‫مادة‪ :‬الفلسفة‬ ‫مجموعة مدارس بسم هللا‬

‫مستوى‪ :‬جذوع مشتركةذ‪ -‬أحمد العطار‬

‫المجزوءة الثانية‪ :‬الطبيعة و الثقافة‬

‫‪:‬تعريف المفاهيم – ‪1‬‬

‫‪:‬مفهوم الطبيعة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -‬جاء في قاموس روبير‪ Robert  ‬ما يلي ‪:‬‬
‫” الطبيعة هي مجموعة الخصائص التي تحدد كائنا‪ ،‬أو شيئا‪ ،‬ملموسا أو‬
‫مجردا‪ .‬هي كل ما يوجد على األرض‪ ،‬خارج اإلنسان‪ .‬و هي أيضا ما‬
‫هو فطري في اإلنسان يمتلكه منذ والدته‪ .‬و ما هو خالص‪ ،‬غير صناعي‬
‫أو مصنع “‪.‬‬
‫‪ :‬و في المعجم الفلسفي لجميل صليبا مايلي ‪-‬‬
‫الطبيعة هي مجموع ما في األرض و السماء‪ ،‬من كائنات خاضعة لنظم ”‬
‫‪”.‬مختلفة‪ ،‬و هي بهذا المعنى مرادفة للكون‬
‫‪:‬و جاء في المعجم الفلسفي ألندري الالند ما يلي ‪-‬‬
‫‪”.‬الطبيعة سمات خاصة تميز فردا ما‪ ،‬من حيث هي خصائص فطرية ”‬
‫‪”.‬و جاء فيه أيضا ‪ ” :‬الطبيعة هي ما يوجد فينا بحكم اإلرث البيولوجي ‪-‬‬
‫‪ ‬‬
 ‫‪:‬استنتاجات‬
‫‪ ‬‬
‫‪:‬يمكن أن نستخرج من األقوال السابقة مجموعة من التحديدات للطبيعة ‪-‬‬
‫أ‪  -‬الطبيعة هي الخصائص الثابتة التي تميز كائنا أو شيئا ما بحيث ال‪   ‬‬
‫‪.‬يمكن تصوره بدونها‪ ،‬كاالحتراق بالنسبة للنار أو المكر بالنسبة للثعلب‬
‫ب‪ -‬الطبيعة هي مجموعة األشياء الخارجية التي لم يتدخل اإلنسان في‪  ‬‬
‫‪.‬صنعها كاألشجار و الجبال مثال‬
‫ج‪ -‬الطبيعة هي مجموعة الخصائص الفطرية و الغريزية التي تولد مع‪  ‬‬
‫اإلنسان و المشتركة بين جميع الناس‪ ،‬كاألكل و النوم‪ .‬و بهذا المعنى‬
‫‪.‬فالطبيعة هي عكس ما هو مكتسب و ثقافي‬
‫د‪ -‬و تعني الطبيعة أيضا ما هو خالص و غير مصنع‪ ،‬كالعسل الذي لم‪  ‬‬
‫‪.‬يضف إليه اإلنسان موادا جديدة‬
‫ه‪ -‬يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لجميل‪  ‬‬
‫صليبا‪ ،‬بأن الطبيعة تعني مجموع القوانين التي تخضع لها األشياء‬
‫‪.‬الموجودة في الكون‬
‫و‪ -‬يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي ألندري‪  ‬‬
‫الالند‪ ،‬بأن الطبيعة تشير إلى ما هو فطري و موروث و بيولوجي‪،‬‬
‫‪.‬بخالف ما هو مكتسب و ثقافي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪:‬مفهوم الثقافة‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
 ‫‪ :‬جاء في معجم اللغة الفرنسية ما يلي ‪-‬‬
‫الثقافة هي مجموعة من المعارف‪ ،‬و أنماط العيش‪ ،‬و التقاليد ”‬
‫‪”.‬االجتماعية‬
‫‪ :‬ما يلي‪ Robert ‬و جاء في قاموس ‪-‬‬
‫الثقافة هي تنمية بعض ملكات العقل بتمرينات ذهنية‪ .‬و تدل أيضا على ”‬
‫معارف مكتسبة‪ ،‬علمية أو فلسفية أو عامة‪ .‬و هي كذلك مجموع المظاهر‬
‫‪”.‬الفكرية لحضارة معينة‪ ،‬و للحياة في مجتمع‪ .‬و تقابل الطبيعة‬
‫‪:‬و يقول تايلور ‪-‬‬
‫الثقافة‪  ‬كل مركب يشتمل على المعرفة‪ ،‬و المعتقدات‪ ،‬و الفنون‪ ،‬و“‬
‫األخالق‪ ،‬و القانون‪ ،‬و العرف‪ ،‬و غير ذلك من المقدرات و العادات التي‬
‫‪”.‬يكتسبها اإلنسان بوصفه عضوا في مجتمع‬
‫‪ ‬‬
‫‪:‬استنتاجات‬
‫‪ ‬‬
‫التعريف الثالث‬ ‫التعريف الثاني‬ ‫التعريف األول‬
‫المعرفة ‪-‬‬ ‫التمرينات العقلية ‪-‬‬ ‫المعارف ‪ :‬الدين – ‪-‬‬
‫المعتقدات ‪-‬‬ ‫المعارف المكتسبة ‪- :‬‬ ‫الفلسفة – العلم‬

