Professional Documents
Culture Documents
Kementerian Pendidikan: ISBN 978-629-7570-00-6
Kementerian Pendidikan: ISBN 978-629-7570-00-6
2023
٢٠٢٢
No Siri Buku: 0152
َ
الرجل األمور التي تخالف فيها المرأ ُة
١٤٦ في الصالة
و
وشرحا دون تبديل أو تحريف ليقاس أصل الكتاب
ً المحافظة على أصل الكتاب متنًا ١
ومحتواه ونصه كما هو ،فنحفظ على كتب التراث أصالتها ،ونعود أبناءنا الطالب
على دراستها فيعتادونها ويألفونها.
االقتصار على الموضوعات المقررة من الكتاب. ٢
حذف بعض المسائل التي ال وجود لها اآلن على أرض الواقع ،أو التي كانت مناسبة ٣
في عصر ما ،وأمست غريبة في عصرنا ،وال تتفق ومستجداته ،ويمكن االستغناء عنها
دون المساس بمادة الكتاب ،أو الخروج عن أصول المذهب.
عزو اآليات الكريمة لسورها وترقيمها وتخريج األحاديث. ٤
توضيح ما ُخفي من ألفاظ وعبارات ومصطلحات مبهمة ،وبيان مرجع الضمائر فيها ٥
وذلك في هامش الكتاب ،حتى ال يختلط بكالم المؤلف ،ويبقى النص كما هو.
توضيحا عصر ًيا يتفق
ً ٦توضيح مقادير الموازين والمكاييل والمسافات
وأفهام الطالب.
وضع عناوين فرعية مناسبة لكل موضوع داخل كل باب. ٧
تنظيم فقرات الكتاب ،ووضع عالمات الترقيم ،والفصل بين الجمل وف ًقا ٨
لقواعد الضبط.
وضع أهداف تعليمية ألبواب الفقه المقررة. ٩
١٠تزويد الكتاب بتدريبات تعين الطالب على الفهم واالستيعاب.
واﷲ نسأل أن ينفع به الطالب والعباد ،واﷲ الموفق ،والهادي إلى سواء سبيل.
لجنة تطوير المناهج
زز
األهداف العامة لكتاب الفقه بمراحله الثالث
األهداف العامة
يهدف مقرر الفقه اإلسالمي في المرحلة الثانوية إلى ما يلي:
تعريف الطالب بأئمة فقهاء المذهب ،وبيان جهودهم في خدمة العلم الشرعي ،مع .
حثهم على تلمس القدوة في حياتهم.
تزويد الطالب بالمفاهيم والمعارف الفقهية التي تؤهلهم للدراسة الجامعية .٢
كتاب المختصصة.
تبصير الطالب بمظاهر التيسير في التشريع اإلسالمي والتأكيد على سماحة .
كتاب الطهارة اإلسالم ويسره.
تزويد الطالب بالمعارف الفقهية الصحيحة وما يترتب عليها من أحكام شرعية، .
ذلك.أحكام (الطهارة)
(كتاب) بيان
وآداب وسلوكهذاوقيم وغير
صطالحا
باألدلة التفصيلية لألحكام الشرعية للموضوعات المقررة.
الطالب ً
إلمام وا ال.٥
كتاب :لغة
اعلم أن ا .لكتاب:تدريب الطالب على استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية.
كتاب الطهارة
جتمعوا،
وبيان والتكييف
فالن إذا اوالتصور
الفهم ْت بنو يمكنهم من
قولهم :تك َّت َب بما ومنه تنمية الملكة الفقهية لدى الطالب لغة.٧
والجمع يقال :كتبت كت ًبا وكتابة وكتا ًبا،
معناه الضم الحكم الفقهي.
من اجتماع الكلمات والحروف.
وكتب إذا خط بالقلم لما فيه
تبصير الطالب بكيفية استنباط الكحمة التشريعية للموضوعات الفقهية ومايترتب .
عليها من آثار اجتماعية واقتصادية وروحية.
أيضا .فإن جمع بين الثالثة قيل: صطالحا
ً وا
العلم ويعبر عنها بالباب وبالفصل ً
اسم لجملة مختصة من
فصل
والباب اسم ومسائل غال ًبا،
والحكمة من الشرعية األحكام
وفصول علل مشتملةبين
تنمية قدرة الطالب على التمييز .٩
أبواب على الكتاب اسم لجملة مختصة من العلم
ا ،والفصل اسم لجملة مختصة من مشروعيتها.
مشتملة على فصول ومسائل غال ًب
الصالة لجملة مختصة من الكتاب
غيره ،والفصل لغة الحاجز بين شروط إلى
فييتوصل منه فصل
متن
الفقهية.كما قدرته ،وكذا يقدّ ر في كل الشرعيةمامن األحام
والباب لغة الطالب غال ًبا.
بالمقاصد على مسائل تبصير
. ٠مشتملة الباب
مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين
اء ِمن الحدَ ِ َط ار ُة األَع َ ِ خبر الصهنا ِ
والكتاب
ذلك ِ
في ،كل ز
س تقديروالن ََّج
ث إلى ض َ
احتياج َ خمس :هَ َ
علمت ذلك ْفال يليقفِيه َا
َبل الدُّ ُخ ِ
ول الة َ لشيئينِ ،
وش َرائ ُط َّ
ا
به ،وإذ قد فصل قبحسب ما َ
كتاب أو باب أو
اختصارا.
الصالة شروط ً فيفصل باب أو
فصل كتاب أو
للصالة شروط وأركان وسنن ،والسنن أبعاض وهي :التي تجبر بسجود السهو ،وهيئات وهي:
***أنه ال بد منه ،ويفارقه بأن الشرط هو الذي يتقدم التي ال تجبر بسجود السهو .والركن كالشرط في
والركن ما تشتمل عليه الصالة :كالركوع
والستر .بِ َل َي ِال ِ
يه َّن........................ ، ويجب استمراره فيها :كالطهر
والم َسافِ ُر ثَال َث َة َأ َّيا ٍم الصالة،ح ِ على
يم َيوما ولَيل ًة ُ
المق ُ
مس ُ ُ
و َي َ
فليست بشروط ،بل مبطلة للصالة كقطع بتعريف ًالشرط التروك كترك الكالم، والسجود فخرج
المسحاألول فقال( :وشرائط الصالة) جمع شرط والشرط بسكون الراء. مدة بالقسم
النية .وقد بدأ
اصطالحا
ً اللغة
بسفره،وجود
وجودهعاص وهومن العدم وال ً
طوياليلزم قصيرا أو
عدمه ً سفرا
والمسافرمن ً
ولو عاص ًيا بإقامتهما يلزم
العالمة ،ومنه أشراط
بالمسح (و يمسح
الصالة لصحةفيستبيح
الشروطكاملين
من وليلة) لذاته(،يو ًما
والمعتبر القصر فيه
والعدميمتنع سفر كل وكذا
الساعة :أي عالماتها.
3 (المقيم)
المختار من اإلقناع
(خمس). المدة.
فيها) أي قبل التلبس بها في هذه
الدخول ما يستبيحه بالوضوء
(قبل
كتاب الطهارة
كتاب الصالة
باب
مسلم السابق ودليل ذلك
يصلى فيه،
للمسافر الذي
ولياليهن مكانهأيام
أو ثالثة
بدنه «جعلثوبه أو
رسول اﷲ عنه في يعفى
فقال: الذي ال
الخفين، (النجس)على
عن المسحطهارة أبي (و)
تنبيه
طالب
تعالى:ال.
لقولهليلة أم أسبق ً
مبطالاألول
اليوم سواءبكونه
بوجوده أو جهله
متصلة بها ثالثمعليال
بلياليهن ولو
والمرادمن ذلكمع شيء وليلةصالته
للمقيم». فال ًماتصح
ويو
( )١ولو رأينا في ثوب من يريد الصالة نجاسة ال يعلم بها لزمنا إعالمه،
العصيان ،واستثنى من المكان ما لو كثر زرق الطيور، بالمسح
الحدثعلى
دائم يتوقف األمر يستبيحه
بالمعروف ال ألن ما
فإنه يعفى عنه للمشقة في االحتراز عنه ،وقيد في المطلب العفو بما إذا لم يتعمد المشي
تنبيه ال يكون رط ًبا أو رجله مبلولة.
عليه .وزاد غيره أن
شمل إطالقه دائم الحدث كالمستحاضة فيجوز له المسح على الخف على الصحيح ألنه يحتاج
أيضا ،لكن لو أحدث ( )١سورة المدثر .اآلية.٤ :
واالرتفاق به كغيره ،وألنه يستفيد الصالة بطهارته فيستفيد المسح ً 116إلى لبسه
تنبيه
فرضا يمسح الصف األول الثانوي
الثانوى
قبل أن يصلي بوضوء اللبس ً بعد لبسه غير حدثه الدائم
لفريضة فقط ولنوافل .وإن أحدث وقد صلى بوضوء اللبس
فرضا لم يمسح إال لنفل فقط ألن مسحه مرتب على طهره ،وهو ً
ال يفيد أكثر من ذلك ،فإن أراد فريضة أخرى وجب نزع الخف
والطهر الكامل ألنه محدث بالنسبة إلى ما زاد على فريضة ونوافل،
فكأنه لبس على حدث حقيقة فإن طهره ال يرفع على المذهب.
65
المختار من اإلقناع
تعريف الطالب بأئمة فقهاء المذهب ،وبيان جهودهم في خدمة العلم الشرعي، 1
مع حثهم على تلمس القدوة في حياتهم.
تبصير الطالب بمظاهر التيسير في التشريع اإلسالمي والتأكيد على سماحة 3
اإلسالم ويسره.
تزويد الطالب بالمعارف الفقهية الصحيحة وما يترتب عليها من أحكام شرعية، 4
وآداب وسلوك وقيم وغير ذلك.
تنمية الملكة الفقهية لدى الطالب بما يمكنهم من الفهم والتصور والتكييف وبيان 7
الحكم الفقهي.
تبصير الطالب بكيفية استنباط الحكمة التشريعية للموضوعات الفقهية وما يترتب 8
عليها من آثار اجتماعية واقتصادية وروحية.
تنمية قدرة الطالب على التمييز بين علل األحكام الشرعية والحكمة من 9
مشروعيتها.
ط
تنمية قدرة الطالب على ربط األحكام الفقهية بالواقع المعيش. 11
تعميق روح االجتهاد لدى الطالب وتنمية قدراتهم على قبول الرأي والرأي اآلخر 12
والبعد عن التعصب.
إثراء معارف الطالب الفقهية الصحيحة المتعلقة بالطهارة ،وآداب قضاء الحاجة، 13
وتأكيد حرص اإلسالم على طهارة ونظافة المسلم وبيئته.
تنمية معارف الطالب الفقهية المتعلقة بالعبادات اإلسالمية ،وإدراك أحكامها، 14
صحيحا.
ً وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع ،والحرص على أدائها أدا ًء
تبصير الطالب باألحكام الفقهية المتعلقة بشئون األسرة ،وما يتصل بها من معارف 16
ومفاهيم ،وما يترتب عليها من آثار.
تنمية معارف الطالب المتعلقة بأحكام الجنايات والحدود ،وما يترتب عليها من آثار. 17
ترسيخ قيم العدالة ،واإلنصاف في نفوس الطالب من خالل تعريفهم بالنظام 19
القضائي والدعاوى في اإلسالم ،ووسائل اإلثبات.
تنمية حب الطالب لكتب الفقه وتدريبهم على قراءتها وتحليلها وفهمها 20
واالستفادة منها.
تنمية اتجاهات الطالب اإليجابية نحو التعمق في دراسة الموضوعات الفقهية. 21
تنمية قدرة الطالب على أداء وممارسة الشعائر واألحكام الفقهية. 22
ي
التعريف بصاحب اإلقناع في فقه الشافعية
هو شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني الخطيب الشافعي -أحد أعيان الشافعية في القرن
العاشر الهجري.
مولده ونشأته
لم تذكر كتب التراجم سنة ميالده ،وقد نشأ في شربين وهي مدينة بمحافظة الدقهلية
بجمهورية مصر العربية وحفظ القرآن الكريم في صغره وتلقى العلم على أكابر
الشيوخ في الفقه والنحو واللغة والتفسير والبالغة من أمثال الشيخ أحمد البرلسي
الملقب (بعميرة) والنور المحلى والبدر والمشهدي والشهاب الرملي وناصر الدين
الطبالوي وغيرهم.
وقد تخرج في األزهر وقام بالتدريس فيه وقد وصفه معاصروه بالعلم والعمل والزهد
والورع وكثرة النسك والعبادة ،ولقد وصفه اإلمام الشعراني بأنه األخ الصالح العالم
ونهارا ،وأنه صحبه نحو أربعين سنة فما رأى عليه
ً الزاهد المقبل على عبادة ربه ً
ليل
شي ًئا يعيبه في دينه ولم ير في أقرانه مثله في حفظ جوارحه من المعاصي.
ومع إقباله على الطاعة والزهد في الدنيا والتفرغ لدراسة العلم وتدريسه كان كثير
التواضع شديد الحياء على علم جم وفضل كبير ،فكان يؤثر على نفسه ولو كانت
به خصاصة قال عنه ابن العماد :إنه كان من عادته أن يعتكف من أول شهر رمضان
فال يخرج من الجامع إال بعد صالة العيد وكان إذا حج ال يركب إال بعد تعب شديد،
ك
وكان من بداية الطريق يعلم الناس المناسك وآداب السفر ويحثهم على الصالة
وكيفية القصر والجمع وإذا كان بمكة أكثر من الطواف ،وكان كثير الثناء على شيوخه
ولم يذكر أحدً ا بسوء وال يعيب أحدً ا وال يسفه رأ ًيا .قال عنه أحد معاصريه :كان ال
يسعى لسلطان وال يجري لمنصب وال يحب الظهور .وكان كثير الزيارة لقبر رسول
اﷲ وكان يستخير ربه في الروضة الشريفة إذا هم بأمر من األمور .فلم يكتب حر ًفا
في كتابه مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج إال بعد أن ذهب
لزيارة رسول اﷲ وصلى ركعتين بنية االستخارة في الروضة الشريفة.
وحينما عزم على تفسير القرآن الكريم تردد في ذلك وتوقف وتحرز ،يقول الشيخ:
إلى أن يسر اﷲ تعالى لي زيارة سيد المرسلين وعلى سائر النبيين في أول عام
٩٦١هجرية فاستخرت اﷲ تعالى في حضرته بعد أن صليت ركعتين في روضته
وسألته أن ييسر لي أمري فشرح اﷲ سبحانه وتعالى لذلك صدري فلما رجعت
من سفري واستمر ذلك االنشراح معي وكتمت ذلك في سري حتى قال لي أحد
تفسيرا
ً أصحابي :رأيت في منامي أن النبي أو الشافعي يقول لي :قل لفالن يعمل
على القرآن كما كان يحب اإلمام الشافعي رضي اﷲ عنه.
ل
كتبه ومؤلفاته
لقد ظفرت المكتبة العربية بالكثير من مصنفاته ومؤلفاته التي امتاز فيها بالبحث الدقيق والعلم
عظيما فشرقت وغربت وما زالت تدرس وتقرأ ومن هذه المؤلفات: ً العزير ،فقد القت ً
قبول
كتاب السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا
(الحكيم الخبير) وهو مرجع في التفسير. أ
كتاب اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع في الفقه الشافعي وقد طبعه األزهر
ب
في ثالثة كتب مقررة على السنوات الثالث الثانوية بالمعاهد األزهرية.
كتاب (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) في الفقه الشافعي. ج
مناسك الحج وهو رسالة معدة للنشر موثقة النسبة إليه. ز
وفاته
وبعد هذه الحياة الحافلة بجالئل األعمال كانت وفاته رحمه اﷲ بعد عصر يوم الخميس
الثاني من شهر شعبان سنة ٩٧٧هـ سبع وسبعين وتسعمائة ودفن بالقاهرة وله مزارة بجوار
قرافة المجاورين .فسالم عليه في الخالدين وسالم عليه في األبرار والصديقين.
***
مم
.......................................................................................
الحمد ﷲ الذي نشر للعلماء أعال ًما ،وثبت لهم على الصراط المستقيم أقدا ًما ،وجعل
مقام العلم أعلى مقام ،وفضل العلماء بإقامة الحجج الدينية ومعرفة األحكام ،وأودع
العارفين لطائف سره فهم أهل المحاضرة واإللهام ،ووفق العاملين لخدمته فهجروا
لذيذ المنام ،وأذاق المحبين لذة قربه وأنسه فشغلهم عن جميع األنام.
أحمده سبحانه وتعالى على جزيل اإلنعام ،وأشهد أن ال إله إال اﷲ وحده ال شريك
له الملك العالم ،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدً ا عبده ورسوله وصفيه وخليله إمام
كل إمام ،وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته الطيبين الطاهرين ،صالة وسال ًما دائمين
متالزمين إلى يوم الدين.
وبعد،،
فيقول الفقير إلى رحمة ربه القريب المجيب ،محمد الشربيني الخطيب :إن مختصر
اإلمام العالم العالمة ،الحبر البحر الفهامة ،شهاب الدنيا والدين :أحمد ابن الحسين بن
أحمد األصفهاني الشهير بأبي شجاع المسمى «بغاية االختصار» لما كان من أبدع مختصر
في الفقه ُصنِّف ،وأجمع موضوع له فيه على مقدار حجمه ُأ ِّلف -التمس مني بعض األعزة
شرحا يوضح ما أشكل منه ،ويفتح ما أغلق منه :ضا ًما
ً إلي أن أضع عليه
علي المترددين ّّ
إلى ذلك من الفوائد المستجدات ،والقواعد المحررات ،التي وضعتها في شروحي على
التنبيه والمنهاج والبهجة ،فاستخرت اﷲ تعالى مدة من الزمان -بعد أن صليت ركعتين في
مقام إمامنا الشافعي وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومثواه -فلما انشرح لذلك صدري
شرعت في شرح تقر به أعين أولى الرغبات ،راج ًيا بذلك جزيل األجر والثواب ،أجافي
حرصا على التقريب لفهم قاصده ،والحصول ً فيه اإليجاز المخل ،واإلطناب الممل
على فوائده ،ليكتفي بها المبتدي عن المطالعة في غيره ،والمتوسط عن المراجعة لغيره،
فإني مؤمل من اﷲ تعالى أن يجعل هذا الكتاب ،عمدة ومرج ًعا ببركة الكريم الوهاب،
ن
مقدمة متن الغاية والتقريب للشيخ أحمد أبي شجاع األصفهاني بسم اﷲ الرحمن الرحيم
فما كل من صنف أجاد ،وال كل من قال وفى بالمراد ،والفضل مواهب ،والناس في الفنون
مراتب ،والناس يتفاوتون في الفضائل ،وقد تظفر األواخر بما تركته األوائل ،وكم ترك األول
لآلخر ،وكم ﷲ على خلقه من فضل وجود ،وكل ذي نعمة محسود ،والحسود ال يسود.
خالصا
ً وسميته بـ «اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع» ،أعانني اﷲ على إكماله وجعله
لوجهه الكريم بكرمه وإفضاله ،فال ملجأ منه إال إليه ،وال اعتماد إال عليه ،وهو حسبي ونعم
الوكيل ،وأسأله الستر الجميل.
واالسم
مشتق من السمو وهو العلو ،فهو من األسماء المحذوفة األعجاز كيد ودم؛ لكثرة االستعمال
بنيت أوائلها على السكون ،وأدخل عليها همزة الوصل ،لتعذر االبتداء بالساكن ،وقيل :من
الوسم ،وهو العالمة ،وفيه عشر لغات نظمها بعضهم في بيت فقال:
اشر تَم ِ
ت ان َْج ِلى ِ ِسم و ِسما واسم بت ْث ِل ِ
يث َأ َّو ٍل
َل ُه َّن َس َما ُء َع ٌ َّ ٌ َ َ َ ٌ
واﷲ
علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد ،لم يتسم به سواه ،تسمى به قبل أن
يسمى .وأنزله على آدم في جملة األسماء قال تعالى:
س
س
الحمدُ ِﷲ ..........................................................................
( ،)١أي :هل تعلم أحدً ا سمى اﷲ ،غير اﷲ وأصله إاله كإمام ،ثم أدخلوا
عليه األلف والالم ،ثم حذفت الهمزة الثانية طل ًبا للخفة ونقلت حركتها إلى الالم ،فصار الاله
بالمين متحركين ،ثم سكنت األولى وأدغمت في الثانية للتسهيل ،واإلله في األصل :يقع على
كل معبود بحق أو باطل ،ثم غلب على المعبود بحق كما أن النجم اسم لكل كوكب ،ثم غلب
على الثريا وهو عربي عند األكثر ،وعند المحققين أنه اسم اﷲ األعظم وقد ذكر في القرآن
العزيز في ألفين وثالثمائة وستين موض ًعا ،واختار النووي تب ًعا لجماعة أنه الحي القيوم قال:
ولذلك لم يذكر في القرآن إال في ثالثة مواضع في البقرة ،وآل عمران ،وطه ،والرحمن الرحيم
صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم ،والرحمن أبلغ من الرحيم ألن زيادة المبنى تدل
على زيادة المعنى ،كما في َق َط َع بالتخفيف وق َّطع بالتشديد ،وقدم اﷲ عليهما ألنه اسم ذات
وهما اسما صفة ،وقدم الرحمن على الرحيم ،ألنه خاص ،إذ ال يقال لغير اﷲ بخالف الرحيم،
والخاص مقدم على العام.
(الحمد ﷲ)
ً
وعمل بخبر «كل أمر ذي بال» ،أي حال بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز،
يهتم به «ال يبدأ فيه ببسم اﷲ الرحمن الرحيم فهو أقطع» أي :ناقص غير تام ،فيكون قليل البركة،
وفي رواية رواها أبو داود «بالحمد» وجمع المصنف رحمه اﷲ تعالى كغيره بين االبتداءين
ً
عمل بالروايتين وإشارة إلى أنه ال تعارض بينهما ،إذ االبتداء حقيقي وإضافي ،فالحقيقي حصل
بالبسملة ،واإلضافي بالحمدلة ،أو أن االبتداء ليس حقيق ًيا ،بل هو أمر عرفي يمتد من األخذ في
التأليف إلى الشروع في المقصود ،فالكتب المصنفة مبدؤها الخطبة بتمامها.
عع
.............................................................................................
والحمد اللفظي لغة :الثناء باللسان على الجميل االختياري على جهة التبجيل :أي
التعظيم ،سواء تعلق بالفضائل -وهي النعم القاصرة -أم بالفواضل -وهي النعم المتعدية-
فدخل في الثناء الحمد وغيره ،وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي ،وبالجميل الثناء
باللسان على غير الجميل إن قلنا برأي «ابن عبد السالم أن الثناء حقيقة في الخير والشر» ،وإن
قلنا برأى الجمهور -وهو الظاهر -أنه حقيقة في الخير فقط ،ففائدة ذلك تحقيق الماهية أو
دفع إرادة الجمع بين الحقيقة والمجاز عند من يجوزه وباالختياري المدح «فإنه يعم االختياري
وغيره تقول :مدحت اللؤلؤة على حسنها دون (حمدتها)» وبعلى جهة التبجيل ما كان على
( .)١وعر ًفا :ينبئ عن تعظيم المنعم جهة االستهزاء نحو
ذكرا باللسان أم اعتقا ًدا ومحبة بالجنان أو
من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره ،سواء كان ً
عمل وخدمة باألركان ،كما قيل:ً
والشكر لغة
هو الحمد ،وعر ًفا :صرف العبد جميع ما أنعم اﷲ به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق ألجله،
والمدح لغة :الثناء باللسان على الجميل مطل ًقا ،على جهة التعظيم ،وعر ًفا :ما يدل على
اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل .وجملة «الحمد ﷲ» خبرية لف ًظا إنشائية معنى ،لحصول
الحمد بالتكلم بها مع اإلذعان لمدلولها ،ويجوز أن تكون موضوعة شر ًعا لإلنشاء ،والحمد
مختص باﷲ تعالى كما أفادته الجملة ،سواء جعلت فيه (أل) لالستغراق كما عليه الجمهور،
وهو ظاهر أم للجنس كما عليه الزمخشري ألن الم «ﷲ» لالختصاص ،فال فرد منه لغيره تعالى،
( .)٢كما نقله ابن عبد السالم، أم للعهد العلمي كالتي في قوله تعالى:
وأجازه الواحدي على معنى أن الحمد الذي حمد اﷲ به نفسه وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مختص
به ،والعبرة بحمد من ذكر فال فرد منه لغيره ،وأولى الثالثة الجنس.
وقوله (رب) بالجر على الصفة -معناه المالك لجميع الخلق من اإلنس والجن والمالئكة
والدواب وغيرهم ،إذ كل منها يطلق عليه عالم ،يقال :عالم اإلنس ،وعالم الجن ،إلى غير ذلك.
وسمي المالك بالرب ألنه يحفظ ما يملكه ويربيه ،وال يطلق على غيره إال مقيدً ا ،كقوله تعالى:
(.)١
وقوله (العالمين) اسم جمع عالم -بفتح الالم -وليس جم ًعا له؛ ألن «العالم» عام في
العقالء وغيرهم ،و «العالمين» مختص بالعقالء ،والخاص ال يكون جم ًعا لما هو أعم منه ،قاله
ابن مالك ،وتبعه ابن هشام في توضيحه ،وذهب كثير إلى أنه جمع «عالم» على حقيقة الجمع،
ثم اختلفوا في تفسير العالم الذي جمع هذا الجمع :فذهب أبو الحسن إلى أنه أصناف الخلق
العقالء وغيرهم ،وهو ظاهر كالم الجوهري ،وذهب أبو عبيدة إلى أنه أصناف العقالء فقط وهم
اإلنس والجن والمالئكة.
ثم قرن بالثناء على اﷲ تعالى الثناء على نبيه محمد بقوله( :وصلى اﷲ) وسلم (على
( .)٢أي ال أذكر إال وتذكر معي ،كما في سيدنا محمد النبي) لقوله تعالى:
صحيح ابن حبان ،ولقول الشافعي :أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته -أي بكسر الخاء
-وكل أمر طلبه وغيرها حمد اﷲ والثناء عليه والصالة على النبي ،وإفراد الصالة عن السالم
مكروه كما قاله النووي في أذكاره ،وكذا عكسه ،ويحتمل أن المصنف أتى بها لف ًظا وأسقطها
خ ًطا ،ويخرج بذلك من الكراهة ،والصالة من اﷲ تعالى رحمة مقرونة بتعظيم ،ومن المالئكة
استغفار ،ومن اآلدميين -أي ومن الجن -تضرع ودعاء ،قاله األزهري وغيره.
اختالف
كلما ذكر ،واختاره الحليمي من الشافعية والطحاوي من وجوب الصالة على
الحنفية واللخمي من المالكية وابن بطة من الحنابلة.
النبي
في كل مجلس.
ومحمد :علم على نبينا ،منقول من اسم مفعول الفعل المضعف ،سمى به بإلهام من
اﷲ تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة ،كما روى في السير أنه قيل لجده،
عبد المطلب -وقد سماه في سابع والدته ،لموت أبيه قبلها :-لم سميت ابنك محمدً ا وليس
من أسماء آبائك وال قومك؟ فقال :رجوت أن يحمد في السماء واألرض ،وقد حقق اﷲ تعالى
رجاءه كما سبق في علمه ،والنبي إنسان أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه .فكل رسول نبي،
وال عكس( ..و) على (آله) وهم -على األصح -مؤمنو بني هاشم وبني المطلب ،وقيل كل
مؤمن تقي ،وقيل :أمته ،واختاره جمع من المحققين .والمطلب :مفتعل من الطلب ،واسمه
شيبة الحمد على األصح ألنه ولد وفي رأسه شيبة ظاهرة في ذؤابتيه ،وهاشم :لقب ،واسمه
بعيرا وجعله لقومه مرقة وثريدً ا فلذلك
قريشا أصابهم قحط فنحر ً عمرو وقيل له هاشم ألن ً
هاشما لهشمه العظم.
ً سمي
ّ
( )١رواه الطرباين عن جابر.
ق
ِ
الفقه ... مختص ًرا في َ
أعمل اﷲ تعا َلى ْ
أن ِ أجمعين ،سأ َلني ُ ِ
َ حفظهم ُ
ُ األصدقاء بعض َ وصحبه
(و) على (صحبه) وهو جمع صاحب ،والصحابي :من اجتمع مؤمنًا بالنبي في
حياته ولو ساعة واحدة ولو لم يرو عنه شي ًئا ،فيدخل في ذلك األعمى كابن أم مكتوم والصغير
ولو غير مميز كمن حنكه أو وضع يده على رأسه .وقوله (أجمعين) تأكيد ،وفي بعض
النسخ «أما بعد» ،وساقطة في أكثرها :أي بعد ما تقدم من الحمد وغيره .وهذه الكلمة يؤتى
بها لالنتقال من أسلوب إلى آخر ،وال يجوز اإلتيان بها في أول الكالم ،ويستحب اإلتيان بها
في الخطب والمكاتبات ،اقتداء برسول اﷲ ،وقد عقد البخاري لها با ًبا في كتاب الجمعة،
وذكر فيه أحاديث كثيرة ،والعامل فيها «أما» عند سيبويه لنيابتها عن الفعل ،أو الفعل نفسه
عند غيره ،واألصل مهما يكن من شيء بعد (سألني) أي طلب مني (بعض األصدقاء) جمع
صديق ،وهو الخليل.
(مختصرا) وهو:
ً وقوله (حفظهم اﷲ تعالى) جملة دعائية (أن أعمل) أي أصنف
ما قل لفظه وكثر معناه ،ال مبسو ًطا -وهو ما كثر لفظه ومعناه قال الخليل :-الكالم يبسط
ليفهم ،ويختصر ليحفظ (في) علم (الفقه) الذي هو المقصود من بين العلوم بالذات،
وباقيها له كاآلالت :ألنه به يعرف الحالل والحرام وغيرهما من األحكام ،وقد تظاهرت
اآليات واألخبار واآلثار ،وتواترت ،وتطابقت الدالئل الصريحة وتوافقت ،على فضيلة
العلم والحث على تحصيله ،واالجتهاد في اقتباسه وتعليمه ،فمن اآليات قوله تعالى:
(.)٢ ( .)١وقوله تعالى:
( )٣واآليات في ذلك كثيرة معلومة. وقوله تعالى:
ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طلبه مريدً ا به وجه اﷲ تعالى ،فمن أراده
لغرض دنيوي كمال أو رياسة أو منصب أو جاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو مذموم .قال اﷲ تعالى:
عرضا من
علما ينتفع به في اآلخرة يريد به ً ،وقال « :من تعلم ً
()٣
الدنيا لم يرح رائحة الجنة» أي لم يجد ريحها .وقال « :أشد الناس عذا ًبا يوم القيامة _ أي
من المسلمين _ عالم ال ينتفع بعلمه» وفي ذم العالم الذي لم يعمل ً
أيضا أخبار كثيرة ،وفي هذا
القدر كفاية لمن وفقه اﷲ تعالى.
اصطالحا
ً لغ ًة
كما في قواعد الزركشي _ معرفة أحكام الفهم مطل ًقا ،كما
نصا واستنبا ًطا.
الحوادث ً صوبه اإلسنوي.
(على مذهب) أي ما ذهب إليه (اإلمام الشافعي رضي اﷲ تعالى عنه) من األحكام في المسائل
مجازا عن مكان الذهاب ،وإذ ذكر المصنف هنا الشافعي فلنتعرض إلى طرف من أخباره ً
تبركًا به فنقول:
هو حبر األمة وسلطان األئمة محمد أبو عبد اﷲ بن إدريس بن العباس بن
عثمان ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب
بن عبد مناف جد النبي ؛ألنه :محمد بن عبد اﷲ بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف وهذا نسب عظيم كما قيل:
ت
......................................................................................
ولد الشافعي على األصح بغزة التي توفي فيها هاشم جد النبي
وقيل:بعسقالن ،وقيل بمنى ،سنة خمسين ومائة ،ثم حمل إلى مكة وهو
ابن سنتين ،ونشأ بها ،وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ،والموطأ وهو
ابن عشرة ،وتفقه على مسلم ابن خالد مفتي مكة المعروف بالزنجي
لشدة شقرته ،من باب أسماء األضداد.
يتيما
وأذن له في اإلفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة مع أنه نشأ ً
في حجر أمه في قلة من العيش وضيق حال ،وكان في صباه
يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها حتى مأل
منها خبايا ثم رحل إلى مالك بالمدينة ،والزمه مدة ،ثم قدم بغداد
سنة خمس وتسعين ومائة فأقام بها سنتين واجتمع عليه علماؤها
ورجع كثير منهم عن مذاهب كانوا عليها إلى مذهبه ،وصنف بها
كتابه القديم.
ثم عاد إلى مكة فأقام بها مدة ،ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة
ناشرا للعلم مالز ًما
شهرا ،ثم خرج إلى مصر ،ولم يزل بها ً فأقام بها ً
لالشتغال بجامعها العتيق إلى أن أصابته ضربة شديدة فمرض بسببها
أيا ًما على ما قيل.
ث
......................................................................................
ته ُ
ون طمعت ُ
ْ فإن النفس ما أمت م َطامعى َ
فأر ْح ُت نفسي ُّ
ففي إحيائه عرضي مـصون أحـييت َال ُقـن َ
ُوع وكـان ميتًا ُ َو
عـلـته مـهانـة وعاله هـون ُّ
يـحـل بـقلب عبـد إذا طمع
أيضا:
ومن كالمه ً
وقد أفرد بعض أصحابه في فضله وكرمه ونسبه وأشعاره كت ًبا مشهورة وفيما ذكرته
تذكرة ألولى األلباب ولوال خوف الملل لشحنت كتابي هذا منها بأبواب ،وذكرت في شرح
المنهاج وغيره ما فيه الكفاية(.)١
ويكون ذلك المختصر (في غاية االختصار) أي بالنسبة إلى أطول منه وغاية الشيء معناها:
ترتب األثر على ذلك الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح حل االنتفاع بالمبيع ،وغاية الصالة
الصحيحة إجزاؤها (و) في (نهاية اإليجاز) بمثناة تحتية بعد الهمزة -أي القصر -وظاهر كالمه
تغاير لفظي االختصار واإليجاز والغاية والنهاية وهو كذلك ،فاالختصار :حذف عرض الكالم،
واإليجاز :حذف طوله كما قاله ابن الملقن في إشارته عن بعضهم وقد علم مما تقرر الفرق بين
قر َب) أي يسهل لوضوح عبارته (على المتعلم) أي المبتديء في التعلم شي ًئا الغاية والنهاية (ل َي ُ
فشي ًئا (درسه) أي بسبب اختصاره وعذوبة ألفاظه (ويسهل) أي يتيسر (على المبتديء) أي في
طلب الفقه (حفظه) عن ظهر قلب ،كما مر عن الخليل ،أن الكالم يختصر ليحفظ.
أيضا بعض األصدقاء (أن أكثر فيه من التقسيمات) لما يحتاج إلى تقسيمه من (و) سألني ً
األحكام الفقهية اآلتية ،كما في المياه وغيرها مما ستعرفه (و) من (حصر) أي ضبط (الخصال)
الواجبة والمندوبة (فأجبته) أي السائل (إلى ذلك) أي إلى تصنيف مختصر بالكيفية المطلوبة،
وقوله (طال ًبا) حال من ضمير الفاعل أي مريدً ا (للثواب) أي الجزاء من اﷲ سبحانه وتعالى على
تصنيف هذا المختصر ،لقوله « :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث :صدقة جارية،
أيضا مما ذكر :أي ملتج ًئا (إلى اﷲ)
أو علم ُينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له» وقوله (راغ ًبا) حال ً
سبحانه و(تعالى في) اإلعانة من فضله على حصول (التوفيق) الذي هو خلق قدرة الطاعة في
العبد (للصواب) الذي هو ضد الخطأ ،بأن يقدرني اﷲ على إتمامه ،كما قدرني على ابتدائه .فإنه
كريم جواد ،ال يرد من سأله وأعتمد عليه (إنه) سبحانه وتعالى (على ما يشاء) أي يريده (قدير) أي
قادر ،والقدرة :صفة تؤثر في الشيء عند تعلقها به وهي إحدى الصفات الثماني القديمة الثابتة عند
أهل السنة التي هي صفات الذات القديم المقدس (و) هو سبحانه وتعالى (بعباده) جمع عبد،
حرا كان أو رقي ًقا ،فقد دعا بذلك في أشرف المواطن: _ _
وهو كما قال في المحكم اإلنسان ًّ
(.)٢ ( )١و
أشرف أسمائي
ُ فإنه ال تدعني إال بيا عبدها
وقوله (لطيف) من أسمائه تعالى باإلجماع ،واللطف :الرأفة والرفق ،وهو من اﷲ تعالى:
التوفيق والعصمة ،بأن يخلق قدرة الطاعة في العبد.
فائدة :قال السهيلي :لما جاء البشير إلى يعقوب عليه الصالة والسالم أعطاه في البشارة
كلمات كان يرويها عن أبيه عن جده عليهم الصالة والسالم وهي :يا لطي ًفا فوق كل لطيف،
الطف بي في أموري كلها كما أحب ،وارضني في دنياي وآخرتي.
وإذا أنهينا الكالم بحمد اﷲ تعالى على ما قصدناه من ألفاظ الخطبة لنذكر طر ًفا من محاسن
هذا الكتاب قبل الشروع في المقصود فنقول:
إن اﷲ تعالى قد علم من مؤلفه خلوص نيته فعم النفع به :فقل من متعلم إال ويقرؤه ً
أول:
إما بحفظ وإما بمطالعة ،وقد اعتنى بشرحه كثير من العلماء ،ففي ذلك داللة على أنه كان من
العلماء العاملين القاصدين بعلمهم وجه اﷲ تعالى.
جعل اﷲ تعالى قراره الجنة وجعله في أعلى عليين ،مع الذين أنعم عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين :وفعل ذلك بنا وبوالدينا ومشايخنا ومحبينا وال حول وال
قوة إال باﷲ العلي العظيم.
***
ولما كانت الصالة أفضل العبادات -بعد اإليمان -ومن أعظم شروطها الطهارة لقوله
« :مفتاح الصالة الطهور» ،والشرط مقدم طب ًعا فقدم وض ًعا ،بدأ المصنف بها فقال.
***
ض
في المختار من اإلقناع ،يشتمل على ثالثة كتب ،وهي:
كتاب الطهارة
كتاب الصالة
كتاب الزكاة
1
الكتاب األول
2
كتاب الطهارة
هذا (كتاب) بيان أحكام (الطهارة)
واصطالحا:
ً الكتاب :لغة
اعلم أن الكتاب:
لغ ًة
كتاب الطهارة
معناه الضم والجمع يقال :كتبت كت ًبا وكتابة وكتا ًبا ،ومنه قولهم :تك َّت َب ْت بنو فالن إذا اجتمعوا،
وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من اجتماع الكلمات والحروف.
اصطالحا
ً
اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب وبالفصل ً
أيضا .فإن جمع بين الثالثة قيل:
الكتاب اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول ومسائل غال ًبا ،والباب اسم
لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول ومسائل غال ًبا ،والفصل اسم لجملة مختصة من
الباب مشتملة على مسائل غال ًبا .والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره ،والفصل لغة الحاجز بين
الشيئين ،والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين كما قدرته ،وكذا يقدّ ر في كل
كتاب أو باب أو فصل بحسب ما يليق به ،وإذ قد علمت ذلك فال احتياج إلى تقدير ذلك في كل
اختصارا.
ً كتاب أو باب أو فصل
***
والطهارة
كتاب الطهارة
ولم يزل به حدث وال نجس بل هو تكرمة للميت. أي يتنزهون عن العيب.
وقيل :هي فعل ما تستباح به الصالة.
الثانوي
الصف األول الثانوى
4
تعريف الخبث وبيان أنواعه تعريف الحدث وبيان أنواعه
مرخص ،وال فرق فيه بين المخفف كبول يمنع من صحة الصالة حيث ال مرخص،
صبي لم يطعم غير لبن ،والمتوسط كبول وعلى األسباب التي ينتهى بها الطهر،
غيره( ،)١والمغلظ كبول نحو الكلب. وعلى المنع المترتب على ذلك ،والمراد
هنا األول ألنه الذي ال يرفعه إال الماء.
وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى:
( )٢واألمر و ال فرق في الحدث بين األصغر -وهو
للوجوب فلو رفع غير الماء لما وجب التيمم ما نقض الوضوء - ،والمتوسط -وهو
عند فقده .ونقل ابن المنذر وغيره اإلجماع على ما أوجب الغسل من جماع أو إنزال- ،
اشتراطه في الحدث وفي إزالة الخبث لقوله واألكبر -وهو ما أوجبه من حيض أو
في خبر الصحيحين حين بال األعرابي في نفاس.
المسجد« :صبوا عليه ذنو ًبا من ماء» والذنوب:
الدلو الممتلئة ماء .واألمر للوجوب كما مر،
فلو كفى غيره لما وجب غسل البول به وال
()٣
يقاس به غيره ،ألن الطهر به عند اإلمام
تعبدي ،وعند غيره معقول المعنى لما فيه من
الرقة واللطافة التي ال توجد في غيره.
(سبع مياه)
(و) ثالثها (و) ثانيها أحدها
كتاب الطهارة
(ماء النهر) (ماء البحر) (ماء السماء)
العذب وهو بفتح الهاء أي المالح لحديث« :هو لقوله تعالى:
وسكونها كالنيل والفرات ()2
الطهور ماؤه الحل ميتته»
(.)1
ونحوهما باإلجماع. وسمي ً
بحرا لعمقه واتساعه.
أقسام المياه
3
الماء
المستعمل
2
الماء
المشمس
ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره (غير مكروه) استعماله (وهو الماء المطلق). أحدها
تنزيها في
ً ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره ،إال إنه (مكروه) استعماله شر ًعا (و) ثانيها
الطهارة (وهو الماء المشمس) أي المتشمس ،ولما روى الشافعي ،عن عمر
،أنه كان يكره االغتسال به وقال :إنه يورث البرص لكن بشروط:
كتاب الطهارة
حرارته في البدن ،ألن النقدين ،وهي كل ما طرق وتنقله الشمس عن حالته
الشمس بحدتها تفصل منه نحو الحديد والنحاس. إلى حالة أخرى كما نقله
زهومة( )١تعلو الماء ،فإذا في البحر عن األصحاب.
القت البدن بسخونتها خيف
أن تقبض عليه فيحتبس الدم
فيحصل البرص(.)٢
ماء (طاهر) في نفسه (غير مطهر) لغيره (وهو الماء) القليل (المستعمل) في (و) ثالثها
طاهرا فألن السلف
ً فرض الطهارة عن حدث كالغسلة األولى؛ أما دليل كونه
الصالح كانوا ال يحترزون عما يتطاير عليهم منه.
( ) ١أي زهومة :مثل أثر الشحم أو الدسم على وجه الماء (كالزيوت والدهون).
( )٢البرص بياض يقع في الجسد لعلة.
الثانوي
الصف األول الثانوى
8
اهر ِ
ِ ِ
ات.................................................. ، والم َت َغ ِّي ُر بِ َما َخا َل َط ُه من ال َّط َ
ُ
جابرا في مرضه فتوضأ وصب عليه من وضوئه .وأما دليل أنه
وفي الصحيحين أنه عاد ً
غير مطهر لغيره فألن السلف الصالح كانوا مع قلة مياههم لم يجمعوا المستعمل لالستعمال
ثان ًيا ،بل انتقلوا إلى التيمم ،ولم يجمعوه للشرب ألنه مستقذر.
ً
مستعمل إال إذا انفصل عن العضو) (ال يكون الماء
الماء ما دام مترد ًدا على العضو ال يثبت له حكم االستعمال ما بقيت الحاجة إلى االستعمال
باالتفاق للضرورة.
المتغير وشروطه
(و) مثل الماء المستعمل الماء (المتغير) طعمه أو لونه أو ريحه (بما) أي بشيء (خالطه من)
األعيان (الطاهرات) التي ال يمكن فصلها المستغنى عنها -كمسك وزعفران وماء شجر -
كثيرا ألنه ال يسمى ماء ،ولهذا لو تغيرا يمنع إطالق اسم الماء عليه ،سواء كان الماء ً
قليل أم ً ً
حلف ال يشرب ماء أو وكّل في شرائه فشرب ذلك أو اشتراه له وكيله لم يحنث ولم يقع الشراء
له ،وسواء أكان التغير حس ًيا أم تقدير ًيا.
كتاب الطهارة
أقسام الماء المتنجس
(ماء نجس) أي متنجس (وهو الذي حلت فيه) أو القته (نجاسة) تدرك بالبصر (وهو) (و) رابعها
قليل (دون القلتين) بثالثة أرطال فأكثر سواء تغير أم ال ،لمفهوم حديث القلتين ()٢ ()١
اإلن ِ
َاء َحتَّى َي ْغ ِسلها اس َت ْي َق َظ َأ َحدُ ك ُْم م ْن ن َْو ِم ِه َف َل َي ْغ ِم ْس َيدَ ُه في ِ
اآلتي ولخبر مسلم« :إِ َذا ْ
َت َيدُ ُه» نهاه عن الغمس خشية النجاسة ،ومعلوم أنها إذا خفيت َث َل ًثا َفإِ َّن ُه َل َيدْ ِرى َأ ْي َن َبات ْ
ال تغير الماء فلوال أنها تنجسه بوصولها لم ينهه.
(أو كان) ً
كثيرا بأن بلغ (قلتين) فأكثر (فتغير) بسبب النجاسة لخروجه عن الطاهرية ،ولو كان التغير
يسيرا حس ًيا أو تقدير ًيا ،فهو نجس باإلجماع المخصص لخبر القلتين اآلتي ،ولخبر الترمذي وغيره:
ً
«الماء ال ينجسه شيء» كما خصصه مفهوم خبر القلتين اآلتي ،فالتغير الحسي ظاهر.
الثانوي
الصف األول الثانوى
10
والتقديري بأن وقعت فيه نجاسة مائعة توافقه في الصفات ،كبول انقطعت رائحته ولو
فرض مخال ًفا له في أغلظ الصفات ،كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك لغيره ،فإنه يحكم
لم َي ْح ِم ِل َ
الخ َب َث» قال الحاكم :على الما ُء ُق َّل َت ْي ِن ْ
لغ َبنجاسته فإن لم يتغير فطهور لقوله « :إِ َذا َب َ
شرط الشيخين .وفي رواية ألبي داود وغيره بإسناد صحيح« :فإنه ال ينجس» وهو المراد بقوله:
«لم يحمل الخبث» أي :يدفع النجس وال يقبله.
