Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 274

KEMENTERIAN PENDIDIKAN

‫كوريكولوم برسڤادو ديني منڠه اتس دان تيڠكتن انم ديني‬

‫‪2023‬‬
‫‪٢٠٢٢‬‬
‫‪No Siri Buku: 0152‬‬

‫ڤڠهرڬاءن‬ ‫‪ISBN 978-629-7570-00-6‬‬


‫بوكو المختار من ال�إ قناع في حل �ألفاظ �أبي شجاع في الفقه الشافعي للصف‬
‫ال�أول الثانوي اين اياله تربيتن سمولا يڠ صح درڤد المختار من ال�إ قناع في حل‬
‫ڤنربيتن بوكو تيک س اين مليبتكن كرجاسام باپق ڤيهق‪ .‬سكالوڠ‬
‫�ألفاظ �أبي شجاع في الفقه الشافعي للصف ال�أول الثانوي اوليه جاوتنكواس‬
‫ڤڠهرڬاءن دان تريما كاسيه دتوجوكن كڤد سموا ڤيهق يڠ ترليبت‪:‬‬
‫ڤڽدياءن دان ڤمباڠونن كوريكولوم دال�أزهر الشريف يڠ دتربيتكن اوليه بهاݢين‬
‫ لجنة �إعداد وتطوير المناهج بال�أزهر الشريف‪.‬‬ ‫ال�أزهر الشريف اينستيتوت ال�أزهر دان ڤيهق ال�أزهر الشريف يڠ ممبنركن سچارا‬
‫جاوتنكواس ڤنمبهباءيقن ڤروف موک سورت‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وقف اونتوق توجوان ڤنديديقن دمليسيا‪.‬‬
‫بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪،‬‬ ‫ ‬ ‫© ‪ 2021-2020‬م اوليه ال�أزهر الشريف‬
‫كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ ‬
‫چيتقن ڤرتام ‪2023‬‬
‫جاوتنكواس ڤپـيمقن ڤمبتولن ڤروف موک سورت‪،‬‬ ‫ ‬ ‫© ايديسي كمنترين ڤنديديقن مليسيا‬
‫بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪،‬‬ ‫ ‬ ‫حق چيڤتا ترڤليهارا‪ .‬مان‪ ٢‬باهن دالم بوكو اين تيدق دبنركن دتربيتكن سمولا‪،‬‬
‫كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫دسيمڤن دالم چارا يڠ بوليه دݢوناكن لاݢي‪ ،‬اتاوڤون دڤيندهكن دالم سبارڠ‬
‫جاوتنكواس ڤپـيمقن نسخه سديا كاميرا‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫بنتوق اتاو چارا‪ ،‬باءيق دڠن ايليكترونيک‪ ،‬ميكانيک‪ ،‬ڤڠݢمبرن سمولا ماهوڤون‬
‫بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫دڠن ڤراقمن تنڤا كبنرن درڤد ال�أزهر الشريف ملالوءي كتوا ڤڠاره ڤنديديقن‬
‫كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫مليسيا‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬
‫ڤڬاواي‪ ٢‬بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪،‬‬ ‫ ‬ ‫دتربيتكن اونتوق كمنترين ڤنديديقن مليسيا اوليه‪:‬‬
‫كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ارس ميݢ (م) سنديرين برحد (‪)198701005571‬‬
‫ڤڬاواي‪ ٢‬بهاڬين ڤنديديقن �إسلام‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ ،20 & 18‬جالن داماي ‪،2‬‬
‫تامن ديسا داماي‪ ،‬سوڠاي مراب‪،‬‬
‫‪ 43000‬كاجڠ‪ ،‬سلاڠور دار ال�إ حسان‪.‬‬
‫تيليفون‪03-8925 8975 :‬‬
‫فک س‪03-8925 8985 :‬‬
‫لامن ويب‪www.arasmega.com :‬‬
‫ريک لتق دان اتور حروف‪ :‬ارس ميݢ (م) سنديرين‬
‫موک تاءيڤ تيک س‪ :‬لوتوس لينوتيڤ‬
‫ساءيز موک تاءيڤ‪ 16 :‬ڤوءين‬
‫ڤنچيتق‪:‬‬
‫سينارن بروس سنديرين برحد‪،‬‬
‫‪ ،3 & 1‬جالن ‪،118 C‬‬
‫ديسا تون رزاق‪ ،‬چراس ‪،56000‬‬
‫كوالا لومڤور‪.‬‬
‫تيليفون‪03-91716625 :‬‬
‫ب‬
‫‪١٩‬‬ ‫فصل في السواك‬ ‫و‬ ‫المقدمة‬
‫‪٢٢‬‬ ‫األسئلة على السواك‬ ‫ط‬ ‫األهداف العامة‬
‫‪٢٣‬‬ ‫فصل في الوضوء ‬ ‫التعريف بصاحب اإلقناع في فقه‬
‫ك‬ ‫الشافعية‬
‫‪٢٤‬‬ ‫شروط الوضوء والغسل ‬
‫ث‬ ‫التعريف باإلمام الشافعي‬
‫‪٢٥‬‬ ‫فروض الوضوء ‬
‫‪٣٢‬‬ ‫سنن الوضوء ‬
‫‪٣٩‬‬ ‫السنن الزائدة على العشر ‬
‫‪٤٢‬‬ ‫أسئلة على باب الوضوء ‬
‫‪٤٣‬‬ ‫فصل في االستنجاء‬
‫‪٤٨‬‬ ‫أسئلة على باب االستنجاء ‬
‫‪٤٩‬‬ ‫فصل نواقض الوضوء ‬
‫‪٢‬‬ ‫كتاب الطهارة‬
‫‪٥٤‬‬ ‫فصل في موجب الغسل ‬
‫‪٣‬‬ ‫هذا (كتاب) بيان أحكام (الطهارة)‬
‫‪٥٥‬‬ ‫فصل في فرائض الغسل ‬
‫‪٤‬‬ ‫(أنواع المياه)‬
‫‪٥٦‬‬ ‫سنن الغسل ‬
‫أقسام المياه من حيث جواز التطهير‬
‫‪٥٩‬‬ ‫فصل في األغسال المسنونة ‬ ‫‪٧‬‬ ‫بها وعدمه‬
‫‪٦٢‬‬ ‫أسئلة على باب الغسل ‬ ‫‪١٠‬‬ ‫أقسام الماء المتنجس‬
‫‪٦٣‬‬ ‫فصل في المسح على الخفين ‬ ‫‪١٢‬‬ ‫فصل في الدباغ‬
‫أسئلة على باب المسح على‬ ‫‪١٦‬‬ ‫حكم استعمال أواني الذهب والفضة‬
‫‪٦٨‬‬ ‫الخفين ‬
‫أسئلة على أحكام المياه‪ ،‬والدباغ‪،‬‬
‫‪٦٩‬‬ ‫فصل في التيمم ‬ ‫‪١٨‬‬ ‫واألواني‬
‫جج‬
‫الصلوات المفروضة ودليل‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫فرائض التيمم ‬
‫‪١٠١‬‬ ‫فرضيتها ‬
‫‪٧٥‬‬ ‫سنن التيمم ‬
‫‪١٠٢‬‬ ‫مواقيت الصالة ‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫مبطالت التيمم ‬
‫‪١٠٦‬‬ ‫قضاء الفوائت ‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫الجبيرة وحكمها ‬

‫‪١٠٨‬‬ ‫والصلوات المسنونات ‬ ‫‪٨٠‬‬ ‫أسئلة على باب التيمم ‬


‫‪٨١‬‬ ‫فصل في إزالة النجاسة ‬
‫‪١١٢‬‬ ‫صالة التسابيح ‬
‫‪٨٨‬‬ ‫أسئلة على فصل النجاسة ‬
‫‪١١٢‬‬ ‫صالة األوابين ‬
‫فصل في الحيض والنفاس‬
‫‪١١٢‬‬ ‫أفضل النوافل ‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫واالستحاضة ‬

‫‪١١٣‬‬ ‫سجدتا التالوة والشكر ‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫ما يحرم بالحيض والنفاس ‬


‫‪٩٦‬‬ ‫ما يحرم على الجنب ‬
‫‪١١٦‬‬ ‫فصل في شروط الصالة ‬
‫‪٩٦‬‬ ‫ما يحرم بالحدث األصغر ‬
‫فصل في أركان الصالة وسننها‬
‫وهيئاتها ‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫مس المصحف للصغير ‬
‫‪١٢١‬‬
‫‪٩٧‬‬ ‫آداب قراءة القرآن ‬
‫‪١٣٦‬‬ ‫سنن الصالة قبل الدخول فيها ‬
‫حكم تفسير القرآن بال علم‬
‫(سنن الصالة بعد الدخول فيها‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫ونسيانه ‬
‫‪١٣٨‬‬ ‫وتسمى األبعاض) ‬
‫األسئلة على الحيض والنفاس‬
‫هيئات الصالة وهي السنن غير‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫واالستحاضة‬
‫‪١٤٠‬‬ ‫األبعاض ‬

‫َ‬
‫الرجل‬ ‫األمور التي تخالف فيها المرأ ُة‬
‫‪١٤٦‬‬ ‫في الصالة ‬

‫‪١٤٨‬‬ ‫مبطالت الصالة ‬

‫‪١٥٣‬‬ ‫مكروهات الصالة ‬

‫‪١٥٣‬‬ ‫السترة أمام المصلي ‬


‫‪٩٩‬‬ ‫كتاب الصالة‬
‫د‬
‫حكم من عجز عن القيام في الصالة‬
‫‪١٥٦‬‬ ‫أو القعود ‬

‫فصل في سجود السهو في الصالة‬


‫‪١٥٨‬‬ ‫فرضا كانت أو ً ‬
‫نفل‬ ‫ً‬

‫فصل في بيان األوقات التي تكره‬


‫‪١٦٢‬‬ ‫فيها الصالة بال سبب ‬
‫‪٢١٨‬‬ ‫كتاب الزكاة‬ ‫أقسام األوقات المكروهة باعتبار‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫الوقت وباعتبار الفعل ‬
‫فصل في بيان نصاب اإلبل وما يجب‬
‫‪٢٢٥‬‬ ‫إخراجه ‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫فصل في صالة الجماعة ‬
‫فصل في بيان نصاب البقر وما يجب‬ ‫حكم صالة الجماعة وشروط‬
‫‪٢٢٨‬‬ ‫إخراجه ‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫المطالبين بها ‬
‫فصل في بيان نصاب الغنم وما يجب‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫أسئلة على كتاب الصالة ‬
‫‪٢٢٩‬‬ ‫إخراجه ‬
‫‪١٧١‬‬ ‫فصل في صالة المسافر ‬
‫‪٢٣٠‬‬ ‫فصل في زكاة خلطة األوصاف ‬
‫‪١٧١‬‬ ‫شروط قصر الصالة الرباعية ‬
‫فصل في بيان نصاب الذهب والفضة‬
‫‪٢٣٢‬‬ ‫وما يجب إخراجه ‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫أسئلة على صالة المسافر ‬

‫فصل في بيان الزروع والثمار‪ ،‬وما‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫فصل في صالة الجمعة ‬


‫‪٢٣٥‬‬ ‫يجب إخراجه ‬
‫‪١٩٤‬‬ ‫أسئلة صالة الجمعة ‬
‫فصل في زكاة العروض وما يجب‬
‫إخراجه ‬ ‫‪١٩٥‬‬ ‫فصل في صالة العيدين‬
‫‪٢٣٧‬‬
‫فصل في زكاة الفطر و ُيقال‪ :‬صدقة‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫أسئلة على صالة العيدين ‬
‫‪٢٣٧‬‬ ‫الفطر ‬ ‫فصل في صالة الجنازة‬
‫‪٢٠١‬‬
‫‪٢٤٠‬‬ ‫فصل في قسم الصدقات ‬ ‫أركان الصالة على الميت‬
‫‪٢٠٧‬‬
‫‪٢٤٦‬‬ ‫أسئلة على الزكاة ‬ ‫أسئلة على باب الجنائز‬
‫‪٢١٧‬‬
‫ه‬
‫رب العالمين‪ ،‬وأصلى وأسلم على أشرف الخلق وسيد المرسلين‪ ،‬سيدنا محمد‬ ‫الحمدُ ﷲِ ِّ‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬خير مبعوث‪ ،‬إلى خير أمة‪ ،‬بخير دين‪ .‬القائل‪« :‬من يرد اﷲ به‬
‫خيرا يفقهه في الدين»‬
‫ً‬
‫وبعد‪،،‬‬ ‫ ‬
‫فعلم الفقه هو كنز هذه األمة الثمين‪ ،‬ونتاج دستورها الحكيم‪ ،‬به تتضح مشكالت‬ ‫ ‬
‫األحكام‪ ،‬ويعرف الحالل من الحرام‪ ،‬وهو حصن للعقول من اإلفراط والتفريط‪ ،‬ونجاة‬
‫من شدائد يوم محيط‪.‬‬
‫وقد م َّن اﷲ علينا بإخراج هذا الكتاب وهو الجزء األول من كتاب (المختار من‬ ‫ ‬
‫اإلقناع) المقرر على طلبة الصف األول الثانوي بقسميه (العلمي ‪ -‬األدبي) وهو تيسير‬
‫لكتاب (اإلقناع) تأليف العالمة‪ :‬شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني الخطيب المتوفي‬
‫سنة ‪ ٩٧٧‬هـ ‪ ،‬وهو شرح على متن (غاية االختصار في الفقه على مذهب اإلمام الشافعي)‬
‫تأليف العالمة‪( :‬أبي شجاع) أحمد بن الحسين بن أحمد األصفهاني الشافعي المتوفي في‬
‫سنة ‪ ٥٠٠‬هـ‪.‬‬
‫وهذا الكتاب يعد من عيون كتب الشافعية‪ ،‬وهو عمدة في المذهب‪ ،‬ولما كانت‬ ‫ ‬
‫بعض مسائله وألفاظه تحتاج إلى بيان قامت لجنة من علماء األزهر الشريف بالعمل على‬
‫تيسيره‪ ،‬فجالت بين أنهاره‪ ،‬وقطفت بعض أزهاره‪ ،‬حتى خرج هذا الكتاب في ثوب قشيب‪،‬‬
‫زكى اللباب‪ ،‬خال مما يعاب‪ ،‬يجمع بين األصالة والمعاصرة في محافظة على تراثنا‬
‫الفقهي‪ ،‬ومواكبة للعصر الذي نعيشه‪ ،‬وقد روعي في الكتاب النظرة التربوية لجعله مناس ًبا‬
‫لمستوى الطالب فحددت أهداف عامة‪ ،‬وأهداف خاصة بكل موضوع كما تم التنويع في‬
‫األسئلة بين الموضوعية والمقالية‪ ،‬وربط األسئلة باألهداف وقد تمثل هذا التيسير في‬
‫األمور اآلتية‪:‬‬

‫و‬
‫وشرحا دون تبديل أو تحريف ليقاس أصل الكتاب‬
‫ً‬ ‫المحافظة على أصل الكتاب متنًا‬ ‫ ‪١‬‬
‫ومحتواه ونصه كما هو‪ ،‬فنحفظ على كتب التراث أصالتها‪ ،‬ونعود أبناءنا الطالب‬
‫على دراستها فيعتادونها ويألفونها‪.‬‬
‫االقتصار على الموضوعات المقررة من الكتاب‪.‬‬ ‫‪ ٢‬‬
‫حذف بعض المسائل التي ال وجود لها اآلن على أرض الواقع‪ ،‬أو التي كانت مناسبة‬ ‫ ‪٣‬‬
‫في عصر ما‪ ،‬وأمست غريبة في عصرنا‪ ،‬وال تتفق ومستجداته‪ ،‬ويمكن االستغناء عنها‬
‫دون المساس بمادة الكتاب‪ ،‬أو الخروج عن أصول المذهب‪.‬‬
‫عزو اآليات الكريمة لسورها وترقيمها وتخريج األحاديث‪.‬‬ ‫ ‪٤‬‬
‫توضيح ما ُخفي من ألفاظ وعبارات ومصطلحات مبهمة‪ ،‬وبيان مرجع الضمائر فيها‬ ‫ ‪٥‬‬
‫وذلك في هامش الكتاب‪ ،‬حتى ال يختلط بكالم المؤلف‪ ،‬ويبقى النص كما هو‪.‬‬
‫توضيحا عصر ًيا يتفق‬
‫ً‬ ‫‪ ٦‬توضيح مقادير الموازين والمكاييل والمسافات‬
‫وأفهام الطالب‪.‬‬
‫وضع عناوين فرعية مناسبة لكل موضوع داخل كل باب‪.‬‬ ‫‪ ٧‬‬
‫تنظيم فقرات الكتاب‪ ،‬ووضع عالمات الترقيم‪ ،‬والفصل بين الجمل وف ًقا‬ ‫‪ ٨‬‬
‫لقواعد الضبط‪.‬‬
‫وضع أهداف تعليمية ألبواب الفقه المقررة‪.‬‬ ‫ ‪٩‬‬
‫‪ ١٠‬تزويد الكتاب بتدريبات تعين الطالب على الفهم واالستيعاب‪.‬‬

‫واﷲ نسأل أن ينفع به الطالب والعباد‪ ،‬واﷲ الموفق‪ ،‬والهادي إلى سواء سبيل‪.‬‬ ‫ ‬
‫لجنة تطوير المناهج‬ ‫ ‬

‫زز‬
‫األهداف العامة لكتاب الفقه بمراحله الثالث‬
‫األهداف العامة‬
‫يهدف مقرر الفقه اإلسالمي في المرحلة الثانوية إلى ما يلي‪:‬‬

‫تعريف الطالب بأئمة فقهاء المذهب‪ ،‬وبيان جهودهم في خدمة العلم الشرعي‪ ،‬مع‬ ‫ ‪.‬‬
‫حثهم على تلمس القدوة في حياتهم‪.‬‬

‫تزويد الطالب بالمفاهيم والمعارف الفقهية التي تؤهلهم للدراسة الجامعية‬ ‫‪.٢‬‬

‫كتاب‬ ‫المختصصة‪.‬‬

‫تبصير الطالب بمظاهر التيسير في التشريع اإلسالمي والتأكيد على سماحة‬ ‫ ‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬ ‫اإلسالم ويسره‪.‬‬

‫تزويد الطالب بالمعارف الفقهية الصحيحة وما يترتب عليها من أحكام شرعية‪،‬‬ ‫ ‪.‬‬
‫ذلك‪.‬أحكام (الطهارة)‬
‫(كتاب) بيان‬
‫وآداب وسلوكهذاوقيم وغير‬

‫صطالحا‬
‫باألدلة التفصيلية لألحكام الشرعية للموضوعات المقررة‪.‬‬
‫الطالب ً‬
‫إلمام وا‬ ‫ال‪.٥‬‬
‫كتاب‪ :‬لغة‬
‫اعلم أن ا ‪.‬لكتاب‪:‬تدريب الطالب على استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫جتمعوا‪،‬‬
‫وبيان‬ ‫والتكييف‬
‫فالن إذا ا‬‫والتصور‬
‫الفهم ْت بنو‬ ‫يمكنهم من‬
‫قولهم‪ :‬تك َّت َب‬ ‫بما ومنه‬ ‫تنمية الملكة الفقهية لدى الطالب‬ ‫لغة‪.٧‬‬
‫والجمع يقال‪ :‬كتبت كت ًبا وكتابة وكتا ًبا‪،‬‬
‫معناه الضم الحكم الفقهي‪.‬‬
‫من اجتماع الكلمات والحروف‪.‬‬
‫وكتب إذا خط بالقلم لما فيه‬
‫تبصير الطالب بكيفية استنباط الكحمة التشريعية للموضوعات الفقهية ومايترتب‬ ‫ ‪.‬‬
‫عليها من آثار اجتماعية واقتصادية وروحية‪.‬‬
‫أيضا‪ .‬فإن جمع بين الثالثة قيل‪:‬‬ ‫صطالحا‬
‫ً‬ ‫وا‬
‫العلم ويعبر عنها بالباب وبالفصل ً‬
‫اسم لجملة مختصة من‬

‫فصل‬
‫والباب اسم‬ ‫ومسائل غال ًبا‪،‬‬
‫والحكمة من‬ ‫الشرعية‬ ‫األحكام‬
‫وفصول‬ ‫علل‬ ‫مشتملةبين‬
‫تنمية قدرة الطالب على التمييز‬ ‫‪.٩‬‬
‫أبواب‬ ‫على‬ ‫الكتاب اسم لجملة مختصة من العلم‬
‫ا‪ ،‬والفصل اسم لجملة مختصة من‬ ‫مشروعيتها‪.‬‬
‫مشتملة على فصول ومسائل غال ًب‬
‫الصالة‬ ‫لجملة مختصة من الكتاب‬
‫غيره‪ ،‬والفصل لغة الحاجز بين‬ ‫شروط إلى‬
‫فييتوصل منه‬ ‫فصل‬

‫متن‬
‫الفقهية‪.‬كما قدرته‪ ،‬وكذا يقدّ ر في كل‬ ‫الشرعيةمامن األحام‬
‫والباب لغة‬ ‫الطالب غال ًبا‪.‬‬
‫بالمقاصد‬ ‫على مسائل‬ ‫تبصير‬
‫‪. ٠‬مشتملة‬ ‫الباب‬
‫مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين‬
‫اء ِمن الحدَ ِ‬ ‫َط ار ُة األَع َ ِ‬ ‫خبر‬ ‫الصهنا ِ‬
‫والكتاب‬
‫ذلك ِ‬
‫في‪ ،‬كل ز‬
‫س‬ ‫تقديروالن ََّج‬
‫ث‬ ‫إلى‬ ‫ض َ‬
‫احتياج َ‬ ‫خمس‪ :‬هَ َ‬
‫علمت ذلك ْفال‬ ‫يليقفِيه َا‬
‫َبل الدُّ ُخ ِ‬
‫ول‬ ‫الة َ‬ ‫لشيئين‪ِ ،‬‬
‫وش َرائ ُط َّ‬
‫ا‬
‫به‪ ،‬وإذ قد‬ ‫فصل قبحسب ما‬ ‫َ‬
‫كتاب أو باب أو‬
‫اختصارا‪.‬‬
‫الصالة‬ ‫شروط ً‬ ‫فيفصل‬ ‫باب أو‬
‫فصل‬ ‫كتاب أو‬
‫للصالة شروط وأركان وسنن‪ ،‬والسنن أبعاض وهي‪ :‬التي تجبر بسجود السهو‪ ،‬وهيئات وهي‪:‬‬
‫***أنه ال بد منه‪ ،‬ويفارقه بأن الشرط هو الذي يتقدم‬ ‫التي ال تجبر بسجود السهو‪ .‬والركن كالشرط في‬
‫والركن ما تشتمل عليه الصالة‪ :‬كالركوع‬
‫والستر‪ .‬بِ َل َي ِال ِ‬
‫يه َّن‪........................ ،‬‬ ‫ويجب استمراره فيها‪ :‬كالطهر‬
‫والم َسافِ ُر ثَال َث َة َأ َّيا ٍم‬ ‫الصالة‪،‬ح ِ‬ ‫على‬
‫يم َيوما ولَيل ًة ُ‬
‫المق ُ‬
‫مس ُ ُ‬
‫و َي َ‬
‫فليست بشروط‪ ،‬بل مبطلة للصالة كقطع‬ ‫بتعريف ًالشرط التروك كترك الكالم‪،‬‬ ‫والسجود فخرج‬
‫المسحاألول فقال‪( :‬وشرائط الصالة) جمع شرط والشرط بسكون الراء‪.‬‬ ‫مدة بالقسم‬
‫النية‪ .‬وقد بدأ‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫اللغة‬
‫بسفره‪،‬وجود‬
‫وجوده‬‫عاص‬ ‫وهومن‬ ‫العدم وال ً‬
‫طوياليلزم‬ ‫قصيرا أو‬
‫عدمه ً‬ ‫سفرا‬
‫والمسافرمن ً‬
‫ولو عاص ًيا بإقامتهما يلزم‬
‫العالمة‪ ،‬ومنه أشراط‬
‫بالمسح‬ ‫(و يمسح‬
‫الصالة‬ ‫لصحة‬‫فيستبيح‬
‫الشروط‬‫كاملين‬
‫من‬ ‫وليلة)‬ ‫لذاته‪(،‬يو ًما‬
‫والمعتبر‬ ‫القصر‬ ‫فيه‬
‫والعدم‬‫يمتنع‬ ‫سفر‬ ‫كل‬ ‫وكذا‬
‫الساعة‪ :‬أي عالماتها‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫(المقيم)‬
‫المختار من اإلقناع‬
‫(خمس)‪.‬‬ ‫المدة‪.‬‬
‫فيها) أي قبل التلبس بها‬ ‫في هذه‬
‫الدخول‬ ‫ما يستبيحه بالوضوء‬
‫(قبل‬
‫كتاب الطهارة‬

‫كتاب الصالة‬

‫طهارة األعضاء من الحدث والنجس‬


‫سفر قصر (ثالثة أيام بلياليهن) فيستبيح بالمسح ما يستبيحه بالوضوء‬ ‫(و) يمسح‬
‫األول‬
‫متطهرا عند إحرامه مع القدرة‬
‫ً‬ ‫األصغر وغيره فلو لم يكن‬ ‫المدة‪.‬‬ ‫األعضاء منفي هذه‬
‫الحدث)‬ ‫(طهارة(المسافر)‬
‫متطهرا فإن سبقه الحدث غير الدائم بطلت صالته‬ ‫ً‬ ‫على الطهارة لم تنعقد صالته‪ ،‬وإن أحرم‬
‫هانيء‪ :‬سألت علي بن‬ ‫فعله‪.‬‬
‫على بن‬
‫عنالشريح‬‫قصده‬ ‫وخبرعلى‬
‫الفصل‪،‬أثيب‬
‫أولللحديث‬ ‫ناس ًيا‬ ‫الخبرصلى‬
‫طهارته‪ ،‬ولو‬ ‫لبطالن‬

‫باب‬
‫مسلم‬ ‫السابق‬ ‫ودليل ذلك‬
‫يصلى فيه‪،‬‬
‫للمسافر‬ ‫الذي‬
‫ولياليهن‬ ‫مكانهأيام‬
‫أو ثالثة‬
‫بدنه‪‬‬ ‫«جعلثوبه أو‬
‫رسول اﷲ‬ ‫عنه في‬ ‫يعفى‬
‫فقال‪:‬‬ ‫الذي ال‬
‫الخفين‪،‬‬ ‫(النجس)على‬
‫عن المسح‬‫طهارة‬ ‫أبي (و)‬

‫تنبيه‬
‫طالب ‪‬‬
‫تعالى‪:‬ال‪.‬‬
‫لقولهليلة أم‬ ‫أسبق ً‬
‫مبطالاألول‬
‫اليوم‬ ‫سواءبكونه‬
‫بوجوده أو‬ ‫جهله‬
‫متصلة بها‬ ‫ثالثمعليال‬
‫بلياليهن ولو‬
‫والمرادمن ذلك‬‫مع شيء‬ ‫وليلةصالته‬
‫للمقيم»‪.‬‬ ‫فال ًماتصح‬
‫ويو‬
‫(‪ )١‬ولو رأينا في ثوب من يريد الصالة نجاسة ال يعلم بها لزمنا إعالمه‪،‬‬
‫العصيان‪ ،‬واستثنى من المكان ما لو كثر زرق الطيور‪،‬‬ ‫بالمسح‬
‫الحدثعلى‬
‫دائم يتوقف‬ ‫األمر يستبيحه‬
‫بالمعروف ال‬ ‫ألن ما‬
‫فإنه يعفى عنه للمشقة في االحتراز عنه‪ ،‬وقيد في المطلب العفو بما إذا لم يتعمد المشي‬
‫تنبيه ال يكون رط ًبا أو رجله مبلولة‪.‬‬
‫عليه‪ .‬وزاد غيره أن‬
‫شمل إطالقه دائم الحدث كالمستحاضة فيجوز له المسح على الخف على الصحيح ألنه يحتاج‬
‫أيضا‪ ،‬لكن لو أحدث‬ ‫(‪ )١‬سورة المدثر‪ .‬اآلية‪.٤ :‬‬
‫واالرتفاق به كغيره‪ ،‬وألنه يستفيد الصالة بطهارته فيستفيد المسح ً‬ ‫‪116‬إلى لبسه‬
‫تنبيه‬
‫فرضا يمسح‬ ‫الصف األول الثانوي‬
‫الثانوى‬
‫قبل أن يصلي بوضوء اللبس ً‬ ‫بعد لبسه غير حدثه الدائم‬
‫لفريضة فقط ولنوافل‪ .‬وإن أحدث وقد صلى بوضوء اللبس‬
‫فرضا لم يمسح إال لنفل فقط ألن مسحه مرتب على طهره‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬
‫ال يفيد أكثر من ذلك‪ ،‬فإن أراد فريضة أخرى وجب نزع الخف‬
‫والطهر الكامل ألنه محدث بالنسبة إلى ما زاد على فريضة ونوافل‪،‬‬
‫فكأنه لبس على حدث حقيقة فإن طهره ال يرفع على المذهب‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫المختار من اإلقناع‬

‫رمز االستباحة السريعة‬


‫سئلة على السواك‬
‫األ‬ ‫األسئلة‬
‫اإلجابة الصحيحة‪:‬‬
‫س ‪ :١‬اختر‬
‫السواك أن يكون‬
‫أولى أوصاف‬
‫دى بماء الورد)‪.‬‬ ‫أ‬
‫ابسا من‬
‫بالماء ‪ -‬ي ً‬
‫ابسا مندى‬
‫(رطبًا ‪ -‬ي ً‬
‫الستياك في األسنان‬
‫ب يسن ا‬
‫وال م ًعا)‪.‬‬
‫رضا وط ً‬
‫وال ‪ -‬ع ً‬‫رضا ‪ -‬ط ً‬‫(ع ً‬
‫كتاب الطهارة‬

‫إن كانت خشنة)‪.‬‬ ‫ج االستياك بأصبعه‬


‫كفي مطلقا ‪ -‬يكفي‬
‫(ال يكفي مطلقا ‪ -‬ي‬
‫للصالة إن كانت‬
‫د يسن االستياك‬
‫نفال)‪.‬‬
‫رضا أو ً‬
‫نفال ‪ -‬ف ً‬
‫رضا ‪ً -‬‬ ‫(ف ً‬
‫زيل تغير األسنان)‪.‬‬
‫شن ي‬ ‫أو غير خشن ‪ -‬بخ‬
‫‪ -‬بأي شيء خشن‬
‫هـ يحصل االستياك‬
‫(بعود األراك فقط‬
‫ح‬
‫مل العبارات اآلتية‪:‬‬
‫‪....................‬‬ ‫س ‪ :٢‬أك‬
‫‪....................‬‬
‫إال ‪..............‬‬
‫‪....................‬‬ ‫ال يكره السواك‬
‫‪................‬‬ ‫أ‬
‫األهداف العامة لكتاب الفقه بمراحله الثالث‬

‫يهدف مقرر الفقه اإلسالمي في المرحلة الثانوية إلى ما يلي‪:‬‬

‫تعريف الطالب بأئمة فقهاء المذهب‪ ،‬وبيان جهودهم في خدمة العلم الشرعي‪،‬‬ ‫‪ 1‬‬
‫مع حثهم على تلمس القدوة في حياتهم‪.‬‬

‫تزويد الطالب بالمفاهيم والمعارف الفقهية التي تؤهلهم للدراسة‬ ‫‪ 2‬‬


‫الجامعية المتخصصة‪.‬‬

‫تبصير الطالب بمظاهر التيسير في التشريع اإلسالمي والتأكيد على سماحة‬ ‫‪ 3‬‬
‫اإلسالم ويسره‪.‬‬

‫تزويد الطالب بالمعارف الفقهية الصحيحة وما يترتب عليها من أحكام شرعية‪،‬‬ ‫‪ 4‬‬
‫وآداب وسلوك وقيم وغير ذلك‪.‬‬

‫إلمام الطالب باألدلة التفصيلية لألحكام الشرعية للموضوعات المقررة‪.‬‬ ‫ ‪5‬‬

‫تدريب الطالب على استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية‪.‬‬ ‫ ‪6‬‬

‫تنمية الملكة الفقهية لدى الطالب بما يمكنهم من الفهم والتصور والتكييف وبيان‬ ‫ ‪7‬‬
‫الحكم الفقهي‪.‬‬

‫تبصير الطالب بكيفية استنباط الحكمة التشريعية للموضوعات الفقهية وما يترتب‬ ‫‪ 8‬‬
‫عليها من آثار اجتماعية واقتصادية وروحية‪.‬‬

‫تنمية قدرة الطالب على التمييز بين علل األحكام الشرعية والحكمة من‬ ‫ ‪9‬‬
‫مشروعيتها‪.‬‬

‫تبصير الطالب بالمقاصد الشرعية من األحكام الفقهية‪.‬‬ ‫‪ 10‬‬

‫ط‬
‫تنمية قدرة الطالب على ربط األحكام الفقهية بالواقع المعيش‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫ ‬

‫تعميق روح االجتهاد لدى الطالب وتنمية قدراتهم على قبول الرأي والرأي اآلخر‬ ‫‪ 12‬‬
‫والبعد عن التعصب‪.‬‬

‫إثراء معارف الطالب الفقهية الصحيحة المتعلقة بالطهارة‪ ،‬وآداب قضاء الحاجة‪،‬‬ ‫‪13‬‬
‫ ‬
‫وتأكيد حرص اإلسالم على طهارة ونظافة المسلم وبيئته‪.‬‬

‫تنمية معارف الطالب الفقهية المتعلقة بالعبادات اإلسالمية‪ ،‬وإدراك أحكامها‪،‬‬ ‫‪14‬‬
‫ ‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع‪ ،‬والحرص على أدائها أدا ًء‬

‫تزويد الطالب بالمعارف الفقهية المتعلقة بالمعامالت اإلسالمية‪ ،‬وأحكامها‪،‬‬ ‫‪ 15‬‬


‫ومايترتب عليها من آداب وسلوك؛ وحثهم على االلتزام بضوابطها‪.‬‬

‫تبصير الطالب باألحكام الفقهية المتعلقة بشئون األسرة‪ ،‬وما يتصل بها من معارف‬ ‫‪ 16‬‬
‫ومفاهيم‪ ،‬وما يترتب عليها من آثار‪.‬‬

‫تنمية معارف الطالب المتعلقة بأحكام الجنايات والحدود‪ ،‬وما يترتب عليها من آثار‪.‬‬ ‫‪ 17‬‬

‫تعميق فهم الطالب بأحكام األيمان والنذور‪ ،‬واألضحية والعقيقة‪.‬‬ ‫‪ 18‬‬

‫ترسيخ قيم العدالة‪ ،‬واإلنصاف في نفوس الطالب من خالل تعريفهم بالنظام‬ ‫‪ 19‬‬
‫القضائي والدعاوى في اإلسالم‪ ،‬ووسائل اإلثبات‪.‬‬

‫تنمية حب الطالب لكتب الفقه وتدريبهم على قراءتها وتحليلها وفهمها‬ ‫‪ 20‬‬
‫واالستفادة منها‪.‬‬

‫تنمية اتجاهات الطالب اإليجابية نحو التعمق في دراسة الموضوعات الفقهية‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫ ‬

‫تنمية قدرة الطالب على أداء وممارسة الشعائر واألحكام الفقهية‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫ ‬

‫ي‬
‫التعريف بصاحب اإلقناع في فقه الشافعية‬

‫هو شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني الخطيب الشافعي ‪ -‬أحد أعيان الشافعية في القرن‬
‫العاشر الهجري‪.‬‬

‫مولده ونشأته‬

‫لم تذكر كتب التراجم سنة ميالده‪ ،‬وقد نشأ في شربين وهي مدينة بمحافظة الدقهلية‬
‫بجمهورية مصر العربية وحفظ القرآن الكريم في صغره وتلقى العلم على أكابر‬
‫الشيوخ في الفقه والنحو واللغة والتفسير والبالغة من أمثال الشيخ أحمد البرلسي‬
‫الملقب (بعميرة) والنور المحلى والبدر والمشهدي والشهاب الرملي وناصر الدين‬
‫الطبالوي وغيرهم‪.‬‬

‫وقد تخرج في األزهر وقام بالتدريس فيه وقد وصفه معاصروه بالعلم والعمل والزهد‬
‫والورع وكثرة النسك والعبادة‪ ،‬ولقد وصفه اإلمام الشعراني بأنه األخ الصالح العالم‬
‫ونهارا‪ ،‬وأنه صحبه نحو أربعين سنة فما رأى عليه‬
‫ً‬ ‫الزاهد المقبل على عبادة ربه ً‬
‫ليل‬
‫شي ًئا يعيبه في دينه ولم ير في أقرانه مثله في حفظ جوارحه من المعاصي‪.‬‬

‫ومع إقباله على الطاعة والزهد في الدنيا والتفرغ لدراسة العلم وتدريسه كان كثير‬
‫التواضع شديد الحياء على علم جم وفضل كبير‪ ،‬فكان يؤثر على نفسه ولو كانت‬
‫به خصاصة قال عنه ابن العماد‪ :‬إنه كان من عادته أن يعتكف من أول شهر رمضان‬
‫فال يخرج من الجامع إال بعد صالة العيد وكان إذا حج ال يركب إال بعد تعب شديد‪،‬‬

‫ك‬
‫وكان من بداية الطريق يعلم الناس المناسك وآداب السفر ويحثهم على الصالة‬
‫وكيفية القصر والجمع وإذا كان بمكة أكثر من الطواف‪ ،‬وكان كثير الثناء على شيوخه‬
‫ولم يذكر أحدً ا بسوء وال يعيب أحدً ا وال يسفه رأ ًيا‪ .‬قال عنه أحد معاصريه‪ :‬كان ال‬
‫يسعى لسلطان وال يجري لمنصب وال يحب الظهور‪ .‬وكان كثير الزيارة لقبر رسول‬
‫اﷲ ‪ ‬وكان يستخير ربه في الروضة الشريفة إذا هم بأمر من األمور‪ .‬فلم يكتب حر ًفا‬
‫في كتابه ‪ ‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج ‪ ‬إال بعد أن ذهب‬
‫لزيارة رسول اﷲ ‪ ‬وصلى ركعتين بنية االستخارة في الروضة الشريفة‪.‬‬

‫وحينما عزم على تفسير القرآن الكريم تردد في ذلك وتوقف وتحرز‪ ،‬يقول الشيخ‪:‬‬
‫إلى أن يسر اﷲ تعالى لي زيارة سيد المرسلين ‪ ‬وعلى سائر النبيين في أول عام‬
‫‪ ٩٦١‬هجرية فاستخرت اﷲ تعالى في حضرته بعد أن صليت ركعتين في روضته‬
‫وسألته أن ييسر لي أمري فشرح اﷲ سبحانه وتعالى لذلك صدري فلما رجعت‬
‫من سفري واستمر ذلك االنشراح معي وكتمت ذلك في سري حتى قال لي أحد‬
‫تفسيرا‬
‫ً‬ ‫أصحابي‪ :‬رأيت في منامي أن النبي ‪ ‬أو الشافعي يقول لي‪ :‬قل لفالن يعمل‬
‫على القرآن كما كان يحب اإلمام الشافعي رضي اﷲ عنه‪.‬‬

‫ل‬
‫كتبه ومؤلفاته‬
‫لقد ظفرت المكتبة العربية بالكثير من مصنفاته ومؤلفاته التي امتاز فيها بالبحث الدقيق والعلم‬
‫عظيما فشرقت وغربت وما زالت تدرس وتقرأ ومن هذه المؤلفات‪:‬‬ ‫ً‬ ‫العزير‪ ،‬فقد القت ً‬
‫قبول‬

‫كتاب السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا‬
‫(الحكيم الخبير) وهو مرجع في التفسير‪.‬‬ ‫أ‬

‫كتاب اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع في الفقه الشافعي وقد طبعه األزهر‬
‫ب‬
‫في ثالثة كتب مقررة على السنوات الثالث الثانوية بالمعاهد األزهرية‪.‬‬

‫كتاب (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) في الفقه الشافعي‪.‬‬ ‫ج‬

‫كتاب شرح البهجة في الفقه البن الوردي‪.‬‬ ‫د‬

‫شرح شواهد قطر الندى وبل الصدى‪.‬‬ ‫هـ‬

‫تقريرات على المطول في البالغة للتفتازاني‪.‬‬ ‫و‬

‫مناسك الحج وهو رسالة معدة للنشر موثقة النسبة إليه‪.‬‬ ‫ز‬

‫وفاته‬
‫وبعد هذه الحياة الحافلة بجالئل األعمال كانت وفاته رحمه اﷲ بعد عصر يوم الخميس‬
‫الثاني من شهر شعبان سنة ‪ ٩٧٧‬هـ سبع وسبعين وتسعمائة ودفن بالقاهرة وله مزارة بجوار‬
‫قرافة المجاورين‪ .‬فسالم عليه في الخالدين وسالم عليه في األبرار والصديقين‪.‬‬

‫***‬

‫مم‬
‫‪.......................................................................................‬‬

‫(خطبة الشرح للشيخ محمد الشربيني الخطيب)‬

‫الحمد ﷲ الذي نشر للعلماء أعال ًما‪ ،‬وثبت لهم على الصراط المستقيم أقدا ًما‪ ،‬وجعل‬
‫مقام العلم أعلى مقام‪ ،‬وفضل العلماء بإقامة الحجج الدينية ومعرفة األحكام‪ ،‬وأودع‬
‫العارفين لطائف سره فهم أهل المحاضرة واإللهام‪ ،‬ووفق العاملين لخدمته فهجروا‬
‫لذيذ المنام‪ ،‬وأذاق المحبين لذة قربه وأنسه فشغلهم عن جميع األنام‪.‬‬
‫ أحمده سبحانه وتعالى على جزيل اإلنعام‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اﷲ وحده ال شريك‬
‫له الملك العالم‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدً ا ‪ ‬عبده ورسوله وصفيه وخليله إمام‬
‫كل إمام‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته الطيبين الطاهرين‪ ،‬صالة وسال ًما دائمين‬
‫متالزمين إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وبعد‪،،‬‬ ‫ ‬
‫ فيقول الفقير إلى رحمة ربه القريب المجيب‪ ،‬محمد الشربيني الخطيب‪ :‬إن مختصر‬
‫اإلمام العالم العالمة‪ ،‬الحبر البحر الفهامة‪ ،‬شهاب الدنيا والدين‪ :‬أحمد ابن الحسين بن‬
‫أحمد األصفهاني الشهير بأبي شجاع المسمى «بغاية االختصار» لما كان من أبدع مختصر‬
‫في الفقه ُصنِّف‪ ،‬وأجمع موضوع له فيه على مقدار حجمه ُأ ِّلف ‪ -‬التمس مني بعض األعزة‬
‫شرحا يوضح ما أشكل منه‪ ،‬ويفتح ما أغلق منه‪ :‬ضا ًما‬
‫ً‬ ‫إلي أن أضع عليه‬
‫علي المترددين ّ‬‫ّ‬
‫إلى ذلك من الفوائد المستجدات‪ ،‬والقواعد المحررات‪ ،‬التي وضعتها في شروحي على‬
‫التنبيه والمنهاج والبهجة‪ ،‬فاستخرت اﷲ تعالى مدة من الزمان ‪ -‬بعد أن صليت ركعتين في‬
‫مقام إمامنا الشافعي ‪ ‬وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومثواه ‪ -‬فلما انشرح لذلك صدري‬
‫شرعت في شرح تقر به أعين أولى الرغبات‪ ،‬راج ًيا بذلك جزيل األجر والثواب‪ ،‬أجافي‬
‫حرصا على التقريب لفهم قاصده‪ ،‬والحصول‬ ‫ً‬ ‫فيه اإليجاز المخل‪ ،‬واإلطناب الممل‬
‫على فوائده‪ ،‬ليكتفي بها المبتدي عن المطالعة في غيره‪ ،‬والمتوسط عن المراجعة لغيره‪،‬‬
‫فإني مؤمل من اﷲ تعالى أن يجعل هذا الكتاب‪ ،‬عمدة ومرج ًعا ببركة الكريم الوهاب‪،‬‬

‫ن‬
‫مقدمة متن الغاية والتقريب للشيخ أحمد أبي شجاع األصفهاني بسم اﷲ الرحمن الرحيم‬

‫فما كل من صنف أجاد‪ ،‬وال كل من قال وفى بالمراد‪ ،‬والفضل مواهب‪ ،‬والناس في الفنون‬
‫مراتب‪ ،‬والناس يتفاوتون في الفضائل‪ ،‬وقد تظفر األواخر بما تركته األوائل‪ ،‬وكم ترك األول‬
‫لآلخر‪ ،‬وكم ﷲ على خلقه من فضل وجود‪ ،‬وكل ذي نعمة محسود‪ ،‬والحسود ال يسود‪.‬‬
‫خالصا‬
‫ً‬ ‫وسميته بـ «اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع»‪ ،‬أعانني اﷲ على إكماله وجعله‬ ‫ ‬
‫لوجهه الكريم بكرمه وإفضاله‪ ،‬فال ملجأ منه إال إليه‪ ،‬وال اعتماد إال عليه‪ ،‬وهو حسبي ونعم‬
‫الوكيل‪ ،‬وأسأله الستر الجميل‪.‬‬

‫شرح مقدمة متن غاية االختصار للشيخ أبي شجاع األصفهاني‬


‫قال المؤلف ‪ ‬تعالى‪( :‬بسم اﷲ الرحمن الرحيم) أي أبتدئ أو أفتتح‪ ،‬أو أؤلف‪ ،‬وهذا أولى‪،‬‬
‫إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم اﷲ يضمن ما جعل التسمية مبدأ له‪ ،‬كما أن المسافر إذا حل أو‬
‫ارتحل فقال‪« :‬بسم اﷲ» كان المعنى باسم اﷲ أحل أو باسم اﷲ أرتحل‪.‬‬

‫واالسم‬
‫مشتق من السمو وهو العلو‪ ،‬فهو من األسماء المحذوفة األعجاز كيد ودم؛ لكثرة االستعمال‬
‫بنيت أوائلها على السكون‪ ،‬وأدخل عليها همزة الوصل‪ ،‬لتعذر االبتداء بالساكن‪ ،‬وقيل‪ :‬من‬
‫الوسم‪ ،‬وهو العالمة‪ ،‬وفيه عشر لغات نظمها بعضهم في بيت فقال‪:‬‬

‫اشر تَم ِ‬
‫ت ان َْج ِلى‬ ‫ِ‬ ‫ِسم و ِسما واسم بت ْث ِل ِ‬
‫يث َأ َّو ٍل‬
‫َل ُه َّن َس َما ُء َع ٌ َّ‬ ‫ٌ َ َ َ ٌ‬ ‫ ‬

‫واﷲ‬

‫علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد‪ ،‬لم يتسم به سواه‪ ،‬تسمى به قبل أن‬
‫يسمى‪ .‬وأنزله على آدم في جملة األسماء قال تعالى‪:‬‬

‫س‬
‫س‬
‫الحمدُ ِﷲ ‪..........................................................................‬‬

‫(‪ ،)١‬أي‪ :‬هل تعلم أحدً ا سمى اﷲ‪ ،‬غير اﷲ وأصله إاله كإمام‪ ،‬ثم أدخلوا‬
‫عليه األلف والالم‪ ،‬ثم حذفت الهمزة الثانية طل ًبا للخفة ونقلت حركتها إلى الالم‪ ،‬فصار الاله‬
‫بالمين متحركين‪ ،‬ثم سكنت األولى وأدغمت في الثانية للتسهيل‪ ،‬واإلله في األصل‪ :‬يقع على‬
‫كل معبود بحق أو باطل‪ ،‬ثم غلب على المعبود بحق كما أن النجم اسم لكل كوكب‪ ،‬ثم غلب‬
‫على الثريا وهو عربي عند األكثر‪ ،‬وعند المحققين أنه اسم اﷲ األعظم وقد ذكر في القرآن‬
‫العزيز في ألفين وثالثمائة وستين موض ًعا‪ ،‬واختار النووي تب ًعا لجماعة أنه الحي القيوم قال‪:‬‬
‫ولذلك لم يذكر في القرآن إال في ثالثة مواضع في البقرة‪ ،‬وآل عمران‪ ،‬وطه‪ ،‬والرحمن الرحيم‬
‫صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم‪ ،‬والرحمن أبلغ من الرحيم ألن زيادة المبنى تدل‬
‫على زيادة المعنى‪ ،‬كما في َق َط َع بالتخفيف وق َّطع بالتشديد‪ ،‬وقدم اﷲ عليهما ألنه اسم ذات‬
‫وهما اسما صفة‪ ،‬وقدم الرحمن على الرحيم‪ ،‬ألنه خاص‪ ،‬إذ ال يقال لغير اﷲ بخالف الرحيم‪،‬‬
‫والخاص مقدم على العام‪.‬‬

‫(الحمد ﷲ)‬

‫ً‬
‫وعمل بخبر «كل أمر ذي بال»‪ ،‬أي حال‬ ‫بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز‪،‬‬
‫يهتم به «ال يبدأ فيه ببسم اﷲ الرحمن الرحيم فهو أقطع» أي‪ :‬ناقص غير تام‪ ،‬فيكون قليل البركة‪،‬‬
‫وفي رواية رواها أبو داود «بالحمد» وجمع المصنف رحمه اﷲ تعالى كغيره بين االبتداءين‬
‫ً‬
‫عمل بالروايتين وإشارة إلى أنه ال تعارض بينهما‪ ،‬إذ االبتداء حقيقي وإضافي‪ ،‬فالحقيقي حصل‬
‫بالبسملة‪ ،‬واإلضافي بالحمدلة‪ ،‬أو أن االبتداء ليس حقيق ًيا‪ ،‬بل هو أمر عرفي يمتد من األخذ في‬
‫التأليف إلى الشروع في المقصود‪ ،‬فالكتب المصنفة مبدؤها الخطبة بتمامها‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة مريم‪ .‬اآلية‪.٦٥ :‬‬

‫عع‬
‫‪.............................................................................................‬‬

‫والحمد اللفظي لغة‪ :‬الثناء باللسان على الجميل االختياري على جهة التبجيل‪ :‬أي‬ ‫ ‬
‫التعظيم‪ ،‬سواء تعلق بالفضائل ‪ -‬وهي النعم القاصرة ‪ -‬أم بالفواضل ‪ -‬وهي النعم المتعدية‪-‬‬
‫فدخل في الثناء الحمد وغيره‪ ،‬وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي‪ ،‬وبالجميل الثناء‬
‫باللسان على غير الجميل إن قلنا برأي «ابن عبد السالم أن الثناء حقيقة في الخير والشر» ‪ ،‬وإن‬
‫قلنا برأى الجمهور ‪ -‬وهو الظاهر ‪ -‬أنه حقيقة في الخير فقط‪ ،‬ففائدة ذلك تحقيق الماهية أو‬
‫دفع إرادة الجمع بين الحقيقة والمجاز عند من يجوزه وباالختياري المدح «فإنه يعم االختياري‬
‫وغيره تقول‪ :‬مدحت اللؤلؤة على حسنها دون (حمدتها)» وبعلى جهة التبجيل ما كان على‬
‫(‪ .)١‬وعر ًفا‪ :‬ينبئ عن تعظيم المنعم‬ ‫جهة االستهزاء نحو‬
‫ذكرا باللسان أم اعتقا ًدا ومحبة بالجنان أو‬
‫من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره‪ ،‬سواء كان ً‬
‫عمل وخدمة باألركان‪ ،‬كما قيل‪:‬‬‫ً‬

‫الم َح َّج َبا‬ ‫ي ِدي ولسانِي و َّ ِ‬ ‫أفادتكم النعما ُء ِمنِّى َث َل َث ًة‬


‫الضم َير ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫والشكر لغة‬

‫هو الحمد‪ ،‬وعر ًفا‪ :‬صرف العبد جميع ما أنعم اﷲ به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق ألجله‪،‬‬
‫والمدح لغة‪ :‬الثناء باللسان على الجميل مطل ًقا‪ ،‬على جهة التعظيم‪ ،‬وعر ًفا‪ :‬ما يدل على‬
‫اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل‪ .‬وجملة «الحمد ﷲ» خبرية لف ًظا إنشائية معنى‪ ،‬لحصول‬
‫الحمد بالتكلم بها مع اإلذعان لمدلولها‪ ،‬ويجوز أن تكون موضوعة شر ًعا لإلنشاء‪ ،‬والحمد‬
‫مختص باﷲ تعالى كما أفادته الجملة‪ ،‬سواء جعلت فيه (أل) لالستغراق كما عليه الجمهور‪،‬‬
‫وهو ظاهر أم للجنس كما عليه الزمخشري ألن الم «ﷲ» لالختصاص‪ ،‬فال فرد منه لغيره تعالى‪،‬‬
‫(‪ .)٢‬كما نقله ابن عبد السالم‪،‬‬ ‫أم للعهد العلمي كالتي في قوله تعالى‪:‬‬
‫وأجازه الواحدي على معنى أن الحمد الذي حمد اﷲ به نفسه وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مختص‬
‫به‪ ،‬والعبرة بحمد من ذكر فال فرد منه لغيره‪ ،‬وأولى الثالثة الجنس‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة الدخان‪ .‬اآلية‪.٤٩ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.٤٠ :‬‬
‫ف‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫النبي ‪.....................................‬‬ ‫المين َوص َّلى ا ُ‬
‫ﷲ على سيدنَا محمد ِّ‬ ‫َ‬ ‫رب ال َع‬
‫ِّ‬

‫وقوله (رب) بالجر على الصفة ‪ -‬معناه المالك لجميع الخلق من اإلنس والجن والمالئكة‬ ‫ ‬
‫والدواب وغيرهم‪ ،‬إذ كل منها يطلق عليه عالم‪ ،‬يقال‪ :‬عالم اإلنس‪ ،‬وعالم الجن‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬
‫وسمي المالك بالرب ألنه يحفظ ما يملكه ويربيه‪ ،‬وال يطلق على غيره إال مقيدً ا‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪.)١‬‬

‫وقوله (العالمين) اسم جمع عالم ‪ -‬بفتح الالم ‪ -‬وليس جم ًعا له؛ ألن «العالم» عام في‬ ‫ ‬
‫العقالء وغيرهم‪ ،‬و «العالمين» مختص بالعقالء‪ ،‬والخاص ال يكون جم ًعا لما هو أعم منه‪ ،‬قاله‬
‫ابن مالك‪ ،‬وتبعه ابن هشام في توضيحه‪ ،‬وذهب كثير إلى أنه جمع «عالم» على حقيقة الجمع‪،‬‬
‫ثم اختلفوا في تفسير العالم الذي جمع هذا الجمع‪ :‬فذهب أبو الحسن إلى أنه أصناف الخلق‬
‫العقالء وغيرهم‪ ،‬وهو ظاهر كالم الجوهري‪ ،‬وذهب أبو عبيدة إلى أنه أصناف العقالء فقط وهم‬
‫اإلنس والجن والمالئكة‪.‬‬

‫ثم قرن بالثناء على اﷲ تعالى الثناء على نبيه محمد ‪ ‬بقوله‪( :‬وصلى اﷲ) وسلم (على‬ ‫ ‬
‫(‪ .)٢‬أي ال أذكر إال وتذكر معي‪ ،‬كما في‬ ‫سيدنا محمد النبي) لقوله تعالى‪:‬‬
‫صحيح ابن حبان‪ ،‬ولقول الشافعي ‪ :‬أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته ‪ -‬أي بكسر الخاء‬
‫‪ -‬وكل أمر طلبه وغيرها حمد اﷲ والثناء عليه والصالة على النبي ‪ ،‬وإفراد الصالة عن السالم‬
‫مكروه كما قاله النووي في أذكاره‪ ،‬وكذا عكسه‪ ،‬ويحتمل أن المصنف أتى بها لف ًظا وأسقطها‬
‫خ ًطا‪ ،‬ويخرج بذلك من الكراهة‪ ،‬والصالة من اﷲ تعالى رحمة مقرونة بتعظيم‪ ،‬ومن المالئكة‬
‫استغفار‪ ،‬ومن اآلدميين ‪ -‬أي ومن الجن ‪ -‬تضرع ودعاء‪ ،‬قاله األزهري وغيره‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة يوسف‪ .‬اآلية‪.٥٠ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة الرشح‪ .‬اآلية‪.٤ :‬‬
‫ص‬
‫ص‬
‫وآله ‪...............................................................................‬‬

‫واختلف في وقت وجوب الصالة على النبي ‪ ‬على أقوال‪:‬‬ ‫ ‬

‫كل صالة‪ ،‬واختاره الشافعي في التشهد األخير منها‪.‬‬

‫في العمر مرة‪.‬‬

‫اختالف‬
‫كلما ذكر‪ ،‬واختاره الحليمي من الشافعية والطحاوي من‬ ‫وجوب الصالة على‬
‫الحنفية واللخمي من المالكية وابن بطة من الحنابلة‪.‬‬
‫النبي ‪‬‬

‫في كل مجلس‪.‬‬

‫في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره‪ ،‬لقوله ‪:‬‬


‫«ال تجعلوني كقدح الراكب‪ ،‬بل اجعلوني في أول كل‬
‫دعاء في وسطه وفي آخره»(‪.)١‬‬

‫ومحمد‪ :‬علم على نبينا ‪ ،‬منقول من اسم مفعول الفعل المضعف‪ ،‬سمى به بإلهام من‬ ‫ ‬
‫اﷲ تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة‪ ،‬كما روى في السير أنه قيل لجده‪،‬‬
‫عبد المطلب ‪ -‬وقد سماه في سابع والدته‪ ،‬لموت أبيه قبلها‪ :-‬لم سميت ابنك محمدً ا وليس‬
‫من أسماء آبائك وال قومك؟ فقال‪ :‬رجوت أن يحمد في السماء واألرض‪ ،‬وقد حقق اﷲ تعالى‬
‫رجاءه كما سبق في علمه‪ ،‬والنبي إنسان أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه‪ .‬فكل رسول نبي‪،‬‬
‫وال عكس‪( ..‬و) على (آله) وهم ‪ -‬على األصح ‪ -‬مؤمنو بني هاشم وبني المطلب‪ ،‬وقيل كل‬
‫مؤمن تقي‪ ،‬وقيل‪ :‬أمته‪ ،‬واختاره جمع من المحققين‪ .‬والمطلب‪ :‬مفتعل من الطلب‪ ،‬واسمه‬
‫شيبة الحمد على األصح ألنه ولد وفي رأسه شيبة ظاهرة في ذؤابتيه‪ ،‬وهاشم‪ :‬لقب‪ ،‬واسمه‬
‫بعيرا وجعله لقومه مرقة وثريدً ا فلذلك‬
‫قريشا أصابهم قحط فنحر ً‬ ‫عمرو وقيل له هاشم ألن ً‬
‫هاشما لهشمه العظم‪.‬‬
‫ً‬ ‫سمي‬
‫ّ‬
‫(‪ )١‬رواه الطرباين عن جابر‪.‬‬
‫ق‬
‫ِ‬
‫الفقه ‪...‬‬ ‫مختص ًرا في‬ ‫َ‬
‫أعمل‬ ‫اﷲ تعا َلى ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫أجمعين‪ ،‬سأ َلني ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫حفظهم ُ‬
‫ُ‬ ‫األصدقاء‬ ‫بعض‬ ‫َ‬ ‫وصحبه‬

‫(و) على (صحبه) وهو جمع صاحب‪ ،‬والصحابي‪ :‬من اجتمع مؤمنًا بالنبي ‪ ‬في‬ ‫ ‬
‫حياته ولو ساعة واحدة ولو لم يرو عنه شي ًئا‪ ،‬فيدخل في ذلك األعمى كابن أم مكتوم والصغير‬
‫ولو غير مميز كمن حنكه ‪ ‬أو وضع يده على رأسه‪ .‬وقوله (أجمعين) تأكيد‪ ،‬وفي بعض‬
‫النسخ «أما بعد»‪ ،‬وساقطة في أكثرها‪ :‬أي بعد ما تقدم من الحمد وغيره‪ .‬وهذه الكلمة يؤتى‬
‫بها لالنتقال من أسلوب إلى آخر‪ ،‬وال يجوز اإلتيان بها في أول الكالم‪ ،‬ويستحب اإلتيان بها‬
‫في الخطب والمكاتبات‪ ،‬اقتداء برسول اﷲ ‪ ،‬وقد عقد البخاري لها با ًبا في كتاب الجمعة‪،‬‬
‫وذكر فيه أحاديث كثيرة‪ ،‬والعامل فيها «أما» عند سيبويه لنيابتها عن الفعل‪ ،‬أو الفعل نفسه‬
‫عند غيره‪ ،‬واألصل مهما يكن من شيء بعد (سألني) أي طلب مني (بعض األصدقاء) جمع‬
‫صديق‪ ،‬وهو الخليل‪.‬‬

‫(مختصرا) وهو‪:‬‬
‫ً‬ ‫وقوله (حفظهم اﷲ تعالى) جملة دعائية (أن أعمل) أي أصنف‬ ‫ ‬
‫ما قل لفظه وكثر معناه‪ ،‬ال مبسو ًطا ‪ -‬وهو ما كثر لفظه ومعناه قال الخليل ‪ :-‬الكالم يبسط‬
‫ليفهم‪ ،‬ويختصر ليحفظ (في) علم (الفقه) الذي هو المقصود من بين العلوم بالذات‪،‬‬
‫وباقيها له كاآلالت‪ :‬ألنه به يعرف الحالل والحرام وغيرهما من األحكام‪ ،‬وقد تظاهرت‬
‫اآليات واألخبار واآلثار‪ ،‬وتواترت‪ ،‬وتطابقت الدالئل الصريحة وتوافقت‪ ،‬على فضيلة‬
‫العلم والحث على تحصيله‪ ،‬واالجتهاد في اقتباسه وتعليمه‪ ،‬فمن اآليات قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪.)٢‬‬ ‫(‪ .)١‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٣‬واآليات في ذلك كثيرة معلومة‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪:‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة الزمر‪ .‬اآلية‪.٩ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة طه‪ .‬اآلية‪.١١٤ :‬‬
‫(‪ )٣‬سورة فاطر‪ .‬اآلية‪.٢٨ :‬‬
‫رر‬
‫‪.......................................................................................‬‬

‫خيرا يفقهه في الدين»(‪ ، )١‬وقوله ‪ ‬لعلي ‪« :‬ألن‬


‫ومن األخبار قوله ‪« :‬من يرد اﷲ به ً‬ ‫ ‬
‫يهدي اﷲ بك ً‬
‫رجل واحدً ا خير لك من حمر النعم»(‪ ،)٢‬وقوله ‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله‬
‫إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له»‪ .‬واألحاديث في ذلك كثيرة‬
‫معلومة مشهورة ومن اآلثار عن علي ‪ :‬كفى بالعلم شر ًفا أن يدعيه من ال يحسنه‪ ،‬ويفرح به إذا‬
‫أيضا‪ :‬العلم خير من المال‪،‬‬
‫نسب إليه‪ ،‬وكفى بالجهل ذ ًّما أن يتبرأ منه من هو فيه‪ ،‬وعن علي ‪ً ‬‬
‫العلم يحرسك وأنت تحرس المال‪ ،‬والمال تنقصه النفقة‪ ،‬والعلم يزكو باإلنفاق‪ .‬وعن الشافعي‬
‫‪« :‬من ال يحب العلم ال خير فيه‪ ،‬فال يكن بينك وبينه معرفة وال صداقة‪ .‬فإنه حياة القلوب‪،‬‬
‫أيضا ‪ :‬طلب العلم أفضل من صالة النافلة‪ .‬وعن ابن عمر‬
‫ومصباح البصائر»‪ .‬وعن الشافعي ً‬
‫‪ ‬قال‪ :‬مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة‪ .‬واآلثار في ذلك كثيرة ومشهورة‪.‬‬

‫ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طلبه مريدً ا به وجه اﷲ تعالى‪ ،‬فمن أراده‬ ‫ ‬
‫لغرض دنيوي كمال أو رياسة أو منصب أو جاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو مذموم‪ .‬قال اﷲ تعالى‪:‬‬

‫عرضا من‬
‫علما ينتفع به في اآلخرة يريد به ً‬‫‪ ،‬وقال ‪« :‬من تعلم ً‬
‫(‪)٣‬‬

‫الدنيا لم يرح رائحة الجنة» أي لم يجد ريحها‪ .‬وقال ‪« :‬أشد الناس عذا ًبا يوم القيامة _ أي‬
‫من المسلمين _ عالم ال ينتفع بعلمه» وفي ذم العالم الذي لم يعمل ً‬
‫أيضا أخبار كثيرة‪ ،‬وفي هذا‬
‫القدر كفاية لمن وفقه اﷲ تعالى‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه سهل عن ابن مسعود‪.‬‬
‫(‪ )٣‬سورة الشورى‪ .‬اآلية‪.٢٠ :‬‬
‫ش‬
‫رضي اﷲُ تعالى عنه ‪......................................‬‬
‫َ‬ ‫الشافعي‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫مذهب اإلما ِم‬ ‫على‬

‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫لغ ًة‬
‫كما في قواعد الزركشي _ معرفة أحكام‬ ‫الفهم مطل ًقا‪ ،‬كما‬
‫نصا واستنبا ًطا‪.‬‬
‫الحوادث ً‬ ‫صوبه اإلسنوي‪.‬‬

‫(على مذهب) أي ما ذهب إليه (اإلمام الشافعي رضي اﷲ تعالى عنه) من األحكام في المسائل‬
‫مجازا عن مكان الذهاب‪ ،‬وإذ ذكر المصنف هنا الشافعي ‪ ‬فلنتعرض إلى طرف من أخباره‬ ‫ً‬
‫تبركًا به فنقول‪:‬‬

‫التعريف باإلمام الشافعي‬

‫هو حبر األمة وسلطان األئمة محمد أبو عبد اﷲ بن إدريس بن العباس بن‬
‫عثمان ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب‬
‫بن عبد مناف جد النبي ‪‬؛ألنه ‪ :‬محمد بن عبد اﷲ بن عبد المطلب‬
‫بن هاشم بن عبد مناف وهذا نسب عظيم كما قيل‪:‬‬

‫ُورا ومن فلق الصباح عـمو ًدا‬


‫ن ً‬ ‫الض َحى‬ ‫ِ‬
‫شمس ُّ‬ ‫نسب ك ََأ َّن عليه من‬
‫ٌ‬
‫حاز المكارم والتقى والجودا‬ ‫مـا فـــيه إال سيــــد من سيــــد‬

‫وشافع بن السائب هو الذي ينسب إليه الشافعي‪ ،‬لقى النبي ‪ ،‬وهو‬


‫مترعرع‪ ،‬وأسلم أبوه السائب يوم بدر‪ ،‬فإنه كان صاحب راية بني هاشم‪،‬‬
‫فأسر في جملة من أسر وفدى نفسه ثم أسلم‪.‬‬

‫ت‬
‫‪......................................................................................‬‬

‫ولد الشافعي ‪ ‬على األصح بغزة التي توفي فيها هاشم جد النبي ‪‬‬
‫وقيل‪:‬بعسقالن‪ ،‬وقيل بمنى‪ ،‬سنة خمسين ومائة‪ ،‬ثم حمل إلى مكة وهو‬
‫ابن سنتين‪ ،‬ونشأ بها‪ ،‬وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين‪ ،‬والموطأ وهو‬
‫ابن عشرة‪ ،‬وتفقه على مسلم ابن خالد مفتي مكة المعروف بالزنجي‬
‫لشدة شقرته‪ ،‬من باب أسماء األضداد‪.‬‬

‫يتيما‬
‫وأذن له في اإلفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة مع أنه نشأ ً‬
‫في حجر أمه في قلة من العيش وضيق حال‪ ،‬وكان في صباه‬
‫يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها حتى مأل‬
‫منها خبايا ثم رحل إلى مالك بالمدينة‪ ،‬والزمه مدة‪ ،‬ثم قدم بغداد‬
‫سنة خمس وتسعين ومائة فأقام بها سنتين واجتمع عليه علماؤها‬
‫ورجع كثير منهم عن مذاهب كانوا عليها إلى مذهبه‪ ،‬وصنف بها‬
‫كتابه القديم‪.‬‬

‫ثم عاد إلى مكة فأقام بها مدة‪ ،‬ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة‬
‫ناشرا للعلم مالز ًما‬
‫شهرا‪ ،‬ثم خرج إلى مصر‪ ،‬ولم يزل بها ً‬ ‫فأقام بها ً‬
‫لالشتغال بجامعها العتيق إلى أن أصابته ضربة شديدة فمرض بسببها‬
‫أيا ًما على ما قيل‪.‬‬

‫ثم انتقل إلى رحمة اﷲ تعالى وهو قطب الوجود يوم‬


‫الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين‪ ،‬ودفن بالقرافة بعد‬
‫العصر من يومه‪ ،‬وانتشر علمه في جميع اآلفاق‪ ،‬وتقدم‬
‫على األئمة في الخالف والوفاق‪ ،‬وعليه حمل الحديث‬
‫علما»‪.‬‬
‫المشهور «عالم قريش يمأل طباق األرض ً‬

‫ث‬
‫‪......................................................................................‬‬

‫ومن كالمه ‪:‬‬

‫ته ُ‬
‫ون‬ ‫طمعت ُ‬
‫ْ‬ ‫فإن النفس ما‬ ‫أمت م َطامعى َ‬
‫فأر ْح ُت نفسي‬ ‫ُّ‬
‫ففي إحيائه عرضي مـصون‬ ‫أحـييت َال ُقـن َ‬
‫ُوع وكـان ميتًا ‬ ‫ُ‬ ‫َو‬
‫عـلـته مـهانـة وعاله هـون‬ ‫ُّ‬
‫يـحـل بـقلب عبـد ‬ ‫إذا طمع‬

‫أيضا‪:‬‬
‫ومن كالمه ً‬

‫أنت جـميع أمرك‬ ‫َّ‬


‫فتول َ‬ ‫ما َح َّك ِجلدَ َك ُ‬
‫مثل ُظ ْفرك ‬
‫فاقصد لمعترف بقدرك‬ ‫وإذا قــصـدت لـحـاجـة ‬

‫وقد أفرد بعض أصحابه في فضله وكرمه ونسبه وأشعاره كت ًبا مشهورة وفيما ذكرته‬
‫تذكرة ألولى األلباب ولوال خوف الملل لشحنت كتابي هذا منها بأبواب‪ ،‬وذكرت في شرح‬
‫المنهاج وغيره ما فيه الكفاية(‪.)١‬‬

‫(‪ )١‬من مجتهدي المذهب‪ :‬الرافعي والنووي وابن حجر والرملي‪.‬‬


‫خخ‬
‫ِ‬ ‫درسه و َي ْس ُه َل على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في ِ‬
‫المبتدي حفظ ُه‬ ‫قر َب على المتع ِّل ِم ُ‬
‫اإليجاز ل َي ُ‬ ‫ونهاية‬ ‫االختصار‬ ‫غاية‬
‫للثواب راغ ًبا إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬
‫اﷲ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك طال ًبا‬ ‫الخصال‪ ،‬فأجبت ُه إِلى َ‬ ‫ِ‬
‫وحصر‬ ‫التقسيمات‬ ‫وأن ُأكث َر فيه َ‬
‫من‬
‫ِ‬
‫وبعباده ‪...............................‬‬ ‫قدير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يشاء ٌ‬‫للصواب إن ُه على ما ُ‬ ‫التوفيق‬ ‫تعالى في‬

‫ويكون ذلك المختصر (في غاية االختصار) أي بالنسبة إلى أطول منه وغاية الشيء معناها‪:‬‬ ‫ ‬
‫ترتب األثر على ذلك الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح حل االنتفاع بالمبيع‪ ،‬وغاية الصالة‬
‫الصحيحة إجزاؤها (و) في (نهاية اإليجاز) بمثناة تحتية بعد الهمزة ‪ -‬أي القصر ‪ -‬وظاهر كالمه‬
‫تغاير لفظي االختصار واإليجاز والغاية والنهاية وهو كذلك‪ ،‬فاالختصار‪ :‬حذف عرض الكالم‪،‬‬
‫واإليجاز‪ :‬حذف طوله كما قاله ابن الملقن في إشارته عن بعضهم وقد علم مما تقرر الفرق بين‬
‫قر َب) أي يسهل لوضوح عبارته (على المتعلم) أي المبتديء في التعلم شي ًئا‬ ‫الغاية والنهاية (ل َي ُ‬
‫فشي ًئا (درسه) أي بسبب اختصاره وعذوبة ألفاظه (ويسهل) أي يتيسر (على المبتديء) أي في‬
‫طلب الفقه (حفظه) عن ظهر قلب‪ ،‬كما مر عن الخليل‪ ،‬أن الكالم يختصر ليحفظ‪.‬‬
‫أيضا بعض األصدقاء (أن أكثر فيه من التقسيمات) لما يحتاج إلى تقسيمه من‬ ‫(و) سألني ً‬ ‫ ‬
‫األحكام الفقهية اآلتية‪ ،‬كما في المياه وغيرها مما ستعرفه (و) من (حصر) أي ضبط (الخصال)‬
‫الواجبة والمندوبة (فأجبته) أي السائل (إلى ذلك) أي إلى تصنيف مختصر بالكيفية المطلوبة‪،‬‬
‫وقوله (طال ًبا) حال من ضمير الفاعل أي مريدً ا (للثواب) أي الجزاء من اﷲ سبحانه وتعالى على‬
‫تصنيف هذا المختصر‪ ،‬لقوله ‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪،‬‬
‫أيضا مما ذكر‪ :‬أي ملتج ًئا (إلى اﷲ)‬
‫أو علم ُينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له» وقوله (راغ ًبا) حال ً‬
‫سبحانه و(تعالى في) اإلعانة من فضله على حصول (التوفيق) الذي هو خلق قدرة الطاعة في‬
‫العبد (للصواب) الذي هو ضد الخطأ‪ ،‬بأن يقدرني اﷲ على إتمامه‪ ،‬كما قدرني على ابتدائه‪ .‬فإنه‬
‫كريم جواد‪ ،‬ال يرد من سأله وأعتمد عليه (إنه) سبحانه وتعالى (على ما يشاء) أي يريده (قدير) أي‬
‫قادر‪ ،‬والقدرة‪ :‬صفة تؤثر في الشيء عند تعلقها به وهي إحدى الصفات الثماني القديمة الثابتة عند‬
‫أهل السنة التي هي صفات الذات القديم المقدس (و) هو سبحانه وتعالى (بعباده) جمع عبد‪،‬‬
‫حرا كان أو رقي ًقا‪ ،‬فقد دعا ‪ ‬بذلك في أشرف المواطن‪:‬‬ ‫_‬ ‫_‬
‫وهو كما قال في المحكم اإلنسان ًّ‬
‫(‪.)٢‬‬ ‫(‪ )١‬و‬

‫(‪ ) ١‬سورة الكهف‪ .‬اآلية‪.١ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة اإلرساء‪ .‬اآلية‪.١ :‬‬
‫ذ‬
‫خبير‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫لطيف ٌ‬
‫وقال أبو علي الدقاق‪ :‬ليس للمؤمن صفة أتم وال أشرف من العبودية‪ .‬كما قال القائل‪:‬‬ ‫ ‬

‫أشرف أسمائي‬
‫ُ‬ ‫فإنه‬ ‫ال تدعني إال بيا عبدها ‬

‫ وقوله (لطيف) من أسمائه تعالى باإلجماع‪ ،‬واللطف‪ :‬الرأفة والرفق‪ ،‬وهو من اﷲ تعالى‪:‬‬
‫التوفيق والعصمة‪ ،‬بأن يخلق قدرة الطاعة في العبد‪.‬‬

‫ فائدة‪ :‬قال السهيلي‪ :‬لما جاء البشير إلى يعقوب عليه الصالة والسالم أعطاه في البشارة‬
‫كلمات كان يرويها عن أبيه عن جده عليهم الصالة والسالم وهي‪ :‬يا لطي ًفا فوق كل لطيف‪،‬‬
‫الطف بي في أموري كلها كما أحب‪ ،‬وارضني في دنياي وآخرتي‪.‬‬

‫أيضا باإلجماع‪ ،‬أي‪ :‬هو عالم بعباده وبأفعالهم وأقوالهم‪،‬‬


‫ وقوله (خبير) من أسمائه تعالى ً‬
‫وبمواضع حوائجهم وما تخفيه صدورهم‪.‬‬

‫ وإذا أنهينا الكالم بحمد اﷲ تعالى على ما قصدناه من ألفاظ الخطبة لنذكر طر ًفا من محاسن‬
‫هذا الكتاب قبل الشروع في المقصود فنقول‪:‬‬
‫ إن اﷲ تعالى قد علم من مؤلفه خلوص نيته فعم النفع به‪ :‬فقل من متعلم إال ويقرؤه ً‬
‫أول‪:‬‬
‫إما بحفظ وإما بمطالعة‪ ،‬وقد اعتنى بشرحه كثير من العلماء‪ ،‬ففي ذلك داللة على أنه كان من‬
‫العلماء العاملين القاصدين بعلمهم وجه اﷲ تعالى‪.‬‬
‫ جعل اﷲ تعالى قراره الجنة وجعله في أعلى عليين‪ ،‬مع الذين أنعم عليهم من النبيين‬
‫والصديقين والشهداء والصالحين‪ :‬وفعل ذلك بنا وبوالدينا ومشايخنا ومحبينا وال حول وال‬
‫قوة إال باﷲ العلي العظيم‪.‬‬
‫***‬

‫ولما كانت الصالة أفضل العبادات ‪ -‬بعد اإليمان ‪ -‬ومن أعظم شروطها الطهارة لقوله‬ ‫ ‬
‫‪« :‬مفتاح الصالة الطهور»‪ ،‬والشرط مقدم طب ًعا فقدم وض ًعا‪ ،‬بدأ المصنف بها فقال‪.‬‬
‫***‬
‫ض‬
‫في المختار من اإلقناع‪ ،‬يشتمل على ثالثة كتب‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫كتاب الطهارة‬
‫كتاب الصالة‬
‫كتاب الزكاة‬
‫‪1‬‬
‫الكتاب األول‬

‫‪2‬‬
‫كتاب الطهارة‬
‫هذا (كتاب) بيان أحكام (الطهارة)‬

‫واصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫الكتاب‪ :‬لغة‬
‫اعلم أن الكتاب‪:‬‬
‫لغ ًة‬
‫كتاب الطهارة‬

‫معناه الضم والجمع يقال‪ :‬كتبت كت ًبا وكتابة وكتا ًبا‪ ،‬ومنه قولهم‪ :‬تك َّت َب ْت بنو فالن إذا اجتمعوا‪،‬‬
‫وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من اجتماع الكلمات والحروف‪.‬‬

‫اصطالحا‬
‫ً‬
‫اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب وبالفصل ً‬
‫أيضا‪ .‬فإن جمع بين الثالثة قيل‪:‬‬
‫الكتاب اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول ومسائل غال ًبا‪ ،‬والباب اسم‬
‫لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول ومسائل غال ًبا‪ ،‬والفصل اسم لجملة مختصة من‬
‫الباب مشتملة على مسائل غال ًبا‪ .‬والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره‪ ،‬والفصل لغة الحاجز بين‬
‫الشيئين‪ ،‬والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين كما قدرته‪ ،‬وكذا يقدّ ر في كل‬
‫كتاب أو باب أو فصل بحسب ما يليق به‪ ،‬وإذ قد علمت ذلك فال احتياج إلى تقدير ذلك في كل‬
‫اختصارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫كتاب أو باب أو فصل‬

‫***‬

‫‪3‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ِ‬
‫الميا ُه ا َّلتي َيجو ُز الت ُ‬
‫َّطهير بها ‪..........................................................‬‬

‫والطهارة‬

‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬


‫فاختلف في تفسيرها وأحسن ما قيل فيه‪ :‬إنه ارتفاع‬ ‫النظافة والخلوص من األدناس حسية‬
‫المنع المترتب على الحدث والنجس‪ ،‬وأما غسل‬ ‫كانت كاألنجاس أو معنوية كالعيوب‬
‫الميت المسلم فإنه أزال المنع من الصالة عليه‬ ‫ُيقال‪ :‬طهر بالماء‪ ،‬وهم قوم يتطهرون‪:‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ولم يزل به حدث وال نجس بل هو تكرمة للميت‪.‬‬ ‫أي يتنزهون عن العيب‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي فعل ما تستباح به الصالة‪.‬‬

‫الطهارة‬ ‫تقسيم الطهارة‬


‫وتنقسم إلى واجب كالطهارة عن الحدث‪،‬‬
‫مستحب‬ ‫واجب‬ ‫ومستحب كتجديد الوضوء واألغسال‬
‫ •تجديد الوضوء‬ ‫ •الطهارة عن الحدث‬
‫المسنونة‪ .‬ثم الواجب ينقسم إلى بدني‬
‫ •األغسال المسنونة‬
‫وقلبي‪ .‬فالقلبي كالحسد والعجب والكبر‬
‫والرياء‪.‬‬
‫ قال الغزالي‪ :‬معرفة حدودها وأسبابها‬
‫بدني‬ ‫قلبي‬
‫وطبها وعالجها فرض عين يجب تعلمه‪.‬‬
‫ •بالماء‬ ‫ •الحسد‬
‫ •بالتراب‬ ‫ •العجب‬ ‫ والبدني إما بالماء أو بالتراب أو بهما‬
‫ •بالماء والتراب معا‬ ‫ •الكبر‬ ‫كما في ولوغ الكلب أو بغيرهما كالحريف‬
‫ •بغير الماء والتراب‬ ‫ •الرياء‬ ‫في الدباغ أو بنفسه كانقالب الخمر ً‬
‫خل‪.‬‬
‫الرسم البياني ‪ ١،١‬أقسام الطهارة‬
‫أنواع المياه‬
‫وقوله‪( :‬المياه) جمع ماء‪.‬‬
‫ ومن عجيب لطف اﷲ تعالى أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى كثير معالجة لعموم الحاجة إليه‬
‫(التي يجوز التطهير بها) أي بكل واحد منها عن الحدث والخبث‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪4‬‬
‫تعريف الخبث وبيان أنواعه‬ ‫تعريف الحدث وبيان أنواعه‬

‫لغ ًة‬ ‫لغ ًة‬


‫ما يستقذر‪.‬‬ ‫الشيء الحادث‪.‬‬

‫شر ًعا‬ ‫شر ًعا‬


‫مستقذر يمنع من صحة الصالة حيث ال‬ ‫يطلق على أمر اعتباري يقوم باألعضاء‬
‫كتاب الطهارة‬

‫مرخص‪ ،‬وال فرق فيه بين المخفف كبول‬ ‫يمنع من صحة الصالة حيث ال مرخص‪،‬‬
‫صبي لم يطعم غير لبن‪ ،‬والمتوسط كبول‬ ‫وعلى األسباب التي ينتهى بها الطهر‪،‬‬
‫غيره(‪ ،)١‬والمغلظ كبول نحو الكلب‪.‬‬ ‫وعلى المنع المترتب على ذلك‪ ،‬والمراد‬
‫هنا األول ألنه الذي ال يرفعه إال الماء‪.‬‬
‫وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬واألمر‬ ‫و ال فرق في الحدث بين األصغر ‪ -‬وهو‬
‫للوجوب فلو رفع غير الماء لما وجب التيمم‬ ‫ما نقض الوضوء‪ - ،‬والمتوسط ‪ -‬وهو‬
‫عند فقده‪ .‬ونقل ابن المنذر وغيره اإلجماع على‬ ‫ما أوجب الغسل من جماع أو إنزال‪- ،‬‬
‫اشتراطه في الحدث وفي إزالة الخبث لقوله‬ ‫واألكبر ‪ -‬وهو ما أوجبه من حيض أو‬
‫‪ ‬في خبر الصحيحين حين بال األعرابي في‬ ‫نفاس‪.‬‬
‫المسجد‪« :‬صبوا عليه ذنو ًبا من ماء» والذنوب‪:‬‬
‫الدلو الممتلئة ماء‪ .‬واألمر للوجوب كما مر‪،‬‬
‫فلو كفى غيره لما وجب غسل البول به وال‬
‫(‪)٣‬‬
‫يقاس به غيره‪ ،‬ألن الطهر به عند اإلمام‬
‫تعبدي‪ ،‬وعند غيره معقول المعنى لما فيه من‬
‫الرقة واللطافة التي ال توجد في غيره‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬أي غير الصبي‪ ،‬وغير الكلب والخنزير‪.‬‬


‫(‪ )٢‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬
‫(‪ )٣‬إمام الحرمين الجويني‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫اء ال َب َـر ِد‬
‫اء ال َّثلجِ َو َم ُ‬
‫ين َو َم ُ‬ ‫اء البِئ ِْر َو َم ُ‬
‫اء ال َع ِ‬ ‫وم ُ‬ ‫اء الن ِ‬
‫َّهر َ‬ ‫اء ال َب ِ‬
‫حر َو َم ُ‬ ‫وم ُ‬
‫ِ‬
‫الس َماء‪َ ،‬‬
‫اء َّ‬
‫ِ ٍ‬
‫َس ْب ُع مياه‪َ :‬م ُ‬

‫(سبع مياه)‬
‫(و) ثالثها‬ ‫(و) ثانيها‬ ‫أحدها‬

‫كتاب الطهارة‬
‫(ماء النهر)‬ ‫(ماء البحر)‬ ‫(ماء السماء)‬
‫العذب وهو بفتح الهاء‬ ‫أي المالح لحديث‪« :‬هو‬ ‫لقوله تعالى‪:‬‬
‫وسكونها كالنيل والفرات‬ ‫(‪)2‬‬
‫الطهور ماؤه الحل ميتته»‬
‫(‪.)1‬‬
‫ونحوهما باإلجماع‪.‬‬ ‫وسمي ً‬
‫بحرا لعمقه واتساعه‪.‬‬

‫(و) سابعها‬ ‫(و) سادسها‬ ‫(و) خامسها‬ ‫(و) رابعها‬

‫(ماء البرد)‬ ‫(ماء الثلج)‬ ‫(ماء العين)‬ ‫(ماء البئر)‬


‫بفتح الراء ألنهما ينزالن من السماء ثم‬ ‫األرضية كالنابعة من‬ ‫لقوله ‪« :‬الماء ال‬
‫يعرض لهما الجمود في الهواء كما يعرض‬ ‫األرض أو الجبل‪،‬‬ ‫ينجسه شيء»(‪ )3‬لما‬
‫لهما على وجه األرض‪.‬‬ ‫أو اإلنسانية كالنابعة‬ ‫سئل عن بئر ُبضاعة‬
‫من بين أصابعه ‪‬‬ ‫بالضم ألنه توضأ‬
‫من ذاتها على خالف‬ ‫منها ومن بئر رومة‪.‬‬
‫فيه‪ ،‬وهو أفضل‬
‫المياه مطل ًقا‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة األنفال‪ .‬اآلية‪.١١ :‬‬


‫(‪ )2‬صححه الرتمذي‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه أمحد‪.‬‬
‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪6‬‬
‫اهر م َطهر َغير مكر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المط َل ُق‪................ ،‬‬
‫الماء ُ‬
‫ُ‬ ‫وه وهو‬ ‫ُث َّم الميا ُه على أربعة َأ َ‬
‫قسا ٍم َط ٌ ُ ِّ ٌ ُ َ ُ‬

‫أقسام المياه من حيث جواز التطهير بها وعدمه‬


‫(ثم المياه) المذكورة (على أربعة أقسام)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫الماء‬
‫المتنجس‬ ‫الماء المطلق‬
‫كتاب الطهارة‬

‫أقسام المياه‬

‫‪3‬‬
‫الماء‬
‫المستعمل‬
‫‪2‬‬
‫الماء‬
‫المشمس‬

‫الرسم البياني ‪ ١،٢‬أقسام المياه‬

‫ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره (غير مكروه) استعماله (وهو الماء المطلق)‪.‬‬ ‫أحدها‬

‫تعريف الماء المطلق‬


‫وهو ما يقع عليه اسم ماء بال قيد‪ :‬بإضافة كماء ورد أو بصفة كماء دافق‪ ،‬أو بالم عهد‬
‫كقوله ‪« :‬إذا رأت الماء»(‪ )1‬يعني المني والماء المطلق يشمل المتغير بما ال يستغنى عنه‬
‫اسما‪ .‬أي بما ال يؤثر فيه كطين‪ ،‬وما في مقره وممره‪ ،‬وال يشمل الماء القليل الذي‬
‫حكما أو ً‬
‫ً‬
‫دفعت فيه نجاسة ولم تغيره‪ ،‬وال الماء المستعمل ألنه غير مطلق‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫َعم ُل‪.‬‬
‫المست َ‬
‫الماء ُ‬
‫ُ‬ ‫مطه ٍر وهو‬
‫غير ِّ‬ ‫الم َش َّم ُس و َط ٌ‬
‫اهر ُ‬ ‫الماء ُ‬
‫ُ‬ ‫طه ٌر مكرو ٌه وهو‬ ‫و َط ٌ‬
‫اهر ُم ِّ‬

‫تنزيها في‬
‫ً‬ ‫ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره‪ ،‬إال إنه (مكروه) استعماله شر ًعا‬ ‫(و) ثانيها‬
‫الطهارة (وهو الماء المشمس) أي المتشمس‪ ،‬ولما روى الشافعي ‪ ،‬عن عمر‬
‫‪ ،‬أنه كان يكره االغتسال به وقال‪ :‬إنه يورث البرص لكن بشروط‪:‬‬

‫والثالث‪:‬‬ ‫والثاني‪:‬‬ ‫األول‪:‬‬


‫أن يستعمل في حالة‬ ‫أن يكون في آنية منطبعة غير‬ ‫أن يكون ببالد حارة أي‬

‫كتاب الطهارة‬
‫حرارته في البدن‪ ،‬ألن‬ ‫النقدين‪ ،‬وهي كل ما طرق‬ ‫وتنقله الشمس عن حالته‬
‫الشمس بحدتها تفصل منه‬ ‫نحو الحديد والنحاس‪.‬‬ ‫إلى حالة أخرى كما نقله‬
‫زهومة(‪ )١‬تعلو الماء‪ ،‬فإذا‬ ‫في البحر عن األصحاب‪.‬‬
‫القت البدن بسخونتها خيف‬
‫أن تقبض عليه فيحتبس الدم‬
‫فيحصل البرص(‪.)٢‬‬

‫حكم الماء شديد السخونة والبرودة‬


‫تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه اإلسباغ‪.‬‬
‫أيضا ً‬‫ويكره ً‬

‫أقسام الماء الطاهر غير المطهر‬

‫ماء (طاهر) في نفسه (غير مطهر) لغيره (وهو الماء) القليل (المستعمل) في‬ ‫(و) ثالثها‬
‫طاهرا فألن السلف‬
‫ً‬ ‫فرض الطهارة عن حدث كالغسلة األولى؛ أما دليل كونه‬
‫الصالح كانوا ال يحترزون عما يتطاير عليهم منه‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬أي زهومة‪ :‬مثل أثر الشحم أو الدسم على وجه الماء (كالزيوت والدهون)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬البرص بياض يقع في الجسد لعلة‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪8‬‬
‫اهر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪.................................................. ،‬‬ ‫والم َت َغ ِّي ُر بِ َما َخا َل َط ُه من ال َّط َ‬
‫ُ‬
‫جابرا في مرضه فتوضأ وصب عليه من وضوئه‪ .‬وأما دليل أنه‬
‫ وفي الصحيحين أنه ‪ ‬عاد ً‬
‫غير مطهر لغيره فألن السلف الصالح كانوا مع قلة مياههم لم يجمعوا المستعمل لالستعمال‬
‫ثان ًيا‪ ،‬بل انتقلوا إلى التيمم‪ ،‬ولم يجمعوه للشرب ألنه مستقذر‪.‬‬

‫ وخرج بالمستعمل في فرض المستعمل في نفل الطهارة كالغسل المسنون والوضوء‬


‫المجدد فإنه طهور على الجديد‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ً‬
‫مستعمل إال إذا انفصل عن العضو)‬ ‫(ال يكون الماء‬
‫الماء ما دام مترد ًدا على العضو ال يثبت له حكم االستعمال ما بقيت الحاجة إلى االستعمال‬
‫باالتفاق للضرورة‪.‬‬

