Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 24

‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬

‫باألرطفونيا‬

‫عالقة علم النفس العصبي باألرطفونيا‬

‫‪Neuropsychology’s Relationship to orthophonie‬‬

‫إشراف األستاذ(ة)‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬


‫‪ -‬رحالي باسم‬ ‫‪ -‬بن فيفي خولة‬
‫‪ -‬بن سباع وسام‬
‫‪ -‬ميمون سلمى ‪Selmamimoune51@gmail.com‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة العالقة التي تربط علم النفس العصبي‪ $‬باالرطفونيا فاالرطفونيا‪ $‬هي‬
‫مجموعة المعالجات الهادفة الى تصحيح اضطرابات‪ $‬الصوت‪ ،‬والكالم‪ ،‬وايضا اللغة الشفهية والمكتوبة‪،‬‬
‫ولالرطفونيا‪ $‬اربعة اختصاصات‪ $‬من بينها علم النفس العصبي وهو علم يهتم بعالج الوظائف العقلية العليا‬
‫وعالقتها بالمكونات‪ $‬العصبية‪ ،‬وهو يرتكز على دراسة االضطرابات‪ $‬السلوكية التي تحدث نتيجة إصابة‬
‫الخاليا العصبية‪ ،‬علم النفس العصبي ملتقى عدة علوم‪ ،‬فمن جهة يستمد معلوماته من العلوم العصبية‬

‫(علم األعصاب‪ ،‬التشريح والفيزيولوجيا‪ ،)... ،‬ومن جهة أخرى من العلوم السلوكية (علم النفس‪ ،‬علم‬
‫النفس اللغوي‪ ،‬واللسانيات)‪ ،‬فمنذ الحرب العالمية الثانية عرف علم النفس العصبي قفزة نوعية‪ ،‬فهو‪ $‬ليس‬
‫بالعلم الجديد ألن دراسة االضطرابات اللغوية بدأت منذ اكتشافات بروكا‪ ،‬وتطور علم النفس العصبي جاء‬
‫نتيجة التقدم العلمي‪ ،‬واختراع تقنيات جديدة كالصور الطبية والرسام‪ $‬الكهربائي‪ $‬للمخ والتصوير‪ $‬بالرنين‬
‫المغناطيسي‪ ،‬دون أن ننسى األدوات التشخيصية العيادية‪.‬‬

‫‪.‬الكلمات المفتاحية‪ :‬علم النفس‪ ،‬علم االعصاب‪ ،‬علم النفس العصبي‪ ،‬االرطفونيا‪$‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫ ميمون سلمى‬،‫ سباع وسام‬،‫بن فيفي خولة‬
‫باألرطفونيا‬

This study aimed to find out the relationship between neuropsychology and
arthrophonia is a set of treatment aimed at correcting voice and speech disorders,
as well as oral and written language. On the study of behavioral disorders that
occur as a result of nerve cell injury, Neuropsychology is the discipline that deals
with higher mental functions in their relationship with brain structures. It is based
on the study of behavioral disorders occurring after damage to these structures.
Neuropsychology is at the crossroads of neurosciences (neurology
anatomophysiology) on the one hand, and behavioral sciences (psychology,
psycholinguistics and linguistics) on the other. If since the Second World War
neuropsychology has experienced development, it is not a new science. Because
the study of language disorders will begin with the discoveries of Paul Broca.

The development of neuropsychology is due to the appearance of new techniques


such as medical imaging, EEG, MRI, and psychotechnical tests.

Key words: psychology, neurology, neuropsychology, orthophonai

‫مقدمة‬:
،‫ محل دراسة للعلم الذي يطلق عليه االرطفونيا‬،‫ اضطرابات التواصل‬،‫ واللغة‬،‫ان اضطرابات الكالم‬
،‫ والمراهقين‬،‫ والنطق عند االطفال‬،‫ والعالجية الضطرابات الصوت‬،‫وهي تعني الدراسة االكلينكية‬
$‫والراشدين‬.

‫ قدم علم النفس وحدیث نتيجة التقدم‬$‫ فهو قديم‬،‫يعتبر علم النفس العصبي من العلوم الحديثة القديمة‬
‫ الوسائل واألدوات التي تؤكد صحة النتائج المتوصل إليها نتيجة اإلصابات الدماغية‬$‫العلمي وظهور‬
‫ والذي يعتبر األساس في هذا العمل إذ كلما كان لنا‬،‫ وكذا تشریح الجهاز العصبي‬،‫وميادين البحث فيه‬
.‫ سهل علينا تحديد موقع اإلصابة وربطها بالتغير في سلوك الفرد‬،‫دراية به‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫فعلم النفس العصبي ملتقى عدة علوم منها علم األعصاب وعلم النفس‪ ،‬وهو يندرج ضمن العلوم‬
‫العصبية فهو ليس بالعلم الحديث‪ :‬ألن جذوره موجودة عند العلماء المصريين القدامى الذين حاولوا‪ $‬الربط‬
‫بين المخ والحركات‪ $‬الفيزيائية التي يقوم بها الشخص‪ ،‬وكذلك عند بعض األطباء اليونانيون مثل‬
‫‪ Alcméon de Crotone‬والذي أكد أن العقل هو العضو الذي يراقب الجسد وهو مركز الروح‪.‬‬

‫تم هذا الموضوع في الدراسة الحالية من خالل جانب نظري تم فيه عرض عناوين اساسية خاصة‬
‫‪.‬بمتغيرات الدراسة والمتمثلة في االرطفونيا‪ $‬وعلم النفس العصبي‪ $‬وما العالقة التي تربط بينهما‬

‫‪:‬اإلشكالية‬

‫تعتبر االرطفونيا الدراسة العلمية لالتصال اللغوي وغير اللغوي بمختلف اشكاله العادية والمرضية لدى‬
‫الطفل الراشد وعلم النفس العصبي يتم فيه معرفة الجهاز العصبي ومختلف‪ $‬اإلصابات التي تستهدفه‬
‫وتأثيرها‪ $‬على لغة الشخص فماهي عالقة علم النفس باألرطفونيا؟‬

‫‪:‬أهداف البحث‬

‫معرفة ماهية االرطفونيا وماهي تخصصاتها‪-‬‬

‫معرفة مفهوم علم النفس العصبي ودوره وعالقته باألرطفونيا‪-$‬‬

‫‪:‬أهمية البحث‬

‫معرفة العالقة بين األرطفونيا‪ $‬و علم النفس العصبي‪ ،‬حيث ان األرطفونيا يختص في دراسة اضطرابات‬
‫الكالم و اللغة و الصوت عند اإلنسان بغض النظر عن سنه‪ ،‬و يتفرع من األرطفونيا‪ $‬علم النفس العصبي‪،‬‬
‫‪.l‬و إبراز محطات تطور هذا الميدان‬

‫‪:‬دوافع‪ $‬اختيار البحث‬

‫للتعرف على عالقة علم النفس العصبي‪ $‬باألرطفونيا وما هو دوره‪-‬‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫كيف يساعد علم النفس العصبي للتكفل باالضطرابات‪ $‬االرطفونية‪-‬‬

‫‪:‬التعاريف االجرائية‪,‬‬

‫علم النفس‪ :‬هو الدراسة العلمية المنظمة لجميع ما يصدر عن االنسان من نشاط او سلوك بمظاهره المختلفة‬
‫الجسمية والعقلية والمعرفية الشعوري‪ $‬منه والالشعوري‪ ،‬اثناء محاولة الفرد للتكيف مع بيئته او توافقه مع‬
‫ذاته واالخرين في المجتمع‬

‫علم االعصاب‪ :‬هو الدراسة العلمية للجهاز العصبي‪ ،‬هذا التخصص وابحاثه واسعة النطاق وتغطي الكثير‪،‬‬
‫بما في ذلك تطور العقل‪ ،‬وتشريحه وكيف‪ $‬يعمل‪ ،‬حيث يبحث فيما يحدث عندما تسوء االمور‪ ،‬سواء كانت‬
‫‪.‬عصبية او نفسية او تطورات عصبية‬