‫الفنون ‪- :‬‬ ‫علمية – فلسفية ‪-‬‬ ‫أنماط العيش‪- :‬‬

‫المسرح‬ ‫الحضارة‬ ‫العادات و التقاليد‬
‫…السينما‬ ‫التقاليد االجتماعية – ‪-‬‬
‫األخالق ‪-‬‬ ‫األفراح ‪ -‬األعياد‬

‫القانون ‪-‬‬
 ‫األعراف ‪-‬‬
‫العادات ‪-‬‬
‫كل ما هو ‪-‬‬
‫مكتسب‬
‫‪ ‬‬
‫تشير الثقافة إلى ما هومكتسب من معارف‪ ،‬و معتقدات اجتماعية‪ ،‬و‬
‫أنماط عيش مختلفة‪ .‬و تختلف الثقافة من مجتمع آلخر‪ .‬و لذلك فهي‬
‫‪.                                                 ‬ترادف أحيانا مفهوم الحضارة‬
‫فكيف يمكن إذا التميز بين ما هو طبيعي وفطري ما هو ثقافي و مكتسب؟‬

‫المحور األول ‪ :‬مفهوما الطبيعة و الثقافة‬

‫‪ ‬‬
‫‪:‬النص األول‪:‬تحليل نص ر‪.‬ل‪.‬بيلز‪ ،‬ص ‪74-73‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪:‬أفكار النص‪-‬‬
‫‪ ‬‬
‫نشأة مصطلح الثقافة من أجل التميز بين اإلنسان و الحيوان؛ فقد جاء‪1-   ‬‬
‫في النص أن معظم الحيوانات بما فيها القردة العليا تتبع نفس أنماط‬
‫السلوك‪ ،‬في حين أن اإلنسان العاقل يتميز بتنوع أنماط السلوك سواء من‬
‫‪.‬إنسان آلخر أو من مجتمع آلخر‬
 ‫يؤكد تحديد و تنوع السلوك اإلنساني على حرية اإلنسان و قدرته‪2-  ‬‬
‫على التصرف؛ ذلك أن عادات الطعام مثال تختلف بشكل النهائي من‬
‫‪.‬مجتمع آلخر‬
‫‪ :‬إن السلوك اإلنساني تتدخل في تحديده عدة عوامل‪3-  ‬‬
‫‪.‬عوامل بيولوجية وراثية ‪            -‬‬
‫‪.‬عوامل طبيعية ترجع إلى المناخ و التضاريس ‪            -‬‬
‫عوامل ثقافية تعود إلى ما هو سائد في المحيط االجتماعي؛ من ‪            -‬‬
‫‪       ‬عادات و تقاليد و مؤسسات‪ ،‬و‬
‫أنماط في العيش و التنشئة االجتماع أن الثقافة تشير إلى كل ما يكتسبه‬
‫اإلنسان و يتعلمه من أفكار و سلوكات مختلفة‪ .‬و بهذا المعنى فهي تأتي‬
‫‪.‬في مقابل ما هو فطري بيولوجي ووراثي‪  ‬يوجد مع اإلنسان منذ الوالدة‬
‫أما الطبيعة فتتجلى في ما هو وراثي بيولوجي و مشترك بين اإلنسان و‪   ‬‬
‫‪.‬الحيوان‬
‫‪ ‬‬
‫‪:‬اإلطار الحجاجي للنص ‪-‬‬
