Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫‪A/HRC/25/28‬‬ ‫األمم املتحدة‬

‫‪Distr.: General‬‬
‫‪19 December 2013‬‬
‫‪Arabic‬‬
‫الجمعية العامة‬
‫‪Original: English‬‬

‫مجلس حقوق اإلنسان‬


‫الدورة الخامسة والعشرون‬
‫البندان ‪ 2‬و‪ 3‬من جدول األعمال‬
‫التقرير السنوي لمفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‬
‫وتقارير المفوضية السامية واألمين العام‬
‫تعزيز وحماية جميع حق وق اإلنس ان المدنية والسياس ية‬
‫واالقتص ادية واالجتماعية والثقافي ة‪ ،‬بما في ذلك الحق في‬
‫التنمية‬

‫حقوق اإلنسان والحرمان التعسفي من الجنسية‬

‫تقرير األمين العام‬

‫موجز‬
‫يتن اول ه ذا التقرير الت دابري التش ريعية واإلدارية اليت ميكن أن ت ؤدي إىل احلرم ان من‬
‫اجلنس ية مع إيالء اهتم ام خ اص للح االت اليت قد يبقى فيها األش خاص املتض ررون من دون‬
‫جنسية‪ .‬ويأخذ التقرير بعني االعتبار املعلومات اليت مُج عت من الدول ووكاالت األمم املتحدة‬
‫وسائر اجلهات املعنية صاحبة املصلحة‪ ،‬ويناقش مسألة تنظيم فقدان اجلنسية أو‪ ‬احلرمان منها‬
‫يف الق وانني احمللية ويشري إىل القواعد واملع ايري الدولية اليت حتد من الس لطة التقديرية لل دول يف‬
‫جمال س حب جنس ية األف راد‪ .‬ويُش ّدد على أمهية إدراج ض مانات تكفل منع وق وع ح االت‬
‫انعدام اجلنسية عند فقدان اجلنسية أو احلرمان منها مبوجب التشريعات‪ .‬ويتناول التقرير أيض اً‬
‫احلق األساسي لكل طفل يف أن تكون له جنسية ويؤكد أمهية التدابري اليت تتيح للطفل إمكانية‬
‫‪(A) GE.13-19036‬‬ ‫‪150114‬‬ ‫‪160114‬‬

‫‪‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫اكتس اب جنس ية واليت من دوهنا س يكون ع دمي اجلنس ية‪ .‬ويشري التقرير إىل ال دور الرئيسي‬
‫الذي تؤديه ضمانات اإلجراءات القانونية الواجبة يف منع احلرمان التعسفي من اجلنسية ويُذ ّكر‬
‫الدول بضرورة توفري سبيل انتصاف فعال يف سياق ما يُتخذ من قرارات تتعلق باجلنسية‪ .‬ويف‬
‫اخلتام‪ ،‬يُشدد التقرير على أمهية ضمان احلصول على املستندات اليت تثبت اجلنسية‪.‬‬

‫احملتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الفقـرات‬
‫‪3‬‬ ‫‪2-1‬‬ ‫مقدمة ‪......................................................................‬‬ ‫أوالً ‪-‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪26-3‬‬ ‫فقدان اجلنسية أو احلرمان منها ‪................................................‬‬ ‫ثانياً ‪-‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪6-4‬‬ ‫ألف ‪ -‬اعتبارات عامة تتعلق بفقدان اجلنسية أو احلرمان منها‪...................‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪22-7‬‬ ‫باء ‪ -‬أسباب فقدان اجلنسية أو احلرمان منها ‪................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪26-23‬‬ ‫جيم ‪ -‬أثر فقدان اجلنسية أو احلرمان منها‪....................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪30-27‬‬ ‫اكتساب اجلنسية من قِبَل طفل سيكون لوال ذلك عدمي اجلنسية‪..................‬‬ ‫ثالثاً ‪-‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ألف ‪ -‬منح اجلنسية لطفل مولود يف بلد ما‪ ،‬سيكون لوال ذلك عدمي اجلنسية ‪. ..‬‬
‫باء ‪ -‬منح اجلنسية لطفل مولود ألحد مواطين الدولة يف اخلارج‪ ،‬سيكون لوال‬
‫ذلك عدمي اجلنسية ‪..................................................‬‬
‫‪17 29‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪30‬‬ ‫جيم ‪ -‬اللقطاء ‪.............................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪34-31‬‬ ‫اعتبارات تتعلق باحرتام اإلجراءات الواجبة ‪.....................................‬‬ ‫رابعاً ‪-‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪37-35‬‬ ‫مستندات إثبات اجلنسية ‪......................................................‬‬ ‫خامساً ‪-‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪45-38‬‬ ‫االستنتاجات والتوصيات‪.....................................................‬‬ ‫سادساً ‪-‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫أوالً‪ -‬مقدمة‬
‫‪ -1‬طلب جملس حقوق اإلنسان‪ ،‬يف قراره ‪ ،20/5‬إىل األمني العام أن يُعد تقريراً بشأن‬
‫التدابري التشريعية واإلدارية اليت ميكن أن تؤدي إىل حرمان أفراد أو جمموعات من األفراد من‬
‫اجلنس ية‪ ،‬مع إيالء اهتم ام خ اص للح االت اليت قد يبقى فيها األش خاص املتض ررون من دون‬
‫جنس ية‪ .‬وطلب اجمللس مجع معلوم ات يف ه ذا الص دد من ال دول ووك االت األمم املتح دة‬
‫وغريها من اجله ات املعنية ص احبة املص لحة‪ .‬وقد وردت ه ذه املعلوم ات من ‪ 33‬دولة(‪،)1‬‬
‫وكذلك من ‪ 22‬من الوكاالت التابعة لألمم املتحدة واملنظمات غري احلكومية(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬وقد تن اول جملس حق وق اإلنس ان مس ألة التمتع ب احلق يف جنس ية وتف ادي وق وع‬
‫حاالت انعدام اجلنسية يف قرارات عدة بشأن احلرمان التعسفي من اجلنسية‪ .‬ونظر اجمللس يف‬
‫حاالت انقطع فيها متتع الشخص جبنسيته نتيجة سحبها منه‪ ،‬كما نظر يف حاالت حُرم فيها‬
‫أش خاص تعس فاً من احلق يف احلص ول على جنس ية(‪ .)3‬ويف س ياق النهج املتّبع من قِبل اجمللس‬
‫إزاء مسألة احلرمان التعسفي من اجلنسية‪ ،‬يدرس هذا التقرير التدابري التشريعية واإلدارية اليت‬
‫قد ت ؤدي إىل الفق دان اآليل للجنس ية أو اليت قد تش ّكل أساس اً الختاذ ق رار إداري أو قض ائي‬
‫حبرم ان ش خص من جنس يته‪ ،‬كما ي درس التقرير الت دابري اليت ميكن أن ي رتتب عليها حرم ان‬
‫ش خص تعس فاً من احلص ول على جنس ية‪ .‬وبن اءً على الطلب املق ّدم من اجمللس‪ ،‬ي ويل التقرير‬
‫اهتمام اً خاص اً للح االت اليت قد ت ؤدي فيها مثل ه ذه الت دابري إىل بق اء الش خص من دون‬
‫جنس ية‪ .‬ويتض من التقرير حتليالً وج يزاً ملا تتخ ذه ال دول من ت دابري تش ريعية وإدارية ملنع‬
‫ح االت انع دام اجلنس ية ل دى األطف ال‪ .‬ويتن اول أيض اً مس ألة اإلج راءات القانونية الواجبة يف‬
‫س ياق احلرم ان من احلرية ويُب دي مالحظ ات بش أن أمهية احلص ول على املس تندات اليت تُثبت‬
‫اجلنسية واإلجراءات ذات الصلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االحتاد الروسي‪ ،‬واألرجنتني‪ ،‬واإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وإندونيسيا‪ ،‬وأوروغواي‪ ،‬وإيران (مجهورية ‪-‬‬
‫اإلسالمية)‪ ،‬وبنن‪ ،‬وبوركينا فاسو‪ ،‬والبوسنة واهلرسك‪ ،‬وترينيداد وتوباغو‪ ،‬وتوغو‪ ،‬وتونس‪ ،‬واجلمهورية‬
‫العربية السورية‪ ،‬ومجهورية مولدوفا‪ ،‬والدامنرك‪ ،‬ورومانيا‪ ،‬وصربيا‪ ،‬وغابون‪ ،‬وغانا‪ ،‬وغرينادا‪ ،‬وغواتيماال‪،‬‬
‫وقطر‪ ،‬وكازاخستان‪ ،‬وكوستاريكا‪ ،‬وكولومبيا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬ومصر‪ ،‬واملغرب‪ ،‬واملكسيك‪ ،‬والنيجر‪ ،‬ونيجرييا‪،‬‬
‫وهنغاريا‪ ،‬والواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫سجل بامتنان عميق ما ورد من مسامهات ُأخذت بعني االعتبار يف جتميع هذا التقرير‪ .‬وإن أي إشارة إىل‬ ‫يُ ّ‬
‫ممارسة متّبعة ل دى إح دى ال دول هي إش ارة ت رد كمث ال توض يحي فقط وال تُعرّب عن حتليل ش امل ملمارسة‬
‫الدولة املعنية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الوثيقة ‪ ،A/HRC/13/34‬الفقرة ‪.23‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫ثانياً‪ -‬فقدان الجنسية أو الحرمان منها‬


‫‪ -3‬تنص القوانني احمللية يف مجيع الدول تقريباً على الظروف اليت ميكن للفرد يف ظلها أن‬
‫(‪)4‬‬
‫تخدمة ختتلف من دولة‬ ‫يفقد ص فته كم واطن من مواطين الدولة ‪ ،‬غري أن املص طلحات املس َ‬
‫ُ‬
‫إىل أخ رى‪ .‬ويف س ياق النهج الع ام املتّبع يف اتفاقية خفض ح االت انع دام اجلنس ية لع ام‬
‫‪ ،1961‬يُش ار إىل "الفق دان" يف ح االت الس قوط التلق ائي للجنس ية مبقتضى الق انون ودون‬
‫دخل الدول ة‪ ،‬يف حني يُش ار إىل "احلرم ان" يف إط ار اإلج راءات اإلدارية والقض ائية اليت‬
‫ت ّ‬
‫تتخذها الس لطات الوطنية املختصة مبوجب أحك ام ق انون اجلنس ية من أجل سحب اجلنس ية‪.‬‬
‫ورغم أن "الفق دان" و"احلرم ان" ينطوي ان على عملي تني منفص لتني‪ ،‬ف إن املص طلحني كليهما‬
‫يُفضي إىل نفس النتيجة‪ :‬ال يظل الشخص املعين مواطن اً من مواطين الدولة وإذا كان ال حيمل‬
‫جنسية دولة أخرى‪ ،‬فإنه يصبح عدمي اجلنسية‪ .‬وال ميكن دائم اً التمييز بني الفقدان واحلرمان‬
‫متييزاً واضحاً‪ ،‬ذلك أن السبب الذي قد يؤدي يف دولة ما إىل فقدان اجلنسية بصورة تلقائية‬
‫ميكن أن يش كل يف دولة أخ رى أساس اً ملنح اجله ات املختصة س لطة حرم ان ف رد ما من‬
‫جنس يته‪ .‬ويف بعض احلاالت‪ ،‬ميكن مبوجب الق انون احمللي اعتب ار س حب اجلنس ية ‪ -‬بس بب‬
‫االحتي ال‪ ،‬مثالً ‪ -‬ك إجراء إبط ال ال ك إجراء فق دان للجنس ية أو حرم ان منه ا‪ .‬وبغض النظر‬
‫املستخدمة أو التأويل القانوين يف القانون احمللي‪ ،‬فإن التدابري اليت تفضي إىل‬
‫َ‬ ‫عن املصطلحات‬
‫فق دان اجلنس ية أو‪ ‬احلرم ان منها ينبغي أن توصف ب ذلك وأن ختضع للقواعد واملع ايري الدولية‬
‫ذات الصلة‪.‬‬