‫المتغير وشروطه‬
‫(و) مثل الماء المستعمل الماء (المتغير) طعمه أو لونه أو ريحه (بما) أي بشيء (خالطه من)‬
‫األعيان (الطاهرات) التي ال يمكن فصلها المستغنى عنها ‪ -‬كمسك وزعفران وماء شجر ‪-‬‬
‫كثيرا ألنه ال يسمى ماء‪ ،‬ولهذا لو‬ ‫تغيرا يمنع إطالق اسم الماء عليه‪ ،‬سواء كان الماء ً‬
‫قليل أم ً‬ ‫ً‬
‫حلف ال يشرب ماء أو وكّل في شرائه فشرب ذلك أو اشتراه له وكيله لم يحنث ولم يقع الشراء‬
‫له‪ ،‬وسواء أكان التغير حس ًيا أم تقدير ًيا‪.‬‬

‫حكم تغيير الماء بما خالطه أوجاوره‬


‫وال يضر تغير يسير بطاهر ال يمنع االسم لتعذر صون الماء عنه‪ ،‬ولبقاء إطالق اسم الماء عليه‪،‬‬
‫وكذا لو شك في أن تغيره كثير أو يسير‪ ،‬وال يضر تغير بمكث ‪ -‬وإن فحش التغير ‪ -‬وطين‬
‫وممره ككبريت وزرنيخ لتعذر صون الماء عن ذلك‪ ،‬وال يضر أوراق‬ ‫ّ‬ ‫مقره‬
‫وطحلب وما في ّ‬
‫شجرة تناثرت وتفتتت؛ واختلطت لتعذر صون الماء عنها‪ ،‬لكن إن طرحت وتفتتت أو أخرج‬
‫ناعما وألقى فيه فغ َّيره فإنه يضر؛ أو تغير بالثمار الساقطة فيه‪،‬‬
‫منه الطحلب أو الزرنيخ ودق ً‬
‫إلمكان التحرز عنها غال ًبا‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫َين أو كان ُق َّلت ِ‬
‫َين َف َت َغ َّي َر ‪..........‬‬ ‫دون ال ُق َّلت ِ‬
‫ت فيه نَجاس ٌة وهو َ‬ ‫اء ن ِ‬
‫َج ٌس وهو ا َّلذي ح َّل ْ‬ ‫وم ٌ‬
‫َ‬

‫حقيقة الفرق بين المخالط والمجاور‬


‫واحترز بقيد المخالط عن المجاور الطاهر كعود ودهن ولو مطيبين وكافور صلب فال يضر‬
‫ً‬
‫مستعمل ‪-‬‬ ‫التغير به إلمكان فصله وبقاء اسم اإلطالق عليه‪ .‬وكذا ال يضر التغير بتراب ‪ -‬ولو‬
‫طرح ألن تغيره مجرد تعكير فال يمنع إطالق اسم الماء عليه‪ ،‬نعم إن تغير حتى صار ال يسمى‬
‫إال طينًا رط ًبا ضر‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫أقسام الماء المتنجس‬

‫الماء القليل الذي القته نجاسة‪:‬‬ ‫أ‬

‫(ماء نجس) أي متنجس (وهو الذي حلت فيه) أو القته (نجاسة) تدرك بالبصر (وهو)‬ ‫(و) رابعها‬
‫قليل (دون القلتين) بثالثة أرطال فأكثر سواء تغير أم ال‪ ،‬لمفهوم حديث القلتين‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫اإلن ِ‬
‫َاء َحتَّى َي ْغ ِسلها‬ ‫اس َت ْي َق َظ َأ َحدُ ك ُْم م ْن ن َْو ِم ِه َف َل َي ْغ ِم ْس َيدَ ُه في ِ‬
‫اآلتي ولخبر مسلم‪« :‬إِ َذا ْ‬
‫َت َيدُ ُه» نهاه عن الغمس خشية النجاسة‪ ،‬ومعلوم أنها إذا خفيت‬ ‫َث َل ًثا َفإِ َّن ُه َل َيدْ ِرى َأ ْي َن َبات ْ‬
‫ال تغير الماء فلوال أنها تنجسه بوصولها لم ينهه‪.‬‬

‫ب الماء الكثير الذي القته نجاسة‪:‬‬

‫(أو كان) ً‬
‫كثيرا بأن بلغ (قلتين) فأكثر (فتغير) بسبب النجاسة لخروجه عن الطاهرية‪ ،‬ولو كان التغير‬
‫يسيرا حس ًيا أو تقدير ًيا‪ ،‬فهو نجس باإلجماع المخصص لخبر القلتين اآلتي‪ ،‬ولخبر الترمذي وغيره‪:‬‬
‫ً‬
‫«الماء ال ينجسه شيء» كما خصصه مفهوم خبر القلتين اآلتي‪ ،‬فالتغير الحسي ظاهر‪.‬‬

‫وعرضا وعم ًقا‪ ،‬والذراع = يساوي ‪ ٦١ ٨٣٤‬سنتيمتر‬


‫ً‬ ‫(‪ ) ١‬القلتان‪ :‬بالمساحة في المربع ذراع وربع ً‬
‫طول‬
‫وعليه فالذراع وربع = ‪ ٧٧ ٢٩٢٥‬سم تقري ًبا‪.‬‬
‫(‪ )٢‬الرطل بالمصري‪ ٤٥٠ :‬جرام تقري ًبا‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪10‬‬
‫ والتقديري بأن وقعت فيه نجاسة مائعة توافقه في الصفات‪ ،‬كبول انقطعت رائحته ولو‬
‫فرض مخال ًفا له في أغلظ الصفات‪ ،‬كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك لغيره‪ ،‬فإنه يحكم‬
‫لم َي ْح ِم ِل َ‬
‫الخ َب َث» قال الحاكم‪ :‬على‬ ‫الما ُء ُق َّل َت ْي ِن ْ‬
‫لغ َ‬‫بنجاسته فإن لم يتغير فطهور لقوله ‪« :‬إِ َذا َب َ‬
‫شرط الشيخين‪ .‬وفي رواية ألبي داود وغيره بإسناد صحيح‪« :‬فإنه ال ينجس» وهو المراد بقوله‪:‬‬
‫«لم يحمل الخبث» أي‪ :‬يدفع النجس وال يقبله‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫حكم زوال التغيير‬


‫فإن زال تغيره الحسي أو التقديري بنفسه بأن لم يحدث فيه شيء كأن زال بطول المكث أو بماء‬
‫انضم إليه بفعل أو غيره أو أخذ منه‪ ،‬والباقي قلتان طهر لزوال سبب التنجيس‪ .‬فإن زال تغيره‬
‫بمسك أو نحوه كزعفران أو بتراب لم يطهر‪ ،‬ألنا ال ندري أن أوصاف النجاسة زالت أو غلب‬
‫عليها ما ذكر فاستترت‪.‬‬

‫ما يستثنى من النجس‬


‫ويستثنى من النجس ميتة ال دم لها سائل أصالة بأن ال يسيل دمها عند شق عضو منها في حياتها‬
‫كعقرب‪ ،‬وذباب وقمل وبرغوث‪ ،‬ال نحو حية وضفدع وفأرة فال تنجس ماء أو غيره بوقوعها فيه‬
‫بشرط أن ال يطرحها طارح‪ ،‬ولم تغيره لمشقة االحتراز عنها ولخبر البخاري‪« :‬إذا وقع الذباب‬
‫في شراب أحدكم فليغمسه كله ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء» أي وهو اليسار كما قيل‬
‫«وفي اآلخر شفاء» زاد أبو داود «وإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء» وقد يفضي غمسه إلى موته‪،‬‬
‫فلو نجس المائع لما أمر به‪ ،‬وقيس بالذباب ما في معناه من كل ميتة ال يسيل دمها‪.‬‬

‫حكم الماء الجاري‬


‫والماء الجاري ‪ -‬وهو ما اندفع في مستو أو منخفض ‪ -‬كراكد(‪ )١‬فيما مر من التفرقة بين القليل‬
‫والكثير‪ ،‬وفيما استثنى لمفهوم حديث القلتين فإنه لم يفصل بين الجاري والراكد‪.‬‬
‫***‬
‫(‪ )١‬أي حكمه حكم الماء الراكد‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في الدباغ‬

‫ِ‬
‫الميتة َت ْط ُه ُر بالدِّ َبا ِغ ‪..........................................................‬‬ ‫وجلو ُد‬
‫ُ‬

‫فصل في الدباغ‬
‫بيان ما يطهر بدباغه وما يستعمل من اآلنية وما يمتنع (وجلود) الحيوانات (الميتة) كلها (تطهر)‬
‫ظاهرا وباطنًا (بالدباغ) ولو بإلقاء الدابغ عليه بنحو ريح أو بإلقائه على الدابغ كذلك لقوله ‪:‬‬
‫ً‬

‫كتاب الطهارة‬
‫«أيما إهاب دبغ فقد طهر» رواه مسلم‪ .‬وفي رواية «هال أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به»‬
‫والظاهر ما القى الدابغ والباطن ما لم يالق الدابغ‪ ،‬وال فرق في الميتة بين أن تكون مأكولة‬
‫اللحم أم ال‪ ،‬كما يقتضيه عموم الحديث‪.‬‬
‫ضابط الدباغ‬
‫الدبغ‪ :‬نزع فضوله وهي مائيته ورطوبته التي يفسده بقاؤها‬
‫ويطيبه نزعها بحيث لو نقع في الماء لم يعد إليه النتن والفساد‪،‬‬
‫بحريف بكسر الحاء المهملة وتشديد الراء‬ ‫وذلك إنما يحصل ّ‬
‫الصورة ‪ ١،١‬قشور الرمان‬ ‫كالقرظ(‪ )١‬والعفص(‪ )٢‬وقشور الرمان‪ ،‬وال فرق في ذلك بين‬
‫الطاهر كما ذكر والنجس كذرق الطيور‪ ،‬وال يكفى التجميد‬
‫بالتراب وال بالشمس‪ ،‬ونحو ذلك مما ال ينزع الفضول وإن‬
‫جف الجلد وطابت رائحته ألن الفضالت لم تزل‪ ،‬وإنما‬
‫جمدت بدليل أنه لو نقع في الماء عادت إليه العفونة‪.‬‬
‫الصورة ‪ ١،٢‬العفص‬
‫حكم الجلد بعد الدبغ‬
‫ويصير المدبوغ كثوب متنجس لمالقاته لألدوية النجسة‪ ،‬أو التي تنجست به قبل طهر عينه فيجب‬
‫غسله لذلك‪ ،‬فال يصلي فيه وال عليه قبل غسله‪ ،‬ويجوز بيعه قبله ما لم يمنع من ذلك مانع‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬القرظ‪ :‬شجر عظام له سوق غالظ ‪ -‬وهي من الفصيلة القرنية ‪ -‬وهي من أنواع السنط العربي يستخرج‬
‫منه صمغ مشهور (المعجم الوسيط) ﺻـ‪.٧٥٤‬‬
‫(‪ )٢‬العفص‪ :‬شجر البلوط وثمرها وهو دواء قابض مجفف ‪ -‬وربما اتخذوا منه صبرا أو صبغا (المعجم‬
‫الوسيط ﺻـ ‪.)٦٣٣‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪12‬‬
‫عرها ن ِ‬
‫َج ٌس ّإل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّإل ِجلدَ‬
‫الميتة َ‬
‫وش ُ‬ ‫والخنزير وما تَو َّلدَ منهما أو من أحدهما و َع ُ‬
‫ظم‬ ‫الكلب‬
‫ِ‬
‫اآلدم َّي ‪........................................................................‬‬

‫وال يحل أكله سواء كان من مأكول اللحم أم من غيره لخبر الصحيحين‪« :‬إنما حرم من‬
‫الميتة أكلها» وخرج بالجلد الشعر لعدم تأثره بالدبغ‪ .‬قال النووي‪ :‬ويعفى عن قليله‪( .‬إال‬
‫جلد الكلب والخنزير) فال يطهره الدبغ قط ًعا‪ ،‬ألن الحياة في إفادة الطهارة أبلغ من الدبغ‬
‫والحياة ال تفيد طهارته‪( ،‬و) كذا (ما تولد منهما أو من أحدهما) مع حيوان طاهر لما‬
‫ذكر‪( ،‬وعظم) الحيوانات (الميتة وشعرها) وقرنها وظفرها وظلفها (نجس) لقوله تعالى‪:‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫(‪ )١‬وتحريم ما ال حرمة له وال ضرر فيه يدل على نجاسته‪ ،‬والميتة‪:‬‬
‫ما زالت حياتها بغير ذكاة شرعية فيدخل في الميتة ما ال يؤكل إذا ذبح‪ ،‬وكذا ما يؤكل إذا اختل‬
‫فيه شرط من شروط التذكية كذبيحة المجوسي والمحرم للصيد وما ذبح بالعظم ونحوه‪.‬‬

‫ما قطع من حي‬


‫والجزء المنفصل من الحي‪ :‬كميتة ذلك الحي إن كان‬
‫طاهرا فطاهر وإن كان نجسا فنجس لخبر «ما قطع من‬
‫ً‬
‫حي فهو كميتته»(‪.)٢‬‬
‫ فالمنفصل من اآلدمي أو السمك أو الجراد طاهر‬
‫ومن غيرها نجس‪( .‬إال شعر) أو صوف أو ريش أو وبر‬
‫الصورة ‪ ١،٣‬ما قطع من حي (الصوف)‬ ‫المأكول فطاهر باإلجماع ولو نتف منها أو انتتفت‪.‬‬

‫(‪ )٣‬وهو محمول‬ ‫ قال اﷲ تعالى‪:‬‬


‫على ما أخذ بعد التذكية ‪ -‬الذبح ‪ -‬أو في الحياة على ما هو المعهود‪ ،‬ولو شككنا فيما ذكر هل‬
‫انفصل من طاهر أو نجس حكمنا بطهارته‪ ،‬ألن األصل الطهارة‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٣ :‬‬


‫(‪ )٢‬رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين‪.‬‬
‫(‪ )٣‬سورة النحل‪ .‬اآلية‪.٨٠ :‬‬
‫‪13‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫وشككنا في النجاسة واألصل عدمها بخالف ما لو رأينا قطعة لحم وشككنا هل هي من مذكاة‬
‫أو ال ؟ ألن األصل عدم التذكية‪ ،‬والشعر على العضو المبان ‪ -‬المقطوع ‪ -‬نجس إذا كان العضو‬
‫نجسا تب ًعا له‪ ،‬والشعر المنفصل من (اآلدمي) سواء انفصل منه في حال حياته أم بعد موته طاهر‬
‫ً‬
‫وقضية التكريم أن ال يحكم بنجاسته بالموت وسواء‬ ‫(‪)١‬‬
‫لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬فالمراد به نجاسة االعتقاد أو‬ ‫المسلم وغيره‪ ،‬وأما قوله تعالى‪:‬‬
‫اجتنابهم كالنجس ال نجاسة األبدان‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ وتحل ميتة السمك والجراد لقوله ‪« :‬أحلت لنا‬
‫ميتتان ودمان‪ :‬السمك والجراد والكبد والطحال»(‪.)٣‬‬

‫الصورة ‪ ١ ،٤‬السمك والجراد ال‬


‫يحسب نجس‬ ‫أنواع الفضالت‬
‫منها ما يستحيل ‪ -‬أي ما يتحول ‪ -‬في باطن الحيوان وهو نجس كدم لقوله تعالى‪:‬‬ ‫‌أ‬
‫(‪ )٤‬أي الدم المسفوح وقيح ألنه دم مستحيل‪ ،‬وقيء وإن لم‬
‫يتغير وهو الخارج من المعدة ألنه من الفضالت المستحيلة كالبول وجرة وهي بكسر‬
‫الجيم ما يخرجه البعير أو غيره لالجترار‪ ،‬ومرة وهي بكسر الميم ما في المرارة‪.‬‬
‫ وأما المسك فهو أطيب الطيب كما رواه مسلم‪ ،‬واختلفوا في‬
‫العنبر‪ ،‬فمنهم من قال‪ :‬إنه نجس ألنه مستخرج من بطن دويبة‬
‫ال يؤكل لحمها‪ ،‬ومنهم من قال إنه طاهر ألنه ينبت في البحر‬
‫ويلفظه‪ ،‬وهذا هو الظاهر‪ ،‬وروث ولو من سمك وجراد لما‬
‫روى البخاري‪:‬‬

‫سورة اإلسراء‪ .‬اآلية‪.٧٠ :‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.٢٨ :‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫رواه أحمد وابن ماجه‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫الصورة ‪ ١،5‬جلد البقر‬
‫سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٣ :‬‬ ‫(‪ )٤‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪14‬‬
‫«إنه ‪ ‬لما جىء له بحجرين وروثة ليستنجي بها أخذ الحجرين ورد الروثة وقال‪« :‬هذا ركس»‬
‫والركس‪ :‬النجس وبول لألمر بصب الماء عليه في بول األعرابي في المسجد رواه الشيخان‪.‬‬
‫ومذي‪ :‬وهو بالمعجمة ماء أبيض رقيق يخرج بال شهوة عند ثورانها لألمر بغسل الذكر منه في‬
‫خبر الصحيحين في قصة علي ‪ .‬وودي‪ :‬وهو بالمهملة ماء أبيض ثخين يخرج عقب البول‬
‫قياسا على ما قبله‪ ،‬ولبن ما ال يؤكل غير لبن اآلدمي كلبن األتان ألنه‬
‫أو عند حمل شيء ثقيل ً‬
‫بغل فطاهر‪ .‬قال‬‫يستحيل في الباطن كالدم‪ ،‬أما لبن ما يؤكل لحمه كلبن الفرس وإن ولدت ً‬
‫كتاب الطهارة‬

‫(‪ )١‬وكذا لبن اآلدمي إذ ال يليق بكرامته أن يكون منشؤه‬ ‫تعالى‪:‬‬


‫نجسا وكالمهم شامل للبن الميتة‪.‬‬
‫ً‬
‫ب ومنها ما ال يستحيل وهو طاهر كعرق ولعاب ودمع من حيوان طاهر‪ .‬والعلقة‪ :‬وهي الدم‬
‫الغليظ المستحيل من الدم في الرحم‪ .‬والمضغة‪ :‬وهي العلقة التي تستحيل فتصير قطعة‬
‫لحم‪ ،‬ورطوبة الفرج من حيوان طاهر ولو غير مأكول طاهرة‪.‬‬

‫ما يطهر من نجس العين‬

‫الجلد إذا دبغ كما مر‪.‬‬ ‫أحدهما‪:‬‬


‫وال يطهر من‬
‫نجس العين بغسل‬
‫وال باستحالة‬
‫الخمرة إذا تخللت بنفسها فتطهر‪ ،‬وإن نقلت‬ ‫إال شيئان‪:‬‬
‫من شمس إلى ظل أو عكسه‪ ،‬فإن خللت‬
‫والثاني‪:‬‬
‫بطرح شيء فيها لم تطهر‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة النحل‪ .‬اآلية‪.٦٦ :‬‬


‫‪15‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫عمال َغيرهما ِمن األَواني‪.‬‬
‫والف َّض ِة و َيجو ُز استِ ُ‬
‫هب ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫وال َي ُجو ُز استِ ُ‬
‫عمال أواني َّ‬

‫حكم استعمال أواني الذهب والفضة‬


‫(وال يجوز) لذكر أو غيره (استعمال) شيء من (أواني الذهب و) أواني (الفضة) باإلجماع‪،‬‬
‫ولقوله ‪« :‬ال تشربوا في آنية الذهب والفضة وال تأكلوا في صحافها»(‪ ،)١‬ويقاس غير األكل‬
‫والشرب عليهما‪ ،‬وإنما خصا بالذكر ألنهما أظهر وجوه االستعمال وأغلبها‪ ،‬ويحرم على‬
‫الولي أن يسقي الصغير بمسعط(‪ )٢‬من إنائهما‪ ،‬وال فرق بين اإلناء الكبير واإلناء الصغير حتى‬
‫ما يخلل به أسنانه‪ ،‬والميل(‪ )٣‬الذي يكتحل به إال لضرورة‪ ،‬كأن يحتاج إلى جالء عينه بالميل‬

‫كتاب الطهارة‬
‫فيباح استعماله والوضوء منه صحيح‪ ،‬والمأخوذ منه من مأكول أو غيره‬
‫حالل‪ ،‬ألن التحريم لالستعمال ال لخصوص ما ذكر‪ .‬ويحرم البول‬
‫في اإلناء منهما أو من أحدهما‪ ،‬وكما يحرم استعمالهما يحرم‬
‫أيضا اتخاذهما من غير استعمال‪ ،‬ألن ما ال يجوز استعماله‬
‫ً‬
‫للرجال وال لغيرهم يحرم اتخاذه كآلة المالهي‪.‬‬
‫الصورة ‪ ١،٦‬أواني الفضة‬
‫أواني غير الذهب والفضة‬
‫موه غير‬
‫(ويجوز استعمال كل إناء طاهر) ما عدا ذلك سواء أكان من نحاس أم من غيره‪ ،‬فإن ّ‬
‫النقد كإناء نحاس وخاتم و آلة حرب من نحاس أو نحوه بالنقد‪ ،‬ولم يحصل منه شيء ولو‬
‫المموه به أو الصدأ حل‬
‫ّ‬ ‫موه(‪ )٤‬النقد بغيره أو صدىء مع حصول شيء من‬ ‫بالعرض على النار أو ّ‬
‫المموه في األولى‪ ،‬فكأنه معدوم ولعدم الخيالء في الثانية‪ ،‬فإن حصل شيء من‬‫ّ‬ ‫استعماله لقلة‬
‫النقد في األولى لكثرته أو لم يحصل شيء من غيره في الثانية لقلته حرم استعماله وكذا اتخاذه‪،‬‬
‫فالعلة مركبة من تضييق النقدين والخيالء وكسر قلوب الفقراء‪ .‬ويحرم تمويه سقف البيت‬
‫وجدرانه وإن لم يحصل منه شيء بالعرض على النار‪ ،‬ويحرم استدامته‬
‫إن حصل منه شيء بالعرض عليها وإال فال‪.‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫وعاء الدواء الذي يدخل في األنف (المعجم الوسيط ص ‪.)٤٨٨‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫الميل أي المرود‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫الصورة ‪ ١،٧‬أواني الذهب‬ ‫موه‪ :‬غطى‪.‬‬ ‫(‪ )٤‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪16‬‬
‫ ويحل استعمال واتخاذ النفيس كياقوت وزبرجد وبلور بكسر الباء وفتح الالم‪ ،‬ومرجان‬
‫وعقيق والمتخذ من الطيب المرتفع كمسك وعنبر وعود ألنه لم يرد فيه نهى وال يظهر فيه معنى‬
‫السرف والخيالء‪.‬‬

‫حكم التضبيب بالفضة‬


‫وما ضبب من إناء بفضة ضبة كبيرة وكلها أو بعضها وإن قل لزينة حرم استعماله واتخاذه‪ ،‬أو‬
‫كتاب الطهارة‬

‫صغيرة بقدر الحاجة فال تحرم للصغر وال تكره للحاجة‪ .‬ولما روى عن عاصم األحول قال‪:‬‬
‫رأيت قدح رسول اﷲ ‪ ‬عند أنس بن مالك ‪ ،‬وكان قد انصدع ‪ -‬أي ّ‬
‫انشق ‪ -‬فسلسله بفضة‬
‫‪ -‬أي شده بخيط فضة ‪ -‬والفاعل هو أنس كما رواه البيهقي‪.‬‬
‫تنبيه‬ ‫قال أنس‪« :‬لقد سقيت رسول اﷲ ‪ ‬في هذا القدح أكثر من‬
‫مرجع الكبر والصغر‬ ‫كذا وكذا» أو صغيرة وكلها أو بعضها لزينة أو كبيرة كلها‬
‫العرف‪ .‬فإن شك في‬ ‫لحاجة جاز مع الكراهة فيهما‪ ،‬أما في األولى فللصغر وكره‬
‫كبرها فاألصل اإلباحة‬
‫(‪)١‬‬
‫لفقد الحاجة‪ ،‬وأما في الثانية فللحاجة وكره للكبر‪ ،‬وضبة‬
‫قاله في المجموع‪.‬‬ ‫موضع االستعمال لنحو شرب كغيره فيما ذكر من التفصيل‬
‫ألن االستعمال منسوب إلى اإلناء كله‪.‬‬

‫حكم التضبيب بالذهب‬


‫وخرج بالفضة الذهب فال يحل استعمال إناء ضبب بذهب سواء أكان معه غيره أم ال؛ ألن‬
‫الخيالء في الذهب أشدّ من الفضة‪ ،‬وبالطاهر النجس‪ :‬كالمتخذ من ميتة فيحرم استعماله فيما‬
‫ينجس به كماء قليل ومائع ال فيما ال ينجس به‪ :‬كماء كثير أو غيره مع الجفاف‪.‬‬
‫***‬

‫(‪ )١‬الضبة‪ :‬قطعة من ذهب أو فضة أو غير هما تتخذ إلصالح خلل في اإلناء‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫أسئلة على أحكام المياه‪ ،‬والدباغ‪ ،‬واألواني‬

‫س ‪ :١‬بم توجه الفرق في الحكم بين كل مما يأتي‪:‬‬


‫الماء المستعمل القليل ‪ -‬الماء المستعمل الكثير‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫الماء القليل الذي القته نجاسة ولم تغيره ‪ -‬الماء الكثير الذي القته نجاسة‬ ‫ ب‬
‫ولم تغيره‪.‬‬ ‫ ‬
‫الماء المتغير بما خالطه من الطاهرات ‪ -‬الماء المتغير بما جاوره من الطاهرات‪.‬‬ ‫ ج‬
‫استعمال الماء المطلق ‪ -‬استعمال الماء المشمس‪.‬‬ ‫ د‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ما ال دم له سائل إذا وقع في اإلناء ومات فيه ‪ -‬ما له دم سائل إذا وقع في اإلناء ‬ ‫ ه‬
‫ومات فيه‪.‬‬ ‫ ‬
‫استعمال شيء من أواني النحاس ‪ -‬استعمال شيء من أواني الفضة‪.‬‬ ‫ و‬

‫س ‪ :٢‬اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين معلال أو مدلال الختيارك‪.‬‬


‫فاقد الماء يجوز له أن يرفع الحدث بـ (ماء الورد ‪ -‬ماء الخل ‪ -‬التراب)‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫ ب استعمال الماء المشمس في البدن لغير الطهارة (يكره ‪ -‬يحرم ‪ -‬يجوز)‪.‬‬
‫ ج صلى على جلد الميتة بعد الدبغ وقبل الغسل (تصح الصالة ‪ -‬ال تصح الصالة ‪ -‬تكره)‪.‬‬

‫س ‪ :٣‬ضع مصطلحا فقهيا لما يأتي‪:‬‬


‫هو ما يقع عليه اسم ماء بال قيد‪.‬‬
‫س ‪ :٤‬ما الطهارة لغة وشرعا؟ وما أقسامها؟ وعالم يطلق الحدث؟ وما أنواعه؟ وما‬
‫دليل كراهة استعمال الماء المشمس؟ وما أنواع المياه التي يجوز التطهير‬
‫بها؟ وما شروط كراهة الماء المشمس؟ وما الدليل على كراهة استعمال‬
‫الماء شديد السخونة أو البرودة؟ وما الحكم لو زال تغير الماء المتنجس‬
‫بنفسه‪ ،‬أو بما انضم إليه؟ مع التعليل‪ .‬وما ضابط الدباغ؟ وما حكم جلود‬
‫الميتة بعد دبغها؟ وما حكم استعمال اإلناء المضبب بذهب أو فضة؟‬
‫َو ِّجه ما تقول‪.‬‬
‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪18‬‬
‫فصل في السواك‬

‫للصائِ ِم ‪...............................‬‬ ‫ال ّإل َبعدَ الز ََّو ِ‬


‫ال َّ‬ ‫كل َح ٍ‬
‫ب في ِّ‬
‫ستح ٌّ‬ ‫والس ُ‬
‫واك ُم َ‬ ‫ِّ‬

‫فصل في السواك‬
‫وهو بكسر السين‪ ،‬مشتق من ساك إذا دلك‪.‬‬
‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫كتاب الطهارة‬

‫استعمال عود من أراك(‪ )١‬أو نحوه‪ .‬كأشنان(‪ )٢‬في األسنان وما‬ ‫الدلك وآلته‪.‬‬
‫حولها إلذهاب التغير ونحوه‪،‬‬

‫ واستعماله (مستحب في كل حال) مطل ًقا كما قاله الرافعي عند الصالة وغيرها لصحة‬
‫األحاديث في استحبابه كل وقت‪( .‬إال بعد الزوال) أي زوال الشمس وهو ميلها عن كبد‬
‫«لخلوف فم‬
‫ُ‬ ‫تنزيها استعماله (للصائم) ولو ً‬
‫نفل لخبر الصحيحين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫السماء‪ ،‬فإنه حينئذ يكره‬
‫أطيب عندَ اﷲ م ْن ِ‬
‫ريح المسك»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الصائ ِم‬
‫عطيت‬
‫ْ‬ ‫ والخلوف‪ :‬بضم الخاء تغير رائحة الفم‪ ،‬والمراد به الخلوف بعد الزوال لخبر‪ُ « :‬أ‬
‫خمسا» ثم قال‪« :‬وأما الثانية فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند‬ ‫ً‬ ‫أمتي في شهر رمضان‬
‫اﷲ من ريح المسك» والمساء بعد الزوال وأطيبية الخلوف تدل على طلب إبقائه فكرهت‬
‫إزالته‪ ،‬وتزول الكراهية بالغروب ألنه ليس بصائم اآلن‪ ،‬ويؤخذ من ذلك أن من وجب عليه‬
‫ليل ال يكره له السواك بعد الزوال‪ ،‬وهو كذلك ألنه‬ ‫اإلمساك لعارض كمن نسى نية الصوم ً‬
‫ليس بصائم حقيقة‪ ،‬والمعنى في اختصاصها بما بعد الزوال أن تغير الفم بالصوم إنما يظهر‬
‫حينئذ ويكره أن يزيد طول السواك على شبر‪ ،‬واستحب بعضهم أن يقول في أوله‪« :‬اللهم بيض‬
‫به أسناني‪ ،‬وشدّ به لثاتي‪ ،‬وثبت به َل َهاتي(‪ ،)٣‬وبارك لي فيه يا أرحم الراحمين»‪.‬‬
‫ قال النووي‪ :‬وهذا ال بأس به‪.‬‬
‫(‪ ) ١‬األراك أو شجرة المسواك نبات شجيري ينبت في البالد الحارة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬األشنان‪ :‬شجرة تنبت في األرض الرملية يستعمل هو أو رماده في غسيل الثياب واأليدي‪.‬‬
‫(‪ )٣‬اللهاتي‪ :‬اللحمة المشرفة على الحلق أو الهنة المطبقة في أقصى سقف الفم‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫مواضع أشدُّ استحبا ًبا‪ :‬عندَ َت َغ ُّي ِر ال َف ِم ِمن َأ ْز ٍم و َغ ْي ِره ‪.......................‬‬
‫َ‬
‫وهو في َث ِ‬
‫الثة‬

‫كيفية االستياك‬
‫اس َت ْكت ُْم‬
‫ظاهرا وباطنًا في طول الفم لخبر‪« :‬إذا ْ‬
‫ً‬ ‫ويس ّن أن يكون السواك في عرض األسنان‬
‫طول كما‬ ‫طول لكن مع الكراهة‪ .‬نعم يسن أن يستاك في اللسان ً‬ ‫فاستَاكُوا َع ْر ًضا»(‪ ،)١‬ويجزئ ً‬
‫ْ‬
‫ذكره ابن دقيق العيد‪.‬‬

‫آلة السواك‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ويحصل بكل خشن يزيل القلح(‪ )٢‬كعود من أراك أو غيره أو خرقة أو أشنان(‪ )٣‬لحصول المقصود‬
‫بذلك‪ ،‬لكن العود أولى من غيره‪ .‬واألراك أولى من غيره من العيدان‪ ،‬واليابس المندّ ى بالماء‬
‫أولى من الرطب ومن اليابس الذي لم يندّ ‪ ،‬ومن اليابس المندّ ى بغير الماء كماء الورد وعود‬
‫النخل أولى من غير األراك كما قاله في المجموع‪ .‬ويسن غسله لالستياك ثان ًيا إذا حصل عليه‬
‫وسخ أو ريح أو نحوه كما قاله في المجموع‪ ،‬وال يكفى‬
‫االستياك بأصبعه وإن كانت خشنة ألنه ال يسمى استياكًا‪،‬‬
‫َ‬
‫«كان‬ ‫ويسن أن يستاك باليمنى من يمنى فمه ألنه ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫طه ِ‬ ‫ِ‬
‫وترجله‬ ‫وره‬ ‫استطاع في شأنه ك ِّله في ُ‬
‫َ‬ ‫يحب التيام َن ما‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وسواكه»(‪.)٤‬‬ ‫وتنع ِ‬
‫له‬ ‫ُّ‬

‫الصورة ‪ ١،٨‬كيفية استخدام السواك‬ ‫مواضع تأكد السواك‬


‫(وهو في ثالثة مواضع) أي أحوال (أشد استحبا ًبا)‪:‬‬
‫(عند تغ ُّير الفم)‪ ،‬وقوله‪( :‬من أزم) بفتح الهمزة وسكون الزاي وهو السكوت أو‬ ‫أحدها‬
‫اإلمساك عن األكل‪( .‬و) من (غيره) أي األزم كثوم وأكل ذي ريح كريه‪.‬‬

‫رواه أبو داود في مراسيله‪.‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫ِ‬
‫القلح‪ :‬ما على األسنان من بقايا الطعام‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫وأيضا يحصل بالفرشاة المعدة لذلك في أيامنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬ ‫(‪ )٤‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪20‬‬
‫وعندَ القيا ِم ِمن النَّو ِم وعندَ ا ْل ِقيا ِم إلى الص ِ‬
‫الة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬

‫شوص فا ُه ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫(و) ثانيها (عند القيام من النوم) لخبر الصحيحين‪« :‬كان ‪ ‬إذا قا َم ِم َن النَّو ِم َي‬
‫أي يدلكه ‪ -‬بالسواك»‪.‬‬

‫نفل أو لمتيمم أو لفاقد الطهورين وصالة الجنازة‪،‬‬ ‫(و) ثالثها (عند القيام إلى الصالة) ولو ً‬
‫ول َأ ْن َأ ُش َّق‬
‫متغيرا أو استاك في وضوئها لخبر الصحيحين‪َ « :‬ل َ‬
‫ً‬ ‫ولو لم يكن الفم‬
‫بالس َواك عنْدَ ك َِّل َص َل ٍة» أي‪ :‬أمر إيجاب‪ ،‬وكما يتأكد فيما‬ ‫ِ‬
‫َع َلى ُأ َّمتي ألَ َم ْرت ُُه ْم ِّ‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ِ‬
‫بالسواك‬ ‫أشق على أمتي ألمرتُهم‬ ‫أيضا للوضوء لقوله ‪« :‬لوال ْ‬
‫أن َّ‬ ‫ذكر يتأكد ً‬
‫وضوء»(‪ )١‬أي‪ :‬أمر إيجاب‪ ،‬ومحله في الوضوء بعد غسل الكفين‪ ،‬ويسن‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫عنْدَ ِّ‬
‫السواك لقراءة قرآن أو حديث أو علم شرعي ولذكر اﷲ تعالى ولنوم ولدخول‬
‫منزل وعند االحتضار‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه يسهل خروج الروح وفي السحر ولألكل وبعد‬
‫الوتر وللصائم قبل وقت الخلوف‪.‬‬

‫ل ويذكر الشهادة عند الموت‬ ‫أ‬ ‫يطهر الفم‬

‫ك ويسهل النزع كما ّ‬


‫مر‬ ‫(‪)٢‬‬
‫ب‬ ‫ويرضى الرب‬

‫ويضاعف األجر‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ويبيض األسنان‬


‫من فوائد‬
‫ويزكي الفطنة‬ ‫ط‬ ‫السواك أنه‪:‬‬ ‫د‬ ‫ويطيب النكهة‬

‫ويصفي الخلقة‬ ‫ح‬ ‫هـ‬ ‫ويسوى الظهر‬

‫ويبطئ الشيب‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ويشد اللثة‬

‫ ويسن التخليل(‪ )٣‬قبل السواك وبعده ومن أثر الطعام وكون الخالل من عود السواك ويكره‬
‫بالحديد ونحوه‪.‬‬
‫***‬
‫(‪ ) ١‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )٢‬النزع‪ :‬خروج الروح‪.‬‬
‫(‪ )٣‬التخليل‪ :‬إزالة ما بين األسنان من أثر الطعام‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫األسئلة على السواك‬

‫س ‪ :١‬اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫ ‌أ أولى أوصاف السواك أن يكون‬
‫يابسا مندّ ى بماء الورد)‪.‬‬
‫يابسا مندّ ى بالماء ‪ً -‬‬
‫ (رط ًبا ‪ً -‬‬
‫ ب يسن االستياك في األسنان ‬
‫ً‬
‫وطول م ًعا)‪.‬‬ ‫عرضا‬
‫طول ‪ً -‬‬ ‫(عرضا ‪ً -‬‬
‫ً‬ ‫ ‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ ج االستياك بأصبعه‬
‫ (ال يكفي مطلقا ‪ -‬يكفي مطلقا ‪ -‬يكفي إن كانت خشنة)‪.‬‬

‫ د يسن االستياك للصالة إن كانت‬


‫فرضا أو ً‬
‫نفل)‪.‬‬ ‫(فرضا ‪ً -‬‬
‫نفل ‪ً -‬‬ ‫ً‬ ‫ ‬

‫ ه يحصل االستياك‬
‫ (بعود األراك فقط ‪ -‬بأي شيء خشن أو غير خشن ‪ -‬بخشن يزيل تغير األسنان)‪.‬‬

‫س ‪ :٢‬أكمل العبارات اآلتية‪:‬‬

‫ال يكره السواك إال ‪......................................................‬‬ ‫ ‌أ‬

‫ ب يسن االستياك باليد ‪.....................................................‬‬

‫ ج يتأكد استحباب السواك عند أكل ‪........................................‬‬

‫ د الخلوف هو تغير رائحة الفم بسبب ‪.....................................‬‬

‫ ه يكفي في حصول االستياك استعمال ‪....................................‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪22‬‬
‫فصل في الوضوء‬

‫فصل في الوضوء‬
‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫فهو أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية‪.‬‬ ‫بضم الواو اسم للفعل وهو‪ :‬استعمال‬
‫قال اإلمام‪ :‬وهو تعبدي ال يعقل معناه‬ ‫الماء في أعضاء مخصوصة وهو المراد‬
‫مسحا وال تنظيف فيه‪ ،‬وكان‬
‫ً‬ ‫ألن فيه‬ ‫هنا‪ ،‬وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به‬
‫كتاب الطهارة‬

‫وجوبه مع وجوب الصلوات الخمس‬ ‫وهو مأخوذ من الوضاءة‪ ،‬وهي الحسن‬


‫كما رواه ابن ماجه‪.‬‬ ‫والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب‪.‬‬

‫وفي موجبه أوجه‬

‫الحدث وجو ًبا موس ًعا‪.‬‬ ‫أحدها‬

‫القيام إلى الصالة ونحوها‪.‬‬ ‫ثانيها‬

‫هما‪ ،‬وهو األصح كما في التحقيق وشرح‬


‫ثالثها‬
‫مسلم‪ .‬وله شروط وفروض وسنن‪.‬‬

‫الصورة ‪ ١، ٩‬يجب الوضوء قبل الطواف‬

‫‪23‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫شروط الوضوء والغسل‬

‫فشروطه‪ ،‬وكذا الغسل‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫وجرى الماء‬ ‫وعدم الحائل‪،‬‬ ‫ماء مطلق‪ ،‬ومعرفة‬
‫على العضو‪،‬‬ ‫أنه مطلق ولو ظنًا‬

‫كتاب الطهارة‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬
‫وعدم المنافى من‬ ‫وعدم الصارف‬ ‫وإسالم وتمييز‬
‫نحو حيض ونفاس‬ ‫ويعبر عنه‬ ‫ومعرفة كيفية‬
‫في غير أغسال‬ ‫بدوام النية‪،‬‬ ‫الوضوء كنظيره‬
‫الحج ونحوها‪،‬‬ ‫اآلتي في الصالة‪،‬‬
‫ومس ذكر‪،‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬


‫وأن يغسل مع‬ ‫وتحقق المقتضى‬ ‫وأن يغسل مع‬
‫المغسول ما هو‬ ‫للوضوء‪ ،‬فلو شك‬ ‫المغسول جز ًءا‬
‫مشتبه به‪ ،‬فلو خلق‬ ‫هل أحدث أم ال؟‬ ‫يتصل بالمغسول‬
‫له يدان أو رجالن‪،‬‬ ‫لم يصح وضوؤه‬ ‫ويحيط به ليتحقق به‬
‫واشتبه األصلي‬ ‫على األصح‪،‬‬ ‫استيعاب المغسول‪،‬‬
‫بالزائد وجب‬
‫غسل الجميع‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪24‬‬
‫أشياء‪ :‬الن ّي ُة ‪..........................................................‬‬ ‫وض الو ِ‬
‫ضوء س ّت ُة‬
‫َ‬ ‫و ُف ُر ُ ُ‬

‫ما يختص به صاحب الضرورة‬


‫ويزيد وضوء صاحب الضرورة باشتراط‪:‬‬

‫وتقدم االستنجاء‬ ‫‪2‬‬ ‫دخول الوقت ولو ظنًا‬ ‫‪1‬‬


‫كتاب الطهارة‬

‫وبالمواالة بينهما‬
‫‪4‬‬ ‫والتحفظ حيث احتيج إليه‬ ‫‪3‬‬
‫وبين الوضوء‬

‫فروض الوضوء‬
‫وأما فروضه‪ ،‬فذكرها بقوله‪( :‬وفروض الوضوء) جمع فرض وهو الواجب مترادفان إال في‬
‫بعض أحكام الحج كما ستعرفه إن شاء اﷲ تعالى هناك‪.‬‬
‫ وقوله‪( :‬ستة) خبر فروض‪ ،‬زاد بعضهم ساب ًعا وهو الماء الطهور‪ .‬قال في المجموع‪:‬‬
‫والصواب أنه شرط كما مر‪.‬‬

‫األول‬
‫من الفروض‪( :‬النية) لرفع حدث عليه أي رفع حكمه‪ ،‬ألن الواقع ال يرتفع وذلك كحرمة‬
‫تعرض‬ ‫الصالة ولو لماسح الخف ألن القصد من الوضوء رفع المانع‪ ،‬فإذا نواه فقد ّ‬
‫للمقصود‪ ،‬وخرج بقولنا «عليه» ما لو نوى غيره‪ ،‬كأن بال ولم ينم فنوى رفع حدث النوم‪،‬‬
‫فإذا كان عامدً ا لم يصح أو غال ًطا صح‪ .‬وضابط ما يضر الغلط فيه وما ال يضر كما ذكره‬
‫ً‬
‫تفصيل يضر الغلط‬ ‫وتفصيل أو جملة ال‬ ‫ً‬ ‫القاضي وغيره أن ما يعتبر التعرض له جملة‬
‫فيه‪ .‬فاألول كالغلط من الصوم إلى الصالة وعكسه‪ .‬والثاني كالغلط في تعيين اإلمام‬
‫تفصيل ال يضر الغلط فيه كالخطأ هنا‪ ،‬وفي تعيين‬ ‫ً‬ ‫وما ال يجب التعرض له ال جملة وال‬
‫المأموم حيث لم يجب التعرض لإلمامة‪ ،‬أما إذا وجب التعرض لها كإمام الجمعة فإنه‬
‫ِ‬
‫بالنيات» أي‪:‬‬ ‫يضر‪ .‬واألصل في وجوب النية قوله ‪ ‬كما في الصحيحين‪« :‬إِن ََّما األَ ْع َم ُال‬
‫األعمال المعتدّ بها شر ًعا‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫(ما يتعلق بالنية)‬
‫وحقيقتها‪:‬‬
‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫قصد الشيء مقترنًا بفعله‪.‬‬ ‫القصد‪،‬‬
‫ وحكمها الوجوب كما علم مما مر‪ .‬ومحلها القلب‪ .‬والمقصود بها تمييز العبادات عن‬

‫كتاب الطهارة‬
‫العادات كالجلوس في المسجد لالعتكاف تارة ولالستراحة أخرى‪ ،‬أو تمييز رتبتها كالصالة‬
‫تكون للفرض تارة وللنفل أخرى‪.‬‬
‫أ إسالم الناوي‬
‫ب وتمييزه‬
‫ج وعلمه بالمنوي‬ ‫وشروطها‬
‫حكما‬
‫ً‬ ‫د وعدم إتيانه بما ينافيها بأن يستصحبها‬
‫هـ وأن ال تكون معلقة‬
‫فلو قال «إن شاء اﷲ»‪ ،‬فإن قصد التعليق أو أطلق لم تصح‪ ،‬وإن قصد التبرك صحت‪.‬‬ ‫ ‬

‫وقتها‬
‫أول الفروض كأول غسل جزء من الوجه‪ ،‬وإنما لم يوجبوا المقارنة في الصوم لعسر مراقبة‬
‫الفجر وتطبيق النية عليه‪.‬‬

‫كيفيتها‬

‫تختلف بحسب األبواب‪ ،‬فيكفي هنا نية رفع حدث كما ّ‬


‫مر‪ ،‬أو نية استباحة شيء مفتقر إلى‬
‫وضوء كالصالة والطواف ومس المصحف‪ ،‬ألن رفع الحدث إنما يطلب لهذه األشياء فإذا‬
‫نواها فقد نوى غاية القصد‪ ،‬أو أداء فرض الوضوء أو فرض الوضوء‪ ،‬وإن كان المتوضيء‬
‫صب ًيا‪ ،‬أو أداء الوضوء‪ ،‬أو الوضوء فقط لتعرضه للمقصود‪ ،‬فال يشترط التعرض للفرضية كما‬
‫ال يشترط في الحج والعمرة وصوم رمضان‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪26‬‬
‫وج ِه‪.......................................................‬‬ ‫عند َغس ِل ا ْل ِ‬
‫وجه و َغ ْس ُل ا ْل ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫حكم من نوى التبرد مع الوضوء‬


‫ومن نوى بوضوئه تبر ًدا أو شي ًئا يحصل بدون قصد كتنظيف ولو في أثناء وضوئه مع نية معتبرة‬
‫ّ‬
‫كمصل‬ ‫مستحضرا عند نية التبرد أو نحوه نية الوضوء أجزأه لحصول ذلك من غير نية‪،‬‬
‫ً‬ ‫أي‬
‫نوى الصالة ودفع الغريم فإنها تجزئه ألن اشتغاله عن الغريم ال يفتقر إلى نية‪ ،‬فإن فقدت النية‬
‫المعتبرة كأن نوى التبرد وقد غفل عنها لم يصح غسل ما غسله بنية التبرد ونحوه‪ ،‬ويلزمه إعادته‬
‫دون استئناف الطهارة‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ فروع‪ :‬لو نوى أن يصلي بوضوئه وال يصلي به لم يصح وضوؤه لتالعبه وتناقضه‪ ،‬وكذا لو‬
‫نوى به الصالة‪ ،‬بمكان نجس ولو نسي لمعة في وضوئه أو غسله فانغسلت في الغسلة الثانية أو‬
‫الثالثة بنية التنفل أو في إعادة وضوء أو غسل لنسيان له أجزأه‪ ،‬بخالف ما انغسلت في تجديد‬
‫وضوء فإنه ال يجزىء ألنه طهر مستقل بنية لم تتوجه لرفع الحدث ً‬
‫أصل‪.‬‬

‫وقت نية الوضوء‬


‫ويجب أن تكون (عند غسل) أول مغسول من أجزاء (الوجه) لتقترن بأول الفرض كالصالة‬
‫وغيرها من العبادات‪ ،‬ما عدا الصوم فال يكفي اقترانها بما بعد الوجه قط ًعا لخلو أول المغسول‬
‫وجو ًبا عنها‪ .‬وال بما قبله من السنن‪ ،‬إذ المقصود من العبادات أركانها والسنن توابع لها‪ ،‬هذا إذا‬
‫عزبت (‪ )١‬النية قبل غسل شيء من الوجه‪ ،‬فإن بقيت إلى غسل شيء منه كفى‪ ،‬بل هو أفضل ليثاب‬
‫على السنن السابقة ألنها إذا خلت عن النية لم يحصل ثوابها‪ .‬ولو اقترنت النية بالمضمضة أو‬
‫االستنشاق وانغسل معه جزء من الوجه أجزأه‪ ،‬ولو وجدت النية في أثناء غسل الوجه دون أوله‬
‫كفت ووجب إعادة المغسول منه قبلها‪ ،‬فوجوبها عند أول غسل جزء منه ليعتد به‪ ،‬ويفهم منه‬
‫أنه ال يجب االستصحاب الذكري للنية إلى آخر الوضوء بخالف الحكمي‪.‬‬

‫(و) الثاني‬
‫من الفروض (غسل) ظاهر كل (الوجه) لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬ولإلجماع والمراد بالغسل االنغسال‪ ،‬سواء كان بفعل‬
‫المتوضيء أم بغيره‪ ،‬وكذا الحكم في سائر األعضاء‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬عزب الشيء عزوبا‪ :‬بعد وخفي‪.‬‬


‫‪27‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٢‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬
‫ً‬
‫وعرضا‬ ‫حد الوجه ً‬
‫طول‬
‫طول ما بين منابت شعر رأسه وتحت منتهى لحييه‪ ،‬وهما بفتح الالم‬ ‫وحدّ الوجه ً‬
‫وعرضا ما بين أذنيه؛‬
‫ً‬ ‫على المشهور العظمان اللذان تنبت عليهما األسنان السفلى‪.‬‬
‫ألن الوجه ما تقع به المواجهة وهي تقع بذلك‪.‬‬
‫ وخرج بظاهره داخل الفم واألنف‬
‫والعين‪ ،‬فإنه ال يجب غسل ذلك قط ًعا‪ ،‬وال‬

‫كتاب الطهارة‬
‫يسن غسل داخل العين‪ ،‬ولكن يجب غسل‬
‫ذلك إن تنجس‪ ،‬أما ماق العين(‪ )١‬فيغسل‬
‫بال خالف‪ ،‬فإن كان عليه ما يمنع وصول‬
‫الماء إلى المحل الواجب كالرماص وجب‬
‫إزالته وغسل ما تحته‪.‬‬

‫الكالم على شعور الوجه‬


‫ويجب غسل كل هدب وهو‪ :‬الشعر النابت على أجفان العين‪ ،‬وحاجب وهو‪ :‬الشعر النابت‬
‫على أعلى العين سمي بذلك ألنه يحجب عن العين شعاع الشمس‪ ،‬وعذار وهو الشعر النابت‬
‫المحاذي لألذن بين الصدغ والعارض(‪ ، )٢‬وشارب وهو الشعر النابت على الشفة العليا سمي‬
‫بذلك لمالقاته فم اإلنسان عند الشرب‪ ،‬وشعر نابت على الخد‪ ،‬وعنفقة وهو الشعر النابت‬
‫ظاهرا وباطنًا وإن كثف الشعر‪ ،‬ألن كثافته نادرة‬
‫ً‬ ‫على الشفة السفلى‪ ،‬أي يجب غسل ذلك‬
‫فألحق بالغالب‪ ،‬واللحية من الرجل وهي بكسر الالم الشعر النابت على الذقن خاصة وهي‬
‫مجموع اللحيين إن خفت وجب غسل ظاهرها وباطنها وإن كثفت وجب غسل ظاهرها‬
‫وال يجب غسل باطنها لعسر إيصال الماء إليه مع الكثافة غير النادرة ولما روى البخاري‬
‫غسل بِ َها َو َ‬
‫جه ُه» وكانت لحيته الكريمة كثيفة‪.‬‬ ‫فغرف غرف ًة َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫توضأ‬ ‫«أنه ‪‬‬

‫(‪ ) ١‬أي طرف العين مما يلي األنف وهو مجرى الدمع‪.‬‬
‫(‪ )٢‬العارض‪ :‬الخد‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪28‬‬
‫قين ‪..............................................................‬‬ ‫ين إلى ِ‬
‫المر َف ِ‬ ‫سل اليدَ ِ‬
‫و َغ ُ‬

‫ وبالغرفة الواحدة ال يصل الماء إلى ذلك غال ًبا فإن خف بعضها وكثف بعضها وتميز‬
‫فلكل حكمه‪ ،‬فإن لم يتميز بأن كان الكثيف متفر ًقا بين أثناء الخفيف وجب غسل الكل كما‬
‫قاله الماوردي ألن إفراد الكثيف بالغسل يشق‪ ،‬وإمرار الماء على الخفيف ال يجزىء وهذا هو‬
‫المعتمد‪ ،‬وإن قال في المجموع ما قاله الماوردي خالف ما قاله األصحاب‪ .‬والشعر الكثيف ما‬
‫يستر البشرة عن المخاطب‪ ،‬بخالف الخفيف والعارضان‪ ،‬وهما المنحطان عن القدر المحاذي‬
‫لألذن كاللحية في جميع ما ذكر‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ ويجب غسل جزء من الرأس ومن الحلق ومن تحت الحنك ومن األذنين ومن الوجه البياض‬
‫الذي بين العذار واألذن‪ ،‬لدخوله في حده‪ ،‬وما ظهر من حمرة الشفتين ومن األنف بالجدع (‪.)١‬‬

‫(و) الثالث‬
‫من الفروض (غسل) جميع (اليدين) من كفيه وذراعيه (إلى) أي مع (المرفقين) أو قدرهما‬
‫َ‬
‫فغسل‬ ‫َ‬
‫توضأ‬ ‫إن فقدا‪ ،‬لما رواه مسلم عن أبي هريرة في صفة وضوء رسول اﷲ ‪« :‬أن ُه‬
‫أشرع‬ ‫سرى حتى‬ ‫سل يدَ ه اليمنَى حتى أشرع في ُ ِ‬
‫ثم َغ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫العضد‪ ،‬ثم ال ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فأسبغ الوضو َء‪َّ ،‬‬ ‫وجه ُه‬
‫َ‬
‫العض ِد» إلخ‪.‬‬
‫في ُ‬
‫(‪ )٢‬وإلى بمعنى مع كما في قوله‬ ‫ ولإلجماع ولقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪)٤‬‬
‫(‪ )٣‬أي مع اﷲ‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫فإن قطع بعض ما يجب غسله من اليدين وجب غسل ما بقي منه ألن الميسور ال يسقط‬
‫ِ‬
‫بالمعسور‪ ،‬ولقوله ‪« :‬إذا َأ َم ْر ُتك ُْم بِ َأ ْم ٍر َف ْأتُوا منْ ُه ما ْ‬
‫اس َت َط ْعت ُْم» (‪ )٥‬أو قطع من مرفقيه بأن‬
‫سل عظم الذراع وبقي العظمان المسميان برأس العضد‪ ،‬فيجب غسل رأس عظم العضد‬ ‫ّ‬
‫ألنه من المرفق أو قطع من فوق المرفق ندب غسل باقي عضده‪ ،‬كما لو كان سليم اليد‪.‬‬

‫الجدع‪ :‬القطع‪.‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫سورة الصف‪ .‬اآلية‪.١٤ :‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫سورة هود‪ .‬اآلية‪.٥٢ :‬‬ ‫(‪ )٤‬‬
‫أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫(‪ )٥‬‬
‫‪29‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ين مع الكَع َب ِ‬
‫ين‪........................................ ،‬‬ ‫الرج َل ِ‬
‫سل ِّ‬ ‫الر ِ‬
‫أس و َغ ُ‬ ‫ِ‬
‫بعض َّ‬ ‫ومسح‬
‫ُ‬

‫(و) الرابع‬
‫مسحا ولو لبعض بشرة رأسه أو بعض‬ ‫ً‬ ‫من الفروض (مسح بعض الرأس)‪ .‬بما يسمى‬
‫شعره ولو واحدة أو بعضها في حد الرأس بأن ال يخرج بالمدّ عنه من جهة نزوله‪ ،‬فلو‬
‫خرج به عنه منها لم يكف حتى لو كان متجعدً ا بحيث لو مدّ لخرج عن الرأس لم يكف‬
‫ِ‬
‫بناصيته‬ ‫(‪ .)١‬وروى مسلم أنه ‪َ « :‬م َس َح‬ ‫المسح عليه قال تعالى‪:‬‬
‫َو َع َلى َع َما َمتِ ِه»‪ .‬واكتفى بمسح البعض فيما ذكر ألنه المفهوم من المسح عند إطالقه‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ولم يقل أحد بوجوب خصوص الناصية وهي الشعر الذي بين النزعتين‪ ،‬واالكتفاء بها‬
‫يمنع وجوب االستيعاب ويمنع وجوب التقدير بالربع أو أكثر ألنها دونه‪ ،‬والباء إذا‬
‫دخلت على متعدد كما في اآلية تكون للتبعيض أو على غيره كما في قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬تكون لإللصاق‪.‬‬
‫ ويكفي غسل بعض الرأس ألنه مسح وزيادة‪ ،‬ووضع اليد عليه بال مد لحصول‬
‫المقصود من وصول البلل إليه‪ ،‬ولو قطر الماء على رأسه أو تعرض للمطر وإن لم ينو‬
‫مر‪ ،‬ويجزىء مسح ببرد وثلج ال يذوبان لما ذكره ولو حلق رأسه بعد‬ ‫المسح أجزأه لما ّ‬
‫وضوئه لم يعد المسح‪.‬‬

‫(و) الخامس‬
‫من الفروض (غسل) جميع (الرجلين) بإجماع من يعتد بإجماعه (مع الكعبين) من كل‬
‫مر في المرفقين‪.‬‬
‫رجل أو قدرهما إن فقدا كما ّ‬
‫ وهما العظمان الناتئان من الجانبين عند مفصل الساق‬
‫والقدم ففي كل رجل كعبان‪ ،‬لما روى النعمان بن‬
‫بشير أنه ‪ ‬قال‪« :‬أقيموا صفوفكم فرأيت الرجل‬
‫منا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وكعبه بكعبه»(‪.)3‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة الحج‪ .‬اآلية‪.٢٩ :‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪30‬‬
‫َّرتيب على ما َذك َْرنا ُه ‪.‬‬
‫والت ُ‬

‫(‪ )1‬قرىء في السبع بالنصب والجر عط ًفا على‬ ‫ قال تعالى‪:‬‬


‫الوجوه لف ًظا في األول ومعنى في الثاني لجره على الجوار‪ ،‬ودل على دخول الكعبين في‬
‫الغسل ما دل على دخول المرفقين فيه وقد مر‪.‬‬
‫ ويجب إزالة ما في شقوق الرجلين من عين كشمع‪ ،‬ويجب إزالة ما تحت األظفار من‬
‫وسخ يمنع وصول الماء‪ ،‬وإن قطع بعض القدم وجب غسل الباقي‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫(و) السادس‬
‫من الفروض (الترتيب على) حكم (ما ذكرناه) من البداءة بغسل الوجه مقرونًا بالنية ثم‬
‫اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين لفعله ‪ ‬المبين للوضوء المأمور به رواه مسلم‬
‫وغيره‪ ،‬ولقوله ‪ ‬في حجة الوداع‪« :‬ابدأوا بما بدأ اﷲ به»(‪ )2‬بإسناد صحيح‪ ،‬والعبرة بعموم‬
‫ممسوحا بين مغسوالت‪ ،‬وتفريق المتجانس‬ ‫ً‬ ‫اللفظ ال بخصوص السبب‪ ،‬وألنه تعالى ذكر‬
‫ال ترتكبه العرب إال لفائدة‪ ،‬وهي هنا وجوب الترتيب ال ندبه بقرينة األمر في الخبر‪ ،‬وألن‬
‫اآلية بيان للوضوء الواجب‪ ،‬ولو شك في تطهير عضو قبل فراغ طهره أتى به وما بعده أو‬
‫بعد الفراغ لم يؤثر‪.‬‬

‫الترتيب‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫النية‬

‫غسل الرجلين‬ ‫فروض‬ ‫غسل الوجه‬


‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫الوضوء‬
‫مسح بعض الرأس‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫غسل اليدين إلى المرفقين‬

‫الرسم البياني ‪ 1،3‬فروض الوضوء‬

‫(‪ ) 1‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬


‫(‪ )2‬رواه النسائي‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫أشياء‪ :‬التَّسمي ُة ‪.......................................................‬‬
‫َ‬ ‫وسنَنُ ُه عشر ُة‬
‫ُ‬

‫سنن الوضوء‬
‫ولما فرغ من فروض الوضوء شرع في سننه فقال‪:‬‬
‫ (وسننه عشرة أشياء) بالمد غير مصروف جمع شيء والمصنف لم يحصر السنن فيما‬
‫ذكره‪ .‬وسنذكر زيادة على ذلك‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫الكالم على التسمية‬

‫األولى‬
‫(التسمية) أول الوضوء لخبر النسائي بإسناد جيد عن أنس قال‪ :‬طلب بعض أصحاب النبي ‪‬‬
‫َو ُضو ًءا فلم يجدوا فقال ‪« :‬هل مع أحد منكم ماء؟ فأتى بماء فوضع يده في اإلناء الذي فيه‬
‫الماء ثم قال‪« :‬توضئوا بسم اﷲ» أي قائلين ذلك‪ .‬فرأيت الماء يفور من بين أصابعه ‪ ‬حتى‬
‫توضأ نحو سبعين ً‬
‫رجل‪ .‬ولخبر‪« :‬توضئوا بسم اﷲ» رواه النسائي وابن خزيمة‪ ،‬وإنما لم تجب‬
‫يسم اﷲ» فضعيف‪ .‬وأقلها (بسم اﷲ)‬‫آلية الوضوء المبينة لواجباته‪ .‬وأما خبر‪« :‬ال وضوء لمن لم ّ‬
‫طهورا)‬
‫ً‬ ‫وأكملها كمالها‪ ،‬ثم (الحمد ﷲ على اإلسالم ونعمته)‪ ،‬و(الحمد ﷲ الذي جعل الماء‬
‫(‪.)١‬‬ ‫وزاد الغزالي بعدها‪:‬‬
‫ وتسن التسمية لكل أمر ذي بال أي حال يهتم به من عبادة وغيرها‪ ،‬كغسل وتيمم وذبح‬
‫لمحرم أو مكروه‪ ،‬والمراد بأول‬
‫َّ‬ ‫وجماع وتالوة ولو أثناء سورة ال لصالة وحج وذكر‪ ،‬وتكره‬
‫الوضوء أول غسل الكفين‪ .‬فينوى الوضوء ويسمي اﷲ تعالى عنده بأن يقرن النية بالتسمية عند‬
‫أول غسلهما‪ ،‬ثم يتلفظ بالنية‪ ،‬ثم يكمل غسلهما ألن التلفظ بالنية والتسمية سنة‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫سهوا أو عمدً ا أو في أول طعام كذلك أتى بها في أثنائه‬
‫يتلفظ بهما في زمن واحد‪ ،‬فإن تركها ً‬
‫فيقول‪ :‬بسم اﷲ َّأوله وآخره لخبر‪:‬‬

‫(‪ )١‬سورة المؤمنون‪ .‬اآليتان‪.٩٨ ،٩٧ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪32‬‬
‫االستِن َْش ُ‬
‫اق ‪....................‬‬ ‫إلنَاء‪ ،‬والم ْضم َض ُة و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫بل َ ِ‬
‫إدخالهما ا ِ َ‬ ‫سل ال َك َّف ِ‬
‫ين َق َ‬ ‫و َغ ُ‬

‫يذكر اسم اﷲ تعالى في أوله ْ‬


‫فليقل‪:‬‬ ‫نسي أن َ‬ ‫«إِ َذا َأك ََل َأ َحدُ ك ُْم َف ْل َي ْذك ُِر ْ‬
‫اس َم ال َّله تعالى عليه فإن َ‬
‫وآخ َره»(‪ )١‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬ويقاس باألكْل الوضوء‪ .‬وبالنسيان العمد‪ ،‬وال‬ ‫بسم اﷲ أو َّله ِ‬
‫يسن أن يأتي بها بعد فراغ الوضوء النقضائه‪ .‬كما صرح به في المجموع بخالفه بعد فراغه‬
‫من األكل فإنه يأتي بها ليتقيأ الشيطان ما أكله‪ ،‬وينبغي أن يكون الشرب كاألكل‪.‬‬

‫الكالم على َغ ْس ِل َ‬
‫الكف َّْين‬
‫كتاب الطهارة‬

‫(و) الثانية‬
‫(غسل الكفين) إلى كوعيه قبل المضمضة وإن تيقن طهرهما أو توضأ من نحو إبريق لالتباع‬
‫رواه الشيخان‪ .‬فإن شك في طهرهما غسلهما (قبل إدخالهما اإلناء) الذي فيه ماء قليل أو‬
‫استيقظ أحدُ كم ِمن نَو ِ‬
‫مه‬ ‫َ‬ ‫مائع وإن كثر ثال ًثا فإن أدخلهما قبل أن يغسلها كره لقوله ‪« :‬إذا‬
‫ْ ْ‬
‫باتت يد ُه»(‪.)٢‬‬ ‫غس َلها ثال ًثا فإنه ال َي ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلناء حتى ي ِ‬
‫دري أي َن ْ‬ ‫َ‬ ‫يغمس يد َه في‬
‫ْ‬ ‫فال‬

‫المضمضة واالستنشاق‬

‫(و) الثالثة‬
‫(المضمضة) وهي جعل الماء في الفم ولو من غير إدارة فيه ومج منه‪.‬‬
‫الصورة ‪ ١،١٢‬المضمضة‬
‫(و) الرابعة‬
‫(االستنشاق) بعد المضمضة‪ ،‬وهو جعل الماء في األنف‪ ،‬وإن لم يصل إلى الخيشوم وذلك‬
‫لالتباع‪ .‬رواه الشيخان‪ ،‬وأما خبر‪« :‬تمضمضوا واستنشقوا» فضعيف‪.‬‬

‫ ويسن أخذ الماء باليد اليمنى‪ ،‬ويسن أن يبالغ فيهما غير الصائم لقوله ‪ ‬في رواية‪،‬‬
‫صائما»‬ ‫ِ‬
‫واالستنشاق ما لم تك ْن‬ ‫ْ‬
‫فأبلغ في المضمضة‬ ‫توضأت‬
‫َ‬ ‫صحح ابن القطان إسنادها‪« :‬إذا‬
‫ً‬
‫والمبالغة في المضمضة أن يبلغ الماء إلى أقصى الحنك ووجهي األسنان واللثات‪.‬‬
‫(‪ ) ١‬رواه الترمذي‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٢‬متفق عليه‪.‬‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫أس ‪....................................................................‬‬ ‫وم ْس ُح َجمي ِع َّ‬
‫َ‬
‫ويسن إدارة الماء في الفم ومجه‪ ،‬وإمرار أصبع يده اليسرى على ذلك‪ ،‬واالستنشاق أن يصعد‬
‫الماء بالنفس إلى الخيشوم‪ ،‬ويسن االستنثار لألمر به في خبر الصحيحين‪ ،‬وهو أن يخرج بعد‬
‫االستنشاق ما في أنفه من ماء وأذى بخنصر يده اليسرى‪ ،‬وإذا بالغ في االستنشاق فال يستقصي‬
‫فيصير سعو ًطا ال استنشا ًقا قاله في المجموع‪ .‬أما الصائم فال تسن له المبالغة بل تكره لخوف‬
‫اإلفطار كما في المجموع‪.‬‬
‫الجمع والفصل في المضمضة واالستنشاق‬

‫كتاب الطهارة‬
‫واألظهر(‪ )١‬تفضيل الجمع بين المضمضة واالستنشاق على الفصل بينهما‪ .‬لصحة األحاديث‬
‫الصريحة في ذلك‪ ،‬ولم يثبت في الفصل شيء كما قاله النووي في مجموعه‪ ،‬وكون الجمع‬
‫بثالث غرف يتمضمض من كل ثم يستنشق مرة أفضل من الجمع بغرفة يتمضمض منها ثال ًثا‬
‫ثم يستنشق ثال ًثا‪ ،‬أو يتمضمض منها ثم يستنشق مرة‪ ،‬ثم كذلك ثانية وثالثة لألخبار الصحيحة‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ و في الفصل كيفيتان‪ :‬أفضلهما يتمضمض بغرفة ثال ًثا ثم يستنشق بأخرى ثال ًثا‪ ،‬والثانية‬
‫أن يتمضمض بثالث غرفات ثم يستنشق بثالث غرفات وهذه أنظف الكيفيات وأضعفها‪،‬‬
‫والسنة تتأدى بواحدة من هذه الكيفيات لما علم أن الخالف في األفضل منها‪.‬‬
‫مسح جميع الرأس‬

‫(و) الخامسة‬
‫وخروجا من خالف من أوجبه‪ ،‬والسنة في كيفيته أن‬
‫ً‬ ‫(مسح جميع الرأس) لالتباع رواه الشيخان‬
‫يضع يده على مقدم رأسه ويلصق سبابته باألخرى وإبهاميه على صدغيه ثم يذهب بهما إلى قفاه‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ‬ ‫ثم يردهما إلى المكان الذي ذهب منه إن كان له شعر ينقلب‪،‬‬
‫يكون الذهاب والرد مسحة واحدة لعدم تمام المسحة بالذهاب‪،‬‬
‫فإن لم ينقلب شعره لضفره أو لقصره أو عدمه لم ير ّد لعدم‬
‫ً‬
‫مستعمل‪.‬‬ ‫الفائدة فإن ردهما لم تحسب ثانية ألن الماء صار‬

‫(‪ )١‬قول راجح لإلمام الشافعي يقابله قول مرجوح دليله فيه قوة‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪34‬‬
‫اء ج ٍ‬
‫ديد‪............................................ ،‬‬ ‫اهر هما وباطنِهما ٍ‬ ‫وم ْس ُح األُذن ِ‬
‫َين َظ ِ‬
‫بم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫المسح على العمامة‬


‫فإن كان على رأسه نحو عمامة كخمار(‪ )١‬وقلنسوة(‪ )٢‬ولم يرد رفع ذلك كمل بالمسح عليها وإن‬
‫سح بناصيتِه و َع َلى َع َما َمتِه»‪ .‬وسواء أعسر‬
‫فم َ‬
‫لبسها على حدث لخبر مسلم‪ :‬أنه ‪« :‬توضأ َ‬
‫تنحيتها أم ال‪ .‬ويفهم من قولهم‪ :‬كمل‪ ،‬أنه ال يكفي االقتصار على العمامة ونحوها‪ .‬وهو كذلك‪.‬‬

‫مسح األذنين وكيفيته‬


‫كتاب الطهارة‬

‫(و) السادسة‬
‫وضوئه ِ‬
‫برأسه وأذنيه‬ ‫ِ‬ ‫(مسح) جميع (األذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد) ألنه ‪َ « ‬م َس َح في‬
‫اخى ُأ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َظ ِ‬
‫أيضا ماء جديدً ا‪ .‬وكيفية‬
‫ذنيه» ويأخذ لصماخيه ً‬ ‫وأدخل أصبعيه في ص َم َ ْ‬ ‫اهرهما وباطنهما‪،‬‬
‫المسح‪ :‬أن يدخل مسبحتيه(‪ )٣‬في صماخيه ويديرهما في المعاطف‪ ،‬ويمرر إبهاميه‬
‫استظهارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫على ظاهر أذنيه ثم يلصق كفيه وهما مبلولتان باألذنين‬
‫والصماخ بكسر الصاد ويقال بالسين هو خرق األذن‪،‬‬
‫وتأخير مسح األذنين عن الرأس مستحق كما هو‬
‫األصح في الروضة‪ ،‬ولو أخذ بأصابعه ماء لرأسه‬
‫فلم يمسحه بماء بعضها ومسح به األذنين‬
‫كفى ألنه ماء جديد‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬الخمار‪ :‬كل ما ستر‪ ،‬ومنه خمار المرأة وهو ثوب تغطي به رأسها‪.‬‬
‫(‪ )٢‬قلنسوة‪ :‬لباس للرأس مختلف األشكال واألنواع‪.‬‬
‫(‪ )٣‬المسبحة من األصابع السبابة‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫والرج َل ِ‬
‫ين ‪....................................‬‬ ‫ين ِّ‬ ‫يل ال ِّلح َي ِة ال َك َّث ِة‪ ،‬وتَخلِ ُ‬
‫يل َأصاب ِع اليدَ ِ‬ ‫وتَخْ لِ ُ‬

‫تنبيه‬ ‫الكالم على تخليل اللحية‬

‫ظاهر كالم المصنف في‬ ‫(و) السابعة‬


‫سن التخليل أنه ال فرق بين‬ ‫(تخليل اللحية الكثة) وكل شعر يكفي غسل ظاهره باألصابع‬
‫المحرم وغيره‪ ،‬وهو المعتمد‬ ‫ُ‬ ‫من أسفله‪ ،‬لما روى الترمذي وصححه‪ :‬أنه ‪َ :‬‬
‫يخلل‬ ‫«كان‬
‫كما اعتمده الزركشي في‬
‫أخذ‬ ‫َ‬
‫توضأ َ‬ ‫لحي َته الكريم َة»‪ .‬ولما روى أبو داود أنه ‪َ :‬‬
‫«كان إذا‬
‫خادمه‪ ،‬خال ًفا البن المقري‬

‫كتاب الطهارة‬
‫َ‬
‫فخلل به لحي َته وقال‪ :‬هكذا‬ ‫ك ًفا ِمن ماء فأدخ َله تحت ِ‬
‫حنكه‬
‫في روضه تب ًعا للمتولي‪،‬‬
‫ولكن المحرم يخلل برفق‬ ‫أمرني ربي» أما ما يجب غسله من ذلك كالخفيف فيجب إيصال‬
‫لئال يتساقط منه شعره كما‬ ‫الماء إلى ظاهره وباطنه ومنابته بتخليل أو غيره‪.‬‬
‫قالوه في تخليل شعر الميت‪.‬‬

‫تخليل األصابع‬
‫(و) من السابعة‬
‫وخلل بين‬‫ْ‬ ‫الوضو َء‬
‫ُ‬ ‫أيضا لخبر لقيط بن صبرة «أسب ِغ‬
‫(تخليل(‪ )١‬أصابع اليدين والرجلين) ً‬
‫األصابعِ»(‪ )٢‬وصححوه والتخليل في أصابع اليدين بالتشبيك بينهما‪ ،‬وفي أصابع الرجلين يبدأ‬
‫بخنصر الرجل اليمنى ويختم بخنصر الرجل اليسرى‪ ،‬ويخلل بخنصر يده اليسرى أو اليمنى‪.‬‬
‫كما رجحه في المجموع من أسفل الرجلين‪ .‬و إ يصال الماء إلى ما بين األصابع واجب بتخليل‬
‫أو غيره إذا كانت ملتفة ال يصل الماء إليها إال بالتخليل أو نحوه‪ ،‬فإن كانت ملتحمة لم يجز‬
‫فتقها‪ .‬قال اإلسنوي‪ :‬ولم يتعرض النووي وال غيره إلى تثليث التخليل‪ .‬وقد روى البيهقي‬
‫بإسناد جيد كما قاله في شرح المهذب‪ ،‬عن عثمان ‪ :‬أنه توضأ فخلل بين أصابع قدميه ثال ًثا‬
‫ثال ًثا وقال‪ :‬رأيت رسول اﷲ ‪ ‬فعل كما فعلت‪ .‬ومقتضى هذا استحباب تثليث التخليل‪ .‬اهـــ‪.‬‬
‫وهذا ظاهر‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬تخلل الشيء‪ :‬نفذ‪ ،‬وفي وضوئه أدخل الماء خالل أصابعه أو شعر لحيته‪.‬‬
‫(‪ )٢‬رواه الترمذي وغيره‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪36‬‬
‫سرى‪ ،‬وال َّطهار ُة َثال ًثا َثال ًثا ‪...................................‬‬
‫َقديم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ‬
‫وت ُ‬

‫تقديم اليمنى على اليسرى‬

‫(و) الثامنة‬
‫(تقديم) غسل (اليمنى على) غسل (اليسرى) من كل عضوين ال يسن غسلهما م ًعا كاليدين‬
‫يحب التيا ُم َن في َشأنِه‬
‫ُّ‬ ‫يامنِكم»(‪ )١‬وألنه ‪َ :‬‬
‫«كان‬ ‫والرجلين لخبر‪« :‬إذا توضأتُم فابدءوا بِم ِ‬
‫َ‬
‫ُك ِّله» أي مما هو للتكريم‪ .‬كالغسل واللبس واالكتحال والتقليم وقص الشارب ونتف‬
‫كتاب الطهارة‬

‫اإلبط وحلق الرأس والسواك ودخول المسجد وتحليل الصالة ومفارقة الخالء واألكل‬
‫والشرب والمصافحة واستالم الحجر األسود والركن اليماني واألخذ واإلعطاء‪ ،‬والتياسر‬
‫في ضده‪ ،‬كدخول الخالء واالستنجاء واالمتخاط وخلع اللباس وإزالة القذر وكره عكسه‪.‬‬
‫أما ما يسن غسلهما م ًعا كالخدين والكفين واألذنين‪ ،‬فال يسن تقديم اليمنى فيهما‪ .‬نعم من‬
‫به علة ال يمكنه معها ذلك كأن قطعت إحدى يديه فيسن له تقديم اليمنى‪.‬‬

‫التثليث في الطهارة‬

‫(و) التاسعة‬
‫(الطهارة ثال ًثا ثال ًثا) ويستوي في ذلك المغسول والممسوح والتخليل المندوب والمفروض‬
‫َ‬
‫وتوضأ‬ ‫َوض َأ مر ًة مر ًة‬
‫لالتباع‪ .‬رواه مسلم وغيره‪ ،‬وإنما لم يجب التثليث ألنه ‪« :‬ت ّ‬
‫مرت ْي ِن مرت ْي ِن»‪.‬‬
‫َ‬
‫«توضأ ثال ًثا ثال ًثا‬ ‫ وتكره الزيادة عىل الثالث والنقص عنها إال لعذر كام سيأيت‪ ،‬ألنه ‪‬‬
‫وظلم»(‪ ،)٢‬وقال يف املجموع‪:‬‬‫َ‬ ‫نقص ققدْ أسا َء‬
‫الوضو ُء فمن زا َد على هذا أو َ‬ ‫ُث َّم َ‬
‫قال‪ :‬هكذا ُ‬
‫نقل عن األصحاب وغريهم‪ :‬فمن زاد عىل الثالث أو نقص عنها فقد أساء‬ ‫إنه صحيح‪ .‬قال ً‬
‫وظلم يف كل من الزيادة والنقص‪.‬‬

‫وظلما وقد ثبت أنه ‪ ‬توضأ مرة مرة ومرتين مرتين؟‬


‫ً‬ ‫فإن قيل‪ :‬كيف يكون إساءة‬

‫(‪ ) ١‬رواه ابنا خزيمة وحبان في صحيحيهما‪.‬‬


‫‪37‬‬ ‫(‪ )٢‬رواه أبو داود وغيره‪.‬‬
‫المختار من اإلقناع‬
‫والم َو َال ُة ‪.............................................................................‬‬
‫ُ‬

‫أجيب‪ :‬بأن ذلك كله كان لبيان الجواز‪ .‬فكان في ذلك الحال أفضل ألن البيان في حقه‬
‫‪ ‬واجب‪ .‬قال ابن دقيق العيد‪ :‬ومحل الكراهة في الزيادة إذا أتى بها على قصد نية‬
‫الوضوء‪ ،‬أي أو أطلق فلو زاد عليها بنية التبرد أو مع قطع نية الوضوء عنها لم يكره‪.‬‬

‫قال الزركشي‪ :‬ينبغي أن يكون موضع الخالف ما إذا توضأ بماء مباح أو مملوك له‪ ،‬فإن‬ ‫ ‬
‫توضأ بماء موقوف على من يتطهر منه أو يتوضأ منه كالمدارس والربط حرمت عليه الزيادة بال‬

‫كتاب الطهارة‬
‫خالف ألنها غير مأذون فيها انتهى‪.‬‬

‫طلب ترك التثليث‬


‫يطلب ترك التثليث في ثالثة أمور‪:‬‬
‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫إذا احتاج إلى الفاضل عنه‬ ‫قل الماء بحيث ال يكفيه‬ ‫أو َّ‬ ‫إذا فات الوقت بحيث لو‬
‫لعطش إنسان أو حيوان‪.‬‬ ‫إال للفرض فتحرم الزيادة‬ ‫اشتغل به لخرج الوقت‬
‫ألنها توجب التيمم مع‬ ‫فإنه يحرم عليه التثليث‪.‬‬
‫القدرة على الماء‪.‬‬

‫المواالة وضابطها‬

‫(و) العاشرة‬
‫(المواالة) بين األعضاء في التطهير بحيث ال يجف األول قبل الشروع في الثاني مع اعتدال‬
‫ً‬
‫مغسول‪ .‬وهذا في غير‬ ‫الهواء ومزاج الشخص نفسه(‪ )١‬والزمان والمكان‪ ،‬ويقدر الممسوح‬
‫وضوء صاحب الضرورة كما تقدم‪ ،‬وما لم يضق الوقت وإال فتجب‪ .‬واالعتبار بالغسلة األخيرة‪،‬‬
‫وال يحتاج التفريق الكثير إلى تجديد نية عند عزوبها ألن حكمها باق‪.‬‬

‫(‪ )١‬أي درجة حرارة جسمه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪38‬‬
‫السنن الزائدة على العشر‬
‫وقد قدمنا أن المصنف لم يحصر سنن الوضوء فيما ذكره‪ ،‬فلنذكر منها شي ًئا مما تركه‪:‬‬
‫فمن السنن‪:‬‬

‫ترك االستعانة في الصب عليه لغير عذر ألنه األكثر من فعله ‪ ،‬وألنها نوع من التنعم‬
‫أ‬
‫والتكبر‪ ،‬وذلك ال يليق بالمتعبد واألجر على قدر النَصب‪ ،‬وهي خالف األولى‪ ،‬أما إذا كان‬
‫ذلك لعذر كمرض أو نحوه فال يكون خالف األولى دف ًعا للمشقة‪ ،‬بل قد تجب االستعانة‬
‫إذا لم يمكنه التطهير إال بها ولو ببذل أجرة مثل‪ ،‬والمراد بترك االستعانة االستقالل باألفعال‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ال طلب اإلعانة فقط حتى لو أعانه غيره وهو ساكت كان الحكم كذلك‪.‬‬

‫كالتبري من العبادة فهو خالف األولى كما جزم به النووي في‬


‫ّ‬ ‫ومنها ترك نفض الماء ألنه‬ ‫ب‬
‫التحقيق‪ ،‬وإن رجح في زيادة الروضة أنه مباح‪.‬‬

‫ومنها ترك تنشيف األعضاء بال عذر ألنه يزيل أثر العبادة‪ ،‬وألنه ‪ ‬بعد غسله من الجنابة‬ ‫ج‬
‫ِ‬
‫بالماء َهك ََذا»(‪ )١‬ينفضه‪ .‬وال دليل في ذلك إلباحة‬ ‫عل ُ‬
‫يقول‬ ‫ٍ‬
‫بمنديل فر َّده‪َ ،‬و َج َ‬ ‫ميمو َن ُة‬
‫«أ َت ْت ُه ُ‬
‫النفض‪ ،‬فقد يكون فعله ‪ ‬لبيان الجواز‪ ،‬أما إذا كان هناك عذر كحر أو برد أو التصاق‬
‫نجاسة فال كراهة قط ًعا‪ ،‬أو كان يتيمم عقب الوضوء لئال يمنع البلل في وجهه ويديه التيمم‪،‬‬
‫وإذا نشف فاألولى أن اليكون بذيله وطرف ثوبه ونحوهما‪.‬‬

‫ومنها أن يضع المتوضيء إناء الماء عن يمينه إن كان يغترف منه‪ ،‬وعن يساره إن كان يصب‬
‫د‬
‫منه على يديه كإبريق‪ ،‬ألن ذلك أمكن فيهما‪ .‬قاله في المجموع‪.‬‬

‫ومنها تقديم النية مع أول السنن المتقدمة على الوجه ليحصل له ثوابها كما مر‪.‬‬ ‫ه‬

‫سرا مع النية بالقلب‪ ،‬فإن اقتصر على القلب كفى‬


‫ومنها التلفظ بالمنوي ‪ -‬قال ابن المقري‪ً -‬‬ ‫و‬
‫أو التلفظ فال‪ .‬أو التلفظ بخالف ما نوى فالعبرة بالنية‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه الشيخان‪.‬‬


‫‪39‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ذكرا إلى آخر الوضوء‪.‬‬
‫ومنها استصحاب النية ً‬ ‫ز‬

‫ومنها التوجه للقبلة‪.‬‬ ‫ح‬

‫خصوصا في الشتاء فقد ورد‪ٌ :‬‬


‫«ويل‬ ‫ً‬ ‫(‪)١‬‬
‫ومنها دلك أعضاء الوضوء‪ ،‬ويبالغ في العقب‬ ‫ط‬
‫لألعقاب ِم َن الن َِّار»‪.‬‬
‫ِ‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ومنها البداءة بأعلى الوجه وأن يأخذ ماءه بكفيه م ًعا‪.‬‬ ‫ي‬

‫ومنها أن يبدأ في غسل يديه بأطراف أصابعه وإن صب عليه غيره كما جرى عليه النووي في‬ ‫ك‬
‫تحقيقه خال ًفا لما قاله الصيمري من أنه يبدأ بالمرفق إذا صب عليه غيره‪.‬‬

‫ومنها أن يقتصد في الماء فيكره السرف فيه‪.‬‬ ‫ل‬

‫ومنها أن ال يتكلم بال حاجة ‪.‬‬ ‫م‬

‫وأن ال يلطم وجهه بالماء‪.‬‬ ‫ن‬

‫ومنها أن يتعهد موقه وهو طرف العين الذي يلي األنف بالسبابة األيمن باليمنى واأليسر‬ ‫س‬
‫باليسرى‪ ،‬ومثله اللحاظ وهو الطرف اآلخر ومحل سن غسلهما إذا لم يكن فيهما رمص‬
‫يمنع وصول الماء إلى محله وإال فغسلهما واجب كما ذكره في المجموع‪ ،‬ومرت اإلشارة‬
‫إليه‪ .‬وكذا كل ما يخاف إغفاله كالغضون(‪.)٢‬‬

‫خاتما يصل الماء تحته‪.‬‬


‫ومنها أن يحرك ً‬ ‫ع‬

‫(‪ ) ١‬العقب‪ :‬عظم مؤخر القدم وهو أكبر عظامها‪.‬‬


‫(‪ )٢‬الغضون‪ :‬مكاسر الجلد في الجبين ويسمى كل تثن في الجلد غضن‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪40‬‬
‫ومنها أن يتوقى الرشاش‪.‬‬ ‫ف‬

‫ومنها أن يقول بعد فراغ الوضوء وهو مستقبل القبلة راف ًعا يديه إلى السماء كما قاله في‬ ‫ص‬
‫العباب‪ :‬أشهد أن ال إله إال اﷲ وحده ال شريك له وأشهد أن محمدً ا عبده ورسوله‪ .‬لخبر‬
‫ِ‬
‫الجنة الثمانية‬ ‫أبواب‬ ‫أن َل إل َه إال اﷲ إلى آخره ُفتِ ْ‬
‫حت له‬ ‫توضأ فقال‪ :‬أشهدُ ْ‬ ‫َ‬ ‫مسلم‪َ :‬م ْن‬
‫ُ‬
‫َطهري َن»‪ .‬زاده الترمذي‬ ‫«اللهم اج َعلنِي م َن التوابي َن واجع ْلني ِم َن المت ِ‬
‫َّ‬ ‫يدخل ِم ْن أ ِّيها شا َء‪،‬‬
‫ُ‬
‫كتاب الطهارة‬

‫وأتوب َ‬
‫إليك»‬ ‫ُ‬ ‫استغفر َك‬
‫ُ‬ ‫أنت‬ ‫َ‬
‫وبحمدك أشهدُ أن ال إل َه إال َ‬ ‫اللهم‬
‫َّ‬ ‫على مسلم‪« :‬سبحانَك‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أن ال إل َه إال‬ ‫اللهم وبحمد َك َ‬
‫أشهدُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫توضأ ثم قال ُسبحان ََك‬ ‫لخبر الحاكم وصححه‪َ « :‬م ْن‬
‫فلم ُيكسر‬ ‫رق ثم طبع بطابع‪ -‬وهو بكسر الباء وفتحها الخاتم ‪ْ -‬‬ ‫أنت‪ ،‬إلى آخرها كتب في ّ‬ ‫َ‬
‫القيامة» أي لم يتطرق إليه إبطال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إلى يو ِم‬

‫ويسن أن يصلي ركعتين عقب الفراغ من الوضوء‪.‬‬ ‫ ‬

‫ تتمة‪ :‬يندب إدامة الوضوء‪ ،‬ويسن لقراءة القرآن أو سماعه أو الحديث أو سماعه أو روايته‬
‫أو حمل كتب التفسير إذا كان التفسير أكثر أو الحديث أو الفقه وكتابتهما‪ ،‬ولقراءة علم شرعي‬
‫أو إقرائه‪ ،‬وألذان وجلوس في المسجد أو دخوله‪ ،‬وللوقوف بعرفة وللسعي‪ ،‬ولزيارة قبره عليه‬
‫(‪)٢‬‬
‫الصالة والسالم أو غيره ولنوم أو يقظة‪ ،‬ويسن من حمل ميت ومسه‪ ،‬ومن فصد(‪ )١‬وحجم‬
‫مصل‪ ،‬ومن لمس الرجل أو المرأة بدن الخنثى أو أحد قبليه‬‫ّ‬ ‫وقىء وأكل لحم جزور وقهقهة‬
‫وعند الغضب وكل كلمة قبيحة‪ ،‬ولمن قص شاربه أو حلق رأسه‪ ،‬ولخطبة غير الجمعة‪ ،‬والمراد‬
‫بالوضوء الوضوء الشرعي ال اللغوي‪ ،‬وال يندب للبس ثوب وصوم وعقد نكاح وخروج لسفر‬
‫ولقاء قادم وزيارة والد وصديق وعيادة مريض وتشييع جنازة‪ ،‬وال لدخول سوق‪ ،‬وال لدخول‬
‫على نحو أمير‪.‬‬

‫مقدارا من دم وريده بقصد العالج‪.‬‬


‫ً‬ ‫(‪ ) ١‬فصد المريض‪ :‬أخرج‬
‫(‪ )٢‬الحجامة‪ :‬بذل الدم من سطح الجلد وتكون في الرأس غال ًبا‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫أسئلة على باب الوضوء‬

‫س ‪ :١‬ما الوضوء؟ وما موجبه؟ وما شروطه؟ وما الشروط الزائدة في حق صاحب‬
‫الضرورة؟ وما فرائض الوضوء؟ وما نواقضه؟ وما سننه؟ وما حد الوجه‬
‫وعرضا؟ وما األصل في وجوب النية؟ وما محلها؟ وما المقصود بها؟‬‫ً‬ ‫ً‬
‫طول‬
‫وما شروطها؟ وما وقتها؟ وما كيفيتها؟ وما حكم المسح على العمامة؟ وما‬
‫دليله؟ وهل يجوز االقتصاد عليها؟ وما الحكم لو بال ولم ينم ونوى رفع‬
‫حدث النوم عامدً ا؟‬

‫كتاب الطهارة‬
‫س ‪ :٢‬اذكر المصطلح الفقهي لما يأتي‪:‬‬
‫قصد الشيء مقترنًا بفعله‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫ ب أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية‪.‬‬
‫ ج جعل الماء في الفم ولو من غير إدارة فيه ومج منه‪.‬‬

‫س ‪ :٣‬ما حكم لو مسح رأسه في الوضوء قبل غسل اليدين إلى المرفقين؟‬
‫س ‪ :٤‬اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين مع التعليل أو ذكر الدليل‪:‬‬
‫( ‌أ ) المضمضة‬ ‫ ‬
‫(من فرائض الوضوء‪ -‬من شروط الوضوء‪ -‬من سنن الوضوء)‪.‬‬ ‫ ‬
‫ ب نوى أن يصلي بوضوئه وال يصلي به‬
‫(صح وضوؤه ‪ -‬ال يصح وضوؤه ‪ -‬يكره)‪.‬‬ ‫ ‬
‫ ج وقت النية الواجب في الوضوء‬
‫(عند غسل اليدين ‪ -‬عند غسل أول جزء من الوجه ‪ -‬عند مسح الرأس)‪.‬‬ ‫ ‬
‫(دد ) قطر الماء على رأسه ولم ينو مسح الرأس‬ ‫ ‬
‫(أجزأ ‪ -‬ال يجزئ ‪ -‬يجزئ مع الكراهة)‪.‬‬ ‫ ‬
‫(هه ) تجب المواالة في الوضوء‬ ‫ ‬
‫(في حق صاحب الضرورة ‪ -‬إذا ضاق الوقت ‪ -‬هما م ًعا)‪.‬‬ ‫ ‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪42‬‬
‫فصل في االستنجاء‬

