‫عنوان المحاضرة ‪:‬سياسة ديغول تجاه الثورة الجزائرية‪:‬‬

‫أ _ العسكرية ‪:‬‬

‫_ مخطط شال و مشروع خنق الثورة ‪ :‬كان هذا املشروع يسعى اىل استنزاف الثورة‬
‫عسكريا و اقامة املناطق العازلة و منع اي مصدر للسالح و املؤنة و مع ل هذه االجراءات اليت‬
‫استعملتها شال يف خمططه اال انه كان يدر استحالة حتقيق كل اهداف املشروع و انه ليست هناك‬
‫ضمانات لالنتصار على الثورة و قد بدأ هذا املشروع بتنفيذ سنة ‪ 1958‬بدعم من قوات احللفاء‬
‫و كان برناجمه طويل املدى و كان يصبو هذا املخطط اىل حتقيق ثالثة أهداف رئيسية هي ‪:‬‬

‫_ ضمان أمن و مناعة احلدود الربية هبدف منع الثورة من احلركة عرب قواعدهم اخللفية يف‬
‫املغرب و تونس‬

‫_ اقامة خط دفاعي ثاين على مقربة من املناطق` احلدودية يدعم خط موريس و يكون أكثر‬
‫تطورا ‪.‬‬

‫_مهامجة وحدات اجليش يف الواليات ‪ ،‬الواحدة تلو األخرى و احتالل املواقع املسيطر‬
‫عليها أما تنفيذ هذا املخطط فيعتمد على الوسائل التالية` ‪:‬‬

‫_ احملافظة على املناطق املطوقة مع اصدار االوامر للوحدات العسكرية بأن تكون دائمة‬
‫احلركة حىت تراقب باستمرار منطقتها ‪.‬‬

‫_ تكليف الطريان مبراقبة االرض يف النهار باستمرار ‪.‬‬

‫_ القيام بعمليات عسكرية كبرية جتمع فيها خمتلف القوى العسكرية املوجودة يف اجلزائر‪.‬‬
 ‫_ اخلطوط املكهربة ‪ :‬لقد اعتربت فرنسا ان اخلطر احلقيقي` يايت من احلدود خاصة بعد‬
‫استقالل` كل من تونس و الغرب لذلك ركزت جهودها على تشديد الرقابة على هذه املناطق` و‬
‫الروع يف اقامة االسالك الشائكة عري احلدود الشرقية و الغربية و قد امتد هذا اخلط من عنابة اىل‬
‫تبسة وصوال اىل اجلنوب اجلزائري و قد تطلب انشاء هذه اخلطوط امكانيات` مادية و بشرية‬
‫متثلت يف غرس االعمدة املعدنية يف قوالب من االمسنت و تلغيم األراضي ووضع االسالك` الشائكة‬
‫و املكهربة` ووضع مركز و أبراج للمراقبة‬

‫_ التعذيب ‪ :‬يعرتف العديد من جنرالت اجليش الفرنسي مبمارسة عملية التعذيب` و تنفيذ‬
‫االغتياالت ضد عناصر جبهة التحرير الوطين دون حماكمة و بعيدا عن انظار االعالم و لقد كان‬
‫التعذيب` هو الوسيلة الوحيدة للحصول على املعلومات و كانت هناك انواع` كثرية من التعذيب‬
‫نذكر منها ‪ :‬التعذيب` اجلسدي و التعذيب بواسطة االعمال الشاقة و كذلك التعذيب بالكهرباء و‬
‫التعذيب` بواسطة الكالب‪.‬‬

‫_ سياسيا ‪:‬‬

‫_ سياسة املناورة وربح الوقت ‪ :‬بعد فشل احللول العسكرية يف مواجهة عناصر جيش‬
‫التحرير جلأ ديغول اىل سياسة املناورة و ربح الوقت يف معركة مع جبهة التحرير الوطين فقد كان‬
‫يف تنقالته يف اجلزائر و فرنسا يعقد الندوات الصحفية و حبضور وسائل اعالمية و أجنبية ‪.‬‬

