Professional Documents
Culture Documents
11910
11910
األستاذ الدكتور
حسين عبد القادر معروف
كلية القانون – جامعة البصرة
مقدمة
تعد العمود النفطٌة من العمود بالغة األهمٌة سواء بالنسبة للدول ،خاصة النامٌة منها ،أو بالنسبة
للمستثمر .فبالنسبة للدول ترتبط هذه العمود بالثروة الوطنٌة للدولة ،إذ تتعلك باستثمار الموارد الطبٌعٌة فٌها
،وما ٌنشأ عنها من مدخول مالً لد ٌعتمد التصاد بعض الدول على ناتجها .كما أنها تتعلك من ناحٌة
أخرى بسلطة الدولة وسٌادتها على هذه الثروة مما ٌمتضً استثمارها على ٌحمك مصلحة الدولة .أما بالنسبة
للمستثمر فان أهمٌتها تكمن فً مردودها المالً الهابل الذي ٌمكن ٌحصل علٌه ،فضال عن الخطورة التً
ٌمكن أن تنشأ عنها وهً مخاطر جٌولوجٌة وتجارٌة وسٌاسٌة ،فٌموم بتمدٌر المخاطر والربح من المشروع
فً ضوء التنظٌم المانون الذي ٌحكم العمد فً الدولة المضٌفة لٌمرر بعدها إبرام العمد من عدمه .
وتمتاز هذه العمود بأنواعها المختلفة ،سواء كانت عمود امتٌاز وهً الصٌغة األلدم لهذه العمود ،أو
عمود مشاركة باإلنتاج ،أو عمود مماولة ( عمود خدمة) ،بانها عمود طوٌلة المدة ،فهً تمتد لعشرات
السنٌن .وهذا االمتداد مع الزمن ٌخلك خطر تغٌر الظروف التً تم فً ظلها العمد سواء بالنسبة للدولة
المضٌفة لالستثمار أو بالنسبة للمستثمر األجنى ،إذ لد ٌحدث تغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام
العمد لم ٌكن بالوسع تولعها أو تالفً أثارها تجعل تنفٌذ العمد النفطً شالا على احدهما أو كالهما .وٌكون
ذلن فً تغٌر التشرٌعات التً تحكم العمد بالنسبة للمستثمر النفطً على نحو من شانه اإلخالل بالمصالح
المالٌة التً كسبها من إبرام العمد ،وٌتمثل بالنسبة للدولة المضٌفة لالستثمار فً أن ٌؤدي هذا التغٌر إلى
اختالل فً التوازن االلتصادي فً العمد .وتالفٌا آلثار هذا التغٌر فً الظروف فمد درج اطراف العمد
النفطً على إٌراد شرط فً العمد ٌمضً بإعادة التفاوض عند حدوث مثل هذا التغٌر.
ولد ابرم العراق بعد العام 2003العدٌد من العمود النفطٌة اطلك علٌها عمود جوالت التراخٌص النفطٌة
،إذ ابرم العراق أول مجموعة منها فً العام 2002والزالت نافذة .ولد حدث خالل مدة سرٌانها انهٌار فً
أسعار النفط ،مما جعل تنفٌذ االلتزامات المالٌة بموجبها شالا على الدولة العرالٌة .وهنا ٌثار التساؤل عن
مدى إمكانٌة الدولة العرالٌة إعادة التفاوض بشأن هذه العمود .
ولذلن وفً سبٌل اإلجابة عن هذا التساؤل سنبحث إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة فً مطلبٌن ،
نخصص أولهما لمفهوم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ،ونخصص ثانٌهما لمدى إمكانٌة إعادة التفاوض
فً عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق .
المطلب األول
مفهوم إعادة التفاوض في العقود النفطية
إن تحدٌد مفهوم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ٌمتضً منا بٌان التعرٌف بها ،فضال عن
تأصٌلها المانونً ،وهو ما سننالشه فً فرعٌن ،نخصص أولهما للتعرٌف بإعادة التفاوض فً العمود
النفطٌة ،ونخصص ثانٌهما لتأصٌل إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة.
الفرع األول
سنبحث فً هذا الفرع تعرٌف إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ،وشروط إعمالها فً فمرتٌن على التتالً :
لمد نظر البعض إلى إعادة التفاوض فً العمود نظرة شاملة دون تحدٌدها باعتبارها شرط فً العمد ،
فعرفها بانها "فكرة لانونٌة حدٌثة ولٌدة الممارسة العمدٌة الدولٌة لمواجهة تغٌر ظروف تنفٌذ العمد أو بصورة
). (1
أدق لتجاوز أثار هذا التغٌر فً الظروف على توازن االداءات العمدٌة "
كما عرفها جانب من الباحثٌن بالنظر إلى كونها شرط ٌرد فً العمد ،فعرفها بعضهم بانها " شرط
ٌدرجه األطراف فً العمد ٌتفمون فٌه على إعادة التفاوض فٌما بٌنهم بمصد تعدٌل أحكام العمد عندما تمع
)(2
. أحداث معٌنة ٌحددها األطراف من شأنها األخالل بتوازن العمد وإصابة احد المتعالدٌن بضرر جسٌم"
كما عرفها بعضهم) ( (3بند ٌدرجه اطراف العمد التجاري الدولً ٌ ،لتزمون بممتضاه بإعادة التفاوض بحسن
نٌة ،وخالل مدة معمولة ،عندما تطرأ أحداث غٌر متولعة ،خارجة عن إرادتهم ،توثر فً التوازن
االلتصادي للعمد بشكل جوهري ،لغرض تطوٌع العمد ،وجعله اكثر تالؤما مع األحداث الجدٌدة " .كما
عرفها بعضهم بانها" وسٌلة ٌلجأ المتعالدان لها فً اطار عمود االستثمار الدولٌة لغرض حماٌتهم ضد
1
( ) هنً عبد اللطٌ ف ،حدود األخذ بفكرة إعادة التفاوض فً العمد ،أطروحة دكتوراه ،جامعة أبً بكر بلماٌد ،الجزابر ، 2016 ،ص 6
2
( ) أسٌل بالر جاسم ،النظام المانونً لشرط إعادة التفاوض ،مجلة المحمك الحلً للعلوم المانونٌة والسٌاسٌة ،جامعة بابل ،المجلد ( ،)3اإلصدار(،)1
سنة ، 2011ص . 111
( ) 3د .مٌثاق طالب عبد حمادي الجبوري ،شرط إعادة التفاوض فً عمود التجارة الدولٌة ،دار الجامعة الجدٌدة ،اإلسكندرٌة ،2011،ص . 60
التغٌرات التً لد تحصل والتً تصل إلى حد االختالل بالتوازن االلتصادي للعمد المبرم بٌنهما الن عمود
االستثمار تنفذ فً ظروف سٌاسٌة والتصادٌة ولانونٌة ال تتسم بالثبات لذلن ٌسعى اطراف العمد إلى إدراج
هذا الشرط إلنماذه من االنهٌار فً حالة تنفٌذ هذا العمد لتغٌر الظروف المحٌطة به ،وذلن الن شرط إعادة
)(4
التفاوض ٌعمل على إعادة التوازن وهذا ما ٌؤدي للمحافظة على استمرار العمد من اجل بمابه مدة أطول "
.كما عرفها اخر بانها " شرط ٌدرجه األطراف فً العمد وٌتفمون فٌه على إعادة التفاوض فٌما بٌنهم عندما
تمع أحداث من طبٌعة معٌنة ٌ ،حددها األطراف فً العمد ،سواء فً نفس الشرط الوارد فً العمد ،أو فً
اتفاق منفصل ،وتكون هذه األحداث مستملة عن أرادتهم وتولعاتهم عند إبرام العمد ،وٌكون من طبٌعتها
)(5
. اإلخالل بتوازن العمد وإصابة احد المتعالدٌن بضرر فاحش "
واذا كانت التعرٌفات السابمة حددت معنى إعادة التفاوض فً عمود التجارة الدولٌة بصورة عامة ،فهنان
)(6
إلى إنها " تتٌح ألطراف العمد ما ٌحتاجون له من من عرفها فً نطاق العمود النفطٌة ،إذ ذهب بعضهم
)(1
بانها " ٌمكن أن توفر ثبات ومرونة تجاه الظروف الجدٌدة التً تنشأ أثناء تنفٌذ العمد " .كما عرفها اخر
الحماٌة لطرفً العمد تجاه المشمة الناشبة عن تغٌر الظروف التً كانت موجودة عند إبرام العمد ،وذلن عن
طرٌك االلتزام بإعادة التفاوض بحسن نٌة فً حالة حصول مثل هذا التغٌر ".
