Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫تاريخ جريمة شهادة شاهد عين من قبل‬

‫فيكتور هوغو األول يوم‪-‬‬


‫"األمن" في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،1851‬هز شاراس كتفه وأفرغ مسدساته‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬أصبح االعتقاد‬ ‫الكمين‪ .‬الفصل األول‬
‫بإمكانية حدوث انقالب مهينًا‪ .‬اختفى افتراض مثل هذا العنف غير القانوني من جانب السيد لويس بونابرت بعد دراسة جادة‪ .‬كان من‬
‫كان من الواضح أن الحكومة كانت تفكر فقط في هذا األمر‪ .‬أما المؤامرة ‪ Devincq.‬الواضح أن السؤال األكبر في ذلك اليوم كان انتخاب‬
‫قادرا على االستمتاع بهذا الحلم؟ لمأساة يجب‬ ‫على الجمهورية وعلى الشعب فكيف يمكن ألحد أن يدبر مثل هذه المؤامرة؟ أين كان الرجل ً‬
‫أن يكون هناك ممثل‪ ،‬وهنا بالتأكيد كان الممثل يريد‪ .‬إلهانة الحق‪ ،‬وقمع المجلس‪ ،‬وإلغاء الدستور‪ ،‬وخنق الجمهورية‪ ،‬وإسقاط األمة‪،‬‬
‫وتلطيخ العلم‪ ،‬وإهانة الجيش‪ ،‬وإخضاع رجال الدين والقضاء‪ ،‬والنجاح‪ ،‬واالنتصار‪ ،‬والحكم‪ ،.‬لإلدارة‪ ،‬والنفي‪ ،‬والنفي‪ ،‬والنقل‪،‬‬
‫أخيرا أشبه بفساد كريه‪ .‬ماذا! كل هذه الفظائع كانت سترتكب!‬ ‫ً‬ ‫والخراب‪ ،‬واالغتيال‪ ،‬والحكم‪ ،‬مع مثل هذه التواطؤات التي أصبح القانون‬
‫ومن؟ بواسطة أ العمالق؟ ال‪ ،‬بواسطة قزم‪ .‬ضحك الناس على الفكرة‪ .‬أنهم لم يعد يقول "يا لها من جريمة!" لكن "يا لها من مهزلة!" ألنهم‬
‫بعد كل شيء تفكروا‪ .‬تتطلب الجرائم البشعة مكانة‪ .‬بعض الجرائم مبالغ فيها أليادي معينة‪ .‬الرجل الذي سيحقق لقبه الثامن عشر من‬
‫برومير يجب أن يكون لديه أركوال في ماضيه وأوسترليتز في مستقبله‪ .‬فن أن تصبح وغدًا عظي ًما ال يُمنح للقادم األول‪ .‬قال الناس في‬
‫أنفسهم من هو هذا االبن هورتنس؟ لديه ستراسبورغ خلفه بدالً من أركوال‪ ،‬و بولوني مكان أوسترليتز‪ .‬فرنسي‪ ،‬هولندي الجنسية‪ ،‬متجنس‬
‫سويسري‪ .‬إنه بونابرت متقاطع مع فيرهويل ؛ يتم االحتفاء به فقط بسبب سخافة موقفه اإلمبراطوري‪ ،‬ومن يقطف ريشة من نسره‬
‫سيخاطر بالعثور على ريشة أوزة في يده‪ .‬إن بونابرت هذا ال يمرر العملة في المصفوفة‪ ،‬إنه صورة مزيفة أقل من الذهب من الرصاص‪،‬‬
‫وبالتأكيد‬

‫لن يعطينا الجنود الفرنسيون التغيير عن نابليون الزائف في التمرد والفظائع والمجازر واالعتداءات والخيانة‪ .‬إذا حاول الخداع فسوف‬
‫يجهض‪ .‬لن تحرك أي فوج‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬لماذا يقوم بهذه المحاولة؟ ال شك أن لديه جانبه المريب‪ ،‬لكن لماذا نفترض أنه شرير‬
‫يكرمه؟ ألم يقل‪ :‬ما من‬‫مطلق؟ مثل هذه االعتداءات الشديدة تتجاوزله؛ هو عاجز منهم جسديا‪ ،‬فلماذا نحكم عليه قادرين عليهم معنويا؟ ألم ّ‬
‫أحد في أوروبا يشك في كالمي؟ دعونا ال نخاف شيئا‪ .‬لهذا يمكن الرد‪ ،‬الجرائم ترتكب إما على نطاق واسع أو على نطاق متوسط‪ .‬في‬
‫الفئة األولى يوجد قيصر‪ .‬في الثانية هناك مندرين‪ .‬قيصر يمر من روبيكون‪ ،‬ماندرين يتفوق على الحضيض‪ .‬لكن الحكماء تدخلوا‪" ،‬ألسنا‬
‫متحيزين بالتخمينات الهجومية؟ لقد تم نفي هذا الرجل وتؤسف له‪ .‬المنفى ينير‪ ،‬ويصحح سوء الحظ"‪ .‬من جهته‪ ،‬احتج لويس بونابرت‬
‫بقوة‪ .‬كثرت الحقائق لصالحه‪ .‬لماذا ال يتصرف بحسن نية؟ لقد قدم وعودًا رائعة‪ .‬قرب نهاية أكتوبر‪ ،‬في عام ‪ ،1848‬كان حينها مرش ًحا‬
‫للرئاسة‪ ،‬وكان يتصل في رقم ‪ ،37‬شارع ال تور دي أوفيرني‪ ،‬بشخصية معينة‪ ،‬قال لها‪" :‬أتمنى أن أحصل على شرح لك‪ .‬إنهم‬
‫يشوهونني‪ .‬هل اعطيك انطباع مجنون؟ يعتقدون أنني أرغب في إحياء نابليون‪ .‬هناك رجالن يمكن أن يتخذهما طموح كبير لنماذجه‪،‬‬
‫نابليون وواشنطن‪ .‬أحدهما رجل عبقري واآلخر رجل فضيلة‪ .‬من السخف أن نقول‪" :‬سأكون رجل عبقري"‪ .‬أنه بصراحة أقول‪" :‬سأكون‬
‫رجل فضيلة"‪ .‬أي من هؤالء يعتمد على أنفسنا؟ ما الذي يمكننا تحقيقه بإرادتنا؟ أن تكون عبقريا؟ رقم لكي تكون نزيهة؟ نعم‪ .‬إن بلوغ‬
‫العبقرية غير ممكن ؛ إن بلوغ االستقامة هو احتمال‪ .‬وماذا يمكنني إحياء نابليون؟ شيء واحد ‪ -‬جريمة‪ .‬حقا طموح جدير! لماذا أعتبر‬
‫رجالً؟ يجري تأسيس الجمهورية‪ ،‬فأنا لست رجالً عظيما ً‪ ،‬ولن أقوم بتقليد نابليون ؛ لكني رجل نزيه‪ .‬سأقلد واشنطن‪ .‬سيُكتب اسمي‪ ،‬اسم‬
‫بونابرت‪ ،‬على صفحتين من تاريخ فرنسا‪ :‬في األولى ستكون الجريمة والمجد‪ ،‬والثانية في النزاهة والشرف‪ .‬والثاني ربما يستحق األول‪.‬‬
‫لماذا ا؟ ألنه إذا كان نابليون هو األعظم‪ ،‬فإن واشنطن هي الرجل األفضل‪ .‬بين البطل المذنب والمواطن الصالح أختار المواطن الصالح‪.‬‬
‫هذا هو طموحي‪" .‬من ‪ 1848‬إلى ‪ 1851‬انقضت ثالث سنوات‪ .‬كان الناس يشتبهون منذ فترة طويلة في لويس بونابرت ؛ لكن الشكوك‬
‫المستمرة منذ فترة طويلة تضعف الفكر وتتالشى بسبب اإلنذارات غير المثمرة‪ .‬كان لويس بونابرت لديه وزراء مخيفين مثل ماجني‬
‫أخيرا أنه كان مستقي ًما وصادقًا‪ .‬لقد ‪ Odilon‬و ‪ Léon Faucher‬وروهير ؛ كان لديه أيضًا وزراء مباشرون مثل‬ ‫ً‬ ‫بارو‪ .‬وكانوا قد أكدوا‬
‫شوهد وهو يضرب على صدره أمام أبواب حام‪ .‬كتبت أخته الحاضنة‪ ،‬مدام هورتنس كورنو‪ ،‬إلى ميروسالفسكي‪" ،‬أنا جمهوري جيد‪،‬‬
‫ويمكنني الرد عليه‪ ".‬أعلن صديقه بيوجر‪ ،‬وهو رجل مخلص‪ ،‬أن "لويس بونابرت عاجز عن الخيانة"‪ .‬ألم يكتب لويس بونابرت العمل‬
‫بعنوان "الفقر"؟ في الدوائر الحميمة لإلليزيه كان كونت بوتوكي جمهوريًا وكان الكونت دورساي ليبراليًا‪ .‬قال لويس بونابرت لبوتوكي‪،‬‬
‫‪ Marquise du‬االنقالب‪ ،‬بينما كان ‪" Marquis du Hallays‬أنا رجل من الديموقراطية"‪ ،‬ودورساي‪" ،‬أنا رجل الحرية"‪ .‬عارض‬
‫يسيرا")‪ .‬بعد أن أظهر ‪Hallays‬‬
‫ً‬ ‫لصالحه‪ .‬قال لويس بونابرت للماركيز‪" ،‬ال تخف شيئًا" (صحيح أنه همس للماركيز‪" ،‬اجعل عقلك‬
‫المجلس هنا وهناك بعض أعراض القلق‪ ،‬ساد الهدوء‪ .‬كان هناك الجنرال نيوماير‪" ،‬الذي كان يجب االعتماد عليه"‪ ،‬والذي من منصبه في‬
‫ليون سيحتاج إلى مسيرة نحو باريس‪ .‬هتف شانغارنييه‪" ،‬ممثلو الشعب يتداولون بسالم"‪ .‬حتى لقد نطق لويس بونابرت بنفسه بهذه‬
‫الكلمات الشهيرة‪" ،‬يجب أن أرى عدوا ً لبلدي في أي شخص يغير بالقوة ما نص عليه القانون"‪ ،‬وعالوة على ذلك‪ ،‬كان الجيش "قوة"‪،‬‬
‫والجيش يمتلك قادة‪ ،‬قادة محبوبين ومنتصرين‪ .‬الموريسيير‪ ،‬تشانغارنييه‪ ،‬كافينياك‪ ،‬ليفلو‪ ،‬بيدو‪ ،‬شاراس ؛ كيف يمكن ألحد أن يتخيل‬
‫الجيش اإلفريقي يعتقل جنراالت إفريقيا؟ في يوم الجمعة‪ 28 ،‬نوفمبر ‪ ،1851‬قال لويس بونابرت لميشيل دي بورجيه‪" ،‬إذا أردت أن‬
‫أفعل شيئًا خاطئًا‪ ،‬لم أستطع‪ .‬باألمس‪ ،‬يوم الخميس‪ ،‬دعوت إلى طاولتي خمسة كولونيل من حامية باريس‪ ،‬وأخذتني النزوة الستجواب كل‬
‫واحد على حدة‪ .‬أعلن لي الخمسة جميعًا أن الجيش لن يرضخ أبدًا النقالب القوة ولن يهاجم حرمة الجمعية‪ .‬يمكنك إخبار أصدقائك بهذا "‪-‬‬
‫" قال" ابتسم‬

‫ميشال دي بورج‪ ،‬مطمئنًا‪" ،‬وأنا أيضًا ابتسمت"‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬صرح ميشيل دي بورجيه في صحيفة "تريبيون"‪" :‬هذا هو الرجل المناسب‬
‫لي"‪ .‬في نفس الشهر من تشرين الثاني (نوفمبر)‪ُ ،‬حكم على مجلة ساخرة‪ ،‬بتهمة إهانة رئيس الجمهورية‪ ،‬بالغرامة والسجن بسبب رسم‬
‫كاريكاتوري يصور معرضًا إلطالق النار‪ ،‬ويستخدم لويس بونابرت الدستور كهدف‪ .‬وزير الداخلية‪ ،‬موريني‪ ،‬أعلن في المجلس أمام‬
‫الرئيس "أن ولي أمر السلطة العامة ال يجب أن ينتهك القانون أبدًا وإال فدخل الرئيس" "رجل مخادع"‪ .‬كل هذه الكلمات وكل هذه الحقائق‬
‫كانت سيئة السمعة‪ .‬كانت االستحالة المادية والمعنوية لالنقالب واضحة للجميع‪ .‬لتغضب الجمعية الوطنية! للقبض على النواب! ما‬
‫الجنون! كما رأينا‪ ،‬أفرغ شاراس‪ ،‬الذي ظل على أهبة االستعداد لفترة طويلة‪ ،‬مسدساته‪ .‬كان الشعور باألمان تا ًما وإجماعيًا‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫كان هناك بعض منا في الجمعية ممن ال يزالون يحتفظون ببعض الشكوك‪ ،‬والذين كانوا يهزون رؤوسنا من حين آلخر‪ ،‬لكن كان يُنظر‬
‫إلينا على أننا حمقى‬

‫الجرس في الثاني من ديسمبر عام ‪ ،1851‬كان الممثل فيرسيجني‪ ،‬من هوت‬ ‫الباب الثاني‪ .‬باريس سليبس ‪ -‬دقات‬
‫ساون‪ ،‬الذي أقام في باريس‪ ،‬في رقم ‪ ،4‬شارع ليون‪ ،‬نائ ًما‪ .‬كان ينام بعمق‪ .‬كان يعمل حتى وقت متأخر من الليل‪ .‬كان فيرسيني شابًا في‬
‫الثانية والثالثين من عمره‪ ،‬يتمتع بشرة ناعمة وعادلة‪ ،‬يتمتع بروح شجاعة‪ ،‬وعقل يتجه نحو الدراسات االجتماعية واالقتصادية‪ .‬كان قد‬
‫قضى الساعات األولى من الليل في قراءة كتاب باستيات‪ ،‬حيث كان يهمش فيه مالحظات‪ ،‬وترك الكتاب مفتو ًحا على الطاولة‪ ،‬فقد نام‪.‬‬
‫فجأة استيقظ على صوت رنين حاد في الجرس‪ .‬نشأ في مفاجأة‪ .‬كان الفجر‪ .‬كانت الساعة حوالي السابعة صباحا‪ .‬لم يحلم أبدًا بما يمكن أن‬
‫صا ما قد أخطأ في الباب‪ ،‬استلقى مرة أخرى‪ ،‬وكان على وشك استئناف نومه‪،‬‬ ‫يكون الدافع وراء هذه الزيارة المبكرة‪ ،‬واعتقد أن شخ ً‬
‫عندما كان الجرس الثاني ال يزال أعلى من الصوت األول تما ًما‪ .‬اثاره‪ .‬قام بقميصه الليلي وفتح الباب‪ .‬ميشيل دي بورجيه و دخل تيودور‬
‫جارا‬
‫باك‪ .‬ميشيل دي بورجيه كان ً‬

‫ارتدي ‪: "Versigny‬فيرسيني‪ .‬عاش في رقم ‪ ،16‬شارع دي ميالن‪ .‬كان تيودور باك وميشيل شاحبين وبدا مضطربين بشدة‪ .‬قال ميشيل‬
‫مرة أخرى؟" أجاب ميشال‪ Mauguin :‬هل بدأت أعمال" ‪ Versigny.‬للتو"‪" .‬باه!" مصيح ‪ Baune‬مالبسك على الفور ‪ -‬لقد تم اعتقال‬
‫"إنه أكثر من ذلك"‪" .‬جاءتني زوجة بوني وابنته منذ نصف ساعة‪ .‬أيقظوني‪ .‬تم القبض على بوني في الفراش في الساعة السادسة صباح‬
‫هذا اليوم‪" ".‬ماذا يعني ذلك؟" سأل فيرسيني‪ .‬رن الجرس مرة أخرى‪ .‬أجاب ميشيل دي بورجيه "هذا سيخبرنا على األرجح"‪ .‬فتح‬
‫الباب‪ .‬كان الممثل بيير ليفرانك‪ .‬لقد أتى‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬بحل اللغز "هل تعرف ما يحدث؟" قال هو‪ .‬أجاب ميشيل‪" :‬نعم"‪" .‬باون ‪Versigny‬‬
‫في السجن"‪ .‬قال بيير لفرانك‪" :‬الجمهورية هي السجين"‪" .‬هل قرأت الالفتات؟" "رقم‪ ".‬أوضح لهم بيير لفرانك أن الجدران في تلك‬
‫اللحظة كانت مغطاة بالالفتات التي كان الحشد الفضولي يتجمعون لقراءتها‪ ،‬وأنه ألقى نظرة خاطفة على إحداها في زاوية شارعه‪ ،‬وأن‬
‫الضربة قد سقطت‪" .‬الضربة!" صاح ميشيل‪" .‬قل باألحرى الجريمة"‪ .‬أضاف بيير لفرانك أن هناك ثالث الفتات ‪ -‬مرسوم واحد‬
‫وإعالنان ‪ -‬الثالثة جميعها على ورق أبيض‪ ،‬وتم لصقها بالقرب من بعضها‪ .‬تمت طباعة المرسوم بأحرف كبيرة‪ .‬ثم جاء النائب السابق‬
‫اليساك‪ ،‬الذي استقر‪ ،‬مثل ميشيل دي بورجيه‪ ،‬في الحي (رقم ‪ ،4‬سيتي جيالرد)‪ .‬وقد جاء بنفس األخبار وأعلن عن مزيد من االعتقاالت‬
‫التي جرت أثناء الليل‪ .‬لم يكن هناك دقيقة نضيعها‪ .‬ذهبوا لنقل األخبار إلى إيفان‪ ،‬سكرتير الجمعية‪ ،‬الذي تم تعيينه من قبل اليسار‪ ،‬والذي‬
‫عاش في شارع دي بورسو‪ .‬كان من الضروري عقد اجتماع فوري‪ .‬هؤالء النواب الجمهوريون الذين ما زالوا في يجب تحذير الحرية‬
‫وجمعها دون تأخير‪ .‬قال فيرسيني‪" ،‬سأذهب وأجد فيكتور هوغو‪ ".‬كانت الساعة الثامنة صباحا‪ .‬كنت مستيقظا وكنت أعمل في السرير‪.‬‬
‫اعرضه " "‪" "Monsieur Versigny:‬دخل خادمي وقال بجو من القلق ‪" -‬ممثل الشعب بالخارج يريد التحدث إليك يا سيدي"‪" .‬من هذا؟‬
‫فورا‬
‫فيه‪ ".‬دخل فيرسيني وأخبرني عن الوضع‪ .‬قفزت من السرير‪ .‬أخبرني عن "موعد" في غرف الكنيست السابق اليساك‪ .‬قال‪" :‬اذهبوا ً‬
‫وأبلغوا النواب اآلخرين"‪ .‬لقد تركني‬
‫الفصل الثالث‪ .‬ماذا حدث خالل الليل‬
‫إلى ثماني قطع عشبية ضخمة‪ ،‬محاطة بسور خشبي ومحاطة بين بستان ‪ Invalides‬قبل األيام القاتلة في يونيو ‪ ،1848‬تم تقسيم ساحة‬
‫تم اجتياز هذا الشارع من خالل ثالثة شوارع متوازية مع ‪ Invalides.‬من األشجار‪ ،‬يفصل بينهما شارع يمتد بشكل عمودي إلى مقدمة‬
‫نهر السين‪ .‬كانت هناك مروج كبيرة لن يلعب األطفال عليها‪ُ .‬‬
‫ش ّوه مركز القسائم العشبية الثمانية بقاعدة كانت قد حملت في عهد‬
‫اإلمبراطورية األسد البرونزي للقديس مرقس‪ ،‬والذي تم إحضاره من البندقية‪ .‬تحت ترميم تمثال من الرخام األبيض للويس الثامن عشر ؛‬
‫وتحت لويس فيليب تمثال نصفي من الجبس الفاييت‪ .‬بسبب قصر الجمعية التأسيسية التي كاد حشد من المتمردين االستيالء عليها في ‪22‬‬
‫يونيو ‪ ،1848‬وعدم وجود ثكنات في الحي‪ ،‬كان الجنرال كافينياك قد شيد على بعد ثالثمائة خطوة من القصر التشريعي‪ ،‬على العشب‬
‫‪ ،‬عدة صفوف من األكواخ الطويلة‪ ،‬التي كان يخفي العشب تحتها‪ .‬هذه األكواخ‪ ،‬حيث يمكن استيعاب ثالثة أو ‪ Invalides‬قطع أراضي‬
‫صا لالحتفاظ بها مراقبة الجمعية الوطنية‪ .‬في األول من كانون األول (ديسمبر) ‪،1851‬‬ ‫أربعة آالف رجل‪ ،‬قدمت القوات المعينة خصي ً‬
‫كان الفوجان اللذان تم تنظيمهما في المتنزه هما الفوجان السادس والرابع والعشرون من الخط‪ ،‬والسادس بقيادة العقيد غارديرينز دي بوا‪،‬‬
‫الذي اشتهر قبل الثاني من ديسمبر‪ ،‬والفوجان الثاني واألربعون من قبل العقيد إسبيناس‪ ،‬الذي أصبحت مشهورة منذ ذلك التاريخ‪ .‬كان‬
‫الحارس الليلي العادي لقصر الجمعية يتألف من كتيبة مشاة وثالثين من رجال المدفعية مع نقيب‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أرسل وزير الحرب‬
‫عدة جنود لخدمة منظمة‪ .‬تم ضبط مدفعتي هاون وست قطع من المدافع مع عربات الذخيرة الخاصة بهم في فناء مربع صغير يقع على‬
‫تم وضع الرائد‪ ،‬القائد العسكري للقصر‪ ،‬تحت السيطرة ‪ ، Cour des Canons.‬والذي كان يُطلق عليه اسم‪ Cour d'Honneur‬يمين‬
‫المباشرة للباحثين‪ .‬عند حلول الليل‪ ،‬تم تأمين الشبكات واألبواب‪ ،‬وتم تعليق الحراس‪ ،‬وإصدار التعليمات للحراس‪ ،‬وأغلق القصر مثل‬
‫التعليمات الخاصة التي وضعها المفتشون تحظر دخول أي قوة ‪ Place de Paris.‬القلعة‪ .‬كانت كلمة المرور هي نفسها الموجودة في‬
‫مسلحة غير الفوج المناوب‪ .‬في ليلة األول والثاني من يوم ديسمبر كان القصر التشريعي تحت حراسة كتيبة من ‪ 42‬د‪ .‬جلسة األول من‬
‫كانون األول (ديسمبر)‪ ،‬التي كانت سلمية للغاية‪ ،‬وكانت مكرسة لمناقشة القانون المحلي‪ ،‬قد انتهت متأخرة وتم إنهاؤها بتصويت‬
‫‪ ،‬أحد صعد كويستورس تريبيون إليداع صوته اقترب منه النائب‪ ،‬الذي ينتمي إلى ما كان ‪ M. Baze‬المحكمة‪ .‬في اللحظة التي كان فيها‬
‫وقال بنبرة خافتة‪" :‬الليلة سوف يتم نقلك"‪ .‬تم تلقي مثل هذه التحذيرات كل يوم‪ ،‬وكما أوضحنا بالفعل‪ "Les Bancs Elyséens" ،‬يسمى‬
‫انتهى الناس بعدم االلتفات إليها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فور الجلسة‪ ،‬أرسل المفتشون إلى المفوض الخاص للشرطة في الجمعية‬