‫‪ ‬‬
‫اعتمد صاحب النص على أسلوبين حجاجيين رئيسيين من أجل‪-         ‬‬
‫‪:‬توضيح أفكاره و الدفاع عنها هما‬
‫أسلوب المقارنة؛ و يتجلى في المقارنة بين اإلنسان من جهة‪ ،‬و‪-   ‬‬
‫‪.‬الحيوان من جهة أخرى‬
‫و الغرض من ذلك هو تبيان تنوع السلوك اإلنساني و ثبات السلوك‪ ‬‬
‫‪.‬الحيواني‬
 ‫أسلوب المثال؛ و يتجلى في ذكر النص لجماعات بشرية‪ ،‬و هي‪- ‬‬
‫اإلسكيمو‪ ،‬الباجندا و شعوب غرب إفريقيا‪ .‬و الغرض من ذلك هو إبراز‬
‫‪.‬التنوع الثقافي و اختالف السلوك من شعب آلخر‬

‫نص ‪ : 2‬مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة‬

‫مؤلف النص‪ :‬كلود ليفي ستراوس‬

‫هو مفكر أنثروبولوجي فرنسي معاصر‪ ،‬قام بتحليل الثقافات القديمة ‪-‬‬
‫غير الغربية‪ .‬درس األساطير و النظم الثقافية و قارن فيما بينها‪ .‬من أهم‬
‫"مؤلفاته ‪ " :‬األنثروبولوجيا البنيوية" و"البنى األولية للقرابة‬

‫‪:‬فهم النص‬

‫تتمحور الفكرة الرئيسية للنص حول صعوبة التمييز بين الطبيعة و‬

‫الثقافة‪ ،‬ذلك أن اإلنتقال من الطبيعة إلى الثقافة ظل لغزا صعب الحل‪ ،‬و‬
‫‪.‬كل الطرق قد خيبت اآلمال بشكل كبير في الحسم فيه‬
‫لقد جعل كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة و ما هو عام أساسين اعتمد‬
‫عليهما للتمييز بين الطبيعة و الثقافة‪ ،‬حيث اعتبر أنه حين تظهر القاعدة‬
‫فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة‪ ،‬كما أنه من السهل معرفة‬
‫‪.‬أن الكوني أو العام هو معيار الطبيعة‬
‫‪:‬يمكن القول بأن القاعدة تتميز في النص بثالث خصائص‬
‫‪.‬االنفالت مما هو غريزي إذ تعتبر ذات صبغة أخالقية‬
‫‪.‬النسبية‪ :‬ذلك أنها قد توجد في هذا المجتمع و تغيب في مجتمعات أخرى‬
‫الخصوصية‪ :‬إنها ترتبط بالعادات و التقاليد‪ ،‬و القوانين و المؤسسات‬
 ‫‪.‬الخاصة بمجتمع معين‬
‫ما يمكن فهمه من هذه الجملة‪ ،‬هو صعوبة الحسم في تفسير خوف الطفل‬
‫إما طبيعيا أو ثقافيا‪ ،‬ذلك أن هناك تدخل بينهما في تفسير مثل هذه األفعال‬
‫‪.‬‬