وٌبد لنا أن التعرٌفات السابمة لد جاءت لتحدد إعادة التفاوض فً العمود من ناحٌة االشتراط الصرٌح لها
فً العمد ،وهو ما ٌظهر من استعمال عبارة ٌدرجه اطراف العمد او المتعالدان التً وردت فً اغلب
ال تعرٌفات ،فً حٌن أن إعادة التفاوض ٌمكن اللجوء لها من لبل الطرف الذي اصبح تنفٌذ االلتزامات التً
ٌفرضها العمد مرهما له أو شالا علٌه نتٌجة تغٌر الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد على نحو ٌخل
بالتوازن العمدي أو ٌؤدي إلى انهٌار هذا التوازن وان لم ٌشرط ذلن صراحة فً العمد .فإعادة التفاوض
)(2
،أولهما هو إعادة التفاوض بعد انتهاء العمد أو الصفمة ،حٌث ٌعٌد المتعالدان تكون فً أوضاع ثالثة
إعادة التفاوض بشأن تجدٌد العمد بعد انتهاء العمد بتنفٌذه .وثانٌهما هو إعادة التفاوض من داخل العمد أو
4
( ) بن طبال جهٌدة ،شرط إعادة التفاوض فً عمود االستثمار الدولٌة ،كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة ،جامعة لاصدي مرباح ورللة ،الجزابر،
،2011ص . 2
5
( ) د .شرٌف دمحم غنام ،اثر تغٌر الظروف فً عمود التجارة الدولٌة ،الطبعة األولى ،مطبعة الفجٌرة الوطنٌة ،2011 ،ص . 32
6
) ( Arez mohammed sediq Othman, legal issues around the lack of renegotiation clause in petroleum contracts,
p131 . http://journal.uor.edu.krd/ArchivedIssues06/English/14.pdf .
7
) ( Hadiza Tiijani Mato, The role of stability and renegotiation in transnational petroleum agreements, journal of
political and law , vol.5,no1 , 2012 , p 35 .
8
) ( Jeswald w. salacuse , renegotiating international project agreement , Fordham international law journal, vol.24,
issue 4 , article 9 , p 1320
الصفمة ،وٌكون عندما ٌتضمن العمد شرطا ٌمضً بإعادة التفاوض فً حالة تغٌر الظروف التً كانت
موجودة عند إبرام العمد وتؤدي إلى انهٌار التوازن االلتصادي الذي كان سابدا عند إبرامه .أما الوضع
الثالث فهو إعادة التفاوض خارج نطاق العمد ،وٌكون فً حالة خلو العمد أو الصفمة من شرط إعادة
التفاوض.
وبناء على ما تمدم ٌمكننا تعرٌف إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة بانها " وسٌلة لانونٌة ٌلجأ الٌها
احد اطراف العمود النفطٌة أو كلٌهما إلعادة التوازن االلتصادي للعمد الذي اختل نتٌجة لتغٌر الظروف التً
كانت سابدة عند إبرام العمد بصورة غٌر متولعة وخارج عن إرادة األطراف ،وذلن عن طرٌك إعادة النظر
ببنود العمد بصورة شاملة من خالل الدخول فً مفاوضات جدٌدة بحسن نٌة " .
)(3
عن كل من ومن الجدٌر باإلشارة الٌه فً هذا الصدد أن إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة تختلف
الموة الماهرة ،ونظرٌة الظروف الطاربة ،وتعدٌل العمد .فالفارق الجوهري بٌن نظرٌة الموة الماهرة ،
وهً حوادث استثنابٌة عامة ال ٌمكن تولعها وال ٌمكن تالفً أثارها ،وبٌن إعادة التفاوض هو أن األولى
تجعل تنفٌذ االلتزام مستحٌال مما ٌؤدي إلى انمضابه ،فً حٌن أن إعادة التفاوض تكون فً حالة أن تغٌر
الظروف ٌجعل تنفٌذ االلتزام شالا ومرهما الحد األطراف أو كلٌهما دون أن ٌكون مستحٌال .واذا كانت
إعادة التفاوض تشتبه بالظروف الطاربة من هذه الناحٌة إال أنها تختلف عنها فً أن إعادة التفاوض ال
ٌشترط فٌها ان تكون الحوادث استثنابٌة وعامة ،إذ ٌكفً أن تكون غٌر متولعة وخارجٌة). (10
أما فٌما ٌتعلك بتعدٌل العمد بصورة عامة ،فانه لد ٌتم بناء على اتفاق األطراف ودون حاجة إلى
تغٌر الظروف ،فضال عن أن تعدٌل العمد هو اثر إلعادة التفاوض .كما أنها تختلف عن شرط التعدٌل
التلمابً) ، (11إذ أن هذه الشروط تتضمن الكٌفٌة التً ٌتم فٌها تعدٌل العمد دون الحاجة إلى تدخل األطراف
عن طرٌك التفاوض .فً حٌن أن تغٌر الظروف فً إعادة التفاوض ٌفترض دخول األطراف فً مفاوضات
جدٌدة إلعادة النظر فً بنود العمد .
3
( ) أما بشأن أوجه الشبه بٌنهما انظر هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك ،ص 24وما بعدها .د .مٌثاق طالب عبد حمادي الجبوري ،المرجع السابك
،ص 122وما بعدها .
10
( ) انظر فً ذلن د .مٌثاق طالب حمادي الجبوري ،المرجع السابك ،ص 125و ص . 203 -202هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك ،ص 36
وما بعدها .وانظر خالف ذلن د .صعب ناجً عبود ،سعدٌة عزٌز دفار ،اثر لاعدة تغٌر الظروف فً تعدٌل العمود النفطٌة ،ص . 51-56
https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=43572
11
( ) وهً الشروط التً ٌتفك علٌها المتعالدان فً العمد لتعدٌل العمد عند تغٌر الظروف ودون تدخل المتعالدٌن فً ذلن .انظر هنً عبد اللطٌف ،
المرجع السابك ،ص .54
ثانيا :شروط إعادة التفاوض في العقود النفطية
ٌشترط إلعمال إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة أن ٌتوافر شرطان هما :
-1تغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمود النفطٌة .
وهذا هو العنصر األول الذي ٌجدب تحدٌده عند صٌاغة شرط إعادة التفاوض فً حالة النص
علٌه فً العمد النفطً ،وذلن عن طرٌك تحدٌد الظروف بشكل دلٌك للوصول إلى تكٌف العمد مع
هذا التغٌر .فهنان العدٌد من الشروط ال تتضمن تعرٌفا محددا للظروف ،إذ تأتً بعبارات عامة
مثل "التغٌر الجوهري فً الظروف التً كانت موجودة عند إبرام العمد " أو تكون بشكل اكثر
بساطة مثل " تغٌر الظروف" .وهنان بعض الظروف ترتبط مباشرة بالعمد فتكون داخلٌة مثل "
اختالل التوازن االلتصادي للعمد " ،ولد تكون خارجة عن العمد مثل " مشاكل توازن الدفعات
)(12
. المالٌة للدولة المضٌفة لالستثمار النفطً "
وٌشترط فً هذا التغٌر فً الطروف أن ٌكون مستمال عن إرادة الطرف المتضرر منه ،وغٌر
متولع ،واستحالة تجنب حصوله أو تالفً اثاره ). (13
-2تأثٌر التغٌر فً الظروف على العمود النفطٌة
ٌجب أن ٌؤثر التغٌر فً الظروف على العمد النفطً بحٌث ٌؤدي إلى تغٌر جوهري فً
التوازن االلتصادي لمصالح احد اطراف العمد ،أوان ٌؤثر بشكل مادي فً األسس االلتصادٌة
والمالٌة للعمد ).(14
فإعادة التفاوض ٌتم أعمالها عندما ٌصبح تنفٌذ احد المتعالدٌن اللتزاماته شالا أو مرهما له
بشكل مؤثر .وٌكون نتٌجة إعادة التفاوض هً إعادة التوازن االلتصادي بٌن اطراف العمد .لذلن
فان اختالل التواز االلتصادي أو المالً فً العمد ٌجب أن ٌصل إلى حد معٌن .وهو فً الغالب
ٌصل إلى مستوى بٌن المستوى المعتدل أو العادي وبٌن مستوى االستحالة المطلمة .إذ ٌجب أن ال
ٌصل إلى االستحالة المطلمة لتنفٌذ االلتزامات ،وان ٌكون فوق المستوى االعتٌادي ،بشكل ٌضر
التصادٌا بالطرف المتضرر من هذا التغٌر). (15
12
) ( Piero Bernardini , Stabilization and adaptation in oil and gas investments , journal of world energy law
&business , vol. 1 , no. 1 , p103-104 .
