ضمانات المحاكمة عن بعد منى كامل تركي

You might also like

You are on page 1of 20

‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫ضمانات املحاكمة عن بعد‬


‫أ‪.‬د منى كامل تركي‬
‫استاذ القانون الدولي العام‬

‫تاريخ القبول‪ /4 :‬يوليو‪2019/‬‬ ‫تاريخ التسليم‪/20 :‬أبريل‪2019/‬‬

‫ملخص الدراسة‬
‫إن للتكنولوجيا بص فففة ةامة وتكنولوجيا ارنت نص بص فففة مان ففة يلكا ما مسلتا وبواس ففتحسا تتوير وت س ف ن‬
‫امللارس ف ففة ي ةالم القذ ف ففاس وال ا يلكا اس ف ففليتو املحاكم ارلكت ونية أو املحاكم املعلوماتية و د كان ما نتا‬
‫التتور ي الج ففانب ن تور أدواخ وامت اة ففاخ وم ففدم ففاخ ج ففدي ففد ي م تل املج ففاتخ نت ةا ال ور التقني ففة‬
‫العللية تورنوع جديد ما املعامسخ اسف ف ف ففإلى املعامسخ ارلكت ونية ت تل ةا املعامسخ التقليدية ن ما‬
‫املعروف وال ابص أن القواةد املنظلة لس ف ف ف ف ارجراساخ مي واةد منظلة للنظام العام سا تنظم أ م مر‬
‫ما مر ا الدولة كلا إ سا تتعل باتمتصف ففاض القذف ففاتي ال ا ظعتر ما مظا ر الس ففياد ل ا ن ارجراساخ‬
‫املتعلقة بس ف ةلل القذ ففاس س ففواس كانص متعلقة بالتقاإلففت أم بارنباخ أم بالتنفي اس ففرا ة جلي الدةاوا‬
‫أا كان أطر ا تا سا واةد اسحسدف ت قي العدالة للجلي بدون تلي ز وتتب بشكل ةام سواس كان موضوع‬
‫الدةوى ةس اخ وطنية أم دولية وسف ففواس اعلقص بعس اخ مش ف ف خ بل يت مادا أم ا ت اإلف ففت بلناسف ففبة اعامل‬
‫إلكت ومي بفعل است دام أحد وسائل اتتصال الحدي ة ومنسا ارنت نص‬
‫الكلل ففاخ املفت ففاحي ففة‪ :‬تكنولوجي ففا ارنت ن ففص التق ففاإلف ف ف ففت ارلكت ومي إجراساخ املح ففاكل ففة ي ففديو كونفرام‬
‫اتمتصاض القواةد العامة‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The Technology in general and Internet Technology in particular through which to ; develop‬‬
‫‪and improve practice in the world of the judiciary, which can be called electronic courts. or‬‬
‫‪information courts, has been the product of the development of the two sides the‬‬
‫‪emergence of new tools ; and inventions and services in various fields resulted from the‬‬
‫‪scientific revolution of the emergence of a new type of Transactions are called electronic‬‬
‫‪transactions that differ from traditional transactions. Because it is well known that the rules‬‬
‫‪governing the conduct of proceedings are rules governing. The general system because, they‬‬
‫‪regulate the most important state facilities. The procedures related to the functioning of the‬‬
‫‪judiciary, whether they are related to litigation, prosecution or enforcement, apply, to all‬‬
‫‪cases, ie parties, because they are rules that aim to achieve justice for all without‬‬
‫‪discrimination and apply in general whether the subject matter of the case is national or‬‬
‫‪international relations, Originated in a physical or virtual environment for the use of a‬‬
‫‪modern means of communication, including the Internet‬‬
‫‪Keywords : Internet technology, e-litigation, trial proceedings, video conference,‬‬
‫‪jurisdiction, general rules‬‬
‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫املقدمة‬
‫يعد التقاض ي اإللكتروني أخر ما توصل إليه العقل البشري من إبداع في فقه القانون في ظل التقدم التكنولوجي‬
‫املعاصر‪ ،‬ملا له من انعكاس إيجابي على عملية التقاض ي بصورة عامة‪ ،‬من خالل استثمار الوقت بإتباع إجراءات‬
‫حديثة ومتطورة من أجل تحقيق العدالة بين املواطنين بأقصر الطرق وأسرعها‪ ،‬لغرض تطبيق إجراءات التقاض ي‬
‫عن بعد‪ ،‬ال بد من وجود محكمة تعمل بوسائل إلكترونية يباشر من خاللها مجموعة من القضاة نظر الدعاوى‬
‫والفصل بها بموجب تشريعات تخولهم مباشرة اإلجراءات القضائية بتلك الوسائل باعتماد تقنيات فائقة في الحداثة‬
‫مللفات الدعاوى والتي يتم تدوين اإلجراءات القضائية من خاللها أي برمجة الدعوى اإللكترونية أو حوسبة الدعوى‪،‬‬
‫لتكتمل منظومة هذا النظام‪ ،‬مع مالحظة إن التطبيق الفعلي لنمط املحاكمات بوسائل إلكترونية مازال في بداياته‬
‫ً‬
‫األولى وخصوصا في بعض الدول العربية منها دولة اإلمارات العربية املتحدة ومصر‪ ،‬واالردن والسعودية‪ .‬وبما أن‬
‫مصطلح املحكمة اإللكترونية يعد من املصطلحات واملفاهيم الحديثة‪ ،‬حيث لم يظهر إال قبيل سنوات بعد انتشار‬
‫مصطلح الحكومة اإللكترونية الذي يعنى بالخدمات الحكومية كافة‪ ،‬فإن املحكمة اإللكترونية تختص بخدمات‬
‫ً‬
‫املحاكم فقط‪ ،‬تقوم بجميع األعمال املوكلة إلهها قانونا باستخدام الحاسب اإللكتروني الذي يحتوي على الررام‬
‫الخاصة بتطبيق إجراءات التقاض ي واملوصول بشبكة االتصاالت الدولية اإلنترنت‪ ،‬الختصار الوقت والجهد وإصدار‬
‫الحكم بأبسط وأسرع الطرق دون الحضور الشخص ي للمحكمة‪ ،‬وسوف نستعرض في دراستنا التقاض ي واملحاكمة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫أ لية الدراسة‬
‫تنطلق أهمية الدراسة من مدى حداثة موضوع التقاض ي عن بعد في اإلجراءات الجزائية على أساس أن املحكمة‬
‫املرئية في الدعوى تحافظ على جلسات املحاكمات في قاعات املحاكم بالطرق التقليدية‪ ،‬إال أن االتصال مع أحد‬
‫ً‬
‫املعنيين بالدعوى يكون مرئيا وليس بحضوره الشخص ي‪ ،‬في حال طلبت الجهة املختصة‪ ،‬أو أحد أطراف الدعوى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العامة ذلك أن املحاكمة عن بعد تتضمن تعديال جذريا في أساليب املحاكمات يجعل مراحل التقاض ي اعتبارا من‬
‫ً‬
‫القيد وحتى التنفيذ إلكترونيا‪ ،‬وتعقد الجلسة في قاعة مخصصة ومتهيئة لذلك بكافة التجهيزات الفنية‬
‫والتكنولوجية‬

‫مشكلة الدراسة‬
‫إن الفرق بين املحاكمة أون الين والتقاض ي في اإلجراءات الجزائية في الدعاوى فرق جوهري إذ أن املحكمة املرئية في‬
‫الدعوى تحافظ على جلسات املحاكمات في قاعات املحاكم بالطرق التقليدية‪ ،‬إال أن االتصال مع أحد املعنيين‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بالدعوى يكون مرئيا وليس بحضوره الشخص ي‪ ،‬في حين أن املحاكمة عن بعد تتضمن تعديال جذريا في أساليب‬
‫ً‬
‫املحاكمات يجعل مراحل التقاض ي اعتبارا من القيد وحتى التنفيذ إلكترونيا ‪ ،‬وتعقد الجلسة في قاعة مخصصة‬
‫ومتهيئة لذلك بكافة التجهيزات الفنية والتكنولوجية‪ ،‬مما يطرح إشكالية الدراسة في السؤال الرئيست التالي‪ :‬ما‬
‫مدى مسئلة تتبي ارجراساخ الجزائية املتبعة بتقنية اتتصال ةا بعد ي مباشر إجراساخ املحاكلة‬
‫ارلكت ونية؟ ولإلجابة على هذا التساؤل‪ ،‬فإن ذلك يتطلب منا اإلجابة على التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما هي آلية التقاض ي من خالل املحكمة االلكترونية؟‬
‫‪ .2‬هل اإلجراءات املتخذة في املحاكمة عن بعد تكفل الضمانات الشخصية واملوضوعية للمتهم؛ وحقه في الدفاع؟‬

‫‪- 181 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫‪ .3‬ما هي إجراءات رفع الدعوى اإللكترونية‪ ،‬وما هي إجراءات الجلسات في التقاض ي؟‬
‫‪ .4‬هل جلسات املحاكمة عن بعد علنية؟‬
‫‪ .5‬ما مدى تطبيق التقنية عن بعد في النظم القضائية العربية والتشريعات املقارنة؟‬

‫أ داف الدراسة إن هذه الدراسة تهدف إلى تحقيق مجموعة من األهداف وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬توضيح التقاض ي اإللكتروني أو التقاض ي عن بعد‪ ،‬ومالئمة تقنية املعلومات ثنائية الوجود بما تسمح بررمجة‬
‫الدعوى الرقمية وكونها تتألف من شبكة الربط الدولي اإلنترنت إضافة إلى مبنى املحكمة بحيث يتيح الظهور‬
‫املكاني اإللكتروني لوحدات قضائية وإدارية ويباشر من خالل مجموعة من القضاة‬
‫‪ .2‬إن اإلجراءات املتخذة في املحاكمة عن بعد تكفل الضمانات الشخصية واملوضوعية للمتهم؛ وحقه في الدفاع‪،‬‬
‫وتطويع القواعد العامة باتجاه يواكب تطورات العصر لتحقيق األداء األمثل من خالل استثمار الوقت بإتباع‬
‫إجراءات حديثة ومتطورة في قانون اإلجراءات الجزائية أمام املحاكم بوساطة وسائل االتصال اإللكترونية‬
‫وتحقيق العدالة بين املواطنين بأقصر الطرق وأسرعها‬
‫‪ .3‬تبدأ إجراءات رفع الدعوى اإللكترونية عند رغبة املتقاض ي أو املحامي في إقامة الدعوى بطريقة إلكترونية يرسل‬
‫صحيفة الدعوى عرر الرريد اإللكتروني من خالل موقع إلكتروني مخصص لهذا الغرض‪ ،‬حيث تستلم هذه‬
‫ً‬
‫املستندات بواسطة املوظف املختص لفحص املستندات والذي يقوم بدوره بقبولها أو رفضها وفقا للقواعد‬
‫القانونية املنظمة‪ ،‬حيث تتم عملية إرسال واستالم املستندات والوثائق دون الحاجة النتقالهما مرات عديدة‬
‫ملقر املحكمة‬
‫‪ .4‬يتم تسجيل القضايا وأرشفتها في الحاسب اآللي لنظر الدعوى ومباشرة اإلجراءات القضائية من التحقيق‬
‫واملحاكمة بوسائل إلكترونية مستحدثة ضمن نظام معلوماتي قضائي متكامل الوسائل واألطراف‪ ،‬ويعتمد‬
‫منهج تقنية االتصال عن بعد بربط الشبكة املعلوماتية لالستجواب والتفتيش والتحقيق وإصدار أوامر الحبس‬
‫االحتياطي وندب الخرراء‪ ،‬والنظر بالدعاوي والفصل بها ويقوم بمباشرة النيابة الذكية للدعوى وبمساعدة‬
‫القضاة في معرفة سير القضية واالطالع على البيانات املسجلة من قبل مدخلي بيانات القضية‬
‫‪ .5‬وتبدأ مرحلة إدارة الجلسات اإللكترونية وضبطها من قبل قلم كتاب املحكمة اإللكترونية‪ ،‬حيث يقوم كتاب‬
‫قلم املحكمة اإللكترونية بإرسال ملف القضية محل الدعوى إلى منصة القضاة عرر شبكة االتصاالت في الوقت‬
‫ً‬
‫املحدد لبدء الجلسة‪ ،‬متضمنا كافة األوراق واملستندات املقدمة بالدعوى مثل صحيفة الدعوى ومرفقاتها‬
‫والتوكيالت الخاصة باملحاماة وكل ما يتعلق باإلعالن‪ ،‬على أن تكون قاعة املحكمة مزودة بشاشات عرض علوية‬
‫مللف الدعوى يتسنى للحضور مطالعتها وتكون جلسات املحاكمة عن بعد علنية بحضور الخصوم‬
‫‪ .6‬تطبيق التقنية عن بعد في النظم القضائية العربية والتشريعات املقارنة ما تزال النماذج العربية في املحاكم‬
‫اإللكترونية في بداياتها‪ ،‬إذ إن بعض الدول العربية وفرت للمتقاض ي خدمة االستعالم عن بعد‪ ،‬بينما التشريعات‬
‫األوروبية عمل البعض منها على استخدام الفيديو كونفرانس كأسلوب جديد للتقاض ي عن بعد‬

