Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫إعادة التفاوض في العقود النفطية‬

‫(( دراسة في عقود جوالت التراخيص النفطية في العراق ))‬

‫األستاذ الدكتور‬
‫حسين عبد القادر معروف‬
‫كلية القانون – جامعة البصرة‬
‫مقدمة‬
‫تعد العمود النفطٌة من العمود بالغة األهمٌة سواء بالنسبة للدول ‪ ،‬خاصة النامٌة منها ‪ ،‬أو بالنسبة‬
‫للمستثمر‪ .‬فبالنسبة للدول ترتبط هذه العمود بالثروة الوطنٌة للدولة ‪ ،‬إذ تتعلك باستثمار الموارد الطبٌعٌة فٌها‬
‫‪ ،‬وما ٌنشأ عنها من مدخول مالً لد ٌعتمد التصاد بعض الدول على ناتجها ‪.‬كما أنها تتعلك من ناحٌة‬
‫أخرى بسلطة الدولة وسٌادتها على هذه الثروة مما ٌمتضً استثمارها على ٌحمك مصلحة الدولة ‪.‬أما بالنسبة‬
‫للمستثمر فان أهمٌتها تكمن فً مردودها المالً الهابل الذي ٌمكن ٌحصل علٌه ‪ ،‬فضال عن الخطورة التً‬
‫ٌمكن أن تنشأ عنها وهً مخاطر جٌولوجٌة وتجارٌة وسٌاسٌة ‪ ،‬فٌموم بتمدٌر المخاطر والربح من المشروع‬
‫فً ضوء التنظٌم المانون الذي ٌحكم العمد فً الدولة المضٌفة لٌمرر بعدها إبرام العمد من عدمه ‪.‬‬

‫وتمتاز هذه العمود بأنواعها المختلفة ‪ ،‬سواء كانت عمود امتٌاز وهً الصٌغة األلدم لهذه العمود ‪ ،‬أو‬
‫عمود مشاركة باإلنتاج ‪ ،‬أو عمود مماولة ( عمود خدمة)‪ ،‬بانها عمود طوٌلة المدة ‪ ،‬فهً تمتد لعشرات‬
‫السنٌن‪ .‬وهذا االمتداد مع الزمن ٌخلك خطر تغٌر الظروف التً تم فً ظلها العمد سواء بالنسبة للدولة‬
‫المضٌفة لالستثمار أو بالنسبة للمستثمر األجنى ‪ ،‬إذ لد ٌحدث تغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام‬
‫العمد لم ٌكن بالوسع تولعها أو تالفً أثارها تجعل تنفٌذ العمد النفطً شالا على احدهما أو كالهما ‪ .‬وٌكون‬
‫ذلن فً تغٌر التشرٌعات التً تحكم العمد بالنسبة للمستثمر النفطً على نحو من شانه اإلخالل بالمصالح‬
‫المالٌة التً كسبها من إبرام العمد ‪،‬وٌتمثل بالنسبة للدولة المضٌفة لالستثمار فً أن ٌؤدي هذا التغٌر إلى‬
‫اختالل فً التوازن االلتصادي فً العمد ‪ .‬وتالفٌا آلثار هذا التغٌر فً الظروف فمد درج اطراف العمد‬
‫النفطً على إٌراد شرط فً العمد ٌمضً بإعادة التفاوض عند حدوث مثل هذا التغٌر‪.‬‬

‫ولد ابرم العراق بعد العام ‪ 2003‬العدٌد من العمود النفطٌة اطلك علٌها عمود جوالت التراخٌص النفطٌة‬
‫‪،‬إذ ابرم العراق أول مجموعة منها فً العام ‪ 2002‬والزالت نافذة ‪ .‬ولد حدث خالل مدة سرٌانها انهٌار فً‬
‫أسعار النفط‪ ،‬مما جعل تنفٌذ االلتزامات المالٌة بموجبها شالا على الدولة العرالٌة ‪ .‬وهنا ٌثار التساؤل عن‬
‫مدى إمكانٌة الدولة العرالٌة إعادة التفاوض بشأن هذه العمود ‪.‬‬

‫ولذلن وفً سبٌل اإلجابة عن هذا التساؤل سنبحث إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة فً مطلبٌن ‪،‬‬
‫نخصص أولهما لمفهوم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ‪ ،‬ونخصص ثانٌهما لمدى إمكانٌة إعادة التفاوض‬
‫فً عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫مفهوم إعادة التفاوض في العقود النفطية‬
‫إن تحدٌد مفهوم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ٌمتضً منا بٌان التعرٌف بها‪ ،‬فضال عن‬
‫تأصٌلها المانونً ‪ ،‬وهو ما سننالشه فً فرعٌن ‪ ،‬نخصص أولهما للتعرٌف بإعادة التفاوض فً العمود‬
‫النفطٌة ‪ ،‬ونخصص ثانٌهما لتأصٌل إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫التعريف بإعادة التفاوض في العقود النفطية‬

‫سنبحث فً هذا الفرع تعرٌف إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ‪،‬وشروط إعمالها فً فمرتٌن على التتالً ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف إعادة التفاوض في العقود النفطية‬

‫لمد نظر البعض إلى إعادة التفاوض فً العمود نظرة شاملة دون تحدٌدها باعتبارها شرط فً العمد ‪،‬‬
‫فعرفها بانها "فكرة لانونٌة حدٌثة ولٌدة الممارسة العمدٌة الدولٌة لمواجهة تغٌر ظروف تنفٌذ العمد أو بصورة‬
‫)‪. (1‬‬
‫أدق لتجاوز أثار هذا التغٌر فً الظروف على توازن االداءات العمدٌة "‬

‫كما عرفها جانب من الباحثٌن بالنظر إلى كونها شرط ٌرد فً العمد ‪ ،‬فعرفها بعضهم بانها " شرط‬
‫ٌدرجه األطراف فً العمد ٌتفمون فٌه على إعادة التفاوض فٌما بٌنهم بمصد تعدٌل أحكام العمد عندما تمع‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحداث معٌنة ٌحددها األطراف من شأنها األخالل بتوازن العمد وإصابة احد المتعالدٌن بضرر جسٌم"‬
‫كما عرفها بعضهم)‪ ( (3‬بند ٌدرجه اطراف العمد التجاري الدولً ‪ٌ ،‬لتزمون بممتضاه بإعادة التفاوض بحسن‬
‫نٌة ‪ ،‬وخالل مدة معمولة ‪ ،‬عندما تطرأ أحداث غٌر متولعة ‪ ،‬خارجة عن إرادتهم ‪ ،‬توثر فً التوازن‬
‫االلتصادي للعمد بشكل جوهري ‪ ،‬لغرض تطوٌع العمد ‪ ،‬وجعله اكثر تالؤما مع األحداث الجدٌدة " ‪ .‬كما‬
‫عرفها بعضهم بانها" وسٌلة ٌلجأ المتعالدان لها فً اطار عمود االستثمار الدولٌة لغرض حماٌتهم ضد‬

‫‪1‬‬
‫( ) هنً عبد اللطٌ ف ‪ ،‬حدود األخذ بفكرة إعادة التفاوض فً العمد ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة أبً بكر بلماٌد ‪ ،‬الجزابر ‪ ، 2016 ،‬ص ‪6‬‬
‫‪2‬‬
‫( ) أسٌل بالر جاسم ‪ ،‬النظام المانونً لشرط إعادة التفاوض ‪ ،‬مجلة المحمك الحلً للعلوم المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬المجلد (‪ ،)3‬اإلصدار(‪،)1‬‬
‫سنة ‪ ، 2011‬ص ‪. 111‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪ .‬مٌثاق طالب عبد حمادي الجبوري ‪ ،‬شرط إعادة التفاوض فً عمود التجارة الدولٌة ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة ‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،2011،‬ص ‪. 60‬‬
‫التغٌرات التً لد تحصل والتً تصل إلى حد االختالل بالتوازن االلتصادي للعمد المبرم بٌنهما الن عمود‬
‫االستثمار تنفذ فً ظروف سٌاسٌة والتصادٌة ولانونٌة ال تتسم بالثبات لذلن ٌسعى اطراف العمد إلى إدراج‬
‫هذا الشرط إلنماذه من االنهٌار فً حالة تنفٌذ هذا العمد لتغٌر الظروف المحٌطة به ‪ ،‬وذلن الن شرط إعادة‬
‫)‪(4‬‬
‫التفاوض ٌعمل على إعادة التوازن وهذا ما ٌؤدي للمحافظة على استمرار العمد من اجل بمابه مدة أطول "‬
‫‪ .‬كما عرفها اخر بانها " شرط ٌدرجه األطراف فً العمد وٌتفمون فٌه على إعادة التفاوض فٌما بٌنهم عندما‬
‫تمع أحداث من طبٌعة معٌنة ‪ٌ ،‬حددها األطراف فً العمد ‪ ،‬سواء فً نفس الشرط الوارد فً العمد ‪ ،‬أو فً‬
‫اتفاق منفصل ‪،‬وتكون هذه األحداث مستملة عن أرادتهم وتولعاتهم عند إبرام العمد ‪ ،‬وٌكون من طبٌعتها‬
‫)‪(5‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلخالل بتوازن العمد وإصابة احد المتعالدٌن بضرر فاحش "‬

‫واذا كانت التعرٌفات السابمة حددت معنى إعادة التفاوض فً عمود التجارة الدولٌة بصورة عامة ‪ ،‬فهنان‬
‫)‪(6‬‬
‫إلى إنها " تتٌح ألطراف العمد ما ٌحتاجون له من‬ ‫من عرفها فً نطاق العمود النفطٌة ‪ ،‬إذ ذهب بعضهم‬
‫)‪(1‬‬
‫بانها " ٌمكن أن توفر‬ ‫ثبات ومرونة تجاه الظروف الجدٌدة التً تنشأ أثناء تنفٌذ العمد " ‪ .‬كما عرفها اخر‬
‫الحماٌة لطرفً العمد تجاه المشمة الناشبة عن تغٌر الظروف التً كانت موجودة عند إبرام العمد ‪ ،‬وذلن عن‬
‫طرٌك االلتزام بإعادة التفاوض بحسن نٌة فً حالة حصول مثل هذا التغٌر "‪.‬‬

