Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
المنافسين؟
يرى الكثير من أصحاب المشاريع أن المنافسين عبارة عن مصدر تهديد لمشروعهم ولكن في الحقيقة يمكن
لصاحب المشروع الذكي أن يحول ذلك التهديد لصالحه ويحقق استفادة كبيرة من ذلك .
لكن السؤال الذي يراودنا كأصحاب مشاريع ومؤسسات؛ كيف نتغلب على منافسين ونحقق استفادة ممكنة منهم؟
برأيي أهم شيء هو تكوين عالقات مع منافسينا :ما ال يعرفه الكثير هو أن صاحب المشروع ليس مضطرا ألن
تجمعه عالقة عداوة مع المنافسين بل على العكس يستطيع أن يبني عالقات جيدة معهم ويمكن أن تترجم تلك
العالقات إلى مشاريع مشتركة تحقق استفادة للطرفين وأبرز مثاال على ذلك التعاون الذي حدث بين شركتي آبل
ومايكروسوفت فبعد أن وصلت شركة آبل لحافة اإلفالس سنة 1997قرر ستيف جوبز التعاون مع منافسه رئيس
شركة مايكروسوفت والذي وافق على دعم آبل عن طريق إتاحة برنامج مايكروسوفت أوفيس على أجهزة الماك
من إنتاج آبل وبالمقابل وافقت آبل على دعم محرك بحث مايكروسوفت وجعلته المحرك المفضل على أجهزة
الماك ،وهكذا استفاد مستخدمو الماك من برنامج مايكروسوفت أوفيس وكذلك استفادت مايكروسوفت من رفع
أخذ بعض األفكار من منافسينا :ال عيب في أخذ بعض األفكار الجديدة من المنافسين بل على العكس يكون ذلك
في بعض األحيان ضرورة لالستمرار في السوق فشركة مثل شركة نوكيا انهارت وأعلنت إفالسها بعدما كانت
مسيطرة على سوق الهواتف والسبب أنها لم تتبنى األفكار والتكنولوجيا الجديدة لشركتي آبل وسامسونغ ألنها لم
تكن تريد التقليد ،بالمقابل قام مارك زوكربيرغ بتقليد خاصية مقاطع التيكتوك وأضاف خاصية instagram
reelsحتى ال يخسر المنافسة في السوق ،لكن يجب أن تعرف كصاحب مشروع أن التقليد مسموح لك ضمن
حدود معينة ويجب أن تحافظ دوما على مساحة إبداعك الخاصة ومساحة تميز مشروعك عن بقية المشاريع.
شراء مشاريع المنافسين :وهي استراتيجية يلجأ إليها أصحاب المشاريع الكبيرة وعلى سبيل المثال لجأت إليها
شركة فايسبوك ،فعند ظهور وانتشار تطبيق أنستغرام بدأ منافسة فايسبوك وسلب منه الكثير من المستخدمين فقام
مارك زوكربيرغ بكل بساطة بشراء شركة Instagramوضمها كجزء من شركته .
ذا كنا نرغب بأن نكون أصحاب مشاريع ،فيجب أن نعرف أنه ال بد من أن نتعامل يوما ما مع عميل غاضب حتى
ولو كانت خدماتنا ذات جودة عالية فمثل هذه األمور ال مهرب منها وهي جزء من العمل وكذلك جزء من مهامنا
كأصحاب مشاريع.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ،كيف يمكننا أن نتعامل مع مثل هؤالء العمالء؟ وهذا ما أود مناقشته بيننا
بالنسبة لي ،ال يُمكنني أن أخذ الموضوع على محمل شخصي ،فالعميل عندما يغضب سيرفع صوته وسيقول
كلمات قد تكون مؤدية بالنسبة لي لكن يجب أن أضبط نفسي قدر اإلمكان وأن أتجنب الدخول في مناوشات لن
تسمن من جوع ،بل بالعكس قد يكون لها تأثير سلبي على مشروعي.
ال أخبر العميل بأنه مخطئ :أكبر خطأ قد نقترفه في مثل هذه المواقف هو أن نخبر العميل بأنه مخطئ وأن
خدمتنا كانت في المستوى ألننا في أغلب األحيان سنزيد من غضب العميل و ستسوء األمور أكثر فأكثر .
أوضح للعميل أنني أحاول المساعدة :إذا شعر العميل بأنني متفهم لوضعه وبأنني أحاول إصالح األمر ففي
أغلب األحيان سيهدأ ويبدأ بتقبل فكرة التحاور معي ،وأفضل طريقة أوضح بها للعميل أنني أحاول المساعدة هي
أقدم عرضا خاصا للعميل الغاضب :بعد أن أشعر بأن العميل قد هدأ بالفعل أقدم له عرض خاص ،فمثال إذا كان
العميل غضب بسبب أن الحساء كان باردا اعرض عليه حساء جديدا وأخبره أنه على حساب المحل .مثل هذه
العروض تكسبنا حب العميل على األغلب وسنالحظ أنه تحول من عميل غاضب إلى عميل وفي لخدماتنا .
