Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫تفريغ كلمة بعنوان‬


‫مآسي الشام‬
‫بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب‬

‫لفضيلة الشيخ‪ /‬أبي يحيى الليبي (حفظو اهلل)‬

‫الصادرة عن مؤسسة السحاب لإلنتاج اإلعالمي‬


‫رجب ‪ 3411‬ىـ ‪ 1631 / 60 -‬م‬

‫الج َها ِد ّْ‬


‫ي‬ ‫الم ِ‬ ‫نُ ْخبَةُ ا ِإل ْع ِ‬
‫قِ ْس ُم التَّـ ْف ِري ِغ َوالنَّ ْش ِر‬

‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫آمنُوا إِ َّن اللَّوَ ََل يُ ِح ُّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬


‫ب ُك َّل َخ َّوان َك ُفوٍر*أُذ َن للَّذ َ‬
‫ين يُـ َقاتَـلُو َن‬ ‫ين َ‬‫(إِ َّن اللَّوَ يُ َداف ُع َع ِن الذ َ‬
‫ص ِرِى ْم لََق ِد ٌير)‬ ‫ِ‬
‫بِأَنَّـ ُه ْم ظُل ُموا َوإِ َّن اللَّوَ َعلَى نَ ْ‬

‫[‪]2‬‬
‫مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آلو وصحبو ومن واَله‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫إخواني المسلمين‪ ،‬السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاتو‪.‬‬


‫لقد مضى أكثر من عام على اشتعال ثورة المسلمين في الشام ضد الطاغوت النصيري المستبد‪ ،‬وق ّدم‬
‫ٍ‬
‫تضحيات باىظة للخروج من ربقة تسلطو‪ ،‬ومحاولة اَلنفكاك من شراك‬ ‫أىلنا في تلك األرض المباركة‬
‫نظامو اإلجرامي‪ ،‬ورأى العالم من أقصاه إلى أقصاه صورا متنوعةً بشعة من اإلجرام الذي يعبّْر عن ٍ‬
‫حقد‬ ‫ً‬
‫أسود تمتلئ بو قلوب جنود الطغيان وأعوانهم من الرافضة‪.‬‬
‫حاجة اليوم إلى تعداد تلك الفظائع التي تُرتكب ساعةً بساعة ولحظةً بلحظة‪ ،‬فقد ألِف الناس‬
‫ٍ‬ ‫فلسنا في‬
‫رؤيتها واعتادوا سماع أنبائها‪ ،‬وَل زال الغرب وأعوانو العمالء يموىون على تواطئهم في تسهيل ارتكاب‬
‫ىذه الجرائم بمبادراتهم السخيفة التي تكون في كل حين مناسب ًة َلقتراف المزيد من التنكيل ضد شعبنا‬
‫ضاء ِم ْن أَفْـ َو ِاى ِه ْم‬ ‫المسلم المكلوم في شام الرباط‪ ،‬فهم الذين (َلَ يأْلُونَ ُكم َخباَلً ودُّواْ ما َعنِتُّم قَ ْد ب َد ِ‬
‫ت الْبَـغْ َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وعول عليهم وانتظر نصرتهم فما حالو إَل كما قال‬ ‫ورُى ْم أَ ْكبَـ ُر)‪ ،‬فمن تعلّق بهؤَلء القتلة ّ‬ ‫ص ُد ُ‬‫َوَما تُ ْخفي ُ‬
‫ال ّْمن ال ِ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ال ّْم َن ِْ‬
‫تعالى‪َ ( :‬وأَنَّوُ َكا َن ِر َج ٌ‬
‫وى ْم َرَىقاً) فلن تزيد ىذه المبادرات الباردة‬ ‫اد ُ‬‫ْج ّْن فَـ َز ُ‬ ‫نس يَـعُوذُو َن ب ِر َج َ‬
‫اإل ِ‬
‫شعبنا المسلم في الشام إَل مزي ًدا من الرىق والنكال والوبال‪ ،‬ولن يُجنَى من ورائها إَل تمادي النظام‬
‫سبيال‬
‫بالتبجح بجرائمو ضد الضعفاء من الرجال والنساء والولدان الذين َل يستطيعون حيلةً وَل يهتدون ً‬
‫للنجاة من قبضتو‪.‬‬