‫علم النفس العصبي‪ :‬هو ذلك العلم الذي يقوم بدراسة العالقة بين السلوك والمخ‪ ،‬او دراسة العالقة بين‬
‫‪.‬وظائف‪ $‬المخ من ناحية والسلوك‪ $‬من ناحية اخرى‬

‫االرطفونيا‪ :‬هي الدراسة العلمية لالتصال اللغوي‪ ،‬وغير اللغوي في مختلف اشكاله العادية‪ ،‬والمرضية‪،‬‬
‫‪.‬تهدف الى التكفل بمشاكل االتصال بصفة عامة‪ ،‬واضطرابات اللغة والكالم بصفة خاصة‬

‫‪:‬ماهية األرطفونيا‪1-‬‬
‫‪:‬تعريف االرطفونيا‪1-1-‬‬
‫هي طب خاص بأمراض اللغة من بينها‪ :‬اضطرابات النطق‪ ،‬تأخر ظهور‪ $‬اللغة‪ ،‬عسر‬
‫‪........‬القراءة‪ ،‬صعوبات تعلم الحساب‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫يعرفها القاموس الطبي على انها النطق السليم للكلمات والمختص األرطفوني‪ $‬هو القادر على‪-‬‬
‫إيجاد األدوات العالجية والوقائية الخاصة بإعادة تأهيل االضطراب‪$‬‬
‫اذن االرطفونيا‪ $‬هي تخصص موضوعه دراسة وعالج اضطرابات اللغة والكالم‪ $‬والصوت‬
‫وهدفها األسمى تشخيص هذه االضطرابات والتكفل بعالجها من قبل اخصائي أرطفوني‪( .‬عباس‬
‫سمير‪،2015،‬ص‪)8‬‬

‫‪:‬مجاالت اهتمام االرطفونيا‪1-2-‬‬


‫ان الحديث عن مجاالت وميادين االرطفونيا هو حديث عن االضطرابات‪ $‬اللغوية التي تهتم‬
‫‪:‬بها والتي يمكن ان نجملها فيما يأتي‬
‫اضطرابات اللغة الشفهية‪ :‬والتي تضم كل من االضطرابات النطقية بنوعيها الوظيفية ‪- -‬‬
‫والتي ترجع الى مشاكل عضوية‪ ،‬تأخر الكالم‪ ،‬تأخر اللغة بما يضمه من تأخر اللغة‬
‫البسيط‪ ،‬تأخر النمو اللغوي واضطرابات الكالم المتمثلة في التأتأة‬
‫اضطرابات اللغة المكتوبة‪ :‬والتي تشمل على عسر الكتابة والقراءة وعسر الحساب ‪- -‬‬
‫اضطرابات اللغة الناجمة عن اإلعاقة السمعية‪ :‬وتضم اإلعاقة السمعية الخلقية ‪- -‬‬
‫والمكتسبة‬
‫اضطرابات اللغة الناجمة عن إصابات عصبية دماغية‪ :‬الحبسة عند الراشد وهي ‪- -‬‬
‫حركيو وحسية عند الطفل وهي حبسة خلقية ومكتسبة‬
‫اضطرابات اإلنتاج الصوتي لدى الطفل الراشد‪ :‬تجهر الصوت لدى األطفال والبحة ‪- -‬‬
‫النفسية او استئصال الحنجرة لدى الراشد‬
‫اضطرابات اللغة لدى المصابين باألمراض النفسية (حركية‪ ،‬دماغية) (سميرة ركزة‪- - ،‬‬
‫‪218‬م‪ ،‬ص‪)6‬‬
‫ان هذه االضطرابات‪ $‬تظهر عند الدخول المدرسي‪ $‬وعل االباء والمعلمين ان يعطوا‪ $‬للطفل‬
‫‪.‬االهتمام الكبير خاصة في مرحلة خاصة من عمره لتفادي هذه االضطرابات‪$‬‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫‪:‬تخصصات االرطفونيا‪1-3-‬‬
‫‪:‬توجد أربعة اختصاصات في االرطفونيا وهي‬
‫‪:‬اضطرابات‪ $‬النطق واللغة‪1-‬‬
‫ويعني هنا بدراسة اضطرابات النطق واللغة بنوعيها المنطوقة والمكتوبة ومن أهم‬
‫االضطرابات التي تدرس في هذا التخصص‪ :‬عسر القراءة والكتابة‪ ،‬تأخر اللغة وتأخر‪ $‬الكالم‬
‫واضطرابات‪ $‬النطق‬
‫‪:‬الصمم‪2-‬‬
‫يهتم بدراسة حاالت فقدان السمع الثقيل والخفيف كما يعمل على تشخيص حاالت اضطرابات‬
‫السمع والتكفل بها مبكرا عن طريق‪ $‬الزرع القوقعي‪ $‬أو تعليم القراءة الشفوية أو تعليم لغة‬
‫اإلشارات‬
‫‪:‬فحص األصوات‪3-‬‬
‫يلم هذا التخصص بدراسة الصوت واحواله واضطراباته والتكفل بإعادة تربية المرضى الذين‬
‫تعرضوا‪ $‬الصابات وعلل في أصواتهم‪ $‬ومن اهم االمراض التي يلم بها أصحاب هذا التخصص‬
‫يوجد مرض عسر الصوت وحالة فقدان الصوت‬
‫‪:‬علم النفس العصبي‪4-‬‬
‫هنا تكمن العالقة بين االرطفونيا‪ $‬وعلم النفس حيث يعد علم النفس من اختصاصات االرطفونيا‬
‫حيث يتم فيه معرفة الجهاز العصبي ومختلف‪ $‬اإلصابات التي تستهدفه وتأثيرها‪ $‬على لغة الشخص‬
‫فإصابة الفص الجبهي مثال يؤثر على منطقة بروكا المسؤولة عن اللغة واصابة الجهاز اللمبي‬
‫يؤثر على الذاكرة الضرورية إلدراك وفهم وإ نتاج اللغة‪( .‬سميرة ركزة‪،218،‬ص‪)10‬‬

‫‪:‬علم النفس العصبي‪2-‬‬

‫‪-2-1‬نشأة علم النفس العصبي‪:‬‬


‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫علم النفس العصبي يسعى لتحديد مختلف المناطق‪ $‬العصبية وعالقاتها بالنشاطات المعرفية مثل االنتباه‪،‬‬
‫والذاكرة وغيرها‪ ،‬وكذلك مالحظة العالقة بين هذه الوظائف في أداء عملها وذلك من وجهة نظر عصبية‪.‬‬

‫(وبمعنى آخر دراسة الحلقة المعرفية‪ ،‬أو ما يسمى كذلك االتصال العصبي)‪.‬‬

‫(ابراهيم عبد العليم‪ ،2006،‬ص‪)82‬‬

‫فعلم النفس العصبي إذن يحاول تفسير النظريات التي تبين الوظيفة العصبية لإلنسان والحيوان وتطوير‪$‬‬
‫االختبارات النفسية التي تساعد في قياس وإ عطاء نتائج كمية لالضطرابات المعرفية نتيجة إلصابة دماغية‪.‬‬

