Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 21

‫وزارة التعليم العالي البحث العلمي‬

‫جامعة زيان عاشور الجلفة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫التخصص‪ :‬حقوق‬ ‫الفوج‪26 :‬‬

‫المقياس‪ :‬القانون المدني‬ ‫السنة ‪ :‬ثانية ليسانس‬

‫عنوان البحث‬
‫انقضاء االلتزام في القانون الجزائري‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬

‫‪ -‬راحبي بن علية‬ ‫‪ -‬رحبي أمحد‬


‫‪ -‬خالدي ثامر‬
‫‪ -‬خالدي أسامة‬

‫‪2022-2023‬‬

‫خطة بحث انقضاء االلتزام في القانون الجزائري‬


‫تمهيد‬
‫المبحث األول ‪ :‬انقضاء االلتزام بتنفيذه – الوفاء (م ‪ 258‬إلى ‪ 284‬مدني)‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الوفاء وأطرافه‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬زمان ومكان الوفاء‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار الوفاء‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬انقضاء االلتزام بما يعادل تنفيذه‬
‫المطلب األول ‪ :‬الوفاء بمقابل (م ‪ 286 – 285‬مدني)‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التجديد (م ‪ 287‬إلى ‪ 293‬مدني)‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلنابة والمقاصة واتجاه الذمة‬
‫اوال‪ :‬اإلنابة في الوفاء (م ‪ 294‬إلي ‪ 296‬مدني)‬
‫ثانيا‪ :‬المقاصة (م ‪ 297‬إلى ‪ 303‬مدني)‬
‫ثالثا‪ :‬اتحاد الذمة (م ‪ 304‬مدني)‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬انقضاء االلتزام دون الوفاء به‬
‫المطلب األول ‪ :‬اإلبراء (م ‪ 305‬إلي ‪ 306‬مدني)‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬استحالة التنفيذ ( م ‪ 307‬مدني)‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التقادم المسقط ( م ‪ 308‬إلى ‪ 322‬مدني)‬
‫خاتمة‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫إن االلتزام باعتباره رابطة قانونية‪  ‬تترتب عنها آثار قانونية فان هذا االلتزام مهما كان مصدره فانه يلزم‬
‫أطرافه‪ ،‬فبحكم أن اإلنسان اجتماعي بطبعه ذلك ما يجعله يرتبط مع أشخاص آخرين داخل مجتمعه و‬
‫أحيانا ما يكون هدا االرتباط متمثل في العقد ؛ يعتبر هدا األخير من أهم مصادر االلتزامات التي تربط‬
‫الفرد في معامالته مع غيره فتعامل األفراد فيما بينهم يستند في جل األوقات إلى إبرام عقود مختلفة تنشئ‬
‫عنها التزامات متقابلة لكال الطرفين المتعاقدين ‪.‬‬
‫و لقد شرعت العقود في مجال المعامالت من أجل إشباع حاجات األفراد و تحقيق رغباتهم باعتبار أن‬
‫العقد هو الوسيلة الفعالة التي يستطيع الفرد أن يحقق بها بعض مصالحه االقتصادية و االجتماعية ما دامت‬
‫مصلحته ال تتعارض مع النظام العام و اآلداب العامة بل و يتصدى ليصل إلى المصلحة العامة كالصفقات‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫و لما كان االلتزام يعرف على أنه رابطة قانونية بين الدائن و المدين فإن مصيره حتما هو الزوال ألن بقاء‬
‫االلتزام على عاتق المدين يثقل كاهله؛ و أن تأييد رابطة االلتزام يتعارض مع الحرية الشخصية للمدين‬
‫فأي التزام مهما كان مصدره ينتهي بزواله ‪.‬‬
‫و المعلوم أن النهاية الطبيعية ألي التزام أو حتى شخص هي االنقضاء إذ ال يمكن أن يكون االلتزام أبديا‬
‫على أن انقضاء االلتزام يرجع لعدة أسباب ‪ ،‬فقد ينقضي االلتزام بتنفيذه اي بالوفاء به و قد ينقضي الوفاء‬
‫بشيء آخر يقوم مقام الوفاء األصلي‪ ،‬وقد ينقضي دون الوفاء به أصال ‪.‬‬
‫االلتزام أو الحق الشخصي مآله االنقضاء‪ ،‬إذ ال يمكن للحق الشخصي أو االلتزام أن يكون أبديا والنقضاء‬
‫أسبابا يمكن تصنيفها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬فقد ينقضي االلتزام بتنفيذه‪ ،‬وفي هذه الحالة نجد سبب االنقضاء الوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬وقد ينقضي االلتزام عن طريق الوفاء بشيء آخر يقوم مقام الوفاء األصلي ‪ ،‬وأسباب االنقضاء هنا هي‬
‫الوفاء‪ ،‬والتجديد‪ ،‬و اإلنابة في الوفاء‪ ،‬والمقاصة واتحاد الذمة‪.‬‬
‫‪ -‬وقد ينقضي االلتزام دون الوفاء به أصال ونجد في هذه الحالة اإلبراء و استحالة التنفيذ والتقادم المسقط‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬انقضاء االلتزام بتنفيذه – الوفاء (م ‪ 258‬إلى ‪ 284‬مدني)‬


‫لإلحاطة بالوفاء‪ ،‬يجب تعريفه ثم بيان أطرافه وأخيرا محله‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الوفاء وأطرافه‪: ‬‬

‫تعريف الوفاء ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الوفاء بااللتزام هو نفسه التنفيذ العيني لاللتزام‪ ،‬والوفاء بهذا تصرف قانوني‪ ،‬بل هو عقد بين الدائن‬
‫والمدين على إنهاء االلتزام عن طريق هذا التنفيذ العيني‪ ،‬ويجب في الوفاء‪ ،‬باعتباره تصرف قانوني‪ ،‬أن‬
‫تتوفر في من يقوم به أهلية التصرف وأن تكون إرادته غير مشوبة بعيب من عيوب اإلرادة المعروفة‪.‬‬
‫وإذا كان الوفاء يترتب عليه أن تبرأ ذمة المدين من الدين بصفة نهائية‪ ،‬فإنه أحيانا قد يتولى هذا الوفاء‬
‫أجنبي‪ ،‬مما يترتب عليه انقضاء دين الدائن‪ ،‬لكن يبقى المدين مدينا لهذا األجنبي‪ ،‬على اعتبار أن األخير‬
‫يحل محل الدائن في دينه الذي كان له تجاه المدين‪ ،‬ولهذا السبب تجب التفرقة بين الوفاء البسيط والوفاء‬
‫مع الحلول‪.‬‬

‫أطراف الوفاء ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫للوفاء طرفان هما الموفى والموفى له‪.‬‬


‫أوال – الموفى‬
‫أ) شروط الموفى ‪:‬‬
‫يشترط في الموفى – متى كان الوفاء عبارة عن نقل ملكية شيء – أن يكون مالكا للشيء الذي يوفي به‪،‬‬
‫وإال جاز للدائن أن يبطل ذلك الوفاء قياسا على حق المشتري في إبطال بيع ملك الغير وفق ما نصت عليه‬
‫(م‪ 397 :‬مدني)‪ ،‬كما يشترط في الموفي أن يكون أهال إلبرام التصرف (باعتبار الوفاء تصرف قانوني)‬
‫وإال كان وفاؤه باطال أو موقوفا بحسب األحوال‪.‬‬
‫ب) صفات الموفى ‪:‬‬
‫الوفاء قد يكون من المدين أو شخص أخر له مصلحة في الوفاء‪ ،‬كما قد يكون من شخص ليست له أية‬
‫مصلحة فيه‪.‬‬
‫‪1-‬الوفاء من المدين ‪:‬‬
‫الوفاء كأصل عام يتم من المدين‪ ،‬أو من نائبه (سواء كانت نيابة اتفاقية (كوكيل أو مصرف) أو قانونية‬
‫(كولي أو وصي عن القاصر والمحجور عليه)‪.‬‬
‫‪2- ‬الوفاء من شخص له مصلحة في الوفاء‪:  ‬‬
‫واألشخاص الذين تكون لهم مصلحة في الوفاء بدين المدين هم المدين المتضامن‪ ،‬والمدين في دين غير‬
‫‪1‬‬
‫قابل لالنقسام‪ ،‬وكفيل المدين (سواء كانت الكفالة شخصية أو عينية)‪ ،‬والحائز لعقار مرهون‪.‬‬
‫‪3- ‬الوفاء من شخص ال مصلحة له في الوفاء ‪:‬‬
‫والوفاء من هذا الشخص قد يكون ما قام به تبرعا للمدين‪ ،‬أو فضالة وليس لدائن هنا رفض هذا الوفاء‪ ،‬إال‬
‫أن يكون دين المدين من فئة االلتزامات التي تراعى فيها شخصية المتعاقد‪ ،‬على أن المدين يمكنه‬
‫االعتراض على الوفاء الصادر من الموفي‪ ،‬ومتى أبلغ به الدائن‪ ،‬كان لهذا األخير إما رفض الوفاء أيضا‪،‬‬
‫أو قبوله وبذلك تبرأ ذمة المدين‪.‬‬

‫ثانيا – الموفى له ‪:‬‬

‫أ) شروط الموفى له ‪:‬‬


‫يشترط في الموفى له أن يكون أهال إلبرام التصرف‪ ،‬وهذا على اعتبار أن الوفاء يترتب عليه انقضاء‬
‫الدين وهذا األخير من أعمال التصرف كما أنه يشترط في الموفي له أن يكون ذا صفة في االستيفاء‪ ،‬كما‬
‫سنبينه حاال‪.‬‬

‫‪ - 1‬األستاذ دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫ب) صفات الموفى له‪ :‬‬
‫قد يتم الوفاء للدائن أو لنائبه أو لشخص أخر غير الدائن‪.‬‬
‫‪1-‬الوفاء للدائن أو لنائبه‪ :‬‬
‫األصل في الوفاء أن يتم للدائن ذاته‪ ،‬لكن يجوز أيضا الوفاء لنائبه (سواء كانت نيابته اتفاقية (كوكيل‬
‫بقبض الدين) أو قانونية (كحال الولي والوصي والقيم) أو قضائية (كوكيل التفليسة (‬
‫‪ 2-‬الوفاء لغير الدائن ‪:‬‬
‫يكون الوفاء صحيحا متى تم لشخص آخر غير الدائن أو نائبه‪ ،‬وهذا متى أقر الدائن ذلك الوفاء‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة يصبح ذلك اإلقرار بمثابة توكيل بقبض الدين‪ ،‬وحتى في غياب اإلقرار‪ ،‬يكون الوفاء صحيحا لكن‬
‫بشرط أن يعود ذلك الوفاء بالمنفعة على الدائن وفي حدود تلك المنفعة فقط‪ ،‬وتتصور هذه الحالة فيمن‬
‫يوفي لدائن الدائن مثال‪.‬‬
‫ويكون الوفاء صحيحا إذا ما تم لشخص يظهر أمام الغير على أنه الدائن‪ ،‬وهذا ما يحدث فيمن ينفذ وصية‬
‫بإعطاء مبلغ إلى الموصى له ثم يظهر فيما بعد أن الوصية باطلة أو تم الرجوع فيها‪ ،‬وكمن يوفي بدينه‬
‫إلى وارث معين‪ ،‬ثم يتبين أنه محجوب بغيره‪ ،‬أو كمن بوفي لمحال إليه (في حوالة الحق) ثم يظهر أن‬
‫الحوالة باطلة‪ ،‬على أن صحة الوفاء للدائن الظاهر مشروطة بكون الموفي ذاته حسن النية‪ ،‬أي ال يعلم بأنه‬
‫‪2‬‬
‫يوفي لغير الدائن‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬زمان ومكان الوفاء ‪:‬‬