13
Sarbast Abdullah Hamad , renegotiation clauses in international petroleum contracts ,انظر فً تفصٌل هذه الشروط ( )
master thesis , international law school , near east university , 2017, p 7-19 .
14
) ( Piero Bernardini, op. cit , p 105
15
) ( Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 10 .
لذلن من الضروري التمٌٌز بٌن التغٌر البسٌط والتغٌر الجدي فً توازن االلتزامات العمدٌة
بٌن الطرفٌن ،فاألول ال ٌعدو أن ٌكون خطرا معتادا ،مثال ذلن التملب العادي أو الطبٌعً فً
األسعار وتملب أسعار المواد الخام .ولكن التغٌر الجدي فً التوازن العمدي ٌؤدي إلى جعل تنفٌذ
االلتزامات العمدٌة شالة أو مرهمة ولرٌبة إلى االستحالة .وفً هذا السٌاق تمٌز محاكم التحكٌم
الدولٌة بٌن التغٌر العادي أو الطبٌعً فً األسواق العالمٌة واألسعار وبٌن التغٌر الكبٌر فً التوازن
العمدي ).(16
الفرع الثاني
تأصيل إعادة التفاوض في العقود النفطية
وسننالش فً تأصٌل إعادة التفاوض أساس االلتزام به ،فضال عن أنواعه فً عمود النفط ،وذلن فً
الفمرتٌن اآلتٌتٌن :
لمد سبمت اإلشارة إلى أن إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة لد ٌأتً فً صورة شرط أو بند فً العمد
النفطً ٌ ،تفك بموجبه الطرفان على االلتزام بإعادة التفاوض فً حالة تغٌر الظروف التً تم العمد فً ظلها
،ومن شأن هذا التغٌر أن ٌجعل االستمرار بتنفٌذ العمد شالا على احد األطراف ،وذلن الختالل التوازن
االلتصادي أو المالً الذي بنً علٌه العمد .
)(11
.الذي ٌفضً إلى منح وفً هذه الحالة فان أساس إعادة التفاوض هو مبدأ سلطان اإلرادة
المتعالدٌن الحرٌة والمدرة على إنشاء ما ٌشاؤون من عمود ،وتحدٌد مضمونها عن طرٌك تضمٌنها ما
ٌرون من شروط أو بنود ،ومن ثم المدرة على تحدٌد أثارها ،دون أن ٌحد من هذه المدرة أي لٌد سوى فكرة
النظام العام ).(12
16
) ( Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 12 .
11
( ) هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك ،ص . 26د .مٌثاق طالب حمادي الجبوري ،المرجع السابك ،ص. 101
12
( ) انظر د .عبد المجٌد الحكٌم ،الوسٌط فً نظرٌة العمد ،الجزء األول (انعماد العمد) ،شركة الطبع والنشر االهلٌة ،بغداد ، 1363 ،فمرة( )31وما
بعدها .د .محمود جمال الدٌن زكً ،الوجٌز فً النظرٌة العامة لاللتزام فً المانون المدنً المصري ،الطبعة الثالثة ،مطبعة جامعة الماهرة،1312 ،
فمرة ( .) 16د .توفٌك حسن فرج ،د .جالل علً العدوي ،النظرٌة العامة لاللتزام ،منشورات الحلبً الحمولٌة ،لبنان ،2002 ،فمرة( . )24
)(13
عن ذلن بالمول أن مبدأ حرٌة التعالد باعتباره مبدأ لانونٌا عالمٌا ٌعد ولد عبر بعض الباحثٌن
أساسا إلعادة التفاوض فً حالة النص علٌه فً العمد ،فهو مفهوم لضابً ومبدأ لانونٌا ٌ ،عنً حرٌة
اطراف العمد فً تضمٌنه ما ٌرٌدون من شروط أو بنود .وهو ٌبنى على االتفاق المتبادل وحرٌة االختٌار،
وهذه الحرٌة ال ٌجوز المساس بها عند التعالد من لبل المانون إال لحماٌة النظام العام .فضال عن احترام
إرادة التعالد ،فما اتفك علٌه المتعالدان ٌجب عدم تعدٌله أو الغاءه إال باتفاق جدٌد من لبلهما ،وال ٌجوز
للماضً أن ٌتدخل فً العمد سواء بالتعدٌل أو اإللغاء .
وفً هذا السٌاق جاءت المادة ( ) 1/1من مبادئ UNIDROITلتؤكد أن للمتعالدٌن بحرٌة ورضا
تام إبرام العمود وتحدٌد مضمونها .وهذا ٌعنً المدرة الذاتٌة لألطراف إلبرام العمود وتحدٌد أشكالها وبنٌتها.
فضال عما نصت علٌه الفمرة ( )3من المادة نفسها التً أشارت إلى عدم لدرة اطراف العمد الملزم لانونا
على تعدٌله أو الغاءه ما لم ٌتضمن شرطا ٌسمح بذلن أو باتفاق جدٌد بٌنهم ).(20
أما فً حالة عدم اشترط إعادة التفاوض فً العمد النفطً فان ذلن ال ٌعنً عدم لدرة أي من األطراف
)(21
.فوالع العمود النفطٌة ٌشٌر إلى أن إعادة على اللجوء إلى طلب إعادة التفاوض فً حالة تغٌر الظروف
التفاوض لد كانت غالبا فً العمود النفطٌة التً لم تتضمن شرط إعادة التفاوض .فمن اصل 43عملٌة إعادة
تفاوض جرت بٌن العامٌن 1311-1361كانت 33منها تتعلك بعمود نفطٌة لم تتضمن شرط إعادة
التفاوض ) .(22والعمود النفطٌة فً هذا السٌاق ال تخرج عن مشروعات االستثمار الدولٌة ،إذ إن الرسالة
المتبادلة بٌن اطراف هذه العمود هً " بمجرد تولٌع العمد نضعه فً الدرج ،وان المسالة المهمة هً عاللتنا
مع شرٌكنا ،ونحن نتفاوض كل الولت "). (23
وإعادة التفاوض هنا تجد أساسها فً مبدا حسن النٌة فً تنفٌذ العمود ) ، (24وهو المبدأ الذي نصت علٌه
غالبٌة النظم المانونٌة الوطنٌة ،ومنها المانون المدنً العرالً ،فمد نصت المادة ( )150منه على "ٌ -1جب
تنفٌذ العمد طبما لما اشتمل علٌه وبطرٌمة تتفك مع ما ٌوجبه حسن النٌة -2 .وال ٌمتصر العمد على الزام
19
) ) Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 5- 6 .
20
) ( USLEGAL , freedom of contract law and legal definition. http: definiyion.uslegal.com/f/freedom-of-contract.
21
( ) انظر خالف ذلن د .شرٌف دمحم غنام ،المرجع السابك ،ص .43د .أسٌل بالر جاسم ،المرجع السابك ،ص .112د .مراد محمود المواجدة،
المسؤولٌة المدنٌة فً عمود نمل التكنلوجٌا ،دار الثمافة ،األردن ، 2010 ،ص . 402
22
( ) هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك . 21 ،
23
) ( Jeswald w. salacuse op. cit , p 1331 .
24
( ) هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك ،ص . 21د .مٌثاق طالب الجبوري ،المرجع السابك ،ص .130وكذلن Antonis(G) Karampatzos
,supervening hardship as subdivision of the general frustration rule , European review of private law ,vol. 13, 2005,
p 134 .
