Professional Documents
Culture Documents
دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحد من أزمة البطالة مع الإشارة لبعض التجارب العالمية عبد الرزاق حميدي و عبد القادر عوينان
دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحد من أزمة البطالة مع الإشارة لبعض التجارب العالمية عبد الرزاق حميدي و عبد القادر عوينان
منهجية الدراسة
المقدمةـ
تعد البطالة مشكلةـ اقتصادية واجتماعية ،وحىت سياسية تواجه الدول النامية واملتقدمة على السواء ونظرا لكثرة التبعات النامجة عن هذه املشكلة
فقد أولت خمتلف هذه الدول -وخاصة املتقدمة -اهتماما بالغا حبل هذه املشكلة والتخلص من تبعاهتا ،ومن بني احللول اليت وجدهتا واليت
سامهت بشكل فعال يف التقليل من هذه املشكلة والتخفيف من آثارها بشكل فعال االهتمام باملؤسسات الصغرية واملتوسطة ،لذلك أزلت اجلزائر
عناية فائقة هلذا القطاع رغبة منها يف االستفادة من مزاياه بصفة عامة من جهة ،إضافة إلدراكها لدورها الكبري الذي تلعبه يف احلد من تداعـ ــيات
أزمة البطالة -خاصة يف ظل الظروف الراهنة -من جهة أخرى .
أهمية الدراسة
هندف من خالل ه ــذه الدراس ــة إىل حماول ــة إب ــراز دور و أمهي ــة املؤسس ــات الص ــغرية و املتوس ــطة و م ــدى ق ــدرهتا على املس ــامهة يف توف ــري ف ــرص العم ــل
والتقلي ــل من مع ــدالت البطال ــة ال ــيت أص ــبحت تش ــكل هتدي ــدا حقيقي ــا لألمن واالس ــتقرار االجتم ــاعي ،ومن مث ن ــبني الس ــبل الكفيل ــة لل ــرقي مبؤسس ــاتنا
الصغرية واملتوسطة تلعب دورها املناسب والذي جيعلها تضاهي يف أدوارها وقدراهتا مثيالهتا يف الدول املتقدمةـ
أهداف الدراسة
-حماولة التعرف على واقع املؤسسات الصغرية واملتوسطة.
-إبراز الدور الفعال الذي تلعبه املؤسسات الصغرية واملتوسطة.
-حتديد اآلليات اليت تسمح للمؤسسات الصغرية واملتوسطة اجلزائرية باملسامهة الفعالة يف التقليل من البطالة.
مشكلةـ الدراسة
من خالل ما سبق ميكن طرح السؤال اجلوهري التايل " كيف يمكن تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطةـ في تخفيف حدة
مشكلةـ البطالة باالستفادة من بعض التجارب العالمية الرائدة في هذا المجال "
تقسيمات الدراسة
لإلجابة على التساؤل اجلوهري واإلملام بكافة جوانب الدراسة نقسمها إىل ثالثة حماور:
-اإلطار النظري للبطالة و املؤسسات الصغرية واملتوسطة.
-واقع املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر ودورها يف التشغيل .
-تفعيل دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف احلد من البطالة باالستفادة من بعض التجارب العاملية
اإلطار النظري للدراسة
المحور األول -اإلطار النظري للمؤسساتـ الصغيرة والمتوسطة.
أوال -تعريف المؤسسات المتوسطة والصغيرة
ال يوجد تعريف دقيق للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ،فاملؤسسات اليت تعترب يف الدول املتقدمة صغرى ،تعتربها الدول النامية كربى ،كما يوجد
أكثر من تعريف يف الدولة الواحدة .و لقد تبنت الدول معايري خمتلفة لتعريفها و من أهم املعاير الشائعة :معيار العمال ،معيار رأس املال ،معيار
املبيعات و اإليرادات ،معيار اإلنتاج ،معيار التقنية املستخدمة ،معيار استهالك الطاقة و لكن أكثر املعايري شيوعا هو عدد العاملني هبا ،و هنا يوجد
أيضا اختالف حول احلد األعلى و األدىن لعدد العاملني مثال يف أملانيا ال يزيد العدد على 49عامل و يف اجنيلرتا 200عامل و 300عامل يف
اليابان .و رغم هذا االختالف ميكن سرد بعض التعاريف نذكر منها:
1
بعص الدول تعرفها على أهنا املشاريع اليت ال يتجاوز عدد العاملني فيها 250مشتغال.
أما يف بلدان الشرق أسيا و يف دراسة حديثة عن املؤسسات املتوسطة والصغرية قام هبا إحتاد دول بلدان جنوب شرق أسيا ASEANفقد اعترب
2
أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة هي اليت يكون عدد عماهلا أقل من 100عامل
أما جلنة األمم املتحدة التنمية الصناعية فتعرف املؤسسات املتوسطة وصغرية يف الدول النامية على أهنا كل مؤسسة يعمل بني اقل من 90عامل،
3
أما بالنسبة للدول املتقدمة فتكون فاملؤسسة الصغرية واملتوسطة اذا كانت تشغل اقل من 500عامل
ويعرف البعض املشروعات الصغرية واملتوسطة* بأهنا "تلك املشروعات اليت يدخلها حجمها دائرة املشروعات اليت حتتاج للدعم والرعاية والنابعة
4
من عدم قد رهتا الفنية أو املالية على توفري هذا الدعم من مواردها وقدراهتا وإمكانياهتا الذاتية ".
إزاء هذه املعطيات ،فإن معيار عدد العمال و قيمة األصول يعتربان عنصران أساسيان ملختلف بلدان العامل يف حتديد املؤسسات الصغرية و املتوسطة
حسب جمال نشاطاهتا الصناعية أو خارج جمال الصناعة ( التجارة و اخلدمات ).
تصنيف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الصناعية جدول رقم ()01
نوع املؤسسة قيمة األصول بالدوالر عدد العمال
صغرية أقل من 1063x 49 – 0
متوسطة x 1063إىل أقل من x 10612 200 – 50
كبرية x 10612إىل أقل من x 1063 499 – 200
كبرية جدا أكرب من x 1063 500فما فوق
املصدر :بلوناس عبداهلل ،المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و القدرة على المنافسة في ظل اقتصاد السوق باإلسقاط على الحالة الجزائرية ،ملتقى متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف
الدول العربية( الشلف:جامعة حسيبة بن بوعلي .يومي 17و 18أفريل )2006ص126
الجدول رقم ( : )02تصنيف المشروعات ص.م خارج القطاع الصناعي ( التجارة و الخدمات)
نوع املؤسسة قيمة األصول بالدوالر عدد العمال
31 الجزائرـ
880 اسبانيا
441 فرنسا
املصدر:محيدي يوسف ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحديات العولمة ،جملة جديد االقتصاد( اجلزائر :اجلمعية الوطنية لالقتصاديني اجلزائريني ،ديسمرب )2007ص273
إن أهم نتيجة ميكن أن خنرج هبا من قراءتنا وحتليلنا هلذه األرقام هو أنه برغم من صغر حجم هذه املؤسسات وإمكانياهتا املتواضعة باملقارنة
مع إمكانيات املؤسسات الكبيرة إال أهنا ميكن أن متتص جزء ال يستهان به من الطاقة العمالية العاطلة.خاصة يف ظل البطالة املتزايدة واليت تطورت
يف اجلزائر من %19,8سنة 1990إىل 15 % 26.6واجلدول املوايل رقم ( )04يوضح هذا التطور.