‫‪- 182 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫منهجية الدراسة‬
‫اتبعت الباحثة في هذه الدراسة املنهج الوصفي والتاريخي بحيث تم من خالله التعرف على التقاض ي اإللكتروني في‬
‫دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬ومدى تطبيق التقنية عن بعد في النظم القضائية العربية والتشريعات املقارنة‬
‫املتعلقة بتقنية االتصال عن بعد كوسيلة من وسائل التعاون الدولي في مكافحة الجريمة في املحاكمة اإللكترونية‪،‬‬
‫أما بشأن تقسيم الدراسة فإن الباحثة ولغاية اإلحاطة بكافة تفاصيل املوضوع املبحوث فيه فقد اتبعت التقسيم‬
‫الثنائي‪ ،‬بحيث تقسم الدراسة إلى مبحثين وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫املب ث ا ول‪ :‬املحاكلة ارلكت ونية وآلية التقاإلت ةا بعد‬
‫املطلب األول‪ :‬آلية التقاض ي من خالل املحكمة اإللكترونية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التقاض ي عن بعد باملحكمة اإللكترونية في دولة اإلمارات‬
‫املب ث ال امي‪ :‬تتبي التقنية ةا بعد ي النظم القذائية العربية والتشريعاخ املقارنة‬
‫املطلب األول‪ :‬التقنيات الحديثة في التشريعات العربية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التقنيات الحديثة في التشريعات األوروبية‬
‫املب ث ا ول‬
‫املحاكلة ارلكت ونية وآلية التقاإلت ةا بعد‬
‫إن التقاض ي اإللكتروني عبارة عن سلطة ملجموعة متخصصة من القضاة النظاميين بنظر الدعوى ومباشرة‬
‫اإلجراءات القضائية بوسائل إلكترونية مستحدثة ضمن نظام معلوماتي قضائي متكامل الوسائل واألطراف‪ ،‬يعتمد‬
‫منهج تقنية االتصال عن بعد بربط الشبكة املعلوماتية لنظر الدعاوي والفصل بها‪ ،‬مع إخضاع هذه الوسائل‬
‫واإلجراءات التي تحمل صفة اإللزام وبالتالي تتمتع بالحجية‪ ،‬فالتقاض ي اإللكتروني يتطلب إنشاء وتصميم وبرمجة‬
‫نظام قضائي معلوماتي‪ ،‬لكي تتم عملية التقاض ي من خالله‪ ،‬ويشمل هذا النظام املحكمة اإللكترونية والدائرة‬
‫اإللكترونية لتنفيذ األحكام‪ ،‬وينبني على وجود محكمة إلكترونية ومحكمة طعن تنظر بالطعون املقدمة إلهها‬
‫ً‬
‫إلكترونيا (‪ )1‬وإن حداثة استخدام هذا النوع في إجراءات التقاض ي يتطلب محاولة تطويع القواعد العامة باتجاه‬
‫يواكب تطورات العصر لتحقيق األداء األمثل من خالل استثمار الوقت بإتباع إجراءات حديثة ومتطورة في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية أمام املحاكم بوساطة وسائل االتصال اإللكترونية ونستعرض ذلك في املطلب األول‪ :‬آلية‬
‫التقاض ي من خالل املحكمة اإللكترونية‪ ،‬وفي املطلب الثاني‪ :‬التقاض ي عن بعد باملحكمة اإللكترونية في دولة اإلمارات‬

‫املتلب ا ول‪ :‬آلية التقاإلت ما مسل املحكلة ارلكت ونية‬


‫تمثل املحكمة املعلوماتية حيز تقني معلوماتي ثنائي الوجود يسمح بررمجة الدعوى االلكترونية يتألف من شبكة‬
‫الرابط الدولية إضافة إلى مبنى املحكمة بحيث يتيح الظهور املكاني اإللكتروني لوحدات قضائية وإدارية يباشر من‬
‫خالله مجموعة من القضاة مهمة النظر في الدعاوي والفصل فهها بموجب تشريعات تخولهم مباشرة االجراءات‬

‫)‪ )1‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪( ،‬دراسة مقارنة) ‪( ،‬اإلمارات ‪ :‬دار النهضة العلمية‪ ،‬القاهرة ‪:‬‬
‫دار النهضة العربية‪ )2019،‬ط‪ ،1‬ص‪.196-193 :‬‬

‫‪- 183 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫(‪)1‬‬‫القضائية مع اعتماد آليات تقنية فائقة الحداثة لتدوين االجراءات القضائية وحفظ وتداول ملفات الدعاوى‬
‫وعرفها البعض بأنها عبارة عن موقع إلكتروني للمحكمة على شبكة اإلنترنت تعمل بنظام إرسال وقبول املستندات‬
‫اإللكترونية كنظام إلكتروني خاص يسمح بفتح قنوات اتصال بين املتقاضين واملحكمة من خالل النافذة اإللكترونية‬
‫حيث يتم قبول مستندات القضية بطريقة إلكترونية وسداد الرسوم القضائية وقبولها بوساطة موظف املحكمة‬
‫املختص عرر النافذة اإللكترونية املوجودة باملوقع اإللكتروني للمحكمة تؤدي بصفة أساسية ذات الوظائف التي‬
‫كانت تؤدى في نظام التقاض ي التقليدي مع اختالف أن املعلومات املخزنة على دعامة ورقية يتم تخزينها على دعائم‬
‫إلكترونية‪ ،‬وكذلك احالل نظام التصديق اإللكتروني في محل الطرق التقليدية في توثيق املستندات(‪.)2‬‬

‫وبذلك فإن التقاض ي من خالل املحكمة اإللكترونية هو تنظيم تقني معلوماتي يمكن القضاة من االتصال باملتداعين‬
‫دون حضورهم الشخص ي ومباشرة إجراءات التقاض ي‪ ،‬كما يتيح شفافية وسرعة في الحصول على املعلومات‪ ،‬وبناء‬
‫ً ً‬
‫عليه فتجهيز املحكمة وقاعات املحكمة واألقسام اإلدارية والتنفيذية تأخذ طابعا تقنيا يمكن القضاة والخصوم من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متابعة دعواهم والحضور وتسجيل الطلبات واالتصال بموظفي وقضاة املحاكم اتصاال إلكترونيا دون حاجة‬
‫للحضور الشخص ي‪ ،‬وتنفيذ اإلجراءات هذا وسيتم أيجاز آلية تنظيمها حيث يتوجب لتطبيق إجراءات التقاض ي من‬
‫خالل املحكمة اإللكترونية وجود العناصر األساسية التالية للمحكمة اإللكترونية‪:‬‬
‫ً‬
‫أوت‪ :‬ذا املعلوماخ‪ :‬وهم مجموعة متخصصة من القضاة النظاميين‪ ،‬يباشرون املحاكمات من خالل موقع كل‬
‫منهم لدى املحكمة اإللكترونية ضمن نظام قضائي يطلق عليه دائرة املعلوماتية القضائية‪ ،‬ويباشر القضاة تطبيق‬
‫إجراءات التقاض ي عن بعد وتدوينها في ملف الدعوى اإللكترونية بحيث يستمع القاض ي املعلوماتي ألقوالهم‬
‫ومرافعاتهم ودفاعاتهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نانيا‪ :‬كتبة املو ا ارلكت ونية‪ :‬وهم مجموعة من املوظفين الحقوقيين واملتخصصين أيضا بتقنيات الحاسوب‬
‫والررمجيات وتصميم وإدارة املواقع اإللكترونية مؤهلين للعمل ويمارسون واجبات عديدة في العمل القضائي اإلجرائي‬
‫وأهمها تسجيل الدعاوى وإرسالها مع ما تتضمنه من أدلة إثبات بوساطة املاسح الضوئي واالحتفاظ باألصل لغرض‬
‫ً‬
‫إرساله للمحكمة في حالة طلبها له‪ ،‬وتجهيز جدول مواعيد الجلسات‪ ،‬واستيفاء الرسوم إلكترونيا بإحدى وسائل‬
‫الدفع اإللكتروني‪ ،‬واالتصال بأطراف الدعوى وتبليغه بالحضور في مواعيد انعقاد الجلسات بعد التأكد من صفة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كل منهم سواء كانوا أطراف الدعوى أو شهودا أو غيرهم قبل ادخالهم إلى موقع املحكمة أمام القاض ي‪ ،‬وأخيرا متابعة‬
‫الدعاوى وعرض الجلسات‪.‬‬
‫ً‬
‫نال ا‪ :‬إدار املو ا واملر مج ن‪ :‬وهم مجموعة من اإلداريين والفنيين املتواجدين خارج قاعة املحكمة في أقسام‬
‫مجاورة لها‪ ،‬يكون واجباتهم متابعة سير إجراءات املحاكمة ومعالجة األعطال التي قد تحدث في األجهزة واملعدات‬

‫الشرعة‪ ،‬حازم محمد‪ ،‬التقاضي االلكتروني والمحاكم االلكترونية‪( ،‬األردن ‪ :‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫)‪)1‬‬

‫‪ )2010‬ط‪ ،1‬ص‪57‬‬
‫)‪ )2‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪( ،‬دراسة مقارنة) ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.199 :‬‬