‫ويعد‪ $‬جون جاكسون (‪ )1911 -1835‬أول من وضع األساس الحديث لعلم النفس العصبي وكتب‬
‫أكثر من ‪ 300‬مؤلفا وبحثا‪ ،‬وأعتبر أن الجهاز العصبي يتكون من مجموعة من الطبقات ذات الوظيفة‬
‫التدريجية أو الهرمية‪ .‬ويعد‪ $‬القرن التاسع عشر قرن زيادة المعرفة بتركيب المخ ووظائفه وهناك العديد‬
‫من اإلسهامات التي أدت إلى التطور الحديث لعلم النفس العصبي بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لزيادة‬
‫إصابات الرأس‪ ،‬وظهور‪ $‬علم النفس اإلكلينيكي‪ ،‬وذلك من خالل علم جراحة األعصاب "‬
‫‪ ،"Neurochirurgie‬والقياس النفسي والتطورات التكنولوجية الخاصة بأدوات الفحص كظهور‪ $‬رسام‪ $‬المخ‬
‫الكهربائي ‪Electro‬‬

‫‪)Encephalo Gramme‬سليط محمد صبري‪،2007،‬ص‪(221‬‬

‫ویری ماتازارو‪ 1972‬أن البداية الحديثة لعلم النفس العصبي كانت على يد رائدين هامين في هذا‬
‫المجال‪ :‬آرثر بنتون في جامعة أيوا‪ ،‬و رالف رایتان في جامعة أنديانا وذلك بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫وقد سار كل منهما في طريقة حيث رأی رایتان استخدام بطارية ثابتة في التقييم النفس عصبي تسمى‬
‫اآلن بطارية هالستيد‪-‬رایتان‪ ،‬واهتم بنتون بدراسة علم النفس العصبي وعلم النفس في تقييم السلوك‬
‫اإلنساني‪ ،‬وخاصة الجوانب ذات العالقة بالوظائف‪ $‬المعرفية‪( .‬مليكة لويس كامل‪ ،2010،‬ص‪)293‬‬

‫وقد‪ $‬استطاع مخبر بنتون النفسي العصبي أن يستخدم العديد من االختبارات بما فيها اختبار وكسلر‪$‬‬
‫‪ Wechsler‬للذكاء إلجراء عمليات التقييم المختلفة‪ ،‬كما استطاع هو وزمالؤه أن يقوموا بدراسات مكثفة‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫ألعراض البروزوباغنوزيا "‪( "Prosopagnosie‬عدم التعرف على الوجوه المألوفة) من خالل اختبار‬
‫التعرف على الوجوه‪.‬‬

‫كما استخدم‪ $‬اختبار تحديد الموضع لتقييم القدرة المكانية‪ ،‬واختبار‪ $‬إدراك األشكال اللمسية‪ ،‬وفجر‪ $‬هذا‬
‫المخبر العديد من البحوث التي تسعى للتعرف على الوظائف‪ $‬الخاصة بنصفي المخ‪ ،‬مما أدى إلى ظهور‬
‫العديد من االختبارات الخاصة بالتمييز‪ $‬بين اليمين واليسار‪ $‬والتحديد‪ $‬اللمسي‪ ،‬واختبارات الحبسة وغيرها‪.‬‬
‫(عبد القوي سامي‪ ،2001،‬ص‪)32‬‬

‫يضاف‪ $‬إلى ذلك ما قدمه هالستيد ‪ Halstead‬من إسهامات هامة‪ ،‬حيث كان يالحظ األفراد‪ $‬ذوي‬
‫اإلصابات المخية‪ ،‬وما يطرأ على سلوكهم‪ $‬من تغير‪ ،‬وحاول‪ $‬من خالل مالحظاته أن يقيم هذه الخصائص‬
‫السلوكية عن طريق‪ $‬تطبيق‪ $‬مجموعة االختبارات على هؤالء المرضى‪( .‬الشقيرات محمد‪ ،2005،‬ص‬
‫‪)13‬‬

‫وإ ذا نظرنا إلى تطور‪ $‬ظهور‪ $‬علم النفس العصبي في بلدان العالم المختلفة نجده في بداياته الحديثة قد‬
‫بدأت في روسيا في أعمال بافلوف ولوريا (‪ )1977 -1902‬الذي كان يرى اتجاهين يمكن من خاللهما‬
‫تقييم الوظائف المخية‪ :‬تحديد موضع‪ $‬اإلصابة‪ ،‬وتحليل األنشطة الفيزيولوجية المخية‪ ،‬أما في إنجلترا فقد‬
‫بدأت الدراسات على يد هيد ‪ Head‬و جاكسون ‪ Jackson‬وقد بنيت هذه الدراسات على أساس تمیز‬
‫وحدة الفرد‪ ،‬وأن كل حالة تحتاج إلى تفصيل االختبارات الخاصة بها‪ ،‬وقد ساهم هذا االتجاه في تحويل‬
‫االهتمام من تحديد موضع الوظيفة إلى فهم القصور الذي يصيب السلوك‪ ،‬وفي أمريكا وكندا يرجع الفضل‬
‫إلى أعمال الشلي ‪ Lashley‬في واشنطن‪ ،‬وإ ن كان المجال اإلكلينيكي‪ $‬يعود إلى دراسات جولدستاین‬

‫‪Goldstein 1939‬الذي قام بدراسة اضطرابات‪ $‬الوظيفة المخية بطريقة مشابهة للطريقة الروسية‪ ،‬وما‬
‫قدمه ‪.Halstead 1955‬‬

‫‪-2-2‬مفهوم علم النفس العصبي‪:‬‬


‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫يعد مفهوم علم النفس العصبي‪ $‬من المفاهيم الحديثة نسبيا‪ ،‬وإ ن كان بروس يرى أنه ظهر ألول مرة‬
‫على يد وليام أوسلر‪ ،‬ثم استخدمه لالشارة إلى الدراسة التي تتضمن اهتمامات كل من علماء األعصاب‬
‫وعلماء النفس الفسيولوجيين‪.‬‬

‫وعلم النفس العصبي في أبسط تعريفاته "هو الدراسة التي تتناول العالقة بين المخ البشري‪ $‬والسلوك‪$‬‬
‫اإلنساني"‪ .‬ويعد‪ $‬علم النفس العصبي أحد فروع‪ $‬علم النفس‪ ،‬وينقسم‪ $‬الى قسمين رئيسيين هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬علم النفس العصبي العيادی‪Clinical Neuropsychological :‬‬

‫ويقوم‪ $‬هذا القسم من أقسام علم النفس العصبي بدراسة الحاالت التي تعاني من اضطرابات‪ $‬بالمخ‪،‬‬
‫والتي يمكن أن تكون نتيجة لمرض أو أورام أو إصابة بالمخ أو راجعة إلى تغيرات بيوكيمائية بسبب‬
‫التعرض لمواد سامة‪ ،‬أو نتيجة للتدخل الجراحي العصبي لعالج بعض المشكالت العصبية كما يهتم علم‬
‫النفس العصبي العبادی بدراسة الفروق الوظيفية بين نصفي المخ اإلنساني‪ $‬وصعوبات التعلم‪ ،‬وكما يقوم‬
‫علم النفس العصبي‪ $‬العيادي بتطوير األدوات وتقنيات القياس المستخدمة ليس فقط من أجل البحث العلمي‬
‫في عالقة المخ اإلنساني‪ $‬بالسلوك البشري ولكن أيضا من أجل تقديم خدمة نفسية من خالل المساهمة في‬

‫عملية تشخيص اضطرابات المخ‪ ،‬وعالج األفراد المصابين باضطرابات‪ $‬المخية‪.‬‬

‫ب‪-‬علم النفس التجريبي‪Experimental Psychology :‬‬

‫يقوم علم النفس التجريبي‪ $‬بدراسة األفراد‪ $‬العاديين ذوي المخ السليم‪ ،‬وتعد‪ $‬دراسة األفراد العاديين ذوي‬
‫المخ السليم مجاال حديثا في علم النفس العصبي غذا تساعد على سرعة ابتكار كثير من الفتيات المستخدمة‬
‫في المعمل لدراسة الوظائف العقلية العليا للمخ‪ ،‬باإلضافة على دراسة الفروق‪ $‬الوظيفية بين نصفي المخ‬
‫لدى األفراد العاديين‪.‬‬