المتع الد بما ورد فٌه ،ولكن ٌتناول أٌضا ما هو من مستلزماته وفما للمانون والعرف والعدالة بحسب طبٌعة
االلتزام " .وهذا المبدأ ٌفرض النزاهة واألمانة فً التعامل بٌن المتعالدٌن ،فضال عن واجب التعاون بٌن
بٌنهما فً تنفٌذ العمد) .(25ومن ذلن تجاوز المشاكل التً تعترض تنفٌذ العمد بسبب تغٌر الظروف ،إذ ال
ٌجب أن ٌستفٌد أي طرف من تغٌر الظروف أثناء تنفٌذ العمد على حساب المتعالد اآلخر) .(26فااللتزام
بإعادة التفاوض فً هذه الحالة ٌكون بناء على شرط ضمنً ٌفرض على المتعالدٌن التعاون لمواجهة تغٌر
الظروف ).(21
كما أكدت لرارات التحكٌم الدولٌة على مبدأ حسن النٌة باعتباره أساسا إلعادة التفاوض فً عمود
التجارة الدولٌة ،ومن ذلن لرار غرفة التجارة الدولٌة ( ) ICCفٌما ٌتعلك بالنزاع بٌن جمهورٌة اٌران
اإلسالمٌة والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ،إذ جاء فً المرار " ٌفرض مبدأ حسن النٌة فً كل عمد التزامات
ضمنٌة عندما تشهد الظروف المحٌطة بتنفٌذ العمد تغٌرات غٌر متولعة تؤثر جذرٌا فً أداءات العمد ،وتتمثل
هذه االلتزامات فً إعادة التفاوض وتطوٌع أحكام هذا العمد مع الظروف الجدٌدة ،كون ذلن ٌعد من المبادئ
العامة فً المانون " ). (22
وجاء فً لرار اخر صادر عنها فً عام " 1323إن احد اثار المبدأ المشار الٌه فً نص المادة 1134
ف 3من المانون المدنً الدولً ساحل العاج الماضً بان العمود ٌجب أن تنفذ بحسن نٌة ٌ ،تمثل فً وجوب
تعاون اطراف العمد بحسن نٌة من اجل تحمٌك األهداف التً من أجلها ابرم العمد ،...،فمبدأ حسن النٌة
)(23
.كما جاء فً لرار لها " ...إن األزمة والصدق ٌجبران كل متعالد على تسهٌل تنفٌذ المتعالد اآلخر "
البالغة للدٌون فً بداٌة الثمانٌنات ،والتً عانت منها الدول السابرة فً طرٌك النمو ،دفعت بدابنٌها مهما
كانت طبٌعتهم وطبٌعة دٌونهم وبنجاحات متفاوتة إلى إجراء عدة عملٌات إعادة تفاوض وعمد عدة اتفالات
)(30
لتمدٌد آجال دٌونهم "
25
( ) انظر د .عبد المنعم فرج الصدة ،نظرٌة العمد فً لوانٌن البالد العربٌة ،دار النهضة العربٌة ،بٌروت ،1314 ،فمرة( .)226د .عبد المنعم
البدراوي ،النظرٌة العامة لاللتزام ،دار النهضة العربٌة ،بٌروت ،بدون سنة طبع ،فمرة( . )316د .سمٌر تناغو ،مصادر االلتزام ،الطبعة األولى،
مكتبة الوفاء المانونٌة ،اإلسكندرٌة ،2003 ،فمرة( . )126
26
( )هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك ،ص . 22 -21
27
) ( Jeswald w. salacuse op. cit , p 1331 .
22
( ) لرار رلم ( )1365لسنة . 1331أشار الٌه د .مٌثاق طالب الجبوري ،المرجع السابك ،ص .133
23
( ) لرار رلم 3533أشار الٌه هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك ،ص . 30- 23
30
( ) لرار رلم 6213أشار الٌه هنً عبد اللطٌف ،المرجع السابك ،ص . 31- 30
ثانيا :أنواع إعادة التفاوض في العقود النفطية
تنمسم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة إلى عدة أنواع ،بناء على اعتبارات مختلفة .فمن حٌث وجود
)(31
إلى أن إعادة التفاوض فً العمود شرط ٌبٌح إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ذهب بعض الفمه
النفطٌة ٌمكن تصورها على نوعٌن هما :إعادة التفاوض المتولع ،وٌحصل هذا النوع من إعادة التفاوض
عندما ٌسمح العمد النفطً بذلن أثناء سرٌانه ،فً مدة محددة فً العمد أو عند حصول أحداث معٌنة ،وفً
هذه الحالة ٌجب على اطراف العمد النفطً إعادة التفاوض أو مراجعة بنود معٌنة فً العمد .مثال ذلن أن
ٌتضمن عمد االستكشاف النفطً بندا بإعادة التفاوض فً حالة اكتشاف الغاز الطبٌعً غٌر المصاحب
بكمٌات تجارٌة .فإعادة التفاوض فً هذه الحالة ٌكون إجراء مشروع ٌستند إلى العمد ٌمكن اللجوء الٌه من
لبل أي من المتعالدٌن فً حالة حدوث الوالعة محل الشرط.
ومثال ذلن لضٌة شركة Winter shall A.G et alضد حكومة لطر ،حٌث أبرمت لطر عمد
الستكشاف ومماسمة إنتاج النفط ( )EPSAعام ، 1316الستكشاف النفط وإنتاجه فً منطمة معٌنة لمة 30
سنة .ولد تضمن العمد بندا ٌمضً بانه فً حالة اكتشاف الغاز الطبٌعً غٌر المصاحب بكمٌات تجارٌة فان
من حك الشركة إنتاجه بناء على ترتٌبات تعالدٌة إضافٌة .ولد اعتبر أن هذا البند هو بند إلعادة التفاوض
بٌن الشركة وحكومة لطر). (32
أما النوع الثانً من إعادة التفاوض فهو إعادة التفاوض الالإرادي ،والذي ٌمكن أن ٌوصف بانه
اصعب أنواع إعادة التفاوض ،وذلن ألنه ٌحصل فً حالة اإلخالل بالعمد أو فً حالة غٌاب الشرط الذي
ٌجٌز ألطراف العمد النفطً إعادة التفاوض عند تغٌر الظروف .فإعادة التفاوض هنا ٌكون خارج هٌكل
العمد .ومثال ذلن إعادة التفاوض التً جرت بشأن عمود االمتٌاز النفطٌة التً عمدت فً األعوام -1360
، 1310بسبب األزمة المالٌة اآلسٌوٌة فً العام . (33)1330
كما تنمسم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة من حٌث الفابدة منها إلى شرط إعادة التفاوض لمصلحة
المستثمر األجنبً أو شركة النفط األجنبٌة ،والى شرط إعادة التفاوض لمصلحة طرفً العمد النفطً ).(34
وٌكون هذان النوعان فً حالة وجود شرط ٌبٌح إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة .
31
) ( Arez mohammed sediq Othman ,Op. Cit , p133 .
32
) ( Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 43 - 44
33
) ( Arez mohammed sediq Othman ,Op. Cit , p133
34
) ( Piero Bernardini , Op.Cit , p 102-103 . Hadiza Tiijani Mato , Op . Cit , p 35 -36 .
وٌكون شرط إعادة التفاوض لمصلحة المستثمر النفطً األجنبً فً حالة النص فً العمد النفطً على
انه فً حالة إصدار الدولة المضٌفة لالستثمار النفطً فً المستمبل لوانٌن أو تعلٌمات من شأنها أن تؤثر
فً الوضع المانونً لشركة النفط األجنبٌة بموجب العمد ،فانه ٌجب على الدولة إعادة التفاوض بحسن نٌة
مع المستثمر من اجل الوصول إلى حل عادل الستعادة حموق المستثمر النفطً .ولد أشار العمد النموذجً
لالستكشاف ومماسمة اإلنتاج فً دولة لطر فً العام 1334إلى هذا النوع من إعادة التفاوض فً المادة
( .(35))12 -34وكذلن المادة ( )1-16من العمد ( ) PSCالنموذجً فً الهند). (36
وٌبدو واضحا أن إ عادة التفاوض بموجب مثل هذا الشرط غرضه حماٌة المستثمر النفطً من التغٌر
فً التشرٌعات التً تحكم العمد النفطً ومن شأنه أن ٌؤثر فً حموله أو مركزه المانونً بموجب هذا العمد.