‫فض ُل َأن َيست ِ‬ ‫ول والغَائِ ِ‬


‫اجب ِمن ال َب ِ‬ ‫ِ‬
‫َنج َي باألَ َ‬
‫حج ِار ُث َّم ُي ْتبِ ُع َها‬ ‫ط (‪ )١()...‬واألَ َ‬ ‫نجاء َو ٌ‬
‫واالست ُ‬
‫حج ٍار ‪..................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الماء ويجو ُز َأن يقت َِصر على ِ‬
‫بِ ِ‬
‫الماء َأو على َثال َثة َأ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫فصل في االستنجاء‬

‫تعريف االستنجاء وحكمه‬


‫كتاب الطهارة‬

‫(واالستنجاء)‪ :‬استفعال من طلب النجاة وهو الخالص من الشيء‪ ،‬وهو مأخوذ من نجوت‬
‫الشجرة وأنجيتها إذا قطعتها ألن المستنجى يقطع به األذى عن نفسه‪ ،‬وقد يترجم هذا الفصل‬
‫فكأن قاضي الحاجة يطلب طيب نفسه‬‫ّ‬ ‫باالستطابة‪ ،‬وال شك أن االستطابة طلب الطيب‪،‬‬
‫بإخراج األذى‪ ،‬وقد يعبر عنه باالستجمار من الجمار وهو الحصى الصغار‪ ،‬وتطلق الثالثة‬
‫على إزالة ما على المنفذ‪ ،‬لكن األوالن يعمان الحجر والماء‪ ،‬والثالث يختص بالحجر‪.‬‬
‫نادرا كدم ومذي‬
‫(واجب من) خروج (البول والغائط) وغيرهما‪ ،‬من كل خارج ملوث ولو ً‬
‫وودي إزالة للنجاسة‪.‬‬

‫(‪)٢‬‬
‫األفضل في االستنجاء‬
‫(واألفضل أن يستنجي باألحجار) أو ما في معناها‪( .‬ثم يتبعها بالماء) ألن العين تزول‬
‫بالحجر أو ما في معناه‪ ،‬واألثر يزول بالماء من غير حاجة إلى مخامرة(‪ )٣‬النجاسة‪،‬‬
‫(ويجوز) له (أن يقتصر) فيه (على الماء) فقط ألنه األصل في إزالة النجاسة (أو) يقتصر‬
‫جوزه بها حيث فعله كما رواه البخاري‪ ،‬وأمر بفعله بقوله فيما‬
‫(على ثالثة أحجار) ألنه ‪ّ ‬‬
‫أحجار» الموافق له ما رواه مسلم وغيره من نهيه ‪ ‬عن‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بثالثة‬ ‫رواه الشافعي‪« :‬وليستنْج‬
‫ينق المحل بثالث وجب اإلنقاء برابع فأكثر إلى‬ ‫االستنجاء بأقل من ثالثة أحجار‪ ،‬فإن لم َ‬
‫أن ال يبقى إال أثر ال يزيله إال الماء‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬موضع النقط بين القوسين يدل على جزء محذوف من المتن‪.‬‬
‫(‪ )٢‬هذا الحكم خاص ببعض البلدان التي يعتمد أهل القرى فيها على استعمال األحجار في إزالة النجاسة‬
‫لقلة دورات المياه‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪43‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٣‬المخامرة‪ :‬خامر الشيء مارسه وخالطه‪.‬‬
‫الراكِ ِد‪........................................... ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول والغَائ َط في الماء َّ‬
‫ب ال َب َ‬ ‫ِ‬
‫و َيجتَن ُ‬

‫ وفي معنى الحجر الوارد كل جامد طاهر قالع(‪ )١‬غير محترم(‪ .)٢‬وخرج بالطاهر النجس كالبعر‬
‫جني كالعظم لما‬
‫والمتنجس كالحجر المتنجس‪ ،‬وبغير محترم المحترم كمطعوم آدمي كالخبز أو ّ‬
‫إخوانِكُم أي من الجن)»‪ ،‬فمطعوم‬
‫روى مسلم‪ :‬أنه ‪« ‬نهى عن االستنجاء بالعظم وقال‪( :‬إنه زا ُد َ‬
‫اآلدمي أولى‪ ،‬وألن المسح بالحجر رخصة وهي ال تناط بالمعاصي ومن المحترم ما كتب عليه‬
‫اسم معظم أو علم كحديث أو فقه أو حساب أو طب‪.‬‬
‫ والواجب في االستنجاء أن يغلب على‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ظنه زوال النجاسة وال يضر شم ريحها‬
‫بيده‪ ،‬وال استنجاء من غير ما ذكر‪ ،‬فقد نقل‬
‫الماوردي وغيره اإلجماع على أنه ال يجب‬
‫االستنجاء من النوم والريح بل يكره‪ .‬ويقول‬
‫بعد فراغه من االستنجاء‪ :‬اللهم طهر قلبي‬
‫الصورة ‪ 1،١٥‬األفضل أن يستنجي باألحجار ثم‬
‫يتبعها بالماء‬ ‫من النفاق وحصن فرجي من الفواحش‪.‬‬

‫ (ويجتنب) ند ًبا (البول والغائط في الماء الراكد) للنهي عن البول فيه في حديث مسلم‬
‫ومثله الغائط بل أولى‪ ،‬والنهي في ذلك للكراهة‪ ،‬وإن كان الماء ً‬
‫قليل إلمكان طهره بالكثرة وفي‬
‫الليل أشدّ كراهة ألن الماء بالليل مأوى الجن‪ ،‬أما الجاري ففي المجموع عن جماعة الكراهة‬
‫في القليل منه دون الكثير‪ ،‬ولكن يكره في الليل لما مر‪ ،‬ثم قال‪ :‬وينبغي أن يحرم في القليل‬
‫مطل ًقا ألن فيه إتال ًفا عليه وعلى غيره‪.‬‬
‫ ومحل عدم التحريم إذا كان الماء له ولم يتعين عليه الطهر به‪ ،‬بأن وجد غيره‪ ،‬فإذا لم يكن‬
‫كذلك فيحرم‪.‬‬
‫أيضا قضاء الحاجة بقرب الماء الذي يكره قضاؤها فيه لعموم النهي عن البول في‬ ‫ ويكره ً‬
‫الموارد‪ ،‬وصب البول في الماء كالبول فيه‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬أي يزيل أثر النجاسة‪ ،‬فخرج بذلك الشيء األملس الذي ال يزيلها‪.‬‬
‫(‪ )٢‬أي غير معظم كالمناديل الورقية التي توضع في الحمام‪ ،‬فهي كالحجر الذي يجوز االستنجاء به‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪44‬‬
‫ثم ِ‬
‫رة وفي ال َّط ِر ِ‬
‫يق وال ِّظ ِّل‪...........................................،‬‬ ‫الشجر ِة الم ِ‬
‫َحت َّ َ َ ُ‬ ‫وت َ‬

‫مباحا وفي غير وقت الثمرة‬


‫ (و) يجتنب ذلك ند ًبا (تحت الشجرة المثمرة) ولو كان الثمر ً‬
‫صيانة لها عن التلويث عند الوقوع فتعافها النفس‪ ،‬ولم يحرموه ألن التنجيس غير متيقن‪ ،‬وال‬
‫فرق في هذا وفي غيره مما تقدم بين البول والغائط‪.‬‬
‫ (و) يجتنب ذلك ند ًبا (في الطريق) المسلوك لقوله ‪« :‬اتقوا اللعانين» قالوا وما اللعانان‬
‫يا رسول اﷲ؟ قال‪« :‬الذي يتخلي في طريق الناس أو في ظلهم» تسب ًبا بذلك في لعن الناس لهما‬
‫فحول اإلسناد للمبالغة‪ ،‬والمعنى‬ ‫كثيرا عادة فنسب إليهما بصيغة المبالغة‪ ،‬إذا أصله الالعنان ّ‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ً‬
‫احذروا سبب اللعن المذكور‪ ،‬ولخبر أبي داود بإسناد جيد‪« :‬اتقوا المالعن الثالث البراز في‬
‫الموارد وقارعة الطريق والظل»‬

‫مواضع اللعن‪،‬‬ ‫والمالعن‬

‫طرق الماء‪،‬‬ ‫والموارد‬

‫التغوط وكذا البراز وهو بكسر الباء على المختار‪.‬‬


‫ّ‬ ‫والتخلي‬

‫وقيس بالغائط البول‪ ،‬وينبغي حرمة ما سبق لألخبار الصحيحة وإليذاء المسلمين وغيرهم‪.‬‬ ‫ ‬

‫ (و) يتجنب ذلك ند ًبا (في الظل) للنهي عن التخلي في ظلهم أي في الصيف‪ ،‬ومثله مواضع‬
‫اجتماعهم في الشمس في الشتاء‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ول والغَائِ ِ‬
‫ول يتك َّلم َعلى ال َب ِ‬
‫ط‪.)...( ،‬‬ ‫َ َ ُ‬

‫حكم الكالم حال قضاء الحاجة‬

‫(وال يتكلم على البول والغائط) أي يسكت حال قضاء الحاجة فال يتكلم بذكر وال‬
‫غيره أي يكره له ذلك إال لضرورة كإنذار أعمى فال يكره‪ ،‬بل قد يجب لخبر‪« :‬ال َيخرج‬
‫ورتِهما يتحدَّ ثان َّ‬
‫فإن اﷲ يم َق ُت َعلى َذ َ‬
‫لك»(‪،)١‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُجالن َيضر َبان الغائط كَاش َف ْي ِن َع ْن َع َ‬
‫َّ‬
‫ومعنى يضربان يأتيان‪ ،‬والمقت البغض‪ ،‬فلو عطس حمد اﷲ تعالى بقلبه وال يحرك‬

‫كتاب الطهارة‬
‫لسانه‪ :‬أي بكالم يسمع به نفسه‪ ،‬إذ ال يكره الهمس وال التنحنح‪.‬‬

‫ويسن أن يبعد عن الناس في الصحراء وما ألحق بها من البنيان إلى حيث ال يسمع‬
‫للخارج منه صوت وال يشم له ريح‪ ،‬فإن تعذر عليه اإلبعاد عنهم سن لهم اإلبعاد عنه‬
‫كذلك‪ ،‬ويستتر عن أعينهم لقوله ‪« :‬من أتى الغائط فليستتر»(‪ )2‬ويحصل الستر براحلة‬
‫أو وهدة(‪ )3‬أو إرخاء ذيله‪ .‬هذا إذا كان بصحراء أو بنيان ال يمكن تسقيفه كأن جلس في‬
‫وسط مكان واسع‪ ،‬فإن كان في بناء يمكن تسقيفه أي عادة كفى‪ ،‬وهذا األدب متفق على‬
‫ثم من ال يغض بصره عن نظر عورته ممن يحرم عليه نظرها‪،‬‬ ‫استحبابه‪ ،‬ومحله إذا لم يكن ّ‬
‫وإال وجب االستتار‪.‬‬

‫وعليه يحمل قول النووي في شرح مسلم‪ :‬يجوز كشف العورة في محل الحاجة في‬
‫الخلوة كحال االغتسال والبول ومعاشرة الزوجة‪ ،‬أ َّما بحضرة الناس فيحرم كشفها وال‬
‫يبول في موضع هبوب الريح وإن لم تكن هابة إذ قد تهب بعد شروعه في البول فترد عليه‬
‫قائما لخبر الترمذي وغيره بإسناد جيد أن‬
‫الرشاش وال في مكان صلب لما ذكر وال يبول ً‬
‫قائما فال تصدقوه» أي يكره له ذلك إال‬
‫عائشة ‪ ‬قالت‪« :‬من حدثكم أن النبي كان يبول ً‬
‫لعذر فال يكره وال خالف األولى وال يدخل الخالء حاف ًيا وال مكشوف الرأس لالتباع‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬رواه الحاكم وصححه‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أحمد وأبو داود‪.‬‬
‫(‪ )3‬الوهدة‪ :‬األرض المنخفضة والحفرة‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪46‬‬
‫ويعتمد في قضاء الحاجة على يساره ألن ذلك أسهل لخروج الخارج‪ ،‬ويكره أن يبول‬
‫ِ‬
‫الوسواس‬ ‫فإن عام َة‬ ‫َ‬
‫يتوضأ فيه‪َّ ،‬‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬ ‫في المغتسل لقوله ‪« :‬ال يبو َل َّن أحدُ كم في ُم‬
‫ستحمه َّ‬
‫ِّ‬
‫ثم منفذ ينفذ منه البول والماء ويحرم على القبر‪ ،‬وكذا في إناء‬ ‫ِ‬
‫من ُه» ومحله إذا لم يكن ّ‬
‫في المسجد على األصح‪ ،‬ويسن أن يستبرىء من البول عند انقطاعه بنحو تنحنح‪ .‬قال‬
‫في المجموع‪ :‬والمختار أن ذلك يختلف باختالف الناس‪ ،‬والقصد أن يظن أنه لم يبق‬
‫بمجرى البول شيء يخاف خروجه‪ ،‬فمنهم من يحصل هذا بأدنى عصر‪ ،‬ومنهم من‬
‫كتاب الطهارة‬

‫يحتاج إلى تكرره‪ ،‬ومنهم من يحتاج إلى تنحنح‪ ،‬ومنهم من ال يحتاج إلى شيء من هذا‪،‬‬

‫وينبغي لكل أحد أن ال ينتهي إلى حد الوسوسة‪ ،‬وإنما يجب االستبراء – كما قال به‬
‫القاضي والبغوي وجرى عليه النووي في شرح مسلم ‪ -‬لقوله ‪َ « :‬تن ََّز ُهوا ِم َن ال َب ْو ِل‬
‫اب ا ْل َق ْبر ِمنْ ُه» ألن الظاهر من انقطاع البول عدم عوده ويحمل الحديث على‬ ‫َفإِ َّن َعا َّمة َع َذ ِ‬
‫ما إذا تحقق أو غلب على ظنه بمقتضى عادته أنه لولم يستبريء خرج منه‪ ،‬ويكره حشو‬
‫مخرج البول من الذكر بنحو القطن‪ ،‬وإطالة المكث في محل قضاء الحاجة‪ ،‬لما روى‬
‫عن لقمان‪ :‬أنه يورث وج ًعا للكبد‪.‬‬

‫ويندب أن يقول عند وصوله إلى مكان قضاء الحاجة‪ :‬بسم اﷲ – أي أتحصن من الشيطان‬
‫– اللهم أي يا اﷲ ‪ -‬إني أعوذ بك أي أعتصم بك ‪ -‬من الخبث ‪ -‬بضم الخاء والباء جمع‬
‫خبيث ‪ -‬والخبائث جمع خبيثة ‪ -‬والمراد ذكور الشياطين وإناثهم‪ .‬وذلك لالتباع‪ .‬رواه‬
‫الشيخان‪ .‬واالستعاذة منهم في البناء المعد لقضاء الحاجة ألنه مأواهم‪ ،‬وفي غيره ألنه‬
‫سيصير مأوى لهم بخروج الخارج‪ .‬ويقول ند ًبا عقب انصرافه‪“ :‬غفرانك! الحمد اﷲ‬
‫الذي أذهب عني األذى وعافاني من البالء” لالتباع رواه النسائي‪ .‬وفي مصنف عبد‬
‫نوحا عليه السالم كان يقول‪“ :‬الحمد ﷲ الذي أذاقني لذته‪،‬‬
‫الرزاق وابن أبي شيبة أن ً‬
‫في منفعته‪ ،‬وأذهب عني أذاه”‪.‬‬
‫وأبقى َّ‬

‫***‬
‫‪47‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫أسئلة على باب االستنجاء‬

‫س ‪ :١‬ما االستنجاء؟ وعالم يطلق؟ وما حكمه؟ ولم جاز االستنجاء بالماء مع أنه‬
‫مطعوم؟ وما حكم البول في الماء المسبل أو المملوك لغيره؟ وما حكم‬
‫االستبراء من البول؟ وما دليله؟‬

‫س ‪ :٢‬بين حكم كل مما يأتي مع التعليل أو ذكر الدليل؟‬


‫( ‌أ‌) االقتصار في االستنجاء على الماء فقط‪.‬‬ ‫ ‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ب‬
‫ االقتصار في االستنجاء على ثالثة أحجار فقط‪.‬‬

‫س ‪ :٣‬اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين معلال أو مدلال الختيارك‪:‬‬


‫ ‌أ غسل الحجر وجف‬
‫ (يجوز له استعماله في االستنجاء ثان ًيا‪-‬ال يجوز‪-‬يكره)‪.‬‬
‫ ب استجمر بثالثة أحجار ولم ينق بهن المحل‬
‫ (يكتفي بهن‪ -‬يجب اإلنقاء برابع‪-‬يزيد عليهن حتى يتيقن اإلنقاء)‪.‬‬
‫ ج االستنجاء من البول‬
‫ (يجب‪ -‬ال يجب‪ -‬مستحب)‪.‬‬
‫(دد) البول في الماء الراكد‬ ‫ ‬
‫ (مباح ‪ -‬حرام ‪ -‬مكروه)‪.‬‬
‫(هه) البول في الطريق‬ ‫ ‬
‫ (مباح ‪ -‬يجب اجتنابه ‪ -‬يكره اجتنابه)‪.‬‬
‫(هو) إطالة المكث في قضاء الحاجة‬ ‫ ‬
‫ (مكروه ‪ -‬حرام ‪ -‬مندوب)‪.‬‬
‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪48‬‬
‫فصل في نواقض الوضوء‬

‫ِ‬ ‫وا َّل ِذي ين ُق ُض الو ُض ِ‬


‫السبِي َل ِ‬
‫ين‪.................................. ،‬‬ ‫وء س َّت ُة َأش َي َ‬
‫اء‪َ :‬ما َخ َر َج من َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫نواقض في الوضوء‬
‫(والذي ينقض الوضوء) أي ينتهى به (خمسة أشياء) فقط‪.‬‬

‫مس حلقة دبره‬ ‫أي شيء خرج من‬


‫كتاب الطهارة‬

‫‪6‬‬ ‫‪١‬‬
‫على الجديد‬ ‫أحد السبيلين‬

‫مس شيء من فرج‬ ‫نواقض‬ ‫النوم على غير هيئة‬


‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫اآلدمي بباطن الكف‬ ‫الوضوء‬ ‫المتمكن‬

‫لمس الرجل المرأة‬ ‫زوال العقل بسكر‬


‫األجنبية من غير حائل‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أو مرض‬

‫الرسم البياني ‪ 1،4‬نواقض الوضوء‬

‫أحدها‬
‫(ما) أي شيء (خرج) من أحد (السبيلين)‪ ،‬أي من ُق ُب ِل المتوضيء‪ ،‬أو من دبر المتوضيء‪،‬‬
‫نجسا‪ ،‬جا ًفا أم رط ًبا‪ ،‬معتا ًدا كبول أو ً‬
‫نادرا‬ ‫طاهرا أم ً‬ ‫ً‬ ‫ريحا‪،‬‬
‫سواء أكان الخارج عينًا أم ً‬
‫كرها‪ .‬واألصل في ذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫كثيرا‪ ،‬طو ًعا أم ً‬ ‫قليل أم ً‬ ‫كدم‪ .‬انفصل أم ال‪ً ،‬‬
‫(‪ .)١‬والغائط‪ :‬المكان المطمئن من األرض تقضى فيه الحاجة‪،‬‬
‫سمي به الخارج للمجاورة‪ ،‬وحديث الصحيحين أنه ‪ ‬قال في المذي‪َ « :‬ي ْغ ِس ُل َذك ََر ُه‬
‫الشيء فِي الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الة َق َال‪َ :‬ل‬ ‫َّ‬ ‫النبي ‪ ‬ا ّلذي ُي َخ َّي ُل إِ َل ْيه َأ َّن ُه َيجدُ َّ َ‬
‫َو َيت ََو َّض ُأ وفيهما‪ْ :‬اش َتكَى إِ َلى ّ‬
‫يحا» والمراد العلم بخروجه‪ ،‬ال سمعه وال شمه‪ ،‬وليس‬ ‫َين َْص ِرف حتَّى َي ْس َم َع َص ْوتًا َأ ْو َي ِجدَ ِر ً‬
‫المراد حصر الناقض في الصوت والريح‪ ،‬بل نفي وجوب الوضوء بالشك في خروج الريح‬
‫ويقاس بما في اآلية واألخبار‪ :‬كل خارج مما ذكر‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬


‫‪.....................................................................................‬‬

‫حكم الخارج من الثقب‬

‫َو َل ْو انسد مخرجه األصلي من قبل أو دبر بأن لم يخرج منه شيء وإن لم يلتحم وانفتح‬
‫السرة‪ ،‬فخرج منه المعتاد خروجه كبول أو النادر كدود ودم نقض‪،‬‬
‫مخرج بدله تحت ُّ‬
‫لقيامه مقام األصلي‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫أيضا‪ ،‬وإن انفتح في السرة أو فوقها‬‫فكما ينقض الخارج منه المعتاد والنادر فكذلك هذا ً‬
‫أو محاذيها واألصلي منسد‪ ،‬أو تحتها واألصلي منفتح‪ ،‬فال ينقض الخارج منه‪ .‬أما في‬
‫األولى فألن ما يخرج من المعدة أو فوقها ال يكون مما أحالته الطبيعة‪ .‬ألن ما تحيله تلقيه‬
‫إلى أسفل‪ ،‬فهو بالقيء أشبه‪.‬‬

‫مخرجا مع انفتاح األصلي‪ ،‬وحيث أقمنا‬


‫ً‬ ‫وأما في الثانية فال ضرورة إلى جعل الحادث‬
‫المنفتح كاألصلي إنما هو بالنسبة للنقض بالخارج‪ .‬فال يجزىء فيه الحجر وال ينتقض‬
‫الوضوء بمسه‪ .‬قال الماوردي‪ :‬هذا في االنسداد العارض‪ .‬أما الخلقي فينقض معه الخارج‬
‫من المنفتح مطل ًقا‪.‬‬

‫َوا ْل ُمن َْسدُّ حينئذ كعضو زائد وخرج بالمنفتح ما لو خرج شيء من المنافذ األصلية كالفم‬
‫واألذن‪ .‬فإنه ال نقض بذلك كما هو ظاهر كالمهم‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪50‬‬
‫كر َأو َم َر ٍ‬
‫قل بِ ُس ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض‪......................... ،‬‬ ‫ِّن‪َ ،‬وز ََو ُال ال َع ِ‬ ‫َوالنَّو ُم َعلى َغ ِير َهيئَة ُ‬
‫المت ََمك ِ‬

‫(و) الثاني‬
‫من نواقض الوضوء‪( :‬النوم)‪ .‬وإنما ينقض إذا كان (على غير هيئة المتمكن) مقعده من‬
‫الس ِه‪َ ،‬ف َم ْن نَا َم َف ْل َيت ََو َّض َأ»(‪ )١‬والسه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫األرض أي ألييه‪ ،‬وذلك لقوله ‪« :‬ال َع ْينَان ِوكَا ُء َّ‬
‫بسين مهملة مشددة مفتوحة وهاء حلقة الدبر‪ .‬والوكاء ‪ -‬بكسر الواو والمد ‪ -‬الخيط‬
‫الذي يربط به الشيء‪ .‬والمعنى فيه أن اليقظة هي الحافظ لما يخرج والنائم قد يخرج منه‬
‫كتاب الطهارة‬

‫شيء وال يشعر به‪.‬‬


‫ أما إذا نام وهو ممكن ألييه من مقره من أرض أو غيرها فال ينتقض وضوءه‪ ،‬ولقول‬
‫اب رس ِ‬
‫ون َو َل َيت ََو َّض ُئ َ‬
‫ون»(‪ .)2‬وفي رواية‬ ‫ون ُث َّم ُي َص ُّل َ‬
‫ول اﷲ ‪َ ‬ينَا ُم َ‬ ‫َان َأ ْص َح ُ َ ُ‬
‫أنس ‪« :‬ك َ‬
‫ألبي داود‪ :‬ينامون حتى تخفق ر ُءوسهم األرض‪ ،‬فحمل على نوم الممكن‪ ،‬جم ًعا بين‬
‫الحديثين‪ .‬فدخل في ذلك ما لو نام محتب ًيا(‪ ،)3‬وأنه ال فرق بين النحيف وغيره وهو ما‬
‫صرح به في الروضة وغيرها نعم إن كان بين مقعده ومقره تجاف نقض‪ ،‬وال تمكين‬
‫لمن نام على قفاه ملص ًقا مقعده بمقره ‪ ..‬ومن خصائصه ‪ ‬أنه ال ينتقض وضوءه بنومه‬
‫خروجا من الخالف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مضطج ًعا‪ .‬ويسن الوضوء من النوم ممكنًا‬

‫(و) الثالث‬
‫من نواقض الوضوء‪( :‬زوال العقل) بجنون أو (بسكر) وإن لم يأثم به (أو) بعارض (مرض)‬
‫كإغماء‪ ،‬أو بتناول دواء ألن ذلك أبلغ من النوم‪ .‬وال فرق بين أن يكون متمكنًا أم ال‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬رواه أبو داود وغيره‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬محتب ًيا‪ :‬احتبى جلس على أليته وضم فخذيه وساقيه إلى بطنه بذراعيه ليستند‪ .‬فاالحتباء‪ :‬الجلوس‬
‫على األرض مع استقامة الساقين إلى أعلى وضم الركبتين باليدين‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫وم ُّس َف ْرجِ اآل َد ِم ِّي بِ َباطِ ِن الك ِّ‬
‫َف‪..........،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المرأ َة األَجنَبِ َّي َة من َغ ِير َحائ ٍل‪َ ،‬‬
‫الر ُج ِل َ‬
‫و َل ْم ُس َّ‬

‫(و) الرابع‬
‫من نواقض الوضوء (لمس الرجل) ببشرته (المرأة األجنبية) أي بشرتها‪( ،‬من غير حائل)‬
‫(‪ )١‬أي لمستم‪ ،‬كما قريء به‪ ،‬فعطف اللمس على المجيء‬ ‫لقوله تعالى‪:‬‬
‫من الغائط‪ ،‬ورتب عليهما األمر بالتيمم عند فقد الماء‪ ،‬فدل على أنه حدث‪ .‬ال جامعتم‪ ،‬ألنه‬
‫(‪ )٢‬وقال ‪:‬‬ ‫خالف الظاهر إذ اللمس ال يختص بالجماع‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫«لعلك لمست» والمعنى فيه أنه مظنة ثوران الشهوة‪ .‬والمراد بالرجل‪ :‬الذكر إذا بلغ حدً ا‬

‫كتاب الطهارة‬
‫يشتهى‪ ،‬ال البالغ‪ .‬وبالمرأة‪ :‬األنثى إذا بلغت حدً ا يشتهى كذلك ال البالغة‪.‬‬
‫ وال ينقض لمس َم ْح َرم له بنسب أو رضاع أو مصاهرة‪ ،‬ولو بشهوة‪ ،‬ألنها ليست مظنة‬
‫للشهوة بالنسبة إليه كرجل‪ .‬وال ينقض صغيرة السن‪ ،‬وال صغير لم يبلغ كل منهما حدً ا يشتهى‬
‫عر ًفا‪ ،‬النتفاء مظنة الشهوة‪ ،‬بخالف ما إذا بلغاها وإن انتفت بعد ذلك لنحو هرم‪ ،‬وال شعر‬
‫وسن وظفر وعظم‪ ،‬ألن معظم االلتذاذ في هذا إنما هو بالنظر دون اللمس‪.‬‬

‫النقض بالمس وشروطه‬


‫(و) الخامس‬
‫ذكرا كان أو أنثى‪،‬‬
‫‪ -‬وهو آخر النواقض ‪( -‬مس) شيء من (فرج اآلدمي) من نفسه أو غيره‪ً ،‬‬
‫(بباطن الكف) من غير حائل‪ ،‬لخبر‪َ « :‬م ْن َم َّس َف ْر َج ُه َف ْل َيت ََو َّض ْأ»(‪ ،)3‬ولخبر ابن حبان‪« :‬إِ َذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫واإلفضاء لغة‪ :‬المس‬
‫َ‬ ‫َأ ْف َضى َأ َحدُ ك ُْم بِ َيده إِ َلى َف ْر ِجه َو َل ْي َس َب ْين َُه َما ست ٌْر َو َل ح َج ٌ‬
‫اب َف ْل َيت ََو َّض ْأ»‪،‬‬
‫ببطن الكف‪ :‬فثبت النقض في فرج نفسه بالنص‪ ،‬فيكون في فرج غيره أولى‪ ،‬ألنه أفحش‬
‫لهتك حرمة غيره‪ ،‬وأما خبر عدم النقض بمس الفرج فقال ابن حبان وغيره‪ :‬إنه منسوخ‪،‬‬
‫والمراد ببطن الكف الراحة مع بطون األصابع‪ ،‬وسميت ك ًّفا ألنها تكف األذى عن البدن‪،‬‬
‫وال نقض بمس األنثيين َو َل األَ ْل َي ْي ِن‪ ،‬وال بما بين القبل والدبر وال بالعانة‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة األنعام‪ .‬اآلية‪.٧ :‬‬
‫(‪ )3‬رواه الترمذي وصححه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪52‬‬
‫ومس ح ْل َق ِة دب ِر ِه ع َلى الج ِد ِ‬
‫يد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫َ ُّ َ‬

‫(و) السادس‬
‫وقياسا على القبل بجامع النقض‬
‫ً‬ ‫(مس حلقة دبره) أي اآلدمي (على الجديد) ألنه فرج‪،‬‬
‫بالخارج منهما‪ ،‬والمراد بها ملتقى المنفذ‪ ،‬ال ما وراءه‪.‬‬
‫ وخرج ببطن الكف ر ُءوس األصابع وما بينها وحرفها حرف الكف فال نقض بذلك‪،‬‬
‫لخروجها عن سمت الكف‪ ،‬وضابط ما ينقض‪ :‬ما يستتر عند وضع إحدى اليدين على‬
‫األخرى مع تحامل يسير‪ ،‬وبفرج اآلدمي فرج بهيمة أو طير فال نقض بمسه‪ً ،‬‬
‫قياسا على‬
‫كتاب الطهارة‬

‫عدم وجوب ستره‪ ،‬وعدم تحريم النظر إليه‪.‬‬

‫قاعدة فقهية ينبني عليها كثير من األحكام‬


‫تتمة‪ :‬من القواعد المقررة التي ينبني عليها كثير من األحكام الشرعية استصحاب‬
‫األصل‪ ،‬وطرح الشك‪ ،‬وإبقاء ما كان على ما كان‪ ،‬ومن ذلك أنه ال يرتفع يقين طهر‬
‫أو حدث بظن ضده‪ ،‬فلو تيقن الطهر والحدث كأن وجدا منه بعد الفجر وجهل السابق‬
‫منهما أخذ بضد ما قبلهما‪ ،‬فإن كان قبلهما محد ًثا فهو اآلن متطهر‪ ،‬سواء اعتاد تجديد‬
‫متطهرا فهو اآلن‬
‫ً‬ ‫الطهر أم ال‪ ،‬ألنه تيقن الطهر وشك في رافعه‪ ،‬واألصل عدمه‪ ،‬أو‬
‫محدث إن اعتاد التجديد‪ :‬ألنه تيقن الحدث وشك في رافعه‪ ،‬واألصل عدمه‪ ،‬بخالف‬
‫ما إذا لم يعتده فال يأخذ به‪ ،‬بل يأخذ بالطهر‪ ،‬ألن الظاهر تأخر طهره عن حدثه‪ ،‬بخالف‬
‫من اعتاده‪ .‬فإن لم يتذكر ما قبلهما‪ .‬فإن اعتاد التجديد لزمه الوضوء‪ ،‬لتعارض االحتمالين بال‬
‫مرجح‪ ،‬وال سبيل إلى الصالة مع التردد المحض في الطهر‪ .‬وإال أخذ بالطهر‪ ،‬ومن هذه القاعدة‬
‫ما إذا شك من نام قاعدً ا متمكنًا ثم مال وانتبه وشك في أيهما أسبق‪ ،‬أو شك هل ما رآه رؤيا أو‬
‫حديث نفس؟ أو هل لمس الشعر أو البشرة؟ فال نقض بشيء من ذلك‪.‬‬
‫***‬

‫أسئلة‬
‫س ‪ :١‬ما نواقض الوضوء؟‬

‫‪53‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫فصل في موجب الغسل‬

‫ُسل ِس ّت ُة َأشياء‪َ :‬ثال َث ٌة تَشت َِر ُك فِيها الرج ُال والنِّساء و ِهي‪ :‬التِ َقاء ِ‬
‫الختَا َن ْي ِن‪،‬‬ ‫ب الغ َ‬ ‫وا َّل ِذي ُي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ِّ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫وج ُ‬
‫المن ِ ِّي‪......................................................................... ،‬‬ ‫وإِنز َُال َ‬

‫فصل في موجب الغسل‬


‫تعريف الغسل‪ :‬وهو بفتح الغين وضمها‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫سيالنه على جميع البدن مع النية‪.‬‬ ‫سيالن الماء على الشيء مطل ًقا‪ .‬والفتح‬
‫والغسل ‪ -‬بالكسر ‪ -‬ما يغسل به‬ ‫أشهر كما قاله النووي في التهذيب‪ ،‬ولكن‬
‫الرأس من نحو سدر ونحوه‪.‬‬ ‫الفقهاء أو أكثرهم إنما تستعمله بالضم‪.‬‬

‫ما يشترك فيه الرجال والنساء‬


‫(والذي يوجب الغسل ستة أشياء)‪ ،‬منها‪( :‬ثالثة تشترك فيها الرجال والنساء) م ًعا (وهي)‪:‬‬

‫أي األولى‪( :‬التقاء الختانين)‬


‫ب ال ُغ ْس ُل»(‪ )١‬أي وإن لم ينزل‪ ،‬وأما األخبار الدالة‬ ‫لقوله ‪« :‬إِ َذا ا ْلتَقى َ ِ‬
‫الختَانَان َف َقدْ َو َج َ‬
‫اء» فمنسوخة‪ .‬وأجاب ابن عباس بأن معناه‬ ‫على اعتبار اإلنزال كخبر‪« :‬إِنَّما الماء ِمن الم ِ‬
‫َ َ ُ َ َ‬
‫أنه ال يجب الغسل باالحتالم إال أن ينزل؛ وذكر الختانين جرى على الغالب‪.‬‬

‫(و) الثانية‪( :‬إنزال) أي خروج (المني)‬


‫واألصل في ذلك خبر مسلم‪« :‬إنما الماء من الماء» وخبر الصحيحين عن أم سلمة‬
‫قالت‪ :‬جاءت أم سليم إلى رسول اﷲ ‪ ‬فقالت‪« :‬إن اﷲ ال يستحيي من الحق هل على‬
‫المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال‪ :‬نعم إذا رأت الماء»‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪54‬‬
‫الو َل َدةُ‪َ .‬و َف َرائِ ُض الغ ِ‬
‫ُسل‬ ‫اس‪َ ،‬و ِ‬
‫يض‪َ ،‬والنِّ َف ُ‬
‫الح ُ‬ ‫وت‪ ،‬و َثال َث ٌة تَختَص بِها النِّس ِ‬
‫اء َوه َي‪َ :‬‬
‫ُّ َ َ ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫َو َ‬
‫اء‪ :‬النِّـ َّيـ ُة‪................................................................. ،‬‬ ‫َث َل َث ُة َأش َي َ‬
‫(و) الثالثة‪( :‬الموت) لمسلم غير شهيد‬
‫كما سيأتي إن شاء اﷲ تعالى في الجنائز لحديث المحرم الذي وقصته ناقته فقال‪:‬‬
‫«اغسلوه بماء وسدر»(‪ .)١‬وظاهره الوجوب‪ ،‬وهو من فروض الكفاية‪ ،‬والوقص‪:‬‬
‫كسر العنق‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ما يختص به النساء‬


‫(‪)٢‬‬
‫أي األولى (الحيض) لقوله تعالى‪:‬‬
‫أي الحيض ولخبر البخاري أنه ‪ ‬قال لفاطمة بنت أبي حبيش‪« :‬إذا‬
‫أقبلت الحيضة فدعي الصالة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي»‪.‬‬
‫(وثالثة)‬
‫(و) الثانية‪( :‬النفاس) ألنه دم حيض مجتمع‪.‬‬ ‫منها (تختص بها‬
‫النساء وهي)‬
‫(و) الثالثة‪( :‬الوالدة) ولو علقة أو مضغة وتفطر به المرأة على‬
‫األصح في التحقيق وغيره‪.‬‬

‫فصل في فرائض الغسل‬


‫(وفرائض الغسل) ولو مسنونًا (ثالثة أشياء)‪:‬‬
‫ِ‬
‫بالنيات»(‪ )٣‬فينوي رفع الجنابة أي رفع حكمها‬ ‫ُ‬
‫األعمال‬ ‫(النية) لحديث‪« :‬إِن ََّما‬ ‫األول‬
‫حائضا‪ .‬ويكفي نية رفع الحدث‬ ‫ً‬ ‫إن كان جن ًبا‪ ،‬ورفع حدث الحيض إن كانت‬
‫عن كل البدن‪ ،‬وكذا مطل ًقا في األصح الستلزام رفع المطلق رفع المقيد‪ ،‬وألنه‬
‫ينصرف إلى حدثه لوجود القرينة الحالية‪ .‬فلو نوى األكبر كان تأكيدً ا‪ ،‬قال في‬
‫المجموع‪ :‬ولو اجتمع على المرأة غسل حيض وجنابة كفت نية أحدهما قط ًعا‪.‬‬
‫بأول ما يغسل من البدن‪ ،‬سواء أكان من أعاله‬ ‫وقت النية‪ :‬وتكون النية مقرونة ّ‬
‫أم من أسفله‪ ،‬إذ ال ترتيب فيه‪ .‬فلو نوى بعد غسل جزء منه وجب إعادة غسله‪.‬‬
‫(‪ ) ١‬رواه الشيخان‪.‬‬
‫(‪ )٢‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٢٢ :‬‬
‫‪55‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٣‬رواه البخاري‪.‬‬
‫عر وال َب َش َر ِة‪.‬‬ ‫اء إِ َلى َج ِمي ِع َّ‬
‫الش ِ‬ ‫َت ع َلى بدَ نِ ِه‪ ،‬وإِيص ُال الم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسة إِن كَان ْ َ‬
‫وإِزَا َل ُة النَّج ِ‬
‫َ َ‬
‫الج َس ِد‪............... ،‬‬ ‫ِ‬
‫وء َقب َل ُه‪ ،‬وإِ ْم َر ُار ال َيد َعلى َ‬
‫ِ‬
‫مس ُة َأش َي َ‬
‫اء‪ :‬التَّسم َي ُة‪ُ ،‬‬
‫والو ُض ُ‬ ‫وسنَنُه َخ َ‬
‫ُ‬

‫(إزالة النجاسة إن كانت على) شيء من (بدنه) وهو ضعيف‪ ،‬واألصح‬ ‫(و) الثاني‬
‫أنه يكفي للغسل وإزالة النجاسة غسلة واحدة‪.‬‬

‫ظاهرا وباطنًا وإن كثف‪ ،‬ويجب‬


‫ً‬ ‫(إيصال الماء إلى جميع) أجزاء (الشعر)‬ ‫(و) الثالث‬

‫كتاب الطهارة‬
‫نقض الضفائر إن لم يصل الماء إلى باطنها إال بالنقض‪ ،‬لكن يعفى عن باطن‬
‫الشعر المعقود‪( ،‬و) إلى جميع أجزاء (البشرة) حتى األظفار وما يظهر من‬
‫صماخي األذنين‪.‬‬

‫سنن الغسل‬
‫(وسننه) أي الغسل كثيرة المذكور منها هنا (خمسة أشياء)‪ .‬وسنذكر منها أشياء بعد ذلك‪:‬‬
‫(التسمية) مقرونة بالنية كما صرح به في المجموع هنا‪ ،‬وقد تقدم في الوضوء‬
‫األولى‬
‫بيان أكملها‪.‬‬

‫كامل (قبله) لالتباع‪ ،‬رواه الشيخان‪ ،‬وقال في المجموع ً‬


‫نقل عن‬ ‫(الوضوء) ً‬
‫(و) الثانية‬
‫األصحاب‪ :‬سواء أقدّ م الوضوء كله أو بعضه أم أخره أم فعله في أثناء الغسل‬
‫فهو محصل للسنة‪ ،‬لكن األفضل تقديمه‪.‬‬

‫(إمرار اليد) في كل مرة من الثالث (على) ما أمكنه من (الجسد) فيدلك ما‬


‫(و) الثالثة‬
‫وخروجا من خالف من أوجبه‪ ،‬وإنما لم‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ط‬ ‫احتيا‬ ‫بدنه‬ ‫من‬ ‫يده‬ ‫إليه‬ ‫وصلت‬
‫يجب عندنا ألن اآلية واألحاديث ليس فيهما تعرض لوجوبه‪ ،‬ويتعهد معاطفه‬
‫كأن يأخذ الماء بكفه فيجعله على المواضع التي فيها انعطاف والتواء‪ :‬كاإلبط‬
‫واألذنين وطبقات البطن وداخل السرة ألنه أقرب إلى الثقة بوصول الماء‪،‬‬
‫ويتأكد في األذن فيأخذ ك ًّفا من ماء ويضع األذن عليه برفق ليصل الماء إلى‬
‫معاطفه وزواياه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪56‬‬
‫ِ‬
‫سرى‪.‬‬ ‫الم َو َالةُ‪ ،‬وتَقد ُ‬
‫يم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ‬ ‫َو ُ‬

‫(و) الرابعة (المواالة) وهي غسل العضو قبل جفاف ما قبله كما مر في الوضوء‪.‬‬

‫ظهرا وبطنًا (على) غسل جهة‬


‫(و) الخامسة (تقديم) غسل جهة (اليمنى) من جسده ً‬
‫َ‬
‫«كان‬ ‫(اليسرى) بأن يفيض الماء على شقه األيمن ثم األيسر‪ ،‬ألنه ‪‬‬
‫ِ‬
‫طهوره»(‪.)١‬‬ ‫يحب التيا ُمن في‬
‫ُّ‬
‫كتاب الطهارة‬

‫وقدمنا أن سنن الغسل كثيرة‪ :‬فمنها‪:‬‬

‫التثليث تأس ًيا به ‪ ‬كما في الوضوء‪ .‬وكيفية ذلك أن يتعهد ما ذكر‪ ،‬ثم يغسل رأسه‬ ‫‪1‬‬
‫ويدلكه ثال ًثا ثم باقي جسده كذلك بأن يغسل‪ ،‬ويدلك شقه األيمن المقدم ثم المؤخر‬
‫ثم األيسر كذلك مرة ثم ثانية ثم ثالثة كذلك‪ ،‬لألخبار الصحيحة الدالة على ذلك‪ ،‬ولو‬
‫انغمس في ماء فإن كان جار ًيا كفى في التثليث أن يمر عليه ثالث جريات‪ ،‬لكن قد‬
‫يفوته الدلك ألنه ال يتمكن منه غال ًبا تحت الماء‪ ،‬إذ ربما يضيق نفسه‪ ،‬وإن كان راكدً ا‬
‫انغمس فيه ثال ًثا بأن يرفع رأسه منه و ينقل قدميه أو ينتقل فيه من مقامه إلى آخر ثال ًثا‪،‬‬
‫فإن حركته تحت الماء كجري الماء عليه‪ ،‬وال يسن تجديد الغسل ألنه لم ينقل ولما‬
‫فيه من المشقة بخالف الوضوء‪ ،‬فيسن تجديده إذا صلى باألول صالة ما كما قاله‬
‫النووي في باب النذر من زوائد الروضة لما روى أبو داود وغيره أنه ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن‬
‫عشر حسنات»‪ .‬وألنه كان في أول اإلسالم يجب الوضوء‬ ‫َب اﷲ له َ‬ ‫توضأ على ُط ٍ‬
‫هر كت َ‬ ‫َ‬
‫لكل صالة فنسخ الوجوب وبقي أصل الطلب‪.‬‬

‫(‪ )١‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪57‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ويسن أن تتبع المرأة غير المحرمة والمحدّ ة لحيض أو نفاس أثر الدم مسكًا فتجعله‬ ‫‪2‬‬
‫في قطنة وتدخلها الفرج بعد غسلها وهو المراد باألثر‪ ،‬ويكره تركه بال عذر كما‬
‫في التنقيح والمسك فارسي معرب الطيب المعروف‪ ،‬فإن لم تجد المسك فنحوه‪:‬‬
‫كالقسط(‪ )١‬واألظفار(‪ ،)٢‬فإن لم تجد كفى الماء أما المحرمة فيحرم عليها الطيب‬
‫بأنواعه‪ .‬والمحدّ ة تستعمل قليل قسط أو أظفار‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫حكم من اجتمع عليه أغسال‬

‫ومن وجب عليه فرضان‪ :‬كغسلي جنابة‬ ‫ومن اغتسل لجنابة ونحوها كحيض‬
‫وحيض كفاه الغسل ألحدهما‪ ،‬وكذا‬ ‫وجمعة ونحوها كعيد حصل غسلهما‪،‬‬
‫لو سن في حقه سنتان‪ :‬كغسلي عيد‬ ‫كما لو نوى الفرض وتحية المسجد‪ ،‬أو‬
‫وجمعة‪ ،‬وال يضر التشريك بخالف‬ ‫اعتبارا بما نواه‪،‬‬
‫ً‬ ‫نوى أحدهما حصل فقط‬
‫نحو الظهر مع سنته ألن مبني الطهارات‬ ‫وإنما لم يندرج النفل في الفرض ألنه‬
‫على التداخل بخالف الصالة‪ ،‬ولو‬ ‫مقصود فأشبه سنة الظهر مع فرضه‪.‬‬
‫أحدث ثم أجنب أو أجنب ثم أحدث‬
‫أو أجنب وأحدث م ًعا كفى الغسل‪،‬‬
‫الندراج الوضوء في الغسل‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ ) ١‬القسط بالطاء‪ :‬عود يجاء به من الهند يجعل في البخور والدواء‪.‬‬


‫(‪ )٢‬األظفار‪ :‬نبات عطري‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪58‬‬
‫فصل في األغسال المسنونة‬

‫سل ِ‬
‫العيدَ ِ‬ ‫الجم َع ِة‪ ،‬و ُغ ُ‬ ‫ِ‬
‫ين‪.......... ،‬‬ ‫سل ُ‬ ‫َات َسب َع َة َع َش َر ُغ ً‬
‫سل‪ُ :‬غ ُ‬ ‫واالغت َس َال ُت َ‬
‫المسنُون ُ‬

‫فصل في األغسال المسنونة‬


‫(واالغتساالت المسنونات) كثيرة المذكور منها هنا (سبعة عشر ً‬
‫غسل) وسأذكر زيادة‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫من السبعة عشر(غسل الجمعة) لمن يريد حضورها وإن لم تجب عليه الجمعة‬ ‫األول‬
‫فليغتسل» ولخبر البيهقي بسند صحيح‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫الجم َع َة‬
‫لحديث‪« :‬إذا جا َء أحدُ كم ُ‬
‫فليس عليه شي ٌء»‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َم ْن أتى الجمعة ِم َن‬
‫فليغتسل‪ ،‬وم ْن لم يأت َها َ‬ ‫والنساء‬ ‫الرجال‬

‫كل محتل ٍم»(‪ )١‬أي متأكد وصرف هذا‬ ‫واجب على ِّ‬
‫ٌ‬ ‫سل الجمعة‬ ‫ وروي‪ُ « :‬غ ُ‬
‫من اغتسل فال ُغسل‬ ‫الجمعة فبها ونِ ْ‬
‫عمت َو ِ‬ ‫عن الوجوب خبر‪َ « :‬م ْن توضأ يو َم ُ‬
‫أفضل»(‪ .)٢‬ووقته من الفجر الصادق ألن األخبار علقته باليوم كقوله ‪َ « ‬م ْن‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الساعة األولى» الحديث‪ ،‬وتقريبه من ذهابه إلى‬ ‫ثم راح في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اغتسل يو َم الجمعة َّ‬
‫الجمعة أفضل ألنه أبلغ في المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة‪ ،‬ولو تعارض‬
‫الغسل والتبكير فمراعاة الغسل أولى‪ ،‬ألنه مختلف في وجوبه‪ ،‬ويكره تركه بال‬
‫عذر على األصح‪.‬‬

‫(غسل العيدين) الفطر واألضحي لكل أحد وإن لم يحضر الصالة ألنه يوم‬ ‫(و) الثاني‬
‫زينة‪ ،‬فالغسل له بخالف الجمعة‪ .‬ويدخل وقت غسلهما بنصف الليل وإن كان‬ ‫والثالث‬
‫المستحب فعله بعد الفجر ألن أهل السواد يبكرون إليهما من قراهم‪ ،‬فلو لم‬
‫يكف الغسل لهما قبل الفجر لشق عليهم فعلق بالنصف الثاني لقربه من اليوم‬
‫كما قيل في أذان الفجر‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه الترمذي وحسنه‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ت‪َ ،‬والكَافِ ِر إِ َذا َأ ْس َل َم‪،‬‬
‫سل المي ِ‬ ‫وف‪ ،‬والغ ُ ِ‬
‫ُسل من ُغ ِ َ ْ‬ ‫َ‬
‫وف‪ ،‬والكُس ِ‬
‫َ ُ‬
‫اء‪ ،‬والخُ س ِ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َواالستس َق َ‬
‫اإلحرامِ‪......................... ،‬‬‫َ‬ ‫ُسل ِعندَ‬
‫غمى َع َليه إِ َذا َأ َفا َقا‪َ ،‬والغ ُ‬
‫والم َ‬ ‫والم ْجن ِ‬
‫ُون ُ‬ ‫َ‬

‫غسل صالة (االستسقاء) عند الخروج لها‪.‬‬ ‫(و) الرابع‬

‫(و) الخامس غسل صالة (الخسوف) بالخاء المعجمة للقمر‪.‬‬

‫(و) السادس غسل صالة (الكسوف) بالكاف للشمس‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫مسلما أم ال‪ ،‬وسواء أكان الغاسل‬
‫ً‬ ‫(الغسل من غسل الميت) سواء أكان الميت‬ ‫(و) السابع‬
‫فليغتسل َوم ْن حم َله فليتوضأ»(‪.)١‬‬
‫ْ‬ ‫طاهرا أم ال كحائض لقوله‪َ « :‬م ْن َغ ّس َل ميتًا‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫سل إِ َذا َّ‬
‫غسلت ُُموه»(‪.)٢‬‬ ‫ِ‬
‫غسل َم ّيتكُم ُغ ٌ‬ ‫«ليس عليكم في‬ ‫َ‬ ‫وإنما لم يجب لقوله ‪‬‬
‫ويسن الوضوء من مسه‪.‬‬

‫تعظيما لإلسالم‪ ،‬وقد أمر ‪ ‬قيس بن عاصم‬


‫ً‬ ‫غسل (الكافر) ولو مرتدً ا (إذا أسلم)‬ ‫(و) الثامن‬
‫بالغسل لما أسلم‪ ،‬وإنما لم يجب ألن جماعة أسلموا ولم يأمرهم ‪ ‬بالغسل‪ ،‬هذا‬
‫إن لم يعرض له في كفره ما يوجب الغسل وإال وجب على األصح‪.‬‬

‫غسل (المجنون) وإن تقطع جنونه‪.‬‬ ‫(و) التاسع‬

‫غسل (المغمى عليه) ولو لحظة (إذا أفاقا) ولم يتحقق منهما إنزال لالتباع‬ ‫(و) العاشر‬
‫في اإلغماء‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬وفي معناه الجنون‪ ،‬بل أولى ألنه يقال كما قال‬
‫الشافعي ‪ :‬قل من جن إال وأنزل‪.‬‬

‫(الغسل عند اإلحرام) بحج أو عمرة أو بهما ولو حال حيض المرأة ونفاسها‪.‬‬ ‫(و) الحادي‬
‫عشر‬

‫(‪ ) ١‬رواه الترمذي وحسنه‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه الحاكم‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪60‬‬
‫ول م َّك َة‪ ،‬ولِلو ُق ِ‬
‫وف بِ َع َر َف َة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َولدُ ُخ َ‬

‫ً‬
‫حالل على المنصوص في األم‪ ،‬ويستثنى‬ ‫المشرفة ولو كان‬
‫ّ‬ ‫الغسل (لدخول مكة)‬ ‫(و) الثاني‬
‫من إطالق المصنف ما لو أحرم المكى بعمرة من محل قريب كالتنعيم واغتسل لم‬ ‫عشر‬
‫يندب له الغسل لدخول مكة‪.‬‬

‫الغسل (للوقوف بعرفة) واألفضل كونه بنمرة ويحصل أصل السنة في غيرها وقبل‬ ‫(و) الثالث‬
‫عشر‬
‫الزوال وبعد الفجر‪ ،‬لكن تقريبه للزوال أفضل كتقريبه من ذهابه في غسل الجمعة‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫وقد قدمنا أن األغسال المسنونة ال تنحصر فيما قاله المصنف‪ ،‬بل منها‪:‬‬
‫السادس عشر‬ ‫الخامس عشر‬ ‫الرابع عشر‬

‫ولدخول المدينة المشرفة‪.‬‬ ‫ولالعتكاف‪.‬‬ ‫الغسل من الحجامة‪.‬‬

‫التاسع عشر‬ ‫الثامن عشر‬ ‫السابع عشر‬


‫وعند كل اجتماع من مجامع‬
‫ولتغيير رائحة البدن‪.‬‬ ‫وعند سيالن الوادي‪.‬‬
‫الخير‪ ،‬أما الغسل للصلوات‬
‫الخمس فال يسن لها لما في‬
‫ذلك من المشقة‪ ،‬وآكد هذه‬
‫االغتساالت غسل الجمعة‬
‫ثم غسل غاسل الميت‪.‬‬

‫***‬

‫‪61‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫أسئلة على باب الغسل‬

‫س ‪ :١‬ما الغسل لغة وشرعا؟ وما موجباته؟ وما فرائضه؟ وما حكم إزالة النجاسة التي‬
‫على بدن المغتسل؟ وما سنن الغسل؟ وما حكم من اجتمع عليه أغسال؟ وما‬
‫األغسال المسنونة؟ وما الحكم لو اجتمع على المرأة غسل حيض وجنابة ونوت‬
‫أحدهما فقط؟ وما وقت النية في الغسل؟ وما آكد االغتساالت المسنونة؟‬

‫كتاب الطهارة‬
‫س ‪ :٢‬اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي‪:‬‬
‫(واجب ‪ -‬مسنون ‪ -‬مباح)‪.‬‬ ‫ ‬‫التدليك في الغسل‬ ‫ ‌أ‬
‫(واجب ‪ -‬مسنون ‪ -‬مباح)‪.‬‬ ‫التيامن في الغسل ‬ ‫ ب‬
‫(واجب ‪ -‬مسنون ‪ -‬مباح)‪.‬‬ ‫ ج غسل الكافر إذا أسلم‬
‫ ‬
‫(نمرة ‪ -‬منى ‪ -‬المزدلفة)‪.‬‬ ‫ ‬
‫الغسل للوقوف بعرفة األفضل كونه بــ‬ ‫ د‬
‫(يسن ‪ -‬ال يسن ‪ -‬يجب)‪.‬‬ ‫الغسل للصلوات الخمس ‬ ‫ ه‬

‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪62‬‬
‫فصل في المسح على الخفين‬

‫َمال ال َّط َه َار ِة‪....... ،‬‬


‫ين َجائِ ٌز بِ َثال َث ِة َشرائِ َط‪َ :‬أن يبت َِدئَ ُل ْبس ُهما َبعدَ ك ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سح َعلى الخُ َّف ِ‬
‫والم ُ‬
‫َ‬

‫فصل في المسح على الخفين‬


‫وأخباره كثيرة كخبر ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما عن أبي بكرة‪:‬‬
‫ِ‬
‫للمسافر ثالث َة أيا ِم ولياليه َّن وللمقيم يو ًما وليل ًة إذا‬ ‫«أرخص‬
‫َ‬ ‫أن النبي ‪‬‬
‫ِ‬
‫عليهما»‪.‬‬ ‫يمسح‬ ‫تطه َر ف َل َ‬
‫بس ُخ َّفيه أن‬
‫كتاب الطهارة‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫وروى ابن المنذر عن الحسن البصري أنه قال‪ :‬حدثني سبعون من‬ ‫فصل في المسح‬
‫الصحابة‪« :‬أن النبي مسح على الخفين»‪.‬‬ ‫على الخفين‬
‫(‪)١‬‬
‫وقال بعض المفسرين‪ :‬إن قراءة الجر في قوله تعالى‪:‬‬
‫للمسح على الخفين‪.‬‬

‫حكم المسح‬
‫بدل عن غسل الرجلين‪ ،‬فالواجب على البسه الغسل‬ ‫(والمسح على الخفين جائز) في الوضوء ً‬
‫أو المسح‪ ،‬والغسل أفضل كما قال في الروضة في آخر باب صالة المسافر‪ .‬وخرج بالوضوء‬
‫إزالة النجاسة والغسل ولو مندو ًبا فال مسح فيهما‪ ،‬وبالمسح على الخفين مسح خف رجل مع‬
‫غسل األخرى فال يجوز‪ ،‬ولألقطع لبس خف في السالمة إال إن بقي بعض المقطوعة فال يكفي‬
‫ذلك حتى يلبس ذلك البعض خ ًفا‪.‬‬
‫شروط المسح‬
‫وإنما يصح المسح‪ ،‬هنا (بثالثة شرائط) وترك راب ًعا كما ستعرفه‪.‬‬
‫األول‬
‫(أن يبتدئ) مريد المسح على الخفين (لبسهما بعد كمال) أي تمام (الطهارة) من الحدثين‬
‫للحديث السابق‪ ،‬فلو لبسهما قبل غسل رجليه‪ ،‬لم يجز المسح‪ .‬ولو أدخل إحداهما بعد‬
‫غسلها ثم غسل األخرى وأدخلها لم يجز المسح إال أن ينزع األولى من موضع القدم ثم‬
‫يدخلها في الخف‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية ‪.٦‬‬
‫الم ْش ِي َع َل ِ‬
‫يه َما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رض ِمن ال َقدَ َم ِ‬ ‫ين لِ َم َح ِّل َغ ِ‬
‫سل ال َف ِ‬ ‫وأن َيكُونَا َساتِ َر ِ‬
‫َ‬
‫ين‪ ،‬وأن َيكُونَا م َّما ُيمك ُن َتتَا ُب ُع َ‬

‫حقيقة الستر في الخفين‬

‫(و) الثاني‬
‫من الشروط (أن يكونا) أي الخفان (ساترين لمحل غسل الفرض من القدمين) في الوضوء‬
‫وهو القدم بكعبيه من سائر الجوانب ال من األعلى‪ ،‬فلو رئي القدم من أعاله كأن واسع‬
‫الرأس لم يضر‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ فإن قصر عن محل الفرض أو كان به تخرق في محل الفرض ضر ولو تخرقت البطانة‬
‫أو الظهارة والباقي صفيق لم يضر وإال ضر‪ ،‬والمراد بالستر هنا الحيلولة ال ما يمنع الرؤية‬
‫فيكفي الشفاف عكس ساتر العورة ألن القصد هنا منع نفوذ الماء وثم منع الرؤية‪ .‬وال يجزئ‬
‫منسوج ال يمنع نفوذ الماء إلى الرجل من غير محل الخرز(‪ )١‬لو صب عليه لعدم صفاقته‪،‬‬
‫ألن الغالب في الخفاف أنها تمنع النفوذ فتنصرف إليها النصوص الدالة على الترخيص‪،‬‬
‫فيبقى الغسل واج ًبا فيما عداها‪.‬‬

‫(و) الثالث‬
‫من الشروط (أن يكونا) م ًعا (مما يمكن تتابع المشي عليهما) لتردد مسافر لحاجته عند‬
‫الحط والترحال وغيرهما مما جرت به العادة‪ ،‬ولو كان البسه مقعدً ا‪ ،‬بخالف ما ال يمكن‬
‫المشي فيه لما ذكر لفرط سعته أو ضيقه‪ ،‬أو نحو ذلك فال يكفي المسح عليه إذ ال حاجة لمثل‬
‫ذلك‪ ،‬وال فائدة في إدامته‪.‬‬

‫(و) الرابع‬
‫الذي أسقطه المصنف أن يكونا طاهرين فال يكفي المسح على خف اتخذ من جلد ميتة قبل‬
‫الدباغ لعدم إمكان الصالة فيه‪ ،‬وفائدة المسح وإن لم تنحصر فيها فالقصد األصلي منه الصالة‬
‫وغيرها تبع لها‪ ،‬وألن الخف بدل عن الرجل وهو نجس العين وهي ال تطهر عن الحدث ما لم‬
‫تزل نجاستها‪ ،‬فكيف يمسح عن البدل وهو نجس العين؟ والمتنجس كالنجس‪.‬‬

‫(‪ )١‬محل الخرز‪ :‬مكان الخياطة‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪64‬‬
‫والم َسافِ ُر َثال َث َة َأ َّيا ٍم بِ َل َيالِ ِ‬
‫يه َّن‪........................ ،‬‬ ‫وما و َليل ًة ُ‬
‫يم َي ً‬
‫ويمسح ِ‬
‫المق ُ‬
‫َ َ ُ ُ‬

‫مدة المسح‬

‫ً‬
‫طويل وهو عاص بسفره‪،‬‬ ‫قصيرا أو‬
‫ً‬ ‫سفرا‬
‫ولو عاص ًيا بإقامته والمسافر ً‬ ‫(و) يمسح‬
‫وكذا كل سفر يمتنع فيه القصر (يو ًما وليلة) كاملين فيستبيح بالمسح‬
‫(المقيم)‬
‫ما يستبيحه بالوضوء في هذه المدة‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫سفر قصر (ثالثة أيام بلياليهن) فيستبيح بالمسح ما يستبيحه بالوضوء‬ ‫(و) يمسح‬
‫في هذه المدة‪.‬‬ ‫(المسافر)‬

‫ ودليل ذلك الخبر السابق أول الفصل‪ ،‬وخبر مسلم عن شريح بن هانيء‪ :‬سألت علي بن‬
‫أبي طالب عن المسح على الخفين‪ ،‬فقال‪« :‬جعل رسول اﷲ ‪ ‬ثالثة أيام ولياليهن للمسافر‬
‫ويو ًما وليلة للمقيم»‪ .‬والمراد بلياليهن ثالث ليال متصلة بها سواء أسبق اليوم األول ليلة أم ال‪.‬‬

‫ما يستبيحه دائم الحدث بالمسح‬

‫تنبيه‬
‫شمل إطالقه دائم الحدث كالمستحاضة فيجوز له المسح على الخف على الصحيح ألنه يحتاج‬
‫أيضا‪ ،‬لكن لو أحدث‬
‫إلى لبسه واالرتفاق به كغيره‪ ،‬وألنه يستفيد الصالة بطهارته فيستفيد المسح ً‬
‫فرضا مسح‬
‫بعد لبسه غير حدثه الدائم قبل أن يصلي بوضوء اللبس ً‬
‫لفريضة فقط ولنوافل‪ .‬وإن أحدث وقد صلى بوضوء اللبس‬
‫فرضا لم يمسح إال لنفل فقط ألن مسحه مرتب على طهره‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬
‫ال يفيد أكثر من ذلك‪ ،‬فإن أراد فريضة أخرى وجب نزع الخف‬
‫والطهر الكامل ألنه محدث بالنسبة إلى ما زاد على فريضة ونوافل‪،‬‬
‫فكأنه لبس على حدث حقيقة فإن طهره ال يرفع الحدث على المذهب‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ِ‬ ‫ين ي ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الح َض ِر ُث َّم َسا َف َر َأو َم َ‬
‫سح‬ ‫ين َفإِن َم َ‬
‫سح في َ‬ ‫بس الخُ َّف ِ‬
‫ث َبعدَ ُل ِ‬
‫حد ُ‬ ‫المدَّ ة من ح ِ ُ‬ ‫وابتدَ ُاء ُ‬
‫سح ُم ِقيمٍ‪..................................................... ،‬‬ ‫الس َف ِر ُث َّم َأ َقا َم؛ َأت ََّم َم َ‬
‫في َّ‬
‫ِ‬

‫ابتداء مدة المسح‬


‫(وابتداء المدة) للمسح في حق المقيم والمسافر (من حين) انقضاء الزمن الذي (يحدث) فيه‬
‫(بعد لبس الخفين) ألن وقت جواز المسح يدخل بذلك‪ ،‬فاعتبرت مدته منه فإذا أحدث ولم‬
‫لبسا على طهارة‪ ،‬أو لم يحدث لم‬‫يمسح حتى انقضت المدة لم يجز المسح حتى يستأنف ً‬
‫شهرا ً‬
‫مثل ألنها عبادة مؤقتة فكان ابتداء وقتها من حين جواز فعلها‬ ‫تحسب المدة‪ ،‬ولو بقي ً‬

‫كتاب الطهارة‬
‫كالصالة‪ ،‬وعلم مما تقرر أن المدة ال تحسب من ابتداء الحدث؛ ألنه وشمل إطالقهم الحدث‬
‫بالنوم واللمس والمس وهو كذلك‪.‬‬
‫ (فإن مسح) بعد الحدث المقيم (في الحضر) على خفيه (ثم سافر) سفر قصر (أو مسح)‬
‫المسافر على خفيه (في السفر ثم أقام) قبل استيفاء مدة المقيم (أتم) كل منهما (مسح مقيم)‬
‫تغلي ًبا للحضر ألصالته‪ ،‬فيقتصر في األول على مدة حضر‪ ،‬وكذا في الثاني إن أقام قبل مدته‬
‫ً‬
‫حالل‪ ،‬ألن الخف تستوفى به الرخصة ال أنه المجوز‬ ‫كما مر‪ ،‬وال يشترط في الخف أن يكون‬
‫للرخصة‪ ،‬بخالف منع القصر في سفر المعصية إذ المجوز له السفر‪ ،‬فيكفي المسح على‬
‫المغصوب كالتيمم بتراب مغصوب‪.‬‬

‫حكم المسح على الجرموق‬


‫قوي‪ ،‬ضعي ًفا كان أو قو ًيا‪-‬‬
‫وال يجزئ المسح على جرموق وهو خف فوق خف‪-‬إن كان فوق ّ‬
‫لورود الرخصة في الخف لعموم الحاجة إليه‪ ،‬والجرموق ال تعم الحاجة إليه‪ ،‬فإن كان فوق‬
‫ضعيف كفى إن كان قو ًيا‪ ،‬ألنه الخف واألسفل كاللفافة‪.‬‬

‫كيفية المسح والمجزئ فيه‬


‫وسن مسح أعاله وأسفله وعقبه وحرفه خطو ًطا‪:‬‬
‫ثم يمر اليمنى إلى آخر ساقه واليسرى إلى‬ ‫بأن يضع يده اليسرى‬
‫مفرجا بين أصابع‬
‫ً‬ ‫أطراف األصابع من تحت‬ ‫تحت العقب واليمنى‬
‫يديه‪ ،‬فاستيعابه بالمسح خالف األولى‪.‬‬ ‫على ظهر األصابع‪،‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪66‬‬
‫وما ُي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب الغ َ‬
‫ُسل‪.‬‬ ‫وج ُ‬ ‫المدَّ ة َ‬ ‫الم ْس ُح بِ َث َل َثة َأ ْش َي َ‬
‫اء بِخَ ْلع ِه َما‪َ ،‬وانق َضاء ُ‬ ‫و َيب ُط ُل َ‬
‫ ويكره تكراره وغسل الخف ويكفي مسمى مسح كمسح الرأس في محل الفرض بظاهر‬
‫أعلى الخف ال بأسفله وباطنه وعقبه وحرفه‪ ،‬إذ لم يرد االقتصار على شيء منها كما ورد‬
‫االقتصار على األعلى‪ ،‬فيقتصر عليه وقو ًفا على محل الرخصة‪ ،‬ولو وضع يده المبتلة عليه ولم‬
‫حضرا‬
‫ً‬ ‫يمرها أو قطر عليه أجزأه‪ ،‬وال مسح لشاك في بقاء المدة كأن نسي ابتداءها‪ ،‬أو أنه مسح‬
‫سفرا ألن المسح رخصة بشروط منها المدة‪ ،‬فإذا شك فيها رجع لألصل وهو الغسل‪.‬‬ ‫أو ً‬

‫مبطالت المسح‬
‫كتاب الطهارة‬

‫(ويبطل) حكم (المسح) في حق البس الخف (بثالثة أشياء)‪:‬‬

‫األول‬
‫(بخلعهما) أو أحدهما أو بظهور بعض الرجل‪.‬‬

‫(و) الثاني‬
‫(انقضاء المدة) المحدودة في حقهما‪ ،‬فليس ألحدهما أن يصلي بعد انقضاء مدته وهو‬
‫بطهر المسح في الحالين‪.‬‬

‫(و) الثالث‬
‫(ما يوجب الغسل) من جنابة أو حيض أو نفاس أو والدة فينزع ويتطهر ثم يلبس‪ ،‬حتى لو‬
‫البسا ال يمسح بقية المدة كما اقتضاه كالم الرافعي‪ ،‬وذلك لخبر صفوان قال‪« :‬كان‬ ‫اغتسل ً‬
‫ننزع خفا َفنا ثالث َة أيا ٍم ولياليه َّن إال ِم ْن‬
‫سفرا‪-‬أال َ‬
‫رسول اﷲ ‪ ‬يأمرنا إذا كنا مسافرين‪-‬أو ً‬
‫َابة»(‪ ،)١‬وقيس بالجنابة ما في معناها وألن ذلك ال يتكرر تكرار الحدث األصغر‪ ،‬وفارق‬ ‫جن ٍ‬
‫َ‬
‫ثم‬‫مسحا بأعلى ساتر لحاجة موضوعة على طهر بأن الحاجة ّ‬ ‫ً‬ ‫الجبيرة مع أن في كل منهما‬
‫أشد والنزع أشق‪ .‬ومن فسد خفه أو ظهر شيء مما ستر به من رجل ولفافة وغيرهما أو‬
‫انقضت المدة وهو بطهر المسح في الثالث لزمه غسل قدميه فقط لبطالن طهرهما دون‬
‫غيرهما بذلك‪.‬‬

‫***‬
‫‪67‬‬ ‫(‪ )١‬رواه الترمذي وغيره وصححوه‪.‬‬
‫المختار من اإلقناع‬
‫أسئلة على باب المسح على الخفين‬

‫س ‪ :١‬ما حكم المسح على الخفين؟ وما دليله؟ وما شروط المسح؟ وما حقيقة‬
‫الستر على الخفين؟ وما مدة المسح؟ وما الذي يستبيحه دائم الحدث‬
‫بالمسح؟ ومتى تبدأ مدة المسح؟ وما كيفية المسح؟ وما المجزئ فيه؟ وما‬
‫مبطالت المسح؟‬

‫كتاب الطهارة‬
‫س ‪ :٢‬ضع عالمة (✓) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (✗) أمام العبارة الخطأ ثم‬
‫صوب الخطأ‪:‬‬
‫‌أ إن مسح خف رجل وغسل األخرى ‪ -‬صح الوضوء‪.‬‬ ‫ ‬

‫ ب إن مسح على الخفين في الغسل ‪ -‬ال يصح الغسل‪.‬‬

‫ ج إن غسل ً‬
‫رجل ثم أدخلها في الخف ثم غسل األخرى ثم أدخلها‬
‫في الخف ‪ -‬ال يصح المسح‪.‬‬

‫د شك في بقاء المدة كأن نسي ابتداءها ثم مسح على الخفين ‪-‬‬ ‫ ‬


‫يجزئ المسح‪.‬‬

‫بم توجه الفرق في الحكم بين كل من‪:‬‬ ‫س ‪:3‬‬

‫الساتر في الخفين ‪ -‬الساتر للعورة‪.‬‬ ‫ ‬

‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪68‬‬
‫فصل في التيمم‬

‫اء‪ُ :‬وجو ُد ال ُع ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ذر ‪..............................................‬‬ ‫وش َرائ ُط ال َّت َي ُّم ِم َخمس ُة َأش َي َ‬

‫فصل في التيمم‬
‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫إيصال التراب إلى الوجه‬ ‫القصد يقال‪ :‬تيممت فالنًا ويممته وتأممته وأممته‬
‫كتاب الطهارة‬

‫واليدين بشرائط مخصوصة‪.‬‬ ‫أي قصدته‪ .‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)١‬‬

‫وخصت به هذه األمة واألكثرون على أنه فرض سنة ست من الهجرة‪ ،‬وهو رخصة على األصح‪،‬‬
‫وأجمعوا على أنه مختص بالوجه واليدين وإن كان الحدث أكبر‪ .‬واألصل فيه قبل اإلجماع‬
‫قوله تعالى‪:‬‬

‫«جع َلت لنا األرض ك ُّلها مسجدً ا‬


‫طهورا وخبر مسلم‪ُ :‬‬
‫ً‬ ‫(‪ ،)٢‬أي ترا ًبا‬
‫وتربتُها َط ُه ً‬
‫ورا»‪.‬‬
‫(وشرائط التيمم) جمع شريطة كما قاله الجوهري (خمسة أشياء) والمعدود في كالمه‬ ‫ ‬
‫ستة كما ستعرفه‪.‬‬

‫(وجود العذر) وهو العجز عن استعمال الماء‪.‬‬ ‫األول‬

‫(‪ ) ١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٦٧ :‬‬


‫‪69‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬
‫المختار من اإلقناع‬
‫بِ َس َف ٍر ‪............................................................................‬‬

‫أسباب العجز عن استعمال الماء المبيح للتيمم‬


‫وللعجز ثالثة أسباب‪:‬‬
‫أحدها‬
‫فقده (ب) سبب (سفر)‪:‬‬
‫الحالة األولى‬
‫ٍ‬

‫كتاب الطهارة‬
‫حينئذ بال طلب‪ ،‬إذ ال فائدة فيه سواء‬ ‫أن يتيقن عدم الماء فيتيمم‬
‫مسافرا أم ال‪ .‬وفقده في السفر جرى على الغالب‪.‬‬
‫ً‬ ‫أكان‬

‫الحالة الرابعة‬ ‫الحالة الثانية‬


‫أن يكون الماء في حد البعد(‪ )٢‬فيتيمم‬ ‫جوز‬
‫أن ال يتيقن العدم‪ ،‬بل ّ‬
‫وال يجب قصد الماء لبعده‪ ،‬فلو تيقنه‬ ‫وجوده وعدمه‪ ،‬فيجب عليه‬
‫آخر الوقت‪ ،‬فانتظاره أفضل من تعجيل‬ ‫وللمسافر أربعة‬ ‫طلبه في الوقت قبل التيمم ولو‬
‫التيمم ألن فضيلة الصالة بالوضوء‬ ‫أحوال‬ ‫جوزه فيه من‬ ‫بمأذونه(‪ )١‬مما ّ‬
‫ولو آخر الوقت أبلغ منها بالتيمم أوله‪،‬‬ ‫رحله ورفقته المنسوبين إليه‪.‬‬
‫وإن ظنه أو ظن أو تيقن عدمه أو شك‬ ‫ويستوعبهم كأن ينادي فيهم‪:‬‬
‫فيه آخر الوقت‪ ،‬فتعجيل التيمم أفضل‬ ‫من معه ماء يجود به‪ ،‬ثم إن لم‬
‫لتحقق فضيلته دون فضيلة الوضوء‪.‬‬ ‫يجد الماء في ذلك نظر حواليه‬
‫ً‬
‫وشمال وأما ًما وخل ًفا إلى‬ ‫يمينًا‬
‫الحالة الثالثة‬ ‫حد يلحقه فيه غوث رفقته إذا‬
‫أن يعلم ماء بمحل يصله من يحتطب ونحوه وهذا فوق حد‬ ‫استغاث بهم فيه‪ ،‬فإن لم يجد‬
‫الغوث المتقدم ويسمى حد القرب‪ ،‬فيجب طلبه منه إن أمن‬ ‫ماء تيمم لظن فقده‪.‬‬
‫انقطاع عن رفقة وخروج وقت‪ ،‬وإال فال يجب طلبه بخالف‬
‫من معه ماء ولو توضأ به خرج الوقت‪ ،‬فإنه ال يتيمم ألنه‬
‫واجد للماء‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬مأذونه‪ :‬من يأذن في طلبه الماء ألجله‪.‬‬


‫(‪ )٢‬حد البعد‪ :‬ما زاد عن حد القرب السابق‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪70‬‬
‫اء‪ ،‬و َتع ُّذر استِ ِ ِ‬
‫قت الص َل ِة‪ ،‬و َط َلب الم ِ‬
‫ول و ِ‬ ‫َأو َم َر ٍ‬
‫ب‪،‬‬ ‫عماله وإِ َ‬
‫عوا ُز ُه َبعدَ ال َّط َل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ض‪ ،‬و ُد ُخ ُ َ‬
‫اه ُر ا َّل ِذي َله ُغ َب ٌار‪............................................................‬‬ ‫والتُّراب ال َّط ِ‬
‫َ َ ُ‬

‫السبب الثاني‬
‫خوف محذور من استعمال الماء بسبب بطء برء (أو مرض) أو زيادة ألم أو شين فاحش‬
‫في عضو ظاهر للعذر‪ ،‬ولآلية السابقة‪ .‬والشين األثر المستكره من تغير لون أو نحول(‪،)١‬‬
‫والظاهر ما يبدو عند المهنة غال ًبا كالوجه واليدين‪.‬‬

‫السبب الثالث‬
‫كتاب الطهارة‬

‫حاجته إليه لعطش حيوان محترم ولو كانت حاجته إليه لذلك في المستقبل صونًا للروح أو‬
‫غيرها من التلف‪ ،‬فيتيمم مع وجوده‪.‬‬

‫فرضا كان أو ً‬
‫نفل قبل وقته‪ ،‬ألن‬ ‫(دخول وقت الصالة) فال يتيمم لوقت ً‬
‫التيمم طهارة ضرورة وال ضرورة قبل الوقت بل يتيمم له فيه‪ ،‬ويتيمم‬ ‫(و) الشيء‬
‫للنفل المطلق في كل وقت أراده إال وقت الكراهة إذا أراد إيقاع الصالة‬ ‫الثاني‬
‫فيه‪ ،‬ويشترط العلم بالوقت‪ .‬فلو تيمم شاكًا فيه لم يصح وإن صادفه‪.‬‬
‫(و) الشيء‬
‫(طلب الماء) بعد دخول الوقت بنفسه أو بمأذونه كما مر‪.‬‬
‫الثالث‬
‫(تعذر استعماله) شر ًعا‪ ،‬فلو وجد خابية(‪ )٢‬مسبلة(‪ )٣‬بطريق لم يجز له الوضوء‬ ‫(و) الشيء‬
‫عدو‪ ،‬ومن صور التعذر خوفه‬ ‫حسا كأن يحول بينه وبينه سبع أو ّ‬ ‫منها‪ ،‬أو ً‬ ‫الرابع‬
‫سار ًقا أو انقطا ًعا عن رفقة‪.‬‬
‫(و) الشيء (إعوازه) أي الماء أي احتياجه إليه (بعد الطلب) لعطشه أو عطش حيوان‬
‫مر وهو ما ال يباح قتله‪.‬‬
‫الخامس محترم كما ّ‬

‫(‪ )4‬أي‬ ‫(و) الشيء (التراب الطاهر الذي له غبار) قال تعالى‪:‬‬
‫طاهرا كما فسره ابن عباس وغيره‪.‬‬
‫ً‬ ‫السادس ترا ًبا‬

‫نحول‪ :‬ضعف‪.‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫وعاء الماء الذي يحفظ فيه‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫على هيئة سبيل للشرب‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫‪71‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬ ‫(‪ )4‬‬
‫َفإِن َخا َل َط ُه ِج ٌّص َأو َر ْم ٌل َلم ُي ِ‬
‫جز‪.‬‬

‫ والمراد بالطاهر الطهور فال يجوز بالمتنجس وال بما ال غبار له وال بالمستعمل‪ ،‬وهو‬
‫ما بقي بعضوه أو تناثر منه حالة التيمم كالمتقاطر من الماء‪ ،‬وخرج بالتراب النورة والزرنيخ‬
‫وسحاقة الخزف ونحو ذلك‪.‬‬

‫ (فإن خالطه) أي التراب الطهور (جص) بكسر الجيم وفتحها‪ ،‬وهو الذي تسميه العامة‬
‫الجبس أو دقيق أو نحوه‪( .‬أو) اختلط به (رمل) ناعم يلصق بالعضو (لم يجز) التيمم به‪ ،‬وإن‬

‫كتاب الطهارة‬
‫قل الخليط ألن ذلك يمنع وصول التراب إلى العضو‪ ،‬أما الرمل الذي ال يلصق بالعضو فإنه‬
‫صالحا‬
‫ً‬ ‫يجوز التيمم به إذا كان له غبار‪ ،‬ألنه من طبقات األرض والتراب جنس له‪ ،‬ولو وجد ماء‬
‫للغسل ال يكفيه وجب استعماله في بعض أعضائه مرت ًبا إن كان حدثه أصغر‪ ،‬أو مطل ًقا إن كان‬
‫بأمر فأتُوا ِمنْ ُه َما استَطعتُم»‬
‫غيره كما يفعل من يغسل كل بدنه لخبر الصحيحين‪« :‬إذا أمرتُكم ٍ‬
‫(‪.)1‬‬ ‫ويكون استعماله قبل التيمم عن الباقي لقوله تعالى‪:‬‬
‫وهذا واجد له‪ ،‬أما ما ال يصلح للغسل كثلج أو برد ال يذوبان‪ ،‬فاألصح القطع بأنه ال يجب‬
‫مسح الرأس به‪ ،‬إذ ال يمكن ههنا تقديم مسح الرأس ومن به نجاسة ووجد ما يغسل به بعضها‬
‫وجب عليه للحديث المتقدم‪ ،‬أو وجد ماء وعليه حدث أصغر أو أكبر‪ ،‬وعلى بدنه نجاسة وال‬
‫يكفي إال ألحدهما تعين للنجاسة‪ ،‬ألن إزالتها ال بدل لها‪ ،‬بخالف الوضوء والغسل‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ ويشترط قصد التراب لقوله تعالى‪:‬‬
‫أي اقصدوه فلو سفته ريح على عضو من أعضاء التيمم فردده عليه ونوى‬
‫لم يكف‪ ،‬وإن قصد بوقوفه في مهب الريح التيمم النتفاء القصد من جهته‬
‫بانتفاء النقل المحقق له‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬


‫(‪ )2‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪72‬‬
‫ِ‬
‫و َف َرائ ُض ُه َأر َب َع ُة َأش َي َ‬
‫اء‪ :‬النِّـ َّيـ ُة‪.................................................... ،‬‬

‫فرائض التيمم‬
‫(وفرائضه)‪ :‬أي التيمم جمع فريضة أي أركانه هنا‪( :‬أربعة أشياء) بل خمسة‪:‬‬
‫فرائض للتيمم‬

‫مسح الوجه‬ ‫‪3‬‬ ‫النية‬ ‫‪2‬‬ ‫التراب‬ ‫‪1‬‬


‫كتاب الطهارة‬

‫الترتيب‬ ‫‪5‬‬ ‫مسح اليدين مع المرفقين‬ ‫‪4‬‬

‫وهو الذي أسقطه المصنف هنا نقل التراب إلى العضو الممسوح بنفسه‬ ‫الركن األول‬
‫أو بمأذونه كما مر‪ ،‬فلو كان على العضو تراب فردده عليه من جانب إلى‬
‫جانب لم يكف‪ ،‬وإنما صرحوا بالقصد مع أن النقل المقرون بالنية متضمن‬
‫له رعاية للفظ اآلية‪.‬‬

‫مراتب النية وكيفيتها‬

‫وهو األول في كالم المصنف‪( :‬النية) أي نية استباحة الصالة أو نحوها‬


‫والركن الثاني‬
‫مما تفتقر استباحته إلى طهارة كطواف وحمل مصحف وسجود تالوة‪،‬‬
‫ولو تيمم بنية االستباحة ظنًّا أن حدثه أصغر فبان أكبر أو عكسه‪-‬صح‪ ،‬ألن‬
‫موجبهما واحد وإن تعمد لم يصح لتالعبه‪ ،‬ولو أجنب في سفره ونسي‬
‫وكان يتيمم وقتًا ويتوضأ وقتًا أعاد صلوات الوضوء فقط لما مر‪ ،‬وال يكفي‬
‫نية رفع حدث أصغر أو أكبر أو الطهارة عن أحدهما‪ ،‬ألن التيمم ال يرفعه‪.‬‬

‫ما يباح للمتيمم بنية االستباحة‬


‫فرضا فقط فله النفل‬ ‫وأما ما يباح له بنيته فإن نوى استباحة فرض ونفل أبيحا له ً‬
‫عمل بنيته أو ً‬
‫نفل فقط‪ ،‬أو نوى‬‫معه‪ ،‬ألن النفل تابع له‪ .‬فإذا صلحت طهارته لألصل فللتابع أولى أو ً‬
‫الصالة وأطلق صلى به النفل وال يصلي به الفرض‪ ،‬أما في األولى فألن الفرض أصل والنفل‬
‫‪73‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ِ‬ ‫ين مع ِ‬
‫المر َف َق ِ‬ ‫ِ‬
‫يب‪.‬‬
‫ين‪َ ،‬والتَّرت ُ‬ ‫سح ال َيدَ ِ َ َ‬
‫وم ُ‬
‫الوجه‪َ ،‬‬
‫سح َ‬‫وم ُ‬
‫َ‬

‫فقياسا على ما لو أحرم بالصالة فإن‬


‫ً‬ ‫مر‪ ،‬فال يجعل المتبوع تاب ًعا‪ ،‬وأما في الثانية‬
‫تابع كما ّ‬
‫نفل‪ ،‬ولو نوى بتيممه حمل المصحف أو سجود التالوة أو الشكر أو نوى نحو‬ ‫صالته تنعقد ً‬
‫الجنب االعتكاف أو قراءة القرآن أو الحائض استباحة الوطء كان ذلك كله كنية النفل في أنه‬
‫أيضا‪ ،‬ألن النافلة آكد من ذلك‪ ،‬وظاهر كالمهم أن‬ ‫ال يستبيح به الفرض وال يستبيح به النفل ً‬
‫ما ذكر في مرتبة واحدة حتى إذا تيمم لواحد منها جاز له فعل البقية‪ ،‬ولو نوى بتيممه صالة‬
‫الجنازة فاألصح أنه كالتيمم للنفل‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫وهو الثاني في كالم المصنف (مسح الوجه) حتى ظاهر مسترسل لحيته‬ ‫(و) الركن الثالث‬
‫والمقبل من أنفه على شفتيه لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪.)١‬‬

‫وهو الثالث في كالم المصنف (مسح) كل (اليدين مع المرفقين)‬


‫(و) الركن الرابع‬
‫لآلية‪ ،‬ألن اﷲ تعالى أوجب طهارة األعضاء األربعة في الوضوء‬
‫في أول اآلية‪ ،‬ثم أسقط منها عضوين في التيمم في آخر اآلية‪ ،‬فبقي‬
‫العضوان في التيمم على ما ذكرا في الوضوء‪ ،‬إذ لو اختلفا لبينهما كذا‬
‫قاله الشافعي‪.‬‬

‫(و) الركن الخامس وهو الرابع في كالم المصنف (الترتيب) بين الوجه واليدين لما مر‬
‫في الوضوء‪ ،‬وال فرق في ذلك بين التيمم عن حدث أكبر أو أصغر أو‬
‫غسل مسنون أو وضوء مجدد أو غير ذلك مما يطلب له التيمم‪.‬‬

‫ وال يجب إيصال التراب إلى منبت الشعر الخفيف لما فيه من العسر‪ ،‬بخالف الوضوء‪،‬‬
‫بل وال يستحب‪ ،‬فالكثيف أولى‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة المائدة‪ :‬اآلية‪.٦ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪74‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َو َالةُ‪.‬‬
‫سرى‪َ ،‬و ُ‬
‫يم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ‬ ‫وسنَنُه َثال َث ُة َأش َي َ‬
‫اء‪ :‬التَّسمي ُة‪ ،‬وتَقد ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫للوجه‬ ‫ِ‬
‫ضربتان‪ :‬ضرب ٌة‬ ‫ ويجب مسح وجهه ويديه بضربتين لخبر الحاكم‪« :‬التيمم‬
‫مسح بإحدَ اهما وجهه وباألخرى‬
‫َ‬ ‫وضرب ٌة لليدين»‪ .‬وروى أبو داود‪ :‬أنه ‪ ‬تيمم بضربتين‬
‫ذراعيه‪ .‬وألن االستيعاب غال ًبا ال يتأتي بدونهما وال يتعين الضرب‪ ،‬فلو وضع يديه على‬
‫تراب ناعم وعلق بهما غبار كفى‪.‬‬

‫سنن التيمم‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ثم شرع في سنن التيمم فقال‪( :‬وسننه) أي التيمم (ثالثة أشياء) وفي بعض النسخ ثالث‬
‫خصال بل أكثر من ذلك كما ستعرفه‪:‬‬

‫األول‬
‫(التسمية) أوله كالوضوء والغسل ولو لمحدث حد ًثا أكبر‪.‬‬

‫(و) الثاني‬
‫(تقديم اليمنى) من اليدين (على اليسرى) منهما‪.‬‬

‫كل منهما طهارة عن حدث‪ ،‬وإذا‬ ‫(المواالة) كالوضوء ألن ً‬ ‫(و) الثالث‬
‫أيضا بتقديره ماء‪.‬‬
‫اعتبرنا هناك الجفاف اعتبرناها هنا ً‬

‫خروجا من خالف من أوجبها‪.‬‬


‫ً‬ ‫أيضا‪ :‬المواالة بين التيمم والصالة‬
‫ومن سننه ً‬ ‫ ‬
‫ ومن سننه‪ :‬البداءة بأعلى وجهه وتخفيف الغبار من كفيه أو ما يقوم مقامهما‪ ،‬وتفريق‬
‫أصابعه في أول الضربتين وتخليل أصابعه بعد مسح اليدين‪ ،‬وأن ال يرفع اليد عن العضو قبل‬
‫خروجا من خالف من أوجبه‪.‬‬
‫ً‬ ‫تمام مسحه‬

‫***‬

‫‪75‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫الص َل ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الماء في َغ ِير َوقت َّ‬
‫ورؤ َي ُة َ‬ ‫الو ُض َ‬
‫وء‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫َّيم َم َثال َث ُة َأش َي َ‬
‫اء‪َ :‬ما ُيبط ُل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وا َّلذي ُيبط ُل الت ُّ‬
‫الر َّدةُ‪............................................................................... ،‬‬ ‫َو ِّ‬
‫مبطالت التيمم‬
‫ثم شرع في مبطالت التيمم فقال‪( :‬والذي يبطل التيمم) بعد صحته (ثالثة أشياء)‪:‬‬

‫مبطالت التيمم‬

‫كتاب الطهارة‬
‫الردة‬ ‫رؤية الماء‬ ‫ما أبطل الوضوء‬

‫الرسم البياني ‪ ١ ،٤‬مبطالت التيمم‬


‫األول‬
‫(ما) أي الذي (أبطل الوضوء) وتقدم بيانه في موضعه‪.‬‬
‫(و) الثاني‬
‫(رؤية الماء) الطهور (في غير وقت الصالة) وإن ضاق الوقت باإلجماع كما قاله ابن‬
‫المنذر‪ ،‬ولخبر أبي داود‪« :‬التراب كافيك ولو لم تجد الماء عشر حجج‪ ،‬فإذا وجدت الماء‬
‫فأمسه جلدك»(‪ ،)١‬وألنه لم يشرع في المقصود فصار كما لو رآه في أثناء التيمم‪ .‬ووجود‬
‫ثمن الماء عند إمكان شرائه كوجود الماء‪.‬‬
‫ فإن وجده في صالة ال يسقط قضاؤها بالتيمم بأن صلى في مكان يغلب فيه وجود‬
‫الماء بطل تيممه‪ ،‬إذ ال فائدة باالشتغال بالصالة ألنه ال بد من إعادتها‪ ،‬وإن أسقط التيمم‬
‫قضاءها لم يبطل تيممه ألنه شرع في المقصود‪ ،‬فكان كما لو وجد المكفر الرقبة بعد‬
‫الشروع في الصوم‪ ،‬وألن وجود الماء ليس حد ًثا لكنه مانع من ابتداء التيمم‪ ،‬وال فرق في‬
‫ذلك بين صالة الفرض‪ :‬كظهر وصالة جنازة‪ ،‬والنفل‪ :‬كعيد ووتر‪.‬‬