‫احا‪،‬‬
‫عدوا عاتيًا س ّف ً‬
‫إخواني المسلمين في شام الرباط‪ ،‬إ ّن الملحمة التي تخوضونها اليوم وتواجهون فيها ِّ‬
‫ات محكمة ماكرة‪ ،‬توجب عليكم أول ما توجب اللجوء إلى اهلل تعالى بصدق وإخالص‬ ‫وتتص ّدون لمؤامر ٍ‬
‫وتضرع؛ فهو ولي ا لمؤمنين وولي الصالحين فمن استنصر بو نصره ومن لجأ إليو أعانو ومن توكل عليو‬ ‫ُّ‬
‫أنصارا هلل وتي ّقنوا أنو معكم ما دمتم على الحق سائرين‬ ‫ً‬ ‫كفاه‪ ،‬فكونوا بإيمانكم وصدقكم ودعائكم وصبركم‬
‫ب لَ ُك ْم َوإِن يَ ْخ ُذلْ ُك ْم فَ َمن ذَا الَّ ِذي‬ ‫ِ‬
‫وبدينو مستمسكين‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪( :‬إِن يَ ُ‬
‫نص ْرُك ُم اللّوُ فَالَ غَال َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫نص ُروا اللَّوَ‬
‫آمنُوا إِن تَ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫نص ُرُكم ّْمن بَـ ْعده َو َعلَى اللّو فَـلْيَتَـ َوّْك ِل ال ُْم ْؤمنُو َن)‪ ،‬وقال سبحانو‪( :‬يَا أَيـُّ َها الذ َ‬
‫يَ ُ‬
‫ت أَقْ َد َام ُك ْم)‪.‬‬
‫نص ْرُك ْم َويـُثَبّْ ْ‬
‫يَ ُ‬

‫[‪]3‬‬
‫مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب‬

‫فقد بدأتم ثورتكم متوكلين على اهلل تعالى وحده‪ ،‬فاستمروا عليها وأتموىا وأنتم متوكلون على اهلل وحده‪،‬‬
‫واحذروا التراجع أو الضعف أو التردد بعد كل ىذه التضحيات العزيزة التي ق ّدمتموىا من أرواحكم‬
‫ودمائكم وأعراضكم وأموالكم‪ ،‬فإ ّن نصر اهلل قريب وفتحو لكم أدنى مما تحسبون‪.‬‬

‫حال إلى ِ‬
‫حال‬ ‫ما بين طرفة عي ٍن وانتباىتها * يغير اهلل من ٍ‬

‫وقد قال النبي صلى اهلل عليو وسلم‪" :‬واعلم أ ّن النصر مع الصبر‪ ،‬وأ ّن الفرج مع الكرب‪ ،‬وأ ّن مع العسر‬
‫يسرا"‪.‬‬
‫ً‬
‫فما من خيا ٍر أمامكم اليوم إَل الصبر على ىذه المحنة والثبات على طريق التضحية واَلستمرار في مواجهة‬
‫عمال‪.‬‬
‫ىذا النظام العاتي بكل وسيلة‪ ،‬واحتساب ما تقدمونو عند اهلل تعالى فإنو َل يضيع أجر من أحسن ً‬

