Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 23

6RYHUHLJQW\DQG*RYHUQPHQWLQ-HDQ٪RGLQV

6L[/LYUHVGHOD 5pSXEOLTXH

6RSKLH1LFKROOV

RXUQDORIWKH+LVWRU\RI,GHDV9ROXPH1XPEHU-DQXDU\SS $UWLFOH-

3XEOLVKHGE\8QLYHUVLW\RI3HQQV\OYDQLD3UHVV
KWWSVGRLRUJMKL ,2 '

RUDGGLWLRQDOLQIRUPDWLRQDERXWWKLVDUWLFOH )
KWWSVPXVHMKXHGXDUWLFOH
‫الوصول المقدم من ‪ 8( Ebsco Publishing‬فبراير ‪ 08:50 2019‬بتوقيت جرينتش)‬
‫السيادة والحكومة في كتاب جان بودان الستة‬
‫كتب الجمهورية ( ‪)1576‬‬

‫صوفي نيكولز‬

‫أنا‪.‬‬

‫جان بودان في الرسالة التمهيدية للطبعة الالتينية األولى من كتابه ‪Six Livres de la‬‬
‫)‪ Re'publique (1586‬أن السياسات الملكية الفرنسية في السنوات األخ‪dd‬يرة تم‪dd‬يزت بجن‪dd‬ون‬
‫غير قابل للشفاء‪ 1 .‬تطارد أزمة الحروب األهلية مقدمات‪ d‬طبعاته من العم‪dd‬ل ‪ ،‬وك‪dd‬ان ب‪dd‬ودان‬
‫ص‪dd‬ريحا في أن الفهم الص‪dd‬حيح للعل‪dd‬وم السياس‪dd‬ية ك‪dd‬ان مطلوب‪dd‬ا لح‪dd‬ل المش‪dd‬اكل الفرنس‪dd‬ية‪ .‬في‬
‫تحديد هذه الحاجة لم يكن وحده‪ .‬الحظ اإلنساني المؤثر ل‪dd‬ويس ل‪dd‬وروا (ح‪dd‬والي ‪)77-1510‬‬
‫في )‪ Les Politiques d'Aristote (1568‬أنه من بين جميع التخصص‪dd‬ات ال‪dd‬تي تم إحياؤه‪dd‬ا‬
‫مؤخرا ‪ ،‬كانت السياسة‪ d‬هي األكثر أهمية وضرورية ومفيدة للجمي‪dd‬ع ‪ ،‬وم‪d‬ع ذل‪dd‬ك لس‪dd‬بب م‪dd‬ا‬
‫فقد تخلفت عن القواعد والشعر والبالغة والجدل‪ 2 .‬بين هؤالء العلماء الفرنسيين البارزين ‪،‬‬
‫كان هناك إجماع على أن كال من علم وفن السياسة بحاجة إلى تشريح وتحلي‪dd‬ل بنفس أن‪dd‬واع‬
‫كثافة الطب الشرعي التي دفعت‪ d‬نهجهم إلى تخصصات أخ‪dd‬رى مث‪dd‬ل الق‪dd‬انون والج‪dd‬دل وعلم‬
‫الكونيات والقواعد والبالغة والشعر‪ .‬تأثر لو روا بشدة بأرسطو ‪ ،‬واعتبر السياسة‬

‫خالص شكري ألنابيل بريت وس‪dd‬ارة م‪dd‬ورتيمر على مالحظاتهم‪dd‬ا على مس‪dd‬ودات ه‪dd‬ذه المقال‪dd‬ة ‪ ،‬وللم‪d‬راجعين المجه‪dd‬ولين على‬
‫تعليقاتهم واقتراحاتهم‪.‬‬
‫‪ 1‬جان بودين ‪ ،‬دي ريبوبليكا ليبري الجنس (ليون ‪.aiir-v ، )1586 ،‬‬
‫‪ 2‬لويس لوروا‪Les Politiques d'Aristote, esquelles est monstree la science de gouverner le genre ،‬‬
‫‪( humaine en toutes especes d'estats publiques‬باريس‪.aiiir–aivv ،)1576 ،‬‬

‫حقوق الطبع والنشر من قبل مجلة تاريخ األفكار ‪ ،‬المجلد ‪ ، 80‬العدد ‪( 1‬يناير ‪)2019‬‬
‫مبدأ القيادة لجميع األنشطة البشرية ‪ ،‬والتي بدونها ال يمكن لإلنسان الحفاظ على مجتمعات‪dd‬ه‪.‬‬
‫‪ 3‬نشر كتاب بودين ريبوبليك ألول مرة في عام ‪ ، 1576‬وانبثق من ه‪dd‬ذا اإلجم‪dd‬اع ‪ ،‬من‬

‫‪47‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫الحاج‪dd‬ة الملح‪dd‬ة لمعالج‪dd‬ة األزم‪dd‬ة السياس‪dd‬ية الناجم‪dd‬ة عن الح‪dd‬روب الديني‪dd‬ة ‪ ،‬ومن التح‪dd‬والت‬
‫‪1‬‬
‫المنهجية التي دعمت تدريبه القانوني‪.‬‬
‫في كتابه ‪ ،Re'publique‬كتب بودين أن السياسة كانت علما غامضا يتطلب تحقيقا‬
‫مطوال ومعرفة عميقة بالقوانين‪ ،‬وأن "أولئك الذين يناقش‪dd‬ون ش‪dd‬ؤون الع‪dd‬الم دون أي معرف‪dd‬ة‬
‫بالقوانين‪ ،‬أو القانون العام‪ ،‬الذين يركزون على ربح الفرد‪ ،‬يدنسون الغموض المقدسللفلسفة‬
‫السياس‪dd‬ية"‪ 2 .‬ألقى ب‪dd‬ودان ب‪dd‬اللوم على مكي‪dd‬افيلي على وج‪dd‬ه الخص‪dd‬وص في ه‪dd‬ذا الت‪dd‬دنيس ؛‬
‫انخفضت سمعته في فرنسا بشكل ح‪dd‬اد بع‪dd‬د مذبح‪dd‬ة ي‪d‬وم الق‪dd‬ديس ب‪dd‬ارثولوميو ع‪dd‬ام ‪، 1572‬‬
‫حيث تم محاسبة‪ d‬نس‪dd‬خته من فن الحكم على المذبح‪dd‬ة الوحش‪dd‬ية لمجتم‪dd‬ع هوجوينوتوتكتيك‪dd‬ات‬
‫ك‪d‬اثرين دي ميديش‪d‬ي‪ 3 .‬بق‪d‬در م‪d‬ا ك‪d‬ان ب‪d‬ودين قلق‪d‬ا ‪ ،‬ف‪d‬إن فش‪d‬ل مكي‪d‬افيلي في دعم األم‪d‬ير بالع‪d‬دل‬
‫والتقوى قلب النظام الطبيعي واإللهي رأسا على عقب‪ 4 .‬في المقابل ‪ ،‬سعت جمهورية‬
‫بودين إلى تقديم استجوابلعلم السياسة من الناحية القانونية ‪ ،‬مرتبطا معا باإللهية والطبيعية‬

‫‪ 3‬لو روا ؛ راجع ‪Le Roy, De l'origine, Antiquite, progre's, excellence et utilite ́ de l'art politique‬‬
‫‪ )1568‬و ‪( Guillaume Bude, De l'Institution du Prince‬باريس‪.)1547 ،‬‬ ‫(ليون‪،‬‬

‫‪ 1‬تشمل الدراسات المؤثرة للتكوين الفكري لبودين ما يلي‪ :‬ويليام ف‪ .‬تشيرش ‪ ،‬الفكر‬
‫الدستوري في فرنسا في القرن السادس عشر‪ :‬دراسة في تطور األفكار (كامبريدج ‪،‬‬
‫ماساتشوستس‪ :‬مطبعة جامعة‪ d‬هارفارد ‪ )1941 ،‬؛ جوليان إتش فرانكلين‪ ,‬جان بودان‬
‫وثورة القرن السادس‪ d‬عشر في منهجية القانون والتاريخ (نيويورك‪ :‬كولومطبعة جامعة‪d‬‬
‫مبيا ‪ )1963 ،‬؛ رالف إي جيسي ‪" ،‬فقه العصور الوسطى في مفهوم بودين للس‪dd‬يادة" ‪ ،‬في‬
‫جان بودان‪ :‬وقائع المؤتمر الدولي حول بودان في ميونيخ‪ ،‬هورست دينزر ‪ ،‬محرر‬
‫(ميونيخ‪ :‬سي إتش بيك ‪ 86-167 d، )1973 ،‬؛ دونالد ر‪ .‬كيلي‪ ,‬أسس الدراسات التاريخية‬
‫الحديثة‪ :‬اللغة والقانون والتاريخ في عصر النهضة الفرنسية (نيويورك‪/‬لندن‪ :‬مطبعة‬
‫جامعة‪ d‬كولومبيا‪)1970 ،‬؛ هويل أ‪ .‬لويد‪ ,‬جان بودان ‪" ،‬هذا الرجل البارز في فرنسا"‪:‬‬
‫سيرة فكرية (أكسفورد‪ :‬أكسفورد مطبعة الجامعة‪ )2017 ، d‬؛ جان مورو ريبل‪ ,‬جان بودان‬
‫والقانون العام مقارنة في عالقته بفلسفة التاريخ (باريس‪ :‬ج‪ .‬فرين ‪ .)1933 ،‬للحصول‬
‫على ببليوغرافيا كاملة لدراسات‪ d‬بودان حتى عام ‪ ، 2001‬انظر ماري دومينيك كوزينيت ‪،‬‬
‫جان بودين‪ :‬ببليوغرافيا الكتاب الفرنسيين‪ ،‬المجلد ‪( 23‬باريس‪/‬روما‪ :‬ميميني‪.)2001 ،‬‬
‫‪" 2‬ألن أولئك الذين كتبوا من‪d‬ذ ذل‪d‬ك الحين تمن‪d‬وا البل‪d‬دان ‪ ،‬وتح‪d‬دثوا عن ش‪d‬ؤون الع‪d‬الم‬
‫دون أي ترميم للق‪dd‬وانين ‪ ،‬وح‪dd‬تى الق‪dd‬انون الع‪dd‬ام ‪ ،‬ال‪dd‬ذي ال ي‪dd‬زال وراءه ال‪dd‬ربح المس‪dd‬تمد من‬
‫المعين ‪ ،‬أولئك ال‪dd‬ذين يدنس‪dd‬ون التت‪dd‬ويج الغ‪dd‬امض للفلس‪dd‬فة السياس‪dd‬ية‪ :‬ش‪dd‬يء أعطى "فرص‪dd‬ة‬
‫إلزعاج اإلحصائيات الجميلة واإلطاحة بها ‪ "،‬بودين ‪ ،‬كتب الجمهورية الستة (باريس ‪،‬‬
‫ُوريَّة‪.AII ،‬‬
‫‪r‬‬
‫‪ .aii ، )1576‬راجع بودين‪ ،‬من ُج ْمه ِ‬
‫‪v‬‬

‫‪ 3‬كيلي ‪ ، "Murd'rous Machiavel in France: A Post Mortem " ،‬فصلية العلوم السياسية ‪( 85‬‬
‫‪.59–545 :)1970‬‬
‫ُوريَّة آي آي آي ‪-‬أيي ‪ .‬الطبعة الالتينية لعام ‪ 1586‬ال تعيد إنتاج هذه المعادية‬
‫‪v‬‬ ‫‪v‬‬
‫‪ 4‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫للمكيافيلية‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫الق‪dd‬وانين‪ .‬تم نش‪dd‬ره في نفس الع‪dd‬ام ال‪dd‬ذي نش‪dd‬ر في‪dd‬ه ‪Innocent Gentillet AntiMachiavel‬‬
‫)‪ (1576‬وفي سياق مهاجمته‪ ، d‬استخدم كال المفكرين مكيافيلي كموجه للتفكير بش‪dd‬كل مكث‪dd‬ف‬
‫في "فن" و "علم" السياس‪dd‬ة نفس‪dd‬ها والحاج‪dd‬ة إلى مجموع‪dd‬ة واض‪dd‬حة من الل‪dd‬وائح والمب‪dd‬ادئ‬
‫المحددة‪ 5 .‬كان بودين واعيا بشكل خاص في س‪dd‬عيه لتأس‪d‬يس لغ‪dd‬ة جدي‪d‬دة للسياس‪d‬ة واس‪dd‬تبدال‬
‫التعريفات "الخاطئة" بأخرى "صحيحة" ‪ ،‬والتي يع‪dd‬د تعريف‪d‬ه ألس‪dd‬رى الح‪d‬رب الس‪d‬ياديةهو‬
‫‪6‬‬
‫األكثر شهرة‪.‬‬
‫في س‪dd‬ياق ه‪dd‬ذه الحاج‪dd‬ة إلى إنش‪dd‬اء لغ‪dd‬ة نهائي‪dd‬ة للسياس‪dd‬ة والعل‪dd‬وم السياس‪dd‬ية ‪ ،‬عن‪dd‬دما تم‬
‫استغالل انزالق المعنى بشكل متكرر ألسباب جدلية ‪ ،‬فإن االهتمام بالمصطلح السياسي‬
‫متعدد المعاني يكشف عن أهمي‪d‬ة إنش‪d‬اء إط‪d‬ار لدالل‪d‬ة المص‪d‬طلحات‪ .‬إن‪d‬ه يش‪dd‬ير إلى التح‪dd‬دي‬
‫الفكري المتأصل في تحديد وتوضيح طبيعة السياسة ‪ ،‬والجهات الفاعلة السياسية ‪ ،‬وأفض‪dd‬ل‬
‫ن‪dd‬وع من النظ‪dd‬ام أو الدس‪dd‬تور في الالتيني‪dd‬ة والعامي‪dd‬ة‪ 10 .‬على س‪dd‬بيل المث‪dd‬ال ‪ ،‬تب‪dd‬نى الفقه‪dd‬اء‬
‫الفرنسيون المصطلح لتعريف تجارتهم الفكرية على أنه‪dd‬ا علم سياس‪dd‬ي ‪ ،‬كم‪dd‬ا ه‪d‬و الح‪dd‬ال في‬
‫‪ Commentarius de jurisprudentia muciana‬لفرنك ب‪dd‬ودوان (‪ )1559‬و ‪Pandectes‬‬
‫لويس لو كارون ( ‪ .)1587‬في ‪ ، Re'publique‬استخدم بودان مصطلح السياسة لوصف‬
‫العلوم السياسية والفلسفة والفالسفة‪ :‬أرسطو وأفالط‪d‬ون وبلوت‪d‬ارخ هم "سياس‪d‬يون" أو ح‪d‬تى‬
‫"حكماء سياسيون"‪ .‬كما يشير بشكل مجرد إلى "‪ "le sage Politique‬واألكثر ش‪dd‬يوعا إلى‬
‫النوع الخاص من "الحكمة‪ d‬السياسية" الضمني في فهم العلوم السياسية في إطار قانوني‪ .‬في‬
‫‪ 7‬ج‪d‬دل تل‪d‬ك الف‪d‬ترة ‪ ،‬يمكن أيض‪d‬ا اس‪d‬تخدام ه‪d‬ذا المص‪d‬طلح غ‪d‬ير المس‪d‬تقر للتندي‪d‬د بمكي‪d‬افيلي‬
‫وأولئك الذين ينظر إليهم على أنهم متأثرون بنسخته من ‪ :statecraft‬تشير تسمية "السياسة"‬