كتاب الطهارة
ِ
الميتة َت ْط ُه ُر بالدِّ َبا ِغ .......................................................... وجلو ُد
ُ
فصل في الدباغ
بيان ما يطهر بدباغه وما يستعمل من اآلنية وما يمتنع (وجلود) الحيوانات (الميتة) كلها (تطهر)
ظاهرا وباطنًا (بالدباغ) ولو بإلقاء الدابغ عليه بنحو ريح أو بإلقائه على الدابغ كذلك لقوله :
ً
كتاب الطهارة
«أيما إهاب دبغ فقد طهر» رواه مسلم .وفي رواية «هال أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به»
والظاهر ما القى الدابغ والباطن ما لم يالق الدابغ ،وال فرق في الميتة بين أن تكون مأكولة
اللحم أم ال ،كما يقتضيه عموم الحديث.
ضابط الدباغ
الدبغ :نزع فضوله وهي مائيته ورطوبته التي يفسده بقاؤها
ويطيبه نزعها بحيث لو نقع في الماء لم يعد إليه النتن والفساد،
بحريف بكسر الحاء المهملة وتشديد الراء وذلك إنما يحصل ّ
الصورة ١،١قشور الرمان كالقرظ( )١والعفص( )٢وقشور الرمان ،وال فرق في ذلك بين
الطاهر كما ذكر والنجس كذرق الطيور ،وال يكفى التجميد
بالتراب وال بالشمس ،ونحو ذلك مما ال ينزع الفضول وإن
جف الجلد وطابت رائحته ألن الفضالت لم تزل ،وإنما
جمدت بدليل أنه لو نقع في الماء عادت إليه العفونة.
الصورة ١،٢العفص
حكم الجلد بعد الدبغ
ويصير المدبوغ كثوب متنجس لمالقاته لألدوية النجسة ،أو التي تنجست به قبل طهر عينه فيجب
غسله لذلك ،فال يصلي فيه وال عليه قبل غسله ،ويجوز بيعه قبله ما لم يمنع من ذلك مانع.
( ) ١القرظ :شجر عظام له سوق غالظ -وهي من الفصيلة القرنية -وهي من أنواع السنط العربي يستخرج
منه صمغ مشهور (المعجم الوسيط) ﺻـ.٧٥٤
( )٢العفص :شجر البلوط وثمرها وهو دواء قابض مجفف -وربما اتخذوا منه صبرا أو صبغا (المعجم
الوسيط ﺻـ .)٦٣٣
الثانوي
الصف األول الثانوى
12
عرها ن ِ
َج ٌس ّإل ِ ِ ِ ِ ِ ّإل ِجلدَ
الميتة َ
وش ُ والخنزير وما تَو َّلدَ منهما أو من أحدهما و َع ُ
ظم الكلب
ِ
اآلدم َّي ........................................................................
وال يحل أكله سواء كان من مأكول اللحم أم من غيره لخبر الصحيحين« :إنما حرم من
الميتة أكلها» وخرج بالجلد الشعر لعدم تأثره بالدبغ .قال النووي :ويعفى عن قليله( .إال
جلد الكلب والخنزير) فال يطهره الدبغ قط ًعا ،ألن الحياة في إفادة الطهارة أبلغ من الدبغ
والحياة ال تفيد طهارته( ،و) كذا (ما تولد منهما أو من أحدهما) مع حيوان طاهر لما
ذكر( ،وعظم) الحيوانات (الميتة وشعرها) وقرنها وظفرها وظلفها (نجس) لقوله تعالى:
كتاب الطهارة
( )١وتحريم ما ال حرمة له وال ضرر فيه يدل على نجاسته ،والميتة:
ما زالت حياتها بغير ذكاة شرعية فيدخل في الميتة ما ال يؤكل إذا ذبح ،وكذا ما يؤكل إذا اختل
فيه شرط من شروط التذكية كذبيحة المجوسي والمحرم للصيد وما ذبح بالعظم ونحوه.
كتاب الطهارة
وتحل ميتة السمك والجراد لقوله « :أحلت لنا
ميتتان ودمان :السمك والجراد والكبد والطحال»(.)٣
الثانوي
الصف األول الثانوى
14
«إنه لما جىء له بحجرين وروثة ليستنجي بها أخذ الحجرين ورد الروثة وقال« :هذا ركس»
والركس :النجس وبول لألمر بصب الماء عليه في بول األعرابي في المسجد رواه الشيخان.
ومذي :وهو بالمعجمة ماء أبيض رقيق يخرج بال شهوة عند ثورانها لألمر بغسل الذكر منه في
خبر الصحيحين في قصة علي .وودي :وهو بالمهملة ماء أبيض ثخين يخرج عقب البول
قياسا على ما قبله ،ولبن ما ال يؤكل غير لبن اآلدمي كلبن األتان ألنه
أو عند حمل شيء ثقيل ً
بغل فطاهر .قاليستحيل في الباطن كالدم ،أما لبن ما يؤكل لحمه كلبن الفرس وإن ولدت ً
كتاب الطهارة
كتاب الطهارة
فيباح استعماله والوضوء منه صحيح ،والمأخوذ منه من مأكول أو غيره
حالل ،ألن التحريم لالستعمال ال لخصوص ما ذكر .ويحرم البول
في اإلناء منهما أو من أحدهما ،وكما يحرم استعمالهما يحرم
أيضا اتخاذهما من غير استعمال ،ألن ما ال يجوز استعماله
ً
للرجال وال لغيرهم يحرم اتخاذه كآلة المالهي.
الصورة ١،٦أواني الفضة
أواني غير الذهب والفضة
موه غير
(ويجوز استعمال كل إناء طاهر) ما عدا ذلك سواء أكان من نحاس أم من غيره ،فإن ّ
النقد كإناء نحاس وخاتم و آلة حرب من نحاس أو نحوه بالنقد ،ولم يحصل منه شيء ولو
المموه به أو الصدأ حل
ّ موه( )٤النقد بغيره أو صدىء مع حصول شيء من بالعرض على النار أو ّ
المموه في األولى ،فكأنه معدوم ولعدم الخيالء في الثانية ،فإن حصل شيء منّ استعماله لقلة
النقد في األولى لكثرته أو لم يحصل شيء من غيره في الثانية لقلته حرم استعماله وكذا اتخاذه،
فالعلة مركبة من تضييق النقدين والخيالء وكسر قلوب الفقراء .ويحرم تمويه سقف البيت
وجدرانه وإن لم يحصل منه شيء بالعرض على النار ،ويحرم استدامته
إن حصل منه شيء بالعرض عليها وإال فال.
الثانوي
الصف األول الثانوى
16
ويحل استعمال واتخاذ النفيس كياقوت وزبرجد وبلور بكسر الباء وفتح الالم ،ومرجان
وعقيق والمتخذ من الطيب المرتفع كمسك وعنبر وعود ألنه لم يرد فيه نهى وال يظهر فيه معنى
السرف والخيالء.
صغيرة بقدر الحاجة فال تحرم للصغر وال تكره للحاجة .ولما روى عن عاصم األحول قال:
رأيت قدح رسول اﷲ عند أنس بن مالك ،وكان قد انصدع -أي ّ
انشق -فسلسله بفضة
-أي شده بخيط فضة -والفاعل هو أنس كما رواه البيهقي.
تنبيه قال أنس« :لقد سقيت رسول اﷲ في هذا القدح أكثر من
مرجع الكبر والصغر كذا وكذا» أو صغيرة وكلها أو بعضها لزينة أو كبيرة كلها
العرف .فإن شك في لحاجة جاز مع الكراهة فيهما ،أما في األولى فللصغر وكره
كبرها فاألصل اإلباحة
()١
لفقد الحاجة ،وأما في الثانية فللحاجة وكره للكبر ،وضبة
قاله في المجموع. موضع االستعمال لنحو شرب كغيره فيما ذكر من التفصيل
ألن االستعمال منسوب إلى اإلناء كله.
( )١الضبة :قطعة من ذهب أو فضة أو غير هما تتخذ إلصالح خلل في اإلناء.
كتاب الطهارة
ما ال دم له سائل إذا وقع في اإلناء ومات فيه -ما له دم سائل إذا وقع في اإلناء ه
ومات فيه.
استعمال شيء من أواني النحاس -استعمال شيء من أواني الفضة. و
الثانوي
الصف األول الثانوى
18
فصل في السواك
فصل في السواك
وهو بكسر السين ،مشتق من ساك إذا دلك.
شر ًعا لغ ًة
كتاب الطهارة
استعمال عود من أراك( )١أو نحوه .كأشنان( )٢في األسنان وما الدلك وآلته.
حولها إلذهاب التغير ونحوه،
واستعماله (مستحب في كل حال) مطل ًقا كما قاله الرافعي عند الصالة وغيرها لصحة
األحاديث في استحبابه كل وقت( .إال بعد الزوال) أي زوال الشمس وهو ميلها عن كبد
«لخلوف فم
ُ تنزيها استعماله (للصائم) ولو ً
نفل لخبر الصحيحين: ً السماء ،فإنه حينئذ يكره
أطيب عندَ اﷲ م ْن ِ
ريح المسك». ُ الصائ ِم
عطيت
ْ والخلوف :بضم الخاء تغير رائحة الفم ،والمراد به الخلوف بعد الزوال لخبرُ « :أ
خمسا» ثم قال« :وأما الثانية فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند ً أمتي في شهر رمضان
اﷲ من ريح المسك» والمساء بعد الزوال وأطيبية الخلوف تدل على طلب إبقائه فكرهت
إزالته ،وتزول الكراهية بالغروب ألنه ليس بصائم اآلن ،ويؤخذ من ذلك أن من وجب عليه
ليل ال يكره له السواك بعد الزوال ،وهو كذلك ألنه اإلمساك لعارض كمن نسى نية الصوم ً
ليس بصائم حقيقة ،والمعنى في اختصاصها بما بعد الزوال أن تغير الفم بالصوم إنما يظهر
حينئذ ويكره أن يزيد طول السواك على شبر ،واستحب بعضهم أن يقول في أوله« :اللهم بيض
به أسناني ،وشدّ به لثاتي ،وثبت به َل َهاتي( ،)٣وبارك لي فيه يا أرحم الراحمين».
قال النووي :وهذا ال بأس به.
( ) ١األراك أو شجرة المسواك نبات شجيري ينبت في البالد الحارة.
( )٢األشنان :شجرة تنبت في األرض الرملية يستعمل هو أو رماده في غسيل الثياب واأليدي.
( )٣اللهاتي :اللحمة المشرفة على الحلق أو الهنة المطبقة في أقصى سقف الفم.
19 المختار من اإلقناع
مواضع أشدُّ استحبا ًبا :عندَ َت َغ ُّي ِر ال َف ِم ِمن َأ ْز ٍم و َغ ْي ِره .......................
َ
وهو في َث ِ
الثة
كيفية االستياك
اس َت ْكت ُْم
ظاهرا وباطنًا في طول الفم لخبر« :إذا ْ
ً ويس ّن أن يكون السواك في عرض األسنان
طول كما طول لكن مع الكراهة .نعم يسن أن يستاك في اللسان ً فاستَاكُوا َع ْر ًضا»( ،)١ويجزئ ً
ْ
ذكره ابن دقيق العيد.
آلة السواك
كتاب الطهارة
ويحصل بكل خشن يزيل القلح( )٢كعود من أراك أو غيره أو خرقة أو أشنان( )٣لحصول المقصود
بذلك ،لكن العود أولى من غيره .واألراك أولى من غيره من العيدان ،واليابس المندّ ى بالماء
أولى من الرطب ومن اليابس الذي لم يندّ ،ومن اليابس المندّ ى بغير الماء كماء الورد وعود
النخل أولى من غير األراك كما قاله في المجموع .ويسن غسله لالستياك ثان ًيا إذا حصل عليه
وسخ أو ريح أو نحوه كما قاله في المجموع ،وال يكفى
االستياك بأصبعه وإن كانت خشنة ألنه ال يسمى استياكًا،
َ
«كان ويسن أن يستاك باليمنى من يمنى فمه ألنه :
ِ طه ِ ِ
وترجله وره استطاع في شأنه ك ِّله في ُ
َ يحب التيام َن ما
ُ
ِ
وسواكه»(.)٤ وتنع ِ
له ُّ
الثانوي
الصف األول الثانوى
20
وعندَ القيا ِم ِمن النَّو ِم وعندَ ا ْل ِقيا ِم إلى الص ِ
الة. َّ َ
شوص فا ُه -
ُ (و) ثانيها (عند القيام من النوم) لخبر الصحيحين« :كان إذا قا َم ِم َن النَّو ِم َي
أي يدلكه -بالسواك».
نفل أو لمتيمم أو لفاقد الطهورين وصالة الجنازة، (و) ثالثها (عند القيام إلى الصالة) ولو ً
ول َأ ْن َأ ُش َّق
متغيرا أو استاك في وضوئها لخبر الصحيحينَ « :ل َ
ً ولو لم يكن الفم
بالس َواك عنْدَ ك َِّل َص َل ٍة» أي :أمر إيجاب ،وكما يتأكد فيما ِ
َع َلى ُأ َّمتي ألَ َم ْرت ُُه ْم ِّ
كتاب الطهارة
ِ
بالسواك أشق على أمتي ألمرتُهم أيضا للوضوء لقوله « :لوال ْ
أن َّ ذكر يتأكد ً
وضوء»( )١أي :أمر إيجاب ،ومحله في الوضوء بعد غسل الكفين ،ويسن ٍ كل عنْدَ ِّ
السواك لقراءة قرآن أو حديث أو علم شرعي ولذكر اﷲ تعالى ولنوم ولدخول
منزل وعند االحتضار ،ويقال :إنه يسهل خروج الروح وفي السحر ولألكل وبعد
الوتر وللصائم قبل وقت الخلوف.
ويسن التخليل( )٣قبل السواك وبعده ومن أثر الطعام وكون الخالل من عود السواك ويكره
بالحديد ونحوه.
***
( ) ١رواه البخاري.
( )٢النزع :خروج الروح.
( )٣التخليل :إزالة ما بين األسنان من أثر الطعام.
21 المختار من اإلقناع
األسئلة على السواك
كتاب الطهارة
ج االستياك بأصبعه
(ال يكفي مطلقا -يكفي مطلقا -يكفي إن كانت خشنة).
ه يحصل االستياك
(بعود األراك فقط -بأي شيء خشن أو غير خشن -بخشن يزيل تغير األسنان).
الثانوي
الصف األول الثانوى
22
فصل في الوضوء
فصل في الوضوء
شر ًعا لغ ًة
فهو أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية. بضم الواو اسم للفعل وهو :استعمال
قال اإلمام :وهو تعبدي ال يعقل معناه الماء في أعضاء مخصوصة وهو المراد
مسحا وال تنظيف فيه ،وكان
ً ألن فيه هنا ،وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به
كتاب الطهارة
كتاب الطهارة
4 5 6
وعدم المنافى من وعدم الصارف وإسالم وتمييز
نحو حيض ونفاس ويعبر عنه ومعرفة كيفية
في غير أغسال بدوام النية، الوضوء كنظيره
الحج ونحوها، اآلتي في الصالة،
ومس ذكر،
الثانوي
الصف األول الثانوى
24
أشياء :الن ّي ُة .......................................................... وض الو ِ
ضوء س ّت ُة
َ و ُف ُر ُ ُ
وبالمواالة بينهما
4 والتحفظ حيث احتيج إليه 3
وبين الوضوء
فروض الوضوء
وأما فروضه ،فذكرها بقوله( :وفروض الوضوء) جمع فرض وهو الواجب مترادفان إال في
بعض أحكام الحج كما ستعرفه إن شاء اﷲ تعالى هناك.
وقوله( :ستة) خبر فروض ،زاد بعضهم ساب ًعا وهو الماء الطهور .قال في المجموع:
والصواب أنه شرط كما مر.
األول
من الفروض( :النية) لرفع حدث عليه أي رفع حكمه ،ألن الواقع ال يرتفع وذلك كحرمة
تعرض الصالة ولو لماسح الخف ألن القصد من الوضوء رفع المانع ،فإذا نواه فقد ّ
للمقصود ،وخرج بقولنا «عليه» ما لو نوى غيره ،كأن بال ولم ينم فنوى رفع حدث النوم،
فإذا كان عامدً ا لم يصح أو غال ًطا صح .وضابط ما يضر الغلط فيه وما ال يضر كما ذكره
ً
تفصيل يضر الغلط وتفصيل أو جملة ال ً القاضي وغيره أن ما يعتبر التعرض له جملة
فيه .فاألول كالغلط من الصوم إلى الصالة وعكسه .والثاني كالغلط في تعيين اإلمام
تفصيل ال يضر الغلط فيه كالخطأ هنا ،وفي تعيين ً وما ال يجب التعرض له ال جملة وال
المأموم حيث لم يجب التعرض لإلمامة ،أما إذا وجب التعرض لها كإمام الجمعة فإنه
ِ
بالنيات» أي: يضر .واألصل في وجوب النية قوله كما في الصحيحين« :إِن ََّما األَ ْع َم ُال
األعمال المعتدّ بها شر ًعا.
كتاب الطهارة
العادات كالجلوس في المسجد لالعتكاف تارة ولالستراحة أخرى ،أو تمييز رتبتها كالصالة
تكون للفرض تارة وللنفل أخرى.
أ إسالم الناوي
ب وتمييزه
ج وعلمه بالمنوي وشروطها
حكما
ً د وعدم إتيانه بما ينافيها بأن يستصحبها
هـ وأن ال تكون معلقة
فلو قال «إن شاء اﷲ» ،فإن قصد التعليق أو أطلق لم تصح ،وإن قصد التبرك صحت.
وقتها
أول الفروض كأول غسل جزء من الوجه ،وإنما لم يوجبوا المقارنة في الصوم لعسر مراقبة
الفجر وتطبيق النية عليه.
كيفيتها
الثانوي
الصف األول الثانوى
26
وج ِه....................................................... عند َغس ِل ا ْل ِ
وجه و َغ ْس ُل ا ْل ْ
ْ ْ
فروع :لو نوى أن يصلي بوضوئه وال يصلي به لم يصح وضوؤه لتالعبه وتناقضه ،وكذا لو
نوى به الصالة ،بمكان نجس ولو نسي لمعة في وضوئه أو غسله فانغسلت في الغسلة الثانية أو
الثالثة بنية التنفل أو في إعادة وضوء أو غسل لنسيان له أجزأه ،بخالف ما انغسلت في تجديد
وضوء فإنه ال يجزىء ألنه طهر مستقل بنية لم تتوجه لرفع الحدث ً
أصل.
(و) الثاني
من الفروض (غسل) ظاهر كل (الوجه) لقوله تعالى:
( )٢ولإلجماع والمراد بالغسل االنغسال ،سواء كان بفعل
المتوضيء أم بغيره ،وكذا الحكم في سائر األعضاء.
كتاب الطهارة
يسن غسل داخل العين ،ولكن يجب غسل
ذلك إن تنجس ،أما ماق العين( )١فيغسل
بال خالف ،فإن كان عليه ما يمنع وصول
الماء إلى المحل الواجب كالرماص وجب
إزالته وغسل ما تحته.
( ) ١أي طرف العين مما يلي األنف وهو مجرى الدمع.
( )٢العارض :الخد.
الثانوي
الصف األول الثانوى
28
قين .............................................................. ين إلى ِ
المر َف ِ سل اليدَ ِ
و َغ ُ
وبالغرفة الواحدة ال يصل الماء إلى ذلك غال ًبا فإن خف بعضها وكثف بعضها وتميز
فلكل حكمه ،فإن لم يتميز بأن كان الكثيف متفر ًقا بين أثناء الخفيف وجب غسل الكل كما
قاله الماوردي ألن إفراد الكثيف بالغسل يشق ،وإمرار الماء على الخفيف ال يجزىء وهذا هو
المعتمد ،وإن قال في المجموع ما قاله الماوردي خالف ما قاله األصحاب .والشعر الكثيف ما
يستر البشرة عن المخاطب ،بخالف الخفيف والعارضان ،وهما المنحطان عن القدر المحاذي
لألذن كاللحية في جميع ما ذكر.
كتاب الطهارة
ويجب غسل جزء من الرأس ومن الحلق ومن تحت الحنك ومن األذنين ومن الوجه البياض
الذي بين العذار واألذن ،لدخوله في حده ،وما ظهر من حمرة الشفتين ومن األنف بالجدع (.)١
(و) الثالث
من الفروض (غسل) جميع (اليدين) من كفيه وذراعيه (إلى) أي مع (المرفقين) أو قدرهما
َ
فغسل َ
توضأ إن فقدا ،لما رواه مسلم عن أبي هريرة في صفة وضوء رسول اﷲ « :أن ُه
أشرع سرى حتى سل يدَ ه اليمنَى حتى أشرع في ُ ِ
ثم َغ َ َ
َ العضد ،ثم ال ُي َ َ ُ فأسبغ الوضو َءَّ ، وجه ُه
َ
العض ِد» إلخ.
في ُ
( )٢وإلى بمعنى مع كما في قوله ولإلجماع ولقوله تعالى:
()٤
( )٣أي مع اﷲ .وقوله تعالى: تعالى:
فإن قطع بعض ما يجب غسله من اليدين وجب غسل ما بقي منه ألن الميسور ال يسقط
ِ
بالمعسور ،ولقوله « :إذا َأ َم ْر ُتك ُْم بِ َأ ْم ٍر َف ْأتُوا منْ ُه ما ْ
اس َت َط ْعت ُْم» ( )٥أو قطع من مرفقيه بأن
سل عظم الذراع وبقي العظمان المسميان برأس العضد ،فيجب غسل رأس عظم العضد ّ
ألنه من المرفق أو قطع من فوق المرفق ندب غسل باقي عضده ،كما لو كان سليم اليد.
(و) الرابع
مسحا ولو لبعض بشرة رأسه أو بعض ً من الفروض (مسح بعض الرأس) .بما يسمى
شعره ولو واحدة أو بعضها في حد الرأس بأن ال يخرج بالمدّ عنه من جهة نزوله ،فلو
خرج به عنه منها لم يكف حتى لو كان متجعدً ا بحيث لو مدّ لخرج عن الرأس لم يكف
ِ
بناصيته ( .)١وروى مسلم أنه َ « :م َس َح المسح عليه قال تعالى:
َو َع َلى َع َما َمتِ ِه» .واكتفى بمسح البعض فيما ذكر ألنه المفهوم من المسح عند إطالقه.
كتاب الطهارة
ولم يقل أحد بوجوب خصوص الناصية وهي الشعر الذي بين النزعتين ،واالكتفاء بها
يمنع وجوب االستيعاب ويمنع وجوب التقدير بالربع أو أكثر ألنها دونه ،والباء إذا
دخلت على متعدد كما في اآلية تكون للتبعيض أو على غيره كما في قوله تعالى:
( )٢تكون لإللصاق.
ويكفي غسل بعض الرأس ألنه مسح وزيادة ،ووضع اليد عليه بال مد لحصول
المقصود من وصول البلل إليه ،ولو قطر الماء على رأسه أو تعرض للمطر وإن لم ينو
مر ،ويجزىء مسح ببرد وثلج ال يذوبان لما ذكره ولو حلق رأسه بعد المسح أجزأه لما ّ
وضوئه لم يعد المسح.
(و) الخامس
من الفروض (غسل) جميع (الرجلين) بإجماع من يعتد بإجماعه (مع الكعبين) من كل
مر في المرفقين.
رجل أو قدرهما إن فقدا كما ّ
وهما العظمان الناتئان من الجانبين عند مفصل الساق
والقدم ففي كل رجل كعبان ،لما روى النعمان بن
بشير أنه قال« :أقيموا صفوفكم فرأيت الرجل
منا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وكعبه بكعبه»(.)3
(و) السادس
من الفروض (الترتيب على) حكم (ما ذكرناه) من البداءة بغسل الوجه مقرونًا بالنية ثم
اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين لفعله المبين للوضوء المأمور به رواه مسلم
وغيره ،ولقوله في حجة الوداع« :ابدأوا بما بدأ اﷲ به»( )2بإسناد صحيح ،والعبرة بعموم
ممسوحا بين مغسوالت ،وتفريق المتجانس ً اللفظ ال بخصوص السبب ،وألنه تعالى ذكر
ال ترتكبه العرب إال لفائدة ،وهي هنا وجوب الترتيب ال ندبه بقرينة األمر في الخبر ،وألن
اآلية بيان للوضوء الواجب ،ولو شك في تطهير عضو قبل فراغ طهره أتى به وما بعده أو
بعد الفراغ لم يؤثر.
سنن الوضوء
ولما فرغ من فروض الوضوء شرع في سننه فقال:
(وسننه عشرة أشياء) بالمد غير مصروف جمع شيء والمصنف لم يحصر السنن فيما
ذكره .وسنذكر زيادة على ذلك.
كتاب الطهارة
الكالم على التسمية
األولى
(التسمية) أول الوضوء لخبر النسائي بإسناد جيد عن أنس قال :طلب بعض أصحاب النبي
َو ُضو ًءا فلم يجدوا فقال « :هل مع أحد منكم ماء؟ فأتى بماء فوضع يده في اإلناء الذي فيه
الماء ثم قال« :توضئوا بسم اﷲ» أي قائلين ذلك .فرأيت الماء يفور من بين أصابعه حتى
توضأ نحو سبعين ً
رجل .ولخبر« :توضئوا بسم اﷲ» رواه النسائي وابن خزيمة ،وإنما لم تجب
يسم اﷲ» فضعيف .وأقلها (بسم اﷲ)آلية الوضوء المبينة لواجباته .وأما خبر« :ال وضوء لمن لم ّ
طهورا)
ً وأكملها كمالها ،ثم (الحمد ﷲ على اإلسالم ونعمته) ،و(الحمد ﷲ الذي جعل الماء
(.)١ وزاد الغزالي بعدها:
وتسن التسمية لكل أمر ذي بال أي حال يهتم به من عبادة وغيرها ،كغسل وتيمم وذبح
لمحرم أو مكروه ،والمراد بأول
َّ وجماع وتالوة ولو أثناء سورة ال لصالة وحج وذكر ،وتكره
الوضوء أول غسل الكفين .فينوى الوضوء ويسمي اﷲ تعالى عنده بأن يقرن النية بالتسمية عند
أول غسلهما ،ثم يتلفظ بالنية ،ثم يكمل غسلهما ألن التلفظ بالنية والتسمية سنة ،وال يمكن أن
سهوا أو عمدً ا أو في أول طعام كذلك أتى بها في أثنائه
يتلفظ بهما في زمن واحد ،فإن تركها ً
فيقول :بسم اﷲ َّأوله وآخره لخبر:
الثانوي
الصف األول الثانوى
32
االستِن َْش ُ
اق .................... إلنَاء ،والم ْضم َض ُة و ِ
َ َ َ
بل َ ِ
إدخالهما ا ِ َ سل ال َك َّف ِ
ين َق َ و َغ ُ
الكالم على َغ ْس ِل َ
الكف َّْين
كتاب الطهارة
(و) الثانية
(غسل الكفين) إلى كوعيه قبل المضمضة وإن تيقن طهرهما أو توضأ من نحو إبريق لالتباع
رواه الشيخان .فإن شك في طهرهما غسلهما (قبل إدخالهما اإلناء) الذي فيه ماء قليل أو
استيقظ أحدُ كم ِمن نَو ِ
مه َ مائع وإن كثر ثال ًثا فإن أدخلهما قبل أن يغسلها كره لقوله « :إذا
ْ ْ
باتت يد ُه»(.)٢ غس َلها ثال ًثا فإنه ال َي ِ ِ
اإلناء حتى ي ِ
دري أي َن ْ َ يغمس يد َه في
ْ فال
المضمضة واالستنشاق
(و) الثالثة
(المضمضة) وهي جعل الماء في الفم ولو من غير إدارة فيه ومج منه.
الصورة ١،١٢المضمضة
(و) الرابعة
(االستنشاق) بعد المضمضة ،وهو جعل الماء في األنف ،وإن لم يصل إلى الخيشوم وذلك
لالتباع .رواه الشيخان ،وأما خبر« :تمضمضوا واستنشقوا» فضعيف.
ويسن أخذ الماء باليد اليمنى ،ويسن أن يبالغ فيهما غير الصائم لقوله في رواية،
صائما» ِ
واالستنشاق ما لم تك ْن ْ
فأبلغ في المضمضة توضأت
َ صحح ابن القطان إسنادها« :إذا
ً
والمبالغة في المضمضة أن يبلغ الماء إلى أقصى الحنك ووجهي األسنان واللثات.
( ) ١رواه الترمذي.
33 المختار من اإلقناع ( )٢متفق عليه.
الر ِ ِ
أس .................................................................... وم ْس ُح َجمي ِع َّ
َ
ويسن إدارة الماء في الفم ومجه ،وإمرار أصبع يده اليسرى على ذلك ،واالستنشاق أن يصعد
الماء بالنفس إلى الخيشوم ،ويسن االستنثار لألمر به في خبر الصحيحين ،وهو أن يخرج بعد
االستنشاق ما في أنفه من ماء وأذى بخنصر يده اليسرى ،وإذا بالغ في االستنشاق فال يستقصي
فيصير سعو ًطا ال استنشا ًقا قاله في المجموع .أما الصائم فال تسن له المبالغة بل تكره لخوف
اإلفطار كما في المجموع.
الجمع والفصل في المضمضة واالستنشاق
كتاب الطهارة
واألظهر( )١تفضيل الجمع بين المضمضة واالستنشاق على الفصل بينهما .لصحة األحاديث
الصريحة في ذلك ،ولم يثبت في الفصل شيء كما قاله النووي في مجموعه ،وكون الجمع
بثالث غرف يتمضمض من كل ثم يستنشق مرة أفضل من الجمع بغرفة يتمضمض منها ثال ًثا
ثم يستنشق ثال ًثا ،أو يتمضمض منها ثم يستنشق مرة ،ثم كذلك ثانية وثالثة لألخبار الصحيحة
في ذلك.
و في الفصل كيفيتان :أفضلهما يتمضمض بغرفة ثال ًثا ثم يستنشق بأخرى ثال ًثا ،والثانية
أن يتمضمض بثالث غرفات ثم يستنشق بثالث غرفات وهذه أنظف الكيفيات وأضعفها،
والسنة تتأدى بواحدة من هذه الكيفيات لما علم أن الخالف في األفضل منها.
مسح جميع الرأس
(و) الخامسة
وخروجا من خالف من أوجبه ،والسنة في كيفيته أن
ً (مسح جميع الرأس) لالتباع رواه الشيخان
يضع يده على مقدم رأسه ويلصق سبابته باألخرى وإبهاميه على صدغيه ثم يذهب بهما إلى قفاه،
ٍ
وحينئذ ثم يردهما إلى المكان الذي ذهب منه إن كان له شعر ينقلب،
يكون الذهاب والرد مسحة واحدة لعدم تمام المسحة بالذهاب،
فإن لم ينقلب شعره لضفره أو لقصره أو عدمه لم ير ّد لعدم
ً
مستعمل. الفائدة فإن ردهما لم تحسب ثانية ألن الماء صار
( )١قول راجح لإلمام الشافعي يقابله قول مرجوح دليله فيه قوة.
الثانوي
الصف األول الثانوى
34
اء ج ٍ
ديد............................................ ، اهر هما وباطنِهما ٍ وم ْس ُح األُذن ِ
َين َظ ِ
بم َ
َ َ َ
(و) السادسة
وضوئه ِ
برأسه وأذنيه ِ (مسح) جميع (األذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد) ألنه َ « م َس َح في
اخى ُأ ِ ِ ِ َ َظ ِ
أيضا ماء جديدً ا .وكيفية
ذنيه» ويأخذ لصماخيه ً وأدخل أصبعيه في ص َم َ ْ اهرهما وباطنهما،
المسح :أن يدخل مسبحتيه( )٣في صماخيه ويديرهما في المعاطف ،ويمرر إبهاميه
استظهارا.
ً على ظاهر أذنيه ثم يلصق كفيه وهما مبلولتان باألذنين
والصماخ بكسر الصاد ويقال بالسين هو خرق األذن،
وتأخير مسح األذنين عن الرأس مستحق كما هو
األصح في الروضة ،ولو أخذ بأصابعه ماء لرأسه
فلم يمسحه بماء بعضها ومسح به األذنين
كفى ألنه ماء جديد.
( ) ١الخمار :كل ما ستر ،ومنه خمار المرأة وهو ثوب تغطي به رأسها.
( )٢قلنسوة :لباس للرأس مختلف األشكال واألنواع.
( )٣المسبحة من األصابع السبابة.
35 المختار من اإلقناع
والرج َل ِ
ين .................................... ين ِّ يل ال ِّلح َي ِة ال َك َّث ِة ،وتَخلِ ُ
يل َأصاب ِع اليدَ ِ وتَخْ لِ ُ
كتاب الطهارة
َ
فخلل به لحي َته وقال :هكذا ك ًفا ِمن ماء فأدخ َله تحت ِ
حنكه
في روضه تب ًعا للمتولي،
ولكن المحرم يخلل برفق أمرني ربي» أما ما يجب غسله من ذلك كالخفيف فيجب إيصال
لئال يتساقط منه شعره كما الماء إلى ظاهره وباطنه ومنابته بتخليل أو غيره.
قالوه في تخليل شعر الميت.
تخليل األصابع
(و) من السابعة
وخلل بينْ الوضو َء
ُ أيضا لخبر لقيط بن صبرة «أسب ِغ
(تخليل( )١أصابع اليدين والرجلين) ً
األصابعِ»( )٢وصححوه والتخليل في أصابع اليدين بالتشبيك بينهما ،وفي أصابع الرجلين يبدأ
بخنصر الرجل اليمنى ويختم بخنصر الرجل اليسرى ،ويخلل بخنصر يده اليسرى أو اليمنى.
كما رجحه في المجموع من أسفل الرجلين .و إ يصال الماء إلى ما بين األصابع واجب بتخليل
أو غيره إذا كانت ملتفة ال يصل الماء إليها إال بالتخليل أو نحوه ،فإن كانت ملتحمة لم يجز
فتقها .قال اإلسنوي :ولم يتعرض النووي وال غيره إلى تثليث التخليل .وقد روى البيهقي
بإسناد جيد كما قاله في شرح المهذب ،عن عثمان :أنه توضأ فخلل بين أصابع قدميه ثال ًثا
ثال ًثا وقال :رأيت رسول اﷲ فعل كما فعلت .ومقتضى هذا استحباب تثليث التخليل .اهـــ.
وهذا ظاهر.
( ) ١تخلل الشيء :نفذ ،وفي وضوئه أدخل الماء خالل أصابعه أو شعر لحيته.
( )٢رواه الترمذي وغيره.
الثانوي
الصف األول الثانوى
36
سرى ،وال َّطهار ُة َثال ًثا َثال ًثا ...................................
َقديم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ
وت ُ
(و) الثامنة
(تقديم) غسل (اليمنى على) غسل (اليسرى) من كل عضوين ال يسن غسلهما م ًعا كاليدين
يحب التيا ُم َن في َشأنِه
ُّ يامنِكم»( )١وألنه َ :
«كان والرجلين لخبر« :إذا توضأتُم فابدءوا بِم ِ
َ
ُك ِّله» أي مما هو للتكريم .كالغسل واللبس واالكتحال والتقليم وقص الشارب ونتف
كتاب الطهارة
اإلبط وحلق الرأس والسواك ودخول المسجد وتحليل الصالة ومفارقة الخالء واألكل
والشرب والمصافحة واستالم الحجر األسود والركن اليماني واألخذ واإلعطاء ،والتياسر
في ضده ،كدخول الخالء واالستنجاء واالمتخاط وخلع اللباس وإزالة القذر وكره عكسه.
أما ما يسن غسلهما م ًعا كالخدين والكفين واألذنين ،فال يسن تقديم اليمنى فيهما .نعم من
به علة ال يمكنه معها ذلك كأن قطعت إحدى يديه فيسن له تقديم اليمنى.
التثليث في الطهارة
(و) التاسعة
(الطهارة ثال ًثا ثال ًثا) ويستوي في ذلك المغسول والممسوح والتخليل المندوب والمفروض
َ
وتوضأ َوض َأ مر ًة مر ًة
لالتباع .رواه مسلم وغيره ،وإنما لم يجب التثليث ألنه « :ت ّ
مرت ْي ِن مرت ْي ِن».
َ
«توضأ ثال ًثا ثال ًثا وتكره الزيادة عىل الثالث والنقص عنها إال لعذر كام سيأيت ،ألنه
وظلم»( ،)٢وقال يف املجموع:َ نقص ققدْ أسا َء
الوضو ُء فمن زا َد على هذا أو َ ُث َّم َ
قال :هكذا ُ
نقل عن األصحاب وغريهم :فمن زاد عىل الثالث أو نقص عنها فقد أساء إنه صحيح .قال ً
وظلم يف كل من الزيادة والنقص.
أجيب :بأن ذلك كله كان لبيان الجواز .فكان في ذلك الحال أفضل ألن البيان في حقه
واجب .قال ابن دقيق العيد :ومحل الكراهة في الزيادة إذا أتى بها على قصد نية
الوضوء ،أي أو أطلق فلو زاد عليها بنية التبرد أو مع قطع نية الوضوء عنها لم يكره.
قال الزركشي :ينبغي أن يكون موضع الخالف ما إذا توضأ بماء مباح أو مملوك له ،فإن
توضأ بماء موقوف على من يتطهر منه أو يتوضأ منه كالمدارس والربط حرمت عليه الزيادة بال
كتاب الطهارة
خالف ألنها غير مأذون فيها انتهى.
المواالة وضابطها
(و) العاشرة
(المواالة) بين األعضاء في التطهير بحيث ال يجف األول قبل الشروع في الثاني مع اعتدال
ً
مغسول .وهذا في غير الهواء ومزاج الشخص نفسه( )١والزمان والمكان ،ويقدر الممسوح
وضوء صاحب الضرورة كما تقدم ،وما لم يضق الوقت وإال فتجب .واالعتبار بالغسلة األخيرة،
وال يحتاج التفريق الكثير إلى تجديد نية عند عزوبها ألن حكمها باق.
الثانوي
الصف األول الثانوى
38
السنن الزائدة على العشر
وقد قدمنا أن المصنف لم يحصر سنن الوضوء فيما ذكره ،فلنذكر منها شي ًئا مما تركه:
فمن السنن:
ترك االستعانة في الصب عليه لغير عذر ألنه األكثر من فعله ،وألنها نوع من التنعم
أ
والتكبر ،وذلك ال يليق بالمتعبد واألجر على قدر النَصب ،وهي خالف األولى ،أما إذا كان
ذلك لعذر كمرض أو نحوه فال يكون خالف األولى دف ًعا للمشقة ،بل قد تجب االستعانة
إذا لم يمكنه التطهير إال بها ولو ببذل أجرة مثل ،والمراد بترك االستعانة االستقالل باألفعال
كتاب الطهارة
ال طلب اإلعانة فقط حتى لو أعانه غيره وهو ساكت كان الحكم كذلك.
ومنها ترك تنشيف األعضاء بال عذر ألنه يزيل أثر العبادة ،وألنه بعد غسله من الجنابة ج
ِ
بالماء َهك ََذا»( )١ينفضه .وال دليل في ذلك إلباحة عل ُ
يقول ٍ
بمنديل فر َّدهَ ،و َج َ ميمو َن ُة
«أ َت ْت ُه ُ
النفض ،فقد يكون فعله لبيان الجواز ،أما إذا كان هناك عذر كحر أو برد أو التصاق
نجاسة فال كراهة قط ًعا ،أو كان يتيمم عقب الوضوء لئال يمنع البلل في وجهه ويديه التيمم،
وإذا نشف فاألولى أن اليكون بذيله وطرف ثوبه ونحوهما.
ومنها أن يضع المتوضيء إناء الماء عن يمينه إن كان يغترف منه ،وعن يساره إن كان يصب
د
منه على يديه كإبريق ،ألن ذلك أمكن فيهما .قاله في المجموع.
ومنها تقديم النية مع أول السنن المتقدمة على الوجه ليحصل له ثوابها كما مر. ه
كتاب الطهارة
ومنها البداءة بأعلى الوجه وأن يأخذ ماءه بكفيه م ًعا. ي
ومنها أن يبدأ في غسل يديه بأطراف أصابعه وإن صب عليه غيره كما جرى عليه النووي في ك
تحقيقه خال ًفا لما قاله الصيمري من أنه يبدأ بالمرفق إذا صب عليه غيره.
ومنها أن يتعهد موقه وهو طرف العين الذي يلي األنف بالسبابة األيمن باليمنى واأليسر س
باليسرى ،ومثله اللحاظ وهو الطرف اآلخر ومحل سن غسلهما إذا لم يكن فيهما رمص
يمنع وصول الماء إلى محله وإال فغسلهما واجب كما ذكره في المجموع ،ومرت اإلشارة
إليه .وكذا كل ما يخاف إغفاله كالغضون(.)٢
الثانوي
الصف األول الثانوى
40
ومنها أن يتوقى الرشاش. ف
ومنها أن يقول بعد فراغ الوضوء وهو مستقبل القبلة راف ًعا يديه إلى السماء كما قاله في ص
العباب :أشهد أن ال إله إال اﷲ وحده ال شريك له وأشهد أن محمدً ا عبده ورسوله .لخبر
ِ
الجنة الثمانية أبواب أن َل إل َه إال اﷲ إلى آخره ُفتِ ْ
حت له توضأ فقال :أشهدُ ْ َ مسلمَ :م ْن
ُ
َطهري َن» .زاده الترمذي «اللهم اج َعلنِي م َن التوابي َن واجع ْلني ِم َن المت ِ
َّ يدخل ِم ْن أ ِّيها شا َء،
ُ
كتاب الطهارة
وأتوب َ
إليك» ُ استغفر َك
ُ أنت َ
وبحمدك أشهدُ أن ال إل َه إال َ اللهم
َّ على مسلم« :سبحانَك
ِ َ
أن ال إل َه إال اللهم وبحمد َك َ
أشهدُ ْ َّ توضأ ثم قال ُسبحان ََك لخبر الحاكم وصححهَ « :م ْن
فلم ُيكسر رق ثم طبع بطابع -وهو بكسر الباء وفتحها الخاتم ْ - أنت ،إلى آخرها كتب في ّ َ
القيامة» أي لم يتطرق إليه إبطال. ِ إلى يو ِم
تتمة :يندب إدامة الوضوء ،ويسن لقراءة القرآن أو سماعه أو الحديث أو سماعه أو روايته
أو حمل كتب التفسير إذا كان التفسير أكثر أو الحديث أو الفقه وكتابتهما ،ولقراءة علم شرعي
أو إقرائه ،وألذان وجلوس في المسجد أو دخوله ،وللوقوف بعرفة وللسعي ،ولزيارة قبره عليه
()٢
الصالة والسالم أو غيره ولنوم أو يقظة ،ويسن من حمل ميت ومسه ،ومن فصد( )١وحجم
مصل ،ومن لمس الرجل أو المرأة بدن الخنثى أو أحد قبليهّ وقىء وأكل لحم جزور وقهقهة
وعند الغضب وكل كلمة قبيحة ،ولمن قص شاربه أو حلق رأسه ،ولخطبة غير الجمعة ،والمراد
بالوضوء الوضوء الشرعي ال اللغوي ،وال يندب للبس ثوب وصوم وعقد نكاح وخروج لسفر
ولقاء قادم وزيارة والد وصديق وعيادة مريض وتشييع جنازة ،وال لدخول سوق ،وال لدخول
على نحو أمير.
س :١ما الوضوء؟ وما موجبه؟ وما شروطه؟ وما الشروط الزائدة في حق صاحب
الضرورة؟ وما فرائض الوضوء؟ وما نواقضه؟ وما سننه؟ وما حد الوجه
وعرضا؟ وما األصل في وجوب النية؟ وما محلها؟ وما المقصود بها؟ً ً
طول
وما شروطها؟ وما وقتها؟ وما كيفيتها؟ وما حكم المسح على العمامة؟ وما
دليله؟ وهل يجوز االقتصاد عليها؟ وما الحكم لو بال ولم ينم ونوى رفع
حدث النوم عامدً ا؟
كتاب الطهارة
س :٢اذكر المصطلح الفقهي لما يأتي:
قصد الشيء مقترنًا بفعله. أ
ب أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية.
ج جعل الماء في الفم ولو من غير إدارة فيه ومج منه.
س :٣ما حكم لو مسح رأسه في الوضوء قبل غسل اليدين إلى المرفقين؟
س :٤اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين مع التعليل أو ذكر الدليل:
( أ ) المضمضة
(من فرائض الوضوء -من شروط الوضوء -من سنن الوضوء).
ب نوى أن يصلي بوضوئه وال يصلي به
(صح وضوؤه -ال يصح وضوؤه -يكره).
ج وقت النية الواجب في الوضوء
(عند غسل اليدين -عند غسل أول جزء من الوجه -عند مسح الرأس).
(دد ) قطر الماء على رأسه ولم ينو مسح الرأس
(أجزأ -ال يجزئ -يجزئ مع الكراهة).
(هه ) تجب المواالة في الوضوء
(في حق صاحب الضرورة -إذا ضاق الوقت -هما م ًعا).
الثانوي
الصف األول الثانوى
42
فصل في االستنجاء
فصل في االستنجاء
(واالستنجاء) :استفعال من طلب النجاة وهو الخالص من الشيء ،وهو مأخوذ من نجوت
الشجرة وأنجيتها إذا قطعتها ألن المستنجى يقطع به األذى عن نفسه ،وقد يترجم هذا الفصل
فكأن قاضي الحاجة يطلب طيب نفسهّ باالستطابة ،وال شك أن االستطابة طلب الطيب،
بإخراج األذى ،وقد يعبر عنه باالستجمار من الجمار وهو الحصى الصغار ،وتطلق الثالثة
على إزالة ما على المنفذ ،لكن األوالن يعمان الحجر والماء ،والثالث يختص بالحجر.
نادرا كدم ومذي
(واجب من) خروج (البول والغائط) وغيرهما ،من كل خارج ملوث ولو ً
وودي إزالة للنجاسة.