ولد لجات الشركات النفطٌة األجنبٌة إلى إدراج هذا الشرط فً عمودها بدال من شرط الثبات التشرٌعً
)(31
الذي ٌنص على منع الدولة المضٌفة لالستثمار النفطً من تغٌٌر التشرٌعات التً تحكم العمود التملٌدي
النفطٌة ،وذلن الن شرط الثبات التشرٌعً من شأنه أن ٌصطدم بحك الدولة فً السٌطرة على ثرواتها
الطبٌعٌة ،كما انه ٌتعارض مع سٌادة الدولة ،وهو ما لرره حكم التحكٌم ( ) AMINOILالشهٌر عام
)(32
.لذلن فإننا نعتمد أن شرط إعادة التفاوض ،1322فً لضٌة دولة الكوٌت ضد شركة ( )AMINOIL
فً هذه الحالة ٌعد صورة حدٌثة من شرط الثبات التشرٌعً ،فالغاٌة منه هو المحافظة على المركز المانون
للمستثمر النفطً بموجب العمد النفطً عن طرٌك المفاوضات ،وهً الغاٌة ذاتها التً ٌسعى الٌها المستثمر
من إدراج شرط الثبات التشرٌعً ولكن عن طرٌك تجمٌد التشرٌعات التً تحكم العمد النفطً .
كما ٌكون شرط إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة لمصلحة طرفً العمد ،فٌكون بإمكان الدولة
المضٌفة لالستثمار النفطً ،وكذلن شركة النفط األجنبٌة ،إعادة التفاوض بشأن بنود العمد النفطً عند تغٌر
الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد على نحو ٌخل بالتوازن االلتصادي للعمد أو ٌهدم األساس المالً
الذي بنً علٌه العمد .مثال ذلن نص المادة ( – 41ب ) من عمد إنتاج النفط بٌن حكومة غانا وشركة شل
الستكشاف وإنتاج النفط (غانا) ،اذ جاء فٌه " اذا حصل أثناء مدة العمد تغٌرات فً الظروف المالٌة
35
) ( Piero Bernardini , Op.Cit , p 102
36
) ( Arez mohammed sediq Othman ,Op. Cit , p132
31
( ) ٌعرف بانه "تلن الشروط التً تهدف إلى تجمٌد دور الدولة كسلطة تشرٌعٌة وطرف فً العمد وفً الولت نفسه ٌمنعها من تغٌٌر المواعد المانونٌة
النافذة ولت إبرامها إذ تتعهد الدولة بممتضاها بعدم إصدار تشرٌعات جدٌدة تسري على العمد المبرم بٌنها وبٌن الطرف األجنبً المتعالد معها على نحو
ٌخل بالتوازن االلتصادي للعمد وٌترتب علٌه اإلضرار بالطرف األجنبً المتعالد معها " د .بشار دمحم األسعد ،عمود االستثمار فً العاللات الدولٌة
الخاصة ،دار النهضة العربٌة ،الماهرة ،2005 ،ص . 233
38
) ( Zeyad A. AL Qurashi , Renegotiation of International Petroleum Agreement , Journal of International
Arbitration , 22 (4) , 2005 , 261- 262 .
وااللتصادٌة المتعلمة بالصناعة النفطٌة ،ظروف العمل فً غانا ،وظروف التسوٌك بصورة عامة ،على
نحو ٌوثر تأثٌرا حمٌمٌا فً األساس االلتصادي والمالً لهذا االتفاق ،فان بنود هذا االتفاق ٌمكن مراجعتها
أو إعادة التفاوض بشأنها " ).(33
المطلب الثاني
بعد أن انتهٌنا من عرض مفهوم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة بشكل موجز ٌجب تحري مولف عمود
جوالت التراخٌص النفطٌة من إعادة التفاوض ،وذلن ببٌان نوعٌة إعادة التفاوض المنصوص علٌها فً هذه
العمود ،ومدى إمكانٌة إعادة التفاوض بشأن هذه العمود لمصلحة شركات النفط الوطنٌة المتعالدة .وهو ما
سننالشه فً الفرعٌن اآلتٌٌن :
الفرع األول
لمد أشار عمد الخدمة الفنً النموذجً ( ، ) TSCوعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج ( )DPSCفً
العراق إلى شرط إعادة التفاوض لمصلحة المستثمر النفطً األجنبً ،كما أشارا إلى شرط عدم المساس
بالعمد ،وهو ما سنتولى بٌانه فً الفمرتٌن اآلتٌتٌن:
تضمنت عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق نصا ٌمضً بإعادة التفاوض فً حالة تأثر الحصص
المالٌة للمستثمر النفطً الناشا عن تغٌر الموانٌن التً كانت تحكم العمد ،إذ نصت المادة ( ) 4- 23من عمد
الخدمة الفنً ،وعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج على " بعد تارٌخ النفاذ ،اذا تأثرت الحصص المالٌة للمماول
بشكل سلبً وكبٌر بتغٌٌر فً المانون الذي كان نافذا فً جمهورٌة العراق بتارٌخ النفاذ ،أو الغاء أو عدم
39
) ( Hadiza Tiijani Mato,Op. Cit , p 37 .
تجدٌد أٌة مصادلات أو موافمات أو إعفاءات ممنوحة للمماول بموجب هذا العمد ( غٌر تلن الناتجة عن
اإلهمال الجسٌم أو سوء اإلدارة المتعمد من لبل المماول أو المشغل) ،فعلى الطرفٌن وخالل (ٌ )30وما
االتفاق على التعدٌالت الالزمة لألحكام ذات الصلة فً هذا العمد لغرض استعادة المصالح المالٌة للمماول
بموجب هذا العمد وبشكل معمول إلى وضعها كما كانت مباشرة لبل ولوع التغٌٌر أو النمض المذكور للمانون
أو التعدٌل أو عدم تجدٌد أٌة مصادلات أو موافمات أو إعفاءات ممنوحة إلى المماول بموجب هذا العمد ".
كما نصت الفمرة ( )5من المادة ذاتها على " اذا لم ٌتمكن الطرفان من االتفاق خالل (ٌ )30وما على
أٌة تعدٌالت مزمع إجراؤها وفما للمادة 4- 23أو خالل أٌة فترة أخرى لد ٌتم االتفاق علٌها ،فانه ٌمكن حل
النزاع وفما للمادة "31
وٌبدو واضحا أن إعادة التفاوض وفما للمادة أعاله هً لمصلحة المستثمر النفطً ،إذ إن الغرض منها
هو استعادة المصالح المالٌة للمستثمر التً تأثرت نتٌجة تغٌر التشرٌعات التً تحكم العمد ،وإعادتها إلى
الحالة التً كانت لبل تغٌر التشرٌعات .وٌمكن أن نسجل على هذه المادة بعض المالحظات نجملها فً
النماط األتٌة :
-1إن تحدٌد الغرض من إعادة التفاوض باستعادة المصالح المالٌة للمستثمر سلبت الدولة العرالٌة ممثلة
بشركات النفط الوطنٌة المدرة على المساومة مع المستثمر األجنبً أثناء المفاوضات من اجل تحمٌك
مكاسب للدولة العرالٌة.
-2إ ن إعادة التفاوض بموجب هذا النص ال تمتصر على تغٌر التشرٌعات التً كانت تحكم العمد فمط
،وإنما ٌشمل أٌضا بعض إجراءات اإلدارة كاالمتناع عن المصادلات أو إعطاء الموافمات التً
ٌترتب علٌها مساس بالمركز المالً للمستثمر .فٌستطٌع المستثمر المالً هنا أٌضا طلب إعادة
التفاوض الستعادة مركزه المالً الذي اختل .
-3إن خطأ المماول غٌر الجسٌم ،وسوء اإلدارة غٌر المتعمد ال ٌبٌح للدولة العرالٌة اتخاذ إجراءات
إدارٌة أو تعدٌل تشرٌعاتها على نحو ٌمس بالمركز المالً للمستثمر بموجب هذه العمود .وذلن الن
النص أعاله لد استثنى حالة اتخاذ اإلدارة إجراءات معٌنة كاالمتناع عن المصادلات أو الموافمات
فً حالة اإلهمال الجسٌم وسوء اإلدارة المتعمد من إعادة التفاوض لمصلة المستثمر.
-4إن هدف المفاوضات ٌجب أن ٌكون استعادة الوضع المالً للمستثمر النفطً لبل حصول هذه
الظروف ،وان أٌة نتٌجة أخرى ال تعد ممبولة ،فالدولة ملزمة بإعادة التفاوض بناء على هذا النص
،والمستثمر النفطً غٌر ملزم بالموافمة على ما تعرضه الدولة أن لم ٌكن ٌلبً تولعاته .لذلن أشار
النص إلى انه فً حالة عدم التوصل إلى اتفاق نتٌجة للمفاوضات فٌحال اآلمر إلى التحكٌم .