‫‪- 184 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫أثناء املرافعة وكذلك معالجة االخطاء الفنية قبل وقوعها‪ ،‬والقيام بحماية النظام من الفيروسات واحباط محاولة‬
‫دخول املخربين والفضوليين على موقع املحكمة‪ ،‬باإلضافة الى مساعدة الكتبة بتنفيذ واجباتهم التقنية (‪.)1‬‬

‫املتلب ال امي‪ :‬التقاإلت ةا بعد باملحكلة ارلكت ونية ي دولة ارماراخ‬


‫إزاء كثرة الدعاوي والقضايا التي يضطلع بها القضاء في دولة اإلمارات العربية املتحدة وتكدس املحاكم بملفات‬
‫ً‬
‫القضايا واملستندات تبارت النظم القانونية إلى تيسير إجراءات التقاض ي أمام محاكم الدولة ضمانا لحصول‬
‫الخصوم على الحماية القضائية لحقوقهم ومراكزهم القانونية بإجراءات سهلة وميسرة وفي ميعاد مناسب ومعقول‬
‫سواء في نطاق تطبيق القانون أمام املحاكم الجزائية أو إجراءات التقاض ي من خالل التدخل التشريعي بإصدار‬
‫قانون مختص لتقنية االتصال عن بعد في اإلجراءات الجزائية وقد تم تفعيل نظام املحاكمات والتحقيقات عرر‬
‫تقنيات االتصال املرئي في دائرة القضاء‪ ،‬ليعزز من جودة الخدمات القضائية املقدمة وفق أرقى املعايير العاملية‪،‬‬
‫لتحقيق سرعة الفصل في القضايا وجودة األحكام القضائية‪ ،‬مع ضمان تسهيل اإلجراءات على جميع األطراف في‬
‫الدعاوى‪ ،‬وبما يتماش ى مع التشريعات واإلجراءات القانونية املتبعة ولقد ارتأيت توضيح ذلك من خالل عرض‬
‫وتوضيح كل من‪ :‬التقاض ي اإللكتروني‪ ،‬نطاق تطبيق القانون أمام املحاكم الجزائية واختصاصات رئيس الجهة‬
‫املختصة‪ ،‬إجراءات التقاض ي عن بعد‪ ،‬إدارة الجلسة وضبطها (‪)2‬‬

‫فاملحكمة املعلوماتية حيز تقني معلوماتي ثنائي الوجود يسمح بررمجة الدعوى االلكترونية يتألف من شبكة الرابط‬
‫الدولية إضافة إلى مبنى املحكمة بحيث يتيح الظهور املكاني اإللكتروني لوحدات قضائية وإدارية يباشر من خالله‬
‫مجموعة من القضاة مهمة النظر في الدعاوي والفصل فهها بموجب تشريعات تخولهم مباشرة االجراءات القضائية‬
‫مع اعتماد آليات تقنية فائقة الحداثة لتدوين االجراءات القضائية وحفظ وتداول ملفات الدعاوى (‪ )3‬ونستعرض‬
‫ذلك في الفرع األول إجراءات املحاكمة عن بعد‪ ،‬وفي الفرع الثاني حضور الخصوم وغيابهم من خالل تقنية االتصال‬
‫عن بعد كما يلي‪:‬‬

‫الفرع ا ول‪ :‬إجراساخ املحاكلة ةا بعد‬


‫تبدأ مرحلة إدارة الجلسات اإللكترونية وضبطها من قبل قلم كتاب املحكمة اإللكترونية‪ ،‬حيث يقوم كتاب قلم‬
‫املحكمة اإللكترونية بإرسال ملف القضية محل الدعوى إلى منصة القضاة عرر شبكة االتصاالت في الوقت املحدد‬
‫ً‬
‫لبدء الجلسة‪ ،‬متضمنا كافة األوراق واملستندات املقدمة بالدعوى مثل صحيفة الدعوى ومرفقاتها والتوكيالت‬

‫الشرعة‪ ،‬حازم محمد‪ ،‬التقاضي االلكتروني والمحاكم االلكترونية‪ ،‬مرجع سابق ص‪.61‬‬ ‫)‪)1‬‬

‫)‪ )2‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪202 :‬‬
‫الشرعة‪ ،‬حازم محمد‪ ،‬التقاضي االلكتروني والمحاكم االلكترونية‪( ،‬األردن ‪ :‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬ ‫)‪)3‬‬

‫والتوزيع‪ )2010،‬ط‪ ،1‬ص ‪.62 :‬‬

‫‪- 185 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫الخاصة باملحاماة وكل ما يتعلق باإلعالن‪ ،‬على أن تكون قاعة املحكمة مزودة بشاشات عرض علوية مللف الدعوى‬
‫يتسنى للحضور مطالعتها (‪)1‬‬
‫ً‬
‫(‪ )1‬بدس الجلسة‪ :‬عند مثول أطراف الدعوى ووكالئهم تبدأ املحكمة بسماع املدعي أوال إما بالتحدث عرر املايك‬
‫املخصص لذلك لنقل إشارات الصوت وترجمتها إلى كلمات تدون على املحرر اإللكتروني الذي يظهر على شاشة‬
‫العرض العلوية املوجودة بقاعة املحكمة‪ ،‬وتتيح له املحكمة تقديم املستندات واألوراق بشكل إلكتروني مما يتحقق‬
‫في ذلك عالنية الجلسة‪ ،‬وشفوية املرافعة‪ ،‬ويجوز لهيئة املحكمة عقد الجلسات بشكل سري ألطراف الدعوى‬
‫فقط(‪ ،)2‬ثم تستمع املحكمة إلى املدعى عليه‪ ،‬ويقوم كاتب الجلسة بإدخال كافة املعلومات في محضر الجلسة‬
‫ً‬
‫إلكترونيا‬

‫(‪)2‬املداولة ارلكت ونية‪ :‬بعد تدوين إجراءات التقاض ي في نظام املحكمة االلكترونية حيث يتم تحضير الخصوم‬
‫وسماع شهادة الشهود الكترونيا وتدون كل االجراءات تقنيا في ملف الدعوى االلكتروني الذي يكون برنامجا يحتوي‬
‫على قدرة تخزينية للصوت والصورة بحيث يستطيع القاض ي مباشرة املحاكمة الكترونيا من خالل املحضر‬
‫االلكتروني الذي يظهر فيه صوت وصورة القاض ي وصوت وصورة املدعي او وكيله وصوت وصورة املدعى عليه او‬
‫وكيله وشهادة الشهود وبعد االنتهاء من كل جلسة يقوم كاتب الضبط طباعة محضر الجلسة فمحاضر الجلسات‬
‫االلكترونية عبارة عن عرض سير املحاكمات بالصوت والصورة كما حصلت تماما‬

‫(‪ )3‬فل باب املر ا عة والتو ي ة الحكم‪ :‬تقرر املحكمة قفل باب املرافعة عند التأكد من أن كافة أطراف‬
‫الدعوى قد أبدوا دفاعهم فتقرر املحكمة حجز الدعوى للحكم ويتمكن القضاء بعد االنتهاء من الرأي النهائي من‬
‫التوقيع على الحكم عرر تفعيل التوقيع اإللكتروني على ملف الدعوى‬

‫(‪ )4‬الحلاية التقنية للتقاإلت ةا بعد‪ :‬يقصد بالحماية هنا الضمانات التي يمكن الرجوع الهها في مواجهة‬
‫الخروقات التي يمكن ان تطال ألية عمل املحكمة االلكترونية على اعتبار ان املحكمة تعتمد على حاسبات مرتبطة‬
‫ببعضها عن طريق شبكات داخلية وترتبط هذه الشبكات بالشبكة العنكبوتية عن طريق وسائل االتصال الحديثة‬
‫ومن خالل هذه الشبكات يجري تداول بيانات املحكمة ومعلوماتها على خطورة هذه املعلومات وخصوصيتها وسرية‬
‫بعضها (‪)3‬‬

‫)‪ )1‬عصماني‪ ،‬ليلي‪ ،‬نظام التقاضي االلكتروني آلية إلنجاح الخطط التنموية‪( ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،13‬فبراير ‪)2016‬‬
‫كلية الحقوق والعل وم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫المادة ‪ 3‬في القانون على أن أحكام الحضور والعالنية وسرية التحقيقات المنصوص عليها في القانون االتحادي‬ ‫)‪)2‬‬

‫رقم ‪ 35‬لسنة ‪ ،1992‬والمرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2009‬المشار إليهما تتحقق إذ تمت من خالل تقنية‬
‫االتصال عن بعد وفقاً ألحكام هذا القانون‬
‫)‪ )3‬دودين ‪ ،‬بشار محمود‪ ،‬اإلطار القانوني للعقد المبرم عبر شبكة االنترنت‪( ،‬األردن ‪ :‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ )2010 ،‬ط‪ ، 2‬ص‪21‬‬

‫‪- 186 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫ً‬
‫تسجل اإلجراءات وتحفظ عن بعد إلكترونيا‪ ،‬ويكون لها صفة سرية‪ ،‬وال يجوز تداولها أو االطالع علهها أو نسخها من‬
‫النظام املعلوماتي اإللكتروني إال بإذن من النيابة العامة أو املحكمة املختصة ويتعين على املدعي القيام بعمل توكيل‬
‫ً‬
‫محاميه للدفاع عنه بشكل إلكتروني عن طريق كاتب العدل‪ ،‬فيصدر توكيال بناء على إدخال البيانات الالزمة‬
‫واملطلوبة والتأكد من هوية املدعي عن طريق الربط مع هيئة اإلمارات للهوية في نطاق مشروع الحكومة اإللكترونية‪،‬‬
‫على أن للجهة املختصة تفريغ اإلجراءات عن بعد في محاضر ومستندات ورقية أو إلكترونية تعتمد منها دون الحاجة‬
‫لتوقيع من أصحاب العالقة (‪)1‬‬

‫الفرع ال امي‪ :‬حذورالخصوم وغيابسم ما مسل تقنية اتتصال ةا بعد‬


‫ً‬
‫تكون الخصومة حضورية قبل املتهم وفقا للقواعد والضوابط واآلثار املنصوص علهها في املواد (‪)198( ،)191( ،)190‬‬
‫من القانون‪ ،‬إذا استخدمت تقنية االتصال عن بعد إلثبات الحضور واملرافعة أمام املحكمة الجزائية التي تنظر‬
‫املوضوع وللمتهم في أو جلسة محاكمته عرر تقنية االتصال عن بعد في أي درجة من درجات التقاض ي‪ ،‬أن يطلب من‬
‫املحكمة إجراء املحاكمة بالحضور الشخص ي‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب على املحكمة البت في هذا الطلب بقبوله أو‬
‫رفضه‪ ،‬وفي حالة قبول الطلب يتم تحديد مكان الدائرة التي سيتم الحضور أمامها وتاريخ الجلسة‪ ،‬ويتم تكليف‬
‫ً‬
‫املتهمين بالحضور عن بعد أمام املحكمة الجزائية‪ ،‬سواء كانت محكمة الجنح أو محكمة الجنايات وفقا للضوابط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واملدد املنصوص علهها بالقانون ويجوز أن يتم إعالنهم إلكترونيا بالجلسة وفقا للمادة (‪ )9‬من القرار الوزاري‬
‫ً‬
‫‪ 2019/259‬ويتم تكليف الشهود والخرراء بالحضور أمام املحكمة الجزائية وفقا للطرق واملواعيد املنصوص علهها‬
‫في قانون اإلجراءات الجزائية االتحادي‬

