة لشؤون مجلس
الوزراء ،والسكرتارية العامة لرئاسة الجمهورية ،وربما أيضا المباحث العامة والمخابرات ..إلخ .يمكن إجماال أن نصف
"الجهاز اإلداري الحكومي بأنه بالغ النمو والتعقد ،فضال عن تضخم قمته ،وانفصام أجزائه ،واختناق مستواه األوسط،
واستشراء ما يشبه الشلل في مستواه األدنى ويمكن إجماال أن نصف "الجهاز اإلداري الحكومي بأنه بالغ النمو والتعقد،
فضال عن تضخم قمته ،وانفصام أجزائه ،واختناق مستواه األوسط ،واستشراء ما يشبه الشلل في مستواه األدنى .في هذا
الجهاز بعض صور للجان وأجهزة مشتركة بين الو ازرات واإلدارات والهياكل المختلفة من الجهاز اإلدارى التداخل
واالختالط يميز عمل معظمها فضال عن أن هذه اللجان قد أصبحت في اإلطار المصري مجرد وسيلة -في معظم
األحيان -للتسويف والتأجيل و"تعويم" األمور .ويتأكد هذا إذا تذكرنا أن عمل اللجان ال يسبقه في العادة إعداد أو
تحضير فني وال يتبعه في معظم األحيان نشاط للتنسيق أو المتابعة .وستبقى اللجان والمجالس واألجهزة المشتركة
محدودة الجدوى طالما استمرت العقلية المصلحية الضيقة والمنافسة الو ازرية ومقاومة الالمركزية.
12
تجارب المواطن المصري مع البيروقراطية في الجهاز اإلداري المصري
كال منا في الدول العربية والنامية مر بمثل هذه التجارب هذه التجارب والقصص ،ان كان لديك ما يعرف بالواسطة ،فذلك
ممكن ان يخفف عليك عبى الدوران في دوالب الحكومة لتسيير الشخصية والعائلية:
ارادت ايناس وهي طالبة في كلية الطب ان تنجز وتصادق الشهادات الجامعية الخاصة بها ،على حد قولها احتاجت فريق
عمل كامل حتى تستطيع انجاز هذه الشهادات الجامعية ،حيث أضاف زوجها انه من اجل توقيع ورقة كان ذلك يتطلب
منك ان تمر على كافة السكرتارية الموجودة وتأخد منهم توقيعات ،حيث احتاجت تقريبا الى عدد كبير من التوقيعات في
ورقة واحدة ،وقالت أيضا انها لم تجد مصدر حكومي واحد يمكن ان يفيدها بالطريق الصحيحة إلنجاز هذه اإلجراءات
بالطريقة الصحيحة.
يقول ميشيل سامح وهو خريج من كلية أدأب اللغة اإلنجليزية ،انه حينما أراد البحث عن فرصة عمل في القاهرة ،وجد
مدرسة فيها شاغر لغة انجليزية ،بعد حضور مقابلة مع مدرسة اللغة في المدرسة ،كان يجب عليه ان يرجع إلدارة المدرسة
وبعد إدارة المدرسة الى إدارة المنطقة التعليمية والشؤون اإلدارية والمالية ،لكي يأخذ موافقة مبدئية منهم ،بعد ذلك احتاج مرة
أخرى ان يعبر نفس الدورة لكي يكمل هذه اإلجراءات ،وبعد هذه اإلجراءات الطويلة ،وجد ان ال يوجد دخل يغطي راتبها
يقول محمد احمد حيث كان معيدا في كلية الهندسة جامعة القاهرة انه حصل على منحة دراسية إلكمال دراسته العليا في
كندا ،ولكي يستطيع اكمال إجراءات السفر ،كان يتوجب عليه عمل امضاءات وتجهيز أوراق تتطلب منه ثالثة أسابيع من
العمل لكي ينجهزها ،يقول أيضا انه حين سافر كندا استطاع انجاز كافة هذه المتطلبات في مدة ال تزيد عن أربع ساعات.