‫‪ ،‬وحضر الرئيس دوبين‪ .‬عند استجوابه‪ ،‬أعلن المفوض السامي أن تقارير وكالئه تشير إلى "هدوء تام" ‪ -‬مثل تعبيره ‪ -‬وأنه بالتأكيد لم‬
‫يكن هناك خطر لالعتقال في تلك الليلة‪ .‬عندما ضغط عليه الباحثون أكثر‪ ،‬الرئيس دوبين‪ ،‬مصي ًحا "باه!" غادر الغرفة‪ .‬في نفس اليوم‪،‬‬
‫األول من كانون األول (ديسمبر)‪ ،‬حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر‬

‫الشارع أمام تورتوني‪ ،‬مر به أحدهم بسرعة وهمس في أذنه بهذه الكلمات المهمة‪" ،‬الساعة الحادية عشرة ‪ Leflô -‬عبر والد زوج‬
‫ً‬
‫ضئيال في‬ ‫‪ ،‬بل سخر منه الكثيرون‪ .‬لقد أصبح من المعتاد معهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم يذهب ‪ Questure‬منتصف الليل"‪ .‬أثار هذا الحادث اهتما ًما‬
‫الجنرال لفلو إلى الفراش إال بعد مرور الساعة المذكورة‪ ،‬وظل في مكاتب كويستشر حتى الساعة الواحدة صبا ًحا تقريبًا‪ .‬قسم االختزال‬
‫في الجمعية تم تنفيذه خارج األبواب من قبل أربعة رسل تابعين للمونيتور‪ ،‬الذين تم توظيفهم لنقل نسخة من كتاب االختزال إلى مكتب‬
‫رئيسًا ‪ M. Hippolyte Prévost‬كان ‪ M. Hippolyte Prévost.‬الطباعة‪ ،‬وإحضار أوراق اإلثبات إلى قصر الجمعية‪ .‬حيث صححها‬
‫محررا للمجلة الموسيقية لـ‬
‫ً‬ ‫في ‪ Moniteur.‬لفريق االختزال‪ ،‬وبهذه الصفة كان لديه شقق في القصر التشريعي‪ .‬كان في نفس الوقت‬
‫األول من كانون األول (ديسمبر)‪ ،‬ذهب إلى أوبرا كوميك للتمثيل األول لقطعة جديدة‪ ،‬ولم يعد إال بعد منتصف الليل‪ .‬كان الرسول الرابع‬
‫طرد الرسول‪ .‬بعد الساعة الواحدة بقليل‪ Moniteur ،‬من‬ ‫ينتظره مع دليل على آخر زلة من الجلوس‪ .‬وصحح السيد بريفوست الدليل‪ ،‬و ُ‬
‫ساد هدوء عميق‪ ،‬ونام جميع أفراد القصر باستثناء الحارس‪ .‬في هذه الساعة من الليل‪ ،‬وقع حادث فريد‪ .‬جاء النقيب اللواء اللواء حرس‬
‫المجلس إلى الرائد وقال‪ :‬لقد أرسل العقيد لي‪ ،‬وأضاف حسب اآلداب العسكرية‪ :‬هل تسمح لي بالذهاب؟ اندهش القائد‪ .‬قال بشيء من‬
‫الحدة‪" :‬انطلق‪ ،‬لكن العقيد مخطئ في إزعاج ضابط مناوب"‪ .‬سمع أحد الجنود الذين كانوا على أهبة االستعداد‪ ،‬دون أن يفهم معنى‬
‫طا‪ ،‬ويتمتم عدة مرات‪" ،‬ما هو الشيطان الذي يريده؟" بعد نصف ساعة عاد القائد المساعد‪ .‬سأل‬ ‫الكلمات‪ ،‬القائد وهو ينطلق صعودًا وهبو ً‬
‫القائد‪" :‬حسنًا‪ ،‬ماذا يريد العقيد معك؟" أجاب القائد‪" :‬ال شيء‪ ،‬كان يرغب في إعطائي أوامر واجبات الغد"‪ .‬أصبح الليل أكثر تقد ًما‪ .‬نحو‬
‫الساعة الرابعة صبا ًحا‪ ،‬جاء القائد المساعد مرة أخرى إلى الرائد‪ .‬قال‪ :‬الرائد طلبني العقيد‪" .‬تكرارا!" صاح القائد‪" .‬لقد أصبح هذا غريبًا‬
‫من بين واجبات أخرى تتمثل في إعطاء التعليمات للحراس‪ ،‬وبالتالي كان لديه القدرة ‪ Adjutant-Major‬؛ ومع ذلك‪ ،‬اذهب‪ ".‬الكان لدى‬
‫على إلغائها‪ .‬بمجرد خروج القائد العسكري‪ ،‬شعر الرائد بعدم االرتياح‪ ،‬واعتقد أن من واجبه التواصل مع القائد العسكري للقصر‪ .‬صعد‬
‫إلى الطابق العلوي من شقة القائد ‪ -‬المقدم نيولز‪ .‬ذهب الكولونيل نيولز إلى الفراش وتقاعد الحاضرين إلى غرفهم في السندرات‪ .‬كان‬
‫الرائد‪ ،‬وهو جديد في القصر‪ ،‬يتلمس طريقه في الممرات‪ ،‬ولم يكن يعرف سوى القليل عن الغرف المختلفة‪ ،‬رن على الباب الذي بدا له‬
‫هو باب القائد العسكري‪ .‬لم يُجب أحد‪ ،‬ولم يُفتح الباب‪ ،‬وعاد الرائد إلى الطابق السفلي‪ ،‬دون أن يتمكن من التحدث إلى أحد‪ .‬من جانبه‪،‬‬
‫‪ُ ،‬مغطى ‪ Place Bourgogne‬عاد القائد العام إلى القصر‪ ،‬لكن الرائد لم يره مرة أخرى‪ .‬ظل المساعد بالقرب من الباب المبشور في‬
‫صا ما‪ .‬في اللحظة التي انطلقت فيها الساعة الخامسة من الساعة العظيمة‬ ‫بعباءته‪ ،‬ويمشي صعودًا وهبو ً‬
‫طا في الفناء كما لو كان يتوقع شخ ً‬
‫للقبة‪ ،‬استيقظ فجأة الجنود الذين ناموا في الكوخ قبل االنفاليد‪ .‬أعطيت األوامر في مستوى منخفض صوت في األكواخ لحمل السالح في‬
‫صمت‪ .‬بعد ذلك بوقت قصير‪ ،‬كان هناك فوجان‪ ،‬حقيبة ظهر على ظهرهما‪ ،‬يسيران على قصر الجمعية ؛ كانوا السادس و ‪ 42‬د‪ .‬في‬
‫نفس الضربة الخمسة‪ ،‬وفي نفس الوقت في جميع أحياء باريس‪ ،‬خرج جنود المشاة بال ضوضاء من كل ثكنة‪ ،‬وعلى رأسهم كولونيالتهم‪.‬‬
‫مساعدو المعسكر والضباط المنظمون للويس بونابرت‪ ،‬الذين تم توزيعهم في جميع الثكنات‪ ،‬أشرفوا على حمل السالح هذا‪ .‬لم يبدأ سالح‬
‫الفرسان في الحركة إال بعد مرور ثالثة أرباع الساعة على المشاة‪ ،‬خوفًا من أن تستيقظ حلقة حوافر الخيول على الحجارة في وقت مبكر‬
‫جدًا‪ .‬إم دي بيرسيني‪ ،‬الذي كان قد أحضر أمر حمل السالح من اإلليزيه إلى معسكر اإلنفاليد‪ ،‬سار على رأس ‪ 42‬د‪ ،‬بجانب الكولونيل‬
‫إسبيناس‪ .‬هناك قصة متداولة في الجيش‪ ،‬ألنه في الوقت الحاضر‪ ،‬منه ًكا ألن الناس يتعرضون للحوادث المخزية‪ ،‬يتم سرد هذه األحداث‬
‫حتى اآلن بنوع من الالمباالة القاتمة ‪ -‬القصة الحالية أنه في لحظة االنطالق مع فوجه‪ ،‬تردد الكولونيالت الذين يمكن تسميتهم‪ ،‬وأن‬
‫المبعوث من اإلليزيه‪ ،‬أخذ حزمة مختومة من جيبه‪ ،‬قال له‪" ،‬العقيد‪ ،‬أعترف أننا ندير مخاطرة كبيرة‪ .‬هنا في هذا الظرف‪ ،‬الذي كلفني‬
‫بتسليمه إليكم‪ ،‬هناك مائة ألف فرنك من األوراق النقدية للطوارئ‪" .‬تم قبول الظرف‪ ،‬وانطلق الفوج‪ .‬في مساء الثاني من كانون األول‬
‫(ديسمبر)‪ ،‬قال العقيد إلى سيدة‪" ،‬هذا الصباح ربحت مائة ألف فرنك وكتاف جنرالتي‪ ".‬السيدة أوضحت له الباب‪ .‬كزافييه دوريو‪ ،‬الذي‬
‫يروي لنا هذه القصة‪ ،‬كان لديه فضول فيما بعد لرؤية هذه السيدة‪ .‬وأكدت القصة‪ .‬نعم‪ ،‬بالتأكيد! لقد أغلقت الباب في وجه هذا البائس ؛‬
‫جندي خائن لعلمه تجرأ على زيارتها! استقبلت مثل هذا الرجل؟ أضاف‪" ،‬ومع ذلك ليس لدي شخصية ألفقدها"‪ .‬كان هناك لغز آخر قيد‬
‫الذين ربما عادوا إلى منازلهم في ساعة متأخرة من الليل قد ‪ Cité‬التقدم في محافظة الشرطة‪ .‬قد يكون هؤالء السكان المتأخرون في‬
‫اعتبارا من الساعة‬
‫ً‬ ‫كبيرا من الشوارع سيارات األجرة تتسكع في مجموعات متفرقة في نقاط مختلفة حول شارع القدس ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحظوا عددًا‬
‫الحادية عشرة مسا ًء‪ ،‬بحجة وصول الالجئين إلى باريس من جنوة ولندن‪ ،‬تم اإلبقاء على لواء الضمان وثمانمائة رقيب دي فيل في‬
‫المحافظة‪ .‬في الساعة الثالثة صبا ًحا‪ ،‬كان هناك استدعاء تم إرسالها إلى ثمانية وأربعين مفوضًا من باريس والضواحي‪ ،‬وكذلك إلى ضباط‬
‫السالم‪ .‬بعد ذلك بساعة وصل كل منهم‪ .‬تم إيصالهم إلى غرفة منفصلة‪ ،‬وعزلوا عن بعضهم البعض قدر اإلمكان‪ .‬عند الساعة الخامسة‬
‫دق جرس في مجلس الوزراء‪ .‬استدعى الحاكم موباس مفوضي الشرطة واحدًا تلو اآلخر في حكومته‪ ،‬وكشف عن المؤامرة لهم‪،‬‬
‫وخصص لكل جزء من الجريمة‪ .‬ال أحد رفض ؛ وشكره كثيرون‪ .‬كان األمر يتعلق باعتقال ‪ 78‬ديموقراطيًا في منازلهم كانوا مؤثرين في‬
‫مقاطعاتهم‪ ،‬ويخشون من اإلليزيه كزعماء محتملين للحواجز‪ .‬كان من الضروري‪ ،‬وهو غضب أكثر جرأة‪ ،‬اعتقال ستة عشر نائبا ً عن‬
‫الشعب في منازلهم‪ .‬لهذه المهمة األخيرة تم اختيارهم من بين مفوضي الشرطة مثل هؤالء القضاة الذين بدا أنهم األكثر عرضة ألن‬
‫أشرارا‪ .‬من بين هؤالء تم تقسيم النواب‪ .‬كل رجل له‪ .‬سيور كورتيل كان لديه تشاراس‪ ،‬سيور ديجرانج كان لديه نداود‪ ،‬سيور‬ ‫ً‬ ‫يصبحوا‬
‫صا لليرات‪ ،‬والجنرال كافينياك لكولين‪.‬‬
‫ً‬ ‫مخص‬ ‫كان‬ ‫شانغارنييه‬ ‫الجنرال‬ ‫‪،‬‬ ‫بيدو‬ ‫األصغر‬ ‫الجنرال‬ ‫‪،‬‬ ‫هوبوت‬ ‫وسيور‬ ‫‪،‬‬ ‫تيير‬ ‫إم‬ ‫لديه‬ ‫كان‬ ‫هوبوت‬
‫‪ ، Sieur Benoist Miot ،‬والممثل‪ Valentin‬النائب ‪ Sieur Dourlens‬تولى‬

‫نائب سيور أالرد شوالت‪ ،‬تولى سيور بارليت روجر (دونورد)‪ ،‬سقط الجنرال الموريسيير أمام المفوض بالنشيت‪ ،‬كان للمندوب‬
‫‪ Sieur Primorin ،‬إلى ‪Monsieur Baze‬جرونفير ممثل جريبو‪ ،‬وممثل المفوض بودروت الجرانج‪ .‬تم تخصيص المهام بالمثل‪،‬‬
‫تم وضع أوامر باسم النواب في سرية المحافظ خزانة‪ .‬تم ترك فراغات فقط ألسماء ‪ Sieur Bertoglio.‬إلى ‪ Leflô‬والجنرال‬
‫المفوضيات‪ .‬تم ملء هذه في لحظة المغادرة‪ .‬باإلضافة إلى القوة المسلحة التي تم تعيينها لمساعدتهم‪ ،‬فقد تقرر أن يرافق كل مفوض برفقة‬
‫اثنين من المرافقين‪ ،‬أحدهما مكون من رقيب فيل واآلخر من رجال الشرطة بمالبس مدنية‪ .‬كمحافظ كان موباس قد أخبر م‪ .‬بونابرت‪ ،‬أن‬
‫طا بالمندوب ليرات في اعتقال الجنرال شانغارنييه‪ .‬نحو الخامسة والنصف‪ ،‬تم استدعاء‬‫قائد الحرس الجمهوري‪ ،‬بودنيت‪ ،‬كان مرتب ً‬
‫‪ Rue du‬الخببات التي كانت قيد االنتظار‪ ،‬وبدأت جميعها‪ ،‬كل منها بتعليماته‪ .‬خالل هذا الوقت‪ ،‬في زاوية أخرى من باريس ‪ -‬شارع‬
‫القديمة القصر الذي تم تحويله إلى مكتب طباعة ملكي‪ ،‬وهو اليوم مكتب طباعة وطني‪ ،‬تم تنظيم ‪ Soubise‬القديم ‪ -‬في مدينة ‪Temple‬‬
‫‪ Rue de‬القديم بجوار شارع ‪ Rue du Temple‬قسم آخر من الجريمة‪ .‬نحو الساعة الواحدة صبا ًحا‪ ،‬كان أحد المارة قد وصل إلى شارع‬
‫‪ ،‬والحظ عند تقاطع هذين الشارعين العديد من النوافذ الطويلة والعالية المضاءة ببراعة‪ ،‬وكانت هذه نوافذ ‪Vieilles-Haudriettes‬‬
‫غرف العمل من مكتب الطباعة الوطني‪ .‬استدار إلى اليمين ودخل معبد شارع دو القديم‪ ،‬وبعد ذلك برهة توقف أمام المدخل الذي يشبه‬
‫الهالل لواجهة مكتب الطباعة‪ .‬كان الباب الرئيسي مغلقًا‪ ،‬وحرس اثنان من الحراس الباب الجانبي‪ .‬من خالل هذا الباب الصغير‪ ،‬الذي‬
‫كان مائال ً‪ ،‬نظر إلى فناء المطبعة‪ ،‬فرأى أنها مليئة بالجنود‪ .‬كان الجنود صامتين‪ ،‬ولم يسمع أي صوت‪ ،‬ولكن كان يمكن رؤية بريق‬
‫حرابهم‪ .‬فاجأ المارة واقترب‪ .‬دفعه أحد الحراس بوقاحة إلى الخلف‪ ،‬وصرخ‪" :‬ارحل"‪ .‬مثل الرقيب دي فيل في محافظة الشرطة‪ ،‬تم‬
‫االحتفاظ بالعمال في مكتب الطباعة الوطني بناء على نداء من العمل الليلي‪ .‬في نفس الوقت الذي عاد فيه السيد هيبوليت بريفوست إلى‬
‫المجلس التشريعي عاد باالس‪ ،‬مدير مكتب الطباعة الوطني‪ ،‬إلى مكتبه‪ ،‬وعاد أيضًا من أوبرا كوميك‪ ،‬حيث كان يرى القطعة الجديدة‪،‬‬
‫التي قام بها شقيقه‪ ،‬إم دي سانت جورج‪ .‬فور عودته‪ ،‬أخذ المدير‪ ،‬الذي جاء إليه أمر من اإلليزيه خالل النهار‪ ،‬زو ًجا من مسدسات‬
‫‪.‬الجيب‪ ،‬ونزل إلى الدهليز‪ ،‬الذي يتواصل عبر خطوات قليلة مع الفناء‬

‫بعد ذلك بوقت قصير‪ ،‬انفتح الباب المؤدي إلى الشارع‪ ،‬ودخل نخب‪ ،‬ونزل رجل كان يحمل حقيبة كبيرة‪ .‬صعد المدير إلى الرجل وقال‬
‫له‪" :‬أهذا أنت يا سيد دي بيفيل؟" أجاب الرجل‪" :‬نعم"‪ .‬تم وضع المخبأ‪ ،‬ووضع الخيول في إسطبل‪ ،‬وأغلق سائق السيارة في صالون‪،‬‬
‫األساس لهذا النوع من السياسة‪ .‬شرب الحوذي ثم ‪ louis d'or‬حيث قدموا له الشراب‪ ،‬ووضعوا حقيبة يد في يده‪ .‬تشكل زجاجات النبيذ و‬
‫ذهب إلى النوم‪ .‬تم إغالق باب الصالون‪ .‬تم إغالق باب الفناء الكبير للمطبعة بصعوبة حتى أعيد فتحه‪ ،‬وسمح بمرور رجال مسلحين‬
‫دخلوا في صمت‪ ،‬ثم أُغلقوا‪ .‬كان الوافدون من سرية الدرك المتنقلة‪ ،‬الكتيبة الرابعة من الكتيبة األولى‪ ،‬بقيادة نقيب ي ُدعى الروش دي‬
‫أوزي‪ .‬كما قد يكون بالنتيجة‪ ،‬بالنسبة لجميع الرحالت االستكشافية الدقيقة‪ ،‬اهتم رجال االنقالب بتوظيف الدرك المتنقل والحرس‬
‫الجمهوري‪ ،‬وهذا يعني أن الفيلقين يتألفان بالكامل تقريبًا من حراس بلديين سابقين‪ ،‬ويحملون في القلب عملية انتقامية اذكار احداث‬
‫‪.‬فبراير‬