‫وٌبد لنا أن التعرٌفات السابمة لد جاءت لتحدد إعادة التفاوض فً العمود من ناحٌة االشتراط الصرٌح لها‬
‫فً العمد ‪ ،‬وهو ما ٌظهر من استعمال عبارة ٌدرجه اطراف العمد او المتعالدان التً وردت فً اغلب‬
‫ال تعرٌفات ‪ ،‬فً حٌن أن إعادة التفاوض ٌمكن اللجوء لها من لبل الطرف الذي اصبح تنفٌذ االلتزامات التً‬
‫ٌفرضها العمد مرهما له أو شالا علٌه نتٌجة تغٌر الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد على نحو ٌخل‬
‫بالتوازن العمدي أو ٌؤدي إلى انهٌار هذا التوازن وان لم ٌشرط ذلن صراحة فً العمد ‪ .‬فإعادة التفاوض‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬أولهما هو إعادة التفاوض بعد انتهاء العمد أو الصفمة‪ ،‬حٌث ٌعٌد المتعالدان‬ ‫تكون فً أوضاع ثالثة‬
‫إعادة التفاوض بشأن تجدٌد العمد بعد انتهاء العمد بتنفٌذه ‪ .‬وثانٌهما هو إعادة التفاوض من داخل العمد أو‬

‫‪4‬‬
‫( ) بن طبال جهٌدة ‪ ،‬شرط إعادة التفاوض فً عمود االستثمار الدولٌة‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة لاصدي مرباح ورللة‪ ،‬الجزابر‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪. 2‬‬
‫‪5‬‬
‫( ) د‪ .‬شرٌف دمحم غنام ‪ ،‬اثر تغٌر الظروف فً عمود التجارة الدولٌة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الفجٌرة الوطنٌة‪ ،2011 ،‬ص ‪. 32‬‬
‫‪6‬‬
‫‪) ( Arez mohammed sediq Othman, legal issues around the lack of renegotiation clause in petroleum contracts,‬‬
‫‪p131 . http://journal.uor.edu.krd/ArchivedIssues06/English/14.pdf .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪) ( Hadiza Tiijani Mato, The role of stability and renegotiation in transnational petroleum agreements, journal of‬‬
‫‪political and law , vol.5,no1 , 2012 , p 35 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪) ( Jeswald w. salacuse , renegotiating international project agreement , Fordham international law journal, vol.24,‬‬
‫‪issue 4 , article 9 , p 1320‬‬
‫الصفمة‪ ،‬وٌكون عندما ٌتضمن العمد شرطا ٌمضً بإعادة التفاوض فً حالة تغٌر الظروف التً كانت‬
‫موجودة عند إبرام العمد وتؤدي إلى انهٌار التوازن االلتصادي الذي كان سابدا عند إبرامه‪ .‬أما الوضع‬
‫الثالث فهو إعادة التفاوض خارج نطاق العمد ‪ ،‬وٌكون فً حالة خلو العمد أو الصفمة من شرط إعادة‬
‫التفاوض‪.‬‬

‫وبناء على ما تمدم ٌمكننا تعرٌف إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة بانها " وسٌلة لانونٌة ٌلجأ الٌها‬
‫احد اطراف العمود النفطٌة أو كلٌهما إلعادة التوازن االلتصادي للعمد الذي اختل نتٌجة لتغٌر الظروف التً‬
‫كانت سابدة عند إبرام العمد بصورة غٌر متولعة وخارج عن إرادة األطراف ‪،‬وذلن عن طرٌك إعادة النظر‬
‫ببنود العمد بصورة شاملة من خالل الدخول فً مفاوضات جدٌدة بحسن نٌة " ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عن كل من‬ ‫ومن الجدٌر باإلشارة الٌه فً هذا الصدد أن إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة تختلف‬
‫الموة الماهرة ‪ ،‬ونظرٌة الظروف الطاربة ‪ ،‬وتعدٌل العمد ‪ .‬فالفارق الجوهري بٌن نظرٌة الموة الماهرة ‪،‬‬
‫وهً حوادث استثنابٌة عامة ال ٌمكن تولعها وال ٌمكن تالفً أثارها ‪ ،‬وبٌن إعادة التفاوض هو أن األولى‬
‫تجعل تنفٌذ االلتزام مستحٌال مما ٌؤدي إلى انمضابه‪ ،‬فً حٌن أن إعادة التفاوض تكون فً حالة أن تغٌر‬
‫الظروف ٌجعل تنفٌذ االلتزام شالا ومرهما الحد األطراف أو كلٌهما دون أن ٌكون مستحٌال ‪ .‬واذا كانت‬
‫إعادة التفاوض تشتبه بالظروف الطاربة من هذه الناحٌة إال أنها تختلف عنها فً أن إعادة التفاوض ال‬
‫ٌشترط فٌها ان تكون الحوادث استثنابٌة وعامة‪ ،‬إذ ٌكفً أن تكون غٌر متولعة وخارجٌة)‪. (10‬‬

‫أما فٌما ٌتعلك بتعدٌل العمد بصورة عامة ‪ ،‬فانه لد ٌتم بناء على اتفاق األطراف ودون حاجة إلى‬
‫تغٌر الظروف ‪ ،‬فضال عن أن تعدٌل العمد هو اثر إلعادة التفاوض ‪ .‬كما أنها تختلف عن شرط التعدٌل‬
‫التلمابً)‪ ، (11‬إذ أن هذه الشروط تتضمن الكٌفٌة التً ٌتم فٌها تعدٌل العمد دون الحاجة إلى تدخل األطراف‬
‫عن طرٌك التفاوض ‪ .‬فً حٌن أن تغٌر الظروف فً إعادة التفاوض ٌفترض دخول األطراف فً مفاوضات‬
‫جدٌدة إلعادة النظر فً بنود العمد ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫( ) أما بشأن أوجه الشبه بٌنهما انظر هنً عبد اللطٌف ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 24‬وما بعدها ‪ .‬د‪ .‬مٌثاق طالب عبد حمادي الجبوري‪ ،‬المرجع السابك‬
‫‪ ،‬ص ‪ 122‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫( ) انظر فً ذلن د‪ .‬مٌثاق طالب حمادي الجبوري‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ 125‬و ص ‪ . 203 -202‬هنً عبد اللطٌف ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫وما بعدها ‪ .‬وانظر خالف ذلن د‪ .‬صعب ناجً عبود‪ ،‬سعدٌة عزٌز دفار ‪ ،‬اثر لاعدة تغٌر الظروف فً تعدٌل العمود النفطٌة‪ ،‬ص ‪. 51-56‬‬
‫‪https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=43572‬‬
‫‪11‬‬
‫( ) وهً الشروط التً ٌتفك علٌها المتعالدان فً العمد لتعدٌل العمد عند تغٌر الظروف ودون تدخل المتعالدٌن فً ذلن ‪ .‬انظر هنً عبد اللطٌف ‪،‬‬
‫المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط إعادة التفاوض في العقود النفطية‬

‫ٌشترط إلعمال إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة أن ٌتوافر شرطان هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬تغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمود النفطٌة ‪.‬‬
‫وهذا هو العنصر األول الذي ٌجدب تحدٌده عند صٌاغة شرط إعادة التفاوض فً حالة النص‬
‫علٌه فً العمد النفطً ‪ ،‬وذلن عن طرٌك تحدٌد الظروف بشكل دلٌك للوصول إلى تكٌف العمد مع‬
‫هذا التغٌر ‪ .‬فهنان العدٌد من الشروط ال تتضمن تعرٌفا محددا للظروف ‪ ،‬إذ تأتً بعبارات عامة‬
‫مثل "التغٌر الجوهري فً الظروف التً كانت موجودة عند إبرام العمد " أو تكون بشكل اكثر‬
‫بساطة مثل " تغٌر الظروف" ‪ .‬وهنان بعض الظروف ترتبط مباشرة بالعمد فتكون داخلٌة مثل "‬
‫اختالل التوازن االلتصادي للعمد "‪ ،‬ولد تكون خارجة عن العمد مثل " مشاكل توازن الدفعات‬
‫)‪(12‬‬
‫‪.‬‬ ‫المالٌة للدولة المضٌفة لالستثمار النفطً "‬
‫وٌشترط فً هذا التغٌر فً الطروف أن ٌكون مستمال عن إرادة الطرف المتضرر منه‪ ،‬وغٌر‬
‫متولع ‪ ،‬واستحالة تجنب حصوله أو تالفً اثاره )‪. (13‬‬
‫‪ -2‬تأثٌر التغٌر فً الظروف على العمود النفطٌة‬
‫ٌجب أن ٌؤثر التغٌر فً الظروف على العمد النفطً بحٌث ٌؤدي إلى تغٌر جوهري فً‬
‫التوازن االلتصادي لمصالح احد اطراف العمد ‪ ،‬أوان ٌؤثر بشكل مادي فً األسس االلتصادٌة‬
‫والمالٌة للعمد )‪.(14‬‬
‫فإعادة التفاوض ٌتم أعمالها عندما ٌصبح تنفٌذ احد المتعالدٌن اللتزاماته شالا أو مرهما له‬
‫بشكل مؤثر‪ .‬وٌكون نتٌجة إعادة التفاوض هً إعادة التوازن االلتصادي بٌن اطراف العمد ‪ .‬لذلن‬
‫فان اختالل التواز االلتصادي أو المالً فً العمد ٌجب أن ٌصل إلى حد معٌن ‪ .‬وهو فً الغالب‬
‫ٌصل إلى مستوى بٌن المستوى المعتدل أو العادي وبٌن مستوى االستحالة المطلمة ‪ .‬إذ ٌجب أن ال‬
‫ٌصل إلى االستحالة المطلمة لتنفٌذ االلتزامات ‪،‬وان ٌكون فوق المستوى االعتٌادي ‪ ،‬بشكل ٌضر‬
‫التصادٌا بالطرف المتضرر من هذا التغٌر)‪. (15‬‬