‫األصل أن يتم الوفاء بالدين بمجرد ترتبه في ذمة المدين إال أن يتعلق األمر بالتزام مضاف إلى أجل‪ ،‬على‬
‫أن المشرع أعطى السلطة التقديرية للقاضي في أن يمنح المدين حسن النية أجال للوفاء على ّأن ال يتجاوز‬
‫هذا األجل سنة واحدة‪ ،‬ويطلق على هذا األجل بنظرة المسيرة‪.‬‬
‫أما مكان الوفاء بالدين فإن القاعدة العامة تقضي أن الدين مطلوب وليس محمول‪ ،‬أي يتوجب على الدائن‬
‫أن يسعى وراء مدينه للحصول على الدين وبالتالي يكون الوفاء في موطن المدين‪ ،‬أما إن كان محل الوفاء‬
‫شيئا معينا بالذات‪ ،‬فاألصل أن يتم الوفاء به في المكان الذي وجد فيه وقت نشوء االلتزام‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار الوفاء ‪:‬‬
‫يترتب على الوفاء بالدين انقضاء التزام المدين وكذا الضمانات التي كانت تضمن الوفاء بالدين‪ ،‬على أن‬
‫إشكاال قد يظهر في الحالة التي يكون على نفس المدين عدة ديون من طبيعة واحدة ومستحقه كلها لنفس‬
‫الدائن‪ ،‬فأي الديون يعتبر قد انقضى بالوفاء السابق ؟ إشكاال آخر يبقى قائما في الحالة التي يتم فيها الوفاء‬
‫ال من المدين‪ ،‬بل من شخص آخر ‪ ،‬فما مصير المدين الموفى عنه وكذا الموفي ذاته ؟‬
‫أوال – تعيين جهة الدفع ‪( :‬أو حالة تعدد الديون التي من جنس واحد ولدائن واحد(‬
‫يقصد بهذه الحالة أن تعدد ديون المدين التي في ذمته وتكون كلها من طبيعة واحدة ( كمبالغ نقدية ) لدائن‬
‫واحد‪ ،‬غير أن ما يوفيه المدين ال يكفي النقضاء جميع تلك الديون بل واحدا فيها أو أكثر‪ ،‬وتظهر أهمية‬
‫هذه الحالة حينما تكون بعض الديون مضمونة دون غيرها أو أن بعضها يسري عليها الفوائد – متى أقر‬
‫القانون ذلك – دون غيرها‪.‬‬
‫أعطى المشرع للمدين الحق في أن يعين جهة الدفع‪ ،‬أي يبين أي الديون تنقضي أوال‪ ،‬والمدين سيراعي‬
‫طبعا مصلحته في ذلك التعيين‪ ،‬إذ أنه سيختار الديون األشد كلفة عليه لكي تنقضي أوال (كدين مضمون‬
‫بتأمين معين‪ ،‬أو دين تقادمه طويل)‪.‬‬
‫على أن اختيار المدين ليس مطلقا‪ ،‬فهو ال يستطيع أن يخالف االتفاق – متى كان هناك اتفاق – على‬
‫التعيين‪ ،‬كما ال يستطيع أن يجزء وفاءه للدين‪.‬‬
‫ومتى لم يقم المدين بذلك التعيين‪ ،‬فإن القانون هو الذي يتولى تعيين جهة الدفع متبعا في ذلك لترتيب‬
‫اآلتي ‪ :‬فيجب البدء بالدين الذي حل أجله‪ ،‬ومتى كانت كلها حالة‪ ،‬وجب تقديم الدين األشد كلفة على المدين‬
‫‪ - 2‬د علي فياللي‪ " ،‬االلتزامات الفعل المستحق للتعويض"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬موفر للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫بحسب ما يقرره القضاء كذلك (كدين ينتج فوائد‪ ،‬ودين تقادمه طويل‪ ،‬ودين ثابت في سند تنفيذي‪ ،‬ودين‬
‫مقترن بشرط جزائي ‪ )..‬ومتى تساوت في الكلفة – وفي غياب النص القانوني – فإن بعض القوانين تمنح‬
‫الدائن تعيين جهة الدفع‪ ،‬أو تعطي األولوية للدين الذي نشأ أوال‪ ،‬ومتى نشأت كلها في نفس الوقت وجب‬
‫الوفاء بكلها بحسب نسبة كل دين‪ ،‬مما يترتب عليه الوفاء الجزئي لكل دين‪.‬‬
‫ثانيا – الوفاء مع الحلول ‪:‬‬
‫سبق أن عرفنا أن الوفاء قد يتم من شخص أخر غير المدين أو نائبه‪ ،‬وأن هذا الشخص قد تكون له‬
‫مصلحة في الوفاء وقد ال تكون له أية مصلحة فيه‪.‬‬
‫ومثل هذا الوفاء يكون في مصلحة الدائن‪ ،‬ألنه بذلك يستوفي حقه‪ ،‬ثم هو في مصلحة المدين ألن الذي وفى‬
‫عنه قد يكون أيسر في المعاملة من دائنه الموفي له‪.‬‬
‫ومتى حصل الوفاء من شخص أخر غير المدين أو نائبه فإن دين الدائن ينقضي دون دين المدين‪ ،‬إذ يحل‬
‫الموفي محل الدائن في حقوق هذا األخير تجاه المدين‪ ،‬ومثل هذا الحلول قد يكون بنص القانون أو بنص‬
‫االتفاق‪ ،‬وفي غيابهما‪ ،‬يكون دائما للموفي – ما لم يكن متبرعا – أن يرجع على المدين الذي وفى عنه‬
‫بدعوى شخصية‪ ،‬قد تكون دعوى مبنية على الوكالة (متى وكل المدين الموفي بالوفاء) أو بدعوى الفضالة‬
‫(متى تولى الموفي الوفاء دون علم المدين مثال) أو بدعوى اإلثراء بال سبب (كأن يكون المدين قد نهى‬
‫الموفي عن الوفاء للدائن) ورجوع الموفي بالدعوى الشخصية يكون بدين جديد ترتب للموفي في ذمة‬
‫المدين‪ ،‬أي ال عالقة لهذا الدين بدين المدين تجاه دائنه‪.‬‬
‫أما لو رجع الموفي على المدين بدعوى الحلول فإن أساس ذلك يكمن‪ ،‬كما سبق أن أشرنا‪ ،‬في نص القانون‬
‫أو نص االتفاق‪ ،‬ذلك أن الحلول يعد استثناءا من األصل العام الذي هو انقضاء دين المدين بالوفاء‪ ،‬بينما‬
‫في الحلول يبقى ذلك الدين قائما‪.‬‬
‫أ) الحلول القانوني ‪:‬‬
‫ونص المشرع على خمس حاالت يكون فيها هذا الحلول وهي أن ينص القانون على مثل هذا الحلول‪ ،‬وأن‬
‫يكون الموفي ملتزما بالدين مع المدين (وهذا ما يتصور في المدين المتضامن والمدين في دين غير قابل‬
‫لالنقسام)‪ ،‬أو ملتزما بالوفاء عن المدين (وهذا ككفيل شخصي أو عيني للمدين)‪ ،‬أو أن يكون الموفي ذاته‬
‫دائنا لذات المدين وقام بالوفاء للدائن الذي يتقدمه بما للدائن الموفى له من تأمين عيني (كرهن رسمي أو‬
‫حيازي أو اختصاص أو امتياز) وبذلك يحل محله في ذلك التأمين العيني‪ ،‬أو أن يكون الموفى قد اشترى‬
‫عقارا مرهونا ودفع ثمن العقار ال إلى بائعه‪ ،‬بل إلى الدائن المرتهن ليحل بالتالي محله في ذلك الضمان‬
‫‪3‬‬
‫ويضمن بالتالي استيفاء حقه قبل غيره في حالة تعدد الدائنين المرتهنين المتأخرين عنه مرتبة‪.‬‬
‫ب) الحلول اإلتفاقي ‪:‬‬
‫ومثل هذا الحلول جائز بحيث قد يحصل باتفاق يجمع الدائن والموفي ولو بغير رضا المدين‪ ،‬لكن يشترط‬
‫فقط أن يقع االتفاق إما قبل الوفاء أو معه‪ ،‬ال بعده‪ ،‬وهذا كله درءا للتحايل إضرارا بحقوق دائنين آخرين‪،‬‬
‫كما أن هذا الحلول قد يتم باتفاق الموفي مع المدين ذاته لكن هذا مشروط بأن يقترض المدين مبلغا ماليا‬
‫ليسدد به دين الدائن ويذكر ذلك كله في عقد القرض وحين الوفاء‪ ،‬وبهذه الكيفية يحل المقرض محل الدائن‬
‫الذي استوفى حقه من مبلغ القرض‪.‬‬
‫ج) آثار الحلول‪ :‬‬
‫يترتب على الحلول بنوعيه أن ينتقل الدين إلى الموفي الذي حل محل الدائن‪ ،‬مع كل ما كان يميز ذلك‬
‫الدين من خصائص وتوابع وضمانات (كالتأمينات العينية والشخصية التي كانت تكفل الحق ‪ ،‬وكذا‬
‫الدعاوى التي يملكها الدائن تجاه المدين (كدعوى الفسخ‪ ،‬والدعوى البوليصية) على أنه تنتقل إلى الموفي‬
‫أيضا الدفوع التي من حق المدين التمسك بها تجاه الموفي (كالبطالن والقابلية لإلبطال‪ ،‬وككون الدين معلق‬
‫على شرط أو مضاف إلى أجل‪ ،‬أو كون الدين قد انقضى لسبب ما كالوفاء أو اإلبراء أو المقاصة ‪)...‬‬
‫‪ - -3‬د محمد شريف أحمد‪ ، ‬مصادر االلتزام في القانون المدني – دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع لبنان‪.1999،‬‬
‫وحلول الموفي محل الدائن يكون بقدر ما وفاه من دين الدائن‪ ،‬فإن وفاه جزئيا فقط لم يكن للموفي أن يزاحم‬
‫الدائن عند اقتضاء الجزء المتبقي من المدين‪ ،‬بل يتقدم الدائن عليه في مثل هذه الحالة‪ ،‬وخالف هذا الحكم‬
‫يكون في حالة ما إذا وفى الجزء المتبقي موف ثان‪ ،‬إذ هنا ال أفضلية ألحدهما على اآلخر عند رجوعهما‬
‫على المدين‪ ،‬بل يقتسمان ماله قسمة الغرماء ونفس هذا المركز األدنى في معاملة الموفي من مركز الدائن‬
‫األصلي‪ ،‬نجده في حالة ما إذا كان الموفي حائزا لعقار مرهون ضمانا لدين الدائن‪ ،‬فوفى دين الدائن‬
‫وبالتالي حل محله‪ ،‬غير أن الموفي هنا ال يستطيع الرجوع على باقي الحائزين لبقية العقارات المرهونة‬
‫ضمانا لدين الدائن إال بمقدار نصيبه في ما يحوزه من العقار المرهون‪.‬‬
‫وتتمثل الطرق التي تعادل التنفيذ العيني كال من الوفاء بمقابل‪ ،‬والتجديد‪ ،‬واإلنابة في الوفاء‪ ،‬والمقاصة‪،‬‬
‫واتحاد الذمة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء االلتزام بما يعادل تنفيذه‬
‫المطلب األول ‪ :‬الوفاء بمقابل (م ‪ 286 – 285‬مدني( ‪:‬‬
‫الفرع األول – تعريفه ‪:‬‬
‫الوفاء بمقابل عبارة عن اتفاق بين الدائن والمدين‪ ،‬يرضى بمقتضاه الدائن‪ ،‬وهو بسبيل استيفاء حقه‪ ،‬بشيء‬
‫آخر غير الشيء المستحق أصال‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أركانه ‪:‬‬