‫فالجلسات التي تتم عن طريق وسائل االتصال عن بعد علنية‪ ،‬ويتم تكليف املتهمين بالحضور عن بعد أمام املحكمة‬
‫ً‬
‫الجزائية‪ ،‬سواء كانت محكمة الجنح أو محكمة الجنايات وفقا للضوابط واملدد املنصوص علهها بقانون اإلجراءات‬
‫ً‬
‫الجزائية ويجوز أن يتم إعالنهم إلكترونيا بالجلسة على أن يكون اإلعالن اإللكتروني‪ ،‬عن طريق الرريد اإللكتروني‬
‫ً‬
‫للمعلن إليه‪ ،‬إذا كان مثبتا بمحضر جمع االستدالالت أو بالتحقيقات‪ ،‬أو سبق للمعلن إليه البالغ به في أي مرحلة‬
‫من مراحل الدعوى الجزائية‪ ،‬أو عرر الرسائل النصية الهاتفية على الهاتف املحمول‪ ،‬أو الفاكس وفي هذه الحالة‬
‫يجب حفظ ما يفيد إرسال الرريد اإللكتروني أو الرسالة النصية أو الفاكس‪ ،‬إلى املعلن إليه بملف الدعوى أو عن‬
‫طريق املكاملات املسجلة الصوتية أو املرئية‪ ،‬وفي هذه الحالة يلتزم القائم باإلعالن بتحرير محضر يثبت فيه مضمون‬
‫املكاملة وساعتها وتاريخها وشخص يستلمها‪ ،‬ويكون لهذا املحضر حجيته في اإلثبات‪ ،‬أو بأي وسيلة أخرى من وسائل‬
‫التقنية الحديثة التي يصدر بتحديدها قرار من وزير العدل وإذا تعذر اإلعالن بوسائل التقنية الحديثة يكون اإلعالن‬
‫ً ً‬
‫ورقيا وفقا للطرق املبينة في الفقرات (ب‪ ،‬ج‪ ،‬د) من البند (‪ )1‬من املادة (‪ )6‬من الالئحة التنظيمية للقانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )11‬لسنة ‪ ،1992‬بشأن اإلجراءات املدنية وفي حالة تخلف الخصوم أو أيهما عن استخدام وسيلة االتصال‬

‫المادة رقم ‪ 10‬من القانون االتحادي‪ ،‬أن للجهة المختصة تفريغ اإلجراءات عن بعد في محاضر ومستندات ورقية‬ ‫)‪)1‬‬

‫أو إلكترونية تعتمد منها دون الحاجة لتوقيع من أصحاب العالقة‬

‫‪- 187 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫عن بعد في الجلسة املحددة‪ ،‬تطبق في شأنهم قواعد وأحكام وأثار الغياب املنصوص علهها في املواد (‪،)198( ،)189‬‬
‫(‪ )204( ،)203‬من قانون اإلجراءات الجزائية االتحادي (‪.)1‬‬
‫املب ث ال امي‬
‫تتبي التقنية ةا بعد ي النظم القذائية العربية والتشريعاخ املقارنة‬
‫ما تزال النماذج العربية في املحاكم اإللكترونية في بداياتها‪ ،‬إذ إن بعض الدول العربية وفرت للمتقاض ي خدمة‬
‫االستعالم عن بعد وسعى البعض األخر إلى البدء في تطبيق أنظمة التقاض ي عن بعد في املعامالت املدنية واملعامالت‬
‫التجارية املختصة بالعقود واإلثبات‪ ،‬بينما في التشريعات االوربية استخدمتها بعض الدول في استجواب الشهود‬
‫والخرراء بطريقة الفيديو كونفرس‪ ،‬وحاول البعض األخر تطبيقها ملكافحة الجريمة وخاصة إن كانت املحاكمة مع‬
‫متهم في دولة بغير حيز وجود املحكمة املقام بها الدعوى‪ ،‬وسوف نستعرض ذلك من خالل املطلب األول‪ :‬التقنيات‬
‫الحديثة في التشريعات العربية‪ ،‬واملطلب الثاني‪ :‬التقنيات الحديثة في التشريعات األوروبية‬

‫املتلب ا ول‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي التشريعاخ العربية‬


‫أن معظم الدول العربية تخطو خطوات خجولة في مجال التقاض ي بوسائل االتصال الحديثة‪ ،‬ويعود ذلك إلى خشية‬
‫عواقب هذه التقنيات الحديثة‪ ،‬أو إلى عدم اقتناع املسؤولين عن مرفق العدالة بفعالية هذه الخدمات‪ ،‬أو لقلة‬
‫الكفاءات امللمة بررام الحاسب اآللي في األجهزة القضائية لهذه التقنيات الحديثة وسوف نستعرض بعض من‬
‫التشريعات العربية التي استخدمت التقنيات الحديثة في التقاض ي باملحاكم اإللكترونية كما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوت‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي العلل القذاتي ي مصر‪ :‬بدأت وزارة العدل املصرية ببناء قاعدة معلومات ألحكام‬
‫ً‬
‫محكمة النقض‪ ،‬وأحكام املحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬بحيث يصبح الطريق ميسرا لعمل إصالح تشريعي على أسس‬
‫دقيقة وشاملة‪ ،‬وتبني نظام املحكمة اإللكترونية وأصدرت القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2004‬بشأن تنظيم التوقيع‬
‫اإللكتروني وإنشاء هيئة تنمية صناعة وتكنولوجيا املعلومات ‪ ،‬وأول اجراءات التقاض ي التي تمر بها الدعوى‬
‫القضائية هو التسجيل في السجالت الرسمية للمحكمة املختصة بعد دفع الرسوم القضائية وتسجيل الدعوى‬
‫القضائية االلكترونية يكون من خالل موقع على شبكة االنترنت يحمل عنوان معين يستطيع من خالله الخصوم‬
‫واملحامين الدخول إلى النظام وتسجيل الدعاوى القضائية وتسليم الوثائق واملستندات ودفع الرسوم القضائية‬
‫حيث يقوم كل من املدعى بإعداد عريضة الدعوى واملدعى عليه بإعداد الئحته الجوابية على الدعوى القضائية على‬
‫قرص مدم ثم تدخل بيانات هذا القرص الى الررنام الحاسوبي (‪)2‬‬

‫القرار الوزاري رقم ‪ 260‬في شأن الدليل اإلجرائي لتنظيم التقاضي باستخدام الوسائل اإللكترونية واالتصال عن بعد‬ ‫)‪)1‬‬

‫في اإلجراءات المدنية والصادر بتاريخ ‪ 2019/3/27‬الالئحة ‪ :‬الالئحة التنظيمية للقانون االتحادي رقم (‪ )11‬لسنة‬
‫‪ ،1992‬بشأن اإلجراءات المدنية‬
‫وهو ما اتجه إليه المشرع المصري في المادة (‪ /308‬مكرر) من قانون العقوبات التي تنص على أن كل من قذف‬ ‫)‪)2‬‬

‫غيره بطريق التليفون يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ ، 303‬والمادة ‪ 171‬من قانون العقوبات المصري‬
‫والمادة (‪ )23‬من قانون الصحافة الفرنسي الصادر في ‪ 29‬يوليو ‪1881‬‬

‫‪- 188 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫ثم يقوم املدعي بتوكيل محامي للدفاع عن طريق الربط اإللكتروني مع دائرة كاتب العدل املختص فيستصدر وكالة‬
‫بالخصومة بعد ادخال بياناته الالزمة املطلوبة والتأكد من هويته عن طريق الربط اإللكتروني مع مديرية األحوال‬
‫املدنية املختصة في نطاق مشروع الحكومة اإللكترونية وبعد ادخال رقمه الكودي يتحقق الحاسوب الرقمي من‬
‫صحة البيانات للتأكد من هوية املستخدم املوقع ثم يسمح له بالدخول ويفتح له قائمة الختيار املحكمة املختصة‬
‫مدنية كانت أو جزائية بعد استالم موظف قلم املحكمة االلكترونية عريضة الدعوى ومرفقاتها وتحديد الحاسوب‬
‫ميعاد الجلسة وتاريخها يحضر قضاة املحكمة املختصة في امليعاد املحدد ويتم فتح الحاسوب على منصة القضاء‬
‫ومن خالل شبكة االتصاالت الداخلية املتوافرة باملحكمة واملتصلة بجميع اقسامها ترسل اضبارة الدعوى إلى‬
‫الحاسوب الخاص باملحكمة مع كافة املحررات اإللكترونية املرسلة واملستقبلة بملف الدعوى اإللكتروني(‪)1‬‬

‫ً‬
‫نانيا‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي العلل القذاتي ي السعودية‪ :‬وتعد محكمة جدة أول محكمة في اململكة العربية‬
‫ً‬
‫السعودية تعمل بنظام التقاض ي اإللكتروني‪ ،‬باستخدام النظام الشامل‪ ،‬بدءا باستقبال املعامالت واالستدعاءات‬
‫ً‬
‫إلكترونيا‪ ،‬وانتهاء باستخراج الصك القضائي تقوم املحكمة باستالم أوراق االدعاء من خالل دخول املدعي إلى موقع‬
‫ً‬
‫آليا‪ُ ،‬‬ ‫ً‬
‫فتدون جلسات التقاض ي باستخدام الحاسب‬ ‫املحكمة لتسجلهها إلكترونيا‪ ،‬ثم تتابع سير إجراءاتها في املحكمة‬
‫ً‬
‫اآللي‪ ،‬وذلك مرورا بمحاضر الجلسات‪ ،‬وانتهاء بإصدار الحكم في آخر جلسة وتجدر اإلشارة إلى أن املجلس األعلى‬
‫للقضاء يدرس حاليا تطوير عملية التفتيش القضائي بالحاسب اآللي‪ ،‬وتحويل جزء من أعمال التفتيش القضائي‬
‫إلى إلكتروني‪ ،‬ويجري ذلك بدخول قضاة التفتيش في املجلس األعلى للقضاء إلى موقع املحكمة اإللكتروني‪ ،‬واالطالع‬
‫على سير الجلسات‪ ،‬وضبطها‪ ،‬واملواعيد بينها ويمكن تلمس سياسة وزارة العدل السعودية في إدخال التقنية‬
‫الحديثة إلى رحاب القضاء‪ ،‬وتبني نظام املحكمة اإللكترونية (‪ ،)2‬من خالل ثالث خطوات قامت بها هي‪:‬‬

‫(‪ )1‬ندسة ارجراساخ‪ :‬تقوم الوزارة بعملية الهندسة في املحاكم كافة بمختلف درجاتها‪ ،‬ودوائر كتاب العدل‪ ،‬إذ‬
‫تستبعد اإلجراءات عديمة الفائدة‪ ،‬والتأكد من نظامية هذه اإلجراءات عن طريق برام إلكترونية ال يمكن اختراقها‪،‬‬
‫وتحويل الصيغ والخطابات جميعها إلى صيغ إلكترونية الستخدامها في املحاكم اإللكترونية‪.‬‬

