Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
[]2
مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب
الحمد هلل ،والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آلو وصحبو ومن واَله ،وبعد:
احا،
عدوا عاتيًا س ّف ً
إخواني المسلمين في شام الرباط ،إ ّن الملحمة التي تخوضونها اليوم وتواجهون فيها ِّ
ات محكمة ماكرة ،توجب عليكم أول ما توجب اللجوء إلى اهلل تعالى بصدق وإخالص وتتص ّدون لمؤامر ٍ
وتضرع؛ فهو ولي ا لمؤمنين وولي الصالحين فمن استنصر بو نصره ومن لجأ إليو أعانو ومن توكل عليو ُّ
أنصارا هلل وتي ّقنوا أنو معكم ما دمتم على الحق سائرين ً كفاه ،فكونوا بإيمانكم وصدقكم ودعائكم وصبركم
ب لَ ُك ْم َوإِن يَ ْخ ُذلْ ُك ْم فَ َمن ذَا الَّ ِذي ِ
وبدينو مستمسكين ،قال اهلل عز وجل( :إِن يَ ُ
نص ْرُك ُم اللّوُ فَالَ غَال َ
َّ ِ ِ ِ ِِ
نص ُروا اللَّوَ
آمنُوا إِن تَ ُ ين َ نص ُرُكم ّْمن بَـ ْعده َو َعلَى اللّو فَـلْيَتَـ َوّْك ِل ال ُْم ْؤمنُو َن) ،وقال سبحانو( :يَا أَيـُّ َها الذ َ
يَ ُ
ت أَقْ َد َام ُك ْم).
نص ْرُك ْم َويـُثَبّْ ْ
يَ ُ
[]3
مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب
فقد بدأتم ثورتكم متوكلين على اهلل تعالى وحده ،فاستمروا عليها وأتموىا وأنتم متوكلون على اهلل وحده،
واحذروا التراجع أو الضعف أو التردد بعد كل ىذه التضحيات العزيزة التي ق ّدمتموىا من أرواحكم
ودمائكم وأعراضكم وأموالكم ،فإ ّن نصر اهلل قريب وفتحو لكم أدنى مما تحسبون.
حال إلى ِ
حال ما بين طرفة عي ٍن وانتباىتها * يغير اهلل من ٍ
وقد قال النبي صلى اهلل عليو وسلم" :واعلم أ ّن النصر مع الصبر ،وأ ّن الفرج مع الكرب ،وأ ّن مع العسر
يسرا".
ً
فما من خيا ٍر أمامكم اليوم إَل الصبر على ىذه المحنة والثبات على طريق التضحية واَلستمرار في مواجهة
عمال.
ىذا النظام العاتي بكل وسيلة ،واحتساب ما تقدمونو عند اهلل تعالى فإنو َل يضيع أجر من أحسن ً
واضح ومحدد
ٌ إخواني المسلمين في شام الرباط ،لقد انتفضتم يوم قمتم في وجو طاغية الشام ومطلبكم
جراء ذلك ما شهد لكم بو القريب
وتحملتم ّ
وىو إزالة ىذا النظام المتجبر وإراحة البالد والعباد منوّ ،
والبعيد.
واليوم نرى مؤامرات الغرب -وعلى رأسهم أمريكا -تُنسج خيوطها ضد ثورتكم لتجعل أقصى مطالب
أىلها توفير الحماية للمدنيين بإشراف مراقبيهم وتحت وصاية نظام اإلجرام ،مما يعني تثبيت أركانو
وإفساح المجال أمامو ليلتقط أنفاسو من جديد ،فهي مكائد تحاك ضدكم قبل أن تكون جهو ًدا تُبذل
للحفاظ عليكم ،فمتى كانت األمم المتحدة أو مجلس األمن أو أمريكا ومعها الغرب حريصين على دماء
المسلمين وجادين في حقنها وىم الذين عانت وَل تزال تعاني األمة من جرائمهم السافرة التي َل تقل عن
جرائم طاغية الشام؛ فمن الذي يقتّْل المسلمين في أفغانستان ،ويدك قراىم في اليمن ،ويبيد خضراءىم
في الصومال ،ويشردىم في فلسطين؟!