‫للوفاء بمقابل ركنان هما االتفاق على االستعاضة بمحل جديد مكان المحل األصلي‪ ،‬وانتقال ملكية المحل‬
‫الجديد فعال إلى الدائن‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االتفاق على الوفاء بمقابل‬
‫يقصد بذلك أن يتفق الدائن والمدين على أن األخير ال يوفي بالمحل األصلي (سيارة‪ ،‬أو منزال‪ ،‬أو نقودا)‬
‫بل بشيء آخر تنتقل إليه ملكيته (نقودا‪ ،‬أو قطعة أرض‪ ،‬أو سيارة)‪ ،‬ولما كان هذا االتفاق ليس إال عقدا‬
‫فإنه تشترط فيه ما يشترط عادة ما في العقود من أهلية التصرف في الطرفين وسالمة الرضا من العيوب‪،‬‬
‫باإلضافة إلى قانونية المحل والسبب‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬انتقال ملكية الشيء فعال إلى الدائن‬
‫يجب أن يتعاصر االتفاق السابق مع نقل ملكية شيء معين في الحال إلى الدائن‪ ،‬وهذا كله لئال يصير‬
‫االتفاق تجديدا فقط للدين بتغيير المحل‪ ،‬بحيث ينقضي االلتزام القديم وينشأ التزام جديد‪ ،‬بينما هنا ال ينشأ‬
‫‪4‬‬
‫التزام جديد بل تنتقل الملكية مباشرة فيقع بها الوفاء‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬آثاره ‪:‬‬
‫لما كان الوفاء بمقابل وفاء تمثل في انتقال ملكية شيء معين‪ ،‬فإن المشرع أخضع هذا األسلوب في انقضاء‬
‫االلتزام إلى أحكام كل من الوفاء التي سبقت اإلشارة إليها وكذا أحكام البيع وخاصة ما تعلق منها بضمان‬
‫استحقاق الشيء الموفى به وكذا ضمان عيوبه الخفية‪ ،‬كما هي مبسوطة في عقد البيع‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التجديد (م‪ 287 :‬إلى ‪ 293‬مدني(‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريفه ‪:‬‬
‫التجديد عبارة عن اتفاق يتم من خالله استبدال دين جديد بدين قديم بتغيير في أحد العناصر المكونة للدين‪،‬‬
‫وعلى هذا يقع التجديد إما بتغير أطراف العقد أو محله أو سببه‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شروطه ‪:‬‬
‫يشترط في التجديد أن يكون هناك التزامان قديم وجديد‪ ،‬ومختلفان في عنصر معين‪ ،‬مع توافر نية التجديد‬
‫لدى طرفي التجديد‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬وجود التزامين قديم وجديد صحيحين‬
‫يفترض التجديد أن نكون أمام التزام قديم‪ ،‬فيستعيض عنه المتعاقدان بالتزام جديد‪ ،‬ولتمام ذلك يشترط في‬
‫‪ - 4‬د عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬نظرية االلتزام‪  ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪2004 ،‬‬
‫االلتزام القديم أن ال يكون باطال بطالنا مطلقا‪ ،‬ألن التجديد ذاته يؤدي إلى انقضاء االلتزام القديم وااللتزام‬
‫المعدوم (أي الباطل هنا) ال يتم إعدامه من جديد‪ ،‬ما إن االلتزام القديم قابال لإلبطال فقط (بسبب عيوب‬
‫اإلرادة مثال) وتم تجديده‪ ،‬فإن التجديد ذاته يكون مهددا بالزوال هو اآلخر كااللتزام القديم‪ ،‬اللهم إال إذا تم‬
‫استخالص – من التجديد ذاته – نية إجازة العقد القابل لإلبطال فينقلب األخير إلى صحيح ثم يقع تجديده‪،‬‬
‫وااللتزام الجديد الناشئ البد وأن يكون متراخي في التنفيذ‪ ،‬أي يتأخر في تنفيذه على وجوده‪ ،‬ألنه لو نشأ‬
‫ونفذ في الحال لكنا أمام وفاء بمقابل ال تجديد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اختالف االلتزام الجديد عن القديم في عنصر معين‬
‫يتمثل التجديد في تغير عناصر أساسية في االلتزام القديم بحيث تتغير طبيعة االلتزام القديم وهذا ما يحصل‬
‫مثال بتغير أطراف االلتزام (الدائن أو المدين) وكذلك محل وسبب أو مصدر االلتزام‪.‬‬
‫أ) تغير الدائن‪ :‬‬
‫يتم التجديد بتغير الدائن بموجب اتفاق ثالثي يجمع الدائن القديم والجديد والمدين‪ ،‬وفي هذه الحالة يصبح‬
‫الدائن الجديد المؤهل الوحيد في استيفاء الدين من المدين على اعتبار أن التزاما جديدا نشأ بينهما‪،‬‬
‫وينقضي دين الدائن القديم‬
‫ب) تغير المدين ‪:‬‬
‫والتجديد بتغيير المدين‪ ،‬إما أن يحصل بموجب اتفاق بين الدائن والغير بحيث يصبح ذلك الغير هو الملتزم‬
‫بالدين وتبرأ بذلك ذمة المدين األصلي من الدين‪ ،‬وال حاجة في مثل هذا األسلوب من التجديد إلى رضاء‬
‫المدين‪.‬‬
‫أما الطريقة الثانية فتتمثل في اتفاق يجمع المدين األصلي مع الغير (أي المدين الجديد) ليصبح األخير هو‬
‫الملتزم بالدين وتبرأ بذلك ذمة المدين األصلي‪ ،‬على أن هذا األسلوب غير ممكن إال بعد أن يحصل المدين‬
‫األصلي على رضاء دائنه (وهذا كأن يتفق بائع مع المشتري بأن يدفع الثمن إلى أحد دائني البائع ويقبل‬
‫األخير بأن تبرأ ذمة مدينه األصلي (البائع) من الدين)‪ ،‬والتجديد في هذه الحالة ليس إال إنابة كاملة كما‬
‫سيأتي مهنا‪.‬‬
‫ج) تغيير الدين ‪:‬‬
‫والتغيير هنا يلحق عناصر جوهرية في الدين ‪ ،‬وهذه إما أن تتعلق بمحل الدين ذاته (كأن يكون المتفق‬
‫عليه أداء مبلغ نقدي‪ ،‬ثم ينقلب إلى أداء عين معينة أو العكس‪ ،‬أو أداء عين أخرى محل العين المتفق عليها‬
‫في األصل‪ ،‬أو أداء إيراد معين بدل الوفاء برأسمال ‪ )...‬أو بسببه أو مصدره (كأن ينقلب التزام المشتري‬
‫بالوفاء بالثمن في عقد البيع إلى الوفاء به على سبيل القرض ال البيع‪ ،‬وما قيل في ثمن البيع يقال عن بدل‬
‫اإليجار أو أجر العمل‪ ،‬أو أن يصبح الكفيل ملتزما بالوفاء بالدين باعتباره مدينا أصليا ال كفيال ‪ )..‬على أنه‬
‫ال يعد من التجديد في شيء‪ ،‬ألنه ال يغير من أصل الدين أو طبيعته (تغيير في مقدار الدين‪ ،‬وإضافة تأمين‬
‫إلى االلتزام‪ ،‬وتغيير دين مدني إلى تجاري‪ ،‬وال قيد الديون في حساب جار)‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬نية التجديد‬
‫لما كان التجديد يترتب عليه انقضاء الدين القديم وحلول دين جديد محله فإن كل هذا ال يفترض بل يجب‬
‫إما النص عليه صراحة أو استخالصه ضمنا من مالبسات المعاملة التي تمت بين أطراف التجديد‪ ،‬وفي‬
‫غياب هذه النية فإن تغير المدين قد يفسر على أن مدينا أخر التزم مع المدين األصلي‪ ،‬كما إن التزام المدين‬
‫بدين جديد يعد التزاما ثانيا يضاف إلى األول وال يحل محله وهكذا‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬آثاره ‪:‬‬
‫يترتب على التجديد أن ينقضي االلتزام القديم بكل خصائصه وضماناته (كأن يكون موصوفا أو له مدة‬
‫تقادم طويلة‪ ،‬أو تأمين عيني أو شخصي يضمن الوفاء به ‪ ،)...‬وينشأ التزام جديد له خصائصه الذاتية‬
‫وضماناته إن وجدت‪ ،‬ويالحظ أن االلتزام األصلي قد تكون مصادره متعددة عقدية أو غير عقدية‪ ،‬أما‬
‫االلتزام الجديد فمصدره عقدي ال محالة بفعل التجديد‪ ،‬على أن انقضاء التأمينات بالتجديد ليست قاعدة من‬
‫النظام العام‪ ،‬وبالتالي يجوز االتفاق على أنه رغم التجديد فإن تلك الضمانات تنتقل إلى الدين الجديد‪ ،‬على‬
‫أن هذا األثر الجديد (أي انتقال التأمينات) يختلف بين أن تكون تلك الضمانات قد قدمها المدين األصلي أو‬
‫الغير‪ ،‬فمتى كانت التأمينات العينية (كرهن رسمي أو حيازي) قد قدمها المدين‪ ،‬فإنها ال تنتقل إلى االلتزام‬
‫الجديد وال تكون نافذة في حق الغير (الذي قد يكون دائنا لنفس المدين) إال أن يتم االتفاق على نقلها مع‬
‫اتفاق التجديد ذاته‪ ،‬ومثل هذا االتفاق ال يحتج به الغير إال أن يكون ثابت التاريخ‪.‬‬
‫وحتى مع فرض وجود هذا االتفاق وانتقال تلك التأمينات العينية إلى الدين الجديد‪ ،‬فإنه ال يجب أن يضار‬
‫الغير (كدائن ثان لنفس المدين له تأمين عيني مرتبته متأخرة عن الدائن األول) من ذلك‪ ،‬فلو أن الدين‬
‫األصلي مقداره ‪ 1000‬والدين الجديد مقداره ‪ 2000‬والتأمين العيني مقداره ‪ ،2000‬فإن هذا التأمين‪ ،‬ال‬
‫يضمن بعد التجديد من الدين الجديد إال مقدار الدين القديم (أي ‪.)1000‬‬
‫أما إذا كانت التأمينات العينية أو الشخصية (ككفالة شخصية) قد قدمها الغير‪ ،‬فإنها ال تنتقل إلى االلتزام‬
‫الجديد إال إن رضي بذلك الغير الذي قدم تلك التأمينات وحتى في هذه الحالة ال يضار الغير من ذلك‬
‫‪5‬‬
‫االنتقال‪ ،‬أي ينتقل في الحدود التي كان ذلك التأمين يكفل االلتزام األصلي فقط‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االنابة والمقاضاة واتجاه الذمة‬