‫_ مشروع سلم الشجعان ‪ :‬واصل ديغول مناوراته بإتباع جديدة تتمثل يف احلرب النفسية`‬
‫و هذا بعد فشله يف االنتصار على جبهة التحرير الوطين و جيشها عسكريا حيث قام بتاريخ ‪23‬‬
‫أكتوبر ‪ 1958‬خبطاب دعا فيه الثوار` اىل االستسالم و يتضح هذا يف خطابه على املشرع اجلديد "‬
‫أقول لكم بكل وضوح ان أغلب رجال الثورة حاربوا بشجاعة فيأيت سلم االبطال فإن احملاربني‬
‫يستقبلون` استقبال االبطال أما بالنسبة` جلبهة التحرير الوطين فقال عنها ديغول " أما املنطقة‬
‫اخلارجية اليت توجه الثورة فما عليهم اال أن يتصلوا بالسفارة الفرنسية يف تونس أو املغرب و حنن‬
 ‫سنضمن هلم سالمتهم كاملة كما اضمن هلم حرية الرجوع و باستسالم اجملاهدين اجلزائريني و‬
‫عودهتم اىل ديارهم و يسلب منهم أسلحتهم يعتربون` شجعان ألهنم استلموا دون قيد أو شرط ‪،‬‬
‫حيث مننح هلم ضمانات بالعفو و إعادة إدماجهم يف احلياة االجتماعية اما عن اهداف هذا‬
‫املشروع فنكمن يف النقاط التالية ‪:‬‬

‫_ السعي اىل خلق املشال و الفنت بني قادة الثورة يف اخلارج و يف وسط اجليش و ذلك عن‬
‫طريق اسلوب االغراء ‪.‬‬

‫_ ربح الوقت إلضعاف الروح املعنوية` للثوار ‪.‬‬

‫_ السعي إلغراء اجلاهدين بتحسني ظروفهم و حماولة إبعادهم عن هدفهم املنشود ‪.‬‬

‫أما رد احلكومة` املؤقتة` اجلزائرية فكان كالتايل ‪:‬‬

‫_ االعرتاف باحلكومة املؤقتة للجمهورية اجلزائرية و هي ممثلة الشعب باسم جملس الثورة ‪.‬‬

‫_ احلق يف تقرير املصري و ذلك عن طريق خروج االستعمار من اجلزائر ‪.‬‬

‫_ وقف إطالق النار ال يتم اال باالعرتاف على هذه الشروط و يف االخري باء املشروع‬
‫بالفشل و مل ينجح ‪.‬‬

‫_ مبدأ تقرير املصري ‪ :‬جلأ اجلنرال ديغول اىل تقرير املصري عندما تأكد بنفسه من فشل مجيع‬
‫املخططات اليت جاء هبا للقضاء على الثورة فاقدم على اعالن` خطابه و ذلك يوم ‪ 16‬سبتمرب‬
‫‪ 1958‬الذي اعرتف فيه الول مرة حبق الشعب اجلزائري يف تقرير مصريه` حيث وعد باجراء‬
‫االستفتاء حول مستقبل اجلزائريني خيربهم بني ثالثة امور ‪:‬‬
 ‫_ االنفصال ‪ :‬و يعين به اختيار احلكومة` اليت يريدوهنا حيث ترتك فرنسا اجلزائر و على‬
‫اجلزائريني أن ينضموا الوطن الذي يعيشون فيه و باإلمكانيات اليت بني أيديهم و لكنه من هذا‬
‫اخليار و قال هلم ‪ " :‬إين أعتقد بان هذه الطريقة غري معقولة بل ستنجر إىل كارثة"‬

‫_ االدماج ‪ :‬و هو املساواة` بني احلقوق و الواجبات بني مجيع السكان اجلزائريني املسلمني‬
‫و غريهم و هذا االدماج يسمح للجزائريني أن ميارسوا مجيع الوظائف السياسية` و االدارية و‬
‫القضائية و مجيع املصاحل احلكومية` و أن يتمتعوا` جبميع االجور و الرواتب و التأمني االجتماعي و‬
‫التعلم املهين‬

‫_ الفدرالية ‪ :‬يف هذه احلالة ميكن للجزائريني تشكيل حكومة جزائرية اليت سيكون` وزرائها‬
‫جزائريني و تكون متحدة مع فرنسا يف االقتصاد و التعليم و الدفاع عن العالقات اخلارجية و‬
‫يكون` احلكم الداخلي فدراليا أما عن أهداف " مبدأ تقرير املصري " فهي كالتايل ‪:‬‬

‫_ إقامة حكومة مؤقتة يف اجلزائر مكونة من النواب و العمالء املختلطني بباريس يتم‬
‫التفاوض` معها حول إيقاف القتال و هذا يف حالة عدم إمكانية التفاوض` اما يف حالة إمكانية`‬
‫التفاوض` فيكون حول مائدة مستديرة تساهم فيها احلكومة اجلزائرية مبمثلني آخرين من كل‬
‫االجتاهات و النزاعات السياسية` يف اجلزائر ‪.‬‬