‫‪ 5‬ميشيل سينيالرت ‪" ،‬تقنية السياسة في بداية العصر الحديث" ‪ ،‬تحول األمير‪:‬‬
‫السياسة والثقافة في الفضاء الغربي‪ ,‬إد‪ .‬كاثرين كوليوت‪-‬تيهو‪ :‬المطابع الجامعية في رين ‪،‬‬
‫‪.52-43 :)2014‬‬
‫ُوريَّة‪[ 1.9 ،‬وليس ‪ 1.8‬كما في الطبعات الالحقة]‪152 ،‬؛‪ d‬من قبل‬ ‫‪ 6‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫جمهورية‪ .78 d,1.8 ,‬تشمل المناقشات‪ d‬الناطقة باللغة اإلنجليزية المؤثرة فرانكلين ‪ ،‬جان‬
‫بودان وتيصعود النظرية المطلقة (كامبريدج‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج ‪ )1973 ،‬؛ نانيرل‬
‫أو كيوهان‪ ,‬الفلسفة والدولة في فرنسا‪ :‬عصر النهضة إلى التنوير (برينستون ‪،‬‬
‫نيوجيرسي‪ :‬مطبعة جامعة برينستون ‪ )1980 ،‬؛ كوينتين سكينر‪ ,‬أسس الفكر السياسي‬
‫الحديث (كامبريدج‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج ‪ 301-286 d:2 d، d)1978 ،‬؛ ريتشارد تاك‪,‬‬
‫السيادة النائمة‪ :‬اختراع الديمقراطية الحديثة (كامبريدج‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج ‪)2016 ،‬‬
‫‪ 62-1 dd،‬؛ ج‪dd‬ون إتش إم س‪dd‬المون ‪" ،‬إرث ج‪dd‬ان ب‪dd‬ودين‪ :‬أبس‪dd‬ولو"تنزع‪dd‬ة أم ش‪dd‬عبوية أم‬
‫دستورية؟"‪ ،‬تاريخ الفكر السياسي ‪ d.522–500 d:)1996( 17‬انظر على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪10‬‬

‫سياسة (‪ d;)1574‬ديسكريبتون [كذا] من سياسة عصرنا (‪ ;)1588‬لويس دورل آنس‪,‬‬


‫المأدبة وبعد الحدث [كذا] من حكاية أريتي (باسكالريس ‪ .)1594 ،‬راجع إيما كالوسن ‪،‬‬
‫"دراسة الستخدامات المصطلح سياسة خالل الحروب الدينية الفرنسية‪ ,‬ج‪(" 98-1562 .‬‬
‫‪ ، .DPhil diss‬جامعة‪ d‬أكسفورد ‪.)2016 ،‬‬
‫‪49‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫إلى فشلهم الجم‪d‬اعي في تص‪d‬ور السياس‪dd‬ة في إط‪d‬ار أخالقي مس‪d‬يحي‪ .‬يمكن ق‪d‬راءة اس‪dd‬تخدام‬
‫ب‪dd‬ودين للمص‪dd‬طلح كوس‪dd‬يلة الس‪dd‬تعادة م‪dd‬ا اعت‪dd‬بره المع‪dd‬نى الص‪dd‬حيح للمص‪dd‬طلح ‪ ،‬بعي‪dd‬دا عن‬
‫دالالت مكيافإيليان ولكنه ال ي‪dd‬زال مكون‪dd‬ا أساس‪d‬يا لمف‪d‬اهيم "فن الحكم"‪ .‬أخ‪dd‬يرا ‪ ،‬تم اس‪d‬تخدام‬
‫المص‪dd‬طلح أيض‪dd‬ا لتحدي‪dd‬د ‪ -‬غالب‪dd‬ا في التحق‪dd‬ير ‪ -‬مجموع‪dd‬ة مح‪dd‬ددة ومنخرط‪dd‬ة سياس‪dd‬يا من‬
‫الكاثولي‪dd‬ك ال‪dd‬ذين ينج‪dd‬ذبون إلى مب‪dd‬ادئ التس‪dd‬امح ال‪dd‬ديني وهممع‪dd‬ادون للمواق‪dd‬ف العني‪dd‬دة في‬
‫الرابطة الكاثوليكية تجاه الهوغون‪d‬وت الفرنس‪d‬يين وفك‪d‬رة الملكي‪d‬ة البروتس‪d‬تانتية‪ .‬تقلي‪d‬ديا ‪ ،‬تم‬
‫وض‪dd‬ع ب‪dd‬ودين في ه‪dd‬ذه الفئ‪dd‬ة من قب‪dd‬ل العلم‪dd‬اء المعاص‪dd‬رين ‪ ،‬على ال‪dd‬رغم من االع‪dd‬تراف‬
‫بحدودها‪ 12 .‬إن المصطلح السياسي هو رمز للحاجة إلى تحدي‪dd‬د النهج الص‪dd‬حيح ل "العل‪dd‬وم‬
‫السياسية" (كما أطلق عليه بودين) في سياق الحروب الدينية ‪ ،‬حيث أص‪dd‬بح تق‪dd‬اطع الق‪dd‬انون‬
‫اإللهي والطبيعي والمدني جزءا ال يتجزأ منجدل اليوم‪.‬‬
‫ك‪dd‬ان اس‪dd‬تخدام ب‪dd‬ودان ال‪dd‬دقيق للغ‪dd‬ة السياس‪dd‬ية في ‪ Re'publique‬من أع‪dd‬راض القل‪dd‬ق‬
‫المشترك بين المفكرين الفرنسيين من أن بعض المسائل السياس‪dd‬ية طويل‪dd‬ة األم‪dd‬د تحت‪dd‬اج إلى‬
‫حل من أجل استعادة الوحدة إلى النظام السياسي‪ .‬كان تدخله في هذه المناقشات ه‪dd‬و تعريف‪dd‬ه‬
‫المذهل للس‪dd‬يادة ‪ ،‬الموص‪dd‬وف بمص‪dd‬طلحات اإلمبراطوري‪dd‬ة الروماني‪dd‬ة على أن‪dd‬ه التح‪dd‬رر من‬
‫القوانين‪ 13 .‬كان التدخل األقل شهرة ولكنه ال يزال الفت‪dd‬ا للنظ‪dd‬ر في اإلط‪dd‬ار ال‪dd‬داللي الح‪dd‬الي‬
‫لألفكار السياسية الفرنسية هو ق‪dd‬راره ب‪dd‬التمييز بين نش‪dd‬اط الحكوم‪dd‬ة ( ‪ )la police‬والدول‪dd‬ة (‬
‫‪ .)l'e'tat‬في تقديم هذا التمييز ‪ ،‬كان بودين مبتكرا ب‪dd‬وعي ذاتي‪" :‬هن‪dd‬اك ف‪dd‬رق كب‪dd‬ير" ‪ ،‬كم‪dd‬ا‬
‫‪14‬‬
‫كتب ‪" ،‬بين الدولة والحكومة ‪ ،‬وهو أمر ال يمكن ألحد أن يتطرق إليه على اإلطالق"‪.‬‬
‫اإلشارة إلى "األسرار"‬

‫‪Re ́publique/De Republica libri sex: Livre premier-Liber I, ed. Mario Turchetti and Nicholas‬‬
‫‪ ;de Araujo (Paris: Classiques Garnier, 2013), 83–100‬استخدمها جوليان بروش لتعيين مدرسة قانونية في‬
‫‪L'E ́ cole des "Politiques" (1559-1598): La contribution des juristes et publicistes franc ̧ais à‬‬
‫‪la Construction de l'Etat royal ( Aix-en-Provence: Presses Universitaires d'Aix-Marseille ،‬‬
‫)‪.2012‬‬
‫‪ 12‬أرليت جوانا‪Les ambiguı ̈te ́s des Politiques face a' la Sainte Ligue،" in De Michel de " ،‬‬
‫‪l'Hospital a' l'E ́ dit de Nantes: Politique et religion face aux esglises , ed. Thierry‬‬
‫‪( Wanegffelen‬كليرمون فيران‪ :‬المطابع الجامعي‪dd‬ة بل‪d‬يز باس‪dd‬كال‪ ;93–475 ,)2002 ،‬تورش‪dd‬يتي‪Une question" ،‬‬
‫‪ "،mal pose ́e: l'origine et l'identité des Politiques au temps des guerres de Religion‬في ‪De‬‬
‫‪.Michel de l'Hospital a' l'E ́ dit de Nantes, 357–90‬‬
‫بودين ‪ ،‬الجمهورية ‪ 152 ، 1.9 ،‬؛ دي ريبوبليكا ‪.78 ، 1.8 ،‬‬ ‫‪13‬‬

‫" ‪Car il y a bien difference de l'estat, et du gouvernement: qui est un secret de police qui n'a‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ ;point este' touche' de personne," Bodin, Re'publique, 2.2, 233‬راجع ‪،De Republica, 2.2, 189‬‬
‫الذي يناقش التمييز من حيث االختصاص اإلمبرياني بدال من تأطير هذا على أنه فرق بين ‪ summum imperium‬و‬

‫ُوريَّة آي آي آي ‪ . -AIII , 4.3, 450; 5.1, 535; 6.2, 617‬في الالتينية يستخدم‬
‫‪r‬‬ ‫‪v‬‬
‫‪ 7‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫بودين مصطلحات الحكمة (برودينتيا )‪ .‬يناقش ماريو تورشيتي استخدام بودين للمصطلح‬
‫ُوريَّةجان بودين‪ :,‬الكتب الستة من‬ ‫في طبعته من الكتاب األول من ُج ْمه ِ‬
‫‪50‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫‪ administratio‬كما في كتابه ‪Methodus: Bodin, Methodus ad facilem historiarum cognitionem‬‬


‫(باريس‪.181 ،)1566 ،‬‬
‫هنا يكمل تلميحه إلى "ألغاز" العلوم السياسية في مقدمته ‪ ،‬مما ي‪d‬دل على الطبيع‪d‬ة الغامض‪d‬ة‬
‫على ما يبدو للعلوم السياسية‪ .‬اجتذب تمييز بودين بين الحكومة والدولة انتباه العلماءلس‪dd‬ماته‪d‬‬
‫"الحديثة" الواضحة ؛ لقد كان ذا أهمية خاصة للعلماء الذين يدرس‪dd‬ون اآلث‪dd‬ار المترتب‪dd‬ة على‬
‫حجته للمفاهيم الالحقة للسياسة مثل مفاهيم روسو‪ 8 .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن المفهوم المعقد للشرطة‬
‫المتأصل في تمييز ب‪d‬ودين المهم لم يتم فحص‪dd‬ه بش‪dd‬كل ك‪dd‬اف‪ .‬إن دوره‪dd‬ا في الفك‪dd‬ر السياس‪dd‬ي‬
‫الفرنسي ‪ -‬كجزء من العملية األوسع لتعريف السياس‪dd‬ة ‪ ،‬ال‪dd‬تي ينظ‪dd‬ر إليه‪dd‬ا على أنه‪dd‬ا نش‪dd‬اط‬
‫عملي ونظام فكري ‪ -‬يستحق المزيد من البحث‪ .‬يكشف تشريح ‪ la police‬عن مكوناته في‬
‫‪ ، Aristotelian‬لكن وضعه في سياقه يوضح تطبيقا قانونيا فريدا للمص‪d‬طلح لش‪d‬رح التمي‪dd‬يز‬
‫الح‪dd‬الي بين اإلدارة والحكم الس‪dd‬يادي‪ .‬ويكش‪dd‬ف ه‪dd‬ذا النهج عن الت‪dd‬وترات بين الفهم الق‪dd‬انوني‬
‫لفكرة الجمهورية أو الرجعية والفهم القائم على الفلسفة السياسية الكالسيكية؛‪ d‬استخدم بودين‬
‫كليهما‪ .‬لذلك فإن نهج الطب الشرعي لموقف مفهوم ‪ la police‬هذا هو وس‪d‬يلة لتفكي‪d‬ك نهج‬
‫بودين المنهجي للفكر السياسي ‪ ،‬ألنهيوضح أيضا العالقة بين السيادة والكومن‪dd‬ولث ‪ ،‬الس‪dd‬مة‬
‫الرئيسية ل ‪.Re'publique‬‬

‫الثاني‪.‬‬

‫أي حكم على طبيعة وأهمية تمييز بودين بين الحكوم‪d‬ة والدول‪d‬ة يتطلب النظ‪d‬ر في مع‪d‬نى ‪la‬‬
‫الشرطة ‪ .‬استخدامه للمصطلح في الطبعة العامية لعام ‪ 1576‬من ‪ Re'publique‬ال يقابله‬
‫مكافئ التيني واحد في الطبعات الالحقة‪ .‬بدال من ذلك ‪ ،‬ينتقل بين الحاكم ‪ ،‬واإلدارة ‪،‬‬
‫ونسبة إمبيراندي ‪ ،‬وببساطة الدقة البشرية ‪ .‬يمكن للعلماء أنيستنتجوا إحساسا عاما بما قد‬
‫يعنيه بالشرطة‪ :‬ن‪dd‬وع معين من العقالني‪dd‬ة ‪ ،‬أو الحكم‪dd‬ة ‪ ،‬ال‪dd‬تي تح‪dd‬دد اإلش‪dd‬راف على اإلدارة‬
‫اليومي‪dd‬ة في الكومن‪dd‬ولث‪ .‬لكن التن‪dd‬اقض يجع‪dd‬ل من المس‪dd‬تحيل اس‪dd‬تخالص أي اس‪dd‬تنتاجات‬
‫ملموسةحول أهمية التمييز لفكر بودين السياسي‪ .‬لقد اقترح ‪ -‬خطأ ‪ ،‬كما سأستكشف أدن‪dd‬اه ‪-‬‬
‫أن استخدامه للمصطلح مرتبط برده على كتاب كلود دي سيسيل ‪La Grande Monarchie‬‬