تطور معدالت البطالة في الجزائر خالل المرحلة 2002-1990 الجدول رقم ()04
2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1994 1993 1992 1991 1990 السنوات
26.6 27.3 28.89 29.24 28.02 29.2 28.3 24.4 23.2 21.3 20.3 19.8 المعدل%
املصدر :بوصايف كمال ،البطالة الهيكلية والبطالة الظرفية في الجزائر خالل المرحلة ، 2002 – 1990جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة(اجلزائر :كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،العدد،14
)2006ص126
16
ثانيا -دور الوكاالت الوطنية في دعم تشغيل الشباب
امام تزايد اعداد العمال املسرحني ومجود عمليات االستثمار بسبب االزمة االقتصادية اخلانقة والظروف االمنية الصعبة ،حاولت الدولة إنعاش
سوق العمل عن طريق انشاء وكاالت متخصصةـ لدعم وترقية الشباب نذكر امهها :وكالة التنمية االجتماعية ،الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل
الشباب ،الوكالة الوطنية للقرض املصغر
-1الوكالة التنمية االجتماعية :ملا انشئت وكالة التنمية االجتماعية مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 96/232تطبيقا ملا نصت عليه املادة رقم
59/27املؤرخ يف 31ديسمرب 1995املتعلق بقوانني املالية لعام 1996
وقد ختصصت الوكالة يف اول االمر بتمويل الشبكة االجتماعية ،واليت تعىن بتقدمي مساعدات نقدية اىل ارباب العائالت ،حيث بلغ عدد
املستفيدين من اداءاهتا حوايل 167907شخص اىل غاية 1998
فقط .كما سخرت الوكالة قروضا مصصغرةـ يتجاوز سقفها املايل 350الف دينار خمصصة لفائدة الشباب البطال مبسامهة ذاتية منه تقدر ب
%10اذ وصل عدد املشاريع املمولة من طرف الوكالة سنتني فقط بعد انشائها اىل حوايل 4137مشروع .
ختضع عملية احلصول على القروض املصغرة لكيفية مبسطة ،حيث يودع امللف لدى وكالة التنميةاالجتماعية اليت تفصل فيها مبقتضى شهادة
مطابقة بعدها حيول امللف مع الشهادة اىل البنك الذي يقع على عاتقه تسديد مبلغ القرض .
اما بالنسبة خلرجيي اجلامعات العاطلني عن العمل فقد انشت الوكالة مايسمى بعقود ماقبل التشغيل ،واليت تربم ما بني الوكالة واهليئة
املستخدمة بضمان وظيفة للشاب املرتشح لشغلـ منصب ملدة سنة قابلة للتجديد حسب رغبة املستخدم مع تكفل وكالة التنمية االجتماعية
باعباء الضمان االجتماعي .
فالوكالة مبثابة مهزة وصل بني املؤسسات االقتصادية والشباب املتخرج من اجامعات لكن العائق االلساسي هلذه الوكالة يتمثل يف ضعف
االشهار حيث ان اغلب الشباب جيهلوهنا .
-2الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب :مت انشاء هذه الوكالة مبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 96/296املؤرخ يف 8سبتمرب
، 1996وتتمتع هذه الوكالة بالشخصيةـ املعنوية واالستقالل املايل ،وتعمل على متويل استثمارات الشباب وتوفري الضمانات املناسبة هلم جتاه
البنوك الوطنية ،واهلدف االساسي للوكالة هو خلق مناصب عمل للشباب وامتصاص البطالة
وبفضل تدخالت الوكالة لدى البنوك متكن املقاولون الشباب من انشاء اكثر من 24الف مؤسسة مصغرة ،زيادة على ذلك فقد ساعد الرتكيب
املايل هلذه املؤسسات على احداث مناصب عمل اخرى ،اذ تساهم اخلزينة العموميةـ بنسبة ترتاوح ما بني %20و %30والباقي يغطى بواسطة
قرض من %60اىل %70ويتحمل الشباب املقاولونـ النسبة املتبقية وهي ضعيفة جدا باملقارنة مع مسامهات الدولة والبنوك
لكن الوكالة واجهت عوائق متثلت يف غياب التكوين والتاهيل وسوء التسيري لدى املتقدمني لالستفادة من اعانتها ،االمر الذي اىل افالس العديد
من املؤسسات الشبانية ،ومنه امتناع البنوك عن تقدمي القروض .
17
ج -الوكالة الوطنية للقرضـ المصغر:
مت إنشاء الوكالة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 04/14:املؤرخ يف 22جانفي 2004كهيئة ذات طابع خاص يتابع نشاطها وزير التشغيل
والتضامن الوطين ،مهمتها تطبيق السياسة الدولة يف جمال حماربة البطالة والفقر عن طريق تدعيم أصحاب املبادرات الفردية بالتمويل بقروض
مصغرةـ وتقدمي الدعم واالستشارة واملرافقة للمبادرين وضمان املتابعة إلجناح املشاريع اجملسدة ،والدعم موجه لفئة البطالني أو الذين لديهم عمل
غري دائم والذين ليس هلم دخل ،ويشمل ذلك املرأة املاكثة بالبيت واليت تريد القيام بنشاط منزيل يضمن هلا مدخوال ،وبالنسبة لصيغة التمويل فإهنا
موزعة إىل قرض من الوكالة بدون فوائد وقرض بنكي بفوائد خمفضة ومسامهة مالية شخصية من املستفيد ،وتنظيم الوكالة يرتكز على مديرية عامة
وفروع جهوية تسمى التنسيقيات الوالئية موجودة يف كل والية إىل جانب ممثل الوكالة يف كل دائرة ويسمى املرافق ،وتعتمد الوكالة على
هياكلها بالتنسيق مع باقي هيئات ووكاالت التشغيل وإشراك مجعيات من اجملتمع الديين من أجل الوصول إىل أكرب عدد من املبادرات وذلك
بتنظيم محالت إعالمية وحتسيسية وباالحتكاك املباشر ،بالفئات اليت يقصدها اجلهاز.
