Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 44

‫النمو اإلنساني‬

‫الوحدة الرابعة‬
‫علم نفس النمو‬
‫• مفهومه‪:‬‬
‫اختلف العلماء في تسمية علم نفس النمو‪ ،‬فمنهم من سماه‪ :‬علم النفس التطوري‪ ،‬ومنهم من‬
‫سماه االرتقائي‪ ،‬أو سيكولوجية النمو‪ ..‬ومهما اختلفت التسميات فكلها تدور حول مظاهر‬
‫النمو بما فيها من زيادة في الطول والوزن‪ ،‬وتغير في الوظيفة‪.‬‬
‫• تعريفه‪:‬‬
‫هو أحد ميادين علم النفس‪ ،‬يهتم بدراسة التغيرات العضوية (الكمية) والتي ينتج عنها‬
‫تغيرات في الجانب الوظيفي (كيفية) عند اإلنسان منذ لحظة اإلخصاب‪ ،‬وعبر مراحل النمو‬
‫المتعددة في المظاهر الجسمية والحسية والجنسية والدينية واألخالقية‪ ..‬وهذه المراحل هي‪:‬‬
‫المهد‪ ،‬الطفولة‪ ،‬المراهقة‪ ،‬الشباب والرشد والشيخوخة‬
‫مظاهر النمو‬
‫• توجد عدة مظاهر للنمو‪ ،‬وكل منها تشكل جانبا من جوانب شخصية الفرد‪ ،‬وهذه المظاهر‬
‫مترابطة ألن الفرد هو كل ال يتجزأ‪ .‬وهناك مختصون في مجال النمو االجتماعي‪ ،‬والنفسي‪،‬‬
‫والتربوي‪ ،‬وهناك المعالجون النفسيون‪ ،‬واألطباء‪...‬‬
‫• وللنمو جانبين ال ينفصالن هما ‪ :‬الجانب العضوي‪ ،‬والجانب الوظيفي يالزمان اإلنسان طيلة‬
‫فترة حياته‪ ،‬ويتم تناولهما في كل مظهر من مظاهر النمو‪ ،‬وهذه المظاهر هي‪:‬‬
‫‪ .1‬النمو الجسمي‪ :‬الوزن والطول‪ ،‬وأعضاء الجسم المختلفة عبر المراحل المختلفة‬
‫‪ .2‬النمو العقلي‪ :‬القدرات العقلية كالذكاء والتفكير‪ ..‬والتغيرات فيها عبر المراحل‪..‬‬
‫‪ .3‬النمو االنفعالي‪ :‬الحب والحزن والغيرة‪ ..‬والتغيرات فيها عبر المراحل‪..‬‬
‫‪ .4‬النمو االجتماعي‪ :‬عمية التنشئة االجتماعية‪ ،‬وعالقة الفرد بالجماعة‪ ،‬والقيم‪ ،‬واألدوار‪..‬‬
‫مظاهر النمو‬
‫• ‪ .5‬النمو اللغوي‪ :‬المفردات اللغوية لدى الفرد وزيادتها عبر المراحل العمرية المختلفة‪،‬‬
‫والمهارات اللغوية‪ ،‬والتغيرات التي تحدث في أجهزة الصوت‪..‬‬
‫‪ .6‬النمو الفيزيولوجي‪ :‬وتشمل أجهزة الجسم المختلفة‪ :‬التنفسي والهضمي والدوري والغدي‬
‫ودورها في التأثير على سلوك الفرد‪.‬‬
‫‪ .7‬النمو الحركي‪ :‬تطور حركات اإلنسان مع العمر‪ :‬جلوس‪ ،‬حبو‪ ،‬مشي‪ ..‬وتطورها مع‬
‫الزمن‪ ،‬وما تتطلبه من تآزر حسي حركي‪..‬‬
‫‪ .8‬النمو الحسي‪ :‬دراسة الحواس الخمس‪ ،‬إضافة إلى دراسة اإلحساسات الحشوية‪ ،‬كاألم‬
‫والجوع والعطش والجنس والنعاس‪ ...‬والتغيرات فيها عبر المراحل العمرية المختلفة‬
‫‪ .9‬النمو الجنسي‪ :‬تشمل دراسة نمو الجهاز التناسلي‪ ،‬وتطوره‪..‬‬
‫‪ .10‬النمو الديني‪ :‬تطور المعتقدات التي يعتنقها الفرد نحو اإليمان والشك‪ ،‬والتغيرات التي‬
‫فيها في مراحل النمو المختلفة‪ ،‬إضافة لمعايير السلوك األخالقي النابعة من ثقافة الفرد‪.‬‬
‫مطالب النمو‬
‫• مطالب النمو‪:‬‬
‫أول من اهتم بدراسة هذا الموضوع هو "هافجهرست" (‪ ،)1953‬وتكمن أهمية هذا المفهوم‬
‫في تحدد السلوكيات التي يجب أن يمتلكها الفرد في كل مرحلة من مراحل النمو‪.‬‬
‫• تعريفها‪:‬‬
‫مدى تحقيق الفرد لحاجاته‪ ،‬وإشباع رغباته وفقا لمستويات نضجه وتطور خبراته التي‬
‫تتناسب وعمره‪ ..‬فالمطلب عبارة عن مجموعة السلوكيات المشتركة بين مجموعة األفراد‬
‫اللذين هم في عمر واحد أو في مرحلة عمرية واحدة‪ ،‬لذا فلكل مرحلة عمرية مطالب خاصة‬
‫بها يسعد الفرد إذا حققها‪ ،‬وتحقيق مطلب يعتبر شرطا لتحقيق المطالب األخرى التالية‪ ،‬كما‬
‫أن الفشل في تحقيق مطلب ما قد يؤثر على عملية التكيف والنمو‪.‬‬
‫ويطلق البعض على مطالب النمو اسم "المهام النهائية" التي ترتبط بمراحل النمو‪ ،‬والثقافة‬
‫مطالب النمو‬
‫مطالب النمو خالل مراحل الحياة‪:‬‬
‫• أوال‪ :‬مطالب نمو مرحلتي المهد والطفولة المبكرة (من الوالدة – ‪ 5‬سنوات)‬
‫الكالم‪ ..‬المشي‪ ..‬الفروق بين الجنسين‪ ..‬التوازن‪ ..‬العالقات االجتماعية‪ ..‬الصح والخطأ‬
‫• ثانيا‪ :‬مطالب نمو الطفولة المتوسطة والمتأخرة (‪ 11-6‬سنة)‬
‫التمكن من المهارات الحركية‪ ..‬تكوين اتجاه حول نفسه‪ ..‬صحبة األقران‪ ..‬تعلم دوره‬
‫الجنسي‪ ..‬القراءة والكتابة‪ ..‬الضمير والقيم‪..‬‬
‫• ثالثا‪ :‬مطالب نمو البلوغ والمراهقة (من ‪ 21 -12‬سنة)‬
‫تقبل التغيرات نتيجة النمو الجنسي‪ ..‬تكوين عالقات مع كلى الجنسين‪ ..‬االستقالل العاطفي‬
