Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 210

‫عبدالرحمن األمين‬

‫‪aamin@journalist.com‬‬
‫وا�شنطن ‪ -‬الواليات املتحدة‬

‫عينات من جرائم قو�ش‪:‬‬


‫بط�ش دارفور‬
‫ولط�ش دبي!‬
‫عبدالرحمن األمين‬
‫‪aamin@journalist.com‬‬
‫وا�شنطن ‪ -‬الواليات املتحدة‬

‫بوثائق صادمة وحيثيات تتسم بالشمول والدقة ‪:‬‬

‫ٍ‬
‫الصحفي االستقصائي األستاذ عبدالرحمن األمين‬

‫يرفع �صالح قو�ش عاريا‬


‫على من�صة العدالة ليواجه الق�صا�ص امل�ستحق‬
‫( �سل�سلة خمتارة من ‪ 12‬تقرير ا�ستق�صائي من�شور عن قو�ش ‪ -‬الرجاء ن�شرها وتبادلها علي �أكرب نطاق ممكن )‬
‫للمزيد من تقارير الكاتب تكرم بزيارة �أر�شيفه علي �صحيفة الراكوبة علي هذا الرابط ‪:‬‬
‫‪https://www.alrakoba.net/articles-action-listarticles-id-88.htm‬‬

‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬


‫و‬ ‫ق‬ ‫سل‬
‫ش‬

‫تقرير‬
‫وثائقي‬
‫الفهر�س‬

‫‪4‬‬ ‫الف�صل الأخري‪ :‬بروفايل قو�ش �أو ال�صندوق الأ�سود‬

‫‪21‬‬ ‫من هنا كانت البداية ‪..‬قو�ش يف الغرفة املغلقة يف اخلرطوم‬

‫‪38‬‬ ‫قو�ش واخلطة (ب)‪ :‬الهرولة ايل لندن بعد �أن �أو�صدت وا�شنطن بابها‬

‫‪67‬‬ ‫ا�شتعال حرب الوثائق واملعلومات امل�ضللة « ‪« Disinformation Campaign‬‬

‫‪87‬‬ ‫ا�شتعال �أهوال كتائب قو�ش يف دارفور ‪ ،‬موت وفح�ش وفجور»طالع التقرير الكامل‬
‫للجنة دارفور»‬

‫‪106‬‬ ‫اللقب بني �أكذوبة الذكاء اخلارق وتوبيخ �أ�ستاذه الهندي !‬

‫‪131‬‬ ‫بالوثائق الدامغة‪..‬قبلنا التحدي ياري�س‪ ،‬هاك �إثبات ل�صو�صية نظامك الفا�سد ‪:‬‬
‫‪ 35‬مليون دوالرلتمويل قو�ش !‪..‬‬

‫‪140‬‬ ‫مفردات ال�صورة النفطية اليوم ‪ ..‬وم�أكلة لقو�ش واجلاز وبدرالدين !‬

‫‪153‬‬ ‫ال�صني �إ�شرتت اليوم �شحنة النفط بعمولة ‪ 19.5‬مليون دوالر لقو�ش واجلاز‬
‫وبدرالدين!‬

‫‪173‬‬ ‫بتمويل خارجي ومك�سب ‪ 2‬مليون دوالر لقو�ش يف ال�شحنة‪�...‬سجنوه فتبخر‬


‫اجلازولني!‬

‫‪176‬‬ ‫اجلا�سو�سان املتناحران‪ ..‬مابني انربا�ش قطبي وت�آمر قو�ش‪ ،‬كيف ا�ستفادت �أمريكا ؟‬
‫�شاهد الوثيقة‬

‫‪190‬‬ ‫رجال من طني احل�سد واملكايدة‪ ،‬قو�ش وقطبي‪ ،‬وف�صول التناف�س الر�ضاء �أمريكا!‬

‫‪200‬‬ ‫كلمة �أخرية‬

‫‪200‬‬ ‫�شكوى العميد حممد �أحمد الريح‬


‫‪-3-‬‬
‫شركة مخابرات قوش ذ م م وأسماء شركاؤه‬
‫االثني عشر في فظائع دارفور ‪ ،‬من هم ؟‬

‫الف�صل الأخري‪ :‬بروفايل قو�ش‬ ‫الحلقة‬


‫�أو ال�صندوق الأ�سود‬ ‫‪1‬‬
‫‪01-08-2013‬‬

‫كان االسم في شهادة امليالد هو صالح عبد اهلل محمد صالح الي ان ناداه أترابه بقوش‬
‫اعجابا مبا حسبوه بسطة في الذكاء وتوقد الذهن ‪ .‬أما لوكاالت االنباء فهو ‪ ،‬ومنذ ‪ 22‬نوفمبر‬
‫املاضي‪ ،‬الصندوق االسود لالنقاذ بعد ان قذفه مالحو القيادة من نافذة مركبة تتهاوي‬
‫للسقوط ‪.‬‬
‫سنواته كتنفيذي باجلهاز هي كراسة حملن االنقاذ كافة ‪ :‬استجالب بن الدن في ‪1991‬‬
‫وسرقة أمواله ثم طرده بعد ‪ 5‬سنوات ‪ ،‬االعتماد علي دعم مصر السياسي واالقتصادي في‬

‫‪-4-‬‬
‫‪ 1990‬ثم محاولة قتل مباركها بعد ‪ 5‬سنوات ‪ ،‬دعوة الضيوف للمؤمتر الشعبي العربي‬
‫االسالمي في ‪ 1991‬واستضافتهم بدولة اخلالفة االستوائية ثم الغدر بهم وتسليمهم للسي‬
‫آي ايه ‪ ،‬الوالء والبيعة للشيخ الترابي ثم االنقالب عليه وحبسه في ‪ 2001‬واتهامه بقلب‬
‫نظام احلكم في ‪ ، 2004‬اشعال غابات اجلنوب وهوس التزويج اجملاني لشبابنا مبعسكرات‬
‫الدفاع الشعبي بالسودان ومن ثم ‪ ،‬دلفري جثمانني العرسان السودانيني لطمث احلور‬
‫العني باجلنة ‪ ،‬توقيع ماشاكوس ثم نيفاشا في ‪ 2005‬وفصل اجلنوب في ‪ ،2011‬اشعال‬
‫دارفور في‪ 2003‬بحجة سيادة الدولة ثم القبول بأكثر من ‪ 30‬ألف قبعة زرقاء في ‪..2006‬‬
‫والصمت عن الفشقة وحاليب وخريطة مستمرة في االنكماش كمناديل الشيفون‪ .‬وقف الي‬
‫جوار البشير يهز ويتوعد ‪ ،‬وما ان الح شبح اجلنائية وتكشفت القائمة بدأ في توريط بشيره‬
‫ومخارجة نفسه ‪ ،‬فصادق الشيطان االكبر ! بدأ حياته بال صورة ‪ ،‬وبرسم مجهول ‪ ،‬ولم يطل‬
‫علينا بوجه نعرفه ‪ ،‬اال مع الراحل نقد في ‪! 2005‬‬
‫درس الهندسة لكنه برع في الشمار! عمل في نخاسة املعلومات والكذب والتأمر ‪ .‬بالغش‬
‫اشتري الوالء ‪ ،‬وبالكذب زور مصداقيته ‪ ،‬وباالموال أفسد الناس ‪ .‬عاهد الذمم صباحا‬
‫وسرب في الظهيرة معلومها ‪ ..‬وتنكر لكل شئ مساءا ‪.‬هتك معصوم االسرار وتلهي مبا‬
‫عرف‪ ،‬وتكسب مما عرف ‪ .‬تاجر بالتجسس وتلذذ بالتحسس وابتز الضحايا مبا عرف فهابه‬
‫االصدقاء قبل االعداء ‪ .‬بيانه بالعمل كان الالءات الالسودانية «ال للشفقة ‪...‬ال لالخالق ‪..‬ال‬
‫لالنسانية « ‪ .‬حتاشاه أقرب رهطه وتهربوا منه فله من خصال دود الفضالت نصيب وافر‬
‫‪ -‬عفونة متأصلة تقدح بعد حني ‪ .‬عرف خاصته ‪ ،‬مبن فيهم رئيسه‪ ،‬انه كائن البالوعات‬
‫املتعيش علي جناسة عورات الناس وافرازات شهوة الكرش والفرج ‪ .‬لذا لم يأمنوه أبدا ‪.‬‬
‫مهنته هي حالة عمل دؤوب لفضح ماستره اخلالق ‪ ،‬فأبدع ‪ .‬تخصص في تدمير احليوات‬
‫أما بقطع الرقاب أو األقوات ‪ ،‬أو العقوبتني معا ‪ -‬فبشع ‪ .‬اشترط علي من يلتحق بخدمته‬
‫ترك قلبه وآدميته ووصايا االمهات واحلبوبات واالباء بالبيت واحلضور جلهازه بال أخالق‬
‫وعرايا من موروث النبل السودانى ‪ .‬حدثنا عن فعائله العميد البطل ود الريح وفصل جرائمه‬
‫العقيد الصنديد مصطفي التاى وصامت عن الكالم قوائم من الشرفاء ‪.‬عاث فسادا فتفرعن‬
‫وجتبر‪ .‬نبغ في كسر النفوس واستنباط ويالت جعلت أسراه يدعون علي أنفسهم باملوت‪،‬‬
‫ويتمنونه ‪ .‬أستخدم الدبر والفرج كأسلحة دمار شامل فأصبح االغتصاب عنوانا ملكاتبه‬
‫الرسمية ‪ ،‬اذ تصدرت السرائر والشراشف قوائم مشترواته من األثاث املكتبي! أنفق بكرم‬
‫علي دورات ابتعاث منسوبيه الي اكادمييات التعذيب االيرانية والبطش الصيني وكل مكان‬

‫‪-5-‬‬
‫يصرخ شعبه من ظلم احلاكم ‪ ،‬لم ينسي دورات الورش التطبيقية للتدريب محليا علي أخر‬
‫تقنيات التنكيل والتعذيب ‪.‬‬
‫تاجر بلفافات املعلومات ‪ ،‬وتعاطاها بشبق‪.‬قبض من وزارة املالية املليارات وسالت أموال‬
‫الشعب بني يديه وادراجه ‪ ،‬فأنفقها بتعظيم شرها ونزع خيرها ‪.‬منذ تعيينه باجلهاز في‬
‫بداية التسعينيات تقافز قوش علي حبال متداخلة‪ .‬أما مهاراته االبليسية فأزهرت مع تدفق‬
‫النفط علي عروق ميزانيته ‪ .‬باع واشتري بال مساءلة وال مراقبة أو تدقيق محاسبي ‪ .‬هابه‬
‫وزير املالية ‪ ،‬وخاف منه وزير العدل وسعي لكسب وده محافظ بنك السودان وحترج منه‬
‫املراجع العام وهاتفه رئيس القضاء لتحيته صباحا ‪ .‬فتورم وانتفخ غرورا ! يوم ‪ 14‬يوليو‬
‫‪ 2007‬ذهب ملقابلته «الطبيب»غازي صالح الدين ليطلب منه السماح بأدخال أدوية باطنية‬
‫مهمة لزوج شقيقة زوجته (عديله) مبارك الفاضل املهدي ‪ ،‬فاعتذر عن استقباله مبكتبه‬
‫وأكتفي بالتحدث اليه بهاتف رقيب االستقبال بالبوابة ! حضر مصطفي اسماعيل لتعزيز‬
‫طلب غازي طالبا التوسط بالسماح ألدوية مبارك بحجة ان الرجل مريض جدا وسيجري‬
‫جراحة بالقولون ‪ .‬لم يكن حظ طبيب الرحي الثاثة بأحسن من حظ العديل فرفض الطلب‬
‫واعتذر عن املقابلة ! ذهب «القياديان « يشكوانه للرئيس ‪ ،‬قال لهما أمير املؤمنني(حاولوا‬
‫تتفاهموا معاه ‪..‬أمشوا حاولوه تاني ) !‬

‫دخل المخابرات وطلق الهندسة فأصبح الطرة والكتابة في البنكنوت ‪..‬‬


‫أتي رئيسا جلهاز اخملابرات في زمن الفورة النفطية الطارئة وغادر في زمن الفقر املعتاد‪.‬‬
‫ظنه بنفسه انه جيمس بوند أو شرلوك هوملز ‪ ،‬وحبذ ان يكون كوملبو ببدالت مت تعديل‬
‫مخيطها وراثيا ليسع أجهزة التسجيل والتصنت ! هو اسامه عبداهلل آخر ‪ ،‬رجل فوق‬
‫القانون‪ .‬فالسودان بعد ‪ 31‬أغسطس ‪ 1999‬قال وداعا للفقر ‪ ،‬مؤقتا ! دخلنا نادي النفط‬
‫بتصدير أول شحنة من بترولنا ‪ .‬خلف قوش قطبي املهدي باجلهاز في ‪ 2000‬وميزانيته‬
‫‪ 186‬مليون دوالر‪ ،‬وغادر في ‪ 2009‬وقد قاربت مخصصاته ‪ 800‬مليون دوالر ‪ ،‬فأثري هو‬
‫ومن معه ألحفاد االحفاد! أقيل في زمن الضيق وأزمة مالية عاملية طاحنة وميزانية مقسومة‬
‫علي نصفني قبل انفصال اجلنوب بعامني‪ .‬ترك حملمد عطا التصريحات الذى اعلن يوم االحد‬
‫‪ 16‬اكتوبر ‪ 2011‬ان جهازه ( وافق علي استقطاعات في ميزانية ‪ )2012‬اعالن أغرب مافيه‬
‫انه ‪ ،‬كعادة االنقاذ‪ ،‬خبأ حجم امليزانية األصلية ‪ ،‬وحجم االسنقطاعات ‪ ،‬فليس من حق شعبنا‬
‫أن يعرف منهم حتي وان تدفقت اسرارهم في شوارع العالم البحثي ‪.‬‬
‫‪-6-‬‬
‫ذكرت ربيكا هاملتون الباحثة مبركز بولتزر في دراسة لها بتاريخ ‪ 13‬سبتمبر‪2010‬‬
‫مانصه ( وفقا لبيانات نشرتها حكومة السودان فان العوائد النفطية بلغت حوالي ‪ 2.8‬بليون‬
‫من ميزانية العام املاضي‪ ، 2009‬أي حوالى ‪ %60‬من ميزانية هذا العام )‪ .‬واذا استخدمنا‬
‫نسبة ‪ % 37‬اخملصصة لألمن يكون للجهاز ميزانية مقدارها ‪ 756.75‬مليون دوالر أنفقها‬
‫قوش علي الرواتب واخملصصات وأدوات القمع والنهب عبر شركات اجلهاز اخلاسرة ‪ ،‬داخل‬
‫السودان وخارجه !!‬
‫وفي شارع آخر تتكوم املعلومات «السرية « في انتظار من يرفعها ليقرأ ‪.‬يقول تقرير‬
‫بعنوان (ميزانية الدفاع ‪ ،‬السودان ) من اصدارات «جينز سينتل لتقييم مخاطر االقطار «‪،‬‬
‫وهذا مصدر متخصص في الشؤون األمنية والعسكرية والسياسية واالجتماعية ألكثر من‬
‫‪ 190‬دولة حتفه مصداقية مخباراتية عالية ‪ ،‬يقول انه في الفترة مابني ‪ 2011- 2006‬فان‬
‫االنفاق علي الدفاع في السودان « ويشمل الي جانب اجليش ‪ ،‬األمن واخملابرات « ارتفع من‬
‫‪ 500‬مليون دوالر الي ‪1.5‬مليار دوالر‪ ،‬أي بأكثر من الضعف !» طالع التقرير علي هذا الرابط‬
‫‪http://articles.janes.com/articles/J...get-Sudan.html‬‬

‫بث املركز السودانى ‪ ،‬ذراع البصاصني االخباري ‪ ،‬نبأ استقطاعات عطا متحدثا عن‬
‫اجتماعات وزارة املالية باجلهاز (مشاورات الوزارة لم تواجه أية صعوبة أو عقبات ُتذكر‬
‫في النقاش حول تخفيض ميزانية اجلهاز‪ ،‬قد امتد احلوار إلى نقاشات حول إدارة املوازنة‬
‫العامة للدولة وزيادة اإليرادات والترشيد في الصرف احلكومي‪.‬وأكد رئيس دائرة الشؤون‬
‫املالية باجلهاز أن املشاورات التي أجراها جهاز األمن واخملابرات مع وزارة املالية أثمرت عن‬
‫اتفاق كامل لتخفيض ميزانية اجلهاز‪ ،‬وأشار إلى أن اجلهاز ومنذ العام املاضي ‪2010‬م‪ ،‬اتبع‬
‫سياسة الترشيد املالي على (‪ )3‬مراحل ملدة عام من سبتمبر ‪2010‬م إلى سبتمبر ‪2011‬م‬
‫دون أي تأثير على عمل وانفتاح اجلهاز داخليا ً وخارجياً‪.‬وكشف عن استيعاب جهاز األمن‬
‫واخملابرات الوطني لـ (‪ )21‬ضابطا ً ماليا ً من خريجي اجلامعات‪ ،‬متخصصون في احملاسبة‬
‫ولديهم خبرات واسعة أسهموا بصورة جيدة في إدارة موارد اجلهاز) ‪.‬‬
‫تأمل باهلل عليك ! فريق من وزارة املالية يذهب للتباحث حول االستقطاعات والتقشف‪،‬‬
‫فيحاضرهم (علماء) اجلهاز عن سبل ادارة املوازنة لكل الدولة ! يتحدثون معهم عن التخفيض‪،‬‬
‫فيعني اجلهاز ‪ 21‬ضابطا جديدا ! ثم ‪..‬انتبه لهذه البدعة احملاسبية املسماة «ادارة موارد‬
‫اجلهاز « ! فما هي اال غطاءا فضفاضا لللصوصية عبر شركات ميلكها ويديرها جهاز يفترض‬
‫فيه ان ينشغل باخملابرات وحماية أمن الوطن ‪ ،‬ال السوق وصفقاته !‬
‫‪-7-‬‬
‫االنقالب علي قوش تم قبل ‪ 3‬سنوات ‪.....‬مع وقف التنفيذ !‬

‫االنقالب احلقيقي علي قوش جري يوم ‪ 14‬أغسطس ‪ 2009‬باقالته من اجلهاز وتعيينه‬
‫بالقصر ‪ .‬أما االعالن فقد تأجل ‪ 3‬سنوات ‪ ،‬الي ليلة القبض عليه يوم اخلميس ‪ 22‬نوفمبر‬
‫‪ 3 ! 2012‬سنوات وهم يتحينون الفرصة لالنقاض عليه ‪ ،‬الي ان ظفروا به ‪.‬‬
‫خللع قادة اجلاسوسية قاعدة راسخة ‪ .‬مؤداها انه يتعني التذاكي عليهم خللعهم ‪ ،‬استغفالنا‬
‫لالطفال لنزع ما أعتبروه ملكا لهم بوضع اليد‪ .‬فاحليلة اجملربة ‪ ،‬للخلع من املنصب أو‬
‫استرجاع الدمي ‪ ،‬تبدأ ببذل وعود خادعة وطمأنيينة زائفة ‪...‬ثم االنقضاض علي الهدف ! هذا‬
‫عني مافعله اجمللس العسكري االنتقالي املتوجس من القوة الضاربة جلهاز أمن الدولة ابان‬
‫انتفاضة ‪ .1985‬ذهب سوار الذهب ملبني اجلهاز وأصطحب في سيارته « بحميمية» اللواء‬
‫عمر محمد الطيب ‪،‬رئيس اجلهاز ‪ ،‬بدعوى املشاركة في اجتماع بالقيادة العامة ‪ -‬وهناك‬
‫أقالوه ‪ .‬استدعوا اللواء كمال حسن أحمد ‪ ،‬نائب «شيخنا»‪ ،‬ورقوه رئيسا للجهاز ! ألبسوه‬
‫اجلديد ووقفوا لتحية ماأضافوا علي كتفه من نحاسيات وجرتقا أحمر حزموا به طاقيته‬
‫العسكرية‪ .‬ظن أنه حقق حلم حياته ‪ ،‬فانصرف للعمل ُم ْب َت ِد ًئا بتزويد اجمللس االنتقالي مبا‬
‫علم من جتهيزات ومعلومات ونبش ‪ ،‬بهمة ‪ ،‬في ادارج اللواء عمر بحثا عن مالم يعلمه من‬
‫أسرار‪ .‬أجنز املهمة في أيام قالئل بكفاءة ‪ ،‬ونقل أسرار رئيسه السابق الي طاولة عسكر‬
‫أبريل ‪ .‬ساعدوه في رسم خطط تفكيك اجلهاز وتسريح ضباطه ‪ ،‬فانصاع لالوامر ‪ .‬عندما‬
‫أطمأنوا متاما من خلع أنياب اجلهاز ‪ ،‬أرسلوه ملنزله (مبيم) املعاش وعينوا الفريق السر اب‬
‫احمد مكانه! (لالستزادة طالع االضاءات القيمة التي دونها العميد هاشم ابو رنات في كتابه‬
‫«اسرار جهاز االسرار»)‪.‬‬
‫دفع االنقاذيون باملتزلج قوش علي ذات املضمار ‪،‬متزحلقا من القمة للقاع ‪ .‬بدأت اللعبة‬
‫يوم ‪ 14‬اغسطس ‪ 2009‬فهوى بسالسة من رئاسة اجلهاز ليصبح مستشارا للرئيس للشؤون‬
‫االمنية( وليس مستشارا لألمن القومي)‪.‬صبروا عليه الي تلك الساعة املتأخرة من ليل ‪27‬‬
‫ابريل ‪ ، 2011‬خمسة أيام فقط بعد تالسنه مع رئيسه السابق باجلهاز ‪ ،‬د‪ .‬نافع علي نافع‪.‬‬
‫فسحبوا الصاعق عن مقذوف نيتهم باقالته من اجلهاز وجتريده من كل شئ ! ‪ 5‬أيام من‬
‫استعراض اعالمي للعبة عض االصابع بني الرجلني ‪ ،‬وانتهي العرض بتدحرج رأس قوش‬
‫مفصوال عن جسد النفوذ والقوة ‪ .‬ومن ثم بدأ االعداد للشوط االخير ‪ ،‬أو الشوتة االخيرة ‪،‬‬
‫الفرق ‪ 19 .‬شهرا من التخطيط السري وتتبع أسفاره املتكتم عليها ‪ ،‬أطبقوا عليه وهو عائد‬

‫‪-8-‬‬
‫لداره من احتفالية تراثية بنادي الزومة مبناسبة صعوده للدرجة االولي ‪ .‬أيام الحقة ‪،‬‬
‫وبدأت مغسلتهم تدور تنظيفا جليوبه ‪ .‬فنفضوا محفظة أل قوش البنكية في السودان من‬
‫مسروقات مليارية بعرق الكف في ‪ 20‬عاما ‪ .‬استحواذ ناجح ل‪ 7‬مليارات لكنها دون مستوي‬
‫الوحم والتمني ملولود سمني يدمع باليورو ويضحك بالدوالر‪ ،‬يولد وريثا حلسابات قوش‬
‫اخلارجية ‪ ،‬الطافي منها مبصارف االفشور والراسي في اليابسة ‪ .‬وحم ولعاب يسيل علي‬
‫أمواله املكنوزة في بنوك دبي والدوحة وكواالمبور واملنامة وأديس أبابا ونيودلهي وبكني!‬
‫سيواجهون قطعا مشكالت قانونية كبيرة ان هم خاطبوا تلك الدول لكشف حساباته أو جترأوا‬
‫بالطلب من سلطاتها ارجاع املسروقات املليونية ‪ .‬فتلكم بلدانا لها تقاليد مصرفية محترمة ال‬
‫تصلح فيها همبتة صالح كرار بكشف احلسابات أو املصادرة بال سند قضائي ملزم ‪ .‬يرجح‬
‫بعضهم ان اجلولة القادمة ستشمل مقايضة مليارية دوالرية كتسوية ‪ ،‬شبيهة مبافعل عمر‬
‫عبدالعاطي مع خضر الشريف عقب االنتفاضة (‪ 20‬مليون دوالر ) ‪ .‬ويقول هؤالء ان اعداء‬
‫قوش قد ال يحتاجون ملالحقة أمواله باخلارج ان ظفروا بتنازل منه عن عقاراته ومنقوالته‬
‫ومديونيته املستحقة لدي حكومة السودان ‪ ،‬وآخرها ضماناته البنكية باخلليج لتوريد ‪35‬‬
‫شحنة جازولني ( والشحنة الواحدة هي حمولة باخرة مبا قيمته ‪ 38‬مليون دوالر )! غير ان‬
‫مثل هذه الترجيحات تظل بنظرنا قراءات كف ‪ ،‬بال سند أو قيمة ‪.‬‬

‫خناجر أهل المخابرات‪...‬ال تعاف اللحم وتفضل الرقبة !‬


‫ماجري لقوش في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،‬هو ذاته ماتخصص فيه قوش من افتعال للتهم والصاق‬
‫الدليل الكاذب باالبرياء واستصدار اذن باحلبس وسلب احلريات ‪..‬ثم الفتك باخلصوم ‪.‬‬
‫سبحان اهلل !‬
‫تطابقت التمثيلية التي اخرجوها ‪ ،‬حافرا بحافر ‪ ،‬بأخري من أخراج قوش نفسه يوم‬
‫السبت ‪ 14‬يوليو ‪ . 2007‬فيومها اعتقلت أجهزة قوش مبارك الفاضل املهدي ومعه ‪ 13‬من‬
‫قيادات حزبه ‪ ،‬عسكرا ومدنيني ‪ .‬خرج نافع مستشار الرئيس السوداني ‪ ،‬آنذاك ‪ ،‬ليقول في‬
‫‪ 16‬يوليو ان قوي معادية للسودان وحتديدا أميركا «ذات صلة ‪....‬مبحاولة تخريب كان‬
‫يعتزم رئيس حزب األمة‪/‬اإلصالح والتجديد مبارك الفاضل القيام بها‪.‬وأضاف نافع أن هذه‬
‫احملاولة (كانت تتضمن خططا الغتياالت سياسية في البالد) ‪.‬‬
‫نفس املالمح والشبه !‬

‫‪-9-‬‬
‫بثت سونا مانصه « أن األجهزة األمنية علمت باملؤامرة منذ أبريل وقررت التدخل السبت‬
‫لضمان أمن البالد»‪ .‬بعد ‪ 5‬أشهر من احلرمان من كل حق له ‪ ،‬بل وحتي الدواء وزيارات‬
‫االسرة ‪ ،‬قام وزير العدل محمد علي املرضي بشطب االتهام املوجه إلى مبارك الفاضل املهدي‪.‬‬
‫ملاذا ؟ قال «لضعف البينة « وأمر باطالق سراحه فورا مقررا انه وبعد باطالعه على اقوال‬
‫املتهمني واالعترافات لم يجد غير افادة من املتهم االول اللواء محمد علي حامداشار فيها أنه‬
‫زار مبارك مبنزله طالبا دعما ماليا اال انه اعتذر له ‪...‬وكان ذلك هو االجتماع الوحيد الذي مت‬
‫بينهما!‬

‫اسم اللعبة ‪ :‬فن رمي الجوكر بايظ !‬


‫نخلص ‪ ،‬اذن ‪ ،‬للقول ان استهداف قوش كان كاشهارات القرافتي علي جدر وحوائط املدينة‪،‬‬
‫بكل االلوان ‪ ،‬ولم يكن سرا‪ .‬انهمك املطبخ األمني لالنقاذ في االعداد لوجبة كبيرة ‪ ،‬أو هي‬
‫مباراة التهام اخلصم ‪ .‬وقف قوش في ركن من احللبة وخلفه وجوه منقبة بعباءات مظلمة ‪،‬‬
‫وفي الركن االخر نافع وقطبي ومنقبون أخرون ‪ ،‬أيضا تلفهم ظالل وعتمة !‬

‫ان طالعت صحف الصباح ‪ ،‬بعيون املؤامرة ‪ ،‬فستفهم كل شئ‪.‬‬


‫مثال ‪ ،‬بعد اقالة قوش باسبوع واحد نقلت صحيفة (الوطن ) يوم اخلميس ‪ 4‬مايو ‪2011‬‬
‫حوارا مع قطبي املهدي تظنه لوهلة تشنيعا صادر من ضرة شامتة وحانقة أكثر من كونه‬
‫مرئيات مسؤول رصني العبارة ‪ .‬عرفته الوطن بصفته الرسمية ك(أمني امانة املنظمات وعضو‬
‫املكتب القيادى فى احلزب) ونقلت عنه قوله (ان التمدد والتضخم والطموحات الزائدة كانت‬
‫وراء اقالة قوش ) ! ومضت ملا نصه (واكد املهدى ان مالحظات عديدة احاطت بنشاطه ودفعت‬
‫الى تقييم تصرفاته مؤكدا ان الرجل كان يرتب نفسه لرئاسة جمهورية السودان واضاف «‬
‫التحليالت توصلت الى ان قوش وبعد ان سرت تصريحات بان الرئيس الينوى الترشح مرة‬
‫اخرى ‪ ..‬كان ضمن اخرين يرسم الن يكون فى هذا املوقع ‪ .‬واستدرك قطبى بالقول ‪ .‬موضوع‬
‫املستشارية ميثل جزءا بسيطا واكد ان مساعد الرئيس نافع على نافع لم يحضر االجتماع‬
‫الذى تقرر فيها اقالة الفريق قوش ‪ ).‬انتهي !‬
‫ثمانية أشهر من كالم قطبي هذا وتورد صحيفة سودان تربيون أخبارا مستجدة‪ .‬ففي يوم‬
‫السبت ‪ 13‬يناير ‪ 2012‬قالت ان قوش خاطب احتفاال ألبناء مسقط رأسه بالشمالية املقيمني‬

‫‪-10-‬‬
‫بالعاصمة ‪.‬سألوه عن اسباب ابتعاده عن دائرة الضوء‪ ،‬قال (إن ابتعاده عن العمل العام‬
‫يأتي ألسباب موضوعية ووعد بان يكشف عنها في الوقت املناسب)‪.‬‬

‫اذن ‪ ،‬كان يعرف باالمر !‬


‫السؤال املشروع هو ‪ :‬ياتري اين ذهب دهاؤه؟ فهذا رجل ترك اسمه و متخطر بكنية ألصقها‬
‫به أقرانه ‪ ،‬اسم استاذه الهندوسي في علم الرياضيات ‪ ،‬تدليال علي ذكائه اخلارق ‪..‬كيف فات‬
‫عليه ان القوم يأمترون به ؟‬
‫ال ندعي معرفة بطرائق تفكير رجل اخملابرات الثري ‪ .‬لكنا ندعي فهما وتسليما بقول احلق‬
‫وب ا َّل ِتي ِفي ُّ‬
‫الص ُدورِ) «احلج – ‪.»46‬‬ ‫جل وعال القائل ( َفإ ِ َّنهَا لاَ َت ْع َمى الأْ َ ْب َ‬
‫صا ُر َو َل ِكنْ َت ْع َمى ا ْل ُقلُ ُ‬
‫فأقوال احلكماء تفيض بالكثير من النصائح ألمثاله من الساهني ‪.‬فمنذ قرون سالفة قالوا‬
‫أحي قلبك باالتعاظ مبا حاق بغيرك ‪ .‬ونصحوا بتبصير الذات بفجائع الدنيا ودوام التحذير‬
‫للنفس من صولة الدهر وفحش تقلب األيام ‪ .‬ذكرونا بتأمل أخبار املاضني وماأصاب أضرابنا‬
‫ممن سبقونا ‪ ،‬وامعان النظر فيما فعلوا وأين حلوا وكيف انقلبوا وما حل بهم من نقم ونكال–‬
‫وما عبداهلل السنوسي (ليبيا) وعمر سليمان (مصر) ببعيدين !‬
‫سيرة قوش هي أول منوذج انقاذى لتقلبات الدنيا واالقدار ان زحفت كامتة ألنفاسها بهدوء‬
‫وسكينة الثعابني املتربصة بالضحية لتقبض ‪ ،‬فجأة ‪ ،‬علي احلرية ومتكدس ودائع السحت‬
‫املنهوبة ‪ ،‬فتذل الكرامة ببشاعة وفجور !‬

‫دارفور ‪....‬الكارثة التي ولدت كوارث التدويل والجنائية‬


‫تتضارب الروايات حول بدايات مأسآة دارفور الدموية ‪ .‬فبعضها يؤرخ البداية بعملية‬
‫«قولو» بجبل مرة عندما هاجم ‪ 37‬مسلحا ً مرافق الدولة في ‪ 19‬يوليو ‪ .2002‬بعد قتلهم‬
‫عشرات النظاميني واالداريني ‪ ،‬وزع املهاجمون منشورات منفستو حركة جديدة اسمها «جيش‬
‫حترير دارفور»‪.‬حتدث املنفستو عن ضرورة حترير دارفور من «تردي التنمية‪ ،‬والتهميش‬
‫من قبل حكومة املركز» ‪.‬أما عثمان كبر‪ ،‬والي والية شمال دارفور‪ ،‬فيري ان التمرد بدأ عام‬
‫‪ 2000‬في منطقة «بودكي» عندما قتل احد افراد قبيلة «اوالد زيد» العربية آخرا من قبيلة‬
‫«الزغاوة»‪ .‬تعاركت القبيلتان ومترد ابناء الزغاوة فحملوا السالح وكونوا جيش حترير‬
‫دارفور الذي قام في يوليو ‪ 2002‬بضرب منطقتي قولو وروكرو في جبل مرة ‪ .‬املهم ‪ ،‬ان‬

‫‪-11-‬‬
‫دارالفور أصبحت ‪ ،‬وبفجائية ‪ ،‬دارا للحرب واملليشيات فدشنت كمنطقة عمليات عسكرية‬
‫كاملة في ‪ . 2003‬سيطر الثوار اجلدد على قري الطينة وام برو وكرنوى لبضعة أشهر‪.‬‬
‫وفي ابريل ‪ 2003‬استهدفوا مطار الفاشر‪ ،‬فخلفت املعركة العديد من القتلي العسكريني من‬
‫الطرفني وكثير من سكان الفاشر االبرياء ‪ .‬تعتبر عملية مطار الفاشر من اكبر العمليات التي‬
‫قادها ثوار دارفور ضد حكومة االنقاذ وأظهروا فيها قدرات عسكرية متطورة‪ .‬في اغسطس‬
‫عام ‪ 2003‬بدأت املساعي في مدينة ابشي التشادية ثم جولة ثانية في ابشي في ‪ 3‬سبتمبر‪.‬‬
‫انهار االتفاق وقالت اخلرطوم ان قيام الثوار بتدمير ‪ 4‬طائرات في مطار الفاشر هو ما ألغي‬
‫اتفاق ابشي وأفشل املساعي الالحقة للتفاهم ‪.‬‬
‫أسهم قوش وجهازه كثيرا في قراءة االنقاذيني للموقف الدولي باملقلوب في بدايات الصراع‬
‫بدارفور!‬
‫لم يحسب هو وحكومته ان فظائع ماارتكبوه من مذابح هناك ستعيد لالذهان تصفيات‬
‫رواندا العرقية في ‪ . 1993‬فالذي حدث هو ان ضمير الغرب اشتعل باالحساس بذنب‬
‫التقصيرفي دارفور بأثر رجعي ‪ ،‬جراء الالمباالة واملساعي اخلجولة لوقف دمويات الهوتو‬
‫والتوسي عندما كانت في بداياتها االولي ‪ .‬جاءت الصرخة الدولية داوية ومفاجئة للخرطوم‬
‫وبدأت االطراف النافذة في التحرك في كل أركان الدنيا ‪ ،‬بدءا من الكونغرس االمريكي !‬
‫الوثيقة املنشورة كانت أول رد فعل أمريكي علي مذابح دارفور وفيها أول قائمة باسماء‬
‫مسؤولني سودانيني يتم التداول العلني السمائهم واملطالبة مبساءلتهم ‪ .‬فالوثيقة يتبني من‬
‫تأريخها ‪ 5 ،‬فبراير ‪ ، 2004‬انها جاءت بعد عام واحد فقط من اندالع احلرب‪.‬هذه املواقف‬
‫تطورت لتفضي الي اجلنائية الدولية في ‪ 2009‬وتطال رأس عمر البشير شخصيا ‪ .‬بل‬
‫وحتي القائمة منت من ‪ 12‬مسؤوال الي ‪ 17‬ثم ‪.... 22‬ثم انتفخت الي ‪ ، 51‬كما سنبني في‬
‫احللقة القادمة ‪.‬‬
‫بعد هذه الوثيقة أرسل ‪ 11‬عضو برملاني أمريكي رسالة ثانية في ‪ 2004‬للرئيس بوش‬
‫يتهمون فيها قوش بهندسة سياسات التطهير في دارفور وتنفيذ سياسة االرض احملروقة ‪ .‬بل‬
‫مضوا ليعرفوا بالسم ‪ 21‬مسؤوال عسكريا وقائد مليشيا ‪.‬طالبوا الرئيس بتجميد أرصدتهم‬
‫وحظرهم من السفر ‪.‬كان اسم قوش هو الثاني في القائمة! ‪.‬‬
‫حتركت املياة الراكدة بسرعة ‪.‬‬
‫في ‪ 24‬اكتوبر ‪ 2004‬اعلن االمني العام لالمم املتحدة ‪،‬كوفي أنان‪،‬عن تشكيل جلنة دولية‬

‫‪-12-‬‬
‫للتقصي في احداث دارفور اعضاؤها خبراء من العيار املعرفي الثقيل ومبلكات نادرة ‪.‬‬
‫ترأس اللجنة القاضي االيطالي انتونيو كاسيس ‪ ،‬بروفسور القانون املتخصص في حقوق‬
‫االنسان ‪ ،‬وأول رئيس للمحكمة الدولية للتحقيق في جرائم احلرب اليوغسالفية (‪-1993‬‬
‫‪ . )1997‬من اعضاء اللجنة وزير الثقافة املصري السابق محمد فائق وهو أيضا االمني العام‬
‫للمنظمة العربية حلقوق االنسان والباكستانية هينا جيالني التي عملت منذ ‪ 2000‬كممثلة‬
‫خاصة لألمني العام حلقوق االنسان‪ .‬العضو الرابع هو الرئيس السابق الحتاد احملاميني‬
‫الدميوقراطيني بجنوب أفريقيا ‪ ،‬دميسا نتزبز‪ .‬أما املرأة الثانية في هذا الفريق األممي فكانت‬
‫القاضية تريسا ستريقنر سكوت (غانا) ‪.‬وفر االمني العام لهذه اللجنة كل ما احتاجته‬
‫من معينات للعمل وأمدهم بطاقم من السكرتارية املساندة برئاسة املديرة التنفيذية مني‬
‫ريشماوي ‪ ،‬الي جانب اختصاصيى الطب الشرعي واحملققني العسكريني ومحلليى املعلومات‬
‫االستخبارية ‪.‬بدأ العمل في ‪ 25‬أكتوبر مبرسوم نص علي االنتهاء من املهمة خالل ‪ 3‬اشهر‬
‫فقط ‪ ،‬أي ‪ 25‬يناير‪.2005‬‬
‫زارت اللجنة بكامل اعضائها السودان مرتني ‪ .‬االولي مابني ‪ 21-7‬نوفمبر ‪ 2004‬واملرة‬
‫الثانية مابني ‪ 16-9‬يناير ‪ . 2005‬عمل محققوها علي مدار الساعة حيثما كانوا ‪ .‬التقت‬
‫اللجنة بكل شخص ذي عالقة بأحداث دارفور من نائب الرئيس علي عثمان محمد طه والي‬
‫بعض السجناء واملعتقلني ‪.‬لم تترك أحدا‪.‬‬

‫اجتماع لندن ‪ :‬من هنا كانت البداية ‪....‬مرحب مرحب يا أمريكا ‪:‬‬
‫سافر مساعد وزير اخلارجية االمريكية والتر كارنسشتاينر الثالث من واشنطن الي نيروبي‬
‫في يوليو ‪ 2001‬لالجتماع مع جون قرنق ثم التقي مبصطفي اسماعيل سرا في أغسطس ‪.‬في‬
‫‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬حدثت الكارثة بتنفيذ القاعدة لغزوة برجي التجارة بنيويورك ‪ .‬وقف‬
‫الرئيس جورج بوش بعصاه الغليظة مقسما الدنيا الي فسطاطني ‪ :‬اما معنا أوضدنا ! انهي‬
‫خطابه زمان اللطف والدبلوماسية الناعمة ‪ ،‬فالطلبات االمريكية اصبحت كاألوامر العسكرية‬
‫في اجلالفة والصارمة واحلزم ‪.‬حتي باكستان النووية خافت ‪ ،‬فاتصل برويز مشرف باصما‬
‫علي طلب التعاون ‪ .‬من املتصلني باكرا من حكومات اخلوارج كان طبيب الرحي الثالثة ‪،‬‬
‫مصطفي اسماعيل ‪ .‬هاتف وزير اخلارجية االمريكي كولن باول ليبلغه انصياع السودان‬
‫التام واستعداده للتلبية أي أوامر ‪ .‬رد اجلنرال بأنهم يريدون ملفات بن الدن واالسالميني‬
‫كلها ‪ ،‬ال تقديرا وال شكورا‪ .‬هذه التطورات قال عنها ناطق اخلارجية االمريكية ريتشارد‬
‫‪-13-‬‬
‫مايلي ( بعد التفجيرات صدرت تصريحات من السودان نعتبرها ايجابية فقد عرضوا دعما‬
‫غير محدود أو مشروط ‪ .‬االن نتشاور مع السودان واحساسنا ان تلك احملادثات جيدة ورمبا‬
‫شكلت بداية التعاون الذي يسعدنا ونخطط ملواصلته اكثر )! اشطب التذويق الدبلوماسي‬
‫من هذا التصريح وأضع كلمة انبطاح وستفهم الذي جري منذ ذلك التأريخ فصاعدا ‪ .‬طار‬
‫نائب قوش باجلهاز ‪ ،‬يحي حسني بابكر‪ ،‬الي لندن لالجتماع باالمريكيني‪ .‬في ‪ 25‬سبتمبر‬
‫‪ 2001‬وبالسفارة االمريكية بلندن جلس يحي حسني قبالة مساعد وزير اخلارجية للشؤون‬
‫االفريقية ‪ ،‬كارنسشتاينر ومن رافقه من عمالء مكتب التحقيقات الفيدرالي « اف بي آي» والسي‬
‫أي ايه‪ .‬أوامر قوش ملبعوثه هو أن يبيع كل شئ وال يعترض علي أي شئ ! هذا االجتماع‬
‫بسفارة اليانكي ببريطانيا سبق بثالثة أيام فقط موعد مؤجل لتصويت مجلس األمن علي‬
‫مقترح برفع اسم السودان من العقوبات املفروضة عليه منذ ‪ 1995‬بعد محاولة اغتيال حسني‬
‫مبارك ‪ .‬املقترح طرحته دولة قطر بصفتها ممثل اجملموعة العربية مبجلس االمن –آنذاك –‬
‫وحشدت له تأييد كل االعضاء اال الواليات املتحدة التي رهنت موقفها النهائي باجتماع لندن‬
‫‪.‬كان يكفي امتناع االمريكيني عن التصويت لتمرير قرار اسقاط العقوبات فكل االربعة عشر‬
‫عضو االخرين موافقون ‪ .‬متحور االجتماع حول آليات تقاسم ومشاركة املعلومات وتسليم‬
‫االسالميني املطلوبني وأي أدلة يطلبها احملققون االمريكيون ( ديفيد روز ‪ ،‬ملفات اسامة‬
‫‪ .)2002‬أبلغ كارنسشتاينر يحي بابكر ان جزرتهم ستكون االمتناع عن التصويت باالمم‬
‫املتحدة فيمر مشروع القرار بال اعتراض أو استخدام حلق النقض «الفيتو» لكنه في املقابل‬
‫اشترط تلبية اخلرطوم لكل طلباتهم ‪ .‬وافق نائب قوش وبصم علي ورقة االتفاق ‪ .‬في اليوم‬
‫التالي الجتماع لندن ‪ ،‬أي ‪ 26‬سبتمبر‪ ، 2001‬أنهمكت أجهزة قوش باخلرطوم في اعتقال كل‬
‫انصار القاعدة بالسودان ‪.‬لم يتركوا فردا منهم يبيت ليلته في بيته! وفي ‪ 28‬سبتمبر ‪2001‬‬
‫وفي جلسة مجلس األمن برئاسة فرنسا ‪ ،‬أوفي األمريكيون بوعدهم فرفعت العقوبات‪.‬‬
‫في نوفمبر ‪ 2001‬سافر وفد من االف بي آي للسودان ‪ ،‬ألول مرة ‪ ،‬واستأنفت محطة السي‬
‫أي ايه باخلرطوم أعمالها‪ .‬وفر أمن قوش مقرا محصنا لالمريكيني وهناك أحضروا معتقليهم‬
‫لفريق االف بي اي للتحقيق معهم‪ .‬أيضا أحضروا كل ملفات بنك الشمال ‪ ،‬بل وأي ورقة‬
‫حتويل مالي أو سند ملعامالت بن الدن منذ وصوله للسودن في ‪ 1991‬والي مغادرته في ‪18‬‬
‫مايو ‪ . 1996‬في يناير ‪ 2002‬حضر يحي حسني لواشنطن ‪ ،‬وفي ‪ 2004‬زارهم مرة أخري‬
‫ملناقشة أمر قيام األمن السوداني باختراق املقاومة السنية في العراق لصالح واشنطن ‪.‬‬
‫لنري مناذج خلدمات قوش ملن دنا عذابهم ! يورد ضابط السي أي ايه السابق ‪ ،‬رولف‬

‫‪-14-‬‬
‫موات الرسن ‪ ،‬في كتابه القيم (اسلحة القاعدة للدمار الشامل ‪ :‬تهديد ‪ ،‬اثارة أم حقيقة )‬
‫الصادر ‪ 2010‬بعضا من تلك اخلدمات ‪ .‬يقول انه في ربيع عام ‪ 2002‬اعتقلت مخابرات قوش‬
‫وسمحت لضباط السي اي باخلرطوم باستجواب عنصري القاعدة مبارك الدوري وأبو رضا‬
‫محمد بايزيد للتعرف علي برنامج القاعدة فيما يتصل بأسلحة الدمار الشامل ‪ .‬فالرجالن من‬
‫املعاونني املقربني لنب الدن‪.‬أبويزيد هو أحد املؤسسني للقاعدة وخريج جامعة اريزونا في‬
‫الثمانينات(فيزياء)‪ .‬أعترف بعالقته مبنفذي هجمات سبتمبر مبن فيهم وديع احلاج ‪ .‬ساعد‬
‫بن الدن في ادارة شؤون القاعدة بل وأسس منظمات اسالمية غير ربحية بأمريكا الستقطاب‬
‫الدعم املالى ‪ .‬اعترف شخصيا مبشاركته في البحث عن اليورانيوم للقاعدة ما بني ‪-1993‬‬
‫‪ . 1994‬اما مبارك الدوري املتخرج من ذات اجلامعة (اقتصاد زراعي وعلم االحياء) فاعترف‬
‫أيضا مبساهماته في املشروع ‪.‬ذكر الرجالن ان التفكير في امتالك القاعدة ألسلحة دمار شامل‬
‫بدأ بعد تفجيرات نيويورك ‪ .1993‬أفاد عضو القاعدة جمال الفضل (السوداني) في محكمة‬
‫نيويورك ان عضو التنظيم محمد لؤى بايزيد سعي في ‪ 1996‬للحصول علي يورانيوم من‬
‫جنوب أفريقيا ‪.‬قال ان القاعدة دفعت ‪ 1.5‬مليون دوالر للشحنة التي أرسلت الي قبرض‬
‫للتأكد من انها حقيقية‪.‬‬
‫منوذج أخر لتعاون قوش يكشفه مراسل الغارديان ايوين ماكاسكل ‪ .‬كتب يوم الثالثاء ‪12‬‬
‫يونيو ‪ 2007‬تقريرا عنوانه ( السي اي ايه جتند سودانيني الختراق مجموعات اجملاهدين‬
‫العرب ) قال فيه ان اخملابرات االمريكية فشلت في زرع مخبريها وعناصرها في اجملموعات‬
‫السنية اجلهادية في الفلوجة وغيرها من البؤر املشتعلة بالعراق لسهولة كشف سحناتهم‬
‫ولون بشرتهم ‪ ،‬فعهدت باملهمة لصالح قوش ! أرسل جهاديني عمالء من السودانيني وقام‬
‫بتجنيد عرب للعمل لصاحله وأرسل املعلومات لالمريكان ! ايضا ‪ ،‬استفادت السي اي أيه‬
‫من سجالت االمن السوداني في احباط عمليات بالعراق للمجاهدين ممن غادروا لبغداد عن‬
‫طريق اخلرطوم من املتطوعني العرب والسودانيني نتيجة جتنيد قوش من اخترقهم ! سألت‬
‫لوس اجنلوس تاميز مسؤوال أمريكيا عن تعاون واشنطن مع اخلرطوم رغما عن محارق‬
‫دارفور فقال ( التعاون االستخباراتي يحدث ألسباب عديدة ومتفرقة وهو ليس دائما بني‬
‫أناس يحبون بعضهم البعض بشدة «وأضاف (ليس هناك شئ كثير ميكن ان يفعله ضابطا‬
‫للسي أي ايه أشقر الشعر وأزرق العينني من الواليات املتحدة في عموم منطقة الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬وقطعا ليس لهم من سبيل لفعل شئ بالعراق ‪ .‬السودانيون بامكانهم الذهاب ألماكن‬
‫ال نستطيع الذهاب اليها فهم عرب وبامكانهم التجول في عدد من األماكن )!‬

‫‪-15-‬‬
February 5, 2004
The Honorable George W. Bush
President
United State of America
The White House
1600 Pennsylvania Avenue, N. W.
Washington, D. C.

We are writing to you to request an investigation into the extent of involvement, direct and indirect, by senior
Sudanese government officials in support of terrorism and terror groups over the past decade.
As you are well aware, the government of Sudan, which came to power through a military coup in 1989, has
been on the U.S. State Department state sponsors of terror list since 1993.

Despite the reported cooperation with the United State since the September 11th terrorist attacks, we strongly
believe that senior Sudanese officials involved directly or indirectly in support of terrorism should be held
accountable and brought to justice.

Mr. President, as we fight terror groups and terror sponsors in Afghanistan, Iraq and elsewhere in the world,
we must also ensure that those individuals involved in terrorism in the past or present must not be allowed
to escape justice, for far too many Americans have died in part due to support given by Sudanese officials to
international terrorist organizations. This is the same government that gave sanctuary to Osama bin Laden
from 1991-1996, allowing him to build his terror network worldwide. In fact, we would assert that Al-Qaeda
was conceived and created in Sudan in the early 1990s. Other terrorist acts also link current officials directly
or indirectly. It is appalling to learn that not a single senior official has been removed from power or has gone
to jail because of involvement in or support of terrorist activities.
Indeed, concerns about the Government of Sudan’s support for terror groups remain to this day. The Government
of Sudan has refused to disassociate itself from terror groups such as Hamas and Hezbollah, which openly
maintain offices in Khartoum, and which the government pointedly refuses to close. It is important to recall
that the government of Sudan’s involvement in international terrorism goes back over a decade.

Sudanese officials were involved directly or indirectly in the first World Trade Center bombing in 1993. The
mastermind of the 1993 bombing, Sheikh Abdel Raham, who was sentenced to life in 1995, received his visa
in Khartoum, Sudan and reportedly was a guest of a senior Sudanese government official for several weeks.
Of the 15 men indicted for the terror act, five are Sudanese nationals. These Sudanese nationals had strong
ties with Sudanese diplomats stationed at the time in New York in the Sudan Embassy at the United Nations.

Mr. President, as you are well aware, in 1995, members of the terrorist group Gama’a Islamiya tried to
assassinate President Hosni Mubarak of Egypt while he was in Ethiopia for an OAU Summit. The 11-man
assassination team had been given safe haven in Sudan to prepare for their mission to kill the Egyptian
president. The weapons used in the assassination attempt were reportedly flown into Ethiopia by Sudan
Airways. The passports used by the assassins were also prepared in Khartoum, according to a United Nation
report. After the foiled attempt, one of the assassins escaped to Sudan on Sudan Airways where he joined two
other members of the team. The United Nation Security Council imposed punitive sanctions on Sudan in 1996,
demanding the extradition of the three suspects. To date, the whereabouts of these terrorists are unknown,
although there were reports at the time suggesting that senior Sudanese officials facilitated the escape of the

-16-
three suspects to Afghanistan.

Our war on terrorism cannot succeed if we allow well-known terrorists to escape justice. Many of our citizens
died as a result of the direct or indirect involvement of senior officials in the Government of Sudan. While we
do not want to prejudge people and unfairly blame others, we ask that the Administration conduct a serious
investigation in to the roles played by senior government officials in Sudan. Like many Americans, we would
like to know the following :

1. Did senior officials in the current government of Sudan play a direct or indirect role in the support of
terrorist acts against the United States?
2. What role, if any, did senior Sudanese officials play in the first World Trade Center bombing, in the
assassination attempt of President Hosni Mubarak, or the bombing of the U.S. Embassies in Kenya and
Tanzania?
3. How many senior officials have been removed from office or jailed for their role in support of terror
groups?
4. How many Sudanese «volunteer» fighters are currently in Iraq involved in terror attacks against
American troops? Did the government of Sudan facilitate the departure of these extremists from Sudan
to Iraq?
5. What kind of support is the Government of Sudan currently providing to Hamas and Hezbollah?
6. What direct or indirect role did the listed officials below play in support of international terrorism?
1. Ali Osman Mohammed Taha, first Vice President.
2. Dr. Nafee Ali Nafee, Minister of Federal Government and former Minister of Interior (External
Intelligence).
3. Dr. Ghazi Salahadin, President Advisor senior member of the National Islamic Front.
4. Dr. Awad Ahmed El Jaz, Minister of Energy and Mining.
5. Dr. Mutref Sadig Nimeri, Director General of Ministry of Foreign Affairs and Intelligence Chief
during the Mubarak assassination attempt.
6. Dr. Qutbi Al-Mahdi, former External Intelligence Chief.
7. Major General Salah Abdalla, the present Director of Internal Security Branch.
8. Major General El Hadi El Nakasha, Minister of Cabinet Affairs.
9. Dr. Abdul Karim Abdalla, Director of External Security Branch.
10. Major General Osama Abdalla, National Congress Party.
11. Major General Jamal Zamgan.
12. Major General Emad El Din Hussein.

We thank you for your attention to this important matter and look forward to receiving your response.

Sincerely,
Donald M. Payne, member of Congress
Thomas Tancredo, member of Congress

-17-
‫‪ 5‬فرباير ‪2004‬‬

‫الرئي�س‬

‫الواليات املتحدة ‪ ،‬البيت االبي�ض‬

‫‪� 1600‬شارع بن�سلفانيا ‪� ،‬شمال ‪.‬غرب‬

‫وا�شنطن ‪ ،‬مقاطعة كوملبيا‬

‫نكتب لك لنطلب حتقيقا حول مدي تورط ‪ ،‬بطريق مباشر او غير مباشر ‪ ،‬مسؤولني‬
‫سودانيني كبار في دعم االرهاب وجماعات الرعب خالل العقد املاضي‪.‬‬
‫كما تعلمون متاما ‪ ،‬فان حكومة السودان ‪ ،‬والتي جاءت للسلطة عبر انقالب عسكري في‬
‫عام ‪ ، 1989‬ظلت مدرجة في قائمة وزارة اخلارجية االمريكية للبلدن الراعية لالرهاب منذ‬
‫‪. 1993‬‬
‫بالرغم من تقارير تعاونها مع الواليات املتحدة منذ هجمات ‪ 11‬سبتمبر االرهابية ‪ ،‬اال‬
‫اننا نعتقد وبقوة ان املسؤولني السودانيني الكبار املتورطون بشكل مباشر أو غير مباشر في‬
‫مساندة االرهاب يجب محاسبتهم واحضارهم للعدالة ‪.‬‬
‫السيد الرئيس ‪ ،‬بينما نقوم مبحاربة اجلماعات االرهابية ومن يرعون االرهاب في‬
‫افغانستان ‪ ،‬العراق واالماكن االخري من العالم ‪ ،‬فاننا ايضا يتوجب علينا التأكد من أن‬
‫اولئك االفراد املتورطون في االرهاب في املاضي واحلاضر يجب اال يسمح لهم بالهروب‬
‫من العدالة ‪ ،‬الن الكثير جدا من االمريكيني قتلوا جزئيا بسبب الدعم املقدم من املسؤولني‬
‫السودانيني للتنظيمات االرهابية العاملية ‪.‬فهذه هي ذات احلكومة التي وفرت ملجأ السامة‬
‫بن الدن مابني ‪ ، 1996-1991‬مما مكنه من بناء شبكته االرهابية عبر العالم ‪ .‬في احلقيقة ‪،‬‬
‫نحن جنزم ان القاعدة مت احلمل بها ومن ثم ولدت في السودان في بداية التسعينيات ‪ .‬أيضا‬
‫فان بعض االعمال االرهابية تربط مابني مسؤولني حاليني ‪ ،‬بصورة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫يصاب املرء بالصدمة وهو يعلم انه لم يزاح ولو مسؤول واحد من السلطة او أودع السجن‬
‫بسبب مشاركته في ‪ ،‬أو دعمه لنشاطات االرهابيني ‪.‬‬
‫حقا ‪ ،‬فان همومنا بشأن مساندة حكومة السودان للجماعات االرهابية تظل قائمة الي هذا‬
‫اليوم ‪ .‬فقد رفضت حكومة السودان فك ارتباطها مع اجلماعات االرهابية مثل حماس وحزب‬
‫اهلل اللتان يحتفظان علنا مبكاتب لهما في اخلرطوم وترفض احلكومة باصرار قفلها‪.‬من املهم‬
‫ان نذكر ان تورط احلكومة السودانية في االرهاب الدولي ميتد الي عقد ماض‪.‬‬

‫‪-18-‬‬
‫املسؤولون السودانيون متورطون بشكل مباشر او غير مباشر في تفجيرات برج التجارة‬
‫العاملي في عام ‪. 1993‬العقل املدبر لتفجيرات‪ ،1993‬شيخ عبدالرحمن ‪ ،‬والذي حوكم باملؤبد‬
‫في ‪ ، 1995‬حصل علي تأشيرته في اخلرطوم بالسودان ونشر انه كان ضيفا علي مسؤول‬
‫حكومي رفيع السابيع عديدة ‪ .‬من اجمالي ال‪ 15‬رجال ممن ادينوا في العملية االرهابية ‪ ،‬فان‬
‫‪ 5‬كانوا مواطنبني سودانيني ‪ .‬هؤالء املواطنون السودانيون لهم صالت متينة مع دبلوماسيني‬
‫سودانيني تواجدوا انذاك في نيويورك في بعثة السودان بالمم املتحدة ‪.‬‬
‫السيد الرئيس ‪ ،‬كما تعلمون ‪ ،‬فانه في غضون ‪ 1995‬فان افرادا من اجملموعة االرهابية‪،‬‬
‫اجلماعة االسالمية ‪ ،‬حاولوا اغتيال الرئيس املصري حسني مبارك عندما كان في اثيوبيا‬
‫حلضور قمة منظمة الوحدة االفريقية‪ .‬فريق االغتيال املتكون من ‪ 11‬فردا مت اعطاؤه مالذا في‬
‫السودان للتحضير لعمليتهم لقتل الرئيس املصري ‪ .‬والسالح املستخدم في احملاولة تواتر‬
‫انه مت ترحيله الي اثبوبا بطائرات اخلطوط اجلوية السودانية ‪.‬‬
‫اجلوازات التي استخدمها القتلة مت ايضا جتهيزها في اخلرطوم وفق تقرير لالمم املتحدة‪.‬‬
‫بعد فشل احملاولة ‪ ،‬فان احد القتلة هرب للسودان عبر اخلطوط اجلوية السودانية حيث انضم‬
‫لالثنني االخرين من اعضاء الفريق ‪ .‬قام مجلس االمن الدولي بفرض مقاطعات تأديبيةعلي‬
‫السودان في ‪ 1996‬مطالبا بتسليم املتهمني الثالثة ‪ .‬الي هذا اليوم ‪ ،‬فان مكان هؤالء االرهابيني‬
‫غير معروف بالرغم من ان بعض التقارير في ذلك الوقت افادت ان مسؤوال سودانيا رفيعا‬
‫سهل هروب املشتبه فيهم الثالثة الي افغنساان ‪.‬‬
‫ان حربنا علي االرهاب الميكن ان تنجح اذا سمحنا الرهابيني معروفني بالهروب من‬
‫العدالة ‪ .‬لقد مات الكثير من مواطنينا كنتيجة للتورط املباشر أو غير املباشر ملسؤولني‬
‫كبارمن احلكومة السودانية ‪ .‬في الوقت الذي ال نريد فيه ان نحكم مسبقا علي الناس أو نلوم‬
‫االخرين بشكل غير عادل ‪ ،‬اال اننا نطلب من االدارة القيام بتحقيق جدي لالدوار لتي لعبها‬
‫كبار مسؤولو احلكومة السودانية ‪ .‬كغيرنا مثل كثير من االمريكيني نريد أن نعرف االتي ‪:‬‬
‫‪1 .1‬هل لعب مسؤولون كبار في احلكومة السودانية الراهنة دورا مباشرا او غير مباشر‬
‫في دعم االرهاب ؟‬
‫‪ 2 .2‬ماهو الدور ‪ ،‬اذا ما توافر ‪ ،‬الذي لعبه املسؤولون السودانيون الكبار في تفجيرات‬
‫مركز التجارة العاملي أو في محاولة أغتيال الرئيس حسني مبارك أو في تفجير‬
‫السفارتني االمريكيتني بكل من كينيا اوتنزانيا‬
‫‪3 .3‬كم عدد املسؤولني الكبار الذمي مت اعفاؤهم من وظائفهم أو سجنوا لدورهم في‬
‫مساندة اجلماعات االرهابية ؟‬

‫‪-19-‬‬
‫‪4 .4‬كم عدد املقاتلني « املتطوعني» السودانيني املتواجدون االن بالعراق واملتورطون في‬
‫هجمات ارهابية ضد القوات األمريكية ؟ هل سهلت حكومة السودان مغادرة هؤالء‬
‫املتشددين من السودان للعراق ؟‬
‫‪ 5 .5‬ماهو نوع الدعم الذي تقدمه حكومة السودان حاليا حلماس وحزب اهلل؟‬
‫‪ 6 .6‬ماهو الدور املباشر أوالغير مباشر الذي لعبه املسؤولون الواردة اسماؤهم أدناه‬
‫في دعم االرهاب الدولي ؟‬
‫‪1‬علي عثمان محمد طه ‪ ،‬النائب االول للرئيس‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬الدكتور نافع علي نافع ‪ ،‬وزير احلكومة االحتادية والوزير السابق‬ ‫‪.2‬‬
‫للداخلية ( االمن اخلارجي)‬
‫‪ 3‬الدكتور غازي صالح الدين ‪ ،‬مستشار الرئيس والعضو الرفيع باجلبهة‬ ‫‪.3‬‬
‫القومية االسالمية‬
‫‪4‬الدكتور عوض اجلاز وزير الطاقة والتعدين‬ ‫‪.4‬‬
‫‪5‬الدكتور مطرف صديق منيري ‪ ،‬وكيل وزارة الشؤون اخلارجية ورئيس‬ ‫‪.5‬‬
‫اخملابرات ابان محاولة اغتيال مبارك‬
‫‪6‬الدكتور قطبي املهدي ‪،‬رئيس االمن اخلارجي السابق‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ 7‬اللواء صالح عبداهلل قوش ‪ ،‬املدير احلالي لالمن اخلارجي‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ 8‬اللواء الهادي (الناكاشا؟)‪ ،‬وزير شؤون مجلس الوزراء‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ 9‬الدكتور عبدالكرمي ‪ ،‬مدير فرع اخملابرات اخلارجية‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ 1010‬اللواء عثمان عبداهلل ‪ ،‬حزب املؤمتر الوطني‬
‫‪ 1111‬اللواء جمال زمقان‬
‫‪ 1212‬اللواء عماد الدين حسني‬
‫اننا نشكر لك االنتباه لهذا االمر الهام ونتطلع الي استالم ردكم‬
‫اخمللص‬
‫دونالد م‪ .‬بني عضو الكونغرس‬
‫توماس تانكريدو عضو الكونغرس‬
‫رابط المقال‪:‬‬

‫‪https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-83187.htm‬‬

‫‪-20-‬‬
‫األدلة الصادمة‪ :‬كيف ورط قوش البشير وعلي عثمان ونافع‬
‫وعبدالرحيم في قائمة الجنائية وسعي لشطب اسمه؟‬

‫من هنا كانت البداية ‪..‬قو�ش يف‬ ‫الحلقة‬


‫الغرفة املغلقة يف اخلرطوم‬ ‫‪2‬‬
‫‪01-21-2013‬‬

‫في يوم ‪ 27‬نوفمبر‪ 2004‬جلست جلنة حتقيق دولية متمرسة‬


‫الستجواب رئيس اخملابرات واألمن الوطني ‪ ،‬صالح قوش‪ .‬غرفة‬
‫مغلقة ‪.‬اجللسة مدخلها كان قسم (أقول كل احلق ‪ ،‬والشئ غير احلق)‪،‬‬
‫وتتطاير األسئلة املدببة عليه بضراوة من كل اجتاه ‪ .‬ظن امبراطور‬
‫اجلاسوسية السودانية ان مانطق به يومها سيبقي حبيس األوراق‬
‫والصدور ولألبد ‪ .‬أخطأ !‬
‫فاليوم ‪ ،‬عزيزي القارئ‪ ،‬تقرأ بأم عينك كيف انه ورط الدنيا والعاملني‬
‫معتقدا انه سينجو ‪ ،‬فالتصقت أوراقه برفاقه املطلوبني بالهاي‬
‫كصفحات اندلق عليها صمغ ذائب ! فالوثيقة الدولية (ادناه) هي‬
‫ماقاله قوش بحذفاره في جلسة استجوابه املذكورة ‪.‬‬
‫ابتدروه سائلني عن طريقه عمله ومن يتخذ القرار‪ .‬قال لهم انه‬

‫‪-21-‬‬
‫(يقدم تقريرا للرئيس ونائب الرئيس علي االقل مرة ‪ ،‬يوما بعد آخر) أما ممن يتلقي التوجيهات‬
‫‪ ،‬قال انه (مسؤول مباشرة أمام الرئيس) ‪.‬ماذا يفعل جهازه؟(يقوم بتجميع املعلومات‬
‫ويبلغ الرئيس باملوقف ) ! وكيف يتصرف الرئيس بعد التنوير‪ ،‬قال (الرئيس يقوم فيما‬
‫بعد بتوجيه الوزراء)‪.‬ماهي ألية تقييم األوضاع ؟( الرئيس شكل جلنة تنسيقية استجابة‬
‫لالزمة ترأسها وزير شؤون احلكم االحتادي وتكونت من وزير الدفاع ‪ ،‬وزير الداخلية ‪ ،‬مدير‬
‫اخملابرات ‪ ،‬وزير اخلارجية ووزير الشؤون االنسانية‪..‬اال هذه اللجنة لم جتتمع طيلة ال‪12‬‬
‫شهرا املاضية) !‬

‫من هو هذا الوزير المقصر ؟ صدقت ان خمنت فالمقصود هو د‪ .‬نافع ‪.‬‬


‫وتسأل اللجنة عن كيفية اتخاذ القرارت مع هذا العجز اآلدائي ـ يجيبها بان الوزارات‬
‫واألجهزة (تعاملت بشكل منفرد أو ثنائي مع املسائل الواقعة في دائرة اختصاصها) ! ويرسم‬
‫خطا فاصال بينه وبني وزير الدفاع مدعيا انه ال يستخدم مايستحلبه من معلومات في أي‬
‫عمليات ! فقذف بكرة االتهام في حضن الوزير عبدالرحيم حسني اذ أبلغ اللجنة الدولية ان‬
‫مهمته تنتهي بتمليك اجليش مالديه من معلومات ‪ ،‬ملاذا؟(جهازاألمن واخملابرات اليعطي أوامر‬
‫للجيش اال انه يوفر لهم املعلومات التي ميكن استخدامها كأساس للتخطيط العملياتي‪.).‬‬
‫كل اقتباساتنا أعاله تتطابق نصا وحرفا مبا ورد في الوثيقة املسماة « تقرير اللجنة‬
‫الدولية للتحقيق حول دارفور لألمني العام لألمم املتحدة‪ -‬جنيف ‪ 25‬يناير ‪ « 2005 ،‬والذي‬
‫أصبح ‪ ،‬بعد حني ‪ ،‬املسوغ القانوني الضافة عمر البشير وعلي عثمان وكل من ذكرهم قوش‬
‫الي قائمة املطلوبني للمثول أمام مدعي محكمة اجلنايات الدولية في املظروف السري رقم‬
‫(‪)795/2006/S‬‬

‫ومن أكفأ شهادة من قوش ان نطق كشاهد عيان لتوريط من اراد ؟‬


‫مختصر القول هو أن قوش لعب لعبة امللوص مع اللجنة ‪ .‬استجوبوه كمتهم رئيس ‪،‬‬
‫فدحرج الكرة بتمريرة سريعة منه لآلخرين ‪ ،‬وصاح بأنهم هم من ركلها ‪ ،‬فورط أركان‬
‫نظامه السياسي ! تبرأ حتي مما أنشأ باملال وصنع بالسالح من مليشيات للموت ‪ -‬حرس‬
‫احلدود واجلنجويد ‪ .‬أقام احلجة علي األخرين وأستلفها هي ذاتها كصك براءة له ! غسل يده‬
‫من الدماء مباء االوامر‪ ،‬وطهرها مبنشفة االوامر‪.‬‬

‫‪-22-‬‬
‫قال ان سيد األمر هو البشير ‪ ،‬وان أمره نفذ ! سرد عليهم قوانني اجلهاز الثبات براءته ‪.‬‬
‫فهو يجتمع ويبلغ الرئيس ونائبه مبجريات االحداث في دارفور ‪ ،‬مرة كل ‪ 48‬ساعة ‪ .‬يستمع‬
‫ملرئياتهم وينصاع ألمرها وعند التنفيذ عليه بالتوجيهات الصادرة من الرئيس مباشرة ‪.‬‬
‫اذن‪ ،‬االسقاط القانوني الذي حلم به ‪ ،‬هو أن البشير ‪ ،‬مبا أصدر ووجه هو املسؤول ‪ ،‬جنائيا‪،‬‬
‫عن احلريق والدمار أما قوش وجهازه ‪ ،‬فهم ليسوا سوي مخلبا تنفيذيا فقط ! سألوه عن‬
‫تداخل الصالحيات والفوضي ‪ ،‬فأشار بأصبعه باجتاه غرميه اللدود نافع ‪ ،‬فهو من فشل في‬
‫تفعيل اللجنة التنسيقية التي شكلها الرئيس منذ ‪ 2003‬فلم تعقد ولو اجتماعا واحدا !‬

‫قواسم مشتركة مابين اللواء قوش والعقداء أوليفر نورث والفاتح عروة !‬

‫التنصل من املسؤولية وردم اعبائها علي الرئيس هو دفاع مجرب في كل مساقات‬


‫املهن‪ ،‬بيد ان لوم القمندان في حالة العسكريني‪ ،‬هو طوق النجاة املضمون ‪ .‬فالعسكريون‬
‫وان كانوا من جنسنا ‪ ،‬اال انهم ينتمون لساللة برمجيات الضبط والربط ‪ .‬فلبس الكاكي‬
‫يعني التنازل عن حرية التصرف ورهنها للرتبة االعلي‪ .‬بشر منزوع منهم دسم املشيئة‬
‫‪.‬يناموا ويصحوا ويحضروا باالوامر ‪ ،‬وبها ينصرفون‪...‬ومابني الصحو واملنام ‪ ،‬يفعلون‬
‫مايؤمرون‪ .‬بهذا الدفاع انسل العقيد األمريكي اوليفر نورث من ورطة (ايران كونترا ) ‪،‬‬
‫كشعرة من عجني‪ .‬وتلكم ورطة هزت حكم الرئيس ريغان عندما انفجرت فقاعتها في نوفمبر‬
‫‪ . 1986‬ظن الدميواقرطيون انهم قبضوا دليل وترغيت جديدة ‪ ،‬وراهنوا انها ستذهب بريح‬
‫ريغان كما دمرت أختها نيكسون ‪ .‬دليل اجلرمية كان العقيد أوليفر نورث ‪ ،‬ضابط املارينز‬
‫امللحق مبجلس االمن القومي ‪ .‬حضر الي جلنة التحقيق البرملانية بالكونغرس بكامل بزته‬
‫العسكرية في يوليو ‪ . 1987‬انتصب أمامهم لساعات وأيام طوال ‪ .‬كلما سئل ‪ ،‬هل فعلت‪-‬‬
‫قال نعم ‪ .‬كلما اعتقد احملققون انهم أمسكوا به ‪ ،‬تسرب من بني أيديهم وحاورهم كبقع زئبق‬
‫علي سطح زجاج ! متلص ببراعة مذكرهم مرة بعد أخري ‪ ،‬انه فعل مافعل تنفيذا ألوامر‬
‫رئيسه املباشر وليام كيسي‪ ،‬مدير السي اي أيه ! كان دفاعا من فوالذ مسلح أورث ضابط‬
‫املارينز شعبية غير مسبوقة رفعته من قفص االتهام باخليانة والتواطؤ الي مصاف األبطال‬
‫غير الطبيعيني‪ ،‬مواليد غرف االخبار ومايطلبه املشاهدون ‪ .‬ذات األمر تكرر ‪ ،‬في سوداننا ‪،‬‬
‫مع العقيد الفاحت عروة في ‪ . 1985‬يومها تزاحمت سكاكني القصابني علي رقبة عروة بعد‬
‫افتضاح أمر «عملية موسي « بنقل يهود الفالشا االثيوبيني ‪ ،‬سرا ‪ ،‬من السودان السرائيل في‬
‫‪-23-‬‬
‫أخريات ‪ .1984‬وما ان اقتلعت انتفاضة أبريل ‪ 1985‬نظام النميري حتي بدأ نبش فضيحة‬
‫الفالشا‪ .‬كان العقيد الفاحت عروة يومها بأمريكا ‪ .‬نسي االعالم «العروبي « الرئيس منيري‬
‫ونائبه عمر الطيب‪ ،‬وفتح النيران علي العقيد ‪ ،‬فأصبحت سمعته كغربال هندي جراء ماحلق‬
‫بها من ثقوب التعدي واشانة السمعة‪ ،‬فما سلمت له بطن أو قفا‪ .‬استنسخت القصص ضده ‪،‬‬
‫وتنادت االقالم كزفاح القرود ان أطبفوا علي فريسة‪ .‬ماكفاهم ماانتاشوه من سمعته ‪ ،‬فطالبوا‬
‫بسحله والفتك به! في مايو ‪ 1985‬حضر الرجل خلرطوم متفلسطنة بأكثر من رام اهلل واللد‬
‫وأريحا وغزة مجتمعني‪ .‬دخل القاعة ‪ ،‬متزيا بلبسه امليري ‪ ،‬واذا باجلندي ابن اجلندي يطرح‬
‫اخلصوم وبالضربة القاضية في ثوان ! دفاعه كان أوليفر نورثيا ‪.‬قال انه كضابط يأمتر بأمر‬
‫رؤسائه ‪ ،‬فهو ليس من يضع السياسات العامة أو من يصوغ محدداتها ‪ ،‬فواجبه األصيل‬
‫هو تنفيذ األوامر ‪ .‬مأمور وعبدا لآلمر ليس اال ‪ ،‬فانصرفت كالب االحياء متحرجة عن حافلته‬
‫باحثة عن ملهاة أخري تتسابق خلفها ‪.‬‬
‫الوثيقة املنشورة ادناه هي جزء من تقرير اللجنة الدولية الذي غطي ‪ 176‬صفحة وتضمن‬
‫‪ 653‬نقطة متسلسلة ‪ .‬أخترنا ‪ 3‬صفحات ‪ ،‬وهي الثالثة املرقمة من (‪ ) 31-29‬التي تتحدث‬
‫عن حيثيات التحقيق مع «اللواء» قوش وأدواره هو في دارفور ‪.‬‬

‫من هم هؤالء الضيوف ليستجوبوا قوش بهذه الدقة البوليسية ؟‬


‫تكون مجلس االمن في عام ‪ 2004‬من اجلزائر‪ ،‬بنني ‪،‬اجنوال‪ ،‬الفلبني ‪ ،‬باكستان ‪ ،‬البرازيل‪،‬‬
‫تشيلي‪ ،‬املانيا‪ ،‬اسبانيا ورومانيا الي جانب اخلمسة الدائمني (امريكا ‪ ،‬روسيا ‪،‬الصني ‪،‬فرنسا‬
‫وبريطانيا) ‪ .‬طرحت أملانيا واجنلترا يوم ‪ 18‬سبتمبر ‪ 2004‬مشروع قرارهما املشترك النشاء‬
‫جلنة دولية لتقصي أحداث دارفور‪.‬ارتفع ‪ 11‬أصبعا باملوافقة وامتنع ‪ 4‬عن التصويت‬
‫(اجلزائر ‪ ،‬الصني ‪ ،‬روسيا والباكستان ) ‪ .‬فأصدر اجمللس قراره ‪ 1564‬مطالبا االمني العام‪،‬‬
‫كوفي أنان‪ ،‬بتشكيل اللجنة ورفع تقريرها للمجلس خالل ‪ 90‬يوما‪ .‬شكل أنان اللجنة يوم‬
‫‪ 24‬اكتوبر ‪ 2004‬واختار القاضي االيطالي انتونيو كاسيس لرئاستها خلبرته الوافرة كأول‬
‫رئيس للمحكمة الدولية للتحقيق في جرائم يوغسالفيا (‪ . )1997-1993‬ضمت اللجنة‬
‫وزير الثقافة املصري السابق محمد فائق ‪ ،‬الباكستانية هينا جيالني املمثلة السابقة لألمني‬
‫العام حلقوق االنسان‪ ،‬احملامي دميسا نتزبز(ج أفريقيا ) والقاضية تريسا ستريقنر سكوت‬
‫(غانا)‪ .‬زارت اللجنة السودان مرتني‪ .‬مرة مابني ‪ 21-7‬نوفمبر ‪ 2004‬وأخري مابني ‪16-9‬‬
‫يناير ‪ . 2005‬أستقدمت اللجنة معها فريق عمل دولي ضخم من احملققني واالختصاصني ‪.‬‬
‫‪-24-‬‬
‫عملوا علي مدار الساعة لثالثة أشهر متصلة والتقوا بكل من له صلة بأحداث دارفور ‪ ،‬من‬
‫مستوي نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ‪ ،‬والي بعض السجناء واملعتقلني ‪ .‬في ‪ 30‬يناير‬
‫‪ 2005‬رفعت اللجنة تقريرها املدوي جمللس األمن وأرفقت معه قائمة سرية ‪.‬‬
‫في ‪ 31‬مارس ‪ 2005‬استيقظت اخلرطوم علي القرار ‪ 1593‬الصادر من مجلس األمن‬
‫بتحويل ملف دارفور للجنائية الدولية ‪.‬أما في يوم ‪ 5‬ابريل ‪ ، 2005‬فقد سلم كوفي انان‬
‫موريس اوكامبو الظرف مغلقا ‪ ،‬وقال له ‪ ،‬افعل به ماتشاء!‬