ترتاوح القروض اليت تقدمها الوكالة بني 50000دج إىل 40000دج موجهة إلحداث مشاريع وأنشطة جديدة القتناء عتاد صغري و مواد أولية
يتم تسديدها على فرتة ترتاوح بني سنة و مخسني سنوات و تقدر بنسبة %95إىل %97من كلفة املشروع الذي اليتجاوز 100.000دج
مبسامهة شخصية تقدرـ نسبتها من 3إىل % 5و مبعدالت فائدة خمفضة من 10اىل 20من معدالت الفائدة التجارية املطبقة منت طرف البنوك
التجارية و تقدر القروض ب % 70من كلفة املشروع إىل غاية 400.000دج و قروض أخرى ال تتجاوز 30.000دج موجهة لشراء
مواد أولية بالنسبة للذين لديهم نشاط قائم وميلكونـ عتادا ويتم دعم املستفيدين من القروض بأنواعها واملرافقة الجناز أنشطتهم و من اجل تغطية
املخاطرة قامت الدولة بإنشاء صندوق الضمان املشرتك للقروض املصغرة يتم االخنراط فيه من قبل املستفيدين بدفع اشرتاك يقدر ب %0.5منت
القرض البنكي و قد بلغ عدد القروض املوزعة 19465إىل غاية 01/02/2007مبلغ 132مليون دينار جزائري اسرتجع منها 66.8مليون
دينار جزائري بنسبة %50.6
18
ثالثا -المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر كمدخل للقضاء على البطالة
لقد أفصحت التعديالت القانونية احملدثة على قانون العمل اىل تبين صيغ جديدة للتشغيل ويف هذا السياق مت ادخالب عدة صور جديدة
للتشغيلـ هبدف توسيع سوق العمل ،منها عقود العمل احملددة املدة ،العمل يف املنزل وعقودما قبل التشغيل .
-1توسيع عقود العمل احملددة املدة :ادرج القانةن رقم 11-90مبوجب مادته 12عقود العمل بالتوقيت الكلي او اجلزئي (ميكن ابرام عقد العمل
ملدة حمدودة بالتوقيت الكامل او التوقيت اجلزئي) لكن التساؤل املطروح هو ان القانون رقم 11-90مل يعط تعريف للعملـ بالتوقيت اجلزئي
اىل غاية صدور املرسوم التنفيذي رقم ،473-97الذي عرفه يف نص املادة الثانية منه على انه تعترب عمال بالتوقيت اجلزئي كل عمل تقل
مدته عن املدة القانونية للعملـ دون ان تكون املدة املتفق عليها بني صاحب العمل والعامل اقل من نصف املدة القانونية للعمل .
وتقدرـ املدة القانونية للعملـ حسب املادة 2من االمر رقم 03-97باربعني ساعة اسبوعيا توزع على مخس ايام عمل على االقل خيضع
حتديد تنظيمها وتوزيعها الرادة االطراف املعرب عنها يف االتفاقيات اجلماعية مع استثناء اوردته املادة 50من االمر رقم 03-97مفاده امكانية
ان ختفض املدة القانونية االسبوعية للعملـ بالنسبة لالشخاص الذين ميارسون اشغاال شديدة االرهاق وخطرية ،او اليت ينجز عنها ضغط على
احلالة اجلسدية والعصبية ،كما ميكن ان ترفع بالنسبة لبعض املناصب املتميزة بفرتات توقف من النشاط .
وحتدد التفاقيات واالتفاقات اجلماعية قائمة املناصب املعنية ،كما توضح لكل منها مستوى ختفيض مدة العمل الفعلي او رفعها ،وحيدد التنظيم
املناصب املعنية بالتخفيض او الرفع فيما خيص قطاع املؤسسات واالدارات العمومية .
وميكن ابرام عقود العمل ملدة حمدودة بالتوقيت الكلي او اجلزئي يف احلاالت التالية :
عندما يوظف العامل لتنفيذ عمل مرتبط بعقود اشغال اوخدمات غري متجددة . -
عندما يتعلق االمر بستخالف علمل مثبت يف منصب تغيب عنه مؤقتا وجيب على املستخدم ان حيتفظ مبنصب العمل لصاحبه . -
عندما يتطلب االمر من اهليئة املستخدمة اجراءاشغال دورية ذات طابع متقطع -
عندما يربر ذلك تزايد العمل او اسباب مومسية . -
ب-عقد العمل في المنزل :نظم املشرع عقد العمل يف املنزل مبجب املرسوم التنفيذي رقم 474-97املؤرخ يف 8ديسمرب ، 1997اذ اعترب
عامال يف املنزل وفقا لنص املادة 2منه :
-كــل عامــل ميارس يف منزلــه نشــاطات انتــاج ســلع او خــدمات او اشــغاال تغيرييــة لصــاحل مســتخدم واحــد او اكــثر مقابــل اجــرة ،ويقــوم وحــده هبذه
النشاطات او مبساعدة اعضاء من عائلته باستثناء اية يد عاملة ماجورة ،ويتحصل بنفسه على كـل او بعض املواد االوليــة وادوات العمــل او يســتلمها
من املستخدم دوناي وسيط .
وهــذا التعريــف خيتلــط ظاهريــا مــع مفهــوم احلريف املنصــوص عليــه يف القــانون رقم 12-82من حيث ان العامــل يف املنزل واحلريف يشــتغالن لوحــدمها
هبذه النشاطات أو مبساعدة أعضاء من عائلتيهما ،ومبواد حيصالن عليهما بنفسيهما دون أي وسيط
لكنهما خيتلفان من حيث الصفة ،اذ يتمتع احلريف بصفة االجـري على خالف العامـل يف املنزل الـذي يتلقى أجـرة مقابـل اجلهـد املبـذول ،وحتسـب هـذه
األجرة على أساس مقاييس األجر املعمول هبا يف املهن املماثلة ،ويف حالة ما مل يكن هناك اتفاق أفضل بني الطرفني ،الميكن أن يقل اجر العامــل يف
املنزل عن األجــر الوطــين األدىن املضــمونـ ويســتفيد العامــل يف املنزل الــذي يشــغله نفس املســتخدم 6اشــهر يف اجملمــوع على من احلق يف التعــويض عن
العطلــة مدفوعــة األجــر ويعــادل مبلــغ التعــويض يــومي ( )2عمــل يف الشــهر .وحيســب التعــويض على أســاس األجــور املتوســطة الشــهرية املتقاضــة خالل
الفرتة املدخلة يف احلسبان ،ويدفع يف آخر فـرتة حسـابه املرجعيـة .كمـا يسـتفيد أيضـا العامـل يف املنزل من خـدمات الضـمان االجتمـاعي ،املسـالة الـيت
تضع التزاما على عاتق املستخدم يف املنزل بالتصريح بالعمال املشتغلني لديه يف املنزل لدى هيئـة الضــمان االجتمـاعي وإال الوقـوع حتت طائلـة املتابعــة
والعقوبة .