‫‪ 8‬لوك فويسنو ‪" ،‬سوفيرالجشع وس‪d‬بب الدول‪d‬ة‪ :‬ب‪d‬ودين ‪ ،‬بوت‪d‬يرو ‪ ،‬ريش‪d‬يليو وه‪d‬وبز ‪" ،‬في‬
‫استقبال بودين ‪ ،‬إد لويد (ليدن‪ :‬بريل ‪ 42-323 d، )2013 ،‬؛ كيوهان‪ ,‬الفلسفة والدولة في‬
‫فرنسا‪ ;82–54 ,‬أندريه لومير‪ ,‬القوانين األساسية للملكية الفرنسية بعد ‪E's The Oreticians‬‬
‫من النظام القديم (باريس‪ ;111–28 d,)Ancienne librarie E. Thorin et fils, 1907 :‬مورو‬
‫ريبل‪ ,‬جان بودان‪ ;198–135 ,‬سينيالرت‪ ,‬فنون الحكم‪ :‬من النظام إلى مفهوم الحكومة‬
‫(باريس‪ :‬سوي ‪ )1995 ،‬؛ سكينر أنشأ‪ ;301–2:286 ,‬جان تيريل‪ ,‬أصول الميثاق‬
‫االجتماعي‪ :‬القانون الطبيعي والسيادة وعقد بودان مع روسو (باريس‪Éditions de Seuil، ،‬‬
‫‪)2001‬؛ الثنيه النوم السيادي‪.62–1 ,‬‬
‫‪51‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫)‪ .de la France (1519‬عندمااستخدم‪ d‬لو سيسيل بشكل مؤثر فكرة ‪ la police‬لكبح جماح‬
‫السلطة الملكية ‪ ،‬لم يتصور بودين "القيود" في ‪ Re'publique‬كضوابط على سلطة الس‪d‬يادة‬
‫التي تفضل الشعب ‪ ،‬بل كطرق لمنع سلطة المكتب من التضاؤل بسبب تص‪dd‬رفات‪ d‬أص‪dd‬حاب‬
‫المناصب الفردية‪.‬‬
‫يؤكد التركيز على مفهوم بودين للشرطة داخل الكومنولث أن النشاط التشريعي‬
‫للحكومة لم يكن بالضرورة أن يتعارض مع فكرة الس‪dd‬يادة مث‪dd‬ل ‪ .legibus solutus‬لق‪dd‬د ثبت‬
‫بوضوح أن تمييز ب‪dd‬ودين "س‪dd‬مح ل‪dd‬ه باس‪dd‬تمرار بفص‪dd‬ل الس‪dd‬يادة الرس‪dd‬مية عن الت‪dd‬دفق الفعلي‬
‫للسلطة في حكم الكومنولث"‪ 9 .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن استخدام ب‪d‬ودان لمص‪dd‬طلح ‪ la police‬لم يتم‬
‫اعتباره بعد جزءا من مجموعة موجودة من المناقش‪dd‬ات‪ d‬الفرنس‪dd‬ية ح‪dd‬ول الحكوم‪dd‬ة والحكم‪dd‬ة‬
‫السياسية وأنواع النشاط السياسي‪ .‬وهكذا‪ ،‬تم التغاضي عن نقاط الضعف في اختيار بودين‪،‬‬
‫ربما ألن مصطلح الشرطة اتخذ معنى أكثر تحديدا منذ القرن السابع عشر فصاعدا‪ .‬ولكن‬
‫كم‪d‬ا الح‪d‬ظ المعاص‪dd‬رون ‪ ،‬ك‪d‬انت السياس‪dd‬ة في س‪dd‬تينيات و ‪ 70‬مفهوم‪d‬ا غ‪dd‬ير مس‪d‬تقر يتطلب‬
‫تعريفا وتحليال أوثق‪ .‬حقيقة أن بودين لميوظف تمييزه بين الدول‪dd‬ة والحكوم‪dd‬ة باس‪dd‬تمرار في‬
‫‪ Re'publique‬يعزز ه‪dd‬ذه النقط‪dd‬ة ويوض‪dd‬ح إلى أي م‪dd‬دى ك‪dd‬انت ‪ Re'publique‬ج‪dd‬زءا من‬
‫عملية تعريف العلوم السياسية نفسها ‪ ،‬والتي أثبتتها طبعاته العدي‪dd‬دة من العم‪dd‬ل‪ .‬ق‪dd‬د يب‪dd‬دو أن‬
‫هذا الخط من التحقيق يقوض ادعاءات بودين حول أهمية تمييزه ولكن هذا ليس القص‪dd‬د‪ .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬فإن معالجة عدم اس‪dd‬تقرار مص‪dd‬طلحات‪ la police d‬توض‪dd‬ح بش‪dd‬كل متن‪dd‬اقض حقيق‪dd‬ة‬
‫أساسية وطعنةحول ‪ Re'publique‬نفس‪dd‬ها‪ :‬كم‪d‬ا اق‪d‬ترح ‪ Nannerl Keohane‬بش‪dd‬كل مهم في‬
‫عام ‪ ، 1980‬ف‪dd‬إن عم‪dd‬ل ب‪dd‬ودين ال يتعل‪dd‬ق فق‪dd‬ط بتعري‪dd‬ف الس‪dd‬يادة‪ .‬وعلى نط‪dd‬اق أوس‪d‬ع‪ ،‬ك‪dd‬ان‬
‫ملخصا يدرس النظام الصحيح للكومن‪dd‬ولث كك‪dd‬ل‪ ،‬وخاص‪dd‬ة العالق‪dd‬ة بين الدول‪dd‬ة وإدارته‪dd‬ا‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫وهي العالقة التي من شأنها أن تحدد الخطاب السياسي الفرنسي في القرن السابع عشر‪.‬‬
‫جاء مص‪dd‬طلح ‪ la police‬إلى اللغ‪dd‬ة الفرنس‪dd‬ية من خالل الترجم‪dd‬ات العامي‪dd‬ة ألرس‪dd‬طو‬
‫‪ 11 .works‬مع‪d‬نى النظ‪d‬ام والحكم الرش‪d‬يد الض‪d‬مني في المص‪d‬طلح يش‪d‬بع ج‪d‬ايلز من روم‪d‬ا الم‪d‬ؤثر‬
‫)‪ De Regimine Principum (1280‬وترجماته العامية ‪ ،‬التي كتبت ألول مرة لفيليب الرابع‬
‫وج‪dd‬زءا ال يتج‪dd‬زأ من التقالي‪dd‬د األرس‪dd‬طية‪ 19 .‬لكن ‪ la police‬دخلت في الخط‪dd‬اب السياس‪dd‬ي‬
‫الفرنسي بشكل أكثر تأثيرا من خالل الترجمة العامية األولى لنيكوال دوريسم للسياسة في‬
‫الق‪dd‬رن الراب‪dd‬ع عش‪dd‬ر ‪ ، Le Livre de Politiques d'Aristote ،‬وال‪dd‬تي جعلت ‪politeia‬‬
‫بمثابة بوليسيا‪ .‬كانت ترجمة ‪ Oresme‬إشكالية لعدد من األسباب ‪ ،‬ولكن في هذا السياق ‪،‬‬
‫ورث استخدامه لمصطلح ‪ policie‬غموض األص‪d‬ل في التمي‪d‬يز بين جمي‪d‬ع أن‪d‬واع الدس‪d‬تور‬
‫والدستور "األفضل"‪ 20 .‬حلت طبعة ل‪dd‬ويس ل‪dd‬وروا لع‪dd‬ام ‪ 1568‬مح‪dd‬ل ترجم‪dd‬ة أوريس‪dd‬مي ‪،‬‬

‫أهمية تمييز بودين‬ ‫‪ade‬‬‫‪ 9‬كيوهان‪ ,‬الفلسفة والدولة‪ .74 ,‬الثنية في اآلونة األخيرة ميدعي‬
‫للفكر السياسي الحديث في النوم السيادي‪.‬‬
‫‪ 10‬كيوهان‪ ,‬الفلسفة والدولة‪.82–54 ,‬‬
‫‪ 11‬راجع نيكوالي روبنشتاين‪" ،‬تاريخ الكلمة سياسي في أوروبا الحديثة المبكرة"‬
‫‪52‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫لكنها عززت االرتباطات األرسطية لمصطلح ‪ .la police‬في تعليقه على السياسة ‪، 3.2‬‬
‫أوضح لوروا أن الشرطة (مثل ‪ )civitas‬يمكن أن تعني إما المدينة أو المدينة ‪ ،‬أو يمكن‬
‫‪21‬‬
‫أن تشير إلى السيادة والحكومة العامة بموجب القانون والقضاةعلى مجتمع من الرجال‪.‬‬
‫في تعليقه ‪ la ،‬الشرطة والسياسة الحكومية حددت بشكل مترادف نشاط أولئك الذين لديهم‬
‫قيادة س‪d‬يادية على المدين‪d‬ة‪ 22 .‬وهك‪d‬ذا ع‪dd‬زز اس‪d‬تخدام ل‪d‬وروا لمص‪dd‬طلح ‪ la police‬تالعب‪dd‬ه‬
‫بالنص األرسطي في حجة للملكية القوية‪ .‬سعى بودين ‪ ،‬ال‪dd‬ذي ت‪dd‬أثر بالتأكي‪dd‬د ب ‪، Le Roy‬‬
‫إلى توضيح هذا التمييز الغامض بين صاحب السيادة وحكومته‪.‬‬
‫رفض بودان العديد من مقدمات أرس‪dd‬طو في ‪ ، Re'publique‬على ال‪d‬رغم من أن‪dd‬ه ظ‪dd‬ل‬
‫مدينا فكريا ل "الفيلسوف"‪ 23 .‬ك‪dd‬انت م‪dd‬وارد ب‪dd‬ودين قانوني‪dd‬ة في الغ‪dd‬الب ‪ ،‬وفي ك‪dd‬ل من ه‪dd‬ذا‬
‫التطبيق العملي وتطبيق الخطاب العام ‪ ،‬بدأت لغة الشرطة أيضا في الترسخ ‪ ،‬حيث تعمل‬
‫معمجموعة داللية واسعة من "الدستور" و "الحكومة" و "النظ‪dd‬ام" و "العدال‪dd‬ة" ال‪dd‬تي ظلت‬
‫إلى حد ما مدينة لتقليد التعليق األرسطي‪ 24 .‬منذ أواخ‪dd‬ر الق‪dd‬رن الث‪dd‬الث عش‪dd‬ر وأوائ‪dd‬ل الق‪dd‬رن‬
‫الرابع عشر ‪ ،‬كان المصطلح يستخدم على نطاق واسع ليعني‬

‫في أنتوني باغدن ‪ ،‬محرر ‪ ،‬لغات النظرية السياسية في أوروبا الحديثة المبكرة (كامبريدج‪ :‬مطبعة جامعة كامبريدج ‪،‬‬
‫‪.56-41 ، )1987‬‬
‫‪ 19‬جايلز من روما ‪ :Li Livres du Gouvernement des Rois ،‬نسخة فرنسية من القرن الثالث عشر من أطروحة‬
‫‪ ، Egidio Colonna De Regimine Principum‬المنشورة اآلن من ‪( Kerr ms، ed. S. P. Molenaer‬مطبعة‬
‫جامع‪dd‬ة كولومبي‪dd‬ا‪ :‬نيوي‪dd‬ورك ‪ .)1899 ،‬ح‪dd‬ول الترجم‪dd‬ات الفرنس‪dd‬ية‪ ،‬انظ‪dd‬ر ‪Noe ̈lle-Laetitia Perret, Les‬‬
‫‪traductions franc ̧aises du De regimine principum de Gilles de Rome: Parcours materiel,‬‬
‫‪( culturelle, et intellectuelle d'un discours sur l'education‬بريل‪ :‬ليدن‪.)2011 ،‬‬
‫نيكوال دورسم‪" ،‬كتاب السياسة في أرسطو"‪ ،‬نشرنص مخطوطة أفرانش ‪ .223‬مع مقدمة نقدي‪dd‬ة ومالحظ‪dd‬ات بقلم ‪A. D.‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ "، Menut‬معامالت الجمعية الفلسفية األمريكية ‪( 60‬فيالدلفيا ‪.28 :)1970 ،‬‬


‫لوروا‪Les Politiques، 3.4، 302 ،‬؛ راجع ‪.325‬‬ ‫‪21‬‬

‫لو روي ‪.327 ، 3.5 ،‬‬ ‫‪22‬‬

‫آنا بيكر ‪" ،‬جان بودان في االقتصاد والسياسة" ‪ ،‬تاريخ األفكار األوروبية ‪ ، 40‬رقم ‪.54-135 :)2014( 2‬‬ ‫‪23‬‬

‫نيكوال ديالمار ‪ Traite 'de la Police ، 4 ،‬مجلدات (باريس ‪ )38-1705 ،‬يفهرس النصوص الفرنسية التي تناقش‬ ‫‪24‬‬

‫الشرطة‪ .‬تشمل الدراسات المفيدة للمصطلح في المنح الدراسية ما يلي‪ :‬مارغريت بوليه سوتيل ‪" ،‬الشرطة واإلدارة في‬
‫فرنسا ‪-a' la fin de l'ancien re'gime: Observa‬‬
‫"الحكم الرش‪d‬يد" على أس‪d‬اس الق‪d‬وانين واإلدارة والدس‪d‬تور الس‪d‬ليم‪ .‬في ع‪d‬ام ‪( 1388‬قب‪d‬ل أن‬
‫يصاب بالجنون) ‪ ،‬عرف تشارلز السادسجليده على أنه يتكون في المق‪dd‬ام األول من "رعاي‪dd‬ة‬
‫وحكومة مدينتنا الجيدة باريس ‪ ،‬من أجل الحفاظ على العدالة والمراسيم والشرطة في كل‬
‫شيء"‪ 25 .‬بعد قرن من الزمان ‪ ،‬يمكن العثور على لويس الحادي عشر يؤكد لبعض القضاة‬
‫المحليين الحق في الحكم "في ‪ justice‬والشرطة"‪ .‬على هذا األساس ‪ ،‬اقترح المؤرخ‪dd‬ون أن‬
‫التركيز على دستور منظم جيدا ‪ ،‬من خالل اإلدارة العملية للحكومة اليومي‪dd‬ة ‪ ،‬ه‪dd‬و التفس‪dd‬ير‬
‫األكثر شموال ل ‪ la‬شرطة‪ 26 .‬هذا بالتأكيد يناسب‪ d‬قانون هنري الثالث (‪ ، )1587‬حيث‬
‫يخص‪d‬ص الكت‪dd‬اب العاش‪d‬ر للحكوم‪d‬ة البلدي‪d‬ة (خاص‪d‬ة الض‪d‬رائب) تحت عن‪d‬وان "اختص‪d‬اص‬
‫وإدارة الشرطة"‪ 27 .‬تم تأكيده أيضا من خالل وجهة نظر كاردان لو بريت في عام ‪، 1632‬‬
‫‪53‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫واصفا ‪ la‬الشرطة من خالل القوانين والمراسيم التي تنظم االقتصاد العام للشعب‪ ، d‬والتي‬
‫‪28‬‬
‫يشرف عليها السيادة‪.‬‬
‫في استخدام مصطلح الشرطة كتمييز عن الدولة ‪ ،‬كان من الممكن أن يعتمد بودين‬
‫على هذا التعريف الفضفاض والمسكن للكلمة ليعني اإلدارة على أساس دستور منظم جيدا‪.‬‬
‫غير أنه كان يدرك المشاكل المحتملة الكامنة في المصطلحات‪ ،‬وال سيما عن‪dd‬د تطبيقه‪dd‬ا على‬
‫الحالة الفرنسية‪ .‬على ال‪dd‬رغم من التأكي‪dd‬د على النظ‪dd‬ام السياس‪dd‬ي الجي‪dd‬د ‪ ،‬ك‪dd‬ان هن‪dd‬اك احتم‪dd‬ال‬
‫للتضارب بين مفهوم الشرطة والحجج المؤيدة للسيادة التشريعية الكاملة للملك الفرنسي‪.‬‬
‫كان تركيز السلطات في أيدي الملوك ذوي السيادة بحلول نهاية العصور الوسطى يع‪dd‬ني أن‬
‫الملوك ال يمكنهم السماح للشرطة بالهروب من مجال نفوذهم‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كان من‬
‫الصعب فرض هذه الرؤي‪dd‬ة الملكي‪dd‬ة للس‪dd‬لطة الملكي‪dd‬ة من الناحي‪dd‬ة العملي‪dd‬ة ‪ -‬فق‪dd‬د ش‪dd‬هد وض‪dd‬ع‬
‫وتطبيق معايير الحكومة على انتشار ‪ ،‬بدال من ذلك‪.‬‬