‫أحضر الكابتن الروش دي أوزي خطابًا من وزير الحرب‪ ،‬وضع نفسه وجنوده تحت تصرف مدير مكتب الطباعة الوطني‪ .‬تم تحميل‬
‫البنادق دون أن ينبس ببنت شفة‪ .‬تم وضع الحراس في غرف العمل‪ ،‬في الممرات‪ ،‬عند األبواب‪ ،‬عند النوافذ‪ ،‬في الواقع‪ ،‬في كل مكان‪،‬‬
‫اثنان يتمركزان عند الباب المؤدي إلى الشارع‪ .‬سأل القبطان ما هي التعليمات التي يجب أن يعطيها للحراس‪" .‬ال شيء أكثر بساطة"‪ ،‬قال‬
‫الرجل الذي جاء في الحفلة‪" .‬من حاول الرحيل أو فتح نافذة‪ ،‬أطلق عليه الرصاص"‪ .‬هذا الرجل‪ ،‬في الواقع‪ ،‬كان دي بيفيل‪ ،‬ضابطًا‬
‫منظ ًما لدى إم بونابرت‪ ،‬انسحب مع المدير إلى الخزانة الكبيرة في الطابق األول‪ ،‬غرفة انفرادية تطل على الحديقة‪ .‬هناك أبلغ المدير بما‬
‫أحضره معه‪ ،‬مرسوم حل المجلس‪ ،‬االستئناف للجيش‪ ،‬االستئناف‪ .‬إلى الشعب‪ ،‬مرسوم دعوة الناخبين‪ ،‬باإلضافة إلى إعالن الحاكم‬
‫موباس ورسالته إلى مفوضيات الشرطة‪ .‬كانت الوثائق األربع األولى بخط يد الرئيس بالكامل‪ ،‬وهنا وهناك بعض المحو يمكن مالحظته‪.‬‬
‫كان المؤلفون في االنتظار‪ .‬تم وضع كل رجل بين اثنين من رجال الدرك‪ ،‬و ُمنع من النطق بكلمة واحدة‪ ،‬ثم تم توزيع المستندات التي كان‬
‫ال بد من طباعتها في جميع أنحاء الغرفة‪ ،‬حيث تم تقطيعها إلى قطع صغيرة جدًا‪ ،‬بحيث ال يمكن قراءة جملة كاملة بواسطة عامل واحد‪.‬‬
‫أخيرا إحضار األجزاء المختلفة إلى العقيد بيفيل‪ ،‬الذي جمعها معًا وصحح أوراق اإلثبات‪.‬‬‫ً‬ ‫أعلن المدير أنه سيمنحهم ساعة لتأليف الكل‪ .‬تم‬
‫تم إجراء المعالجة باالحتياطات نفسها‪ ،‬حيث تم إجراء كل مكبس بين جنديين‪ .‬على الرغم من كل اجتهاد ممكن‪ ،‬استمر العمل ساعتين‪.‬‬
‫كان الدرك يراقبون العمال‪ .‬كان بيفيل يراقب القديس جورج‪ .‬عند االنتهاء من العمل‪ ،‬وقع حادث مشبوه يشبه إلى حد كبير خيانة في‬
‫خيانة‪ .‬إلى خائن أكبر خائن‪ .‬هذا النوع من الجرائم عرضة لمثل هذه الحوادث‪ .‬بيفيل وسانت جورج‪ ،‬المقربان المؤتمنان اللذان يكمن في‬
‫أيديهما سر االنقالب‪ ،‬أي رئيس الرئيس ؛ ‪ -‬هذا السر‪ ،‬الذي ال ينبغي السماح له بأي ثمن بالظهور قبل الساعة المحددة تحت المجازفة‬
‫بالتسبب في إجهاض كل شيء‪ ،‬أخذوا األمر في ذهنهم إلخبار مائتي رجل بذلك على الفور‪ ،‬من أجل "اختبار التأثير"‪ ،‬كما قال العقيد‬
‫السابق بيفيل الحقًا‪ ،‬بسذاجة إلى حد ما‪ .‬قرأوا الوثيقة الغامضة التي تم طباعتها للتو إلى جندرمة موبيلس‪ ،‬الذين تم رسمهم في الفناء‪.‬‬
‫صفق حراس البلدية السابقون‪ .‬إذا كانوا قد صرخوا‪ ،‬فقد يُسأل عما كان سيفعله التجريبان في االنقالب‪ .‬ربما كان السيد بونابرت قد‬
‫استيقظ من حلمه في فينسين‪ .‬بعد ذلك تم تحرير الحافلة‪ ،‬و ُخططت الخيل‪ ،‬وفي الساعة الرابعة صبا ًحا‪ ،‬وصل الضابط المنظم ومدير‬
‫مكتب الطباعة الوطني‪ ،‬ومن ثم مجرمين اثنين‪ ،‬إلى محافظة الشرطة مع طرود المراسيم‪ .‬ثم بدأ لهم نوع العار‪ .‬أخذهم المحافظ موباس‬
‫بيده‪ .‬بدأت مجموعات من ملصقات النقود‪ ،‬رشوة لهذه المناسبة‪ ،‬في كل اتجاه‪ ،‬تحمل معها المراسيم والتصريحات‪ .‬كانت هذه بالضبط‬
‫باب للقصر وهو المدخل القديم لقصر ‪ Rue de l'Université‬الساعة التي تم فيها استثمار قصر الجمعية الوطنية‪ .‬يوجد في شارع‬
‫بوربون‪ ،‬والذي يُفتح على الطريق المؤدي إلى منزل رئيس الجمعية‪ .‬هذا الباب‪ ،‬المسمى باب الرئاسة‪ ،‬كان حسب الجمارك يحرسه‬
‫حارس‪ .‬لبعض الوقت بعد القائد ‪ -‬الرائد‪ ،‬الذي أرسله العقيد إسبيناس مرتين أثناء الليل‪ ،‬ظل ساكنًا وصامتًا‪ ،‬بالقرب من الحارس‪ .‬بعد‬
‫من الخط‪ ،‬تبعه على بعد مسافة ما من قبل الفوج السادس‪ ،‬الذي سار في ‪ ،d‬ظهر فوج ‪ Invalides42‬خمس دقائق‪ ،‬بعد أن غادر أكواخ‬
‫يقول شاهد عيان‪" :‬الفوج سار بينما يخطو أحدهم في غرفة المرض"‪ ، Rue de l'Université. .‬من شارع‪ de Bourgogne‬شارع‬
‫وصلت بخطوة خفية أمام باب الرئاسة‪ .‬جاء هذا الكمين لمفاجأة القانون‪ .‬توقف الحارس‪ ،‬عندما رأى هؤالء الجنود يصلون‪ ،‬ولكن في‬
‫اللحظة التي كان يتحدىهم فيها بهدوء‪ ،‬استولى القائد على ذراعه‪ ،‬وبصفته الضابط المخول بإبطال جميع التعليمات‪ ،‬أمر‬

‫مرورا مجانيًا إلى ‪42‬‬


‫ً‬ ‫‪ ،‬وفي نفس الوقت أمر الحمال المذهول بفتح الباب‪ .‬انقلب الباب على مفصالته وانتشر الجنود في الشارع‪d .‬أعطوا‬
‫دخل بيرسيني وقال‪" :‬تم"‪ .‬تم غزو الجمعية الوطنية‪ .‬عند ضوضاء الخطى ركض القائد منير‪ .‬فصرخ له العقيد إسبيناس‪" :‬أيها القائد‪،‬‬
‫جئت ألخفف كتيبتك"‪ .‬شحب القائد للحظة‪ ،‬وبقيت عيناه مثبتتين على األرض‪ .‬ثم فجأة وضع يديه على كتفيه‪ ،‬ومزق كتفيه‪ ،‬وسحب سيفه‪،‬‬
‫وكسره في ركبته‪ ،‬وألقى الشظيتين على الرصيف‪ ،‬وارتجف من الغضب‪ ،‬وصرخ بصوت مهيب‪" ،‬عقيد‪ ،‬أنت تشوه رقم فوجك "‪ .‬قال‬
‫إسبيناس‪" :‬حسنًا‪ ،‬حسنًا"‪ .‬وبقي باب الرئاسة مفتوحا ً‪ ،‬لكن بقيت جميع المداخل األخرى مغلقة‪ .‬تم إراحة جميع الحراس‪ ،‬وتغيير جميع‬
‫احتلت ‪ Cour d'Honneur.‬الحراس‪ ،‬وأعيدت كتيبة الحارس الليلي إلى معسكر اإلنفاليد‪ ،‬وقام الجنود بتكديس أسلحتهم في الشارع‪ ،‬وفي‬
‫‪ 42‬د‪ ،‬في صمت عميق‪ ،‬األبواب الخارجية والداخلية‪ ،‬الفناء‪ ،‬غرف االستقبال‪ ،‬صاالت العرض‪ ،‬الممرات‪،‬‬

‫بينما كان كل واحد ينام في القصر‪ .‬بعد ذلك بوقت قصير وصلت اثنتان من تلك العربات الصغيرة التي يطلق عليها "األربعون ابنا"‪،‬‬
‫‪ ،‬وعدة فرق من الشرطة‪ .‬نزل المفوضان ‪ Chasseurs de Vincennes‬واثنتان من العبوات‪ ،‬برفقة مفرزتين من الحرس الجمهوري و‬
‫صا أصلعًا‪ ،‬لكنه ال يزال شابًا‪ ،‬شوهد يظهر عند الباب المبشور لـ‬
‫برتوليو وبريمورين من المركبتين‪ .‬عندما كانت هذه العربات تقود شخ ً‬
‫هذا الشخص كان لديه كل األجواء لرجل حول المدينة‪ ،‬جاء لتوه من األوبرا‪ ،‬وفي الواقع‪ ،‬لقد جاء من هناك‪Place de Bourgogne. ،‬‬
‫بعد أن مر في عرين‪ .‬لقد جاء من اإلليزيه‪ .‬كان دي مورني‪ .‬للحظة شاهد الجنود وهم يكدسون أذرعهم‪ ،‬ثم ذهب إلى باب الرئاسة‪ .‬هناك‬
‫‪ ،‬استولى على وزارة الداخلية‪ Chasseurs de Vincennes ،‬بعد ربع ساعة‪ ،‬برفقة ‪ M. de Persigny. 250‬تبادل بضع كلمات مع‬
‫في سريره‪ ،‬وسلمه بفظاظة خطاب شكر من السيد بونابرت‪ .‬قبل بضعة أيام‪ ،‬قال السيد دي ثوريني الصادق‪ M. de Thorigny ،‬وأذهل‬
‫عابرا‪" ،‬كيف يأسف رجال الجبل‬‫ً‬ ‫الذي ذكرنا مالحظاته العبقرية بالفعل‪ ،‬لمجموعة من الرجال الذين كان م‪ .‬دي مورني بالقرب منهم‬
‫هؤالء على الرئيس! إن الرجل الذي يحنث بيمينه‪ ،‬والذي سيحقق انقالب ًا‪ ،‬يجب أن يكون بالضرورة بائسًا ال قيمة له"‪ .‬استيقظ بوقاحة في‬
‫منتصف الليل‪ ،‬وأعفي من منصبه كوزير مثل حراس الجمعية‪ ،‬فاندهش الرجل المحترم‪ ،‬وفرك عينيه‪ ،‬وتمتم‪" ،‬آه! إذن الرئيس هو"‪ .‬قال‬
‫في العائلة شبه الحاكمة المناصب‪ ،‬أحدهما ‪ Walewsky‬و ‪ Morny‬مورني بضحك "نعم"‪ .‬من يكتب هذه السطور يعرف مورني‪ .‬شغل‬
‫لقيط ملكي‪ ،‬واآلخر لقيط إمبراطوري‪ .‬من كان مورني؟ سنقول‪" ،‬ذكاء مشهود‪ ،‬دسيسة‪ ،‬ولكن ليس صار ًما بأي حال من األحوال‪ ،‬صديق‬
‫روميو‪ ،‬وداعم لجيزو يمتلك آداب العالم‪ ،‬وعادات طاولة الروليت‪ ،‬راض عن نفسه‪ ،‬ذكي‪ ،‬يجمع بين بعض سخاء األفكار مع االستعداد‬
‫لقبول الجرائم المفيدة‪ ،‬وإيجاد وسيلة الرتداء ابتسامة كريمة بأسنان سيئة‪ ،‬والعيش حياة من المتعة‪ ،‬ومتبدد ولكن متحفظ‪ ،‬وقبيح‪ ،‬وحسن‬
‫أسيرا عن طيب خاطر‪ .‬البراغي والقضبان‪ ،‬وعلى استعداد للمخاطرة برأسه من أجل أخ‬ ‫ً‬ ‫المزاج‪ ،‬وشرس‪ ،‬ومرهق‪ ،‬وجريء‪ ،‬وترك أ ًخا‬
‫اإلمبراطور‪ ،‬الذي لديه نفس أم لويس بونابرت‪ ،‬ومثل لويس بونابرت‪ ،‬لديه أب أو غيره‪ ،‬قادر على تسمية نفسه بوهارنيه‪ ،‬والقدرة على‬
‫تسمية نفسه فالهاوت‪ ،‬ومع ذلك يطلق على نفسه مورني‪ ،‬ويتابع األدب بقدر ما هو الكوميديا الخفيفة‪ ،‬و السياسة‪ ،‬بقدر ما هي مأساة‪ ،‬كبد‬
‫حر مميت‪ ،‬يمتلك كل الرعونة المتوافقة مع االغتيال‪ ،‬قادر على أن يرسمه ماريفو ويعامله من قبل تاسيتوس‪ ،‬بال ضمير‪ ،‬أنيق بال عيب‪،‬‬
‫سيئ السمعة‪ ،‬وودود‪ ،‬في حاجة إلى دوق مثالي‪ .‬كان هذا هو هذا المجرم‪" .‬لم تكن الساعة السادسة صبا ًحا بعد‪ .‬بدأت القوات تتجمع في‬
‫ساحة الكونكورد‪ ،‬حيث أجرى ليروي سانت أرنود على صهوة الجياد مراجعة‪ .‬وكان مفوضو الشرطة‪ ،‬بيرتوليو‪ ،‬وبريمورين يتنوعون‬
‫‪ ،‬لكنهم لم يصعدوا إلى هذا الطريق‪ .‬وكانوا برفقة عمالء من الشرطة‪ ،‬الذين ‪ Questure‬بين شركتين في أمر تحت قبو الدرج الكبير من‬
‫في ‪ Leflô‬بوربون‪ ،‬والذي قادهم من خالل ممرات مختلفة‪ .‬تم إيواء الجنرال ‪ Palais‬يعرفون أكثر فترات االستراحة سرية في قصر‬
‫تلك الليلة جنرال أقامت لفلو معه شقيقته وزوجها اللذان كانا يزوران ‪ Duc de Bourbon.‬في زمن ‪ Feuchères‬جناح كان يسكنه السيد‬
‫باريس‪ ،‬وكانا ينامان في غرفة‪ ،‬بابها يؤدي إلى أحد أروقة القصر‪ .‬طرق المندوب برتوليو الباب‪ ،‬وفتحه‪ ،‬واقتحم مع عمالئه فجأة الغرفة‪،‬‬
‫حيث كانت امرأة في السرير‪ .‬قفز شقيق الجنرال من فراشه وصرخ إلى "كويستور" الذي نام في غرفة مجاورة‪" ،‬أدولف‪ ،‬األبواب‬
‫مقسومة‪ ،‬القصر مليء بالجنود‪ .‬انهض!" فتح الجنرال عينيه‪ ،‬فرأى المندوب برتوليو واقفا بجانب سريره‪ .‬نشأ‪ .‬قال المفوض‪" :‬جنرال‪،‬‬
‫جئت ألؤدي واجب"‪ .‬قال الجنرال لفلو‪" :‬أنا أفهم‪ ،‬أنت خائن"‪ .‬المندوب يتلعثم في عبارة "مؤامرة ضد سالمة الدولة"‪ ،‬وأظهر مذكرة‬
‫توقيف‪ .‬قام الجنرال‪ ،‬دون أن ينطق بكلمة واحدة‪ ،‬بضرب هذه الورقة سيئة السمعة بظهر يده‪ .‬ثم ارتدى ثيابه‪ ،‬وارتدى زيه العسكري‬
‫الكامل لقسنطينة والمدينة‪ ،‬معتقدًا في والئه الخيالي الشبيه بالجنود أنه ال يزال هناك جنراالت في إفريقيا للجنود الذين سيجدهم في طريقه‪.‬‬
‫كل الجنراالت الباقين اآلن كانوا قطاع طرق‪ .‬عانقته زوجته ؛ ابنه ابن سبع سنوات‪،‬‬

‫قال في قميصه وهو يبكي لمفوض الشرطة‪" :‬رحمة سيدي بونابرت"‪ .‬وبينما كان الجنرال يمسك بزوجته بين ذراعيه‪ ،‬همس في أذنها‪:‬‬
‫"هناك مدفعية في الفناء‪ ،‬حاول إطالق مدفع"‪ .‬قاده المفوض ورجاله بعيدًا‪ .‬كان ينظر إلى هؤالء الشرطيين بازدراء‪ ،‬ولم يتحدث إليهم‪،‬‬
‫ولكن عندما تعرف على العقيد إسبيناس‪ ،‬تضخم قلبه العسكري والبريتوني مع السخط‪ .‬قال‪" :‬العقيد إسبيناس‪ ،‬أنت شرير‪ ،‬وآمل أن أعيش‬
‫طويالً بما يكفي لتمزيق أزرار زيك"‪ .‬علق الكولونيل إسبيناس رأسه متلعثما‪" :‬أنا ال أعرفك"‪ .‬ولوح ضابط برتبة ميجور بسيفه وصرخ‪:‬‬
‫لقد سئمنا من المحامين الجنراالت‪ .‬عبر بعض الجنود حرابهم قبل السجين األعزل‪ ،‬ودفعه ثالثة رقباء دي فيل إلى نبتة‪ ،‬واقترب مالزم‬
‫أول من العربة‪ ،‬ونظر في وجه الرجل الذي كان‪ ،‬إذا كان مواطنًا‪ ،‬ممثله‪ ،‬و لو كان جنديا كان جنراله‪ ،‬ألقى عليه هذه الكلمة البغيضة‪،‬‬
‫"كاناي!" في هذه األثناء‪ ،‬كان المفوض بريمورين قد ذهب بطريقة ملتوية أكثر من أجل أن يفاجئ كويستور اآلخر‪ ،‬إم‪ .‬بازي‪ .‬من شقة‬
‫أدى باب إلى التواصل مع غرفة مجلس النواب‪ .‬طرق سيور بريمورين على الباب‪" .‬من هناك؟" سأل خاد ًما كان يرتدي ‪M. Baze‬‬
‫مالبسه‪ .‬أجاب بريمورين‪" :‬مفوض الشرطة"‪ .‬افتتح الخادم الباب‪ ،‬معتقدًا أنه مفوض شرطة الجمعية‪ .‬في هذه اللحظة‪ ،‬سمع م‪ .‬بايز‬
‫الضجيج‪ ،‬واستيقظ للتو‪ ،‬لبس ردا ًء‪ ،‬وصرخ‪" ،‬ال تفتح الباب"‪ .‬نادرا ما قال هذه الكلمات عندما اندفع رجل يرتدي ثيابا مدنية وثالثة‬
‫عريفين يرتدون زيا عسكريا إلى غرفته‪ .‬فتح الرجل معطفه‪ ،‬وعرض وشاح مكتبه‪ ،‬وسأل السيد باز‪" ،‬هل تدرك هذا؟" أجاب كويستور‪:‬‬
‫قال‪" :‬لن تأخذني بعيدًا"‪" .‬أنت‪ ،‬مفوض الشرطة‪ ،‬أنت قاضي ‪" M. Baze.‬أنت حقير ال قيمة له"‪ .‬وضع رجال الشرطة أيديهم على‬
‫التحقيق‪ ،‬وتعرف ما تفعله‪ ،‬أنت تغضب الجمعية الوطنية‪ ،‬أنت تخرق القانون‪ ،‬أنت مجرم!" تال ذلك صراع يدا بيد ‪ -‬أربعة ضد واحد‪.‬‬
‫مدام باز وابنتيها الصغيرتين تنفيس عنهما الصراخ‪ ،‬والعاملة تدفع للخلف بضربات من قبل السرجنت دي فيل‪ .‬صرخ السيد باز "أنتم‬
‫أشرار"‪ .‬حملوه بعيدًا بالقوة الرئيسية في أذرعهم‪ ،‬مع ذلك يكافح‪ ،‬عاريا ً‪ ،‬ثوبه ممزق‪ ،‬جسده مغطى بالضربات‪ ،‬معصمه ممزق وينزف‪.‬‬
‫كان الساللم‪ ،‬والمرسى‪ ،‬والفناء‪ ،‬مليئًا بالجنود بحراب ثابتة وأذرع مثبتة على األرض‪ .‬تحدث إليهم الباحث‪" .‬نوابكم يعتقلون‪ ،‬لم تتسلموا‬
‫سالحكم لخرق القوانين!" كان الرقيب يرتدي صليب ًا جديدًا‪" .‬هل أعطيت الصليب من أجل هذا؟" أجاب الرقيب‪" :‬نحن نعرف سيدًا واحدًا‬
‫أنت فوج مشين"‪ .‬استمع الجنود بهواء خشن وبدا نائمين‪ .‬فقال لهم المفوض بريمورين‪" :‬ال " ‪ M. Baze.‬فقط"‪" .‬أالحظ رقمك‪ "،‬تابع‬
‫كان هذا هو االسم الذي أُطلق على باب ‪ Porte Noire.‬عبر الفناء إلى منزل الحراسة في ‪ Questor‬تجيبوا‪ ،‬هذا ال عالقة له بكم"‪ .‬قادوا‬
‫صغير تم إنشاؤه أسفل القبو المقابل لخزانة الجمعية‪ ،‬والذي تم افتتاحه على شارع دي بورغوني‪ ،‬مقابل شارع دي ليل‪ .‬تم وضع العديد‬
‫هناك مسؤوالً عن ثالثة رقيب دي ‪ M. Baze‬من الحراس عند باب بيت الحراسة‪ ،‬وفي الجزء العلوي من الدرج المؤدي إلى هناك‪ ،‬ترك‬
‫فيل‪ .‬دخل عدة جنود بدون أسلحتهم وفي أكمامهم خارج‪ .‬استأنفهم الباحث باسم الشرف العسكري‪ .‬قال السارجنت دي فيل للجنود "ال‬
‫الصغيرتان بعيون مذعورة‪ ،‬وعندما فقدوا بصره‪ ،‬انفجر أصغرهم في البكاء‪ .‬قالت العجوز التي كانت في ‪ M. Baze‬تردوا"‪ .‬تبعته فتاتا‬
‫السابعة من عمرها‪" :‬األخت‪ ،‬دعونا نقول صلواتنا"‪ ،‬وركع الطفالن وهما يشبطان أيديهما‪ .‬اقتحم المندوب بريمورين‪ ،‬مع سربه من‬
‫العمالء‪ ،‬مكتب كويستور‪ ،‬ووضع يده على كل شيء‪ .‬األوراق األولى التي شاهدها في منتصف الطاولة‪ ،‬والتي صادرها‪ ،‬كانت المراسيم‬
‫الشهيرة التي تم إعدادها في حال تصويت المجلس على اقتراح المفتشين‪ .‬تم فتح جميع األدراج وتفتيشها‪ .‬استغرقت عملية اإلصالح‬
‫إليه‪ ،‬وكان ‪ ، M. Baze‬والتي وصفها مفوض الشرطة بأنها زيارة منزلية‪ ،‬أكثر من ساعة‪ .‬تم أخذ مالبس‪ M. Baze‬الشامل ألوراق‬
‫يرتدي مالبس‪ .‬عندما انتهت "زيارة المنزل"‪ ،‬تم أخذه من بيت الحراسة‪ .‬كان هناك نبتة في الفناء‪ ،‬دخل إليها مع رقباء المدينة الثالثة‪.‬‬
‫كانونيس‪ .‬كان اليوم ينفجر‪ .‬نظر م‪ Courde .‬ثم من قبل ‪ Cour d'Honneur‬السيارة‪ ،‬من أجل الوصول إلى باب الرئاسة‪ ،‬مرت من قبل‬
‫بيز إلى الفناء ليرى ما إذا كان المدفع ال يزال هناك‪ .‬رأى عربات الذخيرة متراصة بالترتيب مع مهاويها مرفوعة‪ ،‬لكن أماكن المدافع‬
‫الستة وقذيفتي الهاون كانت شاغرة‪ .‬في جادة الرئاسة توقفت المباراة للحظة‪ .‬صفان من الجنود يقفان بهدوء‪ ،‬واصطفان في ممرات المشاة‬
‫في الشارع‪ .‬تم تجميع ثالثة رجال عند أسفل الشجرة‪ :‬العقيد إسبيناس‪ ،‬الذي عرفه بايز وتعرف عليه‪ ،‬وهو نوع من المقدم‪ ،‬الذي كان‬
‫طا أسود وبرتقاليًا حول رقبته‪ ،‬ورائد النسر‪ ،‬وجميعهم سيف ذو حدين‪ .‬يد التشاور معا‪ .‬تم إغالق نوافذ النبتة‪ .‬أراد‬ ‫‪ M. Baze‬يرتدي شري ً‬
‫أن يخفضهم لجذب هؤالء الرجال ؛ استولى رقيب فيل على ذراعيه‪ .‬ثم جاء المفوض بريمورين‪ ،‬وكان على وشك الدخول مرة أخرى إلى‬
‫عربة صغيرة لشخصين أحضروه‪" .‬السيد بايز"‪ ،‬قال‪ ،‬بهذا النوع الخسيس من المجاملة التي مزجها عمالء االنقالب عن طيب خاطر‬
‫بجريمتهم‪" ،‬ال بد أنك غير مرتاح مع هؤالء الرجال الثالثة الموجودين في اللعبة‪ .‬أنت مكتظ ؛ تعال معي ‪ " .‬قال السجين‪ :‬دعني وشأني‪.‬‬
‫"مع هؤالء الرجال الثالثة أنا ضيقة ؛ يجب أن أكون معك ملوثة‪" .‬حراسة مشاة تراوحت على جانبي المعركة‪ .‬استدعى العقيد إسبيناس‬
‫حتى تقابل مرافقًا من الفرسان‪ .‬عندما يتولى سالح الفرسان التهمة‪ ،‬يمكن للمشاة ‪ Quai d'Orsay‬السائق‪ "،‬قم بالقيادة ببطء بالقرب من‬
‫السابعة بأقصى سرعة‪ .‬كان الحارس‪ ، Lancers :‬وصل اعتصام من الـ‪ Quai d'Orsay‬العودة‪" .‬انطلقوا‪ .‬عندما تحولت النيران إلى‬
‫‪ ،‬وركض الجميع بسرعة‪ .‬لم تقع أي حادثة أثناء الرحلة‪ .‬هنا وهناك‪ ،‬عند ضجيج حوافر الخيول‪ ،‬فتحت النوافذ ‪ fiacre‬أحاط الجنود‬
‫ووضعت الرؤوس ؛ والسجين الذي نجح طويالً في إنزال نافذة سمع أصوات مرعبة تقول‪" ،‬ما األمر؟" توقف الشغف‪" .‬أين نحن؟"‪ ،‬سأل‬
‫إلى مكتب السجن‪ .‬دخل ورأى أن باوني وندود يتم إحضارهما‪ Questor .‬تم نقل ‪ Sergent de ville.‬قال "‪ Mazas،‬في" ‪M. Baze.‬‬
‫كانت هناك طاولة في الوسط‪ ،‬حيث كان المفوض بريمورين‪ ،‬الذي كان قد تبع المخبأ في عربته‪ ،‬جالسًا بنفسه‪ .‬بينما كان المفوض السامي‬
‫يكتب‪ ،‬الحظ م‪ .‬جدول ورقة كان من الواضح أن سجل السجن‪ ،‬والتي كانت هذه األسماء‪ ،‬مكتوبة في ر هو التالي بالترتيب‪ :‬الموريسيير‪،‬‬
‫‪ ،‬شامبول‪ .‬ربما كان هذا هو الترتيب الذي تم به)‪Changarnier ،Leflô ،Thiers ،Bedeau ،Roger (du Nord‬شاراس‪ ،‬كافينياك‪،‬‬