‫_ أراد ديغول من هذا املشروع أن يبني للمنظمة الدولية أنه قد لغة القرار اليت اختذهتا‬
‫االمم املتحدة حلل املشكلة اجلزائرية من خالل تطبيق مشروع تقرير املصري ‪.‬‬

‫_ خلق منطقة فرنسية يف اجلزائر باجياد جنسية مزدوجة للراغبني يف البقاء مع فرنسا‬

‫اما رد احلكومة` اجلزائرية املؤقتة فكان كالتايل ‪:‬‬

‫_ رفض املساس بالرتاب الوطين ووحدته ‪.‬‬

‫_ ان الشعب ال ميكن أن ميارس اختياره احلر حتت ضغط جيش االحتالل‬

 ‫_ احلكومة املؤقتة ترفض سياسة فرنسا اليت تدعي بأن` هلا احلق يف استغالل الغاز و البرتول‬
‫يف صحراء اجلزائر‪.‬‬

‫سياسة ديغول االقتصادية و االجتماعية ‪.‬‬

‫_ االقتصادية ‪ :‬بعد جميء اجلنرال ديغول و سقوط اجلمهورية الرابعة حتت ضربات الثورة‬
‫اجلزائرية اليت كانت سببا مباشرا يف تأزم األوضاع السياسية و االقتصادية و فشل كل اخلطط‬
‫واملشاريع االستعمارية ملعاجلة املشكلة اجلزائرية املستعصية` جلأ ديغول اىل برنامج اسرتتيجي املتثل يف‬
‫مشروع قسنطينة و هو عبارة عن حماولة اصالح اجتماعية و اقتصادية لفائدة بعض اجلزائريني كان‬
‫من املقرر تطبيقها` من سنة ‪ 1964_1959‬حيث اعلن عنه ديغول يف خطابه يف قسنطينة يوم ‪13‬‬
‫أتوبر ‪ 1958‬و اختار ديغول مدينة قسنطينة بالذات لكوهنا مدينة داخلية بعيدة عن التجمعات‬
‫األوروبية` و ايضا كوهنا مهد احلركة االسالمية و احدى مواطن املقاومة ضد الفرنسيني فهي منوذج‬
‫التجمعات السكانية` الكثيفة` اليت تسودها البطالة و هتزها املشاعر الوطنية املتعاطفة مع الثورة الذي‬
‫جعل السياسة الفرنسية ينظرون اليها على اهنا ميدان جتربة اقتصادية و اجتماعية هادفة لعزل الثورة`‬
‫و حيتوي هذا املشروع على اعمال تنموية اضخم بكثري مما مت اىل غاية ما جيء ديغول و متثلت‬
‫يف ‪:‬‬

‫_ توزيع ‪ 250‬ألف هكتار من االراضي` الزراعية على الفالحني اجلزائريني املسلمني ‪.‬‬

‫_ اقامة مساكن ملليون نسمة من اجلزائريني ‪.‬‬

‫_ احداث ‪ 400.000‬منصب` عمل جديد خالل السنوات اخلمس املقبلة و حتقيق‬

‫الساواة` يف االجور بني املسلمني و األوروبيني وفق شبكة األجور املطبقة`‬

‫_ توفري مقاعد الدراسة لثلثي البنات و البنني و بناء املدارس و مراكز الصحة و غريها من‬
‫التجهيزات االجتماعية ‪.‬‬
 ‫_ اقامة قاعدة للصناعة الثقيلة و أخرى للصناعة اخلفيفة` ‪.‬‬

‫_ توفري مناصب ادارية للجزائريني ‪.‬‬

‫_ رفع االجور اىل مستوى أجور فرنسا االم ‪.‬‬

‫_ شق شبكة الطرقات للتمشيط االقتصادي الفرنسي و خدمة االهداف العسكرية‬

‫االستعمارية و الوصول اىل القرى الريفية املعزولة ‪.‬‬

‫و بدوره يقسم مشروع قسنطينة اىل قسمني ‪:‬‬

‫_ القسم الفالحي ‪ :‬يهدف اىل توزيع قطع من االراضي الزراعية على الفالحني اجلزائريني‬
‫لفالحتها لتحسني مستواهم` املعيشي و بالتايل فصلهم عن الثورة ‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الصناعي ‪ :‬يهدف اىل اقامة مصانع يف اجلزائر هبدف اجياد مناصب عمل و‬
‫تطوير الصناعة` و اهلياكل االساسية و االجتماعية‪.‬‬