‫اللجنة الدولية للتحقيق‪......‬كيف فتح التقرير الطريق للمحكمة الجنائية الدولية؟‬


‫بعد ‪ 3‬أشهر بالسودان ‪ ،‬عادت اللجنة جمللس االمن بتقريرها الذي اقتبسنا منه اجتزاءاتنا‬
‫أعاله‪ .‬قدمت اللجنة تقريرها لكنها أودعت لدي اجمللس شيئا آخر ‪ .‬قالت اللجنة ‪ ،‬ولكونها‬
‫غير مخولة بالتصرف فانها اضافت ملحقا سريا مع التقرير ‪ ،‬اعطته رقما وهوية هو‬
‫(‪ )795/2006/S‬أما تاريخه فكان ‪ 30‬يناير ‪ . 2005‬قالت ان مظروف امللحق يتوفر علي‬
‫قائمتني ‪ ،‬االولي من ‪ 17‬أسما والثاني من ‪ 5‬أسماء ( االجمالي ‪ 22‬شخصا)‪ .‬اما ملاذا اختارت‬
‫تسمية هؤالء النفر‪ ،‬فقد ذكرت مايلي ( هؤالء اما حاولوا تعطيل عمل الفريق أو ارتكبوا‬
‫مخالفات للقوانني االنسانية اخلاصة بحقوق االنسان أو اما هم مسؤولني عن هجمات‬
‫عسكرية بالطائرات ‪.‬قالت ان تقدمي اسمائهم في ملحق سري منفصل عن التقرير حفز القيام‬
‫به (أ) الرغبة في عدم توفير انذار مبكر ألولئك االشخاص ممن ميكن ان تقرر اللجنة تعريفهم‬
‫كمتورطني وفق الفقرة ‪ 3‬د أو ‪ 3‬ي من قرار مجلس االمن رقم ‪ 1591‬لعام ‪( ، 2005‬ب) الرغبة‬
‫في توفير فرصة سانحة للجنة أو للمجلس ليتبني وبالكامل املعلومات املقدمة عن االفراد‬
‫املعرفني قبل االعالن عن االسماء و(ج) الرغبة بعدم االضرار أما بالتحقيقات اجلارية التي‬
‫تقوم بها اللجنة لبعض االفراد أو بعمل أجهزة مهنية أخري تقوم باجراء حتقيقاتها في‬
‫دارفور ‪.‬ويقترح اخلبراء ان تقوم اللجنة ومجلس االمن بالكشف علنا عن االفراد الذين يقرر‬
‫مجلس االمن تورطهم وفق الفقرات د أو ‪ 3‬ي من القرار ‪ . )1591‬هؤالء النفر اذن هم ‪22‬‬
‫مجرما فعلوا الفعائل في دارفور ‪ ،‬ولبشاعة مافعلوا لم تستطع اللجنة أن تصمت فأحضرت‬
‫معها كراتني من االدلة واالستقصاءا ت والتحريات التي تدينهم !‬
‫رغم السرية املضروبة اال أن تسريب االسماء بدأ يسيل من خزينة مجلس األمن ! من‬
‫املتكشف من معلومات ‪ ،‬مثال‪ ،‬أن «املتفرشخ» في املركز األول في قائمة ال‪ 17‬ماهو اال البروف‬
‫الرشاش‪ ،‬وزير الداخلية ‪ ،‬آنذاك ‪ ،‬الزبير بشير طه ! والثاني هو صالح قوش ! أما القائمة‬
‫‪-25-‬‬
‫الثانية فأول دفعتها هو الرئيس عمر البشير نفسه وفيها أيضا ادريس دبي ‪ ،‬رئيس تشاد !‬
‫«سنأتي لقصة تسريب هذه االسماء في حلقة قادمة «‬
‫بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ 2005‬شكل مجلس األمن الدولي جلنة خاصة للنظر في أمر املقاطعات‬
‫اخلاصة بالسودان بناء علي القرارين ‪ )2004(1565‬والقرار ‪ . )2005( 1591‬ترأست اليونان‬
‫هذه اللجنة ‪ .‬سلم مجلس األمن اليونان املظروف باسمائه االثنني وعشرين ‪ .‬جلنة املقاطعات‬
‫السودانية تعمل وفق قاعدة االجماع املطلقةب‪ .‬تعني هذه اآللية أن ألعضاء مجلس االمن‬
‫احلق في املوافقة علي االسماء أو االعتراض علي بعضها أو اضافة اسماء جديدة لها ‪ ،‬اذا توفر‬
‫اجماع ‪ .‬اذا وافق االعضاء علي كل االسماء‪ ،‬فان اللجنة ‪ ،‬تلقائيا‪ ،‬ترسلهم للمحكمة اجلنائية ‪.‬‬
‫املفاجأة املدهشة هي ان الصني ‪ ،‬حليفة السودان التجارية والعضو الدائم باجمللس ممن يحق‬
‫له عرقلة االجماع الدولي باستخدام الفيتو ‪ ،‬لم تعترض علي ارسال االسماء للمحكمة ‪ ،‬أما‬
‫دولة قطر فاكتفت باثارة بعض النقاط االجرائية الفنية لكنها لم تعترض ال علي العقوبات‬
‫أو األسماء ‪.‬‬
‫بالرغم من ان شهادة قوش هي التي قادت اللجنة الدراج عدد كبير من زمالئه الوزراء في‬
‫قائمة مطلوبي الهاي ‪ ،‬فاننا نالحظ أمرين ‪ .‬بخالف قوش فان التقرير لم يشر ألي قيادي‬
‫تنفيذي غيره ممن قابلتهم اللجنة وحققت معهم قام بكشف أسماء وزارية أو اتهم زمالؤه‬
‫بالتقصير ‪ ،‬كما فعل قوش ( في احللقات القادمة سنصطحب املزيد من معلومات تقرير‬
‫اللجنة الدولية ) ‪ .‬أما األمر االخر فهو ان قوش ‪ ،‬مستفيدا من شبكة عالقاته الدولية وبالذات‬
‫مع االمريكان ‪ ،‬كان أول من علم باالسماء السرية في املظروفني ‪.‬ورغم أنه ورط اآلخرين ‪ ،‬اال‬
‫أنه سعي وبشتي السبل ‪ ،‬كما سنري في هذه احللقة والقادمة ‪ ،‬لشطب اسمه قبل ان يصل‬
‫الي عتبات احملكمة اجلنائية بالهاي ‪.‬كان يعلم بأن البلدان االعضاء مبجلس االمن بامكانها‬
‫اسقاط اسماء من القائمة ‪ ،‬فما ادخر جهدا !‬

‫االطار الزمني ‪ 2004...‬الخرطوم أشعلت دارفور فتتطايرت قوائم االسماء ‪:‬‬


‫قصة احملكمة اجلنائية الدولية هي الوجه اآلخر للبارود الذي غيم السماء في (قولو)‬
‫بجبل مرة يوم ‪ 19‬يوليو ‪ .2002‬ففي ‪ 4‬مارس ‪ ، 2009‬ولد دخان املوت رجال أسمه مورينو‬
‫أوكامبو ‪ ،‬أفسد علي عمر البشير حياته ‪ ،‬أينما استدار بوجهه ‪ ،‬من حينه والي يومنا الراهن ‪.‬‬
‫اشتعلت دار القرآن وامتد احلريق ليعم قراها اآلمنة الي ان أتي علي عاصمة الوالية ‪ .‬في‬

‫‪-26-‬‬
‫ابريل ‪ 2003‬نزل شباب (جيش حترير دارفور) علي مطار الفاشر‪ .‬عملية جريئة ومباغتة‬
‫قلبت موازين الصراع ‪ .‬انتهى الهجوم وأتي املصورون‪ .‬الطائرات االربعة املتفحمة كانت‬
‫االعالن بأن دارفور اصابها سعار الثورة جراء متراكم التظلمات‪.‬‬
‫جرحت هيبة الدولة في مقتل وباستفزاز لم يراع عذرا ملن خصص في ‪ 2004‬مبلغ ‪820‬‬
‫مليون دوالر لوزارة احلرب‪.‬استنهضت اخلرطوم الغاضبة آليتها املدمرة لقتال جديد بعد‬
‫اذ هدأت لعلعلة املدافع في اجلنوب بدخول احلركة الشعبية وحكومة االنقاذ الي ستر‬
‫غرف املفاوضات في ضاحية ماشاكوس الكينية ‪.‬ينبغي التذكير ان أول توقيع لبروتوكول‬
‫ماشاكوس االول املتعلق باملبادئ العامة للحكم وادارته‪ ،‬مت بعد ‪ 24‬ساعة فقط من أحداث‬
‫قولو! في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 2003‬مت التوقيع علي الترتيبات االمنية ( امللف السادس) ‪ .‬بترابط‬
‫خفي ال يخفي علي املتابع ‪ ،‬فان التقدم في جبهة مشاكوس شهد استعار لهيب احلرب بدارفور‪.‬‬
‫كان عام ‪ 2004‬هو االعنف واألسرع وقعا علي محوري احلرب والسالم ! بتوقيع امللف الثالث‬
‫في ‪ 7‬يناير ( اتفاق قسمة الثروة ) والثاني (قسمة السلطة ) في ‪ 26‬مايو ‪ ، 2004‬كانت‬
‫دارفور قد التهبت بكاملها ودخلت قاموس االستهجاء السياسي ‪ ،‬فأتقن مذيعو االخبار نطقها‬
‫بسهولة ويسر ! وقد علمتنا االيام ان االسم ‪ ،‬أي أسم ‪ ،‬ان حتول خلبر فضائي ‪،‬فلتثكلك أمك‬
‫وتبدأ في تلقي املعزين !‬
‫في احللقة السابقة عرضنا أول رسالة أرسلها عضوا الكونغرس ‪ ،‬دونالد بني (الدميوقراطي)‬
‫وتوماس تانكريدو (اجلمهوري ) للرئيس بوش يوم ‪ 5‬فبراير ‪ . 2004‬طالباه بالتحقيق‬
‫مع ‪ 12‬مسؤوال سودانيا ملعرفة االجابة احملددة علي سؤال نصه ‪ ( :‬ماهو الدور املباشر‬
‫أوالغير مباشر الذي لعبه املسؤولون الواردة اسماؤهم أدناه في دعم االرهاب الدولي ؟)‪.‬‬
‫سمت القائمة كوكبة من لعيبة الصف االول بفريق االنقاذ ‪ .‬منهم كان علي عثمان محمد‬
‫طه ‪ ،‬د‪.‬نافع ‪ ،‬د‪.‬غازي صالح الدين ‪ ،‬د‪ .‬اجلاز‪ ،‬د‪ .‬مطرف صديق ‪ ،‬د‪ .‬قطبي املهدي ‪ ،‬اللواء‬
‫صالح قوش ‪ ،‬اللواء الهادي عبداهلل ‪،‬وزير شؤون مجلس الوزراء ‪،‬د‪.‬عبدالكرمي ‪ ،‬مدير فرع‬
‫اخملابرات اخلارجية ‪ ،‬اللواء عثمان عبداهلل ‪ ،‬اللواء جمال زمقان واللواء عماد الدين حسني‪.‬‬
‫رغم االخطاء في االسماء أو الرتب ‪ ،‬اال أن أهمية الرسالة تلخصها ‪ 3‬أمور‪ .‬أولها ان أحداث‬
‫سبتمبر ‪ 2001‬اعادت للواجهة ‪،‬وبقوة ‪ ،‬االدوار السالبة التي لعبتها االنقاذ في التسعينات‬
‫مثل ايواء املتطرفني االسالميني واستعداء بلدان اجلوار ‪ .‬فال طرد اسامة بن الدن في ‪1996‬‬
‫شفع لها ‪ ،‬وال تعاونها السري واملعلن مع أمريكا في مكافحة االرهاب أضاف مليزان حسناتها‬
‫شيئا ‪ .‬ثانيا ‪،‬عبر عضوا الكونغرس عن الروح العامة «املعادية « لالنقاذ السائدة في اجلسم‬

‫‪-27-‬‬
‫التشريعي األمريكي‪ .‬فالتقدم احملرز علي جبهة املفاوضات مع اجلنوب ‪ ،‬آنذاك ‪ ،‬لم يعني كثيرا‬
‫للتشريعيني ب(الكابيتول هل) ولم يخفف الضغط علي حكومة االنقاذ ‪ .‬أما ثالث احلقائق‬
‫ففحواه ان دارفور ستصبح ‪ ،‬ولسنوات الحقة ‪ ،‬العلكة التي ستستاك بها وتلوكها االدارة‬
‫االمريكية كلما حتدثت اخلرطوم عن تطبيع العالقات!‬

‫وهذا بالضبط ماحدث !‬


‫بعد أشهر من تلك الرسالة الثانية ‪ ،‬وجه جتمع من ‪ 11‬برملاني أمريكي رسالة ثانية‬
‫للرئيس بوش ‪ .‬كانت الرسالة أشف غضبا وأعنف هجوما‪ .‬اتهموا فيها ‪ ،‬صراحة‪ ،‬رئيس‬
‫اخملابرات ‪ ،‬قوش ‪ ،‬بهندسة سياسات التطهير العرقي في دارفور وتنفيذ مخطط االرض‬
‫احملروقة ‪ .‬وعلي درب الرسالة االولي ‪ ،‬أدرجوا اسماء ‪ 21‬مسؤوال عسكريا وقائد مليشيا‬
‫وطالبوا بوش بتجميد أرصدتهم وحظرهم من السفر ‪.‬‬

‫استمرت واشنطن علي سياستها الضاغطة فقررت زيادة الجرعة ‪.‬‬

‫صرخت الدنيا‪...‬داااارفوووور ‪ ،‬فحضر باول للخرطوم واستعدت االمم المتحدة !‬


‫حتولت املطالبات الدولية فجأة ‪ ،‬من مناشدات لوقف العنف واالقتتال الي ضرورة معاقبة‬
‫الضالعني ومالحقتهم ‪ .‬تكاثر اخلصوم وتناسلت املطالب بينما اخلرطوم في حيرة غزال تائه‬
‫داهمته كاشفات ضوئية في ليل بهيم ‪ .‬فخالل ‪ 10‬أشهر فقط ( يونيو ‪– 2004‬أبريل ‪)2005‬‬
‫أصدر مجلس األمن الدولى‪ 8‬قرارات بشأن السودان ليس من بينها ما يسر ! رزمة تتالت‬
‫ترقيما وموضوعا وبدأ بعضها كأرقام الهواتف اخللوية املميزة ! ‪/ 1564 / 1556/1547‬‬
‫‪.1593 / 1591/1590/1588 / 1574‬‬
‫رأت واشنطن نقل رسالة عاجلة للخرطوم ‪ ،‬التي أعتقدت أنها مبنأي من غضبة الطوفان‬
‫الدولي متوهمة كسبها ألمريكا بعد رضوخها وقبولها بدخول مفاوضات السالم مع احلركة‬
‫الشعبية ! هذا التحليل الفطير مرده التنازالت الكبيرة التي قدمتها االنقاذ لقرنق في مفاوضات‬
‫ماشاكوس ‪ ،‬من جهة ‪ ،‬والتعاون الالمحدود ألجهزة قوش وتلبيتها لكافة مطالب السي آي‬
‫ايه‪ ،‬من اجلهة املقابلة !‬
‫حضر للخرطوم وزير اخلارجية االمريكي ‪ ،‬كولن باول ‪ ،‬لالجتماع بالرئيس البشير في‬
‫‪ 29‬يونيو ‪ . 2004‬تشكل وفده من القائم بأعمال السفارة االمريكية ‪،‬جيرارد قالوشي ‪ ،‬ومدير‬
‫‪-28-‬‬
‫الوكالة االمريكية للتنمية الدولية ‪ ،‬أندريو ناتسيوس باالضافة الي مساعدي الوزير باول‬
‫الثالثة ‪ ،‬ريتشارد بوشر ‪ ،‬مايكل رانيبرجر وروبرت بيكروفت‪.‬رافق الوزير أيضا االدميرال‬
‫جيمس ميتزقر ‪ ،‬املساعد اخلاص لرئيس األركان ‪ .‬أما مدون محضر االجتماع فكان برونيل‬
‫ديلي من طاقم السفارة باخلرطوم ‪ .‬في اجلهة األخري ترأس الرئيس عمر البشير وفده‬
‫املتكون من وزير اخلارجية د‪.‬مصطفي اسماعيل و نائب مدير جهاز اخملابرات ‪ ،‬يحي حسني‬
‫بابكر ‪ ،‬وزير الدولة لشؤون الرئاسة الفريق بكري حسن صالح ‪ ،‬وزير الدفاع ‪ ،‬الفريق‬
‫عبدالرحيم محمد حسني ‪ ،‬وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد ‪ ،‬وزير الشؤون االنسانية‬
‫باالضافة للسفير السوداني بواشنطن خضر هارون والسفير محمد أمني الكارب ‪ ،‬مدير ادارة‬
‫االمريكيتني بوزارة اخلارجية‪ .‬رسالة الوزير االمريكي متحورت حول بضعة نقاط ارتكازية‪.‬‬
‫أولها ‪ ،‬وأهمها ‪ ،‬قوله ان الرئيس بوش سعيد بالتقدم احملرز في نيفاشا لكنه «قلق جدا من‬
‫امكانية حدوث كارثة انسانية بدارفور» ‪ .‬وثانيها‪ ،‬ان التطبيع مع السودان لن يتم اال ان‬
‫أوقفت اخلرطوم فورا هجمات اجلنجويد ضد املدنيني‪ ،‬والقضاء علي البيروقراطية املتسببة‬
‫في عرقلة وصول مواد االغاثة ‪ .‬قال الزائر انه شخصيا استثمر وقتا وجهدا في عملية السالم‬
‫مذكرا البشير بأنه حضر الي نيفاشا وحذر بقوله ( هذا النهج يجب اال يفشل واال فاننا جميعا‬
‫سنخذل شعب السودان )‪ .‬ملح باجلزرة اذ نقل ان بوش يتطلع الي اكتمال االتفاقية الشاملة‬
‫وسيرحب باالطراف للتوقيع بواشنطن ‪.‬‬
‫خالصة زيارة الوزير باول للخرطوم هي ان الرئيس بوش ‪ ،‬وقد بدأ واليته الرئاسية‬
‫الثانية في ‪ ، 2004‬رهن متاما رفع العقوبات او تطبيع العالقات مع السودان ببسط االمن في‬
‫دارفور وبتدفق املساعدات ملعسكرات الالجئني ‪ .‬عدا عن ذلك ‪ ،‬فلن يكون هناك أي حتسن في‬
‫العالقات ! أبلغ البشير ان االمني العام لالمم املتحدة ومجلس االمن منزعجان من تصرفات‬
‫حكومته في دارفور وأن اجملموعة الدولية قد «تضطر»الستصدار اجراءات اضافية من مجلس‬
‫األمن الدولي ‪ .‬بيد أنه ترك الباب مواربا بقوله( الرئيس بوش اليريد فعل لك )! لتأكيد ذلك‬
‫أبلغ اجملتمعني ان أمريكا ستقدم ‪ 211‬مليون دوالر كمساعدات شريطة أن تتحرك اخلرطوم‬
‫فورا وبجدية في دارفور واال فان املزيد من الضغط المحالة قادم ! بعد أقل من شهر‪ ،‬في ‪21‬‬
‫يوليو ‪ ، 2004‬قدمت منظمة هيومان رايتس وتش تقريرا لألمم املتحدة طالبت فيه مجلس‬
‫األمن بفرض عقوبات علي السودان ملساعدتها للجنجويد‪ .‬وبعد ‪ 9‬أيام فقط ‪ ،‬فار التنور اذ‬
‫أصدر مجلس األمن الدولي ‪ ،‬مبوجب الفصل السابع القرار رقم ‪ 1556‬الصادر في ‪ 30‬يوليو‪،‬‬
‫محذرا حكومة االنقاذ ومطالبا بنزع سالح اجلنجويد خالل شهر واحد ‪.‬‬

‫‪-29-‬‬
‫خطة استدراج االنقاذ ألبواب المحكمة الدولية ‪ ،‬وقوش يتحرك النقاذ نفسه‬
‫تابع قوش هذه املتسارعات ‪ ،‬فجن جنونه وبدأ في االحلاح علي مدير محطة السي أي‬
‫ايه باخلرطوم بضرورة دعوته الي واشنطن للتفاكر مع مدير السي آي ايه ‪ ،‬بوتر قوس ‪،‬‬
‫مباشرة –وجها لوجه ‪ .‬بغية قوش املستترة من هذا االجتماع هو الطلب من رصيفه االمريكي‬
‫عمل كل مافي وسعه الزاحة اسمه من قائمة الشؤم ! ظن ‪ ،‬صادقا ‪ ،‬انه قدم من اخلدمات‬
‫ألمريكا مالم يقدمه لها أحد باملنطقة ‪ ،‬لذا استحق ترفيعا في املعاملة واحلماية ‪ ،‬معا ‪ .‬لتعزيز‬
‫طلبه بضرورة دعوته ‪ ،‬سرد ملدير احملطة بعض املشهيات مما سيحمله من ملفات الطالعهم‬
‫عليها ‪ .‬قال ان لديه خطة الختراق شباب احملاكم االسالمية بالصومال ‪ ،‬وخطة أخري الرسال‬
‫سودانيني للعمل حلساب الوكالة في العراق ! قال أن جهازه فرغ من خطة لزراعة عناصر‬
‫منه داخل مجموعات اجملاهدين السنة بالفلوجة واالنبار للنيل من جماعة الزرقاوي التي‬
‫برهنت فعاليتها القتالية ضد الوجود األمريكي هناك ! كانت اخملابرات السودانية ‪ ،‬عبر‬
‫مكتبيها في أديس أبابا ونيروبي ‪ ،‬قد أستقطبت شيخ شريف محمد الذي درس لعامني بقسم‬
‫اجلغرافيا بكلية التربية بجامعة شمال كردفان ‪ ،‬وأفلح اجلهاز مابني ‪ 2004 - 2002‬في‬
‫تعيينه كأستاذ في مدرسة جوبا الثانوية ‪ .‬لذلك فانه من أكبر أرصدة اجلهاز عندما ذهب‬
‫مشاركا في تأسيس «مؤمتر اخلريجني الصوماليني»وبالفعل ‪ ،‬انتخب شريف كأول رئيس‬
‫لهذا املؤمتر في دورة ‪.2005 - 2003‬‬

‫دفع قوش بطلبه وبقي منتظرا الرد ‪ .‬أبلغه مدير محطة السي أي ايه باخلرطوم أن رئيسه‬
‫بواشنطن ينظر في أمر دعوته بجدية وان لم يقرر تاريخا بشأنها ‪.‬اعلنت واشنطن مشاركتها‬
‫وتبنيها ملؤمتر املانحني الذي تقرر انعقاده بالعاصمة النرويجية يومي ‪ 12- 11‬ابريل‬
‫‪ 2005‬بحضور جون قرنق ونائب الرئيس علي عثمان ‪ .‬أعتذر قوش عن املشاركة في الوفد‬
‫متحججا مبهمة خارجية هامة ‪ .‬دعوة قوش لزيارة واشنطن ‪ ،‬ولو من السي آي ايه ‪ ،‬انطوت‬
‫علي مجازفة كبيرة وبخاصة ان الكونغرس واالعالم االمريكي كان يتابع دوره في مجازر‬
‫دارفور بعني ال تغفو ‪.‬كانت واشنطن تواصل الضغط ‪ .‬وصل روبيرت زوليك ‪ ،‬نائب وزير‬
‫اخلارجية االمريكي اجلديد للخرطوم يوم ‪ 14‬مايو ‪ . 2005‬وهذه أول زيارة ملسؤول رفيع‬
‫منذ ان وصف كولن باول في سبتمبر ‪ 2004‬مايجري بدارفور بانه ابادة وتطهير عرقي ‪.‬‬
‫يوم االحد ‪17‬أبريل ‪ 2005‬غادرت البوينج ‪ 737‬التابعة للسي آي ايه قاعدتها مبطار‬
‫بالتيمور –واشنطن الدولي بوالية ميرالند ‪ ،‬متجهة للخرطوم‪ .‬يوم االثنني ‪ 18‬أبريل رجعت‬
‫‪-30-‬‬
‫ألمريكا براكبها الوحيد ‪ ،‬اللواء صالح عبداهلل قوش ! سلموه برنامج اجتماعاته بالوكالة‬
‫وشمل ادارات شمال أفريقيا والشرق االوسط ‪ ،‬أما لقاء القمة مابينه ونظيره ‪ ،‬بورتر قوس‪،‬‬
‫فتقرر له اخلميس ‪21‬أبريل ‪ .‬وما ان اشرق صباح اليوم التالي لوصوله ‪ ،‬الثالثاء ‪ 19‬أبريل‪،‬‬
‫حتي تبدل احلال وانفتحت أبواب بركان اجلحيم تقذف بحممها علي الزيارة وسوء تقدير‬
‫توقيتها وشخص احملتفي به ! كانت الدنيا خارج النغلي»مقر السي آي ايه « تغلي وبالذات‬
‫في وزارتي اخلارجية والعدل احتجاجا علي فكرة الدعوة من أساسها ! بل وأبلغ املضيفني‬
‫قوش ان وزارة العدل تدرس فكرة اعتقاله كمجرم حرب ! تبدل كل شئ ‪ ،‬وبسرعة ! بتصاعد‬
‫هذا السونامي أضطرت السي آي أيه اللغاء االجتماع املقررمع مديرها بحجة واهية وهي‬
‫ان بورتر قوس قرر حضور مراسم تصويت مجلس الشيوخ علي ترشيح السفير جون‬
‫نغروبونتي مديرا لألمن الوطني ! وهكذا تخلصوا منه ‪ .‬فحشروه علي عجل بالطائرة فجر‬
‫اجلمعة ‪ 22‬أبريل وأعادوه خلرطومه ‪ .‬أهم ما سمعه قوش كان نصيحة وخبر ‪ .‬اخلبر هو‬
‫أنهم سوف لن يدعوه مرة أخري ! أما النصيحة فذهبت باجتاهني ‪ .‬االول أن شطب اسمه أمر‬
‫ممكن ‪ ،‬لكنه صعبا ‪ .‬والثاني أن يتحلي بالصبر لو أراد شطبا من قائمة قصابي دارفور ‪.‬‬
‫نصحوه مبضاعفة اجلهد والتعاون ملساعدة السي آي ايه ‪ ،‬واملضي قدما في تنفيذ ما وعد ‪،‬‬
‫وبأكثر ان أمكن ‪ ،‬ليقوي موقفهم بأنه حليف أساسي «متعاون جدا» وجدير باملساعدة !‬

‫مجرمو دارفور حسب قائمة هيومان رايتس ووتش ‪ ،‬من هم ؟‬

‫بعد ‪ 8‬أشهر من زيارة قوش ألمريكا ‪ ،‬دخلت (هيومان رايتس ووتش) يوم ‪ 12‬ديسمبر‪2005‬‬
‫لعبة األسماء والتخمينات ‪ .‬نشرت تقريرا من ‪ 85‬صفحة لقائمة جديدة من حتقيقاتها اخلاصة‪.‬‬
‫طالبت املنظمة مجلس االمن باضافة االسماء لقوائم املشتبه بهم ‪ ،‬ومنعهم فورا من السفر‬
‫والتحفظ علي ممتلكاتهم ‪ .‬أول رأس هو الرئيس عمر البشيرألنه ( لعب دورا محوريا في‬
‫تنظيم حملة التطهير العرقي ضد القرى غير العربية)‪ .‬تاله نائبه ‪ ،‬علي عثمان طه الذي قال‬
‫التقريرأنه يفاخر بعالقته اخلاصة بزعيم اجلنجويد موسى هالل وانه كان وراء خروجه من‬
‫السجن عام ‪ . 2003‬الثالث هو وزير الدفاع اللواء عبد الرحيم محمد حسني (وزير الداخلية‬
‫واملبعوث الرئاسي في دارفور عام ‪) 2004‬ملشاركته في تنسيق احلملة ضد القرى غير‬
‫العربية‪ .‬الرابع اللواء بكري حسن صالح (وزير الدفاع السابق)‪ .‬خامس القائمة هو الفريق‬
‫عباس عربي رئيس هيئة اركان القوات املسلحة السودانية والسادس اللواء صالح عبد اهلل‬
‫‪-31-‬‬
‫قوش مدير االمن تاله الطيب عبد اهلل ‪ ،‬مفوض دارفور (‪ .) 2005- 2003‬الثامن احلاج عطا‬
‫املنان ادريس ‪ ،‬حاكم جنوب دارفور السابق ‪ .‬التاسع ‪ ،‬جعفر عبد احلق احلاكم السابق لغرب‬
‫دارفور‪.‬عاشر القائمة اللواء ادم حامد موسى حاكم جنوب دارفور ( ‪ 2003‬حتى منتصف‬
‫عام ‪. ) 2004‬يليه اللواء (طيارم)عبد اهلل النور‪ ،‬احلاكم السابق لشمال دارفور ( ‪2000‬‬
‫‪ )2001-‬املتهم بتسليح امليليشيات‪.‬رقم ‪ 12‬هو العميد احمد احلاجر محمد قائد فرقة املشاة‬
‫‪ 16‬ملشاركته في الهجوم على قرى آمنة ديسمبر ‪. 2004‬رقم ‪ 13‬هو اللواء الهادي ادم حامد‪،‬‬
‫ضابط اتصال مع ميليشيا اجلنجويد‪.‬أما االسماء الواردة لغاية املركز ‪ 21‬تضم املقدم عبد‬
‫الواحد سعيد علي سعيد( قائد لواء مخابرات احلدود بدارفور ) ‪ ،‬الرائد فضل اهلل ااملشارك‬
‫بقواته في تدمير القرى ونهب املمتلكات‪ -،‬قائد امليليشيا عبد اهلل صالح سبيل (ابو شيرين)‪،‬‬
‫موسى هالل مهندس هجمات اجلنجويد علي شمال دارفور ‪ ،‬علي محمد علي (علي كشيب)‬
‫قائد ميليشيا دمرت عدة قرى مابني ‪ ،2004- 2003‬مصطفى ابو نوبة زعيم قبيلة رزيقات‬
‫في جنوب دارفور‪ ،‬نزير التيجاني عبد القادر زعيم قبلي في جنوب دارفور‪ .‬يزعم مسؤوليته‬
‫عن شن هجوم على قرية خور ابيشي ‪ 7‬ابريل ‪ .2005‬آخر القائمة هو محمد حمدان زعيم‬
‫امليليشيا املتورط في مذبحة قرية عدوة ‪ ،‬نوفمبر ‪. 2004‬‬

‫مارس‪ :2006‬قوش في عاصمة الضباب ‪....‬لماذا ؟‬


‫في مارس ‪ 2006‬سعي قوش ملقابلة صديقه السفير البريطاني باخلرطوم ‪ ،‬ايان كاميرون‬
‫كلف ‪ )2007-2005( ،‬طالبا تأشيرة زيارة متعددة السفرات ‪ .‬هذا السفير ‪ ،‬حاله حال سلفه‬
‫السير وليام باتي (‪ ، )2005-2002‬كان يجيد التخاطب بالعربية ‪ .‬غير انه تفوق علي السفير‬
‫باتي مبا له صالت عميقة ومعرفة كبيرة بالسودانيني ممن خبرهم عندما خدم باخلرطوم ‪،‬‬
‫أول مرة ‪ ،‬سكرتيرا ثانيا قبل عقدين (‪ .)1985-1982‬عندما زاره قوش كانت بريطانيا قد‬
‫خصصت ‪ 76‬مليون دوالر كمساعدات لدارفور للتعافي مما أحلقه بها قوش وحكومته من‬
‫خراب ‪ .‬وافق السفير فمنح قوش تأشيرة متعددة الزيارات ملدة ‪ 6‬أشهر ‪ ،‬سافر قوش الي‬
‫لندن ‪.‬‬
‫ملاذا السفر ‪ ،‬وملاذا لندن ومن قابل وماهي النتائج ‪...‬االجابات تنتظرنا في احللقة ‪ 3‬باذن‬
‫اهلل ‪.‬‬

‫‪-32-‬‬
-33-
-34-
-35-
-36-
:‫رابط المقال‬

https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-84563.htm

-37-
‫تمارض قوش فمنح فيزا لبريطانيا‪ ،‬فغادر مستشفي‬
‫كرومويل للتخابر مع األمريكان لحمايته!‬

‫قو�ش واخلطة (ب)‪ :‬الهرولة ايل‬ ‫الحلقة‬


‫لندن بعد �أن �أو�صدت وا�شنطن بابها‬ ‫‪3‬‬
‫‪02-12-2013‬‬

‫بقليل من املالحظة ودون كثير عناء ‪ ،‬ستكتشف ان قوش ال يتواني أبدا في الدفاع عن‬
‫مصاحله اخلاصة غض النظر عن تقاطعها علي ما اؤمتن عليه ‪ .‬وفي هذا املنحي ‪ ،‬فهو‬
‫ليس بالشاذ وال باالستثناء ‪ ،‬فهذا هو السلوك الدارج لكل زمرته من اللصوص والفاسدين‬
‫اآلخرين‪ .‬فما ان علم ان تقرير جلنة دارفور املقدم جمللس االمن في ‪ 30‬يناير ‪ 2005‬يدينه‬
‫باالسم ‪ ،‬فرض نفسه علي األمريكيني واستجداهم لدعوته ‪ ،‬فوصلهم في ‪ 18‬أبريل ‪ .‬هدفه كان‬
‫شطب اسمه من القائمة‪ .‬لكن الزيارة‪ ،‬كما سنبني‪ ،‬فرخت نتائجا عكسية ‪ ،‬فقطعتها السي آي‬
‫ايه وتسببت في حرمانه من زيارة واشنطن مستقبال ! وفي‪ 17‬فبراير‪ ، 2006‬جتدد املشهد‬
‫بحيثيات مختلفة ‪ .‬فقد كشف الغطاء عن قائمة الهاي ‪ .‬وما ان تيقن بوجود اسمه ضمنها ‪،‬‬
‫وبتفوق ‪ ،‬اذ احتل املركز الثاني‪ ،‬حتي داوم فورا في مكتب السفير البريطاني باخلرطوم ‪،‬‬
‫ايان كاميرون كلف‪ ،‬مترجيا منحه تأشيرة عاجلة الجراء عملية قسطرة لقلبه في لندن ‪ .‬هذه‬
‫العملية االستكشافية ‪/‬العالجية تسمي (اجنيوبالستي ) وهي تدخل طبي سهل يستغرق‬
‫أقل من الساعة وتتوفر باخلرطوم في ‪ 8‬مشافي متأهلة الجرائها اذ الحتتاج لتنومي املريض‬
‫‪-38-‬‬
‫ولو لليلة واحدة ! اذن الهدف البائن كان التحجج باملرض‪ ،‬لكن الغاطس السري للنوايا فكان‬
‫لاللتقاء برجال السي آي ايه بلندن بعد ان أصبح محظورا من زيارة أمريكا! أرادهم أال ينسوه‬
‫وان يفعلوا شيئا يجنبه الهاي !‬
‫فور وصوله لعاصمة الضباب في مارس ‪ ،‬حلت العافية بقلب املريض صالح قوش بعد‬
‫مقابلة واحدة الختصاصي القلب مبستشفي كرومويل ‪.‬قضي بقية أسابيعه في حالة هرولة‬
‫مستمرة ما بني «قروزفينور سكوير « حيث السفارة االمريكية ورجال مخابراتها ‪ ،‬ورصفائهم‬
‫االجنليز (أم آي ‪ )6‬في مقرهم بحي فوكسال كروس‪ .‬وعاد ثانية الي لندن في أغسطس ليلحق‬
‫ما تبقي من مدة قبل انتهاء تأشيرته املتعددة الزيارات ذات األشهر الستة ‪..‬فشرع في هرولة‬
‫جديدة مابني العنوانني ‪ ،‬ونسي قلبه !‬

‫نعرض اليوم ‪ 3‬تقاريرصحفية متميزة هتك كل واحد منها أسرار‬


‫صالح قوش‪ .‬يلزمنا االنتباه لتواريخ نشر هذه التقارير حتي‬
‫يستقيم االطار الزمني‪ ،‬فيسهل فهم النسق العام لتصرفات الرجل ‪.‬‬

‫ما من قيادي في الدولة االسالمية االستوائية أدرك وبيقني تام «خطورة « الصحافة‬
‫واالعالم علي حياة نظام االنقاذ ‪ ،‬عموما‪ ،‬أو مصاحله الوظيفية ‪ ،‬مثل قائد جهاز جاسوسيتنا‬
‫ألكثر من ‪ 7‬سنوات ‪ .‬فلخمسة سنوات حام اسمه في مجالس اخلرطوم حافيا بالصورة ‪ .‬كان‬
‫كأشباح سواكن‪ -‬تتداول الناس عنها خوارق األفعال ‪ ،‬وان لم يرها أحد ! سعي دوما ألن‬
‫يكون في الظل ‪ ،‬بال صوت وبال رسم حتي وهو يباشر تعذيب من وقعوا في يده الباطشة بال‬
‫رحمة ‪.‬‬
‫أول صورة لقوش في االعالم كانت في ‪ 2005‬يوم ان رافق الراحل محمد ابراهيم نقد من‬
‫مخبئه السري بعد ‪ 11‬عام ‪ ،‬للشارع العام ! حاور الزميل عبدالرحمن احمد بركات نقد هاتفيا‬
‫من قطر يوم ‪ 7‬أبريل ‪ ، 2005‬أبلغه نقد (ويبدو أن اجملموعة التي قامت باملداهمة إتصلت‬
‫بقيادتها في جهاز األمن واخملابرات ‪ ،‬وحضر للمكان رئيس اجلهاز صالح عبداهلل قوش برفقة‬
‫نائبه محمد عطا ‪ ،‬وأفادوني بأنهم ما عندهم حاجة ضدي وانني غير مطلوب من قبلهم)‪.‬شهد‬
‫الناس في الصباح التالي صورته ألول مرة رغم انه عمل باالجهزة االمنية للجبهة االسالمية‬
‫متفرغا منذ تخرجه مهندسا مدنيا في ‪ ..1982‬املدهش ان دارفور شغلت قوش ونائبه يومها‬

‫‪-39-‬‬
‫بأكثر من االحتفاء بصيدهم الثمني‪ .‬فقد افاد الزميل عماد عبدالهادي في تقريره باجلزيرة نت‬
‫يوم ‪ 8‬أبريل ‪ 2005‬أن قوش وعطا طلبا من نقد توضيح موقف احلزب الشيوعي من قرار‬
‫مجلس األمن رقم ‪ 1593‬املطالب بتسليم سودانيني للجنائية الدولية لتورطهم في انتهاكات‬
‫بدارفور ‪.‬نسب التقرير لنقد رده عليهم ( واضح أنكم تريدون إدانة وهذه لن جتدوها منا‪،‬‬
‫حلني تشكيل محاكم وفق مراقبة دولية تقوم بإجراءات محاكمة املتورطني‪ ،‬بعدها سيحدد‬
‫احلزب رأيه في هذه القضية)‪.‬‬
‫مابني االعالم واخملابرات حالة مستمرة من أحلي احلالل وأبغض احلالل ‪ ،‬مصاهرة‬
‫ودم‪ ...‬وطالق بائن ! ‪ .‬فطرائق العمل ومناهجه تصل حد التطابق الكامل ‪ .‬يلهث االعالميون‬
‫واالستخباريون بحثا عن املعلومة واالستيثاق من صدقيتها ومتابعة تشعبات ماجتره من‬
‫روابط ومصادر ويجهدون النفس في استنباط املزيد منها بالتحليل ‪ .‬كالهما يتكلف أقصي‬
‫طاقته في توليد ماحصد وتقفي اسقاطات معلوماته ‪ .‬كالهما ‪ ،‬أيضا‪ ،‬يتحري ويبحث عن‬
‫الشهود واالدلة ملنح احليثيات زخما وقوة ‪ .‬وما ان يصال الي االستخدام النهائي للمنتج‬
‫املعلوماتي ‪ ،‬حتي حتني اللحظة الفاصلة ‪ :‬فيفترقا ويتالعنا ويتطلقا ! فيذهب الصحفي‬
‫ليعرض‪ ،‬وبدراهم بخسه‪ ،‬منتجه املعلوماتي في الوسيط الذي ينتسب اليه ‪.‬فأما أن يتصايح‬
‫باسم مطبوعته الصبية عند االشارات الضوئية أو في باحة املواصالت العامة ‪ ،‬واما أن‬
‫حتفل الناس بجهده بال مقابل ان ملكت تلفازا او راديو او حتي دربا لالسافير ‪ ،‬فتقرأ ‪ ،‬وتعلق‬
‫وتستحسن بل ‪ ،‬وتشتم أيضا ‪ ،‬وباجملان ‪! ..‬‬
‫أما البصاصون فشأنهم آخر ! فبالرغم من أن منتجهم املعلوماتي ينتمي في تكوينه لذات‬
‫حارات ما يسمي ب»املصادر املفتوحة»‪ ،‬التي يشاركهم الصحفيون التسكع في جنباتها ‪ ،‬اال‬
‫انه ‪ ،‬وبقدرة فالق احلب والنوي ‪ ،‬يصبح فرعا في شجرة العائلة العسكرية ‪ .‬فتنصب في‬
‫ملفاتهم يافطة املناطق احملظورة ‪ :‬ممنوع االقتراب أو التصوير ! فما ان يذهب التقرير العادي‬
‫جلهاز قوش وعطا حتي يضاف له ثوما وفلفال فيصاب بالدلع ‪ ،‬ويلبس نظارة سوداء للتخفي‬
‫ويهمس بحديث مشفر ! أما منتجنا املغضوب عليه فيبقي شمارا في قارعة الطريق ‪ ،‬يلعلع‬
‫في الهواء الطلق الي ان يكتموا علي أنفاسه ‪ ،‬أو انفاسنا‪ ،‬حالهم مع الصحافة املنكوبة يوميا‬
‫بتعدياتهم وبوتهم القبيح !‬

‫فعائل قوش وزمرته في دارفور‪....‬ميالد أوكامبو !‬


‫زارت جلنة تقصي جرائم دارفور التي شكلها مجلس االمن السودان مرتني ‪ .‬االولي‬
‫مابني ‪ 20-8‬نوفمبر ‪ 2004‬والثانية مابني ‪ 16-9‬يناير ‪ ، 2005‬أي قبل اسبوعني من تقدمي‬
‫‪-40-‬‬
‫تقريرها ‪ .‬عمل محققوها امليدانيون علي مدار الساعة في قرابة ‪ 30‬موقع جغرافي ‪ ،‬ينبشون‬
‫القبور يفحصون األسلحة ويصورون األدلة ‪ .‬التقوا بعشرات الشهود واستمعوا للمئات من‬
‫املسؤولني واملعتقلني والضحايا‪ ،‬علي حد سواء ! استجوبوا كل ذي عالقة بأحداث دارفور‬
‫من نائب الرئيس والي عسكر اجلنجويد والسجناء‪ .‬بعد ‪ 3‬أشهر من العمل املضني ‪ ،‬حملوا‬
‫كراتني األدلة وشحنوها معهم لنيويورك ‪.‬يقول البند ‪ 25‬من التقرير املتضمن ‪ 653‬بندا ‪،‬‬
‫مانصه (ولكي تعالج اللجنة ما يزيد عن ‪ 20 000‬صفحة من املواد التي تلقتها‪ ،‬فقد أعدت‬
‫وسجلت حتليالت األحداث‬ ‫قاعدة بيانات سجلت فيها تفاصيل سير ذاتية ومواد استداللية‪ُ .‬‬
‫التي أجراها فريق الباحثني في قاعدة البيانات أيضا‪ ،‬كوسيلة لتسريع وصول أعضاء اللجنة‬
‫واملوظفني إلى املواد املرجعية ومصادر املعلومات‪).‬‬
‫كانت اجلرمية شنيعة ومتمددة وكانت أفعال اجملرمني حاضرة عند كل شولة ونقطة‬
‫وسطر في التقرير الواقع في ‪ 176‬صفحة باللغة االجنليزية‪ .‬وألن هذا التقرير أصبح هو‬
‫حاضنة القرارات الدولية التي أوصلت دارفور الي محكمة اجلنايات الدولية بالهاي فاننا‪،‬‬
‫تعميما للفائدة ‪ ،‬سنخصص احللقة القادمة لتقدمي كبسولة مختصرة ملا حواه من فواجع‬
‫وأهوال ‪.‬‬
‫ال نعلم من أبلغ الفريق صالح قوش بوجود اسمه في القائمة السرية قبل رحلته ألمريكا‬
‫في ابريل ‪ 2005‬او بعدها بقرابة العام الي لندن ‪ .‬لكنا نعلم ان التسريبات في أمريكا هي‬
‫واحدة من سكاكني الضغط الدبلوماسي احلادة واحدي أدوات مطبخ السياسة اخلارجية‬
‫بواشنطن ان شاءت السلخ والباربكيو العلني بغية االحراج !‬
‫حضر السفير الفاحت عروة ‪ ،‬مندوب السودان الدائم بنيويورك ‪،‬جلسة مجلس األمن‬
‫التاريخية رقم ‪ . 5158‬بدأت الساعة ‪ 10:40‬ليل اخلميس ‪ 31‬مارس ‪ 2005‬بنيويورك ‪.‬‬
‫يكفينا لالستدالل علي أهمية اجللسة موعد انعقادها املتأخر وطلب التصويت علي ماهو‬
‫مطروح ‪ ،‬فهذه العجلة العجولة ال تكون اال الجناز شئ والتمهيد آلخر !‬
‫أدرك عروة انه خسر املعركة لصالح الكبار فقال في خطبته أمام اجمللس ( مثل هذه القرارات‬
‫سوف تتسبب فقط في اضعاف التطلعات لتسوية وتعقد أكثر املوقف املعقد أصال)‪ .‬بعد‬
‫ساعة وربع من اخلطب ‪ ،‬عند الساعة ‪ 11:55‬مساء ‪ ،‬ولد القرار الدولي رقم ‪ 1593‬والقاضي‬
‫بتحويل ملف دارفور الي محكمة اجلنايات الدولية ! خسر السودان األصبع الصيني الذي‬
‫تأمل منه الضغط علي صاعق الفيتو ‪ ،‬فلم يحدث ! ارتفعت ‪ 11‬يدا باملوافقة (الدمنارك‪ ،‬الفلبني‪،‬‬
‫اليابان‪ ،‬اجنلترا ‪،‬االرجنتني ‪ ،‬فرنسا‪،‬اليونان ‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬رومانيا‪ ،‬روسيا‪ ،‬بنني ) وامتنعت ‪4‬‬
‫بلدان عن التصوت (اجلزائر‪ ،‬البرازيل ‪ ،‬أمريكا والصني)‬
‫‪-41-‬‬
‫انتهت الجلسة بميالد طفل منتصف الليل ‪ ،‬مورينو أوكامبو !‬
‫في اليوم التالي‪ ،‬ومن اخلرطوم‪ ،‬انهمك طبيب األضراس مصطفي اسماعيل ودبلوماسيته‬
‫العرجاء ‪ ،‬في فذلكة احلديث وتدليس الوقائع حتي حتسب ‪ ،‬ان سمعتهم يهرفون ويخطرفون‪،‬‬
‫ان القراراألممي لم يكن سوي احدي كذبات ابريل الذي بدأ بعد ‪ 5‬دقائق من قرار مجلس األمن!‬

‫تقرير لوس انجلوس تايمز ‪ .....‬فتحت خزانة األسرار ‪ ،‬فظهر قوش !‬


‫قرر صالح قوش النجاة من طوفان القرار ‪ 1593‬فألح وأصر علي «اصدقائه «االمريكيني‬
‫دعوته لزيارتهم ‪ .‬استمات في االحلاح فلم يخيبوا ظنه‪ .‬مابني األحد واجلمعة (‪ 22-17‬أبريل‬
‫‪ ) 2005‬انشغلت طائرة السي آي ايه البوينج ‪ 737‬في ترحيل قوش من اخلرطوم والي مطار‬
‫بالتيمور واشنطن ‪ ،‬وبالعكس ‪.‬املهمة السرية هدفها الرئيسي هو البحث في ملفات الصومال‬
‫والعراق وارجتي قوش ان يعطي سؤله اخلاص عند لقائه برصيفه األمريكي بورتر قوس‪،‬‬
‫مدير السي آي ايه في ختامها يوم اخلميس ‪ 21‬أبريل‪.‬أراد تعهدا أمريكيا بشطبه من قائمة‬
‫اللجنة الدولية ‪.‬‬

‫لكن ‪....‬ويافرحة ماتمتش !‬


‫اضطرت السي آي ايه لالنحناء للعاصفة املزلزلة التي أثارها تسرب نبأ دعوتها‬
‫واستضافتها لقوش ‪ ،‬أحد أبرز املطلوبني في الهاي‪ ،‬فألغت اللقاء بحجة أن رئيسها سيحضر‬
‫جلسة تصويت مجلس الشيوخ علي تعيني السفير جون نقروبونتي مديرا للمخابرات القومية‬
‫األميركية ‪ .‬كان اعتذارا لطيفا مرفوقا بدعوة الضيف للمغادرة فورا ‪ ،‬فأرجعوه للخرطوم ذات‬
‫اليوم‪.‬‬
‫من نعم اهلل علي شعب أمريكا ان هيأ لهم كوادر صحافية تنام وتصحو كل يوم علي (‬
‫ماذا وكيف واين ‪..‬وماهي ) ‪ .‬فينطلقوا خلف االخبار كعقاب الصيد ‪ .‬من هذه الزمرة املدربة‬
‫كني سلفرشتاين ‪ ،‬احملرر بطاقم التاميز ‪ .‬علم بزيارة قوش السرية لواشنطن ‪ ،‬فسافر لهتك‬
‫أستارالقصة من اخلرطوم ‪ ،‬وليس من العاصمة دي سي أو لوس اجنلوس ‪ .‬ومن اخلرطوم‬
‫ارسل القصة الكاملة في ‪ 29‬ابريل ‪ ،‬اسبوعا بعد رجوع قوش من رحلة األحد عشر ساعة ‪.‬‬
‫مارواه سلفرشتاين من اخلرطوم أشعل كرة من اللهب املتشظي في واشنطن‪ .‬فهب الكونغرس‬
‫مطالبا بالتحقيق ونادي املعلقون السياسيون برأس بورتر قوس علي استضافته مجرم‬
‫حرب وما تركوا لالنقاذ وسجلها سيئ الذكر من شئ !‬
‫‪-42-‬‬
‫هاجت منظمات حقوق االنسان ومنظمات االغاثة وصرخت أكثر من ‪ 613‬منظمة ذات‬
‫أجندة تتصل بدارفور ‪.‬أجمعوا كلهم ان زيارة قوش ترسل اسوأ رسالة ! وفي الكابتولهيل‬
‫طالب النواب السود بتفسيرللزيارة من وزيرة اخلارجية ‪ ،‬كونداليسا رايس ‪ ،‬مشيرين‬
‫لسجل قوش الدموي في دارفور ‪.‬خروجوا من اجتماعهم مع رايس وحتدث رئيسهم ‪ ،‬عضو‬
‫الكونغرس دونالد بني للصحافة ‪ ،‬فقال (عندما سمعت ان قوش حضر الي هنا ‪ ،‬قلت ان‬
‫هذا االمر ليس فيه فقط انعدم للضمير باملطلق وامنا شبهته لو ان مسؤوال نازيا حضر الي‬
‫الواليات املتحدة ابان احلرب العاملية الثانية )‬

‫واااااااااااااااو‪....‬‬

‫أما ناطق اخلارجية االمريكية ‪ ،‬آدم ايرلي ‪ ،‬فعلق عن مخرجات الزيارة قائال «لم تغير شيئا‪،‬‬
‫ال تقلقوا فالسودان اليزال في قائمة الدول الراعية االرهاب)‪ .‬قرر سفير السودان بواشنطن‪،‬‬
‫خضر هارون ‪ ،‬ان يحرك اطفائياته علها تفيد شيئا ‪ ،‬فقال ان تعاون السودان مع السي آي ايه‬
‫كان سابقا ألحداث سبتمبر ‪ ! 2011‬ورمي بثانية األثافي ( بصراحة هذا االمر يدهشني ان‬
‫هناك اناس اليزالون يشككون في تعاوننا من اجل مكافحة االرهاب)‪...‬اذن ومبنطق «خدر»‪،‬‬
‫فليصمت النقاد والشمات ولتنسي الناس انشودات «أمريكا قد دنا عذابها «!‬
‫حتقيق سلفرشتاين املدوي بلوس اجنلوس تاميز كان بعنوان (السودان املنبوذ رسميا‬
‫قيم حلرب أمريكا ضد األرهاب)‪ .‬كان حتقيقا مطوال ننشره باجتزاء أهم ماورد فيه ‪ ،‬فهو أول‬
‫سبق لصحفي يكشف النقاب عن الزيارة والعالقة املتينة مابني االنقاذ والس آي أيه ‪ .‬في‬
‫التقرير اعترف نائب قوش ‪ ،‬اللواء يحي حسني بابكر مبانصه (اخملابرات األمريكية تعتبرننا‬
‫أصدقاء ‪....‬وان السودان حقق « تطبيعا كامال لعالقاتنا مع السي آي ايه «) ‪ .‬أما قوش فقد‬
‫افاد املراسل « لدينا شراكة قوية مع السي آي ايه ‪ .‬املعلومات التي قدمناها كانت مفيدة جدا‬
‫للواليات املتحدة « أشار التقرير الي ان البشير قال في ‪ « 2001‬أقسم باهلل العظيم اننا لم‬
‫نسلم ولن نسلم أي (مشتبه باالرهاب ) للواليات املتحدة» اال انه ‪ ،‬أورد مانصه (املصادر‬
‫السودانية واالمريكية أكدت ان حكومة البشير سلمت من يشتبه بهم كارهابيني الي أجهزة‬
‫أمن عربية أخري‪ .‬من هؤالء الذين مت طردهم الي السعودية كان مواطن سوداني يدعى‬
‫أبوحذيفة ‪ ،‬مشتبه به كأحد أعضاء القاعدة ) !‬
‫بعد استعراض دقيق لتطور العالقات االستخبارية ما بني اخلرطوم وواشنطن ‪ ،‬قال‬
‫التقرير ( بحلول نوفمبر ‪ ، 2001‬أصبح للسي آي ايه محطة نشطة في اخلرطوم) ووصل‬
‫‪-43-‬‬
‫فريق كامل من االف بي آي ( الستجواب عدد من االعضاء القدامي بالقاعدة املقيمني باخلرطوم‪.‬‬
‫جرت املقابالت التحقيقية في منازل آمنة جهزتها اخملابرات السودانية ‪...‬سمحت اخملابرات‬
‫ايضا لالف بي آي بالتحقيق مع مدير بنك الشمال الذي احتفظ بن الدن فيه ببضعة حسابات‬
‫عندما كان يقيم بالسودان)‪ .‬عاودت طبيب الرحي الثالثة عادته احملببة في التحلق حول‬
‫املايكروفونات ‪ ،‬فقالت عنه لوس اجنلوس تاميز (وزيراخلارجية مصطفي عثمان اسماعيل‬
‫اعترف في حوار صحفي ان اخملابرات عملت من قبل كعيون وآذان االسي آي ايه في الصومال‪،‬‬
‫ملجأ املتشددين االسالميني )‪.‬‬
‫من بني اخليوط التي تثير الكثير من عالمات االستفهام في تقرير لوس اجنلوس تاميز‪،‬‬
‫ماهية دور اخملابرات السودانية في تصفية أبومصعب الزرقاوي بالعراق في ‪ 7‬يونيو ‪.2006‬‬
‫فقالت عن بدء تعاون سوداني أمريكي في بالد الرافدين مانصه ( في أواخر العام املاضى‬
‫قابل موظفا كبيرا من اخملابرات نظيره بالسي آي ايه بواشنطن للتباحث بشأن العراق ‪،‬‬
‫وفق افادات مصادر مطلعة علي املفاوضات)‪.‬هذه املفاوضات قادت في وقت الحق الي قيام‬
‫مخابرات قوش بارسال سودانيني وعرب للعمل لصالح اخملابرات االمريكية في العراق‪،‬‬
‫وبالذات في مناطق املقاومة السنية الشرسة ضد الغزو االمريكي مثل الفلوجة واألنبار‬
‫وصالح الدين ‪ ،‬وهي مناطق كانت عصية علي االختراق من قبل اخملابرات األمريكية وبالذات‬
‫بعد مبايعة «قاعدة اجلهاد في بالد الرافدين» أسامة بن الدن عام ‪. 2004‬‬

‫نتائج رحلة قوش لواشنطن ‪.....‬الخرطوم «شوبنغ مول» أقليمي للمخابرات األمريكية !‬
‫ارادات السي آي ايه ان جتعل من السودان بازارا اقليميا لالستخبارات ‪ ،‬فتتبضع وتتسوق‬
‫بسهولة ‪ .‬رأس الرمح في هذا املشروع كان صالح قوش الذي فهم املطلوبات األمنية األمريكية‬
‫ووعد بنتائج «ماتخرش منها املية « بعد ‪ 5‬أشهر من عودته من رحلة أمريكا‪ ،‬بدأ في تنفيذ‬
‫دور اخلاطبة ‪ ،‬اذا افترضنا البراءة ‪ ،‬أو الشقة املفروشة لتوفير اخللوة غير الشرعية ملن‬
‫أرادوا محظورا ! أرسل بطاقات الدعوة للعشرات من أجهزة اخملابرات العربية واألفريقية‬
‫حلضور أول مؤمتر ملكافحة االرهاب ينعقد في اخلرطوم مابني االثنني ‪ -20‬واخلميس ‪23‬‬
‫سبتمبر‪ . 2005‬هبط البصاصون من كل فج عميق علي عاصمتنا املضيافة ‪ .‬كانوا من زامبيا‬
‫‪ -‬جزر القمر ‪ -‬مدغشقر ‪ -‬رواندا ‪ -‬بورندي ‪ -‬الكنغو الدميقراطية ‪-‬تشاد‪ -‬يوغندا ‪ -‬تنزانيا‬
‫‪ -‬كينيا ‪ -‬إثيوبيا ‪ -‬جيبوتي – مصر‪ .‬أما املراقبون فكانوا امريكان النغلي – بريطانيا‪-‬الصني‬
‫‪-‬ليبيا ‪ -‬اجلزائر ‪ -‬اليمن – السعودية‪.‬‬
‫‪-44-‬‬
‫كتب مراسل الغارديان ‪ ،‬جواناثن ستيل يوم اجلمعة ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2005‬يوصف بعضا من‬
‫بهرج حفل اختتام هذا املؤمتر املشبوه املقاصد‪ ،‬قال (في حديقة رئاسة اخملابرات السودانية‬
‫املطلة على نهر النيل‪ ،‬حيث تتسلل أشعة إنارة العبارات النهرية والفوانيس الكهربائية‬
‫املعلقة بأسالك حول أشجار النخيل مع إيقاع الطبول األفريقية‪.‬كان هنالك شيئا ً ما يرتبط‬
‫بشاعرية املكان‪ .‬أطل مسؤول كبير من اخملابرات املركزية األمريكية ليتبادل التحايا احلارة‬
‫مع اجلنرال صالح عبداهلل قوش ‪ ،‬زعيم اخملابرات السودانية‪ .‬رد عليه اجلنرال قوش التحية‬
‫مبثلها وسلمه شنطه جذابة غلفت بورق المع أخضر اللون‪ ،‬تاله مسؤول كبير في اخملابرات‬
‫البريطانية «أم أي‪ »6‬وبالطريقة نفسها‪ ،‬حضن‪ ،‬فمصافحة حارة وشنطة هدايا‪).‬‬
‫اذن باشر قوش مهمته االمنية بامتياز ‪ ،‬وما همه ان ظلت االسئلة احليري تتري –ما معنى‬
‫ان ينعقد هذا املؤمتر باخلرطوم والسودان ال يزال متحكرا في قائمة واشنطن للدول الراعية‬
‫لالرهاب ‪ ،‬واألهم ‪ ،‬اليزال مقاطعا جتاريا واقتصاديا؟ وحتي القيادي االنقاذي يس عمر االمام‬
‫ذهب صوته ادارج الرياح اذ ابلغ اجلزيرة نت في ‪ 22‬سبتمبر ‪( 2005‬اخملابرات األميركية‬
‫رمبا هدفت مبشاركة خبرائها حتسس األوضاع في املنطقة النها تسعى إليجاد نقطة انطالق‬
‫لها حملاصرة حركات التحرر الوطنى ومساعدة إسرائيل عبر جتنيد كافة أجهزة األمن بالبلدان‬
‫التي تستضيف بعض أبناء فلسطني)!‬
‫قالت لوس اجنلوس تاميز في يونيو ‪ 2007‬ان السودان يتعاون مع السي أي أيه في‬
‫اختراق التنظيمات اجلهادية بالعراق وان قوش وشركاؤه اجلدد نظموا بدقة تخطيطية‬
‫الهجوم علي معاقل حركة احملاكم االسالمية بالصومال ‪ .‬قالت ان مخابراتنا كشفت للسي آي‬
‫ايه أماكن اختباء اعضاء تنظيم القاعدة ووفرت االحداثيات اخلاصة لضربهم بصواريخ «نار‬
‫جهنم ‪ /‬هل فير»من الطائرات اآللية ‪ ،‬بدون الطيار ! في ‪ 30‬اغسطس ‪ 2008‬كشف احملرر‬
‫بالواشنطن بوست ‪ ،‬جيف شتاين ‪ ،‬االسم احلركي للعمليات املشتركة مابني السي أي ايه‬
‫وجهازنا فقد أسموها (احلرب الطويلة)‪.‬‬
‫لم يعبأ قوش مبا قاله منتقدو هذا التقارب االستراتيجي ‪ ،‬ال في هذا املؤمتر األول وال‬
‫الذي أعقبه ‪.‬فاستضاف الدورة االربعة ملؤمتر قادة أجهزة األمن بأفريقيا في قاعة الصداقة‬
‫باخلرطوم يوم اجلمعة ‪ 8‬يونيو ‪ . 2007‬مثل دولتنا االسالمية االستوائية ‪ ،‬املناهضة‬
‫لالستكباريني والكفار ‪ ،‬شيخها على عثمان محمد طه ‪ ،‬نائب رئيس اجلمهورية مفتتحا‬
‫فعاليات اللقاء ‪ ،‬وليشرب يسن عمر االمام من البحر املالح ان لم يشأ أن ينبطح !‬

‫‪-45-‬‬
‫مجلة امريكان بروسبيكت‪ :‬قوش أسوأ السيئين ويشابه النازي هيريتش هملر‬
‫تصاعد النهش االعالمي الدولي لتعنت حكومة االنقاذ في الرضوخ لالرادة الدولية بوقف‬
‫مذابح دارفور ومعاقبة مرتكبيها وكان فبراير ‪ 2006‬هو شهر احلسم الدولي‪ .‬ترأس مجلس‬
‫االمن الدولي لدورة شهر فبراير ‪ 2006‬السفير االمريكي املشاغب جون بولتون‪ .‬ورثت رئاسته‬
‫كثيرا من خلقته املتوترة ‪ ،‬بشعرعصي علي املشط وشارب فصيلة املكانس الكهربائية ‪ .‬وجد‬
‫بولتون املتطرف ملف دارفور علي طاولته فقرر اعمال مبدأ دبلوماسية اجلربندبة الشهير‬
‫( اذا استعصي عليك فتح شئ ‪ ،‬فاضغطه بقوة ‪ ،‬وال يهمك اذا انكسر فقد كان أصال بحاجة‬
‫لالصالح )!‬
‫حوت خزينة اجمللس املظروف السري رقم (‪)795/2006/S‬باسماء املتورطني في جرائم‬
‫دارفور كجزء من التقرير والذي اطلع عليه اجمللس يوم ‪ 30‬يناير ‪ 2005‬واملسمي « تقرير‬
‫اللجنة الدولية للتحقيق حول دارفور لألمني العام لألمم املتحدة‪ -‬جنيف ‪ 25‬يناير ‪.«2005 ،‬‬
‫تسللت مصادر الصحفي مبجلة (أمريكان بروسبيكت ) ‪ ،‬مارك غلودبيرغ ‪ ،‬للخزانة األممية‬
‫‪ ،‬فنشر علي الدنيا ‪ ،‬وألول مرة ‪ ،‬قائمة السودانيني املرشحة الي نهائيات الهاي ! في يوم‬
‫‪ 17‬فبراير ‪ 2006‬قطع الرجل الشك باليقني في مقالته التي جاءت بعنوان (االختبار)‪ .‬نقل‬
‫غلودبيرغ تعهد السفير بولتون (باملضي «بسرعة‪ :‬و»بعيدا» في دارفور) في شهر رئاسته‬
‫وقال (وفي ‪ 6‬فبراير ‪ ،‬فان أعضاء اجمللس ال‪ 15‬دعموا وباالجماع قرارا أمريكيا ببدء التخطيط‬
‫المكانية ارسال قوات حفظ سالم لألقليم ‪ .‬بعد اسبوع ‪ ،‬سافر كوفي أنان للبيت األبيض‬
‫ملناقشة دارفور مع الرئيس جورج دبليو بوش ‪ .‬بعد ثالثة أيام فان وزيرة اخلارجية‬
‫كونداليسا رايس أبلغت جلنة الشؤون اخلارجية مبجلس الشيوخ أنها تريد من مجلس األمن‬
‫التصويت الرسال قوة حفظ سالم لالقليم في املستقبل القريب ‪ .‬وعليه يبدو انه ومبساندة‬
‫القيادة االمريكية فان األمم املتحدة ستضغط باملضي ‪ ،‬أخيرا ‪ ،‬في دارفور ) ‪..‬ثم رمي مبقذوفه‬
‫املهني (حصلت (البروسبيكت)علي ملحق سري لتقرير ‪ 30‬يناير جمللس األمن الذي يحدد‬
‫‪ 17‬مسؤوال سودانيا اقترحت اللجنة علي مجلس االمن ( مقاطعات تستهدفهم ‪ ،‬مبنعهم من‬
‫السفر الدولي وان جتمد أرصدتهم االجنبية ) قال الصحفي (الرجال املشار اليهم في امللحق‬
‫هم أسوأ السيئني من مجرمي احلرب في صراع حصد حياة مئات اآلآلف ‪ .‬وبدرجة أبعد فان‬
‫أكثر االسماء صيتا في ال‪ 17‬اسما الذين اقترح التطبيق الفوري للمقاطعة بحقهم هو صالح‬
‫عبداهلل قوش )ومضي للحديث عن قوش ودارفور قائال (من املعروف بشكل واسع دور قوش‬
‫في صياغة استراتيجية مكافحة اخلرطوم للتمرد عبر االبادة اجلماعية في دارفور ‪ .‬فهو‬
‫الشبيه السوداني لهيريتش هملر – العبقري التنظيمي الذي تعتمد عليه أي ابادة جماعية ‪).‬‬
‫‪-46-‬‬
‫ختم مقالته قائال (بامكان الواليات املتحدة ان تشطب اسم قوش من القائمة ان ارادت ‪.‬‬
‫وتتوافر بعض التقارير املتسربة نشرها خبير الشأن السوداني اريك رييفز وعضو مجموعة‬
‫االزمات الدولية جون بيندرقاست التي أشارت الي ان الواليات املتحدة حاولت حماية قوش‬
‫باال يظهر أبدا في القائمة)‬
‫اثر هذا التقرير الصادم ‪ ،‬اشتغلت املاكينة االعالمية في كشف املزيد عن جرائم اجملرمني!‬
‫من الغرائب ‪ ،‬ان قوش الذي بسبب من اتكائه علي مودة أمريكا ‪ ،‬وبها استحق عن بجدارة‬
‫لقب حامي مصاحلها ‪ ،‬هو أكثر االنقاذيني مرمطة في الصحافة األمريكية بتقاريرسلبية سيئة‬
‫الصيت‪.‬‬
‫يوم اجلمعة ‪ 22‬فبراير ‪ 2006‬كشفت ‪ ،‬رسميا ‪ ،‬القائمة السرية‪.‬فتطايرت االسماء في‬
‫الدنيا وتلقفها الناس في السودان بلهفة هي مزيج من الفضول والتمني بسرعة التنفيذ ‪.‬‬
‫فهي فرصة لالرتياح من جالديهم بأقل التكاليف ‪ .‬االول الزبير بشير طه ‪ ،‬الثاني صالح‬
‫عبداهلل قوش ‪ ،‬الثالث ‪ ،....‬الرابع الي ال‪ . 17‬املساق األخر من التهم املدرجة بعنوان ( تسمية‬
‫مشروطة ‪ :‬احتماالت تسميات مستقبلية ممكنة) شمل ‪ 5‬شخصيات تصدرها مشيرنا البشير‪،‬‬
‫وتاله نسيبنا ‪ ،‬رئيس تشاد ادريس دبي ليصل االجمالي الي ‪ 22‬فردا ‪ .‬في ربيع عام ‪2006‬‬
‫قفز العدد من ‪ 22‬الي ‪ 51‬متهما ‪ ،‬و في ‪ 6‬يونيو‪2006‬حتول امللف برمته الي محكمة اجلنايات‬
‫بالهاي وباشر أوكامبو حتقيقاته ‪ .‬تهمة برجني القائمة ‪ ،‬البروفسور ذو الرشاش ‪ ،‬الزبير‬
‫بشير طه ‪ ،‬وزير الداخلية السابق كانت ( الفشل في اتخاذ خطوات مالئمة الستخدام قوة‬
‫شرطية لنزع السالح من املليشيلت غير احلكومية) ‪.‬أما تهمة قوش فهو ( يتحمل املسؤولية‬
‫عن أعمال كاالعتقال التعسفي ‪ ،‬املالحقة املزعجة ‪ ،‬التعذيب واحلرمان من احلق في محاكمة‬
‫عادلة ) أما نصيب عبدالرحيم محمد حسني ‪ ،‬وزير الدفاع بالنظر ‪ ،‬فكان (العجز من التعرف‬
‫علي ‪ ،‬وحتييد ونزع سالح مجموعات املليشيات)‪.‬‬

‫تقرير صحيفة االنديبندنت ‪.....‬قوش مريض بالقلب وممارساته بال قلب !‬


‫رغم ان قوش زار بريطانيا مرتني‪ ،‬في مارس وأغسطس ‪ ، 2006‬بيد ان اخلبر ظل سرا‬
‫الي ان خبطت صحيفة االنديبندنت قراءها ‪ ،‬والدنيا ‪ ،‬بالنبأ بعد ‪ 8‬أشهر من الزيارة األولي!‬
‫أطل فرانسيس اليوت ‪ ،‬محرر وايتهول يوم االحد ‪ 26‬نوفمير ‪ 2006‬بعنوانه (رئيس االمن‬
‫باخلرطوم مت عالجه في مستشفي اجنليزي رغما عن لومه بجرائم احلرب فى دارفور)‪ .‬قال‬

‫‪-47-‬‬
‫(اعترفت اخلارجية البريطانية انها منحته تأشيرتني لزيارة بريطانيا خالل االشهر التسعة‬
‫املاضية ‪ .‬وبالرغم من ان الوزراء أصروا علي ان الزيارات كانت « للعالج الطبي املستعجل «‬
‫اال انهم اعترفوا انه قابل « مسؤولني بريطانيني «خالل تواجده في لندن ‪ ).‬وميضي للحديث‬
‫عن زيارة أمريكا الفاشلة (سببت ضجة داوية ومبوجبها مت حرمانه من زيارة أمريكا‬
‫مرة أخري ‪ .‬برهنت بريطانيا انها اكثر جتاوبا ‪ .‬في مارس ‪ ،‬زار صالح عبداهلل مستشفي‬
‫كرومويل اخلاص وسط لندن ‪ .‬يعتقد بأنه قابل اختصاصي في القلب ‪ .‬طبيعة زيارته الثانية‬
‫« للعالج الطبي املستعجل «في أغسطس غير معروفة ‪ .‬في احلالتني فان الرجل ‪ ،‬الذي كان‬
‫مصدر بن الدن الرئيسي في اخلرطوم في بداية التسعينيات‪ ،‬حتدث الي مسؤولني أمريكيني‬
‫وبريطانيني‪ . ).‬وللتعريف مبركزه ونفوذه بالسودان تنسب لتقرير ذكر ان ( القوة تكمن في‬
‫يد صالح قوش ‪ .‬بامكانه ان يتجاوز اجليش واخملابرات العسكرية)!‬

‫‪-48-‬‬
**Official Pariah Sudan Valuable to America›s War on Terrorism
Despite once harboring Bin Laden, Khartoum regime has supplied key intelligence, officials
say.
«http://articles.latimes.com/2005/apr/29» April 29, 2005|Ken Silverstein | Times Staff Writer
KHARTOUM, Sudan — The Bush administration has forged a close intelligence partnership
with the Islamic regime that once welcomed Osama bin Laden here, even though Sudan
continues to come under harsh U.S. and international criticism for human rights violations.
The Sudanese government, an unlikely ally in the U.S. fight against terror, remains on the most
recent U.S. list of state sponsors of terrorism. At the same time, however, it has been providing
access to terrorism suspects and sharing intelligence data with the United States.
INCLUDEPICTURE «http://articles.latimes.com/images/pixel.gif» \* MERGEFORMATINET
Last week, the CIA sent an executive jet here to ferry the chief of Sudan›s intelligence agency to
Washington for secret meetings sealing Khartoum›s sensitive and previously veiled partnership
with the administration, U.S. government officials confirmed.
«American intelligence considers us to be a friend,» said Maj. Gen. Yahia Hussein Babiker, a
senior official in Sudan›s government. During an interview at the presidential palace, Babiker
said Sudan had achieved «a complete normalization of our relations with the CIA.»
Intelligence chief Maj. Gen. Salah Abdallah Gosh, who otherwise declined comment for this
article, told The Times: «We have a strong partnership with the CIA. The information we have
provided has been very useful to the United States.»
INCLUDEPICTURE «http://articles.latimes.com/images/pixel.gif» \* MERGEFORMATINET
Today, Gosh is keeping in contact with the office of CIA Director Porter J. Goss and senior agency
officials. In exchange for the collaboration, which has been largely unpublicized, Khartoum
wants to be removed from the list of state sponsors of terrorism. It is also pressing Washington
to lift long-standing economic sanctions barring most trade between the two countries.
Bashir›s government faces strong internal opposition -- including critics within the regime itself
-- to cooperating with the U.S. Responding to an uproar over rumors of collaboration with the
)36(

-49-
administration in late 2001, Bashir told a Khartoum news conference, «I swear in God›s name
that we have not handed and will not hand in any [terrorism suspects] to the United States.»
Concern that the White House might soften its policy toward Sudan on the Darfur issue
to encourage intelligence assistance was raised in an October report by the nonpartisan
Congressional Research Service. It said Gosh and other Sudanese officials had played
«key roles in directing ... attacks against civilians» and noted that the administration was
«concerned that going after these individuals could disrupt cooperation on counter-terrorism.»
INCLUDEPICTURE «http://articles.latimes.com/images/pixel.gif» \* MERGEFORMATINET
The CIA jet waiting on the tarmac here last week opened its doors to a stocky, cherub-faced
man with a thin mustache and a smoldering cigarette. It was spy chief Gosh, and when he
boarded, it was only the latest step in Sudan›s secret effort to improve relations with the U.S.
-- using its historic ties with extremists to benefit counter-terrorism operations. .
Sudan became a haven for Islamic radicals after the 1989 military coup that brought Bashir
to power. He promptly declared that any Muslim could enter the country without a passport.
Khartoum had become a «Holiday Inn for terrorists,» Barbara Bodine, a State Department
official in the Clinton administration, said later.
John Prendergast, who served at the National Security Council during Clinton›s second term,
said Bashir›s regime remained committed to a radical Islamist project. INCLUDEPICTURE
«http://articles.latimes.com/images/pixel.gif» \* MERGEFORMATINET «Their promises of
cooperation were totally opportunistic and were designed to get sanctions removed,» he said.
The newly installed Bush administration took steps early in 2001 to improve relations with
Khartoum, Sudanese and American officials said. In July, Walter Kansteiner, then assistant
secretary of State for African affairs, met secretly in Kenya with Sudan›s foreign minister.
Another clandestine meeting followed in London, attended by Babiker, then Sudan›s deputy
intelligence chief. The meetings explored possible cooperation on terrorism issues.
But there was little progress until the Sept. 11 attacks that year on the United States, which
Sudan condemned. In late September, Kansteiner and the CIA›s Africa division chief held
)37(

-50-
discussions with Babiker at the U.S. Embassy in London. A deal was struck.
Days later, the Bush administration abstained on a vote at the United Nations, with the result
that Sudan was freed from international sanctions imposed for its alleged role in efforts to
assassinate Egyptian President Hosni Mubarak in 1995.At roughly the same time, the Sudanese
turned over to the U.S. a stack of intelligence files several inches thick. They contained the cream
of the information collected on members of Al Qaeda and other extremist groups during their
years in Khartoum and thereafter. The intelligence partnership had begun in earnest.