‫اآلن‪ ،‬ستكون جيدًا بما يكفي لتلقي "‪ M. Baze ،‬من الكتابة‪ ،‬قال ‪ Sieur Primorin‬وكان النواب قد وصلوا إلى السجن‪ .‬عندما انتهى‬
‫تقريرا رسميًا‪ ،‬إنه مجرد أمر باإللزام"‪ .‬أجاب إم‪ .‬بازي‪:‬‬
‫ً‬ ‫احتجاجي وإضافته إلى تقريرك الرسمي‪ ".‬واعترض المندوب بقوله‪" :‬إنه ليس‬
‫"أنوي كتابة احتجاجي على الفور"‪ .‬قال رجل وقف بجانب الطاولة‪" :‬سيكون لديك متسع من الوقت في زنزانتك"‪ .‬استدار م‪ .‬بيز‪" .‬من‬
‫أنت؟" قال الرجل‪" :‬أنا مدير السجن"‪ .‬أجاب باز‪" :‬في هذه الحالة‪ ،‬أشفق عليك ألنك على علم بالجريمة التي ترتكبها"‪ .‬شحب الرجل‬
‫على كرسيه بسرعة‪ ،‬وجلس على الطاولة‪ ،‬وقال ‪ M. Baze‬وتلعثم ببعض الكلمات غير المفهومة‪ .‬ارتفع المندوب من مقعده ؛ استحوذ‬
‫لسيور بريمورين‪" ،‬أنت موظف عام ؛ أطلب منك إضافة احتجاجي إلى تقريرك الرسمي‪" ".‬جيد جدا‪ "،‬قال المندوب‪" ،‬فليكن كذلك‪ ".‬كتب‬
‫‪: -‬بايز االحتجاج على النحو التالي‬

‫أنا الموقع أدناه‪ ،‬جان ديدييه بازي‪ ،‬ممثل الشعب‪ ،‬ووكيل الجمعية الوطنية‪ ،‬انطلقت بفعل العنف من مقر إقامتي في قصر الوطن الجمعية‪،‬‬
‫وأدارتها إلى هذا السجن قوة مسلحة كان من المستحيل بالنسبة لي أن أقاومها‪ ،‬وأحتج باسم الجمعية الوطنية وباسمي على الغضب على‬
‫أثناء ‪." BAZE.‬ديسمبر ‪ ،1851‬الساعة الثامنة صبا ًحا ‪d‬في ‪ Mazas 2‬التمثيل الوطني الذي ارتكبه على زمالئي وعلى نفسي‪" .‬أعطي في‬
‫ذلك كان الجنود يضحكون ويشربون في فناء الجمعية‪ .‬صنعوا قهوتهم في قدور‪ .‬لقد أشعلوا نيرانًا هائلة في الفناء ؛ ألسنة اللهب‪ ،‬التي‬
‫‪ ،Ramond de la‬ضابط الحرس الوطني‪ Questure ،‬أثارتها الرياح‪ ،‬وصلت أحيانًا إلى جدران الغرفة‪ .‬غامر مسؤول كبير في‬
‫‪ ،‬بالقول بالنسبة لهم‪" ،‬ستضرم النار في القصر‪ "،‬وعندها ضربه جندي بقبضته‪ .‬أربعة من القطع المأخوذة من كور دي ‪Croisette‬‬
‫‪ Pont de la‬كانون كانت مرقمة في ترتيب ضد الجمعية ؛ اثنان في ساحة بورغوني كانتا أشار إلى الشبكة‪ ،‬وتم توجيه اثنين في‬
‫من الخط هو ‪d‬نحو الدرج الكبير‪ .‬كمالحظة جانبية لهذه الحكاية المفيدة‪ ،‬دعنا نذكر حقيقة مثيرة للفضول‪ .‬كان الفوج ‪Concorde 42‬‬
‫نفسه الذي اعتقل لويس بونابرت في بولوني‪ .‬في عام ‪ 1840‬قدم هذا الفوج مساعدته للقانون ضد المتآمر‪ .‬في عام ‪ 1851‬قدمت مساعدتها‬
‫للمتآمر ضد القانون‪ :‬هذا هو جمال الطاعة السلبية‬

‫خالل نفس الليلة في جميع أنحاء باريس وقعت أعمال قطع الطرق‪ .‬رجال‬ ‫الفصل الرابع‪ .‬أعمال أخرى في الليل‬
‫مجهولون يقودون القوات المسلحة‪ ،‬وهم مسلحون بالفؤوس‪ ،‬والمطرقة‪ ،‬والكماشة‪ ،‬وقضبان الغراب‪ ،‬وحافظات الحياة‪ ،‬والسيوف المخبأة‬
‫تحت معاطفهم‪ ،‬والمسدسات‪ ،‬التي يمكن تمييز أعقابها تحت ثنايا عباءاتهم‪ ،‬وصلوا في صمت قبل منزل‪ ،‬احتل الشارع‪ ،‬أحاط بالمقاربات‪،‬‬
‫التقط قفل الباب‪ ،‬وربط الحمال‪ ،‬واقتحم الساللم‪ ،‬واقتحم األبواب على رجل نائم‪ ،‬وعندما استيقظ هذا الرجل مع بداية‪ ،‬سأل هؤالء‬
‫‪.‬اللصوص‬

‫من أنت؟" أجاب زعيمهم‪" ،‬مفوض الشرطة "‪ .‬حدث هذا األمر مع الموريسيير الذي استولى عليه بالنشيت‪ ،‬الذي هدده بالكمامة ؛ إلى "‬
‫جريبو‪ ،‬الذي عومل بوحشية وألقى به جرونفير‪ ،‬بمساعدة ستة رجال يحملون فانوسًا داكنًا وفأسًا ؛ إلى كافينياك‪ ،‬الذي أ ّمنه كولن‪ ،‬الشرير‬
‫األكبر) ؛ الذي ادعى أنه رآه ( ‪ ، Hubaut‬الذي اعتقله‪ M. Thiers‬ذو اللسان الناعم‪ ،‬الذي تأثر بالصدمة عند سماعه يشتمه ويشتم ؛ إلى‬
‫"يرتجف و تبكي "‪ ،‬مما يضيف الباطل للجريمة إلى فالنتين‪ ،‬الذي هاجمه دورلينز في فراشه‪ ،‬وأخذ من رجليه وكتفيه‪ ،‬ودُفع في سيارة‬
‫‪ ،‬الموجهة إلى تعذيب الزمالء األفارقة ؛ لروجر (دو نورد)‪ ،‬الذي بسخرية شجاعة وذكية عرض شيري على ‪ Miot‬شرطة مقفلة ؛ إلى‬
‫على حين غرة‪ .‬كانوا يعيشون في شارع شارع سانت‪ .‬أونوريه‪ ،‬مقابل بعضهما البعض ‪ Changarnier‬وتم أخذ ‪. Charras‬قطاع الطرق‬
‫تقريبًا‪ ،‬شانغارنييه في رقم ‪ ،3‬شاراس في رقم ‪ .14‬منذ التاسع من سبتمبر‪ ،‬قام تشانغارنييه بطرد الخمسة عشر رجالً المسلحين حتى‬
‫األسنان الذين كان يحرسهم حتى اآلن أثناء الليل‪ ،‬وفي األول ديسمبر‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬أفرغ تشاراس مسدساته‪ .‬كانت هذه المسدسات الفارغة‬
‫تشاراس‪" :‬أحمق‪ ،‬لو تم تحميلها‪ ،‬لكنت ميتا ً"‪ .‬يمكن‬ ‫ّ‬ ‫ملقاة على الطاولة عندما جاؤوا العتقاله‪ .‬ألقى مفوض الشرطة بنفسه عليهم‪ .‬قال له‬
‫أن نالحظ أن هذه المسدسات قد أعطيت لشاراس عند االستيالء على معسكر من قبل الجنرال رينو‪ ،‬الذي كان وقت القبض عليه على‬
‫صهوة حصان في الشارع للمساعدة في تنفيذ االنقالب‪ .‬إذا بقيت هذه المسدسات محملة‪ ،‬وإذا كان الجنرال رينو كان لديه مهمة اعتقال‬
‫تشاراس‪ ،‬لكان من الغريب أن تكون مسدسات رينو قد قتلت رينو‪ .‬شاراس بالتأكيد سيفعل ذلك لم تتردد‪ .‬لقد ذكرنا بالفعل أسماء هؤالء‬
‫‪.‬األوغاد في الشرطة‪ .‬ال جدوى من تكرارها‪ .‬كان كورتيل هو الذي ألقى القبض على شاراس‪ ،‬ليرات الذي ألقى القبض على تشانغارنييه‪،‬‬
‫الذي اعتقل نداود‪ .‬والرجال الذين تم االستيالء عليهم في منازلهم هم ممثلو الشعب ؛ كانت حرمتهم غير قابلة لالنتهاك‪Desgranges ،‬‬
‫بحيث أضيفت هذه الخيانة العظمى‪ ،‬انتهاك الدستور إلى جريمة التعدي على أشخاصهم‪ .‬لم يكن هناك نقص في الوقاحة في ارتكاب هذه‬
‫االعتداءات‪ .‬عمالء الشرطة جعلوا مرحين‪ .‬بعض هؤالء الزمالء اللعين مازحون‪ .‬في مازاس‪ ،‬استهزأ بهم أقالم السجن على تيير‪،‬‬
‫األصغر) الجنرال بيدو‪" .‬جنرال‪ ،‬أنت سجين‪" - ".‬شخصيتي مصونة‪" - ".‬ما لم يتم القبض ( ‪ Sieur Hubaut‬ووبخهم نداود بشدة‪ .‬أيقظ‬
‫عليك متلبسًا‪ ،‬في نفس الفعل‪" - ".‬حسنًا‪ "،‬قال بيدو‪ " ،‬العمل الشنيع من النوم "‪ .‬أخذوه من الياقة وجروه إلى نبتة‪ .‬عند لقائه معًا في‬
‫هذا جعل نبالء الشرطة يضحكون‪ .‬ساعد كولونيل‪ Lamoricière. ،‬يد ‪ ، Lagrange‬وأمسك‪ Greppo‬بيد ‪ ، Nadaud‬أمسك‪Mazas‬‬
‫‪ ،‬يرتدي صليب القائد حول رقبته‪ ،‬في وضع الجنراالت و‪ Thirion‬يُدعى‬
‫وهكذا‪ ،‬ودون احتساب االعتقاالت األخرى التي حدثت الحقًا‪ ،‬سُجن ‪ Thirion.‬النواب في السجن‪ .‬قال له شارا‪" :‬انظر إلى وجهي"‪ .‬ابتعد‬
‫في ليلة الثاني من ديسمبر ستة عشر نائبا ً وثمانية وسبعين مواطنا ً‪ .‬قدّم عميال الجريمة تقريرا ً عنها إلى لويس بونابرت‪ .‬كتب مورني‬
‫‪.‬واحد في عامية غرفة الرسم‪ ،‬واآلخر في عامية القوادس‪ .‬تدرجات دقيقة للغة ‪ Maupas "Quadded".‬؛ كتب "‪"Boxed up‬‬

‫تركني فيرسيجيني للتو‪ .‬بينما كنت أرتدي مالبسي على عجل‪ ،‬جاء رجل كنت أثق به‬ ‫الفصل الخامس‪ .‬ظالم الجريمة‬
‫عاطال عن العمل‪ ،‬ي ُدعى جيرارد‪ ،‬كنت قد وفرت له مأوى في غرفة من منزلي‪ ،‬ونحات من الخشب‪ ،‬وليس‬ ‫ً‬ ‫فقيرا‬
‫تما ًما‪ .‬كان صانع خزانة ً‬
‫أميًا‪ .‬جاء من الشارع‪ .‬كان يرتجف‪ .‬سألته‪" :‬حسنًا‪ ،‬ماذا يقول الناس؟" أجابني جيرارد‪" :‬الناس في حالة ذهول‪ .‬تم توجيه الضربة بطريقة‬
‫‪.‬لم تتحقق‬

‫يقرأ العمال الالفتات وال يقولون شيئًا ويذهبون إلى عملهم‪ .‬واحد فقط من بين كل مائة يتحدث‪ .‬إنه يقول‪" ،‬جيد!" هكذا يبدو لهم‪ .‬تم إلغاء‬
‫"!قانون ‪ 31‬مايو ‪" -‬أحسنت!" أعيد تأسيس حق االقتراع العام ‪" -‬أحسنت أيضًا!" لقد تم طرد الغالبية الرجعية ‪" -‬مدهش‬

‫يشرح راتابويل انقالبه ‪ claqueurs.‬تم القبض على تيير ‪" -‬رأس المال!" شانغارنييه تم القبض عليه ‪" -‬برافو!" حول كل الفتة هناك‬
‫لجاك بونوم‪ ،‬جاك بونهوم يأخذ كل شيء‪ .‬باختصار‪ ،‬انطباعي أن الناس يوافقون‪" ،.‬ماذا ستفعل يا سيد فيكتور هوغو؟" أخذت وشاح‬
‫مكتبي من الخزانة‪ ،‬وأريته له‪ .‬لقد فهم‪ .‬نحن تصافحا‪ .‬عندما ذهب كاريني دخلت‪ .‬العقيد كاريني رجل مقدام‪ .‬كان قد قاد سالح الفرسان‬
‫في تمرد صقلية‪ .‬لقد روى‪ ،‬في بضع صفحات مؤثرة ومتحمسة‪ ،‬قصة تلك الثورة النبيلة‪ .‬كاريني هو أحد ‪ Mieroslawsky‬تحت قيادة‬
‫هؤالء اإليطاليين الذين يحبون فرنسا ألننا نحن الفرنسيين نحب إيطاليا‪ .‬كل رجل طيب القلب في هذا القرن له وطنان ‪ -‬روما األمس‬
‫حرا"‪ ،‬وأضاف‪" :‬لقد وجهت الضربة بشكل هائل‪ .‬لقد استثمرت الجمعية‪ .‬لقد أتيت من‬ ‫وباريس اليوم‪ .‬قال لي كاريني‪" :‬الحمد هلل‪ ،‬ما زلت ً‬
‫هناك‪ .‬ساحة الثورة‪ ،‬األرصفة‪ ،‬التويلري‪ ،‬الجادات‪ ،‬مزدحمة بالقوات‪ .‬الجنود لديهم حقائبهم‪ .‬البطاريات مسخرة‪ .‬إذا وقع القتال فسيكون‬
‫ذلك عمالً يائسًا "‪ .‬أجبته‪ :‬سيكون هناك قتال‪ .‬وأضفت ضاحكة‪" :‬لقد أثبتت أن الكولونيالت يكتبون مثل الشعراء‪ ،‬واآلن حان دور الشعراء‬
‫ليقاتلوا مثل العقيد"‪ .‬دخلت غرفة زوجتي‪ .‬لم تكن تعرف شيئًا‪ ،‬وكانت تقرأ أوراقها بهدوء في السرير‪ .‬لقد أخذت حوالي خمسمائة فرنك‬
‫من الذهب‪ .‬وضعت على سرير زوجتي صندوقًا يحتوي على تسعمائة فرنك‪ ،‬كل األموال المتبقية لي‪ ،‬وقلت لها ما حدث‪ .‬شحبت‪ ،‬وقالت‬
‫ً‬
‫جاهزا‪ .‬أكلت شرحات في قطعتين‪ .‬عندما انتهيت‪،‬‬ ‫لي‪" ،‬ماذا ستفعلين؟" "واجبي"‪ .‬عانقتني وقالت كلمتين فقط‪" - :‬افعلها"‪ .‬كان فطوري‬
‫‪ Rue de la Tour‬دخلت ابنتي‪ .‬أذهلتني الطريقة التي قبلتها بها‪ ،‬وسألتني‪" ،‬ما األمر؟" "والدتك سوف تشرح لك"‪ .‬وتركتهم‪ .‬كان شارع‬
‫ومهجورا كالمعتاد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كان أربعة عمال يتجاذبون أطراف الحديث بالقرب من باب منزلي‪ .‬تمنوا لي "صباح ‪d'Auvergne‬‬ ‫ً‬ ‫هادئًا‬
‫الخير"‪ .‬صرخت لهم‪" ،‬أتعلمون ما الذي يجري؟" قالوا "نعم"‪" .‬حسنًا‪ .‬إنها خيانة! لويس بونابرت يخنق الجمهورية‪ .‬الناس يتعرضون‬
‫للهجوم‪ .‬يجب أن يدافع الناس عن أنفسهم‪" ".‬سوف يدافعون عن أنفسهم"‪" .‬وعدتني ذلك؟" أجابوا "نعم"‪ .‬وأضاف أحدهم‪ :‬نقسم عليه‪ .‬لقد‬
‫حافظوا على كلمتهم‪ .‬تم بناء الحواجز في شارعي (شارع ال تور دي أوفيرني)‪ ،‬في شارع الشهداء‪ ،‬في سيتي رودييه‪ ،‬في شارع‬
‫‪.‬كوكينارد‪ ،‬وفي نوتردام دي لوريت‬

‫"الفصل السادس‪" .‬الالفتات‬


‫وشارع الشهداء‪ ،‬الالفتات ‪ Rue de la Tour d'Auvergne‬عند مغادرتي هؤالء الرجال الشجعان كان بإمكاني القراءة عند زاوية شارع‬
‫الثالث سيئة السمعة التي تم تعليقها على جدران باريس أثناء الليل‪ .‬ها هم‪" .‬دعوة لرئيس الجمهورية" نداء إلى الشعب‪" .‬الفرنسيون! ال‬
‫يمكن للوضع الحالي أن يستمر أكثر من ذلك‪ .‬فكل يوم يمر يزيد من مخاطر البلد‪ .‬وقد أصبحت الجمعية‪ ،‬التي يجب أن تكون أقوى دعم‬
‫قادرا على التحقق من ميوله القاتلة‪ .‬فبدالً من سن القوانين للصالح العام‪،‬‬
‫للنظام‪ ،‬بؤرة المؤامرات‪ .‬وحب ثالثمائة من أعضائها لم يكن ً‬
‫تصوغ األسلحة للحرب األهلية‪ ،‬وتهاجم السلطة التي أمتلكها مباشرة من الشعب‪ ،‬وتشجع كل المشاعر السيئة‪ ،‬وتهدد هدوء فرنسا ؛ لقد‬
‫فوضته‪ ،‬وأنا أكون الشعب كله قاضيا بيني وبينه‪" .‬الدستور‪ ،‬كما تعلم‪ ،‬بني بهدف إضعاف السلطة التي كنت على وشك أن تثق بها لي‪.‬‬
‫ش ّكل ستة ماليين من األصوات احتجا ًجا قاطعًا ضده‪ ،‬ومع ذلك فقد احترمته بإخالص‪ .‬االستفزازات واالفتراءات واالعتداءات وجدتني‬
‫غير متأثر‪ .‬اآلن‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الميثاق األساسي لم يعد يحترمه هؤالء الرجال الذين يطالبون به باستمرار‪ ،‬وأن الرجال الذين لديهم‬
‫دمر نظامان ملكيان يرغبان في تقييد يدي من أجل قلب الجمهورية‪ ،‬واجبي هو إحباط مخططاتهما الغادرة‪ ،‬والحفاظ على الجمهورية‪،‬‬
‫وإنقاذ البالد من خالل مناشدة الحكم الرسمي للملك الوحيد الذي أعترف به في فرنسا ‪ -‬الناس‪" .‬لذلك أناشد األمة كلها بإخالص‪ ،‬وأقول‬
‫لكم‪ :‬إذا كنتم ترغبون في استمرار حالة عدم االرتياح هذه التي تحط من قدرنا وتهدد مستقبلنا‪ ،‬فاختروا مكانًا آخر لي‪ ،‬ألنني لن أحتفظ بعد‬
‫عاجزا عن فعل الخير‪ ،‬مما يجعلني مسؤوالً عن األفعال التي ال يمكنني منعها‪ ،‬والتي تلزمني بالقيادة عندما أرى السفينة تسير‬
‫ً‬ ‫اآلن بسلطة‬
‫نحو الهاوية‪" .‬إذا كنت ال تزال تثق بي‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬أعطني وسيلة إلنجاز المهمة العظيمة التي أحملها منك‪" .‬تتمثل هذه المهمة في‬
‫إنهاء حقبة الثورات‪ ،‬من خالل تلبية االحتياجات المشروعة للشعب‪ ،‬وحمايته من المشاعر التخريبية‪ .‬وهي تتمثل‪ ،‬قبل كل شيء‪ ،‬في‬
‫إنشاء مؤسسات تنجو من الرجال‪ ،‬والتي يجب أن تشكل في الواقع األسس على الذي يمكن أن ينشأ شيئًا دائ ًما "‪ .‬مقتنعًا بأن عدم استقرار‬
‫السلطة‪ ،‬وأن غلبة شخص واحد الجمعية‪ ،‬هي األسباب الدائمة للمتاعب والخالفات‪ ،‬أقدم لحق االقتراع الخاص بكم األسس األساسية التالية‬
‫للدستور الذي ستضعه المجالس الحقًا‪:‬‬