‫اإلنابة في الوفاء (م ‪ 294‬إلي ‪ 296‬مدني(‬ ‫‪-1‬‬


‫أوال‪ :‬تعريفها ‪:‬‬
‫تفترض اإلنابة (وتسمى أيضا التفويض) وجود مدين ودائن وأجنبي‪ ،‬بحيث يتفق الدائن مع المدين‬
‫على أجنبي يلتزم بالوفاء بالدين للدائن مكان المدين األصلي‪ ،‬فمتى كانت نتيجة االتفاق أن تبرأ‬
‫ذمة المدين األصلي من الدين بحيث يبقى األجنبي وحده المسؤول عن الدين كنا أمام ما يسمى‬
‫اإلنابة الكاملة‪ ،‬أما إن أضيف المدين الجديد فقط إلى المدين األصلي في تحمل الدين كنا أمام إنابة‬
‫ناقصة أو قاصرة‪ ،‬ومثال اإلنابة الكاملة أن يقرض أ ‪ 100‬إلى ب ‪ ،‬ثم بعد فترة يشتري من ج‬
‫بضاعة بقيمة ‪ ،100‬وبدل أن يدفع ثمنها إلى ج‪ ،‬يكلف مدينه ب ألن يلتزم بالوفاء بقيمة القرض‬
‫إلى البائع ج مباشرة بعد الحصول على رضا هذا األخير بهذه اإلنابة ‪ ،‬بهذه الكيفية (أي بفعل‬
‫اإلنابة) ينقضي دين أ تجاه ج وينقضي دين ب تجاه أ‪ ،‬في نفس الوقت تنشأ عالقة قانونية جديدة‬
‫بين المدين الجديد والدائن (أي بين ب وج)‪.‬هذا وإن كان الغالب أن يكون األجنبي مدينا للمدين‬
‫األصلي إال أن هذا ليس شرطا‪ ،‬كما ال يشترط أن يكون المدين األصلي مدينا للدائن‪ ،‬بل قد يكون‬
‫متبرعا له بمبلغ الدين في ذمة األجنبي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروطها ‪:‬‬
‫متى كانت اإلنابة كاملة وجب إتفاق األطراف الثالثة عليها‪ ،‬مع سبق وجود عالقة مديونية‬
‫صحيحة بين المدين األصلي (المنيب) والدائن (المناب لديه) ألنه بغيرها ال يعقل أن يكون هناك‬
‫تجديد للدين ألن هذا (أي الدين) غير موجود‪ ،‬وأن تتوافر نية التجديد لدى الدائن أي أنه يبرئ ذمة‬
‫المدين األصلي من دينه بكل توابعه ليحل محله دين المدين الجديد (المناب) وهذا على اعتبار أن‬
‫عدم توافر تلك النية يجعل من اإلنابة قاصرة فحسب‪.‬‬
‫ومتى كانت اإلنابة قاصرة‪ ،‬وجب توافر االتفاق الثالثي هنا أيضا‪ ،‬لكن دون إشتراط توافر‬
‫المديونية السابقة بين المنيب والمناب لديه ألنه ال وجود لتجديد الدين هنا‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أثارها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أثار اإلنابة الكاملة ‪:‬‬
‫‪ )1‬عالقة المدين األصلي بالدائن‬
‫يترتب على اإلنابة بهذا الشكل أن ينقضي الدين الذي كان في ذمة المدين األصلي تجاه الدائن‬
‫‪ - 5‬د سي يوسف زاهية حورية الوجيز في عقد البيع ‪ ،‬دراسة مقارنة ومدعمة باجتهادات قضائية وفقهية ‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تيزي وزو الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫ولهذا السبب يعد هذا النوع من اإلنابة تجديدا للدين بتغيير المدين‪ ،‬على أن المشرع قيد صحة‬
‫اإلنابة هنا أن ال يجد الدائن المدين الجديد الذي يرجع عليه بالدين معسرا وقت اإلنابة‪ ،‬ومتى وجده‬
‫كذلك بطلت اإلنابة إما تأسيسا على الغلط (في صفة اليسار في المدين الجديد) أو التدليس‪ ،‬ويترتب‬
‫على ذلك أن تبقى ذمة المدين األصلي مشغولة بالدين كما كانت سابقا‪.‬‬
‫‪ )2‬عالقة المدين األصلي بالمدين الجديد‬
‫متى وفى المدين الجديد بما عليه من التزام تجاه الدائن‪ ،‬فإنه يرجع بما وفاه على المدين األصلي‬
‫وهذا متى لم تكن بينهما عالقة مديونية سابقة‪ ،‬ورجوعه عليه في هذه الحالة يؤسس على دعوى‬
‫وكالة أو فضالة أو إثراء بال سبب بحسب األحوال‪ ،‬أما إن كانت بينهما عالقة مديونية فإن وفاء‬
‫المدين الجديد بما عليه تجاه الدائن يمثل في ذات الوقت وفاءا بما عليه تجاه المدين األصلي‬
‫وبالتالي ليس له الرجوع على المدين األصلي بشيء يذكر‪.‬‬
‫‪ )3‬عالقة المدين الجديد بالدائن‬
‫بتمام اإلنابة الكاملة ينقضي دين المدين األصلي لينشأ مكانه دين المدين الجديد الذي ال عالقة له‬
‫بالدين القديم‪ ،‬ولهذا السبب نجد أن الدفوع التي كان يمكن للمدين الجديد أن يتمسك بها تجاه المدين‬
‫القديم (باعتباره دائنا له مثال) ليس له أن يتمسك بها في مواجهة الدائن الجديد‪ ،‬إال تلك الدفوع‬
‫المستمدة في عالقة المدين القديم بالدائن‪ ،‬كبطالن إلتزام المدين القديم بطالنا مطلقا أو كان قد‬
‫إنقضى‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثار اإلنابة القاصرة ‪:‬‬
‫إذا كانت اإلنابة الكاملة تؤدي إال انقضاء االلتزام األصلي وبراءة مدينه منه ونشوء التزام جديد‬
‫على عاتق المدين الجديد‪ ،‬فإن اإلنابة القاصرة – وهي األصل واألكثر شيوعا – تبقى على‬
‫االلتزام األصلي وتضيف لمدين الجديد إلى المدين األصلي ‪ ،‬مما تمثل تأمينا شخصيا للدائن‪،‬‬
‫واإلنابة تكون قاصرة إما بسبب رفض لإلنابة الكاملة أو لعدم وجود مديونية سابقة بين الدائن‬
‫‪6‬‬
‫والمدين األصلي‪.‬‬
‫‪ )1‬عالقة المدين األصلي بالدائن‬
‫يعد كل من المدين األصلي والمدين الجديد‪ ،‬مدين للدائن‪ ،‬إذ ال ينقضي دين المدين األصلي إال‬
‫بقيام المدين الجديد بالوفاء بالدين للدائن‪ ،‬أو بقيام المدين األصلي ذاته بذلك الوفاء‪ ،‬ولما كان للدائن‬
‫مدينان‪ ،‬فإنه يستطيع أن يرجع على المدين األصلي أوال أو على المدين الجديد أوال‪.‬‬
‫‪ )2‬عالقة المدين األصلي بالمدين الجديد‬
‫متى وفى المدين الجديد بالدين للدائن‪ ،‬ولم يكن في ذات الوقت مدينا للمدين األصلي ولم يقصد‬
‫التبرع له بذلك الوفاء‪ ،‬فإنه يستطيع دائما الرجوع على المدين األصلي بدعوى شخصية (الوكالة‬
‫أو الفضالة أو اإلثراء بال سبب بحسب األحوال)‪.‬‬
‫أما إن كان المدين الجديد مدينا للمدين األصلي وقام بذلك الوفاء‪ ،‬فإنه تقع مقاصة بين الدينين (أي‬
‫ديني المدين األصلي والمدين الجديد تجاه بعضهما البعض) على أن المدين الجديد إن وفى بذلك‬
‫الدين قاصدا في نفس الوقت تجديد الدين بتغيير الدائن (أي بدل دائنه األولى وهو المدين األصلي ‪،‬‬
‫يصبح لديه دائن جديد هو الذي يوفي إليه)‪ ،‬فإنه ليس له الرجوع على المدين األصلي بشيء‪.‬‬
‫‪ )3‬عالقة المدين الجديد بالدائن‬
‫يعد المدين الجديد مدينا إضافيا بالنسبة للدائن‪ ،‬وبالتالي لهذا األخير الرجوع على أي المدينين‬
‫شاء‪ ،‬ومتى وفى المدين الجديد بالدين انقضى دين المدين األصلي والجديد معا‪ ،‬هذا مع مالحظة‬
‫أن مصدر دينها مختلف ‪ :‬فمصدر دين المدين األصلي هو عالقة الدائنية األصلية التي بينه وبين‬