-5لما كان العراق لم ٌصدر لحد اآل ن لانونا خاصا بالنفط والغاز ،لذلن فان عمود جوالت التراخٌص
النفطٌة لد لٌدت المشرع بعدم إصدار لانون ٌخالف نلن العمود على نحو ٌمس بالمركز المالً
للمستثمر إال بعد التأكد من عدم ممانعته على ذلن وال وجب علٌها تعوٌض المستثمر .
ٌمصد بشرط عدم المساس بالعمد " ذلن الشرط الذي تتعهد الدولة بممتضاه بعدم تعدٌل العمد
بإرادتها المنفردة دون رضا الطرف اآلخر ،مستخدمة فً ذلن امتٌازات السلطة العامة التً ٌعترف لها
)(40
.فبموجب هذا الشرط تتنازل الدولة عن سلطاتها فً تعدٌل العمد بإرادتها بها لانونها الوطنً "
المنفردة لصالح المستثمر النفطً ،فٌمنتع علٌها إجراء تعدٌالت أحادٌة على العمد النفطً ،وان أي
تعدٌل ٌجب أن ٌكون محل التفاق المتعالدٌن ،وبخالف ذلن تعد الدولة مخلة بالعمد النفطً مما ٌستوجب
تعوٌض المستثمر النفطً عما أصابه من ضرر بسبب هذا التعدٌل .
ولد تضمنت عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق شرط عدم المساس بالعمد ،إذ نصت
المادة ( )2 -32من عمد الخدمة الفنً ،وعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج على " لن ٌتم تعدٌل هذا العمد أو
اإلضافة الٌه إال بمستند تحرٌري مولع من لبل ممثلً كال الطرفٌن المخولٌن حسب األصول والمعٌنٌن
ألغراضه " .
وهذا النص ٌفرض على الدولة االلتزام بعدم تعدٌل العمد بإرادتها المنفردة باعتبارها صاحبة
سٌادة ،وبخالف ذلن ٌجب علٌها تعوٌض المستثمر النفطً عما أصابه من ضرر ،مع إلرارنا بإمكانٌة
تعدٌل العمود النفطٌة فً العراق اذا حدث تغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد من شأنها
)(41
فً العراق اإلخالل بالتوازن االلتصادي فً العمد .ولذلن فلٌس دلٌما ما ذهب الٌه بعض الباحثٌن
من أن الدولة العرالٌة بإمكانها تعدٌل العمد باإلرادة المنفردة مع بماء العمد نافذا بٌن المتعالدٌن ،فما
استند الٌه الباحث ال ٌدعم وجهة نظره وإنما ٌثبت خالفها .فاستناده إلى نص المادة ( )5 – 12من عمد
40
( ) د .سراج حسٌن ابو زٌد ،التحكٌم فً عمود البترول ، ،دار النهضة العربٌة ،الماهرة ، 2004 ،ص . 113
41
( ) حٌدر طه ٌاسٌن جاسم ،النظام المانونً لرلابة االدارة على عمود التراخٌص البترولٌة فً العراق ،رسالة ماجستٌر ،كلٌة المانون ،جامعة البصرة،
،2013ص . 131
الخدمة الفنً الذي ٌبٌح لإلدارة الحك فً تخفٌض أو زٌادة اإلنتاج إنما هو دلٌل على أن اإلدارة تملن
هذا الحك بوصفها متعالد ولٌس بوصفها صاحبة سٌادة ،فالعمد النفطً هو ذاته أجاز لإلدارة حك طلب
تعدٌل اإلنتاج ،ثم بٌن األسباب التً تجٌز لإلدارة تعدٌل مستوى اإلنتاج .ولذلن فان اإلدارة عندما
تستعمل هذا الحك ال تكون لد أخلت بالتزاماتها فً العمد النفطً ،وفً غٌاب هذا النص ال ٌجوز لإلدارة
طلب تعدٌل مستوى اإلنتاج واال عد ذلن مخالفة للعمد النفطً .وبناء على ذلن فان اإلدارة لم تتصرف
بوصفها صاحبة سٌادة وإنما بوصفها متعالد ٌحكمها العمد الذي ارتبطت به.
وما اشرنا الٌه أعاله ٌصدق على حجته الثانٌة وهً نص المادة ( )3-32من كال عمدي الخدمة
الفنً ،وعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج ،فالنص ٌشٌر إلى حالة بطالن أو عدم نفاذ أٌة فمرة فً العمد
بناء على حكم لضابً .فطلب اإلدارة من المضاء أبطال أٌة فمرة فً العمد ال ٌمثل استخدام اإلدارة
لسلطانها فً تعدٌل العمد بإرادتها المنفردة ،وإنما ٌدل على أن اإلدارة تسلن الطرٌك العادي الذي ٌسلكه
أشخاص المانون الخاص وهو اللجوء إلى المضاء لتمرٌر بطالن بنود العمود التً ابرموها.
مع مالحظة إننا نعتمد بعدم إمكانٌة اللجوء إلى المضاء لتمرٌر بطالن أٌة فمرة من فمرات عمود
جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق ،وذلن الن هذه العمود لد رسمت طرٌك فض النزاعات التً
ٌمكن أن تنشأ بٌن طرفً العمد بموجب المادة ( )31من هذه العمود ،وهً تبتدأ بالتسوٌة الودٌة بٌن
الطرفٌن ،واإلحالة إلى الخبٌر فً المسابل الفنٌة ،وتنتهً بالتحكٌم وفما لمواعد غرفة التجارة الدولٌة.
فمع وجود شرط التحكٌم والدفع به أمام المضاء ٌمتنع الماضً عن النظر فً النزاع .
وخالصة ما تمدم أن شرط عدم المساس بالعمد الذي تضمنته عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً
العراق لد الزم اإلدارة بعدم تعدٌل العمد بإرادتها المنفردة واال عدت مخلة بالعمد ،مما ٌستوجب تعوٌض
المماول عما أصابه من ضرر ،ولد ٌؤدي إلى إنهاء العمد اذا ما ترتب على هذا التعدٌل اختالل فً
التوازن االلتصادي لطرفً العمد .
الفرع الثاني
لمد سبك أن اشرنا إلى أن عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق لد نصت على إعادة
التفاوض لمصلحة المستثمر النفطً ،ولم تتضمن شرطا إلعادة التفاوض لمصلحة الطرفٌن ٌمكن عن
طرٌمه أن تلجأ الدولة العرالٌة إلى إعادة التفاوض لمصلحتها .وهنا ٌثار التساؤل عن إمكانٌة إعادة
التفاوض بشأن العمود النفطٌة فً العراق مع غٌاب النص علٌه فً هذه العمود؟
ولبل اإلجابة عن هذا التساؤل البد لنا من البحث فً تكٌٌف التعدٌالت التً جرت على هذه
العمود ،إذ حصلت تعدٌالت على عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق .فهل ٌصدق علٌها
وصف إعادة التفاوض ؟ وهو ما سنبحثه فً الفمرتٌن اآلتٌتٌن :
أوال :تكييف التعديالت التي جرت على عقود جوالت التراخيص النفطية
)(42
بناء على االتفاق بٌن بٌن شركات لمد جرى تعدٌل عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق
النفط األجنبٌة والدولة العرالٌة ممثلة بشركات النفط الوطنٌة المتعالدة .ولد كانت من بٌن هذه التعدٌالت
خفض نسبة اإلنتاج ،وتخفٌض نسبة الشرٌن الحكومً ،وتمدٌد مدة العمد .ونشٌر هنا إلى التعدٌالت
التً جرت على عمد الحلفاٌة النفطً بهذا الخصوص ،إذ عدلت المادة (-2-2ج) منه بتخفٌض االنتاج
من 535,000الف برمٌل فً الٌوم إلى 400,000الف برمٌل فً الٌوم ،كما عدلت المادة( )2-3منه
بتمدٌد مدة العمد من 20سنة إلى 30سنة ،وعدلت المادة ( )1 -21منه بتخفٌض حصة الشرٌن
الحكومً من %25إلى . (43) %10
وفً تمدٌرنا أن التعدٌالت أعاله ال تعد من لبٌل إعادة التفاوض بمعناه الذي سبك بٌانها ،فهً ال
تستند إلى التغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد وٌكون من شأنها اإلخالل بالتوازن
االلتصادي أو باألساس المالً الذي لام علٌه العمد ،فٌكون الغرض من إعادة التفاوض هو استعادة هذا
التوازن .والتعدٌالت التً سبك بٌانها ال عاللة لها بالتوازن االلتصادي فً العمد ،فال تهدف إلى
استعادة التوازن على فرض اختالل هذا التوازن .