جتدر اإلشارة إىل أن العامل يف املنزل يتعاقـد مـع املسـتخدم يف املنزل الـذي قـد يكـون شخصـا طبيعيـا أو معنويـا عامـا أو خاصـا ،ميارس نشـاطا صـناعيا
أو جتاريا أو حرفيا.
احلقيقة أن املشرع أراد بإحداث هذا النوع من عقود العمل تكريس ما يسمى باألسر املنتجة املعروفة يف بعض الدول كاليابان ،واليت تساعد على
القضاء على البطالة بشكل نسيب ،وكذلك نقل املهارات إىل دائرة العرض والطلب من جهة أخرى ،ومنه إعطاء قيمة مناسبة ملا ينتجه العمال يف
املنزل ،وإبراز اهتمام الدولة برتقية املستوى االجتماعي لألسر
ج -عقود ماقبل التشغيل :ا ن كان لالنفتاح على اقتصاد السوق دور اجيايب يف فتح سوق العمل ،فلقد كان له دور سليب خاصة يف ارتفاع
مستوى البطالة الذي وصل اىل حدود %30يف عام ، 1999فنتيجة السياسات الصارمة السلوب التعديل اهليكلي مت تسريح اكثر من 450الف
عامل وحل اكثر من 1200مؤسسة ،اذ مل تكتف الدولة بالصيغ املعتادة الهناء عقد العمل ،بل اخذت باخرى ترمي من ورائها للتخلص من
العمالة اليت تستهلك فقط كتلة االجور من دون ان تساهم ولو بقدرـ حمدود يف زيادة االنتاج ،ويف هذا السياق شجعت على الذهاب االرادي
والتسريح السباب اقتصادية واالحالة على نظام التقاعد املسبق وايضا االحالة اىل نظام التامني على البطالة .
المحور الثالث -تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحد من البطالة باالستفادة من بعض التجارب العالمية
أوال -االجراءات المتخذة في الجزائر لتفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
لقد أصبح االعتقاد بأمهية االعتناء بقطاع م ص م راسخا لدى السلطات العموميةـ يف اجلزائر ،وقد تكرس ذلك فعال بإصدار قانون توجيهي
لرتقية م ص م بتاريخ ، 12/12/2002والذي يعترب منعرجا حامسا يف تاريخ هذا القطاع حيث حدد اإلطار القانوين والتنظيمي الذي تنشط فيه م
ص م وكذا برامج وآليات لتدعيم تنافسيتها ،كما يعد إحلاق قطاع الصناعة التقليدية بـ م ص م سنة 2002اعرتافا من السلطات العموميةـ بالدورـ
االقتصادي اهلام املنتظر منه.
ونشري إىل أن من هذه الربامج واآلليات ما مت جتسيده فعليا وباشر نشاطه ،ومنها ما هو يف أطواره األخرية للتجسيد.ـ
-1على الصعيد المحلي
لقد استفاد قطاع م ص م من 4ماليري دينار من املخصصات اإلمجالية لربنامج دعم النمو االقتصادي 2005/2009واملقدر مبا يعادل 55مليار
دوالر .ويضطلع القطاع –يف إطار هذه املخصصات -بالقيام باملهام التالية:
إنشاء وجتهيز الوكالة الوطنية لتطوير م ص م ، 08/03/2004والذي يعد حبد ذاته مؤشرا قويا لالهتمام الذي توليه السلطات العليا للبالد لرتقية
19
القطاع .وتسهر هذه الوكالة على وضع حيز التنفيذ السياسة القطاعية عرب العمليات األساسية التالية:
جتسيد ومتابعة الربنامج الوطين لتأهيل م ص م املقدر ب 1مليار دج سنويا ميتد إىل غاية ،2013وقد قدم االحتاد األورويب حنو 57مليون أورو
إلعادة تأهيل قطاع م ص م ومت بالفعل تأهيل أكثر من 350مؤسسة.
تقييم فعالية وجناعة تطبيق الربامج القطاعية ومتابعة دميغرافية م ص م (إنشاء ،توقف ،تغيري النشاط).
ترقية وإدماج تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف تسيري م ص م ،وعلى ذلك مت إنشاء جلنة وزارية مشرتكة جتتمع دوريا هبدف إعداد برنامج
وطين هبذا اخلصوص كما مت االنطالق يف إعداد دراسة تشخيصية حول واقع التطوير التكنولوجي يف م ص م.
مجع واستغالل ونشر املعلومة اخلاصة مبجاالت نشاط م ص م ،حيث قامت الوزارة بتخصيص 100مليون دج إلجراء دراسات وحتقيقات
اقتصادية منها ما مت إجنازه كتلك اليت أجريت حول :الصناعات الغذائية ،مواد البناء والكيمياء-الصيدلة
وقد نشرت أهم معطيات هذه الدراسات يف موقع الوزارة على االنرتنت ،ومنها ما هو يف طور اإلعداد .كما أعلن رئيس اجلمهورية -أثناء تنظيم
اجللسات الوطنية لـ م ص م يف بداية -2005عن إنشاء مؤسستني ماليتني هامتني تسامهان يف تسهيل احلصول على القروض ومها:
-صندوق ضمان القرض االستثماري لـ م ص م برأمسال قدره 30مليار دينار.صندوق رأس مال املخاطر برأمسال قدره 3.5مليار دينار.
-صندوق لضمانـ القروض البنكية املوجه لـ م ص م الذي انطلق فعليا مند مارس 2004والذي يساهم بدوره يف التخفيف من حدة مشكل
التمويل.
هذا فضال عن مسامهة البنوك العمومية سنة 2003بتمويل قدره 555مليار دينار أي بنسبة ٪ 40.60من جمموع التمويل مقارنة بنسبة
2001حيث قدر املبلغ آنذاك بـ 353مليار دينار أي ٪ 30.72من جمموع التمويل.
إنشاء 14مركزا للتسهيل الذي يضطلع مبهمة تسهيل إجراءات التأسيس واإلعالم والتوجيه ودعم إنشاء م ص م عن طريق مرافقة أصحاب
املشاريع.
إنشاء 14مشتلةـ (حاضنة) للمؤسسات يف أهم األقطاب الصناعية للجزائر ،هذه املشاتل تلعب دورا هاما يف جمال استقبال واحتضان وتدريب
حاملي أفكار املشاريع لتجسيدها واقعيا.
كما مت إنشاء 48مديرية والئية ستلعبـ دور املنشط واملتابع لنشاطات م ص م والصناعة التقليدية على املستوى احمللي ،وكذا إنشاء 11غرفة
صناعة تقليدية وحرف إضافية لتقريب هييآت التأطري من احلرفيني ،وقد بلغ عدد احلرفيني املسجلني لدى غرف الصناعة التقليدية حوايل 79850
حرفيا.