‫‪ -2-3‬تطور نظرية علم النفس العصبي‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫يعتمد علم النفس العصبي‪ $‬على الرغم من حداثته في المجال اإلكلينيكي على محورين هامين من‬
‫الدراسات والنظريات هما‪ :‬الفرضية المخية‪ ،‬الفرضية العصبية‪.‬‬

‫‪ -‬الفرضية المخية‪:‬‬

‫ترى هذه الفرضية أن المخ هو مصدر السلوك‪ ،‬وترجع فكرة تحديد موضع وظائف‪ $‬المخ إلى علم‬
‫الفراسة أو الفرينولوجيا "‪ Pherenologie‬حيث أشارا عالما التشريح األلمانيين فرانزجوزيف غال‬
‫وسبورزهايم إلى نقاط هامة في تشريح الجهاز العصبي وأوضحا أن القشرة المخية تتكون من خاليا‬
‫عصبية تتصل بما تحت القشرة‪ ،‬ووصفا موضع التقاطع الحركي للمسارات الحركية الهابطة من المخ‪،‬‬
‫وأن الحبل الشوكي يتكون من مادة بيضاء ومادة رمادية‪ ،‬وأن هناك نصفين متماثلين للمخ على اتصال‬
‫ببعضهما البعض‪.‬‬

‫أما بيير فلورانز )‪ ،Flourens (1794- 1867‬فقد حاول أن يضع تحديدا للمراكز المختلفة في‬
‫المخ‪ ،‬والمسؤولة عن بعض الوظائف‪ ،‬وذلك من خالل دراسة كل من المخ والمخيخ والنخاع المستطيل‬
‫والحبل الشوكي واألعصاب الطرفية‪ .‬وكان فلورانز‪ $‬في دراساته يقوم بقطع واستئصال بعض األجزاء‬
‫العصبية لمعرفة الوظيفة التي ستتأثر بهذا االتصال‪ ،‬وتوصل إلى أن المخ هو الوحدة األساسية لوظائف‪$‬‬
‫اإلدراك والحكم واإلرادة والذاكرة وكذلك مكان الذكاء‪ ،‬وأن المخيخ هو الجزء المسؤول‪ $‬عن تآزر‬
‫الحركات وتنظيمها‪ $،‬وأن النخاع المستطيل يحتوي على المراكز الحيوية وإ صابته تؤدي إلى الموت‪ ،‬كما‬
‫أنه يعتبر المنطقة المسؤولة عن الحفاظ على أوضاع الجسم‪ .‬أما الحبل الشوكي فيتلخص في أنه يقوم‬
‫بعمليات التوصيل حيث يستقبل المثيرات ويرسلها‪ $‬إلى أماكنها‪ ،‬واعتبر أن وظيفة األعصاب الطرفية تتحدد‬
‫في االستثارة العصبية (سامي عبد القوي‪ )1995 ،‬أما الطبيب الفرنسي بول بروكا ‪Broca (1824-‬‬
‫)‪ ،1880‬فقد استطاع في ‪ 18‬أفريل ‪ 1861‬بتحديد المنطقة المسؤولة عن الكالم وذلك من خالل تشريحه‬
‫لمخ مریض توفي وكان مصابا بفقدان النطق رغم سالمة األعضاء المتعلقة بهذه الوظيفة‪( .‬‬
‫‪ ,)Hecaen.Henry,1972, p2‬والحظ من خالل تشريحه وجود‪ $‬منطقة مصابة تقع في الفص الجبهي‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫األيسر الثالث ‪ 3F‬اعتبرها هي المسؤولة عن فقدان النطق‪ .‬وبعد ذلك جاء کارل فرنیکي‪ .‬ليشير إلى وجود‬
‫أكثر من منطقة للغة‪ ،‬حيث تمكن من تحديد منطقة أخرى في القشرة في التلفيف الصدغي األول ‪T‬تؤدي‬
‫إلى فقدان ذاكرة الصور السمعية للكلمات‪(.‬بن يونس محمد‪ ،2009،‬ص‪)321‬‬

‫‪ -‬الفرضية العصبية‪:‬‬

‫توجد‪ $‬فرضيتان عصبيتان لكل منهما دوره في تطوير علم النفس العصبي‪ ،‬وتحاوالن تفسير عمل‬
‫الجهاز العصبي‪:‬‬

‫األولى فرضية الخلية العصبية وتنص على أن الجهاز العصبي يتكون من خاليا أو وحدات تتفاعل‬
‫معا ولكنها ليست متصلة‪ ،‬فالخاليا‪ $‬العصبية متباعدة فيما بينها تشريحيا‪ $‬أو مکانيا‪ ،‬ولكنها تشارك في القيام‬
‫بوظيفة محددة‪.‬‬

‫أما الفرضية الثانية فهي فرضية شبكة األعصاب التي تشير إلى أن الجهاز العصبي يتكون من شبكة‬
‫من األلياف المترابطة التي تعمل كوحدة واحدة‪( .‬الفت حسين كحلة‪ ،‬ص‪)19‬‬

‫‪-2-4‬أهمية دراسة علم النفس العصبي‪:‬‬

‫ظهر علم النفس العصبي كما سبق وقلنا‪ $‬نتيجة لزيادة اإلصابات المخية في الحرب العالمية الثانية‪،‬‬
‫كضرورة لتقييم اآلثار السلوكية الناتجة عن هذه اإلصابات وإ ذا كان هذا العلم يهتم بدراسة التغيرات‬
‫السلوكية الناجمة عن إصابات المخ فإن دراسة تحديد موضع‪ $‬اإلصابة المخية تعد مسألة في غاية األهمية‪.‬‬

‫وكما هو معروف فإن لكل منطقة مخية وظيفة معينة‪ ،‬وهذه الوظائف النوعية هي لب دراسة التقييم‬
‫النفسي العصبي ويعني‪ $‬هذا أن تحديد التغيرات السلوكية يتطلب تحديد موضع اإلصابة العضوية‪ ،‬كما أنه‬
‫يتطلب تحديد مساحة هذه اإلصابة‪.‬‬

‫وترجع‪ $‬هذه األهمية إلى أن اإلصابة األكبر يفترض أنها تؤدي‪ $‬إلى اضطراب أكبر في الوظائف ألنها‬
‫تتضمن مراکز مختلفة‪ .‬مثال‪ ،‬فإن ورم‪ $‬في المخ تزيد من ارتفاع ضغط الدماغ الذي يضغط على العديد‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫من مناطق المخ‪ ،‬وبالتالي يؤدي‪ $‬إلى ظهور أعراض عديدة بعضها يرجع إلى اضطراب المنطقة الموجودة‬
‫بها الورم‪ ،‬عالوة على أعراض وعالمات مرضية أخرى ترجع إلى اضطراب مناطق‪ $‬بعيدة عن منطقة‬
‫الورم‪ ،‬وهو ما يسمى بالعالمات الكاذبة في تحديد موضع اإلصابة‪.‬‬