42
( ) البد من اإلشارة هنا إلى صعوبة الحصول على المعلومات بشأن العمود النفطٌة والتعدٌالت التً جرت علٌها بشكل موثك ٌمكن اإلشارة الٌه فً
البحوث العلمٌة .
43
( ) انظر ملحك تعدٌل عمد الحلفاٌة النفطً .
هذا إلى جانب أن أساس هذه التعدٌالت نصوص العمد ذاته ،فخفض نسبة اإلنتاج ٌستند إلى المادة
( )55-12التً تنص على " ٌحك لشركة نفط مٌسان مراجعة مستوى اإلنتاج الممترح الخاص باي
برنامج عمل ممترح أو مصدق علٌه ،ولد تطلب بموجب أشعار تحرٌري من المماول و /او المشغل
زٌادة أو تملٌص( تخفٌض) معدل اإلنتاج من منطمة العمد ألي من األسباب اآلتٌة . " ....أما التعدٌالت
األخرى فتجد أساسها فً المادة ( )2 -32التً سبك اإلشارة الٌها ،وهً تفترض إجراء التعدٌالت باتفاق
المتعالدٌن ،دون أن تكون شركة النفط األجنبٌة ملزمة بالدخول فً مفاوضات إلجراء التعدٌالت .فً
حٌن أن إعادة التفاوض تفرض التزاما على عاتك شركة النفط األجنبٌة للدخول فً مفاوضات إلعادة
التوازن االلتصادي للعمد .
لمد سبك أن اشرنا إلى أن إعادة التفاوض ٌمكن أن ٌتم اللجوء الٌه فً حالة غٌاب شرط إعادة
التفاوض فً العمد النفطً ،وذلن أن مبدأ حسن النٌة فً العمود الدولٌة ٌفرض على المتعالدٌن التعاون
فً تنفٌذ العمد ،وهذا التعاون ٌوجب أن ال ٌستفٌد احدهما من تغٌر الظروف التً كانت سابدة ولت إبرام
العمد على نحو من شأنه الحاق الضرر بالطرف اآلخر .
وفً تمدٌرنا أن األزمة االلتصادٌة التً مر بها العراق بسبب انهٌار أسعار النفط فً العامٌن
2014و ، 2015تعد تغٌرا فً الظروف التً كانت سابدة ولت إبرام العمد أدت إلى انهٌار األساس
المالً الذي بنٌت علٌه العمود النفطٌة فاختل التوازن االلتصادي فً العمد ،إذ أصبحت الدولة العرالٌة
تواجه مشكلة فً تسدٌد مستحمات الشركات النفطٌة .فمد وصل سعر برمٌل النفط إلى الل من 30
دوالر بعد أن كان ولت إبرام العمود النفطٌة بحدود ( )145دوالر للبرمٌل الواحد ) . (44إذ أن االلتصاد
العرالً ٌعتمد بالدرجة األساس على النفط ،فموازنة الدولة ٌتم وضعها بناء على أسعار النفط العالمٌة
.ولد سبمت اإلشارة إلى أن التملب الجدي فً األسعار العالمٌة ،وكذلن مشكلة توازن الدفعات المالٌة
للدولة المضٌف لالستثمار ٌعد تغٌرا حمٌمٌا فً الظروف ٌجٌز للدولة العرالٌة اللجوء إلى طلب إعادة
التفاوض ،اذا ما أخذنا باالعتبار أن كلفة النفمات المسترجعة للشركات النفطٌة من غٌر ارباحها تمدر
( ) 10 -1دوالر للبرمٌل الواحد ).(45
44
( ) د .باسم حمادي الحسن ،االستثمار األجنبً المباشر ،منشورات الحلبً الحمولٌة ،الطبعة األولى ،2014 ،ص . 132
45
( ) ٌاسر عامر حسان ،اآلثار المانونٌة لعمد الخدمة النفطً بالنسبة للشركة األجنبٌة المستثمرة ،رسالة ماجستٌر ،جامعة الشرق األوسط،2011 ،ص
، 211هامش رلم (. ) 3 ،1
)(46
إلى إمكانٌة تعدٌل العمود النفطٌة عند وفً هذا السٌاق ذهب بعض الباحثٌن فً العراق
انخفاض أسعار النفط بناء على لاعدة تغٌر الظروف ،ولدما فً سبٌل الوصول إلى ذلن ممترحات عدة،
سنعرض أهمها ونحاول منالشتها :
الممترح األول " :تعدٌلها باالستناد إلى المانون واجب التطبٌك حٌث تخضع هذه العمود الى
المانون العرالً وفما للمادة( ،)31وان لاعدة تغٌر الظروف منصوص علٌها بشكل صرٌح وواضح فً
التشرٌعات العرالٌة وبالتالً بإمكان تعدٌلها وفما لذلن" .
وفً تمدٌرنا أن هذا الممترح غٌر ممكن التطبٌك ،فعلى الرغم من أن المانون العرالً هو المانون
واجب التطبٌك غٌر ان تطبٌمه مرهون بعد مخالفته لبنود العمد النفطً ،اذ جاء فً المادة ( )1-32من
عمد الخدمة الفنً وكذلن عمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج " ٌلتزم المماول والمشغل وٌخضعان ألحكام
المانون من كافة النواحً على المماول ،ما لم ٌشترط خالف ذلن فً العمد " .وبما أن الباحثٌن ٌمصدان
تطبٌك نظرٌة الظروف الطاربة بموجب المادة ( )2 -146من المانون والمدنً ،التً تجٌز للماضً
انماص االلتزام إلى الحد المعمول عند حدوث مثل هذه الظروف .ولما كان تطبٌك هذه النظرٌة ٌتعارض
مع المادة ( )2 -32من العمد التً ال تجٌز تعدٌل العمد إال باتفاق المتعالدٌن ،لذلن ٌكون تطبٌك هذا
الممترح غٌر ممكن كما سبك أن ذكرنا.
الممترح الثانً :تعدٌل التشرٌعات المتعلمة بهذه العمود أو اإلسراع بتشرٌع لانون النفط والغاز
وذلن بإدخال التعدٌالت الضرورٌة على هذه العمود كالنص على شرط المشمة او بشرط التوازن العمدي
خاصة مع عدم النص على شرط الثبات التشرٌعً ،مع مراعاة المادة ( ، )4- 23الخاصة بتغٌر
التشرٌعات.
وفً تمدٌرنا أن هذا الممترح غٌر ممكن التطبٌك أٌضا ،فمد سبك بٌان أن المادة ( )2-23تعد صورة
جدٌدة لشرط الثبات التشرٌعً ،إذ إن تعدٌل التشرٌعات التً تحكم العمد النفطً لن ٌنتج عنها إعادة
التوازن االلتصادي فً العمد ،فهذه المادة الزمت الدولة بالتفاوض مع المستثمر النفطً الستعادة حموله
وامتٌازاته لبل التعدٌل ،وبذلن لن ٌكون لتعدٌل أو سن تشرٌع ٌنص على شرط المشمة أو إعادة
التفاوض أٌة فابدة تذكر ،فالدولة ملزمة بموجب هذا الشرط بالعودة إلى الحالة التً كان علٌها العمد لبل
46
( ) د .صعب ناجً عبود ،سعدٌة عزٌز دفار ،المرجع السابك ،ص . 61
تعدٌل التشرٌعات ،وبخالف ذلن ٌعد تعدٌل الدولة للتشرٌعات إخالال بالعمد ،وٌمكن أن تلزم
بتعوٌضات هً غٌر لادرة على تحملها فً ضوء أوضاع العراق االلتصادٌة والمالٌة والسٌاسٌة .
ومن جهة أخرى فان إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ال ٌتطلب النص علٌه فً العمد ،فمواعد
المانون الدولً لد أجازت للدول إعادة التفاوض ومن ذلن المادة ( )62من اتفالٌة فٌنا لمانون
المعاهدات ،فمد أشارت إلى إمكانٌة إعادة التفاوض بشأن المعاهدات من لبل الطرف المتضرر فً حالة
التغٌر الجوهري فً الظروف .وعلى الرغم من أن اتفالٌة فٌنا تطبك على المعاهدات بٌن الدول إال انه
لد لرر أن المادة ( )62محل نماش بشأن اعتبارها مبدأ عاما والذي ٌمكن أن ٌطبك على العمود الدولٌة
العابرة للحدود التً تعمد بٌن أشخاص المانون الخاص ) .(41فضال عن أحكام التحكٌم الدولٌة التً سبك
اإلشارة الٌها .