‫‪12‬‬
‫‪) ( Piero Bernardini , Stabilization and adaptation in oil and gas investments , journal of world energy law‬‬
‫‪&business , vol. 1 , no. 1 , p103-104 .‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ Sarbast Abdullah Hamad , renegotiation clauses in international petroleum contracts ,‬انظر فً تفصٌل هذه الشروط ( )‬
‫‪master thesis , international law school , near east university , 2017, p 7-19 .‬‬
‫‪14‬‬
‫‪) ( Piero Bernardini, op. cit , p 105‬‬
‫‪15‬‬
‫‪) ( Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 10 .‬‬
‫لذلن من الضروري التمٌٌز بٌن التغٌر البسٌط والتغٌر الجدي فً توازن االلتزامات العمدٌة‬
‫بٌن الطرفٌن‪ ،‬فاألول ال ٌعدو أن ٌكون خطرا معتادا ‪ ،‬مثال ذلن التملب العادي أو الطبٌعً فً‬
‫األسعار وتملب أسعار المواد الخام ‪ .‬ولكن التغٌر الجدي فً التوازن العمدي ٌؤدي إلى جعل تنفٌذ‬
‫االلتزامات العمدٌة شالة أو مرهمة ولرٌبة إلى االستحالة‪ .‬وفً هذا السٌاق تمٌز محاكم التحكٌم‬
‫الدولٌة بٌن التغٌر العادي أو الطبٌعً فً األسواق العالمٌة واألسعار وبٌن التغٌر الكبٌر فً التوازن‬
‫العمدي )‪.(16‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تأصيل إعادة التفاوض في العقود النفطية‬

‫وسننالش فً تأصٌل إعادة التفاوض أساس االلتزام به ‪ ،‬فضال عن أنواعه فً عمود النفط ‪ ،‬وذلن فً‬
‫الفمرتٌن اآلتٌتٌن ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أساس إعادة التفاوض في العقود النفطية‬

‫لمد سبمت اإلشارة إلى أن إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة لد ٌأتً فً صورة شرط أو بند فً العمد‬
‫النفطً ‪ٌ ،‬تفك بموجبه الطرفان على االلتزام بإعادة التفاوض فً حالة تغٌر الظروف التً تم العمد فً ظلها‬
‫‪ ،‬ومن شأن هذا التغٌر أن ٌجعل االستمرار بتنفٌذ العمد شالا على احد األطراف ‪ ،‬وذلن الختالل التوازن‬
‫االلتصادي أو المالً الذي بنً علٌه العمد ‪.‬‬
‫)‪(11‬‬
‫‪ .‬الذي ٌفضً إلى منح‬ ‫وفً هذه الحالة فان أساس إعادة التفاوض هو مبدأ سلطان اإلرادة‬
‫المتعالدٌن الحرٌة والمدرة على إنشاء ما ٌشاؤون من عمود ‪ ،‬وتحدٌد مضمونها عن طرٌك تضمٌنها ما‬
‫ٌرون من شروط أو بنود ‪ ،‬ومن ثم المدرة على تحدٌد أثارها‪ ،‬دون أن ٌحد من هذه المدرة أي لٌد سوى فكرة‬
‫النظام العام )‪.(12‬‬

‫‪16‬‬
‫‪) ( Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 12 .‬‬
‫‪11‬‬
‫( ) هنً عبد اللطٌف ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص‪ . 26‬د‪ .‬مٌثاق طالب حمادي الجبوري‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص‪. 101‬‬
‫‪12‬‬
‫( ) انظر د‪ .‬عبد المجٌد الحكٌم ‪ ،‬الوسٌط فً نظرٌة العمد ‪ ،‬الجزء األول (انعماد العمد) ‪ ،‬شركة الطبع والنشر االهلٌة‪ ،‬بغداد ‪ ، 1363 ،‬فمرة(‪ )31‬وما‬
‫بعدها‪ .‬د‪ .‬محمود جمال الدٌن زكً‪ ،‬الوجٌز فً النظرٌة العامة لاللتزام فً المانون المدنً المصري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مطبعة جامعة الماهرة‪،1312 ،‬‬
‫فمرة ( ‪ .) 16‬د‪ .‬توفٌك حسن فرج‪ ،‬د‪ .‬جالل علً العدوي‪ ،‬النظرٌة العامة لاللتزام ‪ ،‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬لبنان ‪ ،2002 ،‬فمرة( ‪. )24‬‬
‫)‪(13‬‬
‫عن ذلن بالمول أن مبدأ حرٌة التعالد باعتباره مبدأ لانونٌا عالمٌا ٌعد‬ ‫ولد عبر بعض الباحثٌن‬
‫أساسا إلعادة التفاوض فً حالة النص علٌه فً العمد ‪ ،‬فهو مفهوم لضابً ومبدأ لانونٌا ‪ٌ ،‬عنً حرٌة‬
‫اطراف العمد فً تضمٌنه ما ٌرٌدون من شروط أو بنود ‪ .‬وهو ٌبنى على االتفاق المتبادل وحرٌة االختٌار‪،‬‬
‫وهذه الحرٌة ال ٌجوز المساس بها عند التعالد من لبل المانون إال لحماٌة النظام العام ‪ .‬فضال عن احترام‬
‫إرادة التعالد ‪ ،‬فما اتفك علٌه المتعالدان ٌجب عدم تعدٌله أو الغاءه إال باتفاق جدٌد من لبلهما ‪ ،‬وال ٌجوز‬
‫للماضً أن ٌتدخل فً العمد سواء بالتعدٌل أو اإللغاء ‪.‬‬

‫وفً هذا السٌاق جاءت المادة (‪ ) 1/1‬من مبادئ ‪ UNIDROIT‬لتؤكد أن للمتعالدٌن بحرٌة ورضا‬
‫تام إبرام العمود وتحدٌد مضمونها ‪ .‬وهذا ٌعنً المدرة الذاتٌة لألطراف إلبرام العمود وتحدٌد أشكالها وبنٌتها‪.‬‬
‫فضال عما نصت علٌه الفمرة (‪ )3‬من المادة نفسها التً أشارت إلى عدم لدرة اطراف العمد الملزم لانونا‬
‫على تعدٌله أو الغاءه ما لم ٌتضمن شرطا ٌسمح بذلن أو باتفاق جدٌد بٌنهم )‪.(20‬‬

‫أما فً حالة عدم اشترط إعادة التفاوض فً العمد النفطً فان ذلن ال ٌعنً عدم لدرة أي من األطراف‬
‫)‪(21‬‬
‫‪ .‬فوالع العمود النفطٌة ٌشٌر إلى أن إعادة‬ ‫على اللجوء إلى طلب إعادة التفاوض فً حالة تغٌر الظروف‬
‫التفاوض لد كانت غالبا فً العمود النفطٌة التً لم تتضمن شرط إعادة التفاوض‪ .‬فمن اصل ‪ 43‬عملٌة إعادة‬
‫تفاوض جرت بٌن العامٌن ‪ 1311-1361‬كانت ‪ 33‬منها تتعلك بعمود نفطٌة لم تتضمن شرط إعادة‬
‫التفاوض )‪ .(22‬والعمود النفطٌة فً هذا السٌاق ال تخرج عن مشروعات االستثمار الدولٌة ‪ ،‬إذ إن الرسالة‬
‫المتبادلة بٌن اطراف هذه العمود هً " بمجرد تولٌع العمد نضعه فً الدرج ‪ ،‬وان المسالة المهمة هً عاللتنا‬
‫مع شرٌكنا‪ ،‬ونحن نتفاوض كل الولت ")‪. (23‬‬

‫وإعادة التفاوض هنا تجد أساسها فً مبدا حسن النٌة فً تنفٌذ العمود )‪ ، (24‬وهو المبدأ الذي نصت علٌه‬
‫غالبٌة النظم المانونٌة الوطنٌة ‪ ،‬ومنها المانون المدنً العرالً ‪ ،‬فمد نصت المادة (‪ )150‬منه على "‪ٌ -1‬جب‬
‫تنفٌذ العمد طبما لما اشتمل علٌه وبطرٌمة تتفك مع ما ٌوجبه حسن النٌة‪ -2 .‬وال ٌمتصر العمد على الزام‬

‫‪19‬‬
‫‪) ) Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 5- 6 .‬‬
‫‪20‬‬
‫‪) ( USLEGAL , freedom of contract law and legal definition. http: definiyion.uslegal.com/f/freedom-of-contract.‬‬
‫‪21‬‬
‫( ) انظر خالف ذلن د‪ .‬شرٌف دمحم غنام ‪ ،‬المرجع السابك‪ ،‬ص ‪ .43‬د‪ .‬أسٌل بالر جاسم ‪ ،‬المرجع السابك‪ ،‬ص ‪ .112‬د‪ .‬مراد محمود المواجدة‪،‬‬
‫المسؤولٌة المدنٌة فً عمود نمل التكنلوجٌا ‪ ،‬دار الثمافة ‪ ،‬األردن‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 402‬‬
‫‪22‬‬
‫( ) هنً عبد اللطٌف ‪ ،‬المرجع السابك ‪. 21 ،‬‬
‫‪23‬‬
‫‪) ( Jeswald w. salacuse op. cit , p 1331 .‬‬
‫‪24‬‬
‫( ) هنً عبد اللطٌف‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ . 21‬د‪ .‬مٌثاق طالب الجبوري‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪ .130‬وكذلن ‪Antonis(G) Karampatzos‬‬
‫‪,supervening hardship as subdivision of the general frustration rule , European review of private law ,vol. 13, 2005,‬‬
‫‪p 134 .‬‬
‫المتع الد بما ورد فٌه ‪ ،‬ولكن ٌتناول أٌضا ما هو من مستلزماته وفما للمانون والعرف والعدالة بحسب طبٌعة‬
‫االلتزام " ‪ .‬وهذا المبدأ ٌفرض النزاهة واألمانة فً التعامل بٌن المتعالدٌن ‪ ،‬فضال عن واجب التعاون بٌن‬
‫بٌنهما فً تنفٌذ العمد)‪ .(25‬ومن ذلن تجاوز المشاكل التً تعترض تنفٌذ العمد بسبب تغٌر الظروف‪ ،‬إذ ال‬
‫ٌجب أن ٌستفٌد أي طرف من تغٌر الظروف أثناء تنفٌذ العمد على حساب المتعالد اآلخر)‪ .(26‬فااللتزام‬
‫بإعادة التفاوض فً هذه الحالة ٌكون بناء على شرط ضمنً ٌفرض على المتعالدٌن التعاون لمواجهة تغٌر‬
‫الظروف )‪.(21‬‬