()٢
األفضل في االستنجاء
(واألفضل أن يستنجي باألحجار) أو ما في معناها( .ثم يتبعها بالماء) ألن العين تزول
بالحجر أو ما في معناه ،واألثر يزول بالماء من غير حاجة إلى مخامرة( )٣النجاسة،
(ويجوز) له (أن يقتصر) فيه (على الماء) فقط ألنه األصل في إزالة النجاسة (أو) يقتصر
جوزه بها حيث فعله كما رواه البخاري ،وأمر بفعله بقوله فيما
(على ثالثة أحجار) ألنه ّ
أحجار» الموافق له ما رواه مسلم وغيره من نهيه عنٍ ِ
بثالثة رواه الشافعي« :وليستنْج
ينق المحل بثالث وجب اإلنقاء برابع فأكثر إلى االستنجاء بأقل من ثالثة أحجار ،فإن لم َ
أن ال يبقى إال أثر ال يزيله إال الماء.
( ) ١موضع النقط بين القوسين يدل على جزء محذوف من المتن.
( )٢هذا الحكم خاص ببعض البلدان التي يعتمد أهل القرى فيها على استعمال األحجار في إزالة النجاسة
لقلة دورات المياه.
43 المختار من اإلقناع ( )٣المخامرة :خامر الشيء مارسه وخالطه.
الراكِ ِد........................................... ، ِ ِ
ول والغَائ َط في الماء َّ
ب ال َب َ ِ
و َيجتَن ُ
وفي معنى الحجر الوارد كل جامد طاهر قالع( )١غير محترم( .)٢وخرج بالطاهر النجس كالبعر
جني كالعظم لما
والمتنجس كالحجر المتنجس ،وبغير محترم المحترم كمطعوم آدمي كالخبز أو ّ
إخوانِكُم أي من الجن)» ،فمطعوم
روى مسلم :أنه « نهى عن االستنجاء بالعظم وقال( :إنه زا ُد َ
اآلدمي أولى ،وألن المسح بالحجر رخصة وهي ال تناط بالمعاصي ومن المحترم ما كتب عليه
اسم معظم أو علم كحديث أو فقه أو حساب أو طب.
والواجب في االستنجاء أن يغلب على
كتاب الطهارة
ظنه زوال النجاسة وال يضر شم ريحها
بيده ،وال استنجاء من غير ما ذكر ،فقد نقل
الماوردي وغيره اإلجماع على أنه ال يجب
االستنجاء من النوم والريح بل يكره .ويقول
بعد فراغه من االستنجاء :اللهم طهر قلبي
الصورة 1،١٥األفضل أن يستنجي باألحجار ثم
يتبعها بالماء من النفاق وحصن فرجي من الفواحش.
(ويجتنب) ند ًبا (البول والغائط في الماء الراكد) للنهي عن البول فيه في حديث مسلم
ومثله الغائط بل أولى ،والنهي في ذلك للكراهة ،وإن كان الماء ً
قليل إلمكان طهره بالكثرة وفي
الليل أشدّ كراهة ألن الماء بالليل مأوى الجن ،أما الجاري ففي المجموع عن جماعة الكراهة
في القليل منه دون الكثير ،ولكن يكره في الليل لما مر ،ثم قال :وينبغي أن يحرم في القليل
مطل ًقا ألن فيه إتال ًفا عليه وعلى غيره.
ومحل عدم التحريم إذا كان الماء له ولم يتعين عليه الطهر به ،بأن وجد غيره ،فإذا لم يكن
كذلك فيحرم.
أيضا قضاء الحاجة بقرب الماء الذي يكره قضاؤها فيه لعموم النهي عن البول في ويكره ً
الموارد ،وصب البول في الماء كالبول فيه.
( ) ١أي يزيل أثر النجاسة ،فخرج بذلك الشيء األملس الذي ال يزيلها.
( )٢أي غير معظم كالمناديل الورقية التي توضع في الحمام ،فهي كالحجر الذي يجوز االستنجاء به.
الثانوي
الصف األول الثانوى
44
ثم ِ
رة وفي ال َّط ِر ِ
يق وال ِّظ ِّل...........................................، الشجر ِة الم ِ
َحت َّ َ َ ُ وت َ
ً
احذروا سبب اللعن المذكور ،ولخبر أبي داود بإسناد جيد« :اتقوا المالعن الثالث البراز في
الموارد وقارعة الطريق والظل»
وقيس بالغائط البول ،وينبغي حرمة ما سبق لألخبار الصحيحة وإليذاء المسلمين وغيرهم.
(و) يتجنب ذلك ند ًبا (في الظل) للنهي عن التخلي في ظلهم أي في الصيف ،ومثله مواضع
اجتماعهم في الشمس في الشتاء.
(وال يتكلم على البول والغائط) أي يسكت حال قضاء الحاجة فال يتكلم بذكر وال
غيره أي يكره له ذلك إال لضرورة كإنذار أعمى فال يكره ،بل قد يجب لخبر« :ال َيخرج
ورتِهما يتحدَّ ثان َّ
فإن اﷲ يم َق ُت َعلى َذ َ
لك»(،)١ ِ ِ ِ
الر ُجالن َيضر َبان الغائط كَاش َف ْي ِن َع ْن َع َ
َّ
ومعنى يضربان يأتيان ،والمقت البغض ،فلو عطس حمد اﷲ تعالى بقلبه وال يحرك
كتاب الطهارة
لسانه :أي بكالم يسمع به نفسه ،إذ ال يكره الهمس وال التنحنح.
ويسن أن يبعد عن الناس في الصحراء وما ألحق بها من البنيان إلى حيث ال يسمع
للخارج منه صوت وال يشم له ريح ،فإن تعذر عليه اإلبعاد عنهم سن لهم اإلبعاد عنه
كذلك ،ويستتر عن أعينهم لقوله « :من أتى الغائط فليستتر»( )2ويحصل الستر براحلة
أو وهدة( )3أو إرخاء ذيله .هذا إذا كان بصحراء أو بنيان ال يمكن تسقيفه كأن جلس في
وسط مكان واسع ،فإن كان في بناء يمكن تسقيفه أي عادة كفى ،وهذا األدب متفق على
ثم من ال يغض بصره عن نظر عورته ممن يحرم عليه نظرها، استحبابه ،ومحله إذا لم يكن ّ
وإال وجب االستتار.
وعليه يحمل قول النووي في شرح مسلم :يجوز كشف العورة في محل الحاجة في
الخلوة كحال االغتسال والبول ومعاشرة الزوجة ،أ َّما بحضرة الناس فيحرم كشفها وال
يبول في موضع هبوب الريح وإن لم تكن هابة إذ قد تهب بعد شروعه في البول فترد عليه
قائما لخبر الترمذي وغيره بإسناد جيد أن
الرشاش وال في مكان صلب لما ذكر وال يبول ً
قائما فال تصدقوه» أي يكره له ذلك إال
عائشة قالت« :من حدثكم أن النبي كان يبول ً
لعذر فال يكره وال خالف األولى وال يدخل الخالء حاف ًيا وال مكشوف الرأس لالتباع.
الثانوي
الصف األول الثانوى
46
ويعتمد في قضاء الحاجة على يساره ألن ذلك أسهل لخروج الخارج ،ويكره أن يبول
ِ
الوسواس فإن عام َة َ
يتوضأ فيهَّ ، ثم ِ في المغتسل لقوله « :ال يبو َل َّن أحدُ كم في ُم
ستحمه َّ
ِّ
ثم منفذ ينفذ منه البول والماء ويحرم على القبر ،وكذا في إناء ِ
من ُه» ومحله إذا لم يكن ّ
في المسجد على األصح ،ويسن أن يستبرىء من البول عند انقطاعه بنحو تنحنح .قال
في المجموع :والمختار أن ذلك يختلف باختالف الناس ،والقصد أن يظن أنه لم يبق
بمجرى البول شيء يخاف خروجه ،فمنهم من يحصل هذا بأدنى عصر ،ومنهم من
كتاب الطهارة
يحتاج إلى تكرره ،ومنهم من يحتاج إلى تنحنح ،ومنهم من ال يحتاج إلى شيء من هذا،
وينبغي لكل أحد أن ال ينتهي إلى حد الوسوسة ،وإنما يجب االستبراء – كما قال به
القاضي والبغوي وجرى عليه النووي في شرح مسلم -لقوله َ « :تن ََّز ُهوا ِم َن ال َب ْو ِل
اب ا ْل َق ْبر ِمنْ ُه» ألن الظاهر من انقطاع البول عدم عوده ويحمل الحديث على َفإِ َّن َعا َّمة َع َذ ِ
ما إذا تحقق أو غلب على ظنه بمقتضى عادته أنه لولم يستبريء خرج منه ،ويكره حشو
مخرج البول من الذكر بنحو القطن ،وإطالة المكث في محل قضاء الحاجة ،لما روى
عن لقمان :أنه يورث وج ًعا للكبد.
ويندب أن يقول عند وصوله إلى مكان قضاء الحاجة :بسم اﷲ – أي أتحصن من الشيطان
– اللهم أي يا اﷲ -إني أعوذ بك أي أعتصم بك -من الخبث -بضم الخاء والباء جمع
خبيث -والخبائث جمع خبيثة -والمراد ذكور الشياطين وإناثهم .وذلك لالتباع .رواه
الشيخان .واالستعاذة منهم في البناء المعد لقضاء الحاجة ألنه مأواهم ،وفي غيره ألنه
سيصير مأوى لهم بخروج الخارج .ويقول ند ًبا عقب انصرافه“ :غفرانك! الحمد اﷲ
الذي أذهب عني األذى وعافاني من البالء” لالتباع رواه النسائي .وفي مصنف عبد
نوحا عليه السالم كان يقول“ :الحمد ﷲ الذي أذاقني لذته،
الرزاق وابن أبي شيبة أن ً
في منفعته ،وأذهب عني أذاه”.
وأبقى َّ
***
47 المختار من اإلقناع
أسئلة على باب االستنجاء
س :١ما االستنجاء؟ وعالم يطلق؟ وما حكمه؟ ولم جاز االستنجاء بالماء مع أنه
مطعوم؟ وما حكم البول في الماء المسبل أو المملوك لغيره؟ وما حكم
االستبراء من البول؟ وما دليله؟
كتاب الطهارة
ب
االقتصار في االستنجاء على ثالثة أحجار فقط.
الثانوي
الصف األول الثانوى
48
فصل في نواقض الوضوء
نواقض في الوضوء
(والذي ينقض الوضوء) أي ينتهى به (خمسة أشياء) فقط.
6 ١
على الجديد أحد السبيلين
أحدها
(ما) أي شيء (خرج) من أحد (السبيلين) ،أي من ُق ُب ِل المتوضيء ،أو من دبر المتوضيء،
نجسا ،جا ًفا أم رط ًبا ،معتا ًدا كبول أو ً
نادرا طاهرا أم ً ً ريحا،
سواء أكان الخارج عينًا أم ً
كرها .واألصل في ذلك قوله تعالى: كثيرا ،طو ًعا أم ً قليل أم ً كدم .انفصل أم الً ،
( .)١والغائط :المكان المطمئن من األرض تقضى فيه الحاجة،
سمي به الخارج للمجاورة ،وحديث الصحيحين أنه قال في المذيَ « :ي ْغ ِس ُل َذك ََر ُه
الشيء فِي الص ِ ِ ِ ِ
الة َق َالَ :ل َّ النبي ا ّلذي ُي َخ َّي ُل إِ َل ْيه َأ َّن ُه َيجدُ َّ َ
َو َيت ََو َّض ُأ وفيهماْ :اش َتكَى إِ َلى ّ
يحا» والمراد العلم بخروجه ،ال سمعه وال شمه ،وليس َين َْص ِرف حتَّى َي ْس َم َع َص ْوتًا َأ ْو َي ِجدَ ِر ً
المراد حصر الناقض في الصوت والريح ،بل نفي وجوب الوضوء بالشك في خروج الريح
ويقاس بما في اآلية واألخبار :كل خارج مما ذكر.
َو َل ْو انسد مخرجه األصلي من قبل أو دبر بأن لم يخرج منه شيء وإن لم يلتحم وانفتح
السرة ،فخرج منه المعتاد خروجه كبول أو النادر كدود ودم نقض،
مخرج بدله تحت ُّ
لقيامه مقام األصلي.
كتاب الطهارة
أيضا ،وإن انفتح في السرة أو فوقهافكما ينقض الخارج منه المعتاد والنادر فكذلك هذا ً
أو محاذيها واألصلي منسد ،أو تحتها واألصلي منفتح ،فال ينقض الخارج منه .أما في
األولى فألن ما يخرج من المعدة أو فوقها ال يكون مما أحالته الطبيعة .ألن ما تحيله تلقيه
إلى أسفل ،فهو بالقيء أشبه.
َوا ْل ُمن َْسدُّ حينئذ كعضو زائد وخرج بالمنفتح ما لو خرج شيء من المنافذ األصلية كالفم
واألذن .فإنه ال نقض بذلك كما هو ظاهر كالمهم.
الثانوي
الصف األول الثانوى
50
كر َأو َم َر ٍ
قل بِ ُس ٍ ِ
ض......................... ، ِّنَ ،وز ََو ُال ال َع ِ َوالنَّو ُم َعلى َغ ِير َهيئَة ُ
المت ََمك ِ
(و) الثاني
من نواقض الوضوء( :النوم) .وإنما ينقض إذا كان (على غير هيئة المتمكن) مقعده من
الس ِهَ ،ف َم ْن نَا َم َف ْل َيت ََو َّض َأ»( )١والسه: ِ
األرض أي ألييه ،وذلك لقوله « :ال َع ْينَان ِوكَا ُء َّ
بسين مهملة مشددة مفتوحة وهاء حلقة الدبر .والوكاء -بكسر الواو والمد -الخيط
الذي يربط به الشيء .والمعنى فيه أن اليقظة هي الحافظ لما يخرج والنائم قد يخرج منه
كتاب الطهارة
(و) الثالث
من نواقض الوضوء( :زوال العقل) بجنون أو (بسكر) وإن لم يأثم به (أو) بعارض (مرض)
كإغماء ،أو بتناول دواء ألن ذلك أبلغ من النوم .وال فرق بين أن يكون متمكنًا أم ال.
(و) الرابع
من نواقض الوضوء (لمس الرجل) ببشرته (المرأة األجنبية) أي بشرتها( ،من غير حائل)
( )١أي لمستم ،كما قريء به ،فعطف اللمس على المجيء لقوله تعالى:
من الغائط ،ورتب عليهما األمر بالتيمم عند فقد الماء ،فدل على أنه حدث .ال جامعتم ،ألنه
( )٢وقال : خالف الظاهر إذ اللمس ال يختص بالجماع ،قال تعالى:
«لعلك لمست» والمعنى فيه أنه مظنة ثوران الشهوة .والمراد بالرجل :الذكر إذا بلغ حدً ا
كتاب الطهارة
يشتهى ،ال البالغ .وبالمرأة :األنثى إذا بلغت حدً ا يشتهى كذلك ال البالغة.
وال ينقض لمس َم ْح َرم له بنسب أو رضاع أو مصاهرة ،ولو بشهوة ،ألنها ليست مظنة
للشهوة بالنسبة إليه كرجل .وال ينقض صغيرة السن ،وال صغير لم يبلغ كل منهما حدً ا يشتهى
عر ًفا ،النتفاء مظنة الشهوة ،بخالف ما إذا بلغاها وإن انتفت بعد ذلك لنحو هرم ،وال شعر
وسن وظفر وعظم ،ألن معظم االلتذاذ في هذا إنما هو بالنظر دون اللمس.
الثانوي
الصف األول الثانوى
52
ومس ح ْل َق ِة دب ِر ِه ع َلى الج ِد ِ
يد. َ ُُ َ َ ُّ َ
(و) السادس
وقياسا على القبل بجامع النقض
ً (مس حلقة دبره) أي اآلدمي (على الجديد) ألنه فرج،
بالخارج منهما ،والمراد بها ملتقى المنفذ ،ال ما وراءه.
وخرج ببطن الكف ر ُءوس األصابع وما بينها وحرفها حرف الكف فال نقض بذلك،
لخروجها عن سمت الكف ،وضابط ما ينقض :ما يستتر عند وضع إحدى اليدين على
األخرى مع تحامل يسير ،وبفرج اآلدمي فرج بهيمة أو طير فال نقض بمسهً ،
قياسا على
كتاب الطهارة
أسئلة
س :١ما نواقض الوضوء؟
ُسل ِس ّت ُة َأشياءَ :ثال َث ٌة تَشت َِر ُك فِيها الرج ُال والنِّساء و ِهي :التِ َقاء ِ
الختَا َن ْي ِن، ب الغ َ وا َّل ِذي ُي ِ
ُ َ ِّ َ َ َ ُ َ َ َ َ وج ُ
المن ِ ِّي......................................................................... ، وإِنز َُال َ
كتاب الطهارة
شر ًعا لغ ًة
سيالنه على جميع البدن مع النية. سيالن الماء على الشيء مطل ًقا .والفتح
والغسل -بالكسر -ما يغسل به أشهر كما قاله النووي في التهذيب ،ولكن
الرأس من نحو سدر ونحوه. الفقهاء أو أكثرهم إنما تستعمله بالضم.
(إزالة النجاسة إن كانت على) شيء من (بدنه) وهو ضعيف ،واألصح (و) الثاني
أنه يكفي للغسل وإزالة النجاسة غسلة واحدة.
كتاب الطهارة
نقض الضفائر إن لم يصل الماء إلى باطنها إال بالنقض ،لكن يعفى عن باطن
الشعر المعقود( ،و) إلى جميع أجزاء (البشرة) حتى األظفار وما يظهر من
صماخي األذنين.
سنن الغسل
(وسننه) أي الغسل كثيرة المذكور منها هنا (خمسة أشياء) .وسنذكر منها أشياء بعد ذلك:
(التسمية) مقرونة بالنية كما صرح به في المجموع هنا ،وقد تقدم في الوضوء
األولى
بيان أكملها.
الثانوي
الصف األول الثانوى
56
ِ
سرى. الم َو َالةُ ،وتَقد ُ
يم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ َو ُ
(و) الرابعة (المواالة) وهي غسل العضو قبل جفاف ما قبله كما مر في الوضوء.
التثليث تأس ًيا به كما في الوضوء .وكيفية ذلك أن يتعهد ما ذكر ،ثم يغسل رأسه 1
ويدلكه ثال ًثا ثم باقي جسده كذلك بأن يغسل ،ويدلك شقه األيمن المقدم ثم المؤخر
ثم األيسر كذلك مرة ثم ثانية ثم ثالثة كذلك ،لألخبار الصحيحة الدالة على ذلك ،ولو
انغمس في ماء فإن كان جار ًيا كفى في التثليث أن يمر عليه ثالث جريات ،لكن قد
يفوته الدلك ألنه ال يتمكن منه غال ًبا تحت الماء ،إذ ربما يضيق نفسه ،وإن كان راكدً ا
انغمس فيه ثال ًثا بأن يرفع رأسه منه و ينقل قدميه أو ينتقل فيه من مقامه إلى آخر ثال ًثا،
فإن حركته تحت الماء كجري الماء عليه ،وال يسن تجديد الغسل ألنه لم ينقل ولما
فيه من المشقة بخالف الوضوء ،فيسن تجديده إذا صلى باألول صالة ما كما قاله
النووي في باب النذر من زوائد الروضة لما روى أبو داود وغيره أنه قالَ « :م ْن
عشر حسنات» .وألنه كان في أول اإلسالم يجب الوضوء َب اﷲ له َ توضأ على ُط ٍ
هر كت َ َ
لكل صالة فنسخ الوجوب وبقي أصل الطلب.
كتاب الطهارة
حكم من اجتمع عليه أغسال
ومن وجب عليه فرضان :كغسلي جنابة ومن اغتسل لجنابة ونحوها كحيض
وحيض كفاه الغسل ألحدهما ،وكذا وجمعة ونحوها كعيد حصل غسلهما،
لو سن في حقه سنتان :كغسلي عيد كما لو نوى الفرض وتحية المسجد ،أو
وجمعة ،وال يضر التشريك بخالف اعتبارا بما نواه،
ً نوى أحدهما حصل فقط
نحو الظهر مع سنته ألن مبني الطهارات وإنما لم يندرج النفل في الفرض ألنه
على التداخل بخالف الصالة ،ولو مقصود فأشبه سنة الظهر مع فرضه.
أحدث ثم أجنب أو أجنب ثم أحدث
أو أجنب وأحدث م ًعا كفى الغسل،
الندراج الوضوء في الغسل.
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
58
فصل في األغسال المسنونة
سل ِ
العيدَ ِ الجم َع ِة ،و ُغ ُ ِ
ين.......... ، سل ُ َات َسب َع َة َع َش َر ُغ ً
سلُ :غ ُ واالغت َس َال ُت َ
المسنُون ُ
من السبعة عشر(غسل الجمعة) لمن يريد حضورها وإن لم تجب عليه الجمعة األول
فليغتسل» ولخبر البيهقي بسند صحيح: ْ الجم َع َة
لحديث« :إذا جا َء أحدُ كم ُ
فليس عليه شي ٌء» ِ ْ ِ ِ « َم ْن أتى الجمعة ِم َن
فليغتسل ،وم ْن لم يأت َها َ والنساء الرجال
كل محتل ٍم»( )١أي متأكد وصرف هذا واجب على ِّ
ٌ سل الجمعة ورويُ « :غ ُ
من اغتسل فال ُغسل الجمعة فبها ونِ ْ
عمت َو ِ عن الوجوب خبرَ « :م ْن توضأ يو َم ُ
أفضل»( .)٢ووقته من الفجر الصادق ألن األخبار علقته باليوم كقوله َ « م ْن ُ
ِ
الساعة األولى» الحديث ،وتقريبه من ذهابه إلى ثم راح في ِ َ
اغتسل يو َم الجمعة َّ
الجمعة أفضل ألنه أبلغ في المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة ،ولو تعارض
الغسل والتبكير فمراعاة الغسل أولى ،ألنه مختلف في وجوبه ،ويكره تركه بال
عذر على األصح.
(غسل العيدين) الفطر واألضحي لكل أحد وإن لم يحضر الصالة ألنه يوم (و) الثاني
زينة ،فالغسل له بخالف الجمعة .ويدخل وقت غسلهما بنصف الليل وإن كان والثالث
المستحب فعله بعد الفجر ألن أهل السواد يبكرون إليهما من قراهم ،فلو لم
يكف الغسل لهما قبل الفجر لشق عليهم فعلق بالنصف الثاني لقربه من اليوم
كما قيل في أذان الفجر.
كتاب الطهارة
مسلما أم ال ،وسواء أكان الغاسل
ً (الغسل من غسل الميت) سواء أكان الميت (و) السابع
فليغتسل َوم ْن حم َله فليتوضأ»(.)١
ْ طاهرا أم ال كحائض لقولهَ « :م ْن َغ ّس َل ميتًا
ً
ِ
سل إِ َذا َّ
غسلت ُُموه»(.)٢ ِ
غسل َم ّيتكُم ُغ ٌ «ليس عليكم في َ وإنما لم يجب لقوله
ويسن الوضوء من مسه.
غسل (المغمى عليه) ولو لحظة (إذا أفاقا) ولم يتحقق منهما إنزال لالتباع (و) العاشر
في اإلغماء .رواه الشيخان .وفي معناه الجنون ،بل أولى ألنه يقال كما قال
الشافعي :قل من جن إال وأنزل.
(الغسل عند اإلحرام) بحج أو عمرة أو بهما ولو حال حيض المرأة ونفاسها. (و) الحادي
عشر
الثانوي
الصف األول الثانوى
60
ول م َّك َة ،ولِلو ُق ِ
وف بِ َع َر َف َة. ِ ِ
َ ُ َولدُ ُخ َ
ً
حالل على المنصوص في األم ،ويستثنى المشرفة ولو كان
ّ الغسل (لدخول مكة) (و) الثاني
من إطالق المصنف ما لو أحرم المكى بعمرة من محل قريب كالتنعيم واغتسل لم عشر
يندب له الغسل لدخول مكة.
الغسل (للوقوف بعرفة) واألفضل كونه بنمرة ويحصل أصل السنة في غيرها وقبل (و) الثالث
عشر
الزوال وبعد الفجر ،لكن تقريبه للزوال أفضل كتقريبه من ذهابه في غسل الجمعة.
كتاب الطهارة
وقد قدمنا أن األغسال المسنونة ال تنحصر فيما قاله المصنف ،بل منها:
السادس عشر الخامس عشر الرابع عشر
***
س :١ما الغسل لغة وشرعا؟ وما موجباته؟ وما فرائضه؟ وما حكم إزالة النجاسة التي
على بدن المغتسل؟ وما سنن الغسل؟ وما حكم من اجتمع عليه أغسال؟ وما
األغسال المسنونة؟ وما الحكم لو اجتمع على المرأة غسل حيض وجنابة ونوت
أحدهما فقط؟ وما وقت النية في الغسل؟ وما آكد االغتساالت المسنونة؟
كتاب الطهارة
س :٢اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي:
(واجب -مسنون -مباح). التدليك في الغسل أ
(واجب -مسنون -مباح). التيامن في الغسل ب
(واجب -مسنون -مباح). ج غسل الكافر إذا أسلم
(نمرة -منى -المزدلفة).
الغسل للوقوف بعرفة األفضل كونه بــ د
(يسن -ال يسن -يجب). الغسل للصلوات الخمس ه
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
62
فصل في المسح على الخفين
وروى ابن المنذر عن الحسن البصري أنه قال :حدثني سبعون من فصل في المسح
الصحابة« :أن النبي مسح على الخفين». على الخفين
()١
وقال بعض المفسرين :إن قراءة الجر في قوله تعالى:
للمسح على الخفين.
حكم المسح
بدل عن غسل الرجلين ،فالواجب على البسه الغسل (والمسح على الخفين جائز) في الوضوء ً
أو المسح ،والغسل أفضل كما قال في الروضة في آخر باب صالة المسافر .وخرج بالوضوء
إزالة النجاسة والغسل ولو مندو ًبا فال مسح فيهما ،وبالمسح على الخفين مسح خف رجل مع
غسل األخرى فال يجوز ،ولألقطع لبس خف في السالمة إال إن بقي بعض المقطوعة فال يكفي
ذلك حتى يلبس ذلك البعض خ ًفا.
شروط المسح
وإنما يصح المسح ،هنا (بثالثة شرائط) وترك راب ًعا كما ستعرفه.
األول
(أن يبتدئ) مريد المسح على الخفين (لبسهما بعد كمال) أي تمام (الطهارة) من الحدثين
للحديث السابق ،فلو لبسهما قبل غسل رجليه ،لم يجز المسح .ولو أدخل إحداهما بعد
غسلها ثم غسل األخرى وأدخلها لم يجز المسح إال أن ينزع األولى من موضع القدم ثم
يدخلها في الخف.
63 المختار من اإلقناع ( )١سورة المائدة .اآلية .٦
الم ْش ِي َع َل ِ
يه َما. ِ ِ رض ِمن ال َقدَ َم ِ ين لِ َم َح ِّل َغ ِ
سل ال َف ِ وأن َيكُونَا َساتِ َر ِ
َ
ين ،وأن َيكُونَا م َّما ُيمك ُن َتتَا ُب ُع َ
(و) الثاني
من الشروط (أن يكونا) أي الخفان (ساترين لمحل غسل الفرض من القدمين) في الوضوء
وهو القدم بكعبيه من سائر الجوانب ال من األعلى ،فلو رئي القدم من أعاله كأن واسع
الرأس لم يضر.
كتاب الطهارة
فإن قصر عن محل الفرض أو كان به تخرق في محل الفرض ضر ولو تخرقت البطانة
أو الظهارة والباقي صفيق لم يضر وإال ضر ،والمراد بالستر هنا الحيلولة ال ما يمنع الرؤية
فيكفي الشفاف عكس ساتر العورة ألن القصد هنا منع نفوذ الماء وثم منع الرؤية .وال يجزئ
منسوج ال يمنع نفوذ الماء إلى الرجل من غير محل الخرز( )١لو صب عليه لعدم صفاقته،
ألن الغالب في الخفاف أنها تمنع النفوذ فتنصرف إليها النصوص الدالة على الترخيص،
فيبقى الغسل واج ًبا فيما عداها.
(و) الثالث
من الشروط (أن يكونا) م ًعا (مما يمكن تتابع المشي عليهما) لتردد مسافر لحاجته عند
الحط والترحال وغيرهما مما جرت به العادة ،ولو كان البسه مقعدً ا ،بخالف ما ال يمكن
المشي فيه لما ذكر لفرط سعته أو ضيقه ،أو نحو ذلك فال يكفي المسح عليه إذ ال حاجة لمثل
ذلك ،وال فائدة في إدامته.
(و) الرابع
الذي أسقطه المصنف أن يكونا طاهرين فال يكفي المسح على خف اتخذ من جلد ميتة قبل
الدباغ لعدم إمكان الصالة فيه ،وفائدة المسح وإن لم تنحصر فيها فالقصد األصلي منه الصالة
وغيرها تبع لها ،وألن الخف بدل عن الرجل وهو نجس العين وهي ال تطهر عن الحدث ما لم
تزل نجاستها ،فكيف يمسح عن البدل وهو نجس العين؟ والمتنجس كالنجس.
الثانوي
الصف األول الثانوى
64
والم َسافِ ُر َثال َث َة َأ َّيا ٍم بِ َل َيالِ ِ
يه َّن........................ ، وما و َليل ًة ُ
يم َي ً
ويمسح ِ
المق ُ
َ َ ُ ُ
مدة المسح
ً
طويل وهو عاص بسفره، قصيرا أو
ً سفرا
ولو عاص ًيا بإقامته والمسافر ً (و) يمسح
وكذا كل سفر يمتنع فيه القصر (يو ًما وليلة) كاملين فيستبيح بالمسح
(المقيم)
ما يستبيحه بالوضوء في هذه المدة.
كتاب الطهارة
سفر قصر (ثالثة أيام بلياليهن) فيستبيح بالمسح ما يستبيحه بالوضوء (و) يمسح
في هذه المدة. (المسافر)
ودليل ذلك الخبر السابق أول الفصل ،وخبر مسلم عن شريح بن هانيء :سألت علي بن
أبي طالب عن المسح على الخفين ،فقال« :جعل رسول اﷲ ثالثة أيام ولياليهن للمسافر
ويو ًما وليلة للمقيم» .والمراد بلياليهن ثالث ليال متصلة بها سواء أسبق اليوم األول ليلة أم ال.
تنبيه
شمل إطالقه دائم الحدث كالمستحاضة فيجوز له المسح على الخف على الصحيح ألنه يحتاج
أيضا ،لكن لو أحدث
إلى لبسه واالرتفاق به كغيره ،وألنه يستفيد الصالة بطهارته فيستفيد المسح ً
فرضا مسح
بعد لبسه غير حدثه الدائم قبل أن يصلي بوضوء اللبس ً
لفريضة فقط ولنوافل .وإن أحدث وقد صلى بوضوء اللبس
فرضا لم يمسح إال لنفل فقط ألن مسحه مرتب على طهره ،وهو ً
ال يفيد أكثر من ذلك ،فإن أراد فريضة أخرى وجب نزع الخف
والطهر الكامل ألنه محدث بالنسبة إلى ما زاد على فريضة ونوافل،
فكأنه لبس على حدث حقيقة فإن طهره ال يرفع الحدث على المذهب.
كتاب الطهارة
كالصالة ،وعلم مما تقرر أن المدة ال تحسب من ابتداء الحدث؛ ألنه وشمل إطالقهم الحدث
بالنوم واللمس والمس وهو كذلك.
(فإن مسح) بعد الحدث المقيم (في الحضر) على خفيه (ثم سافر) سفر قصر (أو مسح)
المسافر على خفيه (في السفر ثم أقام) قبل استيفاء مدة المقيم (أتم) كل منهما (مسح مقيم)
تغلي ًبا للحضر ألصالته ،فيقتصر في األول على مدة حضر ،وكذا في الثاني إن أقام قبل مدته
ً
حالل ،ألن الخف تستوفى به الرخصة ال أنه المجوز كما مر ،وال يشترط في الخف أن يكون
للرخصة ،بخالف منع القصر في سفر المعصية إذ المجوز له السفر ،فيكفي المسح على
المغصوب كالتيمم بتراب مغصوب.
الثانوي
الصف األول الثانوى
66
وما ُي ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ب الغ َ
ُسل. وج ُ المدَّ ة َ الم ْس ُح بِ َث َل َثة َأ ْش َي َ
اء بِخَ ْلع ِه َماَ ،وانق َضاء ُ و َيب ُط ُل َ
ويكره تكراره وغسل الخف ويكفي مسمى مسح كمسح الرأس في محل الفرض بظاهر
أعلى الخف ال بأسفله وباطنه وعقبه وحرفه ،إذ لم يرد االقتصار على شيء منها كما ورد
االقتصار على األعلى ،فيقتصر عليه وقو ًفا على محل الرخصة ،ولو وضع يده المبتلة عليه ولم
حضرا
ً يمرها أو قطر عليه أجزأه ،وال مسح لشاك في بقاء المدة كأن نسي ابتداءها ،أو أنه مسح
سفرا ألن المسح رخصة بشروط منها المدة ،فإذا شك فيها رجع لألصل وهو الغسل. أو ً
مبطالت المسح
كتاب الطهارة
األول
(بخلعهما) أو أحدهما أو بظهور بعض الرجل.
(و) الثاني
(انقضاء المدة) المحدودة في حقهما ،فليس ألحدهما أن يصلي بعد انقضاء مدته وهو
بطهر المسح في الحالين.
(و) الثالث
(ما يوجب الغسل) من جنابة أو حيض أو نفاس أو والدة فينزع ويتطهر ثم يلبس ،حتى لو
البسا ال يمسح بقية المدة كما اقتضاه كالم الرافعي ،وذلك لخبر صفوان قال« :كان اغتسل ً
ننزع خفا َفنا ثالث َة أيا ٍم ولياليه َّن إال ِم ْن
سفرا-أال َ
رسول اﷲ يأمرنا إذا كنا مسافرين-أو ً
َابة»( ،)١وقيس بالجنابة ما في معناها وألن ذلك ال يتكرر تكرار الحدث األصغر ،وفارق جن ٍ
َ
ثممسحا بأعلى ساتر لحاجة موضوعة على طهر بأن الحاجة ّ ً الجبيرة مع أن في كل منهما
أشد والنزع أشق .ومن فسد خفه أو ظهر شيء مما ستر به من رجل ولفافة وغيرهما أو
انقضت المدة وهو بطهر المسح في الثالث لزمه غسل قدميه فقط لبطالن طهرهما دون
غيرهما بذلك.
***
67 ( )١رواه الترمذي وغيره وصححوه.
المختار من اإلقناع
أسئلة على باب المسح على الخفين
س :١ما حكم المسح على الخفين؟ وما دليله؟ وما شروط المسح؟ وما حقيقة
الستر على الخفين؟ وما مدة المسح؟ وما الذي يستبيحه دائم الحدث
بالمسح؟ ومتى تبدأ مدة المسح؟ وما كيفية المسح؟ وما المجزئ فيه؟ وما
مبطالت المسح؟
كتاب الطهارة
س :٢ضع عالمة (✓) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (✗) أمام العبارة الخطأ ثم
صوب الخطأ:
أ إن مسح خف رجل وغسل األخرى -صح الوضوء.
ج إن غسل ً
رجل ثم أدخلها في الخف ثم غسل األخرى ثم أدخلها
في الخف -ال يصح المسح.
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
68
فصل في التيمم
اءُ :وجو ُد ال ُع ِ َ ِ
ذر .............................................. وش َرائ ُط ال َّت َي ُّم ِم َخمس ُة َأش َي َ
فصل في التيمم
شر ًعا لغ ًة
إيصال التراب إلى الوجه القصد يقال :تيممت فالنًا ويممته وتأممته وأممته
كتاب الطهارة
(.)١
وخصت به هذه األمة واألكثرون على أنه فرض سنة ست من الهجرة ،وهو رخصة على األصح،
وأجمعوا على أنه مختص بالوجه واليدين وإن كان الحدث أكبر .واألصل فيه قبل اإلجماع
قوله تعالى:
كتاب الطهارة
حينئذ بال طلب ،إذ ال فائدة فيه سواء أن يتيقن عدم الماء فيتيمم
مسافرا أم ال .وفقده في السفر جرى على الغالب.
ً أكان
الثانوي
الصف األول الثانوى
70
اء ،و َتع ُّذر استِ ِ ِ
قت الص َل ِة ،و َط َلب الم ِ
ول و ِ َأو َم َر ٍ
ب، عماله وإِ َ
عوا ُز ُه َبعدَ ال َّط َل ِ َ َ ُ ُ َ َّ ض ،و ُد ُخ ُ َ
اه ُر ا َّل ِذي َله ُغ َب ٌار............................................................ والتُّراب ال َّط ِ
َ َ ُ
السبب الثاني
خوف محذور من استعمال الماء بسبب بطء برء (أو مرض) أو زيادة ألم أو شين فاحش
في عضو ظاهر للعذر ،ولآلية السابقة .والشين األثر المستكره من تغير لون أو نحول(،)١
والظاهر ما يبدو عند المهنة غال ًبا كالوجه واليدين.
السبب الثالث
كتاب الطهارة
حاجته إليه لعطش حيوان محترم ولو كانت حاجته إليه لذلك في المستقبل صونًا للروح أو
غيرها من التلف ،فيتيمم مع وجوده.
فرضا كان أو ً
نفل قبل وقته ،ألن (دخول وقت الصالة) فال يتيمم لوقت ً
التيمم طهارة ضرورة وال ضرورة قبل الوقت بل يتيمم له فيه ،ويتيمم (و) الشيء
للنفل المطلق في كل وقت أراده إال وقت الكراهة إذا أراد إيقاع الصالة الثاني
فيه ،ويشترط العلم بالوقت .فلو تيمم شاكًا فيه لم يصح وإن صادفه.
(و) الشيء
(طلب الماء) بعد دخول الوقت بنفسه أو بمأذونه كما مر.
الثالث
(تعذر استعماله) شر ًعا ،فلو وجد خابية( )٢مسبلة( )٣بطريق لم يجز له الوضوء (و) الشيء
عدو ،ومن صور التعذر خوفه حسا كأن يحول بينه وبينه سبع أو ّ منها ،أو ً الرابع
سار ًقا أو انقطا ًعا عن رفقة.
(و) الشيء (إعوازه) أي الماء أي احتياجه إليه (بعد الطلب) لعطشه أو عطش حيوان
مر وهو ما ال يباح قتله.
الخامس محترم كما ّ
( )4أي (و) الشيء (التراب الطاهر الذي له غبار) قال تعالى:
طاهرا كما فسره ابن عباس وغيره.
ً السادس ترا ًبا
والمراد بالطاهر الطهور فال يجوز بالمتنجس وال بما ال غبار له وال بالمستعمل ،وهو
ما بقي بعضوه أو تناثر منه حالة التيمم كالمتقاطر من الماء ،وخرج بالتراب النورة والزرنيخ
وسحاقة الخزف ونحو ذلك.
(فإن خالطه) أي التراب الطهور (جص) بكسر الجيم وفتحها ،وهو الذي تسميه العامة
الجبس أو دقيق أو نحوه( .أو) اختلط به (رمل) ناعم يلصق بالعضو (لم يجز) التيمم به ،وإن
كتاب الطهارة
قل الخليط ألن ذلك يمنع وصول التراب إلى العضو ،أما الرمل الذي ال يلصق بالعضو فإنه
صالحا
ً يجوز التيمم به إذا كان له غبار ،ألنه من طبقات األرض والتراب جنس له ،ولو وجد ماء
للغسل ال يكفيه وجب استعماله في بعض أعضائه مرت ًبا إن كان حدثه أصغر ،أو مطل ًقا إن كان
بأمر فأتُوا ِمنْ ُه َما استَطعتُم»
غيره كما يفعل من يغسل كل بدنه لخبر الصحيحين« :إذا أمرتُكم ٍ
(.)1 ويكون استعماله قبل التيمم عن الباقي لقوله تعالى:
وهذا واجد له ،أما ما ال يصلح للغسل كثلج أو برد ال يذوبان ،فاألصح القطع بأنه ال يجب
مسح الرأس به ،إذ ال يمكن ههنا تقديم مسح الرأس ومن به نجاسة ووجد ما يغسل به بعضها
وجب عليه للحديث المتقدم ،أو وجد ماء وعليه حدث أصغر أو أكبر ،وعلى بدنه نجاسة وال
يكفي إال ألحدهما تعين للنجاسة ،ألن إزالتها ال بدل لها ،بخالف الوضوء والغسل.
()2
ويشترط قصد التراب لقوله تعالى:
أي اقصدوه فلو سفته ريح على عضو من أعضاء التيمم فردده عليه ونوى
لم يكف ،وإن قصد بوقوفه في مهب الريح التيمم النتفاء القصد من جهته
بانتفاء النقل المحقق له.
الثانوي
الصف األول الثانوى
72
ِ
و َف َرائ ُض ُه َأر َب َع ُة َأش َي َ
اء :النِّـ َّيـ ُة.................................................... ،
فرائض التيمم
(وفرائضه) :أي التيمم جمع فريضة أي أركانه هنا( :أربعة أشياء) بل خمسة:
فرائض للتيمم
وهو الذي أسقطه المصنف هنا نقل التراب إلى العضو الممسوح بنفسه الركن األول
أو بمأذونه كما مر ،فلو كان على العضو تراب فردده عليه من جانب إلى
جانب لم يكف ،وإنما صرحوا بالقصد مع أن النقل المقرون بالنية متضمن
له رعاية للفظ اآلية.
كتاب الطهارة
وهو الثاني في كالم المصنف (مسح الوجه) حتى ظاهر مسترسل لحيته (و) الركن الثالث
والمقبل من أنفه على شفتيه لقوله تعالى:
(.)١
(و) الركن الخامس وهو الرابع في كالم المصنف (الترتيب) بين الوجه واليدين لما مر
في الوضوء ،وال فرق في ذلك بين التيمم عن حدث أكبر أو أصغر أو
غسل مسنون أو وضوء مجدد أو غير ذلك مما يطلب له التيمم.
وال يجب إيصال التراب إلى منبت الشعر الخفيف لما فيه من العسر ،بخالف الوضوء،
بل وال يستحب ،فالكثيف أولى.
الثانوي
الصف األول الثانوى
74
ِ ِ
الم َو َالةُ.
سرىَ ،و ُ
يم ال ُيمنَى َعلى ال ُي َ وسنَنُه َثال َث ُة َأش َي َ
اء :التَّسمي ُة ،وتَقد ُ ُ
ِ
للوجه ِ
ضربتان :ضرب ٌة ويجب مسح وجهه ويديه بضربتين لخبر الحاكم« :التيمم
مسح بإحدَ اهما وجهه وباألخرى
َ وضرب ٌة لليدين» .وروى أبو داود :أنه تيمم بضربتين
ذراعيه .وألن االستيعاب غال ًبا ال يتأتي بدونهما وال يتعين الضرب ،فلو وضع يديه على
تراب ناعم وعلق بهما غبار كفى.
سنن التيمم
كتاب الطهارة
ثم شرع في سنن التيمم فقال( :وسننه) أي التيمم (ثالثة أشياء) وفي بعض النسخ ثالث
خصال بل أكثر من ذلك كما ستعرفه:
األول
(التسمية) أوله كالوضوء والغسل ولو لمحدث حد ًثا أكبر.
(و) الثاني
(تقديم اليمنى) من اليدين (على اليسرى) منهما.
كل منهما طهارة عن حدث ،وإذا (المواالة) كالوضوء ألن ً (و) الثالث
أيضا بتقديره ماء.
اعتبرنا هناك الجفاف اعتبرناها هنا ً
***
مبطالت التيمم
كتاب الطهارة
الردة رؤية الماء ما أبطل الوضوء
(و) الثالث
من المبطالت (الردة) والعياذ باﷲ تعالى منها بخالف الوضوء لقوته وضعف بدله ،لكن
تبطل نيته فيجب تجديد نية الوضوء.
الثانوي
الصف األول الثانوى
76
ِ ِ
الج َبائ ِر َي َ
مس ُح َع َل َيها َو َي َت َي َّم ُم..............................................، ب َ وصاح ُ
َ
الجبيرة وحكمها
(وصاحب الجبائر) جمع جبيرة وهي خشبة :أو نحوها كقصبة( )١توضع على
الكسر ويشد عليها لينجبر الكسر (يمسح) بالماء (عليها) حيث عسر نزعها
لخوف محذور مما تقدم ،وكذا اللصوق( )٢بفتح الالم والشقوق التي في الرجل
إذا احتاج إلى تقطير شيء فيها يمنع من وصول الماء،
كتاب الطهارة
ً
استعمال له ما أمكن بخالف التراب ال يجب مسحها به، ويجب مسح كلها بالماء
وال يقدر المسح بمدة بل له االستدامة إلى االندمال( )٣ألنه لم يرد فيه تأقيت،
وألن الساتر ال ينزع للجنابة بخالف الخف فيهما ،ويمسح الجنب ونحوه متى
شاء والمحدث وقت غسل عليله ،ويشترط في الساتر ليكفي ما ذكر أن ال يأخذ
من الصحيح إال ما ال بد منه لالستمساك،
ويجب غسل الصحيح ألنها طهارة ضرورة فاعتبر اإلتيان فيها بأقصى الممكن
(ويتيمم) وجو ًبا لما رواه أبو داود والدارقطني بإسناد كل رجاله ثقات عن جابر
في المشجوج الذي احتلم واغتسل فدخل الماء شجته فمات ،أن النبي قال:
ِ
ُ
ويغسل سائر عليها يتيمم َويعصب على ر ْأسه خرق ًة ثم َي ُ
مسح َ َ يكفيه أن «إنَّما َ
كان
َج َس ِده» والتيمم بدل عن غسل العضو العليل ،ومسح الساتر بدل عن غسل ما
تحت أطرافه من الصحيح.
الصورة ١،١٨الجبيرة ( ) ١نبات ساقه أنابيب يسمى في مصر الغاب البلدي.
( )٢اللصوق :ما يلصق بالجرح من خرقة أو قطنة أو نحو ذلك.
77 المختار من اإلقناع ( )٣اإلندمال :دمل جرحه ً
دمل برئ.