‫والحقيقة أنه على الرغم من زيادة تطور التكنولوجيا في وسائل التشخيص بدء من األشعة العادية‬
‫وانتهاء بالرنين المغناطيسي ‪ IRM‬سواء كان تصويرا‪ $‬تشريحيا‪ $‬أو وظيفيا‪ ،‬ومرورا باألشعة المقطعية‪،‬‬
‫ورسام‪ $‬المخ‪ ،‬وغيرها‪ .‬فإن هذه الوسائل فعالة في تحديد موضع‪ $‬اإلصابة‪ ،‬ولكنها ال تعمل جميعها بنفس‬
‫الدرجة من الدقة‪ ،‬بل إن بعضها قد يظهر اضطرابات شاذة تظهر‪ $‬في رسم المخ أو األشعة على الرغم من‬
‫عدم وجود‪ $‬إصابة مخية حقيقية‪ ،‬باإلضافة لذلك فإن بعض هذه الوسائل قد يكون مؤذيا أو يعرض المريض‬
‫لبعض المخاطر‪ $‬فالحبل الشوكي‪ $‬مثال‪ ،‬والذي يتم من خالله سحب كمية بسيطة من السائل النخاعي من‬
‫خالل فقرات العمود الفقري في المنطقة القطنية لدراسة تركيب هذا السائل‪ ،‬قد يكون مؤذية إلى حد إحداث‬
‫ضعف عضلي في الساقين ومن هنا تبدو أهمية علم النفس العصبي‪ $‬الذي يساعد على التعرف على بعض‬
‫االضطرابات المخية حتى في مراحلها األولى التي ال تستطيع فيها الوسائل التشخيصية المعروفة أن تظهر‬
‫هذه االضطرابات‪( .‬الفت حسين كحلة‪ ،‬ص ‪)23.22‬‬

‫‪:‬من هو أخصائي علم النفس العصبي‪2-5-‬‬

‫دور األخصائي النفسي العصبي في تقييم المرضى‪:‬‬

‫فإنه يقوم بذلك عن طريق أحد الطرق‪ $‬الثالثة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬استخدام طريقة تقييمية تتكون من بطارية اختبارات ثابتة‪ ،‬وفي هذه الحالة نريد فقط أن نتعرف‪ $‬على‬
‫ماهية الوظائف‪ $‬المضطربة وغير المضطربة ومن أكثر البطاريات‪ $‬المستخدمة لهذا الغرض هي بطارية‬
‫هالستيد‪ -‬رایتان للتقييم النفسي العصبي‪.‬‬

‫‪ -2‬أما الطريقة الثانية فهي استخدام بطارية ثابتة من االختبارات أيضا‪ ،‬ولكن في‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫هذه الطريقة يكون هناك ترتيب هيراركي – هرمي‪ -‬للبنود التي تمثل اختبارات فرعية بمعنى أننا نبدأ‬
‫بفحص وظائف‪ $‬معينة باختبارات محددة حتى نتوصل إلى المستوى الذي اضطربت عنده هذه الوظائف‪.‬‬

‫وأكثر البطاريات استخداما‪ $‬لهذا الغرض بطارية لوريا ‪ -‬نبراسكا‪ $،‬وهي تعتمد على تاريخ طويل من‬
‫الدراسات البحثية التي اختبرت قدرة البطارية لقياس اضطراب وظيفة المخ‪ ،‬وتحديد أسباب هذا‬
‫االضطراب‪.‬‬

‫‪ -3‬أما الطريقة الثالثة فهي استخدام البطارية المرنة‪ ،‬وتعني‪ $‬أننا ال نقدم اختبارات هذه البطارية لكل‬
‫المرضى‪ ،‬بل نقدم لكل مريض ما يتناسب معه من أدوات‪ ،‬والتي قد ال تصلح للتطبيق على مريض آخر‬
‫على الرغم من أنه يعاني من نفس المشكلة المرضية‪.‬‬

‫إن مسألة التعرف‪ $‬على مدى اإلصابات المخية‪ ،‬وتأثيراتها على السلوك تتطلب معرفة جيدة بالعديد من‬
‫فروع العلم والمشكالت إلصابات المخ كأحد األسباب المسؤولة عن تغير السلوك في سؤالين‪:‬‬

‫األول‪ :‬هل توجد بالفعل إصابة مخية يمكننا من خاللها تفسير سلوك المريض؟‬

‫والثاني‪ :‬طبيعة اإلصابة وتدهورها‪ ،‬وهل هي اضطراب معرفي أم ماذا‪ .‬إذن هذا األمر يتطلب من‬
‫األخصائي علم النفس العصبي‪ $‬ليقيم الحالة باعتبارها حالة وظيفية وليست عضوية وعلى الرغم من عدم‬
‫وجود أدلة أو براهين على اإلصابة العضوية المخية إال أن طبيب األعصاب بحسه العيادی يظل معتقدا أن‬
‫وراء هذا السلوك إصابة ما في المخ‪ ،‬على الرغم من أن تقریر األخصائي‪ $‬العيادي هو اآلخر قد ال ينفى‬
‫وال يؤكد‪.‬‬

‫إن معرفة ما إذا كانت اإلصابة المخية مؤقتة أم دائمة‪ ،‬موضعية أم منتشرة يعد أمرا مهما ألن اإلصابة‬
‫الموضعية عادة ما تؤدي إلى تأثير نوعي محدد وتؤثر‪ $‬على عينة محددة من السلوك‪ ،‬بينما تؤدي اإلصابة‬
‫منتشرة إلى تأثيرات واسعة‪ .‬كما أن من المهم معرفة ما إذا كانت تأثيرات اإلصابة مستمرة أم ستتوقف‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫يلعب دور‪ $‬األخصائي النفسي العصبي دورا‪ $‬هاما في تخطيط‪ $‬برامج التأهيل التي سوف‪ $‬تقدم للمريض بعد‬
‫زوال الحالة الحادة‪.‬‬

‫ويمكن أن نلخص دور األخصائي النفسي العصبي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬يستطيع أن يمدنا ببراهين توضح تأثير إصابة المخ على الوظائف المعرفية في الوقت الذي ال‬
‫تستطيع فيه األدوات التشخيصية األخرى ذات التقنية العالية أن تمدنا بنفس المعلومات‪.‬‬

‫‪ -2‬يستطيع أن يوضح لنا ما إذا كان االضطراب السلوكي الظاهر على المريض هو نوع من االدعاء‬
‫والتمارض ‪ ،Malingering‬أم نتيجة اكتئاب مثال (سبب نفسي) أم نتيجة اإلصابة مخية (سبب عضوي)‪،‬‬
‫أم أنه أحد مظاهر‪ $‬األعراض الجانبية للعالج المستخدم‪( . .‬الفت حسين كحلة‪ ،‬ص ص‪)27.26‬‬

‫‪ -3‬طرق البحث والتشخيص في علم النفس العصبي وأدوات التقييم‪:‬‬

‫‪-3-1‬طرق البحث والتشخيص في علم النفس العصبي‪:‬‬

‫اختبارات النفس العصبي تعتبر األدوات األولية التي يعتمد عليها األخصائي‪ $‬النفس العصبي‬
‫‪ ).)Gil.Roger,2010,p256‬هذه االختبارات تسعی لقياس وتقييم القدرات المعرفية لدى الفرد والتي من‬
‫خاللها تحدد الحالة المرضية من عدمها‪ .‬وتشمل طرق البحث في علم النفس العصبي على مايلي‪:‬‬

‫‪-1‬المالحظات العيادية‪:‬‬

‫تعد أحد طرق البحث في علم النفس العصبي هي التي ساعدت على الكشف عن كثير من اسرار‬
‫تشريح الجهاز العصبي ووظائفه وهي أيضا التي أظهرت أسباب االضطرابات العصبية والوظائف‪$‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫المعرفية والوظائف العقلية والسلوكية ومايطرا عليهم من متغيرات سلوكية وعصبية وانفعالية نتيجة‬
‫اإلصابات المخية التي يتعرضون لها‪.‬‬

‫كما يحتاج األخصائي كذلك إلى أدوات مثل الصورة العصبية والتي تسمح بتوجيه أو تأكيد فرضيات‬
‫النفس العصبي التي تتجلی في تحديد منطقة الورم أو اإلصابة العصبية‪ .‬فالتصوير بالرنين المغناطيسي‪$‬‬
‫وغيرها‬

‫‪ MEG) ، (IRM, IRMf, TEP, EEG‬من األدوات التي ال يستغني عنها في التقييم النفس العصبي‪.‬‬
‫فباإلضافة إلى البحث ووضع‪ $‬التشخيص يقوم المختص بإعادة التأهيل المبني على التدريب المعرفي وذلك‬
‫بوضع تمارين تتماشى‪ $‬وطبيعة اإلصابة مثل مرض الزهايمر‪ ،‬ومن هذه األدوات نجد‪:‬‬