‫‪ - 6‬د خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫الدائن‪ ،‬أما مصدر دين المدين الجديد فعقد اإلنابة هذا والدفوع التي يجوز للمدين الجديد أن يدفع‬
‫بها هي نفسها التي سبق ذكرها بصدد اإلنابة الكاملة‪.‬‬
‫المقاصة ( م ‪ 297‬إلى ‪ 303‬مدني(‬ ‫‪-2‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريفها وأنواعها‬
‫يقصد بالمقاصة أن يكون لمدين دائنا لدائنه في نفس الوقت‪ ،‬فيترتب عن ذلك أن يعتبر الدائن قد‬
‫استوفى ماله عند مدينه‪ ،‬بما عند مدينه تجاهه هو وعلى هذا تعد المقاصة أداة وفاء بالدين‪ ،‬ثم هي‬
‫ضمان للدائن العادي‪ ،‬إذ بالمقاصة يستوفي دينه قبل غيره من الدائنين ودون منافستهم له‪.‬‬
‫والمقاصة إما أن تكون قانونية وإما أن تكون قضائية أو اتفاقية‪.‬‬
‫ثاينا ‪ :‬المقاصة القانونية‬
‫وسميث بذلك ألنه متى توافرت شروطها التي نص عليها المشرع وقعت بقوة القانون بمجرد أن‬
‫يتمسك بها أحد المدينين‪.‬‬
‫أ‪ -‬شروطها‬
‫‪ )1‬تقابل الدينان‬
‫ويقصد بذلك أن يكون كل من طرفي المقاصة دائنا ومدينا لآلخر بصفتيهما الشخصية وهذا ما‬
‫يفسر عدم إمكان وقوع لمقاصة عندما يكون أحد أطرافها دائنا أو مدينا لكن بصفته وليا على‬
‫قاصر أو بصفته شريكا في شركة أو وارثا‪.‬‬
‫‪ )2‬تماثل محل الدينين‬
‫ويقصد بهذا أن المقاصة ال تقع إال بين محال متماثلة أو مثيلة وهذا كالنقود مثال وباقي األشياء‬
‫المثلية متى كانت من نوع واحد وجودة واحدة (كالقمح أو األرز ‪.)...‬وعلى هذا ال تقع مقاصة بين‬
‫أشياء معينة بذاتها‪ ،‬وال بين نقود وأشياء مثلية كقمح‪ ،‬وال بين التزامات محلها القيام بعمل أو‬
‫‪7‬‬
‫االمتناع عنه‪.‬‬
‫‪ )3‬خلو الدينين من النزاع‬
‫وال يكون الدين كذلك إال أن يكون محدد المقدار من جهة‪ ،‬وثابت في ذمة المدين من جهة أخرى‬
‫بحيث ال تقوم بشأنه منازعة جدية في ثبوته‪ ،‬وال يكون الدين معلوم المقدار إذا كان متعلقا‬
‫بتعويض ترتب على عمل ضار مثال‪ ،‬أو مبلغ توقف تحديده على خبرة‪ ،‬أو على تصفية تركة ولم‬
‫يقع أيا من ذلك‪ .‬والمنازعة في الدين تحصل حينما يرفع النزاع إلى القضاء‪ ،‬لكن ليس هذا شرطا‬
‫الزما‪.‬‬
‫‪ )4‬أن يكون الدينان مستحقي الوفاء‬
‫لما كانت المقاصة نوع من الوفاء اإلجباري‪ ،‬ولما كانت القاعدة أن ال يجبر المدين على الوفاء‬
‫بدين لم يستحق بعد‪ ،‬فإنه يشترط في الدين المراد المقاصة فيه أن يكون واجب األداء – وتبعا لما‬
‫قيل ال تجوز المقاصة بين دين حال األداء وآخر مؤجل‪ ،‬أجال قانونيا أو اتفاقيا‪ ،‬أما األجل القضائي‬
‫(نظرة الميسرة (م ‪ 210‬مدني) فال يمنع المقاصة‪.‬‬
‫ثانيا – موانعها ‪:‬‬
‫تمتنع المقاصة أحيانا ألسباب قد تعود إلى المحافظة على مصلحة أحد الطرفين فيها أو مصلحة‬
‫الغير‪ ،‬فهي ممتنعة بسبب أحد الطرفين متى تعلق األمر بأموال غير قابلة للحجز عليها (كدين‬
‫النفقات أو المعاشات وأجور العمال) أو دين تمثل في رد عارية أو وديعة أو شيء أخر أنتزع من‬
‫يد مالكه دون وجه حق‪ ،‬خاصة وأنه في مثل هذه الحاالت ال تكون الديون المراد إجراء المقاصة‬
‫بشأنها متماثلة وال خالية من النزاع‪.‬‬
‫ونفس الحكم ينطبق أيضا (أي امتناع المقاصة) ولو هلكت تلك األشياء فترتب في ذمة المدين‬
‫‪ - 7‬د محمد صبري السعدي‪ ،‬شرح القانون المدني‪ ،‬التأمينات العينية و الشخصية‪ ،‬عقد الكفالة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪.2005 ،‬‬
‫بردها دينا تمثل في تعويض ما أتلفه‪.‬‬
‫وقد تمتنع المقاصة أيضا حفاظا على حقوق الغير‪ ،‬من ذلك أن يوقع الغير حجزا تحت يد المدين‪،‬‬
‫ثم يصبح هذا المدين دائنا لدائنه بعد أن وقع الحجز‪ ،‬فليس لهذا المدين أن يتمسك تجاه الحاجز‬
‫بالمقاصة بينه وبين دائنه‪ ،‬ونفس الشيء يقال عن الحالة التي تتم فيها حوالة حق‪ ،‬ويقبل المدين‬
‫(المحال عليه) الحوالة دون تحفظ‪ ،‬فليس له بعدها أن يتمسك تجاه المحال له بالمقاصة بين دينه‬
‫ودين المحيل على اعتبار أن قبوله للحوالة فيه إقرار بعدم وجود المقاصة أو فيه معنى التنازل عن‬
‫التمسك بها‪.‬‬
‫ج– آثارها ‪:‬‬
‫يترتب على توافر شروط المقاصة القانونية انقضاء الدينين لكن بقدر األقل منهما متى كان مقدار‬
‫أحدهما أكبر من اآلخر‪ ،‬ومتى انقضى الدينان انقضت معه توابعه أو ضماناته كالرهن والكفالة‬
‫وغيرها‪ ،‬وبالرغم من أن المقاصة (أي انقضاء الدينين) تقع بقوة القانون إال أن المشرع يقرر أنها‬
‫ال تقع إال إذا تمسك بها من له مصلحة فيها‪ ،‬وليس للقاضي بالتالي أن يثيرها من تلقاء نفسه‪ ،‬لكن‬
‫يجوز لمن له الحق في التمسك بها أن ينزل عنها صراحة أو ضمنا بعد أن تكون قد توفرت‬
‫شروطها‪ ،‬ويترتب على هذا النزول زوال انقضاء الدينين بأثر رجعي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقاصة القضائية ‪:‬‬
‫يتم اللجوء إلى هذه المقاصة حينما ال يتوافر أحد شرطي المقاصة القانونية ‪ :‬الخال من النزاع‬
‫ومعلومية المقدار أو هما معا‪ ،‬أما باقي الشروط فيجب توافرها حتما‪ ،‬وتتم هذه المقاصة بمعرفة‬
‫القضاء ومنه استمدت تسميتها‪ ،‬بحيث يثيرها المدعي عليه الذي يطالب بدين معين‪ ،‬في شكل طلب‬
‫‪8‬‬
‫عارض يرد به دعوى المدعي‪ ،‬بحيث يطلب من القضاء أن يسقط الدين المدعي به قصاصا‪.‬‬
‫مثال ذلك أن يرفع مؤجر دعوى ضد مستأجر يطالبه فيها بأداء مبلغ اإليجار‪ ،‬فيرد هذا طلبه‬
‫مدعيا من جهته أن له تعويضا في جانب المؤجر كون أن أحد تابعي المؤجر قد سبه أو شتمه‪،‬‬
‫فدين التعويض هذا غير خال من النزاع وكان يجب عدم االستجابة لطلب المقاصة‪ ،‬إال أن القضاء‬
‫يتولى ذلك متى رأي القاضي أن المستأجر محق في دعواه‪ ،‬وبالتالي يتولى تقدير التعويض‬
‫ويجري مقاصة بينه وبين دين المؤجر‪ ،‬وهذا المثال يبين أن القاضي يستطيع دائما أن ال يستجيب‬
‫لطلب المقاصة متى لم تقنعه أدلة المدعي عليه أو قدر أن الفصل في طلب المقاصة يؤخر الفصل‬
‫في الدعوى األصلية‪.‬‬
‫ومتى قضى القاضي بالمقاصة انقضى الدينان بقدر األقل منهما مع تأميناتهما‪ ،‬أما أثرها فيرتد إلى‬
‫وقت نشوء الدينين عند البعض وإلى صدور حكم القاضي عند البعض اآلخر من الفقه والقضاء‬
‫أيضا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المقاصة االتفاقية ‪:‬‬
‫وهذه تتم باختيار أطرافها حينما ال تتوفر شروط المقاصة القانونية‪ ،‬وعلى هذا األساس تجوز هذه‬
‫المقاصة ولو تخلف شرط التماثل بين الديون (نقود بقمح) أو الخلو من النزاع أو االستحقاق (دين‬
‫حال وأخر مؤجل) أو التقابل (بين كفيل المدين ودائن المدين) ‪ ..‬على أن هذه المقاصة متى وقعت‬
‫فإنها تسري من تاريخ االتفاق عليها‪ ،‬وتطبق بشأنها باقي أثار المقاصة كانقضاء الدينين بقدر‬
‫األقل منهما مع تأميناتهما‪.‬‬
‫اتحاد الذمة (م‪ 304 :‬مدني)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يقصد باتحاد الذمة أن تجتمع في شخص وفي ذات الدين صفتا الدائن والمدين‪ ،‬فيترتب عن ذلك أن‬
‫ينقضي الدين بالقدر الذي اتحدت فيه الذمة‪ ،‬وغالبا ما يقع اتحاد الذمة بسبب الميراث بحيث يكون‬
‫لوارث دائنا أو مدينا ‪ :‬فمتى كان الوارث مدينا‪ ،‬فمعنى ذلك أنه صار دائنا لنفسه بمقدرا الدين‪،‬‬
‫‪ - 8‬د خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري‪ :‬عقد البيع ديوان المطبوعات الجامعية‪2003 ,‬‬
‫فينقضي بالتالي دينه باتحاد الذمة وهذا إذا كان وارثا وحيدا‪ ،‬أما إن كان معه وارثا آخر فإنه يرث‬
‫نصف الدين وينقضي نصف الدين باتحاد الذمة‪ ،‬ويبقى مدينا بالنصف الثاني للوارث اآلخر‪ ،‬ثم‬
‫يرث نصف التركة الباقية‪.‬‬
‫أما إن كان الوارث دائنا‪ ،‬فبالميراث يصير دائنا للتركة ومدينا لنفسه‪ ،‬ولما كانت التركة مدينة‪ ،‬فإن‬
‫الوارث ال يرثها حتى تقضى ديونها وبالتالي ينقضي دين هذا الوارث بالوفاء من التركة‪ ،‬ثم‬
‫يستوفي الوارث نصيبه من التركة‪ ،‬ويالحظ في هذه الصورة الثانية أنه لم تجتمع في الوارث‬
‫صفتا الدائن والمدين بسبب القاعدة الفقهية " ال تركة إال بعد سداد الديون " ولذلك لم يتحقق إتحاد‬
‫الذمة‪.‬‬
‫وقد تتحد الذمة ال بفعل الميراث بل بسبب تصرف قانوني‪ ،‬وخير مثال على ذلك ما نصت عليه (م‬
‫‪ 400‬مدني) بصدد بيع الحقوق المتنازع فيها‪ ،‬فالدائن قد يختار التنازل عن دينه الذي في ذمة‬
‫مدينه لشخص معين مقابل مبلغ مالي‪ ،‬فيعمد لمدين – بموجب دعوى قضائية – إلى استرداد الذي‬
‫تم التنازل عنه وهذا بدفع المقابل الذي دفعه المتنازل له للدائن‪ ،‬ومتى تحقق ذلك يكون المدين قد‬
‫اجتمعت فيه صفة الدائن أيضا وبالتالي صار دائنا ومدينا لنفسه فينقضي دينه باتحاد الذمة‪.‬‬
‫ويترتب على اتحاد الذمة انقضاء الدين بالقدر الذي اتحدت فيه الذمة ومعه الضمانات التي كانت‬
‫تكلفه‪ ،‬هذا ومتى زال السبب الذي كان وراء اتحاد الذمة (كالميراث أو الوصية أو االسترداد أو‬
‫تصرف آخر) فإن الدين الذي انقضى باتحاد الذمة يعود من جديد بفعل األثر الرجعي متى كان‬
‫لزوال ذلك السبب أثرا رجعيا وتعود مع الدين التأمينات التي كانت تضمنه‪.‬‬
‫في مثل هذه الحالة فإن الدائن ال يستوفى حقه تماما‪ ،‬إما ألنه لم يرد ذلك اختيارا عن طريق إبرام‬
‫ذمة مدينة‪ ،‬أو ألن االلتزام استحال تنفيذه وال تكليف عندئذ بمستحيل‪ ،‬أو ألن قواعد القانون هي‬
‫‪9‬‬
‫التي حالت دون حصول الدائن على حقه وهذا بسبب التقادم المسقط‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬انقضاء االلتزام دون الوفاء به‬