ول إِ َعا َد َة َع َل ِيه إِن ك َ
َان َو َض َع َها َع َلى ُط ْه ٍر ...................................... و ُي َص ِّلي َ
وإذا امتنع وجوب استعمال الماء في عضو من محل الطهارة لنحو مرض أو جرح ولم
يكن عليه ساتر وجب التيمم لئال يبقى موضع العلة بال طهارة ،فيمر التراب ما أمكن
على موضع العلة إن كانت بمحل التيمم ،ويجب غسل الصحيح بقدر اإلمكان لما رواه
أبو داود وابن حبان في حديث عمرو بن العاص في رواية لهما« :أنه غسل معاطفه
وتوضأ وضوءه للصالة ثم صلى بهم».
كتاب الطهارة
قال البيهقي :معناه أنه غسل ما أمكنه وتوضأ وتيمم للباقي ،ويتلطف في غسل الصحيح
المجاور للعليل فيضع خرقة مبلولة بقربه ويتحامل عليها ،ليغسل بالمتقاطر منها ما
حواليه من غير أن يسيل الماء إليه ،فإن لم يقدر على ذلك بنفسه استعان ولو بأجرة ،فإن
تعذر ففي المجموع أنه يقضي.
(ويصلي) صاحب الجبيرة إذا مسح عليها وغسل الصحيح وتيمم (وال إعادة عليه إن
كان وضعها على طهر) ألنه أولى من المسح على الخف للضرورة هنا ،هذا إذا لم تكن
الجبيرة على محل التيمم ،وإال وجب القضاء.
الصورة 1،٢٠الجبيرة
الثانوي
الصف األول الثانوى
78
اء ِم َن النَّوافِل. ِ ٍ وي َتيمم لِك ُِّل َف ِر َ ٍ
يضة ،و ُي َص ِّلي بِ ُّ
تيم ٍم َواحد َما َش َ َ َ َّ ُ
طهارة ضرورة .ومثل فرض الصالة في ذلك فرض الطواف وخطبة الجمعة ،فيمتنع الجمع
بتيمم واحد بين طوافين مفروضين ،وبين طواف فرض وفرض صالة ،وبين صالة الجمعة
وخطبتها على ما رجحه الشيخان ،وهو المعتمد ،ألن الخطبة وإن كانت فرض كفاية إذ قيل
إنها قائمة مقام ركعتين.
***
س :١ما التيمم؟ وما دليله؟ وما شروطه؟ وما أسباب العجز عن استعمال الماء
المبيح للتيمم؟ وما فرائض التيمم؟ وما الذي يباح للتيمم بنية االستباحة؟
و ما سنن التيمم؟ وهل يجوز الجمع بين فرضين بتيمم واحد؟ وما دليله؟
معلل أو ً
مدلل الختيارك: اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ً س :٢
كتاب الطهارة
تيمم قبل دخول وقت الصالة (أأ )
(تصح الصالة -ال تصح الصالة -تصح مع الكراهة).
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
80
فصل في إزالة النجاسة
ال واألَرو ِ
اث َو ِ المن ِ َّي ،و َغ ُ
سل َجمي ِع األَ َبو ِ ين ن ِ ِ ِ
ب... ،
اج ٌ َ َج ٌس إِ َّل َ السبِي َل ِ
وك ُُّل َمائ ٍع َخ َر َج من َّ
(وكل مائع خرج من) أحد (السبيلين) أي القبل والدبر ،سواء أكان معتا ًدا كالبول والغائط أم
نادرا كالودي والمذي (نجس) سواء أكان ذلك من حيوان مأكول أم ال .لألحاديث الدالة على ً
ذلك ،فقد روى البخاري ،أنه لما جيء له بحجرين وروثة ليستنجي بهما فأخذ الحجرين
ورد الروثة وقال« :هذا ركس» والركس :النجس وقوله في حديث القبرين« :أما أحدُ هما
َ
فكان ال يستبرئ م َن البول»( ،)١وقيس به سائر األبوال.
أقسام النجاسة
1حكمية
كتاب الطهارة
فالحكمية كبول ّ
جف ولم يدرك له صفة ،يكفي جري الماء عليها مرة واحدة.
٢وعينية
والعينية يجب إزالة صفاتها من طعم ولون وريح إال ما عسر زواله من لون أو
ريح وال تجب االستعانة في زوال األثر بغير الماء إال إن تعينت .ويشترط ورود
الماء إن قل ال إن كثر على المحل لئال يتنجس الماء لو عكس فال يطهر المحل.
والغسالة القليلة المنفصلة بال تغير وبال زيادة وزن -بعد اعتبار ما يتشربه المحل
متصل ،وقد فرض طهرهً وقد طهر المحل -طاهرة؛ ألن المنفصل بعض ما كان
خروجا
ً وال يشترط العصر إذ البلل بعض المنفصل وقد فرض طهره ،ولكن يسن
أيضا ،وإن انفصلت
من الخالف ،فإن كانت كثيرة ولم تتغير أو لم تنفصل فطاهرة ً
متغيرة أو غير متغيرة ولم يطهر المحل فنجسة.
تنبيه
النجاسة على قسمين:
حكمية وعينية
الثانوي
الصف األول الثانوى
82
ول يع َفى عن َش ٍ ِ ِ ِ
يء َ الصبِ ِّي ا َّلذي َلم َيأك ُِل ال َّط َعا َم؛ َفإِ َّن ُه َي ْط ُه ُر بِ َر ِّش َ
الماء َع َليهُ َ ، ول َّإال َب َ
ات إِ َّل ال َي ِس َير ِم َن الدَّ ِم وال َق ْيحِ ......................................... ، ِمن النَّجاس ِ
َ َ َ
أنواع النجاسة
ثم شرع في حكم النجاسة المخففة فقال( :إال بول الصبي الذي لم يأكل الطعام) أي
كتاب الطهارة
للتغذي قبل مضي حولين (فإنه يطهر برش الماء عليه)( )١بأن يرش عليه ما يعمه ويغمره بال
سيالن ،بخالف الصبية ،ال بد في بولها من الغسل على األصل ،ويتحقق بالسيالن وذلك
لخبر الشيخين عن أم قيس :أنها جاءت بابن لها صغير لم يأكل الطعام فأجلسه رسول اﷲ
غسل ِمنفي حجره فبال عليه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله .ولخبر الترمذي وحسنهُ « :ي َ
ويرش من ِ
بول الغال ِم». ِ
الجارية ُّ ِ
بول
وخرج بقيد التغذي تحنيكه بنحو تمر وتناوله نحو سفوف إلصالح فال يمنعان النضح
ٍ
حينئذ كالطعام كما نقل عن كما في المجموع ،وبقبل مضي حولين ما بعدهما إذ الرضاع
النص وال بد في النضح من إزالة أوصافه كبقية النجاسات ،وإنما سكتوا عن ذلك ألن
الغالب سهولة زوالها.
(وال يعفى عن شيء من النجاسات) كلها مما يدركه البصر (إال اليسير) في العرف (من
الدم والقيح) ،سواء أكان من نفسه كأن انفصل منه ثم عاد إليه أو من غيره ،غير دم الكلب
والخنزير ،وفرع أحدهما .أما دم نحو الكلب والخنزيز فال يعفى عن شيء منه لغلظه،
وكذا لو أخذ د ًما أجنب ًيا ولطخ به نفسه أي بدنه أو ثوبه ،فإنه ال يعفى عن شيء منه لتعديه
بذلك ،فإن التضمخ بالنجاسة حرام ،وأما دم الشخص نفسه الذي لم ينفصل كدم الدماميل
والقروح وموضع الفصد والحجامة فيعفى عن قليله وكثيره انتشر بعرق أم ال ،ويعفى عن
دم البراغيث والقمل والبق وما يخرج من الذباب ،ألن ذلك مما تعم به البلوى ويشق
االحتراز عنه.
(وما) أي ويعفى عن الذي (ال نفس له سائلة) من الحيوانات عند شق عضو منها :كالذباب
والقمل والبراغيث ونحو ذلك (إذا وقع في اإلناء) الذي فيه مائع (ومات فيه فإنه ال ينجسه)
وقع
أي المائع بشرط أن ال يطرحه طارح ولم يغيره لمشقة االحتراز عنه ،ولخبر البخاري« :إذا َ
فإن في ِ ِ ِ
أحد جناحيه دا ًء» .أي وهو اليسار كما شراب أحدكم فليغمس ُه ك َّله َّ
ثم لينز ْعه َّ الذباب في
ُ
ِ
بجناحه الذي فيه الدا ُء» وقد يفضي غمسه إلى ِ
اآلخر شفا ًء» زاد أبو داود« :وإنه َيتقي قيل «وفي
كتاب الطهارة
موته فلو نجس المائع لما أمر به ،وقيس بالذباب ما في معناه من كل ميتة ال يسيل دمها ،فإن
غيرته الميتة لكثرتها أو طرحت فيه بعد موتها قصدً ا تنجس جز ًما.
ثم اعلم أن األعيان جماد وحيوان( ،أ) فالجماد كله طاهر ألنه خلق لمنافع العباد ولو من
( )١وإنما يحصل االنتفاع بعض الوجوه قال تعالى:
أو يكمل بالطهارة إال ما نص الشارع على نجاسته ،وهو المسكر المائع( ،ب) وكذلك الحيوان
أيضا ،وقد نبه على ذلك بقوله( :والحيوان كله طاهر) كله طاهر لما مر إال ما استثناه الشارع ً
أحدكم إذا َ
ولغ فيه أي طاهر العين حال حياته (إال الكلب) ولو معلما لخبر مسلم« :طهور ِ
إناء ِ
ُ ً
ِ
بالتراب» وجه الداللة ٍ
مرات أوالهن الكلب أن يغس َله سبع
ُ
أن الطهارة إما لحدث أو خبث أو تكرمة وال حدث على
اإلناء وال تكرمة ،فتعينت طهارة الخبث فثبتت نجاسة فمه
وهو أطيب أجزائه ،بل هو أطيب الحيوانات نكهة لكثرة
ما يلهث فبقيتها أولى.
(والخنزير) بكسر الخاء المعجمة ألنه أسوأ ً
حال
من الكلب ألنه ال يقتنى بحال( .وما تولد منهما) أي من
جنس كل منهما (أو من أحدهما) مع اآلخر أو مع غيره
من الحيوانات الطاهرة تغلي ًبا للنجاسة لتولده منهما.
الثانوي
الصف األول الثانوى
84
الج َرا َد َواآل َد ِم َّي. الس َم َ
ك َو َ المي َت ُة ك ُّلها ن ِ
َج َس ٌة إِ َّل َّ َو َ
حكم الميتة
(والميتة) وهي ما زالت حياتها ال بذكاة شرعية ،كذبيحة المجوسي وما ذبح بالعظم
وغير المأكول إذا ذبح (كلها نجسة) بالموت وإن لم يسل دمها لحرمة تناولها قال تعالى:
( )١وتحريم ما ليس بمحترم وال ضرر فيه يدل على نجاسته.
كتاب الطهارة
وخرج بالتعريف المذكور الجنين ،فإن ذكاته بذكاة أمه والصيد الذي لم تدرك ذكاته،
والمتردى إذا ماتا بالسهم ودخل في نجاسة الميتة جميع أجزائها :من عظم وشعر
كل منها تحله الحياة ودخل في ذلك ميتة نحو دود وصوف ووبر وغير ذلك؛ ألن ً
خل وتفاح ،فإنها نجسة ،ولكن ال تنجسه لعسر االحتراز عنها.
«أحلت لناْ (إال) ميتة (السمك و) ميتة (الجراد) فطاهرتان باإلجماع ،ولقوله :
«ه َو ال َّط ُه ُ
ور ُ
والطحال» .وقوله في البحرُ : ُ
السمك والجرا ُد والكبدُ ميتتان ودمان:
يسم سمكًا ماؤ ُه ُّ
الحل ميت ُت ُه» .والمراد بالسمك :كل ما أكل من حيوان البحر ،وإن لم ّ ُ
كما سيأتي إن شاء اﷲ تعالى في األطعمة ،والجراد :اسم جنس واحدته جرادة يطلق
على الذكر واألنثى.
( )٢وقضية (و) إال ميتة (اآلدمي) فإنها طاهرة لقوله تعالى:
التكريم أن ال يحكم بنجاسته بالموت وسواء المسلم وغيره ،وأما قوله تعالى:
( )٣فالمراد به نجاسة االعتقاد أو اجتنابهم كالنجس ،ال نجاسة
نجسا ألوجبنا على غاسله غسل ما أصابه .وأما خبر الحاكم« :ال تنجسوا
األبدان ولو كان ً
ينجس ح ًيا وال ميتًا» فجرى على الغالب ،وألنه لو تنجس بالموت
ُ المسلم ال
َ موتاكم فإن
لكان نجس العين كسائر الميتات ولو كان كذلك لم يؤمر بغسله كسائر األعيان النجسة.
كتاب الطهارة
قدرا يكدر الماء ويصل بواسطته إلى جميع
ترابية (بتراب) طهور يعم محل النجاسة بأن يكون ً
ٍ
مرات سبع ِ ِ أجزاء المحل ،واألصل في ذلك قوله « :إذا َ
الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه َ
ُ ولغ
ِ
بالتراب»(.)١ أوالهن
فنص على اللعاب ،وألحق به ما سواه؛ ألن لعابه أشرف فضالته ،فإذا ثبتت نجاسته فغيره
من بول وروث وعرق ونحو ذلك أولى.
ولو ولغ الكلب في إناء فيه ماء قليل ثم كوثر( )٢حتى بلغ قلتين طهر الماء دون اإلناء ،فإن
كان في اإلناء ماء كثير ولم ينقص بولوغه القلتين لم ينجس الماء وال اإلناء إن لم يكن الكلب
أصاب جرمه الذي لم يصله الماء مع رطوبة أحدهما.
الثانوي
الصف األول الثانوى
86
حكم اشتراط النية في إزالة النجاسة
النجاسة ال يشترط في إزالتها نية ،بخالف طهارة الحدث ألنها عبادة كسائر العبادات ،ويجب
خروجا
ً أن يبادر بغسل المتنجس عاص بالتنجيس ،كأن استعمل النجاسة في بدنه بغير عذر
من المعصية ،فإن لم يكن عاص ًيا به فتجب لنحو الصالة ،ويندب أن يعجل به فيما عدا ذلك.
***
س :١ما النجاسة؟ وما حكم الخارج من سبيلي الحيوان مأكول اللحم؟ وما دليله؟
ثم اذكر أنواع النجاسات ،ومثل لكل نوع وبين كيفية التطهر من كل منها؟
مع ذكر الدليل إن وجد ،وما الدليل على نجاسة الخنزير؟ وما الواجب في
الطهارة من البول والغائط؟ وما دليله؟
كتاب الطهارة
معلل أو ً
مدلل الختيارك. س :٢اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ً
إزالة النجاسة ال يشترط فيها النية -الطهارة من الحدث يشترط فيها النية).
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
88
فصل في الحيض والنفاس واالستحاضة
األحكام من الدماء (ثالثة دماء) فقط ،وأما دم الفساد الخارج قبل التسع ودم اآليسة فال يتعلق
به حكم ،واألصح أنه يقال له دم استحاضة ودم فساد:
تعريف الحيض
تعريف النفاس
شر ًعا لغ ًة
(هو الدم الخارج) من فرج المرأة (عقب الوالدة) أي بعد فراغ الوالدة.
الرحم من الحمل.
كتاب الطهارة
نفاسا ألنه يخرج عقب نفس ،فخرج بما ذكر دم الطلق
وسمي ً
والخارج مع الولد فليسا بحيض؛ ألن ذلك من آثار الوالدة ،وال
نفاس لتقدمه على خروج الولد ،بل ذلك دم فساد ،نعم المتصل من
ذلك بحيضها المتقدم حيض.
تعريف االستحاضة
(واالستحاضة هي) :الدم (الخارج) لعلة من عرق في أدنى الرحم (في غير أيام) أكثر (الحيض و)
غير أيام أكثر (النفاس) سواء خرج إثر حيض أم ال.
واالستحاضة حدث دائم فال تمنع الصوم والصالة وغيرهما مما يمنعه الحيض كسائر
األحداث للضرورة .فتغسل المستحاضة فرجها قبل الوضوء أو التيمم إن كانت تتيمم وبعد
ذلك تعصبه ،وتتوضأ بعد عصبه ،ويكون ذلك وقت الصالة ألنها طهارة ضرورة فال تصح
تقليل للحدث فلو أخرت لمصلحة الصالة ً قبل الوقت كالتيمم ،وبعد ما ذكر تبادر بالصالة
كستر عورة وانتظار جماعة واجتهاد في قبلة وذهاب إلى مسجد وتحصيل سترة لم يضر ألنها
ال تعد بذلك مقصرة ،وإذا أخرت لغير مصلحة الصالة ضر فيبطل وضو ُءها وتجب إعادته،
منذورا كالتيمم لبقاء الحدث ،وكذا يجب لكل فرض تجديد
ً ويجب الوضوء لكل فرض ولو
قياسا على تجديد الوضوء ،ولو انقطع دمها قبل الصالة ولم
العصابة ،وما يتعلق بها من غسل ً
تعتد انقطاعه وعوده ،أو اعتادت ذلك ووسع زمن االنقطاع -بحسب العادة -الوضوء والصالة
وجب الوضوء وإزالة ما على الفرج من الدم.
الثانوي
الصف األول الثانوى
90
بعَ .
وأ َق ُّل وما بلياليها ،و َغالِ ُبهِ :س ٌّ
ت َأو َس ٌ شر َي ً يضَ :يو ٌم َو َلي َل ٌة َ
وأك َث ُر ُهَ :خمس َة َع َ الح ِ َ
وأ َق ُّل َ
وما بلياليها..................... ، وما و َغالِ ُبهَ :أر َب ُع َ
ون َي ً وأك َث ُرهِ :ست َ
ُّون َي ً اسَ :لح َظ ٌة َ
النِّ َف ِ
الطهر لخبر أبي داود وغيره أنه قال لحمنة بنت جحش « :تحيضي في علم اﷲ ست َة أو
هره َّن» أي التزمي الحيض وأحكامهحيضه َّن و ُط ِ
ِ هرن ِميقات
تحيض النسا ُء وي ْط َ
ُ سبع َة أيا ٍم كما
فيما أعلمك اﷲ من عادة النساء من ستة أو سبعة ،والمراد غالبهن الستحالة اتفاق الكل عادة.
كتاب الطهارة
السن الذي تحيض فيه المرأة
(وأقل زمن) أي سن (تحيض فيه المرأة تسع سنين) قمرية كما في المحرر ولو بالبالد الباردة
للوجود؛ ألن ما ورد في الشرع وال ضابط له شرعي وال لغوي يتبع فيه الوجود كالقبض والحرز،
قال اإلمام الشافعي :أعجل من سمعت من النساء يحضن نساء تهامة :يحضن لتسع سنين
وطهرا دون ما يسعهما ،ولو رأتً حيضا
أي تقري ًبا ال تحديدً ا فيتسامح قبل تمامها بما ال يسع ً
حيضا إن وجدت شروطه المارة.
الدم أيا ًما بعضها قبل زمن اإلمكان وبعضها فيه جعل الثاني ً
(وال حد ألكثره) أي السن لجواز أن ال تحيض ً
أصل.
الثانوي
الصف األول الثانوى
92
الصالةُ ،والصومِ ،
وق َر َاء ُة ال ُق ِ
رآن................................................... ، َّ ُ َّ
األول
(الصالة) فرضها ونفلها ،وكذا سجدة التالوة والشكر.
(و) الثاني
(الصوم) فرضه ونفله ويجب قضاء صوم الفرض بخالف الصالة لقول عائشة « :كان
يصيبنا ذلك أي -الحيض -فنؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة» .رواه الشيخان
وانعقد اإلجماع على ذلك وفيه من المعنى أن الصالة تكثر فيشق قضاؤها بخالف الصوم.
كتاب الطهارة
(و) الثالث
(قراءة) شيء من (القرآن) ولو بعض آية لإلخالل بالتعظيم ،سواء أقصد مع ذلك غيرها
الحائض شي ًئا من القرآن» ،ولمن به
ُ الجنب وال
ُ أم ال لحديث الترمذي وغيره« :ال يقر ُأ
حدث أكبر إجراء القرآن على قلبه ونظره في المصحف ،وقراءة ما نسخت تالوته وتحريك
لسانه وهمسه بحيث ال يسمع نفسه ألنها ليست بقراءة قرآن ،وفاقد الطهورين يقرأ الفاتحة
وجو ًبا فقط للصالة ألنه مضطر إليها ،أما خارج الصالة فال يجوز له أن يقرأ شي ًئا ،وال أن
يمس المصحف مطل ًقا ،وال أن توطأ الحائض أو النفساء إذا انقطع دمها( ،)١وأما فاقد الماء
في الحضر فيجوز له إذا تيمم أن يقرأ ولو في غير الصالة .وهذا في حق الشخص المسلم.
أما الكافر فال يمنع من القراءة ألنه ال يعتقد حرمة ذلك ،أما تعليمه وتعلمه فيجوز إن رجى
إسالمه وإال فال.
تنبيه
يحل لمن به حدث أكبر أذكار القرآن وغيرها كمواعظه وأخباره وأحكامه ال بقصد قرآن
( )2أي مطيقين ،وعند كقوله عند الركوب:
( )3وما جرى به لسانه بال قصد فإن قصد القرآن وحده المصيبة:
أو مع الذكر حرم ،وإن أطلق فال.
( ) 1أي يحرم مباشرة الزوجة الحائض بعد انقطاع وقبل الغسل.
( )2سورة الزخرف .اآلية.١٣ :
93 المختار من اإلقناع ( )3سورة البقرة .اآلية.١٥٦ :
الم ِ
سجد.......................................، وحم ُل ُه ،و ُد ُخ ُ ِ
ول َ الم ْص َحفَ ،
وم ُّس ُ
َ
(و) الرابع
(مس) شيء من (المصحف) سواء في ذلك ورقه المكتوب فيه وغيره لقوله تعالى:
أيضا مس جلده المتصل به ألنه كالجزء منه ،ولهذا ( ،)1ويحرم ً
يتبعه في البيع ،وأما المنفصل عنه فقضية كالم البيان حل مسه( ،و) كذا يحرم (حمله) أي
المصحف ألنه أبلغ من المس ،نعم يجوز حمله لضرورة كخوف عليه من غرق أو حرق
أو نجاسة ،فإن قدر على التيمم وجب ،ويحل حمله في متاع تب ًعا له إذا لم يكن مقصو ًدا
كتاب الطهارة
بالحمل بأن قصد حمل غيره ،أو لم يقصد شي ًئا لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ .بخالف ما إذا
كان مقصو ًدا بالحمل ولو مع األمتعة فإنه يحرم ،ويحل حمله في تفسير سواء تميزت ألفاظه
بلون أم ال إذا كان التفسير أكثر من القرآن لعدم اإلخالل بتعظيمه حينئذ ،وليس هو في معنى
المصحف بخالف ما إذا كان القرآن أكثر منه ألنه في معنى المصحف أو كان مساو ًيا له.
(و) الخامس
(دخول المسجد) بمكث أو ترد ّد لقوله تعالى:
(.)3
الثانوي
الصف األول الثانوى
94
الو ْط ُء ................................................................ َوال َّط َو ُ
افَ ،و َ
ٍ
لحائض وال ُجن ٍ
ُب»( .)١وخرج بالمكث والتردد العبور ولقوله « :ال ُأ ِح ُّل المسجدَ
لآلية المذكورة إذا لم تخف الحائض تلويثه ،وخرج بالمسجد المدارس ومصلى العيد
ونحو ذلك.
(و) السادس
كتاب الطهارة
«الطواف
ُ (الطواف) :فرضه وواجبه ونفله ،سواء أكان في ضمن نسك أم ال .لقوله :
يتكلم إال بخيرٍ»(.)٢ تكلم فال أن اﷲ تعالى َّ
أحل فيه الكال َم فم ْن ِ
الصالة إال َّ ِ
بمنزلة
ُ َ
(و) السابع
كتاب الطهارة
ِ
اإلزار». َ
مافوق جيد :أنه سئل عما يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقالَ « :ي ُّ
حل
الثانوي
الصف األول الثانوى
96
....................................................................................
س :١علل:
تقضي الحائض الصوم دون الصالة. (أ)
أ
أقل الطهر خمسة عشر يو ًما. ب
كتاب الطهارة
يحرم على الزوج االستمتاع بزوجه النفساء فيما بين السرة والركبة. ه
س :٢أجب عن المطلوب:
دم الحيض ودم الفساد (فرق). أ
الحدث ثالثة أنواع (المراد عند اإلطالق). ب
أكل الطعام الذي طبخته الحائض (الحكم). ج
الثانوي
الصف األول الثانوى
98
الكتاب الثاني
99
كتاب الصالة
كتاب الصالة
جمعها صلوات ،وهي:
لغ ًة
الدعاء بخير قال اﷲ تعالى:
عديت بعلي.
ْ ( )1أي ادع لهم ،ولتضمنها معنى التعطف
شر ًعا
أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة ،وسميت بذلك الشتمالها
على الدعاء إطال ًقا السم الجزء على اسم الكل.
كتاب الصالة
الثانوي
الصف األول الثانوى
100
وض ُة َخ ٌ
مس........................................................ : فر َ الص َل ُة َ
الم ُ َّ
وقد بدأ بالمكتوبات ألنها أهم وأفضل فقال( :الصالة المفروضة) في كل يوم وليلة
(خمس) معلومة من الدين بالضرورة.
كتاب الصالة
ِ
إفطاره، وقت
دخل َ الصائم أي َ
ُ أفطر
والمغرب حي َن ََ كان ظ ُّله -أي الشيء -مث َله، والعصر حي َن َ َ
والشراب على الصائ ِمَّ ،
فلما كان الغدُ ُ والفجر حي َن ُح ِّر َم الطعا ُم
َ الشفق،
ُ والعشا َء حي َن غاب
الصائم
ُ أفطر
والمغرب حين َ
َ والعصر حين كان ظله مثل ْيه، َ كان ظ ُّل ُه مث َله،
الظهر حي َن َ
َ ص َّلى بِ َي
والوقت ما بين هذ ْي ِن ِ
األنبياء من َ
قبلك لث الليل ،والفجر فأسفر وقال :هذا وقت والعشاء إلى ُث ِ
ُ َ
الوقتين» .رواه أبو داود وغيره. ِ
وقوله « :صلى بي الظهر حين كان ظله مثله» أي فرغ منها حينئذ كما شرع في العصر في
اليوم األول حينئذ قاله الشافعي ناف ًيا اشتراكهما في وقت واحد ،ويدل له خبر مسلم« :وقت
الظهر إذا زالت الشمس ما لم تحضر العصر».
( ) ١لما صدَّ ر األكثرون الباب بذكر المواقيت ألن بدخولها تجب الصالة وبخروجها تفوت ،تبعهم المصنف
في ذلك.
( )٢سورة اإلسراء .اآلية.٧٨ :
( )٣سورة الروم .اآلية.١٨ ،١٧ :
الثانوي
الصف األول الثانوى
102
يء ِم ْث َله َبعدَ ظِ ِّل الز ََّو ِ
ال ،وال َع ْص ُر: وآخره إِ َذا صار ظِ ُّل ك ُِّل َش ٍ
سِ ، وأ َّو ُل َو ْقتِ َها ز ََو ُال َّ
الش ْم ِ َ
َ َ ُ
الج ِ الم ْث َل ِ ِ ار إِلى ظِ ِّل ِ وآخ ُره فِي االختِ َي ِ
الم ْث ِل ِ
وأو ُل و ْقتِها ال ِّزياد ُة على ظِ ِّل ِ
واز إِلى ين وفي َ َ َ َ َ َّ َ َ
س....................................................................... ، الش ْم ِ وب َّ ُغ ُر ِ
ووقت عذر :وهو وقت العصر لمن يجمع ،ولها وقت حرمة:
وهو آخر وقتها بحيث ال يسعها وال عذر وإن وقعت أداء،
ويجري في سائر أوقات الصلوات.
وقت المغرب
كتاب الصالة
(والمغرب) أي صالتها (ووقتها واحد) أي ال اختيار فيه كما في الحديث ّ
المار (وهو) أي أوله
يدخل بعد (غروب الشمس) لحديث جبريل ،سميت بذلك لفعلها عقب الغروب( ،و) يمتد
على القول الجديد (بمقدار ما يؤذن) لوقتها (ويتوضأ ويستر العورة ويقيم الصالة) وبمقدار
خمس ركعات ،وألن جبريل عليه الصالة والسالم صالها في اليومين في وقت واحد ،والمراد
بالخمس :المغرب وسنتها البعدية .وذكر اإلمام سبع ركعات فزاد ركعتين قبلها بنا ًء على أنه
يسن ركعتان قبلها ،واالعتماد في جميع ما ذكر بالوسط المعتدل.
ويمتد وقتها على القول القديم حتى يغيب الشفق األحمر ،وقد ثبت فيه أحاديث في مسلم
الشفق» .وأما حديث صالة جبريل في اليومين في وقت واحدُ لم يغب ِ
المغرب ما ْ «وقت
َ منها:
وأيضا أحاديث مسلم مقدمة عليه ألنها متأخرة بالمدينة
فمحمول على وقت االختيار كما مرً ،
وهو متقدم بمكة وألنها أكثر رواة وأصح إسنا ًدا منه ،وعلى هذا للمغرب ثالثة أوقات :وقت
فضيلة واختيار أول الوقت ،ووقت جواز ما لم يغب الشفق ،ووقت العشاء لمن يجمع.
الثانوي
الصف األول الثانوى
104
وآخره فِي االختِيار إ َلى ُث ِ
لث ا َّل ِ الش َف ُق األَحمرِ ، ِ اءَ : ِ
ليل، ُ ُ وأ َّو ُل َوقت َها إ َذا َغ َ
اب َّ والع َش ُ
جر ال َّثانِي.............................................. ،
واز إ َلى ُط ُلو ِع ال َف ِالج ِ
وفي َ
ِ
استغرق ليلهم.
معترضا بنواحي
ً الكاذب ،والصادق هو المنتشر ضوؤه
ً
مستطيل يعلوه ضوء السماء ،بخالف الكاذب فإنه يطلع
كذنب الذئب ،ثم تعقبه ظلمة.
ووقت كراهة :ما بين وقت فضيلة،
7 1
الفجرين.
وقت فضيلة
كتاب الصالة
وقت اختيار
وقت كراهة
وقت حرمة
قضاء الفوائت
ويبادر بفائت وجو ًبا إن فات بال عذر .وند ًبا إن فات بعذر كنوم ونسيان .ويس ّن ترتيب الفائت
وتقديمه على الحاضرة التي ال يخاف فوتها.
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
106
فصل فيمن تجب عليه الصالة وفي بيان النوافل
(البلوغ) فال تجب على صغير لعدم تكليفه لرفع القلم عنه كما صح في الحديث. (و) الثاني
وسكت المصنف عن الرابع وهو :النقاء عن الحيض والنفاس ،فال تجب على حائض ونفساء
لعدم صحتها منهما ،فمن اجتمعت فيه هذه الشروط وجبت عليه الصالة باإلجماع وال قضاء على
كتاب الصالة
كتاب الصالة
ولها أبواب تذكر فيها.
الثانوي
الصف األول الثانوى
108
وغير المؤكد أن يزيد ركعتين قبل الظهر :لالتباع ،رواه مسلم ويزيد ركعتين بعدها لحديث:
ِ
الظهر وأرب ٍع بعدَ ها حر َمه اﷲ على النَّار» رواه الترمذي حافظ على أربع ركعات َ
قبل َ «م َن
«رحم اﷲ امرأ صلى َ
قبل العصر َ وصححه .وأربع قبل العصر لخبر عمر ،أنه قال:
أرب ًعا»( ،)١ومن غير المؤكد ركعتان خفيفتان قبل المغرب ،ففي الصحيحين من حديث أنس:
المغرب» .وركعتان أذن ِ
الصحابة كانوا يبتدرون السواري لهما -أي للركعتين -إذا َ «أن كبار
َ
قبل العشاء لخبر« :بين كل أذانين صالة»( )٢والمراد :األذان واإلقامة.
والجمعة كالظهر فيما مر فيصلي قبلها أرب ًعا وبعدها أرب ًعا لخبر مسلم« :إذا صلى أحدُ كم
فليصل بعدَ ها أرب ًعا» وخبر الترمذي« :إن ابن مسعود كان يصلي قبل الجمعة أرب ًعاِّ الجمع َة
وبعدها أرب ًعا» والظاهر أنه توقيف.
وقول المصنف« :يوتر بواحدة منهن» أشار به إلى أن من القسم الذي ال يسن له جماعة
الوتر وأن أقله ركعة لخبر مسلم من حديث ابن عمر وابن عباس« :الوتر ركعة من آخر الليل»
وفي صحيح ابن حبان من حديث ابن عباس« :أنه أوتر بواحدة» .وال كراهة في االقتصار
عليها ،وأدنى الكمال ثالث وأكمل منه خمس ثم سبع ثم تسع ثم إحدى عشرة ،وهي أكثره
كتاب الصالة
َ
رمضان وال غيره على ُ
رسول اﷲ يزيدُ في لألخبار الصحيحة منها خبر عائشة « :ما كان
إحدَ ى عشر َة ركع ًة».
فال تصح الزيادة عليها كسائر الرواتب ،ولمن زاد على ركعة الفصل بين الركعات
بالسالم وهو أفضل من الوصل بتشهد في األخيرة أو بتشهدين في األخيرتين وليس له في
الوصل غير ذلك ،ووقته بين صالة العشاء وطلوع الفجر الثاني لقوله « :إن اﷲ أمدَّ كم
خير لكم م ْن حمر النع ِم وهي الوتر فجع َلها لكم م َن العشاء إلى طلوع الفجر»، ٍ
بصالة هي ٌ
وترا» فإن ِ
ويسن جعله آخر صالة الليل لخبر الصحيحين« :اجعلوا آخ َر صالتكم م َن الليل ً
أخر الوتر إلى أن يتهجد وإال أوتر بعد فريضة العشاء وراتبتها ،وقيده في كان له تهجد آخر ّ
اصطالحا
ً لغ ًة
صالة التطوع في الليل بعد النوم ،سمي بذلك لما فيه من رفع النوم بالتكلف.
كتاب الصالة
ترك النوم ،ويسن للمتهجد القيلولة وهي النوم قبل الزوال
ِ
بالقيلولة وهي بمنزلة السحور للصائم لقوله « :استعينُوا
ِ
الليل»(.)٣ على قيا ِم
الثانوي
الصف األول الثانوى
110
والت ََّر ِاويحِ ...................................................................... ،
َ
رمضان إيمانًا وهي عشرون وقد اتفقوا على سنيتها وعلى أنها المرادة من قوله َ « :م ْن قا َم
غفر له ما تقد َم م ْن ذنبِه»( )١وقوله « :إيمانًا» أي تصدي ًقا بأنه حق معتقدً ا أفضليته
واحتسا ًبا َ
إخالصا ،والمعروف أن الغفران مختص بالصغائر ،وتسن الجماعة فيها ألن ً «واحتسا ًبا» أي
أبي بن كعب ،والنساء على سليمان بن عمر جمع الناس على قيام شهر رمضان :الرجال على ّ
والسر
ّ يتروحون عقبها :أي يستريحون، أبي حثمة ،وسميت كل أربع منها ترويحة ألنهم كانوا ّ
في كونها عشرين أن الرواتب :المؤكدات في غير رمضان عشر ركعات فضوعفت ألنه وقت
جدّ وتشمير .ا .هـ.
وفعلها بالقرآن في جميع الشهر أفضل من تكرير سورة اإلخالص ،ووقتها بين صالة
العشاء ،وطلوع الفجر الثاني .قال في الروضة :وال تصح بنية مطلقة ،بل ينوي ركعتين من
التراويح أو من قيام رمضان ،ولو صلى أرب ًعا بتسليمة .لم يصح ،ألنه خالف المشروع بخالف
سنة الظهر والعصر ،والفرق أن التراويح بمشروعية الجماعة فيها أشبهت الفرائض فال تغير
عما وردت.
كتاب الصالة
يدخل وقت الرواتب التي قبل الفرض بدخول وقت الفرض ،والتي بعده بفعله ،ويخرج
وقت النوعين بخروج وقت الفرض ألنهما تابعان له ،ولو فات النفل المؤقت ندب قضاؤه.
ومن القسم الذي ال تندب فيه الجماعة تحية المسجد .وهي ركعتان قبل الجلوس لكل داخل،
وتتكرر بتكرر الدخول ولو على قرب وتفوت بجلوسه قبل فعلها ،وإن قصر الفصل إال إن
سهوا وقصر الفصل ،وتفوت بطول الوقوف كما أفتى به بعض المتأخرين.
جلس ً
فائدة :قال اإلسنوي :التحيات أربع :تحية المسجد بالصالة والبيت بالطواف والحرم
باإلحرام ومنى بالرمي ،وزيد عليه تحية عرفة بالوقوف وتحية لقاء المسلم بالسالم.
صالة األوابين
وصالة األوابين وتسمى صالة الغفلة لغفلة الناس عنها بسبب عشاء أو نوم أو نحو ذلك ،وهي
عشرون ركعة بين المغرب والعشاء ،وأقلها ركعتان لحديث الترمذي أنه قالَ « :م ْن صلى
كتب اﷲ له عباد َة اثنتي عشر َة سن ًة». ِ ِ ٍ
المغرب والعشاء َ ركعات بي َن ست
َ
أيضا :ركعتا اإلحرام ،وركعتا الطواف ،وركعتا الوضوء،
ومن القسم الذى ال تسن فيه الجماعة ً
وركعتا االستخارة ،وركعتا الحاجة ،وركعتا التوبة ،وركعتان عند الخروج من المنزل وعند دخوله
يمر بها قط ،وركعتان في المسجد
وعند الخروج من مسجد رسول اﷲ وعند مروره بأرض لم ّ
كتاب الصالة
إذا قدم من سفره ،وركعتان إذا عقد على امرأة وزفت إليه ،إذ يسن لكل منهما قبل الوقاع أن يصلي
ركعتين ،وأدلة هذه السنن مشهورة ال يحتملها شرح هذا الكتاب.
أفضل النوافل
وأفضل القسم الذي ال تسن فيه الجماعة الوتر ثم ركعتا الفجر ،وهما أفضل من ركعتين في
جوف الليل ،ثم باقي رواتب الفرائض ثم الضحى ثم ما يتعلق بفعل غير سنة الوضوء :كركعتي
الطواف واإلحرام والتحية ،وهذه الثالثة في األفضلية سواء ،والقسم الذي تسن الجماعة فيه
أفضل من القسم الذي ال تسن الجماعة فيه ،نعم تفضل راتبة الفرائض على التراويح ،وأفضل
القسم الذي فيه تسن الجماعة صالة العيدين ،وقضية كالمهم تساوي العيدين في الفضيلة قال
في الخادم :لكن األرجح في النظر ترجيح عيد األضحى ،فصالته أفضل من صالة الفطر،
وتكبير الفطر أفضل من تكبيره ثم بعد العيد في الفضيلة كسوف الشمس ثم خسوف القمر ثم
االستسقاء ثم التراويح .وال حصر للنفل المطلق وهو ما ال يتقيد بوقت وال سبب.
الثانوي
الصف األول الثانوى
112
ِ
خير موضوع استكثر أو َأق ّل» فإن نوى فوق ركعة تشهد ً
آخرا قال ألبي ذر« :الصال ُة ُ
()١
فقط أو آخر كل ركعتين فأكثر فال تشهد في كل ركعة ،والنفل المطلق بليل أفضل منه بالنهار،
وبأوسطه أفضل من طرفيه إن قسمه ثالثة أقسام ثم آخره أفضل من أوله إن قسمه قسمين،
وأفضل من ذلك السدس الرابع والخامس ،ويسن السالم من كل ركعتين نواهما أو أطلق النية.
ويسن أن يفصل بين سنة الفجر والفريضة باضطجاع على يمينه لالتباع وأن يقرأ في أول
َ
الكافرون» وفي الثانية: ركعتي الفجر والمغرب واالستخارة وتحية المسجدْ :
«قل َيا أ ُّيها
اإلخالص ،ويتأكد إكثار الدعاء واالستغفار في جميع ساعات الليل وهو في النصف األخير
آكد .وعند السحر أفضل.
الجدول ٢ ،١آيات سجدة
١٤آيات سجدة سجدتا التالوة والشكر
•سورة الحج١٨ : مختصرا
ً لم يتعرض المصنف لسجدتي التالوة والشكر ونذكره
•سورة الحج٧٧ : لتتم به الفائدة لحافظ هذا المختصر.
•سورة فصلت٣٨ : تسن سجدات تالوة لقارىء وسامع قصد السماع أم ال،
كتاب الصالة
•سورة النجم٦٢ : قراءة لجميع آية السجدة مشروعة وتتأكد للسامع بسجود
•سورة االنشقاق٢١ : القارىء ،وهي أربع عشرة سجدة :سجدتا الحج ،وثالث في
•سورة العلق١٩: المفصل في النجم واالنشقاق واقرأ ،والبقية في األعراف
•سورة األعراف٢٠٦ : والرعد والنحل واإلسراء ومريم والفرقان والنمل والم تنزيل
•سورة الرعد١٥ : السجدة وحم فصلت ،ومحالها معروفة ،ليس منها سجدة
ص ،بل هي سجدة شكر.
•سورة النحل٥٠ - ٤٩ :
•سورة اإلسراء١٠٩ : ّ
مصل لقراءته إال مأمو ًما، تسن في غير الصالة ويسجد
•سورة مريم٥٨ : فلسجدة إمامه فإن تخلف عن إمامه أو سجد هو دونه بطلت
•سورة الفرقان٦٠ : بالهوي ولرفع من السجدةّ صالته ،ويكبر المصلي كغيره ند ًبا
بال رفع يد في الرفع من السجدة كغير المصلي ،وأركان السجدة
•سورة النمل٢٦ - ٢٥ :
مصل :تحر ّم وسجود وسالم .وشرطها كصالة ،وأن ال ّ لغير
•سورة السجدة١٥ :
يطول فصل عر ًفا بينها وبين قراءة اآلية ،وتتكرر بتكرر اآلية.
( )١رواه أحمد والحاكم وابن حبان.
113 المختار من اإلقناع
وسجدة الشكر:
ال تدخل صالة وتسن لنعمة أو اندفاع نقمة ،أو رؤية مبتلى أو فاسق معلن ،ويظهرها للفاسق إن
لم يخف ضرره ،ال للمبتلى لئال يتأذى ،وهي كسجدة التالوة وللمسافر فعلهما كنافلة ،ويس ّن
مع سجدة الشكر كما في المجموع الصدقة ،ولو تقرب إلى اﷲ بسجدة من غير سبب حرم.
السنن التابعة
للفرائض
كتاب الصالة
غير المؤكدة المؤكدة
الثانوي
الصف األول الثانوى
114
الصلوات المسنونات
صالة العيدين
صالة الكسوف السنن غير التابعة
والخسوف
للفرائض
صالة االستسقاء
غير رمضان
صالة الوتر في رمضان
صالة الوضوء صالة الليل
صالة االستخارة صالة الضحى
صالة الحاجة صالة تحية المسجد
صالة التوبة صالة التسابيح
ركعتان عند الخروج من
المنزل وعند دخوله صالة األوابين
ركعتان عند السفر صالة اإلحرام
ركعتان إذا عقد على
صالة الطواف
امرأة وزفت إليه
115 المختار من اإلقناع
فصل في شروط الصالة
اء ِمن الحدَ ِ
ِ بل الدُّ ُخ ِ ِ وشرائِ ُط الص ِ
ث والن ََّج ِ
س، ول ف َيها خمسَ :ط َه َار ُة األَ ْع َض َ َ الة َق َ َّ َ َ
كتاب الصالة
طهارة األعضاء من الحدث والنجس
األول
متطهرا عند إحرامه مع القدرة
ً (طهارة األعضاء من الحدث) األصغر وغيره فلو لم يكن
متطهرا فإن سبقه الحدث غير الدائم بطلت صالته
ً على الطهارة لم تنعقد صالته ،وإن أحرم
لبطالن طهارته ،ولو صلى ناس ًيا للحديث أثيب على قصده ال على فعله.
(و) طهارة (النجس) الذي ال يعفى عنه في ثوبه أو بدنه أو مكانه الذي يصلى فيه،
ً
مبطل لقوله تعالى: فال تصح صالته مع شيء من ذلك ولو مع جهله بوجوده أو بكونه
( )١ولو رأينا في ثوب من يريد الصالة نجاسة ال يعلم بها لزمنا إعالمه،
ألن األمر بالمعروف ال يتوقف على العصيان ،واستثنى من المكان ما لو كثر زرق الطيور،
فإنه يعفى عنه للمشقة في االحتراز عنه ،وقيد في المطلب العفو بما إذا لم يتعمد المشي
عليه .وزاد غيره أن ال يكون رط ًبا أو رجله مبلولة.
( )١سورة المدثر .اآلية.٤ :
الثانوي
الصف األول الثانوى
116
اس َط ِ
اه ٍر ........................................................ وست ُْر ال َع ْو َر ِة بِلِ َب ٍ
َ
(ستر العورة بلباس طاهر) عن العيون ولو كان خال ًيا في ظلمة عند القدرة لقوله
( )١قال ابن عباس المراد به الثياب تعالى:
في الصالة ،فلو عجز وجب أن يصلي عار ًيا ويتم ركوعه وسجوده وال إعادة عليه،
أيضا ولو في الخلوة إال لحاجة كاغتسال ،وإنما
ويجب ستر العورة في غير الصالة ً
وجب الستر في الخلوة إلطالق األمر بالستر وألن اﷲ تعالى أحق أن يستحيا منه ،وال
يجب ستر عورته عن نفسه بل يكره نظره إليها من غير حاجة.
عورة الرجل
وعورة الرجل ما بين سرته وركبته ،وخرج
بذلك السرة والركبة فليستا من العورة
على األصح.
عورة الرجل
عورة المرأة
ظهرا وبطنًا إلى
وعورة المرأة غير الوجه والكفين ً
الكوعين لقوله تعالى:
()١وهو مفسر بالوجه والكفين،
وإنما لم يكو نا عورة ألن الحاجة تدعو
إلى إبرازهما.
