Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫محكمة جنوب القاهرة‬

‫الدائرة (*) تجاري‬

‫مذكرة دفاع مقدمة من المدعى عليه‬

‫(المدعية)‬ ‫شركة أديجاس‬

‫ضد‬

‫(المدعى عليها)‬ ‫شركة األمانة‬

‫فى‬

‫الدعوى رقم ‪ 50‬لسنة ‪2020‬‬

‫والمحدد نظرها جلسة ‪2020/10/10‬‬

‫اسم الفريق‪ :‬فريق كلية الحقوق جامعة عين شمس‪ ،‬القسم اإلنجليزى‪:‬‬

‫ـ مريم محمد البلتاجى حسين‬ ‫مقدمة من‪:‬‬


‫ـ يوسف حازم عصمت‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬

‫القسم األول‪ :‬وجيز النزاع‪3 ......................................................................................................‬‬


‫القسم الثانى‪ :‬سرد الوقائع‪3 .....................................................................................................‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬الدفاع‪5............................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدفوع الشكلية‪5...................................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬فيما يخص الدفع بعدم اختصاص المحكمة للنظر فى الدعوى‪5......................................................‬‬
‫الفرع الثانى‪ :‬الدفوع الموضوعية‪8.............................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬فيما يخص عدم أحقية الشركة ال ُمدعية بالمبالغ ال ُمطالب بها ‪8........................................................‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬فيما يخص عدم أحقية الشركة ال ُمدعية فى استرداد أية المعدات‪11..................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬فيما يخص الضرر المادي واألدبي الواقع على ال ُمدعى عليها‪14 ...................................................‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬الطلبات‪16..........................................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫القسم األول‪ :‬وجيز النزاع‬
‫‪ .1‬أبرمت شركة أديجاس عقد وكالة بالعمولة مع شركة األمانة داخل جمهورية مصر العربية‪ ،‬هذا‬
‫العقد يُلزم شركة األمانة بترويج وتأجير وبيع معدات شركة أديجاس مقابل قيمة إيجارية تبلغ‬
‫أربعون ألف دوالر أمريكى لصالح شركة أديجاس‪.‬‬
‫‪ .2‬تم االتفاق بين كال من شركة األمانة وشركة أديجاس على أن تقوم األخيرة بتوريد معدات حفر‬
‫لشركة األمانة لكى تقوم بترويج وتأجير وبيع هذه المعدات لصالح شركة أديجاس وذلك مقابل نسبة‬
‫قدرها ‪ %20‬عن كل عملية تأجير حيث تمارس شركة األمانة نشاط االستيراد والتصدير والتسويق‪.‬‬

‫‪ .3‬أبرمت شركة األمانة عقد إيجار مع شركة بترول سويتش على أن تقوم الشركة األخيرة بتأجير‬
‫معدات الحفرمن شركة األمانة‪.‬‬

‫‪ .4‬أرسلت شركة بترول سويتش إلى شركة األمانة إنذاراً بوجود عيبا ً جسيما ً فى نظام المعدات نتج عنه‬
‫توقف المشروع بالكامل وبالتالى شركة بترول سويتش لم ترسل القيمة اإليجارية المتفق عليه لشركة‬
‫األمانة لحين استبدال النظام وبناء علية لم يتم إرسال القيمة اإليجارية لشركة أديجاس‪.‬‬

‫‪ .5‬أرسلت شركة األمانة خطابا ً لشركة أديجاس تنص فيه على أنها قامت بتصليح العيب فى النظام على‬
‫نفقتها الخاصة والتى قيمتها نفس القيمة اإليجارية المطلوب سدادها‪ ،‬تم الرد من قبل شركة أديجاس‬
‫وذكرت أنها المسؤولة عن تصليح المعدات كما قامت بإرسال خطاب رسمى لشركة بترول سويتش‬
‫وشركة الحفريات تحذرهم من التعامل مع شركة األمانة‪.‬‬
‫‪ .6‬وبنا ًء علية قامت شركة األمانة بأرسال انذاراً على يد محضر إلى شركة أديجاس تطالبها‬
‫بالتعويض وذلك نتيجة إلخاللها بالتزاماتها التعاقدية واألضرار بسمعتها التجارية أمام الغير‪،‬‬
‫وتزويدها عمداً بمعدات معيبة لإلضرار بمصالحها‪.‬‬

‫القسم الثانى‪ :‬سرد الوقائع‬


‫‪ .7‬الشركة المُدعية (شركة أديجاس)‪ ,‬شركة مُساهمة مؤسسة وفقا ً للقانون األسترالى والكائن مقرها‬
‫فى أستراليا وتعمل فى مجال إنتاج وتوريد معدات الحفر‪.‬‬

‫‪ .8‬الشركة المُدعى عليها (شركة األمانة)‪ ,‬شركة ذات مسؤولية محدودة مؤسسة وفقا ً لقانون االستثمار‬
‫القديم رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 1997‬والكائن مقرها فى القاهرة وتعمل فى مجال الترويج والتأجير والتسويق‪.‬‬

‫‪ .9‬ترغب الشركة ال ُمدعية (شركة أديجاس) فى توسيع دائرة نشاطها وذلك عن طريق ترويج وتأجير‬
‫وبيع ُمعداتها‪.‬‬

‫‪ .10‬أبرمت الشركة ال ُمدعية (شركة أديجاس) عقد وكالة بالعمولة مع الشركة ال ُمدعى عليها (شركة‬
‫األمانة) على أن تقوم الشركة ال ُمدعى عليها بترويج وتأجير بيع ُمعدات الشركة ال ُمدعية حيث‬
‫تمارس الشركة ال ُمدعى عليها نشاط االستيراد والتصدير والتسويق‪.‬‬

‫‪ .11‬بتاريخ ‪ 2019/9/10‬اتفقت الشركة ال ُمدعى عليها (شركة األمانة) مع الشركة ال ُمدعية (شركة‬
‫أديجاس) على أن تقوم الشركة ال ُمدعية بتوريد معدات حفر للشركة ال ُمدعى عليها وذلك بغرض أن‬
‫تقوم الشركة ال ُمدعى عليها بترويج وتأجير وبيع هذه المعدات لصالح الشركة المدعية‪.‬‬

‫‪ .12‬قامت الشركة ال ُمدعية بإرسال جميع المعدات الواردة بالعقد إلى الشركة المدعى عليها‬
‫الستخدامها فى عمليات اإليجار للغير عن طريق الشحن البحرى‪ ،‬على أن تكون المعدات فى حوزة‬
‫‪3‬‬
‫الشركة المدعى عليها على سبيل األمانة طوال الفترة التى ال تستخدم فيها المعدات المرسلة فى‬
‫عمليات االيجار‪.‬‬

‫‪ .13‬بتاريخ ‪ 2020/2/20‬أبرمت الشركة ال ُمدعى عليها (شركة األمانة) عقد ايجار مع شركة‬
‫بترول سويتش لتأجير معدات الحفر لمدة شهر واحد من إبرام العقد وتم انتهاء العقد يوم‬
‫‪ 2020/3/20‬و استعاده المعدات من شركة بترول سويتش‪.‬‬

‫بتاريخ ‪ 2020/3/30‬تقدمت شركة بترول سويتش بطلب أخر لتأجير معدات الحفر من الشركة‬ ‫‪.14‬‬
‫ال ُمدعى عليها وتم إبرام عقد اإليجار بين كال من شركة بترول سويتش والشركة المدعى عليها‪.‬‬

‫‪ .15‬بتاريخ ‪ 2020/4/10‬أرسلت شركة بترول سويتش إلى الشركة المدعى عليها خطاب بوجود‬
‫عيب جسيم فى نظام زيرو سبيل مما أدى إلى توقف المشروع‪ .‬وبناء عليه امتنعت شركة بترول‬
‫سويتش عن سداد القيمة اإليجارية لشركة المدعى عليها وبالتالى لم تستطيع الشركة المدعى عليها‬
‫سداد القيمة اإليجارية للشركة ال ُمدعية‪.‬‬