‫‪ "tions terminologiques‬في ‪Histoire comparée de l'administration (IVe-XVIIIe sie'cles): Actes‬‬


‫‪du XIVe colloque historique franco-allemand (Tours, 27 March–1er avril 1977), eds . Werner‬‬
‫‪( Paravicini and Karl Ferdinand Werner‬ميونيخ‪Franc ̧ois Olivier- )( ;)Artemis Verlag, 1980 :‬‬
‫‪( Martin, La police e ć onomique de l'Ancien Re ́gime‬باريس‪ ;)Editions Loysel, 1988 :‬باولو نابولي‪،‬‬
‫"الشرطة‪ :‬تصور الوضع القانوني السياسي في سن االستحقاق"‪Droits: Revue Franc ̧aise de 'orie juridique ،‬‬
‫‪ ;20 (1994): 183-96‬ألبرت ريغوديير‪Les ordonnances de police en France a' la fin du Moyen " ،‬‬
‫‪ .Age،" in Policey im Europa der Fru ̈hen Neuzeit, ed‬مايكل ستولي (فرانكفورت‪ :‬فيتوريو كلوسترمان ‪،‬‬
‫‪.161-97 ، )1996‬‬
‫() ديالمار‪ ،Traite ́ de la Police ،‬المجلد ‪ .170 ،4‬مقتبس في ‪" ،Rigaudie're‬أوامر الشرطة"‪.103 ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫انظر نابولي‪" ،‬الشرطة"‪" ، Rigaudie're .‬أوامر الشرطة"‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫بارنابي بريسون ‪ ،‬محرر ‪ ،‬كود دو روي هنري الثالث‪ .‬روي دي فرانس إي دي بولونيا (باريس ‪.70-315 d، )1587 ،‬‬ ‫‪27‬‬

‫تم ذكر بارنابي بريسون بإعجاب من قبل بودين في ميثودوس ‪ ،‬وأعدمته العصبة في عام ‪.1591‬‬
‫كاردان لو بريت ‪ ،‬دي ال سوفيرينيت دو روا (باريس ‪.96-688 ، )1632 ،‬‬ ‫‪28‬‬

‫من المركزية ‪ ،‬الملكية‪ .‬كانت فرنسا تتكون من شبكة من المحليات والسلطات ال‪dd‬تي تؤك‪dd‬د‬
‫‪12‬‬

‫الوالية القضائية المستقلة‪ .‬من مجلس الملك إلىبرلم‪d‬ان ب‪d‬اريس وإلى المن‪d‬اطق المحلي‪d‬ة ‪ ،‬ق‪d‬ام‬
‫الحكام والشيوخ والمحضرون والعمداء بأنشطة الحكومة ( ‪ )la police‬باسم الملك‪ .‬كما ب‪dd‬دأ‬
‫الفقهاء يزعمون‪ ،‬منذ القرن الثاني عشر فصاعدا‪ ،‬أن القضاة يمكنهموضع القوانين وإنفاذها‬
‫في مدنهم‪ 13 .‬وبالتالي فإن مسألة كيفية حكم مجتمع منظم جيدا تنط‪dd‬وي على مناقش‪d‬ة‪ d‬العالق‪dd‬ة‬
‫بين الس‪dd‬لطات الملكي‪dd‬ة ومتطلب‪dd‬ات الحكوم‪dd‬ة المحلي‪dd‬ة ال‪dd‬تي س‪dd‬محت بق‪dd‬در من االس‪dd‬تقالل‬
‫التش‪d‬ريعيعن الس‪d‬لطة الس‪d‬يادية‪ 14 .‬طلب ه‪d‬نري الث‪d‬اني من رئيس برلم‪d‬ان ب‪d‬اريس ‪ ،‬في ع‪d‬ام‬
‫‪" ،Rigaudie're 12‬ال أوامر الشرطة"‪.109 ،‬‬
‫‪ 13‬ريجوديير ‪.120 ،‬‬
‫‪ 14‬تم استكشافه‪ d‬في ‪ ، Rigaudie're‬التفكير وبناء الدولة في فرنسا العصور الوسطى‬
‫(القرنان الثالث عشر والخامس عشر) (باريس‪ :‬لجنة التاريخ واالقتصاد والتمويل في‬
‫فرنسا‪)2003 ،‬؛ وليام ليتي‪ ,‬المنزاللعمر والمجال العام في فرنسا في العصور الوسطى‬
‫‪54‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫‪ ، 1555‬لتجميع جميع القوانين المتعلقة ‪ la‬الشرطة خوفا من افتقارها إلى التنظيم هو أح‪dd‬د‬
‫أعراض احتمال فق‪d‬دان الخالفعلى حق‪d‬ائق الحكوم‪d‬ة في الملكي‪d‬ة الفرنس‪d‬ية المنتش‪d‬رة ‪ ،‬وع‪d‬دم‬
‫الوض‪d‬وح فيم‪d‬ا يتعل‪d‬ق بم‪d‬دى س‪d‬لطات الش‪d‬رطة‪ 15 .‬عن‪d‬دما ق‪d‬رر ب‪d‬ودين التمي‪d‬يز بين الحكوم‪d‬ة‬
‫والدولة ‪ ،‬سعى إلى توضيح العالقة بين السلطة الحاكمة ونشاط الحكومةاليومية‪ .‬ومع ذل‪dd‬ك‪،‬‬
‫فإن السماح بقدر من االس‪dd‬تقالل التش‪dd‬ريعي عن الس‪dd‬لطة الس‪d‬يادية‪ ،‬كم‪d‬ا ه‪d‬و ض‪d‬مني في لغ‪dd‬ة‬
‫الشرطة ‪ ،‬أنتج مواجهة محرجة مع تصريحات كابيتي في القرن الرابع عشر‪،‬وهي السيادة‬
‫‪16‬‬
‫التي كان بودين نفسه مدينا لها‪.‬‬

‫الثالث‪.‬‬

‫‪La Grand ،‬‬ ‫يسلط استخدام كلود دي سيسيل لمصطلح الشرطة في عمله الشهير‬
‫)‪ ، Monarchie de France (1519‬الضوء على الصعوبة المحتملة التي واجهها بودان في‬
‫صياغة تمييزه بين الدولة والحكومة‪ .‬في بداية القرن السادس عشر ‪ ،‬أقام سيس‪dd‬يل ص‪dd‬لة بين‬
‫الدستور ومجموعة من القيود على الحكم المطلقللملك الفرنسي‪ .‬كتب سيسيل في ربي‪dd‬ع ع‪dd‬ام‬
‫‪ 1515‬المتفائل للملك الجديد ‪ ،‬فرانسوا األول ‪ ،‬وع‪d‬زا بش‪d‬كل م‪d‬ؤثر نج‪dd‬اح النظ‪d‬ام السياس‪d‬ي‬
‫الفرنسي إلى ثالثة قيود (فرينز ) على السلطة السيادية للملك الفرنسي‪ :‬العدالة والدين‬
‫والش‪d‬رطة‪ 17 .‬ع‪d‬رف سيس‪d‬يل الش‪d‬رطة بأنه‪d‬ا مراس‪d‬يم مل‪d‬وك فرنس‪d‬ا ال‪d‬تي واف‪d‬ق عليه‪d‬ا برلم‪d‬ان‬
‫باريس ‪ ،‬بحجة أنها "تم االحتفاظ بها لفترة طويل‪dd‬ة بحيث ال يتعه‪dd‬د األم‪dd‬راء أب‪dd‬دا باالنتق‪dd‬اص‬
‫منها‪ .‬وإذا أرادوا ذلك ‪ ،‬فلن تطاع أوامرهم ‪ ،‬خاصة فيما يتعل‪dd‬ق بمج‪dd‬الهم وت‪dd‬راثهم الملكي ‪،‬‬

‫(القرن الثاني عشر والخامس عشر) (ستراسبورغ‪ :‬المطابع الجامعية في ستراسبورغ ‪،‬‬
‫‪.)1996‬‬
‫‪ 15‬ريغوديير‪" ،‬أوامر الشرطة"‪ ;33–132 ،‬أوليفييه مارتن‪ ,‬الشرطة االقتصادية‪–47 ,‬‬
‫‪.48‬‬
‫‪ 16‬كما الحظ ميسنارد ‪ ،‬صعود الفلسفة السياسية ‪ .492 ,‬راجع جاك كرينن ‪De nostre " ،‬‬
‫بعض العلوم‪ :" . . .‬مالحظات حول الحكم المطلق التشريعي للملكية الفرنسية في العص‪d‬ور‬
‫الوسطى" ‪ ،‬في والدة جديدة للسلطة التشريعية والجينية للدولة‪ ،‬محرران‪ .‬أندريه غورون ‪،‬‬
‫ألبرت ريغوديير (مونبلييه‪ :‬سوكابريس ‪ 44-131 ، )1988 ،‬؛ والتر أولمان‪,‬‬
‫"تطور فكرة السيادة في العصور الوسطى" مراجعة تاريخية إنجليزية ‪–1 d:)1949( 64‬‬
‫‪.33‬‬
‫‪ 17‬نموذج تم محاكاته‪ d‬بشكل خاص في جان دو لورييه ‪ ،‬من دولة هذه المملكة من‬
‫حيث الدين والعدالة والشرطة (باريس ‪ )1583 ،‬و ‪ ، Innocent Gentillet‬مكافحة‪ d‬مكيافيلي‬
‫(جنيف‪ .)1576 ،‬استخدم بودين لغة ضبط النفس هذه في ميثودوس‪ ، 305 ،‬لكنه ال‬
‫ُوريَّة‪.‬‬
‫يعيدتظهر في ُج ْمه ِ‬
‫‪55‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫الذي ال يمكنهم التصرف فيه إال في حالة الضرورة "‪ .‬كان ‪ 18‬تعريف سيسيل م‪dd‬ؤثرا ‪ ،‬لكن‪dd‬ه‬
‫كان أيضا إشكاليا في افتقاره إلى الدقة‪ 19 .‬لم يترك تأليفه بالشرطة كنوع من القانون‬
‫األساسي الوضعي سوى إشارات غامضة إلى القوانين والمراسيم األخرى المتعلقة بالصالح‬
‫الع‪dd‬ام للمملك‪dd‬ة‪ 20 .‬عالوة على ذل‪dd‬ك ‪ ،‬بحل‪dd‬ول النص‪dd‬ف الث‪dd‬اني من الق‪dd‬رن الس‪dd‬ادس عش‪dd‬ر ‪،‬‬
‫خضعت أفكار سيسيل للتدقيقالشديد وبدأت تب‪dd‬دو قديم‪dd‬ة‪ .‬على س‪dd‬بيل المث‪dd‬ال ‪ ،‬اتف‪dd‬ق الم‪dd‬ؤرخ‬
‫جيرار دو هايالن مع سيسيل على أن إقامة الحكم الرش‪dd‬يد والعدال‪dd‬ة والش‪dd‬رطة تم‪dd‬يز فرنس‪dd‬ا‬
‫عن ال‪dd‬دول المس‪dd‬يحية األخ‪dd‬رى ‪ ،‬لكن‪dd‬ه اق‪dd‬ترح أن‪dd‬ه في األوق‪dd‬ات‪ d‬الماض‪dd‬ية ‪ ،‬تص‪dd‬دعت تل‪dd‬ك‬
‫المؤسسات‪ ، d‬ولم يعد النظام الذي وصفه سيس‪d‬يل موج‪d‬ودا‪ 21 .‬لم يق‪d‬دم إط‪d‬ار سيس‪d‬يل نموذج‪d‬ا‬
‫مرضيا تماما لمفكري أواخر القرن السادس عشر المهتمين بمفه‪dd‬وم ‪ la police‬جزئي‪dd‬ا ألن‬
‫المصطلحات نفسها تفتقر إلى وضوح التعريف ‪ ،‬وألن "الملكي‪d‬ة العظمى" المش‪d‬ار إليه‪d‬ا في‬
‫عنوان سيسيل كانت ‪ ،‬بحلول عام ‪ ، 1570‬في وضع محفوف بالمخاطر للغاية من ش‪dd‬أنه أن‬
‫‪22‬‬
‫يبلغ ذروته في اغتيال هنري الثالث في عام ‪.1589‬‬
‫خلط سيسيلبشكل إشكالي بين الشرطة والقانون األساسي ‪ ،‬وهو مفهوم سائد في الفكر‬
‫السياسي الفرنسي في العصور الوسطى وأوائل العصر الح‪d‬ديث‪ 23 .‬يمكن للق‪d‬انون األساس‪d‬ي‬
‫أن يقيد سلطة الملوك في تعزيز فكرة وجود بعض القوانين الثابتة للمملكة أو من خالل أخ‪dd‬ذ‬
‫هذه الحجة إلى أبعد من ذلك والدفاع عن الموقع األصلي للسيادة في جسد الشعب ‪ ،‬كم‪dd‬ا ه‪d‬و‬
‫الحال ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬محامي هوغونوت فرانكوا هوتمان فرانكوجاليا (‪ .)1573‬ليس‬
‫من المستغرب ‪ ،‬في ‪ ، Bodin's Re'publique‬لم يلعب المفهوم ه‪dd‬ذا ال‪dd‬دور المقي‪dd‬د ‪ ،‬وعلى‬