‫كما أكدت لرارات التحكٌم الدولٌة على مبدأ حسن النٌة باعتباره أساسا إلعادة التفاوض فً عمود‬
‫التجارة الدولٌة ‪ ،‬ومن ذلن لرار غرفة التجارة الدولٌة (‪ ) ICC‬فٌما ٌتعلك بالنزاع بٌن جمهورٌة اٌران‬
‫اإلسالمٌة والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬إذ جاء فً المرار " ٌفرض مبدأ حسن النٌة فً كل عمد التزامات‬
‫ضمنٌة عندما تشهد الظروف المحٌطة بتنفٌذ العمد تغٌرات غٌر متولعة تؤثر جذرٌا فً أداءات العمد‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه االلتزامات فً إعادة التفاوض وتطوٌع أحكام هذا العمد مع الظروف الجدٌدة ‪ ،‬كون ذلن ٌعد من المبادئ‬
‫العامة فً المانون " )‪. (22‬‬

‫وجاء فً لرار اخر صادر عنها فً عام ‪ " 1323‬إن احد اثار المبدأ المشار الٌه فً نص المادة ‪1134‬‬
‫ف ‪ 3‬من المانون المدنً الدولً ساحل العاج الماضً بان العمود ٌجب أن تنفذ بحسن نٌة ‪ٌ ،‬تمثل فً وجوب‬
‫تعاون اطراف العمد بحسن نٌة من اجل تحمٌك األهداف التً من أجلها ابرم العمد‪ ،...،‬فمبدأ حسن النٌة‬
‫)‪(23‬‬
‫‪ .‬كما جاء فً لرار لها " ‪...‬إن األزمة‬ ‫والصدق ٌجبران كل متعالد على تسهٌل تنفٌذ المتعالد اآلخر "‬
‫البالغة للدٌون فً بداٌة الثمانٌنات ‪ ،‬والتً عانت منها الدول السابرة فً طرٌك النمو ‪ ،‬دفعت بدابنٌها مهما‬
‫كانت طبٌعتهم وطبٌعة دٌونهم وبنجاحات متفاوتة إلى إجراء عدة عملٌات إعادة تفاوض وعمد عدة اتفالات‬
‫)‪(30‬‬
‫لتمدٌد آجال دٌونهم "‬

‫‪25‬‬
‫( ) انظر د‪ .‬عبد المنعم فرج الصدة‪ ،‬نظرٌة العمد فً لوانٌن البالد العربٌة ‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬بٌروت ‪ ،1314 ،‬فمرة( ‪ .)226‬د‪ .‬عبد المنعم‬
‫البدراوي‪ ،‬النظرٌة العامة لاللتزام ‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬فمرة( ‪ . )316‬د‪ .‬سمٌر تناغو ‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة الوفاء المانونٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،2003 ،‬فمرة( ‪. )126‬‬
‫‪26‬‬
‫( )هنً عبد اللطٌف‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 22 -21‬‬
‫‪27‬‬
‫‪) ( Jeswald w. salacuse op. cit , p 1331 .‬‬
‫‪22‬‬
‫( ) لرار رلم (‪ )1365‬لسنة ‪ . 1331‬أشار الٌه د‪ .‬مٌثاق طالب الجبوري‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪23‬‬
‫( ) لرار رلم ‪ 3533‬أشار الٌه هنً عبد اللطٌف‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 30- 23‬‬
‫‪30‬‬
‫( ) لرار رلم ‪ 6213‬أشار الٌه هنً عبد اللطٌف‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 31- 30‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع إعادة التفاوض في العقود النفطية‬

‫تنمسم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة إلى عدة أنواع ‪ ،‬بناء على اعتبارات مختلفة ‪.‬فمن حٌث وجود‬
‫)‪(31‬‬
‫إلى أن إعادة التفاوض فً العمود‬ ‫شرط ٌبٌح إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ذهب بعض الفمه‬
‫النفطٌة ٌمكن تصورها على نوعٌن هما ‪ :‬إعادة التفاوض المتولع ‪ ،‬وٌحصل هذا النوع من إعادة التفاوض‬
‫عندما ٌسمح العمد النفطً بذلن أثناء سرٌانه ‪ ،‬فً مدة محددة فً العمد أو عند حصول أحداث معٌنة‪ ،‬وفً‬
‫هذه الحالة ٌجب على اطراف العمد النفطً إعادة التفاوض أو مراجعة بنود معٌنة فً العمد ‪ .‬مثال ذلن أن‬
‫ٌتضمن عمد االستكشاف النفطً بندا بإعادة التفاوض فً حالة اكتشاف الغاز الطبٌعً غٌر المصاحب‬
‫بكمٌات تجارٌة ‪ .‬فإعادة التفاوض فً هذه الحالة ٌكون إجراء مشروع ٌستند إلى العمد ٌمكن اللجوء الٌه من‬
‫لبل أي من المتعالدٌن فً حالة حدوث الوالعة محل الشرط‪.‬‬

‫ومثال ذلن لضٌة شركة ‪ Winter shall A.G et al‬ضد حكومة لطر ‪ ،‬حٌث أبرمت لطر عمد‬
‫الستكشاف ومماسمة إنتاج النفط (‪ )EPSA‬عام ‪ ، 1316‬الستكشاف النفط وإنتاجه فً منطمة معٌنة لمة ‪30‬‬
‫سنة‪ .‬ولد تضمن العمد بندا ٌمضً بانه فً حالة اكتشاف الغاز الطبٌعً غٌر المصاحب بكمٌات تجارٌة فان‬
‫من حك الشركة إنتاجه بناء على ترتٌبات تعالدٌة إضافٌة‪ .‬ولد اعتبر أن هذا البند هو بند إلعادة التفاوض‬
‫بٌن الشركة وحكومة لطر)‪. (32‬‬

‫أما النوع الثانً من إعادة التفاوض فهو إعادة التفاوض الالإرادي ‪ ،‬والذي ٌمكن أن ٌوصف بانه‬
‫اصعب أنواع إعادة التفاوض ‪ ،‬وذلن ألنه ٌحصل فً حالة اإلخالل بالعمد أو فً حالة غٌاب الشرط الذي‬
‫ٌجٌز ألطراف العمد النفطً إعادة التفاوض عند تغٌر الظروف‪ .‬فإعادة التفاوض هنا ٌكون خارج هٌكل‬
‫العمد‪ .‬ومثال ذلن إعادة التفاوض التً جرت بشأن عمود االمتٌاز النفطٌة التً عمدت فً األعوام ‪-1360‬‬
‫‪ ، 1310‬بسبب األزمة المالٌة اآلسٌوٌة فً العام ‪. (33)1330‬‬

‫كما تنمسم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة من حٌث الفابدة منها إلى شرط إعادة التفاوض لمصلحة‬
‫المستثمر األجنبً أو شركة النفط األجنبٌة‪ ،‬والى شرط إعادة التفاوض لمصلحة طرفً العمد النفطً )‪.(34‬‬
‫وٌكون هذان النوعان فً حالة وجود شرط ٌبٌح إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪) ( Arez mohammed sediq Othman ,Op. Cit , p133 .‬‬
‫‪32‬‬
‫‪) ( Sarbast Abdullah Hamad, op,cit , p 43 - 44‬‬
‫‪33‬‬
‫‪) ( Arez mohammed sediq Othman ,Op. Cit , p133‬‬
‫‪34‬‬
‫‪) ( Piero Bernardini , Op.Cit , p 102-103 . Hadiza Tiijani Mato , Op . Cit , p 35 -36 .‬‬
‫وٌكون شرط إعادة التفاوض لمصلحة المستثمر النفطً األجنبً فً حالة النص فً العمد النفطً على‬
‫انه فً حالة إصدار الدولة المضٌفة لالستثمار النفطً فً المستمبل لوانٌن أو تعلٌمات من شأنها أن تؤثر‬
‫فً الوضع المانونً لشركة النفط األجنبٌة بموجب العمد ‪ ،‬فانه ٌجب على الدولة إعادة التفاوض بحسن نٌة‬
‫مع المستثمر من اجل الوصول إلى حل عادل الستعادة حموق المستثمر النفطً‪ .‬ولد أشار العمد النموذجً‬
‫لالستكشاف ومماسمة اإلنتاج فً دولة لطر فً العام ‪ 1334‬إلى هذا النوع من إعادة التفاوض فً المادة‬
‫(‪ .(35))12 -34‬وكذلن المادة (‪ )1-16‬من العمد (‪ ) PSC‬النموذجً فً الهند)‪. (36‬‬

‫وٌبدو واضحا أن إ عادة التفاوض بموجب مثل هذا الشرط غرضه حماٌة المستثمر النفطً من التغٌر‬
‫فً التشرٌعات التً تحكم العمد النفطً ومن شأنه أن ٌؤثر فً حموله أو مركزه المانونً بموجب هذا العمد‪.‬‬
‫ولد لجات الشركات النفطٌة األجنبٌة إلى إدراج هذا الشرط فً عمودها بدال من شرط الثبات التشرٌعً‬
‫)‪(31‬‬
‫الذي ٌنص على منع الدولة المضٌفة لالستثمار النفطً من تغٌٌر التشرٌعات التً تحكم العمود‬ ‫التملٌدي‬
‫النفطٌة ‪ ،‬وذلن الن شرط الثبات التشرٌعً من شأنه أن ٌصطدم بحك الدولة فً السٌطرة على ثرواتها‬
‫الطبٌعٌة‪ ،‬كما انه ٌتعارض مع سٌادة الدولة‪ ،‬وهو ما لرره حكم التحكٌم (‪ ) AMINOIL‬الشهٌر عام‬
‫)‪(32‬‬
‫‪ .‬لذلن فإننا نعتمد أن شرط إعادة التفاوض‬ ‫‪ ،1322‬فً لضٌة دولة الكوٌت ضد شركة ( ‪)AMINOIL‬‬
‫فً هذه الحالة ٌعد صورة حدٌثة من شرط الثبات التشرٌعً ‪ ،‬فالغاٌة منه هو المحافظة على المركز المانون‬
‫للمستثمر النفطً بموجب العمد النفطً عن طرٌك المفاوضات ‪ ،‬وهً الغاٌة ذاتها التً ٌسعى الٌها المستثمر‬
‫من إدراج شرط الثبات التشرٌعً ولكن عن طرٌك تجمٌد التشرٌعات التً تحكم العمد النفطً ‪.‬‬