Sudan became a haven for Islamic radicals after the 1989 military coup that brought Bashir to power.
He promptly declared that any Muslim could enter the country without a passport. Khartoum had
become a «Holiday Inn for terrorists,» Barbara Bodine, a State Department official in the Clinton
administration, said later.
John Prendergast, who served at the National Security Council during Clinton›s second term, said
Bashir›s regime remained committed to a radical Islamist project. INCLUDEPICTURE «http://
articles.latimes.com/images/pixel.gif» \* MERGEFORMATINET «Their promises of cooperation
were totally opportunistic and were designed to get sanctions removed,» he said.
The newly installed Bush administration took steps early in 2001 to improve relations with Khartoum,
Sudanese and American officials said. In July, Walter Kansteiner, then assistant secretary of State for
African affairs, met secretly in Kenya with Sudan›s foreign minister. Another clandestine meeting
followed in London, attended by Babiker, then Sudan›s deputy intelligence chief. The meetings
explored possible cooperation on terrorism issues.
But there was little progress until the Sept. 11 attacks that year on the United States, which Sudan
condemned. In late September, Kansteiner and the CIA›s Africa division chief held discussions
with Babiker at the U.S. Embassy in London. A deal was struck.
Days later, the Bush administration abstained on a vote at the United Nations, with the result that
Sudan was freed from international sanctions imposed for its alleged role in efforts to assassinate

)38(

-51-
Egyptian President Hosni Mubarak in 1995.At roughly the same time, the Sudanese turned over to
the U.S. a stack of intelligence files several inches thick. They contained the cream of the information
collected on members of Al Qaeda and other extremist groups during their years in Khartoum and
thereafter. The intelligence partnership had begun in earnest.
Sudanese and American sources confirmed that the Bashir government has
turned over terrorist suspects to other Arab security services, including agencies
in Egypt, Saudi Arabia and Libya, another country long at odds with the U.S. that
has been cooperating on counter-terrorism. One of those expelled to the Saudi
kingdom was a Sudanese national named Abu Huzifa, a suspected Al Qaeda
operative who reportedly admitted taking part in a failed 2002 plot to shoot
down an American military plane in Saudi Arabia with a surface-to-air missile.
He was sentenced by the Saudis to prison for committing “terrorist acts against
vital installations in the kingdom.”
Sudanese Foreign Minister Mustafa Osman Ismail acknowledged in an interview
that the Mukhabarat already has served as the eyes and ears of the CIA in Somalia,
a sanctuary for Islamic militants. Late last year, a senior Mukhabarat official met
in Washington with the CIA’s counter-terrorism center to discuss Iraq, according
to sources familiar with the talks. .Though the Bashir regime vocally opposed the
American invasion of Iraq, it never had close ties with Hussein’s regime, which
repressed religious parties and movements.
The Bashir government rejects charges of genocide in Darfur and denies that
senior officials such as Gosh have ordered attacks on civilians, which it blames on
rogue army elements and militias that it says largely operate beyond its control.
In late March, Sudan announced that it had arrested and charged 15 members of
its military and security forces with war crimes.
** )Excerpts from the original article . The entire text of the report is available
on: HYPERLINK “http://articles.latimes.com/2005/apr/29/world/fg-sudan29”
http://articles.latimes.com/2005/apr/29/world/fg-sudan29
)39(

-52-
‫ترجمة ن�سية للمجتزاأ من تقرير لو�ش اجنلو�ش تاميز‬

‫ال�سودان املنبوذ ر�سميا قيم حلرب اأمريكا �سد الأرهاب**‬


‫بالرغم من انه اآوي بن لدن مرة ‪ ،‬نظام اخلرطوم وفر معلومات ا�ستخبارية رئي�سية ‪ ،‬بح�سب م�سوؤولني‬
‫ابريل ‪– 2005 ، 29‬كني �سلفر�ستاين ‪ ،‬املحرر بطاقم التاميز‬
‫اخلرطوم –ال�سودان‬
‫اأ�س�ست ادارة بو�ش عالقة �سراكة ا�ستخباراتية وثيقة مع النظام ال�سالمي الذي رحب ذات مرة با�سامة‬
‫بن لدن هنا ‪ ،‬بالرغم من ان ال�سودان ليزال يتعر�ش لنتقادات اأمريكية وعاملية عنيفة لأنتهاكات‬
‫حقوق الن�سان ‪ .‬احلكومة ال�سودانية ‪ ،‬التي مل يح�سب اأن تكون حليفا يف حرب اأمريكا �سد الأرهاب‬
‫‪ ،‬تظل مدرجة يف اأحدث القوائم الأمريكية للبلدان الراعية لالرهاب ‪ .‬ويف ذات الوقت ‪ ،‬اأي�سا ‪ ،‬فانها‬
‫ظلت تقدم �سبال للدخول علي امل�ستبه بهم من الرهابييني وم�ساركة البيانات ال�ستخبارية مع‬
‫الوليات املتحدة ‪.‬‬
‫يف ال�سبوع املا�سي ار�سلت ال�سي اآي ايه طائرة رجال اأعمال ايل هنا لنقل رئي�ش املخابرات ال�سودانية‬
‫لوا�سنطن لجتماعات �سرية ‪ ،‬يف ختم حمكم ل�سراكة اخلرطوم احل�سا�سة والتي كانت يف ال�سابق‬
‫م�سترتة مع الدارة ‪ ،‬كما اأكد م�سوؤولون حكوميون اأمريكيون ‪.‬‬
‫“املخابرات الأمريكية تعتربننا اأ�سدقاء” قال اللواء يحي ح�سني بابكر ‪ ،‬امل�سوؤول الرفيع يف حكومة‬
‫ال�سودان ‪ .‬خالل مقابلة �سحفية يف الق�سر الرئا�سي ‪ ،‬قال بابكر ان ال�سودان حقق “ تطبيعا كامال‬
‫لعالقاتنا مع ال�سي اآي ايه”‬
‫رئي�ش املخابرات اللواء �سالح عبداهلل قو�ش ‪ ،‬الذي رف�ش التعليق علي هذا املقال ‪ ،‬قال للتاميز‬
‫“لدينا �سراكة قوية مع ال�سي اآي ايه ‪ .‬املعلومات التي قدمناها كانت مفيدة جدا للوليات املتحدة”‬
‫اليوم ‪ ،‬قو�ش علي ات�سال مبكتب مدير ال�سي اآي ايه بورتر ‪ .‬جي ‪.‬قو�ش وكبار م�سوؤويل الوكالة ‪ .‬يف‬
‫مبادلة للتعاون ‪ ،‬الذي ظل يف الغالب غري معلن ‪ ،‬فان اخلرطوم تريد ان حتذف من قائمة البلدان‬
‫التي ترعي الرهاب ‪ .‬وت�سغط اي�سا علي وا�سنطن لرفع املقاكعات القت�سادية التي طال اأمدها‬
‫والتي حتظر معظم التجارة بني البلدين ‪.‬‬
‫(‪)40‬‬

‫‪-53-‬‬
‫حكومة الب�سري تواجه معار�سة داخلية قوية ‪ -‬ت�سمل نقادا من داخل النظام نف�سه – علي تعاونها‬
‫مع الوليات املتحدة ‪ .‬يف رد علي �سجة ب�سبب ا�ساعات عن تعاونها مع الدارة يف اأواخر ‪ ، 2001‬فان‬
‫الب�سري اأبلغ موؤمترا �سحفيا باخلرطوم “ اأق�سم باهلل العظيم اننا مل ن�سلم ولن ن�سلم اأي (م�ستبه‬
‫بالرهاب ) للوليات املتحدة ‪”.‬‬
‫اخلوف من ان البيت البي�ش رمبا �سيلني �سيا�سته جتاه ال�سودان حول مو�سوع دارفور لت�سجيع‬
‫امل�ساعدة مبعلومات ا�ستخبارية اأثري يف تقرير يف اكتوبر اعدته اخلدمة الالحزبية لالبحاث‬
‫بالكونغر�ش‪ .‬قالت ان قو�ش وم�سوؤولون �سودانيون اآخرون لعبوا “ اأدوارا مف�سلية يف توجيه هجمات‬
‫�سد املدنيني “ وا�سارت ايل ان الدارة كانت “ مهتمة بان مالحقة هوؤلء الفراد قد يعرقل التعاون‬
‫يف مكافحة الرهاب “‬
‫طائرة ال�سي اآي ايه املنتظرة علي املدرج هنا يف ال�سبوع املا�سي فتحت اأبوابها لرجل ق�سري وممتلئ‬
‫ذي وجه برئ ب�سارب خفيف و�سيجارة م�ستعلة ‪ .‬كان هو رئي�ش اجلا�سو�سية قو�ش ‪ ،‬وعندما ركب ‪،‬‬
‫كانت هذه اآخر اخلطوات يف جمهودات ال�سودان ال�سرية لتح�سني العالقات مع الوليات املتحدة –‬
‫م�ستخدما روابطه التاريخية مع املت�سددين ل�سالح عمليات مكافحة الرهاب ‪.‬‬
‫اأ�سبح ال�سودان مالذا للمت�سددين ال�سالميني بعد النقالب الع�سكري يف ‪ 1989‬الذي اأتي بالب�سري‬
‫لل�سلطة ‪.‬اأعلن فورا ان اأي م�سلم بامكانه الدخول للبالد بدون جواز �سفر ‪ .‬ا�سبحت اخلرطوم‬
‫“كفندق هويل داي ان لالرهابيني “ ‪ ،‬كما قالت لحقا باربره بودين امل�سوؤولة بوزارة اخلارجية يف‬
‫ادارة كلينتون ‪.‬‬
‫جون بريندرقا�ست ‪ ،‬الذي خدم يف جمل�ش المن القومي ابان فرتة رئا�سة كلينتون الثانية ‪ ،‬قال ان‬
‫نظام الب�سري ا�ستمر ملتزما بامل�سروع ال�سالمي الراديكايل “ ان وعودهم بالتعاون كانت انتهازية‬
‫بالكامل وم�سممة من اجل الغاء املقاطعات”‬
‫ادارة بو�ش التي مت تن�سيبها حديثا اتخذت خطوات يف اأوائل ‪ 2001‬لتح�سني العالقات مع اخلرطوم‪،‬‬
‫كما قال م�سوؤولون �سودانيون واأمريكيون ‪ .‬يف يوليو فان والرت كان�ستايرن ‪ ،‬الذي كان يومها م�ساعد‬
‫وزير اخلارجية لل�سوؤون الفريقية ‪ ،‬التقي �سرا بوزير خارجية ال�سودان ‪.‬تبع ذلك اجتماع �سري اآخر‬
‫يف لندن ‪ ،‬ح�سره بابكر ‪ ،‬نائب رئي�ش املخابرات ال�سوداين يومها‪ .‬هذه الجتماعات بحثت يف امكانية‬
‫التعاون يف مو�سوعات الرهاب ‪.‬‬

‫(‪)41‬‬

‫‪-54-‬‬
‫لكن كان هناك تقدما �سئيال ايل وقوع هجمات ‪�11‬سبتمرب يف تلك ال�سنة علي الوليات املتحدة ‪،‬‬
‫والتي اأدانها ال�سودان ‪ .‬يف اأواخر �سبتمرب ‪ ،‬عقد كان�ستايرن ورئي�ش الق�سم الفريقي بال�سي اآي ايه‬
‫حمادثات مع بابكر يف ال�سفارة المريكية بلندن ‪ .‬بن التو�سل ل�سفقة ‪.‬‬
‫بعد ايام ‪ ،‬امتنعت ادارة بو�ش عن الت�سويت بالمم املتحدة ‪ ،‬وبالنتيجة فان ال�سودان مت حتريره من‬
‫املقاطعات الدولية املفرو�سة عليه جراء دعاوي دوره وجمهوداته لغتيال الرئي�ش امل�سري ح�سني‬
‫مبارك يف ‪ .1995‬وتقريبا يف ذات الوقت ‪ ،‬قام ال�سودانيون باعطاء الوليات املتحدة رزمة من امللفات‬
‫ال�ستخبارية �سمكتها ب�سعة بو�سات ‪ .‬احتوت علي زبدة املعلومات املجمعة عن اع�ساء القاعدة‬
‫وغريهم من اجلماعات املتطرفة خالل �سنوات وجودهم باخلرطوم وما بعدها ‪ .‬وبداأت امل�ساركة‬
‫ال�ستخبارية حثيثة ‪ .‬بحلول نوفمرب ‪ ، 2001‬اأ�سبح لل�سي اآي ايه حمطة ن�سطة يف اخلرطوم ‪،‬‬
‫كما قالت العديد من امل�سادر ‪ .‬كان الوكالة تقوم بر�سد للمت�سددين الجانب امل�ستبه بهم مبعرفة‬
‫وم�ساعدة املخابرات ‪ .‬املواد التي ح�سلت عليها املخابرات ال�سودانية مت ت�سليمها للمحققني‬
‫المريكيني بوا�سطة بابكر ‪ ،‬كما قال عميل مكتب التحقيقات الفيدرايل ال�سابق كولنان ‪ ،‬مبا فيها‬
‫اختام تاأ�سريات مزورة وجوازات فارغة من بلدان عربية مت �سبطها يف حملة تفتي�ش علي منزل‬
‫م�ستبه بالرهاب ‪.‬‬
‫و�سل كولنان وب�سعة زمالء من الف بي اآي لل�سودان يف ذلك ال�سهر ل�ستجواب عدد من‬
‫الع�ساء القدامي بالقاعدة املقيمني باخلرطوم ‪ .‬جرت املقابالت التحقيقية يف منازل‬
‫اآمنة جهزتها املخابرات ال�سودانية ‪.‬‬
‫�سمحت املخابرات اي�سا لالف بي اآي بالتحقيق مع مدير بنك ال�سمال الذي احتفظ بن‬
‫لدن فيه بب�سعة ح�سابات عندما كان يقيم بال�سودان ‪ ،‬كما قال كولنان‪ .‬تلك ال�سجالت‬
‫مت تزويد املحققني المريكيني بها اأي�سا “ ايل ذلك احلني ‪ ،‬كان لل�سودانيني م�سكلة‬
‫م�سداقية مع الوليات املتحدة ‪ ،‬لكنهم اأعطونا اأي �سئ طلبناه منهم “ ‪ ،‬قال كولنان ‪. .‬‬
‫بناء علي طلب الأجهزة المريكية ‪ ،‬ا�ستمرت املخابرات “ال�سودانية” يف اعتقال املت�سددين‬
‫من امل�ستبه بهم ‪ ،‬وبع�سهم مت التحقيق معه بوا�سطة الف بي اآي وال�سي اآي ايه “ بع�سهم‬
‫كان متورطا يف ن�ساطات ارهابية “ قال بابكر “واآخرون اتيحت لهم فر�سة احلديث وتربئة‬

‫(‪)42‬‬

‫‪-55-‬‬
‫انف�سهم “ ‪ .‬م�سدر اأمريكي علي معرفة بتعاون ال�سودان قال (مل يخربونا فقط عن الرجال‬
‫الأ�سرار ‪ ،‬لكنهم ذهبوا واألقوا القب�ش عليهم ل�ساحلنا ‪ .‬ياللجحيم ‪ ،‬نحن ل ن�ستطيع ان‬
‫نحرك الفرن�سيني لفعل ذلك الأمر ) !‬
‫امل�سادر ال�سودانية والمريكية اأكدت ان حكومة الب�سري �سلمت من ي�ستبه بهم كارهابيني ايل اأجهزة‬
‫اأمن عربية اأخري ‪� ،‬سملت م�سر ‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية وليبيا ‪ ،‬البلد الخر الذي كان لوقت‬
‫طويل متعار�ش مع الوليات املتحدة والذي تعاون يف مكافحة الرهاب ‪ .‬من هوؤلء الذين مت طردهم‬
‫ايل ال�سعودية كان مواطن �سوداين يدعى اأبوحذيفة ‪ ،‬م�ستبه به كاأحد اأع�ساء القاعدة والذي يقال‬
‫اأنه اعرتف با�سرتاكه يف خمطط ل�سقاط طائرة ع�سكرية اأمريكية يف ال�سعودية با�ستخدام �ساروخ‬
‫اأر�ش جو ‪ .‬مت �سجنه بوا�سطة ال�سعوديني بتهمة “ ارتكاب اأعمال ارهابية �سد من�ساآت �سعودية‬
‫حيوية ‪.‬‬
‫وزيراخلارجية م�سطفي عثمان ا�سماعيل اعرتف يف حوار �سحفي ان املخابرات عملت من قبل‬
‫كعيون واآذان اال�سي اآي ايه يف ال�سومال ‪ ،‬ملجاأ املت�سددين ال�سالميني ‪ .‬يف اأواخر العام املا�سى قابل‬
‫موظفا كبريا من املخابرات نظريه بال�سي اآي ايه بوا�سنطن للتباحث ب�ساأن العراق ‪ ،‬وفق افادات‬
‫م�سادر مطلعة علي املفاو�سات‪ .‬بالرغم من اأن نظام الب�سري يعار�ش �سفاهة الغزو المريكي للعراق‬
‫ال انه مل يكن له �سالت قريبة من نظام �سدام ح�سني ‪ ،‬الذي ا�سطهد الحزاب واحلركات ‪.‬‬
‫حكومة الب�سري ترف�ش تهم البادة يف دارفور وتنكر ان م�سوؤولني كبار مثل قو�ش اعطوا الأوامر‬
‫بالهجمات علي املدنيني ‪ ،‬التي تلوم عنا�سر متفلتة من اجلي�ش وامللي�سيات بارتكابها وتقول انهم‬
‫يعملون عموما خارج �سيطرتها ‪ .‬يف اأواخر مار�ش ‪ ،‬اأعلن ال�سودان انه اعتقل وحاكم ‪ 15‬من من�سوبي‬
‫اجلي�ش والأمن بتهم جرائم حرب ‪.‬‬
‫**هذه مقتطفات من التقرير الأ�سلي ‪.‬الن�ش الكامل للتقرير يوجد علي هذا الرابط‬
‫‪HYPERLINK ”http://articles.latimes.com/2005/apr/29/world/fg-‬‬
‫‪sudan29“ http://articles.latimes.com/2005/apr/29/world/fg-sudan29‬‬

‫(‪)43‬‬

‫‪-56-‬‬
The Foreign Office, Sudan’s secret police chief, and the war on terror

Khartoum’s security boss has been treated in a British hospital despite


being blamed for war crimes in Darfur
By Francis Elliott , Whitehall Editor
Sunday 26 November 2006

Britain has twice allowed a Sudanese intelligence chief named by the United
Nations panel investigating war crimes in Darfur to visit London for medical
treatment and secret talks about al-Qa’ida.
Salah Abdallah “Gosh” has been accused of failing to stop the mass murder
of 300,000 people and making a further two million homeless in Sudan.
A UN panel of experts recommended Sudan’s chief of security and military
intelligence face international sanctions two years ago. But Salah Abdallah, a
former associate of Osama bin Laden, is being protected by US, British and
French intelligence service, according to former US officials.
The full extent of his special treatment was laid bare last week when the
Foreign Office admitted it had granted him two visas to visit Britain in the
past nine months.
Although ministers insisted the visits were for “urgent medical treatment”
they admit that he met “UK officials” during his time in London.
Salah Abdallah was flown by the CIA to the agency’s headquarters in
Langley, Virginia, in 2005. But the visit of the head of Sudan’s secret police to
)44(

-57-
Washington caused such an outcry that he was banned from revisiting
the US.
Britain has proved to be more accommodating. In March, Salah
Abdallah visited the private Cromwell Hospital in central London.
It is believed he consulted a cardiologist. The nature of his second
“urgent medical treatment” in August is not known.
On both occasions the man who was Bin Laden’s main contact in
Khartoum in the early 1990s spoke to US and UK officials.

Lord Triesman, the Foreign Office Minister for Africa, described him as “an
influential member of the Sudanese government”, and said it was right that
the Government raised its concerns over Darfur with him.
Just how influential is detailed in a Human Rights Watch report on Sudan.
“Security controls this country,” it says. “The power is in Salah Gosh.
He can overrule the army and military intelligence.”
The respected organisation alleged his service was complicit in murderous
attacks carried out on Darfuris by the Arab militia known as Janjaweed.
“Sudanese security officials have, for many years, been implicated in serious
human rights abuses, including arbitrary detention and torture. Selected
security agents are believed to be liaisons with the Janjaweed leaders.”
The UN panel ranked him number two in a list of “identified
individuals” who should be held accountable for the Darfur killings.
It accused him of “failure to identify, neutralise and disarm non-state militia
groups in Darfur”.
Andrew Mitchell, the shadow International Development spokesman, is now
)45(

-58-
pressing the Foreign Office to reveal who, exactly, Salah Abdallah met on his
visits. “We need to understand why he wasn’t immediately arrested
and sent to the International Criminal Court in The Hague.”
Mohammed Yahya, a Darfur survivor-turned-activist, said: “I have seen
members of my family killed as a result of Salah Gosh’s policies.”
Dr James Smith of the Aegis Trust, which campaigns to prevent genocide
worldwide, said: “I am staggered that the British government, with full
knowledge of his role, arranged for him to have medical treatment in
British hospitals.
“Perhaps he is offering titbits of information, but our policy should be to stop
terror wherever it happens. History will cast a shadow of disgrace over the
British for turning a blind eye to this mass murderer.”
Gillian Lusk, a former deputy editor of Africa Confidential, has followed Salah
Abdallah’s career from his days as a violent Islamist student in Khartoum
University.
She said: “It seems unlikely that Britain and the US’s ‘intelligence co-
operation’ with Sudan’s Islamist regime will bring much of great use in
counter-terrorism: Khartoum is expert at running rings around the
international community, and the 300,000 to 500,000 people who
have died in Darfur have paid the price of this co-operation.”

)46(

-59-
‫ترجمة ن�سية ‪ /‬تقرير �سحيفة النديبندنت‬

‫وزارة اخلارجية ‪ ،‬رئي�ش البولي�ش ال�سرى ال�سوداين ‪ ،‬واحلرب علي الرهاب‬


‫رئي�ش المن باخلرطوم مت عالجه يف م�ست�سفي اجنليزي رغما عن لومه بجرائم احلرب فى دارفور‬
‫بقلم فران�سي�ش اليوت ‪ ،‬حمرر وايتهول‬
‫الأحد ‪ 26‬نوفمري ‪2006‬‬

‫�سمحت بريطانيا مرتني لرئي�ش املخابرات ال�سودانية والذي �سمته جلنة تابعة لالأمم املتحدة‬
‫للتحقيق يف جرائم دارفور‪ ،‬بزيارة لندن لتلقي العالج وملحادثات �سرية عن القاعدة ‪.‬ويتهم‬
‫�سالح عبداهلل»قو�ش» بالف�سل يف وقف املذابح وحماية ‪ 300‬األف ن�سمة بال�سافة ايل الت�سبب‬
‫يف ت�سريد ‪ 2‬مليون اآخرين يف ال�سودان ‪.‬‬
‫اقرتحت جلنة خرباء بالمم املتحدة ان يواجه رئي�ش املخابرات واجلي�ش ال�سوداين مقاطعات‬
‫دولية قبل عامني ‪ .‬لكن �سالح عبداهلل ‪ ،‬املرتبط �سابقا با�سامة بن لدن ‪ ،‬تتم حمايته من قبل‬
‫املخابرات الأمريكية والربيطانية والفرن�سية ‪ ،‬وفق افادة م�سوؤول اأمريكي �سابق ‪.‬‬
‫املدي الكامل الذي ت�سل اليه معاملته اخلا�سة جتلت بو�سوح ال�سبوع املا�سي عندما اعرتفت‬
‫اخلارجية الربيطانية انها منحته تاأ�سريتني لزيارة بريطانيا خالل ال�سهر الت�سعة‬
‫املا�سية ‪ .‬وبالرغم من ان الوزراء اأ�سروا علي ان الزيارات كانت « للعالج الطبي‬
‫امل�ستعجل « ال انهم اعرتفوا انه قابل « م�سوؤولني بريطانيني «خالل تواجده يف لندن ‪.‬‬
‫مت ت�سفري �سالح عبداهلل بوا�سطة ال�سي اآي ايه ايل مقر رئا�ستها يف لنغلي بولية فريجينيا‬
‫يف عام ‪ .2005‬غري ان زيارة رئي�ش الأمن ال�سوداين ال�سري ايل وا�سنطن �سببت �سجة داوية‬
‫ومبوجبها مت حرمانه من زيارة اأمريكا مرة اأخري ‪.‬‬
‫برهنت بريطانيا انها اكرث جتاوبا ‪ .‬يف مار�ش ‪ ،‬زار �سالح عبداهلل م�ست�سفي كرومويل اخلا�ش‬
‫و�سط لندن ‪ .‬يعتقد باأنه قابل اخت�سا�سي يف القلب ‪ .‬طبيعة زيارته الثانية « للعالج‬
‫الطبي امل�ستعجل «يف اأغ�سط�ش غري معروفة ‪ .‬يف احلالتني فان الرجل ‪ ،‬الذي كان‬
‫م�سدر بن لدن الرئي�سي يف اخلرطوم يف بداية الت�سعينيات‪ ،‬حتدث ايل م�سوؤولني‬
‫اأمريكيني وبريطانيني ‪.‬‬
‫اللورد تري�سمان ‪ ،‬وزير ال�سوؤون الأفريقية بوزارة اخلارجية ‪ ،‬و�سفه باأنه» ع�سو ذو نفوذ يف‬
‫احلكومة ال�سودانية « وقال ان احلكومة كانت حمقة يف اثارة مو�سوع دارفور معه ‪.‬‬

‫(‪)47‬‬

‫‪-60-‬‬
‫ايل اأي درجة هو نافذ فهو ما مت تف�سيله يف تقرير هيومان رايت�ش ووت�ش عن ال�سودان « الأمن‬
‫يتحكم يف هذا البلد « كما اأورد التقرير « القوة تكمن يف يد �سالح قو�ش ‪ .‬بامكانه ان يتجاوز‬
‫اجلي�ش واملخابرات الع�سكرية»‬
‫هذه املنطمة املحرتمة « هيومان رايت�ش ووت�ش» ادعت ان جهازه متورط يف الهجمات القاتلة التي ا�ستهدفت‬
‫الدارفوريني ونفذتها امللي�سات العربية املعروفة باجلنجويد‪.‬‬
‫«رجال الأمن ال�سوداين ‪ ،‬ل�سنوات عديدة ‪ ،‬تورطوا يف جتاوزات خطرية حلقوق الن�سان ‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫العتقال التع�سفي والتعذيب ‪ .‬عمالء خمتارون من الأمن يعتقد باأنهم يرتبطون بقادة اجلنجويد»‬
‫ادرجته جلنة المم املتحدة يف املركز الثاين يف قائمة « ال�سخا�ش الذين مت التعرف عليهم‬
‫« واملتوجب اعتبارهم م�سوؤولني عن القتل يف دارفور ‪ .‬اتهمته اللجنة (بالف�سل يف الك�سف عن ‪ ،‬اأو‬
‫حتييد اأو نزع ال�سالح من جمموعات امللي�سيا غري احلكومية‪).‬‬
‫اندرو ميت�سل ‪ ،‬الناطق الر�سمي يف �سدو انرتنا�سونال ديفلومبينت ‪ ،‬ي�سغط الن علي وزارة اخلارجية‬
‫للك�سف عن من هو ‪،‬بالتحديد ‪ ،‬ال�سخ�ش الذي التقي به �سالح قو�ش يف زياراته « نريد اأن نفهم ملاذا‬
‫مل يتم اعتقاله فورا وير�سل ايل حمكمة اجلنايات الدولية لهاي »؟‬
‫حممد يحي ‪ ،‬ناجي من دارفور حتول ايل نا�سط ‪ ،‬قال « لقد �ساهدت افرادا من اأ�سرتي يقتلون كمتيجة‬
‫ل�سيا�سات �سالح قو�ش «‬
‫الدكتورجيم�ش �سميث من (ايجز تر�ست) ‪ ،‬التي تقوم بحمالت من اأجل منع البادات اجلماعية حول‬
‫العامل ‪ ،‬قال «انا مذهول ان احلكومة الربيطانية ‪ ،‬ومبعرفة تامة لدوره‪ ،‬رتبت له لتلقي رعاية‬
‫طبية يف م�ست�سفيات بريطانية»‪ .‬رمبا يقوم مبنح قطع معلومات �سغرية ‪ ،‬لكن �سيا�ستنا يجب ان‬
‫تكون وقف الرهاب اينما حدث ‪ .‬التاأريخ �سيلقي بظالله علي خزى الربيطانيني ل�ستدارة عيونهم بعيدا‬
‫عن هذا القاتل اجلماعي «‪ .‬جيالن ر�سك ‪ ،‬نائب مدير التحرير ال�سابق لن�سرة اأفريكان كونفيدين�سيال‬
‫تتبعت التاريخ املهني ل�سالح عبداهلل منذ اأيامه كطالب ا�سالمي ينزع للعنف يف جامعة اخلرطوم ‪ ،‬قالت‬
‫( يبدو انه من غري املنظور ان التعاون ال�ستخباري الربيطاين والمريكي مع نظام ال�سودان ال�سالمي‬
‫�سيحقق كثريا من الفائدة يف مكافحة الرهاب ‪ :‬فاخلرطوم متمر�سة يف خداع املجموعة الدولية‬
‫بينما مابني ‪ 300-500‬األف ن�سمة ماتوا يف دارفور ودفعوا ثمن هذا التعاون )‬

‫‪http://www.independent.co.uk/news/world/politics/the-foreign-office-‬‬
‫‪sudans-secret-police-chief-and-the-war-on-terror-425898.html“ http://‬‬
‫‪www.independent.co.uk/news/world/politics/the-foreign-office-sudans-‬‬
‫‪secret-police-chief-and-the-war-on-terror-425898.html‬‬
‫(‪)48‬‬

‫‪-61-‬‬
The Test
Mark Goldberg
February 17, 2006

How important is a war-on-terror intelligence asset -- important enough that his


clear complicity in genocide should be overlooked? That’s the question raised by the
presence of a name on certain United Nations documents obtained exclusively by
the Prospect.
Here’s the story. After many long months of international paralysis on Darfur, the
first two weeks of February have seen a flurry of activity that may presage a new
global effort to confront the ongoing genocide. U.S. Ambassador to the U.N. John
Bolton pledged to use the month of February, when America has the presidency of
the Security Council, to move “fast” and “far” on Darfur.
And on February 6, the 15-member council unanimously supported a U.S. decision
to start planning for a possible U.N. peace-keeping force in the region. A week later,
Kofi Annan traveled to the White House to discuss Darfur with President George
W. Bush. Three days after that, Secretary of State Condoleezza Rice told the Senate
Foreign Relations Committee that she wanted the Security Council to vote to send
peace-keepers to the region in the near future. So it would seem that backed by
American leadership, the U.N. is finally pressing ahead on Darfur.
But before we heap hosannas on the Bush administration for its newfound resolve,
let’s wait until the Security Council comes out with a list of Sudanese individuals who
are set to be placed under sanction for their role in the genocide. For that moment
will be the real test of the Bush administration’s determination to prevent the further

)49(

-62-
destruction of Darfur and to hold accountable those guilty of plotting and carrying
out the genocide.
The Prospect has obtained a confidential annex to a January 30th Security Council
report that identifies the 17 Sudanese individuals whom a panel of U.N. experts
concluded were most responsible for war crimes and impeding the peace process.
The panel recommends that the council place these men under targeted sanction,
that they be banned from international travel, and that their foreign assets be frozen.
In addition to the 17, five others are cited as possible future targets for sanctions,
including Sudan’s President Omar al-Bashir and the President of Chad, Idriss Deby.
The men identified in the annex are the worst of the worst war criminals in a conflict
that has claimed hundreds of thousands of civilian lives. And by far the most prominent
name of the 17 recommended for immediate sanction is Salah Abdala Gosh.

You may not know that name, but the Central Intelligence Agency certainly
does, and Langley won’t be thrilled if he is placed under an international
travel ban. He is the director of Sudan’s National Security and Intelligence
Services. And when Osama bin Laden found haven in Sudan from 1990 to
1996, Gosh was his personal government minder. Last year, Ken Silverstein
of the Los Angeles Times detailed the extensive counterintelligence
cooperation between Gosh and the CIA, and reported that the CIA even
flew Gosh to CIA headquarters on a private jet to swap trade secrets.
The quality of the intelligence that the CIA obtains from Gosh is
unclear. But what is widely known is Gosh’s role in devising Khartoum’s
counterinsurgency-by-genocide strategy for Darfur. He is Sudan’s answer to

)50(

-63-
Heinrich Himmler -- the organizational genius upon which every genocide
depends. Gosh is behind the recruitment of the local janjaweed militia; the
well-known coordination between government forces and the janjaweed; the
harassment of aid workers; and, as the leader of Sudan’s security services, he
bears responsibility for the arbitrary detentions and torture committed by
his officers in Darfur.
Gosh’s name, along with the names of the 16 others, have been forwarded
to the Security Council’s Sudan sanctions committee. It is now up to the
member states of the council to approve these names, object to them, or
introduce new names of their own. The committee )chaired by Greece(
works by consensus. If all 15 members agree to a single set of names, then
those names will automatically be included on the final list, and no Security
Council vote will be required. So far, China, Sudan’s traditional defender
on the Security Council, has been more cooperative than usual in the
committee. Qatar, however, has raised procedural objections in sanctions
committee meetings.
If Gosh stays on the list, then, for starters, the CIA won’t be able to fly
him to Langley. The United States can purge Gosh’s name from the list if it
wants to. And there have been a few trickling reports published by Sudan
expert Eric Reeves and the International Crisis Group’s John Prendergast
which mention that the U.S. has tried to protect Gosh from ever appearing
on this list. The world, though, will be watching as we either let the 21st
century’s worst war criminal off the hook or hold him accountable for the
unspeakable atrocities he orchestrated.

)51(

-64-
‫ترجمة ن�سية‪ /:‬جملة اأمريكان برو�سبي�سكت‬
‫الختبار‬

‫مارك غلودبريغ‬
‫‪ 17‬فرباير ‪2006‬‬

‫ما هي اأهمية الأ�سول ال�ستخباراتية يف احلرب علي الأرهاب –اأهي مهمة ايل حد اهمال التورط الوا�سح يف‬
‫البادة ؟ هذا هو ال�سوؤال املطروح ازاء وجود ا�سم معني يف ملفات الأمم املتحدة التي ح�سلت عليها‬
‫ح�سريا «الربو�سبيكت»‪.‬‬
‫هذه هي الق�سة ‪ .‬فبعد اأِ�سهرطويلة من ال�سلل الدويل يف دارفور ‪ ،‬فان ال�سبوعني الأوائل من فرباير �سهدت زخما‬
‫من الن�ساط الذي بامكانه ان يوؤطر جهدا دوليا جديدا ملواجهة البادة اجلماعية امل�ستمرة ‪ .‬فقد تعهد ال�سفري‬
‫الأمريكي بالأمم املتحدة جون بولتون با�ستخدام �سهر فرباير ‪ ،‬عندما تتويل الوليات املتحدة رئا�سة جمل�ش‬
‫المن ‪ ،‬بامل�سي «ب�سرعة‪ :‬و»بعيدا» يف دارفور ‪.‬‬
‫ويف ‪ 6‬فرباير ‪ ،‬فان اأع�ساء املجل�ش ال‪ 15‬دعموا وبالجماع قرارا اأمريكيا ببدء التخطيط لمكانية ار�سال قوات‬
‫حفظ �سالم لالأقليم ‪ .‬بعد ا�سبوع ‪� ،‬سافر كويف اأنان للبيت الأبي�ش ملناق�سة دارفور مع الرئي�ش جورج دبليو بو�ش ‪.‬‬
‫بعد ثالثة اأيام فان وزيرة اخلارجية كوندالي�سا راي�ش اأبلغت جلنة ال�سوؤون اخلارجية مبجل�ش ال�سيوخ اأنها تريد‬
‫من جمل�ش الأمن الت�سويت لر�سال قوة حفظ �سالم لالقليم يف امل�ستقبل القريب ‪ .‬وعليه يبدو انه ومب�ساندة‬
‫القيادة المريكية فان الأمم املتحدة �ست�سغط بامل�سي ‪ ،‬اأخريا ‪ ،‬يف دارفور ‪.‬‬
‫لكن قبل ان نكيل املدح علي ادارة بو�ش علي ما توفرت عليه من حزم جديد ‪ ،‬دعونا ننتظر ايل ان يخرج علينا‬
‫جمل�ش الأمن بقائمة الفراد ال�سودانيني الذين تقرر ادراجهم يف املقاطعات لدورهم يف البادة اجلماعية ‪ .‬لأن‬
‫تلك اللحظة �ستكون الختبار احلقيقي لت�سميم ادارة بو�ش ملنع املزيد من الدمار لدارفور وحتديد امل�سوؤولية‬
‫ملن اأذنبوا بالتاآمر وتنفيذ البادة ‪.‬‬
‫ح�سلت (الربو�سبيكت)علي ملحق �سري لتقرير ‪ 30‬يناير ملجل�ش الأمن الذي يحدد ‪ 17‬م�سوؤول‬
‫�سودانيا خل�ست جلنة خرباء الأمم املتحدة ايل انهم الأكرث م�سوؤولية عن جرائم احلرب وعرقلة نهج‬
‫ال�سالم ‪ .‬اقرتحت اللجنة ادراج جمل�ش المن لهوؤلء الرجال يف مقاطعات ت�ستهدفهم ‪ ،‬مبنعهم من‬
‫ال�سفر الدويل وان جتمد اأر�سدتهم الجنبية ‪ .‬بال�سافة ايل ال‪ ، 17‬هناك ‪ 5‬اأخرين اأ�سري بامكانية‬
‫ان ي�سبحوا يف امل�ستقبل هدفا للمقاطعات ‪ ،‬مبن فيهم رئي�ش ال�سودان عمر الب�سري ورئي�ش ت�ساد‬

‫(‪)52‬‬

‫‪-65-‬‬
‫ادري�ش دبي ‪ .‬الرجال امل�سار اليهم يف امللحق هم اأ�سواأ ال�سيئني من جمرمي احلرب يف �سراع ح�سد‬
‫حياة مئات الآلآف ‪ .‬وبدرجة اأبعد فان اأكرث ال�سماء �سيتا يف ال‪ 17‬ا�سما الذين اقرتح التطبيق‬
‫الفوري للمقاطعة بحقهم هو �سالح عبداهلل قو�ش ‪.‬‬
‫رمبا ل تعرفون ال�سم ‪ ،‬لكن وكالة املخابرات املركزية بالتاأكيد تعرفه‪.‬ولن تكون لنغلي �سعيدة اذا ما مت ادارجه‬
‫للحظر من ال�سفر الدويل ‪ .‬هو مديرجهاز المن الوطني واملخابرات ال�سوداين ‪.‬فعندما وجد ا�سامة بن لدن‬
‫ماأوي له يف ال�سودان ما بني ‪ ،1996 1990-‬كان قو�ش هو مراقبه احلكومي ال�سخ�سي ‪ .‬يف العام املا�سي ف�سل‬
‫كني �سلفر�ستاين يف لو�ش انحلو�ش تاميزالتعاون يف مكافحة الرهاب مابني قو�ش وال�سي اآي ايه بل وكتب ان‬
‫ال�سي اآي ايه ار�سلته جوا لرئا�ستها بطائرة خا�سة لتبادل اأ�سرار املهنة‪.‬‬
‫جودة املعلومات ال�ستخبارية التي ح�سلت عليها ال�سي اآي ايه من قو�ش مل تت�سح بعد‪ .‬لكن من املعروف‬
‫ب�سكل وا�سع دور قو�ش يف �سياغة ا�سرتاتيجية مكافحة اخلرطوم للتمرد عرب البادة اجلماعية يف‬
‫دارفور ‪ .‬فهو ال�سبيه ال�سوداين لهرييت�ش هملر – العبقري التنظيمي الذي تعتمد عليه اأي ابادة‬
‫جماعية ‪ .‬قو�ش كان خلف جتنيد ملي�سيا اجلنجويد املحلية ‪،‬والتعاون املعروف كثريا بني القوات‬
‫احلكومية واجلنجويد‪ ،‬وازعاج عمال الغاثة وكقائد لقوات الأمن ال�سودانية ‪ ،‬فهو يتحمل م�سوؤولية‬
‫العتقال التع�سفي والتعذيب الذي ارتكبه �سباطه يف دارفور‪.‬‬
‫ا�سم قو�ش ‪ ،‬ومعه ا�سماء ال‪ 16‬الخرين ‪ ،‬مت ار�سالهم ايل جلنة املقاطعات ال�سودانية مبجل�ش‬
‫الأمن‪ .‬الآن من حق البلدان الأع�ساء باملجل�ش املوافقة علي هذه ال�سماء ‪ ،‬العرتا�ش عليها ‪ ،‬اأو‬
‫تقدمي ا�سماء جديدة خا�سة بهم ‪ .‬هذه اللجنة ( ترتاأ�سها اليونان) تعمل بالجماع ‪.‬اذا ما وافق كل الع�ساء‬
‫ال‪ 15‬علي قائمة موحدة لالأ�سماء ‪ ،‬فان تلك الأ�سماء �سيتم اأتوماتيكيا ت�سمينها يف القائمة النهائية ولن‬
‫يتطلب الأمر ت�سويتا من جمل�ش الأمن ‪ .‬ايل الآن ‪ ،‬فان ال�سني ‪ ،‬املدافع التقليدي عن ال�سودان يف جمل�ش المن‬
‫‪ ،‬تبدو اأكرث تعاونا يف اللجنة من الأوقات العادية ‪ .‬اأما قطر فقد اأثارت اعرتا�سات اجرائية يف اجتماعات جلنة‬
‫املقاطعات ‪.‬‬
‫اذا بقي قو�ش يف القائمة ‪ ،‬فانه ومن البدء‪ ،‬ميكن القول ان ال�سي اأي ايه �سوف لن تتمكن من ت�سفريه‬
‫ايل لنغلي ‪.‬بامكان الوليات املتحدة ان ت�سطب ا�سم قو�ش من القائمة ان ارادت ‪ .‬وتتوافر بع�ش‬
‫التقارير املت�سربة ن�سرها خبري ال�ساأن ال�سوداين اريك رييفز وع�سو جمموعة الزمات الدولية جون‬
‫بيندرقا�ست التي اأ�سارت ايل ان الوليات املتحدة حاولت حماية قو�ش بال يظهر اأبدا يف القائمة‪ .‬اأما‬
‫العامل فانهاما ان يكون �ساهدا اذا كنا �سنرتك اأ�سواأ جمرمي القرن الواحد وع�سرين يهرب من �سنارة ال�سيد اأو‬
‫اأننا �سنحمله امل�سوؤولية علي الب�سائع التي نظمها ‪.‬‬

‫رابط المقال‪:‬‬
‫(‪)53‬‬
‫‪https://www.alrakoba.net/news.php?action=show&id=86918‬‬

‫‪-66-‬‬
‫الوثيقة الملغومة ‪ :‬هل دفع قوش ‪ 100‬مليون دوالر لبالك ووتر‬
‫النشاء ميليشيا سرية خاصة لالطاحة بالنظام؟‬

‫ا�شتعال حرب الوثائق واملعلومات امل�ضللة‬ ‫الحلقة‬


‫" ‪" Disinformation Campaign‬‬ ‫خاصة‬ ‫‪4‬‬
‫‪02-28-2013‬‬

‫المدخل الذاتي للقصة‪....‬‬

‫مع تزايد معرفتنا املكتسبة عن سابلة االسافير املؤذين‪ ،‬ممن يلجون حوشنا لسرقة‬
‫محتويات الدار‪ ،‬بالتهكير‪ ،‬أو اصابة حواسيبنا بفيروسات عصية‪ ،‬تعلمنا الكثير‪ .‬أصبح لكل‬
‫منا طريقته في التعامل مع بريده االليكتروني‪ .‬بالنسبة لي‪ ،‬فقد أمنت داري باتباع نصائح‬
‫أهل املعرفة والبرمجيات‪ .‬فأنا أفتح الرسائل املوجهة لي فتحة واحدة يتيمة‪ .‬فان كانت‬
‫مكتوبا‪ ،‬رددت عليه شاكرا‪ .‬بعد تلك النقرة‪ ،‬أنصرف لتطبيق الئحة الءات أهل املعرفة‪ ..‬فان‬
‫اشتملت الرسالة علي رابط ممن لم أتشرف مبعرفته من قبل ‪ ،‬فمكانها سلة احملذوفات‪ ،‬فورا‪.‬‬
‫‪-67-‬‬
‫أيضا ال تغويني حقيبة مرفقات الرسالة مهما حمل عنوانها من اثارة واغراء لفتحها‪ .‬فقد‬
‫صرت مفتونا بسؤال موظفي شركات الطيران احملترمة « هل قمت بترتيب احلقيبة بنفسك أم‬
‫رتبها غيرك «‪ .‬زوار بريدي ممن يكتبون بأقالم مدادها خلق أهل السودان‪ ،‬وليس قلة حياء‬
‫العالم االفتراضي‪ ،‬يجدون مني كل الترحاب واملودة‪ .‬وللحق‪ ،‬فقد تشرفت مبعرفة العشرات‬
‫من األخوة االفاضل واألخوات الكرميات ممن تواصلوا معي اضاءة جلانب غفلته‪ ،‬أو تصويبا‬
‫ملعلوم سقته‪ ،‬أو استحسانا حلرف كتبته‪ ،‬أو جلهد بذلته أو حتاورا بشأن عرضته‪ ،‬أو حتي‬
‫تخاصما علي رأي أعليته‪ .‬كان حظي من غنيمة التعارف الصدوق كنوزا من أناس أفاخر‬
‫مبعرفتهم والتواصل معهم ‪ ،‬وهلل احلمد‪ .‬باستثناءات التذكر‪ ،‬فان كل من راسلني كان صفيا‬
‫متفردا‪ .‬رمبا ان منهجية التوثيق كفتني الكثير ودرأت عني األكثر‪ .‬فالتالجج يكون‪ ،‬دوما‪،‬‬
‫غليظا وعنيفا علي الرأي‪ .‬أما مقاتلة وثيقة‪ ،‬لست أنا مبؤلفها‪ ،‬أو انكار مقولة‪ ،‬لست أنا بقائلها‪،‬‬
‫فان مغالطتهما باللغو يكون صنوا حلماقة التصدي جملنزرات مدرعة مبساطر البالستيك‪.‬‬
‫الرسالة البريدية موضوع هذه احللقة بعثها قارئ ال أعرفه‪ .‬نزل علي صندوق بريدي‬
‫برسالة مكتوبة غطت اجلزء االعلي من الصفحة‪ ،‬ثم ألصق هذه الوثيقة املنشورة مصورة‪.‬‬
‫قال في الرسالة بضعة أشياء اقتبسها اجتزاءا بنقاط فاصلة‪ ،‬أورد ( أتابع بحرص كل‬
‫مايدونه قلمكم الرصني في كشف سوء هذا النظام وزبانيته بوثائق تصيبهم بالرعب ألنها‬
‫تنور الناس بالفضائح‪ ........‬أرسل اليكم ياأخي هذه الوثيقة التي توضح حقيقة هذا اجملرم‬
‫احلقير الذي باع نفسه للشيطان االمريكي بأبخس االثمان‪....‬من معلوماتي املؤكدة جدا ان‬
‫صالح قوش ومبجرد توقيع اتفاقية السالم في ‪ 2005‬سعي مع االمريكان خللق مليشيا‬
‫سرية له تدربها له شركة بالك ووتر االمريكية وتكون جاهزة لقلب نظام احلكم واالطاحة‬
‫بحكومة البشير ليصبح هو رئيسا للسودان‪.....‬هذه املليشيا سوف يقوم املرتزقة االمريكيون‬
‫بتوفير احدث االسلحة لها ويجهزونها بكل ماحتتاجه من تدريب وأساليب قتالية متطورة‬
‫ويكفي ان تقرأ أنها سوف تزود بأجهزة اتصال الميكن التنصت عليها بأنواع جديدة من‬
‫هواتف الثريا الفضائية وغيرها‪.....‬قال لي أحد أقربائي ممن كانوا يعملون مع صالح قوش‬
‫سرا في شركات اجلهاز ان مبلغ التمويل «‪ 100‬مليون دوالر» كما هو واضح في الوثيقة‬
‫قام قوش فعال بتأمينه سرا من شركات اجلهاز حتي ال يلفت االنظار اليه‪....‬أرجو نشر هذه‬
‫الوثيقة اخلطيرة حتي يعرف الناس حقيقة هذا اجملرم وسأرسل لك املزيد من الوثائق عن‬
‫جرائمه وعمالته‪....‬احلمد هلل الذي سارع بكشف هذا الرجل‪....‬ألخ )‬

‫‪-68-‬‬
‫فنهضنا للعمل‪....‬‬

‫الصحافة واالستخبارات‪..‬القصة المتكررة ‪:‬‬

‫بدأنا حيث أفترضنا البداية‪ ،‬التحقق من صدقية الوثيقة‪.‬‬


‫هل الوثيقة صحيحة؟‬
‫االجابة القاطعة‪..‬نعم ! فذات النشرة الصحفية املرسلة لي والصادرة من مكتب التحقيقات‬
‫الفيدرالي االقليمي مبدينة رالي بوالية نورث كاروالينا موجودة مبوقع االف بي آي‪ .‬زرت‬
‫أرشيف احملكمة وتثبت أيضا من احلكم القضائي الذي أصدرته محكمة القاضي الفيدرالي‬
‫لويس دبليو فالنقان يوم ‪ 7‬أغسطس ‪. 2012‬‬
‫اما ان سألت ان كان رئيس مخابراتنا السابق‪ ،‬الفريق أول صالح قوش هو املتورط‬
‫احلقيقي ‪ ،‬فاالجابة القاطعة‪..‬ال ! وان سألت‪ ،‬كيف وملاذا؟ فنقول لك‪ ،‬مرحبا بك في حرب‬
‫املعلومات املضللة‪ ،‬فهذا املتبرع باملعلومات أراد أن يتذاكي علينا فيسخرنا للتعاون معه في‬
‫طمر صالح قوش في مزبلة االرتزاق !‬
‫كان الوعد ان نخصص حلقة اليوم عن أهوال قوش في دارفور لكن البأس من التسلي مع‬
‫صبية مايسمونهم ب «كتيبة اجلهاد االليكتروني « وهذا افتراضنا لهوية املرسل‪ ،‬سنأتي علي‬
‫التحليل الحقا‪.‬‬
‫يبدو ان ماكتبناه في احللقة املاضية عن العالقة بني االعالم وأجهزة اخملابرات لم يكن‬
‫كافيا للبصاصني ليفهموا بأننا نفهم قواعد اللعبة املهنية‪ ،‬فأرادوا ركوب قلمنا‪ ،‬غشا وتدليسا‪،‬‬
‫وجرنا خلدمة مصاحلهم‪ .‬ولن نلومهم علي هذا املسعي‪ ،‬فالصحافة قدرها ان يتم استخدامها‬
‫من أصحاب األغراض واملصالح كافة‪ ،‬بيد انه يتعني عليها التقيد بحرفية تكفيها عثرات‬
‫السقوط‪ .‬هذا التقليد الراسخ يلخصه التدقيق املتأني في احملتوي واخضاعه لغربال مهني‬
‫صارم ! نحن الصحفيون الالهثون عن اخلبر ‪ ،‬حالنا كحال كالب اجلزارات الباحثة عن‬
‫«ذلك « العظم املكني‪ ،‬ومعذرة لفحش الوصف وغرافيته‪ .‬ننتظره من يد اجلزار بصبر وتوتر‬
‫املراهقني‪ .‬بيد ان من صقلت السنوات والدربة شوقه لذلك العظم‪ ،‬خليق به ان يكتسب رزانة‬
‫اجلائع وتريث املتعجل‪ ،‬ولو أعيته اخلصاصة‪ ..‬فينقض علي ما يبره به اجلزار‪ ،‬فان التهم ال‬
‫يزدرد‪...‬وان مضغ فليحذر البلع !‬

‫‪-69-‬‬
‫ماهي حيثيات وثيقة االف بي آي؟‬
‫كما هو واضح‪ ،‬من نصها‪ ،‬فالوثيقة هي بيان صحفي اصدره املكتب االقليمي جلهاز‬
‫التحقيقات الفيدرالي‪ ،‬االف بي آي يوم ‪ 7‬أغسطس املاضي من مدينة رالي بوالية نورث‬
‫كاروالينا ‪ ،‬حيث جرت احملاكمة فذات الوالية يتواجد فيها مقر رئاسة شركة بالكووتر األمنية‬
‫األشهر في العالم‪.‬‬
‫في االعالن الرسمي قدم املدعي العام‪ ،‬توماس وولكر‪ ،‬تفصيال قضائيا للذي جري‪ .‬قال‬
‫ان شركة بالك ووتر للخدمات االمنية السابقة ( والتي اصبحت تسمي أكادميي )‪ ،‬قد وقعت‬
‫اتفاقا باالقرار بالذنب ومنحت مبوجبه عقوبة مؤجلة‪ .‬وذكر ان القاضي الفيدرالي لويس‬
‫فالنقان مبحكمة الدائرة الشرقية بوالية نورث كاروالينا وافق علي الترتيبات التي مت االتفاق‬
‫عليها لتسوية القضية‪ .‬تتضمن التسوية قيام الشركة بدفع ‪ 42‬مليون دوالر خلرقها قوانني‬
‫صادرات االسلحة والضوابط العاملية لالجتار في االسلحة‪ .‬مضي املدعي العام للتفصيل‬
‫فذكر ان التحقيقات بدأت في ‪ ،2007‬وبعد ‪ 5‬سنوات مت رصد خروقات متعددة بلغت في‬
‫االجمالي ‪ 17‬تهمة‪ .‬مايهمنا في الوثيقة ( راجع نصها كامال ) التهمتان االولي والثانية‪ ،‬ففيهما‬
‫لب موضوعنا‪.‬قالت الوثيقة (*التهمتان االولي والثانية تعلقتا بخرق قانون الصالحيات‬
‫االقتصادية للطورائ الدولية حيث قامت اكادميي‪ /‬بالكووتر بتصدير اجهزة هواتف الثريا‬
‫الفضائية ماركة (ارديوم ) وتيلفونات كرابتو الفضائية للسودان في نوفمبر ‪ 2005‬بدون‬
‫احلصول علي ترخيص وزير اخلزانة االمريكي كما ينص القانون‪ .‬التهم من ‪ 3‬الي ‪ 6‬تتعلق‬
‫بانتهاك قانون ضبط تصدير االسلحة وتنظيم االجتار العاملي بالسالح‪ ،‬تأسيسا علي العديد‬
‫من الصفقات املقترحة أو الواقعية بالتفصيل التالي ‪*:‬مابني ‪1‬اكتوبر ‪ 2006‬والي ‪ 30‬نوفمبر‬
‫‪ 2006‬اقترحت اكادميي ‪/‬بالك ووتر تقدمي خدمات أمنية وتقييم التهديدات‪ ،‬والتي اشتملت‬
‫علي خدمات دفاعية ‪،‬وفق تعريف القانون االمريكي‪ ،‬الي حكومة السودان دون احلصول أوال‬
‫علي رخصة من وزارة اخلارجية االمريكية؛)‬
‫اذن يتضح مما عرض امام احملكمة‪ ،‬ان حكومة السودان دخلت في مفاوضات جادة مع‬
‫شركة بالكووتر لتوفير أجهزة هواتف الثريا الفضائية بالضافة للبحث في تدريب قوات‬
‫خاصة‪ .‬كل هذا جري ابان ماكان السودان في قوائم احلظر األمريكي الكامل‪ ،‬اقتصاديا‬
‫وعسكريا‪ ،‬مما شكل انتهاكا للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 13067‬الذي أصدره الرئيس بل كلينتون‬
‫يوم ‪ 3‬نوفمبر ‪.1997‬‬

‫‪-70-‬‬
‫بحسب الوثيقة‪ ،‬فان املفاوضات مابني حكومة السودان وبالكووتر جرت عقب توقيع‬
‫اتفاقية نيفاشا في عام ‪ 2005‬مما يرجح التوهم بحدوث انفراج نوعي وكبير في العالقات‬
‫السياسية مابني اخلرطوم وواشنطن‪ ،‬وان ظل سريا ‪ .‬فمثل تلك الفرقعات الكبيرة برغم‬
‫ماتثيره من دهشة‪ ،‬اال انها تبقي من صميم مفاجآت اجلاسوسية‪ .‬ففي تلك الفترة كانت‬
‫اخملابرات السودانية تعيش شهر عسل ال أحلي منه وال أبهج‪ .‬فقد شهدنا طائرة البوينج ‪737‬‬
‫التابعة للسي آي ايه ترسل خصيصا لصالح قوش ليزور اصدقائه في النغلي‪ .‬اخلالصة‬
‫االستطرادية التي أريد لنا ابتالع جرعتها هي التحلل من أي شكوك أستنادا الي أن الطرف‬
‫االمريكي املتعاقد معه هو «أكبر عش « ملعاشيي االستخبارات واملارينز‪ ،‬وفي مثل هذا العش‬
‫تعشش صفقة فيها رائحة فعائل قوش ! بل وان وجود هواتف الثريا يعيد للذاكرة دور‬
‫الرجل في تكوين مليشيات القتل في دارفور‪ .‬فسجله هناك يؤكد دوره القيادي في األمر ‪،‬‬
‫بحسب تقرير فريق التحقيق الدولي‪ .‬فقد فصلوا دوره في تشكيل قوة من ‪ 3000‬ألف أسموها‬
‫حرس احلدود‪ ،‬أما اسمها االشهاري األميز فهو اجلنجويد !‬
‫يقول خبراء االستراتيجية ان حرب دارفور هي أول حرب دولية للثريا‪ .‬فهذا الهاتف‬
‫احملمول أصبح قاهرالصحراء االفريقية التي عاشت مبنأي عن ثورة االتصاالت الكونية‪.‬‬
‫أصبحت هواتف الثريا الفضائية البديل التقني لراديو االتصال الالسلكي ذي املوجتني‪.‬‬
‫جاءت الثريا‪ ،‬فأغنت القادة عن كثير‪ .‬قالوا وداعا الجتماعات قادة امليدان وأسفار االيام‬
‫والليالي من مسارح العمليات املترامية عبر مسافات العدم واخملاطر‪ .‬جاءت الثريا وحلت‬
‫معها السرعة واملباغتة واالوامر احملمولة صوتا‪ .‬أصبحت الثريا هي غرفة هيئة االركان‬
‫احملمولة باليد‪ ،‬وغرفة محادثات السالم واملفاوضات املأمونة‪.‬غزت الثريا وهواتف اريديوم‬
‫املدرعة ضد التصنت وغيرها من تقنيات حرب العوملة فيافي دارفور ودخلتها‪ ،‬قبل أن تنعم‬
‫قراها وبيادرها بحنفية املاء أو ملبة الشارع ! فلوال هواتف الثريا‪ ،‬فان قادة اجتماعات أبوجا‬
‫في عام ‪ 2006‬لم يكن باالمكان التواصل معهم بعد أن أكلوا آخر وجباتهم بفندق( شيدا)‬
‫بالعاصمة النيجيرية‪ ،‬فتفرقت دروبهم أيدي سبأ وتركوا مسودات االتفاق علي الطاوالت‪،‬‬
‫بدون توقيع !‬

‫المفاجأة‪...‬عميل بالكووتر ليس صالح قوش‪ ،‬وانما سلفاكير !‬


‫من رمي لنا الطعم حسبنا من مفرخات صحافة الغفلة‪ ،‬نافوخ جهل تداريه عمامة ! أغراه‬
‫ما قدمناه من مبحث عن فعائل قوش فأرادنا في صفه التهام الرجل مبا لم يفعل‪.‬أرادنا أن‬
‫‪-71-‬‬
‫نتكئ علي وثيقة‪ ،‬تخلو من االشارة لهوية من مثل السودان في االجتماعات مع بالكووتر‬
‫بل‪ ،‬واألهم‪ ،‬عن أي سودان نتحدث؟ أرادنا ان نردد اتهامه لقوش اسما‪ ،‬بال وقائع أو حقائق!‬
‫ونسي ان الكاتب ان ابتلع طعما ولم يتحقق فقد استغفل القراء حلني « بخبطة أو سبق» ‪،‬‬
‫لكنه سيفقد احترامهم لألبد‪.‬‬
‫ولالستيثاق سعينا‪ ،‬فانكشفت اللعبة‪........‬‬

‫بالكووتر‪...‬وماأدراك ما المياة السوداء !‬


‫أسسها ايريك برنس في عام ‪ .1997‬كان برنس عضوا سابقا في فريق السيلز‪ ،‬جوهرة‬
‫تشكيالت النخبة األمريكية املقاتلة بعملياتها النوعية والتكتيكية املتميزة‪ .‬من أكادمييتهم‬
‫تخرج قتلة اسامة بن الدن‪ .‬جاء في ديباجة تعريف بالكووتر بنفسها‪ ،‬قيامها « بتقدمي‬
‫املساندة العسكرية وأي دعم تدريبي أو استشاري لألجهزة األمنية»‪.‬خلص رئيسها برنس‬
‫أهداف بالكووتر بقولته املأثورة (نحاول ان نفعل بأجهزة األمن القومي‪ ،‬مافعلته فيدرال‬
‫أكسبريس خلدمة البريد بأمريكا )! حصلت بالكووتر علي أول عقد «سمني» لها في أكتوبر‬
‫عام ‪ 2000‬بعد تفجير السفينة احلربية «كول» عند شواطئ اليمن‪ ،‬فطلبت منها البحرية‬
‫األمريكية تدريب ‪ 100‬ألف من جنودها علي عمليات نوعية‪ .‬أشتري ايريك برنس قطعة‬
‫أرض مساحتها ‪ 28‬كيلومترا مربعا ( ‪ 7‬ألف ايكر) عبارة عن مستنقعات آسنة في والية‬
‫نورث كاروالينا الستخدامها كمعسكرات تدريبية ‪ .‬من لون مياه هذه املستنقعات‪ ،‬جاءت‬
‫تسمية الشركة التي افتتحت معسكرها الضخم في ‪ 15‬مايو ‪ 1998‬مبتدئة بستة األف ايكر‬
‫كلفتها ‪6.5‬مليون دوالر‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2002‬قامت الشركة األم بانشاء فرع استشاري منوط بأعمال حماية املنشآت‬
‫وبالفعل تعاقدت معها السي آي ايه لتوفير ‪ 20‬حارسا حلماية رئاستها والفريق الذي كان‬
‫يعمل سرا للقبض أو اغتيال اسامه بن الدن‪ .‬بعد االجتياح األمريكي ألفغانستان‪ ،‬حصلت‬
‫بالكووتر علي بضعة عقود ضخمة أهمها حماية محطة سي آي ايه في كابول‪.‬وفازت بعدد‬
‫من عطاءات احلماية والعمليات السرية في العراق كحراسة املنشآت والشخصيات النافذة‪.‬‬
‫وحتي في الواليات املتحدة‪ ،‬فان عمليات الشركة توسعت فحصلت علي بضعة عقود من‬
‫شركات التأمني والبتروكيماويات ابان اعصار كاترينا الذي ضرب والية لويزيانا ودمر‬
‫مدينة نيوأورليانز‪ .‬كان من بني عمالئها الفيدراليني الي جانب الدفاع والسي آي ايه‪ ،‬وزارة‬
‫اخلارجية ووزارة االمن الوطني‪ ..‬حصدت بالكووتر‪ ،‬بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك‬
‫تاميز في ‪ 3‬أكتوبر‪ ،2007‬حوالي البليون دوالر من عقودها املبرمة مع احلكومة الفيدرالية‪.‬‬
‫‪-72-‬‬
‫مابني ‪ 2008-2006‬أختار ايريك برايس كوفر بالك ليصبح نائبا له في رئاسة مجلس‬
‫االدارة‪ .‬كان اختيارا أحدث ضجيجا في واشنطن ملا يتوفر عليه بالك من سيرة مهنية مرموقة‪.‬‬
‫فهو املدير السابق ملركز السي آي ايه ملكافحة االرهاب في سبتمبر ‪ .2011‬مابني ‪-2002‬‬
‫‪ ،2004‬عمل كوفربالك كمنسق لالرهاب بدرجة سفير باخلارجية االمريكية عقب تقاعده من‬
‫السي آي ايه‪ ..‬مابني ‪ ،2004-2002‬عمل كوفربالك كمنسق لالرهاب بدرجة سفير باخلارجية‬
‫االمريكية عقب تقاعده من السي آي ايه‪.‬‬
‫أسس هوفر بالك وزميله السابق رئيس قسم الشرق األدني بالسي آي أيه‪ ،‬روبرت ريشر‪،،‬‬
‫شركة استخبارية تسمي ( توتال انتليجنس سوليوشنز ) وتعاونت مع بالكووتر في عدد من‬
‫املشروعات االستخبارية‪ .‬استوعب الرجالن الكثير من أرباب املعاشات من زمالئهم القدامي‬
‫بالسي آي ايه‪ .‬في نوفمبر ‪ 2006‬أشترت بالكووتر ‪ 80‬ايكر من الغابات التي تبعد ‪ 150‬ميال‬
‫خارج مدينة شيكاغو القامة ماأسمته ( مركز التأثير ) وأطلقوا عليه عملياتيا «املوقع»‪ .‬باشر‬
‫«املوقع « العمل بدءا من ابريل ‪ ،2007‬وكان هدفه كان تدريب االجهزة الشرطية ‪ .‬وبضغط‬
‫ومعارضة عنيفة من اصدقاء البيئة أضطرت بالكووتر في مارس ‪ 2008‬لسحب مشروع‬
‫افتتاح معسكر تدريب آخر علي مساحة ‪ 824‬ايكر (‪ 3.33‬كيلومترمربع ) في مقاطعة سان‬
‫دييغو بوالية كاليفورنيا رعم تعهداتها بأنها ستحافظ علي احلياة البرية بالغابة وستحرم‬
‫استخدام التدريب علي املتفجرات واالسلحة املثيرة لرعب احليوانات البرية‪.‬‬
‫الشركات في أمريكا ان واجهت مصاعب السمعة أو الح بارق االفالس‪ ،‬انقلبت الي ثعابني‪،‬‬
‫فغيرت جلدها ‪ -‬سمه بهلوانيات «النيو لوك « للتبرؤ من املاضي ‪.‬‬
‫بدأت التغييرات والفضائح تعصف ببالكووتر بعد احداث وصور محبوسي سجن‬
‫ابوغريب‪ .‬فنفضت في اكتوبر ‪ 2007‬عن نفسها جلدها القدمي‪ ،‬وغيرت اسمها لتصبح (اكس‬
‫اي سيرفيزيس )‪.‬وفي يوليو ‪ 2008‬قررت تسريح قطاع اخلدمات االمنية نظرا خملاطره‬
‫املهنية العالية‪.‬‬
‫في فبراير ‪ 2009‬قرر ايريك برنس عرض شركته للبيع‪ .‬أكبر الكبائر في أمريكا بالنسبة‬
‫للشركات التجارية التي تقدم خدمات للحكومة الفيدرالية ادانتها بتهمة خرق القوانني‬
‫االحتادية‪ .‬ففي حالة ادانتها‪ ،‬توضع في القائمة السوداء ويتم حرمانها تلقائيا من الدخول أي‬
‫منافسة للحصول علي عطاءات جكومية‪ ،‬فتتوسد في قبرها ! أما التسوية‪ ،‬كالتي جرت‪ ،‬فانها‬
‫الحترمها وهذا ماحدث اذ حصلت لبالكووتر «في نسختها اجلديدة « علي عطائني‪ ،‬أولهما‬
‫لوزارة اخلارجية مببلغ ‪ 120‬مليون دوالر وثانيهما للسي آي ايه مببلغ ‪ 100‬مليون دوالر !‬
‫‪-73-‬‬
‫متت هيكلة (اكس اي سيرفيزيس ) بعد ان باع مؤسسها ايريك برنس الكثير من اسهمه‪.‬‬
‫وبالفعل‪ ،‬في الثاني من مارس ‪ 2009‬استقال ايريك برنس من منصبه كرئيس جمللس ادارة‪،‬‬
‫وان بقي وجاهيا في منصبه بال أعباء‪ ،‬ألشهر شركة واكثر عسكري سابق ملم باخلبايا‬
‫االمريكية‪ .‬مت تعيني جوزيف يوريو رئيسا للشركة اجلديدة وأيضا الضابط التنفيذي‬
‫املسؤول ليحل محل جاري جاكسون‪ ،‬الرئيس السابق‪ ،‬وايريك برنس الضابط التنفيذي‬
‫سابقا محتفظا برئاسة مجلس االدارة ولكن بال أعباء !‬
‫في اواخر عام ‪ 2010‬أرحتل ايريك برنس شرقا غبر االطلنطي‪ ،‬ليحل مقيما في مدينة‬
‫أبوظبي حيث أسس شركتة اجلديدة ( رفليكس رسبونسز) كما أفادت صحيفة نيويورك‬
‫تاميز في ‪ 23‬مايو ‪ .2012‬في ‪ 2011‬اصبح رئيس وكالة االمن القومي السابق بوبي راي‬
‫امنان رئيسا جمللس ادارة شركة بالكووتر بعد أن أصبحت (اكس اي )‪ .‬أما مديرها التنفيذي‬
‫اجلديد فهو تيد رايت‪.‬واستمرت التغييرات العنيفة تهز الشركة‪ ،‬فغيرت اسمها مرة أخري‬
‫الي (أكادميي ) في ديسمبر ‪ .2011‬منذ أن أسس ايريك برنس بالكووتر حصل علي أكثر‬
‫من‪ 1.6‬مليار دوالر كعقود فيدرالية‪ ،‬علنية وسرية‪ ،‬اال انه بعد الفضائح أعلن في يونيو‪2012‬‬
‫انه سيبيع شركة اكس اي سيرفيزس‪ .‬لم تعاقب الشركة علي عملياتها في السودان وان‬
‫ظلت حتت املراقبة الصارمة‪ .‬وبالفعل أوقفت ادارة أوباما الكثير من تلك التحقيقات املكلفة‪.‬‬
‫فلو ان بالكووتر ادينت مبوجب قوانني مكافحة الفساد والرشاوي وتصدير االسلحة بدون‬
‫ترخيص‪ ،‬فان ان شركتها الوليدة‪ ،‬اكس اي‪ ،‬كانت ستخسر ‪ %95‬من اعمالها‪.‬‬

‫االندفاع باتجاه جوبا‪...‬القصة والدوافع‬

‫دوافع انتقال عمليات بالكووتر بحثا عن عقود جديدة بعيدا عن العراق‪ ،‬كان للهروب من‬
‫ورطاتها في بالد الرافدين بدءا من فظائع سجن أبوغريب والي تلك الصورة التلفزيونية‬
‫التي بثت حول العالم‪ .‬ففي ذلك اليوم ‪ ،‬وقع ‪ 4‬من منسوبيها في كمني فقتلوا فيه جميعا‪.‬‬
‫أما الصورة املرعبة فمشهدها كان تعليق جثمانني منهم‪ ،‬محروقني متاما ‪ ،‬علي مدخل جسر‬
‫مدينة الفلوجة في مارس ‪ .2004‬ومن يومها انهارت اسهمها وبدأت أرباحها في االنحسار‬
‫بالعراق‪.‬‬
‫ملدة عامني‪ ،2007-2005 ،‬ظلت شركة بالكووتراالمريكية‪ ،‬أكبر مخدم للمرتزقة ومعاشيي‬
‫رجال اخملابرات في العالم‪ ،‬حتاول اختراق املقاطعات االقتصادية والعسكرية املفروضة علي‬
‫‪-74-‬‬
‫السودان ‪ .‬كان هدفها حكومة جنوب السودان التي أصبحت لها كينونة سياسية بعد نيفاشا‬
‫في ‪ ( .2005‬أول من كشف الغطاء عن هذه احملاوالت كانت نشرة ماك كالتشي في ‪27‬يونيو‬
‫‪ .) 2010‬في املتوافر من معلومات ان ادارة بوش كانت قد وعدت د‪.‬جون قرنق عقب توقيع‬
‫اتفاقية السالم مباشرة‪ ،‬بتوفير احلماية له وتأمني اتصالته بل وحتي تنقالته الدولية‪ .‬لكنها‬
‫لم تفي بوعدها حتي وفاته‪ .‬ارتبط الناشط برادفورد فيليبس بعالقة قوية ومتميزة مع‬
‫الراحل قرنق‪.‬عقب مقتل قرنق مباشرة‪ ،‬بدأ برادفورد في التباحث علنا مع ادارة بوش وحثها‬
‫لالسراع في تدريب فرق حراسة خاصة لكبار املسؤولني اجلنوبيني حتوطا من مصير قرنق!‬
‫رشح أيضا ان السي اي ايه ووزارة اخلارجية وافقتا‪ ،‬من حيث الفكرة‪ ،‬قيام بالكووتر باعداد‬
‫تصور للكيفية حلني رفع العقوبات‪ ،‬اال ان بالكووتر شرعت في الفعل مطمئنة علي دعم قبيلة‬
‫اليمني املتطرف املساند لها في ادارة بوش ‪ ،‬حتي بدون تراخيص !‬
‫هذا عن الدوافع‪..‬أما القصة ففيها املزيد ‪.‬‬
‫قصة بالكووتر مع حكومة جنوب السودان تضج بعناصر االثارة ومفارقات الصدف‬
‫احملضة‪ .‬وفيها‪ ،‬أيضا‪ ،‬يختلط اجلشع للسيطرة علي املوارد النفطية مع املساعي الكنسية‬
‫للتبشير باجلنوب‪ .‬ارتباطات ايريك برنس‪ ،‬مؤسس ورئيس بالكووتر‪ ،‬باجلماعات الكنسية‬
‫اليمينية املتطرفة كانت متوطدة‪ ،‬متاما‪ ،‬وأكثرها التصاقا كانت مع نائب الرئيس بوش ‪،‬‬
‫ديك تشيني‪.‬أما مدخله للجنوب السوداني فكان عبر صديق طفولته برادفورد فليبس ‪ .‬والد‬
‫برادفورد هو القسيس هوارد فيلبس صديق والد ايرك برنس‪ ،‬ايدقار برنس‪ .‬التقي ايريك‬
‫برنس مع صديقه القدمي برادفورد الناشط في العمل الكنسي والذي أصبح قسيسا ميينيا‪،‬‬
‫فترابطت املصالح ! قادنا بحثنا للتعرف علي الدور احملوري والهام الذي لعبه برادفورد‬
‫فليبس‪ ،‬املوظف السابق بالكونغرس‪ ،‬والذي اصبح ناشطا كنسيا مرموقا عبر منظمته غير‬
‫الربحية املسماة (بروسكيتيوشن بروجيكت فاونديشن ) من مقرها في مدينة كلبيبر الصغيرة‬
‫في والية فيرجينيا‪ .‬هدف هذه املؤسسة غير الربحية املعلن هو (رفع املعاناة) عن مسيحيي‬
‫جنوب السودان‪ .‬ارتبط برادفورد فليبس بعالقات وثيقة مغ القيادات اجلنوبية وبالذات‬
‫مع نائب الرئيس السوداني ‪ ،‬ورئيس حكومة اجلنوب الفريق أول سلفا كيرميارديت‪ .‬طلب‬
‫رئيس بالكووتر وساطة برادفورد فليبس لتأمني عقود امنية لشركته في اجلنوب ‪ .‬وبالفعل‬
‫ارسل فليبس خطابات للرئيس سلفا كير بهذا اخلصوص بل وجنح في جمع سلفا كير مع‬
‫ايرك برنس في اجتماعات بأفريقيا‪.‬‬

‫‪-75-‬‬
‫اجتماع نوفمبر ‪ 2005‬بفندق جي دبليو ماريوت بواشنطن‪ ،‬سلفاكير‬
‫في شباك بالكووتر‪.....‬‬