‫(‪ )2‬التوجو لللركزية املعلوماتية‪ :‬ذلك بإنشاء بنية تحتية متكاملة ملركز املعلومات‪ ،‬تتمثل في ربط جميع املحاكم‬
‫ودوائر كتاب العدل بقاعدة بيانات واحدة لتسهيل تطويرها املستمر‪ ،‬واإلشراف املباشر علهها‪ ،‬وتقديم الدعم الفني‬
‫الالزم‪ ،‬وبهذا أمكن إقامة قنوات تفاعلية عدة باالعتماد على شبكة اإلنترنت مثل البوابات اإللكترونية‪ ،‬والرريد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وخدمة رسائل الجوال وخدمة املجلس األعلى للقضاء إلى موقع املحكمة اإللكتروني‪ ،‬واالطالع على سير‬

‫الشرعة ‪،‬حازم محمد‪ ،‬التقاضي االلكتروني والمحاكم االلكترونية‪ ،‬مرجع سابق ص‪57‬‬ ‫)‪)1‬‬

‫صدر نظام التعامالت اإللكتروني السعودي بموجب المرسوم الملكي رقم م‪ 18/‬في ‪ 1428/3/8‬للهجرة وقرار‬ ‫)‪)2‬‬

‫مجلس الوزراء المرقم ‪ 80‬في ‪ 1428/3/7‬للهجرة وعرفت النظام السجل االلكتروني بالبيانات التي تنشا او ترسل او‬
‫تبث او تحفظ بوسيلة الكترونية وتكون قابلة لالسترجاع او الحصول عليها بشكل يمكن فهمها ( م‪.)13 /1‬‬

‫‪- 189 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫الجلسات‪ ،‬وضبطها‪ ،‬واملواعيد بينها ويمكن تلمس سياسة وزارة العدل السعودية في إدخال التقنية الحديثة إلى‬
‫رحاب القضاء (‪)1‬‬

‫ّ‬
‫(‪ )3‬إمشاس البواباخ القذائية ارلكت ونية‪ :‬جرى تدشين البوابة اإللكترونية لوزارة العدل التي توفر للمستفيدين‬
‫من خدماتها‪ ،‬ولبعض القطاعات املتعاونة معها العديد من الخدمات واإلجراءات عرر الشبكة العنكبوتية وقد‬
‫عملت الوزارة على توفير الرريد اإللكتروني لجميع موظفهها‪ ،‬واالعتماد عليه في بعض املعامالت‪ ،‬مع إنشاء قاعدة‬
‫بيانات إلكترونية‪ ،‬تشمل بنك املعرفة والدراسات املتعلقة بالقضاء ويجري العمل على إصدار الوكاالت بشكل تقني‬
‫لتصل إلى املستفيد بعد اعتماد التوقيع اإللكتروني عن طريق الرريد‪ ،‬كما يمكن لطالب الوكالة الدخول إلى بوابة‬
‫الوزارة‪ ،‬واالطالع على ّ‬
‫كل ما اتخذ بشأن وكالته‪ ،‬وطلب إلغائها إلكترونيا (‪.)2‬‬

‫املتلب ال امي‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي التشريعاخ ا وروبية‬


‫أن تقنية االتصال عن بعد تمثل إحدى الوسائل الحديثة للتحقيـق الجـزائي‪ ،‬والتـي اقتضـتها ضرورة االستعانة‬
‫باملعطيات التكنولوجية الحديثة‪ ،‬بغية تطوير أداء مرفق العدالة الجزائية ودعم وإضافة وسيلة جديـدة إلى وسـائل‬
‫التعاون الدولي في مكافحة اإلجرام‪ ،‬وتتجلى أهمية تقنية االتصال عن في سرعة اإلجراءات وخفض النفقات فقد‬
‫اتجهت العديد من التشريعات الجزائيـة الحديثـة‪ ،‬مـن خـالل االتفاقيـات الدوليـة‪ ،‬إلى تعزيـز التعـاون الـدولي في‬
‫مكافحـة الجرائم‪ ،‬من خالل اتخاذ التدابير التشريعية والعملية لرفع كفاءة أجهزة العدالة الجناية وتطوير أدائها‪،‬‬
‫وتمثل االستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة في ميدان البحـث والتحقيـق الجـزائي أحـد أهـم هـذه التـدابير في‬
‫جميـع مراحل الدعوى الجزائية (‪ )3‬وعليه سوف نعرض الفرع األول نماذج تقنيات العمل القضائي في التشريعات‬
‫األوروبية (املحكمة االلكترونية في الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬التقنيات الحديثة في العمل القضائي في الصين‪،‬‬
‫الررازيل‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬سنغافورة‪ )،‬وفي الفرع الثاني تقنية االتصال عن بعد كوسيلة من وسائل التعاون الدولي في مكافحة‬
‫الجريمة كما يلي‪:‬‬

‫الفرع ا ول‪ :‬نلاذ تقنياخ العلل القذاتي ي التشريعاخ ا وروبية‬


‫ً‬
‫أوت‪ :‬املحكلة ارلكت ونية ي الوتياخ املت د ا مريكية‪ :‬ظهرت أولى تطبيقات املحكمة االلكترونية في الواليات‬
‫املتحدة األمريكية وذلك لتسوية منازعات التجارة االلكترونية عن طريق التحكيم االلكتروني منذ سنة ‪ 1996‬وذلك‬
‫تحت إشراف مركز القانون وأمن املعلومات وبدعم من جمعية املحكمين األمريكيين ومعهد قانون القضاء واملركز‬
‫الوطني لبحوث املعلوماتية األمريكي‪ ،‬وقد أعطى هذا املشروع دفعا لحل النزاعات املتعلقة باإلنترنت عن طريق وسيط‬
‫معتمد القاض ي االفتراض ي لدى املركز يقوم بالتحاور مع أطراف النزاع عن طريق الرريد االلكتروني للفصل في‬

‫بن يونس‪ ،‬عمر محمد ‪ :‬اإلجراءات الجنائية عبر اإلنترنت في القانون األمريكي‪( ،‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة‬ ‫)‪)1‬‬

‫العربية‪ )2006،‬ط‪ ،1‬ص ‪309 :‬‬


‫الجال‪ ،‬نهى ‪ ،‬المحكمة اإللكترونية‪( ،‬مجلة المعلوماتية‪ ،‬السنة الخامسة‪ ،‬العدد ‪ ،47‬الجمعية العلمية السورية‬ ‫)‪)2‬‬

‫للمعلوماتية‪ ،‬دمشق‪ )،2010 ،‬ص ‪ 50‬وما بعدها‬


‫)‪ )3‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪252-251 :‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫النزاع(‪ .)1‬وكان هدف التشريع األمريكي من تحديد الناحية اإلجرائية هو تحديد مالمح اإلجراء الذي يلزم اتباعه على‬
‫أساس قاعدة التزام اإلجراء بفكر القياس وهذه القاعدة تختلف في قانون اإلجراءات الجزائية للتشريعات العربية‬
‫والتي قد تتسبب في إهدار حقوق اإلنسان في مرحلة التحقيق واالستجواب‪ ،‬فأن هدف املشرع األمريكي من‬
‫استحداث تفاعل الحوسبة الرقمية أو االتصال عن بعد للربط بين اإلجراءات الجنائية والتي اتخذتها الواليات‬
‫املتحدة األمريكية بعد أحداث سبتمرر ‪ 2001‬وبين حقوق اإلنسان‪ ،‬بالضوابط والحدود التي ال يمكن تجاوزها‪،‬‬
‫ً‬
‫وخاصة في عملية تفتيش وضبط املراسالت واملستندات اإللكترونية توصال إلى الدليل الرقمي‪ ،‬لتحقيق العدالة في‬
‫القضية اإللكترونية املنظورة أمامهم (‪)2‬‬

‫ً‬
‫نانيا‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي العلل القذاتي ي الص ن‪ :‬أنشأت الصين محكمة الكترونية باالعتماد على برنام‬
‫حاسوبي متطور من أجل حفظ القوانين واألحكام القضائية واتبعتها دولة سنغافورة التي أنشئت محكمتها‬
‫االلكترونية في ‪ 17‬سبتمرر ‪ 2000‬وهي محكمة ذات طابع تحكيمي تختص بالنزاعات املتعلقة بالتجارة االلكترونية‬
‫والنزاعات املتعلقة بامللكية الفكرية على االنترنت‬
‫ً‬
‫نال ا‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي العلل القذاتي ي الر ازيل‪ :‬تم تطبيق التكنولوجيا في مجال القانون والقضاء من خالل‬
‫برنام حاسوبي تعتمد على الذكاء االصطناعي أطلق عليه اسم القاض ي اإللكتروني ويهدف الررنام إلى مساعدة‬
‫القضاة املتجولين في تقويم شهادات الشهود واألدلة الجنائية بطريقة علمية في مكان وقوع الجريمة‪ ،‬ثم تقوم بعد‬
‫ذلك في املكان نفسه بإصدار الحكم بالغرامات إن اقتضت الجريمة ذلك‪ ،‬وقد توص ي بالسجن والررنام جزء من‬
‫خطة أطلق علهها العدالة على عجالت‪ ،‬التي تهدف إلى سرعة البت في القضايا املتراكمة في الررازيل‪ ،‬وذلك بالحكم‬
‫الفوري في الحاالت غير املعقدة فالررنام یقدم للقاض ي عدة أسئلة بأكثر من خيار للجواب عنها؛ ليطبع مرررات‬
‫الحكم إلى جانب األحكام البسيطة مع إمكانية تجاوز الحكم الذي تصدره الررنام إن اختلف مع رأي القاض ي‬
‫البشري (‪.)3‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي العلل القذاتي ي بلجيكا‪ :‬صدرت مبادرة لسن تشريع القضاء اإللكتروني في بلجيكا في‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 2005‬حيث رسخ إطارا تشریعيا واضحا تمنح املحاكم واملؤسسات القضائية والعاملين قدرة االتصال وتبادل الوثائق‬
‫الرسمية بوسائل إلكترونية؛ وخدمات الدفع اإللكتروني لالختبار في النصف األول من العام ‪ 2005‬على أن توفر ذلك‬
‫اإلنجاز فوائد ملموسة للمواطنين من حيث تكاليف أقل وإجراءات أسرع وأبسط‬

‫بن يونس‪ ،‬عمر محمد‪ ،‬اإلجراءات الجنائية عبر اإلنترنت في القانون األمريكي‪( ،‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫)‪)1‬‬

‫‪ )2006‬ط‪ ،1‬ص ‪309‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪San Jose ،Technology Management in the IT-Driven Services (PICMET) ،CA ،2013 ،pp.‬‬
‫‪2281-2309.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Kelly Gable, terrorisme and Using Universel Juridiction as Securing the Internet‬‬
‫‪Against of law, August 14, 2009, Working Paper Series, a Deterrent, Drexel University‬‬
‫‪Earle Mack School p2.‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫ً‬
‫مامسا‪ :‬التقنياخ الحدي ة ي العلل القذاتي ي سنغا ور ‪ :‬افتتحت محكمة لتسوية الخالفات على اإلنترنت في‬
‫العالم في سنغافورة عام ‪ 2000‬أول محكمة من نوعها في العالم على اإلنترنت متخصصة في تسوية الخالفات املتعلقة‬
‫بالتجارة واألعمال اإللكترونية على شبكة العنكبوت الدولية اإلنترنت‪ ،‬وكانت بمثابة آلية لفض النزاعات في هذا النوع‬
‫الجديد من الخالفات التجارية واملالية دون الحاجة إلى املحكمة التقليدية‪ ،‬وهو أمر فرضته طبيعة التجارة‬
‫اإللكترونية والتباعد الجغرافي بين التجار والشركات‪ ،‬كنوع من الخدمة السريعة (‪.)1‬‬