‫ألف‪ -‬اعتبارات عامة تتعلق بفقدان الجنسية أو الحرمان منها‬


‫تدخل يف التمتع باجلنسية يؤثر تأثرياً كبرياً يف التمتع باحلقوق(‪ .)5‬لذا وجب‬
‫‪ -4‬إن أي ّ‬
‫أن يس تويف فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها ش روطاً معيّنة من أجل امتث ال الق انون ال دويل‪،‬‬
‫وحتدي داً مب دأ حظر احلرم ان التعس في من اجلنس ية‪ .‬ومن بني ه ذه الش روط‪ ،‬أن ختدم الت دابري‬
‫تدخالً‬
‫اليت تؤدي إىل فقدان اجلنسية أو احلرمان منها غرض اً شرعياً‪ ،‬وأن تكون أقل األدوات ّ‬
‫لتحقيق النتيجة املرجوة‪ ،‬وأن تتناسب مع املصلحة املزمع محايتها(‪ .)6‬ومىت أدى فقدان اجلنسية‬
‫‪4‬‬
‫جيوز أيضاً للشخص أن يبادر عن طواعية إىل فقدان جنسيته عن طريق التخلي‪ .‬غري أن هذه احلالة ال تدخل‬
‫يف نطاق احلرمان التعسفي من اجلنسية (انظر الوثيقة ‪ )A/HRC/13/34‬وهي غري مشمولة هبذا التقرير‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫فصل عن أثر احلرمان من اجلنسية يف التمتع حبقوق اإلنسان‪.‬‬
‫يرد يف الوثيقة ‪ A/HRC/19/43‬تقرير ُم ّ‬
‫‪6‬‬
‫الوثيقة ‪ ،A/HRC/13/34‬الفقرة ‪25‬؛ احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان‪ ،‬االلتماس رقم ‪،31414/96‬‬
‫كاراس يف وأف راد األس رة ضد فنلن دا‪ 12 ،‬ك انون الث اين‪/‬ين اير ‪1999‬؛ حمكمة الع دل التابعة لالحتاد‬
‫األورويب‪ ،‬القض ية رقم ‪ ،C-135/08‬رومتان ضد مقاطعة ب ايرن‪ 2 ،‬آذار‪/‬م ارس ‪ .2010‬يُتن اول مفه وم‬
‫"التعس ف" مبوجب الق انون ال دويل‪ ،‬يف س ياق احلرم ان من احلري ة‪ ،‬على س بيل املث ال‪ ،‬يف الوثيقة‬
‫‪ ،A/HRC/22/44‬الفقرة‪ ،61 ‬مبا يف ذلك اجتهادات اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان وحمكمة البلدان األمريكية‬
‫حلقوق اإلنسان‪ ،‬املشار إليها يف احلاشية ‪ 28‬من تلك الوثيقة‪.‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫أو احلرم ان منها إىل انع دام اجلنس ية‪ ،‬ف إن األثر على الف رد املعين يك ون ش ديداً بوجه خ اص‪.‬‬
‫وهلذا الس بب يُقيّد الق انون ال دويل تقيي داً ص ارماً الظ روف اليت ميكن يف ظلها اعتب ار ت دابري‬
‫فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها اليت تُفضي إىل انع دام اجلنس ية بوص فها ت دابري ختدم غرض اً‬
‫مشروعاً‪ .‬فاتفاقية خفض حاالت انعدام اجلنسية لعام ‪( 1961‬اتفاقية عام ‪ )1961‬واالتفاقية‬
‫األوروبية بش أن اجلنس ية لع ام ‪ 1997‬كالمها تس لم ب أن انع دام اجلنس ية ميكن أن ينتج يف‬
‫ح االت اس تثنائية عن فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها إذا ك ان الش خص املعين قد اكتسب‬
‫جنس يته عن طريق االحتي ال(‪ .)7‬وتضع اتفاقية ع ام ‪ 1961‬جمموعة من القواعد األساس ية اليت‬
‫حتظر فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها مىت ظل الف رد من دون جنس ية نتيجة ل ذلك‪ .‬وتتض من‬
‫اتفاقية عام ‪ 1961‬جمموعة مقيِّدة من الظروف اليت جُت يز االستثناء من هذه القواعد‪ ،‬فتحصر‬
‫يف جمموعة ضيقة الظروف اليت ميكن يف ظلها اعتبار تدابري فقدان اجلنسية أو احلرمان منها اليت‬
‫تفضي إىل انع دام اجلنس ية بوص فها ت دابري قد ختدم غرض اً مش روعاً(‪ .)8‬ومع ذل ك‪ ،‬فحىت يف‬
‫مثل هذه احلاالت‪ ،‬جيب أن يفي فقدان اجلنسية أو احلرمان منها مببدأ التناسب‪ .‬وينبغي أيض اً‬
‫أن تُقيَّم عواقب سحب اجلنسية تقييم اً دقيق اً يف ضوء خطورة السلوك أو اجلُرم الذي أفضى‬
‫إىل س حب اجلنس ية‪ .‬ونظ راً خلط ورة الع واقب اليت تنط وي عليها ح االت انع دام اجلنس ية‪ ،‬قد‬
‫يك ون من الص عب ت ربير فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها ال ذي يفضي إىل انع دام اجلنس ية‬
‫باالستناد إىل مبدأ التناسب(‪.)9‬‬
‫‪ -5‬ورغم االع رتاف الواسع النط اق ال ذي حيظى به احلق يف اجلنس ية كحق من حق وق‬
‫اإلنس ان األساس ية‪ ،‬واحلاجة إىل جتنُّب الت دابري التش ريعية واإلدارية اليت تفضي إىل انع دام‬
‫اجلنسية‪ ،‬فإن أطراً حمليةً كثرية ما زالت ال توفِّر جمموعة الضمانات الكاملة الكفيلة مبنع وقوع‬
‫حاالت انعدام اجلنسية‪ .‬ويُعزى ذلك يف معظم احلاالت إىل أن التشريع نفسه ال مييِّز بني احلالة‬
‫اليت س يظل فيها ش خص ما من دون جنس ية وأي حالة أخ رى من ح االت فق دان اجلنس ية‬
‫أو‪ ‬احلرم ان منه ا‪ .‬ومىت ت وافرت الض مانات التش ريعية‪ ،‬قد يص عب وض عها موضع التنفيذ‬
‫وال‪ ‬س يما فيما يتعلَّق بفهم معىن انع دام اجلنس ية أو حتديد ح االت انع دام اجلنس ية الناجتة عن‬
‫فقدان شخص ما جنسيته أو حرمانه منها‪ .‬ويف عام ‪ ،2012‬أصدرت مفوضية األمم املتحدة‬
‫لشؤون الالجئني مبادئ توجيهية بشأن تعريف عدمي اجلنسية(‪ )10‬ميكن أن تدعم جهود الدول‬

‫‪ 7‬اتفاقية عام ‪ 1961‬بشأن خفض حاالت انعدام اجلنسية‪ ،‬الفقرة ‪(2‬ب) من املادة ‪8‬؛ واالتفاقية األوروبية‬
‫بشأن اجلنسية لعام ‪ ،1997‬الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪.7‬‬
‫‪ 8‬اتفاقية عام ‪ ،1961‬الفقرتان ‪ 4‬و‪ 5‬من املادة ‪7‬؛ والفقرتان ‪ 2‬و‪ 3‬من املادة ‪.8‬‬
‫‪ 9‬حمكمة العدل التابعة لالحتاد األورويب‪ ،‬القضية رقم ‪ ،C-135/08‬رومتان ضد مقاطعة بايرن‪ 2 ،‬آذار‪/‬‬
‫مارس‪.2010 ‬‬
‫‪ 10‬مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬املبادئ التوجيهية بشأن انعدام اجلنسية رقم ‪ :1‬تعريف "عدمي‬
‫اجلنس ية" يف املادة ‪ )1(1‬من اتفاقية ع ام ‪ 1954‬املتعلِّقة بوضع األش خاص ع دميي اجلنس ية‪ 20 ،‬ش باط‪/‬‬
‫فرباير‪.HCR/GS/12/01 ،2012 ‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫الرامية إىل تفادي وقوع حاالت انعدام اجلنسية الناجتة عن فقدان اجلنسية أو احلرمان منها(‪.)11‬‬
‫ويف تش رين األول‪/‬أكت وبر ‪ ،2013‬ب دأت مفوض ية األمم املتح دة لش ؤون الالج ئني عملية‬
‫هتدف إىل زيادة توضيح املسائل احمليطة بتفادي وقوع حاالت انعدام اجلنسية يف سياق فقدان‬
‫اجلنس ية أو احلرم ان منه ا‪ .‬وعلى س بيل املث ال‪ ،‬اتفق اخلرباء ال دوليون على أن الدولة هي من‬
‫يقع عليها عبء إثب ات أن الف رد لن يص بح ع دمي اجلنس ية‪ ،‬وبالت ايل ميكن املضي يف إج راءات‬
‫الفق دان أو احلرم ان(‪ .)12‬وسيس اعد ه ذا التوجي ه‪ ،‬ح ال ص دوره‪ ،‬ال دول يف االض طالع‬
‫باس تعراض دقيق لسياس اهتا املتعلِّقة باجلنس ية ض ماناً لتنفيذ املع ايري الدولية من أجل تف ادي‬
‫وقوع حاالت انعدام اجلنسية‪.‬‬
‫‪ -6‬ومىت ت وافرت ض مانات ملنع فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها ال ذي يفضي إىل انع دام‬
‫اجلنس ية‪ ،‬يك ون األف راد مزدوجو اجلنس ية أو متع ددو اجلنس ية أك ثر عرض ًة لفق دان اجلنس ية‬
‫أو‪ ‬احلرمان منها مقارنةً باألفراد الذين حيملون جنسيةً واحدة‪ .‬وقد يرى البعض أن هذه احلالة‬
‫تعكس شكالً من أشكال الالمساواة بني املواطنني‪ .‬غري أنه يتعني تقييم حالة الالمساواة هذه‬
‫يف ضوء األثر الشديد حلالة انعدام اجلنسية من حيث التمتُّع حبقوق اإلنسان وحقيقة أن تفادي‬
‫وقوع حاالت انعدام اجلنسية مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدويل‪ ،‬يف حني ال توجد قاعدة‬
‫دولية واض حة فيما يتعلَّق ب احلق يف اجلنس ية املزدوجة(‪ .)13‬ومن االجتاه ات األخ رى اليت ميكن‬
‫مالحظتها يف الق وانني احمللي ة‪ ،‬التمي يز بني املواط نني حبكم ال والدة واملواط نني حبكم التج نيس‪.‬‬
‫وغالباً ما تكون أوضاع األفراد الذين حيصلون على اجلنسية عن طريق التجنيس أقل استقراراً‬
‫من أوضاع األشخاص الذين حيصلون على اجلنسية حبكم الوالدة أو بطريقة أخرى(‪ .)14‬وعلى‬
‫يشكل االحتيال والغياب عن إقليم الدولة وارتكاب جرائم‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬ففي حاالت كثرية ِّ‬
‫عادية سبباً من أسباب فقدان اجلنسية أو احلرمان منها فقط إذا كان الشخص قد حصل على‬
‫جنس يته عن طريق التجنّس‪ .‬وميكن أن يثري ه ذا الش كل من الالمس اواة بني املواط نني ش واغل‬

‫‪ 11‬لالطالع على مثال يبني كيف ميكن للمبادئ التوجيهية الصادرة عن مفوضية األمم املتحدة لشؤون‬
‫الالجئني أن تس اعد الدول يف ض مان تف ادي وق وع ح االت انع دام اجلنسية‪ ،‬انظر احملكمة العليا يف اململكة‬
‫املتح دة‪ ،‬القض ية رقم [‪ ،UKSC 62 ]2013‬وزير الداخلية (املس تأنف) ضد اجلده (املس تأنف علي ه)‪9 ،‬‬
‫تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪ 12‬اجتماع اخلرباء الذي نظمته مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني بشأن تفسري املواد ‪ 5‬إىل ‪ 9‬من اتفاقية‬
‫ع ام ‪ 1961‬بش أن خفض ح االت انع دام اجلنس ية ومنع وق وع ح االت انع دام اجلنس ية كنتيجة لفق دان‬
‫اجلنسية واحلرمان منها‪ ،‬تونس‪ 31 ،‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ 1 -‬تشرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪ ،2013‬مبا يف ذلك‬
‫تتضمن معلومات أساسية من إعداد ر‪ .‬دي غروت‪ .‬وهذا املوقف تدعمه اجتهادات حماكم‬ ‫نش ر َّ‬ ‫ورقة مل‪ ‬تُ َ‬
‫مثل احملكمة العليا يف هولندا واحملكمة العليا يف اململكة املتحدة‪.‬‬
‫‪ 13‬احملكمة الدائمة للتحكيم‪ ،‬اللجنة املعنية بالدعاوى اخلاصة بإريرتيا وإثيوبيا‪ ،‬قرار جزئي‪ ،‬دعاوى مدنية‪،‬‬
‫ال دعاوى املرفوعة من إريرتيا رقم ‪ 15‬و‪ 16‬و‪ 23‬ومن ‪ 27‬إىل ‪ ،32‬بني دولة إريرتيا ومجهورية إثيوبيا‬
‫الدميقراطية االحتادية‪ 17 ،‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪.2004‬‬
‫‪ 14‬انظر أيضاً الوثيقة ‪.A/HRC/10/34‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫يف إط ار الق انون ال دويل(‪ .)15‬غري أن الت دابري املؤقتة اليت تتّخ ذها ال دول لتقييد ح االت فق دان‬
‫اجلنسية أو احلرمان منها بالنسبة إىل األشخاص الذين حيصلون عليها عن طريق التجنَس‪ ،‬هي‬
‫التعرض املتزايد للمواطنني املتجنِّسني إلجراءات فقدان اجلنسية أو احلرمان منها‪.‬‬‫حتد من ُّ‬ ‫تدابري ُّ‬