‫‪ :‬خالصة فهم النص‬

‫يطرح مشكل التميز بين الطبيعة و الثقافة عدة صعوبات نظرا للتداخل ‪-‬‬
‫الموجود بينهما على مستوى السلوك البشري‪ .‬لكن ستراوس اقترح معيار‬
‫‪.‬القاعدة و ما هو عام و كوني من اجل التميز بينهما‬

‫‪:‬اإلطار الحجاجي‬
‫اعتمد صاحب النص في توضيح أفكاره على أساليب حجاجية يمكن‬
‫‪:‬تقديمها كما يلي‬

‫أسلوب المثال ‪ :‬و يتجلى في ‪ :‬رفة العين – يد الفارس الممسكة بالعنان ‪,‬‬
‫‪.‬موقف األم تجاه طفلها‪ ،‬االنفعاالت المعقدة لمشاهد عرض عسكري‬
‫أسلوب الحجة بالسلطة ‪ :‬و يتجلى في االستشهاد بما قاله الفيلسوف‬
‫االنجليزي جون لوك‬

‫خالصة عامة للمحور األول‬

‫يثير هذا المحور إشكالية رئيسية تتعلق بمعيار التمييز بين ما هو طبيعي‬
‫و ما هو ثقافي‪ .‬فكيف يمكن التمييز بينهما ؟‬
‫إن مفهوم الطبيعة يشير أساسا إلى هو غريزي و بيولوجي و مشترك بين‬
‫اإلنسان و الحيوان‪ ،‬في حين يدل مفهوم الثقافة على ما هو مكتسب من‬
 ‫معارف و معتقدات و أنماط عيش مختلفة‪ .‬غير أن السلوك اإلنساني‬
‫يتدخل فيه ما هو طبيعي و فطري مع ما هو ثقافي و مكتسب‪ ،‬و هو‬
‫األمر الذي يستلزم ضرورة وضع معيار للتمييز بينهما‪ .‬و في هذا اإلطار‬
‫اقترح كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة و ما هو عام من أجل التميز بين‬
‫ما هو طبيعي و ما هو ثقافي؛ هكذا فحضور القاعدة يجعلنا نكون أمام‬
‫ماهو ثقافي‪ ،‬أما ما هو عام فيشير إلى الضروري و الكوني‬