‫‪« 18‬الثلث ‪ frain‬ه‪dd‬و س‪dd‬يلوي من الش‪dd‬رطة‪ .‬ه‪dd‬و أن ن‪dd‬رى العدي‪dd‬د من المراس‪dd‬يم ال‪dd‬تي‬
‫اعتمدها الملوك بعد الموافقة عليها من وقت آلخ‪dd‬ر ‪ /‬وال‪dd‬تي تمي‪dd‬ل إلى الحف‪dd‬اظ على المملك‪dd‬ة‬
‫في الجامعة‪ Erseld‬وخاصة‪ .‬وإذا تم االحتفاظ بها من قبل كذا وكذا لف‪dd‬ترة طويل‪dd‬ة‪ :‬دع األم‪dd‬راء‬
‫ال يتعهدون ب ‪ : dy deroguer‬وعندما تجعل اإلرادة نوبيه يشير إلى أوامرهم ‪ ،‬فيما يتعلق ب‬
‫‪ faict‬من ‪ demaine y patrimoyne royal quilz ne‬يمكن أن ينف‪dd‬ر دون ض‪dd‬رورة" ‪ ،‬كل‪dd‬ود دي‬
‫سيسيل ‪ ،‬المنحة [كذا] ملكية فرنسا (باريس ‪ .1.11 d، )1519 ،‬الترجمة اإلنجليزية الحديثة‬
‫هي ملكية فرنسا ‪ ،‬ترجمة‪ .‬ج‪ .‬ه‪ .‬هكستر ‪ ،‬ترجمة إضافية مايكل شيرمان ‪ ،‬محرر‪ .‬كيلي‬
‫(نيو هافن ‪ /‬لندن‪ :‬مطبعة جامعة ييل ‪ .57-56 d، d)1981 ،‬راجع سكينر ‪ ،‬المؤسسات‪,‬‬
‫‪ ;275–2:260‬كنيسة الفكر الدستوري‪.‬‬
‫‪ 19‬ليندا القوانين األساسية‪ ;75–74 ،‬سكينر المؤسسات‪.63–2:261 ,d‬‬
‫‪ 20‬ليندا القوانين األساسية‪.75–74 ,‬‬
‫‪ 21‬برنارد دي جيرار دو هايالن‪ ,‬من ‪ estat‬وتمتص األعمال التجارية في فرنسا (باريس ‪،‬‬
‫‪.82 ، )1571‬‬
‫‪ 22‬على الرغم من هذه المالحظة ‪ ،‬ظلت فكرة سيسيل مؤثرة ومفهوم الشرطة ال‬
‫يزال من الممكن االحتفاظ بآثاره على الحد من السلطة السيادية ‪ ،‬خاص‪dd‬ة فيم‪dd‬ا يتعل‪dd‬ق بمن‪dd‬ع‬
‫االستبداد ‪ ،‬كما هو الحال في ‪ Gentillet‬مكافحة مكيافيلي‪.‬‬
‫‪ 23‬انظر لومير‪ ،‬القوانين األساسية‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫الرغم من أن بودين اشترك في وجهة نظر تقليدية إلى حد م‪dd‬ا للق‪dd‬وانين "األساس‪dd‬ية" لمملك‪dd‬ة‬
‫‪ ، French‬إال أنها (ب‪dd‬المعنى ال‪dd‬دقيق للكلم‪dd‬ة) لم تعم‪dd‬ل كقي‪dd‬د على الس‪dd‬لطة الس‪dd‬يادية في فك‪dd‬ره‬
‫السياسي‪24 .‬في حين أن سيسيل قد انهار القانون األساس‪dd‬ي والش‪dd‬رطة إلى ح‪dd‬د أن‪dd‬ه ال يمكن‬
‫أبدا اعتبار ملكه فوق القانون ‪ ،‬فقد ميز بودين بين االثنين بينما أعطى في نفس الوقت دوره‬
‫الخاص حول مفهوم القوانين األساسية ‪ ،‬والذي وصفه بأنه "ملكي" ( ‪lois royaux / leges‬‬
‫‪ 25 d.)imperii‬لم يتعامل بودان مع القوانين األساسية كما ل‪d‬و أنه‪d‬ا وض‪d‬عت بإرادةالش‪d‬عب في‬
‫الدستور‪ ،‬كما هو الحال في فرانكوغاليا ‪ ،‬على سبيل المثال؛ بدال من ذلك خلقت هذه القوانين‬
‫نفسها‪ ،‬بطريقة أقرب إلى القانون الطبيعي‪ .‬وكما الحظ كيوهان‪ ،‬كان من األهمية بمك‪dd‬ان أال‬
‫يكون لها شكل مؤسسي‪ .‬في ‪ 26‬تحليل بودان ‪ ،‬كانت "الملكي‪d‬ة" هيتل‪d‬ك ال‪d‬تي تتعل‪d‬ق باألس‪d‬اس‬
‫األصلي للمملكة وال‪d‬تي ‪ ،‬منطقي‪d‬ا ‪ ،‬ال يمكن للمل‪d‬وك االنتق‪d‬اص منه‪d‬ا ‪ -‬مث‪d‬ل ق‪d‬انون س‪d‬اليك ‪،‬‬
‫الذي ظل مصدر خالف في النظرية السياسية والقانونية الفرنسية‪ 27 .‬بالنس‪dd‬بة لب‪dd‬ودين ‪ ،‬ك‪dd‬ان‬
‫قانون ساليك مركبامن استقرار وديمومة السيادة نفسها ‪ ،‬وال يمكن ألي س‪dd‬يادة أن ته‪dd‬اجم أو‬
‫تقوض هذا دون اإلضرار بسلطتها القيادية‪ .‬تم تصميم مفهوم بودين للقانون األساس‪dd‬ي لمن‪dd‬ع‬
‫صاحب الس‪d‬يادة من ت‪dd‬دمير سلطتهالخاص‪dd‬ة ‪ ،‬وبه‪dd‬ذا المع‪d‬نى يمكن اعتب‪dd‬اره نوع‪dd‬ا من ض‪dd‬بط‬
‫النفس‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في تعريف القوانين األساسية على أنها "ق‪dd‬وانين ملكي‪dd‬ة" ‪ ،‬وتمييزه‪dd‬ا عن‬
‫مفهومه الخاص للعدالة والحكومة المتجسد في ‪ ، la Police‬ابتعد بودان عمداعن المع‪dd‬ايير‬
‫التي وضعها كلود سيسيل في الجزء األول من القرن‪.‬‬
‫في االستخدام المتعمد للغة الشرطة بطريقة تميزها عن مثال قيود سيسيل ‪ ،‬نأى بودين‬
‫بنفسه عن ميزة أخرى ل ‪ La Grande Monarchie‬لسيسيل‪ :‬الدستور المختل‪dd‬ط‪ .‬إن ادع‪dd‬اء‬
‫بودين بأن السيادة غير قابلة للتجزئة‪ ،‬وأن الدستور المختلط يعادل الفوضى‪ ،‬معروف جيدا‪.‬‬
‫‪ 45‬لكن األم‪dd‬ر ليس ك‪dd‬ذلك ‪ ،‬كم‪dd‬ا اق‪dd‬ترح الفيلس‪dd‬وف األلم‪dd‬اني هي‪dd‬نينج أرنيس‪dd‬اوس (‪-1570‬‬
‫‪)1636‬الحق‪d‬ا ‪ ،‬أن‪d‬ه من خالل تمي‪d‬يز الحكوم‪d‬ة عن الدول‪d‬ة ‪ ،‬س‪d‬مح ب‪d‬ودين لنظري‪d‬ة الدس‪d‬تور‬

‫‪ 24‬راجع سكينر ‪ ،‬المؤسسات‪.301–2:293 ,d‬‬


‫ُوريَّة ‪ d;136 d,1.9‬من قبل جمهورية‪ .9–87 d,1.8 ,‬راجع استخدامه‬ ‫‪ 25‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫لفئة القوانين "الملكية" في ميثودوسبودين‪ ،‬ميثودوس‪ .239 ,‬يناقش فرانكلين مفهوم بودين‬
‫للقانون األساسي ‪ ،‬جان بودان‪ ;92–70 ,‬كيوهان‪ ,‬الفلسفة والدولة‪.73–72 ,‬‬
‫ُوريَّة ‪ d;516 d,5.1 d;401 d,4.1‬من قبل جمهورية‪,6.1 d;365 d,4.1 ,‬‬ ‫‪ 26‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫‪ .491‬كيوهان‪ ,‬الفلسفة والدولة‪ .72 ,‬راجع لومير‪ ،‬القوانين األساسية‪ .112 ,‬جادل جيزي‬
‫بأنه بالنسبة لبودين ‪ ،‬هناك فئة كاملة من القانون "تبدو مدنية ‪ ،‬طبيعية بالفعل" تشرح آرائه‬
‫الدستورية على ما يبدو‪ .‬جيسي ‪" ،‬فقه العص‪dd‬ور الوس‪dd‬طى" ‪ 180 ،‬؛ الح‪dd‬ظ أيض‪dd‬ا من قب‪dd‬ل‬
‫سكينر ‪ ،‬المؤسسات‪.2:294 ,d‬‬
‫‪" 27‬أم‪d‬ا الق‪d‬وانين ال‪d‬تي تخص والي‪d‬ة المملك‪d‬ة‪ ،‬وبإنش‪d‬اء الجلي‪d‬د‪ ،‬خاص‪d‬ة وأنه‪d‬ا ملحق‪d‬ة‬
‫ومتحدة معيمكن لألمير أن ينتقص ‪ ،‬كما هو الحال مع الساليك المخلص‪ :‬و ‪ quoy quoy‬الذي‬
‫يواجهه ‪ ،‬كل ي‪d‬وم يمكن للخليف‪dd‬ة كس‪dd‬ر م‪dd‬ا تم القي‪dd‬ام ب‪dd‬ه النته‪dd‬اك الق‪dd‬وانين الملكي‪dd‬ة وال‪dd‬تي يتم‬
‫دعمها وتأسيسها على أساس الجاللة سوفيرا ‪-‬‬
‫‪57‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫المختلط بالدخول من الباب الخلفي‪ 46 .‬آراء ب‪dd‬ودين ح‪dd‬ول الدس‪dd‬تور المختل‪dd‬ط ملحوظ‪dd‬ة ألنه‪dd‬ا‬
‫تشير إلى المدى الذي كان في‪dd‬ه من‪dd‬اورة حواللمفه‪dd‬وم األرس‪dd‬طي للسياس‪dd‬ة الض‪dd‬منية في لغ‪dd‬ة‬
‫الشرطة ‪ .‬رفض بودان اآلثار األرسطية ل ‪ la police‬التي تفهم على أنها أفضل دستور‬
‫(مختلط) ‪ ،‬والذي تلقى صياغة ملكية في أعمال ‪ .Seyssel and Le Roy‬بدال من ذلك ‪ ،‬قدم‬
‫بودين تعريفه الخاص ‪ ،‬والذي ظل قريبا من األصل األرسطي حتى عن‪dd‬دما ح‪dd‬اول أن ين‪dd‬أى‬
‫بنفسه عنه‪ 47 .‬تناول بودين هذه المسألة أوال في كتابه ميثودوس وشرح أفكاره في‬
‫‪ ، Re'publique‬حيثأظهر الفرق بين الدولة ‪ ،‬التي تتوافق مع شخصية شعبها ‪ ،‬والحكومة ‪،‬‬
‫التي كان يقصد بها المراسيم والمراسيم وتنفيذها (كما هو مميز عن‬

‫إن"‪ ،‬بودين‪ ،‬ريبوبليك‪ .136 ،1.9 ،‬دي ريبوبليكا ‪ .9-87 ، 1.8 ،‬إن افتقار بودين إلى الفضول حول صحة تطبيق قانون‬
‫الفرنجة لحيازة األراضي الخاصة على قانون الخالفة أمر ملحوظ‪ .‬انظر جيسي ‪" ،‬األساس القانوني لحق األسرة الحاكمة في‬
‫الع‪dd‬رش الفرنس‪dd‬ي" ‪ ،‬معامالت‪ d‬الفلسفة األمريكية ‪ ، So ciety 51‬رقم ‪ 30-29 d:)1961( 5‬؛‬
‫‪ ، Transactions of the American Philosophical So ciety 51‬رقم ‪30-29 :)1961( 5‬‬
‫؛‪ ، Transactions of the American Philosophical So ciety 51 d‬رقم ‪-29 d:)1961( 5‬‬
‫‪ 30‬؛‪ ، Transactions of the American Philosophical So ciety 51 d‬رقم ‪:)1961( 5‬‬
‫‪ 30-29‬؛‪ ، Transactions of the American Philosophical Society 51 d‬رقم ‪ 19( 5‬جيسي ‪Le roˆle ،‬‬
‫‪( me'connu de la loi Salique: La succession royale XIVe-XVIe sie'cles‬باريس‪Les Belles Lettres :‬‬
‫‪.)، 2007‬‬
‫‪ 45‬بودين ‪ ،‬الجمهورية ‪ 28-227 d، 2.1 ،‬؛ دي ريبوبليكا ‪ .83-182 ،‬راجع كريستيان نادو ‪Les" ،‬‬
‫‪constitutionnalistes Franc a̧ is face au proble'me de la constitution mixte: Claude de‬‬
‫‪ ، "Seyssel et Jean Bodin‬في ‪Le Gouvernement Mixte: De l'ide ́al politique au‬‬
‫‪ .monstre‬م‪dd‬اري جي‪dd‬ل‬ ‫‪constitutionnel en Europe xiii e-xvii‬‬ ‫‪e‬‬
‫‪sie'cle‬‬ ‫‪، ed‬‬
‫نيكوديم‪dd‬وف (‪Saint-E ́tienne: Publications de l'Universite de Sainte-E‬‬
‫‪.95–116 ، )́tienne ، 2005‬‬
‫هينينج أرنيساوس ‪ ،‬دي جور مايستاتيس [ستراسبورغ ‪ .33 ، ]1635 ،‬بودين ‪،‬‬
‫ميثودوس ‪.82-181 ،‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬

‫نش‪dd‬اط الس‪dd‬يادة)‪ 28 .‬أوض‪dd‬ح ب‪dd‬ودين ه‪dd‬ذا من خالل تعريف‪dd‬ه المهم ل ‪ re'publique‬على أنه‪dd‬ا‬
‫"الحكومة العادلة" (الشرطة ) لمجموعة من األسر واألشياء المشتركة التي يشتركون فيها‬
‫تحت السلطة السيادية في ‪ 49 d .1.1‬اعتمد مفهوم بودين للكومنولث على الحكوم‪dd‬ة "العادل‪dd‬ة"‬
‫وفقا لإلطار القانوني للدستور ‪ ،‬وكان متميزا عن السيادة‪ .‬وبهذا المعنى ‪ ،‬فإن مفهوم ب‪dd‬ودان‬
‫للشرطة يتماشى مع مفهوم أرسطو لألدب فقط بالمعنى األوسع لوصف كيفية إدارة البوليس‬
‫؛ إنه يتجنب أي ارتباط بالدستور المختلط‪ .‬لذلك كان تعريف بودين إلعادة الجمهورية‬
‫يتماشى بشكل وثيق مع مفهوم الشرطة‪.‬‬

‫‪ 28‬بودين‪ ,‬ميثودوس‪ .206–195 ddd,82–181 ,‬الفرق بين إمبراطورية و‬


‫ُوريَّة‪ ;1.1,1 ,‬بودين‪,‬‬
‫غوبرناتيومع إداري تستخدم أيضا لوصف الحكومة‪ .‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫‪49‬‬