‫"‪ .1‬رئيس مسؤول يتم تعيينه لمدة عشر سنوات"‪.‬‬

‫‪ .2‬يعتمد الوزراء على السلطة التنفيذية وحدها‪.‬‬

‫ً‬
‫تميزا‪ ،‬يقوم بإعداد القوانين ودعمها في المناقشة أمام الهيئة التشريعية‪.‬‬ ‫‪ .3‬مجلس دولة يتألف من أكثر الرجال‬

‫"‪ .4‬هيئة تشريعية تناقش القوانين وتصوت عليها‪ ،‬ويتم انتخابها باالقتراع العام‪ ،‬دون تدقيق في القائمة‪ ،‬مما يؤدي إلى تزوير االنتخابات‪".‬‬

‫‪ .5‬جمعية ثانية مؤلفة من أبرز رجال البلد‪ ،‬سلطة موازنة وصي الميثاق األساسي‪ ،‬والحريات العامة‪ ".‬هذا النظام‪ ،‬الذي أنشأه القنصل‬
‫األول في بداية القرن‪ ،‬له أعطت بالفعل الراحة واالزدهار لفرنسا ؛ ال يزال يؤمن لهم لها‪" .‬هذا هو اقتناعي الراسخ‪ .‬إذا كنت تشاركه‪،‬‬
‫فأعلنه بأصواتك‪ .‬إذا كنت‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬تفضل حكومة بال قوة‪ ،‬ملكية أو جمهورية‪ ،‬اقترضت ال أعرف من أي الماضي‪ ،‬أو من‬
‫أي مستقبل وهمي‪ ،‬أجب بالنفي‪" .‬وهكذا للمرة األولى منذ عام ‪ ،1804‬ستصوتبمعرفة كاملة بالظروف‪ ،‬ومعرفة بالضبط لمن وألي سبب‪.‬‬
‫"إذا لم أحصل على أغلبية أصواتك‪ ،‬فسوف أدعو مجلسًا جديدًا وسأضع بين يديه العمولة التي تلقيتها منك‪ ".‬ولكن إذا كنت تعتقد أن‬
‫رمزا له‪ ،‬وهذا يعني أن فرنسا التي أعادت إحياءها ثورة ‪ 1989‬ونظمها اإلمبراطور‪ ،‬يجب أن تظل ملكك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫السبب الذي يمثل اسمي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتعلنها من خالل المصادقة على السلطات التي أطلبها منك‪" .‬حينها ستحفظ فرنسا وأوروبا من الفوضى‪ ،‬وستزال العوائق‪ ،‬وستختفي‬
‫الخصومات‪ ،‬وسيحترم الجميع‪ ،‬في قرار الشعب‪ ،‬مرسوم العناية اإللهية"‪ .‬أعطي في قصر اإلليزيه‪ 2 ،‬ديسمبر‪" .1851 ،‬لويس نابليون‬
‫بونابرت "دعوة رئيس الجمهورية للجيش" أيها الجنود! كن فخورا ً بمهمتك‪ ،‬وسوف تنقذ البلد‪ ،‬فأنا أعول عليك أال تنتهك القوانين‪ ،‬ولكن‬
‫لفرض االحترام للقانون األول للبلد‪ ،‬السيادة الوطنية‪ ،‬التي أنا ممثلها الشرعي‪" .‬لقد عانيت منذ وقت طويل‪ ،‬مثلي‪ ،‬من عقبات تعارض كل‬
‫من الخير الذي كنت أتمنى أن أفعله وكذلك ضد مظاهرات تعاطفكم لصالحي‪ .‬تم كسر هذه العقبات‪" .‬لقد حاول المجلس مهاجمة السلطة‬
‫التي تسيطر على األمة كلها‪ .‬ولم تعد موجودة"‪ .‬أناشد الشعب والجيش بإخالص‪ ،‬وأقول لهم‪ :‬إما أن تعطيني وسائل تأمينك‪ .‬االزدهار‪ ،‬أو‬
‫اختيار آخر في مكاني‪" .‬في عام ‪ ،1830‬كما في عام ‪ ،1848‬تمت معاملتك كرجال مهزومين‪ .‬وبعد أن وصفوا عدم اهتمامك البطولي‪،‬‬
‫احتقروا استشارة تعاطفكم ورغباتكم‪ ،‬ومع ذلك فأنت زهرة األمة‪ .‬واليوم‪ ،‬في هذه اللحظة المهيبة‪ ،‬لقد عقدت العزم على أن يُسمع صوت‬
‫الجيش "‪ .‬لذلك صوتوا بحرية كمواطنين ؛ لكن‪ ،‬كجنود ال تنسوا أن الطاعة السلبية ألوامر رئيس الدولة هي واجب صارم للجيش‪ ،‬من‬
‫الجنرال إلى الجندي الخاص‪" .‬أنا مسؤول عن أفعالي أمام الشعب واألجيال القادمة على حد سواء‪ ،‬التخاذ تلك اإلجراءات التي قد تبدو لي‬
‫أنها ال غنى عنها للصالح العام"‪ .‬أما بالنسبة لك‪ ،‬فابق ثابتًا ضمن قواعد االنضباط والشرف‪ .‬من خالل سلوكك الفرضي ساعد البلد على‬
‫إظهار إرادته بهدوء وتفكير‪" .‬كن مستعدًا لقمع كل هجوم على الممارسة الحرة لـ سيادة الشعب‪" .‬أيها الجنود‪ ،‬أنا ال أتحدث إليكم عن‬
‫الذكريات التي يذكرها اسمي‪ .‬إنها محفورة في قلوبكم‪ .‬نحن متحدون بروابط ال تنفصم‪ .‬تاريخكم ملكي‪ .‬يوجد بيننا‪ ،‬في الماضي‪ ،‬مجتمع‬
‫مجد و من سوء الحظ "‪ .‬سيكون هناك في المستقبل مجتمع مشاعر وقرارات من أجل راحة وعظمة فرنسا‪" .‬أعطي في قصر اإلليزيه‪2 ،‬‬
‫باسم الشعب الفرنسي‪ .‬المادة األولى‪ :‬يحل مجلس األمة‪" .‬المادة " "‪L.N. BONAPARTE.‬كانون األول (ديسمبر)‪(" .1851 ،‬توقيع)‬
‫الثانية‪ .‬أعيد تأسيس حق االقتراع العام‪ .‬تم إلغاء قانون ‪ 31‬مايو" المادة الثالثة‪ .‬تمت دعوة الشعب الفرنسي في دوائره االنتخابية في الفترة‬
‫من ‪ 14‬ديسمبر إلى ‪ 21‬ديسمبر التالي‪ .‬المادة الرا بعة‪ :‬فرضت حالة الحصار في منطقة الفرقة العسكرية األولى‪ .‬المادة الخامسة‪ .‬تم حل‬
‫مجلس الدولة‪ .‬المادة السادسة‪ :‬وزير الداخلية مكلفة بتنفيذ هذا المرسوم‪" .‬أعطي في قصر اإلليزيه‪ 2 ،‬ديسمبر‪ ".1851 ،‬لويس نابليون‬
‫بونابرت‪" .‬دي مورني‪ ،‬وزير الداخلية"‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ .‬ال‪RUE BLANCHE،70 .‬‬
‫إنه زقاق مهجور في ذلك الحي الجديد الذي يفصل شارع الشهداء عن شارع ‪ Cité Gaillard.‬من الصعب إلى حد ما العثور على‬
‫بالنش‪ .‬لقد وجدتها‪ ،‬مع ذلك‪ .‬عندما وصلت إلى رقم ‪ ،4‬خرج إيفان من البوابة وقال‪" ،‬أنا هنا لتحذيرك‪ .‬تراقب الشرطة هذا المنزل‪،‬‬
‫ميشيل في انتظارك في رقم ‪ ،70‬شارع بالنش‪ ،‬على بعد خطوات قليلة من هنا‪ ".‬كنت أعرف رقم ‪ ،70‬شارع بالنش‪ .‬عاش مانين‪ ،‬رئيس‬
‫جمهورية البندقية الشهير‪ ،‬هناك‪ .‬لكن االجتماع لم يكن في غرفته‪ .‬قال لي العتال رقم ‪ 70‬أن أصعد إلى الطابق األول‪ .‬فُتح الباب‪،‬‬
‫ودخلتني امرأة جميلة ذات شعر رمادي في حوالي أربعين صيفًا‪ ،‬البارونة كوبينز‪ ،‬التي عرفت أنها شاهدتها في المجتمع وفي منزلي‪ ،‬إلى‬
‫غرفة الرسم‪ .‬كان هناك ميشال دي بورج وألكساندر راي‪ ،‬واألخير عضو سابق‪ ،‬وكاتب بليغ‪ ،‬ورجل شجاع‪ .‬في ذلك الوقت قام ألكسندر‬
‫راي بتحرير صحيفة "ناشيونال"‪ .‬تصافحنا‪ .‬قال لي ميشال‪" :‬هوغو‪ ،‬ماذا ستفعل؟" أجبته ‪" -‬كل شيء"‪ .‬قال "هذا هو رأيي أيضا"‪ .‬وصل‬
‫العديد من الممثلين ومن بينهم بيير ليفرانك‪ ،‬البروس‪ ،‬وتيودور باك‪ ،‬ونويل بارفيه‪ ،‬وأرنولد (دي الريج)‪ ،‬وديموستينس أوليفييه‪ ،‬وهو‬
‫عضو سابق في التأسيس‪ ،‬وشارامول‪ .‬كان هناك سخط عميق ال يوصف‪ ،‬لكن لم يتم التحدث بكلمات عديمة الجدوى‪ .‬كلهم كانوا مشبعين‬
‫بهذا الغضب الرجولي الذي يصدر قرارات عظيمة‪ .‬لقد تحدثوا‪ .‬لقد حددوا الوضع‪ .‬قدم كل منهم األخبار التي كان قد علمها‪ .‬جاء تيودور‬
‫باك من ليون فوشر‪ ،‬الذي عاش في شارع بالنش‪ .‬كان هو الذي أيقظ ليون فوشر وأبلغه باألنباء‪ .‬كانت أولى كلمات ليون فوشر‪" ،‬إنه‬
‫‪.‬الشجاعة التي‪ ،‬خالل األيام األربعة من النضال‪ ،‬لم تخطر ببالها لحظة واحدة ‪ Charamaule‬عمل شائن"‪ .‬منذ اللحظة األولى أظهر‬
‫صوت لليسار وجلس مع اليمين‪ .‬في الجمعية كان جار ‪Charamaule‬‬ ‫هو رجل طويل القامة‪ ،‬يتمتع بمالمح قوية وبالغة مقنعة‪ .‬لقد ّ‬
‫مونتاليمبيرت وريانسى‪ .‬في بعض األحيان كان لديه خالفات دافئة معهم‪ ،‬والتي كنا نشاهدها من بعيد‪ ،‬والتي تسلينا‪ .‬كان شارامولي قد‬
‫حضر االجتماع في رقم ‪ 70‬مرتديًا نوعًا من عباءة عسكرية زرقاء اللون‪ ،‬ومسل ًحا‪ ،‬كما اكتشفنا الحقًا‪ .‬كان الوضع خطيرا‪ .‬اعتقال ستة‬
‫عشر نائبا جميعهم جنراالت الجمعية‪ ،‬وهو الذي كان أكثر من جنرال‪ ،‬شاراس‪ .‬تم قمع جميع المجالت‪ ،‬احتل الجنود جميع مكاتب‬
‫الطباعة‪ .‬إلى جانب بونابرت‪ ،‬هناك جيش قوامه ‪ 80‬ألف رجل يمكن مضاعفته في غضون ساعات قليلة ؛ من جانبنا ال شيء‪ .‬وخداع‬
‫الشعب ونزع سالحه‪ .‬التلغراف بأمرهم‪ .‬جميع الجدران مغطاة بالالفتات الخاصة بها‪ ،‬وليس تحت تصرفنا علبة طباعة واحدة‪ ،‬وال ورقة‬
‫واحدة‪ .‬ال سبيل إلثارة االحتجاج‪ ،‬وال سبيل لبدء القتال‪ .‬كان االنقالب مغطى بالبريد‪ ،‬وكانت الجمهورية عارية ؛ كان االنقالب بوقًا ناطقًا‪،‬‬
‫وارتدت الجمهورية الكمامة‪ .‬ما الذي ينبغي القيام به؟ كانت الغارة على الجمهورية‪ ،‬ضد الجمعية‪ ،‬ضد الحق‪ ،‬وضد القانون‪ ،‬وضد التقدم‪،‬‬
‫وضد الحضارة‪ ،‬بقيادة جنراالت أفارقة‪ .‬لقد أثبت هؤالء األبطال للتو أنهم جبناء‪ .‬لقد اتخذوا احتياطاتهم بشكل جيد‪ .‬الخوف وحده يمكن أن‬
‫يولد الكثير من المهارة‪ .‬لقد اعتقلوا جميع رجال الحرب في الجمعية وجميع رجال حركة اليسار‪ ،‬باون‪ ،‬تشارلز الغرانج‪ ،‬ميوت‪ ،‬فالنتين‪،‬‬
‫نداود‪ ،‬شوالت‪ .‬أضف إلى ذلك أن كل الرؤساء المحتملين للحواجز كانوا في السجن‪ .‬كان منظمو الكمين قد غادروا بعناية الحرية‪ ،‬جول‬
‫فافر‪ ،‬وميشيل دي بورج‪ ،‬وأنا‪ ،‬ونحكم على أننا رجال أعمال أقل من تريبيون ؛ أتمنى أن يترك رجال اليسار قادرين على المقاومة‪ ،‬لكنهم‬
‫غير قادرين على االنتصار‪ ،‬أمالً في العار علينا إذا لم نقاتل‪ ،‬وإطالق النار علينا إذا قاتلنا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم يتردد أحد‪ .‬بدأت المداوالت‪.‬‬
‫وصل ممثلون آخرون كل دقيقة‪ ،‬إدغار كوينيت‪ ،‬دوتري‪ ،‬بيليتير‪ ،‬كاسال‪ ،‬بروكنر‪ ،‬بودان‪ ،‬شوفور‪ .‬كانت الحجرة ممتلئة‪ ،‬وبعضهم‬
‫جالس‪ ،‬وكان معظمهم واقفين‪ ،‬في حيرة من أمرهم‪ ،‬لكن دون اضطرابات‪ .‬كنت أول من تحدث‪ .‬قلت إن النضال يجب أن يبدأ على الفور‪.‬‬
‫ضربة لتفجير‪ .‬كنت أرى أنه يجب على مائة وخمسين نائبا ً من اليسار أن يلبسوا أوشحة مناصبهم‪ ،‬وأن يسيروا في موكب عبر الشوارع‬
‫والشوارع وصوال ً إلى مادلين‪ ،‬وهم يصرخون "عيش الجمهورية! عيشوا الدستور!" يجب أن يظهر أمام القوات‪ ،‬ومفرده‪ ،‬هادئًا وغير‬
‫مسلح‪ ،‬يجب أن يستدعي القدرة على االنصياع للحق‪ .‬إذا استسلم الجنود‪ ،‬فعليهم الذهاب إلى الجمعية وإنهاء لويس بونابرت‪ .‬إذا أطلق‬
‫الجنود النار على مشرعيهم‪ ،‬فعليهم التفرق في أنحاء باريس‪ ،‬والصراخ "إلى السالح"‪ ،‬واللجوء إلى المتاريس‪ .‬مقاومة يجب أن تبدأ‬
‫دستوريا‪ ،‬وإذا فشل ذلك‪ ،‬يجب أن تستمر بشكل ثوري‪ .‬لم يكن هناك وقت لتضيع‪ .‬قلت‪" :‬الخيانة العظمى‪ ،‬يجب أن يتم القبض عليها‬
‫بالجرم المشهود‪ ،‬خطأ كبير في أن تتعرض لمثل هذا الغضب قبل مرور ساعات على مرورها‪ .‬كل دقيقة تمر هي شريك‪ ،‬وتؤيد الجريمة‪.‬‬
‫احذر من سميت تلك الكارثة "بالحقيقة المنجزة"‪ .‬لحمل السالح!" أيد الكثيرون هذه النصيحة بحرارة‪ ،‬من بين آخرين إدغار كوينيت‬
‫وبيليتير ودوتري‪ .‬ميشيل دي بورجيه اعترض بشدة‪ .‬كانت غريزتي أن أبدأ على الفور‪ ،‬وكانت نصيحته هي االنتظار والترقب‪ .‬وفقا له‬
‫كان هناك خطر في تسريع الكارثة‪ .‬تم تنظيم االنقالب ولم يكن الشعب كذلك‪ .‬لقد تم أخذهم على حين غرة‪ .‬يجب أال ننغمس في الوهم‪ .‬لم‬
‫تستطع الجماهير أن تحرك بعد‪ .‬ساد الهدوء التام في فوبورج‪ .‬كانت المفاجأة موجودة‪ ،‬نعم‪ .‬الغضب ال‪ .‬شعب باريس‪ ،‬على الرغم من‬
‫ذكاءهم الشديد‪ ،‬لم يفهموا‪ .‬وأضاف ميشيل‪" :‬نحن لسنا في عام ‪ .1830‬تشارلز العاشر‪ ،‬بإخراج ‪ ،221‬تعرض نفسه لهذه الضربة‪ ،‬إعادة‬
‫انتخاب ‪ .221‬نحن لسنا في نفس الوضع‪ .‬كان الـ ‪ 221‬شعبيا‪ .‬الجمعية الحالية ليس كذلك‪ :‬من المؤكد دائ ًما أن الغرفة التي تم حلها بشكل‬
‫مهين قهر‪ ،‬إذا كان الشعب يؤيدها‪ .‬وهكذا قام الشعب عام ‪ .1830‬واليوم ينتظرون‪ .‬إنهم مغفلون حتى يصبحوا ضحايا‪" .‬واختتم ميشيل‬
‫دي بورجيه‪ "،‬يجب إعطاء الناس الوقت ليفهموا‪ ،‬ويغضبوا‪ ،‬وينهضوا‪ .‬اما نحن ايها النائب فينبغي ان نتسرع في تعجيل الوضع‪ .‬إذا كان‬
‫لنا أن نسير على الفور نحو القوات‪ ،‬فال يجب إطالق النار علينا إال بال هدف‪ ،‬وبالتالي فإن التمرد المجيد من أجل اليمين سيُحرم مسبقًا‬
‫من قادته الطبيعيين ‪ -‬ممثلي الشعب‪ .‬يجب قطع رأس الجيش الشعبي‪ .‬التأخير المؤقت‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬سيكون مفيدًا‪ .‬يجب الحذر‬
‫الشديد من الحماسة‪ ،‬وضبط النفس ضروري‪ ،‬وإفساح المجال يعني خسارة المعركة قبل أن تبدأها‪ .‬وهكذا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يجب أال‬
‫أحرارا‪ ،‬ويجب أن نظل في حالة استعداد‪،‬‬
‫ً‬ ‫ظهرا‪ ،‬فسيتم اعتقال كل من ذهب هناك‪ .‬يجب أن نظل‬ ‫ً‬ ‫نحضر االجتماع الذي أعلنه اليمين‬
‫ويجب أن نتحلى بالهدوء‪ ،‬ويجب أن نتحرك في انتظار قدوم الشعب‪ .‬أربعة أيام من هذا التحريض دون قتال ستنهك الجيش "‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫نصح ميشيل ببدء‪ ،‬ولكن ببساطة من خالل استرضاء المادة ‪ 68‬من دستور‪ .‬ولكن أين يجب أن توجد الطابعة؟ تحدث ميشيل دي بورج‬
‫مع تجربة اإلجراء الثوري التي كانت تريدها في داخلي‪ .‬لسنوات عديدة ماضية كان قد اكتسب معرفة عملية معينة للجماهير‪ .‬كان مجلسه‬
‫حكي ًما‪ .‬وال بد من أن نضيف أن كل المعلومات التي جاءت إلينا أعارته وبدا ضدي قاطعة‪ .‬كانت باريس مكتئبة‪ .‬غزاها جيش االنقالب‬
‫بسالم‪ .‬حتى الالفتات لم يتم هدمها‪ .‬اتفق جميع النواب الحاضرين تقريبًا‪ ،‬حتى األكثر جرأة‪ ،‬مع محامي ميشيل‪ ،‬على االنتظار ليروا ما‬
‫سيحدث‪ .‬قالوا‪" ،‬في الليل‪ ،‬سيبدأ اإلثارة"‪ ،‬واستنتجوا‪ ،‬مثل ميشيل دي بورجيه‪ ،‬أن الناس يجب أن يعطوا الوقت ليفهموا‪ .‬سيكون هناك‬
‫خطر أن تكون وحيدًا في عجلة من أمره في البداية‪ .‬ال ينبغي أن نحمل الناس معنا في اللحظة األولى‪ .‬فلنترك السخط ليزداد شيئًا فشيئًا في‬
‫قلوبهم‪ .‬إذا بدأت قبل األوان‪ ،‬فإن مظاهرنا ستجهض‪ .‬هذه كانت مشاعر الجميع‪ .‬بالنسبة لي‪ ،‬أثناء االستماع إليهم‪ ،‬شعرت باالهتزاز‪ .‬ربما‬
‫‪.‬كانوا على حق‬

‫سيكون من الخطأ إعطاء إشارة للقتال عبثا‪ .‬ما فائدة البرق الذي ال يتبعه الصاعقة؟ لرفع صوت‪ ،‬للتنفيس عن البكاء‪ ،‬للعثور على طابعة‪،‬‬
‫كان هناك السؤال األول‪ .‬ولكن كان ال يزال هناك حريضعط؟ الرئيس السابق الشجاع للفيلق السادس العقيد‬