‫(و) الثالث‬
‫من المبطالت (الردة) والعياذ باﷲ تعالى منها بخالف الوضوء لقوته وضعف بدله‪ ،‬لكن‬
‫تبطل نيته فيجب تجديد نية الوضوء‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه الحاكم وصححه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪76‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َبائ ِر َي َ‬
‫مس ُح َع َل َيها َو َي َت َي َّم ُم‪..............................................،‬‬ ‫ب َ‬ ‫وصاح ُ‬
‫َ‬

‫الجبيرة وحكمها‬

‫(وصاحب الجبائر) جمع جبيرة وهي خشبة‪ :‬أو نحوها كقصبة(‪ )١‬توضع على‬
‫الكسر ويشد عليها لينجبر الكسر (يمسح) بالماء (عليها) حيث عسر نزعها‬
‫لخوف محذور مما تقدم‪ ،‬وكذا اللصوق(‪ )٢‬بفتح الالم والشقوق التي في الرجل‬
‫إذا احتاج إلى تقطير شيء فيها يمنع من وصول الماء‪،‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ً‬
‫استعمال له ما أمكن بخالف التراب ال يجب مسحها به‪،‬‬ ‫ويجب مسح كلها بالماء‬
‫وال يقدر المسح بمدة بل له االستدامة إلى االندمال(‪ )٣‬ألنه لم يرد فيه تأقيت‪،‬‬
‫وألن الساتر ال ينزع للجنابة بخالف الخف فيهما‪ ،‬ويمسح الجنب ونحوه متى‬
‫شاء والمحدث وقت غسل عليله‪ ،‬ويشترط في الساتر ليكفي ما ذكر أن ال يأخذ‬
‫من الصحيح إال ما ال بد منه لالستمساك‪،‬‬

‫ويجب غسل الصحيح ألنها طهارة ضرورة فاعتبر اإلتيان فيها بأقصى الممكن‬
‫(ويتيمم) وجو ًبا لما رواه أبو داود والدارقطني بإسناد كل رجاله ثقات عن جابر‬
‫في المشجوج الذي احتلم واغتسل فدخل الماء شجته فمات‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ويغسل سائر‬ ‫عليها‬ ‫يتيمم َويعصب على ر ْأسه خرق ًة ثم َي ُ‬
‫مسح َ‬ ‫َ‬ ‫يكفيه أن‬ ‫«إنَّما َ‬
‫كان‬
‫َج َس ِده» والتيمم بدل عن غسل العضو العليل‪ ،‬ومسح الساتر بدل عن غسل ما‬
‫تحت أطرافه من الصحيح‪.‬‬

‫الصورة ‪ ١،١٨‬الجبيرة‬ ‫(‪ ) ١‬نبات ساقه أنابيب يسمى في مصر الغاب البلدي‪.‬‬
‫(‪ )٢‬اللصوق‪ :‬ما يلصق بالجرح من خرقة أو قطنة أو نحو ذلك‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٣‬اإلندمال‪ :‬دمل جرحه ً‬
‫دمل برئ‪.‬‬
‫ول إِ َعا َد َة َع َل ِيه إِن ك َ‬
‫َان َو َض َع َها َع َلى ُط ْه ٍر ‪......................................‬‬ ‫و ُي َص ِّلي َ‬

‫وإذا امتنع وجوب استعمال الماء في عضو من محل الطهارة لنحو مرض أو جرح ولم‬
‫يكن عليه ساتر وجب التيمم لئال يبقى موضع العلة بال طهارة‪ ،‬فيمر التراب ما أمكن‬
‫على موضع العلة إن كانت بمحل التيمم‪ ،‬ويجب غسل الصحيح بقدر اإلمكان لما رواه‬
‫أبو داود وابن حبان في حديث عمرو بن العاص في رواية لهما‪« :‬أنه غسل معاطفه‬
‫وتوضأ وضوءه للصالة ثم صلى بهم»‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫قال البيهقي‪ :‬معناه أنه غسل ما أمكنه وتوضأ وتيمم للباقي‪ ،‬ويتلطف في غسل الصحيح‬
‫المجاور للعليل فيضع خرقة مبلولة بقربه ويتحامل عليها‪ ،‬ليغسل بالمتقاطر منها ما‬
‫حواليه من غير أن يسيل الماء إليه‪ ،‬فإن لم يقدر على ذلك بنفسه استعان ولو بأجرة‪ ،‬فإن‬
‫تعذر ففي المجموع أنه يقضي‪.‬‬

‫(ويصلي) صاحب الجبيرة إذا مسح عليها وغسل الصحيح وتيمم (وال إعادة عليه إن‬
‫كان وضعها على طهر) ألنه أولى من المسح على الخف للضرورة هنا‪ ،‬هذا إذا لم تكن‬
‫الجبيرة على محل التيمم‪ ،‬وإال وجب القضاء‪.‬‬

‫وإن وضعها على حدث سواء أكان في أعضاء‬


‫التيمم أم في غيرها من أعضاء الطهارة وجب‬
‫نزعها إن أمكن بال ضرر يبيح التيمم ألنه مسح‬
‫على ساتر‪ ،‬فاشترط فيه الوضع على طهر‬
‫الصورة ‪ 1،١٩‬اللصوق‬ ‫كالخف‪ ،‬فإن تعذر نزعه مسح وصلى وقضى‬
‫الفرائض لفوات شرط الوضع على طهارة فانتفى‬
‫حينئذ بالخف وكذا يجب القضاء إن‬‫ٍ‬ ‫تشبيهه‬
‫أمكنه النزع ولم يفعل‪ ،‬وكان وضعها على طهر‪.‬‬

‫الصورة ‪ 1،٢٠‬الجبيرة‬
‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪78‬‬
‫اء ِم َن النَّوافِل‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫وي َتيمم لِك ُِّل َف ِر َ ٍ‬
‫يضة‪ ،‬و ُي َص ِّلي بِ ُّ‬
‫تيم ٍم َواحد َما َش َ‬ ‫َ َ َّ ُ‬

‫ال يجمع فرضين بتيمم واحد‬


‫(ويتيمم) المعذور وجو ًبا (لكل فريضة) فال يصلي بتيمم غير فرض‪ ،‬ألن الوضوء كان لكل‬
‫(‪ )١‬والتيمم بدل عنه ثم نسخ ذلك في الوضوء‬ ‫فرض لقوله تعالى‪:‬‬
‫التيمم على ما كان عليه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وبقي‬
‫َ‬ ‫خمس َصلوات بوضوء واحد»‬
‫َ‬ ‫بأنه ‪« : ‬صلى يو َم ال َفتح‬
‫ولما روى البيهقي بإسناد صحيح عن ابن عمر قال‪« :‬يتيمم لكل صالة وإن لم يحدث» وألنه‬
‫كتاب الطهارة‬

‫طهارة ضرورة‪ .‬ومثل فرض الصالة في ذلك فرض الطواف وخطبة الجمعة‪ ،‬فيمتنع الجمع‬
‫بتيمم واحد بين طوافين مفروضين‪ ،‬وبين طواف فرض وفرض صالة‪ ،‬وبين صالة الجمعة‬
‫وخطبتها على ما رجحه الشيخان‪ ،‬وهو المعتمد‪ ،‬ألن الخطبة وإن كانت فرض كفاية إذ قيل‬
‫إنها قائمة مقام ركعتين‪.‬‬

‫تنبيه‬ ‫ (ويصلي بتيمم واحد ما شاء من النوافل) ألن النوافل‬


‫تكثر فيؤدي إيجاب التيمم لكل صالة منها إلى الترك أو إلى‬
‫على فاقد الطهورين وهما‬
‫حرج عظيم‪ ،‬فخفف في أمرها كما خفف بترك القيام فيها مع‬
‫الماء والتراب كمحبوس‬
‫القدرة وبترك القبلة في السفر‪ ،‬ولو صلى بالتيمم منفر ًدا أو في‬
‫بمحل ليس فيه واحد منهما‬
‫أن يصلي الفرض لحرمة‬ ‫جماعة ثم أراد إعادتها جماعة جاز ألن فرضه األولى‪.‬‬
‫الوقت ويعيد إذا وجد‬
‫أحدهما وخرج بالفرض‬
‫النفل فال يفعل‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٦:‬‬


‫‪79‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫أسئلة على باب التيمم‬

‫س ‪ :١‬ما التيمم؟ وما دليله؟ وما شروطه؟ وما أسباب العجز عن استعمال الماء‬
‫المبيح للتيمم؟ وما فرائض التيمم؟ وما الذي يباح للتيمم بنية االستباحة؟‬
‫و ما سنن التيمم؟ وهل يجوز الجمع بين فرضين بتيمم واحد؟ وما دليله؟‬

‫معلل أو ً‬
‫مدلل الختيارك‪:‬‬ ‫اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ً‬ ‫س ‪:٢‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫تيمم قبل دخول وقت الصالة‬ ‫(أ‌‌أ )‬
‫(تصح الصالة ‪ -‬ال تصح الصالة ‪ -‬تصح مع الكراهة)‪.‬‬ ‫ ‬

‫فقد الماء ثم وجد خابية مسبلة في طريق‬ ‫ ب‬


‫(يجوز له الوضوء منها ‪ -‬ال يجوز له الوضوء منها ‪ -‬يجوز مع الكراهة)‪.‬‬ ‫ ‬

‫تيمم بنية االستباحة ظانا أن حدثه أصغر فبان أكبر أو عكسه‪.‬‬ ‫ ج‬


‫(يجزئ ‪ -‬ال يجزئ ‪ -‬يكره)‪.‬‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫تقديم اليمنى على اليسرى‬ ‫ د‬


‫(واجب في التيمم ‪ -‬مكروه ‪ -‬مندوب)‪.‬‬ ‫ ‬

‫المواالة بين التيمم والصالة في حق دائم الحدث‬ ‫ ه‬


‫(واجب ‪ -‬مندوب ‪ -‬جائز)‪.‬‬ ‫ ‬

‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪80‬‬
‫فصل في إزالة النجاسة‬
‫ال واألَرو ِ‬
‫اث َو ِ‬ ‫المن ِ َّي‪ ،‬و َغ ُ‬
‫سل َجمي ِع األَ َبو ِ‬ ‫ين ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪... ،‬‬
‫اج ٌ‬ ‫َ‬ ‫َج ٌس إِ َّل َ‬ ‫السبِي َل ِ‬
‫وك ُُّل َمائ ٍع َخ َر َج من َّ‬

‫فصل في إزالة النجاسة‬


‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫مستقذر يمنع من صحة الصالة حيث ال مرخص‪.‬‬ ‫كل ما يستقذر‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫(وكل مائع خرج من) أحد (السبيلين) أي القبل والدبر‪ ،‬سواء أكان معتا ًدا كالبول والغائط أم‬
‫نادرا كالودي والمذي (نجس) سواء أكان ذلك من حيوان مأكول أم ال‪ .‬لألحاديث الدالة على‬ ‫ً‬
‫ذلك‪ ،‬فقد روى البخاري‪ ،‬أنه ‪ ‬لما جيء له بحجرين وروثة ليستنجي بهما فأخذ الحجرين‬
‫ورد الروثة وقال‪« :‬هذا ركس» والركس‪ :‬النجس وقوله ‪ ‬في حديث القبرين‪« :‬أما أحدُ هما‬
‫َ‬
‫فكان ال يستبرئ م َن البول»(‪ ،)١‬وقيس به سائر األبوال‪.‬‬

‫حكم المني وحكم البيض‬


‫(إال المني) فطاهر من جميع الحيوانات إال الكلب والخنزير وفرع أحدهما‪ :‬أما مني اآلدمي‬
‫ِ‬
‫تح ُّك المني م ْن ثوب ُ‬
‫رسول اﷲ ‪ ‬ثم يصلي فيه»(‪ ،)٢‬وأما مني‬ ‫كانت ُ‬
‫فلحديث عائشة ‪« :‬أنها ْ‬
‫غير اآلدمي فألنه أصل حيوان طاهر فأشبه مني اآلدمي‪ .‬ويستحب غسل المني كما في المجموع‪،‬‬
‫وخروجا من الخالف‪ .‬والبيض المأخوذ من حيوان طاهر ولو من غير‬ ‫ً‬ ‫لألخبار الصحيحة فيه‬
‫مأكول طاهر‪.‬‬
‫ وقوله‪( :‬وغسل جميع األبوال واألرواث واجب) أي‪ :‬من مأكول وغيره أراد به النجاسة‬
‫المتوسطة كالبول والغائط‪ ،‬بدليل ذكره النجاسة المخففة والمغلظة بعد ذلك‪ ،‬ويكفي غسل‬
‫يزل‬ ‫ٍ‬
‫مرات‪ ،‬فلم ْ‬ ‫سبع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والبول َ‬ ‫الجنابة‬ ‫والغسل من‬ ‫ذلك مرة لحديث‪« :‬كانت الصال ُة خمسي َن‬
‫ُ‬
‫والغسل من الجنابة مر ًة واحد ًة‬ ‫خمسا‬
‫ً‬ ‫التخفيف حتى ُج ِع َلت الصال ُة‬
‫َ‬ ‫رسول اﷲ ‪ُ ‬‬
‫يسأل اﷲ‬ ‫ُ‬
‫ومن البول مرة»‪ .‬رواه أبو داود ولم يضعفه‪ ،‬وأمره ‪ ‬بصب ذنوب على بول األعرابي‪ ،‬وذلك‬
‫في حكم غسلة واحدة‪ ،‬وهو حجة الوجوب‪.‬‬
‫(‪ ) ١‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )٢‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫تقسيم النجاسة إلى حكمية وعينية‬

‫أقسام النجاسة‬

‫‪ 1‬حكمية‬

‫كتاب الطهارة‬
‫فالحكمية كبول ّ‬
‫جف ولم يدرك له صفة‪ ،‬يكفي جري الماء عليها مرة واحدة‪.‬‬

‫‪ ٢‬وعينية‬
‫والعينية يجب إزالة صفاتها من طعم ولون وريح إال ما عسر زواله من لون أو‬
‫ريح وال تجب االستعانة في زوال األثر بغير الماء إال إن تعينت‪ .‬ويشترط ورود‬
‫الماء إن قل ال إن كثر على المحل لئال يتنجس الماء لو عكس فال يطهر المحل‪.‬‬
‫والغسالة القليلة المنفصلة بال تغير وبال زيادة وزن ‪ -‬بعد اعتبار ما يتشربه المحل‬
‫متصل‪ ،‬وقد فرض طهره‬‫ً‬ ‫وقد طهر المحل ‪ -‬طاهرة؛ ألن المنفصل بعض ما كان‬
‫خروجا‬
‫ً‬ ‫وال يشترط العصر إذ البلل بعض المنفصل وقد فرض طهره‪ ،‬ولكن يسن‬
‫أيضا‪ ،‬وإن انفصلت‬
‫من الخالف‪ ،‬فإن كانت كثيرة ولم تتغير أو لم تنفصل فطاهرة ً‬
‫متغيرة أو غير متغيرة ولم يطهر المحل فنجسة‪.‬‬

‫تنبيه‬
‫النجاسة على قسمين‪:‬‬
‫حكمية وعينية‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪82‬‬
‫ول يع َفى عن َش ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يء‬ ‫َ‬ ‫الصبِ ِّي ا َّلذي َلم َيأك ُِل ال َّط َعا َم؛ َفإِ َّن ُه َي ْط ُه ُر بِ َر ِّش َ‬
‫الماء َع َليه‪ُ َ ،‬‬ ‫ول َّ‬‫إال َب َ‬
‫ات إِ َّل ال َي ِس َير ِم َن الدَّ ِم وال َق ْيحِ ‪......................................... ،‬‬ ‫ِمن النَّجاس ِ‬
‫َ َ َ‬

‫أنواع النجاسة‬

‫‪ 1‬النجاسة المخففة وأحكامها‬

‫ثم شرع في حكم النجاسة المخففة فقال‪( :‬إال بول الصبي الذي لم يأكل الطعام) أي‬
‫كتاب الطهارة‬

‫للتغذي قبل مضي حولين (فإنه يطهر برش الماء عليه)(‪ )١‬بأن يرش عليه ما يعمه ويغمره بال‬
‫سيالن‪ ،‬بخالف الصبية‪ ،‬ال بد في بولها من الغسل على األصل‪ ،‬ويتحقق بالسيالن وذلك‬
‫لخبر الشيخين عن أم قيس‪ :‬أنها جاءت بابن لها صغير لم يأكل الطعام فأجلسه رسول اﷲ ‪‬‬
‫غسل ِمن‬‫في حجره فبال عليه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله‪ .‬ولخبر الترمذي وحسنه‪ُ « :‬ي َ‬
‫ويرش من ِ‬
‫بول الغال ِم»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الجارية ُّ‬ ‫ِ‬
‫بول‬
‫ وخرج بقيد التغذي تحنيكه بنحو تمر وتناوله نحو سفوف إلصالح فال يمنعان النضح‬
‫ٍ‬
‫حينئذ كالطعام كما نقل عن‬ ‫كما في المجموع‪ ،‬وبقبل مضي حولين ما بعدهما إذ الرضاع‬
‫النص وال بد في النضح من إزالة أوصافه كبقية النجاسات‪ ،‬وإنما سكتوا عن ذلك ألن‬
‫الغالب سهولة زوالها‪.‬‬

‫‪ 2‬النجاسات المعفو عنها‬

‫(وال يعفى عن شيء من النجاسات) كلها مما يدركه البصر (إال اليسير) في العرف (من‬
‫الدم والقيح)‪ ،‬سواء أكان من نفسه كأن انفصل منه ثم عاد إليه أو من غيره‪ ،‬غير دم الكلب‬
‫والخنزير‪ ،‬وفرع أحدهما‪ .‬أما دم نحو الكلب والخنزيز فال يعفى عن شيء منه لغلظه‪،‬‬
‫وكذا لو أخذ د ًما أجنب ًيا ولطخ به نفسه أي بدنه أو ثوبه‪ ،‬فإنه ال يعفى عن شيء منه لتعديه‬
‫بذلك‪ ،‬فإن التضمخ بالنجاسة حرام‪ ،‬وأما دم الشخص نفسه الذي لم ينفصل كدم الدماميل‬
‫والقروح وموضع الفصد والحجامة فيعفى عن قليله وكثيره انتشر بعرق أم ال‪ ،‬ويعفى عن‬
‫دم البراغيث والقمل والبق وما يخرج من الذباب‪ ،‬ألن ذلك مما تعم به البلوى ويشق‬
‫االحتراز عنه‪.‬‬

‫(‪ )١‬وهذا ما ذهب إليه بعض الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة‪.‬‬


‫‪83‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ات فِ ِيه َفإِ َّن ُه َل ُين َِّج ُس ُه‪.‬‬
‫وم َ‬ ‫وما َل َن ْفس َله سائِ َل ٌة إِ َذا وقع فِي ا ِ ِ‬
‫إلنَاء َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ِه َما‪.‬‬
‫والخ ِنزير وما تَو َّلدَ ِمنْهما أو ِمن َأ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َلب‬ ‫ِ‬
‫ان ك ُّله َطاه ٌر إِ َّل الك َ‬ ‫والح َيو ُ‬
‫َ‬

‫ (وما) أي ويعفى عن الذي (ال نفس له سائلة) من الحيوانات عند شق عضو منها‪ :‬كالذباب‬
‫والقمل والبراغيث ونحو ذلك (إذا وقع في اإلناء) الذي فيه مائع (ومات فيه فإنه ال ينجسه)‬
‫وقع‬
‫أي المائع بشرط أن ال يطرحه طارح ولم يغيره لمشقة االحتراز عنه‪ ،‬ولخبر البخاري‪« :‬إذا َ‬
‫فإن في ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أحد جناحيه دا ًء»‪ .‬أي وهو اليسار كما‬ ‫شراب أحدكم فليغمس ُه ك َّله َّ‬
‫ثم لينز ْعه َّ‬ ‫الذباب في‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بجناحه الذي فيه الدا ُء» وقد يفضي غمسه إلى‬ ‫ِ‬
‫اآلخر شفا ًء» زاد أبو داود‪« :‬وإنه َيتقي‬ ‫قيل «وفي‬

‫كتاب الطهارة‬
‫موته فلو نجس المائع لما أمر به‪ ،‬وقيس بالذباب ما في معناه من كل ميتة ال يسيل دمها‪ ،‬فإن‬
‫غيرته الميتة لكثرتها أو طرحت فيه بعد موتها قصدً ا تنجس جز ًما‪.‬‬
‫ ثم اعلم أن األعيان جماد وحيوان‪( ،‬أ) فالجماد كله طاهر ألنه خلق لمنافع العباد ولو من‬
‫(‪ )١‬وإنما يحصل االنتفاع‬ ‫بعض الوجوه قال تعالى‪:‬‬
‫أو يكمل بالطهارة إال ما نص الشارع على نجاسته‪ ،‬وهو المسكر المائع‪( ،‬ب) وكذلك الحيوان‬
‫أيضا‪ ،‬وقد نبه على ذلك بقوله‪( :‬والحيوان كله طاهر)‬ ‫كله طاهر لما مر إال ما استثناه الشارع ً‬
‫أحدكم إذا َ‬
‫ولغ فيه‬ ‫أي طاهر العين حال حياته (إال الكلب) ولو معلما لخبر مسلم‪« :‬طهور ِ‬
‫إناء ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫بالتراب» وجه الداللة‬ ‫ٍ‬
‫مرات أوالهن‬ ‫الكلب أن يغس َله سبع‬
‫ُ‬
‫أن الطهارة إما لحدث أو خبث أو تكرمة وال حدث على‬
‫اإلناء وال تكرمة‪ ،‬فتعينت طهارة الخبث فثبتت نجاسة فمه‬
‫وهو أطيب أجزائه‪ ،‬بل هو أطيب الحيوانات نكهة لكثرة‬
‫ما يلهث فبقيتها أولى‪.‬‬
‫ (والخنزير) بكسر الخاء المعجمة ألنه أسوأ ً‬
‫حال‬
‫من الكلب ألنه ال يقتنى بحال‪( .‬وما تولد منهما) أي من‬
‫جنس كل منهما (أو من أحدهما) مع اآلخر أو مع غيره‬
‫من الحيوانات الطاهرة تغلي ًبا للنجاسة لتولده منهما‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٩ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪84‬‬
‫الج َرا َد َواآل َد ِم َّي‪.‬‬ ‫الس َم َ‬
‫ك َو َ‬ ‫المي َت ُة ك ُّلها ن ِ‬
‫َج َس ٌة إِ َّل َّ‬ ‫َو َ‬

‫حكم الميتة‬

‫(والميتة) وهي ما زالت حياتها ال بذكاة شرعية‪ ،‬كذبيحة المجوسي وما ذبح بالعظم‬
‫وغير المأكول إذا ذبح (كلها نجسة) بالموت وإن لم يسل دمها لحرمة تناولها قال تعالى‪:‬‬
‫(‪ )١‬وتحريم ما ليس بمحترم وال ضرر فيه يدل على نجاسته‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫وخرج بالتعريف المذكور الجنين‪ ،‬فإن ذكاته بذكاة أمه والصيد الذي لم تدرك ذكاته‪،‬‬
‫والمتردى إذا ماتا بالسهم ودخل في نجاسة الميتة جميع أجزائها‪ :‬من عظم وشعر‬
‫كل منها تحله الحياة ودخل في ذلك ميتة نحو دود‬ ‫وصوف ووبر وغير ذلك؛ ألن ً‬
‫خل وتفاح‪ ،‬فإنها نجسة‪ ،‬ولكن ال تنجسه لعسر االحتراز عنها‪.‬‬

‫«أحلت لنا‬‫ْ‬ ‫(إال) ميتة (السمك و) ميتة (الجراد) فطاهرتان باإلجماع‪ ،‬ولقوله ‪:‬‬
‫«ه َو ال َّط ُه ُ‬
‫ور‬ ‫ُ‬
‫والطحال»‪ .‬وقوله ‪ ‬في البحر‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫السمك والجرا ُد والكبدُ‬ ‫ميتتان ودمان‪:‬‬
‫يسم سمكًا‬ ‫ماؤ ُه ُّ‬
‫الحل ميت ُت ُه»‪ .‬والمراد بالسمك‪ :‬كل ما أكل من حيوان البحر‪ ،‬وإن لم ّ‬ ‫ُ‬
‫كما سيأتي إن شاء اﷲ تعالى في األطعمة‪ ،‬والجراد‪ :‬اسم جنس واحدته جرادة يطلق‬
‫على الذكر واألنثى‪.‬‬

‫(‪ )٢‬وقضية‬ ‫(و) إال ميتة (اآلدمي) فإنها طاهرة لقوله تعالى‪:‬‬
‫التكريم أن ال يحكم بنجاسته بالموت وسواء المسلم وغيره‪ ،‬وأما قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٣‬فالمراد به نجاسة االعتقاد أو اجتنابهم كالنجس‪ ،‬ال نجاسة‬
‫نجسا ألوجبنا على غاسله غسل ما أصابه‪ .‬وأما خبر الحاكم‪« :‬ال تنجسوا‬
‫األبدان ولو كان ً‬
‫ينجس ح ًيا وال ميتًا» فجرى على الغالب‪ ،‬وألنه لو تنجس بالموت‬
‫ُ‬ ‫المسلم ال‬
‫َ‬ ‫موتاكم فإن‬
‫لكان نجس العين كسائر الميتات ولو كان كذلك لم يؤمر بغسله كسائر األعيان النجسة‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٣ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة اإلسراء‪ .‬اآلية‪.٧٠ :‬‬
‫(‪ )٣‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.٢٨ :‬‬
‫‪85‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫غس ُل ِمن‬
‫اب‪ ،‬و ُي َ‬
‫والخ ِنز ِير سبع مر ٍ‬
‫ات إِحدَ ُاه َّن بِت َُر ٍ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫َلب‬‫َاء ِمن ُو ُلو ِغ الك ِ‬ ‫غس ُل ا ِ‬
‫إلن ُ‬ ‫و ُي َ‬
‫الث َأ َ‬
‫فض ُل (‪.)...‬‬ ‫سائِ ِر النَّجاس ِ‬
‫ات َم َّر ًة واحدة َوال َّث ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫النجاسة المغلظة وأحكامها‬ ‫‪3‬‬


‫معضا من صيد أو غيره وجو ًبا (من ولوغ) كل من (الكلب‬
‫(ويغسل اإلناء) وكل جامد ولو ً‬
‫والخنزير) وفرع أحدهما وكذا بمالقاة شيء من أجزاء كل منهما سواء في ذلك لعابه وبوله‬
‫وسائر رطوباته وأجزائه الجافة إذا القت رط ًبا (سبع مرات) بماء طهور (إحداهن) في غير أرض‬

‫كتاب الطهارة‬
‫قدرا يكدر الماء ويصل بواسطته إلى جميع‬
‫ترابية (بتراب) طهور يعم محل النجاسة بأن يكون ً‬
‫ٍ‬
‫مرات‬ ‫سبع‬ ‫ِ ِ‬ ‫أجزاء المحل‪ ،‬واألصل في ذلك قوله ‪« :‬إذا َ‬
‫الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه َ‬
‫ُ‬ ‫ولغ‬
‫ِ‬
‫بالتراب»(‪.)١‬‬ ‫أوالهن‬
‫ فنص على اللعاب‪ ،‬وألحق به ما سواه؛ ألن لعابه أشرف فضالته‪ ،‬فإذا ثبتت نجاسته فغيره‬
‫من بول وروث وعرق ونحو ذلك أولى‪.‬‬
‫ ولو ولغ الكلب في إناء فيه ماء قليل ثم كوثر(‪ )٢‬حتى بلغ قلتين طهر الماء دون اإلناء‪ ،‬فإن‬
‫كان في اإلناء ماء كثير ولم ينقص بولوغه القلتين لم ينجس الماء وال اإلناء إن لم يكن الكلب‬
‫أصاب جرمه الذي لم يصله الماء مع رطوبة أحدهما‪.‬‬

‫النجاسة المتوسطة وأحكامها‬ ‫‪4‬‬


‫(ويغسل من سائر) أي باقي (النجاسات) المخففة والمتوسطة (مرة) وجو ًبا تأتي عليه (واحدة)‬
‫وقد مر دليل ذلك وكيفية الغسل عند قول المصنف «وغسل جميع األبوال واألرواث واجب‪،‬‬
‫(والثالث أفضل) أي من االقتصار على مرة‪ ،‬فيندب أن يغسل غسلتين بعد الغسلة المزيلة لعين‬
‫النجاسة لتكمل الثالث‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬أضيف إليه ماء طهور‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪86‬‬
‫حكم اشتراط النية في إزالة النجاسة‬
‫النجاسة ال يشترط في إزالتها نية‪ ،‬بخالف طهارة الحدث ألنها عبادة كسائر العبادات‪ ،‬ويجب‬
‫خروجا‬
‫ً‬ ‫أن يبادر بغسل المتنجس عاص بالتنجيس‪ ،‬كأن استعمل النجاسة في بدنه بغير عذر‬
‫من المعصية‪ ،‬فإن لم يكن عاص ًيا به فتجب لنحو الصالة‪ ،‬ويندب أن يعجل به فيما عدا ذلك‪.‬‬

‫الجدول ‪ ١،١‬أنواع النجاسة‬


‫كتاب الطهارة‬

‫الكيفية‬ ‫المثال‬ ‫أنواع النجاسة‬


‫بول الصبي لم يأكل الطعام‬
‫يطهر برش الماء عليه‬ ‫النجاسة المخففة‬
‫قبل مضي حولين‬
‫الدم والقيح سواء أكان من‬
‫معفو عنها‬ ‫نفسه كأن انفصل منه ثم عاد إليه‬ ‫النجاسة المعفو عنها‬
‫أو من غيره‬
‫يغسل سبع مرات‬ ‫كل جامد من ولوغ الكلب‬
‫النجاسة المغلظة‬
‫بالماء أوالهن بالتراب‬ ‫والخنزير وفرع أحدهما‬

‫يغسل مرة أو‬ ‫النجاسة غير من النجاسات‬


‫النجاسة المتوسطة‬
‫الثالث أفضل‬ ‫المخففة والمتوسطة‬

‫***‬

‫‪87‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫أسئلة على فصل النجاسة‬

‫س ‪ :١‬ما النجاسة؟ وما حكم الخارج من سبيلي الحيوان مأكول اللحم؟ وما دليله؟‬
‫ثم اذكر أنواع النجاسات‪ ،‬ومثل لكل نوع وبين كيفية التطهر من كل منها؟‬
‫مع ذكر الدليل إن وجد‪ ،‬وما الدليل على نجاسة الخنزير؟ وما الواجب في‬
‫الطهارة من البول والغائط؟ وما دليله؟‬

‫كتاب الطهارة‬
‫معلل أو ً‬
‫مدلل الختيارك‪.‬‬ ‫س ‪ :٢‬اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ً‬

‫دم البراغيث والقمل والبق‬ ‫ ‌أ‬


‫(يعفى عنه ‪ -‬ينضح بالماء ‪ -‬يغسل مرة واحدة)‪.‬‬ ‫ ‬
‫نجاسة مغلظة ال تدرك بالبصر‬ ‫ ب‬
‫(يعفى عنها ‪ -‬تغسل سبع مرات إحداهن بالتراب ‪ -‬تغسل حتى‬ ‫ ‬
‫تزال أوصافها)‪.‬‬
‫ ‬ ‫الجماد‬ ‫ ج‬
‫(كله طاهر ‪ -‬بعضه طاهر ‪ -‬كله نجس)‪.‬‬ ‫ ‬

‫س ‪ :3‬بم توجه سبب الفرق في الحكم بين ما يأتي‪:‬‬

‫إزالة النجاسة ال يشترط فيها النية ‪ -‬الطهارة من الحدث يشترط فيها النية)‪.‬‬

‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪88‬‬
‫فصل في الحيض والنفاس واالستحاضة‬

‫اس واالستِ َ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬


‫يض‪ُ :‬هو الدَّ ُم‬ ‫حاضة‪َ ،‬ف َ‬
‫الح ُ‬ ‫يض والنِّ َف ِ َ‬ ‫الح ِ‬ ‫خر ُج من ال َفرجِ َثال َث ُة د َماء‪َ :‬د ُم َ‬
‫و َي ُ‬
‫الو َل َد ِة (‪.)...‬‬
‫ب ِ‬ ‫الص َّح ِة ِمن َغ ِير َس َب ِ‬ ‫رأ ِة َعلى َسبِ ِ‬
‫يل ِّ‬ ‫الم َ‬ ‫الخَ ِ ِ‬
‫ار ُج من َف ْرجِ َ‬

‫فصل في الحيض والنفاس واالستحاضة‬


‫وقد ذكرها على هذا الترتيب فقال‪( :‬و) الذي (يخرج من الفرج) أي قبل المرأة مما تتعلق به‬
‫كتاب الطهارة‬

‫األحكام من الدماء (ثالثة دماء) فقط‪ ،‬وأما دم الفساد الخارج قبل التسع ودم اآليسة فال يتعلق‬
‫به حكم‪ ،‬واألصح أنه يقال له دم استحاضة ودم فساد‪:‬‬

‫الثالث‬ ‫الثاني‬ ‫األول‬


‫دم االستحاضة‬ ‫دم النفاس‬ ‫دم الحيض‬

‫ولكل منها حد يميزه‪.‬‬

‫تعريف الحيض‬

‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬


‫دم جبلة أي تقتضيه الطباع السليمة و(هو الدم الخارج‬ ‫السيالن تقول العرب‪:‬‬
‫من فرج المرأة) أي من أقصى رحمها (على سبيل‬ ‫حاضت الشجرة إذا‬
‫احترازا عن االستحاضة (من غير سبب الوالدة)‬ ‫ً‬ ‫الصحة)‬ ‫سال صمغها‪ .‬وحاض‬
‫احترازا عن النفاس‪ .‬واألصل في‬ ‫ً‬ ‫في أوقات معلومة‬ ‫الوادي إذا سال‪.‬‬
‫(‪ )١‬أي الحيض وخبر‬ ‫الحيض‬
‫الصحيحين‪« :‬هذا شي ٌء كتَـب ُه اﷲ علي بنات آد َم»‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٢٢ :‬‬


‫‪89‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ار ُج فِي َغ ِير‬ ‫الو َل َد ِة‪َ ،‬واالستِ َ‬
‫حاض ُة‪ُ :‬هو الدَّ ُم الخَ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس‪ُ :‬هو الدَّ ُم الخَ ِ‬
‫ار ُج َعق َ‬ ‫والنِّ َف ُ‬
‫يض والنِّ َف ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫َأ َّيا ِم َ‬
‫الح ِ‬

‫تعريف النفاس‬
‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫(هو الدم الخارج) من فرج المرأة (عقب الوالدة) أي بعد فراغ‬ ‫الوالدة‪.‬‬
‫الرحم من الحمل‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫نفاسا ألنه يخرج عقب نفس‪ ،‬فخرج بما ذكر دم الطلق‬
‫ وسمي ً‬
‫والخارج مع الولد فليسا بحيض؛ ألن ذلك من آثار الوالدة‪ ،‬وال‬
‫نفاس لتقدمه على خروج الولد‪ ،‬بل ذلك دم فساد‪ ،‬نعم المتصل من‬
‫ذلك بحيضها المتقدم حيض‪.‬‬

‫تعريف االستحاضة‬
‫(واالستحاضة هي)‪ :‬الدم (الخارج) لعلة من عرق في أدنى الرحم (في غير أيام) أكثر (الحيض و)‬
‫غير أيام أكثر (النفاس) سواء خرج إثر حيض أم ال‪.‬‬
‫ واالستحاضة حدث دائم فال تمنع الصوم والصالة وغيرهما مما يمنعه الحيض كسائر‬
‫األحداث للضرورة‪ .‬فتغسل المستحاضة فرجها قبل الوضوء أو التيمم إن كانت تتيمم وبعد‬
‫ذلك تعصبه‪ ،‬وتتوضأ بعد عصبه‪ ،‬ويكون ذلك وقت الصالة ألنها طهارة ضرورة فال تصح‬
‫تقليل للحدث فلو أخرت لمصلحة الصالة‬ ‫ً‬ ‫قبل الوقت كالتيمم‪ ،‬وبعد ما ذكر تبادر بالصالة‬
‫كستر عورة وانتظار جماعة واجتهاد في قبلة وذهاب إلى مسجد وتحصيل سترة لم يضر ألنها‬
‫ال تعد بذلك مقصرة‪ ،‬وإذا أخرت لغير مصلحة الصالة ضر فيبطل وضو ُءها وتجب إعادته‪،‬‬
‫منذورا كالتيمم لبقاء الحدث‪ ،‬وكذا يجب لكل فرض تجديد‬
‫ً‬ ‫ويجب الوضوء لكل فرض ولو‬
‫قياسا على تجديد الوضوء‪ ،‬ولو انقطع دمها قبل الصالة ولم‬
‫العصابة‪ ،‬وما يتعلق بها من غسل ً‬
‫تعتد انقطاعه وعوده‪ ،‬أو اعتادت ذلك ووسع زمن االنقطاع ‪ -‬بحسب العادة ‪ -‬الوضوء والصالة‬
‫وجب الوضوء وإزالة ما على الفرج من الدم‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪90‬‬
‫بع‪َ .‬‬
‫وأ َق ُّل‬ ‫وما بلياليها‪ ،‬و َغالِ ُبه‪ِ :‬س ٌّ‬
‫ت َأو َس ٌ‬ ‫شر َي ً‬ ‫يض‪َ :‬يو ٌم َو َلي َل ٌة َ‬
‫وأك َث ُر ُه‪َ :‬خمس َة َع َ‬ ‫الح ِ‬ ‫َ‬
‫وأ َق ُّل َ‬
‫وما بلياليها‪..................... ،‬‬ ‫وما و َغالِ ُبه‪َ :‬أر َب ُع َ‬
‫ون َي ً‬ ‫وأك َث ُره‪ِ :‬ست َ‬
‫ُّون َي ً‬ ‫اس‪َ :‬لح َظ ٌة َ‬
‫النِّ َف ِ‬

‫مدة الحيض قلة وكثرة وغال ًبا‬


‫(وأقل الحيض) زمنًا (يوم وليلة) أي مقدار يوم وليلة وهو أربع وعشرون ساعة فلكية (وأكثره‬
‫خمسة عشر يو ًما بلياليها) وإن لم تتصل الدماء‪ ،‬والمراد خمسة عشر ليلة وإن لم يتصل دم اليوم‬
‫األول بليلته‪ :‬كأن رأت الدم أول النهار لالستقراء(‪ )١‬وأما خبر‪« :‬أقل الحيض ثالثة أيام وأكثره‬
‫عشرة أيام» فضعيف كما في المجموع‪( .‬وغالبه) أي الحيض (ست أو سبع) وباقي الشهر غالب‬
‫كتاب الطهارة‬

‫الطهر لخبر أبي داود وغيره أنه ‪ ‬قال لحمنة بنت جحش ‪« :‬تحيضي في علم اﷲ ست َة أو‬
‫هره َّن» أي التزمي الحيض وأحكامه‬‫حيضه َّن و ُط ِ‬
‫ِ‬ ‫هرن ِميقات‬
‫تحيض النسا ُء وي ْط َ‬
‫ُ‬ ‫سبع َة أيا ٍم كما‬
‫فيما أعلمك اﷲ من عادة النساء من ستة أو سبعة‪ ،‬والمراد غالبهن الستحالة اتفاق الكل عادة‪.‬‬

‫أقل النفاس وأكثره وغالبه‬


‫(وأقل) دم (النفاس لحظة) أي دفعة‪ .‬وعبارة المنهاج «لحظة» وهو زمن المجة‪( .‬وأكثره‬
‫اعتبارا بالوجود في الجميع كما مر في‬
‫ً‬ ‫ستون يو ًما) بلياليها (وغالبه أربعون يو ًما بلياليها)‬
‫ِ‬
‫رسول اﷲ ‪‬‬ ‫الحيض‪ .‬وأما خبر أبي داود عن أم سلمة‪« :‬كانت النفسا ُء تجلس على َعهد‬
‫أربعي َن يو ًما»‪ .‬فال داللة فيه على نفي الزيادة‪ ،‬أو محمول على الغالب‪.‬‬

‫الجدول ‪ 1،2‬الفرق بين الحيض والنفاس‬

‫النفاس‬ ‫الحيض‬ ‫المدة‬

‫لحظة أي دفعة‬ ‫يوم وليلة‬ ‫أقل‬

‫أربعون يو ًما بلياليها‬ ‫ستة أو سبعة أيام‬ ‫غالب‬

‫ستون يو ًما بلياليها‬ ‫خمسة عشر يو ًما بلياليها‬ ‫أكثر‬

‫(‪ )١‬االستقراء‪ :‬تتبع أحوال النساء لمعرفة عاداتهن‪.‬‬


‫‪91‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫يض فِ ِيه‬ ‫ول حدَّ ِلَ ْك َث ِر ِه‪ ،‬و َأ َق ُّل َزم ٍن ت ِ‬
‫َح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وما‪َ َ ،‬‬ ‫مس َة َع َ‬
‫شر َي ً‬ ‫َين‪َ :‬خ َ‬‫يضت ِ‬ ‫الح َ‬
‫ين َ‬ ‫وأ َق ُّل ال َّط ْه ِر َب َ‬‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الم َ ِ‬
‫الح ِ‬
‫يض‬ ‫شه ٍر‪ .‬و َي ُ‬
‫حر ُم بِ َ‬ ‫شه ٍر‪ ،‬و َغال ُبه‪ :‬تسع ُة َأ ُ‬
‫الح ْم ِل‪ :‬س َّت ُة َأ ُ‬ ‫ين‪َ ،‬‬
‫وأ َق ُّل َ‬ ‫سع سن َ‬ ‫رأةُ‪ :‬ت ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اء‪.................................................................... :‬‬ ‫َثمان َي ُة َأش َي َ‬

‫أقل الطهر بين الحيضتين‬


‫(وأقل) زمن (الطهر) الفاصل (بين الحيضتين خمسة عشر يو ًما) ألن الشهر غال ًبا ال يخلو عن‬
‫حيض وطهر‪ ،‬وإذا كان أكثر الحيض خمسة عشر يو ًما لزم أن يكون أقل الطهر كذلك‪( .‬وال حد‬
‫ألكثره) أي الطهر باإلجماع‪ .‬فقد ال تحيض المرأة في عمرها إال مرة‪ ،‬وقد ال تحيض ً‬
‫أصل‪.‬‬

‫كتاب الطهارة‬
‫السن الذي تحيض فيه المرأة‬
‫(وأقل زمن) أي سن (تحيض فيه المرأة تسع سنين) قمرية كما في المحرر ولو بالبالد الباردة‬
‫للوجود؛ ألن ما ورد في الشرع وال ضابط له شرعي وال لغوي يتبع فيه الوجود كالقبض والحرز‪،‬‬
‫قال اإلمام الشافعي ‪ :‬أعجل من سمعت من النساء يحضن نساء تهامة‪ :‬يحضن لتسع سنين‬
‫وطهرا دون ما يسعهما‪ ،‬ولو رأت‬‫ً‬ ‫حيضا‬
‫أي تقري ًبا ال تحديدً ا فيتسامح قبل تمامها بما ال يسع ً‬
‫حيضا إن وجدت شروطه المارة‪.‬‬
‫الدم أيا ًما بعضها قبل زمن اإلمكان وبعضها فيه جعل الثاني ً‬
‫(وال حد ألكثره) أي السن لجواز أن ال تحيض ً‬
‫أصل‪.‬‬

‫أقل الحمل وغالبه‬


‫(وأقل) زمن (الحمل ستة أشهر) ولحظتان‪ :‬لحظة للوطء ولحظة للوضع من إمكان اجتماعهما‬
‫بعد عقد النكاح (وغالبه تسعة أشهر) لالستقراء‪.‬‬

‫ما يحرم بالحيض والنفاس‬


‫ثم شرع في أحكام الحيض فقال‪( :‬ويحرم بالحيض) ولو أقله والنفاس (ثمانية أشياء)‪:‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪92‬‬
‫الصالةُ‪ ،‬والصوم‪ِ ،‬‬
‫وق َر َاء ُة ال ُق ِ‬
‫رآن‪................................................... ،‬‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬

‫األول‬
‫(الصالة) فرضها ونفلها‪ ،‬وكذا سجدة التالوة والشكر‪.‬‬
‫(و) الثاني‬
‫(الصوم) فرضه ونفله ويجب قضاء صوم الفرض بخالف الصالة لقول عائشة ‪« :‬كان‬
‫يصيبنا ذلك أي ‪ -‬الحيض ‪ -‬فنؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة»‪ .‬رواه الشيخان‬
‫وانعقد اإلجماع على ذلك وفيه من المعنى أن الصالة تكثر فيشق قضاؤها بخالف الصوم‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫(و) الثالث‬
‫(قراءة) شيء من (القرآن) ولو بعض آية لإلخالل بالتعظيم‪ ،‬سواء أقصد مع ذلك غيرها‬
‫الحائض شي ًئا من القرآن»‪ ،‬ولمن به‬
‫ُ‬ ‫الجنب وال‬
‫ُ‬ ‫أم ال لحديث الترمذي وغيره‪« :‬ال يقر ُأ‬
‫حدث أكبر إجراء القرآن على قلبه ونظره في المصحف‪ ،‬وقراءة ما نسخت تالوته وتحريك‬
‫لسانه وهمسه بحيث ال يسمع نفسه ألنها ليست بقراءة قرآن‪ ،‬وفاقد الطهورين يقرأ الفاتحة‬
‫وجو ًبا فقط للصالة ألنه مضطر إليها‪ ،‬أما خارج الصالة فال يجوز له أن يقرأ شي ًئا‪ ،‬وال أن‬
‫يمس المصحف مطل ًقا‪ ،‬وال أن توطأ الحائض أو النفساء إذا انقطع دمها(‪ ،)١‬وأما فاقد الماء‬
‫في الحضر فيجوز له إذا تيمم أن يقرأ ولو في غير الصالة‪ .‬وهذا في حق الشخص المسلم‪.‬‬
‫أما الكافر فال يمنع من القراءة ألنه ال يعتقد حرمة ذلك‪ ،‬أما تعليمه وتعلمه فيجوز إن رجى‬
‫إسالمه وإال فال‪.‬‬

‫تنبيه‬
‫يحل لمن به حدث أكبر أذكار القرآن وغيرها كمواعظه وأخباره وأحكامه ال بقصد قرآن‬
‫(‪ )2‬أي مطيقين‪ ،‬وعند‬ ‫كقوله عند الركوب‪:‬‬
‫(‪ )3‬وما جرى به لسانه بال قصد فإن قصد القرآن وحده‬ ‫المصيبة‪:‬‬
‫أو مع الذكر حرم‪ ،‬وإن أطلق فال‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬أي يحرم مباشرة الزوجة الحائض بعد انقطاع وقبل الغسل‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة الزخرف‪ .‬اآلية‪.١٣ :‬‬
‫‪93‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )3‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.١٥٦ :‬‬
‫الم ِ‬
‫سجد‪.......................................،‬‬ ‫وحم ُل ُه‪ ،‬و ُد ُخ ُ‬ ‫ِ‬
‫ول َ‬ ‫الم ْص َحف‪َ ،‬‬
‫وم ُّس ُ‬
‫َ‬

‫(و) الرابع‬
‫(مس) شيء من (المصحف) سواء في ذلك ورقه المكتوب فيه وغيره لقوله تعالى‪:‬‬
‫أيضا مس جلده المتصل به ألنه كالجزء منه‪ ،‬ولهذا‬ ‫(‪ ،)1‬ويحرم ً‬
‫يتبعه في البيع‪ ،‬وأما المنفصل عنه فقضية كالم البيان حل مسه‪( ،‬و) كذا يحرم (حمله) أي‬
‫المصحف ألنه أبلغ من المس‪ ،‬نعم يجوز حمله لضرورة كخوف عليه من غرق أو حرق‬
‫أو نجاسة‪ ،‬فإن قدر على التيمم وجب‪ ،‬ويحل حمله في متاع تب ًعا له إذا لم يكن مقصو ًدا‬

‫كتاب الطهارة‬
‫بالحمل بأن قصد حمل غيره‪ ،‬أو لم يقصد شي ًئا لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ‪ .‬بخالف ما إذا‬
‫كان مقصو ًدا بالحمل ولو مع األمتعة فإنه يحرم‪ ،‬ويحل حمله في تفسير سواء تميزت ألفاظه‬
‫بلون أم ال إذا كان التفسير أكثر من القرآن لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ‪ ،‬وليس هو في معنى‬
‫المصحف بخالف ما إذا كان القرآن أكثر منه ألنه في معنى المصحف أو كان مساو ًيا له‪.‬‬

‫(و) الخامس‬
‫(دخول المسجد) بمكث أو ترد ّد لقوله تعالى‪:‬‬

‫(‪ ،)2‬قال ابن عباس وغيره‪ :‬أي ال تقربوا مواضع‬


‫الصالة ألنه ليس فيها عبور سبيل بل في مواضعها وهو المسجد‪ ،‬ونظيره قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)3‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة الواقعة‪ .‬اآلية‪.٧٩ :‬‬


‫(‪ )2‬سورة النساء‪ .‬اآلية‪.٤٣ :‬‬
‫(‪ )3‬سورة الحج‪ .‬اآلية‪.٤٠ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪94‬‬
‫الو ْط ُء ‪................................................................‬‬ ‫َوال َّط َو ُ‬
‫اف‪َ ،‬و َ‬

‫ٍ‬
‫لحائض وال ُجن ٍ‬
‫ُب»(‪ .)١‬وخرج بالمكث والتردد العبور‬ ‫ولقوله ‪« :‬ال ُأ ِح ُّل المسجدَ‬ ‫ ‬
‫لآلية المذكورة إذا لم تخف الحائض تلويثه‪ ،‬وخرج بالمسجد المدارس ومصلى العيد‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬

‫(و) السادس‬
‫كتاب الطهارة‬

‫«الطواف‬
‫ُ‬ ‫(الطواف)‪ :‬فرضه وواجبه ونفله‪ ،‬سواء أكان في ضمن نسك أم ال‪ .‬لقوله ‪:‬‬
‫يتكلم إال بخيرٍ»(‪.)٢‬‬ ‫تكلم فال‬ ‫أن اﷲ تعالى َّ‬
‫أحل فيه الكال َم فم ْن‬ ‫ِ‬
‫الصالة إال َّ‬ ‫ِ‬
‫بمنزلة‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫(و) السابع‬

‫(الوطء) ولو بعد انقطاعه وقبل الغسل لقوله تعالى‪:‬‬

‫(‪ ،)٣‬ووطؤها في الفرج كبيرة من العامد العالم‬


‫وقوته‬
‫بالتحريم المختار‪ ،‬ويسن للواطيء المتعمد المختار العالم بالتحريم في أول الدم َّ‬
‫(‪)٤‬‬
‫التصدق بمثقال إسالمي من الذهب الخالص وفي آخر الدم‪ ،‬وضعفه بنصف مثقال‬
‫أحمر فليتصدق بدينار وإن كان‬
‫َ‬ ‫حائض ْ‬
‫إن كان د ًما‬ ‫ٌ‬ ‫الرجل أه َله وهي‬
‫ُ‬ ‫لخبر‪« :‬إذا َوا َقع‬
‫أصفر فليتصدق بنصف دينار»(‪ ،)٥‬ويقاس النفاس على الحيض‪ ،‬والوطء بعد انقطاع الدم‬
‫إلى الطهر كالوطء في آخر الدم‪ ،‬ويكفي التصدق ولو على فقير واحد‪ ،‬وال يكره طبخها‬
‫وال استعمال ما مسته من ماء أو عجين أو نحوه‪.‬‬

‫رواه أبو داود عن عائشة ‪.‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫رواه الحاكم عن ابن عباس وقال‪ :‬صحيح اإلسناد‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٢٢ :‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫المثقال‪ :‬هو الدينار من الذهب وهو يساوي (‪ )4٬25‬جرا ًما‪.‬‬ ‫(‪ )٤‬‬
‫رواه أبو داود والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫(‪ )٥‬‬
‫‪95‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والطواف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أشياء‪ :‬الصالةُ‪،‬‬
‫َ‬ ‫الج ِ‬
‫نب َخمس ُة‬ ‫متاع بِما َ‬
‫بين السرة والركبة‪ ،‬ويحر ُم على ُ‬ ‫واالست ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واللبث في المسجد‪ ،‬ويحر ُم على المحدث ثالث ُة‬
‫ُ‬ ‫وحمل ُه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القرآن‪َ ،‬و َم ُّس المصحف ْ‬ ‫وقراء ُة‬
‫ِ‬
‫المصحف وحمل ُه‪.‬‬ ‫ومس‬
‫والطواف ُّ‬
‫ُ‬ ‫أشياء الصال ُة‬
‫َ‬
‫(و) الثامن‬
‫(االستمتاع) بالمباشرة بوطء أو غيره (بما بين السرة والركبة) ولو بال شهوة لقوله تعالى‪:‬‬

‫(‪ )١‬ولخبر أبي داود بإسناد‬

‫كتاب الطهارة‬
‫ِ‬
‫اإلزار»‪.‬‬ ‫َ‬
‫مافوق‬ ‫جيد‪ :‬أنه ‪ ‬سئل عما يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقال‪َ « :‬ي ُّ‬
‫حل‬

‫ما يحرم على الجنب‬


‫على الحكم المتقدم بيانه في هذه‬
‫األربعة ساب ًقا (و) الخامس (اللبث)‬
‫الصالة‬ ‫‪1‬‬
‫أي‪ :‬المكث (في المسجد) أو التردد‬
‫فيه لغير عذر لآلية السابقة‪ ،‬والحديث‬ ‫والطواف‬ ‫‪٢‬‬ ‫(ويحرم على‬
‫المار‪ ،‬وخرج بالمكث والتردد العبور‬
‫ّ‬ ‫وقراءة القرآن‬ ‫‪٣‬‬ ‫الجنب خمسة‬
‫‪ ٤‬ومس المصحف وحمله وبالمسلم الكافر‪ ،‬فإنه يمكن من‬ ‫أشياء) وهي‪:‬‬
‫المكث في المسجد؛ على األصح في‬
‫‪ ٥‬واللبث في المسجد‬
‫الروضة وأصلها ألنه ال يعتقد حرمة‬
‫ذلك‪ ،‬وبالمسجد المدارس ونحوها‪.‬‬
‫ وبال عذر إذا حصل له عارض‪ :‬كأن احتلم في المسجد وتعذر عليه الخروج إلغالق باب‬
‫أو لخوف على نفسه أو عضوه أو منفعة ذلك أو على ماله فال يحرم عليه المكث‪.‬‬

‫ما يحرم بالحدث األصغر‬


‫(ويحرم على المحدث) حد ًثا أصغر وهو المراد عند اإلطالق غال ًبا (ثالثة أشياء) وهي‪( :‬الصالة‬
‫والطواف ومس المصحف وحمله) على الحكم المتقدم بيانه في كل من هذه الثالثة في الكالم‬
‫على ما يحرم بالحيض‪.‬‬
‫(‪ )١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٢٢ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪96‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫مس المصحف للصغير‬


‫وال يجب منع الصغير المميز من حمل المصحف واللوح للتعلم إذا كان محد ًثا‪ ،‬كما في‬
‫متطهرا‪ ،‬بل يندب‪ .‬وقضية كالمهم أن محل ذلك‬ ‫ً‬ ‫فتاوى النووي لحاجة تعلمه ومشقة استمراره‬
‫في المحل المتعلق بالدراسة‪ ،‬فإن لم يكن لغرض أو لغرض آخر منع منه جز ًما كما قاله في‬
‫المهمات‪ ،‬وإن نازع في ذلك ابن العماد أما غير المميز فيحرم تمكينه من ذلك لئال ينتهكه‬
‫والقراءة أفضل من ذكر لم يخص بمحل‪ ،‬فإن خص به‪ :‬بأن ورد الشرع به فيه فهو أفضل منها‪.‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫آداب قراءة القرآن‬


‫جهرا إن جهر بها في غير الصالة‪ ،‬أما في الصالة فيسر مطل ًقا‪،‬‬
‫‪ 1‬ويندب أن يتعوذ لها ً‬
‫‪ 2‬وأن يجلس وأن يستقبل القبلة‪،‬‬
‫‪ 3‬وأن يقرأ بتدبر وخشوع‪،‬‬

‫‪ 4‬وأن يرتل وأن يبكي عند القراءة‪،‬‬


‫نظرا في المصحف أفضل منها عن ظهر قلب إال إن زاد خشوعه وحضور قلبه‬ ‫والقراءة ً‬
‫في القراءة عن ظهر قلب‪ ،‬فهي أفضل في حقه وتحرم بالشاذ في الصالة وخارجها وهو‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫ما نقل آحا ًدا قرآنا كأيمانهما في قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪،)١‬‬
‫وإذا قرأ بقراءة من السبع استحب أن يتم القراءة بها‪ ،‬فلو قرأ بعض اآليات بها وبعضها‬
‫‪ 6‬بغيرها من السبع جاز بشرط أن ال يكون ما قرأه بالثانية مرتب ًطا باألولى‪ ،‬وتحرم القراءة‬
‫بعكس اآلى‪ ،‬ال بعكس السور‪ ،‬ولكن تكره إال في تعليم ألنه أسهل للتعليم‪.‬‬

‫حكم تفسير القرآن بال علم ونسيانه‬


‫ويحرم تفسير القرآن بال علم‪ ،‬ونسيانه‪ ،‬أو شيء منه كبيرة‪ ،‬والسنة أن يقول‪ُ « :‬أنسيت كذا» ال‬
‫«نسيته»‪ ،‬إذ ليس هو فاعل النسيان‪ ،‬ويندب ختمه أول نهار أو ليل‪ ،‬والدعاء بعده وحضوره‪،‬‬
‫والشروع بعده في ختمة أخرى وكثرة تالوته‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )١‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.٣٨ :‬‬
‫األسئلة على الحيض والنفاس واالستحاضة‬

‫س ‪ :١‬علل‪:‬‬
‫تقضي الحائض الصوم دون الصالة‪.‬‬ ‫(أ) ‬
‫‌أ‬
‫أقل الطهر خمسة عشر يو ًما‪.‬‬ ‫ ب‬

‫يحرم على الجنب قراءة القرآن‪.‬‬ ‫ ج‬

‫يجوز للصبي المميز المحدث حمل المصحف ومسه‪.‬‬ ‫ د‬

‫كتاب الطهارة‬
‫يحرم على الزوج االستمتاع بزوجه النفساء فيما بين السرة والركبة‪.‬‬ ‫ ه‬

‫س ‪ :٢‬أجب عن المطلوب‪:‬‬
‫دم الحيض ودم الفساد (فرق)‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫الحدث ثالثة أنواع (المراد عند اإلطالق)‪.‬‬ ‫ ب‬
‫أكل الطعام الذي طبخته الحائض (الحكم)‪.‬‬ ‫ ج‬

‫لدم الحيض ألوان مختلفة (رتِّب من األضعف إلى األقوى)‪.‬‬ ‫ د‬


‫إعطاء النقاء المتخلل بين دمي حيض حكم الحيض (المصطلح)‪.‬‬ ‫ ه‬

‫س ‪ :3‬ما الفرق بين دم الحيض والنفاس واالستحاضة؟ وما حكم المستحاضة‬


‫بالنسبة للصوم والصالة؟ وما أقل زمن الحيض وما أكثره وما غالبه؟ وما‬
‫أقل زمن النفاس وما أكثره وما غالبه؟ وما أقل زمن تحيض فيه المرأة؟ وما‬
‫الذي يحرم بالحيض والنفاس؟ وما الذي يحرم على الجنب؟ والمحدث‬
‫حدثا أصغر؟ وما أقل الطهر بين الحيضتين؟ وما أقل الحمل؟ وما غالبه؟ وما‬
‫حكم حمل الصغير المميز المصحف للتعلم إذا كان م ِ‬
‫حد ًثا؟ وما حكم نسيان‬ ‫ُ‬
‫القرآن الكريم؟‬
‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪98‬‬
‫الكتاب الثاني‬

‫‪99‬‬
‫كتاب الصالة‬
‫كتاب الصالة‬
‫جمعها صلوات‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫لغ ًة‬
‫الدعاء بخير قال اﷲ تعالى‪:‬‬
‫عديت بعلي‪.‬‬
‫ْ‬ ‫(‪ )1‬أي ادع لهم‪ ،‬ولتضمنها معنى التعطف‬

‫شر ًعا‬
‫أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة‪ ،‬وسميت بذلك الشتمالها‬
‫على الدعاء إطال ًقا السم الجزء على اسم الكل‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬

‫(‪ )١‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.١٠٣ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪100‬‬
‫وض ُة َخ ٌ‬
‫مس‪........................................................ :‬‬ ‫فر َ‬ ‫الص َل ُة َ‬
‫الم ُ‬ ‫َّ‬

‫الصلوات المفروضة ودليل فرضيتها‬

‫الصلوات المفروضة ودليل فرضيتها‬

‫وقد بدأ بالمكتوبات ألنها أهم وأفضل فقال‪( :‬الصالة المفروضة) في كل يوم وليلة‬
‫(خمس) معلومة من الدين بالضرورة‪.‬‬

‫واألصل فيها قبل اإلجماع آيات كقوله تعالى‪:‬‬


‫دائما بإكمال واجباتهاوسننها وقوله تعالى‪:‬‬
‫‪ ،‬أي حافظوا عليها ً‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪ ،)2‬أي محتمة مؤقتة‪.‬‬


‫كتاب الصالة‬

‫«فرض اﷲ على أمتي ليل َة اإلسراء خمسي َن صال ًة‬


‫َ‬ ‫وأخبار في الصحيحين كقوله ‪:‬‬
‫كل يوم وليلة» وقوله لألعرابي‬ ‫خمسا في ِّ‬
‫التخفيف حتى جع َلها ً‬
‫َ‬ ‫فلم ْ‬
‫أزل أراج ُعه وأسأل ُه‬
‫علي غيرها؟ قال‪« :‬ال‪ّ ،‬إل أن تطوع» وقوله لمعاذ لما بعثه إلى اليمن‪:‬‬‫حين قال‪ :‬هل َّ‬
‫خمس صلوات في ِّ‬
‫كل يو ٍم وليلة» وأما وجوب قيام‬ ‫َ‬ ‫«أخبر ُهم أن اﷲ قد َ‬
‫فرض عليهم‬ ‫ْ‬
‫الليل فمنسوخ في حقنا‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٤٣ :‬‬


‫(‪ )2‬سورة النساء‪ .‬اآلية‪.١٠٣ :‬‬
‫‪101‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ال ُّظ ْه ُر ‪............................................................................‬‬

‫متى فرضت الصالة؟‬


‫فرضت الصلوات الخمس ليلة المعراج كما مر قبل الهجرة بسنة‪ ،‬وقيل‪ :‬بستة أشهر‪.‬‬
‫(‪)١‬‬
‫مواقيت الصالة‬
‫ولما كانت الظهر أول صالة ظهرت ألنها أول صالة صالها جبريل ‪ ‬بالنبي ‪ ،‬وقد بدأ‬
‫اﷲ تعالى بها في قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬بدأ المصنف بها فقال‪:‬‬
‫ (الظهر) أي صالته سميت بذلك ألنها تفعل وقت الظهيرة أي شدة الحر‪ ،‬وقيل‪ :‬ألنها‬
‫ظاهرة وسط النهار‪.‬‬
‫ واألصل فيها قوله تعالى‪:‬‬
‫والعشاء‪،‬‬‫َ‬ ‫(‪ .)٣‬قال ابن عباس‪ :‬أراد بحين تمسون صال َة المغرب‬
‫وبحين تصبحون صالة الصبح‪ ،‬وبعش ًّيا صالة العصر‪ ،‬وبحين تظهرون صالة الظهر‪ ،‬وخبر‪:‬‬
‫قدر الشراك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وكان الفى ُء َ‬ ‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫زالت‬ ‫الظهر حي َن‬
‫َ‬ ‫مرتين فصلى بي‬ ‫البيت‬ ‫جبريل عندَ‬ ‫«أمني‬

‫كتاب الصالة‬
‫ِ‬
‫إفطاره‪،‬‬ ‫وقت‬
‫دخل َ‬ ‫الصائم أي َ‬
‫ُ‬ ‫أفطر‬
‫والمغرب حي َن َ‬‫َ‬ ‫كان ظ ُّله ‪ -‬أي الشيء ‪ -‬مث َله‪،‬‬ ‫والعصر حي َن َ‬ ‫َ‬
‫والشراب على الصائ ِم‪َّ ،‬‬
‫فلما كان الغدُ‬ ‫ُ‬ ‫والفجر حي َن ُح ِّر َم الطعا ُم‬
‫َ‬ ‫الشفق‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والعشا َء حي َن غاب‬
‫الصائم‬
‫ُ‬ ‫أفطر‬
‫والمغرب حين َ‬
‫َ‬ ‫والعصر حين كان ظله مثل ْيه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كان ظ ُّل ُه مث َله‪،‬‬
‫الظهر حي َن َ‬
‫َ‬ ‫ص َّلى بِ َي‬
‫والوقت ما بين هذ ْي ِن‬ ‫ِ‬
‫األنبياء من َ‬
‫قبلك‬ ‫لث الليل‪ ،‬والفجر فأسفر وقال‪ :‬هذا وقت‬ ‫والعشاء إلى ُث ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الوقتين»‪ .‬رواه أبو داود وغيره‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ وقوله ‪« :‬صلى بي الظهر حين كان ظله مثله» أي فرغ منها حينئذ كما شرع في العصر في‬
‫اليوم األول حينئذ قاله الشافعي ‪ ‬ناف ًيا اشتراكهما في وقت واحد‪ ،‬ويدل له خبر مسلم‪« :‬وقت‬
‫الظهر إذا زالت الشمس ما لم تحضر العصر»‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬لما صدَّ ر األكثرون الباب بذكر المواقيت ألن بدخولها تجب الصالة وبخروجها تفوت‪ ،‬تبعهم المصنف‬
‫في ذلك‪.‬‬ ‫ ‬
‫(‪ )٢‬سورة اإلسراء‪ .‬اآلية‪.٧٨ :‬‬
‫(‪ )٣‬سورة الروم‪ .‬اآلية‪.١٨ ،١٧ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪102‬‬
‫يء ِم ْث َله َبعدَ ظِ ِّل الز ََّو ِ‬
‫ال‪ ،‬وال َع ْص ُر‪:‬‬ ‫وآخره إِ َذا صار ظِ ُّل ك ُِّل َش ٍ‬
‫س‪ِ ،‬‬ ‫وأ َّو ُل َو ْقتِ َها ز ََو ُال َّ‬
‫الش ْم ِ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫الج ِ‬ ‫الم ْث َل ِ ِ‬ ‫ار إِلى ظِ ِّل ِ‬ ‫وآخ ُره فِي االختِ َي ِ‬
‫الم ْث ِل ِ‬
‫وأو ُل و ْقتِها ال ِّزياد ُة على ظِ ِّل ِ‬
‫واز إِلى‬ ‫ين وفي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫س‪....................................................................... ،‬‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫وب َّ‬ ‫ُغ ُر ِ‬

‫وقت الظهر ابتداء وانتهاء‬


‫(وأول وقتها) أي الظهر (زوال الشمس) أي وقت زوالها يعني يدخل وقتها بالزوال وهو ميل‬
‫الشمس عن وسط السماء المسمى بلوغها إليه بحالة االستواء إلى جهة المغرب (وآخره) أي‬
‫وقت الظهر (إذا صار ظل كل شيء مثله بعد) أي سوى (ظل الزوال) الموجود عند الزوال‪.‬‬

‫وقت فضيلة أوله‪.‬‬


‫وللظهر ثالثة‬
‫ووقت اختيار إلى آخره‪.‬‬ ‫أوقات‬
‫كتاب الصالة‬

‫ووقت عذر‪ :‬وهو وقت العصر لمن يجمع‪ ،‬ولها وقت حرمة‪:‬‬
‫وهو آخر وقتها بحيث ال يسعها وال عذر وإن وقعت أداء‪،‬‬
‫ويجري في سائر أوقات الصلوات‪.‬‬

‫وقت العصر ابتداء وانتهاء‬


‫(والعصر) أي صالتها (وأول وقتها الزيادة على ظل المثل) وعبارة التنبيه «إذا صار ظل كل‬
‫شيء مثله‪ ،‬وزاد أدنى زيادة»‪( ،‬وآخره في) وقت (االختيار إلى ظل المثلين) بعد ظل االستواء‬
‫إن كان؛ لحديث جبريل المار‪ ،‬وقول جبريل في الحديث‪« :‬الوقت ما بين هذين الوقتين»‪.‬‬
‫محمول على وقت االختيار‪( .‬و) آخره (في) وقت (الجواز إلى غروب الشمس) لحديث‪َ « :‬م ْن‬
‫قبل‬ ‫ِ‬
‫العصر َ‬ ‫أدرك ركع ًة ِم َن‬
‫َ‬ ‫الصبح‪ ،‬و َم ْن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أدرك‬ ‫الشمس فقدْ‬
‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫َ‬ ‫الصبح َ‬
‫قبل أن‬ ‫ِ‬ ‫أدرك ركع ًة ِم َن‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العصر ما‬ ‫«وقت‬
‫ُ‬ ‫العصر»(‪ ،)١‬وروى ابن أبي شيبة بإسناد في مسلم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أدرك‬ ‫الشمس فقدْ‬
‫ُ‬ ‫تغرب‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫الشمس»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫لم تغرب‬
‫ْ‬
‫(‪ )١‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫وبمقدار ما يؤ ِّذ ُن َو َيت ََو َّض ُأ َو َي ْست ُُر‬
‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫والم ِ‬
‫العور َة‬
‫َ‬ ‫مس‪،‬‬ ‫وهو ُغ ُ‬
‫روب َّ‬ ‫ووقتُها َواحدٌ ‪ُ ،‬‬
‫غر ُب‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫الصالةَ‪......................................................................... ،‬‬ ‫ويقيم َّ‬
‫ُ‬

‫فللعصر سبعة أوقات‪:‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪١‬‬


‫ووقت حرمة وهو آخر‬ ‫ووقت جواز‬ ‫ووقت عذر‪:‬‬ ‫وقت فضيلة‬
‫وقتها بحيث ال يسعها‪.‬‬ ‫بال كراهة‪،‬‬ ‫وهو وقت الظهر‬ ‫أول الوقت‪،‬‬
‫وإن قلنا إنها أداء‪.‬‬ ‫لمن يجمع‪،‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬

‫ووقت كراهة‪،‬‬ ‫ووقت ضرورة‪،‬‬ ‫ووقت اختيار‪،‬‬

‫وقت المغرب‬

‫كتاب الصالة‬
‫(والمغرب) أي صالتها (ووقتها واحد) أي ال اختيار فيه كما في الحديث ّ‬
‫المار (وهو) أي أوله‬
‫يدخل بعد (غروب الشمس) لحديث جبريل‪ ،‬سميت بذلك لفعلها عقب الغروب‪( ،‬و) يمتد‬
‫على القول الجديد (بمقدار ما يؤذن) لوقتها (ويتوضأ ويستر العورة ويقيم الصالة) وبمقدار‬
‫خمس ركعات‪ ،‬وألن جبريل عليه الصالة والسالم صالها في اليومين في وقت واحد‪ ،‬والمراد‬
‫بالخمس‪ :‬المغرب وسنتها البعدية‪ .‬وذكر اإلمام سبع ركعات فزاد ركعتين قبلها بنا ًء على أنه‬
‫يسن ركعتان قبلها‪ ،‬واالعتماد في جميع ما ذكر بالوسط المعتدل‪.‬‬
‫ ويمتد وقتها على القول القديم حتى يغيب الشفق األحمر‪ ،‬وقد ثبت فيه أحاديث في مسلم‬
‫الشفق»‪ .‬وأما حديث صالة جبريل في اليومين في وقت واحد‬‫ُ‬ ‫لم يغب‬ ‫ِ‬
‫المغرب ما ْ‬ ‫«وقت‬
‫َ‬ ‫منها‪:‬‬
‫وأيضا أحاديث مسلم مقدمة عليه ألنها متأخرة بالمدينة‬
‫فمحمول على وقت االختيار كما مر‪ً ،‬‬
‫وهو متقدم بمكة وألنها أكثر رواة وأصح إسنا ًدا منه‪ ،‬وعلى هذا للمغرب ثالثة أوقات‪ :‬وقت‬
‫فضيلة واختيار أول الوقت‪ ،‬ووقت جواز ما لم يغب الشفق‪ ،‬ووقت العشاء لمن يجمع‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪104‬‬
‫وآخره فِي االختِيار إ َلى ُث ِ‬
‫لث ا َّل ِ‬ ‫الش َف ُق األَحمر‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫اء‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫ليل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأ َّو ُل َوقت َها إ َذا َغ َ‬
‫اب َّ‬ ‫والع َش ُ‬
‫جر ال َّثانِي‪.............................................. ،‬‬
‫واز إ َلى ُط ُلو ِع ال َف ِ‬‫الج ِ‬
‫وفي َ‬
‫ِ‬

‫وقت العشاء ابتداء وانتهاء‬


‫تنبيه‬ ‫(والعشاء و) يدخل (أول وقتها إذا غاب الشفق األحمر)‬
‫من ال عشاء لهم بأن‬ ‫لما سبق‪.‬‬
‫يكونوا بنواح ال يغيب فيها‬ ‫ (وآخره في) وقت (االختيار إلى ثلث الليل) لخبر جبريل‬
‫شفقهم يقدرون قدر ما‬ ‫السابق‪ .‬وقوله فيه بالنسبة إليها‪« :‬الوقت ما بين هذين الوقتين»‬
‫يغيب فيه الشفق بأقرب‬ ‫محمول على وقت االختيار‪ ،‬وفي قول نصفه لخبر‪« :‬لوال ْ‬
‫أن‬
‫البالد إليهم كعادم القوت‬ ‫نصف الليل» صححه‬ ‫ِ‬ ‫ألخرت العشاء إلى‬
‫ُ‬ ‫أشق على أمتي‬
‫المجزىء في الفطرة ببلده‬
‫الحاكم على شرط الشيخين‪ ،‬ورجحه النووي في شرح‬
‫أي‪ :‬فإن كان شفقهم يغيب‬
‫مسلم‪( ،‬و) آخره (في) وقت (الجواز إلى طلوع الفجر الثاني)‬
‫عند ربع ليلهم ً‬
‫مثل اعتبر‬
‫ُ‬
‫التفريط على‬ ‫ٌ‬
‫تفريط إنما‬ ‫«ليس في النو ِم‬
‫أي الصادق لحديث‪َ :‬‬
‫من ليل هؤالء بالنسبة‪،‬‬
‫وقت األخرى»(‪ .)١‬خرجت‬ ‫يدخل ُ‬ ‫َ‬ ‫َم ْن لم ِّ‬
‫يصل الصال َة حتى‬
‫ال أنهم يصبرون بقدر ما‬
‫الصبح بدليل فبقي على مقتضاه في غيرها‪ .‬وخرج بالصادق‬
‫يمضي من ليلهم ألنه ربما‬
‫كتاب الصالة‬

‫استغرق ليلهم‪.‬‬
‫معترضا بنواحي‬
‫ً‬ ‫الكاذب‪ ،‬والصادق هو المنتشر ضوؤه‬
‫ً‬
‫مستطيل يعلوه ضوء‬ ‫السماء‪ ،‬بخالف الكاذب فإنه يطلع‬
‫كذنب الذئب‪ ،‬ثم تعقبه ظلمة‪.‬‬
‫ووقت كراهة‪ :‬ما بين‬ ‫وقت فضيلة‪،‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفجرين‪.‬‬

‫ووقت عذر‪ ،‬وهو وقت‬


‫‪6‬‬
‫فلها سبعة‬
‫‪2‬‬ ‫ووقت اختيار‪،‬‬
‫المغرب لمن يجمع‪،‬‬ ‫أوقات‬

‫ووقت ضرورة‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ووقت جواز‪،‬‬


‫‪4‬‬
‫ووقت حرمة‪،‬‬

‫‪105‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫ار‪ ،‬وفِـي‬
‫إلس َف ِ‬ ‫وآخ ُره فِي االختِ َي ِ‬
‫ار إِ َلى ا ِ‬ ‫وأو ُل وقتِها ُط ُلوع ال َفج ِر ال َّثاني‪ِ ،‬‬
‫ُ ْ‬ ‫والص ْب ُح‪َّ َ :‬‬
‫ُّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫الج َو ِاز إ َلى ُط ُلو ِع َّ‬
‫َ‬

‫وقت الصبح ابتداء وانتهاء‬


‫(والصبح) أي صالته وهو بضم الصاد وكسرها لغة‪ :‬أول النهار‪ ،‬فلذلك سميت به هذه‬
‫الصالة‪( .‬وأول وقتها طلوع الفجر الثاني) أي الصادق لحديث جبريل‪ ،‬فإنه علقه على‬
‫الوقت الذي يحرم فيه الطعام والشراب على الصائم‪ ،‬وإنما يحرمان بالصادق (وآخره في)‬
‫وقت (االختيار إلى اإلسفار) وهو اإلضاءة لخبر جبريل السابق وقوله فيه بالنسبة إليها‪:‬‬
‫«الوقت ما بين هذين» محمول على وقت االختيار (و) آخره (في) وقت (الجواز إلى‬
‫ِ‬
‫الشمس»‬
‫ُ‬ ‫لم تطلع‬‫الصبح من طلو ِع الفجر ما ْ‬
‫ِ‬ ‫صالة‬ ‫«وقت‬
‫ُ‬ ‫طلوع الشمس) لحديث مسلم‪:‬‬
‫والمراد بطلوعها هنا طلوع بعضها‪ ،‬وألن وقت الصبح يدخل بطلوع بعض الفجر‪ ،‬فناسب أن‬
‫يخرج بطلوع الشمس فلها‪ :‬وقت فضيلة أول الوقت ووقت اختيار ووقت جواز بال كراهة إلى‬
‫االحمرار‪ ،‬ثم وقت كراهة ووقت حرمة‪ ،‬وهي نهارية‪.‬‬

‫وقت فضيلة‬

‫كتاب الصالة‬
‫وقت اختيار‬

‫وقت جواز‬ ‫وقت الصبح‬

‫وقت كراهة‬

‫وقت حرمة‬

‫قضاء الفوائت‬
‫ويبادر بفائت وجو ًبا إن فات بال عذر‪ .‬وند ًبا إن فات بعذر كنوم ونسيان‪ .‬ويس ّن ترتيب الفائت‬
‫وتقديمه على الحاضرة التي ال يخاف فوتها‪.‬‬
‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪106‬‬
‫فصل فيمن تجب عليه الصالة وفي بيان النوافل‬

‫ِ‬ ‫وش َرائِ ُط ُو ُج ِ‬


‫إل ْس َل ُم‪ ،‬وال ُب ُلو ُغ‪ ،‬وال َع ْق ُل‪.‬‬ ‫الص َلة َث َل َث ُة َأش َي َ‬
‫اء‪ :‬ا ِ‬ ‫وب َّ‬ ‫َ‬

‫فصل فيمن تجب عليه الصالة وفي بيان النوافل‬


‫وقد شرع في النوع األول فقال‪( :‬وشرائط وجوب الصالة ثالثة أشياء)‪:‬‬
‫(اإلسالم) فال تجب على كافر أصلي وجوب مطالبة بها في الدنيا لعدم صحتها‬
‫األول‬
‫منه‪ ،‬لكن تجب عليه وجوب عقاب عليها في اآلخرة لتمكنه من فعلها باإلسالم‪.‬‬

‫(البلوغ) فال تجب على صغير لعدم تكليفه لرفع القلم عنه كما صح في الحديث‪.‬‬ ‫(و) الثاني‬

‫(العقل) فال تجب على مجنون لما ذكر‪.‬‬ ‫(و) الثالث‬

‫ وسكت المصنف عن الرابع وهو‪ :‬النقاء عن الحيض والنفاس‪ ،‬فال تجب على حائض ونفساء‬
‫لعدم صحتها منهما‪ ،‬فمن اجتمعت فيه هذه الشروط وجبت عليه الصالة باإلجماع وال قضاء على‬
‫كتاب الصالة‬

‫(‪.)١‬‬ ‫الكافر إذا أسلم لقوله تعالى‪:‬‬

‫الحكم إذا زالت الموانع آخر الوقت أو طرأت أول الوقت‬


‫ولو زالت هذه األسباب المانعة من وجوب الصالة وقد بقي من الوقت قدر تكبيرة فأكثر‬
‫وجبت الصالة ألن القدر الذي يتعلق به اإليجاب يستوي فيه قدر الركعة ودونها‪ ،‬ويجب‬
‫الظهر مع العصر بإدراك قدر زمن تكبيرة آخر وقت العصر‪ ،‬ويجب المغرب مع العشاء‬
‫بإدراك ذلك آخر وقت العشاء التحاد وقتي الظهر والعصر‪ ،‬ووقتي المغرب والعشاء في‬
‫العذر‪ ،‬ففي الضرورة أولى‪ ،‬ويشترط للوجوب أن يخلو الشخص عن الموانع قدر الطهارة‬
‫والصالة‪ ،‬بأخف ما يجزي‪ :‬كركعتين في صالة المسافر‪ ،‬ولو حاضت أو نفست أو جن أو‬
‫أغمي عليه أول الوقت وجبت تلك الصالة إن أدرك من ذكر قدر الفرض بأخف ما يمكن‪،‬‬
‫وإال فال وجوب في ذمته لعدم التمكن من فعلها‪.‬‬
‫***‬
‫(‪ )١‬سورة األنفال‪ .‬اآلية‪.٣٨ :‬‬
‫‪107‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫الصلوات المسنونات‬

‫ض َس ْب َع َع ْش َر َة َر ْك َع ًة‪َ :‬ر ْك َعتَا‬‫السن َُن التَّابِ َع ُة لِل َفرائِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ان واالستس َق ُ‬
‫اء‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ان والك ُُسو َف ِ‬ ‫العيدَ ِ‬ ‫َخمس‪ِ :‬‬
‫ْ ٌ‬
‫ث‬ ‫ب‪ ،‬و َث َل ٌ‬ ‫المغ ِْر ِ‬
‫َان َب ْعدَ َ‬ ‫ور ْك َعت ِ‬
‫بل ال َع ْص ِر‪َ ،‬‬ ‫وأر َب ٌع َق َ‬ ‫ال َف ْج ِر‪َ ،‬و َأر َب ٌع َق ْب َل ال ُّظ ْه ِر‪َ ،‬و َر ْك َعت ِ‬
‫َان َب ْعدَ ُه‪َ ،‬‬
‫احدَ ٍة ِم ُنه َّن‪.‬‬ ‫اء يوتِر بِو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َبعدَ الع َش ُ ُ َ‬

‫الصلوات المسنونات التي تشرع لها الجماعة وينادى لها‬


‫ثم شرع في النوع الثاني فقال‪( :‬والصلوات المسنونات) والمسنون والمستحب والنفل والمرغب‬
‫فيه ألفاظ مترادفة‪ ،‬وهو‪ :‬الزائد على الفرائض وأفضل عبادات البدن بعد اإلسالم‪ :‬الصالة‪ ،‬لخبر‬
‫أفضل؟ فقال‪« :‬الصال ُة لوقتِها» وقيل‪ :‬الصوم لخبر الصحيحين‪« :‬قال اﷲ‬
‫ُ‬ ‫الصحيحين‪ :‬أي األعمال‬
‫كل ِ‬
‫عمل ابن آد َم له إال الصو َم فإنه لي وأنا أجزي به» وإذا كانت الصالة أفضل العبادات‬ ‫تعالى‪ :‬؛ ُّ‬
‫ففرضها أفضل الفروض وتطوعها أفضل التطوع وهو ينقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫قسم تسن الجماعة فيه وهو‪:‬‬


‫(خمس‪ :‬العيدان والكسوفان واالستسقاء) ورتبتها في األفضلية على حكم ترتيبها المذكور‬

‫كتاب الصالة‬
‫ولها أبواب تذكر فيها‪.‬‬

‫السنن الرواتب التي ال تشرع لها الجماعة‬


‫وقسم ال تسن الجماعة فيه‪.‬‬
‫(و) منه (السنن) الرواتب وهي (التابعة للفرائض)‪ .‬والحكمة فيها تكميل ما نقص من الفرائض‬
‫بنقص نحو خشوع كترك تدبر قراءة‪ .‬وهي (سبع عشرة ركعة‪ :‬ركعتا الفجر) قبل الصبح (وأربع)‬
‫أي أربع ركعات (قبل الظهر وركعتان بعدها وأربع قبل العصر‪ ،‬وركعتان بعد المغرب وثالث‬
‫بعد) سنة (العشاء يوتر بواحدة منهن) لم يبين المصنف المؤكد من غيره‪.‬‬
‫ وبيانه أن المؤكد من الرواتب عشر ركعات‪ :‬ركعتان قبل الصبح وركعتان قبل الظهر وكذا‬
‫بعدها وبعد المغرب والعشاء لخبر الصحيحين عن ابن عمر قال‪ :‬صليت مع النبي ‪ ‬ركعتين‬
‫قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪108‬‬
‫وغير المؤكد أن يزيد ركعتين قبل الظهر‪ :‬لالتباع‪ ،‬رواه مسلم ويزيد ركعتين بعدها لحديث‪:‬‬
‫ِ‬
‫الظهر وأرب ٍع بعدَ ها حر َمه اﷲ على النَّار» رواه الترمذي‬ ‫حافظ على أربع ركعات َ‬
‫قبل‬ ‫َ‬ ‫«م َن‬
‫«رحم اﷲ امرأ صلى َ‬
‫قبل العصر‬ ‫َ‬ ‫وصححه‪ .‬وأربع قبل العصر لخبر عمر‪ ،‬أنه ‪ ‬قال‪:‬‬
‫أرب ًعا»(‪ ،)١‬ومن غير المؤكد ركعتان خفيفتان قبل المغرب‪ ،‬ففي الصحيحين من حديث أنس‪:‬‬
‫المغرب»‪ .‬وركعتان‬ ‫أذن‬ ‫ِ‬
‫الصحابة كانوا يبتدرون السواري لهما ‪ -‬أي للركعتين ‪ -‬إذا َ‬ ‫«أن كبار‬
‫َ‬
‫قبل العشاء لخبر‪« :‬بين كل أذانين صالة»(‪ )٢‬والمراد‪ :‬األذان واإلقامة‪.‬‬
‫ والجمعة كالظهر فيما مر فيصلي قبلها أرب ًعا وبعدها أرب ًعا لخبر مسلم‪« :‬إذا صلى أحدُ كم‬
‫فليصل بعدَ ها أرب ًعا» وخبر الترمذي‪« :‬إن ابن مسعود كان يصلي قبل الجمعة أرب ًعا‬‫ِّ‬ ‫الجمع َة‬
‫وبعدها أرب ًعا» والظاهر أنه توقيف‪.‬‬
‫وقول المصنف‪« :‬يوتر بواحدة منهن» أشار به إلى أن من القسم الذي ال يسن له جماعة‬ ‫ ‬
‫الوتر وأن أقله ركعة لخبر مسلم من حديث ابن عمر وابن عباس‪« :‬الوتر ركعة من آخر الليل»‬
‫وفي صحيح ابن حبان من حديث ابن عباس‪« :‬أنه ‪ ‬أوتر بواحدة»‪ .‬وال كراهة في االقتصار‬
‫عليها‪ ،‬وأدنى الكمال ثالث وأكمل منه خمس ثم سبع ثم تسع ثم إحدى عشرة‪ ،‬وهي أكثره‬
‫كتاب الصالة‬

‫َ‬
‫رمضان وال غيره على‬ ‫ُ‬
‫رسول اﷲ ‪ ‬يزيدُ في‬ ‫لألخبار الصحيحة منها خبر عائشة ‪« :‬ما كان‬
‫إحدَ ى عشر َة ركع ًة»‪.‬‬
‫ فال تصح الزيادة عليها كسائر الرواتب‪ ،‬ولمن زاد على ركعة الفصل بين الركعات‬
‫بالسالم وهو أفضل من الوصل بتشهد في األخيرة أو بتشهدين في األخيرتين وليس له في‬
‫الوصل غير ذلك‪ ،‬ووقته بين صالة العشاء وطلوع الفجر الثاني لقوله ‪« :‬إن اﷲ أمدَّ كم‬
‫خير لكم م ْن حمر النع ِم وهي الوتر فجع َلها لكم م َن العشاء إلى طلوع الفجر»‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بصالة هي ٌ‬
‫وترا» فإن‬ ‫ِ‬
‫ويسن جعله آخر صالة الليل لخبر الصحيحين‪« :‬اجعلوا آخ َر صالتكم م َن الليل ً‬
‫أخر الوتر إلى أن يتهجد وإال أوتر بعد فريضة العشاء وراتبتها‪ ،‬وقيده في‬ ‫كان له تهجد آخر ّ‬

‫(‪ ) ١‬رواه ابنا خزيمة وحبان وصححاه‪.‬‬


‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪109‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫وص َل ُة ُّ‬
‫الض َحى‪........................... ،‬‬ ‫والنوافل المؤكد ُة ثالث ٌة‪َ :‬ص َل ُة ال َّل ِ‬
‫يل‪َ ،‬‬ ‫ُ‬

‫خاف أن ال يقو َم‬


‫َ‬ ‫المجموع بما إذا لم يثق بيقظته آخر الليل وإال فتأخيره أفضل لخبر مسلم‪َ « :‬م ْن‬
‫الليل مشهودةٌ» وذلك‬‫آخر ِ‬ ‫الليل فيوتر أو َله‪ ،‬ومن َطمع أن يقوم أخره فليوتر ِ‬
‫آخ َره فإن صال َة ِ‬ ‫آخر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫بالوتر» فإن أوتر ثم تهجد لم يندب له إعادته‬ ‫ِ‬ ‫الصبح‬
‫َ‬ ‫أيضا‪« :‬بادروا‬
‫أفضل وعليه حمل خبره ً‬
‫لخبر‪« :‬ال وتران في ليلة» ويندب القنوت آخر وتره في النصف الثاني من رمضان‪ ،‬وهو كقنوت‬
‫الصبح في لفظه‪ ،‬ومحله والجهر به ويسن جماعة في وتر رمضان‪.‬‬

‫(والنوافل المؤكدة) بعد الرواتب (ثالثة)‪:‬‬

‫(صالة الليل)‬ ‫األولى‬


‫وهو التهجد ولو عبر به لكان أولى لمواظبته ‪ ‬ولقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪.)٢‬‬ ‫(‪ )١‬وقوله تعالى‪:‬‬

‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫لغ ًة‬
‫صالة التطوع في الليل بعد النوم‪ ،‬سمي بذلك لما فيه من‬ ‫رفع النوم بالتكلف‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫ترك النوم‪ ،‬ويسن للمتهجد القيلولة وهي النوم قبل الزوال‬
‫ِ‬
‫بالقيلولة‬ ‫وهي بمنزلة السحور للصائم لقوله ‪« :‬استعينُوا‬
‫ِ‬
‫الليل»(‪.)٣‬‬ ‫على قيا ِم‬

‫(صالة الضحى)‬ ‫(و) الثانية‬


‫وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان‪ .‬وهذا هو المعتمد‪ ،‬وقال في الروضة‪« :‬أفضلها ثمان وأكثرها اثنتا‬
‫عشرة»‪ ،‬ويسن أن يسلم من كل ركعتين‪ ،‬ووقتها من ارتفاع الشمس إلى الزوال واالختيار فعلها‬
‫عند مضى ربع النهار‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة اإلسراء‪ .‬اآلية‪.٧٩ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة الذاريات‪ .‬اآلية‪.١٧ :‬‬
‫(‪ )٣‬رواه أبو داود‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪110‬‬
‫والت ََّر ِاويحِ ‪...................................................................... ،‬‬