‫من قبل جمهورية‪ .1.1,1 ,‬راجع بيكر ‪" ،‬جان بودان في االقتصاد والسياسة"‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫‪58‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫يؤكد استخدام بودين لمصطلح الشرطة في هذه المرحلة من الجمهورية الحجة القائلة‬
‫بأن نظريته في الحكم السياسي هي في األساس أبوية وتميل نح‪dd‬و الملكي‪dd‬ة كأفض‪dd‬ل دس‪dd‬تور‪.‬‬
‫يتضح هذا في مناقشته للروابط بين ‪ la‬الشرطة واالقتصاد ( ‪)l'oeconomie / oikonomia‬‬
‫‪50‬‬
‫واللوم الذي يلقيه على أقدام زينوف‪dd‬ون وأرس‪dd‬طو لف‪dd‬رض فص‪dd‬ل مص‪dd‬طنع بين المفه‪dd‬ومين‪.‬‬
‫باستخدام أسلوبه الراسخ في تأليب التقاليد القانونية ضد المدرسة ‪ ،‬جادل بودين في ‪ 1.2‬بأن‬
‫المحامين والمشرعين كانوا على حق في التعامل مع قوانين ومراسيم الشرطة والكليات‬
‫والع‪ddd‬ائالت كج‪ddd‬زء من نفس العلم‪ .‬من خالل التق‪ddd‬ريب بين ه‪ddd‬ذين المفه‪ddd‬ومين ‪ ،‬وتعري‪ddd‬ف‬
‫‪ l'oeconomie‬من حيث حكومة األسرة (وليس استخدامالبضائع) ‪ ،‬ك‪dd‬ان ب‪dd‬ودين يس‪dd‬عى إلى‬
‫إثب‪d‬ات وج‪d‬ود ارتب‪d‬اط أوث‪d‬ق بين ‪ re'publique‬واألس‪d‬رة ( ‪ 29 d.)mesnage / domus‬وك‪d‬رر‬
‫النقطة ‪ 1.10‬في مناقشته‪ d‬لعالمات‪ d‬السيادة‪ ،‬حيث أظه‪dd‬ر أن إقام‪dd‬ة الع‪dd‬دل ال يمكن أن تك‪dd‬ون‬
‫عالمة على السيادة ألنها سمة يشترك فيها األم‪dd‬راء والرعاي‪dd‬ا‪ .‬كم‪dd‬ا ق‪dd‬ال إن إنش‪dd‬اء أو إنش‪dd‬اء‬
‫ضباط يخدمون العدالة أو وظيفة حكومية ليس عالمة على السيادة‪ 30 .‬تتجلى نظرية ب‪dd‬و دين‬
‫األبوية للسيادة بشكل أكبر من خالل التمييز الذي قام به بين أنش‪dd‬طة الحكوم‪dd‬ة ‪ -‬على غ‪dd‬رار‬
‫إدارة األسرة ("يتم تقديم خدم الشرطة" في الطبعة الالتينية على أنهم ‪- d)ministros domi‬‬
‫وأفعااللسيادة‪ .‬كانت إح‪dd‬دى ع‪dd‬واقب ه‪dd‬ذا الخ‪dd‬ط من الحج‪dd‬ة هي حماي‪dd‬ة الملكي‪dd‬ة الخاص‪dd‬ة في‬
‫مخطط ب‪dd‬ودين‪ :‬ال يمكن للمل‪dd‬ك االس‪dd‬تيالء على ممتلك‪dd‬ات رعاي‪dd‬اه أو ف‪dd‬رض ض‪dd‬رائب عليهم‬
‫دون موافق‪d‬ة‪ 31 .‬إن القي‪d‬ام ب‪d‬ذلك س‪d‬يكون بمثاب‪d‬ة تقويض‪d‬للفهم المرك‪d‬زي إلع‪d‬ادة الجمهوري‪d‬ة‬
‫كمجموعة من األسر ‪ -‬أي الممتلكات الخاصة ‪ -‬ويؤكد حجة ب‪d‬ودين األوس‪dd‬ع ب‪dd‬أن الس‪dd‬يادة ال‬
‫يمكنها مهاجمة كومنولثه ‪ ،‬وبالتالي تأليب السيادة ضد اإلمبريالية و ينص بموجب هذا‬
‫‪32‬‬
‫على أن الملك لم يحصل على حقه في قيادة الكومنولث على أساس الملكية اإلقليمية‪ .‬ك‪dd‬ان‬
‫مفه‪dd‬وم ب‪dd‬ودين للجمهوري‪dd‬ة والش‪dd‬رطة وس‪dd‬يلة لض‪dd‬مان أن أعض‪dd‬اء الكومن‪dd‬ولث ج‪dd‬زء من‬
‫المجتمع ‪ ،‬لكنهم مستبعدون من أي مشاركة‪ d‬في الس‪dd‬يادة‪ .‬هن‪dd‬ا يمكنن‪dd‬ا أن ن‪dd‬رى أن ب‪dd‬ودين ق‪dd‬د‬
‫فصل مفهوم الشرطة الذي يفهم على أنه مهذب‪ d‬من أي آثار تتعلق بي بملكية بوليس كملكية‬
‫(سيادية) لتلك البوليس‪.‬‬
‫‪ 29‬بيكر‪.‬‬
‫ُوريَّة‪ ;192 ,1.11 ,‬بودين‪ ,‬من قبل جمهورية‪.150 ,1.10 ,‬‬ ‫ْ ِ‬‫ه‬‫م‬‫ج‬‫ُ‬ ‫بودين‪,‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪ 31‬راجع مناقشة سكينر في المؤسسات‪ ;6–2:295 ,d‬ليندا القوانين األساسية‪.126 ,‬‬
‫ُوريَّة‪ d;23–618 d,6.2 ,‬من قبل جمهورية‪ .43–640 d,6.2 ,‬إشاراته‬ ‫‪ 32‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫في الطبع‪dd‬ة الفرنس‪dd‬ية (غ‪dd‬ير مك‪dd‬ررة في الالتيني‪dd‬ة) هي إلى العم‪dd‬ل الم‪dd‬ؤثر لص‪dd‬ديقه ريني‪dd‬ه‬
‫شوبين‪ :‬بقلم دومانيو فرانسيا (باريس ‪ 10-1 d، 1.1 d)1574 ،‬؛ راجع أنابيل بريت ‪،‬‬
‫تغيرات الدولة‪ :‬طبيعة وحدود المدينة في القانون الطبيعي الحديث المبكر (برينستون ‪/‬‬
‫لندن‪ :‬مطبعة جامعة‪ d‬برينستون ‪ 170 d، d)2014 ،‬؛ لورين بنتون‪ ,‬بحث عن السيادة‪:‬‬
‫القانون والجغرافيا في اإلمبراطوريات األوروبية‪( 1900 -1400 ،‬كامبريدج‪ :‬مطبعة‬
‫جامع ‪d‬ة‪ d‬كامبري‪dd‬دج ‪ 88-287 d ، d)2009 ،‬؛ س‪dd‬ينيالرت ‪" ،‬مس‪dd‬احة دي ال س‪dd‬وفيراينيتي'‪"،‬‬
‫ترانسيو (‪ ، )2010‬رقم ‪.3-2‬‬
‫‪59‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫رابعا‪.‬‬

‫باستخدام ‪ la police‬للعمل بمعنى "الحكومة العادلة" ‪ ،‬سعى بودين أيضا إلى تمييز مفهومه‬
‫للحكومة عن لغة الدستور القديم‪ .‬رافق إحياء اآلثار خالل الحروب األهلية ال‪dd‬تزام بفك‪dd‬رة أن‬
‫فرنسا لديها مؤسسات فائقة ترتكز على العص‪dd‬ور القديم‪dd‬ة‪ .‬ش‪dd‬جعت‪ d‬على البحث عن أص‪dd‬ول‬
‫ه‪dd‬ذا الدس‪dd‬تور في العص‪ddd‬ور الفرنج‪ddd‬ة القديم‪dd‬ة جنب‪ddd‬ا إلى جنب م‪ddd‬ع التأكي‪dd‬د على الوض‪dd‬ع‬
‫العامللفرنسيين كشعب ح‪dd‬ر ؛ تم اس‪dd‬تخدام عب‪dd‬ارة "ص‪dd‬ريح وح‪dd‬ر" لإلش‪dd‬ارة إلى التح‪dd‬رر من‬
‫المؤسسات‪ d‬الرومانية وكذلك الحرية التي يكفلها الدستور‪33 .‬على سبيل المثال ‪ ،‬فحص كتاب‬
‫‪ E'tienne Pasquier Recherches de la France‬أصول األب األنكيش والغالي للمجتمع‬
‫الفرنسي وأظهر الطرق التي توقع بها الغ‪dd‬ال الق‪dd‬دماء البرلم‪dd‬ان الفرنس‪dd‬ي الح‪dd‬ديث ومج‪dd‬الس‬
‫المقاطعات‪ ، d‬وهو تراث تم استكماله عند وصول الفرنجة‪ .‬وق‪dd‬ال إن الهدي‪dd‬ة العظيم‪dd‬ةلأللمان‬
‫المحترمين لفرنسا كانت اسمها ‪ ،‬الذي يفوح بالحري‪dd‬ة واالمتي‪dd‬از ال‪dd‬ذي أظه‪dd‬روه في روحهم‪.‬‬
‫أشار باسكييه إلى هذا الدستور باسم الشرطة القديمة ‪ ،‬واصفا إدارته الفائقة من قبل الملوك‬
‫المسيحيين منذ كلوفيس ‪ ،‬بما في ذلك بيبين وشارلمان وهيو كابيت‪ .‬في ‪ 34‬الرغبة في تحدي‪dd‬د‬
‫ما أسماه باسكييه "روح" الدستور الفرنس‪dd‬ي ( ‪ ، )l'esprit‬ق‪dd‬دمت العص‪dd‬ور القديم‪dd‬ة الفرنج‪dd‬ة‬
‫نموذجا للملكية المنظمة جيدا ‪ ،‬حيث كانت السلطة المفرطة محدودة بقيود القانون العرفي و‬
‫"األساسي"‪ .‬امتدادا لهذه الفلسفة ‪ ،‬الحظ ميشيل دي مونتين الحق‪dd‬ا أن أولئ‪dd‬ك ال‪dd‬ذين هم على‬
‫الج‪d‬انب "األفض‪d‬ل" من الح‪d‬روب الديني‪d‬ة هم ال‪d‬ذين س‪d‬عوا إلى حماي‪d‬ة ال‪d‬دين الق‪d‬ديم والتنظيم‬
‫‪35‬‬
‫السياسي( ‪ )la police ancienne‬في فرنسا‪.‬‬
‫كان مصدر ‪ la police ancienne‬مسألة مثيرة لالنقسام في الفكر السياسي الفرنسي‪:‬‬
‫إما أنها تأسست‪ d‬في الق‪dd‬انون الع‪dd‬رفي ‪ ،‬من ت‪dd‬أليف األش‪dd‬خاص ال‪dd‬ذين ك‪dd‬انوا بالت‪dd‬الي ض‪dd‬امنين‬
‫لحريتهم ؛ أو في القانون الروماني ‪ ،‬وفي هذه الحالة تم نقل الس‪dd‬يادة في األص‪d‬ل من الش‪dd‬عب‬
‫إلى حاكم وفقا لقانون المنطقة ‪ .‬كانت فرنسا محكومة بالقانون الروماني والعرفي ‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن الدستورية الفرنسية القديمة لديها مجموعة معقدة بشكل فري‪dd‬د من النظري‪dd‬ات ال‪dd‬تي تق‪dd‬وم‬

‫‪ 33‬كانت معاداة الروماني‪d‬ة للدس‪d‬توريين الق‪d‬دماء مث‪d‬ل باس‪d‬كييه مرتبط‪d‬ة ارتباط‪d‬ا وثيق‪d‬ا‬
‫بالمس‪dd‬ألة القانوني‪dd‬ة المتعلق‪dd‬ة بأولوي‪dd‬ة الق‪dd‬انون الروم‪dd‬اني على الق‪dd‬وانين الفرنس‪dd‬ية الوطني‪dd‬ة‬
‫والمحلية‪ .‬انظر رينيه فيلهول‪" ،‬ال تدوين الق‪dd‬انون الع‪dd‬رفي في فرنس‪dd‬ا في الق‪dd‬رنين الخ‪dd‬امس‬
‫عشر والسادس عشر" في ‪ ,.H. J. Cohn, ed‬الحكومة في أوروبا اإلصالحية‪–1520 ،‬‬
‫‪( 1560‬لندن‪ :‬ماكميالن ‪.83-265 ، )1971 ،‬‬
‫‪ 34‬إتيان باسكييه‪ ,‬بحوث فرنسا‪ 3 ,‬مجلدات ‪ ،‬حرره ماري مادإلين فراجونارد وفرانسوا‬
‫رودوت (باريس‪ :‬تشامبيون ‪.493 ، 25-323 :1 ، )1996 ،‬‬
‫‪ 35‬ميشيل دي مونتين ‪ ، "De la liberte ́ de conscience" ،‬في المقاالت‪ ،‬تحرير جان بالسامو‬
‫‪ ،‬م‪ .‬ماجنين ‪ ،‬كاثرين ماجنين سيمونين (باريس‪ :‬غاليمار ‪.706 ، )2007 ،‬‬
‫‪60‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫عليه‪d‬ا‪ 36 .‬كم‪d‬ا تط‪d‬ور نتيج‪d‬ة ل‪d‬رد الفع‪d‬ل الع‪d‬نيف ض‪d‬د هيمن‪d‬ة الق‪d‬انون الروم‪d‬اني في ال‪d‬دوائر‬
‫القضائية الفرنسية‪ ،‬والذي تجسد في العملي‪dd‬ة الجاري‪dd‬ة لت‪dd‬دوين الق‪dd‬وانين العرفي‪dd‬ة في الق‪dd‬رنين‬
‫الخ‪dd‬امس عش‪dd‬ر والس‪dd‬ادس عش‪dd‬ر‪ .‬ل‪dd‬ذلك ب‪dd‬دأ ‪ 37‬تط‪dd‬ور ‪ mos gallicus‬يلعب دورا مهم‪dd‬ا في‬
‫الحجج حول طبيعة الدستور القديم‪ 38 .‬كان أيض‪d‬ا مكون‪d‬ا رئيس‪d‬يا في ت‪d‬راث ب‪d‬ودين الفك‪d‬ري ‪،‬‬
‫وت‪dd‬راث معاص‪dd‬ريه في مهن‪dd‬ة المحام‪dd‬اة‪ .‬لم يقم فرانس‪dd‬وا هوتمانباقت‪dd‬دار بجلب ه‪dd‬ذا الت‪dd‬دريب‬
‫للتأثير في كتابه فرانكوجاليا ‪ ،‬الذي استند إلى مبدأ أن الدستور القديم ينص على حرية‬
‫الشعب‪ d‬الفرنسي‪ .‬في الترجمة العامية لسيمون جوالر ‪ ،‬يتم التعامل م‪dd‬ع الع‪dd‬رف الفرنس‪dd‬ي و‬
‫‪ la police‬كوحدة ‪ ،‬مما يعزز االرتباط بين ‪ la‬الشرطة وهذا النوع من الدستورية القديمة‪.‬‬
‫‪ 39‬استند هوتمان في حجته إلى تحليل بارتوليسي للقانون العرفي الذي اكتس‪d‬بت في‪d‬ه الموافق‪d‬ة‬
‫‪40‬‬
‫الدائمة من جانب الناس ‪ ،‬الذين يفهم على أنهم شركة ‪ ،‬قوة القانون المكت‪d‬وب‪ .‬ول‪d‬ذلك ف‪d‬إن‬
‫استخدام لغة الشرطة تترتب عليه آثار بالنسبة ألهمية القانون العرفي في إيجاد فكرة عن‬
‫الدس‪dd‬تور "الق‪dd‬ديم"‪ .‬م‪dd‬رة أخ‪dd‬رى ‪ ،‬ك‪dd‬ان على ب‪dd‬ودين تجنب م‪dd‬أزق في توظيف‪dd‬ه لمص‪dd‬طلح‬
‫الشرطة من أجل الحفاظ على وضع السلطة السيادية في جمهوريته‪.‬‬
‫ك‪dd‬انت عالق‪dd‬ة ب‪dd‬ودين الفكري‪dd‬ة بأطروح‪dd‬ات "‪ "monarchomach‬عالق‪dd‬ة معق‪dd‬دة ‪ ،‬كم‪dd‬ا‬
‫استكشف جون سالمون ‪ ،‬ويمكننا أيضا أن نرى هذا في مقاربته للعرفالعرفي ومفهوم‪dd‬ه عن‬
‫الش‪d‬رطة‪ 41 .‬ك‪d‬انت هن‪d‬اك رابط‪d‬ة فكري‪d‬ة بين هوتم‪d‬ان وب‪d‬ودين في موقفهم‪d‬ا‪ d‬الت‪d‬اريخي تج‪d‬اه‬
‫دراسة القانون‪ .‬يؤكد ‪ 42‬استخدام بودان لموارد القانون العرفي في الجمهورية التزامه‬
‫بجوانب من ‪ ، mos gallicus‬م‪dd‬دينا كم‪dd‬ا ك‪dd‬ان م‪dd‬دينا ل ‪ proce's-verbaux des e'tats‬في‬