‫جاء فوريستيير‪ .‬أخذ ميشيل دي بورج وأنا جانبًا‪ .‬قال لنا‪" :‬اسمع"‪" .‬لقد جئت إليكم‪ .‬لقد تم فصلي‪ .‬لم أعد أتولى قيادة فيلق‪ ،‬لكنني أعينني‬
‫باسم اليسار‪ ،‬العقيد السادس‪ .‬وقّعوا على أمر وسأذهب على الفور وأدعوهم للحرب‪ .‬في ساعة سيكون الفوج سيرا على األقدام "‪ .‬أجابني‬
‫العقيد‪" :‬سأفعل أكثر من التوقيع على أمر‪ ،‬سأرافقك"‪ .‬واستدرت نحو شارامول‪ ،‬الذي كان لديه عربة في االنتظار‪" .‬تعال معنا"‪ ،‬قال إ‪.‬‬
‫فوريستير كان متأكدًا من تخصصين رئيسيين في الصف السادس‪ .‬قررنا القيادة إليهم في الحال‪ ،‬بينما يجب على ميشيل والممثلين‬
‫هناك يمكنهم التشاور معًا‪ .‬بدأنا‪ .‬عبرنا ‪ ، Café Turc.‬بالقرب من‪ ، Boulevard du Temple‬في‪ Bonvalet's‬اآلخرين انتظارنا في‬
‫باريس‪ ،‬حيث بدأ الناس بالفعل في السرب بطريقة مهددة‪ .‬امتألت الجادات بحشد غير مستقر‪ .‬مشى الناس جيئة وذهابا‪ ،‬واجتاز المارة‬
‫بعضهم البعض دون أي معارف سابقة‪ ،‬أ‬

‫عالمة جديرة بالمالحظة من القلق العام ؛ وتحدثت المجموعات بأصوات عالية في زوايا الشوارع‪ .‬تم إغالق المتاجر‪ .‬صاح شارامول‪:‬‬
‫"تعال‪ ،‬هذا يبدو أفضل"‪ .‬كان يتجول في المدينة منذ الصباح‪ ،‬والحظ بحزن المباالة الجماهير‪ .‬وجدنا تخصصين في المنزل كان‬
‫الكولونيل فوريستير يحسب لهما‪ .‬لقد كانا اثنين من مزارعي الكتان األثرياء‪ ،‬الذين استقبلونا ببعض الحرج‪ .‬كان التجار قد تجمعوا عند‬
‫النوافذ وشاهدونا نمر‪ .‬كان مجرد فضول‪ .‬في هذه األثناء‪ ،‬قام أحد التخصصين بإلغاء رحلة كان سيقوم بها في ذلك اليوم‪ ،‬ووعدنا بالتعاون‬
‫معه‪ .‬وأضاف‪" :‬لكن‪ ،‬ال تخدعوا أنفسكم‪ ،‬يمكن للمرء أن يتنبأ بأننا سنقطع إلى أشالء‪ .‬قلة من الرجال سيخرجون"‪ .‬قال لنا الكولونيل‬
‫فوريستير‪" :‬ووترن‪ ،‬العقيد الحالي للسادس‪ ،‬ال يهتم بالقتال‪ ،‬ربما يستقيل من األمر وديًا‪ .‬سأذهب وأجده وحيدًا‪ ،‬حتى أذهله أقل‪ ،‬وسألتحق‬
‫سيرا على األقدام‪ ،‬من ‪ Porte St. Martin‬بالقرب من " ‪ Bonvalet.‬أنت في‬ ‫‪ ،‬غادرنا عربتنا‪ ،‬وسرنا أنا وشارامول على طول الشارع ً‬
‫‪ Porte‬أجل مراقبة المجموعات عن كثب‪ ،‬وبسهولة أكبر للحكم على جانب من الحشد‪ .‬وقد أدى التسوية األخير للطريق إلى تحويل جادة‬
‫إلى شق عميق يحكمه جسرين‪ .‬على قمم هذه السدود كانت هناك ممرات مشاة مزينة بدرابزين‪ .‬سارت العربات على طول ‪St. Martin‬‬
‫القطع‪ ،‬وسار ركاب المشاة على طول ممرات المشاة‪ .‬بمجرد وصولنا إلى الجادة‪ ،‬دخل طابور طويل من المشاة في هذا الوادي وعلى‬
‫رؤوسهم قارعو الطبول‪ .‬مألت األمواج الكثيفة من الحراب ساحة القديس مارتن‪ ،‬وضاعت نفسها في أعماق بوليفارد بون نوفيل‪ .‬غطى‬
‫حشد هائل ومضغوط رصيفي شارع سانت مارتن‪ .‬كان هناك عدد كبير من العمال‪ ،‬في قمصانهم‪ ،‬متكئين على الدرابزين‪ .‬في اللحظة‬
‫خرجت من كل فم كأن "!‪ "Vive la République‬التي دخل فيها رأس العمود إلى النجاسة أمام مسرح البابا سانت مارتن صيحة هائلة‬
‫رجل واحد يصرخ‪ .‬استمر الجنود في التقدم في صمت‪ ،‬لكن ربما قيل إن وتيرتهم تباطأت‪ ،‬وكان الكثير منهم ينظرون إلى الحشد بجو من‬
‫يقصد؟ هل كانت عالمة تصفيق؟ هل كانت صيحة من التحدي؟ بدا لي في تلك "!‪ "Vive la République‬التردد‪ .‬ماذا فعلت صرخة‬
‫اللحظة أن الجمهورية رفعت جبينها وأن االنقالب علق رأسها‪ .‬في هذه األثناء قال لي شارامول‪" ،‬تم التعرف عليك"‪ .‬في الواقع‪ ،‬بالقرب‬
‫أحاطني الحشد‪ .‬صرخ بعض الشباب‪" ،‬يعيش فيكتور هوغو!" سألني أحدهم‪" ،‬المواطن فيكتور هوغو‪ ،‬ماذا علينا ‪ Château d'Eau‬من‬
‫أن نفعل؟" أجبت‪" ،‬أزلوا الفتات االنقالب المثير للفتنة‪ ،‬وأصرخوا" عيشوا الدستور! "" أفترض أنهم يطلقون النار علينا؟ " قال عامل‬
‫شاب‪" .‬سوف تسرع إلى السالح"‪" .‬أحسنت!" صاح الحشد‪ .‬أضفت‪" ،‬لويس بونابرت متمرد‪ ،‬لقد غرس نفسه اليوم في كل جريمة‪ .‬نحن‪،‬‬
‫بمجرد" حقيقة خيانته‪ .‬أيها المواطنون‪ ،‬لديكم‬
‫ّ‬ ‫ممثلي الشعب‪ ،‬نعلن أنه خارج عن القانون‪ ،‬لكن ال داعي إلعالننا‪ ،‬ألنه خارج عن القانون‬
‫يدان ؛ خذ أحدهما يمينك واآلخر بندقيتك واسقط على بونابرت "‪" .‬برافو! برافو!" صاح الشعب مرة أخرى‪ .‬قال لي تاجر كان يغلق‬
‫محله‪" ،‬ال تتحدث بصوت عال‪ ،‬إذا سمعوا أنك تتحدث هكذا‪ ،‬فسوف يطلقون النار عليك‪ ".‬أجبته‪" :‬حسنًا‪ ،‬إذا ً كنت تستعرض جسدي‪،‬‬
‫وسيكون موتي نعمة إذا كان من الممكن أن ينجم عن ذلك عدالة هللا"‪ .‬صاح الجميع "يعيش فيكتور هوغو!" "اهتفوا ليحيا الدستور"‪،‬‬
‫صرخت صرخة عظيمة "عيشوا الدستور! عيشوا الجمهورية"‪ .‬خرجت من كل ثدي‪ .‬وميض الحماسة والسخط والغضب في وجوه‬
‫‪.‬الجميع‪ .‬اعتقدت حينها‪ ،‬وما زلت أعتقد‪ ،‬أن هذه ربما كانت اللحظة األسمى‪ .‬لقد شعرت بإغراء حمل كل هذا الحشد وبدء المعركة‬
‫ضبطتني‪ .‬همس لي‪" - ،‬سوف تجلب سالحا عديم الفائدة‪ .‬كل واحد أعزل‪ .‬المشاة على بعد خطوتين فقط منا‪ ،‬وسترى هنا ‪Charamaule‬‬
‫‪ Château‬تأتي المدفعية‪ ".‬نظرت حولي في الحقيقة‪ ،‬ظهرت عدة قطع من المدافع في هرولة سريعة من شارع دي بوندي‪ ،‬خلف‬
‫أثرت نصيحة شارامول على االمتناع عن التصويت‪ .‬قاد ًما من مثل هذا الرجل‪ ،‬وهو شخص شجاع جدًا‪ ،‬لم يكن بالتأكيد موضع ‪d'Eau.‬‬
‫شك‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬شعرت بنفسي ملتزم بالمداوالت التي جرت للتو في االجتماع في شارع بالنش‪ .‬لقد تقلصت أمام المسؤولية التي‬
‫كان يجب أن أتحملها‪ .‬إن االستفادة من هذه اللحظة ربما كانت بمثابة انتصار‪ ،‬ربما كانت أيضًا مجزرة‪ .‬وكنت الحق؟ هل كنت مخطئا؟‬
‫فجأة لمسني ‪ Bonvalet's.‬تكثف الحشد من حولنا‪ ،‬وأصبح من الصعب المضي قد ًما‪ .‬لكننا كنا حريصين على الوصول إلى الموعد في‬
‫محاصر‪ .‬حاول ميشيل دي ‪ Bonvalet‬أحدهم على ذراعي‪ .‬كان ليوبولد دوراس من الوطني‪ .‬همس‪" :‬ال تذهب أبعد من ذلك‪ "،‬مطعم‬
‫بورجيه أن يكره الناس‪ ،‬لكن الجنود جاءوا‪ .‬بالكاد نجح في الهروب‪ .‬تم اعتقال العديد من النواب الذين حضروا االجتماع‪ . .‬تتبع‬
‫أشاد ‪. Charamaule‬خطواتك‪ .‬سنعود إلى الموعد القديم في شارع بالنش‪ .‬لقد كنت أبحث عنك ألخبرك بهذا‪ " .‬كانت سيارة أجرة تمر‬
‫يبدو أنه في تلك اللحظة "!‪"Vive la République! Vive Victor Hugo‬بالسائق‪ .‬قفزنا إلى الداخل‪ ،‬وتبعنا الحشد‪ ،‬وهم يهتفون‪،‬‬
‫‪.‬بالذات وصل سرب من الرقيب دي فيل إلى البوليفارد العتقالي‪ .‬انطلق السائق بأقصى سرعة‪ .‬بعد ربع ساعة وصلنا إلى شارع بالنش‬

‫في الساعة السابعة صبا ًحا كان جسر بونت دو ال كونكورد ال يزال حرا ً‪ .‬أغلقت البوابة‬ ‫الفصل الثامن‪" .‬انتهاك الغرفة"‬
‫الكبيرة ذات الفتحات الشبكية لقصر الجمعية ؛ من خالل القضبان يمكن رؤية تحليق الدرجات‪ ،‬تلك الرحلة من الدرجات حيث تم إعالن‬
‫الجمهورية في ‪ 4‬مايو ‪ ،1848‬وهي مغطاة بالجنود ؛ ويمكن تمييز أذرعهم المكدسة على المنصة الواقعة خلف تلك األعمدة العالية‪ ،‬والتي‬
‫كانت‪ ،‬خالل فترة الجمعية التأسيسية‪ ،‬بعد ‪ 15‬مايو و ‪ 23‬يونيو‪ ،‬ملثمة هاون جبلية صغيرة محملة ومدببة‪ .‬كان حمال ذو ياقة حمراء‪،‬‬
‫يرتدي كسوة الجمعية‪ ،‬واقفًا بجانب الباب الصغير للبوابة المشقوقة‪ .‬من وقت آلخر وصل النواب‪ .‬قال العتال‪ :‬يا سادة هل أنتم ممثلون؟‬
‫وفتحت الباب‪ .‬في بعض األحيان كان يسأل عن أسمائهم‪ .‬يمكن دخول أرباع السيد دوبين دون عوائق‪ .‬في الرواق الكبير‪ ،‬في غرفة‬
‫الطعام‪ ،‬في صالون الشرف بالرئاسة‪ ،‬فتح الحاضرون المشهورون األبواب بصمت كالمعتاد‪ .‬قبل حلول النهار‪ ،‬مباشرة بعد اعتقال‬
‫المفتشين م‪ .‬قام بازي وليفلو‪ ،‬إم دي بانات‪ ،‬الباحث الوحيد الذي ظل حرا ً‪ ،‬بعد أن تم تجنيبه أو ازدرائه بصفته شرعيًا‪ ،‬بإيقاظ م‪ .‬عاد‬
‫دوبين بهذه اإلجابة غير المسبوقة‪" ،‬ال أرى أي إلحاح"‪ .‬في نفس الوقت تقريبًا مع السيد بانات‪ ،‬سارع الممثل جيروم بونابرت هناك‪ .‬وكان‬
‫قد استدعى م‪ .‬دوبين ليضع نفسه على رأس الجمعية‪ .‬أجاب السيد دوبين‪" :‬ال أستطيع‪ ،‬أنا محروس"‪ .‬انفجر جيروم بونابرت ضاحكا‪ .‬في‬
‫الواقع‪ ،‬لم يكره أحد ليضع حارسًا على باب م‪ .‬كانوا يعلمون أنه كان يحرسها لؤمه‪ .‬ولم يشفقوا عليه إال في وقت الحق من الظهيرة‪ .‬لقد‬
‫كبيرا جدًا‪ ،‬وخصصوا له اثنين من الحراس‪ .‬في السابعة والنصف‪ ،‬خمسة عشر أو عشرين نائبا‪ ،‬من بينهم م‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شعروا أن االزدراء كان‬
‫عضوا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التقى يوجين سو وجوريه ودي ريسيغير ودي تلهوت معًا في غرفة إم‪ .‬لقد تجادلوا عبثا مع إم‪ .‬دوبين‪ .‬في استراحة نافذة‪ ،‬كان‬
‫‪ ،‬أص ًما قليالً وغاضبًا للغاية‪ ،‬كاد أن يتشاجر مع ممثل لليمين مثله كان يفترض خطأ ً ‪M. Desmousseaux de Givré‬ذكيًا في األغلبية‪،‬‬
‫م‪ .‬دوبين‪ ،‬باستثناء مجموعة النواب‪ ،‬وحيدًا مرتديًا مالبس سوداء‪ ،‬ويداه خلف ظهره‪ ،‬ورأسه غاص على ‪. état.‬أنه مؤيد لالنقالب‬
‫طا أمام المدفأة‪ ،‬حيث كانت النيران مشتعلة‪ .‬في غرفته الخاصة‪ ،‬وفي حضوره‪ ،‬كانوا يتحدثون بصوت عال‬ ‫صدره‪ ،‬وسار صعودًا وهبو ً‬
‫عن نفسه‪ ،‬ومع ذلك بدا أنه لم يسمع‪ .‬دخل عضوان من اليسار‪ ،‬بينوا (دو رون) وكريستين‪ .‬دخل كريستين الغرفة‪ ،‬وصعد مباشرة إلى م‪.‬‬
‫وقال دوبين له‪" :‬سيدي الرئيس‪ ،‬أتعلم ما الذي يجري؟‬

‫كيف لم تنعقد الجمعية بعد؟ "توقف السيد دوبين‪ ،‬وأجاب بهز كتفيه الذي كان معتادًا معه‪ "- ،‬ال يوجد شيء يمكن القيام به‪" .‬واستأنف‬
‫مسيرته‪ .‬يكفي‪ .‬قال إم‪ .‬دي ريسيغير‪" .‬هذا كثير جدًا"‪ ،‬قال أوجين سو‪ .‬غادر جميع النواب الغرفة‪ .‬في هذه األثناء أصبح بونت دي ال‬
‫وقليال ؛ شعره األبيض الخفيف ُملصق على صدغيه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كونكورد مغطى بالقوات‪ .‬ومن بينهم الجنرال فاست فيموكس‪ ،‬العجاف‪ ،‬العجوز‪،‬‬
‫بالزي الرسمي الكامل‪ ،‬وقبعته المزينة بأربطة على رأسه‪ .‬كان محمال ً بكتفين ضخم‪ ،‬وظهر وشاحه‪ ،‬ليس وشاح نائب‪ ،‬بل لواء‪ ،‬وهو‬
‫سيرا على األقدام‪ ،‬صار ًخا للجنود صرخات متحمسة لإلمبراطورية‬ ‫ً‬
‫طويال جدًا‪ ،‬متخلفًا على األرض‪ .‬وعبر الجسر ً‬ ‫وشاح لكونه‬
‫واالنقالب‪ .‬شوهدت مثل هذه الشخصيات في عام ‪ .1814‬فقط بدال ً من ارتداء سترة كبيرة ثالثة ألوان‪ ،‬كوكيد‪ ،‬كانوا يرتدون زيًا أبيض‬
‫عبر ‪ M. de‬في نفس اللحظة تقريبًا" !‪ st‬كبير‪ .‬بشكل رئيسي نفس الظاهرة ؛ كبار السن من الرجال يبكون‪" ،‬تحيا السلطة الفلسطينية‬
‫طا بمئة رجل يرتدون البلوزات‪ ،‬وتبعوه في صمت وبروح من الفضول‪ .‬تم تشكيل العديد ‪Larochejaquelein‬‬ ‫ساحة الكونكورد‪ ،‬محا ً‬
‫من أفواج الفرسان في شارع الشانزليزيه الكبير‪ .‬عند الساعة الثامنة استولت قوة هائلة على القصر التشريعي‪ .‬كانت جميع المداخل‬
‫محروسة‪ ،‬وأغلقت جميع األبواب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد نجح بعض النواب في التسلل إلى داخل القصر‪ ،‬ليس‪ ،‬كما قيل خطأ‪ ،‬من خالل مرور‬
‫‪ ،‬المسمى الباب األسود‪ .‬هذا الباب‪ ،‬بأي ‪ ، Bourgogne‬ولكن من خالل الباب الصغير لشارع‪ Invalides‬منزل الرئيس على جانب ساحة‬
‫إغفال أو بأي تواطؤ ال أعرفه‪ ،‬ظل مفتو ًحا حتى ظهر الثاني من ديسمبر‪ .‬كان شارع بورغوني مع ذلك مليئًا بالقوات‪ .‬فرق من الجنود‬
‫المنتشرة هنا وهناك في شارع الجامعة سمحت للمارة‪ ،‬الذين كانوا قلة ومتباعدة‪ ،‬باستخدامها كطريق‪ .‬النواب الذين دخلوا من الباب في‬
‫شارع بورغوني‪ ،‬توغلوا حتى قاعة المؤتمرات‪ ،‬حيث التقوا بزمالئهم الخارجين من إم‪ .‬دوبين‪ .‬مجموعة كبيرة من الرجال‪ ،‬يمثل كل ظل‬
‫‪.‬من اآلراء في الجمعية‪ ،‬وسرعان ما اجتمع في هذه القاعة‪ ،‬من بينهم م‬

‫يوجين سو‪ ،‬ريتشاردت‪ ،‬فايول‪ ،‬جوريت‪ ،‬مارك دوفرايس‪ ،‬بينوا (دو رون)‪ ،‬كانيه‪ ،‬غامبون‪ ،‬دادلسوارد‪ ،‬كريكو‪ ،‬ريبيلين‪،‬‬

‫‪Teillard-Latérisse ،Rantion ،General Leydet ،Paulin Durrieu ،Chanay ،Brilliez ،Collas (de la Gironde) ،‬‬
‫أين نواب الرئيس؟ "في ‪ M. de Panat.‬اقترب كل وافد جديد من ‪Monet ،Gaston ،Favreau ،and Albert de Rességuier.‬‬
‫السجن‪" ".‬والباحثان اآلخران؟" وأضاف إم‪ .‬دي بانات‪" :‬في السجن أيضًا‪ .‬وأرجوكم أن تصدقوا‪ ،‬أيها السادة‪ ،‬أنه ال عالقة لي باإلهانة‬
‫التي تعرضت لها‪ ،‬في عدم اعتقالي"‪ .‬كان السخط في ذروته‪ .‬كان كل ظل سياسي ممزو ًجا بنفس الشعور باالزدراء والغضب‪ ،‬ولم يكن‬
‫طا من ‪M. de Rességuier‬‬ ‫ألول مرة بدا أن الجمعية لها قلب واحد وصوت واحد فقط‪ .‬قال كل منهم مطوالً ما ‪ Eugène Sue.‬أقل نشا ً‬
‫يعتقده عن رجل اإلليزيه‪ ،‬ثم تبين بعد ذلك أن لويس بونابرت قد خلق بشكل غير محسوس إجماعا ً عميقا ً في الجمعية ‪ -‬إجماع االزدراء‪.‬‬
‫‪ ،‬وقد تحدث إليه ؛ وكان هو‪ ،‬إم‪ M. de Morny .‬كوالس (من جيروند) أومأ وأخبر قصته‪ .‬لقد جاء من وزارة الداخلية‪ .‬كان قد رأى‬
‫مستشارا للدولة‪ .‬ذهب م‪ .‬دي بانات هنا وهناك بين‬
‫ً‬ ‫كوالس‪ ،‬غاضبًا للغاية من جريمة إم بونابرت‪ .‬منذ ذلك الحين‪ ،‬جعلته تلك الجريمة‬
‫المجموعات‪ ،‬وأعلن للنواب أنه دعا إلى عقد الجمعية في الساعة الواحدة‪ .‬لكن كان من المستحيل االنتظار حتى تلك الساعة‪ .‬ضغط الوقت‪.‬‬
‫في قصر بوربون‪ ،‬كما في شارع بالنش‪ ،‬كان الشعور العام هو أن كل ساعة مرت عليها ساعدت في إنجاز االنقالب‪ .‬شعر كل واحد بثقل‬
‫صمته أو تقاعسه عن العمل كأنه عتاب‪ .‬كانت دائرة الحديد تقترب‪ ،‬وتصاعدت أعداد الجنود بال توقف‪ ،‬واجتاحت القصر بصمت ؛ في‬
‫كل لحظة كان الحارس يُعثر على المزيد عند الباب‪ ،‬والذي كان في السابق حرا ً‪ .‬ال تزال مجموعة كان النواب المجتمعون معًا في قاعة‬
‫‪.‬المؤتمرات يحظون باالحترام حتى اآلن‪ .‬كان من الضروري العمل والتحدث والتداول والنضال وعدم إضاعة دقيقة واحدة‬