‫في خريف ‪ 2005‬عينت بالكووتر برادفورد فليبس لتمثيلها في االتصاالت املبدئية مع‬
‫أصدقائه اجلنوبيني السودانيني‪ ،‬من جهة‪ ،‬ولالستفادة من شبكة نفوذه الكنسية الواسعة مع‬
‫اللولبي اجلمهوري‪ ،‬عموما‪ ،‬واليميني منه بالذات‪ ..‬استهل الناشط الوسيط نشاطاته برحلة‬
‫الي جوبا ملقابلة صديقه الرئيس سلفاكير للترويج ملشروع بالكووتر !‬
‫كان القاء مشجعا للغاية‪ .‬فقامت بالكووتر بتفويض نائب رئيسها ‪ ،‬كريستوف تيلور‪،‬‬
‫ليصبح املسؤول االول عن مشروع السودان يعاونه برادفورد فليبس‪ ،‬فسافرا مرتني لاللتقاء‬
‫بالرئيس سلفاكير وأركان ادارته‪ .‬انصرف فليبس حلشد أكبر دعم ممكن من جماعات الضغط‬
‫الكنسية لرفع احلظر عن السودان (اجلنوبي )‪ .‬كذلك سعي ايريك برينس ما وسعه العمل لفك‬
‫احلظر املفروض علي جنوب السودان فعقد عدة اجتماعات مع نائب الرئيس تشيني‪ ،‬أحدها‬
‫كان داخل طائرته الرئاسية املسماة (اير فورس ‪ .)2‬بل يقال ان مساعدو رئيس بالكووتر هم‬
‫من صاغوا مسودة خطاب للرئيس سلفا كير لتوقيعه ولتوجيهه للرئيس جورج بوش طالبا‬
‫رفع احلظر عن بالده !‬
‫عندما زار سلفاكير واشنطن في نوفمبر‪ ،2005‬متكن برادفورد من ترتيب اجتماع تنفيذي‬
‫لهما في فندق ( جي‪.‬دبليو ماريوت) الواقع في قلب العاصمة واشنطن‪.‬في هذا اللقاء التنفيذي‪،‬‬
‫اختار ايريك برنس معاونه كوفر بالك‪ ،‬عميل السي ايه السابق‪ ،‬لتقدمي العرض التفصيلي‬
‫أمام نائب الرئيس السوداني‪،‬ورئيس حكومة اجلنوب الزائر‪ .‬أهم جزئية ختم بها ثعلب السي‬
‫آي ايه عرضه كان نصيحة للرئيس سلفاكير باال يغادر واشنطن قبل ان يلح ويصر علي‬
‫بوش وتشيني بضرورة رفع احلظرعن جنوب السودان‪.‬ففعل في كل لقاء جمعه مبسؤولني‬
‫حكوميني أو تشريعيني أو جماعات ضغط مساندة‪ .‬بعد ايام من لقاء فندق ماريوت‪ ،‬اصطحب‬
‫القس فيبلبس اثنني من معاوني سلفا كير للتعرف علي منشآت بالكووتر في مدينة مويوك‬
‫بوالية كاروالينا الشمالية‪.‬‬
‫في االشهر الالحقة‪ ،‬أستمرت بالكووتر في الضغط لنيل موافقة حكومة جوبا حتي بالرغم‬
‫من سريان احلظر‪،‬طار برنس ملقابلة كير في نيروبي الستصدار املوافقة وقام تيلور بزيارته‬
‫الثالثة جلوبا‪ .‬حدث االنفراج يوم ‪ 13‬اكتوبر ‪ 2006‬حني رفع الرئيس بوش احلظر املفروض‬
‫علي جنوب السودان بأمر رئاسي‪ .‬بعد رفع احلظر زار تيلور وفيلبس جوبا في فبراير‬
‫‪-76-‬‬
‫‪ 2006‬وقدم حلكومة اجلنوب الهواتف الفضائية وحسابات المييالت مأمونة‪ ،‬واألهم‪ ،‬قدم‬
‫لهم رسميا املشروع واتعاب تنفيذه‪ 100 ،‬مليون لتدريب جيش اجلنوب ومليونني لتدريب‬
‫حراس الرئيس سلفاكير‪ .‬مما تسرب عن لقاء كير بقيادات بالكووتر‪ ،‬انه بعد ‪ 11‬يوما من‬
‫تلك الزيارة‪ ،‬عقدت بالكووتر اتفاقا مبدئيا باملوافقة علي تدريب فريق حماية الرئيس كير ‪،‬‬
‫ولم يتوفر لدينا مايفيد بتنفيذ أو عدم تنفيذ هذا العقد‪.‬‬
‫تضمن العرض اخلاص بتدريب جيش اجلنوب (مقابل ‪ 100‬مليون دوالر) استعداد شركة‬
‫بالكووتر متويل هذه الصفقة مقايضة‪ ،‬وليس نقدا نظرا لظروف دولة اجلنوب املالية‪.‬قدمت‬
‫أقتراحها وعرضت أن تتملك ‪ 50‬باملائة من الثروة املعدنية غير املطورة باجلنوب‪ ،‬ملدة يتفق‬
‫عليها‪ ،‬وادرجت قائمة شملت باالضافة للنفط والغاز‪ ،‬الذهب واحلديد واالحجار الكرمية !‬
‫وبالطبع فان هذا العرض لم يتم التوقيع عليه أبدا بل القي استهجانا واستغرابا من الكثير‬
‫من العقول اجلنوبية ذات اخلبرة في مؤسسات النقد الدولية‪.‬نسبت تقارير أعالمية تعليقا‬
‫للسيد نيال دينج علي هذه العروض مشيرا في البدء الي حقيقة رئيسية اذ قال ( بالكووتر‬
‫كانت لها الكثير من املشكالت بالعراق‪ ،‬أما مايخصنا فان أي من عروض بالكووتر لم تتم‬
‫املوافقة عليه وبالتالي فان الشركة لم تقدم أي خدمات حلكومة اجلنوب )‪.‬‬
‫وجد احملققون االمريكيون في ‪ 2006‬أدلة أثبتت قيام شركة بالووتر بتقدمي رشاوي‬
‫ملسؤولني أجانب للحصول علي عقود‪ ،‬وهذا ما تكافحه القوانني االمريكية‪ .‬حتي ان بعض‬
‫الشحنات من االسلحة املهربة ضبطت كانت ترسل محشوة في بضاعة كأغذية للكالب! وألن‬
‫شركة اكس اي مقرها والية نورث كاروالينا‪ ،‬فان التحقيقات هناك‪.‬في حالة جنوب السودان‬
‫فان بالكووتر واصلت مساعيها بال توقف‪ ،‬دون االكتراث لوضعية اجلنوب الذي لم ينفصل‬
‫حينها‪ ،‬أو وجود السودان (قبل االنفصال ) في قائمة املقاطعات االقتصادية والعسكرية‬
‫الشاملة‪ .‬حتي وبدون احلصول علي تراخيص حكومية أمريكية تستثني اجلنوب من‬
‫املقاطعات‪ ،‬سعوا لتقدمي تلك اخلدمات وارسال اجهزة الثريا للجنوب وتزويدهم حكومة‬
‫سلفاكير بتكنولوجبا تشفير االمييل‪.‬قامت بالكووتر فعال بفتح حساب ايداع لتأمني السداد‬
‫(ايسكرو ) حلكومة اجلنوب في بنك بوالية مينيسوتا !‬
‫بدأ التركيز علي السودان في اطار التحقيقات الفيدرالية السرية عن شركة بالكووتر في‬
‫‪.2006‬توافر لألجهزة الفيدرالية‪ ،‬يومها‪ ،‬مايفيد بقيام الشركة بتقدمي رشاوي ملسؤولني في‬
‫لتمرير صادارت غير قانونية لألسلحة‪ ،‬تكنولوجيا عسكرية سرية لبعض بلدان الشرق‬
‫االوسط‬
‫‪-77-‬‬
‫‪ ,‬ملدة ‪ 5‬سنوات من الرصد واملتابعة‪ ،‬ومبشاركة أكثر من ‪ 12‬عميل ميثلون السي آي‬
‫ايه‪ ،‬االف بي آي‪ ،‬اخلارجية‪ ،‬العدل‪ ،‬الدفاع االمن الوطني‪ ،‬اخلزانة‪،‬التجارة وأجهزة ووكاالت‬
‫كثيرة‪ .‬ادانت هيئة محلفني كبري في في أبريل ‪ 2012‬رئيس بالكووتر‪ ،‬قاري جاكسون‪،‬‬
‫ومعه مستشار الشركة القانوني‪ ،‬أندريو هويل وثالثة آخرين بتهمة خرقهم للقوانني وتصدير‬
‫االسلحة النارية ( تزوير هدية مللك االردن عبداهلل)‪ .‬وأسدل الستار علي امللف السوداني‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‬
‫صناعة تداول املعلومات تخلق مدمنا متعاطيا‪ ،‬لكن ليس بالضرورة صحافيا ابن صنعة ‪.‬‬
‫فستات الشاي واملاشطات بل وحتي الطيب مصطفي لهم منابر و»بنابر»لتعاطي املعلومات‪،‬‬
‫بخلقها أو ترويجها‪ ،‬وليس من بينهم من له صلة بالصحافة ! ومع تضاؤل احتماالت تكرار‬
‫«احلالة» الفريدة التي تصبح فيها (اخلؤولة) مهنة التكسب األساسي ‪ ،‬بينما املنبر والورقية‬
‫مفلسان ماال ومحتوي ‪ ،‬تصبح املاشطات وستات الشاي أنبل حاال ! فهن يتكسنب مما امتهن‪،‬‬
‫ويظل تعاطي املعلومات لهن نشاطا بارتامي بال أجر ! هذا املشهد يختزل ماحاق مبهنة‬
‫الصحافة في زمان االنقاذ ‪ .‬وعليه ‪ ،‬ال منلك اال ان نحمد اهلل الذي أسكن فينا من قيم وطرائق‬
‫املهنة مايعصمنا عن كثير‪ .‬ففي زمان صحافة املزق هذا‪ ،‬يخلطون كل شئ بكل شئ آخر‪،‬‬
‫فينتجون قشطة وجبنا ولنب رائبا ‪ ،‬وال تسأل عن احملتوي ‪ ،‬فالناس تشتري أوراقا متكلسة!‬
‫ولعلها مناسبة ان جندد العهد ‪ :‬مايهمني أبدا هو ثقتك في الذي نسوق لك من منتج ‪ .‬ففيه‬
‫حيثيات صماء لقطع من حقائق نبذلها لك بأمانة تهاب قسوة النفس والضمير‪ ،‬ولتفعل بها‬
‫انت ماتشاء‪...‬‬
‫فكرة اخملطط ال تعصي علي الفهم ‪ :‬هناك من يريد»ون» ضرب قوش بيدنا وتوفير‬
‫سواعدهم ! بخسوا ( بوقنا ) ومقدراته علي التمييز‪ ،‬فأرادونا هتيفة بال عقل‪ ،‬ومعارضة بال‬
‫ضمير‪ ،‬ظنا منهم ان ما كتبناه عن الرجل حتركه كراهية لشخصه ! نسوا ان خصومتنا معه‬
‫هي علي وطن كان جميال فقبحوه‪ ،‬متآخيا فمزقوه‪ ،‬متدينا ففحشوا بعقيدته وبصقوا علي‬
‫اسالمه النقي بفعائلهم!‬
‫اذن‪ ،‬خصومتنا مع قوش وشرذمته أو بطانة احلكم كلها‪ ،‬أساسها مافعلوه بنا كشعب من‬
‫دمار منظم ماعاف شيئا ‪ :‬أخالقنا‪ ،‬عزتنا‪ ،‬كرامتنا وحقنا املشروع في احلياة بانسانية بعد‬
‫اذ كرمنا خالقنا ! ماذكر اسم قوش اال وأطلت برأسها جرائما بشعة‪ ،‬ضحاياها بشر مثلنا ‪،‬‬
‫باحالم مشروعة مثلنا في وطن يتسع للكل ‪ -‬هم ونحن وأولئك ‪ .‬بيد انهم بحكم من جبروت‬
‫‪-78-‬‬
‫يده‪ ،‬صاروا أمواتا في احصاءات القتلي ! صالح قوش ليس فردا واحدا وامنا استنساخ‬
‫من أشباه كثر لعصابة واحدة ! عصابة حتكمنا وتسرقنا وتقتلنا ‪ ،‬ما طرق سمعها قوله‬
‫ض َف َكأَنمَّ َ ا َق َت َل ال َّن َ‬
‫اس َج ِم ً‬
‫يعا) ‪ .‬باالحتكام‬ ‫س أ َ ْو َف َسا ٍد ِفي الأْ َ ْر ِ‬
‫تعالي ( َمنْ َق َت َل َن ْف ًسا ب َِغ ْي ِر َن ْف ٍ‬
‫خلصائص السلوك اآلدمي الشاذ ‪ ،‬كاالسراف في األذي ‪ ،‬أو التعذيب بقلب ال تكسره شفقة‬
‫أو يهبط الستغاثة ‪ ،‬فان قوش وعطا شخص واحد ‪ ،‬أو هما اسم وكنية لذات الشخص ‪ -‬ال‬
‫فرق ! فالرجالن ينتميان لذات العنوان املؤسسي الباطش الذي يري في الشعب العدو‪ ،‬فظل‬
‫علي قمعه واذالله وانتهاك حرماته لربع قرن كامل‪ .‬انهما ينتسبان لذات العنوان االسمنتي‬
‫منزوع اخللق واالنسانية الذي يذاق فيه شرفاء الوطن يوميا صنوفا من مهانات وليال فاحمة‬
‫السواد ‪ ،‬أقل شئ فيها التعذيب والظلم‪.‬بسبب من هذا الفحش املتفشي في اجلهاز فقد أجمعت‬
‫األمة علي االقتصاص واال تسقط هذا العار من ذاكرتها ‪.‬‬
‫في حتليلنا النهائي أنهم‪ ،‬وحلسابات تخصهم‪ ،‬يتفاكرون في طريقة «ما» الخراج مسرحية‬
‫املشوار األخير لصالح قوش بعد ان تزايدت وعكاته القلبية‪ .‬اال انهم اآلن في ورطة حقيقية‬
‫بسبب تقلص اخليارات ! فاطالق سراحه مياثل القذف مجددا بالصندوق االسود الي القاع‬
‫الذي كان يحتله ‪ ،‬بعد العثور عليه ! ففي رأس الرجل شريط سري خطير ‪ ،‬وفي ملفاته‬
‫اخملبأة ماهو أكثر خطورة واثارة ملسيرة االنقاذ ورجاالتها ونسائها كلهم‪....‬فردا فردا ! انها‬
‫املعادلة اجلهنمية‪ .‬فاالحتفاظ به أسيرا ذي كلف باهظة واطالق سراحه ذي أثمان أعلي !‬
‫اخلياران ‪ ،‬كيفما افترضت «س» و»ص» في املعادلة وجردت احلساب ‪ ،‬لهما مخاطر غير‬
‫منظورة العواقب! فالسؤال سيظل متعلقا مبا حفظ من ملفات وعرف من أسرار‪ ،‬من جهة‪،‬‬
‫واستحالة (فرمطة) الذاكرة البشرية ‪ ،‬من اجلهة املقابلة ‪ ،‬أو كيفية الوصول لدواليب شقته‬
‫في دبي أو مخابئه في أديس أبابا‪ ،‬من جهة ثالثة !!! وفي كل االحوال‪ ،‬فان حتمية تسرب‬
‫االسرار القاتلة من خزائنه‪ ،‬ان أصابه مكروه‪ ،‬سيكون بسرعة تسلق أشجار اللبالب لألسوار!‬
‫هل سيسمح له باخلروج‪ ،‬ولو لدواعي طبية‪« ،‬بعد» ان فعلوا به مافعلوا‪ ،‬واختزن هو من‬
‫املرارات ما أختزن؟ هل سيجازفون به ماشيا في االسواق ومسافرا عبر املطارات؟ ! هل‬
‫ميكنهم االحتفاظ به بال قالقل وماذا ان خطفته ذبحة صدرية ؟ اين حيثيات املسوغ القانوني‬
‫لتهمة محاولة قلب نظام احلكم التي وعدوا بابرازها بعد اعتقاله في ‪ 22‬نوفمبر املاضي ؟‬
‫ملاذا يواصلون حبسه وال ميتلكون حجة حملاكمته ؟ اذا فشلوا ‪ ،‬كما هو واضح حتي اآلن ‪،‬‬
‫في الصاق كبيرة به ولو تلفيقا ‪ ،‬كما كان يلفق ويلصق ‪ ،‬كيف ميكن احلكم باعدامه ؟ هل‬
‫يبدو سيناريو تصفيته هو االرجح واالريح ‪ ،‬ترويج انتحاره في حراستهم أو ادعاء مقتله‬
‫في «حادث» فور اطالق سراحه ؟ ماهي كلفة استمرار حبسه ‪ ،‬محليا ودوليا ‪ ،‬وقد وعدوا الرأي‬
‫‪-79-‬‬
‫العام بحقائق مزلزلة ؟وعلي محور آخر‪ ،‬ماهي اسقاطات استمرار حبسه أو تصفيته ‪ ،‬علي‬
‫خصومهم في احلركات االسالمية «االصالحية»املتناسلة من ذات العباءة؟ فاالنتظار‪ ،‬كخيار‪،‬‬
‫له أيضا كلفة باهظة الثمن‪.‬‬
‫بسبب كل من هذا‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬سربوا لنا ماسربوا علنا نسهم في جتييش املشاعر ضده‬
‫فيتخلصون منه باخليانة العظمي !‬
‫اآلن‪ ،‬وقد انكشف اخملطط والهدف ال نقول سوي ‪ :‬خاب املسعي ‪ ،‬وبارت البضاعة !‬
‫«اللهم اشغل الظاملني بالظاملني وأخرجنا من بينهم ساملني»‬

‫‪-80-‬‬
-81-
‫ترجمة ن�صية‬
‫مكتب املدعي العام‬
‫‪� 7‬أغ�سط�س‪2012 ،‬‬

‫رالي‪ ،‬نورث كاروالينا‬

‫أعلن املدعي الفيدرالي توماس ج‪ .‬والكر الكشف عن الئحة املعلومات واتفاقية العقوبة‬
‫املؤجلة املتعلقة بشركة أكادميي ذات املسؤولية احملدودة املعروفة ببالكووتر عبر العالم‬
‫وشركة اكس ايي ذات املسؤولية احملدودة (أكادميي ‪ /‬بالكووتر)‪ .‬الئحة املعلومات واتفاقية‬
‫العقوبة املؤجلة مت الكشف عنهما اليوم في احملكمة الفيدرالية مبدينة نيوبيرن بوالية نورث‬
‫كاروالينا اثناء املداوالت التي جرت أمام سعادة القاضي الفيدرالي لويس دبليو فالنقان‪.‬في‬
‫االتفاقية اعترفت الشركة ببعض احلقائق املتضمنة في الئحة املعلومات ووافقت علي غرامة‬
‫‪ 7.5‬مليون دوالر‪ ،‬تعترف االتفاقية وتشير أيضا الي تسوية مببلغ ‪ 42‬مليون دوالر مابني‬
‫الشركة ووزارة اخلارجية االمريكية كجزء لتسوية مخالفات خرق قانون تصدير األسلحة‬
‫وقانون االجتار بالسالح في العالم‪.‬‬
‫‪-82-‬‬
‫( مدواالت اليوم تختتم حتقيقا طويال ومعقدا في أوضاع شركة قدمت خدمات قيمة حلكومة‬
‫الواليات املتحدة األمريكية لكنها‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬وباشكال عدة‪ ،‬فشلت في االلتزام بقوانني‬
‫وتشريعات هامة فحواها كيف أننا كبلد نتعامل مع حلفائنا واعدائنا ) كما قال املدعي العام‬
‫االمريكي والكر ( ان االلتزام بتلك القوانني أساسي وهام النفاذ تصرفات تؤمن مجهودنا‬
‫الدفاعي وأيضا لعالقاتنا الدبلوماسية الدولية‪.‬ان العقوبة هي اخلطوة االولي للتأكيد بأن‬
‫مؤسساتنا الوطنية تلتزم بتلك القوانني في كل الظروف )‪.‬‬
‫وقال العميل اخلاص لفرع التحقيقات اجلنائية مبصلحة الضرائب الداخلية «آي‪.‬آر‪.‬س»‬
‫جيني هامت ( ان كبار املسؤولني في املؤسسات التجارية يحتلون مواقعا للثقة ليس في‬
‫شركاتهم فحسب‪ ،‬وامنا في نظر كل الناس‪ .‬هذه الثقة تتحطم عندما يسئ هؤالء لنفوذهم‬
‫ويرتكبون جرائما مللء جيوبهم اخلاصة‪ .‬ان عملية نصب بهذا املستوي حتتاج الي تنسيق‬
‫اجلهود مابني أجهزة تطبيق القانون اليقاف املتورطني من التكسب عبر جرائمهم )‪.‬‬
‫(ان االلتزام بقوانني االسلحة في الواليات املتحدة للتجارتني احمللية والعاملية‪ ،‬معا‪،‬‬
‫أساسي للمحافظة علي النظام واملسؤولية ) كما قال العميل اخلاص لوكالة الكحول والتبغ‬
‫واالسلحة النارية ويني ديكسي وتابع ( غض النظر اذا كان «اجملرم» شخصا أو مؤسسة فاننا‬
‫سنطبق بنود قانون السالح الفيدرالي بالتساوي‪.‬اذا ماأكتشفنا التجاوزات فاننا سنتحرك‬
‫لتحميل املسؤولية للمتسببني في اخلروقات )‪.‬‬
‫( لقد ربحت بالووتر كثيرا من عقودها مع وزارة الدفاع في عملياتها املساندة للطوارئ‬
‫باخلارج خالل العقد املاضي ) كما صرح العميل اخلاص جون ف‪ .‬فرانكلني‪ ،‬من مكتب‬
‫التحقيقات اجلنائية التابع لوزارة الدفاع ( هذا التحقيق أظهر انه اليوجد أي مقاول فوق‬
‫القانون وان كل من يرتبط بعالقة عمل مع وزارة الدفاع األمريكية سيتم حتميلهم املسؤولية‪.‬‬
‫بهذه االتفاقية اعترفت بالكووتر باخلطأ واتخذت خطوات ملعاجلة وتسوية االضرار التي‬
‫تسببوا فيها للواليات املتحدة وللثقة العامة )‪ .‬أما العميل اخلاص مبكتب التحقيقات‬
‫الفيدرالي‪ ،‬اف‪.‬بي آي‪ ،‬بقسم مدينة شارلوت‪ ،‬كريس بريس فقد ذكر ( لوقت طويل فان‬
‫أكادميي ‪ /‬بالكووتر عملت بشكل أظهر عدم اكتراث واستهتارا منظما بالقوانني والتشريعات‬
‫األمريكية‪ .‬اعالن اليوم سيكون مبثابة االنذار لالخرين بأن الدعاوي واالعمال غير القانونية‬
‫سوف يتم التحقيق فيها بصرامة )‪.‬‬
‫( لقد خرقت الشركة القوانني االمريكية بشكل واضح بتصديرها ملعلومات تكنولوجية‬
‫‪-83-‬‬
‫حساسة وخدمات دفاعية غير مرخصة لعدد من البلدان حول العالم ) كما قال بروك د‪.‬نيكلسون‬
‫العميل اخلاص املسؤول عن انفاذ قوانني الهجرة واجلمارك التابع لقسم التحقيقات بوزارة‬
‫األمن الوطني في اتالنتا (في هذا اجلانب‪ ،‬فان موظفي الشركة حازوا وبصورة متكررة علي‬
‫اسلحة نارية غير قانونية وساعدوا غيرهم من املواطنني االجانب في احلصول علي اسلحة‬
‫نارية غير قانونية ‪.‬ان ادارة التحقيقات بوزارة االمن الوطني فخورة بلعبها دورا في مساعدة‬
‫التحقيق لتحميل هذه الشركة مسؤولية أعمالها ) ويشرف نيكلسون علي نشاطات ادارة‬
‫التحقيقات بوزارة االمن الوطني في واليات جورجيا والكرواليتني‪.‬‬

‫الئحة املعلومات‬

‫الئحة املعلومات كانت نتيجة ‪ 5‬سنوات من التحقيق الفيدرالي الذي أجرته عدد من‬
‫الوكاالت وغطي العديد من الدعاوي التي شملت التصدير وقانون الصالحيات االقتصادية‬
‫للطورائ الدولية‪ .‬شملت الدعاوي تصنيع وشحن البنادق ذا اخلزانات القصيرة‪ ،‬االسلحة‬
‫االوتوماتيكية‪ ،‬طائرات الهليكوبتر املدرعة‪ ،‬ناقالت اجلنود املدرعة‪ ،‬قانون ممارسات الفساد‬
‫االجنبي وادعاءات حدوثه في كل من العراق والسودان‪ ،‬التدريب غير املرخص للرعايا‬
‫االجانب وخروقات لقوانني االسلحة‪ .‬كنتيجة لذلك التحقيق‪ ،‬فان احلكومة أقامت ‪ 17‬تهمة‬
‫ضد الشركة‪.‬‬
‫ •التهمتان االولي والثانية تعلقتا بخرق قانون الصالحيات االقتصادية للطورائ‬
‫الدولية حيث قامت اكادميي‪ /‬بالكووتر بتصدير اجهزة هواتف الثريا الفضائية ماركة‬
‫(ارديوم ) وتيلفونات كرابتو الفضائية للسودان في نوفمبر ‪ 2005‬بدون احلصول‬
‫علي ترخيص وزير اخلزانة االمريكي كما ينص القانون‪ .‬التهم من ‪ 3‬الي ‪ 6‬تتعلق‬
‫بانتهاك قانون ضبط تصدير االسلحة وتنظيم االجتار العاملي بالسالح‪ ،‬تأسيسا علي‬
‫العديد من الصفقات املقترحة أو الواقعية بالتفصيل التالي‪:‬‬
‫ •مابني ‪1‬اكتوبر ‪ 2006‬والي ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2006‬اقترحت اكادميي ‪/‬بالك ووتر تقدمي‬
‫خدمات أمنية وتقييم التهديدات‪ ،‬والتي اشتملت علي خدمات دفاعية ‪،‬وفق تعريف‬
‫القانون االمريكي‪ ،‬الي حكومة السودان دون احلصول أوال علي رخصة من وزارة‬
‫اخلارجية االمريكية؛‬
‫ •مابني ‪1‬أكتوبر ‪ 2006‬والي ‪ 30‬يونيو ‪ 2008‬فان اكادميي ‪/‬بالك ووتر قدمت تدريبا‬
‫‪-84-‬‬
‫عسكريا ذي صلة بعمليات عسكرية في أعالي البحار ألفراد عسكريني ورجال شرطة‬
‫من كندا دون احلصول أوال علي ترخيص من وزارة اخلارجية االمريكية ؛‬

‫ •مابني ‪ 1‬يناير ‪ 2006‬و‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬فان اكادميي ‪/‬بالك ووتر قدمت معلومات‬
‫فنية وهندسية ذات صلة ببناء ناقالت جند مدرعة ألفراد من السويد والدمنارك بدون‬
‫احلصول علي ترخيص من وزارة اخلارجية االمريكية كما يشترط القانون ؛‬
‫ •مابني أكتوبر ‪ 2004‬ومارس ‪ 2006‬قامت الشركة بتصدير ذخيرة وواقيات جسدية من‬
‫الرصاص للعراق وأفغانستان قبل احلصول أوال علي ترخيص من وزارة اخلارجية‬
‫االمريكية كما ينص القانون‪.‬‬
‫ •التهم من ‪ 12-7‬تزعم خرقا لقوانني فيدرالية مختلفة متعلقة باالسلحة النارية كنتيجة‬
‫المتالك الشركة لقوائم من االسلحة االتوماتيكية دوت احلصول علي تسجيل أو اذن‪.‬‬
‫ •واخيرا‪ ،‬التهم من ‪ 17-13‬تتدعي قيام الشركة باالدعاء كذبا الدارة الكحول والتبغ‬
‫واالسلحة واملتفجرات‪ ،‬أن ‪ 5‬من أسلحتها ميتلكهم أشخاص معينون بينما كانت هذه‬
‫االسلحة‪ ،‬في الواقع قد منحت كهدايا مللك االردن أو حلاشيته املرافقة له في يونيو‬
‫‪2005‬‬

‫اتفاقية العقوبة امل�ؤجلة‬

‫ان اعتماد اتفاقية العقوبة املؤجلة يسمح للشركة بتسوية االتهامات وفق الشروط الواردة‬
‫في العقد مع احلكومة‪ .‬في هذا اخلصوص‪ ،‬فان وزاة العدل ابرمت اتفاقية للعقوبة املؤجلة‬
‫مع اكادميي ‪/‬بالكووتر‪ ،‬والتي تأخد في االعتبار مجهودات الشركة الصالح آدائها‪ ،‬متنح‬
‫‪ 5‬سنوات للمراقبة والتي في خاللها يتم رصد نشاطاتها‪ ،‬والتي تتطلب أيضا دفع مبلغ‬
‫‪ 7.5‬مليون دوالر كغرامة‪ .‬في االتفاقية ايضا تعترف الشركة باخلروقات املدرجة في الئحة‬
‫املعلومات‪،‬وتعترف احلكومة بجهود الشركة الصالح آدائها وتخفيف االضرار الناجمة عن‬
‫هذا السلوك‪.‬‬
‫وتعترف االتفاقية أيضا وتشير للتسوية البالغة ‪ 42‬مليون دوالر مابني الشركة ووزارة‬
‫اخلارجية كجزء من تسوية مدنية ادارية خلروقات قانون تصدير األسلحة وقانون االجتار‬
‫بالسالح في العالم‪.‬‬
‫‪-85-‬‬
‫مت اجراء التحقيق بواسطة فريق أسسه املدعي العام األمريكي بالدائرة الشرقية في نورث‬
‫كاروالينا‪ ،‬قسم االمن الوطني بوزارة العدل‪ ،‬االف‪.‬بي‪.‬آي‪ ،‬وزارة الضرائب الداخلية‪ ،‬بوكالة‬
‫الكحول والتبغ واالسلحة النارية‪ ،‬مكتب التحقيقات اجلنائية التابع لوزارة الدفاع ومكتب‬
‫الهجرة واجلمارك التابع لقسم التحقيقات بوزارة األمن الوطني في اتالنتا‪.‬‬
‫أشرف املدعون العامون الفيدراليون روبرت هيجدون‪ ،‬جون بوولر واريك قلوليان علي‬
‫انفاذ التقاضي في املوضوع لصالح»حكومة « الواليات املتحدة‪ .‬‬

‫رابط المقال‪:‬‬

‫‪https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-88712.htm‬‬

‫‪-86-‬‬
‫استباحة ‪ 110‬بكارة بسكن مدرسي لبنات»طويلة» وتعرية ‪ 100‬امرأة‬
‫صباحا لزنا جماعي بوادي «تينا»‪..‬اليف !‬

‫ا�شتعال �أهوال كتائب قو�ش يف دارفور ‪ ،‬موت وفح�ش‬ ‫الحلقة‬


‫وفجور"طالع التقرير الكامل للجنة دارفور"‬
‫‪5‬‬
‫‪03-23-2013‬‬

‫‪-87-‬‬
‫معارك السروايل المتدلية والفجور الفاحش ‪....‬‬

‫سنبدأ الرواية من هنا ‪ ،‬من عند السراويل ‪ ،‬ونعود للبداية‪ ،‬فالبشاعة قصة ال تعترف‬
‫بالتسلسل بل هي حيثيات وحقائق ‪.‬لسنا بحاجة ‪ ،‬ولن نذكرك ‪ ،‬بأن الوقائع التي ستقرأ‬
‫وقعت في أقليم من أمصار دولة اخلالفة االسالمية االستوائية ‪ ،‬لن نناقش أكذوبة اسالميتها‬
‫أو نتندر علي اسالمها املضروب فتغشانا النكات وتصرفنا عن جدية الوقوف بسرداق عزاء‬
‫مهيب ‪.‬‬
‫ان بلغت عنوانا يقرأ ( االغتصاب وأشكال العنف اجلنسي األخرى ) فأنت في صفحة ‪87‬‬
‫سنفصل»‪.‬يسرد التقرير بضعة حاالت لالغتصاب بوصف‬ ‫ّ‬ ‫من التقرير الدولي «الوثيقة التي‬
‫يؤهله لتصنيف شاكلة (اكس اكس) اخملصص لألفالم الزرقاء ‪ ، Blue Movies‬وهي فيديوهات‬
‫جنسية تخرج طازجة من املضجع والي نقاط البيع رأسا في احلارات احلمراء ‪ ،‬اسفيريا أو‬
‫أرضيا ‪ -‬بال رقابة وبال مقص !‬

‫انه اذن الحديث من قلب حوش الفحش ‪ ،‬فلتحذر !‬


‫ستشهد كيف أن لوثة األورجي» ‪ ، »Orgy‬ذات النسب األصيل بزرائب االنعام ‪ ،‬قد بعثتها‬
‫كتائب قوش حية تسعي في دارفور احلافظة للقرآن ! حفالت األورجي هدفها الوحيد هو التلذذ‬
‫مبمارسة اجلنس اجلماعي فعال ومشاهدة لآلخرين ‪ ،‬دون ساتر أو خصوصية والتشترط‬
‫حميمية أو سابق معرفة بني أطرافها! ‪ .‬هذه اللوثة اليهيمية ماتت في أمريكا نفسها بنهاية‬
‫«وودستوك» وحرب فيتنام ! بل وحتي في مواخير بلدان االستكبار ‪ ،‬فان بعض ممارسيها‬
‫من الداعرين «السابقني» انقلبوا وعاظا يطوفون علي التجمعات الشبابية لتفقيه الناس من‬
‫مخاطر االيدز وغيره من فاتك االمراض ‪ ،‬أما كتائب قوش فال تزال علي ظنها اجلهول بأن‬
‫مدفعية السراويل تصيب وال ُتصاب !‬
‫ان لم يبلغك نبأ وادي تينا بشمال دارفور وصباحا في عز الشتاء ‪ ،‬فلتقرأ البند ‪345‬‬
‫وهو قصة ضحية وشقيقاتها الستة تروي اللجنة الدولية ما حاق بهن ( في حوالي الساعة‬
‫السادسة صباحا من يوم ‪ 7‬يناير ‪ ،2003‬كانت داخل منزلها في قرية تارنا‪ .‬هاجم القرية‬
‫حوالي ‪ 3 000‬من اجلنجويد على ظهور اجلياد‪ .. .‬كان هناك زهاء ‪ 50‬مركبة الند كروزر وبيك‬
‫آب‪ .‬وكان جميع املركبات مثبتا على ظهرها املدافع‪ .‬وكان الرجال على ظهر املركبات يرتدون‬
‫أزياء اجليش‪ ،‬وكانوا يرتدون نفس األزياء الرسمية التي كان يرتديها اجلنجويد‪ .‬وكانوا‬

‫‪-88-‬‬
‫من جنود اجليش السوداني‪ ..‬حضر عشرة من اجلنجويد إلى منزلي‪ .‬واقتادوني وأخواتي‬
‫الستة وكانت أعمارهن ‪ 15‬و ‪ 16‬و ‪ 17‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬و ‪ 24‬سنة‪ .....‬عندما دخلوا منزلنا‪ ،‬أطلقوا‬
‫النيران على أخوي االثنني‪ .‬واقتادونا إلى اخلارج وضربونا لفترة ‪ 20‬دقيقة‪.‬وبعد ضربنا‪،‬‬
‫اقتادونا إلى وادي تينا‪ .‬وتركونا منشي بينما كانوا يركبون على ظهور جمالهم‪ .‬واستغرقنا‬
‫ثالث ساعات ‪....‬وصلنا وادي تينا‪ ،‬رأيت ‪ 95‬امرأة على األقل هناك‪ .‬وتركونا في الوادي مع‬
‫مجموعة كبيرة من النساء وكان يحرسنا ما ال يقل عن ‪ 100‬من اجلنجويد املسلحني‪ .‬وكانت‬
‫جميع النساء عرايا‪ .‬وبعد وصولنا بقليل أرغمنا حتت تهديد السالح على خلع مالبسنا‪...‬‬
‫حوالي الساعة الثامنة صباحا من اليوم التالي بالوادي‪ ،‬اغتصبت للمرة األولى‪ .‬ووصل‬
‫عدد كبير جدا من اجلنجويد إلى الوادي‪ .‬واختار كل منهم امرأة واغتصبها‪ .‬وعلى مدار فترة‬
‫أسبوع‪ ،‬اغتصبت أنا ‪ 14‬مرة من جانب أفراد مختلفني من اجلنجويد‪ ..‬وقد أُهنا أمام نساء‬
‫أخريات وأُرغمن على اجلماع أمامهن‪ .‬ووقف عدد آخر من اجلنجويد يشاهدون ما يجري‪).‬‬
‫‪..‬بعدأسبوع‪ ،‬أُطلق سراحها مع أربع فتيات أخريات عدن إلى قرية تارنا‪ ،‬ومنذئذ لم تر‬
‫أخواتها‪...‬وقالت ان ‪ 3‬من النساء املغتصبات توفني !‬

‫ثم هذه القصة املوثقة ملا جري بداخلية مدرسة البنات‬


‫في الطويلة‪ ،‬شمال دارفور‪ ،‬يورد البند ‪ 339‬القصة ‪..‬‬

‫( أبلغت واحدة من الضحايا الالتي اغتصنب خالل الهجوم على مدرسة داخلية في فبراير‬
‫‪ ،2004‬وهي فتاة صغيرة‪ ،‬اللجنة بأنه حوالي الساعة السادسة صباحا‪ ،‬هاجم عدد كبير‬
‫من اجلنجويد املدرسة‪ ....‬احاطوا باملدرسة قبل الهجوم بيوم ‪..‬عندما هاجموا مبنى اإلقامة‬
‫الداخلية صوبوا بنادقهم على الفتيات وأرغموهن على خلع مالبسهن متاما‪ .‬وسلبوا ما‬
‫لديهن من نقود وأشياء ثمينة وكذلك جميع مفروشات نومهن‪ .‬وكان عدد الفتيات حوالي‬
‫‪ 110‬فتيات باملدرسة الداخلية‪ ...‬أُخذت الضحية من بني اجملموعة‪ ،‬معصوبة العينني‪ ،‬ثم‬
‫دفعت على األرض على ظهرها واغتصبت‪ .‬ومت اإلمساك بذراعيها ورجليها‪ ..‬واغتصبت‬
‫مرتني‪ .‬وأكدت حدوث إيالج‪ .‬واستمرت عملية االغتصاب نحو الساعة‪ .‬ولم يقل املغتصبان‬
‫شيئا أثناء االغتصاب‪ .‬وقد سمعت أصوات استغاثة من فتيات أخريات وتعتقد أنهن أيضا‬
‫كن يغتصنب‪ .‬وبعد عملية االغتصاب‪ ،‬بدأ اجلنجويد أعمال احلرق والسلب‪).‬حدث هذا رغم‬
‫( وجود القوات العسكرية باملنطقة‪ ،‬حيث شاهدت في ذات اليوم طائرات هليكوبتر من التي‬
‫يستعملها اجليش‪...‬حملت الضحية نتيجة لهذا االغتصاب ووضعت طفال فيما بعد‪ !!).‬أما‬
‫‪-89-‬‬
‫ودراسة تفصل الهجوم على ترغا‪ ،‬غرب دارفور كما أوردها البند ‪ 340‬نصا ‪( ،‬فرت النساء‬
‫إلى الوادي‪ ،‬حيث أحاط بهن رجال اجليش‪ .‬صرحت الضحية بأنها تعرف ‪ 19‬من النساء‬
‫الالتي تعرضن لالغتصاب ولكن كان هناك أخريات كثيرات‪ .‬وهي تعتقد أن مجموعهن كان‬
‫‪ 50‬ضحية‪ .‬واغ ُتصبت أوال الفتيات الصغيرات‪ ،‬واغتصب الضحية تسعة رجال‪ ...‬وجرى‬
‫التحفظ على النساء ملدة ستة أيام في الوادي)!‬

‫أي اسبوعا اضافيا في ضيافة الفحول المغتصبين!!‬


‫ماتقرأه هو رصد «حلاالت افرادية» يقول التقرير انها بينات مفصلة من أفواه الضحايا‬
‫والشهود األحياء ‪ ،‬واألدلة اجلنائية التي جمعها الفريق الدولي املتخصص في الطب الشرعي‬
‫الذي ذهب حلد نبش القبور وتشريح اجلثث الستخراج ماطمر من االدلة !‬
‫البند ‪ 343‬يوثق من منطقة كايلك بجنوب دارفور فظاعة أخري اذ يقول ( احتجز زهاء ‪30‬‬
‫ألف شخص في كايلك‪ ،‬جنوب دارفور‪ ،‬لفترة حوالي ‪ 50‬يوما‪ .‬وعزلت النساء والفتيات الصغار‬
‫عن الرجال‪ ،‬واحتجزن في منطقة حول املسجد‪ ،‬وبعدئذ اقتادهن احملتجزون الغتصابهن‪.‬‬
‫وقد تعرضن لالغتصاب اجلماعي الذي استمر لفترات طويلة من الزمن‪ .‬وتعرضت فتيات ال‬
‫يتجاوز عمرهن ‪ 10‬سنوات لالغتصاب)‪..‬‬

‫هل الحظت اختيار منطقة االغتصاب ‪ ،‬نعم حول المسجد!‬


‫اذا لم يكفك هذا الفجور في االختيار فلتقرأ ما قالته احدي الضحايا في البند ‪( 344‬مكثنا‬
‫في مكان واحد‪ ،‬ولم يسمح لنا باالنتقال من مكان آلخر‪ .‬وسمح للعجائز من النساء بالذهاب‬
‫إلحضار املياه‪ ،‬والذهاب إلحضار الطعام‪ .‬وأرغمنا على التبول أمام اجلميع‪... .‬وبعد تعرض‬
‫النساء لالغتصاب‪ ،‬لم يجر إعادة مالبس بعض النساء إليهن وأرغمن على البقاء عرايا)!!‬
‫أما مالحقة الفارات من سالح االغتصاب والعنف اجلنسي ‪ ،‬وشعار أال جناة لبكارة‬
‫متنعت شرفا وعفة ‪ ،‬فمثالها الشاخص في البند ‪. 346‬رب اسرة من قرية ماجارسا‪ ،‬غرب‬
‫دارفور ‪ ،‬هرب ببناته من دارهم في فبراير ‪ 2004‬فالتقاه وحوش اجلنجويد في الطريق ‪ ،‬قال‬
‫عنه التقرير (اغتصبوا ابنته البالغة من العمر ‪ 25‬سنة‪ ،‬أمام عينيه وأعني زوجته وأطفاله‬
‫الصغار‪ .‬ولم يتسن له الدفاع عن ابنته ألن الرجال كانوا يهددونه بالسالح)! وفي بند ‪348‬‬
‫قالت فتاتان ‪ 12 ،‬و‪ 14‬عاما ‪ ،‬مقيمات مبعسكر أبي شوك انهما في نوفمبر ‪( 2004‬ذهبتا جلمع‬
‫احلطب مع خمسة أطفال آخرين ‪ ....‬اغتصب اجلنود الفتاتني) ‪...‬وتشهد اللجنة ان االمر تكرر‬

‫‪-90-‬‬
‫( بني املشردين داخليا في كابكابية‪ ،‬شمال دارفور‪ .‬وبوجه خاص‪ ،‬كانت النساء والفتيات‬
‫الالتي يجمعن احلطب يخشني ترك كابكابية حيث كن يتعرضن لالغتصاب والعنف اجلنسي‬
‫من جانب اجلنجويد‪ .‬وحتى في حالة إبالغ الوقائع إلى الشرطة‪ ،‬كان اجلناة يتمتعون فيما‬
‫يبدو باإلفالت من العقاب ‪ .....‬وأجرت اللجنة أيضا مقابلة مع أربع شابات سردن واقعتني‬
‫وقعتا في يونيه ‪ 2004‬اح ُتجزن خاللهما بالطريق لدى عودتهن من سوق كتم‪ ،‬شمال دارفور‪،‬‬
‫متجهات إلى قراهن‪ .‬وفي كل من الواقعتني‪ ،‬أرغمت الشابات على خلع مالبسهن حتت التهديد‬
‫بالسالح‪ ،‬واغتصنب من جانب اجلنجويد وتركن بعدئذ عاريات بالطريق‪ .‬وتبني من مالبسات‬
‫اجلرمية أن تلك اجلرائم ارتكبها نفس اجلناة‪!!).‬‬
‫ومأسأة ‪ 3‬بنات فررن من الهجوم علي قريتهن (كالوكيتنغ‪ ،‬جنوب دارفور) عندما هاجمها‬
‫اجلنجويد في مارس ‪ .2004‬يقول البند ‪( 349‬قالت احدي الضحايا كانت الساعة نحو الرابعة‬
‫صباحا عندما سمعت دوي إطالق النار‪ .‬وهرب ثالث منا معا‪ .‬وكنا جارات‪ .‬ثم أدركنا أننا‬
‫لم نحمل معنا ما لدينا من ذهب‪ .‬فلما عدنا رأينا اجلنود‪ .‬فقالوا لنا‪ :‬قفن! قفن! وأعطى أولهم‬
‫سالحه إلى صاحبه وأمرني أن استلقي على األرض‪ .‬وجذبني وألقاني على األرض‪ .‬ثم خلع‬
‫سرواله‪ .‬وشق ثيابي وكان هناك شخص ميسك يداي‪ .‬وأولج [كناية عن اجلماع]‪ .‬ثم أولج‬
‫الثاني‪ ،‬ثم أولج الثالث‪ .‬وعجزت بعد ذلك عن الوقوف‪ .‬وكانت هناك فتاة أخرى‪ .‬فلما قال‬
‫لها‪ :‬استلقي على األرض‪ ،‬قالت‪ :‬ال‪ .‬اقتلني‪ .‬كانت شابة‪ .‬كانت بكرا‪ .‬كانت مخطوبة‪ .‬فقتلها“‪.‬‬
‫وذكرت املرأة الثالثة‪ ،‬التي كانت هناك أيضا أنها اغتصبت بنفس الطريقة‪).‬‬

‫بالنسبة لوحوش قوش فان الالجئات ال يكتمل تدمير حيواتهن اال باغتصابهن !‬
‫البند ‪ 350‬يعرض مشاهدات ‪ 3‬نسوة خارج معسكر زمزم بشمال دارفور في أكتوبر ‪.2004‬‬
‫(وأُمرت النساء بأن يترجلن عن حميرهن ويستلقني على األرض‪ .‬وكانت الشاهدة حتمل طفال‬
‫هو ابن أخت زوجها عمره سنة واحدة‪ ،‬وقد بدأ يبكي‪ .‬أمسك أحد اجلنود بالطفل ورمى به‬
‫بعيدا في جانب الطريق‪ .‬فلما سألت امرأة مسنة في اجملموعة اجلندي لم فعل ذلك ركلها في‬
‫رأسها‪ .‬وأخذ جنود آخرون يضربون النساء األربع األخريات‪ ،‬مبن فيهن الشاهدة‪ .‬وأمسك‬
‫بعض اجلنود امرأة من النساء األخريات فألقوها أرضا وبدأوا يغتصبونها‪ .‬وأثناء ذلك‪ ،‬ألقى‬
‫اجلنود الشاهدة على األرض ونزعوا ثيابها ‪ ......‬ثم جامعها أربعة جنود في فرجها‪ ،‬الواحد‬
‫تلو اآلخر‪ .‬وبينما كانت جتري هذه األحداث‪ ،‬قال أحد اجلنود‪” :‬أننت سبايا احلرب“‪ .‬وخالل‬
‫هذا احلادث‪ ،‬اغتصبت النساء الثالث األخريات أيضا‪ ،‬مبن فيهن املسنة‪) .‬‬
‫وتتكرر الفواجع في معسكر آخر هو مخيم قرندنق بغرب دارفور حيث يسوق البند ‪351‬‬
‫‪-91-‬‬
‫تفاصيل أختني اغتصبتا بينما كانتا تقطعان احلطب خارج اخمليم في سبتمبر ‪ 2004‬فهاجمهم‬
‫‪ 4‬من فحول الزنا القسري ‪ ،‬قالت الضحية (كان أكبر الرجال سنا يرتدي مالبس كاكية‬
‫اللون بينما ارتدى الشبان الثالثة جالبيات‪ .‬وضرب الرجل األكبر سنا الشاهدة‪ ،‬البالغة من‬
‫العمر ‪ 17‬سنة‪ ،‬ست مرات على ظهرها وثماني مرات على ساقيها‪ . .‬ثم عزل الرجل األكبر‬
‫سنا الشاهدة عن الفتيات األخريات واغتصبها‪ .‬ثم قام الشبان الثالثة باغتصاب الفتيات‬
‫األخريات‪ ... .‬خلع ثيابي الداخلية فقط‪ .‬وأخرج قضيبه من سرواله‪ .‬ولم يقل شيئا‪ ،‬وإمنا ظل‬
‫يضربني وهو يغتصبني‪ .‬وبعد ذلك بلغ مني األذى والتعب حدا لم أستطع معه التحرك‪...،‬‬
‫كانت معي أيضا في ذلك اليوم أختي البالغة من العمر ‪ 8‬سنوات وقد اُغتصبت هي األخرى‬
‫ولكنها لم تتعرض للضرب)‪.‬‬

‫وماذا عن «االغتصاب المضاد» ذلك الذي يمارسه المتمردون ضد الموالين للدولة؟‬


‫عن ذلك يتحدث البند ‪ 354‬اذ يقول « كانت حاالت االغتصاب والعنف اجلنسي التي ذكرت‬
‫التقارير أن املتمردين قد ارتكبوها أقل عددا‪ ...‬في نوفمبر ‪ ،2004‬اختطف جيش حترير‬
‫السودان واحتجز ملدة ثالثة أيام‪ ،‬خمس فتيات من قبيلة ِغمير قرب كلبس في غرب دارفور‪.‬‬
‫وتفيد االدعاءات بأنه خالل هذه األيام الثالثة اغتصبت أربع فتيات منهن واعتدي على‬
‫اخلامسة اعتداء جنسيا‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬كانت هناك ادعاءات تفيد أن ما يناهز ‪ 60‬امرأة‬
‫وفتاة من قبيلة بني منصور قد تعرضن لالغتصاب أو لالعتداء اجلنسي من جانب متمردين‬
‫في منطقة مالم في ما بني شهري فبرايرويوليو‪.2004‬‬
‫تبرئ اللجنة ساحتها في البند ‪ 355‬فتقول انها لم تتمكن ( من التحقيق في تلك اإلفادات‪..‬‬
‫و لم تكتشف خالل حتقيقاتها في األحداث التي شارك فيها املتمردون أي حاالت اغتصاب‬
‫ارتكبها املتمردون)‪.‬‬

‫قصة التقرير من خلف الستر ‪ ،‬المحققون القطط وفئران االنقاذ !‬


‫ما نعرضه اليوم هواجتزاءات نصية من تقرير اللجنة الدولية لتقصي احداث دارفور‬
‫التي عينها األمني العام لالمم املتحدة كوفي أنان في أكتوبر ‪ ، 2004‬بتوجيه من مجلس‬
‫األمن اعتمادا علي قراره ‪ 1564‬الصادر يوم ‪ 18‬سبتمبر ‪ .2004‬زار أعضاء اللجنة السودان‬
‫مرتني‪ .‬في املرة االولي ( ‪ 20- 8‬نوفمبر ‪ ).2004‬رافقهم فريق ضخم من اختصاصيي التحقيق‬
‫اجلنائي وبقوا بالسودان ليكملوا املهمة املشروطة بثالثة أشهر – وبالفعل سلموا تقريرهم‬
‫في ‪ 25‬يناير‪ .2005‬اللغة الرسمية للتقرير املتكون من ‪ 176‬صفحة هي االجنليزية وحوي‬
‫‪-92-‬‬
‫بنودا متسلسلة من ‪ 1‬والي ‪ 653‬وفق تبويب سهل ‪ .‬التقت اللجنة بكل مسؤوليى الدولة ذوي‬
‫العالقة ‪ ،‬من النائب األول لرئيس اجلمهورية والي مادونه بكثير‪ .‬لو بحثت احصائيا في‬
‫التقرير عن عدد املرات التي تكررت فيها كلمات بعينها ‪ ،‬لفهمت سر بشاعة ما تطالع ! فبعض‬
‫الكلمات فاقت مرات تكرارها عدد صفحات التقرير نفسه! فمثال ‪ ،‬كلمة القتل واشتقاقاتها‬
‫وردت ‪ 282‬مرة ‪ ،‬اغتصاب ‪213‬مرة ‪ ،‬احلرق‪199‬مرة ‪ ،‬انتهاك ‪ 121‬مرة ‪ ،‬التعذيب‪ 80‬مرة ‪،‬‬
‫أما كلمة جنس فوردت في ‪ 63‬استخدام ‪.‬لو أجملت وبحثت عن كلمة ( االنسانية ) فستري‬
‫انها ذكرت ‪ 511‬مرة ‪ ،‬وفي هذا ما يشئ بكثير !‬
‫في بند ‪ 25‬ينورنا التقرير عن حصيلة ‪ 90‬يوما من العمل فيقول (ما يزيد على ‪20000‬‬
‫صفحة من املواد التي تلقتها‪ ،‬أعدت اللجنة قاعدة بيانات سجلت فيها تفاصيل سير ذاتية‬
‫وسجلت حتليالت األحداث التي أجراها فريق الباحثني في قاعدة البيانات‬‫ومواد استداللية‪ُ .‬‬
‫لتسريع وصول أعضاء اللجنة واملوظفني إلى املواد املرجعية ومصادر املعلومات‪ ).‬وقالت‬
‫عن التعاون (وعينت السلطات مسؤول اتصال يتميز بالكفاءة في اخلرطوم‪ ،‬هو عبد املنعم‬
‫عثمان طه‪ ،‬الذي تولى تنظيم جميع االجتماعات التي طلبت اللجنة عقدها مع كبار املسؤولني‬
‫في احلكومة‪.. .‬عني وزير الداخلية‪ ،‬بوصفه ممثل رئيس اجلمهورية املعني بدارفور‪ ،‬جلنة‬
‫يتولى رئاستها اللواء مجذوب‪ ،‬تتكون من ستة من كبار املسؤولني من وزارتي الدفاع‬
‫والداخلية‪ ،‬فضال عن جهاز األمن الوطني واخملابرات‪ .‬والتقت جلنة التحقيق مع هذه اللجنة)‪.‬‬
‫منح وزير العدل اللجنة ‪ 4‬تأكيدات هي(أ) ستقبل احلكومة تقرير اللجنة مهما كانت النتائج‬
‫التي ستتوصل إليها؛ (ب) لن يتعرض الشهود على الوقائع إلساءة املعاملة (ج) بناء على‬
‫تعليمات مشددة من الرئيس‪ ،‬لن يعرقل أي من املسؤولني السودانيني حتقيقات اللجنة‪.‬‬
‫لكن ‪...‬‬
‫بالرغم من تلك الوعود املبذولة ‪ ،‬أورد البند ‪ 32‬نصا (في نوفمبر ‪ ،2004‬رفض ضابط‬
‫برتبة متوسطة من ضباط جهاز األمن الوطني واخملابرات السماح للجنة بالوصول إلى‬
‫عدد من األشخاص املعتقلني في نياال (جنوب دارفور)‪ ....‬ومرت اللجنة بتجربة مماثلة في‬
‫اخلرطوم‪ ،‬في يناير ‪ ،2005‬أثناء زيارتها الثانية للسودان‪ ،‬حينما رفض بعض ذوي الرتب‬
‫املتوسطة في السلطة السماح للجنة بالوصول إلى معتقل جهاز األمن الوطني في اخلرطوم)!‬
‫ثم ‪ ،‬أنظر لفن التملص كما عرض واقعتها البند ‪( 33‬طلبت اللجنة‪ ،‬في اجتماع عقدته مع‬
‫النائب األول لرئيس اجلمهورية‪ ،‬علي عثمان محمد طه‪ ،‬في اخلرطوم‪ ،‬في ‪ 10‬نوفمبر ‪،2004‬‬
‫أن تستعرض سجالت الوكاالت احلكومية في دارفور‪ ،‬فيما يتعلق بالقرارات ذات الصلة‬
‫باستخدام القوات املسلحة ضد املتمردين‪ ،‬وبالتدابير املتعلقة بالسكان املدنيني‪ .‬ووعدت‬
‫‪-93-‬‬
‫اللجنة بأن ُتبقي مسألة فحص هذه السجالت طي الكتمان الكامل‪ .‬وفي االجتماع نفسه‪،‬‬
‫أكد النائب األول للرئيس لللجنة أنها ستتمكن من احلصول على محاضر اجتماعات اللجان‬
‫األمنية وفحصها في واليات دارفور الثالث ومناطقها احمللية اخملتلفة‪ .‬لكن عند طلب إبراز‬
‫تلك احملاضر‪ ،‬أكد كل واحد من والة الواليات الثالث عدم وجود محاضر كهذه‪ ،‬وقدموا بدال‬
‫عن ذلك قائمة انتقائية بقرارات نهائية متعلقة مبسائل عامة)!‬
‫وبالنتيجة ‪ ،‬ظلت اللجنة تلح وتلح ‪ ،‬واحلكومة تدس وتدس الي ان غادرت اللجنة بالدنا‬
‫ولم تر أي نسخ من هذه الوثائق !‬
‫استمرت الدولة في لعب لعبة القط والفأرة مع اللجنة ‪ ،‬يكشف البند ‪ ، 34‬لعبة الفأر بكري‬
‫(‪ ...‬ففي اجتماع عقد‪ ،‬في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،2004‬مع بكري حسن صالح‪ ،‬وزير الدفاع‪ ،‬وبعض كبار‬
‫املسؤولني اآلخرين في وزارة الدفاع‪ ،‬طلبت اللجنة االطالع على سجالت تتعلق بنشر طائرات‬
‫ومروحيات عسكرية قاصفة في دارفور‪ ،‬منذ فبراير ‪ .2003‬ومرة ثانية‪ ،‬تعهدت اللجنة بأن‬
‫تعامل هذه السجالت بالسرية املطلوبة‪ .‬ووافقت وزارة الدفاع على الطلب‪ ،‬ووعدت بأن‬
‫حتصل اللجنة على السجالت من السلطات ذات الصلة في دارفور‪ .‬وحينما لم حتصل اللجنة‬
‫على نسخ من هذه السجالت في دارفور أعادت عرض طلبها في اجتماع مع اللجنة املعنية‬
‫بدارفور‪ ،‬في ‪ 20‬نوفمبر ‪ .2004‬ووعد رئيس اللجنة املعنية بدارفور بتقدمي تلك السجالت‪،‬‬
‫ثم قدم إلى جلنة التحقيق ملفا ً غير مكتمل‪ ،‬ووعد مبدها مبعلومات إضافية أخرى‪ .‬وبعد أن‬
‫تقدمت اللجنة باملزيد من الطلبات‪ُ ،‬قدِّم لها عدد من السجالت ذات الصلة باستخدام الطائرات‬
‫في دارفور‪ ،‬خالل الفترة من فبراير ‪ 2003‬إلى يناير ‪ .2005‬بيد أنها لم تتلق مطلقا اجملموعة‬
‫الكاملة من السجالت املطلوبة‪!).‬‬
‫أوعز قوش لرجاله باستخدام املال لتزييت التروس املتلكأة عن الدوران في اخلط ! ورد في‬
‫بند ‪(35‬في األسبوع األول من نوفمبر ‪ ،2004‬في مدينة الفاشر ‪ ،‬قدم مسؤول حكومي‪ ،‬يقال‬
‫إنه رئيس املكتب احمللي جلهاز األمن الوطني واخملابرات نقودا لبعض األشخاص املشردين‬
‫داخليا وحثهم على عدم التحدث إلى اللجنة‪ .‬وبلغ اللجنة أيضا أن السلطات السودانية سربت‬
‫أفرادا متخفني في هيئة أشخاص مشردين إلى بعض اخمليمات‪ ،‬كمخيم أبو شوك مثال)‬

‫جند الوطن أم جند قوش أم فحول مهوسين ؟ قصة ‪ 3000‬جنجويدي !‬


‫يفصل التقرير ميدانيا وتأريخيا ماهية ونشاطات (مخابرات احلدود) التي كانت جتند‬
‫ملواجهة النزاع في جنوب السودان‪ ،‬اال ان احلكومة بدأت جتنيدهم عند بدايات االحداث‬
‫بدارفور ( ‪ )2003- 2002‬في البند ‪ 86‬يقول التقرير ( وحسب ما أورده أحد كبار قادة القوات‬
‫‪-94-‬‬
‫املسلحة‪ ،‬يجند جنود مخابرات احلدود في اجليش مباشرة بنفس طريقة جتنيد اجلنود‬
‫النظاميني‪ ..... .‬وقد مت جتنيد زهاء ‪ 3 000‬جندي خملابرات احلدود بهذه الطريقة‪ ،‬مت نشرهم‬
‫في دارفور‪ ).‬وبرغم هذه اللعبة املكشوفة استمرت احلكومة في تكذيب هوية اجلنجويد ‪،‬‬
‫لكن البند ‪ 118‬يقبض علي بكري متلبسا (ففي مؤمتر صحفي عقد في ‪ 28‬يناير ‪ ،2004‬دعا‬
‫وزير الدفاع وسائط اإلعالم إلى التفريق بني املتمردين‪ ،‬واجلنجويد‪ ،‬وقوات الدفاع الشعبي‪،‬‬
‫ومليشيات القبائل ‪ ....‬وقال إن قوات الدفاع الشعبي هم متطوعون يعاونون القوات املسلحة‬
‫قطاع طرق مسلحون“ ال عالقة لهم مطلقا باحلكومة)!‬‫ولكن اجلنجويد ”عصابات ّ‬
‫وبرغم النفي الكذوب ‪ ،‬اال ان شمس احلقيقة تكفلت باملستور ‪ .‬ففي حديث البشير ملواطني‬
‫قرية كلبس التي فشل املتمردون في دخولها في ديسمبر ‪ ،2003‬قال البشير ”نضع في قمة‬
‫أولوياتنا من اآلن القضاء على التمرد‪ ،‬وسوف نتعقب كل خارج على القانون‪ ...‬وسنستخدم‬
‫اجليش والشرطة واجملاهدين والفرسان للقضاء على التمرد“! وسقط ذات االعتراف من فم‬
‫وزير العدل عند لقائه بالوفد اخلاص للجنة التنمية والتعاون التابعة للبرملان األوروبي أثناء‬
‫الزيارة التي قام بها الوفد في فبراير ‪ 2004‬لدارفور ‪.‬اعترف الوزير قائال ”كانت للحكومة‬
‫عالقة ما باجلنجويد‪ .‬واآلن فقد أساء اجلنجويد إلى هذه العالقة‪ .‬وإني واثق من أن احلكومة‬
‫تأسف كثيرا لوجود أي نوع كان من االلتزامات بني اجلنجويد واحلكومة‪ .‬فنحن نعاملهم اآلن‬
‫باعتبارهم خارجني على القانون‪ .‬فال سبيل مطلقا إلى السماح مبا ينزلونه من التخريب“‪...‬‬
‫وسقطت احلقيقة مرة أخري من فم طبيب الرحي الثالثة ‪ ،‬وزير اخلارجية مصطفي عثمان‬
‫اسماعيل يوم ‪ 24‬أبريل ‪ 2004‬اذ قال ”احلكومة رمبا غضت الطرف عن املليشيات‪...‬وهذا‬
‫صحيح ألن املليشيات تواجه التمرد“‪ .‬بعد هذا التصريح الفضيحة ‪ ،‬أوردت اللجنة لعبتها مع‬
‫الفأر اسماعيل بعد ان قال ما قال (طلبت اللجنة من الوزير رسميا في ثالث مناسبات موافاتها‬
‫بالبيان املذكور أو بأي بيان يتعلق باملليشيات‪ ،‬ولكن لم يصلها شيء)!!‪ .‬البند ‪ 230‬حتدث‬
‫عن اجتماع للجنة يوم ‪ 12‬يناير ‪ 2005‬مع املفوض العام للمفوضية اإلنسانية احلكومية‪،‬‬
‫حسبو محمد عبد الرحمن ‪.‬جاء فيه (أكدت حكومة السودان للجنة أن العدد الكلي للمشردين‬
‫داخليا يبلغ ‪ 1.651‬مليون نسمة‪ ،‬والعدد الكلي للمتأثرين بالصراع يبلغ ‪ 627‬الف نسمة‪...‬‬
‫وذكر أن ‪ 1.65‬مليون مشرد يقيمون في ‪ 81‬مخيما ومنطقة آمنة‪ ،‬بينما يقيم في اخمليمات‬
‫الفعلية ‪ 300‬الف مشرد‪ ).‬أما حديثه عن عودة ‪ 400‬ألف الجئ لديارهم ‪ ،‬فقد علقت عليه‬
‫اللجنة قائلة (وهو رقم لم تتمكن األمم املتحدة من تأكيده‪ !) .‬وتقطع اللجنة البند ‪ 636‬بالعدد‬
‫فتقول (ويقدر أن أكثر من ‪ 1.8‬مليون شخص أخرجوا عنوة من ديارهم)!‬
‫في البند ‪ 241‬ترسم اللجنة صورة قلمية نادرة للدمار فتقول (وكانت الهجمات تبدأ في‬

‫‪-95-‬‬
‫أغلب األحيان في الصباح الباكر‪ ،‬أي قبيل شروق الشمس‪ ،‬بني الساعة ‪ 4/30‬و ‪،8/00‬‬
‫عندما يكون القرويون إما نائمني أو يؤدون الصالة‪ .. .‬وكانت بعض القرى تتعرض للهجمات‬
‫بشكل متكرر خالل عدة أيام وشهور) وتواصل الوصف في البند ‪ 242‬فتذكر ( وفي حاالت‬
‫كثيرة كان الهجوم األرضي يبدأ بجنود يستقلون عربات الند كروزر ومركبات أخرى‪ ،‬تعقبهم‬
‫مجموعة كبيرة من اجلنجويد على ظهور اخليل واجلمال‪ ،‬ويحمل جميعهم أسلحة من قبيل‬
‫البنادق اآللية طراز ‪ AK47‬و ‪ G3‬وقاذفات اآلر‪ .‬بي‪ .‬جي‪ .‬وكان كثير من الهجمات يشتمل‬
‫على قتل املدنيني‪ ،‬مبن فيهم النساء واألطفال‪ ،‬وحرق املنازل‪ ،‬واملدارس وغيرها من املنشآت‬
‫املدنية‪ ،‬فضال عن تدمير اآلبار واملستشفيات واحملال التجارية‪ .‬وكان يعقب الهجمات بشكل‬
‫ثابت عمليات نهب وسرقة املمتلكات املدنية‪ ،‬ال سيما املاشية)‪.‬‬
‫رجعت اللجنة مبرئياتها وجلست لوزير الدفاع تستنطقه ‪ ،‬سجلوا قوله في البند ‪249‬‬
‫(ذكر وزير الدفاع بوضوح أنه يعتبر وجود ولو متمرد واحد كافيا جلعل قرية بأكملها هدفا‬
‫عسكريا مشروعا‪ .‬وقال الوزير أنه متى تلقت احلكومة معلومات تفيد بوجود متمردين داخل‬
‫قرية بعينها‪ ،‬فإنها ”ال تصبح بعد محلية مدنية‪ ،‬بل تصبح هدفا عسكريا“‪ .‬وأضاف قائال إنه‬
‫في رأيه”القرية منطقة صغيرة‪ ،‬يصعب تقسيمها إلى أجزاء‪ ،‬ومن ثم تصبح القرية بأكملها‬
‫هدفا عسكرياً)‪.‬‬
‫نظرية مهداة من بكري لالكادمييات العسكرية واجملتمعات املدنية معا ‪ :‬ان لسعتك منلة‬
‫فأحرق مخزون السكر حيث يختبئ النمل!‬

‫القتل الكبير ‪....‬وداعا للقطاعي ‪ ،‬مرحبا بالجملة !‬


‫حوي التقرير مشاهدا حية لهذا القتل الكبير الذي أتي علي الناس واحلجر‪ ،‬والدواب‬
‫والشجر!‬
‫البند ‪ 272‬يوثق لكيفية قتل املدنيني بأعداد مهولة ‪ ،‬وساق مثاال (الهجوم في يناير عام‬
‫‪ 2004‬على قرية ُسرة التي يربو عدد سكانها على ‪ 1700‬شخص‪ ،‬والواقعة إلى الشرق من‬
‫زالنجي بجنوب دارفور‪ُ ..‬قتل خالله أكثر من ‪ 250‬شخصا‪ ،‬من بينهم نساء وعدد كبير من‬
‫األطفال و‪30‬مفقودا ‪ .‬هاجم اجلنجويد والقوات احلكومية معا القرية في ساعات الصباح‬
‫األولى‪ .‬وأطلق اجليش قذائف الهاون على املدنيني العزل‪ .‬وكان اجلنجويد يرتدون أزياء‬
‫عسكرية مموهة ‪..‬دخلوا املنازل وقتلوا الرجال‪..‬جمعوا النساء في املسجد‪ .‬وكان هناك نحو‬
‫‪ 10‬رجال مختبئني مع النساء‪ .‬وقد وجد اجلنجويد هؤالء الرجال وقتلوهم داخل املسجد‪ .‬ثم‬
‫أرغموا النساء على خلع املكسي (هو ثوب سابغ يغطي أجسادهن بأكملها) فإذا وجدوهن‬
‫‪-96-‬‬
‫يخفني أوالدهن الصغار حتت تلك الثياب قاموا بقتل الصبية‪ .‬وفرت الناجيات بجلودهن من‬
‫القرية‪ ،‬ولم يدفن قتالهن‪).‬‬
‫هوالكو ؟ ‪...‬هتلر ؟ ‪....‬من ياتري يقتل ضحاياه بهذا الترخص الدموي ‪ ،‬وفي بيت اهلل !!‬
‫ولنمضي للبند ‪( 252‬هناك تقارير تفيد بأن أناسا قد ألقي بهم في النار ليموتوا حرقا‪.‬‬
‫وهناك تقارير تفيد بأن أناسا قد ُسلخت جلودهم سلخا جزئيا‪ ،‬أو أُحدثت بهم إصابات بطرق‬
‫أخرى وتركوا ليموتوا) !‬
‫رغم ان القتل يظل منكرا ‪ ،‬غض النظر عن املسوغات التبريرية ‪ ،‬اال ان البند ‪ 278‬يحكي عن‬
‫طينة هؤالء األوباش ( وتالحظ اللجنة أيضا أن اجلنجويد استهدفوا وقتلوا بوجه خاص‪،‬‬
‫في عدد من املناسبات‪ ،‬أطفاال‪ ،‬مبا في ذلك األطفال الذين ُقتلوا في كايلك وسره املشار إليهم‬
‫أعاله‪ .‬وتلقت اللجنة تقارير عديدة عن قتل األطفال بصورة عشوائية أو مقصودة أو بهما‬
‫معا‪ ،‬وحدث ذلك أحيانا في ظروف فظيعة بوسائل شملت احلرق أو بتر األطراف‪!!) .‬‬

‫التعذيب ‪ :‬فنون األلم وفنون االذالل‪...‬‬


‫وماذا عن الالبشرية والتعذيب ؟‬
‫البند ‪ 376‬يصف أسري املتمردين لدي احلكومة ( ُتربط أنشوطة حول أعناقهم ف ُيجرون‬
‫على األرض باجلياد واجلمال‪ .‬ووصف شهود كيف أن شابا اُقتلعت عينه‪ .‬فلما فقد بصره‪،‬‬
‫أرغم على أن يركض ثم ُقتل رميا بالرصاص)‪.‬هذا عن املدنيني فماذا عن العسكريني؟ عن‬
‫هذا يتحدث البند ‪(373‬لم يتلق أي من احملتجزين الذين قوبلوا في مركز االحتجاز التابع‬
‫للمخابرات العسكرية أي عالج طبي مطلوب‪ .‬وال تعلم أسرهم مكانهم‪ ).‬ويسرد البند ‪378‬‬
‫مزيدا( وإضافة إلى التعذيب الذي ميارس‪ ...‬في شكل ضرب احملتجزين وإساءة معاملتهم‬
‫إساءة شديدة وال إنسانية‪ ،‬ترى اللجنة أن الظروف التي شوهدت في مركز االحتجاز التابع‬
‫للمخابرات العسكرية في اخلرطوم‪ ..‬تعد مبثابة تعذيب‪ .‬فإرغام األشخاص املوجودين في‬
‫احلجز العسكري على العيش ملدة ‪ 24‬ساعة في اليوم في زنزانات صغيرة للغاية شبيهة‬
‫باألقفاص وفي ظالم دامس ‪ ...‬من ثم فهو يشكل انتهاكا جسيما حلقوق اإلنسان الدولية‬
‫وللقانون اإلنساني الدولي) ونقرأ في البند‪(379‬مورس التعذيب على نطاق واسع وبصورة‬
‫واسعة االنتشار ومنهجية ليس فقط خالل الهجمات على السكان املدنيني‪ ..‬بل مورس أيضا في‬
‫مراكز االحتجاز اخلاضعة لسلطة جهاز األمن الوطني واخملابرات‪ ،‬واخملابرات العسكرية‪)...‬‬
‫ثم ينتقل البند ‪ 401‬للقول (االعتقال واالحتجاز غير الشرعيني لألشخاص ممارسة شائعة‬
‫‪-97-‬‬
‫في عمليات جهاز أمن الدولة ‪..‬التقت اللجنة بأشخاص كانوا قيد االحتجاز السري‪ .‬وكان من‬
‫بني أولئك احملتجزين طلبة ومحامون وجتار‪ .‬وفي العديد من هذه احلاالت‪ ،‬كانت أسرهم‬
‫على غير علم باعتقالهم أو بأماكن وجودهم‪ .‬وكان من بينهم صبي عمره ‪ 15‬عاما اع ُتقل في‬
‫تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ 2004‬في نياال شما َل دارفور‪ ..‬وكان الصبي مريضا بداء الصرع‪،‬‬
‫ولم يتلق أي مساعدة طبية منذ احتجازه‪).‬‬
‫وتقرر اللجنة في البند ‪( 422‬بعض أعضاء اجلنجويد قد أدمجوا في الشرطة‪ .‬وأكد الرئيس‬
‫البشير في لقاء مع وسائط اإلعالم الدولية أنه لكبح جماح اجلنجويد‪ ،‬فقد مت إدماجهم في‬
‫”مجاالت أخرى“‪ ،‬مثل القوات املسلحة والشرطة)!!‬
‫أما أكذوبة الغاء وزارة العدل للبدعة االجرائية املسماة أورنيك ‪ 8‬اذ اليسمح لضحايا‬
‫االغتصاب بفتح بالغات ضد املغتصبني اال بعد احلصول عليه ‪ ،‬فان البند ‪ 427‬يعريها‬
‫ويفضحها متاما ‪.‬الغت وزارة العدل هذا الشرط الغريب املعيب مبرسوم أصدرته يوم ‪21‬‬
‫أغسطس ‪ ، 2004‬يقول التقرير (من اللقاءات التي أجرتها اللجنة مع ضحايا االغتصاب‪،‬‬
‫مبن فيهن الضحايا في مخيم زمزم ‪ ..‬بأن الشرطة كانت ال تزال تطبق قاعدة النموذج رقم‬
‫‪ .8‬وكان التردد ينتاب مكتب املدعي العام والشرطة عند سؤاالهما عن معرفتهما باملرسوم‪،‬‬
‫واتضح للجنة أنهما لم يكونا على علم بوجود هذا املرسوم‪ .‬كما أن املسؤولني القضائيني‬
‫في اخلرطوم لم يكونوا على علم مبرسوم أغسطس ‪ 2004‬وباملرسوم الالحق حول املسألة‬
‫ذاتها‪ ،‬الذي أصبح ساري املفعول اعتبارا من ‪ 11‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪...).2004‬‬

‫ويالها من فضيحة !‬
‫قضاء السلطان الظالم في دولة المظالم ‪!....‬‬
‫وتتوالي فضائح سلق العدالة ‪ ،‬فالبند ‪ 440‬يقرر نصا (وفي ‪ 12‬يناير ‪ ،2005‬راقبت‬
‫اللجنة جلسة محاكمة مجموعة مؤلفة من ‪ 28‬شخصا من دارفور‪ ،‬كان منهم عدد من الطيارين‬
‫في القوات اجلوية رفضوا املشاركة في قصف مناطق في دارفور‪ ... .‬أُخبرت اللجنة أنها املرة‬
‫األولى التي جتري فيها محاكمة وفق اإلجراءات النظامية‪ ...‬في إحدى املراحل طردت احملكمة‬
‫فريق الدفاع‪ .‬وخالل تلك الفترة‪ ،‬كان الشهود ُيستج َوبون ويتم احلصول على اعترافات‬
‫ضد املتهمني‪ .‬وعندما غ ّير شاهد إفادته أثناء جلسة احملاكمة بعد تدخل محامي الدفاع‪ ،‬بدأت‬
‫احملكمة إجراءات شهادة الزور ضده فانهار في احملكمة‪!).‬‬
‫ولطمة أخري في البند ‪( 444‬أُنشئت احملاكم اجلنائية املتخصصة خاصة في دارفور‬

‫‪-98-‬‬
‫وكردفان ‪ ...‬استنادا إلى التقارير‪ ،‬فإن جلسة من أجل تهمة ُيعاقب عليها باإلعدام قد ال تستغرق‬
‫أكثر من ساعة واحدة‪!!).‬وهذه احملاكم ‪ ،‬كما ورد في البند ‪( 448‬ال متيز بني اجملرمني البالغني‬
‫القصر خلطر احلكم باإلعدام‪)...‬‬
‫ّ‬ ‫القصر‪ .‬لذلك‪ ،‬يتعرض‬
‫ّ‬ ‫وبني‬

‫رخصة القتل ‪!.....‬‬


‫زود قوش كتائبه بالسالح ‪ ،‬وأيضا باملسوغ القانوني الذي يضمن لهم احلصانة من‬
‫احلساب وهي حتديدا املادة ‪ 33‬من قانون اجلهاز التي يقول عنها البند ‪ 454‬انها توفر‬
‫(حصانات واسعة ألعضاء األمن الوطني وأجهزة اخملابرات واملتعاونني معهم‪ .. .‬وباستثناء‬
‫موافقة املدير‪ ،‬ال ميكن إقامة دعوى مدنية أو جنائية ضد أي منهم عن أية أعمال ارتكبوها ولها‬
‫صلة بعملهم‪ ،‬واملدير وحده هو الذي ميلك املوافقة على ذلك ‪.. ..‬وعندما يوافق املدير على‬
‫رفع دعوى قضائية ضد أحد أعضاء القوة واملتعاونني ‪ ..‬يقدم إلى احملاكمة في محكمة عادية‬
‫لكنها سرية‪ ! ) .‬ذهبت احملققون الدوليون يسألون صالح قوش عن هذا اخللل العظيم ‪ ،‬قالوا‬
‫في تقريرهم (وعند مواجهة السيد صالح عبد اهلل‪ ،‬املعروف كذلك بالسيد صالح قوش عن‬
‫مسألة احملاكمات ”السرية“ فإنه وصف الترجمة االنكليزية بأنها غير دقيقة!‪ ..‬ومن الواضح‬
‫إن احملاكمة ”السرية“ جزء من القانون‪ .‬ويستدل من املادة ‪ 33‬بوضوح على أنه ميكن ألحد‬
‫أفراد خدمات األمن‪ ،‬حتت مظلة القانون‪ ،‬أن يعذب مشتبها فيه‪ ،‬بل وحتى أن يقتله إذا كانت‬
‫تصرفاته تتم في سياق تأدية مهامه‪ .‬وتوصي اللجنة بقوة بإلغاء هذا القانون‪ !!).‬وحتي‬
‫االجانب هرعوا الي هذا املولد فاستباحوا حرمات اآلمنني ‪.‬يقول البند ‪ ( 546‬مت حتديد هوية‬
‫ثالثة ضباط ينتمون إلى جيش أجنبي رآهم شهود عيان وهم يشاركون في هجوم على قرية‬
‫وقعت خالله أعمال نهب وتدمير وقتل‪!) .‬‬
‫بعد مشاهداتها املروعة ألفعال منسوبي جهاز قوش أوصت اللجنة في البند ‪ 625‬بضرورة‬
‫إلغاء املادة ‪ 33‬من قانون قوات األمن الوطني لسنة ‪ 1999‬املتعلقة بتحصني القتلة والزناة من‬
‫املساءلة ‪.‬وبرغم تأكيدات الدولة للجنة قيامها مبقاضاة اجملرمني اال ان التقرير يؤكد ( انعدام‬
‫أية محاكمة حقيقية للمسؤولني عن اجلرائم العديدة التي ارتكبت في دارفور)! وتضيف في‬
‫البند ‪( 635‬األوضاع في معتقل اخملابرات الوطنية باخلرطوم يعتبر بوضوح تعذيبا ومن‬
‫ثم يشكل انتهاكا خطيرا لقانون حقوق اإلنسان الدولي والقانون اإلنساني)!‬