يقول محمد عفان وهو طالب في مرحلة الماجستير انه كان يحتاج مدة الشهرين فقط بعد مناقشة الماجستير لكي يتكمن من
13
يقول احمد يوسف ان كثير من المؤسسات التي تعمل في سيناء ال يتعدى عملها كونها مراكز للمراسالت الحكومية (ومحتوى
هذه الرسائل انهم يحفظوا انفسهم من المسألة فقط) ،يقول أيضا حينما تحدث مع مدير المنطقة الصناعية في منطقة بئر
العبد عن وضع االستثمار فيها ،لما لم يتم بدء االستثمار فيها ،كان رد مدير المنطقة الصناعية انهم بانتظار كراسة الشروط
الخاصة بالمنطقة الصناعية ،حيث انهم بانتظارها لمدة ما تقارب السنة والنصف ،ان في تلك الفترة هناك مدن صناعية في
دول أخرى بنيت وانتجت في نفس الفترة ،يقول أيضا معلقا على النظام اإلداري في المحافظات ان المديريات تابعة إدارية
يقول محمد أبو الغيط طالب طب في السنة الدراسية السادسة ،حينما أراد نقل تدريب االمتياز من محافظة أسيوط لمحافظة
القاهرة ،كان ذلك يتطلب منه ان يجمع امضاءات عديدة باإلضافة الى ورقة خلو طرف ،تحتاج الى مدة زمنية لكي يستطيع
إنجازها.
يقول محمد وهو موظف في و ازرة الري ان المؤسسة التي يعمل فيها تحتاج فقط الى 30موظف ،ويوجد بها ما يقارب ال
مفارقة
وفي المقابل ،يتضح أيضا أن المعاناة ليست مقصورة على المواطن وحده ،بل تصيب الموظف الذي يجد نفسه في معمعة
لوائح إدارية لم تتطور منذ عقود بشكل يلغي أي إمكانية للتطور في ظل تحجر كامل للعقليات المسيرة للعمل.
وتجعل طريقة العمل المعتمدة على "التراتبية الكالسيكية" ونظام األجر المبني على المحفزات المتحولة ،الموظف في بنية
إدارية أساسها لوائح تسمح بتحصيل مقابل غير معلن للخدمة العمومية ،مما ساعد على انتشار الفساد والرشوة ،وترهلت
الخدمات الحكومية مما أفرغ العمل اإلداري الحكومي من مفهوم خدمة المواطن.
14
والمفارقة أن ميدان التحرير الذي أصبح رم از لالعتصام والتظاهر ضد الفساد واستبداد العديد من الحكومات المصرية
المتعاقبة ،صار رم از للبيروقراطية المركزية المصرية ،حيث إنه يحتوي على المجمع اإلداري الذي يحمل اسم "مجمع التحرير"
الذي ُبني أوائل خمسينيات القرن الماضي ،ويضم أكثر من 1200غرفة يعمل فيها قرابة تسعة آالف موظف يتبعون عشر
و ازرات.
وقد كتب األديب التشيكي فرانس كافكا رائد الكتابة عن السلطة المجهولة التي تضطهد الفرد وتقمعه" ،أن كل ثورة تزول وال
15
اراء الباحثين في البيروقراطية
يقول الباحث عبدالخالق ان هناك اربع وزارت تستحوذ وحدها على %70من القوى الحكومية العاملة حيث ان الوزرات
على الترتيب التالي تستحوذ النسبة األكبر من موظفي الجهاز اإلداري لمصر وهي و ازرة التربية والتعليم يليها و ازرة الداخلية
يليها و ازرة الصحة ثم و ازرة األوقاف والشؤون الدينية ،يقول أيضا ان التوزيع السئ للرواتب في الهياكل سبب حالة من الفساد
والرشوة ،ويقول أيضا ان العاملون في البيروقراطية اليابانية يعملون ساعات اكثر في أيام الدوام ،ويحصلون على اجازات
اكثر ،وذلك الن نظام العمل قائم على نظام المجموعات ونمط اتخاذ القرار داخل اإلدارة اليابانية يبدا من اسفل الى اعلى،
وليس العكس كما في مصر بحيث يتم األوامر من اعلى الى اسفل بصورة اجبارية حتى المستويات األدنى ،وقال أيضا
بالنظر الى حالة بيئة العمل السيئة يجب االخذ بعين االعتبار كافة الظروف التي ساهمت بالوصول لهذه الحالة.