‫أما عن اهداف مشروع قسنطينة فهناك اهداف معلنة و اخرى خفية أما املعلنة فتتمثل يف ‪:‬‬

‫_ ضمان زيادة الدخل الوطين اجلزائري‬

‫_ تطوير اجلزائر صناعيا‬

‫_ القضاء تدرجييا على الفروق يف املستوى املعيشي` بني اجلزائر و فرنسا و ضمان مستقبل‬
‫تعايش سلمي بني األوروبيني و اجلزائريني ‪.‬‬

‫أما األهداف اخلفية فتتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫_ القضاء على الثورة باملشاريع و االصالحات‬

‫_ حتقيق االدماج‬
‫_ اجياد خنبة متميزة من اجلماهري يستطيع االستعمار ان يستعملها يف قمع كل حماولة ثورية‬
‫‪.‬‬

‫_ اجياد طبقة من النخبة يف املدن تستطيع ان تقف بعد ذلك يف وجه الفالحني الذين يريد‬
‫ان جيعل منهم طبقة متميزة حتكم جزائر الغد و تتمتع مبزايا االرتباط بفرنسا‬

‫اما نتائج هذا املشروع فقد باء بالفشل الن املتتبع يف إسرتاتيجية ديغول منذ توليه احلكم‬
‫يدرك من خالل هذا املشروع يسعى اىل ابعاد الشعب عن الثورة أو حسب اعتقاده انه سيدفع‬
‫جبهة التحرير الوطين لالستسالم‬

‫*ردود فعل الثورة على سياسة ديغول ‪:‬‬

‫لقد اتبع جيش التحرير الوطين ملواجهة خمطط شال اسرتاتيجية` اعتمدت على التمهل يف‬
‫الرد و ذلك من اجل معرفة طبيعة عمليات شال اجلديدة ليكون` فيما بعد قادر على مواجهتها و‬
‫هذا ما جعل اجليش الفرنسي ال يصطدم بفرق جيش جبهة التحرير اال نادرا الن قيادة الثورة‬
‫اصدرت االوامر اىل خمتلف وحداهتا بأن ال تطهر للجيش الفرنسي ذلك ما ادى بالقيادة الفرنسية‬
‫اىل االعتقاد ان الوالية اخلامسة متت هتدئتها و بعد اصالح جيش التحرير على اخلطة الفرنسية‬
‫اجلديدة سارع اىل اخبار القيادة العامة على هذه اخلطة و توجيه التعليمات العسكرية اجلديدة اىل‬
‫جمالس مجيع الواليات حىت تستعد ملواجهة برنامج شال‬

‫و قد كان اجليش التحرير متاكد من خمطط شال و ما حيمل يف طياته القضاء على الثورة‬
‫لكنه يف النهاية` ال يستطيع القضاء على الثورة و ذلك للتنظيم املرن جليش التحرير الوطين حيث‬
‫اجربهذا التنظيم القوات الفرنسية اىل العودة اىل نظام االفواج القليلة العدد و العدة كما امرت‬
‫قيادة اجليش العديد من اجملاهدين مبغادرة اجلبال و االلتحاق بالقرى و املدن ليعيشوا` يف وسط‬
 ‫مجاهري و هذا كلما بدات القوات الفرنسية بالبحث يف منطقة معينة` اال و غادرها اجملاهدون` اىل‬
‫جهات اخرى و كذلك كيف خمتلف قيادات الواليات` اسرتاتيجياهتا احلربية حسب الوضع الذي‬
‫فرضته خمطط شال فحسب شهادة احد اجملاهدين ان جيش التحرير الوطين قام هبجمات متتالية و‬
‫مركزة على القوات` الفرنسية ملنعها من التمركز و بناء التحصينات كما قام بتطوير حرب‬
‫العصابات` إلحلاق الضرر بقوات اجليش الفرنسي و مت االكثار من الكمائن و الصرجنات اخلاطفة و‬
‫تلغيم الطرقات و مناوشة املراكز و الثكنات` املتقدمة و القيام ببعض` العمليات الفدائية ذات الصدى‬
‫االعالمي و التأثري على العدو مع اختطاف املعمرين و عمالئهم كما عملت هيئة األركان‬
‫بتكثيف العمليات العسكرية ضد املراكز العسكرية الفرنسية املنتشرة يف املنطقة` احلدودية و حماولة‬
‫تدمري خطي شال و موريس لتسهيل عمليات تسريب االسلحة اىل يش التحرير الوطين يف الداخل‬
‫و كذا العمل على تشكيل فرق متخصصة يف نزع االلغام اضافة اىل قيام اجليش بنقل الثورة اىل‬
‫فرنسا و ضرب املنشآت` االقتصادية` و العسكرية هبا دعم ووقوف املهاجرين اجلزائريني اىل جانب‬
‫الثورة ‪.‬‬