‫‪-99-‬‬
‫من الذي شق الطريق الي الهاي ‪......‬؟‬
‫الطريق الي محكمة اجلنايات الدولية لم يشقه لوريس مورينو أوكامبو ‪ ،‬أو دول‬
‫االستكبار‪ ،‬كما يدعي النظام‪ .‬فقد حفرته الدولة الباطشة بيدها من شاكلة ماشهدنا من جرائم‬
‫صادمة ‪ .‬فأوكامبو الذي حشدت املسيرات للتنديد به ‪ ،‬وعطلت األعمال ومنحت دواوين‬
‫الدولة واملدارس االذن والترحيل اجملاني للخروج في مسيرات للبصق علي بوستراته املكلفة‬
‫الطباعة ‪ ،‬ومن ثم االحتفاء بحرقها ‪ .‬هذا «االوكامبو» جاءته أهوال دارفور ‪ ،‬طوعا ‪ ،‬الي عند‬
‫درج مكتبه ‪.‬كانت هي هذا التقرير بذات االحداث التي حبست أنفاسك حتي االن ! قرأ التقرير‬
‫الدموي البشع ‪ ،‬فحص البيانات واألدلة اجلنائية مما أحضر فريق التحقيق ‪...‬انصرف الي‬
‫العمل في اطار املمنوح له من صالحيات كمدع عام !‬
‫هذا ‪ ،‬ببساطة ‪ ،‬كل مافي األمر وكل مافعله أوكامبو ‪ ،‬بل ‪ -‬وماكان سيفعله أي قانوني آخر‬
‫يتقلد مهام ذلك املكنب !‬
‫اذن ‪ ،‬ولالنصاف ‪ ،‬يتعني القول ان التقرير الذي نستعرضه ‪ ،‬وليس أوكامبو ‪ ،‬هو من‬
‫أوصل البشير وصحبه الهاي! ولو شئنا الدقة لقلنا أن جرائم نظام البشير البشعة ‪ ،‬وأرواح‬
‫األنفس البريئة املزهقة ‪ ،‬هي التي نهضت من مراقدها تطارده بعد أن قيض اهلل من يحقق‬
‫بشأنها ويحاول القصاص لها بانفاذ العدالة ! صاغ التقرير جلنة مكونة من ‪ 5‬أفراد ‪ ،‬منهما‬
‫مسلمان عابدان هما وزير الثقافة املصري السابق محمد فائق ‪ ،‬والباكستانية هينا جيالني ‪،‬‬
‫وأفريقيان هما دوميسا نتسيبيزا (جنوب أفريقيا) والسيدة تيريزا سترنغر سكوت (غانا)‪.‬‬
‫وباستثناء رئيس اللجنة ‪،‬القاضي االيطالي أنطونيو كاسيسيه‪ ،‬فان الفريق تشكل كله من‬
‫املقربني ‪ ،‬جيرانا بأفريقيا أو في قبلة الكعبة ! وحتي املديرة التنفيذية للفريق لم تكن سوي‬
‫اخلبيرة القانونية األستاذة منى عبداهلل الرشماوي‪ ، ،‬الفلسطينية العربية املسلمة ! ولعل‬
‫ما يصيب املرء باخلجل واملرارة معا ‪ ،‬أن يكون ابن النيل هو األكثر من بني أعضاء اللجنة‬
‫استنطاقا لضميره احلي ‪ ،‬فأغلظ أينما تكلم ! أبلغ محمد فائق صحيفة البيان االماراتية في‬
‫‪ 20‬فبراير‪ 2005‬مانصه (وقد اقتحمنا اماكن اعتقال وأماكن تعذيب‪ ،‬وقمنا بزيارة الطيارين‬
‫السودانيني الذين رفضوا أن يضربوا دارفور في سجونهم ‪..‬وقمنا بزيارة مباني اخملابرات‪،‬‬
‫وأماكن التعذيب‪ ،‬وكشفنا جرائم لم أكن اتخيلها)! أما حكومة «السجم « فقد فغرت فمها‬
‫بتصريح ياليته بقي حبيسا مبرحاضه ولم يطلقوه لوكاالت األنباء فيفعل مافعل بأنوف‬
‫في عالم اليوم الذي ال تتعرف أنفه اال علي مسك رائحة االنسانية العطر ‪ ،‬فتعظم شأنه! ففي‬
‫نفس يوم حديث جارنا املصري املكلوم ‪ ،‬نسبت وكاالت االنباء حلسن عابدين ‪ ،‬سفير االنقاذ‬
‫في لندن قوله (اخلرطوم تشعر باالمتنان لهذه النتيجة غير أنها ترفض ما انتهى إليه التقرير‬
‫‪-100-‬‬
‫من أن ممارسات القوات احلكومية وامليليشيا املوالية لها ارتكبت جرائم حرب في حق املدنيني‬
‫تتضمن القتل والتعذيب واالغتصاب)‪..‬أما طبيب الرحي الثالثة ‪ ،‬وزير اخلارجية فأضاف‬
‫متذاكيا «حصلنا على نسخة من التقرير ولم يكن فيه ما يشير إلى وقوع إبادة جماعية»‪!..‬‬
‫البد أن نذكر بأن السودان وقع (فعال)علي نظام روما األساسي ‪ ،‬املفضي لتشكيل محكمة‬
‫اجلنايات الدولية في ‪ 8‬سبتمبر ‪ ، 2000‬أي قبل اندالع احداث دارفور ‪ .‬لكن في عام ‪، 2003‬‬
‫بعد تورط حكومة االنقاذ دمويا وأخالقيا في دارفور ‪ ،‬نكصت فلم تصدِّق علي انشاء احملكمة‪.‬‬
‫توهموا أن عدم املصادقة سيوفر لهم طابية حصينة لالفالت من املساءلة ‪ ،‬فتمترسوا خلف ذلك‬
‫املنطق الصدئ يقذفون الدنيا بحججهم ‪ ،‬قائلني ببطالن انعقاد االختصاص حملكمة اجلنايات‬
‫عليهم ! فأمام قرار احالة أصدره مجلس األمن الدولي مبوجب الفصل السابع ‪ ،‬وهو اجلهة‬
‫التنفيذية األعلي في مصفوفة النظام العاملي‪ ،‬فان الطابية احلصينة ليست سوي عجينة شمع‬
‫ذائب!‬
‫في ربيع عام ‪ 2006‬ارتفع العدد املطلوب في الهاي الي ‪ 51‬مسؤوال ‪ ،‬وبدأت احملكمة الدولية‬
‫حتقيقاتها رسميا في ‪ 6‬يونيو ‪ . 2006‬املتهم األول ‪ ،‬بروفسور الرشاشات اجلهادي‪ ،‬الزبير‬
‫بشير طه ‪ ،‬وزير الداخلية ‪ .‬جرمته اللجنة بسبب ( الفشل في اتخاذ خطوات مالئمة الستخدام‬
‫قوة شرطية ) لنزع السالح من مليشيات اجلنجويد ‪ .‬أما الئحة االتهام للمتهم الثاني ‪ ،‬صالح‬
‫قوش فتقول ( يتحمل املسؤولية عن أعمال كاالعتقال التعسفي ‪ ،‬املالحقة املزعجة ‪ ،‬التعذيب‬
‫واحلرمان من احلق في محاكمة عادلة ) أما تهمة وزير الدفاع عن الفشل والفساد ‪،‬عبدالرحيم‬
‫محمد حسني فهي» العجز ‪..‬من التعرف علي ‪ ،‬وحتييد ونزع سالح مجموعات املليشيات «‬
‫ومن قلة حيلتنا أال يجد املرء سوي امللح يفركه في جرح دارفور وقد ماتت مئات مؤلفة من‬
‫البشر ‪ ،‬وتشرد واغتصب وزني بألوف أخر ‪..‬أما ولي أمرنا فلم يبصر في ذلك كله مثقاال من‬
‫جرم !‬
‫في لقائه مع مجلة دير شبيجل األملانية ‪ ،‬االثنني ‪ 22‬مارس ‪ ، 2011‬سألوه عن بعض مما‬
‫يسؤه ‪ ،‬وللرجل جرائم تفوق زبد البحر ‪ .‬قال (هذه االدعاءات ال أساس لها من الصحة‪ ،‬فمن‬
‫البداية كان هناك مؤامرة من اخلارج تسعى لدعم انقالب سياسي وعسكري واقتصادي في‬
‫دارفور‪ .‬في البداية ساند اخملربني األجانب اجلنوب السوداني ومتمرديه مستغلني الصراعات‬
‫التقليدية الدائرة بني مالك األراضي والفالحني التي كانت حتدث فقط أيام اجلفاف) ! ردوا‬
‫عليه (لكن األجانب لم يرتكبوا املذابح في حق سكان دارفور) فهرع للتبرير (بالطبع كانت‬
‫هناك جرائم‪ ،‬بل وجرائم من أبشع ما يكون‪ ،‬هذا ما يحدث في كل مكان في العالم‪ ..‬االدعاءات‬
‫اخلارجية‪ ،‬بخصوص ميليشيات اجلنجويد وهجماتهم‪ ،‬ظهرت فقط حلجب احلقيقة)‪.‬‬
‫‪-101-‬‬
‫وماخيب ظننا عند التقاطه قفاز املكابرة (إنني أشعر باألمان في بلدي وال أخشى شيئاً‪،‬‬
‫على العكس‪ ،‬لقد أفادتني مذكرة االعتقال تلك كثيرا ألنها رفعت شعبيتي بشكل ال يصدق‬
‫هنا)‪ .‬يوم اخلميس ‪ 21‬ابريل ‪ 2011‬نشرت الغارديان أهم اعتراف يسقط من فم البشير منذ‬
‫بداية حريق دارفور في ‪ : 2002‬حتمل املسؤولية ! حاوره الصحفي البريطاني ساميون‬
‫تيسدال فقال (إنني أحتمل املسؤولية الكاملة عن الصراع في دارفور‪ ..‬بالتأكيد أنا الرئيس‪،‬‬
‫وبالتالي أنا مسؤول عن كل شيء يحدث في البالد) ثم عاد الي حليمته وعادتها القدمية‬
‫(الذي حدث في دارفور‪ ،‬قبل كل شيء‪ ،‬كان صراعا تقليديا يحدث منذ أيام االستعمار ‪.......‬‬
‫كانت لدينا خسائر بشرية‪ ،‬لكنها ليست قريبة من األرقام التي ذكرت في اإلعالم الغربي‪ .‬لقد‬
‫ضخمت هذه األرقام لسبب ما)‬

‫محطة شخصية ‪:‬‬


‫علم التحريات اجلنائي يرجح دوما وجود عالقة (ما) بني القاتل واملقتول ‪ .‬هذه الصلة هي‬
‫البينة املشينة بني ضحايا حرب دارفور والعصابة احلاكمة ‪ ،‬فالقاتل هو الدولة والقتيل هو‬
‫املواطن! «لو» كانت الدولة محترمة ‪ ،‬فان دوالبها التنفيذي كان سيتحرك فورا لرفع املظالم‬
‫ورد االعتبار ملواطنيها مبالحقة من جردوا كرامته وظلموه ‪.‬لكن ‪« ،‬لو» ‪ ،‬تع ّرف كحرف امتناع‬
‫لوجود !‬
‫قضي هذا الكاتب ‪ 3‬سنوات من صباه الباكر في مدينة نياال متتلمذا في مدرستها األميرية‬
‫الوسطي يوم كان موظفو الدولة يجوبون البالد بنشاط الكشافة ‪.‬في نياال تعرف الفتي‬
‫علي مجهول كامل رقد الي الغرب من عامله االمدرماني املطرز مبباهج الفتيان وليالي النيل ‪،‬‬
‫الهالل واملريخ ‪ ،‬حقيبة الفن وسمك السبكي ! كثير مما حسبه في عداد «املسلمات» ‪ ،‬كالكهرباء‬
‫وماء املواسير والتلفاز‪ ،‬لم تغشي نعمائه نياال‪.‬أما االصدارات اجلديدة ملعينات املراهقة لفتية‬
‫العاصمة ‪ ،‬كدواوين نزار قباني ومجالت «ميكي» و»الشبكة» و»قصص أرسني لوبني» ‪ ،‬فكانت‬
‫ألقرانه اجلدد ككماليات االسكرمي ! كان للشقاء حضورا مستدميا في سبل احلياة ‪ ،‬بيد انه لم‬
‫يكدر نقاء األنفس وماحملته من درر الفضيلة ‪ .‬مباني املدرسة كانت مستطيال هندسيا ترامي‬
‫بال أسوار تصد السابلة ‪ ،‬فتكاثر الزوار مابني متطفل وسائل وتائه ‪ .‬للكثير من أقراني ‪ ،‬كانت‬
‫املدرسة فردوسا بنعيم باسط ‪ .‬فالعهدة املدرسية شملت متاعا ما متتعت به بيوتهم في‬
‫األرياف البعيدة ‪.‬من هذه املتع ‪ ،‬بطانيات في خشونة اخليش وفانوس اليغادرضؤه عظمة‬
‫الكعب ووجبات غبشاء من العدس والفول تكررت برتابة ‪ .‬احتوت املدرسة علي ‪ 3‬داخليات‬
‫(الصياح ‪/‬مادبو ‪/‬علي دينار)‪.‬هناك شهدت ألول مرة في‬ ‫ّ‬ ‫لسكن الطالب وهي تسمي تتاليا‬
‫‪-102-‬‬
‫حياتي الناموسيات الكاكية اللون منصوبة علي طول العنبر ‪ ،‬رغم عدم جدواها مع ناموس‬
‫بجرأة األسود واحلاح الشحاذين ‪ .‬تعرفت علي حشرة من فصيلة الداركوال املاصة للدماء‪،‬‬
‫فان متعنت حشرة «املرقوت « تغادر االجساد الهزيلة صباحا ‪ ،‬بعد كد ليلي مثابر‪ ،‬لرأيت‬
‫صهاريج بنك دم مثقلة بحمولتها ! بسبب من هذا الشح التمويني ‪ ،‬وقلة حيلة طباخ املدرسة‬
‫«عم عمر» ‪ ،‬قنعنا بغذائياتنا البائسة من كسرة الدخن وكوب املاء الساخن بنكهة الشاي‬
‫والسكر ‪ .‬مايهم قوله هو أن هذا الضنك ‪ ،‬بكل معطياته وأسبابها ‪ ،‬فشل في صد طموحات‬
‫النوابغ ‪ ،‬فظلوا يحلقون عاليا وعاليا ! من بني الدفعات متيز شاب هو البرجني باستحقاق‬
‫‪ ،‬واستمرار ‪-‬اسمه داؤد يحي محمد ‪ .‬لم أعرف قبيلته اال بعد عقود الحقة عندما أصبح‬
‫شهيدا ذي شأن وقضية ‪ .‬كان من قبيلة الفور واشتهر خالل سني اجلامعة باخلرطوم باسم‬
‫«بوالد»‪ .‬أسماء غالبية الطالب كانت استنساخا من الرسل واألنبياء ‪ ،‬أبرزها محمد ‪-‬يعقوب‪-‬‬
‫آدم ‪ ،‬وغض النظر عن قبائلهم ومناطقهم ‪ -‬فالكل مسلم بامليالد وتسكنه عقيدة التوحيد ‪.‬في‬
‫املدرسة وغيرها من ارجاء دارفور التي زارها الفتي اليافع جتلت صفات مشتركة رغم تعدد‬
‫القبائل ‪ :‬التدين والشجاعة والكرم ‪ .‬سنوات ثالثة ‪ ،‬كبر خاللها فى داخلي ‪ ،‬سرا ‪ ،‬احساسي‬
‫بضرورة االعتذار نيابة عن حكومات وأجهزة املركز جراء ماعانيته وزمالئي من تهميش ‪،‬‬
‫وان علمت أالسبيل لهذا «الشافع» مع مسائل الكبار ! أقول «تهميش» والكلمة لم تستحدث‬
‫يومذاك رغم وفرتها كواقع ‪ ،‬وحتي ان وجدت لم ميكن بامكان عقل فتي املتوسطة استيعاب‬
‫تعقيداتها املتشعبة ! أول دروسي السرية مع النفس متحورت حول محاوالت فهم كلمة‬
‫«جالبي « ومدلوالتها ‪ ،‬فقد كانت ح ّمالة أوجه ! كانت هي االضافة اجلديدة األهم لقاموسي‬
‫على املفردة وأنا أمدرمان املوردة والعباسية ‪ ،‬حيث شيع اجدادنا القبيلة‬ ‫البرئ ‪ .‬عصت ّ‬
‫ودفنوها في قاع النيل منذ زمان تالد ! استغربتها وأنكرتها وقاومتها ‪ -‬وحلمي لم يزل علي‬
‫عنفوانه! أسررت يوما لصديقي «هنوه حماد حسني « تضجري من الكلمة وله من قسمات‬
‫اللون والشعر ماجعلتي أنكر عليه افالته من هذا التنميط القسري! ملاذا أنا «جالبي « وهو ال؟‬
‫علي ببساطة ( لكني من دارفور) ! فهمت املنطق اجلهنمي اذن ‪ :‬ألنني من أهل املركز فأنا‬ ‫رد ّ‬
‫فى أزقة العباسية أوحارة‬ ‫بالضرورة جالبي ‪ ،‬لكن «الشافع» بداخلي مافهم ملاذا لم يبصروا ّ‬
‫الهاشماب أو دافوري االدريسي باملوردة‪ ،‬أو تنوع األلوان في خور أبي عنجة الرابعة عصرا‪،‬‬
‫وكلها تصرخ بأننا واحد !؟ متنيت ‪ ،‬وأنا يافع ‪ ،‬ان تطير هذه الزفة اللونية املفردة وحتط‬
‫بوادي ( ود برلي ) املتاخم للمدرسة ! متنيت أمدرمانا في نياال ! متنيت معافاة من قبائح‬
‫التنميط واجلهوية واللون والقبيلة ‪ ،‬وال زلت علي املني بعد اربعني سنة ‪ ،‬فمجئ تلك االحياء‬
‫وأخالط أقوامها فيه نصرة للكل !‬

‫‪-103-‬‬
‫استطرادا أقول ‪ ،‬حتي ولو غابت العشرات من األسباب الوجيهة ‪ ،‬رغم توافرها األكيد ‪،‬‬
‫فان عنصرية هذا النظام وتزويره السئ لقيمنا نحن أهل السودان الواحد ‪ ،‬سيكون (وحده)‬
‫كافيا الصطفافنا السقاطه ‪..‬فالعار املتواري خجال بدارفور ‪ ،‬هو عارنا ‪..‬وقرحها هو قرحنا ‪.‬‬
‫أما آن حللم النصرة ان يتحقق في التوحد للثأر ؟‬

‫من أشق االمور علي النفس الكتابة بقلم مداده احساسك‬


‫اعتراف ‪ :‬الذاتي ‪ ،‬أو اختزال تفاصيل واختصار روايات أبرياء‬
‫مضوا لربهم ‪ ،‬مظلومني ومنزوعي الكرامة !‬

‫‪-104-‬‬
)2005 ‫ يناير‬25( ‫النسخ الكاملة لتقرير اللجنة الدولية لتقصي جرائم دارفور‬

)‫النسخة االنجليزية( النسخة األصلية‬

https://www.alrakoba.net/SUDAN-Darfur%20comission.pdf

‫النسخة العربية المترجمة‬

https://www.alrakoba.net/darfur-comission-arabic-abdulrahman-alamin.pdf
:‫رابط المقال‬

https://www.alrakoba.net/news.php?action=show&id=91553

-105-
‫قوش وغسيل النبوغ‪ :‬رسب في ‪ 1979‬فتخلف عن دفعته بعام‪،‬‬
‫وراديو ترانزسستور جعله هندوسيًا !‬

‫اللقب بني �أكذوبة الذكاء اخلارق‬ ‫الحلقة‬


‫وتوبيخ �أ�ستاذه الهندي !‬ ‫‪6‬‬
‫‪04-20-2013‬‬

‫ألنه اخلتام ‪ ،‬فاننا سنعبر اليوم من بوابات كثيرة ‪ ،‬أغلبها لم يطرقها سائل ‪.‬‬
‫لسنوات عديدة تناقلنا كنية «قوش» حتي حسبناها اسما عائليا البن احلاجة عائشة‬
‫بت عثمان محمد املاحي واحلاج عبداهلل محمد محمد صالح ‪.‬من أين له ‪ ،‬وكيف لهذا االسم‬
‫الهندوسي الرشيق النطق ‪ ،‬قوش ‪ ،‬أن يعبث بأوراقه الثبوتية ؟ لسنوات طويلة جلبت لنا‬
‫ثقافتنا الشفاهية ورواة االحداث قصصا عن هذا اللقب صبت كلها بتفخيم نبوغه العلمي في‬

‫‪-106-‬‬
‫مادة الرياضيات ‪ .‬لم تسلم ‪ ،‬في زمان التزوير لأللقاب العلمية والسير الذاتية ‪ ،‬حتي صحيفة‬
‫رصينة ومدققة مثل (السودان تربيون ) من السقوط ضحية لهذه الكذبة اجلماهيرية ! فقد‬
‫غابت عنها حصافتها االستقصائية املشهودة وهي تعرض سيرة الرجل فخلطت نبوغه في‬
‫الرياضيات بدعاوي حول منشأ التسمية ‪ ،‬مكانها وسببها ‪ .‬قالت الصحيفة (وفي مدرسة‬
‫بورتسودان الثانوية متت تسميته بقوش انتسابا ألستاذه في الرياضيات نظرا جلدارته‬
‫وموهبته في تلك املادة ) راجع رابط البروفايل ‪http://www.sudantribune.com/+-‬‬
‫روج له قوش نفسه في لقاءاته الصحفية ‪ ،‬علي قلتها‬ ‫‪ -493,Salah-Gosh‬هذا التميز الكذوب ّ‬
‫وندرتها ‪ .‬فهاهو يبلغ صحيفة الصحافة في حديث رمضاني العام املاضي ‪ ، 2012 ،‬ما نصه‬
‫(اللي بدرسو رياضيات اديشينال كانت مجموعة محدودة‪ ،‬وده فيه متيز‪ ،‬وأنا برضو بحب‬
‫ويروج له ‪ ،‬هو الذي جعلنا نتقصد ماضيه االكادميي !‬
‫ّ‬ ‫التميز‪ ).‬مثل هذا التميز الذي يدعيه ‪،‬‬
‫نقرر اليوم ‪ ،‬بعد طواف بأركان الدنيا بحثا عن من زاملوه ‪ ،‬ان الطالب صالح عبداهلل‬
‫محمد صالح لم يكن سوي طالبا جامعيا مبلكات متواضعة جدا منذ دخوله جلامعة اخلرطوم‬
‫في ‪ 1976‬والي ان تخرج منها في العام ‪ ، 1982‬متخلفا عن دفعته بعام أكادميي ! دليلنا علي‬
‫تواضع مستواه الدراسي رسوبه في سنته الثالثة ( ‪ . )1980-1979‬فعندما تكرر رسوبه‬
‫في املالحق ‪ ،‬أضطر العادة السنة الثالثة ‪ ،‬فتجاوزته دفعته ! فبدال من لبس الروب في‬
‫‪ ، 1981‬لبسه العام التالي ‪ ! 1982 ،‬أما لقب «قوش» فقد فرضه عليه أقرانه في الدفعة تهكما‬
‫واستفزازا ‪ ،‬وليس بسبب من متيزه!‬
‫درجت كلية الهندسة بجامعة اخلرطوم علي تدريس مادة الرياضيات الهندسية في‬
‫محاضرة مشتركة للفصول من السنة األولي والي الثالثة ‪ .‬انتظم طالب التخصصات‬
‫الهندسية اخلمسة(املساحة الكهرباء‪،‬املدنية ‪،‬الزراعية وامليكانيكا ) بشكل روتيني مبدرج‬
‫كلية الهندسة الكبير «املطل علي شارع النيل «‪ .‬احملاضران املشرفان علي تدريس الرياضيات‬
‫الهندسية هما الدكتوران البريطاني ساندرز والهندي قوش ‪ .‬كان حظ دفعة طالب السنة‬
‫الثالثة هندسة في عام ‪ 1979‬مع احملاضر الهندي ‪ .‬ذات يوم حضر طالب الصف الثالث هندسة‬
‫مدنية ‪ ،‬صالح عبداهلل ‪ ،‬للمدرج املذكور حلضوراحملاضرة املشتركة ‪ .‬قرر الطالب غير املكترث‬
‫باحملاضرة استبدالها باالستماع ومتابعة اذاعة «هنا أمدرمان «!استلف راديو الترانزسستور‬
‫الذي ميتلكه ابن دفعته ‪ ،‬مدحت عبداجمليد ‪ ،‬املتفوق أبدا في قسم الهندسة الكهربائية ‪ .‬انهمك‬
‫صالح في االستماع وانصرف عن احملاضرة وموضوعها ‪ ...‬وفجأة ‪ ،‬سقطت سماعة االذن‪،‬‬
‫ولعلع الراديو في املدرج ! توقف احملاضر وانكشف أمر الطالب صالح عبداهلل‪ ،‬فانفتحت‬
‫عليه أبواب اجلحيم تقريعا وتوبيخا من البروفسور الهندي الغاضب‪ .‬انتهت احلصة وخرج‬

‫‪-107-‬‬
‫الطالب املنكسر تالحقه قهقهات الشامتني فعوضوه عن موضوع احملاضرة لقبا هندوسيا‬
‫مبذاق فلفل الكيري الالذع ! بعد التخرج ‪ ،‬غسل صالح قوش اللقب وارتداه بفخر ‪ .‬وكما‬
‫شهدنا ‪ ،‬فقد أعاد كتابة التأريخ ومالبسات تن ّزل اللقب عليه ! فأصبح اخلمول االكادميي‬
‫نبوغا ‪ ،‬واسم الهندي تيمنا ‪ ،‬أما التوبيخ العلني فأصبحا نسيا منسيا ومعه دفنت رواية‬
‫الفضيحة والزجر املشهود ‪ .‬فمن غسل املاضي ‪ ،‬والي غسل األموال ‪ ،‬توفرنا اليوم علي مفخرة‬
‫صناعية جديدة بعد ان توقفت مصانعنا ومحاجلنا وخطوطنا اجلوية والبحرية واحلديدية‪،‬‬
‫س ّمها الصناعة االكثر ربحية في السودان ‪ :‬غسيل املاضي السيئ !‬
‫بعد ‪ 34‬عاما من الواقعة طفقنا نبحث عن صاحب الراديو حتي وصلنا اليه في القارة‬
‫االسترالية ‪ ،‬بعضا من حالنا البئيس وقد تفرق أهل املعرفة بكل واد ‪ .‬فصاحب الراديو ليس‬
‫سوي برجني دفعته طوال سنواته في قسم الكهرباء بجامعة اخلرطوم ‪ ،‬وهو اليوم دكتور‬
‫الهندسة الكهربائية ‪ ،‬مدحت عبداجمليد عبداملنعم ‪ .‬الرجل ليس استثناءا في من أنزلهم حال‬
‫الوطن منازل هجرة لم يسلم منها خط كنتور واحد في الكرة االرضية ‪ .‬وجدته في استراليا‬
‫عضوا منتدبا لشركته املسماه ‪.Australia-MENA Links Pty. Ltd‬‬
‫لدى من أقرانه عن واقعة الراديو ‪ ،‬طالبا منه‬
‫راسلت الدكتور مدحت عارضا ما جتمع ّ‬
‫التعليق ‪ .‬لم يخيب ظني ونهض معتصرا الذاكرة ‪ .‬قال في رده املكتوب ‪ ،‬وأنا أورده هنا‬
‫بحذفاره النصي حيث ان ال عالقة للرجل بأي جزئية أخري في هذا التقرير بخالف واقعة‬
‫الراديو ‪ .‬قال ( نعم ‪ ،‬القصة عن الراديو صحيحة متاما ومن هنا أتي اللقب‪ .‬صحيح انني كنت‬
‫أول تلك الدفعة ‪ ،‬ولكن تخصصي كان الهندسة الكهربائية وليس الهندسة امليكانيكية ‪ .‬أود‬
‫ان أضيف ان الراديو خاصتي متت مصادرته بواسطة احملاضر الهندي الدكتور قوش كعقاب‬
‫الستخدامه أثناء احملاضرة ‪ .‬أصر احملاضر علي حضور صاحب الراديو ملكتبه الستالمه ‪،‬‬
‫ظنا منه ان صاحبه هو صالح عبداهلل ‪ .‬طلبت من صالح تولي ذلك األمر والذهاب للمحاضر‬
‫لالفراج عن جهازي ‪ ،‬اال انني الزلت انتظر ارجاع جهاز راديو الترانزستور األزرق اجلميل‬
‫اخلاص بي !) ‪ .‬تكرم الدكتور مدحت وأرسل لي مشكورا صور تشابه الراديو الذي فقده‬
‫لألبد!‬
‫وعلي محور آخر ‪ ،‬سألنا رصفاء قوش عن شخصيته في تلك األيام ‪ .‬أجمع ‪ 6‬منهم علي أنه‬
‫كان أكثر من طالب عادي جدا ‪ ،‬بال أي شئ فاقع مييزه ‪ .‬قالوا انه لم يكن «بارزا» في اسالميته‬
‫وأمامه قامات سامقة ‪ ،‬امني بناني أو املهندس داؤود يحي محمد «بوالد»‪ .‬لم ميارس نشاطا‬
‫رياضيا أو ترفيهيا يقربه من الضوء ‪ .‬قالوا ‪ ،‬حتي مخالطاته لم تتجاوز زمالئه بالكلية من‬
‫أبناء الشرق ‪ ،‬وكسال بالتحديد ‪ .‬يذكرونه كطالب مهمل لواجباته في كلية حفلت بالنوابغ‪،‬‬
‫‪-108-‬‬
‫متأخرا دوما في تسليم الواجبات املستحقة ‪ .‬يقارنوه مبن غادر الكلية بسبب من أحداث‬
‫شعبان في أوائل السبعينات وعاد اليها بعد سنوات ‪ ،‬ويقصدون بوالد‪ ،‬فيقرروا ان سنوات‬
‫انقطاعهم لم تخدش مقدراتهم العلمية ‪.‬‬
‫كان صالح قوش لصيقا بأحد أبناء كسال ‪ ،‬املهندس كمال صديق ‪ ،‬الذي ينحدر من أسرة‬
‫ملتزمة بتيار اجلبهة االسالمية مما يفسر اختيار البشير لشقيقه حسب الرسول صديق‬
‫كطبيب خاص‪ .‬في كثير من األحيان استفاد قوش من جدية كمال صديق االكادميية بل‬
‫واعتمد عليه في الكثير من املطبات العلمية والواجبات ‪ ،‬وماأكثرها ! يالحظ ان هذه الدفعة‬
‫من املهندسني االسالميني ارتبط جميعهم بجهاز أمن االنقاذ ! كثيرون منهم غدوا أسماءا‬
‫ساطعة في تكبيل حرياتنا واالزديان باملال املسروق ! مهندسون فارقوا التخصص الي‬
‫تقنيات «هندسة التعذيب « ومن زنازين التعذيب تألألت سيرتهم في اللصوصية والثراء‬
‫احلرام ‪ ،‬ماهو سرهم ياتري ؟ كيف هبطت عليهم ليلة القدر وساقتهم من اجلامعة مبفكاتهم‬
‫ليسطوا علي خزائن املال بهويات جهاز األمن األخواني؟ اسمعوا قوش يتحدث في ‪ 26‬يوليو‬
‫‪ 2012‬وسنأتي للمزيد الحقا ‪.‬سألوه عن عمله بعد التخرج ‪ ،‬قال (ما اشتغلت كنت متفرغ‬
‫سياسياً) ويستمر احلوار ‪ ،‬فيقول ان رتبة تعيينه التي بدأ بها في اجلهاز كانت رائد ‪.‬سألوه‬
‫ان كان دخل اجلهاز بواسطة أجاب ( عمري مادخلت حته بواسطة) ‪ ،‬ثم تراشق ( ليه دخلت‬
‫اجلهاز؟) قال االلتزام التنظيمي ‪ ( ،‬مبعني ؟؟) فأكمل (أنا كنت في اجلامعة مسؤول عن األمن‬
‫واملعلومات وعملت في األجهزة اخلاصة للحزب‪).‬‬
‫الي جانب عبدالباسط حمزه وقف أبوعبيدة «دج»‪ .‬أما موسي املتخصص «هندسة ‪/‬‬
‫مساحة» فقد رافق قوش املتخصص «هندسة ‪/‬مدنية «الي جهاز األمن ‪ .‬يتوارد ان قوش‬
‫خشي منه فأبعده واستبدله مبحمد عطا « هندسة‪/‬ميكانيكا «! وهناك طارق فته «هندسة‪/‬‬
‫ميكانيكا « ابن بورتسودان األقرب سلوكا لليبراليني اال انه نال حطوته في األمن أيضا ! ‪،‬‬
‫وعلي مقربة منه كان آخر ‪ ،‬نسخة مط ّورة من الطيب سيخة في الفتونة ‪ ،‬فأسموه لقبا ب(راجل‬
‫البركس ) ‪ .‬أما األشقاء السعيد ومحمد عثمان محجوب فانخرطا في العمل االسالمي املنظم‬
‫وتقربا من قوش برابط شلة أوالد كسال ‪ ،‬ونالهم نصيب وافر من هذه القربي ! كانت ايضا‬
‫شركتا دانفوديو والنصر األكثر كرما في استيعاب هؤالء النفر فهبطوا عليهما من اجلامعة‬
‫زرافات ووحدانا كما في حالة كمال صديق وقوش ومعظم االخرين ‪ .‬سألنا ابناء دفعته‬
‫عن نشاطات البصبصة التي مارسها صالح قوش باجلامعة ‪ ،‬أشار اثنان منهم لواقعة ورقة‬
‫غريبة تسربت من داخلية «ترهاقا» حيث أقام طالب السنة النهائية ‪ .‬غرابة تلك الورقة انها‬
‫حوت معلومات مفصلة عن امليول السياسية لكل الدفعة اال ان الكل عجز عن ربطها مبن‬
‫‪-109-‬‬
‫أعدها ‪ ،‬فبقت سرا مكشوفا بال حاضن معروف وان رجح الناس ان يكون قوش هو االب غير‬
‫املعترف باالبوة‬

‫المال والمهندسون األمنيون‪...‬وزينة الحياة الدنيا !‬


‫كل التجربة احلياتية املهنية للمهندس صالح قوش دارت شموسها في مج ّرة االمن ‪.‬‬
‫ففيه ترعرع منذ أيام احلياة اجلامعية‪ ،‬وبأخالقه تطبع ‪ ،‬وله تفرغ ‪ .‬أدمن علي شراء الوالء‬
‫والذمم فآمن بأن أي شئ معروض للتداول بيعا أو يشراءا ‪ ،‬لذا فان جهاز األمن يجب أن‬
‫يكون أكبر مشتر في السوق –ولكل شئ ‪ .‬حدثنا برملاني سابق أن قوش هو أكثر املستفيدين‬
‫من آلية جتنيب األموال ‪ .‬قال ان البرملان ووزارة املالية عجزا متاما من اخضاعه ألي سقف‬
‫محدد للمخصصات في امليزانية ‪ ،‬فقد صرف دوما ‪ 4‬أضعاف مخصصات ميزانيته من الدخل‬
‫«اجلانبي « الذي تدره شركات اجلهاز ‪ ،‬داخل وخارج السودان ‪ .‬قال البرملاني أن قوش كان‬
‫عدوا أصيال للمراقبة املالية والضوابط احملاسبية فصرف ‪ ،‬وصرف بال خشية من مساءلة‬
‫أو فقر ‪ .‬ساق لنا مصدر موثوق منوذجا للكيفية االدارية التي كان يدير بها قوش اجلهاز ‪.‬‬
‫فمثال ‪ ،‬عينّ قوش زميلة السابق بالهندسة الدكتور» ح ‪.‬ف « كعضو في مفاوضات أبوجا‬
‫وقد كان الرجل يعمل في دبي براتب شهري مقداره ‪ 10‬ألف دوالر ‪ .‬تردد الدكتور ‪ ،‬بدءا ‪ ،‬في‬
‫القبول بالعرض ‪ ،‬اال أن قوش أقنعه بأنه سيدفع له راتب عامني مقدما (‪ 240‬ألف دوالر)‪.‬‬
‫ولتأكيد اجلدية سلمه في دبي حقيبة مكتنزة ب‪ 200‬ألف دوالر وقال له ان املتبقي سيصله‬
‫بعد حضوره من أبوجا للخرطوم ‪.‬استقال الدكتور من وظيفته وبالفعل سافر للمشاركة في‬
‫املفاوضات ‪ .‬عاد للخرطوم واستلم املتبقي ومت تعيينه في السلطة االنتقالية لدارفور براتب‬
‫مقداره ‪ 5‬ألف دوالر ومخصصات السكن والسيارة والبنزين ‪ .‬وما ان هبت العواصف علي‬
‫االتفاق ‪ ،‬بعد سنوات قالئل وانقلب العسل الي بصل ‪ ،‬أوقفت اخملصصات ومتت مصادرة‬
‫السيارة من الدكتور الذي تقطعت به السبل في اخلرطوم ! لم يجد من سبيل اال االعتياش‬
‫ببيع كبونات النزين لتأمني خبزه اليومي !وبعد احلاح وتظلمات لزميله مدير اجلهاز ‪ ،‬وافق‬
‫قوش علي ارجاعه كمحاضر بجامعة اخلرطوم حيث يعمل األن بعد أن قال وداعا حلياة‬
‫الدعة في دبي واخلرطوم بعد أقل من ‪ 4‬سنوات !‬
‫من تابع حلقاتنا عن بن الدن البد وان علم بتفاصيل النهب الذي تعرض له زعيم القاعدة‬
‫ممن حرسوه من رجال جهازنا االشاوس ‪.‬‬
‫كتب الزمبل محمد علي أونور في ‪ 18‬مارس املاضي مقاال بعنوان «ملف الفساد في صندوق‬
‫اعمار الشرق « رصد عجبا عن أحد ابناء دفعة قوش ‪ ،‬أبوعبيدة دج ‪ ،‬واستعرض بدقة‬
‫‪-110-‬‬
‫شراهته في التسحت من املال العام ! تسلح امللف بتقرير املراجع العام حول اداء صندوق‬
‫اعمار الشرق لعام ‪ .2011‬أنشأ صندوق إعمار الشرق باملرسوم اجلمهورى رقم «‪ »1‬لسنة‬
‫‪ 2007‬انفاذا ً الحكام اتفاقية سالم الشرق املوقعة بني احلكومة وجبهة الشرق فى ‪2006‬‬
‫بأسمرا ‪.‬رصدت االتفاقية مبلغ «‪ »600‬مليون دوالر على مدى خمس سنوات إلعادة البناء‬
‫والتنمية بشرق السودان ‪ .‬بينت املراجعة أن وزارة املالية خصصت مبلغ «‪ »616.420‬جنيها ً‬
‫ملشتروات السلع اال أن جهاز «دج» جتاوز املسموح بثالثة أضعاف ‪ ،‬بل واشتملت املشتروات‬
‫علي وجبات ‪ ،‬كاملة بالشاى والقهوة!! ففي ‪ 3‬فبراير املاضي كشف البرملاني صالح مندر‬
‫لصحيفة «آخر حلظة» عن وجود بند باسم «بند القهوة» فى الصندوق خصص له أكثر من‬
‫«‪ »15‬مليون جنيه!! أكبر الفضائح ان ادارة الصندوق درجت علي عدم إرفاق الفواتير النهائية‬
‫املؤيدة لشراء السلع واخلدمات! أما مرتبات الوظائف املصدقة بامليزانية ولم يشغلها أحد ‪،‬‬
‫فقد حتول مبلغها ( ‪ 846.886‬جنيهاً) لبند شراء السلع واخلدمات !ويشير تقرير املراجع‬
‫العام الي أن العهدات احلكومية وبالذات السيارات ‪ ،‬ال يتطابق عدد املوجود منها فعالً مع‬
‫العدد املسجل بدفتر عهدة الشؤون اإلدارية بالصندوق عند االستالم ! ‪...‬نعم تبخرت ! أما‬
‫ثالثة األثافي فنوردها نصا من صفحة ‪« 21‬مت دفع مبلغ «‪ »21.071‬جنيها ً نثريات وتذاكر‬
‫سفر للسيد وزير الشؤون اإلنسانية ملشاركته فى مهمة رسمية بدولة االمارات) ! ودبي تقع‬
‫فعال في الشرق اجلغرافي للصندوق !‬

‫التبرؤ من قوش ‪ ،‬السكاكين والثور الذي هوي ‪ ...‬غندور واألمريكان !‬


‫سقط قوش وجاء يوم التبرؤ منه ‪ ،‬من داخل االستديو ‪...‬ومن خارج االستديو ! تنصل‬
‫بعضهم علنا ‪ ،‬وآخرون خفية ! فمنذ اعتقاله يوم اخلميس ‪ 22‬نوفمبر ‪ ، 2012‬دخل مصاف‬
‫املبتلني بداء اجلذام ‪ ،‬حمانا اهلل‪ .‬فقد حاذر رصفاؤه في السلطة الوقوف بجانبه ‪ ،‬ولم نسمع‬
‫ولو بقيادي واحد سعي لتفقد حاله حيث ما كان يحشر الناس ‪ ،‬أو زاره باملستشفي ‪ .‬اعتقلوه‪،‬‬
‫وفورا أمسك زمالؤه عن ذكر اسمه !‬
‫هرطق مرجفو السياسة ان قوش يوازي في أهميته لالمريكان ‪ ،‬اجلراح الباكستاني ‪،‬‬
‫شاكيل افريدي ‪ ،‬من منظور ماقدمه كليهما لليانكي ‪ .‬راهنوا بأن تضغط واشنطن باجتاه‬
‫االفراج عنه مثلما مافعلت مع من أوصلها لرقبة بن الدن ‪ ،‬فنحرته في غرفة نومه ‪ .‬ونعلم‬
‫جميعا انه وبسبب أفريدي ‪ ،‬دخلت باكستان لعبة عض أصابع مكلفة مع واشنطن ‪ .‬فما أن‬
‫حاكموه في ‪ 23‬مايو املاضي ب ‪ 33‬عاما ‪ ،‬حتي قررت امريكا تكرميه ! فجنسته غيابيا وشرفته‬
‫ببراءة ميدالية الكونغرس الرفيعة‪ ،‬وخفضت مساعداتها لباكستان مبقدار ‪ 33‬مليون دوالر‪،‬‬
‫مليونا عن كل سنة لشاكيل في سجنه ‪.‬‬
‫‪-111-‬‬
‫صدقت النبؤات في حالة أفريدي وكذبت في حالة قوش ‪ .‬بل ذهب األمريكيون لشوط‬
‫أبعد‪ :‬التبرؤ من قوش !‬
‫أغرب قصص التبرؤ هذه جاءت علي لسان السفير االمريكي السابق ريتشارد وليامسون‪،‬‬
‫مساعد وزير اخلارجية لشؤون املنظمات الدولية ابان رئاسة ريغان في ‪ 1988‬واملبعوث‬
‫اخلاص للرئيس جورج بوش (االبن) في بالدنا مابني ‪ 21‬ديسمبر ‪ 2007‬والي مارس ‪2009‬‬
‫‪ .‬بل هو املبعوث الرئاسي األمريكي األكثر شهرة بسبب واقعة النادي الدبلوماسي باخلرطوم ‪.‬‬
‫فيومها احتشد االنقاذيون لالحتفاء بتوقيع اتفاق رفع اسم السودان من قائمة البلدان الراعية‬
‫لالرهاب ‪ .‬وفي النادي رن جوال وليامسون مبكاملة هاتفية من واشنطن ‪ ،‬فأنتهي احلفل دون‬
‫أن يوقع علي شئ الي أن غادرللسودان ! ‪.‬في يوم ‪ 11‬مارس املاضي ‪ ،‬وفي ختام قمة مفاجئة‬
‫احتضنتها جامعة جورج ميسون بوالية فيرجنيا ملنظمات اجملتمع املدني األمريكية الفاعلة‪،‬‬
‫فجر السفير القانوني ريتشارد وليامسون القنبلة اذ قال نصا ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪(Being familiar with a significant quantity of what was learned for cooperation‬‬
‫‪with Salah Gosh, Sudan’s former intelligence chief, that intelligence wasn’t‬‬
‫)‪worth the spit on your shoe‬‬

‫مبا ميكن ترجمته علي نحو (مبا أعرفه من كم معتبر من التعاون املعروف مع صالح‬
‫قوش ‪ ،‬مدير مخابرات السودان السابق ‪ ،‬فان تلك املعلومات االستخبارية ال تساوي في‬
‫قيمتها بصقة علي حذائك ) !!!‬

‫وااااو ! ثم واااااو ‪........‬ثم وااااااااااااااو !‬


‫الي هذه الدرجة مت تبخيس قيمة املعلومات واخلدمات التي تعرف كل الدنيا أن قوش‬
‫قدمها للسي آي ايه ؟ رمبا ونتيجة لهذا اجلحود ‪ ،‬فان رسالة التنظيمات املشاركة في هذه‬
‫القمة الي وزير اخلارجية جون كيري في ‪ 19‬مارس طالبته مبعاملة اخلرطوم مبا تستحقه‬
‫من عنف وغلظة (نص الرسالة الداوية ‪.../131240029/http://www.scribd.com/doc‬‬
‫‪. ecretary-Kerry‬ذهبت تلك الرسالة الي حد الطلب الصريح من ادارة الرئيس أوباما عدم‬
‫تعيني السفير تيموثي كارني (املتعاطف مع اخلرطوم ) ورشحت بدال عنه نفر أشداء أقرب‬
‫الي التطرف في معاداتهم لالسالم السياسي ‪ ،‬وينصحون واشنطن الرسمية بعدم التجول‬
‫في حارات ذلك النوع من االسالم اال بعصي مرفوعة دوما! من هؤالء رس فينقولد‪ ،‬ريشارد‬
‫وليامسون ‪ ،‬هوارد بيرمان وتوم بريلليو ! أهم قرارات قمة جورج ميسون تنفيذ فكرة معرض‬
‫متفرد في الصدمة وعلم االعالن التأثيري‪ .‬أنت مدعو اينما كنت ‪ ،‬عزيزي القارئ ‪ ،‬ملشاهدة‬
‫‪-112-‬‬
‫قنوات التلفاز مساء يوم ‪ 8‬يونيو القادم اذ ستعرض أمامك ما يحاكي مليون قطعة عظم آدمي‬
‫يتم رصها أمام النصب التذكاري بالعاصمة واشنطن !‪.‬سيقولون ان هذا الرميم البشري‬
‫يشابه ماخلفه التطهير العرقي في سوداننا املنكوب والصومال وبورما والكونغو ! ينهمك‬
‫اآلن اعضاء تلك املنظمات ولألشهر الثالثة القادمات في صنع هذه الرمم من الطني ! جنزم ان‬
‫نهر العاصمة الوديع ‪(،‬الباتومك) ‪ ،‬سيسيل دمعا وحزنا في ذلك اليوم علي النصب التذكاري‬
‫في يوم يشابه تقيؤ امعاء األرض مافي جوفها من أكفان !!‬
‫ما نعرضه اليوم هو وثيقة محشوة بالكثير من املعلومات التي نقلها ابراهيم غندور عندما‬
‫التقي املسؤول السياسي بالسفارة االمريكية باخلرطوم يوم ‪ 28‬يناير‪ . 2010‬ستتوقف ‪،‬‬
‫مثلنا ‪ ،‬عند قصة سحب ياسر عرمان من سباق الرئاسة بروايتيها املتناقضتني ملشار وغندور‪.‬‬
‫وستتعجب أيضا من «قوة عني» طبيب االسنان وهو يبلغ اخلواجات في البند ‪ 6‬مانصه‬
‫( الصحافة السودانية هي أكبر عدو للمؤمتر الوطني ( انها تعرضنا في ضوء مبهرج )‬
‫وفرية أن حزبه كان يأمل في صحافة ناقدة له حتي يثبتوا قوة املساندة احلقيقية لهم ‪.‬‬
‫«السودانيون يوافقون علي الطريقة التي ندير بها أعمالنا « ‪-‬كما قال! ‪ .‬لكنا ال نعرض وثيقة‬
‫غندور‪/‬وايتهيد بحثا عن تلك اخلبريات ‪ ،‬علي أهميتها ‪ .‬فهدفنا هو أن نبرهن عنف احلملة‬
‫السرية للتبرؤ عن قوش ‪ ،‬بعد ‪ 3‬سنوات اثر توريطه في انقالب هو واحد من مسرحيات‬
‫السخف االنقاذي ان ارادوا جرد حسابات ‪ ،‬وهو تكتيك أصيل مارسه قوش بغلظة !جلس‬
‫ابراهيم غندور الي بصاص السفارة االمريكية ينقل له مايدور داخل األروقة ‪ ،‬فذكر اسم‬
‫قوش ‪ 13‬مرة ! هذا الترويج احملموم لقوش ‪ ،‬حتي بعد اعفائه من ترؤوس جهاز اجلاسوسية‬
‫السودانية ‪ ،‬الحظه املسؤول األمريكي فخصص البند ‪ 7‬من برقيته ‪ ،‬وبكامله ‪ ،‬للحديث عنه‬
‫‪ .‬حتت عنوان ( صالح قوش يلعب دور املستشار) ساق اخلواجه مالحظته عن «كبكبة»‬
‫غندورفقال (أشار غندور باستمرار متصل ملشاركة صالح قوش في املناقشات السياسية) !‬
‫ان تأملت وظيفة خرقة القماش اخملروطية املشابهة ل»كون» االيسكرمي في ممرات الطائرات‪،‬‬
‫ألدركت ان اهلل قيض لنا أمثالها بشرا مبواهب الدالقني في قراءة اجتاه هبوب الرياح ‪ ،‬فمالوا‬
‫أينما هبت ! فقط يحزنك ان جراب الدالقني يعتد بنزاهته اذا ال يحشوه اال الهواء لقاء خدماته‬
‫!أما أ ُ ْو َل ِئ َك فلهم مع كل ميلة من العطايا نصيب ‪ .‬تراهم في دأب النمل انشغاال بازاحة ماسقط‬
‫ان وتنصيب اجلديد ‪ ،‬ورفع التحية بالتمام ! في ‪8‬‬ ‫ِيب َوتمَ َ ا ِثي َل َوجِ َف ٍ‬
‫من البترينة من َم َحار َ‬
‫مايو ‪ 2011‬مت أعفاء قوش للمرة الثانية خالل اسبوع من أمانة العاملني ‪ ،‬وأزيح فتحي شيال‬
‫من أمانة اإلعالم ‪ ،‬فتوهط غندور مكان الثاني ‪ .‬استوضحته الزميلة سامية اسماعيل «الرأي‬
‫العام» عن اجملزرة ‪ ،‬وكتبت (وحتدث بروفيسور إبراهيم غندور بذات لهجة التقليل من أهمية‬

‫‪-113-‬‬
‫األمر‪ .‬وقال إن اخلالف عادي والتعديالت طبيعية وأن حتريك أمناء األمانات اليعني خالفا ً‬
‫يؤدي الى شقاق وأكد في حديثه لل«الرأي العام» أنه ال توجد خالفات بالوطني كما ال توجد‬
‫مشكالت أو تقاطعات فردية‪ ،‬وإعفاء أي شخص من منصبه باحلزب أمر طبيعي وال يعني‬
‫بالضرورة وجود خالف) !‬
‫في صباح يوم قريب استضافت الرأي العام ‪ ،‬أيضا‪ ،‬بروف العمال ليحدثنا عن مآلنا ‪.‬‬
‫حدث هذا قبل أسابيع فائتة ووطننا في قلب متشابكة الفجيعة الراهنة ‪ .‬توقعنا ان ينهض‬
‫«البروف « للصدح مبا هو مستحق ومفترض ‪ ،‬وهناك أكوام من هذا املستحق وذاك املفترض‪.‬‬
‫كنا سنفهم ‪ ،‬بل سنجد له العذر ‪ ،‬لو انه انصرف عن اخلوض في أمور حتتاج لشجاعة لم نألفها‬
‫عنه أو نتوقعها منه ‪ .‬لكنه ‪ ،‬قطعا‪ ،‬كان ميكنه ان ينهض لصالح «صديقه» قوش ولو من خلف‬
‫حجاب آمن ! كان بامكانه ان بحصب املوضوع بطق حنك ال يكلف شيئا ولن يفعل شيئا ‪ ،‬كأن‬
‫يذ ّكر جماعته مبستوجبات العدالة وقد وعدوا بها الناس‪ ،‬طوعا ‪ ،‬في مؤمترات صحافية‪ .‬كان‬
‫بامكانه «وهو ممن يسمون بالقياديني « ان يستعجلهم بابراز أدلة االدانة املوعودة أو‪ ،‬بتقدمي‬
‫قوش ورهطه للمحاكمة العادلة التي وعدوا بها في دولة القانون املزعومة ‪.‬مثل هذا احلديث‬
‫االكادميي األجوف كان سيفي بالغرض ففيه فرقعة داوية بال بارود مؤذي ! وفيه أيضا رفع‬
‫عتب ‪ ،‬من جانب‪ -‬الذي رمبا عاد ببعض الفائدة عليه وعلي حزبه ‪ ،‬من جانب آخر ‪ .‬لم يفعل !‬
‫ترك غندور مستحقات الساعة وأحتفنا بنصائح من وحي جتربته في الزواج للمرة الثالثة !!‬
‫قال (قرار الزواج الثاني هو االصعب‪ ،‬وقرار الزواج الثالث هو االسهل‪ ،‬والثاني صعب جلهة‬
‫انه اول قرار للتعدد‪ ،‬ليكون االنسان متخوفا من مآالته و انعكاساته االسرية‪ ،‬ولكن في حالة‬
‫النجاح في الثاني يكون الثالث سهال جدا‪(،‬اضاف ضاحكا)ورمبا ال يكون الرابع صعبا)‬
‫وختم نصائح الساعة « بنفي سبة الثراء ‪ ،‬وهي تهمة لم يذكر انقاذي اال وقامت تسعي من‬
‫خلفه ! في رده علي سؤال تعلق بظاهرة زواج ابناء االنقاذيني من بعضهم اآلخر ‪ ،‬حشر هذه‬
‫االضاءة ‪ ،‬بال سبب اال من ريشة يحس بها تتطاير برأسه ( واجلدير بالذكر نحن لسنا أهل‬
‫بزنس وال منلك حتى كشكا صغيرا إلدارة اي عمل جتاري او استثماري) !‬
‫ترك غندور قوش في زنزانته ‪ ،‬وهرع يبحث عن ظل جديد يحتمي به ‪.‬ذهب لشجرة‬
‫يعرفها عندما «أفتعل» البشير أضحوكة تنحيه في ‪ 2015‬ورمي بطعمها لصحيفة الشرق‬
‫القطرية يوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬ما أن شهد غندور االصطفاف ينتظم «اجلماعة « حتي خرج‬
‫علي الناس في اليوم التالي وفي جريدة الصحافة ‪ 21‬مارس بأصبعني أحولني ‪ ،‬ال تعرف‬
‫الي أين ينظران! فقال بجهة من فمه ( علي عثمان محمد طه هو األقرب إلى خالفة الرئيس‬
‫عمر البشير في الترشح لالنتخابات املقبلة بحكم أن طه ظل نائبا ً للرئيس لفترة طويلة)‪..‬ثم‬

‫‪-114-‬‬
‫استدار وقلب «الكضم» ليش ّكر الرئيس ( في حالة البحث عن مرشح آخر يكون خليفة حقيقيا ً‬
‫للبشير‪ ،‬يتم ّثل في سد الثغرات التي كان ميألها الرئيس واملتمثلة أوالً من حيث املقبولية‬
‫وثانيا ً من حيث الشجاعة وثالثا ً من حيث القدرة على اتخاذ القرار‪!!).‬‬
‫عندما انتاش الصقور تصريحه ‪ ،‬وشرعوا في ضبط احداثيات مدفعيتهم صوبه ‪ ،‬أطلق‬
‫لسانه هربا من لسانه وأعطاهم الدبر! ذهب جلريدة الوطن يوم ‪ 25‬مارس ‪ ،‬أيضا بأصبعيه‬
‫األحولني ليصحح (هذا قرار شخصي لألخ الرئيس ‪ ...‬ال زالت هنالك ثالث سنوات من دورة‬
‫الرئيس‪ ،‬واحلديث عن خالفة البشير وعدم ترشحه يخلق بلبلة كبيرة‪ .‬وشخصيا ً امتنى من‬
‫اإلعالم الواعي أن ال يجعل من هذا األمر شاغالً للناس‪ ،‬وامتنى من األخ الرئيس ان يترك األمر‬
‫ألجهزة احلزب !!!) أغرب ماختم به غندور تصريحه ‪ ،‬وبال مناسبة ‪ ،‬هرولته للتمسح بعطا‬
‫وشطب ‪ 9‬سنوات من ترؤس صديقه املعتقل جلهاز األمن وتعاونه املشهود مع األمريكان ‪.‬قال‬
‫بروف العمال (احلديث حول تسليم أسماء للواليات املتحدة هذا نفاه جهاز األمن واخملابرات‬
‫السوداني‪ ..‬وبالطبع هذا احلديث كان محاولة لتشويه صورة اجلهاز‪!).‬‬
‫ياتري هل قرأ غندور ما صرح به شقيقه في املهنة ‪ ،‬طبيب الضروس والسوس ‪ ،‬مصطفي‬
‫اسماعيل ‪ ،‬مزهوا لصحيفة لوس اجنلوس تاميز في ‪ 2005‬عندما حسب ‪ ،‬وهو وزير خارجية‪،‬‬
‫تعاون قوش مع أمريكا مدعاة للتفاخر واملنة (ظللنا نخدم كعيون وآذان للسي أي أيه في‬
‫الصومال )‪ !..‬هل قرأ ما كتبه في ‪ 30‬اغسطس ‪ 2008‬محرر الواشنطن بوست جيف شتاين‬
‫وكشف ان العمليات املشتركة مابني السي أي ايه واخملابرات السودانية اسمها احلركي هو‬
‫(احلرب الطويلة)؟‬
‫انكار الثابت هو ضرب من سخف قلة احليلة ‪ .‬فمثلما علمنا بأنه لوال الثورة االيرانية في‬
‫‪ 1979‬ضد الشاه ‪ ،‬ملا ظهر اخلميني ‪،‬أيضا عرفت الدنيا انه لوال تدمير القاعدة لتوأمي برج‬
‫التجارة في ‪ 2001‬ما كان قوش ليحلم بدخول «النغلي» !‬
‫احتشد غندور واستنفر لسانه ترقبا ألي مستجد يقفز به للمعسكر اآلخر‪ .‬تأكد له ان‬
‫معسكر نافع كسب جولة دامية ضد حلفائه علي عثمان وقوش ‪ ،‬فباعهم ! أراد هبوطا آمنا‬
‫في دار نافع بحلقوم يصيح «أنا منكم ومعكم « ‪ .‬لم ينتظر طويال ! ففي ‪ 5‬أبريل نتف نافع كل‬
‫ما علق بكتف غازي من عالمات وألقاب ‪ ،‬وأعاده للبرملان برتبة جندي نفر بعد أن كان قائدا‬
‫لكتيبة النواب ! هذا النبأ تطايرت به كل وكاالت االنباء ‪ ،‬ولم يشكك أحد في صدقيته ‪ .‬بل‬
‫وحتي «الفاعل « و»املفعول به» اعترفا بحدوثه رغم ذلك قرر بروفسور الضروس « تكسير‬
‫الثلج « برفع اللوم عن الفاعلني !كتب الزميل عمار محجوب يوم السبت ‪ 6‬ابريل في (آخر‬
‫حلظة) يقول (اعتبر البروفيسور إبراهيم غندور أمني العالقات اخلارجية باملؤمتر الوطني‬
‫‪-115-‬‬
‫التعديالت التي أجراها احلزب في بعض هياكله أنها أمر طبيعي ونفى غندور بشدة أن يكون‬
‫إعفاء الدكتور غازي صالح الدين العتباني من أمانة الشؤون البرملانية بسبب تصريحاته‬
‫األخيرة اخلاصة بترشيح املشير عمر البشير) !!!‬
‫وهلل في خلقه شؤون !‬

‫الفيسبوك ‪...‬سالح الكالم في صفحة قوش !‬


‫التطالع أي صفحة بالفسيبوك ذات اهتمام بالسياسة السودانية اال وترسخ استغرابك‬
‫عن شجاعة املتداخلني ‪ .‬فاالسماء في معظمها حقيقية ‪ ،‬واجلدال علنى واآلراء حدية وقاطعة!‬
‫وبنقرة علي الصورة تتعرف علي كامل مفردات هوية الكاتب وتفاصيل حياته ‪ .‬واألمر كذلك‪،‬‬
‫يقفز سؤال مشروع ‪ ،‬وبخاصة عن املتداخلني من السودان ‪ :‬اين هم في الواقع املعاش ‪ ،‬ال‬
‫االفتراضي ؟ ملاذا يحذرون الشوارع وهوياتهم في فضاء االسافير تشابه هويات املنشقني‬
‫من اجليش احلر ‪ ،‬فيها كل معلوم ولو كان حارات سكناهم ؟ ان تصفحت صفحة جهاز األمن‬
‫واخملابرات ‪ ،‬لفهمت ما نقصد ‪ .‬فهناك فتية وفتيات تخصصوا في ارتياد تلك املدونات وترك‬
‫ممنوعات الكالم بال وجل أو تهيب !‬
‫ياتري ‪ ،‬هل سيذكر التأريخ الفيسبوك بأنه انتفاضة السودانيني في الهواء ‪ ،‬و»حضرنا‬
‫ولم جندكم» في امليادين !؟‬
‫ذهبنا نستمزج سريعا بعض الصفحات من الفيسبوك ذات الضجيج والصيت ‪،‬وتوقفنا‬
‫طويال عند صفحة الفريق أول صالح عبداهلل قوش ‪ .‬بل زرناها لبضعة أيام لتقفي جديدها ‪.‬‬
‫صفحة (السائحون) صامت عن ذكر أخبار رموزهم من املعتقلني العسكريني في (االنقالب‪/‬‬
‫احملاولة تخريبية ) لفترة ‪.‬كان اول خبر عنهم في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،‬بعد ‪ 10‬ايام ‪ .‬دخل صفحتهم‬
‫من جاء من يناكفهم ‪ ،‬متأبطا شرا ! ألصق الزائر صورة بهية للشهيد العقيد الركن عصمت‬
‫ميرغني طه عصمت أحد شهداء مذبحة رمضان ال ‪ . 28‬نادي ابراهيم محمد عامر باملعلومة‬
‫(يا جماعة انتوا عارفني من هذا الرجل العظيم ‪ ...‬انه احد شهداء رمضان) جاء التبرؤ خجوال‬
‫في رد عزالدين ياسني (العقيد عصمت من الضباط الذين اعدموا مع شهداء رمضان وعددهم‬
‫‪ 28‬ضابط وليس له عالقة مع السائحون) وبدأ الهجوم امل ّركز ‪ ،‬كتب ابراهيم عثمان يوم ‪15‬‬
‫ديسمبر (شوف النفاق الشهيد عصمت اغتيل ظلما ضمن شهداء‪28‬رمضان الذين مت اغتيالهم‬
‫بيد الذين يدعون االسالم) ثم قذيفة مدوية في اليوم التالي من عبداحلافظ الطاهر (اللهم ارحم‬
‫شهداء ‪ 28‬رمضان و دمر السائحون الكاذبون عبدة العمارات والفواره وحرامية الشعب)‪،‬‬

‫‪-116-‬‬
‫وارتفع صوت رامي روميو بهتاف يوم ‪ 17‬يناير (عاش شهداء ‪ 28‬رمضان في عليني) أما‬
‫ود ياسني فأشعل الزناد بجرأة (هم عشان ماعندهم رجال زي ضباط ‪28‬رمضان دايرين‬
‫اتلصقو قسما دم ‪ 28‬في رقابنا قال سائحون) ‪..‬انتهت معركة تفرقوا بوعد صدام في يوم‬
‫آخر ‪.‬أول اشارة في الصفحة ألسري السائحون كانت يوم ‪ 18‬يناير ‪ ، 2013‬أي بعد قرابة‬
‫‪ 3‬أشهر ‪..‬أين كان كتبة الدبابني ؟ هل هذا االنتظار الطويل كان للتهدئة ‪ ،‬هل ألن اخلروج‬
‫العلني علي االنقاذ وقيادتها ال بد وأن يجري وفق حسابات معينة ‪...‬اسئلة منزوعة البراءة‪،‬‬
‫ال اجابات لنا عليها ! املهم ‪ ،‬بعد ‪ 3‬أشهر ظهر امللصق الشهير ذي الدوائر الست بصورة ود‬
‫ابراهيم تعتلي قمة الهرم ‪ .‬بالرغم من أن البوست حصد كثيرا من التعليقات واالستحسان اال‬
‫وفجر نفسه فقد (هلل دركم شهداء رمضان‬ ‫ّ‬ ‫ان ابراهيم محمد عامر تسلل الي عرين الدبابني‬
‫اين كنتم عندما مت اعدام ‪ 28‬ضابط من اجليش السودانى من غير حتى محاكمة ناهيك ان‬
‫تكون عادلة ‪ ..‬باهلل عليكم كيف حتكمون ‪ ..‬اين قتلوا اين دفنوا بل كيف قتلوا باهلل عليكم‬
‫اين كنتم عندما قالوا ( اكتلونا كويس بعداك ادفنونا ) ياهلل ‪ ..‬ياهلل) ‪ .‬تقنع متاما أن لعنة‬
‫رمضان ‪ 1990‬ال تزال لها غصة طرية في احللق ترشح حموضة ومرارة !‬
‫أكبر اخلاسرين في صفحة السائحني هو قوش ! لم يرد اسمه كثيرا ‪ ،‬وان ورد فال أحد هنا‬
‫يذكره بخير ‪ .‬زج باسمه املتداخل عمر قاسم فقال (قوش رجل امن فاشل كفايه الهجوم على‬
‫امدرمان) وللتعريف بهويته ‪ ،‬عن عمد ‪ ،‬هتف عمر باحملفوظات احلزبية اياها ( اهلل أكبر ‪.‬‬
‫سير سير يابشير) ! ينبري له عمر مبارك أحمد علي ( قوش فاشل نحن معك ولكن وزير‬
‫الدفاع هو من سمح بدخول خليل ام درمان الخ ) ويرد عمر قاسم ‪....‬وفي كل السجال ال‬
‫بواكي علي قوش عند (السائحني ) من مئات املداخالت اليذكر اسمه اال ‪ 4‬مرات ‪ ،‬وبالسوء !‬
‫في ‪ 18‬يناير املاضي ظهرت صفحة فيسبوكية جديدة ‪ ،‬سموها (مبادرة ترشيح صالح‬
‫قوش لرئاسة اجلمهورية ) !يعطرها حائطها احمد حسن اخليرابي بطرفة هي األهم في كل‬
‫احملتويات ‪،‬كتب ساخرا ( احلروف العربيه فى هذا الزمن‪ :‬أ أكل ‪ ،‬ب بلد ‪ ،‬ت متساح ‪ ،‬ث ثروة‪،‬‬
‫ج جغم ‪،‬ح حرام ‪ ،‬خ خمش ‪ ،‬د دفس ‪ ،‬ش شال‪ ، ،‬ض ضرب ‪ ،‬ط طمع ‪ ،‬ف فساد ‪ ،‬ل لبع ‪ ،‬ن‬
‫نهب‪ ،،،،،،‬وملا جتى جوار مدرسه وتسمع الطلبه يرددو ورا االستاذ خااااا خمش أعرف انو‬
‫دى مدرسه سودانيه) وميضي في حال سبيله تاركا بقايا من قهقهات ‪.‬‬

‫هنا قوش في الفيسبوك ‪............‬وياله من كتاب وجه!‬


‫صفحة قوش وبرغم قلة محتوياتها اال انها مستودعا من نفائس ‪ .‬اذا جتولت في ارجائها‬
‫وطالعت مدونات املعجبني ( ‪ 633‬فقط ) ستعلم كيف انه يتعامل مع جمهوره ‪ ،‬وكيف يرمي‬
‫‪-117-‬‬
‫بكرت القبيلة عندما يريد ‪ .‬يكشف حتليل احملتويات شيئا يسيرا عن ظروف اعتقاله ‪ .‬فهو‬
‫يتابع الصحف (االنتباهة حتديدا ) وسمح له بالتواصل باالنترنت ‪ 3‬مرات طيلة اخلمسة‬
‫أشهر املاضية بل وزف للناس نبأ نقله ملستشفي االمل يوم ‪ 1‬ديسمبر ! ‪ .‬في ‪ 4‬ديسمبر الصق‬
‫بصفحته خبرا منقوال من «االنتباهة « اذ كتب (متهيد إلعتقال احلاج عطا املنان في صحيفة‬
‫اإلنتباهة) فما تورع ‪ 3‬من الغاضبني البوح مبكنون غضبهم ‪ .‬غضب « ودالزومه احمد محمد‬
‫عثمان» وهجر التورية فكتب مهاجما بالصوت والصورة نافع علي نافع ‪،‬قال ( ضار علي‬
‫ضار ده لو ماكملكم مابيرتاح ) ! أيده اثنان ‪ .‬يبدو ان سهولة حتوير اسم د‪.‬نافع جعلته‬
‫هدفا مباشرا ملعجبي قوش ‪ ،‬فهاهو آخر يسميه (نافق علي نافق ) !علي نقله ملستشفي األمل‬
‫علق ‪ 30‬متداخال ! أعالهم صوتا كان املدعو (خال عال) الذي كتب « حمدهلل على السالمة ايها‬
‫الفارس القائد ‪ ...‬تخرج بالسالمة وترجع كل االفاعى الى جحورها ويصمت كل املاجورين‬
‫الذين ارادوا ان ينالوا منك ‪ ...‬سير نحن من خلفك واحلساب ولدنا «! أغدقوا عليه األلقاب ‪،‬‬
‫فهو ألحدهم « الزعيم» وآلخر «االسد النتر» ولكثيرين «الريس» وزايد املدعو «بكري مصطفي‬
‫«ابن منطقة نوري فكتب (كفاره ليك ي حبوب ويا نص البلد )‪...‬نص البلد ! لم تسلم صفحته‬
‫من زيارات املشاغبني‪ .‬منهم «خواض حامد» الذي اشتري الرواية احلكومية بتآمر قوش ‪،‬‬
‫كتب يوم ‪ 28‬نوفمبر ( ان يالقى جزاءه العادل مش يطلقوا سراحو) ومن منطقة الدبة يكتب‬
‫محمد مهدي أبوعلي الهواري متسائال (ماهوالرد علي خاين الوطن ياشباب وعقوبته)!! هلل‬
‫أحمد عبداهلل ‪ ،‬املنتسب لشركة سودابت للعمليات البترولية‪ ،‬في اعقاب االعالن عن اطالق‬
‫سراح املعتقلني املدنيني يوم الثالثاء ‪ 2‬ابريل ‪ ،‬فكتب ( نحن بي فراق منتظرين خروج االب‬
‫الروحي لكل الشوايقه)!‬
‫افتتح صالح قوش حسابه في الفيسبوك يوم ‪ 26‬فبراير ‪ .2011‬أول ملصقاته كان بوستا‬
‫كاللغز ‪ :‬كتب قوش عن نفسه (الرجل القامة ) ‪..‬ولم يزد ! أعجبه ماكتب فزينه بأصبع‬
‫استحسان (اليك) ! لم ينتبه الناس الي هذا احلساب اال بعد شهرين حني كتب املدعو حسن‬
‫محمد دهب في ‪ 10‬أبريل ‪( 2011‬يديك العافيه انت وسيدي الرئيس وباقي الرجال من خلفكم‬
‫ودمتم عزا للسودان)‪.‬في هذه املداخلة األولي ‪ ،‬والي اعتقاله في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ، 2012‬هرع اليه‬
‫‪ 10‬مريدين ‪ ،‬بعد ‪ 7‬أشهر نزل عليه احملب ( محمد مهدي ) بالصفحة فسجل يوم ‪ 24‬سبتمبر‬
‫‪ 2011‬مداخلتني ‪ ،‬قال في األولي (وأنت سيد الرجال ) وتبعها بأخري أثقل عيارا اذ قال (مائة‬
‫سنة قبلك ومائة سنة بعدك نسوان السودان ماحايلدن زول برجالتك) !‬
‫سنأتي علي هذه الرجالة ‪.....‬‬

‫‪-118-‬‬
‫غاب قوش عن الفسيبوك لشهور ولم يعد اال في أكتوبر ‪ ، 2011‬بعد ‪ 8‬أشهر ‪ .‬ومع عودته‬
‫رجع الي اسلوب همهمات وغمغمات كاتب االنتباهة الغافلة ‪ :‬كلمة أو كلمتني ‪ ،‬وشوالت‬
‫وضمات ونقاط يحشوها خيالك نثرا أو حتليال!‬
‫يوم ‪ 23‬أكتوبر ‪ 2012‬ش ّرف صفحته ‪ .‬قال في رسالة من هاتفه اجلوال لصفحته( صباحكم‬
‫أخضر) ‪ ،‬نهض اليه مبكرا من ع ّرف نفسه مناطقيا ‪ ( ،‬ود الزومة أحمد محمد عثمان ) قال له «‬
‫خالص نعز السالم الوطني»‪..‬فألصق قوش اليك علي االجابة ثم عاد العاشرة االربعا من ذات‬
‫املساء فرمي لهم مبدح مجاني ( شباب بلدي ميلؤ العني) ‪,,‬هكذا كتبها ‪ .‬في مساء ‪ 23‬اكتوبر‬
‫افترع بوستا مبهما قال فيه (الرجل مواقف والبت طبع بس في النهايه الوطن واحد مساكم‬
‫سعاده في وطن يسعي اجلميع «) ‪ .‬هاج املعجبون وتدافعوا تسابقا لتقلف مارمي به من‬
‫«اليكات» ‪ ،‬كان كرميا بأصبع الاليك املنتصب ! يلفت النظر ان هذا البوست رد عليه ‪ 14‬شخصا‬
‫منهم ‪ 11‬فردا ذلك املساء وصباح اليوم التالي ‪ .‬آخر ‪ 3‬زوار تسوروا حائط الصفحة وسيد‬
‫الدار في السجن ‪ ،‬انتهي موسم الاليكات املباشرة ! اهتبل البعض فرصة التداخل مع الرجل‬
‫لعرض مطالب جهوية محضة ال تتعدي دار الشايقية بل وال تصل الي «الهاي واي» القومي ‪،‬‬
‫رابطهم ببقية أرجاء اجلمهورية ! من بني االحد عشر تعليقا كان املدعو عبداهلل عباس األكثر‬
‫هتافا واألعلي صوتا تارة باملدح وتارة بتبخيس االخرين فعلق ‪ 4‬مرات في ‪ 20‬دقيقة رمبا‬
‫مزهوا من مخاطبة قوش له باسمه االول ‪ ،‬دليل توطد املعرفة في العالم االرضي! في بوست‬
‫‪ 23‬أكتوبر ‪ ،‬وقف عبداهلل عباس عند الباب ‪ ،‬كان أول املرحبني مبقدم فارسه ‪ ،‬فكتب (مساءك‬
‫عافيه يااألسد احلرس غابتو الضرئيه وربنا ينصرك علي من عاداك يابن السودان البار) ‪،‬‬
‫رد قوش بابهام منتصب وأضاف (مساك افراح عبداهلل)‪..‬عاد عبداهلل عباس بجرعة أضافية‬
‫من احمللبية ( فواهلل الذي بعث محمد باحلق البديل لك في هذه احلكومه النك رجل املسؤليه‬
‫األول في هذا الوطن ربناينصرك باذنه تعالي) ‪.‬أما محمد احمد فقد زار الصفحة فجر‪24‬‬
‫أكتوبر وحتلل من الدبلوماسية ‪ ،‬ف « جابها من اآلخر» كما نقول –كتب احملب (اع راجنك‬
‫االسد هل حنرجي كتير)؟ اكتفي قوش بأصبعه باصما علي املداخلتني ! وفي وقت الحق عاد‬
‫زعيم اجلاسوسية اخمللوع وكتب (مساء بلون سودان جديد ‪ . . .‬وشمال محبب مليان ثروات‬
‫بس الزم الناس تعمر شمالها بانفسهم) رد الشفيع ود الشيخ بعرضحال ( كالمك زين واهلل‬
‫بس شمال شمال السودان تعبان وعايز منكم وقفه واالقليم الشمالي بجغرافيته القدميه‬
‫الدولة منه بعيده كل البعد بالنظر لبقية الواليات وخيركم الهله وصباحك نور ايها الهمام)‬
‫اال ان الهمام كان ذهب لينام ولم يعود للرد اال في السادسة والنصف مساء ‪ 25‬أكتوبر فقال‬
‫للشفيع (ده كالم جميل)! ولو سألت عن ماهي اوجه اجلمال في مثل هذا الكالم لن جتد عندنا‬

‫‪-119-‬‬
‫ضالتك فال خبرة ندعيها في تدليك مفاهيم قبلية تكلست كالضفادع وتسكب عليها املياه لتبدأ‬
‫نقيقها !‬
‫رمي يوم ‪ 26‬أكتوير ‪ 2011‬بتحية املساء ملعجبيه (مساء السعاده ياشباب املستقبل ) ‪.‬‬
‫‪.‬فصل عوض عبدالرحمن احمد رده ‪« ،‬مساك اهلل باخلير االستاذ صالح قوش‬ ‫تواجد اثنان ّ‬
‫فانت االمل الذي بقي لهذا الشعب االبي بعد عون اهلل وسنده» ‪ .‬أما معاذ محمد فلم يزد‬
‫عن « اسعداهلل مساک « ‪ ،‬حصال علي االبهام ومضيا لشأنهما يتدبران قوت يومهم‪ .‬بعد ‪4‬‬
‫أشهر‪ 25 ،‬فبراير‪ ،‬يزور الصفحة ومن القضاف موظف اسمه أمين عثمان‪..‬ويباشر النقيق‬
‫بعد ان استيقظت فية ضفدعة القبيلة (مساء الورد ياجنرال وياسند القبيلة !) أطل قوش يوم‬
‫‪ 28‬أكتوبر برسالة مرسلة من موبايله (جمعه سعيده علي اجلميع ربنا يزيل البال وينعم‬
‫اجلميع) صرف ‪ 3‬أصابع ألول ‪ 3‬من الستة وانصرف ‪ .‬في اليوم التالي جاءهم برسالة‬
‫ثقافية جهوية ‪ ،‬قال( الدكتور ‪ /‬أحمد شاهي محاضر في اجلامعات البريطانية ولديه كتاب‬
‫عن قبيلة الشايقية يحتاج للترجمة والطبع وقد مت التواصل مع الدكتور بواسطة السفير‬
‫خالد موسى الناطق الرسمي بأسم اخلارجية السابق) !! فهب أحد الوقوف ‪ ،‬مدثر اخلليفة‬
‫ليهلل (ده كتاب بيكون قيم شديد بس ياريت الناس يستعجلو في الترجمه والطباعة ) أما‬
‫أمين القضارف فانصرف عن الثقافة الشايقية للقول ( نعمة الرجل صالح قوش سند القبيلة‬
‫وياريت يصل النور قريب ) أحترنا الي أين يصل ‪ ،‬للقضارف أم ألهل الضيعة ؟ في بوست‬
‫‪ 21‬يونيو ‪ 2012‬استبدل صورته بأخري تظهره مبشرا بعصاه ومن خلفة جدارية مكتوب‬
‫عليها ( مجلس شباب مروي ) فحصد ‪ 3‬تعليقات أولها من املدعو « مر يسابي» فتساءل (‬
‫مجلس؟؟؟) أما طارق عبدالغني فسأله مباشرة ( اجمللس دا وين ؟) أما في ‪ 13‬مارس املاضي‬
‫فجاء من سيهاجم مروي ونسيانها للقوش الذي غاب في املعتقل لشهور دون ان تسأل عنه‬
‫مروي ‪ ،‬فكتب يوم ‪ 13‬مارس ( خسارة يامروي اجلبانة )! ‪.....‬‬
‫ويستمر احلال علي صفحة قوش ‪.‬‬

‫سلطنة قوش للتفوق العرقي ‪! .....‬‬


‫يلزمنا ان نقرر ‪ ،‬بدءا ‪ ،‬وقد سممت االنقاذ حياتنا بهوس داحس والغبراء وايقظت القبيلة‬
‫حتي في االوراق الثبوتية ‪ ،‬بأنا نبرأ بأن يكون صالح قوش هو العنوان الوطني لقبيلة‬
‫عظيمة ذات سمو تأريخي نعرفه ‪ .‬فهذه اللعبة املفخخة جدير بنا‪ ،‬جميعا ‪ ،‬ان نفككها ونرميها‬
‫في وجه من سعوا لتفجير نسيجنا املرهق جراء عبثهم ‪ .‬فحديثنا عن قوش ‪ ،‬في أسه ‪ ،‬هو‬
‫حديث عن مجرم سوداني ولد شايقيا ‪ .‬نتحدث عن فعائله وجرائمه كفرد سوداني خان أمانة‬
‫‪-120-‬‬
‫املنصب ‪ ،‬فسفك الدماء وانتهك احلرمات وع ّذب الناس وهضم احلقوق ‪ .‬وال نسقط أوزاره اال‬
‫علي رقبته هو دون سواه حتي ولو كانوا أهل بيته ‪ .‬فعندما فعل مافعل بضحاياه ماهمهم‬
‫ان كان شايقيا أو جعليا أو أي «ايا» آخر ‪ ،‬فخنجر البطش في يده ال قبيلة له وال شلوخ علي‬
‫نصله ! نقول ذلك وندرك أنه يريد عباءة القبيلة تدثره ‪ .‬خاب ظنه وثوب القبيلة األبيض‬
‫نسجه الشرفاء كفنا حلميد وصار غنوات ألهل السودان ! في ‪ 27‬فبراير املاضي نقل الزميل‬
‫خالد عبداهلل –أبوأحمد مادونه الزميل حمزة بلول االمير بعنوان (كنت شاهدا ً علي عنصرية‬
‫صالح قوش) تتمحور القصة حول لقاء قوش ‪ ،‬كمرشح املؤمتر الوطني عن الدائرة “‪ ″5‬مروي‪،‬‬
‫مع طالب املنطقة‪ .‬قال شاهد العيان ان من سبقوا قوش خملاطبة احلضور ‪ ،‬وكان فيهم السر‬
‫عثمان الطيب ومعتصم العجيمي واللواء(م) حسب اهلل عمر ‪ ،‬حفل حديثهم ببعض االشارات‬
‫علي‪ ،‬وانا استمع الي صالح قوش‪،‬‬
‫العنصرية‪ .‬ومضي مكمال ( لكن الذهول احلقيقي سيطر َ‬
‫بعد حضوره واعتالئه املنصة‪ ،‬وهو يقول للطالب “نحن بنينا السودان لكن ما اهتمينا بي‬
‫أهلنا وبعد دا الناس يقولوا اجلماعة مسيطرين علي احلكومة‪،‬ناس دارفور عندما يقابلونا‬
‫في خالل اللقاءات يقولون لنا اننا سنأتي الي مروي ونغتصب نساؤكم‪ ،‬وكنا نقول لهم نحن‬
‫ماز ّيكم‪ ،‬وقت نبقي زيكم ممكن تغتصبوا نسوانا‪،‬نحنا فاشلنا مبشي للطورية‪ ،‬وناجحنا‬
‫مبشي للعسكرية‪ ،‬عشان كدا نحن العسكرية جنحنا فيها شديد‪ ،‬وماممكن زول يقدر علينا‪،‬‬
‫ونحن عملنا كتيبة خاصة حلسم الناس ديل لو جو‪ ،‬لكن أوالدكم لألسف شردو منها‪ ،‬وما‬
‫اهتموا باملوضوع) !‬
‫فورات قوش البئيسة ذات حضور مكشوف وما أوردته الصحافة علي لسان محررها الزميل‬
‫جعفر السبكي في يوم ‪ 21‬فبراير ‪ ، 2009‬ال يعلي عليه ! ففي ليلة االحتفال بترقيته الي رتبة‬
‫الفريق أول ‪ ،‬أراد قوش ان يعبر عن والئه اخلالص لرب نعمته ‪ ،‬اذن البأس من بعض عض‬
‫ونباح ‪ .‬ماذا سيفعل مبن يؤيد محكمة اجلنائية الدولية؟ قال (سنقطع يده ورأسه وأوصاله‪،‬‬
‫ألنها قضية ال مساومة فيها) وأضاف ( كل من يخالف ذلك يتجاوز حدوده فال يلومنّ إالّ‬
‫نفسه) ‪ .‬كل هذا الوعيد في حفل أشيع ان منظميه هم ( ابناء اجلنوب باخلرطوم )! وال يخفي‬
‫انها فرية مخابراتية سخيفة ‪ ،‬فماذا سيجني ابناء اجلنوب من مثل حديث اجلزارات هذا ؟ او‬
‫قوله اآلخر « كنا إسالميني متطرفني لكن اعتدلنا ‪...‬لكن ال محالة لعودتنا الى التطرف الدارة‬
‫املعركة وما أيسر ذلك علينا» بل وختم بحديث الفرعون عن ملكوته اذا ذ ّكر احلشد برباط‬
‫خيله ( اجلهاز له ارادة كالرياح )!‬