وأضاف أيضا في دراسة قام بعملها حول سلوك الموظف المصري في سنة 2001حيث ركزت الدراسة على تحديد الوقت
الضائع وتحديد تكاليفه حيث قدر ساعات العمل الضائعة بحوالي 1600000000ساعة حيث ان تكلفة هذه الساعات
يقوم محمد العجاتي في الجهاز اإلداري للدولة في مصر حوالي 6مليون موظف ويقول ان هذا العدد من الموظفين ليس
16
الحلول من وجهة نظر الباحثين
الدكتور خالد :انه ال يوجد حل لمشاكل البيروقراطية بدون حل سياسي ،ويتم ذلك من خالل برنامج انتخابي جديد ،لتحقيق
الباحث عبد الخالق :انه يجب عمل مجلس بين األجهزة ذات العالقة للرقابة على األداء اإلداري للمؤسسات الحكومية.
الباحث محمد العجاتي :يجب تطبيق مفهوم الديمقراطية التشاركية ،وتعني الديمقراطية التشاركية ،انه من خالله يتم مشاركة
الباحث عبد الخالق :يجب إعادة هيكلة نظام األجور والمرتبات وإدخال كافة العناصر األخرى المتغيرة مثل الكفاءات والحوافز
والبدالت المختلفة والمكافأة التشغيلية كتغير يؤدي لتحقيق التوازن في نظام األجور والمرتبات بين كافة قطاعات الحكومة.
الدكتور خالد :يجب ان يوجد هناك مفوض معلومات لضمان الشفافية مثل النائب العام ،رئيس الجهاز المركزي لإلحصاء،
الباحث محمد العجاتي :ان يوجد قدر ال بأس بده من الالمركزية في األجهزة اإلدارية يؤدي الى التخصصية في أداء
الباحث عبد الخالق :نظام عمل يعلم فيه كل موظف طبيعية واجباته ومسؤولياته ويحدد بدقة اهداف ومسؤوليات كل وحدة
الدكتور خالد :يجب ان يكون هناك منظومة تشريعية جاهزة ودراسات تتعلق بهياكل الدولة وجلب خبرات أحدث مثل تجربة
محمد علي وعبد الناصر ،بحيث تساعد على تطوير أداء الدولة
17
تصور للنظام اإلداري المصري خالل الفترة القادمة
يمكن عرض تصور ما ينبغي أن يكون عليه حال الجهاز اإلداري المصري في ثالثة أبعاد على النحو التالي:
زيادة في الطلب على خدمات هذا القطاع بمعدالت سريعة ومتالحقة كنتيجة الرتفاع وتنوع أشكال الخدمات الصحية والرعاية
الطبية الممكن تقديمها ،والتطور السريع والمتالحق في مختلف مجاالت التقنية الطبية ،وما واكبه من ظهور معدات طبية
وأجهزة ومستلزمات معملية باهظة التكاليف ،وتشخيص أنواع جديدة من األمراض لم تكن معروفة من قبل وما تستلزمه
مواجهتها من أبحاث وتجارب ذات تكلفة عالية للوصول إلى أنسب الطرق لعالجها ،وارتفاع متوسط األعمار وما نتج عنه
من تغير هيكلي في التركيبة السكانية ،وارتفاع معدالت التضخم العام في مستلزمات األجهزة والمعدات الطبية والمواد الخام
الالزمة لتصنيع الدواء وما شابه ذلك .انعكست كل هذه األسباب مجتمعة في شكل ارتفاع بمعدالت سريعة متالحقة في
وتتعدد مشكالت تقديم الخدمة الصحية في مصر ،كما في كثير من دول العالم اآلخذة في النمو ،في النقاط التالية:
.1عدم المساواة في توفير الخدمات الصحية لكافة المواطنين في المجتمع سواء من حيث الخدمات البسيطة أو الوقائية أو
من حيث نوعية وحجم الخدمات التي تُقدم أو تَُوَّفر في المراكز الحضرية وتلك التي تقدم وتوفر في المناطق الريفية
واألطراف النائية.
18
فائضا
أحيانا أن هناك ً
ً .2سوء توزيع األجهزة والمؤسسات والمتخصصين في المجال الصحي؛ فقد يظهر للمالحظ العادي
في األطباء مثالً في مناطق معينة بينما يوجد ندرة وعجز في مناطق أخرى.