‫المطلب األول‪ :‬اإلبراء (م ‪ 305‬إلي ‪ 306‬مدني)‬
‫أوال – تعريفه وشروطه ‪:‬‬
‫اإلبراء عبارة عن تصرف قانوني بإرادة الدائن المنفردة‪ ،‬يتنازل بمقتضاه الدائن عن كل أو جزء من دينه‬
‫الذي في ذمة مدينه‪ ،‬ولما كان اإلبراء تصرف باإلرادة المنفردة فإنه ال يحتاج فيه إلى قبول المدين‪ ،‬وإن‬
‫كان يجوز لهذا األخير أن يرده ويعتبر الرد هنا أيضا تصرف باإلرادة المنفردة‪ ،‬وهذه الخاصية لإلبراء‬
‫(أي اعتباره تصرف باإلرادة المنفردة) استمدها المشرع من الفقه اإلسالمي‪ ،‬ألن القانون الفرنسي على‬
‫سبيل المثال يرى في اإلبراء اتفاقا ويحتاج بالتالي إلى قبول المدين‪.‬‬
‫ولئن كان اإلبراء تبرعا (أي تنازل عن الدين بدون مقابل) فإنه أحيانا يكون معاوضة وهذا ما يحصل مثال‬
‫في الصلح (م ‪ 459‬مدني وما بعدها) إذ كل طرف يتنازل عن جزء من حقه مقابل تنازل الطرف الثاني‬
‫أيضا عن جزء من حقه‪.‬‬
‫ويشترط في اإلبراء باعتباره تبرعا‪ ،‬أهلية التصرف‪ ،‬غير أنه ال يشترط شكل خاص لصحة انعقاده‪ ،‬فهو‬
‫قد يتم في الشكل المكتوب أو الشفهي‪ ،‬ويكون صريحا كما قد يكون ضمنيا‪.‬‬
‫أما بالنظر إلى مضمون التصرف فيجب توافر أهلية التبرع على اعتبار أن اإلبراء يأخذ حكم الهبة‪،‬‬
‫ويشترط أن تكون إرادة التبرع سليمة من العيوب‪ ،‬كما يجب أيضا توافر الشروط المعهودة سواء في‬
‫المحل أو السبب‪.‬‬
‫‪ - 9‬دعلي علي سليمان ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة السادسة‪.2005 ،‬‬
‫ثانيا – آثــاره ‪:‬‬
‫يترتب على اإلبراء انقضاء التزام المدين بكافة تأميناته ( الشخصية والعينية على السواء)‪ ،‬ومتى تعدد‬
‫المدينون فإن إبراء أحدهم يستفيد منه البقية‪ ،‬بحيث يسقط عنهم حصته من الدين‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬استحالة التنفيذ (م ‪ 307‬مدني)‬
‫أوال – شروطها ‪:‬‬
‫استحالة التنفيذ تعد سببا النقضاء التزام المدين‪ ،‬لكن يشترط لذلك أن نكون أمام التزام نشأ صحيحا‪ ،‬ثم طرأ‬
‫طارئ جعل من تنفيذ ذلك االلتزام مستحيال (ال مرهقا) سواء كانت االستحالة قانونية (كنزع ملكية عين‬
‫بيعت إلى مشتر وتعذر تسليمها إليه بعد صدور قرار نزع الملكية) أو فعلية (كهالك العين التي كان البائع‬
‫سيسلمها للمشتري) طالما كانت دائمة ال مؤقتة‪ ،‬إذ في الحالة األخيرة يوقف تنفيذ العقد مثال‪ ،‬كما يشترط‬
‫أيضا أن ال تكون االستحالة راجعة إلى خطأ المدين‪ ،‬مما يفهم معه أن االستحالة المقصودة هي التي ترجع‬
‫إلى سبب أجنبي (كقوة قاهرة أو خطأ الغير أو خطأ الدائن)‪ ،‬ويتوجب على المدين الذي يدعى السبب‬
‫األجنبي إثباته‪.‬‬
‫ثانيا – آثــارها ‪:‬‬
‫يترتب على استحالة تنفيذ االلتزام انقضاء التزام المدين بتوابعه وتأميناته (الشخصية والعينية) دون أن‬
‫يقضي عليه بأي تعويض‪ ،‬أما من يتحمل تبعه تلك االستحالة ؟ فهي على المدين في العقود الملزمة‬
‫للجانبين بحيث يتحلل الدائن أيضا من أي التزام (كدفع ثمن الشيء المبيع) وهي على عاتق الدائن في‬
‫العقود الملزمة لجانب واحد (كالوديعة بدون آجر)‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التقادم المسقط (م ‪ 308‬إلى ‪ 322‬مدني)‬

‫أوال – تعريفه وأساسه ‪:‬‬


‫التقادم عبارة عن مرور فترة زمنية معينة على استحقاق الدين دون المطالبة به‪ ،‬فيسقط بذلك حقا (شخصيا‬
‫أو عينيا) أو هو دفع موجه إلى دعوى‪.‬‬
‫الدائن يؤدي إلى سقوط حق المطالبة بالدين إذ تمسك به من له مصلحة فيه‪.‬‬
‫هذا ويقوم التقادم أحيانا على أساس دعم استقرار التعامل وبالتالي النظام العام‪ ،‬إذا ال يعقل أن يظل الناس‬
‫يطالب بعضهم بعضا إلى ما ال نهاية‪ ،‬كما يؤسس التقادم أيضا على قرينة الوفاء‪ ،‬أي أن مرور فترة التقادم‬
‫على ديون معينة يفيد أن أصحابها استوفوها‪ ،‬وقد يقوم التقادم أحيانا على اعتبار آخر هو أن المدين يدفع‬
‫دينه من ريعه ال من رأسماله‪ ،‬خاصة في الديون الدورية المتجددة‪ ،‬وتراكم مبالغ الديون على المدين مما‬
‫يرهقه بحيث يضطره إلى دفع المستحقات من رأسماله ال من ريعه‪ ،‬لذلك قرر المشرع مدد تقادم قصيرة‬
‫‪10‬‬
‫بشأنها‪.‬‬
‫ثانيا – أنــواعه ‪:‬‬
‫التقادم إما مسقط للحقوق (وهو محل الدراسة هنا) أو مكسب لها‪ ،‬وأهم الفروق بينهما اآلتي ‪:‬‬
‫‪- ‬التقادم المسقط يؤدي إلى سقوط الحقوق (واألولى القول الدعوى التي تحميه) الشخصية والعينية‬
‫(كاالنتفاع واالستعمال والسكني واالرتفاق (م‪ 854 :‬و ‪ 857‬و ‪ 879‬مدني)) على السواء‪ ،‬أما التقادم‬
‫المكسب إال الحقوق العينية وهذا بعد حيازتها مدة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬التقادم المكسب يقترن بالحيازة‪ ،‬بينما ال وجود للحيازة في التقادم المسقط‪ ،‬أي أن التقادم المكسب يعتمد‬
‫على حيازة المال مدة زمنية معينة‪ ،‬بينما التقادم المسقط عبارة عن سلوك سلبي من صاحب الحق العيني‬
‫أو الشخصي‪.‬‬
‫‪- ‬ينظر في التقادم المكسب إلى حسن أو سوء نية من يتمسك به ولهذا تجد مدد التقادم تختلف بين الحالتين‬
‫إذ هي أطول في الثانية مقارنة باألولى‪ ،‬أما في التقادم المسقط فال تلعب النية دورا يذكر‪.‬‬
‫‪- ‬يضاف إلى مواعيد التقادم ما يسمى بمواعيد السقوط‪ ،‬وهي أن يضع المشرع مواعيد قصيرة عادة لكي‬
‫‪ - 10‬د محفوظ لعشب‪ ،‬المبادئ العامة للقانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫يباشر صاحب المصلحة دعوى أو لكي يباشر إجراء معينا‪ ،‬ومتى أهمل القيام بذلك سقط حقه‪.‬‬
‫ومواعيد السقوط هذه ال تقوم – كما في التقادم – على قرينة الوفاء بااللتزام أو االستقرار المعامالت أو‬
‫عدم إرهاق المدين‪ ،‬بل كل هم المشرع أن يتخذ اإلجراء في وقته وهذا ما نالحظه في الميعاد الذي وضعه‬
‫المشرع لرفع دعوى االستغالل (م‪ 90/2 :‬مدني) أو دعوى المطالبة بجائزة (م‪ 155/2 :‬مدني) أو‬
‫السترداد لعين التي خرجت من دون رضا الحابس (م‪ 202 :‬مدني) أو دعوى ضمان صالحية المبيع‬
‫للعمل مدة معلومة في إطار عقد البيع (م‪ 386 :‬مدني) كما يالحظ أيضا أن مواعيد السقوط – عكس‬
‫مواعيد التقادم – ال يلحقها وقف وال قطع في سريانها ومواعيد السقوط عادة تتعلق بالنظام العام‪ ،‬مما‬
‫يجوز للقاضي فيها أن يثيرها من تلقاء نفسه‪ ،‬وهذا عكس مواعيد التقادم التي تتعلق بمصالح األشخاص‬
‫ولذلك يجوز النزول عنها كما سيأتي معنا‪ ،‬وإذا كانت القاعدة العامة أن الدفوع ومنها الدفع بالتقادم‪ ،‬ال‬
‫يسقط فإن مواعيد السقوط ال تسري عليها تلك القاعدة‪.‬‬
‫أما عن معيار التمييز بينهما وبين مواعيد التقادم‪ ،‬فإن مواعيد السقوط تكون عادة قصيرة‪ ،‬كما أن المشرع‬
‫أحيانا يصرح بمواعيد السقوط‪ ،‬وفي حالة غياب نص المشرع وجب اعتماد األصول التي تبنى عليها‬
‫مواعيد التقادم والسقوط كمعيار للتمييز بينها‪.‬‬
‫ثالثا – مدة التقادم ‪:‬‬
‫القاعدة العامة أن جميع الحقوق الشخصية والعينية على السواء – ما لم يكن هناك استثناء كعدم سقوط حق‬
‫الملكية بالتقادم وعدم تقادم مسائل الحالة المدنية لألشخاص كالحق في االسم وفي النسب ‪ – ....‬تتقادم‬
‫بمضي ‪ 15‬سنة إال أن يقرر المشرع مدة تقادم أطول (كما فعل في حقوق اإلرث (م ‪ 829‬مدني) بحيث‬
‫تتقادم بـ ‪ 33‬سنة) وخارج هذه القاعدة العامة نجد مدة التقادم في القانون المدني تتراوح بين ‪ 05‬سنوات‬
‫وسنة واحدة وفق ما سيأتي بيانه ‪:‬‬
‫‪ – 1‬التقادم بخمس سنوات ‪:‬‬
‫و الحقوق التي تتقادم بهذه المدة هي الحقوق التي تتميز بصفتي الدورية والتجدد‪ ،‬ويقصد بالدورية أن تدفع‬
‫كل أسبوع مثال أو كل شهر أو كل سنة‪ ،‬ومصدر الدورية‪ ،‬قد يكون االتفاق (كأجرة المباني) أو القانون‬
‫(كالمعاشات المختلفة)‪ ،‬أما التجدد فيقصد به االستمرار دون انقطاع ودون أن يمس بأصل الدين ومن أمثلة‬
‫(ألن النص القانوني أوردها على سبيل المثال ال الحصر) الحقوق الدورية المتجددة ‪ :‬بدل إيجار المباني‬
‫وأجور ومرتبات الموظفين‪ ،‬والمعاشات المختلفة ومتى فقد دين ما إحدى الصفتين السابقتين تقادم وفق‬
‫القاعدة العامة (أي بـ ‪ 15‬سنة)‪.‬‬
‫وأساس هذا التقادم الخمسي أن المدين فيها عادة ما يدفعها مما يتقاضاه‪ ،‬وتراكم تلك الديون عليه لمدة تزيد‬
‫عن خمس سنوات يؤدي إلى إرهاقه بحيث يضطره ذلك إلى أدائها من رأسماله‪ ،‬ثم إن هذا التقادم ال يبنى‬
‫على قرينة إن مضى المدة يفيد أدائها من المدين ذلك أن المشرع أبقى مدة التقادم على حالها حتى ولو أقر‬
‫بها المدين‪.‬‬
‫‪ – 2‬التقادم بأربع سنوات ‪:‬‬
‫والحقوق التي تتقادم بأربع سنوات هي أساسا الضرائب والرسوم المستحقة للدولة‪ ،‬ونفس التقادم ينطبق‬
‫على من دفع ضريبة أو رسما غير مستحق للدولة‪ ،‬أما بدء سريان هذا التقادم فهو من نهاية السنة استحقت‬
‫عنها الضريبة أو الرسم‪ ،‬أو من تاريخ دفعها ومتى وجبت تلك الضرائب و الرسوم عن أوراق قضائية‪،‬‬
‫فيبدأ تقادمها من تاريخ تحريرها‪ ،‬ومتى حررت ألجل مرافعة قضائية فمن تاريخ انتهاء تلك المرافعة‪.‬‬
‫‪ – 3‬التقادم بسنتين ‪:‬‬
‫والديون المقصودة هنا هي حقوق األطباء (كالعالج واالنتقال إلى المرضى) والصيادلة (عن األدوية)‬
‫والمحامون (عن أتعاب المرافعة) والمهندسون (عن التصاميم التي أنجزوها) والخبراء والسماسرة‬
‫ووكالء التفليسة (عن الخبرة التي أنجزوها أو عن أعمال السمسرة أو إدارة التفلسية) واألساتذة والمعلمون‬
‫(في المدارس الخاصة وعن الدروس الخصوصية)‪ ،‬فديون كل هؤالء تتقادم بمضي سنتين من تاريخ إنهاء‬
‫العمل الموكول إليهم‪ ،‬وهذا التقادم القصير مبناه أن عادة هؤالء استيفاء حقوقهم فور إنهاء العمل المطلوب‬
‫منهم‪ ،‬ثم إن تلك األعمال مصدر رزقهم‪ ،‬وبالتالي فإن تقادم حقوقهم أساسه قرينة الوفاء‪ ،‬خاصة وأن‬
‫الغالب أن ال يحرر سند عن تلك الحقوق أما لو حرر سند عن ذلك فإن التقادم ينقلب إلى ‪ 15‬سنة‪ ،‬وفق ما‬
‫تقضي به (م ‪ 313‬فقرة ‪ 2‬مدني)‪.‬‬