الصورة 2،1عورة الرجل ما بين سرته وركبته ،وعورة
المرأة كلها إال وجهها والكفين شروط الساتر في الصالة
كتاب الصالة
جرم( )٢يمنع إدراك لون البشرة الحجمها ،ويجب ستر العورة من أعالها وجوانبها
وشرط الساتر ْ
ال من أسفلها ،ولو كان المصلي امرأة ،فإن وجد من السترة ما يكفى قبله ودبره فقط تعين لهما
لالتفاق على أنهما عورة ،وألنهما أفحش من غيرهما ،فإن لم يجد ما يكفيهما قدم قبله وجو ًبا
ألنه متوجه للقبلة.
الثانوي
الصف األول الثانوى
118
الق ْب َل ِة .................
ت ،واستِقب ُال ِ
َ َ
ول الو ْق ِ ِ وف على مك ٍ ِ
َان َطاه ٍر ،والع ْل ُم بِدُ ُخ ِ َ والو ُق ُ َ َ
ُ
القبلة ومراتبها
كتاب الصالة
(و) الخامس
(في النافلة في السفر) المباح لقاصد محل (في) صالة (شدة الخوف) فيما يباح
معين ألن النفل يتوسع فيه كجوازه قاعدً ا فرضا كانت أو ً
نفل، من قتال أو غيره ً
للقادر فللمسافر المذكور التنفل ماش ًيا ،وكذا فليس التوجه بشرط فيها لقوله تعالى:
ُ
رسول (على الراحلة) لحديث جابر« :كان ( .)١
توجهت بِه»
ْ حيثاﷲ يصلي على راحلته ُ قال ابن عمر« :مستقبلي القبلة وغير
نزل -أي :في جهة مقصده «فإذا أرا َد الفريض َة َ مستقبليها»(.)٢
قياسا على فاستقبل القبلة» وجاز للماشي ً
()٣ َ
الراكب بل أولى .والحكمة في التخفيف في
كتاب الصالة
ذلك على المسافر أن الناس محتاجون إلى
األسفار ،فلو شرط فيها االستقبال للنفل ألدى
إلى ترك أورادهم أو مصالح معايشهم .فخرج
بذلك النفل في الحضر فال يجوز وإن احتيج
للتردد كما في السفر لعدم وروده ،ويكفيه إيماء
في ركوعه وسجوده ،ويكون سجوده أخفض
من ركوعه لالتباع.
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
120
فصل في أركان الصالة وسننها وهيئاتها
ألنها واجبة في بعض الصالة ،وهو ّأولها ال في جميعها ،فكانت ركنًا كالتكبير والركوع.
وقيل :هي شرط ألنها عبارة عن قصد فعل الصالة فتكون خارج الصالة ،ولهذا قال
الغزالي :هي بالشرط أشبه.
وأجمعت األمة على اعتبار النية في الصالة ،وبدأ بها ألن الصالة ال تنعقد إال بها ،فإذا
نذرا أو قضاء أو كفاية وجب قصد فعلها لتتميز عن سائر األفعال فرضا ولو ًأراد أن يصلي ً
وتعيينها لتتميز عن سائر الصلوات.
وتجب نية الفرضية لتتميز عن النفل ،وال تجب في صالة الصبي ،ألن صالته تقع ً
نفل،
فكيف ينوى الفرضية؟ وال تجب اإلضافة إلى اﷲ تعالى ألن العبادة ال تكون إال له تعالى
وتستحب ليتحقق معنى اإلخالص ،وتستحب نية استقبال القبلة وعدد الركعات.
وتصح نية األداء بنية القضاء وعكسه عند جهل الوقت لغيم أو نحوه :كأن ظن خروج
الوقت فصالها قضاء فبان وقته ،أو ظن بقاء الوقت فصالها أداء فبان خروجه الستعمال كل بمعنى
()٢
اآلخر تقول :قضيت الدين وأديته بمعنى واحد .قال تعالى:
عالما فال تصح صالته .ومن عليه فوائت ال يشترط أن ينوي ظهرأي أديتم ،أما إذا فعل ذلك ً
( ) ١سورة البينة .اآلية.٥ :
( )٢سورة البقرة .اآلية.٢٠٠ :
121 المختار من اإلقناع
والق َيا ُم َم َع ال ُقدْ َر ِة ....................................................................
ِ
يوم كذا بل يكفيه نية الظهر أو العصر ،والنفل ذو الوقت أو ذو السبب كالفرض في اشتراط قصد
فعل الصالة وتعيينها :كصالة الكسوف وراتبة العشاء ،والوتر صالة مستقلة فال يضاف إلى
العشاء ،فإن أوتر بواحدة أو بأكثر ووصل نوى الوتر ،وإن فصل نوى بالواحدة الوتر .ويتخير في
غيرها بين نية صالة الليل أو مقدمة الوتر وسنته وهي أولى أو ركعتين من الوتر على األصح هذا
صح ويحمل على ما يريده من ركعة إلى إحدى إذا نوى عد ًدا فإن قال - :أصلي الوتر -وأطلق ّ
وترا ،وال تشترط نية النفلية .ويكفي في النفل المطلق وهو الذي ال يتقيد بوقت وال سبب
عشرة ً
نية فعل الصالة.
والنية بالقلب باإلجماع ألنها القصد ،فال يكفي النطق مع غفلة القلب باإلجماع وفي سائر
األبواب كذلك ،وال يضر النطق بخالف ما في القلب كأن قصد الصبح وسبق لسانه إلى الظهر،
سرا بالمنوي قبيل التكبير ليساعد اللسان القلب وألنه أبعد عن الوسواس.
ويندب النطق ً
من أركان الصالة (القيام) في الفرض (مع القدرة) عليه (و) الثاني
النبي عنّ لخبر البخاري عن عمران بن حصين قال :كانت بي بواسير ،فسألت
كتاب الصالة
إن لم ت َْستَطِع َف َع َلى َجن ٍ
ْب» زاد النسائي إن َل ْم ت َْستَطِ ْع َف َقاعدً اَ ،ف ْ
ائما َف ْ «ص ِّل َق َ الصالة فقالَ :
ف اﷲ َن ْف ًسا إِ َّل ُو ْس َع َها» .وأجمعت األمة على « َفإِ ْن َل ْم ت َْستَطِ ْع َف ُم َس َت ْل ِق َيا َل ُي َك ِّل ُ
ذلك وهو معلوم من الدين بالضرورة وخرج بالفرض النفل وبالقادر العاجز.
الثانوي
الصف األول الثانوى
122
.......................................................................................
ما لو خاف راكب السفينة غر ًقا أو دوران رأس فإنه يصلي من قعود وال األولى
إعادة عليه.
ما لو كان به سلس بول لو قام سال بوله وإن قعد لم يسل فإنه يصلي من
والثانية
قعود على األصح بال إعادة،
ومنها ما لو قال طبيب ثقة لمن بعينه ماء :إن صليت مستلق ًيا أمكن
مداواتك ،فله ترك القيام على األصح.
ولو أمكن المريض القيام منفر ًدا بال مشقة ولم يمكنه ذلك في جماعة
إال بأن يصلي بعضها قاعدً ا فاألفضل االنفراد ،وتصح مع الجماعة وإن
قعد في بعضها.
ما لو كان للغزاة رقيب يرقب العدو ولو قام لرآه العدو ،أو جلس الغزاة في
كتاب الصالة
الثالثة
ممكن ولو قاموا لرآهم العدو وفسد تدبير الحرب ،صلوا قعو ًدا.
وشرط القيام نصب ظهر المصلي ألن اسم القيام دائر معه ،فإن وقف منحن ًيا إلى قدامه
قائما لم يصح قيامه لتركه الواجب بالمائل إلى يمينه أو يساره بحيث ال يسمى ًأو خلفه أو ً
عذر ،واالنحناء السالب لالسم :أن يصير إلى الركوع أقرب كما في المجموع .ولو استند
إلى شيء كجدار أجزأه مع الكراهة ،ولو تحامل عليه وكان بحيث لو رفع ما استند إليه لسقط
لوجود اسم القيام ،وإن كان بحيث يرفع قدميه إن شاء وهو مستند لم يصح ألنه ال يسمى
قائما بل معلق نفسه ،ولو أمكنه القيام متك ًئا على شيء أو القيام على ركبتيه لزمه ذلك ألنه
ً
ميسوره ،ولو عجز عن ركوع وسجود دون قيام قام وجو ًبا وفعل ما أمكنه في انحنائه لهما
بصلبه ،فإن عجز فبر قبته ورأسه ،فإن عجز أومأ إليهما أو عجز عن قيام بلحوق مشقة شديدة
قعد كيف شاء ،وافتراشه أفضل من تربعه وغيره ألنه قعود عبادة.
ويكره اإلقعاء في قعدات الصالة بأن يجلس المصلي على وركيه ناص ًبا ركبتيه للنهي
عن اإلقعاء في الصالة ،رواه الحاكم وصححه .ثم ينحني المصلي قاعدً ا لركوعه إن قدر،
وأقله أن ينحني إلى أن تحاذي جبهته ما قدام ركبتيه ،وأكمله أن تحاذي جبهته محل سجوده
وركوع القاعد في النفل كذلك ،فإن عجز عن القعود اضطجع على جنبه وجو ًبا لخبر عمران
السابق وس ّن على األيمن.
فإن عجز عن الجنب استلقى على ظهره راف ًعا رأسه بأن يرفعه ً
قليل بشيء ليتوجه إلى
القبلة بوجهه ومقدم بدنه ويركع ويسجد بقدر إمكانه ،فإن قدر المصلي على الركوع فقط كرره
للسجود ،ولو عجز عن السجود إال أن يسجد بمقدم رأسه أو صدغه وكان بذلك أقرب إلى
األرض وجب؛ فإن عجز عن ذلك أومأ برأسه .والسجود أخفض من الركوع فإن عجز فببصره.
كتاب الصالة
الصورة 2،3من عجز االضطجاع ،صلى مستلق ًيا
فإن عجز أجرى أفعال الصالة بسننها على قلبه وال إعادة عليه وال تسقط عنه الصالة وعقله
ثابت لوجود مناط التكليف ،وللقادر على القيام النفل قاعدً ا سواء الرواتب وغيرها ،وما تسن
فيه الجماعة كالعيد وما ال تسن فيه ،ومضطج ًعا مع القدرة على القيام وعلى القعود لحديث
ف َأ ْج ِر ال َق ِائم َو َم ْن َص َّلى ن َِائ ًما
البخاريَ « :م ْن َص َّلى َق ِائ ًما َف ُه َو َأ ْف َض ُل َو َم ْن َص َّلى َقاعدً ا َف َل ُه نِ ْص ُ
اع ِد» ويلزمه أن يقعد للركوع والسجود ،فإن استلقى مع ف َأج ِر ال َق ِ ِ
-أي مضطج ًعا َ -ف َل ُه ن ْص ُ ْ
إمكان االضطجاع لم تصح صالته .ومحل نقصان أجر القاعد والمضطجع عند القدرة وإال لم
ينقص من أجرهما شيء.
الثانوي
الصف األول الثانوى
124
َوتَكبِ َير ُة ْ
اإلح َرا ِم ..................................................................
وهي إيقاعها بعد االنتصاب في الفرض باللغة العربية للقادر عليها ،ولفظ الجاللة ولفظ أكبر،
وتقديم لفظ الجاللة على أكبر ،وعدم مدّ همزة الجاللة ،وعدم مدّ باء أكبر وعدم تشديدها،
وعدم زيادة واو ساكنة أو متحركة بين الكلمتين ،وعدم واو قبل الجاللة ،وعدم وقفة طويلة
بين كلمتيه.
وأن يسمع نفسه جميع حروفها إن كان صحيح السمع ،وال مانع من لغط وغيره وإال فيرفع
صوته بقدر ما يسمعه لو لم يكن أصم ،ودخول وقت الفرض لتكبيرة الفرائض والنفل
المؤقت وذى السبب ،وإيقاعها حال االستقبال حيث شرطناه ،وتأخيرها عن تكبيرة اإلمام
في حق المقتدي فهذه خمسة عشر شر ًطا إن ّ
اختل واحد منها لم تنعقد صالته.
الص َل ِة َف َك ِّبر ُث َّم ا ْق َر ْأ َما َت َي َّس َر ودليل وجوب التكبير خبر المسيء صالته« :إِ َذا ُق ْم َت إ َلى َّ
آنُ ،ثم اركَع حتَّى َت ْطم ِئن ر ِ
مع َك ِمن ال ُقر ِ
كتاب الصالة
لك جالساُ ،ث َّم ا ْف َع ْل َذ َ ً اك ًعاُ ،ث َّم ْار َف ْع َحتَّى َت ْط َمئ َّن َ َّ َ َّ ْ ْ َ َ ْ ََ
«ص ُّلوا ك ََما َرأيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي». ِ
في َص َلت َك ُك ِّل َها»( )١واالتباع مع خبر َ
ويسن أن ال يقصر التكبير بحيث ال يفهم ،وأن ال يمططه بأن يبالغ في مده بل يأتي به مبينًا،
واإلسراع به أولى من مدّ ه لئال تزول النية.
وأن يجهر بتكبيرة اإلحرام وتكبيرات االنتقاالت ليسمع المأمومين فيعلموا صالته
بخالف غيره من مأموم ومنفرد فالسنة في حقه اإلسرار ،نعم إن لم يبلغ صوت اإلمام جميع
المأمومين جهر بعضهم ند ًبا واحدً ا أو أكثر بحسب الحاجة ليبلغ عنه لخبر الصحيحين:
أنه « ص ّلى في مرضه بالناس وأبو بكر يسم ُع ُهم التكبِ َير».
ومن عجز وهو ناطق عن النطق بالتكبير بالعربية ترجم عنها بأي لغة شاء ،ووجب التعلم
إن قدر عليه ألن ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب .وإنما سميت هذه التكبيرة تكبيرة
ً
حالل له قبلها من مفسدات الصالة كاألكل اإلحرام ألنه يحرم بها على المصلي ما كان
والشرب والكالم.
ً
مستقبل بكفيه ويسن رفع يديه في تكبيرة اإلحرام باإلجماع،
مميل أطراف أصابعهما نحوها ،مفر ًقا أصابعهما القبلةً ،
تفري ًقا وس ًطا كاش ًفا لهما ،ويرفعهما مقابل منكبيه
لحديث ابن عمر :أنه « كان يرفع يديه
حذو منكبيه إذا افتتح الصالة» .قال النووي في
شرح مسلم :معنى «حذو منكبيه» :أن تحاذي
أطراف أصابعه أعلى أذنيه ،وإبهاماه شحمتي
كتاب الصالة
أذنيه ،وراحتاه منكبيه.
ويجب قرن النية بتكبيرة اإلحرام ألنها أول األركان بأن يقرنها بأوله ويستصحبها إلى
آخره ،والوسوسة عند تكبيرة اإلحرام من تالعب الشيطان ،وهي تدل على خبل في
العقل أو جهل في الدين ،وال يجب استصحاب النية بعد التكبير للعسر لكن يسن.
ويعتبر عدم المنافي كما في عقد اإليمان باﷲ تعالى ،فإن نوى الخروج من الصالة أو
تردد في أن يخرج أو يستمر بطلت بخالف الوضوء واالعتكاف والحج والصوم ألنها
أضيق با ًبا من األربعة ،فكان تأثيرها باختالف النية أشد.
الثانوي
الصف األول الثانوى
126
يم آ َي ٌة ِم ْن َها.................................. ،
الر ِح ِ الر ْح ِ
من َّ
ِ ِ ِ ِ
َوق َر َاء ُة ال َفات َحةَ ،وبِ ْس ِم اﷲ َّ
من أركان الصالة (قراءة) سورة (الفاتحة) في كل ركعة في قيامها أو بدله، (و) الرابع
وهي آية من كل سورة إال براءة .إلجماع الصحابة على إثباتها في المصحف بخطه
أوائل السور سوى براءة ،فلو لم تكن قرآنًا لما أجازوا ذلك ألنه يحمل على اعتقاد ما ليس
بقرآن قرآنًا ،ولو كانت للفصل كما قيل ألثبتت في أول براءة ولم تثبت في أول الفاتحة.
تصح قراءته
فلو أتى قادر أو من أمكنه التعلم بدل حرف منها بآخر لم ّ
لتلك الكلمة لتغييره النظم ،ولو أبدل ذال الذين المعجمة بالمهملة ويجب رعاية
لم تصح ،وكذا لو أبدل حاء الحمد ل َّله بالهاء ،ولو نطق بالقاف حروف الفاتحة،
صح مع الكراهة.
مترددة بينها وبين الكاف كما تنطق به العرب ّ
األربع عشرة منها ثالث في البسملة ،فلو خفف منها تشديدة بطلت ويجب رعاية
قراءة تلك الكلمة لتغيير النظم ،ولو شدد المخفف أساء وأجزأه كما تشديداتها
قاله الماوردي.
ويجب
ألنه مناط البالغة واإلعجاز ،فلو بدأ بنصفها الثاني لم يعتدّ به ويبنى
رعاية ترتيبها بأن
على األول إن سها بتأخيره ولم يطل الفصل ،ويستأنف إن تعمد أو يأتي بها على نظمها
طال الفصل. المعروف
كتاب الصالة
«ص ُّلوا ك ََما َرأ ْيت ُُموني ُأ َص ِّلي» فيقطعها تخلل ذكر
لالتباع مع خبرَ :
وإن قل ،وسكوت طال عر ًفا بال عذر فيهما ،أو سكوت قصد به قطع ويجب رعاية
القراءة إلشعار ذلك باإلعراض عن القراءة بخالف سكوت قصير مواالتها بأن يأتي
لم يقصد به القطع أو طويل ،أو تخلل ذكر بعذر من جهل أو سهو بكلماتها على الوالء
أو إعياء ،أو تعلق ذكر بالصالة كتأمينه لقراءة إمامه وفتحه عليه إذا
توقف فيها.
فإن عجز عن جميع الفاتحة لعدم معلم أو مصحف أو غير ذلك فسبع آيات عدد آياتها
يأتي بها ولو متفرقة ال تنقص حروفها عن حروف الفاتحة .فإن عجز عن القرآن أتى بسبعة أنواع
من الذكر أو الدعاء ال تنقص حروفها عن حروف الفاتحة ،فإن عجز عن ذلك كله حتى ترجمة
الدعاء والذكر لزمه وقفة قدر الفاتحة في ظنه ،وال يترجم عنها بخالف التكبير لفوات اإلعجاز
فيها دونه.
الثانوي
الصف األول الثانوى
128
ُوع َوال ُّط َم ْأنِينَ ُة فِ ِيه ..........................................................
الرك ُ
َو ُّ
وسن عقب الفاتحة بعد سكتة لطيفة لقارئها في الصالة وخارجها آمين لالتباع ،رواه
الترمذي في الصالة ،ويسن في جهرية جهر بها للمصلي حتى للمأموم لقراءة إمامه تب ًعا له ،وأن
يؤمن المأموم مع تأمين إمامه لخبر الشيخين« :إذا أ ّمن اإلمام فأ ّمنوا ،فإنه من وافق تأمينه تأمين
المالئكة غفر له ما تقدم من ذنبه».
الص َل ِة»
( )١ولخبر «إِ َذا ُق ْم َت إِ َلى َّ لقوله تعالى
ولإلجماع ،وتقدم ركوع القاعد ،وأما أقل الركوع في حق
خالصا ،قدر بلوغ راحتي يدي ً القائم؛ فهو أن ينحني انحنا ًء
المعتدل خلقة ركبتيه إذا أراد وضعهما ،فلو طالت يداه أو
قصرتا أو قطع شيء منهما لم يعتبر ذلك ،فإن عجز عما
ذكر ينحني قدر إمكانه ،فإن عجز عن االنحناء ً
أصل
أومأ برأسه ثم بطرفه.
كتاب الصالة
الركوع
أي الركوع لحديث المسيء صالته المار ،وأقلها أن تستقر أعضاؤه راك ًعا؛ بحيث ينفصل رفعه
عن ركوعه عن هويه أي سقوطه ،فال تقوم زيادة الهوى مقام الطمأنينة ،وال يقصد بالهوى غير
الركوع ،قصده هو أم ال كغيره من بقية األركان ألن نية الصالة منسحبة عليه ،فلو هوى لتالوة
فجعله ركو ًعا ،لم يكف ألنه صرفه إلى غير الواجب بل ينتصب ليركع ،ولو قرأ إمامه آية سجدة
ثم ركع عقبها فظن المأموم أنه يسجد للتالوة فهوى لذلك فرآه لم يسجد فوقف عن السجود
فاألقرب كما قال الزركشي :أنه يحسب له ويغتفر ذلك للمتابعة .وأكمل الركوع تسوية ظهره
وعنقه ،ونصب ساقيه وفخذيه وأخذ ركبتيه بكفيه لالتباع .رواه البخاري .وتفريق أصابعه تقري ًقا
وس ًطا لجهة القبلة ألنها أشرف الجهات ،واألقطع ونحوه كقصير اليدين ال يوصل يديه ركبتيه
بل يرسلهما إن لم يسلما م ًعا ،أو يرسل إحداهما إن سلمت األخرى.
ولو لنافلة كما صححه في التحقيق لحديث المسيء صالته ،ويحصل بعود لبدء بأن يعود إلى
قائما كان أو قاعدً ا.
ما كان عليه قبل ركوعه ً
من أركان الصالة (الطمأنينة فيه) (و) الثامن
كما في خبر المسيء صالته ،بأن تستقر أعضاؤه على ما كان عليه قبل ركوعه بحيث ينفصل
ارتفاعه عن عوده إلى ما كان عليه ،ولو ركع عن قيام فسقط عن ركوعه قبل الطمأنينة فيه عاد
معتدل ثم سجد ،وإن سجد ثم ّ
شك ً وجو ًبا إليه واطمأن ثم اعتدل ،أو سقط عنه بعدها نهض
ثم سجد وال يقصد به غيره.
أتم اعتداله؟ اعتدل وجو ًبا ّ
هل َّ
الص َل ِة»
( )١ولخبر« :إِ َذا ُق ْم َت إِ َلى َّ مرتين في كل ركعة لقوله تعالى:
وإنما عدّ ا ركنًا واحدً ا التحادهما.
كتاب الصالة
شر ًعا لغ ًة
أقله مباشرة بعض جبهته ما يصلى عليه من أرض أو غيرها التطامن والميل ،وقيل:
لخبر« :إِ َذا َس َجدْ َت َف َم ِّك ْن َج ْب َهت ََك َو َل َتنْ ُق ْر َن ْق ًرا»( .)٢وإنما الخضوع والتذلل.
اكتفى ببعض الجبهة لصدق اسم السجود عليها بذلك ،وخرج
بالجبهة الجبين( )٣واألنف فال يكفي وضعهم ،ويجب وضع
جزء من ركبتيه ومن باطن كفيه ومن باطن أصابع قدميه في
السجود لخبر الشيخين« :أمرت أن أسجد على سبعة أعظم:
الجبهة ،واليدين ،والركبتين ،وأطراف القدمين» وال يجب
كشفها بل يكره كشف الركبتين كما نص عليه في األم.
الثانوي
الصف األول الثانوى
130
الس ْجدَ َت ْي ِنَ ،وال ُّط َم ْأنِينَ ُة فِ ِيه............................. ، ِ ِ ِ
َوال ُّط َم ْأنينَ ُة فيهَ ،وا ْل ُج ُل ُ
وس َب ْي َن َّ
أي السجود لحديث المسيء صالته ،ويجب أن يصيب محل سجوده ثقل رأسه للخبر المار:
«إِ َذا َس َجدْ َت َف َم ِّك ْن َج ْب َهت ََك» .ومعنى الثقل أن يتحامل بحيث لو فرض تحته قطن أو حشيش
النكبس وظهر أثره في يد لو فرضت تحت ذلك ،وال يعتبر هذا في بقية األعضاء ،ويندب أن
يضع كفيه حذو منكبيه وينشر أصابعهما مضمومة للقبلة ويعتمد عليهما ،ويجب في السجود
أن ترتفع أسافله على أعاليه لالتباع كما صححه ابن حبان ،فلو صلى في سفينة ً
مثل ولم
يتمكن من ارتفاع ذلك لميالنها صلى على حسب حاله ولزمته اإلعادة ألنه عذر نادر .نعم إن
صح.
كان به علة ال يمكنه معها السجود إال كذلك ّ
قائل :رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني وعافني لالتباع ،ثم يسجد ً
الثانية كاألولى.
كتاب الصالة
وال أعلم أحدً ا اشترط لفظ عبده .اهـ .وهذا
هو المعتمد ،وأكمله التحيات المباركات
الصلوات الطيبات ﷲ ،السالم عليك أيها
النبي ورحمة اﷲ وبركاته ،السالم علينا وعلى ّ
عباد اﷲ الصالحين ،أشهد أن ال إله إال اﷲ
وأشهد أن محمدً ا رسول اﷲ.
الثانوي
الصف األول الثانوى
132
الص َل ُة َع َلى النَّبِ ِّي فِ ِيه ..........................................................
َو َّ
( )١قالوا :وقد أجمع العلماء على أنها ال تجب أي التشهد األخير لقوله تعالى:
في غير الصالة فتعين وجوبها فيها ،والقائل بوجوبها مرة في غيرها محجوج بإجماع من قبله
ولحديث« :عرفنا كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك .فقالُ :قو ُلوا :ال َّل ُه َّم َص ِّل َع َلى ُم َح َّمد
و َع َل َى آل ُم َح ّم ٍد »...إلى آخره متفق عليه .وفي رواية :كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك
في صالتنا؟ فقالُ :قو ُلوا :ال َّل ُه َّم َص ِّل َع َلى ُم َح َّم ٍد و َع َل َى آل ُم َح ّم ٍد ...إلى آخره .رواه الدارقطني
وابن حبان في صحيحه .والمناسب لها من الصالة التشهد آخرها فتجب فيه أي بعده.
وقد صلى النبي على نفسه في الوتر كما رواه أبو عوانة في مسنده وقالَ :ص ُّلوا ك ََما
َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي ولم يخرجها شيء عن الوجوب ،وأما عدم ذكرها في خبر المسيء صالته
فمحمول على أنها كانت معلومة له ولهذا لم يذكر له التشهد والجلوس له والنية والسالم.
وإذا وجبت الصالة على النبي وجب القعود لها بالتبعية ،وأقل الصالة على النبي وآله:
كتاب الصالة
فائدة :كل األنبياء من بعد إبراهيم عليه السالم من ولده إسحاق عليه السالم ،وأما إسماعيل
نبي إال نبينا .قال محمد بن أبي بكر الرازي :ولعل الحكمة في ذلك
عليه السالم فلم يكن من نسله ّ
انفراده بالفضيلة فهو أفضل الجميع عليهم الصالة والسالم.
معاني التشهد:
ومجيد
والتحيات
بمعنى ماجد وهو من كمل شر ًفا وكر ًما.
جمع تحية ،وهي ما يحيى به من سالم وغيره،
والقصد بذلك الثناء على اﷲ تعالى بأنه مالك
وحميد
لجميع التحيات من الخلق ،ومعنى المباركات،
بمعنى محمود. الناميات.
والصلوات
والرسول
كتاب الصالة
هو الذي يبلغ خبر من أرسله. الصلوات الخمس.
والصالحين والطيبات
جمع صالح وهو القائم بما عليه من
األعمال الصالحة.
حقوق اﷲ تعالى وحقوق عباده.
والسالم
والعباد
الثانوي
الصف األول الثانوى
134
يب األَ ْرك ِِ ِ ِ ِ ِ
َان َع َلى َما َذك َْرنَا ُه .......... يم ُة األُو َلىَ ،ون َّي ُة الخُ ُروجِ م َن َّ
الص َلةَ ،وت َْرت ُ َوالت َّْسل َ
(و) السابع
من أركان الصالة (نية الخروج من الصالة)
عشر
قياسا على سائر العبادات؛ وألن النية
ويجب قرنها بالتسليمة األولى ،واألصح أنها ال تجب ً
خروجا من الخالف.
ً السابقة منسحبة على جميع الصالة ،ولكن تسن
القيام ،وجعل التشهد والصالة على النبي في القعود .فالترتيب عند من أطلقه مراد فيما عدا
مر ودليلالنبي فإنها بعد التـشهد كما جـزم به في المـجموع كما ّ ذلك ،ومـنه الصالة على ّ
وجوب الترتيب االتباع كما في األخبار الصحيحة مع خبر َص ُّلوا ك ََما َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي وعدّ ه من
األركان بمعنى الفرض صحيح ،وبمعنى اإلجزاء فيه تغليب.
وأما السنن فترتيب بعضها على بعض كاالستفتاح والتعوذ ،وترتيبها على الفرائض كالفاتحة
والسورة شرط في االعتداد بها سنة ال في صحة الصالة.
فإن ترك ترتيب األركان عمدً ا بتقديم ركن فعلي أو سالم كأن ركع قبل قراءته أو سجد أو
سلم قبل ركوعه بطلت صالته ،أوسها فما فعله بعد متروكه لغو ،لوقوعه في غير محله ،فإن
تذكر متروكه قبل فعل مثله فعله ،وإال أجزأ عن متروكه وتدارك الباقي ،فلو علم في آخر صالته
ترك سجدة من ركعة أخيرة سجد ثم تشهد ،أو من غيرها أو شك لزمه ركعة فيهما ،أو علم في
مثل ترك سجدة من األولى فإن كان جلس بعد سجدته التي فعلها سجد من قيامه وإال قيام ثانية ً
فليجلس مطمئنًا ثم يسجد.
135 المختار من اإلقناع
ان َوا ِ
إل َق َام ُة. ول فِ َيها َش ْيئ ِ
َان :األ َذ ُ َوسنَن َُها َق ْب َل الدُّ ُخ ِ
ُ
كتاب الصالة
وس ِّمي الذكر المخصوص به ألنه يقيم (و) الثاني( :اإلقامة) في األصل مصدر أقامُ ،
إلى الصالة .واألذان واإلقامة مشروعان باإلجماع ،فهما سنة للمكتوبة دون غيرها من
الصلوات ،كالسنن وصالة الجنازة والمنذورة لعدم ثبوتهما فيه ،بل يكرهان فيه ،ويشرع
األذان في أذن المولود اليمنى واإلقامة في اليسرى كما سيأتي إن شاء اﷲ تعالى في العقيقة،
ويندب األذان للمنفرد ،وأن يرفع صوته به إال بموضوع وقعت فيه جماعة .ومعظم األذان
مثنى ومعظم اإلقامة فرادى .واألصل في ذلك خبر الصحيحين« :أمر بالل أن يشفع األذان
ويوتر اإلقامة» والمراد منه ما قلناه .واإلقامة إحدى عشرة كلمة ،واألذان كلماته تسع عشرة
كلمة بالترجيع ،ويسن اإلسراع باإلقامة مع بيان حروفها ،فيجمع بين كل كلمتين منها بصوت
والكلمة األخيرة بصوت ،والترتيل في األذان فيجمع بين كل تكبيرتين بصوت ،ويفرد باقي
كلماته لألمر بذلك كما أخرجه الحاكم .ويسن الترجيع في األذان ،وهو أن يأتي بالشهادتين
جهرا.
سرا قبل أن يأتي بهما ً ً
( )١سورة الحج .اآلية.٢٧ :
الثانوي
الصف األول الثانوى
136
.....................................................................................
ويسن مؤذنان للمسجد ونحوه ،ومن فوائدهما أن يؤذن واحد للصبح قبل الفجر وآخر
()١
بعده ،ويسن لسامع المؤذن والمقيم أن يقول مثل قولهما ّإل في حيعالت
وتثويب وكلمتي اإلقامة فيحوقل( )٢في كل كلمة في األولى ،ويقول في
الثانية :صدقت وبررت ،وفي الثالثة :أقامها اﷲ وأدامها وجعلني من
صالحي أهلها .ويسن لكل من مؤذن ومقيم وسامع ومستمع
أن يصلي على النبي بعد الفراغ من األذان واإلقامة ،ثم
يقول :اللهم رب هذه الدعوة التامة والصالة القائمة آت
سيدنا محمدً ا الوسيلة والفضيلة ،وابعثه مقا ًما
محمو ًدا الذي وعدته.
الصورة ٢،٧المؤذن
( ) ١حيعالت :الحيعلة( :حي على الصالة -حي على الفالح).
( )٢حوقل :الحوقلة هي قول (ال حول وال قوة إال باﷲ ).
137 المختار من اإلقناع
الوت ِْر فِي النِّص ِ
ف الص ْبحِ َوفِي ِ َان :الت ََّشهدُ األَو ُل ،وال ُقن ُ ِ
ول فِ َيهاَ :ش ْيئ ِ
َو َب ْعدَ الدُّ ُخ ِ
ْ ُوت في ُّ َّ َ ُّ
ان .................................................................. ال َّثانِي ِمن َر َم َض َ
والثاني
(القنوت في) ثانية (الصبح) كله أو بعضه ،ومحل االقتصار على الصبح من بقية
الصلوات الخمس في حال األمن ،فإن نزل بالمسلمين نازلة -ال نزلت -استحب
ِ
في سائر الصلوات ،ولكن ليس هذا من األبعاض وهو« :ال َّل ُه َّم ْاهدني َ
فيم ْن َهدَ ْي َت،
فيما َأ ْع َط ْي َت َوقني َشر َما ارك لي َ يتَ ،و َب ْ َو َعافِنِي فِ ْي َم ْن َعا َف ْي َتَ ،وت ََو َّلني فِ ْي َم ْن ت ََو َّل َ
كتاب الصالة
َق َض ْي َت َفإِن ََّك َت ْق ِضي وال يقضى عليك ،وإِ َّن ُه َل ُي َذ ُّل َم ْن َوا َل ْي َت َو َل ُي َع ُّز َم ْن َعا َد ْي َت،
ْت َر َّبنَا َو َت َعا َل ْي َت» لالتباع( .و) كذا (في) اعتدال ركعة (الوتر في) جميع (النصف تَب َا َرك َ
الثاني من رمضان) سواء أصلى التراويح أم ال ،وهو كقنوت الصبح في ألفاظه وجبره
بالسجود ،ويسن للمنفرد وإلمام قوم محصورين رضوا بالتطويل أن يقول بعده قنوت
عمر .وهو :اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك .ونتوب إليك ونؤمن
بك ونتوكل عليك ،ونثني عليك الخير كله ،نشكرك وال نكفرك ،ونخلع ونترك
من يفجرك ،واللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ،وإليك نسعى ونحفد ،ونرجو
رحمتك ونخشى عذابك ،وإن عذابك الجد بالكفار ملحق( ،اللهم اغفر للمؤمنين
والمؤمنات ،والمسلمين والمسلمات ،وأصلح ذات بينهم ومواصالتهم ،وألف بين
قلوبهم واجمع في قلوبهم اإليمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم
أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه ،وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق،
واجعلنا منهم).
الثانوي
الصف األول الثانوى
138
.....................................................................................
والثالث
القعود للتشهد األول ،والمراد بالتشهد األول اللفظ الواجب في التشهد األخير دون ما هو
فيه سنة.
والرابع
والخامس
والسادس
والسابع
والثامن
هيئات الصالة
كتاب الصالة
12وضع اليدين على الفخذين االستعاذة 4
الثانوي
الصف األول الثانوى
140
الشم ِ
ال، الركُو ِع والرفع منه َو َو ْض ُع ال َي ِم ِ
ين َع َلى ِّ َ َر ْف ُع ال َيدَ ْي ِنِ :عنْدَ َت ْكبِ َير ِة ا ِ
إل ْح َرا ِم وعند ُّ
َوالت ََّو ُّج ُه.......................................................................... ،
(رفع اليدين) أي رفع كفيه للقبلة مكشوفتين ،منشورتي األصابع مفرقة وس ًطا األولى
(عند) ابتداء (تكبيرة اإلحرام) مقابل منكبيه بأن تحاذي أطراف أصابعهما
الهوي إلى
ّ أعلى أذنيه ،وإبهاماه شحمتي أذنيه ،وراحتاه منكبيه (وعند)
(الركوع و) عند (الرفع منه) وعند القيام إلى الثالثة من التشهد األول.
(و) الثانية (وضع) بطن كف (اليمين على) ظهر (الشمال) بأن يقبض في قيام أو
بدله بيمين كوع يساره وبعض ساعدها ورسغها تحت صدره فوق سرته،
والقصد من القبض المذكور تسكين اليدين فإن أرسلهما ولم يعبث فال
بأس .والكوع :العظم الذي يلي إبهام اليد ،والبوع :العظم الذي يلي إبهام
الرجل ُيقال :الغبي هو الذي ال يعرف كوعه من بوعه والرسغ :هو المفصل
بين الكف والساعد.
كتاب الصالة
ات َواألَ ْرض َحنِي ًفا (و) الثالثة دعاء (التوجه) نحو :وجه ُت وج ِهي ل َّل ِذي َف َطر السماو ِ
َ َّ َ َ َ َّ ْ َ ْ َ
اي َو َم َماتي ل َّل ِه َر ِّب ِ ِ ِ
ُم ْسل ًما َو َما َأنَا م َن ا ْل ُم ْش ِركين ،إِ َّن َص َلتي َون ُُسكي َو َم ْح َي َ
لك ُأ ِم ُ
رت َو َأنَا َأ َّو ُل ا ْل ُم ْس ِلمي َن لالتباع. ال َعا َل ِمي َنَ ،ل َشر ْي َك َل ُه َوبِ َذ َ
فائدة :معنى وجهت وجهي أي أقبلت بوجهي ،وقيل قصدت بعبادتي
ومعنى فطر ابتدأ الخلق على غير مثال ،والحنيف ،المائل إلى الحق وعند
العرب من كان على ملة إبراهيم ،والمحيا والممات الحياة والموت،
والنسك العبادة.
(و) الخامسة (الجهر) بالقراءة (في موضعه) فيسن لغير المأموم أن يجهر بالقراءة في الصبح
وأولتي العشائين والجمعة والعيدين وخسوف القمر واالستسقاء والتراويح
ليل أو وقت الصبح (واإلسرار) بها (في موضعه) ووتر رمضان وركعتي الطواف ً
فيسر في غير ما ذكر إال في نافلة الليل المطلقة ،فيتوسط فيها بين اإلسرار والجهر
يشوش على نائم أو مصل أو نحوه .ومحل الجهر والتوسط في المرأة إن لم ّ
كتاب الصالة
حيث ال يسمع أجنبي.
(و) السادسة (التأمين) عقب الفاتحة بعد سكتة لطيفة لقارئها في الصالة وخارجها لالتباع
بمد وقصر والمد أفصح وأشهر ،فآمين :اسم فعل بمعنى استجب مبني على
الفتح ،وتخفف الميم فيه ولو شدده لم تبطل صالته ،لقصده الدعاء ويسن في
جهرية جهر بها وأن يؤمن المأموم مع تأمين إمامه لخبر الصحيحين« :إ َذا َأ َّم َن
الم َل ِئك َِة ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذنْبِ ِه».
اإل َما ُم َفأ ِّمنُواَ ،فإِ َّن َم ْن َوا َف َق تأمينُه تَأمي َن َ
ِ
وخرج بـ (في جهرية) السرية فال جهر بالتأمين فيها وال معية بل يؤمن اإلمام
سرا مطل ًقا. وغيره ً
الثانوي
الصف األول الثانوى
142
الر ْفعَِ ،و َق ْو ُل َس ِم َع ال َّل ُه لِ َم ْن ات ِعنْدَ الخَ ْف ِ
ض َو َّ
ِ
الفاتحةَ ،وال َّت ْكبِ َير ُ ِ
السورة بعدَ وقراء ُة
الح ْمدُ ............................................................. ك َ َح ِمدَ ُه َر َّبنَا َل َ
(و) السابعة (قراءة السورة) ولو قصيرة (بعد) قراءة (الفاتحة) في ركعتين أوليين لغير المأموم
من إمام ومنفرد ،جهرية كانت الصالة أو سرية لالتباع .أما المأموم فال تسن له
السورة إن سمع للنهي عن قراءته لها بل يستمع قراءة إمامه ،فإن لم يسمعها لصمم
أو بعد أو سماع صوت لم يفهمه أو إسرار إمامه ولو في جهرية قرأ سورة إذ ال
معنى لسكوته ،فإن سبق المأموم بأوليين من صالة إمامه بأن لم يدركهما معه
قرأها في باقي صالته إذا تداركه إن لم يكن قرأها فيما أدركه ،وإال سقطت عنه
يطول من تسن لهلكونه مسبو ًقا لئال تخلو صالته عن السورة بال عذر .ويسن أن ّ
السورة قراءة أولى على ثانية لالتباع .نعم إن ورد ّ
نص بتطويل الثانية اتبع :كما في
مسألة الزحام أنه يسن لإلمام تطويل الثانية ليلحقه منتظر السجود ،ويسن لمنفرد
وإمام محصورين في صبح طوال المفصل ،وفي ظهر قريب منها ،وفي عصر
وعشاء أوساطه ،وفي مغرب قصاره ،وفي صبح جمعة في أولى (الم تنزيل) ،وفي
الثانية (هل أتى) لالتباع.
كتاب الصالة
(و) الثامنة (التكبيرات عند) ابتداء (الخفض) لركوع وسجود (و) عند ابتداء (الرفع) من
السجود ويمده إلى انتهاء الجلوس والقيام.
(و) التاسعة (قول سمع اﷲ لمن حمده) أي تقبل اﷲ منه حمده ،وقول (ربنا لك الحمد) أو
(اللهم ربنا لك الحمد) ،وبواو فيهما قبل (لك) «ملء السماوات وملء األرض
وملء ما شئت من شيء بعد أي بعدهما كالكرسي وسع كرسيه السماوات
واألرض» وأن يزيد منفرد وإمام قوم محصورين راضين بالتطويل« .أهل الثناء
أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد :ال مانع لما أعطيت وال معطي لما منعتوالمجد ّ
وال ينفع ذا الجد -أي الغني ،-منك أي عندك الجد» لالتباع .ويجهر اإلمام
ويسر بربنا لك الحمد ويسر غيره بهما .نعم المبلغ يجهر بما
ّ بسمع اﷲ لمن حمده،
ويسر بما يسر به ألنه ناقل.
ّ يجهر به اإلمام
ـي ال َعظيم ثال ًثا لالتباع ،ويزيد (و) العاشرة (التسبيح في الركوع) بأن يقولُ :س ْب َح َ
ان َر ِّب َّ
منفرد وإمام محصورين راضين بالتطويل« :ال َّل ُه َّم َل َك َر َك ْع ُت َوبِ َك آ َمن ُْت َو َلك
َأ ْس َل ْم ُتَ ،خ ِش َع َل َك َس ْم ِعي َو َب َصري َو ُم ِّخي َو َع ْظ ِمي َو َع َصبِي َو َما است َق َّل ْت بِ ِه
دمي» ،لالتباع وتكره القراءة في الركوع وغيره من بقية األركان غير القيام كما َق َّ
في المجموع.
حان َر ِّبي األَ ْع َلى ثال ًثا ،لالتباع .ويزيد (و) الحادية التسبيح في (السجود) بأن يقولُ :س ْب َ
عشرة منفرد وإمام محصورين راضين بالتطويل« :ال َّل ُه َّم َل َك َس َجدْ ُت َوبِك آ َمن ُْت
جهي ل َّل ِذي َخ َل َق ُه َو َص َّو َر ُه َو َش َّق َس ْم َع ُه َو َب َص َر ُه َت َب َار َك اﷲ
َو َل َك َأ ْس َل ْم ُتَ ،س َجدَ َو ِ
الخالِقي َن» ويسن الدعاء في السجود لخبر مسلم « َأ ْق َر ُب َما َيك ُ
ُون ال َع ْبدُ َأ ْح َس ُن َ
اجدٌ َفأكْثِ ُروا الدُّ عاء» أي في سجودكم .والحكمة في اختصاص ِم ْن ر ِّب ِه َو ُه َو س ِ
َ َ
العظيم بالركوع واألعلى بالسجود كما في المهمات :أن األعلى أفعل تفضيل،
كتاب الصالة
والسجود في غاية التواضع لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف األعضاء
على مواطئ األقدام ،ولهذا كان أفضل من الركوع فجعل األبلغ مع األبلغ،
انتهى.
(و) الثانية (وضع) رءوس أصابع (اليدين على) طرف (الفخذين) في الجلوس بين
ناشرا أصابعه مضمومة للقبلة كما في السجود وفي التشهد األول عشرة
السجدتينً ،
ضم أصابعها في تشهده إلى جهة القبلةوفي األخير (يبسط) يده (اليسرى) مع ّ
بأن ال يفرج بينها لتتوجه كلها إلى القبلة (ويقبض) أصابع يده (اليمنى) كلها
(إال المسبحة) وهي بكسر الباء التي بين اإلبهام والوسطى (فإنه) يرسلها
و(يشير بها) أي يرفعها مع إمالتها ً
قليل حالة كونه (متشهدً ا) عند قوله« :إال
اﷲ» لالتباع .ويديم رفعها ويقصد من ابتدائه بهمزة إال اﷲ أن المعبود واحد،
فيجمع في توحيده بين اعتقاده وقوله وفعله .وال يحركها لالتباع فلو حركها
كره ولم تبطل صالته.
الثانوي
الصف األول الثانوى
144
يم ُة ال َّثانِ َي ُة.ِ ات ،والتَّور ُك فِي ِ ِ ِ ِ
الج ْل َسة األَخ َيرة َوالت َّْسل َ َ َ ُّ
اش فِي ج ِمي ِع الج َلس ِ
َ َ َ اال ْفتِ َر ُ
و ِ
َ
(االفتراش) بأن يجلس على كعب يسراه بحيث يلي ظهرها األرض ،وينصب (و) الثالثة
يمناه ويضع أطراف أصابعه منها للقبلة يفعل ذلك (في جميع الجلسات) عشرة
الخمس :وهي الجلوس بين السجدتين ،والجلوس للتشهد األول ،وجلوس
المسبوق وجلوس الساهي ،وجلوس المصلي قاعدً ا للقراءة.
(و) الرابعة (التورك) وهو كاالفتراش ،لكن يخرج يسراه من جهة يمينه ويلصق وركه
عشرة لألرض لالتباع (في الجلسة األخيرة) فقط ،وحكمته التمييز بين جلوس
التشهدين ليعلم المسبوق حالة اإلمام.