‫صالة (التراويح)‬ ‫(و) الثالثة‬

‫َ‬
‫رمضان إيمانًا‬ ‫وهي عشرون وقد اتفقوا على سنيتها وعلى أنها المرادة من قوله ‪َ « :‬م ْن قا َم‬
‫غفر له ما تقد َم م ْن ذنبِه»(‪ )١‬وقوله ‪« :‬إيمانًا» أي تصدي ًقا بأنه حق معتقدً ا أفضليته‬
‫واحتسا ًبا َ‬
‫إخالصا‪ ،‬والمعروف أن الغفران مختص بالصغائر‪ ،‬وتسن الجماعة فيها ألن‬ ‫ً‬ ‫«واحتسا ًبا» أي‬
‫أبي بن كعب‪ ،‬والنساء على سليمان بن‬ ‫عمر جمع الناس على قيام شهر رمضان‪ :‬الرجال على ّ‬
‫والسر‬
‫ّ‬ ‫يتروحون عقبها‪ :‬أي يستريحون‪،‬‬ ‫أبي حثمة‪ ،‬وسميت كل أربع منها ترويحة ألنهم كانوا ّ‬
‫في كونها عشرين أن الرواتب‪ :‬المؤكدات في غير رمضان عشر ركعات فضوعفت ألنه وقت‬
‫جدّ وتشمير‪ .‬ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫ وفعلها بالقرآن في جميع الشهر أفضل من تكرير سورة اإلخالص‪ ،‬ووقتها بين صالة‬
‫العشاء‪ ،‬وطلوع الفجر الثاني‪ .‬قال في الروضة‪ :‬وال تصح بنية مطلقة‪ ،‬بل ينوي ركعتين من‬
‫التراويح أو من قيام رمضان‪ ،‬ولو صلى أرب ًعا بتسليمة‪ .‬لم يصح‪ ،‬ألنه خالف المشروع بخالف‬
‫سنة الظهر والعصر‪ ،‬والفرق أن التراويح بمشروعية الجماعة فيها أشبهت الفرائض فال تغير‬
‫عما وردت‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫ يدخل وقت الرواتب التي قبل الفرض بدخول وقت الفرض‪ ،‬والتي بعده بفعله‪ ،‬ويخرج‬
‫وقت النوعين بخروج وقت الفرض ألنهما تابعان له‪ ،‬ولو فات النفل المؤقت ندب قضاؤه‪.‬‬
‫ومن القسم الذي ال تندب فيه الجماعة تحية المسجد‪ .‬وهي ركعتان قبل الجلوس لكل داخل‪،‬‬
‫وتتكرر بتكرر الدخول ولو على قرب وتفوت بجلوسه قبل فعلها‪ ،‬وإن قصر الفصل إال إن‬
‫سهوا وقصر الفصل‪ ،‬وتفوت بطول الوقوف كما أفتى به بعض المتأخرين‪.‬‬
‫جلس ً‬
‫ فائدة‪ :‬قال اإلسنوي‪ :‬التحيات أربع‪ :‬تحية المسجد بالصالة والبيت بالطواف والحرم‬
‫باإلحرام ومنى بالرمي‪ ،‬وزيد عليه تحية عرفة بالوقوف وتحية لقاء المسلم بالسالم‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪111‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫صالة التسابيح‬
‫من القسم الذي ال تسن الجماعة فيه صالة التسابيح وهي أربع ركعات يقول فيه ثالثمائة مرة‪:‬‬
‫«سبحان اﷲ والحمد ﷲ وال إله إال اﷲ واﷲ أكبر»‪ :‬بعد التحرم‪ ،‬وقبل القراءة خمسة عشرة‪ ،‬وبعد‬
‫عشرا‪ ،‬وكذلك في الرفع منه وفي السجود والرفع منه‬ ‫عشرا‪ ،‬وفي الركوع ً‬‫القراءة وقبل الركوع ً‬
‫والسجود الثاني‪ ،‬فهذه خمس وسبعون في أربع بثالثمائة‪.‬‬

‫صالة األوابين‬
‫وصالة األوابين وتسمى صالة الغفلة لغفلة الناس عنها بسبب عشاء أو نوم أو نحو ذلك‪ ،‬وهي‬
‫عشرون ركعة بين المغرب والعشاء‪ ،‬وأقلها ركعتان لحديث الترمذي أنه ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن صلى‬
‫كتب اﷲ له عباد َة اثنتي عشر َة سن ًة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫المغرب والعشاء َ‬ ‫ركعات بي َن‬ ‫ست‬
‫َ‬
‫أيضا‪ :‬ركعتا اإلحرام‪ ،‬وركعتا الطواف‪ ،‬وركعتا الوضوء‪،‬‬
‫ ومن القسم الذى ال تسن فيه الجماعة ً‬
‫وركعتا االستخارة‪ ،‬وركعتا الحاجة‪ ،‬وركعتا التوبة‪ ،‬وركعتان عند الخروج من المنزل وعند دخوله‬
‫يمر بها قط‪ ،‬وركعتان في المسجد‬
‫وعند الخروج من مسجد رسول اﷲ ‪ ‬وعند مروره بأرض لم ّ‬

‫كتاب الصالة‬
‫إذا قدم من سفره‪ ،‬وركعتان إذا عقد على امرأة وزفت إليه‪ ،‬إذ يسن لكل منهما قبل الوقاع أن يصلي‬
‫ركعتين‪ ،‬وأدلة هذه السنن مشهورة ال يحتملها شرح هذا الكتاب‪.‬‬

‫أفضل النوافل‬
‫وأفضل القسم الذي ال تسن فيه الجماعة الوتر ثم ركعتا الفجر‪ ،‬وهما أفضل من ركعتين في‬
‫جوف الليل‪ ،‬ثم باقي رواتب الفرائض ثم الضحى ثم ما يتعلق بفعل غير سنة الوضوء‪ :‬كركعتي‬
‫الطواف واإلحرام والتحية‪ ،‬وهذه الثالثة في األفضلية سواء‪ ،‬والقسم الذي تسن الجماعة فيه‬
‫أفضل من القسم الذي ال تسن الجماعة فيه‪ ،‬نعم تفضل راتبة الفرائض على التراويح‪ ،‬وأفضل‬
‫القسم الذي فيه تسن الجماعة صالة العيدين‪ ،‬وقضية كالمهم تساوي العيدين في الفضيلة قال‬
‫في الخادم‪ :‬لكن األرجح في النظر ترجيح عيد األضحى‪ ،‬فصالته أفضل من صالة الفطر‪،‬‬
‫وتكبير الفطر أفضل من تكبيره ثم بعد العيد في الفضيلة كسوف الشمس ثم خسوف القمر ثم‬
‫االستسقاء ثم التراويح‪ .‬وال حصر للنفل المطلق وهو ما ال يتقيد بوقت وال سبب‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪112‬‬
‫ِ‬
‫خير موضوع استكثر أو َأق ّل» فإن نوى فوق ركعة تشهد ً‬
‫آخرا‬ ‫قال ‪ ‬ألبي ذر‪« :‬الصال ُة ُ‬ ‫ ‬
‫(‪)١‬‬

‫فقط أو آخر كل ركعتين فأكثر فال تشهد في كل ركعة‪ ،‬والنفل المطلق بليل أفضل منه بالنهار‪،‬‬
‫وبأوسطه أفضل من طرفيه إن قسمه ثالثة أقسام ثم آخره أفضل من أوله إن قسمه قسمين‪،‬‬
‫وأفضل من ذلك السدس الرابع والخامس‪ ،‬ويسن السالم من كل ركعتين نواهما أو أطلق النية‪.‬‬
‫ ويسن أن يفصل بين سنة الفجر والفريضة باضطجاع على يمينه لالتباع وأن يقرأ في أول‬
‫َ‬
‫الكافرون» وفي الثانية‪:‬‬ ‫ركعتي الفجر والمغرب واالستخارة وتحية المسجد‪ْ :‬‬
‫«قل َيا أ ُّيها‬
‫اإلخالص‪ ،‬ويتأكد إكثار الدعاء واالستغفار في جميع ساعات الليل وهو في النصف األخير‬
‫آكد‪ .‬وعند السحر أفضل‪.‬‬
‫الجدول ‪ ٢ ،١‬آيات سجدة‬
‫‪ ١٤‬آيات سجدة‬ ‫سجدتا التالوة والشكر‬
‫ •سورة الحج‪١٨ :‬‬ ‫مختصرا‬
‫ً‬ ‫لم يتعرض المصنف لسجدتي التالوة والشكر ونذكره‬
‫ •سورة الحج‪٧٧ :‬‬ ‫لتتم به الفائدة لحافظ هذا المختصر‪.‬‬
‫ •سورة فصلت‪٣٨ :‬‬ ‫ تسن سجدات تالوة لقارىء وسامع قصد السماع أم ال‪،‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫ •سورة النجم‪٦٢ :‬‬ ‫قراءة لجميع آية السجدة مشروعة وتتأكد للسامع بسجود‬
‫ •سورة االنشقاق‪٢١ :‬‬ ‫القارىء‪ ،‬وهي أربع عشرة سجدة‪ :‬سجدتا الحج‪ ،‬وثالث في‬
‫ •سورة العلق‪١٩:‬‬ ‫المفصل في النجم واالنشقاق واقرأ‪ ،‬والبقية في األعراف‬
‫ •سورة األعراف‪٢٠٦ :‬‬ ‫والرعد والنحل واإلسراء ومريم والفرقان والنمل والم تنزيل‬
‫ •سورة الرعد‪١٥ :‬‬ ‫السجدة وحم فصلت‪ ،‬ومحالها معروفة‪ ،‬ليس منها سجدة‬
‫ص‪ ،‬بل هي سجدة شكر‪.‬‬
‫ •سورة النحل‪٥٠ - ٤٩ :‬‬
‫ •سورة اإلسراء‪١٠٩ :‬‬ ‫ّ‬
‫مصل لقراءته إال مأمو ًما‪،‬‬ ‫ تسن في غير الصالة ويسجد‬
‫ •سورة مريم‪٥٨ :‬‬ ‫فلسجدة إمامه فإن تخلف عن إمامه أو سجد هو دونه بطلت‬
‫ •سورة الفرقان‪٦٠ :‬‬ ‫بالهوي ولرفع من السجدة‬‫ّ‬ ‫صالته‪ ،‬ويكبر المصلي كغيره ند ًبا‬
‫بال رفع يد في الرفع من السجدة كغير المصلي‪ ،‬وأركان السجدة‬
‫ •سورة النمل‪٢٦ - ٢٥ :‬‬
‫مصل‪ :‬تحر ّم وسجود وسالم‪ .‬وشرطها كصالة‪ ،‬وأن ال‬ ‫ّ‬ ‫لغير‬
‫ •سورة السجدة‪١٥ :‬‬
‫يطول فصل عر ًفا بينها وبين قراءة اآلية‪ ،‬وتتكرر بتكرر اآلية‪.‬‬
‫(‪ )١‬رواه أحمد والحاكم وابن حبان‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫وسجدة الشكر‪:‬‬
‫ال تدخل صالة وتسن لنعمة أو اندفاع نقمة‪ ،‬أو رؤية مبتلى أو فاسق معلن‪ ،‬ويظهرها للفاسق إن‬
‫لم يخف ضرره‪ ،‬ال للمبتلى لئال يتأذى‪ ،‬وهي كسجدة التالوة وللمسافر فعلهما كنافلة‪ ،‬ويس ّن‬
‫مع سجدة الشكر كما في المجموع الصدقة‪ ،‬ولو تقرب إلى اﷲ بسجدة من غير سبب حرم‪.‬‬

‫قسم ال تسن الجماعة فيه‬

‫السنن التابعة‬
‫للفرائض‬

‫كتاب الصالة‬
‫غير المؤكدة‬ ‫المؤكدة‬

‫ركعتان قبل الظهر‬ ‫ركعتان قبل الصبح‬


‫ركعتان بعد الظهر‬ ‫ركعتان قبل الظهر‬

‫أربع ركعات قبل العصر‬ ‫ركعتان بعد الظهر‬

‫ركعتان قبل المغرب‬ ‫ركعتان بعد المغرب‬

‫ركعتان قبل العشاء‬ ‫ركعتان بعد العشاء‬

‫الرسم البياني ‪ 2،1‬الصلوات المسنونات‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪114‬‬
‫الصلوات المسنونات‬

‫قسم تسن الجماعة فيه‬

‫صالة العيدين‬
‫صالة الكسوف‬ ‫السنن غير التابعة‬
‫والخسوف‬
‫للفرائض‬
‫صالة االستسقاء‬

‫صالة التراويح‬ ‫صالة الوتر في‬


‫كتاب الصالة‬

‫غير رمضان‬
‫صالة الوتر في رمضان‬
‫صالة الوضوء‬ ‫صالة الليل‬
‫صالة االستخارة‬ ‫صالة الضحى‬
‫صالة الحاجة‬ ‫صالة تحية المسجد‬
‫صالة التوبة‬ ‫صالة التسابيح‬
‫ركعتان عند الخروج من‬
‫المنزل وعند دخوله‬ ‫صالة األوابين‬
‫ركعتان عند السفر‬ ‫صالة اإلحرام‬
‫ركعتان إذا عقد على‬
‫صالة الطواف‬
‫امرأة وزفت إليه‬
‫‪115‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في شروط الصالة‬
‫اء ِمن الحدَ ِ‬
‫ِ‬ ‫بل الدُّ ُخ ِ ِ‬ ‫وشرائِ ُط الص ِ‬
‫ث والن ََّج ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫ول ف َيه‍ا خمس‪َ :‬ط َه َار ُة األَ ْع َض َ َ‬ ‫الة َق َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬

‫فصل في شروط الصالة‬


‫للصالة شروط وأركان وسنن‪ ،‬والسنن أبعاض وهي‪ :‬التي تجبر بسجود السهو‪ ،‬وهيئات وهي‪:‬‬
‫التي ال تجبر بسجود السهو‪ .‬والركن كالشرط في أنه ال بد منه‪ ،‬ويفارقه بأن الشرط هو الذي يتقدم‬
‫على الصالة‪ ،‬ويجب استمراره فيها‪ :‬كالطهر والستر‪ .‬والركن ما تشتمل عليه الصالة‪ :‬كالركوع‬
‫والسجود فخرج بتعريف الشرط التروك كترك الكالم‪ ،‬فليست بشروط‪ ،‬بل مبطلة للصالة كقطع‬
‫النية‪ .‬وقد بدأ بالقسم األول فقال‪( :‬وشرائط الصالة) جمع شرط والشرط بسكون الراء‪.‬‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫لغ ًة‬
‫ما يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده وجود‬ ‫العالمة‪ ،‬ومنه أشراط‬
‫والعدم لذاته‪ ،‬والمعتبر من الشروط لصحة الصالة‬ ‫الساعة‪ :‬أي عالماتها‪.‬‬
‫(قبل الدخول فيها) أي قبل التلبس بها (خمس)‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫طهارة األعضاء من الحدث والنجس‬

‫األول‬
‫متطهرا عند إحرامه مع القدرة‬
‫ً‬ ‫(طهارة األعضاء من الحدث) األصغر وغيره فلو لم يكن‬
‫متطهرا فإن سبقه الحدث غير الدائم بطلت صالته‬
‫ً‬ ‫على الطهارة لم تنعقد صالته‪ ،‬وإن أحرم‬
‫لبطالن طهارته‪ ،‬ولو صلى ناس ًيا للحديث أثيب على قصده ال على فعله‪.‬‬
‫ (و) طهارة (النجس) الذي ال يعفى عنه في ثوبه أو بدنه أو مكانه الذي يصلى فيه‪،‬‬
‫ً‬
‫مبطل لقوله تعالى‪:‬‬ ‫فال تصح صالته مع شيء من ذلك ولو مع جهله بوجوده أو بكونه‬
‫(‪ )١‬ولو رأينا في ثوب من يريد الصالة نجاسة ال يعلم بها لزمنا إعالمه‪،‬‬
‫ألن األمر بالمعروف ال يتوقف على العصيان‪ ،‬واستثنى من المكان ما لو كثر زرق الطيور‪،‬‬
‫فإنه يعفى عنه للمشقة في االحتراز عنه‪ ،‬وقيد في المطلب العفو بما إذا لم يتعمد المشي‬
‫عليه‪ .‬وزاد غيره أن ال يكون رط ًبا أو رجله مبلولة‪.‬‬
‫(‪ )١‬سورة المدثر‪ .‬اآلية‪.٤ :‬‬
‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪116‬‬
‫اس َط ِ‬
‫اه ٍر ‪........................................................‬‬ ‫وست ُْر ال َع ْو َر ِة بِلِ َب ٍ‬
‫َ‬

‫االجتهاد عند اشتباه الطاهر بالنجس‬


‫ولو اشتبه عليه طاهر ونجس من ثوبين اجتهد فيهما للصالة وصلى فيما ظنه الطاهر من‬
‫الثوبين‪ ،‬فإذا صلى باالجتهاد ثم حضرت صالة أخرى لم يجب تجديد االجتهاد‪.‬‬
‫ ويعفى عما عسر االحتراز عنه غال ًبا‪ :‬من طين شارع نجس يقينًا لعسر تجنبه‪ ،‬وعن دم‪:‬‬
‫نحو براغيث ودمامل كقمل‪ ،‬وعن دم فصد وحجم بمحلهما‪ ،‬وعن روث ذباب وإن كثر ما‬
‫ذكر ولو بانتشار عرق لعموم البلوى بذلك ال إن كثر بفعله‪ ،‬وعن قليل دم أجنبي ال عن قليل‬
‫دم نحو كلب لغلظه‪ ،‬وكالدم فيما ذكر قيح وصديد وماء قروح له ريح‪ ،‬ولو صلى بنجس‬
‫معفو عنه لم يعلمه أو علمه ثم نسي فصلى ثم تذكر وجبت اإلعادة‪ ،‬ويجب إعادة كل‬ ‫ّ‬ ‫غير‬
‫صالة تيقن فعلها مع النجس بخالف ما احتمل حدوثه بعدها‪.‬‬

‫الكالم على ستر العورة وبيانها‬


‫(و) الثاني‬
‫كتاب الصالة‬

‫(ستر العورة بلباس طاهر) عن العيون ولو كان خال ًيا في ظلمة عند القدرة لقوله‬
‫(‪ )١‬قال ابن عباس المراد به الثياب‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫في الصالة‪ ،‬فلو عجز وجب أن يصلي عار ًيا ويتم ركوعه وسجوده وال إعادة عليه‪،‬‬
‫أيضا ولو في الخلوة إال لحاجة كاغتسال‪ ،‬وإنما‬
‫ويجب ستر العورة في غير الصالة ً‬
‫وجب الستر في الخلوة إلطالق األمر بالستر وألن اﷲ تعالى أحق أن يستحيا منه‪ ،‬وال‬
‫يجب ستر عورته عن نفسه بل يكره نظره إليها من غير حاجة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة األعراف‪ .‬اآلية‪.٣١ :‬‬

‫‪117‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫‪....................................................................................‬‬

‫عورة الرجل‬
‫وعورة الرجل ما بين سرته وركبته‪ ،‬وخرج‬
‫بذلك السرة والركبة فليستا من العورة‬
‫على األصح‪.‬‬
‫عورة الرجل‬
‫عورة المرأة‬
‫ظهرا وبطنًا إلى‬
‫وعورة المرأة غير الوجه والكفين ً‬
‫الكوعين لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪)١‬وهو مفسر بالوجه والكفين‪،‬‬
‫وإنما لم يكو نا عورة ألن الحاجة تدعو‬
‫إلى إبرازهما‪.‬‬
‫الصورة ‪ 2،1‬عورة الرجل ما بين سرته وركبته‪ ،‬وعورة‬
‫المرأة كلها إال وجهها والكفين‬ ‫شروط الساتر في الصالة‬

‫كتاب الصالة‬
‫جرم(‪ )٢‬يمنع إدراك لون البشرة الحجمها‪ ،‬ويجب ستر العورة من أعالها وجوانبها‬
‫وشرط الساتر ْ‬
‫ال من أسفلها‪ ،‬ولو كان المصلي امرأة‪ ،‬فإن وجد من السترة ما يكفى قبله ودبره فقط تعين لهما‬
‫لالتفاق على أنهما عورة‪ ،‬وألنهما أفحش من غيرهما‪ ،‬فإن لم يجد ما يكفيهما قدم قبله وجو ًبا‬
‫ألنه متوجه للقبلة‪.‬‬

‫من عجز عن الثوب للستر‬


‫متنجسا وعجز عما يطهره به أو حبس في مكان نجس وليس معه إال‬ ‫ً‬ ‫فإن عجز عنه أو وجده‬
‫ثوب ال يكفيه للعورة‪ ،‬وللمكان صلى عار ًيا في هذه الصور الثالث وال إعادة عليه إذا قدر‪ .‬ولو‬
‫قهرا‪ ،‬ولو أعاره له لزمه قبوله لضعف المنة فإن لم‬
‫وجد ثو ًبا لغيره حرم عليه لبسه وأخذه منه ً‬
‫يقبل لم تصح صالته لقدرته على السترة‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة النور‪ .‬اآلية‪.٣١ :‬‬


‫(‪ )٢‬الجرم‪ :‬بكسر الجيم هو ساتر يمنع إدراك لون البشرة‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪118‬‬
‫الق ْب َل ِة ‪.................‬‬
‫ت‪ ،‬واستِقب ُال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول الو ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫وف على مك ٍ ِ‬
‫َان َطاه ٍر‪ ،‬والع ْل ُم بِدُ ُخ ِ َ‬ ‫والو ُق ُ َ َ‬
‫ُ‬

‫الوقوف على مكان طاهر‬


‫(و) الثالث‬
‫(الوقوف على مكان طاهر) فال تصح صالة شخص يالقي بعض بدنه أو لباسه نجاسة‬
‫في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود‪.‬‬

‫العلم بدخول الوقت ومراتبه‬


‫(و) الرابع‬
‫(العلم بدخول الوقت) المحدود شر ًعا‪ ،‬فإن جهله لعارض كغيم أو حبس في موضع مظلم‬
‫وعدم ثقة يخبره عن علم اجتهد وعمل بما غلب على ظنه‪.‬‬
‫ ولو صىل بال اجتهاد أعاد لرتكه الواجب وعىل املجتهد التأخري حتى يغلب عىل ظنه‬
‫دخول الوقت وتأخريه إىل خوف الفوات أفضل‪.‬‬

‫القبلة ومراتبها‬
‫كتاب الصالة‬

‫(و) الخامس‬

‫أي‪ :‬نحو‪:‬‬ ‫(استقبال القبلة) بالصدر ال بالوجه لقوله تعالى‪:‬‬


‫(‪ )١‬واالستقبال ال يجب في غير الصالة‪ ،‬فتعين أن يكون فيها‪ .‬وقد ورد‬
‫أنه ‪ ‬قال للمسيء صالته وهو خالد بن رافع الزرقي األنصاري‪« :‬إذا قمت إلى الصالة‬
‫فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة»(‪.)٢‬‬
‫ وروى أنه ‪« :‬ركع ركعتين قبل الكعبة» أي وجهها‪ .‬وقال ‪« :‬هذه القبلة» مع خبر‪:‬‬
‫«صلوا كما رأيتموني أصلي»‪ .‬فال تصح الصالة بدونه إجما ًعا‪ ،‬والفرض في القبلة إصابة‬
‫العين في القرب يقينًا وفي البعد ظنًّا فال تكفي إصابة الجهة لهذه األدلة وأسقط المصنف‬
‫سادسا وهو العلم بكيفية الصالة بأن يعلم فرضيتها ويميز فرضها من سننها‪ ،‬نعم إن‬
‫ً‬ ‫شر ًطا‬
‫فرضا بنفل صحت‪.‬‬ ‫فرضا أو بعضها ولم يميز وكان عام ًيا ولم يقصد ً‬‫اعتقدها كلها ً‬

‫(‪ ) ١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.١٤٩ :‬‬


‫‪119‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٢‬رواه الشيخان‪.‬‬
‫الس َف ِر على الراحلة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال فِي حا َلـت ِ ِ ِ ِ‬
‫وي ُجو ُز تَر ُك االستِق َب ِ‬
‫َين‪ ،‬في شدَّ ة الخَ وف‪ ،‬وفي النَّاف َلة في َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫الصالة التي يجوز ترك القبلة فيها‬


‫(ويجوز) للمصلي (ترك) استقبال (القبلة في حالتين)‪:‬‬

‫(و) الحالة الثانية‬ ‫الحالة األولى‬

‫(في النافلة في السفر) المباح لقاصد محل‬ ‫(في) صالة (شدة الخوف) فيما يباح‬
‫معين ألن النفل يتوسع فيه كجوازه قاعدً ا‬ ‫فرضا كانت أو ً‬
‫نفل‪،‬‬ ‫من قتال أو غيره ً‬
‫للقادر فللمسافر المذكور التنفل ماش ًيا‪ ،‬وكذا‬ ‫فليس التوجه بشرط فيها لقوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫(على الراحلة) لحديث جابر‪« :‬كان‬ ‫( ‪.)١‬‬
‫توجهت بِه»‬
‫ْ‬ ‫حيث‬‫اﷲ ‪ ‬يصلي على راحلته ُ‬ ‫قال ابن عمر‪« :‬مستقبلي القبلة وغير‬
‫نزل‬ ‫‪ -‬أي‪ :‬في جهة مقصده «فإذا أرا َد الفريض َة َ‬ ‫مستقبليها»(‪.)٢‬‬
‫قياسا على‬ ‫فاستقبل القبلة» وجاز للماشي ً‬
‫(‪)٣‬‬ ‫َ‬
‫الراكب بل أولى‪ .‬والحكمة في التخفيف في‬

‫كتاب الصالة‬
‫ذلك على المسافر أن الناس محتاجون إلى‬
‫األسفار‪ ،‬فلو شرط فيها االستقبال للنفل ألدى‬
‫إلى ترك أورادهم أو مصالح معايشهم‪ .‬فخرج‬
‫بذلك النفل في الحضر فال يجوز وإن احتيج‬
‫للتردد كما في السفر لعدم وروده‪ ،‬ويكفيه إيماء‬
‫في ركوعه وسجوده‪ ،‬ويكون سجوده أخفض‬
‫من ركوعه لالتباع‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ ) ١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٣٩ :‬‬


‫(‪ )٢‬رواه البخاري في التفسير‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪120‬‬
‫فصل في أركان الصالة وسننها وهيئاتها‬

‫الص َل ِة َث َمانِ َي َة َع َش َر ُر ْكنًا‪ :‬النِّـ َّي ُة ‪..............................................‬‬


‫َان َّ‬ ‫َ‬
‫وأ ْرك ُ‬

‫فصل في أركان الصالة وسننها وهيئاتها‬


‫(وأركان الصالة ثمانية عشر ركنًا)‬
‫(النية)‬ ‫األول‬

‫ألنها واجبة في بعض الصالة‪ ،‬وهو ّأولها ال في جميعها‪ ،‬فكانت ركنًا كالتكبير والركوع‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي شرط ألنها عبارة عن قصد فعل الصالة فتكون خارج الصالة‪ ،‬ولهذا قال‬
‫الغزالي‪ :‬هي بالشرط أشبه‪.‬‬

‫(‪ )١‬قال الماوردي‪:‬‬ ‫واألصل فيها قوله تعالى‪:‬‬


‫واإلخالص في كالمهم النية‪ .‬وقوله ‪« :‬إنَّما األَ ْعم ُال بالن ِ‬
‫ِّيات وإِنَّما ِّ‬
‫لكل ا ْمرىء َما ن ََوى»‪.‬‬ ‫َ‬
‫كتاب الصالة‬

‫وأجمعت األمة على اعتبار النية في الصالة‪ ،‬وبدأ بها ألن الصالة ال تنعقد إال بها‪ ،‬فإذا‬
‫نذرا أو قضاء أو كفاية وجب قصد فعلها لتتميز عن سائر األفعال‬ ‫فرضا ولو ً‬‫أراد أن يصلي ً‬
‫وتعيينها لتتميز عن سائر الصلوات‪.‬‬
‫وتجب نية الفرضية لتتميز عن النفل‪ ،‬وال تجب في صالة الصبي‪ ،‬ألن صالته تقع ً‬
‫نفل‪،‬‬
‫فكيف ينوى الفرضية؟ وال تجب اإلضافة إلى اﷲ تعالى ألن العبادة ال تكون إال له تعالى‬
‫وتستحب ليتحقق معنى اإلخالص‪ ،‬وتستحب نية استقبال القبلة وعدد الركعات‪.‬‬

‫ وتصح نية األداء بنية القضاء وعكسه عند جهل الوقت لغيم أو نحوه‪ :‬كأن ظن خروج‬
‫الوقت فصالها قضاء فبان وقته‪ ،‬أو ظن بقاء الوقت فصالها أداء فبان خروجه الستعمال كل بمعنى‬
‫(‪)٢‬‬
‫اآلخر تقول‪ :‬قضيت الدين وأديته بمعنى واحد‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫عالما فال تصح صالته‪ .‬ومن عليه فوائت ال يشترط أن ينوي ظهر‬‫أي أديتم‪ ،‬أما إذا فعل ذلك ً‬
‫(‪ ) ١‬سورة البينة‪ .‬اآلية‪.٥ :‬‬
‫(‪ )٢‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢٠٠ :‬‬
‫‪121‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫والق َيا ُم َم َع ال ُقدْ َر ِة ‪....................................................................‬‬
‫ِ‬

‫يوم كذا بل يكفيه نية الظهر أو العصر‪ ،‬والنفل ذو الوقت أو ذو السبب كالفرض في اشتراط قصد‬
‫فعل الصالة وتعيينها‪ :‬كصالة الكسوف وراتبة العشاء‪ ،‬والوتر صالة مستقلة فال يضاف إلى‬
‫العشاء‪ ،‬فإن أوتر بواحدة أو بأكثر ووصل نوى الوتر‪ ،‬وإن فصل نوى بالواحدة الوتر‪ .‬ويتخير في‬
‫غيرها بين نية صالة الليل أو مقدمة الوتر وسنته وهي أولى أو ركعتين من الوتر على األصح هذا‬
‫صح ويحمل على ما يريده من ركعة إلى إحدى‬ ‫إذا نوى عد ًدا فإن قال‪ - :‬أصلي الوتر ‪ -‬وأطلق ّ‬
‫وترا‪ ،‬وال تشترط نية النفلية‪ .‬ويكفي في النفل المطلق وهو الذي ال يتقيد بوقت وال سبب‬
‫عشرة ً‬
‫نية فعل الصالة‪.‬‬
‫ والنية بالقلب باإلجماع ألنها القصد‪ ،‬فال يكفي النطق مع غفلة القلب باإلجماع وفي سائر‬
‫األبواب كذلك‪ ،‬وال يضر النطق بخالف ما في القلب كأن قصد الصبح وسبق لسانه إلى الظهر‪،‬‬
‫سرا بالمنوي قبيل التكبير ليساعد اللسان القلب وألنه أبعد عن الوسواس‪.‬‬
‫ويندب النطق ً‬

‫من أركان الصالة (القيام) في الفرض (مع القدرة) عليه‬ ‫(و) الثاني‬

‫النبي ‪ ‬عن‬‫ّ‬ ‫لخبر البخاري عن عمران بن حصين قال‪ :‬كانت بي بواسير‪ ،‬فسألت‬

‫كتاب الصالة‬
‫إن لم ت َْستَطِع َف َع َلى َجن ٍ‬
‫ْب» زاد النسائي‬ ‫إن َل ْم ت َْستَطِ ْع َف َقاعدً ا‪َ ،‬ف ْ‬
‫ائما َف ْ‬ ‫«ص ِّل َق َ‬ ‫الصالة فقال‪َ :‬‬
‫ف اﷲ َن ْف ًسا إِ َّل ُو ْس َع َها»‪ .‬وأجمعت األمة على‬ ‫« َفإِ ْن َل ْم ت َْستَطِ ْع َف ُم َس َت ْل ِق َيا َل ُي َك ِّل ُ‬
‫ذلك وهو معلوم من الدين بالضرورة وخرج بالفرض النفل وبالقادر العاجز‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪122‬‬
‫‪.......................................................................................‬‬

‫واستثنى بعضهم من ذلك مسائل‬

‫ما لو خاف راكب السفينة غر ًقا أو دوران رأس فإنه يصلي من قعود وال‬ ‫األولى‬
‫إعادة عليه‪.‬‬

‫ ما لو كان به سلس بول لو قام سال بوله وإن قعد لم يسل فإنه يصلي من‬
‫والثانية‬
‫قعود على األصح بال إعادة‪،‬‬
‫ ومنها ما لو قال طبيب ثقة لمن بعينه ماء‪ :‬إن صليت مستلق ًيا أمكن‬
‫مداواتك‪ ،‬فله ترك القيام على األصح‪.‬‬
‫ ولو أمكن المريض القيام منفر ًدا بال مشقة ولم يمكنه ذلك في جماعة‬
‫إال بأن يصلي بعضها قاعدً ا فاألفضل االنفراد‪ ،‬وتصح مع الجماعة وإن‬
‫قعد في بعضها‪.‬‬

‫ما لو كان للغزاة رقيب يرقب العدو ولو قام لرآه العدو‪ ،‬أو جلس الغزاة في‬
‫كتاب الصالة‬

‫الثالثة‬
‫ممكن ولو قاموا لرآهم العدو وفسد تدبير الحرب‪ ،‬صلوا قعو ًدا‪.‬‬

‫ وشرط القيام نصب ظهر المصلي ألن اسم القيام دائر معه‪ ،‬فإن وقف منحن ًيا إلى قدامه‬
‫قائما لم يصح قيامه لتركه الواجب بال‬‫مائل إلى يمينه أو يساره بحيث ال يسمى ً‬‫أو خلفه أو ً‬
‫عذر‪ ،‬واالنحناء السالب لالسم‪ :‬أن يصير إلى الركوع أقرب كما في المجموع‪ .‬ولو استند‬
‫إلى شيء كجدار أجزأه مع الكراهة‪ ،‬ولو تحامل عليه وكان بحيث لو رفع ما استند إليه لسقط‬
‫لوجود اسم القيام‪ ،‬وإن كان بحيث يرفع قدميه إن شاء وهو مستند لم يصح ألنه ال يسمى‬
‫قائما بل معلق نفسه‪ ،‬ولو أمكنه القيام متك ًئا على شيء أو القيام على ركبتيه لزمه ذلك ألنه‬
‫ً‬
‫ميسوره‪ ،‬ولو عجز عن ركوع وسجود دون قيام قام وجو ًبا وفعل ما أمكنه في انحنائه لهما‬
‫بصلبه‪ ،‬فإن عجز فبر قبته ورأسه‪ ،‬فإن عجز أومأ إليهما أو عجز عن قيام بلحوق مشقة شديدة‬
‫قعد كيف شاء‪ ،‬وافتراشه أفضل من تربعه وغيره ألنه قعود عبادة‪.‬‬

‫‪123‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫‪......................................................................................‬‬

‫ ويكره اإلقعاء في قعدات الصالة بأن يجلس المصلي على وركيه ناص ًبا ركبتيه للنهي‬
‫عن اإلقعاء في الصالة‪ ،‬رواه الحاكم وصححه‪ .‬ثم ينحني المصلي قاعدً ا لركوعه إن قدر‪،‬‬
‫وأقله أن ينحني إلى أن تحاذي جبهته ما قدام ركبتيه‪ ،‬وأكمله أن تحاذي جبهته محل سجوده‬
‫وركوع القاعد في النفل كذلك‪ ،‬فإن عجز عن القعود اضطجع على جنبه وجو ًبا لخبر عمران‬
‫السابق وس ّن على األيمن‪.‬‬

‫الصورة ‪ ٢،٢‬من عجز عن القعود‪ ،‬صلى مضطج ًعا‬

‫ فإن عجز عن الجنب استلقى على ظهره راف ًعا رأسه بأن يرفعه ً‬
‫قليل بشيء ليتوجه إلى‬
‫القبلة بوجهه ومقدم بدنه ويركع ويسجد بقدر إمكانه‪ ،‬فإن قدر المصلي على الركوع فقط كرره‬
‫للسجود‪ ،‬ولو عجز عن السجود إال أن يسجد بمقدم رأسه أو صدغه وكان بذلك أقرب إلى‬
‫األرض وجب؛ فإن عجز عن ذلك أومأ برأسه‪ .‬والسجود أخفض من الركوع فإن عجز فببصره‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫الصورة ‪ 2،3‬من عجز االضطجاع‪ ،‬صلى مستلق ًيا‬

‫ فإن عجز أجرى أفعال الصالة بسننها على قلبه وال إعادة عليه وال تسقط عنه الصالة وعقله‬
‫ثابت لوجود مناط التكليف‪ ،‬وللقادر على القيام النفل قاعدً ا سواء الرواتب وغيرها‪ ،‬وما تسن‬
‫فيه الجماعة كالعيد وما ال تسن فيه‪ ،‬ومضطج ًعا مع القدرة على القيام وعلى القعود لحديث‬
‫ف َأ ْج ِر ال َق ِائم َو َم ْن َص َّلى ن َِائ ًما‬
‫البخاري‪َ « :‬م ْن َص َّلى َق ِائ ًما َف ُه َو َأ ْف َض ُل َو َم ْن َص َّلى َقاعدً ا َف َل ُه نِ ْص ُ‬
‫اع ِد» ويلزمه أن يقعد للركوع والسجود‪ ،‬فإن استلقى مع‬ ‫ف َأج ِر ال َق ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬أي مضطج ًعا ‪َ -‬ف َل ُه ن ْص ُ ْ‬
‫إمكان االضطجاع لم تصح صالته‪ .‬ومحل نقصان أجر القاعد والمضطجع عند القدرة وإال لم‬
‫ينقص من أجرهما شيء‪.‬‬
‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪124‬‬
‫َوتَكبِ َير ُة ْ‬
‫اإلح َرا ِم ‪..................................................................‬‬

‫من أركان الصالة (تكبيرة اإلحرام) بشروطها‪،‬‬ ‫(و) الثالث‬

‫وهي إيقاعها بعد االنتصاب في الفرض باللغة العربية للقادر عليها‪ ،‬ولفظ الجاللة ولفظ أكبر‪،‬‬
‫وتقديم لفظ الجاللة على أكبر‪ ،‬وعدم مدّ همزة الجاللة‪ ،‬وعدم مدّ باء أكبر وعدم تشديدها‪،‬‬
‫وعدم زيادة واو ساكنة أو متحركة بين الكلمتين‪ ،‬وعدم واو قبل الجاللة‪ ،‬وعدم وقفة طويلة‬
‫بين كلمتيه‪.‬‬

‫وأن يسمع نفسه جميع حروفها إن كان صحيح السمع‪ ،‬وال مانع من لغط وغيره وإال فيرفع‬
‫صوته بقدر ما يسمعه لو لم يكن أصم‪ ،‬ودخول وقت الفرض لتكبيرة الفرائض والنفل‬
‫المؤقت وذى السبب‪ ،‬وإيقاعها حال االستقبال حيث شرطناه‪ ،‬وتأخيرها عن تكبيرة اإلمام‬
‫في حق المقتدي فهذه خمسة عشر شر ًطا إن ّ‬
‫اختل واحد منها لم تنعقد صالته‪.‬‬

‫الص َل ِة َف َك ِّبر ُث َّم ا ْق َر ْأ َما َت َي َّس َر‬ ‫ودليل وجوب التكبير خبر المسيء صالته‪« :‬إِ َذا ُق ْم َت إ َلى َّ‬
‫آن‪ُ ،‬ثم اركَع حتَّى َت ْطم ِئن ر ِ‬
‫مع َك ِمن ال ُقر ِ‬
‫كتاب الصالة‬

‫لك‬ ‫جالسا‪ُ ،‬ث َّم ا ْف َع ْل َذ َ‬ ‫ً‬ ‫اك ًعا‪ُ ،‬ث َّم ْار َف ْع َحتَّى َت ْط َمئ َّن‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ ْ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬
‫«ص ُّلوا ك ََما َرأيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫في َص َلت َك ُك ِّل َها»(‪ )١‬واالتباع مع خبر َ‬

‫ويسن أن ال يقصر التكبير بحيث ال يفهم‪ ،‬وأن ال يمططه بأن يبالغ في مده بل يأتي به مبينًا‪،‬‬
‫واإلسراع به أولى من مدّ ه لئال تزول النية‪.‬‬

‫وأن يجهر بتكبيرة اإلحرام وتكبيرات االنتقاالت ليسمع المأمومين فيعلموا صالته‬
‫بخالف غيره من مأموم ومنفرد فالسنة في حقه اإلسرار‪ ،‬نعم إن لم يبلغ صوت اإلمام جميع‬
‫المأمومين جهر بعضهم ند ًبا واحدً ا أو أكثر بحسب الحاجة ليبلغ عنه لخبر الصحيحين‪:‬‬
‫أنه ‪« ‬ص ّلى في مرضه بالناس وأبو بكر ‪ ‬يسم ُع ُهم التكبِ َير»‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه الشيخان‪.‬‬


‫‪125‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫‪........................................................................................‬‬

‫ومن عجز وهو ناطق عن النطق بالتكبير بالعربية ترجم عنها بأي لغة شاء‪ ،‬ووجب التعلم‬
‫إن قدر عليه ألن ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪ .‬وإنما سميت هذه التكبيرة تكبيرة‬
‫ً‬
‫حالل له قبلها من مفسدات الصالة كاألكل‬ ‫اإلحرام ألنه يحرم بها على المصلي ما كان‬
‫والشرب والكالم‪.‬‬

‫ً‬
‫مستقبل بكفيه‬ ‫ويسن رفع يديه في تكبيرة اإلحرام باإلجماع‪،‬‬
‫مميل أطراف أصابعهما نحوها‪ ،‬مفر ًقا أصابعهما‬ ‫القبلة‪ً ،‬‬
‫تفري ًقا وس ًطا كاش ًفا لهما‪ ،‬ويرفعهما مقابل منكبيه‬
‫لحديث ابن عمر ‪ :‬أنه ‪« ‬كان يرفع يديه‬
‫حذو منكبيه إذا افتتح الصالة»‪ .‬قال النووي في‬
‫شرح مسلم‪ :‬معنى «حذو منكبيه»‪ :‬أن تحاذي‬
‫أطراف أصابعه أعلى أذنيه‪ ،‬وإبهاماه شحمتي‬

‫كتاب الصالة‬
‫أذنيه‪ ،‬وراحتاه منكبيه‪.‬‬

‫ويجب قرن النية بتكبيرة اإلحرام ألنها أول األركان بأن يقرنها بأوله ويستصحبها إلى‬
‫آخره‪ ،‬والوسوسة عند تكبيرة اإلحرام من تالعب الشيطان‪ ،‬وهي تدل على خبل في‬
‫العقل أو جهل في الدين‪ ،‬وال يجب استصحاب النية بعد التكبير للعسر لكن يسن‪.‬‬

‫ويعتبر عدم المنافي كما في عقد اإليمان باﷲ تعالى‪ ،‬فإن نوى الخروج من الصالة أو‬
‫تردد في أن يخرج أو يستمر بطلت بخالف الوضوء واالعتكاف والحج والصوم ألنها‬
‫أضيق با ًبا من األربعة‪ ،‬فكان تأثيرها باختالف النية أشد‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪126‬‬
‫يم آ َي ٌة ِم ْن َها‪.................................. ،‬‬
‫الر ِح ِ‬ ‫الر ْح ِ‬
‫من َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوق َر َاء ُة ال َفات َحة‪َ ،‬وبِ ْس ِم اﷲ َّ‬

‫من أركان الصالة (قراءة) سورة (الفاتحة) في كل ركعة في قيامها أو بدله‪،‬‬ ‫(و) الرابع‬

‫َاب» أي في كل ركعة لما ّ‬


‫مر في خبر‬ ‫«ل َص َل َة لِ َم ْن َل ْم َي ْق َر ْأ بِ َفاتِ َحة الكت ِ‬
‫لخبر الشيخين‪َ :‬‬
‫المسيء صالته‪ ،‬إال ركعة مسبوق فال تجب فيها‪ ،‬بمعنى أنه ال يستقر وجوبها عليه لتحمل‬
‫اإلمام لها عنه‪.‬‬
‫وعد‬
‫«عد الفاتحة سبع آيات‪َّ ،‬‬‫لما روي‪ :‬أنه ‪ّ ‬‬
‫بسم اﷲ الرحمن الرحيم آية منها»(‪.)١‬‬

‫وروى الدارقطني عن أبي هريرة ‪ ‬إنه ‪‬‬


‫الح ْم ُد ﷲ َفاق َْر ُءوا بِ ْس ِم اﷲ‬
‫قال‪« :‬إِ َذا َق َرأ ت ُْم َ‬ ‫(وبسم اﷲ الرحمن‬
‫اب‬ ‫رآن ُ‬
‫وأ ُّم الكـ َت ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫الر ِحيمِ إِن َ‬
‫َـها ُأ ُّم ُ‬ ‫الر ْحمن َّ‬ ‫َ‬ ‫الرحيم آية منها) أي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرحيمِ‬ ‫الر ْحمن َّ‬ ‫الس ْب ُع ا ْل َمثَاني‪ ،‬وبِ ْسمِ اﷲ َ‬ ‫َو َ‬ ‫من الفاتحة‬
‫إِ ْحدَ ى آ َياتِ َها»(‪.)٢‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫بإسناد صحيح عن أم سلمة أن النبي ‪« ‬عدّ‬


‫بسم اﷲ الرحمن الرحيم آية‪ ،‬والحمد ﷲ رب‬
‫العالمين إلى آخرها ست آيات»‪.‬‬

‫وهي آية من كل سورة إال براءة‪ .‬إلجماع الصحابة على إثباتها في المصحف بخطه‬ ‫ ‬
‫أوائل السور سوى براءة‪ ،‬فلو لم تكن قرآنًا لما أجازوا ذلك ألنه يحمل على اعتقاد ما ليس‬
‫بقرآن قرآنًا‪ ،‬ولو كانت للفصل كما قيل ألثبتت في أول براءة ولم تثبت في أول الفاتحة‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬رواه البخاري في تاريخه‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه ابن خزيمة‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫‪.....................................................................................‬‬

‫تصح قراءته‬
‫فلو أتى قادر أو من أمكنه التعلم بدل حرف منها بآخر لم ّ‬
‫لتلك الكلمة لتغييره النظم‪ ،‬ولو أبدل ذال ال‍ذين المعجمة بالمهملة‬ ‫ويجب رعاية‬
‫لم تصح‪ ،‬وكذا لو أبدل حاء ال‍‍ح‍مد ل َّل‍ه بالهاء‪ ،‬ولو نطق بالقاف‬ ‫حروف الفاتحة‪،‬‬
‫صح مع الكراهة‪.‬‬
‫مترددة بينها وبين الكاف كما تنطق به العرب ّ‬

‫األربع عشرة منها ثالث في البسملة‪ ،‬فلو خفف منها تشديدة بطلت‬ ‫ويجب رعاية‬
‫قراءة تلك الكلمة لتغيير النظم‪ ،‬ولو شدد المخفف أساء وأجزأه كما‬ ‫تشديداتها‬
‫قاله الماوردي‪.‬‬

‫ويجب‬
‫ألنه مناط البالغة واإلعجاز‪ ،‬فلو بدأ بنصفها الثاني لم يعتدّ به ويبنى‬
‫رعاية ترتيبها بأن‬
‫على األول إن سها بتأخيره ولم يطل الفصل‪ ،‬ويستأنف إن تعمد أو‬ ‫يأتي بها على نظمها‬
‫طال الفصل‪.‬‬ ‫المعروف‬

‫كتاب الصالة‬
‫«ص ُّلوا ك ََما َرأ ْيت ُُموني ُأ َص ِّلي» فيقطعها تخلل ذكر‬
‫لالتباع مع خبر‪َ :‬‬
‫وإن قل‪ ،‬وسكوت طال عر ًفا بال عذر فيهما‪ ،‬أو سكوت قصد به قطع‬ ‫ويجب رعاية‬
‫القراءة إلشعار ذلك باإلعراض عن القراءة بخالف سكوت قصير‬ ‫مواالتها بأن يأتي‬
‫لم يقصد به القطع أو طويل‪ ،‬أو تخلل ذكر بعذر من جهل أو سهو‬ ‫بكلماتها على الوالء‬
‫أو إعياء‪ ،‬أو تعلق ذكر بالصالة كتأمينه لقراءة إمامه وفتحه عليه إذا‬
‫توقف فيها‪.‬‬

‫ فإن عجز عن جميع الفاتحة لعدم معلم أو مصحف أو غير ذلك فسبع آيات عدد آياتها‬
‫يأتي بها ولو متفرقة ال تنقص حروفها عن حروف الفاتحة‪ .‬فإن عجز عن القرآن أتى بسبعة أنواع‬
‫من الذكر أو الدعاء ال تنقص حروفها عن حروف الفاتحة‪ ،‬فإن عجز عن ذلك كله حتى ترجمة‬
‫الدعاء والذكر لزمه وقفة قدر الفاتحة في ظنه‪ ،‬وال يترجم عنها بخالف التكبير لفوات اإلعجاز‬
‫فيها دونه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪128‬‬
‫ُوع َوال ُّط َم ْأنِينَ ُة فِ ِيه ‪..........................................................‬‬
‫الرك ُ‬
‫َو ُّ‬

‫ وسن عقب الفاتحة بعد سكتة لطيفة لقارئها في الصالة وخارجها آمين لالتباع‪ ،‬رواه‬
‫الترمذي في الصالة‪ ،‬ويسن في جهرية جهر بها للمصلي حتى للمأموم لقراءة إمامه تب ًعا له‪ ،‬وأن‬
‫يؤمن المأموم مع تأمين إمامه لخبر الشيخين‪« :‬إذا أ ّمن اإلمام فأ ّمنوا‪ ،‬فإنه من وافق تأمينه تأمين‬
‫المالئكة غفر له ما تقدم من ذنبه»‪.‬‬

‫من أركان الصالة (الركوع)‬ ‫(و) الخامس‬

‫الص َل ِة»‬
‫(‪ )١‬ولخبر «إِ َذا ُق ْم َت إِ َلى َّ‬ ‫لقوله تعالى‬
‫ولإلجماع‪ ،‬وتقدم ركوع القاعد‪ ،‬وأما أقل الركوع في حق‬
‫خالصا‪ ،‬قدر بلوغ راحتي يدي‬ ‫ً‬ ‫القائم؛ فهو أن ينحني انحنا ًء‬
‫المعتدل خلقة ركبتيه إذا أراد وضعهما‪ ،‬فلو طالت يداه أو‬
‫قصرتا أو قطع شيء منهما لم يعتبر ذلك‪ ،‬فإن عجز عما‬
‫ذكر ينحني قدر إمكانه‪ ،‬فإن عجز عن االنحناء ً‬
‫أصل‬
‫أومأ برأسه ثم بطرفه‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫الركوع‬

‫من أركان الصالة (الطمأنينة فيه)‬ ‫(و) السادس‬

‫أي الركوع لحديث المسيء صالته المار‪ ،‬وأقلها أن تستقر أعضاؤه راك ًعا؛ بحيث ينفصل رفعه‬
‫عن ركوعه عن هويه أي سقوطه‪ ،‬فال تقوم زيادة الهوى مقام الطمأنينة‪ ،‬وال يقصد بالهوى غير‬
‫الركوع‪ ،‬قصده هو أم ال كغيره من بقية األركان ألن نية الصالة منسحبة عليه‪ ،‬فلو هوى لتالوة‬
‫فجعله ركو ًعا‪ ،‬لم يكف ألنه صرفه إلى غير الواجب بل ينتصب ليركع‪ ،‬ولو قرأ إمامه آية سجدة‬
‫ثم ركع عقبها فظن المأموم أنه يسجد للتالوة فهوى لذلك فرآه لم يسجد فوقف عن السجود‬
‫فاألقرب كما قال الزركشي‪ :‬أنه يحسب له ويغتفر ذلك للمتابعة‪ .‬وأكمل الركوع تسوية ظهره‬
‫وعنقه‪ ،‬ونصب ساقيه وفخذيه وأخذ ركبتيه بكفيه لالتباع‪ .‬رواه البخاري‪ .‬وتفريق أصابعه تقري ًقا‬
‫وس ًطا لجهة القبلة ألنها أشرف الجهات‪ ،‬واألقطع ونحوه كقصير اليدين ال يوصل يديه ركبتيه‬
‫بل يرسلهما إن لم يسلما م ًعا‪ ،‬أو يرسل إحداهما إن سلمت األخرى‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة الحج‪ .‬اآلية‪.٧٧ :‬‬


‫‪129‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َواال ْعتدَ ُال‪َ ،‬وال ُّط َم ْأنينَ ُة فيه‪َ ،‬و ُّ‬
‫الس ُجو ُد‪............................................... ،‬‬

‫من أركان الصالة (االعتدال)‬ ‫(و) السابع‬

‫ولو لنافلة كما صححه في التحقيق لحديث المسيء صالته‪ ،‬ويحصل بعود لبدء بأن يعود إلى‬
‫قائما كان أو قاعدً ا‪.‬‬
‫ما كان عليه قبل ركوعه ً‬
‫من أركان الصالة (الطمأنينة فيه)‬ ‫(و) الثامن‬
‫كما في خبر المسيء صالته‪ ،‬بأن تستقر أعضاؤه على ما كان عليه قبل ركوعه بحيث ينفصل‬
‫ارتفاعه عن عوده إلى ما كان عليه‪ ،‬ولو ركع عن قيام فسقط عن ركوعه قبل الطمأنينة فيه عاد‬
‫معتدل ثم سجد‪ ،‬وإن سجد ثم ّ‬
‫شك‬ ‫ً‬ ‫وجو ًبا إليه واطمأن ثم اعتدل‪ ،‬أو سقط عنه بعدها نهض‬
‫ثم سجد وال يقصد به غيره‪.‬‬
‫أتم اعتداله؟ اعتدل وجو ًبا ّ‬
‫هل َّ‬

‫من أركان الصالة (السجود)‬ ‫(و) التاسع‬

‫الص َل ِة»‬
‫(‪ )١‬ولخبر‪« :‬إِ َذا ُق ْم َت إِ َلى َّ‬ ‫مرتين في كل ركعة لقوله تعالى‪:‬‬
‫وإنما عدّ ا ركنًا واحدً ا التحادهما‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫شر ًعا‬ ‫لغ ًة‬
‫أقله مباشرة بعض جبهته ما يصلى عليه من أرض أو غيرها‬ ‫التطامن والميل‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫لخبر‪« :‬إِ َذا َس َجدْ َت َف َم ِّك ْن َج ْب َهت ََك َو َل َتنْ ُق ْر َن ْق ًرا»(‪ .)٢‬وإنما‬ ‫الخضوع والتذلل‪.‬‬
‫اكتفى ببعض الجبهة لصدق اسم السجود عليها بذلك‪ ،‬وخرج‬
‫بالجبهة الجبين(‪ )٣‬واألنف فال يكفي وضعهم‪ ،‬ويجب وضع‬
‫جزء من ركبتيه ومن باطن كفيه ومن باطن أصابع قدميه في‬
‫السجود لخبر الشيخين‪« :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم‪:‬‬
‫الجبهة‪ ،‬واليدين‪ ،‬والركبتين‪ ،‬وأطراف القدمين» وال يجب‬
‫كشفها بل يكره كشف الركبتين كما نص عليه في األم‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة الحج‪ .‬اآلية‪.٧٧ :‬‬


‫(‪ )٢‬رواه ابن حبان في صحيحه‪.‬‬
‫(‪ )٣‬لإلنسان جبينان‪ ،‬عن يمين الجبهة وشمالها‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪130‬‬
‫الس ْجدَ َت ْي ِن‪َ ،‬وال ُّط َم ْأنِينَ ُة فِ ِيه‪............................. ،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َوال ُّط َم ْأنينَ ُة فيه‪َ ،‬وا ْل ُج ُل ُ‬
‫وس َب ْي َن َّ‬

‫من أركان الصالة (الطمأنينة فيه)‬ ‫(و) العاشر‬

‫أي السجود لحديث المسيء صالته‪ ،‬ويجب أن يصيب محل سجوده ثقل رأسه للخبر المار‪:‬‬
‫«إِ َذا َس َجدْ َت َف َم ِّك ْن َج ْب َهت ََك»‪ .‬ومعنى الثقل أن يتحامل بحيث لو فرض تحته قطن أو حشيش‬
‫النكبس وظهر أثره في يد لو فرضت تحت ذلك‪ ،‬وال يعتبر هذا في بقية األعضاء‪ ،‬ويندب أن‬
‫يضع كفيه حذو منكبيه وينشر أصابعهما مضمومة للقبلة ويعتمد عليهما‪ ،‬ويجب في السجود‬
‫أن ترتفع أسافله على أعاليه لالتباع كما صححه ابن حبان‪ ،‬فلو صلى في سفينة ً‬
‫مثل ولم‬
‫يتمكن من ارتفاع ذلك لميالنها صلى على حسب حاله ولزمته اإلعادة ألنه عذر نادر‪ .‬نعم إن‬
‫صح‪.‬‬
‫كان به علة ال يمكنه معها السجود إال كذلك ّ‬

‫من أركان الصالة (الجلوس بين السجدتين)‬ ‫(و) الحادى‬


‫عشر‬
‫جالسا كما في الصحيحين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولو في نفل ألنه ‪ ‬كان إذا رفع رأسه لم يسجد حتى يستوي‬
‫كتاب الصالة‬

‫من أركان الصالة (الطمأنينة فيه)‬ ‫(و) الثاني‬


‫عشر‬
‫مر في الركوع‪ ،‬فلو رفع فز ًعا من‬ ‫لحديث المسيء صالته‪ ،‬ويجب أن ال يقصد برفعه غير كما ّ‬
‫شيء لم يكف ويجب عليه أن يعود إلى السجود‪ ،‬ويجب أن ال يطوله وال االعتدال ألنهما ركنان‬
‫قصيران ليسا مقصودين لذاتهما بل للفصل‪ ،‬وأكمله أن يكبر بال رفع يدّ مع رفع رأسه من السجود‬
‫ً‬
‫مفترشا ‪ -‬وسيأتي بيانه ‪ -‬لالتباع واض ًعا كفيه على فخذيه قري ًبا‬ ‫لالتباع رواه الشيخان‪ ،‬ويجلس‬
‫ناشرا أصابعه مضمومة للقبلة كما في السجود‬ ‫من ركبتيه بحيث تسامتهما ر ُءوس األصابع‪ً ،‬‬
‫(‪)١‬‬

‫قائل‪ :‬رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني وعافني لالتباع‪ ،‬ثم يسجد‬ ‫ً‬
‫الثانية كاألولى‪.‬‬

‫(‪ )١‬تسامتهما‪ :‬تساويهما‪.‬‬

‫‪131‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫األخ ُير‪ ،‬والت ََّش ُهدُ فِ ِيه ‪.......................................................‬‬
‫والج ُلوس ِ‬
‫ُ ُ‬

‫من أركان الصالة (الجلوس األخير)‬ ‫(و) الثالث‬


‫عشر‬
‫ألنه محل ذكر واجب فكان واج ًبا كالقيام لقراءة الفاتحة‪.‬‬

‫من أركان الصالة (التشهد فيه)‬ ‫(و) الرابع‬


‫عشر‬
‫أي الجلوس األخير لقول ابن مسعود‪ :‬كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد‪ :‬السالم على اﷲ قبل‬
‫عباده‪ ،‬السالم على جبريل‪ ،‬السالم على ميكائيل‪ ،‬السالم على فالن‪ .‬فقال النبي ‪َ :‬‬
‫«ل َت ُقو ُلوا‪:‬‬
‫يات ﷲ ‪.....‬إلى آخره»(‪ ،)١‬والداللة فيه من‬‫الس َل ُم َو َل ِك ْن ُقو ُلوا الت َِّح ُ‬
‫الس َل ُم َع َلى ال َّله َفإِ َّن ال َّل َه ُه َو َّ‬
‫َّ‬
‫وجهين‪ :‬أحدهما التعبير بالفرض‪ .‬الثاني‪ :‬األمر به والمراد فرضه في الجلوس آخر الصالة‪،‬‬
‫النبي‬
‫وأقله ما رواه الشافعي والترمذي وقاال فيه حسن صحيح‪ :‬التحيات ﷲ سالم عليك أيها ّ‬
‫ورحمة اﷲ وبركاته‪ ،‬سالم علينا وعلى عباد اﷲ الصالحين‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اﷲ‪ ،‬وأن محمدً ا‬
‫أن محمدً ا عبده ورسوله‪ ،‬وقد حكوا اإلجماع على جواز التشهد بالروايات كلها‬ ‫رسول اﷲ‪ ،‬أو َّ‬

‫كتاب الصالة‬
‫وال أعلم أحدً ا اشترط لفظ عبده‪ .‬اهـ‪ .‬وهذا‬
‫هو المعتمد‪ ،‬وأكمله التحيات المباركات‬
‫الصلوات الطيبات ﷲ‪ ،‬السالم عليك أيها‬
‫النبي ورحمة اﷲ وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعلى‬ ‫ّ‬
‫عباد اﷲ الصالحين‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اﷲ‬
‫وأشهد أن محمدً ا رسول اﷲ‪.‬‬

‫الصورة ‪ ٢،٦‬الجلوس آخر الصالة‬


‫(‪ )١‬رواه الدارقطني‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪132‬‬
‫الص َل ُة َع َلى النَّبِ ِّي ‪ ‬فِ ِيه ‪..........................................................‬‬
‫َو َّ‬

‫من أركان الصالة (الصالة على النبي ‪ ‬فيه)‬ ‫(و) الخامس‬


‫عشر‬

‫(‪ )١‬قالوا‪ :‬وقد أجمع العلماء على أنها ال تجب‬ ‫أي التشهد األخير لقوله تعالى‪:‬‬
‫في غير الصالة فتعين وجوبها فيها‪ ،‬والقائل بوجوبها مرة في غيرها محجوج بإجماع من قبله‬
‫ولحديث‪« :‬عرفنا كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك‪ .‬فقال‪ُ :‬قو ُلوا‪ :‬ال َّل ُه َّم َص ِّل َع َلى ُم َح َّمد‬
‫و َع َل َى آل ُم َح ّم ٍد ‪ »...‬إلى آخره متفق عليه‪ .‬وفي رواية‪ :‬كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك‬
‫في صالتنا؟ فقال‪ُ :‬قو ُلوا‪ :‬ال َّل ُه َّم َص ِّل َع َلى ُم َح َّم ٍد و َع َل َى آل ُم َح ّم ٍد ‪ ...‬إلى آخره‪ .‬رواه الدارقطني‬
‫وابن حبان في صحيحه‪ .‬والمناسب لها من الصالة التشهد آخرها فتجب فيه أي بعده‪.‬‬

‫ وقد صلى النبي ‪ ‬على نفسه في الوتر كما رواه أبو عوانة في مسنده وقال‪َ :‬ص ُّلوا ك ََما‬
‫َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي ولم يخرجها شيء عن الوجوب‪ ،‬وأما عدم ذكرها في خبر المسيء صالته‬
‫فمحمول على أنها كانت معلومة له ولهذا لم يذكر له التشهد والجلوس له والنية والسالم‪.‬‬
‫وإذا وجبت الصالة على النبي ‪ ‬وجب القعود لها بالتبعية‪ ،‬وأقل الصالة على النبي ‪ ‬وآله‪:‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫صليت على‬ ‫آل محمد كما‬ ‫ٍ‬


‫محمد وعلى ِ‬ ‫صل على‬ ‫الله َّم ِّ‬ ‫اللهم ِّ‬
‫َ‬ ‫صل على محمد وآله‪ .‬وأكملها‪ُ :‬‬
‫باركت على إبراهيم وعلى آل‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫محمد وعلى آل محمد كما‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وبارك على‬ ‫إبراهيم وعلى ِ‬
‫آل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إنك حميدٌ مجيدٌ ‪ .‬وفي بعض طرق الحديث زيادة على ذلك ونقص‪ .‬وآل‬ ‫إبراهيم في العالمي َن َ‬
‫وخص إبراهيم بالذكر ألن الرحمة والبركة لم يجتمعا‬
‫ّ‬ ‫إبراهيم‪ ،‬إسماعيل‪ ،‬وإسحاق وأوالدهما‪،‬‬
‫(‪.)2‬‬ ‫لنبي غيره أي ممن قبله قال تعالى‪:‬‬
‫ّ‬

‫(‪ ) ١‬سورة األحزاب‪ .‬اآلية‪.56 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة هود‪ .‬اآلية‪.٧٣ :‬‬
‫‪133‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫‪.....................................................................................‬‬

‫ فائدة‪ :‬كل األنبياء من بعد إبراهيم عليه السالم من ولده إسحاق عليه السالم‪ ،‬وأما إسماعيل‬
‫نبي إال نبينا‪ .‬قال محمد بن أبي بكر الرازي‪ :‬ولعل الحكمة في ذلك‬
‫عليه السالم فلم يكن من نسله ّ‬
‫انفراده بالفضيلة فهو أفضل الجميع عليهم الصالة والسالم‪.‬‬

‫معاني التشهد‪:‬‬
‫ومجيد‬
‫والتحيات‬
‫بمعنى ماجد وهو من كمل شر ًفا وكر ًما‪.‬‬
‫جمع تحية‪ ،‬وهي ما يحيى به من سالم وغيره‪،‬‬
‫والقصد بذلك الثناء على اﷲ تعالى بأنه مالك‬
‫وحميد‬
‫لجميع التحيات من الخلق‪ ،‬ومعنى المباركات‪،‬‬
‫بمعنى محمود‪.‬‬ ‫الناميات‪.‬‬

‫والصلوات‬
‫والرسول‬

‫كتاب الصالة‬
‫هو الذي يبلغ خبر من أرسله‪.‬‬ ‫الصلوات الخمس‪.‬‬

‫والصالحين‬ ‫والطيبات‬
‫جمع صالح وهو القائم بما عليه من‬
‫األعمال الصالحة‪.‬‬
‫حقوق اﷲ تعالى وحقوق عباده‪.‬‬

‫والسالم‬
‫والعباد‬

‫جمع عبد‪.‬‬ ‫معناه اسم السالم أي اسم اﷲ عليك وعلينا أي‬


‫الحاضرين من إمام ومأموم ومالئكة وغيرهم‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪134‬‬
‫يب األَ ْرك ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َان َع َلى َما َذك َْرنَا ُه ‪..........‬‬ ‫يم ُة األُو َلى‪َ ،‬ون َّي ُة الخُ ُروجِ م َن َّ‬
‫الص َلة‪َ ،‬وت َْرت ُ‬ ‫َوالت َّْسل َ‬

‫من أركان الصالة (التسليمة األولى)‬ ‫(و) السادس‬


‫عشر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم» قال الحاكم‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪ .‬وأقله‪:‬‬ ‫لخبر مسلم‪« :‬ت َْح ِر ُ‬
‫يم َها ال َّتكْبِ ُير وت َْحلي ُل َها الت َّْسل ُ‬
‫السالم عليكم فال يجزئ عليهم‪ ،‬وال تبطل به صالته ألنه دعاء لغائب‪ ،‬وال عليك وال عليكما‪ ،‬وال‬
‫سالمي عليكم وال سالم عليكم‪ ،‬فإن تعمد ذلك مع علمه بالتحريم بطلت صالته‪ .‬وأكمله‪ :‬السالم‬
‫وصوبه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عليكم ورحمة اﷲ؛ ألنه المأثور‪ .‬وال تسن زيادة وبركاته كما صححه في المجموع‬

‫(و) السابع‬
‫من أركان الصالة (نية الخروج من الصالة)‬
‫عشر‬
‫قياسا على سائر العبادات؛ وألن النية‬
‫ويجب قرنها بالتسليمة األولى‪ ،‬واألصح أنها ال تجب ً‬
‫خروجا من الخالف‪.‬‬
‫ً‬ ‫السابقة منسحبة على جميع الصالة‪ ،‬ولكن تسن‬

‫من أركان الصالة (ترتيب)‬ ‫(و) الثامن‬


‫عشر‬
‫أي (األركان على ما ذكرناه) في عددها المشتمل على قرن النية بالتكبير وجعلهما مع القراءة في‬
‫كتاب الصالة‬

‫القيام‪ ،‬وجعل التشهد والصالة على النبي ‪ ‬في القعود‪ .‬فالترتيب عند من أطلقه مراد فيما عدا‬
‫مر ودليل‬‫النبي ‪ ‬فإنها بعد التـشهد كما جـزم به في المـجموع كما ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬ومـنه الصالة على ّ‬
‫وجوب الترتيب االتباع كما في األخبار الصحيحة مع خبر َص ُّلوا ك ََما َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي وعدّ ه من‬
‫األركان بمعنى الفرض صحيح‪ ،‬وبمعنى اإلجزاء فيه تغليب‪.‬‬
‫ وأما السنن فترتيب بعضها على بعض كاالستفتاح والتعوذ‪ ،‬وترتيبها على الفرائض كالفاتحة‬
‫والسورة شرط في االعتداد بها سنة ال في صحة الصالة‪.‬‬
‫ فإن ترك ترتيب األركان عمدً ا بتقديم ركن فعلي أو سالم كأن ركع قبل قراءته أو سجد أو‬
‫سلم قبل ركوعه بطلت صالته‪ ،‬أوسها فما فعله بعد متروكه لغو‪ ،‬لوقوعه في غير محله‪ ،‬فإن‬
‫تذكر متروكه قبل فعل مثله فعله‪ ،‬وإال أجزأ عن متروكه وتدارك الباقي‪ ،‬فلو علم في آخر صالته‬
‫ترك سجدة من ركعة أخيرة سجد ثم تشهد‪ ،‬أو من غيرها أو شك لزمه ركعة فيهما‪ ،‬أو علم في‬
‫مثل ترك سجدة من األولى فإن كان جلس بعد سجدته التي فعلها سجد من قيامه وإال‬ ‫قيام ثانية ً‬
‫فليجلس مطمئنًا ثم يسجد‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ان َوا ِ‬
‫إل َق َام ُة‪.‬‬ ‫ول فِ َيها َش ْيئ ِ‬
‫َان‪ :‬األ َذ ُ‬ ‫َوسنَن َُها َق ْب َل الدُّ ُخ ِ‬
‫ُ‬

‫سنن الصالة قبل الدخول فيها‬


‫ولما فرغ من األركان شرع‌في ذكر السنن فقال‪( :‬وسننها) أي المكتوبة (قبل الدخول فيها) أي‬
‫قبل التلبس بها (شيئان)‪:‬‬

‫األول‪( :‬األذان) وهو بالمعجمة‪.‬‬ ‫ ‬

‫شر ًعا‬ ‫لغةً‬


‫قول مخصوص يعلم به وقت الصالة‬
‫اإلعالم قال تعالى‪:‬‬
‫المفروضة‪ .‬واألصل فيه قبل اإلجماع قوله‬
‫(‪ )١‬أي أعلمهم به‪.‬‬
‫‪ ،‬وخبر‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫فليؤذن‬ ‫الصحيحين‪ :‬إِ َذا َح َض َرت َّ‬
‫الص َل ُة‬
‫أكبركم‪.‬‬
‫لكم أحدُ كم وليؤ ُّمكم ُ‬

‫كتاب الصالة‬
‫وس ِّمي الذكر المخصوص به ألنه يقيم‬‫ (و) الثاني‪( :‬اإلقامة) في األصل مصدر أقام‪ُ ،‬‬
‫إلى الصالة‪ .‬واألذان واإلقامة مشروعان باإلجماع‪ ،‬فهما سنة للمكتوبة دون غيرها من‬
‫الصلوات‪ ،‬كالسنن وصالة الجنازة والمنذورة لعدم ثبوتهما فيه‪ ،‬بل يكرهان فيه‪ ،‬ويشرع‬
‫األذان في أذن المولود اليمنى واإلقامة في اليسرى كما سيأتي إن شاء اﷲ تعالى في العقيقة‪،‬‬
‫ويندب األذان للمنفرد‪ ،‬وأن يرفع صوته به إال بموضوع وقعت فيه جماعة‪ .‬ومعظم األذان‬
‫مثنى ومعظم اإلقامة فرادى‪ .‬واألصل في ذلك خبر الصحيحين‪« :‬أمر بالل أن يشفع األذان‬
‫ويوتر اإلقامة» والمراد منه ما قلناه‪ .‬واإلقامة إحدى عشرة كلمة‪ ،‬واألذان كلماته تسع عشرة‬
‫كلمة بالترجيع‪ ،‬ويسن اإلسراع باإلقامة مع بيان حروفها‪ ،‬فيجمع بين كل كلمتين منها بصوت‬
‫والكلمة األخيرة بصوت‪ ،‬والترتيل في األذان فيجمع بين كل تكبيرتين بصوت‪ ،‬ويفرد باقي‬
‫كلماته لألمر بذلك كما أخرجه الحاكم‪ .‬ويسن الترجيع في األذان‪ ،‬وهو أن يأتي بالشهادتين‬
‫جهرا‪.‬‬
‫سرا قبل أن يأتي بهما ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )١‬سورة الحج‪ .‬اآلية‪.٢٧ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪136‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬

‫خير من النوم‪ ،‬مرتين‪ .‬ويسن القيام‬


‫والتثويب في أذان الصبح وهو قوله بعد الحيعلتين‪ :‬الصالة ٌ‬
‫في األذان واإلقامة على عال إن احتيج إليه والتوجه للقبلة‪ ،‬وأن يلتفت بعنقه فيهما يمينًا مرة‬
‫حي على الفالح كذلك من‬ ‫ً‬
‫وشمال في ّ‬ ‫حي على الصالة مرتين في األذان ومرة في اإلقامة‪،‬‬
‫في ّ‬
‫غير تحويل صدره عن القبلة وقدميه عن مكانهما‪ ،‬وأن يكون كل من المؤذن والمقيم ً‬
‫عدل في‬
‫الشهادة عالي الصوت حسنه‪ ،‬وكرها من فاسق وصبي مميز وأعمى وحده‪ ،‬وجنب ومحدث‬
‫والكراهة لجنب أشد‪ ،‬وهي في اإلقامة أغلظ‪.‬‬

‫شروط األذان واإلقامة‬


‫ويشترط في األذان واإلقامة‪ :‬الترتيب والوالء بين كلماتهما‪ ،‬ولجماعة جهر ودخول وقت‬
‫األذان‪ ،‬إال صبح فمن نصف الليل‪.‬‬
‫ويشترط في المؤذن والمقيم‪:‬‬

‫ج ولغير النساء الذكورة‬ ‫والتمييز‬ ‫ب‬ ‫اإلسالم‬ ‫ا‬


‫كتاب الصالة‬

‫ ويسن مؤذنان للمسجد ونحوه‪ ،‬ومن فوائدهما أن يؤذن واحد للصبح قبل الفجر وآخر‬
‫(‪)١‬‬
‫بعده‪ ،‬ويسن لسامع المؤذن والمقيم أن يقول مثل قولهما ّإل في حيعالت‬
‫وتثويب وكلمتي اإلقامة فيحوقل(‪ )٢‬في كل كلمة في األولى‪ ،‬ويقول في‬
‫الثانية‪ :‬صدقت وبررت‪ ،‬وفي الثالثة‪ :‬أقامها اﷲ وأدامها وجعلني من‬
‫صالحي أهلها‪ .‬ويسن لكل من مؤذن ومقيم وسامع ومستمع‬
‫أن يصلي على النبي ‪ ‬بعد الفراغ من األذان واإلقامة‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪ :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة والصالة القائمة آت‬
‫سيدنا محمدً ا الوسيلة والفضيلة‪ ،‬وابعثه مقا ًما‬
‫محمو ًدا الذي وعدته‪.‬‬

‫الصورة ‪ ٢،٧‬المؤذن‬
‫(‪ ) ١‬حيعالت‪ :‬الحيعلة‪( :‬حي على الصالة ‪ -‬حي على الفالح)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬حوقل‪ :‬الحوقلة هي قول (ال حول وال قوة إال باﷲ )‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫الوت ِْر فِي النِّص ِ‬
‫ف‬ ‫الص ْبحِ َوفِي ِ‬ ‫َان‪ :‬الت ََّشهدُ األَو ُل‪ ،‬وال ُقن ُ ِ‬
‫ول فِ َيها‪َ :‬ش ْيئ ِ‬
‫َو َب ْعدَ الدُّ ُخ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُوت في ُّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُّ‬
‫ان ‪..................................................................‬‬ ‫ال َّثانِي ِمن َر َم َض َ‬

‫سنن الصالة بعد الدخول فيها وتسمى األبعاض‬


‫(و) سننها أي الصالة مطل ًقا‪( -‬بعد الدخول فيها) أبعاض وهيئات‪ ،‬فأبعاضها ثمانية‪ :‬المذكور‬
‫منها هنا (شيئان)‬
‫األول‬
‫(التشهد األول) كله أو بعضه‪.‬‬

‫والثاني‬

‫(القنوت في) ثانية (الصبح) كله أو بعضه‪ ،‬ومحل االقتصار على الصبح من بقية‬
‫الصلوات الخمس في حال األمن‪ ،‬فإن نزل بالمسلمين نازلة ‪ -‬ال نزلت ‪ -‬استحب‬
‫ِ‬
‫في سائر الصلوات‪ ،‬ولكن ليس هذا من األبعاض وهو‪« :‬ال َّل ُه َّم ْاهدني َ‬
‫فيم ْن َهدَ ْي َت‪،‬‬
‫فيما َأ ْع َط ْي َت َوقني َشر َما‬ ‫ارك لي َ‬ ‫يت‪َ ،‬و َب ْ‬ ‫َو َعافِنِي فِ ْي َم ْن َعا َف ْي َت‪َ ،‬وت ََو َّلني فِ ْي َم ْن ت ََو َّل َ‬

‫كتاب الصالة‬
‫َق َض ْي َت َفإِن ََّك َت ْق ِضي وال يقضى عليك‪ ،‬وإِ َّن ُه َل ُي َذ ُّل َم ْن َوا َل ْي َت َو َل ُي َع ُّز َم ْن َعا َد ْي َت‪،‬‬
‫ْت َر َّبنَا َو َت َعا َل ْي َت» لالتباع‪( .‬و) كذا (في) اعتدال ركعة (الوتر في) جميع (النصف‬ ‫تَب َا َرك َ‬
‫الثاني من رمضان) سواء أصلى التراويح أم ال‪ ،‬وهو كقنوت الصبح في ألفاظه وجبره‬
‫بالسجود‪ ،‬ويسن للمنفرد وإلمام قوم محصورين رضوا بالتطويل أن يقول بعده قنوت‬
‫عمر ‪ .‬وهو‪ :‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك‪ .‬ونتوب إليك ونؤمن‬
‫بك ونتوكل عليك‪ ،‬ونثني عليك الخير كله‪ ،‬نشكرك وال نكفرك‪ ،‬ونخلع ونترك‬
‫من يفجرك‪ ،‬واللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد‪ ،‬وإليك نسعى ونحفد‪ ،‬ونرجو‬
‫رحمتك ونخشى عذابك‪ ،‬وإن عذابك الجد بالكفار ملحق‪( ،‬اللهم اغفر للمؤمنين‬
‫والمؤمنات‪ ،‬والمسلمين والمسلمات‪ ،‬وأصلح ذات بينهم ومواصالتهم‪ ،‬وألف بين‬
‫قلوبهم واجمع في قلوبهم اإليمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم‬
‫أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه‪ ،‬وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق‪،‬‬
‫واجعلنا منهم)‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪138‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬

‫والثالث‬

‫القعود للتشهد األول‪ ،‬والمراد بالتشهد األول اللفظ الواجب في التشهد األخير دون ما هو‬
‫فيه سنة‪.‬‬
‫والرابع‬

‫القيام للقنوت الراتب‪.‬‬

‫والخامس‬

‫النبي ‪ ‬بعد التشهد األول‪.‬‬


‫الصالة على ّ‬

‫والسادس‬

‫النبي ‪ ‬بعد القنوت‪.‬‬


‫الصالة على ّ‬
‫كتاب الصالة‬

‫والسابع‬

‫الصالة على اآلل بعد القنوت‪.‬‬

‫والثامن‬

‫الصالة على اآلل بعد التشهد اآلخير‪.‬‬

‫النبي ‪ ‬بعد التشهد األول وللصالة على اآلل بعد األخير‬


‫ وظاهر أن القعود للصالة على ّ‬
‫كالقعود لألول‪ ،‬وأن القيام لهما بعد القنوت كالقيام له فتزيد األبعاض بذلك‪.‬‬
‫أبعاضا لقربها بالجبر بالسجود من األبعاض الحقيقية أي األركان‪،‬‬
‫ً‬ ‫ وسميت هذه السنن‬
‫وخرج بها بقية السنن كأذكار الركوع والسجود فال يجبر تركها بالسجود‪ .‬وال تسن الصالة على‬
‫اآلل في التشهد األول خال ًفا لبعض المتأخرين‪.‬‬

‫‪139‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫َو َه ْيئَات َُها َخ ْم َس َع َش َر َة َخ ْص َل ًة‪................................................... :‬‬

‫هيئات الصالة وهي السنن غير األبعاض‬


‫(وهيئاتها) جمع هيئة‪ ،‬والمراد بها هنا ما عدا األبعاض من السنن التي ال تجبر بالسجود‪ ،‬وهي‬
‫كثيرة والمذكور منها هنا (خمس عشرة خصلة)‪.‬‬

‫هيئات الصالة‬

‫‪ 8‬التكبيرات عند الخفض والرفع‬ ‫رفع اليدين عند تكبيرة اإلحرام‬


‫‪1‬‬
‫وعند الركوع‬
‫قول سمع اﷲ لمن حمده‬ ‫‪9‬‬
‫وضع بطن كف اليمين على‬
‫التسبيح في الركوع‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫ظهر الشمال‬

‫التسبيح في السجود‬ ‫‪11‬‬ ‫دعاء التوجه‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫‪ 12‬وضع اليدين على الفخذين‬ ‫االستعاذة‬ ‫‪4‬‬

‫االفتراش‬ ‫‪13‬‬ ‫الجهر بالقراءة في موضعه‬ ‫‪5‬‬

‫التورك‬ ‫‪14‬‬ ‫التأمين‬ ‫‪6‬‬

‫التسليمة الثانية‬ ‫‪15‬‬ ‫قراءة السور بعد قراءة الفاتحة‬ ‫‪7‬‬

‫الرسم البياني ‪ ٢،٢‬هيئات الصالة‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪140‬‬
‫الشم ِ‬
‫ال‪،‬‬ ‫الركُو ِع والرفع منه َو َو ْض ُع ال َي ِم ِ‬
‫ين َع َلى ِّ َ‬ ‫َر ْف ُع ال َيدَ ْي ِن‪ِ :‬عنْدَ َت ْكبِ َير ِة ا ِ‬
‫إل ْح َرا ِم وعند ُّ‬
‫َوالت ََّو ُّج ُه‪.......................................................................... ،‬‬

‫(رفع اليدين) أي رفع كفيه للقبلة مكشوفتين‪ ،‬منشورتي األصابع مفرقة وس ًطا‬ ‫األولى‬
‫(عند) ابتداء (تكبيرة اإلحرام) مقابل منكبيه بأن تحاذي أطراف أصابعهما‬
‫الهوي إلى‬
‫ّ‬ ‫أعلى أذنيه‪ ،‬وإبهاماه شحمتي أذنيه‪ ،‬وراحتاه منكبيه (وعند)‬
‫(الركوع و) عند (الرفع منه) وعند القيام إلى الثالثة من التشهد األول‪.‬‬

‫(و) الثانية (وضع) بطن كف (اليمين على) ظهر (الشمال) بأن يقبض في قيام أو‬
‫بدله بيمين كوع يساره وبعض ساعدها ورسغها تحت صدره فوق سرته‪،‬‬
‫والقصد من القبض المذكور تسكين اليدين فإن أرسلهما ولم يعبث فال‬
‫بأس‪ .‬والكوع‪ :‬العظم الذي يلي إبهام اليد‪ ،‬والبوع‪ :‬العظم الذي يلي إبهام‬
‫الرجل ُيقال‪ :‬الغبي هو الذي ال يعرف كوعه من بوعه والرسغ‪ :‬هو المفصل‬
‫بين الكف والساعد‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫ات َواألَ ْرض َحنِي ًفا‬ ‫(و) الثالثة دعاء (التوجه) نحو‪ :‬وجه ُت وج ِهي ل َّل ِذي َف َطر السماو ِ‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ ْ َ ْ َ‬
‫اي َو َم َماتي ل َّل ِه َر ِّب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم ْسل ًما َو َما َأنَا م َن ا ْل ُم ْش ِركين‪ ،‬إِ َّن َص َلتي َون ُُسكي َو َم ْح َي َ‬
‫لك ُأ ِم ُ‬
‫رت َو َأنَا َأ َّو ُل ا ْل ُم ْس ِلمي َن لالتباع‪.‬‬ ‫ال َعا َل ِمي َن‪َ ،‬ل َشر ْي َك َل ُه َوبِ َذ َ‬
‫فائدة‪ :‬معنى وجهت وجهي أي أقبلت بوجهي‪ ،‬وقيل قصدت بعبادتي‬ ‫ ‬
‫ومعنى فطر ابتدأ الخلق على غير مثال‪ ،‬والحنيف‪ ،‬المائل إلى الحق وعند‬
‫العرب من كان على ملة إبراهيم‪ ،‬والمحيا والممات الحياة والموت‪،‬‬
‫والنسك العبادة‪.‬‬

‫‪141‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الج ْه ُر فِي َم ْو ِض ِع ِه َوا ِ‬ ‫ِ‬
‫إل ْس َر ُار في َم ْوضعه‪َ ،‬والت َّْأم ُ‬
‫ين‪.................... ،‬‬ ‫َواال ْست َعا َذةُ‪َ ،‬و َ‬

‫(و) الرابعة (االستعاذة) للقراءة لقوله تعالى‪:‬‬


‫أي إذا أردت قراءته فقل‪ :‬أعوذ باﷲ من الشيطان الرجيم يقول ذلك‬ ‫(‪ّ )١‬‬
‫في كل ركعة؛ ألنه يبتدئ فيها قراءة‪ ،‬وفي األولى آكد لالتفاق عليها‪.‬‬
‫ فائدة‪ :‬الشيطان اسم لكل متمرد‪ ،‬مأخوذ من َش َط َن إذا َب ُعدَ ‪ ،‬وقيل من شاط إذا‬
‫والتعوذ‬
‫ّ‬ ‫احترق والرجيم المطرود‪ ،‬وقيل‪ ،‬المرجوم ويسن اإلسرار بدعاء االفتتاح‬
‫في السرية والجهرية كسائر األذكار المسنونة‪.‬‬

‫(و) الخامسة (الجهر) بالقراءة (في موضعه) فيسن لغير المأموم أن يجهر بالقراءة في الصبح‬
‫وأولتي العشائين والجمعة والعيدين وخسوف القمر واالستسقاء والتراويح‬
‫ليل أو وقت الصبح (واإلسرار) بها (في موضعه)‬ ‫ووتر رمضان وركعتي الطواف ً‬
‫فيسر في غير ما ذكر إال في نافلة الليل المطلقة‪ ،‬فيتوسط فيها بين اإلسرار والجهر‬
‫يشوش على نائم أو مصل أو نحوه‪ .‬ومحل الجهر والتوسط في المرأة‬ ‫إن لم ّ‬

‫كتاب الصالة‬
‫حيث ال يسمع أجنبي‪.‬‬

‫(و) السادسة (التأمين) عقب الفاتحة بعد سكتة لطيفة لقارئها في الصالة وخارجها لالتباع‬
‫بمد وقصر والمد أفصح وأشهر‪ ،‬فآمين‪ :‬اسم فعل بمعنى استجب مبني على‬
‫الفتح‪ ،‬وتخفف الميم فيه ولو شدده لم تبطل صالته‪ ،‬لقصده الدعاء ويسن في‬
‫جهرية جهر بها وأن يؤمن المأموم مع تأمين إمامه لخبر الصحيحين‪« :‬إ َذا َأ َّم َن‬
‫الم َل ِئك َِة ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذنْبِ ِه»‪.‬‬
‫اإل َما ُم َفأ ِّمنُوا‪َ ،‬فإِ َّن َم ْن َوا َف َق تأمينُه تَأمي َن َ‬
‫ِ‬
‫وخرج بـ (في جهرية) السرية فال جهر بالتأمين فيها وال معية بل يؤمن اإلمام‬
‫سرا مطل ًقا‪.‬‬ ‫وغيره ً‬

‫(‪ )١‬سورة النحل‪ .‬اآلية‪.٩٨ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪142‬‬
‫الر ْفعِ‪َ ،‬و َق ْو ُل َس ِم َع ال َّل ُه لِ َم ْن‬ ‫ات ِعنْدَ الخَ ْف ِ‬
‫ض َو َّ‬
‫ِ‬
‫الفاتحة‪َ ،‬وال َّت ْكبِ َير ُ‬ ‫ِ‬
‫السورة بعدَ‬ ‫وقراء ُة‬
‫الح ْمدُ ‪.............................................................‬‬ ‫ك َ‬ ‫َح ِمدَ ُه َر َّبنَا َل َ‬

‫(و) السابعة (قراءة السورة) ولو قصيرة (بعد) قراءة (الفاتحة) في ركعتين أوليين لغير المأموم‬
‫من إمام ومنفرد‪ ،‬جهرية كانت الصالة أو سرية لالتباع‪ .‬أما المأموم فال تسن له‬
‫السورة إن سمع للنهي عن قراءته لها بل يستمع قراءة إمامه‪ ،‬فإن لم يسمعها لصمم‬
‫أو بعد أو سماع صوت لم يفهمه أو إسرار إمامه ولو في جهرية قرأ سورة إذ ال‬
‫معنى لسكوته‪ ،‬فإن سبق المأموم بأوليين من صالة إمامه بأن لم يدركه‍ما معه‬
‫قرأها في باقي صالته إذا تداركه إن لم يكن قرأها فيما أدركه‪ ،‬وإال سقطت عنه‬
‫يطول من تسن له‬‫لكونه مسبو ًقا لئال تخلو صالته عن السورة بال عذر‪ .‬ويسن أن ّ‬
‫السورة قراءة أولى على ثانية لالتباع‪ .‬نعم إن ورد ّ‬
‫نص بتطويل الثانية اتبع‪ :‬كما في‬
‫مسألة الزحام أنه يسن لإلمام تطويل الثانية ليلحقه منتظر السجود‪ ،‬ويسن لمنفرد‬
‫وإمام محصورين في صبح طوال المفصل‪ ،‬وفي ظهر قريب منها‪ ،‬وفي عصر‬
‫وعشاء أوساطه‪ ،‬وفي مغرب قصاره‪ ،‬وفي صبح جمعة في أولى (الم تنزيل)‪ ،‬وفي‬
‫الثانية (هل أتى) لالتباع‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫(و) الثامنة (التكبيرات عند) ابتداء (الخفض) لركوع وسجود (و) عند ابتداء (الرفع) من‬
‫السجود ويمده إلى انتهاء الجلوس والقيام‪.‬‬

‫(و) التاسعة (قول سمع اﷲ لمن حمده) أي تقبل اﷲ منه حمده‪ ،‬وقول (ربنا لك الحمد) أو‬
‫(اللهم ربنا لك الحمد)‪ ،‬وبواو فيهما قبل (لك) «ملء السماوات وملء األرض‬
‫وملء ما شئت من شيء بعد أي بعدهما كالكرسي وسع كرسيه السماوات‬
‫واألرض» وأن يزيد منفرد وإمام قوم محصورين راضين بالتطويل‪« .‬أهل الثناء‬
‫أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد‪ :‬ال مانع لما أعطيت وال معطي لما منعت‬‫والمجد ّ‬
‫وال ينفع ذا الجد ‪ -‬أي الغني ‪ ،-‬منك أي عندك الجد» لالتباع‪ .‬ويجهر اإلمام‬
‫ويسر بربنا لك الحمد ويسر غيره بهما‪ .‬نعم المبلغ يجهر بما‬
‫ّ‬ ‫بسمع اﷲ لمن حمده‪،‬‬
‫ويسر بما يسر به ألنه ناقل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يجهر به اإلمام‬

‫‪143‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ود‪ ،‬وو ْضع اليدَ ي ِن ع َلى ال َف ِ‬
‫خ َذ ْي ِن‪َ ،‬ي ْب ُس ُط ال ُي ْس َرى َو َي ْقبِ ُض‬ ‫والتَّسبِيح فِي الركُو ِع والسج ِ‬
‫َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫َ ُّ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫الم َس ِّب َح َة َفإِ َّن ُه ُي ِش ُير بِ َها ُمت ََش ِّهدً ا‪...........................................،‬‬
‫ال ُي ْمنَى إِ َّل ُ‬

‫ـي ال َعظيم ثال ًثا لالتباع‪ ،‬ويزيد‬ ‫(و) العاشرة (التسبيح في الركوع) بأن يقول‪ُ :‬س ْب َح َ‬
‫ان َر ِّب َّ‬
‫منفرد وإمام محصورين راضين بالتطويل‪« :‬ال َّل ُه َّم َل َك َر َك ْع ُت َوبِ َك آ َمن ُْت َو َلك‬
‫َأ ْس َل ْم ُت‪َ ،‬خ ِش َع َل َك َس ْم ِعي َو َب َصري َو ُم ِّخي َو َع ْظ ِمي َو َع َصبِي َو َما است َق َّل ْت بِ ِه‬
‫دمي»‪ ،‬لالتباع وتكره القراءة في الركوع وغيره من بقية األركان غير القيام كما‬ ‫َق َّ‬
‫في المجموع‪.‬‬