‫المحور الثاني‪ :‬اإلنسان كائن ثقافي‬

‫يتميز اإلنسان عن باقي الكائنات بالعقل‪ ،‬و هو ما جعله كائنا ثقافيا‪     ‬‬

‫بامتياز‪ .‬و تتجلى ثقافته في العديد من المظاهر و التجليات‪ ،‬و من أبرزها‬
‫اللغة و المؤسسات و انماط العيش و التبادل‪ .‬فبأي معنى يمكن اعتبار‬
‫اإلنسان كائنا لغويا ؟ و ما الذي يميز اللغة اإلنسانية عن اللغة الحيوانية ؟‬
‫ما هي المؤسسة؟ و كيف ظهرت؟ و بأي معنى يمكن اعتبار المؤسسة‬
‫مظهرا من مظاهر الثقافة لدى اإلنسان؟‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬نصاألول‪ :‬اإلنسان كائن لغوي‬
‫كلود ليفي ستراوس‪ c.l.strauss ‬ص ‪.84‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪ :‬فهم النص‬
‫‪ ‬‬
 ‫تتميز اللغة اإلنسانية حسب أندري مارتيني بخاصية رئيسية هي‪    ‬‬
‫التمفصل المزدوج‪ .‬و هو ما يعني أن اللغة اإلنسانية تتكون‬
‫؛ و هي أبسط و حدات غير دالة في اللغة‪ phonèmes  ،‬من‪   ‬فونيمات‬
‫‪.‬و تسمى بالوحدات الصوتية‬
‫وهي أبسط و حدات دالة في اللغة‪ ،‬و هي ‪ monèmes  :‬المونيمات‬
‫‪.‬بمثابة الكلمات في اللغة العربية‬
‫يرفض صاحب النص فكرة تعريف اإلنسان بأنه صانع كعالمة‪1-     ‬‬
‫مميزة للثقافة‪ ،‬ألننا نجد الحيوانات أيضا تقوم بمحاوالت لصنع األدوات‪.‬‬
‫كما أن افتراض وجود كائنات في كوكب ما تصنع أدوات ال يسمح لنا‬
‫‪.‬بالقول بأنها كائنات ثقافية‬
‫ما يشير إلى اللغة كظاهرة ثقافية في النص هو أنها جزء من‪2-     ‬‬
‫الثقافة‪ ،‬ألننا نتعلم ثقافة المجتمع و عاداته من خالل تعلم اللغة‪ .‬كما تعتبر‬
‫اللغة الوسيلة األساسية للتواصل و تبادل األفكار و نقلها من جيل إلى‬
‫‪.‬آخر‬
‫يمكن‪  ‬النظر إلى المظاهر الثقافية كسنن؛‪  ‬ذلك أن الثقافة ظاهرة‪3-     ‬‬
‫‪.‬رمزية لها قوانينها الخاصة يمكن فهمها من خاللها‬
‫رفض صاحب النص معيار صنع األدوات باعتباره عالمة مميزة ←‬
‫‪.‬للثقافة‪ ،‬ألن الحيوانات هي األخرى تصنع األدوات‬
‫و قد اعتبر ستراوس بأن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز‪ ،‬و هي‬
‫‪.‬العالمة المميزة للثقافة عن الطبيعة‬
‫و ما يجعل اإلنسان منتميا إلى عالم الثقافة هي قدرته على التواصل‪ ‬‬
‫‪.‬اللغوي مع أفراد جماعته البشرية‬
‫‪ ‬‬
 ‫‪ ‬‬
‫‪ :‬اإلطار الحجاجي ‪-‬‬
‫‪ ‬‬
‫لقد فنذ كلود ليفي ستراوس فكرة أساسية قال بها كثير من علماء‪1-     ‬‬
‫األنثربولوجيا‪ ،‬و مفادها أن صنع األدوات هو ما يميز الثقافة عند‬
‫اإلنسان‪ ،‬و هي الخط الفاصل بين الطبيعة و الثقافة‪ ،‬لذلك تم تعريف‬
‫اإلنسان بأنه حيوان صانع‪ .‬و يتجلى‪ ‬أسلوب الدحض‪ ‬من خالل المؤشرات‬
‫‪:   ‬اللغوية التالية‬
‫‪ ‬‬
‫…إنني لست متفقا مع هذا الرأي‪-         ‬‬
‫…ال في صنع األدوات‪-         ‬‬
‫‪...‬إننا لن نكون على يقين من‪-         ‬‬
‫…فنحن ال نعتقد‪-         ‬‬
‫‪: ‬كما استخدم صاحب النص أساليب حجاجية أخرى‬
‫‪ ‬‬
‫‪:‬أسلوب العرض‪ : ‬و تدل عليه المؤشرات اللغوية التالية‪-         ‬‬
‫‪….‬و إنما في اللغة المنطوقة …‪-         ‬‬
‫يبدو لي أن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز‪-         ‬‬
