‫االكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركانتيلية‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫اهتمت أروبا خالل القرنين ‪ 15‬و ‪16‬م بدوافع اقتصادية ودينية للقيام باالكتشافات الجغرافية الكبرى‬
‫مما مكنها من الوصول إلى الهند واكتشاف عوالم جديدة ترتب عنها نتائج هامة غيرت مسار العالقات‬
‫التاريخية في أوربا والعالم كما أدت إلى ظهور طبقة بورجوازية مركنتيلية ‪.‬‬
‫‪-I‬االكتشافات الجغرافية والمناطق المكتشفة ‪:‬‬
‫مسارالرحلة و المناطق المكتشفة‬ ‫سنة االكتشاف‬ ‫الدولة اسم المكتشف‬
‫االنطالق من لشيونة‬ ‫‪1487‬م‬ ‫بارطولومي دياز‬
‫المرور بمحاذاة الساحل الغربي إلفريقيا‬ ‫البرتغال‬
‫الوصول إلى رأس الرجاء الصالح‬
‫االنطالق من لشيونة‬ ‫‪1497‬م\‪1498‬‬ ‫فاسكو دي كاما‬
‫اتباع مسار دياز حتى رأس الرجاء الصالح‬
‫اإلبحار بمحاذاة الساحل الشرقي إلفريقيا‬
‫الوصول إلى الهند‬
‫اكتشف الساحل الشرقي البرازيل‪.‬‬ ‫‪1500‬م‬ ‫«الفارس كابرال"‬

‫فوصلت الرحلة إلى جزر " أألنتي" التي أطلق عليها‬ ‫كريستوف كولومب ‪1492‬‬
‫اسم " إسبانيوال" معتقدا أنه وصل إلى الهند‬
‫اسبانيا‬
‫قام ب‪ 3‬رحالت متوالية‬

‫مات وهو يعتقد أنه وصل إلى الهند‪.‬‬

‫الوصول إلى سواحل أمريكا الجنوبية‬ ‫‪1499‬م‬ ‫أمريكوفيسبوتشي‬

‫تأكيد على أن "كريستوف كولومبس" اكتشف عالما‬
‫جديدا فأطلق عليها اسم "أمريكا" ابتداء من سنة‬
‫‪. 1507‬‬

‫اإلبحار عير المحيط الهادي‬ ‫‪1519‬م\‪1521‬‬ ‫ماجالن‬

 ‫اكتشاف جزر المحيط الهندي‬
‫قتل في مواجهة مع األهالي تابع رفيقه دي الكانو"‬
‫الرحلة بسفينة واحدة إلى أن وصل إلى إسبانيا‬
‫سنة‪1522‬‬

‫إثبات أن األرض كروية الشكل‪.‬‬

‫‪- II-‬ارتبطت اإلكتشافات الجغرافية الكبرى بعدة دوافع ‪:‬‬

‫‪1-‬الدوافع االقتصادية والتقنية والعلمية لالكتشافات الجغرافية ‪:‬‬

‫‪ -‬استمر التجار اإليطاليون في جلب المواد الشرقية لكن بتكاليف أكبر مما زاد في ارتفاع أثمانها وقلص‬
‫بالتالي من أرباح التجار األوربيين ولتحقيق أرباح أكثر عمل األوربيون على البحث للوصول إلى مناطق‬
‫اإلنتاج دون المرور بالوساطة العربية اإليطالية‪ ،‬فكانت الرغبة في تجاوز هذه الوساطة من أهم دوافع‬
‫االكتشافات إضافة إلى رغبتهم للوصول إلى المعادن النفسية خاصة الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬التطور االقتصادي والديمغرافي نتج عنه رواج تجاري خلف الحاجة إلى المعادن النفيسة ‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد الحاجة إلى الذهب خلف مجاعة نقدية بعد استنزاف مناجم الفضة ألروبا وحجز المغرب من‬
‫التوفير الحاجيات المتزايدة فنتج عن ذلك تضخم مالي كبير أدى إلى أزمة اجتماعية واقتصادية مست‬
‫بمصالح التجار والبالد والكنيسة ‪.‬‬
‫‪ -‬ساعد تقدم المعارف الجغرافية وتقنيات المالحة على إنجاح االكتشافات السيما بعد تعرف األوربيين‬
‫على جغرافية القدامى بواسطة الحرب وعلى الشرق بواسطة المذكرات التي كتبها المبشرون كما تم ضع‬
‫الكارافيال واختراع البوصلة واألسطر باإلضافة إلى وضع الخرائط البحرية‪.‬‬

‫‪ 2-‬تجلت الدوافع الدينية والسياسية لالكتشافات الجغرافية فيما يلي ‪:‬‬

‫دعمت البابوية المسيحيين بالعطاءات واالمتيازات حيث كان لها دور كبير في حثهم على الخروج‬
‫لمواجهة المسلمين والقضاء عليهم واالستفادة من االكتشافات الجغرافية‪ ،‬حيث كان لذلك نشر الديانة‬
‫المسيحية وقد استفاد من كل هذا بشكل كبير البرتغال واإلسبان الذين حصلوا على أموال طائلة ‪.‬‬

‫‪ III-‬نتائج االكتشافات الجغرافية التي كان لها أثر كبير على أروبا والعالم خالل ق ‪ 15‬و ‪16‬م ‪:‬‬