‫حان َر ِّبي األَ ْع َلى ثال ًثا‪ ،‬لالتباع‪ .‬ويزيد‬ ‫(و) الحادية التسبيح في (السجود) بأن يقول‪ُ :‬س ْب َ‬
‫عشرة منفرد وإمام محصورين راضين بالتطويل‪« :‬ال َّل ُه َّم َل َك َس َجدْ ُت َوبِك آ َمن ُْت‬
‫جهي ل َّل ِذي َخ َل َق ُه َو َص َّو َر ُه َو َش َّق َس ْم َع ُه َو َب َص َر ُه َت َب َار َك اﷲ‬
‫َو َل َك َأ ْس َل ْم ُت‪َ ،‬س َجدَ َو ِ‬
‫الخالِقي َن» ويسن الدعاء في السجود لخبر مسلم « َأ ْق َر ُب َما َيك ُ‬
‫ُون ال َع ْبدُ‬ ‫َأ ْح َس ُن َ‬
‫اجدٌ َفأكْثِ ُروا الدُّ عاء» أي في سجودكم‪ .‬والحكمة في اختصاص‬ ‫ِم ْن ر ِّب ِه َو ُه َو س ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العظيم بالركوع واألعلى بالسجود كما في المهمات‪ :‬أن األعلى أفعل تفضيل‪،‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫والسجود في غاية التواضع لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف األعضاء‬
‫على مواطئ األقدام‪ ،‬ولهذا كان أفضل من الركوع فجعل األبلغ مع األبلغ‪،‬‬
‫انتهى‪.‬‬

‫(و) الثانية (وضع) رءوس أصابع (اليدين على) طرف (الفخذين) في الجلوس بين‬
‫ناشرا أصابعه مضمومة للقبلة كما في السجود وفي التشهد األول‬ ‫عشرة‬
‫السجدتين‪ً ،‬‬
‫ضم أصابعها في تشهده إلى جهة القبلة‬‫وفي األخير (يبسط) يده (اليسرى) مع ّ‬
‫بأن ال يفرج بينها لتتوجه كلها إلى القبلة (ويقبض) أصابع يده (اليمنى) كلها‬
‫(إال المسبحة) وهي بكسر الباء التي بين اإلبهام والوسطى (فإنه) يرسلها‬
‫و(يشير بها) أي يرفعها مع إمالتها ً‬
‫قليل حالة كونه (متشهدً ا) عند قوله‪« :‬إال‬
‫اﷲ» لالتباع‪ .‬ويديم رفعها ويقصد من ابتدائه بهمزة إال اﷲ أن المعبود واحد‪،‬‬
‫فيجمع في توحيده بين اعتقاده وقوله وفعله‪ .‬وال يحركها لالتباع فلو حركها‬
‫كره ولم تبطل صالته‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪144‬‬
‫يم ُة ال َّثانِ َي ُة‪.‬‬‫ِ‬ ‫ات‪ ،‬والتَّور ُك فِي ِ ِ ِ ِ‬
‫الج ْل َسة األَخ َيرة َوالت َّْسل َ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫اش فِي ج ِمي ِع الج َلس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اال ْفتِ َر ُ‬
‫و ِ‬
‫َ‬

‫(االفتراش) بأن يجلس على كعب يسراه بحيث يلي ظهرها األرض‪ ،‬وينصب‬ ‫(و) الثالثة ‬
‫يمناه ويضع أطراف أصابعه منها للقبلة يفعل ذلك (في جميع الجلسات)‬ ‫عشرة‬
‫الخمس‪ :‬وهي الجلوس بين السجدتين‪ ،‬والجلوس للتشهد األول‪ ،‬وجلوس‬
‫المسبوق وجلوس الساهي‪ ،‬وجلوس المصلي قاعدً ا للقراءة‪.‬‬

‫(و) الرابعة (التورك) وهو كاالفتراش‪ ،‬لكن يخرج يسراه من جهة يمينه ويلصق وركه‬
‫عشرة لألرض لالتباع (في الجلسة األخيرة) فقط‪ ،‬وحكمته التمييز بين جلوس‬
‫التشهدين ليعلم المسبوق حالة اإلمام‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫الصورة ‪ 2،9‬جلسة التورك‬ ‫الصورة ‪ 2،8‬جلسة االفتراش‬

‫(و) الخامسة (التسليمة الثانية) ويسن إذا أتى بالتسليمتين أن يفصل بينهما‪ ،‬وأن تكون‬
‫شمال‪ .‬ملتفتًا في التسليمة األولى حتى يري خده‬‫ً‬ ‫عشرة األولى يمينًا واألخرى‬
‫األيمن فقط‪ ،‬وفي التسليمة الثانية حتى يرى خده األيسر كذلك‪ ،‬فيبتدئ‬
‫بالسالم مستقبل القبلة‪ ،‬ثم يلتفت ويتم سالمه بتمام التفاته‪ ،‬ويسن للمأموم‬
‫أن ال يسلم إال بعد فراغ اإلمام من تسليمتيه‪.‬‬

‫***‬
‫‪145‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في األمور التي تخالف فيها المرأة الرجل في الصالة‬

‫الر ُج ُل ُي َجافِـي ِم ْر َف َق ْي ِه َعن َجنْ َب ْي ِه‪َ ،‬و ُي ِق ُّل َب ْطنَـ ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج َل فـي َخ ْمسة َأ ْش َي َ‬
‫اء‪َ ،‬ف َّ‬ ‫ف َّ‬ ‫الم ْر َأ ُة تُخَ الِ ُ‬
‫َو َ‬
‫الص َل ِة‬ ‫ِ‬
‫الج ْه ِر‪َ ،‬وإِ َذا نَا َب ُه َش ْي ٌء فـي َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ُجود‪َ ،‬و َي ْج َه ُر فـي َم َواض ِع َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫َعن َفخ َذ ْيه فـي ُّ‬
‫الركُو ِع َو ُّ‬
‫الرجل َما َب ْي َن ُس َّرتِ ِه َو ُر ْك َبـتِ ِه ‪...........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫َس َّب َح‪ ،‬وعور ُة‬

‫فصل في األمور التي تخالف فيها المرأة الرجل في الصالة‬


‫(والمرأة تخالف الرجل) حالة الصالة (في خمسة أشياء) وفي بعض النسخ أربعة أشياء‪:‬‬

‫(و) الخامس‬ ‫أما األول‬


‫صغيرا‪،‬‬ ‫(عورة الرجل) أي الذكر وإن كان‬ ‫مميزا‬
‫ً‬ ‫(فالرجل) أي الذكر وإن كان صب ًيا‬
‫ً‬
‫ويتصور في غير المميز في الطواف (ما بين‬ ‫(يجافي) أي يخرج (مرفقيه عن جنبيه) في‬
‫سرته وركبته) أما السرة والركبة فليستا من‬ ‫ركوع‍ە وسجوده لالتباع‪.‬‬
‫العورة وإن وجب ستر بعضهما ألن ما ال‬

‫كتاب الصالة‬
‫يتم الواجب إال به فهو واجب‪.‬‬ ‫(و) الثاني‬
‫ّ‬
‫(يقل) بضم حرف المضارعة أي يرفع (بطنه‬
‫(و) الرابع‬ ‫عن فخذيه في السجود) ألنه أبلغ في تمكين‬

‫(إذا نابه) أي أصابه (شيء في الصالة) كتنبيه‬ ‫الجبهة واألنف من محل سجوده وأبعد من‬

‫إمامه على سهو‪ ،‬وإذنه لداخل‪ ،‬وإنذاره‬ ‫هيئات الكسالى‪.‬‬

‫أعمى خشي وقوعه في محذور (سبح) أي‬


‫قال‪ :‬سبحان اﷲ لخبر الصحيحين‪َ « :‬م ْن نَاب ُه‬ ‫(و) الثالث‬
‫التصفيق‬
‫ُ‬ ‫فليسبح‪ ،‬وإنما‬
‫ْ‬ ‫شي ٌء في صالتِه‬
‫(يجهر في مواضع الجهر) المتقدم بيانه في‬
‫للنساء»‪ .‬ويعتبر في التسبيح أن يقصد به‬ ‫ِ‬
‫الفصل قبله‪.‬‬
‫الذكر أو ِ‬
‫الذكر واإلعالم وإال بطلت صالته‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪146‬‬
‫ب‪ ،‬وإِ َذا نَا َب َها َش ْي ٌء‬ ‫ال األَ َجانِ ِ‬ ‫ض َوتَخْ ِف ُض َص ْوت ََها بِ َح ْضر ِة الر َج ِ‬
‫َ ِّ‬ ‫الم ْر َأ ُة ت َُض ُّم َب ْع َض َها إ َلى َب ْع ٍ‬
‫َو َ‬
‫الص َل ِة إِ َّل َو ْج َه َها َو َك َّف ْي َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َبدَ ِن َ‬
‫الم ْر َأة َع ْو َر ٌة في َّ‬
‫ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َجم ُ‬ ‫الص َل ِة َص َّف َق ْ‬ ‫في َّ‬
‫ِ‬

‫ (و) أما (المرأة) أي األنثى وإن كانت صغيرة مميزة فإنها تخالف الرجل في هذه‬
‫الخمسة أمور‪:‬‬
‫(و) الخامس‬
‫األول‬
‫(جميع بدن المرأة) ولو صغيرة مميزة‬ ‫أنها (تضم بعضها إلى بعض) بأن تلصق‬
‫(عورة في الصالة إال وجهها وكفيها)‬ ‫مرفقيها لجنبيها في الركوع والسجود‪.‬‬
‫ظهرهما وبطنهما من رءوس األصابع‬
‫إلى الكوعين لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ ،)١‬قال ابن عباس‬ ‫(و) الثاني‬
‫وعائشة ‪ :‬هو الوجه والكفان‪.‬‬ ‫أن تلصق بطنها لفخذيها في السجود‬
‫ألنه أستر لها‪.‬‬

‫(و) الرابع‬
‫كتاب الصالة‬

‫مر‬
‫(إذا نابها) أي أصابها (شيء) مما ّ‬ ‫(و) الثالث‬
‫(في الصالة) أي صالتها (صفقت)‬
‫أنها (تخفض صوتها) إن صلت (بحضرة‬
‫المار بضرب بطن كف أو‬ ‫ّ‬ ‫للحديث‬
‫الرجال األجانب)‪ ،‬دف ًعا للفتنة‪ ،‬وإن كان‬
‫ظهرها على ظهر أخرى‪ ،‬أو ضرب ظهر‬
‫األصح أن صوتها ليس بعورة‪.‬‬
‫كف على بطن أخرى ال بضرب بطن‬
‫كل منهما على بطن أخرى‪ ،‬فإن فعلته‬
‫ظهرا على ظهر‬
‫على وجه اللعب ولو ً‬
‫عالمة بالتحريم بطلت صالتها وإن ّ‬
‫قل‬
‫لمنافاته للصالة‪.‬‬ ‫تنبيه‬
‫لوصفق الرجل وسبحت‬
‫المرأة جاز مع مخالفتهما‬
‫للسنة‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة النور‪ .‬اآلية‪.٣١ :‬‬


‫‪147‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في مبطالت الصالة‬

‫الص َل َة َأ َحدَ َع َش َر َش ْيئًا‪ :‬الك ََل ُم ال َع ْمدُ ‪................................. ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا َّلذي ُي ْبط ُل َّ‬

‫فصل في مبطالت الصالة‬

‫(والذى يبطل الصالة) المنعقدة أمور‪ ،‬المذكور منها هنا (أحد عشر شي ًئا)‪:‬‬

‫(الكالم) أي النطق بكالم البشر بلغة العرب وبغيرها بحرفين فأكثر أفهما‬ ‫األول‬
‫ك ُق ْم‪ ،‬ولو لمصلحة الصالة كقوله ال تقم أو اقعد أم ال‪ :‬ك َع ْن َو َم ْن لقوله ‪:‬‬
‫َّاس» والحرفان من جنس‬ ‫ـيها َشي ٌء ِم ْن ك ََل ِم الن ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫«إِ َّن َهذه َّ‬
‫الص َل َة َل َي ْص ُل ُح ف َ‬
‫(ق) من الوقاية أو (ع) من الوعي وشرطه في‬ ‫الكالم‪ ،‬أو حرف مفهم نحو ِ‬
‫االختيار (العمد) مع العلم بتحريمه وأنه في صالة فال تبطل بقليل كالم‬
‫ناس ًيا للصالة‪ ،‬أو سبق إليه لسانه‪ ،‬أو جهل تحريمه فيها‪ ،‬والتنحنح بغير عذر‬
‫والضحك والبكاء ولو من خوف اآلخرة‪ ،‬واألنين والتأو ّه والنفخ من الفم أو‬

‫كتاب الصالة‬
‫األنف بغير عذر إن ظهر بواحد من ذلك حرفان بطلت صالته وإال فال‪ .‬ولو‬
‫سلم إمامه فسلم معه ثم سلم اإلمام ثان ًيا فقال له المأموم‪« :‬قد سلمت قبل‬
‫هذا» فقال‪ :‬كنت ناس ًيا لم تبطل صالة واحد منهما‪ ،‬ويسلم المأموم ويندب‬
‫له سجود السهو؛ ألنه تكلم بعد انقطاع القدوة‪ .‬أما الكثير من ذلك فإنه ال‬
‫يعذر فيه ألنه يقطع نظم الصالة والقليل يحتمل لقلته‪ ،‬وألن السبق والنسيان‬
‫في الكثير نادر‪ ،‬والفرق بين هذا وبين الصوم حيث ال يبطل باألكل الكثير‬
‫على األصح أن المصلي متلبس بهيئة مذكرة للصالة يبعد معها النسيان‬
‫بخالف الصائم‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪148‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫حكم التنحنح في الصالة‬


‫ويعذر في اليسير عر ًفا من التنحنح ونحوه‪ :‬كالسعال والعطاس وإن ظهر منه حرفان ولو‬
‫من كل نفخة ونحوها للغلبة(‪ )١‬إذ ال تقصير‪ ،‬أما إذا كثر التنحنح ونحوه للغلبة‪ :‬وظهر منه‬
‫حرفان من ذلك فأكثر فإن صالته تبطل كما قاله الشيخان(‪ )٢‬في الضحك والسعال‪ ،‬والباقي‬
‫مرضا مالز ًما‬
‫في معناهما ألن ذلك يقطع نظم الصالة‪ ،‬ومحل هذا إذا لم يصر السعال ونحوه ً‬
‫له‪ ،‬أما إذا صار السعال ونحوه كذلك فإنه ال يضر كمن به سلس بول ونحوه بل أولى‪.‬‬
‫ ولو لحن اإلمام في الفاتحة لحنًا يغير المعنى وجبت مفارقته‪ ،‬لكن ال تجب مفارقته في‬
‫الحال بل حتى يركع لجواز أنه لحن ساه ًيا وقد يتذكر فيعيد الفاتحة‪ ،‬ولو نطق بنظم القرآن‬
‫مفهما به من استأذن أنه يأخذ شي ًئا إن قصد مع‬
‫ً‬ ‫بقصد التفهيم كـ «يا يحيى خذ الكتاب»‬
‫التفهيم قراءة لم تبطل وإال بطلت‪ .‬وتبطل بمنسوخ التالوة وإن لم ينسخ حكمه ال بمنسوخ‬
‫الحكم دون التالوة‪ ،‬وال تبطل بالذكر والدعاء وإن لم يندبا إال أن يخاطب به كقوله لعاطس‪:‬‬
‫«رحمك اﷲ»‪ ،‬وكذا تبطل بخطاب ما ال يعقل كقوله يا أرض ربي وربك اﷲ‪ ،‬أعوذ باﷲ من‬
‫النبي ‪ ‬كالسالم عليك في‬
‫شرك ومن شر ما فيك‪ .‬أما خطاب الخالق‪ :‬كإياك نعبد وخطاب ّ‬
‫كتاب الصالة‬

‫التشهد فال يضر‪.‬‬


‫وال تجب إجابة األبوين في الصالة بل تحرم في الفرض وتجوز في النفل‪ ،‬واألولى‬ ‫ ‬
‫فقالها‬ ‫اإلجابة فيه إن شق عليهما عدمها‪ .‬ولو قرأ إمامه‬
‫المأموم بطلت صالته إن لم يقصد تالوة أو دعاء‪ ،‬فإن قصد ذلك لم تبطل‪ .‬ولو قال استعنت‬
‫ً‬
‫طويل عمدً ا في غير‬ ‫باﷲ أو استعنا باﷲ بطلت صالته إال أن يقصد بذلك الدعاء‪ ،‬ولو سكت‬
‫ركن قصير لم تبطل صالته ألن ذلك ال يخرم هيئة الصالة‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬أي عند غلبته له‪.‬‬


‫(‪ )٢‬المقصود بالشيخين عند الشافعية‪ ،‬اإلمام النووي‪ ،‬واإلمام الرافعي‪.‬‬

‫‪149‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫اس ِة‪..................................... ،‬‬ ‫ث‪َ ،‬و ُحدُ ُ‬
‫وث الن ََّج َ‬ ‫الحدَ ُ‬ ‫ِ‬
‫َوال َع َم ُل الكَث ُير‪َ ،‬و َ‬

‫من األشياء التي تبطل الصالة (العمل) الذي ليس من جنس الصالة (الكثير)‬ ‫(و) الثاني‬
‫قليل كخلع الخف ولبس الثوب الخفيف‬ ‫في العرف‪ ،‬فما يعدّ ه العرف ً‬
‫فقليل‪ ،‬وكذا الخطوتان المتوسطتان والضربتان كذلك والثالث من ذلك أو‬
‫غيره كثير إن توالت سواء أكانت من جنس كخطوات‪ ،‬أم أجناس كخطوة‬
‫وضربة وخلع نعل‪ ،‬وسواء أكانت الخطوات الثالث بقدر خطوة أم ال‪.‬‬
‫ وتبطل بالوثبة الفاحشة ال الحركات الخفيفة المتوالية‪ :‬كتحريك أصابعه‬
‫بال حركة كفه في سبحة أو عقد أو ّ‬
‫حل أو نحو ذلك‪ :‬كتحريك لسانه أو أجفانه‬
‫مرارا والء‪ ،‬فال تبطل‌صالته بذلك إذ ال يخل ذلك بهيئة الخشوع‬
‫أو شفتيه ً‬
‫والتعظيم فأشبه الفعل القليل وسهو الفعل المبطل كعمده‪.‬‬

‫سهوا بطلت صالته‬


‫(الحدث) فإن أحدث قبل التسليمة األولى عمدً ا كان أو ً‬ ‫(و) الثالث‬
‫لبطالن طهارته باإلجماع‪ ،‬ويؤخذ من التعليل أن فاقد الطهورين إذا سبقه‬
‫الحدث لم تبطل صالته‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫تنبيه‬ ‫ أما الحدث بين التسليمتين فال يضر ألن‬
‫لوصلی ناس ًيا للحدث أثيب‬ ‫عروض المفسد بعد التحلل من العبادة ال يؤثر‪،‬‬
‫على قصده ال على فعله‪،‬‬ ‫ويسن لمن أحدث في صالته أن يأخذ بأنفه‬
‫إال القراءة ونحوها مما ال‬ ‫سترا على نفسه‪،‬‬‫ثم ينصرف ليوهم أنه رعف ً‬
‫يتوقف على وضوء فإنه‬ ‫وينبغي أن يفعل كذلك إذا أحدث وهو منتظر‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ُيثاب على فعله ً‬ ‫خصوصا إذا قربت إقامتها أو أقيمت‪.‬‬
‫ً‬ ‫للصالة‬

‫(حدوث النجاسة) التي ال ُيعفى عنها في ثوبه أو بدنه لقوله تعالى‪:‬‬ ‫(و) الرابع‬
‫(‪ )١‬فلو وقعت عليه نجاسة رطبة أو يابسة فأزالها في الحال بقلع ثوب‬
‫أو نفض لم يضر‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة المدثر‪ .‬اآلية‪.٤ :‬‬


‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪150‬‬
‫الق ْب َل ِة‪..................................... ،‬‬
‫اف العور ِة‪ ،‬و َت َغير النِّي ِة‪ ،‬واستِدْ بار ِ‬
‫َوانك َش ُ َ ْ َ َ ُّ ُ َّ َ ْ َ ُ‬
‫ِ‬

‫ وال تصح صالة ٍ‬


‫مالق بعض لباسه نجاسة وإن لم يتحرك بحركته‪ :‬كطرف عمامته الطويل‪،‬‬
‫وخالف ذلك ما لو سجد على متصل به حيث تصح صالته إن لم يتحرك بحركته ألن اجتناب‬
‫مستقرا على غيره‬
‫ً‬ ‫النجاسة في الصالة شرع للتعظيم وهذا ينافيه‪ ،‬والمطلوب في السجود كونه‬
‫لحديث‪َ :‬م ِّك ْن َج ْب َهت ََك فإذا سجد على متصل به ولم يتحرك بحركته حصل المقصود‪.‬‬
‫حكم الوشم‬
‫يذر عليه نحو نيلة ليزرق أو يخضر‬ ‫فروع‪ :‬الوشم‪ :‬وهو غرز الجلد باإلبرة حتى يخرج الدم ثم ّ‬
‫ضررا‬
‫بسبب الدم الحاصل بغرز الجلد باإلبرة‪ :‬وهو حرام للنهي عنه‪ ،‬فتجب إزالته إن لم يخف ً‬
‫يبيح التيمم‪ ،‬فإن خاف لم تجب إزالته وال إثم عليه بعد التوبة‪ ،‬وهذا إذا فعله برضاه بعد بلوغه وإال‬
‫فال تلزمه إزالته‪ ،‬وتصح صالته وإمامته وال ينجس ما وضع فيه يده ً‬
‫مثل إذا كان عليها وشم‪.‬‬

‫(انكشاف) شيء من (العورة) وإن لم يقصر‪ ،‬كما لو طيرت الريح سترته إلى‬ ‫(و) الخامس‬
‫مكان بعيد فإن أمكن ستر العورة في الحال‪ :‬بأن كشف الريح ثوبه فرده في‬
‫الحال لم تبطل صالته النتفاء المحظور‪ ،‬ويغتفر هذا العارض اليسير‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫عالما‬
‫المنوي‪ ،‬فلو قلب صالته التي هو فيها صالة أخرى ً‬ ‫ّ‬ ‫(تغيير النية) إلى غير‬ ‫(و) السادس‬
‫عامدً ا بطلت صالته‪ ،‬ولو عقب النية بلفظ (إن شاء اﷲ) أو نواها وقصد بذلك‬
‫التبرك أو أن الفعل واقع بالمشيئة لم يضر أو التعليق أو أطلق لم تصح صالته‬
‫نفل مطل ًقا ليدرك جماعة مشروعة وهو منفرد ولم ي ّعين‬
‫فرضا ً‬
‫للمنافاة‪ ،‬ولو قلب ً‬
‫نفل معينا كركعتي الضحى فال‬‫صح ذلك‪ .‬أما لو قلبها ً‬
‫فسلم من ركعتين ليدركها ّ‬
‫تصح صالته الفتقاره إلى التعيين‪ ،‬أما إذا لم تشرع الجماعة كما لو كان يصلي‬
‫الظهر فوجد من يصلي العصر فال يجوز القطع كما ذكره في المجموع‪.‬‬

‫والتحول ببعض صدره عنها بغير عذر‪ ،‬فإن كان عذر فقد تقدم‬
‫ّ‬ ‫(استدبار القبلة)‬ ‫(و) السابع‬
‫في موضعه‪.‬‬

‫‪151‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫َواألَك ُْل َو َّ‬
‫الش ْر ُب‪َ ،‬وال َق ْه َق َه ُة‪َ ،‬و ِّ‬
‫الر َّدةُ‪.‬‬

‫قليل لشدة منافاته لها‪ ،‬ألن ذلك يشعر باإلعراض عنها‪ ،‬إال أن‬‫(األكل) ولو ً‬ ‫(و) الثامن‬
‫ً‬
‫جاهل تحريمه فال تبطل بقليله لعدم منافاته للصالة‪،‬‬ ‫يكون ناس ًيا للصالة أو‬
‫أما كثيره فيبطل مع النسيان أو الجهل بخالف الصوم فإنه ال يبطل بذلك‪.‬‬
‫وفرقوا بأن للصالة هيئة مذكرة بخالفه وهذا ال يصلح فر ًقا في جهل التحريم‪،‬‬
‫والفرق الصالح لذلك أن الصالة ذات أفعال منظومة‪ ،‬والفعل الكثير يقطع‬
‫نظمها بخالف الصوم فإنه كف‪ ،‬والمكره هنا كغيره لندرة اإلكراه‪.‬‬

‫مر ومثل الشرب ابتالع الريق المختلط بغيره‪ ،‬إذ‬


‫(الشرب) وهو كاألكل فيما ّ‬ ‫(و) التاسع‬
‫القاعدة أن كل ما أبطل الصوم أبطل الصالة‪.‬‬

‫(القهقهة) في الضحك بخروج حرفين فأكثر‪.‬‬ ‫(و) العاشر‬

‫كتاب الصالة‬
‫(و) الحادي‬
‫(الردة) في أثنائها ال بعد الفراغ منها فإنها ال تبطل العمل إال إن اتصلت بالموت‬ ‫عشر‬
‫كما قال تعالى‪:‬‬
‫نص عليه الشافعي ‪.‬‬
‫(‪ )١‬ولكن تحبط ثواب عمله كما ّ‬

‫بقية مبطالت الصالة‬


‫ومن مبطالت الصالة تطويل الركن القصير عمدً ا‪ ،‬وهو االعتدال من الركوع والجلوس بين‬
‫السجدتين‪ ،‬ألنهما غير مقصودين‪ ،‬وتخلف المأموم عن إمامه بركنين فعليين عمدً ا وكذا تقدّ مه‬
‫بهما عليه عمدً ا بغير عذر‪ ،‬وابتالع نخامة نزلت من رأسه إن أمكنه مجها ولم يفعل‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٢١٧ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪152‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫مكروهات الصالة‬

‫يكره االلتفات في الصالة بوجهه يمنة أو يسرة إال لحاجة فال يكره‪،‬‬

‫ويكره رفع بصره إلى السماء وكف شعره أو ثوبه‪ ،‬ومن ذلك وضع يده على فيه بال‬
‫حاجة‪ ،‬فإن كان لحاجة كما إذا تثاءب فال كراهة‪.‬‬

‫ويكره القيام على رجل واحدة والصالة حاقنًا‪ -‬بالنون ‪ -‬أو حاق ًبا ‪ -‬بالباء الموحدة‬
‫حاقما ‪ -‬بالميم ‪ -‬األول بالبول‪ ،‬والثاني بالغائط‪ ،‬والثالث‬
‫ً‬ ‫‪ -‬أو حاذ ًقا ‪ -‬بالقاف ‪ -‬أو‬
‫بالريح‪ ،‬والرابع بالبول والغائط‪.‬‬

‫وتكره الصالة بخصرة طعام مأكول أو مشروب يتوق إليه‪ ،‬وأن يبصق قبل وجهه‬
‫أو عن يمينه‪،‬‬

‫ويكره للمصلي وضع يده على خاصرته(‪ )١‬والمبالغة في خفض الرأس عن الظهر‬
‫كتاب الصالة‬

‫في ركوعه‪،‬‬

‫وتكره الصالة في المزبلة والمجزرة‪ ،‬وفي عطن اإلبل‪.‬‬

‫السترة أمام المصلي‬


‫عصا مغروزة كمتاع لالتباع‪،‬‬
‫ويسن أن يصلي وأمامه سترة كعمود‪ ،‬أو جدار فإن عجز عنه فلنحو ً‬
‫طول‪ ،‬وطول المذكورات‬ ‫فإن عجز عن ذلك بسط مصلى كسجادة‪ ،‬فإن عجز عنه خط أمامه خ ًطا ً‬
‫فأقل‪ ،‬فإذا صلى إلى شيء من ذلك على هذا‬ ‫ثلثا ذراع فأكثر‪ ،‬وبينها وبين المصلي ثالثة أذرع ّ‬
‫المار ً‬
‫سبيل آخر‪،‬‬ ‫مار بينه وبينها‪ .‬ويحرم المرور بينه وبينها وإن لم يجد ّ‬
‫الترتيب س ّن له ولغيره دفع ّ‬
‫وإذا صلى إلى سترة فالسنة أن يجعلها مقابِ َلة ليمينه أو شماله وال ُ‬
‫يصمد إليها ‪ -‬بضم الميم ‪ -‬أي‬
‫ال يجعلها تلقاء وجهه‪.‬‬
‫***‬
‫(‪ )١‬الخصر من اإلنسان‪ :‬وسطه وهو المستدق فوق الوركين‪ .‬المصباح المنير ‪.١٧٠ /١‬‬
‫‪153‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل فيما تشتمل عليه الصالة وما يجب عند العجز عن القيام‬

‫ون َس ْجدَ ًة َو َأ ْر َب ٌع َوتِ ْس ُع َ‬


‫ون َت ْكبِ َيرةً‪،‬‬ ‫ض َس ْب َع َع َش َر َة َر ْك َع ًة‪ :‬وفِ َيها َأ ْر َب ٌع َو َث َل ُث َ‬
‫ات ال َف َرائِ ِ‬ ‫َو َر َك َع ُ‬
‫َان فِي‬‫يح ًة‪َ .‬و ُج ْم َل ُة األَ ْرك ِ‬ ‫ون ت َْسبِ َ‬
‫الث َو َخ ْم ُس َ‬ ‫ات َو ِم َئ ٌة َو َث ٌ‬ ‫ات‪ ،‬وع ْشر تَسلِيم ٍ‬
‫َ َ ُ ْ َ‬
‫وتِسع ت ََشهدَ ٍ‬
‫َ ْ ُ ُّ‬
‫ون ُر ْكنًا ‪...................................................‬‬ ‫الص َل ِة‪ِ :‬م َئ ٌة َو ِس َّت ٌة َو ِع ْش ُر َ‬
‫َّ‬

‫فصل فيما تشتمل عليه الصالة وما يجب عند العجز عن القيام‬
‫األول فقال‪( :‬وركعات الفرائض) في اليوم والليلة غير يوم الجمعة وسفر القصر‬ ‫وبدأ بالقسم ّ‬
‫(سبع عشرة ركعة) قال اإلمام الرازي‪ :‬والحكمة في ذلك أن زمن اليقظة في اليوم والليلة‬
‫سبع عشرة ساعة‪ ،‬فإن النهار المعتدل اثنتا عشرة ساعة‪ ،‬وسهر اإلنسان من أول الليل ثالث‬
‫ساعات ومن آخره ساعتان إلى طلوع الفجر فجعل لكل ساعة ركعة‪ .‬اهـ‪( .‬وفيها) أي الفرائض‬
‫(أربع وثالثون سجدة) ألن في كل ركعة سجدتين (و) فيها (أربع وتسعون تكبيرة)؛ ألن في‬
‫كل رباعية اثنتين وعشرين تكبيرة بتكبيرة اإلحرام فيجتمع منها ست وستون تكبيرة‪ ،‬وفي‬
‫الثنائية إحدى عشرة تكبيرة‪ ،‬وفي الثالثية سبع عشرة تكبيرة فجملتها أربع وتسعون تكبيرة‬

‫كتاب الصالة‬
‫(و) فيها (تسع تشهدات) ألن في الثنائية تشهدً ا واحدً ا وفي كل من الباقي تشهدين (و) فيها‬
‫(عشر تسليمات) ألن في كل صالة تسليمتين (و) فيها (مائة وثالث وخمسون تسبيحة) ألن‬
‫في كل ركعة تسع تسبيحات مضروبة في سبع عشرة فتبلغ ما ذكره‪ ،‬تفصيل ذلك في الثنائية‬
‫ثمان عشرة‪ ،‬وفي الثالثية سبع وعشرون‪ ،‬وفي الرباعية مائة وثمان‪ ،‬أما يوم الجمعة فعدد ركعاته‬
‫خمس عشرة ركعة فيها خمسة عشر ركو ًعا وثالثون سجدة وثالث وثمانون تكبيرة ومائة‬
‫وخمس وثالثون تسبيحة وثمان تشهدات‪ ،‬وأما سفر القصر فعدد ركعاته للقاصر إحدى عشرة‬
‫ركعة فيها أحد عشر ركو ًعا واثنتان وعشرون سجدة وإحدى وستون تكبيرة وتسع وتسعون‬
‫تسبيحة وست تشهدات‪.‬‬
‫ وأما السالم فال يختلف عدده في كل األحوال (وجملة األركان في الصالة) المفروضة‬
‫وهي الخمس (مائة وستة وعشرون ركنًا) األولى سبع ‪ -‬بتقديم السين ‪ -‬وعشرون إذ الترتيب‬
‫ركن كما سبق‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪154‬‬
‫باع َّي ِة َأ ْر َب َع ٌة‬
‫ون ر ْكنًا‪ ،‬وفِي الر ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ب اثن ِ‬
‫َان َو َأ ْر َب ُع َ ُ‬ ‫المغ ِْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْبحِ َث َل ُث َ‬
‫ون ُر ْكنًا‪َ :‬وفي َ‬ ‫في ُّ‬
‫ِ‬
‫ون ُر ْكنًا‪............................................................ ،‬‬ ‫َو َخ ْم ُس َ‬
‫ ثم ذكر تفصيله بقوله (في الصبح) من ذلك (ثالثون ركنًا) النية وتكبيرة اإلحرام والقيام‪،‬‬
‫وقراءة الفاتحة‪ ،‬والركوع والطمأنينة فيه‪ ،‬والرفع من الركوع والطمأنينة فيه‪ ،‬والسجود األول‬
‫والطمأنينة فيه‪ ،‬والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه‪ ،‬والسجدة الثانية والطمأنينة فيها‪،‬‬
‫والركعة الثانية كاألولى ما عدا النية وتكبيرة اإلحرام‪ ،‬ويزيد الجلوس للتشهد وقراءة التشهد‬
‫والصالة على النبي ‪ ‬بعده والتسليمة األولى وسكت عن الترتيب وقد علمت أنه من‬
‫األركان وعدّ كل سجدة ركنًا وهو خالف ما قدمه في األركان من عدهما ركنًا واحدً ا وهو‬
‫خالف لفظي (وفي المغرب) من ذلك (اثنان وأربعون ركنًا) األولى «ثالثة وأربعون» لما‬
‫عرفت أن الترتيب ركن‪ :‬أولها النية وآخرها التسليمة األولى (وفي) كل من الصالة (الرباعية)‬
‫من ذلك (أربعة وخمسون ركنًا) األولى خمسة وخمسون بزيادة الترتيب‪ :‬أولها النية وآخرها‬
‫التسليمة األولى كما علم ذلك من عدها في الصبح فال نطيل بذكره‪.‬‬

‫الجدول ‪ 2،٢‬فيما تشتمل عليه الصالة المفروضة‬

‫‪ ١٧‬ركعة‪.‬‬ ‫ركعات الفرائض‬


‫كتاب الصالة‬

‫يف كل ركعة سجدتني‪.‬‬ ‫‪ ٣٤‬سجدة‬


‫يف كل رباعية ‪ ٢٢‬تكبرية بتكبرية اإلحرام‪ ،‬فيجتمع منها ‪ ٦٦‬تكبرية‪.‬‬
‫يف الثنائية ‪ ١١‬تكبرية‪.‬‬ ‫‪ ٩٤‬تكبيرة‬
‫يف الثالثية ‪ ١٧‬تكبرية‪.‬‬
‫يف الثنائية تشهدً ا واحدً ا‪.‬‬
‫‪ ٩‬تشهدات‬
‫من الباقي تشهدتني‪.‬‬
‫يف كل صالة تسليمتني‪.‬‬ ‫‪ ١٠‬تسليامت‬
‫الثنائية ‪ ١٨‬تسبيحة‪.‬‬
‫يف الثالثية ‪ ٢٧‬تسبيحة‪.‬‬ ‫‪ ١٥٣‬تسبيحة‬
‫يف الرباعية ‪ ١٠٨‬تسبيحة‪.‬‬

‫‪155‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫وس َص َّلى ُم ْض َط ِ‬ ‫ِ‬ ‫القيا ِم فِي ال َف ِر َ ِ‬
‫ِ‬
‫ج ًعا‪.‬‬ ‫يضة َص َّلى َجال ًسا‪َ ،‬و َم ْن َع َج َز َع ِن ُ‬
‫الج ُل ِ‬ ‫َو َم ْن َع َج َز َع ِن َ‬

‫حكم من عجز عن القيام في الصالة أو القعود‬


‫ثم شرع في القسم الثاني بقوله‪:‬‬
‫جالسا‬
‫ً‬ ‫ومن عجز عن القيام في الفريضة صلى‬
‫جالسا) للحديث السابق ولإلجماع على أي صفة‬
‫ً‬ ‫(ومن عجز عن القيام في الفريضة صلى‬
‫قائما ألنه معذور‪ .‬قال‬
‫شاء إلطالق الحديث المذكور‪ ،‬وال ينقص ثوابه عن ثواب المصلي ً‬
‫الرافعي‪ :‬وال نعني بالعجز عدم اإلمكان فقط بل في معناه خوف الهالك وزيادة المرض‬
‫أو خوف مشقة شديدة أو دوران الرأس في حق راكب السفينة‬
‫كما تقدم بعض ذلك كله‪ ،‬وافتراشه أفضل من غيره من الجلسات‬
‫ألنها هيئة مشروعة في الصالة فكانت أولى من غيرها‪ ،‬ويكره‬
‫اإلقعاء هنا وفي سائر قعدات الصالة بأن يجلس المصلي على‬
‫وركيه وهما أصل فخذيه ناص ًبا ركبتيه بأن يلصق‬
‫ألييه بموضع صالته‪ ،‬وينصب فخذيه‬

‫كتاب الصالة‬
‫وساقيه كهيئة المستوفز(‪.)١‬‬

‫ومن عجز عن الجلوس صلی مضطج ًعا‬


‫(ومن عجز عن الجلوس) بأن ناله من الجلوس تلك المشقة‬
‫الحاصلة من القيام (صلى مضطج ًعا) لجنبه‬
‫مستقبل القبلة بوجهه ومقدم بدنه وجو ًبا‬
‫لحديث عمران السابق وكالميت في‬
‫اللحد‪ ،‬واألفضل أن يكون على األيمن‬
‫ويكره على األيسر بال عذر‪.‬‬

‫(‪ )١‬جلس على هيئة كأنه يريد القيام‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪156‬‬
‫برأسه َون ََوى بِقلبِ ِه‪.‬‬
‫فإن عج َز أوم َأ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن َع َج َز عنْه َص َّلى ُم ْستَلق ًيا‪َ ْ َ َ ْ ،‬‬
‫ْ‬

‫ومن عجز عنه أي عن االضطجاع صلی مستلق ًيا‬

‫(ومن عجز عنه) أي عن االضطجاع صلی (صلى مستلق ًيا) على ظهره وأخمصاه‬
‫للقبلة‪ ،‬وال بد من وضع نحو وسادة تحت رأسه ليستقبل بوجهه القبلة‪ ،‬ويركع‬
‫ويسجد بقدر إمكانه‪ ،‬فإن قدر المصلي على الركوع فقط كرره للسجود‪.‬‬

‫فإن عجز أومأ برأسه ونوى بقلبه‬


‫كتاب الصالة‬

‫(فإن عجز) عما ذكر (أومأ برأسه) والسجود أخفض من الركوع فإن عجز فببصره‪،‬‬
‫فإن عجز أجرى أفعال الصالة (ونوى بقلبه) وال إعادة عليه وال تسقط عنه الصالة‬
‫وعقله ثابت‪ ،‬لوجود مناط التكليف‪.‬‬

‫***‬
‫‪157‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فرضا كانت أو ً‬
‫نفل‬ ‫فصل في سجود السهو في الصالة ً‬

‫ِ‬ ‫والمتْر ُ ِ‬
‫الص َلة َثال َث ُة َأ ْش َي َ‬
‫اء‪َ :‬ف ْر ٌض َو ُس َّن ٌة َو َه ْي َئ ٌة‪.‬‬ ‫وك م َن َّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫الس ْه ِو َب ْل إِ ْن َذك ََر ُه ‪....................................‬‬ ‫َفال َف ْر ُض َل َين ُ‬
‫ُوب َعنْ ُه ُس ُجو ُد َّ‬

‫فرضا كانت أو ً‬
‫نفل‬ ‫فصل في سجود السهو في الصالة ً‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫لغ ًة‬
‫الغفلة عن الشيء في الصالة‪ ،‬وإنما يسن عند ترك مأمور به من‬ ‫نسيان الشيء‪،‬‬
‫منهي عنه ولو بالشك كما سيأتي‪.‬‬
‫الصالة أو فعل ّ‬ ‫والغفلة عنه‪،‬‬

‫فرضا كانت أو ً‬
‫نفل (ثالثة أشياء) وهي‬ ‫األول فقال‪( :‬والمتروك من الصالة) ً‬
‫وقد بدأ بالقسم ّ‬
‫(فرض وسنة) أي بعض (وهيئة) وتقدم بيانها‪.‬‬

‫حكم ترك الفرض في الصالة‬

‫كتاب الصالة‬
‫(فالفرض) المتروك ً‬
‫سهوا (ال ينوب) أي ال يقوم (عنه سجود السهو) وال غيره من سنن‬
‫الصالة (بل) حكمه أنه (إن ذكره) قبل سالمه أتى به ألن حقيقة الصالة ال تتم بدونه‪،‬‬

‫سهوا ثم تذكر فإنه يقوم ويركع‬


‫وقد يشرع مع اإلتيان به السجود كأن سجد قبل ركوعه ً‬
‫ويسجد لهذه الزيادة فإن ما بعد المتروك لغو‪،‬‬

‫وقد ال يشرع السجود لتداركه بأن ال تحصل زيادة كما لو كان المتروك السالم فتذكره‬
‫عن قرب ولم ينتقل من موضعه فيسلم من غير سجود‪،‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪158‬‬
‫والمسنون ال يعود ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫التلبس‬ ‫إليه بعدَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يب؛ َأتَى بِه َو َبنَى َع َل ْيه َو َس َجدَ ل َّ‬
‫لس ْه ِو‪.‬‬ ‫ان َق ِر ٌ‬‫َوال َّز َم ُ‬
‫ِ‬
‫للسهو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالفرض‪ ،‬لكن ُه يسجدُ‬

‫وإن تذكره بعد السالم (والزمان قريب) ولم يطأ نجاسة (أتى به) وجو ًبا (وبنى عليه)‬
‫بقية الصالة‪،‬‬

‫قليل واستدبر القبلة وخرج من المسجد (وسجد للسهو) فإن طال الفصل أو‬ ‫وإن تكلم ً‬
‫وطىء نجاسة استأنفها‪ ،‬وتفارق هذه األمور وطء النجاسة باحتمالها في الصالة في الجملة‪،‬‬

‫والمرجع في طوله وقصره إلى العرف ‪ ..‬وقيل يعتبر القصير بالقدر الذي نقل عن النبي ‪‬‬
‫في خبر ذي اليدين‪ ،‬والمنقول في الخبر أنه قام ومضى إلى ناحية المسجد وراجع ذا‬
‫اليدين وسأل الصحابة فأجابوه‪.‬‬

‫حكم ترك المسنون والتلبس في الفرض‬


‫كتاب الصالة‬

‫ثم شرع في القسم الثاني فقال‪( :‬والمسنون) أي البعض المتروك عمدً ا أو ً‬


‫سهوا (ال يعود إليه‬
‫األول‪ :‬أي يحرم عليه العود ألنه تلبس‬‫بعد التلبس بالفرض) كأن تذكر بعد انتصابه ترك التشهد ّ‬
‫عالما بالتحريم بطلت صالته ألنه زاد قعو ًدا عمدً ا‪ ،‬وإن‬
‫بفرض فال يقطعه لسنة‪ ،‬فإن عاد عامدً ا ً‬
‫عاد له ناس ًيا فال تبطل لعذره ويلزمه القيام عند تذكره (ولكنه‬
‫تنبيه‬ ‫جلوسا في غير موضعه وترك التشهد‬‫ً‬ ‫يسجد للسهو) ألنه زاد‬
‫هذا في المنفرد واإلمام‪.‬‬ ‫ً‬
‫جاهل بتحريم العود فكذا ال تبطل‬ ‫والجلوس في موضعه أو‬
‫في األصح كالناسي ألنه مما يخفى على العوام‪ ،‬ويلزمه‬
‫القيام عند العلم ويسجد للسهو‪.‬‬

‫حكم المأموم لو ترك اإلمام سنة وتلبس بفرض‬


‫وأما المأموم فال يجوز له أن يتخلف عن إمامه للتشهد‪ ،‬فإن تخلف بطلت صالته‬
‫لفحش المخالفة‪.‬‬
‫‪159‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ك فِي َعدَ ِد َما َأتَى بِ ِه ِم َن‬ ‫لس ْه ِو َعن َْها‪َ ،‬وإِ َذا َش َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اله ْي َئ ُة‪َ :‬ل َي ُعو ُد إِ َل ْي َها َب ْعدَ ت َْرك َها َو َل َي ْس ُجدُ ل َّ‬
‫َو َ‬
‫ِ‬ ‫ات َبنَى َع َلى ال َي ِق ِ‬ ‫الر َكع ِ‬
‫لس ْه ِو‪.................‬‬ ‫ين ‪َ -‬و ُه َو األَ َق ُّل ‪ -‬ويأتي بما بقي‪َ ،‬و َس َجدَ ل َّ‬ ‫َّ َ‬

‫حكم من ترك الهيئات‬


‫(والهيئة) كالتسبيحات ونحوها مما ال يجبر بالسجود (ال يعود) المصلي (إليها بعد تركها وال‬
‫سهوا‪.‬‬
‫يسجد للسهو عنها) سواء تركها عمدً ا أو ً‬
‫حكم من شك في عدد الركعات‬
‫(وإذا شك في عدد ما أتى به من الركعات) أهي ثالثة أم رابعة (بنى على اليقين وهو) العدد‬
‫(األقل) ألنه األصل (ويأتي) وجو ًبا (بما بقي) فيأتي بركعة ألن األصل عدم فعلها (وسجد‬
‫للسهو) للتردد في زيادته‪ ،‬وال يرجع في فعله إلى قول غيره‪.‬‬
‫ فإن قيل‪ :‬إنه ‪« ‬راجع أصحابه ثم عاد إلى الص ِ‬
‫الة في خبر ذي اليدين»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ أجيب بأن ذلك محمول على تذكره بعد مراجعته‪.‬‬
‫ ولو شك بعد سالمه وإن قصر الفصل في ترك فرض غير نية وتكبيرة تحرم لم يؤثر ألن‬
‫الظاهر وقوع السالم عن تمام‪ ،‬فإن كان الفرض نية أو تكبيرة تحرم استأنف ألنه شك في‬

‫كتاب الصالة‬
‫أصل االنعقاد‪.‬‬
‫سهو المأموم يحمله اإلمام‬
‫وسهو المأموم حال قدوته كأن سها عن التشهد األول يحمله إمامه كما يتحمل عنه الجهر‬
‫والسورة وغيرهما كالقنوت‪ ،‬وخرج بحال القدوة سهوه قبلها كما لو سها وهو منفرد ثم اقتدى‬
‫به فال يتحمله وسهوه بعدها‪ ،‬كما لو سها بعد سالم إمامه سواء أكان مسبو ًقا أو مواف ًقا النتهاء‬
‫حال بنى على صالته وسجد للسهو ألن سهوه‬ ‫القدوة‪ ،‬فلو سلم المسبوق بسالم إمامه فذكره ً‬
‫بعد انقضاء القدوة‪ ،‬ويلحق المأموم سهو إمامه غير المحدث‪ ،‬أما إذا بان إمامه محد ًثا فال يلحقه‬
‫سهوه‪ ،‬وال يتحمل هو عنه إذ ال قدوة حقيقة حال السهو فإن سجد إمامه للسهو لزمه متابعته وإن‬
‫حمل على أنه سها‪ ،‬فلو ترك المأموم المتابعة عمدً ا بطلت صالته لمخالفته‬ ‫لم يعرف أنه سها ً‬
‫جبرا‬
‫سهوا سجد المأموم بعد سالم اإلمام ً‬ ‫حال القدوة‪ ،‬فإن لم يسجد اإلمام كأن تركه عمدً ا أو ً‬
‫أيضا في آخر صالته‬ ‫للخلل‪ ،‬ولو اقتدى مسبوق بمن سها بعد اقتدائه أو قبله سجد معه ثم يسجد ً‬
‫ألنه محل السهو الذي لحقه‪ ،‬فإن لم يسجد اإلمام سجد المسبوق آخر صالة نفسه لما مر‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪160‬‬
‫الس ْه ِو‪ُ .‬سنَّ ٌة َو َم َح ُّل ُه َق ْب َل َّ‬
‫الس َلمِ‪.‬‬ ‫َو ُس ُجو ُد َّ‬

‫حكم سجود السهو وكيفيته ومحله‬


‫(وسجود السهو) وإن كثر السهو سجدتان القتصاره ‪ ‬عليهما في قصة ذي اليدين مع تعدده‪،‬‬
‫فإنه ‪ ‬من اثنتين وتكلم ومشى ألنه يجبر ما قبله وما وقع فيه وما بعده‪ ،‬حتى لو سجد للسهو‬
‫ثم سها قبل سالمه بكالم أو غيره أو سجد للسهو ثال ًثا ً‬
‫سهوا فال يسجد ثان ًيا ألنه ال يأمن وقوع‬
‫مثله في السجود ثان ًيا فيتسلسل‪.‬‬

‫وكيفيتهما‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫كسجود الصالة في واجباته ومندوباته كوضع الجبهة والطمأنينة والتحامل والتنكيس‬
‫واالفتراش في الجلوس بينهما والتورّك بعدهما‪ .‬ويأتي بذكر سجود الصالة فيهما‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وهو (سنة) لألحاديث المارة فال تبطل الصالة بتركه (ومحله) بعد تشهده و(قبل السالم)‬
‫ِ‬
‫كتاب الصالة‬

‫قضى‬ ‫الناس َمعه حتى إذا َ‬


‫يجلس‪ ،‬فقا َم ُ‬
‫ْ‬ ‫هر فقا َم م َن األولت ْي ِن َو ْ‬
‫لم‬ ‫ألنه ‪« :‬صلى بهم ال ُّظ َ‬
‫سلم»(‪.)١‬‬
‫ثم َ‬‫يسلم َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫الس‪َ ،‬فسجدَ سجدت ْي ِن َ‬
‫قبل ْ‬ ‫تسليم ُه ك َّب َر َو ُه َو َج ٌ‬
‫َ‬ ‫الناس‬
‫انتظر ُ‬
‫الصال َة َ‬
‫قال الزهري‪ :‬وفعله قبل السالم هو آخر األمرين من فعله ‪.‬‬

‫الصورة ‪ 2،10‬سجود السهو‬


‫***‬

‫‪161‬‬ ‫(‪ )١‬رواه الشيخان‪.‬‬


‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في بيان األوقات التي تكره فيها الصالة بال سبب‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َو َخ ْم َس ُة َأ ْو َقات َل ُي َص َّلى ف َيها إِ َّل َص َل ًة َل َها َس َب ٌ‬
‫ب‪:‬‬
‫قدر رمحٍ ‪،‬‬ ‫َام َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وترتفع َ‬
‫َ‬ ‫الشمس‪ ،‬وعندَ طلوعها َحتَّى َت َتك َ‬ ‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫َ‬ ‫صالة الصبحِ حتَّى‬ ‫بعدَ‬
‫تزول‪........................................................ ،‬‬ ‫االستواء حتَّى َ‬‫ِ‬ ‫وعندَ‬

‫فصل في بيان األوقات التي تكره فيها الصالة بال سبب‬


‫وهي كراهة تحريم كما صححه في الروضة والمجموع هنا وإن صحح في التحقيق‪ ،‬وفي‬
‫الطهارة من المجموع أنها كراهة تنزيه (و) هي (خمسة أوقات ال يصلى فيها) أي في غير حرم‬
‫مكة (إال صالة لها سبب) غير متأخر فإنها تصح كفائتة وصالة كسوف واستسقاء وطواف‬
‫فرضا أم ً‬
‫نفل‬ ‫وتحية وسنة وضوء وسجدة تالوة وشكر وصالة جنازة‪ ،‬وسواء أكانت الفائتة ً‬
‫«هما ال َّلت ِ‬
‫َان َب ْعدَ ال ُظ ْهرِ»(‪ ،)١‬أما ما له سبب متأخر‬ ‫ألنه ‪ ‬صلى بعد العصر ركعتين وقال‪َ ُ :‬‬
‫كركعتي االستخارة واإلحرام فإنها ال تنعقد كالصالة التي ال سبب لها‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫ثم أخذ المصنف في بيان األوقات المذكورة فقال مبتدئًا‪.‬‬ ‫ ‬

‫(بعد صالة الصبح) أداء (حتى تطلع الشمس) وترتفع للنهي عنه في الصحيحين‪.‬‬ ‫األول‬

‫(عند) مقارنة (طلوعها) سواء أصلى الصبح أم ال؟ (حتى تتكامل) في الطلوع‬ ‫(و) ثانيها‬
‫(وترتفع) بعد ذلك (قدر رمح) في رأي العين وإال فالمسافة بعيدة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ساعات‬ ‫ُ‬
‫«ثالث‬ ‫(عند االستواء حتى تزول) لما روى مسلم عن عقبة بن عامر‪:‬‬ ‫(و) ثالثها‬
‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫ُ‬ ‫َقبر فيه َّن موتانا‪ :‬حي َن‬
‫أن نصلي فيه َّن أو ن َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اﷲ ‪ ‬ينهانا ْ‬ ‫َ‬
‫كان‬
‫تضيف‬ ‫الشمس‪ ،‬وحي َن‬ ‫الظهيرة حتى َ‬
‫تميل‬ ‫ِ‬ ‫قائم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ترتفع‪ ،‬وحي َن يقو ُم ُ‬
‫َ‬ ‫بازغة حتى‬
‫ِ‬
‫للغروب»‪ .‬فالظهيرة شدة الحر‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه ابن حبان‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪162‬‬
‫يتكام َل ُغ ُرو ُب َها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الغروب حتَّى‬ ‫الشمس‪ ،‬وعندَ‬ ‫تغرب‬ ‫ِ‬
‫العصر َحتَّى‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫وبعدَ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫(و) رابعها (بعد) صالة (العصر) أداء ولو مجموعة في وقت الظهر (حتى تغرب الشمس)‬
‫بكمالها للنهي عنه في الصحيحين‪.‬‬

‫(و) خامسها (عند) مقارنة (الغروب حتى يتكامل غروبها) للنهي عنه في خبر مسلم‪.‬‬

‫أقسام األوقات المكروهة باعتبار الوقت وباعتبار الفعل‬


‫قد علم مما تقرر انقسام النهي في هذه األوقات إلى‪:‬‬

‫ما يتعلق بالفعل‬ ‫ما يتعلق بالزمان‬

‫وهو وقتان‪:‬‬ ‫وهو ثالثة أوقات‪:‬‬


‫ •بعد الصبح أداء‪،‬‬ ‫ •عند الطلوع‪،‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫ •وبعد العصر كذلك‪.‬‬ ‫ •وعند االستواء‪،‬‬


‫ •وعند الغروب‪.‬‬

‫ وخرج بغير حرم مكة حرمها فال تكره فيه صالة في شيء من هذه األوقات مطل ًقا لخبر‪:‬‬
‫يت َو َص َّلى في َأ َّي ِة َسا َع ٍة َشا َء ِم ْن َل ْي ٍل أو ن ََه ٍ‬
‫ار»(‪،)١‬‬ ‫اف بِه َذا الب ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫« َيا َبني َع ْبدَ َمنَاف َل ت َْمنَ ُعوا َأ َحدً ا َط َ َ‬
‫خروجا من الخالف‪ .‬وخرج بحرم‬
‫ً‬ ‫ولما فيه من زيادة فضل الصالة نعم هي خالف األولى‬
‫مكة حرم المدينة فإنه كغيره‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )١‬رواه الترمذي وغيره وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬


‫‪163‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في صالة الجماعة‬

‫الج َما َع ِة ُسنَّ ٌة ُم َؤكَّدَ ةٌ‪.‬‬


‫َو َص َل ُة َ‬

‫فصل في صالة الجماعة‬


‫(‪ )١‬أمر بها في‬ ‫واألصل فيها قبل اإلجماع قوله تعالى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َما َعة َأ ْف َض ُل م ْن َص َلة ال َّف ِّذ‬
‫«ص َل ُة َ‬
‫الخوف ففي األمن أولى‪ ،‬واألخبار كخبر الصحيحين‪َ :‬‬
‫س َو َع ْش ِري َن َد َر َج ٍة» قال في المجموع‪ :‬وال منافاة ألن‬‫بِ َس ْب ٍع َو ِع ْش ِري َن َد َر َج ٍة» وفي رواية‪« :‬بِ َخ ْم ٍ‬
‫القليل ال ينفي الكثير‪ ،‬أو أنه أخبر ّأو ًل بالقليل ثم أخبره اﷲ تعالى بزيادة الفضل فأخبر بها‪،‬‬
‫أو أن ذلك يختلف باختالف أحوال المصلين‪ .‬ومكث ‪ ‬مدة مقامه بمكة ثالث عشرة سنة‬
‫يصلي بغير جماعة ألن الصحابة رضي اﷲ تعالى عنهم كانوا مقهورين يصلون في بيوتهم‪،‬‬
‫فلما هاجر إلى المدينة أقام بها الجماعة وواظب عليها وانعقد اإلجماع عليها‪ .‬وفي اإلحياء‬
‫عن أبي سليمان الداراني أنه قال‪ :‬ال يفوت أحدً ا صالة الجماعة إال بذنب أذنبه‪ .‬وأقلها إمام‬
‫ومأموم كما يعلم مما سيأتي‪ ،‬وذكر في المجموع في باب هيئة الجمعة أن من صلى في عشرة‬
‫آالف له سبع وعشرون درجة‪ ،‬ومن صلى مع اثنين له ذلك لكن درجات األول أكمل‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫حكم صالة الجماعة وشروط المطالبين بها‬
‫(وصالة الجماعة) في المكتوبات غير الجمعة (سنة مؤكدة) ولو للنساء لألحاديث السابقة‬
‫وهذا ما قاله الرافعي وتبعه المصنف‪ ،‬واألصح المنصوص كما قاله النووي إنها في غير الجمعة‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فرض كفاية لقوله ‪َ « :‬ما م ْن َث َل َثة في َق ْر َية َأ ْو َبدْ ٍو َل ُت َقا ُم ف ِيهم َ‬
‫الج َما َع ُة إِ َّل ْ‬
‫است َْح َو َذ َع َل ْي ِهم‬
‫الذئب ِمن ال َغنَ ِم ال َق ِ‬ ‫ِ‬
‫اص َية»(‪ ،)2‬فتجب‬ ‫الج َما َعة َفإِن ََّما َي َأك ُُل ِّ ُ َ‬ ‫ان» ‪ -‬أي غلب ‪َ « -‬ف َع َل ْي َك بِ َ‬‫الش ْي َط ُ‬
‫َّ‬
‫بمحال يظهر‬ ‫ّ‬ ‫بحيث يظهر شعار الجماعة بإقامتها بمحل في القرية الصغيرة وفي الكبيرة والبلد‬
‫بها الشعار‪ ،‬ويسقط الطلب بطائفة وإن قلت‪ ،‬فلو أطبقوا على إقامتها في البيوت ولم يظهر‬
‫بها شعار لم يسقط الفرض‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة النساء‪ .‬اآلية‪.١٠٢ :‬‬


‫(‪ )٢‬رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان واحلاكم‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪164‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫أما الجمعة فالجماعة فيها فرض عين كما سيأتي في بابها إن شاء اﷲ تعالى‪.‬‬ ‫ ‬

‫ والجماعة في المسجد لغير المرأة أفضل منها في غير المسجد كالبيت‪ ،‬وجماعة‬
‫المرأة في البيت أفضل منها في المسجد لخبر الصحيحين‪:‬‬
‫«ص ُّلوا َأ ُّي َها النَّاس في ُب ُيوتِك ُْم َفإِ َّن َأ ْف َض َل‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْرء في َب ْيته إِ َّل َ‬
‫الم ْكتُو َب َة»‪ :‬أي‬ ‫الص َّلة َص َل ُة َ‬ ‫َّ‬
‫فهي في المسجد أفضل ألن المسجد مشتمل‬
‫على الشرف وإظهار الشعائر وكثرة الجماعة‪،‬‬
‫ويكره لذوات الهيئات حضور المسجد‬
‫مع الرجال لما في الصحيحين عن عائشة‬
‫‪ ‬أنها قالت‪« :‬لو أن رسول اﷲ ‪ ‬رأى ما‬
‫أحدث النساء لمنعه ّن المسجد كما منعن نساء‬
‫بني إسرائيل»‪ .‬أما غيرهن فال يكره لهن ذلك‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫ ويؤمر الصبي بحضور المساجد وجماعات الصالة ليعتادها‪ ،‬وتحصل فضيلة الجماعة‬
‫مر وما كثر جمعه‬
‫للشخص بصالته في بيته أو نحوه بزوجة أو ولد أو غير ذلك‪ ،‬وأقلها اثنان كما ّ‬
‫قل جمعه منها‪ ،‬وكذا ما كثر جمعه من البيوت أفضل‬ ‫من المساجد كما قال الماوردي أفضل مما ّ‬
‫قل جمعه منها‪ ،‬ومنها ما لو كان قليل الجمع ليس في أرضه شبهة وكثير الجمع بخالفه‬ ‫مما ّ‬
‫الستيالء ظالم عليه فالسالم من ذلك أولى‪ ،‬ومنها ما لو كان اإلمام سريع القراءة والمأموم‬
‫اإل َما ُم لِ ُيؤت ََّم بِ ِه َفإِ َذا َك َّب َر َف َك ِّب ُروا» والفاء للتعقيب‪.‬‬
‫لحديث الشيخين‪« :‬إِن ََّما ُج ِع َل ِ‬

‫ وتدرك فضيلة الجماعة في غير الجمعة ما لم يسلم اإلمام وإن لم يقعد معه‪ ،‬أما الجمعة‬
‫فإنها ال تدرك إال بركعة كما سيأتي‪.‬‬

‫‪165‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ون ا ِ‬
‫إل َمامِ‪.................................... ،‬‬ ‫الم ْأ ُمو ِم َأن َين ِْو َ‬
‫ي االئتمام ُد َ‬ ‫َو َع َلى َ‬

‫ ويندب أن يخفف اإلمام مع فعل األبعاض والهيئات إال أن يرضي بتطويله محصورون‬
‫ال يصلي وراءه غيرهم‪ ،‬ويكره التطويل ليلحق آخرون‪ :‬سواء أكان عادتهم الحضور أم ال‪ ،‬ولو‬
‫أحس اإلمام في ركوع غير ثان من صالة الكسوف أو في تشهد أخير بداخل محل الصالة يقتدى‬
‫به س ّن انتظاره ﷲ تعالى إن لم يبالغ في االنتظار ولم يميز بين الداخلين وإال كره‪.‬‬

‫ ورخص في ترك الجماعة بعذر عام أو خاص كمشقة مطر وشدة ريح بليل‪ ،‬وشدة وحل‪،‬‬
‫حر‪ ،‬وشدة برد‪ ،‬وشدة جوع‪ ،‬وشدة عطش بحضرة طعام مأكول أو مشروب يتوق إليه‪،‬‬ ‫وشدة ّ‬
‫ومشقة مرض‪ ،‬ومدافعة حدث‪ ،‬وخوف على معصوم وخوف من غريم له وبالخائف إعسار‬
‫يعسر عليه إثباته‪ ،‬وخوف من عقوبة يرجو الخائف العفو عنها بغيبته‪ ،‬وخوف من تخلف عن‬
‫رفقة وفقد لباس الئق‪ ،‬وأكل ذي ريح كريه يعسر إزالته‪ ،‬وحضور مريض بال متعهد أو بمتعهد‪،‬‬
‫أعذارا سقوط‬
‫ً‬ ‫مختصرا لكنه يأنس به‪ .‬ومعنى كونها‬ ‫ً‬ ‫وكان نحو قريب كزوج مختضر أو لم يكن‬
‫اإلثم على قول الفرض‪ ،‬والكراهة على قول السنة ال حصول فضلها‪ .‬وجزم الروياني بأنه يكون‬
‫محصل للجماعة إذا صلى منفر ًدا وكان قصده الجماعة لو ال العذر‪ ،‬وهذا هو الظاهر ويدل له‬ ‫ً‬

‫كتاب الصالة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َل ُه ِم َن ال َع َم ِل َما ك َ‬ ‫ِ‬
‫يما» (‪.)١‬‬ ‫َان َي ْع َم ُل ُه َصح ً‬
‫يحا ُمق ً‬ ‫خبر أبي موسى‪« :‬إِ َذا َم َر َض ال َع ْبدُ َأ ْو َسا َف َر كُت َ‬
‫ثم شرع المصنف في شروط االقتداء (و) هي أمور‪:‬‬ ‫ ‬

‫األول‬
‫أنه يجب (على المأموم أن ينوي االئتمام) باإلمام أو االقتداء به في غير جمعة مطل ًقا‪،‬‬
‫وفي جمعة مع تحرم ألن التبعية عمل فافتقرت إلى نية‪ ،‬فإن لم ينو مع تحرم انعقدت‬
‫أصل الشتراط الجماعة فيها‪.‬‬ ‫صالته فرادى إال الجمعة فال تنعقد ً‬
‫ وقوله (دون اإلمام) أشار أن نية اإلمام اإلمامة التشترط في غير الجمعة بل تستحب‬
‫ليجوز فضيلة الجماعة‪ ،‬فإن لم ينو لم تحصل له‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪166‬‬
‫ي‬ ‫اه ِق‪َ ،‬و َل َي ْأت ََّم َر ُج ٌل بِ ْام َر َأ ٍة‪َ ،‬و َل َق ِ‬
‫ار ٍئ بِ ُأ ِّم ٍّي‪َ ،‬و َأ ُّ‬
‫بالفاسق والبالِغُ بِالمر ِ‬
‫َُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َو َي ُجو ُز َأن َي ْأت ََّم‬
‫إل َما ِم فِ ِيه َو ُه َو َعالِ ٌم بِ َصالتِ ِه؛ َأ ْج َز َأ ُه؛ ‪.................‬‬ ‫ج ِد بِ َص َل ِة ا ِ‬
‫الم ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫َم ْوض ٍع َص َّلى في َ‬
‫ِ‬

‫والثاني‬
‫من شروط االقتداء‪ :‬عدم تقدم المأموم على إمامه في المكان‪ ،‬فإن تقدم عليه في أثناء‬
‫صالته بطلت‪ ،‬أو عند التحرم لم تنعقد كالتقدم بتكبيرة اإلحرام‪ ،‬واالعتبار في التقدم وغيره‬
‫يضر ويسن أن يقف‬‫بالعقب ال الكعب‪ ،‬فلو تساويا في العقب وتقدمت أصابع المأموم لم َّ‬
‫الذكر ولو صبيا عن يمين اإلمام‪ ،‬فإذا جاء ذكر آخر أحرم عن يساره ثم يتقدم اإلمام أو‬
‫يتأخران في قيام وهو أفضل‪.‬‬
‫ (ويجوز أن يأتم بالفاسق) ولكن تكره خلفه‪ ،‬وإنما صحت خلفه لما رواه الشيخان‪:‬‬
‫«أن ابن عمر كان يصلي خلف الحجاج» ويجوز للقائم أن يقتدي بالقاعد والمضطجع‪،‬‬
‫(والبالغ بالمراهق) ألن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول اﷲ ‪ ‬وهو ابن‬
‫ست أو سبع رواه البخاري‪ ،‬لكن البالغ أولى‪ ،‬ويقدم الوالي بمحل واليته على غيره‪ ،‬فإمام‬
‫راتب فأفقه‪ ،‬فأقرأ‪ ،‬فأورع‪ ،‬فأسن‪ ،‬فأنظف ثو ًبا وبدنًا‪.‬‬
‫ (وال) يصح أن (يأتم رجل) أو صبي مميز (بامرأة) أو صبية مميزة‪ ،‬لحديث ابن ماجة‬
‫كتاب الصالة‬

‫رجل»‪ ،‬وتصح قدوة المرأة بالمرأة‪ ،‬والمرأة بالرجل‪.‬‬‫«ال تؤمن امرأة ً‬


‫ (وال) يصح أن يأتم (قارئ) وهو من يحسن الفاتحة (بأمي) أمكنه التعلم أم ال‪،‬‬
‫واألمي‪ :‬من يخل بحرف كتخفيف مشدد من الفاتحة بأن ال يحسنه‪ ،‬والالحن الذى يغير‬
‫المعنى بلحنه كاألمي ال يصح االقتداء به‪.‬‬

‫والثالث‬
‫اجتماع اإلمام والمأموم بمكان كما هو المعهود في العصور السابقة (و) إذا كانا‬
‫بمسجد (أي موضع صلى) المأموم (في المسجد) ومنه رحبته (بصالة اإلمام فيه) أي‬
‫في المسجد (وهو عالم بصالته) أي اإلمام ليتمكن من متابعته برؤيته أو بعض صف أو‬
‫نحو ذلك‪ ،‬كسماع صوته أو صوت مبلغ (أجزأه) أي كفاه ذلك في صحة االقتداء به‪.‬‬
‫وإن بعدت مسافته وحالت أبنية نافذة إليه‪ ،‬ألنه كله مبنى للصالة فالمجتمعون فيه‬
‫مجتمعون إلقامة الجماعة مؤدون لشعارها‪.‬‬
‫‪167‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ج ِد َق ِري ًبا ِمنْ ُه َو ُه َو َعالِ ٌم بِ َص َلتِ ِه َو َل َحائِ َل‬
‫الم ْس ِ‬ ‫َما َل ْم َي َت َقدَّ ْم َع َل ْي ِه‪َ ،‬وإِن َص َّلى َخ ِ‬
‫ار َج َ‬
‫َاك؛ َجازَ‪.‬‬ ‫ُهن َ‬

‫ومحل ذلك (ما لم يتقدم) المأموم (عليه) أي اإلمام في غير المسجد الحرام‪( .‬وإن صلى)‬
‫اإلمام في المسجد والمأموم (خارج المسجد) حالة كونه (قري ًبا منه) أي من المسجد بأن‬
‫معتبرا من آخر المسجد (وهو عالم بصالته) أي‬ ‫ً‬ ‫ال يزيد ما بينهما على ثالثمائة ذراع تقري ًبا‬
‫اإلمام الذي في المسجد بأحد األمور المتقدمة (وال حائل هناك) بينهما (جاز) االقتداء‬
‫حينئذ‪ ،‬فإن كان اإلمام والمأموم بغير مسجد من فضاء شرط أن ال يزيد ما بينهما وال ما بين‬
‫أخذا من عرف الناس‪.‬‬ ‫شخصين ممن ائتم باإلمام خلفه أو بجانبه على ثالثمائة ذراع تقري ًبا ً‬

‫والرابع‬
‫من شروط االقتداء‪ :‬توافق نظم صالتيهما في األفعال الظاهرة‪ ،‬فال يصح االقتداء مع‬
‫اختالفه كمكتوبة وكسوف أو جنازة لتعذر المتابعة‪ ،‬ويصح االقتداء لمؤد بقاض ومفترض‬
‫بمتنفل‪ ،‬وفي طويله بقصيرة كظهر بصبح وبالعكس‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫والخامس‬
‫من شروط االقتداء‪ :‬موافقته في سنن تفحش مخالفته فيها ً‬
‫فعل وتركًا كسجدة تالوة‪،‬‬
‫وتشهد أول على تفصيل فيه‪ ،‬بخالف ما ال تفحش فيه المخالفة كجلسة االستراحة‪.‬‬

‫والسادس‬
‫من شروط االقتداء‪ :‬تبعية إمامه بأن يتأخر تحرمه عن تحرم إمامه‪ ،‬فإن خالفه لم تنعقد‬
‫عالما بالتحريم‪ ،‬وأن ال يتخلف عنه‬
‫صالته‪ ،‬وأن ال يسبقه بركنين فعليين ولو غير طويلين ً‬
‫بهما بال عذر‪ ،‬فإن خالف في السبق أو التخلف بطلت صالته لفحش المخالفة بال عذر‪،‬‬
‫ً‬
‫جاهل‪ ،‬لكن ال يعتد بتلك الركعة‪ ،‬فيأتي بعد سالم إمامه بركعة‪،‬‬ ‫بخالف سبقه بهما ناس ًيا أو‬
‫وهذا بخالف سبقه بركن أو ركنين غير فعليين‪ ،‬وهو في الفعلي حرام بال عذر‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪168‬‬
‫أسئلة على كتاب الصالة‬

‫س ‪ :١‬ما الصالة؟ وما حكمها؟ وما دليلها؟ ومتى فرضت؟ وما دليل توقيت‬
‫الصالة من الكتاب والسنة؟ وما أول وقت العصر؟ ما آخره؟‬

‫س ‪ :٢‬بين الحكم فيما يأتي مع ذكر الدليل أو التعليل‪.‬‬


‫عزم المكلف على الصالة ثم مات وقد بقي من الوقت ما يسعها‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫صلى بثوب متنجس وجهل وجود النجاسة فيه‪.‬‬ ‫ ب‬

‫س ‪ :3‬بين المصطلح الفقهي لما يأتي‪:‬‬


‫قول مخصوص يعلم به وقت الصالة المفروضة‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫ً‬
‫حالل له قبلها من مفسدات الصالة‪.‬‬ ‫قول يحرم به على المصلي ما كان‬ ‫ ب‬

‫جلس على كعب يسراه بحيث يلي ظهرها األرض وينصب يمناه ويضع‬ ‫ ج‬
‫أطراف أصابعه منها للقبلة‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫الغفلة عن الشيء في الصالة‪.‬‬ ‫ د‬

‫ميل الشمس عن وسط السماء‪.‬‬ ‫ ه‬


‫صالة التطوع في الليل بعد النوم‪.‬‬ ‫ و‬

‫س ‪ :٤‬اذكر سبب الفرق في الحكم بين كل مما يأتي‪:‬‬


‫الكافر إذا أسلم ال يجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات‪ ،‬المرتد إذا عاد إلى‬ ‫ ‌أ‬
‫اإلسالم يجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات‪.‬‬
‫عدم جواز صالة الفرض قاعدً ا لمن قدر على القيام ‪ -‬وجواز صالة النافلة‬ ‫ ب‬
‫قاعدً ا لمن قدر على القيام‪.‬‬

‫‪169‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫عدم جواز ترجمة الفاتحة في الصالة‪ ،‬وجواز ترجمة التكبير في الصالة‪.‬‬ ‫ ج‬

‫إذا لم ينو المأموم االئتمام باإلمام في صالة الجماعة انعقدت فرادى‪ ،‬بخالف‬ ‫ د‬
‫الجمعة فال تنعقد ً‬
‫أصل‪.‬‬
‫اختصاص سبحان ربي العظيم في الركوع‪ ،‬وسبحان ربي األعلى في السجود‪.‬‬ ‫ ه‬

‫اقتداء من يصلي صالة مكتوبة بمن يصلي الجنازة ال يجوز‪ ،‬واقتداء من يصلي‬ ‫ و‬
‫صالة مقضية طويلة كظهر بمن يصلي الصبح يجوز‪.‬‬

‫ضع عالمة (✓) أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وعالمة (✗) أمام العبارة الخطأ‬ ‫س ‪:٥‬‬
‫فيما يأتي ً‬
‫معلل الختيارك‪.‬‬
‫الكالم في الصالة بحرفين غير مفهمين ال يبطل الصالة‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫تطويل الركن القصير عمدً ا في الصالة يبطلها‪.‬‬ ‫ ب‬

‫محل سجود السهو بعد التشهد األخير‪.‬‬ ‫ ج‬

‫كتاب الصالة‬
‫ال تكره الصالة بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫ د‬

‫ائتمام القائم بالمضطجع يبطل الصالة‪.‬‬ ‫ ه‬

‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪170‬‬
‫فصل في صالة المسافر‬

‫ُون َس َف ُر ُه فِي َغ ْي ِر َم ْع ِص َي ٍة‪....‬‬


‫س َش َرائِ َط‪َ :‬أن َيك َ‬
‫اع َّي ِة بِخَ ْم ِ‬
‫ويجو ُز لِ ْلمسافِ ِر َقصر الص َل ِة الرب ِ‬
‫ُّ َ‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ ُ‬

‫فصل في صالة المسافر‬


‫من حيث القصر والجمع المختص المسافر بجوازهما تخفي ًفا عليه لما يلحقه من مشقة‬
‫السفر غال ًبا مع كيفية الصالة بنحو المطر‪ .‬واألصل في القصر قبل اإلجماع قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬وقد‬ ‫(‪ .)١‬قال يعلى بن أمية‪ :‬قلت لعمر‪ :‬إنما قال اﷲ تعالى‪:‬‬
‫«صدَ َق ٌة ت ََصدَّ َق اﷲُ بِ َها َع َل ْيك ُْم‬
‫النبي ‪ ‬فقال‪َ :‬‬
‫أمن الناس‪ ،‬فقال‪ :‬عجبت مما عجبت منه فسألت ّ‬
‫أهم هذه األمور بدأ‬ ‫َفا ْق َب ُلوا َصدَ َق َت ُه» ‪ .‬واألصل في الجمع أخبار تأتي‪ .‬ولما كان القصر ّ‬
‫(‪)٣‬‬

‫المصنف به كغيره فقال‪( :‬ويجوز للمسافر) لغرض صحيح (قصر الصالة الرباعية) المكتوبة‬
‫دون الثنائية والثالثية (بخمس شرائط) وترك شرو ًطا أخرى سنتكلم عليها‪:‬‬

‫شروط قصر الصالة الرباعية‬


‫كتاب الصالة‬

‫الشرط األول‬
‫النبي ‪،‬‬
‫(أن يكون سفره في غير معصية) سواء أكان واج ًبا كسفر حج أو مندو ًبا كزيارة قبر ّ‬
‫مكروها كسفر منفرد‪ .‬وأما العاصي بسفره ولو في أثنائه فال يقصر‬
‫ً‬ ‫مباحا كسفر تجارة‪ ،‬أو‬
‫أو ً‬
‫ألن السفر سبب للرخصة فال يناط بالمعصية كبقية رخص السفر‪ ،‬فإن تاب فأول سفره‬
‫محل توبته‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة النساء اآلية‪.١٠١ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة النساء اآلية‪.١٠١ :‬‬
‫(‪ )٣‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪171‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ُون َم َسا َف ُت ُه ِس َّت َة َع َش َر َف ْر َسخً ا‪.‬‬
‫َو َأن َتك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لص َلة‪َ ،‬و َأن َين ِْو َ‬
‫ي ال َق ْص َر َم َع ا ِ‬
‫إل ْح َرامِ‪.................................. ،‬‬ ‫َو َأن َيك َ‬
‫ُون ُم َؤ ِّد ًيا ل َّ‬

‫(و) الشرط الثاني‬


‫(أن تكون مسافته) أي السفر المباح ثمانية وأربعين ً‬
‫ميل(‪ )١‬هاشمية ذها ًبا وهي مرحلتان‪،‬‬
‫ً‬
‫فرسخا)(‪ )٢‬بال إياب ولو قطع هذه‬ ‫وهما سير يومين معتدلين بسير األثقال وهي‪( :‬ستة عشر‬
‫المسافة في لحظة في ّبر أو بحر فقد كان ابن عمر وابن عباس يقصران ويفطران في أربعة‬
‫برد(‪ )٣‬ومثله إنما يفعل عن توقيف‪.‬‬

‫(و) الشرط الثالث‬


‫(أن يكون مؤد ًيا للصالة) المقصورة في أحد أوقاتها األصلي أو العذري أو الضروري فال‬
‫تقصر فائتة الحضر في السفر ألنها ثبتت في ذمته تامة‪ ،‬وكذا ال تقصر في السفر فائتة مشكوك‬
‫في أنها فائتة سفر أو حضر احتياطا وألن األصل اإلتمام‪ ،‬وتقضى فائتة سفر قصر في سفر‬
‫نظرا إلى وجود السبب‪.‬‬‫قصر وإن كان غير سفر الفائتة دون الحضر ً‬

‫كتاب الصالة‬
‫(و) الشرط الرابع‬
‫(أن ينوي القصر مع) تكبيرة (اإلحرام) كأصل النية ومثل نية القصر ما لو نوى الظهر مثال‬
‫ترخصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ركعتين ولم ينو‬
‫سهوا‬
‫ ولو قام القاصر لثالثة عمدً ا بال موجب لإلتمام كنيته‪ ،‬أو نية إقامة بطلت صالته أو ً‬
‫ثم تذكر عاد وجو ًبا وسجد له ند ًبا وسلم‪ ،‬فإن َأراد عند تذكره أن يتم عاد للقعود وجو ًبا ثم‬
‫قام ناو ًيا اإلتمام‪.‬‬

‫مترا‪ ،‬مسافة القصر تساوي ‪ ٤٠‬و ‪ ٨٩‬ك‪.‬م‪.‬‬


‫(‪ ) ١‬الميل‪ً ١٨٥٥ :‬‬
‫(‪ )٢‬الفرسخ‪ :‬لغة السكون والوقت وهو فارسي معرب من لفظة (فرستك) أي مرمى الحجر وهو يعادل ‬
‫مترا‪.‬‬
‫ثالثة أميال أي ما يعادل ‪ً ٥٥٤٤‬‬ ‫ ‬
‫مترا‪.‬‬
‫(‪ )٣‬البريد‪ :‬أربعة فراسخ = ‪ً ٥٥٦٥‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪172‬‬
‫َو َأ َّل َي ْأ ت ََّم بِ ُم ِقيمٍ‪.‬‬

‫(و) الشرط الخامس‬


‫(أن ال يأتم بمقيم) أو بمن جهل سفره فإن اقتدى به ولو في جزء من صالته كأن أدركه في‬
‫آخر صالته أو أحدث هو عقب اقتدائه لزمه اإلتمام لخبر اإلمام أحمد عن ابن عباس سئل‪:‬‬
‫ما بال المسافر يصلي ركعتين إذا انفرد وأرب ًعا إذا ائتم بمقيم؟ فقال‪ :‬تلك السنة‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫‪173‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫الع َش ِ‬
‫بو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫المغ ِْر ِ َ‬ ‫َو َي ُجو ُز ل ْل ُم َساف ِر َأن َي ْج َم َع َب ْي َن ال ُّظ ْه ِر َوال َع ْص ِر في َو ْقت َأ ِّي ِه َما َش َ‬
‫اء َو َب ْي َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ‪.................................................................‬‬ ‫في َو ْقت َأ ِّي ِه َما َش َ‬

‫هذه آخر الشروط التي اشترطها المصنف‪ .‬وأما الزائد عليها فأمور‬
‫والثاني‬ ‫األول‬

‫يشترط قصد موضع معلوم معين أو غير معين أول‬ ‫مسافرا في جميع‬ ‫يشترط كونه‬
‫ً‬
‫سفره ليعلم أنه طويل فيقصر أو ال‪ :‬فال قصر للهائم‬ ‫صالته‪ ،‬فلو انتهى سفره فيها كأن‬
‫وهو الذي ال يدري أين يتوجه وإن طال سفره‬ ‫بلغت سفينته دار إقامته أتم لزوال‬
‫النتفاء علمه بطوله ّأوله‪ ،‬وال طالب غريم يرجع‬ ‫سبب الرخصة‪.‬‬
‫متى وجده وال يعلم موضعه‪.‬‬

‫والرابع‬ ‫والثالث‬
‫ً‬
‫جاهل به لم‬ ‫يشترط العلم بجواز القصر‪ ،‬فلو قصر‬ ‫يشترط للقصر مجاوزة حدود البلد‬
‫تصح صالته لتالعبه كما في الروضة وأصلها‪.‬‬ ‫الذي سافر منه‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫تنبيه‬
‫ولما فرغ المصنف من أحكام القصر شرع‬
‫الصوم لمسافر سفر قصر أفضل من الفطر‬ ‫في أحكام الجمع في السفر فقال‪( :‬ويجوز‬
‫إن لم يضره لما فيه من براءة الذمة‪ ،‬والقصر‬ ‫للمسافر) سفر قصر (أن يجمع بين) صالتي‬
‫له أفضل من اإلتمام‪ ،‬إن بلغ سفره ثالث‬
‫تقديما‬
‫ً‬ ‫(الظهر والعصر في وقت أيهما شاء)‬
‫مراحل(‪ )١‬ولم يختلف في جواز قصره‪ ،‬فإن‬
‫وتأخيرا (و) أن يجمع (بين) صالتي (المغرب‬
‫ً‬
‫خروجا من خالف‬
‫ً‬ ‫لم يبلغها فاإلتمام أفضل‬
‫وتأخيرا‬
‫ً‬ ‫تقديما‬
‫ً‬ ‫والعشاء في وقت أيهما شاء)‬
‫أبي حنيفة أما لو اختلف فيه كمالح يسافر‬
‫في البحر ومعه عياله في سفينته ومن يديم‬ ‫والجمعة كالظهر في جمع التقديم‪ ،‬واألفضل‬
‫السفر مطل ًقا فاإلتمام له أفضل للخروج من‬ ‫لسائر وقت أولى تأخير ولغيره تقديم لالتباع‪.‬‬
‫خالف من أوجبه كاإلمام أحمد‪.‬‬
‫(‪ )١‬المرحلة = ‪ً ٢٤‬‬
‫ميل هاشم ًيا‪ ،‬وقد سبق بيانه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪174‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫وشرط للتقديم أربعة شروط‬

‫األول‬
‫الترتيب بأن يبدأ باألولى ألن الوقت لها‪ ،‬والثانية تبع لها‪.‬‬

‫والثاني‬
‫سهوا أو عب ًثا في األولى ولو مع تحلله منها‪.‬‬
‫نية الجمع ليتميز التقديم المشروع عن التقديم ً‬

‫والثالث‬
‫والء بأن ال يطول بينهما فصل عر ًفا‪ ،‬ولو ذكر بعدهما ترك ركن من األولى أعادهما وله جمعهما‬
‫وتأخيرا لوجود المرخص‪ ،‬فإن ذكر أنه من الثانية ولم يطل الفصل بين سالمها والذكر‬ ‫ً‬ ‫تقديما‬
‫ً‬
‫تدارك وصحتا‪ ،‬فإن طال بطلت الثانية وال جمع لطول الفصل‪ ،‬ولو جهل بأن لم يدر أن الترك من‬
‫األولى أو من الثانية أعادهما الحتمال أنه من األولى بغير جمع تقديم‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫والرابع‬
‫دوام سفره إلى عقد الثانية‪ ،‬فلو أقام قبله فال جمع لزوال السبب‪.‬‬

‫وشرط للتأخير أمران فقط‬

‫وثانيهما‬ ‫أحدهما‬
‫دوام سفره إلى تمامهما‪ ،‬فلو أقام قبله‬ ‫تمييزا‬
‫نية جمع في وقت أولى ما بقي قدر يسعها ً‬
‫صارت األولى قضاء ألنها تابعة للثانية‬ ‫أخر النية إلى‬
‫له عن التأخير تعد ًيا‪ ،‬وظاهر أنه لو ّ‬
‫في األداء للعذر وقد زال قبل تمامها‪.‬‬ ‫وقت ال يسع األولى عصى وإن وقعت أداء‪ ،‬فإن‬
‫وفي المجموع إذا أقام في أثناء الثانية‬ ‫لم ينو الجمع أو نواه في وقت األولى ولم يبق‬
‫ينبغي أن تكون األولى أداء بال خالف‪.‬‬ ‫منه ما يسعها عصى وكانت قضاء‪.‬‬

‫‪175‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ت األُو َلى ِمن ُْه َما‪.‬‬
‫اض ِر فِي الم َط ِر َأن يجمع بينَهما فِي و ْق ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ويجو ُز لِ ْلح ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬

‫الجمع بالمطر‬
‫ثم شرع في الجمع بالمطر فقال‪( :‬ويجوز للحاضر) أي المقيم (في المطر) ولو كان ضعي ًفا‬
‫تقديما‬
‫ً‬ ‫بحيث ّ‬
‫يبل الثوب ونحوه كثلج وبرد ذائبين (أن يجمع بينهما) ما يجمع في السفر‪،‬‬
‫(في وقت األولى منهما) لما في الصحيحين عن ابن عباس‪« :‬صلى رسول اﷲ ‪ ‬بالمدينة‬
‫الظهر والعصر جم ًعا والمغرب والعشاء جم ًعا» زاد مسلم «من غير خوف وال سفر»‪ .‬قال‬
‫تأخيرا ألن استدامة المطر ليست إلى‬
‫ً‬ ‫الشافعي كمالك‪ :‬أرى ذلك في المطر وال يجوز ذلك‬
‫الجامع(‪ )١‬فقد ينقطع فيؤدي إلى إخراجها عن وقتها من غير عذر بخالف السفر‪.‬‬
‫ وشرط التقديم‪ :‬أن يوجد نحو المطر عند تحرمه بهما ليقارن الجمع وعند تحلله من‬
‫األولى ليتصل بأول الثانية فيؤخذ منه اعتبار امتداده بينهما وهو ظاهر‪ ،‬وال يضر انقطاعه‬
‫في أثناء األولى أو الثانية أو بعدهما‪ .‬ويشترط أن يصلي جماعة بمصلى بعيد عن باب داره‬
‫عر ًفا بحيث يتأذى بذلك في طريقه إليه بخالف من يصلي في بيته منفر ًدا أو جماعة أو‬
‫يمشي إلى المصلى في ك ّن‪ ،‬أو كان المصلى قري ًبا فال يجمع النتفاء التأذى وبخالف من‬
‫يصلي منفر ًدا النتفاء الجماعة فيه‪ ،‬وأما جمعه ‪ ‬بالمطر مع أن بيوت أزواجه كانت بجنب‬

‫كتاب الصالة‬
‫المسجد فأجابوا عنه بأن بيوتهن كانت مختلفة وأكثرها كان بعيدً ا‪ ،‬فلعله حين جمع لم يكن‬
‫أيضا بأن لإلمام أن يجمع بالمأمومين وإن لم يتأذ بالمطر صرح به ابن‬‫بالقريب‪ .‬وأجيب ً‬
‫أبي هريرة وغيره‪ .‬قال المحب الطبري‪ :‬ولمن اتفق له وجود المطر وهو بالمسجد أن يجمع‬
‫وإال الحتاج إلى صالة العصر أو العشاء في جماعة وفيه مشقة في رجوعه إلى بيته ثم عوده‪،‬‬
‫أو في إقامته وكالم غيره يقتضيه‪.‬‬

‫(‪ )١‬ليست في مقدوره‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪176‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫حكم الجمع بغير السفر والمطر‬

‫تنبيه‬
‫مر أنه ال جمع بغير السفر ونحو المطر كمرض وريح وظلمة وخوف ووحل‬ ‫قد علم مما ّ‬
‫وهو المشهور ألنه لم ينقل‪ ،‬ولخبر المواقيت فال يخالف إال بصريح‪ .‬وحكى في المجموع‬
‫قوي جدً ا في المرض والوحل‬ ‫ّ‬ ‫عن جماعة من أصحابنا جوازه بالمذكورات قال‪ :‬وهو‬
‫واختاره في الروضة لكن فرضه في المرض وجرى عليه ابن المقري‪ :‬قال في المهمات‪:‬‬
‫وقد ظفرت بنقله عن الشافعي‪ .‬اهـ‪ .‬وهذا هو الالئق بمحاسن الشريعة وقد قال اﷲ تعالى‪:‬‬
‫(‪.)١‬‬

‫صالة المسافر‬
‫كتاب الصالة‬

‫شرط تأخير‬ ‫شرط تقديم‬ ‫شرط قصر الصالة الرباعية‬

‫نية جمع في وقت أولى‪.‬‬ ‫الترتيب‪.‬‬ ‫أن يكون سفره في غير‬


‫معصية‪.‬‬
‫دوام سفره إلى تمامها‪.‬‬ ‫نية الجمع ليتميز التقديم‪.‬‬
‫أن تكون مسافته ثمانية‬
‫والء‪.‬‬ ‫وأربعين ً‬
‫ميل‪.‬‬

‫دوام سفره إلى عقد الثانية‪.‬‬ ‫أن يكون مؤد ًيا للصالة‪.‬‬
‫أن ينوي القصر مع‬
‫تكبيرة اإلحرام‪.‬‬