‫‪ .16‬بتاريخ ‪ ،2020/4/15‬أرسلت الشركة ال ُمدعية خطابا ً للشركة ال ُمدعى عليها تعرب فيه عن قلقها‬
‫بسبب التأخر فى سداد القيمة اإليجارية المتفق عليها فى الموعد المحدد‪.‬‬
‫‪ .17‬الشركة ال ُمدعى عليها قامت بالرد على الشركة ال ُمدعية تؤكد على وجود عيب صناعة فى نظام‬
‫زيرو سبيل وأنها قامت بإصالح النظام على نفقتها الخاصة والتى تبلغ أربعون ألف دوالر وهو ما‬
‫يساوى نفس قيمة اإليجار المستحق للشركة ال ُمدعية‪.‬‬
‫‪ .18‬بتاريخ ‪ 2020/5/20‬أرسلت الشركة ال ُمدعية خطابا ً ينص فيه على مخالفة الشركة ال ُمدعى‬
‫عليها لبنود العقد حيث أن الشركة ال ُمدعية تكون هى المسؤولة عن تصليح عيوب الصناعة عن‬
‫طريق موظفيها وبدون تدخل من الشركة ال ُمدعى عليها‪.‬‬

‫‪ .19‬بتاريخ ‪ 2020/6/1‬أرسلت الشركة ال ُمدعى عليها نسخة من الخطاب المرسل من شركة بترول‬
‫سويتش الذى يفيد بوجود عيب فى المعدات‪.‬‬

‫‪ .20‬بتاريخ ‪ ،2020/6/30‬أرسلت الشركة ال ُمدعية خطابين أحدهما موجها ً لشركة بترول سويتش‬
‫واألخر موجها ً لشركة الحفريات‪ ،‬تحذرهم من التعامل مع الشركة ال ُمدعى عليها وذلك ألنها أصبحت‬
‫غير مصرح لها استخدام معدات الشركة ال ُمدعية‪.‬‬

‫بتاريخ ‪ 2020/8/18‬قامت الشركة ال ُمدعية بإرسال إنذار رسمى على يد محضر تطالب فيه‬ ‫‪.21‬‬
‫الشركة ال ُمدعى عليها بإعادة جميع المعدات على نفقة الشركة ال ُمدعى عليها المودعه لها وسداد مبلغ‬
‫وقدره أربعون ألف دوالر أمريكى وهو القيمة اإليجارية المستحقة مع الفوائد القانونية‪.‬‬

‫‪ .22‬بتاريخ ‪ 2020/9/15‬أرسلت الشركة ال ُمدعى عليها للشركة ال ُمدعية انذاراً رسميا ً على يد‬
‫محضر تطالبها بالتعويض نتيجة إلخالل الشركة ال ُمدعية بالتزاماتها التعاقدية واإلضرار بسمعتها‬
‫التجارية أمام الغير‪ ،‬وتزويدها عمداً بمعدات معيبة لإلضرار بمصالحها‪ .‬كما رفضت الشركة‬
‫ال ُمدعى عليها تسليم المعدات للشركة ال ُمدعية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬الدفاع‬
‫الفرع األول‪ :‬الدفوع الشكلية‬
‫طلب عدم قبول الدعوي شكلا وذلك استناداا على‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬فيما يخص الدفع بعدم اختصاص المحكمة للنظر فى الدعوى‬

‫‪ .23‬االختصاص‪ :‬هو توزيع العمل بين المحاكم والجهات القضائية المختلفة‪ .‬نشأت فكرة‬
‫االختصاص بسبب تعدد المحاكم ووجوب تقسيم العمل بينهما إما بحسب قيمة القضية وهو‬
‫‪1‬‬
‫االختصاص القيمى أو نوع القضية وهو االختصاص النوعى‪.‬‬

‫‪ .24‬االختصاص أو والية القضاء هو سلطة الحكم بمقتضي القانون فى خصومة معينة‪ ،‬ويقابله عدم‬
‫االختصاص وهو فقدان هذه السلطة‪ ،‬ويقال تختص المحكمة بالنزاع‪ ،‬ويقال أن لها والية أو ليس بها‬
‫والية الفصل فيه‪ .‬واختصاص محكمة ما‪ ،‬معناه نصيبها من المنازعات التى يجوز لها الفصل فيها‪.‬‬

‫‪ .25‬تنص المادة ‪ 28‬من قانون المرافعات على أن تختص محاكم الجمهورية بنظر الدعاوى التى‬
‫‪2‬‬
‫ترفع على المصرى ولو لم يكن له موطن أول محل إقامة فى الجمهورية ‪.‬‬

‫‪ .26‬أن المبدأ السائد فى فقه القانون الدولي الخاص‪ ،‬وهو أن األصل فى والية القضاء فى الدولة هو‬
‫اإلقليمية‪ ،‬وأن رسم حدود هذه الوالية يقوم على أسس إقليمية تربط ما بين المنازعة ووالية القضاء‪،‬‬
‫مأخذها موطن المدعى عليه أو محل إقامته أو موقع المال أو محل مصدر االلتزام أو محل تنفيذه‪،‬‬
‫يضاف إلى ذلك األخذ بضابط شخصي لإلختصاص هو جنسية المدعى عليه وكونة وطنيا ً بصرف‬
‫النظر عن موطنة أو محل إقامته ويُبنى االختصاص فى هذه الحالة على اعتبار أن والية القضاء‬
‫وإن كانت إقليمية فى األصل بالنسبة للوطنيين واألجانب‪ ،‬إال أنها شخصية بالنسبة لألولين فتشملهم‬
‫ولو كانوا متوطنيين أو مقيميين خارج إقليم دولتهم‪ .‬كذلك راعى المشرع اعتبار أن األصل هو أن‬
‫تؤدى الدولة العدالة فى إقليمها‪ ،‬وأن األصل هو رعاية المدعى عليه‪ .‬ولذلك فإن المشرع لم يأخذ‬
‫‪3‬‬
‫ضابط االختصاص من ناحية المدعى‪.‬‬

‫‪ .27‬فيكفى أن يكون المدعى عليه مصريا ً لكى ينعقد االختصاص لمحاكم الجمهورية‪ ،‬وال يلزم توافر‬
‫أى شرط فى المدعى‪ ،‬فيصبح أن يكون المدعى وطنياً‪ ،‬كما يصح أن يكون أجنبيا‪ ،‬متوطنا أو مقيما‬
‫‪4‬‬
‫أو موجودا فى الجمهورية أو فى الخارج‪.‬‬

‫‪ 1‬الدكتور عبد الياسط جميعي‪ ،‬نظرية االختصاص‪ :‬الفصل األول‪ :‬المبحث األول‪ :‬دار الفكر العربي‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 28‬من قانون المرافعات هذه المادة مستحدثة فى قانون المرافعات الحالى وليس لها مقايل فى قانون المرافعات السايق رقم‬
‫‪ 77‬لسنة ‪.1949‬‬
‫‪ 3‬الدكتور أحمد المليجى‪ ،‬التعليق على قانون المرافعات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الباب األول‪ ،‬الفصل األول االختصاص الدولى للمحاكم‪،‬‬
‫الصفحة ‪.758‬‬
‫‪ 4‬الدكتور أحمد المليجى‪ ،‬الموسوعة الشاملة فى التعليق على قانون المرافعات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الباب األول‪ ،‬الفصل األول ‪ ،‬صفحة‬
‫‪.760‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .28‬كما قضت أحكام النقض وذلك طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 19‬من القانون المدنى بسريان‬
‫قانون الدولة التى تم فيها العقد عند اختالف الموطن ما لم يتفق المتعاقدان أو يتبين من الظروف أن‬
‫قانونا ً أخر هو الذى يراد تطبيقة ‪ ،‬كما أنه يسرى على قواعد االختصاص وجميع المسائل الخاصة‬
‫باإلجراءات قانون البلد الذى تقام فيه الدعوى أو تباشر فيه اإلجراءات‪ ،‬وإذا كان الثابت من األوراق‬
‫أن عقد الوكالة بالعمولة ينص فيه على أن يتحدد النطاق المكانى لسريان العقد داخل جمهورية‬
‫مصر العربية‪ .‬استنادًا على ذلك‪ ،‬فإن القانون المصرى يكون هو الواجب التطبيق عالوة على أن‬
‫‪5‬‬
‫المحاكم المصرية تكون هى المختصة وحدها بنظر الدعاوى والطلبات الموضوعية المرتبطة بها‪.‬‬

‫فيما يخص الدفع بعدم اختصاص محكمة جنوب القاهرة للنظر فى النزاع‪:‬‬

‫‪ .29‬نصت المادة ‪ 109‬من قانون المرافعات على أن الدفع بعدم اختصاص المحكمة النتفاء واليتها‬
‫‪6‬‬
‫أو بسبب نوع الدعوى أو قيمتها تحكم به المحكمة من تلقاء نفسها‪.‬‬