‫عن الوالدين‪ ..‬االستقالل المادي‪ ..‬اختيار المهنة‪ ..‬تحمل المسؤوليات االجتماعية‪ ..‬التهيؤ‬
‫للزواج‪..‬‬
‫مطالب النمو‬
‫مطالب النمو خالل مراحل الحياة‪:‬‬
‫• رابعا‪ :‬مطالب نمو الرشد المبكر – الشباب (من ‪ 35-22‬سنة)‬
‫بدء العمل في المهنة التي اختارها‪ ..‬اختيار الزوج الزوجة‪ ..‬تكوين أسرة وتربية األوالد‪..‬‬
‫المشاركة في نشاطات اجتماعية‬
‫• خامسا‪ :‬مطالب نمو مرحلة وسط العمر (من ‪ 65-36‬سنة)‬
‫تحمل المسؤولية الوطنية االجتماعية‪ ..‬تكوين مستوى اقتصادي مناسب‪ ..‬مساعدة األبناء‬
‫المراهقين في مواجهة أزماتهم والتغلب عليها‪ ..‬تنمية الهوايات المناسبة‪ ..‬التعاون والمحبة‬
‫بين الزوجين‪ ..‬تقبل التغيرات الجسمية التي تحدث‪..‬‬
‫• سادسا‪ :‬مطالب نمو الشيخوخة (من ‪ 65‬سنة وحتى الوفاة)‬
‫التكيف مع الضعف الجنسي والمتاعب الصحية‪ ،‬ونقص الدخل‪ ،‬موت الشريك‪ ،‬تطوير‬
‫عالقات اجتماعية مع األقران من نفس العمر‪..‬‬
‫قوانين النمو‬
‫• عملية النمو ال تسير بشكل عشوائي‪ ،‬إنما هي عملية منظمة تسير وفق قوانين عامة ومبادئ‬
‫أساسية‪ ،‬وذلك لمساعدة األهل والمربين للتعامل مع األفراد ضمن المراحل العمرية‬
‫المختلفة‪ ،‬وأهم هذه القوانين‪:‬‬
‫‪ .1‬يتم النمو في جانبين‪ :‬األول تكويني‪ ،‬والثاني وظيفي‪:‬‬
‫التكويني‪ :‬هو الكمي‪ ،‬طول وزن‪ ،‬نمو األجهزة المختلفة‪ ..‬عبر المراحل المختلفة‬
‫أما الجانب الوظيفي‪ :‬فيشمل التطورات التي حدثت على وظائف األجهزة المختلفة‪،‬‬
‫الحركية والهضمية والتنفسية والحسية‪ ..‬عبر المراحل المختلفة‬
‫‪ .2‬يسير النمو عبر مراحل متتابعة‪:‬‬
‫يسير النمو عبر مراحل متداخلة يصعب التمييز بين بداية مرحلة ونهاية مرحلة أخرى‪،‬‬
‫وال بد من المرور بجميع هذه المراحل بالتسلسل‪ ،‬فكل مرحلة تتأثر بالمرحلة السابقة‪..‬‬
‫قوانين النمو‬
‫• ‪ .3‬كل مرحلة من مراحل النمو تتسم بسمات ومظاهر خاصة بها‬
‫يختلف تقسيم النمو لمراحل من وجهة نظر ألخرى؛ فالبعض اعتمد على عوامل مرتبطة‬
‫بالنمو الجسمي‪ ،‬والخصائص النفسية‪ ،‬والبعض استند على تطور العمليات العقلية‪ ،‬أو أسس‬
‫بيولوجية‪ ،‬ومهما كانت التقسيمات فالكل اتفق أن كل مرحلة لها خصائصها المميزة عن باقي‬
‫المراحل‪.‬‬
‫‪ .4‬يسير النمو من العام إلى الخاص ومن الكل إلى الجزء‪:‬‬
‫يبدأ الطفل بتحريك جسمه كله ثم يتمكن من تحريك يديه‪ ،‬ومن ثم أصابعه‪ ..‬وكذلك النمو‬
‫االجتماعي يتدرج من الكل إلى الجزء‪.‬‬
‫‪ .5‬يسير النمو من الرأس إلى القدمين‪ ،‬ومن المركز إلى األطراف‪:‬‬
‫إذ تنمو األجزاء العليا قبل نمو األجزاء التي تقع أسفل منها‪ ،‬وكذلك األجزاء التي تقع حول‬
‫العمود الفقري يتكامل نموها قبل األجزاء التي تقع على الجانبين‬
‫قوانين النمو‬
‫•‬
‫ويالحظ أن رأس الجنين في الشهر الثالث يبلغ نصف طول جسمه‪ ،‬وفي الشهر الخامس يبلغ‬
‫عشر طول الجسم‪ ..‬كما أن العضالت المحيطة‬ ‫ثلث طول جسمه‪ ،‬وعند الرشد من ثمن إلى ُ‬
‫بالرقبة يتكامل نموها قبل عضالت المنكبين أو عضالت الصدر‪ ..‬ويتحكم الطفل بعضالت‬
‫رأسه قبل عضالت أصابعه‪..‬‬
‫‪ .6‬يسير النمو بسرعة مطردة‪ ،‬إال أن سرعته متغيرة من مرحلة ألخرى‪:‬‬
‫تختلف سرعة النمو من مرحلة ألخرى‪ ،‬فأسرع مراحل النمو هي مرحلة الحمل ففي تسعة‬
‫أشهر ينمو طوله (‪ 50‬سم) وحوالى ‪ 3,25‬كغم‪ ،‬تليها مرحلة المهد(‪ 25‬سم) و(‪ 7‬كغم)‬
‫وتليها مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة‪ ،‬وتليها مرحلة المراهقة‪ ،‬و يثبت النمو‬
‫في مراحل الشباب‪ ،‬وتتناقص القدرات المتعلقة بالنمو في مرحلة الشيخوخة‪..‬‬
‫قوانين النمو‬
‫•‬
‫والنمو الجنسي يبقى في حالة كمون حتى بلوغ مرحلة المراهقة‪ ،‬ويهدأ في مرحلة الرشد‬
‫والشيخوخة‪ ..‬بينما النمو العقلي يكون سريعا في مرحلة الطفولة‪ ،‬ويتباطأ في مرحلة الشباب‬
‫والرشد والشيخوخة‪ ..‬وكذلك النمو اللغوي‪.‬‬
‫وعموما فإن معظم مظاهر النمو يتكامل نموها العضوي والوظيفي في نهاية مرحلة‬
‫المراهقة‪.‬‬
‫‪ .7‬يتأثر النمو بالعوامل الداخلية والخارجية والتفاعل فيما بينها‪:‬‬
‫تتأثر الخلية األولى للحياة بعوامل مثل‪ :‬عمر الوالدين‪ ،‬تغذية األم‪ ،‬الحياة االنفعالية أثناء فترة‬
‫الحمل‪ ،‬تعاطي بعض أنواع األدوية‪ ،‬إضافة لتأثير البيئة المحيطة‪ ،‬كالمناخ‪ ،‬العوامل‬
‫االقتصادية والثقافية واالجتماعية والتربوية‪ ،‬وعوامل الوراثة‪.‬‬
‫قوانين النمو‬