‫الفرع ال امي‪ :‬تقنية اتتصال ةا بعد كوسيلة ما وسائل التعاون الدولي ي مكا ة الجريلة‬
‫تعد تقنية االتصال املرئي وسيلة مستحدثة وإضافية من وسائل التعاون الـدولي في مكافحـة الجـرائم واملساعدات‬
‫القضائية املتبادلة بين الدول‪ ،‬وال سيما في مجال استجواب املتهمين وسـماع الشـهود عنـدما يكونـون مقيمـين في إقليم‬
‫دولة غير تلك الدولة التي تقوم بالتحقيق أو املحاكمة حيث يكفل اللجوء إلى هذه التقنيـة الوصـول إلى حـل تـوافقي‬
‫للمشكالت الناتجة عن اختالف النظام اإلجرائي للدولتين الطالبة واملطلوب منها التنفيذ‪ ،‬على اعتبـار أنـه سـوف‬
‫يكـون هنـاك قانون واحد واجب التطبيق هو قانون الدولة الطالبة‪ ،‬التي تباشر اإلجراءات وفقا ملا هو منصوص‬
‫علهها في قانونها‪ ،‬فتستخدم تقنية االتصال عن بعد لعدم كشـف هـذه الجماعـات اإلجراميـة ألمـاكن تواجـد الشـهود‬
‫وتحركاتهم وذلك حماية لهم من االنتقام الذي قد يتعرضون له‪ .‬كما تتجه بعض التشريعات الجزائية الحديثة إلى‬
‫اسـتخدامها في مجال التحقيق واملحاكمات الجزائية الخاصة باألحداث القاصرين وذلك لتالفي اآلثار النفسية‬
‫الضارة التي تصـاحب حضـور القاصر بشخصه لجلسات املحاكمة وأمام الجميع‪ ،‬وهو ما تقوم به كل من كندا‬
‫وأستراليا ونيوزيلندا(‪)2‬‬

‫ً‬
‫ويرى البعض من الفقه أن تقنية االتصال عن بعد ال تخلو من أوجه القصور اعتمادا على أنها قد ال تـوفر مسـتوى‬
‫عاليـا مـن الواقعيـة والجدية في مجال التحقيق‪ ،‬والتي تمثل أهم األمور التي تحقق القناعة الوجدانية للقاض ي‬
‫لكشـف الحقيقـة‪ ،‬وتقيـيمه إلى لغـة الجسـد وطريقة تعبير الشاهد أو املتهم‪ ،‬فال يستطيع القاض ي أن يسـتنبط ردة‬
‫ً‬
‫فعـل املسـتجوب عـلى سـؤال معـين قـد يكـون محرجا بالنسبة له‪ ،‬حيث إن استخدام هذه التقنية تمنح املتهم فاصال‬
‫ً‬
‫زمنيا حتـى يسـتوعب السـؤال ويقـدم اإلجابـة علههـا وعالوة على ذلك فهي ال تسمح ألطراف املحاكمة بالقيام بمداخالت‬
‫متكررة بشكل سلس كما هو الحـال في الجلسـات العادية‪ ،‬مما يشكك النزاهة في اإلجراءات‪ ،‬ويشكك في دسـتوريتها في‬
‫بعـض الحـاالت التـي ال تتـوفر فههـا كامـل االحتياجـات املتعلقة بسير الدعاوي وعلى ذلك نوضح نظام التحقيق الجزائي‬
‫ً‬
‫باستخدام تقنية االتصال عن بعد عرر الحدود الدولية‪ ،‬وقواعد التحقيق واملحاكمة وفقا لالتفاقيـة األوروبيـة‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Mary D. Fan, Henry M. Jackson : Justice Visualized Courts and the Body Camera‬‬
‫‪Revolution, 2016 Law, University of Washington School of Law. P.897- 941.‬‬
‫)‪ )2‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.253 :‬‬

‫‪- 192 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫للمسـاعدة القضائية املتبادلة في املسائل الجزائية(‪ )1‬ويتم نظام التحقيق الجزائي باستخدام تقنية االتصال عن بعد‬
‫عرر الحدود الدولية يمكن التمييز بين أربعة نظم مختلفة للتحقيق الجزائي عن بعد وهي‬

‫(‪ )1‬نظام اتتصال ما نقتة إل أمرى يتم بمقتض ى هذا النظام االتصال املباشر‪ ،‬املرئي واملسموع‪ ،‬بين قاعة‬
‫املحكمة ومكان آخر يوجد فيه املتهم أو أحد الشهود‪ ،‬ويعد هذا النظام أبسط أنظمة االتصال املرئي واملسموع وأقلها‬
‫إثارة للمشكالت التقنية والفنية (‪)2‬‬

‫(‪ )2‬نظام السويتش أو املت دث النشت حيث تتعدد األماكن التي يتم بينها االتصال عرر الـفيديو كونفرانس ‪ ،‬كأن‬
‫تكون املحكمة في دولـة والشـهود في دولـة واملتهم في دولة ثالثة‪ ،‬ويتطلب هذا النظام أن يتم إعداد هذه األماكن إعدادا‬
‫تقنيا جيدا‪ ،‬بحيث يبدو لهذه األطراف وكـأنهم في مكان واحد ‪.‬وال تظهر شاشة العرض املوجودة في جميع هذه‬
‫األماكن‪ ،‬إال صورة واحدة هي صـورة الشـخص الـذي يـتكلم سواء إلى القاض ي أو املتهم أو الشاهد‪ ،‬وفي حالة تكلم أكـثر‬
‫مـن شـخص في نفـس الوقـت فـإن االتصـال املـرئي املسـموع يـتم أوتوماتيكيا مع املكان الذي يوجد فيه الشخص‬
‫صاحب الصوت األعلى(‪.)3‬‬

‫(‪ )3‬نظام الحذور املستلر ال ابص أو املوحد‪ :‬ويتم االتصال‪ ،‬وفقا لهذا النظام‪ ،‬بواسطة الفيديو كونفرانس بين‬
‫خمسة أماكن مختلفة وبعيدة عن بعضها جغرافيـا‪ ،‬واألماكن هي قاعة املحكمة التي تنعقد فهها جلسة املحاكمة‪،‬‬
‫وأربعة أماكن أخرى يوجـد فههـا بـاقي أشـخاص الـدعوى مـن شهود ومتهمين وغيرهم ويوجد في كل مكان شاشة عرض‬
‫لعرض الصورة إلى هؤالء األشخاص‪ ،‬باإلضافة إلى أجهزة دقيقـة يـتم بواسطتها سماع صوت من يتكلم من املشاركين‬
‫بهذه الجلسة‬

‫(‪ )5‬نظام الحذور املستلر املتقدم‪ :‬وفقا لهذا النظام يتم االتصال املرئي املسموع الـ بـين القاعـة الرئيسـية التـي‬
‫تجـري فههـا إجـراءات التحقيق‪ ،‬وبين عدد كبير من األماكن األخرى البعيدة عنها‪ ،‬ويعد هذا النظام من أحدث النظم‬
‫التطبيقيـة لتقنيـة الفيديو كونفرانس‪ ،‬حيث يتم تزويد األماكن التي تتطلب وجود هذه التقنية‪ ،‬بشاشات عرض‬
‫لصورة وأجهزة الصـوت التـي يـتكلم من خاللها املشاركين‪ ،‬ويتم تقسيم شاشة عرض الصور املوجودة في كل مكان‬
‫من هذه األماكن إلى أربعة أقسام‪ ،‬ويتم تثبيـت القسم األول لعرض بانوراما عامة للقاعة التي تتم فهها املحاكمة‪،‬‬
‫وقسمين آخرين في مكانين من األماكن املتصلة بهذه القاعة‪ ،‬أما القسم الرابع من شاشة العرض‪ ،‬فتنتقل آليا بصورة‬
‫تلقائية إلى صورة الشخص الذي يشارك‪ ،‬ويتكلم بصوت أعلى من غـيره من املشاركين في جلسة التحقيق أو‬

‫)‪ )1‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪255 :‬‬
‫جمعه لطفي‪ ،‬دور الشرطة في حفظ السكينة والنظام‪ ،‬مجلة األمن العام المصرية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬لسنة دراسات‪ ،‬علوم‬ ‫)‪)2‬‬

‫الشريعة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،42‬العدد ‪2015، 1‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪Tokson, Matthew J. Vidéo-conférence Testimony by an Unavailable Virtual‬‬
‫‪Confrontation : Is(5) of Chicago Law Review, Vol. 74, No. 4, 2007. Witness‬‬
‫‪Constitutionnel June 11, 2007. UniversityP1581.‬‬

‫‪- 193 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫املحاكمة(‪ .)1‬وقد سعت الدول األوروبية إلى توسيع نطاق آليات ووسائل التعاون القضائي فيما بينها بغية االسـتفادة‬
‫مـن اإلمكانيـات والوسـائل التكنولوجيـة الحديثـة في التحقيـق والبحـث الجزائي‪ ،‬بحيث تكفل السرعة واملرونة لفاعلية‬
‫التعاون الدولي في مكافحة الجرائم املنظمة‪ ،‬بما ال يتعارض مع حقوق اإلنسان وسيادة القـانون‪ ،‬وبهدف ضمان‬
‫ً‬
‫مواجهة قانونية وقضائية فعالة وسريعة للجرائم الخطيرة التي باتت تهدد الدول األوربية (‪ .)2‬وذلك وفقا ملا يلي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أوت‪ :‬الت قي واملحاكلة ةا بعد ةر تقنية اتتصال ةا بعد و قا لستفا يفة املسفاةد القذائية املتبادلة ي‬
‫املسائل الجزائية‪ :‬فإن اإلنجازات التكنولوجية في االتفاقية األوروبيـة للمسـاعدة القضائية املتبادلة في املسائل‬
‫الجزائية تعرر عن تلبية الحتياجات املساعدة القضائية في املسـائل الجزائيـة‪ ،‬ويتجلى ذلك في اللجوء إلى تقنية‬
‫االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس وقد تضمنت املادتان (‪ )10 ،9‬من الررتوكول‬
‫اإلضافي الثاني لالتفاقيـة‪ ،‬بيان تفصـيلي لكيفيـة اسـتخدام تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع‬
‫الفيديو كونفرانس‪ ،‬فقد جاءت بحلول تفصيلية للعديد من املشكالت العملية والقانونية التي قـد تعـترض‬
‫اسـتخدامها في مجـال التحقيـق الجـزائي‪ ،‬مراعية تحقيق التوازن بين كفالة فعاليتها في املساعدة والتعاون القضائي‬
‫بـين الـدول األوروبيـة مـن جهـة وبـين حمايـة الحريـات والحقوق التي تمنحها القوانين الوطنية والدولية لألفراد من جهة‬
‫أخرى‬
‫ً‬
‫نانيا‪ :‬شروط تتبيف تقنيفة الفيديو كونفرام ي الر وتوكفول ارضفا ي ال فامي لستفا يفة املسفاةد القذائية‬
‫املتبادلة ي املسائل الجزائية فرضت املادة (‪ )9‬من الرروتوكول اإلضافي الثاني لالتفاقية األوروبية للمساعدة‬
‫القضائية املتبادلـة في املسـائل الجزائيـة شروطا معينة يتوجب التقيد بها عند استخدام تقنية االتصال عن بعد‬
‫بتقنية االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس‪ ،‬في التحقيـق الجـزائي الـدولي‪ ،‬حيـث اسـتلزمت عدم تعارض‬
‫استخدامها مع املبادئ األساسية لقانون الدولة املنفذة‪ ،‬كما يتوجب تـوفير اإلمكانيـات الفنيـة التـي تمكنهـا مـن‬
‫التحقيق واملحاكمة الجزائية استخدام تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس‬
‫وحصر استخدامها في مجال سماع الشهود والخرراء‬