‫‪ .30‬المقرر فى قضاء محكمة النقض أن تكييف العالقة بين طرفى الخصومة يعد شرطا ً الزما ً لتحديد‬
‫العالقة القانونية واجبة التطبيق عليها‪ ،‬وللوقوف على مدى اختصاص المحكمة بنظر الدعوى‪ ،‬وأن‬
‫العبرة فى هذا الصدد بحقيقة المقصود من الطلبات وليس باأللفاظ أو العبارات التى تصاغ فيها هذه‬
‫‪7‬‬
‫الطلبات‪.‬‬

‫نص المشرع من خالل نصوص القانون رقم ‪ 120‬لسنة ‪ 2008‬بإنشاء المحاكم االقتصادية‬ ‫‪.31‬‬
‫وضع منظومة أراد من خاللها إنجاز القضايا التى أطلق عليها بعض الدعاوى التى لها تأثير على‬
‫المناخ االقتصادى فى البالد‪ ،‬ومن ثم أنشأ بدائرة اختصاص كل محكمة استئناف محكمة تسمى "‬
‫المحكمة االقتصادية " وتشكل من دوائر ابتدائية واستئنافية‪ ،‬ثم لجأ إلى ضم اختصاصها القيمى‬
‫والنوعى فى هذا الشأن‪ ،‬وذلك بأن حدد على سبيل الحصر القوانين الواجب تطبيقها على المنازعات‬
‫المتعلقة بها بالمادة السادسة منه ومنها البند السادس الذى نص على اختصاص هذه المحكمة بنظر‬
‫‪8‬‬
‫الدعاوى الناشئة عن تطبيـــق " قانون التجارة فى شأن نقل التكنولوجيا والوكالة التجارية"‬

‫‪ .32‬إن مؤدى نص الفقرة األولى من المادة الثانية من قانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬أن‬
‫األعمال التجارية تسرى عليها أحكام االتفاق بين األطراف‪ ،‬وفى حالة عدم وجود مثل هذا االتفاق‬
‫فإنه يحتكم إلى أحكام قانون التجارة أو غيره من القوانين الخاصة المتعلقة بهذه األعمال ثم قواعد‬
‫العرف التجارى والعادات التجارية فإذا خلت هذه األعمال من عرف تجـــــارى أو عادة تجارية‪،‬‬
‫فإنه يحتكم إلى قواعد القـــــــانون المدنى األمر الذى يبين منه بجـــالء أن نص هذه المادة صريح‬
‫الداللة على تطبيق أحكام القوانين الخاصة على األعمال التجارية إذا خال قانون التجارة من تنظيم‬
‫بعض هذه األعمال‪.‬‬

‫‪ .33‬إن قانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬قد تناول بالتنظيم الوكالة التجارية فى الفصل الخامس‬
‫منه وأفرد لها فى فرعه األول أحكامها العامة فى المواد من ‪ 148‬إلى ‪ 165‬ثم تناول فـــى الفرع‬
‫الثانى بعض أنواع الوكالة التجارية وخص منها أحكام " الوكالة بالعمولة " فى المواد من ‪ 166‬إلى‬
‫‪ 176‬ثم " وكالة العقود " فى المواد من ‪ 177‬إلى ‪ ،191‬وبذا فإن هذا القانون يكون قد اقتصر على‬

‫‪ 5‬محكمة النقص‪ ،‬مدنى‪ ،‬الطعن رقم ‪ 383‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪ ،‬جلسنة ‪.1975/4/30‬‬


‫‪ 6‬محكمة النقض‪ ،‬تجاري‪ ،‬الطعن رقم ‪ 16351‬لسنة ‪ 85‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪.14/12/2017‬‬
‫‪ 7‬محكمة النقض‪ ،‬اقتصادى‪ ،‬الطعن رقم ‪ 3125‬لسنة ‪ 82‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪.10/04/2014‬‬
‫‪ 8‬محكمة النقض‪ ،‬اقتصادى‪ ،‬الطعن رقم ‪ 3125‬لسنة ‪ 82‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪.10/04/2014‬‬
‫‪6‬‬
‫نوعى الوكالة التجارية سالفتى البيان وهما وكالة العمولة ووكالة العقود‪ ،‬ولم يتناول بالتنظيم‬
‫الوساطة التجارية باعتبارها نوعا ً من أنواع الوكالة التجارية والتى سبق أن نظمت أحكامها مواد‬
‫القانون رقم ‪ 120‬لسنة ‪ 1982‬فى شأن تنظيم أعمال الوكالة التجارية وبعض أعمال الوساطة‬
‫التجارية والذى نصت الفقــــــرة الثانية من المادة األولى منه على أنه " كما يقصد بالوسيط‬
‫التجـــــــارى من اقتصر نشاطه‪ ،‬ولو عن صفقة واحدة على البحث عن متعاقد أو التفاوض معه‬
‫إلقناعه بالتعاقد "‪.‬‬

‫‪ .34‬إذ كان البين من عقد االتفاق ال ُمحرر بين شركة أديجاس وشركة األمانة أنه أسند إلى شركة‬
‫األمانة بأن تقوم بترويج وتأجير وتسويق معدات الحفر لصالح شركة أديجاس وذلك على أن تحصل‬
‫شركة أديجاس على قيمة إيجارية مقدارها أربعون ألف دوالر أمريكى مقابل أن تحصل شركة‬
‫األمانة على عمولة بنسبة ‪ %20‬عن كل عملية تأجير‪ ،‬وهو ما يفهم من هذه العالقة أنها ناشئة عن‬
‫عقد وكالة بالعمولة‪.‬‬

‫‪ .35‬لم يقم القانون التجارى بتعريف عقد الوكالة بالعمولة بطريقة مباشرة‪ ،‬ولكنة قد لجأ إلى تعريف‬
‫الوكيل بالعمولة نفسه حيث نصت المادة ‪ 81‬منه على أن " الوكيل بالعمولة هو الذى يعمل عمالً‬
‫باسم نفسه أو باسم شركة بأمر الموكل على ذمته فى مقابل أجره أو عمولة " كما نصت المادة ‪83‬‬
‫من ذات القانون على أن " وإنما إذا عقد الوكيل بالعمولة عقد بإسم موكله بناء على إذن منه بذلك‬
‫فلكل من الموكل والمعقود معهإقامة الطلب على األخر وتراعى فيما للوكيل المذكور من الحقوق وما‬
‫عليه من الواجبات المقررة للتوكيل فقط‪ .‬وعلى ذلك يعتبر الوكيل بالعمولة هو شخص يتعاقد مع‬
‫الغير باعتباره أصيالً عن نفسه ولكنه يعتبر فى ذات الوقت وكيالً قبل الشخص الذى كلفه بالقيام‬
‫بالتعاقد لحسابه‪.‬‬

‫‪ .36‬والوكيل بالعمولة يتعاقد بإسمه الشخصي وهو يتحمل بكافة اإللتزامات المترتبة على هذا العقد‪،‬‬
‫ومتى خرج الوكيل عن حدود وكالته أو يغير إذن موكله ال يصبح وكيالً ولكن تنطبق عليه القواعد‬
‫الخاصة بالفضالة‪.‬‬

‫‪ .37‬ويرى جانب من الفقه المصرى أنه كى تكون الوكالة بالعمولة تجارية فال بد أن يجرى الوكيل‬
‫بالعمولة المهمة المطلوبة منه بإسمه الشخصى وهى تعتبر تجارية إذا تمت على سبيل المقاولة أى‬
‫اإلحتراف أما مجرد واقعة واحدة فال تكفى إلعتبار الوكالة بالعمولة تجارية‪ ،‬وكذلك تعتبر الوكالة‬
‫‪9‬‬
‫بالعمولة تجارية وفقا ً لمعيار العمل التجارى بالتبعية‪.‬‬

‫‪ .38‬كما أن شركة األمانة نشاطها األساسي الترويج والتأجير والتسويق‪ ،‬وتمارس عملها على سبيل‬
‫اإلحترام حيث تم التعاقد معها من قبل شركة الحفريات وشركة بترول سويتش‪ .‬لذا فإنها تعتبر وكالة‬
‫بالعمولة تجارية وفقا ً لمعيار العمل التجارى بالتبعية‪.‬‬