‫واضح ومحدد‬
‫ٌ‬ ‫إخواني المسلمين في شام الرباط‪ ،‬لقد انتفضتم يوم قمتم في وجو طاغية الشام ومطلبكم‬
‫جراء ذلك ما شهد لكم بو القريب‬
‫وتحملتم ّ‬
‫وىو إزالة ىذا النظام المتجبر وإراحة البالد والعباد منو‪ّ ،‬‬
‫والبعيد‪.‬‬
‫واليوم نرى مؤامرات الغرب ‪-‬وعلى رأسهم أمريكا‪ -‬تُنسج خيوطها ضد ثورتكم لتجعل أقصى مطالب‬
‫أىلها توفير الحماية للمدنيين بإشراف مراقبيهم وتحت وصاية نظام اإلجرام‪ ،‬مما يعني تثبيت أركانو‬
‫وإفساح المجال أمامو ليلتقط أنفاسو من جديد‪ ،‬فهي مكائد تحاك ضدكم قبل أن تكون جهو ًدا تُبذل‬
‫للحفاظ عليكم‪ ،‬فمتى كانت األمم المتحدة أو مجلس األمن أو أمريكا ومعها الغرب حريصين على دماء‬
‫المسلمين وجادين في حقنها وىم الذين عانت وَل تزال تعاني األمة من جرائمهم السافرة التي َل تقل عن‬
‫جرائم طاغية الشام؛ فمن الذي يقتّْل المسلمين في أفغانستان‪ ،‬ويدك قراىم في اليمن‪ ،‬ويبيد خضراءىم‬
‫في الصومال‪ ،‬ويشردىم في فلسطين؟!‬
‫وحرصا على دماء‬
‫ً‬ ‫فمنذ متى كانت ىذه المنظمات اإلجرامية تفيض على أمة اإلسالم المكلومة رحمةً ورأفةً‬
‫أىلها؟!‬
‫الس ِ‬
‫وء َوَودُّوا لَ ْو‬ ‫قال اهلل تعالى‪( :‬إِن يـثْـ َق ُفوُكم ي ُكونُوا لَ ُكم أَ ْع َداء ويـبسطُوا إِلَي ُكم أَي ِديـهم وأَل ِ‬
‫ْسنَتَـ ُهم بِ ُّ‬ ‫ْ ْ ْ َُ ْ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫تَ ْك ُف ُرو َن)‪.‬‬

‫خيرا أو نرجو تأيي ًدا ممن أخبرنا اهلل تعالى بحالهم‬


‫يوما لنظن ً‬
‫لقد صمتنا أم ًدا كافيًا وعلى مضض وما كنا ً‬
‫وعرفنا بمكنونات صدورىم‪ ،‬وىاقد مضى العام وأكثر فما ىي ثمرات مساعيهم؟‬ ‫ّ‬

‫[‪]4‬‬
‫مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب‬

‫ضع والشيوخ الرّكع؟‬


‫ىل توقف قتل األطفال الر ّ‬
‫ىل كف نظام اإلجرام عن إبادة القرى بمن فيها وما فيها؟‬
‫ىل منع وحوشو الهائجة عن انتهاك أعراض الحرائر الطاىرات؟‬
‫وىل انتفع أىل الشام شيئًا من التصريحات الخاوية التي يطلقها قادة الغرب؟‬
‫وىل أنقذىم مراقبوىم وبعثاتهم من مطحنة التنكيل النصيري والحقد الرافضي؟‬