‫‪-121-‬‬
‫قوش‪ :‬حكاوي الفتونة والعضالت والسجائر ‪...‬الحديث األخير !‬
‫في ‪ 26‬يوليو ‪ 2012‬جلس الزميل حسن بطري ‪ ،‬من جريدة الصحافة ليتحاور مع‬
‫قوش‪ .‬كان حديثا ككرة تنس الطاولة ‪ ،‬يشد عضالت العني ويصيبها بالزغللة ‪ .‬وجنزم‬
‫بأن تلك اللونية من أساليب احلوار ‪ ،‬لم يكن باالمكان ان يصبر أي قارئ علي رتابة تاخ‬
‫‪..‬تاخ ‪..‬لتخبطه فيها ‪ 1888‬كلمة لو لم يكن املتحدث هو صالح قوش ! فقد أضاء الزميل‬
‫بطري لنا الكثيرمن الغموض احمليط بهذه الشخصية ‪ .‬سنجتزئ بعضا مما أورده الزميل في‬
‫التاخ ‪..‬تاخ ونرصها لك ‪ ،‬أما ان شئت احلوار بكلياته فهو علي هذا الرابط (‪http://www.‬‬
‫‪)htm.65920-alrakoba.net/news-action-show-id‬‬
‫يلزمنا ان نضيف بأن قوش أعجب جدا بهذا احلوار فقام يوم ‪ 7‬نوفمبر‪ 2012‬بنقل كل‬
‫مباراة البينج بوجن لصفحته في الفيسبوك ‪.....‬‬
‫قال قوش في حواره نهار يوم من رمضان الفائت وهو يغني أغنيته املفضلة « رحلة بني‬
‫طيات السحاب‪ ...‬وحدنا أنت وأنا وحدنا أنت وأنا ويا بختنا ومني زينا ‪ ،‬سألوه‬
‫٭ مني زيكم؟ **(ج) ما في زول (وهو يضحك)‪.‬‬
‫سعادتك دخلت البزنس مؤخراً‪ ،‬ومع ذلك واضح أنها (كبرت) معاك؟**(ج)‬ ‫٭ ‬
‫البزنس ما قروش وبس‪ .‬البزنس رؤى وأفكار‪ ،‬وعالقات ودراسات علمية ومعرفة‪.‬‬
‫باملناسبة‪ ،‬ليس في أحالمي أو نيتي أن أكون (غنيان)‪.‬‬ ‫ ‬
‫٭ في رأيك اإلنقاذ اتغيرت؟ **(ج) كثير‬
‫طلعتَ مظاهرة؟ **(ج) كتير‪ ،‬مظاهرات شعبان اللي كان بطلعها منو‪.‬‬ ‫٭ ‬
‫كنت بتهتف؟ **(ج) هتفت‪ ،‬وسرقت البونبان من البوليس‪ ،‬ومرة قبضنا واحد من‬ ‫٭ ‬
‫املتعاملني مع جهاز األمن‪.‬‬
‫٭ يا راجل‪ ..‬قبضتوا اللي بتعامل مع جهاز األمن؟ **(ج) أيوه‪.‬‬
‫٭ كيف دخلت احلركة اإلسالمية؟ **(ج) دخلت احلركة اإلسالمية (رجالة)‪.‬‬
‫٭ رجالة؟ **(ج) أيوه رجالة‪.‬‬
‫أشرح لي؟ **(ج) كنا ساكنني في دمي كوريا‪ ،‬وكان عندي صديق اسمه (سيف‬ ‫٭ ‬
‫الدين ) من ناس االجتاه اإلسالمي بيقرأ معاي في مدرسة البحر األحمر الثانوية‪،‬‬
‫وكان عنده جريدة حائطية بيعلقها في املدرسة‪ ،‬مرة علقها‪ ،‬فتصدى له الزميل‬
‫‪-122-‬‬
‫عبد اللطيف من اجلبهة الدميقراطية‪ ،‬و(شرطها)‪ ،‬أنا ما كنت بقرأ هذه اجلريدة‬
‫وال حاجة‪ ،‬لكن املوقف استفزاني‪ ،‬فدخلت في (شكلة) مع عبد اللطيف‪ .‬نحن كنا‬
‫(خارجيني)‪ ،‬لكننا كنا نأتي إلى الداخلية مساء‪ ،‬وأنا كنت رئيس جمعية املوسيقى‬
‫واملسرح‪ ،‬في املساء وأنا راجع للمدرسة‪ ،‬كنت متحسب ومستعد لشكلة جديدة‪،‬‬
‫وبالفعل حصل نقاش‪ ،‬في النقاش قالوا لي‪ :‬أنت ذاتك دخلك إيه؟ ديل ناس االجتاه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬قلت ليهم‪ :‬من الليلة أنا معاهم‪.‬‬
‫ومن ديك وعيك؟**(ج) من ديك وعييييك‪.‬‬ ‫٭ ‬
‫بتدخن من متني؟ **(ج) منذ الثانوي العام‪ ..‬كنا أنا وابن عمي محمد صالح‬ ‫٭ ‬
‫(مهندس اآلن) نذهب إلى عم خليفة في قراشه جوار نادي حي العرب‪ ،‬نشرب‬
‫جبنة‪ ،‬و(نخمس) سيجارة‪.‬‬
‫ال تزال ّ‬
‫تدخن؟ **(ج) نعم‬ ‫٭ ‬
‫٭ سعادتك في طيارة خاصة شالتك من اخلرطوم لواشنطن؟ ‪ -‬ومالو‪.‬‬
‫حريف وست؟ **(ج) وبدي (اسنا)‪.‬‬ ‫٭ ‬
‫٭ بطلِّع دامة السودة في الديسكارد؟ **(ج) ال‪ ..‬بحتفظ بيها‪.‬‬
‫٭ ولو ما عندك؟ **(ج) بس ُكها‪.‬‬
‫٭ ده لعب حاقدين؟ **(ج) ده لعب حرفاء‪.‬‬
‫٭ صحي كنت عارف نقد مختبيء وين؟ **(ج) أيوه‪.‬‬
‫٭ وما قبضتو؟ **(ج) نعم‪.‬‬
‫ليه؟ **(ج) لتقديرات‪.‬‬ ‫٭ ‬
‫طيب ليه في اآلخر‪ ،‬ظهرت انت ومحمد عطا؟ **(ج) لكسر أسطورة العمل السري‬ ‫٭ ‬
‫في اخملابئ‪.‬‬
‫وأنت مدير عام للجهاز كنت معنيا ً مباذا؟ **(ج) بتغيير صورة اجلهاز في أذهان‬ ‫٭ ‬
‫املواطنني‪،‬‬
‫وعملت شنو؟ ‪ -‬التغيير ما بالتمني‪ ،‬عشان تغير ال بد من تغيير في الروح الـ‬ ‫٭ ‬
‫(‪ ،)SPIRIT‬ونوعية البشر الـ ‪Quality‬‬
‫اجتهنا نحو (الشطار) واملتفوقني‪ ...‬وأوالد األسر‪ ،‬اللي كانت ما بتخش األمن‪،‬‬ ‫ ‬

‫‪-123-‬‬
‫ورفعنا املرتبات‪ ،‬بقي الفرق بني بعض ضباط الصف والضباط‪ ،‬في التكليف‪ ،‬ما‬
‫في القروش‪ ،‬فتحنا مكاتب لالستقبال والعالقات العامة ‪ ،‬انفتحنا على اجملتمع‪،‬‬
‫وصار ضابط األمن محاسب متى ما اشتغل غلط‪ ،‬أو إستغل السلطة‪ .‬عملنا كثير‪.‬‬
‫٭ بتحلم باملستقبل؟ **(ج) شديد‪.‬‬
‫بكره أحلى؟ **(ج) نعم‬ ‫٭ ‬

‫‪-124-‬‬
-125-
-126-
-127-
-128-
-129-
:‫رابط المقال‬

https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-95309.htm

-130-
‫بالوثائق الدامغة‪..‬قبلنا التحدي ياري�س‪ ،‬هاك �إثبات ل�صو�صية‬ ‫الحلقة‬
‫نظامك الفا�سد ‪ 35 :‬مليون دوالرلتمويل قو�ش !‪..‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪09-26-2013‬‬

‫سمع شعبنا يوم األحد املاضي ماغدا اليوم عرضحاالً للثورة م ّهرته دماء شهدائنا ال ُي ّفع طيلة‬
‫االيام السابقة إنفاذا ً لالرادة الوطنية ‪ .‬نعم حان الوقت إلقتالع هذا املسخ السياسي مهما قاومت‬
‫جذوره العص ّية ‪ .‬حديث البشير لم يكن سوي وصفا ً دقيقا خلارطة الهاوية التي ساق اليها‬
‫البالد ‪ ،‬وطمرها فيها ‪ .‬فقد وصف الكارثة املُطبِقة علي الوطن بحيثيات شاخصة إال أنه ‪ ،‬كحال‬
‫الديكتاتوريني ‪ ،‬لم ينطق بكلمة إدانة واحدة ضد نفسه أوحكمه ‪ ،‬حتي ولو من باب تطييب‬
‫اخلواطر ‪ .‬فهو برغم الفشل املاثل ‪ ،‬لم يفشل ‪ ،‬وبرغم السوء الالزب تر ّفع عن املؤاخذة واملساءلة!‬
‫‪-131-‬‬
‫ساعتا املؤمتر الصحفي ُتذكر بأغنيات أم كثلوم في االستغراق الزمني ‪ ،‬قطعا ً ناقصا ً‬
‫املتعة ‪ ،‬أما احملاضرات الطويلة امل ُ َم ِهدة ألسئلة صحافيي األنقاذ فكانت أحد املنتجات اجلديدة‬
‫ملايسمونه كذبا ً بصحافة الرأي ‪ ،‬وهي خاوية من األمرين ‪ ،‬فهم يبيعون الناس محفوظات‬
‫ورقية يشرف عليها أمباشية من األمن ‪.‬‬
‫دخل األسد النتر حوش الفساد في الدقائق االخيرة للمؤمتر الصحفي ‪ .‬ان تابعت احلديث‬
‫بالفيديو املرفق ‪http://www.youtube.com/watch?v=Zd3zK...layer_embedded‬‬
‫جتد ماأنا بصدده عندما يصل مؤشر الوقت في الفيديو الي ( ‪1‬ساعة ‪ 51:‬دقيقة ‪18 :‬‬
‫الثانية وسينتهي احلديث عن الفساد عند ‪1‬ساعة ‪ 54:‬دقيقة ‪ 40 :‬الثانية ) ‪.‬قال البشير نصا ً‬
‫( طيب ياجماعة الناس بتتكلم عن منظومة الفساد قالو انحنا عندنا قانون عملناه انحنا ‪،‬‬
‫قانون الثراء احلرام وعندنا نيابة املال العام ‪ .‬أي واحد عندو معلومة عن أي شئ بتقع حتت‬
‫طائلة البندين ديل ‪ ،‬نيابة املال العام والّ الثراء احلرام ‪ ،‬عايزنو ياجماعة يتقدم يخلص نيتو‬
‫و»نسأل»اهلل سبحانه وتعالي أنو يورينا أنحنا اخللل وين‪ .‬ماحصل أنحنا جاتنا قضية‬
‫حصل فيها خلل وجاتنا معلوماتها وقفنا منها )‪..‬ومضي ( نحنا ملا جتينا حاجة فيها بينات‪،‬‬
‫بس لكن ‪ ،‬ما ح جنيب لينا زول كده ونضبحوا كبش فداء! ما ِب ِنصلّ َبط في زول ساكت ‪ .‬لكن‬
‫العندو قضية اليجيبها لينا‪ ،‬العندو معلومات اليجيبها لينا ‪ ،‬وانحنا بعد داك أسالونا إذا‬
‫قصرنا في أنو نتخذ االجراء الالزم)‬
‫أيها الناس ‪....‬هل تصدقون هذا احلديث ؟‬
‫قناعتنا أن شعبنا لم يعد بحاجة ملعرفة فساد وسوء وكذب هذه العصابة احلاكمة ‪ ،‬إال‬
‫أننا إهتبلنا فرصة رمي األسد النتر لقفاز التحدي في وجهنا ‪.‬‬
‫إلتقطنا ِق َفازه ‪ ،‬قبلنا التحدي !‬
‫أيها املشير ‪ ،‬تفضل هذه احليثيات اليوم وسنعود اليك يوم االثنني القادم باملزيد ‪.‬‬
‫نحدثكم بهذه الوثيقة عن املدعو صالح قوش ‪ ،‬املعروف لديكم بإبداعاته املهنية ‪ ،‬واملعروف‬
‫أكثر لدينا نحن الشعب السوداني كمجرم مطلوب للعدالة يوم أن تنتصب املساءلة مبوازينها‬
‫ال تعرف تطفيفاً‪...‬أو تخفيفا ً ‪.‬‬
‫هذه الوثيقة هي خطاب إعتماد سيادي ‪ Sovereign Letter of Credit‬صادر من بنك السودان‬
‫لشركة يتعامل معها صالح قوش في دبي بدولة االمارات العربية املتحدة ‪ .‬كما هو واضح‬
‫في الوثيقة ‪ ،‬فإن مبلغ خطاب االعتماد الذي فتحه بنك السودان املركزي بلغ ‪28,651,332‬‬
‫مليون يورو ‪ .‬الغرض كان الستيراد باخرة من الوقود ‪ .‬في ذات يوم فتح خطاب االعتماد‬
‫‪-132-‬‬
‫(وإحتفظنا بتلك التفاصيل حفاظا علي سرية مصدرنا ) كان اليورو الواحد يعادل في املصرف‬
‫األوروبي املركزي ‪ 1.2148‬دوالر مما يعني أن املبلغ ساوي يومها بالضبط ‪34,805.638‬‬
‫( أربعة وثالثون مليون دوالر وثمامنائة وخمسة ألف وستمائة وثمانية وثالثون دوالر ‪..‬‬
‫وأحد عشر سنتا !! )‬
‫اآلن ننتقل لألسئلة ‪:‬‬
‫ش َك ْوت في مؤمترك األخير من كثير ‪ ،‬ولم توفر حتي خلصاء حزبك من جيوش‬ ‫ • َ‬
‫الدستوريني فطعنت تلميحا ً في تكلفتهم خلزينتك املُفلِسفة ‪ .‬لديك وزراء إحتاديني‬
‫للمالية والتجارة والصناعة والبترول واخلارجية والتخطيط واالستثمار ‪ ،‬وخلف‬
‫كل رجل من هؤالء بضعة وزراء دولة ومستشارين ووكالء وزارات ورؤساء أقسام‬
‫وعشرات السفراء بل وامللحقني التجاريني‪ .‬في دائرة ك ٍل منهم جند بنودا للصرف تشمل‬
‫السيارات وإمتيازات الوقود والسكن والسفر والعالج وحتي تعيني من يساعدونهم ‪..‬‬
‫السؤال لك ‪ :‬مع هذا اجليش من الوزراء ‪ ،‬ملاذا يحتاج مصرفك املركزي لدستوري سابق‬
‫ليرتدي قبعة سمسار فيستورد لنا البترول وغيره من إحتياجاتنا فيحصد ماليني‬
‫الدوالرات في العموالت الضخمة ؟ إين هؤالء الوزراء بل وماهو عملهم وعمل وزاراتهم‬
‫؟إذا بلغ القعود وعدم القدرة بوزرائك حد العجز علي آداء املهام املنوطة بهم‪ ،‬فلماذا‬
‫حتتفظ بهم ؟ كيف متكن سمسار «فرد» ‪ ،‬كل متاعه من التجهيزات املكتبية املتحركة ال‬
‫يتعدي الب توب وهاتف جوال ‪ ،‬من تنفيذ ما يعجز عنه نصف مجلس وزرائك؟ ملاذا ال‬
‫تصرفهم الي بيوتهم وتوفر املليارات بشطب بند مرتباتهم ‪ ،‬بل وحتي وزاراتهم فتوفر‬
‫مليارات إضافية تصرف علي هؤالء الفاشلني ؟ وإستطرادا ‪ ،‬ميكنك بداهة االستفادة‬
‫بصاصك السابق بتعيينه وزيرا متجوال مبلكات جوكر ‪ ،‬فيصبح وزيرا لكل‬ ‫أكثر من ّ‬
‫شئ ؟!‬
‫ •ونعود مجددا ً للغوص في لب موضوعنا ‪ .‬أليس البنك املركزي ‪ ،‬في أي بلد محترم‪ ،‬هو‬
‫رمز مؤسساتي ذو إستقاللية مالية وإدارية كاملة حتي عن حكومته؟ أليس هو أعلي‬
‫جهة رقابية علي املصارف ‪ ،‬وبالتالي فإن أخطأ فهو فوق احملاسبة ؟ أليس وظائفه‬
‫ُتعني بأمور أكبر وأهم كرسم السياسات النقدية للمحافظة على معدل تضخم مقبول‬
‫ومستقر‪ ،‬احملافظة على إستقرار سعر صرف العملة ‪ ،‬احملافظة على هيكل أسعار فائدة‬
‫يتوافق وحجم النشاط االقتصادي ‪ ،‬احملافظة على مستوى أمثل من السيولة احمللية‬
‫يتالءم ومتطلبات النشاط االقتصادي ‪ ،‬االحتفاظ بإحتياطيات البلد من العمالت‬
‫األجنبية والذهب والسندات ومختلف أنواع اإلحتياطيات وإستثمارها ‪ ،‬إصدار العملة‬
‫‪-133-‬‬
‫وضبط عرض النقود وحماية النقد من التزوير‪ ،‬تلبية حاجة السوق احمللي من‬
‫العمالت األجنبية‪ ،‬مراقبة أسعار صرف العمالت الرئيسية ومراقبة أعمال مؤسسات‬
‫الصرافة ‪ ،‬احملافظة على سالمة اجلهاز املصرفي في البلد مبراقبة البنوك والتحقق من‬
‫سالمة مراكزها املالية ‪ ،‬احملافظة على نظام املدفوعات الوطني لكونه مقاصة داخلية‬
‫لإللتزامات بني املؤسسات اخملتلفة ‪.‬‬
‫ •ملاذا يساهم بنك السودان املركزي ‪ ،‬وهو جهة سيادية رسمية ‪ ،‬بحماية عمولة (كومشن)‬
‫صالح قوش بإضافة إسمه الي إسم اجلهة االماراتية التي ُفتح لها االعتماد ؟ أليست‬
‫اجلهة اإلماراتية (هي ) التي ستقوم بتمويل صفقة شراء باخرة الوقود (البنزين) أما‬
‫قوش فدوره اليتعدي السمسار ؟ ملاذا قبل بنك السودان ‪ ،‬وحتديدا بدرالدين محمود ‪،‬‬
‫نائب محافظ البنك وشريك قوش في النهب ‪ ،‬بالعرض األعلي لتعزيز خطاب الضمان‬
‫السيادي ‪ ،‬كما سنشرح‪ ،‬حتي يحصل قوش علي قرابة ‪ 2‬مليون دوالر من سمسرته‬
‫ويفيض علي بدرالدين محمود وعوض اجلاز‪ ،‬الذي أرسي علي قوش عقد توريد بواخر‬
‫النفط ملده عام كامل بدون أي إعالن للعطاء أو منافسة ‪ ،‬وبالتالي ‪ ،‬عرض سعري‬
‫مختلف ؟ منذ متي كان للسماسرة كينونة ووجود في خطابات االعتماد ؟ الحظوا‬
‫كيف جترأ من فتح االعتماد وأضاف أسم الفريق قوش جنبا الي جنب ‪ ،‬بل وفي ذات‬
‫السطرمع من سيقوم بالعمل ‪.....‬هل من أي تسمية ملثل هذه الفعائل إال من اإلقراربأنها‬
‫من إفرازات متدد النفوذ في جمهوريتك الفاسدة ؟‬
‫ •ماذا يقبل بنك السودان وقد فتح خطاب االعتماد السيادي بإسمه بأن يتم تعزيزخطاب‬
‫ضمانه بنسبة فلكية هي األعلي في العالم أجمع ؟ كيف يرضون بأن ندفع‪ ،‬نحن الشعب‬
‫اجلوعان والفقير ‪ ،‬رسوم تصل فائدتها ‪ %12‬من قيمة املبلغ للحصول علي التمويل‬
‫مببلغ تصل نسبة املستقطع من القيمة اإلجمالية بدال عن النسبة املعتادة البالغة ‪%2‬‬
‫خلطابات الضمان السيادية ؟‬
‫ •ملاذا نقبل فوق هذه النسبة املضاعفة ‪ 6‬أضعاف بشرط آخر هو توفير ضمان تأمني‬
‫‪ Insurance Guarantee‬تبلغ بنسبة ‪ ، %1.5‬وهو مايعني رقميا مبلغا يفوق ‪ 522‬ألف‬
‫دوالر!؟‬
‫ •إنتهي بنا اجلشع ‪ ،‬إذن ‪ ،‬الي دفع ‪)%1.5+%12( %13.5‬بدال عن ‪ . %2‬من أصل هذا املبلغ‬
‫الضخم فان الفرق حسابيا يصبح دفع ‪ 4,698,761.11‬دوالر ( أربعة مليون دوالر‬
‫وستمائة ثمانية وتسعون ألفا وسبعمائة وواحد وستون دوالر و‪ 14‬سنتا ) بدال عن‬

‫‪-134-‬‬
‫مبلغ ‪ ( 696,112,76‬ستمائة وستة وتسعون ألف دوالر ومائة وأثنا عشر دوالر‬
‫وستة وسبعون سنتا ! إننا نتحدث عن فرق يفوق االربعة مليون دوالر ‪ ،‬تنزل علي‬
‫أحشائهم لقمة سائغة هنيئة مستخلصة من حلمك وعظمك ‪ ،‬يامن تقرأ هذا الكالم !‬
‫في مؤمتره الصحفي يوم االحد ‪ 22 ،‬سبتمبر اجلاري ‪ ،‬ق ّدم املشير مرافعة هزيلة إلقناع‬
‫شعبنا باملزيد من الهالك واجلوع ‪ .‬من أوصل السودان وأهله لهذا احلال البيئس؟‬
‫لو عنّ له هذا السؤال ‪ ،‬لوحده ‪ ،‬ل ّوفر أكثر من ساعتني من السرد املتباكي ملتراكمات حتيق‬
‫بالوطن وإقتصاده املنهار‪.‬‬
‫لكن ‪،....‬‬
‫قسمه ‪ ،‬ومتي كان إنسانه يعني للمشير شيئا وقد‬
‫متي كان الوطن يهم عمر البشير وقد ّ‬
‫َي ّتم و َق ّتل وش ّرد من إستطاع اليه سبيالً؟‬
‫هل ُيعقل أن تهبط علي األسد النتر حلظة مجالسة للنفس ليسأل عن أسباب ُك ْره الرعية‬
‫له ‪ ،‬أو ملاذا فقد هو وحكمه املهترئ صالحية الوجود لتولي شأن شعب عظيم السجايا ‪ِ ُ ،‬‬
‫محبا ً‬
‫للحياة مفعما ً باجلمال والتسامح والتفاؤل؟‬
‫لن يحدث ‪ .‬فالرجل ديكتاتور مكابر وليس من طينة الرجال الذين يعترفون باخلطأ‬
‫فيسعون طلبا للنصح ‪ ،‬ويتواضعون طلبا للغفران ويشدون العزم إن قصدوا اإلصالح ‪.‬‬
‫رئيسنا يريدها رئاسة كحكم ُمؤبد بال إستئناف ‪ .‬يفعل خاللها مايشاء ومتي شاء وكيف‬
‫شاء ‪ -‬فرعون ديكتاتور فصيلة قرقوش‪ .‬يباهي مبقاتلة شعبه وأهل داره وقد ظل علي هذا‬
‫احلال منذ ‪ .1989‬في مؤمتره رشح مكنونه اخملبؤ ‪ :‬ال مانع يردعه من التفكير في ُحكمنا‬
‫لنصف قرن قادم أو مايصرفه عن َج ِّرنا للمزيد من التردي واخليبات والفشل ‪ .‬تناوب‬
‫جيراننا أغتصاب أمصارنا أمام ناظريه ‪ ،‬فإلتفت يمُ ْ نة عن حاليب وشاح ببصره ُيسرة عندما‬
‫إستغاثت الفشقة ‪ .‬أما أمامنا فهو األسد اإلستوائي الكاسر ‪ُ ،‬ملْ ِهم شعراء الفروسية وا َ‬
‫حل َّكامات‬
‫‪ -‬إن هجم أدمي ‪ ،‬وأن عض فتك وإن زمجر أرعب األجنة في األرحام! خمسة وعشرون عاما‬
‫وهو يس ّير جتهيزات املوت لنا في دورنا فيهتك أماننا ‪ .‬حملها لألقاليم في متحركات الدمار‬
‫صيفا ً وشتاءا ً ‪ ،‬رفدها بشبابنا احملشو بهوس نكاح اجلنان بعد أن ع ّزت عليه اخلبزة في‬
‫دار الزوال‪ .‬أتي بالبارود للشهيد القاتل أخ الشهيد املقتول ‪ ،‬وأفشي ثقافة املوت والزهد في‬
‫احلياة فلم تسلم حتي ملبوسات تالمذة الروضة من األلوان العدمية امل ُ َن ِّفرة ذات اإليحاءات‬
‫العسكرية ال َب ّينة‪ .‬إغتال حب احلياة في شرايني األحياء وإنصرف هو ورهطه للبنوك والعقار‬
‫واحلرمي ‪ .‬إن قالوا له السبيل لتجهيز ِ َم ْح َمل موت لضعف التمويل إستقطع الدراهم من حليب‬
‫‪-135-‬‬
‫االطفال وسبورات املدارس وأمصال الوقاية من الدرن وا ُ‬
‫حلم ّيات الف ّتاكة ! فللجريح دمغة‬
‫تبقي سارية املفعول بعد إذ غادر اجلرح وبرأ فهي جباية تركية قسرية تبقي لسنوات تاليات‬
‫ترفد في جيوب العصابة ‪ ،‬حتي الطلح ولم يسام من االتاوات مثله وجمارك معدات الساونا‬
‫وقريبا رمبا حسبوا حفرة الدخان بالدوالر اجلمركي بحسبانها جيكوزي إيطالي !‬
‫ياأيها املشير‪....‬‬
‫هذا هو قولي اليوم ‪ ،‬وسأعود يوم األثنني القادم ألتخاصم معك أمام شعبنا املنتفض وأبينّ‬
‫حل ّمام وسينفرج‬‫أن فسادك وفساد زمرتك ال يحتاج الي كثير عناء ‪ ،‬فقط يلزمك اخلروج من ا َ‬
‫أنفك وتعود له ماإفتقد من حاسة شم للطيبات ! ‪.‬‬
‫وفي ذات املكتب الذي متت فيه هذه (الصفقة ) في دبي ‪ ،‬يوجد اآلن صالح قوش‪ ،‬سجينك‬
‫منذ أشهر قالئل وخليل جيبك اجلديد‪ ،‬فارشا ً علي أرصفة املدن املواصفات القياسية لبضاعة‬
‫بترولية سودانية جاهزة للبيع والتسليم فوراً‪ .‬ينادي عليها بأعلي صوته ‪ ،‬بالفاكس واجلوال‬
‫واالمييل واللقاءات اليومية بل واألسفار ‪ .‬تتكون بضاعته من ‪ 1.2‬مليون برميل نفط (مليون‬
‫ومائتي ألف برميل) من نفطنا املنهوب ‪ ،‬سنأتي لبيان تفاصيلها يوم األثنني القادم فهي ثمرة‬
‫التحالف اجلهنمي للثالوث قوش ‪ ،‬اجلاز ونائب محافظ بنك السودان بدرالدين محمود ‪.‬‬
‫في ذات املكتب الذي متت فيه هذه (الصفقة ) ‪ ،‬كان شقيقك الطبيب عبداهلل ضيفا ً عند‬
‫الظهيرة ‪ ،‬قبل بضعة أيام ‪ ،‬ينتظر مظروفا فيه عشرون ألف دوالر حملها وإنصرف للتسوق‬
‫في السويد !‬
‫وفي ذات املكتب املتاخم حملطة (أبو هيل ) في قطار مترو دبي يتسامر الزوار حول كل شئ‬
‫له عالقة بثروتنا واجلديد من البدع إلصطياد الذهب أو البترول أو تهريب أموالنا ‪..‬لكن ال‬
‫شئ عن مصير أطفالنا وأجيالنا الشابة التي تصطادهم كتائب محمد عطا كما العصافير في‬
‫محمية الدندر‪......‬‬
‫في ذات املكتب يتالقي أفراد العصابة اجلديدة‪/‬القدمية ‪ ،‬ضباط أمن األمس في لباس‬
‫مخمل رأسمالية اليوم بفضل سوداننا املنهوب ‪...‬نري من بينهم أعزاء قوش أمثال اللواء‬
‫عبداهلل بشارة ( ساعده في البطش والنهب وأحد خلصائه األوفياء بشهادة السيدة حرم‬
‫صالح قوش في إحدي إفاداتها املنشورة حني ذكرت اللواء معاش ‪ ،‬باالسم ‪ ،‬كأحد األصفياء‬
‫الذي وقف الي جانب األسرة خالل شهور االعتقال السبعة ) ‪ .‬هناك أيضا الزائر املواظب ‪،‬‬
‫عميد األمن املعاشي مخلص عكاشة ‪ ،‬مدير عام شركة اجلزيرة السابق املغترب ِر ْف َقة شركته‬
‫(دقنة) في الس فيغاس اخلليج العربي ‪ ،‬دبي‪.‬‬

‫‪-136-‬‬
‫خاطرة أخيرة ‪:‬‬

‫علي التنفس من فظاعتها وك ّدرت صباحي من هولها ‪ .‬أصابتني‬ ‫هذه الصورة ‪ ،‬بالذات‪ ،‬سدت ّ‬
‫مبا يشبه الذهول احلانق إذ َت َس ّمرتُ أطالع ‪،‬وأطالع ‪ ،‬وأتخيل حال أسرتهم وهذا الفقد الدموي‬
‫العنيف لهؤالء األيفاع ‪ :‬رصاصات في الرأس والصدر ‪ ،‬إنه االعدام في الدروة ! أطفال ياربي‪،‬‬
‫ال حول وال قوة اال باهلل ! كيف باتت االم ‪ ،‬األب واألخوة واألخوات واألهل واجليران ؟ ماذا‬
‫عن أحالمهم وآمالهم ‪ ،‬وهل سيبرأ فتق القلب ملن أعزوهم ؟ ماذا عن الواجب املدرسي الذي‬
‫ينتظرهم ‪ ،‬هل سيحضر املدرس غدا ً أم ستكون احلصة في املقابر ؟‬
‫مرات ومرات أعود للنظر والتدقيق ‪ ،‬بال توقف ‪ .‬أستفدت من كل شئ قذف به اخليال ليسد‬
‫الفراغات حتليالً وأسئلة من نوع ‪،‬هل علم قاتلهم كم من الناس قتل بقتلهم ؟ ‪...‬ملاذا قتلهم ؟‬
‫من قال له أقتل ‪ ...،‬وهل يستوجب التعبير قتل نفس معصومة ؟‬
‫ثم ‪ ،‬وفي كل مرة ‪ ،‬ينصرف تفكيري الي رجل واحد ‪ ،‬الفريق أول م‪ .‬محمد عطا املولى مدير‬
‫جهاز األمن واخملابرات‪.‬‬
‫أستحضرت فقرات كنت قد إجتزأتها منذ فترة في تقرير معتمدا علي احلوار النادر الذي‬
‫نشرته الزميلة(الرأي العام )يوم ‪ 20‬يونيو ‪ 2012‬نقال عن مجلة االمانة الشهرية التي‬
‫تصدرها االمانة العامة جمللس الوزراء‪ .‬ج ّزأت الرأي العام احلوار الي جزئني ‪.‬‬

‫‪-137-‬‬
‫بعد مطالعة احلوار ‪ ،‬توهمت أن املهندس اجلاسوس مثلنا متاما ‪ .‬إنسان من حلم ودم‬
‫ومشاعر حميمة ‪ ،‬قال عن زواجه (تزوجت عام ‪1992‬م ‪ ،‬لم يكن زواجا ً تقليديا ً بل تزوجت‬
‫عن قصة حب قوية ‪ ،‬زوجتي هي األستاذة (مها الشيخ بابكر ) كانت مديرة ملؤسسة سند‬
‫اخليرية واآلن تفرغت للدراسة وحصلت ‪ -‬بحمد اهلل على درجة املاجستير الشهر املاضي ‪،‬‬
‫متت لي بصلة قرابة‪،‬‬‫وكانت قد تخرجت في جامعة أم درمان اإلسالمية عام ‪1989‬م ‪ ،‬وهي ال ُ‬
‫هي من منطقة (السلمة) شمال عطبرة والدها من منطقة (دار مالي) ووالدتها من (السلمة)‬
‫التقيت بها في العمل العام وهي إسالمية ناشطة عملت بعد التخرج في ديوان الزكاة وتركته‬
‫في عام ‪1994‬م حيث عملت في العمل العام وتفرغت للدراسة‪ .‬تزوجنا كما قلت بعد (قصة‬
‫حب جميلة) استمرت ألربع سنوات حتى تزوجنا بعدها بسبب أن أهلها تعللوا بأنها أصغر‬
‫بنات األسرة ‪ .‬في الزواج عملت حفلة (كاربة) غنى فيها (قيقم) ‪ .‬والعقد كان في عطبرة‬
‫واحلفلة في النادي باخلرطوم‪.‬األبناء ‪( :‬عبادة) طالب في جامعة اخلرطوم كلية الهندسة‬
‫قسم الكهرباء الصف الثاني‪( .‬البراء) في الصف الثاني باملرحلة الثانوية ‪( ،‬مزن) خمس‬
‫سنوات تخرجت هذا العام في الروضة ‪ ،‬أسماء األوالد اخترناها أنا ووالدتهم مع بعض ‪،‬‬
‫ولكن (مزن) اختار اسمها أخواها‪).‬‬
‫نسيت أن أضيف أنه ص ّنف نفسه من هواة االستماع لكوكب الشرق أم كلثوم !‬
‫وماأن فرغت من قراءة الفقرة أعاله حتي إرتدت سهام خيالي املكتئب تنتاشني ‪ ،‬بال هوداة‪.‬‬
‫هل ُي ْع َقل أن من ذاق نعمة البنني والبنات وإبتهج وتباهي وفاخر بهم ‪ ،‬بل وجري حبه‬
‫األصيل في كل شئ له صلة بهم ‪ ،‬ورق قلبه للحب ‪ ،‬هل يعقل أن يشارك في قتل أطفال‬
‫اآلخرين ‪ ،‬بهذه الوحشية والالآدمية ؟‬
‫من نفخ مزامير احلب فتزوج وأجنب ‪..‬أيعقل أن يأمر من ميلك إرادة توجيهه من منسوبيه‬
‫بجهاز األمن واخملابرات ‪ ،‬بقتل الناس بهذه الغلظة والهمجية والبشاعة !‬
‫ماذا سيقول لعياله (عبادة والبراء ومزن )إن سألوه عن هوية قاتل أطفال وشباب السودان‬
‫في شوارعنا ؟‬
‫واألهم ‪ ،‬ماذا سيقول لنا ‪ ،‬نحن الشعب ‪ ،‬عندما حتل ساعة املساءلة ‪...‬والقصاص ؟‬
‫وألن القصاص األكبر شأن إختص به رب العباد نفسه ‪ ،‬فسننصرف عنه طائعني لندبر‬
‫أمر من ظلمونا في دار معاشنا‪.‬‬

‫‪-138-‬‬
‫اللهم تقبل شهدائنا وأغفر لهم وأرحمهم ‪ ،‬فهم أفضلنا وأكرمنا فليس مثل شهادة األعزل إن‬
‫باغ ظلوم ‪.‬‬
‫سفح دمه ٍ‬
‫اللهم أنصرنا علي من عادانا وبغي علينا وأرنا فيهم عجائب قدرتك وأشدد وطأتك عليهم‬
‫و َم ِّكن لنا منهم نصرا ً مؤزرا تشفي به قلوب من أدمع عن مظلمة أوقعها عليه جبروت من‬
‫تس ّيد وترأس ‪ ،‬ومن ثكلت ومن ناحت جراء فاجعة من فواجع هؤالء القوم طوال سني حكمهم‬
‫الظالم املشؤوم ‪ .‬اللهم خلِّصنا منهم وفك أسرنا مما ساقوه لنا من كرب ومرض وضيق في‬
‫املاعون وذل وغالء وجوع وفساد وفاحشة (آمني)‬

‫رابط المقال‪:‬‬

‫‪https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-117503.htm‬‬

‫‪-139-‬‬
‫(بالوثائق) تفضل يامشيرنا‪ :‬اآلن قوش يعرض ‪1.2‬م‪ .‬برميل بخصم ‪15‬‬
‫دوالر وعمولة ‪ 6‬مليون ‪ ،‬وعطاءاتنا مع سمسارات بالعواصم!‬
‫مفردات ال�صورة النفطية اليوم ‪..‬‬ ‫الحلقة‬
‫وم�أكلة لقو�ش واجلاز وبدرالدين !‬ ‫‪8‬‬
‫‪10-01-2013‬‬

‫صر عهدنا بالنفط والثروة‬ ‫بعد إنفصال اجلنوب تراجع كل شئ ‪ ،‬مالاً ونفطا ً ‪ .‬وبرغم ِق َ‬
‫(‪ )2011-1999‬فان إنقطاعه عنا لم يلمس حياتنا ملسا ً مباشرا ً فامل ُ َت َن ّزل منه علي معاشنا‬
‫كان زخات قليلة ‪.‬كنا دولة نفطية ملدة ‪ 11‬عام بفوائض نفطية أبقاها عوض اجلاز سرا‬
‫دفينا ً ‪ .‬بيد أن الباحثني واملدققني كشفوا بعضا من جبل اجلليد فقدروها مابني ‪ 73-60‬بليون‬
‫لس ْبة أن تلد نسائنا‬
‫دوالر! غض النظرعن حجم الفلوس ‪،‬فهي موجودة وبكثرة ‪ ،‬فإنها وربي ُ‬
‫باملستشفيات وكل شئ حولهن ممول متويال ذاتيا ً ‪ ،‬فقد ُطلب منهن إحضار اللوازم فوضعن‬
‫‪-140-‬‬
‫أحمالهن في طاوالت اجلباية منذ صرخة احلياة األولي والتطعيم ! دفع املرضي لكل شئ ‪.‬‬
‫فاللوازم الطبية شملت حتي اإلبر والشاش ‪ ،‬وم ّول الناس املدارس حتي مرتب اخلفير‪ .‬فقد‬
‫رفعت الدولة يدها وتركت الناس يتدافعون ويدفعون وليتها وقفت هناك وتركونا وحالنا‪.‬‬
‫كال ! إنشغلوا ينهبون ويشفطون النفط ب َن ْهم وعجلة وسرية و لم يتصدقوا علينا بشئ من‬
‫ملياراته ‪ .‬األنكي واأل ّم ْر أنهم راحوا يستدينون بأي شروط ومن أي بلد ! سلوك ُم َح ّير حقاً!!‬
‫فهم بيد ميسكون بالقصبة الهوائية لصناعة النفط ويتكتمون ‪ .‬وباليد األخري يستدينون‬
‫وبأعلي النسب الربوية لتمويل تلكم الشوارع التي عادوا مينون وميتنون بها علينا وكأنها‬
‫قطع من الهوت دوق أوبيزا الوزير !! فتفجرت أرقام مديونيتنا اخلارجية وتضاعفت وهي‬
‫اليوم تزحف حملطة ال ‪ 50‬مليار دوالر ‪ ،‬وتتصاعد وتنمو كل صباح ! رصفوا بضعة شوارع‬
‫وأقاموا بضعة كباري مما إستدانوا لكنهم سرقوا حمولة مدن بكاملها من الفلوس ‪.‬‬
‫تتقاسم إنتاجنا النفطي اليوم ‪ 3‬شركات ‪ .‬ففي احلقل الذي متثل «هجليج» قاعدته ‪ ،‬يتم‬
‫أنتاج حوالي ‪ 60‬ألف برميل يوميا في املربعات ‪ . 4-2-1‬كونسورتيوم الشركات العاملة‬
‫يسمي «قريتر نايل بتروليوم» ويضم ‪ 4‬شركات هي الشركة الصينية (‪ ، )%40‬بتروناس‬
‫املاليزية (‪ ، )%30‬الشركة الهندية(‪ )%25‬أما شركتنا السودانية ‪ ،‬سودابت فنصيبها هو‬
‫النسبة املتبقية ‪ . %5 ،‬نوعية هذا البترول أحسن ( أخف كثافة ) ولذا فهو األعلي ثمناً‪ .‬احلقل‬
‫الثاني ‪ ،‬عند مربع ‪ ،6‬تتملكه شركة الصني الوطنية للبترول بشكل كامل ومنفرد ‪ ،‬عبر شركة‬
‫بتروإنرجي ‪ ،‬ويتراوح إنتاجه اليومي مابني ‪ 45-40‬ألف برميل يوميا ‪ .‬قاعدة هذا احلقل في‬
‫(بليلة) ‪ .‬النوعية هي زيت أثقل كثافة ‪ ،‬وبالتالي أقل سعرا ً ‪.‬‬
‫الشركة الثالثة العاملة في احلقل الثالث ميلكها رجل االعمال اليمني ‪ ،‬شاهر عبداحلق‪،‬‬
‫تقوم شركته «ستار أويل « العاملة من قاعدة «ستار» قرب الفولة باملشاركة مع سودابت‬
‫ملكية هذا احلقل الذي ينتج االن مابني ‪ 6-5‬ألف برميل يومياً‪.‬تضغط عليهم وزارة الطاقة‬
‫لرفع االنتاج اال أن األمر يحتاج لضخ إستثمارات جديدة في احلفريات واملعدات ‪.‬املستثمر‬
‫داع إلستثمارال يعود‬
‫مياطل ألن بتروله تشتريه احلكومة بنظام االستدانة وال يري من ٍ‬
‫بفائدة‪ .‬املهم أنهم يأملون في رفع االنتاج بنهاية العام حلوالي ‪ 8‬ألف برميل‪.‬‬
‫اذن إجمالي االنتاج اليومي للبترول يصل الي حوالي ‪ 110‬برميل يوميا ‪ .‬في التقدير السابق‬
‫ان السودان يحتاج إلنتاج حوالي ‪ 90,000‬برميل يوميا ليحقق االكتفاء الذاتي ‪ .‬طاقة مصفاة‬
‫اجليلي تبلغ ‪ 100,000‬ألف برميل أما مصفاة األبيض فطاقتها تصل ‪ 10,000‬برميل يوميا‪.‬‬
‫منذ إنفصال اجلنوب توقف صادرنا النفطي بل تشتري احلكومة نصيب الشركات السابق‬
‫ذكرها لتكمل حاجة مصفاة اجليلي التكريرية اليومية ‪ .‬هذا الشراء يتم باألجل ‪ ،‬وألن الدولة‬
‫‪-141-‬‬
‫ال توفي بالدفع بالدوالر حسب ماإلتزمت وكما كانت تفعل ‪ ،‬فإن عالقتها بالشركات أصبحت‬
‫متوترة وكثيرا ماغضبت الشركات وبالذات الصينيني الذين ينتجون كما قلنا حوالي ‪ 45‬ألف‬
‫برميل يوميا من مربع ‪ . 6‬منذ مدة توقف الصينيون عن االستثمار بعدما تأكدوا ان احلكومة‬
‫ال عملة صعبة لديها وأنها ال تستمع لنصائحهم السياسية ! إذا صدقت الروايات املتدوالة من‬
‫أن الصني ستوقف بيع نفطها للحكومة ‪ ،‬فان كارثة مدوية البد وأن تقع ! في ميناء بشائر‬
‫يوجد خطان من بقايا السودان النفطي ! األول مربط بحري ‪ Marine Terminal‬تابع لقريتر‬
‫نايل وعلي مقربة منه اخلط املؤجر لعبور نفط اجلنوب ( بترودار الذي تسيل فيه حوالي‬
‫‪ 300‬ألف برميل يوميا من خام نفط اجلنوب )‪ .‬عند املربط االول يقومون بتجميع مافاض‬
‫عن حاجة املصفاة ويستمر األمر ألشهر عديدة حتي تكتمل شحنة باخرة من اخلام الثقيل‪....‬‬
‫وفجأة ‪ ،‬يظهر السماسرة والسمسارات ‪ ،‬وهذا مايفعله صالح عبداهلل قوش حتديدا هذه‬
‫األيام إذ يحاول بيع مليون ومائتي ألف برميل من هذا النفط املجُ َ ّمع ألشهر الذي هومافاض‬
‫عن حاجة املصفاة ! لترغيب املشترين مينح قوش خصما ً عاليا ً مقداره ‪ 15‬دوالر عن سعر‬
‫البرميل دون السعر العاملي شريطة ‪ ،‬أن يودع املشتري حلسابه ‪5‬دوالرات عن كل برميل‬
‫ويذهب بالعشرة ! مما يعني أن عمولة قوش واجلاز وبدرالدين محمود في هذه الصفقة (بيع‬
‫‪1,200,000‬برميل نفط خام ) تقارب ‪ 6‬مليون دوالر! رمبا ستدخل العمولة جيوبهم قبل عيد‬
‫األضحي فتجعل حجهم خالصا ً من أي َت َك ُّسب حرام ووقوفهم في جبل عرفات نقيا ً بال أوزار‪.‬‬
‫هل سمعتم باملنشار ذي الشفارين الذي يأكل اخلشب قياما ً وقعودا ً ‪..‬وبا َ‬
‫جل ْن َبة !‬

‫المواصفات المحمولة جوا ‪.....‬تتطاير من شنط البنات !‬


‫قلنا أن الدولة االستوائية السنية الكاذبة فقدت وقارها في كل مناحي احلياة ‪ .‬وأن‬
‫عصابات شلل السماسرة واللصوص غدت تسيطر اليوم علي مفاصلها التجارية واالقتصادية‬
‫واألمنية والسياسية ‪ .‬أبتدع كثيرون منهم وظائف للسيدات ‪ .‬متنينا لو أن فرص التوظيف‬
‫هذه وضعت اجلدارة واالستحقاق والتأهل في صدر شروط االختيار‪ ،‬وليس اإلمور الأُ خر !‬
‫ال يجوز رمي من توظفن مبقذوف الشك أوالطعن في شرفهن ‪ ،‬وحاشانا أن نفعل ذلك ‪ .‬فحواء‬
‫السودانية العفيفة أجنبت أمهاتنا ومحارمنا وزميالتنا في العمل وشقيقاتهن في كل دروب‬
‫التكسب الشريف ‪ .‬من أرحامهن نزل رجال شهدنا وشهد العالم بأسره ‪ ،‬قبل أيام قالئل ‪،‬‬
‫علي جسارتهم وشجاعتهم في أول بداية مللحمة مازالت مشتعلة ‪ .‬شباب وضعتهن أمهاتهن‬
‫عند منصات البطولة فأذهلوا الدنيا إذ حاموا عزالً كاألسود الكواسر في غابات الرصاص‬
‫الغادر‪ .‬ما تضاروا وما تستروا بل تقدموا الصفوف طلبا للشهادة في سبيل حريتنا ‪ .‬فيهم‬
‫‪-142-‬‬
‫من ظل ممسكا ً بإصبعيه منفرجتان بعالمة النصر ‪ ،‬فتسللت األصابع طرية بدمها من الكفن‬
‫لوداع املشيعني ! وفيهم من رفع سبابته للسماء م ّوحدا ً حلظة ماغدرت به رصاصة إنشطارية‬
‫أسرفت في شج رأسه فنثرت حبيبات نافوخه تتألأل بيضاء علي سيراميك املشرحة كعقد‬
‫سوليتير باهظ الثمن‪ .‬نتحدث عن عشيرة أمهات وأخوات وخاالت وعمات أرضعن أمثال‬
‫الطهر لن يخلطن طيبا ً بسئ فيعملن مع رجال هم‬
‫هؤالء ‪ .‬أمي اهلل سيدات بهذا النقاء وبهذا ُ‬
‫شبهة احلرام تسعي بأضالفها ‪.‬‬
‫عندما سعينا جلمع وثائقنا لهذا التقرير ‪ ،‬ماحسبنا ان البحث سيقودنا لنجد ضالتنا في‬
‫شنط «ستاتية « ! ال يسمونهن سيدات أعمال ‪ ،‬ألنهن ال عالقة لهن بهذه الصفة‪ .‬معظمهن‬
‫دخلن لهذه «الشغلة» مبحض الصدفة وفي الغالب ألن هناك من إستلطفهن من املتنفذين‬
‫فحصل ماحصل ‪ ،‬والعقود في صحيح القانون هي عرض وقبول ! معظمهن يعملن مع أسماء‬
‫كبيرة عبر شبكة أكبر ‪ .‬فيهن من جعلت اخلرطوم قاعدتها ومنها إنطلقت تتواصل مع من‬
‫مينحون العقود بالوزارات وبنك السودان ! فتنهمك في «تلقيط» األوراق والعطاءات بال‬
‫منافسة فترسي عليها املناقصات بوعود حفظ احلقوق فلوسا ً أو «خدمات «أو االثنني معا !!‬
‫يقولون أن ظاهرة السمسارات املاليات ‪ ،‬إن جازت التسمية ‪ ،‬إزدهرت علي عهد الدكتور صابر‬
‫حسن ‪ ،‬أطول من ع ّمر كمحافظ في تأريخ بنك السودان املركزي ‪( ،‬بإجمالي ‪ 16‬عاما ) ! ففي‬
‫عهد هذا الرجل سيطر جندر اإلناث علي التوظيف واالدارة ‪..‬والسمسرة !‬
‫ألسباب سنمسك عن اخلوض في تفاصيلها هنا فإن شركات األمن األقتصادي هي من‬
‫كبريات املشغالت لهؤالء السيدات واألنسات من أمثال شركة قادرة ‪ ،‬رام للطاقة ‪ ،‬بترو هلب‬
‫‪ ،‬بترو نييد ‪ ،‬هاي تك مايننغ‪ ،‬أدفانس تكنيكال وركس وغيرهم كثير‪(.‬راجع القائمة املرفقة‬
‫للشركات السودانية ال‪ 158‬املقاطعة أمريكيا) ‪.‬‬
‫الوثائق التي حصلنا عليها جاءت من شنطة يد سمسارة متميزة ! فهي تعمل مع عدد من‬
‫املتنفذين ‪ ،‬لها قاعدة باخلرطوم لكنها ‪ ،‬أيضا ‪ ،‬كثيرة االسفار العابرة للقارات ‪.‬قالت لنا أن‬
‫زودتنا به من وثائق هي ملواصفات منتجات بترولية أُعطتها مؤسسة البترول السودانية‬
‫لشركة قوش ( نبتة) ‪.‬فهمنا منها أن قوش ميتلك ‪ 5‬شركات تعمل في مجاالت مختلفة وأن‬
‫كثير ممن ينتسبون لتلك الشركات هم في الغالب زمالؤه في جهاز األمن واخملابرات الوطني!‬
‫القائمة تتحدث عن «املواصفات الفنية املعتمدة للمشتقات البترولية «بالنسبة ملؤسسة‬
‫البترول السودانية‪ .‬بعد حديث السمسارة جنزم أن املؤسسة بعثت لقوش بالقائمة فنسخ‬
‫منها مانسخ ‪،‬وحملها في االمييل ‪..‬ومنه طارت الي كل ركن من أركان اخلليج بل وحتي اوروبا!‬
‫في قاموس التجارة كثرا ما تتردد كلمة ‪ Sourcing‬لتعني من يساعد أهل الشأن من املصادر‬
‫‪-143-‬‬
‫اخلارجية للتواصل مع املوردين لشراء املنتجات واخلدمات ومطابقة املواصفات والتعرف‬
‫علي األسعار ‪ .‬هذا اجلهد املُضني وامل ُ َكلِف أحيانا تقوم به جيوش من الناس املتسابقة علي‬
‫الظفر بالعطاء ‪ .‬عادة ال يعرف هؤالء بعضهم األخر وإن كانوا يقرأؤون من نفس االوراق ‪.‬‬
‫في كثير من األحيان فإن عمل هؤالء يشابه إرتياد بيوت القمار بخطي ‪ -‬عَ ّل وعسي ! في هذه‬
‫احلالة فإن بيوت القمار هذه هي العشرات من مكاتب الوزارات بيد ان أعمرها حركة ترددية‬
‫مكاتب مدراء شركات جهاز األمن املنتشرة باخلرطوم بعضها بفروع باخلارج وغالبيتها‬
‫مبراسلني غير متفرغني في دبي والبحرين وغيرهما من عواصم املال والبهجة يتحركون الي‬
‫العواصم اجملاورة !‬
‫لن نستغرب ان تصوغ مؤسسة البترول السودانية املواصفات القياسية ملشتقاتها‬
‫البترولية مطابقة ملا تصدر به املوصفات املماثلة ‪ .‬فمرجعية تلك املواصفات صادرة من رأس‬
‫أفعي االستكبار‪ -‬أمريكا ‪.‬لكنا ثمة مايكشف نوعية التفكير الغوغائي التي تستوطن دواوين‬
‫دولة اخلالفة الوهمية ‪ .‬ففي الوقت الذي تعترف فيه كل الدنيا ‪ ،‬حتي روسيا ‪ ،‬أن الصناعة‬
‫النفطية العاملية تعتمد في كل مراحلها تقريبا علي أمريكا اال أن دولة الفساد تفتح خطاب‬
‫إعتماد سيادي بالعملة االوروبية ‪ ،‬وليس بالدوالر نكاية في أمريكا !! علما ً بأنهم سيتكلفون‬
‫أكثر في مرحلة الدفع أكثر إذ ينص اخلطاب نفسه علي ألية إحتساب سعر صرف البنك‬
‫املركزي االوروبي لتحويل اليورو لدوالر ‪ ،‬فنخسر للمرة الثالثة !‬
‫يقولون «ال» للدوالر ويرفعون املصاحف علي أسنة الرماح حربا ً علي الكفرة ‪ ،‬أما في‬
‫حالة املقاييس فألف مرحب مبعايير القياس النصرانية إذ ستالحظون تكرار كلمة ‪، ASTM‬‬
‫وهي األحرف األولي للجمعية األمريكية لالختبارات واملواد (‪Testing and MaterialsAmerican‬‬

‫‪ )Society for‬فهذه اجلمعية ينتمي لها ‪ 30‬ألف خبير ومهندس حول العالم ‪ ،‬ينتسبون ل‪150‬‬
‫دولة ‪ .‬ملاذا املكابرة علي احملاسبة باليورو رغم التكلفة الباهظة؟ ال ندري ولكنها ضرب جلد‬
‫اخلصوم في املنام !‬
‫نالحظ ان املواصفات شملت القياسيات الفنية للغاز الطبيعى املسال ( ‪Liquefied petroleum‬‬

‫‪ ، )gas‬مواصفات قياسية البنزين اخلالي من الرصاص املستخدم في املركبات ( ‪standard‬‬


‫‪ )specification of MOTOR GASOLINE UNLEADED‬وأيضا املواصفات القياسية لوقود‬
‫الطائرات‪ A-1‬املسماة (‪ specification FOR Jet A-1 standard‬قال لنا من يتابع هذه الطلبات‬
‫أن هذا الصنف األخير ‪ ،‬وقود الطائرات ‪ ،‬تزداد وتيرة الطلب عليه كلما قررت الدولة حتشيد‬
‫األجواء وإشعال حرائق في األطراف ‪ .‬فتسقيه لألنتينوف لنقل القنابل للتخوم واألمصار ‪ ،‬كما‬
‫يحدث االن في جبال النوبة والنيل االزرق‪ .‬أما التشليح العلني للوطن ومؤسساته الكبري‬
‫‪-144-‬‬
‫املنتجة وموارده ومقدراته فهو ملن إستطاع اليه سبيال‪ .‬تركونا َن َت َن ّكب قارعة الطريق دون‬
‫راحلة برا وبحرا وجوا ‪ ،‬بال سكك حديد أو سودانالين أو سودانير التي إبتلعتها مؤسسة‬
‫الفيحاء فجاء الشريف بدر ومحمد العبيد فإبتلعا خط هيثرو !‬

‫فهمي الحناشي الشاب المصرفي الذي أصبح إسم في حياة لصوصنا !‬


‫املؤسسة العربية املصرفية ‪ ، Arab Banking Corporation‬ومختصرها باالجنليزية ‪ABC‬‬
‫هي بيت متويل عربي مقرها لندن ‪ .‬الفرع الذي يعنينا من هذه الدار التمويلية هو مكتبها‬
‫املوجود في باريس‪ .‬املديرالعام احلالي منذ يونيو ‪ 2012‬هو السيد سامي بن غرسة اجلزائري‬
‫األصل والذي تتلمذ في والية كاليفورنيا والتحق ألول مرة مبصرف ‪ ABC‬عبر فرعه مبدينة‬
‫نيويورك ( ‪ . )1989 - 1985‬هنا في مكتب باريس يتواجد‪ 7‬موظفون كبار ينفذون عمليات‬
‫مويلية مبليارات الدوالرات ‪ .‬القسم التجاري لهذا املصرف‪/‬الشركة التمويلية له ‪ 8‬وظائف‬
‫رئيسية أولها توفير التمويل لرأس املال التشغيلي للمشاريع ‪ ،‬وضع شروط القروض ‪،‬‬
‫متويل التجارة ومتويل الدفعيات املستحقة ‪ ،‬إعداد خطابات اإلعتماد ‪ ،‬توفير الضمانات‪،‬‬
‫تعزيز االعتمادات للمشترين واملوردين ‪ ،‬تقدمي املشورة الفنية واالستشارية للمشروعات‬
‫باالضافة الي إعادة الهيكلة التمويليلة للمشروعات ‪ .‬أيضا ً يقوم فرع ‪ ABC‬بباريس بثالثة‬
‫وظائف بنكية رئيسية أولها تقدمي تسهيالت خطابات االعتماد ‪ ،‬تقدمي الضمانات للموردين‬
‫والقيام بخدمات اخلزانة التي تقوم بها البنوك ‪.‬‬
‫الشخصية احملورية التي ينطق بإسمها لصوص اخلرطوم ليل صباح ويتساءلون عن‬
‫أخباره وماذا قال ومتي سيقول وماذا سيفعلون إن قال‪ ،‬هو السيد فهمي احلناشي ‪ ،‬أيضا‬
‫جزائري األصل وفرنسي اجلنسية ‪ .‬ظل احلناشي يشغل وظيفته احلالية كنائب للمدير العام‬
‫لفرع باريس منذ أكتوبر ‪ 2010‬بعد ‪ 7‬سنوات قضاها مسؤوال عن املصارف في مصرفه مما‬
‫أكسبه معرفة لصيقة بالكثير من املصرفيني في أوروبا وخارجها ‪.‬‬
‫هذا املصرفي هو ‪ ،‬واقعا ‪ ،‬من سلمته هذه الدولة االسالمية االستوائية مفاتيح حياتنا ‪.‬‬
‫اذا ارادوا قمحا ‪ ،‬اتصلوا بفهمي احلناشي ‪ .‬فإن نطق خيرا ً أكلنا قمحا ً وإال حدثنا وزير‬
‫املالية عن عواسة الكسرة وضرورة الرجوع للتراثيات بأكل العصيدة‪.‬تقول مصادري أن‬
‫السيد فهمي احلناشي يطالب السودان بقرابة البليون وربع دوالر ! وكثيرا ماأبدي إمتعاضه‬
‫علي إهمال اخلرطوم تسديد مستحقاته ‪ ،‬فهم إن دفعوا له أعطوه بال َق ّطارة ! قال مصدري إن‬
‫احلناشي أستلم مبلغ ‪ 10‬مليون دوالر من آخر دفعه ح ّولتها حكومة جوبا للخرطوم بعد أن‬
‫تدخل ‪ 4‬من كبار سماسرته الوزراء !‬
‫‪-145-‬‬
‫اذا ارادوا متويالً ‪ ،‬بحثوا عن فهمي احلناشي ‪ .‬فإن أعطاهم ضمن قوش ‪ 2‬مليون عمولة في‬
‫باخرة النفط وإالّ ح ّدثنا قطبي املهدي عن ركوب الدواب وختم األسد النتر احلكاية بالهوت‬
‫دوق أو أسمعنا وزير املال املسروق كيف تعلّمنا أكل البيزا في عهده امليمون ‪ .‬أما إذا رفض‬
‫احلناشي ‪ ،‬ال قدر اهلل ‪ ،‬أنهك اللصوص أذنهم تهاتفا َ مابني دبي وباريس واخلرطوم وشدت‬
‫الطائرات اخلاصة الرحال بني العواصم ‪ ،‬وهبط ملسافرون الدوليون السودانيون بجوازاتهم‬
‫الدبلوماسية علي مدينة النور إلرضائه بالقبول وليرفع نسبة التمويل الي ما شاء من سقف‬
‫فهم سيقنعون «اجلماعة « في اخلرطوم بالقبول ! ورمبا ‪ ،‬عما قريب ‪،‬سوف يجعلونه مرجعا‬
‫ناصحا ملن أراد متويل املثني والثالث والرباع! هرع له العشرات من السودانيني غير صالح‬
‫قوش للتعامل معه عبر وكيله باالمارات ‪ .‬من سيقا البرير والي جمال الوالي وحتي وداد‬
‫يعقوب والنحلة والتي أرسلت ذات مرة بنتها من لندن لتتفاوض معه وجها ً لوجه فاذا بها‬
‫حتاول إغوائه بترك وكيله االمارتي في دبي والتعامل معها مباشرة ‪ ،‬فأسمعها ماتستحق‪.‬‬
‫هذه الشخصية التي صنع منها لصوصنا أسطورة بكاريزما لصنع اخلوارق وكأن أرزاقنا‬
‫جتري من حتت لسانه ‪ ،‬تتوفر علي صورة مغايرة متاما في سيرتها الذاتية تتعارض مع‬
‫الس ْحت ‪ .‬سيرة فهمي‬‫تلك التي تتخطفها مجالس صالونات لصوص اخلرطوم وسماسرة ُ‬
‫احلناشئ نائب مدير ‪ ABC‬بباريس ‪ ،‬تكشف سرا ً كبيرا وهو صغر سن هذا الشاب الذي صنع‬
‫نفسه في دنيا التمويل املصرفي ‪ .‬فقد دخل اجلامعة في ‪ 1995‬وتخرج بدرجة البكالوريوس‬
‫في العالقات الدولية في عام ‪1999‬من جامعة ‪›Università degli Studi di Roma ‹La Sapienza‬‬
‫وفي العام التالي ‪ ،2000 ،‬حصل علي إجازة املاجستير االوروبية في إدارة االعمال الدولية‬
‫من ‪)Université Panthéon Sorbonne (Paris I‬‬

‫كيف يسرقنا اللصوص ‪..................‬؟‬


‫هذا السوق هو نا ٍد خاص بالصفوة من اللصوصني ورجال األمن السابقني وحفنة من ضباط‬
‫اجليش‪.‬عملياته تستند ‪ ،‬وتستلزم وجود متنفذين في وزارات بعينها ‪ .‬يخاطب هؤالء‪ ،‬بنك‬
‫السودان طالبني فتح إعتماد الستيراد حاجتهم من بعض السلع أو اخلدمات أواملواد الهامة‬
‫(سكر‪ ،‬قمح ‪،‬مشتقات بترولية ‪،‬أدوية مدخالت زراعية أو صناعية ألخ) ‪ .‬هذا اخلطاب يعلم‬
‫به السمسار منذ حلظة التفكير فيه ‪ ،‬بل وفي بعض األحيان يكون هو من فكر فيه وأوعز به !‬
‫بعد صدور اخلطاب يتابعه متابعة جوارح «ناشونال جرافيك « لصيدها ‪ ،‬سلما ً سلما ً ومكتبا ً‬
‫مكتبا ً بل رمبا حمله وطاف به ليكمل مستوفيات الشروط االجرائية ‪ .‬يفتح بنك السودان‬
‫االعتماد وفقا للتوجيهات ‪ ،‬وعلي السمسار أن يذهب للمرحلةالتالية ‪ ،‬إستقدام التمويل!‬
‫‪-146-‬‬
‫في الفترة االخيرة أصبح مشوار الوزارة ومتابعة « سيرك» اإلجرائيات من نوع األعمال‬
‫«املتدنية «التي ال تليق مبقام كبار الفاسدين من السماسرة واملُتن ّفذين ‪ .‬فوزير الوزارة املعنية‬
‫نفسه ونائب محافظ بنك السودان ‪ ،‬بدرالدين محمود ‪ ،‬أصبحا هما « امل ُ َع ِّقب» ‪ ،‬كما يصف‬
‫السعوديون من يتابع لهم معامالتهم ‪ .‬أما السماسرون فتأتيهم حيتان أرزاقهم تسعي الي‬
‫أبواب بيوتهم ‪ .‬هذا الدور املقلوب هو مرآة دالة علي التغيير الذي طرأ في قيم العمل وأخالقيات‬
‫الوظيفة العامة ‪.‬وألن املوظف العام أصبح يقتات من فساد السمسار ‪..‬فقد حقت عليه خدمته‬
‫كيفما أراد! من اخلدمات النوعية املقدمة من الوزراء والوالة والتنفيذيني للسماسرة ‪ ،‬بسط‬
‫املعلومات الداخلية لهن ليتمرتسوا قبل االخرين ‪,‬فيتم االتصال بهم ‪ ،‬ومينحون العطاء إذا‬
‫رغبوا فيه دون أن يتقدموا أو يتدافعوا علي مكاتب الوزراء أو بنك السودان ‪ .‬الكلمة السحرية‬
‫هي إدعاء توفرك علي متويل فتفتح لك االبواب مش ّرعة رحيبة صباحا ً ‪ ،‬وتذبح لك الذبائح‬
‫الس ّكر حولك في إنتظار أن تمُ ْ طر السماء‬‫عشيا ً في املزارع ‪ ،‬ويتداعي الصحاب وكل ذباب ُ‬
‫دوالرات ‪ ،‬كما سنفصل !!‬
‫اليوم وفي إتساق مع سوء السمعة والصيت السيئ ملؤسساتنا املالية ‪ ،‬فإن القبول بخطاب‬
‫ضمان سيادي صادر من بنك السودان برسوم تبلغ ‪ % 12‬من قيمته وفرض رسوم تأمينية‪،‬‬
‫درءا للمخاطر ‪ ،‬تتراوح مابني ‪ ، %2.5-1.5‬أما القبول به فهو مدعاة لالحتفال ونحر الذبائح‬
‫!!هناك الوسطاء اخلارجيون وهم وكالء دور الربا والسحت وهم ‪ ،‬بالتالي ‪ ،‬أهم حلقات هذه‬
‫الدائرة الشريرة ‪ .‬ما أن يسمع اللصوص في اخلرطوم كلمة «متويل « حتي ينسوا كل دروس‬
‫االقتصاد واحملاسبة املالية ‪ ،‬فتقفز الوطنية واالخالق مسرعني من الشباك ‪ ،‬ويدخل اجلشع‬
‫اجلرئ من الباب ‪ ،‬ويتحكر ! السماسرة ذو احلظوة تطفو علي جسومهم ال ِن ْعم فان رأيتهم في‬
‫املطارات عرفتهم باملخَ ِيط اجللبابي املشغول ‪ ،‬أو صنعة امللبس األفرجني الفخيم أو بأجنحة‬
‫الضيافة األرضية ك ُركاب بالدرجة األولي ‪ .‬ظهرت بعض وبائيات السلوك النفطي املتخلف‬
‫علي كثير من هؤالء الناس ‪ .‬ليس من منظور من يسافر معهم من مرافقني خلدمتهم ‪ ،‬وإمنا من‬
‫منظور ظاهرة «ال َت َش ُّيخ» املضحكة ‪ .‬رأيت أحدهم وقد َث ُقل جواله علي جيبه فإمتن به خادمه‬
‫‪.‬دفعه إليه دون أن ينطق بكلمة تلقفه سريعا ببراعة مهاجم البيزيول وطفق يرد بصوت‬
‫خفيض الي أن حانت حلظة أخري مع متصل آخر‪ .‬عرفه وبادله التحايا ‪ ،‬عاد وأصق اجلهاز‬
‫في طبلة أذن سيده وإستمر ممسكا به بالكلل أو ملل ‪.‬إذن هي الشلة وهذا أحد أفرادها ! في‬
‫صاالت االستجمام باملطارات ‪ ،‬إنهمكوا في ترتيب أوراق الصفقات ‪ .‬أولها ‪ ،‬مواصفات السلع‬
‫املُراد شراؤها من السوق العاملي وأهم البنود الي سيضدر بها خطاب الضمان السيادي من‬
‫بنك السودان ‪ .‬في محطة الوصول ‪ ،‬وتاج املناهي لسنوات طويلة أصبحت دبي ‪ ،‬يعرض‬

‫‪-147-‬‬
‫السمسار كل شئ علي من يتعامل معهم من الوسطاء اخلارجيني حتي يتصلوا بأرباب‬
‫نعمتهم أصحاب الدور الربوية ‪ .‬إن وافقوا ‪ ،‬فان خطاب بنك السودان يكون بني أياديهم في‬
‫هنيهة‪ ،‬شكرا لنظام «سويفت « وهو نظام فاكس مصرفي معتمد( مثل املستخدم إلرسال‬
‫خطاب الضمان السيادي املرفق بهذا التقرير) ‪.‬‬
‫في فالش احللقة املاضية قدمنا شرحا ً تفصيليا لكيفية عمل ألية الربا التي تدار بها جتارتنا‬
‫فور إصدار بنك السودان خلطاب ضمانه السيادي ‪ .‬أوضحنا أن البنوك املركزية احملترمة ال‬
‫عالقة لها مبثل تلك االصدارات بل أن االمر برمته هو من صميم عمل البنوك التجارية ! قلنا‬
‫(هذه الوثيقة هي خطاب إعتماد سيادي‪ Sovereign Letter of Credit‬صادر من بنك السودان‬
‫لشركة يتعامل معها صالح قوش في دبي بدولة االمارات العربية املتحدة ‪ .‬كما هو واضح‬
‫في الوثيقة ‪ ،‬فإن مبلغ خطاب االعتماد الذي فتحه بنك السودان املركزي بلغ ‪28,651,332‬‬
‫مليون يورو ‪ .‬الغرض كان الستيراد باخرة من الوقود ‪ .‬في ذات يوم فتح خطاب االعتماد (‬
‫وإحتفظنا بتلك التفاصيل حفاظا علي سرية مصدرنا ) كان اليورو الواحد يعادل في املصرف‬
‫األوروبي املركزي ‪ 1.2148‬دوالر مما يعني أن املبلغ ساوي يومها بالضبط ‪34,805.638‬‬
‫( أربعة وثالثون مليون دوالر وثمامنائة وخمسة ألف وستمائة وثمانية وثالثون دوالر ‪..‬‬
‫وأحد عشر سنتا )!!وفي باب االسئلة املشروعة خاطبنا الرئيس مبا نصه ( ‪ ..‬السؤال لك ‪ :‬مع‬
‫هذا اجليش من الوزراء ‪ ،‬ملاذا يحتاج مصرفك املركزي لدستوري سابق ليرتدي قبعة سمسار‬
‫فيستورد لنا البترول وغيره من إحتياجاتنا فيحصد ماليني الدوالرات في العموالت الضخمة؟‬
‫إين هؤالء الوزراء بل وماهو عملهم وعمل وزاراتهم ؟إذا بلغ القعود وعدم القدرة بوزرائك حد‬
‫العجز علي آداء املهام املنوطة بهم ‪ ،‬فلماذا حتتفظ بهم ؟ كيف متكن سمسار «فرد»‪ ،‬كل متاعه‬
‫من التجهيزات املكتبية املتحركة ال يتعدي الب توب وهاتف جوال ‪ ،‬من تنفيذ ما يعجز عنه‬
‫نصف مجلس وزرائك؟ ملاذا ال تصرفهم الي بيوتهم وتوفر املليارات بشطب بند مرتباتهم ‪،‬‬
‫بل وحتي وزاراتهم فتوفر مليارات إضافية تصرف علي هؤالء الفاشلني ؟ وإستطرادا ‪ ،‬ميكنك‬
‫بصاصك السابق بتعيينه وزيرا ً متجوال مبلكات جوكر ‪ ،‬فيصبح‬ ‫بداهة االستفادة أكثر من ّ‬
‫وزيرا لكل شئ ؟!‬
‫من النتائج الكارثية لتغول بنك السودان علي أدوار البنوك التجارية وتعوده علي جرمية‬
‫إصدار خطابات اإلعتماد وعدم الوفاء بااللتزامات املترتبة عليها ‪ ،‬أنهيار ثقة كل بيوتات‬
‫املال والصرافة العاملية في املصارف السودانية ومايصلها من أوراق ُمح ّبرة وأختام أصبح‬
‫مصيره حافظات (التراش) أعزكم اهلل ‪ ،‬وأخترنا املسمي األمريكي بحثا ً عن تخفيف وطأة‬
‫احلقيقة !‪ .‬تساءلنا عن سرالقبول بنسب فلكية لتعزيزخطابات اإلعتماد الصادرة عن بنك‬

‫‪-148-‬‬
‫السودان‪ .‬قلنا ( كيف يرضون بأن ندفع ‪ ،‬نحن الشعب اجلوعان والفقير ‪ ،‬رسوم تصل فائدة‬
‫تصل ‪ % 12‬من قيمة املبلغ املمول بدال عن النسبة املعتادة البالغة ‪ %2‬خلطابات الضمان‬
‫السيادية ؟ بل وهناك رسوم توفير ضمان تأمني‪ Insurance Guarantee‬تبلغ بنسبة ‪%1.5‬‬
‫تضاف هذا املبلغ فيصبح االجمالي التمويلي هو ‪)%1.5+%12( %13.5‬بدال عن ‪ %2‬فيقفز الرقم‬
‫مما قيمته مبلغ ‪ ( 696,112,76‬ستمائة وستة وتسعون ألف دوالر ومائة وأثنا عشر دوالر‬
‫وستة وسبعون سنتا ليصبح ‪ 4,698,761.11‬دوالر ( أربعة مليون دوالر وستمائة ثمانية‬
‫وتسعون ألفا وسبعمائة وواحد وستون دوالر و‪ 14‬سنتا ) فيبتهج قوش مبا حل عليه وهو‬
‫في العادة ‪ %5‬من قيمة الصفقة البالغة بنص خطاب االعتماد ‪34,805.638‬مليون دوالر‬
‫(أربعة وثالثون مليون دوالر وثمامنائة وخمسة ألف وستمائة وثمانية وثالثون دوالر ‪..‬‬
‫وأحد عشر سنتا)‪ .‬فإن كان اإلتفاق علي ‪ %5‬من املبلغ أعاله ‪ ،‬أدخل في جيبه ‪1,740,281.9‬‬
‫دوالر ‪ ،‬وان مت إحتساب سمسرته من املبلغ املنتفخ بعد اضافة قرابة ‪ 5‬ماليني دوالر من‬
‫األتعاب الفلكية له ‪ ،‬وأصبح ‪ 39,504,399.22‬دوالر فان قوش سيقبض قرابة املليونني ‪ ،‬أي‬
‫‪1,975,219.961‬دوالر ‪ ،‬بفارق مقداره ‪ 235‬ألف دوالر ‪.‬‬
‫وفصلنا كيفيته ‪ ،‬ليست حكرا ً علي قوش‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البد من القول أن منط اللصوصية الذي عرضناه‬
‫فهذه اللصوصية يباشرها فريق كبير من السماسرة والتجار وشركات جهاز األمن ‪ .‬في‬
‫كل هذا ‪ ،‬وبغض النظر عن من يقوم مباذا ‪ ،‬فإن النتيجة النهائية تصب بإجتاه واحد وهو‬
‫تدمير اإلقتصاد الوطني وحتميل األجيال القادمة تكاليفا ً مرهقة من الديون وجحيم يتربص‬
‫بسودانييي احلقب القادمة‪ ،‬أطفالنا اليوم !‬
‫بجب أن تذكرأيضا ان هذه الصفقة التمويلية لم يخسر فيها قوش أي شئ باستثناء تذاكر‬
‫السفر من اخلرطوم والي دبي وبضعة مكاملات دولية ‪ ،‬أما االسكان فقد أفاد قارئ كرمي مبا‬
‫نشره في تعليقات االسبوع املاضي أنه يقيم بفيال وليس فندقا ‪ .‬أما السر االخر الذي ال بد وان‬
‫تعرفه هو أن هذه الصفقة متجددة وال تنتهي بشحنة واحدة ‪ .‬فقد و ّرد للسودان ‪ 4‬شحنات‬
‫قبل إعتقاله في ‪ 22‬نوفمير املاضي أعرفت ملاذا أفلس هؤالء القوم السودان !‬