‫‪ .39‬عقد الوكالة بالعمولة‪ :‬هو عقد يلتزم بموجبه الوكيل بالعمولة أن يقوم باسمه بتصرف قانونى‬
‫لحساب الموكل فى مقابل أجر‪ .‬فالوكيل بالعمولة شخص يباشر التصرفات باسمه الشخصى لحساب‬
‫شخص أخر يسمى الموكل بمقتضي عقد الوكالة بالعمولة‪ ،‬وكلمة عمولة تعنى المقابل الذى يتقاضاه‬
‫‪10‬‬
‫الوكيل بالعمولة نظير أدائه مهمته ومنها استمد هذا العقد اسمه‪.‬‬

‫‪ 9‬الدكتور إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬العقود والشركات التجارية فقها ً وقضا ًء‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬المبحث األول الصفحة ‪ 35،36‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر الطبعة ‪.19999‬‬
‫‪ 10‬الدكتورة سميحة القليوبى‪ ،‬عقود الوكاالت التجارية‪ ،‬الباب األول‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬المبحث األول صفحة ‪ 356‬دار النهضة‬
‫العربية الطبعة ‪.1980‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .40‬ويُعرف عقد الوكالة بالعمولة مفهومه الواسع بأنه عقد يلتزم بمقتضاه شخص بأن يتعاقد فى‬
‫صفقة باسم نفسه لحساب الموكل‪ ،‬ويُطلق على هذا الشخص اسم وكيل بالعمولة ‪ .‬حيث تختلف‬
‫الوكالة بالعمولة عن الوكالة العادية فى أن الوكيل فى حالة الوكالة العادية يتعاقد باسم موكله ال باسم‬
‫نفسه‪ .‬والقاعدة هى أن النائب العادى ليست له صفة التاجر ألنه وإن زاول التجارة إال أنه يباشرها‬
‫بصفته نائبا يتعاقد باسم األصيل التاجر ال باسم نفسه‪ .‬والذى يعتبر تاجراً فى هذه الحالة هو األصيل‬
‫فهو الذى يتأثر بالعقد من ناحية الحقوق والواجبات المترتبة عليه‪ ،‬أما الوكيل فى هذه الحالة فال‬
‫‪11‬‬
‫تتدخل إرادته فى تكوين العقد وال تتأثر ذمته المالية بأثاره‪.‬‬

‫‪ .41‬ويُعرف الوكيل بالعمولة بأنه هو الوكيل الذى يعمل عمال باسم نفسه أو باسم شركة بأمر الموكل‬
‫‪12‬‬
‫على ذمته مقابل أجرة أو عمولة‪.‬‬

‫‪ .42‬هذا النوع من الوكالة يقوم أساسا ً على أن الوكيل يتعاقد مع الغير باسمه الشخصى لصالح‬
‫الموكل حسبما عرفته الفقرة األولى من المادة ‪ 166‬من قانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬بأن "‬
‫الوكـــــــالة بالعمولة عقد يتعهد بمقتضاه الوكـــــــيل بأن يجرى باسمه تصرفا ً قانونيا ً لحساب‬
‫الموكل " كما أنها ال تعد من قبيل العقود ألن هذه الوكــــــالة األخيـــــــــــرة تقـــــــوم أساسا ً على‬
‫فكرة النيابة فى التعـــــــــاقد بأن يكون وكيل العقــــــــــود مكلفــا ً بإبرام الصفقات نيابة عن الموكل‬
‫أى باسم األخير وليس باسمه الشخصى‪.‬‬

‫كما أنه يقرب مما عرفته المادة ‪ 177‬من قانون التجارة سالف الذكر بأن " وكالة العقود عقد‬ ‫‪.43‬‬
‫يلتزم بموجبه شخص بأن يتولى على وجه االستمرار وفى منطقة نشاط معينة‪ ،‬الترويج والتفاوض‬
‫وإبرام الصفقات باسم الموكل ولحسابه مقابل أجر" وبهذا المفهوم لمعنى الوكالة التجارية‪.‬‬

‫‪ .44‬فإنها تخضع ألحكام القانون رقم ‪ 120‬لسنة ‪ 1982‬وتدخل فى نطاق تطبيق نصوص مواد‬
‫الوكالة التجارية المنصوص عليها فى قانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬و تختص بنظرها المحاكم‬
‫االقتصادية حسبما هو وارد حصراً بالبند السادس من المادة السادسة من القانون رقم ‪ 120‬لسنة‬
‫‪ 2008‬بإنشاء المحاكم االقتصادية والسالف ذكرها وبما ينعقد االختصاص بنظرها للمحاكم االبتدائية‬
‫‪13‬‬
‫فى دوائرها التجارية العادية‪.‬‬

‫‪ .45‬وبنا ًء على ذلك‪ ،‬فإن المحكمة المختصة للنظر فى الدعوى هى المحاكم االقتصادية االبتدائية فى‬
‫دوائرها التجارية العادية‪.‬‬

‫الفرع الثانى‪ :‬الدفوع الموضوعية‬


‫أوالا‪ :‬فيما يخص عدم أحقية الشركة ال ُمدعية بالمبالغ ال ُمطالب بها كونها قد أخلت بالتزاماتها التعاقدية‪.‬‬

‫‪ .46‬المسئولية العقدية ‪ :‬يُقصد بالمسؤولية العقدية أنّه الجزاء الذي يترتب على اإلخالل بااللتزامات‬
‫ألن العقد يعد شريعة المتعاقدين‪ ،‬فإنه من الواجب احترام مضمونه وعدم اإلخالل به‪،‬‬ ‫التعاقدية؛ ّ‬
‫ويجب تحميل المسؤولية للطرف الذي أقدم على اإلخالل بشروط العقد‪ ،‬ويترتّب عليه التعويض‬
‫بسبب عدم الوفاء أو التأ ّخر بالوفاء بااللتزام‪ ،‬فللعقد قوة ملزمة لألطراف‪ ،‬وعلى المدين تنفيذ جميع‬
‫االلتزامات الناشئة عنه‪ ،‬وللدائن الحق في المطالبة بالتعويض أمام الجهات القضائية عن الضرر‬

‫‪ 11‬د‪ .‬محمد بهجت قائد‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ 12‬د‪ .‬حمد هللا محمد حمد هللا‪ ،‬القانون التجاري‪ :‬األوراق التجارية ـ العقود التجارية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية ‪ 1996 ،‬ـ‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.503‬‬
‫‪ 13‬محكمة النقض‪ ،‬اقتصادى‪ ،‬الطعن رقم ‪ 3125‬لسنة ‪ 82‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪.10/04/2014‬‬
‫‪8‬‬
‫الذي لحق به بسبب إخالل المدين بإلتزاماته الناشئة عن العقد‪ ،‬ولو لم تتوفر سوء النية في المدين‪،‬‬
‫ويجب أن تتوفر جميع أركان المسؤولية العقدية حتى يستحق الدائن التعويض عن الضرر الذي لحق‬
‫‪14‬‬
‫به‪.‬‬

‫‪ .47‬حيث أن المسئولية العقدية هي الجزاء الذي يترتب على اإلخالل باإللتزامات التعاقدية ‪ ،‬ألن‬
‫العقد يعد شريعة المتعاقدين ‪ ،‬و من الواجب إحترام مضمونه وعدم اإلخالل به ‪ ،‬ويجب تحميل‬
‫المسئولية للطرف الذي أخل بشروط العقد ‪ ،‬ويترتب عليه التعويض بسبب عدم الوفاء أو التأخير في‬
‫الوفاء باإللتزام ‪ ،‬فللعقد قوة ملزمة لألطراف و على المدين تنفيذ جميع اإللتزامات الناشئة عنه ‪،‬و‬
‫للدائن الحق في المطالبة بالتعويض أمام الجهات القضائية عن الضرر الذي لحق به بسبب إخالل‬
‫المدين بإلتزاماته الناشئة عن العقد ‪ ،‬ولو لم تتوافر سوء النية في المدين ‪ ،‬و للمسئولية العقدية أركان‬
‫ثالثة يجب أن تتوافر مجتمعة حتى يستحق الدائن التعويض عن الضرر الذي لحق به ‪.‬‬

‫‪ .48‬بدايةً قامت شركة أديجاس بتسليم معدات الحفر إلى شركة األمانة تنفيذاً لعقد الوكالة بالعمولة‬
‫الذى جمع بين شركة أديجاس وشركة األمانة‪ ،‬حيث أن شركة األمانة قامت بتأجيرها إلى شركة‬
‫بترول سويتش حيث أن شركة بترول سويتش قامت بإرسال خطابا ً يفيد بأن وجود عيب صناعة فى‬
‫نظام زيرو سبيل وعند تلقيها مثل ذلك الخطاب قامت بإصالح هذا العيب على نفقتها الخاصة‪.‬‬