‫كض وراء السراب؟‬


‫فهل بقي بعد ىذا كلو عند ذي عقل أي شك في أ ّن ترقّب النصرة من ىؤَلء إنما ىو ر ٌ‬

‫فمن ىنا‪ ،‬فإننا ندعو إخواننا المسلمين وأبطالنا المجاىدين في العراق واألردن وتركيا أن يهبوا لنصرة‬
‫إخوانهم‪ ،‬وأن يجعلوا نحورىم دون نحورىم؛ حقنًا لدماء الضعفاء وصيانةً ألعراض الحرائر‪ ،‬وأن يبذلوا في‬
‫والمهج ويسترخصوا ألجل الدفاع عنهم كل تضحية‪ ،‬فلئن كان‬ ‫ٍ‬
‫سبيل ذلك كل غال ونفيس من األموال ُ‬
‫الغرب صادقًا في مزاعمو بحماية المدنيين فأنتم أولى بأن تكونوا بجانب إخوانكم وقد جمعتكم بهم رابطة‬
‫وأخوة اإليمان‪ ،‬فكيف ونحن نعلم أ ّن ما يكيد بو كفرة الغرب وعمالء الشرق لن يزيد شعبنا‬ ‫العقيدة ّ‬
‫ونكاَل‪.‬‬
‫المسلم في شام الرباط إَل عذابًا ووباَلً ً‬
‫مزق جسدىا باتفاقيات‬ ‫إننا أمةٌ واحدة بعقيدتها ودينها وأفراحها ومصائبها ولن نرضى أب ًدا اَلستسالم لمن ّ‬
‫"سايكس بيكو" وَل غيرىا ليسوسنا بها أو يخضع مواقفنا لها فكتاب ربنا ينطق بيننا بالحق‪( :‬إِ َّن ى ِذهِ‬
‫َ‬
‫ون)‪ ،‬ونبينا صلى اهلل عليو وسلم يقول‪" :‬مثل المؤمنين في توادىم‬ ‫أ َُّمت ُكم أ َُّمةً و ِ‬
‫اح َد ًة وأَنَا ربُّ ُكم فَا ْعب ُد ِ‬
‫َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫والحمى"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منو عضو تداعى لو سائر الجسد بالسهر‬
‫مجرد النحيب وذرف الدموع وإصدار‬ ‫كما أننا لن نقنع بأن نجعل حظنا من مناصرة إخواننا المكروبين ّ‬
‫يوم من األيام كذلك‪ ،‬فلقد أرشدنا‬ ‫بيانات الشجب والتنديد‪ ،‬فليس ذلك من شأننا ولن يكون بإذن اهلل في ٍ‬
‫ين ِم َن‬ ‫يل الل ِّو والْمستَ ْ ِ‬
‫ض َعف َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫اهلل تعالى إلى سبيل استنقاذ المستضعفين فقال‪َ ( :‬وَما لَ ُك ْم َلَ تُـ َقاتِلُو َن فِي َسبِ ِ‬
‫نك َولِيّاً‬
‫اج َعل لَّنَا ِمن لَّ ُد َ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫ين يَـ ُقولُو َن َربَّـنَا أَ ْخ ِر ْجنَا م ْن َىـذه الْ َق ْريَة الظَّال ِم أ َْىلُ َها َو ْ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ّْساء َوالْ ِولْ َدان الذ َ‬
‫ّْ ِ‬
‫الر َجال َوالن َ‬
‫صيراً)‪ ،‬وبيّن لنا طريق كف بأس الكافرين وقطع دابر إجرامهم فقال‪( :‬فَـ َقاتِ ْل فِي‬ ‫نك نَ ِ‬‫اج َعل لَّنَا ِمن لَّ ُد َ‬
‫َو ْ‬
‫ف بأ َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يل الل ِّو َلَ تُ َكلَّ ُ ِ‬
‫َسبِ ِ‬
‫ين َك َف ُرواْ َواللّوُ أَ َش ُّد بَأْساً‬ ‫ْس الذ َ‬ ‫ين َع َسى اللّوُ أَن يَ ُك َّ َ َ‬ ‫ض ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫ك َو َح ّْر ِ‬ ‫سَ‬‫ف إَلَّ نَـ ْف َ‬
‫ِ‬
‫َوأَ َش ُّد تَنكيالً)‪ ،‬وىدانا إلى طريقة إذَللهم وإخزائهم وتحصيل النصرة عليهم فقال‪( :‬قَاتِلُ ُ‬
‫وى ْم يـُ َع ّْذبْـ ُه ُم اللّوُ‬
‫ٍ ِِ‬ ‫نصرُكم َعلَْي ِهم وي ْش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين)‪.‬‬
‫ور قَـ ْوم ُّم ْؤمن َ‬
‫ص ُد َ‬‫ف ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫بأَيْدي ُك ْم َويُ ْخ ِزى ْم َويَ ُ ْ ْ‬

‫مسدودا وإَل لما أمرنا اهلل بو وفرضو‬


‫ً‬ ‫ضا ليس طري ًقا‬
‫سهال‪ ،‬ولكنو أي ً‬
‫إننا لنعلم أ ّن سبيل الجهاد والقتال ليس ً‬