‫‪ -‬أشعة المخ المقطعية بالكمبيوتر (‪:)TDM‬‬

‫يتم من خاللها تصوير‪ $‬المخ على هيئة مقاطع منتظمة يتراوح سمكها بين ‪ 10-5‬ملليمتر‪ ،‬حيث يجعل‬
‫المخ على شكل شرائح يتم تصويرها‪ ،‬وبالتالي‪ $‬ندخل إلى أعماق األنسجة لنتعرف‪ $‬على تركيبها‪ $‬سواء كانت‬
‫مصابة أو طبيعية‪ ،‬وهذا ما يسمح لنا بالتعرف على مختلف اإلصابات‪:‬‬

‫‪ -‬وجود‪ $‬أي كسور أو شروخ بالعظام الخارجية للجمجمة‪ ،‬تؤدي إلى نزيف‪.‬‬

‫‪ -‬وجود أي نزيف‪ $‬تحت بعض األغشية المحيطة بالمخ نتيجة اإلصابات مباشرة أو نتيجة نزيف داخلي‪.‬‬

‫‪ -‬وجود أي إصابات وعائية انسداديه أو نزيفيه‪.‬‬

‫‪ -‬التصوير بالرنين المغناطيسي (‪:)IRM‬‬

‫تعد هذه التقنية وسيلة دقيقة يمكنها أن تصل إلى تصوير ما لم تتمكن الطرق األخرى من الوصول‬
‫إليه سواء من حيث الدقة أو من حيث الوصول إلى أماكن تشريحية أخرى وأعراض جديدة مثل حاالت‬
‫تاكل نسيج المخ‪ ،‬خاصة في المراحل المبكرة منه‪ .‬يتم وضع المريض في أنبوبة ذات مجال مغناطيسي‪$‬‬
‫منتظم‪ ،‬ويتم إطالق البروتونات من خالل موجات كهرومغناطيسية‪ ،‬وهذه البروتونات‪ $‬تنعكس في شكل‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫إشارات تتحد معا لتعطي الصورة الخاصة بالرنين المغناطيسي‪ .‬وهذه اإلشارات تتغير وفق‪ $‬طبيعة‬
‫وخصائص كل نسيج‪ ،‬وبالتالي‪ $‬تعطينا صورة أكثر وضوحا عن األشعة المقطعية‪.‬‬

‫‪ -‬الرنين المغناطيسي الوظيفي (‪:)IRMF‬‬

‫وهي ال تختلف عن التصوير‪ $‬التشريحي‪ $‬بالرنين إال في كونها تقيس التفاعل الوظيفي‪ ،‬وبالتالي تكشف‬
‫عن مدى عمل الخاليا واضطرابه‪$‬ا‪)Simep,1989,p151( .‬‬

‫‪ -‬التصوير بالبوزيترون (‪:)PET‬‬

‫تتطلب هذه الطريقة وجود مادة معينة ذات أثر يمكن مالحظته ومتابعته‪ ،‬ويجب أن تكون هذه المادة‬
‫آمنة االستعمال عند حقنها في المريض‪ ،‬وعادة ما يتم حقن مادة مشعة قصيرة األمد أو المفعول في‬
‫الوريد‪ ،‬وهي نوع من الغلوكوز‪ $‬وذلك أثناء انشغال الفرد بأداء مهمة ما‪ ،‬يطلق عليها (‪Fluro-D-‬‬
‫‪FDG )Glucose‬‬

‫‪ -‬رسام المخ الكهربائي (‪:)EEG‬‬

‫تقوم فكرة الرسام الكهربائي على أساس أن الخاليا العصبية لها نشاط‪ $‬كهربائي‪ $‬يمكن قياسه‬
‫وتسجيله (‪ ،)Vion, 2008‬ويتم ذلك من خالل عدد من األقطاب توضع‪ $‬على فروة الرأس كل منها يقيس‬
‫الفص الذي يقع تحته‪ .‬وباعتبار أن نشاط أي منطقة في المخ معناه زيادة النشاط‪ $‬الكهربائي‪ $‬لخاليا هذه‬
‫المنطقة‪ ،‬فان هذا النشاط يمكن أن نرصده في حالة قيام الفرد بنشاط‪ $‬معين‪ ،‬ويصبح التسجيل المسجل‬
‫الناتج مؤشرا‪ $‬لطبيعة هذا النشاط‪)Michel,2005,p18( .‬‬

‫‪-2‬قياس الموصالت العصبية‪:‬‬

‫من المعروف ان الجهاز العصبي بل ووظائف الجسم بعامة تعمل من خالل مجموعة من المواد‬
‫الكيميائية التي تسمى بالناقالت او الموصالت العصبية ومن خالل قياس مستوى هذه الموصالت في الدم‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫يمكن رصد أي زيادة او نقصان فيها وهو ما يعكس زيادة او انخفاض مستوى الوظيفة التي تعمل عن‬
‫طريق هذا الموصل ‪.‬وقد اصبح من الواضح االن ان التغيرات النوعية للموصالت العصبية ترتبط بالعديد‬
‫من اضطراب الوظائف العقلية كالتفكير والذاكرة والتخيل واالنتباه واالدراك وهو االمر الذي ساعد كثيرا‬
‫على كشف العديد من هذه االضطرابات‪ $‬التي ترجع لإلصابات المخية او في االمراض العقلية الوظيفية‬
‫كالفصام‪ ،‬االمر الذي يعد يصبح معه القول بان الفصام احد االمراض الوظيفية الن هناك تغيرات كيميائية‬
‫في المخ‪.‬‬

‫‪-3‬التصوير الدماغي‪:‬‬

‫هناك مجموعة الطرق التشخيصية التي تعتمد على تصوير المخ سواء لدراسة الجانب التشريحي‪ $‬او‬
‫الجانب الوظيفي لهذا الجزء الهام من الجهاز العصبي المركزي وهي وسائل يتم من خاللها تصوير‪ $‬انسجة‬
‫المخ وتحديد طبيعة اإلصابة المخية من أورام وجلطات ونزيف وغير ذلك وتحديد‪ $‬حجم اإلصابة ومدى‪$‬‬
‫انتشارها والمناطق المصابة‪ ،‬كما يمكن من خالل هذه الوسائل تصوير األداء الوظيفي ألجزاء المخ كما‬
‫سنتعرف على ذلك‪ .‬وتنقسم طرق‪ $‬تصوير‪ $‬المخ الى نوعين‪:‬‬

‫‪-‬التصوير التشريحي‪ :‬االشعة المقطعية بالكمبيوتر‪ ،‬التصوير‪ $‬بالرنين المغناطيسي‬

‫‪-‬التصوير الوظيفي‪ :‬قياس كمية الدم بالمخ‪ ،‬التصوير بالبوزيترون‪ ،‬الرنين المغناطيسي‪ $‬الوظيفي‪.‬‬

‫‪-3-2‬أدوات التقييم النفس عصبي‪:‬‬

‫عملية التقييم تشمل بشكل عام جمع المعلومات من اجل اصدار حكم او قرار‪ $‬او تحويل ويقوم اخصائي‬
‫علم النفس العصبي‪ $‬يعمل تقييم لألمراض واالضطرابات النفسية مثل القلق واالدمان واالكتئاب‪ ،‬حيث‬
‫الغرض من التقييم النفسي العصبي هو التوصل الى استنتاجات‪ $‬عن الخصائص البنيوية والوظيفية لمخ‬
‫االنسان من خالل تقويم سلوك االنسان في موقف‪ $‬مثير – استجابة محددة ومعرفة ‪،‬وقد زاد اقبال‬
‫االخصائيين النفسيين العيادين في السنين األخيرة على التخصص في هذا المجال ‪،‬حيث تختلف‬
‫استراتيجيات التقييم طبقا ألغراض الفحص النفسي العصبي‪:‬‬