‫باء‪ -‬أسباب فقدان الجنسية أو الحرمان منها‬


‫‪ -7‬تع ِّرف حمكمة الع دل الدولية اجلنس ية على أهنا رابط ق انوين يق وم على "ش عور‬
‫( )‬
‫باالنتس اب االجتم اعي وترابط وثيق بني الوج دان واملص احل واملش اعر" ‪ . 16‬وبن اءً علي ه‪ ،‬تعرِّب‬
‫اجلنس ية عن ارتب اط وثي ق‪ ،‬ولكنها تض في أيض اً الص بغة الرمسية على رابطة ال والء(‪ .)17‬ومىت‬
‫ؤدي إىل زوال اجلنس ية‪.‬‬ ‫غ اب رابط ال والء ه ذا أو ض عف أو انفص م‪ ،‬ف إن ذلك ميكن أن ي ِّ‬
‫وخيتلف عدد ونطاق أسباب زوال اجلنسية اختالفاً كبرياً من دولة إىل أخرى‪.‬‬
‫االكتساب الطوعي جلنسية أخرى‬
‫‪ -8‬ال حتمي املادة ‪ 15‬من اإلعالن الع املي حلق وق اإلنس ان حق الف رد يف التمتُّع جبنس ية‬
‫فحسب‪ ،‬وإمنا حتمي أيض اً حق الفرد يف تغيري جنسيته‪ .‬ومثة ظروف عديدة‪ ،‬من قبيل اإلقامة‬
‫خ ارج بلد اجلنس ية ملدة طويلة أو ال زواج من ش خص أجن يب‪ ،‬قد تولِّد رغب ةً يف تغيري اجلنس ية‬
‫وت تيح فرص ةً للقي ام ب ذلك‪ ،‬وهو ما حيصل يف معظم األحي ان عن طريق التجنُّس الط وعي‪.‬‬
‫تنص الق وانني املتعلِّقة باجلنس ية على الفق دان اآليل للجنس ية‬
‫ولتف ادي ازدواج اجلنس ية‪ ،‬قد ُّ‬
‫(‪)18‬‬
‫أو‪ ‬على إمكانية احلرمان منها يف حالة االكتساب الطوعي جلنسية أخرى ‪ .‬وال يثري ذلك‪،‬‬
‫من حيث املبدأ‪ ،‬شواغل مبوجب القانون الدويل(‪ .)19‬ذلك أنه يُتوقَّع أالّ تفضي هذه املمارسة‬
‫ينص على ضمانات كافية‬ ‫إىل وقوع حالة من حاالت انعدام اجلنسية إذا كان قانون اجلنسية ُّ‬
‫وإذا مورست العناية الواجبة من ج انب الدولة املعنية ب إجراء س حب اجلنس ية للتحقُّق من أن‬
‫الف رد املعين قد حصل فعالً على جنس ية جدي دة‪ .‬زد على ذلك أن ه ذه املمارسة ال تع ِّرض‬
‫الش خص املعين ألي تغيري ال ميكن توقعه فيما يتعلَّق بوض عه الق انوين(‪ ،)20‬ألن اإلج راء ي أيت‬
‫كاستجابة الكتساب الفرد الطوعي جلنسية جديدة‪.‬‬

‫‪ 15‬االتفاقية األوروبية بشأن اجلنسية‪ ،‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ .5‬انظر أيضاً االختالف امللحوظ بني نسخة عام‬
‫‪( 1994‬املادة ‪ )24‬ونسخة عام ‪( 2004‬املادة ‪ )29‬فيما يتعلَّق بالصيغة املعتمدة حلظر احلرمان ُّ‬
‫التعس في من‬
‫تنص على محاية املواطنني من إسقاط‬‫اجلنسية الوارد يف امليثاق العريب حلقوق اإلنسان‪ .‬فنسخة عام ‪ُّ 1994‬‬
‫جنسيتهم األصلية عنهم بشكل تعسفي‪ ،‬يف حني أن نسخة عام ‪ 2004‬حتظر إسقاط اجلنسية بشكل تعسفي‪.‬‬
‫‪ 16‬حمكمة العدل الدولية‪ ،‬قضية نوتبوم (ليختنشتاين ضد غواتيماال)‪ 6 ،‬نيسان‪/‬أبريل ‪.1955‬‬
‫‪ 17‬حمكمة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان‪ ،‬فتوى بشأن التعديالت املقرتحة على احلكم املتعلِّق بالتجنيس‬
‫الوارد يف دستور كوستاريكا‪ OC-4/84، 19 ،‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪.1984‬‬
‫‪ 18‬ورقات مقدَّمة من قطر وكازاخستان واملكسيك‪.‬‬
‫‪ 19‬انظر‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬االتفاقية األوروبية بشأن اجلنسية‪ ،‬الفقرة ‪(1‬أ) من املادة ‪7‬؛ وأيضاً السوابق الدولية‬
‫يف احلاشية ‪ 13‬أعاله‪.‬‬
‫"التعسف" يشمل‬
‫ُّ‬ ‫‪ 20‬انظر‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬مسامهة مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني اليت جاء فيها أن‬
‫عناصر "عدم املالءمة والظلم وعدم القدرة على التنبؤ" (الوثيقة ‪ ،A/HRC/10/34‬الفقرة ‪.)49‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫‪ -9‬هن اك قب ول متزايد بني ال دول ملش روعية اجلنس ية املزدوج ة‪ ،‬ذلك أن ق وانني اجلنس ية‬
‫أص بحت تتسم بق در أكرب من التس امح إزاء الرعايا ال ذين يكتس بون جنس ية جدي دة عن‬
‫طواعية(‪ .)21‬ومع ذل ك‪ ،‬ال ت زال اجلنس ية املزدوجة تش ِّكل س بباً من األس باب املألوفة لفق دان‬
‫نص ت ق وانني ال دول على أن اكتس اب أحد مواطين الدولة‬ ‫اجلنس ية أو احلرم ان منه ا‪ .‬ومىت َ‬
‫يشكل سبباً من أسباب فقدان جنسية تلك الدولة أو احلرمان منها‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫جنسية أخرى ِّ‬
‫قد يُثري قض ايا تتعلق ب اليقني الق انوين وبتواصل احلق وق‪ .‬ففي بعض احلاالت‪ ،‬ميكن أن مُت نَح‬
‫جنسية جديدة لفرد ما دون موافقته أو دون علمه(‪ ،)22‬وميكن أن يصبح بالتايل أجنبي اً يف بلد‬
‫جنسيته األصلية‪ ،‬وهو ما يؤثر بدرجة كبرية يف متتعه املتواصل حبقوقه املدنية والسياسية‪ ،‬فضالً‬
‫عن حقوقه االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫االحتيال‬
‫‪ -10‬إذا اكتسب ش خص ما اجلنس ية عن طريق تزوير املعلوم ات أو تزييفها أو عن‬
‫طريق حتريف الوق ائع‪ ،‬ميكن لل دول أن تتخذ إج راءً يُفضي إىل فق دان الش خص جلنس يته‬
‫أو‪ ‬حرمانه منها كعقوبة على س وء س لوكه يف إط ار إج راءات اكتس اب اجلنس ية‬
‫أو‪ ‬كاس تجابة من ج انب اإلدارة لق رار إس ناد اجلنس ية خط ًأ بعد التحقق من أن الش روط‬
‫املطلوبة مل تستوف إطالقاً‪ .‬ويعترب االحتيال سبباً شرعياً لفقدان اجلنسية أو احلرمان منها‬
‫من وجهة نظر الق انون ال دويل ال ذي يع رتف ب أن ال دول خُم َّو ل ة‪ ،‬يف ظ روف اس تثنائية‪،‬‬
‫ممارسة ه ذه الس لطة حىت لو ظل الش خص املعين ع دمي اجلنس ية نتيج ةً ل ذلك(‪ .)23‬غري أن‬
‫ب فعل االحتي ال أو حتريف‬ ‫فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها ال ميكن ت ربيره إال إذا ارت ِ‬
‫ُك‬
‫َ‬
‫الوق ائع ألغ راض اكتس اب اجلنس ية وش َّك ل ع امالً أساس ياً أدى إىل اكتس اهبا(‪ .)24‬وكلما‬
‫تعلَّق األمر بق رار حبرم ان ش خص ما من اجلنس ية‪ ،‬جيب على ال دول أن تنظر بعناية يف‬
‫م دى اس تيفاء ش رط التناس ب‪ ،‬وخباصة عن دما يُفضي الق رار إىل وق وع حالة من ح االت‬
‫انع دام اجلنس ية‪ .‬وينبغي تق ييم طبيعة أو خط ورة االحتي ال أو‪ ‬التحريف يف ض وء ع واقب‬
‫التجريد من اجلنسية(‪ .)25‬ويف هذا الس ياق‪ ،‬جيب أن تؤخذ يف ‪ ‬احلسبان اعتبارات من قَبيل‬
‫ارتباط ات الش خص بالدول ة‪ ،‬مبا يف ذلك ط ول الف رتة الزمنية اليت تفصل بني اكتس اب‬
‫اجلنسية واكتشاف فعل االحتيال‪.‬‬