‫_ مبدأ تقرير المصير ‪ :‬اعلن اجلنرال ديغول حق الشعب يف تقرير مصريه يوم ‪ 16‬سبتمرب‬
‫‪ 1959‬وفقا لشروط حمددة و هو ما أدى اىل حدوث حالة استنفار يف صفوف احلكومة` املؤقتة`‬
‫اجلزائرية فقامت اثر ذلك بعقد اجتماعات لدراسة كل جوانب املشروع و بعد استشارات داخلية‬
‫و خارجية اعلنت موقفها حيث قامت باصدار بياهنا يوم ‪ 28‬سبتمرب ‪ 1959‬ردا على املبادرة‬
‫الديغولية` حيث جاء يف هذا البيان` أن احلكومة` اجلزائرية املؤقتة مستعدة للدخول يف حمادثات مع‬
‫احلكومة` الفرنسية لبحث الشروط السياسية` و العسكرية اليقاف القتال و حبث شروط و ضمانات‬
‫تطبيق تقرير املصري حيث وافقت على هذا املبدأ و لكن بشروط منها ‪:‬‬

‫‪ _1‬احلكومة اجلزائرية املؤقتة تعارض و ترفض أي مشروع حياول تقسيم اجلزائر اىل‬
‫قسمني‬
 ‫‪ _2‬احلكومة اجلزائرية املؤقتة تعارض بشدة سياسة فرنسا اليت تدعي بأن هلا حق يف‬
‫استغالل` البرتول و الغاز الطبيعي و أن الصحراء اجلزائرية ‪.‬‬

‫‪ _3‬رفض راي الشعب الفرنسي الذي يدعي بأن له احلق يف قبول أو رفض نتائج‬
‫االستفتاء لتقرير املصري ‪.‬‬

‫‪ _4‬احلكومة اجلزائرية املؤقتة ال تثق باالدارة الفرنسية و ال تؤمن بصالحيتها` يف تنظيم ادارة‬
‫االستفتاء ‪.‬‬

‫و لقد كانت احلكومة اجلزائرية املؤقتة` للجمهورية اجلزائرية تطوف القارات فأصبحت‬
‫سياسة ديغول املراوغة وكاسبة تأييدا` عامليا للقضية اجلزائرية و قد استغل وزير خارجية احلكومة‬
‫اجلزائرية املؤقتة كرمي بلقاسم اجتماع جملس وزراء خارجية اقطار اجلامعة العربية كلبنان يف أواخر‬
‫أوت ‪ 1960‬ليتقدم مبذكرة تضمنت مجلة من املطالب أمهها ‪:‬‬

‫_ عقد قمة طارئة لدراسة تطورات القضية اجلزائرية ‪.‬‬

‫_ تكثيف اجلهود الدبلوماسية لكسب املزيد من االعرتافات باحلكومة املؤقتة` ‪.‬‬

‫_ حماولة اقناع اجلمعية العامة يف الدورة القادمة بتويل االمم املتحدة االشراف املباشر على‬
‫االستفتاء يف تقرير املصري‪.‬‬

‫و قامت احلكومة` املؤقتة ايضا باملطالبة بقطع عالقات الدول االعضاء بفرنسا يف السياسة و‬
‫االقتصاد و حىت يف الثقافة` و الفنون و تكثيف` احلملة على احللف االطلسي لفضح أساليبه و دعمه‬
‫لفرنسا و عمل كل منهم على اجالء قواهتا يف بعض االقطار العربية‪.‬‬