‫‪ 36‬جون ج‪ .‬أ‪ .‬بوكوك‪ ,‬الدستور القديم والقانون اإلقطاعي‪ :‬دراسة للفكر التاريخي‬
‫اإلنجليزي في القرن السابع عشر‪ :‬إعادة إصدار مع استرجاع (كامبريدج‪ :‬مطبعة جامعة‪d‬‬
‫كامبريدج ‪.29-1 ، )1987 ،‬‬
‫‪ 37‬على سبيل المثال‪ ،‬انظر لويس لو كارون‪ Pandectes ،‬من القانون الفرنسي‬
‫(ليون ‪ )1596 ،‬فول‪ 11 .‬ظ‪ .‬فرنك هوتمان أنتيتريبونيان‪ ،‬الذي تم تداوله في شكل‬
‫مخطوطة في عام ‪ 1567‬ولكن لم ينشر حتى عام ‪ ، 1603‬هو مثال على هذه المنهجية‪.‬‬
‫‪ 38‬راجع كيلي ‪ ،‬المؤسسات‪ ; d‬كيلي ‪" ،‬الطبيعة الثانية‪ :‬فكرة العرف في القانون‬
‫األوروبي ‪ ،‬المجتمع أالثقافة الثانية" في انتقال الثقافة في أوروبا الحديثة المبكرة‪ ،‬تحرير‬
‫أنتوني جرافتون وآن بلير (فيالدلفيا‪ :‬مطبعة جامعة بنسلفانيا ‪.72-131 :)1990 ،‬‬
‫‪ 39‬فرنك هوتمان‪ ,‬الغال فرانسواز ̧ ‪ ،oise‬ترجمة‪ .‬س‪ .‬غوالرت (كولونيا ‪ ، )1574 ،‬فول‪.‬‬
‫‪ 1‬ظ‪.‬‬
‫‪ 40‬ج‪dd‬ورجي غ‪dd‬ارنيت ‪" ،‬الفك‪dd‬ر المدرس‪dd‬ي في المظه‪dd‬ر اإلنس‪dd‬اني‪ :‬دس‪dd‬تور فرانك‪dd‬وا‬
‫هوتمان القديم" ‪ ،‬في عالم العصور الوسطى‪ .2nd ed. ، ed ،‬بيتر لينهان ‪ ،‬جانيت إل نيلسون‬
‫‪ ،‬وماريوس كوستامبيز (لندن‪ :‬تايلور وفرانسيس ‪.)2017 ،‬‬
‫‪ 41‬سمك السلمون ‪" ،‬ب‪d‬ودين والملكي‪d‬ةفي كتاب‪d‬ه عص‪d‬ر النهض‪d‬ة والث‪d‬ورة‪ :‬مق‪d‬االت في‬
‫التاريخ الفكري واالجتماعي لفرنسا الحديثة المبكرة (كامبريدج‪ :‬مطبع‪dd‬ة جامع ‪d‬ة‪ d‬كامبري‪dd‬دج‬
‫‪.35-119 ، )1987‬‬
‫‪61‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫القرنين الرابع عشر والخامس عشر ‪ ،‬و ‪ arreˆts‬من برلمان باريس ‪ ،‬وق‪dd‬رارات برلم‪dd‬ان‬
‫تولوز وبوردو وغرونوبل‪ .‬كانت عادات بريتاني ونورمان‪dd‬دي والنغ‪dd‬دوك أيض‪dd‬ا ‪ -‬كم‪dd‬ا ق‪dd‬ال‬
‫بيير ميسنارد ‪" -‬عمل‪d‬ة" في أي‪d‬دي ب‪d‬ودين ‪ ،‬إلى ج‪d‬انب ع‪d‬ادات البندقي‪d‬ة واس‪d‬كتلنداد‪ 43 .‬ولكن‬
‫بدال من استخدامه للقوانين األساسية أو الملكية ‪ ،‬اقتطع بودان الق‪dd‬انون الع‪dd‬رفي من مفهوم‪dd‬ه‬
‫للشرطة ‪ .‬على النقيض من هوتمان ‪ ،‬الذي استخدم أساس القانون العرفي للدفاع عن انتخاب‬
‫وخلع الملوك في فرانكوجاليا ‪ ،‬ومرة أخرى شاركفي فهمه للشرطة ‪ ،‬لم ير بودان أي‬
‫تع‪d‬ارض ض‪d‬روري بين س‪d‬لطة الس‪d‬يادة في القي‪d‬ادة وع‪d‬ادات الش‪d‬عب‪ .‬ومن خالل تق‪d‬ديم ه‪d‬ذه‬
‫القضية‪ ،‬كان يعمل أيضا في إطار فكري قائم فيما يتعلق بس‪dd‬لطةالقانون الع‪dd‬رفي في فرنس‪dd‬ا‪.‬‬
‫وق‪dd‬د أوض‪dd‬ح تمام‪dd‬ا‪ ،‬على س‪dd‬بيل المث‪dd‬ال‪ ،‬في مخطوط‪dd‬ة بعن‪dd‬وان ‪Traite' du droit des‬‬
‫‪ ، coutumes de France‬أن هناك تمييزا بين دور الملك في تحديد شكل التشريع في فرنسا‬
‫ودور الشعب في تفسير القانون وتكميله وتعديله وتخفيفه الذي ال يتع‪dd‬ارض بالض‪dd‬رورة م‪dd‬ع‬
‫‪44‬‬
‫سلطة الملك‪.‬‬
‫إن عدم قابلية السلطة السيادية للتجزئة هو جانب أساسي من جوانب الجمهورية ‪ ،‬ولم‬
‫تتطلب السيادة موافقة عند تغي‪d‬ير الق‪d‬وانين ‪ ،‬ح‪d‬تى عن‪d‬دما ك‪d‬ان له‪d‬ذه الق‪d‬وانين وزن الع‪d‬رف‬
‫السحيق وراءها‪ .‬في ‪( Re'publique‬على عكس ‪ )Methodus‬اقترح بودين أن الملوك ليسوا‬
‫ملزمين بالسعي للحصول على ه‪dd‬ذه الموافق‪dd‬ة لكن‪dd‬ه أق‪dd‬ر بأن‪dd‬ه من الممارس‪dd‬ات العادي‪dd‬ة القي‪dd‬ام‬
‫بذلك‪ .‬وهكذا ‪ ،‬كان ‪ 45‬هناك إجماع هش بين الحاكم والمحكوم ‪ ،‬حيث اع‪d‬ترف األول بوض‪d‬ع‬
‫وأهمية الق‪dd‬انون الع‪dd‬رفي ح‪dd‬تى ل‪dd‬و لم يكن مض‪dd‬طرا لالمتث‪dd‬ال ل‪dd‬ه ؛ يمكن للمل‪dd‬وك أن يخ‪dd‬الفوا‬
‫مطالب العقارات العامة أو أعمار البيلي المحلية إذا كان العقل الطبيعي والعدالة إلى‬
‫جانبهم‪ .‬وهنا أقر بودان بأنه في حين أن هناك مثل عليا ينبغي للملك أن يتص‪dd‬رف به‪dd‬ا فيم‪dd‬ا‬
‫يتعلق بالقانون العرفي‪ ،‬فإنه ال توجد في الوقت نفسه آلية لمنعه من ممارسة إرادته ما دامت‬
‫تتفق مع العدالة والعق‪dd‬ل الط‪dd‬بيعي‪ 68 .‬ج‪dd‬ادل ب‪dd‬أن الس‪dd‬يادة الحقيقي‪dd‬ة لألم‪dd‬ير ك‪dd‬انت مغلف‪dd‬ة في‬
‫اللحظة التي اجتمع فيها التركات العامة وق‪dd‬دم طلب‪dd‬ات إلى األم‪dd‬ير دون س‪dd‬لطة القي‪dd‬ادة أو أي‬

‫‪ 42‬وهذا يفسر سبب اع‪d‬تراف هوغ‪d‬و غروتي‪d‬وس الحق‪d‬ا بدين‪d‬ه الفك‪d‬ري لكليهم‪d‬ا ألنلق‪d‬د‬
‫"حاول بأكبر قدر من العناية إدخال التاريخ في دراسة القانون"‪ .‬هوغو غروتيوس‪ ,‬حقوق‬
‫الحرب والسلم ‪ ،‬إد‪ .‬تاك (إنديانابوليس ‪ ،‬إنديانا‪ :‬صندوق الحرية ‪.131 ، )2005 ،‬‬
‫‪ 43‬مارثا صعود الفلسفة السياسية (باريس‪ :‬المكتبة الفلسفية ج‪ .‬فرين ‪.478 ، )1936 ،‬‬
‫‪ 44‬ارسنال ‪ .MS 671‬راجع فيلهول‪" ،‬تدوين القانون العرفي"‪.80-277 ،‬‬
‫‪ 45‬بودين‪ ,‬ميثودوس‪" ;340–239 ,‬أما بالنسبة للعادات العامة والخاصة ‪ ،‬والتي ال‬
‫تتعلق بتأسيس المملكة ‪ ،‬فنحن لسنا معتادين على أي شيء فيها‪.‬إال بعد تجميع اإلحص‪dd‬ائيات‬
‫الثالثة لفرنسا بشكل عام ‪ ،‬أو لك‪dd‬ل ‪ Bailiwick‬بش‪dd‬كل خ‪dd‬اص ‪ ،‬ليس من الض‪dd‬روري التوق‪dd‬ف‬
‫عند نصيحتهم ‪ ،‬أو أن الملك ال يستطيع أن يفعل عكس ما سيطلب منه ‪،‬أنا العقل الطبيعي ‪،‬‬
‫ُوريَّة‪ d;7–136 d,1.9 ,‬من قبل الجمهورية‪,1.8 ،‬‬ ‫وعدالة إرادته تساعده ‪" ،‬بودين ‪ُ ،‬ج ْمه ِ‬
‫ُوريَّة‪ ;37–136 ,1.9 ,‬من قبل الجمهورية‪.89 ,1.8 ،‬‬ ‫‪ .89‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬ ‫‪68‬‬

‫‪62‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫صوت متعمد‪ 46 .‬باختصار ‪ ،‬ذكر بودين ‪ ،‬أن قوة العرف تعتمد فقط على إرادة األمير ‪ ،‬وما‬
‫إذا كان من المناسب له إعالن عرف معين قانونا أم ال‪ 47 .‬وأوضح أنه حتى أولئ‪dd‬ك ال‪dd‬ذين تم‬
‫تكليفهم بس‪dd‬ن ق‪d‬وانين بش‪d‬أن م‪dd‬ا يملكهالمل‪d‬ك ليس‪d‬وا م‪d‬ؤلفي الق‪d‬وانين‪ .‬ل‪d‬ذلك ذك‪d‬ر أن س‪d‬ولون‬
‫وليكورجوس ‪ -‬هؤالء المشرعون العظماء ال‪dd‬ذين أش‪dd‬اد بهم الفك‪dd‬ر السياس‪dd‬ي ‪ -‬ك‪dd‬انوا مج‪dd‬رد‬
‫مفوضين‪ .‬كانت القوانين نفسها من ش‪dd‬عب أثين‪dd‬ا وس‪dd‬بارتا‪ 71 .‬ه‪dd‬ذا لم يمن‪dd‬ع ب‪dd‬ودين إف‪dd‬روم من‬
‫التوصل إلى استنتاج مفاده أن القضاة ‪ ،‬ال‪dd‬ذين يعمل‪dd‬ون كوكي‪dd‬ل للمؤل‪dd‬ف األص‪dd‬لي للق‪d‬وانين ‪،‬‬
‫يمكن أن يكون لهم سلطة ثنيها إذا كانت هناك مشكلة في التفسير أو التطبيق ‪ ،‬طالم‪dd‬ا أنهم لم‬
‫يخرقوها‪ .‬يعطي بودان بيد واحدة في أنه يأخذ باليد األخ‪dd‬رى‪ .‬في الحف‪dd‬اظ على دور الق‪dd‬انون‬
‫العرفي في الجمهورية ‪ ،‬بدا أنه يعترف بسلطة العرف السحيق في النظام السياسي ‪،‬‬
‫ولكن في اختزاله إلى نزوة إرادة الملك ‪ ،‬قطعها‪ d‬عن أي صلة بسلطة ‪la Police ancienne‬‬
‫وآثارها الجذرية‪.‬‬

‫في‪.‬‬

‫في الختام ‪ ،‬يعمل استخدام بودان للغة ‪ la police‬كوسيلة لتمييز حجته عن التقاليد الفكري‪dd‬ة‬
‫الفرنسية الحالية ‪ ،‬واالبتعاد عناآلثار األرسطية المباشرة لمفه‪dd‬وم ‪ .politeia‬ل‪dd‬ذلك يب‪dd‬دو أن‬
‫تمييزه بين الدولة والحكومة يأخذ قرائه إلى منطقة مبتكرة ‪ ،‬مما يؤسس تقسيما واض‪dd‬حا بين‬
‫نوعين من الوالية القضائية داخل الكومنولث ال يجب أن يتعارضا م‪dd‬ع بعض‪dd‬هما البعض‪ .‬ال‬
‫توجد سلطة قسرية على السيادة ضمنا في واجبات ‪ la‬شرطة‪ .‬وكما هو الحال في‬
‫البرلمان‪ ،‬نفذ القضاة القانون المحلي وهذا ال يتعارض مع السلطة التشريعية السيادية‪ 72 .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬طالما أن القانون المراد تنفيذه لم يكن مخالف‪d‬ا لق‪d‬انون الطبيع‪d‬ة ‪ ،‬يجب على القاض‪d‬ي‬
‫تنفيذه‪ 73 .‬عرف بودين ‪ la police ordinaire‬فيما يتعلق بكل من مراسيم الملك ومراسيمه ‪،‬‬
‫وتلك القوانين أو التعديالت التي أقرهاالقضاة المشتركون‪ 74 .‬قدم مث‪dd‬اال على أن‪dd‬واع الق‪dd‬وانين‬