‫[‪]5‬‬
‫مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب‬

‫كثير من الصحابة ‪-‬رضي اهلل عنهم‪ -‬يوم بدر يودون أن تكون لهم العير ويُكفوا مواجهة‬ ‫علينا‪ ،‬ولقد كان ٌ‬
‫النفير‪ ،‬وأراد اهلل غير ما أرادوا فكان عاقبة أمرىم خيري الدنيا واآلخرة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ ( :‬وإِ ْذ يَِع ُد ُك ُم اللّوُ‬
‫الح َّق بِ َك ِل َماتِِو‬ ‫ِ‬ ‫ات َّ ِ‬
‫الش ْوَكة تَ ُكو ُن لَ ُك ْم َويُ ِري ُد اللّوُ أَن يُح َّق َ‬
‫َن غَْيـر ذَ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫إ ْح َدى الطائ َفت ْي ِن أَنـَّ َها لَ ُك ْم َوتَـ َودُّو َن أ َّ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َويَـ ْقطَ َع َداب َر الْ َكاف ِر َ‬
‫ين)‪.‬‬
‫فلعل اهلل قد اختار لكم غير ذلك‪ ،‬فما الركون إلى أوىام السلمية بعد‬ ‫فلئن أردتم لثورتكم أن تكون سلمية ّ‬
‫ضرب من العجز الذي َل يليق بأمة الجهاد والصبر‬ ‫ىذه التضحيات الباىظة وأمام ىذا العدو المتوحش إَل ٌ‬
‫سى‬ ‫َّ‬
‫سى أَن تَ ْك َرُىواْ َش ْيئاً َو ُى َو َخ ْيـ ٌر ل ُك ْم َو َع َ‬
‫َّ‬ ‫ب َعلَْي ُك ُم ال ِْقتَ ُ‬
‫ال َو ُى َو ُك ْرهٌ ل ُك ْم َو َع َ‬
‫ِ‬
‫والفداء‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ُ ( :‬كت َ‬
‫أَن تُ ِحبُّواْ َش ْيئاً َو ُى َو َش ّّر لَّ ُك ْم َواللّوُ يَـ ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم َلَ تَـ ْعلَ ُمو َن)‪.‬‬

‫فيا أبطال الشام شمروا‪ ،‬ويا أسود العراق ىبوا‪ ،‬ويا ليوث األردن انفروا‪ ،‬ويا رجال تركيا تقدموا‪ ،‬فإنها‬
‫أعراض أخواتكم وأمهاتكم‪ ،‬ودماء أبنائكم وإخوانكم‪ ،‬وحرمات أىلكم ودياركم؛ قد عبث بها األراذل‬
‫اصا ِّ‬
‫صدا لهجمتهم ِّ‬
‫وردا لصولتهم وسعيًا إلقامة شريعة‬ ‫وعاث فيها المفسدون‪ ،‬فكونوا ِّ‬
‫صفا واح ًدا متر ِّ‬
‫فرج عن مؤم ٍن كربةً من كرب الدنيا ّ‬
‫فرج اهلل عنو كربةً من‬ ‫ربكم‪ ،‬وامضوا متوكلين على اهلل‪ ،‬وتذكروا أنو من ّ‬
‫ضا يستغيثون فال مغيث ويستنجدون وَل‬ ‫كرب يوم القيامة‪ ،‬فإخوانكم اليوم في كر ٍ‬
‫بات ركب بعضها بع ً‬
‫منجد‪.‬‬
‫فلتعلنوىا بأقوالكم وأفعالكم‪ :‬لبيك لبيك يا أرض الرباط‪ ،‬لبيك لبيك يا عفيفة الشام‪ ،‬لبيك لبيك يا منارة‬
‫يتبجح‪ ،‬وَل نجونا إن نجا‪.‬‬
‫العلماء ومهد األبطال النجباء‪ ،‬فال بقينا إن بقي طاغيتها ّ‬

‫واهلل أكبر والعزة هلل ولرسولو وللمؤمنين‪.‬‬


‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪www.nokbah.com‬‬

‫[‪]6‬‬

You might also like