‫‪ – 4‬التقادم بسنة واحدة ‪:‬‬


‫تتقادم بسنة واحدة فقط حقوق التجار والصناع (عما يوردوه من بضائع لعمالئهم ألجل استهالكها)‪،‬‬
‫وأجور العمال واألجراء (وهم عمال المصانع والمتاجر والمزارع وخدم المنازل والفنادق والمطاعم)‪،‬‬
‫وحقوق أصحاب الفنادق والمطاعم (تجاه الزبائن من إقامة وأكل وشرب وغسيل للمالبس ‪ )..‬والتقادم‬
‫القصير هذا أيضا مبني على قرينة الوفاء‪ ،‬أي أن المشرع يفترض بقرينة بسيطة يجوز إثبات عكسها‪ ،‬أنه‬
‫بمضي تلك المدة يكون أصحاب تلك الحقوق قد استوفوا حقوقهم‪ ،‬خاصة وأنها تمثل مصدر رزقهم في‬
‫الغالب‪ ،‬هذا ويشترط هنا أيضا أن ال يحرر سند عن تلك الديون‪ ،‬فإن حرر سند بتلك الديون انقلب تقادمها‬
‫‪ -‬بحسب المادة ‪ 313‬فقرة ‪ 2‬مدني إلى ‪ 15‬سنة‪ ،‬ضف إلى ذلك أن الدائن يستطيع دائما أن يدحض قرينة‬
‫الوفاء تلك بمضي السنة‪ ،‬وهذا متى وجه القاضي (وهو التزام عليه) اليمين المتممة إلى المدين الذي‬
‫يتمسك بهذا التقادم الحولي (أو إلى ورثته من بعد وفاته أو من ينوب عنهم إن كانوا قاصرين) ليحلف أنه‬
‫وفى بالدين فعال‪ ،‬فإن هو حلفها سقط دين الدائن بالتقادم‪ ،‬وإن هو نكل عن حلفها ثبت الدين في ذمته ولم‬
‫يسقط إال وفق التقادم الطويل (أي ‪ 15‬سنة من تاريخ صدور الحكم أو من تاريخ النكول(‬
‫رابعا – كيفية احتساب التقادم ‪:‬‬
‫‪ – 1‬بدء سريان التقادم ‪:‬‬
‫يبدأ التقادم في السريان من اليوم الذي يصبح فيه االلتزام مستحق األداء‪ ،‬وهذا على اعتبار أنه من هذا‬
‫التاريخ فقط‪ ،‬يستطيع الدائن المطالبة بحقه‪ ،‬ويترتب على ذلك أن الدين المضاف إلى أجل واقف ال يتقادم‬
‫إال من تاريخ حلول ذلك سواء كان حلوله بصفة طبيعية أو بسقوطه أو بالنزول عنه‪ ،‬أما االلتزام المعلق‬
‫على شرط واقف فال يسري التقادم إال من تاريخ تحقق الشرط على اعتبار أنه قبل تحقق الشرط ال يمكن‬
‫المطالبة بتنفيذ االلتزام المشروط‪.‬‬
‫على أن المشرع قد يخالف القاعدة السابقة بحيث يجعل التقادم يسري قبل أو بعد تاريخ االستحقاق وهذا ما‬
‫يالحظ على البطالن للغلط أو التدليس أو اإلكراه (إذ يبتدئ التقادم من تاريخ اكتشاف الغلط أو التدليس أو‬
‫زوال اإلكراه)‪ ،‬ودعاوى اإلثراء بال سبب ودفع غير المستحق والفضالة (إذ يبتدئ التقادم من تاريخ العلم‬
‫بحصول اإلثراء أو دفع غير المستحق والفضالة(‬
‫وإذا كان في الحاالت السابقة يتأخر بدء سريان التقادم على تاريخ االستحقاق فإنه‪ ،‬أحيانا يتقدم بدء سريان‬
‫التقادم على تاريخ االستحقاق‪ ،‬من ذلك أن المشرع نص في (م ‪ 315‬فقرة ‪ 3‬مدني) أن الوفاء بالدين إن‬
‫كان تاريخه متوقف على إرادة الدائن (أي ال يمكن الوفاء به إال من الوقت الذي يعلن فيه الدائن عن إرادته‬
‫في استيفاء حقه‪ :‬كأن يتعلق األمر بسند واجب الوفاء عند تقديمه لإلطالع "‪ "à vue‬فإن التقادم يسري ال‬
‫من تاريخ اإلعالن عن تلك اإلدارة (وهو تاريخ االستحقاق) بل من التاريخ الذي يتمكن فيه الدائن من‬
‫إعالن إرادته (واإلمكان هذا قد يسبق تاريخ اإلعالن)‪.‬‬
‫‪ – 2‬حساب التقادم ‪:‬‬
‫يحسب التقادم باأليام (حسب التقويم الميالدي (م ‪ 3‬مدني) ال بالساعات‪ ،‬وال يدخل في حساب التقادم أول‬
‫يوم منه وال آخر يوم‪ ،‬وعلى هذا األساس لو كان التقادم هو ثالث سنوات ابتداء من ‪ 26‬من ديسمبر‪ ،‬فإن‬
‫التقادم ينقضي بتمام يوم ‪ 27‬من ديسمبر من السنة الثالثة‪ ،‬وتدخل أيام األعياد المختلفة في حساب التقادم‪،‬‬
‫ويكتمل التقادم ولو صادف آخر يوم منه يوم عيد‪ ،‬ويسري التقادم ضد الدائن وكذا خلفه العام أو الخاص‪،‬‬
‫فلو أن تقادم حق الدائن مضت عليه مدة ‪ 10‬سنوات فإنه ال يبقى لخلفه إال ‪ 05‬سنوات على تقادم الحق‬
‫الذي آل إليه من سلفه‪.‬‬
‫خامسا – وقف التقادم وقطعه‪:  ‬‬
‫‪ – 1‬وقف التقادم ‪:‬‬
‫كلما وجد مانع قانوني يحول دون مطالبة الدائن بحقه‪ ،‬أوقف سريان التقادم في حقه إلى زوال ذلك المانع‬
‫ليستأنف سريانه بعد زوال المانع‪ ،‬ويمكن رد الوقف إلى أسباب تتعلق بالدائن وأخرى بظروف قاهرة‪.‬‬
‫أ) أسباب الوقف المتعلقة بالدائن‬
‫وتتعلق هذه الحالة بعديم األهلية والغائب والمحكوم عليه بعقوبة جنائية فكل هؤالء يوقف سريان التقادم‬
‫ضدهم متى زادت مدة تقادم حقوقهم عن ‪ 05‬سنوات‪ ،‬وهذا سواء كان لهم نائب قانوني أو لم يكن لهم نائب‬
‫قانوني ويستمر هذا الوقف طيلة فترة عدم أهليتهم أو غيبتهم وفي هذا إرهاق للمدين خاصة متى كان‬
‫لهؤالء نائب قانوني‪.‬‬
‫أما في الحالة التي يقل التقادم فيها عن ‪ 05‬سنوات فإنه يوقف التقادم في حقهم متى لم يكن لهم نائب قانوني‬
‫أما في الحالة العكسية فال يوقف التقادم‪.‬‬
‫وهذا الحكم األخير إن كان منطقيا من جانب على اعتبار وجود النائب فإنه ليس منطقيا من جانب أخر‬
‫مقارنة بحالة وقف التقادم متى زاد عن ‪ 05‬سنوات‪.‬‬
‫ب) أسباب الوقف المرتبطة بظروف مادية أو معنوية‬
‫وتعد هذه الحالة القاعدة العامة إذ تنطبق في كل مرة يجد الدائن نفسه – ودون أن يتسبب في ذلك – أمام‬
‫مانع مادي (كحروب أو ثورات) أو أدبي (كعالقة الزوج بزوجته‪ ،‬أو األصول بالفروع‪ ،‬أو السيد بخادمه‬
‫أو العامل برب العمل‪ ،‬أو النائب باألصيل ‪ )...‬يحول بينه وبين المطالبة بحقه‪.‬‬
‫ج) آثار وقف التقادم‬
‫يترتب على وقف التقادم أن المدة التي انقضت قبل وقف التقادم تبقى قائمة لكن دون أن تضاف إليها المدة‬
‫التي يكون التقادم خالها موقوفا‪ ،‬ثم بعد استئناف سريان التقادم تؤخذ في االعتبار المدة السابقة على الوقف‪.‬‬
‫‪ – 2‬قطع التقادم ‪:‬‬
‫على خالف وقف التقادم فإن انقطاع التقادم عبارة عن عدم اعتداد كلي بمدة التقادم التي قبل حصول‬
‫االنقطاع‪ ،‬ووجوب بدء تقادم جديد‪ ،‬ولئن كان الوقف يتعلق بالدائن (قيام مانع بحقه حال دون مطالبته‬
‫بحقه) فإن االنقطاع قد يأتي من الدائن لكن بإرادة صريحة في المطالبة بحقه‪ ،‬وقد يتعلق بالمدين أيضا عن‬
‫طريق إقرار بحق الدائن‪.‬‬
‫أ) األسباب المرتبطة بالدائن‬
‫وتتمثل هذه أساسا في المطالبة القضائية التي يقوم بها الدائن للمطالبة بحقه من مدينه‪ ،‬وينقطع التقادم‬
‫بمجرد إيداع صحيفة الدعوى لدى قلم كتاب المحكمة متى كانت الشروط المطلوبة في قبول الدعوى قائمة‬
‫(ويترتب على ذلك أن عدم قبول الدعوى‪ ،‬أو بطالن صحيفة الدعوى لعيب في الشكل مثال أو ترك‬
‫الخصومة أو سقوطها ال يقطع التقادم) وال يهم أن ترفع الدعوى أمام محكمة غير مختصة نوعيا أو محليا‪،‬‬
‫وكما تكون مطالبة الدائن لحقه من مدينه في صورة دعوى‪ ،‬فإنها تكون أيضا في صورة طلب عارض من‬
‫الدائن‪.‬‬
‫ويلحق بالمطالبة القضائية – إذ هو أقوى منها – التنبيه بالوفاء الذي يلجأ إليه الدائن الذي بحوزته سندا‬
‫تنفيذيا ضد مدينه قبل أن يباشر التنفيذ على أمواله‪ ،‬ويقطع التقادم أيضا الحجز الذي يباشره الدائن على‬
‫أموال مدينه‪ ،‬سواء كان حجزا تنفيذيا أو تحفظيا‪ ،‬وكذلك الحكم بالنسبة للطلب القضائي الذي يتقدم به الدائن‬
‫قصد شهر إفالس مدينه أو قبوله في تفليسته أو إلشراكه في التوزيع الوارد على أموال مدينه‪.‬‬
‫ب) األسباب المرتبطة بالمدين‬
‫وتتمثل هذه أساسا في اإلقرار بالدين الصادر من المدين‪ ،‬ويستوي أن يكون هذا اإلقرار صريحا تم في‬
‫شكل كتابي أم غيره‪ ،‬طالما يفيد االعتراف بحق الدائن دون غموض‪ ،‬أو كان ضمنيا فقط (كتمسكه‬
‫بمقاصة‪ ،‬أو تقديمه تأمينا لفائدة دائنه‪ ،‬أو الوفاء الجزئي بالدين على اعتبار أن األثر القاطع للتقادم ال يقبل‬
‫التجزئة(‬
‫ج) أثر قطع التقادم‬
‫يسري على انقطاع التقادم بأحد األسباب سالفة الذكر أن تعتبر المدة التي انقضت منه قبل القطع كأن لم‬
‫تكن‪ ،‬ويسري تقادم جديد يماثل األول بحسب األصل‪ ،‬كما أن قطع التقادم إنما يتعلق بالدين الذي قام به‬
‫سبب االنقطاع ويسري على الدائن وحده‪ ،‬ويترتب على ما قيل أن سبب قطع التقادم إن كان هو المطالبة‬
‫القضائية‪ ،‬سرى تقادم جديد ابتداء من انتهاء المرافعة بصدور حكم نهائي‪ ،‬أو من تاريخ تنازل الدائن‬
‫المدعى عن دعواه أو من تاريخ رفض الدعوى ألحد األسباب (كانتفاء شرط الصفة)‬
‫وفي حالة التنبيه بالوفاء‪ ،‬سرى التقادم الجديد من تاريخ التنبيه ذاته‪ ،‬وفي الحجز يبتدئ التقادم الجديد من‬