‫‪-1‬التشخيص‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫ثبتت فائدة الفحص النفسي العصبي في التمييز بين االعراض النفسية والعصبية وفي التعرف على‬
‫االضطرابات العصبية لدى مريض نفسي وفي التمييز‪ $‬بين الحاالت والظروف العصبية المختلفة وفي تقديم‬
‫بيانات سلوكية عن موقع اإلصابة او الخلل او التلف او على األقل تحديد موقعها‪ $‬بؤريا‪ $‬محددا او منتشرا‪،‬‬
‫حاد او ساكنا‪ ،‬في أي من النصفين الكرويين للمخ‪.‬‬

‫‪-2‬رعاية المريض والتخطيط لذلك حيث عادة يحاول المرضى الحصول‪ $‬على معلومات عن قدراتهم‬
‫المعرفية و خصائص شخصيتهم و مدى تكيفهم مع اإلصابة و ما يرتبط بها عن تغيرات سواء معرفية او‬
‫جسمية او نفسية‪.‬‬

‫‪ -3‬البحوث‪:‬‬

‫يس‪$$ $ $‬تخدم التق‪$$ $ $‬ييم النفس‪$$ $ $‬ي العص‪$$ $ $‬بي في دراس‪$$ $ $‬ة تنظيم نش‪$$ $ $‬اط المخ و ترجمت‪$$ $ $‬ه إلى س‪$$ $ $‬لوك و في بح‪$$ $ $‬وث‬
‫اض‪$$‬طرابات المخ و العج‪$$‬ز الس‪$$‬لوكي‪ ،‬وتش‪$$‬مل إع‪$$‬داد األدوات النفس‪$$‬ية العص‪$$‬بية و تقنينه‪$$‬ا و تقويمه‪$$‬ا وهن‪$$‬اك‬
‫عدد من االختبارات‪ $‬في ه‪$‬ذا المج‪$‬ال أع‪$‬دت خصيص‪$‬ا لالس‪$‬تخدام في دراس‪$‬ة اض‪$‬طراب وظ‪$‬ائف‪ $‬المخ و منه‪$‬ا‬
‫اختبارات اللمس‪.‬‬

‫‪ -4‬العالج و التأهيل‪:‬‬

‫يقض‪$$$‬ي اخص‪$$$‬ائي‪ $‬علم النفس العي‪$$$‬ادي الكث‪$$$‬ير من وقت‪$$$‬ه في عملي ‪$$‬ة العالج و التأهي ‪$$‬ل‪ ،‬و إن ك‪$$$‬انت عملي‪$$$‬ة‬
‫العالج هنا محددة و تركز على التغيرات السلوكية ال‪$‬تي ظه‪$$‬رت عن‪$‬د الم‪$‬ريض بس‪$$‬بب إص‪$‬ابته‪ ،‬ف‪$‬إن الترك‪$$‬يز‬
‫ينصب على عملية التأهيل‪ ،‬و ذلك لمس‪$$‬اعدة الم‪$$‬ريض في التكي‪$‬ف س‪$‬واء معرفي‪$$‬ا‪ ،‬جس‪$$‬ميا‪ ،‬اجتماعي‪$‬ا أو مهني‪$$‬ا‬
‫مع اإلصابة و ما نتج عنها من تغيرات‪.‬‬

‫‪-5‬الدعاوى القضائية او القانونية‪:‬‬


‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫و لم‪$$‬ا ك‪$$‬ان التل‪$$‬ف او اإلص‪$$‬ابة أو الخل‪$$‬ل في الجه‪$$‬از العص‪$$‬بي‪ $‬ي‪$$‬ؤثر‪ $‬على مهن‪$$‬ة و عم‪$$‬ل الش‪$$‬خص و بط‪$$‬رق‪$‬‬
‫مختلف‪$$‬ة‪ ،‬ف‪$$‬إن التق‪$$‬ييم النفس‪$$‬ي العص‪$$‬بي يعت‪$$‬بر ض‪$$‬روريا لتق‪$$‬دير م‪$$‬دى ذل‪$$‬ك التل‪$$‬ف او الخل‪$$‬ل و ت‪$$‬أثيره على حي‪$$‬اة‬
‫الشخص و بالتالي لتقدير مدي التعويض الذي يمكن ان يحصل عليه الشخص من الجهة المس‪$$‬ببة أو الت‪$$‬امين‬
‫او الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪- 3-3‬اهداف و استعماالت التقييم النفسي العصبي فيمكن إجمالها في النقاط التالية‪:‬‬

‫وصف و تحديد التغيرات في الوظائف النفسية(المعرفية‪ ،‬السلوكية‪ ،‬االنفعالي‪$$‬ة) من حيث وج‪$$‬ود ه‪$$‬ذا‬ ‫‪‬‬

‫التغير او عدم وجوده و شدته‪.‬‬


‫تحديد االرتباط‪ $‬بين نت‪$$‬ائج التق‪$‬ييم النفس عص‪$$‬بي و بين التش‪$$‬ريح العص‪$‬بي و العملي‪$‬ات الفس‪$‬يولوجية و‬ ‫‪‬‬

‫ذلك لكشف و تحديد درجة و مكان التلف في الدماغ‪.‬‬


‫تحدي ‪$$ $‬د إذا ك ‪$$ $‬انت ه ‪$$ $‬ذه التغ ‪$$ $‬يرات ترتب ‪$$ $‬ط ب ‪$$ $‬أمراض في الجه ‪$$ $‬از العص ‪$$ $‬بي‪ ،‬او أم ‪$$ $‬راض نفس ‪$$ $‬ية‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬

‫اضطرابات نمائية او غير مرتبطة بالجهاز العصبي‪.‬‬


‫تحديد و تقييم التغ‪$‬ير على م‪$‬رور ال‪$‬وقت و تط‪$‬ور الم‪$‬رض (التحس‪$‬ن او الت‪$‬دهور) م‪$‬ع م‪$‬رور ال‪$‬وقت‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫و تحدي‪$$‬د األس‪$$‬باب غ‪$$‬ير المباش‪$$‬رة للم‪$$‬رض و ت‪$$‬رقي الم‪$$‬رض (تقدم‪$$‬ه) و ذل‪$$‬ك من اج‪$$‬ل عم‪$$‬ل خط‪$$‬ط‬
‫مستقبلية للمريض‪.‬‬
‫توفير‪ $‬خطط التأهيل‪ ،‬و التدريب المهني و التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توفير‪ $‬خطط و تعليم لألسرة و مقدمي الخدمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التخطيط لخروج المريض من المستشفى و تنفيذ الخطط العالجية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫و سوف نقدم أمثلة على البطاريات التي أعدت أصال للتقييم النفسي العصبي‪:‬‬

‫بطاريات االختبارات(‪: )test batteries‬‬

‫التق‪$$‬ييم النفس‪$$‬ي العص‪$$‬بي يتطلب سلس‪$$‬لة من االختب‪$$‬ارات المختلف‪$$‬ة‪ ،‬و من ثم ظه‪$$‬رت البطاري‪$$‬ات‪ $‬ال‪$$‬تي يتم‬
‫تطبيقها كمجموعة بشكل روتيني‪.‬‬

‫و هناك نوعان أساسيان من البطاريات‪ :‬األول يشكل بطارية رسمية و الثاني بطارية غير رسمية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫أ‪-‬بطارية التقييم الرسمية‪:‬‬