‫(‪:)1‬ةدم اعارض است دام تقنية اتتصال ةا بعد بتقنية اتتصال املرتي واملسلوع الفيديو كونفرام م‬
‫انون الدولة املتلوب منسا التنفي ‪ :‬أال ينطوي استخدام تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع‬
‫ّ‬
‫الفيديو كونفرانس على تعـارض مـع املبـادئ األساسـية للقانون في الدولة املنفـذة‪ ،‬ومـن ثـم فـإن للدولـة رفـض هـذا‬
‫االسـتخدام إذا قـدرت أنـه يـؤدي إلى إهـدار املبـادئ األساسـية لقانونها‪ ،‬فاستخدام تقنية االتصال عن بعد بتقنية‬
‫االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس في سماع شاهد أو خبير أو استجواب متهم يتواجد في إقليم الدولة‬
‫املنفذة‪ ،‬هو في األصـل مبـاشرة الختصاص قضائي يدخل في اختصاص تلك الدولة‪ ،‬ومن ثم فـإن مبـاشرة دولـة أخـرى‬
‫لهـذا االختصـاص عـن طريـق التحقيـق الجزائي عن بعد بواسطة تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي‬

‫)‪(1‬‬
‫)‪vidéo-conférence Hearings and the Sossin, Lorne and Yetnikoff, Zimra, I Can See (14‬‬
‫‪Legal Limit on How Tribunals Allocate Ressources Windsor Year book of August 5, 2007‬‬
‫)‪ )2‬من خالل التوقيع على البروتوكول اإلضافي الثاني لالتفاقية األوربية للمسـاعدة المتبادلـة في المسـائل الجزائية‬
‫والذي تم التوقيع عليه في ستراسبورغ في ‪ 2001 /11/8‬ودخل حيز النفاذ في ‪2004/ 2/ 1‬‬

‫‪- 194 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫واملسموع الفيديو كونفرانس يستوجب موافقة الدولة املنفذة التي يوجـد فههـا الشـخص املطلـوب منـه اإلدالء‬
‫بأقواله‪ ،‬ولهذه الدولة أن تقدر مدى تعارض هذا اإلجراء مع املبادئ األساسية لقانونها (‪.)1‬‬

‫(‪:)2‬تو ا ر الوسائل وارمكانياخ الت تلكا الدولة املنف ما است دام تقنية اتتصال ةا بعد بتقنية‬
‫اتتصال املرتي واملسلوع الفيديو كونفرام ‪ :‬يشترط الستخدام تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي‬
‫واملسموع الفيديو كونفرانس‪ ،‬في مجال التحقيق الجزائي عـن بعـد‪ ،‬أن تتـوافر لـدى الدولـة املطلـوب منهـا التنفيـذ‬
‫اإلمكانيات والوسائل الفنية التي تمكنها من ذلك‪ ،‬وفي حال عجزها عن توفير تلك هذه اإلمكانيات وتلك الوسائل‪،‬‬
‫يمكن لها أن ترفض استخدامها إذ قد يكون استخدامها في مجال التحقيـق الجـزائي‪ ،‬مكلفـا في بعـض األحيـان بالنسـبة‬
‫للدولة املطلوب منها التنفيذ‪ ،‬من حيث توفير املعدات الالزمة لذلك‪ ،‬مما ينطوي عليه نفقات مالية باهظة‪ ،‬لذلك‬
‫أجازت االتفاقية للدولة الطالبة في حال عجـز الدولـة املطلـوب منهـا التنفيـذ مـن تـوفير اإلمكانيـات الفنيـة والتقنية‬
‫الالزمة الستخدام تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس أن تعرض علهها‬
‫املساعدة في توفير ما يلزم من معـدات أو خـررات السـتخدام هـذه التقنية‪ ،‬سواء على سبيل اإلعارة أو الهبة (‪)2‬‬

‫(‪ )3‬حصر است دام تقنية اتتصال ةا بعد بتقنية اتتصال املرتي واملسلوع الفيديو كونفرام ي مجال‬
‫سلاع الشتود والخر اس‪ :‬يقتصر استخدامها في مجال سماع شهادة الشهود وإفادات الخرراء‪ ،‬حيث يمكن للسلطات‬
‫القضائية إلحدى الدول املتعاقدة طلب سـماع شـخص يتواجد على إقليم دولة متعاقدة أخرى‪ ،‬بصفته شاهدا أو‬
‫خبيرا‪ ،‬عرر تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس متى ثبت استحالة أو عـدم‬
‫مالئمـة مثـول هذا الشخص بنفسه أمامها‪ ،‬مما يبدو أن حصر اسـتخدام تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال‬
‫املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس في اإلجراءات التي ال تثير الكثير من املشكالت القانونية‪ ،‬يحظر استخدام تقنية‬
‫االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس إال في الحاالت التي يثبـت فههـا عـدم مالءمـة‬
‫انتقال الشاهد أو الخبير إلى الدولة الطالبة للمثول أمام سلطاتها القضائية ومفاد ذلك أنه يجوز‪ ،‬انتقال الشهود‬
‫أو الخرراء إلى الدولة الطالبة‪ ،‬متى اقتض ى ذلك فعند اسـتنفاد هـاتين الوسـيلتين وعـدم امكانيـة اسـتخدامهما في‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Article 9 - 2: The requested Party shall agree to the hearing by video conference‬‬
‫‪provided that the use of the video conférences is not contrary to fundamental principles‬‬
‫‪of its law and on condition that it has the technical means to carry out the hearing. If the‬‬
‫‪requested Party has no access to the technical means for video conferencing, such‬‬
‫‪means may be made available to it by the requesting Party by mutual agreement‬‬
‫لالطالع على مضمون االتفاقية انظر هذا الرابط من موقع مجلس أوروبا على اإلنترنت‬
‫‪http://conventions.coe. int/Treaty/en/Treaties/Word/ 182.doc‬‬
‫)‪ )2‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪260 :‬‬

‫‪- 195 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫التحقيـق‪ ،‬يجوز للسلطات القضائية أن تطلب القيام بهذا التحقيق عرر تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال‬
‫املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس(‪)1‬‬

‫(‪ )4‬تتبي تقنية الت قي الجزاتي ةا بعد الفيديو كونفرام ي مكا ة جرائم ارر اب‪ :‬حسـب اتفاقيـة منـع‬
‫ومعاقبـة الجـرائم املوجهـة ضـد األشخاص املحميين دوليا املوقعة في نيويورك عام ‪ ،1973‬إن االعتداء على األشخاص‬
‫املتمتعين بحماية دوليـة(‪ ،)2‬تمثل إحدى صور اإلرهاب التي جرمتها االتفاقية‪ ،‬والتي قضـت بـأن تجـرم كل دولة طرف‬
‫االعتداء على شخص يتمتـع بحمايـة دوليـة‪ ،‬بالقتـل عمـدا‪ ،‬أو االختطـاف‪ ،‬أو الهجـوم عـلى شخصـه أو املـس بحريته‪،‬‬
‫أو ارتكاب هجمات خطرة على أماكن عمله الرسمية‪ ،‬أو على مراسالته الخاصة‪ ،‬أو وسائل تنقلـه‪ ،‬أو التهديـد بالقيـام‬
‫بتلك الهجمات أو محاولة القيام بها‪ ،‬وبأن تجعل تلك األفعال مستوجبة لعقوبات مناسبة تأخذ في االعتبار طبيعتها‬
‫الخطـرة واعتبار من يهدد بتلك الهجمات أو يحاول القيام بها شريكا في تلك االعتداءات‪ ،‬ويدل ذلك على أنه يمكن‬
‫أن تكون هذه الوسيلة الحديثة إحدى الوسائل الفعالة والبديلة للوسائل التقليديـة كاإلنابات القضائية‪ ،‬أو طلب‬
‫استجواب الشاهد أو املتهم في البلد الطالبة له‪ ،‬والذي غالبا ما يواجـه بـالرفض نظـرا العتبـارات السيادة‪ ،‬فتسهم‬
‫هذه الوسيلة بشكل كبير في التعاون القضائي بين الدول في مجال كشف الجرائم اإلرهابية ومعاقبة مرتكبهها‪ ،‬وعلى‬

‫وفقاً لنص الفقرة األولى من المادة (‪ )10‬من البروتوكول اإلضافي الثاني لالتفاقية األوروبية للمساعدة القضائية‬ ‫)‪)1‬‬

‫المتبادلـة في المسـائل الجزائيـة أن اللجوء لتقنيـة االتصال عن بعد بتقنية االتصال المرئي والمسموع الفيديو كونفرانس‪،‬‬
‫في التحقيـق الجزائي‪ ،‬يتم بصورة احتياطية وليس أصلية‪ .‬ووفقاً للمادة(‪ )10‬من البروتوكول اإلضافي الثاني لالتفاقية‬
‫األوروبية للمساعدة القضائية المتبادلـة في المسـائل الجزائيـة‪ ،‬وضمن الشروط التي وضعتها المادة ‪ 12‬من االتفاقية‬
‫األوروبية للمساعدة القضائية الموقعة سنة ‪ ،1959‬حيث تنص هـذه المـادة عـلى عـدم جواز مالحقة األشخاص أو‬
‫احتجازهم أو فرض أي قيود أخرى على حريتهم الشخصية في إقليم الطرف الطالب‪ ،‬وذلك بالنسبة لألفعال أو أحكام‬
‫اإلدانة السابقة لمغادرته إقليم الدولة متلقية الطلب ومن ثم فإن التحقيق عن بعد عبر الفيديو كونفرانس‪ ،‬هو وسيلة‬
‫احتياطية يمكن اللجوء إليهـا بعـد تعـذر اللجـوء إلى استدعاء الشخص المطلوب أو إرسال إنابة قضائية للسلطة القضائية‬
‫في الدولة المطلوب منها لسماع الشهادة نيابة عنها‪ ،‬ومـن ثم إرسال نتائج اإلنابة مرة أخرى للدولة الطالبة‬
‫االتفاقية األوروبية للمساعدة المتبادلة في المسائل الجنائية ‪ ،‬ستراسبورغ ‪ .20 ،‬رابعا‪ .1959 .‬المادة ‪ .1- 12‬ال‬ ‫)‪)2‬‬