‫أن شركة أديجاس الذي يقع على عاتقها أخطار الخسارة و الضرر ما لم تكن هذه الخسائر أو‬ ‫‪.49‬‬
‫الضرر ناتجة عن إهمال من شركة األمانة‪ .‬وأن ما أقامت به شركة األمانة من إصالح العطل الذي‬
‫حدث في نظام زيرو سبيل هو منصوص عليه في العقد حيث نص البند رقم ‪ 12‬المتعلق بنطاق‬
‫األعمال حيث توافق شركة األمانة على توفير إدارة جرد مالئمة وكذا خدمات صيانة لمعدات شركة‬
‫أديجاس وذلك حينما تكون المعدات كائنة تحت رعاية شركة األمانة‪ ،‬علما بأن مخاطر الخسارة أو‬
‫الضرر هى مخاطر ستظل على عاتق شركة أديجاس‪ ،‬ما لم تكن هذه الخسارة أو يكون ذلك الضرر‬
‫ناتج فقط عن وقوع اهمال من جانب شركة األمانة‪ .‬وهذا إذا كان يفسر لنا شيئا فهو يفسر لنا أن ما‬
‫قامت به شركة األمانة من إصالح العطل في نظام زيرو سبيل هو متفق عليه بين طرفي العقد فى‬
‫البند السالف ذكره‪.‬‬

‫‪ .50‬نصت المادة رقم ‪147‬فى القانون المدني على أن العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضه وال‬
‫تعديله إال باتفاق الطرفين‪ ،‬أو لألسباب التي يقررها القانون‪.‬‬

‫‪ .51‬فإن المبدأ القانوني العقد شريعة المتعاقدين يعنى أن العقد يستمد قوته من االتفاق بين الطرفين‬
‫حيث أن األصل في العقد الرضا والذي يعتبر ركنًا من أركان العقد فإذا إكتملت أركان العقد الثالثة‬
‫وهي الرضا والمحل والسبب بشروطها أصبح العقد نافذا ويكون دور القانون تنظيمي فقط في حالة‬
‫إخالل أحد الطرفين بإلتزاماته‪.‬‬

‫‪ .52‬وكما قضت محكمة النقض فى ذلك بأن المقرر فى قضاء محكمة النقض أن العقد شريعة‬
‫المتعاقدين فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق الطرفين أو لألسباب التى يقررها القانون‪.‬‬

‫‪ .53‬حيث نصت المادة ‪ 50‬من القانون المدنى المصرى على أنة إذا كانت عبارة العقد واضحة فال‬
‫يجوز اإلنحراف عنها من طريق تفسيرها للتعرف على إرادة المتعاقدين‪ .‬وكما قضت أيضا ً على أن‬

‫‪ 14‬دكتور سمير تناغو‪ ،‬مصادر اإللتزام‪ ،‬المبحث األول‪ ،‬المطلب الثانى صفحة ‪246‬الطبعة األولى ‪ 2009‬دار النشر مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫القاضى ملزم بأن يأخذ عبارة المتعاقدين الواضحة كما هى‪ ،‬فال يجوز تحت ستار التفسير اإلنحراف‬
‫عن مؤداها الواضح إلى معنى أخر يعبر بصدق عما تقصده اإلرادة‪.‬‬

‫أركان المسؤولية العقدية‪:‬‬ ‫‪.54‬‬

‫أوالا‪ :‬الخطأ العقدى‬


‫ويعرف بأنه هو عدم قيام المدين بتنفيذ التزامه طوعا ً واختياراً‪ .‬ويتحقق الخطأ بهذا المعنى أيا كان السبب‬
‫فى عدم تنفيذ االلتزام‪ ،‬سواء رجع ذلك إلى غش المدين وسوء نيته أو إلى إهماله‪ ،‬أو إلى فعله المجرد‬
‫من اإلهمال‪ ،‬أو حتى إللى سبب أجنبى كقوة قاهرة‪ .‬األصل فى إثبات الخطأ أن على الدائن أن يثبت‬
‫وجود االلتزام‪ .‬وأن على المدين أن يثبت التخلص منه‪ .‬وتطبيق هذه القاعدة على الخطأ العقدى‪ .‬يعنى أنه‬
‫يكفى أن يثبت الدائن وجود االلتزام‪ ،‬وعلى المدين أن يثبت قيامه بتنفيذه‪ ،‬وإال اعتبر مقصراً وتحقق‬
‫الركن األول من أركان مسئوليته وهو الخطأ‪ .‬إن األصل فى االثبات أن على الدائن أن يثبت وجود‬
‫االلتزام‪ .‬وأن على المدين يثبت التخلص منه‪ .‬وتطبيق هذه القاعدة على الخطأ العقدى‪ .‬يعنى أنه يكفى أن‬
‫يثبت الدائن وجود االلتزام‪ ،‬وعلى المدين أن يثبت قيامه بتنفيذه‪ ،‬وإال اعتبر مقصرا وتحقق الركن األول‬
‫من أركان مسئوليته وهو الخطأ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرر‬
‫إن الضرر المقصود به في أركان المسؤولية العقدية ذلك الضرر الناشئ عن التزام عقدي‪ ،‬حيث ّ‬
‫إن هذا‬
‫الضرر يسبب للدائن أذى نتيجة قيام المدين باإلخالل بالتزاماته‪ ،‬وقد يكون الضرر ماديًّا أو معنويًّا أو‬
‫جسديًّا‪ .‬إن الركن الثانى فى المسؤلية العقدية هو الضرر‪ ،‬فال بد من وجود ضررحتى تترتب على ذمة‬
‫المدين‪ .‬والدائن هو الذى يحمل عبء إثبات الضرر‪ ،‬ألنة هو الذى يدعيه‪ .‬وال يفترض وجود الضرر‬
‫لمجرد أن المدين لم يقم بالتزامه العقدى‪ ،‬فقد ال ينفذ المدين التزامه وال يصيب الدائن ضرر من ذلك‪ .‬ففى‬
‫عقد الوكالة مثال‪ ،‬إذا تأخر المدين فى تسليم المعدات أو تأخر فى إرسالها‪ .‬فإن مجرد التأخر ال يكفى‬
‫الستخالص وجود الضرر‪ ،‬بل يجب على الدائن أن يثبت أنه قد أصابه ضرر معين من جراء هذا‬
‫التأخر‪ .‬كما نصت المادة ‪ 224‬على هذا الحكم "ال يشترط الستحقاق فوائد التأجير‪ ،‬قانونية كانت أو‬
‫اتفاقية‪ ،‬أن يثبت الدائن ضرراً لحقه من هذا التأجير"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العلقة السببية بينهما‬


‫ويقصد بهذا الركن أن يكون الضرر الذي لحق بالمدين نتيجة إخالله بااللتزام العقدي‪ ،‬وإذا كان الضرر‬
‫ق التعويض‪ .‬حيث أن‬ ‫الذي لحق بالمدين ناشئ عن سبب أجنبي‪ ،‬ال تقوم المسؤولية العقدية وال يستح ّ‬
‫يقع خطأ من المدين‪ ،‬وأن يلحق ضرر بالدائن حتى تقوم المسؤولية العقدية‪،‬بل ال بد أن يكون هذا الخطأ‬
‫هو السبب فى هذا الضرر‪ .‬وهذا هو المقصود بعالقة السببية بين الخطأ والضرر باعتبارها ركنا مستقال‬
‫من أركان المسؤولية العقدية‪ .‬وال يكفى أن يكون هناك خطأ وضرر‪ ،‬بل يجب أيضا ً أن يكون الخطأ هو‬
‫السبب فى الضرر‪ ،‬أى أن تكون هناك عالقة سببية ما بين الخطأ والضرر‪ .‬أى أن تكون هناك عالقة‬
‫سببية ما بين الخطأ والضرر فقد يكون هناك خطأ من المدين‪ .‬كما قد يكون هناك ضرر أصاب الدائن‪،‬‬
‫دون أن يكون ذلك الخطأ هو السبب فى هذا الضرر‪ .‬والمفروض أن عالقة السببية ما بين الخطأ‬
‫والضرر قائمة‪ .‬فال يكلف الدائن إثباتها‪ .‬فقد قضت المادة ‪ 215‬بأنه "إذا استحال على المدين أن ينفذ‬
‫االلتزام عيناً‪ .‬حكم عليه بالتعويض لعدم الوفاء بالتزامه ‪ .‬ما لم ثبت أن استحاله التنفيذ قد نشأت عن سبب‬
‫‪15‬‬
‫أجنبى ال بد له فية‪.‬‬