‫• ‪ .8‬يمكن التنبؤ باتجاه النمو‪:‬‬
‫ويتم ذلك من خالل معرفتنا لقواعد النمو التي تحكم حركة الطفل حالل مسيرة نموه‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫‪ -‬يجلس الطفل خالل الشهر (‪ 4‬و ‪)5‬‬
‫‪ -‬يتحرك على بطنه خالل الشهر (‪ 6‬و ‪)7‬‬
‫‪ -‬يحبو خالل الشهر (‪ 8‬و ‪)9‬‬
‫‪ -‬يقف في الشهر (‪ 10‬و ‪)11‬‬
‫‪ -‬يمشي في الشهر (‪ 12‬و ‪)13‬‬
‫‪ -‬التسنين والكالم تتم ضمن فترة زمنية محددة‪.‬‬
‫مع مراعاة الفروق الفردية‪ ،‬وهذا يساعد المربين لمتابعة سير النمو والتأخر الذي قد يحدث‬
‫لدى بعض األطفال والذي يعكس مشكالت نمائية محددة لديهم‪.‬‬
‫قوانين النمو‬
‫• ‪ .9‬تداخل وترابط جميع مظاهر النمو مع بعضها البعض‪:‬‬
‫فالنمو العقلي يرتبط بالجسمي واالنفعالي‪ ،‬وأي خلل في أحدها سيؤثر على باقي المظاهر‪.‬‬
‫‪ .10‬يخضع النمو لمبدأ الفروق الفردية‪:‬‬
‫يمر األطفال بنفس المراحل لكن هناك فروق في الجلوس والمشي واالنتقال لمرحلة‬
‫أخرى‪ ،‬كذلك يكون نمو اإلناث أسرع في عمر (‪ 14-9‬سنة) ويتفوق الذكور في بقية‬
‫المظاهر‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة في النمو‬
‫• أوال‪ :‬الوراثة‪:‬‬
‫يقصد بها الصفات التي يحملها األبناء عن اآلباء واألجداد عن طريق المورثات (الجينات)‬
‫وكل خلية تحمل (‪ )46‬كروموسوما‪ ،‬بينما يحمل الحيوان المنوي (‪ )23‬كروموسوم‪،‬‬
‫والبويضة تحمل (‪ )23‬كروموسوم‪ ..‬كل كروموسوم يحمل أكثر من (‪ )1000‬جين‪ ،‬وكل‬
‫جين ينقل صفات وراثية لألبناء‪ ،‬وتنشأ حالة "المنغولية" عندما تحدث التصاقات عند الزوج‬
‫(‪ )21‬من الكروموسومات بحيث تصبح ثالثة أزواج بدال من زوجين‪ ،‬ويصبح عدد‬
‫الكروموسومات (‪ )47‬بدال من (‪ ..)46‬أما الزوج (‪ )23‬فيحمل صفة الجنس‪ ،‬فالبويضة‬
‫تحمل كروموسومات من نوع )‪ (XX‬في حين يحمل الحيوان المنوي كروموسومات من نوع‬
‫)‪ (XY‬لذا فالرجل هو الذي يحدد جنس المولود‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة في النمو‬
‫• ومن الصفات الموروثة‪ :‬شكل الجسم وطوله‪ ،‬مالمح الوجه‪ ،‬لون الجلد‪ ،‬نبرة‬
‫الصوت‪ ،‬وفصيلة الدم‪ ..‬إضافة لبعض األمراض مثل النزف‪ ،‬السكري‪ ،‬عمى‬
‫األلوان‪..‬‬
‫وهناك مورثات مرتبطة بالجنس مثل الصلع الخاص بالذكور‪ ،‬وعمى األلوان؛ إذ يبلغ‬
‫عند الذكور (‪ )% 99‬في حين يبلغ عند األنثى (‪)% 1‬‬
‫• وهناك تساؤالت حول بعض الصفات كالذكاء واالكتئاب إذا كان موروثا أم ال؟‬
‫إن الفرد يولد وهو مزود بمجموعة من االستعدادات الوراثية‪ ،‬ومنها االستعداد ليكون‬
‫ذكيا‪ ،‬وبعد الوالدة يأتي دور البيئة التي تعمل على زيادة الذكاء أو تثبيطه اعتمادا على‬
‫مدى توفر المثيرات المعززة لتلك االستعدادات‬
‫العوامل المؤثرة في النمو‬
‫• ثانيا‪ :‬الغدد‬
‫ويتألف من مجموعة من الغدد تقوم بإفراز الهرمونات‪ ..‬ويقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬مجموعة الغدد الصماء (ال قنوية) تصب إفرازاتها في الدم مباشرة‬
‫‪ -‬مجموعة الغدد غير الصماء (قنوية) كالغدد العرقية‪ ،‬والدمعية‪ ،‬واللعابية والمعوية والمعدية‬
‫أوال‪ :‬الغدد الصماء‪:‬‬
‫هي عبارة عن مجموعة من الغدد التي تفرز هرموناتها مباشرة في الدم وتسمى "الغدد غير‬
‫القنوية" وتلعب الهرمونات دورا في التأثير على سلوكيات األفراد‪ ،‬والهرمون عبارة عن‬
‫مادة كيميائية بالغة التعقيد قد تقوم مقام الناقالت العصبية في استثارة بعض الخاليا المستقبلة‬
‫لها‪ ،‬أو في تثبيط بعضها اآلخر‪ ..‬وتختلف أنواع الهرمونات ووظائفها تبعا الختالف الغدد‬
‫التي تفرزها‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة في النمو‬
‫• ثالثا‪ :‬البيئة‪:‬‬
‫البيئة هي الوسط المادي واالجتماعي الذي يعيش فيه الفرد‪ ،‬هذا الوسط الذي يؤثر على‬
‫مظاهر النمو المختلفة‪ ،‬وتشمل الوسط الذي يعيش فيه قبل الوالدة (البيئة الرحمية) والوسط‬
‫الذي يعيش فيه بعد الوالدة ويسمى "البيئة الخارجية"‬
‫‪ .1‬البيئة الداخلية‪ :‬التدخين األشعة األدوية‪ ..‬بعض األمراض كالحصبة األلمانية‪..‬‬
‫‪ .2‬البيئة الخارجية‪ :‬بعد انفصال الطفل عن أمه بالوالدة تبدأ أجهزة جسمه بالعمل‪ ،‬وهو‬
‫يعيش في وسط يؤثر عليه من كافة الجوانب؛ من حيث ترتيب الوالدة‪ ،‬وأساليب التنشئة‪،‬‬
‫والمدرسة‪ ،‬والتغذية والصحة‪ ،‬مكان السكن التغذية المناخ‪ ،‬وأثره في معدل البلوغ‪..‬‬