 ‫… إن اللغة هي األداة األساسية‪-         ‬‬
‫‪.‬أسلوب المثال‪ :‬مثال كائنات في كوكب مجهول تصنع أدوات‬
‫مثال‪ :‬كائنات تمتلك لغة قابلة للترجمة إلى لغتنا‪-         ‬‬
‫‪.‬الطفل الذي يتعلم الثقافة من خالل اللغة‪-         ‬‬
‫‪:‬أسلوب الجرد و اإلحصاء‬
‫‪:‬و تدل عليه المؤشرات التالية‪-         ‬‬
‫…أوال ألن اللغة‪-         ‬‬
‫…و ثانيا ألن‪-         ‬‬
‫…و أخيرا‪-         ‬‬
‫‪ ‬‬
‫النص الثاني‪ :‬المؤسسة تحكم في الحاجة و تحويل لها ‪       : -‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  - ‬مالينوفسكي‪Malinovski‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :‬فهم النص‪-  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫يعتبر اإلنسان كائنا ثقافيا‪ .‬و المؤسسات هي مظهر من مظاهر الثقافة ‪1-‬‬
‫‪.‬لديه‪ ،‬و التي من خاللها يحقق حاجياته بشكل منظم و هادف‬
‫‪ ‬‬
 ‫تقوم كل مؤسسة يبتكرها اإلنسان على تلبية حاجات إنسانية إما ‪2-‬‬
‫بيولوجية أو ثقافية‪ .‬و يتم عملها من خالل ميثاق أو مذهب ترتكز عليه‬
‫‪.‬المؤسسة‪ ،‬و تصوغ من خالله قوانينا تنظم العمل داخلها‬
‫يربط النص بين المؤسسة و الحاجات؛ ألن المؤسسة تلبي بشكل غير ‪3-‬‬
‫مباشر رغبات األفراد و تتحكم فيها‪ ،‬و ذلك من خالل إخضاعها إلى‬
‫ميثاق و قوانين منظمة تسمح بتلبية الحاجات البيولوجية بشكل ثقافي‬
‫‪ .‬و مؤسساتي‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫كل مؤسسة تخضع لميثاق و قوانين‪ .‬و لكنها أيضا تتوفر على جهاز ‪4-‬‬
‫مادي تشتغل من خالله و تمارس‪  ‬وظائفها‪ .‬و المقصود بالجهاز المادي‬
‫للمؤسسة هو البنية التحتية و األجهزة المادية‪ ،‬و الوسائل و الرأسمال‬
‫المادي و غير ذلك‪ .‬فبالنسبة لألسرة يتمثل الجهاز المادي مثال في البيت‬
‫و الحقل و األرض‪ ،‬و بالنسبة لمؤسسة الدولة نذكر الوحدة الترابية و‬
‫‪.‬القوة العسكرية و الرأسمال المالي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :‬اإلطار الحجاجي ‪-‬‬
‫‪ ‬‬
‫اعتمد صاحب النص على مجموعة من اآلليات و األساليبالحجاجية للدفاع‬
‫عن أطروحته و توضيح معنى المؤسسة و عملها‪ ،‬و تمثلت هذه األساليب‬
‫‪.‬أساسا في التفسير و الشرح و إعطاء األمثلة كاألسرة والمصنع‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :‬خالصة المحور الثاني‬
 ‫‪ ‬‬
‫إن اإلنسان كائن ثقافي منتج للثقافة و نتاج لها في نفس الوقت‪ .‬و تتجلى‬
‫ثقافته في عدة مظاهر من أهمها اللغة و المؤسسات‪ .‬هكذا يعتبر اإلنسان‬
‫كائنا لغويا يبتكر منظومة لغوية رمزية تتميز بالتمفصل‪ ،‬و بارتباطها‬
‫بالوعي و العقل لدى اإلنسان‪ ،‬و هو ما يجعلها لغة إبداعية و متطورة‬
‫عكس اللغة الحيوانية التي تظل مجرد وظائف بيولوجية و غريزية‪ .‬كما‬
‫تتجلى ثقافة اإلنسان في ابتكاره للمؤسسات التي تقوم على جانب مادي‬
‫وآخر معنوي ( الميثاق)‪ ،‬إضافة إلى الحاجة و الوظيفة التي تلبيها و‬
‫‪ .‬تؤديها المؤسسة‬
‫‪ ‬‬
‫‪                                       ‬‬

‫‪ ‬‬