‫ختام ‪...‬إقرار ثالوث من الحقائق ‪:‬‬


‫االول ‪ :‬السيد صالح عبداهلل محمدصالح (قوش ) ‪ ،‬وإن م ّثل محور هذا التقرير‬
‫صده دون األخرين‪.‬‬ ‫االستقصائي اإل أنه ليس اللص الوحيد وال هو بعدو شخصي لنا حتي َن َت َق ّ‬
‫قلنا ذات الشئ يوم ‪ 27‬فبراير املاضي في تقرير مطول عن معلومات مضروبة رمي بها إلينا‬
‫من أرادنا ان نحارب قوش ‪ ،‬املعتقل آنذاك ‪ ،‬نيابة عنه ‪http://www.alrakoba.net/news-‬‬
‫‪-149-‬‬
‫‪ .htm-id-show.88712-action‬كتبت أقول (فكرة اخملطط ال تعصي علي الفهم ‪ :‬هناك من‬
‫يريد »ون» ضرب قوش بيدنا وتوفير سواعدهم ! َب ّخ ُسوا ( بوقنا ) ومقدراته علي التمييز‪،‬‬
‫فأرادونا هُ ت ّيفة بال عقل‪ ،‬ومعارضة بال ضمير‪ ،‬ظنا ً منهم ان ما كتبناه عن الرجل حتركه‬
‫كراهية لشخصه ! نسوا ان خصومتنا معه هي علي وطن كان جميال فق ّبحوه‪ ،‬متآخيا فم ّزقوه‪،‬‬
‫متدينا ً ففحشوا بعقيدته وبصقوا علي إسالمه النقي بفعائلهم ! إذن‪ ،‬خصومتنا مع قوش‬
‫وشرذمته أو بطانة احلكم كلها‪ ،‬أساسها مافعلوه بنا كشعب من دمار منظم ماعاف شيئا‪:‬‬
‫أخالقنا‪ ،‬عزتنا‪ ،‬كرامتنا وحقنا املشروع في احلياة بانسانية بعدإذ ك ّرمنا خالقنا ! ما ُذكر‬
‫اسم قوش اال وأطلت برأسها جرائما بشعة‪ ،‬ضحاياها بشر مثلنا ‪ ،‬باحالم مشروعة مثلنا‬
‫في وطن يتسع للكل ‪ -‬هم ونحن وأولئك ‪ .‬بيد انهم بحكم من جبروت يده ‪ ،‬صاروا أمواتا‬
‫في احصاءات القتلي ! صالح قوش ليس فردا واحدا وامنا استنساخ من أشباه ُكثر لعصابة‬
‫واحدة ! عصابة حتكمنا وتسرقنا وتقتلنا ‪ ،‬ما طرق سمعها قوله تعالي ( َمنْ َق َت َل َن ْف ًسا ب َِغ ْي ِر‬
‫يعا) ‪ .‬باالحتكام خلصائص السلوك اآلدمي‬ ‫ض َف َكأَنمَّ َ ا َق َت َل ال َّن َ‬
‫اس َج ِم ً‬ ‫س أ َ ْو َف َسا ٍد ِفي الأْ َ ْر ِ‬
‫َن ْف ٍ‬
‫الشاذ ‪ ،‬كاالسراف في األذي ‪ ،‬أو التعذيب بقلب ال تكسره شفقة أو يهبط الستغاثة ‪ ،‬فان قوش‬
‫وعطا شخص واحد ‪ ،‬أو هما اسم وكنية لذات الشخص ‪ -‬ال فرق ! فالرجالن ينتميان لذات‬
‫العنوان املؤسسي الباطش الذي يري في الشعب العدو‪ ،‬فظل علي قمعه واذالله وانتهاك‬
‫حرماته لربع قرن كامل‪ .‬انهما ينتسبان لذات العنوان االسمنتي منزوع اخللق واالنسانية‬
‫الذي يذاق فيه شرفاء الوطن يوميا صنوفا من مهانات وليال فاحمة السواد ‪ ،‬أقل شئ فيها‬
‫التعذيب والظلم‪.‬بسبب من هذا الفحش املتفشي في اجلهاز فقد أجمعت األمة علي االقتصاص‬
‫واال تسقط هذا العار من ذاكرتها ‪.).‬‬
‫يتسحتون بأكل فوائد قروض ربوية تدرها‬‫ّ‬ ‫ثانيا ‪ :‬املشاركون في العمليات التجارية‬
‫عليهم أسعار فائدة فاحشة االرتفاع ‪ ،‬تفوق أثمانها تكلفة البدائل املتوفرة بأضعاف مضاعفة‪.‬‬
‫املشاركون تربطهم صالت فاسدة بذات أفراد الشبكة من الوزراء وبنك السودان ‪ .‬بعضهم‬
‫َو ّظف ُغ ّرة الصالة املوسومة في اجلباة ‪ ،‬واللحي املُرسلة وسمت التدين الكذوب كلوازم‬
‫«عدة» للنصب واإلحتيال ‪ .‬تراهم يتبارون في إفساد بعضهم االخر ‪ ،‬متنفذين ‪ ،‬تنفيذيني‬
‫أو حتي بدريني مخضرمني من بناة احلركة األسالمية ‪ .‬كثي ٌر منهم لم يهمه سوي الوصول‬
‫ملبتغاه ال ّربوي ‪ ،‬ولو بتشغيل «بنات» ُعرِف عنهن «الشطارة « في تسويق منتجاتهن بقيمة‬
‫مضافة !‬
‫ثالثا‪ :‬احملصلة النهائية ‪ ،‬هي أن سرطان أموالهم امللعونة إنتشرفي جسد إقتصادنا بالكامل‬
‫ولم يعد من أمل في التداوي اإل بهدم هذا الكيا ن السياسي الردئ وتسويته باألرض‪ ،‬وبدء‬

‫‪-150-‬‬
‫البناء من جديد ‪ ،‬لكل شئ ! لقد أصبح هذا النشاط هو املغنطيس اجلاذب لكثير من نخب‬
‫املؤمتر الوطني ‪ .‬فهجر الصناعيون مصانعهم وهرب التجار من اجلبايات واالتاوات ‪ ،‬علي‬
‫قلة مايدفعون‪ ،‬ملمارسة هذا النشاط الصفري التكلفة واملليوني العائد ‪ .‬ال تستغرب أن قلنا‬
‫لك أن رأسمالي مثل جمال الوالي ‪ ،‬ترك مكاتب شركاته وإجته لتمويل السلع واخلدمات ربويا ً‬
‫فكثرت أسفاره لقبض عموالته في دبي ‪ ،‬الدوحة ‪ ،‬البحرين وحتي القاهرة ‪ .‬أمواأل سهلة !!‘‬
‫في هذا اجلو املعتق برائحة البنكنوت غاف ٌل من يتحدث عن إصالح ُثلة من املرابني مت ّكن‬
‫اجلشع من مساماتهم وحتي ال ِن َطاف عندهم تلوثت وسكنت فيها شهوة بيع الوطن وخبائث‬
‫أكل أموال الناس بالباطل ‪ ،‬والعياذ باهلل ( وسنعود قريبا لنفرد تقريرا عن اجليل الثاني‬
‫املط ّور من أبناء وبنات املتنفذين طراز عمار عوض اجلاز ) هذه النزعة أورثتنا فقرا ً سنتشرفه‬
‫ونبلغه فوق فقرنا احلاضر ! في تقرير أصدره صندوق النقد الدولي قبل شهرين ‪ُ ،‬قدرت‬
‫مديونية بالدنا في ‪ 2013‬بأكثر من ‪ 47‬مليار دوالر وستزحف املتراكمات لتصل مبلغ ‪50‬‬
‫مليار دوالر خالل شهور قليلة ‪ .‬ورد في أخر تقريرلوكالة اخملابرات املركزية االمريكية أن‬
‫أعداد السكان ‪ ،‬بعد إنفصال اجلنوب بلغت في الشمال (‪ 34,847,910‬مليون نسمة ) ‪ .‬إن‬
‫راودتك نفسك لتتعرف علي نصيبك اإلفتراضي حسابيا ً من مديونيتنا اخلارجية أنت لوحدك‬
‫فستجد أن مبلغ ‪ 1,435‬دوالر ( ألف وأربعمائة وخمسة وثالثون دوالر فقط الغير) يطبق‬
‫علي رقبتك كحجاب فاشري ُم َج ّرب ! تذ ّكر أن هذا الرقم هو معكوس تصريح اخلبير الوطني‪،‬‬
‫ربيع الدنيا ‪ ،‬يوم ‪ 11‬يوليو ‪ 2012‬حني َبهَتنا ببشري مزيفة مفيدا أن متوسط دخل الفرد‬
‫السوداني يبلغ ‪ 1,800‬دوالر وإن شئت التسلية فأجمع االنصبة لتستبني عمق الهاوية‬
‫التي رمانا فيها هذا الرئيس وصحبه !! سياسات املشير العرجاء وقراراته الهوجاء أورثتنا‬
‫ض ُمر فيها عدد سكاننا عما كان عليه أيام‬‫اجلوع والسقم ‪ 25 .‬عاما من التجاريب الفاشلة ‪َ ،‬‬
‫الوحدة الوجدانية ملنقوأنزارا وصديق القولد ‪ ،‬لكننا أصبحنا أفقر ! فبعد أن كنا ‪ 45‬مليونا ‪،‬‬
‫رحل عنا منقو وأهله فأصبحنا ثالثني مليونا ً من اجلوعي واملرضي والعطالة ‪ .‬في يوم ‪17‬‬
‫يوليو املاضي أصدر صندوق النقدالدولي تعميما إعالميا بعد إنتهاء زيارة بعثته للخرطوم‬
‫ألسبوعني بقيادة خبيرها إدوارد جميل ‪ .‬أهم ماورد في النشرة الصحفية ان السودان اليزال‬
‫ينازع الروح باقتصاد يرسل ذبذبات مختلطة من الفشل والنجاح ‪ .‬قال إدوارد أن إتفاقية ما‬
‫رس ‪ 2013‬مع حكومة اجلنوب توفر ُش َباكا ً يفتح علي فرص فسيحة يتعني االستفادة منها‪.‬‬
‫خلصها في ضرورة‬ ‫إختار املتحدث ‪ 5‬نقاط من البرنامح االنعاشي وتوجه باحلديث عنها ‪ّ .‬‬
‫صياغة سياسات قومية لرفع عوائد القطاع غير النفطي ‪ ،‬ترشيد االنفاق ‪ ،‬حماية الفقراء ‪،‬‬
‫توحيد سعرالصرف واالسواق ‪ ،‬وأخيرا ً ‪ ،‬حتسني االطار العام للسياسة املالية !!! البد وان‬
‫قلبك قدغاص بني ضلوعك وانت تكتشف ان هذه املرتكزات اخلمسة ظلت غائبة عن إقتصادنا‬

‫‪-151-‬‬
‫فجاء من ُي ّذ ِكرنا بضرورة إستحداثها !! أين كانوا ؟ كل هذا بعد ‪ 25‬عاما من الفشل وأخيرا في‬
‫ص َف ٍة ملا ينبغي أن نتعاطي من‬‫يوليو ‪2013‬يحل بني ظهرانينا خبيردولي ويقدم روشته ِب َو ْ‬
‫دواء ‪« :‬صياغة سياسات «؟ ماذا كان يفعل هؤالء الوزراء عندما يذهبون لدورهم صباحا ً ؟‬
‫كيف كانوا يعملون بدون مسطرة للسياسات املوضوعة حتي يحتكم اليها األداء ؟؟؟‬

‫بسبب من كل هذا النهب ‪..‬إنهيار تقييمنا االئتماني ومستقبل االجيال !‬


‫إنتصب ملف إقتصادنا املنهار أمام أكبر ثالوث وكاالت عاملية لتقييم الوضعية االئتمانية‬
‫للبلدان وهي (فيتش ‪ ،‬ستاندرد أند بورز ومووديز)‪ .‬جاء للتقييم مثله مثل غيره من‬
‫إقتصاديات بلدان العالم ‪ .‬صفعتنا وكالتا فيتش وستاندرد آند بورز فإعتذرتا ولم جتهدا‬
‫فريقهما لتقييم حال إقتصادي ميؤوس منه ! أما الوكالة الثالثة ‪ ،‬مووديز ‪ ،‬فقررت إجراء‬
‫تقييمها بإخضاع إقتصادنا للفحص بواسطة أهم مؤشرات قياس عافية االقتصادي ‪ ،‬وهو‬
‫املعيار املسمي ‪ CAP‬ويعني موازنة احلساب اجلاري ‪. Current Account Balance‬هذا املعيار‬
‫القياسي ط ّوره صندوق النقد الدولي وهو يعبر عن الفرق في قيمة السلع واخلدمات املُص ّدرة‬
‫مع قيمة السلع واخلدمات املستوردة ‪ .‬فان كانت النتيجة لرقم بالسالب فهذا يعني ان البلد‬
‫يستورد أكثر مما يصدر ‪ ،‬والعكس صحيح ‪ .‬بالفعل سقطنا في االختبار مرتني ولعامني‬
‫متتالني ‪ ،‬إذ أحرزنا سالبا ً في عام ‪ )6.248-( 2011‬وأيضا عام ‪ )6.687- ( 2012‬مما يعني‬
‫أن إقتصادنا مختل متاماً‪.‬‬

‫من تبق ليقدم لنا النصح بشكل رشيد ؟‬


‫الصني‪:‬‬
‫حسنا ً ‪ .‬فرغم عدم مصداقية مؤشرها ومحاباتها املكشوفة للنظام الذي كان يوفر لها نفطا ً‬
‫وغطاءا ً جتاريا ً لداخل القارة االفريقية ‪ ،‬كدنا أن نسقط في التقييم فحصلنا علي تقييم االمساك‬
‫بال(الدفة )‪ .‬فحسب تصنيف مقياس (داقوج الصينى) جاء تصنيف السودان علي مستوي‬
‫(‪ . )c‬لم يشأ الصينيون قول احلقيقية العتبارات سياسية واضحة فهم اليريدون أن يخسروا‬
‫شريكا نفطيا وسوقا مهمة ملنتجاتهم ‪ .‬وإال فان عناصر التقييم كانت كافية السقاط السودان‬
‫ألنها تتناول(‪ )1‬األستقرار السياسى واألمنى‪ )2(.‬درجة الشفافية فى العقود والتعامالت‬
‫التجارية حسب السجالت السابقة (‪ )3‬الشفافية الكاملة لدراسات اجلدوى والتطبيق والتحقق‬
‫من اجلدوى األقتصادية للمشاريع املراد متويلها‪.‬‬
‫رابط المقال‪:‬‬

‫‪https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-118198.htm‬‬

‫‪-152-‬‬
‫أخر مستجدات شحنة النفط والعموالت المقبوضة‬
‫تاكيدًا لما إنفردت بنشره بالوثائق ومع سفر قوش سرًا للعالج بلندن‪:‬‬

‫ال�صني �إ�شرتت اليوم �شحنة النفط بعمولة ‪19.5‬‬ ‫الحلقة‬


‫مليون دوالر لقو�ش واجلاز وبدرالدين !‬ ‫‪9‬‬
‫‪10-02-2013‬‬

‫األربعاء ‪ 2‬أكتوبر ‪2013‬‬


‫مت اليوم مببني وزارة الطاقة باخلرطوم التوقيع علي عقد شراء الصني لشحنة نفط من‬
‫حكومة السودان تبلغ حمولتها ‪1,3‬مليون برميل ( مليون وثالثمانة ألف برميل بترول)‪.‬‬
‫وكانت صحيفة الراكوبة االليكترونية قد أشارت في وثائق نشرتها أمس قيام املهندس صالح‬
‫عبداهلل قوش ‪ ،‬رئيس جهاز األمن واخملابرات الوطني السابق ‪ ،‬بعرض هذه الشحنة في‬
‫السوق العاملي بخصم بلغ ‪ 15‬دوالر للبرميل لإلسراع في بيعها ‪.‬‬
‫علي محور متصل ‪ ،‬أفادت مصادر هذا الكاتب بوزارة الطاقة باخلرطوم أن هذه الشحنة‬
‫‪-153-‬‬
‫أُضيف لها مائة ألف برميل قبل أيام بعد أن كانت الكميات املعروضة منها تبلغ ‪ 1,2‬مليون‬
‫برميل ‪ .‬وعن مصدر هذا البترول قالوا أنه نتاج جتميع البترول الفائض عن حاجة مصفاة‬
‫اخلرطوم مما يصلها من حقول هجليج ‪ ،‬بليلة والفولة ‪ .‬مصفاة اجليلي « التي رهنتها‬
‫االنقاذ كضمان ‪ Collateral‬لدولة قطر في مايو‪ 2012‬للحصول علي قرض مببلغ ‪ 2.7‬بليون‬
‫دوالر(رابط القصة كما إنفردت بها الراكوبة ‪http://www.alrakoba.net/news-action-‬‬
‫‪ ) htm.59392-show-id‬تعمل أحيانا بأقل من طاقتها التكريرية امل ُ َش َغلّة‪ .‬هذه الطاقة‬
‫التشغيلية تبلغ ‪ 100‬ألف برميل لذا فإن النفط اخلام غير املُعالج تكريريا ً ُيضخ خلزانات‬
‫التصدير في ميناء بشائر فيتم جتميعه حلني تزداد كمياته ف ُيعرض للبيع الحقا ً ‪ .‬توصل قوش‬
‫إلتفاق البيع مع الصينني عند زيارته للخرطوم قبل قرابة االسبوعني ‪ .‬إتفق الطرفان علي رفع‬
‫حجم الشحنة مبائة ألف برميل إضافي وفي مقابل ذلك إلتزم الصينيون بدفع ‪ 10‬دوالرات‬
‫وشركائه ‪ ،‬وزير النفط‬ ‫إضافية كعموالت عن كل برميل ‪ .‬هذا األمر سيعني حسابيا ان قوش ُ‬
‫عوض اجلاز ومحافظ بنك السودان بدرالدين محمود ‪ ،‬سوف يقتسمون هذه العمولة البالغة‬
‫‪ 13‬مليون دوالر بنسب لم تتوفر لنا ‪ .‬هذا عدا أن ثالثتهم ‪،‬كما أفادت الراكوبة في تقريرها‬
‫اإلستقصائي عن املسألة ‪ ،‬سيتقاسمون أيضا مبلغ ال ‪ 5‬دوالرات اخملصص للسماسرة عن كل‬
‫برميل من أصل اخلصم املمنوح للمشتري والبالغ ‪ 15‬دوالر عن السعر العاملي‪ .‬وبالتالي فإن‬
‫املشتري يكون عمليا قد حتصل علي ‪ 10‬دوالرات كخصم وليس ‪ 15‬دوالر‪ .‬محاسبيا ‪ ،‬فإن‬
‫هذه العمولة االخيرة سترفع إجمالي ماسيحصل عليه قوش واجلاز وبدرالدين من بيع هذه‬
‫الشحنة سيتم وفقا لهذه املعادلةالبسيطة ‪19.5=13+6.5 :‬مليون دوالر‪.‬‬
‫في بنك السودان أفادنا من حتدث معنا شريطة عدم الكشف عن إسمه‪ ،‬أن اجلهة امل ُ َم ِّولة لهذا‬
‫الصفقة هي املؤسسة العربية املصرفية ‪ Arab Banking Corporation‬عبر فرعها في باريس‬
‫ونائب مديره العام السيد فهمي احلناشي ‪ .‬وأفاد املصدر أن شركة لوتاه للتجارة العامة‬
‫في مدينة دبي بدولة االمارات العربية املتحدة ‪ ،‬هي الوكيل احلصري للمؤسسة املصرفية‬
‫العربية ‪ ،‬ومختصرها االجنليزي هو ‪ . ABC‬وعلي محور ثالث علمنا أن عودة السيد صالح‬
‫قوش للخرطوم من دبي كانت من أجل اإلنهماك هو وشركاؤه في ترتيب أمر بيع هذه الصفقة‬
‫نيابة عن مؤسسة البترول السودانية ‪ .‬وأضافت مصادرنا أنه غادر اخلرطوم ويتواجد االن‬
‫بالعاصمة البريطانية إلجراء فحوصات طبية علي قلبه مبستشفي كرومويل الذي سبق وأن‬
‫زاره في مارس ‪ 2006‬ومرة ثانية في أغسطس ‪http://www.alrakoba.net/news- 2006‬‬
‫وشركائه عموالتهم‪،‬‬ ‫‪ . htm.86918-action-show-id‬بسؤال املصدر عن موعد تسلم قوش ُ‬
‫قال أن التجارب السابقة أظهرت إلتزام املؤسسة العربية املصرفية وتقيدها بالوفاء بإلتزاماتها‬

‫‪-154-‬‬
‫في مواعيدها ‪ .‬مفيدا َ أن الشيك سيكون جاهزا خالل إسبوع واحد ‪.‬‬
‫وفي ذات الغضون أكدت مصادر مطلعة أن قوش قرر شراء فيال في دبي وقد بدأ فعالً‬
‫إجراءات معاينة بعض الدور السكنية الفخيمة املعروضة للبيع ‪ .‬وبسؤالنا عن أهم تفضيالته‬
‫ومايود أن يتوفر مسكنه عليه ‪ ،‬قالوا أن املسبح وأمان املنطقة هما مايشغالنه ‪ .‬فاملسبح‬
‫دواعيه طبية محضة ملمارسة رياضة السباحة باملنزل إمتثاال لنصائح االطباء ‪ ،‬وهي النشاط‬
‫الرياضي الذي حترص إبنته الطبيبة ‪ ،‬املتخرجة حديثاً‪ ،‬حثه دوما علي ممارستها بعد أن‬
‫فقدت معركة إقناعه باإلقالع عن التدخني ‪.‬أما تركيزه الشديد علي هدوء املنطقة وسهولة‬
‫التحكم أمنيا في مداخل ومخارج منزله اجلديد ‪ ،‬فله صلة مبخاوفه الشديدة من التعرض‬
‫ألذي أو اعتقال كرد فعل من ضحايا سطوته وبطشه طيلة سنوات االنقاذ ‪ .‬وقال املصدر أن‬
‫الهاجس األمني يسيطر علي رجل اخملابرات السابق من عده أوجه ‪ .‬فإشتراطه توفر مسبح‬
‫كبير في مسكنه هدفه االستراتيجي توفير مايحتاجه منزليا ً فال يحتاج لإلشتراك في نادي‬
‫للرياضة البدنية فيختلط بالناس فتتزايد إحتماالت تعرضه ملكروه وبخاصة أن السلطات في‬
‫دبي لن تخصص له أي حماية خاصة ‪ ،‬من أي نوع ‪ ،‬مقارنة مبا تعود عليه من فرق حراسة‬
‫ضخمة تتحرك معه في اخلرطوم طوال الوقت ‪ .‬فهو يخشي السودانيني ويسعي للتكتم في‬
‫حتركاته بل ويلف تواجده بستار كثيف من السرية درءا ً للطوارئ واملالحقات ‪ .‬هذا حتديدا ‪،‬‬
‫ماجعل وجوده في لندن سرا كبيرا ‪ ،‬وبالذات هذه االيام بعد املذابح الكبيرة التي نفذها النظام‬
‫علي األبرياء من املتظاهرين السلميني في ربوع السودان ‪ .‬يقولون ان الكابوس الذي يخشاه‬
‫قوش هو إكتشاف النشطاء ‪ ،‬سودانيون وبريطانيون ‪ ،‬ملكان وجوده بلندن فيحاصرونه‬
‫س ُي َنبِه أجهزة االعالم لوجوده فيحيلون حياته ‪ ،‬وحياة من منحوه تأشيرة‬ ‫باملظاهرات مما َ‬
‫الدخول الي جحيم ملتهب ‪ .‬فالسودانيون البريطانيون إن توجهوا باالحتجاج علي منحة‬
‫تأشيرة زيارة من اخلارجية البريطانية فإن االعالم البريطاني سيفتح عليه أبواب جهنم‬
‫بإستذكار فظائع دارفور وبيوت األشباح وعالقة ذلك بذهنية البطش والقتل التي نشهدها‬
‫واقعا ً سلوكيا ً اليوم ‪ .‬فاالعالم البريطاني أثار في السابق الكثير عنه وعن أدواره وسلّط‬
‫الضوء علي صالح قوش بإعتباره أكبر مهندسي مذابح دارفور واملطلوب الثاني في قائمة‬
‫س ُموه (ع ّراب )واملسؤول عن خلق‬ ‫اجلنائية الدولية (وإن لم يطلب لآلن )‪ .‬كتبوا عنه بل َ‬
‫اجلنجويد وتسليحهم وإستيعابهم فيما سمي بحرس احلدود‪ -‬سلخانة املذابح ‪.‬‬
‫يذكر أن سلطات مطار دبي بدولة األمارات العربية املتحدة كانت قد أوقفت منذ ‪ 3‬أيام‬
‫عمار عوض أبواجلاز ‪ ،‬جنل وزير الطاقة التعدين عوض اجلاز بعد أن عثرت في حوزته‬
‫علي مبلغ ‪ 10‬مليون دوالر ‪ .‬وقد أخضعته لتحقيق مكثف باعتقاد جازم أنه لوال حتركه‬

‫‪-155-‬‬
‫بجواز دبلوماسي ملا جترأ بالدخول لدبي بهذا املبلغ املشبوه‪ .‬فهذا املبلغ الضخم ال يحمله‬
‫حتي املهربون وال من يعملون في غسل األموال اال اذا توفروا علي غطاء ‪.‬عالوة علي ذلك فإن‬
‫‪ 10‬مليون دوالر كسيولة نقدية «كاش» ال تتوفر عليها حتي بنوك متوسطة احلجم ناهيك‬
‫عن شاب عادي ‪.‬فور إنتشار اخلبر راجت أنباء غير مؤكدة أن ذات الشاب مت قبضه في مرة‬
‫سابقة في مطار دبي وفي حوزته ‪ 25‬مليون دوالر ومت اإلفراج عنه حينها بعد تدخل الكثير‬
‫من الشخصيات السياسية السودانية النافذة‪ .‬وقال محللون أن القبض علي عمار اجلاز هذه‬
‫املرة ‪ ،‬وفي هذه األيام بالذات‪ ،‬وضع نظام عمر البشير في نقطه الضوء الساطعة وكشف عن‬
‫فساد أركانه ‪ .‬وقالوا ان ال أخالقية النظام ظهرت واضحة بإجتاهني ‪.‬فمن جهة يتذكر الناس‬
‫إعدام الشهداء مجدي وجرجس وغيرهم بتهمه تفاظهم ببضعة دوالرات‪ -‬االحتفاظ فقط!!‬
‫بينما عمار اجلاز يسرق من اخلزينة العامة مبلغ ‪ 10‬مليون دوالر ويسافر كدبلوماسي بينما‬
‫ال ستحق أصال أن يكون من حملة اجلوازات الدبلوماسية ألنه ليس بطفل قاصر ُيلحق بجواز‬
‫والده الوزير ‪.‬أما االجتاه االخر فيتعلق باستخدام املبلغ كدليل إثباتي لتفشي الفساد ممن‬
‫يسرقون شعبهم ‪ .‬فاجلوعي الذين خرجوا للشارع يوم األثنني ‪ 23‬سبتمبر كانوا يحلمون‬
‫بخبزة أو قرص عالج ‪ ،‬لم يكفي السلطة أن تترك عمار وأمثاله يقتلعون اخلبزة من األفواه‬
‫املتضورة ‪ ،‬فحصدت مئات االبرياء بالرصاص‪ .‬يشكك كثيرون أن البشير سيتمكن من النجاة‬
‫من هذه الهبة اجلماهيرية الغاضبة أو أنه سيمكنه القضاء عليها أو علي أسبابها كسبيل‬
‫لالستمرار في احلكم بعد ‪ 25‬عاما من الفشل وكراهية الشعب له ولنظامه الفاسد ‪.‬‬

‫خاطرة أخيرة‪:‬‬
‫سجل ‪..‬سجل ياتاريخ‪.....‬أبطال الكرامة والعزة ‪......‬رحمهم اهلل وأحسن إليهم ** قتلوهم‬
‫بال رحمة وماشفع لهم شئ ‪ ،‬الشباب وال براءة وال حتي املطالبة بحق مشروع ! إستشهدوا‬
‫من أجلنا ‪..‬هلل درهم ‪.‬‬

‫شهداء مدينة نياال‬


‫‪ )1‬الهادي جابر‪.‬‬
‫‪ )2‬محمد اسماعيل حمن‪.‬‬
‫‪ )3‬قسم نور‪.‬‬
‫‪ )4‬ادم عبدالرحمن‪.‬‬

‫‪-156-‬‬
‫‪ )5‬صباحي يعقوب‪.‬‬
‫‪ )6‬ادم برميه‪.‬‬
‫‪ )7‬انور وعصام محمد محمود الشريف‬
‫‪ 8‬ابراهيم احمد فضيل‪.‬‬
‫‪ )9‬اسامه محمود‪.‬‬
‫‪ )10‬عوض محمد جباره‪.‬‬
‫‪ )11‬ابراهيم اجلالبي‪.‬‬
‫‪ )12‬محمد ابوسيل‪.‬‬
‫‪ )13‬الفاحت عبدالر حامد سليمان‪.‬‬
‫‪ )14‬الشريف النيل‪.‬‬
‫‪ )15‬حسب اهلل احمد حسب اهلل‪.‬‬
‫‪ )16‬ناعم الهادي داؤد‪.‬‬
‫‪ )17‬محمد رابح عجب اهلل‪.‬‬
‫‪ )18‬فضل اهلل عبداهلل علي‪.‬‬
‫‪ )19‬الدومه ادم علي‪.‬‬
‫‪ )20‬حامد اجلالبي‪.‬‬
‫‪ )21‬املر عيسي‪.‬‬
‫‪ )22‬اسماعيل حمد‬

‫شهداء مدينة ودمدني ‪:‬‬


‫‪ -‬مازن سيد أحمد (‪ 23‬عام‪ ،‬مدني الدباغة)‬
‫‪ -‬ابراهيم محمد علي ( مدني الدباغه)‬
‫‪ -‬الطيب عبد اودود ( مدني القبه )‬
‫‪ -‬مني عبد الرحمن سليمان ( مدني حي التلفزيون)‬
‫‪ -‬الطفل هاجر عبد العليم ( مدني الدباغه )‬
‫‪-157-‬‬
‫‪ -‬أحمد يوسف محمد عمر (قرقر) ( ودمدني) أحد أبناء قرية (ودالنور الكواهلة)‬
‫‪ -‬والطفل منير احمد‬
‫‪ -‬فرح امين محمد ( مدني الدباغه )‬
‫‪ -‬عاصيم هشام ( مدني)‬
‫‪ -‬مجتبي حسن ( مدني)‬
‫‪ -‬يوسيف انور ( مارجنان عووضة)‬
‫‪ -‬امل منزير‬
‫‪ -‬بابكر يوسف ( مدني القبة )‬
‫‪ -‬أحمد محمد علي ( مارجنان عووضة ودمدني‬
‫قتل في أحداث األربعاء ‪ 25‬سبتمبر سلطان حامد (سلطان ود سعاد بنت ود اجلنيد) في‬
‫منطقة السامراب قرب منطقة املدارس ‪ -‬الشهيد من سكان دردوق‬

‫شهداء والية الخرطوم ‪:‬‬

‫ •احمد حمد النيل منصور (ام درمان)‬


‫ •حازم محمد زين ابراهيم (ام درمان الثورة )‬
‫ •بدوي صالح ‪ 22‬عاما ( امدرمان ابوروف)‬
‫ •بابكر أبشر ‪ 16‬عاما ( امدرمان ابي سعد)‬
‫ •محمد بشير سليمان ‪ 22‬سنة (الكالكلة صنقعت)‬
‫ •عصام الدرديري ‪ 16‬سنة ( الكالكلة صنقعت)‬
‫ •وفاء محمد عبد الرحيم عبد الباقى من طيبة الشيخ عبد الباقى‪.‬‬
‫ • هزاع عزالدين جعفر ‪ 19‬عاما ( شمبات احللة)‬
‫ • احمد محمد الطيب طالب ثانوي ( مربع واحد الفتح )‬
‫ •علي محمد علي ( مربع ‪ 23‬الفتح)‬
‫ •الطفل صهيب محمد جبارة بالصف الثامن االبتدائ ‪ -‬السكن الدروشاب محطة ‪. 5‬‬
‫‪-158-‬‬
‫ • الطالب ولي الدين بابكر حسني اجلاك ‪.‬قتلوه في الدروشاب وحملوا جثمانه الى حي‬
‫مايو‬
‫ •الطالب بشير عبد اهلل أحمد املنا ( الدروشاب)‬
‫ •امين يسن ( احلاج يوسف مربع ‪ 5‬املايقوما )‬
‫ •حسب الرسول اخلليفة محمد الصديق احمد ( محطة الصقعى باحلاج يوسف)‬
‫ • اكرم الزبير احمد الزبير ) سائق ركشة) ( قرية الدومة بالقرب من اجلنيد) قتل في‬
‫اخلرطوم‬
‫ •‪ -‬عبدالقادر ربيع عبدالقار ( احلاج يوسف)‬
‫ •‪ -‬بكري حامد ( شمبات)‬
‫ •‪ -‬بابكر النور حمد ( شمبات)‬
‫ •‪ -‬محمد اخلامت ( شمبات)‬
‫ • اسامة عثمان وداعة ‪ 43‬عاما ( حلفاية امللوك) صاحب معهد تعليمي مبنطقة بحري‬
‫ •الطالب بشير موسي ( ام روابه حي الباقر ) ‪.‬قتل في مظاهرات الكالكله اليوم‬
‫ •محمد حسني صادق محمد صالح العمر ‪ 22‬سنة ( ‪ -‬بحرى الدروشاب)‬
‫ •أسامة محمدين األمني طالب جامعي يسكن بالدروشاب ‪-‬من سكان الولي محافظة‬
‫احلصاحيصا‬
‫ •بشير عبدالني ( السامراب‪).‬‬
‫ •عصام الدين محمد احمد حسن‬
‫ •ابوبكر محمد حسن‪ .‬ثالث ثانوي مدرسه املشاعل‪.‬‬
‫ •مصطفي محمد‪ ( .‬دروشاب)‬
‫ •محمد عثمان شروم‬
‫ •سليمان لم يتعرف علي اسم كامل‬
‫ •محمد صديق محمد عثمان العمر ‪ 16‬سنه (الكدرو )‬
‫ •سارة عبد الباقي ‪ /‬خريجة‪ 35 /‬سنة‪ ،‬تعمل مبستشفى ‪ - -‬على عبدالفتاح‪.‬‬
‫ •صهيب محمد موسى‬
‫‪-159-‬‬
‫ • شرف محمد محمود‪.‬‬
‫ •بشير عبد اهلل منقوري‬
‫ •هيثم قريب‬
‫ •والء بابكر حسني اجلاك‪ ( /‬السامراب)‬
‫ • عمران سيد ‪.....‬قريةالشاوراب‪ /‬احلالوين جامعة السودان ‪ 24/‬عاما —‬
‫ •وفاء محمد عبدالرحيم)‪...‬طالبه في املستوى الثاني الثانوي بالكالكله ‪ ..‬مدرسه‬
‫الشفيالب النموذجيه‬
‫ •أمين بجا هبيله ( اخلرطوم السلمة)‬
‫ •عمران السيد‪ ..‬من ابناء قرية الشاوراب ‪ .‬والية اجلزيرة‬
‫ •بعد اصابته برصاصة في الصدر في منطقة سعد قشرة ببحري‬
‫ •علم الدين هارون ‪ ...‬الثوره احلاره ‪60‬‬
‫‪ -‬محمد حسني صادق من ابناء حلفا اجلديدة من القرية ‪14‬‬
‫‪ -‬محمد سفارى الشجرة‬
‫‪ -‬هيثم علي غريب من مدينة االبيض‬
‫‪ -‬بشير موسى بشير ‪ -‬ام روابة‬
‫‪ -‬صالح مدثر الشيخ السنهوري ( بري)‬
‫‪ -‬أبوبكر النور حمد ‪ 23‬سنه ( مبادرة نفير بحري‬

‫واخلالة اجلسورة والدة الشهيد والء الدين اجلاك تودع ابنها بكلمات من دم ‪..‬نهديها لكل‬
‫األمهات‬
‫^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^‬
‫الع َقد‬
‫يا َحالّل ُ‬
‫ه ّداي ه َوام الليل‬
‫ّ‬
‫حلاق الضعيف‬
‫احلملو هَ دَه احليل‬
‫‪-160-‬‬
‫ف ّراج ال ُكرب‬
‫زاد ِحملي ْ‬
‫أضحي تقيل‬
‫وضاق ِ‬
‫واسع الفضاء‬ ‫َ‬
‫ِكتر االسي والويل‬
‫جود باجلود وأ ْل ِطف‬
‫الدم َد َفر ذي سيل‬
‫جنااااااي‪...‬‬
‫ُكت داخراهو للعوجة وزمانه الشني‬
‫و ُكت راجياه سند لي وضي للعني‬
‫رضعتو السماح الزين جنا الزينني‬
‫وسقيتو احلنني ولدي الشفوق وحنني‬
‫وريتو الصح بي وين‬
‫ووين الكضب والشني‬
‫حبابو ا ُ‬
‫حل ْر جناي‬
‫ما احتار و َقف بينِ بِني‬
‫اختار الشعب ابوه‬
‫والشرفاء والطيبني‬
‫وليييييدي‪....‬‬
‫ما سويت عوج صدوك يا جنايا‬
‫وما اندسيت جريت اجابنت ياعشايا‬
‫وما كت يوم شليق ِلقوك بي عصايا‬
‫ولدن زين سمح ماحجت لي وصايا‬
‫سرج خيلك مشيت للشمسو ضوايا‬
‫عافيالك ضناي بلَ َقاك في اجلايا‬

‫‪-161-‬‬
‫حاكمنا‪....‬‬
‫الراعي االمني ب َِعرف هموم الناس‬
‫أص َنج عدمي احساس‬
‫اساهُ م مو ْ‬
‫مليان بي َ‬
‫ب ِْحكم بالعدل ِمي ُقنبلة ورصاص‬
‫َب َعد السرقة ليش َكتلة وِالد الناس‬
‫ياريس البلد حاكمنا في اخلرتوم‬
‫ما ضلق فقد الضنا وجعوا البيحمي النوم‬
‫وال ُحرقة حشا االمات واملظلوم‬
‫لو كت بشر لكت طلقتو حكما شوم‬
‫ومختار الشعب فيك واحلي والقيوم‬

‫‪-162-‬‬
-163-
-164-
-165-
-166-
-167-
-168-
-169-
-170-
-171-
:‫رابط المقال‬

https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-118198.htm
-172-
‫بتمويل خارجي ومك�سب ‪ 2‬مليون دوالر لقو�ش يف‬ ‫الحلقة‬
‫ال�شحنة‪�...‬سجنوه فتبخر اجلازولني!‬ ‫‪10‬‬
‫‪12-23-2012‬‬

‫أفادت مصادرنا ذات املوثوقية والصلة‪ ،‬ان اعتقال صالح قوش في ‪ 22‬نوفمبر املاضي‬
‫هو السبب املباشر للشح بل واجلفاف شبه التام حملطات الوقود من خام الديزل ‪ .‬وقالت‬
‫ان قوش مستخدما عالقاته التجارية ببعض الشخصيات اخلليجية النافذة ‪ ،‬استطاع اقناع‬
‫مجموعة لوتاه ‪ ،‬احدي أكبر اجملموعات التجارية بدولة االمارات ‪ ،‬مشاركته في متويل عقد‬
‫توفير اجلازولني بالسودان ‪ .‬مبوجب هذا العقد ظل صالح قوش ولشهور هو املورد الوحيد‬
‫حلاجات البالد من احملروقات في الفترة املاضية مستفيدا من الفساد املستشري بأجهزة الدولة‬
‫ومصارفها حيث حصل علي ذات املعاملة التفضيلية اخملصصة الخوان الرئيس ‪ .‬فبعد توقف‬

‫‪-173-‬‬
‫ضخ النفط قبل قرابة العام ‪ ،‬حصل قوش علي عقد حصري لتوريد ما اتفق ان يكون ‪ 35‬شحنة‬
‫نفط ‪ .‬تبلغ الشحنة حمولة باخرة كاملة وهي ‪ 25‬ألف طن وقيمتها تساوي ‪ 38‬مليون دوالر (‬
‫‪ 35‬مليون يورو) ‪ .‬منح بنك السودان رئيس جهاز اخملابرات السابق ضمانات ائتمانية بلغت‬
‫‪ 300‬مليون دوالر لتمويل تلك الشحنات ‪ .‬اال ان انعدام السيولة في محفظة البالد من العمالت‬
‫الصعبة ‪ ،‬من جهة ‪ ،‬وانعدام الضمانات الرأسمالية املعززة خلطابات االئتمان السودانية ‪،‬‬
‫من اجلهة األخري ‪ ،‬جعلت املصارف االقليمية وبيوتات التمويل املعروفة حتجم عن الدخول‬
‫في متويل تلك الشحنات ‪ .‬بل وان معظم املصارف االقليمية اعتبرت قبول ضمانات بنك‬
‫السودان مخاطرة عالية ومجازفة غيرمبررة من أي منظور استثماري أومحاسبي ‪ .‬تكرس هذا‬
‫االحجام أكثر مبؤشرات اضطراب العالقة مابني دولتي الشمال واجلنوب فضال عن االشارات‬
‫املتوافرة املؤكدة بلوغ االقتصاد السوداني مرحلة االنهيار التام رغم التستر احلكومي علي‬
‫هذه احلقيقة ‪ .‬ومتضي مصادرنا ذات املصداقية واالملام ‪ ،‬فتقول ان صالح قوش وبرغم ذلك ‪،‬‬
‫جنح في استقطاب شخصيات ذات وزن في جتارة البترول كاليمني شاهر عبداحلق الي جانب‬
‫الشيخ ابراهيم سعيد لوتاه ‪ ،‬رئيس مجلس ادارة مجموعة شركات لوتاه والشيخ عبداهلل‬
‫بن سعيد ال لوتاه ‪ ،‬املدير التنفيذي جملموعة س‪ .‬س لوتاه الدولية‪ .‬فدخل شاهر عبداحلق‬
‫كبائع ألحدي الشحنات بعد أن استلم قيمة الصفقة كاملة (‪ 35‬مليون دوالر ) بشيك مصرفي‬
‫مصدق ومسحوب علي حساب احدي شركات صالح قوش في دبي ‪ .‬بالنسبة لالماراتيني فان‬
‫االمر كان مختلفا‪ .‬فعلي العكس من اليمني شاهر عبداحلق ‪ ،‬دخل االماراتيون في التمويل‬
‫الفعلي لتلك الصفقات وفق التمويل التدويري ‪ Revolving Financing‬فأوفوا بخمسة شحنات‬
‫بلغت قيمتها (‪ 190‬مليون دوالر )‪ .‬الهامش الربحي لصالح قوش بلغ ما نسبته ‪ ، %5‬أي ما‬
‫يقارب املليوني دوالر(‪ 1.9‬مليون دوالر) من قيمة كل شحنة‪ .‬اجمالي عقود الصفقة بلغت‬
‫‪ 1.333‬مليار دوالر ( ‪ 1.225‬مليار يورو) بيد انه لم ينفذ سوي ‪ 5‬شحنات وكانت آخر بواخر‬
‫قوش النفطية قد أفرغت شحنتها من اجلازولني في بورتسودان يوم ‪ 5‬نوفمبر‪ 17 ،‬يوم قبل‬
‫اعتقاله ‪.‬‬
‫استطردت املصادر للقول بأن االزمة الراهنة سوف تستمر وتتفاقم في الفترة القادمة‬
‫حتي ولو مت االفراج عن قوش «هذه الليلة» ‪ ،‬في اشارة تهكمية لتردي الوضع التمويلي جراء‬
‫انعدام السيولة بالبنك املركزي ورفض املصارف وبيوت التمويل االقليمية تعزيز خطابات‬
‫بنك السودان ‪ .‬بل وحتي التغطية باملقايضة السلعية أو باخلصومات املستقبلية ‪ ،‬فلم تعد‬
‫مقبولة مشيرة لتقلص املوجود البترولي بالبالد من املستويات التي كان عليها قبل « قفل‬
‫االنبوب « حني المس االنناج ‪ 600‬ألف يرميل يوميا ‪ ،‬وبلوغه اليوم أقل من سدس تلك الكمية!‬

‫‪-174-‬‬
‫وقالت مصادرنا ان هذا االمر بقدر ما هو مسؤول عن تدني االمدادات البترولية والشح في‬
‫محطات الوقود اليوم فهو يسهم أيضا وبشكل أساسي في الدماراملالي املاثل اليوم ونضوب‬
‫حصيلتنا من النقد االجنبي ولو لشراء بعض املستلزمات احليوية واالستراتيجية كاألدوية‬
‫املنقذة للحياة ‪ .‬وقالت ذات املصادر ان ما يفاقم االزمة هو ان االنتاج احلالي من حقول كردفان‬
‫ومايعرف مبربع ‪ 6‬أو غيره من احلقول لن يستطيع ان يفي باحلاجة أو يعوض النقص أبدا‬
‫نقيض الترويج االعالمي الذي يشاع عن قدرات شركات صغيرة من حجم شركة (ستارأويل‬
‫للتنقيب ) عن البترول التي يديرها د‪ .‬يوسف محمد أحمد من حتقيق املعجزات ‪.‬‬

‫وفي سؤال عن املالءة املالية التي يتوفر عليها صالح قوش ‪ ،‬قالت املصادر ان قوش وعوض‬
‫اجلاز يتنافسان علي املركز االول في قائمة أثرياء الفساد ‪،‬اذا استثنينا الرئيس وحاشيته من‬
‫اخوانه وحرمه الثانية ‪ .‬وأعادوا التذكير بأن قوش حتكم منفردا في ميزانيات أكثر من ‪65‬‬
‫شركة تتبع للجهاز فيما سمي بشركات التابعة لالمن االقتصادي أو الواقعة حتت هيمنته‬
‫بداخل السودان ‪ ،‬وقرابة ‪ 30‬شركة باخلارج منها ‪ 23‬بامارة دبي لوحدها ‪ .‬وتعليقا علي‬
‫تطورات احلجز علي أموال ‪ 30‬شخصية اقتصادية وجتميد أرصدتها وحساباتها ‪ ،‬ذكرت‬
‫املصادر ان الذي يحدث اليوم مياثل رجوع االنقاذ الي بداياتها في أول التسعينيات ‪ ،‬من‬
‫اطالق تام ليد االمن وكشف حسابات االفراد باملصارف ‪ .‬وأكدوا ان الذراع األمني في احلكومة‬
‫يريد ان «يحلب « ضرع ماوصف بأنه (مؤامرة تخريبية ‪ ،‬وعملية انقالبية ) الي آخر نقطة‬
‫ممكنة ‪ .‬بل أن أحد اهم األهداف ‪ ،‬بقناعتهم ‪ ،‬اليوم هو افالس اخلصوم بنزع أموالهم ( فهم‬
‫يعلمون ان كل من حصل علي ثروة ‪ ،‬حصل عليها بنفوذه احلزبي والتنظيمي واآلن جاء‬
‫الدور لنزع هذا االمتياز وارجاعهم فقراء كما كانوا !) كما وصف أحد مصادرنا اخلطة معربا‬
‫عن اعتقاده بأن مفاجآت االيام القادمة ستطال االسماء املصرفية والتجارية املعروفة التي‬
‫سيتم «تخوينها» واتهامها بضلوعها في االنقالب ‪ .‬سيحدث هذا رغم ان من سيتم التشهير‬
‫بهم سيكونون بعض من فئات ثالثة ‪ ،‬فأما أنهم تعاملوا مع قوش جتاريا خالل العام االخير‬
‫طمعا في االرباح ‪ ،‬أو أنهم تقفوا خطاه للعمل معه أو سعوا ملن عرفه ليقدمهم له كسبا‬
‫لوده وللحصول علي اعمال منه أو عن طريقه ‪ .‬خلص مصدرنا دوافع من ذهبوا خلف قوش‬
‫وحصرها في الطمع احملض حلما مبا ميكن ان يجنوه من منافع جراء التحكحك به ‪ .‬هذه‬
‫املرئية ابدعت في تصويرها مأثورة احلكمة الشعبية مما يتداول الرعاة اذ يقررون بعفوية ‪:‬‬
‫الروث يغري الذباب بتتبع االبقار !‬
‫رابط المقال‪:‬‬

‫‪https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-81449.htm‬‬
‫‪-175-‬‬
‫اجلا�سو�سان املتناحران‪ ..‬مابني انربا�ش قطبي وت�آمر‬ ‫الحلقة‬
‫قو�ش‪ ،‬كيف ا�ستفادت �أمريكا ؟ �شاهد الوثيقة‬ ‫‪11‬‬
‫‪12-19-2012‬‬

‫نستكمل اليوم مابدأناه‬


‫عن قطبي املهدي ‪ ،‬ونغادره‬
‫لقوش ‪ ....‬وماأدراك ما قوش‬
‫سجانا أوسجينا ‪ُ ،‬م َع ِّذبِا‬
‫أومعتقال ‪ ،‬مدافعا أو متآمرا‪،‬‬
‫لصا بليونيرا أم ‪...‬مخربا‬
‫وانقالبيا بوصف أهله‬
‫املقربون ! وكثير منهم اليوم‬
‫في حيرة ضاربة ازاء كيفية‬
‫ترتيب التخلص من هذا‬
‫الرأس املثقل باالسرار ‪ .‬مكمن‬
‫احليرة هو كيفية اختيار‬
‫أفضل السيناريوهات القابلة‬
‫للتنفيذ بأقل كلفة ممكنة ‪.‬‬
‫فمحاكمة حتكم باالعدام ال أمل‬
‫فيها اذ انها ستحرج الرئيس‬
‫ليتدخل بالتخفيف الي املؤبد‪،‬‬
‫وحتي هذا لن مينع مؤامرته‪،‬‬
‫ان صدق زعمهم ‪ ،‬من تسور‬
‫حوائط سجنه لتجد من‬
‫ينفذها في اخلارج ‪ .‬اذن‪ ،‬ال‬
‫حل اال بتصفية شاملة علي‬
‫غرار ما جري ملن جنوا من‬
‫‪-176-‬‬
‫موقعة «أديس أبابا» يونيو ‪ . 1995‬فنجوا من أمن مبارك واملستضيفني من رجال زيناوي‬
‫فقتلهم حلفاؤهم القدامي بجهاز نافع ! يصح القول ان قوش ‪ ،‬عكس العسكريني ‪ ،‬رجل بال‬
‫قاعدة أو أتباع ‪ .‬فلئن مات أو قتل فلن تتحرك جهة مؤسسية ‪ ،‬ذات وزن كاجليش أوثقل‬
‫كالدبابني ‪ ،‬للقصاص من القتلة ‪ .‬فحتي عشيرته بقرية البلل فجلهم ‪ ،‬مثلنا ‪ ،‬يتبرأون علنا من‬
‫فظاعاته فهم نسل شرفاء أكارم ساللة نخب وطني أول عصارته حميد وعوض فضيل‪ .‬أما‬
‫شباب صنب (مروي) فبينه وبينهم بذاءة وصفه لهم ابان االنتخابات اخملجوجة اذ وصفهم‬
‫ب «عواليق « مزورا كنيتهم املستحقة كاحرارا نسل أبطال ‪ .‬لكن صحيح أيضا انه ميسك‬
‫بخيوط أسرار ان تتبعتها أوصلتك لسروايل عورات رهطه ‪ .‬وهذه عورات انصهرت فيها‬
‫أموال التستحت باألجساد احلرام والعيش احلرام وربط بينها باطل السيرة وسوء العقيدة‬
‫وكاذب التدين فتعالت أمجادها بالزيف واخملاتلة ‪ .‬يعرف أصحاب االسرار فردا فردا كعمدة‬
‫القرية ويخبر ماضيهم وصنيعهم كما الشرتاي ان جلس بني قومه ‪ .‬ال غرو ان هابت هذه‬
‫العورات قوش حتي في منامها بل تنتفض مذعورة ‪ ،‬بحثا عن دثار ‪ ،‬ان مر طيفه في حلم‬
‫أو جري كابوس باسمه‪ .‬القراءة اخملتزلة لوضعية الرجل تقول ان هو تنفس وعاش في‬
‫محبسهم ‪ ،‬سجينا أو أسيرا‪ ،‬تنفست وعاشت معه االسرار والفضائح ‪ .‬وهذا خيار غير مقبول‬
‫‪ .‬أما اخالء سبيله ليمضي حرا طليقا ‪ ،‬فيعني انه سيطعمهم بنهم وشراهة ‪ ،‬وجبات عشاء‬
‫متتالية لرؤوس دسمة تنزلت علي مائدته ‪ .‬لن يردعه من شئ بعد اآلن فقد طاحت األقنعة‬
‫واستبان الوجوه احلقيقية «الخوة التنظيم االعداء « ‪.‬اذن سيكون اخالء سبيله خيارا كارثيا‬
‫وغير معقول فاجلاسوسية حالها حال لعبة اجلودو تصرع فيها خصمك مستفيدا من قوته‬
‫هو ‪ ،‬وليس اعتمادا علي عضالتك فقط ‪ .‬لقد عاش قوش ماصا لألسرار مما جرت به عروق‬
‫يوميات احلياة ‪.‬فسند بها جبروته وبسط بها سلطانه ‪ .‬وباألسرار هدد خصومه وتهيبه‬
‫أصدقاؤه من فرط وغزارة ما أحاط ‪ ...‬لذا فما لنا سوي التسليم مبكرا مبشيئة اخلالق اذ انا‬
‫هلل وانا اليه راجعون !‬
‫ان استبعدت ‪ ،‬احتماال أو حتليال ‪ ،‬مغادرة قوش مبثيل مغادرة عمر سليمان الناعمة ‪،‬‬
‫فلك أن تقرأ بدقة هذه اجلزئية مما يشابه سيرة االنذار املبكر ‪ :‬ان القوم يأمترون بك‪ .‬هذه‬
‫السيرة سبقت توقيف قوش مبا يقارب ‪10‬أشهر ‪.‬ففي ‪ 19‬يناير ‪ 2012‬حاور محررا صحيفة‬
‫« االحداث» الزمالء يوسف اجلالل وعبير عبد اهلل الدكتور قطبي املهدي حول ماكان يومها‬
‫قضايا ضاغطة‪ .‬ذهبا اليه استمزاجا لتحليالته كأحد فنيي مختبر شختك بختك االنقاذي‬
‫لشرح الوصفة الكيمائية للصراع داخل حوشهم ‪ .‬ابتدراه متسائلني مبانصه (ظهور املذكرة‬
‫يعني وجود تيارات ال تعتمد على رؤية فكرية وتستند على خالفات شخصية داخل املؤمتر‬

‫‪-177-‬‬
‫الوطني‪ ,‬وفي البال هجومك على مدير جهاز األمن السابق صالح قوش؟)‪...‬أجاب (أبداً‪..‬‬
‫ليس لي خالف مع صالح قوش‪ ،‬ولم نعمل سويا وحينما أتيت إلى جهاز األمن لم يكن صالح‬
‫ملتحقا به‪ ،‬وإلى أن غادرت جهاز األمن لم يكن صالح أحد منتسبيه‪ ،‬وال يوجد شيء من هذا‬
‫القبيل وهذا ال عالقة له باملذكرة)!‬

‫نفي برائحة سحل تام للشخصية !‬


‫منوذج أخر ‪ .‬أسمع الدكتور نافع علي نافع يحاور الزميلة صباح موسي ‪ ،‬احملررة‬
‫املسؤولة بصحيفة «أفريقيا اليوم « االلكترونية يوم ‪ 16‬اجلاري ‪ .‬قالت له (هناك غرابة في‬
‫وجود صالح قوش مع ود ابراهيم وماهو معروف أنه التوجد عالقة وال حتى ود بينهما؟)‬
‫أجابها (هذا طبعا عدم معرفة من الناس‪ ،‬فالذين يعرفون بواطن االمور يعرف أن هنالك‬
‫صلة وثيقة بينهما وهناك وسطاء بينهم‪ ،‬هذا من ناحية العالقة‪ ،‬لكن السياسة أعقد من ذلك‬
‫بعض الناس كانوا يبحثوا عن تأييد حزبي وخارجي ولذلك كانوا يحتاجون ملن يساندهم‬
‫لتأييد خارجي فالذي يقوم بذلك يحتاج ألشخاص تقوم بهذه املهمة حتى وان لم يكن بينهم‬
‫عالقة‪ ،‬وود ابراهيم ال يعلم في السياسة‪ ،‬وقدم له في تقديري قوش على أنه هو الذي يتصل‬
‫بالقوى السياسية واخلارج‪ ،‬وهو الذي يسهل له بعض القضايا الشائكة) ‪..‬ثم هذا السؤال‬
‫واالستطراد (هل هناك أحزاب أخرى؟)‪..‬قال (حتى اآلن هناك حتريات جارية‪ ،‬على األقل‬
‫لدينا حزب قالها صراحة على لسان رئيسه)‪..‬واصلت (حتى لو أخذنا بتصريح الصادق‬
‫املهدي دكتور فكان يتحدث عن لقاء دار بينه وبني قوش منذ فترة طويلة وليس اآلن؟)‪..‬قال‬
‫(باملناسبة احملاولة لم تكن البارحة وصالح قوش لم يكن يدبر لهذا االنقالب امبارح‬
‫يعني‪ ،‬كان يدبر له منذ فترة)‬
‫بعد تفاصيل لم تترك من شئ اال أتت علي ذكره حتي الفكي والدجاجة ‪ ،‬سألته الزميلة‬
‫احلاذقة لفن احملاصرة (هل لنا أن نعرف اجلهات الدولية التي مت اإلتصال بها؟)‪..‬قال من‬
‫يؤمن بحرية القضاء وحق الناس في التقاضي بعيدا عن أي تسريبات مضرة بحق املتهمني‬
‫(ال اعتقد أننا ميكن أن نتحدث أكثر من ذلك‪ ،‬ونترك ذلك للتحقيق)!‬
‫ان طالعت احلوار بكامله ‪ ،‬أحسست انك حتضر جلسة النطق باحلكم علي قوش لوحده‪،‬‬
‫وليس العسكريني املشاركني معه ‪ .‬قلنا ان قوش ال قاعدة له لذلك فسيظل احللقة األضعف‬
‫رغم خطورته ‪ .‬التنظيمات الفاشية تصفي حسابات الكوادر العقائدية املدنية بعنف غير‬
‫مسبوق ( داؤد يحى بوالد وخليل ابراهيم )‪.‬هذه التصفية بدأت فعال حتي قبل بدء اجرائيات‬

‫‪-178-‬‬
‫احملاكمة الفعلية‪ .‬أما الهدوء الراهن فيفسره االنتظار املضني لتدحرج بضعة رؤوس كبري‬
‫في الدولة والتنظيم واحلزب ‪ .‬فالكل يناور ويتظاهر بالثقة والبراءة ‪ ،‬معا‪ ،‬اال ان أحساسا‬
‫دافقا من عدم الطمأنينة يعلفهم بال هوادة وبالذات بعد حظر سفر بعض املتنفذين الكبار‬
‫للخارج ! غدت غالبيتهم حتذر احلديث والثرثرة في الهاتف أو صالونات العزاء بل وقاطع‬
‫أخرون اجملالس وأعتزل البقية الكالم حتي مع أهل بيته ‪ :‬قاتل اهلل أجهزة التصنت الفتاكة!‬
‫وألنهم يخبرون ان شباك التوريط تنسج بلون الهواء ‪ ،‬فقد علمتهم جتاربهم املكتسبة أن‬
‫لفها حول أعناق الضحايا يحتاج لتؤدة وصبر ‪ .‬لذا تراهم من فرط حذرهم من املقذوفات‬
‫االستيلثية املفاجئة ‪ ،‬يتقافزون أتوماتيكيا كمن يخشي االصطدام بلغم ! ألغام اليبصرونها‬
‫لكن يعرفون أنها موجودة ومنصوبة االوتاد ! أما العسكريون فأمرهم مغاير ‪ .‬فمن افادات‬
‫نافع سيتواصل تصويرهم علي أساس أنهم «األقل « جرما بل وترفيعهم ملرتبة املغرر بهم‬
‫من قوش وجماعته ‪ .‬هذا اذن املسوغ الدفاعي لتخفيف اجلرم ‪ ،‬وبالتالي العقوبة ‪ ،‬لتهدئة‬
‫قواعدهم الكبيرة ‪.‬‬

‫قطبي المهدي ‪...‬ومشكلة السلطان‬


‫بينا في حلقات سابقة كيف أن دكتورنا اجلنرال ابان رئاسته لألمن اخلارجي (‪-1996‬‬
‫‪ )2000‬لم يترك من سبيل للبحث عن طريقة حتببه لالمريكان اال وجربها ‪ .‬خاطبهم كتابة‬
‫ووسط من سعي لهم ‪..‬حنس وأغري ‪..‬هاتف وحث‪..‬ألح وتودد‪..‬زارهم ودعاهم ‪....‬‬
‫وبرضه مافيش فايدة!‬
‫امتثل للمثل الشعبي ملن ضاعت حاجته وبحث عنها مبواظبة ال تلني وأمل لم ينكسر ‪ .‬فلم‬
‫يترك من االنعام دابة اال وفغر فمها بحثا عن ضالته ‪ .‬وضالته لسوء حظه عند السلطان ‪،‬‬
‫والسلطان عاوز فلوس ‪...‬والفلوس عند السلطان والسلطان عاوز عروس ‪ ،‬والعروس عند‬
‫السلطان ‪....‬‬
‫لكن ‪.....‬السلطان قال ما عاوز معاك أي تفاهم أو كالم !‬
‫ألربعة سنوات متصلة ‪ ،‬متدد قطبي ال تخفي منه خافية منبطحا عند بوابة هذا السلطان‬
‫ومبحاذاة ناظريه ‪.‬‬
‫لم تأخذ ادارة كلينتون علي فترتي رئاستها ( ‪ )2000-1996 ،1996-1992‬بأي من‬
‫العروض القطبية للتطبيع فشككت في جديتها وأهملت حتي الرد عليها ‪ .‬حتي عرض البشير‬
‫‪-179-‬‬
‫نفسه املقدم في ‪ 5‬ابريل ‪ ، 1997‬فان وزيرة اخلارجية مادلني أولبرايت ومساعدتها للشؤون‬
‫األفريقية‪ ،‬السفيرة سوزان رايس ‪ ،‬اهماله ملايقارب نص عام ‪ .‬في ‪ 28‬سبتمبر ‪ 1997‬اعلنتا‬
‫رفضهما حملتويات العرض البشيري فعضدد مستشار شؤون األمن القومي ساندي بيرقر‬
‫موقفهما فورا باملوافقة وما ان جاء يوم ‪ 9‬أكتوبر حتي أطلق الكونغرس الرصاصة القاتلة‬
‫علي العرض السوداني‪ ،‬فمات متاما !‬
‫عرض قطبي تسليمهم ملفات اسامة بن الدن قبل ان يطير عروة ويجتمع بجماعة السي‬
‫آي أيه في مارس‪...1996‬لم يردوا عليه ‪.‬ذهب بجوازه الدبلوماسي فأبلغوه أن ليس لديهم‬
‫مايقولونه له ‪ ،‬وحتي ان توافر شئ فعنوان االتصال معلوم ‪ ،‬وهاتف سفراء مالءات «كانون‬
‫« موجود بالدليل ‪202-338-8565‬‬
‫غفل عائدا ‪ ،‬انتظر وانتظر ولم يأت شئ ! تعاقب علي سفارته مهدي ابراهيم والبروفسور‬
‫عبداهلل أحمد عبداهلل ثم أحمد سليمان وما تغير احلال وظلت بشارة التطبيع املنتظرة‬
‫متأصلة الغنج ضنينة بالوعد ‪ .‬حتي سفيره مهدي ابراهيم اذاع سره ملطشته في حوار‬
‫صحفي اذ كشف أنه طيلة سنواته كسفير بواشنطن ‪ ،‬لم يلتق بأي ممن ينتمون لفئة مساعدي‬
‫الوزير بوزارة اخلارجية ‪ .‬املنتمون لهذه الفئة ‪ ،‬عزيزنا القارئ الصابر علي املكاره ‪ ،‬يقارب‬
‫تعدادهم فصيلة اجلند في التشكيل العسكري ‪.‬عشرون مساعد وزير خارجية مابني رجل‬
‫وامرأة يترأسهم ‪ 8‬وكالء في هذه الوزارة الفيل ‪ ،‬وسفيرنا مهدي ابراهيم يتأمل لقاء أي منهم‬
‫وال يظفر مبعرفة أي منهم ولو في حفل استقبال ! وزارة يعمل فيها ‪ 31‬ألف موظف وفي‬
‫‪ 2010‬بلغت ميزانيتها ‪ 27.4‬مليار دوالر وحظ سفيرنا ‪ ،‬وهو من علية قوم تنظيمه احلاكم ‪،‬‬
‫ال يتجاوز معرفة موظف مبتدئ في الدبلوماسية تركوا له ادارة «ديسك السودان « !‬
‫ظن قطبي ان محنته في جواز سفره ـ فأخفي السوداني وأبرز الكندي ‪ .‬فأوصدوا ذات‬
‫االبواب في وجهه ومتتعوا بالتفرج علي بهلوانياته من خلف ستار ‪ .‬عرض تعاونا غير‬
‫محدود معهم ‪...‬لم يردوا ‪ .‬اقترح فتح مكتب ألجهزة اخملابرات االمريكية علي اختالف‬
‫وكاالتها ومسمياتها في اخلرطوم للتأكد من عدم وجود ارهابيني وملراجعة مافي حوزته من‬
‫بيانات ومعلومات ‪ ،‬شاحوا عنه ‪ .‬استقدم الباكستاني األمريكي منصور اعجاز ورافقه الي‬
‫مكتب رئيسه الذي حلمه رسالة تسلم باليد الي عضو مجلس النواب ‪ ،‬لي هاملتون ‪ .‬اسقط‬
‫بشيرنا في هذه الرسالة املؤرخة في ‪ 5‬أبريل ‪ 1997‬القداسة عن أي تابو ‪ ،‬فعرض أي شئ‬
‫للمقايضة ‪ .‬وبرضاه التام وآهليته الشرعية ‪ ،‬تنازل خليفة دولتنا االسالمية االستوائية‬
‫ملنصور اعجازعن لسانه لينطق به وينقل عنه موافقته واستعداده للقبول باعتراف كامل‬

‫‪-180-‬‬
‫وتطبيع مع اسرائيل! تفجر كل هذا السونامي من مايكروفونات جلسة علنية باللجنة الفرعية‬
‫لسن التشريعات والقوانني بالكونغرس يوم ‪ 10‬يونيو ‪! 1997‬‬
‫)‪(http://www.alrakoba.net/news-action-show-id77544-.htm‬‬
‫علم االعالم األمريكي ببعض مما جري خلف الكواليس ‪ ،‬فأغدق في تفصيل ما رشح ‪.‬‬
‫كشف السمسار الباكستاني االمريكي منصور اعجاز جمللة (ناشيونال ريفيو) االميركية‬
‫لقائه بالبشير وهو ما نشرته مترجما جريدة «الشرق األوسط» في مايو‪ . 2003‬أهم ماقاله‬
‫السمسار الدولي هو أن رئيسنا قدم له (عرضا سياسيا نهائيا وغير مشروط‪ ،‬موجها‬
‫إلى عضو مجلس النواب لي هاميلتون‪ ،‬بدعوة مسؤولي مكتب املباحث الفيدرالي ووكالة‬
‫اخملابرات املركزية للحضور إلى اخلرطوم لتقييم املعلومات االستخباراتية السودانية حول‬
‫اجملموعات اإلرهابية التي عاشت في السودان أو عبرت اراضيه)‪.‬وعن قطبي قال اعجاز ان‬
‫مدير مخابراتنا عرض جديدا فيما يتصل بضيوف املؤمتر الشعبي العربي اإلسالمي ناسبا‬
‫له قوله ( السودان مستعد لتبادل املعلومات حول كل من يحضرون ذلك املؤمتر ممن ينتمون‬
‫إلى منظمات محظورة مثل حماس وحزب اهلل ومنظمة اجلهاد اإلسالمي املصرية واجلماعة‬
‫اإلسالمية وغيرها‪ ،‬شريطة أن تكون الواليات املتحدة مستعدة للتعامل مع السودان ) وختم‬
‫اعجاز شهادته قائال أن قطبي أشتكي (مر الشكوى من فشل محاوالتهم املتكررة لالتصال‬
‫باإلدارة‪ ،‬وكيف عرقلت تلك االتصاالت على املستويات الدنيا بسبب ما سماه بالبقع العمياء!)‬

‫وثيقة اليوم ‪ ....‬الرسالة االخيرة قبل طوفان قوش‬


‫اذن رسالة قطبي املهدي التي نعرضها كوثيقة اليوم ‪ ،‬هي مجرد حلقة في سلسلة متصلة‪.‬‬
‫كتب رسالته في ‪ 5‬فبراير ‪ 1998‬مخاطبا وبشكل مباشر ديفيد وليامز ‪ ،‬مدير قسم ادارة‬
‫الشرق االوسط وأفريقيا في مكتب التحقيقات الفيدرالي ‪ ،‬اف ‪.‬بي ‪ .‬آي ‪ .‬أراد فخامته ان‬
‫يتذاكي بااللتفاف علي السياسة االمريكية عبر قنوات فرعية معتقدا ان تصرفه هذا سيشعل‬
‫حربا بني األجهزة األمنية و»حرمي» وزارة اخلارجية ‪،‬مادلني وسوزان‪ -‬لم ترحماه‪ .‬استخداما‬
‫صالحياتهما فورا ورفضن منح االذن ألي عميل من اف‪ .‬بي آي بتلبية الدعوة أو السفر‬
‫للخرطوم ‪ .‬بعد قرابة ‪ 5‬أشهر دخل مدير ادارة مكافحة األرهاب املراد االحتفاء به في اخلرطوم‬
‫موسعة غنيس كأول من يرد خطابا لقطبي ولو معتذرا عن تلبية الدعوة ! وبالنتيجة ‪ ،‬وبعد‬
‫قصف مصنع الشفاء ‪ ،‬بعد أقل من ‪ 7‬أشهر من تأريخ رسالة قطبي الشتوية ‪ ،‬تشمعت قنوات‬
‫االتصال متاما مع االجهزة األمنية األمريكية ‪ .‬أخيرا فقط تيقن من يترأس أمن بالدنا بوالء‬
‫خالص لبلدين اثنني وقسم واحد وجوازين‪ ،‬أن أيامه في اجلهاز قد شارفت نهايتها جراء‬
‫‪-181-‬‬
‫فشله الذريع في احداث ما وعد به من انفراج دبلوماسي وتطبيع للعالقات مع أمريكا ‪،‬‬
‫جارته في وطن التبني ‪ .‬بدأ البحث حثيثا عن بديل يخلفه ‪ .‬عرف قطبي ان قوش االصغر سنا‬
‫واألكثر جرأة هو من سيخلفه ‪ ،‬فتهيأ لفصل عراك عنيف فيه السري املشابه لفنون الضرب‬
‫في كرة املاء ‪ ،‬والعلني املؤجل !‬
‫نسب الصحافي االمريكي ديفيد روس لقطبي املهدي تبرمه مما حاق بعرضه اذ أبلغه‬
‫فيما نشرته مجلة فنيتي فير‪-‬يناير ‪( 2002‬لو قبلوا بعرضي في فبراير ‪ ، 1998‬كانوا‬
‫سيمنعوا تفجيرات السفارات االمريكية) مضيفا ان أحد املتورطني في التفجيرات هو فضل‬
‫عبداهلل محمد ( واملسمي أيضا هارون فضل ) وقد عاش في السودان وكان يقوم برحالت الي‬
‫كينيا للمشاركة في حتضير التفجير‪ .‬بيد أن قطبي في حديثه مع روس زاد اجلرعة ووسع‬
‫االدعاء بتضخيم اخلسائر الناجمة عن رفض االف بي أي القبول بعرضه ‪.‬فقال إن ممدوح‬
‫سالم (العراقي األبوين واملولود بالسودان) كان يؤدي الصالة في ذات املسجد الصغير في‬
‫هامبورج مع محمد عطا ومروان الشيحي‪ ،‬من قادة تنفيذ هجمات‪ 11‬سبتمبر‪ .2001‬مختصر‬
‫رسالته املتحسرة هي ان أمريكا أضاعت فرصة احباط تلك الهجمات جراء اهمالها لعرض‬
‫سعادته عندما مد يده عارضا التعاون واملعلومات وامللفات عن أهل القبلة !‬
‫كان جلهاز األمن ملفات عن كل اسالمي ناشط وبالذات من استغفلته دعواهم باجلهاد في‬
‫سبيل اهلل فزارمدينة الهجرة ‪ 45‬درجة سنتقريد ‪ ،‬متوسما زمهرير خيرها ! نهض عسس‬
‫قطبي آلداء واجب الضيافة ‪ .‬فصوروا جوازاتهم ونبشوا حقائبهم وتصنتوا علي محادثاتهم‬
‫وتابعوا حتركاتهم وزرعوا الكاميرات عيونا والسماعات أذنا في مزارعهم وغرفهم وسياراتهم‬
‫ومكاتبهم ‪..‬بل وحتي احلمامات غشيها حظها من برمجة هذا البث املباشر ! كان للسودان‬
‫ملفات للظواهري وسيف العدل ولوديع احلاج وممدوح محمد سالم وكثير من ذوي االتصال‬
‫بخلية القاعدة في هامبورج ‪ .‬نسي (االخ املسلم) قطبي املهدي قيم عقيدتنا االسالمية «‬
‫وثقافتنا السودانية األصيلة» ومايتصل بها من واجبات حماية الالجئ ومؤازرة املستجير‬
‫ونصرة املظلوم وتعضيد اجملاهد وتهدئة روع الضحية ممن يستباح دينه وتستحل عقيدته‪.‬‬
‫نسي كل تلك البوتقة من موروثنا بل وعاد ليغدر بهؤالء فردا فردا ‪ .‬لم يرمش له طرف أو‬
‫يسهد له جفن ‪.‬لم يوخزه ضمير حني تبرع بهوياتهم وتفاصيلهم كما يدل أطفال احلارة صائد‬
‫الكالب املسعورة علي مخابئها‪.‬‬
‫رسالة أغسطس ‪ 1998‬هي عمليا أخر محاوالت قطبي املهدي الحداث اختراق دبلوماسي‬
‫مع واشنطن‪ .‬اراده اختراقا من أي نوع وبأي تكلفة! طلب من أجيرته اللوبيست املسز جانيت‬
‫ماكلوقيت احلضور للخرطوم‪ .‬حملها هذه املرة رسالة أكثر جرأة الي رئيس مكتب التحقيقات‬
‫‪-182-‬‬
‫الفيدرالي‪ ،‬لويس فريه‪ ،‬شخصيا ‪ .‬فالكتابة بخط اليد تنم عن حميمية في البروتوكول ‪ .‬لكن‬
‫حميميته هنا كانت خاطئة موقعا ومضمونا فبدت مصطنعة كطعم مرق ماجي ‪.‬فمن أين له‬
‫هذه احلميمية والعالم كله يعرف اال عالقة له البتة ‪ ،‬ومن أي نوع ‪ ،‬مع رئيس االف بي آي ‪،‬‬
‫لويس فريه ‪ ،‬وال يعرف رسمه اال من صور التلفاز ! عادت املسز جانيت لواشنطن بعرض‬
‫قطبي تفرشه علي موائد االف بي آي ‪ ،‬فماهو ؟ قالت ان قطبي يقول لهم انه مستعد لتسليمهم‬
‫فورا رجلني باكستانيني (سيد ناظر عباس وسيد اسكندر سليمان)‪.‬أوقفهما في اخلرطوم‬
‫لالشتباه بأن لهما عالقة ما بتفجيرات السفارتني االمريكيتني في كينيا وتنزانيا ‪ .‬قالت لهم‬
‫‪ ،‬قطبي مستعد لتسليمهم لكم فورا باخلرطوم وبال قيد أو شرط فقط يريدكم ان ترسلوا‬
‫«جماعتكم « الستالم البضاعة ‪ ،‬وما عني سوي هذين اجملهادين !‪... .‬أقرأ الرسالة بخط يد‬
‫قطبي‬
‫‪http://www.alrakoba.net/news-action-show-id78866-.htm‬‬

‫رهائن لدي االعداء‪ :‬لعنة كلينتون تصيب‬


‫قطبي وتنجي قوش كما أصاب الخميني كارتر‬
‫فعل كلينتون بقطبي مافعله اخلميني بكارتر ‪ .‬فاخلميني متسك برهائنه من الدبلوماسيني‬
‫االمريكيني ملدة ‪ 444‬يوما ولم يطلقهم اال عندما اعتلي ريغان املنصة مؤديا القسم الرئاسي‬
‫يوم ‪ 20‬يناير ‪. 1981‬خمسة دقائق فقط بعد القسم وكان كل ال‪ 52‬دبلوماسي احرارا بعد‬
‫أسر بدأ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ ! 1979‬يشابه ذلك ان اركان كلينتون ظلوا يرفسون قطبي املهدي بال‬
‫هوادة وماتوقفوا عن االستهانة به اال عندما استبدله صالح قوش في املنصب ! طار قطبي‬
‫من اجلهاز فوافقت ادارة كيلنتون فورا علي ارسال فريق من السي آي ايه ومكتب التحقيقات‬
‫الفيدرالي للخرطوم في مايو ‪ 2000‬للخرطوم للنظر في آهلية السودان لنيل شهادة حسن‬
‫سير وسلوك!‬
‫في صيف ‪( 2001‬حتت ادارة بوش اجلمهوري ) اجتاز النظام االختبار‪ .‬فقررت هذه اللجنة‬
‫االمنية اال وجود ملعسكرات تدريب أو مالذات آمنة لالرهابيني بعد تدمير السودان لهما وقيام‬
‫السفارة االمريكية باخلرطوم من التأكد ميدانيا ‪ ،‬كما اشترطوا ! سنوات عقب ذلك ‪ ،‬ومن ليبيا‬
‫اثناء انعقاد مؤمتر لدارفور في مدينة سرت عام ‪ ،2005‬يصرح اجلنرال قوش بانهم ساعدوا‬
‫الواليات املتحدة وقدموا لها دعما كبيرا حملاربة االرهاب ‪.‬‬
‫منذ ان انفجرت فقاعة قوش في ‪ 22‬نوفمبر املاضي تنكبنا مسار رحلة جديدة من التقصي‬
‫ملوضوع شائك ‪ .‬اخترنا ان نستجلي عالقات صالح قوش بأجهزة االستخبارات االمريكية‬
‫‪-183-‬‬
‫فضال عن رشق حزمات من الضوء لتبيان مناذج املكايدة وتقاذف احلسد بني الثالوت األمني‬
‫(نافع ‪ ،‬قطبي وقوش )‪ .‬بيد أننا لم نتطرق اال باشارة عابرة لرئيس البصاصني البارتاميرز‪،‬‬
‫الدكتور عوض اجلاز ‪ .‬ملاذا ؟ ببساطة ألنه رجل كاره للمحاسبة والتدقيق واملراجعة ‪..‬‬
‫واألهم‪ ،‬قصاصي االثر من الباحثني ! يفعل خوارق هي ضرب من املستحيل ليعطل اقتفاء أثره‪،‬‬
‫حاله حال النفاثات في جو السماء ‪ ،‬تعبر بحموالت كبيرة ‪...‬وال أثر ملرورها ! اجلاز رجل‬
‫مهوس بالسرية وتدمير الدليل ‪ .‬يقول خلصائه انه يشرف شخصيا علي أختيار مقتنياته‬
‫املكتبية من عادمات األوراق ويشترط تخير األحدث من تقنيات التمزيق ! ان مشت قدمه‬
‫خطوة يتيمة ‪ ،‬جتمبز في الهواء ومسح بيده ‪ 5 ،‬خطوات خلفه ‪ ،‬وان الح مايدلل علي قدمه ‪،‬‬
‫تفنن في متويه رسمه للمتقفي فيظهرها ذات ظفر ! بهلوانيات في سحر احلواة تتسق مع ما‬
‫شهدت عليه سنوات طويلة من اللصوصية واالستوزار املتكرر بالبترول واملالية‪ .‬وزارتان‬
‫نزع عوض اجلاز الذاكرة من مكاتباتهما احلساسة وتركهما بال ذاكرة وال ملفات أو أرشيف‬
‫لتوثيق املعامالت والعقود السرية احلساسة ‪ .‬وفي عرف اجلاز فان كل أمر ذي صلة بصناعة‬
‫البترول وعقوده وعائداته هو سرحساس اليطلع عليه اال حفنة من لصوص احلكم وبطانة‬
‫السلطان ‪ .‬حاذر التوقيع علي الورق وفضل املشافهة حتي عند التعاقد ! سمه الرجل اخلفي‪،‬‬
‫أو الرجل الغاز ‪ :‬ال تراه لكنك حتسه ‪ ،‬ال تتحسسه لكنك تشمه ‪ .‬ان أشعلت ثقابك تفجرت ‪،‬‬
‫وان رضيت بالعتمة قضيت ! هذه السرية اجملربة تتلمذ عليها كثر من حواريي التنظيم ممن‬
‫هم دونه مرتبة ونفوذا أمثال مطرف صديق وغيره من الكوادر االمنية النائمة !‬