‫_ سلم الشجعان ‪ :‬اعتربت احلكومة اجلزائرية املؤقتة` هذه املبادة الديغولية` هتدف اىل زعزعة‬
‫الصفوف فبعد مناقشة اعضاء احلكومة املؤقتة للجمهورية اجلزائرية كمشروع ديغول أصدرت‬
‫بيانا اعلنت فيه عن رفضها الصريح ملقرتح ديغول الذي اعتربته` غري قادر على حل القضية اجلزائرية‬
 ‫و جددت عرضها بالتفاوض معها باعتبارها مفاوضا للشعب اجلزائري و أكد فرحات عباس‬
‫قائال ‪ " :‬الشعب اجلزائري لن يلقى السالح و لن نقبل بسلم الشجعان و اجلزائر ليست فرنسا و‬
‫الشعب اجلزائري ليس فرنسي و لن تقبل اجلزائر اال بتقرير مصريها و استقالهلا` ووحدة شعبها و‬
‫تراهبا ‪.‬‬

‫و أكدت احلكومة اجلزائرية يف بياهنا ان ديغول يؤكد على رفضه للتفاوض مع املمثل‬
‫احلقيقي` للشعب اجلزائري اذ اظهر نواياه` من خالل تصرحيه يف ‪ 23/10/1958‬على تسوية‬
‫القضية` اجلزائرية لكن ليس عن طريق جبهة التحرير الوطين فهو يريد ان يقسم قادة الثورة اىل‬
‫عسكريني و سياسيني و يندد ببطولة العسكريني و حيتقر السياسيني و قد قال فرحات عباس ‪" :‬‬
‫إن مشكلة وقف اطالق` النار يف اجلزائر ليست مشكلة عسكرية فقط بل مشكلة عسكرية فقط بل‬
‫مشكلة سياسية اساسا و املفاوضات جيب ان تشمل كل جوانب القضية` اجلزائرية و اكد على‬
‫ضرورة االسراع يف التفاوض` نظرا لضعف العمل العسكري يف الداخل و يف االخري نستنتج مما‬
‫سبق أن‬

‫مبادرة سلم الشجعان لقت رفضا تاما من قبل جبهة التحرير الوطين ال جينحون للسلم‬
‫حيث جلأ ديغول للتخطيط للدمج الن ديغول اراد من خالهلا القضاء على الثورة وزرع اخلالفات‬
‫و االنقسامات` بني قادهتا السياسية` و العسكرية ومنه خلق الفتنة` داخل اجليش‬
 ‫المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬وهيبة` سعدي ‪ ،‬الثورة` اجلزائرية و مشكلة السالح ‪ ، 1962_1959‬دار املعرفة ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ -‬ادريس خيضر ‪ ،‬البحث يف تاريخ اجلزائر ‪ ، 1962 _1830‬دار الغرب ‪ ،‬وهران ‪.‬‬
‫‪ -‬عمر بوضربة ‪ ،‬النشاط الديبلوماسي` للحكومة املؤقتة للجمهورية اجلزائرية سبتمرب ‪، 1958‬‬
‫جانفي ‪ ، 1962‬دار احلكمة ‪ ،‬اجلزائر ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -‬حيي بوعزيز ‪ ،‬ثورات القرن العشرين ‪ ،‬دار البعث ‪ ،‬اجلزائر ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ -‬حممد حلسن ازغيدي ‪ ،‬مؤمتر الصومام و تطورات ثورة التحرير الوطين اجلزائري ‪_1956 ،‬‬
‫‪ ، 1962‬املؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ،‬اجلزائر ‪.1989 ،‬‬
‫‪ -‬عبد اجمليد عمراين ‪ ،‬النخبة الفرنسية ‪ ، 1962 _1954‬دار الشهاب ‪ ،‬باتنة ‪.‬‬
‫‪ -‬حممد العريب الزبريي ‪ ،‬كتاب مرجعي عن الثورة التحريرية ( ‪ ، )1962 _1954‬منشورات‬
‫املركز الوطين للدراسات و البحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمرب ‪ ، 1954‬اجلزائر ‪،‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫‪ -‬حممد بلعباس ‪ ،‬الوجيز يف تاريخ اجلزائر املعاصر ‪ ،‬دار املعاصر ‪ ،‬اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬حممد امليلي ‪ ،‬مواقف جزائرية ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ،‬اجلزائر ‪. 1946 ،‬‬
‫‪charles Robert ageron, histoire de l agerie contemporaine‬ـ‬
‫‪edition presse unreersitior de France 1977.‬‬
‫‪ -‬خلضر بورقعة ‪ ،‬شاهد على اغتيال الثورة ‪ ،‬دار احلكمة ‪ ،‬اجلزائر ‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬صاحل بلحاج ‪ ،‬تاريخ الثورة اجلزائرية ‪ ،‬دار الكتاب احلديث ‪ ،‬اجلزائر ‪.‬‬