‫‪ 21‬الوثيقة ‪.A/CN.4/594‬‬
‫‪ 22‬مثالً‪ ،‬يف أعقاب خالفة الدول أو عندما يفضي الزواج أو التبين إىل منح اجلنسية بصفة تلقائية‪.‬‬
‫‪ 23‬اتفاقية عام ‪ ،1961‬الفقرة ‪(2‬ب) من املادة ‪8‬؛ االتفاقية األوروبية بشأن اجلنسية‪ ،‬الفقرة ‪(1‬ب) من‬
‫املادة ‪.7‬‬
‫‪ 24‬اجتماع اخلرباء الذي نظمته مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬انظر احلاشية ‪ 12‬أعاله؛ ورقة مقدَّمة‬
‫من الدامنرك‪.‬‬
‫‪ 25‬انظر احلاشية ‪ 9‬أعاله‪.‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫ِّ‬
‫ويشكل االحتيال‪ ،‬فيما يبدو‪ ،‬السبب األكثر شيوعاً لفقدان اجلنسية أو احلرمان منها‬ ‫‪-11‬‬
‫يف التشريعات احمللية للدول‪ .‬ومعظم قوانني اجلنسية اليت تنص على احلرمان من اجلنسية بسبب‬
‫الحظ‬
‫االحتيال‪ ،‬جُت يز هذا اإلجراء حىت لو أدى ذلك إىل حالة من حاالت انعدام اجلنسية‪ .‬ويُ َ‬
‫يف ه ذا الس ياق غي اب الض مانات التش ريعية اليت ميكن أن حتول دون وق وع ح االت انع دام‬
‫اجلنسية واليت غالباً ما تكون متاحة فيما يتعلق باألسباب األخرى لفقدان اجلنسية أو‪ ‬احلرمان‬
‫منها(‪ .)26‬ومع ذل ك‪ ،‬أق َّرت دول عدي دة ممارس ات جي دة‪ ،‬من ذلك أن ال دول قد ح دَّدت‬
‫بشكل صريح الفرتة اليت تعقب اكتساب اجلنسية واليت ميكن يف غضوهنا سحب اجلنسية إذا‬
‫ثبت فعل االحتيال أو حتريف الوقائع‪.‬‬
‫األفعال اليت قد تُ ِ‬
‫لحق أذى خطرياً باملصاحل احليوية للدولة‬
‫أخل بواجب‬‫‪ -12‬إن َمن ارتكب أفع االً تُلحق أذى خطرياً باملص احل احليوية للدول ة‪ ،‬فقد َّ‬
‫ال والء لتلك الدولة ال ذي ينبع من اجلنس ية‪ .‬وبن اءً علي ه‪ ،‬ميكن لل دول أن تتخذ إج راءً يُفضي‬
‫إىل احلرمان من اجلنسية‪ ،‬سواء يف شكل عقوبة أو على سبيل االستجابة لفعل أدى يف الظاهر‬
‫إىل انفص ام رابط ال والء‪ .‬ويُش ار إىل أن االتفاقية األوروبية بش أن اجلنس ية حتظر احلرم ان من‬
‫اجلنس ية هلذا الس بب إذا أفضى ذلك إىل وق وع حالة من ح االت انع دام اجلنس ية‪ .‬وحسب‬
‫اتفاقية ع ام ‪ ،1961‬جيوز لل دول املتعاق دة أن حتتفظ حبقها يف جتريد األش خاص من اجلنس ية‬
‫هلذا السبب حىت لو أفضى ذلك إىل وقوع حالة من حاالت انعدام اجلنسية‪ ،‬ولكن شريطة أن‬
‫يكون هذا السبب من األسباب اليت ينص عليها التشريع الوطين لدى انضمام الدولة الطرف‬
‫إىل االتفاقية وأن تك ون الدولة املتعاق دة قد ق امت ب إعالن للغ رض‪ .‬غري أن غالبية كب رية من‬
‫ال دول األط راف يف اتفاقية ع ام ‪ 1961‬مل تلجأ إىل ه ذا اخلي ار وال جُت ِّرد األش خاص من‬
‫اجلنسية هلذا السبب إذا كان هذا اإلجراء سيؤدي إىل وقوع حالة من حاالت انعدام اجلنسية‪.‬‬
‫وأي اس تثناء من القاع دة العامة اليت مفادها أنه جيب تف ادي وق وع ح االت انع دام اجلنس ية‪،‬‬
‫فسر تفسرياً ضيقاً(‪.)27‬‬
‫ينبغي أن يُ َّ‬
‫‪ -13‬وتنص تش ريعات العديد من ال دول على احلرم ان من اجلنس ية كاس تجابة ألفع ال‬
‫تُلحق أذى خط رياً باملص احل احليوية للدولة وذلك يف كثري من األحي ان يف غي اب‬
‫أي‪ ‬ض مانات ت وفِّر احلماية من انع دام اجلنس ية‪ .‬وختتلف ص ياغة ه ذا الس بب ال ذي ميكن‬
‫أن‪ ‬يُفضي إىل احلرم ان من اجلنس ية اختالف اً كب رياً حسب الق وانني احمللي ة‪ .‬وعلى س بيل‬
‫املث ال‪ ،‬يش رتط بعض ه ذه الق وانني أن يُدان الش خص بارتك اب جرمية أو خمالفة تش ِّك ل‬
‫‪26‬‬
‫قارن أجراه مرصد االحتاد األورويب للدميقراطية ‪ -‬ويشمل التحليل مقارنة بني الضمانات اليت توفِّر‬ ‫حتليل ُم َ‬
‫احلماية من انعدام اجلنسية لدى ‪ 36‬بلداً أوروبي اً يف حالة اكتساب اجلنسية باالحتيال (األسلوب "‪)"S13‬‬
‫والض مانات األخ رى اليت ت وفِّر احلماية من فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها ألس باب أخ رى غري االحتي ال‪،‬‬
‫متاح على الرابط التايل‪.http://eudo-citizenship.eu/databases/protection-against-statelessness :‬‬
‫‪ 27‬انظر‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬االعرتاضات املقدَّمة من دول أخرى ضد اإلعالن الذي قامت به تونس‪ ،‬وهو‬
‫إعالن اعتربت الدول املعرتضة أنه خيرج عن نطاق الشروط احملدَّدة لالستثناء املسموح به‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫هتدي داً ألمن الدول ة‪ ،‬يف حني جُت يز تش ريعات أخ رى س حب اجلنس ية إذا ت بني أن ه ذا‬
‫اإلج راء خيدم املص لحة العامة أو ميكن أن حيقق منفعة عامة أو إذا ك انت تُربره اعتب ارات‬
‫تتعلق ب األمن الق ومي(‪.)28‬واس تجابة للش واغل املتزاي دة بش أن اإلره اب‪ ،‬ق امت دول ع دة‬
‫بتوس يع نط اق س لطات احلرم ان من اجلنس ية لتش مل اجلرائم اليت تتعلق باملص لحة العام ة‪،‬‬
‫أو‪ ‬هي استفادت استفادةً أكرب من السلطات القائمة(‪ .)29‬وخيتلف هامش السلطة التقديرية‬
‫اليت متارسها سلطات الدولة يف تفسري الق انون ومدى استعدادها الختاذ تدابري تفضي إىل‬
‫حرم ان األف راد من جنس يتهم ب اختالف ال دول‪ .‬ففي بعض احلاالت‪ ،‬تتمتع الس لطات‬
‫الوطنية بسلطة تقديرية واسعة لتحديد احلاالت اليت جيوز فيها حرمان فرد ما من اجلنسية‪.‬‬
‫وتنطوي هذه احلاالت على خطر عدم احرتام املعايري الدولية اليت حتظر احلرمان التعسفي‬
‫من اجلنسية‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬جُي يز بعض قوانني اجلنسية صراحةً احلرمان من اجلنس ية يف‬
‫حالة "اإلخالل ب واجب ال والء"(‪ )30‬وجيب على ال دول أن تتجنب تط بيق مثل ه ذه‬
‫األحك ام على حنو يُفضي إىل خ رق القواعد واملع ايري األخ رى حلق وق اإلنس ان‪ ،‬من قَبيل‬
‫حرية التعبري(‪.)31‬‬

‫أداء خدمات حلكومة أو قوة عسكرية أجنبية‬


‫‪ -14‬إن أداء خ دمات حلكومة أو ق وة عس كرية أجنبية يُعد عموم اً س بباً من األس باب‬
‫املش روعة للحرم ان من اجلنس ية‪ُ ،‬رغم القي ود املفروضة يف مثل ه ذه احلال ة‪ ،‬ال س يما عن دما‬
‫يفضي اإلج راء إىل انع دام اجلنس ية‪ .‬وال‪ ‬جُت يز االتفاقية األوروبية بش أن اجلنس ية احلرم ان من‬
‫اجلنس ية على ه ذا األس اس إذا ت بني أن اإلج راء س يؤدي إىل انع دام اجلنس ية‪ .‬أما اتفاقية‬
‫ع ام‪ ،1961 ‬فتنص على أنه جيوز لل دول أن تعلن‪ ،‬عند انض مامها‪ ،‬أهنا س تُبقي يف قوانينها‬

‫‪ 28‬ورقات مقدَّمة من جهات منها قطر ومولدوفا ومنظمة تقدمي املعونة لالجئني‪ ،‬بشأن اإلطار التشريعي‬
‫للمملكة املتحدة‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫شرح لتوسيع سلطات التجريد من‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬يرد يف الورقة املقدَّمة من منظمة تقدمي املعونة لالجئني ٌ‬
‫اجلنسية يف اململكة املتحدة (رغم أن الورقة تشري أيضاً إىل أن الضمانات اليت توفِّر احلماية من وقوع حاالت‬
‫أدخل املغ رب تع ديالت على تش ريعه إلدراج حكم ينص ص راحةً‬ ‫انع دام اجلنس ية ظلت دون تغي ري)‪ .‬وقد َ‬
‫على العمل اإلره ايب كس بب منفصل من أس باب احلرم ان من اجلنس ية‪ ،‬انظر مرصد االحتاد األورويب‬
‫للدميقراطية (د‪ .‬برين)‪ ،‬تقرير قطري‪ :‬املغرب‪ ،‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫‪ 30‬التشديد ُمضاف‪ .‬انظر على سبيل املثال‪ ،‬الورقتني املقدمتني من غرينادا ونيجرييا‪.‬‬
‫‪ 31‬يف سياق الربيع العريب‪ ،‬نشأ عدد من احلاالت احملدَّدة اليت احتجت فيها الدول بالسلطة اليت ختوهلا حرمان‬
‫فرد ما من اجلنسية استجابةً لتهديد أمين ُمفرَت ض‪ .‬وقد انتقدت منظمات حقوق اإلنسان هذا املوقف معتَ رب ًة‬
‫أنه ميثل استخداماً غري مشروع هلذه السلطة‪ .‬انظر على سبيل املثال الرد الوارد من منظمة هيومن رايتس ووتش‬
‫ومنظمة العفو الدولية خبص وص قض ايا تتعلق باحلرم ان من اجلنس ية نش أت يف كل من اإلم ارات العربية املتح دة‬
‫والبحرين يف عام ‪ ،2012‬متاح على الرابط التايل‪http://www.amnesty.org/en/region/uae/report-2012; :‬‬
‫;‪http://www.hrw.org/news/2012/11/08/bahrain-don-t-arbitrarily-revoke-citizenship‬‬
‫‪http://www.amnesty.org/en/news/bahraini-opposition-figures-stripped-nationality-frightening-‬‬
‫‪.development-2012-11-07‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫على الس بب الت ايل ال ذي خيضع لتفسري ض يق كأحد األس باب للحرم ان من اجلنس ية حىت لو‬
‫أفضى ذلك إىل انعدام اجلنسية‪ :‬قيام الشخص "خالفاً حلظر صريح من جانب الدولة املتعاقدة‬
‫ب أداء أو مواص لة أداء خ دمات لدولة أخ رى أو بقب ول أو مواص لة قب ول رواتب منه ا"(‪.)32‬‬
‫وجيب تفسري ه ذا احلكم تفس رياً ض يقاً على غ رار االس تثناءات األخ رى اليت جُت يز فيها اتفاقية‬
‫ع ام‪ 1961 ‬بق اء ش خص من دون جنس ية‪ .‬وجيب أن يتخذ "احلظر الص ريح" ش كل إخط ار‬
‫فردي يوجه إىل الشخص املعين وال‪ ‬يكفي أن ينص القانون بعبارات عامة على حظر أداء مثل‬
‫تلك اخلدمات‪.‬‬
‫‪ -15‬وختتلف ص ياغة احلكم ذي الص لة ب اختالف الق وانني الوطني ة‪ .‬وبعض ال دول خيت ار‬
‫ص ياغة تُض يِّق من نط اق احلكم‪ ،‬ك أن حتص ره يف تق دمي ال دعم إىل دولة "ع دو"‪ .‬وجُت يز دول‬
‫كثرية احلرمان من اجلنسية حىت لو أدى ذلك إىل انعدام اجلنسية‪ .‬وتنص القوانني يف عدد من‬
‫البلدان األخرى على أن يوجه أوالً "حتذير" إىل الفرد املعين وأن ال‪ ‬حُي رم الشخص من جنسيته‬
‫إال إذا جتاهل طلب اً ص رحياً بوقف أداء خ دمات إىل دولة أجنبي ة‪ .‬ومُي ثل ه ذا النهج ض مانة‬
‫ج ديرة بالثن اء ألنه يكفل إمكانية التوقع ب اإلجراء ال ذي س تتخذه الدولة ويعطي للش خص‬
‫املعين فرصة لتغيري س لوكه ليجنب نفسه الع واقب القانونية الش ديدة ملثل ه ذا اإلج راء‪ ،‬فض الً‬
‫عن أن هذا النهج يتفق مع أحكام اتفاقية عام‪.)33(1961 ‬‬

‫تغري احلالة املدنية‬


‫‪ -16‬ينص القانون الدويل على أن جنسية املرأة ينبغي أال تتأثر بصورة آلية كنتيجة للزواج‬
‫أو الطالق على حنو ما تنص عليه اتفاقية ع ام‪ 1957 ‬بش أن جنس ية املرأة املتزوجة وتؤك ده‬
‫الفق رة ‪ 1‬من املادة ‪ 9‬من اتفاقية القض اء على مجيع أش كال التمي يز ضد املرأة‪ .‬مث إن املادة ‪8‬‬
‫من اتفاقية حق وق الطفل أيض اً حتمي هوية الطف ل‪ ،‬مبا يف ذلك جنس يته‪ ،‬من أي ت دخل غري‬
‫مشروع ‪ -‬وهو حكم ميكن‪ ،‬إذا قُرء باالقرتان مع املادة‪( 3 ‬مصاحل الطفل الفضلى) واملادة ‪7‬‬
‫(احلق يف جنس ية) من االتفاقي ة‪ ،‬أن حيول دون فق دان طفل ما جلنس يته يف س ياق إج راءات‬
‫التبين أو االع رتاف بالنسب أو إثب ات النسب أو أية إج راءات أخ رى‪ .‬وتتض من اتفاقية‬
‫ع ام‪ 1961 ‬حكم اً ص رحياً ينص على أنه ال‪ ‬جيوز أب داً أن ي ؤدي ت رتيب فق دان اجلنس ية يف‬
‫سياق تغري يف احلالة املدنية للشخص إىل انعدام اجلنسية(‪.)34‬‬
‫‪ -17‬وتُبني التجربة أن جنسية رب األسرة الرجل غالب اً ما تكون حامسة بالنسبة إىل سائر‬
‫أفراد األسرة‪ :‬فاألطفال حيصلون على جنسية والدهم عند الوالدة‪ ،‬واملرأة حتصل على جنسية‬
‫زوجها عند ال زواج؛ ويف بعض احلاالت ميكن أن يفضي تغري يف احلالة املدنية إىل تغري آيل يف‬

‫‪ 32‬اتفاقية عام‪ ،1961 ‬الفقرة ‪(3‬أ)‘‪ ‘1‬من املادة ‪.8‬‬


‫‪ 33‬املرجع ذاته‪.‬‬
‫‪ 34‬اتفاقية عام‪ ،1961 ‬املادة ‪.5‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫اجلنس ية(‪ .)35‬غري أنه يف ظل التط ورات احلاص لة يف جمال الق انون ال دويل‪ ،‬على النحو املبني يف‬
‫الفقرة السابقة‪ ،‬يالحظ اليوم أن القوانني اليت تنص على فقدان اجلنسية أو احلرمان منها فقط‬
‫بس بب تغري يف احلالة املدنية أص بحت ن ادرة ج داً‪ .‬فقلة قليلة من ال دول أبلغت يف مس امهاهتا‬
‫املقدمة من أجل هذا التقرير عن مثل هذه األحكام يف قوانينها الوطنية(‪.)36‬‬