‫‪ 15‬الدكتور عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط فى شرح القانون المدنى الجديد‪ ،‬نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬المبحث الثانى‪ ،‬المطلب‬
‫األول‪ ،‬الصفحة ‪ 679‬ـ ‪.688‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .55‬بالنظر فى القضية المطروحة بين يدي عدالة المحكمة‪ ،‬يتضح لنا أن شركة األمانة لم تقم‬
‫بمخالفة أى بنود العقد حيث قامت بصيانة المعدات بدون الرجوع لشركة أديجاس وذلك وفقا لبنود‬
‫العقد المنعقد بينهم وذلك فإن المخاطر والخسارة تكون على عاتق شركة أديجاس وبناء علية فإن‬
‫شركة األمانة أنفقت القيمة اإليجارية المستحقة لتصليح وصيانة المعدات فإن شركة أديجاس ليس لها‬
‫حق استراد المبالغ ال ُمطالبه بها‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬فيما يخص عدم أحقية الشركة ال ُمدعية فى استرداد المعدات‬

‫‪ .56‬الحق في الحبس ‪ :‬يقصد بالحق في الحبس حق الدائن الذي تنشأ له حقوق مرتبطة بشئ معين في‬
‫االمتناع عن تنفيذ التزامه بتسليم هذا الشئ وحبسه لديه لحين استيفاء حقوقه ‪ .‬شخصين كل منهما‬
‫دائن ومدين لآلخر والتزام كل منهما مترتب على اآلخر ومرتبط به بحيث يجوز لكل منهما أن يمتنع‬
‫عن تنفيذ التزامه ما دام لم يقدم دائنه على الوفاء بااللتزام الذي يقع على عاتقه أو لم يقدم تأمينا كافيا‬
‫للوفاء‪.‬‬

‫‪ .57‬نص البند ‪ 12‬من مذكرة التفاهم المنعقدة بينهم على أن توافق شركة األمانة على توفير إدارة‬
‫جرد مالئمة وكذا خدمات صيانة لمعدات شركة أديجاس‪ ،‬وذلك حينما تكون المعدات كائنة تحت‬
‫رعاية شركة األمانة‪ ،‬علما بأن مخاطر الخسارة أو الضرر هى مخاطر ستظل على عاتق الطرف‬
‫األول‪ ،‬ما لم تكن هذه الخسارة أو يكون ذلك الضرر ناتجا ً فقط عن وقوع إهمال من جانب شركة‬
‫األمانة‪ ،‬حيث يكون على شركة األمانة فى هذه الحالة التزاما بأن يرد إلى شركة أديجاس قيمة‬
‫استيراد المنتجات التى تعرضت للخسارة أو قيمة تكاليف إصالحها‪ ،‬أيهما أقل‪ .‬وبالنظر ألغراض‬
‫االتفاق الماثل‪ ،‬يقصد باصطالح اإلهمال ذلك التصرف المتعمد أو التصرف الذى ينطوى على‬
‫استهتار أو أية حالة إهمال أو إغفال‪ ،‬وهو وضع يمثل فى الواقع حالة إهمال جسيم يؤدى لعواقب‬
‫ضارة ومتوقعة وكان من الممكن تجنبها‪.‬‬

‫‪ .58‬قامت شركة أديجاس بتزويد شركة األمانة بمعدات معيبة لإلضرار بمصالحها‪ .‬حيث أن شركة‬
‫األمانة عملت على تصليحها وذلك وفقا لبند العقد ‪ 12‬السالف ذكره الذى ينص على أن شركة‬
‫األمانة مسؤولة عن صيانه المعدات طالما أنها كائنة تحت رعايتها‪ ،‬كما أن شركة أديجاس مسؤولة‬
‫عن تحمل النفقات ومخاطر الخسارة والضرر طالما أن هذا العيب لم يقع نتيجة إهمال من قبل شركة‬
‫األمانة‪ .‬وبناء علية أنفقت شركة األمانة القيمة اإليجارية المستحقة لشركة أديجاس فى صيانه‬
‫المعدات وبذلك فإن إعماالً لحق شركة األمانة فى حبس المعدات إلخالل شركة أديجاس بالتزامتها‬
‫التعاقدية‪.‬‬

‫‪ .59‬يجوز للوكيل التجارى أو المودع لديه‪ ،‬حبس األشياء التى عهدت إليه بحكم الوكالة أو الوديعة‪.‬‬
‫إلى أن يستوفى ما هو مستحق له من مصروفات أنفقها على األشياء وله أن يستند فى ذلك إلى فكرة‬
‫األرتباط المعنوى‪ .‬حيث أن التزامه بالرد والتزام الموكل أو المودع بدفع المصروفات يكونان معا‬
‫عالقة تبادلية‪ ،‬كما أن له أن يستند إلى فكرة االرتباط المادى‪ ،‬حيث أن حقه قد نجم عن الشئ‬
‫‪16‬‬
‫المحبوس ذاته‪.‬‬

‫‪ 16‬الدكتور فيصل ذكى عبد الواحد‪ ،‬كتاب الوجيز فى األحكام العامة لإللتزامات واإلثبات فى القانون المدنى المصرى دار الكتب‬
‫الجامعية الصفحة ‪.368‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ .60‬ويُعرف الوكيل التجارى بأنه هو كل شخص طبيعى أو اعتبارى يقوم بصفة معتادة‪ ،‬دون أن‬
‫يكون مرتبطا ً بعقد عمل أو عقد تأجير خدمات‪ ،‬بتقديم العطاءات أو بإبرام عمليات الشراء أو البيع أو‬
‫التأجير أو تقديم الخدمات باسم ولحساب المنتجين أو التجار أو الموزعين أو باسمه ولحساب أحد‬
‫‪17‬‬
‫هؤالء‪.‬‬

‫‪ .61‬حيث أن شركة إديجاس ليس لديها أحقية استرداد المعدات و ذلك اعمال لحق شركة األمانة عليها‬
‫في الحبس حيث إن ما قامت به شركة أديجاس من إخالل في التزامها تجاه شركة األمانة من عدم‬
‫دفع نفقات الصيانة الذي تقع على عاتق شركة أديجاس ما دام كان العطل غير عمدي او بسبب‬
‫إهمال الشركة المدعى عليها‪.‬‬

‫‪ .62‬وحيث أن الحق في الحبس هو إحدى وسائل الضمان حيث إن لحائز الشي الحق في الحبس‬
‫طالما أنفق مصروفات مرتبطة بذلك الشيء وكانت ضرورية أو نافعه له وذلك حتى يستوفي ثمنه أو‬
‫ما هو مستحق له‪ ،‬سواء أكان الحائز حسن النية أم سيء النية‪ ،‬وبتكيف وقائع القضية نجد بالفعل ان‬
‫ما قامت به شركة األمانة من صيانة مما كلفها مصروفات جعلها ضرورية في المطالبة بها من‬
‫شركة أديجاس‪.‬‬

‫‪ .63‬يتمتع الوكيل التجاري بضمان خاص هو االمتياز فى الحصول على المبالغ المستحقة له قبل‬
‫موكله من قيمة البضائع التى استعمل عليها حق الحبس‪ .‬فالوكيل التجاري يمتاز عن غيره من دائنى‬
‫الموكل فى إستيفاء حقوقه من قيمة البضائع التى فى حوزته‪ .‬وتقرر إمتياز الوكيل المادة ‪ 159‬من‬
‫‪18‬‬
‫قانون التجارة حيث أن هذا الحق مقررا فقط للوكيل بالعمولة‪.‬‬