‫العوامل المؤثرة في النمو‬
‫• رابعا‪ :‬التغذية‪:‬‬
‫الغذاء يساعد في النمو‪ ،‬والطاقة والمناعة‪ ،‬وكل مرحلة لها نوع خاص من الغذاء‪ ،‬وسوء‬
‫التغذية يؤدي لتأخر النمو‪ ،‬وقد تفقد األم الحامل جنينها نتيجة لذلك‪ ،‬كما أن نقص التغذية في‬
‫أول شهرين من الحمل يؤدي إلى حدوث تشوهات للجنين‪ ،‬وبعد ذلك يقود لحدوث خلل في‬
‫الجهاز العصبي والتناسلي‪ ،‬وفي تكوين العيون‪.‬‬
‫• نظريات النمو‪:‬‬
‫اهتم فالسفة القرنين السابع والثامن عشر بمرحلة الطفولة‪ ،‬وطبيعتها‪ ،‬ونمو التفكير لدى‬
‫الطفل‪ ،‬ومن أبرز هؤالء‪ :‬الفيلسوف البريطاني "جون لوك" والفرنسي "جان جاك روسو"‬
‫وتطورت الدراسات في هذا الموضوع في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪،‬‬
‫وظهرت عدة نظريات كل منها تناولت النمو من زاوية مختلفة‪ ،‬ومن هذه النظريات‪:‬‬
‫نظريات النمو‬
‫• أوال‪ :‬نظرية التحليل النفسي في النمو عند فرويد‪:‬‬
‫تعتبر هذه نظرية في الشخصية عموما‪ ،‬ولكن وجد لها تطبيقات في علم نفس النمو‪،‬‬
‫وتركز هذه النظرية على الخبرات المبكرة من حياه الفرد – في السنوات الخمس‬
‫األولى‪ ،‬وتأثيرها على بقية مراحل حياته‪.‬‬
‫• لقد ركز فرويد في نظريته على الدوافع الجنسية خاصة "اللبيدو" ‪ -‬الطاقة الغريزية‪،‬‬
‫وتعبّر عن الرغبة الجنسية‪ ،‬وأن فهم هذه الطاقة هو مفتاح فهم السلوك‪ ،‬ويعتقد أن‬
‫الطاقة تتركز في مناطق مختلفة من الجسم تظهر خالل مراحل النمو المختلفة‪.‬‬
‫• ويرى أن اإلنسان أناني في سلوكه‪ ،‬ومدفوع بدوافع شعورية وأخرى ال شعورية‪،‬‬
‫وأعطى الالشعور أهمية كبرى في توجيه السلوك من أجل اشباع تلك الدوافع‬
‫نظرية التحليل النفسي في النمو عند فرويد‬
‫• وفيما بعد قام كل من "أدلر" و "يونج" و "آنا فرويد" بتطوير نظرية التحليل النفسي‬
‫بعد فرويد‪ ،‬وركزوا على البعد االجتماعي‪ ،‬في حين ركز فرويد على البعد‬
‫البيولوجي في فهم الشخصية؛ أي أن السلوك اإلنساني محكوم بغرائز فطرية ال‬
‫شعورية – الرغبات الجنسية واألفكار المكبوتة‪ ،‬ويتم التعبير عن تلك الرغبات‬
‫بطرق غير مباشرة كاألحالم‪ ،‬وزالت اللسان‪ ،‬واللجوء لألدب والفن كوسيلة تعبيرية‬
‫عما في الالشعور‪.‬‬
‫• وترى هذه النظرية أن عملية النمو تتم من خالل تفاعل ديناميكي بين الحاجات‪،‬‬
‫والدوافع الفطرية عند الفرد والمتمثلة بالجنس والعدوان والحياة من ناحية‪ ،‬وبين‬
‫المعايير االجتماعية من ناحية أخرى‪.‬‬
‫نظرية التحليل النفسي في النمو عند فرويد‬
‫• تتكون الشخصية من ثالث قوى أساسية متفاعلة معا‪ ،‬وهذه القوى هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الهو ‪: Id‬‬
‫مصدر الطاقة الغريزية‪ ،‬وطبيعتها ال شعورية‪ ،‬ويسيطر عليها "مبدأ اللذة" ويتمثل في‬
‫إشباع الحاجات‪ ،‬وتجنب األلم‪ ،‬ويعمل على الضغط باتجاه إشباع الحاجات دون مراعاة‬
‫الواقع‪ ،‬أو القيم‪ ،‬وإلبعاد هذه الرغبات يلجأ الفرد إلى استخدام وسائل دفاعية مختلفة‪ ،‬مثل‬
‫الكبت‪ ،‬التكوين العكسي‪ ،‬اإلسقاط‪ ،‬التسامي‪ ،‬التبرير‪ ،‬والنكوص‪..‬‬
‫‪ .2‬األنا ‪: Ego‬‬
‫يمثل الوظائف العقلية المعبّرة عن الواقع‪ ،‬وتشمل توقعات المجتمع بما فيه من عادات‬
‫وتقاليد‪ ،‬وتنمو من خالل تفاعل هذه العمليات معا‪ ،‬وتعمل على إيجاد طريق مقبول إلشباع‬
‫الحاجات‪ ..‬ويتحكم بها "مبدأ الواقعية" أي أنها تستخدم الجانب العقلي لحل المشكالت‪.‬‬
‫نظرية التحليل النفسي في النمو عند فرويد‬
‫• ‪ .3‬األنا األعلى‪:‬‬
‫ويمثل الضمير ويشمل‪ :‬القيم الدينية والتربوية واألخالقية وعادات المجتمع‪ ،‬ويظهر متأخرا‬
‫في مراحل الطفولة‪ ،‬وذلك لتأخر القوى التي تشكل الضمير ومعرفة الصح والخطأ‪ ،‬الحرام‬
‫والحالل‪ ،‬الخير والشر‪ ..‬وهذا يمثل الجانب المثالي والخلقي لسلوك الفرد‪ ،‬ويتشكل األنا‬
‫األعلى من‪:‬‬
‫‪ .1‬الضمير‪ :‬عندما تقوم الذات بإصدار األوامر للفرد بأن هذا السلوك صحيح‪ ،‬وذلك خطأ‪،‬‬
‫عندها يكون الضمير نام‪ ،‬وقادر على توجيه السلوك‪.‬‬
‫‪ .2‬الذات المثالية‪ :‬وتتشكل من خالل التشجيع على السلوك المرغوب‬
‫نظرية التحليل النفسي في النمو عند فرويد‬
‫• مراحل النمو السيكوجنسي (النفس جنسي)‬
‫أكد فرويد على أهمية السنوات الخمس األولى من حياة الطفل‪ ،‬ألن شخصيته تتشكل فيها‪ ،‬وخالل‬
‫نموهم يتعرضون للصراع والقلق أثناء محاولتهم إلشباع غرائزهم األساسية‪ ،‬وافترض فرويد‬