من مراجعة أبرز الجهود التي بذلت في مجال تطوير الجهاز اإلداري في مصر يتبين أن أيديولوجية اإلصالح قد تزايد
تعلقها وتمسكها بما يمكن أن نسميه "األساليب العلمية" في معالجة مشكالت اإلدارة ،وأن معظم الوصفات الخاصة باإلصالح
بصفة عامة قد دارت حول "التنظيم" أو "هندسة المؤسسات" ،وهكذا استقر أن تبني مجموعة من "المبادئ العلمية واألساليب
الفنية" هو السبيل نحو رفع الكفاءة في الجهاز اإلداري في الدولة وزيادة فعاليته .وهذا أمر طيب ومقبول ولكن ال يجب
إصالح وتطوير الجهاز اإلداري في مصر ،فماذا عن سمات برامج اإلصالح ذاتها؟ لقد تميزت هذه البرامج أو الخطط
بأسلوب "ترقيعي" في أساسه على الرغم من كل الحديث عن أهمية "هز الجهاز الحكومي" وتحقيق "الثورة اإلدارية" .وهكذا
تراكمت كثرة من القوانين واللوائح والترتيبات ،وأنشئت أو ألغيت أو أدمجت المؤسسات وعقدت المؤتمرات والندوات والبرامج
ولكن ظل الطابع العام لكل أيديولوجية اإلصالح هو أنها جزئية وتدرجية وجانبية .التطوير اإلداري قرار سياسي في األساس،
يتوقف مدى النجاح في تحقيقه على رغبة وقدرة القيادة السياسية على اتخاذ ودعم ومتابعة اإلجراءات والسياسات الالزمة
إنه من المعروف في كافة المواقف التي تتطلب اإلصالح يوجد عادة اختيار-نظري على األقل -بين إستراتيجيتين بديلتين
لإلصالح ،إستراتيجية شاملة أو ثورية وإستراتيجية جزئية أو تدرجية ،وقد قامت في مصر مناقشات مثيرة قرب نهاية الستينيات
حول جدوى كل من هاتين اإلستراتيجيتين ،انتهت إلى سيطرة المفهوم الجزئي التدرجي "البراجماتى" على خبراء ومسؤولي
19
اإلصالح اإلداري في مصر؛ فهو مفهوم يجد األدوات "الفنية" أسهل ًا
أمر في تناولها ومعالجتها من القضايا االجتماعية-
السياسية العريضة .وكما اعترف رئيس سابق للجهاز المركزي للتنظيم واإلدارة فقد كانت معظم اإلصالحات التي تمت جزئية
ومحدودة ،لم تمس إال أكثر المشكالت إلحاحا في مجال التنظيمات والقوانين واألفراد ،ذلك في وقت كانت البيروقراطية
الحكومية فيه سريعة التوسع من حيث الحجم والنطاق واألهداف .وهكذا كان ال بد أن يسفر األمر عن تضخم الفجوة بين
فإذا كان ما تقدم هو أيديولوجية التطوير اإلداري في مصر والسمة البارزة في برامجه وخططه ،فما أهم متطلبات ومنطلقات
هذا التطوير؟ في تصورنا عدة منطلقات ومتطلبات ترشدنا إليها الخبرة التاريخية والدراسات المتعددة التي قام بها الخبراء
والمتخصصون ،وأهمها:
• أن التطوير اإلداري قرار سياسي في األساس ،يتوقف مدى النجاح في تحقيقه على رغبة وقدرة القيادة السياسية على
كبيرا.
نجاحا ً
ً • أن اإلصالحات الجزئية للحد من حجم الجهاز اإلداري ومن تزايد تكاليفه لم تصادف
• من المهم تخفيف أعباء اإلدارة العامة بإعطاء مزيد من الدور واإلسهام للقطاعين الخاص واألهلي ،وإلغاء احتكار بعض
• من الضروري رفع كفاءة إيصال الخدمات العامة ،والعمل على استخدام وسائل غير تقليدية مثل عقود اإلدارة،
والتنافسية ...إلخ.
20
• العمل على كسب تعاون المواطنين وإثارة اهتمامهم بالعمل اإلداري والسعي نحو تغيير نظرتهم للبيروقراطية ونظرة
• األخذ بمداخل وأساليب التطوير الحديثة مثل إدارة الجودة الشاملة ،والمقارنة المرجعية ،وتعزيز الشفافية في عمل اإلدارة
• إعادة النظر في وظائف الجهاز اإلداري؛ بحيث يتيح دور هذا الجهاز -عالوة على التنفيذ المباشر لبعض المهام-
مشاركة أكثر فعالية لكل من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ،على أن يتم هذا في ظل إشراف وتوجيه فعال
• إعادة هيكلة أجهزة الرقابة المركزية وتطوير أدوارها بما يناسب التغير في دور الدولة.