ويف إطار حتسني استغالل العقار الصناعي قامت احلكومة بإعادة تنظيميه يف شكل شركات ملسامهات الدولة ( )SGPللتكفلـ تدرجييا بتهيئة
املناطق الصناعية ومناطق النشاط والتخزين عرب كافة أحناء الوطن.
20
-2على الصعيد الدولي
برنامج "ميدا" لتنمية م ص م في الجزائر
يندرج هذا الربنامج يف إطار التعاون األورو-متوسطي ،ويهدف إىل حتسني القدرة التنافسية لـ م ص م من خالل التأهيل ،وقد مت حتقيق إىل غاية
جوان ،2004حوايل 400عملية تأهيل وتشخيص وتكوين يف إطار الدعم املباشر وكذا إجناز جهاز لتغطية الضمانات املالية بقيمة 20مليون
أورو سيحسن من إقراض املؤسسات.
التعاون مع البنك اإلسالمي للتنمية
مت اإلتفاق على فتح خط متويل لـ م ص م ،وكذا تقدمي مساعدة فنية متكاملة لدعم استحداث نظم معلوماتية ولدراسة سبل تأهيل الصناعات
الوطنية ملواكبة متطلبات العوملة واملنافسة وإحداث مشاتل (حماضن) منوذجية لرعاية وتطوير م ص م ،وتطوير التعاون مع الدول األعضاء ذات
التجارب الناجحة كماليزيا ،أندونيسيا وتركيا.
التعاون مع البنك العالمي
وباخلصوص مع الشركة املالية الدولية ( ،)SEIمت إعداد برنامج تعاون تقين مع برنامج مشال إفريقيا لتنمية املؤسسات ( )NAEDلوضع حيز
التنفيذ "لبارومرت م ص م" قصد متابعة التغريات اليت تطرأ على وضعيتها ،وسيتدخل هذا الربنامج أيضا يف إعداد دراسات اقتصادية لفروع النشاط.
التعاون مع منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية
مت االتفاق على مساعدة فنية لتأهيل م ص م يف فرع الصناعات الغذائية ،واليت جسدت إحداث وحدة لتسيري الربنامج واختيار مكتب دراسات
لتشخيص هذا الفرع.
التعاون الثنائي
ويف جمال التعاون الثنائي ،وخصوصا يف جمال التكوين واالستشارة ،انتقل برنامج التعاون اجلزائري األملاين ( )PME/conformإىل مرحلته
الثالثة ،حيث أنه وبعد أن أهنى تكوين جمموعة من اخلرباء يف هذا امليدان باإلضافة إىل مهام التكوين واالستشارة املتوفرة للمؤسسات واجلمعيات
املعنية ،قام هذا الربنامج بتوسيع شبكته ملراكز الدعم املتواجدة يف خمتلف جهات الوطن.
ثانيا -التجارب الدولية والعربية الرائدة في مجال تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
توجد العديد من الدول اليت استطاعت ان تقوم بتطوير وتفعيل دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف احلد من أزمة البطالة واملسامهة اإلجيابية يف
خمتلف نواحي احلياة االقتصادية نذكر بعضا منها:
-1التجربة الكورية:
يف الفرتة 1962ـ 1966وضعت كوريا جمموعة من اخلطط االقتصادية اليت بدأهتا خبطة التنمية االقتصادية األوىل وتستهدف هذه اخلطط
مجيعا إحداث تغيري جذري يف هيكل االقتصاد القومي ويف ربع القرن املاضي تضاعف إمجايل الناتج القومي اإلمجايل ليقرتب من الثالثني مرة ،وكان
احد أسباب هذا النجاح الكبري ،وبلغ منو الصادرات سنويا % 40يف هذه الفرتة ،بل ان صادرات بعض املنشآت الصناعية جتاوزت %90من
إنتاجها ،حيث وضعت احلكومات املتتالية تنظيما مرتبطا بتنمية الصناعات الصغرية يتمثل فيما يلي:
ـ انشاء هيئة تدعيم الصناعات الصغرية واملتوسطة.
ـ توجيه الصناعات الصغرية واملتوسطة اىل التصدير ،
-مت انشاء بنك متخصص يف متويل املنشآت الصغرية واملتوسطة يف عام 1961يهدف اىل دعم األنشطة االقتصادية املختلفة لتلك املنشآت واتبع
هذا البنك أسلوب تقدمي القروض والتسهيالت واالئتمانية بالعمالت احمللية واألجنبية ،وقبول الودائع واملشاركة يف رؤوس أموال املشروعات
وعمليات النقد احمللي واألجنيب وتقدمي اخلدمات االستثمارية يف األعمال اإلدارية والفنية ،مع تقدمي حافز للمصدرين عن طريق دعم أسعار الفائدة
21
من هذه القروض بالعملةـ احمللية مبنحهم أسعار فائدة تفضيلية.
2ـ التجربة الماليزية:
على غرار جتارب الدول املختلفة اليت أثبتت أن اجلامعات واملعاهد البحثية هي انسب اجلهات اليت تستطيع أن تلعب الدور الرئيسي لرتمجة
ونقل األفكار اإلبداعية إىل الصناعة ،قامت ماليزيا يف إطار اخلطة االقتصادية 1996ـ 2005اليت تعتمد على سياسة التجمعات الصناعية
كحاضنات لألعمال ،بإنشاء عدد من املؤسسات من اجل هذا الغرض ،وعلى رأسها شركة تطوير التكنولوجيا املاليزية Malaysian
Technology Development Corporation-MTDCاليت مت إقامتها عام 1997من اجل نقل وتسويق األفكار اإلبداعية
من اجلامعات واملعاهد البحثية املاليزية ،ووضعها يف إطار التنفيذ من خالل الربط بني اجلهات وسوق العمل ،ومتثل هذه الشركة مركزا الحتضان
املشروعات الصغرية اجلديدة ،مث تأسيسها من خالل اجلامعات لتسمح للشركات الصناعية املتخصصة يف القطاعات اإلنتاجية واخلدمية اجلديدة مثل
جماالت الوسائط املتعددة والتكنولوجية اجلوية وقد قامت هذه الشركة حديثا بتنمية مراكز لتطوير التكنولوجيا تعمل على تنشيط البحث
22
والتطوير ،والتطوير التكنولوجي يف قطاعات الصناعة املتخصصة.