‫الغياب‬
‫‪ -18‬قد يعترب البعض أن غي اب م واطن عن بلد جنس يته لف رتة طويلة من ال زمن يض عف‬
‫االرتب اط الوثيق بالدولة وميكن أن يش كل س بباً من أس باب فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منه ا‪.‬‬
‫ورغم أن اتفاقية عام ‪ 1961‬تسلم بأن فقدان اجلنسية أو احلرمان منها بسبب الغياب ميكن‬
‫أن يفضي يف ظ روف اس تثنائية إىل انع دام اجلنس ية‪ ،‬فإهنا تضع جمموعة من املع ايري الص ارمة يف‬
‫حالة األش خاص ال ذين يكتس بون اجلنس ية عن طريق التجنُّس ويقض ون يف اخلارج م دة تزيد‬
‫على س بع س نوات دون أن يقوم وا ب إجراءات التس جيل ل دى س لطات الدولة خالل تلك‬
‫الف رتة‪ ،‬وك ذلك بالنس بة إىل األش خاص ال ذين حيص لون على اجلنس ية عن طريق النسب‬
‫واألش خاص ال ذين يول دون يف اخلارج إن هم مل‪ ‬يع ودوا لإلقامة يف إقليم الدولة وال‪ ‬يقوم ون‬
‫بتصريح لدى السلطات املختصة من أجل احتفاظهم جبنسية الدولة عند بلوغهم سن الرشد‪.‬‬
‫أما االتفاقية األوروبية بش أن اجلنس ية‪ ،‬فال‪ ‬تقبل الغي اب كس بب ش رعي لفق دان اجلنس ية‬
‫أو‪ ‬احلرم ان منها إذا ك ان ه ذا اإلج راء سيفضي إىل انع دام اجلنس ية‪ .‬إض افة إىل ذل ك‪ ،‬متنع‬
‫قواعد ومع ايري حق وق اإلنس ان املتعلقة ب احلق يف حرية التنقل ومحاية احلي اة األس رية فق دان‬
‫اجلنسية أو احلرمان منها بسبب الغياب عن إقليم الدولة‪.‬‬
‫‪ -19‬ويالحظ يف املمارسة أن إجراءات فقدان اجلنسية أو احلرمان منها بسبب الغياب عن‬
‫أرض ال وطن آخ ذة يف ال رتاجع وأن أقلية من ال دول ال‪ ‬ت زال تأخذ هبذا الس بب‪ .‬وتقتصر‬
‫احلاالت اليت يؤخذ فيها هبذا الس بب ع ادةً على املواط نني ال ذين اكتس بوا اجلنس ية عن طريق‬
‫التجنس أو عن طريق النسب عند والدهتم يف اخلارج(‪ .)37‬ويف رتض ع ادة أن يك ون الش خص‬
‫قد حصل‪ ،‬يف غضون ذلك‪ ،‬على جنسية بلد اإلقامة‪ ،‬غري أن دوالً عديدة تنص قوانينها على‬
‫فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها بس بب غي اب الش خص املعين عن إقليم الدولة ال ت وفر‬

‫‪ 35‬انظر الوثيقة ‪.A/HRC/23/23‬‬


‫‪ 36‬ال‪ ‬يزال هناك بعض األمثلة املعزولة على قوانني تنص على إبطال اجلنسية اليت تُكتسب عن طريق الزواج يف‬
‫حالة الطالق‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك قانون اجلنسية يف توغو وقانون اجلنسية يف النيجر‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫انظر‪ ،‬على سبيل املثال‪Bronwen Manby, Citizenship Law in Africa: A comparative study, Open Society ،‬‬
‫‪Institute, 2010, table 6: Criteria for loss of citizenship; EUDO Citizenship, Protection Against Statelessness‬‬
‫‪Database (Mode S08: residence abroad), available from http://eudo-citizenship.eu/databases/protection-against-‬‬
‫‪.statelessness?p=&application=modesProtectionStatelessness&search=1&modeby=idmode&idmode=S08‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫ضمانات تتيح التحقق من أن الشخص املعين قد حصل بالفعل على جنسية بلد اإلقامة وحتول‬
‫بالتايل دون بقائه من دون جنسية(‪.)38‬‬

‫اجلرائم اجلنائية اخلطرية‬


‫‪ -20‬ال‪ ‬جتيز االتفاقية األوروبية بش أن اجلنس ية وال‪ ‬اتفاقية ع ام‪ 1961 ‬لل دول أن حترم‬
‫شخص اً من اجلنس ية بس بب ارتكابه جرمية عادية(‪ .)39‬مث إن فق دان الش خص للجنس ية‬
‫أو‪ ‬حرمانه منها كعقوبة تلي ص دور عقوبة جنائية عادية حبق الش خص وتنض اف إليه ا‪ ،‬قد‬
‫يشكل انتهاكاً للمبدأ العام الذي يفيد بعدم جواز احملاكمة على ذات اجلرمية مرتني‪.‬‬
‫‪ -21‬ومع ذلك تنص الق وانني احمللية ل دى ع دد من ال دول على إمكانية فق دان الش خص‬
‫جلنسيته أو حرمانه منها بسبب ارتكابه جرمية جنائية خطرية‪ ،‬رغم أن االستناد إىل هذا السبب‬
‫أقل شيوعاً مقارن ًة باألسباب األخرى املبيَّنة أعاله‪ .‬وعاد ًة ما‪ ‬تنص املادة ذات الصلة على درجة‬
‫خط ورة اجلرمية اليت ميكن أن ت ؤدي إىل فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها عن طريق اإلش ارة إىل‬
‫نوع اجلرمية(‪ )40‬أو مدة عقوبة السجن(‪ )41‬احملكوم هبا أو اليت ميكن احلكم هبا يف حال ارتكاب‬
‫ه ذه اجلرمية‪ .‬ويش ار يف ه ذا الص دد إىل وج ود اجتاه حنو األخذ هبذا الس بب يف حالة املواط نني‬
‫املتجنسني دون سواهم‪ ،‬وغالب اً ما‪ ‬ينص القانون على فرتة زمنية حمددة تعقب تاريخ اكتساب‬
‫اجلنسية ال‪ ‬ميكن بعدها أن يفضي ارتكاب جرمية خطرية إىل فقدان اجلنسية أو‪ ‬احلرمان منها‪.‬‬

‫التمييز‬
‫‪ -22‬متاشياً مع املعايري الدولية ذات الصلة اليت حتظر احلرمان التعسفي من اجلنسية وحتظر‬
‫التمي يز ألي س بب من األس باب‪ ،‬ف إن قلة قليلة من الق وانني احمللية تنص على احلرم ان من‬
‫باب ك العرق أو ال دين أو ال رأي السياسي أو اإلعاق ة‪ .‬وحىت يف البل دان اليت‬‫اجلنس ية ألس ٍ‬
‫تتض من قوانينها مثل ه ذه األحك ام‪ ،‬ال يوجد أي دليل على اس تمرار االحتج اج يف الواقع‬
‫العملي بتلك األحك ام يف إط ار القض ايا الفردية(‪ .)42‬ومثة الي وم بل دان عدي دة تنص قوانينها‬
‫‪ 38‬خلصت الدراسة (مشروع منطقة الشرق األوسط ومشال أفريقيا) اليت أجنزهتا جامعة تيلبورغ بشأن اجلنسية‬
‫وح االت انع دام اجلنس ية يف الش رق األوسط ومشال أفريقيا (ستص در يف ع ام‪ )2014 ‬إىل أن ست دول يف‬
‫املنطقة تأخذ ب‍‪" ‬الغي اب" كس بب لفق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها يف قوانينها احمللية وال‪ ‬تش رتط يف ذلك‬
‫التحقق من أن الشخص املعين لن‪ ‬يصبح عدمي اجلنسية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬أدخلت إندونيسيا تعديالت على‬
‫قانوهنا يف عام‪ 2006 ‬إلدراج هذه الضمانة‪ ،‬انظر الورقة املقدمة من إندونيسيا‪.‬‬
‫‪ 39‬تشري االتفاقيتان إىل "تصرف على حنو يلحق أذى خطرياً باملصاحل احليوية للدولة" كسبب من أسباب‬
‫احلرمان من اجلنسية‪.‬‬
‫‪ 40‬الورقتان املقدمتان من بوركينا فاسو وغرينادا‪.‬‬
‫‪ 41‬الورقتان املقدمتان من اإلمارات العربية املتحدة والبوسنة واهلرسك‪.‬‬
‫‪ 42‬يرد عدد صغري من األمثلة على األحكام القانونية اليت تنطوي على إشكاليات يف ‪ ،Bronwen Manby‬قانون‬
‫اجلنسية يف أفريقيا‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،2010 ،‬ويف الدراسة اليت أجنزهتا جامعة تيلبورغ بشأن اجلنسية وحاالت‬
‫انعدام اجلنسية يف الشرق األوسط ومشال أفريقيا (ستصدر يف عام ‪.)2014‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫احمللية ص راحةً على حظر احلرم ان التعس في أو التمي يزي من اجلنس ية(‪ .)43‬ومع ذل ك‪ ،‬فقد‬
‫ُس جلت يف الس ابق ح االت حرم ان متي يزي من اجلنس ية دون وج ود أس اس تش ريعي واضح‬
‫تشريعي بصفة استثنائية‪ ،‬وهي حاالت أدت إىل معاناة واسعة‬ ‫ٌ‬ ‫أساس‬
‫أو‪ ‬استُحدث من أجلها ٌ‬
‫(‪)44‬‬
‫النط اق وإىل تزايد كبري يف ع دد ع دميي اجلنس ية ‪ .‬وال ي زال بعض ه ذه احلاالت دون حل‬
‫حىت اليوم ما أدى إىل استمرار حاالت انعدام اجلنسية عرب األجيال‪ ،‬حيث تأثر أطفال وأحفاد‬
‫األشخاص الذين ُحرموا من جنسيتهم يف األصل(‪ .)45‬ويُشار أيض اً إىل استمرار التقارير اليت‬
‫تتحدث عن ظهور حاالت جديدة للحرمان التمييزي من اجلنسية على نطاق واسع(‪.)46‬‬

‫جيم‪ -‬أثر فقدان الجنسية أو الحرمان منها‬


‫‪ -23‬إن فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها جيعل الش خص أجنبي اً بالنس بة إىل دولة جنس يته‬
‫السابقة‪ ،‬ما جيرده من احلقوق اليت كان يتمتع هبا كمواط ِن‪ .‬وميكن أن يؤدي ذلك إىل تراكم‬
‫انتهاك ات حق وق اإلنس ان اليت قد تك ون جس يمة بوجه خ اص إذا أفضى فق دان اجلنس ية‬
‫أو‪ ‬احلرم ان منها إىل انع دام اجلنس ية(‪ .)47‬ويق دم ه ذا الف رع حملة عامة عن ع ٍ‬
‫دد من القض ايا‬
‫األخرى املتصلة بأثر التجريد من اجلنسية وعواقبه‪.‬‬

‫تأثر املعالني‬
‫‪ -24‬يُقر الق انون ال دويل حبق املرأة املس تقل يف اجلنس ية(‪ )48‬وحيمي حق الطفل "يف احلف اظ‬
‫على هويته مبا يف ذلك جنس يته"(‪ .)49‬ل ذلك‪ ،‬إن امت داد أثر فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها‬
‫ليش مل ُمع ايل الش خص ‪ -‬زوجته أو أبن اؤه ‪ -‬يثري ع دداً من اإلش كاليات‪ .‬ورغم القاع دة‬
‫العامة ال واردة يف كال الص كني‪ ،‬واليت مفادها أن فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها ينبغي‬
‫أال‪ ‬يفضي إىل انع دام اجلنس ية‪ ،‬ف إن اتفاقية ع ام ‪( 1961‬املادة ‪ )6‬واالتفاقية األوروبية بش أن‬
‫اجلنسية (الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ )7‬تنصان صراحةً على حظر فقدان اجلنسية أو احلرمان منها يف‬

