Professional Documents
Culture Documents
الفرد والمجتمع
الفرد والمجتمع
الفرد والمجتمع
.1المستوى المفاهيمي:
• الفردانية:
كل تصور أو مذهب يعطي األولوية واألهمية للفرد على حساب الجماعة .فهو يعتبر الفرد واقعة أولية وأساسية
مؤسسة لكل القيم .وعلى المستوى السوسيولوجي هي نظرية يجب بمقتضاها أن نفسر الظواهر االجتماعية من خالل
ما هو فردي.
.2المستوى اإلشكالي:
ما طبيعة العالقة بين الفرد والمجتمع ،هل هي عالقة تأثير وتأثر ،أم أنها عالقة أحادية الجانب ،يؤثر أحدهما في
اآلخر فقط؟
وهل الفرد ذات مستقلة عن المجتمع وعن إكراهاته أم أنه ذات خاضعة لبنياته ومؤسساته؟
.3تحليل نص أريسطو:
( الصفحة 50من كتاب منار الفلسفة ،الشعبة العلمية)
أفكار النص: ❖
إن مختلف أشكال التجمع البشري (المدينة ،األسرة) سابقة في الوجود على الفرد ألن هذا األخير غير قادر عل االكتفاء
بذاته .فاإلنسان بطبيعته كائن اجتماعي وسياسي ،وبحكم هذه الطبيعة يمتلك إحساسات أخالقية كالخير والعدل تشكل
ماهية كل مجتمع.
❖ إشكال النص :هل المجتمع سابق على الفرد أم أن هذا األخير هو األساس الذي يمكن من فهم الظواهر االجتماعية؟
▪ أسلوب المقارنة :يقارن أريسطو بين اإلنسان والحيوانات اخرى غيره .فاإلنسان يمتلك كالما يعبر به عن أفكار النافع
والضار والعدل والجور ،بينما ال يتعدى امتالك الحيوانات الصوت للتعبير الفرحة والتعاسة .كما أن اإلنسان يتوفر على
إحساس أخالقي تنشأ عنه المدينة واألسرة عكس الحيوانات.
▪ أسلوب المثال :يوضح صاحب النص فكرة أسبقية الكل على األجزاء من خالل مثال الجسم ،فهذا األخير باعتباره يمثل
الكل يشتمل على مجموعة من األعضاء (الرجل ،اليد )... ،هي أجزاء ال يبقى لها دور أو أهمية إذا انحل الكل الذي هو
الجسم.
▪ أسلوب التفسير :يوضح صاحب النص فكرة المدينة سابقة على الفرد من خالل اعتباره إن الكل سابق على األجزاء،
ومن خال اعتباره أن الفرد المنعزل غير قادر على أن يكفي ذاته بذاته.
▪ أسلوب التعريف :عرف صاحب النص مفهوم اإلنسان بكونه حيوان سياسي بطبعه ،الغرض من ذلك عرض فكرة
أساسية.
▪ أسلوب التبرير :برر الفيلسوف فكرة تميز اإلنسان بالكالم الذي يصلح للتعبير عن النافع والضار والعدل والجور بكون
اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يمتلك إحساس بالقيم األخالقية.
▪ أسلوب التضاد :استعمل صاحب النص مفاهيم متعارضة ،وهي :العدل/الجور ،الخير/الشر ،الفرحة/التعاسة،
النافع/الضار ،الكل/الجزء ،الفرد/الجماعة.
▪ أسلوب النفي :استعمل صاحب النص جملة منفية بغرض توسيع فكرته ،وهي ...« :عندما ال تكون في حالة تسمح
باستكمال عملها.»...
.4موقف كارل ماركس (:)1883 -1818
يؤكد هذا الفيلسوف األلماني أن الفرد كمفهوم تاريخي ظهر نتيجة تطورات تاريخية عرفتها التشكيالت االجتماعية.
فحق اإلنسان في الملكية الفردية وفي الحرية ارتبط بظهور المجتمع البرجوازي .إذ أصبحت الفردانية ضرورة خارجية من
أجل تحقيق الغايات الشخصية ،ثم عرفت بعد ذلك العالقات بين طبقات المجتمع تطورا كبيرا أدت إلى كون الفردانية ال يمكن
أن تتحقق إال داخل المجتمع ألن الفرد ال يمكن أن يكون له وجود إال في إطار عالقات اجتماعية محددة.
.5موقف ألكسيس دوطكفيل ()1859 -1805
يرى الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي "ألكسيس دوطكفيل" أن األنانية هي شكل من أشكال الفردانية عرفها الناس منذ القدم
تتجسد على المستوى األخالقي .فإذا كانت األنانية هي الحب المفرط للذات وتفضيلها على الجميع بحيث ال يفكر الشخص
إال في نفسه ،وبالتالي تعتبر الفرد أسمى وأرفع قيمة .أما الفردانية فهي استقالل الذات ناتج عن تطور الممارسة الديمقراطية
التي يمنح للفرد حرية التصرف وفق إرادته دون المساس باآلخرين ،فهي إذن تصرف عقالني يجعل الفرد يختار عالمه
الخاص.
.6موقف نوربرت إلياس (:)1990 - 1887
يؤكد عالم االجتماع األلماني "نوربرت إلياس" في كتابه "مجتمع األفراد" أن العالقة بين الفرد والمجتمع هي عالقة
جدلية ،عالقة تأثير وتأثر ،وليست بالعالقة األحادية الجانب .فهو يرفض الموقف الذي يعطي األولوية للفرد على المجتمع
والذي يعتبر أن الفرد هو أساس المجتمع وأنه هو الذي يؤثر فيه ،ويرفض كذلك الموقف المعارض له والذي يمنح األولوية
للمجتمع على الفرد والذي يؤكد أن األفراد يظلون خاضعين للمجتمع .فال وجود في نظر "نوربرت إلياس" لفرد مستقل عن
مجتمعه كما ال يوجد مجتمع مستقل ومنفصل عن أفراده .والدليل على ذلك أن الفرد يخضع لتنشئة اجتماعية تؤثر فيه
وتطبع شخصيته بطابع مجتمعه ،لكنه إضافة إلى ذلك يؤثر الفرد في المجتمع ويطبعه بطابع شخصي .وهكذا ،فالفرد
والمجتمع يشبهان وجهي العملة الواحدة ،حيث ال يمكن الفصل بينهما ،فال يوجد مجتمع بدون أفراد ،والفرد ال يساوي شيئا
بدون مجتمع ،أي أن العالقة بينهما هي عالقة تفاعل وتأثير متبادل.