23
-3التجربة اليابانية:
يف عملية متويل املؤسسات الصغرية ،استخدمت اليابان عدة مؤسسات من أمهها:هيئات التمويل احلكومية للصناعات الصغرية ،مجعية
التمويل األهلية ،مجعية متويل الصناعات الصغرية واغلبها يقدم قروض طويلة األجل القتناء اآلالت واملعدات الالزمة لتسيري العمليات وتشجيع
اللجوء اىل التقنيات والتكنولوجيا احلديثة.وهناك أيضا مؤسسات متويل خاصة او خمتلطة تكفلت مبهمة متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة
كالبنك املركزي للتجارة والصناعة والبنوك التجارية ومؤسسات اإلقراض اخلاصة .تؤكد التقارير املالية أن البنوك مازالت تفرض نوعا من القيود
على متويل هذه النوعية من املشروعات للتخوف من وقوع هؤالء العمالء يف فخ التعثر ،إذ إن غالبية هؤالء العمالء ليس لديهم اخلربة الكافية يف
إدارة هذه النوعية من املشروعات ،وكذلك الضمانات الالزمة للبنوك من دراسة اجلدوى للمشروع ،وقد أكد استطالع رأي اجري يف دول
منظمة التعاون و التنمية االقتصادية على بروز مشكل التمويل وهو املشكل املطروح على مؤسسات التمويل اليابانية ،و لضمان القروض
للمستثمرينـ الصغار أسست احلكومة املركزية نظاما لضمانـ القروض املقدمة ،يف شكل هيئات لضمان القروض يف كل مدينة ،كما اعتربت
سياسة احلماية من اإلفالس إحدى السياسات اهلامة املوجهة لتشجيع املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اليابان ،حيث تقوم بتطبيق هذه السياسات
جمموعة من املؤسسات املالية والتأمينية ،وميكن للمشروع الصغري االنضمام هلذه اخلدمة عن طريق مسامهته بقسط تأميين يدفع شهريا تقوم مبوجبه
هيئة تنمية املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليابانية بسداد ديون املشروع الصغري املتعثر.
-4التجربة الهندية
أدى تشجيع وتنمية الصناعات الصغرية يف اهلند إىل أن تصبح هذه الصناعات حجر زاوية من السياسة الصناعية اهلندية بسبب البطالة والفقر اليت
يعاين منها اجملتمع اهلندي .وقد اندرجت هذه الصناعات ضمن صالحيات حكومة الواليات ،فيما تركزت جهود احلكومة املركزية على صياغة
الربنامج العام املتعلق بتطوير هذه الصناعات مع اإلسهام جبزء من رأس املال الذي حتتاجه الواليات لتنفيذ هذا الربنامج .وقد اتسمت تلك التجربة
24
بالسمات اآلتية:
-انتهاج احلكومة لسياسات مزدوجة من خالل التدابري احلماية التشريعية لتلك الصناعات للحد من إنتاج املؤسسات الصناعية الكبرية مع فرض
الضرائب عليها ،مبا يساعد الصناعات الصغرية اليت تنتج نفس السلع بتصريف سلعها واالستفادة من ريع الضرائب لتنميتها.
-حجز أكثر من 1200فقرة إنتاجية لصاحل الصناعات الصغرية وعدم السماح للصناعات الكبرية بإنتاج تلك الفقرات مع انتهاج سياسة تفضيل
شراء املنتجات من الصناعات الصغرية للمؤسسات احلكومية.
-إنشاء املراكز التدريبية لتهيئة القوى العاملة وتأهيلها للعمل يف الصناعات الصغرية املختلفة.
-إنشاء مكتب للتشييد الصناعي واملايل لدعم املشاريع اليت تتعرض للصعوبات االقتصادية واملالية لتجاوز حمنتها.
-وضع نظام لإلعفاءات الضريبية على الصناعات الصغرية تتناقص نسبته عكسياً مع قيمة رأس املال املستثمر ،وهو ما يعكس رغبة الدولة
وحرصها على تشجيع هذا النمط من الصناعات.
-االستفادة من جتارب البلدان الصناعية املتقدمة مثل اليابان يف جمال خلق نوع من التكامل بني الصناعات الكبرية والصغرية واالجتاه حنو حتديث
التكنولوجيا وتطوير نظم اإلنتاج واإلدارة يف هذه الصناعات .
ثالثا -آليات تفعيل دور المؤسساتـ الصغيرة والمتوسطة في الحد من أزمة البطالة بالجزائر
لتلعبـ املؤسسات الصغرية واملتوسطة دورا إجيابيا وفعاال يف توفري مناصب الشغل ومن مث احلد من أزمة البطالة من جهة ومن جهة أخرى
لتقوية تنافسيتها وحتسني أدائها ومن خالل تطرقنا لواقع هذه املؤسسات باجلزائر من ناحية ولتطرقنا للتجارب الدولية من ناحية ثانية نؤكد أنه من
الضروري االستفادة من هذه التجارب و اختاذ العديد من اإلجراءات والتدابري سواءا على مستوى املؤسسة يف حد ذاهتا أو على مستوى البيئة
اخلارجية ومن أهم هذه التدابري نذكر:
-1تأهيل الموارد البشرية:
ميثل العنصر البشري أساس العملية اإلنتاجية ،وبالتايل فهو حيتاج إىل دورات تكوينية وتدريبية لتطوير إمكانياته الفنية واملهارية لالستجابة
لالحتياجات املتنوعة واملتزايدة للمتعاملني معها .وباعتبار أن خمرجات النظام التعليمي والتكويين هي مدخالت اجلهاز اإلنتاجي وجب الرتكيز على
نوعية التعليم والتكوين (إصالح الربامج) وربط املؤسسات التعليمية باحمليط االقتصادي مع االستفادة من اخلربة األجنبية يف هذا اجملال ،وتبعا هلذا
"فقد مت رصد عشرة ماليني دوالر كندي قصد تكوين مسريين يف قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة وذلك باالستفادة من التجربة الكندية
25
حيث مت جتسيد 72عملية منها 60عملية خصت مسريي املؤسسات العمومية اليت هلا عالقة مباشرة مع القطاع املايل واالقتصادي"
-2تأهيل المؤسسات المالية والمصرفية
وإصالح النظام املايل ككل ،ألن البنوك واملؤسسات املالية يعتربان الشريك الفاعل للمؤسسةـ االقتصادية بشكل عام واملؤسسات الصغرية واملتوسطة
بشكل خاص؛ ألن هذه األخرية جمربة على طلبـ التمويل لنقص مواردها املالية ولطبيعة نشاطاهتا ،إال أن البنوك بنسب فوائدها املرتفعة وتصرفاهتا
املتقلبة ،وتدخالهتا البطيئة ،وقراراهتا املرتددة؛ تبتعد عن زبائنها يف الكثري من األحيان ،وبالتايل فهي هبذه الصورة معيقة النطالق وتنمية وتأهيل
وتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،وغري مساعدة يف عملية التكيف مع متغريات احمليط اجلديد الذي ميتاز بالسرعة واملبادرة ،ويتحتم فيما
نعتقد السعي اجلاد والسريع من أجل تكييف املنظومة البنكية مع متطلبات الواقع االقتصادي اجلديد وهلذا يتطلب " حتديث اجلهاز املصريف مبساعدة
26
املشاركة األجنبية أو من خالل اخلصخصة لدعم املؤسسات والقطاع اخلاص النامي وتعميق الوساطة املالية
-3تأهيل النظام القانوني والتشريعي :بدا االهتمام بتطوير وترقية قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة بشكل واضح بصدورـ القوانني التالية-:
القانون التوجيهي لرتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة واملتضمن تعريف املؤسسة الصغرية واملتوسطة وطرق إنشائها وسبل دعم وتأهيلها .وعرفت
املؤسسة الصغرية واملتوسطة حسب هذا القانون بأهنا مؤسسات إنتاج السلع واخلدمات و تستويف معايري االستقاللية وتشغل من 1إىل 250عامل
27
-4تأهيل النظام الجبائي :زيادة على احلوافز الضريبية وشبه الضريبية واجلمركية املنصوص عليها يف القانون العام لالستثمار لسنة 2001ميكن
أن يستفيد املستثمر باملزايا التالية:28
-تطبيق نسبة خمفضة يف جمال احلقوق اجلمركية فيما خيص التجهيزات املستوردة ،واليت تدخل مباشرة يف إجناز االستثمار .