‫‪ 43‬ورقة مقدمة من االحتاد الروسي‪.‬‬


‫‪ 44‬مبا يف ذلك حاالت فردية ومجاعية تتعلق بالتجريد من اجلنسية يف أملانيا النازية خالل ثالثينيات وأربعينيات‬
‫القرن املاضي‪ ،‬وهي حاالت دفعت إىل إدراج احلق يف جنسية يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ 45‬انظر على سبيل املثال الورقة املقدمة من منظمة املساواة يف احلقوق بشأن حاالت انعدام اجلنسية يف ميامنار‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪UNHCR concerned by potential impact of Dominican court " ،‬‬
‫‪ ،"decision on persons of Haitian descent‬نشرة صحفية‪ 1 ،‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪2013‬؛ واليونيسيف‪،‬‬
‫"بي ان منس وب إىل اليونيس يف عن ق رار احملكمة الدس تورية بش أن األش خاص املنح درين من أصل ه اييت‬
‫املولودين يف اجلمهورية الدومينيكية‪ ،‬نشرة صحفية‪ 9 ،‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪ 47‬انظر الوثيقة ‪.A/HRC/19/43‬‬
‫‪ 48‬اتفاقية عام ‪ 1957‬بشأن جنسية املرأة املتزوجة‪ ،‬املادة ‪1‬؛ واتفاقية القضاء على مجيع أشكال التمييز ضد املرأة‪ ،‬املادة‬
‫‪.9‬‬
‫‪ 49‬اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬املادة ‪8‬؛ عهد حقوق الطفل يف اإلسالم‪ ،‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪.7‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫حالة املع الني إن ك ان ذلك سيُفضي إىل انع دام اجلنس ية‪ .‬ون ادراً ما ميتد أثر فق دان اجلنس ية‬
‫أو‪ ‬احلرم ان منها ليش مل املع الني‪ ،‬وخباصة زوجة أو زوج الش خص املعين بفق دان اجلنس ية‬
‫أو‪ ‬احلرمان منها(‪ .)50‬ويف معظم الدول‪ ،‬يُتخذ إجراء فقدان اجلنسية أو احلرمان منها حبق فرد‬
‫بعينه وال يشمل غريه وفقاً للمعايري الدولية املعاصرة‪.‬‬

‫مركز "الشخص عدمي اجلنسية"‬


‫‪ -25‬ال ي زال فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها يس بب وق وع ح االت انع دام اجلنس ية‪ .‬ويف‬
‫بعض احلاالت يك ون فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها خمالف اً للق انون ال دويل‪ .‬وأي ش ٍ‬
‫خص‬
‫يص بح ع دمي اجلنس ية على حنو ينتهك قاع دة من قواعد الق انون ال دويل جيب مع ذلك أن‬
‫يُع رتف به كش خص ع دمي اجلنس ية وفق اً للتعريف ال وارد يف الفق رة ‪ 1‬من املادة ‪ 1‬من اتفاقية‬
‫عام ‪ 1954‬بشأن وضع األشخاص عدميي اجلنسية‪ .‬وبناءً على ذلك يتمتع الشخص باحلماية‬
‫بوصفه شخصاً عدمي اجلنسية‪ .‬وهو ما يتماشى مع هدف اتفاقية عام ‪ 1954‬ومقصدها(‪.)51‬‬

‫الطرد‬
‫‪ -26‬تتمثل إحدى الوظائف الرمسية للجنسية حسب القانون الدويل يف أهنا متنح الشخص‬
‫ال ذي حيملها حق دخ ول الدولة اليت ينتمي إليها واإلقامة فيه ا‪ .‬ويف غي اب ه ذا االرتب اط‬
‫الق انوين‪ ،‬يُص بح الش خص املعين ‪ -‬بوص فة أجنبي اً ‪ -‬خاض عاً لق انون اهلج رة(‪ .)52‬وإن أي‬
‫م واطن حُي ول إىل أجنيب نتيجة فق دان جنس يته أو احلرم ان منها يُصبح ق ابالً للط رد من جانب‬
‫الدولة اليت كان حيمل جنسيتها حىت ذلك احلني(‪ .)53‬غري أن جلنة الق انون الدويل اقرتحت أنه‬
‫"ال جيوز لدولة أن جتعل أحد مواطنيها أجنبي اً عن طريق حرمانه من اجلنس ية لغ رض ط رده‬
‫فقط"(‪ .)54‬وت رى اللجنة املعنية حبق وق اإلنس ان يف تعليقها الع ام بش أن املادة ‪ 12‬من العهد‬
‫ال دويل اخلاص ب احلقوق املدنية والسياس ية أن اإلش ارة ال واردة يف املادة ‪ 12‬إىل حق الشخص‬
‫يف دخ ول "بل ده" أوسع نطاق اً من مفه وم "بلد جنس يته"(‪ .)55‬وبالنس بة إىل "مواطين بلد ما‬
‫جُردوا فيه من جنس يتهم ب إجراء يش كل انتهاك اً للق انون ال دويل"(‪ ،)56‬حيتفظ كل ش خص‬
‫ُس حبت منه اجلنس ية حبق دخ ول ذلك البلد واإلقامة فيه بوص فه "بل ده" مبوجب الق انون‬

‫‪ 50‬حتظر قوانني بعض الدول صراحةً امتداد أثر فقدان اجلنسية أو احلرمان منها ليشمل األزواج أو األطفال؛‬
‫وينبغي اعتبار هذا احلظر ممارسة جيدة‪ .‬انظر على سبيل املثال الورقة املقدمة من إندونيسيا‪.‬‬
‫‪ 51‬مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬مبادئ توجيهية بشأن انعدام اجلنسية رقم ‪ ،1‬الوثيقة‬
‫‪ ،HCR/GS/12/01‬الفقرة ‪.49‬‬
‫‪ 52‬اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ )1986(15‬بشأن وضع األجانب مبوجب العهد‪.‬‬
‫‪ 53‬الوثيقة ‪ ،A/CN.4/594‬الفقرة ‪.29‬‬
‫‪ 54‬التشديد مضاف‪ .‬انظر الوثيقة ‪ ،A/CN.4/L.797‬مشروع املادة ‪.9‬‬
‫‪ 55‬اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ )1999(27‬بشأن حرية التنقل‪ ،‬الفقرة ‪.20‬‬
‫‪ 56‬نفس املرجع أعاله‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫ال دويل‪ .‬وحيافظ الش خص أيض اً على حقه يف التمتع حبياته اخلاصة أو األس رية يف ذلك البل د‪،‬‬
‫ما ميكن أن يش كل عقبة أم ام ط رده(‪ .)57‬عالوة على ذل ك‪ ،‬ف إذا ما تُرك ش خص من دون‬
‫جنسية نتيجة فقدان اجلنسية أو احلرمان منها‪ ،‬جيوز أن يُطلب إىل الدولة أن متنحه حق اإلقامة‬
‫مبا يضمن له التمتع باحلقوق املكفولة لألشخاص عدميي اجلنسية مبوجب اتفاقية عام ‪1954‬‬
‫بشأن وضع األشخاص عدميي اجلنسية وقانون حقوق اإلنسان(‪.)58‬‬

‫ثالثاً‪ -‬اكتساب الجنسية من قِبَل طفل سيكون لوال ذلك عديم الجنسية‬
‫‪ -27‬ال جيب على ال دول أن متتثل القواعد واملع ايري الدولية يف س ياق حرم ان ش خص من‬
‫جنس يته فحس ب‪ ،‬بل إن الش روط واإلج راءات اليت تنظم مس ألة منح اجلنس ية ختضع أيض اً‬
‫ألحك ام الق انون ال دويل(‪ .)59‬ووفق اً حلق كل طفل يف اكتس اب جنس ية(‪ )60‬تتسم الت دابري‬
‫التشريعية واإلدارية املتصلة باكتساب اجلنسية من قِبَل طفل سيكون لوال ذلك عدمي اجلنسية‬
‫بأمهية خاصة‪.‬‬

‫ألف‪ -‬منح الجنسية لطفل مولود في بلد ما‪ ،‬سيكون لوال ذلك عديم الجنسية‬
‫‪ -28‬من الشروط األساسية إلعمال حق الطفل يف اكتساب جنسية‪ ،‬على النحو املنصوص‬
‫عليه يف املادة ‪ 7‬من اتفاقية حق وق الطف ل‪ ،‬ت وافر الض مانة اليت تس مح لألطف ال املول ودين يف‬
‫(‪)61‬‬
‫إقليم دولة ما باكتس اب جنس ية‪ ،‬وإال ظل وا ع دميي اجلنس ية ‪ .‬وت رد ه ذه الض مانة أيض اً‬
‫كواحدة من االلتزامات الصرحية املنصوص عليها يف اتفاقية عام ‪ 1961‬بشأن خفض حاالت‬
‫انع دام اجلنس ية وع دة معاه دات إقليمي ة‪ .‬وتُق ّر الق وانني يف بل دان عدي دة حالي اً ب احلق يف‬
‫اكتس اب اجلنس ية باالس تناد إىل مس قط ال رأس (حق اإلقليم) كض مانة حتول دون انع دام‬

‫‪ 57‬وهو حق حُي ظى باحلماية مبوجب أحكام منها على سبيل املثال املادة ‪ 17‬من العهد الدويل اخلاص باحلقوق‬
‫املدنية والسياسية‪ ،‬واملادة ‪ 8‬من االتفاقية األوروبية حلقوق اإلنسان‪ .‬انظر أيض اً اجتهادات احملكمة األوروبية‬
‫حلقوق اإلنسان بشأن طرد األجانب‪ ،‬واللجنة األفريقية حلقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬البالغ رقم ‪،97/93‬‬
‫موديزي ضد بوتسوانا‪.2000 ،‬‬
‫‪ 58‬انظر مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬املبادئ التوجيهية بشأن انعدام اجلنسية رقم ‪ :3‬وضع‬
‫األش خاص ع دميي اجلنس ية على املس توى الوط ين‪ 17 ،‬متوز‪/‬يوليه ‪ ،2012‬الوثيقة ‪،HCR/GS/12/03‬‬
‫الفقرة‪.28 ‬‬
‫‪ 59‬انظر‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬الوثيقة ‪ ،A/HRC/13/34‬الفقرة ‪23‬؛ واللجنة املعنية حبقوق اإلنسان‪ ،‬البالغ‬
‫رقم‪ ،1136/2002 ‬بورزوف ضد إستونيا‪ 26 ،‬متوز‪/‬يوليه ‪ ،2004‬الفقرة ‪.3-7‬‬
‫‪ 60‬انظر اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬املادة ‪7‬؛ والعهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية‪ ،‬املادة ‪.24‬‬
‫‪ 61‬ورقة مقدَّمة من منظمة اخلطة الدولية‪ .‬انظر أيضاً مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬املبادئ التوجيهية‬
‫بشأن انعدام اجلنسية رقم ‪ :4‬ضمان حق كل طفل يف اكتساب جنسية‪ 21 ،‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪،2012‬‬
‫الوثيقة ‪.HCR/GS/12/04‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫اجلنس ية ‪ -‬رغم أن النَ َس ب (حق ال دم) هو األس اس األك ثر شيوعاً ملنح اجلنس ية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫غالب اً ما ال تكفي ه ذه الض مانة ملنح اجلنس ية جلميع األطف ال املول ودين يف اإلقليم وال ذين‬
‫س يظلون ل وال ذلك من دون جنس ية‪ .‬وعلى س بيل املث ال‪ ،‬ينص بعض الق وانني على منح‬
‫اجلنس ية لألطف ال املول ودين يف اإلقليم لوال دين ع دميي اجلنس ية‪ ،‬لكنها ال تُق ُّر ب أن الطفل قد‬
‫يُرتك من دون جنس ية بس بب تن ازع ق وانني اجلنس ية حىت لو ك ان وال داه حيمالن جنس ية‪.‬‬ ‫َ‬
‫وتنص ق وانني بعض ال دول األخ رى على ش روط إض افية جيب اس تيفاؤها ملنح اجلنس ية لطفل‬
‫ك ان س يُ َرتك ل وال ذلك من دون جنس ية(‪ .)62‬وميكن أيض اً أن تط رح الظ روف احملدَّدة ل والدة‬
‫الطفل حتدياً أمام تنفيذ اللوائح القانونية الوطنية ذات الصلة ‪ -‬كأن يولَد الطفل المرأة أجنبية‬
‫ود َعة يف الس جن أو يف مركز لالحتج از قد تك ون غري مطَّلعة على اإلج راءات ذات الص لة‬ ‫ُم َ‬
‫(‪)63‬‬
‫اليت تك َفل لطفلها احلص ول على جنس ية أو غري ق ادرة على الوص ول إىل تلك اإلج راءات ‪.‬‬
‫أما مدى قدرة األطفال من الناحية العملية على احلصول على جنسية البلد الذي يولدون فيه‪،‬‬
‫وال ذين قد يب َق ون ل وال ذلك من دون جنس ية‪ ،‬فتلك مس ألة مل ختضع لدراسة كافية(‪.)64‬‬
‫وق دَّمت ثالث دول فقط معلوم ات إحص ائية تتعلق بتنفيذ ه ذه الض مانة يف حالة األطف ال‬
‫الذين يولدون يف إقليمها‪ ،‬والذين قد يُ َرتكون لوال ذلك من دون جنسية(‪ ،)65‬يف حني أشارت‬
‫معظم الدول يف ورقاهتا إىل أن مثل هذه البيانات غري متاحة‪.‬‬