‫قال جامبون‪" :‬دعونا نجرب دوبين مرة أخرى‪ ،‬فهو رجلنا الرسمي‪ ،‬نحن بحاجة إليه"‪ .‬ذهبوا للبحث عنه‪ .‬لم يتمكنوا من العثور عليه‪ .‬لم‬
‫يعد هناك اختفى‪ ،‬كان بعيدًا‪ ،‬مختبئًا‪ ،‬راك ًما‪ ،‬مرتعدًا‪ ،‬مختبئًا‪ ،‬اختفى‪ ،‬دفن‪ .‬أين؟ ال أحد يعلم‪ .‬الجبن به ثقوب غير معروفة‪ .‬فجأة دخل رجل‬
‫‪ ،‬الذي ‪d‬إلى الصالة‪ .‬رجل كان غريبا ً عن الجمعية‪ ،‬بالزي الرسمي‪ ،‬ويرتدي كتاف الضابط األعلى وسيفا ً إلى جانبه‪ .‬كان رائدًا في ‪42‬‬
‫جاء الستدعاء النواب لترك مجلسهم‪ .‬الجميع‪ ،‬الملكيون والجمهوريون على حد سواء‪ ،‬اندفعوا إليه‪ .‬كان هذا تعبيرا عن شاهد عيان ساخط‪.‬‬
‫خاطبه الجنرال ليديت بلغة مثل ترك انطباع على الخد وليس على األذن‪ .‬متلعثم الضابط‪" :‬أقوم بواجبي‪ ،‬وأنا أفي بتعليماتي"‪ .‬صرخ‬
‫ليديت‪" :‬أنت غبي‪ ،‬إذا كنت تعتقد أنك تقوم بواجبك‪ ،‬وأنت وغد إذا كنت تعلم أنك ترتكب جريمة‪ .‬اسمك؟ ماذا تسمي نفسك؟ أعطني‬
‫اسمك؟ ‪ " .‬رفض الضابط ذكر اسمه‪ ،‬فقال‪ :‬إذن‪ ،‬أيها السادة‪ ،‬لن تنسحبوا؟ "ال‪" ".‬سأذهب وأحصل على القوة"‪" .‬القيام بذلك‪ ".‬غادر‬
‫الغرفة وفي الحقيقة ذهب للحصول على أوامر من وزارة الداخلية‪ .‬انتظر النواب في ذلك النوع من التحريض الذي ال يوصف والذي قد‬
‫يسمى الخنق الحق بالعنف‪ .‬في وقت قصير‪ ،‬عاد أحدهم ممن خرجوا على عجل‪ ،‬وحذرهم من أن شركتين من الدرك المتنقل ستأتي‬
‫بأسلحتهم في أيديهم‪ .‬وصرخ مارك دوفرايس‪" ،‬دع الغضب يكون شامال ً‪ .‬دع االنقالب يجدنا في مقاعدنا‪ .‬دعونا نذهب إلى قاعة‬
‫االجتماعات"‪ ،‬أضاف‪" .‬بما أن األمور قد وصلت إلى هذا الحد‪ ،‬فلنتحمل المشهد الحقيقي والحيوي لسيارة برومير الثامنة عشرة"‪ .‬تم‬
‫إصالحهم جميعًا في قاعة الجمعية‪ .‬كان الممر مجاني ًا‪ .‬لم يحتل الجنود سفينة كازيمير ‪ -‬بيرير بعد‪ .‬بلغ عددهم نحو ستين‪ .‬تم ربط العديد‬
‫‪ ،‬بال شك‪ ،‬لغرض جيد‪ ،‬ومن أجل تكوين مجموعة أكثر ‪ M. de Rességuier‬منهم بأوشحة المنصب‪ .‬دخلوا القاعة بتأمل‪ .‬هناك‪ ،‬حث‬
‫إحكاما‪ ،‬على ضرورة تثبيت أنفسهم على الجانب األيمن‪ .‬قال مارك دوفريس‪" :‬ال‪ ،‬كل واحد على مقعده"‪ .‬تشتتوا حول القاعة‪ ،‬كل واحد‬
‫في مكانه المعتاد‪ .‬م‪ .‬مونيه‪ ،‬الذي كان جالسًا على أحد المقاعد السفلية لمركز اليسار‪ ،‬حمل في يده نسخة من الدستور‪ .‬انقضت عدة دقائق‪.‬‬
‫لم يتكلم أحد‪ .‬كان صمت الترقب هو الذي يسبق األفعال الحاسمة واألزمات األخيرة‪ ،‬وفيه كل يبدو على المرء أن يستمع باحترام إلى آخر‬
‫تعليمات ضميره‪ .‬وفجأة ظهر جنود الدرك المتنقل على العتبة برئاسة ضابط برتبة نقيب وسيفه مسلول‪ .‬تم انتهاك قاعة الجمعية‪ .‬الوارتفع‬
‫بقي النائب مونيه وحده واقفًا‪ ،‬وبصوت عال وغاضب‪ ،‬دوى "!‪ "Vive la République‬النواب من مقاعدهم في وقت واحد‪ ،‬وهم يهتفون‬
‫في القاعة الفارغة مثل البوق‪ ،‬أمر الجنود بالتوقف‪ .‬توقف الجنود ونظروا إلى النواب في حيرة من أمرهم‪ .‬قام الجنود حتى اآلن بإغالق‬
‫لوبي اليسار‪ ،‬ولم يمروا خارج تريبيون‪ .‬ثم قرأ النائب مونيه المواد ‪ 36‬و ‪ 37‬و ‪ 68‬من الدستور‪ .‬نصت المادتان ‪ 36‬و ‪ 37‬على حرمة‬
‫النواب‪ .‬المادة ‪ 68‬تنحي رئيس الجمهورية في حالة الخيانة‪ .‬كانت تلك اللحظة لحظة جليلة‪ .‬استمع الجنود بصمت‪ .‬بعد قراءة المقاالت‪،‬‬
‫استدار النائب دادلسوارد‪ ،‬الذي جلس على المقعد السفلي األول من اليسار‪ ،‬والذي كان األقرب إلى الجنود‪ ،‬وقال‪" :‬أيها الجنود‪ ،‬ترون أن‬
‫رئيس الجمهورية هو خائن‪ ،‬وسوف يجعل خونة لكم‪ .‬أنت تنتهك حرم التمثيل العقالني المقدس‪ .‬باسم الدستور‪ ،‬وباسم القانون‪ ،‬نأمركم‬
‫باالنسحاب‪" .‬بينما كان أديلسورد يتحدث‪ ،‬دخل القائد الرئيسي لقوات الدرك المتنقلة‪ .‬قال" أيها السادة‪ ،‬لدي أوامر ألطلب منك بالتقاعد‪،‬‬
‫؛ وجميع ‪ Adelsward‬وإذا لم تنسحب من تلقاء نفسك‪ ،‬فسيطردك "‪ ".‬أوامر بطردنا! "هتف‬

‫وأضاف النواب‪" :‬أوامر من ‪ ..‬لنرى األوامر ‪ ..‬من الذي وقع األوامر؟" سحب الرائد ورقة وفتحها‪ .‬بالكاد قام بفتحها حتى حاول استبدالها‬
‫في جيبه‪ ،‬لكن الجنرال ليدي ألقى بنفسه عليه وأمسك بذراعه‪ .‬انحنى عدة نواب إلى األمام‪ ،‬وقرأوا أمر طرد الجمعية‪ ،‬وقعت عليه‬
‫"فورتول وزير البحرية"‪ .‬استدار مارك دوفريسي نحو أفراد الدرك المتنقلة‪ ،‬وصرخ لهم‪" ،‬أيها الجنود‪ ،‬إن وجودكم هنا هو عمل خيانة‪.‬‬
‫اتركوا القاعة!" بدا الجنود مترددين‪ .‬وفجأة ظهر عمود ثان من الباب على اليمين‪ ،‬وبإشارة من القائد‪ ،‬صاح القبطان‪" :‬إلى األمام!‬
‫‪.‬أخرجهم جميعًا!" ثم بدأت معركة باأليدي ال توصف بين الدرك والمشرعين‪ .‬اقتحم الجنود وبنادقهم بأيديهم مقاعد مجلس الشيوخ‬

‫تم انتزاع ريبيلين وتشاناي ورانتيون بالقوة من مقاعدهم‪ .‬اندفع اثنان من رجال الدرك إلى مارك دوفريسي‪ ،‬اثنان منهم غامبون‪ .‬دار‬
‫معتادًا على الجلوس‪ Abbatucci .‬و ‪ Odilon Barrot‬كان ‪ MM.‬صراع طويل على المقعد األول لليمين‪ ،‬نفس المكان الذي كان فيه‬
‫قاوم بولين دوريو العنف بالقوة‪ ،‬احتاج ثالثة رجال لسحبه من مقعده‪ .‬تم إلقاء مونيه على مقاعد المفوضين‪ .‬استولوا على أديلسورد من‬
‫حلقه ودفعوه خارج القاعة‪ .‬ريتشاردت‪ ،‬وهو رجل ضعيف‪ ،‬تم إلقاؤه وعومل بوحشية‪ .‬تم وخز البعض بنقاط الحراب ؛ تمزق مالبسهم‬
‫جميعًا تقريبًا‪ .‬صرخ القائد للجنود "أخرجوهم"‪ .‬وهكذا كان ذلك الستين تم أخذ ممثلي الشعب من ذوي الياقات البيضاء من قبل االنقالب‬
‫جديرا باألداء األخالقي‪ .‬وكان آخر ثالثة خرجوا‬ ‫ً‬ ‫وطردوا من مقاعدهم‪ .‬الطريقة التي تم بها تنفيذ الفعل أكملت الخيانة‪ .‬كان األداء الجسدي‬
‫هم فايول وتيالرد التريس وبولين دوريو‪ .‬سمح لهم بالمرور من الباب الكبير لل القصر‪ ،‬ووجدوا أنفسهم في ساحة بورجوني‪ .‬احتلت‬
‫ساحة بورجوني من قبل فوج ‪ 42‬د للخط‪ ،‬بأوامر من العقيد غارديرينز‪ .‬بين القصر وتمثال الجمهورية‪ ،‬الذي احتل وسط الساحة‪ ،‬وجهت‬
‫يقومون بتحميل بنادقهم وعض ‪ Chasseurs de Vincennes‬قطعة مدفعية على التجمع المقابل للباب الكبير‪ .‬بجانب المدفع‪ ،‬كان بعض‬
‫خراطيشهم‪ .‬كان الكولونيل غارديرينز يمتطي حصانًا بالقرب من مجموعة من الجنود‪ ،‬مما جذب انتباه الممثلون تيالرد التريس‪ ،‬فايول‪،‬‬
‫وبولين دوريو‪ .‬وسط هذه المجموعة‪ ،‬كان ثالثة رجال‪ ،‬تم اعتقالهم‪ ،‬يناضلون وهم يبكون‪" ،‬يعيش الدستور! يعيش الجمهورية!" اقترب‬
‫فايول‪ ،‬وبولين دوريو‪ ،‬وتيالرد التريس‪ ،‬واعترفوا في السجناء الثالثة بثالثة أعضاء من األغلبية‪ ،‬وهم النواب توبه دي فين رادوبت‬
‫والفوس وآربي‪ .‬النائب أربي كان يحتج بشدة‪ .‬وبينما كان يرفع صوته‪ ،‬قام الكولونيل غارديرينز باختصاره بهذه الكلمات التي تستحق‬
‫الحفظ‪" ،‬امسك لسانك! كلمة واحدة أخرى‪ ،‬وسأضربك بنهاية بندقية‪ ".‬الثالثة وطالب ممثلو اليسار العقيد بسخط بإطالق سراح زمالئهم‪.‬‬
‫قال فايول "العقيد‪ .‬أنت تخرق القانون ثالث مرات‪ ".‬أجاب العقيد‪" :‬سأكسرها ستة أضعاف"‪ ،‬واعتقل فايول ودوريو وتيالرد التريس‪.‬‬
‫وصدرت أوامر للعسكريين بنقلهم إلى بيت حراسة القصر الذي كان يجري بناؤه لوزير الخارجية‪ .‬في الطريق‪ ،‬التقى السجناء الستة‪ ،‬وهم‬
‫يسيرون بين ملف مزدوج من الحراب‪ ،‬بثالثة من زمالئهم النواب يوجين سو‪ ،‬تشاناي‪ ،‬وبينويست (دو رون)‪ .‬وضع أوجين سو نفسه أمام‬
‫الضابط الذي أمر المفرزة‪ ،‬وقال له‪" :‬نحن ندعوك لتطلق سراح زمالئنا"‪ .‬أجاب الضابط‪" :‬ال أستطيع أن أفعل ذلك"‪ .‬قال يوجين سو‪:‬‬
‫"في هذه القضية أكمل جرائمك‪ ،‬نحن ندعوك العتقالنا أيضًا"‪ .‬اعتقلهم الضابط‪ .‬ونُقلوا إلى حراسة وزارة الخارجية‪ ،‬ثم نُقلوا الحقًا إلى‬
‫ثكنات كواي دورساي‪ .‬لم يكن حتى الليل أن شركتين من الخط جاءت لنقلهم إلى هذا المثوى النهائي‪ .‬أثناء وضعهم بين جنوده انحنى‬
‫ظا بأدب‪" :‬أيها السادة‪ ،‬تم تحميل بنادق رجلي"‪ .‬ال وتم تطهير القاعة كما قلنا بطريقة غير منظمة ودفع‬ ‫الضابط على األرض‪ ،‬مالح ً‬
‫‪ ،‬تم جر ‪ Rue de Bourgogne‬الجنود النواب أمامهم عبر جميع المنافذ‪ .‬البعض‪ ،‬ومن بين أولئك الذين تحدثنا منهم للتو‪ ،‬يخرجون من‬
‫‪ Salle des‬اآلخرين عبر‬

‫على غرفة انتظار‪ ،‬نوع من غرفة ‪ Salle des Pas Perdus‬باس بيردوس باتجاه الباب المبشور المقابل لبونت دي ال كونكورد‪ .‬يحتوي‬
‫‪ ،‬والعديد من األبواب‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬الباب الزجاجي الكبير للمعرض الذي يؤدي ‪ High Tribune‬التقاطع‪ ،‬التي فتحت عليها درج‬
‫إلى شقق رئيس َحشد‪ .‬بمجرد أن وصلوا إلى غرفة التقاطع هذه التي تجاور القاعة المستديرة الصغيرة‪ ،‬حيث يوجد باب الخروج الجانبي‬
‫للقصر‪ ،‬أطلق الجنود سراح النواب‪ .‬هناك‪ ،‬في غضون لحظات قليلة‪ ،‬تم تشكيل مجموعة بدأ فيها النائبان كانيه وفافريو بالتحدث‪ .‬تم رفع‬
‫صرخة عالمية واحدة‪" ،‬دعونا نبحث عن دوبين‪ ،‬دعونا نجره إلى هنا إذا لزم األمر"‪ .‬فتحوا الباب الزجاجي واندفعوا إلى المعرض‪ .‬هذه‬
‫المرة كان م‪ .‬دوبين في المنزل‪ .‬م‪ .‬بعد أن علم دوبين أن الدرك قد أزالوا القاعة‪ ،‬فقد خرج من مخبأه‪ .‬الجمعية يجري ألقى سجدا‪ ،‬وقفت‬
‫دوبين منتصبا‪ .‬بعد أن أصبح القانون سجينًا‪ ،‬شعر هذا الرجل بأنه قد أطلق سراحه‪ .‬مجموعة النواب بقيادة م‪ .‬وجده كانيه وفافرو في‬
‫مكتبه‪ .‬وتال ذلك حوار‪ .‬استدعى النواب الرئيس ليضع نفسه على رأسهم‪ ،‬وللدخول مرة أخرى إلى القاعة‪ ،‬هو رجل الجمعية ومعهم رجال‬
‫األمة‪ .‬رفض م‪" .‬ماذا تريدني ان افعل؟" قال إنه اختلط باحتجاجاته المزعجة العديد من الثوابت القانونية واالقتباسات الالتينية‪ ،‬وغريزة‬
‫الثرثرة جايز‪ ،‬الذين ينثرون كل مفرداتهم عندما يكونون خائفين‪" .‬ماذا تريد مني أن أفعل؟ من أنا؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ أنا ال شيء‪ .‬لم‬
‫ش ّكل دورتك وفقًا لذلك‪ .‬أنا ‪. Novus nascitur Oro.‬قد يكون هناك‪ .‬حيث يمكن أن يفقد الناس حقوقهم ‪. Ubi nihil ،nihil.‬يعد أحد شيئاً‬
‫قانون للضرورة نعترف به‪ ،‬لكن ليس قانونًا صحي ًحا‪ .‬ولكن ما العمل؟ أطلب أن أترك وحدي‪. Dura lex ،sed lex. .‬مضطر لتقديم‬
‫يمكنني أن أفعل ال شيء‪ .‬أنا أفعل ما بوسعي‪ .‬أنا ال أريد بحسن نية‪ .‬لو كان لدي عريف وأربعة رجال‪ ،‬لكنت سأقتلهم "‪ .‬قال "هذا الرجل‬
‫"ال يتعرف إال على القوة‬

‫النواب‪" .‬حسنًا‪ ،‬دعونا نستخدم القوة"‪ .‬استخدموا العنف تجاهه‪ ،‬وشدوه بغطاء مثل الحبل حول رقبته‪ ،‬وكما قالوا‪ ،‬جروه نحو القاعة‪،‬‬
‫‪ Salle‬متوسلين "حريته"‪ ،‬يئن‪ ،‬يركل ‪ -‬كنت سأقول المصارعة‪ ،‬إذا لم تعظم الكلمة كثيرا‪ .‬بعد بضع دقائق من اإلخالء‪ ،‬شاهدت قاعة‬
‫هذه‪ ،‬التي كانت قد شهدت للتو نوابًا يمرون في براثن الدرك‪ ،‬م‪ .‬لم يبتعدوا‪ .‬منع الجنود األبواب الخضراء الكبيرة ‪des Pas Perdus‬‬
‫القابلة للطي‪ .‬سارع العقيد إسبيناس إلى هناك‪ ،‬وصعد قائد الدرك‪ .‬وشوهدت مؤخرات زوج من المسدسات تختلس من جيب القائد‪ .‬كان‬
‫العقيد شاحبًا‪ ،‬وكان القائد شاحبًا‪ ،‬وكان م‪ .‬دوبين غاضبًا‪ .‬كال الجانبين كانا خائفين‪ .‬كان م‪ .‬دوبين يخاف من العقيد‪ .‬من المؤكد أن العقيد لم‬
‫يكن خائفًا من السيد دوبين‪ ،‬ولكن خلف هذا الشخص البائس والمضحك رأى شب ًحا رهيبًا يرتفع ‪ -‬جريمته‪ ،‬وارتعد‪ .‬في هوميروس هناك‬
‫ظل م‪ .‬الهتف النائب غامبون‪" :‬اآلن بعد ذلك‪ ،‬تحدث‪ ،‬سيد دوبين‪ ،‬اليسار ال يقاطعك‪ ".‬ثم‪ Thersites. ،‬مشهد يظهر فيه األعداء خلف‬
‫بكلمات النواب على ظهره‪ ،‬وحراب الجنود على صدره‪ ،‬تكلم الرجل التعيس‪ .‬ما قاله فمه في هذه اللحظة‪ ،‬ما تلعثم به رئيس الجمعية‬
‫السيادية لفرنسا أمام رجال الدرك في هذه اللحظة الحرجة للغاية‪ ،‬لم يستطع أحد جمعه‪ .‬أولئك الذين سمعوا اللقطات األخيرة من هذا الجبن‬
‫المحتضر‪ ،‬سارعوا إلى تطهير آذانهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدو أنه تلعثم بشيء من هذا القبيل‪" - :‬قد تكون لديك حراب ؛ أنا أستدعى الحق‬
‫وأتركك‪ .‬يشرفني أن أتمنى لك يو ًما سعيدًا‪ ".‬ذهب بعيدا‪ .‬سمحوا له بالذهاب‪ .‬في لحظة مغادرته استدار وترك بضع كلمات أخرى‪ .‬لن‬
‫‪.‬نجمعهم‪ .‬التاريخ ليس له سلة جامعي خرقة‬

‫الموت‪ ،‬كان ينبغي أن نكون سعداء ألننا نبذنا جانبا‪ ،‬ولم نتحدث عنه مرة أخرى‪ ،‬هذا‬ ‫الفصل التاسع‪ .‬نهاية أسوأ من‬
‫الرجل الذي تحمل هذا اللقب لمدة ثالث سنوات‪ ،‬رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية‪ ،‬والذي كان يعرف فقط كيف لتكون الكي لألغلبية‪ .‬هو‬
‫اختلق في ساعته األخيرة أن يغرق حتى أقل مما كان يمكن تصديقه حتى بالنسبة له‪ .‬كانت مسيرته في الجمعية بمثابة خادم‪ ،‬وكانت نهايته‬
‫في ذلك الجندي‪ .‬الموقف غير المسبوق الذي اتخذه السيد دوبين أمام رجال الدرك عندما قال بتجهم استهزاءه باالحتجاج‪ ،‬حتى ولّد الشك‪.‬‬
‫هتف الغموض‪" :‬إنه يقاوم كشريك‪ .‬كان يعرف كل شيء"‪ .‬نعتقد أن هذه الشكوك غير عادلة‪ .‬م‪ .‬دوبين ال يعرف شيئا‪ .‬من الذي كان في‬
‫الواقع من بين منظمي االنقالب كان سيتحمل العناء للتأكد من انضمامه إليهم؟ فاسد م‪ .‬دوبين؟ هل كان من الممكن وإلى أي غرض كذلك؟‬
‫ليدفع له؟ لماذا؟ سيكون المال ضائعًا عندما يكون الخوف وحده كافيًا‪ .‬يتم تأمين بعض التواطؤ قبل البحث عنها‪ .‬الجبن هو الراعي القديم‬
‫للجناية‪ .‬دم القانون يُمحى بسرعة‪ .‬خلف القاتل الذي يحمل البونيارد يأتي البائس المرتعش الذي يحمل اإلسفنج‪ .‬لجأ دوبين إلى مكتبه‪.‬‬
‫تبعوه‪" .‬يا إالهي!" صرخ‪" ،‬أال يفهمون أنني أريد أن أترك بسالم"‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬لقد عذبوه منذ الصباح‪ ،‬لكي ينتزعوا منه شيئا ً مستحيالً‬
‫من الشجاعة‪" .‬أنت تسيء المعاملة قال‪" :‬أنا أسوأ من الدرك"‪ .‬نصب النواب أنفسهم في مكتبه‪ ،‬وجلسوا على طاولته‪ ،‬وبينما هو يئن‬
‫تقريرا رسميًا عما حدث للتو‪ ،‬حيث رغبوا في ترك سجل رسمي للغضب في المحفوظات‪ .‬وعندما‬ ‫ً‬ ‫ويوبخ على كرسي بذراعين‪ ،‬وضعوا‬
‫انتهى التقرير الرسمي قرأه النائب كانيه على الرئيس وقدم له قلما وقال "ماذا تريد مني أن أفعل بهذا؟" أجاب كانيه‪" :‬أنت الرئيس‪ .‬هذه‬
‫‪.‬جلستنا األخيرة‪ .‬من واجبك التوقيع على المحضر الرسمي "‪ .‬رفض هذا الرجل‬