وحرصا على دماء
ً فمنذ متى كانت ىذه المنظمات اإلجرامية تفيض على أمة اإلسالم المكلومة رحمةً ورأفةً
أىلها؟!
الس ِ
وء َوَودُّوا لَ ْو قال اهلل تعالى( :إِن يـثْـ َق ُفوُكم ي ُكونُوا لَ ُكم أَ ْع َداء ويـبسطُوا إِلَي ُكم أَي ِديـهم وأَل ِ
ْسنَتَـ ُهم بِ ُّ ْ ْ ْ َُ ْ َ َ َْ ُ ْ ْ َ َ
تَ ْك ُف ُرو َن).
[]4
مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب
فمن ىنا ،فإننا ندعو إخواننا المسلمين وأبطالنا المجاىدين في العراق واألردن وتركيا أن يهبوا لنصرة
إخوانهم ،وأن يجعلوا نحورىم دون نحورىم؛ حقنًا لدماء الضعفاء وصيانةً ألعراض الحرائر ،وأن يبذلوا في
والمهج ويسترخصوا ألجل الدفاع عنهم كل تضحية ،فلئن كان ٍ
سبيل ذلك كل غال ونفيس من األموال ُ
الغرب صادقًا في مزاعمو بحماية المدنيين فأنتم أولى بأن تكونوا بجانب إخوانكم وقد جمعتكم بهم رابطة
وأخوة اإليمان ،فكيف ونحن نعلم أ ّن ما يكيد بو كفرة الغرب وعمالء الشرق لن يزيد شعبنا العقيدة ّ
ونكاَل.
المسلم في شام الرباط إَل عذابًا ووباَلً ً
مزق جسدىا باتفاقيات إننا أمةٌ واحدة بعقيدتها ودينها وأفراحها ومصائبها ولن نرضى أب ًدا اَلستسالم لمن ّ
"سايكس بيكو" وَل غيرىا ليسوسنا بها أو يخضع مواقفنا لها فكتاب ربنا ينطق بيننا بالحق( :إِ َّن ى ِذهِ
َ
ون) ،ونبينا صلى اهلل عليو وسلم يقول" :مثل المؤمنين في توادىم أ َُّمت ُكم أ َُّمةً و ِ
اح َد ًة وأَنَا ربُّ ُكم فَا ْعب ُد ِ
َ َ ْ ُ َ ُ ْ
والحمى".
ّ وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منو عضو تداعى لو سائر الجسد بالسهر
مجرد النحيب وذرف الدموع وإصدار كما أننا لن نقنع بأن نجعل حظنا من مناصرة إخواننا المكروبين ّ
يوم من األيام كذلك ،فلقد أرشدنا بيانات الشجب والتنديد ،فليس ذلك من شأننا ولن يكون بإذن اهلل في ٍ
ين ِم َن يل الل ِّو والْمستَ ْ ِ
ض َعف َ َ ُْ اهلل تعالى إلى سبيل استنقاذ المستضعفين فقالَ ( :وَما لَ ُك ْم َلَ تُـ َقاتِلُو َن فِي َسبِ ِ
نك َولِيّاً
اج َعل لَّنَا ِمن لَّ ُد َ ِ ِِ ِ ِ
ين يَـ ُقولُو َن َربَّـنَا أَ ْخ ِر ْجنَا م ْن َىـذه الْ َق ْريَة الظَّال ِم أ َْىلُ َها َو ْ
ِ َّ ِ
ّْساء َوالْ ِولْ َدان الذ َ
ّْ ِ
الر َجال َوالن َ
صيراً) ،وبيّن لنا طريق كف بأس الكافرين وقطع دابر إجرامهم فقال( :فَـ َقاتِ ْل فِي نك نَ ِاج َعل لَّنَا ِمن لَّ ُد َ
َو ْ
ف بأ َّ ِ ِِ يل الل ِّو َلَ تُ َكلَّ ُ ِ
َسبِ ِ
ين َك َف ُرواْ َواللّوُ أَ َش ُّد بَأْساً ْس الذ َ ين َع َسى اللّوُ أَن يَ ُك َّ َ َ ض ال ُْم ْؤمن َ ك َو َح ّْر ِ سَف إَلَّ نَـ ْف َ
ِ
َوأَ َش ُّد تَنكيالً) ،وىدانا إلى طريقة إذَللهم وإخزائهم وتحصيل النصرة عليهم فقال( :قَاتِلُ ُ
وى ْم يـُ َع ّْذبْـ ُه ُم اللّوُ
ٍ ِِ نصرُكم َعلَْي ِهم وي ْش ِ ِ ِ ِ
ين).