‫كما ٌكون شرط إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة لمصلحة طرفً العمد ‪ ،‬فٌكون بإمكان الدولة‬
‫المضٌفة لالستثمار النفطً ‪ ،‬وكذلن شركة النفط األجنبٌة‪ ،‬إعادة التفاوض بشأن بنود العمد النفطً عند تغٌر‬
‫الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد على نحو ٌخل بالتوازن االلتصادي للعمد أو ٌهدم األساس المالً‬
‫الذي بنً علٌه العمد ‪ .‬مثال ذلن نص المادة (‪ – 41‬ب ) من عمد إنتاج النفط بٌن حكومة غانا وشركة شل‬
‫الستكشاف وإنتاج النفط (غانا)‪ ،‬اذ جاء فٌه " اذا حصل أثناء مدة العمد تغٌرات فً الظروف المالٌة‬

‫‪35‬‬
‫‪) ( Piero Bernardini , Op.Cit , p 102‬‬
‫‪36‬‬
‫‪) ( Arez mohammed sediq Othman ,Op. Cit , p132‬‬
‫‪31‬‬
‫( ) ٌعرف بانه "تلن الشروط التً تهدف إلى تجمٌد دور الدولة كسلطة تشرٌعٌة وطرف فً العمد وفً الولت نفسه ٌمنعها من تغٌٌر المواعد المانونٌة‬
‫النافذة ولت إبرامها إذ تتعهد الدولة بممتضاها بعدم إصدار تشرٌعات جدٌدة تسري على العمد المبرم بٌنها وبٌن الطرف األجنبً المتعالد معها على نحو‬
‫ٌخل بالتوازن االلتصادي للعمد وٌترتب علٌه اإلضرار بالطرف األجنبً المتعالد معها " د‪ .‬بشار دمحم األسعد ‪ ،‬عمود االستثمار فً العاللات الدولٌة‬
‫الخاصة‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪. 233‬‬
‫‪38‬‬
‫‪) ( Zeyad A. AL Qurashi , Renegotiation of International Petroleum Agreement , Journal of International‬‬
‫‪Arbitration , 22 (4) , 2005 , 261- 262 .‬‬
‫وااللتصادٌة المتعلمة بالصناعة النفطٌة ‪ ،‬ظروف العمل فً غانا ‪ ،‬وظروف التسوٌك بصورة عامة ‪ ،‬على‬
‫نحو ٌوثر تأثٌرا حمٌمٌا فً األساس االلتصادي والمالً لهذا االتفاق ‪ ،‬فان بنود هذا االتفاق ٌمكن مراجعتها‬
‫أو إعادة التفاوض بشأنها " )‪.(33‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫إعادة التفاوض في عقود جوالت التراخيص النفطية في العراق‬

‫بعد أن انتهٌنا من عرض مفهوم إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة بشكل موجز ٌجب تحري مولف عمود‬
‫جوالت التراخٌص النفطٌة من إعادة التفاوض ‪ ،‬وذلن ببٌان نوعٌة إعادة التفاوض المنصوص علٌها فً هذه‬
‫العمود‪ ،‬ومدى إمكانٌة إعادة التفاوض بشأن هذه العمود لمصلحة شركات النفط الوطنٌة المتعالدة‪ .‬وهو ما‬
‫سننالشه فً الفرعٌن اآلتٌٌن ‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫نوعية إعادة التفاوض في عقود جوالت التراخيص النفطية‬

‫لمد أشار عمد الخدمة الفنً النموذجً (‪ ، ) TSC‬وعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج ( ‪ )DPSC‬فً‬
‫العراق إلى شرط إعادة التفاوض لمصلحة المستثمر النفطً األجنبً ‪ ،‬كما أشارا إلى شرط عدم المساس‬
‫بالعمد ‪ ،‬وهو ما سنتولى بٌانه فً الفمرتٌن اآلتٌتٌن‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شرط إعادة التفاوض لمصلحة المستثمر النفطي‬

‫تضمنت عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق نصا ٌمضً بإعادة التفاوض فً حالة تأثر الحصص‬
‫المالٌة للمستثمر النفطً الناشا عن تغٌر الموانٌن التً كانت تحكم العمد ‪ ،‬إذ نصت المادة (‪ ) 4- 23‬من عمد‬
‫الخدمة الفنً ‪ ،‬وعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج على " بعد تارٌخ النفاذ ‪ ،‬اذا تأثرت الحصص المالٌة للمماول‬
‫بشكل سلبً وكبٌر بتغٌٌر فً المانون الذي كان نافذا فً جمهورٌة العراق بتارٌخ النفاذ ‪ ،‬أو الغاء أو عدم‬
‫‪39‬‬
‫‪) ( Hadiza Tiijani Mato,Op. Cit , p 37 .‬‬
‫تجدٌد أٌة مصادلات أو موافمات أو إعفاءات ممنوحة للمماول بموجب هذا العمد ( غٌر تلن الناتجة عن‬
‫اإلهمال الجسٌم أو سوء اإلدارة المتعمد من لبل المماول أو المشغل)‪ ،‬فعلى الطرفٌن وخالل (‪ٌ )30‬وما‬
‫االتفاق على التعدٌالت الالزمة لألحكام ذات الصلة فً هذا العمد لغرض استعادة المصالح المالٌة للمماول‬
‫بموجب هذا العمد وبشكل معمول إلى وضعها كما كانت مباشرة لبل ولوع التغٌٌر أو النمض المذكور للمانون‬
‫أو التعدٌل أو عدم تجدٌد أٌة مصادلات أو موافمات أو إعفاءات ممنوحة إلى المماول بموجب هذا العمد "‪.‬‬

‫كما نصت الفمرة (‪ )5‬من المادة ذاتها على " اذا لم ٌتمكن الطرفان من االتفاق خالل (‪ٌ )30‬وما على‬
‫أٌة تعدٌالت مزمع إجراؤها وفما للمادة ‪ 4- 23‬أو خالل أٌة فترة أخرى لد ٌتم االتفاق علٌها ‪ ،‬فانه ٌمكن حل‬
‫النزاع وفما للمادة ‪"31‬‬

‫وٌبدو واضحا أن إعادة التفاوض وفما للمادة أعاله هً لمصلحة المستثمر النفطً ‪ ،‬إذ إن الغرض منها‬
‫هو استعادة المصالح المالٌة للمستثمر التً تأثرت نتٌجة تغٌر التشرٌعات التً تحكم العمد ‪ ،‬وإعادتها إلى‬
‫الحالة التً كانت لبل تغٌر التشرٌعات ‪ .‬وٌمكن أن نسجل على هذه المادة بعض المالحظات نجملها فً‬
‫النماط األتٌة ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن تحدٌد الغرض من إعادة التفاوض باستعادة المصالح المالٌة للمستثمر سلبت الدولة العرالٌة ممثلة‬
‫بشركات النفط الوطنٌة المدرة على المساومة مع المستثمر األجنبً أثناء المفاوضات من اجل تحمٌك‬
‫مكاسب للدولة العرالٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬إ ن إعادة التفاوض بموجب هذا النص ال تمتصر على تغٌر التشرٌعات التً كانت تحكم العمد فمط‬
‫‪ ،‬وإنما ٌشمل أٌضا بعض إجراءات اإلدارة كاالمتناع عن المصادلات أو إعطاء الموافمات التً‬
‫ٌترتب علٌها مساس بالمركز المالً للمستثمر‪ .‬فٌستطٌع المستثمر المالً هنا أٌضا طلب إعادة‬
‫التفاوض الستعادة مركزه المالً الذي اختل ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن خطأ المماول غٌر الجسٌم ‪ ،‬وسوء اإلدارة غٌر المتعمد ال ٌبٌح للدولة العرالٌة اتخاذ إجراءات‬
‫إدارٌة أو تعدٌل تشرٌعاتها على نحو ٌمس بالمركز المالً للمستثمر بموجب هذه العمود ‪ .‬وذلن الن‬
‫النص أعاله لد استثنى حالة اتخاذ اإلدارة إجراءات معٌنة كاالمتناع عن المصادلات أو الموافمات‬
‫فً حالة اإلهمال الجسٌم وسوء اإلدارة المتعمد من إعادة التفاوض لمصلة المستثمر‪.‬‬
‫‪ -4‬إن هدف المفاوضات ٌجب أن ٌكون استعادة الوضع المالً للمستثمر النفطً لبل حصول هذه‬
‫الظروف ‪ ،‬وان أٌة نتٌجة أخرى ال تعد ممبولة ‪ ،‬فالدولة ملزمة بإعادة التفاوض بناء على هذا النص‬
‫‪ ،‬والمستثمر النفطً غٌر ملزم بالموافمة على ما تعرضه الدولة أن لم ٌكن ٌلبً تولعاته‪ .‬لذلن أشار‬
‫النص إلى انه فً حالة عدم التوصل إلى اتفاق نتٌجة للمفاوضات فٌحال اآلمر إلى التحكٌم ‪.‬‬
‫‪ -5‬لما كان العراق لم ٌصدر لحد اآل ن لانونا خاصا بالنفط والغاز ‪ ،‬لذلن فان عمود جوالت التراخٌص‬
‫النفطٌة لد لٌدت المشرع بعدم إصدار لانون ٌخالف نلن العمود على نحو ٌمس بالمركز المالً‬
‫للمستثمر إال بعد التأكد من عدم ممانعته على ذلن وال وجب علٌها تعوٌض المستثمر ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شرط عدم المساس بالعقد‬