‫‪Halstead-Raytan battery‬‬ ‫بطارية هالستيد‪-‬رايتان‬ ‫‪)1‬‬


‫بطارية لوريا‪-‬نبراسكا علم النفس العصبي‪Luria-Nebraska Neuropsychology Battery $‬‬ ‫‪)2‬‬
‫وكسلر للذكاء الراشدين ‪Wechsler for adult intelligence‬‬ ‫‪)3‬‬
‫الصورة الخامسة ستانفورد‪-‬بينيه ‪The fifth picture, Stanford-Binet‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪Circuit connection test‬‬ ‫اختبار توصيل‪ $‬الدوائر‬ ‫‪)5‬‬
‫بندر جشطلت ‪Bandar Gestalt‬‬ ‫‪)6‬‬
‫بنتون للحفاظ البصري ‪Benton for visual preservation‬‬ ‫‪)7‬‬
‫اختبار تصنيف‪ $‬الكروت ويسكنسون ‪Wisconsin Card Rating Test‬‬ ‫‪)8‬‬
‫مقياس وكسلر‪ $‬للذاكرة ‪Wechsler memory scale‬‬ ‫‪)9‬‬
‫بطارية كامدكس للتشخيص خرف الشيخوخة ‪Camdex battery for dementia diagnosis‬‬ ‫‪)10‬‬
‫فحص للحالة العقلية المختصر ‪Brief mental status check‬‬ ‫‪)11‬‬

‫و تتكون البطارية من احد عشر اختبارا ال تستخدم كلها اآلن‪ ،‬و هي‪:‬‬

‫اختبار الفئة او التصنيف ‪class or classification test‬‬ ‫‪)1‬‬


‫اختبار ذبذبة اإلصبع ‪finger oscillation test‬‬ ‫‪)2‬‬
‫اختبار االلتحام المتقطع ‪Intermittent docking test‬‬ ‫‪)3‬‬
‫اختبار إدراك أصوات الكالم ‪Speech perception test‬‬ ‫‪)4‬‬
‫اختبار األداء اللمسي ‪haptic performance test‬‬ ‫‪)5‬‬
‫اختبار المالحقة او التعقب ‪stalking test‬‬ ‫‪)6‬‬
‫اختبار قوة القبضة ‪Grip strength test‬‬ ‫‪)7‬‬
‫فحص االدراك الحسي ‪perceptual examination‬‬ ‫‪)8‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫اختبار تحديد موضع اإلصبع ‪finger positioning test‬‬ ‫‪)9‬‬


‫اختبار إدراك كتابة رقم على طرف اإلصبع ‪Fingertip numeral comprehension test‬‬ ‫‪)10‬‬
‫اختبار التعرف على الشكل اللمسي ‪haptic shape recognition test‬‬ ‫‪)11‬‬
‫اختبار تفحص الحبسة ‪Aphasia screening test‬‬ ‫‪)12‬‬

‫ب‪ -‬بطاريات التقييم غير الرسمية(‪)Composite Batteries Informal‬‬

‫‪ -‬بطارية مونتلاير للتقييم العصبي؛ ‪Montreal Neurological Investigation‬‬

‫وتتكون هذه البطارية من مجموعة من االختبارات التي تقيس مجموعة من الوظائف التي يمكن‬
‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد التناظر الكالمي‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫أ‪-‬اختبارات أفضلية استخدام اليد ‪ Handedness questionnaires‬ب‪-‬اختبار الكلمات الثنائية‬


‫‪.Dichotic Words‬‬
‫‪-2‬الذكاء العام‪ ،‬وذلك من خالل ‪:‬‬

‫أ‪-‬مقياس وكسلر للذكاء (النسخة المعدلة)‪.‬‬

‫‪-3‬المهارات المدرسية التحصيلية العامة ‪.Academic skills‬‬

‫وظائف‪ $‬اإلدراك البصري ‪ Visuoperceptual‬من خالل‪:‬‬

‫أ‪-‬مقياس ري لألشكال المركبة ‪.Rey Complex Figure‬‬

‫ب‪-‬الوجوه القمرية ‪.Mooney Faces‬‬

‫‪ -5‬الذاكرة وذلك من خالل‪:‬‬

‫أ‪-‬مقياس وكسلر‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫ب‪-‬مقیاس تذكر الوجوه ‪– Facial Memory Test‬‬

‫‪6-‬الوظيفة المكانية‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫أ‪-‬التمييز بين اليمين واليسار‪.‬‬

‫ب‪-‬مقياس سيميس ألوضاع الجسم ‪Semmes Body-Placing Test‬‬


‫‪ -7‬الوظيفة الحسية الجسمية ‪ ،Somatosensory‬وذلك من خالل ‪:‬‬
‫أ‪-‬الحركات السلبية ‪Passive movements‬‬
‫ب‪-‬تحديد موضع أي نقطة لمسية ‪Point localization‬‬
‫ج‪-‬التمييز بين نقطتين لمسيتين‪.Two-points discrimination‬‬
‫‪8 -‬وظائف اللغة‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫أ‪-‬تسمية األشياء‪.‬‬
‫ب‪-‬القدرة على تهجي الكلمات‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختبار شامبان‪-‬كوك لسرعة القراءة ‪Chapman-Cook Speed of Reading - -9‬وظائف حصان‬
‫البحر‪ ،‬وذلك من خالل اختبار كورسي للمكعبات المتكررة أو المتتالية‬
‫‪Corsi Blocks Recurring‬‬

‫‪ -10‬وظائف الفحص الجبهي‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬


‫أ‪-‬ختبار ويسكونسين لتصنيف الكروت ‪Test Wisconsin Card Sorting‬‬
‫ب‪-‬اختبار شيكاغو للطالقة اللفظية ‪.Chicago Word-Fluency test‬‬
‫‪ -11‬الوظيفة الحركية‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقياس حركة اليد ‪.Hand dynamometer‬‬
‫ب‪-‬طرق اإلصبع ‪Finger Tapping‬‬
‫ج‪ -‬اختبار صندوق کیمورا ‪.Box Test Kimora‬‬
‫د‪ -‬تقليد حركات معقدة من الذراع والوجه ‪copy Facial movement & Complex arm‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫المراجع العربية ‪:‬‬

‫ابراهيم عبد العليم (‪ :)2006‬المخ وصعوبات‪ $‬التعلم‪ ،‬رؤية في اطار علم النفس العصبي المعرفي‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ط‪ ،1‬المكتبة االنجلو مصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الشقيرات محمد(‪ :)2005‬مقدمة في علم النفس العصبي‪،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الفت حسين كحلة‪ ،‬دون سنة‪،‬علم النفس العصبي‪،‬جامعة تبوك‪-‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪19‬‬
‫عالقة علم النفس العصبي‬ ‫بن فيفي خولة‪ ،‬سباع وسام‪ ،‬ميمون سلمى‬
‫باألرطفونيا‬

‫بني يونس محمد(‪:)2009‬اسس الفيزيولوجيا للسلوك‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬االردن‪.‬‬ ‫‪.4‬‬


‫عبد القوي سامي (‪ :)2001‬علم النفس العصبي‪ ،‬االسس وطرق التقييم‪ ،‬منشورات‪ $‬جامعة‬ ‫‪.5‬‬
‫االمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫سليط محمد صبري‪ :)2007( $‬علم النفس المعرفي وتطبيقاته‪،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مليكة لويس كامل(‪ :)2010‬التقييم النورو سيكلوجي‪ ،‬دار الفكر‪،‬عمان‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫المراجع األجنبية‪,:‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Gil,Roger(2010) :Neuropsychologie,5éme éd,Masson,Paris.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Hecaen,Henry(1972) :loc,cit.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Humaine,tom2,Ed,Lamarre,paris.‬‬
‫‪4.‬‬ ‫‪Lacombe,Michel(2005) :Précis d’Anatomie et de Physiologie‬‬
‫‪5.‬‬ ‫‪Simep,Paris,Gil,Roger(1989) :Neurologie pour le praticien.‬‬

You might also like