‫باء‪ -‬منح الجنسية لطفل مولود ألحد مواطني الدولة في الخارج‪ ،‬سيكون لوال‬
‫ذلك عديم الجنسية‬
‫‪ -29‬وينص القانون الدويل على ضمانة ثانية وتكميلية تتمثَّل يف منح اجلنسية لطفل مولود‬
‫ألحد مواطين الدولة يف اخلارج‪ ،‬سيكون لوال ذلك عدمي اجلنسية(‪ .)66‬وينطبق ذلك يف البلدان‬
‫اليت تف رض قي وداً على منح اجلنس ية باالس تناد إىل حق الدم (النَ َس ب) بالنس بة إىل فئ ات حمددة‬
‫من األطف ال املول ودين يف اخلارج‪ .‬ومع ذل ك‪ ،‬جُت يز الي وم ق وانني دول عدي دة نقل اجلنس ية من‬
‫الوالد إىل الطفل بص رف النظر عن ظ روف ميالد ذلك الطف ل‪ .‬غري أن ما يزيد على ‪ 25‬بل داً‬
‫لديها ق وانني تُقيِّد حق املرأة يف نقل جنس يتها إىل أطفاهلا على قَ َدم املس اواة مع الرجل‪ ،‬وجتعل‬
‫االنتس اب إىل األب العنصر احملدِّد الوحيد ملنح اجلنس ية على أس اس حق ال دم(‪ .)67‬ويف ه ذا‬

‫‪ 62‬ورقة مقدمة من جلنة حقوق اإلنسان يف التفيا‪.‬‬


‫‪ 63‬ورقة مقدَّمة من مكتب كويكر لدى األمم املتحدة‪.‬‬
‫‪ 64‬ورقة مقدَّمة من برنامج انعدام اجلنسية التابع جلامعة تيلربغ‪.‬‬
‫‪ 65‬الورقات املقدَّمة من صربيا والدامنرك وهنغاريا‪.‬‬
‫‪ 66‬مبوجب اتفاقية عام ‪ ،1961‬وكأحد املبادئ النامجة عن معايري حقوق اإلنسان املتعلقة حبق الطفل يف جنسية‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫مفصلة هلذه املسألة يف الوثيقة ‪ .A/HRC/23/23‬انظر أيضاً مفوضية األمم املتحدة لشؤون‬ ‫ترد تغطية َّ‬
‫الالجئني‪Revised Background Note on Gender Equality, Nationality Laws and Statelessness ، 8 ،‬‬
‫آذار‪/‬مارس ‪.2013‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫الس ياق تتسم الض مانة املش ار إليها أعاله بأمهية كب رية رغم أهنا غري واردة يف ق وانني بل دان‬
‫عديدة أو هي ال تشمل مجيع األطفال الذين سيكونون لوال ذلك عدميي اجلنسية(‪ .)68‬وتتسم‬
‫ه ذه الض مانة باألمهية أيض اً يف البل دان اليت ال ت زال حتبذ َمنح اجلنس ية باالس تناد إىل مس قط‬
‫ال رأس(‪ .)69‬ومل ت رد يف الورق ات أية إحص اءات تتعلق بتنفيذ القواعد اليت تس مح باكتس اب‬
‫اجلنسية من قِبَل طفل يُولَد ألحد مواطين البلد يف اخلارج كان سيظل لوال ذلك عدمي اجلنسية‪.‬‬

‫جيم‪ -‬اللقطاء‬
‫‪ -30‬يك َفل الق انون ال دويل منذ عهد بعيد حق اللقط اء يف اكتس اب جنس ية(‪ .)70‬وه ذه‬
‫الض مانة اليت تك َفل تف ادي انع دام اجلنس ية بني األطف ال ش ائعة ج داً يف الق وانني احمللي ة‪ .‬ومن‬
‫االعتب ارات ذات األمهية فيما يتعلق بتف ادي انع دام اجلنس ية يف ص فوف اللقط اء‪ ،‬حتديد كيفية‬
‫اس تجابة ال دول يف ح ال مت التع ُّرف على وال دي الطفل يف وقت ت ٍال‪ .‬فبعض الق وانني احمللية‬
‫تنص يف مثل هذه احلالة على سحب اجلنسية اليت اكتسبها اللقيط يف السابق مبوجب القانون‬
‫احمللي(‪ .)71‬غري أنه وفق اً حلق الطفل يف جنس ية ولأله داف واملقاصد اليت ُوض عت من أجلها‬
‫املعايري الدولية ذات الصلة‪ ،‬ال ميكن فقدان اجلنسية اليت اكتسبها اللقطاء إال إذا تبنَّي أن الطفل‬
‫حيمل جنس ية دولة أخ رى(‪ .)72‬ومن املمارس ات اجلي دة أن تُدرج ال دول يف قوانينها املتعلقة‬
‫تال يتعلق بفقدان اجلنسية‬ ‫باجلنسية حكماً صرحياً ينص على توفري هذه احلماية من أي إجراء ٍ‬
‫إذا كان اإلجراء سيؤدي إىل انعدام اجلنسية(‪.)73‬‬

‫رابعاً‪ -‬اعتبارات تتعلق باحترام اإلجراءات الواجبة‬


‫التعس ف يف تط بيق الل وائح القانونية املتعلقة باجلنس ية ولتنفيذ‬
‫‪ -31‬ض ماناً لتف ادي ّ‬
‫الضمانات اليت حتول دون وقوع حاالت انعدام اجلنسية تنفيذاً فعاالً‪ ،‬ينبغي للدول أن تتأكد‬
‫من أن قوانينها تنص على املعايري اإلجرائية املناسبة‪ .‬وبوجه اخلصوص‪ ،‬ينبغي للقرارات املتعلقة‬

‫‪ 68‬ورقة مقدَّمة من برنامج انعدام اجلنسية التابع جلامعة تيلربغ‪.‬‬


‫‪ 69‬أساساً لدى دول عدة يف األمريكتني حيث يرتبط منح اجلنسية باالستناد إىل حق الدم (النَ َسب) بإقامة‬
‫الطفل يف البلد املعين‪.‬‬
‫‪ 70‬انظر اتفاقية الهاي لعام ‪ 1930‬املتعلقة ببعض املسائل املتصلة بتنازع قوانني اجلنسية؛ واتفاقية عام ‪1961‬‬
‫بشأن خفض حاالت انعدام اجلنسية؛ وعهد حقوق الطفل يف اإلسالم لعام ‪.2005‬‬
‫‪ 71‬ورقة مقدَّمة من رومانيا‪.‬‬
‫‪ 72‬مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬مبادئ توجيهية بشأن انعدام اجلنسية رقم ‪ :4‬ضمان حق الطفل‬
‫يف اكتس اب جنس ية من خالل املواد ‪ 1‬إىل ‪ 4‬من اتفاقية ع ام ‪ 1961‬بش أن خفض ح االت انع دام‬
‫اجلنسية‪ 21 ،‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪ ،2012‬الوثيقة ‪ ،HCR/GS/12/04‬الفقرة ‪.60‬‬
‫‪ 73‬ورقة مقدَّمة من النيجر‪.‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫(‪)74‬‬
‫باجلنس ية أن "تص در كتاب ةً وتك ون قابلة للمراجعة اإلدارية أو القض ائية الفعال ة" ‪ .‬وبن اءً‬
‫علي ه‪ ،‬ف إن الق انون ال دويل يُل زم ال دول بإتاحة الفرصة إلج راء مراجعة ذات ش أن للق رارات‬
‫املتعلقة باجلنسية‪ ،‬مبا يشمل املسائل املوضوعية ذات الصلة(‪.)75‬‬
‫‪ -32‬وختتلف املمارسات بشأن هذه املسألة باختالف الدول‪ .‬فبعضها حيمي صراحةً احلق‬
‫يف اس تئناف أي ق رار يتعلق باجلنس ية(‪ .)76‬وجُت يز دول أخ رى االس تئناف فيما يتعلق بق رارات‬
‫معيّنة فقط تتصل باجلنس ية(‪ .)77‬وتعترب جمموعة أخ رى من ال دول أن مجيع الق رارات املتعلقة‬
‫باجلنس ية ت دخل يف نط اق االختص اص احلص ري للس لطة التنفيذية وال ميكن أن ختضع‬
‫للمراجعة(‪ .)78‬ويُثري املوقف األخري ش واغل فيما يتعلق ب احرتام اإلج راءات القانونية الواجب ة‪،‬‬
‫ألنه جيعل األشخاص أكثر عُرضة للتطبيق التعسفي للقانون‪.‬‬
‫‪ -33‬ومىت فقد شخص جنسيته أو ُحرم منها يف بلد يتيح إمكانية املراجعة‪ ،‬ينبغي أن يُفضي‬
‫طلب االستئناف إىل تعليق آثار القرار‪ ،‬حبيث يواصل الفرد التمتع باجلنسية ‪ -‬وما يتصل بذلك‬
‫من حقوق ‪ -‬إىل أن يتم الفصل يف استئنافه‪ .‬وقد تصعب االستفادة من سبل االستئناف وتبطل‬
‫الض مانات املتعلقة ب احرتام اإلج راءات الواجبة إن مل يُعلَّق أثر فق دان اجلنس ية أو احلرم ان منها‬
‫وطُرد املواطن السابق‪ ،‬الذي أصبح اآلن أجنبي اً‪ .‬وباملثل‪ ،‬إذا أفضى سحب اجلنسية إىل فقدان‬
‫احلقوق املتصلة بامللكية‪ ،‬قد يضطر الفرد املعين إىل التخلي عن بيته أو‪ ‬أعماله‪ ،‬وما اكتسبه من‬
‫تدخالً قد يصعب جرب األضرار الناجتة عنه إذا تبنّي يف وقت ٍ‬
‫تال أن‬ ‫حقوق أخرى ‪ -‬ما يش ّكل ّ‬
‫فقدان اجلنسية أو احلرمان منها جاء نتيجة قرار غري قانوين أو‪ ‬تعسفي وجيب إبطاله‪.‬‬
‫‪ -34‬وباإلض افة إىل إتاحة إمكانية االس تئناف وما يتصل ب ذلك من ض مانات تتعلق‬
‫باحرتام اإلجراءات الواجبة‪ ،‬ينبغي للدول أن تكفل إتاحة سبيل انتصاف فعال مىت تبني أن‬
‫الق رار املتعلق باجلنس ية هو ق رار غري ق انوين أو تعس في‪ .‬وجيب أن يش مل ذل ك‪ ،‬على س بيل‬
‫ال ذكر ال احلص ر‪ ،‬إمكانية اس تعادة اجلنس ية(‪ .)79‬ويف بعض ال دول‪ ،‬ميكن للهيئة أو احملكمة‬
‫املعنية باملراجعة أن متنح اجلنس ية أو تُعي دها أو تثبتها بص ورة مباش رة(‪ .)80‬ويف بعض ال دول‬
‫‪ 74‬الوثيقة ‪ ،A/HRC/13/34‬الفقرة ‪.43‬‬
‫‪ 75‬نفس املرجع‪ ،‬الفقرة ‪.44‬‬
‫‪ 76‬ورقات مقدمة من اإلمارات العربية املتحدة ولبنان واملغرب‪.‬‬
‫‪ 77‬ورقة مقدمة من اجلمعية العربية ملساعدة املهاجرين‪.‬‬
‫‪ 78‬تبنّي دراسة مقارنة ُأجنزت يف عام ‪ 2010‬بشأن قوانني اجلنسية يف أفريقيا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬أن أكثر من‬
‫نصف البل دان بقليل فقط (‪ 30‬من أصل ‪ 54‬دول ة) اليت مشلها التق ييم متنح حق الطعن يف احلرم ان من‬
‫اجلنس ية أو التجريد منها أم ام القض اء‪ :‬انظر ‪ ،Bronwen Manby‬ق وانني اجلنس ية يف أفريقي ا‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،2010 ،‬اجلدول ‪ :6‬معايري فقدان اجلنسية‪.‬‬
‫‪ 79‬انظر الوثيقة ‪ ،A/HRC/13/34‬الفقرة ‪ ،46‬واتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬املادة ‪ .8‬ويشار إىل أنه مىت‬
‫تأثّر‪ ‬مُع الو الش خص أيض اً بفق دان اجلنس ية أو احلرم ان منه ا‪ ،‬ف إن ق رار إع ادة اجلنس ية جيب أن يشمل‬
‫املُعالني أيضاً‪.‬‬
‫‪ 80‬ورقة مقدمة من الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫األخ رى ال حُي دث ق رار االس تئناف أث راً مباش راً حبد ذات ه‪ ،‬وإمنا يتض من أم راً موجه اً إىل‬
‫السلطات اليت ختتص بقضايا اجلنسية إلعادة النظر يف موقفها‪ .‬ويف مثل هذه احلاالت‪ ،‬يتسم‬
‫اإلج راء ال ذي تتخ ذه الس لطات املختصة بأمهية بالغة إلعم ال س بيل االنتص اف الفع ال(‪.)81‬‬
‫وعالوة على ذل ك‪ ،‬ينبغي لل دول أن تق دم تعويض ات‪ ،‬حسب ما تقتض يه احلال ة‪ ،‬عن‬
‫انتهاكات احلقوق ذات الصلة(‪.)82‬‬