‫أن ال يأتم بمقيم‪.‬‬


‫***‬

‫‪177‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الحج‪ .‬اآلية‪.٧٨ :‬‬


‫المختار من اإلقناع‬
‫أسئلة على صالة المسافر‬

‫س ‪ :١‬ما الصالة التي يجوز قصرها؟ ولمن يكون القصر؟ وما دليله؟ وما شروط‬
‫قصر الصالة الرباعية؟ وما شروط جمع التقديم والتأخير؟‬

‫معلل أو ً‬
‫مدلل الختيارك‪:‬‬ ‫س ‪ :٢‬اختر اإلجابة الصحيحة من بين القوسين فيما يأتي ً‬

‫بلغت سيارته دار إقامته‬ ‫ ‌أ‬


‫(يتم صالته ‪ -‬يقصر الصالة ‪ -‬وجهان)‪.‬‬ ‫ ‬
‫جمع الظهر والعصر ثم تذكر بعد الصالة أنه ترك ركنًا من الصالة األولى‬ ‫ ب‬
‫(أعادهما م ًعا ‪ -‬أعاد األولى فقط ‪ -‬أعاد الثانية فقط)‪.‬‬ ‫ ‬
‫تقديما‬
‫ً‬ ‫خاف أن يخرج للصالة في المسجد فجمع بين المغرب والعشاء‬ ‫ ج‬
‫(يجوز الجمع ‪ -‬ال يجوز الجمع ‪ -‬يجوز القصر فقط)‪.‬‬ ‫ ‬
‫ د‬

‫كتاب الصالة‬
‫جمع بين الظهر والعصر جمع تقديم فبدأ بالعصر قبل الظهر‬
‫(ال تصح الصالة ‪ -‬تصح الصالة ‪ -‬تكره فقط)‪.‬‬ ‫ ‬

‫***‬

‫الصف األول الثانوي‬


‫الثانوى‬ ‫‪178‬‬
‫فصل في صالة الجمعة‬

‫فصل في صالة الجمعة‬


‫بضم الميم وإسكانها وفتحها وحك‍ي كسرها‪ ،‬وجمعها جمعات وجمع‪ ،‬سميت بذلك الجتماع‬
‫الناس لها وقيل لما جمع في يومها من الخير‪ ،‬وكان يسمى في الجاهلية يوم العروبة أي البين‬
‫المعظم وهي أفضل الصلوات‪ ،‬ويومها أفضل األيام وخير يوم طلعت فيه الشمس‪ ،‬يعتق اﷲ‬
‫تعالى فيه ستمائة ألف عتيق من النار‪ ،‬ومن مات فيه كتب اﷲ تعالى له أجر شهيد ووقى فتنة‬
‫القبر‪ .‬وهي بشروطها اآلتية فرض عين لقوله تعالى‪:‬‬
‫ب َع َلى ك ُِّل ُم ْحتَل ٍم»‪ .‬وفرضت‬ ‫ِ‬
‫الجم َعة َو ِ‬
‫اج ٌ‬ ‫اح ُ ْ‬‫«ر َو ُ‬
‫ولقوله ‪َ :‬‬
‫(‪)١‬‬

‫الجمعة والنبي ‪ ‬بمكة‪ ،‬ولم يصلها حينئذ إما ألنه لم يكمل عددها عنده‪ ،‬أو ألن من شعارها‬
‫مقصورا وإن كان وقتها وقته وتتدارك‬ ‫ً‬ ‫ظهرا‬
‫اإلظهار وكان ‪ ‬بمكة مستخف ًيا‪ .‬والجمعة ليست ً‬
‫به بل صالة مستقلة ألنه ال يغنى عنها‪ ،‬ولقول عمر ‪« :‬الجمعة ركعتان تمام غير قصر على‬
‫لسان نبيكم ‪ ‬وقد خاب من افترى»(‪ ،)٢‬وتختص بشروط للزومها وشروط لصحتها وآداب‬
‫وستأتي كلها‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫(‪ ) ١‬سورة الجمعة‪ .‬اآلية‪.٩ :‬‬


‫‪179‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٢‬رواه اإلمام أحمد وغيره‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫َو َش َرائِ ُط ُو ُج ِ‬
‫إل ْس َل ُم َوال ُب ُلو ُغ‪َ ،‬وال َع ْق ُل ‪....................‬‬ ‫الج ُم َعة ستَّـ ُة َأ ْش َي َ‬
‫اء‪ :‬ا ِ‬ ‫وب ُ‬

‫شرائط وجوب صالة الجمعة‬


‫وقد بدأ بالقسم األول فقال‪( :‬وشرائط وجوب) صالة (الجمعة ستة أشياء)‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫االستيطان‬ ‫اإلسالم‬

‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫شرائط وجوب‬
‫الصحة‬ ‫البلوغ‬
‫صالة الجمعة‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الذكورية‬ ‫العقل‬

‫كتاب الصالة‬
‫الرسم البياني ‪ ٢،٣‬شرائط وجوب صالة الجمعة‬
‫األول‬
‫(اإلسالم) وهو شرط لغيرها من كل عبادة‪.‬‬

‫(و) الثاني‬
‫(البلوغ)‪.‬‬

‫(و) الثالث‬
‫(العقل) فال جمعة على الصبي وال على المجنون‪ ،‬كغيرها من الصلوات والتكليف‬
‫أيضا شرط في كل عبادة‪ .‬قال في الروضة‪ :‬والمغمى عليه كالمجنون بخالف السكران‬
‫ً‬
‫ظهرا كغيرها‪.‬‬
‫فإنه يلزمه قضاؤها ً‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪180‬‬
‫الص َّح ُة‪............................................................. ،‬‬ ‫الذك ِ‬
‫ُور َّي ُة َو ِّ‬ ‫َو ُّ‬

‫(و) الرابع‬
‫(الذكورية) فال تجب على امرأة‪.‬‬

‫(و) الخامس‬
‫(الصحة) فال تجب على مريض وال على معذور بمرحض في ترك الجماعة مما يتصور‬
‫هنا‪ ،‬ومن األعذار االشتغال بتجهيز الميت وإسهال ال يضبط الشخص نفسه معه ويخشى‬
‫يشق‬
‫والزمن إن وجد مرك ًبا ولم ّ‬
‫منه تلويث المسجد كما في التتمة‪ .‬وتلزم الشيخ الهرم ّ‬
‫الركوب عليهما كمشقة المشي في الوحل النتفاء الضرر‪ ،‬والشيخ من جاوز األربعين‪،‬‬
‫فإن الناس صغار وأطفال وصبيان وذراري إلى البلوغ‪ ،‬وشبان وفتيان إلى الثالثين‪،‬‬
‫وكهول إلى األربعين وبعد األربعين الرجل شيخ والمرأة شيخة‪ .‬واستنبط بعضهم ذلك‬
‫(‪)٢‬‬
‫(‪،)١‬‬ ‫من القرآن العزيز‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٤‬الهرم أقصى الكبر‪ ،‬والزمانة‬ ‫(‪)٣‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫االبتالء والعاهة‪ ،‬وتلزم األعمى إن وجد قائدً ا‪ ،‬فإن لم يجده لم يلزمه الحضور وإن كان‬
‫يحسن المشي بالعصا لما فيه من التعرض للضرر‪ .‬نعم إن كان قري ًبا من الجامع بحيث‬
‫ال يتضرر بذلك ينبغي وجوب الحضور عليه ألن المعتبر عدم الضرر وهذا ال يتضرر‬
‫بذلك‪ ،‬ومن صح ظهره ممن ال تلزمه الجمعة صحت جمعته ألنها إذا صحت ممن‬
‫تلزمه فممن ال تلزمه أولى وتغني عن ظهره‪.‬‬

‫سورة مريم‪ .‬اآلية‪.١٢ :‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫سورة األنبياء‪ .‬اآلية‪.٦٠ :‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫سورة آل عمران‪ .‬اآلية‪.٤٦ :‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫سورة يوسف‪ .‬اآلية ‪.٧٨‬‬ ‫(‪ )٤‬‬

‫‪181‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫و ِ‬
‫اال ْستي َط ُ‬
‫ان ‪.......................................................................‬‬ ‫َ‬

‫(و) السادس‬

‫قصيرا‬
‫ً‬ ‫مباحا ولو‬
‫سفرا ً‬
‫(االستيطان) واألولى أن يعبر باإلقامة‪ ،‬فال جمعة على مسافر ً‬
‫«ل ُجم َع َة ع َلى ُم َسافِ ٍر» لكن قال البيهقي‪ :‬والصحيح وقفه‬
‫الشتغاله‪ ،‬وقد روى مرفو ًعا َ‬
‫ً‬
‫رجل‬ ‫على ابن عمر وأهل القرية إن كان فيهم جمع تصح به الجمعة وهو أربعون‬
‫علو‬
‫من أهل الكمال المستوطنين‪ ،‬أو بلغهم صوت عال من مؤذن يؤذن كعادته في ّ‬
‫الصوت‪ ،‬واألصوات هادئة والرياح راكدة من طرف يليهم لبلد الجمعة مع استواء‬
‫األرض لزمتهم‪ ،‬ولو وجدت قرية فيها أربعون كاملون فدخلوا بلدً ا وصلوا فيها‬
‫سقطت عنهم سواء أسمعوا النداء أم ال‪ ،‬ويحرم عليهم ذلك لتعطيلهم الجمعة في‬
‫قريتهم‪ ،‬ولو وافق العيد يوم الجمعة فحضر أهل القرية الذين يبلغهم النداء لصالة‬
‫العيد ولو رجعوا إلى أهليهم فاتتهم الجمعة فلهم الرجوع وترك الجمعة على األصح‪.‬‬
‫نعم لو دخل وقتها قبل انصرافهم فالظاهر أنه ليس لهم تركها‪ .‬ويحرم على من لزمته‬

‫كتاب الصالة‬
‫الجمعة السفر بعد الزوال ألن وجوبها تعلق به بمجرد دخول الوقت إال أن يغلب على‬
‫ظنه أنه يدرك الجمعة في مقصده أو طريقه لحصول المقصود‪ ،‬أو يتضرر بتخلفه لها‬
‫عن الرفقة فال يحرم دف ًعا للضرر عنه‪ ،‬أما مجرد انقطاعه عن الرفقة بال ضرر فليس‬
‫بعذر‪ .‬ويسن لمن رجا زوال عذره قبل فوات الجمعة تأخير ظهره إلى فوات الجمعة‪،‬‬
‫أما من ال يرجو زوال عذره كمرأة فتعجيل الظهر أفضل لتحوز فضيلة أول الوقت‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪182‬‬
‫ين ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ُون ال َب َلدُ ِم ْص ًرا َأ ْو َق ْر َي ًة‪َ ،‬و َأن َيك َ‬
‫ُون ال َعدَ ُد َأ ْر َبع َ‬ ‫َو َش َرائِ ُط فِ ْعلِ َها َث َل َث ٌة‪َ :‬أ ْن َتك َ‬
‫الج ُم َع ِة‪...............................................................،‬‬ ‫َأ ْه ِل ُ‬

‫شروط صحة صالة الجمعة‬


‫ثم شرع في القسم الثاني وهو شروط الصحة فقال‪( :‬وشرائط) صحة (فعلها) مع شروط‬
‫غيرها (ثالثة) بل ثمانية كما ستراها‪.‬‬
‫شروط صحة صالة الجمعة‬

‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬


‫أن ال يسبقها وال‬ ‫الوقت ٍ‬
‫باق‬ ‫أن تكون البلد‬
‫يقارنها جمعة‬ ‫مصرا أو قرية‬
‫ً‬

‫وجود العدد‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 2‬أن يكون‬


‫ً‬
‫كامل‬ ‫العدد أربعين‬

‫الرسم البياني ‪ ٢،٤‬شروط صحة صالة الجمعة‬


‫األول‬
‫كتاب الصالة‬

‫(أن تكون البلد) أي أن تقام في خطة أبنية أوطان المجمعين من البلد سواء الرحاب المسقفة‬
‫يضر انهدامها في‬
‫والساحات والمساجد‪ ،‬ولو انهدمت األبنية وأقاموا على عمارتها لم ّ‬
‫ّ‬
‫مظال ألنها وطنهم وال تنعقد في غير بناء إال في هذه‪،‬‬ ‫صحة الجمعة وإن لم يكونوا في‬
‫(مصرا) كانت (أو قرية) بحيث ال تقصر فيه‬
‫ً‬ ‫وتجوز في الفضاء المعدود من خطة البلد‬
‫الصالة كما في السكن الخارج عنها المعدود منها بخالف غير المعدود منها‪.‬‬

‫والثاني‬
‫رجل ولو مرضى ومنهم اإلمام (من أهل‬ ‫من شروط الصحة (أن يكون العدد أربعين) ً‬
‫الجمعة) وهم الذكور المكلفون المستوطنون بمحلها‪ ،‬ألنه ‪ ‬لم يجمع بحجة الوداع مع‬
‫عزمه على اإلقامة أيا ًما لعدم التوطن‪ ،‬وكان يوم عرفة فيها يوم جمعة كما في الصحيحين‪،‬‬
‫تقديما كما في خبر مسلم‪ ،‬ولو نقصوا فيها بطلت الشتراط‬ ‫ً‬ ‫وصلى بهم الظهر والعصر‬
‫ظهرا‪.‬‬
‫العدد في دوامها كالوقت فيها وقد فات فيتمها الباقون ً‬
‫‪183‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ت َأو ع ِدم ِ‬ ‫والوقت ٍ‬
‫ت ُظ ْه ًرا‪.‬‬ ‫الش ُر ُ‬
‫وط؛ ُص ِّل َي ْ‬ ‫ت ُّ‬ ‫باق‪ ،‬فإِ ْن َخ َر َج َ‬
‫الو ْق ُ ْ ُ َ‬ ‫ُ‬

‫والثالث‬

‫«ص ُّلوا‬
‫من شروط الصحة (الوقت) وهو وقت الظهر لالتباع رواه الشيخان مع خبر‪َ :‬‬
‫ك ََما َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي» فيشترط اإلحرام بها وهو (باق) بحيث يسعها جميعها (فإن خرج‬
‫الوقت) أو ضاق عنها وعن خطبتيها أو شك في ذلك (أو عدمت الشروط) أي شروط‬
‫(ظهرا) كما لو فات شرط‬ ‫ٍ‬
‫حينئذ‬ ‫صحتها أو بعضها كأن فقد العدد أو االستيطان (صليت)‬
‫ً‬
‫ظهرا‪ ،‬أو خرج الوقت وهم‬
‫القصر يرجع إلى اإلتمام فعلم أنها إذا فاتت ال تقضى جمعة بل ً‬
‫فيها وجب الظهر بناء‪ ،‬إلحا ًقا للدوام باالبتداء‪ّ ،‬‬
‫فيسر بالقراءة من حينئذ‪.‬‬

‫والرابع‬

‫من الشروط وجود العدد ً‬


‫كامل من أول الخطبة األولى إلى انقضاء الصالة‪.‬‬

‫والخامس‬

‫كتاب الصالة‬
‫من الشروط ‪ -‬أن ال يسبقها وال يقارنها جمعة في محلها ولو عظم كما قاله الشافعي ألنه‬
‫‪ ‬والخلفاء الراشدين لم يقيموا سوى جمعة واحدة‪ ،‬وألن االقتصار على واحدة أفضى‬
‫إلى المقصود من إظهار شعار االجتماع واتفاق الكلمة‪ ،‬وال يجوز إجما ًعا إال إذا كبر‬
‫المحل وعسر اجتماعهم في مكان بأن لم يكن في محل الجمعة موضع يسعهم بال مشقة‬
‫وال غير مسجد فيجوز التعدد للحاجة بحسبها ألن الشافعي ‪ ‬دخل بغداد وأهلها يقيمون‬
‫فيها جمعتين وقيل ثال ًثا فلم ينكر عليهم فحمله األكثرون على عسر االجتماع‪ ،‬فلو سبقها‬
‫جمعة في محل ال يجوز التعدد فيه فالصحيحة السابقة الجتماع الشرائط فيها والالحقة‬
‫باطلة فلو وقعتا معا استؤنفت الجمعة إن اتسع الوقت لتوافقهما في المعية فليست إحداهما‬
‫أولى من األُخرى‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪184‬‬
‫َو َف َرائِ ُض َها َث َل َث ٌة‪ُ :‬خ ْط َبت ِ‬
‫َان‪........................................................... ،‬‬

‫فرائض صالة الجمعة‬


‫(وفرائضها ثالثة)‪:‬‬
‫فرائض صالة الجمعة‬

‫في جماعة‬ ‫أن تصلى ركعتين‬ ‫خطبتان‬

‫الرسم البياني ‪ ٢،٥‬فرائض صالة الجمعة‬

‫وهو الشرط السادس (خطبتان) لخبر الصحيحين عن ابن عمر ‪« ‬كان رسول‬
‫اﷲ ‪ ‬يخطب يوم الجمعة خطبتين يجلس بينهما» وكونهما قبل الصالة‬ ‫األول‬
‫«ص ُّلوا ك ََما َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي» ولم يصل إال بعدهما‪.‬‬
‫باإلجماع إال من شذ مع خبر َ‬
‫كتاب الصالة‬

‫قال في المجموع‪ :‬ثبتت صالته ‪ ‬بعد خطبتين‪.‬‬

‫وأركانهما خمسة‪:‬‬ ‫ ‬
‫أولها‬
‫حمد اﷲ تعالى‪ :‬لالتباع‪.‬‬

‫وثانيها‬
‫الصالة على رسول اﷲ ‪ ‬ألنها عبادة افتقرت إلى ذكر اﷲ تعالى فافتقرت إلى ذكر رسول‬
‫اﷲ ‪ ‬كالصالة‪ ،‬ولفظ الحمد والصالة متعين لالتباع‪ ،‬فال يجزىء الشكر والثناء وال إله إال‬
‫اﷲ ونحو ذلك‪ ،‬وال يتعين لفظ الحمد ﷲ بل يجزىء نحمد اﷲ أو ﷲ الحمد أو نحو ذلك‪،‬‬
‫ويتعين لفظ الجاللة فال يجزىء الحمد للرحمن أو نحوه‪ ،‬وال يتعين لفظ اللهم صل على‬
‫محمد‪ ،‬بل يجزىء نصلي أو أصلي أو نحو ذلك‪ ،‬وال يتعين لفظ محمد بل يكفي أحمد أو‬
‫النبي أو الماحي أو الحاشر أو نحو ذلك‪.‬‬

‫‪185‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫يه َما َو َي ْجلِ ُس َب ْين َُه َما‪........................................................ ،‬‬
‫َي ُقو ُم فِ ِ‬

‫وثالثها‬
‫الوصية بالتقوى لالتباع رواه مسلم‪ ،‬وال يتعين لفظ الوصية بالتقوى ألن الغرض‬
‫ّ‬
‫والحث على طاعة اﷲ تعالى‪ ،‬فيكفي أطيعوا اﷲ وراقبوه‪ .‬وهذه الثالثة أركان‬ ‫الوعظ‬
‫في كل من الخطبتين‪.‬‬

‫ورابعها‬
‫قراءة آية في إحداهما ألن الغالب أن القراءة في الخطبة دون تعيين‪.‬‬

‫وخامسها‬
‫ما يقع عليه اسم دعاء للمؤمنين والمؤمنات بأخروي في الخطبة الثانية ألن الدعاء يليق‬
‫بالخواتيم ولوخص به الحاضرين كقوله‪ :‬رحمكم اﷲ كفى‪ ،‬وال بأس بالدعاء للسلطان‬
‫بعينه كما في زيادة الروضة‪ ،‬ويسن الدعاء ألئمة المسلمين ووالة أمورهم بالصالح‬

‫كتاب الصالة‬
‫واإلعانة على الحق والقيام بالعدل ونحو ذلك‪.‬‬
‫ ويشترط أن يكونا عربيتين‪ ،‬والمراد أركانهما التباع السلف والخلف فإن لم‬
‫يكن ثم من يحسن العربية ولم يمكن تعلمها خطب بغيرها‪ .‬أو أمكن تعلمها وجب‬
‫على الجميع على سبيل فرض الكفاية فيكفي في تعلمها واحد وأن (يقوم) القادر‬
‫جالسا (و) أن (يجلس بينهما) لالتباع بطمأنينة في‬
‫ً‬ ‫(فيهما) جمي ًعا فإن عجز عنه خطب‬
‫جلوسه كما في الجلوس بين السجدتين‪ .‬ومن خطب قاعدً ا لعذر فصل بينهما بسكتة‬
‫وجو ًبا‪ ،‬ويشترط كونهما في وقت الظهر‪ ،‬ويشترط والء بينهما وبين أركانهما وبينهما‬
‫معفو عنه في ثوبه وبدنه‬
‫ّ‬ ‫وبين الصالة‪ ،‬وطهرعن‌حدث أصغر وأكبر‪ ،‬وعن نجس غير‬
‫ومكانه‪ ،‬وستر لعورته في الخطبتين‪ ،‬وإسماع األربعين الذين تنعقد بهم الجمعة ومنهم‬
‫اإلمام أركانهما ألن مقصودهما وعظهم وهو ال يحصل إال بذلك‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪186‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫وسن ترتيب أركان الخطبتين بأن يبدأ بالحمد ﷲ‪،‬‬

‫النبي ‪،‬‬
‫ثم الصالة على ّ‬

‫ثم الوصية بالتقوى‪،‬‬

‫ثم القراءة‪،‬‬

‫ثم الدعاء كما جرى عليه السلف والخلف‪.‬‬


‫كتاب الصالة‬

‫ وإنما لم يجب لحصول المقصود بدونه وسن لمن يسمعهما سكوت مع إصغاء لهما لقوله‬
‫(‪ )١‬ذكر في التفسير أنها نزلت في الخطبة‪،‬‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫وسميت قرآنًا الشتمالها عليه‪ .‬ووجب ر ّد السالم‪ ،‬وس ّن تشميت العاطس ورفع الصوت بالصالة‬
‫(‪ .)٢‬وعلم من سن‬ ‫على النبي ‪ ‬عند قراءة الخطيب‬
‫اإلنصات فيهما عدم حرمة الكالم فيهما ألنه ‪ ‬قال‪ :‬لمن سأله متى الساعة؟ « َما َأعْدَ ْد َت‬
‫َل َها»؟ فقال‪ :‬حب اﷲ ورسوله فقال‪« :‬إِن ََّك َم ْع َم ْن َأ ْح َب ْب َت» ولم ينكر عليه ‪ ‬الكالم‪ ،‬ولم يبين‬
‫له وجوب السكوت‪ ،‬فاألمر في اآلية للندب جم ًعا بين الدليلين‪ ،‬أما من ال يسمعهما فيسكت‬
‫أو يشتغل بالذكر أو القراءة وذلك أولى من السكوت‪ ،‬وس ّن كونهما على منبر‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫منبر فعلى مرتفع‪ ،‬وأن يسلم على من عند المنبر‪ ،‬وأن يقبل عليهم إذا صعد المنبر أو نحوه‬
‫وانتهى إلى الدرجة التي يجلس عليها المسماة بالمستراح‪ ،‬وأن يسلم عليهم ثم يجلس فيؤذن‬

‫(‪ ) ١‬سورة األعراف‪ .‬اآلية‪.٢٠٤ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة األحزاب‪ .‬اآلية‪.٥٦ :‬‬
‫‪187‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫َو َأن ت َُص َّلى َر ْك َع َت ْي ِن فِي َج َما َع ٍة‪.‬‬

‫واحد لالتباع في الجميع‪ ،‬وأن تكون الخطبة فصيحة جزلة ال مبتذلة ركيكة قريبة للفهم ال‬
‫غريبة وحشية إذ ال ينتفع بها أكثر الناس‪ ،‬ومتوسطة ألن الطويل ّ‬
‫يمل والقصير يخل‪ ،‬وأما خبر‬
‫الص َل َة َوأ ْق ِص ُروا ُ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْط َب َة» فقصرها بالنسبة إلى الصالة وأن ال يلتفت في شيء‬ ‫مسلم‪َ « :‬أطي ُلوا َّ‬
‫مقبل عليهم إلى فراغها‪ ،‬ويسن لهم أن يقبلوا عليه مستمعين له‪ ،‬وأن يكون‬ ‫منها بل يستمر ً‬
‫جلوسه بين الخطبتين بقدر سورة اإلخالص‪ ،‬وأن يقيم بعد فراغه من الخطبة مؤذن ويبادر هو‬
‫ليبلغ المحراب مع فراغه من اإلقامة فيشرع في الصالة‪ ،‬والمعنى في ذلك المبالغة في تحقيق‬
‫مر وجوبه‪ ،‬وأن يقرأ في الركعة األولى بعد الفاتحة‬ ‫الوالء الذي ّ‬
‫جهرا‪ ،‬لالتباع‪ .‬وروى أنه‬‫الجمعة‪ ،‬وفي الثانية المنافقون ً‬
‫‪« ‬كان يقرأ في الجمعة سبح اسم ربك األعلى‪ ،‬وهل‬
‫أتاك حديث الغاشية»‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫الصورة ‪ 2،12‬اإلمام يخطب الخطبة في يوم الجمعة‬

‫ومر أنها صالة مستقلة‬ ‫وهو الشرط السابع (أن تصلى ركعتين) ِ‬
‫باإلجماع‪ّ ،‬‬ ‫(و) الركن‬
‫ظهرا مقصورة‪.‬‬
‫ليست ً‬ ‫الثاني‬

‫وهو الشرط الثامن أن تقع (في جماعة) ولو في الركعة األولى ألنها لم تقع‬ ‫(و) الركن‬
‫النبي ‪ ‬والخلفاء الراشدين إال كذلك‪.‬‬
‫في عصر ّ‬ ‫الثالث‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪188‬‬
‫َو َهيئَاتُها َأر َب ُع ِخ َص ٍ‬
‫ال‪ :‬الغ ُْس ُل ‪.......................................................‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫آداب الجمعة‬
‫ثم شرع في القسم الثالث وهو اآلداب‪ ،‬وتسمى هيئات فقال‪( :‬وهيئاتها) أي الحالة التي تطلب‬
‫لها والمذكورة منها هنا (أربع خصال)‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫الطيب‬ ‫الغسل‬

‫آداب الجمعة‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫أخذ الظفر‬ ‫تنظيف الجسد‬
‫كتاب الصالة‬

‫الرسم البياني ‪ ٢،6‬آداب الجمعة‬


‫األول‬
‫(الغسل) لمن يريد حضورها وإن لم تجب عليه الجمعة لحديث «إِ َذا َجا َء َأ َحدُ كُم ُ‬
‫الج ُم َعة‬
‫َف ْل َي ْغت َِس ْل» وتفارق الجمعة العيد حيث لم يختص بمن يحضر بأن غسله للزينة وإظهار السرور‪،‬‬
‫ب َع َلى‬ ‫الجم َع ِة َو ِ‬
‫اج ٌ‬ ‫وهذا للتنظيف ودفع األذى عن الناس‪ ،‬ومثله يأتي في التزيين وروى‪ُ « :‬غ ْس ُل ُ ُ‬
‫ك ُِّل ُم ْحت َِل ْم» أي متأكد‪ ،‬ووقته من الفجر الصادق وتقريبه من ذهابه إلى الجمعة‬
‫أفضل ألنه أفضى إلى المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة‪ ،‬ولو تعارض‬
‫الغسل والتبكير فمراعاة الغسل أولى‪ ،‬فإن عجز عن الماء كأن توضأ ثم‬
‫جريحا غير أعضاء الوضوء تيمم بنية الغسل بأن ينوي التيمم‬‫ً‬ ‫عدمه أو كان‬
‫إحرازا للفضيلة كسائر األغسال‪.‬‬
‫ً‬ ‫عن غسل الجمعة‬

‫‪189‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ِ‬ ‫َو َتنْظِ ُ‬
‫الج َسد‪َ ،‬و َأ ْخ ُذ ال ُّظ ْف ِر‪َ ،‬وال ِّط ُ‬
‫يب ‪...........................................‬‬ ‫يف َ‬

‫(و) الثاني‬
‫(تنظيف الجسد) من الروائح الكريهة‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬من‬
‫قل همه‪ ،‬ومن طاب ريحه زاد عقله‪ .‬ويسن السواك‪،‬‬ ‫نظف ثوبه ّ‬
‫وهذه األمور ال تختص بالجمعة بل تسن لكل حاضر بمجمع‬
‫نص عليه لكنها في الجمعة أشد استحبا ًبا‪.‬‬
‫كما ّ‬

‫(و) الثالث‬
‫(أخذ الظفر) إن طال والشعر كذلك فينتف إبطه ويقص‬
‫شاربه ويحلق عانته‪.‬‬

‫(و) رابعها‬

‫كتاب الصالة‬
‫(الطيب) أي استعماله والتزين بأحسن ثيابه لحديث‪َ « :‬م ْن ا ْغت ََس َل‬
‫َان ِعنْد ُه ُث َّم‬
‫يب إِ َذا ك َ‬ ‫الج ُم َع ِة َو َلبِ َس ِم ْن َأ ْح َس ِن ثِ َيابِ ِه َو َم َّس ِم ْن طِ ٍ‬ ‫َي ْو َم ُ‬
‫ب َل ُه ُث َّم َأن َْص َت‬ ‫ِ‬ ‫َخ َّط َأ ْعن َ‬
‫َّاس ُث َّم َص َّلى َما كُت َ‬ ‫َاق الن ِ‬ ‫الج ُم َعة َو َل ْم َيت َ‬‫َأتَى ُ‬
‫الج ُم َع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫إِ َذا َخ َر َج إِ َما ُم ُه َحتَّى َي ْف َر َغ م ْن َص َلته كَا َن َك َّف َار ًة ل َما َب ْين ََها و َب ْي َن ُ‬
‫اض‬ ‫التي َق ْب َل َها» وأفضل ثيابه البيض لخبر‪« :‬البِ ُسوا ِم ْن ثِ َيابِكُم ال َب َي َ‬
‫َفإِن ََّها َخ ْي ُر ثِ َيابِكُم‪َ ،‬و َك ِّفنُوا فِ َيها َم ْوتَاك ُْم»‪ ،‬ويسن لإلمام أن يزيد في‬
‫حسن الهيئة واالرتداء لالتباع ألنه منظور إليه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪190‬‬
‫ال الخُ ْط َب ِة‪.‬‬
‫ات فِي َح ِ‬
‫نص ُ‬ ‫با ِ‬
‫إل َ‬ ‫َو ُي ْست ََح ُّ‬

‫حكم تخطى رقاب الناس وما يستثنى منها‬


‫(ويستحب) لكل سامع للخطبة (اإلنصات) إلى اإلمام (في حال) قراءة (الخطبة) األولى‬
‫مر دليل ذلك ويكره كما نص عليه في األم أن يتخطى رقاب الناس‪ ،‬ألنه ‪ ‬رأى‬ ‫والثانية وقد ّ‬
‫آنيت» أي تأخرت‪ .‬ويستثنى من ذلك‬
‫آذيت َو َ‬
‫َ‬ ‫لس َف َقدْ‬
‫«اج ْ‬ ‫ً‬
‫رجل يتخطى رقاب الناس فقال له‪ْ :‬‬
‫صور منها‪ :‬اإلمام إذا لم يبلغ المنبر أو المحراب إال بالتخطى فال يكره له الضطراره إليه‪ ،‬ومنها‬
‫ما إذا وجد في الصفوف التي بين يديه فرجة لم يبلغها إال بتخطي رجل أو رجلين فال يكره له‬
‫ذلك وإن وجد غيرها لتقصير القوم بإخالء فرجة‪ ،‬لكن يسن إذا وجد غيرها أن ال يتخطى‪.‬‬

‫الج ُم َع ِة َأ َضا َء‬


‫ف في َي ْو ِم ُ‬ ‫ ويسن أن يقرأ الكهف في يومها وليلتها لقوله ‪َ « :‬م ْن َق َر َأ الك َْه َ‬
‫الج ُم َع ِة َأ َضا َء َل ُه ِم َن الن ِ‬
‫ُّور َما َب ْينَ ُه‬ ‫َين» روى البيهقي‪َ « :‬م ْن َق َر َأ َها َل ْي َل َة ُ‬ ‫الج ْم َعت ِ‬ ‫َل ُه ِم َن الن ِ‬
‫ُّور َما َب ْي َن ُ‬
‫ت ال َعتِ ِيق» ويكثر من الدعاء يومها وليلتها‪ ،‬أما يومها فرجاء أن يصادف ساعة اإلجابة‪.‬‬ ‫وبين البي ِ‬
‫َ َْ َ َْ‬
‫النبي ‪ ‬وسلم قال‪:‬‬ ‫قال في الروضة‪ :‬والصحيح في ساعة اإلجابة ما ثبت في صحيح مسلم أن ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«ه َى َما َب ْي َن َأ ْن َي ْج ِل َس ِ‬
‫الص َلةُ»‪.‬‬ ‫اإل َما ُم إِ َلى َأ ْن َتنْ َقضي َّ‬
‫كتاب الصالة‬

‫‪191‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ب َص َّلى َر ْك َع َت ْي ِن َخفي َف َت ْي ِن ُث َّم َي ْجلِ ُس‪.‬‬ ‫َو َمن َد َخ َل َوا ِ‬
‫إل َما ُم َيخْ ُط ُ‬

‫ ويسن كثرة الصدقة وفعل الخير في يومها وليلتها‪ ،‬ويكثر من الصالة على رسول اﷲ ‪‬‬
‫الص َل ِة فِ ِيه َفإِ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الج ُم َعة َف َأكْث ُروا َع َل َّي م َن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫في يومها وليلتها لخبر‪« :‬إِ َّن م ْن َأ ْف َض ِل َأ َّيامكُم َي ْو ُم ُ‬
‫الج ُم َع ِة َف َم ْن َص َّلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َلة َل ْي َل َة ُ‬
‫الج ُم َعة َو َي ْو َم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وض ٌة َع َل ّي»‪ .‬وخبر‪َ « :‬أكْث ُروا َع َل ّي م َن َّ‬ ‫َص َل َتك ُْم َم ْع ُر َ‬
‫النبي ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن َص َّلي َع َل َّي َي ْو َم‬ ‫ِ‬
‫َع َل ّي َص َل ًة َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْيه َب َها َع ْش ًرا» وعن أبي هريرة ‪ ،‬أن ّ‬
‫ُوب َث َمانِي َن َسنَ ًة»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الج ُم َعة َث َماني َن َم َّر ًة َغ َف َر اﷲ َل ُه ُذن َ‬
‫ُ‬
‫ ويحرم على من تلزمه الجمعة التشاغل بالبيع وغيره بعد الشروع في األذان بين يدي الخطيب‬
‫حال جلوسه على المنبر لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )١‬فورد النص في البيع وقيس عليه غيره‪ ،‬فإن باع صح بيعه ألن النهي‬
‫لمعنى خارج عن العقد‪ .‬ويكره قبل األذان المذكور بعد الزوال لدخول وقت الوجوب‪.‬‬

‫ (ومن دخل) لصالة الجمعة (واإلمام يخطب) األولى أو الثانية أو هو جالس بينهما (صلى‬
‫والنبي ‪ ‬يخطب‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ركعتين خفيفتين ثم يجلس) لخبر مسلم‪ :‬جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة‬
‫َجو ْز فِ ِيه َما» ثم قال‪« :‬إِ َذا َجا َء َأ َحدُ ك ُْم َي ْو َم‬
‫فجلس فقال له‪َ « :‬يا ُس َل ْي ُك ُق ْم َف ْارك َْع َر ْك َع َت ْي ِن َوت َّ‬

‫كتاب الصالة‬
‫ب َف ْل َي ْرك َْع َر ْك َع َت ْي ِن َو ْل َيت ََج َّو ْز فِ ِيه َما» أما الداخل في آخر الخطبة فإن غلب‬ ‫الج ْم َع ِة َو ِ‬
‫اإل َما ُم َي ْخ ُط ُ‬ ‫ُ‬
‫على ظنه أنه إن صالهما فاتته تكبيرة اإلحرام مع اإلمام لم يصلهما بل يقف حتى‬
‫جالسا في المسجد قبل التحية‪ ،‬والمراد‬ ‫ً‬ ‫تقام الصالة‪ ،‬وال يقعد لئال يكون‬
‫بالتخفيف فيما ذكر االقتصار على الواجبات ال اإلسراع‪ .‬وال تباح‬
‫لغير الخطيب من الحاضرين نافلة بعد صعوده المنبر وجلوسه وإن‬
‫لم يسمع الخطبة إلعراضه عنه بالكلية‪ ،‬ونقل فيه الماوردي اإلجماع‪،‬‬
‫والفرق بين الكالم حيث ال بأس به‪ .‬وإن صعد الخطيب المنبر ما لم‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‪ ،‬أن قطع الكالم هين‬ ‫يبتدىء الخطبة وبين الصالة حيث تحرم‬
‫متى ابتدأ الخطيب الخطبة بخالف الصالة فإنه قد يفوته بها سماع ّأول‬
‫الخطبة‪ ،‬وإذا حرمت لم تنعقد ألن الوقت ليس لها‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة الجمعة‪ .‬اآلية‪.٩ :‬‬


‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪192‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫ما تدرك به صالة الجمعة‬


‫من أدرك مع إمام الجمعة ركعة لم تفته الجمعة فيصلي بعد زوال قدوته بمفارقته أو سالمه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج ُم َعة َر ْك َع ًة َف َقدْ َأ ْد َر َك َّ‬
‫الص َلةَ»‪ ،‬فإن‬ ‫ركعة‪ .‬ويسن أن يجهر فيها قال ‪َ « :‬م ْن َأ ْد َر َك م ْن َص َلة ُ‬
‫ظهرا‪ ،‬وينوي وجو ًبا في‬ ‫أدرك دون الركعة فاتته الجمعة‪ ،‬لمفهوم الخبر فيتم بعد سالم إمامه ً‬
‫اقتدائه جمعة موافقة لإلمام‪ ،‬وألن اليأس لم يحصل منها إال بالسالم‪ .‬وإذا بطلت صالة إمام‬
‫مقتد به قبل بطالنها جاز ألن الصالة بإمامين بالتعاقب جائزة‬ ‫جمعة أو غيرها فخلفه عن قرب ٍ‬
‫النبي ‪ ‬في مرضه‪.‬‬
‫كما في قصة أبي بكر مع ّ‬

‫صالة الجمعة‬
‫حكم‪ :‬فرض عين على كل مسلم ذكر‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫فرائض صالة الجمعة‬ ‫شرائط صحة صالة الجمعة‬ ‫شرائط وجوب صالة الجمعة‬
‫ •خطبتان‬ ‫مصرا‬
‫ •أن تكون البلد ً‬ ‫ •اإلسالم‬
‫ •في جماعة‬ ‫أو قري ًة‬ ‫ ‬ ‫ •البلوغ‬
‫ •أن تصلى ركعتين‬ ‫ •أن يكون العدد أربعين‬ ‫ •العقل‬
‫ •الوقت ٍ‬
‫باق‬ ‫ •الذكر‬
‫ •وجود العدد كامال‬ ‫ •الصحة‬
‫ •أن ال يسبقها وال‬ ‫ •االستيطان‬
‫يقارنها جمعة‬

‫***‬

‫‪193‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫أسئلة صالة الجمعة‬

‫س ‪ :١‬ما شروط وجوب صالة الجمعة؟ وما شروط صحة فعلها؟ وما أركان‬
‫الخطبتين؟ وما شروطهما؟ وما هيئات الجمعة؟ وبم تدرك صالة الجمعة؟‬

‫س ‪ :٢‬بين الحكم فيما يأتي مع التعليل‪:‬‬

‫توافرت فيه شروط وجوب الجمعة ثم سافر قبل الزوال‪.‬‬ ‫ ‌أ‬


‫ ب نقصوا أثناء الخطبة عن أربعين ثم عادوا بعد فصل طويل‪.‬‬
‫صوت‬
‫ُ‬ ‫ ج انقطعت الكهرباء أثناء الخطبتين وسكت مكبر الصوت ولم ُي ْس ِمع‬
‫الخطيب أركان الخطبتين لألربعين‪.‬‬

‫***‬

‫كتاب الصالة‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪194‬‬
‫فصل في صالة العيدين‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َص َل ُة ا ْل ِعيدَ ْي ِن ُسنَّ ٌة ُم َؤكَّدَ ةٌ‪َ ،‬و ِه َي َر ْك َعت ِ‬
‫َان ُيكَـ ِّب ُـر فـي األُو َلى َس ْب ًعا س َوى َت ْكبِ َيرة ْ‬
‫اإلح َرامِ‪.. ،‬‬

‫فصل في صالة العيدين‬


‫والعيد مشتق من العود لتكرره كل عام‪ ،‬وقيل‪ :‬لكثرة عوائد اﷲ تعالى فيه على عباده‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫لعود السرور بعوده وجمعه أعياد‪.‬‬
‫(‪)١‬‬
‫ واألصل في صالته قبل اإلجماع مع األخبار اآلتية قوله تعالى‪:‬‬
‫النبي ‪ ‬عيد الفطر في السنة الثانية من‬ ‫ّ‬ ‫أراد به صالة األضحى والذبح‪ .‬وأول عيد صاله‬
‫الهجرة فهي سنة كما قال‪( .‬وصالة العيدين سنة) لقوله ‪ ‬للسائل عن الصالة‪َ :‬‬
‫«خ ْم ُس‬
‫«ل إِ َّل َأ ْن َت َط َّو َع» (مؤكدة)‬
‫علي غيرها؟ قال‪َ :‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ﷲ َع َلى ع َباده»‪ ،‬قال له هل ّ‬‫َص َل َوات َك َت َب ُه َّن ا ُ‬
‫لمواظبته ‪ ‬عليها‪ .‬وتشرع جماعة وهي أفضل في حق غير الحاج بمنى‪ ،‬أما هو فال تسن له‬
‫أيضا للمنفرد والمرأة والمسافر‪ ،‬فال تتوقف على‬ ‫صالتها جماعة وتسن له منفر ًدا‪ ،‬وتشرع ً‬
‫شروط الجمعة‪ ،‬ووقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها يوم العيد‪ ،‬ويسن تأخيرها لترتفع‬
‫كتاب الصالة‬

‫الشمس كرمح‪ ،‬لالتباع (وهي ركعتان) باإلجماع وحكمها في األركان والشروط والسنن‬
‫كسائر الصلوات‪ ،‬يحرم بها بنية صالة عيد الفطر أو األضحى هذا أقلها‪ ،‬وبيان أكملها‬
‫مذكور في قوله‪:‬‬
‫ (يكبر في) الركعة (األولى سب ًعا سوى تكبيرة اإلحرام) بعد دعاء االفتتاح وقبل التعوذ‬
‫ِ‬
‫القراءة‪ ،‬وفي‬ ‫قبل‬ ‫«كبر في الع ْي ِ‬
‫دين في األولى سب ًعا َ‬ ‫لما رواه الترمذي وحسنه أنه ‪:‬‬
‫َ‬
‫القراءة» وعلم من عبارة المصنف أن تكبيرة اإلحرام ليست من السبع‪،‬‬‫ِ‬ ‫خمسا َ‬
‫قبل‬ ‫ِ‬
‫الثانية‬
‫ً‬
‫يقف ند ًبا بين كل اثنتين منها كآية معتدلة يهلل ويكبر ويمجد ويحسن في ذلك أن يقول‪:‬‬
‫سبحان اﷲ والحمد ﷲ وال إله إال اﷲ واﷲ أكبر‪ ،‬ألنه الئق بالحال وهي الباقيات الصالحات‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة الكوثر‪ .‬اآلية‪.٢ :‬‬


‫‪195‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ب َب ْعدَ َهما ُخ ْط َب َت ْي ِن‪ُ ،‬ي َك ِّب ُر فِي األُو َلى تِ ْس ًعا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوفي ال َّثان َية َخ ْم ًسا س َوى َت ْكبِ َيرة الق َيامِ‪َ ،‬و َيخْ ُط ُ‬
‫َوفِي ال َّثانِ َي ِة َس ْب ًعا‪................................................................... ،‬‬

‫يتعوذ بعد التكبيرة األخيرة ويقرأ الفاتحة كغيرها من الصلوات (و) يكبر (في) الركعة‬
‫ ثم ّ‬
‫التعوذ والقراءة‬
‫ّ‬ ‫(خمسا سوى تكبيرة القيام) بالصفة السابقة قبل‬
‫ً‬ ‫(الثانية) بعد تكبيرة القيام‬
‫للخبر المتقدم‪ ،‬ويجهر ويرفع يديه ند ًبا في الجميع كغيرها من تكبير الصلوات‪ .‬ويسن أن‬
‫شك في‬‫يضع يمناه على يسراه تحت صدره بين كل تكبيرتين كما في تكبيرة اإلحرام‪ ،‬ولو ّ‬
‫عدد التكبيرات أخذ باألقل كما في عدد الركعات‪.‬‬
‫بعضا فال يسجد‬ ‫فرضا وال ً‬‫كالتعوذ ودعاء االفتتاح فلسن ً‬
‫ّ‬ ‫ وهذه التكبيرات من الهيئات‬
‫مكروها‪ ،‬ويكبر في قضاء صالة العيد مطل ًقا ألنه‬
‫ً‬ ‫لتركه ّن وإن كان الترك لكلهن أو بعضه ّن‬
‫مر ولو نسي التكبيرات وشرع في القراءة ولو لم يتم الفاتحة لم يتداركها‪ ،‬ولو‬
‫من هيئاتها كما ّ‬
‫التعوذ‬
‫ّ‬ ‫تعوذ قبل االفتتاح ال يأتي به ألنه بعد‬
‫التعوذ ولم يقرأ كبر بخالف ما لو ّ‬
‫ّ‬ ‫تذكرها بعد‬
‫مستفتحا‪ ،‬ويندب أن يقرأ بعد الفاتحة في الركعة األولى «ق»‪ ،‬وفي الثانية «اقتربت‬
‫ً‬ ‫ال يكون‬
‫جهرا لالتباع‪( .‬ويخطب‬‫الساعة» أو «سبح اسم ربك األعلى» في األولى‪ ،‬والغاشية في الثانية ً‬
‫بعدهما) أي الركعتين (خطبتين) لجماعة ال لمنفرد كخطبتي الجمعة في أركان وسنن‪ ،‬ويسن‬

‫كتاب الصالة‬
‫أن يعلمهم في عيد الفطر الفطرة‪ ،‬وفي عيد األضحى األضحية‪.‬‬

‫ (ويكبر) ند ًبا (في) افتتاح الخطبة (األولى تس ًعا) (و) يكبر (في) افتتاح (الثانية سب ًعا) والء‬
‫تشبيها للخطبتين بصالة العيد‪ ،‬فإن الركعة األولى تشتمل على تسع تكبيرات‬ ‫ً‬ ‫إفرا ًدا في الجميع‬
‫فإن فيها سبع تكبيرات وتكبيرة اإلحرام وتكبيرة الركوع‪ ،‬والركعة الثانية على سبع تكبيرات فإن‬
‫فيها خمس تكبيرات وتكبيرة القيام وتكبيرة الركوع والوالء سنة في التكبيرات وكذا اإلفراد‪ ،‬فلو‬
‫تخلل ذكر بين كل تكبيرتين أو قرن بين كل تكبيرتين جاز‪ .‬والتكبيرات المذكورات ليست من‬
‫نص عليه الشافعي‪.‬‬
‫الخطبة بل مقدمة لها كما ّ‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪196‬‬
‫الص َل ِة‪............. ،‬‬ ‫يد إِ َلى َأن يدْ ُخ َل ا ِ ِ‬
‫إل َما ُم في َّ‬ ‫َ‬
‫الع ِ‬
‫س ِمن َلي َل ِة ِ‬
‫الش ْم ِ ْ ْ‬ ‫َو ُي َك ِّب ُر ِم ْن ُغ ُر ِ‬
‫وب َّ‬

‫ وس ّن غسل للعيدين وإن لم يرد الحضور ألنه يوم زينة ويدخل وقته بنصف الليل‬
‫وتبكير بعد الصبح لغير إمام‪ ،‬وأن يحضر اإلمام وقت الصالة ويعجل الحضور في أضحى‬
‫قليل‪ ،‬وحكمته اتساع وقت التضحية‪ ،‬ووقت صدقة الفطر قبل الصالة‪،‬‬ ‫ويؤخره في فطر ً‬
‫وفعلها بمسجد أفضل لشرفه إال لعذر كضيقه‪ ،‬وإذا خرج لغير المسجد استخلف ند ًبا من‬
‫يصلي ويخطب فيه‪ ،‬وأن يذهب للصالة في طريق طويل ماش ًيا بسكينة‪ ،‬ويرجع في آخر‬
‫قصير كجمعة‪ ،‬وأن يأكل قبلها في عيد فطر‪ ،‬واألولى أن يكون على تمر وأن يكون ً‬
‫وترا‪،‬‬
‫ويمسك عن األكل في عيد األضحى‪ ،‬وال يكره نفل قبلها بعد ارتفاع الشمس لغير إمام‪،‬‬
‫أما بعدها فإن لم يسمع الخطبة فكذلك وإال كره ألنه بذلك معرض عن الخطيب بالكلية‪،‬‬
‫وأما اإلمام فيكره له التنفل قبلها وبعدها‪.‬‬
‫في الركعة األولى تشتمل على ‪ ٧‬تكبيرات‪.‬‬
‫ركعتان‬
‫في الركعة الثانية تشتمل على ‪ ٥‬تكبيرات‪.‬‬
‫صالة العيدين‬
‫في افتتاح الخطبة األولى ‪ ٩‬تكبيرات‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫خطبتان‬
‫في افتتاح الخطبة الثانية ‪ ٧‬تكبيرات‪.‬‬

‫الرسم البياني ‪ ٢،٧‬صالة العيدين‬

‫وقت التكبير في العيدين‬


‫(ويكبر) ند ًبا كل أحد غير حاج (من غروب الشمس من ليلة العيد) أي عيد الفط‍ر‬
‫األول قوله تعالى‪:‬‬
‫واألضحى برفع صوت في المنازل واألسواق وغيرهما‪ .‬ودليله في ّ‬
‫(‪ )٢‬أي عند إكمالها‪ ،‬وفي‬ ‫(‪ )١‬أي عدّ ة صوم رمضان‬
‫األول‪ ،‬وفي رفع الصوت إظهار شعار العيد‪ .‬ويستمر التكبير (إلى أن يدخل‬
‫الثاني القياس على ّ‬
‫اإلمام في الصالة)‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.١٨٥ :‬‬


‫‪197‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬ ‫(‪ )٢‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.١٨٥ :‬‬
‫ات ِمن صبحِ يو ِم عر َف َة إِ َلى ا ْلعص ِر ِمن ِ‬
‫آخ ِر‬ ‫وض ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوفِي ْالَ ْض َحى َخ ْل َ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ ْ َْ ََ‬ ‫الص َلوات َ‬
‫الم ْف ُر َ‬ ‫ف َّ‬
‫َأ َّيا ِم الت َّْش ِر ِ‬
‫يق‪.‬‬

‫أي صالة العيد إذ الكالم مباح إليه‪ ،‬فالتكبير أولى ما يشتغل به ألنه ذكر اﷲ تعالى وشعار اليوم‪.‬‬ ‫ ‬
‫فإن صلى منفر ًدا فالعبرة بإحرامه (و) يكبر (في) عيد (األضحى خلف الصلوات المفروضة) والنوافل‬
‫ولو فائتة وصالة جنازة (من) بعد صالة (صبح يوم عرفة إلى) بعد صالة (العصر من آخر أيام التشريق)‬
‫الثالث لالتباع‪ ،‬وأما الحاج فيكبر عقب كل صالة من ظهر يوم النحر ألنها أول صالته بعد انتهاء وقت‬
‫التلبية إلى عقب صبح آخر أيام التشريق ألنها آخر صالته بمنى‪ ،‬وقبل ذلك ال يكبر بل يلبي ألن التلبية‬
‫شعاره‪ ،‬وخرج بما ذكر الصلوات في عيد الفطر فال يسن التكبير عقبها لعدم وروده‪ ،‬والتكبير عقب‬
‫ً‬
‫ومرسل‪.‬‬ ‫الصلوات يسمى مقيدً ا وما قبله مطل ًقا‬

‫وصيغته المحبوبة‪:‬‬
‫اﷲ أكبر اﷲ أكبر اﷲ أكبر‬
‫ال إله إال اﷲ واﷲ أكبر‪،‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫اﷲ أكبر وﷲ الحمد‪،‬‬

‫واستحسن في األم أن يزيد بعد التكبيرة الثالثة‪:‬‬


‫كثيرا‬
‫كبيرا والحمد ﷲ ً‬‫اﷲ أكبر ً‬
‫ً‬
‫وأصيل‪،‬‬ ‫وسبحان اﷲ بكرة‬
‫ال إله إال اﷲ وال نعبد إياه مخلصين له الدين‬
‫ولو كره الكافرون‪،‬‬
‫ال إله إال اﷲ وحده صدق وعده‬
‫ونصر عبده وأعز جنده وهزم األحزاب وحده‪،‬‬
‫ال إله إال اﷲ واﷲ أكبر‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪198‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫التهنئة في العيد‬
‫تتمة‪ :‬قال القمولي(‪ :)١‬لم أر ألحد من أصحابنا كال ًما في التهنئة بالعيد واألعوام واألشهر كما يفعله‬
‫الناس‪ ،‬لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا‬
‫مختلفين فيه‪ ،‬والذي أراه أنه مباح ال سنة فيه وال بدعة‪ .‬وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطالعه على‬
‫ذلك بأنها مشروعة‪ ،‬واحتج له بأن البيهقي عقد لذلك با ًبا فقال‪ :‬باب ما روى في قول الناس بعضهم‬
‫لبعض في العيد‪ :‬تقبل اﷲ منا ومنك‪ .‬وساق ما ذكر من أخبار وآثار ضعيفة لكن مجموعها يحتج به‬
‫في مثل ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويحتج لعموم التهنئة بما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود‬
‫الشكر والتعزية‪ ،‬وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه‬
‫النبي ‪ ‬قام إليه طلحة بن عبيد اﷲ فهنأه‪.‬‬
‫لما بشر بقبول توبته ومضى إلى ّ‬
‫ويندب إحياء ليلة العيد بالعبادة‪ ،‬ويحصل ذلك بإحياء معظم الليل‪.‬‬ ‫ ‬
‫***‬
‫كتاب الصالة‬

‫(‪ ) ١‬نجم الدين القمولي الفقيه الشافعي من كبار العلماء في القرن السابع الهجري ولد سنة ‪ ٦٥٣‬هـ‬
‫في قمولة وهي تابعة لقوص بأسيوط وتوفي سنة ‪ ٧٢٧‬هـ‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪199‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫أسئلة صالة العيدين‬

‫س ‪ :١‬ما حكم صالة العيدين؟ وما دليله؟ وما وقتها؟ وما عدد ركعاتها؟ وما‬
‫حكم التهنئة بالعيد؟‬

‫س ‪ :٢‬د ِّلل لما يأتي‪:‬‬


‫خمسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫التكبير في الركعة األولى سب ًعا وفي الثانية‬ ‫ ‌أ‬
‫يندب أن يقرأ في الركعة األولى سورة (ق) أو (األعلى) وفي الثانية‬ ‫ ب‬
‫(القمر) أو (الغاشية)‪.‬‬

‫س ‪ :3‬اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين‪:‬‬

‫صالة العيد‬ ‫ ‌أ‬


‫(ال تتوقف على شروط الجمعة ‪ -‬تتوقف على شروط الجمعة ‪ -‬ليس‬ ‫ ‬

‫كتاب الصالة‬
‫لها شروط)‪.‬‬
‫خطبتا العيد كخطبتي الجمعة‬ ‫ ب‬
‫(في األركان والسنن ‪ -‬في الشروط والسنن ‪ -‬في األركان والشروط)‪.‬‬ ‫ ‬

‫***‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪200‬‬
‫فصل في صالة الجنازة‬

‫أشياء‪ :‬غسل ُه ‪...............................................‬‬ ‫ِ‬


‫الميت أربع ُة‬ ‫ويلز ُم في‬
‫َ‬

‫فصل في صالة الجنازة‬


‫بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان اسم للميت في النعش‪ ،‬فإن لم يكن عليه الميت فهو‬
‫سرير ونعش‪ ،‬وهو من جنزه يجنزه إذا ستره‪.‬‬

‫ ولما اشتمل هذا الفصل على الصالة ذكره المصنف هنا دون الفرائض(‪ )١‬فقال‪( :‬ويلزم في‬
‫الميت) المسلم غير الشهيد (أربعة أشياء) على جهة فرض الكفاية‪:‬‬

‫األول‪( :‬غسله)‬
‫إذا تيقن موته بظهور شيء من أماراته كاسترخاء قدم وميل أنف وانخساف صدغ‪ ،‬فإن شك في‬
‫أخر وجو ًبا ليقين‪ .‬وأقل الغسل تعميم بدنه بالماء مرة ألن ذلك هو الفرض كما في الغسل‬
‫‪ 1‬موته ّ‬
‫من الجنابة في حق الحي‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫فال يشترط تقدم إزالة النجاسة عنه‪ ،‬وال تجب نية الغاسل ألن القصد بغسل الميت النظافة‬
‫‪2‬‬
‫وهي ال تتوقف على نية‪.‬‬

‫والولي‪ ،‬وفي قميص بال أو رقيق‬


‫ّ‬ ‫وأكمله أن يغسله في خلوة ال يدخلها إال الغاسل ومن يعينه‬
‫‪ 3‬ألنه أستر له‪ ،‬وعلى مرتفع كلوح لئال يصيبه الرشاش بماء بارد ألنه يشد البدن إال لحاجة إلى‬
‫المسخن كوسخ وبرد‪.‬‬

‫وأن يجلسه الغاسل على المرتفع برفق ً‬


‫مائل إلى ورائه‪ ،‬ويضع يمينه على كتفه وإبهامه في نقرة‬
‫‪4‬‬
‫قفاه لئال تميل رأسه‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬أي لم يذكره في فروض الكفاية مع أن ما فيه من غسل وصالة وغيرهما من فروض الكفاية وإنما‬
‫ذكره هنا في كتاب الصالة الشتمال هذه الفروض على الصالة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪201‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫ويمر يساره على بطنه بمبالغة ليخرج ما فيه من الفضالت‪ ،‬ثم‬


‫ّ‬ ‫ويسند ظهره بركبته اليمنى‬
‫‪ 5‬يضجعه لقفاه ويغسل بخرقة ملفوفة على يساره سوأتيه‪ ،‬ثم يلقيها ويلف خرقة أخرى على‬
‫اليد وينظف أسنانه ومنخريه‪.‬‬

‫ثم يوضئه كالحي‪ ،‬ثم يغسل رأسه فلحيته بنحو سدر‪ ،‬ويسرح شعرهما إن تلبد بمشط واسع‬
‫‪ 6‬األسنان برفق‪ ،‬وير ّد المنتف من شعرهما إليه‪.‬‬

‫ثم يغسل شقه األيمن ثم األيسر‪ ،‬ثم ّ‬


‫يحرفه إلى شقه األيسر فيغسل شقه األيمن مما يلي قفاه‪،‬‬
‫‪ 7‬ثم يحرفه إلى شقه األيمن فيغسل شقه األيسر كذلك مستعينًا في ذلك كله بنحو سدر‪.‬‬

‫ثم يزيله بماء من فرقه(‪ )١‬إلى قدميه‪ ،‬ثم يعمه كذلك بماء قراح فيه قليل كافور كما سيأتي بحيث‬
‫‪8‬‬
‫ال يغير الماء‪.‬‬

‫ فهذه األغسال المذكورة غسلة‪ ،‬وتسن ثانية وثالثة كذلك‪ ،‬ولو خرج بعد الغسل نجس‬
‫وجب إزالته عنه‪ .‬ويندب أن ال ينظر الغاسل من غير عورته إال قدر الحاجة‪ ،‬وأما عورته فيحرم‬

‫كتاب الصالة‬
‫خيرا س ّن ذكره أو ضده‬
‫النظر إليها‪ ،‬وأن يغطي وجهه بخرقة وأن يكون الغاسل أمينًا‪ ،‬فإن رأى ً‬
‫حرم ذكره‪ ،‬إال لمصلحة كبدعة ظاهرة ومن تعذر غسله يمم كما في غسل الجنابة‪.‬‬
‫ وال يكره لنحو جنب غسله‪ ،‬والرجل أولى بالرجل والمرأة أولى بالمرأة‪ ،‬وله غسل حليلته‬
‫من زوجة غير رجعية ولو نكح غيرها‪ ،‬ولزوجة غسل زوجها‪ ،‬فإن‬
‫لم يحضر إال أجنبي في الميتة المرأة وإال أجنبية في الرجل يمم‬
‫الميت‪ .‬نعم الصغير الذي لم يبلغ حد الشهوة يغسله الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬ويغسل من فوق ثوب‪ ،‬ويحتاط الغاسل في غض‬
‫البصر والمس‪ ،‬ولنحو أهل الميت كأصدقائه تقبيل وجهه‪،‬‬
‫وال بأس باإلعالم بموته‪ ،‬بخالف نعي الجاهلية وهو النداء‬
‫بموت الشخص وذكر مآثره ومفاخره‪.‬‬

‫الصورة ‪ 2،13‬غسل الميت‬ ‫(‪ )١‬فرقه‪ :‬رأسه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪202‬‬
‫وتكفينه‪ ،‬والصال ُة ِ‬
‫عليه‪............................................................ ،‬‬ ‫ُ‬

‫(و) الثاني‪( :‬تكفينه)‬


‫بعد غسله بما له لبسه ح ًيا من حرير وغيره‪ ،‬وكره مغاالة فيه‪ ،‬وأقل الكفن ثوب واحد‪.‬‬
‫ ويكون ساب ًغا‪ ،‬أي فال يكفي ستر العورة ألن الزائد عليها حق للميت‪ ،‬وأما األفضل للرجل‬
‫يذر على كل وعلى الميت‬
‫والمرأة فسيأتي‪ ،‬وأن يبسط أحسن اللفائف وأوسعها والباقي فوقها‪ ،‬وأن ّ‬
‫حنوط(‪ ،)1‬وأن يوضع الميت فوقها مستلق ًيا‪ ،‬وأن تشد ألياه بخرقة‪ ،‬وأن يجعل على منافذه نحو قطن‬
‫عليه حنوط وتلف عليه اللفائف‪ ،‬وتشد اللفائف بشداد خوف االنتشار عند الحمل إال أن يكون‬
‫محر ًما ويحل الشداد في القبر‪.‬‬
‫ ومحل تجهيز الميت تركته إال زوجة‬
‫غني عليه نفقتهما‬
‫وخادمها فتجهيزهما على زوج ّ‬
‫فإن لم يكن للميت تركة فتجهيزه على من عليه‬
‫نفقته ح ًيا‪ ،‬فإن لم يكن للميت من تلزمه نفقته‬
‫فتجهيزه على بيت المال‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫(و) الثالث‪( :‬الصالة عليه)‬


‫وهي من خصائص هذه األمة كما قاله الفاكهاني في شرح الرسالة‪ .‬قال‪ :‬وكذا اإليصاء بالثلث‪.‬‬
‫النبي‬
‫ وشرط لصحتها شروط غيرها من الصلوات‪ ،‬وتقدم طهر الميت ألنه المنقول عن ّ‬
‫‪ ،‬فلوتعذر كأن وقع في حفرة وتعذر إخراجه وطهره‬
‫لم ّ‬
‫يصل عليه‪ .‬وتكره الصالة عليه قبل تكفينه لما فيه من‬
‫االزدراء بالميت‪ ،‬وال يشترط فيها الجماعة‪ ،‬كالمكتوبة‬
‫بل تسن لخبر مسلم‪َ « :‬ما ِم ْن َر ُج ٍل ُم ْس ِل ٍم َي ُم ُ‬
‫وت َي ُقو ُم‬
‫ون َر ُج ًل َل ُي ْش ِرك َ‬
‫ُون بِاﷲِ َش ْي ًئا‬ ‫َع َلى َجن ََازتِ ِه َأ ْر َب ُع َ‬
‫إِ َّل َش َّف َع ُه ْم اﷲُ فِ ِيه»‬

‫الصورة ‪ 2،15‬الصالة على الميت‬


‫(‪ )1‬حنوط‪ :‬ما يخلط من الطيب ألكفان الموتى وأجسامهم خاصة‪.‬‬
‫‪203‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ودفن ُه‪..............................................................................‬‬

‫مميزا لحصول المقصود به(‪ ،)1‬ويجب تقديمها على‬


‫ويكفي في إسقاط فرضها ذكر ولو صب ًيا ً‬
‫الدفن‪ ،‬وتصح على قبر غير نبي لالتباع رواه الشيخان‪ ،‬وتصح على غائب عن البلد ولو دون‬
‫مسافة القصر‪.‬‬
‫واألولى بإمامة صالة الميت‪ :‬أب وإن أوصى بها لغيره‪ ،‬فأبوه وإن عال‪ ،‬فابن فابنه وإن‬ ‫ ‬
‫سفل‪ ،‬فباقي العصبة بترتيب اإلرث‪ ،‬فذو رحم ويقدم عدل على أقرب منه ولو أفقه وأس ّن ألنها‬
‫والية فال حق فيها للزوج وال للمرأة‪ ،‬ويندب أن يقف غير المأموم من إمام ومنفرد عند رأس‬
‫ذكر وعجيزة أنثى لالتباع‪ ،‬وتجوز على جنائز صالة واحدة برضا أوليائها ألن الغرض منها‬
‫الدعاء‪ ،‬ويقدم إلى اإلمام األسبق من الذكور أو اإلناث وإن كان المتأخر أفضل‪ ،‬فلو سبقت أنثى‬
‫ثم حضر رجل أو صبي أخرت عنه‪ ،‬ولو وجد جزء ميت مسلم غير شهيد صلى عليه بعد غسله‬
‫وستره بخرقة ودفن كالميت الحاضر‪ ،‬وإنما يصلى على الجزء بقصد الجملة ألنها في الحقيقة‬
‫صالة على غائب‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫(و) الرابع‪( :‬دفنه) في قبر‬
‫وأقله حفرة تمنع بعد ردمها ظهور رائحة منه فتؤذى الحي‪ ،‬وتمنع‬
‫نبش سبع لها فيأكل الميت فتنتهك حرمته‪.‬‬

‫الصورة ‪ 2،16‬دفن الميت في القبر‬

‫(‪ )1‬إذ المقصود الدعاء‪ ،‬ودعاؤه أقرب إلى اإلجابة‪ ،‬فإن لم يوجد أو امتنع وجبت على النساء‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪204‬‬
‫المشركين‪............... ،‬‬ ‫ِ‬
‫معركة‬ ‫ِ‬
‫يغسالن وال ُيص َّلى عل ْي ِه َما‪ :‬الشهيدُ في‬ ‫ِ‬
‫واثنان ال‬
‫َ‬

‫(واثنان ال يغسالن وال يصلى عليهما) لتحريم ذلك في حقهما‬

‫الشهيد‬
‫واثنان ال يغسالن‬
‫وال يصلى عليهما‬
‫ً‬
‫صارخا‬ ‫ّ‬
‫يستهل‬ ‫السقط الذي لم‬

‫الرسم البياني ‪ ٢،8‬طائفتان ال يغسالن وال يصلى عليهما‬

‫األول‬
‫(الشهيد) ولو أنثى أو غير بالغ إذا مات (في معركة المشركين) لخبر البخاري عن جابر‬
‫النبي ‪ ‬أمر في قتلى أحد بدفنهم بدمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم وأما‬ ‫‪« ‬أن ّ‬
‫خبر أنه خرج فصلى على قتلى أحد صالته على الميت» فالمراد جم ًعا بين األدلة دعا‬
‫كتاب الصالة‬

‫(‪ )١‬أي ادع لهم وسمي شهيدً ا لشهادة‬ ‫لهم كدعائه للميت كقوله تعالى‪:‬‬
‫اﷲ تعالى ورسوله ‪ ‬له بالجنة‪ ،‬وهو من لم تبق فيه حياة مستقرة قبل انقضاء حرب‬
‫المشركين بسببها‪ ،‬كأن قتله كافر أو أصابه سالح مسلم خطأ‪ ،‬أو عاد إليه سالحة أو رمحته‬
‫دابته أو سقط عنها‪ ،‬أو تردى حال قتاله في بئر‪ ،‬أو انكشف عنه الحرب ولم يعلم سبب‬
‫قتله وإن لم يكن عليه أثر دم ألن الظاهر أن موته بسبب الحرب بخالف من مات بعد‬
‫انقضائها وفيه حياة مستقرة بجراحة فيه‪ ،‬أما الشهيد العاري عما ذكر كالغريق والمبطون‬
‫ظلما فيغسل ويصلى عليه‪،‬‬ ‫والمطعون والميتة طل ًقا والمقتول في غير القتال المذكور ً‬
‫ويسن تكفينه في ثيابه التي مات فيها إذا اعتيد لبسها غال ًبا‪ ،‬أما ثياب الحرب كدرع‬
‫كخف وفروة فيندب نزعها كسائر الموتى‪ ،‬فإن لم تكفه‬
‫ّ‬ ‫ونحوهما مما ال يعتاد لبسه غال ًبا‬
‫ثيابه وجب تتميمها بما يستر جميع بدنه ألنه حق للميت كما مر‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.١٠٣ :‬‬

‫‪205‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫سدر‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويغس ُل‬ ‫َّ‬ ‫والس ُ‬
‫ويكون في أول غسله ٌ‬
‫ُ‬ ‫وترا‬
‫الميت ً‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫صارخا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يستهل‬ ‫لم‬
‫قط الذي ْ‬ ‫ِّ‬
‫قميص وال عمام ٌة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بيض ليس فيها‬ ‫ٍ‬
‫أثواب‬ ‫ِ‬
‫ويكفن في ثالثة‬ ‫ٍ‬
‫كافور‪.‬‬ ‫شيء من‬ ‫ِ‬
‫آخره‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫(و) الثاني‬
‫ً‬
‫صارخا) أي بأن لم تعلم حياته ولم يظهر خلقه‪ ،‬فال تجوز الصالة‬ ‫ّ‬
‫يستهل‬ ‫(السقط الذي لم‬
‫عليه وال يجب غسله‪ ،‬ويسن ستره بخرقة ودفنه دون غيرهما‪ ،‬أما إذا علمت حياته بصياح‬
‫أو غيره أو ظهرت أماراتها كاختالج أو تحرك فككبير فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن‬
‫لتيقن حياته وموته بعدها في األولى وظهور أماراتها في الثانية‪ ،‬وإن لم تعلم حياته وظهر‬
‫خلقه وجب تجهيزه بال صالة عليه‪ ،‬والسقط‪ :‬مشتق من السقوط وهو النازل قبل تمام‬
‫أشهره‪ ،‬فإن بلغها فكالكبير‪ ،‬واالستهالل‪ :‬الصياح عند الوالدة كما قاله أهل اللغة فقوله‬
‫ً‬
‫(صارخا) تأكيد‪.‬‬

‫خطمي(‪( )٢‬وفي آخره)‬


‫ّ‬ ‫وترا) ند ًبا كما مر (ويكون في أول غسله سدر)(‪ )١‬أو‬
‫(ويغسل الميت ً‬ ‫ ‬
‫وترا (شيء من كافور) تقوية للجسد ومن ًعا للهوا ّم وللنتن‪ ،‬وهو مندوب في كل غسلة‬ ‫الذي يكون ً‬

‫كتاب الصالة‬
‫إال إنه في األخيرة آكد‪ .‬ومحله في غير المحرم‪ ،‬أما المحرم فال يقرب طي ًبا وصفة أكمل الغسل‬
‫اض‬‫قد تقدمت‪( .‬ويكفن) الميت الذكر (في ثالثة أثواب بيض) لخبر «ا ْلبِ ُسوا ِم ْن ثِ َيابِك ُْم ال َب َي َ‬
‫َفإِن ََّها َخ ْي ُر ثِ َيابِك ُْم‪َ ،‬و َك ِّفنُوا فِ َيها َم ْوتَاك ُْم» (ليس فيها قميص وال عمامة) هذا هو األفضل في حقه‪،‬‬
‫ويجوز رابع وخامس فيزاد قميص إن لم يكن محر ًما وعمامة تحت اللفائف‪ ،‬واألفضل في حق‬
‫المرأة خمسة‪ :‬إزار فقميص فخمار ‪ -‬وهو ما يغطى به الرأس ‪ -‬فلفافتان‪ .‬أما الواجب فقد تقدم‬
‫الكالم عليه‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬السدر‪ :‬شجر النبق‪.‬‬


‫(‪ )٢‬الخطمي‪ :‬نبات يغسل به ويقوم الصابون وسائر المنظفات الحديثة مقامه‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪206‬‬
‫يقرأ الفاتح َة بعدَ األُو َلى‪............................... ،‬‬ ‫ٍ‬
‫تكبيرات‪ُ :‬‬ ‫أربع‬
‫ويك ِّب ُر عليه ُ‬

‫أركان الصالة على الميت‬


‫ثم اعلم أن أركان الصالة على الميت سبعة‪ :‬ذكر المصنف بعضها‪:‬‬
‫الركن األول‬
‫النية كنية غيرها من الصلوات وال يجب في الميت الحاضر تعيينه باسمه أو نحوه وال معرفته‪،‬‬
‫بل يكفي تمييزه نوع تمييز كنية الصالة على هذا الميت أو على من يصلى عليه اإلمام‪ ،‬فإن‬
‫حضر موتى نوى الصالة عليهم وإن لم يعرف عددهم‪ ،‬ولو أحرم اإلمام بالصالة على جنازة‬
‫ثم حضرت أخرى وهو في الصالة تركت حتى يفرغ ثم يصلى على الثانية ألنه لم ينوها ّأو ًل‪.‬‬

‫(و) الركن الثاني‬


‫قيام قادر عليه كغيرها من الفرائض‪.‬‬

‫(و) الركن الثالث‬


‫(يكبر عليه أربع تكبيرات) لالتباع رواه الشيخان‪ ،‬فلو زاد عليها لم تبطل صالته ألنه إنما‬
‫كتاب الصالة‬

‫ذكرا وإذا زاد إمامه عليها لم يسن له متابعته في الزائد لعدم سنه لإلمام بل يفارقه ويسلم‬
‫زاد ً‬
‫أو ينتظره ليسلم معه وهو أفضل‪.‬‬

‫(و) الركن الرابع‬


‫«ل ص َل َة لِمن َلم ي ْقر ْأ بِ َفاتِح ِة ِ‬
‫الكت ِ‬
‫َاب»‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ‬ ‫قراءة الفاتحة كغيرها من الصلوات ولعموم خبر‪َ َ :‬‬
‫وقوله (يقرأ الفاتحة بعد) التكبيرة (األولى) ولكن الراجح كما رجحه النووي في منهاجه من‬
‫زيادته أنها تجزىء في غير األولى من الثانية والثالثة والرابعة وجزم به في المجموع‪ ،‬وفي‬
‫النبي ‪ ،‬وفي الثالثة‬ ‫المجموع يجوز أن يجمع في التكبيرة الثانية بين القراءة والصالة على ّ‬
‫بين القراءة والدعاء للميت‪ ،‬ويجوز إخالء التكبيرة األولى من القراءة‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ وال يشترط الترتيب بين الفاتحة وبين الركن الذي قرئت الفاتحة فيه‪ ،‬وال يجوز أن يقرأ‬
‫بعضها في ركن وبعضها في ركن آخر ألن هذه الخصلة لم تثبت‪ ،‬وكالفاتحة فيما ذكر عند‬
‫العجز بدلها‪.‬‬

‫‪207‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الثانية‪ ،‬ويدْ عو للمي ِ‬ ‫ِ‬
‫فيقول‪« :‬اللهم إن هذا‬ ‫الثالثة‬ ‫ت بعدَ‬ ‫ِّ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ويص ِّلي على ِّ‬
‫النبي ‪ ‬بعدَ‬
‫ِ‬
‫ظلمة‬ ‫ِ‬
‫ومحبوبه وأحبائه فيها إلى‬ ‫خرج من روحِ الدُّ نيا َو َس َعتِ َها‬ ‫َ‬
‫عبديك‪،‬‬ ‫َ‬
‫عبدك وابن‬
‫َ‬
‫وأن محمدً ا‬
‫لك َّ‬‫شريك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وحدك ال‬ ‫أنت‬
‫القيه‪ ،‬كان يشهدُ أن ال إله إال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القبر وما هو‬
‫منزول ِبه‪........... ،‬‬
‫ٍ‬ ‫خير‬
‫وأنت ُ‬ ‫َ‬ ‫نزل َ‬
‫بك‬ ‫اللهم إن ُه َ‬
‫َّ‬ ‫أعلم به‪،‬‬
‫ورسولك‪ ،‬وأنت ُ‬ ‫َ‬ ‫عبدُ ك‬

‫(و) الركن الخامس‬


‫(يصلي على النبي ‪ ‬بعد) التكبيرة (الثانية) لالتباع‪ ،‬وأقلها‪ :‬اللهم صلى على محمد‪،‬‬
‫وتسن الصالة على اآلل كالدعاء للمؤمنين والمؤمنات عقبها والحمد ﷲ قبل الصالة على‬
‫النبي ‪.‬‬

‫(و) الركن السادس‬


‫(يدعو للميت) بخصوصه ألنه المقصود األعظم من الصالة وما قبله مقدمة له فال يكفي‬
‫الدعاء للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬والواجب ما ينطلق عليه االسم كاللهم ارحمه واللهم اغفر له‪،‬‬
‫وأما األكمل فسيأتي‪ .‬ويجب أن يكون الدعاء (بعد) التكبيرة (الثالثة) فال يجزىء في غيرها بال‬
‫خالف‪ .‬وليس لتخصيص ذلك إال مجرد االتباع‪ .‬ويسن رفع يديه في تكبيراتها حذو منكبيه‪،‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫تعوذ للقراءة وإسرار به‪ ،‬وترك افتتاح‬‫ويضع يديه تحت صدره كغيرها من الصلوات‪ ،‬ويسن ّ‬
‫وسورة لطولهما‪ .‬وأما أكمل الدعاء (فيقول) بعد قوله‪« :‬اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا‬
‫وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا‪ ،‬اللهم َم ْن أحييته منا فأحيه على اإلسالم و َم ْن توفيته‬
‫منا فتوفه على اإليمان» (اللهم) أي يا اﷲ (إن هذا) الميت (عبدك وابن عبديك) بالتثنية‬
‫تغلي ًبا للمذكر (خرج من روح الدنيا) بفتح الراء وهو نسيم الريح (وسعتها) بفتح السين أي‬
‫االتساع وبالجر عط ًفا على المجرور والمضاف (ومحبوبه وأحبائه فيها) أي ما يحبه ومن‬
‫يحبه (إلى ظلمة القبر وما هو القيه) واللفظ يتناول ما يلقاه في القبر وفيما بعده (كان يشهد‬
‫وأن) سيدنا (محمدً ا) ‪( ‬عبدك ورسولك) إلى‬ ‫أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك ّ‬
‫جميع خلقك (وأنت أعلم به) أي منا (اللهم إنه نزل بك) أي ضيفك وأنت أكرم األكرمين‬
‫وضيف الكرام ال يضام (وأنت خير منزول به) ويذكر اللفظ مطل ًقا سواء كان الميت ً‬
‫ذكرا أم‬
‫أنثى ألنه عائد على اﷲ تعالى‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪208‬‬
‫اللهم‬
‫َّ‬ ‫شفعاء ل ُه‪،‬‬
‫َ‬ ‫راغبين َ‬
‫إليك‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جئناك‬ ‫عن عذابِه‪ ،‬وقدْ‬
‫غني ْ‬
‫وأنت ٌ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫رحمتك‬ ‫فقيرا إلى‬
‫وأصبح ً‬
‫َ‬
‫وقه فتن َة‬‫رضاك‪ِ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫كان مسيئًا فتجاو ْز عن ُه‪ ،‬ول ِّق ِه برحمتِ َ‬ ‫ِ‬
‫إحسانه‪ ،‬وإن َ‬ ‫إن كان محسنًا فزد في‬
‫األمن من عذابِك‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫جنبيه ول ِّق ِه برحمتِ َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫األرض عن‬ ‫ِ‬
‫وجاف‬ ‫القبر وعذابه‪ ،‬وافسح له في ِ‬
‫قبره‪،‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ِ‬
‫«اللهم ال‬ ‫ِ‬
‫الرابعة‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ويقول في‬ ‫الراحمين))‪.‬‬ ‫َ‬
‫برحمتك يا أرحم‬ ‫حتَّى تبعثه آمنًا إلى جنتك‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫واغفر لنا ول ُه»‪..............................................‬‬ ‫ْ‬ ‫تحرمنا أجر ُه وال تفتنَّا بعد ُه‪،‬‬

‫غنى عن عذابه وقد جئناك) أي قصدناك‬


‫فقيرا إلى رحمتك) الواسعة (وأنت ّ‬
‫(وأصبح ً‬
‫(راغبين إليك شفعاء له) عندك (اللهم إن كان محسنًا) لنفسه (فزد في إحسانه) أي‬
‫إحسنك إليه (وإن كان مسي ًئا) عليها (فتجاوز عنه) بكرمك (ولقه) أي أنله (برحمتك‬
‫رضاك) عنه (وقه) بفضلك (فتنة) السؤال في (القبر) بإعانته على التثبيت في جوابه وقه‬
‫(عذابه) المعلوم صحتهما من األحاديث الصحيحة (وافسح له) بفتح السين أي وسع له‬
‫(في قبره) مدّ البصر كما صح في الخبر (وجاف األرض) أي ارفعها (عن جنبيه) تثنية‬
‫جنب (ولقه برحمتك األمن من عذابك حتى تبعثه) من قبره بجسده وروحه (آمنًا) من‬
‫هول الموقف مسو ًقا في زمرة المتقين (إلى جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين) جمع‬
‫كتاب الصالة‬

‫ذلك الشافعي رحمه اﷲ تعالى من األخبار‪ ،‬واستحسنه األصحاب‪ ،‬وأما الصغير فيقول‬
‫وذخرا ‪ -‬بالذال‬
‫ً‬ ‫اللهم اجعله فر ًطا ألبويه‪ :‬أي ساب ًقا مهي ًئا لمصالحهما في اآلخرة‪ ،‬وسل ًفا‬
‫واعتبارا وشفي ًعا‪ ،‬وثقل به موازينهما وأفرغ الصبر على قلوبهما‪ .‬ألن‬ ‫ً‬ ‫المعجمة ‪ -‬وعظة‬
‫ذلك مناسب للحال‪ ،‬وزاد في المجموع على هذا‪ :‬وال تفتنهما بعده وال تحرمهما أجره‪.‬‬
‫ويؤنث فيما إذا كان الميت أنثى‪ .‬ويكفي هذا الدعاء للطفل‪ .‬وال ينافي قولهم إنه ال بد‬
‫مر لثبوت النص في هذا بخصوصه وهو قوله ‪:‬‬ ‫يخص به كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫في الدعاء للميت أن‬
‫الر ْح َم ِة» ولكن لو دعا له بخصوصه كفى‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الس ْق ُط ُي َص َّلى َع َليه َو ُيدْ عى ل َوالد ْيه بِال َعاف َية َو َّ‬
‫«و َّ‬
‫َ‬
‫ (ويقول في) التكبيرة (الرابعة) ند ًبا‪( :‬اللهم ال تحرمنا أجره) أي أجر الصالة عليه أو‬
‫أجر المصيبة به فإن المسلمين في المصيبة كالشيء الواحد (وال تفتنا بعده) أي باالبتالء‬
‫يطول‬
‫بالمعاصي‪ ،‬وزاد المصنف كالتنبيه (واغفر لنا وله) واستحسنه األصحاب‪ ،‬ويسن أن ّ‬
‫الدعاء بعد الرابعة‪.‬‬

‫‪209‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫ِ‬
‫الرابعة‪.‬‬ ‫ويسلم بعدَ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫رأسه ٍ‬
‫برفق‪........................... ،‬‬ ‫القبلة‪ ،‬و ُي َس ُّل من ِقبل‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫مستقبل‬ ‫لح ٍد‬
‫و ُيدفن في ْ‬

‫(و) الركن السابع‬


‫(يسلم بعد) التكبيرة (الرابعة) كسالم غيرها من الصلوات في كيفيته وتعدده‪ ،‬ويؤخذ من‬
‫ذلك عدم س ّن «وبركاته» خال ًفا لمن قال يس ّن ذلك‪ ،‬وأنه يلتفت في السالم وال يقتصر على‬
‫تسليمة واحدة يجعلها تلقاء وجهه‪ .‬ويسن اإلسراع بالجنازة إن أمن تغير الميت باإلسراع‪،‬‬
‫أيضا زيد في اإلسراع‪ ،‬وس ّن لغير ذكر ما يستره كقبة‬
‫وإال فيتأني به فإن خيف تغيره بالتأني ً‬
‫وكره لغط في الجنازة بل المستحب التفكر في الموت وما بعده‪ ،‬وال يكره الركوب‬
‫في رجوعها‪.‬‬

‫ ولو اختلط من ُيصلى عليه بغيره ولم يتميز كمسلم بكافر وغير شهيد بشهيد وجب‬
‫وتسن الصالة‬
‫ّ‬ ‫تجهيز كل إذ ال يتم الواجب إال بذلك ويصلى على الجميع وهو أفضل‪.‬‬
‫وت َفيص َّلى َع َلي ِه َث َل َث ُة ص ُف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫عليه بمسجد وبثالثة صفوف فأكثر لخبر‪َ « :‬ما م ْن ُم ْسل ٍم َي ُم ُ ُ َ‬
‫ولى أما‬
‫نفل‪ ،‬وال تؤخر لغير ّ‬ ‫إِ َّل ُغ ِف َر َل ُه» وال تسن إعادتها ومع ذلك لو ُأعيدت وقعت ً‬

‫كتاب الصالة‬
‫هو فتؤخر له ما لم يخف تغيره‪.‬‬
‫ ثم شرع في أكمل الدفن الموعود بذكره فقال‪( :‬ويدفن في لحد) وهو أصله الميل‪،‬‬
‫مائل عن االستواء قدر ما يسع الميت‬ ‫والمراد أن يحفر في أسفل جانب القبر القبلي(‪ً )١‬‬
‫ويستره وهو أفضل من الشق إن صلبت األرض‪ ،‬وهو أن يحفر قعر القبر كالنهر ويبنى‬
‫جانباه بلبن أو غيره غير ما مسته النار ويجعل الميت بينهما‪ ،‬أما األرض الرخوة فالشق‬
‫ً‬
‫تنزيل له‬ ‫فيها أفضل خشية االنهيار ويوضع في اللحد أو غيره (مستقبل القبلة) وجو ًبا‬
‫منزلة المصلى فلو وجه لغيرها نبش ووجه للقبلة وجو ًبا إن لم يتغير وإال فال‪ ،‬ويوضع الميت‬
‫(ويسل) أي يدخل (من ِقبل) أي‬
‫ّ‬ ‫ند ًبا عند مؤخر القبر(‪ )٢‬الذي سيصير عند أسفله رجل الميت‬
‫«سل من قبل رأسه» ويدخله األحق بالصالة عليه درجة‬ ‫من جهة (رأسه برفق) لما روى أنه ‪ّ :‬‬
‫(‪ ) ١‬الذى جهة القبلة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬أي يوضع وهو فى النعش قبل إنزاله القبر عند طرف القبر الذى يكون عند رجل الميت بعد إنزاله فيه‬
‫ألن ذلك أسهل إلدخاله القبر‪.‬‬ ‫ ‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪210‬‬
‫القبر بعدَ أن ُي َع َّم َق‬ ‫ِ‬
‫رسول اﷲ ‪ ‬و ُي ْض َج ُع في ِ‬ ‫ويقول الذي يلحده‪ :‬بس ِم اﷲِ‪ ،‬وعلى ِ‬
‫ملة‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫َقام ًة وبسط ًة‪ ،‬وال ُيبنى عليه وال ُي َج َّص ُص‪............................................. ،‬‬

‫فال يدخله ولو أنثى إال الرجال‪ .‬لكن األحق في األنثى زوج وإن لم يكن له حق في الصالة‬
‫وترا واحدً ا فأكثر بحسب الحاجة‪ ،‬وس ّن ستر القبر‬
‫فمحرم فأجنبي صالح‪ ،‬وس ّن كون المدخل ً‬
‫بثوب عند الدفن‪.‬‬
‫ (ويقول الذي يلحده) أي يدخله القبر ند ًبا‪( :‬باسم اﷲ وعلى ملة) أي دين (رسول اﷲ ‪،)‬‬
‫لالتباع وفي رواية وعلى سنة رسول اﷲ ‪( .‬ويضجع في القبر) على يمينه ند ًبا كما في‬
‫االضطجاع عند النوم‪ ،‬فإن وضع على يساره كره ولم ينبش‪ ،‬ويندب أن يفضى بخده إلى األرض‬
‫(بعد أن) يوسع بأن يزاد في طوله وعرضه وأن (يعمق) القبر وهو الزيادة في النزول (قامة‬
‫وبسطة) من رجل معتدل لهما‪ ،‬ويندب أن يسند وجهه ورجاله إلى جدار القبر وظهره بنحو لبنة‬
‫كحجر حتى ال ينكب وال يستلقي‪ ،‬وأن يسد فتحه بنحو لبن كطين بأن يبنى بذلك ثم تسد فرجه‬
‫بكسر لبن وطين أو نحوهما‪ ،‬وكره أن يجعل له فرش ومخدة وصندوق لم يحتج إليه ألن في‬
‫ذلك إضاعة مال‪ ،‬أما إذا احتيج إلى صندوق لندواة ونحوها كرخاوة في األرض فال يكره وال‬
‫ٍ‬
‫ليل مطل ًقا ووقت كراهة صالة ما لم ّ‬
‫يتحره باإلجماع‪ ،‬فإن‬ ‫حينئذ‪ ،‬وال يكره دفنه ً‬ ‫تنفذ وصيته إال‬
‫كتاب الصالة‬

‫تحراه كره كما في المجموع (وال يبنى عليه) نحو قبة كبيت (وال يجصص) أي يبيض بالجص‬
‫وهو الجبس وقيل الجير والمراد هنا هما أو أحدهما‪ ،‬أي يكره البناء والتجصيص للنهي عنهما‬
‫في صحيح مسلم‪.‬‬

‫‪211‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫‪......................................................................................‬‬

‫ ويكره أن يجعل على القبر مظلة ألن عمر ‪ ‬رأى قبة فنحاها‪ ،‬وقال‪ :‬دعوه يظله عمله‪.‬‬
‫ولو بنى عليه في مقبرة مسبلة وهي التي جرت عادة أهل البلد بالدفن فيها حرم وهدم ألنه يضيق‬
‫على الناس‪ ،‬وال فرق بين أن يبنى قبة أو بيتًا أو مسجدً ا أو غير ذلك‪ ،‬ويندب أن يرش القبر بماء‬
‫طهورا بار ًدا‪ ،‬ويس ّن وضع الجريد األخضر‬ ‫ً‬ ‫ألنه ‪ ‬فعله بقبر ولده إبراهيم‪ ،‬واألولى أن يكون‬
‫على القبر وكذا الريحان ونحوه من الشيء ال‍رط‍ب‪ ،‬وال يجوز للغير أخذه من على القبر قبل يبسه‬
‫ألن صاحبه لم يعرض عنه إال عند يبسه لزوال نفعه الذي كان فيه وقت رطوبته وهو االستغفار‪،‬‬
‫حجرا أو خشبة أو نحو ذلك ألنه ‪ ‬وضع عند رأس عثمان بن مظعون‬ ‫ً‬ ‫وأن يضع عند رأسه‬
‫ات ِم ْن َأ ْه ِلي»(‪ ،)١‬ويندب جمع أقارب الميت‬ ‫صخرة وقال‪َ « :‬أتَع َّل ُم بِ َها َق ْب َر َأ ِخي ألَ ْدفِ َن فِ ْي ِه َم ْن َم َ‬
‫في موضع واحد من المقبرة ألنه أسهل على الزائر‪ ،‬والدفن في المقبرة أفضل منه بغيرها لينال‬
‫الميت دعاء المارين والزائرين‪ ،‬ويكره المبيت بها لما فيها من الوحشة‪ ،‬ويندب زيارة القبور‬
‫‍ت‬‫التي فيها المسلمون للرجال باإلجماع وكانت زيارتها منه ًيا عنها ثم نسخت بقوله ‪ُ « :‬كنْ ُ‬
‫وها»(‪ ،)٢‬ويكره زيارتها للنساء ألنها مظنة لطلب بكائه َّن ورفع‬ ‫ور َف ُز ُ‬
‫ور َ‬ ‫ن ََه ْي ُتك ُْم َع ْن ِز َي َار ِة ال ُق ُب ِ‬