‫وجود خمس مراحل للنمو النفس جنسي تتميز كل مرحلة بسيطرة مصدر معين إلشباع الحاجات‬
‫الغريزية‪ ،‬ويرتبط هذا اإلشباع بمنطقة معينة من الجسم‪ ،‬وهذه المراحل هي‪:‬‬
‫‪ .1‬المرحلة الفمية‪( :‬من الوالدة – ‪ 1.5‬عام)‬
‫‪ .2‬المرحلة الشرجية‪ ( :‬من ‪ 3 - 1.5‬سنوات)‬
‫‪ .3‬المرحلة القضيبية‪ 6 ،5- 3( :‬سنوات)‬
‫‪ .4‬مرحلة الكمون‪ 12 – 7( :‬سنة)‬
‫‪ .5‬المرحلة التناسلية‪( :‬من البلوغ إلى الوفاة)‬
‫مراحل النمو السيكو جنسي‬
‫• أوال‪ :‬المرحلة الفمية‬
‫تبدأ منذ الوالدة لغاية ‪ 1.5‬سنة‪ ،‬يكون الفم مصدر اللذة في هذه المرحلة‪ ،‬وتتركز أنشطة‬
‫الطفل بعمليات المص والقضم‪ ،‬ويكون الطفل معتمدا على أمه‪ ،‬وعند حرمان الطفل من‬
‫مصادر اللذة (الفطام المبكر) سيشعر بالحرمان وعدم الطمأنينة‪ ،‬وسوف يحصل عنده ما‬
‫يسمى "بالتثبيت" ويظهر على شكل مص األصبع أو قضم األظافر في المراحل الالحقة‪..‬‬
‫ويصبح شرها في مرحلة الرشد‬
‫• ثانيا‪ :‬المرحلة الشرجية‬
‫وتمتد من (‪ 3 – 1,5‬سنوات) يصبح مركز اللذة في المنطقة الشرجية‪ ،‬ويشعر بلذة من‬
‫عملية اإلخراج‪ ،‬وقدرته على السيطرة على تلك العملية‪ ،‬ونتيجة عوامل التنشئة قد ال يتمكن‬
‫الطفل من السيطرة على هذه العملية ويحد لدية التثبيت على شكل "نكوص" وحدوث تبول‬
‫ال إرادي في المراحل الالحقة‪ ..‬ويصبح بخيال‪ ،‬عدوانيا‪ ،‬يميل للسلوك الوسواسي‬
‫مراحل النمو السيكو جنسي‬
‫• ثالثا‪ :‬المرحلة القضيبية‬
‫وتمتد من (‪ ) 6 ،5- 3‬سنوات‪ ،‬ويشعر الطفل بلذة في األعضاء التناسلية‪ ،‬ويبدأ اهتمامه بالفروق‬
‫التشريحية بين الذكر واألنثى‪ ،‬وتظهر عقدة "أوديب" وعقدة "ألكترا" وإذا حصلت مشكالت مع‬
‫الطفل في هذه المرحلة ستؤدي لحدوث "التثبيت" الذي سيظهر على شكل اضطرابات جنسية‬
‫واعتداءات على األطفال أو الجنس اآلخر خاصة في مرحلة المراهقة‪ ..‬يميل للتعالي والنرجسية‪.‬‬
‫• رابعا‪ :‬مرحلة الكمون‬
‫وتمتد من (‪ ) 12- 7‬سنة‪ ،‬وفيها يخمد الدافع الجنسي‪ ،‬وتتجه اهتماماته نحو اللعب مع األفراد من‬
‫نفس جنسه‪.‬‬
‫• خامسا‪ :‬المرحلة التناسلية‬
‫تقع بين (‪ ) 18- 12‬سنة وفيها يحدث البلوغ‪ ،‬ويتجه في عالقاته نحو الجنس اآلخر‪ ،‬ويرى أن الدافع‬
‫الجنسي نحو الوالدين يظهر في هذه المرحلة لكنه ال يستمر بسبب ضغط المجتمع‬
‫نظرية النمو النفس اجتماعي‬
‫• يرى "أريكسون " أن الفرد يواجه في كل مرحلة أزمة تنطوي على صراع يتطلب الحل كي‬
‫يستطيع الطفل االنتقال إلى المرحلة لتالية بسالم‪ ..‬وأن هذه المراحل مترابطة‪ ،‬ومتسلسلة‪،‬‬
‫وهذه المراحل هي‪:‬‬
‫▪ تعلم الثقة مقابل عدم الثقة (الوالدة ‪ 2 -‬سنة)‪:‬‬
‫تمتد إلى السنة الثانية من عمر الطفل‪ ،‬وفيها يحتاج إلى الحب والرعاية ليطور الثقة‪ ،‬وتقابل‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬المرحلة الفمية عند فرويد‪.‬‬
‫▪ تعلم االستقاللية مقابل الشعور بالخجل والشك‪:‬‬
‫تمتد من (‪ )4-2‬سنوات وفيها يحتاج الطفل لتأكيد استقالليته من خالل السيطرة على عملية‬
‫اإلخراج‪ ،‬وهو بحاجة للتدريب ليتمكن من السيطرة على ذلك‪ ،‬وعدم توفير الرعاية الالزمة‬
‫سيقود الطفل إلى الشعور بالخجل والعار‪ ،‬وتقابل هذه المرحلة‪ ،‬المرحلة الشرجية لدى فرويد‬
‫نظرية النمو النفس اجتماعي‬
‫▪ تعلم المبادرة مقابل اإلحساس بالذنب‪:‬‬
‫تمتد من (‪ )6-4‬سنوات‪ ،‬وفيها يطور الطفل اإلحساس بالمسؤولية والقدرة على المبادرة‪،‬‬
‫وتحديد أهدافه‪ ،‬يتشكل الضمير من خالل التمييز بين الصح والخطأ‪ ..‬المبالغة من قبل‬
‫المربين واألهل في استخدام العقاب‪ ،‬وعدم توفير الدعم لمبادراته‪ ،‬وألعابه سيولد الشعور‬
‫بالذنب لديه‪.‬‬
‫▪ تعلم الجهد مقابل الشعور بالنقص‪:‬‬
‫تمتد من (‪ )12-7‬سنة‪ ،‬وفيها يحتاج لتعلم مهارات قواعد السلوك‪ ،‬والشعور بالعطاء‬
‫والنجاح‪ ،‬ومهارات التواصل االجتماعي‪ ،‬وإال سوف يشعر الطفل بالنقص‪ ..‬لذا ال بد من‬
‫توفير فرص النجاح للمتعلمين في المدرسة واألسرة لتنمية الشعور بالنجاح‪.‬‬
‫نظرية النمو النفس اجتماعي‬
‫▪ تعلم الهوية مقابل اإلحساس بغموض الهوية‪:‬‬
‫تمتد من (‪ )20-13‬وفيها يمر األفراد بمرحلة المراهقة‪ ،‬ويسعون لتأكيد هوياتهم‪ ،‬من خالل‬
‫تحديد أدوارهم‪ ،‬وإمكانياتهم‪ ،‬وتنشأ األزمة بين حاجات األفراد ومطالب المجتمع‪..‬‬