‫نتائج اقتصادية ‪:‬‬

 ‫تمثلت في سطرت األوربيين على رواج التجارة العالمية بين القارات وانتعاش الموانئ األطلسية مثل‬
‫لندن‪ ،‬بوردو‪ ،‬روان أنفرس‪ ،‬على حساب البحر األبيض المتوسط (جنوة ‪ ،‬البندقية) وتجارة القوافل‬
‫الصحراوية (المغرب) فتدفقت ثروات هائلة على أروبا مما أدى إلى ارتفاع األسعار باإلضافة إلى‬
‫استنزاف ثروات وخيرات المنطقة‪.‬‬
‫تمكن البرتغال من الوصول إلى مناجم الذهب والفضة والدقيق بإفريقيا والشرق األقصى فكونت‬
‫مستعمرات واسعة وكان المغرب المتضرر األول حيث أصبح يعاني من المزاحمة البرتغالية التي تمركزت‬
‫حول سواحل غرب إفريقيا وأصبحت تتعامل مباشرة مع السودانيين‬

‫نتائج دينية ‪:‬‬

‫تمثلت في انتشار الديانات المسيحية (كاثوليكية‪ ،‬بروتستانتية)‬

‫نتائج اجتماعية ‪ ، :‬عمل البرتغاليون على إبادة لسكان المستعمرات" المايا‪ -‬الهنود الحمر ‪-‬االزتيك‪-‬‬
‫األنكا "وذلك عن طريق اللجوء إلى وسيلتين األولى تتمثل في الحروب القاسية الظالمة التي كانت ضد‬
‫األمم الضعيفة أما الوسيلة الثانية فتتجلى في االستغالل واالسترقاق‪.‬‬

‫نقص سكان المستعمرات بسبب اإلبادة واالسترقاق واالستعباد وانتهاك كرامة اإلنسان وتدني عيش‬
‫العمال والحرفيين والفالحين بسبب ارتفاع األسعار ثم استغالل الثروة والغنى من الطبقة الديمقراطية إلى‬
‫بورجوازية وتدفق هائل للمهاجرين والمغامرين والمضطهدين نحو العالم الجديد‪.‬‬

‫نتائج ثقافية وفكرية ‪:‬‬

‫تمثلت النتائج الثقافية في تقدم العلوم الجغرافية كإثبات كروية األرض ووضع خرائط جديدة للعالم‬
‫وانهيار المعلومات الجغرافية للعصر الوسيط‪ .‬أما النتائج الفكرية فقد تجسدت في ظهور المذهب‬
‫المركنتيلي‪.‬‬
‫* النتائج العلمية‬
‫أ‪ -‬تقدم علم الفلك والوسائل البحثية للمالحين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحسن صناعة السفن من حيث حجمها ومتانة أجسامها ‪.‬‬
‫ت‪ -‬اتساع مجال البحوث التاريخية والجغرافية بحيث أصبحت تشمل البالد التي اكتشفت ‪.‬‬
‫ث‪ -‬زيادة المعلومات الخاصة بعلم النبات والحيوان والبحار والجيولوجيا‬
‫النتائج السياسية‬
‫أ‪ -‬ازدياد التنافس االستعماري بين الدول األوروبية لتأسيس المستعمرات األوروبية في البالد المكتشفة ‪,‬‬
‫مما أدى إلى قيام حرب طاحنة بينهم ‪ ,‬مثل حرب السنين السبع بين بريطانيا وفرنسا لتقاسم النفوذ في‬
‫أمريكا الشمالية ‪ ,‬ونتج عن هذه الحرب هزيمة فرنسا‪ ,‬وخسرت معظم مستعمراتها في أمريكا الشمالية و‬
‫الهند‪.‬‬

‫‪IV‬نظمت المركنثيلية الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية ألوربا (ق ‪ 15‬و‪: 16‬‬

 ‫‪ 1‬تعريف المركنتيلية التجارية ‪:‬‬

‫تأسست المذهب المركنتيلي وهو تيار فكري ظهرت بوادره في القرن ‪ 15‬واستمر إلى القرن ‪18‬‬
‫والمركنتيلية مصطلح ينسب إلى كلمة مركنتي اإليطالية وتعني تاجر يقوم هذا الفكر على مبدأين أساسين‬
‫أولهما يربط قوة الدولة بمدى ما تتوفر عليه من معادن نفسية ويقوم المبدأ الثاني على توجيه الدولة‬
‫لالقتصاد وذلك بخلق صناعات محلية لضمان القدرة على مواجهة المنافسة الخارجية وضمان األسواق‬
‫مما يفرض عليها ضرورة مراقبة جودة المنتوجات الصناعية عن طريق سن قوانين صارمة‪.‬‬

‫‪2‬إختلفت خصائص ومظاهر الفكر المركنتيلي حسب سياسة الدولة ‪:‬‬

‫فرنسا ==> االهتمام بالصناعة كأساس لجلب وجمع المعادن النفيسة ‪.‬‬
‫إنجلترا ==> أسس شركات تجارية كبرى في المستعمرات وفرضت قوانين المالحية لحماية التجارية‬
‫‪ >== .‬اهتمت بالسياسة المعدنية‪.‬‬
‫والنتيجة كانت هي تحقيق فائض في الميزان التجاري عن طريق تراكم المعادن النفسية في خزائن كل‬
‫من فرنسا وانجلترا وعلى نقيض ذلك تراجع هذا الرصيد بإسبانيا وتفشي ظاهرة التهريب لهذه الثروة ‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫لقد فتحت االكتشافات الجغرافية أمام األوربيون العديد من األسواق الجديدة ‪ ،‬وساهمت في تراكم األموال‬
‫وبروز دور الطبقة البورجوازية في توجيه االقتصاد األوربي نحو رأسمالية تجارية كبرى ‪.‬‬

‫ذ‪ :‬بلغيتي‬