ور قَـ ْوم ُّم ْؤمن َ
ص ُد َف ُ ْ ََ بأَيْدي ُك ْم َويُ ْخ ِزى ْم َويَ ُ ْ ْ
[]5
مآسي الشام بين إجرام النصيرية ومكائد الغرب
كثير من الصحابة -رضي اهلل عنهم -يوم بدر يودون أن تكون لهم العير ويُكفوا مواجهة علينا ،ولقد كان ٌ
النفير ،وأراد اهلل غير ما أرادوا فكان عاقبة أمرىم خيري الدنيا واآلخرة ،قال اهلل تعالىَ ( :وإِ ْذ يَِع ُد ُك ُم اللّوُ
الح َّق بِ َك ِل َماتِِو ِ ات َّ ِ
الش ْوَكة تَ ُكو ُن لَ ُك ْم َويُ ِري ُد اللّوُ أَن يُح َّق َ
َن غَْيـر ذَ ِ َّ ِ ِ
إ ْح َدى الطائ َفت ْي ِن أَنـَّ َها لَ ُك ْم َوتَـ َودُّو َن أ َّ َ
ِ
ِ ِ
َويَـ ْقطَ َع َداب َر الْ َكاف ِر َ
ين).
فلعل اهلل قد اختار لكم غير ذلك ،فما الركون إلى أوىام السلمية بعد فلئن أردتم لثورتكم أن تكون سلمية ّ
ضرب من العجز الذي َل يليق بأمة الجهاد والصبر ىذه التضحيات الباىظة وأمام ىذا العدو المتوحش إَل ٌ
سى َّ
سى أَن تَ ْك َرُىواْ َش ْيئاً َو ُى َو َخ ْيـ ٌر ل ُك ْم َو َع َ
َّ ب َعلَْي ُك ُم ال ِْقتَ ُ
ال َو ُى َو ُك ْرهٌ ل ُك ْم َو َع َ
ِ
والفداء ،قال اهلل تعالىُ ( :كت َ
أَن تُ ِحبُّواْ َش ْيئاً َو ُى َو َش ّّر لَّ ُك ْم َواللّوُ يَـ ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم َلَ تَـ ْعلَ ُمو َن).
فيا أبطال الشام شمروا ،ويا أسود العراق ىبوا ،ويا ليوث األردن انفروا ،ويا رجال تركيا تقدموا ،فإنها
أعراض أخواتكم وأمهاتكم ،ودماء أبنائكم وإخوانكم ،وحرمات أىلكم ودياركم؛ قد عبث بها األراذل
اصا ِّ
صدا لهجمتهم ِّ
وردا لصولتهم وسعيًا إلقامة شريعة وعاث فيها المفسدون ،فكونوا ِّ
صفا واح ًدا متر ِّ
فرج عن مؤم ٍن كربةً من كرب الدنيا ّ
فرج اهلل عنو كربةً من ربكم ،وامضوا متوكلين على اهلل ،وتذكروا أنو من ّ
ضا يستغيثون فال مغيث ويستنجدون وَل كرب يوم القيامة ،فإخوانكم اليوم في كر ٍ
بات ركب بعضها بع ً
منجد.
فلتعلنوىا بأقوالكم وأفعالكم :لبيك لبيك يا أرض الرباط ،لبيك لبيك يا عفيفة الشام ،لبيك لبيك يا منارة
يتبجح ،وَل نجونا إن نجا.
العلماء ومهد األبطال النجباء ،فال بقينا إن بقي طاغيتها ّ
www.nokbah.com
[]6