‫ٌمصد بشرط عدم المساس بالعمد " ذلن الشرط الذي تتعهد الدولة بممتضاه بعدم تعدٌل العمد‬
‫بإرادتها المنفردة دون رضا الطرف اآلخر‪ ،‬مستخدمة فً ذلن امتٌازات السلطة العامة التً ٌعترف لها‬
‫)‪(40‬‬
‫‪ .‬فبموجب هذا الشرط تتنازل الدولة عن سلطاتها فً تعدٌل العمد بإرادتها‬ ‫بها لانونها الوطنً "‬
‫المنفردة لصالح المستثمر النفطً ‪ ،‬فٌمنتع علٌها إجراء تعدٌالت أحادٌة على العمد النفطً ‪ ،‬وان أي‬
‫تعدٌل ٌجب أن ٌكون محل التفاق المتعالدٌن ‪ ،‬وبخالف ذلن تعد الدولة مخلة بالعمد النفطً مما ٌستوجب‬
‫تعوٌض المستثمر النفطً عما أصابه من ضرر بسبب هذا التعدٌل ‪.‬‬

‫ولد تضمنت عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق شرط عدم المساس بالعمد ‪ ،‬إذ نصت‬
‫المادة (‪ )2 -32‬من عمد الخدمة الفنً ‪ ،‬وعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج على " لن ٌتم تعدٌل هذا العمد أو‬
‫اإلضافة الٌه إال بمستند تحرٌري مولع من لبل ممثلً كال الطرفٌن المخولٌن حسب األصول والمعٌنٌن‬
‫ألغراضه " ‪.‬‬

‫وهذا النص ٌفرض على الدولة االلتزام بعدم تعدٌل العمد بإرادتها المنفردة باعتبارها صاحبة‬
‫سٌادة ‪ ،‬وبخالف ذلن ٌجب علٌها تعوٌض المستثمر النفطً عما أصابه من ضرر ‪ ،‬مع إلرارنا بإمكانٌة‬
‫تعدٌل العمود النفطٌة فً العراق اذا حدث تغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد من شأنها‬
‫)‪(41‬‬
‫فً العراق‬ ‫اإلخالل بالتوازن االلتصادي فً العمد ‪ .‬ولذلن فلٌس دلٌما ما ذهب الٌه بعض الباحثٌن‬
‫من أن الدولة العرالٌة بإمكانها تعدٌل العمد باإلرادة المنفردة مع بماء العمد نافذا بٌن المتعالدٌن ‪ ،‬فما‬
‫استند الٌه الباحث ال ٌدعم وجهة نظره وإنما ٌثبت خالفها‪ .‬فاستناده إلى نص المادة (‪ )5 – 12‬من عمد‬

‫‪40‬‬
‫( ) د‪ .‬سراج حسٌن ابو زٌد ‪ ،‬التحكٌم فً عمود البترول ‪ ، ،‬دار النهضة العربٌة ‪ ،‬الماهرة‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 113‬‬
‫‪41‬‬
‫( ) حٌدر طه ٌاسٌن جاسم ‪ ،‬النظام المانونً لرلابة االدارة على عمود التراخٌص البترولٌة فً العراق‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪ ،‬كلٌة المانون‪ ،‬جامعة البصرة‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪. 131‬‬
‫الخدمة الفنً الذي ٌبٌح لإلدارة الحك فً تخفٌض أو زٌادة اإلنتاج إنما هو دلٌل على أن اإلدارة تملن‬
‫هذا الحك بوصفها متعالد ولٌس بوصفها صاحبة سٌادة‪ ،‬فالعمد النفطً هو ذاته أجاز لإلدارة حك طلب‬
‫تعدٌل اإلنتاج‪ ،‬ثم بٌن األسباب التً تجٌز لإلدارة تعدٌل مستوى اإلنتاج ‪ .‬ولذلن فان اإلدارة عندما‬
‫تستعمل هذا الحك ال تكون لد أخلت بالتزاماتها فً العمد النفطً ‪ ،‬وفً غٌاب هذا النص ال ٌجوز لإلدارة‬
‫طلب تعدٌل مستوى اإلنتاج واال عد ذلن مخالفة للعمد النفطً ‪ .‬وبناء على ذلن فان اإلدارة لم تتصرف‬
‫بوصفها صاحبة سٌادة وإنما بوصفها متعالد ٌحكمها العمد الذي ارتبطت به‪.‬‬

‫وما اشرنا الٌه أعاله ٌصدق على حجته الثانٌة وهً نص المادة (‪ )3-32‬من كال عمدي الخدمة‬
‫الفنً ‪ ،‬وعمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج ‪ ،‬فالنص ٌشٌر إلى حالة بطالن أو عدم نفاذ أٌة فمرة فً العمد‬
‫بناء على حكم لضابً ‪ .‬فطلب اإلدارة من المضاء أبطال أٌة فمرة فً العمد ال ٌمثل استخدام اإلدارة‬
‫لسلطانها فً تعدٌل العمد بإرادتها المنفردة ‪ ،‬وإنما ٌدل على أن اإلدارة تسلن الطرٌك العادي الذي ٌسلكه‬
‫أشخاص المانون الخاص وهو اللجوء إلى المضاء لتمرٌر بطالن بنود العمود التً ابرموها‪.‬‬

‫مع مالحظة إننا نعتمد بعدم إمكانٌة اللجوء إلى المضاء لتمرٌر بطالن أٌة فمرة من فمرات عمود‬
‫جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق‪ ،‬وذلن الن هذه العمود لد رسمت طرٌك فض النزاعات التً‬
‫ٌمكن أن تنشأ بٌن طرفً العمد بموجب المادة (‪ )31‬من هذه العمود‪ ،‬وهً تبتدأ بالتسوٌة الودٌة بٌن‬
‫الطرفٌن‪ ،‬واإلحالة إلى الخبٌر فً المسابل الفنٌة‪ ،‬وتنتهً بالتحكٌم وفما لمواعد غرفة التجارة الدولٌة‪.‬‬
‫فمع وجود شرط التحكٌم والدفع به أمام المضاء ٌمتنع الماضً عن النظر فً النزاع ‪.‬‬

‫وخالصة ما تمدم أن شرط عدم المساس بالعمد الذي تضمنته عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً‬
‫العراق لد الزم اإلدارة بعدم تعدٌل العمد بإرادتها المنفردة واال عدت مخلة بالعمد ‪ ،‬مما ٌستوجب تعوٌض‬
‫المماول عما أصابه من ضرر ‪ ،‬ولد ٌؤدي إلى إنهاء العمد اذا ما ترتب على هذا التعدٌل اختالل فً‬
‫التوازن االلتصادي لطرفً العمد ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫مدى إمكانية إعادة التفاوض لمصلحة الدولة العراقية‬

‫لمد سبك أن اشرنا إلى أن عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق لد نصت على إعادة‬
‫التفاوض لمصلحة المستثمر النفطً ‪ ،‬ولم تتضمن شرطا إلعادة التفاوض لمصلحة الطرفٌن ٌمكن عن‬
‫طرٌمه أن تلجأ الدولة العرالٌة إلى إعادة التفاوض لمصلحتها ‪ .‬وهنا ٌثار التساؤل عن إمكانٌة إعادة‬
‫التفاوض بشأن العمود النفطٌة فً العراق مع غٌاب النص علٌه فً هذه العمود؟‬

‫ولبل اإلجابة عن هذا التساؤل البد لنا من البحث فً تكٌٌف التعدٌالت التً جرت على هذه‬
‫العمود‪ ،‬إذ حصلت تعدٌالت على عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق ‪ .‬فهل ٌصدق علٌها‬
‫وصف إعادة التفاوض ؟ وهو ما سنبحثه فً الفمرتٌن اآلتٌتٌن ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تكييف التعديالت التي جرت على عقود جوالت التراخيص النفطية‬
‫)‪(42‬‬
‫بناء على االتفاق بٌن بٌن شركات‬ ‫لمد جرى تعدٌل عمود جوالت التراخٌص النفطٌة فً العراق‬
‫النفط األجنبٌة والدولة العرالٌة ممثلة بشركات النفط الوطنٌة المتعالدة‪ .‬ولد كانت من بٌن هذه التعدٌالت‬
‫خفض نسبة اإلنتاج ‪ ،‬وتخفٌض نسبة الشرٌن الحكومً‪ ،‬وتمدٌد مدة العمد ‪ .‬ونشٌر هنا إلى التعدٌالت‬
‫التً جرت على عمد الحلفاٌة النفطً بهذا الخصوص‪ ،‬إذ عدلت المادة (‪-2-2‬ج) منه بتخفٌض االنتاج‬
‫من ‪ 535,000‬الف برمٌل فً الٌوم إلى ‪ 400,000‬الف برمٌل فً الٌوم ‪ ،‬كما عدلت المادة( ‪ )2-3‬منه‬
‫بتمدٌد مدة العمد من ‪ 20‬سنة إلى ‪ 30‬سنة‪ ،‬وعدلت المادة ( ‪ )1 -21‬منه بتخفٌض حصة الشرٌن‬
‫الحكومً من ‪ %25‬إلى ‪. (43) %10‬‬