‫كتاب الصالة‬
‫أصواتهن‪ ،‬نعم يندب له ّن زيارة قبر رسول اﷲ ‪ ‬فإنها من أعظم القربات‪ ،‬وينبغي أن يلحق‬
‫مستقبل وجه‬ ‫ً‬ ‫بذلك بقية األنبياء والصالحين والشهداء‪ ،‬ويندب أن يسلم الزائر لقبور المسلمين‬
‫قائل ما علمه ‪ ‬إذا خرجوا للمقابر‪« :‬الس َلم َع َلى َأه ِل الدَ ِار ِمن المؤمنين والمس ِ‬
‫لمي َن‬ ‫الميت ً‬
‫َ َ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ‬
‫«الس َل ُم َع َل ْيك ُْم َد َار َقو ٍم ُم ْؤ ِمني َن‬ ‫ِ‬
‫اﷲ لى َو َلك ُْم ال َعاف َي َة» أو َّ‬
‫ون أس َأ ُل َ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اﷲ بِك ُْم َلح ُق َ ْ‬ ‫َوإِنَّا إِ ْن َشا َء َ ُ‬
‫جر ُه ْم َو َل َت ْفتِنَّا َب ْعدَ ُه ْم» لكن بسند ضعيف‬ ‫َح ِر ْمنَا َأ َ‬
‫ون»(‪« ،)٣‬ال َّل ُه َّم َل ت ْ‬‫ﷲ بِك ُْم َل ِح ُق َ‬ ‫َوإِنَّا إِ ْن َشا َء ا ُ‬
‫وقوله «إن شاء اﷲ» للتبرك‪ ،‬ويقرأ عندهم ما تيسر من القرآن فإن الرحمة تنزل في محل القراءة‬
‫والميت كحاضر ترجى له الرحمة ويدعو له عقب القراءة ألن الدعاء ينفع الميت وهو عقب‬
‫القراءة أقرب إلى اإلجابة‪ ،‬ويستحب اإلكثار من الزيارة وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل‬
‫الخير والفضل‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬أخرجه البيهقى‪.‬‬


‫(‪ )٢‬صحيح مسلم‪.‬‬
‫(‪ )٣‬رواهما مسلم وزاد أبو داود‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪212‬‬
‫غير ن َْوحٍ وال َش ِّق َج ْي ٍ‬
‫ب‪........................... ،‬‬ ‫ِ‬
‫الميت‪ ،‬من ِ‬ ‫بأس بالبكاء على‬
‫وال َ‬

‫حكم البكاء على الميت‬

‫(وال بأس بالبكاء على الميت) قبل الموت وبعده‪ :‬والبكاء قبل الموت أولى من‬
‫بعده لكن األولى عدمه بحضرة المحتضر‪ ،‬والبكاء عليه بعد الموت خالف األولى‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يكون أس ًفا على ما فات‪.‬‬ ‫ألنه‬

‫ولكن يكون (من غير نوح) وهو رفع الصوت بالندب‪ ،‬وهو حرام لخبر‪« :‬الن َِّائ َح ُة‬
‫ب»(‪.)١‬‬‫ان َو ِد ْرع ِم ْن َج َر ٍ‬
‫القيام ِة و َع َليها ِسرب ٌال ِمن قطر ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫إِ َذا َل ْم َتت ْ‬
‫ُب ُت ُقو ُم َي ْو َم َ َ َ ْ َ ْ َ‬

‫والسربال‪ :‬القميص والدرع‪ :‬قميص فوقه (وال شق جيب) ونحوه كنشر شعر‬
‫وتسويد وجه وإلقاء رماد على رأس ورفع صوت بإفراط في البكاء‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫وب َو َد َعا‬
‫الج ُي َ‬ ‫أي يحرم ذلك لخبر الشيخين « َل ْي َس ِمنَّا َم ْن َض َر َب ُ‬
‫الخدُ و َد َو َش َّق ُ‬
‫اه ِلـ َّي ِة» والجيب‪ :‬هو تقوير موضع دخول رأس الالبس من الثوب‪.‬‬ ‫بِدَ ْعوى الج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫أيضا تغيير الزى‬


‫أيضا الجزع بضرب صدر ونحوه كضرب خد‪ ،‬ومن ذلك ً‬ ‫ويحرم ً‬
‫ولبس غير ما جرت به العادة والضابط كل فعل يتضمن إظهار جزع ينافي االنقياد‬
‫واالستسالم لقضاء اﷲ تعالى وال يعذب الميت بشيء من ذلك ما لم يوص به‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫‪213‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫َو ُي َعزَّى أه ُل ُه ‪.....................................................................‬‬

‫(‪ )١‬بخالف ما إذا أوصى به وعليه حمل الجمهور‬ ‫ قال تعالى‪:‬‬


‫األخبار الواردة بتعذيب الميت على ذلك‪.‬‬
‫حال‪ .‬قبل االشتغال بتجهيزه لخبر « َن ْف ُس‬ ‫ وتندب المبادرة بقضاء دين الميت إن تيسر ً‬
‫قام َها الك َِري ِم بِدَ ْين ِ ِه َحتَّى ُي ْق َضى َعنْ ُه» رواه‬
‫«عن م ِ‬ ‫ِ‬
‫المؤم ِن» أي روحه « ُم َع َّل َق ٌة» أي محبوسة َ ْ َ‬
‫ُ‬
‫الترمذي وحسنه وتجب المبادرة عند طلب المستحق حقه وبتنفيذ وصيته‪.‬‬
‫ ويكره تمنى الموت لضر نزل في بدنه أو ضيق في دنياه إال لفتنة دين فال يكره‪ ،‬أما تمنيه‬
‫لغرض أخروي فمحبوب كتمنى الشهادة في سبيل اﷲ‪.‬‬
‫ ويسن التداوى لخبر «إِ َّن اﷲَ َل ْم َي َض ْع َدا ًء إِ َّل َج َع َل َل ُه َد َوا ًء َغ ْي َر َ‬
‫اله َر ِم»‪ ،‬ويكره إكراه‬
‫المريض عليه وكذا إكراهه على الطعام‪ ،‬ويجب أن يستعد للموت كل مكلف بتوبة بأن‬
‫المفوت لها‪ ،‬ويسن أن يكثر من ذكر الموت لخبر « َأكْثِ ُروا ِم ْن‬ ‫ّ‬ ‫يبادر بها لئال يفجأه الموت‬
‫ات َفإِ َّن ُه َما ُي ْذك َُر في كَثِ ٍير إِ َّل َق َّل َل ُه َو َل َق ِل ٍ‬
‫يل إالَّ َك َّث َر ُه» أي كثير من األمل في‬ ‫از ِم ال َّل َذ ِ‬
‫ِذك ِْر َه ِ‬
‫الدنيا وقليل من العمل‪ .‬وهازم أي قاطع‪.‬‬

‫كتاب الصالة‬
‫ ويحرم نقل الميت قبل دفنه من محل موته إلى محل أبعد من مقبرة محل موته ليدفن‬
‫نص عليه الشافعي لفضلها‪.‬‬
‫فيه إال أن يكون بقرب مكة أو المدينة أو بيت المقدس ّ‬

‫حكم العزاء وما يقال عنده‬


‫(ويعزى أهله) ند ًبا أي الميت كبيرهم وصغيرهم وذكرهم وأنثاهم لما رواه ابن ماجه والبيهقي‬
‫بإسناد حسن « َما ِم ْن ُم ْس ِل ٍم ُي َع ِّزي َأ َخا ُه بِ ُم ِصي َب ٍة إِ َّل ك ََسا ُه ال َّل ُه ِم ْن َح َل ِل الك ََرا َم ِة َي ْو َم الق َيا َم ِة» نعم‬
‫الشابة ال يعزيها أجنبي وإنما يعزيها محارمها وزوجها‪ ،‬وكذا من ألحق بهم في جواز النظر‬
‫فيما يظهر‪ ،‬وتعبيرهم باألهل جرى على الغالب وتندب البداءة بأضعفهم عن حمل المصيبة‪،‬‬
‫وتسن قبل دفنه ألنه وقت شدة الجزع والحزن ولكن بعده أولى الشتغالهم قبله بتجهيزه إال‬
‫إن أفرط حزنهم فتقديمها أولى ليصبرهم‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة فاطر‪ .‬اآلية‪.١٨ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪214‬‬
‫ٍ‬
‫لحاجة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد َّإل‬ ‫ثالثة أيا ٍم من ِ‬
‫دفنه‪ ،‬وال ُيدْ َف ُن ِ‬
‫اثنان في َق ٍبر‬ ‫إلى ِ‬

‫ وغايتها (إلى) آخر (ثالثة أيام) تقري ًبا تمضي (من) وقت الموت لحاضر ومن القدوم‬
‫لغائب وقيل من وقت (دفنه) ومثل الغائب المريض والمحبوس فتكره التعزية بعدها إذ الغرض‬
‫منها تسكين قلب المصاب والغالب سكونه فيها فال يجدد حزنه بها‪.‬‬

‫عظيما‪ ،‬وأحسن عزاءك أي‬


‫ً‬ ‫أعظم اﷲ أجرك أي جعله‬ ‫ويقال في تعزية‬
‫جعله حسنًا‪ ،‬وغفر لميتك‪.‬‬ ‫المسلم بالمسلم‪:‬‬

‫أعظم اﷲ أجرك وصبرك وأخلف عليك أو جبر مصيبتك‬ ‫ويقال في تعزيته‬


‫أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫بالكافر‪ ،‬الذمي‪:‬‬

‫ويقال في تعزية‬
‫غفر اﷲ لميتك وأحسن عزاءك‪.‬‬
‫الكافر بالمسلم‪:‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫وأما تعزية الكافر‬


‫أخلف اﷲ عليك وال نقص عددك‪.‬‬ ‫بالكافر هي جائزة إن لم‬
‫يرج إسالمه وصيغتها‪:‬‬

‫حكم دفن أكثر من ميت في قبر‬


‫(وال يدفن اثنان) ابتداء (في قبر واحد) بل يفرد كل ميت بقبر حالة االختيار لالتباع‪ ،‬فلو‬
‫جمع اثنان في قبر واحد واتحد الجنس كرجلين أو امرأتين كره عند الماوردي وحرم عند‬
‫يقوى التحريم (إال لحاجة) أي الضرورة كما في كالم الشيخين كأن‬ ‫السرخسي‪ ،‬وسيأتي ما ّ‬
‫كثر الموتى وعسر إفراد كل ميت بقبر فيجمع بين االثنين والثالثة واألكثر في قبر بحسب‬
‫الضرورة وكذا في ثوب لالتباع في قتلى أحد‪ ،‬رواه البخاري‪ .‬فيقدم حينئذ أفضلهما ند ًبا‬
‫أكثرهم‬‫حد عن ِ‬‫يسأل في قتلى ُأ ِ‬‫وهو األحق باإلمامة إلى جدار القبر القبلي ألنه ‪« :‬كان ُ‬
‫اللحد» لكن ال يقدم فرع على أصله من جنسه وإن عال حتى يقدم الجدّ‬ ‫ِ‬ ‫قرآ نًا فيقدِّ ُمه إلى‬
‫‪215‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫‪........................................................................................‬‬

‫ولو من قبل األم وكذا الجدة‪ ،‬فيقدم األب على االبن وإن كان أفضل منه لحرمة األبوة‪،‬‬
‫وتقدم األ ّم على البنت وإن كانت أفضل منها‪ ،‬ويقدم الرجل على الصبي‪ ،‬وال يجمع رجل‬
‫وامرأة في قبر واحد إال لضرورة فيحرم عند عدمها‪ .‬قال اإلسنوى ومحله إذا لم يكن بينهما‬
‫محرمية أو زوجية وإال فيجوز الجمع‪ .‬ويحجز بين الميتين بتراب حيث جمع بينهما ند ًبا‪ ،‬ولو‬
‫اتحد الجنس‪.‬‬
‫ وأما نبشه بعد دفنه وقبل البلى عند أهل الخبرة بتلك األرض للنقل وغيره كالصالة عليه‬
‫وتكفينه فحرام ألن فيه هتكًا لحرمته إال لضرورة كأن دفن بال غسل وال تيمم بشرطه وهو ممن‬
‫يجب غسله ألنه واجب‪ ،‬فاستدرك عند قربه فيجب على المشهور نبشه وغسله إن لم يتغير‪.‬‬
‫ ولو دفن لغير القبلة فيجب نبشه ما لم يتغير ويوجه للقبلة بخالف ما إذا دفن بال تكفين فإنه‬
‫ال ينبش ألن الغرض بالتكفين الستر وقد حصل الستر بالتراب‪.‬‬
‫َ‬
‫«كان إذا‬ ‫ تتمة‪ :‬يسن أن يقف جماعة بعد دفنه عند قبره ساعة يسألون له التثبيت ألنه ‪:‬‬
‫يت َفإِ َّن ُه َ‬
‫اآلن ُي ْس َأ ُل»‪.‬‬ ‫اس َأ ُلوا َل ُه ال َت ْثبِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دفن ٍ‬
‫فر َغ ِم ْن ِ‬
‫وقف عل ْيه وقال‪« :‬اس َت ْغف ُروا ألَخ ْيك ُْم َو ْ‬
‫ميت َ‬
‫ ويسن تلقين الميت المكلف بعد الدفن لحديث ورد فيه‪ .‬قال في الروضة‪ :‬والحديث وإن‬

‫كتاب الصالة‬
‫كان ضعي ًفا لكنه اعتضد بشواهد من األحاديث الصحيحة ولم تزل الناس على العمل به من‬
‫األول في زمن من يقتدى به‪ ،‬ويقعد الملقن عند رأس القبر‪ ،‬أما غير المكلف وهو الطفل‬‫العصر ّ‬
‫ونحوه ممن لم يتقدمه تكليف فال يسن تلقينه ألنه ال يفتن في قبره‪.‬‬
‫ ويسن لنحو جيران أهل الميت‪ :‬كأقاربه البعداء ولو كانوا ببلد وهو بأخرى تهيئة‬
‫طعام يشبعهم يو ًما وليلة لشغلهم بالحزن عنه‪ ،‬وأن يلح عليهم في األكل لئال يضعفوا‬
‫بتركه‪ ،‬وحرم تهيئته لنحو نائحة كنادبة ألنها إعانة على معصية‪ ،‬قال ابن الصباغ وغيره‪ :‬أما‬
‫اصطناع أهل الميت طعا ًما وجمع الناس عليه فبدعة غير مستحبة‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬ ‫‪216‬‬
‫أسئلة على باب الجنائز‬

‫س ‪ :١‬ما نوع اللزوم في قول المصنف‪( :‬ويلزم في الميت أربعة أشياء)؟ ومتى‬
‫يجب الغسل؟ وما محل تجهيز الميت؟ وما الحكم لو مات في حفرة‬
‫وتعذر إخراجه للصالة عليه؟‬

‫س ‪ :٢‬بين حكم كل مما يأتي مع التعليل أو ذكر الدليل‪:‬‬


‫تغسيل الشهيد الذي مات في معركة المشركين‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫صلى على الميت قبل تكفينه‪.‬‬ ‫ ب‬
‫وضع الجريد األخضر على القبر‪.‬‬ ‫ ج‬
‫تلقين الميت المكلف بعد الدفن‪.‬‬ ‫ د‬
‫قراءة القرآن الكريم عند القبور‪.‬‬ ‫ ه‬

‫س ‪ :3‬بين األقل واألكمل لكل مما يأتي‪:‬‬


‫كتاب الصالة‬

‫الدفن‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫التكفين‪.‬‬ ‫ ب‬
‫الغسل‪.‬‬ ‫ ج‬

‫س ‪ :4‬اذكر سبب الفرق في الحكم بين كل مما يأتي‪:‬‬


‫حمل الجنازة للرجال وحملها للنساء‪.‬‬ ‫ ‌أ‬
‫رش القبر بالماء‪ ،‬ورشه بماء الورد‪.‬‬ ‫ ب‬
‫حرمة نبش القبر بعد الدفن وقبل أن يبلى للتكفين‪ ،‬ووجوب النبش قبل أن‬ ‫ ج‬
‫يبلى ليغسل وهو ممن يجب تغسيله‪.‬‬
‫***‬

‫‪217‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫الكتاب الثالث‬

‫‪218‬‬
‫كتاب الزكاة‬
‫وع‪ ،‬وال ِّث ُ‬
‫مار‪،‬‬ ‫ان‪ ،‬والز ُُّر ُ‬ ‫الم َواشي‪َ ،‬واألْ َ‬
‫ثم ُ‬ ‫اء وهي‪َ :‬‬ ‫ب ال َّزكَا ُة في َخ ْم َس ِة ْ‬
‫أش َي َ‬ ‫ت ِ‬
‫َج ُ‬
‫وعروض الت ِ‬
‫ِّجارة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫كتاب الزكاة‬
‫لغ ًة‬
‫النمو والبركة وزيادة الخير‪ ،‬يقال‪ :‬زكا الزرع إذا نما‪ ،‬وزكت النفقة إذا بورك فيها‪ ،‬وفالن زاك‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )١‬أي طهرها من األدناس وتطلق‬ ‫أي كثير الخير وتطلق على التطهير قال تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬أي تمدحوها‪.‬‬ ‫أيضا على المدح‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ً‬

‫شر ًعا‬
‫اسم لقدر مخصوص من مال مخصوص يجب صرفه ألصناف مخصوصة بشرائط تأتي‪،‬‬
‫وسميت بذلك ألن المال ينمو ببركة إخراجها ودعاء اآلخذ لها‪ ،‬وألنها تطهر مخرجها من اإلثم‬
‫وتمدحه حتى تشهد له بصحة اإليمان‪.‬‬

‫(‪ )٣‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫واألصل في وجوبها قبل اإلجماع قوله تعالى‪:‬‬


‫(‪ )٤‬وأخبار كخبر « ُبنِ َي ِ‬
‫اإل ْس َل ُم َع َلى َخ ْم ٍ‬
‫س ‪ ...‬وإيتاء الزكاة» وهي أحد أركان‬
‫اإلسالم لهذا الخبر يكفر جاحدها وهذا في الزكاة المجمع عليها بخالف المختلف فيها‬
‫كالركاز‪ ،‬وفرضت في السنة الثانية من الهجرة بعد زكاة الفطر‪.‬‬
‫ (تجب الزكاة في خمسة أشياء) من أنواع المال (وهي‪ :‬المواشي واألثمان والزروع‬
‫والثمار وعروض التجارة) وهذه األنواع ثمانية أصناف من أجناس المال‪ :‬اإلبل والبقر والغنم‬
‫اإلنسية والذهب والفضة والزروع والنخل والكرم(‪ ،)٥‬ومن ذلك وجبت لثمانية أصناف من‬
‫كتاب الزكاة‬

‫طبقات الناس‪.‬‬

‫سورة الشمس‪ .‬اآلية‪.٩ :‬‬ ‫(‪) ١‬‬


‫سورة النجم‪ .‬اآلية‪.٣٢ :‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.٤٣ :‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.١٠٣ :‬‬ ‫(‪ )٤‬‬
‫‪219‬‬ ‫الكرم‪ :‬العنب‪.‬‬ ‫(‪ )٥‬‬
‫المختار من اإلقناع‬
‫َنم‪ .‬وشرائِ ُط‬
‫والبقر‪ ،‬والغ ُ‬
‫ُ‬ ‫اإلبل‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫أجناس منْها وهي‪ُ :‬‬ ‫ِ‬
‫ثالثة‬ ‫ب الزَّكا ُة في‬‫َج ُ‬‫الم َواشي َفت ِ‬
‫فأما َ‬‫َّ‬
‫اء‪ :‬اإلسال ُم‪........................................................ ،‬‬ ‫وجوبِ َها خمسة أش َي َ‬
‫ُ‬

‫ (فأما المواشي) جمع ماشية وهي تطلق على كل شيء من الدواب واألنعام ولما كان ذلك‬
‫ليس بمراد بين المصنف المراد منها بقوله‪( :‬فتجب الزكاة في ثالثة أجناس منها) فقط (وهي‬
‫اإلبل) اسم جمع ال واحدة له من لفظه‪( ،‬والبقر) وهو اسم جنس واحده بقرة وباقورة للذكر‬
‫واألنثى‪ ،‬سمي بذلك ألنه يبقر األرض أي يشقها بالحراثة (والغنم) وهو اسم جنس للذكر‬
‫واألنثى ال واحد له من لفظه‪ ،‬فال تجب في الخيل وال في المتولد من غنم وظباء‪ ،‬وأما المتولد‬
‫من واحد من النعم ومن آخر منها كالمتولد بين إبل وبقر فقضية كالمهم أنها تجب فيه‪ .‬وقال‬
‫الولي العراقي‪ :‬ينبغي القطع به‪ .‬قال‪ :‬والظاهر أنه يزكى زكاة أخفهما‪ ،‬فالمتولد بين اإلبل والبقر‬
‫يزكى زكاة البقر ألنه المتيقن‪.‬‬
‫(وشرائط وجوبها) أي زكاة الماشية التي هي اإلبل والبقر والغنم (خمسة أشياء)‪.‬‬ ‫ ‬

‫الصورة ‪ ٣،١‬المواشي التي تجب فيها الزكاة‬

‫األول‪( :‬اإلسالم)‬
‫كتاب الزكاة‬

‫لقول الصديق ‪ :‬هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول اﷲ ‪ ‬على المسلمين‪ .‬فال تجب على‬
‫كافر وجوب مطالبة وإن كان يعاقب على تركها في اآلخرة ألنه مكلف بفروع الشريعة‪ .‬نعم المرتد‬
‫تؤخذ منه بعد وجوبها عليه أسلم أم ال مؤاخذة له بحكم اإلسالم هذا إذا لزمته قبل ردته‪ ،‬وما لزمه‬
‫في ردته فهو موقوف إن عاد إلى اإلسالم لزمه أداؤها وإال فال‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪220‬‬
‫والحو ُل‪.............................................. ،‬‬
‫ْ‬ ‫ِّصاب‪،‬‬ ‫والم ْل ُ‬
‫ك التَّا ُّم‪ ،‬والن ُ‬

‫(و) الثاني‪( :‬الملك التام)‬


‫فال تجب فيما ال يملكه ملكًا تا ًما وتجب في مال محجور عليه والمخاطب باإلخراج منه وليه‪،‬‬
‫مملوك ملكًا تا ًما‪ ،‬وفي دين الزم من نقد وعروض تجارة لعموم‬ ‫ٌ‬ ‫وتجب في ٍ‬
‫مال بعقد قبل قبضه ألنه‬
‫األدلة(‪ ،)١‬ولو اجتمع زكاة ودين آدمي في تركة بأن مات قبل أدائها وضاقت التركة عنهما قدمت‬
‫اء» وخرج‬ ‫الزكاة على الدين تقديما لدين اﷲ تعالى‪ .‬وفي خبر الصحيحين‪« :‬ودين ال َّل ِه َأح ُّق بِال َقض ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ً‬
‫بدين اآلدمي دين اﷲ تعالى كزكاة وحج‪ ،‬فالوجه كما قاله السبكي أن يقال‪ :‬إن كان النصاب موجو ًدا‬
‫قدمت الزكاة وإال فيستويان‪.‬‬

‫(و) الشرط الثالث‪( :‬النصاب)‬


‫بكسر النون اسم لقدر معلوم مما تجب فيه الزكاة‪ .‬قاله النووي في تحريره فال زكاة فيما دونه‪.‬‬

‫(و) الرابع‪( :‬الحول)‬


‫الح ْو ُل»(‪ ،)٢‬وهو وإن كان ضعي ًفا مجبور بآثار صحيحة عن‬ ‫ِ‬ ‫لخبر « َل َزكَاة في م ٍ‬
‫ول َع َل ْيه َ‬
‫ال َحتَّى َي ُح َ‬ ‫َ‬
‫الخلفاء األربعة وغيرهم‪ ،‬والحول كما في المحكم سنة كاملة فال تجب قبل تمامه ولو بلحظة‪.‬‬
‫ولكن لنتاج نصاب ملكه بسبب ملك النصاب حول النصاب وإن ماتت األمهات لقول عمر ‪:‬‬
‫وأيضا المعنى في اشتراط الحول أن يحصل النماء والنتاج نماء‬ ‫لساعيه‪ :‬اعتدّ عليهم بالسخلة(‪ً .)٣‬‬
‫عظيم فيتبع األصول في الحول‪ ،‬ولو ادعى المالك النتاج بعد الحول صدّ ق ألن األصل عدم وجوده‬
‫قبله‪ ،‬فإن اتهمه الساعي ُس ّن تحليفه‪.‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫(‪ )١‬وألن ذلك مملوك ملكًا تا ًما لكن ال يجب اإلخراج من ذلك بالفعلة إال بعد أخذه فيخرجها عن‬
‫السنين الماضية‪.‬‬ ‫ ‬
‫(‪ )٢‬سنن الترمذي‪.‬‬
‫(‪ )٣‬السخلة‪ :‬الذكر واألنثى من أوالد الضأن والماعز ساعة تولد‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫والفض ُة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هب‪،‬‬
‫الذ ُ‬ ‫ِ‬
‫فشيئان‪َّ :‬‬ ‫والس ْو ُم وأما األ ْث َم ُ‬
‫ان‬ ‫َّ‬
‫ُّروع‬ ‫ُ‬ ‫اإلس َل ُم‪ ،‬والم ْل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والحول‪ .‬وأما الز ُ‬ ‫والنصاب‬
‫ُ‬ ‫ك التَّا ُّم‬ ‫وجوب الزَّكاة فيها أربع‪ْ :‬‬ ‫وشرائط‬
‫ون‪........................ ،‬‬
‫يكون مما يزرع ُه اآلدم ُّي َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫َ‬
‫شرائط‪ْ :‬‬ ‫ِ‬
‫بثالثة‬ ‫فتجب الزكا ُة فيها‬ ‫ُ‬

‫(‪)١‬‬
‫(و) الخامس‪( :‬السوم)‬
‫وهو إسامة مالك لها كل الحول‪ ،‬واختصت السائمة بالزكاة لتوفر مؤنتها بالرعى في كأل مباح أو‬
‫قدرا تعيش بدونه بال ضرر‬
‫مملوك قيمته يسيرة ال يعدّ مثلها كلفة في مقابلة نمائها‪ ،‬لكن لو علفها ً‬
‫بين ولم يقصد به قطع سوم لم يضر‪ ،‬أما لو سامت بنفسها أو أسامها غير مالكها كغاصب أو اعتلفت‬
‫قدرا ال تعيش بدونه أو تعيش لكن بضرر بين أو بال ضرر بين‬ ‫سائمة أو علفت معظم الحول أو ً‬
‫وتم حولها ولم يعلم‪ ،‬فال زكاة لفقد إسامة المالك‬
‫لكن قصد به قطع الرعى في كال مباح أو ورثها ّ‬
‫المذكور‪ .‬والماشية تصبر عن العلف يو ًما ويومين ال ثالثة‪.‬‬

‫ (وأما األثمان فشيئان) وهما (الذهب والفضة)‪ .‬واألصل في وجوب الزكاة في ذلك قبل‬
‫(‪ )٢‬والكنز الذي لم تؤ ّد زكاته‪.‬‬ ‫اإلجماع قوله تعالى‪:‬‬
‫ (وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي األثمان ولو قال «فيهما» ليعود على الذهب والفضة‬
‫لكان أولى لما تقدم (أربع) (اإلسالم والملك التام والنصاب والحول) ومحترزاتها معلومة مما‬
‫تقدم‪ ،‬ولو زال ملكه في الحول عن النصاب أو بعضه ببيع أو غيره فعاد بشراء أو غيره استأنف‬
‫الحول النقطاع األول بما فعله فصار ملكًا جديدً ا فال بد له من حول للحديث المتقدم‪ ،‬وإذا فعل‬
‫ذلك بقصد الفرار من الزكاة كره كراهة تنزيه ألنه فرار من القربة بخالف ما إذا كان لحاجة أو لها‬
‫وللفرار أو مطل ًقا‪.‬‬
‫(وأما الزروع فتجب الزكاة فيها بثالثة شرائط)‪.‬‬ ‫ ‬
‫كتاب الزكاة‬

‫(أن يكون مما يزرعه) أي يتولى أسبابه (اآلدميون) كالحنطة والشعير‬ ‫األول‬
‫واألرز والعدس‪.‬‬

‫(‪ )١‬السوم‪ :‬الرعي في كألمباح‪.‬‬


‫(‪ )٢‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.٣٤ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪222‬‬
‫سق ال ِق ْش َر عليها‪.‬‬
‫وأن يكون قوتًا ُمدَّ َخ ًرا‪ ،‬وأن يكون نصا ًبا وهو‪ :‬خمس ُة ْأو ٍ‬
‫ْ‬

‫خرا) كالحمص والباقال وهي بالتشديد مع القصر‪:‬‬ ‫(أن يكون) الزرع (قوتًا مدّ ً‬ ‫(و) الثاني‬
‫الفول والذرة‪ ،‬فتجب الزكاة في جميع ذلك لورودها في بعض األخبار‪،‬‬
‫وألحق به الباقي وأما قوله ‪ ‬ألبي موسى األشعري ومعاذ حين بعثهما إلى‬
‫الش ِع ِير َوالحنْ َط ِة‬
‫الصدَ َق َة إِ َّل ِم ْن َأ ْر َب َع ٍة‪َّ :‬‬
‫«ل ت َْأ ُخ َذا َّ‬
‫اليمن فيما رواه الحاكم‪َ :‬‬
‫يب» فالحصر فيه إضافي أي بالنسبة إلى ما كان موجو ًدا عندهم‪،‬‬ ‫َوالت َّْم ِر َو َّ‬
‫الزبِ ِ‬
‫وخرج بالقوت غيره كخوخ ورمان وتين ولوز وتفاح ومشمش‪ ،‬وباالختيار ما‬
‫اضطرارا كحبوب البوادي كحب الحنظل وحب الغاسول‬ ‫َ‬ ‫يقتات في الجدب‬
‫وهو األشنان فال زكاة فيها كما ال زكاة في الوحشيات من الظباء ونحوها‪.‬‬
‫ ويستثنى من إطالق المصنف ما لو حمل السيل ح ًبا تجب فيه الزكاة من‬
‫دار الحرب فنبت بأرضنا فإنه الزكاة فيه كالنخل المباح في الصحراء‪ ،‬وكذا‬
‫ثمار البستان وغلة القرية الموقوفين على المساجد والربط والقناطر والفقراء‬
‫والمساكين ال تجب الزكاة فيها على الصحيح إذ ليس لها مالك معين‪.‬‬

‫ِ‬
‫كامل (وهو خمسة أوسق) لقوله ‪َ « :‬ل ْي َس ف َ‬
‫يما ُد ْو َن‬ ‫(أن يكون نصا ًبا) ً‬ ‫(و) الثالث‬
‫(‪)١‬‬

‫َخ ْم َسة َأ ْو ُس ٍق َصدَ َق ٌة»(‪ .)٢‬والوسق وهو مصدر بمعنى الجمع‪ ،‬سمي به هذا‬
‫(‪)٣‬‬
‫المقدار ألجل ما جمعه من الصيعان‪ .‬قال اﷲ تعالى‪:‬‬
‫أي جمع‪ ،‬وسيأتي بيان األوسق بالوزن في كالمه وقدرها بالكيل في الشرح‪،‬‬
‫ويعتبر في الخمسة األوسق أن تكون مصفاة من تبنها (ال قشر عليها) ألن‬
‫ذلك ال يؤكل معها‪ .‬وأما ما ادخر في قشره ولم يؤكل معه من أرز وعلس ‪-‬‬
‫اعتبارا بقشره الذي‬ ‫ً‬ ‫البر ‪ -‬فنصابه عشرة أوسق غال ًبا‬
‫بفتح العين والالم نوع من ّ‬
‫كتاب الزكاة‬

‫ادخاره فيه أصلح له وأبقى وال يكمل في النصاب جنس بجنس كالحنطة مع‬
‫الشعير‪ ،‬ويكمل في نصاب نوع بآخر ويخرج من كل نوع من النوعين بقسطه‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬وهي بالكيل المصري (أربعة أرادب وكيلتان)‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه الشيخان‪.‬‬
‫(‪ )٣‬سورة االنشقاق‪ .‬اآلية‪.١٧ :‬‬
‫‪223‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫ِ‬
‫النخل‪ ،‬وثمر ُة ْ‬
‫الكرمِ‪.‬‬ ‫تجب الزكا ُة في َش ْي َئ ْين ِمن َْها‪ :‬ثمر ُة‬
‫مار َف ُ‬‫وأما ال ِّث ُ‬
‫والنصاب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫والملك التا ُّم‪،‬‬ ‫الزكاة فيها ثالثة أشياء‪ :‬اإلسال ُم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجوب‬ ‫ُ‬
‫وشرائط‬
‫ُ‬
‫فتجب الزكا ُة فيها ‪.............................................‬‬ ‫ِ‬
‫التجارة‬ ‫ُ‬
‫عروض‬ ‫وأما‬
‫ُ‬
‫ (وأما الثمار فتجب الزكاة في شيئين منها) فقط وهما‪( :‬ثمرة النخل وثمرة الكرم) أي‬
‫عبر المصنف بالعنب لكان أولى لورود النهي عن‬ ‫العنب ألنهما من األقوات المدخرة‪ ،‬ولو ّ‬
‫«ل تُسموا ِ‬
‫العنَب كَرما إِنَّما الكَرم الرج ُل الم ِ‬
‫سل ُم»(‪ .)١‬فقيل سمي كر ًما‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ َّ ُ‬ ‫َ ْ ً َ‬ ‫تسميته بالكرم قال ‪ُّ َ َ :‬‬
‫من الكرم ‪ -‬بفتح الراء ‪ -‬ألن الخمرة المتخذة منه تحمل عليه فكره أن يسمى به‪ ،‬وثمرات‬
‫النخيل واألعناب أفضل الثمار وشجرهما أفضل‬
‫باالتفاق‪ ،‬والنخل مقدم على العنب في جميع القرآن‪،‬‬
‫وشبه ‪ ‬النخلة بالمؤمن فإنها تشرب برأسها‪ ،‬فإذا‬
‫قطع ماتت‪ ،‬وينتفع بجميع أجزائها وهي الشجرة‬
‫الطيبة المذكورة في القرآن‪ ،‬فكانت أفضل وليس‬
‫في الشجر شجر فيه ذكر وأنثى تحتاج األنثى فيه إلى‬
‫الصورة ‪ ٣،٢‬الثمرات التي تجب فيها‬
‫الزكاة‬
‫الذكر سواه‪.‬‬
‫ (وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي الثمار (ثالثة أشياء) بل أربعة كما ستعرفه وهي‪( :‬اإلسالم‬
‫بدو الصالح وهو بلوغه‬ ‫والملك التام والنصاب) وقد علمت محترزاتها مما تقدم‪ .‬والرابع ّ‬
‫المتلون أخذه في حمرة أو سواد أو صفرة‬
‫ّ‬ ‫صفة يطلب فيها غال ًبا فعالمته في الثمر المأكول‬
‫وفي غير المتلون منه كالعنب األبيض لينه وتمويهه وهو صفاؤه وجريان الماء فيه إذ هو قبل‬
‫بدو الصالح ال يصلح لألكل‪.‬‬
‫ّ‬
‫ (وأما عروض التجارة) جمع عرض بفتح العين وإسكان الراء اسم لكل ما قابل النقدين‬
‫كتاب الزكاة‬

‫من صنوف األموال (فتجب الزكاة فيها) لخبر الحاكم بإسنادين صحيحين على شرط‬
‫(‪)٣‬‬
‫بل َصدَ َقت َُها وفي ال َغنَ ِم َصدَ َقت َُها وفي ال َب ِّز(‪َ )٢‬صدَ َق ُت ُه» وهو يقال ألمتعة البزاز‬ ‫الشيخين‪« :‬فِي ِ‬
‫اإل ِ‬

‫(‪ ) ١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬البز‪ :‬نوع من الثياب‪.‬‬
‫(‪ )٣‬البزاز‪ :‬تاجر الثياب‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪224‬‬
‫ِ‬
‫المذكورة في األ ْث َم ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالشرائط‬

‫فصل في بيان نصاب اإلبل وما يجب إخراجه‬

‫ثالث ٍ‬
‫شياه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َان‪ ،‬وفي خمس عشرة‬‫عشر شات ِ‬
‫خمس وفيها شاةٌ‪ ،‬وفي ٍ‬ ‫ِ‬
‫اإلبل‬ ‫وأو ُل نِ ِ‬
‫صاب‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫مخاض من اإلبل‪................،‬‬ ‫بنت‬
‫وعشرين ُ‬ ‫ٍ‬
‫خمس‬ ‫وفي عشرين أربع ٍ‬
‫شياه‪ ،‬وفي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫وللسالح وليس فيه زكاة عين فصدقته زكاة تجارة وهي تقليب المال بمعاوضة لغرض الربح‬
‫خامسا وهو أن تملك بمعاوضة‪:‬‬‫ً‬ ‫(بالشرائط) األربعة (المذكورة في) زكاة (األثمان)‪ .‬وترك‬
‫كشراء ونحوه فال زكاة فيما ملك بغير معاوضة كهبة بال ثواب وإرث ووصية النتفاء المعاوضة‪.‬‬‫ٍ‬
‫وسادسا‪ :‬وهو أن ينوي حال التملك التجارة لتتميز عن القنية‪ ،‬وال يجب تجديدها في كل تصرف‬
‫ً‬
‫بل تستمر ما لم ينو القنية‪ ،‬فإن نواها انقطع الحول فيحتاج إلى تجديد النية مقرونة بتصرف‪.‬‬

‫فصل في بيان نصاب اإلبل وما يجب إخراجه‬

‫ذود ِم َن ِ‬
‫اإل ْب ِل َصدَ َق ٌة»(‪،)١‬‬ ‫س ٍ‬ ‫(وأول نصاب اإلبل خمس) لحديث‪َ « :‬ل ْي َس فِ ْي َما ُد ْو َن َخ ْم ٍ‬
‫(وفيها شاة) وإنما وجبت الشاة وإن كان وجوبها على خالف األصل للرفق بالفريقين‬
‫يضر به وبالفقراء‪.‬‬ ‫ألن إيجاب البعير يضر بالمالك‪ ،‬وإيجاب جزء من بعير وهو الخمس ّ‬

‫(وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة ثالث شياه وفي عشرين أربع شياه) والشاة الواجبة‬
‫فيما دون خمس وعشرين من اإلبل جذعة ضأن لها سنة أو أجذعت مقدم أسنانها وإن‬
‫يتم لها سنة‪ ،‬أو ثنية معز لها سنتان فهو مخير بين الجذعة والثنية‪.‬‬
‫لم ّ‬
‫كتاب الزكاة‬

‫(وفي خمس وعشرين) من اإلبل (بنت مخاض من اإلبل) وهي التي لها سنة وطعنت‬
‫في الثانية‪ ،‬سميت بذلك ألن أمها بعد سنة من والدتها تحمل مرة أخرى فتصير من‬
‫المخاض أي الحوامل‪.‬‬

‫(‪ )١‬أخرجه البخاري‪.‬‬


‫‪225‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫وستين جذع ٌة‪ .‬وفي‬ ‫وأربعين حق ٌة‪ ،‬وفي إحدى‬ ‫ست‬ ‫ْت ل ُب ٍ‬
‫ون‪ ،‬وفي ٍّ‬ ‫وثالثين بن ُ‬ ‫وفي ٍ‬
‫ست‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ثالث‬ ‫وعشرين‬ ‫وإحدَ ى‬ ‫ٍ‬ ‫وتسعين ح َّقت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َان‪ ،‬وفي مائة ْ‬ ‫َ‬ ‫لبون‪ ،‬وفي إحدى‬ ‫وسبعين بنْتا‬
‫َ‬ ‫ست‬
‫خمسين حق ٌة‪.‬‬
‫َ‬ ‫بنت ٍ‬
‫لبون‪ ،‬وفي كل‬ ‫بعين ُ‬
‫ثم في كل ْأر َ‬ ‫بنات لبون‪َّ ،‬‬

‫(وفي ست وثالثين بنت لبون) من اإلبل وهي التي تم لها سنتان وطعنت في الثالثة‪،‬‬
‫سميت به ألن أمها آن لها أن تلد فتصير لبونًا‪.‬‬

‫(وفي ست وأربعين حقة) من اإلبل ‪ -‬بكسر الحاء ‪ -‬وهي التي لها ثالث سنين وطعنت‬
‫في الرابعة‪ ،‬سميت بذلك ألنها استحقت أن تركب ويطرقها الفحل ويحمل عليها‪.‬‬

‫تم لها أربع سنين وطعنت‬


‫(وفي إحدى وستين جذعة) بالذال المعجمة من اإلبل وهي التي َّ‬
‫في الخامسة‪ ،‬سميت بذلك ألنها أجذعت مقدم أسنانها أي أسقطته‪ ،‬وقيل‪ :‬لتكامل أسنانها‬
‫الدر والنسل‪.‬‬
‫وهو آخر أسنان الزكاة واعتبر في الجميع األنوثة لما فيها من رفق ّ‬

‫(وفي ست وسبعين بنتا لبون) من اإلبل‪.‬‬

‫(وفي إِحدى وتسعين حقتان) من اإلبل‪.‬‬

‫(وفي مائة وإحدى وعشرين ثالث بنات لبون) من اإلبل‪.‬‬ ‫كتاب الزكاة‬

‫(ثم) يستمر ذلك إلى مائة وثالثين فيتغير الواجب فيها و(في) كل عشرة بعدها‪ ،‬ففي‬
‫(كل أربعين) من اإلبل (بنت لبون) منها (وفي كل خمسين حقة) منها كما روى ذلك كله‬
‫البخاري مقط ًعا في عشرة مواضع وأبو داود بكماله‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪226‬‬
‫الجدول ‪ ٣،١‬نصاب اإلبل وما يجب إخراجه‬

‫القدر الواجب منه‬ ‫النصاب من اإلبل‬


‫شاة‬ ‫‪٩-٥‬‬
‫شاتان‬ ‫‪١٤ - ١٠‬‬
‫ثالث شياه‬ ‫‪١٩ - ١٥‬‬
‫أربع شياه‬ ‫‪٢٤ - ٢٠‬‬
‫بنت خماض‬ ‫‪٣٥ - ٢٥‬‬
‫بنت لبون‬ ‫‪٤٥ - ٣٦‬‬
‫حقة‬ ‫‪60 - ٤٦‬‬
‫جذعة‬ ‫‪٧٥ - ٦١‬‬
‫بنتا لبون‬ ‫‪٩٠ - ٧٦‬‬
‫حقتان‬ ‫‪١٢٠ - ٩١‬‬
‫ثالث بنات لبون‬ ‫‪١٢١‬‬
‫يستمر إىل ‪ ١٣٠‬فيتغري الواجب‪:‬‬
‫(‪ )١‬يف كل ‪ ٤٠‬من اإلبل ‪ -‬بنت لبون‬
‫(‪ )٢‬يف كل ‪ ٥٠‬من اإلبل ‪ -‬حقة‬

‫***‬
‫كتاب الزكاة‬

‫‪227‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫فصل في بيان نصاب البقر وما يجب إخراجه‬

‫يع‪ ،‬وفي كل أربعين ُم ِسنَّ ٌة‪ ،‬وعلى هذا أبدً ا َف ِق ْس‪.‬‬


‫ثالثون فيجب فيه َتبِ ٌ‬
‫َ‬ ‫وأول نِ َص ِ‬
‫اب البقر‬

‫فصل في بيان نصاب البقر وما يجب إخراجه‬


‫(وأول نصاب البقر ثالثون فيجب فيه) أي‬
‫الجدول ‪ ٣،٢‬نصاب البقر وما يجب إخراجه‬ ‫النصاب (تبيع) ابن سنة سمي بذلك ألنه يتبع‬
‫أمه في المرعى (وفي كل أربعين مسنة) لها‬
‫القدر الواجب منه‬ ‫النصاب من البقر‬
‫سنتان سميت بذلك لتكامل أسنانها‪ ،‬وذلك‬
‫تبيع‬ ‫‪٣٩ - ٣٠‬‬ ‫لما روى الترمذي وغيره عن معاذ قال‪ :‬بعثني‬
‫مسنة‬ ‫‪٥٩ - ٤٠‬‬ ‫رسول اﷲ ‪ ‬إلى اليمن فأمرني أن آخذ من‬
‫تبيعان‬ ‫كل أربعين بقرة مسنة‪ ،‬ومن كل ثالثين تبي ًعا‪،‬‬
‫‪٦٩ - ٦٠‬‬
‫وصححه الحاكم وغيره‪ .‬والبقرة تقال للذكر‬
‫مسنة وتبيع‬ ‫‪٧٩ - ٧٠‬‬ ‫واألنثى‪ ،‬ولو أخرج بدل المسنة تبيعين أجزأه‬
‫مسنتان‬ ‫‪٨٩ - ٨٠‬‬ ‫على المذهب (وعلى هذا) الحكم (أبدً ا‬
‫ثالثة أتبعة‬ ‫‪٩٩ - ٩٠‬‬ ‫فقس) عند الزيادة ففي ستين تبيعان‪ ،‬وفي‬
‫مسنة وتبيعان‬ ‫سبعين تبيع ومسنة‪ ،‬وفي ثمانين مسنتان‪ ،‬وفي‬
‫‪١٠٩ - ١٠٠‬‬
‫تسعين ثالثة أتبعة وفي مائة مسنة وتبيعان‪،‬‬
‫مسنتان وتبيع‬ ‫‪١١٩ - ١١٠‬‬ ‫وفي مائة وعشرة مسنتان وتبيع‪ ،‬وفي مائة‬
‫ثالث مسنات أو‬ ‫‪١٢٩ - ١٢٠‬‬ ‫وعشرين ثالث مسنات أو أربعة أتبعة‪.‬‬
‫أربعة أتبعة‬
‫كتاب الزكاة‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪228‬‬
‫فصل في بيان نصاب الغنم وما يجب إخراجه‬

‫ِ‬
‫المعز‪ ،‬وفي مائة‬ ‫الضأن أو َثن ِ َّي ٌة من‬
‫أربعون وفيها َشا ٌة َج َذع ٌة من َّ‬
‫َ‬ ‫وأول نِ َص ِ‬
‫اب الغنم‬
‫شياه‪ ،‬وفي أربعمائة أربع ٍ‬
‫شياه‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫ثالث ٍ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫وواحدة‬ ‫َين‬ ‫وإحدى وعشرين َشات ِ‬
‫َان‪ ،‬وفي ما َئت ْ‬
‫كل ٍ‬
‫مائة شاةٌ‪.‬‬ ‫في ِّ‬

‫فصل في بيان نصاب الغنم وما يجب إخراجه‬


‫(وأول نصاب الغنم أربعون) شاة (وفيها شاة جذعة من الضأن) بالهمز وتركه لها سنة (أو ثنية‬
‫من المعز) بفتح العين لها سنتان (وفي مائة وإحدى وعشرين شاتان وفي مائتين وواحدة ثالث‬
‫شياه وفي أربعمائة أربع شياه ثم في كل مائة شاة) لحديث أنس في ذلك رواه البخاري‪ .‬ونقل‬
‫الشافعي أن أهل العلم ال يختلفون في ذلك‪.‬‬

‫الجدول ‪ ٣،٣‬نصاب الغنم وما يجب إخراجه‬

‫القدر الواجب منه‬ ‫النصاب من الغنم‬


‫شاة‬ ‫‪١٢٠ - ٤٠‬‬
‫شاتان‬ ‫‪٢٠٠ - ١٢١‬‬
‫ثالث شياه‬ ‫‪٣٩٩ - ٢٠١‬‬
‫أربع شياه‬ ‫‪٤٠٠‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫‪229‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫فصل في زكاة خلطة األوصاف‬

‫الواحد بشرائِ َط سبعة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫وا ْلخَ لِ ِ‬
‫يطان يزكَّيان زكا َة‬

‫ولو تفرقت ماشية المالك في أماكن فهي كالتي في مكان واحد حتى لو ملك أربعين شاة في‬
‫بلدين لزمته الزكاة‪ ،‬ولو ملك ثمانين في بلدين في كل بلد أربعون ال يلزمه إال شاة واحدة وإن‬
‫بعدت المسافة بينهما خال ًفا لإلمام أحمد فإنه يلزمه عنده عند التباعد شاتان‪.‬‬

‫هل يجزئ في إخراج الزكاة نوع عن نوع آخر؟‬ ‫ ‬

‫ تتمة‪ :‬يجزئ في إخراج الزكاة نوع عن نوع آخر كضأن عن معز وعكسه من الغنم‪ ،‬وأرحبية‬
‫(‪)١‬‬

‫عن مهرية(‪ )٢‬وعكسه من اإلبل‪ ،‬وعراب(‪ )٣‬عن جواميس وعكسه من البقر برعاية القيمة‪.‬‬

‫فصل في زكاة خلطة األوصاف‬


‫وتسمى خلطة جوار إذ هي المذكورة في كالمه‪.‬‬
‫ (والخليطان) من أهل الزكاة في نصاب أو ّ‬
‫أقل منه وألحدهما نصاب ولو في غير ماشية‬
‫من نقد أو غيره كما سيأتي (يزكيان) وجو ًبا (زكاة) بالنصب على نزع الخافض‪ ،‬أي كزكاة المال‬
‫(الواحد) إجما ًعا (بشرائط سبعة) بل عشرة مع أنه جرى في واحد مما ذكره «أي المصنف‬
‫صاحب المتن» على رأي ضعيف‪.‬‬

‫كتاب الزكاة‬

‫(‪ ) ١‬أرحبية‪ :‬أرحب حي أو موضع تُنسب إليه النجائب األرحبية ويحتمل أن يكون ً‬
‫فحلينسب إليه النجائب‪.‬‬
‫(‪ )٢‬المهرية‪ :‬إبل مهرية نجائب تسبق الخيل منسوبة إلى قبيلة‪ :‬مهر بن حيدان‪.‬‬
‫(‪ )٣‬العراب‪ :‬خيل عراب خالف البرازين وإبل عراب خالف البخاتي‪.‬‬
‫والبخاتي‪ :‬اإلبل الخرسائية والبختية األنثى من الجمال وهي جمال طوال األعناق‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪230‬‬
‫والمشر ُب‬
‫َ‬ ‫والفح ُل واحدً ا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫والمرعى واحدً ا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫رح واحدً ا‪،‬‬ ‫والمس ُ‬
‫ْ‬ ‫اح واحدً ا‪،‬‬‫الم َر ُ‬
‫إذا كان َ‬
‫ب واحدً ا‪.‬‬ ‫وموضع الح ْل ِ‬
‫ُ‬ ‫والحالب واحدً ا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واحدً ا‪،‬‬

‫المراح واحدً ا) اسم لموضع مبيت الماشية‪.‬‬


‫(إذا كان ُ‬ ‫األول‬

‫إذا كان (المسرح واحدً ا) وهو بفتح الميم وإسكان المهملة اسم للموضع‬
‫(و) الثاني‬
‫الذي تجتمع فيه ثم تساق إلى المرعى‪.‬‬

‫(المرعى واحدً ا) اسم للموضع الذي ترعى فيه‪.‬‬


‫إذا كان َ‬ ‫(و) الثالث‬

‫إذا كان (الفحل) الذي يضربها (واحدً ا) أو أكثر بأن تكون مرسلة تنزو على‬
‫كل من الماشيتين؛ بحيث ال تختص ماشية هذا بفحل عن ماشية اآلخر وإن‬
‫(و) الرابع‬
‫معارا له أو لهما إال إذا اختلف النوع كضأن ومعز فال‬
‫كان ملكًا ألحدهما أو ً‬
‫يضر اختالفه قط ًعا للضرورة‪.‬‬

‫إذا كان (المشرب واحدً ا) وهو بفتح الميم موضع شرب الماشية سواء كان‬
‫(و) الخامس‬
‫من نهر أم من غيره‪.‬‬

‫إذا كان (الحالب) وهو الذي يحلب اللبن (واحدً ا) على رأي ضعيف‪،‬‬
‫(و) السادس‬
‫كجاز الغنم واإلناء الذي يحلب فيه كآلة الجز‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واألصح أنه ال يشترط اتحاده‬

‫إذا كان (موضع الح َلب واحدً ا) ُيقال للبن وللمصدر(‪ )١‬وهو المراد هنا‬
‫(و) السابع‬
‫وحكي سكونها‪.‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫إذا كانت الماشيتان نصا ًبا ً‬


‫كامل أو أقل من نصاب وألحدهما نصاب كما‬
‫(و) الثامن‬
‫مرت اإلشارة إليه‪.‬‬

‫(‪ )١‬أي المكان الذي تحلب فيه الماشية‪.‬‬

‫‪231‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫فصل في بيان نصاب الذهب والفضة وما يجب إخراجه‬

‫ِ‬
‫فبحسابه‪................‬‬ ‫مثقال‪ ،‬وفيه ُر ُب ُع ال ُع ِ‬
‫شر وفيما زا َد‬ ‫عشرون ً‬ ‫ِ‬
‫الذهب‬ ‫صاب‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ون ُ‬

‫مضى الحول من وقت خلطهما إذا كان المال حول ًيا‪ ،‬فلو ملك كل منهما‬
‫أربعين شاة في أول المحرم وخلطا في أول صفر فالجديد أنه ال خلطة في‬
‫الحول بل إذا جاء المحرم وجب على كل منهما شاة‪ .‬ولو تفرقت ماشيتهما‬
‫(و) التاسع‬
‫يسيرا‬ ‫ً‬
‫طويل عرفا ولو بال قصد ضر‪ ،‬وإن كان ً‬ ‫في أثناء الحول نظر إن كان زمانًا‬
‫ولم يعلما به لم يضر‪ ،‬فإن علما به وأقراه أو قصدا ذلك أو علمه أحدهما فقط‬
‫ضر كما قاله األذرعي‪.‬‬
‫ّ‬

‫أن يكونا من أهل الزكاة فلو كان النصاب المخلوط بين مسلم وكافر لم تؤثر‬
‫هذه الخلطة شي ًئا بل يعتبر نصيب من هو من أهل الزكاة إن كان بلغ نصا ًبا زكى‬ ‫(و) العاشر‬
‫زكاة المنفرد وإال فال زكاة‪.‬‬

‫فصل في بيان نصاب الذهب والفضة وما يجب إخراجه‬


‫واألصل في ذلك قبل اإلجماع مع ما يأتي قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )١‬والكنز هو الذي لم تؤ ّد زكاته‪.‬‬

‫(ونصاب الذهب)‬
‫مثقال)(‪ )٢‬باإلجماع بوزن مكة لقوله ‪ِ :‬‬
‫«الم ْك َي ُال‬ ‫ً‬ ‫الخالص ولو غير مضروب (عشرون‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وتم في آخر‬ ‫م ْك َي ُال ا ْل َمد ْينَة َوا ْل َو ْز ُن َو ْز ُن َم َّك َة» وهذا المقدار تحديد فلو نقص في ميزان َّ‬
‫فال زكاة على األصح للشك في النصاب‪( ،‬وفيه) أي نصاب الذهب (ربع العشر) وهو‬
‫كتاب الزكاة‬

‫نصف مثقال تحديدً ا لقوله ‪َ « :‬ل ْي َس فِي َأ َق ِّل ِم ْن ِع ْش ِري َن ِدين ًَارا َشي ٌء‪َ ،‬وفي ِع ْشري َن‬
‫يسيرا‪.‬‬
‫َار» (وفيما زاد) على النصاب (فبحسابه) ولو ً‬ ‫ف ِد ْين ٍ‬
‫نِ ْص َ‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪232‬‬
‫ِ‬
‫فبحسابه ‪...........................‬‬ ‫ِ‬
‫الورق ما َئتَا دره ٍم وفيها ُر ُب ُع ال ُع ْش ِر وما زا َد‬ ‫ونصاب‬
‫ُ‬

‫(ونصاب الفضة)‬
‫(ونصاب الورق) وهو بكسر الراء الفضة ولو غير مضروبة (مائتا درهم)(‪ )1‬خالصة بوزن‬
‫الو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رق َصدَ َق ٌة» واألوقية بضم‬ ‫س َأو ٍاق(‪ )2‬م َن َ‬ ‫يما ُدون َخ ْم ِ‬
‫مكة تحديدً ا لقوله ‪َ « :‬ل ْي َس ف َ‬
‫درهما بالنصوص المشهورة واإلجماع قاله في‬ ‫ً‬ ‫الهمزة وتشديد الياء على األشهر أربعون‬
‫المجموع‪ ،‬والمراد بالدراهم الدارهم اإلسالمية التي كُل عشرة منها سبعة مثاقيل‪ ،‬وكل‬
‫درهما وسبعان‪.‬‬
‫ً‬ ‫عشرة مثاقيل أربعة عشر‬
‫«وفِي‬
‫ (وفيها) أي الدراهم المذكورة (ربع العشر) منه وهو خمسة دراهم لقوله ‪َ :‬‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫الر َّقة ُر ْب ُع ال ُع ْشر» (وما زاد) على النصاب ولو ً‬
‫يسيرا‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫(فبحسابه) والفرق بينهما وبين المواشي ضرر المشاركة‪ ،‬والمعنى في ذلك أن الذهب‬ ‫ ‬
‫والفضة معدّ ان للنماء كالماشية السائمة‪ ،‬وهما من أشرف نعم اﷲ تعالى على عباده إذ بهما‬
‫قوام الدنيا ونظام أحوال الخلق فإن حاجات الناس كثيرة وكلها تقضي بهما بخالف غيرهما‬
‫من األموال‪ ،‬فمن كنزهما فقد أبطل الحكمة التي خلقا لها كمن حبس قاضي البلد ومنعه أن‬
‫يقضي حوائج الناس‪ ،‬وال يكمل نصاب أحد النقدين باآلخر الختالف الجنس كما ال يكمل‬
‫نصاب التمر بالزبيب‪.‬‬

‫الجدول ‪ ٣،٤‬نصاب الذهب والفضة‬

‫نصاب الفضة‬ ‫نصاب الذهب‬


‫‪ ٢٠٠‬درهم‬ ‫ً‬
‫مثقال‬ ‫‪٢٠‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫(‪ )٣‬الرقة‪ :‬هي الدراهم‪.‬‬

‫‪233‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫تجب في الحلِ ِّي المباح زكاةٌ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وال‬

‫زكاة الحلي المباح‬


‫الحلي المباح) من ذهب‬ ‫ّ‬ ‫(وال تجب في‬
‫أو فضة كخلخال المرأة (زكاة) ألنه معدّ‬
‫الستعمال مباح فأشبه العوامل من النعم‪،‬‬
‫المحرم من حلي ومن غيره كاألواني‬
‫ّ‬ ‫ويزكى‬
‫باإلجماع‪ ،‬والسوار والخلخال للبس الرجل‬
‫محرمان بالقصد‪،‬‬‫بأن يقصده باتخاذهما فهما ّ‬
‫مثل بال قصد ال للبس‬‫سوارا ً‬
‫ً‬ ‫فلو اتخذ الرجل‬
‫الصورة ‪ 3،3‬مثال الحلي‬ ‫وال لغيره أو بقصد إجارته لمن له استعماله بال‬
‫كراهة فال زكاة فيه النتفاء القصد المحرم والمكروه‪ ،‬وكذا لو انكسر الحلي المباح لالستعمال‬
‫أحوال لدوام صورة الحلي وقصد‬ ‫ً‬ ‫أيضا وإن دام‬
‫وقصد إصالحه وأمكن بال صوغ فال زكاة ً‬
‫إصالحه‪ ،‬وحيث أوجبنا الزكاة في الحلي واختلفت قيمته ووزنه فالعبرة بقيمته البوزنه ويحرم‬
‫إلن ِ‬
‫َاث ُأ ّمتِّي‬ ‫الح ِر ُير ِ‬ ‫على الرجل حلي الذهب ولو في آلة الحرب لقوله ‪ُ « :‬أ ِح َّل َّ‬
‫ب َو َ‬
‫الذ َه ُ‬
‫ُور َها»(‪ ،)١‬إال األنف إذا جدع فإنه يجوز أن يتخذ من الذهب ألن بعض الصحابة‬ ‫َو ُح ِّر َم َعلى ُذك ِ‬
‫قطع أنفه في غزوة فاتخذ أن ًفا من فضة فأنتن عليه‪ ،‬فأمره ‪ ‬أن يتخذه من ذهب وإال األنملة‬
‫قياسا على األنف‪ ،‬وإال السن فإنه‬ ‫فإنه يجوز اتخاذها لمن قطعت منه ولو لكل أصبع من الذهب ً‬
‫قياسا على األنف‪ ،‬ويحرم سن الخاتم‬ ‫يجوز لمن قلعت سنه اتخاذ سن من ذهب وإن تعددت ً‬
‫من الذهب على الرجل وهي الشعبة التي يستمسك بها الفص‪ ،‬ويحل للرجل من الفضة الخاتم‬
‫خاتما من فضة‪ ،‬بل لبسه سنة سواء أكان في اليمين أم في اليسار‬ ‫ً‬ ‫باإلجماع وألنه ‪« :‬اتخذ‬
‫كتاب الزكاة‬

‫لكن اليمين أفضل»‪ ،‬والسنة أن يجعل الفض مما يلي كفه‪ .‬وال يكره للمرأة لبس خاتم الفضة‪.‬‬

‫***‬

‫(‪ )١‬أبو داود‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪234‬‬
‫فصل في بيان نصاب الزروع والثمار‪ ،‬وما يجب إخراجه‬

‫بالعراقي‪.‬‬ ‫ألف وست ِ‬


‫ّمائة ر ْط ٍل‬ ‫ونصاب الزرو ِع وال ِّثمار خمس ُة ْأو ُس ٍق وهي‪ٌ :‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫العشر‪.......................................‬‬ ‫الس ْيحِ ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫السماء أو َّ‬
‫قيت بماء َّ‬ ‫وفيها ‪ -‬إن ُس ْ‬

‫فصل في بيان نصاب الزروع والثمار‪ ،‬وما يجب إخراجه‬


‫(ونصاب الزروع والثمار خمسة أوسق)‪ ،‬لقوله ‪« :‬ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة(‪»)١‬‬
‫واألوسق‪ :‬جمع وسق ‪ -‬بفتح الواو وكسرها ‪ -‬سمي به ألنه يجمع الصيعان (وهي) بالوزن (ألف)‬
‫رطل (وستمائة رطل بالعراقي) أي البغدادي‪ ،‬ألن‬

‫وقدرت به ألنه الرطل الشرعي‪.‬‬ ‫ ‬


‫ والنصاب المذكور تحديد كما في نصاب المواشي وغيرها‪ ،‬والعبرة فيه بالكيل على‬
‫استظهارا أو إذا وافق الكيل‪ .‬والمعتبر في الوزن من كل نوع‬
‫ً‬ ‫الصحيح‪ ،‬وإنما قدرت بالوزن‬
‫الوسط‪ ،‬فإنه يشتمل على الخفيف والرزين‪.‬‬

‫(و) يجب (فيها) أي في الخمسة أوسق وما زاد (إن سقيت بماء السماء أو) بماء‬
‫(السيح) وهو ‪ -‬بفتح المهملة وسكون المثناة تحت ‪ -‬السيل‪ ،‬أو بماء انصب إليه‬
‫‪1‬‬
‫من جبل أو نهر أو عين‪ ،‬أو شرب بعروقه لقربه من الماء‪ ،‬وهو البعلى‪ ،‬سواء في ذلك‬
‫كتاب الزكاة‬

‫الثمر والزرع ‪( -‬العشر) ً‬


‫كامل‪.‬‬

‫كيلو جرام‪ ،‬والخمسة أوسق ‪ ٢١٦‬كيلو وبالكيل أربعة أرادب وكيلتان‪.‬‬ ‫(‪ )١‬الوسق‪ :‬مكيال معلوم =‬

‫‪235‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫نصف ال ُع ْش ِر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بدوالب أو بنضحٍ ‪-‬‬ ‫قيت‬
‫وإن ُس ْ‬

‫(و) يجب فيها (إن سقيت بدوالب) ‪ -‬وهو ما يديره الحيوان(‪ ،)١‬أو دالية وهي ‪-‬‬
‫البكرة(‪ ،)٢‬أو ناعورة‪ ،‬وهي ‪ -‬ما يديره الماء بنفسه (أو بنضح) من نحو نهر بحيوان‪،‬‬
‫ناضحا واألنثى ناضحة‪ ،‬أو بماء اشتراه أو وهب له‪ ،‬لعظم المنة فيه أو‬
‫ً‬ ‫ويسمى الذكر‬
‫غصبه لوجوب ضمانه (نصف العشر) وذلك لقوله ‪ :‬فيما سقت السماء والعيون‬
‫أو كان عثر ًيا ‪ -‬العشر وفيما سقى بالنضح نصف العشر وانعقد اإلجماع على ذلك‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كما قاله البيهقي وغيره والمعنى فيه كثرة المؤنة وخفتها كما في المعلوفة والسائمة‪،‬‬
‫والعثرى ما سقى بماء السيل الجاري إليه في حفرة‪ ،‬وتسمى الحفرة عاثوراء‪ ،‬لتعثر‬
‫الماء بها إذا لم يعلمها‪ .‬والقنوات والمساقي المحفورة من النهر العظيم(‪ )٣‬كماء‬
‫المطر‪ ،‬ففي المسقى بماء يجري فيها منه العشر وفيما سقى بالنوعين كالنضح والمطر‬
‫يقسط باعتبار مدة عيش الثمر والزرع ونمائهما‪ ،‬ال بأكثرهما‪ ،‬وال بعدد السقيات‪.‬‬

‫فلو كانت المدة من يوم الزرع ً‬


‫مثل إلى يوم اإلدراك ثمانية أشهر واحتاج في أربعة‬
‫منها إلى سقية فسقى بالمطر وفي األربعة األخرى إلى سقيتين فسقى بالنضح وجب‬
‫‪3‬‬
‫ثالثة أرباع العشر ألن نصف المدة بالمطر فيجب نصف العشر‪ ،‬ونصفها اآلخر‬
‫بالنضح فيجب ربع العشر‪ ،‬فيكون المجموع ثالثة أرباع العشر‪.‬‬

‫ وتجب الزكاة فيما ذكر ببدو صالح ثمر‪ ،‬ألنه حينئذ ثمرة كاملة وهو قبل ذلك بلح وحصرم‬
‫وباشتداد حب‪ ،‬ألنه حينئذ طعام‪ .‬وهو قبل ذلك بقل‪ .‬والصالح في ثمر وغيره بلوغه صفة‬
‫يطلب فيها غال ًبا‪ .‬وعالمته في الثمر المأكول المتلون أخذه في حمرة أو سواد أو صفرة كبلح‬
‫وعناب ومشمش‪ ،‬وفي غير المتلون منه كالعنب األبيض لينه وتمويهه وهو صفاؤه وجريان‬
‫كتاب الزكاة‬

‫كبدو صالح كله‪.‬‬


‫الماء فيه‪ .‬وبدو صالح بعضه وإن قل ِّ‬
‫***‬
‫(‪ ) ١‬الساقية المعروفة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬التي يملي عليها من اآلبار ونحوها‪.‬‬
‫(‪ )٣‬أي التي يصل منها الماء إلى الزرع من النهر الكبير بدون جهد‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪236‬‬
‫فصل في زكاة العروض وما يجب إخراجه‬

‫ويخرج من ذلك ُر ُب ُع ال ُع ْش ِر (‪.)...‬‬ ‫يت به‪،‬‬ ‫ِ‬


‫الحول بما اشت ُِر ْ‬ ‫عروض الت ِ‬
‫ِّجارة عند ِ‬
‫آخر‬ ‫ُ‬ ‫ُقو ُم‬
‫ُ‬ ‫وت َّ‬

‫فصل في زكاة العروض وما يجب إخراجه‬


‫(وتقوم عروض التجارة عند آخر الحول بما اشتريت به) هذا إذا ملك مال التجارة بنقد ولو في‬
‫يقوم به ألنه أصل ما بيده وأقرب إليه من نقد‬
‫ذمته‪ ،‬أو بغير نقد البلد الغالب‪ ،‬أو دون نصاب فإنه ّ‬
‫البلد‪ ،‬فلو لم يبلغ نصا ًبا لم تجب الزكاة وإن بلغ بغيره‪.‬‬

‫خرج من) قيمة (ذلك) ال من العروض (ربع العشر) أما أنه ربع العشر فكما في‬ ‫ (و ُي َ‬
‫الذهب والفضة ألنه يقوم بهما‪ ،‬وأما أنه من القيمة فألنها متعلقه‪ ،‬فال يجوز إخراجه من عين‬
‫العروض(‪.)١‬‬
‫فصل في زكاة الفطر ويقال‪ :‬صدقة الفطر‬
‫أيضا زكاة الفطرة كأنها من الفطرة التي هي‬
‫سميت بذلك ألن وجوبها بدخول الفطر‪ ،‬ويقال ً‬
‫(‪.)٢‬‬ ‫الخلقة المرادة بقوله تعالى‪:‬‬

‫ قال وكيع بن الجراح‪ :‬زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدة السهو للصالة تجبر نقصان الصوم‬
‫كما يجبر السجود نقصان الصالة‪.‬‬
‫ِ‬
‫الفطر‬ ‫رسول اﷲ ‪ ‬زكا َة‬ ‫ُ‬ ‫فرض‬
‫ واألصل في وجوبها قبل اإلجماع خبر ابن عمر ‪َ :‬‬
‫عبد َذك ٍَر أو أنثى ِم َن‬
‫كل حر أو ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شعير على ِّ ٍّ‬ ‫الناس صا ًعا ِم ْن ٍ‬
‫تمر أو صا ًعا من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫رمضان على‬ ‫ِم ْن‬
‫المسلمي َن‪.‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫(‪ ) ١‬الركاز‪ :‬وهو ما يعثر عليه اآلن من اآلثار القديمة والعمالت والتماثيل وغيرها وهو ما يسمى في الفقه‬
‫بالركاز‪ ،‬فهذا األمر نظمه القانون المعاصر ويجب شر ًعا التقيد به‪.‬‬ ‫ ‬
‫(‪ )٢‬سورة الروم‪ .‬اآلية‪.٣٠ :‬‬
‫‪237‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في شرائط وجوب زكاة الفطر‬

‫ِ‬ ‫وت ِ‬
‫رمضان‪،‬‬
‫َ‬ ‫شياء‪ :‬اإلسالمِ‪ ،‬وبغروب الشمس من آخر يو ٍم من‬ ‫الفطر بثالثة َأ َ‬
‫ِ‬ ‫ب زكا ُة‬ ‫َج ُ‬
‫وته و ُق ِ‬
‫وت عياله في ذلك اليو ِم وليلته ‪.............................‬‬ ‫الفض ِل عن ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫ووجود ْ‬

‫شرائط في وجوب زكاة الفطر‬


‫ِ‬
‫بثالثة أشياء) بل بأربعة كما ستعرفه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الفطر‬ ‫(وتجب زكا ُة‬
‫ُ‬

‫سل ِمين‬
‫(اإلسالم) فال زكاة على كافر لقوله صلى اﷲ عليه وسلم‪ِ :‬من ا ْلم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫األول‬
‫وهو إجماع ألنها طهرة للصائم‪ ،‬والمراد أنه ليس مطال ًبا بإخراجها ولكن‬
‫يعاقب عليها في اآلخرة‪.‬‬

‫(بغروب) كل (الشمس من آخر يوم من رمضان) ألنها مضافة في الحديث‬ ‫(و) الشرط‬
‫الثاني‬
‫إلى الفطر من رمضان في الخبر الماضي‪ ،‬وال بد من إدراك جزء من رمضان‬
‫شوال‪ ،‬فتخرج عمن مات بعد الغروب دون من ولد بعده‬ ‫وجزء من ليلة ّ‬
‫ويسن أن تخرج قبل صالة العيد‪ ،‬لالتباع وهذا جرى على الغالب من فعل‬
‫الصالة أول النهار‪ ،‬فإن أخرت استحب األداء أول النهار ويحرم تأخيرها‬
‫عن يوم العيد بال عذر كغيبة ماله أو المستحقين‪.‬‬

‫(وجود الفضل) أي الفاضل (عن قوته وقوت) من تلزمه نفقته من (عياله)‬ ‫(و) الثالث من‬
‫وزوجته (في ذلك اليوم) أي يوم العيد (وليلته)‪.‬‬ ‫الشروط‬
‫كتاب الزكاة‬

‫ً‬
‫فاضل عن مسكن وخادم الئقين به يحتاج إليهما كما في الكفارة‪.‬‬ ‫أيضا أن يكون‬
‫ ويشترط ً‬
‫بجامع التطهير‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪238‬‬
‫قوت ِ‬
‫بلده وقدر ُه خمس ُة‬ ‫ِ‬ ‫سلمين صا ًعا من‬ ‫الم‬
‫َ‬ ‫و ُيزكِّي عن نفسه وعمن تلزم ُه نفقت ُه من ُ‬
‫وثلث بالعرا ِّقي ‪.................................................................‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫أرطال‬
‫فاضل عن دينه ولو آلدمي كما رجحه في المجموع (ويزكي عن‬ ‫ً‬ ‫ وال يشترط كونه‬
‫نفسه وعمن تلزمه نفقته من) زوجته وأوالده (المسلمين) ويزكي عن نفسه وجو ًبا (صا ًعا من)‬
‫غالب (قوت بلده) إن كان بلد ًيا‪ ،‬وفي غيره(‪ )١‬من غالب قوت محله ألن ذلك يختلف‬
‫باختالف النواحي‪ ،‬والمعتبر في غالب القوت غالب قوت السنة ويجزئ القوت األعلى عن‬
‫خيرا وال عكس لنقصه عن الحق‪ ،‬واالعتبار في األعلى واألدنى بزيادة‬ ‫القوت األدنى ألنه زاد ً‬
‫فالبر خير من التمر واألرز ومن الزبيب‪ ،‬والشعير خير من التمر‬‫االقتيات ألنه المقصود‪ّ :‬‬
‫(‪)٢‬‬

‫ألنه أبلغ في االقتيات والتمر خير من الزبيب‪ ،‬فالشعير خير منه باألولى‪ ،‬وينبغي أن يكون‬
‫خيرا من األرز وأن األرز خير من التمر وله أن يخرج عن نفسه من قوت واجب وعمن‬ ‫الشعير ً‬
‫خيرا‪ ،‬وال يبعض الصاع‬ ‫تلزمه فطرته كزوجته وقريبه أو عمن تبرع عنه بإذنه أعلى منه ألنه زاد ً‬
‫المخرج عن الشخص الواحد من جنسين وإن كان أحد الجنسين أعلى من الواجب‪ ،‬كما ال‬
‫يجزئ في كفارة اليمين أن يكسو خمسة ويطعم خمسة‪ ،‬وإخراجه من نوعين(‪ )٣‬جائز إذا كان من‬
‫الغالب ولو كان في بلد أقوات ال غالب فيها تخير‪ ،‬واألفضل أعالها في االقتيات لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪.)٤‬‬
‫أي بالبغدادي‪ .‬وإنما‬
‫ (وقدره) أي الصاع بالوزن (خمسة أرطال وثلث) رطل (بالعراقي) ّ‬
‫قدرا يتيقن أنه‬
‫استظهارا والعبرة بالصاع النبوي إن وجد أو معياره‪ ،‬فإن فقد أخرج ً‬
‫ً‬ ‫قدر بالوزن‬
‫ال ينقص عن الصاع‪ .‬قال في الروضة‪ :‬قال جماعة‪ :‬الصاع أربع حفنات بكفي رجل معتدلهما‪.‬‬
‫انتهى والصاع بالكيل المصري قدحان(‪ ،)٥‬وينبغي له أن يزيد‬
‫يسيرا الحتمال اشتمالهما على طين أو تبن أو نحو ذلك‬
‫شي ًئا ً‬
‫قال ابن الرفعة‪ :‬كان قاضي القضاة عماد الدين السكري رحمه‬
‫اﷲ تعالى يقول حين يخطب بمصر خطبة عيد الفطر‪ :‬والصاع‬
‫كتاب الزكاة‬

‫قدحان بكيل بلدكم هذه سالم من الطين والعيب والغلت‪.‬‬


‫الصورة ‪ ٣،٤‬الصاع والمد‬
‫أي من يعيش في البادية‪.‬‬ ‫(‪) ١‬‬
‫أي ال بزيادة القيمة‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬‬
‫أي نوعين من جنس القوت الواجب اإلخراج منه كنوعين من القمح ً‬
‫مثل‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬‬
‫سورة آل عمران‪ .‬اآلية‪.٩٢ :‬‬ ‫(‪ )٤‬‬
‫الكيلة‪ :‬ثمانية أقداح‪ ،‬والصاع = (ربع) كيلة بالكيل المصري‪.‬‬ ‫(‪ )٥‬‬
‫‪239‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬
‫فصل في قسم الصدقات‬

‫قو ِله َت َعالى‪:‬‬ ‫ِ‬


‫العزيز في ْ‬
‫ِ‬
‫كتابه‬ ‫اﷲ تعالى في‬
‫ذكرهم ُ‬
‫ُ‬
‫وتُدفع الزَّكا ُة إلى األص ِ‬
‫ناف الثمانية الذين‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫(‪.)1‬‬

‫فصل في قسم الصدقات‬


‫أي الزكوات على مستحقيها‪ ،‬وسميت بذلك إلشعارها بصدق باذلها‪ ،‬وذكرها المصنف في‬
‫آخر الزكاة تب ًعا لإلمام الشافعي ‪ ‬في األم وهو أنسب من ذكر المنهاج لها تب ًعا للمزني بعد‬
‫قسم الفيء والغنيمة‪.‬‬

‫ (وتدفع الزكاة) من أي صنف كان من أصنافها الثمانية المتقدم بيانها (إلى) جميع (األصناف‬
‫الثمانية) عند وجودهم في محل المال وهم (الذين ذكرهم اﷲ تعالى في كتابه العزيز في‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫(‪ )٢‬قد علم من الحصر بــ (إِن ََّما) إنها ال تصرف‬
‫لغيرهم وهو مجمع عليه‪ ،‬وإنما وقع الخالف في استيعابهم‪ ،‬وأضاف في اآلية الكريمة‬
‫الصدقات إلى األصناف األربعة األولى بالم الملك‪ ،‬وإلى األربعة األخيرة بفي الظرفية لإلشعار‬
‫بإطالق الملك في األربعة األولى‪ ،‬وتقييده في األربعة األخيرة حتى إذا لم يحصل الصرف‬
‫في مصارفها‪ ،‬استرجع‪ ،‬بخالفه في األولى على ما يأتي‪ .‬وسكت المصنف عن تعريف هذه‬
‫األصناف وأنا أذكرهم على نظم اآلية الكريمة‪.‬‬ ‫كتاب الزكاة‬

‫(‪ ) ١‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.٦٠ :‬‬


‫(‪ )٢‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.٦٠ :‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪240‬‬
‫‪.......................................................................................‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫األصناف‬
‫الثمانية‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫الرسم البياني ‪ 3،1‬األصناف الثمانية‬

‫الفقير وهو من ال مال له وال كسب الئق به‪ ،‬يقع جميعهما أو مجموعهما‬ ‫فاألول‬
‫وملبسا ومسكنًا وغيرهما مما ال بد له منه على ما‬
‫ً‬ ‫مطعما‬
‫ً‬ ‫موق ًعا من كفايته‬
‫يليق بحاله وحال ممونه‪ ،‬كمن يحتاج إلى عشرة وال يملك أو ال يكتسب‬
‫إال درهمين أو ثالثة أو أربعة‪ ،‬وسواء أكان ما يملكه نصا ًبا أم أقل أم أكثر‪.‬‬

‫المسكين وهو من له مال أو كسب الئق به يقع موق ًعا من كفايته وال يكفيه‪،‬‬ ‫والثاني‬
‫كمن يملك أو يكتسب سبعة أو ثمانية وال يكفيه إال عشرة‪ ،‬والمراد أنه ال يكفيه‬
‫العمر الغالب‪.‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫العامل على الزكاة‪ ،‬كساع يجبيها وكاتب يكتب ما أعطاه أرباب األموال‬ ‫والثالث‬
‫وقاسم وحاشر يجمعهم أو يجمع ذوي السهمان ال قاض ووال فال حق‬
‫لهما في الزكاة بل رزقهما في خمس الخمس المرصد للمصالح‪.‬‬

‫‪241‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫‪........................................................................................‬‬

‫المؤلفة قلوبهم‪ :‬جمع مؤلف من التأليف‪ ،‬وهو من أسلم ونيته ضعيفة‬ ‫والرابع‬
‫فيتألف ليقوي إيمانه‪ ،‬أو من أسلم ونيته في اإلسالم قوية ولكن له شرف‬
‫شر من يليه من كفار أو‬
‫في قومه يتوقع بإعطائه إسالم غيره‪ ،‬أو كاف لنا ّ‬
‫مانعي زكاة فهذان القسمان األخيران إنما يعطيان إذا كان إعطاؤهما أهون‬
‫علينا من جيش يبعث لذلك‪ ،‬فقول الماوردي‪« :‬يعتبر في إعطاء المؤلفة‬
‫احتياجنا إليهم» محمول على غير الصنفين األولين‪ ،‬أما هما فال يشترط‬
‫فيهما ذلك كما هو ظاهر كالمهم‪ .‬وهل تكون المرأة من المؤلفة؟ وجهان‬
‫أصحهما نعم‪.‬‬

‫في الرقاب‪ :‬ولما لم يعد هناك عبيد اآلن فال حاجة لتفصيل الكالم عنه‬ ‫والخامس‬
‫حيث صدرت التشريعات الدولية محقق ًة لفلسفة اإلسالم في حرية اإلنسان‬
‫وانتهت بذلك إلى األبد ظاهرة الرق‪.‬‬

‫الغارم وهو ثالثة‪ :‬من تداين لنفسه في مباح طاعة كان أو ال وإن صرفه‬ ‫والسادس‬
‫في معصية أو في غير مباح كخمر وتاب وظن صدقه‪ ،‬أو صرفه في مباح‬
‫فيعطى مع الحاجة بأن يحل الدين وال يقدر على وفائه بخالف ما لو تداين‬
‫لمعصية وصرفه فيها ولم يتب‪ ،‬فال يعطى وما لو لم يحتج لم يعط أو‬
‫تداين إلصالح ذات البين أي الحال بين القوم كأن خاف فتنة بين قبيلتين‬
‫تنازعتا في قتيل لم يظهر قاتله فتحمل الدية تسكينًا للفتنة فيعطى ولو غن ًيا‬
‫كتاب الزكاة‬

‫ترغي ًبا في هذه المكرمة‪ ،‬أو تداين لضمان فيعطى إن أعسر مع األصيل أو‬
‫أعسر وحده‪ ،‬وكان متبر ًعا بالضمان بخالف ما إذا ضمن باإلذن‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪242‬‬
‫ثالثة من كل صنف‪ ،‬إال ا ْل ِ‬
‫عام َل ‪.....‬‬ ‫أقل من ٍ‬
‫منه ْم ولم يجز االقتصار على َّ‬
‫ْ‬ ‫وإلى َم ْن ُيوجدُ ُ‬

‫سبيل اﷲ تعالى متطوع بالجهاد فيعطى ولو غن ًيا(‪.)١‬‬ ‫والسابع‬

‫ابن السبيل وهو منشيء سفر من بلد الزكاة‪ ،‬أو مجتاز به في سفره إن احتاج‬ ‫والثامن‬
‫وال معصية بسفره‪.‬‬

‫ (و) يجب تعميم األصناف الثمانية في القسم إن أمكن بأن قسم اإلمام ولو بنائبه ووجدوا‬
‫لظاهر اآلية‪ ،‬فإن لم يمكن بأن قسم المالك إذ ال عامل أو اإلمام ووجد بعضهم وجب الدفع‬
‫(إلى من يوجد منهم) وتعميم من وجد منهم وعلى اإلمام تعميم آحاد كل صنف وكذا المالك‬
‫يف بهم المال‬ ‫إن انحصروا بالبلد ووفى بهم المال‪ ،‬فإن لم ينحصروا أو انحصروا (و) لم ِ‬
‫(لم يجز االقتصار على أقل من ثالثة من كل صنف) لذكره في اآلية بصيغة الجمع وهو المراد‬
‫بفي سبيل اﷲ وابن السبيل الذي هو للجنس (إال العامل) فإنه يسقط إذا قسم المالك‪ ،‬ويجوز‬
‫حيث كان أن يكون واحدً ا إن حصلت به الكفاية‪ ،‬وتجب التسوية بين األصناف غير العامل‬
‫ولو زادت حاجة بعضهم‪ ،‬وال تجب التسوية بين آحاد الصنف إال أن يقسم اإلمام وتتساوي‬
‫الحاجات فتجب التسوية‪ ،‬ويحرم على المالك وال يجزئه نقل الزكاة من بلد وجوبها مع‬
‫وجود المستحقين إلى بلد آخر‪ ،‬فإن عدمت األصناف في بلد وجوبها أو فضل عنهم شيء‬
‫وجب نقلها أو الفاضل إلى مثلهم بأقرب بلد إليه‪ ،‬وإن عدم بعضهم أو فضل عنه شيء ر ّد نصيب‬
‫البعض أو الفاضل عنه على الباقين إن نقص نصيبهم عن كفايتهم‪ ،‬أما اإلمام فله ولو بنائبه نقل‬
‫الزكاة مطل ًقا‪.‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫(‪ )١‬ما دام المسلمون قد احتاجوا إليه في الجهاد لدفع ما وقع من اعتداء عليهم‪.‬‬

‫‪243‬‬ ‫المختار من اإلقناع‬


‫الم ِّطلِ ِ‬
‫ب‪ .‬ومن تلزم‬ ‫ٍ‬
‫كسب‪ ،‬و َبنُو هاشمٍ‪ ،‬وبنو ُ‬
‫وأربعة ال يجوز د ْف ُع َها إلي ِهم‪ :‬الغني ٍ‬
‫بمال‪ ،‬أو‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬
‫والمساكين وال تصح للكافر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الفقراء‬ ‫المزكِّي نفقت ُه‪ ،‬ال يدفعها باسم‬
‫ُ‬

‫(وأربعة ال يجوز دفعها) أي الزكاة (إليهم)‪.‬‬

‫الجدول ‪ ٣،5‬أربعة أصناف ال يجوز دفع الزكاة إليهم‬

‫حاضر عنده (أو كسب) الئق به يكفيه‪.‬‬ ‫(الغني بمال)‬ ‫األول‬

‫الصدَ َقات إِن ََّما هي َأ ْو َساخُ‬ ‫ِِ‬


‫فال تحل لهما لقوله ‪« :‬إِ َّن َهذه َ‬
‫آلل ُم َح َّم ِد»(‪ .)١‬وقال‪َ « :‬ل‬ ‫َحل لِم َحم ٍد َوال ِ‬
‫َّاس‪َ ،‬وإِن ََّها َل ت ُّ ُ َّ‬
‫الن ِ‬ ‫(بنو هاشم وبنو‬
‫(و) الثاني‬
‫ات َش ْي ًئا إِ َّن َلك ُْم في ُخ ْمس‬‫ت ِمن الصدَ َق ِ‬
‫حل َلكُم َأه َل البي ِ‬ ‫ُأ ُّ‬ ‫المطلب)‬
‫َ َ‬ ‫ْ ْ َْ‬
‫س َما َيك ِْفيك ُْم َأ ْو ُي ْغنِيك ُْم» أي بل يغنيكم‪.‬‬ ‫الخ ْم ِ‬
‫ُ‬

‫بزوجية أو بعضية (ال يدفعها) إليهم (باسم) أي من سهم‬


‫(الفقراء و) ال من سهم (المساكين) لغناهم بذلك وله دفعها‬ ‫(من تلزم‬
‫المزكي نفقته)‬ ‫(و) الثالث‬
‫إليهم من سهم باقي األصناف إذا كانوا بتلك الصفة إال أن‬
‫المرأة ال تكون عاملة وال غازية كما في الروضة‪.‬‬

‫لخبر الصحيحين « َصدَ َق ٌة ت ُْؤ َخ ُذ ِم ْن َأ ْغنِ َي ِائ ِه ْم َفت َُر ُّد َع َلى‬
‫ُف َق َر ِائ ِه ْم» نعم الكيال والحمال والحافظ ونحوهم يجوز‬
‫(ال تصح للكافر)‬ ‫(و) الرابع‬
‫كفارا مستأجرين من سهم العامل ألن ذلك أجرة‬
‫كونهم ً‬
‫كتاب الزكاة‬

‫ال زكاة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪244‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫فصل في قسم الصدقات‬

‫تنبيه‬

‫فورا إذا‬
‫غير المستحقين للزكاة‬ ‫المستحقون للزكاة‬
‫يجب أداء الزكاة ً‬
‫تمكن من األداء بحضور‬
‫الغني بالمال‬ ‫الفقير‬
‫مال وآخذ للزكاة‪ :‬من إمام‬
‫أو ساع أو مستحق‪ ،‬فإن‬ ‫المسكين‬
‫بنو هاشم وبنو المطلب‬
‫أخر أداءها وتلف المال‬
‫ضمن‪ ،‬وله دفعها إلى‬ ‫من تلزم المزكي نفقته‬ ‫العامل‬
‫اإلمام بال طلب منه‪ ،‬وهو‬
‫المؤلفة قلوبهم‬
‫أفضل من تفريقها بنفسه‪،‬‬ ‫الكافر‬
‫وتجب نية في الزكاة‪.‬‬ ‫الرقاب‬

‫الغارم‬

‫سبيل اﷲ‬

‫ابن السبيل‬

‫ تتمة‪ :‬صدقة التطوع سنة لما ورد فيها من الكتاب والسنة‪ ،‬وتحل لغني كما تحل لغير‬
‫سرا وفي رمضان ولنحو قريب كزوجة وصديق فجار قريب فأقرب‪ :‬أفضل‪،‬‬ ‫المسلم ودفعها ً‬
‫(‪)1‬‬

‫وتحرم لمن تجب عليه‪ ،‬نفقته‪ ،‬ويسن اإلكثار من الصدقة في رمضان وأيام الحاجات وعند‬
‫كتاب الزكاة‬

‫مرض وسفر وحج وفي أزمنة وأمكنة فاضلة كعشر ذي الحجة وأيام العيد ومكة والمدينة‪.‬‬
‫ أنتهي بحمد اﷲ وعونه وتوفيقه واﷲ نسأل أن ينفع به وأن يجزينا عنه خير الجزاء إنه‬
‫سميع مجيب‪.‬‬
‫***‬
‫(‪ ) 1‬فيجوز للمسلم أن يتصدق على الجار المسيحي الفقير وكذلك ما في حكمه من األصدقاء ‬
‫‪245‬‬ ‫المواطنين من غير المسلمين‪.‬‬ ‫ ‬
‫المختار من اإلقناع‬
‫أسئلة على الزكاة‬

‫س ‪ :١‬عرف الزكاة لغة وشر ًعا‪ .‬مع ذكر الدليل‪.‬‬


‫س ‪ :٢‬ما شروط وجوب الزكاة؟‬
‫س ‪ :3‬عرف المصطلحات الفقهية التالية‪ :‬النصاب‪ ،‬السوم‪ ،‬الحول‪.‬‬
‫س ‪ :4‬ما األصناف التي تجب فيها الزكاة؟‬
‫س ‪ :5‬لمن تصرف الزكاة؟ وما الدليل؟‬
‫س ‪ :6‬بين الحكم فيما يلي مع التعليل إن أمكن‪:‬‬
‫تارك الزكاة جاحدً ا‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫وحرصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تارك الزكاة ً‬
‫بخل‬ ‫‪ -‬‬
‫نقص ملكه في الحول عن النصاب ولم يزد‪.‬‬ ‫‪ -‬‬
‫أبقار تبلغ نصا ًبا وتعمل في الحرث والزرع‪.‬‬ ‫‪ -‬‬
‫دفع زكاته لمن تجب عليه نفقتهم‪.‬‬ ‫‪ -‬‬

‫س ‪ :7‬ضع عالمة (✓) أو عالمة (✗) أمام العبارات التالية مع التعليل والتصويب‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬فرضت الزكاة في السنة الثامنة من الهجرة‪ .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬في خمس من اإلبل شاة‪ .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬أخرج زكاة الفطر بعد صالة العيد‪ .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬يجوز دفع الزكاة لبني هاشم وبني عبد المطلب‪ .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬تجب الزكاة في الثياب المتخذة لالقتناء‪ .‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫س ‪ :8‬ضع المصطلح الفقهي الدال على ما يلي‪:‬‬


‫(‪).........‬‬ ‫‪ -‬ما أتم سنة من الضأن ‪.‬‬
‫(‪).........‬‬ ‫‪ -‬من له مال مدخر أو كسب يبلغ نصف حاجته فأكثر‪ .‬‬

‫الثانوي‬
‫الصف األول الثانوى‬
‫‪246‬‬
RM 24.05
ISBN 978-629-7570-00-6

FT604012

You might also like