• استرداد تكلفة بعض الخدمات الحكومية ،وتطبيق أنظمة أخرى حديثة في تقديم بعض هذه الخدمات.
• تغيير ثقافة العاملين باألجهزة اإلدارية لتكون قادرة على استيعاب الدور الجديد للمواطنين ،ومعرفة كيفية التعامل معهم
• التفكير في تطبيق نظام "المفوض العام" أو "األمبودسمان" الذي يتلقى شكاوى المواطنين ويحققها وينتهي إلى توصيات
لألجهزة اإلدارية المعنية ،وقد أثبت هذا النظام فعالية كبيرة كما في تجارب الدول اإلسكندنافية.
21
• تصبح الدولة مسؤولة فقط عن قطاعات النشاط اإلستراتيجية ،مثل :البترول ،وقناة السويس ،والصناعات الحربية،
وتباشر دورها في هذه المجاالت بشكل مباشر من خالل أجهزتها كما يمكن تنفيذها بواسطة أجهزة أهلية أو خاصة تحت
إشرافها.
• أن للدولة دو ار في فض المنازعات بين العمل ورأس المال كعنصرين أساسيين في التنمية تباشره (بالتشريع وبالتحكيم).
• االتفاق على أن قطاعات اإلدارة الحكومية المختلفة لها مشكالت وأوضاع متباينة ،األمر الذي يحتم أن تتباين الحلول
والمعالجات بما يتناسب مع خصوصية كل قطاع من قطاعات الجهاز اإلداري للدولة ومن ثَ َّم تجنب الوصفات النمطية.
• أهمية استحداث وتفعيل نظم وآليات لتقييم أداء وحدات الجهاز اإلداري بالدولة بالمقارنة باألهداف المحددة من ناحية،
وبالموارد المخصصة من ناحية أخرى( .الربط بين المدخالت والمخرجات ،وتبين مدى مناسبة األنشطة واإلجراءات
لكليهما).
في بيان حكومة الدكتور أحمد نظيف (2004م) ورد البند السابع عن “تطوير الجهاز اإلداري للدولة" وجاء فيه "أن عدد
العاملين بالجهاز اإلداري للدولة قد زاد إلى أن بلغ 5.67مليون موظف حكومي يعملون في إطار قانون ونظم وقواعد آن
األوان لمزيد من تطويرها وتحديثها ،فضال عن أن العاملين بالحكومة أنفسهم في حاجة إلى برامج تدريبية متطورة لرفع
كفاءتهم ولزيادة مستوى أدائهم ،وأن الحكومة قد راعت أن يسير هذا التطور ويتم هذا التحديث من خالل :تطوير وتنشيط
الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين وللمستثمرين ،وتطوير نظم اإلدارة في مؤسسات الدولة ،وإنشاء واستكمال قواعد
ير
وتعزيز المشاركة المجتمعية" .من المثير للدهشة والالفت للنظر بل والذي يدعو إلى االستنكار في هذا السياق ،أن تقر ًا
22
احدا عن إصالح
إنجاز و ً
ًا شهرا) لم يتضمن
إنجاز في ً 60
ًا أيضا بعنوان (أهم 60
للحكومة المصرية صدر في يوليو 2009م ً
وعرقلة جهود التنمية .فقط يذكر التقرير في ص" 39تشكيل لجنة الشفافية والنزاهة لوضع إستراتيجية قومية لتعزيز ودعم
الشفافية والمحاسبة ومكافحة الفساد بوحدات الجهاز اإلداري بالدولة والقطاعات الحكومية والعامة" .ولم نجد بندا واحدا يتعلق
بما ذهب إليه بيان الحكومة في شأن تطوير وتحديث الجهاز اإلداري للدولة.