‫خامساً‪ -‬مستندات إثبات الجنسية‬


‫‪ -35‬ال تش ّكل حيازة املستندات اليت تثبت اجلنسية شرطاً أساسياً للتمتع باجلنسية‪ ،‬غري أن‬
‫تلك املس تندات قد تتسم بأمهية كب رية من الناحية العملي ة‪ .‬ومعظم األش خاص يكتس بون‬
‫جنس ية بص ورة تلقائية عند ال والدة س واء باالس تناد إىل حق اإلقليم أو حق ال دم‪ ،‬وذلك‬
‫بص رف النظر عن توثيق وق ائع ال والدة بصفة رمسية من خالل تسجيل ال والدة من عدمه(‪.)83‬‬
‫وباملث ل‪ ،‬ال‪ ‬يعين فق دان الش خص للمس تند ال ذي يثبت جنس يته أو ت دمري ذلك املس تند جتريد‬
‫الش خص املعين من جنس يته‪ .‬ف أي ش خص ال حيمل مس تندات إثب ات اجلنس ية س يُعترب على‬
‫الرغم من ذلك مواطناً من مواطين الدولة ويف معظم احلاالت‪ ،‬يُعاد إصدار املستندات املطلوبة‬
‫بناءً على طلب الشخص املعين‪.‬‬
‫‪ -36‬غري أن الق درة على إب راز مس تند أو تق دمي دليل يثبت اجلنس ية ميكن أن تش ِّكل يف‬
‫املمارسة ع امالً حامساً يض من لف رد بعينه أن يُ َعترب ‪ -‬ويظل يُعترب ‪ -‬مواطن اً من مواطين الدولة‬
‫املعني ة‪ .‬إض اف ًة إىل ذل ك‪ ،‬ففي بعض الس ياقات احمللية قد يعين ع دم الق درة على احلص ول على‬
‫املس تندات اليت تص درها الدولة املعنية حص رياً ملواطنيها أن الش خص املعين ال يُعترب من مواطين‬
‫ؤدي األدلة املس تندية املتعلِّقة حبي ازة جنس ية (ثاني ة) دوراً حامساً‬
‫تلك الدولة(‪ .)84‬ويف اخلت ام‪ ،‬ت ِّ‬
‫لتفادي انعدام اجلنسية عقب فقدان اجلنسية أو احلرمان منها ألن املستندات تساعد الدولة اليت‬

‫‪ 81‬قد ال تكون هذه اإلجراءات سلسة يف مجيع احلاالت؛ انظر الورقة املقدمة من برنامج انعدام اجلنسية التابع‬
‫جلامعة تيلبورغ‪.‬‬
‫‪ 82‬اللجنة األفريقية املعنية حبقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬البالغات رقم ‪ 54/91‬ورقم ‪ 61/91‬ورقم ‪98/93‬‬
‫ورقم ‪ 164/97‬إىل ‪ 196/97‬ورقم ‪ ،210/98‬الرابطة األفريقية ملالوي وآخ رون ضد موريتانيا‪11 ،‬‬
‫أيار‪/‬مايو ‪ ،2000‬التوصية رقم ‪ 2‬بشأن وثائق اهلوية الوطنية؛ حمكمة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان‪،‬‬
‫السلس لة جيم‪ ،‬القض ية رقم ‪ ،130‬قض ية الطفل تني يني وبوس يكو ضد اجلمهورية الدومينيكية‪8 ،‬‬
‫أيلول‪/‬سبتمرب ‪2005‬؛ وكذلك خطة التع ويض لصاحل األشخاص "املشطوبني" يف سلوفينيا اليت ُأقرت يف‬
‫أعقاب صدور قرار احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان‪ ،‬االلتماس رقم ‪ ،26828/06‬كوريتش وآخرون‬
‫ضد س لوفينيا؛ وجملس أوروب ا‪ ،‬جلنة الش ؤون القانونية وحق وق اإلنس ان‪" ،‬احلص ول على اجلنس ية والتنفيذ‬
‫الفعال لالتفاقية األوروبية بشأن اجلنسية"‪ 1 ،‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪ 83‬انظر‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪" ،‬تسجيل املواليد‪ :‬موضوع مقرتح‬
‫الستنتاج جلنة تنفيذية معنية باحلماية الدولية"‪ 9 ،‬شباط‪/‬فرباير ‪ ،2010‬الوثيقة ‪.EC/61/SC/CRP.5‬‬
‫‪ 84‬ورقة مقدمة من منظمة ‪ Frontiers Ruwad‬فيما يتعلَّق باحلالة يف لبنان‪.‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫تس عى إىل جتريد الف رد من جنس يته يف ُّ‬


‫التأكد مما إذا ك ان ذلك اإلج راء سيفضي إىل انع دام‬
‫اجلنسية(‪.)85‬‬
‫‪ -37‬وميثِّل ج واز السفر الوطين املس تند الرئيسي إلثبات اجلنس ية(‪ .)86‬ويتيح معظم ال دول‬
‫أيض اً إمكانية إص دار ش هادة جنس ية أو بطاقة هوية تثبت جنس ية الف رد(‪ .)87‬وأك دت دول‬
‫عدي دة يف تقاريرها ال دور املرك زي ال ذي يؤديه تسجيل الوالدات يف سياق اجلنسية‪ ،‬مشري ًة‬
‫إىل أن ش هادة امليالد أو النسخ املس تخرجة من س جل ال والدات متثل الس ند الرئيسي إلثب ات‬
‫اجلنس ية‪ .‬ويُش ار إىل أن تق دمي ش هادة ميالد ميكن أن يك ون ش رطاً أساس ياً مس بقاً للحص ول‬
‫على شهادة جنسية أو بطاقة هوية‪ ،‬ما يؤكد من جديد الدور املركزي لتسجيل الوالدات يف‬
‫س ياق إثب ات اجلنس ية(‪ .)88‬ل ذلك َّ‬
‫تُذكر ال دول بالتزامها مبوجب الص كوك الدولية حلق وق‬
‫اإلنس ان بتس جيل والدة كل طفل(‪ ،)89‬وبالتزامها املس تقل حبماية وكفالة احلق يف جنس ية‬
‫بصرف النظر عن مسألة املستندات املثبتة للجنسية‪.‬‬

‫سادساً‪ -‬االستنتاجات والتوصيات‬


‫‪ -38‬ينظم القانون الدولي لحقوق اإلنسان بشكل واضح حق كل فرد في اكتساب‬
‫جنس ية‪ ،‬ويقضي الق انون ب االعتراف اعتراف اً ص ريحاً به ذا الح ق‪ .‬كما ينص الق انون‬
‫التعسفي من الجنسية‪.‬‬
‫الدولي لحقوق اإلنسان صراحةً على حظر الحرمان ُّ‬
‫‪ -39‬في س ياق تنظيم فق دان الجنس ية والحرم ان منه ا‪ ،‬يجب على ال دول أن تُض ِّمن‬
‫قوانينها المحلية ض مانات تح ول دون وق وع ح االت انع دام الجنس ية‪ .‬ويقع على ع اتق‬
‫الدول عبء إثبات أن فقدان الجنسية أو الحرمان منها لن يفضي إلى انعدام الجنسية‪.‬‬
‫وم تى أق َّر الق انون ال دولي‪ ،‬على س بيل االس تثناء‪ ،‬ب أن فق دان الجنس ية أو الحرم ان منها‬
‫يمكن أن يفضي إلى انع دام الجنس ية‪ ،‬وجب تفس ير تلك االس تثناءات تفس يراً ض يقاً‪.‬‬
‫ويجب على الدول أيض اً أن تبرهن على أن فقدان الجنسية أو الحرمان منها هو إجراء‬
‫متناسب‪ ،‬بما في ذلك في ضوء األثر الشديد النعدام الجنسية‪.‬‬
‫‪ -40‬وح تى في الح االت ال تي ال يفضي فيها فق دان الجنس ية أو الحرم ان منها إلى‬
‫انعدام الجنسية‪ ،‬يجب على الدول أن تقيِّم عواقب فقدان الجنسية أو الحرمان منها في‬
‫ض وء المص لحة المزمع حمايته ا‪ ،‬وأن تنظر في إمكانية ف رض ت دابير بديل ة‪ .‬وحسب‬

‫‪ 85‬انظر اجتماع اخلرباء الذي نظمته مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬احلاشية ‪ 12‬أعاله‪.‬‬
‫‪ 86‬ورقة مقدمة من الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ 87‬ورقتان مقدمتان من صربيا وغواتيماال‪.‬‬
‫‪ 88‬ورقة مقدمة من بنن‪.‬‬
‫‪ 89‬اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬املادة ‪7‬؛ انظر أيضاً الورقة املقدمة من منظمة اخلطة الدولية‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪GE.13-19036‬‬
‫‪A/HRC/25/28‬‬

‫الق انون ال دولي‪ ،‬إن فق دان الجنس ية أو الحرم ان منها ال ذي ال يخ دم غرض اً ش رعياً‪ ،‬أو‬
‫الذي ال يستوفي شرط التناسب‪ ،‬هو إجراء تعسفي ولذلك وجب حظره‪.‬‬
‫‪ -41‬وينبغي لل دول أن تس تعرض األس باب ال تي قد تفضي إلى فق دان الجنس ية‬
‫أو‪ ‬الحرمان منها بغية إزالة تلك األسباب التي ال تتفق مع القانون الدولي‪ .‬وينبغي لل دول‬
‫أن تلغي الت دابير التش ريعية أو اإلدارية ال تي تفضي إلى فق دان الجنس ية أو الحرم ان منها‬
‫بسبب تغيُّر في الحالة المدنية أو نتيجة ارتكاب جريمة جنائية خطيرة وأن تعيد النظر في‬
‫مدى مالءمة قوانينها التي تنص على فقدان الجنسية أو الحرمان منها بسبب الغياب منذ‬
‫ف ترة طويل ة‪ .‬وفي جميع الح االت‪ ،‬يجب على ال دول أن تمنع امت داد نط اق فق دان‬
‫الجنسية أو‪ ‬الحرمان منها بصورة آلية حتى ال‪ ‬يشمل ُمعالي الشخص المعني‪.‬‬
‫‪ -42‬ولض مان حماية األش خاص ع ديمي الجنس ية‪ ،‬ينبغي لل دول أن تسترشد بتعريف‬
‫"الشخص عديم الجنسية" الوارد في اتفاقية عام ‪ 1954‬بشأن وضع األشخاص عديمي‬
‫الجنس ية والتوجيه ات الدولية ذات الص لة‪ .‬وم تى ظل ش خص من دون جنس ية نتيجة‬
‫فق دان جنس يته أو الحرم ان منها على نحو يش ِّكل انتهاك اً للق انون ال دولي‪ ،‬ينبغي أن ال‬
‫يح دث ذلك دون أن يُع ترف ب الفرد كش خص ع ديم الجنس ية وأن تُ وفر له الحماي ة‪.‬‬
‫ويُطلب إلى الدولة التي لم تصدِّق بعد على اتفاقيتي عام ‪ 1954‬وعام ‪ 1961‬أن تقوم‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪ -43‬يجب على ال دول أن تتأكد من أن قوانينها المحلية تنص على ض مانات تكفل‬
‫إعم ال حق الطفل في اكتس اب جنس ية‪ .‬وتش مل ه ذه الض مانات إتاحة إمكانية الحص ول‬
‫على جنس ية لجميع األطف ال ال ذين يول دون في أقاليمها وال ذين س يكونون ل وال ذلك‬
‫عديمي الجنسية‪ ،‬ولجميع األطفال المولودين في الخارج ألحد رعاياها والذين س يكونون‬
‫ل وال ذلك ع ديمي الجنس ية‪ .‬ويجب على ال دول أن تتأكد من أن ه ذه الض مانات ت تيح‬
‫اكتس اب الجنس ية لكل طفل ك ان س يظل ل وال ذلك من دون جنس ية‪ ،‬في أق رب وقت‬
‫ممكن بعد الوالدة‪.‬‬
‫‪ -44‬يجب أن تكون القرارات المتعلِّقة بالجنسية خاضعة لمراجعة قضائية ّ‬
‫فعالة‪ .‬وفي‬
‫سياق فقدان الجنسية أو الحرمان منها‪ ،‬يُعتبر الشخص من مواطني الدولة المعنية خالل‬
‫الفترة الكاملة إلجراءات االستئناف‪.‬‬
‫‪ -45‬يجب على الدول أن تتيح لجميع مواطنيها ُسبل إثبات جنسيتهم‪ .‬وتُ َّ‬
‫ذكر الدول‬
‫بالتزامها بم وجب الص كوك الدولية لحق وق اإلنس ان بتس جيل كل والدة بص رف النظر‬
‫عن جنسية الطفل أو جنسية والديه أو وضعهم كعديمي الجنسية‪.‬‬

‫‪GE.13-19036‬‬ ‫‪22‬‬

You might also like