‫قوش وندي القلعة ‪.....‬الكل مبسوط مني !‬


‫طفقنا نبحث عن الدليل املفتاحي لعالقة قوش مع االمريكيني طيلة سنواته السبعة من‬
‫منظور موقعه كمسؤول أول عن اجلهاز (‪ . )2009-2002‬مبا توافر لنا من معلومات ‪ ،‬اكتشفنا‬
‫ان أسعد أيام حياته املهنية كانت مابني االحد ‪17‬أبريل ‪ 2005‬والي اجلمعة ‪ 22‬من ذات‬
‫الشهر ‪ .‬صحيح انها تقل عن االسبوع لكن ال تستصغر عددها ‪ ،‬فمن االيام املشرقة بالسعادة‬
‫مايعوض دهورا من النحس والشقاء ! ابتعثت له وكالة اخملابرات املركزية االمريكية ظهيرة‬
‫ذلك االحد طائرة الحضاره مباشرة و» خصيصا»من اخلرطوم للقاء «حلفائه» اجلدد ! كانت‬
‫الطائرة طراز بوينج ‪ . 737‬وهذا موديل أصغر حجما وأكثر أبهة وأفخم تصميما وهو من‬
‫النوع املفضل لرجال األعمال‪ ،‬شعبة الطيران اخلاص ال التجاري ‪ .‬غادرت البوينج مهبطها‬
‫في مطار بالتيمور –واشنطن الدولي اجملاور للعاصمة االمريكية من جهة والية ميرالند ‪،‬‬
‫متجهة للخرطوم ظهيرة يوم أحد ربيعي منعش ‪ .‬املسافة الفاصلة مابني املطارين في هذه‬

‫‪-184-‬‬
‫الرحلة املباشرة تبلغ ‪ 10,536‬كيلومترا (‪ 6,547‬ميل) ‪ .‬رحلة مداها ‪10‬ساعات ‪ 58‬دقيقة ‪،‬‬
‫لكنك ان اضفت فروقات نطاقات الزمن وابتلعت خمسة ساعات فوق غرينتش سيغشاك ال‬
‫محالة دوار عبور األطلنطي ‪ 18 -‬ساعة كاملة من االزيز وحزام االمان ! يوم االثنني حطت‬
‫الطائرة اخلاصة مبطار اخلرطوم لتقل شخصا واحدا حقائبه غير ‪ ،‬وهمومه غير ! طائرة‬
‫كاملة وصحبة الراكب كراتني وحافظات أوراق ‪ ،‬ملفات ومظاريف متعددة االشكال وذاكرات‬
‫حاسوبية ال حصر لها ‪ .‬الراكب املغادر من صالة كبار الزوار ‪ ،‬هو الفريق صالح قوش ملبيا‬
‫دعوة رصيفه االمريكي رئيس اخملابرات املركزية األمريكية ‪ ،‬بورتر‪ .‬ج قوس « ال تنشغل‬
‫بتنقيط هذه السني ‪ ،‬فهي مفارقة ليس اال «‪ .‬بيد ان املفارقة األخري األطرف ‪ ،‬فهي قراءة‬
‫معكوس االسمني ‪ .‬سيصبح «قوش « شوق ‪ ،‬واخلواجة «قوس» سوق ! والتحذير الغالب هو‬
‫اال تذهب متسوقا باشتياق لشئ تطعمه ! لكن جنرالنا املشتاق دخل املول !‬
‫استقبله الطاقم بأدب وانضباط ال جتده في الرحالت التجارية ‪ .‬استعاضوا عن دعاء‬
‫السفر بأخذه في جولة تعريفية داخل صالون اقامته اجلوية أوال ‪ ،‬ثم طافوا به ارجاء املكان‪.‬‬
‫قضم من مباهج الرحلة ماأسعفه الوقت ‪ .‬أكل وشرب ونام وحلم وحلم وحلم ‪ .‬انبلج فجر‬
‫األثنني ‪ 18‬أبريل ‪ :‬صالح عبداهلل بلحمه وشحمه في أمريكا بدعوة من كفارها ‪...‬لسان يلهج‬
‫بالثناء وهذا من فضل ربي ‪ .‬أخبروه في الطائرة مبا ينتظره من لقاءات وبرنامج عمل وما‬
‫جدولوه من اجتماعات تنتظره في رئاسة الوكالة بالنغلي ‪ ،‬فيرجينيا ‪.‬قالوا له ان اجتماعه‬
‫مع كبير وكالتهم ‪ ،‬بورتر قوس ‪ ،‬سيكون يوم اخلميس ‪ . 21‬سبح قوشنا فرحا في أرخبيل‬
‫السحاب ‪ ،‬وحق له ان يفرح وينتشي فله من االسباب ماميكن تعداده ‪ .‬فهو ‪ ،‬في املبتدأ‪ ،‬من‬
‫طلب هذه الزيارة وأصر عليها ‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فان حدوثها عني تقدير جماعة «النغلي « له‬
‫وتثمينهم العالي للخدمات التي ظل يقدمها ‪.‬وثانيها ‪ ،‬ان دعوته علي املستوي الشخصي ‪ ،‬بل‬
‫وارسال طائرة الوكالة ‪ ،‬بذاتها وصفاتها ‪ ،‬لتنقله اليهم ‪ ،‬فيه شرف ال يحظي به حتي العتاولة‬
‫من نظرائه االقليميني ‪ -‬حتي ان ترخصت في املقارنة واعتبرت عمر سليمان منوذجا ! ضمن‬
‫هذا السياق البد من فهم االشارات احملشوة في هذا الترفيع ‪ ،‬كما فهمها احملتفي به وأصبحت‬
‫مدعاة ملفاخرة قوش االصيلة بها‪ .‬ظن واعتقد وآمن وتيقن صالح عبداهلل قوش انه هو ‪،‬‬
‫وليس حكومة السودان ‪ ،‬من يهم أمريكا وتهتم بأمره ‪ .‬فالدعوة تصله هو ‪..‬وطلبه للزيارة‬
‫يلبي بهذه الفخامة بينما السودان مدرج في قائمة الدول املساندة لالرهاب منذ ‪ 1993‬ومقاطع‬
‫جتاريا واقتصاديا منذ ‪ ! 1997‬أليس في االستجابة لطلبه وارسال طائرهم تقديرا ألدواره‬
‫في محاربة االرهاب «معهم» والضغط معهم «باجتاه» ما أرادوا له ان يتحقق في نيفاشا يوم‬
‫‪ 9‬يناير ‪ 2005‬من سالم ؟ اذن ‪ ،‬فان السي آي ايه أصابها ما أصاب شريف مايدوغري من‬

‫‪-185-‬‬
‫االنبساط والبهجة ‪ ،‬فتساوي قوش مع ندي القلعة في الفرح !‬
‫وعلي محور آخر ‪ ،‬فان قوش مثله مثل رفيقيه نافع وقطبي ‪ ،‬تفرحه نكباتهم وتسؤه‬
‫ايجابياتهم وتلذذ ان بلغ األمر كي احلشا ! اذن في ‪ 17‬ابريل همه ماحاق بصدري نافع‬
‫وقطبي فقد علما بالزيارة منه حيث نورهما شخصيا ‪ .‬لو قدر له يومها أن يستنسخ من نفسه‬
‫بعوضة تلصق مبخدة أي منهما لفعل ولو من باب االستمتاع بتقلب الوجوه واملزاج وململة‬
‫احلسد أمام انتصار ينزل مبذاق البوينج !‬
‫وصل قوش ألمريكا وخف اليه فريق من» األصدقاء» فاستقبلوه مبودة لم يستغربها ‪،‬‬
‫لكن ما ان اشرق صباح اليوم التالي ‪ ،‬الثالثاء ‪ 19‬أبريل ‪ ،‬حتي تبدل احلال وانفتحت أبواب‬
‫اجلحيم ترمي بشرر ولهب ‪ .‬كانت الدنيا خارج النغلي تغلي وبالذات في وزارتي اخلارجية‬
‫والعدل احتجاجا علي زيارته ! بل وفي اجتماع ظهيرة ذلك اليوم سعي له من أبلغه ان وزارة‬
‫العدل فكرت فعال في استنباط مسوغ قانوني ميكن من اعتقاله جراء فعائله في دارفور‬
‫!! تسارعت وتيرة التطورات بسرعة غير منظورة ‪..‬الغت السي أي ايه اجتماعه مبديرها‬
‫واعتذروا له بحجة واهية ‪.....‬قالوا له «بارك اهلل فيمن زار وخف « برطانة بالدهم ‪ ،‬فأقلته‬
‫الطائرة عائدة للخرطوم ومن ثم قفلت آيبة الي مهبطها ببالتيمور يوم ‪ 22‬أبريل !‬

‫اذن ماذا جري؟‬


‫قادنا البحث الي مخابئ أسرار فيها بعض مما قيل سرا وكتب وأودع في االضابير ‪ .‬أسرار‬
‫فوقها عجبا ومن حتتها األعجب وترادفن في السرية أطباقا ‪ .‬في احللقة القادمة باذن اهلل‬
‫سوف نستكمل مبا يسهم في فهم حياكة البردة التي نسجها قوش مع أمريكا !‬

‫***‬

‫استمرار هذا النظام اجملرم مستمد من ضعفنا وتشرذمنا ‪.‬‬


‫ان احتدنا اسقطناه ‪ ،‬فلنتحد ونسقطه معا‪.‬‬

‫‪-186-‬‬
-187-
‫رسالة (الفريق أول ) قطبي املهدي السرية ملدير قسم الشرق األوسط وشمال‬
‫أفريقيا مبكتب التحقيقات الفيدرالي ‪( ،‬اف بي آي)‬

‫ملحوظة ‪:‬‬
‫االعتذار عن تلبية الدعوة جاء بعد ‪ 4‬أشهر و‪ 19‬يوما ‪ ،‬وبعد شهرين من االعتذار قصفت‬
‫صواريخ كروز مصنع الشفاء فدمرته !‬

‫جهاز األمن اخلارجي‬


‫مكتب املدير العام‬
‫النمرة ‪:‬ج أ خ‪/‬م م ع ‪ /‬سري‬
‫الناريخ ‪ 3‬شوال‪1418/‬‬
‫املوافق‪1998/2/5:‬‬
‫سري للغاية‬

‫العزيز ‪ /‬السيد وليامز‬


‫باإلشارة إلى اجتماعكم مع السفير مهدي ابراهيم‪ 12 ,‬سبتمبر و ‪ 5‬ديسمبر ‪1997‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫اود ان اعبر عن الرغبة الصادقة لبدء االتصال والتعاون بني جهازنا ومكتب التحقيقات‬
‫الفيدرالى‬
‫‪ 2.1‬اود ان اغتنم هذه املناسبة الدعوكم لزيارة بالدنا ‪ ،‬واال فاننا ميكن ان جتتمع في مكان‬
‫آخر‬
‫اخمللص‬
‫الفريق أول‬
‫د‪.‬قطبي املهدي‬
‫وزير الدولة واملدير العام‬

‫‪-188-‬‬
‫وزارة العدل االمريكية‬
‫مكتب التحقيقات الفيدرالي‬

‫التاريخ ‪ 24:‬يونيو ‪1998‬‬


‫الفريق أول‬
‫د‪.‬قطبي املهدي‬
‫وزير الدولة واملدير العام‬

‫العزيز السيد المهدي‪:‬‬


‫أشكركم علي رسالتكم املورخة في ‪5‬فبراير ‪1998‬والتي تدعونني فيها لزيارتكم في‬
‫اخلرطوم ‪ .‬انني ‪.....‬قد تسلمت هذه الدعوة منكم ومن جهازكم ‪.‬‬
‫لألسف فانني حاليا في وضع ال ميكنني من قبول دعوتكم ‪.‬آمل ان متكنني الظروف‬
‫املستقبلية من زيارتكم باخلرطوم وان اتقدم بدعوة رد مماثلة لكم لزيارتنا هنا في الواليات‬
‫املتحدة ‪ .‬الي ان يحني ذلك الوقت ‪...‬حتياتنا وامنياتنا باستمرار النجاح‪.‬‬

‫رابط المقال‪:‬‬

‫‪https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-80994.htm‬‬
‫‪-189-‬‬
‫أربطو االحزمة ‪...‬دخلت طائرة الوطن مطبهم الهوائي !‬

‫رجال من طني احل�سد واملكايدة‪ ،‬قو�ش وقطبي‪،‬‬ ‫الحلقة‬


‫وف�صول التناف�س الر�ضاء �أمريكا !‬ ‫‪12‬‬
‫‪11-27-2012‬‬

‫‪11-27-2012‬‬

‫القاعدة العامة في ادبيات‬


‫منكر االنقالبات تقول ان‬
‫جناحه يغير احلكم وفشله‬
‫يكشف عورات الدولة ‪.‬‬
‫وفي حالتنا فان هذا الفرق‬
‫النوعي غير وارد اطالقا ‪.‬‬
‫فهؤالء ‪ ،‬أصال ‪ ،‬لصوص‬
‫سلطة نسل ذات الساللة ممن‬
‫شاخوا فشال ‪ -‬خطاءان لن‬
‫ينجبا صحيحا ! جاء خميس‬
‫‪ 22‬نوفمبر اجلاري وبدأ ‪،‬‬
‫وسيتوالي ‪ ،‬صعود أناس‬
‫بكافة تطريزات االقنعة‬
‫ملنصة االحداث ‪ .‬يلفت االنتباه‬
‫ان السكاكني الطويلة أستلت‬
‫مبكرا لتصفية حسابات ظل‬
‫الصراع بني أطرافها يجري بتكتم وسرية فانكشفت معسكرات العداء ‪ .‬انها اذن مباراة اللكم‬
‫في الظالم وفقأ العني وقطع اللسان ‪ .‬أما نحن الشعب ‪ ،‬فسنتفرج ‪ .‬حالنا ذاته منذ انقالب ‪89‬‬
‫وهو ‪ ،‬تعريفا‪ ،‬االستيالء غير املشروع علي السلطة !‬
‫رزئنا في حكم االنقاذ مبتالزمة دمار ثنائي ‪ .‬أولها سعيها الدؤوب لتفتتيت الكيانات‬
‫السكانية واجلغرافية والسياسية والنقابية الي جزئيات منشطرة ‪ ،‬تفضلها متناحرة‬
‫ومنهكمة في التآمر املضاد ‪ .‬وثانيها مايجرونه علينا من أهوال ان تصدع تنظيمهم وفتحوا‬
‫‪-190-‬‬
‫النار علي بعضهم االخر ‪ .‬فقبل خميسنا الفائت كنا في ‪ 1999‬علي موعد مع حالة مماثلة ‪.‬‬
‫فعندما فاصلوا شيخهم وفصلوه ‪ ،‬شهدنا تطاير حمم الالفا من بؤرتهم التنظيمية فتفجر‬
‫البركان ومادت االرض ‪ .‬قفزت من عباءتهم كارثة دارفور كهرة مذعورة ليتخضب فبراير‬
‫‪ 2003‬وما تاله من سنني باملزيد من الدماء والدمار‪.‬‬
‫وعليه ‪ ،‬فان الفرز فيما بينهم سوف يستمر حلني ال نعلم مداه ‪ ،‬ومبترتبات ونتائج‬
‫اليعلمها اال اهلل ‪ .‬لن نري أيد لكننا سنسمع صراخا ‪ ،‬وفي الغالب لن نتبني وجوها لكنا‬
‫سنمسع أصواتا‪ .‬فهذا مايكون عليه فصل التعارك بني ثلة أمن الظالم ان تالطموا مع مهندسي‬
‫السياسات الشبحية ‪ .‬سوف تستقوي الدولة بكل أدوات االثبات ذات املصداقية احلقيقية‬
‫أو التركيب التايواني الهزيل ‪ ،‬شئ مما يسمونه في عالم اجلاسوسية « زراعة الدليل « ‪:‬‬
‫تسجيالت ‪ ،‬محادثات ‪ ،‬صور ‪ ،‬حتويالت مصرفية ‪ ،‬أسلحة ‪ ،‬شحنات ‪ ،‬أسفار وحتي أماكن‬
‫لقاءات في تواريخ محددة ‪ .‬ستقفز أسماء عواصم دنيا االنقاذ املكتشفة حديثا كأديس أبابا ‪،‬‬
‫دبي واجنمينا بل ورمبا وردت أسماء عواصم بلدان التعكير األمني كأسمرا وكمباال ونيروبي‬
‫‪..‬وقد يضيفوا القاهرة ورمبا حتي طرابلس ! أما ان سألت عن واشنطن وباريس فسيكونا ‪،‬‬
‫بال شك ‪ ،‬حاضرين بقوة في سياق االتهام بالعمالة والتخابر والتأمر ضد االسالم ودولته‬
‫الرسالية االستوائية ‪ .‬سنسمع ‪ ،‬ونطالع تسريبات ‪ ،‬من كل االطراف ‪ .‬فقط يلزمنا ان نستحضر‬
‫دوما ان الفيلم املعروض هو انتاج واخراج قوم تعاشروا في غرف مغلقة حلقب طويلة‬
‫وفجأة « حدث شئ «بالداخل ‪ ،‬فأنفتح الباب ليتطايروا أمامنا كما السالحف االندونيسية‬
‫‪ ،‬تزمجر وتقضم رقاب بعضها البعض ‪ ،‬ال يوقفها قدح وال يردعها تخندق للعنق ‪..‬حرفنة‬
‫وحذق ال مثيل له !‬
‫باختصار ‪ ،‬سيكون االمر في اثارة أفالم اجلنس ‪.‬حيث الرجال واملال والنساء وشئ من‬
‫تابو الالمعقول وبعض من الغير مقبول ! أما هنا فيضاف للخلطة بهار السلطة واخليانة‬
‫والتأمر ومعلومات قوش وتسجيالت عطا وافادات قطبي ومصادر نافع ‪..‬وآخرون ‪ ،‬لن‬
‫نستبعد احلرمي فوراء كل رئيس امرأة ووراء كل عمر سليمان رجل !‬

‫تسليم وتسلم الحسد ‪ ...‬بأسهم بينهم شديد‬


‫لو قرأنا عصارة سيرة كبار رجال االمن االنقاذي ( عوض اجلاز ‪ ،‬نافع علي نافع ‪ ،‬قطبي‬
‫املهدي وصالح عبد اهلل محمد صالح قوش ومحمد عطا ) ‪ ،‬لوجدنا كثيرا من الذي يجمعهم‬
‫فوق احلد االدني ‪ ،‬وفي ذات الوقت ‪ ،‬االكثر مما يفصل بينهم بل ويدخلهم في عداء متفجر !‬
‫فهؤالء القوم أمرهم عجبا ‪ .‬ربطهم فكر واحد وحزب واحد وعدو واحد ‪ ،‬هو نحن الشعب غير‬
‫‪-191-‬‬
‫املنتمي لفكرهم ! تالصقوا في االجتماعات وأسر بعضهم لبعض بكل مكتوم ‪ .‬فقد ترأس نافع‬
‫قوش وقطبي لسته سنوات ‪ ،‬وترأس قطبي قوش وعطا ‪ ،‬ألربعة أخر ‪ ،‬وترأس قوش عطا‬
‫لتسع سنوات ‪ .‬تنفس عطا هواء ذات املكتب ثالثة سنوات ‪ ،‬فانتفخ في الكرسي وتفرعن ‪ .‬رمي‬
‫«سعادتو « السابق في بيت من بيوت التحقيق السرية ومنع عنه الزيارات واملوبايل ‪ ...‬حرمه‬
‫من الليالي اخململية في برج خليفة والبحلقة في موالت دبي وجبنة أديس وحتي مباريات‬
‫نادي الزومة ‪.‬الي اآلن ال أخبار عن فحصه مبستشفي األمل ‪ ،‬الذي رمبا تغير الي رويال كير‬
‫اذا ما تبقي من وفاء حزبي ! فهم ان حل الطالق ‪ ،‬اليسرحون باحسان فبأسهم بينهم بأس‬
‫شديد ‪ .‬االمنيون ‪ ،‬تخصص تعذيب ‪ ،‬خالفا ألصحاب املهن الشريفة ‪ ،‬ال يورثون معارفهم ملن‬
‫يخلفهم في املنصب‪ .‬ال يشرحون ما مت اجنازه ‪ ،‬أو املنتظر من مشروعات أو كيفيات العمل‪.‬‬
‫فقط يغادرون املبني بكراتني أوراقهم وذاكرات حواسيبهم تاركني طاولة ملساء ورمبا بعض‬
‫مال ان تبقي شئ من مخصصات بند الصرف اخلاص ! لذا فالذي يجري ‪،‬حقيقة ‪ ،‬هو تسليم‬
‫وتسلم للحسد والتنافس االرعن يستتبعه حديث اجللسات اخلاصة طعنا في كفاءة القادم‬
‫أو قدحا في سيرة املغادر ‪ .‬ال احترام وال وفاء وال اعتراف بتفوق أو مقدرات ‪ .‬هدأ سونامي‬
‫أخبار احلنجرة فتفايض سونامي قوش علي حتليالت وتعليقات كتاب وقراء االسافير ‪.‬‬
‫هل لفت نظرك الفرح الشعبي الدافق ‪ ،‬أوللدقة ‪ ،‬قل الشماتة السافرة الوجه جراء ما حلق‬
‫بصالح قوش ؟ وهل استبعدت ‪ ،‬ولو للحظة ‪ ،‬أن ذات الفرحة كانت ستتوافر بكامل عنفوانها‬
‫وقوتها لو ان املتورط كان أي واحد من االربعة اآلخرين ؟ لو كانت االجابة كما تيقنا هي‬
‫«ال» دواية ‪..‬فنقول استطرادا ‪ ،‬أليس في هذا استفتاءا عفويا لدرجة الكراهية التي نالها هذا‬
‫النظام احلاكم ممن يحكمهم ‪ ،‬وما حصدته مؤسسته األمنية من حنق جماهيري تلقائي علي‬
‫جرائمها ؟؟‬
‫بال شك ‪ .‬فأمن االنقاذ غدا العنوان األبرز للسوء والقبح والفساد !‬
‫يلفت النطر ان اخلماسي االمني ‪ ،‬باستثناء اجلاز ‪ ،‬تقلد جميعهم منصبا علنيا في اجلهاز‬
‫سيئ الصيت ‪ .‬بيد ان الدكتور اجلاز وباعتراف الشيخ الترابي ‪ ،‬في حديث لصحيفة البيان‬
‫االماراتية ‪ ،‬كان الوزير الوحيد الذي عمل قائدا أمنيا للتنظيم والتسليح بنظام عدم التفرغ‬
‫«البارتامي « ‪ ،‬فظل سيدا للبصاصني من خلف االستار ‪ .‬يالحظ أيضا ان قادة أمن االنقاذ جميعا‬
‫ذوي خلفيات ال عالقة لها باألمن أو الدراسات االستراتيجية أو العسكرية ‪ .‬فاجلاز اقتصادي‬
‫ونافع زراعي وقطبي قانوني اما قوش وعطا فدرسا الهندسة ! اذن يتبني ان الرتب العسكرية‬
‫وأقلها لواء كما في حالة نافع ‪ ،‬وفرقاء أوائل للباقني ‪ ،‬جاءت لتضفي شيئا من العسكرية‬
‫علي مدنيني تعسكروا ملطلوبات حزبية وليس لتدرج مهني ‪ .‬هذه اخلاصية ال توجد اال في‬

‫‪-192-‬‬
‫التنظيمات الفاشية ذات املليشيات املدنية املسلحة ‪ .‬يتجلي أيضا التغلغل االيراني في «عقيدة‬
‫«التنظيم وأساليبه منذ بداية االنقاذ ‪ .‬فقد سافر قطبي اليران سفيرا ‪ ،‬وفتح أبواب أكادمييات‬
‫التدريب ملنسوبي اجلهاز مبن فيهم رئيس اجلهاز اجلديد نفسه ‪ ،‬د‪ .‬نافع ‪ .‬نهلوا بفخر مما‬
‫ورثه املاللي من رعب ماكينات السافاك بل وأحضروا معهم عينات لتقنيات السوء من معينات‬
‫التعذيب والتنكيل ‪ ،‬فاستوردوا املزيد برسم وختم بلد املنشأ ‪ ،‬ايران ! ‪ .‬ابان سنوات بن‬
‫الدن في السودان ( ‪ )1996-1991‬ظل نافع ممسكا بأعمال اجلهاز بيد ان عالقته اخلاصة‬
‫بأمين الظواهري ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬تورطه في محاولة أغتيال حسني مبارك في اديس أبابا في‬
‫يونيو ‪ ، 1995‬استلزمت ابعاده عن اجلهاز واستبداله بقطبي املهدي (‪ .)2000-1996‬كان‬
‫قوش والي تخرجه من كلية الهندسة بجامعة اخلرطوم في ‪ 1981‬مسئوال عن امن املصادر‪.‬‬
‫التحق بعد التخرج بأمن املعلومات في تنظيم اجلبهة القومية االسالمية ‪.‬ذهب للعمل مهندسا ً‬
‫مدنيا بشركة دانفوديو لإلنشاءات التابعة ملنظمة الدعوة اإلسالمية باخلرطوم بينما حافظ‬
‫على وظيفته ككادر تنفيذي باجلهاز ‪ .‬أصبح مديرا للعمليات ابان فترة نافع اال انهما غادرا‬
‫اجلهاز معا اثر تورط نافع في موقعة الفرعون الفاشلة بأديس أبابا‪ ،‬فتم تعيينه مديرا ً لهيئة‬
‫التصنيع احلربى قبل أن يعود للجهاز بعد هدوء العاصفة ‪.‬‬

‫الصراع الخفي ‪...‬قطبي وقوش علي «ماما» أمريكا !‬


‫سعي قطبي املهدي لألمريكان ‪ ،‬جريا ومشيا وحبوا ‪ ،‬منذ أول يوم له في اجلهاز والي‬
‫ان استبدله قوش ( االصغر سنا واالقل معرفة بالشؤون االمريكية ) بعد ‪ 4‬سنوات‪ .‬حاول‬
‫قطبي التطبيع بأي ثمن غير آبها بالتكلفة لكنه فشل في كل بهلوانياته فشال ذريعا( وهذا‬
‫موضوع توثيقات حلقة قادمة ) ‪ .‬كان ‪ ،‬وال يزال ‪ ،‬مزهوا بحظه من املعرفة ‪ ،‬بل ومدعيا‬
‫تفوقه علي رهطه مكابرا بأنه أكثر االنقاذيني معرفة بالشؤون االمريكية ‪ .‬بدأ عهده «كفريق‬
‫أول» راضيا بتحدي رفع اسم السودان من قائمة البلدان املساندة لالرهاب (‪. )1993‬بعد‬
‫عام من تعيينه ‪ ،‬رماه كلينتون بصاعق جديد ثقيل الوزن فغطسه وتركه يصارع في جلة‬
‫العقوبات االقتصادية والتجارية التي فرضها علي السودان في ‪ .1997‬غادر قطبي اجلهاز‬
‫في ‪ 2000‬كفريق أول معاشي بأنف دام مكسورا ومطحونا ومركوال‪ .‬فشل بعد ان وفرت له‬
‫السلطة كل ماطلبه من لوجستيات ‪ .‬طلب االشراف علي ملف العالقات السودانية –االمريكية‬
‫فانتزعوه له من خارجية علي عثمان طه ثم مصطفي اسماعيل (املترقي من وزير دولة في‬
‫‪ ) 1998‬وأرسلوه له بسيرك ادارى ! قام باختيار مكاتب عالقات عامة وسماسرة أمريكيني‬
‫‪ ،‬فاعتمدت املالية عقود أتعابهم وفواتيرهم الباهظة فورا ‪..‬أغدوقوا عليه باملزيد من املاديات‬

‫‪-193-‬‬
‫واللوجستيات كلما بشرهم بأن الفرج في الطريق ‪ ،‬لكن متي كانت الفهلوة واخليال القاصر‬
‫بديال البداعات االستراتيجية ؟ تناوبت علي مقترحاته الفطيرة وزيرة اخلارجية مادلني‬
‫أولبرايت‪ ،‬فقذفت بها ملساعدتها للشؤون االفريقية سوزان رايس التي ركلتها متريرة بينية‬
‫ملستشار االمن القومي ساندي بيرغر ‪ ،‬فمزق بها شباك سلة املهمالت ! في اخلرطوم ‪...‬تأكد‬
‫فشله فانهار معبد أحالمه ومترغت أنف كبرياؤه وحلق بثوبه ماحلق جراء سنوات االنطباح‬
‫غير املفيد ! نسى فشله وتفرغ لقوش ‪ ،‬عدوا في لباس زميل !! ‪ 9‬سنوات من االنتظار الي‬
‫ان نزلت عليه ليلة القدر كاملة البهاء يوم اقالة قوش في ‪ 2‬مايو ‪ ( 2011‬وللمفارقة ‪ ،‬هو‬
‫ذات يوم اغتيال اسامة بن الدن )‪ .‬خرج قطبي لالعالم يصيح مبشرا بهستيريا هي توأم‬
‫حللقوميات ذلك احملامي التونسي ليلة هروب زين العابدين بن علي ‪ .‬أبلغ قطبي الصحافيني‬
‫ان قرار البشير باعفاء غرميه قوش من مستشارية االمن يعني ضمنا جتريده من كل مناصبه‬
‫احلزبية حتي وان لم يتطرق املرسوم لذلك ؟؟ مضيفا انه يتوقع صدور قرار آخر يعفي قوش‬
‫كأمني ألمانة العاملني باملؤمتر الوطني ويلغي كافة مناصبه السياسية والتنفيذية بل وحتي‬
‫عضويته باحلزب!‬
‫خالفا لنافع (مواليد ‪ )1948‬واجلاز(‪ ، )1950‬اللذين درسا في والية كاليفورنيا ‪ ،‬ادعى‬
‫قطبي معرفته التامة باملسرح االمريكي حيث درس وأقام بكندا منذ منتصف السبيعنات الي‬
‫ان حصل علي جوازها ‪ .‬ايضا خالفا للدكتورين االخرين ‪ ،‬لم يعمل ولو يوما واحدا بالسودان‬
‫قبل أن يهبط علي اخلرطوم بعد جناح انقالب االنقاذ في ‪ ، 1989‬فتسبل كالغريب دروب‬
‫البالد الول مرة منذ ان ناءت خطاه عنها بعد احداث شعبان هاربا للكويت ! ‪.‬‬
‫بهذا اخملتصر نفهم مراراته وهو يلحظ التقدم الكبير الذي احرزه خليفته صالح قوش في‬
‫امللفات االمريكية ‪ .‬جناح قوش لم يكن بسبب احترامه حلقوق االنسان أو متيزه عن أسالفه‬
‫بتعامل حضارى حسن في معتقالته مع بني وطنه ‪ .‬جنح النبطاحه املتمدد بال حدود امام‬
‫املطلوبات االمريكية بعد احداث سبتمبر‪. 2001‬فان طلبوا اصبعا عرض بسخاء كل اليد ‪،‬‬
‫وان رغبوا في بقة ماء اقترح نهر النيل ! وبالنتيجة ‪ ،‬حلق قوش مبلف العالقات السودانية‬
‫االمريكية بدفع صاروخي الي فضاءات أبعد مما طمح له قطبي من تعاون مابني السي اي ايه‬
‫وجهاز األمن السوداني ‪.‬فأصبح يسافر علي طائرتهم اخلاصة الجتماعات مغلقة في الرئاسة‬
‫بالنغلي ‪ ،‬فيرجنيا ! توهم قوش انه أكبر كوكب في اجملرة فغدا أكثر جرأة وماعاد يأمتر‬
‫بألوان اخلطوط فتجاوز أحمرها وأسودها وماهمه شئ ‪.‬نهض قصابو االنقاذ في الظالم‬
‫فتتبعوا رأسه جلزة ‪.‬‬
‫فمثال في ‪ 9‬يوليو ‪ 2007‬أبلغنا كريس تابلوت ان قوش ارسل عناصر جهازه للعراق‬
‫‪-194-‬‬
‫ليتصنعوا جهادا كاذبا ‪ ،‬فانضم جواسيسه للحركات اجلهادية في العراق ونقلوا من داخل‬
‫تلك اخلاليا اجلهادية أمرها لألمريكان فصفوها شر تصفية‬
‫‪http://www.wsws.org/articles/2007/ju...suda-j09.shtml‬‬
‫من املفارقات ان اجلاز ونافع يبدوان االكثر عداءا للواليات املتحدة ‪ ،‬بيد أن أسرتيهما هما‬
‫من أكثر أسر الدستوريني عددا من حملة اجلواز األمريكي ! ومن املفارقات أيضا ان االنفاق‬
‫علي جهاز األمن ابان فترة قوش (‪ )2009-2000‬كان األكثر اذ قفز من املاليني الي الباليني‪،‬‬
‫شكرا للدولة النفطية وميزانية اجلهاز املفتوحة ‪ .‬هذه االموال الطائلة أطلت علينا برأسها‬
‫مرتني ‪.‬أولهما يوم أن سرقت الصرافة املنزلية لقطبي املهدي في أكتوبر ‪ 2011‬وثانيهما‬
‫في تصريح أسرة «املتهم» قوش قبل ايام اذ أبانت انه كان والي قبل ‪ 3‬أيام من اعتقاله يدير‬
‫شركاته املوجودة في دبي ! أيضا ‪ ،‬وحلسن حظه ‪ ،‬فقد حتلل قوش من تدخالت الشيخ‬
‫الترابي الراتبة في شؤون اجلهاز ‪ .‬فقد تولي اجلهاز بعد املفاصلة بل وأصبح الترابي من‬
‫ضيوف معتقالته الدائمني ‪.‬مستفيدا من االنزواء التكتيكي لنائب الرئيس ‪ ،‬علي عثمان ‪ ،‬بعد‬
‫حادثة مبارك وابتعاده عن امللفات االمنية‪ ،‬ومن انحسار متابعة الرئيس لنشاطات اجلهاز‬
‫وانشغاله فقط بسالمته بعد ادانة اجلنائية الدولية ‪ ،‬سيطر قوش علي كل امللفات لوحده ‪.‬‬
‫انكشف امللعب بكامله أمامه ليفعل ما يشاء ويصرف كمن ال يخشي الفقر ! االموال الضخمة‬
‫التي توافرت لقوش لم ولن يعرف لها جهاز األمن مثيال في تاريخه ‪ .‬فقد تولي اجلهاز مع‬
‫بداية الفورة النفطية وغادره بعد أن جف الضرع النفطي ‪ .‬فما ان متت زحزخته من ادارة‬
‫اجلهاز الي املستشارية االمنية حتي بدأ فصل جديد من التقشف علي منصرفات اجلهاز حتت‬
‫مديره اجلديد ‪ ،‬محمد عطا ‪ .‬هذا رغم تزايد املهددات االمنية وتوسع دائرة احلرب والقالقل‬
‫في الداخل ‪ .‬يزيد من مشكالت عطا االدارية ‪ ،‬الي جانب شح االموال ‪ ،‬انه كان واليزال أقل‬
‫مدراء اجلهاز حظا في كسب ثقة الثالوث الرئاسى املتحرك معا ( البشير ‪ ،‬بكري حسن صالح‬
‫وعبدالرحيم حسني ) ‪ .‬فوفق افادات وكيليكس علم الكل ‪ ،‬مبن فيهم حسني مبارك ‪ ،‬ان البشير‬
‫رفض ترفيع عطا للمنصب واراد الفاحت عروة بديال لقوش لوال االعتراض املبرم من علي‬
‫عثمان واجلاز ونافع علي عروة باعتبار انه من التنظيم ‪ ،‬فألغي البشير اختياره في آخر‬
‫حلظة في ‪. 2010‬‬

‫رأس قوش مطلوب لدي نافع وقطبي ‪...‬من زمان !‬


‫في مساء يوم االنقالب نفسه نسبت سونا للدكتور قطبي املهدى ‪ ،‬عضو املكتب القيادى‬
‫الذي اجتمع لتقييم األوضاع مانصه ( مؤكدا فى هذا الصدد والول مرة بأن الفريق صالح‬
‫‪-195-‬‬
‫قوش الذى مت اعتقاله فى اطار احملاولة قد مت ابعاده وال عالقة له باحلزب )نافيا فى هذا‬
‫الصدد العالقة بني اى من قيادات املؤمتر الوطنى وهذا التحرك الذى مت كشفه‪ .‬الفهم الصحيح‪،‬‬
‫وبالتالي التفسير الصائب ‪ ،‬للتصريح ال يفهم اال في اطار املكايدة بني قوش وقطبي ‪ ،‬مخلوقا‬
‫طينة احلسد الذي أشرنا له ‪ .‬بسبب من تنفذه املطلق لتسعة سنوات وتفرده بادارة كافة‬
‫امللفات االمنية ‪ ،‬ظن قوش أنه أكبر من دورة احلياة نفسها فناطح وحتدي الشخصية التي‬
‫تهيبها غيره من أهل احلكم ‪ :‬نافع علي نافع ‪ .‬في حديث اذاعي لنافع يوم اجلمعة ‪ 22‬ابريل‬
‫‪ 2011‬اشار الى فشل حوار مستشارية قوش مع القوى السياسية ومقاطعة بعض االحزاب‬
‫لها ‪.‬قال نافع فيما قال «ان احلزب أمره مرتب جدا ً ونحن لدينا أمانة كاملة للحوار مع القوى‬
‫السياسية وتأتي لعرض نتائجه في القطاع السياسي ومن ثم املكتب القيادي القراره‪ ،‬وفي‬
‫بعض األحيان قد يتم رفعه إلى جلنة ‪..‬املبادرة التي باملستشارية هي مبادرة انطلقت منها‬
‫وحاولت املستشارية ان تقول إنه عمل حزب‪،‬واحلزب أوضح أنها ليست قضيته‪ .‬وقالت إنها‬
‫تكليف من رئاسة اجلمهورية وتأرجحت في ذلك‪ .... ،‬ولكن يبدو أن الصورة في تلك (احلته)‬
‫االستشارية‪ ،‬حوارها لم يجد القبول الكبير‪ ..‬ألنه اكتشف أنه ليس حوارا ً مع املؤمتر الوطنى )‪.‬‬
‫ماانتظر قوش اال ‪ 3‬أيام ‪ .‬فكتب الزميل خالد البلولة إزيرق في الصحافة يوم ‪ 25‬ابريل ‪2011‬‬
‫عارضا خالصة رد قوش علي رئيسه السابق نافع علي نافع ‪ ،‬نائب رئيس املؤمتر الوطني‬
‫للشئون السياسية اذ قال ‪« :‬ال يوجد صراع داخل املؤمتر الوطني‪ ..‬وكالم نافع يخصو» ‪ .‬هذا‬
‫الرد الصاعق جاء رغم ان الهجوم علي املستشارية سبق ذلك بكثير ‪ .‬فحينما قال اللواء حسب‬
‫اهلل عمر‪ ،‬االمني العام ملستشارية االمن‪ ،‬في مؤمتر اذاعي «اذا اجمعت االحزاب في حوارها‬
‫الذي تديره مستشارية االمن الوطني‪ ،‬على ان تذهب الشريعه فلتذهب»‪ ،‬تدحرج رأس اللواء‬
‫فورا فأعلنت املستشارية تبرؤها منه ومتت اقالته بعد ان أصبحت هدفا مشروعا للجماعات‬
‫الدينية ومن قبلهم نافع وقطبي ! مشاكسات قوش لم تقف عند نافع ‪.‬ففي مطلع مايو ‪2012‬‬
‫انتاش قوش في جلسة برملانية وحدة السدود ففهم املراقبون ان احلجر مقصود به باب‬
‫حوش كافوري «شخصيا « واال فما قيمة انتقاد امبراطور السدود اسامه عبداهلل اذا لم يكن‬
‫الهدف هو عديله الرئيس ساكن الباب الذي طرقه احلجر ؟ فسر املراقبون األمر بأن قوش‬
‫اراد من رميته لك ارسال رسالة متوازنة ظاهرها الهجوم علي مسؤول النهضة الزراعية‬
‫( ابن منطقته نائب الرئيس ) وباطنها تقصد الرئيس وحاشيته ‪ .‬فقال في البرملان منتقدا‬
‫آداء احلكومة في ما يتعلق بتنفيذ برامج النهضة الزراعية‪ ،‬مبانصه ان (احلديث عن برامج‬
‫النهضة الزراعية موجود ولكننا ال نرى نهضة زراعية) ! وللغرابة ‪ ،‬أنه وفي نفس اليوم‬
‫ذهب حلضور االحتفال باكتمال األعمال اخلرسانية والعبور بني الضفتني مبشروع تعلية‬

‫‪-196-‬‬
‫خزان الروصيرص ! وهناك قال أن حديثه بالبرملان عن مشروع سد مروي ليس هجوما ً على‬
‫وحدة تنفيذ السدود التابعة لوزير الكهرباء أسامة عبد اهلل‪ ،‬مضيفا (فهموني غلط)‬

‫أمن واسرار ‪ ،‬هي هلل‪...‬هي هلل !‬


‫تنظيم االخوان املسلمون ‪ ،‬في السودان وغيره ‪ ،‬يتطبع بالسرية املطلقة فيما يديرون بها‬
‫شؤونهم ‪ .‬فكل شئ محظور ‪ ،‬تستوي في ذلك كشوفات العضوية املسددة لالشتراكات أو من‬
‫ينفذون العمليات الفعلية ‪ .‬فكر يسكنه اخلوف من االخرين والتوجس من اشهار أي معلومة‬
‫قد تفيد اخلصوم ‪ ،‬فتساوت كل التنظيمات األخري علي مقياس منظورهم للريبة والتشكك ‪.‬‬
‫وكنتيجة عملية لهذه العقائدية املهوسة ترادفت مآس فوق أخريات ‪ :‬التمكني والصالح العام‪،‬‬
‫االجهاز علي انسانيتنا وحرياتنا وبيوت االشباح ‪ ،‬العبث باحلقوق وافساد القضاء ‪ ،‬نهب‬
‫املال العام وتدمير بني التعليم والصحة وافقار الشعب بالديون وتفشي البطالة – اجتزاءا‬
‫يسيرا من مصفوفة أطول ‪.‬‬
‫األمن في فقه التنظيم هو فرض عني علي كل عضو ‪ ،‬غض النظر عن التخصص ‪ .‬فيستوي‬
‫في التكليف الطالب وصاحب البقالة واملوظف والضابط وست الشاي ‪ .‬وألن التنظيم‬
‫يتخطفه هوس املؤامرة واالستهداف من كل اآلخرين ‪ ،‬فانه يترخص بل ويحض االعضاء علي‬
‫البصبصة واالبالغ عن املعلومة لألجهزة اخملتصة ومن أي موقع ولو كان من مقعد راكب‬
‫احلافلة ‪ .‬لذلك ظلت األجهزة األمنية في حالة انشطار وتوالد أرنبي ‪ .‬فهناك أمن التنظيم وأمن‬
‫القيادة وأمن القطاعات وأمن اجملتمع وأمن املعلومات وأمن االستخبارات وأمن االعالم وأمن‬
‫الشرطة وأمن اجليش واألمن االقتصادي وأمن اخلارجية وأمن السفارات وأمن األمن ‪...‬أمن‬
‫لكل ماميكن أن يتفلت ولو كان الواقي الذكري !‬

‫مؤشرات علي درب االزمة ‪....‬‬


‫االزمة املشتعلة لها بضعة متوافرات هامة ‪ .‬أولها ان األجنحة املتصارعة ذات جذور أمنية‬
‫متشعبة ومريدون تعج بهم املؤسسات العسكرية املعروفة ‪ ،‬وغير املعروفة ممن تعودوا‬
‫السكون الظلي ومعاداة الضوء‪ .‬ثانيا ‪ ،‬املتصارعون جميعا يخوضون عراكهم دون ان يسموا‬
‫املسببات باسمائها حتاشيا من حتمل أي مسؤولية أو وزر ذي صلة بفشل جتربة االنقاذ‬
‫املاثلة ‪ .‬وللتمويه علي الرأي العام هروبا من جتربتهم السياسية الكاحلة ‪ ،‬يالحظ ان خطابهم‬
‫يالمس بخجل االعتراف املبطن بان مسببات أزمة احلكم الراهنة تتفاقم ان اشاروا للشلل‬

‫‪-197-‬‬
‫املطبق علي دوالب الدولة أو افرازات متشابكة اجلنائية الدولية أو تضعضع وضعف الذراع‬
‫العسكري في حسم املعارك املشتعلة في اجلبهات املتكاثرة فضال عن االنهيار املريع ملعنويات‬
‫التجهيزات املقاتلة ‪ .‬يشيرون ‪ ،‬بخليط من االبهام املتعمد والغالط املكابر‪ ،‬النتصارات‬
‫املكونات العسكرية لتحالف كاودا ‪ ،‬وتقدمها احلثيث في املعارك ويردونه لالزمة االقتصادية‬
‫وانعكاساتها علي لوجستيات الدعم العملياتي في املسارح املتعددة ‪ ،‬من محروقات ومركبات‬
‫بل وحتي متوينات غذائية ! ثالثا‪ ،‬غياب أي رؤية أو تصور يعتد به كبرنامج اسعافي أو‬
‫خريطة طريق أو رافعة سياسية تنتشل البالد من هذا االخدود املتهتك االطراف‪ .‬ستالحظ‬
‫انهم يحصرون السجال في اخلالفات الراهنة ما بني أجهزة السلطة والسائحني والدبابني‬
‫واجملاهدين ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬ويرهنون االصالح بعموميات لفظية كسيحة السيقان ‪ .‬أما بديلهم‬
‫املطروح علينا فهو مخطوطات هتافية متكررة كمحفوظات االناشيد ‪ ،‬هالمية احملتوى وبال‬
‫مرئيات جديدة أو مفيدة ‪ .‬واال فماذا يعنون مبحاربة تفشى الفساد وتراخي مد احلركة‬
‫االسالمية في اجملتمع وقد كفرنا بها بعد ‪ 23‬عاما من مضغ شعاراتهم اجلوفاء ؟ بل ‪ ،‬وحتي‪،‬‬
‫في تخريجاتهم هذه ال يقولون لنا كيف سيحاربون الفساد ‪ ،‬وكيف سيطعمون جوعانا خبزا‬
‫ويشفون مرضانا ويوظفون العطالي وخزيتنا العامة أما مودعة في مصارف االفشور أو‬
‫هي رساميل شركاتهم في املناطق احلرة ببلدان االرض ؟ خامسا ‪ ،‬كل الكيانات االنقاذية‬
‫املتناحرة ‪ ،‬تتصرف وكأنها املالك الشرعي الوحيد لهذا الوطن ‪.‬فال حديث أبدا عن «الرغبة «‬
‫في استمزاج رأي املعارضة السودانية ‪ ،‬علي تنوعها ‪ ،‬ناهيك عن اشراكها في البحث عن حل ‪.‬‬
‫هل قلنا حل ؟ أي حل ياهذا ومن يحكم «اليعترف» أصال بوجود مشكلة ‪ ،‬فعن أي حل نتحدث‬
‫واملشكلة غائبة عن عيونهم وال وجود لها اال في خيالنا ‪ ،‬نحن الشعب؟! اذن هو برأيهم‬
‫صراع ‪ ،‬بدأ وظل وسوف يستمر ‪ ،‬داخل البيت االسالمي فقط فقد أختزلوا الوطن ‪ ،‬جغرافية‬
‫وسكانا ‪ ،‬في عضويتهم ‪ ،‬وعضويتهم فقط ‪ .‬سادسا ‪ ،‬سوف تستمر حالة (التوازن السلبي )‬
‫متسيدة للراهن السوداني وهو توازن يكشفه ضعف وتهلهل املعارضة وعجزها في توحيد‬
‫صفوقها وانتزاع املبادرة السياسية بحزم ‪ .‬هذا الضعف ‪ ،‬تقف الدولة وتنظيمها وفصائلها‪،‬‬
‫في الواجهة املقابلة له ‪ ،‬فهي في حالة عجز تام واختناق مطبق بعد انسداد األفق للتعاطي‬
‫فيما بني مكوناتها ‪ ،‬أو مع االخرين ‪ .‬أما مؤسسة الرئاسة ‪ ،‬فهي األكثر رعبا جراء احكام‬
‫العزلة علي شخص الرئيس ودنوه كل صباح خطوات اضافية من باب قفص اجلنائية ‪.‬‬
‫فبسبب من هروبه من اجلنائية الدولية ظل مالحو أسفاره ‪ ،‬علي قلتها ‪ ،‬يتحسسون املسارات‬
‫اجلوية بحذر األعمي من احلوائط واالسالك املدببة ‪.‬‬

‫‪-198-‬‬
‫الحل ؟‬
‫اصطفاف الصف الوطني بكامله خلف الئحة واحدة تقرأ ( اسقاط النظام هو بداية التغيير)‪.‬‬
‫ولتكن نقطة البداية سؤال لنفسك ‪ :‬كيف ميكنني أن أسهم (أنا) في اسقاط النظام؟‪ ...‬ومن‬
‫االجابة سنبدأ مسيرة التغييير معا ‪.‬‬

‫حكمة اليوم ‪:‬‬


‫( عندما تتصارع االفيال في الغابة تصبح احلشائش هي املتضرر الوحيد)‬
‫حكيم أفريقيا الرئيس الكيني ‪ -‬جومو كنياتا‬

‫رابط المقال‪:‬‬

‫‪https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-78866.htm‬‬

‫‪-199-‬‬
‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـلـمــة‬
‫أخيرة‬
‫عزيزي القارئ‬

‫حتيات طيبات‪.‬‬

‫بوصولك لهذه الصفحة تكون قد أكملت هذا السفر الذي كان مجهودا بحثيا توثيقيا غاص‬
‫في أعماق سيرة مزدوجة جلالّد ولص ‪ ،‬قتل بت ّرخص وسرق بتلهف وظل يقدل بيننا ‪ ،‬حتي‬
‫اآلن ‪ ،‬لتسعة وعشرين عاما غير معتذر أو آبه أو مكترث!‬
‫إسمه صالح عبداهلل محمد صالح‪َ ،‬ل ّقبه أقرانه في اجلامعة بقوش تهكما ً وإستفزازا ً‬
‫وليس بسبب من نبوغ أو متيز كما ظل ير ّوج لنفسه ومعه كومبارس ال ُهت ّيفة ‪ .‬بيد أن ملكاته‬
‫تف ّردت في الشذوذ فأهْ لّته فعائله مليدالية التفوق في سواقط األخالق إذ نال براءة إبتداع‬
‫طرائق ُمعيبة في البطش والتعذيب والتنكيل بفحش منعدم احلياء!‬
‫إن قرأت إفادات ضحايا قوش لتعوذت يومك كله‪ ،‬وإلقشعر جلدك ورف قلبك كعصفور‬
‫مذعور! إقرأ في الصفحة التالية إفادت البطل اجلسور والضابط الهمام محمد احمد الريح “ود‬
‫الريح “ لتعرف كيف أدخل صالح قوش الي قاموس التعذيب ُد ُبر الرجال كأحد أسلحة كسر‬
‫الفحولة لدي األبرياء من ضحاياه وكأداة للتحقيق في شبهة معاداتهم لنظامه الذي يصفونه‬
‫بـ ” اإلسالمي “ ! أسمعوه في سطور ود الريح وهو يأمر زبانيته بإجالس شرفاء السودان‬
‫علي قناني تعبئة املشروبات الغازية وإدخال عصي في إحشائهم السفلي‪ ،‬ويت ّرخص في‬
‫السماح باستخدام مدفعية الدمار الشامل ‪ :‬إغتصاب السيدات والرجال والطالب والطالبات‬
‫صر ‪ ،‬كما حدث في دارفور‪.‬‬ ‫بل وحتي االطفال ال ُق ّ‬
‫مسؤولية قوش عن االغتصاب ال تتوقف عند مجرد إصداره األوامر وإمنا تتعداها الي‬
‫توفير املظلة القانونية التي حتمي قطيعه البشري بفرد أجنحة من احلصانة التامة‬
‫عليهم تستثنيهم من اخلضوع ألي مساءلة جنائية ‪ ،‬فيغتصبون بقوة القانون! إقرأ املادة‬

‫‪-200-‬‬
‫‪ 33‬من قانون جهاز األمن واخملابرات والتي متنحه كمدير جلهاز السوء حق منع (إقامة‬
‫دعوى مدنية أو جنائية ضد أي منسوب أمني عن أية أعمال ارتكبوها)! إذن ‪ ،‬ليس من سلطة‬
‫أعلي من قوش في جمهورية أسد كافوري النتر ذات إختصاص بزحزحة تلك احلصانة‬
‫عن منسوبي اجلهاز سوي مديرهم ! وحتي عندما يوافق علي رفع احلصانة ‪ ،‬و ُيصار الي‬
‫تقدمي اجملرم حملكمة مدنية عادية ‪ ،‬فيتوجب علي احملكمة أن ُتبقي جلساتها سرية حرصا‬
‫علي ضياع العدالة وتغطية اجلرمية واحلكم معا !!‬

‫تخرج في كلية الهندسة ‪ ،‬فإكتفي من علومها بورقة علقها في صالون بيتهم املتواضع‬
‫في بورتسودان وعمل في اخلرطوم ككادر متفرغ للبصبصة ضمن كتيبة أمن اجلبهة‬
‫االسالمية فأطعم نفسه‪ ،‬ثم أهل بيته‪ ،‬من راتب يكافئه علي التحسس والتجسس ومراقبة‬
‫اآلمنني والتبليغ عن عوراتهم ومستورهم‪ ،‬والعياذ باهلل‪.‬‬
‫منذ ‪ 1989‬إنفتحت عليه خزائن املنهوب من عرق جبيننا‪ .‬تطور في الرتب واملهام الي‬
‫فتكسب باحلرام في جهاز االمن الذي ترأسه لسنوات أيام الفورة‬
‫ّ‬ ‫أن أدار ميزانية بال سقف‬
‫النفطية املسروقة‪ ،‬فأوغل في النهب والتسحت والكسب الضليل‪ .‬تضخمت سرقاته وأتت‬
‫علي لقمة عيش أهلنا‪ ،‬وقضت علي الدواء واملاء وكل مستلزمات احلياة ‪ ،‬فأفقر ومعه بقية‬
‫عصابة اللصوص‪ ،‬شعبنا وما همه شئ ‪ .‬فحليب أطفالنا تبخر وصار إيجارا للمكتب‬
‫رقم ‪ 305‬الذي إحتلته شركته “ نبتة للتجارة العامة“ في بناية رقم ‪ 48‬سوفيتيل هوتيل‬
‫بالقرب منبرج حليفة في مدينة دبي بدولة االمارات العربية املتحدة‪ ،‬أما خبزة اجلوعي‬
‫فطارت الي الطابق ‪ 20‬في ذات البناية وإفترشها شقة تأويه بأجر سنوي مقداره ‪ 200‬ألف‬
‫درهم‪ ،‬وذهبت أثمان روشتات الدواء ملرضانا ثمنا لسيارتي املرسيدس ‪ 600‬والالند كروزر‬
‫املرابطة للمشاوير الشاقة‪ .‬وعلي شريط املشاة حيث تناثرت املقاهي علي شاطئ جميرة‬
‫بيتش كخرز مرصوص إرتشف صالح قوش شقاء شعبنا قهوة تركي ‪ -‬اخلالصة أن الرجل‬
‫أثري وتراكمت إيداعاته املصرفية وتناسلت قوائم موجوداته املالية حتي عصت علي اجلرد‬
‫احملاسبي!‬

‫هل علمت يامن تقرأ ملاذا نحن االن ضد هذا التدوير لنفايات االنقاذ وجتريب من تسلط‬
‫علينا وجربناه من سالالت تنفيذية هي أردأ األسوأ ؟ فالفرق النوعي بني محمد عطا وصالح‬
‫قوش كالفرق بني خنفساء روث األبقار ودودة بعرة االبل!‬

‫‪-201-‬‬
‫عزيزي القارئ ‪:‬‬
‫بعد كل الذي قرأت ‪ ،‬وفوق كل الذي علمت ‪ ،‬ينهض السؤال شاخصا ً ‪ :‬إن كان هذا هو حال‬
‫االنقاذ مع وطننا الذي دمروه بكفاءة يحسدهم عليها اخملربني املتربصني طوال ثالثة عقود ‪،‬‬
‫فماذا ننتظر ومواكب الثورة قد خرجت للشارع ؟‬
‫نعم ‪ ،‬حانت حلظة القصاص وأصبح احلل الوحيد هو إسقاط هذا املسخ السياسي املُسمي‬
‫جتاوزا بنظام وماهو سوي جتمع لرباطة صبرنا عليهم بأكثر مما ينبغي ! فهم اليوم الميلكون‬
‫حال ألي شئ إذ غدا بقاؤهم هو أس املشكالت ‪ .‬تبا لهم فليذهبوا للجحيم ‪.‬‬

‫اجملد لشعب السودان والهزمية لعصابة االنقاذ‬

‫عبدالرحمن األمني‬
‫واشنطن ‪ 15 -‬فبراير ‪2018‬‬

‫‪aamin@journalist.com‬‬
‫أرحب مبراسالتكم علي العنوان أعاله‬

‫‪-202-‬‬
‫مدخل‬
‫الرسالة التالية ‪ ،‬التي تتقصدوزير العدل بالشكوي ‪ ،‬ه ّربها العميد الصنديد محمد‬
‫أحمد الريح الفكي من زنزانته بسجن سواكن املركزي فسبحت في فضاءات الدنيا وهزت‬
‫الضمير اإلنساني حتي قبل ميالد الشبكة العنكبوتية ‪ . .‬وصلتني الرسالة عبر شهيد الوطن‬
‫الراحل الفريق أول بحري فتحي أحمد علي ‪ ،‬القائد العام في فترة الدميوقراطية وقائد القيادة‬
‫الشرعية من منفاه مبصر ‪ ،‬رحمه اهلل وأحسن اليه ‪ .‬علي مدي يومني عكفت أقرأ مفردات‬
‫ماكتبه ود الريح وأعيد القراءة متعثرا بني شقوق آدميتي املتق ِّرحة وفرك عيني ألصدق‬
‫أن بيننا في هذا السودان أناس مبثل ذلك االنحطاط وتلكم النذالة ‪ .‬ولعمري فهذا هو‬
‫ذات الشعور الذي سيستصرخ بشريتك وتئن من بشاعته مفاصلك بعد أن تقرأ ماد ّونه‬
‫فارس سالح املدفعية ‪ .‬غض النظر عن منابت فكرك ومرئياتك السياسية ‪ ،‬فإن هذه البشاعة‬
‫“القوشية “ ال مثيل لها اللهم اال انها في متاهي درجة فظاعتها مع سفاح داعش البريطاني‬
‫محمد إموازي( اجلهادي جون) !‬

‫أرسلت الرسالة بالفاكس للصديق األستاذ عبدالرحمن الراشد‪ ،‬رئيس حترير مجلة‬
‫”اجمللة“ أنذاك ‪ ،‬مبقره في لندن ‪ .‬رجع لي مبكاملة هاتفية بأسرع مما توقعت ‪ .‬وجم لهنيهة ثم‬
‫رمي بالسالم بصوت خفيض وصمت ! وردد ملرتني بلكنة قصيمية ال تخطئها األذن (معقول‬
‫هذا يحصل في السودان ومن سودانيني ؟)‪ .‬خجلت من نفسي وأنا أؤكد فحش النبأ ‪ .‬حمدت‬
‫علي عناء التبرؤ من هذه الساللة السودانية الشاذة في‬
‫اهلل ان الراحل الطيب صالح وفر ّ‬
‫قبحها عندما كتب قبل تعذيب ود الريح بشهور مرافعته التأريخية (من أين أتي هؤالء) في‬
‫زاويته األشهر ( نحو أفق بعيد ) التي ز ّينت ولسنوات الصفحة األخيرة من مجلة ”اجمللة“‪.‬‬
‫املهم ‪ ،‬نشرت اجمللة اجلرمية وكشفت عن قبح ممارسات نظام قوش بتوثيق نادر جعلها‬
‫ملفا مفتوحا ينتظر ‪ ،‬حتي يومنا احلاضر هذا ‪ ،‬عدالة الدور العدلية قبل عدالة السماء‪،‬فجرائم‬
‫التعذيب ذات طبيعة صمدية ‪ ،‬ال تسقط بأجل وال تشيخ مع الزمن وال تنتهي بالتقادم ‪.‬‬

‫‪-203-‬‬
‫باالمس إتصلت بسعادة العميد أستأذنه في ثالثة أمور‪ ،‬ولم يخب ظني في أريحيته ‪ .‬االمر‬
‫االول كان طلبي أن يسمح لي بنشر هذه الرسالة الوثيقة في هذا الكتاب ألنها تنطق بلسان‬
‫وشفتني وتقيم الدليل كامال حول “نوع “ التعذيب الذي إبتدعه صالح قوش وأدخله لقاموس‬
‫التعذيب في االجهزة األمنية السودانية ‪ .‬وثانيها طلبي منه ان يسمح للقراء بالتواصل معه‬
‫ملن يرغب الن ماقام بتدوينه من وقائع مفزعة وماحتلي به من شجاعة نادرة ‪ ،‬اسقط عمليا‬
‫موروثنا الثقافي في اخلجل والتواري في مثل هكذا ظروف ‪ .‬فقد اصبح ود الريح منوذجا‬
‫قياديا ُيحتذي في محاصرة هذا النظام وكشف كل جرائمه اخملزية وادواتها الفاحشة ‪،‬‬
‫وأستطرادا‪ ،‬برهن علي شموخ وصالبة الضحايا ورفضهم لالنكسار أو اخلوف من االبتزاز‬
‫او التشهير كما يريد زبانية جهاز األمن في حربهم النفسية ضد ضحاياهم ‪ .‬أما االمر الثالث‬
‫فقد طلبت إذنه بنشر دعاء كان قد كتبه ‪ .‬لن أعلق علي ذلك الدعاء وأتركه لكم لترديده لنصرة‬
‫شعبنا والقصاص لكل ضحايا وشهداء الوطن ممن مضوا خالل الثالثني عاما املاضية‪ .‬رحمهم‬
‫اهلل‪.‬‬
‫اجملد للسودان والعزة لشعبنا ‪.‬‬

‫عنوان سعادة العميد ود الريح هو ‪:‬‬


‫‪abulfaki@gmail.com‬‬

‫‪-204-‬‬
‫شكوى العميد محمد أحمد الريح الفكي‬
‫‪ 15‬أغسطس ‪1993‬‬

‫إلى وزير العدل والنائب العام‬


‫بواسطة مدير عام السجون‬
‫بواسطة مدير هيئة السجون‪ ،‬بورتسودان‬
‫بواسطة مدير سجن سواكن‪.‬‬

‫بعد التحية‪،‬‬

‫الموضوع‪ :‬شكوى‬

‫السيد وزير العدل‪،‬‬


‫أبدأ شكواي بقوله تعالى في محكم تنزيله‪« :‬أمر اهلل بالعدل واإلحسان»‪ ،‬وبقول نبيه‪،‬‬
‫أكرم اخللق‪« :‬ولم يغلق بابه دونهم ‪ ،‬فيأكل قويهم ضعيفهم» ‪.‬‬
‫أنا النزيل العميد(م) محمد أحمد الريح الفكي أبلغ من العمر اثنني وخمسني عاماً‪ ،‬مت‬
‫القبض على بواسطة سلطات جهاز األمن في مساء يوم الثالثاء ‪ 20‬أغسطس ‪ 1991‬من‬
‫منزلي‪ ،‬وأجبرت على الذهاب ملباني جهاز األمن بعربتي اخلاصة وعند وصولي انتزعوا منى‬
‫مفاتيح العربة وأدخلوني مكتب االستقبال وسألوني عن محتويات العربة وكتبوها أمامي‬
‫على ورقة وكانت كاآلتي‪:‬‬
‫ •طبنجة عيار ‪ 6.35‬إسبانية الصنع ماركة استرا‬
‫ •‪ 50‬طلقةعيار‪ 6.35‬باخلزنة‬
‫ •مبلغ ‪ 8720‬دوالر أمريكى‬
‫‪-205-‬‬
‫ •فئات صغيرة من املاركات األملانية‬
‫ •خمسة لساتك كاملة جديدة‬
‫ •اسبيرات عمرة كاملة لعربة اوبك ديكورد‬
‫ • أنوار واسبيرات عربة تويوتا كريسيدا‬
‫ •دفتر توفير حلساب خاص ببنك التجارة األملاني مبدينة بون‬
‫ •ملف يحتوى مكاتبات تخص عطاء استيراد ذخيرة واسبيرات‪.‬‬

‫كل احملتويات املذكورة عرضت على في مساء نفس اليوم بواسطة عضو جلنة التحقيق‬
‫الذي قام بالتحقيق معي‪ ،‬املدعو النقيب عاصم كباشى‪ .‬وطلبت منه تسليمها صباح اليوم‬
‫التالي إلى شقيق زوجتي العميد الركن مأمون عبد العزيز نقد الذي سيحضر الستالم عربتي‪.‬‬
‫وبعد يومني أخبرني املدعو عاصم كباشى بأنهم قد سلموا العربة زائدا ً احملتويات للعميد‬
‫املذكور‪.‬‬
‫وعند خروجي من املعتقل بعد النطق باحلكم لنقلى لسجن كوبر علمت بان العمـيد مأمـون‬
‫نقد قد مت تعينه ملحقا ً عسكريا ً بواشنطن وسافر لتسلم أعبائه‪ ،‬ومع األسف علمت منه بعد‬
‫ذلك بأنه تسلم من جهاز األمن العربة فارغة من جميع احملتويات املذكورة‪.‬‬
‫لقد مت تقدميي للمحاكمة أمام محكمة عسكرية سريعة صورية بتاريخ ‪،1991/2/23‬‬
‫أى بعد شهر من تاريخ األعتقال‪ .‬ولقد ذقت في هذا الشهر األمرين على أيدي أفراد جلنة‬
‫التحقيق وعلى أيدي احلراس باملعتقل وتعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسي واجلسماني‬
‫وقد أستمر هذا التعذيب الشائن والذي يتنافى مع أبسط حقوق اإلنسان حتى يوم النطق‬
‫باحلكم بتاريخ ‪ ،1991/12/3‬وقد كان احلكم على باإلعدام مت تخفيضه إلى احلكم املؤبد‪،‬‬
‫حيث مت ترحيلي بعده في يوم ‪1991/12/4‬م من معتقل جهاز األمن إلى سجن كوبر ومنه‬
‫بتاريخ ‪ 1991/12/10‬إلى سجن شاال بدارفور‪.‬‬
‫لقد ظللت طيلة ثمانية عشر شهرا ً قضيتها بسجن شاال‪ ،‬أعانى أشد املعاناة من آثار ما‬
‫تعرضت له من صنوف التعذيب التي ال تخطر على بال إنسان والتي تتعارض كلها مع‬
‫مبادئ الدين احلنيف وما ينادى به املسئولون ويؤكدون عليه من أن حقوق اإلنسان مكفولة‬
‫وأنه ال تعذيب يجرى للمعتقلني‪.‬‬

‫‪-206-‬‬
‫هناك تعذيب رهيب ال تقره الشرائع السماوية وال الوضعية‪ ،‬ويتفاوت من الصعق بالكهرباء‬
‫إلى الضرب املبرح إلى االغتصاب‪ .‬وقد تعرضت أنا شخصيا ً ألنواع رهيبة من التعذيب تركت‬
‫آثارها البغيضة على جسدي وتركتني أتردد على مستشفى الفاشر طلبا ً للعالج وقد تناولت‬
‫خالل هذه الفترة العديد من املسكنات واملهدئات بدون جدوى مما دفع باألطباء إلى حتويلي‬
‫للعالج باخلرطوم بعد أن أقرت ذلك جلنة طبية اقتنعت بضرورة التحويل‪.‬‬
‫إن جبيني يندى خجالً وأنا أذكر أنواع التعذيب التي تعرضت لها‪ ،‬وما نتج عن ذلك من‬
‫آثار مدمرة للصحة والنفس‪ ،‬كما سأذكر لك اسماء من قاموا بها من أعضاء جلنة التحقيق‬
‫وأفراد احلراسات باملعتقل والذين كان لهم صالحيات تفوق صالحيات افراد النازي في عهد‬
‫هتلر وأخلصها فيما يلي‪ ،‬علما ً بأن األسماء التي سأذكرها هي األسماء التي يتعاملون بها‬
‫معنا ولكنى أعرفهم واحدا ً واحدا إذا ُعرضوا ّ‬
‫علي‪:‬‬
‫ •الضرب املبرح بالسياط وخراطيم املياه على الرأس وباقي أجزاء اجلسد‪.‬‬
‫ • الربط احملكم بالقيد والتعليق والوقوف لساعات قد متتد ليومني كاملني‪.‬‬
‫ • ربط احمال جرادل مملوءة بالطوب املبلل على األيدي املعلقة واملقيدة خارج‬
‫أبواب الزنازين‪.‬‬
‫ • صب املياه الباردة أو الساخنة على أجسادنا داخل الزنازين إذا أعيانا الوقوف‪.‬‬
‫ •القفل داخل حاويات وداخل دورات املياه التي ينعدم فيها التنفس متاماً‪.‬‬
‫ •ربط األعني ربطا ً محكما ً وعنيفا ً ملدد تتجاوز الساعات‪.‬‬
‫ •نقلنا من املعتقل إلى مباني جهاز األمن للتحقيق مربوطي األعني على ظهور‬
‫العربات مغطني بالشمعات والبطاطني‪ ،‬وأفراد احلراسة يركبون علينا‬
‫صوت‪ ،‬فتنهال عليك دباشك البنادق‬
‫ٌ‬ ‫باحذيتهم والويل إذا حتركت أو ُسمع‬
‫والرشاشات واألحذية‪.‬‬
‫ • يقوم بكل ذلك أفراد احلراسات وهم‪ :‬كمال حسن واسمه األصلي أحمد محمد من‬
‫أبناء العسيالت وهو أفظعهم وأردأهم‪ ،‬حسني‪ ،‬أبوزيد‪ ،‬عمر‪ ،‬علوان‪ ،‬اجلمري‪،‬‬
‫على صديق‪ ،‬عثمان‪ ،‬خوجلي‪ ،‬مقبول‪ ،‬محمد الطاهر وآخرون‪.‬‬
‫ •تعرضت شخصيا ً لالغتصاب وإدخال أجسام صلبة داخل الدبر‪ ،‬وقام بذلك‬
‫النقيب عاصم كباشي وآخرون ال أعرفهم‪.‬‬
‫ •اإلخصاء بضغط اخلصية بواسطة زردية واجلر من العضو التناسلي بنفس‬

‫‪-207-‬‬
‫اآللة وقد قام ذلك النقيب عاصم كباشي عضو جلنة التحقيق‪.‬‬
‫ •الضرب باللكمات على الوجه والرأس وقام به أيضا ً املدعو عاصم كباشى‬
‫ونقيب آخر يدعى عصام ومرة واحدة رئيس اللجنة‪ ،‬والذى التقطت أسمه‬
‫وهو عبد املتعال‪.‬‬
‫ •القذف باأللفاظ النابية والتهديد املستمر بإمكانية إحضار زوجتي وفعل املنكر‬
‫معها أمام ناظري بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت آلخر ملكان‬
‫التحقيق يدعى صالح عبد اهلل وشهرته صالح قوش‪.‬‬
‫ •وضع عصا بني األرجل وثنى اجلسم بعنف إلى اخللف والضرب على البطن‬
‫وقام به املدعو عاصم كباشى والنقيب محمد األمني املسئول عن احلراسات‬
‫وآخرين ال أعلمهم‪.‬‬
‫ •الصعق بالكهرباء وقام به املدعو حسن واحلرق بأعقاب السجائر بواسطة‬
‫املدعو عاصم كباشي‪.‬‬
‫ •لقد تسببت هذه األفعال املشينة في إصابتي باألمراض التالية‪:‬‬
‫ •صداع مستمر مصحوبا ً بإغماءة كنوبة الصرع‪.‬‬
‫ •فقدان خلصيتي اليسرى التي مت إخصاؤها كامالً‪.‬‬
‫ •عسر في التبرز ال أستطيع معه قضاء احلاجة إال باستخدام حقنة باملاء يومياً‪.‬‬
‫ •اإلصابة بغضروف في الظهر بني الفقرة الثانية والثالثة كما أوضحت‬
‫الفحوصات‪ .‬علما ً بأني قد أجريت عملية ناجحة إلزالة الغضروف خارج‬
‫السودان في الفقرة الرابعة واخلامسة‪ ،‬واآلن أعانى أالما ً شديدة وشلل مؤقت‬
‫في الرجل اليسرى‪.‬‬
‫ •فقدي الثنني من أضراسي وخلل في الغدة اللعابية نتيجة للضرب باللكمات‪.‬‬
‫ •تدهور مريع في النظر نتيجة للربط احملكم والعنيف طيلة فترة االعتقال‪.‬‬
‫بعد حتويلي بواسطة جلنة طبية من الفاشر إلى املستشفى العسكري حولت من سجن‬
‫شاال إلى سجن كوبر في اوائل شهر مايو املنصرم وحينما عرضت نفسي على األطباء أمروا‬
‫بدخولي إلى املستشفى وبدأت في إجراء الفحوصات والصور بدءا ً بإخصائي الباطنية‬
‫وأخصائي اجلراحة حتت إشراف العميد طبيب عبد العزيز محمد نور بدأ معي عالجا ً‬
‫للصداع وتتبعا ً للحالة كما عرضت نفسي على العميد طبيب عزام إبراهيم يوسف أخصائي‬
‫‪-208-‬‬
‫اجلراحة الذي أوضح بعد الفحوصات عدم صالحية اخلصية اليسرى ووجوب استئصالها‬
‫بعد االنتهاء من العالج مع بقية األطباء‪ .‬ولم يتم عرضي على أخصائي العظام بعد‪.‬‬
‫لألسف وأنا طريح املستشفى فوجئت في منتصف شهر يونيو وفى حوالي الساعة احلادية‬
‫عشر مساء بحضور مدير سجن كوبر إلى بغرفة املستشفى وأمرنى بأخذ حاجياتى والتحرك‬
‫معه إلى السجن بكوبر حيث هناك تعليمات صدرت من أجهزة األمن بترحيلي فورا ً وقبل‬
‫الساعة الثانية عشر ليالً إلى سجن سواكن‪.‬‬
‫حضر الطبيب املناوب وأبدى رفضه لتحركي ولكنهم أخذوني عنوة إلى سجن كوبر حيث‬
‫وجدت عربة تنتظرني وبالفعل بعد ساعة من خروجي من املستشفى كانت العربة تنهب بي‬
‫الطريق ليالً خارج والية اخلرطوم‪.‬‬
‫ولقد وصلت سواكن وبدأت في مواصلة عالجي مبستشفى بورتسودان والذي أكد لي‬
‫األطباء املعاجلون بعد إجراء الفحوصات بعدم صالحية اخلصية اليسرى ووجود غضروف‬
‫بالظهر ومازلت حتت العالج من الصداع املستمر وتوابعه‪.‬‬
‫أقدم إليكم شكوتي‪ ،‬بعد اهلل‪ ،‬لتحكموا في قضيتي بالعدل‪ .‬وإذا لم تفعلوا‪ ،‬أو لم تتمكنوا‪،‬‬
‫فمن غيركم يستطيع؟ (‪)...‬‬
‫أسأل اهلل أن ال تتحمل وزر الذين أخطأوا‪ .‬وأسأله أن ال تكون مسئوالً عن جتاهل ظلم‬
‫الظاملني‪ .‬وأسأله أن ال تكون جهة ميارسون منها ظلمهم‪ ،‬أو طريقا ً حملاكمتهم اجلائرة‪ ،‬أو‬
‫سلما ً يتسلقونه لتوجيه أذيتهم‪.‬‬
‫أرفق إليكم مع خطابي هذا نسخة من التقرير الطبي الصادر من الطبيب الذي يتابع حالتي‪،‬‬
‫ولكم شكري وتقديري‪.‬‬

‫محمد أحمد الريح الفكي‬

‫نسخة إلى‪:‬‬
‫رئيس الدولة‬
‫رئيس القضاء‬
‫رئيس لجنة حقوق اإلنسان بالمجلس الوطني االنتقالي‬

‫‪-209-‬‬
‫دع ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬
‫«اللهم إننى وكا ّفة املظلومني فى هذا العهد الغيهب سنظل‬
‫يقتص لنا من مسئولى‬
‫ّ‬ ‫العلى القدير راجني أن‬
‫ّ‬ ‫نرفع أيادينا إلى‬
‫جهاز األمن بالسودان ممن عذبوا مواطنيهم وأهانوه ونهبوهم وش ّردوهم‬
‫فى جهات العالم األربعة ونالوا املكافآت احلرام على أعمالهم القذرة‪.‬‬
‫«اللّه ّم إنهم قد ظلمونا وما لنا من ناصر إالّ أنت‪ .‬الله ّم أهلك الظاملني‬
‫بالظاملني وأرنا فيهم عجائب قدرتك»‪.‬‬
‫«الله ّم إنهم تقووا علينا بق ّوتهم على ضعفنا ظلماّ فأرنا قدرتك فيهم»‪.‬‬
‫« الله ّم يا رب أنتقم لنا منهم ومن زبانيتهم ومن أعانهم ومن رفعهم‬
‫ومن سلّطهم‪ .‬إنتقم لنا منهم فى ليلة ال أخت لها وساعة ال شفاء منها‬
‫وبنكبة ال إنتعاش منها ومن بعثرة ال إقالة منها ّ‬
‫ونغص نعيمهم وأرهم‬
‫بطشتك الكبرى ونقمتك املثلى وقدرتك التى هى فوق كل قدرة وسلطانك‬
‫الذى هو أع ّز من سلطانهم وأغلبهم لنا بق ّوتك القوية‬
‫ومحالك الشديد وابتليهم بفقر ال جتبره وبسو ٍء ال‬
‫تستره و ٍكلْ ُهم فى أنفسهم فيما يريدون إ ّنك ّ‬
‫فعال ملا‬
‫تريد»‬
‫«الله ّم عليك مبن ظلمنا‪ .‬الله ّم أسقم جسده وأنقص‬
‫أجله وخ ّيب أمله وأجعل شغله فى بدنه وال تف ّكه من حزنه‬
‫وص ّير كيده فى ضالل وأمره إلى زوال ونعمته إلى إنتقال‬
‫وج ّده فى سفال وسلطانه فى إضمحالل وعافيته إلى ش ّر مآل‬
‫وأمته بغيظه إذا أم ّته وأبقه حلزنه إذا أبقيته وق‬
‫عبادك شره وهمزه وملزه وسطوته وعداوته‬
‫فإ ّنك أش ّد بأسا َ وتنكيالً»‪.‬‬

‫‪-210-‬‬

You might also like