‫الفصل العاشر‪ :‬الباب األسود م‪ .‬دوبين وصمة عار ال مثيل لها‪ .‬في وقت الحق حصل على مكافأته‪ .‬يبدو أنه أصبح نوعا‬
‫من النائب العام في محكمة االستئناف‪ .‬يقدم السيد دوبين إلى لويس بونابرت خدمة أن يكون مكانه أكثر الناس خبثًا‪ .‬لمواصلة هذا التاريخ‬
‫الكئيب‪ .‬السارع ممثلو اليمين‪ ،‬في حيرتهم األولى الناجمة عن االنقالب‪ ،‬بأعداد كبيرة إلى السيد دارو‪ ،‬الذي كان نائب رئيس الجمعية‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه واحدًا لرؤساء نادي الهرم‪ .‬لقد دعمت هذه الجمعية دائ ًما سياسة اإلليزيه‪ ،‬ولكن دون االعتقاد بأن االنقالب كان مع سبق‬
‫اإلصرار‪ .‬عاش م‪ .‬دارو في رقم ‪ ،75‬شارع ليل‪ .‬نحو الساعة العاشرة صبا ًحا‪ ،‬اجتمع حوالي مائة من هؤالء النواب في منزل م‪ .‬قرروا‬
‫‪ ،‬تقريبًا مقابل الباب ‪ Rue de Bourgogne‬على شارع ‪ Rue de Lille‬محاولة اختراق القاعة حيث عقدت الجمعية جلساتها‪ .‬يفتح شارع‬
‫الصغير الذي يتم الدخول من خالله إلى القصر‪ ،‬والذي يُسمى بالباب األسود‪ .‬أداروا خطواتهم نحو هذا الباب‪ ،‬وعلى رأسهم م‪ .‬دارو‪.‬‬
‫ساروا بذراعهم وثالثة جنبًا إلى جنب‪ .‬كان بعضهم قد ارتدى أوشحة مناصبهم‪ .‬خلعهم الحقا‪ .‬الباب األسود‪ ،‬نصف مفتوح كالمعتاد‪ ،‬كان‬
‫يحرسه اثنان فقط من الحراس‪ .‬واندفع بعض من أشدهم استياء‪ ،‬ومن بينهم م‪ .‬دي كيردرل‪ ،‬نحو هذا الباب وحاولوا المرور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تم‬
‫إغالق الباب بعنف‪ ،‬وتبع ذلك بين النواب وسيرجنت دي فيل الذين أسرعوا‪ ،‬وهو نوع من النضال‪ ،‬حيث أصيب أحد النواب بالتواء في‬
‫معصمه‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬تقدمت كتيبة تم تشكيلها في ساحة بورجوني‪ ،‬وجاءت المضاعفة تجاه مجموعة النواب‪ .‬وقع السيد دارو‪ ،‬الفخم‬
‫والحازم‪ ،‬على القائد بالتوقف ؛ وتوقفت الكتيبة‪ ،‬واستدعى السيد دارو باسم الدستور وبصفته نائبا ً لرئيس المجلس العسكريين إللقاء‬
‫أسلحتهم وإفساح المجال أمام نواب الشعب ذي السيادة‪ .‬رد قائد الكتيبة بأمر بإخالء الشارع فورا ً‪ ،‬معلنا ً أنه لم يعد هناك مجلس ؛ أنه‬
‫بالنسبة له‪ ،‬لم يكن يعرف ما هو نواب الشعب‪ ،‬وأنه إذا لم يتقاعد هؤالء األشخاص من قبله من تلقاء أنفسهم‪ ،‬فإنه سيطردهم بالقوة‪ .‬قال‬
‫م‪.‬دارو‪ .‬وأضاف م‪ .‬دي كيردرل‪" :‬إنك ترتكب خيانة عظمى"‪ .‬أعطى الضابط أمر توجيه االتهام‪ .‬تقدم الجنود بترتيب وثيق‪ .‬كانت هناك‬
‫لحظة من االرتباك‪ .‬تقريبا تصادم‪ .‬النواب‪ ،‬الذين أُجبروا على العودة‪ ،‬انحسروا في شارع دي ليل‪ .‬سقط بعضهم على األرض‪ .‬قام الجنود‬
‫بدحرجة عدد من أعضاء اليمين في الوحل‪ .‬تلقى أحدهم‪ ،‬إم إيتيان‪ ،‬ضربة على كتفه من مؤخرة بندقية‪ .‬يمكننا أن نضيف هنا أنه بعد‬
‫هو ‪ M. Etienne‬أسبوع من ذلك‪ ،‬كان‬

‫عضو في ذلك الشاغل الذي أطلقوا عليه اسم اللجنة االستشارية‪ .‬لقد وجد االنقالب حسب ذوقه‪ ،‬بما في ذلك الضربة مع نهاية المؤخرة من‬
‫بندقية‪ .‬عادوا إلى منزل م‪ .‬قال السيد دارو‪" :‬أيها السادة‪ ،‬لقد خذلنا الرئيس‪ ،‬والقاعة مغلقة في وجهنا‪ .‬أنا نائب الرئيس‪ ،‬وبيتي هو قصر‬
‫الجمعية"‪ .‬فتح غرفة كبيرة‪ ،‬وهناك نصب نواب اليمين أنفسهم‪ .‬في البداية كانت المناقشات صاخبة إلى حد ما‪ .‬دارو‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬الحظ أن‬
‫اللحظات كانت ثمينة‪ ،‬وعاد الصمت‪ .‬ومن الواضح أن اإلجراء األول الذي تم اتخاذه هو عزل رئيس الجمهورية بموجب المادة ‪ 68‬من‬
‫الدستور‪ .‬جلس بعض ممثلي الحزب الذي كان يسمى بورغريفيس حول طاولة وأعدوا صك اإليداع‪ .‬وبينما كانوا على وشك قراءتها‬
‫بصوت عال‪ ،‬ظهر ممثل جاء من باب الغرفة عند باب الغرفة‪ ،‬وأعلن أمام الجمعية أن شارع ليل أصبح ممتلئًا بالقوات‪ ،‬وأن المنزل كان‬
‫محاصرا‪ .‬لم تكن هناك لحظة نضيعها‪ .‬قال السيد بينويست دازي‪" ،‬أيها السادة‪ ،‬دعونا نذهب ميري الدائرة العاشرة ؛ هناك سنكون قادرين‬ ‫ً‬
‫على التداول تحت حماية الفيلق العاشر‪ ،‬الذي كان زميلنا‪ ،‬الجنرال لوريستون‪ ،‬هو العقيد‪" .‬كان لمنزل م‪ .‬من النواب خرجوا بهذه‬
‫الطريقة‪ .‬كان م‪ .‬دارو على وشك أن يلحق بهم‪ .‬بقي هو نفسه‪ ،‬السيد أوديلون بارو‪ ،‬واثنان أو ثالثة آخرون في الغرفة‪ ،‬عندما فتح الباب‪.‬‬
‫سيدي‪ ،‬أنت سجيني‪" ".‬أين أنا أتبعك؟" سأل السيد دارو‪" .‬لدي أوامر بمراقبتك في منزلك"‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬كان " ‪ M. ،-‬دخل نقيب‪ ،‬وقال لـ‬
‫المنزل محتالً عسكريًا‪ ،‬و وهكذا ُمنع م‪ .‬دارو من المشاركة في الجلسة في ميري بالدائرة العاشرة‪ ،‬وسمح الضابط للسيد أوديلون بارو‬
‫‪.‬بالخروج‬

‫الفصل الحادي عشر‪ .‬محكمة العدل العليا بينما كان كل هذا يجري على الضفة اليسرى للنهر‪ ،‬في وقت الظهيرة‪،‬‬
‫مزررا‬
‫ً‬ ‫لوحظ رجل يسير صعودًا وهبوطًا في ساليس دي باس بيردوس العظيم في قصر العدل‪ .‬يبدو أن هذا الرجل‪ ،‬الذي يرتدي معطفًا‬
‫بعناية‪ ،‬يحضره عن بعد العديد من المؤيدين المحتملين ‪ -‬فبالنسبة لبعض مؤسسات الشرطة توظف مساعدين يجعل مظهرهم المريب‬
‫المارة غير مرتاحين‪ ،‬لدرجة أنهم يتساءلون عما إذا كانوا قضاة أم لصوص ‪ .‬كان الرجل الذي يرتدي المعطف المغطى بأزرار يتسكع‬
‫من باب إلى باب‪ ،‬ومن ردهة إلى أخرى‪ ،‬ويتبادل إشارات استخباراتية مع عائلة ميرميدون التي تبعه ؛ ثم عاد إلى القاعة الكبرى‪ ،‬وتوقف‬
‫في طريق المحامين‪ ،‬والمحامين‪ ،‬والمرشدين‪ ،‬والكتبة‪ ،‬والحاضرين‪ ،‬وكرر للجميع بصوت منخفض‪ ،‬حتى ال يسمعه المارة‪ ،‬نفس السؤال‪.‬‬
‫أجاب البعض على هذا السؤال بـ "نعم"‪ ،‬وأجاب آخرون بـ "ال"‪ .‬وانطلق الرجل إلى العمل مرة أخرى‪ ،‬طافًا حول قصر العدل بظهور‬
‫كلب دماء يبحث عن أثر‪ .‬كان مفوضًا في شرطة ارسنال‪ .‬ماذا كان تبحث عنه؟ محكمة العدل العليا‪ .‬ماذا كانت تفعل محكمة العدل العليا؟‬
‫أمرا بالبحث في كل مكان‬‫كان يختبئ‪ .‬لماذا؟ ليجلس في الحكم؟ نعم و ال‪ .‬تلقى مفوض شرطة األرسنال ذلك الصباح من الحاكم موباس ً‬
‫عن المكان الذي قد تعقد فيه محكمة العدل العليا‪ ،‬إذا اعتقدت أنه من واجبها االجتماع‪ .‬الخلط بين المحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬ذهب‬
‫مفوض الشرطة ألول مرة إلى‬

‫كواي دورساي‪ .‬وألنه لم يجد شيئًا‪ ،‬وال حتى مجلس الدولة‪ ،‬فقد خرج خالي الوفاض‪ ،‬فقد تحول في جميع األحداث خطواته نحو قصر‬
‫العدل‪ ،‬معتقدًا أنه كان عليه البحث عن العدالة‪ ،‬فربما يجدها هناك‪ .‬لم يجدها‪ ،‬ذهب بعيدا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬اجتمعت المحكمة العليا معًا‪ .‬أين‬
‫وكيف؟ سوف نرى‪ .‬في الفترة التي نؤرخ في تاريخها اآلن‪ ،‬قبل إعادة اإلعمار الحالية للمباني القديمة في باريس‪ ،‬عندما تم الوصول إلى‬
‫قصر العدل من قبل كور دي هارالي‪ ،‬كان هناك درج على عكس المهيب الذي أدى إلى هناك من خالل التحول إلى ممر طويل يسمى‬
‫غاليري ميرسيير‪ .‬في منتصف هذا الممر كان هناك بابان‪ .‬واحد على اليمين‪ ،‬مما أدى إلى محكمة االستئناف‪ ،‬واآلخر على اليسار‪ ،‬مما‬
‫مؤخرا‪ ،‬وهو يخدم حاليًا في‬‫ً‬ ‫أدى إلى محكمة النقض‪ .‬فتحت األبواب القابلة للطي على اليسارمعرض قديم يسمى سانت لويس‪ ،‬تم ترميمه‬
‫لمحامي محكمة النقض‪ .‬يقف تمثال خشبي لسانت لويس مقابل باب المدخل‪ .‬أدى المدخل المصطنع في كوة ‪Salle des Pas Perdus‬‬
‫على يمين هذا التمثال إلى ردهة متعرجة تنتهي بنوع من الممر األعمى‪ ،‬والذي يبدو أنه كان مغلقًا ببابين مزدوجين‪ .‬على الباب على‬
‫اليمين يمكن قراءة "غرفة الرئيس األول" ؛ على الباب على اليسار "قاعة المجلس"‪ .‬بين هذين البابين‪ ،‬من أجل راحة المحامين الذين‬
‫ينتقلون من القاعة إلى الغرفة المدنية‪ ،‬والتي كانت سابقًا الغرفة الكبرى للبرلمان‪ ،‬تم تشكيل ممر ضيق ومظلم‪ ،‬حيث الحظ أحدهم‪" ،‬كل‬
‫جريمة يمكن أن ترتكب مع اإلفالت من العقاب "‪ .‬تركت غرفة الرئيس األول على أحد جانبيها وفتحت الباب الذي يحمل نقش "قاعة‬
‫المجلس"‪ ،‬وتم عبور غرفة كبيرة مؤثثة بطاولة ضخمة لألحذية ومحاطة بكراسي خضراء‪ .‬في نهاية هذه الغرفة التي في كان عام ‪1793‬‬
‫بمثابة قاعة مداوالت لهيئات المحكمة الثورية‪ ،‬وكان هناك باب يوضع في الشرفة‪ ،‬مما يؤدي إلى ردهة صغيرة حيث يوجد بابان‪ ،‬على‬
‫اليمين باب الغرفة التابع لرئيس غرفة الجنايات وعلى اليسار باب غرفة االنتعاش‪" .‬محكوم عليهم باإلعدام! ‪ -‬اآلن دعونا نذهب‬
‫ونتعشى!" هاتان الفكرتان‪ ،‬الموت والعشاء‪ ،‬تناقضا بعضهما البعض لعدة قرون‪ .‬باب ثالث أغلق أقصى هذا اللوبي‪ .‬كان هذا الباب‪ ،‬إذا‬
‫جاز التعبير‪ ،‬آخر قصر العدل‪ ،‬األبعد‪ ،‬واألقل شهرة‪ ،‬واألكثر خفية ؛ تم افتتاحه فيما يسمى بمكتبة محكمة النقض‪ ،‬وهي غرفة مربعة‬
‫‪ ،‬ومفروشة بعدد قليل من الكراسي الجلدية‪ ،‬وطاولة كبيرة مغطاة ‪ Concièrgerie‬كبيرة مضاءة بنوافذ تطل على الفناء الداخلي الكبير لـ‬
‫بقطعة قماش خضراء‪ ،‬وبها كتب قانونية‪ .‬تبطين الحوائط من األرضية حتى السقف‪ .‬هذه الغرفة‪ ،‬كما يمكن رؤيتها‪ ،‬هي األكثر عزلة‬
‫واألفضل خفية من أي غرفة في القصر‪ .‬كان هنا‪ ،‬في هذه الغرفة‪ ،‬الذي وصل تباعا ً في الثاني من كانون األول (ديسمبر)‪ ،‬نحو الساعة‬
‫الحادية عشرة صبا ًحا‪ ،‬العديد من الرجال يرتدون مالبس سوداء‪ ،‬بدون أردية‪ ،‬بدون شارات مكتب‪ ،‬منزعجين‪ ،‬مرتبكين‪ ،‬يهزون‬
‫رؤوسهم‪ ،‬و يهمس معا‪ .‬هؤالء الرجال المرتعدون هم محكمة العدل العليا‪ .‬كانت محكمة العدل العليا‪ ،‬وفق أحكام الدستور‪ ،‬مكونة من‬
‫سبعة قضاة رئيس وأربعة قضاة ومساعدين اثنين تختارهم محكمة النقض من بين أعضائها وتجدد كل عام‪ .‬في ديسمبر ‪ ،1851‬تم تسمية‬
‫‪ ،‬وكان آخرهما ‪ Quesnault‬و ‪ Grandet‬و ‪ Cauchy‬و ‪ Delapalme‬و ‪ Moreau‬و ‪ Pataille‬و ‪ Hardouin‬هؤالء القضاة السبعة‬
‫مساعدين‪ .‬هؤالء الرجال‪ ،‬غير معروفين تقريبًا‪ ،‬كان لديهم مع ذلك بعض السوابق‪ .‬كان السيد كوشي‪ ،‬قبل بضع سنوات رئيسًا لغرفة‬
‫عضوا في المعهد‪ ،‬الذي ندين له بحساب‬‫ً‬ ‫الديوان الملكي في باريس‪ ،‬وهو رجل ودود وخائف بسهولة‪ ،‬كان شقيق عالم الرياضيات‪،‬‬
‫موجات الصوت‪ ،‬و المسجل السابق ألرشيف غرفة األقران‪ .‬كان م‪ .‬ديالبالم محاميًا عا ًما‪ ،‬وكان له دور بارز في محاكمات الصحافة في‬
‫نظرا ألنه )‪ M. Moreau (de la Seine‬إطار اإلصالح ؛ كان م‪ .‬باتاي نائبًا للمركز في عهد ملكية يوليو ؛ كان‬ ‫جديرا بالمالحظة‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫وكان المساعد األول‪ ،‬م‪ M. Moreau (de la Seine). .‬لتمييزه عن" ‪ M. Meurthe‬لتمييزه عن "‪ "de la Seine‬أطلق عليه لقب‬
‫غرانديت‪ ،‬رئيس الغرفة في باريس‪ .‬لقد قرأت هذا المدح منه‪" :‬من المعروف أنه ال يمتلك أي فردية أو رأي خاص به على اإلطالق"‪.‬‬
‫المساعد الثاني‪ ،‬م‪ .‬كويسنو‪ ،‬وهو ليبرالي‪ ،‬ونائب‪ ،‬وموظف عام‪ ،‬ومحامي عام‪ ،‬ومحافظ‪ ،‬ومتعلم‪ ،‬ومطيع‪ ،‬وقد حقق من خالل وضع‬
‫نقطة انطالق لكل من هذه الصفات‪ ،‬إلى الغرفة الجنائية لمحكمة النقض حيث عُرف بأنه من أشد األعضاء‪ 1848 .‬صدم مفهومه عن‬
‫‪ ،‬الذي ترأس المحكمة العليا‪ ،‬رئيسًا سابقًا لـ‪ Hardouin‬الحق‪ ،‬فقد استقال بعد ‪ 24‬فبراير‪ .‬لم يستقيل بعد ‪ 2‬د ديسمبر‪ .‬كان السيد‬
‫‪ ،‬وهو قارئ ‪ Port Royal‬صارم‪ ،‬يُشار إليه بين زمالئه على أنه "قاضي دقيق" يعيش في ‪ ، Jansenist‬وهو رجل متدين‪ ،‬و‪Assizes‬‬
‫مجتهد لنيكول‪ ،‬وينتمي إلى ساللة البرلمانيين القدامى في ماريه‪ ،‬الذين اعتادوا الذهاب إلى قصر العدل على بغل ؛ لقد عفى البغل اآلن‪،‬‬
‫وكل من زار الرئيس حردوان لم يجد في إسطبله عنادًا أكثر مما وجده في ضميره‪ .‬في صباح اليوم الثاني ديسمبر‪ ،‬الساعة التاسعة‬
‫صبا ًحا‪ ،‬صعد رجالن درج منزل بابه‪ .‬كان أحدهم م‪ .‬باتاييل‪ .‬واآلخر‪ ،‬وهو أحد أبرز أعضاء نقابة المحامين في محكمة النقض‪ ،‬كان‬
‫كانت فكر مارتن األول‪ Hardouin. ،‬النائب السابق مارتن (من ستراسبورغ)‪ .‬كان السيد باتاي قد وضع نفسه للتو تحت تصرف السيد‬
‫إلى غرفة مجاورة لمدرسته‪ M. Pataille ،‬بإدخال ‪ Hardouin‬أثناء قراءة الفتات االنقالب‪ ،‬موجهة إلى المحكمة العليا‪ .‬قام السيد‬
‫واستقبل مارتن (من ستراسبورغ) كرجل لم يرغب في التحدث إليه أمام الشهود‪ .‬بعد أن طلب مارتن (من ستراسبورغ) رسميًا عقد‬
‫المحكمة العليا‪ ،‬توسل إليه أن يتركه وشأنه‪ ،‬وأعلن أن المحكمة العليا "ستؤدي واجبها"‪ ،‬ولكن يجب أوال ً "التشاور مع زمالئه"‪ ،‬واختتم مع‬
‫هذه العبارة‪" ،‬يجب أن يتم ذلك اليوم أو غدًا‪" ".‬اليوم او غدا!" صاح مارتن (من ستراسبورغ) ؛ "سيدي الرئيس‪ ،‬ربما تعتمد سالمة‬
‫الجمهورية وسالمة البالد على ما ستفعله المحكمة العليا أو ال تفعله‪ .‬مسؤوليتك كبيرة ؛ ضع ذلك في االعتبار‪ .‬محكمة العدل العليا ال تقوم‬
‫بعملها‪ .‬واجب اليوم أو الغد ؛ إنه يفعل ذلك مرة واحدة‪ ،‬في الوقت الحالي‪ ،‬دون إضاعة دقيقة‪ ،‬دون تردد لحظة "‪ .‬كان مارتن (من‬
‫ستراسبورغ) محقًا‪ ،‬فالعدالة دائ ًما ما تكون اليوم‪ .‬وأضاف مارتن (من ستراسبورغ)‪" ،‬إذا كنت تريد رجالً للعمل النشط‪ ،‬فأنا في خدمتك‪".‬‬
‫العرض‪ .‬أعلن أنه لن يضيع لحظة‪ ،‬وتوسل مارتن (من ستراسبورغ) أن يتركه "للتشاور" مع زميله م‪ .‬باتاي‪ .‬في ‪. Hardouin‬رفض م‬
‫الواقع‪ ،‬دعا إلى المحكمة العليا الساعة الحادية عشرة‪ ،‬وتم االتفاق على عقد االجتماع في قاعة المكتبة‪ .‬كان القضاة دقيقين في المواعيد‪.‬‬
‫‪.‬في أحد عشر ربع ساعة تم تجميعهم جميعًا‪ .‬وصل السيد باتاي األخير‬

‫‪.‬جلسوا في نهاية المائدة الخضراء الكبيرة‬

You might also like