‫وفً تمدٌرنا أن التعدٌالت أعاله ال تعد من لبٌل إعادة التفاوض بمعناه الذي سبك بٌانها ‪ ،‬فهً ال‬
‫تستند إلى التغٌر فً الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد وٌكون من شأنها اإلخالل بالتوازن‬
‫االلتصادي أو باألساس المالً الذي لام علٌه العمد‪ ،‬فٌكون الغرض من إعادة التفاوض هو استعادة هذا‬
‫التوازن ‪ .‬والتعدٌالت التً سبك بٌانها ال عاللة لها بالتوازن االلتصادي فً العمد ‪ ،‬فال تهدف إلى‬
‫استعادة التوازن على فرض اختالل هذا التوازن ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫( ) البد من اإلشارة هنا إلى صعوبة الحصول على المعلومات بشأن العمود النفطٌة والتعدٌالت التً جرت علٌها بشكل موثك ٌمكن اإلشارة الٌه فً‬
‫البحوث العلمٌة ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫( ) انظر ملحك تعدٌل عمد الحلفاٌة النفطً ‪.‬‬
‫هذا إلى جانب أن أساس هذه التعدٌالت نصوص العمد ذاته ‪ ،‬فخفض نسبة اإلنتاج ٌستند إلى المادة‬
‫(‪ )55-12‬التً تنص على " ٌحك لشركة نفط مٌسان مراجعة مستوى اإلنتاج الممترح الخاص باي‬
‫برنامج عمل ممترح أو مصدق علٌه‪ ،‬ولد تطلب بموجب أشعار تحرٌري من المماول و‪ /‬او المشغل‬
‫زٌادة أو تملٌص( تخفٌض) معدل اإلنتاج من منطمة العمد ألي من األسباب اآلتٌة‪ . " ....‬أما التعدٌالت‬
‫األخرى فتجد أساسها فً المادة (‪ )2 -32‬التً سبك اإلشارة الٌها‪ ،‬وهً تفترض إجراء التعدٌالت باتفاق‬
‫المتعالدٌن ‪ ،‬دون أن تكون شركة النفط األجنبٌة ملزمة بالدخول فً مفاوضات إلجراء التعدٌالت ‪ .‬فً‬
‫حٌن أن إعادة التفاوض تفرض التزاما على عاتك شركة النفط األجنبٌة للدخول فً مفاوضات إلعادة‬
‫التوازن االلتصادي للعمد ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إمكانية إعادة التفاوض من قبل الدولة العراقية‬

‫لمد سبك أن اشرنا إلى أن إعادة التفاوض ٌمكن أن ٌتم اللجوء الٌه فً حالة غٌاب شرط إعادة‬
‫التفاوض فً العمد النفطً ‪ ،‬وذلن أن مبدأ حسن النٌة فً العمود الدولٌة ٌفرض على المتعالدٌن التعاون‬
‫فً تنفٌذ العمد‪ ،‬وهذا التعاون ٌوجب أن ال ٌستفٌد احدهما من تغٌر الظروف التً كانت سابدة ولت إبرام‬
‫العمد على نحو من شأنه الحاق الضرر بالطرف اآلخر ‪.‬‬

‫وفً تمدٌرنا أن األزمة االلتصادٌة التً مر بها العراق بسبب انهٌار أسعار النفط فً العامٌن‬
‫‪ 2014‬و‪ ، 2015‬تعد تغٌرا فً الظروف التً كانت سابدة ولت إبرام العمد أدت إلى انهٌار األساس‬
‫المالً الذي بنٌت علٌه العمود النفطٌة فاختل التوازن االلتصادي فً العمد ‪ ،‬إذ أصبحت الدولة العرالٌة‬
‫تواجه مشكلة فً تسدٌد مستحمات الشركات النفطٌة ‪ .‬فمد وصل سعر برمٌل النفط إلى الل من ‪30‬‬
‫دوالر بعد أن كان ولت إبرام العمود النفطٌة بحدود (‪ )145‬دوالر للبرمٌل الواحد )‪ . (44‬إذ أن االلتصاد‬
‫العرالً ٌعتمد بالدرجة األساس على النفط ‪ ،‬فموازنة الدولة ٌتم وضعها بناء على أسعار النفط العالمٌة‬
‫‪.‬ولد سبمت اإلشارة إلى أن التملب الجدي فً األسعار العالمٌة‪ ،‬وكذلن مشكلة توازن الدفعات المالٌة‬
‫للدولة المضٌف لالستثمار ٌعد تغٌرا حمٌمٌا فً الظروف ٌجٌز للدولة العرالٌة اللجوء إلى طلب إعادة‬
‫التفاوض ‪ ،‬اذا ما أخذنا باالعتبار أن كلفة النفمات المسترجعة للشركات النفطٌة من غٌر ارباحها تمدر‬
‫(‪ ) 10 -1‬دوالر للبرمٌل الواحد )‪.(45‬‬

‫‪44‬‬
‫( ) د‪ .‬باسم حمادي الحسن ‪ ،‬االستثمار األجنبً المباشر ‪،‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2014 ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪45‬‬
‫( ) ٌاسر عامر حسان‪ ،‬اآلثار المانونٌة لعمد الخدمة النفطً بالنسبة للشركة األجنبٌة المستثمرة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪،2011 ،‬ص‬
‫‪ ، 211‬هامش رلم (‪. ) 3 ،1‬‬
‫)‪(46‬‬
‫إلى إمكانٌة تعدٌل العمود النفطٌة عند‬ ‫وفً هذا السٌاق ذهب بعض الباحثٌن فً العراق‬
‫انخفاض أسعار النفط بناء على لاعدة تغٌر الظروف ‪ ،‬ولدما فً سبٌل الوصول إلى ذلن ممترحات عدة‪،‬‬
‫سنعرض أهمها ونحاول منالشتها ‪:‬‬

‫الممترح األول‪ " :‬تعدٌلها باالستناد إلى المانون واجب التطبٌك حٌث تخضع هذه العمود الى‬
‫المانون العرالً وفما للمادة(‪ ،)31‬وان لاعدة تغٌر الظروف منصوص علٌها بشكل صرٌح وواضح فً‬
‫التشرٌعات العرالٌة وبالتالً بإمكان تعدٌلها وفما لذلن" ‪.‬‬

‫وفً تمدٌرنا أن هذا الممترح غٌر ممكن التطبٌك ‪ ،‬فعلى الرغم من أن المانون العرالً هو المانون‬
‫واجب التطبٌك غٌر ان تطبٌمه مرهون بعد مخالفته لبنود العمد النفطً ‪ ،‬اذ جاء فً المادة (‪ )1-32‬من‬
‫عمد الخدمة الفنً وكذلن عمد الخدمة للتطوٌر واإلنتاج " ٌلتزم المماول والمشغل وٌخضعان ألحكام‬
‫المانون من كافة النواحً على المماول ‪ ،‬ما لم ٌشترط خالف ذلن فً العمد "‪ .‬وبما أن الباحثٌن ٌمصدان‬
‫تطبٌك نظرٌة الظروف الطاربة بموجب المادة (‪ )2 -146‬من المانون والمدنً ‪ ،‬التً تجٌز للماضً‬
‫انماص االلتزام إلى الحد المعمول عند حدوث مثل هذه الظروف‪ .‬ولما كان تطبٌك هذه النظرٌة ٌتعارض‬
‫مع المادة ( ‪ )2 -32‬من العمد التً ال تجٌز تعدٌل العمد إال باتفاق المتعالدٌن‪ ،‬لذلن ٌكون تطبٌك هذا‬
‫الممترح غٌر ممكن كما سبك أن ذكرنا‪.‬‬

‫الممترح الثانً‪ :‬تعدٌل التشرٌعات المتعلمة بهذه العمود أو اإلسراع بتشرٌع لانون النفط والغاز‬
‫وذلن بإدخال التعدٌالت الضرورٌة على هذه العمود كالنص على شرط المشمة او بشرط التوازن العمدي‬
‫خاصة مع عدم النص على شرط الثبات التشرٌعً ‪ ،‬مع مراعاة المادة (‪ ، )4- 23‬الخاصة بتغٌر‬
‫التشرٌعات‪.‬‬

‫وفً تمدٌرنا أن هذا الممترح غٌر ممكن التطبٌك أٌضا‪ ،‬فمد سبك بٌان أن المادة (‪ )2-23‬تعد صورة‬
‫جدٌدة لشرط الثبات التشرٌعً‪ ،‬إذ إن تعدٌل التشرٌعات التً تحكم العمد النفطً لن ٌنتج عنها إعادة‬
‫التوازن االلتصادي فً العمد ‪ ،‬فهذه المادة الزمت الدولة بالتفاوض مع المستثمر النفطً الستعادة حموله‬
‫وامتٌازاته لبل التعدٌل ‪ ،‬وبذلن لن ٌكون لتعدٌل أو سن تشرٌع ٌنص على شرط المشمة أو إعادة‬
‫التفاوض أٌة فابدة تذكر ‪ ،‬فالدولة ملزمة بموجب هذا الشرط بالعودة إلى الحالة التً كان علٌها العمد لبل‬

‫‪46‬‬
‫( ) د‪ .‬صعب ناجً عبود ‪ ،‬سعدٌة عزٌز دفار ‪ ،‬المرجع السابك ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫تعدٌل التشرٌعات ‪ ،‬وبخالف ذلن ٌعد تعدٌل الدولة للتشرٌعات إخالال بالعمد ‪ ،‬وٌمكن أن تلزم‬
‫بتعوٌضات هً غٌر لادرة على تحملها فً ضوء أوضاع العراق االلتصادٌة والمالٌة والسٌاسٌة ‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فان إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ال ٌتطلب النص علٌه فً العمد‪ ،‬فمواعد‬
‫المانون الدولً لد أجازت للدول إعادة التفاوض ومن ذلن المادة (‪ )62‬من اتفالٌة فٌنا لمانون‬
‫المعاهدات ‪ ،‬فمد أشارت إلى إمكانٌة إعادة التفاوض بشأن المعاهدات من لبل الطرف المتضرر فً حالة‬
‫التغٌر الجوهري فً الظروف ‪ .‬وعلى الرغم من أن اتفالٌة فٌنا تطبك على المعاهدات بٌن الدول إال انه‬
‫لد لرر أن المادة (‪ )62‬محل نماش بشأن اعتبارها مبدأ عاما والذي ٌمكن أن ٌطبك على العمود الدولٌة‬
‫العابرة للحدود التً تعمد بٌن أشخاص المانون الخاص )‪ .(41‬فضال عن أحكام التحكٌم الدولٌة التً سبك‬
‫اإلشارة الٌها ‪.‬‬