‫تمتاز المراهقة بتغيرات جسدية وعقلية وانفعالية واجتماعية ينتج عنها سلوكيات كالتمرد‬
‫والعصيان‪ ..‬لذا هو بحاجة إلى اإلشراف والتوجيه لتبني الدوار السليمة‪ ،‬سيشعر بغموض‬
‫الهوية‪.‬‬
‫▪ تعلم األلفة مقابل الشعور بالعزلة‪:‬‬
‫تبدأ (من العقد الثاني وتستمر حتى ‪ 35‬سنة) وتتطلب الشعور باالستقرار العائلي والمهني‬
‫من خالل إيجاد شريك الحياة المناسب‪ ،‬والحصول على وظيفة مناسبة‪ ،‬وإقامة عالقات‬
‫صداقة متوازنة‪ ،‬والفشل في ذلك يقود إلى الشعور بالعزلة‪.‬‬
‫نظرية النمو النفس اجتماعي‬
‫▪ تعلم اإلنتاجية مقابل الشعور باستغراق الذات (اإلغراق بالذاتية)‬
‫وتستمر من (‪ -35‬سن التقاعد) وتتطلب قدرة الفرد على العطاء‪ ،‬سواء في العمل أو في‬
‫إنجاب األطفال‪ ،‬والفشل في دور األبوة والعمل يؤدي إلى أن ينكب الفرد على ذاته‪ ،‬ويصبح‬
‫منعزال‪.‬‬
‫▪ تعلم التكامل مقابل اإلحساس باليأس‪:‬‬
‫تأتي بعد سن التقاعد‪ ،‬ويتوقف الشعور بالتكامل والثقة على اإلنجازات في المراحل‬
‫الماضية‪ ،‬وإال سيشعر باليأس‪.‬‬
‫نظريات النمو المعرفي‬
‫• نظرية بياجيه‬
‫يركز بياجية على التغير في نوعية الذكاء "التغير الكيفي" ويرى أن النمو العقلي يحدث‬
‫نتيجة االستكشافات التي تحدث أثناء تفاعل الطفل مع البيئة‪ ،‬وان البيئة الغنية تساعده على‬
‫التكيف‪ ..‬ويطور اإلنسان العمليات العقلية لديه من خالل عمليتي‪ :‬التنظيم والتكيف‪.‬‬
‫ويشير "التنظيم" إلى نزعة الفرد إلى ترتيب العمليات العقلية‪ ،‬في أنظمة‪ ،‬وتجميعها بشكل‬
‫متناسق في "بنى معرفية"‬
‫ويرى أن عملية "التكيف" تعتمد على التنظيم الداخلي الذي يقوم به الطفل وتضم‪ :‬نزعة‬
‫"التالؤم" وهي نزعة الفرد إلى تغيير تصوراته الذاتية لتتناسب مع معطيات البيئة الخارجية‬
‫ونزعة "الت ّمثل" وتعني استيعاب الفرد للخبرات الخارجية في البنى المعرفية الموجودة‬
‫لديه‪ ..‬ومن خالل عمليتي التمثل والموائمة يصل الفرد لحالة التوازن للتكيف مع البيئة‬
‫نظرية بياجيه‬
‫• تعتبر عملية التوازن عملية متقدمة ذات تنظيم ذاتي تهدف إلى أن يتكيف الطفل مع البيئة‪،‬‬
‫بحيث يصل الطفل لمفهوم "المقلوبية" الذي يعتبر األساس في تطوير البنى المعرفية (‪3× 5‬‬
‫= ‪ )5× 3‬وكلما انتقل الفرد من حالة ألخرى أرقى سيشعر بعدم التوازن‪ ،‬لذا يقوم بعمليتي‬
‫التمثّل والموائمة للوصول إلى التوازن من جديد‪.‬‬
‫• واستخدم بياجية مفهوم "المخطط" ‪ Scheme‬وهو بناء فكري ناتج عن تنظيم األحداث‬
‫التي يدركها الفرد بناء على خصائصها المشتركة‪ ،‬وأثناء عملية النمو المعرفي يتطور‬
‫المخطط عند الطفل من مخطط بسيط إلى مخطط معقد تدريجيا‪ ،‬وكلما مر بخبرات أكثر‬
‫تعقيدا كلما كان أكثر ذكاء‬
‫• وعليه فإن ذكاء الفرد يشتمل على التكيف البيولوجي‪ ،‬والتوازن بين الفرد ومحيطه‪،‬‬
‫والنشاط العقلي الذي يبذله‪.‬‬
‫نظرية بياجيه‬
‫• مراحل النمو المعرفي‬
‫• أوال‪ :‬مرحلة التفكير الحسي الحركي‬
‫تمتد من (الوالدة ‪ 2 -‬سنة) يتعلم من خالل اإلحساس بوجود األشياء‪ ،‬واالتصال بها‪ ،‬وهذه‬
‫الموضوعات تمثل بداية تشكيل "البُنى العقلية" وتُقسم هذه المرحلة إلى ست مراحل فرعية‬
‫‪ .1‬المرحلة االنعكاسية‪ :‬وتحدث في الشهر األول‪ ،‬وتمثل سلوك المص والبلع‪ ،‬وفيها ال يفرق‬
‫الطفل بين ذاته واألشياء المحيطة به‪.‬‬
‫‪ .2‬مرحلة االستجابات الدائرية األولية‪ :‬وتمتد من (‪ 4-2‬أشهر) وتصدر عن الطفل استجابات‬
‫منعكسة متكررة مثل تكرار فتح اليد وإغالقها‪ ،‬وفيها يبدأ التآزر بين الفم واليد‪.‬‬
‫‪ .3‬مرحلة االستجابات الدائرية‪ 8-5( :‬أشهر) يكرر بعض األنشطة التي يعزز عليها‪ ،‬وينمو‬
‫التآزر بين اليد والفم‪ ،‬ويكرر وضع األشياء في فمه‪ ،‬ويمد يده لمسك األشياء القريبة منه‪.‬‬
‫نظرية بياجيه‬
‫• ‪ .4‬مرحلة حل المشكالت البسيطة‪:‬‬
‫وتمتد من (‪ 12 – 9‬شهر) وتتميز بقدرة الطفل على حل المشكالت البسيطة‪ ،‬وتبقى األشياء‬
‫في مخيلته حتى بعد أن تختفي (ظاهرة بقاء األشياء) ويحاول تقليد النشاط الذي يحدث‬
‫أمامه‪.‬‬
‫‪ .5‬مرحلة البحث عن األشياء المخفية عنه‪:‬‬
‫وتمتد من (‪ 18 – 13‬شهر) يبحث عن طرق جديدة لحل المشكالت‪ ،‬ويبدأ بالتمييز بين‬
‫الذات والبيئة‪ ،‬وأن له كيان مستقل عن األشياء الخارجية‪ ،‬وهذا بداية تكوين "مفهوم الذات"‬
‫لديه‪ ،‬وتتطور فكرة ثبات األشياء في عقله‪.‬‬
‫‪ .6‬مرحلة بدء الكالم‪:‬‬