هذا عن الرأي الرسمي للحكومة المصرية الحالية بشأن تطوير الجهاز اإلدارى المصري والذي لم ينتقل ً
أبدا إلى حيز التنفيذ؛
فماذا عن تصور الخبراء والمتخصصين؟ تتعدد االجتهادات وتتباين الرؤى في هذا الشأن ،وقد وجدنا أن أكثر األطروحات
وتركيز كان البرنامج القومي للتطوير والذي نتج عن/أو كان مخرج ورشة عمل مهمة ،والذي قام بإعداده وصياغته
ًا دقة
األستاذ الدكتور على السلمي أستاذ اإلدارة البارز ووزير التنمية اإلدارية سابًقا ،ويتضمن ذلك البرنامج ستة محاور على
يركز هذا المحور على إعادة صياغة الهيكل الوظيفي بالجهاز اإلداري للدولة بناء على دراسة االحتياجات الحقيقية من
العاملين وتحسين أوضاعهم من حيث الرواتب والحوافز ،واقتراح تحقيق طفرة في دخول موظفي الدولة بإعفاء رواتبهم
وحوافزهم من الضرائب ،وكذا تدبير مصدر لتمويل الزيادات في الرواتب بفرض رسم على الخدمات المقدمة للمواطنين.
يهتم هذا المحور بتبسيط إجراءات تعامل المواطنين مع أجهزة الدولة من خالل إبعاد المواطن عن االتصال المباشر بالموظف
23
المحور الثالث :تطوير الهيكل العام للجهاز اإلداري للدولة
يقوم هذا المحور من برنامج اإلصالح اإلداري على فكرة رئيسية مؤداها ضرورة إعادة هيكلة الجهاز اإلداري للدولة ليتناسب
-من حيث األساس التنظيمي والحجم واالختصاصات -مع الدور الجديد للدولة في ظل سياسات التحرير االقتصادي.
يتوجه هذا المحور من اإلصالح اإلداري إلى أهمية إعادة صياغة القوانين األساسية المنظمة لعمل الجهاز اإلداري للدولة
بحيث تكون في األساس أداة معاونة على رفع كفاءة األداء ،وتمكين القيادات اإلدارية من تحمل مسؤولياتها واستخدام
صالحياتها بحرية مسئولة ،ال أن تكون وسيلة للتقييد والتعويق بما يؤدي إلى تراجع القيادات اإلدارية عن ممارسة صالحياتها
اما بما يفرضه كثير من القوانين المطلوب تغييرها من إجراءات مطولة .والفكرة المحورية في توجهات اإلصالح التشريعي
التز ً
المقترح أن تتوافق فلسفة القوانين الحاكمة للجهاز اإلداري مع التوجهات والسياسات االقتصادية واالجتماعية الجديدة للدولة.
يرى الخبراء أن تحقيق اإلصالح اإلداري الفعال يتطلب األخذ بأسباب التقدم التي توفرها تكنولوجيا المعلومات الحديثة بكل
ما تعنيه من سرعة في األداء ودقة في المعلومات وحداثة تلك المعلومات ،وتخفيف األعباء عن العاملين وعن المواطنين،
نجاح تنفيذ هذا البرنامج لتطوير الجهاز اإلدارى المصري يعتمد بصفة أساسية على اقتناع القيادة السياسية بأهميته وجدواه،
متجسدا
ً ويستدعي إنشاء آلية أو جهاز يخطط لوضعه موضع التنفيذ ويتابع التقدم ويقيم النتائج ،ويراه الخبراء والمتخصصون
في "مجلس أعلى لإلصالح اإلداري" برئاسة السيد رئيس الجمهورية ويضم فى عضويته رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية
عاما)-وزير المالية-وزير العدل-وزير القوى العاملة-رئيس الجهاز المركزي للتنظيم واإلدارة-رئيس هيئة
اإلدارية (أمينا ً
24
الرقابة اإلدارية-رئيس اتحاد الغرف التجارية-رئيس اتحاد الصناعات المصرية-ممثال لجمعيات رجال األعمال-ممثال
25
الخاتمة
عرضا لمقتضى حال "الجهاز اإلدارى المصري" وتصو ار لمآل هذا الجهاز ،ويبقى أن نؤكد على أهمية وضرورة
كان ما تقدم ً
خطير فى النظام السياسي ،ويكفي أن نتذكر هنا أن التنظيم البيروقراطي يستطيع أن
ًا دور
تطوير هذا الجهاز الذي يلعب ًا
ُي ِّ
قوض "الحكومة" ويهدد االستقرار .وذلك من خالل عدة أساليب ،أبرزها:
وأعتقد أنه قد باتت هناك "حاجة مجتمعية مصرية" تدعو وتطالب وتنادي وتحتج وتعتصم مطالبة بالتطوير ،وقد آن األوان
26