وأخٌرا فإننا نعتمد أن الطرٌك الوحٌد إلعادة التفاوض لمصلحة الدولة العرالٌة ٌكون فً حالة
انهٌار أسعار النفط ،وذلن باللجوء إلى التحكٌم وفما لمواعد غرفة التجارة الدولٌة بموجب أحكام المادة
( ،)31فمد جرت أحكام هذه الغرفة على اإللرار بحك الدولة فً إعادة التفاوض بشأن العمود النفطٌة
حتى فً حالة غٌاب شرط إعادة التفاوض لمصلحة الطرفٌن فً العمد النفطً .
كما ٌجب على المعنٌٌن بإبرام العمود النفطٌة النص فً العمود النفطٌة التً سٌبرمها العراق فً
المستمبل وضع بند فٌها إلعادة التفاوض لمصلحة الطرفٌن فً حالة تغٌر الظروف ،فضال عن اإلسراع
بتشرٌع لانون اتحادي للنفط والغاز من اجل تنظٌم إبرام العمود النفطٌة فً المستمبل ،مع التشدٌد على
أن هذا المانون لن ٌطبك على العمود التً تبرم لبل تشرٌعه .
47
) ( Zeyad A. AL Qurashi , Op.Cit , 277-278 .
خاتمة
وإذ نصل إلى نهاٌة المطاف فً بحثنا إلعادة التفاوض العمود النفطٌة البد لنا فٌما ٌلً من تسطٌر ابرز
النتابج والتوصٌات التً تمخض عنه :
أوال :النتابج
وٌمكن إجمال ابرز النتابج التً تمخض عنها البحث فً النماط اآلتٌة :
-1إن إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ال ٌتطلب النص علٌه فً العمود النفطٌة من اجل اللجوء الٌه ،
فمبدأ حسن النٌة فً العمود ٌمثل األساس الذي استندت الٌه لرارات التحكٌم الدولٌة لمنح الطرفٌن
هذا الحك فً حالة تغٌر الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد على نحو ٌختل معه التوازن
االلتصادي فً العمد .
ٌ -2مكن الزام الشركات النفطٌة األجنبٌة فً العراق بإعادة التفاوض بشأن العمود النفطٌة فً حالة
انهٌار أسعار النفط فً األسواق العالمٌة عن طرٌك اللجوء الى التحكٌم بموجب لواعد غرفة التجارة
الدولٌة .
-3ال فابدة من تعدٌل العمود النفطٌة فً العراق بصورة أحادٌة من جانب الدولٌة العرالٌة ،أو تعدٌل
التشرٌعات التً تحكم هذه العمود على نحو ٌخل بالمركز المانوي للشركات النفطٌة األجنبٌة ،إذ إن
ذلن ٌعد إخالال بالعمد لد ٌترتب علٌه الزام الدولة العرالٌة بمبالغ طابلة كتعوٌضات عن هذا
اإلخالل ،ولد ال تكون الدولة العرالٌة لادرة على تحملها .
-4إن الطرٌك الوحٌد لتعدٌل هذه العمود فً غٌر حالة تغٌر الظروف هو بإلناع الشركات النفطٌة
األجنبٌة بضرورة تعدٌل تلن العمود ،وذلن بالوسابل الودٌة من خالل الحوار الدابم معها ،ومنحها
بعض الحوافز مع ضمان ان ٌكون العابد من هذه الحوافز اكبر للدولة العرالٌة ،بما ٌحمك نوع من
التوازن االلتصادي فً تلن العمود .
ثانٌا :التوصٌات
-1تشرٌع لانون اتحادي للنفط والغاز ٌنظم استغالل الثروة النفطٌة فً العراق ،فضال عن تنظٌم إبرام
العمود النفطٌة ٌجاري ما وصلت الٌه الدول المتمدمة .
-2الحوار مع الشركات النفطٌة األجنبٌة فً العراق من اجل تعدٌل هذه العمود على نحو ٌخدم مصلحة
الدولة العرالٌة .
-3تضمٌن العمود النفطٌة التً ستبرم مستمبال شرطا بإعادة التفاوض لمصلحة طرفً العمد فً حالة
تغٌر الظروف التً كانت سابدة ولت إبرام العمد ومن شانها اإلخالل بالتوازن االلتصادي فً العمد .
المراجع
أوال :المراجع العربٌة
.1أسٌل بالر جاسم ،النظام المانونً لشرط إعادة التفاوض ،مجلة المحمك الحلً للعلوم
المانونٌة والسٌاسٌة ،جامعة بابل ،المجلد ( ،)3اإلصدار( ،)1سنة . 2011
.2باسم حمادي الحسن ،االستثمار األجنبً المباشر ،منشورات الحلبً الحمولٌة ،الطبعة
األولى2014 ،
.3بشار دمحم األسعد ،عمود االستثمار فً العاللات الدولٌة الخاصة ،دار النهضة العربٌة،
الماهرة. 2005 ،
.4بن طبال جهٌدة ،شرط إعادة التفاوض فً عمود االستثمار الدولٌة ،كلٌة الحموق والعلوم
السٌاسٌة ،جامعة لاصدي مرباح ورللة ،الجزابر. 2011 ،
.5توفٌك حسن فرج ،د .جالل علً العدوي ،النظرٌة العامة لاللتزام ،منشورات الحلبً
الحمولٌة ،لبنان .2002 ،
.6حٌدر طه ٌاسٌن جاسم ،النظام المانونً لرلابة اإلدارة على عمود التراخٌص البترولٌة فً
العراق ،رسالة ماجستٌر ،كلٌة المانون ،جامعة البصرة.2013 ،
.1سراج حسٌن أبو زٌد ،التحكٌم فً عمود البترول ، ،دار النهضة العربٌة ،الماهرة،
.2004
.2سمٌر تناغو ،مصادر االلتزام ،الطبعة األولى ،مكتبة الوفاء المانونٌة ،اإلسكندرٌة.2003 ،
.3شرٌف دمحم غنام ،اثر تغٌر الظروف فً عمود التجارة الدولٌة ،الطبعة األولى ،مطبعة
الفجٌرة الوطنٌة. 2011 ،
صعب ناجً عبود ،سعدٌة عزٌز دفار ،اثر لاعدة تغٌر الظروف فً تعدٌل العمود .10
النفطٌة. https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=43572 . ،
عبد المجٌد الحكٌم ،الوسٌط فً نظرٌة العمد ،الجزء األول (انعماد العمد) ،شركة .11
الطبع والنشر االهلٌة ،بغداد . 1363 ،
عبد المنعم البدراوي ،النظرٌة العامة لاللتزام ،دار النهضة العربٌة ،بٌروت ،بدون .12
سنة طبع.
عبد المنعم فرج الصدة ،نظرٌة العمد فً لوانٌن البالد العربٌة ،دار النهضة .13
العربٌة ،بٌروت .1314 ،
محمود جمال الدٌن زكً ،الوجٌز فً النظرٌة العامة لاللتزام فً المانون المدنً .14
المصري ،الطبعة الثالثة ،مطبعة جامعة الماهرة.1312 ،
مراد محمود المواجدة ،المسؤولٌة المدنٌة فً عمود نمل التكنلوجٌا ،دار الثمافة ، .15
األردن. 2010 ،
مٌثاق طالب عبد حمادي الجبوري ،شرط إعادة التفاوض فً عمود التجارة الدولٌة .16
،دار الجامعة الجدٌدة ،اإلسكندرٌة. 2011،
هنً عبد اللطٌف ،حدود األخذ بفكرة إعادة التفاوض فً العمد ،أطروحة دكتوراه .11
،جامعة أبً بكر بلماٌد ،الجزابر . 2016 ،
ٌاسر عامر حسان ،اآلثار المانونٌة لعمد الخدمة النفطً بالنسبة للشركة األجنبٌة .12
المستثمرة ،رسالة ماجستٌر ،جامعة الشرق األوسط. 2011 ،
المراجع األجنبٌة:ثانٌا