كتاب الصالة
(و) الخامسة (التسليمة الثانية) ويسن إذا أتى بالتسليمتين أن يفصل بينهما ،وأن تكون
شمال .ملتفتًا في التسليمة األولى حتى يري خدهً عشرة األولى يمينًا واألخرى
األيمن فقط ،وفي التسليمة الثانية حتى يرى خده األيسر كذلك ،فيبتدئ
بالسالم مستقبل القبلة ،ثم يلتفت ويتم سالمه بتمام التفاته ،ويسن للمأموم
أن ال يسلم إال بعد فراغ اإلمام من تسليمتيه.
***
145 المختار من اإلقناع
فصل في األمور التي تخالف فيها المرأة الرجل في الصالة
الر ُج ُل ُي َجافِـي ِم ْر َف َق ْي ِه َعن َجنْ َب ْي ِهَ ،و ُي ِق ُّل َب ْطنَـ ُه ِ ِ
الر ُج َل فـي َخ ْمسة َأ ْش َي َ
اءَ ،ف َّ ف َّ الم ْر َأ ُة تُخَ الِ ُ
َو َ
الص َل ِة ِ
الج ْه ِرَ ،وإِ َذا نَا َب ُه َش ْي ٌء فـي َّ
ِ ِ ِ
الس ُجودَ ،و َي ْج َه ُر فـي َم َواض ِع َ
ِ ِ ِ
َعن َفخ َذ ْيه فـي ُّ
الركُو ِع َو ُّ
الرجل َما َب ْي َن ُس َّرتِ ِه َو ُر ْك َبـتِ ِه ........................................... ِ َس َّب َح ،وعور ُة
كتاب الصالة
يتم الواجب إال به فهو واجب. (و) الثاني
ّ
(يقل) بضم حرف المضارعة أي يرفع (بطنه
(و) الرابع عن فخذيه في السجود) ألنه أبلغ في تمكين
(إذا نابه) أي أصابه (شيء في الصالة) كتنبيه الجبهة واألنف من محل سجوده وأبعد من
الثانوي
الصف األول الثانوى
146
ب ،وإِ َذا نَا َب َها َش ْي ٌء ال األَ َجانِ ِ ض َوتَخْ ِف ُض َص ْوت ََها بِ َح ْضر ِة الر َج ِ
َ ِّ الم ْر َأ ُة ت َُض ُّم َب ْع َض َها إ َلى َب ْع ٍ
َو َ
الص َل ِة إِ َّل َو ْج َه َها َو َك َّف ْي َها. ِ ِ
يع َبدَ ِن َ
الم ْر َأة َع ْو َر ٌة في َّ
ِ
تَ ،و َجم ُ الص َل ِة َص َّف َق ْ في َّ
ِ
(و) أما (المرأة) أي األنثى وإن كانت صغيرة مميزة فإنها تخالف الرجل في هذه
الخمسة أمور:
(و) الخامس
األول
(جميع بدن المرأة) ولو صغيرة مميزة أنها (تضم بعضها إلى بعض) بأن تلصق
(عورة في الصالة إال وجهها وكفيها) مرفقيها لجنبيها في الركوع والسجود.
ظهرهما وبطنهما من رءوس األصابع
إلى الكوعين لقوله تعالى:
( ،)١قال ابن عباس (و) الثاني
وعائشة :هو الوجه والكفان. أن تلصق بطنها لفخذيها في السجود
ألنه أستر لها.
(و) الرابع
كتاب الصالة
مر
(إذا نابها) أي أصابها (شيء) مما ّ (و) الثالث
(في الصالة) أي صالتها (صفقت)
أنها (تخفض صوتها) إن صلت (بحضرة
المار بضرب بطن كف أو ّ للحديث
الرجال األجانب) ،دف ًعا للفتنة ،وإن كان
ظهرها على ظهر أخرى ،أو ضرب ظهر
األصح أن صوتها ليس بعورة.
كف على بطن أخرى ال بضرب بطن
كل منهما على بطن أخرى ،فإن فعلته
ظهرا على ظهر
على وجه اللعب ولو ً
عالمة بالتحريم بطلت صالتها وإن ّ
قل
لمنافاته للصالة. تنبيه
لوصفق الرجل وسبحت
المرأة جاز مع مخالفتهما
للسنة.
الص َل َة َأ َحدَ َع َش َر َش ْيئًا :الك ََل ُم ال َع ْمدُ ................................. ، ِ ِ
َوا َّلذي ُي ْبط ُل َّ
(والذى يبطل الصالة) المنعقدة أمور ،المذكور منها هنا (أحد عشر شي ًئا):
(الكالم) أي النطق بكالم البشر بلغة العرب وبغيرها بحرفين فأكثر أفهما األول
ك ُق ْم ،ولو لمصلحة الصالة كقوله ال تقم أو اقعد أم ال :ك َع ْن َو َم ْن لقوله :
َّاس» والحرفان من جنس ـيها َشي ٌء ِم ْن ك ََل ِم الن ِِ ِ ِ
«إِ َّن َهذه َّ
الص َل َة َل َي ْص ُل ُح ف َ
(ق) من الوقاية أو (ع) من الوعي وشرطه في الكالم ،أو حرف مفهم نحو ِ
االختيار (العمد) مع العلم بتحريمه وأنه في صالة فال تبطل بقليل كالم
ناس ًيا للصالة ،أو سبق إليه لسانه ،أو جهل تحريمه فيها ،والتنحنح بغير عذر
والضحك والبكاء ولو من خوف اآلخرة ،واألنين والتأو ّه والنفخ من الفم أو
كتاب الصالة
األنف بغير عذر إن ظهر بواحد من ذلك حرفان بطلت صالته وإال فال .ولو
سلم إمامه فسلم معه ثم سلم اإلمام ثان ًيا فقال له المأموم« :قد سلمت قبل
هذا» فقال :كنت ناس ًيا لم تبطل صالة واحد منهما ،ويسلم المأموم ويندب
له سجود السهو؛ ألنه تكلم بعد انقطاع القدوة .أما الكثير من ذلك فإنه ال
يعذر فيه ألنه يقطع نظم الصالة والقليل يحتمل لقلته ،وألن السبق والنسيان
في الكثير نادر ،والفرق بين هذا وبين الصوم حيث ال يبطل باألكل الكثير
على األصح أن المصلي متلبس بهيئة مذكرة للصالة يبعد معها النسيان
بخالف الصائم.
الثانوي
الصف األول الثانوى
148
...................................................................................
من األشياء التي تبطل الصالة (العمل) الذي ليس من جنس الصالة (الكثير) (و) الثاني
قليل كخلع الخف ولبس الثوب الخفيف في العرف ،فما يعدّ ه العرف ً
فقليل ،وكذا الخطوتان المتوسطتان والضربتان كذلك والثالث من ذلك أو
غيره كثير إن توالت سواء أكانت من جنس كخطوات ،أم أجناس كخطوة
وضربة وخلع نعل ،وسواء أكانت الخطوات الثالث بقدر خطوة أم ال.
وتبطل بالوثبة الفاحشة ال الحركات الخفيفة المتوالية :كتحريك أصابعه
بال حركة كفه في سبحة أو عقد أو ّ
حل أو نحو ذلك :كتحريك لسانه أو أجفانه
مرارا والء ،فال تبطلصالته بذلك إذ ال يخل ذلك بهيئة الخشوع
أو شفتيه ً
والتعظيم فأشبه الفعل القليل وسهو الفعل المبطل كعمده.
كتاب الصالة
تنبيه أما الحدث بين التسليمتين فال يضر ألن
لوصلی ناس ًيا للحدث أثيب عروض المفسد بعد التحلل من العبادة ال يؤثر،
على قصده ال على فعله، ويسن لمن أحدث في صالته أن يأخذ بأنفه
إال القراءة ونحوها مما ال سترا على نفسه،ثم ينصرف ليوهم أنه رعف ً
يتوقف على وضوء فإنه وينبغي أن يفعل كذلك إذا أحدث وهو منتظر
أيضا.
ُيثاب على فعله ً خصوصا إذا قربت إقامتها أو أقيمت.
ً للصالة
(حدوث النجاسة) التي ال ُيعفى عنها في ثوبه أو بدنه لقوله تعالى: (و) الرابع
( )١فلو وقعت عليه نجاسة رطبة أو يابسة فأزالها في الحال بقلع ثوب
أو نفض لم يضر.
(انكشاف) شيء من (العورة) وإن لم يقصر ،كما لو طيرت الريح سترته إلى (و) الخامس
مكان بعيد فإن أمكن ستر العورة في الحال :بأن كشف الريح ثوبه فرده في
الحال لم تبطل صالته النتفاء المحظور ،ويغتفر هذا العارض اليسير.
كتاب الصالة
عالما
المنوي ،فلو قلب صالته التي هو فيها صالة أخرى ً ّ (تغيير النية) إلى غير (و) السادس
عامدً ا بطلت صالته ،ولو عقب النية بلفظ (إن شاء اﷲ) أو نواها وقصد بذلك
التبرك أو أن الفعل واقع بالمشيئة لم يضر أو التعليق أو أطلق لم تصح صالته
نفل مطل ًقا ليدرك جماعة مشروعة وهو منفرد ولم ي ّعين
فرضا ً
للمنافاة ،ولو قلب ً
نفل معينا كركعتي الضحى فالصح ذلك .أما لو قلبها ً
فسلم من ركعتين ليدركها ّ
تصح صالته الفتقاره إلى التعيين ،أما إذا لم تشرع الجماعة كما لو كان يصلي
الظهر فوجد من يصلي العصر فال يجوز القطع كما ذكره في المجموع.
والتحول ببعض صدره عنها بغير عذر ،فإن كان عذر فقد تقدم
ّ (استدبار القبلة) (و) السابع
في موضعه.
قليل لشدة منافاته لها ،ألن ذلك يشعر باإلعراض عنها ،إال أن(األكل) ولو ً (و) الثامن
ً
جاهل تحريمه فال تبطل بقليله لعدم منافاته للصالة، يكون ناس ًيا للصالة أو
أما كثيره فيبطل مع النسيان أو الجهل بخالف الصوم فإنه ال يبطل بذلك.
وفرقوا بأن للصالة هيئة مذكرة بخالفه وهذا ال يصلح فر ًقا في جهل التحريم،
والفرق الصالح لذلك أن الصالة ذات أفعال منظومة ،والفعل الكثير يقطع
نظمها بخالف الصوم فإنه كف ،والمكره هنا كغيره لندرة اإلكراه.
كتاب الصالة
(و) الحادي
(الردة) في أثنائها ال بعد الفراغ منها فإنها ال تبطل العمل إال إن اتصلت بالموت عشر
كما قال تعالى:
نص عليه الشافعي .
( )١ولكن تحبط ثواب عمله كما ّ
الثانوي
الصف األول الثانوى
152
...................................................................................
مكروهات الصالة
يكره االلتفات في الصالة بوجهه يمنة أو يسرة إال لحاجة فال يكره،
ويكره رفع بصره إلى السماء وكف شعره أو ثوبه ،ومن ذلك وضع يده على فيه بال
حاجة ،فإن كان لحاجة كما إذا تثاءب فال كراهة.
ويكره القيام على رجل واحدة والصالة حاقنًا -بالنون -أو حاق ًبا -بالباء الموحدة
حاقما -بالميم -األول بالبول ،والثاني بالغائط ،والثالث
ً -أو حاذ ًقا -بالقاف -أو
بالريح ،والرابع بالبول والغائط.
وتكره الصالة بخصرة طعام مأكول أو مشروب يتوق إليه ،وأن يبصق قبل وجهه
أو عن يمينه،
ويكره للمصلي وضع يده على خاصرته( )١والمبالغة في خفض الرأس عن الظهر
كتاب الصالة
في ركوعه،
فصل فيما تشتمل عليه الصالة وما يجب عند العجز عن القيام
األول فقال( :وركعات الفرائض) في اليوم والليلة غير يوم الجمعة وسفر القصر وبدأ بالقسم ّ
(سبع عشرة ركعة) قال اإلمام الرازي :والحكمة في ذلك أن زمن اليقظة في اليوم والليلة
سبع عشرة ساعة ،فإن النهار المعتدل اثنتا عشرة ساعة ،وسهر اإلنسان من أول الليل ثالث
ساعات ومن آخره ساعتان إلى طلوع الفجر فجعل لكل ساعة ركعة .اهـ( .وفيها) أي الفرائض
(أربع وثالثون سجدة) ألن في كل ركعة سجدتين (و) فيها (أربع وتسعون تكبيرة)؛ ألن في
كل رباعية اثنتين وعشرين تكبيرة بتكبيرة اإلحرام فيجتمع منها ست وستون تكبيرة ،وفي
الثنائية إحدى عشرة تكبيرة ،وفي الثالثية سبع عشرة تكبيرة فجملتها أربع وتسعون تكبيرة
كتاب الصالة
(و) فيها (تسع تشهدات) ألن في الثنائية تشهدً ا واحدً ا وفي كل من الباقي تشهدين (و) فيها
(عشر تسليمات) ألن في كل صالة تسليمتين (و) فيها (مائة وثالث وخمسون تسبيحة) ألن
في كل ركعة تسع تسبيحات مضروبة في سبع عشرة فتبلغ ما ذكره ،تفصيل ذلك في الثنائية
ثمان عشرة ،وفي الثالثية سبع وعشرون ،وفي الرباعية مائة وثمان ،أما يوم الجمعة فعدد ركعاته
خمس عشرة ركعة فيها خمسة عشر ركو ًعا وثالثون سجدة وثالث وثمانون تكبيرة ومائة
وخمس وثالثون تسبيحة وثمان تشهدات ،وأما سفر القصر فعدد ركعاته للقاصر إحدى عشرة
ركعة فيها أحد عشر ركو ًعا واثنتان وعشرون سجدة وإحدى وستون تكبيرة وتسع وتسعون
تسبيحة وست تشهدات.
وأما السالم فال يختلف عدده في كل األحوال (وجملة األركان في الصالة) المفروضة
وهي الخمس (مائة وستة وعشرون ركنًا) األولى سبع -بتقديم السين -وعشرون إذ الترتيب
ركن كما سبق.
الثانوي
الصف األول الثانوى
154
باع َّي ِة َأ ْر َب َع ٌة
ون ر ْكنًا ،وفِي الر ِ
ُّ َ ب اثن ِ
َان َو َأ ْر َب ُع َ ُ المغ ِْر ِ ِ الص ْبحِ َث َل ُث َ
ون ُر ْكنًاَ :وفي َ في ُّ
ِ
ون ُر ْكنًا............................................................ ، َو َخ ْم ُس َ
ثم ذكر تفصيله بقوله (في الصبح) من ذلك (ثالثون ركنًا) النية وتكبيرة اإلحرام والقيام،
وقراءة الفاتحة ،والركوع والطمأنينة فيه ،والرفع من الركوع والطمأنينة فيه ،والسجود األول
والطمأنينة فيه ،والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه ،والسجدة الثانية والطمأنينة فيها،
والركعة الثانية كاألولى ما عدا النية وتكبيرة اإلحرام ،ويزيد الجلوس للتشهد وقراءة التشهد
والصالة على النبي بعده والتسليمة األولى وسكت عن الترتيب وقد علمت أنه من
األركان وعدّ كل سجدة ركنًا وهو خالف ما قدمه في األركان من عدهما ركنًا واحدً ا وهو
خالف لفظي (وفي المغرب) من ذلك (اثنان وأربعون ركنًا) األولى «ثالثة وأربعون» لما
عرفت أن الترتيب ركن :أولها النية وآخرها التسليمة األولى (وفي) كل من الصالة (الرباعية)
من ذلك (أربعة وخمسون ركنًا) األولى خمسة وخمسون بزيادة الترتيب :أولها النية وآخرها
التسليمة األولى كما علم ذلك من عدها في الصبح فال نطيل بذكره.
كتاب الصالة
وساقيه كهيئة المستوفز(.)١
الثانوي
الصف األول الثانوى
156
برأسه َون ََوى بِقلبِ ِه.
فإن عج َز أوم َأ ِ ِ
ومن َع َج َز عنْه َص َّلى ُم ْستَلق ًياَ ْ َ َ ْ ،
ْ
(ومن عجز عنه) أي عن االضطجاع صلی (صلى مستلق ًيا) على ظهره وأخمصاه
للقبلة ،وال بد من وضع نحو وسادة تحت رأسه ليستقبل بوجهه القبلة ،ويركع
ويسجد بقدر إمكانه ،فإن قدر المصلي على الركوع فقط كرره للسجود.
(فإن عجز) عما ذكر (أومأ برأسه) والسجود أخفض من الركوع فإن عجز فببصره،
فإن عجز أجرى أفعال الصالة (ونوى بقلبه) وال إعادة عليه وال تسقط عنه الصالة
وعقله ثابت ،لوجود مناط التكليف.
***
157 المختار من اإلقناع
فرضا كانت أو ً
نفل فصل في سجود السهو في الصالة ً
ِ والمتْر ُ ِ
الص َلة َثال َث ُة َأ ْش َي َ
اءَ :ف ْر ٌض َو ُس َّن ٌة َو َه ْي َئ ٌة. وك م َن َّ َ َ ُ
الس ْه ِو َب ْل إِ ْن َذك ََر ُه .................................... َفال َف ْر ُض َل َين ُ
ُوب َعنْ ُه ُس ُجو ُد َّ
فرضا كانت أو ً
نفل فصل في سجود السهو في الصالة ً
اصطالحا
ً لغ ًة
الغفلة عن الشيء في الصالة ،وإنما يسن عند ترك مأمور به من نسيان الشيء،
منهي عنه ولو بالشك كما سيأتي.
الصالة أو فعل ّ والغفلة عنه،
فرضا كانت أو ً
نفل (ثالثة أشياء) وهي األول فقال( :والمتروك من الصالة) ً
وقد بدأ بالقسم ّ
(فرض وسنة) أي بعض (وهيئة) وتقدم بيانها.
كتاب الصالة
(فالفرض) المتروك ً
سهوا (ال ينوب) أي ال يقوم (عنه سجود السهو) وال غيره من سنن
الصالة (بل) حكمه أنه (إن ذكره) قبل سالمه أتى به ألن حقيقة الصالة ال تتم بدونه،
وقد ال يشرع السجود لتداركه بأن ال تحصل زيادة كما لو كان المتروك السالم فتذكره
عن قرب ولم ينتقل من موضعه فيسلم من غير سجود،
الثانوي
الصف األول الثانوى
158
والمسنون ال يعود ِ ِ ِ ِ
ِ
التلبس إليه بعدَ ُ ُ يب؛ َأتَى بِه َو َبنَى َع َل ْيه َو َس َجدَ ل َّ
لس ْه ِو. ان َق ِر ٌَوال َّز َم ُ
ِ
للسهو. ِ
بالفرض ،لكن ُه يسجدُ
وإن تذكره بعد السالم (والزمان قريب) ولم يطأ نجاسة (أتى به) وجو ًبا (وبنى عليه)
بقية الصالة،
قليل واستدبر القبلة وخرج من المسجد (وسجد للسهو) فإن طال الفصل أو وإن تكلم ً
وطىء نجاسة استأنفها ،وتفارق هذه األمور وطء النجاسة باحتمالها في الصالة في الجملة،
والمرجع في طوله وقصره إلى العرف ..وقيل يعتبر القصير بالقدر الذي نقل عن النبي
في خبر ذي اليدين ،والمنقول في الخبر أنه قام ومضى إلى ناحية المسجد وراجع ذا
اليدين وسأل الصحابة فأجابوه.
كتاب الصالة
أصل االنعقاد.
سهو المأموم يحمله اإلمام
وسهو المأموم حال قدوته كأن سها عن التشهد األول يحمله إمامه كما يتحمل عنه الجهر
والسورة وغيرهما كالقنوت ،وخرج بحال القدوة سهوه قبلها كما لو سها وهو منفرد ثم اقتدى
به فال يتحمله وسهوه بعدها ،كما لو سها بعد سالم إمامه سواء أكان مسبو ًقا أو مواف ًقا النتهاء
حال بنى على صالته وسجد للسهو ألن سهوه القدوة ،فلو سلم المسبوق بسالم إمامه فذكره ً
بعد انقضاء القدوة ،ويلحق المأموم سهو إمامه غير المحدث ،أما إذا بان إمامه محد ًثا فال يلحقه
سهوه ،وال يتحمل هو عنه إذ ال قدوة حقيقة حال السهو فإن سجد إمامه للسهو لزمه متابعته وإن
حمل على أنه سها ،فلو ترك المأموم المتابعة عمدً ا بطلت صالته لمخالفته لم يعرف أنه سها ً
جبرا
سهوا سجد المأموم بعد سالم اإلمام ً حال القدوة ،فإن لم يسجد اإلمام كأن تركه عمدً ا أو ً
أيضا في آخر صالته للخلل ،ولو اقتدى مسبوق بمن سها بعد اقتدائه أو قبله سجد معه ثم يسجد ً
ألنه محل السهو الذي لحقه ،فإن لم يسجد اإلمام سجد المسبوق آخر صالة نفسه لما مر.
الثانوي
الصف األول الثانوى
160
الس ْه ِوُ .سنَّ ٌة َو َم َح ُّل ُه َق ْب َل َّ
الس َلمِ. َو ُس ُجو ُد َّ
وكيفيتهما:
1
كسجود الصالة في واجباته ومندوباته كوضع الجبهة والطمأنينة والتحامل والتنكيس
واالفتراش في الجلوس بينهما والتورّك بعدهما .ويأتي بذكر سجود الصالة فيهما.
2
وهو (سنة) لألحاديث المارة فال تبطل الصالة بتركه (ومحله) بعد تشهده و(قبل السالم)
ِ
كتاب الصالة
ِ ٍ
َو َخ ْم َس ُة َأ ْو َقات َل ُي َص َّلى ف َيها إِ َّل َص َل ًة َل َها َس َب ٌ
ب:
قدر رمحٍ ، َام َل ِ ِ
وترتفع َ
َ الشمس ،وعندَ طلوعها َحتَّى َت َتك َ ُ تطلع
َ صالة الصبحِ حتَّى بعدَ
تزول........................................................ ، االستواء حتَّى َِ وعندَ
كتاب الصالة
ثم أخذ المصنف في بيان األوقات المذكورة فقال مبتدئًا.
(بعد صالة الصبح) أداء (حتى تطلع الشمس) وترتفع للنهي عنه في الصحيحين. األول
(عند) مقارنة (طلوعها) سواء أصلى الصبح أم ال؟ (حتى تتكامل) في الطلوع (و) ثانيها
(وترتفع) بعد ذلك (قدر رمح) في رأي العين وإال فالمسافة بعيدة.
ٍ
ساعات ُ
«ثالث (عند االستواء حتى تزول) لما روى مسلم عن عقبة بن عامر: (و) ثالثها
الشمس
ُ تطلع
ُ َقبر فيه َّن موتانا :حي َن
أن نصلي فيه َّن أو ن َ ُ
رسول اﷲ ينهانا ْ َ
كان
تضيف الشمس ،وحي َن الظهيرة حتى َ
تميل ِ قائم
ُ ُ ترتفع ،وحي َن يقو ُم ُ
َ بازغة حتى
ِ
للغروب» .فالظهيرة شدة الحر.
الثانوي
الصف األول الثانوى
162
يتكام َل ُغ ُرو ُب َها. ِ
الغروب حتَّى الشمس ،وعندَ تغرب ِ
العصر َحتَّى ِ
صالة وبعدَ
َ ُ َ
(و) رابعها (بعد) صالة (العصر) أداء ولو مجموعة في وقت الظهر (حتى تغرب الشمس)
بكمالها للنهي عنه في الصحيحين.
(و) خامسها (عند) مقارنة (الغروب حتى يتكامل غروبها) للنهي عنه في خبر مسلم.
وخرج بغير حرم مكة حرمها فال تكره فيه صالة في شيء من هذه األوقات مطل ًقا لخبر:
يت َو َص َّلى في َأ َّي ِة َسا َع ٍة َشا َء ِم ْن َل ْي ٍل أو ن ََه ٍ
ار»(،)١ اف بِه َذا الب ِ
َ
ٍ ِ
« َيا َبني َع ْبدَ َمنَاف َل ت َْمنَ ُعوا َأ َحدً ا َط َ َ
خروجا من الخالف .وخرج بحرم
ً ولما فيه من زيادة فضل الصالة نعم هي خالف األولى
مكة حرم المدينة فإنه كغيره.
***
كتاب الصالة
حكم صالة الجماعة وشروط المطالبين بها
(وصالة الجماعة) في المكتوبات غير الجمعة (سنة مؤكدة) ولو للنساء لألحاديث السابقة
وهذا ما قاله الرافعي وتبعه المصنف ،واألصح المنصوص كما قاله النووي إنها في غير الجمعة
ِ ٍ ٍ ِ
فرض كفاية لقوله َ « :ما م ْن َث َل َثة في َق ْر َية َأ ْو َبدْ ٍو َل ُت َقا ُم ف ِيهم َ
الج َما َع ُة إِ َّل ْ
است َْح َو َذ َع َل ْي ِهم
الذئب ِمن ال َغنَ ِم ال َق ِ ِ
اص َية»( ،)2فتجب الج َما َعة َفإِن ََّما َي َأك ُُل ِّ ُ َ ان» -أي غلب َ « -ف َع َل ْي َك بِ َالش ْي َط ُ
َّ
بمحال يظهر ّ بحيث يظهر شعار الجماعة بإقامتها بمحل في القرية الصغيرة وفي الكبيرة والبلد
بها الشعار ،ويسقط الطلب بطائفة وإن قلت ،فلو أطبقوا على إقامتها في البيوت ولم يظهر
بها شعار لم يسقط الفرض.
الثانوي
الصف األول الثانوى
164
....................................................................................
أما الجمعة فالجماعة فيها فرض عين كما سيأتي في بابها إن شاء اﷲ تعالى.
والجماعة في المسجد لغير المرأة أفضل منها في غير المسجد كالبيت ،وجماعة
المرأة في البيت أفضل منها في المسجد لخبر الصحيحين:
«ص ُّلوا َأ ُّي َها النَّاس في ُب ُيوتِك ُْم َفإِ َّن َأ ْف َض َل َ
ِ ِ ِِ ِ
الم ْرء في َب ْيته إِ َّل َ
الم ْكتُو َب َة» :أي الص َّلة َص َل ُة َ َّ
فهي في المسجد أفضل ألن المسجد مشتمل
على الشرف وإظهار الشعائر وكثرة الجماعة،
ويكره لذوات الهيئات حضور المسجد
مع الرجال لما في الصحيحين عن عائشة
أنها قالت« :لو أن رسول اﷲ رأى ما
أحدث النساء لمنعه ّن المسجد كما منعن نساء
بني إسرائيل» .أما غيرهن فال يكره لهن ذلك.
كتاب الصالة
ويؤمر الصبي بحضور المساجد وجماعات الصالة ليعتادها ،وتحصل فضيلة الجماعة
مر وما كثر جمعه
للشخص بصالته في بيته أو نحوه بزوجة أو ولد أو غير ذلك ،وأقلها اثنان كما ّ
قل جمعه منها ،وكذا ما كثر جمعه من البيوت أفضل من المساجد كما قال الماوردي أفضل مما ّ
قل جمعه منها ،ومنها ما لو كان قليل الجمع ليس في أرضه شبهة وكثير الجمع بخالفه مما ّ
الستيالء ظالم عليه فالسالم من ذلك أولى ،ومنها ما لو كان اإلمام سريع القراءة والمأموم
اإل َما ُم لِ ُيؤت ََّم بِ ِه َفإِ َذا َك َّب َر َف َك ِّب ُروا» والفاء للتعقيب.
لحديث الشيخين« :إِن ََّما ُج ِع َل ِ
وتدرك فضيلة الجماعة في غير الجمعة ما لم يسلم اإلمام وإن لم يقعد معه ،أما الجمعة
فإنها ال تدرك إال بركعة كما سيأتي.
ويندب أن يخفف اإلمام مع فعل األبعاض والهيئات إال أن يرضي بتطويله محصورون
ال يصلي وراءه غيرهم ،ويكره التطويل ليلحق آخرون :سواء أكان عادتهم الحضور أم ال ،ولو
أحس اإلمام في ركوع غير ثان من صالة الكسوف أو في تشهد أخير بداخل محل الصالة يقتدى
به س ّن انتظاره ﷲ تعالى إن لم يبالغ في االنتظار ولم يميز بين الداخلين وإال كره.
ورخص في ترك الجماعة بعذر عام أو خاص كمشقة مطر وشدة ريح بليل ،وشدة وحل،
حر ،وشدة برد ،وشدة جوع ،وشدة عطش بحضرة طعام مأكول أو مشروب يتوق إليه، وشدة ّ
ومشقة مرض ،ومدافعة حدث ،وخوف على معصوم وخوف من غريم له وبالخائف إعسار
يعسر عليه إثباته ،وخوف من عقوبة يرجو الخائف العفو عنها بغيبته ،وخوف من تخلف عن
رفقة وفقد لباس الئق ،وأكل ذي ريح كريه يعسر إزالته ،وحضور مريض بال متعهد أو بمتعهد،
أعذارا سقوط
ً مختصرا لكنه يأنس به .ومعنى كونها ً وكان نحو قريب كزوج مختضر أو لم يكن
اإلثم على قول الفرض ،والكراهة على قول السنة ال حصول فضلها .وجزم الروياني بأنه يكون
محصل للجماعة إذا صلى منفر ًدا وكان قصده الجماعة لو ال العذر ،وهذا هو الظاهر ويدل له ً
كتاب الصالة
ِ ِ ب َل ُه ِم َن ال َع َم ِل َما ك َ ِ
يما» (.)١ َان َي ْع َم ُل ُه َصح ً
يحا ُمق ً خبر أبي موسى« :إِ َذا َم َر َض ال َع ْبدُ َأ ْو َسا َف َر كُت َ
ثم شرع المصنف في شروط االقتداء (و) هي أمور:
األول
أنه يجب (على المأموم أن ينوي االئتمام) باإلمام أو االقتداء به في غير جمعة مطل ًقا،
وفي جمعة مع تحرم ألن التبعية عمل فافتقرت إلى نية ،فإن لم ينو مع تحرم انعقدت
أصل الشتراط الجماعة فيها. صالته فرادى إال الجمعة فال تنعقد ً
وقوله (دون اإلمام) أشار أن نية اإلمام اإلمامة التشترط في غير الجمعة بل تستحب
ليجوز فضيلة الجماعة ،فإن لم ينو لم تحصل له.
الثانوي
الصف األول الثانوى
166
ي اه ِقَ ،و َل َي ْأت ََّم َر ُج ٌل بِ ْام َر َأ ٍةَ ،و َل َق ِ
ار ٍئ بِ ُأ ِّم ٍّيَ ،و َأ ُّ
بالفاسق والبالِغُ بِالمر ِ
َُ َ َ
ِ َو َي ُجو ُز َأن َي ْأت ََّم
إل َما ِم فِ ِيه َو ُه َو َعالِ ٌم بِ َصالتِ ِه؛ َأ ْج َز َأ ُه؛ ................. ج ِد بِ َص َل ِة ا ِ
الم ْس ِ ِ
َم ْوض ٍع َص َّلى في َ
ِ
والثاني
من شروط االقتداء :عدم تقدم المأموم على إمامه في المكان ،فإن تقدم عليه في أثناء
صالته بطلت ،أو عند التحرم لم تنعقد كالتقدم بتكبيرة اإلحرام ،واالعتبار في التقدم وغيره
يضر ويسن أن يقفبالعقب ال الكعب ،فلو تساويا في العقب وتقدمت أصابع المأموم لم َّ
الذكر ولو صبيا عن يمين اإلمام ،فإذا جاء ذكر آخر أحرم عن يساره ثم يتقدم اإلمام أو
يتأخران في قيام وهو أفضل.
(ويجوز أن يأتم بالفاسق) ولكن تكره خلفه ،وإنما صحت خلفه لما رواه الشيخان:
«أن ابن عمر كان يصلي خلف الحجاج» ويجوز للقائم أن يقتدي بالقاعد والمضطجع،
(والبالغ بالمراهق) ألن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول اﷲ وهو ابن
ست أو سبع رواه البخاري ،لكن البالغ أولى ،ويقدم الوالي بمحل واليته على غيره ،فإمام
راتب فأفقه ،فأقرأ ،فأورع ،فأسن ،فأنظف ثو ًبا وبدنًا.
(وال) يصح أن (يأتم رجل) أو صبي مميز (بامرأة) أو صبية مميزة ،لحديث ابن ماجة
كتاب الصالة
والثالث
اجتماع اإلمام والمأموم بمكان كما هو المعهود في العصور السابقة (و) إذا كانا
بمسجد (أي موضع صلى) المأموم (في المسجد) ومنه رحبته (بصالة اإلمام فيه) أي
في المسجد (وهو عالم بصالته) أي اإلمام ليتمكن من متابعته برؤيته أو بعض صف أو
نحو ذلك ،كسماع صوته أو صوت مبلغ (أجزأه) أي كفاه ذلك في صحة االقتداء به.
وإن بعدت مسافته وحالت أبنية نافذة إليه ،ألنه كله مبنى للصالة فالمجتمعون فيه
مجتمعون إلقامة الجماعة مؤدون لشعارها.
167 المختار من اإلقناع
ج ِد َق ِري ًبا ِمنْ ُه َو ُه َو َعالِ ٌم بِ َص َلتِ ِه َو َل َحائِ َل
الم ْس ِ َما َل ْم َي َت َقدَّ ْم َع َل ْي ِهَ ،وإِن َص َّلى َخ ِ
ار َج َ
َاك؛ َجازَ. ُهن َ
ومحل ذلك (ما لم يتقدم) المأموم (عليه) أي اإلمام في غير المسجد الحرام( .وإن صلى)
اإلمام في المسجد والمأموم (خارج المسجد) حالة كونه (قري ًبا منه) أي من المسجد بأن
معتبرا من آخر المسجد (وهو عالم بصالته) أي ً ال يزيد ما بينهما على ثالثمائة ذراع تقري ًبا
اإلمام الذي في المسجد بأحد األمور المتقدمة (وال حائل هناك) بينهما (جاز) االقتداء
حينئذ ،فإن كان اإلمام والمأموم بغير مسجد من فضاء شرط أن ال يزيد ما بينهما وال ما بين
أخذا من عرف الناس. شخصين ممن ائتم باإلمام خلفه أو بجانبه على ثالثمائة ذراع تقري ًبا ً
والرابع
من شروط االقتداء :توافق نظم صالتيهما في األفعال الظاهرة ،فال يصح االقتداء مع
اختالفه كمكتوبة وكسوف أو جنازة لتعذر المتابعة ،ويصح االقتداء لمؤد بقاض ومفترض
بمتنفل ،وفي طويله بقصيرة كظهر بصبح وبالعكس.
كتاب الصالة
والخامس
من شروط االقتداء :موافقته في سنن تفحش مخالفته فيها ً
فعل وتركًا كسجدة تالوة،
وتشهد أول على تفصيل فيه ،بخالف ما ال تفحش فيه المخالفة كجلسة االستراحة.
والسادس
من شروط االقتداء :تبعية إمامه بأن يتأخر تحرمه عن تحرم إمامه ،فإن خالفه لم تنعقد
عالما بالتحريم ،وأن ال يتخلف عنه
صالته ،وأن ال يسبقه بركنين فعليين ولو غير طويلين ً
بهما بال عذر ،فإن خالف في السبق أو التخلف بطلت صالته لفحش المخالفة بال عذر،
ً
جاهل ،لكن ال يعتد بتلك الركعة ،فيأتي بعد سالم إمامه بركعة، بخالف سبقه بهما ناس ًيا أو
وهذا بخالف سبقه بركن أو ركنين غير فعليين ،وهو في الفعلي حرام بال عذر.
الثانوي
الصف األول الثانوى
168
أسئلة على كتاب الصالة
س :١ما الصالة؟ وما حكمها؟ وما دليلها؟ ومتى فرضت؟ وما دليل توقيت
الصالة من الكتاب والسنة؟ وما أول وقت العصر؟ ما آخره؟
جلس على كعب يسراه بحيث يلي ظهرها األرض وينصب يمناه ويضع ج
أطراف أصابعه منها للقبلة.
كتاب الصالة
إذا لم ينو المأموم االئتمام باإلمام في صالة الجماعة انعقدت فرادى ،بخالف د
الجمعة فال تنعقد ً
أصل.
اختصاص سبحان ربي العظيم في الركوع ،وسبحان ربي األعلى في السجود. ه
اقتداء من يصلي صالة مكتوبة بمن يصلي الجنازة ال يجوز ،واقتداء من يصلي و
صالة مقضية طويلة كظهر بمن يصلي الصبح يجوز.
ضع عالمة (✓) أمام العبارة الصحيحة ،وعالمة (✗) أمام العبارة الخطأ س :٥
فيما يأتي ً
معلل الختيارك.
الكالم في الصالة بحرفين غير مفهمين ال يبطل الصالة. أ
تطويل الركن القصير عمدً ا في الصالة يبطلها. ب
كتاب الصالة
ال تكره الصالة بعد صالة العصر. د
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
170
فصل في صالة المسافر
المصنف به كغيره فقال( :ويجوز للمسافر) لغرض صحيح (قصر الصالة الرباعية) المكتوبة
دون الثنائية والثالثية (بخمس شرائط) وترك شرو ًطا أخرى سنتكلم عليها:
الشرط األول
النبي ،
(أن يكون سفره في غير معصية) سواء أكان واج ًبا كسفر حج أو مندو ًبا كزيارة قبر ّ
مكروها كسفر منفرد .وأما العاصي بسفره ولو في أثنائه فال يقصر
ً مباحا كسفر تجارة ،أو
أو ً
ألن السفر سبب للرخصة فال يناط بالمعصية كبقية رخص السفر ،فإن تاب فأول سفره
محل توبته.
كتاب الصالة
(و) الشرط الرابع
(أن ينوي القصر مع) تكبيرة (اإلحرام) كأصل النية ومثل نية القصر ما لو نوى الظهر مثال
ترخصا.
ً ركعتين ولم ينو
سهوا
ولو قام القاصر لثالثة عمدً ا بال موجب لإلتمام كنيته ،أو نية إقامة بطلت صالته أو ً
ثم تذكر عاد وجو ًبا وسجد له ند ًبا وسلم ،فإن َأراد عند تذكره أن يتم عاد للقعود وجو ًبا ثم
قام ناو ًيا اإلتمام.
الثانوي
الصف األول الثانوى
172
َو َأ َّل َي ْأ ت ََّم بِ ُم ِقيمٍ.
هذه آخر الشروط التي اشترطها المصنف .وأما الزائد عليها فأمور
والثاني األول
يشترط قصد موضع معلوم معين أو غير معين أول مسافرا في جميع يشترط كونه
ً
سفره ليعلم أنه طويل فيقصر أو ال :فال قصر للهائم صالته ،فلو انتهى سفره فيها كأن
وهو الذي ال يدري أين يتوجه وإن طال سفره بلغت سفينته دار إقامته أتم لزوال
النتفاء علمه بطوله ّأوله ،وال طالب غريم يرجع سبب الرخصة.
متى وجده وال يعلم موضعه.
والرابع والثالث
ً
جاهل به لم يشترط العلم بجواز القصر ،فلو قصر يشترط للقصر مجاوزة حدود البلد
تصح صالته لتالعبه كما في الروضة وأصلها. الذي سافر منه.
كتاب الصالة
تنبيه
ولما فرغ المصنف من أحكام القصر شرع
الصوم لمسافر سفر قصر أفضل من الفطر في أحكام الجمع في السفر فقال( :ويجوز
إن لم يضره لما فيه من براءة الذمة ،والقصر للمسافر) سفر قصر (أن يجمع بين) صالتي
له أفضل من اإلتمام ،إن بلغ سفره ثالث
تقديما
ً (الظهر والعصر في وقت أيهما شاء)
مراحل( )١ولم يختلف في جواز قصره ،فإن
وتأخيرا (و) أن يجمع (بين) صالتي (المغرب
ً
خروجا من خالف
ً لم يبلغها فاإلتمام أفضل
وتأخيرا
ً تقديما
ً والعشاء في وقت أيهما شاء)
أبي حنيفة أما لو اختلف فيه كمالح يسافر
في البحر ومعه عياله في سفينته ومن يديم والجمعة كالظهر في جمع التقديم ،واألفضل
السفر مطل ًقا فاإلتمام له أفضل للخروج من لسائر وقت أولى تأخير ولغيره تقديم لالتباع.
خالف من أوجبه كاإلمام أحمد.
( )١المرحلة = ً ٢٤
ميل هاشم ًيا ،وقد سبق بيانه.
الثانوي
الصف األول الثانوى
174
...................................................................................
األول
الترتيب بأن يبدأ باألولى ألن الوقت لها ،والثانية تبع لها.
والثاني
سهوا أو عب ًثا في األولى ولو مع تحلله منها.
نية الجمع ليتميز التقديم المشروع عن التقديم ً
والثالث
والء بأن ال يطول بينهما فصل عر ًفا ،ولو ذكر بعدهما ترك ركن من األولى أعادهما وله جمعهما
وتأخيرا لوجود المرخص ،فإن ذكر أنه من الثانية ولم يطل الفصل بين سالمها والذكر ً تقديما
ً
تدارك وصحتا ،فإن طال بطلت الثانية وال جمع لطول الفصل ،ولو جهل بأن لم يدر أن الترك من
األولى أو من الثانية أعادهما الحتمال أنه من األولى بغير جمع تقديم.
كتاب الصالة
والرابع
دوام سفره إلى عقد الثانية ،فلو أقام قبله فال جمع لزوال السبب.
وثانيهما أحدهما
دوام سفره إلى تمامهما ،فلو أقام قبله تمييزا
نية جمع في وقت أولى ما بقي قدر يسعها ً
صارت األولى قضاء ألنها تابعة للثانية أخر النية إلى
له عن التأخير تعد ًيا ،وظاهر أنه لو ّ
في األداء للعذر وقد زال قبل تمامها. وقت ال يسع األولى عصى وإن وقعت أداء ،فإن
وفي المجموع إذا أقام في أثناء الثانية لم ينو الجمع أو نواه في وقت األولى ولم يبق
ينبغي أن تكون األولى أداء بال خالف. منه ما يسعها عصى وكانت قضاء.
الجمع بالمطر
ثم شرع في الجمع بالمطر فقال( :ويجوز للحاضر) أي المقيم (في المطر) ولو كان ضعي ًفا
تقديما
ً بحيث ّ
يبل الثوب ونحوه كثلج وبرد ذائبين (أن يجمع بينهما) ما يجمع في السفر،
(في وقت األولى منهما) لما في الصحيحين عن ابن عباس« :صلى رسول اﷲ بالمدينة
الظهر والعصر جم ًعا والمغرب والعشاء جم ًعا» زاد مسلم «من غير خوف وال سفر» .قال
تأخيرا ألن استدامة المطر ليست إلى
ً الشافعي كمالك :أرى ذلك في المطر وال يجوز ذلك
الجامع( )١فقد ينقطع فيؤدي إلى إخراجها عن وقتها من غير عذر بخالف السفر.
وشرط التقديم :أن يوجد نحو المطر عند تحرمه بهما ليقارن الجمع وعند تحلله من
األولى ليتصل بأول الثانية فيؤخذ منه اعتبار امتداده بينهما وهو ظاهر ،وال يضر انقطاعه
في أثناء األولى أو الثانية أو بعدهما .ويشترط أن يصلي جماعة بمصلى بعيد عن باب داره
عر ًفا بحيث يتأذى بذلك في طريقه إليه بخالف من يصلي في بيته منفر ًدا أو جماعة أو
يمشي إلى المصلى في ك ّن ،أو كان المصلى قري ًبا فال يجمع النتفاء التأذى وبخالف من
يصلي منفر ًدا النتفاء الجماعة فيه ،وأما جمعه بالمطر مع أن بيوت أزواجه كانت بجنب
كتاب الصالة
المسجد فأجابوا عنه بأن بيوتهن كانت مختلفة وأكثرها كان بعيدً ا ،فلعله حين جمع لم يكن
أيضا بأن لإلمام أن يجمع بالمأمومين وإن لم يتأذ بالمطر صرح به ابنبالقريب .وأجيب ً
أبي هريرة وغيره .قال المحب الطبري :ولمن اتفق له وجود المطر وهو بالمسجد أن يجمع
وإال الحتاج إلى صالة العصر أو العشاء في جماعة وفيه مشقة في رجوعه إلى بيته ثم عوده،
أو في إقامته وكالم غيره يقتضيه.
الثانوي
الصف األول الثانوى
176
...................................................................................
تنبيه
مر أنه ال جمع بغير السفر ونحو المطر كمرض وريح وظلمة وخوف ووحل قد علم مما ّ
وهو المشهور ألنه لم ينقل ،ولخبر المواقيت فال يخالف إال بصريح .وحكى في المجموع
قوي جدً ا في المرض والوحل ّ عن جماعة من أصحابنا جوازه بالمذكورات قال :وهو
واختاره في الروضة لكن فرضه في المرض وجرى عليه ابن المقري :قال في المهمات:
وقد ظفرت بنقله عن الشافعي .اهـ .وهذا هو الالئق بمحاسن الشريعة وقد قال اﷲ تعالى:
(.)١
صالة المسافر
كتاب الصالة
دوام سفره إلى عقد الثانية. أن يكون مؤد ًيا للصالة.
أن ينوي القصر مع
تكبيرة اإلحرام.
س :١ما الصالة التي يجوز قصرها؟ ولمن يكون القصر؟ وما دليله؟ وما شروط
قصر الصالة الرباعية؟ وما شروط جمع التقديم والتأخير؟
معلل أو ً
مدلل الختيارك: س :٢اختر اإلجابة الصحيحة من بين القوسين فيما يأتي ً
كتاب الصالة
جمع بين الظهر والعصر جمع تقديم فبدأ بالعصر قبل الظهر
(ال تصح الصالة -تصح الصالة -تكره فقط).
***
الجمعة والنبي بمكة ،ولم يصلها حينئذ إما ألنه لم يكمل عددها عنده ،أو ألن من شعارها
مقصورا وإن كان وقتها وقته وتتدارك ً ظهرا
اإلظهار وكان بمكة مستخف ًيا .والجمعة ليست ً
به بل صالة مستقلة ألنه ال يغنى عنها ،ولقول عمر « :الجمعة ركعتان تمام غير قصر على
لسان نبيكم وقد خاب من افترى»( ،)٢وتختص بشروط للزومها وشروط لصحتها وآداب
وستأتي كلها.
