‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫الحمد هلل الذي خص عباده بالعلم والمعرفة‪ .‬والصالة والسالم على سيد السادة وعلى آله وصحبه‬
‫ومن تبعهم إلى يوم البعثة‪ .‬أما بعد‪.‬‬
‫فقد كنا وإياكم في شهر عظيم الذي اختص هللا لعباده المؤمنين على القيام بأركان اإلسالم‬
‫واإليمان فال يصل إلى هذه المراتب إال من وفقه هللا الخير والتوفيق‪.‬‬

‫فنحمد هللا تعالى على هذه النعم التي أعطانا هللا وإياكم‪ ،‬فإنها من أعظم النعم طوبى للعبد من‬
‫يقوم فيه بالحسنات واجتناب السيئات والمنكرات‪.‬‬

‫وعلمائنا القدماء لما جاء شهر رمضان‪ ،‬يأتون أفواجا إلى تزكية النفس وحسن الظن والخلق‬
‫ويتبادرون إلى مجالس العلم والعبادة لوصول إلى مرضاة هللا تبارك وتعالى‪.‬‬

‫كما ورد في الخبر عن سيد البشر نبينا المصطفى محمد صلى هللا عليه وسلم سقول عند قدوم‬
‫شهر رمضان‪" :‬من فرح بدخول رمضان حرم هللا جسده على النيران"‪X.‬‬

‫وأيضا أن هؤالء القدماء يشتغلون بقراءة القرآن والذكر والتوبة ومراجعة الدروس وحفظ الفنون‬
‫والعلوم ليال ونهارا‪ ،‬فلن نجد في كل خطوتهم من األفعال إال رضي هللا ما فعلوا‪.‬‬
‫ألنهم قامو بقول هللا جل جالله‪" :‬ومن يعظم شعائر هللا فإنها من تقوى القلوب"‬

‫وقد أشار هللا سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله‪ :‬البقرة ‪183‬‬

‫فأوضح سبحانه وتعالى أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه وتعالى فدل ذلك على أن الصيام‬
‫وسيلة للتقوى‪.‬‬
 ‫والتقوى هي ‪ :‬طاعة هللا ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخالص هلل عز وجل‪،‬‬
‫ومحبة ورغبة ورهبة‪.‬‬

‫وبذلك يتقى العبد عذاب هللا وغضبه‪ ،‬فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى‪ ،‬وقربى إلى‬
‫المولى عز وجل‪ ،‬ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شؤون الدين والدنيا‪.‬‬

‫مسك الختام‪ ،‬نرجو من هللا تعالى أن يمننا بالصحة والعافية ويوفقنا بالخير والعبادة‪ ،‬ويحفظنا‬
‫وإياكم من كل شر يؤذينا وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬وباهلل التوفيق ‪ ....‬والسالم عليكم ورحمة هللا‬
‫وبركاته‪.‬‬