‫تاريخ انتهاء إجراءاته بإقفال التوزيع وكذلك الحكم في حالة قبول الدائن في تفليسة مدينه‪ ،‬وفي اإلقرار‬
‫بالدين من المدين يسري التقادم الجديد من تاريخ صدور اإلقرار‪.‬‬
‫هذا وال يسري أثر التقادم إال على المدين المعني في حالة تعدد المدينين وكانوا متضامنين‪ ،‬إما إن تعدد‬
‫الدائنون وكانوا متضامنين‪ ،‬فإن انقطاع التقادم بالنسبة إلى أحدهم يفيد منه بقية الدائنين عمال بأحكام‬
‫التضامن‪ ،‬هذا ومدة التقادم الجديدة التي تسري بعد صدور حكم قضائي نهائي مؤيد لطلبات الدائن‪ ،‬هي‬
‫‪ 15‬سنة ال مدة التقادم األصلية‪.‬‬
‫ومن ذلك الديون التي تتقادم بسنة واحدة‪ ،‬متى أقر المدين بها (ويكون بذلك قد قطع تقادمها) فإن تقادمها‬
‫الجديد يكون ‪ 15‬سنة‪ ،‬ال سنة واحدة‪ ،‬على اعتبار أن قرينة الوفاء لم تعد قائمة بعد اإلقرار وهذا على‬
‫خالف ما إذا قطع تقادمها بالمطالبة القضائية أو بالتنبيه أو بالحجز أو برفع دعوى إلى محكمة غير‬
‫مختصة أو بقبول الدائن في تفليسة مدينه أو في التوزيع‪ ،‬فإن مدة التقادم تبقى نفسها‪.‬‬
‫سادسا – آثـار التقادم ‪:‬‬
‫ال يرتب التقادم آثاره التي سنذكرها بصفة تلقائية‪ ،‬بل يتوجب على ذي المصلحة (المدين وخلفه العام‬
‫والخاص‪ ،‬ودائنه بالدعوى غير المباشرة‪ ،‬والمدين المتضامن معه‪ ،‬والحائز لعقار مرهون عند رجوع‬
‫الدائن المرتهن عليه ‪ )...‬أن يتمسك به (ويأتي في الغالب في شكل دفع موضوعي يراد منه انقضاء التزام‬
‫المدين) في أية مرحلة من مراحل الدعوى سواء أمام المحكمة االبتدائية أو حتى محكمة االستئناف إال أن‬
‫يؤول في الحالة الثانية أنه تنازل من المدين عن التمسك به‪ ،‬ذلك أن المشرع أجاز صراحة للمدين أن‬
‫يتنازل عن التقادم بعد ثبوت الحق فيه‪ ،‬أي باكتمال التقادم‪ ،‬وينصرف هذا التنازل إال الفترة التي انقضت ال‬
‫الالحقة له‪ ،‬والعلة في ذلك أن المشرع يريد حماية المدين‪ ،‬لئال يضطره الدائن – وهو غالبا الطرف القوي‬
‫في العالقة – إلى التنازل المسبق عن التمسك بالتقادم‪ ،‬ومتى تمسك المدين بالتقادم‪ ،‬ترتب عن ذلك انقضاء‬
‫دين الدائن مع توابعه كتأمينات عينية أو شخصية‪ ،‬إذ الفرع يتبع األصل‪ ،‬وهذا منذ تاريخ استحقاق الدين‬
‫وهذا نظرا لألثر الرجعي للتقادم‪ ،‬ومع ذلك فإنه يتخلف في ذمة المدين التزام طبيعي ال يجبر على الوفاء‬
‫به‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫من خالل البحث المقدم نستنتج أن انقضاء االلتزام‪  ‬يكون ‪extinction de l'obligation‬إما بتنفيذه عينا ً‬
‫بالوفاء به‪ ،‬أو بما يعادل الوفاء بالمقاصة أو اتحاد الذمة أو بالوفاء بمقابل أو بالتجديد أو اإلنابة‪ ،‬أو من‬
‫دون الوفاء به‪ :‬باإلبراء أو باستحالة التنفيذ أو بالتقادم المسقط‪.‬‬
‫‪1‬ـ الوفاء ‪ paiement  :‬هو الطريق المعتادة النقضاء االلتزام وهو‪ ،‬في مدلوله القانوني‪ ،‬ال يقتصر على‬
‫دفع مبلغ من النقود‪ ،‬وإنما يشمل تنفيذ المدين اللتزامه سواء أكان هذا االلتزام نقل ملكية شيء أم كان عمالً‬
‫أو امتناعا ً عن عمل‪.‬‬
‫‪2‬ـ قد ينقضي االلتزام كذلك بما يعادل الوفاء ‪:‬‬
‫وله أربع صور هي الوفاء بمقابل‪ ،‬والتجديد واإلنابة‪ ،‬والمقاصّة‪ ،‬واتحاد الذمة‪.‬‬
‫‪ -‬أما الوفاء بمقابل ‪ dation en paiement :‬فهو أن يقبل الدائن في استيفاء حقه مقابالً يعوضه من‬
‫الشيء الذي استحق له‪ ،‬وتسري عليه أحكام البيع والسيما ما يتعلق فيها بأهلية المتعاقدين وضمان‬
‫االستحقاق وضمان العيوب الخفية كما تسري عليه أحكام الوفاء‪ ،‬والسيما ما يتعلق منها بتعيين جهة الدفع‬
‫وانقضاء التأمينات‪ ،‬وذلك ألنه يقضي الدين‪.‬‬
‫‪ -‬وأما الوفاء بالتجديد ‪ novation :‬فيكون باتفاق الطرفين على أن يستبدال بااللتزام األصلي التزاما ً جديداً‬
‫يختلف عنه في محله أو في مصدره‪ ،‬كاالتفاق على إبقاء األجر المتجمد قرضا ً بذمة المستأجر‪ ،‬وبذلك‬
‫يتغير الدين‪ ،‬كما يصح الوفاء بالتجديد بتغيير المدين إذا اتفق الدائن مع أجنبي على أن يكون مدينا ً مكان‬
‫المدين األصلي‪ ،‬وكذلك بتغيير الدائن إذا اتفق الدائن والمدين وأجنبي على أن يكون هذا األجنبي هو الدائن‬
‫الجديد‪.‬‬
‫ويشترط في التجديد بكل أنواعه أن يخلو االلتزامان القديم والجديد من أسباب البطالن‪ .‬ويترتب على‬
‫التجديد انقضاء االلتزام األصلي بتوابعه فينشأ مكانه التزام جديد‪.‬‬
‫‪ -‬وأما الوفاء باإلنابة ‪ délégation :‬فيتم برضاء الدائن بأن يلتزم شخص أجنبي وفاء الدين عن المدين‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كان للمدين ما هو مستحق عند الدائن فله حق المقاصة ‪ compensation‬بين المطلوبين وبذلك‬
‫يوفي مطلوب دائنه كالً أو جزءاً بمقدار مطلوبه منه‪.‬‬
‫وكثيراً ما يقع التقاضي بالدعوى المتقابلة التي يدعي بها المدين على دائنه في دعوى هذا األخير عليه‬
‫بمطلوبه‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يقع الوفاء باتحاد الذمة ‪ confusion‬إذا اجتمعت صفة الدائن والمدين في شخص واحد بدين واحد‪،‬‬
‫ألنه ال يمكن للشخص أن يطالب نفسه‪ ،‬كما لو ورث المدين دائنه‪،‬‬
‫‪3‬ـ وإلى جانب انقضاء االلتزام بالوفاء أو بما يقابل الوفاء‪ ،‬فقد ينقضي االلتزام بال وفاء وذلك باإلبراء من‬
‫المدين أو باستحالة التنفيذ أو بالتقادم المسقط‪.‬‬
‫ـ واإلبراء ‪ remise de dette‬وهو تصرف تبرعي‪ ،‬وهو يتم بإرادة الدائن إذا كان مختاراً‪ ،‬ووصل‬
‫إبراؤه إلى علم المدين‪ ،‬وللمدين أن يرده‪.‬‬
‫ـ وينقضي االلتزام بغير وفاء إذا أثبت المدين استحالة تنفيذه عليه لسبب أجنبي ال يد له فيه‪.‬‬
‫والسبب األجنبي هو ما ال يكون بخطأ المدين أو تقصيره وإالّ فال ينقضي‪ ،‬وينقلب تنفيذ االلتزام عينا ً إلى‬
‫تنفيذه بطريق التعويض‪.‬‬
‫‪-‬وآخر أسباب انقضاء االلتزام بال وفاء هو التقادم‪ :‬‬
‫والتقادم نوعان ‪ :‬مسقط ومكسب‪.‬‬
‫والمراد منهما في انقضاء االلتزام هنا هو المسقط ‪ prescription extinctive‬وهو وحده الذي أخذ به‬
‫الفقه اإلسالمي‪ ،‬ولكن التشريعات العقارية قد أخذت بالمكسب في اكتساب الحقوق العينية العقارية‪.‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫‪-‬القوانين ‪:‬‬
‫األمر رقم‪ 58-75 ‬المؤرخ في‪ 20 ‬رمضان عام‪ 1395 ‬الموافق‪ 26 ‬سبتمبر سنة‪ ،1975 ‬المتضمن القانون‬
‫المدني المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪-‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ -1‬األستاذ دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬د علي فياللي‪ " ،‬االلتزامات الفعل المستحق للتعويض"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬موفر للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -3‬د محمد شريف أحمد‪ ، ‬مصادر االلتزام في القانون المدني – دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر و التوزيع لبنان‪.1999،‬‬
‫‪ -4‬د عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬نظرية االلتزام‪  ،‬مصادر االلتزام‪،‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪2004 ،‬‬
‫‪ -5‬د سي يوسف زاهية حورية الوجيز في عقد البيع ‪ ،‬دراسة مقارنة و مدعمة باجتهادات قضائية و‬
‫فقهية ‪ ،‬دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬تيزي وزو الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪6- ‬د خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -7‬د محمد صبري السعدي‪ ،‬شرح القانون المدني‪ ،‬التأمينات العينية و الشخصية‪ ،‬عقد الكفالة‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الحديث‪.2005 ،‬‬
‫‪ -8‬د خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري‪ :‬عقد البيع ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪2003 ,‬‬
‫‪ -9‬دعلي علي سليمان ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة السادسة‪2005 ،‬‬
‫‪ -10‬د محفوظ لعشب‪ ،‬المبادئ العامة للقانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

You might also like