كتاب الصالة
6 1
االستيطان اإلسالم
5 2
شرائط وجوب
الصحة البلوغ
صالة الجمعة
4 3
الذكورية العقل
كتاب الصالة
الرسم البياني ٢،٣شرائط وجوب صالة الجمعة
األول
(اإلسالم) وهو شرط لغيرها من كل عبادة.
(و) الثاني
(البلوغ).
(و) الثالث
(العقل) فال جمعة على الصبي وال على المجنون ،كغيرها من الصلوات والتكليف
أيضا شرط في كل عبادة .قال في الروضة :والمغمى عليه كالمجنون بخالف السكران
ً
ظهرا كغيرها.
فإنه يلزمه قضاؤها ً
الثانوي
الصف األول الثانوى 180
الص َّح ُة............................................................. ، الذك ِ
ُور َّي ُة َو ِّ َو ُّ
(و) الرابع
(الذكورية) فال تجب على امرأة.
(و) الخامس
(الصحة) فال تجب على مريض وال على معذور بمرحض في ترك الجماعة مما يتصور
هنا ،ومن األعذار االشتغال بتجهيز الميت وإسهال ال يضبط الشخص نفسه معه ويخشى
يشق
والزمن إن وجد مرك ًبا ولم ّ
منه تلويث المسجد كما في التتمة .وتلزم الشيخ الهرم ّ
الركوب عليهما كمشقة المشي في الوحل النتفاء الضرر ،والشيخ من جاوز األربعين،
فإن الناس صغار وأطفال وصبيان وذراري إلى البلوغ ،وشبان وفتيان إلى الثالثين،
وكهول إلى األربعين وبعد األربعين الرجل شيخ والمرأة شيخة .واستنبط بعضهم ذلك
()٢
(،)١ من القرآن العزيز ،قال تعالى:
( )٤الهرم أقصى الكبر ،والزمانة ()٣
كتاب الصالة
االبتالء والعاهة ،وتلزم األعمى إن وجد قائدً ا ،فإن لم يجده لم يلزمه الحضور وإن كان
يحسن المشي بالعصا لما فيه من التعرض للضرر .نعم إن كان قري ًبا من الجامع بحيث
ال يتضرر بذلك ينبغي وجوب الحضور عليه ألن المعتبر عدم الضرر وهذا ال يتضرر
بذلك ،ومن صح ظهره ممن ال تلزمه الجمعة صحت جمعته ألنها إذا صحت ممن
تلزمه فممن ال تلزمه أولى وتغني عن ظهره.
(و) السادس
قصيرا
ً مباحا ولو
سفرا ً
(االستيطان) واألولى أن يعبر باإلقامة ،فال جمعة على مسافر ً
«ل ُجم َع َة ع َلى ُم َسافِ ٍر» لكن قال البيهقي :والصحيح وقفه
الشتغاله ،وقد روى مرفو ًعا َ
ً
رجل على ابن عمر وأهل القرية إن كان فيهم جمع تصح به الجمعة وهو أربعون
علو
من أهل الكمال المستوطنين ،أو بلغهم صوت عال من مؤذن يؤذن كعادته في ّ
الصوت ،واألصوات هادئة والرياح راكدة من طرف يليهم لبلد الجمعة مع استواء
األرض لزمتهم ،ولو وجدت قرية فيها أربعون كاملون فدخلوا بلدً ا وصلوا فيها
سقطت عنهم سواء أسمعوا النداء أم ال ،ويحرم عليهم ذلك لتعطيلهم الجمعة في
قريتهم ،ولو وافق العيد يوم الجمعة فحضر أهل القرية الذين يبلغهم النداء لصالة
العيد ولو رجعوا إلى أهليهم فاتتهم الجمعة فلهم الرجوع وترك الجمعة على األصح.
نعم لو دخل وقتها قبل انصرافهم فالظاهر أنه ليس لهم تركها .ويحرم على من لزمته
كتاب الصالة
الجمعة السفر بعد الزوال ألن وجوبها تعلق به بمجرد دخول الوقت إال أن يغلب على
ظنه أنه يدرك الجمعة في مقصده أو طريقه لحصول المقصود ،أو يتضرر بتخلفه لها
عن الرفقة فال يحرم دف ًعا للضرر عنه ،أما مجرد انقطاعه عن الرفقة بال ضرر فليس
بعذر .ويسن لمن رجا زوال عذره قبل فوات الجمعة تأخير ظهره إلى فوات الجمعة،
أما من ال يرجو زوال عذره كمرأة فتعجيل الظهر أفضل لتحوز فضيلة أول الوقت.
الثانوي
الصف األول الثانوى 182
ين ِم ْن ِ ُون ال َب َلدُ ِم ْص ًرا َأ ْو َق ْر َي ًةَ ،و َأن َيك َ
ُون ال َعدَ ُد َأ ْر َبع َ َو َش َرائِ ُط فِ ْعلِ َها َث َل َث ٌةَ :أ ْن َتك َ
الج ُم َع ِة...............................................................، َأ ْه ِل ُ
(أن تكون البلد) أي أن تقام في خطة أبنية أوطان المجمعين من البلد سواء الرحاب المسقفة
يضر انهدامها في
والساحات والمساجد ،ولو انهدمت األبنية وأقاموا على عمارتها لم ّ
ّ
مظال ألنها وطنهم وال تنعقد في غير بناء إال في هذه، صحة الجمعة وإن لم يكونوا في
(مصرا) كانت (أو قرية) بحيث ال تقصر فيه
ً وتجوز في الفضاء المعدود من خطة البلد
الصالة كما في السكن الخارج عنها المعدود منها بخالف غير المعدود منها.
والثاني
رجل ولو مرضى ومنهم اإلمام (من أهل من شروط الصحة (أن يكون العدد أربعين) ً
الجمعة) وهم الذكور المكلفون المستوطنون بمحلها ،ألنه لم يجمع بحجة الوداع مع
عزمه على اإلقامة أيا ًما لعدم التوطن ،وكان يوم عرفة فيها يوم جمعة كما في الصحيحين،
تقديما كما في خبر مسلم ،ولو نقصوا فيها بطلت الشتراط ً وصلى بهم الظهر والعصر
ظهرا.
العدد في دوامها كالوقت فيها وقد فات فيتمها الباقون ً
183 المختار من اإلقناع
ت َأو ع ِدم ِ والوقت ٍ
ت ُظ ْه ًرا. الش ُر ُ
وط؛ ُص ِّل َي ْ ت ُّ باق ،فإِ ْن َخ َر َج َ
الو ْق ُ ْ ُ َ ُ
والثالث
«ص ُّلوا
من شروط الصحة (الوقت) وهو وقت الظهر لالتباع رواه الشيخان مع خبرَ :
ك ََما َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي» فيشترط اإلحرام بها وهو (باق) بحيث يسعها جميعها (فإن خرج
الوقت) أو ضاق عنها وعن خطبتيها أو شك في ذلك (أو عدمت الشروط) أي شروط
(ظهرا) كما لو فات شرط ٍ
حينئذ صحتها أو بعضها كأن فقد العدد أو االستيطان (صليت)
ً
ظهرا ،أو خرج الوقت وهم
القصر يرجع إلى اإلتمام فعلم أنها إذا فاتت ال تقضى جمعة بل ً
فيها وجب الظهر بناء ،إلحا ًقا للدوام باالبتداءّ ،
فيسر بالقراءة من حينئذ.
والرابع
والخامس
كتاب الصالة
من الشروط -أن ال يسبقها وال يقارنها جمعة في محلها ولو عظم كما قاله الشافعي ألنه
والخلفاء الراشدين لم يقيموا سوى جمعة واحدة ،وألن االقتصار على واحدة أفضى
إلى المقصود من إظهار شعار االجتماع واتفاق الكلمة ،وال يجوز إجما ًعا إال إذا كبر
المحل وعسر اجتماعهم في مكان بأن لم يكن في محل الجمعة موضع يسعهم بال مشقة
وال غير مسجد فيجوز التعدد للحاجة بحسبها ألن الشافعي دخل بغداد وأهلها يقيمون
فيها جمعتين وقيل ثال ًثا فلم ينكر عليهم فحمله األكثرون على عسر االجتماع ،فلو سبقها
جمعة في محل ال يجوز التعدد فيه فالصحيحة السابقة الجتماع الشرائط فيها والالحقة
باطلة فلو وقعتا معا استؤنفت الجمعة إن اتسع الوقت لتوافقهما في المعية فليست إحداهما
أولى من األُخرى.
الثانوي
الصف األول الثانوى 184
َو َف َرائِ ُض َها َث َل َث ٌةُ :خ ْط َبت ِ
َان........................................................... ،
وهو الشرط السادس (خطبتان) لخبر الصحيحين عن ابن عمر « كان رسول
اﷲ يخطب يوم الجمعة خطبتين يجلس بينهما» وكونهما قبل الصالة األول
«ص ُّلوا ك ََما َر َأ ْيت ُُمونِي ُأ َص ِّلي» ولم يصل إال بعدهما.
باإلجماع إال من شذ مع خبر َ
كتاب الصالة
وأركانهما خمسة:
أولها
حمد اﷲ تعالى :لالتباع.
وثانيها
الصالة على رسول اﷲ ألنها عبادة افتقرت إلى ذكر اﷲ تعالى فافتقرت إلى ذكر رسول
اﷲ كالصالة ،ولفظ الحمد والصالة متعين لالتباع ،فال يجزىء الشكر والثناء وال إله إال
اﷲ ونحو ذلك ،وال يتعين لفظ الحمد ﷲ بل يجزىء نحمد اﷲ أو ﷲ الحمد أو نحو ذلك،
ويتعين لفظ الجاللة فال يجزىء الحمد للرحمن أو نحوه ،وال يتعين لفظ اللهم صل على
محمد ،بل يجزىء نصلي أو أصلي أو نحو ذلك ،وال يتعين لفظ محمد بل يكفي أحمد أو
النبي أو الماحي أو الحاشر أو نحو ذلك.
وثالثها
الوصية بالتقوى لالتباع رواه مسلم ،وال يتعين لفظ الوصية بالتقوى ألن الغرض
ّ
والحث على طاعة اﷲ تعالى ،فيكفي أطيعوا اﷲ وراقبوه .وهذه الثالثة أركان الوعظ
في كل من الخطبتين.
ورابعها
قراءة آية في إحداهما ألن الغالب أن القراءة في الخطبة دون تعيين.
وخامسها
ما يقع عليه اسم دعاء للمؤمنين والمؤمنات بأخروي في الخطبة الثانية ألن الدعاء يليق
بالخواتيم ولوخص به الحاضرين كقوله :رحمكم اﷲ كفى ،وال بأس بالدعاء للسلطان
بعينه كما في زيادة الروضة ،ويسن الدعاء ألئمة المسلمين ووالة أمورهم بالصالح
كتاب الصالة
واإلعانة على الحق والقيام بالعدل ونحو ذلك.
ويشترط أن يكونا عربيتين ،والمراد أركانهما التباع السلف والخلف فإن لم
يكن ثم من يحسن العربية ولم يمكن تعلمها خطب بغيرها .أو أمكن تعلمها وجب
على الجميع على سبيل فرض الكفاية فيكفي في تعلمها واحد وأن (يقوم) القادر
جالسا (و) أن (يجلس بينهما) لالتباع بطمأنينة في
ً (فيهما) جمي ًعا فإن عجز عنه خطب
جلوسه كما في الجلوس بين السجدتين .ومن خطب قاعدً ا لعذر فصل بينهما بسكتة
وجو ًبا ،ويشترط كونهما في وقت الظهر ،ويشترط والء بينهما وبين أركانهما وبينهما
معفو عنه في ثوبه وبدنه
ّ وبين الصالة ،وطهرعنحدث أصغر وأكبر ،وعن نجس غير
ومكانه ،وستر لعورته في الخطبتين ،وإسماع األربعين الذين تنعقد بهم الجمعة ومنهم
اإلمام أركانهما ألن مقصودهما وعظهم وهو ال يحصل إال بذلك.
الثانوي
الصف األول الثانوى 186
....................................................................................
النبي ،
ثم الصالة على ّ
ثم القراءة،
وإنما لم يجب لحصول المقصود بدونه وسن لمن يسمعهما سكوت مع إصغاء لهما لقوله
( )١ذكر في التفسير أنها نزلت في الخطبة، تعالى:
وسميت قرآنًا الشتمالها عليه .ووجب ر ّد السالم ،وس ّن تشميت العاطس ورفع الصوت بالصالة
( .)٢وعلم من سن على النبي عند قراءة الخطيب
اإلنصات فيهما عدم حرمة الكالم فيهما ألنه قال :لمن سأله متى الساعة؟ « َما َأعْدَ ْد َت
َل َها»؟ فقال :حب اﷲ ورسوله فقال« :إِن ََّك َم ْع َم ْن َأ ْح َب ْب َت» ولم ينكر عليه الكالم ،ولم يبين
له وجوب السكوت ،فاألمر في اآلية للندب جم ًعا بين الدليلين ،أما من ال يسمعهما فيسكت
أو يشتغل بالذكر أو القراءة وذلك أولى من السكوت ،وس ّن كونهما على منبر ،فإن لم يكن
منبر فعلى مرتفع ،وأن يسلم على من عند المنبر ،وأن يقبل عليهم إذا صعد المنبر أو نحوه
وانتهى إلى الدرجة التي يجلس عليها المسماة بالمستراح ،وأن يسلم عليهم ثم يجلس فيؤذن
واحد لالتباع في الجميع ،وأن تكون الخطبة فصيحة جزلة ال مبتذلة ركيكة قريبة للفهم ال
غريبة وحشية إذ ال ينتفع بها أكثر الناس ،ومتوسطة ألن الطويل ّ
يمل والقصير يخل ،وأما خبر
الص َل َة َوأ ْق ِص ُروا ُ ِ
الخ ْط َب َة» فقصرها بالنسبة إلى الصالة وأن ال يلتفت في شيء مسلمَ « :أطي ُلوا َّ
مقبل عليهم إلى فراغها ،ويسن لهم أن يقبلوا عليه مستمعين له ،وأن يكون منها بل يستمر ً
جلوسه بين الخطبتين بقدر سورة اإلخالص ،وأن يقيم بعد فراغه من الخطبة مؤذن ويبادر هو
ليبلغ المحراب مع فراغه من اإلقامة فيشرع في الصالة ،والمعنى في ذلك المبالغة في تحقيق
مر وجوبه ،وأن يقرأ في الركعة األولى بعد الفاتحة الوالء الذي ّ
جهرا ،لالتباع .وروى أنهالجمعة ،وفي الثانية المنافقون ً
« كان يقرأ في الجمعة سبح اسم ربك األعلى ،وهل
أتاك حديث الغاشية».
كتاب الصالة
الصورة 2،12اإلمام يخطب الخطبة في يوم الجمعة
ومر أنها صالة مستقلة وهو الشرط السابع (أن تصلى ركعتين) ِ
باإلجماعّ ، (و) الركن
ظهرا مقصورة.
ليست ً الثاني
وهو الشرط الثامن أن تقع (في جماعة) ولو في الركعة األولى ألنها لم تقع (و) الركن
النبي والخلفاء الراشدين إال كذلك.
في عصر ّ الثالث
الثانوي
الصف األول الثانوى 188
َو َهيئَاتُها َأر َب ُع ِخ َص ٍ
ال :الغ ُْس ُل ....................................................... ْ ْ
آداب الجمعة
ثم شرع في القسم الثالث وهو اآلداب ،وتسمى هيئات فقال( :وهيئاتها) أي الحالة التي تطلب
لها والمذكورة منها هنا (أربع خصال).
4 1
الطيب الغسل
آداب الجمعة
3 2
أخذ الظفر تنظيف الجسد
كتاب الصالة
(و) الثاني
(تنظيف الجسد) من الروائح الكريهة .قال الشافعي :من
قل همه ،ومن طاب ريحه زاد عقله .ويسن السواك، نظف ثوبه ّ
وهذه األمور ال تختص بالجمعة بل تسن لكل حاضر بمجمع
نص عليه لكنها في الجمعة أشد استحبا ًبا.
كما ّ
(و) الثالث
(أخذ الظفر) إن طال والشعر كذلك فينتف إبطه ويقص
شاربه ويحلق عانته.
(و) رابعها
كتاب الصالة
(الطيب) أي استعماله والتزين بأحسن ثيابه لحديثَ « :م ْن ا ْغت ََس َل
َان ِعنْد ُه ُث َّم
يب إِ َذا ك َ الج ُم َع ِة َو َلبِ َس ِم ْن َأ ْح َس ِن ثِ َيابِ ِه َو َم َّس ِم ْن طِ ٍ َي ْو َم ُ
ب َل ُه ُث َّم َأن َْص َت ِ َخ َّط َأ ْعن َ
َّاس ُث َّم َص َّلى َما كُت َ َاق الن ِ الج ُم َعة َو َل ْم َيت ََأتَى ُ
الج ُم َع ِة ِ ِِ ِ
إِ َذا َخ َر َج إِ َما ُم ُه َحتَّى َي ْف َر َغ م ْن َص َلته كَا َن َك َّف َار ًة ل َما َب ْين ََها و َب ْي َن ُ
اض التي َق ْب َل َها» وأفضل ثيابه البيض لخبر« :البِ ُسوا ِم ْن ثِ َيابِكُم ال َب َي َ
َفإِن ََّها َخ ْي ُر ثِ َيابِكُمَ ،و َك ِّفنُوا فِ َيها َم ْوتَاك ُْم» ،ويسن لإلمام أن يزيد في
حسن الهيئة واالرتداء لالتباع ألنه منظور إليه.
الثانوي
الصف األول الثانوى 190
ال الخُ ْط َب ِة.
ات فِي َح ِ
نص ُ با ِ
إل َ َو ُي ْست ََح ُّ
ويسن كثرة الصدقة وفعل الخير في يومها وليلتها ،ويكثر من الصالة على رسول اﷲ
الص َل ِة فِ ِيه َفإِ َّن ِ ِ ِ
الج ُم َعة َف َأكْث ُروا َع َل َّي م َن َّ
ِ ِ
في يومها وليلتها لخبر« :إِ َّن م ْن َأ ْف َض ِل َأ َّيامكُم َي ْو ُم ُ
الج ُم َع ِة َف َم ْن َص َّلى ِ ِ
الص َلة َل ْي َل َة ُ
الج ُم َعة َو َي ْو َم ُ
ِ ِ
وض ٌة َع َل ّي» .وخبرَ « :أكْث ُروا َع َل ّي م َن َّ َص َل َتك ُْم َم ْع ُر َ
النبي قالَ « :م ْن َص َّلي َع َل َّي َي ْو َم ِ
َع َل ّي َص َل ًة َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْيه َب َها َع ْش ًرا» وعن أبي هريرة ،أن ّ
ُوب َث َمانِي َن َسنَ ًة». ِ ِ
الج ُم َعة َث َماني َن َم َّر ًة َغ َف َر اﷲ َل ُه ُذن َ
ُ
ويحرم على من تلزمه الجمعة التشاغل بالبيع وغيره بعد الشروع في األذان بين يدي الخطيب
حال جلوسه على المنبر لقوله تعالى:
( )١فورد النص في البيع وقيس عليه غيره ،فإن باع صح بيعه ألن النهي
لمعنى خارج عن العقد .ويكره قبل األذان المذكور بعد الزوال لدخول وقت الوجوب.
(ومن دخل) لصالة الجمعة (واإلمام يخطب) األولى أو الثانية أو هو جالس بينهما (صلى
والنبي يخطب، َّ ركعتين خفيفتين ثم يجلس) لخبر مسلم :جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة
َجو ْز فِ ِيه َما» ثم قال« :إِ َذا َجا َء َأ َحدُ ك ُْم َي ْو َم
فجلس فقال لهَ « :يا ُس َل ْي ُك ُق ْم َف ْارك َْع َر ْك َع َت ْي ِن َوت َّ
كتاب الصالة
ب َف ْل َي ْرك َْع َر ْك َع َت ْي ِن َو ْل َيت ََج َّو ْز فِ ِيه َما» أما الداخل في آخر الخطبة فإن غلب الج ْم َع ِة َو ِ
اإل َما ُم َي ْخ ُط ُ ُ
على ظنه أنه إن صالهما فاتته تكبيرة اإلحرام مع اإلمام لم يصلهما بل يقف حتى
جالسا في المسجد قبل التحية ،والمراد ً تقام الصالة ،وال يقعد لئال يكون
بالتخفيف فيما ذكر االقتصار على الواجبات ال اإلسراع .وال تباح
لغير الخطيب من الحاضرين نافلة بعد صعوده المنبر وجلوسه وإن
لم يسمع الخطبة إلعراضه عنه بالكلية ،ونقل فيه الماوردي اإلجماع،
والفرق بين الكالم حيث ال بأس به .وإن صعد الخطيب المنبر ما لم
ٍ
حينئذ ،أن قطع الكالم هين يبتدىء الخطبة وبين الصالة حيث تحرم
متى ابتدأ الخطيب الخطبة بخالف الصالة فإنه قد يفوته بها سماع ّأول
الخطبة ،وإذا حرمت لم تنعقد ألن الوقت ليس لها.
صالة الجمعة
حكم :فرض عين على كل مسلم ذكر.
كتاب الصالة
فرائض صالة الجمعة شرائط صحة صالة الجمعة شرائط وجوب صالة الجمعة
•خطبتان مصرا
•أن تكون البلد ً •اإلسالم
•في جماعة أو قري ًة •البلوغ
•أن تصلى ركعتين •أن يكون العدد أربعين •العقل
•الوقت ٍ
باق •الذكر
•وجود العدد كامال •الصحة
•أن ال يسبقها وال •االستيطان
يقارنها جمعة
***
س :١ما شروط وجوب صالة الجمعة؟ وما شروط صحة فعلها؟ وما أركان
الخطبتين؟ وما شروطهما؟ وما هيئات الجمعة؟ وبم تدرك صالة الجمعة؟
***
كتاب الصالة
الثانوي
الصف األول الثانوى 194
فصل في صالة العيدين
ِ ِ ِ َو َص َل ُة ا ْل ِعيدَ ْي ِن ُسنَّ ٌة ُم َؤكَّدَ ةٌَ ،و ِه َي َر ْك َعت ِ
َان ُيكَـ ِّب ُـر فـي األُو َلى َس ْب ًعا س َوى َت ْكبِ َيرة ْ
اإلح َرامِ.. ،
الشمس كرمح ،لالتباع (وهي ركعتان) باإلجماع وحكمها في األركان والشروط والسنن
كسائر الصلوات ،يحرم بها بنية صالة عيد الفطر أو األضحى هذا أقلها ،وبيان أكملها
مذكور في قوله:
(يكبر في) الركعة (األولى سب ًعا سوى تكبيرة اإلحرام) بعد دعاء االفتتاح وقبل التعوذ
ِ
القراءة ،وفي قبل «كبر في الع ْي ِ
دين في األولى سب ًعا َ لما رواه الترمذي وحسنه أنه :
َ
القراءة» وعلم من عبارة المصنف أن تكبيرة اإلحرام ليست من السبع،ِ خمسا َ
قبل ِ
الثانية
ً
يقف ند ًبا بين كل اثنتين منها كآية معتدلة يهلل ويكبر ويمجد ويحسن في ذلك أن يقول:
سبحان اﷲ والحمد ﷲ وال إله إال اﷲ واﷲ أكبر ،ألنه الئق بالحال وهي الباقيات الصالحات.
يتعوذ بعد التكبيرة األخيرة ويقرأ الفاتحة كغيرها من الصلوات (و) يكبر (في) الركعة
ثم ّ
التعوذ والقراءة
ّ (خمسا سوى تكبيرة القيام) بالصفة السابقة قبل
ً (الثانية) بعد تكبيرة القيام
للخبر المتقدم ،ويجهر ويرفع يديه ند ًبا في الجميع كغيرها من تكبير الصلوات .ويسن أن
شك فييضع يمناه على يسراه تحت صدره بين كل تكبيرتين كما في تكبيرة اإلحرام ،ولو ّ
عدد التكبيرات أخذ باألقل كما في عدد الركعات.
بعضا فال يسجد فرضا وال ًكالتعوذ ودعاء االفتتاح فلسن ً
ّ وهذه التكبيرات من الهيئات
مكروها ،ويكبر في قضاء صالة العيد مطل ًقا ألنه
ً لتركه ّن وإن كان الترك لكلهن أو بعضه ّن
مر ولو نسي التكبيرات وشرع في القراءة ولو لم يتم الفاتحة لم يتداركها ،ولو
من هيئاتها كما ّ
التعوذ
ّ تعوذ قبل االفتتاح ال يأتي به ألنه بعد
التعوذ ولم يقرأ كبر بخالف ما لو ّ
ّ تذكرها بعد
مستفتحا ،ويندب أن يقرأ بعد الفاتحة في الركعة األولى «ق» ،وفي الثانية «اقتربت
ً ال يكون
جهرا لالتباع( .ويخطبالساعة» أو «سبح اسم ربك األعلى» في األولى ،والغاشية في الثانية ً
بعدهما) أي الركعتين (خطبتين) لجماعة ال لمنفرد كخطبتي الجمعة في أركان وسنن ،ويسن
كتاب الصالة
أن يعلمهم في عيد الفطر الفطرة ،وفي عيد األضحى األضحية.
(ويكبر) ند ًبا (في) افتتاح الخطبة (األولى تس ًعا) (و) يكبر (في) افتتاح (الثانية سب ًعا) والء
تشبيها للخطبتين بصالة العيد ،فإن الركعة األولى تشتمل على تسع تكبيرات ً إفرا ًدا في الجميع
فإن فيها سبع تكبيرات وتكبيرة اإلحرام وتكبيرة الركوع ،والركعة الثانية على سبع تكبيرات فإن
فيها خمس تكبيرات وتكبيرة القيام وتكبيرة الركوع والوالء سنة في التكبيرات وكذا اإلفراد ،فلو
تخلل ذكر بين كل تكبيرتين أو قرن بين كل تكبيرتين جاز .والتكبيرات المذكورات ليست من
نص عليه الشافعي.
الخطبة بل مقدمة لها كما ّ
الثانوي
الصف األول الثانوى 196
الص َل ِة............. ، يد إِ َلى َأن يدْ ُخ َل ا ِ ِ
إل َما ُم في َّ َ
الع ِ
س ِمن َلي َل ِة ِ
الش ْم ِ ْ ْ َو ُي َك ِّب ُر ِم ْن ُغ ُر ِ
وب َّ
وس ّن غسل للعيدين وإن لم يرد الحضور ألنه يوم زينة ويدخل وقته بنصف الليل
وتبكير بعد الصبح لغير إمام ،وأن يحضر اإلمام وقت الصالة ويعجل الحضور في أضحى
قليل ،وحكمته اتساع وقت التضحية ،ووقت صدقة الفطر قبل الصالة، ويؤخره في فطر ً
وفعلها بمسجد أفضل لشرفه إال لعذر كضيقه ،وإذا خرج لغير المسجد استخلف ند ًبا من
يصلي ويخطب فيه ،وأن يذهب للصالة في طريق طويل ماش ًيا بسكينة ،ويرجع في آخر
قصير كجمعة ،وأن يأكل قبلها في عيد فطر ،واألولى أن يكون على تمر وأن يكون ً
وترا،
ويمسك عن األكل في عيد األضحى ،وال يكره نفل قبلها بعد ارتفاع الشمس لغير إمام،
أما بعدها فإن لم يسمع الخطبة فكذلك وإال كره ألنه بذلك معرض عن الخطيب بالكلية،
وأما اإلمام فيكره له التنفل قبلها وبعدها.
في الركعة األولى تشتمل على ٧تكبيرات.
ركعتان
في الركعة الثانية تشتمل على ٥تكبيرات.
صالة العيدين
في افتتاح الخطبة األولى ٩تكبيرات.
كتاب الصالة
خطبتان
في افتتاح الخطبة الثانية ٧تكبيرات.
أي صالة العيد إذ الكالم مباح إليه ،فالتكبير أولى ما يشتغل به ألنه ذكر اﷲ تعالى وشعار اليوم.
فإن صلى منفر ًدا فالعبرة بإحرامه (و) يكبر (في) عيد (األضحى خلف الصلوات المفروضة) والنوافل
ولو فائتة وصالة جنازة (من) بعد صالة (صبح يوم عرفة إلى) بعد صالة (العصر من آخر أيام التشريق)
الثالث لالتباع ،وأما الحاج فيكبر عقب كل صالة من ظهر يوم النحر ألنها أول صالته بعد انتهاء وقت
التلبية إلى عقب صبح آخر أيام التشريق ألنها آخر صالته بمنى ،وقبل ذلك ال يكبر بل يلبي ألن التلبية
شعاره ،وخرج بما ذكر الصلوات في عيد الفطر فال يسن التكبير عقبها لعدم وروده ،والتكبير عقب
ً
ومرسل. الصلوات يسمى مقيدً ا وما قبله مطل ًقا
وصيغته المحبوبة:
اﷲ أكبر اﷲ أكبر اﷲ أكبر
ال إله إال اﷲ واﷲ أكبر،
كتاب الصالة
اﷲ أكبر وﷲ الحمد،
الثانوي
الصف األول الثانوى 198
....................................................................................
التهنئة في العيد
تتمة :قال القمولي( :)١لم أر ألحد من أصحابنا كال ًما في التهنئة بالعيد واألعوام واألشهر كما يفعله
الناس ،لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا
مختلفين فيه ،والذي أراه أنه مباح ال سنة فيه وال بدعة .وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطالعه على
ذلك بأنها مشروعة ،واحتج له بأن البيهقي عقد لذلك با ًبا فقال :باب ما روى في قول الناس بعضهم
لبعض في العيد :تقبل اﷲ منا ومنك .وساق ما ذكر من أخبار وآثار ضعيفة لكن مجموعها يحتج به
في مثل ذلك ،ثم قال :ويحتج لعموم التهنئة بما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود
الشكر والتعزية ،وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه
النبي قام إليه طلحة بن عبيد اﷲ فهنأه.
لما بشر بقبول توبته ومضى إلى ّ
ويندب إحياء ليلة العيد بالعبادة ،ويحصل ذلك بإحياء معظم الليل.
***
كتاب الصالة
( ) ١نجم الدين القمولي الفقيه الشافعي من كبار العلماء في القرن السابع الهجري ولد سنة ٦٥٣هـ
في قمولة وهي تابعة لقوص بأسيوط وتوفي سنة ٧٢٧هـ.
199 المختار من اإلقناع
أسئلة صالة العيدين
س :١ما حكم صالة العيدين؟ وما دليله؟ وما وقتها؟ وما عدد ركعاتها؟ وما
حكم التهنئة بالعيد؟
كتاب الصالة
لها شروط).
خطبتا العيد كخطبتي الجمعة ب
(في األركان والسنن -في الشروط والسنن -في األركان والشروط).
***
الثانوي
الصف األول الثانوى 200
فصل في صالة الجنازة
ولما اشتمل هذا الفصل على الصالة ذكره المصنف هنا دون الفرائض( )١فقال( :ويلزم في
الميت) المسلم غير الشهيد (أربعة أشياء) على جهة فرض الكفاية:
األول( :غسله)
إذا تيقن موته بظهور شيء من أماراته كاسترخاء قدم وميل أنف وانخساف صدغ ،فإن شك في
أخر وجو ًبا ليقين .وأقل الغسل تعميم بدنه بالماء مرة ألن ذلك هو الفرض كما في الغسل
1موته ّ
من الجنابة في حق الحي.
كتاب الصالة
فال يشترط تقدم إزالة النجاسة عنه ،وال تجب نية الغاسل ألن القصد بغسل الميت النظافة
2
وهي ال تتوقف على نية.
( ) ١أي لم يذكره في فروض الكفاية مع أن ما فيه من غسل وصالة وغيرهما من فروض الكفاية وإنما
ذكره هنا في كتاب الصالة الشتمال هذه الفروض على الصالة.
201 المختار من اإلقناع
...................................................................................
ثم يوضئه كالحي ،ثم يغسل رأسه فلحيته بنحو سدر ،ويسرح شعرهما إن تلبد بمشط واسع
6األسنان برفق ،وير ّد المنتف من شعرهما إليه.
ثم يزيله بماء من فرقه( )١إلى قدميه ،ثم يعمه كذلك بماء قراح فيه قليل كافور كما سيأتي بحيث
8
ال يغير الماء.
فهذه األغسال المذكورة غسلة ،وتسن ثانية وثالثة كذلك ،ولو خرج بعد الغسل نجس
وجب إزالته عنه .ويندب أن ال ينظر الغاسل من غير عورته إال قدر الحاجة ،وأما عورته فيحرم
كتاب الصالة
خيرا س ّن ذكره أو ضده
النظر إليها ،وأن يغطي وجهه بخرقة وأن يكون الغاسل أمينًا ،فإن رأى ً
حرم ذكره ،إال لمصلحة كبدعة ظاهرة ومن تعذر غسله يمم كما في غسل الجنابة.
وال يكره لنحو جنب غسله ،والرجل أولى بالرجل والمرأة أولى بالمرأة ،وله غسل حليلته
من زوجة غير رجعية ولو نكح غيرها ،ولزوجة غسل زوجها ،فإن
لم يحضر إال أجنبي في الميتة المرأة وإال أجنبية في الرجل يمم
الميت .نعم الصغير الذي لم يبلغ حد الشهوة يغسله الرجال
والنساء ،ويغسل من فوق ثوب ،ويحتاط الغاسل في غض
البصر والمس ،ولنحو أهل الميت كأصدقائه تقبيل وجهه،
وال بأس باإلعالم بموته ،بخالف نعي الجاهلية وهو النداء
بموت الشخص وذكر مآثره ومفاخره.
الثانوي
الصف األول الثانوى 202
وتكفينه ،والصال ُة ِ
عليه............................................................ ، ُ
كتاب الصالة
(و) الرابع( :دفنه) في قبر
وأقله حفرة تمنع بعد ردمها ظهور رائحة منه فتؤذى الحي ،وتمنع
نبش سبع لها فيأكل الميت فتنتهك حرمته.
( )1إذ المقصود الدعاء ،ودعاؤه أقرب إلى اإلجابة ،فإن لم يوجد أو امتنع وجبت على النساء.
الثانوي
الصف األول الثانوى 204
المشركين............... ، ِ
معركة ِ
يغسالن وال ُيص َّلى عل ْي ِه َما :الشهيدُ في ِ
واثنان ال
َ
الشهيد
واثنان ال يغسالن
وال يصلى عليهما
ً
صارخا ّ
يستهل السقط الذي لم
األول
(الشهيد) ولو أنثى أو غير بالغ إذا مات (في معركة المشركين) لخبر البخاري عن جابر
النبي أمر في قتلى أحد بدفنهم بدمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم وأما « أن ّ
خبر أنه خرج فصلى على قتلى أحد صالته على الميت» فالمراد جم ًعا بين األدلة دعا
كتاب الصالة
( )١أي ادع لهم وسمي شهيدً ا لشهادة لهم كدعائه للميت كقوله تعالى:
اﷲ تعالى ورسوله له بالجنة ،وهو من لم تبق فيه حياة مستقرة قبل انقضاء حرب
المشركين بسببها ،كأن قتله كافر أو أصابه سالح مسلم خطأ ،أو عاد إليه سالحة أو رمحته
دابته أو سقط عنها ،أو تردى حال قتاله في بئر ،أو انكشف عنه الحرب ولم يعلم سبب
قتله وإن لم يكن عليه أثر دم ألن الظاهر أن موته بسبب الحرب بخالف من مات بعد
انقضائها وفيه حياة مستقرة بجراحة فيه ،أما الشهيد العاري عما ذكر كالغريق والمبطون
ظلما فيغسل ويصلى عليه، والمطعون والميتة طل ًقا والمقتول في غير القتال المذكور ً
ويسن تكفينه في ثيابه التي مات فيها إذا اعتيد لبسها غال ًبا ،أما ثياب الحرب كدرع
كخف وفروة فيندب نزعها كسائر الموتى ،فإن لم تكفه
ّ ونحوهما مما ال يعتاد لبسه غال ًبا
ثيابه وجب تتميمها بما يستر جميع بدنه ألنه حق للميت كما مر.
(و) الثاني
ً
صارخا) أي بأن لم تعلم حياته ولم يظهر خلقه ،فال تجوز الصالة ّ
يستهل (السقط الذي لم
عليه وال يجب غسله ،ويسن ستره بخرقة ودفنه دون غيرهما ،أما إذا علمت حياته بصياح
أو غيره أو ظهرت أماراتها كاختالج أو تحرك فككبير فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن
لتيقن حياته وموته بعدها في األولى وظهور أماراتها في الثانية ،وإن لم تعلم حياته وظهر
خلقه وجب تجهيزه بال صالة عليه ،والسقط :مشتق من السقوط وهو النازل قبل تمام
أشهره ،فإن بلغها فكالكبير ،واالستهالل :الصياح عند الوالدة كما قاله أهل اللغة فقوله
ً
(صارخا) تأكيد.
كتاب الصالة
إال إنه في األخيرة آكد .ومحله في غير المحرم ،أما المحرم فال يقرب طي ًبا وصفة أكمل الغسل
اضقد تقدمت( .ويكفن) الميت الذكر (في ثالثة أثواب بيض) لخبر «ا ْلبِ ُسوا ِم ْن ثِ َيابِك ُْم ال َب َي َ
َفإِن ََّها َخ ْي ُر ثِ َيابِك ُْمَ ،و َك ِّفنُوا فِ َيها َم ْوتَاك ُْم» (ليس فيها قميص وال عمامة) هذا هو األفضل في حقه،
ويجوز رابع وخامس فيزاد قميص إن لم يكن محر ًما وعمامة تحت اللفائف ،واألفضل في حق
المرأة خمسة :إزار فقميص فخمار -وهو ما يغطى به الرأس -فلفافتان .أما الواجب فقد تقدم
الكالم عليه.
الثانوي
الصف األول الثانوى 206
يقرأ الفاتح َة بعدَ األُو َلى............................... ، ٍ
تكبيراتُ : أربع
ويك ِّب ُر عليه ُ
ذكرا وإذا زاد إمامه عليها لم يسن له متابعته في الزائد لعدم سنه لإلمام بل يفارقه ويسلم
زاد ً
أو ينتظره ليسلم معه وهو أفضل.
كتاب الصالة
تعوذ للقراءة وإسرار به ،وترك افتتاحويضع يديه تحت صدره كغيرها من الصلوات ،ويسن ّ
وسورة لطولهما .وأما أكمل الدعاء (فيقول) بعد قوله« :اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا
وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ،اللهم َم ْن أحييته منا فأحيه على اإلسالم و َم ْن توفيته
منا فتوفه على اإليمان» (اللهم) أي يا اﷲ (إن هذا) الميت (عبدك وابن عبديك) بالتثنية
تغلي ًبا للمذكر (خرج من روح الدنيا) بفتح الراء وهو نسيم الريح (وسعتها) بفتح السين أي
االتساع وبالجر عط ًفا على المجرور والمضاف (ومحبوبه وأحبائه فيها) أي ما يحبه ومن
يحبه (إلى ظلمة القبر وما هو القيه) واللفظ يتناول ما يلقاه في القبر وفيما بعده (كان يشهد
وأن) سيدنا (محمدً ا) ( عبدك ورسولك) إلى أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك ّ
جميع خلقك (وأنت أعلم به) أي منا (اللهم إنه نزل بك) أي ضيفك وأنت أكرم األكرمين
وضيف الكرام ال يضام (وأنت خير منزول به) ويذكر اللفظ مطل ًقا سواء كان الميت ً
ذكرا أم
أنثى ألنه عائد على اﷲ تعالى.
الثانوي
الصف األول الثانوى 208
اللهم
َّ شفعاء ل ُه،
َ راغبين َ
إليك َ َ
جئناك عن عذابِه ،وقدْ
غني ْ
وأنت ٌَ َ
رحمتك فقيرا إلى
وأصبح ً
َ
وقه فتن َةرضاكِ ، َ ككان مسيئًا فتجاو ْز عن ُه ،ول ِّق ِه برحمتِ َ ِ
إحسانه ،وإن َ إن كان محسنًا فزد في
األمن من عذابِك َ كجنبيه ول ِّق ِه برحمتِ َ
ِ َ
األرض عن ِ
وجاف القبر وعذابه ،وافسح له في ِ
قبره، ْ ُ َُ ِ
«اللهم ال ِ
الرابعة: ُ
ويقول في الراحمين)). َ
برحمتك يا أرحم حتَّى تبعثه آمنًا إلى جنتك،
َّ َ
واغفر لنا ول ُه».............................................. ْ تحرمنا أجر ُه وال تفتنَّا بعد ُه،
ذلك الشافعي رحمه اﷲ تعالى من األخبار ،واستحسنه األصحاب ،وأما الصغير فيقول
وذخرا -بالذال
ً اللهم اجعله فر ًطا ألبويه :أي ساب ًقا مهي ًئا لمصالحهما في اآلخرة ،وسل ًفا
واعتبارا وشفي ًعا ،وثقل به موازينهما وأفرغ الصبر على قلوبهما .ألن ً المعجمة -وعظة
ذلك مناسب للحال ،وزاد في المجموع على هذا :وال تفتنهما بعده وال تحرمهما أجره.
ويؤنث فيما إذا كان الميت أنثى .ويكفي هذا الدعاء للطفل .وال ينافي قولهم إنه ال بد
مر لثبوت النص في هذا بخصوصه وهو قوله : يخص به كما ّ ّ في الدعاء للميت أن
الر ْح َم ِة» ولكن لو دعا له بخصوصه كفى. ِ ِ ِ ِ ِ
الس ْق ُط ُي َص َّلى َع َليه َو ُيدْ عى ل َوالد ْيه بِال َعاف َية َو َّ
«و َّ
َ
(ويقول في) التكبيرة (الرابعة) ند ًبا( :اللهم ال تحرمنا أجره) أي أجر الصالة عليه أو
أجر المصيبة به فإن المسلمين في المصيبة كالشيء الواحد (وال تفتنا بعده) أي باالبتالء
يطول
بالمعاصي ،وزاد المصنف كالتنبيه (واغفر لنا وله) واستحسنه األصحاب ،ويسن أن ّ
الدعاء بعد الرابعة.
ولو اختلط من ُيصلى عليه بغيره ولم يتميز كمسلم بكافر وغير شهيد بشهيد وجب
وتسن الصالة
ّ تجهيز كل إذ ال يتم الواجب إال بذلك ويصلى على الجميع وهو أفضل.
وت َفيص َّلى َع َلي ِه َث َل َث ُة ص ُف ٍ ِ ِ
وف ُ ْ عليه بمسجد وبثالثة صفوف فأكثر لخبرَ « :ما م ْن ُم ْسل ٍم َي ُم ُ ُ َ
ولى أما
نفل ،وال تؤخر لغير ّ إِ َّل ُغ ِف َر َل ُه» وال تسن إعادتها ومع ذلك لو ُأعيدت وقعت ً
كتاب الصالة
هو فتؤخر له ما لم يخف تغيره.
ثم شرع في أكمل الدفن الموعود بذكره فقال( :ويدفن في لحد) وهو أصله الميل،
مائل عن االستواء قدر ما يسع الميت والمراد أن يحفر في أسفل جانب القبر القبلي(ً )١
ويستره وهو أفضل من الشق إن صلبت األرض ،وهو أن يحفر قعر القبر كالنهر ويبنى
جانباه بلبن أو غيره غير ما مسته النار ويجعل الميت بينهما ،أما األرض الرخوة فالشق
ً
تنزيل له فيها أفضل خشية االنهيار ويوضع في اللحد أو غيره (مستقبل القبلة) وجو ًبا
منزلة المصلى فلو وجه لغيرها نبش ووجه للقبلة وجو ًبا إن لم يتغير وإال فال ،ويوضع الميت
(ويسل) أي يدخل (من ِقبل) أي
ّ ند ًبا عند مؤخر القبر( )٢الذي سيصير عند أسفله رجل الميت
«سل من قبل رأسه» ويدخله األحق بالصالة عليه درجة من جهة (رأسه برفق) لما روى أنه ّ :
( ) ١الذى جهة القبلة.
( )٢أي يوضع وهو فى النعش قبل إنزاله القبر عند طرف القبر الذى يكون عند رجل الميت بعد إنزاله فيه
ألن ذلك أسهل إلدخاله القبر.
الثانوي
الصف األول الثانوى 210
القبر بعدَ أن ُي َع َّم َق ِ
رسول اﷲ و ُي ْض َج ُع في ِ ويقول الذي يلحده :بس ِم اﷲِ ،وعلى ِ
ملة ُ
ُ
َقام ًة وبسط ًة ،وال ُيبنى عليه وال ُي َج َّص ُص............................................. ،
فال يدخله ولو أنثى إال الرجال .لكن األحق في األنثى زوج وإن لم يكن له حق في الصالة
وترا واحدً ا فأكثر بحسب الحاجة ،وس ّن ستر القبر
فمحرم فأجنبي صالح ،وس ّن كون المدخل ً
بثوب عند الدفن.
(ويقول الذي يلحده) أي يدخله القبر ند ًبا( :باسم اﷲ وعلى ملة) أي دين (رسول اﷲ ،)
لالتباع وفي رواية وعلى سنة رسول اﷲ ( .ويضجع في القبر) على يمينه ند ًبا كما في
االضطجاع عند النوم ،فإن وضع على يساره كره ولم ينبش ،ويندب أن يفضى بخده إلى األرض
(بعد أن) يوسع بأن يزاد في طوله وعرضه وأن (يعمق) القبر وهو الزيادة في النزول (قامة
وبسطة) من رجل معتدل لهما ،ويندب أن يسند وجهه ورجاله إلى جدار القبر وظهره بنحو لبنة
كحجر حتى ال ينكب وال يستلقي ،وأن يسد فتحه بنحو لبن كطين بأن يبنى بذلك ثم تسد فرجه
بكسر لبن وطين أو نحوهما ،وكره أن يجعل له فرش ومخدة وصندوق لم يحتج إليه ألن في
ذلك إضاعة مال ،أما إذا احتيج إلى صندوق لندواة ونحوها كرخاوة في األرض فال يكره وال
ٍ
ليل مطل ًقا ووقت كراهة صالة ما لم ّ
يتحره باإلجماع ،فإن حينئذ ،وال يكره دفنه ً تنفذ وصيته إال
كتاب الصالة
تحراه كره كما في المجموع (وال يبنى عليه) نحو قبة كبيت (وال يجصص) أي يبيض بالجص
وهو الجبس وقيل الجير والمراد هنا هما أو أحدهما ،أي يكره البناء والتجصيص للنهي عنهما
في صحيح مسلم.