‫‪ .64‬وكذلك يعتبر حق اإلمتياز ضمان هام قرره المشرع للوكيل بالعمولة وفقا ً لنص المادة ‪85‬‬
‫تجارى وذلك حتى يضمن حصوله على العمولة المستحقة له‪ ،‬وهذا اإلمتياز يرد على كافة األشياء‬
‫واألوراق التجارية المخصصة لدفع الثمن طالما كانت حيازته إعماالً لنص المادة ‪ 86‬من القانون‬
‫التجاري والعبرة هنا بالحيازة الفعلية أو الحكمية‪ ،‬وهذا االمتياز قد قرره المشرع ولكنه يأتى فى‬
‫المرتبة بعد المصروفات القضائية والمبالغ المستحقة للخزانة العامة للدولة وكذلك كافة المبالغ التى‬
‫صرفت فى حفظ المنقول وفيما يلزم من أعمال الترميم ومصروفاته وكل ذلك إعماالً لنصوص‬
‫‪19‬‬
‫المواد ‪ 140‬من القانون المدنى‪.‬‬

‫‪ .65‬ولقد قرر المشرع للوكيل بالعمولة ضمانات طالما كان تعاقده مع الغير بإسمه الشخصي‪ ،‬للوكيل‬
‫بالعمولة أن يقوم بحيس كافة البضائع واألوراق التجارية الموجودة تحت يده وكذلك حبس أى بضائع‬
‫أخرى جديدة طالما كان ذلك ناشئا ً عن تنفيذ عقد الوكالة بالعمولة ويعد ذلك إعماالً لنص المادة ‪ 84‬و‬
‫المادة ‪ 86‬من القانون التجاري‪ ،‬وفى المقابل وفقا لما تقتضيه أحكام الحق فى الحبس فعلى الوكيل‬
‫‪20‬‬
‫بالعمولة إلتزام بالمحافظة على األشياء المحبوسة تحت ذمته‪.‬‬

‫‪ 17‬قانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 2022‬بتعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 120‬لسنة ‪ 1982‬بإصدار قانون تنظيم أعمال الوكالة التجارية‬
‫وبعض أعمال الوساطة التجارية والقانون المرافق له ‪.‬‬
‫‪ 18‬المادة ‪ 195‬من قانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬فى شأن الوكالة التجارية‪.‬‬
‫‪ 19‬الدكتورة سميحة القليوبى‪ ،‬الوسيط فى شرح قانون التجارة المصرى‪ ،‬الجزء الثانى‪ ،‬القسم األول‪ ،‬الموضوع الثانى صفحة‬
‫‪ 296‬دار النهضة العربية الطبعة الخامسة ‪.2007‬‬
‫‪ 20‬الدكتور إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬العقود والشركات التجارية فقها ً وقضا ًء‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬المبحث األول الصفحة ‪ 35،36‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر الطبعة ‪.19999‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ .66‬نصت المادة ‪ 161‬من القانون المدنى على أنه "فى العقود الملزمة للجانبين إذا كانت االلتزامات‬
‫المتقابلة مستحقة الوفاء‪ ،‬جاز لكل من المتعاقدين أن يمتنع عن تنفيذ التزامه إذا لم يقم المتعاقد‬
‫‪21‬‬
‫األخر بتنفيذ ما التزم به"‬

‫‪ .67‬نصت المادة ‪ 246‬من القانون المدنى أنه يجوز لكل مدين أن يمتنع عن الوفاء بالتزامه استنادا‬
‫إلى حقه فى الحبس ما دام الدائن لم يعرض الوفاء بالتزام نشأ بسبب التزام هذا المدين وكان مرتبطا ً‬
‫به‪ ،‬مما مؤداه أن حق الحبس هو دفع يعتصم به الدائن بوصفه وسيلة من وسائل الضمان لعدم تنفيذ‬
‫التزامه المقابل‪ ،‬ومن تطبيقاته النص فى الفقرة الثانية من المادة سالفة الذكر على أنه ويكون ذلك‬
‫بوجه خاص لحائز الشيء أو محرزه‪ ،‬إذا هو أنفق عليه مصروفات ضرورية أو نافعة‪ ،‬فإنه له أن‬
‫يمتنع عن رد هذا الشيء حتى يستوفى ما هو مستحق له‪ ،‬إال أن يكون االلتزام ناشئا ً عن عمل غير‬
‫مشروع ومفاد ذلك أن المشرع قد استوجب كقاعدة عامة مع قيام التعادل فى االلتزامات المتبادلة‬
‫وجوب قيام االرتباط بين االلتزام الذي يرد عليه حق الحبس وااللتزام المقابل بأن يكون فى‬
‫‪22‬‬
‫خصوص التطبيق الوارد بالفقرة الثانية ما أنفق على الشيء مرتبطا ً ومنصبا ً على ما يطلب رده‪.‬‬

‫‪ .68‬كما نصت المادة ‪ 246‬من القانون المدنى بما نصت عليه فى فقرتها األولى من أن " لكل من‬
‫التزم بأداء شيء أن يمتنع عن الوفاء به ما دام الدائن لم يعرض الوفاء بإلتزام مترتب عليه بسبب‬
‫التزام المدين ومرتبط به ‪ ،‬أو ما دام الدائن لم يقم بتقديم تأمين كاف للوفاء بالتزام " قد وضعت قاعدة‬
‫عامة تنطبق فى أحوال ال تتناهى تخول المدين أن يمتنع عن الوفاء بالتزامه استناداً لحقه فى الحبس‬
‫بوصفه وسيلة من وسائل الضمان مادام الدائن لم يعرض الوفاء بالتزام نشأ بسبب التزام هذا المدين‬
‫وكان مرتطبا ً به ‪ ،‬فيشترط فى حق الحبس طبقا ً لهذا النص توافر األرتباط بين دينين وال يكتفى فى‬
‫تقرير هذا الحق وجود دينين متقابلين ‪ ،‬وهو ما مفاده أن المشرع قد أستوجب كقاعدة عامة مع قيام‬
‫التعادل فى االلتزامات المتبادلة وجوب قيام االرتباط بين االلتزام الذى يرد عليه حق الحبس‬
‫وااللتزام المقابل ‪ ،‬ومن ذلك مناسبة الجزء من الثمن الذى يرد عليه حق المشترى فى حبسه مع‬
‫الخطر الذى يتهدده ‪ ،‬أو مع ما لم ينفذ من االلتزام المقابل‪.23‬‬

‫‪ .69‬نصت المادة ‪ 970‬من القانون المدنى علي أن المالك الذي يرد إليه ملكه أن يؤدي إلى الحائز‬
‫جميع ما انفقه من مصروفات ضرورية‪ .‬وبناء على جميع المواد و االحكام المذكورة فإن شركة‬
‫أديجاس ليس لها الحق في استرداد أي من معداتها المملوكة لها من شركة األمانة إلى أن تؤدي‬
‫جميع ما انفقته شركة األمانة على معداتها‪.‬‬

‫‪ .70‬يجوز للوكيل أو المودع لديه‪ ،‬حبس األشياء التى عهدت إليه بحكم الوكالة أو الوديعة‪ .‬إلى أن‬
‫يستوفى ما هو مستحق له من مصروفات أنفقها على األشياء وله أن يستند فى ذلك إلى فكرة‬
‫االرتباط المعنوي‪ .‬حيث أن التزامه بالرد والتزام الموكل أو المودع بدفع المصروفات يكونان معا ً‬
‫عالقة تبادلية‪ ،‬كما أن له أن يستند إلى فكرة االرتباط المادى‪ ،‬حيث أن حقه قد نجم عن الشئ‬
‫‪24‬‬
‫المحبوس ذاته‪.‬‬

‫‪ 21‬الوسيط فى شرح القانون المدنى‪ ،‬نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬الدكتور عبد الرزاق السنهورى‪ ،‬الفصل الرابع‪ ،‬المطلب الثانى‪،‬‬
‫الصحة ‪.1151‬‬
‫‪ 22‬الطعن رقم ‪ 923‬لسنة ‪ 51‬قضائية الصادر بجلسة ‪ 24/05/1983‬مكتب فنى ( سنة ‪ - 34‬قاعدة ‪ - 257‬صفحة ‪.) 1292‬‬
‫‪ 23‬الطعن رقم ‪ 9548‬لسنة ‪ 83‬قضائية الدوائر المدنية ‪ -‬جلسة ‪.01/07/2014‬‬
‫‪ 24‬كتاب الوجيز فى األحكام العامة لإللتزامات واإلثبات فى القانون المدنى المصرى الدكتور فيصل ذكى عبد الواحد الصفحة‬
‫‪ 368‬دار المطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ .71‬وبناء عليه فإن شركة أديجاس ليس لديها أحقية استرداد أية معدات لحين الوفاء بالتزامها‬
‫التعاقدى‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬فيما يخص التعويض عن الضرر المادي واألدبي الواقع على ال ُمدعى عليها‬