-اإلعفاء من الضريبة على القيمة املضافة فيما خيص السلع واخلدمات اليت تدخل مباشرة يف إجناز االستثمار .
-تكفل الدولة جزئيا أو كليا باملصاريف املتعلقة باملنشات األساسية الضرورية وبعد تقييمها من طرف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار
-تطبيق حق ثابت يف جمال التسجيل بنسبة خمفضة قدرها % 2فيما خيص العقود التأسيسية والزيادات يف رأس املال
-5إنشاء بنوك متخصصة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
وخيتص هذا النوع من البنوك و املؤسسات املالية يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،غالباً ما تكون هذه املؤسسات حكومية أو شبه حكومية
29
إىل حد ما لتوفري التمويل الالزم هلا ،نتيجة تراجع أداء البنوك التجارية املرخصة يف توفري التمويل للموسسات الصغرية واملتوسطة بسبب:
-ارتفاع الكلفة اإلدارية املرتبطة بتنفيذ هذه القروض.
-ارتفاع املخاطر املصرفية هلذا النوع من القروض مقارنة مع اإلقراض العادي ،وعادةً ما تلجأ البنوك إىل االبتعاد عن أي نوع من أنواع املخاطر
املصرفية ،وتكتنف املشاريع الصناعية الصغرية حتديداً ،واملتوسطة بصورة عامة خماطر تكفي البتعاد البنوك التجارية.
-تدين الضمانات الالزمة والكافية اليت تقبلها البنوك لتقدمي القروض ،وهذا يؤدي إىل تراجع حجم االئتمان املقدم للمشروعات الصغرية
واملتوسطة.
-الصعوبة اليت تواجه البنوك التجارية يف حماولتها لتسييل موجودات هذه املشروعات نظراً الخنفاضها من جانب ،واالعتبارات االجتماعية من
اجلانب اآلخر.
-حمدودية الثقافة املصرفية لدى أصحاب املشروعات الصغرية واملتوسطة ،وقد دفعهم ذلك لالبتعاد عن البنوك للحصولـ على التمويل الالزم
ملشروعاهتم.
-6تأهيل المحيط اإلداري بكل مكوناته :أي تأهيل كل اإلدارات ذات العالقة باملؤسسات الصغرية واملتوسطة من أجل أن تتقبل بل تعمل على
تطوير فكرة تنمية االستثمار اخلاص يف شكل مؤسسات صغرية ومتوسطة لتحقيق األهداف الوطنية املسطرة يف هذا اجملال ،وأن ال تعمل اإلدارة
بطرقها البريوقراطية لعرقلة أهداف السياسة الوطنية احملددة املعامل ،ونركز هنا خصوصا على اإلدارة اجلمركية ،واإلدارة اجلبائية ،ومركز السجل
30
التجاري...
-7الرعاية واالحتضان :مع أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة عنصر رئيسي يف جمال التنمية الوطنية ،إال أهنا تعاين من مساوئ نقص التجربة يف
النشاط احلر ويف جمال التسيري ومستوى استعمال التكنولوجيا وضعف التنافسية وغياب روح االبتكار وانعدام ثقافة اللجوء إىل خدمات االستشارة أو
التكوين والرسكلة إضافة إىل ضعف املوارد املختلفة...؛ زيادة عن ضغوطات العوملة واالتفاقيات؛ لذلك نرى أهنا حتتاج إىل الرعاية واالهتمام من قبل
السلطات العمومية اليت يفرتض عليه يف املدى القصري بضرورة بعث برنامج شامل الحتضان وتأهيل وتطوير وحتضري هذا النوع من املؤسسات لقواعد
31
إقتصاد السوق وتكييف إسرتاتيجيتها يف جمال اإلنتاج ،والتسيري ،واملوارد ،والتسويق...إخل تبعا للرشادة االقتصادية واملعايري الدولية.
-8تشكيل خطوط منتوجات-عالقات:
إن املؤسسات الصغرية واملتوسطة مهددة يف كامل حرفتها املمثلة خبطوط اإلنتاج ،و جمال حياة املؤسسة .وعليه فانه ،من منظور اسرتاتيجي
شامل ،ال ميكن حصر املنتوج يف جمال أو خدمة حمددة ،ولكن ميكن اعتباره كمنتوج-عالقة يتميز خبصوصيات يدركها الزبائن .يعرب مصطلح
منتوج-عالقة على أن الزبون يشرتي السلعة أو اخلدمة اليت تتوفر فيها اخلصوصيات اليت تكونت بفعل العالقات بني خمتلف ممثلي احمليط االسرتاتيجي
للمؤسسة:ـ املوردين ،الزبائن ،املنافسني ،اإلدارات على املستوى اخلارجي ،القدرات البشرية على املستوى الداخلي.وهبذا ميكن ملسري املؤسسة من
استعمال مصطلحـ منتوج-عالقة للتعبري عن خياراته املستقبلية .فإسرتاتيجية التنويع مثال هي تطوير لعالقات جديدة مع الزبائن ،املوردين،
32
املنافسني...مبعىن آخر أن انه يوجد خلف كل قرار اسرتاجتي عالقات ممثلني جدد.
-9صياغة الرؤية اإلستراتيجية للمؤسسة:ـ
أصبح ميثل مصطلحـ الرؤية اإلسرتاتيجية منذ عدة سنوات مركز اهتمام كل من الباحثني ،اخلرباء،واملهنيني ،وهو اليوم احد املفردات املركزية يف
أدبيات التسيري االسرتاتيجي .وحسب ( Collins et Porras (1991تعترب الرؤية اإلسرتاتيجية يف نفس الوقت كفلسفة للتوجيه وصورة
33
ملموسةـ تساهم بشكل حاسم يف وجود عمل منسق يف املؤسسة.