‫من (الشهر ‪ – 19‬نهاية ‪ 2‬سنة) تبدأ عملية اكتساب اللغة‪ ،‬ويستعمل وسائل جديدة للوصول‬
‫ألهدافه‪ ،‬ويطور درجة بسيطة من عمليات التذكر والتخطيط والتخيل‪.‬‬
‫نظرية بياجيه‬
‫• ثانيا‪ :‬مرحلة ما قبل العمليات‬
‫➢ وتمتد من (بداية السنة ‪ -3‬نهاية السنة ‪ )7‬وفيها يتم تهذيب القدرات الحسية الحركية‪،‬‬
‫ويمارس "اللعب الرمزي اإليهامي" ويزداد طول الجملة‪ ،‬وعدد المفردات اللغوية‪ ..‬وتزداد‬
‫قدرته على تكوين بعض المفاهيم العقلية مثل‪ :‬طويل قصير‪ ،‬كبير صغير‪.‬‬
‫➢ وتزداد لديه التصورات "األنوية" وهي حالة ذهنية تمتاز بعدم القدرة على التمييز بين‬
‫الواقع والخيال‪ ..‬وبين الذات والموضوع‪ ..‬وبين األنا واألشياء من حوله؛ فالطفل ال يعرف‬
‫الزمان والمكان‪ ،‬أو السببية القائمة بين الظواهر المختلفة‪ ..‬وتظهر "األنوية" في مختلف‬
‫سلوكيات الطفل؛ فهو يتحدث مع نفسه‪ ،‬ويرغب في أن يكون كل شيء ملك له وحده حتى‬
‫أمه فهي له‪ ،‬وليست إلخوته‪ ،‬وهذا ما يسمى "التمركز حول الذات"‬
‫نظرية بياجيه‬
‫➢ وفي هذه المرحلة تظهر "التصورات اإلحيائية" فهو يعطي الجمادات صفة الحياة؛ فهو‬
‫يتحدث إلى لعبته‪ ،‬ويعتبر العصا حصان‪ ..‬وهذا ما يساعد في تطوير خيال الطفل والتفكير‬
‫االبتكاري‪ ،‬لكنه غير قادر على التفكير بأكثر من بُعد واحد‪ ،‬وتمتاز هذه المرحلة بالسببية؛‬
‫فهو يربط وجود األشياء بأسباب تتعلق بحاجاته‪ ،‬وتتميز هذه المرحلة بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬البدء بتكوين بعض المفاهيم وتصنيف األشياء بناء على بُعد واحد‬
‫‪ .2‬يتطور اإلدراك البصري أكثر من التفكير المنطقي‬
‫‪ .3‬اتساع حالة التمركز حول الذات‬
‫‪ .4‬ال يستطيع التفكير من خالل اللغة‪ ،‬إنما يعبر عن نفسه بالسلوك‪.‬‬
‫‪ .5‬يميز جنسه‪ ،‬ويبدأ بلعب الدور الخاص بالجنس‬
‫نظرية بياجيه‬
‫‪ . 6‬ال يتمكن من إدراك مفهوم‬
‫"االحتفاظ" ‪ ..‬وفي تجاربه على‬
‫"ظاهرة االحتفاظ" لدراسة العمليات‬
‫العقلية للطفل‪ ،‬وجد أن الكتلة والحجم‬
‫ال تحتفظ بخواصها عند تغير شكلها‪،‬‬
‫أو شكل الوعاء الموضوعة فيه‬
‫بالنسبة للطفل في هذه المرحلة‪،‬‬
‫ويعتبر تطور هذا المفهوم مظهرا من‬
‫مظاهر النمو العقلي‪.‬‬
‫نظرية بياجيه‬
‫➢ وفي تجربة تم وضع ستة فناجين قهوة‪ ،‬ومقابلها صحونها الست‪ ،‬وعند العد قرر انهما‬
‫متساويان‪ ..‬وعندما تم وضع الصحون فوق بعضها البعض‪ ،‬وسؤال الطفل أيهما أكثر‪،‬‬
‫قال أن عدد الفناجين أكثر‪.‬‬
‫أما الطفل في سن سبع سنوات يفترض أن عدد األشياء التي كانت متساوية قبل يبقى‬
‫متساويا فيما بعد‪ ،‬ويصبح التساوي الرقمي أهم من االنطباعات البصرية‪.‬‬

‫‪ .7‬حب االستطالع من خالل طرح األسئلة المتكررة‪.‬‬


‫‪ .8‬ال يتمكن من إدراك "مفهوم المقلوبية" (‪)5× 3 = 3× 5‬‬
‫نظرية بياجيه‬
‫• ثالثا‪ :‬مرحلة العمليات المادية‪:‬‬
‫➢ وتبدأ من (‪ 11 -7‬سنة) تتطور العمليات العقلية لكنها مرتبطة باألفعال المادية الملموسة‪،‬‬
‫ويصبح قادرا على التفكير بنتائج األعمال‪ ،‬وفهم وجهة نظر اآلخرين‪ ،‬وتتطور اللغة عنده‪،‬‬
‫وتأخذ الطابع االجتماعي‪ ،‬وتقل "األنوية"‪ ،‬يدرك مفهوم "االحتفاظ"‪..‬‬
‫➢ ويتخلص الطفل من مفهوم "اإلحيائية" وتتطور القدرات العقلية بحيث يصبح قادرا على‬
‫إدراك مفهوم "المقلوبية"‪ ..‬ويصبح قادرا على التفكير بأكثر من بعد‪ ،‬لكنه يبقى غير قادر‬
‫على التفكير المنطقي‪.‬‬
‫نظرية بياجيه‬
‫• رابعا‪ :‬مرحلة العمليات المجردة‬
‫وتمتد من (‪ 12‬سنة فما فوق) وتمثل أعلى درجات النمو‪ ،‬ويستطيع الطفل أن يفكر بمنطق‬
‫افتراضي‪ ..‬يضع جميع احتماالت حل المشكلة‪ ،‬وضع عدة بدائل للحل وتفسير الظاهرة‪،‬‬
‫قادر على استخدام الرموز‪ ،‬وتعتبر اللغة والرموز‪ ،‬والمفاهيم المجردة من اللبنات األساسية‬
‫في التفكير‬
‫• النمو الخلقي‪:‬‬
‫قام كولبرج بدراسة النمو الخلقي وقد تأثر بدراسات بياجية في هذا المجال‪ ،‬وقد اعتمد‬
‫النظرة األفالطونية للعدالة التي يندرج تحتها الفضائل األخالقية كاالحترام واألمانة وقد كان‬
‫يقابل أشخاص ويعرض عليهم معضلة أخالقية‪ ،‬وهذه المعضلة تحل بواحد من موقفين‬
‫متناقضين‪ ،‬ويطلب منه الحكم على سلوك الشخص الرئيسي في القصة‪ ،‬وماذا عليه أن يفعل‬
‫لحل تلك المشكلة‪ ،‬وعلى المفحوص أن يبرر جوابه‪.‬‬
‫نظرية بياجيه‬
‫• ومن خالل تجاربه تمكن كولبرج من معرفة القوانين التي تعكس بنية الحكم الخلقي‪ ،‬وليس‬