‫‪ .72‬الضرر المادى‪ :‬يُعتبر الضرر ضرراً ماديا ً عندما يصيب المضرور فى حق من حقوقه التى‬
‫يحميها القانون سواء فى ماله أو فى جسمه‪ ،‬أو يصيبه فى مصلحة مادية مشروعة‪ .‬وبشكل عام‬
‫يمكن القول بأن الضرر المادى هى تلك الخسارة المالية أو الخسارة األقتصادية المحضة التى تلحق‬
‫بالشخص نتيجة التعدى على حق من حقوقه أو مصلحة مشروعة‪.‬‬

‫‪ .73‬حيث يشترط لِتحقق الضرر المادى أن يحدث مساس بشئ ذى قيمة مالية‪ .‬وأن يكون ذلك محققاً‪.‬‬
‫والمساسبقيمة مالية للمضرور قد يأتى من المساس بسالمة جسمه‪ ،‬فأى اعتداء على حياة الشخص‪،‬‬
‫أو إصابته بجرح ترتب عليه خسارة مالية لهذا الشخص‪ ،‬وال يشترط لتحقق الضرر المادى أن يكون‬
‫هناك مساس بحق من الحقوق‪ ،‬بل يكفى لتحقق ذلك أن يكون هناك مساس بمصلحة مشروعة‬
‫‪25‬‬
‫لشخص من األشخاص‪.‬‬

‫‪ .74‬الضرر األدبى‪ :‬وهو الضرر الذى يصيب الشخص فى قيمة غير مالية‪ .‬ومن األمثلة على هذا‬
‫الضرر الذى يصيب اإلنسان هو االعتداء على السمعة والشرف بالسب أو القذف أو التشهير أو هتك‬
‫العرض‪.‬‬

‫‪ .75‬حيث أن الضرر األدبى هو الذى قد يصيب الشخص من أضرار نتيجة ما يصيب الشرف‬
‫واالعتبار والعرض ‪ ،‬أو العاطفة والشعور ‪ ،‬أو مجرد االعتداء على حق ثابت له ‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يتصور حدوثه إال إذا أصابت الشخص الطبيعي ‪ ،‬أما الشخص االعتباري فيكون بمنأى عن ذلك‬
‫التصور ‪ ،‬إال أنه متى أثبت الشخص االعتباري أن ضرراً قد حاق بسمعته التجارية في مجال نشاطه‬
‫وأعماله وقدرته على مباشرة تلك األعمال بين أقر أنه والمتمثل في احجام الغير عن التعامل معه بما‬
‫أثر سلبا ً على حجم نشاطه ومعامالته ‪ ،‬فإنه يمكن تصور التعويض عن الضرر في تلك الحالة‬
‫بوصفه ضرراً ماديا ً وليس أدبيا ً ‪ .‬ولما كان ذلك ‪ ،‬وإذ خلت األوراق من تحقق عناصر الضرر‬
‫‪26‬‬
‫المدعى به بشأن سمعة الشركة التجارية فإن شركة األمانة تستحق التعويض عنه‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 222‬من القانون المدني على شمول التعويض الضرر األدبي ويسري هذا على‬ ‫‪.76‬‬
‫المسئولية العقدية والتقصيرية‪.‬‬

‫ق للدائن‬ ‫‪ .77‬التعويض عن المسؤولية العقدية عند إثبات أركان المسؤولية العقديّة والتحقق منها‪ ،‬يح ّ‬
‫رفع دعوى تعويض أمام المحاكم المختصة‪ ،‬وعادةً ما يكون التعويض نقدي‪ ،‬ويع ّد التعويض نقدًا‬
‫أفضل وسيلة حتى يستوفي الدائن حقه‪ ،‬وقد ال يدفع مبلغ التعويض دفعةً واحدةً‪ ،‬بل يجوز أن يكون‬
‫مقسطًا على أقساط شهرية أو أسبوعية بحسب ما تحكم به المحكمة‪ ،‬ومن الممكن ان يكون التعويض‬
‫عينيًّا‪ ،‬بأن يقوم المدين بإصالح ما أخ ّل به في العقد‪ ،‬ويق ّدر قاضي الموضوع قيمة التعويض بنا ًء‬
‫على الوقائع المعروضة لديه وظروف الدعوى‪ ،‬وقد يشمل التعويض الخسارة الالحقة باإلضافة إلى‬
‫‪27‬‬
‫فوات الكسب‪.‬‬

‫‪ 25‬دكتور سمير تناغو‪ ،‬مصادر اإللتزام‪ ،‬المبحث األول‪ ،‬المطلب الثانى صفحة ‪246‬الطبعة األولى ‪ 2009‬دار النشر مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ 26‬الطعن رقم ‪ 6161‬لسنة ‪ 85‬قضائية‪ ،‬اقتصادى‪ ،‬الصادر بجلسة ‪.08/11/2020‬‬
‫‪ 27‬سمير عبداالسيد تناغو (‪ ،)2009‬مصادر اإللتزام (الطبعة األولى)‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬صفحة ‪.262-261‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .78‬حيث أن شركة األمانة قامت بإرسال انذاراً إلى شركة أديجاس تطالبها فيه بالتعويض عن ما‬
‫أصابها من أضرار مادية وأدبية بسبب اإلضرار بسمعتها التجارية ‪.‬حيث تربطهم عالقة تعاقدية مع‬
‫بعضهم البعض‪.‬‬

‫‪ .79‬وفقا لقيام المسؤولية التعاقدية فى جانب شركة أديجاس كما أنه يوجد عالقة تعاقدية بين كال من‬
‫شركة أديجاس وشركة األمانة حيث قامت شركة أديجاس بإجراء اتخذ من جانبها‪ ،‬مما سبب ضرراً‬
‫لشركة األمانة‪ .‬وكا أنه يتضح لنا بجالء من وقائع الدعوى األخطاء الجسيمة المرتكبة من قبل شركة‬
‫أديجاس والتى ألحقت بشركة األمانة ضرراً جسيما ً بما يتحقق معه المسؤولية التعاقدية بأركانها‬
‫الثالثة من خطأ وضرر وعالقة سببية كما ورد فى المادة ‪ 163‬من القانون المدني والتى تنص على‬
‫أن‪ :‬كل خطأ سبب ضرراً للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض‪.‬‬

‫‪ .80‬إن للضرر دور كبير وأهمية قصوى في وجوب التعويض فهو أساس المسئولية في القانون‬
‫المدني ‪ ،‬فنص القانون وضح أن كل خطأ سبب ضر ًر ا للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض ‪.‬فمن أجل‬
‫أن تكون هناك مسئولية مدنية يجب ان يكون هناك ضرر متسبب فيه‪.‬‬

‫‪ .81‬وضح أيضا الفقهاء أن هذا الضرر يجب أن يجعل صاحب الحق أو المصلحة في حال أسوأ مما‬
‫كان عليه قبل ذلك‪ .‬فالضرر األدبي هو الذي ينتج بسبب االعتداء على حقوق مالية أو غير مالية؛ في‬
‫معظم األحوال ينتج بسبب االعتداء على الحقوق غيرالمالية‪.‬‬

‫‪ .82‬بناء على ما سبق‪ ،‬فإن شركة أديجاس قامت بتشويه سمعه شركة األمانة وأضرت بسمعتها‬
‫التجارية أمام الغير مما أدى إلى حدوث ضرر أدبى يعطى الحق لشركة األمانة أن تطالب شركة‬
‫أديجاس بالتعويض عن األضرار األدبية والمادية التى أصابتها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬الطلبات‬

‫بنا اء عليه نلتمس من عدالة المحكمة القضاء ب‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬عدم قبول الدعوى شكال وذلك لرفعها فى غير اختصاصها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رفض الدعوى النتفاء توافر أركان المسؤولية العقدية‪ ،‬ولمشروعية ما قامت به شركة األمانة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدم أحقية شركة أديجاس فى استرداد المعدات وذلك لحق شركة األمانة فى حق الحبس‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إستحقاق شركة األمانة بالتعويض المادى واألدبى من شركة أديجاس نتيجة اإلضرار بسمعتها أمام الغير‪.‬‬

‫وكيل الشركة ال ُمدعى عليها‪:‬‬

‫مريم محمد البلتاجى حسين‬

‫يوسف حازم عصمت‬

‫‪16‬‬

You might also like