ويكره أن يجعل على القبر مظلة ألن عمر رأى قبة فنحاها ،وقال :دعوه يظله عمله.
ولو بنى عليه في مقبرة مسبلة وهي التي جرت عادة أهل البلد بالدفن فيها حرم وهدم ألنه يضيق
على الناس ،وال فرق بين أن يبنى قبة أو بيتًا أو مسجدً ا أو غير ذلك ،ويندب أن يرش القبر بماء
طهورا بار ًدا ،ويس ّن وضع الجريد األخضر ً ألنه فعله بقبر ولده إبراهيم ،واألولى أن يكون
على القبر وكذا الريحان ونحوه من الشيء الرطب ،وال يجوز للغير أخذه من على القبر قبل يبسه
ألن صاحبه لم يعرض عنه إال عند يبسه لزوال نفعه الذي كان فيه وقت رطوبته وهو االستغفار،
حجرا أو خشبة أو نحو ذلك ألنه وضع عند رأس عثمان بن مظعون ً وأن يضع عند رأسه
ات ِم ْن َأ ْه ِلي»( ،)١ويندب جمع أقارب الميت صخرة وقالَ « :أتَع َّل ُم بِ َها َق ْب َر َأ ِخي ألَ ْدفِ َن فِ ْي ِه َم ْن َم َ
في موضع واحد من المقبرة ألنه أسهل على الزائر ،والدفن في المقبرة أفضل منه بغيرها لينال
الميت دعاء المارين والزائرين ،ويكره المبيت بها لما فيها من الوحشة ،ويندب زيارة القبور
تالتي فيها المسلمون للرجال باإلجماع وكانت زيارتها منه ًيا عنها ثم نسخت بقوله ُ « :كنْ ُ
وها»( ،)٢ويكره زيارتها للنساء ألنها مظنة لطلب بكائه َّن ورفع ور َف ُز ُ
ور َ ن ََه ْي ُتك ُْم َع ْن ِز َي َار ِة ال ُق ُب ِ
كتاب الصالة
أصواتهن ،نعم يندب له ّن زيارة قبر رسول اﷲ فإنها من أعظم القربات ،وينبغي أن يلحق
مستقبل وجه ً بذلك بقية األنبياء والصالحين والشهداء ،ويندب أن يسلم الزائر لقبور المسلمين
قائل ما علمه إذا خرجوا للمقابر« :الس َلم َع َلى َأه ِل الدَ ِار ِمن المؤمنين والمس ِ
لمي َن الميت ً
َ َ ُ ْ َ ُ ّ َّ ُ
«الس َل ُم َع َل ْيك ُْم َد َار َقو ٍم ُم ْؤ ِمني َن ِ
اﷲ لى َو َلك ُْم ال َعاف َي َة» أو َّ
ون أس َأ ُل َ ِ
َ
ِ
اﷲ بِك ُْم َلح ُق َ ْ َوإِنَّا إِ ْن َشا َء َ ُ
جر ُه ْم َو َل َت ْفتِنَّا َب ْعدَ ُه ْم» لكن بسند ضعيف َح ِر ْمنَا َأ َ
ون»(« ،)٣ال َّل ُه َّم َل ت ْﷲ بِك ُْم َل ِح ُق َ َوإِنَّا إِ ْن َشا َء ا ُ
وقوله «إن شاء اﷲ» للتبرك ،ويقرأ عندهم ما تيسر من القرآن فإن الرحمة تنزل في محل القراءة
والميت كحاضر ترجى له الرحمة ويدعو له عقب القراءة ألن الدعاء ينفع الميت وهو عقب
القراءة أقرب إلى اإلجابة ،ويستحب اإلكثار من الزيارة وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل
الخير والفضل.
الثانوي
الصف األول الثانوى 212
غير ن َْوحٍ وال َش ِّق َج ْي ٍ
ب........................... ، ِ
الميت ،من ِ بأس بالبكاء على
وال َ
(وال بأس بالبكاء على الميت) قبل الموت وبعده :والبكاء قبل الموت أولى من
بعده لكن األولى عدمه بحضرة المحتضر ،والبكاء عليه بعد الموت خالف األولى
ٍ
حينئذ يكون أس ًفا على ما فات. ألنه
ولكن يكون (من غير نوح) وهو رفع الصوت بالندب ،وهو حرام لخبر« :الن َِّائ َح ُة
ب»(.)١ان َو ِد ْرع ِم ْن َج َر ٍ
القيام ِة و َع َليها ِسرب ٌال ِمن قطر ٍ
ْ َ
ِ
إِ َذا َل ْم َتت ْ
ُب ُت ُقو ُم َي ْو َم َ َ َ ْ َ ْ َ
والسربال :القميص والدرع :قميص فوقه (وال شق جيب) ونحوه كنشر شعر
وتسويد وجه وإلقاء رماد على رأس ورفع صوت بإفراط في البكاء.
كتاب الصالة
وب َو َد َعا
الج ُي َ أي يحرم ذلك لخبر الشيخين « َل ْي َس ِمنَّا َم ْن َض َر َب ُ
الخدُ و َد َو َش َّق ُ
اه ِلـ َّي ِة» والجيب :هو تقوير موضع دخول رأس الالبس من الثوب. بِدَ ْعوى الج ِ
َ َ
كتاب الصالة
ويحرم نقل الميت قبل دفنه من محل موته إلى محل أبعد من مقبرة محل موته ليدفن
نص عليه الشافعي لفضلها.
فيه إال أن يكون بقرب مكة أو المدينة أو بيت المقدس ّ
الثانوي
الصف األول الثانوى 214
ٍ
لحاجة. ٍ
واحد َّإل ثالثة أيا ٍم من ِ
دفنه ،وال ُيدْ َف ُن ِ
اثنان في َق ٍبر إلى ِ
وغايتها (إلى) آخر (ثالثة أيام) تقري ًبا تمضي (من) وقت الموت لحاضر ومن القدوم
لغائب وقيل من وقت (دفنه) ومثل الغائب المريض والمحبوس فتكره التعزية بعدها إذ الغرض
منها تسكين قلب المصاب والغالب سكونه فيها فال يجدد حزنه بها.
ويقال في تعزية
غفر اﷲ لميتك وأحسن عزاءك.
الكافر بالمسلم:
كتاب الصالة
ولو من قبل األم وكذا الجدة ،فيقدم األب على االبن وإن كان أفضل منه لحرمة األبوة،
وتقدم األ ّم على البنت وإن كانت أفضل منها ،ويقدم الرجل على الصبي ،وال يجمع رجل
وامرأة في قبر واحد إال لضرورة فيحرم عند عدمها .قال اإلسنوى ومحله إذا لم يكن بينهما
محرمية أو زوجية وإال فيجوز الجمع .ويحجز بين الميتين بتراب حيث جمع بينهما ند ًبا ،ولو
اتحد الجنس.
وأما نبشه بعد دفنه وقبل البلى عند أهل الخبرة بتلك األرض للنقل وغيره كالصالة عليه
وتكفينه فحرام ألن فيه هتكًا لحرمته إال لضرورة كأن دفن بال غسل وال تيمم بشرطه وهو ممن
يجب غسله ألنه واجب ،فاستدرك عند قربه فيجب على المشهور نبشه وغسله إن لم يتغير.
ولو دفن لغير القبلة فيجب نبشه ما لم يتغير ويوجه للقبلة بخالف ما إذا دفن بال تكفين فإنه
ال ينبش ألن الغرض بالتكفين الستر وقد حصل الستر بالتراب.
َ
«كان إذا تتمة :يسن أن يقف جماعة بعد دفنه عند قبره ساعة يسألون له التثبيت ألنه :
يت َفإِ َّن ُه َ
اآلن ُي ْس َأ ُل». اس َأ ُلوا َل ُه ال َت ْثبِ َ ِ ِ ِ دفن ٍ
فر َغ ِم ْن ِ
وقف عل ْيه وقال« :اس َت ْغف ُروا ألَخ ْيك ُْم َو ْ
ميت َ
ويسن تلقين الميت المكلف بعد الدفن لحديث ورد فيه .قال في الروضة :والحديث وإن
كتاب الصالة
كان ضعي ًفا لكنه اعتضد بشواهد من األحاديث الصحيحة ولم تزل الناس على العمل به من
األول في زمن من يقتدى به ،ويقعد الملقن عند رأس القبر ،أما غير المكلف وهو الطفلالعصر ّ
ونحوه ممن لم يتقدمه تكليف فال يسن تلقينه ألنه ال يفتن في قبره.
ويسن لنحو جيران أهل الميت :كأقاربه البعداء ولو كانوا ببلد وهو بأخرى تهيئة
طعام يشبعهم يو ًما وليلة لشغلهم بالحزن عنه ،وأن يلح عليهم في األكل لئال يضعفوا
بتركه ،وحرم تهيئته لنحو نائحة كنادبة ألنها إعانة على معصية ،قال ابن الصباغ وغيره :أما
اصطناع أهل الميت طعا ًما وجمع الناس عليه فبدعة غير مستحبة.
الثانوي
الصف األول الثانوى 216
أسئلة على باب الجنائز
س :١ما نوع اللزوم في قول المصنف( :ويلزم في الميت أربعة أشياء)؟ ومتى
يجب الغسل؟ وما محل تجهيز الميت؟ وما الحكم لو مات في حفرة
وتعذر إخراجه للصالة عليه؟
الدفن. أ
التكفين. ب
الغسل. ج
218
كتاب الزكاة
وع ،وال ِّث ُ
مار، ان ،والز ُُّر ُ الم َواشيَ ،واألْ َ
ثم ُ اء وهيَ : ب ال َّزكَا ُة في َخ ْم َس ِة ْ
أش َي َ ت ِ
َج ُ
وعروض الت ِ
ِّجارة. ُ
كتاب الزكاة
لغ ًة
النمو والبركة وزيادة الخير ،يقال :زكا الزرع إذا نما ،وزكت النفقة إذا بورك فيها ،وفالن زاك:
ّ
( )١أي طهرها من األدناس وتطلق أي كثير الخير وتطلق على التطهير قال تعالى:
( )٢أي تمدحوها. أيضا على المدح ،قال تعالى:
ً
شر ًعا
اسم لقدر مخصوص من مال مخصوص يجب صرفه ألصناف مخصوصة بشرائط تأتي،
وسميت بذلك ألن المال ينمو ببركة إخراجها ودعاء اآلخذ لها ،وألنها تطهر مخرجها من اإلثم
وتمدحه حتى تشهد له بصحة اإليمان.
طبقات الناس.
(فأما المواشي) جمع ماشية وهي تطلق على كل شيء من الدواب واألنعام ولما كان ذلك
ليس بمراد بين المصنف المراد منها بقوله( :فتجب الزكاة في ثالثة أجناس منها) فقط (وهي
اإلبل) اسم جمع ال واحدة له من لفظه( ،والبقر) وهو اسم جنس واحده بقرة وباقورة للذكر
واألنثى ،سمي بذلك ألنه يبقر األرض أي يشقها بالحراثة (والغنم) وهو اسم جنس للذكر
واألنثى ال واحد له من لفظه ،فال تجب في الخيل وال في المتولد من غنم وظباء ،وأما المتولد
من واحد من النعم ومن آخر منها كالمتولد بين إبل وبقر فقضية كالمهم أنها تجب فيه .وقال
الولي العراقي :ينبغي القطع به .قال :والظاهر أنه يزكى زكاة أخفهما ،فالمتولد بين اإلبل والبقر
يزكى زكاة البقر ألنه المتيقن.
(وشرائط وجوبها) أي زكاة الماشية التي هي اإلبل والبقر والغنم (خمسة أشياء).
األول( :اإلسالم)
كتاب الزكاة
لقول الصديق :هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول اﷲ على المسلمين .فال تجب على
كافر وجوب مطالبة وإن كان يعاقب على تركها في اآلخرة ألنه مكلف بفروع الشريعة .نعم المرتد
تؤخذ منه بعد وجوبها عليه أسلم أم ال مؤاخذة له بحكم اإلسالم هذا إذا لزمته قبل ردته ،وما لزمه
في ردته فهو موقوف إن عاد إلى اإلسالم لزمه أداؤها وإال فال.
الثانوي
الصف األول الثانوى
220
والحو ُل.............................................. ،
ْ ِّصاب، والم ْل ُ
ك التَّا ُّم ،والن ُ
( )١وألن ذلك مملوك ملكًا تا ًما لكن ال يجب اإلخراج من ذلك بالفعلة إال بعد أخذه فيخرجها عن
السنين الماضية.
( )٢سنن الترمذي.
( )٣السخلة :الذكر واألنثى من أوالد الضأن والماعز ساعة تولد.
()١
(و) الخامس( :السوم)
وهو إسامة مالك لها كل الحول ،واختصت السائمة بالزكاة لتوفر مؤنتها بالرعى في كأل مباح أو
قدرا تعيش بدونه بال ضرر
مملوك قيمته يسيرة ال يعدّ مثلها كلفة في مقابلة نمائها ،لكن لو علفها ً
بين ولم يقصد به قطع سوم لم يضر ،أما لو سامت بنفسها أو أسامها غير مالكها كغاصب أو اعتلفت
قدرا ال تعيش بدونه أو تعيش لكن بضرر بين أو بال ضرر بين سائمة أو علفت معظم الحول أو ً
وتم حولها ولم يعلم ،فال زكاة لفقد إسامة المالك
لكن قصد به قطع الرعى في كال مباح أو ورثها ّ
المذكور .والماشية تصبر عن العلف يو ًما ويومين ال ثالثة.
(وأما األثمان فشيئان) وهما (الذهب والفضة) .واألصل في وجوب الزكاة في ذلك قبل
( )٢والكنز الذي لم تؤ ّد زكاته. اإلجماع قوله تعالى:
(وشرائط وجوب الزكاة فيها) أي األثمان ولو قال «فيهما» ليعود على الذهب والفضة
لكان أولى لما تقدم (أربع) (اإلسالم والملك التام والنصاب والحول) ومحترزاتها معلومة مما
تقدم ،ولو زال ملكه في الحول عن النصاب أو بعضه ببيع أو غيره فعاد بشراء أو غيره استأنف
الحول النقطاع األول بما فعله فصار ملكًا جديدً ا فال بد له من حول للحديث المتقدم ،وإذا فعل
ذلك بقصد الفرار من الزكاة كره كراهة تنزيه ألنه فرار من القربة بخالف ما إذا كان لحاجة أو لها
وللفرار أو مطل ًقا.
(وأما الزروع فتجب الزكاة فيها بثالثة شرائط).
كتاب الزكاة
(أن يكون مما يزرعه) أي يتولى أسبابه (اآلدميون) كالحنطة والشعير األول
واألرز والعدس.
الثانوي
الصف األول الثانوى
222
سق ال ِق ْش َر عليها.
وأن يكون قوتًا ُمدَّ َخ ًرا ،وأن يكون نصا ًبا وهو :خمس ُة ْأو ٍ
ْ
خرا) كالحمص والباقال وهي بالتشديد مع القصر: (أن يكون) الزرع (قوتًا مدّ ً (و) الثاني
الفول والذرة ،فتجب الزكاة في جميع ذلك لورودها في بعض األخبار،
وألحق به الباقي وأما قوله ألبي موسى األشعري ومعاذ حين بعثهما إلى
الش ِع ِير َوالحنْ َط ِة
الصدَ َق َة إِ َّل ِم ْن َأ ْر َب َع ٍةَّ :
«ل ت َْأ ُخ َذا َّ
اليمن فيما رواه الحاكمَ :
يب» فالحصر فيه إضافي أي بالنسبة إلى ما كان موجو ًدا عندهم، َوالت َّْم ِر َو َّ
الزبِ ِ
وخرج بالقوت غيره كخوخ ورمان وتين ولوز وتفاح ومشمش ،وباالختيار ما
اضطرارا كحبوب البوادي كحب الحنظل وحب الغاسول َ يقتات في الجدب
وهو األشنان فال زكاة فيها كما ال زكاة في الوحشيات من الظباء ونحوها.
ويستثنى من إطالق المصنف ما لو حمل السيل ح ًبا تجب فيه الزكاة من
دار الحرب فنبت بأرضنا فإنه الزكاة فيه كالنخل المباح في الصحراء ،وكذا
ثمار البستان وغلة القرية الموقوفين على المساجد والربط والقناطر والفقراء
والمساكين ال تجب الزكاة فيها على الصحيح إذ ليس لها مالك معين.
ِ
كامل (وهو خمسة أوسق) لقوله َ « :ل ْي َس ف َ
يما ُد ْو َن (أن يكون نصا ًبا) ً (و) الثالث
()١
َخ ْم َسة َأ ْو ُس ٍق َصدَ َق ٌة»( .)٢والوسق وهو مصدر بمعنى الجمع ،سمي به هذا
()٣
المقدار ألجل ما جمعه من الصيعان .قال اﷲ تعالى:
أي جمع ،وسيأتي بيان األوسق بالوزن في كالمه وقدرها بالكيل في الشرح،
ويعتبر في الخمسة األوسق أن تكون مصفاة من تبنها (ال قشر عليها) ألن
ذلك ال يؤكل معها .وأما ما ادخر في قشره ولم يؤكل معه من أرز وعلس -
اعتبارا بقشره الذي ً البر -فنصابه عشرة أوسق غال ًبا
بفتح العين والالم نوع من ّ
كتاب الزكاة
ادخاره فيه أصلح له وأبقى وال يكمل في النصاب جنس بجنس كالحنطة مع
الشعير ،ويكمل في نصاب نوع بآخر ويخرج من كل نوع من النوعين بقسطه.
من صنوف األموال (فتجب الزكاة فيها) لخبر الحاكم بإسنادين صحيحين على شرط
()٣
بل َصدَ َقت َُها وفي ال َغنَ ِم َصدَ َقت َُها وفي ال َب ِّز(َ )٢صدَ َق ُت ُه» وهو يقال ألمتعة البزاز الشيخين« :فِي ِ
اإل ِ
الثانوي
الصف األول الثانوى
224
ِ
المذكورة في األ ْث َم ِ
ان. ِ
بالشرائط
ثالث ٍ
شياه، ُ َان ،وفي خمس عشرةعشر شات ِ
خمس وفيها شاةٌ ،وفي ٍ ِ
اإلبل وأو ُل نِ ِ
صاب
ٌ َّ
ٍ
مخاض من اإلبل................، بنت
وعشرين ُ ٍ
خمس وفي عشرين أربع ٍ
شياه ،وفي
َ ُ َ
وللسالح وليس فيه زكاة عين فصدقته زكاة تجارة وهي تقليب المال بمعاوضة لغرض الربح
خامسا وهو أن تملك بمعاوضة:ً (بالشرائط) األربعة (المذكورة في) زكاة (األثمان) .وترك
كشراء ونحوه فال زكاة فيما ملك بغير معاوضة كهبة بال ثواب وإرث ووصية النتفاء المعاوضة.ٍ
وسادسا :وهو أن ينوي حال التملك التجارة لتتميز عن القنية ،وال يجب تجديدها في كل تصرف
ً
بل تستمر ما لم ينو القنية ،فإن نواها انقطع الحول فيحتاج إلى تجديد النية مقرونة بتصرف.
ذود ِم َن ِ
اإل ْب ِل َصدَ َق ٌة»(،)١ س ٍ (وأول نصاب اإلبل خمس) لحديثَ « :ل ْي َس فِ ْي َما ُد ْو َن َخ ْم ٍ
(وفيها شاة) وإنما وجبت الشاة وإن كان وجوبها على خالف األصل للرفق بالفريقين
يضر به وبالفقراء. ألن إيجاب البعير يضر بالمالك ،وإيجاب جزء من بعير وهو الخمس ّ
(وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة ثالث شياه وفي عشرين أربع شياه) والشاة الواجبة
فيما دون خمس وعشرين من اإلبل جذعة ضأن لها سنة أو أجذعت مقدم أسنانها وإن
يتم لها سنة ،أو ثنية معز لها سنتان فهو مخير بين الجذعة والثنية.
لم ّ
كتاب الزكاة
(وفي خمس وعشرين) من اإلبل (بنت مخاض من اإلبل) وهي التي لها سنة وطعنت
في الثانية ،سميت بذلك ألن أمها بعد سنة من والدتها تحمل مرة أخرى فتصير من
المخاض أي الحوامل.
(وفي ست وثالثين بنت لبون) من اإلبل وهي التي تم لها سنتان وطعنت في الثالثة،
سميت به ألن أمها آن لها أن تلد فتصير لبونًا.
(وفي ست وأربعين حقة) من اإلبل -بكسر الحاء -وهي التي لها ثالث سنين وطعنت
في الرابعة ،سميت بذلك ألنها استحقت أن تركب ويطرقها الفحل ويحمل عليها.
(وفي مائة وإحدى وعشرين ثالث بنات لبون) من اإلبل. كتاب الزكاة
(ثم) يستمر ذلك إلى مائة وثالثين فيتغير الواجب فيها و(في) كل عشرة بعدها ،ففي
(كل أربعين) من اإلبل (بنت لبون) منها (وفي كل خمسين حقة) منها كما روى ذلك كله
البخاري مقط ًعا في عشرة مواضع وأبو داود بكماله.
الثانوي
الصف األول الثانوى
226
الجدول ٣،١نصاب اإلبل وما يجب إخراجه
***
كتاب الزكاة
الثانوي
الصف األول الثانوى
228
فصل في بيان نصاب الغنم وما يجب إخراجه
ِ
المعز ،وفي مائة الضأن أو َثن ِ َّي ٌة من
أربعون وفيها َشا ٌة َج َذع ٌة من َّ
َ وأول نِ َص ِ
اب الغنم
شياه ،وفي أربعمائة أربع ٍ
شياهُ ،ث َّم ثالث ٍ
ُ ٍ
وواحدة َين وإحدى وعشرين َشات ِ
َان ،وفي ما َئت ْ
كل ٍ
مائة شاةٌ. في ِّ
ولو تفرقت ماشية المالك في أماكن فهي كالتي في مكان واحد حتى لو ملك أربعين شاة في
بلدين لزمته الزكاة ،ولو ملك ثمانين في بلدين في كل بلد أربعون ال يلزمه إال شاة واحدة وإن
بعدت المسافة بينهما خال ًفا لإلمام أحمد فإنه يلزمه عنده عند التباعد شاتان.
تتمة :يجزئ في إخراج الزكاة نوع عن نوع آخر كضأن عن معز وعكسه من الغنم ،وأرحبية
()١
عن مهرية( )٢وعكسه من اإلبل ،وعراب( )٣عن جواميس وعكسه من البقر برعاية القيمة.
كتاب الزكاة
( ) ١أرحبية :أرحب حي أو موضع تُنسب إليه النجائب األرحبية ويحتمل أن يكون ً
فحلينسب إليه النجائب.
( )٢المهرية :إبل مهرية نجائب تسبق الخيل منسوبة إلى قبيلة :مهر بن حيدان.
( )٣العراب :خيل عراب خالف البرازين وإبل عراب خالف البخاتي.
والبخاتي :اإلبل الخرسائية والبختية األنثى من الجمال وهي جمال طوال األعناق.
الثانوي
الصف األول الثانوى
230
والمشر ُب
َ والفح ُل واحدً ا،
ْ والمرعى واحدً ا،
ْ رح واحدً ا، والمس ُ
ْ اح واحدً ا،الم َر ُ
إذا كان َ
ب واحدً ا. وموضع الح ْل ِ
ُ والحالب واحدً ا،
ُ واحدً ا،
إذا كان (المسرح واحدً ا) وهو بفتح الميم وإسكان المهملة اسم للموضع
(و) الثاني
الذي تجتمع فيه ثم تساق إلى المرعى.
إذا كان (الفحل) الذي يضربها (واحدً ا) أو أكثر بأن تكون مرسلة تنزو على
كل من الماشيتين؛ بحيث ال تختص ماشية هذا بفحل عن ماشية اآلخر وإن
(و) الرابع
معارا له أو لهما إال إذا اختلف النوع كضأن ومعز فال
كان ملكًا ألحدهما أو ً
يضر اختالفه قط ًعا للضرورة.
إذا كان (المشرب واحدً ا) وهو بفتح الميم موضع شرب الماشية سواء كان
(و) الخامس
من نهر أم من غيره.
إذا كان (الحالب) وهو الذي يحلب اللبن (واحدً ا) على رأي ضعيف،
(و) السادس
كجاز الغنم واإلناء الذي يحلب فيه كآلة الجز.
ّ واألصح أنه ال يشترط اتحاده
إذا كان (موضع الح َلب واحدً ا) ُيقال للبن وللمصدر( )١وهو المراد هنا
(و) السابع
وحكي سكونها.
كتاب الزكاة
ِ
فبحسابه................ مثقال ،وفيه ُر ُب ُع ال ُع ِ
شر وفيما زا َد عشرون ً ِ
الذهب صابِ
َ ون ُ
مضى الحول من وقت خلطهما إذا كان المال حول ًيا ،فلو ملك كل منهما
أربعين شاة في أول المحرم وخلطا في أول صفر فالجديد أنه ال خلطة في
الحول بل إذا جاء المحرم وجب على كل منهما شاة .ولو تفرقت ماشيتهما
(و) التاسع
يسيرا ً
طويل عرفا ولو بال قصد ضر ،وإن كان ً في أثناء الحول نظر إن كان زمانًا
ولم يعلما به لم يضر ،فإن علما به وأقراه أو قصدا ذلك أو علمه أحدهما فقط
ضر كما قاله األذرعي.
ّ
أن يكونا من أهل الزكاة فلو كان النصاب المخلوط بين مسلم وكافر لم تؤثر
هذه الخلطة شي ًئا بل يعتبر نصيب من هو من أهل الزكاة إن كان بلغ نصا ًبا زكى (و) العاشر
زكاة المنفرد وإال فال زكاة.
(ونصاب الذهب)
مثقال)( )٢باإلجماع بوزن مكة لقوله ِ :
«الم ْك َي ُال ً الخالص ولو غير مضروب (عشرون
ِ ِ ِ
وتم في آخر م ْك َي ُال ا ْل َمد ْينَة َوا ْل َو ْز ُن َو ْز ُن َم َّك َة» وهذا المقدار تحديد فلو نقص في ميزان َّ
فال زكاة على األصح للشك في النصاب( ،وفيه) أي نصاب الذهب (ربع العشر) وهو
كتاب الزكاة
نصف مثقال تحديدً ا لقوله َ « :ل ْي َس فِي َأ َق ِّل ِم ْن ِع ْش ِري َن ِدين ًَارا َشي ٌءَ ،وفي ِع ْشري َن
يسيرا.
َار» (وفيما زاد) على النصاب (فبحسابه) ولو ً ف ِد ْين ٍ
نِ ْص َ
الثانوي
الصف األول الثانوى
232
ِ
فبحسابه ........................... ِ
الورق ما َئتَا دره ٍم وفيها ُر ُب ُع ال ُع ْش ِر وما زا َد ونصاب
ُ
(ونصاب الفضة)
(ونصاب الورق) وهو بكسر الراء الفضة ولو غير مضروبة (مائتا درهم)( )1خالصة بوزن
الو ِ ِ ِ
رق َصدَ َق ٌة» واألوقية بضم س َأو ٍاق( )2م َن َ يما ُدون َخ ْم ِ
مكة تحديدً ا لقوله َ « :ل ْي َس ف َ
درهما بالنصوص المشهورة واإلجماع قاله في ً الهمزة وتشديد الياء على األشهر أربعون
المجموع ،والمراد بالدراهم الدارهم اإلسالمية التي كُل عشرة منها سبعة مثاقيل ،وكل
درهما وسبعان.
ً عشرة مثاقيل أربعة عشر
«وفِي
(وفيها) أي الدراهم المذكورة (ربع العشر) منه وهو خمسة دراهم لقوله َ :
ِ ()3
الر َّقة ُر ْب ُع ال ُع ْشر» (وما زاد) على النصاب ولو ً
يسيرا. ِّ
(فبحسابه) والفرق بينهما وبين المواشي ضرر المشاركة ،والمعنى في ذلك أن الذهب
والفضة معدّ ان للنماء كالماشية السائمة ،وهما من أشرف نعم اﷲ تعالى على عباده إذ بهما
قوام الدنيا ونظام أحوال الخلق فإن حاجات الناس كثيرة وكلها تقضي بهما بخالف غيرهما
من األموال ،فمن كنزهما فقد أبطل الحكمة التي خلقا لها كمن حبس قاضي البلد ومنعه أن
يقضي حوائج الناس ،وال يكمل نصاب أحد النقدين باآلخر الختالف الجنس كما ال يكمل
نصاب التمر بالزبيب.
لكن اليمين أفضل» ،والسنة أن يجعل الفض مما يلي كفه .وال يكره للمرأة لبس خاتم الفضة.
***
الثانوي
الصف األول الثانوى
234
فصل في بيان نصاب الزروع والثمار ،وما يجب إخراجه
(و) يجب (فيها) أي في الخمسة أوسق وما زاد (إن سقيت بماء السماء أو) بماء
(السيح) وهو -بفتح المهملة وسكون المثناة تحت -السيل ،أو بماء انصب إليه
1
من جبل أو نهر أو عين ،أو شرب بعروقه لقربه من الماء ،وهو البعلى ،سواء في ذلك
كتاب الزكاة
كيلو جرام ،والخمسة أوسق ٢١٦كيلو وبالكيل أربعة أرادب وكيلتان. ( )١الوسق :مكيال معلوم =
(و) يجب فيها (إن سقيت بدوالب) -وهو ما يديره الحيوان( ،)١أو دالية وهي -
البكرة( ،)٢أو ناعورة ،وهي -ما يديره الماء بنفسه (أو بنضح) من نحو نهر بحيوان،
ناضحا واألنثى ناضحة ،أو بماء اشتراه أو وهب له ،لعظم المنة فيه أو
ً ويسمى الذكر
غصبه لوجوب ضمانه (نصف العشر) وذلك لقوله :فيما سقت السماء والعيون
أو كان عثر ًيا -العشر وفيما سقى بالنضح نصف العشر وانعقد اإلجماع على ذلك،
2
كما قاله البيهقي وغيره والمعنى فيه كثرة المؤنة وخفتها كما في المعلوفة والسائمة،
والعثرى ما سقى بماء السيل الجاري إليه في حفرة ،وتسمى الحفرة عاثوراء ،لتعثر
الماء بها إذا لم يعلمها .والقنوات والمساقي المحفورة من النهر العظيم( )٣كماء
المطر ،ففي المسقى بماء يجري فيها منه العشر وفيما سقى بالنوعين كالنضح والمطر
يقسط باعتبار مدة عيش الثمر والزرع ونمائهما ،ال بأكثرهما ،وال بعدد السقيات.
وتجب الزكاة فيما ذكر ببدو صالح ثمر ،ألنه حينئذ ثمرة كاملة وهو قبل ذلك بلح وحصرم
وباشتداد حب ،ألنه حينئذ طعام .وهو قبل ذلك بقل .والصالح في ثمر وغيره بلوغه صفة
يطلب فيها غال ًبا .وعالمته في الثمر المأكول المتلون أخذه في حمرة أو سواد أو صفرة كبلح
وعناب ومشمش ،وفي غير المتلون منه كالعنب األبيض لينه وتمويهه وهو صفاؤه وجريان
كتاب الزكاة
الثانوي
الصف األول الثانوى
236
فصل في زكاة العروض وما يجب إخراجه
خرج من) قيمة (ذلك) ال من العروض (ربع العشر) أما أنه ربع العشر فكما في (و ُي َ
الذهب والفضة ألنه يقوم بهما ،وأما أنه من القيمة فألنها متعلقه ،فال يجوز إخراجه من عين
العروض(.)١
فصل في زكاة الفطر ويقال :صدقة الفطر
أيضا زكاة الفطرة كأنها من الفطرة التي هي
سميت بذلك ألن وجوبها بدخول الفطر ،ويقال ً
(.)٢ الخلقة المرادة بقوله تعالى:
قال وكيع بن الجراح :زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدة السهو للصالة تجبر نقصان الصوم
كما يجبر السجود نقصان الصالة.
ِ
الفطر رسول اﷲ زكا َة ُ فرض
واألصل في وجوبها قبل اإلجماع خبر ابن عمر َ :
عبد َذك ٍَر أو أنثى ِم َن
كل حر أو ٍ ٍ
شعير على ِّ ٍّ الناس صا ًعا ِم ْن ٍ
تمر أو صا ًعا من ِ َ
رمضان على ِم ْن
المسلمي َن.
كتاب الزكاة
( ) ١الركاز :وهو ما يعثر عليه اآلن من اآلثار القديمة والعمالت والتماثيل وغيرها وهو ما يسمى في الفقه
بالركاز ،فهذا األمر نظمه القانون المعاصر ويجب شر ًعا التقيد به.
( )٢سورة الروم .اآلية.٣٠ :
237 المختار من اإلقناع
فصل في شرائط وجوب زكاة الفطر
ِ وت ِ
رمضان،
َ شياء :اإلسالمِ ،وبغروب الشمس من آخر يو ٍم من الفطر بثالثة َأ َ
ِ ب زكا ُة َج ُ
وته و ُق ِ
وت عياله في ذلك اليو ِم وليلته ............................. الفض ِل عن ُق ِ ِ
ووجود ْ
سل ِمين
(اإلسالم) فال زكاة على كافر لقوله صلى اﷲ عليه وسلمِ :من ا ْلم ِ
َ ُ األول
وهو إجماع ألنها طهرة للصائم ،والمراد أنه ليس مطال ًبا بإخراجها ولكن
يعاقب عليها في اآلخرة.
(بغروب) كل (الشمس من آخر يوم من رمضان) ألنها مضافة في الحديث (و) الشرط
الثاني
إلى الفطر من رمضان في الخبر الماضي ،وال بد من إدراك جزء من رمضان
شوال ،فتخرج عمن مات بعد الغروب دون من ولد بعده وجزء من ليلة ّ
ويسن أن تخرج قبل صالة العيد ،لالتباع وهذا جرى على الغالب من فعل
الصالة أول النهار ،فإن أخرت استحب األداء أول النهار ويحرم تأخيرها
عن يوم العيد بال عذر كغيبة ماله أو المستحقين.
(وجود الفضل) أي الفاضل (عن قوته وقوت) من تلزمه نفقته من (عياله) (و) الثالث من
وزوجته (في ذلك اليوم) أي يوم العيد (وليلته). الشروط
كتاب الزكاة
ً
فاضل عن مسكن وخادم الئقين به يحتاج إليهما كما في الكفارة. أيضا أن يكون
ويشترط ً
بجامع التطهير.
الثانوي
الصف األول الثانوى
238
قوت ِ
بلده وقدر ُه خمس ُة ِ سلمين صا ًعا من الم
َ و ُيزكِّي عن نفسه وعمن تلزم ُه نفقت ُه من ُ
وثلث بالعرا ِّقي .................................................................
ٌ ٍ
أرطال
فاضل عن دينه ولو آلدمي كما رجحه في المجموع (ويزكي عن ً وال يشترط كونه
نفسه وعمن تلزمه نفقته من) زوجته وأوالده (المسلمين) ويزكي عن نفسه وجو ًبا (صا ًعا من)
غالب (قوت بلده) إن كان بلد ًيا ،وفي غيره( )١من غالب قوت محله ألن ذلك يختلف
باختالف النواحي ،والمعتبر في غالب القوت غالب قوت السنة ويجزئ القوت األعلى عن
خيرا وال عكس لنقصه عن الحق ،واالعتبار في األعلى واألدنى بزيادة القوت األدنى ألنه زاد ً
فالبر خير من التمر واألرز ومن الزبيب ،والشعير خير من التمراالقتيات ألنه المقصودّ :
()٢
ألنه أبلغ في االقتيات والتمر خير من الزبيب ،فالشعير خير منه باألولى ،وينبغي أن يكون
خيرا من األرز وأن األرز خير من التمر وله أن يخرج عن نفسه من قوت واجب وعمن الشعير ً
خيرا ،وال يبعض الصاع تلزمه فطرته كزوجته وقريبه أو عمن تبرع عنه بإذنه أعلى منه ألنه زاد ً
المخرج عن الشخص الواحد من جنسين وإن كان أحد الجنسين أعلى من الواجب ،كما ال
يجزئ في كفارة اليمين أن يكسو خمسة ويطعم خمسة ،وإخراجه من نوعين( )٣جائز إذا كان من
الغالب ولو كان في بلد أقوات ال غالب فيها تخير ،واألفضل أعالها في االقتيات لقوله تعالى:
(.)٤
أي بالبغدادي .وإنما
(وقدره) أي الصاع بالوزن (خمسة أرطال وثلث) رطل (بالعراقي) ّ
قدرا يتيقن أنه
استظهارا والعبرة بالصاع النبوي إن وجد أو معياره ،فإن فقد أخرج ً
ً قدر بالوزن
ال ينقص عن الصاع .قال في الروضة :قال جماعة :الصاع أربع حفنات بكفي رجل معتدلهما.
انتهى والصاع بالكيل المصري قدحان( ،)٥وينبغي له أن يزيد
يسيرا الحتمال اشتمالهما على طين أو تبن أو نحو ذلك
شي ًئا ً
قال ابن الرفعة :كان قاضي القضاة عماد الدين السكري رحمه
اﷲ تعالى يقول حين يخطب بمصر خطبة عيد الفطر :والصاع
كتاب الزكاة
(.)1
(وتدفع الزكاة) من أي صنف كان من أصنافها الثمانية المتقدم بيانها (إلى) جميع (األصناف
الثمانية) عند وجودهم في محل المال وهم (الذين ذكرهم اﷲ تعالى في كتابه العزيز في
قوله تعالى:
( )٢قد علم من الحصر بــ (إِن ََّما) إنها ال تصرف
لغيرهم وهو مجمع عليه ،وإنما وقع الخالف في استيعابهم ،وأضاف في اآلية الكريمة
الصدقات إلى األصناف األربعة األولى بالم الملك ،وإلى األربعة األخيرة بفي الظرفية لإلشعار
بإطالق الملك في األربعة األولى ،وتقييده في األربعة األخيرة حتى إذا لم يحصل الصرف
في مصارفها ،استرجع ،بخالفه في األولى على ما يأتي .وسكت المصنف عن تعريف هذه
األصناف وأنا أذكرهم على نظم اآلية الكريمة. كتاب الزكاة
الثانوي
الصف األول الثانوى
240
.......................................................................................
8 1
7 2
األصناف
الثمانية
6 3
5 4
الفقير وهو من ال مال له وال كسب الئق به ،يقع جميعهما أو مجموعهما فاألول
وملبسا ومسكنًا وغيرهما مما ال بد له منه على ما
ً مطعما
ً موق ًعا من كفايته
يليق بحاله وحال ممونه ،كمن يحتاج إلى عشرة وال يملك أو ال يكتسب
إال درهمين أو ثالثة أو أربعة ،وسواء أكان ما يملكه نصا ًبا أم أقل أم أكثر.
المسكين وهو من له مال أو كسب الئق به يقع موق ًعا من كفايته وال يكفيه، والثاني
كمن يملك أو يكتسب سبعة أو ثمانية وال يكفيه إال عشرة ،والمراد أنه ال يكفيه
العمر الغالب.
كتاب الزكاة
العامل على الزكاة ،كساع يجبيها وكاتب يكتب ما أعطاه أرباب األموال والثالث
وقاسم وحاشر يجمعهم أو يجمع ذوي السهمان ال قاض ووال فال حق
لهما في الزكاة بل رزقهما في خمس الخمس المرصد للمصالح.
المؤلفة قلوبهم :جمع مؤلف من التأليف ،وهو من أسلم ونيته ضعيفة والرابع
فيتألف ليقوي إيمانه ،أو من أسلم ونيته في اإلسالم قوية ولكن له شرف
شر من يليه من كفار أو
في قومه يتوقع بإعطائه إسالم غيره ،أو كاف لنا ّ
مانعي زكاة فهذان القسمان األخيران إنما يعطيان إذا كان إعطاؤهما أهون
علينا من جيش يبعث لذلك ،فقول الماوردي« :يعتبر في إعطاء المؤلفة
احتياجنا إليهم» محمول على غير الصنفين األولين ،أما هما فال يشترط
فيهما ذلك كما هو ظاهر كالمهم .وهل تكون المرأة من المؤلفة؟ وجهان
أصحهما نعم.
في الرقاب :ولما لم يعد هناك عبيد اآلن فال حاجة لتفصيل الكالم عنه والخامس
حيث صدرت التشريعات الدولية محقق ًة لفلسفة اإلسالم في حرية اإلنسان
وانتهت بذلك إلى األبد ظاهرة الرق.
الغارم وهو ثالثة :من تداين لنفسه في مباح طاعة كان أو ال وإن صرفه والسادس
في معصية أو في غير مباح كخمر وتاب وظن صدقه ،أو صرفه في مباح
فيعطى مع الحاجة بأن يحل الدين وال يقدر على وفائه بخالف ما لو تداين
لمعصية وصرفه فيها ولم يتب ،فال يعطى وما لو لم يحتج لم يعط أو
تداين إلصالح ذات البين أي الحال بين القوم كأن خاف فتنة بين قبيلتين
تنازعتا في قتيل لم يظهر قاتله فتحمل الدية تسكينًا للفتنة فيعطى ولو غن ًيا
كتاب الزكاة
ترغي ًبا في هذه المكرمة ،أو تداين لضمان فيعطى إن أعسر مع األصيل أو
أعسر وحده ،وكان متبر ًعا بالضمان بخالف ما إذا ضمن باإلذن.
الثانوي
الصف األول الثانوى
242
ثالثة من كل صنف ،إال ا ْل ِ
عام َل ..... أقل من ٍ
منه ْم ولم يجز االقتصار على َّ
ْ وإلى َم ْن ُيوجدُ ُ
ابن السبيل وهو منشيء سفر من بلد الزكاة ،أو مجتاز به في سفره إن احتاج والثامن
وال معصية بسفره.
(و) يجب تعميم األصناف الثمانية في القسم إن أمكن بأن قسم اإلمام ولو بنائبه ووجدوا
لظاهر اآلية ،فإن لم يمكن بأن قسم المالك إذ ال عامل أو اإلمام ووجد بعضهم وجب الدفع
(إلى من يوجد منهم) وتعميم من وجد منهم وعلى اإلمام تعميم آحاد كل صنف وكذا المالك
يف بهم المال إن انحصروا بالبلد ووفى بهم المال ،فإن لم ينحصروا أو انحصروا (و) لم ِ
(لم يجز االقتصار على أقل من ثالثة من كل صنف) لذكره في اآلية بصيغة الجمع وهو المراد
بفي سبيل اﷲ وابن السبيل الذي هو للجنس (إال العامل) فإنه يسقط إذا قسم المالك ،ويجوز
حيث كان أن يكون واحدً ا إن حصلت به الكفاية ،وتجب التسوية بين األصناف غير العامل
ولو زادت حاجة بعضهم ،وال تجب التسوية بين آحاد الصنف إال أن يقسم اإلمام وتتساوي
الحاجات فتجب التسوية ،ويحرم على المالك وال يجزئه نقل الزكاة من بلد وجوبها مع
وجود المستحقين إلى بلد آخر ،فإن عدمت األصناف في بلد وجوبها أو فضل عنهم شيء
وجب نقلها أو الفاضل إلى مثلهم بأقرب بلد إليه ،وإن عدم بعضهم أو فضل عنه شيء ر ّد نصيب
البعض أو الفاضل عنه على الباقين إن نقص نصيبهم عن كفايتهم ،أما اإلمام فله ولو بنائبه نقل
الزكاة مطل ًقا.
كتاب الزكاة
( )١ما دام المسلمون قد احتاجوا إليه في الجهاد لدفع ما وقع من اعتداء عليهم.
لخبر الصحيحين « َصدَ َق ٌة ت ُْؤ َخ ُذ ِم ْن َأ ْغنِ َي ِائ ِه ْم َفت َُر ُّد َع َلى
ُف َق َر ِائ ِه ْم» نعم الكيال والحمال والحافظ ونحوهم يجوز
(ال تصح للكافر) (و) الرابع
كفارا مستأجرين من سهم العامل ألن ذلك أجرة
كونهم ً
كتاب الزكاة
ال زكاة.
الثانوي
الصف األول الثانوى
244
....................................................................................
تنبيه
فورا إذا
غير المستحقين للزكاة المستحقون للزكاة
يجب أداء الزكاة ً
تمكن من األداء بحضور
الغني بالمال الفقير
مال وآخذ للزكاة :من إمام
أو ساع أو مستحق ،فإن المسكين
بنو هاشم وبنو المطلب
أخر أداءها وتلف المال
ضمن ،وله دفعها إلى من تلزم المزكي نفقته العامل
اإلمام بال طلب منه ،وهو
المؤلفة قلوبهم
أفضل من تفريقها بنفسه، الكافر
وتجب نية في الزكاة. الرقاب
الغارم
سبيل اﷲ
ابن السبيل
تتمة :صدقة التطوع سنة لما ورد فيها من الكتاب والسنة ،وتحل لغني كما تحل لغير
سرا وفي رمضان ولنحو قريب كزوجة وصديق فجار قريب فأقرب :أفضل، المسلم ودفعها ً
()1
وتحرم لمن تجب عليه ،نفقته ،ويسن اإلكثار من الصدقة في رمضان وأيام الحاجات وعند
كتاب الزكاة
مرض وسفر وحج وفي أزمنة وأمكنة فاضلة كعشر ذي الحجة وأيام العيد ومكة والمدينة.
أنتهي بحمد اﷲ وعونه وتوفيقه واﷲ نسأل أن ينفع به وأن يجزينا عنه خير الجزاء إنه
سميع مجيب.
***
( ) 1فيجوز للمسلم أن يتصدق على الجار المسيحي الفقير وكذلك ما في حكمه من األصدقاء
245 المواطنين من غير المسلمين.
المختار من اإلقناع
أسئلة على الزكاة
س :7ضع عالمة (✓) أو عالمة (✗) أمام العبارات التالية مع التعليل والتصويب.
) ( -فرضت الزكاة في السنة الثامنة من الهجرة .
) ( -في خمس من اإلبل شاة .
) ( -أخرج زكاة الفطر بعد صالة العيد .
) ( -يجوز دفع الزكاة لبني هاشم وبني عبد المطلب .
) ( -تجب الزكاة في الثياب المتخذة لالقتناء .
كتاب الزكاة
الثانوي
الصف األول الثانوى
246
RM 24.05
ISBN 978-629-7570-00-6
FT604012