‫يجوز مقاضاة أو احتجاز أو إخضاع أي شاهد أو خبير‪ ،‬أيا كانت جنسيته‪ ،‬يظهر في أمر استدعاء أمام السلطات‬
‫القضائية للطرف الطالب‪ ،‬أو يخضع ألي قيد آخر على حريته الشخصية في إقليم ذلك الطرف‪ ،‬فيما يتعلق باألفعال‬
‫أو اإلدانات األمامية لمغادرته إقليم الطرف المطلوب‪ .2 .‬ال يجوز مقاضاة أو احتجاز أو إخضاع أي شخص آخر‪،‬‬
‫مهما كانت جنسيته‪ ،‬تم استدعاؤه أمام السلطات القضائية للطرف الطالب للرد على أفعال تشكل موضوع إجراءات‬
‫ضده‪ ،‬ألي قيد آخر على حريته الشخصية بسبب أفعال أو إدانات‪ .‬األمامي لمغادرته من أراضي الطرف المطلوب‬
‫ولم يحدد في االستدعاء‪-3 .‬تتوقف الحصانة المنصوص عليها في هذه المادة عندما يكون لدى الشاهد أو الخبير أو‬
‫مطلوبا لدى السلطات‬
‫ً‬ ‫متتاليا من التاريخ الذي لم يعد فيه وجوده‬
‫ً‬ ‫يوما‬
‫الشخص الذي تمت مقاضاته‪ ،‬لمدة خمسة عشر ً‬
‫القضائية فرصة للمغادرة‪ ،‬مع ذلك يبقى في األراضي‪ ،‬أو يتركها‬
‫‪http://conventions.coe.int/Treaty/en/Treaties/Word/030.doc .194‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫الرغم من ذلك لم تستخدم تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس‪ ،‬بشكل‬
‫واسع فيما يتعلق بالتعاون القضائي في مكافحـة جـرائم اإلرهـاب (‪)1‬‬

‫الخاتلة‬
‫تناولنا موضوع التقاض ي اإللكتروني وهو أخر ما توصل إليه العقل البشري من إبداع في فقه القانون في ظل التقدم‬
‫التكنولوجي املعاصر‪ ،‬ملا له من انعكاس إيجابي على عملية التقاض ي بصورة عامة‪ ،‬من خالل استثمار الوقت بإتباع‬
‫إجراءات حديثة ومتطورة من أجل تحقيق العدالة بين املواطنين بأقصر الطرق وأسرعها‪ ،‬لغرض تطبيق إجراءات‬
‫التقاض ي عن بعد‪ ،‬كان ال بد من وجود محكمة تعمل بوسائل إلكترونية يباشر من خاللها مجموعة من القضاة نظر‬
‫الدعاوى والفصل بها بموجب تشريعات تخولهم مباشرة اإلجراءات القضائية بتلك الوسائل باعتماد تقنيات فائقة‬
‫في الحداثة مللفات الدعاوى والتي يتم تدوين اإلجراءات القضائية من خاللها أي برمجة الدعوى اإللكترونية أو‬
‫حوسبة الدعوى‪ ،‬لتكتمل منظومة هذا النظام‪ ،‬مع مالحظة إن التطبيق الفعلي لنمط املحاكمات بوسائل إلكترونية‬
‫ً‬
‫مازال في بداياته األولى وخصوصا في بعض الدول العربية منها دولة اإلمارات العربية املتحدة ومصر‪ ،‬واالردن‬
‫والسعودية‪ .‬حيث نصل بهذه الدراسة املوجزة لبعض النقاط وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬إزاء كثرة الدعاوي والقضايا التي يضطلع بها القضاء في دولة اإلمارات العربية املتحدة وتكدس املحاكم بملفات‬
‫ً‬
‫القضايا واملستندات تبارت النظم القانونية إلى تيسير إجراءات التقاض ي أمام محاكم الدولة ضمانا لحصول‬
‫الخصوم على الحماية القضائية لحقوقهم ومراكزهم القانونية بإجراءات سهلة وميسرة وفي ميعاد مناسب‬
‫ومعقول سواء في نطاق تطبيق القانون أمام املحاكم الجزائية أو إجراءات التقاض ي من خالل التدخل التشريعي‬
‫بإصدار قانون مختص لتقنية االتصال عن بعد في اإلجراءات الجزائية‬
‫‪ .2‬الحظنا أن معظم الدول العربية تخطو خطوات خجولة في مجال التقاض ي بوسائل االتصال الحديثة‪ ،‬ويعود‬
‫ذلك إلى خشية عواقب هذه التقنيات الحديثة‪ ،‬أو إلى عدم اقتناع املسؤولين عن مرفق العدالة بفعالية هذه‬
‫الخدمات‪ ،‬أو لقلة الكفاءات امللمة بررام الحاسب اآللي في األجهزة القضائية لهذه التقنيات الحديثة‬
‫‪ .3‬يمكن أن يكون التقاض ي بوسائل االتصال الحديثة إحدى الوسائل الفعالة والبديلة للوسائل التقليديـة‬
‫كاإلنابات القضائية‪ ،‬أو طلب استجواب الشاهد أو املتهم في البلد الطالبة له‪ ،‬والذي غالبا ما يواجـه بـالرفض‬
‫نظـرا العتبـارات السيادة‪ ،‬فتسهم هذه الوسيلة بشكل كبير في التعاون القضائي بين الدول في مجال كشف‬
‫الجرائم اإلرهابية ومعاقبة مرتكبهها‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك لم تستخدم تقنية االتصال عن بعد بتقنية االتصال‬
‫املرئي واملسموع الفيديو كونفرانس‪ ،‬بشكل واسع فيما يتعلق بالتعاون القضائي في مكافحـة جـرائم اإلرهـاب‬

‫التونياخ‬
‫تأمل الباحثة من املشرع االتحادي أن يتم التطبيق الفعلي على أرض الواقع لكافة اإلجراءات الجزائية باملحاكمة عن‬
‫بعد وخاصة في حالة تعدد الجرائم لدى املتهمين املحتجزين باملؤسسات العقابية‪ ،‬والذي يمكن املتهم املتواجد في‬
‫دائرة جزائية بإمارة (دبي على سبيل املثال) عن قضية أخرى وفي ذات الوقت مطالب بالحضور أمام دائرة جزائية‬

‫)‪ )1‬تركي‪ ،‬منى‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاضي عن بعد وفقاً ألحكام القانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪265 :‬‬

‫‪- 197 -‬‬


‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد (‪ )15‬يوليو ‪2019‬‬ ‫‪07/07/2019‬‬

‫ً‬
‫بإمارة (رأس الخيمة مثال) غير التي يتواجد بها‪ ،‬فاملحاكمة اإللكترونية في تلك هذه الحالة سوف توفر الوقت وكذلك‬
‫تكلفة نقل املتهم إلى اإلمارة املطلوب بها‪.‬‬
‫املراج واملصادر‬
‫ً‬
‫أوت‪ :‬الكتب‬
‫‪ .1‬بشار محمود دودين‪ ،‬اإلطار القانوني للعقد املررم عرر شبكة االنترنت‪ ،‬األردن‪ :‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪2010 ،‬‬
‫‪ .2‬حازم محمد الشرعة‪ ،‬التقاض ي االلكتروني واملحاكم االلكترونية‪ ،‬األردن عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪ .3‬عمر محمد بن يونس‪ ،‬اإلجراءات الجنائية عرر اإلنترنت في القانون األمريكي‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪2006،‬‬
‫‪ .4‬ليلى عصماني‪ ،‬نظام التقاض ي االلكتروني آلية إلنجاح الخطط التنموية‪ ،‬مجلة املفكر‪ ،‬العدد ‪ ،13‬فرراير ‪2016‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‬
‫ً‬
‫‪ .5‬منى كامل تركي‪ ،‬تقنية االتصال عن بعد في إجراءات التحقيق الجنائي والتقاض ي عن بعد وفقا ألحكام القانون‬
‫االتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬اإلمارات‪ :‬دار النهضة العلمية‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪2019،‬‬
‫‪ .6‬نهى الجال‪ ،‬املحكمة اإللكترونية‪ ،‬مجلة املعلوماتية‪ ،‬السنة الخامسة‪ ،‬العدد ‪ ،47‬الجمعية العلمية السورية‬
‫للمعلوماتية‪ ،‬دمشق‪،2010 ،‬‬
‫‪ .7‬جمعه لطفي‪ ،‬دور الشرطة في حفظ السكينة والنظام‪ ،‬مجلة األمن العام املصرية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬لسنة دراسات‪،‬‬
‫علوم الشريعة والقانون‪ ،‬املجلد ‪ ،42‬العدد ‪2015، 1‬‬
‫ً‬
‫نانيا‪ :‬القوان ن‬
‫‪ .1‬القانون االتحادي رقم ‪ 35‬لسنة ‪ ،1992‬واملرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 12‬لسنة ‪2009‬‬
‫‪ .2‬القرار الوزاري رقم ‪ 260‬في شأن الدليل اإلجرائي لتنظيم التقاض ي باستخدام الوسائل اإللكترونية واالتصال‬
‫عن بعد في اإلجراءات املدنية والصادر بتاريخ ‪2019/3/27‬‬
‫‪ .3‬الالئحة التنظيمية للقانون االتحادي رقم (‪ )11‬لسنة ‪ ،1992‬بشأن اإلجراءات املدنية‬
‫‪ .4‬قانون العقوبات املصري‪ ،‬قانون الصحافة الفرنس ي الصادر في ‪ 29‬يوليو ‪1881‬‬
‫‪ .5‬نظام التعامالت اإللكتروني السعودي بموجب املرسوم امللكي رقم م‪ 18/‬في ‪ 1428/3/8‬للهجرة وقرار مجلس‬
‫الوزراء املرقم ‪ 80‬في ‪1428/3/7‬‬
‫ً‬
‫نال ا‪ :‬املراج اتجنبية‬
‫‪1. San Jose ،Technology Management in the IT-Driven Services (PICMET) ،CA ،2013 ،‬‬
‫‪pp. 2281-2309.‬‬
‫‪2. Kelly Gable, terrorisme and Using Universel Juridiction as Securing the Internet‬‬
‫‪Against of law, August 14, 2009, Working Paper Series, a Deterrent, Drexel‬‬
‫‪University Earle Mack School p2.‬‬
‫‪3. Mary D. Fan, Henry M. Jackson: Justice Visualized Courts and the Body Camera‬‬
‫‪Revolution, 2016 Law, University of Washington School of Law. P.897- 941.‬‬

‫‪- 198 -‬‬


2019 ‫) يوليو‬15( ‫جمةل الدراسات القانوني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد‬ 07/07/2019

4. Tokson, Matthew J. Vidéo-conférence Testimony by an Unavailable Virtual


Confrontation : Is(5) of Chicago Law Review, Vol. 74, No. 4, 2007. Witness
Constitutionnel June 11, 2007. UniversityP1581.
5. vidéo-conférence Hearings and the Sossin, Lorne and Yetnikoff, Zimra, I Can See
(14) Legal Limit on How Tribunals Allocate Ressources Windsor Year book of
August 5, 2007
6. http://conventions.coe. int/Treaty/en/Treaties/Word/ 182.doc
‫ ستراسبورغ‬،‫االتفاقية األوروبية للمساعدة املتبادلة في املسائل الجنائية‬

- 199 -

You might also like