وتزداد أمهية هذا املصطلح يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة لكونـ اإلسرتاتيجية فيها ذات طابع غري شكلي ومركزي يف يد املسري املالك كما
أشرنا إليه سابقا .وهكذا يكون لرؤية املسري اثر كبري على نشاط و تنافسية املؤسسة.
الخالصة
أصــبحت املؤسســات الصــغرية و املتوســطة حــديث العــام واخلاص نظــرا لــدورها الفعــال يف خمتلــف جماالت النشــاط االقتصــادي باعتبارهــا
أفضل الوسائل لإلنعاش االقتصادي الذي تعيشه اجلزائر ،من خالل سهولة تكيفها و مرونتها اليت جتعلها قادرة على اجلمع بني التنمية االقتصادية من
جهــة ومن جهــة أخــرى كوهنا وســيلة إجيابيــة لفتح أفــاق العمــل من خالل توفــري مناصــب الشــغل و خلــق الــثروة ،و بإمكاهنا رفــع حت ــديات املـ ــنافسة يف
ظل االنفتاح على العامل اخلارجي وحترير التجارة اخلارجية واشتداد حدة املنافسة .ورغم ما متلكه اجلزائر من إمكانـات ومـا قـامت بـه من إصـالحات
لتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة وتفعيل دورها يف القضاء على البطالة ،إال أهنا ال تزال دون املستوى املنشود ولذلك ومن خالل إطالعنــا على
بعض التجـارب العربيـة والعامليـة الرائـدة يف جمال املؤسسـات الصـغرية واملتوسـطة والـيت تطرقنـا على بعضـها نقـول أنـه على اجلزائـر تبـين سياسـة واضـحة
املع ــامل للنه ــوض بقط ــاع املؤسس ــات الص ــغرية واملتوس ــطة واالس ــتفادة من جتارب ال ــدول العاملي ــة الناجح ــة م ــع األخ ــذ بعني االعتب ــار إمكاناتن ــا وثقافتن ــا
وقدراتنا وعموما خرجنا من خالل تناولن هلذا املوضوع بالتوصيات التالية:
تسطري إسرتاتيجية واضحة للنهوض بقطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة . -
أن تطبق هذه اإلسرتاتيجية على أرض الواقع ال أن تبقى حربا على ورق. -
مشاركة اجلامعة ومراكز البحث العلمي وكل األطراف ذات العالقة باملؤسسات الصغرية واملتوسطة يف إعداد هذه اإلسرتاتيجية. -
االس ــتفادة من جتارب الـ ــدول املتقدمـ ــة يف تطـ ــوير هـ ــذا القطـ ــاع على أن ال يتم نس ــخ التجرب ــة كلي ــة ألن ذل ــك س ــيكون دون نفـ ــع يـ ــذكر نظ ــرا -
الختالف املؤهالت البشرية واملادية واملالية والثقافية.
حتديث وتطوير هذه اإلسرتاتيجية كلما دعت الضرورة لذلك( املرونة وليس الفوضى) -
وجود إرادة فذة ليس فقط لدى الدولة وإمنا كذلك لدى أصحاب هذه املؤسسات يف مواجهة التحديات. -
الهوامش و المراجع:
حممد راتول ،بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدروس المستفادة ،ملتقى متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف:جامعة .1
حسيبة بن بوعلي .يومي 17و 18أفريل )2006ص ص 173-172
ج .سبنسر هل ،ترمجة صليب بطرس ،منشأة االعمال الصغيرة( القاهرة :الدار الدولية للنشر والتوزيع ) 1998ص111 .2
مدخل لدراسة إشكالية متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر ،عن املوقع االلكرتوينwww.9alam.com/forums/attachment.php? : .3
... attachmentid=1737&d
أبو موسى ،عبد احلميد ،جتربة بنك فيصل اإلسالمي املصريف يف متويل املنشآت الصغرية املتوسطة ،امللتقى السنوي اإلسالمي السادس :دور املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية يف متويل املنشآت .4
الصغرية واملتوسطة(عمان :األكادميية العربية للعلوم املالية واملصرفية)2003 ،ص4
حممد يعقويب ،مكانة و واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية ،ملتقى متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف:جامعة حسيبة بن بوعلي .يومي .5
17و 18أفريل )2006ص ص46-45
عبد المجيد تيماوي ،دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعم المناخ االستثماري ،ملتقى متطلبات 2تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول .6
العربية( الشلف:جامعة حسيبة بن بوعلي .يومي 17و 18أفريل )2006ص 241
اجمللس الوطين االقتصادي و االجتماعي ،التقرير المتعلق بالسداسي األول لسنة ،.1999ص ص 17-8 : .7
عبد الرزاق خليل ،دور حاضنات األعمال يف دعم اإلبداع لدى املؤسسات الصغرية يف الدول العربية www.univ-chlef.dz/renaf .8
خللف عثمان ،واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وسبل دعمها وتنميتها ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه دولة يف العلوم االقتصادية(جامعة اجلزائر :كلية العلوم االقتصادية وعلوم .9
التسيري)2003/2004 ،ص 57
.10صفوت عبد السالم عوض اهلل :اقتصاديات الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في تحقيق التصنيع والتنمية( مصر :دار النهضة العربية )1993ص.41
.11خللف عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص57
.12صفوت عبد السالم عوض اهلل ،مرجع سبق ذكره ،ص 42
.13خللف عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص58
.14محيدي يوسف ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحديات العولمة ،جملة جديد االقتصاد( اجلزائر :اجلمعية الوطنية لالقتصاديني اجلزائريني ،ديسمرب )2007ص272
.15بوصايف كمال ،البطالة الهيكلية والبطالة الظرفية في الجزائر خالل المرحلة ،2002 – 1990جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة(اجلزائر :كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،العدد،14
)2006ص126
.16عقيلة خرباشي ،سياسة التشغيل في الجزائر بين الحماية االجتماعية والتضامن الوطني،جملة دراسات اقتصادية( اجلزائر :مركز البصرية،العدد ،16جويلية )2010ص ص33-32
.17أمحد طوايبية،القرض المصغر ودوره في مكافحة الفقر جملة دراسات اقتصادية( اجلزائر :مركز البصرية،العدد ،16جويلية )2010ص ص15-13
.18حممد طاليب ،دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في معالجة مشكلة البطالة بين المردود الضئيل وكيفية التفعيل ،جملة دراسات اقتصادية( اجلزائر :مركز البصرية،العدد ،12فيفري )2009
ص ص 54-52
.19مديوين مجيلة ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كميزة تنافسية بين الواقع والمأمول عن املوقع االلكرتوينwww.pmeart-dz.org