‫السلوك األخالقي‪ ،‬وكان يحدد المرحلة األخالقية للفرد بناء على وجهة نظره في مفاهيم‬
‫مثل‪ :‬اللوم والعقاب والملكية واألدوار االجتماعية الفرعية والقانون والحياة والعدالة‬
‫والفضيلة‪.‬‬
‫• وقد أجرى دراسات طولية وأخرى عرضية على ثقافات متنوعة من مدينة شيكاغو‬
‫األمريكية‪ ،‬استمرت حوالى ‪ 20‬عاما تناولت أطفاال أعمارهم بين (‪ )16-10‬ثم عدلها‬
‫لتشمل فئات عمرية أوسع‪.‬‬
‫• في عام (‪ )1958‬توصل إلى تصنيف يشير إلى أن الحكم األخالقي ينمو عبر سلسلة من‬
‫المراحل‪ ،‬ضمن ثالث مستويات؛ كل مستوى يتضمن مرحلتين‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫نظرية النمو الخلقي ‪ -‬كولبرج‬
‫• أوال‪ :‬المستوى ما قبل التقليدي‬
‫تمتد (‪ 9-0‬سنوات) ويتأثر الطفل بالثقافة في تحديده للخير والشر‪ ،‬ويحكم على السلوك بناء‬
‫على النتائج المادية المترتبة على الفعل‪ ،‬كالعقاب والثواب‪ ،‬وبناء على قوة الشخص الذي‬
‫يُصدر تلك التعليمات كاألب واألم‪ ،‬أو المعلم‪ ،‬وتتضمن مرحلتين‪:‬‬
‫‪ .1‬التوجه نحو العقاب والطاعة‬
‫تكون أحكام األطفال مرتبطة بالنتائج المترتبة على السلوك؛ فاألفعال الحسنة هي التي‬
‫تكافئ‪ ،‬والسيئة هي التي تعاقب‪ ،‬بغض النظر عن المعنى اإلنساني‪ ،‬فالفرد يحترم القانون‬
‫تجنبا للعقاب‪.‬‬
‫‪ .2‬التوجه النسبي الذرائعي‬
‫تعتبر األفعال التي يتم تعزيزها حسنة‪ ،‬والتي ال تعزز سيئة‪ ،‬كما يعتبر أن العمل الصحيح‬
‫يرتبط بما يشبع حاجات اآلخرين ( المنفعة الشخصية‪ ،‬وليس القيم اإلنسانية)‬
‫نظرية النمو الخلقي ‪ -‬كولبرج‬
‫• ثانيا‪ :‬المستوى التقليدي‪:‬‬
‫يمتد من (‪ 15- 9‬سنة) يلتزم فيها الشخص بتوقعات األسرة والنظم االجتماعية بغض النظر عن‬
‫نتائجها المباشرة (دعم القوانين والمحافظة عليها‪ ،‬وتقمص األشخاص القائمين عليها) وتتضمن‬
‫المرحلتين التاليتين‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة توافق العالقات الشخصية المتبادلة أو "الصبي الطيب أو البنت الطيبة"‬
‫فالسلوك الجيد هو الذي يسعد اآلخرين ويساعدهم‪ ،‬وينال رضاهم‪ ..‬يقوم الفرد بتمثّل الفكرة‬
‫التقليدية حول السلوك الجيد‪ ،‬ويتقيد بتلك الفكرة‪ ،‬ويجعلها معيارا لسلوكه‪ ،‬كي يؤخذ عنه انطباعا‬
‫حسنا‪ ،‬ويحكم بناء على نية الفاعل‪ ،‬وليس على نتائج السلوك‪.‬‬
‫‪ .2‬التوجه نحو القانون‪:‬‬
‫يتمسك الفرد بالقوانين واحترام السلطة‪ ،‬والذي يتمسك بالقوانين‪ ،‬ويحافظ على النظام االجتماعي‬
‫يعتبر سلوكه جيدا‪ ،‬ويكون التزام الفرد ذاتيا بعد أن كان خارجيا في المراحل السابقة‪.‬‬
‫نظرية النمو الخلقي ‪ -‬كولبرج‬
‫• ثالثا‪ :‬المستوى ما بعد التقليدي "االستقاللي أو المبدئي"‬
‫يلتزم الفرد بالقيم األخالقية التي لها صفة الصدق والتطبيق بعيدا عن سلطة الجماعة أو‬
‫األفراد‪ ،‬وتمتد إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة‪ ،‬وتتضمن‪:‬‬
‫‪ .1‬التوجه نحو العقد االجتماعي أو التوجه القانوني‬
‫أحكام األفراد في هذه المرحلة تستند إلى الحقوق الفردية والعامة‪ ،‬والقيم التي تم‬
‫وضعها فهي نسبية‪ ،‬وااللتزام بروح القانون ال نَصه‪ ،‬وأن هذه القيم يمكن تغييرها‬
‫بحسب مصلحة المجتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬التوجه المبدئي األخالقي العالمي‬
‫وتعتبر أعلى مرحلة من مراحل النمو األخالقي؛ فالصح والخطأ يحكمه الضمير‬
‫والمنطق‪ ،‬وتعتبر هذه المرحلة " مرحلة المبادئ الكلية الشاملة للعدالة والمساواة في‬
‫الحقوق اإلنسانية" وهي ليست قوانين ملموسة‪ ،‬وتقوم على احترام كرامة اإلنسان‪.‬‬
‫نظرية النمو الخلقي ‪ -‬كولبرج‬
‫• ومن خالل تصنيف كولبرج فإن الفرد ينمو أخالقيا‪ ،‬فهو ينتقل من التمركز حول‬
‫الذات‪ ،‬إلى الموضوعية‪ ..‬ومن التفكير بالنتائج المادية الملموسة إلى التفكير بالقيم‬
‫المجردة‪ ..‬ومن االهتمامات الشخصية األنانية إلى االهتمام بالمسؤوليات االجتماعية‪..‬‬
‫ومن االعتماد على معايير خارجية إلى االعتماد على معايير داخلية ذاتية‬
‫• هذا ما يبين الصلة الوثيقة بين نظرية كولبرج في النمو الخلقي‪ ،‬ونظرية بياجيه في‬
‫النمو المعرفي‪ ،‬في تقسيم النمو إلى مراحل‪ ،‬وتطور األحكام األخالقية بناء على‬
‫التطور المعرفي للفرد‪ ..‬مع اإلشارة إلى أن هذه التقسيمات هي فقط لغايات الدراسة‬
‫والبحث‪.‬‬

You might also like