‫وأخٌرا فإننا نعتمد أن الطرٌك الوحٌد إلعادة التفاوض لمصلحة الدولة العرالٌة ٌكون فً حالة‬
‫انهٌار أسعار النفط ‪ ،‬وذلن باللجوء إلى التحكٌم وفما لمواعد غرفة التجارة الدولٌة بموجب أحكام المادة‬
‫(‪ ،)31‬فمد جرت أحكام هذه الغرفة على اإللرار بحك الدولة فً إعادة التفاوض بشأن العمود النفطٌة‬
‫حتى فً حالة غٌاب شرط إعادة التفاوض لمصلحة الطرفٌن فً العمد النفطً ‪.‬‬

‫كما ٌجب على المعنٌٌن بإبرام العمود النفطٌة النص فً العمود النفطٌة التً سٌبرمها العراق فً‬
‫المستمبل وضع بند فٌها إلعادة التفاوض لمصلحة الطرفٌن فً حالة تغٌر الظروف ‪ ،‬فضال عن اإلسراع‬
‫بتشرٌع لانون اتحادي للنفط والغاز من اجل تنظٌم إبرام العمود النفطٌة فً المستمبل ‪ ،‬مع التشدٌد على‬
‫أن هذا المانون لن ٌطبك على العمود التً تبرم لبل تشرٌعه ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪) ( Zeyad A. AL Qurashi , Op.Cit , 277-278 .‬‬
‫خاتمة‬

‫وإذ نصل إلى نهاٌة المطاف فً بحثنا إلعادة التفاوض العمود النفطٌة البد لنا فٌما ٌلً من تسطٌر ابرز‬
‫النتابج والتوصٌات التً تمخض عنه ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتابج‬

‫وٌمكن إجمال ابرز النتابج التً تمخض عنها البحث فً النماط اآلتٌة ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن إعادة التفاوض فً العمود النفطٌة ال ٌتطلب النص علٌه فً العمود النفطٌة من اجل اللجوء الٌه ‪،‬‬
‫فمبدأ حسن النٌة فً العمود ٌمثل األساس الذي استندت الٌه لرارات التحكٌم الدولٌة لمنح الطرفٌن‬
‫هذا الحك فً حالة تغٌر الظروف التً كانت سابدة عند إبرام العمد على نحو ٌختل معه التوازن‬
‫االلتصادي فً العمد ‪.‬‬
‫‪ٌ -2‬مكن الزام الشركات النفطٌة األجنبٌة فً العراق بإعادة التفاوض بشأن العمود النفطٌة فً حالة‬
‫انهٌار أسعار النفط فً األسواق العالمٌة عن طرٌك اللجوء الى التحكٌم بموجب لواعد غرفة التجارة‬
‫الدولٌة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ال فابدة من تعدٌل العمود النفطٌة فً العراق بصورة أحادٌة من جانب الدولٌة العرالٌة‪ ،‬أو تعدٌل‬
‫التشرٌعات التً تحكم هذه العمود على نحو ٌخل بالمركز المانوي للشركات النفطٌة األجنبٌة ‪ ،‬إذ إن‬
‫ذلن ٌعد إخالال بالعمد لد ٌترتب علٌه الزام الدولة العرالٌة بمبالغ طابلة كتعوٌضات عن هذا‬
‫اإلخالل‪ ،‬ولد ال تكون الدولة العرالٌة لادرة على تحملها ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن الطرٌك الوحٌد لتعدٌل هذه العمود فً غٌر حالة تغٌر الظروف هو بإلناع الشركات النفطٌة‬
‫األجنبٌة بضرورة تعدٌل تلن العمود ‪ ،‬وذلن بالوسابل الودٌة من خالل الحوار الدابم معها ‪،‬ومنحها‬
‫بعض الحوافز مع ضمان ان ٌكون العابد من هذه الحوافز اكبر للدولة العرالٌة‪ ،‬بما ٌحمك نوع من‬
‫التوازن االلتصادي فً تلن العمود ‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التوصٌات‬

‫وٌمكن تسطٌر ابرزها فٌما ٌأتً ‪:‬‬

‫‪ -1‬تشرٌع لانون اتحادي للنفط والغاز ٌنظم استغالل الثروة النفطٌة فً العراق‪ ،‬فضال عن تنظٌم إبرام‬
‫العمود النفطٌة ٌجاري ما وصلت الٌه الدول المتمدمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحوار مع الشركات النفطٌة األجنبٌة فً العراق من اجل تعدٌل هذه العمود على نحو ٌخدم مصلحة‬
‫الدولة العرالٌة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تضمٌن العمود النفطٌة التً ستبرم مستمبال شرطا بإعادة التفاوض لمصلحة طرفً العمد فً حالة‬
‫تغٌر الظروف التً كانت سابدة ولت إبرام العمد ومن شانها اإلخالل بالتوازن االلتصادي فً العمد ‪.‬‬

‫المراجع‬
‫أوال‪ :‬المراجع العربٌة‬
‫‪ .1‬أسٌل بالر جاسم ‪ ،‬النظام المانونً لشرط إعادة التفاوض ‪ ،‬مجلة المحمك الحلً للعلوم‬
‫المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬المجلد (‪ ،)3‬اإلصدار(‪ ،)1‬سنة ‪. 2011‬‬
‫‪ .2‬باسم حمادي الحسن ‪ ،‬االستثمار األجنبً المباشر ‪،‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪2014 ،‬‬
‫‪ .3‬بشار دمحم األسعد ‪ ،‬عمود االستثمار فً العاللات الدولٌة الخاصة‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪،‬‬
‫الماهرة‪. 2005 ،‬‬
‫‪ .4‬بن طبال جهٌدة ‪ ،‬شرط إعادة التفاوض فً عمود االستثمار الدولٌة‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬جامعة لاصدي مرباح ورللة‪ ،‬الجزابر‪. 2011 ،‬‬
‫‪ .5‬توفٌك حسن فرج‪ ،‬د‪ .‬جالل علً العدوي‪ ،‬النظرٌة العامة لاللتزام ‪ ،‬منشورات الحلبً‬
‫الحمولٌة‪ ،‬لبنان ‪.2002 ،‬‬
‫‪ .6‬حٌدر طه ٌاسٌن جاسم ‪ ،‬النظام المانونً لرلابة اإلدارة على عمود التراخٌص البترولٌة فً‬
‫العراق‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪ ،‬كلٌة المانون‪ ،‬جامعة البصرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ .1‬سراج حسٌن أبو زٌد ‪ ،‬التحكٌم فً عمود البترول ‪ ، ،‬دار النهضة العربٌة ‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .2‬سمٌر تناغو ‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء المانونٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .3‬شرٌف دمحم غنام ‪ ،‬اثر تغٌر الظروف فً عمود التجارة الدولٌة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة‬
‫الفجٌرة الوطنٌة‪. 2011 ،‬‬
‫صعب ناجً عبود‪ ،‬سعدٌة عزٌز دفار ‪ ،‬اثر لاعدة تغٌر الظروف فً تعدٌل العمود‬ ‫‪.10‬‬
‫النفطٌة‪. https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=43572 . ،‬‬
‫عبد المجٌد الحكٌم ‪ ،‬الوسٌط فً نظرٌة العمد ‪ ،‬الجزء األول (انعماد العمد) ‪ ،‬شركة‬ ‫‪.11‬‬
‫الطبع والنشر االهلٌة‪ ،‬بغداد ‪. 1363 ،‬‬
‫عبد المنعم البدراوي‪ ،‬النظرٌة العامة لاللتزام ‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬بدون‬ ‫‪.12‬‬
‫سنة طبع‪.‬‬
‫عبد المنعم فرج الصدة‪ ،‬نظرٌة العمد فً لوانٌن البالد العربٌة ‪ ،‬دار النهضة‬ ‫‪.13‬‬
‫العربٌة‪ ،‬بٌروت ‪.1314 ،‬‬
‫محمود جمال الدٌن زكً‪ ،‬الوجٌز فً النظرٌة العامة لاللتزام فً المانون المدنً‬ ‫‪.14‬‬
‫المصري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مطبعة جامعة الماهرة‪.1312 ،‬‬
‫مراد محمود المواجدة‪ ،‬المسؤولٌة المدنٌة فً عمود نمل التكنلوجٌا ‪ ،‬دار الثمافة ‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫األردن‪. 2010 ،‬‬
‫مٌثاق طالب عبد حمادي الجبوري ‪ ،‬شرط إعادة التفاوض فً عمود التجارة الدولٌة‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة ‪ ،‬اإلسكندرٌة‪. 2011،‬‬
‫هنً عبد اللطٌف ‪ ،‬حدود األخذ بفكرة إعادة التفاوض فً العمد ‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ ،‬جامعة أبً بكر بلماٌد ‪ ،‬الجزابر ‪. 2016 ،‬‬
‫ٌاسر عامر حسان‪ ،‬اآلثار المانونٌة لعمد الخدمة النفطً بالنسبة للشركة األجنبٌة‬ ‫‪.12‬‬
‫المستثمرة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪. 2011 ،‬‬
‫ المراجع األجنبٌة‬:‫ثانٌا‬

1. Antonis(G) Karampatzos ,supervening hardship as subdivisio( USLEGAL ,


freedom of contract law and legal definition.
http:definiyion.uslegal.com/f/freedom-of-contract n of the general frustration rule ,
European review of private law ,vol. 13, 2005.
2. Arez mohammed sediq Othman, legal issues around the lack of renegotiation
clause in petroleum contracts, .
http://journal.uor.edu.krd/ArchivedIssues06/English/14.pdf
3. Hadiza Tiijani Mato, The role of stability and renegotiation in transnational
petroleum agreements, journal of political and law , vol.5,no1 , 2012 .
4. Jeswald w. salacuse , renegotiating international project agreement , Fordham
international law journal, vol.24, issue 4 , article 9.
5. Piero Bernardini , Stabilization and adaptation in oil and gas investments , journal
of world energy law &business , vol. 1 , no. 1.
6. Sarbast Abdullah Hamad , renegotiation clauses in international petroleum
contracts , master thesis , international law school , near east university , 2017.
7. Zeyad A. AL Qurashi , Renegotiation of International Petroleum Agreement ,
Journal of International Arbitration , 22 (4) , 2005.

You might also like