‫‪" 46‬وفي هذا هو عظم‪d‬ة وجالل أم‪d‬ير ذو س‪d‬يادة ‪ ،‬عن‪d‬دما تجتم‪d‬ع دول جمي‪d‬ع الن‪d‬اس ‪،‬‬
‫يقدمون الطلبات واألدعية إلى أميرهم بكل تواضع ‪ ،‬دون أن يك‪dd‬ون ل‪dd‬ديهم أي س‪dd‬لطة لقي‪dd‬ادة‬
‫ُوريَّة‪ d;37–136 d,1.9 ,‬من‬ ‫أي شيء ‪ ،‬أو منح أي شيء‪ r, ni voix.‬التداولية‪ ",‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫قبل الجمهورية‪.89 ,1.8 ،‬‬
‫‪" 47‬أجيب بأن العرف يأخذ قوت‪d‬ه قليال" القلي‪d‬ل ‪ ،‬وبس‪d‬نوات طويل‪d‬ة من الموافق‪d‬ة المش‪d‬تركة‬
‫للجميع ‪ ،‬أو األكثر‪ :‬لكن اللوي يخرج في لحظة ‪ ،‬ويأخ‪dd‬ذ قوت‪dd‬ه من ‪ celuy‬ال‪dd‬ذي لدي‪dd‬ه الق‪dd‬درة‬
‫على قيادة الجميع‪ :‬العرف يتدفق ببطء ‪ ،‬وبدون قوة‪ :‬يتم أمر ‪ loy‬ونش‪dd‬ره‪ ee.‬بالس‪dd‬لطة ‪ ،‬وفي‬
‫كثير من األحيان ضد ‪ ́gre‬من ‪ :sujects‬ولهذا السبب يقارن ديو فم الذهب الع‪dd‬ادة بالمل‪dd‬ك ‪ ،‬و‬
‫‪ loy‬بالطاغية‪ :‬أكثر من ‪ loy‬يمكن أن يكسر ‪ ، coustumes‬والعرف ال يمكن أن ينتقص من ‪loy‬‬
‫‪ ،‬الذي كل يوم ‪magist‬الفئران ‪ ،‬وأولئك الذين هم المسؤولون عن صنع‬
‫‪63‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫التي قصدها أكثر في الكتاب الرابع ‪ ،‬عندما أظهر أن حمل السالح في التجمع‪dd‬ات السياس‪dd‬ية‬
‫كان ممنوعا‬

‫‪De‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 198‬؛ ال تتضمن الطبعة الالتينية هذا المقطع‬ ‫‪d، 1.11 ،‬‬ ‫لويكس ‪ ،‬ال يجوز إعدامهم ‪ "،‬بودين ‪ ،‬الجمهورية‬
‫‪.Republica ، 1.10 ، 155‬‬
‫‪" 71‬لكن يمكن للقاضي أن ينحني اللوي ‪ ،‬وتفسيره ‪ ،‬إما بلطف أو بصرامة ‪ ،‬بشرط أن يك‪d‬ون حريص‪dd‬ا على ع‪dd‬دم كس‪dd‬ره عن‪dd‬د‬
‫‪.Re ́publique‬‬‫ثنيه ‪ ،‬على الرغم من أنه يبدو صعبا للغاية" ‪ ،‬بودين ‪، 1.11 ، 198-99 ،‬‬
‫بودين‪ ،‬الجمهورية‪ ;333–321 ،3.3 ،‬دي ريبوبليكا ‪.86-272 ،‬‬ ‫‪72‬‬

‫دي ريبوبليكا ‪.426 ،‬‬ ‫بودين‪ ،‬الجمهورية‪ ;38–337 ،3.4 ،‬دي ريبوبليكا ‪ .289 ،‬بودين‪ ،‬الجمهورية‪;452 ،4.3 ،‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪73‬‬

‫وفقا ل " ‪ la‬شرطة باريس‪ 48 .‬لم يتعارض االعتراف بالواليات القضائية المختلفة داخل‬
‫فرنسا مع مفهومه للسيادة ‪ ،‬وال وجود هيئات اعتبارية داخل المملكة‪ .‬النقط‪dd‬ة األساس‪dd‬ية هي‬
‫أنه‪dd‬ا ك‪dd‬انت موج‪dd‬ودة لإلدارة‪" :‬يمكن للم‪dd‬رء أن يق‪dd‬ول إن جمي‪dd‬ع الش‪dd‬ركات والكلي‪dd‬ات تم‬
‫تأسيسها ‪ ،‬للدين أو للشرطة‪ .‬فيما يتعلق بشرطة لوس أنجلوس ‪ ،‬يتم إنشاء الكليات لتوزيع‬
‫العدالة ‪ ،‬أو لتوزيع المسؤوليات ‪ ،‬أو للحفاظ على النظام "‪ .‬وبالت‪d‬الي ف‪d‬إن ‪ 49‬مناقش‪d‬ة‪ d‬ب‪d‬ودين‬
‫للشرطة ليست جزءا من نظره في أي قيود على السلطة السيادية ؛ ب‪d‬دال من ذل‪d‬ك ‪ ،‬ترتب‪d‬ط‬
‫ارتباطا وثيقاببدء النظام داخل الكومنولث ‪ ،‬حيث يعت‪dd‬بر توزي‪dd‬ع العدال‪dd‬ة ج‪dd‬زءا من التسلس‪dd‬ل‬
‫الهرمي للطاعة الذي يحافظ على الكومنولث معا‪.‬‬
‫من المهم أن نعترف بأن بودين ال يحافظ على التمييز الذي يقوم به بينالدولة والحكومة‬
‫في جميع أنحاء الجمهورية أو يستخدم مصطلح الشرطة باستمرار‪ .‬لذلك ‪ ،‬لم يكن يعمل‬
‫على خلق فصل رسمي بين السلطتين التنفيذي‪dd‬ة والتش‪dd‬ريعية يمكن التع‪dd‬رف علي‪dd‬ه كس‪dd‬مة من‬
‫سمات السياسة الحديثة على الرغم من أن ر قد تشير ‪ 50‬إش‪d‬ارته إلى ‪la police ordinaire‬‬
‫إلى أنه في التمييز بين الدولة والحكومة ‪ ،‬كان بودين يعتمد في الواقع على ص‪dd‬ياغة قانوني‪dd‬ة‬
‫موجودة في العص‪dd‬ور الوس‪dd‬طى تم‪dd‬يز بين الوالي‪dd‬ة القض‪dd‬ائية المطلق‪dd‬ة والعادي‪dd‬ة ‪ ،‬أوالتمي‪dd‬يز‬
‫األخير بين التفكير المعماري والسياسي‪ 51 .‬كان بيان بودين في ‪ 2.2‬ج‪d‬زءا مهم‪d‬ا من عملي‪d‬ة‬
‫ُوريَّة‪ ;513 ,4.7 ,‬من قبل الجمهورية‪.488 ،‬‬
‫‪ 48‬بودين‪ُ ,‬ج ْمه ِ‬
‫‪" 49‬يمكن القول إن جميع الهيئات والكليات قد تم تأسيسها ‪ ،‬لل‪dd‬دين ‪ ،‬أو للش‪dd‬رطة‪ :‬أم‪dd‬ا‬
‫بالنسبة للشرطة ‪ ،‬فإن الكليات تنشأ للتوزيع‪.‬إلى التصرف في العدالة ‪ ،‬أو إلزال‪dd‬ة األعب‪dd‬اء ‪،‬‬
‫أو إعطاء أوامر للسلع والسلع التي يجب إحضارها ‪ ،‬أو لإلزالة‪ :‬أو للمسائل التي ق‪dd‬د تك‪dd‬ون‬
‫ُوريَّة‪ d;4–383 d,3.7 ,‬من‬ ‫ضرورية للجمهورية‪ :‬أو للمؤسسة واالنضباط ‪" ،‬بودين ‪ُ ،‬ج ْمه ِ‬
‫قبل الجمهورية‪" .26–327 ،‬الشرطة" هو "ريروم هومناروم" في الالتينية‪.‬‬
‫‪ 50‬فرانكلين بودين‪.31–28 ,‬‬
‫‪ 51‬راجع ج‪ .‬ه‪ .‬بيرنز ‪" ،‬نظام المتوسطةالسلطة التنفيذية في الفكر السياسي الحديث‬
‫المبكر‪ "،‬تاريخ الفكر السياسي ‪ ، 29‬رقم ‪( 2‬صيف ‪ 29-213 d:)2008‬؛ بريان تيرني ‪،‬‬
‫"برين‪ ce‬غير ملزم بالقوانين‪ Accursius :‬وأصول الدولة الحديثة ‪ " ،‬دراسات مقارنة في‬
‫المجتمع والتاريخ ‪ ، 5‬رقم ‪( 4‬يوليو ‪.400-378 :)1963‬‬
‫‪64‬‬
‫نيكولز ✦ السيادة والحكومة في بودين‬

‫تطور هذه األفكار ‪ ،‬ولكن األم‪d‬ر م‪d‬تروك لخلفائ‪d‬ه الفك‪d‬ريين لتط‪d‬وير وتوض‪d‬يح حجت‪d‬ه‪ .‬أح‪d‬د‬
‫خلفائه ‪ ،‬المحامي الفرنسي بيير جريجوار ‪ ،‬سيواجه التحدي في كتابه ‪De Republica‬‬
‫)‪ ، (1597‬الذي كرس اهتماما وثيقا ومتس‪dd‬قا لل‪dd‬دور الق‪dd‬انوني لإلدارة في الكومن‪dd‬ولث ولعب‬
‫‪52‬‬
‫دورا مهما‪ d‬في هذه العمليةالتي مرت دون أن يالحظها أحد نسبيا في تاريخها‪.‬‬
‫تشير الطرق التي سعى بها ب‪dd‬ودان إلى التمي‪dd‬يز بين مفهوم‪dd‬ه عن ‪ la police‬والق‪dd‬انون‬
‫األساس‪d‬ي والسياس‪d‬ة والدس‪d‬تور الق‪d‬ديم إلى الط‪d‬رق الدقيق‪d‬ة ال‪d‬تي س‪d‬عى به‪d‬ا إلى التمي‪d‬يز بين‬
‫نظريته في ‪ re'publique‬وتل‪dd‬ك الخاص‪dd‬ة بمعاص‪dd‬ريه ؛ ل‪dd‬ذلك فهي ت‪dd‬دل على الط‪dd‬رق ال‪dd‬تي‬
‫س‪dd‬اهم به‪dd‬ا في "علم" السياس‪dd‬ة في عص‪dd‬ره من خالل تق‪dd‬ديم ه‪dd‬ذه الف‪dd‬روق والتع‪dd‬اريف‪ .‬أي‬
‫تناقضات‪ d‬في استخدامه لمصطلح الشرطة هي أعراض لعالم فكري يعكس حقائق اإلدارة‬
‫الفرنسية في القرن السادس‪ d‬عشر ‪ ،‬بكل تعقيداتها‪ .‬وبشكل أك‪dd‬ثر وض‪dd‬وحا ‪ ،‬يمكنن‪dd‬ا أن ن‪dd‬رى‬
‫أن مفهوم بودين للشرطة على أنها متميزة عن الدولة كان جزءا ال يتج‪dd‬زأ من نظريت‪dd‬ه عن‬
‫السيادة ونظام الجمهورية ككل‪ .‬بدال من استخدامه لفرض قيود خارجية على السيادة ‪ ،‬أو‬
‫في الواقع الشعب ‪،‬استخدم بودين تمييزه لشرح األعمال الداخلية للجمهورية كوسيلة‬
‫الستبدال النداء األك‪dd‬ثر خرق‪dd‬اء إلى ح‪dd‬د م‪dd‬ا لدس‪dd‬تور ق‪dd‬ديم‪ .‬وبقيام‪dd‬ه ب‪dd‬ذلك‪ ،‬ال ي‪dd‬زال ب‪dd‬ودين‬
‫يعترف بأن الجسم السياسي لديه ذاك‪dd‬رة خاص‪dd‬ة ب‪dd‬ه‪ .‬وهك‪dd‬ذا اس‪dd‬تمر الق‪dd‬انون الع‪dd‬رفيفي لعب‬
‫دور‪ .‬وكما جادل ميشيل س‪dd‬ينيالرت ‪ ،‬من خالل ‪ ، re'gle de police‬لم يكن ب‪dd‬ودان يش‪dd‬ير‬
‫إلى فكرة أن األمير يجب أن يتوافق مع اتفاقي‪d‬ة (أو دس‪d‬تور) ق‪d‬ديم ‪ ،‬ولكن ب‪d‬دال من ذل‪d‬ك إلى‬
‫الطريقة التي يرتبط بها بالمبادئ التي تقوم عليها سلطته‪ 80 .‬كانت مسألة نعمة بدال من إل‪d‬زام‬
‫‪ n‬إذا اختار الملك الخضوع لقوانينه الخاصة وليس حول التمي‪dd‬يز بين س‪dd‬يادة الح‪dd‬اكم وس‪d‬يادة‬
‫المملكة‪.‬‬

‫جامعة‪ d‬أكسفورد‪.‬‬

‫‪ 52‬تشمل الدراسات الحالية كلود كولو‪ ،‬المدرسة العقائدية للقانون العام في بونت أ‬
‫موسون‪ :‬بيير ‪ Gre ́goire‬من تولوز وغيوم باركلي (باريس‪ :‬ر‪ .‬بيشون و ر‪ .‬دوراند‬
‫أوزياس ‪ )1965 ،‬؛ لويجي جامبينو‪ ،‬بيير غري غوار دي ريبوبليكا‪ :‬النظام السياسي‬
‫والملكية في فرنسا في نهاية القرن السادس عشر (ميالن‪ :‬جيوفري ‪ )1975 ،‬؛ صوفيا‬
‫‪65‬‬
‫مجلة تاريخ األفكار ✦ يناير ‪2019‬‬

‫نيكولز ‪ ، "Pierre Gre ́goire" ،‬في قاموس الفالسفة فرنك ̧ ‪ais du XVIIe sie'cle: Acteurs et re ́seaux du‬‬
‫‪( savoir en France entre 1601 et 1700 ، ed. Foisneau‬باريس‪ :‬كالسيك غارنييه ‪.)2015 ،‬‬
‫فنون الحكومة ‪.32 ،‬‬ ‫سينيالرت ‪،‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪66‬‬
‫حقوق الطبع والنشر لمجلة تاريخ األفكار هي ملك لمطبعة جامعة‪ d‬بنسلفانيا وال يجوز نسخ محتواها أو إرساله بالبريد‬
‫اإللكتروني إلى مواقع متعددة‪ d‬أو نشره على قائمة دون إذن كتابي صريح من صاحب حقوق الطبع والنشر‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫يمكن للمستخدمطباعة المقاالت أو تنزيلها أو إرسالها بالبريد اإللكتروني لالستخدام الفردي‪.‬‬

You might also like