في أغلب األحيان يكون المنتج هو السبب الرئيسي لنجاح المشروع أو فشله ألن المنتج الذي ال يحل مشكلة أو
يؤدي غرض من الصعب أن ينجح حتى و لو صرفت له ماليين الدوالرات في الترويج و الدعاية.
الخبراء االقتصاديون قسموا المنتجات (أو الخدمات) الى قسمين :منتجات ذات اإلستهالك السريع و منتجات ذات
حسنًا لنفترض أننا قررنا أن نفتح مشروع بيع المقصات و حصلنا بالفعل على أول عميل ،اشترى منا العميل
المقص و أعجب بجودة منتجنا ثم ذهب و لم نراه بعد ذلك ،العميل عندما يشتري مقص فإنه على األغلب لن
يضطر لشراء واحد آخر إال بعد سنة أو أكثر لذلك نقول أن المقص منتج ذو إستهالك بعيد المدى
اآلن لنفترض أن مشروعنا عبارة عن مطعم ،حصلنا على أول عميل اشترى منا شطيرة و أعجبته جودة منتجنا،
هنا العميل سيذهب و سيعود بالغد ليشتري شطيرة أخرى ألن الشطيرة التي اشتراها باألمس تم استهالكها بالفعل
و هنا نقول عن الشطيرة أنها منتج ذو إستهالك سريع ألنها تسد حاجة العميل لفترة قصيرة فقط على عكس
و لذلك ينصح أصحاب المشاريع دوما بالتركيز على المنتجات ذات اإلستهالك السريع ألنها تضمن أن العميل
يعود كل فترة للشراء مرة اخرى و بالتالي يضمن المشروع مبيعات تابثة .
واآلن لنفترض بأنك ترغب في إنشاء مشروع جديد ،ما هي المنتجات التي ستقدمها خالل مشروعك؟
الموضوع الرابع :لماذا تفشل معظم المشاريع الجديدة؟
على الرغم من مئات المقاالت و الدورات التي تنشر سنويا على األنترنت من قبل خبراء و أصحاب مشاريع لهم
قيمة و إسم في السوق إال أنه إلى حد اليوم مازالت أكثر من %50من المشاريع الجديدة تفشل و ينتهي بها
كيم كيوساكى زوجة روبرت كيوساكي رجل األعمال ومؤلف الكتاب الشهير "األب الغني و األب الفقير"
صرحت في إحدى اللقاءات الصحفية أن السبب الرئيسي لفشل معظم المشاريع الجديدة هو أن أصحاب تلك
المشاريع يأتون من خلفية وظيفية .ثم أردفت أن أولئك الذين يمتلكون عقلية وظيفية يميلون لصرف أمولهم على
كماليات يمكن االستغناء عنها في بداية المشروع ،فيستأجرون مكاتب فاخرة و أثاث غالي باإلضافة ألنهم يوظفون
فريقا كامال للقيام بأعمال يمكنهم القيام بها بمفردهم ،و هذا راجع ألن الصورة النمطية في أذهانهم هي أن صاحب
المشروع يفترض به أن يلبس بذلة غالية و يقود سيارة آخر طراز بينما تقتصر وظيفته فقط على إعطاء األوامر و
بعد هذا التصريح انقسم الرأي العام بين مؤيد لكالمها و بين معارض لم يفهم المعنى بالضبط أو أخذه في سياق
غير سياقه .على سبيل المثال أحد التعليقات كان كالتالي " أنا طبيب فكيف تطلبين مني أال أستأجر مكتبا أو
عيادة ؟"
طبعا هنا صاحب التعليق محق ألن ممارسة مهنته تتطلب بالضرورة استئجار مكان مناسب للعمل ،لكنه بنفس
الوقت مخطئ ألنه لم يفهم بالضبط ما حاولت كيم كيوساكى قوله ،هي بالفعل قالت أنه ال يجب أن تستأجر مكتب
في بداية مشروعك لكنها لم تقصد كل المشاريع و إنما المشاريع التي ال تتطلب وجود مقر ثابت للعمل .الفكرة بكل
بساطة و بإختصار هي أن صاحب المشروع الجديد يجب أن يحدد بالضبط اللوازم التي من دونها يتعذر سير
المشروع و الكماليات التي يمكن االستغناء عنها ،ثم ينفق أمواله على ما هو ضروري فقط .